بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الائمة الأطهار المجلد 24

هوية الكتاب

بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.

عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 24: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.

عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].

مظهر: ج - عينة.

ملاحظة: عربي.

ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].

ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).

ملاحظة: فهرس.

محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-

عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق

ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح

تصنيف ديوي: 297/212

رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946

ص: 1

تتمة كتاب الإمامة

تتمة أبواب الآیات النازلة فیهم

باب 23 أنهم علیهم السلام الأبرار و المتقون و السابقون و المقربون و ...

شیعتهم أصحاب الیمین و أعداؤهم الفجار و الأشرار و أصحاب الشمال*

«1»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُوسَی بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَنْبَسَةَ الْعَابِدِ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْیَمِینِ قَالَ هُمُ الشِّیعَةُ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْیَمِینِ یَعْنِی أَنَّكَ تَسْلَمُ مِنْهُمْ لَا یَقْتُلُونَ وُلْدَكَ (1).

«2»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْیَمِینِ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْیَمِینِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هُمْ شِیعَتُنَا مُحِبُّونَا (2).

«3»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی شَیْخُ الطَّائِفَةِ رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ مَا تَوَجَّهَ إِلَیَّ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِی أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ دَاعٍ دَعَانِی یَسْأَلُ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ إِنَّ الْكَلِمَاتِ الَّتِی تَلَقَّاهَا

ص: 1


1- كنز الفوائد: 327. و الآیة فی الواقعة: 91.
2- كنز الفوائد: 327 و الآیة فی الواقعة: 90 و 91.

آدَمُ مِنْ رَبِّهِ قَالَ اللَّهُمَّ أَنْتَ وَلِیِّی (1) فِی نِعْمَتِی وَ الْقَادِرُ عَلَی طَلِبَتِی وَ قَدْ تَعْلَمُ حَاجَتِی فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ إِلَّا مَا رَحِمْتَنِی وَ غَفَرْتَ زَلَّتِی فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ یَا آدَمُ أَنَا وَلِیُّ نِعْمَتِكَ وَ الْقَادِرُ عَلَی طَلِبَتِكَ وَ قَدْ عَلِمْتُ حَاجَتَكَ فَكَیْفَ سَأَلْتَنِی بِحَقِّ هَؤُلَاءِ فَقَالَ یَا رَبِّ إِنَّكَ لَمَّا نَفَخْتَ فِیَّ الرُّوحَ رَفَعْتُ رَأْسِی إِلَی عَرْشِكَ فَإِذَا حَوْلَهُ (2) مَكْتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَعَلِمْتُ أَنَّهُ أَكْرَمُ خَلْقِكَ عَلَیْكَ ثُمَّ عَرَضْتَ عَلَیَّ الْأَسْمَاءَ فَكَانَ مِمَّنْ مَرَّ بِی مِنْ أَصْحَابِ الْیَمِینِ آلُ مُحَمَّدٍ وَ أَشْیَاعُهُمْ فَعَلِمْتُ أَنَّهُمْ أَقْرَبُ خَلْقِكَ إِلَیْكَ قَالَ صَدَقْتَ یَا آدَمُ (3).

«4»-وَ رَوَی الشَّیْخُ الطُّوسِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ (4) بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنْتَ الَّذِی احْتَجَّ اللَّهُ بِكَ فِی ابْتِدَائِهِ الْخَلْقَ حَیْثُ أَقَامَهُمْ أَشْبَاحاً فَقَالَ لَهُمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلی قَالَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ (5) قَالُوا بَلَی قَالَ وَ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فَأَبَی الْخَلْقُ كُلُّهُمْ جَمِیعاً إِلَّا اسْتِكْبَاراً وَ عَتَوْا عَنْ وَلَایَتِكَ إِلَّا نَفَرٌ قَلِیلٌ وَ هُمْ أَقَلُّ الْقَلِیلِ وَ هُمْ أَصْحَابُ الْیَمِینِ (6).

«5»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِی نَعِیمٍ وَ إِنَّ الْفُجَّارَ لَفِی جَحِیمٍ قَالَ الْأَبْرَارُ نَحْنُ هُمْ وَ الْفُجَّارُ هُمْ عَدُوُّنَا (7).

ص: 2


1- فی المصدر: انت ولی نعمتی.
2- فی المصدر: فاذا حوالیه.
3- كنز الفوائد: 327 و 328.
4- فی المصدر: فی امالیه أقول: یوجد الحدیث فی أمالی الشیخ: 146 بإسناده عن المفید عن المظفر بن محمّد عن أبی بكر محمّد بن أحمد بن أبی الثلج عن أحمد بن محمّد ابن موسی الهاشمی عن محمّد بن عبد اللّٰه الداری عن أبیه عن الحسن بن محبوب عن أبی زكریا الموصلی عن جابر. و فیه: (و محمّد رسولی؟) و فیه: و علیّ بن أبی طالب وصیی.
5- فی المخطوطة: رسولی.
6- كنز الفوائد: 327 و 328.
7- كنز الفوائد: 373 و الآیة فی سورة الانفطار: 13 و 14.

«6»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عُثْمَانَ (1) الْخَزَّازِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا سَعِیدٍ الْمَدَائِنِیَّ یَقُولُ كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِی عِلِّیِّینَ وَ ما أَدْراكَ ما عِلِّیُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ بِالْخَیْرِ مَرْقُومٌ بِحُبِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (2).

«7»- كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُخَارِقٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مِزاجُهُ مِنْ تَسْنِیمٍ قَالَ هُوَ أَشْرَفُ شَرَابٍ فِی الْجَنَّةِ یَشْرَبُهُ مُحَمَّدٌ وَ آلُ مُحَمَّدٍ وَ هُمُ الْمُقَرَّبُونَ السَّابِقُونَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ الْأَئِمَّةُ وَ فَاطِمَةُ وَ خَدِیجَةُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ وَ ذُرِّیَّتُهُمُ الَّذِینَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِیمَانٍ یَتَسَنَّمُ عَلَیْهِمْ مِنْ أَعَالِی دُورِهِمْ (3).

«8»-وَ رُوِیَ عَنْهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: تَسْنِیمٌ أَشْرَفُ شَرَابٍ فِی الْجَنَّةِ یَشْرَبُهُ مُحَمَّدٌ وَ آلُ مُحَمَّدٍ صِرْفاً وَ یُمْزَجُ لِأَصْحَابِ الْیَمِینِ وَ لِسَائِرِ أَهْلِ الْجَنَّةِ (4).

«9»-قب، المناقب لابن شهرآشوب الشِّیرَازِیُّ فِی كِتَابِهِ بِالْإِسْنَادِ عَنِ الْهُذَیْلِ عَنْ مُقَاتِلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ: كُلُّ مَا فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ الْأَبْرارَ فَوَ اللَّهِ مَا أَرَادَ بِهِ إِلَّا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ فَاطِمَةَ وَ أَنَا وَ الْحُسَیْنَ لِأَنَّا نَحْنُ أَبْرَارٌ بِآبَائِنَا وَ أُمَّهَاتِنَا وَ قُلُوبُنَا عَلَتْ بِالطَّاعَاتِ وَ الْبِرِّ وَ تَبَرَّأَتْ مِنَ الدُّنْیَا وَ حُبِّهَا وَ أَطَعْنَا اللَّهَ فِی جَمِیعِ فَرَائِضِهِ وَ آمَنَّا بِوَحْدَانِیَّتِهِ وَ صَدَّقْنَا بِرَسُولِهِ (5).

«10»-الْبَاقِرُ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ إِلَی قَوْلِهِ الْمُقَرَّبُونَ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ وَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهم السلام (6).

ص: 3


1- فی المصدر: إبراهیم بن محمّد عن سعید عن عثمان و فی النسخة الرضویة: ( عن سعید بن عثمان ) ولعل الصحیح : إبراهیم بن محمد بن سعید عن عثمان.
2- كنز الفوائد: 375 و الآیات فی المطففین: 18- 20.
3- كنز الفوائد: 377 و الآیة فی المطففین: 27.
4- كنز الفوائد: 377 و الآیة فی المطففین: 27.
5- مناقب آل أبی طالب 3: 170 و 171 و الآیات فی المطففین: 18- 21.
6- مناقب آل أبی طالب 3: 170 و 171 و الآیات فی المطففین: 18- 21.

«11»-وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ قَالَ نَحْنُ السَّابِقُونَ وَ نَحْنُ الْآخِرُونَ (1).

«12»-وَ عَنِ الْكَاظِمِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِی سِجِّینٍ الَّذِینَ فَجَرُوا فِی حَقِّ الْأَئِمَّةِ وَ اعْتَدَوْا عَلَیْهِمْ (2).

«13»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة وَ رَوَی الشَّیْخُ الطُّوسِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ (3) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فَقَالَ قَالَ لِی جَبْرَئِیلُ ذَلِكَ عَلِیٌّ وَ شِیعَتُهُ هُمُ السَّابِقُونَ إِلَی الْجَنَّةِ الْمُقَرَّبُونَ مِنَ اللَّهِ بِكَرَامَتِهِ لَهُمْ (4).

«14»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ فَرَوْحٌ وَ رَیْحانٌ وَ جَنَّةُ نَعِیمٍ فَقَالَ هَذَا فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ (5).

«15»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ قَالَ ذَاكَ مَنْ كَانَتْ لَهُ مَنْزِلَةٌ عِنْدَ الْإِمَامِ قُلْتُ وَ أَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْیَمِینِ قَالَ ذَاكَ مَنْ وَصَفَ هَذَا الْأَمْرَ قُلْتُ وَ أَمَّا إِنْ

ص: 4


1- مناقب آل أبی طالب 3: 403 و الآیتان فی سورة الواقعة: 10 و 11.
2- مناقب آل أبی طالب 3: 403 و الآیة فی سورة الانفطار: 14.
3- فی المصدر: و فی أمالی الشیخ عن ابن عبّاس أقول: الحدیث فی الأمالی: ٤٤ _ رواه الشیخ عن المفید عن محمد بن الحسین المقری عن عمر بن محمد الوراق عن علی بن عباس البجلی عن حمید بن زیاد عن محمد بن تسنیم الوراق عن أبی نعیم الفضل بن دكین عن مقاتل بن سلیمان عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس. وفیه : أولئك المقربون* فی جنات النعیم وفیه : ذلك علی.
4- كنز جامع الفوائد: 322.
5- كنز جامع الفوائد: 328، و الآیتان فی الواقعة: 88 و 89.

كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِینَ الضَّالِّینَ قَالَ الْجَاحِدِینَ لِلْإِمَامِ (1).

«16»-فس، تفسیر القمی أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِیُّ عَنْ فُرَاتِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عُلْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْرُوفٍ (2) عَنِ السُّدِّیِّ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فِی قَوْلِهِ كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِی سِجِّینٍ قَالَ هُوَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ ما أَدْراكَ ما سِجِّینٌ إِلَی قَوْلِهِ الَّذِینَ یُكَذِّبُونَ بِیَوْمِ الدِّینِ الْأَوَّلُ وَ الثَّانِی وَ ما یُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِیمٍ إِذا تُتْلی عَلَیْهِ آیاتُنا قالَ أَساطِیرُ الْأَوَّلِینَ وَ هُوَ الْأَوَّلُ وَ الثَّانِی كَانَا یُكَذِّبَانِ رَسُولَ اللَّهِ إِلَی قَوْلِهِ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِیمِ هُمَا ثُمَّ یُقالُ هذَا الَّذِی كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ- رَسُولَ (3) اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَعْنِی هُمَا (4) وَ مَنْ تَبِعَهُمَا كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِی عِلِّیِّینَ وَ ما أَدْراكَ ما عِلِّیُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ یَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ إِلَی قَوْلِهِ عَیْناً یَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ وَ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهم السلام (5) إِنَّ الَّذِینَ أَجْرَمُوا الْأَوَّلُ وَ الثَّانِی وَ مَنْ تَابَعَهُمَا كانُوا مِنَ الَّذِینَ آمَنُوا یَضْحَكُونَ وَ إِذا مَرُّوا بِهِمْ یَتَغامَزُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ إِلَی آخِرِ (6) السُّورَةِ فِیهِمْ (7).

«17»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَنَا مِنْ أَعْلَی عِلِّیِّینَ وَ خَلَقَ قُلُوبَ شِیعَتِنَا مِمَّا خَلَقَنَا مِنْهُ وَ خَلَقَ أَبْدَانَهُمْ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَقُلُوبُهُمْ تَهْوِی إِلَیْنَا لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِمَّا خُلِقْنَا مِنْهُ ثُمَّ تَلَا قَوْلَهُ كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِی عِلِّیِّینَ وَ ما أَدْراكَ ما عِلِّیُّونَ إِلَی قَوْلِهِ یَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ

ص: 5


1- كنز الفوائد: 328، و الآیات فی الواقعة: 88 و 90 و 92.
2- فی نسخة: عن معروف بن محمّد.
3- تفسیر للموصول.
4- تفسیر للمخاطب بقوله: كنتم به تكذبون.
5- زاد فی المصدر: و الأئمّة.
6- فی نسخة: (إلی آخر السورة فیهما) أقول: یعنی نزل فیهما.
7- تفسیر القمّیّ: 716 و 717. و الآیات فی سورة المطففین.

یُسْقَوْنَ مِنْ رَحِیقٍ مَخْتُومٍ خِتامُهُ مِسْكٌ قَالَ مَاءٌ إِذَا شَرِبَهُ الْمُؤْمِنُ وَجَدَ رَائِحَةَ الْمِسْكِ فِیهِ (1).

«18»-وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ تَرَكَ الْخَمْرَ لِغَیْرِ اللَّهِ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِیقِ الْمَخْتُومِ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَنْ تَرَكَ لِغَیْرِ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ وَ اللَّهِ صِیَانَةً لِنَفْسِهِ وَ فِی ذلِكَ فَلْیَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ قَالَ فِیمَا ذَكَرْنَاهُ مِنَ الثَّوَابِ الَّذِی یَطْلُبُهُ الْمُؤْمِنُونَ وَ مِزاجُهُ مِنْ تَسْنِیمٍ قَالَ أَشْرَفُ شَرَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ یَأْتِیهِمْ مِنْ عالی (عَالٍ) تَسَنَّمَ عَلَیْهِمْ (2) فِی مَنَازِلِهِمْ وَ هِیَ عَیْنٌ یَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ بَحْتاً (3) وَ الْمُقَرَّبُونَ آلُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ اللَّهُ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (4) رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَدِیجَةُ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ ذُرِّیَّاتُهُمْ تَلْحَقُ بِهِمْ یَقُولُ اللَّهُ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ (5) وَ الْمُقَرَّبُونَ یَشْرَبُونَ مِنْ تَسْنِیمٍ بَحْتاً صِرْفاً وَ سَائِرُ الْمُؤْمِنِینَ مَمْزُوجاً (6) قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ ثُمَّ وَصَفَ الْمُجْرِمِینَ الَّذِینَ یَسْتَهْزِءُونَ بِالْمُؤْمِنِینَ وَ یَضْحَكُونَ مِنْهُمْ وَ یَتَغَامَزُونَ عَلَیْهِمْ فَقَالَ إِنَّ الَّذِینَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِینَ آمَنُوا یَضْحَكُونَ إِلَی قَوْلِهِ فَكِهِینَ قَالَ یَسْخَرُونَ وَ إِذا رَأَوْهُمْ یَعْنِی الْمُؤْمِنِینَ قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ فَقَالَ اللَّهُ وَ ما أُرْسِلُوا عَلَیْهِمْ حافِظِینَ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ فَالْیَوْمَ یَعْنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ الَّذِینَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ یَضْحَكُونَ عَلَی الْأَرائِكِ یَنْظُرُونَ هَلْ

ص: 6


1- تفسیر القمّیّ: 716 و 717. و الآیات فی سورة المطففین.
2- فی المصدر: «وَ مِزاجُهُ مِنْ تَسْنِیمٍ» و هو مصدر سنمه: إذا رفعه، لانه ارفع شراب اهل الجنة، أو لأنه یأتیهم من (فوق) اشرف شراب أهل الجنة، یأتیهم من عال یسنم علیهم فی منازلهم.
3- البحت: الصرف الخالص یعنی انها خاصّة للمقربین لا یشاركهم غیرهم أو ان المقربین یشرب من خالص تلك العین، و غیرهم یشربون من ممزوجها كما یأتی بعد ذلك، و فی المصدر مكان بحتا: و نحن المقربون.
4- الواقعة: 10 و 11.
5- الطور: 21.
6- تفسیر القمّیّ: 716 و 717. و الآیات فی سورة المطففین.

ثُوِّبَ الْكُفَّارُ هَلْ جَازَیْتُ الْكُفَّارَ ما كانُوا یَفْعَلُونَ (1).

«19»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ الْحَسَنِ الْقُمِّیِّ عَنْ إِدْرِیسَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُ عَنْ تَفْسِیرِ هَذِهِ الْآیَةِ ما سَلَكَكُمْ فِی سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّینَ قَالَ عَنَی بِهَا لَمْ نَكُنْ (2) مِنْ أَتْبَاعِ الْأَئِمَّةِ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فِیهِمْ وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (3) أَ مَا تَرَی النَّاسَ یُسَمُّونَ الَّذِی یَلِی السَّابِقَ فِی الْحَلْبَةِ مصلی (الْمُصَلِّیَ) فَذَلِكَ الَّذِی عَنَی حَیْثُ قَالَ لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّینَ لَمْ نَكُ مِنْ أَتْبَاعِ السَّابِقِینَ (4).

بیان: الحلبة بالتسكین خیل تجمع للسباق و المصلی هو الذی یحاذی رأسه صلوی السابق و الصلوان عظمان نابتان عن یمین الذنب و شماله و قال الراغب فی مفرداته لم نك من المصلین أی من أتباع النبیین (5).

«20»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُبَیْدٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ سَلَّامٍ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ حَكَمٍ عَنْ حَسَنِ بْنِ حُسَیْنٍ عَنْ حَیَّانَ بْنِ (6) عَلِیٍّ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ عَلِیٌّ وَ حَمْزَةُ وَ عُبَیْدَةُ كَالْمُفْسِدِینَ فِی الْأَرْضِ عُتْبَةُ وَ شَیْبَةُ وَ الْوَلِیدُ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِینَ عَلِیٌّ وَ أَصْحَابُهُ كَالْفُجَّارِ فُلَانٌ وَ أَصْحَابُهُ (7).

«21»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ الْمُقْرِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْجَوَّانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْكُوفِیِّ عَنْ حُسَیْنٍ الْأَشْقَرِ عَنِ ابْنِ عُیَیْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِینَارٍ

ص: 7


1- تفسیر القمّیّ: 717 و 718.
2- فی المصدر: لم نك.
3- الواقعة: 10 و 11.
4- أصول الكافی 1: 419 و الآیتان فی المدّثّر: 42 و 43.
5- مفردات القرآن: 287.
6- فی المصدر: حنان و فی النسخة الرضویة: حیان و لعله الصحیح، و هو حیان بن علی العنزی.
7- كنز جامع الفوائد: 264. و الآیة فی سورة ص: 28.

عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: السُّبَّاقُ ثَلَاثَةٌ حِزْقِیلُ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ إِلَی مُوسَی (1) وَ حَبِیبٌ صَالِحُ یَاسِینَ إِلَی عِیسَی وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ إِلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ أَفْضَلُهُمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ (2).

«22»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ بِإِسْنَادِهِ (3) عَنْ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ صلی اللّٰه علیه و آله (4)

فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ قَالَ إِنِّی أَسْبَقُ السَّابِقِینَ إِلَی اللَّهِ وَ إِلَی رَسُولِهِ وَ أَقْرَبُ الْمُقَرَّبِینَ إِلَی اللَّهِ وَ إِلَی رَسُولِهِ (5).

«23»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یُونُسَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِی شَیْبَةَ عَنْ عُتَیْبَةَ بْنِ سَعِیدٍ (6) عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِینَةٌ إِلَّا أَصْحابَ الْیَمِینِ قَالَ هُمْ شِیعَتُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (7).

«24»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی النَّوْفَلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا الْمَوْصِلِیِّ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِینَةٌ إِلَّا أَصْحابَ الْیَمِینِ فِی جَنَّاتٍ یَتَساءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِینَ ما سَلَكَكُمْ فِی سَقَرَ وَ الْمُجْرِمُونَ (8) هُمُ الْمُنْكِرُونَ لِوَلَایَتِكَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّینَ وَ لَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِینَ وَ كُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِینَ فَیَقُولُ

ص: 8


1- سبق إلی موسی.
2- كنز الفوائد: 369 النسخة الرضویة.
3- فی المصدر: بإسناده عن رجاله.
4- النسخة المخطوطة و المصدر خالیان عن لفظة، عن أبیه.
5- كنز الفوائد: 369. و الآیتان فی الواقعة: 10 و 11.
6- فی المصدر: (عنبسة بن سعید) و فی رجال الشیخ: عنبسة بن سعید البصری اخو أبی الربیع السمان من أصحاب الصادق علیه السلام.
7- كنز الفوائد: 358. و الآیات فی سورة المدّثّر.
8- فی المصدر: المجرمون بلا عاطف.

لَهُمْ أَصْحَابُ الْیَمِینِ لَیْسَ مِنْ هَذَا أُوتِیتُمْ فَمَا الَّذِی سَلَكَكُمْ فِی سَقَرَ یَا أَشْقِیَاءُ قَالُوا وَ كُنَّا نُكَذِّبُ بِیَوْمِ الدِّینِ حَتَّی أَتانَا الْیَقِینُ فَقَالُوا لَهُمْ هَذَا الَّذِی سَلَكَكُمْ فِی سَقَرَ یَا أَشْقِیَاءُ وَ یَوْمُ الدِّینِ یَوْمُ الْمِیثَاقِ حَیْثُ جَحَدُوا وَ كَذَّبُوا بِوَلَایَتِكَ وَ عَتَوْا عَلَیْكَ وَ اسْتَكْبَرُوا (1).

«25»-أَقُولُ قَالَ الطَّبْرِسِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام نَحْنُ وَ شِیعَتُنَا أَصْحَابُ الْیَمِینِ (2)

باب 24 أنهم علیهم السلام السبیل و الصراط و هم و شیعتهم المستقیمون علیها

«1»-م، تفسیر الإمام علیه السلام مع، معانی الأخبار الْمُفَسِّرُ بِإِسْنَادِهِ (3) إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام فِی قَوْلِهِ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِیمَ قَالَ یَقُولُ أَدِمْ لَنَا تَوْفِیقَكَ الَّذِی بِهِ أَطَعْنَاكَ فِی مَاضِی أَیَّامِنَا حَتَّی نُطِیعَكَ كَذَلِكَ فِی مُسْتَقْبَلِ أَعْمَارِنَا وَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ هُوَ صِرَاطَانِ صِرَاطٌ فِی الدُّنْیَا وَ صِرَاطٌ فِی الْآخِرَةِ فَأَمَّا الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ فِی الدُّنْیَا فَهُوَ مَا قَصُرَ عَنِ الْغُلُوِّ وَ ارْتَفَعَ عَنِ التَّقْصِیرِ وَ اسْتَقَامَ فَلَمْ یَعْدِلْ إِلَی شَیْ ءٍ مِنَ الْبَاطِلِ وَ أَمَّا الطَّرِیقُ الْآخَرُ فَهُوَ طَرِیقُ الْمُؤْمِنِینَ إِلَی الْجَنَّةِ الَّذِی هُوَ مُسْتَقِیمٌ لَا یَعْدِلُونَ عَنِ الْجَنَّةِ إِلَی النَّارِ وَ لَا إِلَی غَیْرِ النَّارِ سِوَی الْجَنَّةِ قَالَ وَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ علیهما السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِیمَ قَالَ یَقُولُ أَرْشِدْنَا إِلَی الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِیمِ أَرْشِدْنَا لِلُزُومِ الطَّرِیقِ الْمُؤَدِّی إِلَی مَحَبَّتِكَ وَ الْمُبَلِّغِ إِلَی

ص: 9


1- كنز الفوائد: 358 و الآیات فی سورة المدّثّر.
2- كنز الفوائد: 358. مجمع البیان 10: 391.
3- اسناد الصدوق فی المعانی هكذا: محمّد بن القاسم الاسترآبادی المفسر عن یوسف ابن محمّد بن زیاد و علیّ بن محمّد بن سیار عن ابویهما عن الحسن بن علیّ علیه السّلام.

دِینِكَ (1) وَ الْمَانِعِ مِنْ أَنْ نَتَّبِعَ أَهْوَاءَنَا فَنَعْطَبَ أَوْ نَأْخُذَ بِآرَائِنَا فَنَهْلِكَ (2).

«2»-م، تفسیر الإمام علیه السلام مع، معانی الأخبار بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْهُ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ صِراطَ الَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ أَیْ قُولُوا اهْدِنَا صِرَاطَ الَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ بِالتَّوْفِیقِ لِدِینِكَ وَ طَاعَتِكَ وَ هُمُ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ یُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً (3) وَ حُكِیَ هَذَا بِعَیْنِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ ثُمَّ قَالَ لَیْسَ هَؤُلَاءِ الْمُنْعَمَ عَلَیْهِمْ بِالْمَالِ وَ صِحَّةِ الْبَدَنِ وَ إِنْ كَانَ كُلُّ هَذَا نِعْمَةً مِنَ اللَّهِ ظَاهِرَةً أَ لَا تَرَوْنَ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ یَكُونُونَ كُفَّاراً أَوْ فُسَّاقاً فَمَا نُدِبْتُمْ إِلَی أَنْ تَدْعُوْا (4) بِأَنْ تُرْشَدُوا إِلَی صِرَاطِهِمْ وَ إِنَّمَا أُمِرْتُمْ بِالدُّعَاءِ بِأَنْ تُرْشَدُوا إِلَی صِرَاطِ الَّذِینَ أُنْعِمَ عَلَیْهِمْ (5) بِالْإِیمَانِ بِاللَّهِ وَ تَصْدِیقِ رَسُولِهِ وَ بِالْوَلَایَةِ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ وَ أَصْحَابِهِ الْخَیِّرِینَ الْمُنْتَجَبِینَ وَ بِالتَّقِیَّةِ الْحَسَنَةِ الَّتِی یُسْلَمُ بِهَا مِنْ شَرِّ عِبَادِ اللَّهِ وَ مِنَ الزِّیَادَةِ (6) فِی آثَامِ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَ كُفْرِهِمْ بِأَنْ تُدَارِیَهُمْ وَ لَا تُغْرِیَهُمْ (7) بِأَذَاكَ وَ أَذَی الْمُؤْمِنِینَ (8) وَ بِالْمَعْرِفَةِ بِحُقُوقِ الْإِخْوَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ فَإِنَّهُ مَا مِنْ عَبْدٍ وَ لَا أَمَةٍ وَالَی مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ وَ أَصْحَابَ (9) مُحَمَّدٍ وَ عَادَی مَنْ عَادَاهُمْ إِلَّا كَانَ قَدِ اتَّخَذَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ حِصْناً مَنِیعاً وَ جُنَّةً حَصِینَةً وَ مَا مِنْ عَبْدٍ وَ لَا أَمَةٍ دَارَی عِبَادَ اللَّهِ بِأَحْسَنِ الْمُدَارَاةِ (10) فَلَمْ یَدْخُلْ بِهَا فِی بَاطِلٍ وَ لَمْ یَخْرُجْ بِهَا

ص: 10


1- فی التفسیر: و المبلغ إلی جنتك.
2- التفسیر المنسوب الی الامام العسكریّ علیه السلام: 15 و 16، معانی الأخبار: 14.
3- النساء: 69.
4- فی التفسیر: فما ندبتم ان تدعوا.
5- فی التفسیر: لان ترشدوا الی صراط الذین أنعم اللّٰه علیهم.
6- فی التفسیر: (و من شر الزنادقة) قوله: فی اثام. لعل الصحیح: فی أیّام أعداء اللّٰه.
7- فی نسخة من المعانی: و لا تعذبهم.
8- فی التفسیر: و لا اذی المؤمنین.
9- یخلو المعانی و النسخة المخطوطة عن قوله: و أصحاب محمد.
10- فی المعانی: فاحسن المداراة.

مِنْ حَقٍّ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَفَسَهُ تَسْبِیحاً وَ زَكَّی عَمَلَهُ وَ أَعْطَاهُ بَصِیرَةً عَلَی كِتْمَانِ سِرِّنَا وَ احْتِمَالِ الْغَیْظِ لِمَا یَسْمَعُهُ مِنْ أَعْدَائِنَا (وَ) ثَوَابَ الْمُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ مَا مِنْ عَبْدٍ أَخَذَ نَفْسَهُ بِحُقُوقِ إِخْوَانِهِ فَوَفَّاهُمْ حُقُوقَهُمْ جَهْدَهُ وَ أَعْطَاهُمْ مُمْكِنَهُ وَ رَضِیَ عَنْهُمْ بِعَفْوِهِمْ وَ تَرَكَ الِاسْتِقْصَاءَ عَلَیْهِمْ فِیمَا یَكُونُ مِنْ زَلَلِهِمْ وَ اغْتَفَرَهَا (1) لَهُمْ إِلَّا قَالَ اللَّهُ لَهُ یَوْمَ یَلْقَاهُ (2) یَا عَبْدِی قَضَیْتَ حُقُوقَ إِخْوَانِكَ وَ لَمْ تَسْتَقْصِ عَلَیْهِمْ فِیمَا لَكَ عَلَیْهِمْ فَأَنَا أَجْوَدُ وَ أَكْرَمُ وَ أَوْلَی بِمِثْلِ مَا فَعَلْتَهُ مِنَ الْمُسَامَحَةِ وَ الْكَرَمِ فَأَنَا لَأَقْضِیَنَّكَ (3) الْیَوْمَ عَلَی حَقٍّ وَعَدْتُكَ بِهِ وَ أَزِیدُكَ مِنْ فَضْلِیَ الْوَاسِعِ وَ لَا أَسْتَقْصِی عَلَیْكَ فِی تَقْصِیرِكَ فِی بَعْضِ حُقُوقِی قَالَ فَیُلْحِقُهُمْ (4) بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَصْحَابِهِ وَ یَجْعَلُهُ فِی خِیَارِ شِیعَتِهِمْ (5).

«3»-مع، معانی الأخبار الْقَطَّانُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی الْعِجْلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَاتِمٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الصِّرَاطِ فَقَالَ هُوَ الطَّرِیقُ إِلَی مَعْرِفَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُمَا صِرَاطَانِ صِرَاطٌ فِی الدُّنْیَا وَ صِرَاطٌ فِی الْآخِرَةِ فَأَمَّا الصِّرَاطُ الَّذِی فِی الدُّنْیَا فَهُوَ الْإِمَامُ الْمَفْرُوضُ الطَّاعَةِ مَنْ عَرَفَهُ فِی الدُّنْیَا وَ اقْتَدَی بِهُدَاهُ مَرَّ عَلَی الصِّرَاطِ الَّذِی هُوَ جِسْرُ جَهَنَّمَ فِی الْآخِرَةِ وَ مَنْ لَمْ یَعْرِفْهُ فِی الدُّنْیَا زَلَّتُ قَدَمُهُ عَنِ الصِّرَاطِ فِی الْآخِرَةِ فَتَرَدَّی فِی نَارِ جَهَنَّمَ (6).

«4»-مع، معانی الأخبار أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ

ص: 11


1- فی التفسیر: و غفرها لهم.
2- فی التفسیر: یوم القیامة.
3- فی المعانی، فانی اقضینك و فی التفسیر: من المسامحة و التكرم فانا اقضینك الیوم علی حقّ ما وعدتك به و أزیدك من الفضل الواسع.
4- فی التفسیر: فیلحقه و فیه: من خیار شیعتهم.
5- التفسیر المنسوب إلی الامام العسكریّ علیه السلام: 17 و 18 معانی الأخبار: 15.
6- معانی الأخبار: 13 و 14 فیه: المفترض الطاعة.

عِیسَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِیمَ قَالَ هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ مَعْرِفَتُهُ وَ الدَّلِیلُ عَلَی أَنَّهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنَّهُ فِی أُمِّ الْكِتابِ لَدَیْنا لَعَلِیٌّ (1) حَكِیمٌ وَ هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی أُمِّ الْكِتَابِ فِی قَوْلِهِ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِیمَ (2)

«5»-مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: لَیْسَ بَیْنَ اللَّهِ وَ بَیْنَ حُجَّتِهِ حِجَابٌ فَلَا لِلَّهِ دُونَ حُجَّتِهِ سِتْرٌ نَحْنُ أَبْوَابُ اللَّهِ وَ نَحْنُ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ وَ نَحْنُ عَیْبَةُ عِلْمِهِ وَ نَحْنُ تَرَاجِمَةُ وَحْیِهِ وَ نَحْنُ أَرْكَانُ تَوْحِیدِهِ وَ نَحْنُ مَوْضِعُ سِرِّهِ (3).

«6»-مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْمُنَخَّلِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَئِنْ قُتِلْتُمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ قَالَ فَقَالَ علیه السلام أَ تَدْرِی مَا سَبِیلُ اللَّهِ قَالَ قُلْتُ لَا وَ اللَّهِ إِلَّا أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْكَ قَالَ سَبِیلُ اللَّهِ هُوَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ ذُرِّیَّتُهُ وَ سَبِیلُ اللَّهِ (4) مَنْ قُتِلَ فِی وَلَایَتِهِ قُتِلَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ مَنْ مَاتَ فِی وَلَایَتِهِ مَاتَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ (5).

بیان: قوله علیه السلام و سبیل اللّٰه هو مبتدأ و الجملة الشرطیة خبره ذكره لتفسیر الآیة لتطبیقها علی هذا المعنی (6) و لیس فی تفسیر العیاشی قوله و سبیل

ص: 12


1- الزخرف: 4.
2- معانی الأخبار: 14. و الآیة الأخیرة فی الفاتحة: 6.
3- معانی الأخبار: 14.
4- المصدر خال عن و سبیل اللّٰه .
5- معانی الأخبار: 53. و الآیة فی آل عمران: 157.
6- فی النسخة المخطوطة: و الجملة الشرطیة خبره و الغرض التعمیم لیشمل جمیع الأئمّة علیهم السلام بعد التخصیص لعلی علیه السلام و بیان وجه التسمیة أیضا.

اللّٰه بل فیه فمن قتل (1) و هو أظهر.

«7»-مع، معانی الأخبار الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فُرَاتِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عُلْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الْحَمْدِ صِراطَ الَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ یَعْنِی مُحَمَّداً وَ ذُرِّیَّتَهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ (2).

«8»-فس، تفسیر القمی وَ أَنَّ هذا صِراطِی مُسْتَقِیماً فَاتَّبِعُوهُ قَالَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ الْإِمَامُ فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ یَعْنِی غَیْرَ الْإِمَامِ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِیلِهِ یَعْنِی تَفْتَرِقُوا وَ تَخْتَلِفُوا فِی الْإِمَامِ.

«9»-أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْقَمَّاطِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ هذا صِراطِی مُسْتَقِیماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِیلِهِ قَالَ نَحْنُ السَّبِیلُ فَمَنْ أَبَی فَهَذِهِ السُّبُلُ (3) ثُمَّ قَالَ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ یَعْنِی كَیْ (4) تَتَّقُوا (5).

«10»-فس، تفسیر القمی إِنَّ اللَّهَ لَهادِ الَّذِینَ آمَنُوا إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ یَعْنِی إِلَی الْإِمَامِ الْمُسْتَقِیمِ (6).

«11»-فس، تفسیر القمی إِلی صِراطِ الْعَزِیزِ الْحَمِیدِ الصِّرَاطُ الطَّرِیقُ الْوَاضِحُ وَ إِمَامَةُ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام (7).

ص: 13


1- راجع تفسیر العیّاشیّ 1: 202 فیه: و من قتل فی ولایتهم قتل فی سبیل اللّٰه، و من مات فی ولایتهم مات فی سبیل اللّٰه.
2- معانی الأخبار: 15، و الآیة فی الفاتحة: 6.
3- فی المصدر: فهذه السبل فقد كفر.
4- فسر علیه السلام لفظة لعلّ بلفظة كی اشعارا بخروج لعلّ عن معنی الترجی لكونه مستحیلا فی حقه تعالی.
5- تفسیر القمّیّ: 208 و 209. و الآیة فی الانعام: 153.
6- تفسیر القمّیّ: 442 و الآیة فی الحجّ: 54.
7- تفسیر القمّیّ: 344. و الآیة فی إبراهیم: 2.

«12»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ قَالَ: نَحْنُ وَ اللَّهِ الَّذِینَ أَمَرَ اللَّهُ الْعِبَادَ بِطَاعَتِهِمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْیَأْخُذْ هُنَا وَ مَنْ شَاءَ فَلْیَأْخُذْ هُنَا وَ لَا یَجِدُونَ عَنَّا وَ اللَّهِ مَحِیصاً ثُمَّ قَالَ نَحْنُ وَ اللَّهِ السَّبِیلُ الَّذِی أَمَرَكُمُ اللَّهُ بِاتِّبَاعِهِ وَ نَحْنُ وَ اللَّهِ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ (1).

«13»-فس، تفسیر القمی وَ إِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ قَالَ إِلَی وَلَایَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ وَ إِنَّ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ قَالَ عَنِ الْإِمَامِ لَحَادُونَ (2).

«14»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ أَنَّ هذا صِراطِی مُسْتَقِیماً فَاتَّبِعُوهُ قَالَ آلُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله الصِّرَاطُ الَّذِی دَلَّ عَلَیْهِ (3).

«15»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی بَرْزَةَ (4) قَالَ: بَیْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ قَالَ وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ أَنَّ هذا صِراطِی مُسْتَقِیماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فَقَالَ رَجُلٌ أَ لَیْسَ إِنَّمَا یَعْنِی اللَّهُ فَضْلَ هَذَا الصِّرَاطِ (5) عَلَی مَا سِوَاهُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله هَذَا جَفَاؤُكَ یَا فُلَانُ أَمَّا قَوْلُكَ فَضْلُ الْإِسْلَامِ عَلَی مَا سِوَاهُ فَكَذَلِكَ وَ أَمَّا قَوْلُ اللَّهِ هذا صِراطِی مُسْتَقِیماً فَإِنِّی قُلْتُ لِرَبِّی مُقْبِلًا عَنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ الْأُولَی اللَّهُمَّ إِنِّی جَعَلْتُ عَلِیّاً بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نُبُوَّةَ لَهُ مِنْ بَعْدِی فَصَدِّقْ كَلَامِی وَ أَنْجِزْ

ص: 14


1- تفسیر القمّیّ: 425 فیه: علی بن رئاب قال: قال لی أبو عبد اللّٰه علیه السلام:
2- تفسیر القمّیّ: 448 فیه: لحائدون و الآیتان فی سورة المؤمنون: 73 و 74.
3- تفسیر العیّاشیّ 1: 384 و الآیة فی الانعام: 153.
4- فی المصدر: محمّد بن الحسین بن إبراهیم معنعنا عن أبی جعفر علیه السلام قال:
5- فی نسخة الكمبانیّ: هذا الإسلام.

وَعْدِی وَ اذْكُرْ عَلِیّاً (1) كَمَا ذَكَرْتَ هَارُونَ فَإِنَّكَ قَدْ ذَكَرْتَ اسْمَهُ فِی الْقُرْآنِ فَقَرَأَ آیَةً فَأَنْزَلَ تَصْدِیقَ قَوْلِی (2) هَذَا صِرَاطُ عَلِیٍّ مُسْتَقِیمٌ وَ هُوَ هَذَا جَالِسٌ عِنْدِی فَاقْبَلُوا نَصِیحَتَهُ وَ اسْمَعُوا قَوْلَهُ فَإِنَّهُ مَنْ یَسُبُّنِی یَسُبُّهُ اللَّهُ (3) وَ مَنْ سَبَّ عَلِیّاً فَقَدْ سَبَّنِی (4).

بیان: فقرأ آیة أی قرأ رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله آیاته من الآیات التی ذكر فیها هارون.

«16»- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی مَالِكٍ الْأَسَدِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَسْأَلُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ (5) تَعَالَی وَ أَنَّ هذا صِراطِی مُسْتَقِیماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ إِلَی آخِرِ الْآیَةِ قَالَ فَبَسَطَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَدَهُ (6) الْیَسَارَ ثُمَّ دَوَّرَ (7) فِیهَا یَدَهُ الْیُمْنَی ثُمَّ قَالَ نَحْنُ صِرَاطُهُ الْمُسْتَقِیمُ فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِیلِهِ یَمِیناً وَ شِمَالًا ثُمَّ خَطَّ بِیَدِهِ (8).

«17»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ حُمْرَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ أَنَّ هذا صِراطِی مُسْتَقِیماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا

ص: 15


1- فی المصدر: و اذكر علیا بالقرآن.
2- فی المصدر: فانرل تصدیق قولی فرسخ حسده من أهل هذه القبلة و تكذیب المشركین حیث شكوا فی منزلة علیّ علیه السلام فنزل: هذا.
3- فی المصدر: فانه من سبنی فقد سب اللّٰه.
4- تفسیر فرات: 43. و الآیة الأولی فی الانعام: 153 و الثانیة فی الحجر: 41.
5- فی المصدر: قال قلت لابی جعفر علیه السلام: قول اللّٰه فی كتابه.
6- فی المصدر: یده الیسری.
7- فی حاشیة نسخة الكمبانیّ: هذا إشارة الی ان تعدّد الأئمّة علیهم السلام لا ینافی كونهم سبیلا واحدا لاتحاد حقیقتهم النوریة و هیاكلهم المعنویة كما روی عنهم من كونهم نورا واحدا: اولهم محمد وآخرهم محمد وكلهم محمد ، واما من یقابلهم علیهم السلام : فكل منهم سبیل علی انفراده یدعو لنفسه دون غیره ، فأحدهم یأخذ یمینا والآخر شمالا ، فكل واحد منهم خط یقابل الآخر لاستحالة أن یكون الخطان واحدا بخلاف الدائرة لان كل جزء منها یجوز ان یفرض اولا وآخرا ووسطا فهی متشابهة الاجزاء یجوز اتصاف كل منها بصفة الآخر فتدبر.
8- تفسیر فرات: 44.

السُّبُلَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ الْأَئِمَّةُ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ هُمْ صِرَاطُ اللَّهِ فَمَنْ أَبَاهُمْ سَلَكَ السُّبُلَ (1).

«18»-قب، المناقب لابن شهرآشوب مِنْ تَفْسِیرِ وَكِیعِ بْنِ الْجَرَّاحِ عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ عَنِ السُّدِّیِّ عَنْ أَسْبَاطٍ وَ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِیمَ قَالَ قُولُوا مَعَاشِرَ الْعِبَادِ أَرْشِدْنَا إِلَی حُبِّ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَهْلِ بَیْتِهِ.

«19»-تَفْسِیرُ الثَّعْلَبِیِّ، وَ كِتَابُ ابْنِ شَاهِینٍ، عَنْ رِجَالِهِ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ حِبَّانَ عَنْ أَبِی بُرَیْدَةَ (2)

فِی قَوْلِ اللَّهِ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِیمَ (3) قَالَ صِرَاطَ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ.

«20»-الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِیِّ وَ اللَّهِ هُوَ مُحَمَّدٌ وَ أَهْلُ بَیْتِهِ وَ مَنِ اهْتَدی (4) فَهُمْ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ.

«21»-الْخَصَائِصُ، بِالْإِسْنَادِ عَنِ الْأَصْبَغِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام وَ فِی كُتُبِنَا عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ وَ إِنَّ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ (5) قَالَ عَنْ وَلَایَتِنَا.

«22»-أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ أَ فَمَنْ یَمْشِی مُكِبًّا عَلی وَجْهِهِ أَهْدی أَیْ أَعْدَاؤُهُمْ أَمَّنْ یَمْشِی سَوِیًّا عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ (6) قَالَ سَلْمَانُ وَ الْمِقْدَادُ وَ عَمَّارٌ وَ أَصْحَابُهُ.

«23»-وَ فِی التَّفْسِیرِ وَ أَنَّ هذا صِراطِی مُسْتَقِیماً یَعْنِی الْقُرْآنَ وَ آلَ مُحَمَّدٍ (7).

«24»-كشف، كشف الغمة مِمَّا خَرَّجَهُ الْعِزُّ الْمُحَدِّثُ الْحَنْبَلِیُّ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی اهْدِنَا

ص: 16


1- تفسیر فرات: 41 فیه: هم صراطه فمن اتاهم و الآیة فی الانعام: 153.
2- فی المصدر: عن بریدة.
3- الفاتحة: 6.
4- طه: 135.
5- المؤمنون: 74.
6- الملك: 22.
7- مناقب آل أبی طالب 2: 271، و الآیة فی الانعام: 153.

الصِّراطَ الْمُسْتَقِیمَ قَالَ بُرَیْدَةُ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هُوَ صِرَاطُ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ علیهم السلام (1).

یف، الطرائف الثعلبی عن مسلم بن حیان عن أبی بریدة مثله (2).

«25»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ (3) عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّظَرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ وَ أَنَّ هذا صِراطِی مُسْتَقِیماً فَاتَّبِعُوهُ قَالَ طَرِیقُ الْإِمَامَةِ فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ أَیْ طُرُقاً غَیْرَهَا (4).

«26»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة ذَكَرَ عَلِیُّ بْنُ یُوسُفَ بْنِ جُبَیْرٍ فِی كِتَابِ نَهْجِ الْإِیمَانِ قَالَ: الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ هُوَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام لِمَا رَوَاهُ إِبْرَاهِیمُ الثَّقَفِیُّ فِی كِتَابِهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی بُرَیْدَةَ الْأَسْلَمِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ هذا صِراطِی مُسْتَقِیماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِیلِهِ قَدْ سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ یَجْعَلَهَا لِعَلِیٍّ علیه السلام فَفَعَلَ (5).

«27»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ (6) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ هَكَذَا هَذَا صِرَاطُ (7) عَلِیٍّ مُسْتَقِیمٌ (8).

«28»-مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ السَّیَّارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ یا لَیْتَنِی اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِیلًا یَعْنِی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (9).

ص: 17


1- كشف الغمّة: 91. و الآیة فی الفاتحة: 6.
2- الطرائف: 31.
3- زاد فی المصدر: فی تفسیره.
4- كنز الفوائد: 84. و الآیة فی الانعام: 153.
5- كنز الفوائد: 84. و الآیة فی الانعام: 153.
6- قد سقط من هنا إلی قوله: «عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام» فی الحدیث الآتی عن نسخة الكمبانیّ.
7- أی باضافة صراط إلی علی، قال صاحب الكنز: یعنی علیّ بن أبی طالب طریقه و دینه لا عوج فیه.
8- كنز الفوائد: 124.
9- كنز الفوائد: 191. و الآیة فی الفرقان: 27.

«29»-وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مِثْلَهُ (1).

«30»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا مِنْ عَبْدٍ وَ لَا أَمَةٍ أُعْطِیَ بَیْعَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٍّ علیه السلام فِی الظَّاهِرِ وَ نَكَثَهَا فِی الْبَاطِنِ وَ أَقَامَ عَلَی نِفَاقِهِ إِلَّا وَ إِذَا جَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ لِقَبْضِ رُوحِهِ تَمَثَّلَ لَهُ إِبْلِیسُ وَ أَعْوَانُهُ وَ تَمَثَّلَتِ النِّیرَانُ وَ أَصْنَافُ عَفَارِیتِهَا (2) لِعَیْنَیْهِ وَ قَلْبِهِ وَ مَقَاعِدِهِ مِنْ مَضَایِقِهَا وَ تَمَثَّلَ لَهُ أَیْضاً الْجِنَانُ وَ مَنَازِلُهُ فِیهَا لَوْ كَانَ بَقِیَ عَلَی إِیمَانِهِ وَ وَفَی بِبَیْعَتِهِ فَیَقُولُ لَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ انْظُرْ إِلَی تِلْكَ الْجِنَانِ الَّتِی لَا یُقَادِرُ قَدْرَ سَرَّائِهَا (3) وَ بَهْجَتِهَا وَ سُرُورِهَا إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِینَ كَانَتْ مُعَدَّةً لَكَ فَلَوْ كُنْتَ بَقِیتَ عَلَی وَلَایَتِكَ لِأَخِی مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَكُونُ إِلَیْهَا مَصِیرُكَ یَوْمَ فَصْلِ الْقَضَاءِ وَ لَكِنْ نَكَثْتَ وَ خَالَفْتَ (4) فَتِلْكَ النِّیرَانُ وَ أَصْنَافُ عَذَابِهَا وَ زَبَانِیَتِهَا (5) وَ أَفَاعِیهَا الْفَاغِرَةِ أَفْوَاهُهَا وَ عَقَارِبِهَا النَّاصِبَةِ أَذْنَابَهَا وَ سِبَاعِهَا الشَّائِلَةِ (6) مَخَالِبُهَا وَ سَائِرُ أَصْنَافِ عَذَابِهَا هُوَ لَكَ وَ إِلَیْهَا مَصِیرُكَ فَعِنْدَ ذَلِكَ یَقُولُ یا لَیْتَنِی اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِیلًا وَ قَبِلْتُ مَا أَمَرَنِی بِهِ وَ الْتَزَمْتُ مِنْ مُوَالاةِ عَلِیٍّ علیه السلام مَا أَلْزَمَنِی (7).

بیان: و مقاعده عطف علی النیران و ضمیره للناكث و ضمیر مضایقها للنیران.

«31»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ (8) رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّیَّارِ

ص: 18


1- كنز الفوائد: 191 و الآیة فی الفرقان: 27.
2- فی المصدر: و اصناف عذابها (عقابها خ) لعینیه و قلبه و سمعه و مقاعده.
3- فی المصدر: قدر مسراتها.
4- فی المصدر: و لكن نكثته و خالفته.
5- فی المصدر: و زبانیتها و مرزباتها.
6- فی المصدر: السائلة.
7- تفسیر العسكریّ: 50، و الآیة فی الفرقان: 27:
8- فی المصدر: محمّد بن إسماعیل.

عَنْ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: وَ اللَّهِ مَا كَنَی اللَّهُ فِی كِتَابِهِ حَتَّی (1) قَالَ یا وَیْلَتی لَیْتَنِی لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِیلًا وَ إِنَّمَا هِیَ فِی مُصْحَفِ عَلِیٍّ علیه السلام یَا وَیْلَتَی لَیْتَنِی لَمْ أَتَّخِذِ الثَّانِیَ (2) خَلِیلًا وَ سَیَظْهَرُ (3) یَوْماً (4).

«32»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة عَنْهُ (5) بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: یَوْمَ یَعَضُّ الظَّالِمُ عَلی یَدَیْهِ یَقُولُ یا لَیْتَنِی اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِیلًا یا وَیْلَتی لَیْتَنِی لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِیلًا قَالَ یَقُولُ الْأَوَّلُ لِلثَّانِی (6).

«33»-كا، الكافی بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی خُطْبَةٍ لَهُ وَ لَئِنْ تَقَمَّصَهَا دُونِیَ الْأَشْقَیَانِ وَ نَازَعَانِی فِیمَا لَیْسَ لَهُمَا بِحَقٍّ وَ رَكِبَاهَا ضَلَالَةً وَ اعْتَقَدَاهَا جَهَالَةً فَلَبِئْسَ مَا عَلَیْهِ وَرَدَا وَ لَبِئْسَ مَا لِأَنْفُسِهِمَا مَهَّدَا یَتَلَاعَنَانِ فِی دُورِهِمَا وَ یَتَبَرَّأُ كُلٌّ مِنْ صَاحِبِهِ (7) یَقُولُ لِقَرِینِهِ إِذَا الْتَقَیَا یا لَیْتَ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَیْنِ فَبِئْسَ الْقَرِینُ (8) فَیُجِیبُهُ الْأَشْقَی عَلَی رُثُوثَةٍ یَا لَیْتَنِی لَمْ أَتَّخِذْكَ خَلِیلًا لَقَدْ أَضْلَلْتَنِی عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِی وَ كانَ الشَّیْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولًا فَأَنَا الذِّكْرُ الَّذِی عَنْهُ ضَلَّ وَ السَّبِیلُ الَّذِی عَنْهُ مَالَ وَ الْإِیمَانُ الَّذِی بِهِ كَفَرَ وَ الْقُرْآنُ الَّذِی إِیَّاهُ هَجَرَ وَ الدِّیْنُ الَّذِی بِهِ كَذَّبَ وَ الصِّرَاطُ الَّذِی عَنْهُ نَكَبَ إِلَی تَمَامِ الْخُطْبَةِ الْمَنْقُولَةِ فِی الرَّوْضَةِ (9).

ص: 19


1- فی نسخة: حین قال.
2- هذا من التفسیر لا التنزیل.
3- یعنی سیظهر ذلك المصحف یوما ای فی أیّام ظهور المهدی علیه السلام.
4- كنز جامع الفوائد: 191 و 192. و الآیة فی الفرقان: 28.
5- لم یروه صاحب الكنز عن محمّد بن العباس بل رواه عن محمّد بن جمهور بلا واسطة.
6- كنز الفوائد: 192 و الآیتان فی الفرقان: 27 و 28.
7- فی المصدر: یتبرأ كل واحد منهما من صاحبه.
8- الزخرف: 38.
9- روضة الكافی: 27 و 28.

«34»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَرَأَ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِیمَ صِرَاطَ مَنْ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ غَیْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ وَ غَیْرِ الضَّالِّینَ (1) قَالَ الْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ النُّصَّابُ وَ الضَّالِّینَ الْیَهُودُ وَ النَّصَارَی (2).

«35»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ غَیْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ وَ غَیْرِ الضَّالِّینَ قَالَ الْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ النُّصَّابُ وَ الضَّالِّینَ الشُّكَّاكُ الَّذِینَ لَا یَعْرِفُونَ الْإِمَامَ (3).

«36»-فس، تفسیر القمی مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ مُنَخَّلٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام نَزَلَ جَبْرَئِیلُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِهَذِهِ الْآیَةِ هَكَذَا (4) وَ قَالَ الظَّالِمُونَ لآِلِ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً انْظُرْ كَیْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا یَسْتَطِیعُونَ سَبِیلًا (5) إِلَی وَلَایَةِ عَلِیٍّ سَبِیلًا وَ عَلِیٌّ علیه السلام هُوَ السَّبِیلُ (6).

و حدثنی محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن المثنی عن أبیه عن عثمان بن زید عن جابر مثله (7).

«37»-قب، المناقب لابن شهرآشوب عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ نَحْنُ السَّبِیلُ لِمَنْ اقْتَدَی بِنَا وَ نَحْنُ الْهُدَاةُ إِلَی الْجَنَّةِ وَ نَحْنُ عُرَی الْإِسْلَامِ (8).

ص: 20


1- هذه الروایة و التی بعدها من شواذ الاخبار، حیث تدلان علی خلاف ما اجمع علیه الشیعة الإمامیّة من عدم تحریف فی القرآن، و علی ما فی المصحف الشریف و الروایات الكثیرة التی توافق المصحف، و ما یقوی فی نظری ان الإمام علیه السلام لم یرد ان الآیة وردت بهذه الألفاظ بل أراد نقل المعنی فظن الراوی انه علیه السلام أراد اللفظ.
2- تفسیر القمّیّ: 26.
3- تفسیر القمّیّ: 26.
4- لعل المعنی انه نزل بها فی مورد ضیاع حقّ آل محمّد علیهم السلام، لا أنّه نزل بهذه الألفاظ.
5- فی المصدر: الی ولایة علی، و علیّ علیه السلام هو السبیل.
6- تفسیر القمّیّ: 463 و 464، و الآیتان فی سورة الفرقان: 8 و 9.
7- تفسیر القمّیّ: 463 و 464، و الآیتان فی سورة الفرقان: 8 و 9.
8- مناقب آل أبی طالب 3: 403. و الآیة فی الانعام: 153.

«38»-وَ عَنْهُ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ الَّذِینَ جاهَدُوا فِینا لَنَهْدِیَنَّهُمْ سُبُلَنا قَالَ هَذِهِ نَزَلَتْ فِی آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَشْیَاعِهِمْ (1).

«39»-وَ عَنْهُ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ اتَّبِعْ سَبِیلَ مَنْ أَنابَ إِلَیَّ قَالَ اتَّبِعْ سَبِیلَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ علیهما السلام (2).

«40»-قب، المناقب لابن شهرآشوب مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّ الَّذِینَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا (3) عَلَی الْأَئِمَّةِ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ تَتَنَزَّلُ عَلَیْهِمُ الْمَلائِكَةُ الْآیَةَ (4).

«41»-قب، المناقب لابن شهرآشوب عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ عَلَی اللَّهِ قَصْدُ السَّبِیلِ قَالَ سَبِیلُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ الْقَصْدُ وَ السَّبِیلُ الْوَاضِحُ (5).

«42»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْأَحْوَلِ عَنْ سَلَّامِ بْنِ الْمُسْتَنِیرِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ قُلْ هذِهِ سَبِیلِی أَدْعُوا إِلَی اللَّهِ عَلی بَصِیرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِی قَالَ ذَاكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَوْصِیَاءُ مِنْ بَعْدِهِمَا (6).

قب، المناقب لابن شهرآشوب عن سلام مثله (7) بیان ذاك إشارة إلی الداعی فالمراد بمن اتبعه أمیر المؤمنین علیه السلام و الأوصیاء علیهم السلام التابعون له فی جمیع الأقوال و الأفعال.

ص: 21


1- مناقب آل أبی طالب 3: 403. و الآیة فی العنكبوت: 69.
2- مناقب آل أبی طالب 3: 403. و الآیة فی لقمان: 15.
3- فصّلت: 30.
4- مناقب آل أبی طالب 3: 443 فیه: (قال: استقاموا علی الأئمّة) و رواه الكلینی فی اصول الكافی 1: 420 بإسناده عن الحسین بن محمّد عن معلی بن محمّد عن محمّد بن جمهور عن فضالة بن أیّوب عن الحسین بن عثمان عن ابی أیّوب عن محمّد بن مسلم قال: سألت أبا عبد اللّٰه علیه السلام عن قول اللّٰه عزّ و جلّ: «الَّذِینَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا» فقال أبو عبد اللّٰه علیه السلام استقاموا علی الأئمّة.
5- مناقب آل أبی طالب 3: 443 و الآیة فی النحل: 9.
6- أصول الكافی 1: 425.
7- مناقب آل أبی طالب 3: 486 و الآیة فی یوسف: 108.

«43»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ غُلَامِ الْخَلِیلِ عَنْ زَیْدِ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام عَنْ آبَائِهِ (1)

فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنَّ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ قَالَ عَنْ وَلَایَتِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (2).

«44»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ جَعْفَرٍ الرُّمَّانِیِّ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنَّ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ قَالَ عَنْ وَلَایَتِنَا (3).

«45»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَمَاعَةَ (4) عَنْ صَالِحِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ جَرِیرٍ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ (5) أَ فَمَنْ یَمْشِی مُكِبًّا عَلی وَجْهِهِ أَهْدی أَمَّنْ یَمْشِی سَوِیًّا عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ قَالَ یَعْنِی وَ اللَّهِ عَلِیّاً وَ الْأَوْصِیَاءَ علیهم السلام (6).

بیان: قال البیضاوی یقال كببته فأكب و هو من الغرائب ثم قال و معنی مكبا أنه یعثر كل ساعة و یخر علی وجهه لوعورة طریقه و اختلاف أجزائه و لذلك قابله بقوله أَمَّنْ یَمْشِی سَوِیًّا قائما سالما من العثار عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ مستوی الأجزاء أو الجهة و المراد تمثیل المشرك و الموحد بالسالكین و الدینین بالمسلكین و قیل المراد بالمكب الأعمی فإنه یعتسف فینكب و بالسوی البصیر و قیل من یمشی مكبا هو الذی یحشر علی وجهه إلی النار و من یمشی سویا الذی یحشر علی قدمیه إلی الجنة (7).

ص: 22


1- رواه فی المصدر عن آبائه واحدا بعد واحد الی علیّ علیه السلام.
2- كنز جامع الفوائد: 181- 182 و الآیة فی المؤمنون: 74.
3- كنز جامع الفوائد: 181- 182 و الآیة فی المؤمنون: 74.
4- فی المصدر: (الحسن بن محمّد بن سماعة) و فیه: منصور بن حریز.
5- فی المصدر: تلا هذه الآیة و هو ینظر إلی الناس.
6- كنز الفوائد: 345. و الآیة فی الملك: 22.
7- أنوار التنزیل 2: 536.

«46»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی قُلْ هذِهِ سَبِیلِی أَدْعُوا إِلَی اللَّهِ عَلی بَصِیرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِی قَالَ هِیَ وَلَایَتُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ لَا یُنْكِرُهُ أَحَدٌ إِلَّا ضَالٌّ قَالَ وَ لَا یَنْتَقِصُ عَلِیّاً إِلَّا ضَالٌّ (1).

«47»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی قَوْلِ اللَّهِ قُلْ هذِهِ سَبِیلِی أَدْعُوا إِلَی اللَّهِ الْآیَةَ قَالَ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِی مِنْ أَهْلِ بَیْتِی لَا یَزَالُ الرَّجُلُ بَعْدَ الرَّجُلِ یَدْعُو إِلَی مَا أَدْعُو إِلَیْهِ (2).

«48»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَادٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ إِلَی نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِی أُوحِیَ إِلَیْكَ إِنَّكَ عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ قَالَ إِنَّكَ عَلَی وَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ عَلِیٌّ علیه السلام هُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ (3).

«49»-كا، الكافی أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: هَذَا صِرَاطُ عَلِیٍّ مُسْتَقِیمٌ (4).

بیان: قرأ السبعة الصراط مرفوعا منونا و علی بفتح اللام و قرأ یعقوب و أبو رجاء و ابن سیرین و قتادة و الضحاك و مجاهد و قیس بن عبادة و عمرو بن میمون علی بكسر اللام و رفع الیاء منونا علی التوصیف و نسب الطبرسی هذه الروایة إلی أبی عبد اللّٰه علیه السلام (5) فإن كان إشارة إلی هذه الروایة فهو خلاف ظاهرها بل الظاهر أنه علی بالجر بإضافة الصراط إلیه.

«50»-وَ یُؤَیِّدُهُ مَا رَوَاهُ فِی الطَّرَائِفِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُؤْمِنٍ الشِّیرَازِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ

ص: 23


1- تفسیر فرات: 70 فیه: قال: هی و اللّٰه و الآیة فی یوسف: 108.
2- تفسیر فرات: 70 فیه: «أَدْعُوا إِلَی اللَّهِ عَلی بَصِیرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِی» من أهل بیتی و فیه: ما دعوا إلیه.
3- أصول الكافی 1: 416 و 417. فیه: محمّد بن الفضل و الآیة فی الزخرف: 42.
4- أصول الكافی 1: 424. و الآیة فی الحجر: 41.
5- مجمع البیان 6: 336.

قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِیِّ قَالَ: كَانَ یَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ هَذَا صِرَاطُ عَلِیٍّ مُسْتَقِیمٌ فَقُلْتُ لِلْحَسَنِ مَا مَعْنَاهُ قَالَ یَقُولُ هَذَا طَرِیقُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ دِینُهُ طَرِیقٌ وَ دِینٌ مُسْتَقِیمٌ فَاتَّبِعُوهُ وَ تَمَسَّكُوا بِهِ فَإِنَّهُ وَاضِحٌ لَا عِوَجَ فِیهِ (1).

«51»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی الْحُسَیْنُ بْنُ جُبَیْرٍ فِی نُخَبِ الْمَنَاقِبِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی هَلْ یَسْتَوِی هُوَ وَ مَنْ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ هُوَ عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ قَالَ هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ هُوَ عَلَی صِرَاطٍ مُسْتَقِیمٍ (2).

«52»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یُجادِلُ فِی اللَّهِ بِغَیْرِ عِلْمٍ وَ لا هُدیً وَ لا كِتابٍ مُنِیرٍ ثانِیَ عِطْفِهِ لِیُضِلَّ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ قَالَ هُوَ الْأَوَّلُ ثَانِی عِطْفِهِ إِلَی الثَّانِی (3) وَ ذَلِكَ لَمَّا أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَماً لِلنَّاسِ وَ قَالَ وَ اللَّهِ لَا نَفِی بِهَذَا لَهُ أَبَداً (4).

«53»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ السَّیَّارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَرَأَ وَ قَالَ الظَّالِمُونَ لآِلِ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً یَعْنُونَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ لِرَسُولِهِ انْظُرْ كَیْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا یَسْتَطِیعُونَ إِلَی وَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام سَبِیلًا وَ عَلِیٌّ هُوَ السَّبِیلُ (5).

«54»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هِلَالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ وَهْبٍ الْحَبَشِیِّ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِی بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا قَالَ ذَلِكَ

ص: 24


1- الطرائف: 24. و الآیة فی الحجر: 41.
2- كنز الفوائد: 129. و الآیة فی النحل: 76.
3- فی المصدر: ای الثانی.
4- كنز الفوائد: 169 و الآیتان فی الحجّ: 8 و 9.
5- كنز الفوائد: 189. و الآیتان فی الفرقان. 8 و 9.

عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ فِی قَوْلِهِ إِنَّكَ لَتَهْدِی إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ قَالَ إِلَی وَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (1).

«55»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هِلَالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِی أُوحِیَ إِلَیْكَ قَالَ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (2).

«56»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ تُرْكِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ رَفَعَهُ عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: لَمَّا رَأَتْ قُرَیْشٌ تَقْدِیمَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً وَ إِعْظَامَهُ لَهُ نَالُوا مِنْ عَلِیٍّ علیه السلام وَ قَالُوا قَدِ افْتَتَنَ بِهِ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی ن وَ الْقَلَمِ وَ ما یَسْطُرُونَ قَسَمٌ أَقْسَمَ اللَّهُ بِهِ ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَ إِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَیْرَ مَمْنُونٍ إِلَی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِیلِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِینَ وَ سَبِیلُهُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (3).

باب 25 آخر فی أن الاستقامة إنما هی علی الولایة

«1»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَمَّدِیِّ عَنْ كَثِیرِ بْنِ عَیَّاشٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ الَّذِینَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا یَقُولُ اسْتَكْمَلُوا طَاعَةَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ وَلَایَةَ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام ثُمَّ اسْتَقَامُوا عَلَیْهَا تَتَنَزَّلُ عَلَیْهِمُ الْمَلائِكَةُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَلَّا

ص: 25


1- كنز الفوائد: 288. و الآیة فی الشوری: 52.
2- كنز الفوائد: 292. و الآیة فی الزخرف: 43.
3- كنز الفوائد: 411. (النسخة الرضویة) فیه: محمّد بن الفضل عن محمّد بن شعیب عن دلهم بن صالح عن الضحّاك بن مزاحم و الآیات فی سورة القلم: 1- 7.

تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ فَأُولَئِكَ هُمُ الَّذِینَ إِذَا فَزِعُوا یَوْمَ الْقِیَامَةِ حِینَ یُبْعَثُونَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَ یَقُولُونَ لَهُمْ لَا تَخَافُوا وَ لَا تَحْزَنُوا نَحْنُ الَّذِینَ كُنَّا مَعَكُمْ فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا لَا نُفَارِقُكُمْ حَتَّی تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (1).

«2»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ السَّیَّارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ الَّذِینَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا الْآیَةَ قَالَ اسْتَقَامُوا عَلَی الْأَئِمَّةِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ (2).

كا، الكافی الحسین بن محمد عن المعلی عن محمد بن جمهور عن فضالة عن الحسین بن عثمان عن أبی أیوب مثله (3).

«3»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ الَّذِینَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا قَالَ هُوَ وَ اللَّهِ مَا أَنْتُمْ عَلَیْهِ وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَی الطَّرِیقَةِ لَأَسْقَیْناهُمْ ماءً غَدَقاً قُلْتُ مَتَی تَتَنَزَّلُ عَلَیْهِمُ الْمَلَائِكَةُ بِ أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِیاؤُكُمْ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ فِی الْآخِرَةِ فَقَالَ عِنْدَ الْمَوْتِ وَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ (4).

«4»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یَزَالُ الْمُؤْمِنُ خَائِفاً مِنْ سُوءِ الْعَاقِبَةِ لَا یَتَیَقَّنُ الْوُصُولَ إِلَی رِضْوَانِ اللَّهِ حَتَّی یَكُونَ وَقْتُ نَزْعِ رُوحِهِ وَ ظُهُورِ مَلَكِ الْمَوْتِ لَهُ وَ ذَلِكَ أَنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ یَرِدُ عَلَی الْمُؤْمِنِ وَ هُوَ فِی شِدَّةِ عِلَّتِهِ وَ عَظِیمِ ضِیقِ صَدْرِهِ بِمَا یُخَلِّفُهُ (5) مِنْ أَمْوَالِهِ وَ عِیَالِهِ وَ مَا (6) هُوَ عَلَیْهِ مِنْ اضْطِرَابِ أَحْوَالِهِ فِی مُعَامِلِیهِ

ص: 26


1- كنز الفوائد: 281 و الآیة فی فصلت: 30.
2- كنز الفوائد: 281 و الآیة فی فصلت: 30.
3- أصول الكافی 1: 220.
4- كنز الفوائد: 281. و الآیة الأولی فی فصلت: 30 و الثانیة فی سورة الجن: 16.
5- فی المصدر: لما یخلفه.
6- فی نسخة: و لما هو.

وَ عِیَالِهِ وَ قَدْ بَقِیَتْ فِی نَفْسِهِ حَزَازَتُهَا (1) وَ اقْتَطَعَ دُونَ أَمَانِیِّهِ فَلَمْ یَنَلْهَا فَیَقُولُ لَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ مَا لَكَ تَتَجَرَّعُ غُصَصَكَ فَیَقُولُ لِاضْطِرَابِ أَحْوَالِی وَ اقْتِطِاعِی دُونَ آمَالِی (2) فَیَقُولُ لَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ وَ هَلْ یَجْزَعُ (3) عَاقِلٌ مِنْ فَقْدِ دِرْهَمٍ زَائِفٍ (4) قَدِ اعْتَاضَ عَنْهُ بِأَلْفِ أَلْفِ ضِعْفِ (5) الدُّنْیَا فَیَقُولُ لَا فَیَقُولُ لَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ فَانْظُرْ فَوْقَكَ فَیَنْظُرُ فَیَرَی دَرَجَاتِ الْجِنَانِ وَ قُصُورَهَا الَّتِی تَقْصُرُ دُونَهَا الْأَمَانِیُّ فَیَقُولُ لَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ تِلْكَ مَنَازِلُكَ (6) وَ نِعَمُكَ وَ أَمْوَالُكَ وَ أَهْلُكَ وَ عِیَالُكَ وَ مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِكَ هَاهُنَا وَ ذُرِّیَّتُكَ صَالِحاً فَهُمْ هُنَاكَ مَعَكَ أَ فَتَرْضَی بِهِ بَدَلًا مِمَّا هَاهُنَا فَیَقُولُ بَلَی وَ اللَّهِ ثُمَّ یَقُولُ لَهُ انْظُرْ فَیَنْظُرُ فَیَرَی مُحَمَّداً وَ عَلِیّاً وَ الطَّیِّبِینَ مِنْ آلِهِمَا فِی أَعْلَی عِلِّیِّینَ فَیَقُولُ لَهُ أَ وَ لَا تَرَاهُمْ هَؤُلَاءِ سَادَاتُكَ وَ أَئِمَّتُكَ هُمْ هُنَاكَ جُلَّاسُكَ وَ آنَاسُكَ أَ فَمَا تَرْضَی بِهِمْ بَدَلًا مِمَّا تُفَارِقُ هَاهُنَا فَیَقُولُ بَلَی وَ رَبِّی فَذَلِكَ مَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی إِنَّ الَّذِینَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَیْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا فَمَا أَمَامَكُمْ مِنَ الْأَهْوَالِ فَقَدْ كُفِیتُمُوهَا وَ لا تَحْزَنُوا عَلَی مَا تُخَلِّفُونَهُ مِنَ الذَّرَارِیِّ وَ الْعِیَالِ وَ الْأَمْوَالِ فَهَذَا الَّذِی شَاهَدْتُمُوهُ فِی الْجِنَانِ بَدَلًا مِنْهُمْ وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ هَذِهِ مَنَازِلِكُمْ وَ هَؤُلَاءِ سَادَاتُكُمْ آنَاسُكُمْ (7) وَ جُلَّاسُكُمْ نَحْنُ أَوْلِیاؤُكُمْ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ فِی الْآخِرَةِ وَ لَكُمْ فِیها ما تَشْتَهِی أَنْفُسُكُمْ وَ لَكُمْ فِیها ما تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِیمٍ (8).

بیان: قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی تفسیر هذه الآیة إِنَّ الَّذِینَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ أی وحدوا اللّٰه تعالی بلسانهم و اعترفوا به و صدقوا أنبیاءه ثُمَّ اسْتَقامُوا أی

ص: 27


1- الحزازة: وجع فی القلب من غیظ و نحوه و فی نسخة: حسراتها.
2- فی المصدر: و اقتطاعك لی دون امانی (اموالی خ ل).
3- فی المصدر: و هل یحزن.
4- درهم زائف: المردود علیه لغش.
5- فی نسخة و فی المصدر: و اعتیاض الف الف ضعف الدنیا.
6- فی نسخة: هذه منازلك.
7- فی المصدر: و آناسكم.
8- التفسیر المنسوب إلی الامام العسكریّ علیه السلام: 96. و الآیات فی فصلت 30- 32.

استمروا علی التوحید أو استقاموا علی طاعته.

وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَیْلِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام عَنِ الِاسْتِقَامَةِ قَالَ هِیَ وَ اللَّهِ مَا أَنْتُمْ عَلَیْهِ.

تَتَنَزَّلُ عَلَیْهِمُ الْمَلائِكَةُ یعنی عند الموت و روی ذلك عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام.

و قیل تستقبلهم الملائكة إذا خرجوا من قبورهم فی الموقف بالبشارة من اللّٰه و قیل فی القیامة و قیل عند الموت و فی القبر و عند البعث أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا أی یقولون لهم لا تخافوا عقاب اللّٰه و لا تحزنوا لفوت الثواب (1) و قیل لا تخافوا مما أمامكم و لا تحزنوا علی ما خلفتم من أهل و ولد نَحْنُ أَوْلِیاؤُكُمْ أی أنصاركم و أحباؤكم فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا نتولی إیصال الخیرات إلیكم من قبل اللّٰه تعالی

وَ فِی الْآخِرَةِ فلا نفارقكم حتی ندخلكم الجنة و قیل أی نحرسكم فی الدنیا و عند الموت و فی الآخرة عن- أبی جعفر علیه السلام. (2).

أقول: سیأتی تأویل آخر لها فی باب أن الملائكة تأتیهم.

«5»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هُوْذَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ حَمَّادٍ عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَی الطَّرِیقَةِ لَأَسْقَیْناهُمْ ماءً غَدَقاً یَعْنِی اسْتَقَامُوا عَلَی الْوَلَایَةِ فِی الْأَصْلِ عِنْدَ الْأَظِلَّةِ حِینَ أَخَذَ اللَّهُ الْمِیثَاقَ عَلَی ذُرِّیَّةِ آدَمَ لَأَسْقَیْناهُمْ (3) ماءً غَدَقاً یَعْنِی لَأَسْقَیْنَاهُمْ مِنَ الْمَاءِ الْفُرَاتِ الْعَذْبِ (4).

بیان: أی صببنا علی طینتهم الماء العذب الفرات لا الماء الملح الأجاج كما مر فی أخبار الطینة.

«6»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ

ص: 28


1- فی المصدر: لفوات الثواب.
2- مجمع البیان 9: 12 و 13.
3- فی المصدر: لكنا اسقیناهم.
4- كنز الفوائد: 355 و 356. و الآیة فی سورة الجن: 16.

عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَی الطَّرِیقَةِ لَأَسْقَیْناهُمْ ماءً غَدَقاً یَعْنِی لَأَمْدَدْنَاهُمْ عِلْماً كَیْ (1) یَتَعَلَّمُونَهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام (2).

«7»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ (3) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ بُرَیْدٍ الْعِجْلِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَی الطَّرِیقَةِ قَالَ یَعْنِی عَلَی الْوَلَایَةِ لَأَسْقَیْناهُمْ ماءً غَدَقاً قَالَ لَأَذَقْنَاهُمْ عِلْماً كَثِیراً یَتَعَلَّمُونَهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام قُلْتُ قَوْلُهُ لِنَفْتِنَهُمْ فِیهِ قَالَ إِنَّمَا هَؤُلَاءِ یَفْتِنُهُمْ فِیهِ یَعْنِی الْمُنَافِقِینَ (4).

«8»-وَ رُوِیَ أَیْضاً عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ یَسَارٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَفْصٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَی الطَّرِیقَةِ لَأَسْقَیْناهُمْ ماءً غَدَقاً لِنَفْتِنَهُمْ فِیهِ قَالَ قَالَ اللَّهُ لَجَعَلْنَا أَظِلَّتَهُمْ فِی الْمَاءِ الْعَذْبِ لِنَفْتِنَهُمْ فِیهِ وَ فِتْنَتُهُمْ فِی عَلِیٍّ علیه السلام وَ مَا فَتَنُوا فِیهِ وَ كَفَرُوا إِلَّا بِمَا نُزِّلَ فِی وَلَایَتِهِ (5).

بیان: قال الطبرسی رحمه اللّٰه وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَی الطَّرِیقَةِ أی علی طریقة الإیمان لَأَسْقَیْناهُمْ ماءً كثیرا من السماء و ذلك بعد ما رفع عنهم المطر سبع سنین و قیل ضرب الماء الغدق مثلا أی لوسعنا علیهم فی الدنیا لِنَفْتِنَهُمْ فِیهِ أی لنختبرهم بذلك.

وَ فِی تَفْسِیرِ أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَوْلُ اللَّهِ إِنَّ الَّذِینَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا قَالَ هُوَ وَ اللَّهِ مَا أَنْتُمْ عَلَیْهِ وَ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَی الطَّرِیقَةِ لَأَسْقَیْناهُمْ ماءً غَدَقاً.

«6»-وَ عَنْ بُرَیْدٍ الْعِجْلِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَعْنَاهُ لَأَفَدْنَاهُمْ عِلْماً كَثِیراً

ص: 29


1- فی المصدر: علما یتعلمونه.
2- كنز الفوائد: 355 و 356. و الآیة فی سورة الجن: 16.
3- فی المصدر: عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن خالد.
4- كنز الفوائد: 421 و 422 (النسخة الرضویة) و الآیة فی سورة الجن: 16.
5- كنز الفوائد: 421 و 422 (النسخة الرضویة) و الآیة فی سورة الجن: 16.

یَتَعَلَّمُونَهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام.

انتهی. (1)

أقول: استعارة الماء للعلم شائع لكونه سببا لحیاة الروح كما أن الماء سبب لحیاة البدن.

باب 26 أن ولایتهم الصدق و أنهم الصادقون و الصدیقون و الشهداء و الصالحون

الآیات؛

التوبة: «یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ»(119)

تفسیر:

قال الطبرسی رحمه اللّٰه: فی مصحف عبد اللّٰه و قراءة ابن عباس: من الصادقین- و روی ذلك عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام.

ثم قال أی الذین یصدقون فی أخبارهم و لا یكذبون و معناه كونوا علی مذهب من یستعمل الصدق فی أقواله و أفعاله و صاحبوهم و رافقوهم و قد وصف اللّٰه الصادقین فی سورة البقرة بقوله وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ إلی قوله أُولئِكَ الَّذِینَ صَدَقُوا وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (2) فأمر سبحانه بالاقتداء بهؤلاء و قیل المراد بالصادقین هم الذین ذكرهم اللّٰه فی كتابه و هو قوله رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضی نَحْبَهُ یعنی حمزة بن عبد المطلب و جعفر بن أبی طالب و منهم من ینتظر (3) یعنی علی بن أبی طالب.

و روی الكلبی عن أبی صالح عن ابن عباس قال كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ مع علی علیه السلام و أصحابه.

ص: 30


1- مجمع البیان 10: 371 و 372.
2- البقرة: 177.
3- الأحزاب: 23.

وَ رَوَی جَابِرٌ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ (1) قَالَ مَعَ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام (2)

«1»- فس، تفسیر القمی وَ مَنْ یُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً قَالَ النَّبِیِّینَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الصِّدِّیقِینَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ الشُّهَداءِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ الصَّالِحِینَ الْأَئِمَّةُ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً الْقَائِمُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام (3).

«2»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی الشَّیْخُ الطُّوسِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی كِتَابِ مِصْبَاحِ الْأَنْوَارِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: صَلَّی بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی بَعْضِ الْأَیَّامِ صَلَاةَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیْنَا بِوَجْهِهِ الْكَرِیمِ فَقُلْتُ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ رَأَیْتَ أَنْ تُفَسِّرَ لَنَا قَوْلَهُ تَعَالَی فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَّا النَّبِیُّونَ فَأَنَا وَ أَمَّا الصِّدِّیقُونَ فَأَخِی عَلِیٌّ علیه السلام وَ أَمَّا الشُّهَدَاءُ فَعَمِّی حَمْزَةُ وَ أَمَّا الصَّالِحُونَ فَابْنَتِی فَاطِمَةُ وَ أَوْلَادُهَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ الْخَبَرَ (4).

«3»-یر، بصائر الدرجات الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ بُرَیْدٍ الْعِجْلِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ قَالَ إِیَّانَا عَنَی (5).

«4»-قب، المناقب لابن شهرآشوب جَابِرٌ الْأَنْصَارِیُّ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ أَیْ مَعَ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام (6).

«5»-یر، بصائر الدرجات الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ قَالَ الصَّادِقُونَ الْأَئِمَّةُ الصِّدِّیقُونَ بِطَاعَتِهِمْ (7).

ص: 31


1- فی المصدر: عن ابی جعفر علیه السلام.
2- مجمع البیان 5: 80 و 81.
3- تفسیر القمّیّ: 131. و الآیة فی النساء: 69.
4- كنز الفوائد: 67. و الآیة فی النساء: 69.
5- بصائر الدرجات: 10 و الآیة فی التوبة: 119.
6- مناقب آل أبی طالب 3: 314.
7- بصائر الدرجات: 10 و الآیة فی التوبة: 119.

«6»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ بَزِیعٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَصْبَغَ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ لِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أَذْكُرَ حَدِیثاً قُلْتُ فَمَا یَمْنَعُكَ (1) یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْ تَذْكُرَهُ فَقَالَ مَا قُلْتُ هَذَا إِلَّا وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَذْكُرَهُ ثُمَّ قَالَ علیه السلام إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ كَانَ أَفْضَلُهُمْ سَبْعَةً مِنَّا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْأَنْبِیَاءُ أَكْرَمُ الْخَلْقِ وَ نَبِیُّنَا أَفْضَلُ الْأَنْبِیَاءِ (2) عَلَیْهِمُ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ ثُمَّ الْأَوْصِیَاءُ أَفْضَلُ الْأُمَمِ بَعْدَ الْأَنْبِیَاءِ وَ وَصِیُّهُ أَفْضَلُ الْأَوْصِیَاءِ ثُمَّ الشُّهَدَاءُ أَفْضَلُ الْأُمَمِ بَعْدَ الْأَوْصِیَاءِ (3) وَ حَمْزَةُ سَیِّدُ الشُّهَدَاءِ وَ جَعْفَرٌ ذُو الْجَنَاحَیْنِ یَطِیرُ مَعَ الْمَلَائِكَةِ لَمْ یَنْحَلْهُ شَهِیداً قَطُّ قَبْلَهُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ (4) وَ إِنَّمَا ذَلِكَ شَیْ ءٌ أَكْرَمَ اللَّهُ بِهِ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله (5) ثُمَّ قَالَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَ كَفی بِاللَّهِ عَلِیماً ثُمَّ السِّبْطَانِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ الْمَهْدِیُّ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ التَّحِیَّةُ وَ الْإِكْرَامُ جَعَلَهُ اللَّهُ مِمَّنْ یَشَاءُ مِنْ أَهْلِ الْبَیْتِ (6).

«7»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عُبَیْدٍ مُعَنْعَناً عَنْ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ أَبُو بَصِیرٍ وَ قَدْ أَخَذَهُ النَّفَسُ فَلَمَّا أَنْ أَخَذَ مَجْلِسَهُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا هَذِهِ النَّفَسُ الْعَالِی قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ كَبِرَتْ سِنِّی وَ دَقَّ عَظْمِی وَ اقْتَرَبَ أَجَلِی وَ لَسْتُ أَدْرِی مَا أَرِدُ عَلَیْهِ مِنْ أَمْرِ آخِرَتِی فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا أَبَا مُحَمَّدٍ وَ إِنَّكَ لَتَقُولُ هَذَا فَقَالَ وَ كَیْفَ لَا أَقُولُ هَذَا فَذَكَرَ كَلَاماً ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ (7) فِی كِتَابِهِ الْمُبِینِ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِینَ

ص: 32


1- فی المصدر: فقال عمّار بن یاسر: فذكره قال: انی أرید ان اذكر حدیثا، قال ابو أیّوب الأنصاریّ: فما یمنعك.
2- فی المصدر: اكرم الخلق علی اللّٰه، و نبیّنا أكرم الأنبیاء.
3- فی المصدر: بعد الأنبیاء و الأوصیاء.
4- المصدر یخلو عن قوله: رحمة اللّٰه علیهم أجمعین.
5- فی المصدر: وجه محمد.
6- تفسیر فرات: 35 و 36 و الآیتان فی النساء: 69 و 70.
7- فی النسخة المخطوطة: لقد ذكرك اللّٰه و فی المصدر: لقد ذكركم اللّٰه فی كتابه المبین بقوله.

أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً فَرَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْآیَةِ النَّبِیِّینَ وَ نَحْنُ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ أَنْتُمُ الصَّالِحُونَ فَتَسَمَّوْا بِالصَّلَاحِ كَمَا سَمَّاكُمُ اللَّهُ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ (1).

«8»-قب، المناقب لابن شهرآشوب تَفْسِیرُ أَبِی یُوسُفَ یَعْقُوبَ بْنِ سُفْیَانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ قَالَ أَمَرَ اللَّهُ الصَّحَابَةَ أَنْ یَخَافُوا اللَّهَ ثُمَّ قَالَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ یَعْنِی مَعَ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ علیهم السلام (2).

«9»-أَقُولُ جَمَاعَةٌ بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ قَالَ مَعَ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ علیهم السلام (3).

«10»-أَقُولُ قَالَ السَّیِّدُ بْنُ طَاوُسٍ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ رَأَیْتُ فِی تَفْسِیرٍ مَنْسُوبٍ إِلَی الْبَاقِرِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ یَقُولُ كُونُوا مَعَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی مِنَ الْمُؤْمِنِینَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضی نَحْبَهُ وَ هُوَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ علیهما السلام وَ مِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ وَ هُوَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ یَقُولُ اللَّهُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِیلًا (4) وَ قَالَ اللَّهُ اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ وَ هُمْ هَاهُنَا آلُ مُحَمَّدٍ علیهم السلام (5).

بیان: التمسك بتلك الآیة لإثبات الإمامة فی المعصومین علیهم السلام بین الشیعة معروف. و قد ذكره المحقق الطوسی طیب اللّٰه روحه القدوسی فی كتاب التجرید (6) و وجه الاستدلال بها إن اللّٰه تعالی أمر كافة المؤمنین بالكون مع الصادقین و ظاهر أن لیس المراد به الكون معهم بأجسامهم بل المعنی لزوم طرائقهم و متابعتهم فی

ص: 33


1- تفسیر فرات: 36. و الآیة فی النساء: 69.
2- مناقب آل أبی طالب 2: 288 و الآیة فی التوبة: 119.
3- مناقب آل أبی طالب 2: 288 و الآیة فی التوبة: 119.
4- الأحزاب: 23.
5- سعدا السعود: 122. و الآیة فی التوبة: 119.
6- كشف المراد: 222.

عقائدهم و أقوالهم و أفعالهم و معلوم أن اللّٰه تعالی لا یأمر عموما بمتابعة من یعلم صدور الفسق و المعاصی عنه مع نهیه عنها فلا بد من أن یكونوا معصومین لا یخطئون فی شی ء حتی تجب متابعتهم فی جمیع الأمور و أیضا أجمعت الأمة علی أن خطاب القرآن عام لجمیع الأزمنة لا یختص بزمان دون زمان فلا بد من وجود معصوم فی كل زمان لیصح أمر مؤمنین كل زمان بمتابعتهم.

فإن قیل لعلهم أمروا فی كل زمان بمتابعة الصادقین الكائنین فی زمن الرسول صلی اللّٰه علیه و آله فلا یتم وجود المعصوم فی كل زمان.

قلنا لا بد من تعدد الصادقین أی المعصومین بصیغة الجمع و مع القول بالتعدد یتعین القول بما تقوله الإمامیة إذ لا قائل بین الإمامیة بتعدد المعصومین فی زمن الرسول صلی اللّٰه علیه و آله مع خلو سائر الأزمنة عنهم مع قطع النظر عن بعد هذا الاحتمال عن اللفظ.

و سیأتی تمام القول فی ذلك فی أبواب النصوص علی أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه و سلامه علیه. و العجب من إمامهم الرازی كیف قارب ثم جانب و سدد ثم شدد و أقر ثم أنكر و أصر حیث قال فی تفسیر تلك الآیة إنه تعالی أمر المؤمنین بالكون مع الصادقین و متی وجب الكون مع الصادقین فلا بد من وجود الصادقین لأن الكون مع الشی ء مشروط بوجود ذلك الشی ء فهذا یدل علی أنه لا بد من وجود الصادقین فی كل وقت و ذلك یمنع من إطباق الكل علی الباطل فوجب (1) إن أطبقوا علی شی ء أن یكونوا محقین فهذا یدل علی أن إجماع الأمة حجة.

فإن قیل لم لا یجوز أن یقال المراد بقوله كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ أی كونوا علی طریقة الصالحین (2) كما أن الرجل إذا قال لولده كن مع الصالحین لا یفید إلا ذلك سلمنا ذلك لكن نقول إن هذا الأمر كان موجودا فی زمان

ص: 34


1- فی المصدر: و متی امتنع اطباق الكل علی الباطل وجب.
2- فی المصدر: علی طریقة الصادقین.

الرسول صلی اللّٰه علیه و آله فقط و كان (1) هذا أمرا بالكون مع الرسول صلی اللّٰه علیه و آله فلا یدل علی وجود صادق فی سائر الأزمنة سلمنا ذلك لكن لم لا یجوز أن یكون ذلك الصادق هو المعصوم الذی یمتنع خلو زمان التكلیف عنه كما تقوله الشیعة.

فالجواب عن الأول أن قوله كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ أمر بموافقة الصادقین و نهی عن مفارقتهم و ذلك مشروط بوجود الصادقین و ما لا یتم الواجب إلا به فهو واجب فدلت هذه الآیة علی وجود الصادقین و قوله إنه محمول علی أن یكون علی طریقة الصادقین فنقول إنه عدول عن الظاهر من غیر دلیل قوله هذا الأمر مختص بزمان الرسول قلنا هذا باطل لوجوه الأول أنه ثبت بالتواتر الظاهر من دین محمد صلی اللّٰه علیه و آله أن التكالیف المذكورة فی القرآن متوجهة علی المكلفین إلی قیام القیامة فكان الأمر فی هذا التكلیف كذلك.

و الثانی أن الصیغة تتناول الأوقات كلها بدلیل صحة الاستثناء.

و الثالث لما لم یكن الوقت المعین مذكورا فی لفظ الآیة لم یكن حمل الآیة علی البعض أولی من حملها علی الباقی فإما أن لا یحمل علی شی ء (2) فیفضی إلی التعطیل و هو باطل أو علی الكل فهو المطلوب.

و الرابع أن قوله یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ أمر لهم بالتقوی و هذا الأمر إنما یتناول من یصح منه أن لا یكون متقیا و إنما یكون كذلك لو كان جائز الخطاء فكانت الآیة دالة علی أن من كان جائز الخطاء وجب كونه مقتدیا بمن كان واجب العصمة و هم الذین حكم اللّٰه بكونهم صادقین و ترتب الحكم فی هذا یدل علی أنه إنما وجب علی جائز الخطاء كونه مقتدیا به لیكون مانعا لجائز الخطاء عن الخطاء و هذا المعنی قائم فی جمیع الأزمان فوجب حصوله فی كل الأزمان.

ص: 35


1- فی المصدر: فكان.
2- فی المصدر: علی شی ء من الأوقات.

قوله لم لا یجوز أن یكون المراد هو كون المؤمن مع المعصوم الموجود فی كل زمان.

قلنا نحن معترف (1) بأنه لا بد من معصوم فی كل زمان إلا أنا نقول إن ذلك المعصوم هو مجموع الأمة و أنتم تقولون إن ذلك المعصوم واحد منهم فنقول هذا الثانی باطل لأنه تعالی أوجب علی كل من المؤمنین أن یكونوا مع الصادقین و إنما یمكنه ذلك لو كان عالما بأن ذلك الصادق من هو لأن الجاهل بأنه من هو لو كان مأمورا بالكون معه كان ذلك تكلیف ما لا یطاق لأنا لا نعلم إنسانا معینا موصوفا بوصف العصمة و العلم و أنا لا نعلم أن هذا الإنسان حاصل بالضرورة فثبت أن قوله كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ لیس أمرا بالكون مع شخص معین و لما بطل هذا بقی أن المراد منه الكون مع جمیع الأمة و ذلك یدل علی أن قول مجموع الأمة صواب و حق و لا نعنی بقولنا الإجماع حجة إلا ذلك انتهی كلامه. (2) و الحمد لله الذی حقق الحق بما أجری علی أقلام أعدائه أ لا تری كیف شید ما ادعته الإمامیة بغایة جهده ثم بأی شی ء تمسك فی تزییفه و التعامی عن رشده و هل هذا إلا كمن طرح نفسه فی البحر العجاج رجاء أن یتشبث للنجاة بخطوط الأمواج و لنشر إلی شی ء مما فی كلامه من التهافت و الاعوجاج فنقول كلامه فاسد من وجوه أما أولا فبأنه بعد ما اعترف بأن اللّٰه تعالی إنما أمر بذلك لتحفظ الأمة عن الخطإ فی كل زمان فلو كان المراد ما زعمه من الإجماع كیف یحصل العلم بتحقق الإجماع فی تلك الأعصار مع انتشار علماء المسلمین فی الأمصار و هل یجوز عاقل إمكان الاطلاع علی جمیع أقوال آحاد المسلمین فی تلك الأزمنة و لو تمسك بالإجماع الحاصل فی الأزمنة السابقة فقد صرح بأنه لا بد فی كل زمان من معصوم محفوظ عن الخطاء.

ص: 36


1- فی المصدر نعترف.
2- مفاتیح الغیب 4: 1760 و 1761.

و أما ثانیا فبأنه علی تقدیر تسلیم تحقق الإجماع و العلم فی تلك الأزمنة فلا یتحقق ذلك إلا فی قلیل من المسائل فكیف یحصل تحفظهم عن الخطاء بذلك.

و أما ثالثا فبأنه لا یخفی علی عاقل أن الظاهر من الآیة أن المأمورین بالكون غیر من أمروا بالكون معهم و علی ما ذكره یلزم اتحادهما.

و أما رابعا فبأن المراد بالصادق إما الصادق فی الجملة فهو یصدق علی جمیع المسلمین فإنهم صادقون فی كلمة التوحید لا محالة أو فی جمیع الأقوال و الأول لا یمكن أن یكون مرادا لأنه یلزم أن یكونوا مأمورین باتباع كل من آحاد المسلمین كما هو الظاهر من عموم الجمع المحلی باللام فتعین الثانی و هو لازم العصمة و أما الذی اختاره من إطلاق الصادقین علی المجموع من حیث المجموع من جهة أنهم من حیث الاجتماع لیسوا بكاذبین فهذا احتمال لا یجوزه كردی لم یأنس بكلام العرب قط.

و أما خامسا فبأن تمسكه فی نفس ما یدعیه الشیعة فی معرفة الإمام لا یخفی سخافته إذ كل جاهل و ضال و مبتدع فی الدین یمكن أن یتمسك بهذا فی عدم وجوب اختیار الحق و التزام الشرائع فللیهود أن یقولوا لو كان محمد صلی اللّٰه علیه و آله نبیا لكنا عالمین بنبوته و لكنا نعلم ضرورة أنا غیر عالمین به و كذا سائر فرق الكفر و الضلالة و لیس ذلك إلا لتعصبهم و معاندتهم و تقصیرهم فی طلب الحق و لو رفعوا أغشیة العصبیة عن أبصارهم و نظروا فی دلائل إمامتهم و معجزاتهم و محاسن أخلاقهم و أطوارهم لأبصروا ما هو الحق فی كل باب و لم یبق لهم شك و لا ارتیاب و كفی بهذه الآیة علی ما قرر الكلام فیها دلیلا علی لزوم الإمام فی كل عصر و زمان.

«11»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی بِإِسْنَادِ أَخِی دِعْبِلٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَی اللَّهِ وَ كَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ قَالَ الصِّدْقُ وَلَایَتُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (1).

قب، المناقب لابن شهرآشوب عن أمیر المؤمنین علیه السلام مثله (2)

ص: 37


1- أمالی ابن الشیخ: 232. و الآیة فی الزمر: 32.
2- مناقب آل أبی طالب 2: 288.

بیان: لعل الغرض بیان معظم أفراد الصدق (1) الذی أتی به النبی صلی اللّٰه علیه و آله لا تخصیصه بالولایة.

«12»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْمُقْرِی رَفَعَهُ إِلَی أَبِی أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الصِّدِّیقُونَ ثَلَاثَةٌ حِزْقِیلُ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ وَ حَبِیبٌ صَاحِبُ یَاسِینَ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ هُوَ أَفْضَلُ الثَّلَاثَةِ (2).

«13»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْفَزَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْفَضْلِ الْبَصْرِیِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ صُهَیْبٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: هَبَطَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مَلَكٌ لَهُ عِشْرُونَ أَلْفَ رَأْسٍ فَوَثَبَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِیُقَبِّلَ یَدَهُ فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ مَهْلًا مَهْلًا یَا مُحَمَّدُ فَأَنْتَ وَ اللَّهِ أَكْرَمُ عَلَی اللَّهِ مِنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلِ الْأَرَضِینَ أَجْمَعِینَ وَ الْمَلَكُ یُقَالُ لَهُ مَحْمُودٌ فَإِذَا بَیْنَ مَنْكِبَیْهِ مَكْتُوبٌ- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ حَبِیبِی مَحْمُودُ مُنْذُ كَمْ هَذَا مَكْتُوبٌ بَیْنَ مَنْكِبَیْكَ قَالَ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ آدَمَ أَبَاكَ بِاثْنَیْ عَشَرَ أَلْفَ عَامٍ (3).

«14»-أَقُولُ رَوَی الطَّبْرِسِیُّ عَنِ الْعَیَّاشِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مِنْهَالٍ الْقَصَّابِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ادْعُ اللَّهَ أَنْ یَرْزُقَنِیَ الشَّهَادَةَ فَقَالَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ شَهِیدٌ ثُمَّ تَلَا وَ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ.

«15»-وَ بِإِسْنَادِهِ أَیْضاً عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ الْعَارِفُ مِنْكُمْ هَذَا الْأَمْرَ الْمُنْتَظِرُ لَهُ الْمُحْتَسِبُ فِیهِ الْخَیْرَ كَمَنْ جَاهَدَ وَ اللَّهِ مَعَ قَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله بِسَیْفِهِ ثُمَّ قَالَ بَلْ وَ اللَّهِ كَمَنْ جَاهَدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِسَیْفِهِ ثُمَّ قَالَ الثَّالِثَةَ بَلْ وَ اللَّهِ كَمَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی فُسْطَاطِهِ وَ فِیكُمْ آیَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ قُلْتُ أَیُّ آیَةٍ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الَّذِینَ

ص: 38


1- كل واحد من اقوال النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله صدق، فمن لم یقبل أحدا منها فقد كذب بالصدق.
2- كنز جامع الفوائد: 383 النسخة الرضویة.
3- كنز جامع الفوائد: 383 النسخة الرضویة.

آمنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ ثُمَّ قَالَ صِرْتُمْ وَ اللَّهِ صَادِقِینَ شُهَدَاءَ عِنْدَ رَبِّكُمْ (1).

«16»-لی، الأمالی للصدوق ابْنُ مُوسَی عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُبَارَكٍ مَوْلَی الرِّضَا عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلَامُ قَالَ: لَا یَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتَّی یَكُونَ فِیهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ سُنَّةٌ مِنْ رَبِّهِ وَ سُنَّةٌ مِنْ نَبِیِّهِ وَ سُنَّةٌ مِنْ وَلِیِّهِ فَأَمَّا السُّنَّةُ مِنْ رَبِّهِ فَكِتْمَانُ سِرِّهِ قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ عالِمُ الْغَیْبِ فَلا یُظْهِرُ عَلی غَیْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضی مِنْ رَسُولٍ (2) وَ أَمَّا السُّنَّةُ مِنْ نَبِیِّهِ فَمُدَارَاةُ النَّاسِ (3) فَقَالَ خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِینَ (4) وَ أَمَّا السُّنَّةُ مِنْ وَلِیِّهِ فَالصَّبْرُ فِی الْبَأْسَاءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ یَقُولُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ وَ الصَّابِرِینَ فِی الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ حِینَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِینَ صَدَقُوا وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (5).

«17»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنِ الْحَارِثِ عَنِ ابْنِ أَبِی الدِّلْهَاثِ مَوْلَی الرِّضَا علیه السلام مِثْلَهُ (6)

كا، الكافی علی بن محمد بن بندار عن إبراهیم بن إسحاق عن سهل بن الحارث الدلهاث مولی الرضا علیه السلام مثله (7) بیان الآیة هكذا لَیْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ الْكِتابِ وَ النَّبِیِّینَ وَ آتَی الْمالَ

ص: 39


1- مجمع البیان 9: 238. و الآیة فی الحدید: 19.
2- الجن: 26 و 27.
3- زاد فی المصادر الثلاثة: فان اللّٰه عزّ و جلّ امر نبیه بمداراة الناس فقال.
4- الأعراف: 199.
5- أمالی الصدوق: 198 و الآیة فی البقرة: 177.
6- عیون الأخبار: 142 فیه: عن الحارث بن دلهات عن أبیه مولی الرضا علیه السلام قال: سمعت أبا الحسن علیه السلام یقول.
7- أصول الكافی 2: 241 و 242 فیه: عن سهل بن الحارث عن الدلهاث مولی الرضا علیه السلام قال: سمعت الرضا علیه السلام أقول: لعل الصحیح عن الحارث.

عَلی حُبِّهِ ذَوِی الْقُرْبی وَ الْیَتامی وَ الْمَساكِینَ وَ ابْنَ السَّبِیلِ وَ السَّائِلِینَ وَ فِی الرِّقابِ وَ أَقامَ الصَّلاةَ وَ آتَی الزَّكاةَ وَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَ الصَّابِرِینَ فِی الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ الآیة و یدل الخبر علی نزولها فیهم و یؤیده الأخبار السابقة.

باب 27 آخر فی تأویل قوله تعالی أن لهم قدم صدق عند ربهم

اشاره(1)

«1»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ الْیَمَانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْأَئِمَّةُ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ (2).

شی، تفسیر العیاشی عن الیمانی مثله (3)

كا، الكافی علی عن أبیه مثله بیان لعل المراد ولایتهم أو شفاعتهم أو المراد بالقدم المتقدم فی العز و الشرف و یؤید الأول.

«2»-مَا رَوَاهُ الْكُلَیْنِیُّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ یُونُسَ عَمَّنْ رَفَعَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بَشِّرِ الَّذِینَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ وَلَایَةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ (4).

وَ قَالَ الطَّبْرِسِیُّ قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِیِّ الْقَدَمُ الْمُتَقَدِّمُ فِی الشَّرَفِ وَ قَالَ أَبُو عُبَیْدَةَ وَ الْكِسَائِیُّ كُلُّ سَابِقٍ فِی خَیْرٍ أَوْ شَرٍّ فَهُوَ عِنْدَ الْعَرَبِ قَدَمٌ وَ یُقَالُ

ص: 40


1- یونس: 2.
2- تفسیر القمّیّ: 284. لم یذكر فیه و فی تفسیر العیّاشیّ: و الأئمّة علیهم السلام.
3- تفسیر العیّاشیّ 2: 120 فیه، إبراهیم بن عمر عمن ذكره عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام.
4- أصول الكافی 1: 422.

لِفُلَانٍ قَدَمٌ فِی الْإِسْلَامِ ثُمَّ قَالَ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ أَیْ أَجْراً حَسَناً وَ مَنْزِلَةً رَفِیعَةً بِمَا قَدَّمُوا مِنْ أَعْمَالِهِمْ-

وَ قِیلَ هُوَ شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْقِیَامَةِ- وَ هُوَ الْمَرْوِیُّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام.

وَ رُوِیَ أَنَّ الْمَعْنَی سَبَقَتْ لَهُمُ السَّعَادَةُ فِی الذِّكْرِ الْأَوَّلِ (1)

«4»- شی، تفسیر العیاشی عَنْ یُونُسَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ فِی قَوْلِ اللَّهِ وَ بَشِّرِ الَّذِینَ آمَنُوا إِلَی آخِرِ الْآیَةِ قَالَ الْوَلَایَةُ (2).

باب 28 أن الحسنة و الحسنی الولایة و السیئة عداوتهم علیهم السلام

«1»-شی، تفسیر العیاشی قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی فِی رِوَایَةِ شَرِیفٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ (3) وَ مَا رَأَیْتُ مُحَمَّدِیّاً مِثْلَهُ قَطُّ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها قَالَ الْحَسَنَةُ الَّتِی عَنَی اللَّهُ وَلَایَتُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ السَّیِّئَةُ عَدَاوَتُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (4).

«2»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ فِی تَفْسِیرِهِ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی دَاوُدَ السَّبِیعِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِیِّ قَالَ: قَالَ لِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ هَلْ تَدْرِی مَا الْحَسَنَةُ الَّتِی مَنْ جَاءَ بِهَا هُمْ مِنْ فَزَعٍ یَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَنْ جاءَ بِالسَّیِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِی النَّارِ (5) قُلْتُ لَا قَالَ الْحَسَنَةُ مَوَدَّتُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ السَّیِّئَةُ عَدَاوَتُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (6).

ص: 41


1- مجمع البیان 5: 88 و 89.
2- تفسیر العیّاشیّ 2: 119.
3- الظاهر أنّه الباقر علیه السلام. و الفاعل فی (ما رایت) هو شریف، و ضمیر مثله یرجع إلی الباقر علیه السلام.
4- تفسیر العیّاشیّ 1: 386. و الآیة فی الانعام: 160.
5- راجع سورة النمل: 89 و 90.
6- كنز الفوائد: 211.

«3»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ الْكِنَانِیِّ عَنْ سَلَّامِ بْنِ أَبِی عَمْرَةَ الْخُرَاسَانِیِّ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِیِّ قَالَ: قَالَ لِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَ لَا أُخْبِرُكَ بِالْحَسَنَةِ الَّتِی مَنْ جَاءَ بِهَا أَمِنَ مِنْ فَزَعِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ السَّیِّئَةُ الَّتِی مَنْ جَاءَ بِهَا كُبَّ عَلَی وَجْهِهِ فِی نَارِ جَهَنَّمَ قُلْتُ بَلَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ الْحَسَنَةُ حُبُّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ السَّیِّئَةُ بُغْضُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (1).

أقول: روی ابن بطریق فی العمدة من تفسیر الثعلبی بإسناده عن أبی عبد اللّٰه الجدلی مثله (2)

- و فی المستدرك عن الحافظ عن أبی نعیم (3) بإسناده إلی الجدلی مثله (4).

«4»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ (5) عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ سَأَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَیْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ یَوْمَئِذٍ آمِنُونَ فَقَالَ وَ هَلْ تَدْرِی مَا الْحَسَنَةُ إِنَّمَا الْحَسَنَةُ مَعْرِفَةُ الْإِمَامِ وَ طَاعَتُهُ وَ طَاعَتُهُ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ (6).

«5»-وَ بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ عَنْهُ قَالَ: الْحَسَنَةُ وَلَایَةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (7).

«6»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة عَلِیُّ (8) بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَشَّارٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ

ص: 42


1- كنز الفوائد: 211.
2- العمدة: 37.
3- فی النسخة المخطوطة: عن الحافظ ابی نعیم.
4- المستدرك: لم نظفر بنسخته.
5- رواه فی المصدر: عن محمّد بن العباس عن أحمد بن إدریس.
6- كنز الفوائد: 211. و الآیة فی النمل: 89.
7- كنز الفوائد: 211 و 212. و الآیتان فی النمل: 89 و 90.
8- رواه فی المصدر: عن محمّد بن العباس عن أحمد بن إدریس.

قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَیْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ یَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَنْ جاءَ بِالسَّیِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِی النَّارِ قَالَ الْحَسَنَةُ وَلَایَةُ عَلِیٍّ وَ السَّیِّئَةُ عَدَاوَتُهُ وَ بُغْضُهُ (1).

«7»-ما، (2) الأمالی للشیخ الطوسی بِإِسْنَادٍ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ أَبَا أُمَیَّةَ یُوسُفَ بْنَ ثَابِتٍ حَدَّثَ عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ لَا یَضُرُّ مَعَ الْإِیمَانِ عَمَلٌ وَ لَا یَنْفَعُ مَعَ الْكُفْرِ عَمَلٌ فَقَالَ إِنَّهُ لَمْ یَسْأَلْنِی أَبُو أُمَیَّةَ عَنْ تَفْسِیرِهَا إِنَّمَا عَنَیْتُ بِهَذَا أَنَّهُ مَنْ عَرَفَ الْإِمَامَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَوَلَّاهُ ثُمَّ عَمِلَ لِنَفْسِهِ مَا شَاءَ مِنْ عَمَلِ الْخَیْرِ قُبِلَ مِنْهُ ذَلِكَ وَ ضُوعِفَ لَهُ أَضْعَافاً كَثِیرَةً وَ انْتَفَعَ بِأَعْمَالِ الْخَیْرِ مَعَ الْمَعْرِفَةِ فَهَذَا مَا عَنَیْتُ بِذَلِكَ وَ كَذَلِكَ لَا یَقْبَلُ اللَّهُ مِنَ الْعِبَادِ الْأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ الَّتِی یَعْمَلُونَهَا إِذَا تَوَلَّوُا الْإِمَامَ الْجَائِرَ الَّذِی لَیْسَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی یَعْفُورٍ أَ لَیْسَ اللَّهُ تَعَالَی قَالَ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَیْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ یَوْمَئِذٍ آمِنُونَ فَكَیْفَ لَا یَنْفَعُ الْعَمَلُ الصَّالِحُ مِمَّنْ یُوَالِی (3) أَئِمَّةَ الْجَوْرِ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَلْ تَدْرِی مَا الْحَسَنَةُ الَّتِی عَنَاهَا اللَّهُ تَعَالَی فِی هَذِهِ الْآیَةِ هِیَ مَعْرِفَةُ الْإِمَامِ وَ طَاعَتُهُ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ مَنْ جاءَ بِالسَّیِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِی النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وَ إِنَّمَا أَرَادَ بِالسَّیِّئَةِ إِنْكَارَ الْإِمَامِ الَّذِی هُوَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِوَلَایَةِ إِمَامٍ جَائِرٍ لَیْسَ مِنَ اللَّهِ وَ جَاءَ مُنْكِراً لِحَقِّنَا جَاحِداً لِوَلَایَتِنَا أَكَبَّهُ اللَّهُ تَعَالَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی النَّارِ (4).

قب، المناقب لابن شهرآشوب مرسلا مثله (5).

ص: 43


1- كنز الفوائد: 211 و 212 و الآیتان فی النمل: 89 و 90.
2- الحدیث فی الأمالی مسندا، اسناده هكذا: اخبرنا محمّد بن محمّد عن ابی غالب أحمد بن محمّد الزراری عن عبد اللّٰه بن جعفر الحمیری عن محمّد بن الحسین بن أبی الخطاب عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن عمّار بن موسی الساباطی.
3- فی المصدر: ممن تولی.
4- أمالی ابن الشیخ: 266 و 267.
5- مناقب آل أبی طالب 3: 522. ذكر فیه تفسیر الآیة فقط.

«8»-فس، تفسیر القمی أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُصَیْنِ عَنْ خَالِدِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی عَنْ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی فَأَمَّا مَنْ أَعْطی وَ اتَّقی وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنی قَالَ بِالْوَلَایَةِ فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْیُسْری وَ أَمَّا مَنْ بَخِلَ وَ اسْتَغْنی وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنی قَالَ بِالْوَلَایَةِ فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْعُسْری (1).

یر، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الأهوازی عن محمد بن كثیر عن خالد بن یزید عن عبد الأعلی عمن رواه عنه علیه السلام مثله (2)

بیان: لعله علی تأویله علیه السلام المراد بالحسنی العقیدة أو الكلمة الحسنی و فسرها أكثر المفسرین بالعدة و المثوبة.

«9»-قب، المناقب لابن شهرآشوب صَحَّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام أَنَّهُ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ فِی خُطْبَتِهِ إِنَّا مِنْ أَهْلِ الْبَیْتِ الَّذِینَ افْتَرَضَ اللَّهُ مَوَدَّتَهُمْ عَلَی كُلِّ مُسْلِمٍ فَقَالَ تَعَالَی قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبی وَ قَوْلُهُ وَ مَنْ یَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِیها حُسْناً فَاقْتِرَافُ الْحَسَنَةِ مَوَدَّتُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ.

«10»-الْعُكْبَرِیُّ فِی فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ بِإِسْنَادِهِ (3) عَنْ أَبِی مَالِكٍ وَ أَبُو صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ الثُّمَالِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: اقْتِرَافُ الْحَسَنَةِ الْمَوَدَّةُ لآِلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (4).

«11»-الْكَاظِمُ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی بَلی مَنْ كَسَبَ سَیِّئَةً قَالَ بُغْضُنَا وَ أَحاطَتْ بِهِ خَطِیئَتُهُ (5) قَالَ مَنْ شَرِكَ فِی دِمَائِنَا (6).

«12»-وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ قَالَ الْحَسَنَةُ

ص: 44


1- تفسیر القمّیّ: 728 و 729 و الآیات فی سورة اللیل: 5- 10.
2- بصائر الدرجات: 151.
3- فی المصدر: و الثمالی بإسناده عن السدی عن ابن عبّاس.
4- مناقب آل أبی طالب 3: 171. و الآیة فی الشوری: 23.
5- البقرة: 81.
6- مناقب آل أبی طالب 3: 403. و الآیة فی النمل: 89 و 90.

حُبُّنَا وَ مَعْرِفَةُ حَقِّنَا وَ السَّیِّئَةُ بُغْضُنَا وَ انْتِقَاصُ حَقِّنَا (1).

«13»-وَ قَالَ زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِیُّ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ قَالَ حُبُّنَا وَ مَنْ جاءَ بِالسَّیِّئَةِ قَالَ بُغْضُنَا (2).

«14»-وَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ مَنْ یَقْتَرِفْ حَسَنَةً قَالَ الْمَوَدَّةُ لآِلِ مُحَمَّدٍ (3).

«15»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَ مَنْ جاءَ بِالسَّیِّئَةِ فَلا یُجْزی إِلَّا مِثْلَها فَمَا الْحَسَنَةُ وَ السَّیِّئَةُ قَالَ قُلْتُ أَخْبِرْنِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ الْحَسَنَةُ السِّتْرُ وَ السَّیِّئَةُ إِذَاعَةُ حَدِیثِنَا (4).

«16»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ (5) بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی حَنِیفَةَ سَائِقِ الْحَاجِّ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحُسَیْنِ یَقُولُ وَ أَحاطَتْ بِهِ خَطِیئَتُهُ (6) قَالَ الْإِذَاعَةُ عَلَیْنَا حَدِیثَنَا مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ (7) حُبُّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ السَّیِّئَةُ بُغْضُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (8).

«17»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عُبَیْدِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَرَأَ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها (9) فَقَالَ إِذَا جَاءَ بِهَا مَعَ الْوَلَایَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَ إِذَا جاءَ بِالسَّیِّئَةِ فَلا یُجْزی إِلَّا مِثْلَها وَ أَمَّا قَوْلُهُ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَیْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ یَوْمَئِذٍ آمِنُونَ فَالْحَسَنَةُ وَلَایَتُنَا وَ حُبُّنَا وَ مَنْ جاءَ بِالسَّیِّئَةِ

ص: 45


1- مناقب آل أبی طالب 3: 403. و الآیة فی النمل 89 و 90.
2- مناقب آل أبی طالب 3: 403. و الآیة فی النمل 89 و 90.
3- مناقب آل أبی طالب 3: 444 و الآیة فی الانعام: 110، أو فی النمل: 89.
4- تفسیر فرات: 42. و الآیة فی الانعام: 110.
5- فی النسخة المخطوطة: (الحسن بن سعید) و المصدر خال عن كلیهما.
6- البقرة: 81.
7- الأنعام: 110 او النمل: 89.
8- تفسیر فرات: 42.
9- الأنعام: 110.

فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِی النَّارِ (1) فَهِیَ بُغْضُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ لَا یَقْبَلُ اللَّهُ لَهُمْ عَمَلًا وَ لَا صَرْفاً وَ لَا عَدْلًا وَ هُمْ فِی نَارِ جَهَنَّمَ لا یُخْرَجُونَ مِنْها وَ لا یُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ (2).

«18»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عُبَیْدٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنی بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام (3) فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْعُسْری النَّارِ وَ ما یُغْنِی عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّی مَا یُغْنِی عِلْمُهُ إِذَا مَاتَ إِنَّ عَلَیْنا لَلْهُدی إِنَّ عَلِیّاً لَلْهُدَی وَ إِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَ الْأُولی فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّی الْقَائِمُ علیه السلام إِذَا قَامَ بِالسَّیْفِ قَتَلَ مِنْ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَ تِسْعاً وَ تِسْعِینَ لا یَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَی الَّذِی كَذَّبَ بِالْوَلَایَةِ وَ تَوَلَّی عَنْهَا وَ سَیُجَنَّبُهَا الْأَتْقَی الْمُؤْمِنُ الَّذِی یُؤْتِی مالَهُ یَتَزَكَّی الَّذِی یُعْطِی الْعِلْمَ أَهْلَهُ وَ ما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزی لِلْقُرْبَةِ (4) إِلَی اللَّهِ تَعَالَی وَ لَسَوْفَ یَرْضی إِذَا عَایَنَ الثَّوَابَ (5).

وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنی أَیْ بِالْوَلَایَةِ وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنی أَیْ بِالْوَلَایَةِ (6).

«19»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَیْمَنَ بْنِ مُحْرِزٍ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: فَأَمَّا مَنْ أَعْطی الْخُمُسَ وَ اتَّقی وَلَایَةَ الطَّوَاغِیتِ وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنی بِالْوَلَایَةِ فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْیُسْری فَلَا یُرِیدُ شَیْئاً مِنَ الْخَیْرِ إِلَّا تَیَسَّرَ لَهُ وَ أَمَّا مَنْ بَخِلَ بِالْخُمُسِ وَ اسْتَغْنی بِرَأْیِهِ عَنْ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنی بِالْوَلَایَةِ فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْعُسْری فَلَا یُرِیدُ شَیْئاً مِنَ الشَّرِّ إِلَّا

ص: 46


1- النمل: 89 و 90.
2- تفسیر فرات: 45. راجعه ففیه اختلاف.
3- فی المصدر: بالولایة. و فیه: للنار.
4- فی المصدر: تجزی، ما لأحد عنده مكافاة «إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلی القربة إلی اللّٰه تعالی.
5- تفسیر فرات: 214 و 215 و الآیات فی اللیل: 9- 21.
6- تفسیر فرات: 215 فیه: علی بن محمّد الزهری معنعنا عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام فی قول اللّٰه: «فَأَمَّا مَنْ أَعْطی وَ اتَّقی وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنی بالولایة «فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْیُسْری وَ أَمَّا مَنْ بَخِلَ وَ اسْتَغْنی وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنی بالولایة «فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْعُسْری

تَیَسَّرَ لَهُ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ سَیُجَنَّبُهَا الْأَتْقَی قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَنْ تَبِعَهُ الَّذِی یُؤْتِی مالَهُ یَتَزَكَّی قَالَ ذَاكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1) وَ قَوْلُهُ وَ ما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزی فَهُوَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الَّذِی لَیْسَ لِأَحَدٍ عِنْدَهُ نِعْمَةٌ تُجْزَی وَ نِعْمَتُهُ جَارِیَةٌ عَلَی جَمِیعِ الْخَلْقِ (2).

«20»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی (3) عَنْ یُونُسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الْعَبْدِ الصَّالِحِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لا تَسْتَوِی الْحَسَنَةُ وَ لَا السَّیِّئَةُ فَقَالَ نَحْنُ الْحَسَنَةُ وَ بَنُو أُمَیَّةَ السَّیِّئَةُ (4).

«21»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَالِكِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ سَوْرَةَ بْنِ كُلَیْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: نَزَلَتْ (5) هَذِهِ الْآیَةُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِی بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِیٌّ حَمِیمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُمِرْتُ بِالتَّقِیَّةِ فَسَارَّ بِهَا عَشْراً حَتَّی أُمِرَ أَنْ یَصْدَعَ بِمَا أُمِرَ وَ أُمِرَ بِهَا عَلِیٌّ علیه السلام فَسَارَّ بِهَا حَتَّی أُمِرَ أَنْ یَصْدَعَ بِهَا ثُمَّ أَمَرَ الْأَئِمَّةُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً فَسَارُّوا بِهَا فَإِذَا قَامَ قَائِمُنَا سَقَطَتِ التَّقِیَّةُ وَ جَرَّدَ السَّیْفَ وَ لَمْ یَأْخُذْ مِنَ النَّاسِ وَ لَمْ یُعْطِهِمْ إِلَّا بِالسَّیْفِ (6).

«22»-أَقُولُ رَوَی ابْنُ بِطْرِیقٍ فِی الْعُمْدَةِ عَنْ تَفْسِیرِ الثَّعْلَبِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ مَنْ یَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِیها حُسْناً قَالَ الْمَوَدَّةُ لِآلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام (7).

ص: 47


1- المائدة: 55.
2- كنز الفوائد 468 (النسخة الرضویة) و الآیات فی سورة اللیل.
3- فی المصدر: عن الحسین بن أحمد بن محمّد بن عیسی و فیه تصحیف، و الصحیح ما فی الصلب و الحسین بن أحمد هو المالكی.
4- كنز الفوائد: 282. و الآیة فی فصلت: 34.
5- فی المصدر: لما نزلت.
6- كنز الفوائد: 282. و الآیة فی فصلت: 34.
7- العمدة: 27. و الآیة فی الشوری: 23.

«23»-وَ رُوِیَ عَنِ ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ أَیْضاً بِإِسْنَادِهِ عَنِ السُّدِّیِّ مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ وَ قَالَ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ لَسَوْفَ یُعْطِیكَ رَبُّكَ فَتَرْضی قَالَ رَضِیَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یَدْخُلَ أَهْلُ بَیْتِهِ الْجَنَّةَ (1).

باب 29 أنهم علیهم السلام نعمة اللّٰه و الولایة شكرها و أنهم فضل اللّٰه و رحمته و ...

أن النعیم هو الولایة و بیان عظم النعمة علی الخلق بهم علیهم السلام*

الآیات؛

إبراهیم: «أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ* جَهَنَّمَ یَصْلَوْنَها وَ بِئْسَ الْقَرارُ»(28-29)

التكاثر: «ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ»(8)

تفسیر:

قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی: بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ: یحتمل أن یكون المراد أ لم تر إلی هؤلاء الكفار عرفوا نعمة اللّٰه بمحمد صلی اللّٰه علیه و آله أی عرفوا محمدا ثم كفروا به فبدلوا مكان الشكر كفرا.

وَ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: نَحْنُ وَ اللَّهِ نِعْمَةُ اللَّهِ الَّتِی أَنْعَمَ بِهَا عَلَی عِبَادِهِ وَ بِنَا یَفُوزُ مَنْ فَازَ.

و یحتمل أن یكون المراد جمیع نعم اللّٰه علی العموم بدلوها أقبح التبدیل و اختلف فی المعنی بالآیة

فروی عن أمیر المؤمنین علیه السلام و ابن عباس و ابن جبیر و غیرهم (2) أنهم كفار قریش كذبوا نبیهم و نصبوا له الحرب و العداوة.

و سأل رجل أمیر المؤمنین علیه السلام عن هذه الآیة فقال هما الأفجران من قریش بنو أمیة و بنو المغیرة فأما بنو أمیة فمتعوا إلی حین و أما بنو المغیرة فكفیتموهم یوم بدر..

ص: 48


1- العمدة: 186. و الآیة فی الضحی: 5.
2- هو الضحّاك و مجاهد. علی ما فی المجمع.

وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ أی أنزلوا قومهم دار الهلاك بأن أخرجوهم إلی بدر و قیل أنزلوهم دار الهلاك أی النار بدعائهم إلی الكفر (1). و قال فی قوله تعالی ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ- قِیلَ عَنِ النَّعِیمِ فِی الْمَطْعَمِ وَ الْمَشْرَبِ وَ غَیْرِهِمَا مِنَ الْمَلَاذِّ وَ قِیلَ هُوَ الْأَمْنُ وَ الصِّحَّةُ وَ

رُوِیَ ذَلِكَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام.

- وَ رَوَی الْعَیَّاشِیُّ بِإِسْنَادِهِ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ قَالَ: سَأَلَ أَبُو حَنِیفَةَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ فَقَالَ مَا النَّعِیمُ عِنْدَكَ یَا نُعْمَانُ قَالَ الْقُوتُ مِنَ الطَّعَامِ وَ الْمَاءُ الْبَارِدُ فَقَالَ لَئِنْ أَوْقَفَكَ اللَّهُ بَیْنَ یَدَیْهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَتَّی یَسْأَلَكَ عَنْ كُلِّ أَكْلَةٍ أَكَلْتَهَا أَوْ شَرْبَةٍ شَرِبْتَهَا لَیَطُولَنَّ وُقُوفُكَ بَیْنَ یَدَیْهِ قَالَ فَمَا النَّعِیمُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ نَحْنُ أَهْلَ الْبَیْتِ النَّعِیمُ الَّذِی أَنْعَمَ اللَّهُ بِنَا عَلَی الْعِبَادِ وَ بِنَا ائْتَلَفُوا بَعْدَ أَنْ كَانُوا مُخْتَلِفِینَ وَ بِنَا أَلَّفَ اللَّهُ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ وَ جَعَلَهُمْ إِخْوَاناً بَعْدَ أَنْ كَانُوا أَعْدَاءً وَ بِنَا هَدَاهُمُ اللَّهُ لِلْإِسْلَامِ وَ هُوَ (2) النِّعْمَةُ الَّتِی لَا تَنْقَطِعُ وَ اللَّهُ سَائِلُهُمْ عَنْ حَقِّ النَّعِیمِ الَّذِی أَنْعَمَ بِهِ عَلَیْهِمْ وَ هُوَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عِتْرَتُهُ علیهم السلام.

انتهی. (3)

أقول: و رواه الراوندی أیضا فی دعواته.

و قال الزمخشری فی تفسیر قوله تعالی بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً أی شكر نعمة اللّٰه كفرا لأن شكرها الذی وجب علیهم وضعوا مكانه كفرا أو أنهم بدلوا نفس النعمة كفرا علی أنهم لما كفروها سلبوها فبقوا مسلوبی النعمة موصوفین بالكفر ثم روی خبر الأفجرین كما ذكره الطبرسی بعینه عن عمر إلا أنه قدم فی التفصیل بنی المغیرة علی بنی أمیة و قال جَهَنَّمَ عطف بیان لدار البوار (4).

ص: 49


1- مجمع البیان 6: 314 و 315 فیه: و هی النار بدعائهم ایاهم إلی الكفر بالنبی صلّی اللّٰه علیه و آله و اغوائهم ایاهم.
2- فی المصدر: و هی النعمة.
3- مجمع البیان 10: 534 و 535.
4- الكشّاف 2: 432.

«1»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَیْهَقِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الصَّوْلِیِّ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ (1) الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْعَبَّاسِ الصَّوْلِیِّ قَالَ: كُنَّا یَوْماً بَیْنَ یَدَیْ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا علیهما السلام فَقَالَ لَیْسَ فِی الدُّنْیَا نَعِیمٌ حَقِیقِیٌّ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ مِمَّنْ یَحْضُرُهُ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ أَ مَا هَذَا النَّعِیمُ فِی الدُّنْیَا وَ هُوَ الْمَاءُ الْبَارِدُ فَقَالَ لَهُ الرِّضَا علیه السلام وَ عَلَا صَوْتُهُ كَذَا فَسَّرْتُمُوهُ أَنْتُمْ وَ جَعَلْتُمُوهُ عَلَی ضُرُوبٍ فَقَالَ طَائِفَةٌ هُوَ الْمَاءُ الْبَارِدُ وَ قَالَ غَیْرُهُمْ هُوَ الطَّعَامُ الطَّیِّبُ وَ قَالَ آخَرُونَ هُوَ النَّوْمُ الطَّیِّبُ وَ لَقَدْ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ أَقْوَالَكُمْ هَذِهِ ذُكِرَتْ عِنْدَهُ فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَتُسْئَلُنَّ (2) یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ فَغَضِبَ علیه السلام وَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَا یَسْأَلُ عِبَادَهُ عَمَّا تَفَضَّلَ عَلَیْهِمْ بِهِ وَ لَا یَمُنُّ بِذَلِكَ عَلَیْهِمْ وَ الِامْتِنَانُ بِالْإِنْعَامِ مُسْتَقْبَحٌ مِنَ الْمَخْلُوقِینَ فَكَیْفَ یُضَافُ إِلَی الْخَالِقِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا لَا یَرْضَی لِلْمَخْلُوقِینَ بِهِ وَ لَكِنَّ النَّعِیمَ حُبُّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ مُوَالاتُنَا یَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْهُ (3) بَعْدَ التَّوْحِیدِ وَ النُّبُوَّةِ لِأَنَّ الْعَبْدَ إِذَا وَفَی بِذَلِكَ أَدَّاهُ إِلَی نَعِیمِ الْجَنَّةِ الَّذِی لَا یَزُولُ وَ لَقَدْ حَدَّثَنِی بِذَلِكَ أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ إِنَّ أَوَّلَ مَا یُسْأَلُ عَنْهُ الْعَبْدُ بَعْدَ مَوْتِهِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّكَ وَلِیُّ الْمُؤْمِنِینَ بِمَا جَعَلَهُ اللَّهُ وَ جَعَلْتُهُ لَكَ فَمَنْ أَقَرَّ بِذَلِكَ وَ كَانَ یَعْتَقِدُهُ صَارَ إِلَی النَّعِیمِ الَّذِی لَا زَوَالَ لَهُ فَقَالَ لِی ابْنُ ذَكْوَانَ (4) بَعْدَ أَنْ حَدَّثَنِی بِهَذَا الْحَدِیثِ مُبْتَدِئاً مِنْ غَیْرِ سُؤَالٍ أُحَدِّثُكَ بِهَذَا مِنْ جِهَاتٍ مِنْهَا لِقَصْدِكَ لِی مِنَ الْبَصْرَةِ وَ مِنْهَا أَنَّ عَمَّكَ أَفَادَنِیهِ وَ مِنْهَا أَنِّی كُنْتُ مَشْغُولًا بِاللُّغَةِ وَ الْأَشْعَارِ وَ لَا أُعَوِّلُ عَلَی غَیْرِهِمَا فَرَأَیْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی النَّوْمِ وَ النَّاسُ یُسَلِّمُونَ عَلَیْهِ فَیُجِیبُهُمْ فَسَلَّمْتُ فَمَا رَدَّ عَلَیَّ فَقُلْتُ مَا أَنَا مِنْ

ص: 50


1- فی المصدر: ابو ذكوان.
2- فی المصدر: ثم لتسألن.
3- یسأل اللّٰه عباده عنه.
4- فی المصدر: ابو ذكوان.

أُمَّتِكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ بَلَی وَ لَكِنْ حَدِّثِ النَّاسَ بِحَدِیثِ النَّعِیمِ الَّذِی سَمِعْتَهُ مِنْ إِبْرَاهِیمَ قَالَ الصَّوْلِیُّ وَ هَذَا حَدِیثٌ قَدْ رَوَاهُ النَّاسُ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا أَنَّهُ لَیْسَ فِیهِ ذِكْرُ النَّعِیمِ وَ الْآیَةِ وَ تَفْسِیرِهَا إِنَّمَا رَوَوْا أَنَّ أَوَّلَ مَا یُسْأَلُ عَنْهُ الْعَبْدُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ الشَّهَادَةُ وَ النُّبُوَّةُ وَ مُوَالاةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (1).

«2»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً قَالَ نَزَلَتْ فِی الْأَفْجَرَیْنِ مِنْ قُرَیْشٍ بَنِی أُمَیَّةَ وَ بَنِی الْمُغِیرَةِ فَأَمَّا بَنُو الْمُغِیرَةِ فَقَطَعَ اللَّهُ دَابِرَهُمْ یَوْمَ بَدْرٍ وَ أَمَّا بَنُو أُمَیَّةَ فَمُتِّعُوا إِلَی حِینٍ ثُمَّ قَالَ وَ نَحْنُ وَ اللَّهِ نِعْمَةُ اللَّهِ الَّتِی أَنْعَمَ اللَّهُ بِهَا عَلَی عِبَادِهِ وَ بِنَا یَفُوزُ مَنْ فَازَ (2).

«3»-فس، تفسیر القمی یَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ یُنْكِرُونَها قَالَ نِعْمَةُ اللَّهِ هُمُ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام وَ الدَّلِیلُ عَلَی أَنَّ الْأَئِمَّةَ نِعْمَةُ اللَّهِ قَوْلُ اللَّهِ أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام نَحْنُ وَ اللَّهِ نِعْمَةُ اللَّهِ الَّتِی أَنْعَمَ بِهَا عَلَی عِبَادِهِ وَ بِنَا فَازَ مَنْ فَازَ (3).

«4»-قب، المناقب لابن شهرآشوب الصَّادِقُ وَ الْبَاقِرُ علیهما السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً نِعْمَةُ اللَّهِ رَسُولُهُ إِذْ یُخْبِرُ أُمَّتَهُ بِمَنْ یُرْشِدُهُمْ مِنَ الْأَئِمَّةِ وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ ذَلِكَ مَعْنَی قَوْلِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تَرْجِعُنَّ بَعْدِی كُفَّاراً یَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ وَ بُنِیَ الدِّینُ عَلَی اتِّبَاعِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی (4) وَ اتِّبَاعِ الْكِتَابِ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِی أُنْزِلَ مَعَهُ (5) وَ اتِّبَاعِ الْأَئِمَّةِ مِنْ أَوْلَادِهِ وَ الَّذِینَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ (6) فَاتِّبَاعُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یُورِثُ الْمَحَبَّةَ

ص: 51


1- عیون الأخبار: 270 و 271.
2- تفسیر القمّیّ: 347.
3- تفسیر القمّیّ: 363. فیه: أنعم اللّٰه بها.
4- آل عمران: 31.
5- الأعراف: 157.
6- التوبة: 100.

یُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَ اتِّبَاعُ الْكِتَابِ یُورِثُ السَّعَادَةَ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدایَ فَلا یَضِلُّ وَ لا یَشْقی (1) وَ اتِّبَاعُ الْأَئِمَّةِ یُورِثُ الْجَنَّةَ (2).

«5»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو (3) عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَلِیٍّ (4) عَنْ حَسَنِ بْنِ حُسَیْنٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فِی قَوْلِهِ ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ قَالَ نَحْنُ النَّعِیمُ وَ فِی قَوْلِهِ وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِیعاً قَالَ نَحْنُ الْحَبْلُ (5).

«6»-فس، تفسیر القمی ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ أَیْ عَنِ الْوَلَایَةِ وَ الدَّلِیلُ عَلَی ذَلِكَ قَوْلُهُ وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (6) قَالَ عَنِ الْوَلَایَةِ.

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ قَوْلُ اللَّهِ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ قَالَ تُسْأَلُ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَمَّا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ بِأَهْلِ بَیْتِهِ علیهم السلام (7).

«7»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ شَرِیكٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ أَسْبَغَ عَلَیْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً (8) قَالَ أَمَّا النِّعْمَةُ الظَّاهِرَةُ فَهُوَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا جَاءَ بِهِ مِنْ مَعْرِفَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَوْحِیدِهِ وَ أَمَّا النِّعْمَةُ الْبَاطِنَةُ فَوَلَایَتُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ عَقْدُ مَوَدَّتِنَا فَاعْتَقَدَ وَ اللَّهِ قَوْمٌ هَذِهِ النِّعْمَةَ الظَّاهِرَةَ وَ الْبَاطِنَةَ وَ اعْتَقَدَهَا قَوْمٌ ظَاهِرَةً وَ لَمْ یَعْتَقِدُوهَا بَاطِنَةً فَأَنْزَلَ اللَّهُ یا أَیُّهَا الرَّسُولُ لا یَحْزُنْكَ الَّذِینَ یُسارِعُونَ فِی الْكُفْرِ مِنَ الَّذِینَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَ لَمْ

ص: 52


1- هكذا فی الكتاب و مصدره و الصحیح «فَمَنِ اتَّبَعَ» راجع طه، 123.
2- مناقب آل أبی طالب 3: 404. زاد فی آخره: رضی اللّٰه عنهم و رضوا عنه.
3- فی المصدر: أبو عمر، و هو عبد الواحد بن محمّد بن مهدیّ.
4- فی المصدر: جعفر بن علیّ بن نجیح الكندی قال: حدّثنا حسن بن حسین قال: حدثنا أبو حفص الصائغ ، قال أبو العباس. هو عمر بن راشد أبو سلیمان.
5- أمالی ابن الشیخ: 171. و الآیة الثانیة فی آل عمران: 103.
6- الصافّات: 24.
7- تفسیر القمّیّ: 738.
8- لقمان: 20.

تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ (1) فَفَرِحَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَ نُزُولِهَا إِذْ لَمْ یَقْبَلِ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِیمَانَهُمْ إِلَّا بِعَقْدِ وَلَایَتِنَا وَ مَحَبَّتِنَا (2).

«8»-ك، إكمال الدین الْهَمَذَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ الْأَزْدِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ سَیِّدِی مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ علیهما السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَسْبَغَ عَلَیْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً فَقَالَ النِّعْمَةُ الظَّاهِرَةُ الْإِمَامُ الظَّاهِرُ وَ الْبَاطِنَةُ الْإِمَامُ الْغَائِبُ (3).

«9»-سن، المحاسن الْوَشَّاءُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی نَصْرٍ (4) قَالَ حَدَّثَنِی رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ: رَأَیْتُ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ یَطُوفَانِ بِالْبَیْتِ فَسَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ فَقُلْتُ قَوْلُ اللَّهِ وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ قَالَ أَمَرَهُ أَنْ یُحَدِّثَ بِمَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِ ثُمَّ إِنِّی قُلْتُ لِلْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَوْلُ اللَّهِ وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ قَالَ أَمَرَهُ أَنْ یُحَدِّثَ بِمَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِ مِنْ دِینِهِ (5).

«10»-سن، المحاسن عُثْمَانُ بْنُ عِیسَی عَنْ أَبِی سَعِیدٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جَمَاعَةً فَدَعَا بِطَعَامٍ مَا لَنَا عَهْدٌ بِمِثْلِهِ لَذَاذَةً وَ طِیباً حَتَّی تَمَلَّیْنَا وَ أُتِینَا بِتَمْرٍ نَنْظُرُ فِیهِ إِلَی وُجُوهِنَا مِنْ صَفَائِهِ وَ حُسْنِهِ فَقَالَ رَجُلٌ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ غَداً عَنْ هَذَا النَّعِیمِ (6) الَّذِی نُعِّمْتُمْ عِنْدَ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام اللَّهُ أَكْرَمُ وَ أَجَلُّ مِنْ أَنْ یُطْعِمَكُمْ طَعَاماً فَیُسَوِّغَكُمُوهُ ثُمَّ یَسْأَلَكُمْ عَنْهُ وَ لَكِنَّهُ یَسْأَلُكُمْ عَمَّا أَنْعَمَ بِهِ عَلَیْكُمْ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (7).

و رواه محمد بن علی عن عبیس (8) بن هشام عن أبی خالد القماط عن أبی حمزة مثله (9)

ص: 53


1- المائدة: 41.
2- تفسیر القمّیّ: 509.
3- اكمال الدین: 209 و الآیة فی لقمان: 20.
4- فی المصدر: عمرو بن أبی نصر.
5- المحاسن: 218 و الآیة فی سورة الضحی: 11.
6- فی المصدر: فقال رجل: «ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ» عن هذا النعیم.
7- المحاسن: 400.
8- فی المصدر: و رواه عن محمّد بن علی عن عیسی بن هشام.
9- المحاسن: 400.

أقول: أوردناه بسند آخر فی أبواب الأطعمة.

«11»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ كُنْتُمْ عَلی شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (1).

«12»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مِیثَمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام (2) قَالَ: أَبْشِرُوا بِأَعْظَمِ الْمِنَنِ عَلَیْكُمْ قَوْلِ اللَّهِ وَ كُنْتُمْ عَلی شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها فَالْإِنْقَاذُ مِنَ اللَّهِ هِبَةٌ وَ اللَّهُ لَا یَرْجِعُ مِنْ هِبَتِهِ (3).

«13»-شی، تفسیر العیاشی عَنِ ابْنِ هَارُونَ قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذَا ذُكِرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ بِأَبِی وَ أُمِّی وَ نَفْسِی وَ قَوْمِی وَ عَشِیرَتِی (4) عَجَبٌ لِلْعَرَبِ كَیْفَ لَا تَحْمِلُنَا عَلَی رُءُوسِهَا وَ اللَّهُ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ وَ كُنْتُمْ عَلی شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها فَبِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ اللَّهِ أُنْقِذُوا (5).

«14»-قب، المناقب لابن شهرآشوب أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ یَعْنِی الْأَمْنَ وَ الصِّحَّةَ وَ وَلَایَةَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (6).

«15»-التَّنْوِیرُ فِی مَعَانِی التَّفْسِیرِ، الْبَاقِرُ وَ الصَّادِقُ علیهما السلام النَّعِیمُ وَلَایَةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (7).

«16»-الْبَاقِرُ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ أَسْبَغَ عَلَیْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً قَالَ النِّعْمَةُ الظَّاهِرَةُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا جَاءَ بِهِ مِنْ مَعْرِفَتِهِ وَ تَوْحِیدِهِ وَ أَمَّا النِّعْمَةُ الْبَاطِنَةُ فَوَلَایَتُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ عَقْدُ مَوَدَّتِنَا (8).

«17»-مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْكَاظِمِ علیه السلام الظَّاهِرَةُ الْإِمَامُ الظَّاهِرُ وَ الْبَاطِنَةُ الْإِمَامُ الْغَائِبُ (9).

ص: 54


1- تفسیر العیّاشیّ 1: 149 و الآیة فی آل عمران: 103.
2- فی المصدر: فی قوله تعالی.
3- تفسیر العیّاشیّ 1: 149 و الآیة فی آل عمران: 103.
4- فی المصدر: و عترتی.
5- تفسیر العیّاشیّ 1: 194 و 195. و الآیة فی آل عمران: 103.
6- مناقب آل أبی طالب 2: 153 و الآیات تقدم ذكر موضعها.
7- مناقب آل أبی طالب 2: 153 و الآیات تقدم ذكر موضعها.
8- مناقب آل أبی طالب 3: 314.
9- مناقب آل أبی طالب 3: 314.

«18»-شی، تفسیر العیاشی عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی قَوْلِهِ أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً قَالَ نَحْنُ نِعْمَةُ اللَّهِ الَّتِی أَنْعَمَ بِهَا عَلَی الْعِبَادِ (1).

«19»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ ذَرِیحٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ جَاءَ ابْنُ الْكَوَّاءِ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَسَأَلَهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ قَالَ تِلْكَ قُرَیْشٌ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً وَ كَذَّبُوا نَبِیَّهُمْ یَوْمَ بَدْرٍ (2).

«20»-شی، تفسیر العیاشی مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ (3) قَالَ وَجَدْتُ فِی كِتَابِ أَبِی حَمْزَةَ الزَّیَّاتِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِعُمَرَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ هَذِهِ الْآیَةُ أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ قَالَ هُمَا الْأَفْجَرَانِ مِنْ قُرَیْشٍ- أَخْوَالِی وَ أَعْمَامُكَ فَأَمَّا أَخْوَالِی فَاسْتَأْصَلَهُمُ اللَّهُ یَوْمَ بَدْرٍ وَ أَمَّا أَعْمَامُكَ فَأَمْلَی اللَّهُ لَهُمْ إِلَی حِینٍ (4).

«21»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ الَّذِینَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ قَالَ فَقَالَ مَا تَقُولُونَ فِی ذَلِكَ قُلْتُ نَقُولُ هُمَا الْأَفْجَرَانِ مِنْ قُرَیْشٍ بَنُو أُمَیَّةَ وَ بَنُو الْمُغِیرَةِ فَقَالَ بَلَی هِیَ (5) قُرَیْشٌ قَاطِبَةً إِنَّ اللَّهَ خَاطَبَ نَبِیَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ إِنِّی قَدْ فَضَّلْتُ قُرَیْشاً عَلَی الْعَرَبِ وَ أَنْعَمْتُ (6) عَلَیْهِمْ نِعْمَتِی وَ بَعَثْتُ إِلَیْهِمْ رَسُولًا (7) فَبَدَّلُوا نِعْمَتِی وَ كَذَّبُوا رُسُلِی (8).

ص: 55


1- تفسیر العیّاشیّ 2: 292 فیه: (أنعم اللّٰه بها).
2- تفسیر العیّاشیّ 2: 229.
3- فی المصدر: علی بن حاتم.
4- تفسیر العیّاشیّ 2: 230.
5- فی الكافی: قال: ثم قال: هی.
6- فی التفسیر و الكافی: و اتممت.
7- فی الكافی: رسولی فبدلوا نعمتی كفرا و احلوا قومهم دار البوار.
8- تفسیر العیّاشیّ 2: 229 فیه: و كذبوا رسولی.

«22»-وَ فِی رِوَایَةِ زَیْدٍ الشَّحَّامِ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ بَلَغَنِی أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ سُئِلَ عَنْهَا فَقَالَ عُنِیَ بِذَلِكَ الْأَفْجَرَانِ مِنْ قُرَیْشٍ أُمَیَّةُ وَ مَخْزُومٌ فَأَمَّا مَخْزُومٌ فَقَتَلَهَا اللَّهُ یَوْمَ بَدْرٍ وَ أَمَّا أُمَیَّةُ فَمُتِّعُوا إِلَی حِینٍ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنَی اللَّهُ وَ اللَّهِ بِهَا قُرَیْشاً قَاطِبَةً الَّذِینَ عَادَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَصَبُوا لَهُ الْحَرْبَ (1).

«23»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْحَارِثِ النَّضْرِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مِثْلَ الْحَدِیثِ الْأَوَّلِ (2).

«24»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْعَمْرَكِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی علیه السلام أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ یَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ قَالَ عَرَفُوهُ ثُمَّ أَنْكَرُوهُ (3).

«25»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ (4) عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الضَّحَّاكِ عَنْ أَبِی حَفْصٍ الصَّائِغِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ وَ اللَّهِ مَا هُوَ الطَّعَامَ وَ الشَّرَابَ وَ لَكِنْ وَلَایَتُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (5).

«26»-وَ قَالَ أَیْضاً حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ نَجِیحٍ عَنْ حَسَنِ بْنِ حُسَیْنٍ عَنْ أَبِی حَفْصٍ الصَّائِغِ عَنِ الْإِمَامِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ قَالَ نَحْنُ النَّعِیمُ (6).

«27»-وَ قَالَ أَیْضاً حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَجِیحٍ الْیَمَانِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا مَعْنَی قَوْلِهِ تَعَالَی ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ قَالَ النَّعِیمُ الَّذِی أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَیْكُمْ مِنْ وَلَایَتِنَا وَ حُبِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (7).

ص: 56


1- تفسیر العیّاشیّ 2: 229. و الآیة ذكرنا قبلا موضعها.
2- روضة الكافی: 103 فیه: النصری.
3- تفسیر العیّاشیّ 2: 266.
4- فی المصدر: عن حسن بن عبد الواحد.
5- كنز الفوائد: 405- 490 (النسخة الرضویة).
6- كنز الفوائد: 490. النسخة الرضویة.
7- كنز الفوائد: 405 و 490. من النسخة الرضویة.

«28»-وَ قَالَ أَیْضاً حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ قَالَ نَحْنُ نَعِیْمُ الْمُؤْمِنِ وَ عَلْقَمُ الْكَافِرِ (1).

بیان: العلقم الحنظل و كل شی ء مُرّ.

«29»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (2) عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ نَحْنُ النَّعِیمُ (3).

«30»-وَ قَالَ أَیْضاً حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَشَّارٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْكَابُلِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فَقَدَّمَ لِی طَعَاماً لَمْ آكُلْ أَطْیَبَ مِنْهُ فَقَالَ لِی یَا أَبَا خَالِدٍ كَیْفَ رَأَیْتَ طَعَامَنَا فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا أَطْیَبَهُ غَیْرَ أَنِّی ذَكَرْتُ آیَةً فِی كِتَابِ اللَّهِ فَنُغِّصْتُهُ قَالَ وَ مَا هِیَ قُلْتُ ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ فَقَالَ وَ اللَّهِ لَا تُسْأَلُ عَنْ هَذَا الطَّعَامِ أَبَداً ثُمَّ ضَحِكَ حَتَّی افْتَرَّ ضَاحِكاً وَ بَدَتْ أَضْرَاسُهُ وَ قَالَ أَ تَدْرِی مَا النَّعِیمُ قُلْتُ لَا قَالَ نَحْنُ النَّعِیمُ الَّذِی تُسْأَلُونَ عَنْهُ (4).

بیان: قوله فنغصته علی بناء المفعول أی تكدر التذاذی به قال الفیروزآبادی أنغص اللّٰه علیه العیش و نغصه فتنغصت معیشته تكدرت و قال افتر بتشدید الراء ضحك ضحكا حسنا.

«31»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی حَفْصٍ الصَّائِغِ قَالَ سَمِعْتُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَقُولُ فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ قَالَ نَحْنُ مِنَ النَّعِیمِ الَّذِی ذَكَرَ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ جَعْفَرٌ علیه السلام وَ إِذْ تَقُولُ لِلَّذِی أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِ (5).

ص: 57


1- كنز الفوائد: 405 و 490.
2- فی المصدر: سعد بن عبد اللّٰه.
3- كنز الفوائد: 406 و 491.
4- كنز الفوائد: 406 و 491.
5- تفسیر فرات: 229. و الآیة الثانیة فی الأحزاب: 37.

«32»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ مُعَنْعَناً عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَقَدَّمَ إِلَیْنَا طَعَاماً مَا أَكَلْتُ طَعَاماً مِثْلَهُ قَطُّ فَقَالَ لِی یَا سَدِیرُ كَیْفَ رَأَیْتَ طَعَامَنَا هَذَا قُلْتُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا أَكَلْتُ مِثْلَهُ قَطُّ وَ لَا أَظُنُّ أَنِّی آكُلُ أَبَداً مِثْلَهُ ثُمَّ إِنَّ عَیْنِی تَغَرْغَرَتْ (1) فَبَكَیْتُ فَقَالَ یَا سَدِیرُ مَا یُبْكِیكَ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ذَكَرْتُ آیَةً فِی كِتَابِ اللَّهِ قَالَ وَ مَا هِیَ قُلْتُ قَوْلُ اللَّهِ فِی كِتَابِهِ ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ فَخِفْتُ أَنْ یَكُونَ هَذَا الطَّعَامُ الَّذِی یَسْأَلُنَا اللَّهُ عَنْهُ فَضَحِكَ حَتَّی بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ثُمَّ قَالَ یَا سَدِیرُ لَا تُسْأَلُ عَنْ طَعَامٍ طَیِّبٍ وَ لَا ثَوْبٍ لَیِّنٍ وَ لَا رَائِحَةٍ طَیِّبَةٍ بَلْ لَنَا خُلِقَ وَ لَهُ خُلِقْنَا وَ لْنَعْمَلْ فِیهِ بِالطَّاعَةِ وَ قُلْتُ لَهُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَمَا النَّعِیمُ قَالَ لِی حُبُّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ عِتْرَتِهِ علیهم السلام یَسْأَلُهُمُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ كَیْفَ كَانَ شُكْرُكُمْ لِی حِینَ أَنْعَمْتُ عَلَیْكُمْ بِحُبِّ عَلِیٍّ وَ عِتْرَتِهِ (2).

«33»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ الْجُعْفِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی حَفْصٍ الصَّائِغِ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ یَا أَبَا حَفْصٍ ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ قَالَ وَلَایَتُنَا وَ اللَّهِ یَا أَبَا حَفْصٍ (3).

«34»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی الشَّیْخُ الْمُفِیدُ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِیِّ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الصَّادِقُ علیه السلام الْعِرَاقَ نَزَلَ الْحِیرَةَ فَدَخَلَ عَلَیْهِ أَبُو حَنِیفَةَ وَ سَأَلَهُ عَنْ مَسَائِلَ وَ كَانَ مِمَّا سَأَلَهُ أَنْ قَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ فَقَالَ علیه السلام الْمَعْرُوفُ یَا أَبَا حَنِیفَةَ الْمَعْرُوفُ فِی أَهْلِ السَّمَاءِ الْمَعْرُوفُ فِی أَهْلِ الْأَرْضِ وَ ذَاكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا الْمُنْكَرُ قَالَ اللَّذَانِ ظَلَمَاهُ حَقَّهُ وَ ابْتَزَّاهُ أَمْرَهُ وَ حَمَلَا النَّاسَ عَلَی كَتِفِهِ قَالَ أَلَا مَا هُوَ أَنْ تَرَی الرَّجُلَ عَلَی مَعَاصِی اللَّهِ فَتَنْهَاهُ عَنْهَا فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَیْسَ ذَاكَ بِأَمْرٍ بِمَعْرُوفٍ وَ لَا نَهْیٍ عَنْ مُنْكَرٍ

ص: 58


1- أی تردد فیها الدم و لم یجر.
2- تفسیر فرات: 230.
3- تفسیر فرات: 230.

إِنَّمَا ذَاكَ خَیْرٌ قَدَّمَهُ قَالَ أَبُو حَنِیفَةَ أَخْبِرْنِی جُعِلْتُ فِدَاكَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ قَالَ فَمَا هُوَ عِنْدَكَ یَا أَبَا حَنِیفَةَ قَالَ الْأَمْنُ فِی السَّرْبِ (1) وَ صِحَّةُ الْبَدَنِ وَ الْقُوتُ الْحَاضِرُ فَقَالَ یَا أَبَا حَنِیفَةَ لَئِنْ وَقَّفَكَ اللَّهُ وَ أَوْقَفَكَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَتَّی یَسْأَلَكَ عَنْ كُلِّ أَكْلَةٍ أَكَلْتَهَا وَ شَرْبَةٍ شَرِبْتَهَا لَیَطُولَنَّ وُقُوفُكَ قَالَ فَمَا النَّعِیمُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ النَّعِیمُ نَحْنُ الَّذِینَ أَنْقَذَ اللَّهُ النَّاسَ بِنَا مِنَ الضَّلَالَةِ وَ بَصَّرَهُمْ بِنَا مِنَ الْعَمَی وَ عَلَّمَهُمْ بِنَا مِنَ الْجَهْلِ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَكَیْفَ كَانَ الْقُرْآنُ جَدِیداً أَبَداً قَالَ لِأَنَّهُ لَمْ یُجْعَلْ لِزَمَانٍ دُونَ زَمَانٍ فَتُخْلِقَهُ الْأَیَّامُ وَ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَفَنِیَ الْقُرْآنُ قَبْلَ فَنَاءِ الْعَالَمِ (2).

«35»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَرْوَانَ (3) عَنْ سَعِیدِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَوْلُهُ تَعَالَی فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ أَیْ بِأَیِّ نِعْمَتِی تُكَذِّبَانِ بِمُحَمَّدٍ أَمْ بِعَلِیٍّ فِیهِمَا (4) أَنْعَمْتَ عَلَی الْعِبَادِ (5).

«36»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنِ الْأَصَمِّ عَنِ ابْنِ وَاقِدٍ عَنْ أَبِی یُوسُفَ الْبَزَّازِ قَالَ: تَلَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَذِهِ الْآیَةَ فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ قَالَ أَ تَدْرِی مَا آلَاءُ اللَّهِ قُلْتُ لَا قَالَ هِیَ أَعْظَمُ نِعَمِ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ وَ هِیَ وَلَایَتُنَا (6).

«37»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی رَفَعَهُ فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ أَ بِالنَّبِیِّ (7) أَمْ بِالْوَصِیِّ نَزَلَ فِی الرَّحْمَنِ (8).

ص: 59


1- السرب بفتح السین و سكون الراء: الطریق.
2- كنز الفوائد: 491 و 492 (النسخة الرضویة).
3- فی المصدر: مهران.
4- لعل الصحیح: فبهما انعمت.
5- كنز الفوائد: 320 و الآیة فی الرحمن: 13 و بعدها.
6- أصول الكافی 1: 217. و الآیة هكذا: فاذكروا آلاء اللّٰه راجع الأعراف:
7- فی المصدر: نزلت أ بالنبی أم بالوصی؟.
8- أصول الكافی 1: 217. و الآیة فی الرحمن: 13 و بعدها.

«38»-أَقُولُ رَوَی السَّیِّدُ الْأَجَلُّ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحُسَیْنِیُّ فِی رِوَایَةِ الصَّحِیفَةِ الْكَامِلَةِ الشَّرِیفَةِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُتَوَكِّلِ بْنِ هَارُونَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: أَخْبَرَ اللَّهُ نَبِیَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله بِمَا یَلْقَی أَهْلَ بَیْتِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ أَهْلَ مَوَدَّتِهِمْ وَ شِیعَتَهُمْ مِنْهُمْ یَعْنِی بَنِی أُمَیَّةَ فِی أَیَّامِهِمْ وَ مُلْكِهِمْ قَالَ وَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی فِیهِمْ أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ جَهَنَّمَ یَصْلَوْنَها وَ بِئْسَ الْقَرارُ وَ نِعْمَةُ اللَّهِ مُحَمَّدٌ وَ أَهْلُ بَیْتِهِ حُبُّهُمْ إِیمَانٌ یُدْخِلُ الْجَنَّةَ وَ بُغْضُهُمْ كُفْرٌ وَ نِفَاقٌ یُدْخِلُ النَّارَ (1).

بیان: لعله علی تفسیره علیه السلام المراد أن النعمة محمد و أهل بیته علیهم السلام و حبهم شكر لتلك النعمة و بغضهم كفر لها فبدلوا شكر النعمة كفرا و یحتمل أن یكون قوله علیه السلام حبهم إیمان بیانا لسبب كونهم نعمة و إطلاق النعمة علیهم فی الآیة و یكون مفاد الآیة أنهم أخذوا مكان ما جعلنا لهم من النعمة أی آل محمد علیه السلام أعداءهم الذین هم أصول الكفر و أركانه فرضوا بهم خلفاء فعبر عنهم بالكفر مبالغة فی كفرهم.

«39»-سن، المحاسن بَعْضُ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ فِی قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلی ما هَداكُمْ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (2) قَالَ الشُّكْرُ الْمَعْرِفَةُ وَ فِی قَوْلِهِ وَ لا یَرْضی لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَ إِنْ تَشْكُرُوا یَرْضَهُ لَكُمْ (3) فَقَالَ الْكُفْرُ هَاهُنَا الْخِلَافُ وَ الشُّكْرُ الْوَلَایَةُ وَ الْمَعْرِفَةُ (4).

«40»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی لَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَیْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ قَالَ فَضْلُ اللَّهِ رَسُولُهُ وَ رَحْمَتُهُ وَلَایَةُ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام (5).

ص: 60


1- الصحیفة الكاملة: 17.
2- البقرة: 185.
3- الزمر: 7.
4- المحاسن: 149.
5- تفسیر العیّاشیّ 1: 260. و الآیة فی النساء: 84.

أقول: ستأتی الأخبار الكثیرة فی ذلك فی أبواب الآیات النازلة فی أمیر المؤمنین علیه السلام.

«41»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: قُلْتُ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْیَفْرَحُوا هُوَ خَیْرٌ مِمَّا یَجْمَعُونَ قَالَ بِوَلَایَةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام خَیْرٌ مِمَّا یَجْمَعُ هَؤُلَاءِ مِنْ دُنْیَاهُمْ (1).

«42»-شی، تفسیر العیاشی عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْیَفْرَحُوا قَالَ فَلْیَفْرَحْ بِنَا شِیعَتُنَا هُوَ خَیْرٌ مِمَّا أُعْطِیَ عَدُوُّنَا مِنَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ (2).

«43»-قب، المناقب لابن شهرآشوب قَالُوا الْفَضْلُ ثَلَاثَةٌ فَضْلُ اللَّهِ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ لَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَیْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ (3) وَ فَضْلُ النَّبِیِّ قَوْلُهُ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ (4) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ الْفَضْلُ رَسُولُ اللَّهِ وَ الرَّحْمَةُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ فَضْلُ الْأَوْصِیَاءِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ أَمْ یَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلی ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ (5) قَالَ نَحْنُ النَّاسُ وَ نَحْنُ الْمَحْسُودُونَ وَ فِینَا نَزَلَتْ (6).

«44»-وَ عَنْ أَبِی الْوَرْدِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ یَزِیدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ قَالَ الْوَلَایَةُ لآِلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام (7).

«45»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی الْحَسَنُ بْنُ أَبِی الْحَسَنِ الدَّیْلَمِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ

ص: 61


1- أصول الكافی 1: 423 و الآیة فی یونس: 58.
2- تفسیر العیّاشیّ 2: 124، و الآیة فی یونس: 58.
3- البقرة: 64.
4- یونس: 58.
5- النساء: 54.
6- مناقب آل أبی طالب 3: 315.
7- مناقب آل أبی طالب 3: 522. و الآیة فی النساء: 173. و فی النور، 38 و فاطر: 30 و الشوری: 26.

عُثْمَانَ (1) عَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی اللَّهُ یَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ یَشاءُ قَالَ الْمُخْتَصُّ بِالرَّحْمَةِ نَبِیُّ اللَّهِ وَ وَصِیُّهُ (2) صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ مِائَةَ رَحْمَةٍ تِسْعٌ (3) وَ تِسْعُونَ رَحْمَةً عِنْدَهُ مَذْخُورَةٌ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٍّ علیه السلام وَ عِتْرَتِهِمَا وَ رَحْمَةٌ وَاحِدَةٌ مَبْسُوطَةٌ عَلَی سَائِرِ الْمَوْجُودِینَ (4).

«46»-قب، المناقب لابن شهرآشوب الْبَاقِرُ وَ الصَّادِقُ علیهما السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ یُؤْتِیهِ مَنْ یَشاءُ وَ فِی قَوْلِهِ وَ لا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلی بَعْضٍ إِنَّهُمَا نَزَلَتَا فِیهِمْ عَلَیْهِمْ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ (5).

«47»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالا لَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَیْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ قَالا فَضْلُ اللَّهِ رَسُولُهُ وَ رَحْمَتُهُ وَلَایَةُ الْأَئِمَّةِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ (6).

«48»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یا بَنِی إِسْرائِیلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِیَ الَّتِی أَنْعَمْتُ عَلَیْكُمْ أَنْ بَعَثْتُ مُوسَی وَ هَارُونَ إِلَی أَسْلَافِكُمْ بِالنُّبُوَّةِ فَهَدَیْنَاهُمْ إِلَی نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ وَ وَصِیَّةِ عَلِیٍّ وَ إِمَامَةِ عِتْرَتِهِ الطَّیِّبِینَ وَ أَخَذْنَا عَلَیْكُمْ بِذَلِكَ الْعُهُودَ وَ الْمَوَاثِیقَ الَّتِی إِنْ وَفَیْتُمْ بِهَا كُنْتُمْ مُلُوكاً فِی جِنَانِهِ مُسْتَحِقِّینَ لِكَرَامَاتِهِ وَ رِضْوَانِهِ وَ أَنِّی فَضَّلْتُكُمْ عَلَی الْعالَمِینَ هُنَاكَ أَیْ فَعَلْتُهُ بِأَسْلَافِكُمْ فَفَضَّلْتُهُمْ دِیناً وَ دُنْیَا أَمَّا تَفْضِیلُهُمْ فِی الدِّینِ فَلِقَبُولِهِمْ نُبُوَّةَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ وَلَایَةَ عَلِیٍّ علیه السلام وَ آلِهِمَا الطَّیِّبِینَ وَ أَمَّا فِی الدُّنْیَا فَبِأَنْ ظَلَّلْتُ عَلَیْهِمُ الْغَمَامَ وَ أَنْزَلْتُ عَلَیْهِمُ الْمَنَّ وَ السَّلْوَی وَ سَقَیْتُهُمْ مِنْ حَجَرٍ مَاءً عَذْباً

ص: 62


1- فی المصدر: عمن رواه بإسناده عن أبی صالح عن حماد بن عثمان.
2- فی المصدر: و وصیه و عترتهما.
3- فی المصدر: فتسع.
4- كنز الفوائد: 33. و 37 (النسخة الرضویة) و الآیة فی البقرة: 105.
5- مناقب آل أبی طالب 2: 294 و الآیة الأولی فی المائدة 54 و فی الحدید:٢١ _ والجمعة : ٤ والثانیة فی النساء : ٣٢.
6- تفسیر العیّاشیّ 1، 260. و الآیة فی النساء. 84. و الحدیث مكرر ما تقدم تحت رقم 39.

وَ فَلَقْتُ لَهُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَیْتُهُمْ وَ أَغْرَقْتُ أَعْدَاءَهُمْ فِرْعَوْنَ وَ قَوْمَهُ وَ فَضَّلْتُهُمْ بِذَلِكَ عَلَی عَالَمِی زَمَانِهِم الَّذِینَ خَالَفُوا طَرَائِقَهُمْ وَ حَادُوا عَنْ سَبِیلِهِمْ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُمْ فَإِذَا فَعَلْتُ هَذَا بِأَسْلَافِكُمْ فِی ذَلِكَ الزَّمَانِ لِقَبُولِهِمْ وَلَایَةَ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ فَبِالْحَرِیِّ أَنْ أَزِیدَكُمْ فَضْلًا فِی هَذَا الزَّمَانِ إِذَا أَنْتُمْ (1) وَفَیْتُمْ بِمَا آخُذُ مِنَ الْعُهُودِ وَ الْمَوَاثِیقِ عَلَیْكُمْ (2).

«49»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ یُنْكِرُونَها قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (3) اجْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَسْجِدِ الْمَدِینَةِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ مَا تَقُولُونَ فِی هَذِهِ الْآیَةِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنْ كَفَرْنَا بِهَذِهِ الْآیَةِ نَكْفُرُ بِسَائِرِهَا وَ إِنْ آمَنَّا فَإِنَّ هَذَا ذُلٌّ حِینَ یُسَلِّطُ عَلَیْنَا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ فَقَالُوا قَدْ عَلِمْنَا أَنَّ مُحَمَّداً صَادِقٌ فِیمَا یَقُولُ وَ لَكِنَّا نَتَوَلَّاهُ وَ لَا نُطِیعُ عَلِیّاً علیه السلام فِیمَا أَمَرَنَا قَالَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ یَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ یُنْكِرُونَها یَعْرِفُونَ یَعْنِی وَلَایَةَ عَلِیٍّ علیه السلام وَ أَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ (4) بِالْوَلَایَةِ (5).

بیان: قال أكثر المفسرین أی یعرف المشركون نعمة اللّٰه التی عددها علیهم و غیرها حیث یعترفون بها و بأنها من اللّٰه ثم ینكرونها بعبادتهم غیر المنعم بها و قولهم إنها بشفاعة آلهتنا و قال السدی أی یعرفون محمدا صلی اللّٰه علیه و آله و هو من نعم اللّٰه تعالی فیكذبونه و یجحدونه وَ أَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ أی الجاحدون عنادا و

ص: 63


1- تفسیر العسكریّ، 96 و 97 و الآیة فی البقرة، 47.
2- فی المصدر: إذ أنتم.
3- المائدة: 55.
4- النحل: 83.
5- أصول الكافی 1: 427 فیه: ولایة علیّ بن أبی طالب.

ذكر الأكثر إما لأن بعضهم لم یعرف الحق لنقصان العقل أو لعدم بلوغ الدعوة و قیل الضمیر للأمة و قیل أی أكثرهم الكافرون بنبوة محمد صلی اللّٰه علیه و آله و لكن لا یساعده هذا الخبر و تفسیره علیه السلام قریب من قول السدی و لا ریب أن الولایة من أعظم نعم اللّٰه علی العباد إذ بها تنتظم مصالح دنیاهم و عقباهم.

فإن قیل الآیة الأولی من سورة النحل و هی مكیة و الثانیة من المائدة و هی مدنیة و الخبر یدل علی أن الأولی نزلت بعد الثانیة قلت ذكر الطبرسی (1) رحمه اللّٰه أن أربعین آیة من أول السورة مكیة و الباقی من قوله وَ الَّذِینَ هاجَرُوا فِی اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا إلی آخر السورة مدنیة فهی مدنیة مع أنه لا اعتماد علی ضبطهم فی ذلك.

«50»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی الصَّدُوقُ رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی (2) مُحَمَّدِ بْنِ الْفَیْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ وَ هُوَ رَاكِبٌ وَ خَرَجَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ هُوَ یَمْشِی فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا الْحَسَنِ إِمَّا أَنْ تَرْكَبَ إِذَا رَكِبْتُ (3) وَ تَمْشِیَ إِذَا مَشَیْتُ وَ تَجْلِسَ إِذَا جَلَسْتُ إِلَّا أَنْ یَكُونَ فِی حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ لَا بُدَّ لَكَ مِنَ الْقِیَامِ وَ الْقُعُودِ فِیهِ وَ مَا أَكْرَمَنِیَ اللَّهُ بِكَرَامَةٍ إِلَّا وَ أَكْرَمَكَ بِمِثْلِهَا وَ خَصَّنِیَ اللَّهُ بِالنُّبُوَّةِ وَ الرِّسَالَةِ- (4) وَ جَعَلَكَ وَلِیِّی فِی ذَلِكَ تَقُومُ فِی حُدُودِهِ وَ صَعْبِ أُمُورِهِ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً مَا آمَنَ بِی مَنْ أَنْكَرَكَ وَ لَا أَقَرَّ بِی مَنْ جَحَدَكَ وَ لَا آمَنَ بِاللَّهِ مَنْ كَفَرَ بِكَ وَ إِنَّ فَضْلَكَ لَمِنْ فَضْلِی وَ إِنَّ فَضْلِی لِفَضْلِ اللَّهِ وَ هُوَ قَوْلُ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْیَفْرَحُوا هُوَ خَیْرٌ مِمَّا

ص: 64


1- فی مجمع البیان 6: 347.
2- فی المصدر: روی الشیخ أبو جعفر محمّد بن بابویه رحمه اللّٰه عن علیّ بن أحمد بن عبد اللّٰه البرقی عن أبیه عن محمّد بن خالد باسناد متصل الی.
3- فی المصدر: یا ابا الحسن اما أن تركب و اما أن تنصرف، فان اللّٰه امرنی ان تركب إذا ركبت.
4- فی المصدر: الا و قد اكرمك بمثلها، و خصنی بالنبوة و الرسالة

یَجْمَعُونَ (1) فَفَضْلُ اللَّهِ نُبُوَّةُ نَبِیِّكُمْ وَ رَحْمَتُهُ وَلَایَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَبِذلِكَ قَالَ بِالنُّبُوَّةِ وَ الْوَلَایَةِ فَلْیَفْرَحُوا یَعْنِی الشِّیعَةَ هُوَ خَیْرٌ مِمَّا یَجْمَعُونَ یَعْنِی مُخَالِفِیهِمْ مِنَ الْأَهْلِ وَ الْمَالِ وَ الْوَلَدِ فِی دَارِ الدُّنْیَا وَ اللَّهِ یَا عَلِیُّ مَا خُلِقْتَ إِلَّا لِیُعْبَدَ بِكَ وَ لِتُعْرَفَ بِكَ مَعَالِمُ الدِّینِ وَ یُصْلَحَ بِكَ دَارِسُ السَّبِیلِ (2) وَ لَقَدْ ضَلَّ مَنْ ضَلَّ عَنْكَ وَ لَنْ یَهْتَدِیَ إِلَی اللَّهِ مَنْ لَمْ یَهْتَدِ إِلَیْكَ وَ إِلَی وَلَایَتِكَ وَ هُوَ قَوْلُ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنِّی لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدی (3) یَعْنِی إِلَی وَلَایَتِكَ وَ لَقَدْ أَمَرَنِی رَبِّی تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَنْ أَفْتَرِضَ مِنْ حَقِّكَ مَا أَفْتَرَضَ (4) مِنْ حَقِّی وَ إِنَّ حَقَّكَ لَمَفْرُوضٌ عَلَی مَنْ آمَنَ بِی وَ لَوْلَاكَ لَمْ یُعْرَفْ عَدُوُّ اللَّهِ (5) وَ مَنْ لَمْ یَلْقَهُ بِوَلَایَتِكَ لَمْ یَلْقَهُ بِشَیْ ءٍ وَ لَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیَّ یا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْكَ مِنْ رَبِّكَ یَعْنِی فِی وَلَایَتِكَ یَا عَلِیُّ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ (6) وَ لَوْ لَمْ أُبَلِّغْ مَا أُمِرْتُ بِهِ مِنْ وَلَایَتِكَ لَحَبِطَ عَمَلِی وَ مَنْ لَقِیَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِغَیْرِ وَلَایَتِكَ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَ غَدَا سُحْقاً (7) لَهُ وَ مَا أَقُولُ إِلَّا قَوْلَ رَبِّی تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ إِنَّ الَّذِی أَقُولُ لَمِنَ اللَّهِ أَنْزَلَهُ فِیكَ.

«51»-وَ مِنْ هَذَا مَا ذَكَرَهُ فِی تَفْسِیرِ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَضْلُ اللَّهِ الْعِلْمُ (8) بِتَأْوِیلِهِ (9) وَ تَوْفِیقُهُ (10) لِمُوَالاةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ

ص: 65


1- یونس: 58.
2- إضافة الدارس الی السبیل من قبیل إضافة الصفة الی الموصوف، ای السبیل المندرسة.
3- طه: 82.
4- فی المصدر: ما افترضته.
5- فی المصدر: لم یعرف حزب اللّٰه، و بك یعرف عدو اللّٰه.
6- المائدة: 67.
7- أی یصیر عمله بعدا له، ای موجبا لبعده عن رحمة اللّٰه تعالی و فی نسخة من المصدر مكانه: و قد استحفر به.
8- فی نسخة: العالم.
9- فی نسخة: بیده.
10- فی المصدر: بتأویله و رحمته و توفیقه.

وَ مُعَادَاةُ أَعْدَائِهِمْ وَ كَیْفَ لَا یَكُونُ ذَلِكَ خَیْراً مِمَّا یَجْمَعُونَ وَ هُوَ ثَمَنُ الْجَنَّةِ وَ یَسْتَحِقُّ بِهِ الْكَوْنُ بِحَضْرَةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ الَّذِی هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْجَنَّةِ لِأَنَّ مُحَمَّداً وَ آلَهُ أَشْرَفُ زِینَةِ الْجَنَّةِ (1).

«52»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیِّ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُرَازِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ما یَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها قَالَ هِیَ مَا أَجْرَی اللَّهُ عَلَی لِسَانِ الْإِمَامِ (2).

«53»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ حَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عُمَرَ بْنِ جُبَیْرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لكِنْ یُدْخِلُ مَنْ یَشاءُ فِی رَحْمَتِهِ قَالَ الرَّحْمَةُ وَلَایَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (3).

«54»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة جَاءَ فِی تَأْوِیلِ أَهْلِ الْبَیْتِ الْبَاطِنِ فِی حَدِیثِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْهُمْ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ (4) وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَیْ شُكْرَكُمُ النِّعْمَةَ الَّتِی رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَ مَا مَنَّ عَلَیْكُمْ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ بِوَصِیِّهِ فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَ أَنْتُمْ حِینَئِذٍ تَنْظُرُونَ إِلَی وَصِیِّهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ یُبَشَّرُ وَلِیُّهُ بِالْجَنَّةِ وَ عَدُوُّهُ بِالنَّارِ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْكُمْ یَعْنِی أَقْرَبُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ مِنْكُمْ وَ لكِنْ لا تُبْصِرُونَ أَیْ لَا تَعْرِفُونَ (5).

ص: 66


1- كنز الفوائد: 109 و 110.
2- كنز الفوائد: 250 و الآیة فی فاطر: 2.
3- كنز الفوائد: 283 و الآیة فی الشوری: 8.
4- فی المصدر: قال.
5- كنز الفوائد: 322 و 323. و الآیات فی الواقعة: 82- 85.

باب 30 أنهم علیهم السلام النجوم و العلامات و فیه بعض غرائب التأویل فیهم صلوات اللّٰه علیهم و فی أعدائهم

الآیات؛

النحل: «وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ یَهْتَدُونَ»(17)

تفسیر:

قال الطبرسی رحمه اللّٰه: أی جعل لكم علامات أی معالم یعلم بها الطرق و قیل العلامات الجبال یهتدی بها نهارا وَ بِالنَّجْمِ هُمْ یَهْتَدُونَ لیلا و أراد بالنجم الجنس و هو الجدی (1) یهتدی به إلی القبلة

وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام نَحْنُ الْعَلَامَاتُ وَ النَّجْمُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.

قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ النُّجُومَ أَمَاناً لِأَهْلِ السَّمَاءِ وَ جَعَلَ أَهْلَ بَیْتِی أَمَاناً لِأَهْلِ الْأَرْضِ.

انتهی كلامه رفع اللّٰه مقامه (2). أقول و علی تأویلهم علیهم السلام ضمیر هُمْ و یَهْتَدُونَ راجعان إلی العلامات كما سیظهر من بعض الروایات.

«1»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام فِی قَوْلِهِ الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ قَالَ اللَّهُ عَلَّمَ مُحَمَّداً الْقُرْآنَ قُلْتُ خَلَقَ الْإِنْسانَ قَالَ ذَاكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قُلْتُ عَلَّمَهُ الْبَیانَ قَالَ عَلَّمَهُ بَیَانَ كُلِّ شَیْ ءٍ (3) یَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَیْهِ قُلْتُ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ بِحُسْبانٍ قَالَ هُمَا یُعَذَّبَانِ (4) بِعَذَابِ اللَّهِ قُلْتُ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ یُعَذَّبَانِ قَالَ سَأَلْتَ عَنْ شَیْ ءٍ فَأَتْقِنْهُ إِنَ

ص: 67


1- فی النسخة المخطوطة: (قیل: هو) و فی المصدر: و قیل: اراد به الاهتداء فی القبلة، قال ابن عبّاس: سألت رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله عنه فقال: الجدی علامة قبلتكم و به تهتدون فی بركم و بحركم.
2- مجمع البیان 6: 354.
3- فی المصدر: علمه تبیان كل شی ء.
4- فی نسخة: هما بعذاب اللّٰه.

الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ آیَتَانِ مِنْ آیَاتِ اللَّهِ یَجْرِیَانِ بِأَمْرِهِ مُطِیعَانِ لَهُ ضَوْؤُهُمَا مِنْ نُورِ عَرْشِهِ وَ حَرُّهُمَا مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ (1) فَإِذَا كَانَتِ الْقِیَامَةُ عَادَ إِلَی الْعَرْشِ نُورُهُمَا وَ عَادَ إِلَی النَّارِ حَرُّهُمَا (2) فَلَا تَكُونُ شَمْسٌ وَ لَا قَمَرٌ وَ إِنَّمَا عَنَاهُمَا لَعَنَهُمَا اللَّهُ أَ وَ لَیْسَ قَدْ رَوَی النَّاسُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ إِنَّ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ نُورَانِ فِی النَّارِ قُلْتُ بَلَی قَالَ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ النَّاسِ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ شَمْسُ (3) هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ نُورُهُمَا فَهُمَا فِی النَّارِ (4) وَ اللَّهِ مَا عَنَی غَیْرَهُمَا قُلْتُ وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ یَسْجُدانِ قَالَ النَّجْمُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ سَمَّاهُ اللَّهُ فِی غَیْرِ مَوْضِعٍ فَقَالَ وَ النَّجْمِ إِذا هَوی (5) وَ قَالَ وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ یَهْتَدُونَ (6) فَالْعَلَامَاتُ الْأَوْصِیَاءُ وَ النَّجْمُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْتُ یَسْجُدانِ قَالَ یَعْبُدَانِ وَ قَوْلُهُ وَ السَّماءَ رَفَعَها وَ وَضَعَ الْمِیزانَ قَالَ السَّمَاءُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَیْهِ وَ الْمِیزَانُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام نَصَبَهُ لِخَلْقِهِ قُلْتُ أَلَّا تَطْغَوْا فِی الْمِیزانِ قَالَ لَا تَعْصُوا الْإِمَامَ قُلْتُ وَ أَقِیمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ أَقِیمُوا الْإِمَامَ الْعَدْلَ (7) قُلْتُ وَ لا تُخْسِرُوا الْمِیزانَ قَالَ وَ لَا تَبْخَسُوا الْإِمَامَ حَقَّهُ وَ لَا تَظْلِمُوهُ وَ قَوْلُهُ وَ الْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ قَالَ لِلنَّاسِ فِیها فاكِهَةٌ وَ النَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ قَالَ یَكْبُرُ ثَمَرُ النَّخْلِ فِی الْقَمْعِ ثُمَّ یَطْلُعُ مِنْهُ قَوْلُهُ وَ الْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَ الرَّیْحانُ قَالَ الْحَبُّ الْحِنْطَةُ وَ الشَّعِیرُ وَ الْحُبُوبُ وَ الْعَصْفُ التِّبْنُ وَ الرَّیْحَانُ مَا یُؤْكَلُ مِنْهُ وَ قَوْلُهُ فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ قَالَ فِی الظَّاهِرِ مُخَاطَبَةُ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ فِی الْبَاطِنِ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ (8).

ص: 68


1- فی النسخة المخطوطة: من جهنم. و فی المصدر: و جرمهما من جهنم.
2- فی المصدر: جرمهما.
3- فی المصدر: شمسی هذه الأمة و نوریهما و هما فی النار.
4- فی نسخة الكمبانیّ: و نورهما؟ قلت: بلی، قال: فهما فی النار.
5- النجم: 1.
6- النحل: 16.
7- فی المصدر: بالعدل.
8- تفسیر القمّیّ: 658 و 659. و الآیات فی الرحمن: 1- 13.

بیان: علی هذا التأویل یكون التعبیر بالشمس و القمر عن الأول و الثانی علی سبیل التهكم لاشتهارهما بین المخالفین بهما و المراد بالحسبان العذاب و البلاء و الشر كما ذكره الفیروزآبادی و كما قال تعالی حُسْباناً مِنَ السَّماءِ (1). و قال البیضاوی الریحان یعنی المشموم أو الرزق یقال خرجت أطلب ریحان اللّٰه و قال النجم النبات الذی ینجم أی یطلع من الأرض لا ساق له (2).

«2»-فس، تفسیر القمی فِی رِوَایَةِ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ رَبُّ الْمَشْرِقَیْنِ وَ رَبُّ الْمَغْرِبَیْنِ قَالَ الْمَشْرِقَیْنِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمَغْرِبَیْنِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا وَ أَمْثَالُهُمَا تَجْرِی فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ قَالَ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ علیهما السلام (3).

توضیح: قوله علیه السلام و أمثالهما تجری أی أمثال هذین التعبیرین یعنی بالمشرق و المغرب عن الأئمة علیهم السلام تجری فی كثیر من الآیات كالشمس و القمر و النجم أو أن علی أمثالهما تجری تلك الآیة و هو قوله فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ أو المعنی أنه علی أمثال محمد و علی علیهما السلام من سائر الأئمة أیضا تجری هذه الآیة فإن كل إمام ناطق مشرق لأنوار العلوم و الصامت مغرب لها و الأول أظهر (4).

ص: 69


1- الكهف: 40.
2- أنوار التنزیل 2: 483 و 484.
3- تفسیر القمّیّ: 659.
4- اوان أمثال المشرقین و المغربین ای النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله و أمیر المؤمنین و الأئمّة علیهم السلام، و هی علومهم و حججهم و اقوالهم تجری فی كل زمان، فیتلقی منهم شیعتهم الناطقون و الصامتون، كما ان الشمس و القمر تجریان فتطلعان من مشارقهما و تغربان من مغاربهما فیستضی ء منهما قوم بعد قوم.

«3»-فس، تفسیر القمی جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ (1) عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِيرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ وَ السَّماءِ وَ الطَّارِقِ قَالَ السَّمَاءُ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ الطَّارِقُ الَّذِی یَطْرُقُ بِالْأَئِمَّةِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِمْ مِمَّا یَحْدُثُ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ هُوَ الرُّوحُ الَّذِی مَعَ الْأَئِمَّةِ یُسَدِّدُهُمْ قُلْتُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ قَالَ ذَاكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (2).

بیان: علی هذا التأویل كان حمل النجم علی الطارق علی المجاز أی ذو النجم لأنه كان معه أو حصل لهم بسببه.

«4»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنْ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها قَالَ الشَّمْسُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَوْضَحَ اللَّهُ بِهِ لِلنَّاسِ دِینَهُمْ قُلْتُ وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها قَالَ ذَاكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قُلْتُ (3) وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها قَالَ ذَاكَ الْإِمَامُ مِنْ ذُرِّیَّةِ فَاطِمَةَ علیها السلام یَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (4) فَیُجَلِّی لِمَنْ سَأَلَهُ فَحَكَی اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَنْهُ فَقَالَ وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها قُلْتُ وَ اللَّیْلِ إِذا یَغْشاها قَالَ ذَاكَ أَئِمَّةُ الْجَوْرِ الَّذِینَ اسْتَبَدُّوا بِالْأَمْرِ دُونَ آلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله- (5) وَ جَلَسُوا مَجْلِساً كَانَ آلُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَوْلَی بِهِ مِنْهُمْ فَغَشُوا دِینَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِالظُّلْمِ وَ الْجَوْرِ وَ هُوَ قَوْلُهُ وَ اللَّیْلِ إِذا یَغْشاها قَالَ یَغْشَی (6) ظُلْمَةُ اللَّیْلِ ضَوْءَ النَّهَارِ وَ نَفْسٍ وَ ما سَوَّاها قَالَ خَلَقَهَا وَ صَوَّرَهَا

ص: 70


1- فی نسخة: جعفر بن محمّد.
2- تفسیر القمّیّ: 720 و الآیتان فی الطارق: 1 و 3.
3- فی المصدر تقدیم و تأخیر، و هو هكذا: قلت: «وَ اللَّیْلِ إِذا یَغْشاها» قال: ذلك الأئمّة الجور الذین استبدوا بالامر دون رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله و جلسوا مجلسا كان آل الرسول أولی به منهم، فغشوا دین رسول اللّٰه بالظلم و الجور، و هو قوله: «وَ اللَّیْلِ إِذا یَغْشاها» قال: یغشی ظلمهم ضوء النهار، قلت: «وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها» قال: ذلك الامام اه.
4- فی المصدر: عن دین رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله فیجلیه لمن یسأله فی الكنز: ذاك الامام من ذریة فاطمة نسل رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فیتجلی ظلام الجور والظلم.
5- فی المصدر: دون رسول اللّٰه.
6- فی نسخة: «ظلمتهم» و فی التفسیر: یغشی ظلمهم ضوء النهار.

وَ قَوْلُهُ فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها أَیْ عَرَّفَهَا وَ أَلْهَمَهَا ثُمَّ خَیَّرَهَا فَاخْتَارَتْ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها یَعْنِی نَفْسَهُ طَهَّرَهَا وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها أَیْ أَغْوَاهَا (1).

كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْقُمِّیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّ فِیهِ بَعْدَ قَوْلِهِ وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها یَعْنِی بِهِ الْقَائِمَ علیه السلام وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی قَوْلِهِ فَغَشُوا دِینَ اللَّهِ بِالْجَوْرِ وَ الظُّلْمِ فَحَكَی اللَّهُ سُبْحَانَهُ فِعْلَهُمْ فَقَالَ وَ اللَّیْلِ إِذا یَغْشاها (2).

بیان: علی هذا التأویل لعل القسم باللیل علی سبیل التهكم قوله عن دین رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله هذا لا ینافی إرجاع الضمیر إلی الشمس المراد بها الرسول صلی اللّٰه علیه و آله إذ تجلیة دینه تجلیته قوله أی أغواها هذا موافق لكلام الفیروزآبادی حیث قال دساه تدسیة أغواه و أفسده. و قال البیضاوی أی نقصها أو أخفاها بالجهالة و الفسوق (3) و أصل دسی دسس كتقضی و تقضض.

«5»-فس، تفسیر القمی أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ اللَّیْلِ إِذا یَغْشی قَالَ اللَّیْلُ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ الثَّانِی غَشَّ (4) أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی دَوْلَتِهِ الَّتِی جَرَتْ (5) عَلَیْهِ وَ أُمِرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنْ یَصْبِرَ فِی دَوْلَتِهِمْ حَتَّی تَنْقَضِیَ قَالَ

ص: 71


1- تفسیر القمّیّ: 726 و 727. و الآیات فی سورة الشمس.
2- كنز الفوائد: 390 فیه: «وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها» قال: ذلك أمیر المؤمنین تلا رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله.
3- تفسیر البیضاوی 2: 665 فیه: من دساها أی اخفاها بالمعصیة.
4- فی المصدر و فی نسخة من الكتاب: «غشی» و هو الصحیح.
5- فی المصدر: الذی جرت له علیه.

وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّی قَالَ النَّهَارُ هُوَ الْقَائِمُ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ علیهم السلام إِذَا قَامَ غَلَبَ دَوْلَةَ الْبَاطِلِ (1) وَ الْقُرْآنُ ضَرَبَ فِیهِ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَ خَاطَبَ نَبِیَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله بِهِ وَ نَحْنُ فَلَیْسَ یَعْلَمُهُ غَیْرُنَا (2).

بیان: قوله علیه السلام غش أمیر المؤمنین علیه السلام لعله بمعنی غشی كأمللت و أملیت أو أنه لبیان حاصل المعنی و الأظهر غشی (3) كما فی بعض النسخ.

«6»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ (4) عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنِ الْحَلَبِیِّ وَ رَوَاهُ أَیْضاً عَلِیُّ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها الشَّمْسُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ ضُحَاهَا قِیَامُ الْقَائِمِ علیه السلام (5) وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها هُوَ قِیَامُ الْقَائِمِ علیه السلام وَ اللَّیْلِ إِذا یَغْشاها حَبْتَرٌ وَ دُلَامٌ غَشِیَا عَلَیْهِ الْحَقَّ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ السَّماءِ وَ ما بَناها قَالَ هُوَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله هُوَ السَّمَاءُ الَّذِی یَسْمُو إِلَیْهِ الْخَلْقُ فِی الْعِلْمِ وَ قَوْلُهُ وَ الْأَرْضِ وَ ما طَحاها قَالَ الْأَرْضُ الشِّیعَةُ وَ نَفْسٍ وَ ما سَوَّاها قَالَ هُوَ الْمُؤْمِنُ الْمَسْتُورُ وَ هُوَ عَلَی الْحَقِّ وَ قَوْلُهُ فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها قَالَ مَعْرِفَةُ (6) الْحَقِّ مِنَ الْبَاطِلِ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها قَالَ قَدْ أَفْلَحَتْ نَفْسٌ زَكَّاهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها اللَّهُ وَ قَوْلُهُ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها قَالَ ثَمُودُ رَهْطٌ مِنَ الشِّیعَةِ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَ یَقُولُ وَ أَمَّا ثَمُودُ فَهَدَیْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمی عَلَی الْهُدی فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ (7) فَهُوَ السَّیْفُ (8) إِذَا قَامَ الْقَائِمُ علیه السلام وَ قَوْلُهُ

ص: 72


1- فی نسخة: دولته الباطل.
2- تفسیر القمّیّ: 727 و 728 و الآیات فی سورة اللیل.
3- و قد عرفت انه الموجود فی المصدر.
4- فی المصدر: محمّد بن علی.
5- زاد هنا فی المصدر: لان اللّٰه سبحانه قال: وَ أَنْ یُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًی.
6- فی المصدر: عرف.
7- فصّلت: 17.
8- فی المصدر: و هو السیف.

تَعَالَی فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ هُوَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ناقَةَ اللَّهِ وَ سُقْیاها قَالَ النَّاقَةُ الْإِمَامُ الَّذِی فَهَّمَهُمْ عَنِ اللَّهِ (1) وَ سُقْیاها أَیْ عِنْدَهُ مُسْتَقَی الْعِلْمِ فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَیْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها قَالَ فِی الرَّجْعَةِ وَ لا یَخافُ عُقْباها قَالَ لَا یَخَافُ مِنْ مِثْلِهَا إِذَا رَجَعَ (2).

بیان: حبتر و دلام (كنایة عنهما) كما سیأتی فی كتاب الفتن و لا استبعاد فی هذه التأویلات لبطن الآیات فإن القصص المذكورة فی الآیات إنما هی للتحذیر عن وقوع مثلها من الشرور أو للحث علی جلب مثلها من الخیرات لتلك الأمة و المراد بالرهط من الشیعة غیر الإمامیة كالزیدیة.

«7»-كا، الكافی جَمَاعَةٌ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها قَالَ الشَّمْسُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَوْضَحَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ لِلنَّاسِ دِینَهُمْ قَالَ قُلْتُ وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها قَالَ ذَلِكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام تَلَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَفَثَهُ بِالْعِلْمِ نَفْثاً قَالَ قُلْتُ وَ اللَّیْلِ إِذا یَغْشاها قَالَ ذَلِكَ أَئِمَّةُ الْجَوْرِ الَّذِینَ اسْتَبَدُّوا بِالْأَمْرِ دُونَ آلِ الرَّسُولِ عَلَیْهِمْ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ وَ جَلَسُوا مَجْلِساً كَانَ آلُ الرَّسُولِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ أَوْلَی بِهِ مِنْهُمْ فَغَشُوا دِینَ اللَّهِ بِالظُّلْمِ وَ الْجَوْرِ فَحَكَی اللَّهُ فِعْلَهُمْ فَقَالَ وَ اللَّیْلِ إِذا یَغْشاها قَالَ قُلْتُ وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها قَالَ ذَاكَ الْإِمَامُ مِنْ ذُرِّیَّةِ فَاطِمَةَ علیها السلام یُسْأَلُ عَنْ دِینِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیُجَلِّیهِ لِمَنْ سَأَلَهُ فَحَكَی اللَّهُ قَوْلَهُ تَعَالَی فَقَالَ وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها (3).

بیان: النفث النفخ و هو هنا كنایة عن إفاضة العلوم علیه سرا و تغییر

ص: 73


1- فی نسخة من المصدر: «الذی فهم عن اللّٰه و فهمهم عن اللّٰه» و فی أخری: الذی فهم عن اللّٰه و فهم عن اللّٰه.
2- كنز الفوائد: 389 و 390. و 465 من النسخة الرضویة و الآیات فی سورة الشمس.
3- روضة الكافی: 50.

الترتیب فی السؤال عن اللیل و النهار لا یدل علی تغییر الآیات (1) مع أنه لا استبعاد فیه (2).

«8»-قب، المناقب لابن شهرآشوب الْبَاقِرُ وَ الصَّادِقُ علیهما السلام فِی قَوْلِهِ وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها قَالَ (3) هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ آلُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ (4) وَ اللَّیْلِ إِذا یَغْشاها عَتِیقٌ وَ ابْنُ الصُّهَاكِ وَ بَنُو أُمَیَّةَ وَ مَنْ تَوَلَّاهُمْ (5).

«9»-مع، معانی الأخبار مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَصْرِیُّ عَنْ نَصْرِ بْنِ الْحُسَیْنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خُوزِیٍّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْقَنْطَرِیِّ وَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِنْقَرِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ بْنِ حَیُّونٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَالِدٍ الْحُلْوَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اقْتَدُوا بِالشَّمْسِ فَإِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ فَاقْتَدُوا بِالْقَمَرِ فَإِذَا غَابَ الْقَمَرُ فَاقْتَدُوا بِالزُّهَرَةِ فَإِذَا غَابَتِ الزُّهَرَةُ فَاقْتَدُوا بِالْفَرْقَدَیْنِ فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا الشَّمْسُ وَ مَا الْقَمَرُ وَ مَا الزُّهَرَةُ وَ مَا الْفَرْقَدَانِ فَقَالَ أَنَا الشَّمْسُ وَ عَلِیٌّ علیه السلام الْقَمَرُ وَ فَاطِمَةُ الزُّهَرَةُ وَ الْفَرْقَدَانِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام (6).

«10»-مع، معانی الأخبار أَحْمَدُ بْنُ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَیْهَقِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَدِینِیِّ (7) عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْمُحَارِبِیِّ عَنْ ظَهِیرِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ تَمِیمٍ عَنِ الْمُعَمَّرِ (8) بْنِ سُلَیْمَانَ

ص: 74


1- لان السائل سأل عنها من غیر مراعاة الترتیب فاجاب علیه السلام موافقا لسؤاله.
2- بل فیه استبعاد جدا بعد مخالفته للمصحف الشریف و الروایات الكثیرة.
3- فی المصدر: قالا.
4- فی المصدر: قالا.
5- مناقب آل أبی طالب 1: 243.
6- معانی الأخبار: 39.
7- فی المصدر: المدنیّ.
8- فی المصدر: المعتمر بن سلیمان. و هو الصحیح لروایته عن أبیه.

عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَزِیدَ الرَّقَاشِیِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَلَّی بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صَلَاةَ الْفَجْرِ فَلَمَّا انْفَتَلَ (1) مِنْ صَلَاتِهِ أَقْبَلَ عَلَیْنَا بِوَجْهِهِ الْكَرِیمِ فَقَالَ مَعَاشِرَ النَّاسِ مَنِ افْتَقَدَ الشَّمْسَ فَلْیَتَمَسَّكْ (2) بِالْقَمَرِ وَ مَنِ افْتَقَدَ الْقَمَرَ فَلْیَتَمَسَّكْ بِالزُّهَرَةِ وَ مَنِ افْتَقَدَ الزُّهَرَةَ فَلْیَتَمَسَّكْ بِالْفَرْقَدَیْنِ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ وَ الزُّهَرَةُ وَ الْفَرْقَدَانِ فَقَالَ أَنَا الشَّمْسُ وَ عَلِیٌّ علیه السلام الْقَمَرُ وَ فَاطِمَةُ الزُّهَرَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ الْفَرْقَدَانِ وَ كِتَابُ اللَّهِ لَا یَفْتَرِقَانِ حَتَّی یَرِدَا عَلَیَّ الْحَوْضَ (3).

مع، معانی الأخبار محمد بن عمرو بن علی البصری عن عبد اللّٰه بن علی الكرخی عن محمد بن عبد اللّٰه عن أبیه عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهری عن أنس مثله (4)

بیان: قوله و كتاب اللّٰه (5) لعل تقدیره معهم كتاب اللّٰه أو هو مبتدأ و لا یفترقان خبره و فی بعض النسخ فی كتاب اللّٰه و هو الأظهر و سیأتی ما یؤید الأول.

«11»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: صَلَّی بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْماً صَلَاةَ الْفَجْرِ ثُمَّ انْفَتَلَ وَ أَقْبَلَ عَلَیْنَا یُحَدِّثُنَا ثُمَّ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ فَقَدَ الشَّمْسَ فَلْیَتَمَسَّكْ بِالْقَمَرِ وَ مَنْ فَقَدَ الْقَمَرَ فَلْیَتَمَسَّكْ بِالْفَرْقَدَیْنِ قَالَ فَقُمْتُ أَنَا وَ أَبُو أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیُّ وَ مَعَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَقُلْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنِ الشَّمْسُ قَالَ أَنَا فَإِذَا هُوَ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ ضَرَبَ لَنَا مَثَلًا فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی خَلَقَنَا فَجَعَلْنَا بِمَنْزِلَةِ نُجُومِ السَّمَاءِ كُلَّمَا غَابَ نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ فَأَنَا الشَّمْسُ فَإِذَا ذَهَبَ بِی فَتَمَسَّكُوا بِالْقَمَرِ قُلْنَا فَمَنِ الْقَمَرُ قَالَ أَخِی وَ وَصِیِّی وَ وَزِیرِی وَ قَاضِی دَیْنِی وَ أَبُو وُلْدِی وَ خَلِیفَتِی فِی أَهْلِی (6) قُلْنَا فَمَنِ الْفَرْقَدَانِ قَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ ثُمَّ مَكَثَ

ص: 75


1- أی فلما انصرف.
2- فی نسخة فی جمیع المواضع: فلیستمسك و هو یطابق المصدر المطبوع.
3- معانی الأخبار: 39.
4- معانی الأخبار: 39.
5- او التقدیر: «هم مع كتاب اللّٰه» كما یأتی نحوه بعد ذلك.
6- زاد هنا فی المصدر: علی بن أبی طالب.

مَلِیّاً فَقَالَ هَؤُلَاءِ وَ فَاطِمَةُ وَ هِیَ الزُّهَرَةُ عِتْرَتِی وَ أَهْلُ بَیْتِی هُمْ مَعَ الْقُرْآنِ (1) لَا یَفْتَرِقَانِ حَتَّی یَرِدَا عَلَیَّ الْحَوْضَ (2).

«12»-فس، تفسیر القمی وَ النَّجْمِ إِذا هَوی قَالَ النَّجْمُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذا هَوی لَمَّا أُسْرِیَ بِهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ هُوَ فِی الْهَوَاءِ (3).

«13»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْكَاتِبِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَهْرَامَ عَنْ لَیْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَثَلِی فِیكُمُ مَثَلُ الشَّمْسِ وَ مَثَلُ عَلِیٍّ مَثَلُ الْقَمَرِ فَإِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ فَاهْتَدُوا بِالْقَمَرِ (4).

«14»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمَّادٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَی مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها قَالَ هُوَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها قَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام وَ اللَّیْلِ إِذا یَغْشاها بَنُو أُمَیَّةَ ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَعَثَنِیَ اللَّهُ نَبِیّاً فَأَتَیْتُ بَنِی أُمَیَّةَ فَقُلْتُ یَا بَنِی أُمَیَّةَ إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْكُمْ قَالُوا كَذَبْتَ مَا أَنْتَ بِرَسُولٍ ثُمَّ أَتَیْتُ بَنِی هَاشِمٍ فَقُلْتُ إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْكُمْ فَآمَنَ بِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام سِرّاً وَ جَهْراً وَ حَمَانِی أَبُو طَالِبٍ علیه السلام جَهْراً وَ آمَنَ بِی سِرّاً ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ جَبْرَئِیلَ بِلِوَائِهِ فَرَكَزَهُ فِی بَنِی هَاشِمٍ وَ بَعَثَ إِبْلِیسَ بِلِوَائِهِ فَرَكَزَهُ (5) فِی بَنِی أُمَیَّةَ فَلَا یَزَالُونَ أَعْدَاءَنَا وَ شِیعَتُهُمْ أَعْدَاءَ شِیعَتِنَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ (6).

«15»-فس، تفسیر القمی هُوَ الَّذِی جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِی ظُلُماتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ قَالَ النُّجُومُ آلُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (7).

ص: 76


1- فی المصدر: هم مع القرآن و القرآن معهم لا یفترقان اه.
2- أمالی ابن الشیخ: 329.
3- تفسیر القمّیّ: 650 و 651. و الآیة فی النجم: 1 و 2.
4- كنز الفوائد: 466 و 467 من النسخة الرضویة.
5- أی اثبته فی الأرض.
6- كنز الفوائد: 466 و 467 من النسخة الرضویة.
7- تفسیر القمّیّ: 199 و الآیة فی الانعام: 97.

«16»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ سُلَیْمَانَ (1) عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَ الْمَغارِبِ قَالَ الْمَشَارِقُ الْأَنْبِیَاءُ وَ الْمَغَارِبُ الْأَوْصِیَاءُ علیهم السلام (2).

بیان: عبر عن الأنبیاء بالمشارق لأن أنوار هدایتهم تشرق علی أهل الدنیا و عن الأوصیاء بالمغارب لأن بعد وفاة الأنبیاء تغرب أسرار علومهم فی صدور الأوصیاء ثم تفیض عنهم علی الخلق بحسب قابلیاتهم و استعدادهم (3).

«17»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنِ ابْنِ شَمُّونٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِی شَیْبَةَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَرَّجَانِیِّ عَنْ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: سَأَلَهُ ابْنُ الْكَوَّاءِ عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ لَا یُقْسِمُ بِشَیْ ءٍ مِنْ خَلْقِهِ فَأَمَّا قَوْلُهُ الْخُنَّسُ فَإِنَّهُ ذَكَرَ قَوْماً خَنَسُوا عِلْمَ الْأَوْصِیَاءِ وَ دَعَوُا النَّاسَ إِلَی غَیْرِ مَوَدَّتِهِمْ وَ مَعْنَی خَنَسُوا سَتَرُوا فَقَالَ لَهُ وَ الْجَوارِ (4) الْكُنَّسِ قَالَ یَعْنِی الْمَلَائِكَةَ جَرَّتْ بِالْعِلْمِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَكَنَسَهُ عَنْهُ الْأَوْصِیَاءُ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ لَا یَعْلَمُهُ أَحَدٌ غَیْرُهُمْ وَ مَعْنَی كَنَسَهُ رَفَعَهُ وَ تَوَارَی بِهِ فَقَالَ وَ اللَّیْلِ إِذا عَسْعَسَ قَالَ یَعْنِی ظُلْمَةَ اللَّیْلِ وَ هَذَا ضَرَبَهُ اللَّهُ مَثَلًا لِمَنِ ادَّعَی الْوَلَایَةَ لِنَفْسِهِ وَ عَدَلَ عَنْ وَلَایَةِ الْأَمْرِ قَالَ فَقَوْلُهُ وَ الصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ قَالَ یَعْنِی بِذَلِكَ الْأَوْصِیَاءَ یَقُولُ إِنَّ عِلْمَهُمْ أَنْوَرُ وَ أَبْیَنُ مِنَ الصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (5).

بیان: كأنه علیه السلام جعل لا نافیة للقسم كما قیل لا مؤكدة له كما هو المشهور و لعل تفسیر الخنس بالستر علی المجاز إذ التأخیر التأخر كما فسر بهما فی اللغة یكون لستر شی ء إما نفسه أو غیره كما أن الكنس أیضا كذلك فإنه

ص: 77


1- فی المصدر: روی محمّد بن خالد البرقی بإسناده یرفعه عن محمّد بن سلیمان.
2- كنز جامع الفوائد: 355. و الآیة فی المعارج: 40.
3- فی النسخة المخطوطة: و استعداداتهم.
4- الصحیح كما فی المصدر: الجوار، بلا عاطف.
5- كنز الفوائد: 372: و الآیات فی التكویر: 15- 17.

بمعنی الاختفاء و من یأخذ شیئا یتفرد به مع كثرة طالبیه یختفی به و یحتمل أن یكون من كنس البیت كنایة عن رفع جمیعه و الأول أوفق ثم إن الظاهر فی قراءتهم علیهم السلام كان مع العطف (1) و لم ینقل فی الشواذ و توجیهه بدونه یحتاج إلی شدة تكلف ثم إن أكثر المفسرین فسروا الخنس بالكواكب الرواجع السیارات التی تختفی تحت ضوء الشمس أو تغیب و الرواجع ما عدا الشمس و القمر من السیارات و عَسْعَسَ أی أقبل بظلامه أو أدبر و تنفس الصبح كنایة عن إضاءته.

«18»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْفَزَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ السَّمَّانِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ وَهْبِ بْنِ شَاذَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أُمِّ هَانِی قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ فَقَالَ یَا أُمَّ هَانِی إِمَامٌ یَخْنِسُ نَفْسَهُ سَنَةَ سِتِّینَ وَ مِائَتَیْنِ ثُمَّ یَظْهَرُ كَالشِّهَابِ الثَّاقِبِ فِی اللَّیْلَةِ الظَّلْمَاءِ فَإِنْ أَدْرَكْتِ زَمَانَهُ قَرَّتْ عَیْنُكِ یَا أُمَّ هَانِی (2).

«19»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة بِالْإِسْنَادِ (3) عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَوْلُهُ تَعَالَی وَ الْفَجْرِ هُوَ الْقَائِمُ وَ اللَّیَالِی الْعَشْرُ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام مِنَ الْحَسَنِ إِلَی الْحَسَنِ وَ الشَّفْعِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ فَاطِمَةُ علیهما السلام وَ الْوَتْرِ هُوَ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ اللَّیْلِ إِذا یَسْرِ هِیَ دَوْلَةُ حَبْتَرٍ فَهِیَ تَسْرِی إِلَی قِیَامِ الْقَائِمِ علیه السلام (4).

بیان: لعل التعبیر باللیالی عنهم علیهم السلام لبیان مغلوبیتهم و اختفائهم خوفا من المخالفین.

«20»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عِكْرِمَةَ وَ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ

ص: 78


1- قد عرفت أن المصدر خال عن العاطف.
2- كنز الفوائد: 372- 373. فیه: عینیك.
3- فی المصدر: روی بالاسناد مرفوعا عن عمرو بن شمر.
4- كنز الفوائد: 385 و الآیات فی الفجر: 1- 4.

اللَّهِ تَعَالَی وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها وَ اللَّیْلِ إِذا یَغْشاها قَالَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها هُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها آلُ مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهم السلام وَ اللَّیْلِ إِذا یَغْشاها بَنُو أُمَیَّةَ وَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ هَكَذَا (1) وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هَكَذَا وَ قَالَ (2) الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ لِلْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِمَا السَّلَامُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ فِی كِتَابِهِ الْمُبِینِ وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها قَالَ وَیْحَكَ یَا حَارِثُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ (3) قَالَ قُلْتُ وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها قَالَ ذَاكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَتْلُو مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ قُلْتُ قَوْلُهُ وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها قَالَ ذَلِكَ الْقَائِمُ علیه السلام مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً (4) وَ اللَّیْلِ إِذا یَغْشاها بَنُو أُمَیَّةَ.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ (5) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَعَثَنِیَ اللَّهُ نَبِیّاً فَأَتَیْتُ بَنِی أُمَیَّةَ فَقُلْتُ یَا بَنِی أُمَیَّةَ إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْكُمْ قَالُوا كَذَبْتَ مَا أَنْتَ بِرَسُولِ اللَّهِ قَالَ ثُمَّ ذَهَبْتُ إِلَی بَنِی هَاشِمٍ فَقُلْتُ یَا بَنِی هَاشِمٍ إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْكُمْ فَآمَنَ

ص: 79


1- الموجود فی المصدر هكذا: فرات قال: حدّثنی الحسین بن سعید معنعنا عن ابن عباس فی قول اللّٰه تعالی: «وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها» قال: رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله «وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها» أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب علیه السلام «وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها» الحسن و الحسین علیهما السلام «وَ اللَّیْلِ إِذا یَغْشاها» بنو أمیة.
2- الموجود فی المصدر: فرات قال: حدّثنی علیّ بن محمّد بن عمر الزهری معنعنا عن ابی جعفر علیه السلام قال: قال الحارث الأعور للحسین علیه السلام: یا بن رسول اللّٰه اه.
3- فی المصدر: ذلك محمّد رسول اللّٰه.
4- فی المصدر: (قسطا و عدلا) و لم یذكر فیه: قوله: و اللیل اه.
5- فیه اختصار ایضا، او كان نسخة المصنّف ناقصة، و الموجود فی المصدر: فرات قال: حدثنا عبد اللّٰه بن زید عن ابن یزید معنعنا عن ابن عباس فی قول اللّٰه عز وجل : « والشمس وضحاها » قال : هو النبی صلی اللّٰه علیه و آله « والقمر إذا تلاها » أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیهما السلام « والنهار إذا جلاها » الحسن والحسین علیهما السلام « واللیل إذا یغشاها » بنو أمیة : قال ابن عباس اه.

بِی مُؤْمِنُهُمْ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ (1) عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ حَمَانِی كَافِرُهُمْ (2) أَبُو طَالِبٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ جَبْرَئِیلَ بِلِوَائِهِ فَرَكَزَهَا فِی بَنِی هَاشِمٍ وَ بَعَثَ إِبْلِیسَ بِلِوَائِهِ فَرَكَزَهَا فِی بَنِی أُمَیَّةَ فَلَا یَزَالُونَ أَعْدَاءَنَا وَ شِیعَتُهُمْ أَعْدَاءَ شِیعَتِنَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ (3) وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها یَعْنِی الْأَئِمَّةَ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ یَمْلِكُونَ الْأَرْضَ فِی آخِرِ الزَّمَانِ فَیَمْلَئُونَهَا عَدْلًا (4) وَ قِسْطاً الْمُعِینُ لَهُمْ كَالْمُعِینِ لِمُوسَی عَلَی فِرْعَوْنَ وَ الْمُعِینُ عَلَیْهِمْ كَالْمُعِینِ لِفِرْعَوْنَ عَلَی مُوسَی (5).

«21»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ النَّضْرِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ یَهْتَدُونَ قَالَ النَّجْمُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْعَلَامَاتُ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام (6).

«22»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ

ص: 80


1- فی المصدر: مؤمنهم، منهم أمیر المؤمنین.
2- أی ظاهرا، كما تقدم أنّه آمن به سرا و حماه جهرا. و المصدر خال عن كلمة:
3- إلی هناتم الحدیث، و ما بعده من حدیث آخر ادرج فیه، و اسقط حدیثا آخر من البین، و الموجود فی المصدر هكذا، فرات قال: حدّثنی زید بن محمّد بن جعفر التمار معنعنا عن عكرمة و سئل عن قوله: «وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها» قال: محمّد رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله «وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها» قال: أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب علیه السلام «وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها» قال: هم آل محمّد صلّی اللّٰه علیه و آله: الحسن و الحسین علیهما السلام. فرات قال : حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة الخراسانی معنعنا عن جعفر بن محمد علیهما السلام فی قول اللّٰه عز وجل : « والشمس وضحاها » یعنی رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله « والقمر إذا تلاها » یعنی أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیهما السلام « والنهار إذا جلاها » اه.
4- فی المصدر: قسطا و عدلا.
5- تفسیر فرات: 211 و 213. فیه: كمعین موسی و فیه: كمعین فرعون.
6- تفسیر القمّیّ: 357 و 358 و الآیة فی النحل: 16.

مَحْبُوبٍ عَنْ مَنْصُورٍ بُزُرْجٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ یَهْتَدُونَ قَالَ النَّجْمُ رَسُولُ اللَّهِ وَ الْعَلَامَاتُ الْأَئِمَّةُ مِنْ بَعْدِهِ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ (1).

شی، تفسیر العیاشی عن أبی بصیر مثله (2).

«23»-شی، تفسیر العیاشی عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام فِی قَوْلِهِ وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ یَهْتَدُونَ قَالَ هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (3).

«24»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ مُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ یَهْتَدُونَ فَالنَّجْمُ (4) رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْعَلَامَاتُ الْأَوْصِیَاءُ بِهِمْ یَهْتَدُونَ (5).

فر، تفسیر فرات بن إبراهیم علی بن محمد الزهری رفعه إلی أبی عبد اللّٰه علیه السلام و ذكر مثله (6).

«25»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی مَخْلَدٍ الْحَنَّاطِ (7) قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ یَهْتَدُونَ قَالَ النَّجْمُ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْعَلَامَاتُ الْأَوْصِیَاءُ (8).

«26»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ یَهْتَدُونَ قَالَ نَحْنُ الْعَلَامَاتُ وَ النَّجْمُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (9).

«27»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبِی زِیَادٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ یَهْتَدُونَ قَالَ لَهُ ظَاهِرٌ وَ بَاطِنٌ فَالظَّاهِرُ الْجَدْیُ وَ عَلَیْهِ

ص: 81


1- أمالی ابن الشیخ: 101 و 102. و الآیة فی النحل: 16.
2- تفسیر العیّاشیّ 2: 256 فیه: قال: هم الأئمّة.
3- تفسیر العیّاشیّ 2: 255.
4- فی المصدر و تفسیر فرات: قال: النجم.
5- تفسیر العیّاشیّ 2: 255.
6- تفسیر فرات: 84.
7- فی المصدر: الخیاط و هو الصحیح.
8- تفسیر العیّاشیّ 2: 256، و الآیة فی النحل: 16.
9- تفسیر العیّاشیّ 2: 256، و الآیة فی النحل: 16.

تُبْنَی الْقِبْلَةُ وَ بِهِ یَهْتَدِی أَهْلُ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ لِأَنَّهُ لَا یَزُولُ (1).

«28»-قب، المناقب لابن شهرآشوب أَبُو الْوَرْدِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ یَهْتَدُونَ قَالَ نَحْنُ النَّجْمُ (2).

«29»-وَ عَنِ الْهِیتِیِّ وَ دَاوُدَ الْجَصَّاصِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام وَ الْوَشَّاءُ عَنِ الرِّضَا علیه السلام النَّجْمُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْعَلَامَاتُ الْأَئِمَّةُ (3).

«30»-أَبُو الْمَضَا عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنْتَ نَجْمُ بَنِی هَاشِمٍ (4).

«31»-وَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله (5) أَنْتَ أَحَدُ الْعَلَامَاتِ (6).

«32»-عَبَایَةُ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام مَثَلُ أَهْلِ بَیْتِی مَثَلُ النُّجُومِ كُلَّمَا أَفَلَ نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ (7).

باب 31 أنهم علیهم السلام حبل اللّٰه المتین و العروة الوثقی و أنهم آخذون بحجزة اللّٰه

الآیات؛

البقرة: «فَمَنْ یَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَ یُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقی لَا انْفِصامَ لَها»(256)

آل عمران: «وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِیعاً وَ لا تَفَرَّقُوا»(102)

(و قال تعالی): «ضُرِبَتْ عَلَیْهِمُ الذِّلَّةُ أَیْنَ ما ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَ حَبْلٍ مِنَ النَّاسِ»(112)

ص: 82


1- تفسیر العیّاشیّ 2: 256. اقول لم یذكر الباطن و هو رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله و الأئمّة علیهم السلام لمعلومیته عند الراوی، او ذكره و لم یذكره الراوی.
2- مناقب آل أبی طالب 3: 313.
3- مناقب آل أبی طالب 3: 313.
4- مناقب آل أبی طالب 3: 313.
5- فی المصدر: قال: انت.
6- مناقب آل أبی طالب 3: 313.
7- مناقب آل أبی طالب 3: 313.

تفسیر:

الطاغوت: الشیطان و الأصنام و كل معبود غیر اللّٰه و كل مطاع باطل سوی أولیاء اللّٰه و قد عبر الأئمة عن أعدائهم فی كثیر من الروایات و الزیارات بالجبت و الطاغوت و اللات و العزی

وَ سَیَأْتِی فِی بَابِ جَوَامِعِ الْآیَاتِ النَّازِلَةِ فِیهِمْ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ أَنَّ الصَّادِقَ علیه السلام قَالَ: عَدُوُّنَا فِی كِتَابِ اللَّهِ الْفَحْشَاءُ وَ الْمُنْكَرُ وَ الْبَغْیُ وَ الْأَصْنَامُ وَ الْأَوْثَانُ وَ الْجِبْتُ وَ الطَّاغُوتُ.

و العروة ما یتمسك به و الانفصام الانقطاع.

و قال الطبرسی قیل فی معنی حبل اللّٰه أقوال:

أحدها أنه القرآن و ثانیها أنه دین الإسلام و ثالثها

مَا رَوَاهُ أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: نَحْنُ حَبْلُ اللَّهِ الَّذِی قَالَ وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِیعاً

و الأولی حمله علی الجمیع

وَ الَّذِی یُؤَیِّدُهُ مَا رَوَاهُ أَبُو سَعِیدٍ الْخُدْرِیُّ عَنِ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ أَنَّهُ قَالَ: أَیُّهَا النَّاسُ إِنِّی قَدْ تَرَكْتُ فِیكُمْ حَبْلَیْنِ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِی أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الْآخَرِ كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ وَ عِتْرَتِی أَهْلُ بَیْتِی أَلَا وَ إِنَّهُمَا لَنْ یَفْتَرِقَا حَتَّی یَرِدَا عَلَیَّ الْحَوْضَ (1).

و قال رحمه اللّٰه فی قوله إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَ حَبْلٍ مِنَ النَّاسِ (2) أی بعهد من اللّٰه و عهد من الناس.

أقول: سیأتی فی كتاب أحوال أمیر المؤمنین علیه الصلاة و السلام أخبار كثیرة فی أنه المراد بالحبل فی الآیتین.

«1»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة ذَكَرَ صَاحِبُ نَهْجِ الْإِیمَانِ فِی تَأْوِیلِ قَوْلِهِ تَعَالَی فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقی رَوَی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنُ بْنُ جُبَیْرٍ فِی كِتَابِ نُخَبِ الْمَنَاقِبِ لآِلِ أَبِی طَالِبٍ حَدِیثاً مُسْنَداً إِلَی الرِّضَا علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَتَمَسَّكَ بِالْعُرْوَةِ

ص: 83


1- مجمع البیان 2: 482.
2- مجمع البیان 2: 488.

الْوُثْقَی فَلْیَسْتَمْسِكْ (1) بِحُبِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (2).

«2»-وَ رُوِیَ أَیْضاً فِی الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ جُبَیْرٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیهما السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَ حَبْلٍ مِنَ النَّاسِ قَالَ حَبْلٌ مِنَ اللَّهِ كِتَابُ اللَّهِ وَ حَبْلٌ مِنَ النَّاسِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (3).

«3»-مد، العمدة بِإِسْنَادِهِ عَنِ الثَّعْلَبِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ حَسَنِ بْنِ حُسَیْنٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ عَلِیٍّ الرَّبَعِیِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: نَحْنُ حَبْلُ اللَّهِ الَّذِی قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِیعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (4).

قب، المناقب لابن شهرآشوب أبان مثله (5).

«4»-قب، المناقب لابن شهرآشوب مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام وَ أَبُو الْجَارُودِ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام وَ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقی قَالَ مَوَدَّتُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (6).

«5»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو (7) عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ نَجِیحٍ عَنْ حَسَنِ بْنِ حُسَیْنٍ عَنْ أَبِی حَفْصٍ الصَّائِغِ (8) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِیعاً قَالَ نَحْنُ الْحَبْلُ (9).

ص: 84


1- فی النسخة المخطوطة: فلیتمسك و فی المصدر: ان یتمسك بالعروة الوثقی فلیتمسك.
2- كنز الفوائد: 44.
3- كنز الفوائد: 58. فیه حدیثا مسندا الی ابی جعفر الباقر علیه السلام.
4- العمدة: 35.
5- مناقب آل أبی طالب 3: 343.
6- مناقب آل أبی طالب 3: 170 و 171.
7- فی المصدر: (ابو عمر) و هو عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّٰه بن محمّد بن مهدیّ.
8- فی المصدر: قال أبو العباس هو عمر بن راشد أبو سلیمان.
9- أمالی ابن الشیخ: 171.

قب، المناقب لابن شهرآشوب أبو حفص مثله (1).

«6»-فس، تفسیر القمی وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِیعاً قَالَ التَّوْحِیدُ وَ الْوَلَایَةُ.

وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ وَ لا تَفَرَّقُوا قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَلِمَ أَنَّهُمْ سَیَفْتَرِقُونَ بَعْدَ نَبِیِّهِمْ وَ یَخْتَلِفُونَ فَنَهَاهُمُ اللَّهُ عَنِ التَّفَرُّقَ كَمَا نَهَی مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ فَأَمَرَهُمْ أَنْ یَجْتَمِعُوا عَلَی وَلَایَةِ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام وَ لَا یَتَفَرَّقُوا (2).

«7»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ (3) عَنْ أَبِیهِ عَنْ حُصَیْنِ بْنِ مُخَارِقٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقی قَالَ مَوَدَّتُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (4).

«8»-وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ حُصَیْنٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: الْعُرْوَةُ الْوُثْقَی الْمَوَدَّةُ لآِلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام (5).

«9»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: آلُ مُحَمَّدٍ علیهم السلام هُمْ حَبْلُ اللَّهِ الَّذِی أُمِرَ بِالاعْتِصَامِ بِهِ فَقَالَ وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِیعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (6).

أقول: قد مضت أخبار الحجزة فی كتاب التوحید و غیره و سیأتی إن شاء اللّٰه تعالی.

ص: 85


1- مناقب آل أبی طالب 2: 273.
2- تفسیر القمّیّ: 98.
3- فی المصدر: أحمد بن الحسین بن سعید.
4- كنز الفوائد 226.
5- كنز الفوائد 226.
6- تفسیر العیّاشیّ 1: 194.

باب 32 أن الحكمة معرفة الإمام

«1»-فس، تفسیر القمی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْقَصِیرِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَوْلُهُ وَ لَقَدْ آتَیْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ قَالَ أُوتِیَ مَعْرِفَةَ إِمَامِ زَمَانِهِ (1).

«2»-سن، المحاسن أَبِی عَنِ النَّضْرِ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ مَنْ یُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً كَثِیراً فَقَالَ هِیَ طَاعَةُ اللَّهِ وَ مَعْرِفَةُ الْإِمَامِ (2).

كا، الكافی علی عن الیقطینی عن یونس عن أیوب بن الحسن عن أبی بصیر مثله (3)

شی، تفسیر العیاشی عن أبی بصیر مثله (4).

«3»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ وَ مَنْ یُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً كَثِیراً قَالَ مَعْرِفَةُ الْإِمَامِ وَ اجْتِنَابُ الْكَبَائِرِ الَّتِی أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَیْهَا النَّارَ (5).

«4»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: الْحِكْمَةُ الْمَعْرِفَةُ (6) وَ التَّفَقُّهُ فِی الدِّینِ فَمَنْ فَقُهَ مِنْكُمْ فَهُوَ حَكِیمٌ وَ مَا أَحَدٌ یَمُوتُ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَحَبَّ إِلَی إِبْلِیسَ مِنْ فَقِیهٍ (7).

أقول: قد مضی مثلها بأسانید مع شرحها فی كتاب العلم.

ص: 86


1- تفسیر القمّیّ: 505. و الآیة فی لقمان: 12.
2- محاسن البرقی: 148 و الآیة فی البقرة: 269.
3- أصول الكافی 1: 185 فیه: ایوب بن الحر.
4- تفسیر العیّاشیّ 1: 151.
5- تفسیر العیّاشیّ 1: 151.
6- فی المصدر: قال: سألت أبا عبد اللّٰه علیه السلام عن قول اللّٰه: «وَ مَنْ یُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً كَثِیراً» فقال: ان الحكمة.
7- تفسیر العیّاشیّ 1: 151 فیه: و ما من احد.

باب 33 أنهم علیهم السلام الصافون و المسبحون و صاحب المقام المعلوم و حملة عرش الرحمن و أنهم السفرة الكرام البررة

«1»-فس، تفسیر القمی مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ وَ ما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ قَالَ نَزَلَتْ فِی الْأَئِمَّةِ وَ الْأَوْصِیَاءِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ (1).

قب، المناقب لابن شهرآشوب یحیی بن محمد الفارسی عنه علیه السلام مثله (2)

فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الفزاری (3) بإسناده عنه علیه السلام مثله (4).

«2»-فس، تفسیر القمی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّیْبَانِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُعَاوِیَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّفْلِیسِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ رَزِینٍ عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ سَمِعْتُ الصَّادِقَ علیه السلام یَقُولُ یَا شِهَابُ نَحْنُ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ وَ مَعْدِنُ الرِّسَالَةِ وَ مُخْتَلَفُ الْمَلَائِكَةِ وَ نَحْنُ عَهْدُ اللَّهِ وَ ذِمَّتُهُ وَ نَحْنُ وُدُّ اللَّهِ وَ حُجَّتُهُ كُنَّا أَنْوَارَ صُفُوفٍ (5) حَوْلَ الْعَرْشِ نُسَبِّحُ فَیُسَبِّحُ أَهْلُ السَّمَاءِ بِتَسْبِیحِنَا إِلَی أَنْ هَبَطْنَا إِلَی الْأَرْضِ فَسَبَّحْنَا فَسَبَّحَ أَهْلُ الْأَرْضِ بِتَسْبِیحِنَا وَ إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَ إِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ فَمَنْ وَفَی بِذِمَّتِنَا فَقَدْ وَفَی بِعَهْدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ذِمَّتِهِ وَ مَنْ

ص: 87


1- تفسیر القمّیّ: 56. و الآیة فی الصافّات: 164.
2- مناقب آل أبی طالب 3: 443.
3- فی المصدر: جعفر بن محمّد الفزاری معنعنا عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام.
4- تفسیر فرات: 131.
5- فی المصدر: و نحن ودائع اللّٰه و حجته، كنا أنوارا صفوفا.

خَفَرَ (1) ذِمَّتَنَا فَقَدْ خَفَرَ ذِمَّةَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عَهْدَهُ (2).

بیان: كون الآیتین بعد ذكر الملائكة لا ینافی نزولهما فیهم علیهم السلام فإن مثل ذلك كثیر فی القرآن مع أنه لكونهم من المقدسین الروحانیین و اختلاطهم بالملائكة فی عالم الظلال لا یبعد إطلاق الملائكة علیهم مجازا.

«3»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ (3) بْنِ یُونُسَ الْحَنَفِیِّ الْیَمَامِیِّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَیْمَانَ الْمَرْوَزِیِّ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِیِّ عَنْ أَشْیَاخٍ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالُوا (4) قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فِی بَعْضِ خُطَبِهِ إِنَّا آلُ مُحَمَّدٍ كُنَّا أَنْوَاراً حَوْلَ الْعَرْشِ فَأَمَرَنَا اللَّهُ بِالتَّسْبِیحِ فَسَبَّحْنَا فَسَبَّحَتِ الْمَلَائِكَةُ بِتَسْبِیحِنَا ثُمَّ أُهْبِطْنَا إِلَی الْأَرْضِ فَأَمَرَنَا اللَّهُ بِالتَّسْبِیحِ فَسَبَّحْنَا فَسَبَّحَتْ أَهْلُ الْأَرْضِ بِتَسْبِیحِنَا فَ إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَ إِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (5).

«4»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ رَفَعَهُ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ قَالَ: سَأَلَ ابْنُ مِهْرَانَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْعَبَّاسِ عَنْ تَفْسِیرِ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَ إِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (6) فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِنَّا كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَقْبَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَلَمَّا رَآهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله تَبَسَّمَ فِی وَجْهِهِ وَ قَالَ مَرْحَباً بِمَنْ خَلَقَهُ اللَّهُ قَبْلَ آدَمَ بِأَرْبَعِینَ أَلْفَ عَامٍ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ كَانَ الِابْنُ قَبْلَ الْأَبِ قَالَ نَعَمْ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی خَلَقَنِی وَ خَلَقَ عَلِیّاً علیه السلام قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ آدَمَ بِهَذِهِ الْمُدَّةِ خَلَقَ نُوراً فَقَسَمَهُ نِصْفَیْنِ فَخَلَقَنِی

ص: 88


1- أی: و من نقض ذمتنا فقد نقص ذمّة اللّٰه و عهده.
2- تفسیر القمّیّ: 560 و 561.
3- فی نسخة من المصدر: «أحمد بن محمّد عن عمر بن یونس الحنفیّ الیمامی» و هو الصحیح، و احمد هو أحمد بن محمّد بن عمر، ابن ابن عمر بن یونس هذا.
4- فی المصدر: عن اشیاخ من آل علیّ علیه السلام قالوا.
5- كنز الفوائد: 261.
6- الصافّات: 166 و 167.

مِنْ نِصْفِهِ وَ خَلَقَ عَلِیّاً علیه السلام مِنَ النِّصْفِ الْآخَرِ قَبْلَ الْأَشْیَاءِ كُلِّهَا ثُمَّ خَلَقَ الْأَشْیَاءَ فَكَانَتْ مُظْلِمَةً فَنُورُهَا مِنْ نُورِی وَ نُورِ عَلِیٍّ علیه السلام ثُمَّ جَعَلَنَا عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ ثُمَّ خَلَقَ الْمَلَائِكَةَ فَسَبَّحْنَا فَسَبَّحَتِ الْمَلَائِكَةُ وَ هَلَّلْنَا فَهَلَّلَتِ الْمَلَائِكَةُ وَ كَبَّرْنَا فَكَبَّرَتِ الْمَلَائِكَةُ فَكَانَ ذَلِكَ مِنْ تَعْلِیمِی وَ تَعْلِیمِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ كَانَ ذَلِكَ فِی عِلْمِ اللَّهِ السَّابِقِ أَنْ لَا یَدْخُلَ النَّارَ مُحِبٌّ لِی وَ لِعَلِیٍّ علیه السلام وَ لَا یَدْخُلَ الْجَنَّةَ مُبْغِضٌ لِی وَ لِعَلِیٍّ أَلَا وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ مَلَائِكَةً بِأَیْدِیهِمْ أَبَارِیقُ اللُّجَیْنِ مَمْلُوَّةً مِنْ مَاءِ الْحَیَاةِ مِنَ الْفِرْدَوْسِ فَمَا أَحَدٌ مِنْ شِیعَةِ عَلِیٍّ علیه السلام إِلَّا وَ هُوَ طَاهِرُ الْوَالِدَیْنِ تَقِیٌّ نَقِیٌّ مُؤْمِنٌ بِاللَّهِ فَإِذَا أَرَادَ أَحَدُهُمْ (1) أَنْ یُوَاقِعَ أَهْلَهُ جَاءَ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ الَّذِینَ بِأَیْدِیهِمْ أَبَارِیقُ مَاءِ الْجَنَّةِ فَیَطْرَحُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ فِی الْآنِیَةِ الَّتِی یَشْرَبُ مِنْهَا فَیَشْرَبُهُ فَبِذَلِكَ الْمَاءِ یَنْبُتُ الْإِیمَانُ فِی قَلْبِهِ كَمَا یَنْبُتُ الزَّرْعُ فَهُمْ عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِمْ وَ مِنْ نَبِیِّهِمْ وَ مِنْ وَصِیِّهِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ مِنِ ابْنَتِیَ الزَّهْرَاءِ ثُمَّ الْحَسَنِ ثُمَّ الْحُسَیْنِ ثُمَّ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ هُمُ الْأَئِمَّةُ قَالَ أَحَدَ عَشَرَ مِنِّی وَ أَبُوهُمْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام ثُمَّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَ مَحَبَّةَ عَلِیٍّ وَ الْإِیمَانَ بِهِ سَبَبَیْنِ یَعْنِی سَبَباً لِدُخُولِ الْجَنَّةِ وَ سَبَباً لِلنَّجَاةِ مِنَ النَّارِ (2).

«5»-فس، تفسیر القمی الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ یَعْنِی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْأَوْصِیَاءَ مِنْ بَعْدِهِ یَحْمِلُونَ عِلْمَ اللَّهِ وَ مَنْ حَوْلَهُ یَعْنِی الْمَلَائِكَةَ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ یُؤْمِنُونَ بِهِ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا یَعْنِی شِیعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِینَ تابُوا مِنْ وَلَایَةِ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ وَ بَنِی أُمَیَّةَ وَ اتَّبَعُوا سَبِیلَكَ أَیْ وَلَایَةَ وَلِیِّ اللَّهِ (3) وَ قِهِمْ عَذابَ الْجَحِیمِ رَبَّنا وَ أَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِی وَعَدْتَهُمْ وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّیَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ یَعْنِی

ص: 89


1- فی المصدر: فاذا أراد أبو أحدهم.
2- كنز الفوائد: 261 و 262 فیه: «و الایمان سببین» و فیه: و سببا للفوز من من النار.
3- فی المصدر: ای ولایة علی ولایة اللّٰه.

مَنْ تَوَلَّی عَلِیّاً علیه السلام فَذَلِكَ صَلَاحُهُمْ وَ قِهِمُ السَّیِّئاتِ وَ مَنْ تَقِ السَّیِّئاتِ یَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ یَعْنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ لِمَنْ نَجَّاهُ اللَّهُ مِنْ وَلَایَةِ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ ثُمَّ قَالَ إِنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا یَعْنِی بَنِی أُمَیَّةَ یُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَی الْإِیمانِ یَعْنِی إِلَی وَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام فَتَكْفُرُونَ (1).

بیان: سیأتی الأخبار الكثیرة فی إطلاق العرش علی العلم إن شاء اللّٰه تعالی.

«6»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَالِكِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی بِأَیْدِی سَفَرَةٍ كِرامٍ بَرَرَةٍ قَالَ هُمُ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام (2).

«7»-فس، تفسیر القمی كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ قَالَ الْقُرْآنُ فِی صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ قَالَ عِنْدَ اللَّهِ مُطَهَّرَةٍ بِأَیْدِی سَفَرَةٍ قَالَ بِأَیْدِی الْأَئِمَّةِ كِرامٍ بَرَرَةٍ (3).

بیان: قال البیضاوی سَفَرَةٍ أی كتبة من الملائكة أو الأنبیاء (4).

«8»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ (5) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی (6) الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ یَعْنِی (7) مُحَمَّداً وَ عَلِیّاً وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ إِبْرَاهِیمَ (8) وَ إِسْمَاعِیلَ وَ مُوسَی وَ عِیسَی صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ (9).

ص: 90


1- تفسیر القمّیّ: 583. و الآیات فی سورة غافر: 7- 10.
2- كنز الفوائد: 370 و الآیتان فی سورة عبس: 15 و 16.
3- تفسیر القمّیّ: 712. و الآیات فی عبس: 13- 16.
4- أنوار التنزیل 2: 585.
5- فی المصدر: أحمد بن الحسین العلوی.
6- فی المصدر: یقول فی قوله عزّ و جلّ.
7- فی المصدر: قال یعنی.
8- فی المصدر: و الحسین و نوح و إبراهیم و موسی و عیسی.
9- كنز الفوائد: 351. و الآیة فی سورة غافر: 7.

«9»-فس، تفسیر القمی إِنَّ الَّذِینَ عِنْدَ رَبِّكَ یَعْنِی الْأَنْبِیَاءَ وَ الرُّسُلَ وَ الْأَئِمَّةَ علیهم السلام لا یَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَ یُسَبِّحُونَهُ وَ لَهُ یَسْجُدُونَ (1).

إیضاح: المشهور بین المفسرین أن المراد بهم الملائكة و لا بعد فی هذا التأویل لأن كون الملائكة عند ربهم لیس إلا بحسب القرب المعنوی و هذا فی الأنبیاء و الأئمة علیهم السلام أتم.

«10»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ أَبِی السَّفَاتِجِ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ وَ قالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی صَدْرِهِ وَ قَالَ لا یَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ إِلَی قَوْلِهِ وَ هُمْ مِنْ خَشْیَتِهِ مُشْفِقُونَ (2).

بیان: لعله علی تأویله علیه السلام یكون إشارة إلی قول من قال بألوهیة أمیر المؤمنین علیه السلام و الأئمة علیهم السلام مع أن لهم أولادا فالمراد بالعباد المكرمون الذین ظنوهم رحمانا و یحتمل أن یكون المعنی أنهم یدعون أن اللّٰه اتخذ الملائكة ولدا ثم نزه سبحانه نفسه تعالی عن ذلك ثم قال بل له عباد مكرمون عنده یصطفیهم و یختارهم و هم فی غایة الإطاعة و الانقیاد و التذلل له فلا یبعد حینئذ أن یكون المراد بالعباد إما الأئمة علیهم السلام أو ما یشملهم و سائر المكرمین من الملائكة و النبیین و الوصیین صلوات اللّٰه علیهم أجمعین.

«11»-عد، العقائد وَ أَمَّا الْعَرْشُ الَّذِی هُوَ الْعِلْمُ فَحَمَلَتْهُ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْآخِرِینَ فَأَمَّا الْأَرْبَعَةُ مِنَ الْأَوَّلِینَ فَنُوحٌ وَ إِبْرَاهِیمُ وَ مُوسَی وَ عِیسَی عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ أَمَّا الْأَرْبَعَةُ مِنَ الْآخِرِینَ- فَمُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ هَكَذَا رُوِیَ بِالْأَسَانِیدِ الصَّحِیحَةِ عَنِ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام (3).

ص: 91


1- تفسیر القمّیّ: 234. و الآیة فی الأعراف: 206.
2- كنز الفوائد: 162. و الآیات فی الأنبیاء. 26- 28.
3- اعتقادات الصدوق: 82.

باب 34 أنهم علیهم السلام أهل الرضوان و الدرجات و أعداءهم أهل السخط و العقوبات

«1»-قب، المناقب لابن شهرآشوب عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی أَ فَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللَّهِ كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّهِ فَقَالَ الَّذِینَ اتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ هُمُ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام وَ هُمْ وَ اللَّهِ یَا عَمَّارُ دَرَجَاتٌ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ بِوَلَایَتِهِمْ وَ مَعْرِفَتِهِمْ إِیَّانَا یُضَاعَفُ لَهُمْ أَعْمَالُهُمْ وَ یَرْفَعُ اللَّهُ لَهُمُ الدَّرَجَاتِ الْعُلَی (1).

كا، الكافی علی بن محمد عن سهل عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار مثله (2).

«2»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَشَّارٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللَّهَ وَ كَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ قَالَ كَرِهُوا عَلِیّاً علیه السلام وَ كَانَ عَلِیٌّ رِضَا اللَّهِ وَ رِضَا رَسُولِهِ أَمَرَ اللَّهُ بِوَلَایَتِهِ یَوْمَ بَدْرٍ وَ یَوْمَ حُنَیْنٍ وَ بِبَطْنِ نَخْلَةٍ وَ یَوْمَ التَّرْوِیَةِ وَ نَزَلَتْ فِیهِ اثْنَتَانِ وَ عِشْرُونَ آیَةً فِی الْحَجَّةِ الَّتِی صُدَّ فِیهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بِالْجُحْفَةِ وَ بِخُمٍّ (3).

روضة الواعظین عنه علیه السلام مثله (4).

«3»-فس، تفسیر القمی ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللَّهَ یَعْنِی مُوَالاةَ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ ظَالِمَیْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ یَعْنِی الَّتِی عَمِلُوهَا مِنَ الْخَیْرِ (5).

ص: 92


1- مناقب آل أبی أبی طالب 3: 314. و الآیة فی آل عمران: 161 و 162.
2- أصول الكافی 1: 430 فیه: یضاعف اللّٰه.
3- كنز الفوائد: 303.
4- روضة الواعظین 1: 128 و الآیة فی سورة محمد: 28.
5- تفسیر القمّیّ: 631. و الآیة فی محمد: 28.

«4»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاسِطِیِّ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ یَحْیَی عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِیِّ عَنْ أَبِی الزُّبَیْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَقَدْ رَضِیَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِینَ إِذْ یُبایِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ كَمْ كَانُوا قَالَ أَلْفاً وَ مِائَتَیْنِ قُلْتُ هَلْ كَانَ فِیهِمْ عَلِیٌّ علیه السلام قَالَ نَعَمْ سَیِّدُهُمْ وَ شَرِیفُهُمْ (1).

«5»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ (2) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ یا أَیَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِی إِلی رَبِّكِ راضِیَةً مَرْضِیَّةً فَادْخُلِی فِی عِبادِی وَ ادْخُلِی جَنَّتِی قَالَ نَزَلَتْ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (3).

«6»-وَ رَوَی الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ (4) عَنْ صَنْدَلٍ عَنِ ابْنِ فَرْقَدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام اقْرَءُوا سُورَةَ الْفَجْرِ فِی فَرَائِضِكُمْ وَ نَوَافِلِكُمْ فَإِنَّهَا سُورَةُ الْحُسَیْنِ وَ ارْغَبُوا فِیهَا رَحِمَكُمُ اللَّهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو أُسَامَةَ وَ كَانَ حَاضِرَ الْمَجْلِسِ كَیْفَ صَارَتْ هَذِهِ السُّورَةُ لِلْحُسَیْنِ علیه السلام خَاصَّةً فَقَالَ أَ لَا تَسْمَعُ إِلَی قَوْلِهِ تَعَالَی یا أَیَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِی إِلی رَبِّكِ راضِیَةً مَرْضِیَّةً فَادْخُلِی فِی عِبادِی وَ ادْخُلِی جَنَّتِی إِنَّمَا یَعْنِی الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا فَهُوَ ذُو النَّفْسِ الْمُطْمَئِنَّةِ الرَّاضِیَةِ الْمَرْضِیَّةِ وَ أَصْحَابُهُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ الرضوان (5) (هُمُ الرَّاضُونَ عَنِ اللَّهِ) یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ هُوَ رَاضٍ عَنْهُمْ وَ هَذِهِ السُّورَةُ فِی الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ شِیعَتِهِ وَ شِیعةِ آلِ مُحَمَّدٍ خَاصَّةً فَمَنْ أَدْمَنَ (6) قِرَاءَةَ الْفَجْرِ كَانَ مَعَ الْحُسَیْنِ علیه السلام فِی دَرَجَتِهِ فِی الْجَنَّةِ إِنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ حَكِیمٌ (7).

ص: 93


1- كنز الفوائد: 305 فیه: نعم علیّ سیدهم و شریفهم.
2- فی المصدر: عن یونس بن یعقوب.
3- كنز الفوائد: 386. و الآیات فی الفجر: 27- 30.
4- فی المصدر: و روی عن الحسن بن محبوب.
5- فی المصدر: هم الراضون عن اللّٰه.
6- ادمن الشی ء: ادامه.
7- كنز الفوائد: 386.

«7»-وَ رَوَی الصَّدُوقُ رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَدِیرٍ (1) قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ هَلْ یُكْرَهُ الْمُؤْمِنُ عَلَی قَبْضِ رُوحِهِ قَالَ لَا إِذَا أَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ لِقَبْضِ رُوحِهِ جَزِعَ لِذَلِكَ فَیَقُولُ لَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ یَا وَلِیَّ اللَّهِ لَا تَجْزَعْ فَوَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ لَأَنَا أَبَرُّ بِكَ وَ أَشْفَقُ عَلَیْكَ مِنَ الْوَالِدِ الْبَرِّ الرَّحِیمِ بِوَلَدِهِ افْتَحْ عَیْنَیْكَ وَ انْظُرْ قَالَ فَیَتَمَثَّلُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ الْأَئِمَّةُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ فَیَقُولُ هَؤُلَاءِ رُفَقَاؤُكَ فَیَفْتَحُ عَیْنَیْهِ وَ یَنْظُرُ إِلَیْهِمْ ثُمَّ تُنَادَی نَفْسُهُ یا أَیَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ إِلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ علیهم السلام ارْجِعِی إِلی رَبِّكِ راضِیَةً بِالْوَلَایَةِ مَرْضِیَّةً بِالثَّوَابِ فَادْخُلِی فِی عِبادِی یَعْنِی محمد (مُحَمَّداً) وَ أَهْلَ بَیْتِهِ وَ ادْخُلِی جَنَّتِی فَمَا مِنْ شَیْ ءٍ أَحَبَّ إِلَیْهِ مِنِ انْسِلَالِ رُوحِهِ وَ اللُّحُوقِ بِالْمُنَادِی (2).

باب 35 أنهم علیهم السلام الناس

اشاره(3)

«1»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عُبَیْدُ بْنُ كَثِیرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَبِیحٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ: قَامَ رَجُلٌ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَخْبِرْنَا عَنِ النَّاسِ وَ أَشْبَاهِ النَّاسِ وَ النَّسْنَاسِ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا حَسَنُ أَجِبْهُ قَالَ فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ علیه السلام سَأَلْتَ عَنِ النَّاسِ فَرَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله النَّاسُ لِأَنَّ اللَّهَ یَقُولُ

ص: 94


1- فی المصدر: و روی أبو جعفر محمّد بن بابویه رحمه اللّٰه عن سعد بن عبد اللّٰه عن عباد بن سلیمان عن سدیر الصیرفی.
2- كنز الفوائد: 386 و 387.
3- و قد تطلق هذه الكلمة فی الاخبار و یراد بها العامّة كثیرا.

ثُمَّ أَفِیضُوا مِنْ حَیْثُ أَفاضَ النَّاسُ (1) وَ نَحْنُ مِنْهُ وَ سَأَلْتَ عَنْ أَشْبَاهِ النَّاسِ فَهُمْ شِیعَتُنَا وَ هُمْ مِنَّا وَ هُمْ أَشْبَاهُنَا وَ سَأَلْتَ عَنِ النَّسْنَاسِ وَ هُمْ هَذَا السَّوَادُ الْأَعْظَمُ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی أُولئِكَ (2) كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِیلًا (3).

بیان: قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی ثُمَّ أَفِیضُوا مِنْ حَیْثُ أَفاضَ النَّاسُ (4) قیل المراد بالناس سائر العرب و هو المروی عن أبی جعفر علیه السلام و قیل أراد به إبراهیم فإنه لما كان إماما كان بمنزلة الأمة فسماه وحده ناسا و قیل أراد إبراهیم و إسماعیل و إسحاق و من بعدهم من الأنبیاء علیهم السلام عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام و قیل أراد به آدم علیه السلام و قیل هم العلماء الذین یعلمون الدین و یعلمونه الناس (5).

«2»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ وَ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیِّبِ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَقُولُ إِنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ أَخْبِرْنِی إِنْ كُنْتَ عَالِماً عَنِ النَّاسِ وَ عَنْ أَشْبَاهِ النَّاسِ وَ عَنِ النَّسْنَاسِ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَا حُسَیْنُ أَجِبِ الرَّجُلَ فَقَالَ الْحُسَیْنُ علیه السلام أَمَّا قَوْلُكَ أَخْبِرْنِی عَنِ النَّاسِ فَنَحْنُ النَّاسُ وَ لِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی ذِكْرُهُ فِی كِتَابِهِ ثُمَّ أَفِیضُوا مِنْ حَیْثُ أَفاضَ النَّاسُ (6) فَرَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الَّذِی أَفَاضَ بِالنَّاسِ وَ أَمَّا قَوْلُكَ أَشْبَاهُ النَّاسِ فَهُمْ شِیعَتُنَا وَ هُمْ مَوَالِینَا وَ هُمْ مِنَّا وَ لِذَلِكَ قَالَ إِبْرَاهِیمُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ فَمَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی (7) وَ أَمَّا قَوْلُكَ النَّسْنَاسُ فَهُمُ السَّوَادُ الْأَعْظَمُ وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی جَمَاعَةِ النَّاسِ ثُمَّ قَالَ إِنْ هُمْ

ص: 95


1- البقرة: 199.
2- فی المصدر: ان هم الا كالانعام و هو الصحیح، و الآیة فی الفرقان 44، و اما الآیة التی ذكرها فی المتن فهی فی سورة الأعراف: 179 هكذا: اولئك كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون.
3- تفسیر فرات: 8.
4- البقرة: 199.
5- مجمع البیان 2: 296.
6- البقرة: 199.
7- إبراهیم: 36.

إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِیلًا (1).

توضیح: قال الجزری النسناس قیل هم یأجوج و مأجوج و قیل خلق علی صورة الناس أشبهوهم فی شی ء و خالفوهم فی شی ء و لیسوا من بنی آدم و قیل هم من بنی آدم

وَ مِنْهُ الْحَدِیثُ أَنَّ حَیّاً مِنْ عَادٍ عَصَوْا رَسُولَهُمْ فَمَسَخَهُمُ اللَّهُ نَسْنَاساً لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ یَدٌ وَ رِجْلٌ مِنْ شِقٍّ وَاحِدٍ یَنْقُرُونَ كَمَا یَنْقُرُ الطَّائِرُ وَ یَرْعَوْنَ كَمَا تَرْعَی الْبَهَائِمُ.

و نونها مكسورة و قد تفتح انتهی (2).

و أما قوله علیه السلام فرسول اللّٰه الذی أفاض بالناس الظاهر أن المراد بالناس هنا غیر ما هو المراد به فی الآیة علی هذا التفسیر و المراد بالناس رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و أهل بیته علیهم السلام كما مر لأن اللّٰه تعالی قال فی تلك الآیة مخاطبا لعامة الخلق ثُمَّ أَفِیضُوا مِنْ حَیْثُ أَفاضَ النَّاسُ (3) و هم إنما أطاعوا هذا الأمر بأن أفاضوا مع الرسول صلی اللّٰه علیه و آله فهم الناس حقیقة و یحتمل علی بعد أن یكون المراد بالناس هنا و فی الآیة أهل البیت علیهم السلام بأن یكون الرسول أمر بالإفاضة مع أهل بیته علیهم السلام.

و قال الفیروزآبادی السواد من الناس عامتهم.

«3»-فس، تفسیر القمی وَ قالَ الْإِنْسانُ ما لَها قَالَ ذَاكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (4).

ص: 96


1- روضة الكافی: 244 و 245. و الآیة فی الفرقان: 44.
2- النهایة 4: 150.
3- البقرة: 199.
4- تفسیر القمّیّ: 732 و الآیة فی سورة الزلزلة: 3.

باب 36 أنهم علیهم السلام البحر و اللؤلؤ و المرجان

«1»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مَحْفُوظِ بْنِ بِشْرٍ عَنِ ابْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیانِ قَالَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ بَیْنَهُما بَرْزَخٌ لا یَبْغِیانِ قَالَ لَا یَبْغِی عَلِیٌّ عَلَی فَاطِمَةَ وَ لَا تَبْغِی فَاطِمَةُ عَلَی عَلِیٍّ یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام (1).

«2»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ (2) عَنْ یَحْیَی بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ قَیْسِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنْ أَبِی هَارُونَ الْعَبْدِیِّ (3) عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیانِ قَالَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ قَالَ لَا یَبْغِی هَذَا عَلَی هَذِهِ وَ لَا هَذِهِ عَلَی هَذَا یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ قَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ (4).

«3»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ (5) عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیانِ بَیْنَهُما بَرْزَخٌ لا یَبْغِیانِ قَالَ مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ عَلیٌّ وَ فَاطِمَةُ بَیْنَهُما بَرْزَخٌ لا یَبْغِیانِ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ قَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِمَا السَّلَامُ (6).

ص: 97


1- كنز الفوائد: 320. و الآیات فی سورة الرحمن: 19- 22.
2- فی المصدر: عن أحمد بن محمّد بن عبد الكریم.
3- قال ابن حجر فی التقریب: عمارة بن جوین أبو هارون العبدی مشهور بكنیته شیعی.
4- كنز الفوائد: 366. (النسخة الرضویة).
5- فی المصدر: (محمّد بن صلة) و لعله مصحف، و الظاهر بقرینة ابی الجارود ان الرجل هو محمّد بن سنان الباهلی أبو بكر البصری المعروف بالعوقی. و العوقة: حی من الازد نزل فیهم.
6- كنز الفوائد: 366. (النسخة الرضویة).

«4»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة عَلِیُّ بْنُ مَخْلَدٍ الدَّهَّانُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْأَعْمَشِ عَنْ كَثِیرِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ كَهْمَشِ (1) بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِی السَّلِیلِ (2) عَنْ أَبِی ذَرٍّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیانِ قَالَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ علیهما السلام یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ قَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام فَمَنْ رَأَی مِثْلَ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ لَا یُحِبُّهُمْ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضُهُمُ إِلَّا كَافِرٌ فَكُونُوا مُؤْمِنِینَ بِحُبِّ أَهْلِ الْبَیْتِ وَ لَا تَكُونُوا كُفَّاراً بِبُغْضِ أَهْلِ الْبَیْتِ فَتُلْقَوْا فِی النَّارِ (3).

بیان: قال الطبرسی رحمه اللّٰه البحران العذب و المالح یلتقیان ثم لا یختلط أحدهما بالآخر و معنی مرج أرسل.

وَ قَدْ رُوِیَ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ وَ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ وَ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ بِأَنَّ الْبَحْرَیْنِ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ علیهما السلام بَیْنَهُمَا بَرْزَخٌ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام وَ لَا غَرْوَ أَنْ یَكُونَا بَحْرَیْنِ لِسَعَةِ فَضْلِهِمَا وَ كَثْرَةِ خَیْرِهِمَا فَإِنَّ الْبَحْرَ إِنَّمَا یُسَمَّی بَحْراً لِسَعَتِهِ.

وَ قَدْ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِفَرَسٍ رَكِبَهُ وَ أَجْرَاهُ فَأَحْمَدَهُ وَجَدْتُهُ بَحْراً (4).

انتهی.

أقول: لا غرو أی لا عجب.

«5»-ل، الخصال أَبِی عَنْ سَعِیدٍ عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ سَعِیدٍ الْقَطَّانِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیانِ بَیْنَهُما بَرْزَخٌ لا یَبْغِیانِ قَالَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ بَحْرَانِ مِنَ الْعِلْمِ عَمِیقَانِ لَا یَبْغِی أَحَدُهُمَا عَلَی صَاحِبِهِ یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام (5).

ص: 98


1- فی التقریب: كهمس بالمهملة.
2- ابو السلیل هو ضریب بن نقیر القیسی الجریری.
3- كنز الفوائد: 366 (النسخة الرضویة).
4- مجمع البیان 9: 201.
5- الخصال 1: 34.

فس، تفسیر القمی محمد بن أبی عبد اللّٰه عن سعد مثله (1).

«6»-قب، المناقب لابن شهرآشوب أَبُو مُعَاوِیَةَ الضَّرِیرُ عَنِ الْأَعْمَشِ بْنِ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ فَاطِمَةَ علیها السلام بَكَتْ لِلْجُوعِ وَ الْعُرْیِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله اقْنَعِی یَا فَاطِمَةُ بِزَوْجِكِ فَوَ اللَّهِ إِنَّهُ سَیِّدٌ فِی الدُّنْیَا وَ سَیِّدٌ فِی الْآخِرَةِ وَ أَصْلَحَ بَیْنَهُمَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیانِ یَقُولُ أَنَا اللَّهُ أَرْسَلْتُ الْبَحْرَیْنِ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام بَحْرَ الْعِلْمِ وَ فَاطِمَةَ بَحْرَ النُّبُوَّةِ یَلْتَقِیانِ یَتَّصِلَانِ أَنَا اللَّهُ أَوْقَعْتُ الْوُصْلَةَ بَیْنَهُمَا ثُمَّ قَالَ بَیْنَهُما بَرْزَخٌ مَانِعٌ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَمْنَعُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام أَنْ یَحْزَنَ لِأَجْلِ الدُّنْیَا وَ یَمْنَعَ فَاطِمَةَ أَنْ تُخَاصِمَ بَعْلَهَا لِأَجْلِ الدُّنْیَا فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما یَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ تُكَذِّبانِ بِوَلَایَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَوْ حُبِّ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ عَلَیْهَا السَّلَامُ فَاللُّؤْلُؤُ الْحَسَنُ وَ الْمَرْجَانُ الْحُسَیْنُ لِأَنَّ اللُّؤْلُؤَ الْكِبَارُ وَ الْمَرْجَانَ الصِّغَارُ (2).

«7»-مد، العمدة بِإِسْنَادِهِ عَنِ الثَّعْلَبِیِّ مِنْ تَفْسِیرِهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدِّینَوَرِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلَوِیَّةَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ (3) عَنْ أَبِی حُذَیْفَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیانِ بَیْنَهُما بَرْزَخٌ لا یَبْغِیانِ قَالَ فَاطِمَةُ وَ عَلِیٌّ علیهما السلام یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ قَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام.

قَالَ الثَّعْلَبِیُّ وَ رُوِیَ هَذَا الْقَوْلُ أَیْضاً عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ وَ قَالَ: بَیْنَهُما بَرْزَخٌ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله (4).

ص: 99


1- تفسیر القمّیّ: 659.
2- مناقب آل أبی طالب 3: 101.
3- فی المصدر: الدینوری حدّثنا (موسی خ ل) محمّد بن علیّ بن عبد اللّٰه قال: قرأ أبی علی أبی محمّد بن الحسین بن علویة القطان من كتابه و انا اسمع حدّثنا بعض أصحابنا حدّثنی رجل من أهل مصر یقال له: طسم.
4- العمدة: 210.

باب 37 أنهم علیهم السلام الماء المعین و البئر المعطلة و القصر المشید و ...

تأویل السحاب و المطر و الظل و الفواكه و سائر المنافع الظاهرة بعلمهم و بركاتهم علیهم السلام*

«1»-فس، تفسیر القمی قَوْلُهُ قُلْ أَ رَأَیْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ یَأْتِیكُمْ بِماءٍ مَعِینٍ قَالَ أَ رَأَیْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ إِمَامُكُمْ غَائِباً فَمَنْ یَأْتِیكُمْ بِإِمَامٍ مِثْلِهِ.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَلِیٍّ الْفَزَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَیُّوبَ قَالَ: سُئِلَ الرِّضَا علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْ أَ رَأَیْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ یَأْتِیكُمْ بِماءٍ مَعِینٍ فَقَالَ علیه السلام مَاؤُكُمْ أَبْوَابُكُمْ أَیِ الْأَئِمَّةُ وَ الْأَئِمَّةُ أَبْوَابُ اللَّهِ (1) بَیْنَهُ وَ بَیْنَ خَلْقِهِ فَمَنْ یَأْتِیكُمْ بِماءٍ مَعِینٍ یَعْنِی یَأْتِیكُمْ بِعِلْمِ الْإِمَامِ (2).

«2»-غط، الغیبة للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ وَ أَبِی قَتَادَةَ مَعاً عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَفْصٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ مَا تَأْوِیلُ قَوْلِ اللَّهِ قُلْ أَ رَأَیْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ یَأْتِیكُمْ بِماءٍ مَعِینٍ فَقَالَ إِذَا فَقَدْتُمْ إِمَامَكُمْ فَلَمْ تَرَوْهُ فَمَا ذَا تَصْنَعُونَ (3).

«3»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْ أَ رَأَیْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ یَأْتِیكُمْ بِماءٍ مَعِینٍ قَالَ إِنْ غَابَ إِمَامُكُمْ

ص: 100


1- فی المصدر: ای الأئمّة أبواب اللّٰه.
2- تفسیر القمّیّ: 690. و الآیة فی سورة الملك: 30.
3- غیبة الطوسیّ: 110 و 111. و الآیة فی سورة الملك: 30.

فَمَنْ یَأْتِیكُمْ بِإِمَامٍ جَدِیدٍ (1).

بیان: كون الماء كنایة عن علم الإمام لاشتراكهما فی كون أحدهما سبب حیاة الجسم و الآخر سبب حیاة الروح غیر مستبعد و المعین الماء الظاهر الجاری علی وجه الأرض.

«4»-قب، المناقب لابن شهرآشوب عَبْدُ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَی الطَّرِیقَةِ لَأَسْقَیْناهُمْ ماءً غَدَقاً یَقُولُ لَأَشْرَبْنَا قُلُوبَهُمُ الْإِیمَانَ وَ الطَّرِیقَةُ هِیَ وَلَایَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ الْأَوْصِیَاءِ علیهم السلام (2).

«5»-فس، تفسیر القمی وَ بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَ قَصْرٍ (3) مَشِیدٍ قَالَ هُوَ مَثَلٌ (4) لِآلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله قَوْلُهُ بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ هُوَ الَّذِی لَا یُسْتَقَی مِنْهَا وَ هُوَ الْإِمَامُ الَّذِی قَدْ غَابَ فَلَا یُقْتَبَسُ مِنْهُ الْعِلْمُ إِلَی وَقْتِ الظُّهُورِ وَ الْقَصْرُ الْمَشِیدُ هُوَ الْمُرْتَفِعُ وَ هُوَ مَثَلٌ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ وَ فَضَائِلِهِمُ الْمُنْتَشِرَةِ فِی الْعَالَمِینَ الْمُشْرِفَةِ عَلَی الدُّنْیَا وَ هُوَ قَوْلُهُ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ (5) وَ قَالَ الشَّاعِرُ فِی ذَلِكَ:

بِئْرٌ مُعَطَّلَةٌ وَ قَصْرٌ مُشْرِفٌ ***مَثَلٌ لِآلِ مُحَمَّدٍ مُسْتَطْرَفٌ

فَالْقَصْرُ مَجْدُهُمُ الَّذِی لَا یُرْتَقَی*** وَ الْبِئْرُ عِلْمُهُمُ الَّذِی لَا یُنْزَفُ (6)

«6»-مع، معانی الأخبار مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَحْمَدَ اللَّیْثِیُّ (7) عَنْ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ زِیَادٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بِئْرٍ

ص: 101


1- كنز الفوائد: 410 (النسخة الرضویة).
2- مناقب آل أبی طالب 3: 443 و الآیة فی سورة الجن: 16.
3- الحجّ: 45.
4- فی نسخة: هو مثل جری لال.
5- التوبة: 33. و الفتح: 28. و الصف: 9.
6- تفسیر القمّیّ: 441.
7- فی المصدر: اللیثی عن أحمد بن محمّد بن سعید الكوفیّ عن علیّ بن الحسن بن فضال.

مُعَطَّلَةٍ وَ قَصْرٍ مَشِیدٍ قَالَ الْبِئْرُ الْمُعَطَّلَةُ الْإِمَامُ الصَّامِتُ وَ الْقَصْرُ الْمَشِیدُ الْإِمَامُ النَّاطِقُ (1).

یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ نَصْرِ بْنِ قَابُوسَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِثْلَهُ (2)

- خص، منتخب البصائر سعد عن علی بن إسماعیل مثله (3)

- مع، معانی الأخبار أبی عن أحمد بن إدریس عن الأشعری عن علی بن السندی عن محمد بن عمرو عن بعض أصحابنا عن نصر بن قابوس قال سألت أبا عبد اللّٰه علیه السلام و ذكر مثله سواء (4)

8- كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ علیه السلام مِثْلَهُ (5)

و عن محمد بن یحیی عن العمركی عن علی بن جعفر مثله (6).

«9»-مع، معانی الأخبار الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ شَمُّونٍ عَنِ الْأَصَمِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ أَنَّهُ قَالَ: أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام هُوَ الْقَصْرُ الْمَشِیدُ وَ الْبِئْرُ الْمُعَطَّلَةُ فَاطِمَةُ وَ وُلْدُهَا مُعَطَّلِینَ مِنَ الْمِلْكِ.

وَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِی خَالِدٍ الْأَشْعَرِیُّ الْمُلَقَّبُ بِشَنْبُولَةَ:

بِئْرٌ مُعَطَّلَةٌ وَ قَصْرٌ مُشْرِفٌ (7)*** مَثَلٌ لآِلِ مُحَمَّدٍ مُسْتَطْرَفٌ

فَالنَّاطِقُ الْقَصْرُ الْمَشِیدُ مِنْهُمُ*** وَ الصَّامِتُ الْبِئْرُ الَّتِی لَا تُنْزَفُ

(8).

كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة محمد بن العباس عن الحسین بن عامر عن محمد بن الحسین عن الربیع بن محمد عن صالح بن سهل مثله (9).

ص: 102


1- معانی الأخبار: 38.
2- بصائر الدرجات: 148 و 149.
3- مختصر البصائر: 57.
4- معانی الأخبار: 38.
5- أصول الكافی 1: 427.
6- أصول الكافی 1: 427.
7- فی نسخة من المصدر: و قصر مشید.
8- معانی الأخبار: 38.
9- كنز الفوائد: 175 فیه: معطلون من الملك.

«10»-قَالَ وَ رَوَی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنُ بْنُ جُبَیْرٍ فِی كِتَابِ نُخَبِ الْمَنَاقِبِ، حَدِیثاً یَرْفَعُهُ إِلَی الصَّادِقِ علیه السلام فِی تَفْسِیرِ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَ قَصْرٍ مَشِیدٍ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْقَصْرُ الْمَشِیدُ وَ الْبِئْرُ الْمُعَطَّلَةُ عَلِیٌّ علیه السلام.

و أحسن ما قیل فی هذا التأویل:

بئر معطلة و قصر مشرف (1)*** مثل لآل محمد مستطرف

فعلی القصر المشید منهم*** و البئر علمهم الذی لا ینزف(2)

بیان: أول الآیة قوله تعالی فَكَأَیِّنْ مِنْ قَرْیَةٍ أَهْلَكْناها وَ هِیَ ظالِمَةٌ فَهِیَ خاوِیَةٌ عَلی عُرُوشِها وَ بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ قال البیضاوی عطف علی قریة أی و كم بئر عامرة فی البوادی تركت لا یستقی منها لهلاك أهلها و قصر مشید أی مرفوع أی مجصص (3) أخلیناه عن ساكنیه و قیل المراد ببئر بئر فی سفح جبل بحضرموت و بقصر قصر مشرف علی قلته فكانا لقوم حنظلة بن صفوان من بقایا قوم صالح فلما قتلوه أهلكهم اللّٰه و عطلهما انتهی. (4)

و أقول: علی تأویلهم علیهم السلام یحتمل أن یكون المراد بهلاك أهل القریة هلاكهم المعنوی (5) أی ضلالتهم فلا ینتفعون لا بإمام صامت و لا بإمام ناطق و وجه التشبیه فیهما ظاهر كما نبهناك علیه تشبیها للحیاة المعنویة بالصوریة و الانتفاعات الروحانیة بالجسمانیة و یحتمل علی بعد أن یكون الواو فیهما للقسم و الأول أصوب و قد عرفت مرارا أن ما وقع فی الأمم السابقة یقع نظیرها فی

ص: 103


1- فی المصدر: و قصر مشید.
2- كنز الفوائد: 175. و الآیة فی الحجّ، 45.
3- فی المصدر: او مجصص.
4- أنوار التنزیل 2: 106.
5- أو أنهم علیهم السلام أرادوا الأعمّ من ذلك، فیشمل الهلاك الحقیقی فی أهل القریة و المعنوی فی هذه الأمة. و هذا المعنی الأعمّ هو الجامع بین التنزیل و التأویل.

تلك الأمة فكل ما وقع من العذاب و الهلاك البدنی و مسخ الصور فی الأمم السالفة فنظیرها فی هذه الأمة هلاكهم المعنوی بضلالتهم و حرمانهم عن العلم و الكمالات و موت قلوبهم و مسخها فهم و إن كانوا فی صورة البشر فهم كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ و إن كانوا ظاهرا من الأحیاء فهم أموات و لكن لا یشعرون إذ لا یسمعون الحق و لا یبصرونه و لا یعقلونه و لا ینطقون به و لا یتأتی منهم أمر ینفعهم فی آخرتهم فعلی هذا التحقیق لا تنافی تلك التأویلات تفاسیر ظواهر الآیات و هذا الوجه یجری فی أكثر الروایات المشتملة علی غرائب التأویلات مما قد مضی و ما هو آت.

«11»-یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ نَصْرِ بْنِ قَابُوسَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ وَ ماءٍ مَسْكُوبٍ وَ فاكِهَةٍ كَثِیرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَ لا مَمْنُوعَةٍ قَالَ یَا نَصْرُ إِنَّهُ لَیْسَ حَیْثُ تَذْهَبُ النَّاسُ إِنَّمَا هُوَ الْعَالِمُ وَ مَا یَخْرُجُ مِنْهُ (1).

خص، منتخب البصائر سعد عن علی بن إسماعیل مثله (2)

بیان: هذا من غرائب التأویل و لعل المراد أنه لیس حیث تذهب الناس من انحصار جنة المؤمنین فی الجنة الصوریة الأخرویة بل لهم فی الدنیا أیضا ببركة أئمتهم علیهم السلام جنات روحانیة من ظل حمایتهم و لطفهم الممدود فی الدنیا و الآخرة و ماء مسكوب من علومهم الحقة التی بها تحیا النفوس و الأرواح و فواكه كثیرة من أنواع معارفهم التی لا تنقطع عن شیعتهم و لا یمنعون منها و فرش مرفوعة مما یلتذون بها من حكمهم و آدابهم بل لا یلتذ المقربون فی الآخرة أیضا فی الجنان الصوریة إلا بتلك الملاذ المعنویة التی كانوا یتنعمون بها فی الدنیا كما یشهد به بعض الأخبار و مرت الإشارة إلیه فی كتاب المعاد و أشبعنا القول فیه فی كتاب عین الحیاة.

ص: 104


1- بصائر الدرجات 148. و الآیات فی الواقعة: 30- 33.
2- مختصر بصائر الدرجات: 57.

«12»-فس، تفسیر القمی وَ التِّینِ وَ الزَّیْتُونِ وَ طُورِ سِینِینَ وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِینِ قَالَ التِّینُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الزَّیْتُونُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ طُورُ سِینِینَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام وَ هَذَا الْبَلَدُ الْأَمِینُ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِی أَحْسَنِ تَقْوِیمٍ قَالَ نَزَلَتْ فِی الْأَوَّلِ ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِینَ إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ قَالَ ذَاكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَلَهُمْ أَجْرٌ غَیْرُ مَمْنُونٍ أَیْ لَا یُمَنُّ عَلَیْهِمْ بِهِ ثُمَّ قَالَ لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَما یُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّینِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (1) أَ لَیْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِینَ (2).

«13»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنِ ابْنِ شَمُّونٍ عَنِ الْأَصَمِّ عَنِ الْبَطَلِ عَنْ ابْنِ دَرَّاجٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ التِّینِ وَ الزَّیْتُونِ التِّینُ الْحَسَنُ وَ الزَّیْتُونُ الْحُسَیْنُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا (3).

«14»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ بَدْرِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِی الرَّبِیعِ الشَّامِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ التِّینِ وَ الزَّیْتُونِ وَ طُورِ سِینِینَ قَالَ التِّینُ وَ الزَّیْتُونُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ طُورُ سِینِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قُلْتُ (4) قَوْلُهُ فَما یُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّینِ قَالَ الدِّینُ وَلَایَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (5).

«15»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ (6) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام أَخْبِرْنِی

ص: 105


1- فی المصدر: قال: بأمیر المؤمنین.
2- تفسیر القمّیّ: 730. و الآیات فی سورة التین.
3- كنز الفوائد: 393.
4- فی المصدر: قال: قوله.
5- كنز الفوائد: 393.
6- هكذا فی الكتاب و فی نسختین من المصدر، و الظاهران سعد مصحف سعید، فیكون الرجل إبراهیم بن محمّد بن سعید الثقفی.

عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ التِّینِ وَ الزَّیْتُونِ إِلَی آخِرِ السُّورَةِ فَقَالَ التِّینُ وَ الزَّیْتُونُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام قُلْتُ وَ طُورِ سِینِینَ قَالَ لَیْسَ هُوَ طُورَ سِینِینَ وَ لَكِنَّهُ طُورُ سَیْنَاءَ قَالَ فَقُلْتُ وَ طُورُ سَیْنَاءَ فَقَالَ نَعَمْ هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قُلْتُ وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِینِ قَالَ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمِنَ النَّاسُ بِهِ إِذَا أَطَاعُوهُ (1) قُلْتُ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِی أَحْسَنِ تَقْوِیمٍ قَالَ ذَاكَ أَبُو فَصِیلٍ حِینَ أَخَذَ اللَّهُ مِیثَاقَهُ لَهُ بِالرُّبُوبِیَّةِ وَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ بِالنُّبُوَّةِ وَ لِأَوْصِیَائِهِ بِالْوَلَایَةِ فَأَقَرَّ وَ قَالَ نَعَمْ أَ لَا تَرَی أَنَّهُ قَالَ ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِینَ یَعْنِی الدَّرْكَ الْأَسْفَلَ حِینَ نَكَصَ وَ فَعَلَ بِآلِ مُحَمَّدِ مَا فَعَلَ قَالَ قُلْتُ إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ قَالَ وَ اللَّهِ هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ شِیعَتُهُ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَیْرُ مَمْنُونٍ قَالَ قُلْتُ فَما یُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّینِ قَالَ مَهْلًا مَهْلًا لَا تَقُلْ هَكَذَا هَذَا هُوَ الْكُفْرُ بِاللَّهِ لَا وَ اللَّهِ مَا كَذَّبَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِاللَّهِ طَرْفَةَ عَیْنٍ قَالَ قُلْتُ فَكَیْفَ هِیَ قَالَ فَمَنْ یُكَذِّبَكَ (2) بَعْدُ بِالدَّیْنِ وَ الدِّینُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَ لَیْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِینَ (3).

بیان: لعله علیه السلام علی تأویلهم علیهم السلام إنما استعیر اسم التین للحسن علیه السلام لكونه من ألذ الثمار و أطیبها

و روی أنه من ثمار الجنة.

و هی كثیرة المنافع و الفوائد و هو علیه السلام من ثمار الجنة لتولده منها و بعلومه و حكمه تتغذی و تتقوی أرواح المقربین و اسم الزیتون للحسین علیه السلام لأنه فاكهة و إدام و دواء و له دهن مبارك لطیف و هو علیه السلام ثمرة فؤاد المقربین و علومه قوت قلوب المؤمنین و بنور أولاده الطاهرین (4) اهتدی جمیع المهتدین و قد مثل اللّٰه نوره بأنوارهم كما شاع فی أخبارهم و اسم الطور لأمیر المؤمنین علیه السلام إما لأنه صاحبه إذ بین اللّٰه فضله علیه السلام و فضل أولاده و شیعته لموسی علیه السلام علیه أو لتشبیهه علیه السلام به فی

ص: 106


1- فی المصدر: امن الناس به من النار إذا اطاعوه.
2- فی المصدر: أ فمن یكذبك.
3- كنز الفوائد: 393 و 394، و الآیات فی سورة التین.
4- فی النسخة المخطوطة: و بنوره و نور أولاده الطاهرین.

رزانته فی أمر الدین و ثباته فی الحق و علو قدره كما خاطبه الخضر علیه السلام بقوله كنت كالجبل لا تحركه العواصف أو لكونه وتدا للأرض به تستقر كما أن الجبال أوتاد لها كما

روی أنه علیه السلام زر الأرض الذی تسكن علیه.

أو لكونه مهبطا لأنوار اللّٰه و تجلیاته و إفاضاته كما أن ذلك الجبل كان كذلك أو لأنه علیه السلام تولد منه الحسنان علیهما السلام كما نبتت من الطور الشجرتان و فسر البلد الأمین بمكة و إنما عبر عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله بها لكونه صاحب مكة و مشرفها أو لكونه لشرفه بین المقربین و المقدسین كمكة بین سائر الأرضین أو لأنه علیه السلام من آمن به و بأهل بیته فهو آمن من الضلالة فی الدنیا و العذاب فی الآخرة كما أن من دخل مكة فهو آمن

وَ قَدْ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا مَدِینَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِیٌّ بَابُهَا.

و یمكن إجراء مثل ما ذكرنا فیما رواه علی بن إبراهیم و إن كان التشبیه فی غیرها أتم و أما تأویل الإنسان بأبی بكر فیحتمل أن یكون سببا لنزول الآیة أو لأنه أكمل أفرادها و مصداقها فی ظهور تلك الشقاوة فیه و كونه سببا لشقاوة غیره كما أن تأویل إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا بأمیر المؤمنین علیه السلام لكونه مورد نزوله أو أكمل أفراده علی أنه یحتمل تخصیص فی الموضعین فیكون الاستثناء منقطعا و یكون الجمع للتعظیم أو لدخول سائر الأئمة علیهم السلام فیه.

و قال البیضاوی فی قوله تعالی فَما یُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّینِ فأی شی ء یكذبك یا محمد دلالة أو نطقا بعد بالدین بالجزاء بعد ظهور هذه الدلائل و قیل ما بمعنی من و قیل الخطاب للإنسان علی الالتفات و المعنی فما الذی یحملك علی الكذب (1).

«16»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ بِإِسْنَادِهِ (2) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ التِّینِ وَ الزَّیْتُونِ قَالَ التِّینُ الْحَسَنُ

ص: 107


1- لم نجد هذه الألفاظ فی تفسیر البیضاوی و الموجود فیه یخالف ذلك، راجع أنوار التنزیل 2: 667.
2- فی المصدر: معنعنا عن محمّد بن الفضیل بن یسار.

عَلَیْهِ السَّلَامُ وَ الزَّیْتُونُ الْحُسَیْنُ علیه السلام فَقُلْتُ وَ قَوْلُهُ وَ طُورِ سِینِینَ فَقَالَ لَیْسَ هُوَ طُورَ سِینِینَ إِنَّمَا هُوَ طُورُ سَیْنَاءَ ذَلِكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قُلْتُ قَوْلُهُ (1) وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِینِ قَالَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ لِمَ لَا تَسْتَوْفِی مَسْأَلَتَكَ إِلَی آخِرِ السُّورَةِ قُلْتُ بِأَبِی وَ أُمِّی قَوْلُهُ إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ قَالَ ذَلِكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ شِیعَتُهُ كُلُّهُمْ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَیْرُ مَمْنُونٍ (2).

«17»-وَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام فِی قَوْلِهِ وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِینِ قَالَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (3) وَ نَحْنُ سَبِیلُهُ آمَنَ اللَّهُ بِهِ الْخَلْقَ فِی سَبِیلِهِمْ مِنَ النَّارِ إِذَا أَطَاعُوهُ (4).

«18»-فس، تفسیر القمی إِنَّ اللَّهَ فالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوی قَالَ الْحَبُّ أَنْ یَفْلِقَ الْعِلْمَ مِنَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام وَ النَّوَی مَا بَعُدَ عَنْهُ (5).

«19»-فس، تفسیر القمی وَ الْبَلَدُ الطَّیِّبُ یَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ هُوَ مَثَلٌ لِلْأَئِمَّةِ علیهم السلام یَخْرُجُ عِلْمُهُمْ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ وَ الَّذِی خَبُثَ مَثَلٌ لِأَعْدَائِهِمْ لا یَخْرُجُ عِلْمُهُمْ إِلَّا نَكِداً أَیْ كَدِراً فَاسِداً (6).

ص: 108


1- فی نسخة: فی قوله .
2- تفسیر فرات: 217.
3- للحدیث صدر و ذیل لم یذكرهما المصنّف للاختصار او لنقص فی نسخته: و الصدر هو هكذا: فرات قال: حدّثنی جعفر بن محمّد بن مروان معنعنا عن محمّد بن الفضیل الصیرفی قال: سألت ابا الحسن موسی بن جعفر علیه السلام عن قول اللّٰه تبارك و تعالی، «وَ التِّینِ وَ الزَّیْتُونِ» قال: التین الحسن، و الزیتون الحسین، فقلت له، «وَ طُورِ سِینِینَ» قال: انما هو طور سیناء، قلت: فما یعنی بقوله: طور سیناء؟ قال: ذاك أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب علیه السلام، قال: قلت: «وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِینِ» قال ذاك رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله و هو سبلنا امن اللّٰه اه، و اما الذیل فهو هكذا: قلت: قوله: «إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ قال: ذاك أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب علیه السلام و شیعته «فَلَهُمْ أَجْرٌ غَیْرُ مَمْنُونٍ» قال قلت له: «فَما یُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّینِ» قال: معاذ اللّٰه لا و اللّٰه ما هكذا قال تبارك و تعالی و لا كذا أنزلت، قال: انما قال: «فَما یُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّینِ أَ لَیْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِینَ» انتهی أقول: لعل الصحیح ، فمن یكذبك.
4- تفسیر فرات: 218.
5- تفسیر القمّیّ: 199، و الآیة فی الانعام: 195.
6- تفسیر القمّیّ: 219. و الآیة فی الأعراف: 58.

بیان: قال الطبرسی رحمه اللّٰه وَ الْبَلَدُ الطَّیِّبُ معناه الأرض الطیب ترابه یَخْرُجُ نَباتُهُ أی زروعه خروجا حسنا نامیا زاكیا من غیر كد و لا عناء بِإِذْنِ رَبِّهِ بأمر اللّٰه و إنما قال ذلك لیكون أدل علی العظمة و نفوذ الإرادة من غیر تعب و لا نصب وَ الَّذِی خَبُثَ لا یَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً أی و الأرض السبخة التی خبث ترابها لا یخرج ریعها إلا شیئا قلیلا لا ینتفع به (1).

و أقول: علی تأویله علیه السلام هذا تمثیل للطینة الطیبة التی هی منشأ العلوم و المعارف و الطاعات و الخیرات و الطینة الخبیثة التی لا یتوقع منها نفع و خیر و یؤیده ما روی الطبرسی عن ابن عباس و مجاهد و الحسن أن هذا مثل ضربه اللّٰه لمؤمن و الكافر فأخبر أن الأرض كلها جنس واحد إلا أن منها طینة تلین بالمطر و یحسن نباتها و یكثر ریعها و منها سبخة لا تنبت شیئا و إن أنبتت فمما لا منفعة فیه و كذلك القلوب كلها لحم و دم ثم منها لین یقبل الوعظ و منها قاس جاف لا یقبل الوعظ فلیشكر اللّٰه تعالی من لان قلبه لذكره (2).

«20»-شی، تفسیر العیاشی عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ فالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوی قَالَ الْحَبُّ الْمُؤْمِنُ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ وَ أَلْقَیْتُ عَلَیْكَ مَحَبَّةً مِنِّی (3) وَ النَّوَی هُوَ الْكَافِرُ الَّذِی نَأَی عَنِ الْحَقِّ فَلَمْ یَقْبَلْهُ (4).

شی، تفسیر العیاشی عن صالح بن رزین رفعه إلی أبی عبد اللّٰه علیه السلام مثله (5)

بیان: یظهر منه أن الحب صفة مشبهة من المحبة و لم یرد فیما عندنا من كتب اللغة و إنما ذكروا الحب بالكسر بمعنی المحبوب و بالفتح جمع الحبة و لا یبعد أن یكون هنا جمع الحبة بمعنی حبة القلب و هی سویداؤه و یكون وجه

ص: 109


1- مجمع البیان 4: 432.
2- مجمع البیان 4: 432.
3- طه: 39.
4- تفسیر العیّاشیّ 1: 370.
5- تفسیر العیّاشیّ 1: 370 فیه، صالح بن سهل و فیه: الحب ما حبّه، و النوی ما نأی عن الحق فلم یقبله.

تسمیة حبة القلب بها أنها محل للمحبة و النوی بالواو البعد كالنأی بالهمز و لعله لیس الغرض بیان الاشتقاق بل هو تفسیر له بالبعد الذی یكون لقلب الكافر عن قبول الحق مع أنه یحتمل أن یكون فی الأصل مهموزا فخفف و أبدل و إن لم یذكره اللغویون.

«21»-كا، الكافی أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَی الطَّرِیقَةِ لَأَسْقَیْناهُمْ ماءً غَدَقاً یَقُولُ لَأَشْرَبْنَا قُلُوبَهُمُ الْإِیمَانَ وَ الطَّرِیقَةُ هِیَ وَلَایَةُ عَلِیِّ أَبِی طَالِبٍ وَ الْأَوْصِیَاءِ علیهم السلام (1).

باب 38 نادر فی تأویل النحل بهم علیهم السلام

«1»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ أَوْحی رَبُّكَ إِلَی النَّحْلِ قَالَ نَحْنُ النَّحْلُ الَّذِی أَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ (2) أَنِ اتَّخِذِی مِنَ الْجِبالِ بُیُوتاً أَمَرَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنَ الْعَرَبِ شِیعَةً وَ مِنَ الشَّجَرِ یَقُولُ مِنَ الْعَجَمِ وَ مِمَّا یَعْرِشُونَ مِنَ الْمَوَالِی وَ الشَّرَابُ الْمُخْتَلِفُ أَلْوَانُهُ (3) الْعِلْمُ الَّذِی یَخْرُجُ مِنَّا إِلَیْكُمْ (4).

«2»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی الْحَسَنُ بْنُ أَبِی الْحَسَنِ الدَّیْلَمِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ رِجَالِهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَوْحی رَبُّكَ إِلَی النَّحْلِ أَنِ

ص: 110


1- أصول الكافی 1، 419 و الآیة فی سورة الجن، 16.
2- فی المصدر: نحن النحل التی أوحی اللّٰه إلیها.
3- فی المصدر: و الذی خرج من بطونها شراب مختلف الوانه.
4- تفسیر القمّیّ: 362. و الآیة فی النحل: 68.

اتَّخِذِی مِنَ الْجِبالِ بُیُوتاً وَ مِنَ الشَّجَرِ وَ مِمَّا یَعْرِشُونَ قَالَ مَا بَلَغَ مِنَ النَّحْلِ (1) أَنْ یُوحَی إِلَیْهَا بَلْ فِینَا نَزَلَتْ فَنَحْنُ النَّحْلُ وَ نَحْنُ الْمُقِیمُونَ لِلَّهِ فِی أَرْضِهِ بِأَمْرِهِ وَ الْجِبَالُ شِیعَتُنَا وَ الشَّجَرُ النِّسَاءُ الْمُؤْمِنَاتُ (2).

«3»-قَالَ وَ یُؤَیِّدُهُ مَا وَجَدْتُهُ فِی مَزَارٍ بِالْحَضْرَةِ الْغَرَوِیَّةِ سَلَامُ اللَّهِ عَلَی مُشَرِّفِهَا فِی زِیَارَةٍ جَامِعَةٍ وَ هَذَا لَفْظُهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْفِئَةِ الْهَاشِمِیَّةِ وَ الْمِشْكَاةِ الْبَاهِرَةِ النَّبَوِیَّةِ وَ الدَّوْحَةِ الْمُبَارَكَةِ الْأَحْمَدِیَّةِ وَ الشَّجَرَةِ الْمَیْمُونَةِ الرَّضِیَّةِ الَّتِی تَنْبُعُ (3) بِالنُّبُوَّةِ وَ تَتَفَرَّعُ بِالرِّسَالَةِ وَ تُثْمِرُ بِالْإِمَامَةِ وَ تُغَذِّی یَنَابِیعَ الْحِكْمَةِ وَ تَسْقِی مِنْ مُصَفَّی الْعَسَلِ وَ الْمَاءِ الْعَذْبِ الْغَدَقِ الَّذِی فِیهِ حَیَاةُ الْقُلُوبِ وَ نُورُ الْأَبْصَارِ الْمُوحَی إِلَیْهِ بِأَكْلِ الثَّمَرَاتِ وَ اتِّخَاذِ الْبُیُوتَاتِ مِنَ الْجِبَالِ وَ الشَّجَرِ وَ مِمَّا یَعْرِشُونَ السَّالِكِ سُبُلَ رَبِّهِ الَّتِی مَنْ رَامَ غَیْرَهَا ضَلَّ وَ مَنْ سَلَكَ سِوَاهَا هَلَكَ یَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِیهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ الْمُسْتَمِعِ الْوَاعِی الْقَائِلِ (4) الدَّاعِی (5).

بیان: قد عرفت فی كثیر من الأخبار أن ما فی القرآن مما ظاهره فی غذاء الأجساد و نمو الأبدان و التذاذها فباطنه فی قوت القلوب و غذاء الأرواح و توقیر الكمالات كتأویل الماء و النور و الضیاء بالعلم و الحكمة فلا غرو فی التعبیر عنهم علیهم السلام بالنحل لمظلومیتهم بین الخلق و إخفائهم ما فی بطونهم من العلم الذی هو شفاء القلوب و دواء الصدور و غذاء الأرواح فیخرج منهم شراب مختلف ألوانه من أنواع العلوم و المعارف و الحكم المتنوعة التی لا تحصی و كذا لا عجب فی التعبیر عن العرب بالجبال لثباتهم و رسوخهم فی الأمر و كونهم قبائل مجتمعة و كذا استعارة الشجر للعجم لكونهم متفرقین و لكثرة منافعهم و شدة انقیادهم و قابلیتهم و كذا استعارة ما یعرشون للموالی لأنهم ملحقون كأنهم

ص: 111


1- فی المصدر: بالنحل.
2- كنز الفوائد: 127.
3- فی المصدر: تینع أقول: ینع الشجر: ادرك و طاب و حان قطافه.
4- فی المصدر: القابل الداعی.
5- كنز الفوائد: 127.

مصنوعون و لوجوه أخر لا تخفی و كذا تشبیه النساء بالشجر ظاهر.

«4»-وَ یُؤَیِّدُ الْوَجْهَ الْأَوَّلَ مَا رَوَاهُ الْكُلَیْنِیُّ بِإِسْنَادِهِ (1) عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: اتَّقُوا عَلَی دِینِكُمْ وَ احْجُبُوهُ (2) بِالتَّقِیَّةِ فَإِنَّهُ لَا إِیمَانَ لِمَنْ لَا تَقِیَّةَ لَهُ إِنَّمَا أَنْتُمْ فِی النَّاسِ كَالنَّحْلِ فِی الطَّیْرِ لَوْ أَنَّ الطَّیْرَ یَعْلَمُ (3) مَا فِی أَجْوَافِ النَّحْلِ مَا بَقِیَ مِنْهَا شَیْ ءٌ إِلَّا أَكَلَتْهُ وَ لَوْ أَنَّ النَّاسَ عَلِمُوا مَا فِی أَجْوَافِكُمْ أَنَّكُمْ تُحِبُّونَّا أَهْلَ الْبَیْتَ لَأَكَلُوكُمْ بِأَلْسِنَتِهِمْ وَ لَنَحَلُوكُمْ (4) فِی السِّرِّ وَ الْعَلَانِیَةِ رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً مِنْكُمْ كَانَ عَلَی وَلَایَتِنَا (5).

«5»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ أَوْحی رَبُّكَ إِلَی النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِی مِنَ الْجِبالِ بُیُوتاً وَ مِنَ الشَّجَرِ وَ مِمَّا یَعْرِشُونَ (6) إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یُؤْمِنُونَ فَالنَّحْلُ الْأَئِمَّةُ وَ الْجِبَالُ الْعَرَبُ وَ الشَّجَرُ الْمَوَالِی عَتَاقَةً وَ مِمَّا یَعْرِشُونَ یَعْنِی الْأَوْلَادَ وَ الْعَبِیدَ مِمَّنْ لَمْ یُعْتَقْ وَ هُوَ یَتَوَلَّی اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الْأَئِمَّةَ علیهم السلام وَ الشَّرَابُ (7) الْمُخْتَلِفُ أَلْوَانُهُ فُنُونُ الْعِلْمِ قَدْ یُعَلِّمُهَا الْأَئِمَّةُ شِیعَتَهُمْ فِیهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ یَقُولُ فِی الْعِلْمِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ وَ الشِّیعَةُ هُمُ النَّاسُ وَ غَیْرُهُمْ اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِمْ مَا هُمْ قَالَ وَ لَوْ كَانَ كَمَا یَزْعُمُ أَنَّهُ الْعَسَلُ الَّذِی یَأْكُلُهُ النَّاسُ إِذَا مَا أُكِلَ مِنْهُ فَلَا یَشْرَبُ ذُو عَاهَةٍ إِلَّا بَرَأَ لِقَوْلِ اللَّهِ فِیهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ وَ لَا خُلْفَ لِقَوْلِ اللَّهِ وَ

ص: 112


1- الاسناد هكذا: أبو علیّ الأشعریّ عن الحسن بن علیّ الكوفیّ عن العباس بن عامر عن جابر المكفوف عن عبد اللّٰه بن أبی یعفور.
2- فی المصدر: فاحجبوه.
3- فی المصدر: تعلم.
4- نحله القول: اضاف إلیه قولا قاله غیره و ادعاه علیه. نحل زیدا: سابه نحله المرض: هزله.
5- أصول الكافی 2: 218.
6- فی المصدر: الی «إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یُؤْمِنُونَ»* أقول: فیه وهم و لعله من النسّاخ، و الصحیح: «لَآیَةً لِقَوْمٍ یَتَفَكَّرُونَ» راجع سورة النحل: 68 و 69.
7- فی المصدر و النسخة المخطوطة: و الثمرات المختلف الوانه.

إِنَّمَا الشِّفَاءُ فِی عِلْمِ الْقُرْآنِ لِقَوْلِهِ وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِینَ (1) فَهُوَ شِفَاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِأَهْلِهِ لَا شَكَّ فِیهِ وَ لَا مِرْیَةَ وَ أَهْلُهُ الْأَئِمَّةُ الْهُدَی الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی ثُمَّ أَوْرَثْنَا (2) الْكِتابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنا مِنْ عِبادِنا (3).

«6»-وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی الرَّبِیعِ الشَّامِیِّ عَنْهُ فِی قَوْلِ اللَّهِ وَ أَوْحی رَبُّكَ إِلَی النَّحْلِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنِ اتَّخِذِی مِنَ الْجِبالِ بُیُوتاً قَالَ تَزَوَّجْ مِنْ قُرَیْشٍ وَ مِنَ الشَّجَرِ قَالَ فِی الْعَرَبِ وَ مِمَّا یَعْرِشُونَ قَالَ فِی الْمَوَالِی یَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ قَالَ أَنْوَاعُ الْعِلْمِ فِیهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ (4).

«7»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ مُعَنْعَناً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ أَوْحی رَبُّكَ إِلَی النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِی مِنَ الْجِبالِ بُیُوتاً قَالَ مِنْ قُرَیْشٍ (5) قُلْتُ قَوْلُهُ وَ مِنَ الشَّجَرِ قَالَ یَعْنِی مِنَ الْعَرَبِ قَالَ قُلْتُ وَ مِمَّا یَعْرِشُونَ قَالَ یَعْنِی مِنَ الْمَوَالِی قَالَ قُلْتُ قَوْلُهُ فَاسْلُكِی سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا قَالَ هُوَ السَّبِیلُ الَّذِی نَحْنُ عَلَیْهِ مِنْ دِینِهِ قُلْتُ فِیهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ قَالَ یَعْنِی مَا یَخْرُجُ مِنْ عِلْمِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَهُوَ الشِّفَاءُ كَمَا قَالَ شِفاءٌ لِما فِی الصُّدُورِ (6).

ص: 113


1- الإسراء: 82.
2- فاطر: 32.
3- تفسیر العیّاشیّ 2: 263 و 264.
4- تفسیر العیّاشیّ 2: 263 و 264.
5- فی المصدر: «وَ أَوْحی رَبُّكَ إِلَی النَّحْلِ» قال: هم الأوصیاء، قال: قلت: قوله:
6- تفسیر فرات: 84.

باب 39 أنهم علیهم السلام السبع المثانی

«1»-فس، تفسیر القمی أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَیَّارٍ (1) عَنْ سَوْرَةَ بْنِ كُلَیْبٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: نَحْنُ الْمَثَانِی الَّتِی أَعْطَاهَا اللَّهُ نَبِیَّنَا وَ نَحْنُ وَجْهُ اللَّهِ نَتَقَلَّبُ فِی الْأَرْضِ بَیْنَ أَظْهُرِكُمْ عَرَفَنَا مَنْ عَرَفَنَا وَ جَهِلَنَا مَنْ جَهِلَنَا مَنْ عَرَفَنَا فَأَمَامَهُ الْیَقِینُ وَ مَنْ جَهِلَنَا فَأَمَامَهُ السَّعِیرُ (2).

بیان: قوله فأمامه الیقین أی الموت المتیقن فینتفع بتلك المعرفة حینئذ أو إن المعرفة التی حصلت له فی الدنیا بالدلیل تحصل له حینئذ بالمشاهدة و عین الیقین أو تحصل له المثوبات المتیقنة و أما قوله نحن المثانی فهو إشارة إلی قوله تعالی وَ لَقَدْ آتَیْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِی وَ الْقُرْآنَ الْعَظِیمَ و المشهور بین المفسرین أنها سورة الفاتحة و قیل السبع الطوال و قیل مجموع القرآن لقسمته أسباعا و قوله من المثانی بیان للسبع و المثانی من التثنیة أو الثناء فإن كل ذلك مثنی تكرر قراءته و ألفاظه أو قصصه و مواعظه أو مثنی بالبلاغة و الإعجاز و مثن علی اللّٰه بما هو أهله من صفاته العظمی و أسمائه الحسنی و یجوز أن یراد بالمثانی القرآن أو كتب اللّٰه كلها فتكون من للتبعیض و قوله وَ الْقُرْآنَ الْعَظِیمَ (3) إن أرید بالسبع الآیات أو السور فمن عطف الكل علی البعض أو العام علی الخاص و إن أرید به الأسباع فمن عطف أحد الوصفین علی الآخر هذا ما قیل فی تفسیر ظاهر الآیة الكریمة و یدل علیها بعض الأخبار أیضا و أما تأویله علیه السلام لبطن الآیة فلعل كونهم علیهم السلام سبعا باعتبار أسمائهم فإنها سبعة

ص: 114


1- فی المصدر: عن محمّد بن سنان.
2- تفسیر القمّیّ: 353.
3- الحجر: 87.

و إن تكرر بعضها أو باعتبار أن انتشار أكثر العلوم كان من سبعة منهم فلذا خص اللّٰه هذا العدد منهم بالذكر فعلی تلك التقادیر یجوز أن یكون المثانی من الثناء لأنهم الذین یثنون علیه تعالی حق ثنائه بحسب الطاقة البشریة و أن یكون من التثنیة لتثنیتهم مع القرآن كما ذكره الصدوق رحمه اللّٰه أو مع النبی صلی اللّٰه علیه و آله أو لأنهم علیهم السلام ذوو جهتین جهة تقدس و روحانیة و ارتباط تام بجنابه تعالی و جهة ارتباط بالخلق بسبب البشریة و یحتمل أن یكون السبع باعتبار أنه إذا ثنی یصیر أربعة عشر موافقا لعددهم علیهم السلام إما بأخذ التغایر الاعتباری بین المعطی و المعطی له إذ كونه معطی إنما یلاحظ مع جهة النبوة و الكمالات التی خصه اللّٰه بها و كونه معطی له مع قطع النظر عنها أو یكون الواو فی قوله وَ الْقُرْآنَ بمعنی مع فیكونون مع القرآن أربعة عشر و فیه ما فیه و یحتمل أن یكون المراد بالسبع فی ذلك التأویل أیضا السورة و یكون المراد بتلك الأخبار أن اللّٰه تعالی إنما امتن بهذه السورة علی النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی مقابلة القرآن العظیم لاشتمالها علی وصف الأئمة علیهم السلام و مدح طریقتهم و ذم أعدائهم فی قوله صِراطَ الَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ (1) إلی آخر السورة فالمعنی نحن المقصودون بالمثانی و یحتمل بعض الأخبار أن یكون تفسیرا للمثانی فقط بأن تكون من بمعنی مع أو تعلیلیة و اللّٰه یعلم و حججه علیهم السلام.

«2»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بِإِسْنَادِهِ (2) عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ لَقَدْ آتَیْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِی وَ الْقُرْآنَ الْعَظِیمَ قَالَ فَقَالَ لِی نَحْنُ وَ اللَّهِ السَّبْعُ الْمَثَانِی وَ نَحْنُ وَجْهُ اللَّهِ نُزُولٌ بَیْنَ أَظْهُرِكُمْ مَنْ عَرَفَنَا (3)

ص: 115


1- الفاتحة: 7.
2- فی المصدر: معنعنا عن سماعة بن مهران.
3- فی المصدر: نزل بین أظهركم من عرفنا فقد عرفنا و من جهلنا فامامه الیقین یعنی الموت.

وَ مَنْ جَهِلَنَا فَأَمَامَهُ الْیَقِینُ (1).

«3»-ید، التوحید الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی سَلَّامٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا (2) عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: نَحْنُ الْمَثَانِی الَّتِی أَعْطَاهَا اللَّهُ نَبِیَّنَا صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَحْنُ وَجْهُ اللَّهِ نَتَقَلَّبُ فِی الْأَرْضِ بَیْنَ أَظْهُرِكُمْ عَرَفَنَا مَنْ عَرَفَنَا وَ مَنْ جَهِلَنَا فَأَمَامَهُ الْیَقِینُ (3).

یر، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسین بن سعید عن علی بن حدید عن علی بن أبی المغیرة عن أبی سلام عن سورة بن كلیب عن أبی جعفر علیه السلام مثله (4)

شی، تفسیر العیاشی عن سورة مثله (5) قال الصدوق رحمه اللّٰه معنی قوله نحن المثانی أی نحن الذین قرننا النبی صلی اللّٰه علیه و آله إلی القرآن و أوصی بالتمسك بالقرآن و بنا و أخبر أمته أن لا نفترق حتی نرد علیه حوضه (6).

«4»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام نَحْنُ الْمَثَانِی الَّتِی أُوتِیَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ نَحْنُ وَجْهُ اللَّهِ نَتَقَلَّبُ بَیْنَ أَظْهُرِكُمْ فَمَنْ عَرَفَنَا وَ مَنْ لَمْ یَعْرِفْنَا فَأَمَامَهُ الْیَقِینُ (7).

«5»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ (8) عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی سَلَّامٍ

ص: 116


1- تفسیر فرات: 81.
2- لعله سورة بن كلیب الآتی.
3- توحید الصدوق: 140.
4- بصائر الدرجات: 20 فیه: وجه اللّٰه فی الأرض نتقلب بین اظهركم و فیه: و جهلنا من جهلنا، و من جهلنا.
5- تفسیر العیّاشیّ 2: 249 و 250 فیه: فی الأرض نتقلب بین اظهركم، عرفنا من عرفنا فامامه الیقین، و من انكرنا فامامه السعیر.
6- توحید الصدوق: 140.
7- بصائر الدرجات: 20 فیه: فمن عرفنا عرفنا.
8- فی المصدر: أحمد بن محمّد.

عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ (1) عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: نَحْنُ الْمَثَانِی الَّتِی أَعْطَی اللَّهُ نَبِیَّنَا وَ نَحْنُ وَجْهُ اللَّهِ نَتَقَلَّبُ فِی الْأَرْضِ بَیْنَ أَظْهُرِكُمْ (2).

«6»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَفَعَهُ (3) قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ لَقَدْ آتَیْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِی وَ الْقُرْآنَ الْعَظِیمَ قَالَ إِنَّ ظَاهِرَهَا الْحَمْدُ وَ بَاطِنَهَا وُلْدُ الْوَلَدِ وَ السَّابِعُ مِنْهَا الْقَائِمُ علیه السلام (4).

«7»-قَالَ حَسَّانُ (5)

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ لَقَدْ آتَیْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِی وَ الْقُرْآنَ الْعَظِیمَ قَالَ لَیْسَ هَكَذَا تَنْزِیلُهَا (6) إِنَّمَا هِیَ وَ لَقَدْ آتَیْنَاكَ سَبْعَ مَثَانِیَ (7) نَحْنُ هُمْ وَ الْقُرْآنَ الْعَظِیمَ وُلْدُ الْوَلَدِ (8).

«8»-شی، تفسیر العیاشی عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ وَ لَقَدْ آتَیْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِی وَ الْقُرْآنَ الْعَظِیمَ قَالَ سَبْعَةَ أَئِمَّةٍ وَ الْقَائِمَ (9).

«9»-شی، تفسیر العیاشی سَمَاعَةُ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام وَ لَقَدْ آتَیْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِی وَ الْقُرْآنَ الْعَظِیمَ قَالَ لَمْ یُعْطَ الْأَنْبِیَاءُ إِلَّا مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُمُ السَّبْعَةُ الْأَئِمَّةُ الَّذِینَ یَدُورُ عَلَیْهِمُ الْفُلْكُ وَ الْقُرْآنُ الْعَظِیمُ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله (10).

بیان: یجری فی تلك الأخبار أكثر الاحتمالات التی ذكرناها فی الخبر الأول و إن كان بعضها هنا أبعد و لا یبعد أن تكون تلك الأخبار من روایات الواقفیة أو من الأخبار البدائیة و فی بعضها یحتمل أن یكون المراد بالسابع السابع من الصادق علیه السلام فلا تغفل.

ص: 117


1- لعله سورة بن كلیب المتقدم.
2- بصائر الدرجات: 20.
3- فی المصدر: یونس بن عبد الرحمن عمن ذكره رفعه.
4- تفسیر العیّاشیّ 2: 250.
5- فی المصدر: حسان العامری.
6- أی لیس معناها ما ظننت.
7- فی المصدر: سبعا من المثانی.
8- تفسیر العیّاشیّ 2: 250.
9- تفسیر العیّاشیّ 2: 250.
10- تفسیر العیّاشیّ 2: 251.

«10»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَلِیُّ بْنُ یَزْدَادَ الْقُمِّیُّ بِإِسْنَادِهِ (1) عَنْ حَسَّانَ الْعَامِرِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ لَقَدْ آتَیْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِی قَالَ لَیْسَ هَكَذَا تَنْزِیلُهَا إِنَّمَا هِیَ وَ لَقَدْ آتَیْنَاكَ سَبْعَ مَثَانِیَ (2) نَحْنُ هُمْ وُلْدُ الْوَلَدِ وَ الْقُرْآنَ الْعَظِیمَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (3).

باب 40 أنهم علیهم السلام أولو النهی

«1»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِأُولِی النُّهی قَالَ نَحْنُ وَ اللَّهِ أُولُو النُّهَی فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا مَعْنَی أُولِی النُّهَی قَالَ مَا أَخْبَرَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ مِمَّا یَكُونُ بَعْدَهُ مِنِ ادِّعَاءِ أَبِی فُلَانٍ الْخِلَافَةَ وَ الْقِیَامِ بِهَا وَ الْآخَرِ مِنْ بَعْدِهِ وَ الثَّالِثِ (4) مِنْ بَعْدِهِمَا وَ بَنِی أُمَیَّةَ فَأَخْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام وَ كَانَ ذَلِكَ كَمَا أَخْبَرَ اللَّهُ نَبِیَّهُ وَ كَمَا أَخْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام وَ كَمَا انْتَهَی إِلَیْنَا مِنْ عَلِیٍّ فِیمَا یَكُونُ مِنْ بَعْدِهِ مِنَ الْمُلْكِ فِی بَنِی أُمَیَّةَ وَ غَیْرِهِمْ فَهَذِهِ الْآیَةُ الَّتِی ذَكَرَهَا اللَّهُ فِی الْكِتَابِ إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِأُولِی النُّهی فَنَحْنُ أُولُو النُّهَی الَّذِینَ انْتَهَی إِلَیْنَا عِلْمُ هَذَا كُلِّهِ فَصَبَرْنَا لِأَمْرِ اللَّهِ فَنَحْنُ قُوَّامُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ وَ خُزَّانُهُ عَلَی دِینِهِ نَخْزَنُهُ وَ نَسْتُرُهُ وَ نَكْتَتِمُ بِهِ مِنْ عَدُوِّنَا كَمَا اكْتَتَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی أَذِنَ اللَّهُ لَهُ فِی الْهِجْرَةِ وَ جَاهَدَ (5) الْمُشْرِكِینَ فَنَحْنُ عَلَی مِنْهَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 118


1- فی المصدر: معنعنا.
2- فی المصدر: سبعا من المثانی.
3- تفسیر فرات: 82.
4- فی الكنز: و من بعدهما بنو أمیة.
5- فی البصائر و الكنز: و جهاد المشركین.

حَتَّی یَأْذَنَ اللَّهُ لَنَا فِی إِظْهَارِ دِینِهِ بِالسَّیْفِ وَ نَدْعُو النَّاسَ إِلَیْهِ فَنَضْرِبُهُمْ عَلَیْهِ عَوْداً كَمَا ضَرَبَهُمُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَدْواً (1).

یر، بصائر الدرجات علی بن إسماعیل عن أبی عبد اللّٰه البرقی عن أبی محبوب مثله (2)

- كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة محمد بن العباس عن أحمد بن إدریس عن عبد اللّٰه بن محمد بن عیسی عن ابن محبوب مثله (3)

- قب، المناقب لابن شهرآشوب عمار بن مروان مثله (4)

بیان: المشهور أن النهی جمع النهیة بالضم بمعنی العقل لأنه ینهی صاحبه عن القبیح و یظهر من الخبر أنه مشتق من الانتهاء و لا استبعاد فیه مع أنه یحتمل أن یكون بیانا لحاصل المعنی لا لمأخذ الاشتقاق.

باب 41 أنهم علیهم السلام العلماء فی القرآن و شیعتهم أولو الألباب

«1»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ النَّضْرِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْ هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ إِنَّما یَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ فَقَالَ نَحْنُ الَّذِینَ نَعْلَمُ وَ عَدُوُّنَا الَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ وَ شِیعَتُنَا أُولُو الْأَلْبَابِ (5).

«2»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِی دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ الْآیَةَ وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ (6).

ص: 119


1- تفسیر القمّیّ: 419 و 420.
2- بصائر الدرجات: 152.
3- كنز الفوائد: 174 (النسخة الرضویة).
4- مناقب آل أبی طالب 3: 343 فیه اختصار راجعه.
5- بصائر الدرجات: 17. و الآیة فی الزمر: 9.
6- بصائر الدرجات: 17. و الآیة فی الزمر: 9.

كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة محمد بن العباس عن علی بن أحمد بن حاتم عن حسن بن عبد الواحد عن إسماعیل بن صبیح عن سفیان بن إبراهیم عن عبد المؤمن عن سعد بن مجاهد عن جابر عنه علیه السلام مثله (1)

- و عنه عن عبد اللّٰه بن زیدان بن یزید عن محمد بن أیوب عن جعفر بن عمر عن یوسف بن یعقوب عن جابر مثله (2)

- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الفضل بن یوسف بإسناده عن أبی جعفر علیه السلام مثله (3).

«3»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ هِیتَ فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَوْلُ اللَّهِ قُلْ هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ إِنَّما یَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ فَقَالَ نَحْنُ الَّذِینَ نَعْلَمُ (4) وَ عَدُوُّنَا الَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ وَ أُولُو الْأَلْبَابِ شِیعَتُنَا (5).

قب، المناقب لابن شهرآشوب عن الصادق علیه السلام مثله و رواه سعد و النضر عن جابر عن أبی جعفر علیه السلام (6).

«4»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ (7) قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ الْآیَةَ قَالَ نَحْنُ الَّذِینَ نَعْلَمُ وَ عَدُوُّنَا الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ وَ شِیعَتُنَا أُولُوا الْأَلْبابِ (8).

یر، بصائر الدرجات بهذا الإسناد عن أبی جعفر علیه السلام مثله (9)

«5»-الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ الصَّادِقِ

ص: 120


1- كنز الفوائد: 289 (النسخة الرضویة).
2- كنز الفوائد: 289 (النسخة الرضویة).
3- تفسیر فرات: 137.
4- فی المصدر و المناقب: «نحن الذین یعلمون» و فیه: و شیعتنا أولو الالباب.
5- بصائر الدرجات: 17.
6- مناقب آل أبی طالب: 3: 343.
7- فی المصدر: القاسم بن محمّد عن علی عن ابی بصیر قال: سألت أبا جعفر علیه السلام.
8- بصائر الدرجات: 17.
9- بصائر الدرجات: 17.

عَلَیْهِ السَّلَامُ مِثْلَهُ (1)

- یر، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحكم عن البطائنی عن أبی بصیر عنه علیه السلام مثله (2)

«6»- یر، بصائر الدرجات بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمِیدٍ عَنْهُ علیه السلام مِثْلَهُ (3)

«7»- یر، بصائر الدرجات ابْنُ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ سَعْدٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مِثْلَهُ (4).

«8»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِیباً إِلَیْهِ قَالَ نَزَلَتْ فِی أَبِی الْفَصِیلِ أَنَّهُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ عِنْدَهُ سَاحِراً فَكَانَ إِذَا مَسَّهُ الضُّرُّ یَعْنِی السُّقْمَ دَعَا رَبَّهُ مُنِیباً إِلَیْهِ یَعْنِی تَائِباً إِلَیْهِ مِنْ قَوْلِهِ فِی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا یَقُولُ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ یَعْنِی الْعَافِیَةَ نَسِیَ ما كانَ یَدْعُوا إِلَیْهِ مِنْ قَبْلُ یَعْنِی نَسِیَ التَّوْبَةَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِمَّا كَانَ یَقُولُ فِی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّهُ سَاحِرٌ وَ لِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِیلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ یَعْنِی إِمْرَتَكَ عَلَی النَّاسِ بِغَیْرِ حَقٍّ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَسُولِهِ قَالَ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ثُمَّ عَطَفَ الْقَوْلَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی عَلِیٍّ یُخْبِرُ بِحَالِهِ وَ فَضْلِهِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَقَالَ أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّیْلِ ساجِداً وَ قائِماً یَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَ یَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّهُ سَاحِرٌ كَذَّابٌ إِنَّما یَتَذَكَّرُ أُولُوا

ص: 121


1- بصائر الدرجات: 17. فیه قال: كنت عند أبی عبد اللّٰه علیه السلام فسأله رجل عن قول اللّٰه تعالی.
2- بصائر الدرجات: 17.
3- بصائر الدرجات: 17 فیه: قال: سئل أبو عبد اللّٰه علیه السلام عن قول اللّٰه تعالی.
4- بصائر الدرجات: 17.

الْأَلْبابِ (1) قَالَ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَذَا تَأْوِیلُهُ یَا عَمَّارُ.

بیان: أقول سیأتی أن أبا بكر كان یعبر عنه بأبی الفصیل لتقارب البكر و الفصیل فی المعنی و قال السید الشریف فی بعض تعلیقاته قد یعتبر فی الكنی المعانی الأصلیة كما روی أن فی بعض الغزوات نادی بعض المشركین أبا بكر یا أبا الفصیل انتهی.

ثم اعلم أن هذه الآیة من أعظم الحجج علی إمامة أئمتنا علیهم السلام للاتفاق علی كونهم أعلم أهل زمانهم لا سیما بالنسبة إلی الخلفاء المعاصرین لهم.

«9»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَ ما یَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ قَالَ نَحْنُ (2).

«10»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ وَ ما أُوتِیتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِیلًا قَالَ تَفْسِیرُهَا فِی الْبَاطِنِ أَنَّهُ لَمْ یُؤْتَ الْعِلْمَ إِلَّا أُنَاسٌ یَسِیرٌ فَقَالَ وَ ما أُوتِیتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِیلًا مِنْكُمْ (3).

بیان: علی هذا التأویل یكون الاستثناء من ضمیر الخطاب.

«11»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ بُرَیْدٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ بَلْ هُوَ آیاتٌ بَیِّناتٌ فِی صُدُورِ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ قَالَ إِیَّانَا عَنَی (4).

«12»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عُمَرَ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ

ص: 122


1- الزمر: 8 و 9.
2- كنز الفوائد: 240 (النسخة الرضویة) فیه: قال: نحن هم و الآیة فی العنكبوت: 43.
3- تفسیر العیّاشیّ 2: 317. و الآیة فی الاسراء: 85.
4- كنز الفوائد: 240 (النسخة الرضویة) و الآیة فی العنكبوت: 49.

عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّما یَخْشَی اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ قَالَ یَعْنِی بِهِ عَلِیّاً كَانَ عَالِماً بِاللَّهِ وَ یَخْشَی اللَّهَ وَ یُرَاقِبُهُ وَ یَعْمَلُ بِفَرَائِضِهِ وَ یُجَاهِدُ فِی سَبِیلِهِ وَ یَتَّبِعُ جَمِیعَ أَمْرِهِ بِرِضَاهُ وَ مَرْضَاةِ رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله (1).

باب 42 أنهم علیهم السلام المتوسمون و یعرفون جمیع أحوال الناس عند رؤیتهم

الآیات؛

الحجر: «إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ *وَ إِنَّها لَبِسَبِیلٍ مُقِیمٍ»(75-76)

تفسیر:

هذه الآیة وقعت بعد قصة قوم لوط، قال الطبرسی رحمه اللّٰه: أی فیما سبق ذكره من إهلاك قوم لوط لدلالات للمتفكرین المعتبرین و قیل للمتفرسین و المتوسم الناظر فی السمعة الدالة و هی العلامة و توسم فیه الخیر أی عرف سمة ذلك فیه

وَ قَالَ مُجَاهِدٌ (2) قَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ یَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ وَ قَالَ قَالَ إِنَّ لِلَّهِ عِبَاداً یَعْرِفُونَ النَّاسَ بِالتَّوَسُّمِ ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآیَةَ.

وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: نَحْنُ الْمُتَوَسِّمِینَ وَ السَّبِیلُ فِینَا مُقِیمٌ وَ السَّبِیلُ طَرِیقُ الْجَنَّةِ وَ إِنَّها لَبِسَبِیلٍ مُقِیمٍ.

معناه أن مدینة لوط لها طریق مسلوك یسلكه الناس فی حوائجهم فینظرون إلی آثارها و یعتبرون بها و هی مدینة سدوم و قال قتادة إن قری قوم لوط بین المدینة و الشام (3).

«1»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْبَرَاءِ عَنْ عَلِیِ

ص: 123


1- كنز الفوائد: 251 و الآیة فی فاطر: 28.
2- فی المصدر: و قیل: للمتفرسین عن مجاهد، و قد صح اه، و اما معنی المتوسم فذكره قبل ذلك.
3- مجمع البیان 6: 342 و 343.

بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ یَعْنِی ابْنَ كَثِیرٍ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَلَمَّا صِرْنَا فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ صَعِدَ عَلَی جَبَلٍ فَأَشْرَفَ فَنَظَرَ إِلَی النَّاسِ فَقَالَ مَا أَكْثَرَ الضَّجِیجَ وَ أَقَلَّ الْحَجِیجَ (1) فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ الرَّقِّیُّ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ هَلْ یَسْتَجِیبُ اللَّهُ دُعَاءَ هَذَا الْجَمْعِ الَّذِی أَرَی قَالَ وَیْحَكَ یَا (بَا) سُلَیْمَانَ (2) إِنَّ اللَّهَ هَلْ لا یَغْفِرُ أَنْ یُشْرَكَ بِهِ الْجَاحِدُ لِوَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام كَعَابِدِ وَثَنٍ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَلْ تَعْرِفُونَ مُحِبَّكُمْ وَ مُبْغِضَكُمْ (3) قَالَ وَیْحَكَ یَا بَا سُلَیْمَانَ إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ عَبْدٍ یُولَدُ إِلَّا كُتِبَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ مُؤْمِنٌ أَوْ كَافِرٌ (4) وَ إِنَّ الرَّجُلَ لَیَدْخُلُ إِلَیْنَا بِوَلَایَتِنَا وَ بِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِنَا فَنَرَی مَكْتُوباً بَیْنَ عَیْنَیْهِ مُؤْمِنٌ أَوْ كَافِرٌ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ نَعْرِفُ عَدُوَّنَا مِنْ وَلِیِّنَا (5).

ختص، الإختصاص الخشاب عن علی بن حسان و أحمد بن الحسین عن أحمد بن إبراهیم و الحسن بن براء عن علی بن حسان عن عبد الرحمن بن كثیر مثله (6).

«2»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ سُلَیْمَانَ (7) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الْإِمَامِ هَلْ فَوَّضَ اللَّهُ إِلَیْهِ كَمَا فَوَّضَ إِلَی

ص: 124


1- المصدر و الاختصاص خالیان عن قوله: و أقل الحجیج.
2- الصحیح كما فی المصدر: یا با سلیمان.
3- فی الاختصاص: هل تعرفون محبیكم من مبغضیكم.
4- فی الاختصاص: لیدخل الینا یتولانا و یتبرأ من عدونا فیری مكتوبا بین عینیه مؤمن، قال:.
5- بصائر الدرجات: 105.
6- الاختصاص: 303 فیه: (الحسن بن البراء) و فیه: فنحن نعرف.
7- فی الكافی: عن عبد اللّٰه بن سلیمان و فی الاختصاص: الحسن بن علیّ بن المغیرة عن عبیس بن هشام عن عبد الصمد بن بشیر عن عبد اللّٰه بن سلیمان عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام قال: سألته . اقول: الحسن بن علیّ بن المغیرة هو الحسن بن علیّ بن عبد اللّٰه بن المغیرة، نسبه الی الجد.

سُلَیْمَانَ فَقَالَ نَعَمْ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَ (1) فِیهَا وَ سَأَلَهُ رَجُلٌ آخَرُ عَنْ تِلْكَ الْمَسْأَلَةِ فَأَجَابَهُ بِغَیْرِ جَوَابِ الْأَوَّلِ ثُمَّ سَأَلَهُ آخَرُ عَنْهَا فَأَجَابَهُ بِغَیْرِ جَوَابِ الْأَوَّلَیْنِ (2) ثُمَّ قَالَ هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَعْطِ بِغَیْرِ حِسَابٍ (3) هَكَذَا فِی قِرَاءَةِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ فَحِینَ أَجَابَهُمْ بِهَذَا الْجَوَابِ یَعْرِفُهُمُ الْإِمَامُ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ أَ مَا تَسْمَعُ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَی فِی كِتَابِهِ إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ وَ هُمُ الْأَئِمَّةُ وَ إِنَّها لَبِسَبِیلٍ مُقِیمٍ لَا یَخْرُجُ مِنْهَا (4) أَبَداً ثُمَّ قَالَ نَعَمْ إِنَّ الْإِمَامَ إِذَا نَظَرَ إِلَی رَجُلٍ عَرَفَهُ وَ عَرَفَ لَوْنَهُ (5) وَ إِنْ سَمِعَ كَلَامَهُ مِنْ خَلْفِ حَائِطٍ عَرَفَهُ وَ عَرَفَ مَا هُوَ لِأَنَّ اللَّهَ (6) یَقُولُ وَ مِنْ آیاتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَ أَلْوانِكُمْ إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْعالِمِینَ (7) فَهُمُ الْعُلَمَاءُ وَ لَیْسَ یَسْمَعُ شَیْئاً مِنَ الْأَلْسُنِ إِلَّا عَرَفَهُ نَاجٍ أَوْ هَالِكٌ فَلِذَلِكَ یُجِیبُهُمْ بِالَّذِی یُجِیبُهُمْ بِهِ (8).

بیان: قوله أو أعط لعله علی تلك القراءة المن بمعنی القطع كما قیل فی قوله تعالی لَهُمْ أَجْرٌ غَیْرُ مَمْنُونٍ- (9) قوله لا یخرج منها أی الآیات من السبیل أو السبیل من الأئمة و الأظهر منا كما فی الكافی (10).

ص: 125


1- فی الاختصاص: فاجابه.
2- تقدم مشروح الحدیث سابقا، و ان تغایر الأجوبة كان من تغایر موضوع الأسئلة.
3- فی الاختصاص: هذا عطاؤنا فامسك او اعط بغیر حساب اقول: و القراءة المشهورة هذا عطاؤنا فامنن او امسك بغیر حساب راجع سورة ص: 39.
4- فی الاختصاص: لا یخرج منهم ابدا.
5- فی الاختصاص: إذا نظر الی الرجل عرفه و عرف ما هو علیه و عرف لونه.
6- فی الاختصاص: ان اللّٰه.
7- الروم: 22.
8- بصائر الدرجات: 106. الاختصاص: 306 فیه: من الألسن تنطق.
9- فصّلت: 8.
10- الأصول 1: 218 فیه: محمّد بن یحیی عن الحسن بن علیّ الكوفیّ عن عبیس بن هشام عن عبد اللّٰه بن سلیمان عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام فی قول اللّٰه عزّ و جلّ: «إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ» فقال: هم الأئمّة «وَ إِنَّها لَبِسَبِیلٍ مُقِیمٍ» قال: لا یخرج منا ابدا.

«3»-یر، بصائر الدرجات یَعْقُوبُ بْنُ یَزِیدَ عَنْ مُوسَی بْنِ سَلَّامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُقَرِّنٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَنَا أَعْیُنٌ لَا تُشْبِهُ أَعْیُنَ النَّاسِ وَ فِیهَا نُورٌ لَیْسَ لِلشَّیْطَانِ فِیهِ شِرْكٌ (1).

«4»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَالِمٍ الْأَشَلِّ رَفَعَهُ فِی قَوْلِهِ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ قَالَ هُمْ آلُ مُحَمَّدٍ الْأَوْصِیَاءُ علیهم السلام (2).

«5»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ فِی الْإِمَامِ آیَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ وَ هُوَ السَّبِیلُ الْمُقِیمُ یَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ وَ یَنْطِقُ عَنِ اللَّهِ لَا یَعْزُبُ عَنْهُ شَیْ ءٌ مِمَّا أَرَادَ (3).

بیان: قوله علیه السلام إن فی الإمام أی نزل فیه قوله لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ و هو ذو السبیل المقیم علی حذف المضاف أو المراد أن ذلك إشارة إلی الإمام و فیه علامات تدل علی إمامته للمتوسمین من شیعته و الآیات إنما هی فی الإمام الذی هو السبیل إلی اللّٰه الذی لا یتغیر و لا یبطل.

«6»-ختص، الإختصاص ابْنُ أَبِی الْخَطَّابِ وَ ابْنُ هَاشِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: بَیْنَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ إِذْ جَاءَتِ امْرَأَةٌ تَسْتَعْدِی عَلَی زَوْجِهَا فَقَضَی لِزَوْجِهَا عَلَیْهَا فَغَضِبَتْ فَقَالَتْ لَا وَ اللَّهِ مَا الْحَقُّ فِیمَا قَضَیْتَ وَ مَا تَقْضِی بِالسَّوِیَّةِ وَ لَا تَعْدِلُ فِی الرَّعِیَّةِ وَ لَا قَضِیَّتُكَ عِنْدَ اللَّهِ بِالْمَرْضِیَّةِ فَنَظَرَ إِلَیْهَا مَلِیّاً ثُمَّ قَالَ لَهَا كَذَبْتِ یَا جَرِیَّةُ (4) یَا بَذِیَّةُ یَا سَلْفَعُ (5) یَا سَلَقْلَقِیَّةُ یَا الَّتِی لَا تَحْمِلُ مِنْ حَیْثُ تَحْمِلُ النِّسَاءُ قَالَ فَوَلَّتِ الْمَرْأَةُ هَارِبَةً مُوَلْوِلَةً وَ تَقُولُ وَیْلِی وَیْلِی وَیْلِی لَقَدْ هَتَكْتَ یَا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ سِتْراً كَانَ مَسْتُوراً قَالَ فَلَحِقَهَا عَمْرُو بْنُ حُرَیْثٍ (6) فَقَالَ یَا أَمَةَ اللَّهِ لَقَدِ اسْتَقْبَلْتِ عَلِیّاً

ص: 126


1- بصائر الدرجات: 124 فیه: و لیس.
2- تفسیر العیّاشیّ 2: 247 و 248.
3- تفسیر العیّاشیّ 2: 247.
4- فی المصدر: یا جریثة.
5- فی النهایة: فی حدیث ابی الدرداء: شر نسائكم السلفعة هی الجریئة علی الرجال.
6- هو عمرو بن حریث القرشیّ المخزومی كان من المنحرفین عن علیّ علیه السلام.

بِكَلَامٍ سَرَرْتِنِی بِهِ ثُمَّ إِنَّهُ نَزَعَ لَكِ بِكَلَامٍ فَوَلَّیْتِ عَنْهُ هَارِبَةً تُوَلْوِلِینَ فَقَالَتْ إِنَّ عَلِیّاً وَ اللَّهِ أَخْبَرَنِی بِالْحَقِّ وَ بِمَا أَكْتُمُهُ مِنْ زَوْجِی مُنْذُ وَلِیَ عِصْمَتِی وَ مِنْ أَبَوَیَّ فَعَادَ عَمْرٌو إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ وَ قَالَ لَهُ فِیمَا یَقُولُ مَا أَعْرِفُكَ بِالْكِهَانَةِ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام وَیْلَكَ إِنَّهَا لَیْسَتْ بِالْكِهَانَةِ مِنِّی وَ لَكِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْأَرْوَاحَ قَبْلَ الْأَبْدَانِ بِأَلْفَیْ عَامٍ فَلَمَّا رَكَّبَ الْأَرْوَاحَ فِی أَبْدَانِهَا كَتَبَ بَیْنَ أَعْیُنِهِمْ كَافِرٌ وَ مُؤْمِنٌ وَ مَا هُمْ بِهِ مُبْتَلَیْنَ وَ مَا هُمْ عَلَیْهِ مِنْ سَیِّئِ عَمَلِهِمْ وَ حُسْنِهِ فِی قَدْرِ أُذُنِ الْفَأْرَةِ ثُمَّ أَنْزَلَ بِذَلِكَ قُرْآناً عَلَی نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمُتَوَسِّمَ ثُمَّ أَنَا مِنْ بَعْدِهِ وَ الْأَئِمَّةُ مِنْ ذُرِّیَّتِی هُمُ الْمُتَوَسِّمُونَ فَلَمَّا تَأَمَّلْتُ عَرَفْتُ مَا فِیهَا وَ مَا هِیَ عَلَیْهِ بِسِیمَائِهَا (1).

السلفع الصخابة البذیة السیئة الخلق ذكره الفیروزآبادی و قال سلقه بالكلام آذاه و فلانا طعنه و لم یذكر هذا البناء و كذا لم یذكر السلسع الذی فی الخبر الآتی قوله نزع لك لعله علی سبیل الاستعارة من قولهم نزع فی القوس إذا مدها و فیما سیأتی نزغك من قولهم نزغه كمنعه طعن فیه.

«7»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ رِجَالِهِ عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِی مَطْرُوفٍ (2) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ مَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَ مَكْتُوبٌ بَیْنَ عَیْنَیْهِ مُؤْمِنٌ أَوْ كَافِرٌ مَحْجُوبَةٌ عَنِ الْخَلَائِقِ إِلَّا الْأَئِمَّةَ وَ الْأَوْصِیَاءَ فَلَیْسَ بِمَحْجُوبٍ عَنْهُمْ ثُمَّ تَلَا إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ ثُمَّ قَالَ نَحْنُ الْمُتَوَسِّمُونَ وَ لَیْسَ وَ اللَّهِ أَحَدٌ یَدْخُلُ عَلَیْنَا إِلَّا عَرَفْنَاهُ بِتِلْكَ السِّمَةِ (3).

«8»-قب، المناقب لابن شهرآشوب عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمُتَوَسِّمَ وَ الْأَئِمَّةُ مِنْ ذُرِّیَّتِیَ الْمُتَوَسِّمُونَ إِلَی

ص: 127


1- الاختصاص: 302 فیه فلما تأملتها.
2- فی نسخة من المصدر: عن عمرو بن أبی المقدام.
3- كنز الفوائد: 125.

یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ إِنَّها لَبِسَبِیلٍ مُقِیمٍ فَذَلِكَ السَّبِیلُ الْمُقِیمُ هُوَ الْوَصِیُّ بَعْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله (1).

«9»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ قَالَ قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ یَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ (2).

«10»-فس، تفسیر القمی إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ وَ إِنَّها لَبِسَبِیلٍ مُقِیمٍ قَالَ نَحْنُ الْمُتَوَسِّمُونَ وَ السَّبِیلُ فِینَا مُقِیمٌ وَ السَّبِیلُ طَرِیقُ الْجَنَّةِ (3).

«11»-قب، المناقب لابن شهرآشوب رَوَی هَذَا الْمَعْنَی بَیَّاعُ الزُّطِّیِّ وَ أَسْبَاطُ بْنُ سَالِمٍ (4) وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَیْمَانَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام وَ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَ جَابِرٌ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام.

«12»-وَ سَأَلَهُ دَاوُدُ هَلْ تَعْرِفُونَ مُحِبِّیكُمْ مِنْ مُبْغِضِیكُمْ قَالَ نَعَمْ یَا دَاوُدُ لَا یَأْتِینَا مَنْ یُبْغِضُنَا إِلَّا نَجِدُ بَیْنَ عَیْنَیْهِ مَكْتُوباً كَافِرٌ وَ لَا مِنْ مُحِبِّینَا إِلَّا نَجِدُ بَیْنَ عَیْنَیْهِ مَكْتُوباً مُؤْمِنٌ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ فَنَحْنُ الْمُتَوَسِّمُونَ یَا دَاوُدُ (5).

«13»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام تَمِیمٌ الْقُرَشِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَنْصَارِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ: سُئِلَ عَنِ الرِّضَا علیه السلام مَا وَجْهُ إِخْبَارِكُمْ بِمَا فِی قُلُوبِ النَّاسِ قَالَ أَ مَا بَلَغَكَ قَوْلُ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ یَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ قَالَ بَلَی قَالَ فَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَ لَهُ فِرَاسَةٌ یَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ عَلَی قَدْرِ إِیمَانِهِ وَ مَبْلَغِ

ص: 128


1- مناقب آل أبی طالب 3: 404.
2- أمالی ابن الشیخ: 184.
3- تفسیر القمّیّ: 353.
4- الظاهران اسباط بن سالم و بیاع الزطی شخص واحد، فلا معنی لجعله متعدّدا، قال النجاشیّ: اسباط بن سالم بیاع الزطی أبو علیّ مولی بنی عدی من كندة، روی عن أبی عبد اللّٰه و ابی الحسن علیهما السلام.
5- مناقب آل أبی طالب 3: 344.

اسْتِبْصَارِهِ وَ عِلْمِهِ وَ قَدْ جَمَعَ اللَّهُ لِلْأَئِمَّةِ (1) مَا فَرَّقَهُ فِی جَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ (2) إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ فَأَوَّلُ الْمُتَوَسِّمِینَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام مِنْ بَعْدِهِ ثُمَّ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ الْأَئِمَّةُ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ علیهم السلام إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ الْخَبَرَ (3).

«14»-یر، بصائر الدرجات عَبَّادُ بْنُ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: بَیْنَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام جَالِسٌ فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَ قَدِ احْتَبَی بِسَیْفِهِ وَ أَلْقَی تُرْسَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ إِذْ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ تَسْتَعْدِی عَلَی زَوْجِهَا فَقَضَی لِلزَّوْجِ عَلَیْهَا فَغَضِبَتْ فَقَالَتْ وَ اللَّهِ مَا هُوَ كَمَا قَضَیْتَ وَ اللَّهِ مَا تَقْضِی بِالسَّوِیَّةِ وَ لَا تَعْدِلُ فِی الرَّعِیَّةِ وَ لَا قَضِیَّتُكَ عِنْدَ اللَّهِ بِالْمَرْضِیَّةِ قَالَ فَغَضِبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَنَظَرَ إِلَیْهَا مَلِیّاً ثُمَّ قَالَ كَذَبْتِ یَا جَرِیَّةُ یَا بَذِیَّةُ یَا سَلْسَعُ یَا سَلْفَعُ یَا الَّتِی لَا تَحِیضُ مِثْلَ النِّسَاءِ قَالَ فَوَلَّتْ هَارِبَةً وَ هِیَ تَقُولُ وَیْلِی وَیْلِی فَتَبِعَهَا عَمْرُو بْنُ حُرَیْثٍ فَقَالَ یَا أَمَةَ اللَّهِ قَدِ اسْتَقْبَلْتِ ابْنَ أَبِی طَالِبٍ بِكَلَامٍ سَرَرْتِنِی بِهِ ثُمَّ نَزَغَكِ (4) بِكَلِمَةٍ فَوَلَّیْتِ مِنْهُ هَارِبَةً تُوَلْوِلِینَ قَالَ فَقَالَتْ یَا هَذَا إِنَّ ابْنَ أَبِی طَالِبٍ أَخْبَرَنِی وَ اللَّهِ بِمَا هُوَ فِیَّ لَا وَ اللَّهِ مَا رَأَیْتُ حَیْضاً كَمَا تَرَاهُ الْمَرْأَةُ قَالَ فَرَجَعَ عَمْرُو بْنُ حُرَیْثٍ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ مَا هَذَا التَّكَهُّنُ قَالَ وَیْلَكَ یَا ابْنَ حُرَیْثٍ لَیْسَ هَذَا مِنِّی كِهَانَةً إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَ الْأَرْوَاحَ قَبْلَ الْأَبْدَانِ بِأَلْفَیْ عَامٍ ثُمَّ كَتَبَ بَیْنَ أَعْیُنِهَا مُؤْمِنٌ أَوْ كَافِرٌ ثُمَّ أَنْزَلَ بِذَلِكَ قُرْآناً عَلَی مُحَمَّدٍ إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ الْمُتَوَسِّمِینَ وَ أَنَا بَعْدَهُ وَ الْأَئِمَّةُ مِنْ ذُرِّیَّتِی (5).

ص: 129


1- فی المصدر: للائمة مناما فرقه.
2- فی المصدر: فی محكم كتابه.
3- عیون الأخبار: 324.
4- فی المصدر: ثم نزعك و فی تفسیر العیّاشیّ: ثم قرعك أمیر المؤمنین بكلمة فولیت مولولة.
5- بصائر الدرجات: 104.

«15»- شی، تفسیر العیاشی عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مِثْلَهُ (1).

«16»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات السِّنْدِیُّ بْنُ الرَّبِیعِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَیْسَ مَخْلُوقٌ إِلَّا وَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ مَكْتُوبٌ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ أَوْ كَافِرٌ وَ ذَلِكَ مَحْجُوبٌ عَنْكُمْ وَ لَیْسَ بِمَحْجُوبٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْسَ یَدْخُلُ عَلَیْهِمْ أَحَدٌ إِلَّا عَرَفُوا مُؤْمِنٌ أَوْ كَافِرٌ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ فَهُمُ الْمُتَوَسِّمُونَ (2).

«17»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَسْبَاطٍ بَیَّاعِ الزُّطِّیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ عِنْدَهُ فَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ هِیتَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ وَ إِنَّها لَبِسَبِیلٍ مُقِیمٍ قَالَ نَحْنُ الْمُتَوَسِّمُونَ وَ السَّبِیلُ فِینَا مُقِیمٌ (3).

یر، بصائر الدرجات محمد بن الحسین عن علی بن أسباط عنه علیه السلام مثله (4)

بیان: لعل المعنی أن تلك الآیات حاصلة فی سبیل مقیم ثابت فینا هی الإمامة أو متلبسة به أو أن الآیات منصوبة علی سبیل ثابت هو السبیل إلی اللّٰه و الدین

ص: 130


1- تفسیر العیّاشیّ 2: 248 و 249. و فیه اختلافات مع المنقول من البصائر منها: ( انك تحیض من حیث لا تحیض النساء ) ومنها ( یا امة اللّٰه اسألك ، فقالت : ما للرجال وللنساء فی الطرقات؟ فقال : انك استقبلت أمیر المؤمنین علیا ) ومنها :( ان ابن أبی طالب واللّٰه استقبلنی فاخبرنی بما هو فی وبما كتمته من بعلی منذ ولی عصمتی ، لا واللّٰه ما رأیت طمثا قط من حیث ترینه النساء) وفیه : ( واللّٰه یا أمیر المؤمنین ما نعرفك بالكهانة ، فقال له : وما ذلك یا بن حریث؟ فقال له : یا أمیر المؤمنین ان هذه المرأة ذكرت انك اخبرتها بما هو فیها وانها لم تر طمثا قط من حیث تراه النساء ، فقال له : ویلك ) وفیه : ( وركب الأرواح فی الأبدان فكتب بین اعینها كافر ومؤمن ، وما هی مبتلاة بها الی یوم القیامة ثم انزل بذلك قرآنا علی محمد صلی اللّٰه علیه و آله فقال ) وفیه : المتوسم ثم انا من بعده ثم الأوصیاء من ذریتی من بعدی انی لما رأیتها تأملتها فاخبرتها بما هو فیها ولم اكذب.
2- بصائر الدرجات: 103، الاختصاص: 302.
3- بصائر الدرجات: 104، الاختصاص: 303.
4- بصائر الدرجات: 104.

الحق و علی التقادیر لعل ذلك إشارة إلی القرآن.

«18»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات الْعَبَّاسُ بْنُ مَعْرُوفٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ رِبْعِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ قَالَ هُمُ الْأَئِمَّةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ یَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ فِی قَوْلِهِ (1) إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ (2)

بیان: قوله فی قوله أی قال هذا الكلام فی تفسیر تلك الآیة

یر، بصائر الدرجات أَبُو طَالِبٍ عَنْ حَمَّادٍ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّ فِیهِ فِی آخِرِهِ لِقَوْلِ اللَّهِ إِنَّ فِی ذَلِكَ (3).

شی، تفسیر العیاشی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ مِثْلَهُ (4).

«19»-یر، بصائر الدرجات یَعْقُوبُ بْنُ یَزِیدَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ زِیَادٍ الْقَنْدِیِّ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ قَالَ إِیَّانَا عَنَی (5).

«20»-یر، بصائر الدرجات سَلَمَةُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ یَحْیَی بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَدَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ هِیتَ فَقَالَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ قَوْلُ اللَّهِ فِی كِتَابِهِ إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ قَالَ نَحْنُ الْمُتَوَسِّمُونَ وَ السَّبِیلُ فِینَا مُقِیمٌ (6).

شی، تفسیر العیاشی عن أسباط مثله (7)

بیان: هیت بالكسر بلد علی الفرات.

«21»-یر، بصائر الدرجات أَبُو الْفَضْلِ الْعَلَوِیُّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عِیسَی الْكَبَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ظُهَیْرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ شَرِیكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی التَّغْلِبِیِّ عَنْ أَبِی وَقَّاصٍ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ

ص: 131


1- فی البصائر: لقول اللّٰه و الاختصاص خال عن الجملة رأسا.
2- بصائر الدرجات: 104، الاختصاص: 306 و 307.
3- بصائر الدرجات: 104.
4- تفسیر العیّاشیّ 2: 247.
5- بصائر الدرجات: 104.
6- بصائر الدرجات: 104.
7- تفسیر العیّاشیّ 2: 247.

وَ جَلَّ إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَعْرِفُ الْخَلْقَ بِسِیمَاهُمْ وَ أَنَا بَعْدَهُ الْمُتَوَسِّمُ وَ الْأَئِمَّةُ مِنْ ذُرِّیَّتِیَ الْمُتَوَسِّمُونَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ (1).

باب 43 أنه نزل فیهم علیهم السلام قوله تعالی:

(2) وَ عِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِینَ یَمْشُونَ عَلَی الْأَرْضِ هَوْناً إلی قوله وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً

أقول: قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی یَمْشُونَ عَلَی الْأَرْضِ هَوْناً أی بالسكینة و الوقار و الطاعة غیر أشرین و لا مرحین و لا متكبرین و لا مفسدین

و قال أبو عبد اللّٰه علیه السلام هو الرجل الذی یمشی بسجیته التی جبل علیها لا یتكلف و لا یتبختر.

و قیل معناه حلماء علماء لا یجهلون و إن جهل علیهم وَ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّیَّاتِنا قُرَّةَ أَعْیُنٍ بأن نراهم یطیعون اللّٰه تعالی تقر بهم أعیننا فی الدنیا بالصلاح و فی الآخرة بالجنة وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً أی اجعلنا ممن یقتدی بنا المتقون و فی قراءة أهل البیت علیهم السلام و اجعل لنا من المتقین إماما (3).

«1»-قب، المناقب لابن شهرآشوب عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّیَّاتِنا الْآیَةَ قَالَ هَذِهِ الْآیَةُ وَ اللَّهِ خَاصَّةٌ فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٍّ علیه السلام كَانَ أَكْثَرُ دُعَائِهِ یَقُولُ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا یَعْنِی فَاطِمَةَ وَ ذُرِّیَّاتِنا الْحَسَنُ (4)

ص: 132


1- بصائر الدرجات: 104.
2- الفرقان: 62- 74.
3- مجمع البیان 7: 179- 181.
4- فی المصدر: یعنی الحسن.

وَ الْحُسَیْنُ قُرَّةَ أَعْیُنٍ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ اللَّهِ مَا سَأَلْتُ رَبِّی وَلَداً (1) نَضِیرَ الْوَجْهِ وَ لَا وَلَداً حَسَنَ الْقَامَةِ وَ لَكِنْ سَأَلْتُ رَبِّی وُلْداً مُطِیعِینَ لِلَّهِ خَائِفِینَ وَجِلِینَ مِنْهُ حَتَّی إِذَا نَظَرْتُ إِلَیْهِ وَ هُوَ مُطِیعٌ لِلَّهِ قَرَّتْ بِهِ عَیْنِی قَالَ وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً قَالَ نَقْتَدِی بِمَنْ قَبْلَنَا مِنَ الْمُتَّقِینَ فَیَقْتَدِی الْمُتَّقُونَ بِنَا مِنْ بَعْدِنَا وَ قَالَ (2) أُوْلئِكَ یُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا یَعْنِی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهم السلام وَ فَاطِمَةَ وَ یُلَقَّوْنَ فِیها تَحِیَّةً وَ سَلاماً خالِدِینَ فِیها حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مُقاماً (3).

«2»-فس، تفسیر القمی قَوْلُهُ وَ عِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِینَ یَمْشُونَ عَلَی الْأَرْضِ هَوْناً قَالَ نَزَلَتْ فِی الْأَئِمَّةِ علیهم السلام أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ وَ عِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِینَ یَمْشُونَ عَلَی الْأَرْضِ هَوْناً قَالَ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام یَمْشُونَ عَلَی الْأَرْضِ هَوْناً خَوْفاً مِنْ عَدُوِّهِمْ (4).

«3»-فس، تفسیر القمی أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِینَ یَمْشُونَ عَلَی الْأَرْضِ هَوْناً وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً وَ الَّذِینَ یَبِیتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَ قِیاماً قَالَ هُمُ الْأَئِمَّةُ یَتَّقُونَ فِی مَشْیِهِمْ عَلَی الْأَرْضِ (5).

«4»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: قُرِئَ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّیَّاتِنا قُرَّةَ أَعْیُنٍ وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً فَقَالَ لَقَدْ سَأَلُوا اللَّهَ عَظِیماً أَنْ یَجْعَلَهُمْ لِلْمُتَّقِینَ أَئِمَّةً فَقِیلَ لَهُ كَیْفَ هَذَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ إِنَّمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنَا

ص: 133


1- فی المصدر: و لا سألت ولدا.
2- فی المصدر: و قال اللّٰه.
3- مناقب آل أبی طالب 3: 152 و 153.
4- تفسیر القمّیّ: 467.
5- تفسیر القمّیّ: 467.

هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَ ذُرِّیَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْیُنٍ وَ اجْعَلْ لَنَا مِنَ الْمُتَّقِینَ إِمَاماً (1).

«5»-فس، تفسیر القمی مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ وَ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّیَّاتِنا قُرَّةَ أَعْیُنٍ وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً قَالَ نَحْنُ هُمْ أَهْلُ الْبَیْتِ (2).

وَ رَوَی غَیْرُهُ أَزْواجِنا (3) خَدِیجَةُ وَ ذُرِّیَّاتِنا فَاطِمَةُ وَ قُرَّةَ أَعْیُنٍ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (4).

فر، تفسیر فرات بن إبراهیم بإسناده عن ابن تغلب مثله إلی قوله أهل البیت (5)

بیان: الظاهر من سیاق الخبر أن هذا حكایة دعاء الرسول صلی اللّٰه علیه و آله فیكون قوله علی بن أبی طالب تفسیرا للمتقین و یحتمل أن یكون الدعاء منهما صلی اللّٰه علیه و آله و إنما ذكر تطبیق علی الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و أحال فی أمیر المؤمنین علیه السلام علی الظهور لأن زوجته فاطمة علیها السلام و ذریته الحسن و الحسین و سائر الأئمة علیهم السلام و لما كانت الإمامة فی الرسول صلی اللّٰه علیه و آله ظاهرا بینها فی علی علیه السلام و لا یبعد أن یكون هذا التأویل علی قراءة أهل البیت علیهم السلام أی و اجعل لنا فإن كان حكایة كلام الرسول صلی اللّٰه علیه و آله فالمراد اجعل لی من المتقین وصیا و یحتمل التعمیم أیضا لیشمل سائر المؤمنین و یكون التخصیص بالرسول صلی اللّٰه علیه و آله لبیان أكمل أفراده.

«6»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ حُرَیْثِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَارِثِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ظُهَیْرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ السُّدِّیِّ عَنْ أَبِی مَالِكٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَوْلُهُ وَ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا الْآیَةَ نَزَلَتْ فِی عَلِیِّ بْنِ

ص: 134


1- تفسیر القمّیّ: 468 و 469.
2- تفسیر القمّیّ: 469.
3- فی المصدر: و روی غیره ان ازواجنا.
4- تفسیر القمّیّ: 469.
5- تفسیر فرات: 106.

أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (1).

«7»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَمَّدِیِّ عَنْ كَثِیرِ بْنِ عَیَّاشٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا إِلَی قَوْلِهِ وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً أَیْ هُدَاةً یُهْتَدَی بِنَا وَ هَذِهِ لآِلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله خَاصَّةً (2).

«8»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً قَالَ لَقَدْ سَأَلْتَ رَبَّكَ عَظِیماً إِنَّمَا هِیَ وَ اجْعَلْ لَنَا مِنَ الْمُتَّقِینَ إِمَاماً وَ إِیَّانَا عَنَی بِذَلِكَ (3).

«9»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ سَلَّامٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ كَثِیرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ زَیْدٍ الْخُرَاسَانِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ الْكُوفِیِّ عَنْ أَبِی هَارُونَ الْعَبْدِیِّ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّیَّاتِنا قُرَّةَ أَعْیُنٍ وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِجَبْرَئِیلَ (4) مِنْ أَزْواجِنا قَالَ خَدِیجَةُ قَالَ وَ ذُرِّیَّاتِنا قَالَ فَاطِمَةُ قَالَ قُرَّةَ أَعْیُنٍ قَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ قَالَ وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ (5).

فر، تفسیر فرات بن إبراهیم علی بن حمدون بإسناده عن أبی سعید مثله (6)

بیان: لعله تفسیر قرة أعین بالحسنین علیهما السلام لأن أحد أسباب كون فاطمة علیها السلام قرة عین الرسول صلی اللّٰه علیه و آله هو ولادتهما منها أو لا یكون من للتبعیض

ص: 135


1- كنز الفوائد: 214 (النسخة الرضویة).
2- كنز الفوائد: 214 (النسخة الرضویة).
3- كنز الفوائد: 214 (النسخة الرضویة).
4- فی تفسیر فرات: قال النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله: قلت لجبرئیل: یا جبرئیل من ازواجنا؟ قال: خدیجة، قال: قلت: و من ذریاتنا؟ قال: فاطمة، قلت: و من قرة العین؟ قال : الحسن والحسین ، قلت : ومن للمتقین اماما؟.
5- كنز الفوائد: 214 (النسخة الرضویة).
6- تفسیر فرات: 106.

بل للابتداء أی هب لنا قرة أعین بسبب أزواجنا و أولادنا.

«10»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِیِّ عَنْ زُرَارَةَ وَ حُمْرَانَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِینَ یَمْشُونَ عَلَی الْأَرْضِ هَوْناً وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً قَالَ هَذِهِ الْآیَاتُ لِلْأَوْصِیَاءِ إِلَی أَنْ یَبْلُغُوا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مُقاماً (1).

«11»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ سَلَّامٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِینَ یَمْشُونَ عَلَی الْأَرْضِ هَوْناً قَالَ هُمُ الْأَوْصِیَاءُ مِنْ مَخَافَةِ عَدُوِّهِمْ (2).

باب 44 أنهم علیهم السلام الشجرة الطیبة فی القرآن و أعداءهم الشجرة الخبیثة

الآیات؛

إبراهیم: «أَ لَمْ تَرَ كَیْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَیِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَیِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِی السَّماءِ* تُؤْتِی أُكُلَها كُلَّ حِینٍ بِإِذْنِ رَبِّها وَ یَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ یَتَذَكَّرُونَ* وَ مَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِیثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِیثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ»(24-26)

تفسیر:

قال الطبرسی رحمه اللّٰه: كَلِمَةً طَیِّبَةً هی كلمة التوحید و قیل كل كلام أمر اللّٰه به و إنما سماها طیبة لأنها زاكیة نامیة لصاحبها بالخیرات و البركات كَشَجَرَةٍ طَیِّبَةٍ أی شجرة زاكیة نامیة راسخة أصولها فی الأرض عالیة أغصانها و ثمارها من جانب السماء و أراد به المبالغة فی الرفعة فالأصل سافل

ص: 136


1- كنز الفوائد: 212. (النسخة الرضویة).
2- أصول الكافی 1: 427.

و الفرع عال إلا أنه یتوصل من الأصل إلی الفرع و قیل إنها النخلة و قیل إنها شجرة فی الجنة.

وَ رَوَی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّ الشَّجَرَةَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَاقَ الْحَدِیثَ مِثْلَ مَا سَیَأْتِی فِی رِوَایَةِ جَابِرٍ.

ثم قال و روی عن ابن عباس قال قال جبرئیل علیه السلام للنبی صلی اللّٰه علیه و آله أنت الشجرة و علی غصنها و فاطمة ورقها و الحسن و الحسین ثمارها.

و قیل أراد بذلك شجرة هذه صفتها و إن لم یكن لها وجود فی الدنیا لكن الصفة معلومة و قیل إن

المراد بالكلمة الطیبة الإیمان و بالشجرة الطیبة المؤمن تُؤْتِی أُكُلَها أی تخرج هذه الشجرة ما یؤكل منها كُلَّ حِینٍ أی فی كل ستة أشهر- عن أبی جعفر علیه السلام.

أو فی كل سنة أو فی كل وقت و قیل إن معنی قوله تُؤْتِی أُكُلَها كُلَّ حِینٍ بِإِذْنِ رَبِّها ما تفتی به الأئمة من آل محمد علیهم السلام شیعتهم فی الحلال و الحرام وَ مَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِیثَةٍ و هی كلمة (1) الشرك و قیل هو كل كلام فی معصیة اللّٰه كَشَجَرَةٍ خَبِیثَةٍ غیر زاكیة و هی شجرة الحنظل و قیل إنها شجرة هذه صفتها و هو أنه لا قرار لها فی الأرض و قیل إنها الكشوث. (2)

و روی أبو الجارود عن أبی جعفر علیه السلام أن هذا مثل بنی أمیة.

اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ أی قطعت و استؤصلت و اقتلعت جثتها من الأرض ما لَها مِنْ قَرارٍ أی من ثبات و لا بقاء

و روی عن ابن عباس أنها شجرة لم یخلقها اللّٰه بعد و إنما هو مثل ضربه (3)

«1»- مع، معانی الأخبار الطَّالَقَانِیُّ عَنِ الْجَلُودِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَبْسِیِّ (4) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ

ص: 137


1- فی المصدر: كلمة الكفر و الشرك.
2- الكشوث: نبات یلتف علی الشوك و الشجر لا أصل له فی الأرض و لا ورق.
3- مجمع البیان 6: 312 و 313.
4- فی المصدر: عبد اللّٰه بن محمّد الضبی.

هِلَالٍ عَنْ نَائِلِ بْنِ نَجِیحٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كَشَجَرَةٍ طَیِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِی السَّماءِ تُؤْتِی أُكُلَها كُلَّ حِینٍ بِإِذْنِ رَبِّها قَالَ أَمَّا الشَّجَرَةُ فَرَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ فَرْعُهَا عَلِیٌّ علیه السلام وَ غُصْنُ الشَّجَرَةِ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ثَمَرُهَا أَوْلَادُهَا علیهم السلام وَ وَرَقُهَا شِیعَتُنَا ثُمَّ قَالَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ مِنْ شِیعَتِنَا لَیَمُوتُ فَیَسْقُطُ مِنَ الشَّجَرَةِ وَرَقَةٌ وَ إِنَّ الْمَوْلُودَ مِنْ شِیعَتِنَا لَیُولَدُ فَتُورِقُ الشَّجَرَةُ وَرَقَةً (1).

«2»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْأَحْوَلِ عَنْ سَلَّامِ بْنِ الْمُسْتَنِیرِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی مَثَلًا كَلِمَةً طَیِّبَةً الْآیَةَ قَالَ الشَّجَرَةُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَسَبُهُ ثَابِتٌ فِی بَنِی هَاشِمٍ وَ فَرْعُ الشَّجَرَةِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ غُصْنُ الشَّجَرَةِ فَاطِمَةُ علیها السلام وَ ثَمَرَتُهَا الْأَئِمَّةُ مِنْ وُلْدِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ علیهما السلام وَ شِیعَتُهُمْ وَرَقُهَا وَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ مِنْ شِیعَتِنَا لَیَمُوتُ فَتَسْقُطُ مِنَ الشَّجَرَةِ وَرَقَةٌ وَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیُولَدُ فَتُورِقُ الشَّجَرَةُ وَرَقَةً قُلْتُ أَ رَأَیْتَ قَوْلَهُ تُؤْتِی أُكُلَها كُلَّ حِینٍ بِإِذْنِ رَبِّها قَالَ یَعْنِی بِذَلِكَ مَا یُفْتُونَ (2) الْأَئِمَّةُ شِیعَتَهُمْ فِی كُلِّ حَجَّةٍ وَ عُمْرَةٍ مِنَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ (3).

یر، بصائر الدرجات أحمد عن ابن محبوب مثله (4).

«3»-یر، بصائر الدرجات الْخَشَّابُ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ عُذَافِرٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی كَشَجَرَةٍ طَیِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ

ص: 138


1- معانی الأخبار: 113.
2- فی المصدر: ما یفتون به و فیه و فی البصائر: فی كل حج.
3- تفسیر القمّیّ: 345 و 346.
4- بصائر الدرجات: 18. الفاظه هكذا: نسبه ثابت فی بنی هاشم، و عنصر الشجرة فاطمة و فرع الشجرة علی أمیر المؤمنین و اغصان الشجرة و ثمرها الأئمّة و ورق الشجرة الشیعة و ان المولود لیولد فتورق ورقة، و ان الرجل من الشیعة لیموت فتسقط ورقة، قلت: جعلت فداك «تُؤْتِی أُكُلَها كُلَّ حِینٍ بِإِذْنِ رَبِّها» قال: ما یفتی اه.

فَرْعُها فِی السَّماءِ تُؤْتِی أُكُلَها كُلَّ حِینٍ بِإِذْنِ رَبِّها فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا أَصْلُهَا وَ عَلِیٌّ فَرْعُهَا وَ الْأَئِمَّةُ أَغْصَانُهَا وَ عِلْمُنَا ثَمَرُهَا وَ شِیعَتُنَا وَرَقُهَا یَا أَبَا حَمْزَةَ هَلْ تَرَی فِیهَا فَضْلًا قَالَ قُلْتُ لَا وَ اللَّهِ مَا أَرَی فِیهَا فَضْلًا قَالَ فَقَالَ یَا أَبَا حَمْزَةَ وَ اللَّهِ إِنَّ الْمَوْلُودَ یُولَدُ مِنْ شِیعَتِنَا فَتُورِقُ وَرَقَةً مِنْهَا وَ یَمُوتُ فَتَسْقُطُ وَرَقَةٌ مِنْهَا (1).

بیان: قوله هل تری فیها أی فی الشجرة فضلا أی شیئا آخر غیر ما ذكرنا فلا یدخل فی هذه الشجرة الطیبة و لا یلحق بالنبی صلی اللّٰه علیه و آله غیر ما ذكر و المخالفون خارجون منها داخلون فی الشجرة الخبیثة.

«4»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْأَحْوَلِ عَنْ سَلَّامِ بْنِ الْمُسْتَنِیرِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی كَشَجَرَةٍ طَیِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِی السَّماءِ تُؤْتِی أُكُلَها كُلَّ حِینٍ بِإِذْنِ رَبِّها قَالَ الشَّجَرَةُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَسَبُهُ ثَابِتٌ فِی بَنِی هَاشِمٍ وَ فَرْعُ الشَّجَرَةِ عَلِیٌّ وَ عُنْصُرُ الشَّجَرَةِ فَاطِمَةُ وَ أَغْصَانُهَا الْأَئِمَّةُ وَ وَرَقُهَا الشِّیعَةُ وَ إِنَّ الرَّجُلَ لَیَمُوتُ (2) فَتَسْقُطُ مِنْهَا وَرَقَةٌ وَ إِنَّ الْمَوْلُودَ لَیُولَدُ فَتُورِقُ وَرَقَةً قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَوْلُهُ تَعَالَی تُؤْتِی أُكُلَها كُلَّ حِینٍ بِإِذْنِ رَبِّها قَالَ هُوَ مَا یَخْرُجُ مِنَ الْإِمَامِ مِنَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ فِی كُلِّ سَنَةٍ إِلَی شِیعَتِهِ (3).

«5»-یر، بصائر الدرجات مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ وَجَدْتُ بِخَطِّ أَبِی رِوَایَتَهُ (4) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ مَوْلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ (5) عَنْ سُلَیْمَانَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی سِدْرَةِ الْمُنْتَهی (6) قَالَ أَصْلُها ثابِتٌ (7) وَ

ص: 139


1- بصائر الدرجات: 18.
2- فی المصدر: ان الرجل منهم لیموت و فیه: ان المولود منهم لیولد.
3- بصائر الدرجات: 18.
4- فی المصدر: روایة.
5- فی المصدر: مولی عبد اللّٰه.
6- النجم: 14.
7- فی المصدر: و قوله: اصلها ثابت.

فَرْعُها فِی السَّماءِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَذْرُهَا وَ عَلِیٌّ علیه السلام ذِرْوُهَا وَ فَاطِمَةُ فَرْعُهَا وَ الْأَئِمَّةُ أَغْصَانُهَا وَ شِیعَتُهُمْ أَوْرَاقُهَا قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا مَعْنَی الْمُنْتَهَی قَالَ إِلَیْهَا وَ اللَّهِ انْتَهَی الدِّینُ مَنْ لَمْ یَكُنْ مِنَ الشَّجَرَةِ فَلَیْسَ بِمُؤْمِنٍ وَ لَیْسَ لَنَا شِیعَةً (1).

بیان: الجذر بالذال المعجمة بفتح الجیم و كسرها الأصل من كل شی ء و فی بعض النسخ بالدال المهملة جمع الجدار و لعله تصحیف و فی بعضها جذیها و هو أظهر قال الفیروزآبادی الجذیة بالكسر أصل الشجرة و جذی الشی ء بالكسر أصله.

«6»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ الْخَزَّازِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِی السَّماءِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَذْرُهَا (2) وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ذِرْوُهَا وَ فَاطِمَةُ علیها السلام فَرْعُهَا وَ الْأَئِمَّةُ مِنْ ذُرِّیَّتِهَا أَغْصَانُهَا وَ عِلْمُ الْأَئِمَّةِ ثَمَرُهَا وَ شِیعَتُهُمْ وَرَقُهَا فَهَلْ تَرَی فِیهِمْ فَضْلًا فَقُلْتُ لَا فَقَالَ وَ اللَّهِ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَمُوتُ فَتَسْقُطُ وَرَقَةٌ مِنْ تِلْكَ الشَّجَرَةِ وَ إِنَّهُ لَیُولَدُ فَتُورَقُ وَرَقَةٌ فِیهَا فَقُلْتُ قَوْلُهُ تُؤْتِی أُكُلَها كُلَّ حِینٍ بِإِذْنِ رَبِّها فَقَالَ مَا یَخْرُجُ إِلَی النَّاسِ مِنْ عِلْمِ الْإِمَامِ فِی كُلِّ حِینٍ یُسْأَلُ عَنْهُ (3).

فر، تفسیر فرات بن إبراهیم إسماعیل بن إبراهیم بإسناده إلی عمر بن یزید مثله (4)

- شی، تفسیر العیاشی عن ابن یزید مثله (5)

ص: 140


1- بصائر الدرجات: 18.
2- فی نسخة: جذیها.
3- بصائر الدرجات: 18.
4- تفسیر فرات: 79 و 80: فیه النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله جذرها، و أمیر المؤمنین فرعها، و الأئمّة علیهم السلام من ذریتهما اغصانها.
5- تفسیر العیّاشیّ 2: 224. فیه (محمّد بن یزید) و فیه: (رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله اصلها) ثم ذكر مثل ما نقلنا عن تفسیر فرات.

یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَیْفٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ فَتُورَقُ وَرَقَةٌ (1)

«7»- ك، إكمال الدین جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ جَعْفَرٍ الْفَزَارِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْهَاشِمِیِّ عَنْ خَالِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ السَّابِرِیِّ (2) قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِی السَّماءِ قَالَ أَصْلُهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ فَرْعُهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (3) وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ ثَمَرُهَا وَ تِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ أَغْصَانُهَا وَ الشِّیعَةُ وَرَقُهَا وَ اللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ لَیَمُوتُ فَتَسْقُطُ وَرَقَةٌ مِنْ تِلْكَ الشَّجَرَةِ قُلْتُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ تُؤْتِی أُكُلَها كُلَّ حِینٍ قَالَ مَا یَخْرُجُ مِنْ عِلْمِ الْإِمَامِ إِلَیْكُمْ فِی كُلِّ حَجٍّ وَ عُمْرَةٍ (4).

«8»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْحَلَبِیِّ عَنْ زُرَارَةَ وَ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَیِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَیِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِی السَّماءِ قَالَ یَعْنِی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْأَئِمَّةَ مِنْ بَعْدِهِ هُمُ الْأَصْلُ الثَّابِتُ وَ الْفَرْعُ الْوَلَایَةُ لِمَنْ دَخَلَ فِیهَا (5).

یر، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسین بن سعید عن المفضل بن صالح عن محمد الحلبی عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام مثله (6)

ص: 141


1- بصائر الدرجات: 18. فیه: (محمّد بن یزید) و ألفاظه مثل ما نقلنا عن تفسیر فرات الا ان فیه: رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله.
2- فی المصدر: عمر بن صالح السابری.
3- فی المصدر: و فرعها فی السماء أمیر المؤمنین.
4- اكمال الدین: 197 و 198 فیه: (كل حین باذن ربها) و فیه: فی كل سنة من حج و عمرة.
5- تفسیر العیّاشیّ 2: 224.
6- بصائر الدرجات: 18 فیه: قال: النبیّ و الأئمّة هم الأصل الثابت.

بیان: قوله و الفرع الولایة أی هم أصل الشجرة و فرعها ولایة من دخل فی أصل الشجرة فمن تعلق بالفرع وصل إلی الأصل و رفع إلی السماء و یحتمل أن یكون قوله الولایة استئنافا للكلام فالمعنی هم أصل الشجرة و فرعها و الولایة واجبة و لازمة دخل فیها.

«9»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَالِمٍ الْأَشَلِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَیِّبَةً الْآیَةَ قَالَ هَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لِأَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّهِ وَ لِمَنْ عَادَاهُمْ هُوَ مَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِیثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِیثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ (1).

«10»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم إِسْمَاعِیلُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی كَشَجَرَةٍ طَیِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِی السَّماءِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ اللَّهِ جَذْرُهَا وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَرْعُهَا وَ شِیعَتُهُمْ وَرَقُهَا فَهَلْ تَرَی فِیهَا فَضْلًا فَقُلْتُ لَا (2).

«11»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی سَلَمَةَ السَّرَّاجِ (3) قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِی السَّماءِ قَالَ نَحْنُ هُمْ قَالَ قُلْتُ تُؤْتِی أُكُلَها كُلَّ حِینٍ بِإِذْنِ رَبِّها قَالَ یَخْرُجُ مِنَّا بَعْدَ حِینَ فَیُقْتَلُ (4).

«12»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَیْفٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَیْثٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ كَشَجَرَةٍ طَیِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِی السَّماءِ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا أَصْلُهَا (5) وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَرْعُهَا

ص: 142


1- تفسیر العیّاشیّ 2: 225.
2- تفسیر فرات: 79 فیه: و شیعته.
3- فی المصدر: ابی مسكین السراج.
4- تفسیر فرات: 80 و 81 فیه: یخرج الخارج منها.
5- فی المصدر: قال: فقال: رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله أصلها.

وَ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام مِنْ ذُرِّیَّتِهِمَا أَغْصَانُهَا وَ عِلْمُ الْأَئِمَّةِ ثَمَرَتُهَا وَ شِیعَتُهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَرَقُهَا هَلْ فِیهَا فَضْلٌ قَالَ قُلْتُ لَا وَ اللَّهِ قَالَ وَ اللَّهِ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیُولَدُ فَتُورَقُ وَرَقَةٌ فِیهَا وَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَمُوتُ فَیَسْقُطُ وَرَقَةٌ مِنْهَا (1).

«13»-أَقُولُ رُوِیَ فِی الْمُسْتَدْرَكِ مِنْ كِتَابِ الْفِرْدَوْسِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ أَنَا شَجَرَةٌ وَ فَاطِمَةُ حَمْلُهَا وَ عَلِیٌّ لِقَاحُهَا وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ ثَمَرُهَا وَ الْمُحِبُّونَ لِأَهْلِ الْبَیْتِ وَرَقُهَا مِنَ الْجَنَّةِ حَقّاً حَقّاً.

و من كتاب السمعانی، بإسناده عنه مثله (2).

باب 45 أنهم علیهم السلام الهدایة و الهدی و الهادون فی القرآن

«1»-سن، المحاسن بَعْضُ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلی ما هَداكُمْ قَالَ التَّكْبِیرُ التَّعْظِیمُ لِلَّهِ وَ الْهِدَایَةُ الْوَلَایَةُ (3).

«2»-ب، قرب الإسناد ابْنُ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ فِیمَا كَتَبَ الرِّضَا علیه السلام قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِنْ لَمْ یَسْتَجِیبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّما یَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَیْرِ هُدیً مِنَ اللَّهِ یَعْنِی مَنِ اتَّخَذَ دِینَهُ رَأْیَهُ بِغَیْرِ إِمَامٍ مِنْ أَئِمَّةِ الْهُدَی الْخَبَرَ (4).

كا، الكافی العدة عن أحمد بن محمد عن البزنطی مثله (5).

«3»-فس، تفسیر القمی وَ الَّذِینَ جاهَدُوا فِینا لَنَهْدِیَنَّهُمْ سُبُلَنا

فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: هَذِهِ الْآیَةُ لِآلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَشْیَاعِهِمْ (6).

ص: 143


1- أصول الكافی 1: 428.
2- لم نظفر بنسخة المستدرك و لا كتاب الفردوس و لا كتاب السمعانیّ.
3- المحاسن: 142.
4- قرب الإسناد: 152 و 153. و الآیة فی القصص. 50.
5- أصول الكافی 1: 374.
6- تفسیر القمّیّ: 498. و الآیة فی العنكبوت: 69.

بیان: یحتمل أن یكون المراد بیان أكمل أفراد من دخل تحت الآیة الكریمة و كذا فی أكثر الأخبار الواردة فی تلك الأبواب.

«4»-فس، تفسیر القمی وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ یَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ یَعْدِلُونَ فَهَذِهِ الْآیَةُ لآِلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَتْبَاعِهِمْ (1).

«5»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ یَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ یَعْدِلُونَ قَالَ هُمُ الْأَئِمَّةُ (2).

«6»-وَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ عَنْهُ نَحْنُ هُمْ (3).

«7»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ یَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ یَعْدِلُونَ قَالَ یَعْنِی أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (4).

«8»-تَوْضِیحٌ قَالَ الطَّبْرِسِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی تَفْسِیرِ هَذِهِ الْآیَةِ رَوَی ابْنُ جَرِیحٍ (5) عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: هِیَ لِأُمَّتِی بِالْحَقِّ یَأْخُذُونَ وَ بِالْحَقِّ یُعْطُونَ وَ قَدْ أُعْطِیَ الْقَوْمُ بَیْنَ أَیْدِیكُمْ مِثْلَهَا وَ مِنْ قَوْمِ مُوسی أُمَّةٌ یَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ یَعْدِلُونَ (6)

«9»-وَ قَالَ الرَّبِیعُ بْنُ أَنَسٍ قَرَأَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله هَذِهِ الْآیَةَ فَقَالَ إِنَّ مِنْ أُمَّتِی قَوْماً عَلَی الْحَقِّ حَتَّی یَنْزِلَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ (7).

«10»-وَ رَوَی الْعَیَّاشِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَیَفْتَرِقَنَّ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَی ثَلَاثٍ وَ سَبْعِینَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِی النَّارِ إِلَّا فِرْقَةً (8) وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ یَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ یَعْدِلُونَ فَهَذِهِ الَّتِی تَنْجُو (9).

«11»-وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهَما قَالا نَحْنُ هُمْ (10).

«12»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ مُوسَی

ص: 144


1- تفسیر القمّیّ: 231. و الآیة فی الأعراف: 81.
2- تفسیر العیّاشیّ 2: 42 و 43. و الآیة فی الأعراف: 81.
3- تفسیر العیّاشیّ 2: 42 و 43. و الآیة فی الأعراف: 81.
4- تفسیر العیّاشیّ 2: 42 و 43. و الآیة فی الأعراف: 81.
5- فی المصدر: ابن جریج. و هو الصحیح.
6- مجمع البیان 4: 503.
7- مجمع البیان 4: 503.
8- فی المصدر: فرقة واحدة.
9- مجمع البیان 4: 503.
10- مجمع البیان 4: 503.

النُّمَیْرِیِّ عَنْ عَلَاءِ بْنِ سَیَابَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ یَهْدِی لِلَّتِی هِیَ أَقْوَمُ قَالَ یَهْدِی إِلَی الْإِمَامِ (1).

بیان: أی طریقة الإمام و ملته هی الأقوم.

«13»-شی، تفسیر العیاشی عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ یَهْدِی لِلَّتِی هِیَ أَقْوَمُ قَالَ یَهْدِی إِلَی الْوَلَایَةِ (2).

«14»-وَ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ قَالَ یَهْدِی إِلَی الْإِمَامِ (3).

«15»-فس، تفسیر القمی فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لا یَهِدِّی إِلَّا أَنْ یُهْدی فَما لَكُمْ كَیْفَ تَحْكُمُونَ فَأَمَّا مَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ فَهُوَ مُحَمَّدٌ وَ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَمَّا مَنْ لَا یَهِدِّی إِلَّا أَنْ یُهْدَی فَهُوَ (4) مَنْ خَالَفَ مِنْ قُرَیْشٍ وَ غَیْرِهِمْ أَهْلَ بَیْتِهِ مِنْ بَعْدِهِ (5).

بیان: هذه الآیة من أعظم الدلالة علی إمامة أئمتنا علیهم السلام لمن كان له قلب أو ألقی السمع و هو شهید للاتفاق علی فضلهم و كونهم فی كل زمان أعلم أهل زمانهم لا سیما أمیر المؤمنین علیه السلام فإن أعلمیته أشهر من أن ینكر.

«16»-شی، تفسیر العیاشی عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ هِلَالٍ عَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّ رَجُلًا أَتَی عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ وَ هُوَ بِالسِّبَالَةِ (6) فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَجِّ فَقَالَ هَذَاكَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَدْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِهَذَا فَاسْأَلْهُ فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ إِلَی جَعْفَرٍ علیه السلام فَسَأَلَهُ فَقَالَ لَهُ قَدْ رَأَیْتُكَ وَاقِفاً عَلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَمَا قَالَ لَكَ قَالَ سَأَلْتُهُ فَأَمَرَنِی أَنْ آتِیَكَ وَ قَالَ هَذَاكَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَدْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِهَذَا فَقَالَ جَعْفَرٌ علیه السلام نَعَمْ أَنَا مِنَ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ

ص: 145


1- بصائر الدرجات: 141. و الآیة فی الاسراء: 9.
2- تفسیر العیّاشیّ 2: 282 و 283. و الآیة فی الاسراء: 9 و الآیة مذكورة فی الحدیث الثانی و اسقطه المصنّف للاختصار.
3- تفسیر العیّاشیّ 2: 282 و 283. و الآیة فی الاسراء: 9 و الآیة مذكورة فی الحدیث الثانی و اسقطه المصنّف للاختصار.
4- فی المصدر: فهم من خالف.
5- تفسیر القمّیّ: 287. و الآیة فی یونس: 35.
6- فی المصدر: (و هو امام بالسبالة) قال الفیروزآبادی: بنو سبالة: قبیلة. و سبال ككتاب: موضع بین البصرة و المدینة.

أُولئِكَ الَّذِینَ هَدَی اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ سَلْ عَمَّا شِئْتَ فَسَأَلَهُ الرَّجُلُ فَأَنْبَأَهُ عَنْ جَمِیعِ مَا سَأَلَهُ (1).

«17»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ یَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ یَعْدِلُونَ قَالَ هُمُ الْأَئِمَّةُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ (2).

قب، المناقب لابن شهرآشوب ابن سنان مثله (3)

یر، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن صفوان عن ابن مسكان عن محمد بن حمران (4) عن أبی علیه السلام مثله (5).

«18»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی الْجُمْهُورُ عَنْ أَبِی نُعَیْمٍ وَ ابْنِ مَرْدَوَیْهِ بِإِسْنَادِهِمَا عَنْ زَاذَانَ (6) عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: تَفْتَرِقُ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَی ثَلَاثٍ وَ سَبْعِینَ فِرْقَةً اثْنَتَانِ وَ سَبْعُونَ فِی النَّارِ وَ وَاحِدَةٌ فِی الْجَنَّةِ وَ هُمُ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ یَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ یَعْدِلُونَ وَ هُمْ أَنَا وَ شِیعَتِی (7).

«19»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أُمَیَّةَ بْنِ عَلِیٍّ الْقَیْسِیِّ عَنْ أَبِی السَّفَاتِجِ (8) عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ

ص: 146


1- تفسیر العیّاشیّ 1: 368 و 369 و الآیة فی الانعام: 90.
2- أصول الكافی 1: 414. و الآیة فی الأعراف: 81.
3- مناقب آل أبی طالب 3: 505.
4- فی المصدر: ابن مسكان عن الحجر عن حمران أقول: لعل الظاهر أنّه حجر بن زائدة بقرینة روایة ابن مسكان عنه.
5- بصائر الدرجات: 11.
6- فی المصدر: باسنادهما عن رجاله عن زاذان.
7- كنز الفوائد: 96.
8- لم نجد هذا عجالة فی المصدر و الموجود فیه معلی بن محمّد عن أحمد بن محمّد عن ابن هلال عن أبیه عن ابی السفاتج و رواه فی البرهان بالفاظ المتن الا ان فیه: أحمد بن هلال عن أبیه عن علی القینی و فیه تصحیف ظاهر.

وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِیَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ (1) قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ دُعِیَ بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ بِالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ علیه السلام فَیُنْصَبُونَ لِلنَّاسِ فَإِذَا رَأَتْهُمْ شِیعَتُهُمْ قَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِیَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ یَعْنِی إِلَی وَلَایَتِهِمْ (2).

«20»-قب، المناقب لابن شهرآشوب مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ أَبُو الْجَارُودِ وَ أَبُو الصَّبَّاحِ الْكِنَانِیُّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام وَ أَبُو حَمْزَةَ عَنِ السَّجَّادِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی ثُمَّ اهْتَدی (3) إِلَیْنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (4).

«21»-وَ عَنْ زَیْنِ الْعَابِدِینَ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ مِمَّنْ هَدَیْنا وَ اجْتَبَیْنا نَحْنُ عُنِینَا بِهَا (5).

«22»-وَ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ الَّذِینَ جاهَدُوا فِینا لَنَهْدِیَنَّهُمْ سُبُلَنا قَالَ نَحْنُ هُمْ (6).

«23»-وَ عَنْهُ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لا یَهِدِّی إِلَّا أَنْ یُهْدی قَالَ نَزَلَتْ فِینَا (7).

«24»-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَجُلٌ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی فَمَنِ اتَّبَعَ هُدایَ فَلا یَضِلُّ وَ لا یَشْقی قَالَ مَنْ قَالَ بِالْأَئِمَّةِ علیهم السلام وَ اتَّبَعَ أَمْرَهُمْ وَ لَمْ یَجُزْ عَنْ طَاعَتِهِمْ (8).

بیان: الآیة فی طه هكذا قالَ اهْبِطا مِنْها جَمِیعاً (9) ... فَإِمَّا یَأْتِیَنَّكُمْ مِنِّی

ص: 147


1- الأعراف: 43.
2- أصول الكافی 1: 418 فیه: یعنی هدانا اللّٰه فی ولایة أمیر المؤمنین و الأئمّة من ولده علیهم السلام أقول: یحتمل قویا أن یكون هذا خبرا آخر، لذكره هذا بعد ذلك تحت الرقم: 41.
3- لعله الآیة: 82 من طه.
4- مناقب آل أبی طالب 3: 273. و الآیة الثانیة فی مریم: 58.
5- مناقب آل أبی طالب 3: 273. و الآیة الثانیة فی مریم: 58.
6- مناقب آل أبی طالب 2: 485. و الآیة فی العنكبوت: 69.
7- مناقب آل أبی طالب 3: 504 و 505 و الآیتان فی یونس: 25 و طه: 123.
8- مناقب آل أبی طالب 3: 504 و 505 و الآیتان فی یونس: 25 و طه: 123.
9- بل هكذا: (جمیعا بعضكم لبعض عدو فاما) و لعلّ السقط من النسّاخ.

هُدیً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدایَ فالمراد بالهدی الرسول و الكتاب النازلان فی كل أمة و اتباع الهدی إنما هم بمتابعة أوصیائهم و مصداقه فی هذه الأمة الأئمة علیهم السلام و متابعتهم فمن قال بهم و لم یتجاوز عن طاعتهم فَلا یَضِلُّ فی الدنیا عن طریق الحق وَ لا یَشْقی فی الآخرة بالعذاب و الهدی مصدر بمعناه أو بمعنی الفاعل للمبالغة.

«25»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ بُرَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ یَسْجُدُ فِی سُورَةِ مَرْیَمَ حِینَ یَقُولُ (1) وَ مِمَّنْ هَدَیْنا وَ اجْتَبَیْنا إِذا تُتْلی عَلَیْهِمْ آیاتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَ بُكِیًّا وَ یَقُولُ نَحْنُ عُنِینَا بِذَلِكَ وَ نَحْنُ أَهْلُ الْجَبْوَةِ وَ الصَّفْوَةِ (2).

«26»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ الْبَلْخِیِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ الْحُرِّ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ إِنِّی لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدی قَالَ إِلَی وَلَایَتِنَا (3).

«27»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْمُنَخَّلِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنِّی لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدی قَالَ إِلَی وَلَایَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (4).

«28»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی ثُمَّ اهْتَدی قَالَ اهْتَدَی إِلَیْنَا (5).

ص: 148


1- فی المصدر: و یقول.
2- كنز الفوائد: 152. و الآیة فی مریم، 58.
3- كنز الفوائد، 158. و 175 (من النسخة الرضویة) و الآیة فی طه: 82.
4- كنز الفوائد، 158. و 175 (من النسخة الرضویة) و الآیة فی طه: 82.
5- لم نجده فی تفسیر القمّیّ، نعم ذكره الشولستانی فی كنز الفوائد: 158 عن علی ابن إبراهیم و لعلّ المصنّف اعتمد علی نقله، او زید الرمز من قبل النسّاخ.

«29»-بَیَانٌ قَالَ الطَّبْرِسِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ لِمَنْ تابَ مِنَ الشِّرْكِ وَ آمَنَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ عَمِلَ صالِحاً أَیْ أَدَّی الْفَرَائِضَ ثُمَّ اهْتَدی أَیْ ثُمَّ لَزِمَ الْإِیمَانَ إِلَی أَنْ یَمُوتَ وَ اسْتَمَرَّ عَلَیْهِ وَ قِیلَ ثُمَّ لَمْ یَشُكَّ فِی إِیمَانِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ قِیلَ ثُمَّ أَخَذَ بِسُنَّةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَمْ یَسْلُكْ سَبِیلَ الْبِدَعِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَیْضاً-

وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ علیهما السلام ثُمَّ اهْتَدی إِلَی وَلَایَتِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَوَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ رَجُلًا عَبَدَ اللَّهَ عُمُرَهُ مَا بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ ثُمَّ مَاتَ وَ لَمْ یَجِئْ بِوَلَایَتِنَا لَأَكَبَّهُ اللَّهُ فِی النَّارِ عَلَی وَجْهِهِ.

رَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسْكَانِیُّ بِإِسْنَادِهِ وَ أَوْرَدَهُ الْعَیَّاشِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ مِنْ عِدَّةِ طُرُقٍ (1).

«30»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْعَلَوِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ دَاوُدَ النَّجَّارِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام أَنَّهُ سَأَلَ أَبَاهُ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدایَ فَلا یَضِلُّ وَ لا یَشْقی قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَیُّهَا النَّاسُ اتَّبِعُوا هُدَی اللَّهِ تَهْتَدُوا وَ تَرْشُدُوا وَ هُوَ هُدَایَ هُدَی هَذَا عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (2) فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاهُ فِی حَیَاتِی وَ بَعْدَ مَوْتِی فَقَدِ اتَّبَعَ هُدَایَ وَ مَنِ اتَّبَعَ هُدَایَ فَقَدِ اتَّبَعَ هُدَی اللَّهِ وَ مَنِ اتَّبَعَ هُدَی اللَّهِ فَلَا یَضِلُّ وَ لَا یَشْقَی قَالَ وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِی فَإِنَّ لَهُ مَعِیشَةً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ أَعْمی إِلَی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ كَذلِكَ نَجْزِی مَنْ أَسْرَفَ فِی عَدَاوَةِ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَمْ یُؤْمِنْ بِآیاتِ رَبِّهِ وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَ أَبْقی ثُمَّ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَ فَلَمْ یَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ یَمْشُونَ فِی مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِأُولِی النُّهی وَ هُمُ الْأَئِمَّةُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَ مَا كَانَ فِی الْقُرْآنِ مِثْلَهَا (3).

بیان: قوله و ما كان فی القرآن مثلها أی كل ما كان فی القرآن من

ص: 149


1- مجمع البیان 7: 23.
2- فی المصدر: و هدی علیّ بن أبی طالب و فی نسخة اخری. و هو هدای، و هدای هدی علیّ بن أبی طالب.
3- كنز الفوائد: 160 و 161. و الآیات فی طه: 123- 128.

أولی النهی و أولی الألباب و أمثالها فهی إشارة إلی الأئمة علیهم السلام.

«31»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ السَّیَّارِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی فَمَنِ اتَّبَعَ هُدایَ فَلا یَضِلُّ وَ لا یَشْقی قَالَ مَنْ قَالَ بِالْأَئِمَّةِ وَ اتَّبَعَ أَمْرَهُمْ وَ لَمْ یَخُنْ طَاعَتَهُمْ (1).

«32»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سُئِلَ الْبَاقِرُ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِیِّ وَ مَنِ اهْتَدی قَالَ اهْتَدَی إِلَی وَلَایَتِنَا (2).

«33»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَشَّارٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِیِّ وَ مَنِ اهْتَدی قَالَ عَلِیٌّ صَاحِبُ الصِّرَاطِ السَّوِیِّ وَ مَنِ اهْتَدَی أَیْ إِلَی وَلَایَتِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (3).

«34»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْعَلَوِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ دَاوُدَ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ (4) عَزَّ وَ جَلَّ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِیِّ وَ مَنِ اهْتَدی قَالَ الصِّرَاطُ السَّوِیُّ هُوَ الْقَائِمُ علیه السلام وَ الْهُدَی مَنِ اهْتَدَی إِلَی طَاعَتِهِ وَ مِثْلُهَا فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنِّی لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدی قَالَ إِلَی وَلَایَتِنَا (5).

«35»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْخَثْعَمِیِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الَّذِینَ جاهَدُوا فِینا لَنَهْدِیَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِینَ قَالَ نَزَلَتْ فِینَا (6).

ص: 150


1- أصول الكافی 1: 414 فیه: (و لم یجز) أقول: روی مثله أیضا فی البصائر: 5.
2- كنز الفوائد: 162 و الآیتان فی طه: 82 و 135.
3- كنز الفوائد: 162 و الآیتان فی طه: 82 و 135.
4- فی المصدر: قال: سألت ابی عن قول اللّٰه.
5- كنز الفوائد: 162 و الآیتان فی طه: 82 و 135.
6- كنز الفوائد: 223. فیه: نزلت فینا أهل البیت.

ختص، الإختصاص مرسلا مثله (1).

«36»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ حُصَیْنِ بْنِ مُخَارِقٍ (2) عَنْ مُسْلِمٍ الْحَذَّاءِ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الَّذِینَ جاهَدُوا فِینا لَنَهْدِیَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِینَ قَالَ نَحْنُ هُمْ (3) قُلْتُ وَ إِنْ لَمْ تَكُونُوا وَ إِلَّا فَمَنْ (4).

«37»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْأَحْمَسِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ الَّذِینَ جاهَدُوا فِینا لَنَهْدِیَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِینَ قَالَ نَزَلَتْ فِینَا أَهْلَ الْبَیْتِ (5).

«38»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْفَزَارِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ خَیْثَمَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی (6) أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ لِی یَا خَیْثَمَةُ (7) إِنَّ شِیعَتَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ یُقْذَفُ فِی قُلُوبِهِمُ الْحُبُّ لَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُلْهَمُونَ حُبَّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ إِنَّ الرَّجُلَ یُحِبُّنَا وَ یَحْتَمِلُ مَا یَأْتِیهِ مِنْ فَضْلِنَا وَ لَمْ یَرَنَا وَ لَمْ یَسْمَعْ كَلَامَنَا لِمَا یُرِیدُ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْخَیْرِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی وَ الَّذِینَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدیً وَ آتاهُمْ تَقْواهُمْ یَعْنِی مَنْ لَقِیَنَا وَ سَمِعَ كَلَامَنَا زَادَهُ اللَّهُ هُدًی عَلَی هُدَاهُ (8).

«39»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ مِنْ قَوْمِ مُوسی أُمَّةٌ یَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ یَعْدِلُونَ قَالَ قَوْمُ مُوسَی هُمْ أَهْلُ الْإِسْلَامِ (9).

ص: 151


1- الاختصاص: 127 و الآیة فی العنكبوت. 69.
2- فی المصدر: عن أحمد بن الحسن عن أبیه عن حصین بن مخارق.
3- سقط عن نسخة الكمبانیّ من هنا إلی قطعة من الحدیث الآتی: قوله: قلت اه. لعله من كلام مسلم، أو الشولستانی.
4- كنز الفوائد: 223.
5- تفسیر فرات: 118.
6- فی المصدر: محمّد بن الحسین بن علی.
7- بضم الخاء و سكون الیاء و فتح الثاء.
8- تفسیر فرات: 158 فیه: علی هداه و الآیة فی محمد. 17.
9- تفسیر العیّاشیّ 2: 31 و 32 و الآیة فی الأعراف: 159.

بیان: لعل مراده أن نظیره جار فیهم أو إنما هم ذكر فی الآیة تمثیلا لحال هذه الأمة كما أومأنا إلیه مرارا.

«40»-شی، تفسیر العیاشی عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ فِی قَوْلِهِ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَیْنا وَ ما أُنْزِلَ إِلی إِبْراهِیمَ وَ إِسْماعِیلَ وَ إِسْحاقَ وَ یَعْقُوبَ وَ الْأَسْباطِ أَمَّا قَوْلُهُ قُولُوا فَهُمْ آلُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَوْلُهُ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا فَهُمْ سَائِرُ النَّاسِ (1).

«41»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ سَلَّامٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَیْنا قَالَ عَنَی بِذَلِكَ عَلِیّاً وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ فَاطِمَةَ وَ جَرَتْ بَعْدَهُمْ فِی الْأَئِمَّةِ قَالَ ثُمَّ رَجَعَ الْقَوْلُ مِنَ اللَّهِ فِی النَّاسِ فَقَالَ فَإِنْ آمَنُوا یَعْنِی النَّاسَ بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ یَعْنِی عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ الْأَئِمَّةَ مِنْ بَعْدِهِمْ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَ إِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِی شِقاقٍ (2).

«42»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ هِلَالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی السَّفَاتِجِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِیَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ فَقَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ دُعِیَ بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ بِالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ علیهم السلام فَیُنْصَبُونَ لِلنَّاسِ فَإِذَا رَأَتْهُمْ شِیعَتُهُمْ قَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِیَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ یَعْنِی هَدَانَا اللَّهُ فِی وَلَایَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ علیهم السلام (3).

«43»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَیْرِ هُدیً مِنَ اللَّهِ قَالَ هُوَ مَنْ یَتَّخِذُ دِینَهُ بِرَأْیِهِ بِغَیْرِ هُدَی إِمَامٍ مِنَ اللَّهِ مِنْ أَئِمَّةِ الْهُدَی (4).

یر، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسین بن سعید عن النضر بن سوید عن القاسم بن سلیمان مثله (5).

ص: 152


1- تفسیر العیّاشیّ 1، 61 و 62 و الآیتان فی البقرة، 136 و 137.
2- تفسیر العیّاشیّ 1، 61 و 62 و الآیتان فی البقرة، 136 و 137.
3- أصول الكافی 1، 418 و الآیة فی الأعراف: 43.
4- كنز الفوائد، 217.
5- بصائر الدرجات، 5 و الآیة فی القصص، 50: و توجد روایات اخری بمعناها فی البصائر، 5. راجع.

باب 46 أنهم علیهم السلام خیر أمة و خیر أئمة أخرجت للناس و أن الإمام فی كتاب اللّٰه تعالی إمامان

«1»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: فِی قِرَاءَةِ عَلِیٍّ علیه السلام كُنْتُمْ خَیْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ قَالَ هُمْ آلُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (1).

«2»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: إِنَّمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْأَوْصِیَاءِ خَاصَّةً فَقَالَ أَنْتُمْ (2) خَیْرُ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ هَكَذَا وَ اللَّهِ نَزَلَ بِهَا جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ مَا عَنَی بِهَا إِلَّا مُحَمَّداً وَ أَوْصِیَاءَهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ (3).

«3»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی عَمْرٍو الزُّبَیْرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ كُنْتُمْ خَیْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ (4) قَالَ یَعْنِی الْأُمَّةَ الَّتِی وَجَبَتْ لَهَا دَعْوَةُ إِبْرَاهِیمَ فَهُمُ الْأُمَّةُ الَّتِی بَعَثَ اللَّهُ فِیهَا وَ مِنْهَا وَ إِلَیْهَا وَ هُمُ الْأُمَّةُ الْوُسْطَی وَ هُمْ خَیْرُ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ (5).

«4»-فس، تفسیر القمی فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ یَدْعُونَ إِلَی الْخَیْرِ فَهَذِهِ لِآلِ مُحَمَّدٍ وَ مَنْ تَابَعَهُمْ یَدْعُونَ إِلَی الْخَیْرِ وَ یَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ (6)

«5»-أَقُولُ قَالَ الطَّبْرِسِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ یُرْوَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ لْتَكُنْ

ص: 153


1- تفسیر العیّاشیّ 1: 195 و الآیة فی آل عمران: 110.
2- فی المصدر: كنتم.
3- تفسیر العیّاشیّ 1: 195 و الآیة فی آل عمران: 110.
4- زاد فی المصدر: تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر.
5- تفسیر العیّاشیّ 1: 195 و الآیة فی آل عمران: 110.
6- تفسیر القمّیّ: 98 و الآیة فی آل عمران: 104.

مِنْكُمْ أَئِمَّةٌ وَ كُنْتُمْ خَیْرَ أَئِمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ (1).

«6»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَرَأْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كُنْتُمْ خَیْرَ أُمَّةٍ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام خَیْرَ أُمَّةٍ تَقْتُلُونَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ علیهم السلام فَقَالَ الْقَارِی جُعِلْتُ فِدَاكَ كَیْفَ نَزَلَتْ فَقَالَ نَزَلَتْ أَنْتُمْ (2) خَیْرُ أَئِمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ أَ لَا تَرَی مَدْحَ اللَّهِ لَهُمْ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ (3).

«7»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی عَمْرٍو الزُّبَیْرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ أَخْبِرْنِی عَنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ هُمْ قَالَ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ بَنُو هَاشِمٍ خَاصَّةً قُلْتُ فَمَا الْحُجَّةُ فِی أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُمْ أَهْلُ بَیْتِهِ الَّذِینَ ذَكَرْتَ دُونَ غَیْرِهِمْ قَالَ قَوْلُ اللَّهِ وَ إِذْ یَرْفَعُ إِبْراهِیمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَیْتِ وَ إِسْماعِیلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ رَبَّنا وَ اجْعَلْنا مُسْلِمَیْنِ لَكَ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَ أَرِنا مَناسِكَنا وَ تُبْ عَلَیْنا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ (4) فَلَمَّا أَجَابَ اللَّهُ إِبْرَاهِیمَ وَ إِسْمَاعِیلَ وَ جَعَلَ مِنْ ذُرِّیَّتِهِمَا أُمَّةً مُسْلِمَةً وَ بَعَثَ فِیهَا رَسُولًا مِنْهَا یَعْنِی مِنْ تِلْكَ الْأُمَّةِ یَتْلُوا عَلَیْهِمْ آیاتِهِ وَ یُزَكِّیهِمْ وَ یُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ رَدِفَ إِبْرَاهِیمُ دَعْوَتَهُ الْأُولَی بِدَعْوَتِهِ الْأُخْرَی فَسَأَلَ لَهُمْ تَطْهِیرَهُمْ مِنَ الشِّرْكِ وَ مِنْ عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ لِیَصِحَّ أَمْرُهُ فِیهِمْ وَ لَا یَتَّبِعُوا غَیْرَهُمْ فَقَالَ وَ اجْنُبْنِی وَ بَنِیَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِیراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی وَ مَنْ عَصانِی فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِیمٌ (5) فَهَذِهِ دَلَالَةُ أَنَّهُ لَا تَكُونُ الْأَئِمَّةُ وَ الْأُمَّةُ الْمُسْلِمَةُ الَّتِی بَعَثَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا مِنْ ذُرِّیَّةِ إِبْرَاهِیمَ لِقَوْلِهِ وَ اجْنُبْنِی وَ بَنِیَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ (6).

ص: 154


1- مجمع البیان 2: 484.
2- فی المصدر: قال نزلت كنتم.
3- تفسیر القمّیّ 99- 100 و الآیة فی آل عمران: 110.
4- البقرة: 127 و 128.
5- إبراهیم: 35 و 36.
6- تفسیر العیّاشیّ 1: 60 و 61 فیه: فهذه دلالة علی انه.

«8»-قب، المناقب لابن شهرآشوب أَبُو حَمْزَةَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام كُنْتُمْ خَیْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ قَالَ نَحْنُ هُمْ (1).

«9»-عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام وَ إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً قَالَ آلُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (2).

بیان: قال الطبرسی رحمه اللّٰه أی هذا دینكم دین واحد و قیل معناه جماعة واحدة فی أنها مخلوقة مملوكة لله تعالی و قیل معناه هؤلاء الذین تقدم ذكرهم من الأنبیاء فریقكم الذین یلزمكم الاقتداء بهم فی حال اجتماعهم علی الحق انتهی. (3)

أقول: علی تأویله علیه السلام المراد بالأمة الأئمة علیهم السلام و قیل المخاطب بها هم علیهم السلام فإن شیعتهم علی طریق واحدة و الأول أظهر.

«10»-قب، المناقب لابن شهرآشوب عَنْ جَابِرٍ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: خَیْرَ أُمَّةٍ یَعْنِی أَهْلَ بَیْتِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله (4).

«11»-وَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ أَهْلُ بَیْتِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله خَیْرُ أَهْلِ بَیْتٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ علیه السلام (5).

«12»-قب، المناقب لابن شهرآشوب قَرَأَ الْبَاقِرُ علیه السلام أَنْتُمْ خَیْرُ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ بِالْأَلِفِ إِلَی آخِرِ الْآیَةِ نَزَلَ بِهَا جَبْرَئِیلُ وَ مَا عَنَی بِهَا إِلَّا مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیّاً وَ الْأَوْصِیَاءَ مِنْ وُلْدِهِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ (6).

«13»-فس، تفسیر القمی حُمَیْدُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ طَلْحَةَ بْنِ

ص: 155


1- مناقب آل أبی طالب 3: 274. قد سقط الحدیث عن هذه الطبعة راجع طبعة قم 4: 130.
2- مناقب آل أبی طالب 3: 174. و الآیة فی الأنبیاء: 92.
3- مجمع البیان 7: 62.
4- مناقب آل أبی طالب 3: 274 فیه: خیر أهل بیت.
5- مناقب آل أبی طالب 3: 274 فیه: اخرج.
6- مناقب آل أبی طالب 3: 170.

زَیْدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام قَالَ: الْأَئِمَّةُ فِی كِتَابِ اللَّهِ إِمَامَانِ (1) قَالَ اللَّهُ وَ جَعَلْنا (2) مِنْهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَا بِأَمْرِ النَّاسِ یُقَدِّمُونَ أَمْرَ اللَّهِ قَبْلَ أَمْرِهِمْ وَ حُكْمَ اللَّهِ قَبْلَ حُكْمِهِمْ قَالَ وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً یَدْعُونَ إِلَی النَّارِ یُقَدِّمُونَ أَمْرَهُمْ قَبْلَ أَمْرِ اللَّهِ وَ حُكْمَهُمْ قَبْلَ حُكْمِ اللَّهِ وَ یَأْخُذُونَ بِأَهْوَائِهِمْ خِلَافاً لِمَا فِی كِتَابِ اللَّهِ (3).

یر، بصائر الدرجات محمد بن الحسین مثله (4)

- ختص، الإختصاص ابن الولید عن الصفار عن ابن عیسی عن محمد بن سنان عن طلحة (5)

مثله بیان لا ینافی كون سابق آیة المدح ذكر موسی و بنی إسرائیل و فی موضع آخر ذكر سائر الأنبیاء و كون سابق آیة الذم ذكر فرعون و جنوده و كون الأولی فی الأئمة و الثانیة فی أعدائهم لما مر مرارا أن اللّٰه تعالی إنما ذكر القصص فی القرآن تنبیها لهذه الأمة و إشارة لمن وافق السعداء من الماضین و إنذارا لمن تبع الأشقیاء من الأولین فظواهر الآیات فی الأولین و بواطنها فی أشباههم من الآخرین كما ورد أن فرعون و هامان و قارون كنایة عن الغاصبین الثلاثة فإنهم نظراء هؤلاء فی هذه الأمة و إن الأول و الثانی عجل هذه الأمة و سامریها مع أن فی القرآن الكریم یكون صدر الآیة فی جماعة و آخرها فی آخرین.

«14»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَیْدٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بِغَیْرِ هَذَا الْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ إِلَی طَلْحَةَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَرَأْتُ فِی كِتَابِ أَبِی الْأَئِمَّةُ فِی كِتَابِ اللَّهِ إِمَامَانِ إِمَامُ هُدًی وَ إِمَامُ ضَلَالٍ فَأَمَّا أَئِمَّةُ الْهُدَی فَیُقَدِّمُونَ أَمْرَ اللَّهِ قَبْلَ أَمْرِهِمْ وَ حُكْمَ اللَّهِ قَبْلَ حُكْمِهِمْ وَ أَمَّا أَئِمَّةُ الضَّلَالِ فَإِنَّهُمْ یُقَدِّمُونَ أَمْرَهُمْ قَبْلَ أَمْرِ اللَّهِ وَ حُكْمَهُمْ قَبْلَ

ص: 156


1- فی المصدر: امامان: امام عدل و امام جور.
2- فی الاختصاص و البصائر: و جعلناهم فعلیهما فالآیة فی الأنبیاء: 73.
3- تفسیر القمّیّ: 513. و الآیة الأولی فی السجدة: 44. و الثانیة فی القصص: 41.
4- بصائر الدرجات: 10.
5- الاختصاص: 21.

حُكْمِ اللَّهِ اتِّبَاعاً لِأَهْوَائِهِمْ وَ خِلَافاً لِمَا فِی الْكِتَابِ (1).

«15»-یر، بصائر الدرجات بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ الدُّنْیَا لَا تَكُونُ إِلَّا وَ فِیهَا إِمَامَانِ بَرٌّ وَ فَاجِرٌ فَالْبَرُّ الَّذِی قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَمَّا الْفَاجِرُ فَالَّذِی قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً یَدْعُونَ إِلَی النَّارِ وَ یَوْمَ الْقِیامَةِ لا یُنْصَرُونَ (2).

«16»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا یُصْلِحُ النَّاسَ إِلَّا إِمَامٌ عَادِلٌ وَ إِمَامٌ فَاجِرٌ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ قَالَ وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً یَدْعُونَ إِلَی النَّارِ (3).

«17»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ الْأَعْمَشِ (4) عَنْ أَبِی صَادِقٍ عَنْ رَبِیعَةَ بْنِ نَاجِدٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: الْأَئِمَّةُ مِنْ قُرَیْشٍ أَبْرَارُهَا أَئِمَّةُ أَبْرَارِهَا وَ فُجَّارُهَا أَئِمَّةُ فُجَّارِهَا ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً یَدْعُونَ إِلَی النَّارِ وَ یَوْمَ الْقِیامَةِ لا یُنْصَرُونَ (5).

«18»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنِ الْحُسَیْنِ (6) بْنِ جَعْفَرِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَیْدٍ الْفَارِسِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً قَالَ نَحْنُ الْأُمَّةُ الْوَسَطُ وَ نَحْنُ شُهَدَاءُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ وَ حُجَّتُهُ فِی أَرْضِهِ (7).

«19»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْفَزَارِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ الْهَاشِمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا قَالَ نَزَلَتْ

ص: 157


1- بصائر الدرجات: 10.
2- بصائر الدرجات: 10.
3- بصائر الدرجات: 10.
4- فی المصدر: الاعمی.
5- بصائر الدرجات: 10.
6- فی المصدر: الحسن.
7- تفسیر فرات: 13. ذكر الآیة بتمامها، و هی فی سورة البقرة: 143.

فِی وُلْدِ فَاطِمَةَ علیها السلام (1).

«20»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ طَلْحَةَ الْخُرَاسَانِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً قَالَ علیه السلام نَزَلَتْ فِی وُلْدِ فَاطِمَةَ عَلَیْهَا السَّلَامُ خَاصَّةً وَ جَعَلَ اللَّهُ مِنْهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِهِ (2).

«21»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْفَزَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَعْنِی الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ یُوحَی إِلَیْهِمْ بِالرَّوْحِ فِی صُدُورِهِمْ (3).

«22»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُخَارِقٍ عَنْ أَبِی الْوَرْدِ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً قَالَ آلُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (4).

«23»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسَدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هِلَالٍ الْأَحْمَسِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ وَهْبٍ الْعَبْسِیِّ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فِی وُلْدِ فَاطِمَةَ خَاصَّةً وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَ كانُوا بِآیاتِنا یُوقِنُونَ (5).

«24»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنِ ابْنِ شَمُّونٍ عَنِ الْأَصَمِّ عَنِ الْبَطَلِ عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقْرَأُ وَ كُلَّ شَیْ ءٍ أَحْصَیْناهُ فِی إِمامٍ مُبِینٍ قَالَ فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (6).

ص: 158


1- تفسیر فرات: 120 و 121 و الآیة فی السجدة: 24.
2- تفسیر فرات: 120 و 121 و الآیة فی السجدة: 24.
3- كنز الفوائد: 164 و 165.
4- كنز الفوائد: 180 و الآیة فی سورة المؤمنون: 52.
5- كنز الفوائد: 229.
6- كنز الفوائد: 255. و الآیة فی یس: 12.

باب 47 أن السلم الولایة و هم و شیعتهم أهل الاستسلام و التسلیم

«1»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِی السِّلْمِ كَافَّةً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّیْطانِ قَالَ أَ تَدْرِی مَا السِّلْمُ قَالَ قُلْتُ أَنْتَ أَعْلَمُ قَالَ وَلَایَةُ عَلِیٍّ وَ الْأَئِمَّةِ الْأَوْصِیَاءِ مِنْ بَعْدِهِ علیهم السلام قَالَ وَ خُطُوَاتُ الشَّیْطَانِ وَ اللَّهِ وَلَایَةُ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ (1).

«2»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ زُرَارَةَ وَ حُمْرَانَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالُوا سَأَلْنَاهُمَا عَنْ قَوْلِ اللَّهِ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِی السِّلْمِ كَافَّةً قَالَ أُمِرُوا بِمَعْرِفَتِنَا (2).

«3»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِی السِّلْمِ كَافَّةً قَالَ السِّلْمُ هُمْ آلُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَرَ اللَّهُ بِالدُّخُولِ فِیهِ (3).

«4»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْكَلْبِیِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام فِی قَوْلِهِ ادْخُلُوا فِی السِّلْمِ كَافَّةً هُوَ وَلَایَتُنَا (4).

«5»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها فَسُئِلَ مَا السِّلْمُ قَالَ الدُّخُولُ فِی أَمْرِكَ (5).

بیان: قال الطبرسی رحمه اللّٰه ادْخُلُوا فِی السِّلْمِ أی فی الإسلام و قیل فی الطاعة و هذا أعم و یدخل فیه ما رواه أصحابنا من أن المراد به الدخول فی الولایة كافة أی ادخلوا جمیعا فی الاستسلام و الطاعة (6) وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ

ص: 159


1- تفسیر العیّاشیّ 1: 102 و الآیة فی البقرة: 208.
2- تفسیر العیّاشیّ 1: 102 و الآیة فی البقرة: 208.
3- تفسیر العیّاشیّ 1: 102 و الآیة فی البقرة: 208.
4- تفسیر العیّاشیّ 1: 102 و الآیة فی البقرة: 208.
5- تفسیر العیّاشیّ 2: 66. و الآیة فی سورة الأنفال: 61، و الحدیث قد سقط هنا عن نسخة الكمبانیّ. و أورده بعد ذلك، و انما أوردناه هنا لموافقته لما یأتی عن البیان.
6- فی المصدر: فی الإسلام و الطاعة و الاستسلام.

الشَّیْطانِ أی آثاره و نزغاته لأن ترككم شیئا من شرائع الإسلام اتباع للشیطان انتهی. (1) و المشهور فی الآیة الثانیة أن المراد به المیل إلی المصالحة و ترك الحرب و ما ذكره علیه السلام بطن من بطونها و اللفظ لا یأبی عنه (2).

«6»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ مُثَنًّی الْحَنَّاطِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِی السِّلْمِ كَافَّةً قَالَ فِی وَلَایَتِنَا (3).

«7»-الدَّیْلَمِیُّ فِی إِرْشَادِ الْقُلُوبِ، عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: السِّلْمُ وَلَایَةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام.

أقول: ستأتی الأخبار فی ذلك فی أبواب الآیات النازلة فی أمیر المؤمنین علیه السلام.

«8»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلَّامٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِیسَی بْنِ مَصْقَلَةَ الْقُمِّیِّ عَنْ بُكَیْرِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْكَابُلِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ قَالَ الرَّجُلُ السَّالِمُ لِرَجُلٍ عَلِیٌّ علیه السلام وَ شِیعَتُهُ (4).

«9»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْكَابُلِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِیهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ یَسْتَوِیانِ مَثَلًا قَالَ أَمَّا الَّذِی فِیهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ فُلَانٌ الْأَوَّلُ یُجْمِعُ الْمُتَفَرِّقُونَ وِلَایَتَهُ وَ هُمْ فِی ذَلِكَ یَلْعَنُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ یَبْرَأُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ فَأَمَّا رَجُلٌ سَلَمٌ لِرَجُلٍ فَإِنَّهُ الْأَوَّلُ حَقّاً وَ شِیعَتُهُ (5).

ص: 160


1- مجمع البیان 2: 302.
2- قوله: و المشهور، إلی هنا قد سقط عن نسخة الكمبانیّ، و یأتی عن المصنّف توضیح زائد بعد الحدیث 12.
3- أصول الكافی 1: 417.
4- كنز جامع الفوائد: 270. و الآیة فی الزمر: 30.
5- روضة الكافی: 224. و الآیة فی الزمر: 30.

بیان: قال الطبرسی قدس اللّٰه روحه فی تفسیر الآیة ضرب سبحانه مثلا للكافر و عبادته الأصنام فقال ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِیهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ أی مختلفون سیئوا الأخلاق (1) و إنما ضرب هذا المثل لسائر المشركین و لكنه ذكر رجلا واحدا وصفه بصفة موجودة فی سائر المشركین فیكون المثل المضروب له مضروبا لهم جمیعا و یعنی بقوله رَجُلًا فِیهِ شُرَكاءُ أی یعبد آلهة مختلفة و أصناما كثیرة و هم متشاجرون متعاسرون هذا یأمره و هذا ینهاه و یرید كل واحد منهم أن یفرده بالخدمة ثم یكل كل منهم أمره إلی الآخر و یكل الآخر إلی آخر فیبقی هو خالیا عن المنافع و هذا حال من یخدم جماعة مختلفة الآراء و الأهواء هذا مثل الكافر ثم ضرب مثل المؤمن الموحد فقال وَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ أی خالصا یعبد مالكا واحدا لا یشوب بخدمته خدمة غیره و لا یأمل سواه و من كان بهذه الصفة نال ثمرة خدمته لا سیما إذا كان المخدوم حكیما قادرا كریما (2).

«10»-وَ رَوَی الْحَاكِمُ أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسْكَانِیُّ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: أَنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ السَّلَمُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (3).

«11»-وَ رَوَی الْعَیَّاشِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی خَالِدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الرَّجُلُ السَّلَمُ لِلرَّجُلِ (4) عَلِیٌّ حَقّاً وَ شِیعَتُهُ (5).

قوله علیه السلام فلان الأول أی أبو بكر فإنه لضلالته و عدم متابعته للنبی صلی اللّٰه علیه و آله اختلف المشتركون فی ولایته علی أهواء مختلفة یلعن بعضهم بعضا و مع ذلك تقول العامة كلهم علی الحق و كلهم من أهل الجنة قوله علیه السلام فإنه الأول حقا یعنی أمیر المؤمنین علیه السلام و بالرجل الثانی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فإنه الإمام الأول حقا و هذا یحتمل وجهین الأول أن یكون المراد بالرجل

ص: 161


1- فی المصدر: سیئوا الأخلاق متنازعون.
2- مجمع البیان 8: 497.
3- فی المصدر: السلم للرجل حقا علی و شیعته.
4- مجمع البیان 8: 497.
5- مجمع البیان 8: 497.

الأول أمیر المؤمنین علیه السلام و بالرجل الثانی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و یؤیده ما مر من روایة الحاكم فالمقابلة بین الرجلین باعتبار أن التشاكس بین الأتباع إنما حصل لعدم كون متبوعهم سلما للرسول صلی اللّٰه علیه و آله و لم یأخذ عنه صلی اللّٰه علیه و آله ما یحتاج إلیه أتباعه من العلم فیكون ذكر الشیعة هنا استطرادیا لبیان أن شیعته لما كانوا سلما له فهم أیضا سلم للرسول صلی اللّٰه علیه و آله و الثانی أن یكون المراد بالرجل الأول كل واحد من الشیعة و بالرجل الثانی أمیر المؤمنین علیه السلام و المعنی أن الشیعة لكونهم سلما لإمامهم لا منازعة بینهم فی أصل الدین فیكون الأول حقا بیانا للرجل الثانی و شیعته بیانا للرجل الأول و المقابلة فی الآیة تكون بین رجل فیه شركاء و بین الرجل الثانی من الرجلین المذكورین ثانیا و الأول أظهر فی الخبر و الثانی أظهر فی الآیة (1).

«12»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها قُلْتُ مَا السِّلْمُ قَالَ الدُّخُولُ فِی أَمْرِنَا (2).

بیان: الجنوح المیل و السلم بالكسر و الفتح الصلح و یؤنث و یذكر و قیل الآیة منسوخة و قیل هی فی موادعة أهل الكتاب و علی تأویله یمكن أن یكون الضمیر راجعا إلی المنافقین أی إن أظهروا القول بولایة علی فی الظاهر فاقبل منهم و إن علمت نفاقهم.

«13»-فس، تفسیر القمی قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا الْآیَةَ فَإِنَّهُ مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ شُرَكَائِهِ الَّذِینَ ظَلَمُوهُ وَ غَصَبُوا حَقَّهُ وَ قَوْلُهُ تَعَالَی مُتَشاكِسُونَ أَیْ مُتَبَاغِضُونَ وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَجُلًا

ص: 162


1- ذكر فی نسخة الكمبانیّ بعد ذلك الحدیث المتقدم تحت الرقم 5، و حیث كان مكرّرا فاسقطناه هاهنا.
2- أصول الكافی 1: 415. و الآیة فی الأنفال: 61.

سَلَماً لِرَجُلٍ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام سَلَمٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (1).

«14»-مع، معانی الأخبار بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: أَلَا وَ إِنِّی مَخْصُوصٌ فِی الْقُرْآنِ بِأَسْمَاءٍ احْذَرُوا أَنْ تَغْلِبُوا عَلَیْهَا فَتَضِلُّوا فِی دِینِكُمْ أَنَا السَّلَمُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ الْخَبَرَ (2).

باب 48 أنهم خلفاء اللّٰه و الذین إذا مكنوا فی الأرض أقاموا شرائع اللّٰه و سائر ما ورد فی قیام القائم علیه السلام زائدا علی ما سیأتی

«1»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ یَحْیَی عَنْ هِشَامِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَلِیٍّ الْمُعَلِّمِ عَنْ بَدَلِ بْنِ الْبُحَیْرِ (3) عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَ فَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِیهِ نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ وَ حَمْزَةَ علیه السلام (4).

«2»-وَ یُؤَیِّدُهُ مَا رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِی الْحَسَنِ الدَّیْلَمِیُّ بِإِسْنَادِهِ (5) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَ فَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِیهِ قَالَ الْمَوْعُودُ

ص: 163


1- تفسیر القمّیّ: 577.
2- معانی الأخبار: 22، و الحدیث طویل بهذا الاسناد: محمّد بن إبراهیم الطالقانی عن عبد العزیز بن یحیی العلوی عن المغیرة بن محمّد عن رجاء بن سلمة عن عمرو بن شمر عن جابر.
3- هكذا فی الكتاب و مصدره، و الصحیح: بدل بن المحبر، و هو بدل بن المحبر ابن المنبه التمیمی الیربوعی أبو المنیر البصری واسطی الأصل، یروی عن شعبة و حرب بن میمون و خلیل بن أحمد و غیرهم، مات حدود سنة 215.
4- كنز الفوائد: 217 و 218. و الآیة فی القصص: 61.
5- فی المصدر: بإسناده عن رجاله إلی محمّد بن علی و عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام.

عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَعَدَهُ اللَّهُ أَنْ یَنْتَقِمَ لَهُ مِنْ أَعْدَائِهِ فِی الدُّنْیَا وَ وَعَدَهُ الْجَنَّةَ لَهُ وَ لِأَوْلِیَائِهِ فِی الْآخِرَةِ (1).

«3»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْفَزَارِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْأَنْبَارِیِّ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ (2) عَنْ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ سَنُرِیهِمْ آیاتِنا فِی الْآفاقِ وَ فِی أَنْفُسِهِمْ حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ قَالَ فِی الْآفَاقِ انْتِقَاصُ الْأَطْرَافِ عَلَیْهِمْ وَ فِی أَنْفُسِهِمْ بِالْمَسْخِ حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْقَائِمُ علیه السلام (3).

«4»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسَدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَشَّارٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِیَهُمْ بَغْتَةً (4) قَالَ هِیَ سَاعَةُ الْقَائِمِ علیه السلام تَأْتِیهِمْ بَغْتَةً.

«5»-قب، المناقب لابن شهرآشوب زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ قَالَ نَحْنُ هُمْ (5).

«6»-وَ رَوَی حُمْرَانُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ أَبُو الصَّبَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی الَّذِینَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِی الْأَرْضِ قَالا نَحْنُ هُمْ (6).

«7»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحُصَیْنِ بْنِ مُخَارِقٍ عَنِ الْإِمَامِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام عَنْ آبَائِهِ (7)

فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ الَّذِینَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِی الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ

ص: 164


1- كنز الفوائد: 217 و 218. و الآیة فی القصص 61.
2- فی المصدر: عن الحسن بن علیّ بن أبی حمزة عن أبیه.
3- كنز الفوائد: 283 فیه: انه الحق ای انه القائم علیه السلام و الآیة: فی فصلت: 53.
4- كنز الفوائد: 297. و الآیة فی الزخرف: 66.
5- مناقب آل أبی طالب 3: 522 و 523 و الآیة الأولی فی یونس: 14 و الثانیة فی الحجّ: 41.
6- مناقب آل أبی طالب 3: 522 و 523 و الآیة الأولی فی یونس: 14 و الثانیة فی الحجّ: 41.
7- فی المصدر: عن أبیه عن آبائه.

نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ قَالَ نَحْنُ هُمْ (1).

«8»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْعَلَوِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ دَاوُدَ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی یَوْماً فِی الْمَسْجِدِ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَوَقَفَ أَمَامَهُ وَ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَعْیَتْ عَلَیَّ (2) آیَةٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ سَأَلْتُ عَنْهَا جَابِرَ بْنَ یَزِیدَ فَأَرْشَدَنِی إِلَیْكَ فَقَالَ وَ مَا هِیَ قَالَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ الَّذِینَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِی الْأَرْضِ الْآیَةَ فَقَالَ نَعَمْ فِینَا نَزَلَتْ وَ ذَلِكَ أَنَّ فُلَاناً وَ فُلَاناً وَ طَائِفَةً مَعَهُمْ وَ سَمَّاهُمْ اجْتَمَعُوا إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَی مَنْ یَصِیرُ هَذَا الْأَمْرُ بَعْدَكَ فَوَ اللَّهِ لَئِنْ صَارَ إِلَی رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَیْتِكَ إِنَّا لَنَخَافُهُمْ عَلَی أَنْفُسِنَا وَ لَوْ صَارَ إِلَی غَیْرِهِمْ لَعَلَّ غَیْرَهُمْ أَقْرَبُ وَ أَرْحَمُ بِنَا مِنْهُمْ فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ ذَلِكَ غَضَباً شَدِیداً ثُمَّ قَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ (3) مَا أَبْغَضْتُمُوهُمْ لِأَنَّ بُغْضَهُمْ بُغْضِی وَ بُغْضِی هُوَ الْكُفْرُ بِاللَّهِ ثُمَّ نَعَیْتُمْ إِلَیَّ نَفْسِی فَوَ اللَّهِ لَئِنْ مَكَّنَهُمُ اللَّهُ فِی الْأَرْضِ لیقیموا (لَیُقِیمُونَ )الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا وَ لیؤتوا (لَیُؤْتُونَ) الزَّكَاةَ لِمَحَلِّهَا وَ لَیَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَ لَیَنْهُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ إِنَّمَا یُرْغِمُ اللَّهُ أُنُوفَ رِجَالٍ یُبْغِضُونَنِی وَ یُبْغِضُونَ أَهْلَ بَیْتِی وَ ذُرِّیَّتِی فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الَّذِینَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِی الْأَرْضِ إِلَی قَوْلِهِ وَ لِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ فَلَمْ یَقْبَلِ الْقَوْمُ ذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ إِنْ یُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَ عادٌ وَ ثَمُودُ وَ قَوْمُ إِبْراهِیمَ وَ قَوْمُ لُوطٍ وَ أَصْحابُ مَدْیَنَ وَ كُذِّبَ مُوسی فَأَمْلَیْتُ لِلْكافِرِینَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَیْفَ كانَ نَكِیرِ (4).

«9»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ كَثِیرِ بْنِ عَیَّاشٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ الَّذِینَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِی الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ الْآیَةَ قَالَ هَذِهِ لِآلِ مُحَمَّدٍ الْمَهْدِیِّ وَ أَصْحَابِهِ

ص: 165


1- كنز الفوائد: 174 و الآیة فی الحجّ: 41.
2- اعیی الامر علیه: اعجزه.
3- فی المصدر: و برسوله.
4- كنز الفوائد: 174 و 175. و الآیات فی الحجّ 41- 44.

یُمَلِّكُهُمُ اللَّهُ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبَهَا وَ یُظْهِرُ الدِّینَ وَ یُمِیتُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ وَ بِأَصْحَابِهِ الْبِدَعَ وَ الْبَاطِلَ كَمَا أَمَاتَ السَّفَهَةُ الْحَقَّ حَتَّی لَا یُرَی أَثَرٌ مِنَ الظُّلْمِ وَ یَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ لِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ (1).

«10»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی الَّذِینَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِی الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ الْآیَةَ قَالَ فِینَا وَ اللَّهِ نَزَلَتْ (2).

قب، المناقب لابن شهرآشوب عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهم السلام مِثْلَهُ (3).

«12»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ بِشْرَوَیْهِ الْقَطَّانُ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ الْآیَةَ قَالَ نَزَلَتْ فِی آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (4).

«13»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم أَحْمَدُ بْنُ مُوسَی بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْنٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ یَقُولُ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ الْآیَةَ قَالَ هِیَ لَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (5).

«14»-الْإِقْبَالُ، نَقْلًا مِنْ كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی قُرَّةَ بِإِسْنَادِهِ (6) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَمْرِیِّ عَنِ الْقَائِمِ علیه السلام مِنْ أَدْعِیَةِ لَیَالِی شَهْرِ رَمَضَانَ- اللَّهُمَّ إِنِّی أَفْتَتِحُ الثَّنَاءَ بِحَمْدِكَ إِلَی قَوْلِهِ اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَی وَلِیِّ أَمْرِكَ الْقَائِمِ الْمُؤَمَّلِ إِلَی قَوْلِهِ اسْتَخْلِفْهُ فِی

ص: 166


1- كنز الفوائد: 175.
2- تفسیر فرات: 98، فیه نزلت هذه الآیة.
3- مناقب آل أبی طالب 3: 207 فیه: قال، هذه فینا أهل البیت.
4- تفسیر فرات: 102 و 103. و الآیة فی النور: 55.
5- تفسیر فرات: 102 و 103. و الآیة فی النور: 55.
6- الاسناد هكذا: ابو الغنائم محمّد بن محمّد بن محمّد بن عبد اللّٰه الحسنی قال: أخبرنا أبو عمرو محمّد بن محمّد بن نصر السكونی رضی اللّٰه عنه قال: سألت أبا بكر أحمد بن محمّد بن عثمان البغدادیّ رحمه اللّٰه ان یخرج الی ادعیة شهر رمضان التی كان عمه أبو جعفر محمّد بن عثمان بن سعید العمری رضی اللّٰه عنه و أرضاه یدعو بها فاخرج الی دفترا مجلدا باحمر فنسخت منه ادعیة كثیرة و كان من جملتها اه. أقول: فاسناده الی القائم علیه السلام وهم.

الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفْتَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِ مَكِّنْ لَهُ دِینَهُ الَّذِی ارْتَضَیْتَهُ لَهُ أَبْدِلْهُ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِ أَمْناً یَعْبُدُكَ لَا یُشْرِكُ بِكَ شَیْئاً (1).

و أقول مثله فی الزیارات و الأدعیة كثیر.

باب 49 أنهم علیهم السلام المستضعفون الموعودون بالنصر من اللّٰه تعالی

الآیات؛

القصص: «وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ* وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِی الْأَرْضِ وَ نُرِیَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا یَحْذَرُونَ»(5-6)

تفسیر:

قال الطبرسی قدس اللّٰه روحه فی قوله تعالی: وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ المعنی أن فرعون كان یرید إهلاك بنی إسرائیل و إفناءهم و نحن نرید أن نمن علیهم وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً أی قادة و رؤساء فی الخیر یقتدی بهم أو ولاة و ملوكا وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ لدیار فرعون و قومه و أموالهم و قد

صَحَّتِ الرِّوَایَةُ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَتَعْطِفَنَّ الدُّنْیَا عَلَیْنَا بَعْدَ شِمَاسِهَا (2) عَطْفَ الضَّرُوسِ عَلَی وَلَدِهَا وَ تَلَا عَقِیبَ ذَلِكَ وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ الْآیَةَ.

وَ رَوَی الْعَیَّاشِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ الْكِنَانِیِّ قَالَ نَظَرَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ: هَذَا وَ اللَّهِ مِنَ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ الْآیَةَ.

وَ قَالَ سَیِّدُ الْعَابِدِینَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ بَشِیراً

ص: 167


1- الإقبال: 58 و 60.
2- شمس: ابی و امتنع. له: تنكر و ابدی له العداوة و هم له بالشر. شمس الفرس: كان لا یمكن أحدا من ركوبه او اسراجه و لا یكاد یستقر.

وَ نَذِیراً إِنَّ الْأَبْرَارَ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ شِیعَتَهُمْ بِمَنْزِلَةِ مُوسَی وَ شِیعَتِهِ وَ إِنَّ عَدُوَّنَا وَ أَشْیَاعَهُمْ بِمَنْزِلَةِ فِرْعَوْنَ وَ أَشْیَاعِهِ.

انتهی. (1)

أقول: قد ورد فی أخبار كثیرة أن المراد بفرعون و هامان هنا أبو بكر و عمر.

«1»-مع، معانی الأخبار الْعِجْلِیُّ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا الْقَطَّانِ عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنِ ابْنِ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَظَرَ إِلَی عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام فَبَكَی وَ قَالَ أَنْتُمُ الْمُسْتَضْعَفُونَ بَعْدِی قَالَ الْمُفَضَّلُ فَقُلْتُ لَهُ مَا مَعْنَی ذَلِكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ مَعْنَاهُ أَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ بَعْدِی إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ فَهَذِهِ الْآیَةُ جَارِیَةٌ فِینَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ (2).

«2»-لی، الأمالی للصدوق مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُسَیْنٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ غَنْمِ بْنِ حَكَمٍ عَنْ شُرَیْحِ بْنِ مَسْلَمَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ یُوسُفَ عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْأَعْشَی الثَّقَفِیِّ عَنْ أَبِی صَادِقٍ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام هِیَ لَنَا أَوْ فِینَا (3) هَذِهِ الْآیَةُ وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ (4).

«3»-فس، تفسیر القمی نَتْلُوا عَلَیْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسی وَ فِرْعَوْنَ إِلَی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِینَ أَخْبَرَ اللَّهُ نَبِیَّهُ بِمَا نَالَ (5) مُوسَی وَ أَصْحَابَهُ مِنْ فِرْعَوْنَ مِنَ الْقَتْلِ وَ الظُّلْمِ لِیَكُونَ تَعْزِیَةً لَهُ فِیمَا یُصِیبُهُ فِی أَهْلِ بَیْتِهِ مِنْ أُمَّتِهِ ثُمَّ بَشَّرَهُ بَعْدَ تَعْزِیَتِهِ أَنَّهُ یَتَفَضَّلُ عَلَیْهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ وَ یَجْعَلُهُمْ خُلَفَاءَ فِی الْأَرْضِ وَ أَئِمَّةً عَلَی أُمَّتِهِ وَ یَرُدُّهُمْ إِلَی الدُّنْیَا مَعَ أَعْدَائِهِمْ حَتَّی یَنْتَصِفُوا مِنْهُمْ فَقَالَ وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِی الْأَرْضِ وَ

ص: 168


1- مجمع البیان 7: 239.
2- معانی الأخبار: 28 و الحدیث سقط عن نسخة الكمبانیّ.
3- التردید من الراوی.
4- أمالی الصدوق: 286 و 287.
5- فی المصدر: بما لقی.

نُرِیَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما (1) مِنْهُمْ ما كانُوا یَحْذَرُونَ أَیْ مِنَ الْقَتْلِ وَ الْعَذَابِ وَ لَوْ كَانَتْ هَذِهِ الْآیَةُ نَزَلَتْ فِی مُوسَی وَ فِرْعَوْنَ لَقَالَ وَ نُرِیَ فِرْعَوْنَ وَ هَامَانَ وَ جُنُودَهُمَا مِنْهُ مَا كَانُوا یَحْذَرُونَ أَیْ مِنْ مُوسَی وَ لَمْ یَقُلْ مِنْهُمْ فَلَمَّا تَقَدَّمَ قَوْلُهُ وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً عَلِمْنَا أَنَّ الْمُخَاطَبَةَ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا وَعَدَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ فَإِنَّمَا یَكُونُ بَعْدَهُ وَ الْأَئِمَّةُ یَكُونُونَ مِنْ وُلْدِهِ وَ إِنَّمَا ضَرَبَ اللَّهُ هَذَا الْمَثَلَ لَهُمْ فِی مُوسَی بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ فِی أَعْدَائِهِمْ بِفِرْعَوْنَ وَ هَامَانَ وَ جُنُودِهِمَا فَقَالَ إِنَّ فِرْعَوْنَ قَتَلَ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ ظَلَمَ فَأَظْفَرَ اللَّهُ (2) مُوسَی بِفِرْعَوْنَ وَ أَصْحَابِهِ حَتَّی أَهْلَكَهُمُ اللَّهُ وَ كَذَلِكَ أَهْلُ بَیْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَصَابَهُمْ مِنْ أَعْدَائِهِمُ الْقَتْلُ وَ الْغَصْبُ ثُمَّ یَرُدُّهُمُ اللَّهُ وَ یَرُدُّ أَعْدَاءَهُمْ إِلَی الدُّنْیَا حَتَّی یَقْتُلُوهُمْ وَ قَدْ ضَرَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی أَعْدَائِهِ مَثَلًا مِثْلَ مَا ضَرَبَهُ اللَّهُ لَهُمْ فِی أَعْدَائِهِمْ بِفِرْعَوْنَ وَ هَامَانَ فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ بَغَی عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ عَنَاقُ ابْنَةُ آدَمَ خَلَقَ اللَّهُ لَهَا عِشْرِینَ إِصْبَعاً فِی كُلِّ (3) إِصْبَعٍ مِنْهَا ظُفُرَانِ طَوِیلَانِ كَالْمِنْجَلَیْنِ الْعَظِیمَیْنِ وَ كَانَ مَجْلِسُهَا فِی الْأَرْضِ مَوْضِعَ جَرِیبٍ فَلَمَّا بَغَتْ بَعَثَ اللَّهُ لَهَا أَسَداً كَالْفِیلِ وَ ذِئْباً كَالْبَعِیرِ وَ نَسْراً كَالْحِمَارِ وَ كَانَ ذَلِكَ فِی الْخَلْقِ الْأَوَّلِ فَسَلَّطَهُمُ اللَّهُ عَلَیْهَا فَقَتَلُوهَا أَلَا وَ قَدْ قَتَلَ اللَّهُ فِرْعَوْنَ وَ هَامَانَ وَ خَسَفَ بِقَارُونَ وَ إِنَّمَا هَذَا مَثَلُ أَعْدَائِهِ الَّذِینَ غَصَبُوا حَقَّهُ فَأَهْلَكَهُمُ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ عَلِیٌّ عَلَی أَثَرِ هَذَا الْمَثَلِ الَّذِی ضَرَبَهُ وَ قَدْ كَانَ لِی حَقٌّ حَازَهُ دُونِی مَنْ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَ لَمْ أَكُنْ أُشْرِكُهُ فِیهِ وَ لَا تَوْبَةَ لَهُ إِلَّا بِكِتَابٍ مُنَزَّلٍ أَوْ بِرَسُولٍ مُرْسَلٍ وَ أَنَّی لَهُ بِالرِّسَالَةِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَا نَبِیَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ فَأَنَّی یَتُوبُ وَ هُوَ فِی بَرْزَخِ الْقِیَامَةِ غَرَّتْهُ الْأَمَانِیُّ وَ غَرَّهُ بِاللَّهِ الْغَرُورُ وَ قَدْ أَشْفَی عَلَی جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ

ص: 169


1- زاد فی المصدر بعد: وَ جُنُودَهُما*: و هم الذین غصبوا آل محمّد حقهم، و قوله: « منهم » ای من آل محمد « ما كانوا یحذرون ».
2- فی المصدر: ان فرعون قتل بنی إسرائیل و ظلم فظفر اللّٰه.
3- فی المصدر: لكل.

فِی نارِ جَهَنَّمَ وَ اللَّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ (1) وَ كَذَلِكَ مَثَلُ الْقَائِمِ علیه السلام فِی غَیْبَتِهِ وَ هَرَبِهِ وَ اسْتِتَارِهِ مَثَلُ مُوسَی خَائِفٌ مُسْتَتِرٌ إِلَی أَنْ یَأْذَنَ اللَّهُ فِی خُرُوجِهِ وَ طَلَبِ حَقِّهِ وَ قَتْلِ أَعْدَائِهِ فِی قَوْلِهِ أُذِنَ لِلَّذِینَ یُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلی نَصْرِهِمْ لَقَدِیرٌ الَّذِینَ أُخْرِجُوا مِنْ دِیارِهِمْ بِغَیْرِ حَقٍّ (2) وَ قَدْ ضَرَبَ بِالْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام مَثَلًا فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ بِإِدَالَتِهِمْ (3) مِنْ أَعْدَائِهِمْ.

«4»-حَدَّثَنِی أَبِی عَنِ النَّضْرِ عَنِ ابْنِ حُمَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَقِیَ الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقَالَ لَهُ كَیْفَ أَصْبَحْتَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ وَیْحَكَ أَ مَا آنَ لَكَ أَنْ تَعْلَمَ كَیْفَ أَصْبَحْتُ أَصْبَحْنَا فِی قَوْمِنَا مِثْلَ بَنِی إِسْرَائِیلَ فِی آلِ فِرْعَوْنَ یُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَنَا وَ یَسْتَحْیُونَ نِسَاءَنَا الْخَبَرَ (4).

«5»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسَدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ یُوسُفَ بْنِ كَلْبٍ الْمَسْعُودِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ رَبِیعَةَ بْنِ نَاجِدٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ فِی هَذِهِ الْآیَةِ وَ قَرَأَهَا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ فَقَالَ لَتَعْطِفَنَّ هَذِهِ الدُّنْیَا عَلَی أَهْلِ الْبَیْتِ كَمَا تَعْطِفُ الضَّرُوسُ عَلَی وَلَدِهَا (5).

«6»-وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ صَالِحٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: فِی هَذِهِ الْآیَةِ وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَتَعْطِفَنَّ عَلَیْنَا هَذِهِ الدُّنْیَا كَمَا تَعْطِفُ الضَّرُوسُ عَلَی وَلَدِهَا (6).

بیان: قال الجوهری ضرسهم الزمان اشتد علیهم و ناقة ضروس سیئة الخلق تعض حالبها و منه قولهم هی بجن ضراسها أی بحدثان نتاجها و إذا

ص: 170


1- لعله إلی هناتم المنقول عن علیّ علیه السلام، و بعده من كلام القمّیّ.
2- الحجّ: 39 و 40.
3- فی المصدر: بذلتهم من اعدائهم.
4- تفسیر القمّیّ: 482 و 483.
5- كنز الفوائد: 231.
6- كنز الفوائد: 231.

كان كذلك حامت عن ولدها انتهی.

و قیل الضروس الناقة یموت ولدها أو یذبح فیحشی جلده فتدنو منه و تعطف علیه.

«7»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فِینَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ الْآیَةَ (1).

«8»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ الزُّهْرِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ ثُوَیْرِ بْنِ أَبِی فَاخِتَةَ قَالَ: قَالَ لِی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ أَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَقَرَأْتُ (2) طسم سُورَةَ مُوسَی وَ فِرْعَوْنَ قَالَ فَقَرَأْتُ أَرْبَعَ آیَاتٍ مِنْ أَوَّلِ السُّورَةِ (3) إِلَی قَوْلِهِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ فَقَالَ لِی مَكَانَكَ حَسْبُكَ وَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ بَشِیراً وَ نَذِیراً إِنَّ الْأَبْرَارَ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ شِیعَتَنَا كَمَنْزِلَةِ مُوسَی وَ شِیعَتِهِ (4).

«9»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ بِإِسْنَادِهِ (5) إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ یَسْأَلَ عَنْ أَمْرِنَا وَ أَمْرِ الْقَوْمِ فَإِنَّا وَ أَشْیَاعَنَا یَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ عَلَی سُنَّةِ (6) فِرْعَوْنَ وَ أَشْیَاعِهِ فَنَزَلَتْ فِینَا هَذِهِ الْآیَاتُ مِنْ أَوَّلِ السُّورَةِ (7) إِلَی قَوْلِهِ یَحْذَرُونَ وَ إِنِّی أُقْسِمُ بِالَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ وَ أَنْزَلَ الْكِتَابَ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله صِدْقاً وَ عَدْلًا لَیَعْطِفَنَّ عَلَیْكُمْ هَؤُلَاءِ عَطْفَ الضَّرُوسِ عَلَی وَلَدِهَا (8).

«10»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ زَیْدِ بْنِ سَلَّامٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ:

ص: 171


1- تفسیر فرات: 116.
2- فی المصدر: قال: فاقرا.
3- فی المصدر: من اولها.
4- تفسیر فرات: 116 فیه: (بمنزلة) و الآیات فی سورة القصص: 1- 5.
5- فی المصدر: معنعنا عن.
6- الصحیح كما فی المصدر: علی سنة موسی و اشیاعه، و ان عدونا و اشیاعه یوم خلق اللّٰه السماوات و الأرض علی سنة فرعون و اشیاعه.
7- أی سورة القصص.
8- تفسیر فرات: 116 و 117.

دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِنَّ خَیْثَمَةَ الْجُعْفِیَّ حَدَّثَنِی عَنْكَ أَنَّهُ سَأَلَكَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ وَ أَنَّكَ حَدَّثْتَهُ أَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ وَ أَنَّكُمُ الْوَارِثُونَ- (1) قَالَ صَدَقَ وَ اللَّهِ خَیْثَمَةُ لَهَكَذَا حَدَّثْتُهُ (2).

«11»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الْمُسْتَضْعَفِینَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْیَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها إِلَی قَوْلِهِ نَصِیراً قَالَ نَحْنُ أُولَئِكَ (3).

«12»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الْمُسْتَضْعَفِینَ (4) قَالَ هُمْ أَهْلُ الْوَلَایَةِ قُلْتُ أَیَّ وَلَایَةٍ تَعْنِی قَالَ لَیْسَتْ وَلَایَةَ الدِّینِ وَ لَكِنَّهَا فِی الْمُنَاكَحَةِ وَ الْمُوَارَثَةِ (5) وَ الْمُخَالَطَةِ وَ هُمْ لَیْسُوا بِالْمُؤْمِنِینَ وَ لَا بِالْكُفَّارِ وَ مِنْهُمُ الْمُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ فَأَمَّا قَوْلُهُ وَ الْمُسْتَضْعَفِینَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْیَةِ إِلَی قَوْلِهِ نَصِیراً فَأُولَئِكَ نَحْنُ (6).

بیان: هذه الآیة وقعت فی موضعین فی سورة النساء إحداهما قوله تعالی وَ ما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ الْمُسْتَضْعَفِینَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْیَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِیًّا وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِیراً (7) و ثانیتهما فی قوله تعالی إِنَّ الَّذِینَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِی أَنْفُسِهِمْ قالُوا فِیمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِینَ فِی الْأَرْضِ إِلَی قَوْلِهِ إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِینَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ لا یَسْتَطِیعُونَ حِیلَةً وَ لا یَهْتَدُونَ سَبِیلًا (8) فأول علیه السلام الأولی بالأئمة علیهم السلام لأن اللّٰه تعالی قد قرنهم بنفسه

ص: 172


1- فی المصدر: و انكم الوارثین.
2- تفسیر فرات: 116 و 117.
3- تفسیر العیّاشیّ 1: 257 و الآیتان فی النساء: 75 و 97.
4- أی فی الآیة: 95 من سورة النساء.
5- فی المصدر: و المواریث.
6- تفسیر العیّاشیّ 1: 257 و الآیتان فی النساء: 75 و 97.
7- النساء: 75.
8- النساء: 96 و 97.

حیث جعل الجهاد فی سبیلهم كالجهاد فی سبیله و الثانیة بالذین لم یكملوا فی الإیمان و كانوا معذورین و انطباقها علیهم ظاهر.

«13»-قب، المناقب لابن شهرآشوب أَبُو الصَّبَّاحِ قَالَ: نَظَرَ الْبَاقِرُ علیه السلام إِلَی الصَّادِقِ علیه السلام فَقَالَ هَذَا وَ اللَّهِ مِنَ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ الْآیَةَ (1).

باب 50 أنهم علیهم السلام كلمات اللّٰه و ولایتهم الكلم الطیب

الآیات؛

الكهف: «قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّی لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّی وَ لَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً»(109)

لقمان: «وَ لَوْ أَنَّ ما فِی الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَ الْبَحْرُ یَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ حَكِیمٌ»(27)

الفتح: «وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوی»(26)

تفسیر:

قیل: المراد بكلمات اللّٰه تقدیراته و قیل علومه و قیل وعده لأهل الثواب و وعیده لأهل العقاب و علی تفسیر أهل البیت لعل المراد بعدم نفادها عدم نفاد فضائلهم و مناقبهم و علومهم و أما كلمة التقوی ففسرها الأكثر بكلمة التوحید و قیل هو الثبات و الوفاء بالعهد و فی تفسیر أهل البیت علیهم السلام أنها الولایة فإن بها یتقی من النار أو لأنها عقیدة أهل التقوی.

وَ فِی تَفْسِیرِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّی الْآیَةَ قَالَ قَدْ أُخْبِرُكَ أَنَّ كَلَامَ اللَّهِ لَیْسَ لَهُ آخِرٌ وَ لَا

ص: 173


1- مناقب آل أبی طالب 3: 343.

غَایَةٌ وَ لَا یَنْقَطِعُ أَبَداً (1).

أقول: هذا أیضا یرجع إلی فضائلهم فإنهم علیهم السلام مهبط كلماته و علومه فتدبر.

«1»-قب، المناقب لابن شهرآشوب ف، تحف العقول ج، الإحتجاج سَأَلَ یَحْیَی بْنُ أَكْثَمَ أَبَا الْحَسَنِ الْعَالِمَ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ مَا هِیَ (2) فَقَالَ هِیَ عَیْنُ الْكِبْرِیتِ وَ عَیْنُ الْیَمَنِ (3) وَ عَیْنُ الْبَرَهُوتِ وَ عَیْنُ الطَّبَرِیَّةِ وَ حَمَّةُ مَاسِیدَانَ (4) وَ حَمَّةُ إِفْرِیقِیَةَ (5) وَ عَیْنُ بَاحُورَانَ (6) وَ نَحْنُ الْكَلِمَاتُ الَّتِی لَا تُدْرَكُ فَضَائِلُنَا وَ لَا تُسْتَقْصَی (7).

بیان: الحمة بفتح الحاء و تشدید المیم كل عین فیها ماء حار ینبع یستشفی بها الأعلاء ذكره الفیروزآبادی.

«2»-فس، تفسیر القمی وَ لَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِیَ بَیْنَهُمْ (8) قَالَ الْكَلِمَةُ الْإِمَامُ وَ الدَّلِیلُ عَلَی ذَلِكَ قَوْلُهُ وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِیَةً فِی عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ (9) یَعْنِی الْإِمَامَةَ ثُمَّ قَالَ وَ إِنَّ الظَّالِمِینَ یَعْنِی الَّذِینَ ظَلَمُوا هَذِهِ الْكَلِمَةَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ ثُمَّ قَالَ تَرَی الظَّالِمِینَ یَعْنِی الَّذِینَ ظَلَمُوا آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ مُشْفِقِینَ مِمَّا كَسَبُوا

ص: 174


1- رواه بإسناده عن محمّد بن أحمد عن عبید اللّٰه بن موسی عن الحسن بن علیّ بن أبی حمزة عن أبیه عن ابی بصیر عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام. و فیه: قال: بل قد اخبرك راجع تفسیر القمّیّ: 407.
2- فی التحف: ما هذه الابحر؟ و این هی؟.
3- فی التحف: و عین النمر.
4- فی المناقب: و حمة ماسیدان تدعی لسان. و فی التحف: ماسبندان و فی معجم البلدان: ماسبذان، و اصله ماه سبذان مضاف الی اسم القمر، و هو بناحیة اسفرایین.
5- فی المناقب: و حمة افریقیة تدعی سیلان و فی التحف: یدعی لسان.
6- فی التحف: بحرون و فی الاحتجاج: ماجروان و لعلّ الصحیح: باجروان بالباء، قال یاقوت: باجروان: مدینة من نواحی باب الأبواب قرب شروان، عندها عین الحیاة التی وجدها الخضر.
7- مناقب آل أبی طالب 3: 508، تحف العقول: 477 و 479، الاحتجاج: 252.
8- الشوری: 21- 23.
9- الزخرف: 28.

أَیْ خَائِفُونَ مِمَّا ارْتَكَبُوا وَ عَمِلُوا وَ هُوَ واقِعٌ بِهِمْ مَا یَخَافُونَهُ ثُمَّ ذَكَرَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا بِالْكَلِمَةِ وَ اتَّبَعَوُهَا فَقَالَ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِی رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ إِلَی قَوْلِهِ ذلِكَ الَّذِی یُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ الَّذِینَ آمَنُوا بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِمَّا أُمِرُوا بِهِ (1).

«3»-فس، تفسیر القمی لا تَبْدِیلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ أَیْ لَا تَغَیُّرَ لِلْإِمَامَةِ (2).

أقول: قد مضت الأخبار الكثیرة فی أبواب أحوال آدم و إبراهیم علیهما السلام أنهم علیهم السلام كلمات اللّٰه.

«4»-كا، الكافی بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: وَ قَالَ لِأَعْدَاءِ اللَّهِ أَوْلِیَاءِ الشَّیْطَانِ أَهْلِ التَّكْذِیبِ وَ الْإِنْكَارِ قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِینَ یَقُولُ مُتَكَلِّفاً أَنْ أَسْأَلَكُمْ مَا لَسْتُمْ بِأَهْلِهِ فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ عِنْدَ ذَلِكَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أَ مَا یَكْفِی مُحَمَّداً أَنْ یَكُونَ قَهَرَنَا عِشْرِینَ (3) حَتَّی یُرِیدُ أَنْ یُحَمِّلَ أَهْلَ بَیْتِهِ عَلَی رِقَابِنَا (4) وَ لَئِنْ قُتِلَ مُحَمَّدٌ أَوْ مَاتَ لَنَنْزِعَنَّهَا مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ ثُمَّ لَا نُعِیدُهَا فِیهِمْ أَبَداً وَ أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ أَنْ یُعْلِمَ نَبِیَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله الَّذِی أَخْفَوْا فِی صُدُورِهِمْ وَ أَسَرُّوا بِهِ فَقَالَ فِی كِتَابِهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَمْ یَقُولُونَ افْتَری عَلَی اللَّهِ كَذِباً فَإِنْ یَشَإِ اللَّهُ یَخْتِمْ عَلی قَلْبِكَ یَقُولُ لَوْ شِئْتُ حَبَسْتُ عَنْكَ الْوَحْیَ فَلَمْ تُخْبِرْ (5) بِفَضْلِ أَهْلِ بَیْتِكَ وَ لَا بِمَوَدَّتِهِمْ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یَمْحُ اللَّهُ الْباطِلَ وَ یُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ یَقُولُ الْحَقُّ لِأَهْلِ بَیْتِكَ وَ الْوَلَایَةُ (6) إِنَّهُ عَلِیمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ یَقُولُ بِمَا أَلْقَوْهُ فِی صُدُورِهِمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ

ص: 175


1- تفسیر القمّیّ: 601.
2- تفسیر القمّیّ: 290 و الآیة فی یونس: 64.
3- فی المصدر: عشرین سنة.
4- فی المصدر: علی رقابنا، فقالوا: ما أنزل اللّٰه هذا و ما هو الا شی ء یتقوله یرید ان یرفع أهل بیته علی رقابنا، و لئن.
5- فی المصدر: فلم تكلم.
6- فی المصدر: لاهل بیتك الولایة.

لِأَهْلِ بَیْتِكَ وَ الظُّلْمِ بَعْدَكَ الْحَدِیثَ (1).

«5»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ ابْنِ حُمَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَإِنْ یَشَإِ اللَّهُ یَخْتِمْ عَلی قَلْبِكَ قَالَ لَوِ افْتَرَیْتَ وَ یَمْحُ اللَّهُ الْباطِلَ یَعْنِی یُبْطِلُهُ وَ یُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ یَعْنِی بِالْأَئِمَّةِ وَ الْقَائِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ الْخَبَرَ (2).

«6»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِیِّ عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنْ عِیسَی عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَیَّ عَهْداً فَقُلْتُ رَبِّ (3) بَیِّنْهُ لِی قَالَ اسْمَعْ قُلْتُ سَمِعْتُ قَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ عَلِیّاً رَایَةُ الْهُدَی بَعْدَكَ وَ إِمَامُ أَوْلِیَائِی وَ نُورُ مَنْ أَطَاعَنِی وَ هُوَ الْكَلِمَةُ الَّتِی أَلْزَمْتُهَا الْمُتَّقِینَ (4) فَمَنْ أَحَبَّهُ فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَهُ فَقَدْ أَبْغَضَنِی فَبَشِّرْهُ بِذَلِكَ (5).

«7»-یر، بصائر الدرجات الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْقُمِّیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلی آدَمَ مِنْ قَبْلُ كَلِمَاتٍ فِی مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ (6) وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّیَّتِهِمْ فَنَسِیَ هَكَذَا وَ اللَّهِ أُنْزِلَتْ (7) عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (8).

ص: 176


1- الروضة: 379 و 380. و الآیة الأولی فی ص: 86. و الثانیة فی الشوری: 24. والحدیث طویل اختصره المصنف ، رواه الكلینی بإسناده عن علی بن محمد عن علی بن العباس عن علی بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر.
2- تفسیر القمّیّ: 601 و 602 و الآیة فی الشوری: 24.
3- فی المصدر: یا ربّ.
4- فی المصدر: الزمها اللّٰه المتقین.
5- أمالی ابن الشیخ: 154.
6- فی المناقب: و علی فاطمة.
7- فی المناقب: كذا نزلت علی محمّد صلّی اللّٰه علیه و آله اقول: لعل المراد بهذا المعنی نزلت علیه صلّی اللّٰه علیه و آله و سلم.
8- بصائر الدرجات: 21 و الآیة فی طه: 115

قب، المناقب لابن شهرآشوب عن الباقر علیه السلام مثله (1).

«8»-ك، إكمال الدین الدَّقَّاقُ عَنْ حَمْزَةَ الْعَلَوِیِّ عَنِ الْفَزَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ الْأَزْدِیِّ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِذِ ابْتَلی (2) إِبْراهِیمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ مَا هَذِهِ الْكَلِمَاتُ قَالَ هِیَ الْكَلِمَاتُ الَّتِی تَلَقَّاهَا آدَمُ مِنْ رَبِّهِ فَتابَ عَلَیْهِ وَ هُوَ أَنَّهُ قَالَ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ إِلَّا تُبْتَ عَلَیَّ فَتَابَ اللَّهُ عَلَیْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ قُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَمَا یَعْنِی عَزَّ وَ جَلَّ بِقَوْلِهِ (3) فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ یَعْنِی فَأَتَمَّهُنَّ إِلَی الْقَائِمِ علیه السلام اثْنَا عَشَرَ (4) إِمَاماً تِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ قَالَ الْمُفَضَّلُ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَأَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِیَةً فِی عَقِبِهِ (5) قَالَ یَعْنِی بِذَلِكَ الْإِمَامَةَ جَعَلَهَا اللَّهُ فِی عَقِبِ الْحُسَیْنِ علیه السلام إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَكَیْفَ صَارَتِ الْإِمَامَةُ فِی وُلْدِ الْحُسَیْنِ دُونَ وُلْدِ الْحَسَنِ وَ هُمَا جَمِیعاً وُلْدٌ (6) لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سِبْطَاهُ وَ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَقَالَ علیه السلام إِنَّ مُوسَی وَ هَارُونَ كَانَا نَبِیَّیْنِ مُرْسَلَیْنِ أَخَوَیْنِ (7) فَجَعَلَ اللَّهُ النُّبُوَّةَ فِی صُلْبِ هَارُونَ دُونَ صُلْبِ مُوسَی وَ لَمْ یَكُنْ لِأَحَدٍ أَنْ یَقُولَ لِمَ جَعَلَهَا اللَّهُ ذَلِكَ وَ كَذَلِكَ الْإِمَامَةُ خِلَافَةُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ لَمْ یَكُنْ لِأَحَدٍ أَنْ یَقُولَ لِمَ جَعَلَهَا اللَّهُ فِی صُلْبِ الْحُسَیْنِ دُونَ صُلْبِ الْحَسَنِ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ هُوَ الْحَكِیمُ فِی أَفْعَالِهِ لا یُسْئَلُ عَمَّا یَفْعَلُ وَ هُمْ یُسْئَلُونَ (8).

ص: 177


1- مناقب آل أبی طالب 3: 102.
2- البقرة: 124.
3- فی المصدر: فما معنی قوله عزّ و جلّ.
4- فی المصدر: اثنی عشر.
5- الزخرف: 28.
6- فی المصدر: ولدا رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله.
7- فی المصدر: كانا نبیین و اخوین.
8- اكمال الدین: 204 و 205.

بیان: فسر بعض المفسرین الكلمات بالتكالیف و بعضهم بالسنن الحنیفیة و قیل غیر ذلك و لا یخفی أن تفسیره علیه السلام أظهر من كل ما ذكروه إذ الظاهر أن قوله تعالی وَ إِذِ ابْتَلی مجمل یفسره قوله قال إِنِّی جاعِلُكَ إلی آخر الآیة فالحاصل أن اللّٰه تعالی ابتلی إبراهیم بالكلمات التی هی الإمامة أو الأئمة فأكرمه بالإمامة فأتمهن أی إبراهیم حیث استدعی الإمامة من اللّٰه تعالی لذریته فأجابه تعالی إلی ذلك فی المعصومین من ذریته الذین آخرهم القائم علیه السلام فقوله قالَ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِی تفسیر لقوله فَأَتَمَّهُنَّ و یمكن علی هذا الوجه إرجاع الضمیر المستكن فی فَأَتَمَّهُنَّ إلیه تعالی أیضا أی فأتم اللّٰه تعالی الإمامة و أكملها بدعاء إبراهیم و الأول أظهر و لا یخفی انطباق جمیع الكلام علی هذا الوجه غایة الانطباق بلا تكلف و تعسف.

«9»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ أَنْ یَخْلُقَ الْإِمَامَ مِنَ الْإِمَامِ بَعَثَ مَلَكاً فَأَخَذَ شَرْبَةً مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ ثُمَّ أَوْصَلَهَا أَوْ دَفَعَهَا إِلَی الْإِمَامِ فَیَمْكُثُ فِی الرَّحِمِ أَرْبَعِینَ یَوْماً لَا یَسْمَعُ الْكَلَامَ ثُمَّ یَسْمَعُ بَعْدَ ذَلِكَ فَإِذَا وَضَعَتْهُ أُمُّهُ بَعَثَ ذَلِكَ الْمَلَكَ الَّذِی كَانَ أَخَذَ الشَّرْبَةَ وَ یَكْتُبُ عَلَی عَضُدِهِ الْأَیْمَنِ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ (1).

«10»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ تَفْسِیرِ هَذِهِ الْآیَةِ فِی قَوْلِ اللَّهِ یُرِیدُ اللَّهُ أَنْ یُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَ یَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِینَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام تَفْسِیرُهَا فِی الْبَاطِنِ یُرِیدُ اللَّهُ فَإِنَّهُ شَیْ ءٌ یُرِیدُهُ وَ لَمْ یَفْعَلْهُ بَعْدُ وَ أَمَّا قَوْلُهُ یُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ فَإِنَّهُ یَعْنِی یُحِقُّ حَقَّ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَمَّا قَوْلُهُ بِكَلِماتِهِ قَالَ كَلِمَاتُهُ فِی الْبَاطِنِ- عَلِیٌّ هُوَ كَلِمَةُ اللَّهِ فِی الْبَاطِنِ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ یَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِینَ فَیَعْنِی (2) بَنِی أُمَیَّةَ هُمُ الْكَافِرُونَ یَقْطَعُ اللَّهُ دَابِرَهُمْ وَ أَمَّا قَوْلُهُ لِیُحِقَ

ص: 178


1- بصائر الدرجات: 130 و الآیة فی الانعام: 115.
2- فی النسخة المخطوطة (فهو بنو أمیّة). و فی المصدر: فهم بنو أمیّة.

الْحَقَّ فَإِنَّهُ یَعْنِی لِیُحِقَّ حَقَّ آلِ مُحَمَّدٍ حِینَ یَقُومُ الْقَائِمُ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ یُبْطِلَ الْباطِلَ یَعْنِی الْقَائِمَ فَإِذَا قَامَ یُبْطِلُ بَاطِلَ بَنِی أُمَیَّةَ وَ ذَلِكَ (1) لِیُحِقَّ الْحَقَّ وَ یُبْطِلَ الْباطِلَ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (2).

بیان: و ذلك أی قیام القائم علیه السلام لیحق أو هذا هو المراد بقوله فی تتمة الآیة لِیُحِقَّ الْحَقَّ الآیة.

«11»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْأَكْفَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِی عَیَّاشٍ عَنْ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ قَالَ: خَرَجَ عَلَیْنَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ نَحْنُ فِی الْمَسْجِدِ فَاحْتَوَشْنَاهُ- (3) فَقَالَ سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی سَلُونِی عَنِ الْقُرْآنِ فَإِنَّ فِی الْقُرْآنِ عِلْمَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ لَمْ یَدَعْ لِقَائِلٍ مَقَالًا وَ لَا یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ وَ لَیْسُوا (4) بِوَاحِدٍ وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ وَاحِداً مِنْهُمْ عَلَّمَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ إِیَّاهُ وَ عَلَّمَنِیهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ لَا یَزَالُ فِی عَقِبِهِ إِلَی یَوْمِ تَقُومُ السَّاعَةُ ثُمَّ قَرَأَ وَ بَقِیَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسی وَ آلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ (5) فَأَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا النُّبُوَّةَ وَ الْعِلْمَ فِی عَقِبِنَا إِلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ثُمَّ قَرَأَ وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِیَةً فِی عَقِبِهِ (6) ثُمَّ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ عَقِبَ إِبْرَاهِیمَ- وَ نَحْنُ أَهْلَ الْبَیْتِ عَقِبُ إِبْرَاهِیمَ وَ عَقِبُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (7).

«12»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مِهْرَانَ (8) عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ

ص: 179


1- فی المصدر: و ذلك قوله: لیحق.
2- تفسیر العیّاشیّ 2: 50 و الآیتان فی الأنفال: 7 و 8.
3- احتوش القوم الرجل و علیه: احدقوا به و جعلوه فی وسطهم.
4- أی الراسخین فی العلم.
5- البقرة: 248.
6- الزخرف: 28.
7- كنز الفوائد: 290.
8- فی نسخة من المصدر: مهزیار.

الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی سَلَّامٍ عَنْ سَوْرَةَ بْنِ كُلَیْبٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام (1)

فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِیَةً فِی عَقِبِهِ قَالَ إِنَّهَا فِی الْحُسَیْنِ فَلَمْ یَزَلْ هَذَا الْأَمْرُ مُنْذُ أَفْضَی إِلَی الْحُسَیْنِ علیه السلام یَنْتَقِلُ مِنْ وَالِدٍ إِلَی وَلَدٍ وَ لَا یَرْجِعُ إِلَی أَخٍ وَ لَا إِلَی عَمٍّ وَ لَا یُعْلَمُ أَحَدٌ مِنْهُمْ خَرَجَ مِنَ الدُّنْیَا إِلَّا وَ لَهُ وَلَدٌ وَ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ خَرَجَ مِنَ الدُّنْیَا وَ لَا وَلَدَ لَهُ وَ لَمْ یَمْكُثْ بَیْنَ ظَهْرَانَیْ أَصْحَابِهِ إِلَّا شَهْراً (2).

بیان: لعل قوله و لا یعلم أحد منهم كلام الحسین بن سعید أو غیره من رواة الخبر و غرضه بیان إبطال مذهب الفطحیة بهذا الخبر فإنهم قالوا بإمامة عبد اللّٰه الأفطح بن الصادق علیه السلام ثم اعلم أن تلك الآیة وقعت بعد قصة إبراهیم علیه السلام حیث قال وَ إِذْ قالَ إِبْراهِیمُ لِأَبِیهِ وَ قَوْمِهِ إِنَّنِی بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِی فَطَرَنِی فَإِنَّهُ سَیَهْدِینِ ثم ذكر ذلك.

و قال البیضاوی أی و جعل إبراهیم أو اللّٰه تعالی كلمة التوحید كَلِمَةً باقِیَةً فِی عَقِبِهِ أی فی ذریته فیكون فیهم أبدا من یوحد اللّٰه و یدعو إلی توحیده لَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ أی یرجع من أشرك منهم بدعاء من وحده و نحوه (3)

قال الطبرسی رحمه اللّٰه: ثم قال و قیل

الكلمة الباقیة فی عقبه هی الإمامة إلی یوم القیامة- عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام.

و اختلف فی عقبه من هم فقیل ولده إلی یوم القیامة عن الحسن و قیل هم آل محمد صلی اللّٰه علیه و آله عن السدی (4).

«13»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی الْحَسَنُ بْنُ أَبِی الْحَسَنِ الدَّیْلَمِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ رِجَالِهِ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قُلْتُ لِمَوْلَایَ الرِّضَا علیه السلام قَوْلُهُ تَعَالَی وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوی (5) قَالَ هِیَ وَلَایَةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (6).

ص: 180


1- فی نسخة من المصدر: عن جعفر.
2- كنز الفوائد: 290 و الآیة فی الزخرف: 28.
3- أنوار التنزیل 2: 406.
4- مجمع البیان 9 فیه: فقیل: ذریته و ولده عن ابن عبّاس، و قیل: ولده اه.
5- زاد فی المصدر: و كانوا احق بها و أهلها.
6- كنز الفوائد: 305 و الآیة فی الفتح: 26.

«14»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ نِعْمَةِ بْنِ فُضَیْلٍ (1) عَنْ غَالِبٍ الْجُهَنِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ: قَالَ لِیَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ ثُمَّ إِلَی سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی أُوقِفْتُ بَیْنَ یَدَیْ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ لَبَّیْكَ رَبِّی وَ سَعْدَیْكَ قَالَ قَدْ بَلَوْتَ خَلْقِی فَأَیَّهُمْ وَجَدْتَ أَطْوَعَ لَكَ قُلْتُ رَبِّی عَلِیّاً علیه السلام قَالَ صَدَقْتَ یَا مُحَمَّدُ فَهَلِ اتَّخَذْتَ (2) لِنَفْسِكَ خَلِیفَةً یُؤَدِّی عَنْكَ وَ یُعَلِّمُ عِبَادِی مِنْ كِتَابِی مَا لَا یَعْلَمُونَ قَالَ قُلْتُ لَا فَاخْتَرْ لِی فَإِنَّ خِیَرَتَكَ خَیْرٌ لِی قَالَ قَدِ اخْتَرْتُ لَكَ عَلِیّاً فَاتَّخِذْهُ لِنَفْسِكَ خَلِیفَةً وَ وَصِیّاً وَ قَدْ نَحَلْتُهُ عِلْمِی وَ حِلْمِی وَ هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ حَقّاً لَمْ یَنَلْهَا أَحَدٌ قَبْلَهُ وَ لَیْسَتْ لِأَحَدٍ بَعْدَهُ یَا مُحَمَّدُ عَلِیٌّ رَایَةُ الْهُدَی وَ إِمَامُ مَنْ أَطَاعَنِی وَ نُورُ أَوْلِیَائِی وَ هُوَ الْكَلِمَةُ الَّتِی أَلْزَمْتُهَا الْمُتَّقِینَ مَنْ أَحَبَّهُ فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَهُ فَقَدْ أَبْغَضَنِی فَبَشِّرْهُ بِذَلِكَ یَا مُحَمَّدُ قَالَ فَبَشَّرَهُ بِذَلِكَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ فِی قَبْضَتِهِ إِنْ یُعَاقِبْنِی فَبِذَنْبِی لَمْ یَظْلِمْنِی وَ إِنْ یُتِمَّ لِی مَا وَعَدَنِی فَاللَّهُ أَوْلَی بِی فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ أَجْلِ قَلْبَهُ وَ اجْعَلْ رَبِیعَهُ الْإِیمَانَ بِكَ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ قَدْ فَعَلْتُ ذَلِكَ بِهِ یَا مُحَمَّدُ غَیْرَ أَنِّی مُخْتَصُّهُ مِنَ الْبَلَاءِ بِمَا لَمْ أَخْتَصَّ بِهِ أَحَداً مِنْ أَوْلِیَائِی قَالَ قُلْتُ رَبِّی أَخِی وَ صَاحِبِی قَالَ إِنَّهُ سَبَقَ فِی عِلْمِی أَنَّهُ مُبْتَلًی بِهِ وَ لَوْ لَا عَلِیٌّ لَمْ تُعْرَفْ أَوْلِیَائِی وَ لَا أَوْلِیَاءُ رَسُولِی (3).

«15»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُنْذِرٍ عَنْ مِسْكِینٍ الرَّحَّالِ الْعَابِدِ وَ قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ وَ بَلَغَنِی أَنَّهُ لَمْ یَرْفَعْ رَأْسَهُ إِلَی السَّمَاءِ مُنْذُ أَرْبَعِینَ سَنَةً وَ قَالَ أَیْضاً حَدَّثَنَا فُضَیْلٌ (4) الرَّسَّانُ عَنْ أَبِی دَاوُدَ عَنْ أَبِی بَرْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَیَّ فِی عَلِیٍّ عَهْداً فَقُلْتُ اللَّهُمَّ بَیِّنْ

ص: 181


1- فی نسخة من المصدر: أحمد بن الفضیل.
2- فی نسخة من المصدر: هل اخترت.
3- كنز الفوائد: 305.
4- فی المصدر: الفضل و كتب التراجم مختلفة بین الفضل و الفضیل.

لِی فَقَالَ لِیَ اسْمَعْ اللَّهُمَّ قَدْ سَمِعْتُ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَخْبِرْ عَلِیّاً بِأَنَّهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ أَوْلَی النَّاسِ بِالنَّاسِ وَ الْكَلِمَةُ الَّتِی أَلْزَمْتُهَا الْمُتَّقِینَ (1).

«16»-فس، تفسیر القمی إِنَّ الَّذِینَ حَقَّتْ عَلَیْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا یُؤْمِنُونَ وَ لَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّ آیَةٍ حَتَّی یَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِیمَ قَالَ الَّذِینَ جَحَدُوا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَوْلُهُ إِنَّ الَّذِینَ حَقَّتْ عَلَیْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا یُؤْمِنُونَ قَالَ عُرِضَتْ عَلَیْهِمُ الْوَلَایَةُ وَ فُرِضَ عَلَیْهِمُ الْإِیمَانُ بِهَا فَلَمْ یُؤْمِنُوا بِهَا (2).

بیان: علی تأویله علیه السلام المراد بالكلمة الولایة أی تمت علیهم الحجة فیها و قال بعض المفسرین أی أخبر اللّٰه بأنهم لا یؤمنون و قیل أی وجب علیهم سخطه و غضبه.

«17»-قب، المناقب لابن شهرآشوب عَمَّارُ بْنُ یَقْظَانَ الْأَسَدِیُّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِلَیْهِ یَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّیِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ یَرْفَعُهُ قَالَ وَلَایَتُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ أَهْوَی بِیَدِهِ إِلَی صَدْرِهِ فَمَنْ لَمْ یَتَوَلَّنَا لَمْ یَرْفَعِ اللَّهُ لَهُ عَمَلًا (3).

«18»-السُّدِّیُّ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِیَةً فِی عَقِبِهِ أَیْ فِی آلِ مُحَمَّدٍ أَیْ نُوَالِی بِهِمْ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ نَتَبَرَّأُ مِنْ أَعْدَائِهِمْ إِلَیْهَا (4).

«19»-قب، المناقب لابن شهرآشوب یَحْیَی بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ لَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِینَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ قَالَ نَحْنُ هُمْ (5).

بیان: لعل المعنی أنا نحن الكلمة التی ذكرها اللّٰه للعباد المرسلین أو ولایتنا بأن یكون قوله إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ استئنافا و یحتمل أن یكون المعنی إنا

ص: 182


1- كنز الفوائد: 342. (النسخة الرضویة).
2- تفسیر القمّیّ: 293. و الآیتان فی یونس: 96 و 97.
3- مناقب آل أبی طالب 3: 171. و الآیة فی فاطر: 10.
4- مناقب آل أبی طالب 3: 206. و الآیة فی الزخرف: 28.
5- مناقب آل أبی طالب 3: 243 و الآیتان فی الصافّات: 171 و 172.

داخلون فی الوعد بالنصرة و الغلبة لأن نصرهم نصر النبی صلی اللّٰه علیه و آله.

«20»-فس، تفسیر القمی ثُمَّ ذَكَرَ الْأَئِمَّةَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ فَقَالَ وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِیَةً فِی عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ یَعْنِی فَإِنَّهُمْ یَرْجِعُونَ إِلَی الْأَئِمَّةِ إِلَی الدُّنْیَا (1).

«21»-مد، العمدة بِإِسْنَادِهِ إِلَی ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ مِنْ مَنَاقِبِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ خَلَفٍ عَنْ حُسَیْنٍ الْأَشْقَرِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ (2) عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سُئِلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنِ الْكَلِمَاتِ الَّتِی تَلَقَّاهَا آدَمُ مِنْ رَبِّهِ فَتابَ عَلَیْهِ قَالَ سَأَلَهُ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ إِلَّا مَا تُبْتَ عَلَیَّ فَتَابَ عَلَیْهِ (3).

«22»-كا، الكافی (4) بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّهُ لَیَنْزِلُ (5) إِلَی وَلِیِّ الْأَمْرِ تَفْسِیرُ الْأُمُورِ سَنَةً سَنَةً یُؤْمَرُ فِیهَا فِی أَمْرِ نَفْسِهِ بِكَذَا وَ كَذَا وَ فِی أَمْرِ النَّاسِ بِكَذَا وَ كَذَا وَ إِنَّهُ لَیَحْدُثُ لِوَلِیِّ الْأَمْرِ سِوَی ذَلِكَ كُلَّ یَوْمٍ عِلْمُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْخَاصُّ وَ الْمَكْنُونُ الْعَجِیبُ الْمَخْزُونُ مِثْلُ مَا یَنْزِلُ فِی تِلْكَ اللَّیْلَةِ مِنَ الْأَمْرِ ثُمَّ قَرَأَ وَ لَوْ أَنَّ ما فِی الْأَرْضِ الْآیَةَ (6).

«23»-فس، تفسیر القمی وَ لَوْ أَنَّ ما فِی الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ الْآیَةَ قَالَ وَ ذَلِكَ أَنَّ الْیَهُودَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنِ الرُّوحِ فَقَالَ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّی وَ ما أُوتِیتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِیلًا قَالُوا نَحْنُ خَاصَّةً قَالَ بَلِ النَّاسُ عَامَّةً قَالُوا فَكَیْفَ

ص: 183


1- تفسیر القمّیّ: 609 و الآیة فی الزخرف: 28.
2- فی المصدر: عمر بن أبی المقدام.
3- العمدة: 197.
4- أصول الكافی 1: 248.
5- فی المصدر: (لینزل فی لیلة القدر) و للحدیث صدر فی تفسیر آیة: فِیها یُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِیمٍ.
6- أصول الكافی 1: 248 راجعه فالظاهر أن الحدیث معلق ما قبله: و هو محمّد بن أبی عبد اللّٰه و محمّد بن الحسن عن سهل بن زیاد و محمّد بن یحیی عن أحمد بن محمّد جمیعا عن الحسن بن العباس بن الحریش عن أبی جعفر الثانی علیه السلام، و للكلینی رحمه اللّٰه كلام حول الحسن بن العباس و حدیثه ذلك.

یَجْتَمِعُ هَذَا یَا مُحَمَّدُ (1) تَزْعُمُ أَنَّكَ لَمْ تُؤْتَ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِیلًا وَ قَدْ أُوتِیتَ الْقُرْآنَ وَ أُوتِینَا التَّوْرَاةَ وَ قَدْ قَرَأْتَ وَ مَنْ یُؤْتَ الْحِكْمَةَ (2) وَ هِیَ التَّوْرَاةُ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً كَثِیراً فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ لَوْ أَنَّ ما فِی الْأَرْضِ الْآیَةَ یَقُولُ عِلْمُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ وَ مَا أُوتِیتُمْ كَثِیرٌ عِنْدَكُمْ قَلِیلٌ عِنْدَ اللَّهِ (3).

«24»-ل، الخصال عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ فِی خُطْبَتِهِ نَحْنُ كَلِمَةُ التَّقْوَی وَ سَبِیلُ الْهُدَی (4).

«25»-ید، التوحید بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی خُطْبَتِهِ أَنَا عُرْوَةُ اللَّهِ الْوُثْقَی وَ كَلِمَةُ التَّقْوَی (5).

«26»-ك، إكمال الدین عَنِ الرِّضَا نَحْنُ كَلِمَةُ التَّقْوَی وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَی (6).

ص: 184


1- فی المصدر: هذان.
2- البقرة: 269.
3- تفسیر القمّیّ: 509 فیه: علم اللّٰه أكثر من ذلك و الآیة فی لقمان: 27.
4- الخصال 2: 52، اختصر المصنّف الحدیث متنا و سند! و الاسناد هكذا: علی بن أحمد بن موسی قال: حدّثنا حمزة بن القاسم العلوی قال: حدّثنا محمّد بن العباس بن بسام قال حدّثنا محمّد بن خالد بن إبراهیم السعدی قال: حدّثنا الحسن بن عبد اللّٰه الیمانیّ قال حدّثنا علی بن العباس المقری قال: حدّثنا حماد بن عمرو النصیبی عن جعفر بن عرفان عن میمون ابن مهران عن عبد اللّٰه بن عبّاس.
5- التوحید: 154 اختصر المصنّف الحدیث متنا و اسنادا، و الاسناد هكذا: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الولید قال: حدّثنا الحسین بن الحسن بن ابان عن الحسین بن سعید عن النضر بن سوید عن ابن سنان عن ابی بصیر.
6- اكمال الدین: 117، اختصر المصنّف الحدیث متنا و اسنادا و الاسناد هكذا: حدّثنا ابی رحمه اللّٰه قال: حدّثنا الحسن بن أحمد المالكی عن أبیه عن إبراهیم بن أبی محمود عن الرضا علیه السلام.

باب 51 أنهم علیهم السلام حرمات اللّٰه

الآیات؛

الحج: «وَ مَنْ یُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَیْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ»(30)

تفسیر:

الحرمة ما لا یحل انتهاكه، و قیل فی الآیة إنها مناسك الحج و قیل هی البیت الحرام و البلد الحرام و الشهر الحرام و المسجد الحرام و ما ورد فیما سیأتی من الأخبار هو المعول علیه و لا شك فی وجوب تعظیم الأئمة و تكریمهم فی حیاتهم و بعد وفاتهم و كذا تعظیم ما ینسب إلیهم من مشاهدهم و أخبارهم و آثارهم و ذریتهم و حاملی أخبارهم و علومهم.

«1»-مع، معانی الأخبار ل، الخصال لی، الأمالی للصدوق أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ یُونُسَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لِلَّهِ (1) عَزَّ وَ جَلَّ حُرُمَاتٌ ثَلَاثٌ لَیْسَ مِثْلَهُنَّ شَیْ ءٌ كِتَابُهُ وَ هُوَ حِكْمَتُهُ وَ نُورُهُ وَ بَیْتُهُ الَّذِی جَعَلَهُ قِبْلَةً لِلنَّاسِ لَا یَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ تَوَجُّهاً إِلَی غَیْرِهِ وَ عِتْرَةُ نَبِیِّكُمْ صلی اللّٰه علیه و آله (2).

«2»-ل، الخصال سُلَیْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ اللَّخْمِیُّ عَنْ یَحْیَی بْنِ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ وَ مُطَّلِبِ بْنِ شُعَیْبٍ الْأَزْدِیِّ وَ أَحْمَدَ بْنِ رُشَیْدٍ الْمِصْرِیِّینَ قَالُوا حَدَّثَنَا إِبْرَاهِیمُ بْنُ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی حَازِمٍ الْمَدِینِیِّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ لِلَّهِ حُرُمَاتٍ ثلاث (ثَلَاثاً) مَنْ حَفِظَهُنَّ حَفِظَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَ دِینِهِ وَ دُنْیَاهُ وَ مَنْ لَمْ یَحْفَظْهُنَّ لَمْ یَحْفَظِ اللَّهُ شَیْئاً حُرْمَةَ الْإِسْلَامِ وَ

ص: 185


1- فی المصدر: انه قال: ان للّٰه عزّ و جلّ حرمات ثلاثا.
2- معانی الأخبار: 40، الخصال 1: 71، الأمالی: 175، لم نظفر بالحدیث فی الخصال بالاسناد المذكور، بل الموجود هكذا: حدّثنا ابی رضی اللّٰه عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّٰه عن محمّد بن عبد الحمید عن ابن أبی نجران عن عاصم بن حمید عن أبی حمزة الثمالی عن عكرمة عن ابن عبّاس قال: ان للّٰه.

حُرْمَتِی وَ حُرْمَةَ عِتْرَتِی (1).

«3»-ل، الخصال مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْبَغْدَادِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ عَیَّاشٍ عَنِ الْأَجْلَحِ (2) عَنْ أَبِی الزُّبَیْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ یَجِی ءُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثَلَاثَةٌ یَشْكُونَ الْمُصْحَفُ وَ الْمَسْجِدُ وَ الْعِتْرَةُ یَقُولُ الْمُصْحَفُ یَا رَبِّ حَرَّفُونِی وَ مَزَّقُونِی وَ یَقُولُ الْمَسْجِدُ یَا رَبِّ عَطَّلُونِی وَ ضَیَّعُونِی وَ یَقُولُ الْعِتْرَةُ یَا رَبِّ قَتَلُونَا وَ طَرَدُونَا وَ شَرَّدُونَا فَأَجْثُو لِلرُّكْبَتَیْنِ (3) لِلْخُصُومَةِ فَیَقُولُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ لِی أَنَا أَوْلَی بِذَلِكَ (4).

«4»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ شَجَرَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی بِلَادِهِ خَمْسُ حُرَمٍ حُرْمَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ حُرْمَةِ آلِ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ حُرْمَةِ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ حُرْمَةِ كَعْبَةِ اللَّهِ وَ حُرْمَةِ الْمُؤْمِنِ (5).

«5»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْعَلَوِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ دَاوُدَ عَنِ الْإِمَامِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ یُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَیْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ قَالَ هِیَ ثَلَاثُ حُرُمَاتٍ وَاجِبَةٍ فَمَنْ قَطَعَ مِنْهَا حُرْمَتَهُ فَقَدْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ الْأُولَی انْتِهَاكُ حُرْمَةِ اللَّهِ فِی بَیْتِهِ الْحَرَامِ وَ الثَّانِیَةُ تَعْطِیلُ الْكِتَابِ وَ الْعَمَلُ بِغَیْرِهِ وَ الثَّالِثَةُ قَطِیعَةُ مَا أُوْجِبَ مِنْ فَرْضِ مَوَدَّتِنَا وَ طَاعَتِنَا (6).

«6»-أَقُولُ رَوَی ابْنُ بِطْرِیقٍ فِی الْمُسْتَدْرَكِ مِنْ كِتَابِ الْفِرْدَوْسِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَجِی ءُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثَلَاثَةٌ الْمُصْحَفُ وَ الْمَسْجِدُ وَ الْعِتْرَةُ

ص: 186


1- الخصال 1: 71.
2- الاجلح بتقدیم الجیم هو ابن عبد اللّٰه بن حجیة یكی ابا حجیة الكندی، و یقال: اسمه یحیی ، مات سنة ١٤٥.
3- أی فاجلس علی الركبتین.
4- الخصال 1: 83.
5- روضة الكافی: 107.
6- كنز الفوائد: 171. و الآیة فی الحجّ: 30.

یَقُولُ الْمُصْحَفُ حَرَّقُونِی وَ مَزَّقُونِی وَ یَقُولُ الْمَسْجِدُ خَرَّبُونِی وَ عَطَّلُونِی وَ ضَیَّعُونِی وَ یَقُولُ الْعِتْرَةُ یَا رَبِّ قَتَلُونَا وَ طَرَدُونَا وَ شَرَّدُونَا وَ جَثَوْا بَارِكِینَ لِلْخُصُومَةِ فَیَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی ذَلِكَ إِلَیَّ وَ أَنَا أَوْلَی بِذَلِكَ (1).

باب 52 أنهم علیهم السلام و ولایتهم العدل و المعروف و الإحسان و القسط و ...

المیزان و ترك ولایتهم و أعداءهم الكفر و الفسوق و العصیان و الفحشاء و المنكر و البغی*

«1»-شف، كشف الیقین مِنْ كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ سُهَیْلٍ الْعَسْكَرِیِّ (2) عَنْ عِیسَی بْنِ دَاوُدَ النَّجَّارِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ فِی قَوْلِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ وَ أَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلًا وَ أَوْفُوا الْكَیْلَ إِذا كِلْتُمْ وَ زِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِیمِ (3) قَالَ الْعَهْدُ مَا أَخَذَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی النَّاسِ فِی مَوَدَّتِنَا وَ طَاعَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ أَنْ لَا یُخَالِفُوهُ وَ لَا یَتَقَدَّمُوهُ وَ لَا یَقْطَعُوا رَحِمَهُ وَ أَعْلَمَهُمْ أَنَّهُمْ مَسْئُولُونَ عَنْهُ وَ عَنْ كِتَابِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ وَ أَمَّا الْقِسْطَاسُ فَهُوَ الْإِمَامُ وَ هُوَ الْعَدْلُ مِنَ الْخَلْقِ أَجْمَعِینَ وَ هُوَ حُكْمُ الْأَئِمَّةِ قَالَ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ ذلِكَ خَیْرٌ وَ أَحْسَنُ تَأْوِیلًا قَالَ اللَّهُ هُوَ أَعْرَفُ بِتَأْوِیلِ الْقُرْآنِ وَ مَا یَحْكُمُ وَ یَقْضِی (4).

«2»-فس، تفسیر القمی وَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَیْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا یَقْدِرُ عَلی شَیْ ءٍ وَ هُوَ كَلٌّ عَلی مَوْلاهُ أَیْنَما یُوَجِّهْهُ لا یَأْتِ بِخَیْرٍ هَلْ یَسْتَوِی هُوَ وَ مَنْ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ هُوَ عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ قَالَ كَیْفَ یَسْتَوِی هَذَا وَ هَذَا الَّذِی یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ یَعْنِی

ص: 187


1- المستدرك مخطوط، و نسخته غیر موجود عندی.
2- فی المصدر: عن محمّد بن إسماعیل العسكریّ.
3- الإسراء 34 و 35.
4- الیقین فی إمرة أمیر المؤمنین: 88.

أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةَ علیهم السلام (1).

«3»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِینَ قَالَ یَعْنِی بِالْوَلَایَةِ (2).

«4»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ الْهَمَذَانِیِّ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ نَضَعُ الْمَوازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیامَةِ قَالَ الْأَنْبِیَاءُ وَ الْأَوْصِیَاءُ علیهم السلام (3).

بیان: لعل المعنی أنهم أصحاب المیزان و الحاكمون عنده.

«5»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: نَزَلَ جَبْرَئِیلُ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله بِهَذِهِ الْآیَةِ الظَّالِمِینَ آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ إِلَّا خَساراً (4).

«6»-فس، تفسیر القمی قَوْلُهُ تَعَالَی إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِیتاءِ ذِی الْقُرْبی وَ یَنْهی عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْیِ قَالَ الْعَدْلُ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ الْإِحْسَانُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ الْفَحْشَاءُ وَ الْمُنْكَرُ وَ الْبَغْیُ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ (5).

«7»-إِرْشَادُ الْقُلُوبِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَی عَطِیَّةَ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ الْآیَةَ قَالَ الْعَدْلُ شَهَادَةُ الْإِخْلَاصِ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ الْإِحْسَانُ وَلَایَةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ الْإِتْیَانُ بِطَاعَتِهِمَا وَ إِیتَاءُ ذِی الْقُرْبَی الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ الْأَئِمَّةُ مِنْ وُلْدِهِ علیهم السلام وَ یَنْهی عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْیِ هُوَ مَنْ ظَلَمَهُمْ وَ قَتَلَهُمْ وَ مَنَعَ حُقُوقَهُمْ (6).

ص: 188


1- تفسیر القمّیّ: 362 و 363 و الآیة فی النحل: 76.
2- تفسیر العیّاشیّ 2: 43 فیه: (و أمر بالعرف، قال بالولایة و اعرض عن الجاهلین قال: عنها، یعنی الولایة) و الآیة فی الأعراف: 199.
3- أصول الكافی 1: 419 و الآیة فی الأنبیاء: 47.
4- تفسیر العیّاشیّ 2: 315 و الآیة فی الاسراء: 82.
5- تفسیر القمّیّ: 363 و 364. و الآیة فی النحل: 90.
6- إرشاد القلوب.

«8»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ إِسْمَاعِیلَ الْجَرِیرِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَوْلُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِیتاءِ ذِی الْقُرْبی وَ یَنْهی عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْیِ قَالَ اقْرَأْ كَمَا أَقُولُ لَكَ یَا إِسْمَاعِیلُ إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسَانِ وَ إِیتَاءِ ذِی الْقُرْبَی حَقَّهُ وَ یَنْهَی قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّا لَا نَقْرَأُ هَكَذَا فِی قِرَاءَةِ زَیْدٍ قَالَ وَ لَكِنَّا نَقْرَؤُهَا وَ هَكَذَا فِی قِرَاءَةِ عَلِیٍّ علیه السلام قُلْتُ فَمَا یَعْنِی بِالْعَدْلِ قَالَ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قُلْتُ وَ إِحْسَانٌ قَالَ شَهَادَةُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْتُ فَمَا یَعْنِی بِإِیتَاءِ ذِی الْقُرْبَی (1) حَقَّهُ قَالَ أَدَاءُ إِمَامٍ (2) إِلَی إِمَامٍ بَعْدَ إِمَامٍ وَ یَنْهی عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ قَالَ وَلَایَةُ فُلَانٍ (3).

بیان: لعله كان فی قراءته علیه السلام (4) حقه فأسقطته النساخ أو أداء مكان إیتاء فصحفته.

«9»-نی، الغیبة للنعمانی الْكُلَیْنِیُّ عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ أَبِی وَهْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ: سَأَلْتُهُ یَعْنِی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَیْها آباءَنا وَ اللَّهُ أَمَرَنا بِها قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا یَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ أَ تَقُولُونَ عَلَی اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ قَالَ فَهَلْ رَأَیْتَ أَحَداً زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ أَمَرَهُ بِالزِّنَا وَ شُرْبِ الْخَمْرِ أَوْ شَیْ ءٍ مِنْ هَذِهِ الْمَحَارِمِ قُلْتُ لَا قَالَ فَمَا هَذِهِ الْفَاحِشَةُ الَّتِی یَدَّعُونَ أَنَّ اللَّهَ أَمَرَهُمْ بِهَا قُلْتُ اللَّهُ أَعْلَمُ وَ وَلِیُّهُ قَالَ فَإِنَّ هَذَا فِی أَوْلِیَاءِ أَئِمَّةِ الْجَوْرِ ادَّعَوْا أَنَّ اللَّهَ أَمَرَهُمْ بِالایتِمَامِ بِهِمْ (5) فَرَدَّ اللَّهُ ذَلِكَ عَلَیْهِمْ وَ أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُمْ قَالُوا عَلَیْهِ الْكَذِبَ وَ سَمَّی ذَلِكَ مِنْهُمْ فَاحِشَةً (6).

«10»-وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْداً صَالِحاً علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ

ص: 189


1- فی المصدر: و ایتاء ذی القربی حقه.
2- فی المصدر: أداء امانته.
3- تفسیر العیّاشیّ 2: 267 فیه: ولایة فلان و فلان و الآیة فی النحل: 90.
4- قد عرفت انه موجود فی المصدر.
5- فی المصدر: امرهم بالایتمام بقوم لم یأمرهم اللّٰه بالایتمام بهم.
6- غیبة النعمانیّ: 64، و الآیة فی الأعراف: 28.

عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّیَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ قَالَ فَقَالَ إِنَّ الْقُرْآنَ لَهُ ظَاهِرٌ وَ بَاطِنٌ فَجَمِیعُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فِی الْقُرْآنِ فَهُوَ حَرَامٌ عَلَی ظَاهِرِهِ كَمَا هُوَ فِی الظَّاهِرِ وَ الْبَاطِنِ مِنْ ذَلِكَ أَئِمَّةُ الْجَوْرِ وَ جَمِیعُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ فِی الْكِتَابِ فَهُوَ حَلَالٌ وَ هُوَ الظَّاهِرُ وَ الْبَاطِنُ مِنْ ذَلِكَ أَئِمَّةُ الْهُدَی (1).

«11»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَكِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ قَیْسِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ عَنْ أَبِیهِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِینَ فَأَنَا ذَلِكَ الْمُحْسِنُ (2).

«12»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ مَعَهُ جَالِساً فَقَالَ لِی إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِیتاءِ ذِی الْقُرْبی قَالَ الْعَدْلُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْإِحْسَانُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ إِیتَاءُ ذِی الْقُرْبَی فَاطِمَةُ علیها السلام (3).

«13»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَطَاءٍ الْهَمْدَانِیِّ (4) عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الْعَدْلُ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ الْإِحْسَانُ وَلَایَةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ الْفَحْشَاءُ الْأَوَّلُ (5) وَ الْمُنْكَرُ الثَّانِی وَ الْبَغْیُ الثَّالِثُ (6).

«14»-وَ فِی رِوَایَةِ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ عَنْهُ قَالَ: یَا سَعْدُ إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ هُوَ مُحَمَّدٌ فَمَنْ أَطَاعَهُ فَقَدْ عَدَلَ وَ الْإِحْسَانُ عَلِیٌّ علیه السلام وَ مَنْ تَوَلَّاهُ (7) فَقَدْ أَحْسَنَ وَ الْمُحْسِنُ فِی

ص: 190


1- غیبة النعمانیّ: 64 فیه: ائمة الهدی الحق و الآیة فی الأعراف: 32.
2- كنز الفوائد: 241 (النسخة الرضویة) فیه: (منذر) و الآیة فی العنكبوت: 69.
3- تفسیر فرات: 83. و الآیة فی العنكبوت: 69.
4- فی المصدر: عن عامر بن كثیر و كان داعیة الحسین بن علی عن موسی بن أبی الغدیر عن عطاء الهمدانیّ عن ابی جعفر علیه السلام فی قول اللّٰه «إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِیتاءِ ذِی الْقُرْبی قال: العدل.
5- فی المصدر: «وَ یَنْهی عَنِ الْفَحْشاءِ» الأول.
6- تفسیر العیّاشیّ 2: 268.
7- فی المصدر: فمن تولاه و فیه: و ایتائنا.

الْجَنَّةِ وَ إِیتَاءُ ذِی الْقُرْبَی قَرَابَتُنَا أَمَرَ اللَّهُ الْعِبَادَ بِمَوَدَّتِنَا وَ أَبْنَائِنَا وَ نَهَاهُمْ عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْیِ مَنْ بَغَی عَلَیْنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ دَعَا إِلَی غَیْرِنَا (1).

باب 53 أنهم علیهم السلام جنب اللّٰه و وجه اللّٰه و ید اللّٰه و أمثالها

«1»-قب، المناقب لابن شهرآشوب عَنْ أَبِی الْجَارُودِ (2) عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ (3) قَالَ نَحْنُ جَنْبُ اللَّهِ.

و عن الصادق علیه السلام مثله (4).

«2»-أَبُو ذَرٍّ فِی خَبَرٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَبَا ذَرٍّ یُؤْتَی بِجَاحِدِ عَلِیٍّ یوْمَ الْقِیَامَةِ أَعْمَی أَبْكَمَ یَتَكَبْكَبُ (5) فِی ظُلُمَاتِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ یُنَادِی یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ (6).

«3»-الصَّادِقُ وَ الْبَاقِرُ وَ السَّجَّادُ علیهم السلام فِی هَذِهِ الْآیَةِ قَالُوا جَنْبُ اللَّهِ عَلِیٌّ وَ هُوَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی الْخَلْقِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ (7).

«4»-الرِّضَا علیه السلام فِی جَنْبِ اللَّهِ قَالَ فِی وَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام (8).

«5»-وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَا صِرَاطُ اللَّهِ أَنَا جَنْبُ اللَّهِ (9).

ص: 191


1- تفسیر العیّاشیّ، 2: 268.
2- فی المصدر: العیّاشیّ بإسناده إلی ابی الجارود.
3- مناقب آل أبی طالب 3: 314 و الآیة فی سورة الزمر: 56.
4- مناقب آل أبی طالب 3: 403 راجعه.
5- الكبكبة: تدهور الشی ء فی هوة.
6- مناقب آل أبی طالب 3: 64 فیه: (فی ظلمات القیامة) ذیله: و فی عنقه طوق من النار.
7- مناقب آل أبی طالب 3: 64.
8- مناقب آل أبی طالب 3: 64.
9- مناقب آل أبی طالب 3: 64.

«6»-وَ قَوْلُهُ وَ یَبْقی وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام نَحْنُ وَجْهُ اللَّهِ (1).

«7»-وَ رَوَی أَبُو حَمْزَةَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام وَ ضُرَیْسٌ الْكُنَاسِیُّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی كُلُّ شَیْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ قَالَ نَحْنُ الْوَجْهُ الَّذِی یُؤْتَی اللَّهُ مِنْهُ (2).

«8»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَوْذَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ حُمْرَانَ عَنِ ابْنِ تَغْلِبَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام (3)

فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ (4) قَالَ خَلَقَنَا اللَّهُ جُزْءاً مِنْ جَنْبِ اللَّهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ یَعْنِی فِی وَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام (5).

«9»-وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ سَدِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ وَ قَدْ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام نَحْنُ وَ اللَّهِ خُلِقْنَا مِنْ نُورِ جَنْبِ اللَّهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ الْكَافِرِ إِذِ اسْتَقَرَّتْ بِهِ الدَّارُ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ یَعْنِی وَلَایَةَ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ (6).

«10»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُوَیْدٍ السَّائِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ

ص: 192


1- مناقب آل أبی طالب: 3: 63 زاد بعده: و نحن الآیات و نحن البینات و نحن حدود اللّٰه و الآیة فی الرحمن: 27.
2- مناقب آل أبی طالب 3: 343 و الآیة فی القصص: 88.
3- فی المصدر: عن أبیه عن آبائه.
4- أی خلقنا اللّٰه ولیا من أولیائه.
5- كنز الفوائد: 272 و 273 و الآیة فی الزمر: 56 و روی فیه عن محمّد بن العباس عن علیّ بن العباس عن الحسن بن محمّد عن الحسین بن علیّ بن بهیر (بهیس خ) عن موسی بن أبی العنبی (الغدیر خ) عن عطاء الهمدانیّ عن أبی جعفر علیه السلام فی قول اللّٰه عز و جل: «یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ» قال علیّ علیه السلام: انا جنب اللّٰه. و انا حسرة الناس یوم القیامة.
6- كنز الفوائد: 272 و 273 و الآیة فی الزمر: 56 و روی فیه عن محمّد بن العباس عن علیّ بن العباس عن الحسن بن محمّد عن الحسین بن علیّ بن بهیر (بهیس خ) عن موسی بن أبی العنبی (الغدیر خ) عن عطاء الهمدانیّ عن أبی جعفر علیه السلام فی قول اللّٰه عز و جل: «یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ» قال علیّ علیه السلام: انا جنب اللّٰه. و انا حسرة الناس یوم القیامة.

علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ قَالَ جَنْبُ اللَّهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ كَذَلِكَ مَنْ كَانَ بَعْدَهُ مِنَ الْأَوْصِیَاءِ بِالْمَكَانِ الرَّفِیعِ إِلَی أَنْ یَنْتَهِیَ إِلَی الْأَخِیرِ مِنْهُمْ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَهُ (1).

یر، بصائر الدرجات ابن عیسی مثله (2).

«11»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْأَحْوَلِ عَنْ سَلَّامِ بْنِ الْمُسْتَنِیرِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كُلُّ شَیْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ قَالَ نَحْنُ وَ اللَّهِ وَجْهُهُ الَّذِی قَالَ وَ لَنْ نَهْلِكَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ بِمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ مِنْ طَاعَتِنَا وَ مُوَالاتِنَا فَذَلِكَ وَ اللَّهِ الْوَجْهُ الَّذِی هُوَ قَالَ كُلُّ شَیْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ وَ لَیْسَ مِنَّا مَیِّتٌ یَمُوتُ إِلَّا وَ خَلَفُهُ عَاقِبَةٌ مِنْهُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ (3).

«12»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ (4) عَنِ الْمَذَارِیِّ عَنِ ابْنِ شَمُّونٍ عَنِ الْأَصَمِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ كُلُّ شَیْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ قَالَ نَحْنُ وَجْهُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ (5).

«13»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ كُلُّ شَیْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ قَالَ فَیَفْنَی كُلُّ شَیْ ءٍ وَ یَبْقَی الْوَجْهُ اللَّهُ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ یُوصَفَ (6) لَا وَ لَكِنَّ مَعْنَاهُ كُلُّ شَیْ ءٍ هَالِكٌ إِلَّا دِینَهُ وَ نَحْنُ الْوَجْهُ الَّذِی یُؤْتَی اللَّهُ مِنْهُ لَمْ نَزَلْ فِی عِبَادِهِ مَا دَامَ اللَّهُ لَهُ فِیهِمْ رَوِیَّةٌ (7) فَإِذَا لَمْ یَكُنْ لَهُ فِیهِمْ رَوِیَّةٌ رَفَعَنَا إِلَیْهِ فَفَعَلَ بِنَا مَا أَحَبَّ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا الرَّوِیَّةُ قَالَ الْحَاجَةُ (8).

ص: 193


1- كنز الفوائد: 272 و 273 و الآیة فی الزمر: 56.
2- بصائر الدرجات: 19 فیه: إلی ان ینتهی الامر إلی آخرهم.
3- كنز جامع الفوائد: 219. و الآیة فی القصص: 88.
4- الحدیث مرویّ فی المصدر: عن محمّد بن العباس عن عبد اللّٰه بن العلا المذاریّ.
5- كنز جامع الفوائد: 219. و الآیة فی القصص: 88.
6- أی بالوجه.
7- فی المصدر: (رؤیة) مهموزا و لعله بالباء كما یأتی.
8- تفسیر القمّیّ: 494.

بیان: الرویة إما بالتشدید بمعنی التفكر فإن من له حاجة إلی أحد ینظر و یتفكر فی إصلاح أموره أو بالتخفیف مهموزا أی نظر رحمة و الأظهر أنه كان بالباء الموحدة قال الفیروزآبادی الروبة و یضم الحاجة و علی التقادیر هی كنایة عن إرادة بقائهم و خیرهم و صلاحهم.

«14»-فس، تفسیر القمی وَ اتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَیْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنَ الْقُرْآنِ وَ وَلَایَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ الْأَئِمَّةِ وَ الدَّلِیلُ عَلَی ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ قَالَ فِی الْإِمَامِ لِقَوْلِ الصَّادِقِ علیه السلام نَحْنُ جَنْبُ اللَّهِ (1).

«15»-فس، تفسیر القمی الْآیَةَ هَكَذَا مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَكُمُ الْعَذابُ بَغْتَةً وَ أَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ الْآیَةَ فَلَمَّا فَسَّرَ الصَّادِقُ علیه السلام جَنْبَ اللَّهِ بِالْأَئِمَّةِ دَلَّ ذَلِكَ عَلَی أَنَّ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِمُتَابَعَتِهِ فِی الْآیَةِ السَّابِقَةِ شَامِلٌ لِلْوَلَایَةِ فَتَدَبَّرْ (2).

«16»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ بِشْرٍ عَنْ حَسَّانَ الْجَمَّالِ عَنْ هَاشِمِ بْنِ أَبِی عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ أَنَا عَیْنُ اللَّهِ وَ أَنَا جَنْبُ اللَّهِ وَ أَنَا یَدُ اللَّهِ وَ أَنَا بَابُ اللَّهِ (3).

«17»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ عَنِ الْحُسَیْنِ عَنْ فَضَالَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ بُرَیْدٍ عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ أَنَا شَجَرَةٌ مِنْ جَنْبِ اللَّهِ فَمَنْ وَصَلَنَا وَصَلَهُ اللَّهُ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ وَ إِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِینَ (4).

بیان: قوله علیه السلام إنا شجرة فی بعض النسخ شجنة قال الجزری فیه الرحم شجنة من الرحمن أی قرابة مشتبكة كاشتباك العروق شبه بذلك مجازا و أصل الشجنة بالضم و الكسر شعبة من غصن من غصون الشجرة أقول علی

ص: 194


1- تفسیر القمّیّ: 579 و الآیتان فی الزمر: 55 و 56.
2- النسخة المخطوطة خالیة عن هذه الروایة، و لم نجدها أیضا فی سورة الزمر من المصدر.
3- بصائر الدرجات: 19.
4- بصائر الدرجات: 19.

التقدیرین هو كنایة عن قربهم من جناب الرب عز و جل و إن من تمسك بهم فهو یصل إلیه تعالی.

«18»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْمُسْلِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام جَنْبُ اللَّهِ (1).

«19»-ج، الإحتجاج فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ یَذْكُرُ فِیهِ إِتْیَانَ رَجُلٍ مِنَ الزَّنَادِقَةِ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ وَ سُؤَالَهُ عَمَّا اشْتَبَهَ عَلَیْهِ مِنْ آیَاتِ الْقُرْآنِ وَ ظَنَّ التَّنَاقُضَ فِیهَا فَأَجَابَهُ عَلَیْهِ السَّلَامُ وَ أَسْلَمَ فَكَانَ مِمَّا سَأَلَهُ قَوْلُهُ وَ أَجِدُهُ یَقُولُ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ (2) فَأَیْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ (3) وَ كُلُّ شَیْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ (4) وَ أَصْحابُ الْیَمِینِ ما أَصْحابُ الْیَمِینِ وَ أَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ (5) مَا مَعْنَی الْجَنْبِ وَ الْوَجْهِ وَ الْیَمِینِ وَ الشِّمَالِ فَإِنَّ الْأَمْرَ فِی ذَلِكَ مُلْتَبِسٌ جِدّاً فَأَجَابَهُ عَلَیْهِ السَّلَامُ بِأَنَّ الْمُنَافِقِینَ قَدْ غَیَّرُوا وَ حَرَّفُوا كَثِیراً مِنَ الْقُرْآنِ وَ أَسْقَطُوا أَسْمَاءَ جَمَاعَةٍ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ بِأَسْمَائِهِمْ مِنَ الْأَوْصِیَاءِ وَ مِنَ الْمُنَافِقِینَ لَكِنْ أَعْمَی اللَّهُ أَبْصَارَهُمْ فَتَرَكُوا كَثِیراً مِنَ الْآیَاتِ الدَّالَّةِ عَلَی فَضْلِ مَنْزِلَةِ أَوْلِیَائِهِ وَ فَرْضِ طَاعَتِهِمْ ثُمَّ ذَكَرَ عَلَیْهِ السَّلَامُ كَثِیراً مِنْ ذَلِكَ إِلَی أَنْ قَالَ وَ قَدْ زَادَ جَلَّ ذِكْرُهُ فِی التِّبْیَانِ وَ إِثْبَاتِ الْحُجَّةِ بِقَوْلِهِ فِی أَصْفِیَائِهِ وَ أَوْلِیَائِهِ علیهم السلام أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ تَعْرِیفاً لِلْخَلِیقَةِ قُرْبَهُمْ أَ لَا تَرَی أَنَّكَ تَقُولُ فُلَانٌ إِلَی جَنْبِ فُلَانٍ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَصِفَ قُرْبَهُ مِنْهُ إِنَّمَا جَعَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فِی كِتَابِهِ هَذِهِ الرُّمُوزَ الَّتِی لَا یَعْلَمُهَا غَیْرُهُ وَ غَیْرُ أَنْبِیَائِهِ وَ حُجَجُهُ فِی أَرْضِهِ لِعِلْمِهِ بِمَا یُحْدِثُهُ فِی كِتَابِهِ الْمُبَدِّلُونَ

ص: 195


1- بصائر الدرجات: 19.
2- الزمر: 56.
3- البقرة: 115.
4- القصص: 88.
5- الواقعة: 27 و 41.

مِنْ إِسْقَاطِ أَسْمَاءِ حُجَجِهِ مِنْهُ وَ تَلْبِیسِهِمْ ذَلِكَ عَلَی الْأُمَّةِ لِیُعِینُوهُمْ عَلَی بَاطِلِهِمْ فَأَثْبَتَ فِیهِ الرُّمُوزَ وَ أَعْمَی قُلُوبَهُمْ وَ أَبْصَارَهُمْ لِمَا عَلَیْهِمْ فِی تَرْكِهَا وَ تَرْكِ غَیْرِهَا مِنَ الْخِطَابِ الدَّالِّ عَلَی مَا أَحْدَثُوهُ فِیهِ وَ جَعَلَ أَهْلَ الْكِتَابِ الْقَائِمِیْنَ بِهِ وَ الْعَالِمِینَ بِظَاهِرِهِ وَ بَاطِنِهِ مِنْ شَجَرَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِی السَّماءِ تُؤْتِی أُكُلَها كُلَّ حِینٍ بِإِذْنِ رَبِّها أَیْ یُظْهِرُ مِثْلَ هَذَا الْعِلْمِ لِمُحْتَمِلِیهِ فِی الْوَقْتِ بَعْدَ الْوَقْتِ وَ جَعَلَ أَعْدَاءَهَا أَهْلَ الشَّجَرَةِ الْمَلْعُونَةِ الَّذِینَ حَاوَلُوا إِطْفَاءَ نُورِ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَ یَأْبَی اللَّهُ إِلَّا أَنْ یُتِمَّ نُورَهُ ثُمَّ بَیَّنَ علیه السلام ذَلِكَ بِأَوْضَحِ الْبَیَانِ إِلَی أَنْ قَالَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ كُلُّ شَیْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ فَالْمُرَادُ كُلُّ شَیْ ءٍ هَالِكٌ إِلَّا دِینَهُ لِأَنَّ مِنَ الْمُحَالِ أَنْ یَهْلِكَ مِنْهُ كُلُّ شَیْ ءٍ وَ یَبْقَی الْوَجْهُ هُوَ أَجَلُّ وَ أَعْظَمُ وَ أَكْرَمُ مِنْ ذَلِكَ وَ إِنَّمَا یَهْلِكُ مَنْ لَیْسَ مِنْهُ أَ لَا تَرَی أَنَّهُ قَالَ كُلُّ مَنْ عَلَیْها فانٍ وَ یَبْقی وَجْهُ رَبِّكَ فَفَصَّلَ بَیْنَ خَلْقِهِ وَ وَجْهِهِ (1).

«20»-فس، تفسیر القمی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِی الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ فَقَالَ نَحْنُ جَلَالُ اللَّهِ وَ كَرَامَتُهُ الَّتِی أَكْرَمَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی الْعِبَادَ بِطَاعَتِنَا (2).

«21»-ك، إكمال الدین ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ ضُرَیْسٍ الْكُنَاسِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كُلُّ شَیْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ قَالَ نَحْنُ الْوَجْهُ الَّذِی یُؤْتَی اللَّهُ مِنْهُ (3).

«22»-ید، التوحید الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی سَلَّامٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: نَحْنُ الْمَثَانِی الَّتِی أَعْطَاهَا اللَّهُ نَبِیَّنَا صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَحْنُ وَجْهُ اللَّهِ نَتَقَلَّبُ فِی الْأَرْضِ بَیْنَ أَظْهُرِكُمْ عَرَفَنَا مَنْ عَرَفَنَا وَ مَنْ جَهِلَنَا فَأَمَامَهُ الْیَقِینُ (4).

ص: 196


1- احتجاج الطبرسیّ: 129 و 133 و 134. و الآیات قد تقدم الایعاز إلی مواضعها.
2- تفسیر القمّیّ: 660 و 661. و الآیة فی الرحمن: 78.
3- اكمال الدین: 134. و الآیة فی القصص: 88.
4- توحید الصدوق: 140.

«23»-ید، التوحید أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَیْفٍ عَنْ أَخِیهِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ سَیْفِ بْنِ عمیر (عَمِیرَةَ) عَنْ خَیْثَمَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كُلُّ شَیْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ قَالَ دِینَهُ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ دِینَ اللَّهِ وَ وَجْهَهُ وَ عَیْنَهُ فِی عِبَادِهِ وَ لِسَانَهُ الَّذِی یَنْطِقُ بِهِ وَ یَدَهُ عَلَی خَلْقِهِ وَ نَحْنُ وَجْهُ اللَّهِ الَّذِی یُؤْتَی مِنْهُ لَنْ نَزَالَ فِی عِبَادِهِ مَا دَامَتْ لِلَّهِ فِیهِمْ رَوِیَّةٌ (1) قُلْتُ وَ مَا الرَّوِیَّةُ (2) قَالَ الْحَاجَةُ فَإِذَا لَمْ یَكُنْ لِلَّهِ فِیهِمْ حَاجَةٌ رَفَعَنَا إِلَیْهِ فَصَنَعَ مَا أَحَبَّ (3).

«24»-ید، التوحید الدَّقَّاقُ عَنِ الْأَسَدِیِّ (4) عَنِ الْبَرْمَكِیِّ عَنِ ابْنِ أَبَانٍ عَنْ بَكْرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ (5) عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ صَبَّاحٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَنَا فَأَحْسَنَ خَلْقَنَا وَ صَوَّرَنَا (6) فَأَحْسَنَ صُوَرَنَا وَ جَعَلَنَا عَیْنَهُ فِی عِبَادِهِ وَ لِسَانَهُ النَّاطِقَ فِی خَلْقِهِ وَ یَدَهُ الْمَبْسُوطَةَ عَلَی عِبَادِهِ بِالرَّأْفَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ وَجْهَهُ الَّذِی یُؤْتَی مِنْهُ وَ بَابَهُ الَّذِی یَدُلُّ عَلَیْهِ (7) وَ خُزَّانَهُ فِی سَمَائِهِ وَ أَرْضِهِ بِنَا أَثْمَرَتِ الْأَشْجَارُ وَ أَیْنَعَتِ الثِّمَارُ وَ جَرَتِ الْأَنْهَارُ وَ بِنَا أَنْزَلَ (8) غَیْثَ السَّمَاءِ وَ نَبَتَ عُشْبُ الْأَرْضِ وَ بِعِبَادَتِنَا عُبِدَ اللَّهُ وَ لَوْ لَا نَحْنُ مَا عُبِدَ اللَّهُ (9).

بیان: قوله علیه السلام لو لا نحن ما عبد اللّٰه أی نحن علمنا الناس طریق عبادة اللّٰه و آدابها أو لا تتأتی العبادة الكاملة إلا منا أو ولایتنا شرط قبول العبادة و الأوسط أظهر.

ص: 197


1- فی المصدر: (الرؤیة) بالهمزة و الیاء، و استظهر المصنّف قبل ذلك أن صحیحه:
2- فی المصدر: (الرؤیة) بالهمزة و الیاء، و استظهر المصنّف قبل ذلك أن صحیحه: رؤبة بالهمزة والباء.
3- توحید الصدوق: 140.
4- فی المصدر: محمّد بن أبی عبد اللّٰه الكوفیّ و المصنّف یعبر عن محمّد بن جعفر بالاسدی.
5- فی المصدر: الحسن بن سعید.
6- فی نسخة: صورتنا.
7- فی المصدر: و خزائنه.
8- فی المصدر: نزل.
9- توحید الصدوق: 140 و 141.

«25»-ید، التوحید الدَّقَّاقُ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ قَالَ: أَنَا عِلْمُ اللَّهِ وَ أَنَا قَلْبُ اللَّهِ الْوَاعِی وَ لِسَانُ اللَّهِ النَّاطِقُ وَ عَیْنُ اللَّهِ النَّاظِرَةُ وَ أَنَا جَنْبُ اللَّهِ وَ أَنَا یَدُ اللَّهِ (1).

یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ النَّیْشَابُورِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْكُوفِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ نَصْرٍ وَ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِثْلَهُ (2) قال الصدوق رحمه اللّٰه معنی قوله علیه السلام و أنا قلب اللّٰه الواعی أنا القلب الذی جعله اللّٰه وعاء لعلمه و قلبه إلی طاعته و هو قلب مخلوق لله عز و جل كما هو عبد اللّٰه عز و جل و یقال اللّٰه كما یقال عبد اللّٰه و بیت اللّٰه و جنة اللّٰه و نار اللّٰه و أما قوله عین قوله عین اللّٰه فإنه یعنی به الحافظ لدین اللّٰه و قد قال اللّٰه عز و جل تَجْرِی بِأَعْیُنِنا (3) أی بحفظنا و كذلك قوله عز و جل وَ لِتُصْنَعَ عَلی عَیْنِی (4) معناه علی حفظی (5).

«27»-مع، معانی الأخبار ید، التوحید ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ ابْنِ أَبَانٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی

ص: 198


1- توحید الصدوق: 154 و 155.
2- بصائر الدرجات: 19 فیه: عبد اللّٰه بن محمّد عن محمّد بن إسماعیل النیشابوری.
3- القمر: 16.
4- طه: 39 أقول: قال السیّد الرضیّ: و المراد بذلك- و اللّٰه اعلم- ان تتربی بحیث ارعاك و اراك، و لیس هناك شی ء یغیب عن رؤیة اللّٰه سبحانه، و لكن هذا الكلام یفید الاختصاص بشدة الرعایة و فرط الحفظ و الكلاءة، و لما كان الحافظ للشی ء فی الاغلب یدیم مراعاته بعینه جاء تعالی باسم العین بدلا من ذكر الحفظ و الحراسة علی طریق المجاز و الاستعارة و یقول العربی لغیره: انت منی بمرأی و مسمع، یرید بذلك أنّه متوفر علیه برعایته و منصرف إلیه بمراعاته، و كذلك قوله تعالی، (تَجْرِی بِأَعْیُنِنا) أی تجری و نحن عالمون بجریها غیر خاف علینا شی ء من تصرفها، و حسن أن تقوم العین مقام العلم لما كانت العین طریق العلم.
5- توحید الصدوق: 154 و 155.

خُطْبَتِهِ أَنَا الْهَادِی وَ أَنَا الْمُهْتَدِی (1) وَ أَنَا أَبُو الْیَتَامَی وَ الْمَسَاكِینِ وَ زَوْجُ الْأَرَامِلِ وَ أَنَا مَلْجَأُ كُلِّ ضَعِیفٍ وَ مَأْمَنُ كُلِّ خَائِفٍ وَ أَنَا قَائِدُ الْمُؤْمِنِینَ إِلَی الْجَنَّةِ وَ أَنَا حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِینُ وَ أَنَا عُرْوَةُ اللَّهِ الْوُثْقَی وَ كَلِمَةُ التَّقْوَی وَ أَنَا عَیْنُ اللَّهِ وَ لِسَانُهُ الصَّادِقُ وَ یَدُهُ وَ أَنَا جَنْبُ اللَّهِ الَّذِی یَقُولُ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ وَ أَنَا یَدُ اللَّهِ الْمَبْسُوطَةُ عَلَی عِبَادِهِ بِالرَّحْمَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ وَ أَنَا بَابُ حِطَّةٍ مَنْ عَرَفَنِی وَ عَرَفَ حَقِّی فَقَدْ عَرَفَ رَبَّهُ لِأَنِّی وَصِیُّ نَبِیِّهِ فِی أَرْضِهِ وَ حُجَّتُهُ عَلَی خَلْقِهِ لَا یُنْكِرُ هَذَا إِلَّا رَادٌّ عَلَی اللَّهِ وَ رَسُولِهِ (2).

قال الصدوق رحمه اللّٰه الجنب الطاعة فی لغة العرب یقال هذا صغیر فی جنب اللّٰه أی فی طاعة اللّٰه عز و جل فمعنی قول أمیر المؤمنین علیه السلام أنا جنب اللّٰه أی أنا الذی ولایتی طاعة اللّٰه قال اللّٰه عز و جل أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ (3) أی فی طاعة اللّٰه عز و جل (4).

«28»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّا شَجَرَةٌ مِنْ جَنْبِ اللَّهِ أَوْ جِذْوَةٌ فَمَنْ وَصَلَنَا وَصَلَهُ اللَّهُ (5).

بیان: الجذوة بالكسر القطعة من اللحم ذكره الفیروزآبادی و قال

ص: 199


1- و انا المهدی خ.
2- فی المصدر: و علی رسوله.
3- قال السیّد الرضیّ رضی اللّٰه عنه: قال قوم: معناه فی ذات اللّٰه و قال قوم: فی طاعة اللّٰه و فی امر اللّٰه، و ذكر الجنب علی مجری العادة فی قولهم: هذا الامر صغیر فی جنب ذلك الأمر أی فی جهته لانه إذا عبر عنه بهذه العبارة دل علی اختصاصه به من وجه قریب من معنی صفته و قال بعضهم: أی فی سبیل اللّٰه أوفی الجانب الأقرب إلی مرضاته بالاوصل إلی طاعاته، و لما كان الامر كله یتشعب إلی طریقین: احداهما هدی و رشاد، و الأخری غی و ضلال و كل واحد مجانب لصاحبه ای هو فی جانب و الآخر فی جانب و كان الجنب و الجانب بمعنی واحد حسنت العبارة هاهنا عن سبیل اللّٰه بجنب اللّٰه.
4- معانی الأخبار: 10، توحید الصدوق: 155 و 156.
5- بصائر الدرجات: 19 و 20.

ما أحسن شجرة ضرع الناقة أی قدره و هیأته أو عروقه و جلده و لحمه انتهی و الظاهر أن التردید من الراوی.

«29»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ عَنْ فَضَالَةَ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی كُلُّ شَیْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ (1) فَقَالَ مَا یَقُولُونَ قُلْتُ یَقُولُونَ هَلَكَ كُلُّ شَیْ ءٍ إِلَّا وَجْهَهُ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ لَقَدْ قَالُوا عَظِیماً إِنَّمَا عَنَی كُلَّ شَیْ ءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ الَّذِی یُؤْتَی مِنْهُ وَ نَحْنُ وَجْهُهُ الَّذِی یُؤْتَی مِنْهُ (2).

«30»-یر، بصائر الدرجات الْحَجَّالُ عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْأَحْوَلِ عَنْ سَلَّامِ بْنِ الْمُسْتَنِیرِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ كُلُّ شَیْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ قَالَ نَحْنُ وَ اللَّهِ وَجْهُهُ الَّذِی قَالَ وَ لَنْ یَهْلِكَ یوْمَ الْقِیَامَةِ مَنْ أَتَی اللَّهَ بِمَا أَمَرَ بِهِ مِنْ طَاعَتِنَا وَ مُوَالاتِنَا ذَاكَ الْوَجْهُ الَّذِی قَالَ اللَّهُ كُلُّ شَیْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَیْسَ مِنَّا مَیِّتٌ یَمُوتُ إِلَّا خَلَّفَ مِنْهُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ (3).

«31»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ جَلِیسٍ لِأَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ (4) قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی كُلُّ شَیْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ قَالَ یَا فُلَانُ فَیَهْلِكُ كُلُّ شَیْ ءٍ وَ یَبْقَی الْوَجْهُ (5) اللَّهُ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ یُوصَفَ (6) وَ لَكِنَّ مَعْنَاهَا كُلُّ شَیْ ءٍ هَالِكٌ إِلَّا دِینَهُ نَحْنُ الْوَجْهُ الَّذِی یُؤْتَی مِنْهُ لَمْ نَزَلْ فِی عِبَادِ اللَّهِ مَا دَامَ لِلَّهِ فِیهِمْ رَوِیَّةٌ قُلْتُ وَ مَا الرَّوِیَّةُ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ قَالَ حَاجَةٌ فَإِذَا لَمْ یَكُنْ لَهُ فِیهِمْ حَاجَةٌ رَفَعَنَا إِلَیْهِ فَیَصْنَعُ بِنَا مَا أَحَبَّ (7).

ص: 200


1- و الظاهر أنهم أرادوا هلك كل شی ء منه سبحانه إلّا وجهه.
2- بصائر الدرجات: 19 و 20.
3- بصائر الدرجات: 20.
4- فی البصائر و الاكمال: عن جلیس له عن أبی حمزة.
5- فی الاكمال: و یبقی وجه اللّٰه عزّ و جلّ، و اللّٰه.
6- فی التوحید و المعانی: من أن یوصف بالوجه، و لكن معناه كل شی ء هالك إلا دینه و الوجه الذی یؤتی منه انتهی.
7- بصائر الدرجات: 20.

ید، التوحید مع، معانی الأخبار أبی عن سعد عن ابن عیسی عن ابن بزیع عن منصور مثله (1)

ك، إكمال الدین العطار عن سعد عن الیقطینی عن ابن بزیع مثله (2).

«32»-ید، التوحید بِإِسْنَادِهِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ كُلُّ شَیْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ قَالَ مَنْ أَتَی اللَّهَ بِمَا أَمَرَ بِهِ مِنْ طَاعَةِ مُحَمَّدٍ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ فَهُوَ الْوَجْهُ الَّذِی لَا یَهْلِكُ ثُمَّ قَرَأَ مَنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ (3).

«33»-وَ بِإِسْنَادِهِ أَیْضاً عَنْ صَفْوَانَ عَنْهُ عَلَیْهِ السَّلَامُ قَالَ: نَحْنُ وَجْهُ اللَّهِ الَّذِی لَا یَهْلِكُ (4).

«34»-سن، المحاسن بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحَارِثِ النَّضْرِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ قَالَ كُلُّ شَیْ ءٍ هَالِكٌ إِلَّا مَنْ أَخَذَ الطَّرِیقَ الَّذِی أَنْتُمْ عَلَیْهِ (5).

«35»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ عَنْ أَبِی الصَّلْتِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَمَا مَعْنَی الْخَبَرِ الَّذِی رَوَوْهُ أَنَّ ثَوَابَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ النَّظَرُ إِلَی وَجْهِ اللَّهِ تَعَالَی فَقَالَ یَا أَبَا الصَّلْتِ مَنْ وَصَفَ اللَّهَ بِوَجْهٍ كَالْوُجُوهِ فَقَدْ كَفَرَ وَ لَكِنَّ وَجْهَ اللَّهِ أَنْبِیَاؤُهُ وَ رُسُلُهُ وَ حُجَجُهُ علیهم السلام الَّذِینَ بِهِمْ یُتَوَجَّهُ (6) إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِلَی دِینِهِ وَ مَعْرِفَتِهِ وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ كُلُّ شَیْ ءٍ (7) هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ فَالنَّظَرُ إِلَی أَنْبِیَاءِ اللَّهِ تَعَالَی

ص: 201


1- توحید الصدوق: 139، معانی الأخبار: 9.
2- اكمال الدین: 134.
3- توحید الصدوق: 139، اسناد الحدیثین هكذا: حدّثنا محمّد بن علی ماجیلویه رحمه اللّٰه عن محمّد بن یحیی العطّار و عن سهل بن زیاد عن أحمد بن محمّد بن أبی نصر عن صفوان الجمال.
4- توحید الصدوق: 139، اسناد الحدیثین هكذا: حدّثنا محمّد بن علی ماجیلویه رحمه اللّٰه عن محمّد بن یحیی العطّار و عن سهل بن زیاد عن أحمد بن محمّد بن أبی نصر عن صفوان الجمال.
5- محاسن البرقی: 219 الموجود فیه: عن أبیه عن صفوان بن یحیی عن أبی سعید عن أبی بصیر عن الحارث بن المغیرة النضری قال: سألت أبا عبد اللّٰه علیه السلام عن قول اللّٰه تعالی: «كُلُّ شَیْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ» قال: كل شی ء هالك إلّا من أخذ طریق الحق.
6- فی المصدر: الذین هم الذین بهم یتوجه.
7- فی المصدر: قال: عزّ و جلّ: «كُلُّ مَنْ عَلَیْها فانٍ وَ یَبْقی وَجْهُ رَبِّكَ» و قال اللّٰه عزّ و جلّ: كُلِّ شَیْ ءٍ*.

وَ رُسُلِهِ وَ حُجَجِهِ علیهم السلام فِی دَرَجَاتِهِمْ ثَوَابٌ عَظِیمٌ لِلْمُؤْمِنِینَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ قَدْ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَبْغَضَ أَهْلَ بَیْتِی وَ عِتْرَتِی لَمْ یَرَنِی وَ لَمْ أَرَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ (1).

بیان: قد مضی الكلام فی كتاب التوحید فی تأویل تلك الآیات فلا نعیده حذرا من التكرار و جملة القول فی ذلك أن تلك المجازات شائعة فی كلام العرب فیقال لفلان وجه عند الناس و فلان ید علی فلان و أمثال ذلك و الوجه یطلق علی الجهة فالأئمة الجهة التی أمر اللّٰه بالتوجه إلیها و لا یتوجه إلیه تعالی إلا بالتوجه إلیهم و كل شی ء هالك باطل مضمحل إلا دینهم و طریقتهم و طاعتهم و هم عین اللّٰه أی شاهده علی عباده فكما أن الرجل ینظر بعینه لیطلع علی الأمور فكذلك خلقهم اللّٰه لیكونوا شهداء من اللّٰه علیهم ناظرین فی أمورهم و العین یطلق علی الجاسوس و علی خیار الشی ء و قال الجزری فی حدیث عمر إن رجلا كان ینظر فی الطواف إلی حرم المسلمین فلطمه علی علیه السلام فاستعدی علیه فقال ضربك بحق أصابته عین من عیون اللّٰه أراد خاصة من خواص اللّٰه عز و جل و ولیا من أولیائه انتهی (2) و إطلاق الید علی النعمة و الرحمة و القدرة شائع فهم نعمة اللّٰه التامة و رحمته المبسوطة و مظاهر قدرته الكاملة و الجنب الجانب و الناحیة و هم الجانب الذی أمر اللّٰه الخلق بالتوجه إلیه و الجنب یطلق علی الأمیر و یحتمل أن یكون كنایة عن أن قرب اللّٰه تعالی لا یحصل إلا بالتقرب بهم كما أن قرب الملك یكون بجنبه.

«36»-وَ رَوَی الْكَفْعَمِیُّ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام فِی تَفْسِیرِ هَذَا الْكَلَامِ أَنَّهُ قَالَ: مَعْنَاهُ أَنَّهُ لَیْسَ شَیْ ءٌ أَقْرَبَ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی مِنْ رَسُولِهِ وَ لَا أَقْرَبَ إِلَی رَسُولِهِ مِنْ وَصِیِّهِ فَهُوَ فِی الْقُرْبِ كَالْجَنْبِ وَ قَدْ بَیَّنَ اللَّهُ تَعَالَی ذَلِكَ فِی قَوْلِهِ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ یَعْنِی فِی وَلَایَةِ أَوْلِیَائِهِ وَ قَالَ علیه السلام فِی قَوْلِهِمْ بَابُ اللَّهِ مَعْنَاهُ أَنَّ اللَّهَ احْتَجَبَ عَنْ خَلْقِهِ بِنَبِیِّهِ وَ الْأَوْصِیَاءِ

ص: 202


1- عیون أخبار الرضا: 65.
2- النهایة 3: 163.

مِنْ بَعْدِهِ وَ فَوَّضَ إِلَیْهِمْ مِنَ الْعِلْمِ مَا عَلِمَ احْتِیَاجَ (1) الْخَلْقِ إِلَیْهِ وَ لَمَّا اسْتَوْفَی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام الْعُلُومَ وَ الْحِكْمَةَ قَالَ أَنَا مَدِینَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِیٌّ بَابُهَا وَ قَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَی خَلْقِهِ الِاسْتِكَانَةَ لِعَلِیٍّ علیه السلام بِقَوْلِهِ ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَ قُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطایاكُمْ وَ سَنَزِیدُ الْمُحْسِنِینَ (2) أَیِ الَّذِینَ لَا یَرْتَابُونَ فِی فَضْلِ الْبَابِ وَ عُلُوِّ قَدْرِهِ وَ قَالَ فِی مَوْضِعٍ آخَرَ وَ أْتُوا الْبُیُوتَ مِنْ أَبْوابِها (3) یَعْنِی الْأَئِمَّةَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ الَّذِینَ هُمْ بُیُوتُ الْعِلْمِ وَ مَعَادِنُهُ وَ هُمْ أَبْوَابُ اللَّهِ وَ وَسِیلَتُهُ وَ الدُّعَاةُ إِلَی الْجَنَّةِ وَ الْأَدِلَّاءُ عَلَیْهَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ (4).

ص: 203


1- فی نسخة: ما احتاج الخلق إلیه.
2- البقرة: 58.
3- البقرة: 189.
4- كتاب الكفعمیّ غیر موجود عندی.

باب 54 أن المرحومین فی القرآن هم و شیعتهم علیهم السلام

«1»-فس، تفسیر القمی فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ وَ لا یَزالُونَ مُخْتَلِفِینَ فِی الدِّینِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ یَعْنِی آلَ مُحَمَّدٍ وَ أَتْبَاعَهُمْ یَقُولُ اللَّهُ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ یَعْنِی أَهْلَ رَحْمَةٍ لَا یَخْتَلِفُونَ فِی الدِّینِ (1).

بیان: أرجع علیه السلام اسم الإشارة إلی الرحمة كما ذهب إلیه المحققون من المفسرین و منهم من أرجعه إلی الاختلاف و جعل اللام للعاقبة.

«2»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ لا یَزالُونَ مُخْتَلِفِینَ قَالَ عَنَی بِذَلِكَ مَنْ خَالَفَنَا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ كُلُّهُمْ یُخَالِفُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً فِی دِینِهِمْ (2) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ فَأُولَئِكَ أَوْلِیَاؤُنَا مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ لِذَلِكَ خَلَقَهُمْ مِنَ الطِّینَةِ طِیناً (3) أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِ إِبْرَاهِیمَ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَ ارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ قَالَ إِیَّانَا عَنَی وَ أَوْلِیَاءَهُ وَ شِیعَتَهُ وَ شِیعَةَ وَصِیِّهِ قالَ وَ مَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِیلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلی عَذابِ النَّارِ (4) قَالَ عَنَی بِذَلِكَ مَنْ جَحَدَ وَصِیَّهُ وَ لَمْ یَتَّبِعْهُ مِنْ أُمَّتِهِ وَ كَذَلِكَ وَ اللَّهِ حَالُ هَذِهِ الْأُمَّةِ (5).

ص: 204


1- تفسیر القمّیّ: 315، و الآیتان فی هود: 118 و 119.
2- فی المصدر: و أمّا قوله: إلا.
3- فی نسخة: (طینتا) و فی المصدر: الطیبة.
4- البقرة: 126.
5- تفسیر العیّاشیّ 2: 164.

شی، تفسیر العیاشی عن سعید بن المسیب عنه علیه السلام مثله (1).

«3»-كا، الكافی أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ نَحْنُ فِی الطَّرِیقِ لَیْلَةَ الْجُمُعَةِ اقْرَأْ فَإِنَّهَا لَیْلَةُ الْجُمُعَةِ قُرْآناً فَقَرَأْتُ إِنَّ یَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِیقاتُهُمْ أَجْمَعِینَ یَوْمَ لا یُغْنِی مَوْلًی عَنْ مَوْلًی شَیْئاً وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام نَحْنُ وَ اللَّهِ الَّذِینَ رَحِمَ اللَّهُ وَ نَحْنُ وَ اللَّهِ الَّذِینَ اسْتَثْنَی اللَّهُ وَ لَكِنَّا نُغْنِی عَنْهُمْ (2).

بیان: إِنَّ یَوْمَ الْفَصْلِ أی یوم التمیز بین المحق و المبطل بالثواب و العقاب و نحوهما مِیقاتُهُمْ أی موعدهم و الضمیر للكفار و لیس كان فی المصحف و لعله زید من النساخ لا یُغْنِی أی لا یدفع مكروها مَوْلًی عَنْ مَوْلًی أی متبوع عن تابع و یحتمل جمیع معانی الأولی (3) شَیْئاً نائب المفعول المطلق أی شیئا من غناء وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ الضمیر للمولی الأول و الجمع باعتبار المعنی أو الأعم إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ استثناء من الأول علی تفسیره علیه السلام و إفراد الدین كما فی بعض النسخ لموافقة لفظة من و ضمیر هم فی عنهم للشیعة.

«4»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ لا یُغْنِی مَوْلًی عَنْ مَوْلًی شَیْئاً وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ قَالَ نَحْنُ وَ اللَّهِ الَّذِینَ رَحِمَ اللَّهُ وَ الَّذِینَ اسْتَثْنَی وَ الَّذِینَ تُغْنِی وَلَایَتُنَا (4).

«5»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ

ص: 205


1- تفسیر العیّاشیّ 2: 164 و 165. متنه هكذا: عن علیّ بن الحسین علیه السلام فی قوله: «وَ لا یَزالُونَ مُخْتَلِفِینَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ» فاولئك هم اولیاؤنا من المؤمنین و لذلك خلقهم من الطینة الطیبة اه.
2- أصول الكافی 1: 423، و الآیات فی الدخان: 40- 42.
3- هكذا فی الكتاب.
4- كنز جامع الفوائد: 299، و الآیتان فی الدخان: 41 و 42.

النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی یَوْمَ لا یُغْنِی مَوْلًی عَنْ مَوْلًی شَیْئاً وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ قَالَ نَحْنُ أَهْلُ الرَّحْمَةِ (1).

«6»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنِ الشَّحَّامِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَیْلَةَ جُمُعَةٍ فَقَالَ لِیَ اقْرَأْ فَقَرَأْتُ ثُمَّ قَالَ یَا شَحَّامُ اقْرَأْ فَإِنَّهَا لَیْلَةُ قُرْآنٍ فَقَرَأْتُ حَتَّی إِذَا بَلَغْتُ یَوْمَ لا یُغْنِی مَوْلًی عَنْ مَوْلًی شَیْئاً وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ قَالَ (2) هُمْ قَالَ قُلْتُ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ قَالَ نَحْنُ الْقَوْمُ الَّذِینَ رَحِمَ اللَّهُ وَ نَحْنُ الْقَوْمُ الَّذِینَ اسْتَثْنَی اللَّهُ وَ إِنَّا وَ اللَّهِ نُغْنِی عَنْهُمْ (3).

«7»-ج، الإحتجاج عَنْ مُحَمَّدٍ وَ یَحْیَی ابْنَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِمَا عَنْ جَدِّهِمَا عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: لَمَّا خَطَبَ أَبُو بَكْرٍ قَامَ أُبَیُّ بْنُ كَعْبٍ فَقَالَ یَا مَعَاشِرَ الْمُهَاجِرِینَ ثُمَّ ذَكَرَ خُطْبَتَهُ الطَّوِیلَةَ فِی الِاحْتِجَاجِ عَلَی أَبِی بَكْرٍ فِی خِلَافَةِ عَلِیٍّ علیه السلام إِلَی أَنْ قَالَ وَ ایْمُ اللَّهِ مَا أُهْمِلْتُمْ لَقَدْ نُصِبَ لَكُمْ عَلَمٌ یُحِلُّ لَكُمُ الْحَلَالَ وَ یُحَرِّمُ عَلَیْكُمُ الْحَرَامَ وَ لَوْ أَطَعْتُمُوهُ مَا اخْتَلَفْتُمْ وَ لَا تَدَابَرْتُمْ وَ لَا تَقَاتَلْتُمْ وَ لَا بَرِئَ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَوَ اللَّهِ إِنَّكُمْ بَعْدَهُ لَمُخْتَلِفُونَ فِی أَحْكَامِكُمْ (4) وَ إِنَّكُمْ بَعْدَهُ لَنَاقِضُو عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنَّكُمْ عَلَی عِتْرَتِهِ لَمُخْتَلِفُونَ إِنْ سُئِلَ هَذَا عَنْ غَیْرِ مَنْ یَعْلَمُ (5) أَفْتَی بِرَأْیِهِ فَقَدْ أُبْعِدْتُمْ وَ تَجَارَیْتُمْ وَ زَعَمْتُمُ الِاخْتِلَافَ رَحْمَةً هَیْهَاتَ أَبَی الْكِتَابُ ذَلِكُمْ یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِینَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَیِّناتُ وَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِیمٌ (6) ثُمَّ أَخْبَرَنَا بِاخْتِلَافِكُمْ فَقَالَ وَ لا یَزالُونَ مُخْتَلِفِینَ

ص: 206


1- كنز جامع الفوائد: 299، و الآیتان فی الدخان: 41 و 42.
2- فی المصدر: قال، هی.
3- كنز جامع الفوائد: 299، و الآیتان فی الدخان: 41 و 42.
4- فی المصدر: فی اعقابكم.
5- فی المصدر: عن غیر ما یعلم و فیه: تخارستم و زعمتم أن الخلاف رحمة هیهات أبی الكتاب ذلك علیكم بقول اللّٰه.
6- آل عمران: 105.

إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ أَیْ لِلرَّحْمَةِ وَ هُمْ آلُ مُحَمَّدٍ إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ (1).

«8»-فس، تفسیر القمی قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ لا یُغْنِی مَوْلًی عَنْ مَوْلًی شَیْئاً قَالَ مَنْ وَالَی غَیْرَ أَوْلِیَاءِ (2) اللَّهِ لَا یُغْنِی بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ ثُمَّ اسْتَثْنَی مَنْ وَالَی آلَ مُحَمَّدٍ فَقَالَ إِلَّا مَنْ رَحِمَهُ اللَّهُ (3).

«9»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ (4) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ لِأَبِی بَصِیرٍ یَا بَا مُحَمَّدٍ وَ اللَّهِ مَا اسْتَثْنَی اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ بِأَحَدٍ مِنْ أَوْصِیَاءِ الْأَنْبِیَاءِ وَ لَا أَتْبَاعِهِمْ مَا خَلَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ شِیعَتَهُ فَقَالَ فِی كِتَابِهِ وَ قَوْلُهُ الْحَقُّ یَوْمَ لا یُغْنِی مَوْلًی عَنْ مَوْلًی شَیْئاً وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ یَعْنِی بِذَلِكَ عَلِیّاً وَ شِیعَتَهُ (5).

ص: 207


1- احتجاج الطبرسیّ: 67 و 68 و الآیتان فی هود: 118 و 119.
2- فی المصدر: غیر اولیاء اللّٰه.
3- تفسیر القمّیّ: 617 و الآیتان فی الدخان: 41 و 42.
4- فی المصدر: محمّد بن سلیمان عن أبیه.
5- روضة الكافی: 33 و 35 و الآیتان فی الدخان: 41 و 42.

باب 55 ما نزل فی أن الملائكة یحبونهم و یستغفرون لشیعتهم

«1»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ (1) قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ قَالَ یَعْنِی الْمَلَائِكَةَ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ (2) ... وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا یَعْنِی شِیعَةَ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِینَ تابُوا مِنْ وَلَایَةِ الطَّوَاغِیتِ الثَّلَاثَةِ وَ مِنْ بَنِی أُمَیَّةَ وَ اتَّبَعُوا سَبِیلَكَ یَعْنِی وَلَایَةَ عَلِیٍّ علیه السلام وَ هُوَ السَّبِیلُ وَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ قِهِمُ السَّیِّئاتِ یَعْنِی الثَّلَاثَةَ وَ مَنْ تَقِ السَّیِّئاتِ یَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَ قَوْلُهُ تَعَالَی إِنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا یَعْنِی بَنِی أُمَیَّةَ یُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَی الْإِیمانِ یَعْنِی إِلَی وَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ هِیَ الْإِیمَانُ فَتَكْفُرُونَ (3).

«2»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ رَفَعَهُ إِلَی ابْنِ نُبَاتَةَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُنْزِلَ عَلَیْهِ فَضْلِی مِنَ السَّمَاءِ وَ هِیَ هَذِهِ الْآیَةُ الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ یُؤْمِنُونَ بِهِ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا وَ مَا فِی الْأَرْضِ یَوْمَئِذٍ مُؤْمِنٌ غَیْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنَا (4).

بیان: یدل هذا الخبر علی أن سورة المؤمن من أوائل السور النازلة علی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله بمكة و لا خلاف فی أنها مكیة لكن عدها بعضهم من أواسط ما نزلت بمكة و لا عبرة بقولهم مع أنه لا ینافی ذلك لأن أكثر من عدوه من السابقین صاروا من المنافقین.

ص: 208


1- فی المصدر: قال: و روی بعض أصحابنا عن جابر بن یزید.
2- اختصر الآیة، و تمامه كما فی المصحف الشریف: و یؤمنون به.
3- كنز الفوائد: 278، و الآیات فی غافر: 7 و 9 و 10.
4- كنز الفوائد: 276 و 277 و الآیات فی غافر: 7- 10.

«3»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسَدٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لَقَدْ مَكَثَتِ الْمَلَائِكَةُ سَبْعَ سِنِینَ وَ أَشْهُراً لَا یَسْتَغْفِرُونَ إِلَّا لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لِی وَ فِینَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَاتُ الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ إِلَی قَوْلِهِ تَعَالَی رَبَّنا وَ أَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِی وَعَدْتَهُمْ وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّیَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ فَقَالَ قَوْمٌ مِنَ الْمُنَافِقِینَ مَنْ أَبُو عَلِیٍّ وَ ذُرِّیَّتُهُ الَّذِینَ أُنْزِلَتْ فِیهِمْ هَذِهِ الْآیَةُ فَقَالَ (1) سُبْحَانَ اللَّهِ أَمَا مِنْ آبَائِهِمْ إِبْرَاهِیمُ وَ إِسْمَاعِیلُ هَؤُلَاءِ آبَاؤُنَا (2).

بیان: كأنهم لعنهم اللّٰه اعترضوا علی نزول الآیة فی علی علیه السلام بأن آباءه القریبة كانوا مشركین لزعمهم أن أبا طالب و عبد المطلب و أكثر آبائهم لم یؤمنوا فأجاب علی سبیل التنزل بأنه تعالی قال وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ و لم یقیده بالآباء القریبة فإن صح قولكم یمكن أن یكون المراد آباءه البعیدة كإبراهیم و إسماعیل.

«4»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ حُسَیْنٍ الْأَشْقَرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی رَافِعٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ لَقَدْ صَلَّتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام (3) سَنَتَیْنِ لِأَنَّا كُنَّا نُصَلِّی وَ لَیْسَ مَعَنَا أَحَدٌ غَیْرُنَا (4).

«5»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا بَا مُحَمَّدٍ إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً تُسْقِطُ الذُّنُوبَ عَنْ ظَهْرِ شِیعَتِنَا كَمَا تُسْقِطُ الرِّیحُ الْوَرَقَ مِنَ الشَّجَرِ أَوَانَ سُقُوطِهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا وَ اسْتِغْفَارُهُمْ وَ اللَّهِ لَكُمْ دُونَ هَذَا الْخَلْقِ یَا بَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُكَ قَالَ فَقُلْتُ نَعَمْ (5).

ص: 209


1- فی المصدر: فقال علیّ علیه السلام و فیه: (أ لیس هؤلاء آباؤنا)؟.
2- كنز الفوائد: 276 و 277 و الآیات فی غافر: 7- 10.
3- فی المصدر: علیّ و علی علیّ.
4- كنز الفوائد: 276 و 277 و الآیات فی غافر: 7- 10.
5- كنز الفوائد: 276 و 277 و الآیات فی غافر: 7- 10.

«6»-وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا إِلَی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَذابَ الْجَحِیمِ فَسَبِیلُ اللَّهِ عَلِیٌّ وَ الَّذِینَ آمَنُوا أَنْتُمْ مَا أَرَادَ غَیْرَكُمْ (1).

«7»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ سُئِلَ هَلِ الْمَلَائِكَةُ أَكْثَرُ أَمْ بَنُو آدَمَ فَقَالَ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَمَلَائِكَةُ اللَّهِ فِی السَّمَاوَاتِ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ التُّرَابِ فِی الْأَرْضِ وَ مَا فِی السَّمَاءِ مَوْضِعُ قَدَمٍ إِلَّا وَ فِیهَا مَلَكٌ یُسَبِّحُهُ وَ یُقَدِّسُهُ وَ لَا فِی الْأَرْضِ شَجَرَةٌ وَ لَا مَدَرٌ إِلَّا وَ فِیهَا مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهَا یَأْتِی اللَّهَ كُلَّ یَوْمٍ بِعِلْمِهَا (2) وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِهَا وَ مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا وَ یَتَقَرَّبُ كُلَّ یَوْمٍ إِلَی اللَّهِ بِوَلَایَتِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یَسْتَغْفِرُ لِمُحِبِّینَا وَ یَلْعَنُ أَعْدَاءَنَا وَ یَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ یُرْسِلَ عَلَیْهِمُ الْعَذَابَ إِرْسَالًا (3).

«8»-فس، تفسیر القمی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُنَخَّلِ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ وَ كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَی الَّذِینَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ یَعْنِی بَنِی أُمَیَّةَ الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ یَعْنِی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْأَوْصِیَاءَ مِنْ بَعْدِهِ یَحْمِلُونَ عِلْمَ اللَّهِ وَ مَنْ حَوْلَهُ یَعْنِی الْمَلَائِكَةَ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ یُؤْمِنُونَ بِهِ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا أَیْ شِیعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِینَ تابُوا مِنْ وَلَایَةِ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ وَ بَنِی أُمَیَّةَ وَ اتَّبَعُوا سَبِیلَكَ أَیْ وَلَایَةَ وَلِیٍّ (4) وَ قِهِمْ عَذابَ الْجَحِیمِ رَبَّنا وَ أَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِی وَعَدْتَهُمْ وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّیَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ یَعْنِی مَنْ تَوَلَّی عَلِیّاً علیه السلام فَذَلِكَ صَلَاحُهُمْ وَ قِهِمُ السَّیِّئاتِ وَ مَنْ تَقِ السَّیِّئاتِ یَوْمَئِذٍ فَقَدْ

ص: 210


1- كنز الفوائد: 276 و 277 و الآیات فی غافر: 7- 10.
2- فی المصدر: بعملها.
3- تفسیر القمّیّ: 583، و الآیات فی غافر: 6- 10.
4- فی المصدر: أی ولایة علی ولی اللّٰه.

رَحِمْتَهُ یَعْنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ لِمَنْ نَجَّاهُ اللَّهُ مِنْ هَؤُلَاءِ یَعْنِی مِنْ وَلَایَةِ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ ثُمَّ قَالَ إِنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا یَعْنِی بَنِی أُمَیَّةَ یُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَی الْإِیمانِ یَعْنِی إِلَی وَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام فَتَكْفُرُونَ (1).

باب 56 أنهم علیهم السلام حزب اللّٰه و بقیته و كعبته و قبلته و أن الأثارة من العلم علم الأوصیاء

«1»-قب، المناقب لابن شهرآشوب أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی خَبَرٍ وَ نَحْنُ كَعْبَةُ اللَّهِ وَ نَحْنُ قِبْلَةُ اللَّهِ قَوْلُهُ تَعَالَی بَقِیَّتُ اللَّهِ خَیْرٌ لَكُمْ (2) نَزَلَتْ فِیهِمْ علیهم السلام.

بیان: فسر أكثر المفسرین بقیة اللّٰه بما أبقاه اللّٰه لهم من الحلال بعد التنزه عما حرم علیهم من تطفیف المكیال و المیزان أو إبقاء اللّٰه نعمته علیهم أو ثواب الآخرة الباقیة و أما الخبر فالمراد به من أبقاه فی الأرض من الأنبیاء و الأوصیاء علیهم السلام لهدایة الخلق أو الأوصیاء و الأئمة الذین هم بقایا الأنبیاء فی أممهم و الأخبار فی ذلك كثیرة أوردناها فی مواقعها منها ما ذكر فی الإحتجاج فی خبر الزندیق المدعی للتناقض فی القرآن حیث قال أمیر المؤمنین علیه السلام و قد ذكر الحجج و الكنایات التی وردت لهم فی القرآن هم بقیة اللّٰه یعنی المهدی علیه السلام الذی یأتی عند انقضاء هذه النظرة فیملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا و منها ما سیأتی إن شاء اللّٰه نقلا

عَنِ الْكَافِی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الْقَائِمِ علیه السلام یُسَلَّمُ عَلَیْهِ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ لَا ذَاكَ اسْمٌ سَمَّی اللَّهُ بِهِ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَمْ یُسَمَّ بِهِ أَحَدٌ

ص: 211


1- تفسیر القمّیّ: 583، و الآیات فی غافر: 6- 10.
2- هود: 86.

قَبْلَهُ وَ لَا یَتَسَمَّی بِهِ بَعْدَهُ إِلَّا كَافِرٌ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ كَیْفَ یُسَلَّمُ عَلَیْهِ قَالَ یَقُولُونَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا بَقِیَّةَ اللَّهِ ثُمَّ قَرَأَ الْآیَةَ.

وَ مِنْهَا مَا سَیَأْتِی أَیْضاً فِی كِتَابِ الْغَیْبَةِ أَنَّ الْقَائِمَ علیه السلام قَالَ: أَنَا بَقِیَّةُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ.

وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ إِذَا خَرَجَ یَقْرَأُ هَذِهِ الْآیَةَ ثُمَّ یَقُولُ أَنَا بَقِیَّةُ اللَّهِ وَ حُجَّتُهُ إِلَی أَنْ قَالَ لَا یُسَلِّمُ عَلَیْهِ مُسَلِّمٌ إِلَّا قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا بَقِیَّةَ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ.

وَ فِی حَدِیثِ وِلَادَةِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّ الْكَاظِمَ علیه السلام أَعْطَاهُ أُمَّهُ نَجْمَةَ وَ قَالَ خُذِیهِ فَإِنَّهُ بَقِیَّةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی أَرْضِهِ.

وَ سَیَأْتِی أَیْضاً إِنْ شَاءَ اللَّهُ فِی بَابِ ذَهَابِ الْبَاقِرِ علیه السلام إِلَی الشَّامِ بِأَسَانِیدَ جَمَّةٍ أَنَّ أَهْلَ مَدْیَنَ لَمَّا أَغْلَقُوا عَلَیْهِ الْبَابَ صَعِدَ جَبَلًا یُشْرِفُ عَلَیْهِمْ فَقَالَ بِأَعْلَی صَوْتِهِ یَا أَهْلَ الْمَدِینَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا أَنَا بَقِیَّةُ اللَّهِ یَقُولُ اللَّهُ بَقِیَّتُ اللَّهِ خَیْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ

و سیأتی جمیع ذلك فی محالها إن شاء اللّٰه تعالی.

«2»-فس، تفسیر القمی أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ یَعْنِی الْأَئِمَّةُ أَعْوَانُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (1).

«3»-یر، بصائر الدرجات صَالِحٌ عَنِ الْحَسَنِ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ ائْتُونِی بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنَّمَا عَنَی بِذَلِكَ عِلْمَ الْأَوْصِیَاءِ وَ الْأَنْبِیَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ (2).

«4»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ائْتُونِی بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ قَالَ عَنَی بِالْكِتَابِ التَّوْرَاةَ وَ الْإِنْجِیلَ وَ أَمَّا الْأَثَارَةُ مِنَ الْعِلْمِ فَإِنَّمَا عَنَی بِذَلِكَ عِلْمَ أَوْصِیَاءِ الْأَنْبِیَاءِ (3).

ص: 212


1- تفسیر القمّیّ: 671، و الآیة فی المجادلة: 22.
2- بصائر الدرجات: 151، و الآیة فی الاحقاف: 4.
3- أصول الكافی، 1: 426. فیه. و اما اثارة من علم.

بیان: قال الطبرسی رحمه اللّٰه أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ أی بقیة من العلم یؤثر من كتب الأولین تعلمون به أنهم شركاء لله (1).

«5»- كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی أَبُو نُعَیْمٍ الْحَافِظُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَیْدٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: قَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ یَا أَبَا الْحَسَنِ مَا طَلَعْتَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا وَ ضَرَبَ بَیْنَ كَتِفَیَّ وَ قَالَ یَا سَلْمَانُ هَذَا وَ حِزْبُهُ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (2).

«6»-ج، الإحتجاج عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی حَدِیثِ الْمُدَّعِی لِلتَّنَاقُضِ قَالَ علیه السلام الْهِدَایَةُ هِیَ الْوَلَایَةُ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ یَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ وَ الَّذِینَ آمَنُوا فِی هَذَا الْمَوْضِعِ هُمُ الْمُؤْتَمَنُونَ عَلَی الْخَلَائِقِ وَ الْأَوْصِیَاءِ (3) فِی عَصْرٍ بَعْدَ عَصْرٍ (4).

«7»-ید، التوحید بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: فَنَحْنُ وَ شِیعَتُنَا حِزْبُ اللَّهِ وَ حِزْبُ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ الْخَبَرَ.

ص: 213


1- مجمع البیان ج 9: 802.
2- كنز جامع الفوائد: 335 و 336.
3- فی المصدر: من الحجج و الأوصیاء.
4- الاحتجاج، 130. و الآیة فی المائدة، 56.

باب 57 ما نزل فیهم علیهم السلام من الحق و الصبر و الرباط و العسر و الیسر

«1»-ك، إكمال الدین أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ وَ ابْنُ مَسْرُورٍ وَ ابْنُ شَاذَوَیْهِ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: سَأَلْتُ الصَّادِقَ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِی خُسْرٍ قَالَ علیه السلام الْعَصْرُ عَصْرُ خُرُوجِ الْقَائِمِ علیه السلام إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِی خُسْرٍ یَعْنِی أَعْدَاءَنَا إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا یَعْنِی بِآیَاتِنَا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ یَعْنِی بِمُوَاسَاةِ الْإِخْوَانِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ یَعْنِی بِالْإِمَامَةِ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ یَعْنِی بِالْفَتْرَةِ (1).

بیان: قوله علیه السلام یعنی أعداءنا أی الباقون بعد الاستثناء أعداؤنا فلا ینافی كون الاستثناء متصلا قوله تعالی وَ تَواصَوْا أی وصی بعضهم بعضا قوله یعنی بالفترة أی بالصبر علی ما یلحقهم من الشبه و الفتن و الحیرة و الشدة فی غیبة الإمام علیه السلام.

«2»-فس، تفسیر القمی بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ علیه السلام فِی خُطْبَةِ الْغَدِیرِ فِی عَلِیٍّ وَ اللَّهِ نَزَلَتْ سُورَةُ الْعَصْرِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَ الْعَصْرِ إِلَی آخِرِهِ (2).

«3»-فس، تفسیر القمی مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ فَقَالَ اسْتَثْنَی أَهْلَ صَفْوَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ

ص: 214


1- اكمال الدین: 368 و 369. و الآیات فی سورة العصر.
2- الحدیث سقط عن النسخة المخطوطة، و لم نجده فی تفسیر القمّیّ. و لكن یوجد ذلك فی الاحتجاج: 39.

حَیْثُ قَالَ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِی خُسْرٍ إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا یَقُولُ آمَنُوا بِوَلَایَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ ذُرِّیَّاتِهِمْ وَ مَنْ خَلَّفُوا بِالْوَلَایَةِ وَ تَواصَوْا بِهَا وَ صَبَرُوا عَلَیْهَا (1).

«4»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَمَّدِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ الْحَسَنِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَشْرِقَانِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام (2) قَالَ: اسْتَثْنَی اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَهْلَ صَفْوَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ حَیْثُ قَالَ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِی خُسْرٍ إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا بِوَلَایَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَیْ أَدَّوُا الْفَرَائِضَ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ أَیْ بِالْوَلَایَةِ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ أَیْ وَصَّوْا ذَرَارِیَّهُمْ وَ مَنْ خَلَّفُوا مِنْ بَعْدِهِمْ بِهَا وَ بِالصَّبْرِ عَلَیْهَا (3).

فر، تفسیر فرات بن إبراهیم مرسلا عنه علیه السلام مثله (4).

«5»-مع، معانی الأخبار ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ (5) عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا فَقَالَ اصْبِرُوا عَلَی الْمَصَائِبِ وَ صَابِرُوهُمْ عَلَی التَّقِیَّةِ وَ رَابِطُوا عَلَی مَنْ تَقْتَدُونَ بِهِ وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (6).

بیان: لعل الضمیر فی صابروهم راجع إلی المخالفین و الإتیان بتلك الصیغة إما للمبالغة و بیان لزوم تحمل المشقة فی ذلك و الاهتمام به لأن ما

ص: 215


1- تفسیر القمّیّ: 738 و 739.
2- زاد فی المصدر: فی قوله عزّ و جلّ: إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ.
3- كنز جامع الفوائد: 406.
4- تفسیر فرات: 230. فیه: حدّثنا أبو القاسم العلوی قال: حدّثنا فرات معنعنا عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام راجعه.
5- فی المصدر: محمّد بن الحسین بن أبی الخطاب عن علیّ بن اسباط عن ابن أبی حمزة عن ابی بصیر.
6- معانی الأخبار: 105. و الآیة فی آل عمران: 200.

یكون فی مقابلة الخصم یكون الاهتمام به أكثر أو لأنهم أیضا یصبرون علی ما یرون من الشیعة مما یخالف دینهم و ینتهزون الفرصة فی الانتقام منهم أحیانا.

و قال الطبرسی رحمه اللّٰه أی اصبروا علی دینكم و أثبتوا علیه و صابروا الكفار و رابطوهم فی سبیل اللّٰه أو اصبروا علی الجهاد و صابروا وعدی إیاكم و رابطوا الصلوات أی انتظروها واحدة بعد واحدة.

«6»-وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَعْنَاهُ اصْبِرُوا عَلَی الْمَصَائِبِ وَ صابِرُوا عَلَی عَدُوِّكُمْ وَ رابِطُوا عَدُوَّكُمْ (1).

«7»-فس، تفسیر القمی قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی قَوْلِهِ أُولئِكَ یُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَیْنِ بِما صَبَرُوا قَالَ هُمُ الْأَئِمَّةُ.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام نَحْنُ صُبَّرٌ وَ شِیعَتُنَا أَصْبَرُ مِنَّا وَ ذَلِكَ أَنَّا صَبَرْنَا عَلَی مَا نَعْلَمُ وَ صَبَرُوا هُمْ عَلَی مَا لَا یَعْلَمُونَ وَ قَوْلُهُ وَ یَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّیِّئَةَ أَیْ یَدْفَعُونَ سَیِّئَةَ مَنْ أَسَاءَ إِلَیْهِمْ بِحَسَنَاتِهِمْ (2).

بیان: علی ما نعلم أی وقوعه قبله أو كنه ثوابه.

«8»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی اصْبِرُوا یَقُولُ عَنِ الْمَعَاصِی وَ صابِرُوا عَلَی الْفَرَائِضِ وَ اتَّقُوا اللَّهَ یَقُولُ مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ثُمَّ قَالَ وَ أَیُّ مُنْكَرٍ أَنْكَرُ مِنْ ظُلْمِ الْأُمَّةِ لَنَا وَ قَتْلِهِمْ إِیَّانَا وَ رابِطُوا یَقُولُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ نَحْنُ السَّبِیلُ فِیمَا بَیْنَ اللَّهِ وَ خَلْقِهِ وَ نَحْنُ الرِّبَاطُ الْأَدْنَی فَمَنْ جَاهَدَ (3) عَنَّا جَاهَدَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ یَقُولُ لَعَلَّ الْجَنَّةَ تُوجَبُ لَكُمْ إِنْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ وَ نَظِیرُهَا مِنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَی اللَّهِ وَ عَمِلَ صالِحاً وَ قالَ إِنَّنِی مِنَ

ص: 216


1- مجمع البیان 2: 562.
2- تفسیر القمّیّ: 481 و الآیة فی القصص، 54.
3- فی المصدر: فقد جاهد.

الْمُسْلِمِینَ وَ لَوْ كَانَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فِی الْمُؤَذِّنِینَ كَمَا فَسَّرَهَا الْمُفَسِّرُونَ لَفَازَ الْقَدَرِیَّةُ وَ أَهْلُ الْبِدَعِ مَعَهُمْ (1).

بیان: لعل المراد المؤذنین بالمرابطون الذین یتوقعون فی الثغور لإعلام المسلمین أحوال المشركین أی لو كان المراد بالرباط هذا المعنی لزم فوز القدریة من المخالفین و أهل البدع لأنه یتأتی منهم تلك المرابطة فترتب الفلاح علیه یقتضی فلاحهم أیضا.

«9»-شی، تفسیر العیاشی عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا قَالَ اصْبِرُوا عَلَی الْفَرَائِضِ وَ صَابِرُوا عَلَی الْمَصَائِبِ وَ رَابِطُوا عَلَی الْأَئِمَّةِ علیهم السلام (2).

«10»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ یَعْقُوبَ السَّرَّاجِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام تَبْقَی الْأَرْضُ یَوْماً بِغَیْرِ عَالِمٍ مِنْكُمْ یَفْزَعُ النَّاسُ إِلَیْهِ قَالَ فَقَالَ لِی إِذاً لَا یُعْبَدَ اللَّهُ یَا بَا یُوسُفَ لَا تَخْلُو الْأَرْضُ مِنْ عَالِمٍ ظَاهِرٍ مِنَّا یَفْزَعُ النَّاسُ إِلَیْهِ فِی حَلَالِهِمْ وَ حَرَامِهِمْ وَ إِنَّ ذَلِكَ لَمُبَیَّنٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا اصْبِرُوا عَلَی دِینِكُمْ (3) وَ صابِرُوا عَدُوَّكُمْ مِمَّنْ یُخَالِفُكُمْ وَ رابِطُوا إِمَامَكُمْ وَ اتَّقُوا اللَّهَ فِیمَا أَمَرَكُمْ بِهِ وَ افْتَرَضَ عَلَیْكُمْ (4).

«11»-وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی عَنْهُ اصْبِرُوا عَلَی الْأَذَی فِینَا قُلْتُ وَ صابِرُوا قَالَ عَدُوَّكُمْ (5) مَعَ وَلِیِّكُمْ قُلْتُ وَ رابِطُوا قَالَ الْمُقَامَ مَعَ إِمَامِكُمْ وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ قُلْتُ تَنْزِیلٌ قَالَ نَعَمْ (6).

بیان: لعله كان علی وجه آخر فصححته النساخ علی وفق ما فی المصاحف

ص: 217


1- تفسیر العیّاشیّ 1: 212 و الآیة الأولی فی آل عمران، 200 و الثانیة فی فصلت: 32.
2- تفسیر العیّاشیّ 1: 212.
3- فی المصدر: «یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اصْبِرُوا» علی دینكم.
4- تفسیر العیّاشیّ 1: 212 و 213.
5- فی المصدر: علی عدوكم.
6- تفسیر العیّاشیّ 1: 212 و 213.

أو المراد بالتنزیل المعنی الظاهر من الآیة.

«12»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی هَذِهِ الْآیَةِ قَالَ نَزَلَتْ فِینَا وَ لَمْ یَكُنِ الرِّبَاطُ الَّذِی أُمِرْنَا بِهِ بَعْدُ وَ سَیَكُونُ ذَلِكَ مِنْ نَسْلِنَا (1) الْمُرَابِطُ وَ مِنْ نَسْلِ ابْنِ نَاتِلٍ الْمُرَابِطُ (2).

بیان: ابن ناتل كنایة عن ابن عباس و الناتل المتقدم و الزاجر أو بالثاء المثلثة كنایة عن أم العباس نثیلة فقد وقع فی الأخبار المنشدة (3) فی ذمهم نسبتهم إلیها و الحاصل أن من نسلنا من ینتظر الخلافة و من نسلهم أیضا و لكن دولتنا باقیة و دولتهم زائلة.

«13»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ بُرَیْدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ اصْبِرُوا یَعْنِی بِذَلِكَ عَنِ الْمَعَاصِی وَ صابِرُوا یَعْنِی التَّقِیَّةَ وَ رابِطُوا یَعْنِی عَلَی الْأَئِمَّةِ ثُمَّ قَالَ أَ تَدْرِی مَا مَعْنَی الْبُدُوا مَا لَبَدْنَا فَإِذَا تَحَرَّكْنَا فَتَحَرَّكُوا وَ اتَّقُوا اللَّهَ مَا لَبَدْنَا رَبَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّمَا نَقْرَؤُهَا وَ اتَّقُوا اللَّهَ قَالَ أَنْتُمْ تَقْرَءُونَها كَذَا وَ نَحْنُ نَقْرَؤُهَا كَذَا (4).

بیان: لبد كنصر و فرح لبودا و لبدا أقام و لزق كألبد ذكره الفیروزآبادی و المعنی لا تستعجلوا فی الخروج علی المخالفین و أقیموا فی بیوتكم ما لم یظهر منا ما یوجب الحركة من النداء و الصیحة و علامات خروج القائم علیه السلام و ظاهره أن تلك الزیادات كانت داخلة فی الآیة و یحتمل أن یكون تفسیرا للمرابطة و المصابرة بارتكاب تجوز فی قوله علیه السلام نحن نقرؤها كذا و یحتمل أن یكون لفظة الجلالة زیدت من النساخ و یكون و اتقوا ما لبدنا ربكم كما یومئ إلیه كلام الراوی.

ص: 218


1- فی المصدر: یكون من نسلنا المرابط و من نسل ابن نائل المرابط.
2- تفسیر العیّاشیّ 1: 212 و 213.
3- فی النسخة المخطوطة: فی الاشعار المنشدة.
4- تفسیر العیّاشیّ 1: 213 و 214.

«14»-نی، الغیبة للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ بُرَیْدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا فَقَالَ اصْبِرُوا عَلَی أَدَاءِ الْفَرَائِضِ وَ صَابِرُوا عَدُوَّكُمْ وَ رَابِطُوا إِمَامَكُمْ (1).

«15»-نی، الغیبة للنعمانی عَلِیٌّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ الْیَمَانِیِّ عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ علیه السلام أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ بَعَثَ إِلَیْهِ مَنْ یَسْأَلُهُ عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا فَغَضِبَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ قَالَ لِلسَّائِلِ وَدِدْتُ أَنَّ الَّذِی أَمَرَكَ بِهَذَا وَاجَهَنِی بِهِ قَالَ (2) نَزَلَتْ فِی أَبِی وَ فِینَا وَ لَمْ یَكُنِ الرِّبَاطُ الَّذِی أُمِرْنَا بِهِ بَعْدُ وَ سَیَكُونُ ذَلِكَ ذُرِّیَّةً مِنْ نَسْلِنَا الْمُرَابِطِ ثُمَّ قَالَ أَمَا إِنَّ فِی صُلْبِهِ یَعْنِی ابْنَ عَبَّاسٍ وَدِیعَةً ذُرِئَتْ لِنَارِ جَهَنَّمَ سَیُخْرِجُونَ أَقْوَاماً مِنْ دِینِ اللَّهِ أَفْوَاجاً وَ سَتُصْبَغُ الْأَرْضُ بِدِمَاءِ فِرَاخٍ مِنْ فِرَاخِ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام تَنْهَضُ تِلْكَ الْفِرَاخُ فِی غَیْرِ وَقْتٍ وَ تَطْلُبُ غَیْرَ مُدْرَكٍ وَ یُرَابِطُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ یَصْبِرُونَ وَ یُصَابِرُونَ حَتَّی یَحْكُمَ اللَّهُ وَ هُوَ خَیْرُ الْحاكِمِینَ (3).

«16»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْعَلَوِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ دَاوُدَ النَّجَّارِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام (4) قَالَ: جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ أَغْلَقَ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ الْبَابَ وَ قَالَ یَا أَهْلِی وَ أَهْلَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقْرَأُ عَلَیْكُمُ السَّلَامُ وَ هَذَا جَبْرَئِیلُ مَعَكُمْ فِی الْبَیْتِ یَقُولُ إِنِّی قَدْ جَعَلْتُ عَدُوَّكُمْ لَكُمْ فِتْنَةً فَمَا تَقُولُونَ قَالُوا نَصْبِرُ یَا رَسُولَ اللَّهِ لِأَمْرِ اللَّهِ وَ مَا نَزَلَ مِنْ قَضَائِهِ حَتَّی نَقْدَمَ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ نَسْتَكْمِلَ جَزِیلَ ثَوَابِهِ فَقَدْ سَمِعْنَاهُ یَعِدُ الصَّابِرِینَ الْخَیْرَ كُلَّهُ

ص: 219


1- غیبة النعمانیّ: 106.
2- فی المصدر: ثم قال.
3- غیبة النعمانیّ: 106.
4- فی المصدر: عن أبیه عن ابی جعفر.

فَبَكَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی سُمِعَ نَحِیبُهُ مِنْ خَارِجِ الْبَیْتِ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ وَ جَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَ تَصْبِرُونَ وَ كانَ رَبُّكَ بَصِیراً أَنَّهُمْ سصیبرون (سَیَصْبِرُونَ) أَیْ سَیَصْبِرُونَ كَمَا قَالُوا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ (1).

«17»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ ثَابِتٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیهم السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ قَالَ صَبَّارٌ عَلَی (2) مَا نَزَلَ بِهِ مِنْ شِدَّةٍ أَوْ رَخَاءٍ صَبُورٌ عَلَی الْأَذَی فِینَا شَكُورٌ لِلَّهِ عَلَی وَلَایَتِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (3).

«18»-سن، المحاسن بَعْضُ الصَّحَابَةِ فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یُرِیدُ اللَّهُ بِكُمُ الْیُسْرَ وَ لا یُرِیدُ بِكُمُ الْعُسْرَ الْیُسْرُ الْوَلَایَةُ وَ الْعُسْرُ الْخِلَافُ وَ مُوَالاةُ أَعْدَاءِ اللَّهِ (4).

«19»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ السَّیَّارِیِّ عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی اصْبِرْ عَلی ما یَقُولُونَ یَا مُحَمَّدُ مِنْ تَكْذِیبِهِمْ إِیَّاكَ فَإِنِّی مُنْتَقِمٌ مِنْهُمْ بِرَجُلٍ مِنْكَ وَ هُوَ قَائِمِی الَّذِی سَلَّطْتُهُ عَلَی دِمَاءِ الظَّلَمَةِ (5).

«20»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: اصْبِرُوا عَلَی الْمَصَائِبِ وَ صابِرُوا عَلَی الْفَرَائِضِ وَ رابِطُوا عَلَی الْأَئِمَّةِ (6).

«21»-كا، الكافی بَعْضُ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِیرٍ الرَّقِّیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَمَّا خَلَقَ نَبِیَّهُ وَ وَصِیَّهُ وَ ابْنَتَهُ وَ ابْنَیْهِ وَ جَمِیعَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام وَ خَلَقَ شِیعَتَهُمْ أَخَذَ عَلَیْهِمُ الْمِیثَاقَ أَنْ یَصْبِرُوا وَ یُصَابِرُوا وَ یُرَابِطُوا

ص: 220


1- كنز الفوائد: 190 و الآیة فی الفرقان: 20.
2- فی المصدر: صبار علی مودتنا و علی ما نزل به.
3- كنز الفوائد: 247 و الآیة فی سبأ: 31.
4- محاسن البرقی 186. فیه: بعض أصحابه رفعه و الآیة فی البقرة: 185.
5- كنز الفوائد: 283 (النسخة الرضویة) و الآیة فی ص: 17.
6- تفسیر القمّیّ: 118.

وَ أَنْ یَتَّقُوا اللَّهَ الْخَبَرَ (1).

«22»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی السَّفَاتِجِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا قَالَ اصْبِرُوا عَلَی الْفَرَائِضِ وَ صَابِرُوا عَلَی الْمَصَائِبِ وَ رَابِطُوا عَلَی الْأَئِمَّةِ (2).

باب 58 أنهم علیهم السلام المظلومون و ما نزل فی ظلمهم

«1»-قب، المناقب لابن شهرآشوب مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام الَّذِینَ أُخْرِجُوا مِنْ دِیارِهِمْ قَالَ نَزَلَتْ فِینَا (3).

«2»-ابْنُ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ لَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ مِنَ الَّذِینَ أَشْرَكُوا أَذیً كَثِیراً أُنْزِلَتْ فِی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَهْلِ بَیْتِهِ خَاصَّةً (4).

«3»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: نَزَلَ جَبْرَئِیلُ بِهَذِهِ الْآیَةِ هَكَذَا (5) عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ وَ قُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْیُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْیَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِینَ آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ ناراً (6).

كا، الكافی بإسناده عن أبی حمزة مثله (7).

ص: 221


1- أصول الكافی 1: 451.
2- أصول الكافی 2: 81. و الآیة فی آل عمران: 200.
3- مناقب آل أبی طالب 3: 314: و الآیة فی الحجّ: 40 و الحشر: 8.
4- مناقب آل أبی طالب 3: 170: و الآیة فی آل عمران: 186.
5- لعل المراد انها نزل بهذا المعنی. و لیس المراد انها نزلت بهذه الألفاظ.
6- تفسیر العیّاشیّ 2: 326 و الآیة فی الكهف: 29.
7- أصول الكافی 1: 425 رواه بإسناده عن أحمد بن مهران عن عبد العظیم عن محمّد ابن الفضیل عن ابی حمزة. و فیه: قل الحق من ربكم فی ولایة علی و فیه: للظالمین آل محمّد نارا.

«4»-قب، المناقب لابن شهرآشوب أَبُو الْحَسَنِ الْمَاضِی علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ ما ظَلَمُونا وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ إِنَّ اللَّهَ أَعَزُّ وَ أَمْنَعُ مِنْ أَنْ یُظْلَمَ وَ أَنْ یَنْسُبَ نَفْسَهُ إِلَی ظُلْمٍ وَ لَكِنَّ اللَّهَ خَلَطَنَا بِنَفْسِهِ فَجَعَلَ ظُلْمَنَا ظُلْمَهُ وَ وَلَایَتَنَا وَلَایَتَهُ (1).

«5»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْعَلَوِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ دَاوُدَ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ قَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً لآِلِ مُحَمَّدٍ هَكَذَا نَزَلَتْ (2).

«6»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَالِكِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِی عَیَّاشٍ عَنْ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ الْهِلَالِیِّ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ ظُلْمَ آلِ مُحَمَّدٍ فَ إِنَّ اللَّهَ شَدِیدُ الْعِقابِ لِمَنْ ظَلَمَهُمْ (3).

«7»-فس، تفسیر القمی قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ قُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ الْآیَةَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ هَكَذَا وَ قُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ یَعْنِی وَلَایَةَ عَلِیٍّ فَمَنْ شَاءَ فَلْیُؤْمِنْ وَ مَنْ شَاءَ فَلْیَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِینَ آلَ مُحَمَّدٍ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا (4).

«8»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: نَزَلَ جَبْرَئِیلُ بِهَذِهِ (5) الْآیَةِ فَبَدَّلَ الَّذِینَ ظَلَمُوا آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ غَیْرَ الَّذِی قِیلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَی الَّذِینَ ظَلَمُوا آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ رِجْزاً مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا یَفْسُقُونَ (6).

ص: 222


1- مناقب آل أبی طالب 3: 404 و الآیة فی البقرة: 57 و الأعراف: 160.
2- كنز الفوائد: 159 فیه: محمّد بن حماد. و الآیة فی طه: 111.
3- كنز الفوائد: 336. و الآیة فی الحشر: 7.
4- تفسیر القمّیّ: 396. و الآیة فی الكهف: 29.
5- أی نزل بهذا المعنی، لا انه نزل بهذه الألفاظ. و الفاظ الآیة هكذا: فبدل الذین ظلموا قولا غیر الذی قیل لهم فانزلنا علی الذین ظلموا رجزا من السماء بما كانوا یفسقون.
6- تفسیر العیّاشیّ 1: 45 و الآیة فی البقرة: 59.

«9»-فس، تفسیر القمی احْشُرُوا الَّذِینَ ظَلَمُوا وَ أَزْواجَهُمْ قَالَ الَّذِینَ ظَلَمُوا آلَ مُحَمَّدٍ وَ أَزْواجَهُمْ قَالَ وَ أَشْبَاهَهُمْ (1).

«10»-فس، تفسیر القمی مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ ما أَصابَ مِنْ مُصِیبَةٍ فِی الْأَرْضِ وَ لا فِی أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِی كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها صَدَقَ اللَّهُ وَ بَلَّغَتْ رُسُلُهُ وَ كِتَابُهُ فِی السَّمَاءِ عِلْمُهُ بِهَا وَ كِتَابُهُ (2) فِی الْأَرْضِ إِعْلَامُنَا فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ فِی غَیْرِهَا (3) إِنَّ ذلِكَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرٌ (4)

«11»-وَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سَهْلٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْجَرِیشِ (5) عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی فِی قَوْلِهِ لِكَیْلا تَأْسَوْا عَلی ما فاتَكُمْ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام سَأَلَ رَجُلٌ أَبِی علیه السلام عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ نَزَلَتْ فِی أَبِی بَكْرٍ وَ أَصْحَابِهِ وَاحِدَةٌ مُقَدَّمَةٌ وَ وَاحِدَةٌ مُؤَخَّرَةٌ لِكَیْلا تَأْسَوْا (6) عَلی ما فاتَكُمْ مِمَّا خُصَّ بِهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ مِنَ الْفِتْنَةِ الَّتِی عَرَضَتْ لَكُمْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ الرَّجُلُ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَصْحَابُ الْحُكْمِ الَّذِی لَا اخْتِلَافَ فِیهِ ثُمَّ قَامَ الرَّجُلُ فَذَهَبَ فَلَمْ أَرَهُ (7).

بیان: سیأتی شرح الخبر فی باب الأرواح التی فیهم إن شاء اللّٰه.

«12»-فس، تفسیر القمی أُذِنَ لِلَّذِینَ یُقاتَلُونَ إِلَی قَوْلِهِ لَقَدِیرٌ قَالَ نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ وَ جَعْفَرٍ وَ حَمْزَةَ ثُمَّ جَرَتْ فِی الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ قَوْلُهُ الَّذِینَ أُخْرِجُوا الْآیَةَ

ص: 223


1- تفسیر القمّیّ: 555 فیه: ظلموا آل محمّد حقهم و الآیة فی الصافّات: 22.
2- فی المصدر: كتابة.
3- فی المصدر: و فی غیر هذا.
4- تفسیر القمّیّ: 665. و الآیة فی الحدید: 22 و 23.
5- فی المصدر: الحریش بالحاء المهملة و هو الصحیح.
6- فی المصدر: لكیلا تأسوا.
7- تفسیر القمّیّ: 665. و الآیة فی الحدید: 22 و 23.

قَالَ الْحُسَیْنُ علیه السلام (1) حِینَ طَلَبَهُ یَزِیدُ لَعَنَهُ اللَّهُ لِیَحْمِلَهُ إِلَی الشَّامِ فَهَرَبَ إِلَی الْكُوفَةِ وَ قُتِلَ بِالطَّفِّ (2).

«13»-حَدَّثَنِی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ أُذِنَ لِلَّذِینَ یُقاتَلُونَ الْآیَةَ قَالَ إِنَّ الْعَامَّةَ یَقُولُونَ نَزَلَتْ فِی رَسُولِ اللَّهِ لَمَّا أَخْرَجَتْهُ قُرَیْشٌ مِنْ مَكَّةَ وَ إِنَّمَا هُوَ الْقَائِمُ علیه السلام إِذَا خَرَجَ یَطْلُبُ بِدَمِ الْحُسَیْنِ وَ هُوَ قَوْلُهُ نَحْنُ أَوْلِیَاءُ الدَّمِ وَ طُلَّابُ (3) الدِّیَةِ (4).

«14»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی شَیْخُ الطَّائِفَةِ فِی كِتَابِ مِصْبَاحِ الْأَنْوَارِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْرَوَیْهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَرَّمَ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَی ظَالِمِ أَهْلِ بَیْتِی وَ قَاتِلِهِمْ وَ سَابِیهِمْ (5) وَ الْمُعِینِ عَلَیْهِمْ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِی الْآخِرَةِ وَ لا یُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَ لا یَنْظُرُ إِلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ لا یُزَكِّیهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ (6).

«15»-كا، الكافی أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ علیه السلام عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: نَزَلَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام بِهَذِهِ الْآیَةِ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله هَكَذَا فَبَدَّلَ الَّذِینَ ظَلَمُوا آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ قَوْلًا غَیْرَ الَّذِی قِیلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَی الَّذِینَ ظَلَمُوا آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ رِجْزاً مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا یَفْسُقُونَ (7) وَ قَالَ علیه السلام (8) نَزَلَ جَبْرَئِیلُ بِهَذِهِ الْآیَةِ هَكَذَا إِنَّ الَّذِینَ ظَلَمُوا (9)

ص: 224


1- فی المصدر: قال فی الحسین علیه السلام.
2- تفسیر القمّیّ: 440 و 441 و الآیتان فی الحجّ: 39 و 40.
3- فی نسخة: و طلاب الترة.
4- تفسیر القمّیّ: 440 و 441.
5- فی المصدر: و شانیهم.
6- كنز الفوائد: 54. و الآیة فی آل عمران: 77.
7- البقرة: 59.
8- من هاهنا حدیث برأسه ذكره المصنّف بالاسناد.
9- الآیة فی النساء: 168 هكذا: ان الذین كفروا و ظلموا لم یكن اللّٰه اه.

آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ لَمْ یَكُنِ اللَّهُ لِیَغْفِرَ لَهُمْ وَ لَا لِیَهْدِیَهُمْ طَرِیقاً إِلَّا طَرِیقَ جَهَنَّمَ خَالِدِینَ فِیهَا أَبَداً وَ كَانَ ذَلِكَ عَلَی اللَّهِ یَسِیراً ثُمَّ قَالَ یا أَیُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فِی وَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام فَآمِنُوا خَیْراً لَكُمْ وَ إِنْ تَكْفُرُوا بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (1).

بیان: قوله فبدل الذین ظلموا آل محمد لعل المعنی أن ولایة آل محمد فی تلك الآیة نظیر مورد هذا الآیة فی بنی إسرائیل كما ورد فی الأخبار المستفیضة

أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَثَلُ أَهْلِ بَیْتِی مَثَلُ بَابِ حِطَّةٍ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ.

أو أن هذا من بطون الآیة بمعنی أنه المقصود منها لأنه تعالی إنما أورد القصص فی القرآن للتذكیر و التنبیه علی ما هو نظیرها فی تلك الأمة علی أنه قد ورد فی تفسیر الإمام الحسن العسكری علیه السلام و غیره أنه كان كتب علی باب حطة بنی إسرائیل أسماء النبی صلی اللّٰه علیه و آله و الأئمة علیهم السلام و أمروا بأن یخضعوا لهم و یقروا بفضلهم فأبوا فنزل علیهم الرجز فلا إشكال حینئذ و الآیة الثانیة فی القرآن هكذا إِنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا وَ ظَلَمُوا لَمْ یَكُنِ اللَّهُ لِیَغْفِرَ لَهُمْ وَ لا لِیَهْدِیَهُمْ طَرِیقاً الآیة.

«15»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام یَقُولُ لَمَّا رَأَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَیْماً وَ عَدِیّاً وَ بَنِی أُمَیَّةَ یَرْكَبُونَ مِنْبَرَهُ أَفْظَعَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قُرْآناً یَتَأَسَّی بِهِ وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِیسَ أَبی ثُمَّ أَوْحَی إِلَیْهِ یَا مُحَمَّدُ إِنِّی أَمَرْتُ فَلَمْ أُطَعْ فَلَا تَجْزَعْ أَنْتَ إِذَا أَمَرْتَ فَلَمْ تُطَعْ فِی وَصِیِّكَ (2).

«16»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الصَّیْرَفِیِّ عَنِ ابْنِ فُضَیْلٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ لَا یَزِیدُ (3) ظَالِمِی آلِ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ إِلَّا خَسَاراً (4).

ص: 225


1- أصول الكافی 1: 423 و 424.
2- أصول الكافی 1: 426. و الآیة فی طه: 116.
3- فی نسخة: و لا یزید الظالمین، ظالمی آل محمد.
4- كنز الفوائد: 140. و الآیة فی الاسراء: 83 و هی هكذا: و لا یزید الظالمین إلّا خسارا.

«17»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْعَلَوِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ دَاوُدَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ لَا یَزِیدُ الظَّالِمِینَ لآِلِ مُحَمَّدٍ إِلَّا خَسَاراً (1).

«18»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّیَّارِیِّ (2) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَیْفٍ عَنْ أَخِیهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَوْلُهُ تَعَالَی وَ قُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فِی وَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام فَمَنْ شَاءَ فَیُؤْمِنُ وَ مَنْ شَاءَ فَیَكْفُرُ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِظَالِمِی آلِ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا (3).

«19»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ السَّیَّارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَمَّادٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام (4)

فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَسَرُّوا النَّجْوَی الَّذِینَ ظَلَمُوا قَالَ الَّذِینَ ظَلَمُوا آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ (5).

«20»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْعَلَوِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ دَاوُدَ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فِی آلِ مُحَمَّدٍ خَاصَّةً أُذِنَ لِلَّذِینَ یُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلی نَصْرِهِمْ لَقَدِیرٌ الَّذِینَ أُخْرِجُوا مِنْ دِیارِهِمْ بِغَیْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ یَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ إِلَی قَوْلِهِ (6) وَ لِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ (7).

«21»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْهُ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی الَّذِینَ أُخْرِجُوا مِنْ

ص: 226


1- كنز الفوائد: 140 و الآیة فی الاسراء: 83 و هی هكذا: و لا یزید الظالمین إلّا خسارا.
2- فی المصدر: أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمّد السیاری.
3- كنز الفوائد: 141. و الآیة فی الكهف: 29 و هی هكذا: إنا اعتدنا للظالمین نارا.
4- فی المصدر: عن أبی جعفر علیه السلام.
5- كنز الفوائد: 162. و الآیة فی الأنبیاء: 3.
6- فی المصدر: ثم تلی إلی قوله.
7- كنز الفوائد: 172. و الآیات فی الحجّ: 39- 41.

دِیارِهِمْ بِغَیْرِ حَقٍّ قَالَ نَزَلَتْ فِینَا خَاصَّةً فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ ذُرِّیَّتِهِ وَ مَا ارْتَكَبَ مِنْ أَمْرِ فَاطِمَةَ علیها السلام (1).

«22»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ حَكِیمٍ الْحَنَّاطِ عَنْ ضُرَیْسٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام (2) قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ أُذِنَ لِلَّذِینَ یُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلی نَصْرِهِمْ لَقَدِیرٌ قَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِمَا السَّلَامُ (3).

«23»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَالِكِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنِ الْمُثَنَّی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أُذِنَ لِلَّذِینَ یُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلی نَصْرِهِمْ لَقَدِیرٌ قَالَ هِیَ فِی الْقَائِمِ عَلَیْهِ السَّلَامُ وَ أَصْحَابِهِ (4).

بیان: قال الطبرسی رحمه اللّٰه هذه الآیة أول آیة نزلت فی القتال و تقدیره أذن للمؤمنین أن یقاتلوا من أجل أنهم ظلموا بأن أخرجوا من دیارهم و قصدوا بالإیذاء و الإهانة وَ إِنَّ اللَّهَ عَلی نَصْرِهِمْ لَقَدِیرٌ و هذا وعد لهم بالنصر أنه سینصرهم و قال أبو جعفر علیه السلام نزلت فی المهاجرین و جرت فی آل محمد الذین أخرجوا من دیارهم و أخیفوا (5).

«24»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَیْدٍ مَوْلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: سَأَلْتُ مَوْلَایَ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام قُلْتُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ الَّذِینَ أُخْرِجُوا مِنْ دِیارِهِمْ بِغَیْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ یَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ قَالَ نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ (6) وَ حَمْزَةَ وَ جَعْفَرٍ

ص: 227


1- كنز الفوائد: 172 و 173.
2- فی المصدر: عن جعفر علیه السلام.
3- كنز الفوائد: 172 و 173.
4- كنز الفوائد: 172.
5- مجمع البیان 7: 78.
6- فی الكافی: فی رسول اللّٰه و علی.

علیهم السلام ثُمَّ جَرَتْ فِی الْحُسَیْنِ علیه السلام (1).

«25»-كا، الكافی بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَلَّامِ بْنِ الْمُسْتَنِیرِ عَنْهُ علیه السلام مِثْلَهُ (2)

«26»- كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حُصَیْنِ بْنِ مُخَارِقٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ (3) بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ یُتْرَكُوا أَنْ یَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا یُفْتَنُونَ قَالَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذِهِ الْفِتْنَةُ قَالَ یَا عَلِیُّ إِنَّكَ مُبْتَلًی بِكَ وَ إِنَّكَ مُخَاصَمٌ فَأَعِدَّ لِلْخُصُومَةِ (4).

«27»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ (5) عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ لَیْلَةٍ فِی الْمَسْجِدِ فَلَمَّا كَانَ قُرْبَ الصُّبْحِ دَخَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَنَادَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا عَلِیُّ قَالَ لَبَّیْكَ قَالَ هَلُمَّ إِلَیَّ فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ قَالَ یَا عَلِیُّ بِتُّ اللَّیْلَةَ حَیْثُ تَرَانِی فَقَدْ سَأَلْتُ رَبِّی أَلْفَ حَاجَةٍ فَقَضَاهَا لِی وَ سَأَلْتُ لَكَ مِثْلَهَا فَقَضَاهَا وَ سَأَلْتُ لَكَ رَبِّی أَنْ یَجْمَعَ لَكَ أُمَّتِی مِنْ بَعْدِی فَأَبَی عَلَیَّ رَبِّی فَقَالَ الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ یُتْرَكُوا أَنْ یَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا یُفْتَنُونَ (6).

«28»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْیَقْطِینِیِّ (7) عَنْ عِیسَی بْنِ مِهْرَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْعُرَنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ حَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ حَسَنِ بْنِ حُسَیْنٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ (8) عَنِ السُّدِّیِّ فِی قَوْلِهِ

ص: 228


1- كنز الفوائد: 172.
2- روضة الكافی: 337 و 338.
3- فی المصدر: عن عبد اللّٰه بن الحسین.
4- كنز الفوائد: 220 و الآیتان فی العنكبوت: 1 و 2.
5- الصحیح كما فی المصدر: محمّد بن العباس عن أحمد بن هوذة.
6- كنز الفوائد: 220 و 221.
7- فی المصدر: محمّد بن الحسین الخثعمیّ.
8- فی المصدر: عن حسن بن حسین بن یحیی عن علیّ بن اسباط.

عَزَّ وَ جَلَّ الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ یُتْرَكُوا أَنْ یَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا یُفْتَنُونَ وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَیَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِینَ صَدَقُوا قَالَ عَلِیٌّ وَ أَصْحَابُهُ وَ لَیَعْلَمَنَّ الْكاذِبِینَ أَعْدَاؤُهُ (1).

«29»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هِلَالٍ (2) الْأَحْمَسِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَیْهِمْ مِنْ سَبِیلٍ قَالَ ذَاكَ الْقَائِمُ علیه السلام إِذَا قَامَ انْتَصَرَ مِنْ بَنِی أُمَیَّةَ وَ مِنَ الْمُكَذِّبِینَ وَ النُّصَّابِ (3).

«30»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ السَّیَّارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَرَأَ (4) وَ تَرَی ظَالِمِی آلِ مُحَمَّدٍ (5) حَقَّهُمْ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَ عَلِیٌّ هُوَ الْعَذَابُ یَقُولُونَ هَلْ إِلَی مَرَدٍّ مِنْ سَبِیلٍ (6).

«31»-وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْهُ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ لِلَّذِینَ ظَلَمُوا آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ عَذاباً دُونَ ذلِكَ (7).

«32»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَیُّوبَ الْبَزَّازِ عَنِ ابْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ (8) عَزَّ وَ جَلَّ خاشِعِینَ مِنَ الذُّلِ

ص: 229


1- كنز الفوائد: 221 و الآیات فی العنكبوت: 1- 3.
2- فی المصدر: إبراهیم بن محمّد عن علی ابن محمّد عن علیّ بن هلال.
3- كنز الفوائد: 287 و الآیة فی الشوری: 41.
4- أی فسر الآیة هكذا.
5- فی المصدر: و تری الظالمین محمّد حقهم و لعله مصحف: و تری الظالمین محمّدا حقهم.
6- كنز الفوائد: 287. و الآیة فی الشوری: 43 و هی هكذا: و تری الظالمین لما رأوا العذاب.
7- كنز الفوائد: 312. و الآیة فی الطور: 47.
8- فی المصدر: قال فی قوله عزّ و جلّ.

یَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِیٍّ یَعْنِی إِلَی الْقَائِمِ علیه السلام (1).

«33»-وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْهُ قَالَ: وَ لَنْ یَنْفَعَكُمُ الْیَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ أَنَّكُمْ فِی الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ (2).

«34»-وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ما ظَلَمْناهُمْ وَ لكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِینَ قَالَ وَ مَا ظَلَمْنَاهُمْ بِتَرْكِهِمْ وَلَایَةَ أَهْلِ بَیْتِكَ وَ لَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِینَ (3).

«35»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ جُمَیْعِ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ قَالَ (4)

قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِفَاطِمَةَ علیها السلام إِنَّ زَوْجَكَ یُلَاقِی بَعْدِی كَذَا وَ یُلَاقِی بَعْدِی كَذَا فَخَبِّرْهَا بِمَا یَلْقَی بَعْدِی فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ لَا تَدْعُو اللَّهَ أَنْ یَصْرِفَ ذَلِكَ عَنْهُ فَقَالَ قَدْ سَأَلْتُ اللَّهَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ إِنَّهُ مُبْتَلًی وَ مُبْتَلًی بِهِ فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِی تُجادِلُكَ فِی زَوْجِها وَ تَشْتَكِی إِلَی اللَّهِ وَ اللَّهُ یَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللَّهَ سَمِیعٌ بَصِیرٌ وَ شَكْوَاهَا لَهُ لَا مِنْهُ وَ لَا عَلَیْهِ (5).

بیان: علی هذا التأویل لا یكون حكم الظهار مربوطا بهذه الآیة و مثل هذا فی الآیات كثیر.

«36»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة قَدْ جَاءَتِ الرِّوَایَةُ أَنَّهُ لَمَّا تَمَّ لِأَبِی بَكْرٍ مَا تَمَّ وَ بَایَعَهُ مَنْ بَایَعَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هُوَ یُسَوِّی قَبْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِمِسْحَاةٍ فِی یَدِهِ وَ قَالَ لَهُ إِنَّ الْقَوْمَ قَدْ بَایَعُوا أَبَا بَكْرٍ وَ وَقَعَتِ الْخَذْلَةُ فِی الْأَنْصَارِ لِاخْتِلَافِهِمْ وَ بَدَرَ (6)

ص: 230


1- كنز الفوائد: 287. و الآیة فی الشوری: 44.
2- كنز الفوائد: 290 و 291. و الآیة فی الزخرف: 39.
3- كنز الفوائد: 297 و الآیة فی الزخرف: 76.
4- فی المصدر: عن جعفر بن محمّد عن أبیه عن آبائه علیهم السلام انه قال: ان النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله قال.
5- كنز الفوائد: 335 و الآیة فی المجادلة: 1.
6- أی سبق الطلقاء لبیعة أبی بكر.

الطُّلَقَاءُ لِلْعَقْدِ لِلرَّجُلِ خَوْفاً مِنْ إِدْرَاكِكُمُ الْأَمْرَ فَوَضَعَ طَرَفَ الْمِسْحَاةِ فِی الْأَرْضِ وَ یَدُهُ عَلَیْهَا ثُمَّ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ یُتْرَكُوا أَنْ یَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا یُفْتَنُونَ وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَیَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِینَ صَدَقُوا وَ لَیَعْلَمَنَّ الْكاذِبِینَ أَمْ حَسِبَ الَّذِینَ یَعْمَلُونَ السَّیِّئاتِ أَنْ یَسْبِقُونا ساءَ ما یَحْكُمُونَ (1).

«37»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَوْلُهُ لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَیْ ءٌ فَسِّرْهُ لِی قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام (2) یَا جَابِرُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ حَرِیصاً عَلَی أَنْ یَكُونَ عَلِیٌّ علیه السلام مِنْ بَعْدِهِ عَلَی النَّاسِ وَ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ خِلَافُ مَا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ قُلْتُ فَمَا مَعْنَی ذَلِكَ قَالَ نَعَمْ عَنَی بِذَلِكَ قَوْلَ اللَّهِ لِرَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَیْ ءٌ یَا مُحَمَّدُ فِی عَلِیٍّ الْأَمْرُ إِلَیَّ فِی عَلِیٍّ وَ فِی غَیْرِهِ أَ لَمْ أُنْزِلْ إِلَیْكَ یَا مُحَمَّدُ فِیمَا أَنْزَلْتُ مِنْ كِتَابِی إِلَیْكَ الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ یُتْرَكُوا أَنْ یَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا یُفْتَنُونَ إِلَی قَوْلِهِ وَ لَیَعْلَمَنَّ الْكاذِبِینَ قَالَ فَوَّضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْأَمْرَ إِلَیْهِ (3).

أقول: و قد بین و أوضح أمیر المؤمنین علیه السلام فی الخطبة القاصعة تأویل هذه الآیة.

ص: 231


1- لم نجد الروایة فی كنز الفوائد: و النسخة المخطوطة من المصدر قد خلت عنها رأسا، و الظاهران فی الرمز وهم و لعلها من كتاب آخر، و الآیات فی العنكبوت: 1- 3.
2- فی المصدر: فقال أبو جعفر علیه السلام: لشی ء قاله اللّٰه و لشی ء اراده اللّٰه یا جابر.
3- تفسیر العیّاشیّ 1: 197 و 198.

باب 59 نادر فی تأویل قوله تعالی سِیرُوا فِیها لَیالِیَ وَ أَیَّاماً آمِنِینَ

اشاره(1)

«1»-ج، الإحتجاج عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ قَالَ: أَتَی الْحَسَنُ الْبَصْرِیُّ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ جِئْتُكَ لِأَسْأَلَكَ عَنْ أَشْیَاءَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَ لَسْتَ فَقِیهَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ قَدْ یُقَالُ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هَلْ بِالْبَصْرَةِ أَحَدٌ تَأْخُذُ عَنْهُ قَالَ لَا قَالَ فَجَمِیعُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ یَأْخُذُونَ عَنْكَ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام سُبْحَانَ اللَّهِ لَقَدْ تَقَلَّدْتَ (2) عَظِیماً مِنَ الْأَمْرِ بَلَغَنِی عَنْكَ أَمْرٌ فَمَا أَدْرِی أَ كَذَاكَ أَنْتَ أَمْ یُكْذَبُ عَلَیْكَ قَالَ مَا هُوَ قَالَ زَعَمُوا أَنَّكَ تَقُولُ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْعِبَادَ فَفَوَّضَ إِلَیْهِمْ أُمُورَهُمْ قَالَ فَسَكَتَ الْحَسَنُ فَقَالَ أَ فَرَأَیْتَ مَنْ قَالَ اللَّهُ لَهُ فِی كِتَابِهِ إِنَّكَ آمِنٌ هَلْ عَلَیْهِ خَوْفٌ بَعْدَ هَذَا الْقَوْلِ فَقَالَ الْحَسَنُ لَا فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنِّی أَعْرِضُ عَلَیْكَ آیَةً وَ أُنْهِی إِلَیْكَ خَطْباً (3) وَ لَا أَحْسَبُكَ إِلَّا وَ قَدْ فَسَّرْتَهُ عَلَی غَیْرِ وَجْهِهِ فَإِنْ كُنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكْتَ وَ أَهْلَكْتَ فَقَالَ لَهُ مَا هُوَ قَالَ أَ رَأَیْتَ حَیْثُ یَقُولُ وَ جَعَلْنا بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ الْقُرَی الَّتِی بارَكْنا فِیها قُریً ظاهِرَةً وَ قَدَّرْنا فِیهَا السَّیْرَ سِیرُوا فِیها لَیالِیَ وَ أَیَّاماً آمِنِینَ یَا حَسَنُ بَلَغَنِی أَنَّكَ أَفْتَیْتَ النَّاسَ فَقُلْتَ هِیَ مَكَّةُ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَهَلْ یُقْطَعُ عَلَی مَنْ حَجَّ مَكَّةَ وَ هَلْ یَخَافُ أَهْلُ مَكَّةَ وَ هَلْ تَذْهَبُ أَمْوَالُهُمْ فَمَتَی یَكُونُونَ آمِنِینَ (4) بَلْ فِینَا

ص: 232


1- سورة سبأ: 18.
2- أی تولیت امرا عظیما و ألزمته نفسك.
3- فی المصدر: و انهی إلیك خطابا.
4- فی المصدر: قال: بلی، قال: فمتی یكونون آمنین!.

ضَرَبَ اللَّهُ الْأَمْثَالَ فِی الْقُرْآنِ فَنَحْنُ الْقُرَی الَّتِی بَارَكَ اللَّهُ فِیهَا وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَنْ أَقَرَّ بِفَضْلِنَا حَیْثُ أَمَرَهُمُ اللَّهُ (1) أَنْ یَأْتُونَا فَقَالَ وَ جَعَلْنا بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ الْقُرَی الَّتِی بارَكْنا فِیها أَیْ جَعَلْنَا بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ شِیعَتِهِمُ الْقُرَی الَّتِی بَارَكْنَا فِیهَا قُریً ظاهِرَةً وَ الْقُرَی الظَّاهِرَةُ الرُّسُلُ وَ النَّقَلَةُ عَنَّا إِلَی شِیعَتِنَا وَ فُقَهَاءُ شِیعَتِنَا إِلَی شِیعَتِنَا وَ قَوْلُهُ وَ قَدَّرْنا فِیهَا السَّیْرَ فَالسَّیْرُ مَثَلٌ لِلْعِلْمِ سِیرُوا بِهِ لَیالِیَ وَ أَیَّاماً مَثَلٌ لِمَا یَسِیرُ مِنَ الْعِلْمِ فِی اللَّیَالِی وَ الْأَیَّامِ عَنَّا إِلَیْهِمْ فِی الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ وَ الْفَرَائِضِ وَ الْأَحْكَامِ آمِنِینَ فِیهَا إِذَا أَخَذُوا مِنْ مَعْدِنِهَا الَّذِی أُمِرُوا أَنْ یَأْخُذُوا مِنْهُ آمِنِینَ مِنَ الشَّكِّ وَ الضَّلَالِ وَ النُّقْلَةِ مِنَ الْحَرَامِ إِلَی الْحَلَالِ لِأَنَّهُمْ أَخَذُوا الْعِلْمَ مِمَّنْ وَجَبَ لَهُمْ بِأَخْذِهِمْ إِیَّاهُ عَنْهُمُ الْمَغْفِرَةَ (2) لِأَنَّهُمْ أَهْلُ مِیرَاثِ الْعِلْمِ مِنْ آدَمَ إِلَی حَیْثُ انْتَهَوْا ذُرِّیَّةٌ مُصْطَفَاةٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ فَلَمْ یَنْتَهِ الِاصْطِفَاءُ إِلَیْكُمْ بَلْ إِلَیْنَا انْتَهَی وَ نَحْنُ تِلْكَ الذُّرِّیَّةُ (3) لَا أَنْتَ وَ لَا أَشْبَاهُكَ یَا حَسَنُ فَلَوْ قُلْتُ لَكَ حِینَ ادَّعَیْتَ مَا لَیْسَ لَكَ وَ لَیْسَ إِلَیْكَ یَا جَاهِلَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ لَمْ أَقُلْ فِیكَ إِلَّا مَا عَلِمْتُهُ مِنْكَ وَ ظَهَرَ لِی عَنْكَ وَ إِیَّاكَ أَنْ تَقُولَ بِالتَّفْوِیضِ فَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ لَمْ یُفَوِّضِ الْأَمْرَ إِلَی خَلْقِهِ وَهْناً مِنْهُ وَ ضَعْفاً وَ لَا أَجْبَرَهُمْ عَلَی مَعَاصِیهِ ظُلْماً (4) وَ الْخَبَرُ طَوِیلٌ أَخَذْنَا مِنْهُ مَوْضِعَ الْحَاجَةِ.

«2»-قب، المناقب لابن شهرآشوب ج، الإحتجاج عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ: دَخَلَ قَاضٍ مِنْ قُضَاةِ أَهْلِ الْكُوفَةِ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقَالَ لَهُ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ جَعَلْنا بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ الْقُرَی الَّتِی بارَكْنا فِیها قُریً ظاهِرَةً وَ قَدَّرْنا فِیهَا السَّیْرَ سِیرُوا فِیها لَیالِیَ وَ أَیَّاماً آمِنِینَ قَالَ لَهُ مَا یَقُولُ النَّاسُ فِیهَا قَبْلَكُمْ بِالْعِرَاقِ قَالَ یَقُولُونَ إِنَّهَا مَكَّةُ قَالَ وَ هَلْ رَأَیْتَ السَّرَقَ فِی مَوْضِعٍ أَكْثَرَ مِنْهُ بِمَكَّةَ قَالَ فَمَا هُوَ

ص: 233


1- فی المصدر: حیث امر اللّٰه:
2- فی المصدر: ممن وجب لهم اخذهم إیّاه عنهم بالمعرفة.
3- فی المصدر: و نحن تلك الذرّیة المصطفاة.
4- احتجاج الطبرسیّ: 178.

قَالَ إِنَّمَا عَنَی الرِّجَالَ (1) قَالَ وَ أَیْنَ ذَلِكَ فِی كِتَابِ اللَّهِ فَقَالَ أَ وَ مَا تَسْمَعُ إِلَی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَأَیِّنْ مِنْ قَرْیَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَ رُسُلِهِ (2) وَ قَالَ وَ تِلْكَ الْقُری أَهْلَكْناهُمْ (3) وَ قَالَ وَ سْئَلِ الْقَرْیَةَ الَّتِی كُنَّا فِیها وَ الْعِیرَ الَّتِی أَقْبَلْنا فِیها (4) فَلْیَسْأَلِ الْقَرْیَةَ (5) أَوِ الرِّجَالَ وَ الْعِیرَ قَالَ وَ تَلَا علیه السلام آیَاتٍ فِی هَذَا الْمَعْنَی قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَنْ هُمْ قَالَ نَحْنُ هُمْ وَ قَوْلُهُ (6) سِیرُوا فِیها لَیالِیَ وَ أَیَّاماً آمِنِینَ قَالَ آمِنِینَ مِنَ الزَّیْغِ (7).

«3»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ زَكَرِیَّا الْبَصْرِیِّ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرُّمَّانِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرٍ علیهم السلام قَالَ: دَخَلَ عَلَی أَبِی بَعْضُ مَنْ یُفَسِّرُ الْقُرْآنَ فَقَالَ لَهُ أَنْتَ فُلَانٌ وَ سَمَّاهُ بِاسْمِهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَنْتَ الَّذِی تُفَسِّرُ الْقُرْآنَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَكَیْفَ تُفَسِّرُ هَذِهِ الْآیَةَ وَ جَعَلْنا بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ الْقُرَی الَّتِی بارَكْنا فِیها قُریً ظاهِرَةً وَ قَدَّرْنا فِیهَا السَّیْرَ سِیرُوا فِیها لَیالِیَ وَ أَیَّاماً آمِنِینَ قَالَ هَذِهِ بَیْنَ مَكَّةَ وَ مِنًی فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ یَكُونُ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ خَوْفٌ وَ قَطِیعٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَمَوْضِعٌ یَقُولُ اللَّهُ أَمْنٌ یَكُونُ فِیهِ خَوْفٌ وَ قَطْعٌ قَالَ فَمَا هُوَ قَالَ ذَاكَ نَحْنُ أَهْلَ الْبَیْتِ قَدْ سَمَّاكُمُ اللَّهُ نَاساً وَ سَمَّانَا قُرًی قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَوْجِدْنِی هَذَا فِی كِتَابِ اللَّهِ أَنَّ الْقُرَی رِجَالٌ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ أَ لَیْسَ اللَّهُ تَعَالَی یَقُولُ وَ سْئَلِ الْقَرْیَةَ الَّتِی كُنَّا فِیها وَ الْعِیرَ الَّتِی أَقْبَلْنا فِیها (8) فَلِلْجُدْرَانِ وَ الْحِیطَانِ السُّؤَالُ أَمْ لِلنَّاسِ وَ قَالَ تَعَالَی وَ إِنْ مِنْ

ص: 234


1- فی المصدر: انما عنی به الرجال.
2- الطلاق: 8.
3- الكهف: 59.
4- یوسف: 82.
5- فی الاحتجاج: (فیسأل القریة) و فی المناقب: فنسأل القریة.
6- فی المصدر: فقال: أو ما تسمع إلی قوله.
7- احتجاج الطبرسیّ: 171، مناقب آل أبی طالب 3: 273 و 274.
8- یوسف: 82.

قَرْیَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ یَوْمِ الْقِیامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِیداً (1) فَمَنِ الْمُعَذَّبُ الرِّجَالُ أَمِ الْجُدْرَانُ وَ الْحِیطَانُ (2).

«4»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَوْذَةَ الْبَاهِلِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: دَخَلَ الْحَسَنُ الْبَصْرِیُّ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فَقَالَ لَهُ یَا أَخَا أَهْلِ الْبَصْرَةِ بَلَغَنِی أَنَّكَ فَسَّرْتَ آیَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَلَی غَیْرِ مَا أُنْزِلَتْ فَإِنْ كُنْتَ فَعَلْتَ فَقَدْ هَلَكْتَ وَ اسْتَهْلَكْتَ قَالَ وَ مَا هِیَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ جَعَلْنا بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ الْقُرَی الَّتِی بارَكْنا فِیها قُریً ظاهِرَةً وَ قَدَّرْنا فِیهَا السَّیْرَ سِیرُوا فِیها لَیالِیَ وَ أَیَّاماً آمِنِینَ وَیْحَكَ كَیْفَ یَجْعَلُ اللَّهُ لِقَوْمٍ أَمَاناً وَ مَتَاعُهُمْ یُسْرَقُ بِمَكَّةَ وَ الْمَدِینَةِ وَ مَا بَیْنَهُمَا وَ رُبَّمَا أُخِذَ عَبْدٌ أَوْ قُتِلَ وَ فَاتَتْ نَفْسُهُ ثُمَّ مَكَثَ مَلِیّاً ثُمَّ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی صَدْرِهِ وَ قَالَ نَحْنُ الْقُرَی الَّتِی بَارَكَ اللَّهُ فِیهَا قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَوْجَدْتَ (3) هَذَا فِی كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ الْقُرَی رِجَالٌ قَالَ نَعَمْ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَأَیِّنْ مِنْ قَرْیَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَ رُسُلِهِ فَحاسَبْناها حِساباً شَدِیداً وَ عَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً (4) فَمَنِ الْعَاتِی عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْحِیطَانُ وَ الْبُیُوتُ أَمِ الرِّجَالُ فَقَالَ الرِّجَالُ ثُمَّ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی قَالَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی سُورَةِ یُوسُفَ (5) عَلَیْهِ السَّلَامُ وَ سْئَلِ الْقَرْیَةَ الَّتِی كُنَّا فِیها وَ الْعِیرَ الَّتِی أَقْبَلْنا فِیها لِمَنْ أَمَرُوهُ (6) أَنْ یَسْأَلَ الْقَرْیَةَ وَ الْعِیرَ أَمِ الرِّجَالَ فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَأَخْبِرْنِی عَنِ الْقُرَی الظَّاهِرَةِ قَالَ هُمْ شِیعَتُنَا یَعْنِی الْعُلَمَاءَ مِنْهُمْ (7).

ص: 235


1- الإسراء: 58.
2- كنز الفوائد: 245 و 246.
3- فی نسخة: أوجدنی.
4- الطلاق: 8.
5- یوسف: 82.
6- فی نسخة: فمن أمروه.
7- كنز الفوائد: 246 و 247.

«5»-قب، المناقب لابن شهرآشوب دَخَلَ أَبُو حَنِیفَةَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَسَأَلَهُ علیه السلام عَنْ أَشْیَاءَ لَمْ یَعْرِفِ الْجَوَابَ عَنْهَا فَكَانَ فِیمَا سَأَلَهُ أَنْ قَالَ لَهُ أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ قَدَّرْنا فِیهَا السَّیْرَ سِیرُوا فِیها لَیالِیَ وَ أَیَّاماً آمِنِینَ (1) أَیُّ مَوْضِعٍ هُوَ قَالَ هُوَ مَا بَیْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِینَةِ فَقَالَ علیه السلام نَشَدْتُكُمْ (2) بِاللَّهِ هَلْ تَسِیرُونَ بَیْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِینَةِ لَا تَأْمَنُونَ عَلَی دِمَائِكُمْ مِنَ الْقَتْلِ وَ عَلَی أَمْوَالِكُمْ مِنَ السَّرَقِ ثُمَّ قَالَ وَ أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِهِ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً (3) أَیُّ مَوْضِعٍ هُوَ قَالَ ذَاكَ بَیْتُ اللَّهِ الْحَرَامُ فَقَالَ نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَیْرِ وَ سَعِیدَ بْنَ جُبَیْرٍ دَخَلَاهُ فَلَمْ یَأْمَنَا الْقَتْلَ قَالَ فَأَعْفِنِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ (4).

بیان: أقول التأویل الوارد فی تلك الأخبار من غرائب التأویل و لعل الوجه فیها ما أشرنا إلیه مرارا من أن ما ذكره سبحانه فی القرآن الكریم من القصص إنما هو لزجر هذه الأمة (5) عن أشباه أعمالهم و تحذیرهم عن أمثال ما نزل بهم من العقوبات و لم یقع فی الأمم السابقة شی ء إلا و قد وقع نظیره فی هذه الأمة كقصة هارون مع العجل و السامری و ما وقع علی أمیر المؤمنین علیه السلام من أبی بكر و عمر و كقارون و عثمان و صفورا و الحمیراء و أشباه ذلك مما قد أشرنا إلیه فی كتاب النبوة لكن بعضها ظاهر الانطباق علی ما مضی و بعضها یحتاج إلی تنبیه و أمثال ذلك من القسم الثانی فإن نظیر ما وقع علی قوم سبإ من حرمانهم لنعم اللّٰه تعالی لكفرانهم و تعویضهم بالخمط (6) و الأثل أن اللّٰه

ص: 236


1- سبأ: 12.
2- فی نسخة: ناشدتكم أقول نشده اللّٰه و باللّٰه: استحلفه أی سأله و أقسم علیه باللّٰه. ناشده: حلفه.
3- آل عمران: 97.
4- مناقب آل أبی طالب 3: 377.
5- و یشیر الی ذلك قوله تعالی فی صدر القصة: (لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِی مَسْكَنِهِمْ آیَةٌ) و قوله:«إن فی ذلك لآیات لكل صبار شكور»
6- الخمط: الحامض او المر من كل شی ء. الحمل القلیل من كل شجر: الاثل: شجر یشبه الطرفاء الا انه أعظم منها وخشبه صلب جید تصنع منه القصاء والجفان.

تعالی هیأ لهم من أثمار حدائق الحقائق ببركة الصادقین من أهل بیت العصمة صلوات اللّٰه علیهم ما لا یحیط به البیان مع كونهم آمنین من فتن الجهالات و الضلالات فلما كفروا بتلك النعمة سلبهم اللّٰه تعالی إیاها فغاب أو خفی عنهم و ذهبت الرواة و حملة الأخبار من بینهم أو خفوا عنهم فابتلوا بالآراء و المقاییس و اشتبه علیهم الأمور و قل عندهم ما یتمسكون به من أخبار الأئمة الأطهار و استولت علیهم سیول الشكوك و الشبهات من أئمة البدع و رءوس الضلالات فصاروا مصداق قوله تعالی وَ بَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَیْهِمْ جَنَّتَیْنِ ذَواتَیْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَ أَثْلٍ وَ شَیْ ءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِیلٍ و هذا طریق وسعت علیك لفهم أمثال تلك الأخبار و اللّٰه یهدی إلی سواء السبیل.

«6»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ: دَخَلَ قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ یَا قَتَادَةُ أَنْتَ فَقِیهُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَقَالَ هَكَذَا یَزْعُمُونَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام بَلَغَنِی أَنَّكَ تُفَسِّرُ الْقُرْآنَ قَالَ لَهُ قَتَادَةُ نَعَمْ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام بِعِلْمٍ تُفَسِّرُهُ أَمْ بِجَهْلٍ قَالَ لَا بِعِلْمٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَإِنْ كُنْتَ تُفَسِّرُهُ بِعِلْمٍ فَأَنْتَ أَنْتَ وَ أَنَا أَسْأَلُكَ قَالَ قَتَادَةُ سَلْ قَالَ أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی سَبَإٍ وَ قَدَّرْنا فِیهَا السَّیْرَ سِیرُوا فِیها لَیالِیَ وَ أَیَّاماً آمِنِینَ فَقَالَ قَتَادَةُ ذَلِكَ مَنْ خَرَجَ مِنْ بَیْتِهِ بِزَادٍ وَ رَاحِلَةٍ وَ كِرَاءٍ حَلَالٍ یُرِیدُ هَذَا الْبَیْتَ كَانَ آمِناً حَتَّی یَرْجِعَ إِلَی أَهْلِهِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام نَشَدْتُكَ اللَّهَ یَا قَتَادَةُ هَلْ تَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ یَخْرُجُ الرَّجُلُ مِنْ بَیْتِهِ بِزَادٍ وَ رَاحِلَةٍ وَ كِرَاءٍ حَلَالٍ یُرِیدُ هَذَا الْبَیْتَ فَیُقْطَعُ عَلَیْهِ الطَّرِیقُ فَتَذْهَبُ نَفَقَتُهُ وَ یُضْرَبُ مَعَ ذَلِكَ ضَرْبَةً فِیهَا اجْتِیَاحُهُ (1) قَالَ قَتَادَةُ اللَّهُمَّ نَعَمْ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَیْحَكَ یَا قَتَادَةُ إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا فَسَّرْتَ الْقُرْآنَ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِكَ فَقَدْ هَلَكْتَ وَ أَهْلَكْتَ وَ إِنْ كُنْتَ قَدْ أَخَذْتَهُ مِنَ الرِّجَالِ فَقَدْ هَلَكْتَ وَ أَهْلَكْتَ وَیْحَكَ یَا قَتَادَةُ ذَلِكَ مَنْ خَرَجَ مِنْ

ص: 237


1- أی فیه استئصاله و هلاكه.

بَیْتِهِ بِزَادٍ وَ رَاحِلَةٍ وَ كِرَاءٍ حَلَالٍ یَرُومُ (1) هَذَا الْبَیْتَ عَارِفٌ بِحَقِّنَا یَهْوَانَا قَلْبُهُ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِی إِلَیْهِمْ (2) وَ لَمْ یَعْنِ الْبَیْتَ فَیَقُولَ إِلَیْهِ (3) فَنَحْنُ وَ اللَّهِ دَعْوَةُ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام الَّتِی مَنْ هَوَانَا قَلْبُهُ قُبِلَتْ حُجَّتُهُ وَ إِلَّا فَلَا یَا قَتَادَةُ فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ كَانَ آمِناً مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ قَالَ قَتَادَةُ لَا جَرَمَ وَ اللَّهِ وَ لَا فَسَّرْتُهَا إِلَّا هَكَذَا فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَیْحَكَ یَا قَتَادَةُ إِنَّمَا یَعْرِفُ الْقُرْآنَ مَنْ خُوطِبَ بِهِ (4).

بیان: أی لا أفسرها بعد إلا كما ذكرت.

باب 60 تأویل الأیام و الشهور بالأئمة علیهم السلام

«1»-ل، الخصال ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَوْصِلِیِّ عَنِ الصَّقْرِ بْنِ أَبِی دُلَفَ الْكَرْخِیِّ قَالَ: لَمَّا حَمَلَ الْمُتَوَكِّلُ سَیِّدَنَا أَبَا الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیَّ علیه السلام جِئْتُ أَسْأَلُ عَنْ خَبَرِهِ قَالَ فَنَظَرَ إِلَیَّ الزَّرَّاقِیُّ وَ كَانَ حَاجِباً لِلْمُتَوَكِّلِ فَأَمَرَ أَنْ أُدْخَلَ إِلَیْهِ فَأُدْخِلْتُ إِلَیْهِ فَقَالَ یَا صَقْرُ مَا شَأْنُكَ فَقُلْتُ خَیْرٌ أَیُّهَا الْأُسْتَادُ فَقَالَ اقْعُدْ فَأَخَذَنِی مَا تَقَدَّمَ وَ مَا تَأَخَّرَ وَ قُلْتُ أَخْطَأْتُ فِی الْمَجِی ءِ قَالَ فَوَحَی (5) النَّاسَ عَنْهُ ثُمَّ قَالَ لِی مَا شَأْنُكَ وَ فِیمَ جِئْتَ قُلْتُ لِخَیْرٍ مَا فَقَالَ لَعَلَّكَ تَسْأَلُ عَنْ خَبَرِ مَوْلَاكَ فَقُلْتُ لَهُ وَ مَنْ مَوْلَایَ مَوْلَایَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ

ص: 238


1- رام الشی ء: اراده.
2- إبراهیم: 37.
3- أی قال فاجعل افئدة من الناس تهوی الیهم، و لم یقل: إلیه، حتی یكون المراد هو البیت.
4- روضة الكافی: 311 و 312.
5- فی نسخة: وجی و فی المصدر: وخی و لعلّ الصحیح فاوجی الناس عنه أو فأوجأ الناس عنه ای فادفع الناس و نحوا عنه.

فَقَالَ اسْكُتْ مَوْلَاكَ هُوَ الْحَقُّ فَلَا تَحْتَشِمْنِی فَإِنِّی عَلَی مَذْهَبِكَ فَقُلْتُ الْحَمْدُ لِلَّهِ قَالَ أَ تُحِبُّ أَنْ تَرَاهُ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ اجْلِسْ حَتَّی یَخْرُجَ صَاحِبُ الْبَرِیدِ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ فَجَلَسْتُ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ لِغُلَامٍ لَهُ خُذْ بِیَدِ الصَّقْرِ وَ أَدْخِلْهُ إِلَی الْحُجْرَةِ الَّتِی فِیهَا الْعَلَوِیُّ الْمَحْبُوسُ وَ خَلِّ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُ قَالَ فَأَدْخَلَنِی إِلَی الْحُجْرَةِ وَ أَوْمَأَ إِلَی بَیْتٍ فَدَخَلْتُ فَإِذَا هُوَ علیه السلام جَالِسٌ عَلَی صَدْرِ حَصِیرٍ وَ بِحِذَاهُ قَبْرٌ مَحْفُورٌ قَالَ فَسَلَّمْتُ فَرَدَّ (1) ثُمَّ أَمَرَنِی بِالْجُلُوسِ ثُمَّ قَالَ لِی یَا صَقْرُ مَا أَتَی بِكَ قُلْتُ سَیِّدِی جِئْتُ أَتَعَرَّفُ خَبَرَكَ قَالَ ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَی الْقَبْرِ فَبَكَیْتُ فَنَظَرَ إِلَیَّ فَقَالَ یَا صَقْرُ لَا عَلَیْكَ لَنْ یَصِلُوا إِلَیْنَا بِسُوءٍ الْآنَ فَقُلْتُ الْحَمْدُ لِلَّهِ ثُمَّ قُلْتُ یَا سَیِّدِی حَدِیثٌ یُرْوَی عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لَا أَعْرِفُ مَعْنَاهُ قَالَ وَ مَا هُوَ فَقُلْتُ قَوْلُهُ لَا تُعَادُوا الْأَیَّامَ فَتُعَادِیَكُمْ مَا مَعْنَاهُ فَقَالَ نَعَمْ الْأَیَّامُ نَحْنُ مَا قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ فَالسَّبْتُ اسْمُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْأَحَدُ كِنَایَةٌ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْإِثْنَیْنِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ الثَّلَاثَاءُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ الْأَرْبِعَاءُ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ وَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ أَنَا وَ الْخَمِیسُ ابْنِیَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ وَ الْجُمُعَةُ ابْنُ ابْنِی وَ إِلَیْهِ تَجْتَمِعُ عِصَابَةُ الْحَقِّ وَ هُوَ الَّذِی یَمْلَؤُهَا قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً فَهَذَا مَعْنَی الْأَیَّامِ فَلَا تُعَادُوهُمْ فِی الدُّنْیَا فَیُعَادُوكُمْ فِی الْآخِرَةِ ثُمَّ قَالَ وَدِّعْ وَ اخْرُجْ فَلَا آمَنُ عَلَیْكَ.

قال الصدوق رضی اللّٰه عنه الأیام لیست بأئمة و لكن كنی علیه السلام بها عن الأئمة لئلا یدرك معناه غیر أهل الحق كما كنی اللّٰه عز و جل ب التِّینِ وَ الزَّیْتُونِ وَ طُورِ سِینِینَ وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِینِ (2) عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله و علی و الحسن و الحسین علیهم السلام و كما كنی عز و جل بالنعاج عن النساء علی قول من روی ذلك فی قصة داود و الخصمین (3) و كما كنی بالسیر فی الأرض عن النظر فی القرآن

ص: 239


1- فی نسخة الكمبانیّ: فسلمت علیه فرد علی.
2- التین: 1- 3.
3- ص: 24.

سُئِلَ الصَّادِقُ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَ وَ لَمْ یَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ (1) قَالَ مَعْنَاهُ أَ وَ لَمْ یَنْظُرُوا فِی الْقُرْآنِ.

و كما كنی بالسر عن النكاح فی قوله عز و جل وَ لكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا (2) و كما كنی عز و جل بأكل الطعام عن التغوط فقال فی عیسی و أمه كانا یَأْكُلانِ الطَّعامَ (3) و معناه أنهما كانا یتغوطان و كما كنی بالنحل (4) عن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فی قوله وَ أَوْحی رَبُّكَ إِلَی النَّحْلِ و مثل هذا كثیر (5).

«2»-غط، الغیبة للشیخ الطوسی وَ رَوَی جَابِرٌ الْجُعْفِیُّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ تَأْوِیلِ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِی كِتابِ اللَّهِ- یَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّینُ الْقَیِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِیهِنَّ أَنْفُسَكُمْ (6) قَالَ فَتَنَفَّسَ سَیِّدِیَ الصُّعَدَاءَ ثُمَّ قَالَ یَا جَابِرُ أَمَّا السُّنَّةُ فَهِیَ جَدِّی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ شُهُورُهَا اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فَهُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ إِلَیَّ (7) وَ إِلَی ابْنِی جَعْفَرٍ وَ ابْنِهِ مُوسَی وَ ابْنِهِ عَلِیٍّ وَ ابْنِهِ مُحَمَّدٍ وَ ابْنِهِ عَلِیٍّ وَ إِلَی ابْنِهِ الْحَسَنِ وَ إِلَی ابْنِهِ مُحَمَّدٍ الْهَادِی الْمَهْدِیِّ اثْنَا عَشَرَ إِمَاماً حُجَجُ اللَّهِ فِی خَلْقِهِ وَ أُمَنَاؤُهُ عَلَی وَحْیِهِ وَ عِلْمِهِ وَ الْأَرْبَعَةُ الْحُرُمُ الَّذِینَ هُمُ الدِّینُ الْقَیِّمُ أَرْبَعَةٌ مِنْهُمْ یَخْرُجُونَ بِاسْمٍ وَاحِدٍ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَبِی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ فَالْإِقْرَارُ بِهَؤُلَاءِ هُوَ الدِّینُ الْقَیِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِیهِمْ أَنْفُسَكُمْ أَیْ قُولُوا بِهِمْ جَمِیعاً تَهْتَدُوا (8).

ص: 240


1- الروم: 9، و فاطر: 44 و المؤمن: 21.
2- البقرة: 235.
3- المائدة: 75.
4- النحل: 68.
5- الخصال 2: 32 و 33.
6- التوبة: 36.
7- أی هو أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب و من بعده من الأئمّة حتّی یصل إلی.
8- غیبة الطوسیّ: 104.

قب، المناقب لابن شهرآشوب مثله.

«3»-وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ حُرُمٌ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ الْقَائِمُ بِدَلَالَةِ قَوْلِهِ ذلِكَ الدِّینُ الْقَیِّمُ (1).

«4»-نی، الغیبة للنعمانی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ (2) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ (3) عَنْ فَضَّالٍ أَبِی سِنَانٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ علیهما السلام ذَاتَ یَوْمٍ فَلَمَّا تَفَرَّقَ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ قَالَ یَا أَبَا حَمْزَةَ مِنَ الْمَحْتُومِ الَّذِی حَتَمَهُ اللَّهُ قِیَامُ قَائِمِنَا فَمَنْ شَكَّ فِیمَا أَقُولُ لَقِیَ اللَّهَ وَ هُوَ كَافِرٌ بِهِ وَ جَاحِدٌ لَهُ (4) ثُمَّ قَالَ بِأَبِی وَ أُمِّی الْمُسَمَّی بِاسْمِی الْمُكَنَّی بِكُنْیَتِی السَّابِعِ مِنْ بَعْدِی یَأْتِی مَنْ یَمْلَأُ (5) الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً یَا أَبَا حَمْزَةَ (6) مَنْ أَدْرَكَهُ فَلْیُسَلِّمْ (7) مَا سَلَّمَ (8) لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَنْ لَمْ یُسَلِّمْ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْهِ الْجَنَّةَ وَ مَأْواهُ النَّارُ وَ بِئْسَ مَثْوَی الظَّالِمِینَ.

ص: 241


1- مناقب 1: 244.
2- فی المصدر: محمّد بن الحسن.
3- هكذا فی النسخة المطبوعة و المخطوطة، و فی المصدر: فضیل الرسان و لعله الصحیح.
4- فی المصدر: من المحتوم الذی لا تبدیل له عند اللّٰه قیام قائمنا، فمن شك فیما أقول لقی اللّٰه و هو به كافر و له جاحد.
5- فی المصدر: بأبی من یملا الأرض.
6- فی المصدر: ثم قال: یا أبا حمزة.
7- فی نسخة: فیسلم له.
8- فی النسخة المخطوطة: فلیسلم ما سلم لمحمّد صلّی اللّٰه علیه و آله و علیّ فقد وجبت له الجنة و من لم یسلم أقول: الصحیح علی هذه النسخة: «فیسلم ما سلم» و فی المصدر: ومن ادركه فلم یسلم له فما سلم لمحمد صلی اللّٰه علیه و آله وعلی وقد حرم اللّٰه علیه الجنة.

و أوضح من هذا بحمد اللّٰه و أنور و أبین و أزهر لمن هداه (1) و أحسن إلیه قول اللّٰه عز و جل فی محكم كتابه إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِی كِتابِ اللَّهِ یَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّینُ الْقَیِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِیهِنَّ أَنْفُسَكُمْ (2) و معرفة الشهور المحرم (3) و صفر و ربیع و ما بعده و الحرم منها رجب (4) و ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم (5) و ذلك (6) لا یكون دینا قیما لأن الیهود و النصاری و المجوس و سائر الملل و الناس جمیعا من الموافقین و المخالفین یعرفون هذه الشهور و یعدونها بأسمائها و لیس هو كذلك و إنما عنی بهم الأئمة القوامین بدین (7) اللّٰه و الحرم منها أمیر المؤمنین علی الذی اشتق اللّٰه سبحانه له اسما من أسمائه (8) العلی كما اشتق لمحمد صلی اللّٰه علیه و آله اسما من أسمائه (9) المحمود و ثلاثة من ولده أسماؤهم اسمه علی بن الحسین (10) و علی بن موسی و علی بن محمد فصار لهذا الاسم المشتق من أسماء اللّٰه (11) عز و جل حرمة به یعنی أمیر المؤمنین علیه السلام (12).

بیان: الظاهر أن قوله و أوضح إلی آخره من كلام النعمانی استخرجه من الأخبار و یحتمل كونه من تتمة الخبر.

ص: 242


1- فی المصدر: لمن هداه اللّٰه.
2- التوبة: 37.
3- فی المصدر: و هی جمادی و هو مصحف.
4- هكذا فی الكتاب، و الصحیح: محرم بلا حرف تعریف.
5- هكذا فی الكتاب، و الصحیح: محرم بلا حرف تعریف.
6- المصدر خلی عن قوله و ذلك و علیه یكون قوله: «لا یكون» خبرا لقوله و معرفة الشهور.
7- فی المصدر: و یعدونها باسمائها، و إنّما هم الأئمّة القوامون بدین اللّٰه.
8- فی المصدر: من اسمه.
9- فی المصدر: من اسمه.
10- فی المصدر: و ثلاثة من ولده اسماؤهم علی: علی بن الحسین.
11- فی المصدر: من اسم اللّٰه.
12- غیبة النعمانیّ: 41 و 42.

«4»-نی، الغیبة للنعمانی سَلَامَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ (1) عَلِیِّ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِیرٍ الرَّقِّیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام بِالْمَدِینَةِ فَقَالَ لِی مَا الَّذِی أَبْطَأَ بِكَ عَنَّا یَا دَاوُدُ قُلْتُ حَاجَةٌ لِی عَرَضَتْ بِالْكُوفَةِ فَقَالَ مَنْ خَلَّفْتَ بِهَا قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ خَلَّفْتُ بِهَا عَمَّكَ زَیْداً تَرَكْتُهُ رَاكِباً عَلَی فَرَسٍ مُتَقَلِّداً مُصْحَفاً یُنَادِی بِعُلُوِّ صَوْتِهِ (2) سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی فَبَیْنَ جَوَانِحِی عِلْمٌ جَمٌّ قَدْ عَرَفْتُ النَّاسِخَ وَ الْمَنْسُوخَ (3) وَ الْمَثَانِیَ وَ الْقُرْآنَ الْعَظِیمَ وَ إِنِّی الْعَلَمُ بَیْنَ اللَّهِ وَ بَیْنَكُمْ فَقَالَ لِی یَا دَاوُدُ لَقَدْ ذَهَبْتَ تِلْكَ الْمَذَاهِبَ (4) ثُمَّ نَادَی یَا سَمَاعَةَ بْنَ مِهْرَانَ ائْتِنِی بِسَلَّةِ الرُّطَبِ فَأَتَاهُ بِسَلَّةٍ فِیهَا رُطَبٌ فَتَنَاوَلَ رُطَبَةً أَكَلَهَا (5) وَ اسْتَخْرَجَ النَّوَاةَ مِنْ فِیهِ وَ غَرَسَهَا فِی الْأَرْضِ فَفَلَقَتْ وَ نَبَتَتْ وَ أَطْلَعَتْ (6) وَ أَعْذَقَتْ فَضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی (7) شِقٍّ مِنْ عَذْقٍ مِنْهَا فَشَقَّهُ وَ اسْتَخْرَجَ مِنْهَا رِقّاً أَبْیَضَ فَفَضَّهُ وَ دَفَعَهُ إِلَیَّ وَ قَالَ اقْرَأْهُ فَقَرَأْتُهُ وَ إِذَا فِیهِ مَكْتُوبٌ سَطْرَانِ الْأَوَّلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ الثَّانِی إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِی كِتابِ اللَّهِ یَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّینُ الْقَیِّمُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ- الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ- عَلِیُّ بْنُ مُوسَی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ الْخَلَفُ الْحُجَّةُ ثُمَّ قَالَ یَا دَاوُدُ أَ تَدْرِی مَتَی كُتِبَ هَذَا فِی هَذَا قُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنْتُمْ أَعْلَمُ قَالَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ آدَمَ بِأَلْفَیْ عَامٍ (8).

ص: 243


1- فی نسخة من المصدر: ابی الحسین.
2- فی المصدر: بأعلی صوته.
3- فی المصدر: قد عرفت الناسخ من المنسوخ.
4- فی المصدر: لقد ذهبت بك المذاهب.
5- فی المصدر: فتناول منها رطبة فأكلها.
6- اطلع النخل: خرج طلعها.
7- فی المصدر: فضرب یده الی بسرة.
8- غیبة النعمانیّ: 42.

باب 61 ما نزل من النهی عن اتخاذ كل بطانة و ولیجة و ولی من دون اللّٰه و حججه علیهم السلام

«1»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ مُثَنًّی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَ لَمَّا یَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِینَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَ لَمْ یَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لَا الْمُؤْمِنِینَ وَلِیجَةً یَعْنِی بِالْمُؤْمِنِینَ الْأَئِمَّةَ علیهم السلام لَمْ یَتَّخِذُوا الْوَلَائِجَ مِنْ دُونِهِمْ (1).

قب، المناقب لابن شهرآشوب عن ابن عجلان مثله (2)

بیان: ولیجة الرجل بطانته و دخلاؤه و خاصته و من یتخذه معتمدا علیه من غیر أهله.

أَمْ حَسِبْتُمْ قال البیضاوی خطاب للمؤمنین حین كره بعضهم القتال و قیل للمنافقین و أم منقطعة و معنی همزتها التوبیخ علی الحسبان وَ لَمَّا یَعْلَمِ اللَّهُ أی لم یتبین المخلص (3) منكم نفی العلم و أراد نفی المعلوم للمبالغة فإنه كالبرهان علیه من حیث إن تعلق العلم به مستلزم لوقوعه وَ لَمْ یَتَّخِذُوا عطف علی جاهَدُوا انتهی (4).

و أقول: الظاهر أن تأویله علیه السلام أوفق بالآیة إذ ضم المؤمنین إلی اللّٰه و الرسول یدل علی أن المراد بالولیجة من یتولی أمرا عظیما من أمور الدین و لیس الكامل فی الدین القویم و المستحق لهذا الأمر العظیم إلا الأئمة علیهم السلام.

ص: 244


1- أصول الكافی 1: 415 و الآیة فی سورة التوبة: 16.
2- مناقب آل أبی طالب 3: 523 فیه: عبد الرحمن بن عجلان.
3- فی المصدر: و لم یتبین الخلص منكم و هم الذین جاهدوا من غیرهم.
4- أنوار التنزیل 1: 492 و 493.

«2»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّخَعِیِّ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الضُّبَعِیِّ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام أَسْأَلُهُ عَنِ الْوَلِیجَةِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ وَ لَمْ یَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لَا الْمُؤْمِنِینَ وَلِیجَةً (1) فَقُلْتُ فِی نَفْسِی لَا فِی الْكِتَابِ مَنْ تَرَی الْمُؤْمِنِینَ هَاهُنَا فَرَجَعَ الْجَوَابُ الْوَلِیجَةُ الَّذِی یُقَامُ دُونَ وَلِیِّ الْأَمْرِ وَ حَدَّثَتْكَ نَفْسُكَ عَنِ الْمُؤْمِنِینَ مَنْ هُمْ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ فَهُمُ الْأَئِمَّةُ الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ عَلَی اللَّهِ فَیُجِیزُ أَمَانَهُمْ (2).

«3»-كا، الكافی بِإِسْنَادِهِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِیجَةً فَلَا تَكُونُوا مُؤْمِنِینَ فَإِنَّ كُلَّ سَبَبٍ وَ نَسَبٍ وَ قَرَابَةٍ وَ وَلِیجَةٍ وَ بِدْعَةٍ وَ شُبْهَةٍ مُنْقَطِعٌ مُضْمَحِلٌّ كَمَا یَضْمَحِلُّ الْغُبَارُ الَّذِی یَكُونُ عَلَی الْحَجَرِ الصَّلْدِ إِذَا أَصَابَهُ الْمَطَرُ الْجَوْدُ إِلَّا مَا أَثْبَتَهُ الْقُرْآنُ (3).

بیان: الصلد بالفتح و یكسر الصلب الأملس و الجود بالفتح المطر الغزیر أو ما لا مطر فوقه.

«4»-كنز (4)، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَتَی (5) رَجُلٌ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ بَایِعْنِی یَا رَسُولَ اللَّهِ (6) فَقَالَ عَلَی أَنْ تَقْتُلَ أَبَاكَ قَالَ فَقَبَضَ الرَّجُلُ یَدَهُ ثُمَّ قَالَ بَایِعْنِی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ عَلَی أَنْ تَقْتُلَ أَبَاكَ فَقَالَ الرَّجُلُ نَعَمْ عَلَی أَنْ أَقْتُلَ أَبِی فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْآنَ لَنْ تَتَّخِذَ (7) مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لَا الْمُؤْمِنِینَ وَلِیجَةً إِنَّا لَا نَأْمُرُكَ أَنْ تَقْتُلَ وَالِدَیْكَ وَ لَكِنْ نَأْمُرُكَ أَنْ تُكْرِمَهُمَا.

ص: 245


1- التوبة: 16.
2- أصول الكافی 1: 508.
3- أصول الكافی 1: 509.
4- فی النسخة المخطوطة شی و لعله الصحیح لانا لم نجد الحدیث فی الكنز، و لكنه موجود فی تفسیر العیّاشیّ بالاسناد، فعلیه فالرمز الآتی زائد.
5- فی المصدر: أتی اعرابی.
6- فی المصدر: بایعنی یا رسول اللّٰه علی الإسلام.
7- فی نسخة: (الآن لم تتخذ).

سن، المحاسن شی، تفسیر العیاشی عن أبیه عن فضالة عن داود بن فرقد عنه علیه السلام مثله (1).

«5»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ یَا مَعْشَرَ الْأَحْدَاثِ اتَّقُوا اللَّهَ وَ لَا تَأْتُوا الرُّؤَسَاءَ دَعُوهُمْ حَتَّی یَصِیرُوا أَذْنَاباً (2) لَا تَتَّخِذُوا الرِّجَالَ وَلَائِجَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنَا وَ اللَّهِ أَنَا وَ اللَّهِ خَیْرٌ لَكُمْ مِنْهُمْ ثُمَّ ضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی صَدْرِهِ (3).

«6»-شی، تفسیر العیاشی أَبُو الصَّبَّاحِ الْكِنَانِیُّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا أَبَا الصَّبَّاحِ إِیَّاكُمْ وَ الْوَلَائِجَ فَإِنَّ كُلَّ وَلِیجَةٍ دُونَنَا فَهِیَ طَاغُوتٌ أَوْ قَالَ نِدٌّ (4).

«7»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ أَمَا وَ اللَّهِ مَا صَامُوا لَهُمْ وَ لَا صَلَّوْا وَ لَكِنَّهُمْ أَحَلُّوا لَهُمْ حَرَاماً وَ حَرَّمُوا عَلَیْهِمْ حَلَالًا فَاتَّبَعُوهُمْ (5).

«8»-وَ قَالَ فِی خَبَرٍ آخَرَ عَنْهُ وَ لَكِنَّهُمْ أَطَاعُوهُمْ فِی مَعْصِیَةِ اللَّهِ (6).

«9»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ یَتَّخِذُوهُمْ آلِهَةً إِلَّا أَنَّهُمْ أَحَلُّوا حَلَالًا فَأَخَذُوا بِهِ وَ حَرَّمُوا حَرَاماً فَأَخَذُوا بِهِ فَكَانُوا أَرْبَابَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ (7).

«10»-وَ قَالَ أَبُو بَصِیرٍ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا دَعَوْهُمْ إِلَی عِبَادَةِ أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ دَعَوْهُمْ إِلَی عِبَادَةِ أَنْفُسِهِمْ مَا أَجَابُوهُمْ وَ لَكِنَّهُمْ أَحَلُّوا لَهُمْ حَلَالًا وَ حَرَّمُوا عَلَیْهِمْ حَرَاماً فَكَانُوا یَعْبُدُونَهُمْ مِنْ حَیْثُ لَا یَشْعُرُونَ (8).

ص: 246


1- المحاسن: 248، تفسیر العیّاشیّ 2: 83. الاسناد فی تفسیر العیّاشیّ: عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام.
2- فی نسخة: حتی یكونوا اذنابا.
3- تفسیر العیّاشیّ 2: 83. و الآیة فی التوبة: 31.
4- تفسیر العیّاشیّ 2: 83. و الآیة فی التوبة: 31.
5- تفسیر العیّاشیّ 2: 83. و الآیة فی التوبة: 31.
6- تفسیر العیّاشیّ 2: 83. و الآیة فی التوبة: 31.
7- تفسیر العیّاشیّ 2: 83. فیه: الا انهم احلوا حراما فاخذوا به، و حرموا حلالا فاخذوا به.
8- تفسیر العیّاشیّ 2: 87 فیه: و لكنهم احلوا لهم حراما و حرموا علیهم حلالا.

«11»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ حُذَیْفَةَ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَالَ لَمْ یَكُونُوا یَعْبُدُونَهُمْ وَ لَكِنْ كَانُوا إِذَا أَحَلُّوا لَهُمْ أَشْیَاءَ اسْتَحَلُّوهَا وَ إِذَا حَرَّمُوا عَلَیْهِمْ حَرَّمُوهَا (1).

«12»-فس، تفسیر القمی فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ لَمْ یَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لَا الْمُؤْمِنِینَ وَلِیجَةً یَعْنِی بِالْمُؤْمِنِینَ آلَ مُحَمَّدٍ وَ الْوَلِیجَةُ الْبِطَانَةُ (2).

بیان: قال الطبرسی رحمه اللّٰه ولیجة الرجل من یختص بدخلة أمره دون الناس ثم قال أی بطانة و ولیا یوالونهم و یفشون إلیهم أسرارهم (3).

باب 62 أنهم علیهم السلام أهل الأعراف الذین ذكرهم اللّٰه فی القرآن لا یدخل الجنة إلا من عرفهم و عرفوه

«1»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ بُرَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْأَعْرَافُ كُثْبَانٌ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ الرِّجَالُ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام یَقِفُونَ عَلَی الْأَعْرَافِ مَعَ شِیعَتِهِمْ وَ قَدْ سَبَقَ الْمُؤْمِنُونَ إِلَی الْجَنَّةِ بِلَا حِسَابٍ فَیَقُولُ الْأَئِمَّةُ لِشِیعَتِهِمْ مِنْ أَصْحَابِ الذُّنُوبِ انْظُرُوا إِلَی إِخْوَانِكُمْ فِی الْجَنَّةِ قَدْ سَبَقُوا إِلَیْهَا بِلَا حِسَابٍ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی سَلامٌ عَلَیْكُمْ لَمْ یَدْخُلُوها وَ هُمْ یَطْمَعُونَ ثُمَّ یَقُولُونَ لَهُمُ انْظُرُوا إِلَی أَعْدَائِكُمْ فِی النَّارِ وَ هُوَ قَوْلُهُ وَ إِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ قالُوا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ وَ نادی أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالًا یَعْرِفُونَهُمْ بِسِیماهُمْ فِی النَّارِ فَ قالُوا ما أَغْنی عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ فِی الدُّنْیَا

ص: 247


1- تفسیر العیّاشیّ 2: 87.
2- تفسیر القمّیّ: 259، و الآیة فی التوبة: 16.
3- مجمع البیان: 5: 12.

وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ ثُمَّ یَقُولُونَ لِمَنْ فِی النَّارِ مِنْ أَعْدَائِهِمْ هَؤُلَاءِ شِیعَتِی وَ إِخْوَانِیَ (1) الَّذِینَ كُنْتُمْ أَنْتُمْ تَحْلِفُونَ فِی الدُّنْیَا أَنْ لا یَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ثُمَّ یَقُولُ الْأَئِمَّةُ لِشِیعَتِهِمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَیْكُمْ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (2).

بیان: علی تفسیره علیه السلام المراد بأصحاب الجنة المذنبون من الشیعة الذین سیصیرون لشفاعتهم إلی الجنة فیسلمون علیهم تسلیة لهم و بشارة بالسلامة من العذاب فقوله وَ هُمْ یَطْمَعُونَ حال من الأصحاب ما أَغْنی عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ أی كثرتكم أو جمعكم المال وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ أی عن الحق و علی أهله قوله هؤلاء شیعتی تفسیر لقوله تعالی أَ هؤُلاءِ الَّذِینَ أَقْسَمْتُمْ لا یَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ قال البیضاوی أی فالتفتوا إلی أصحاب الجنة و قالوا لهم ادخلوا. (3)

أقول: هذا موافق لتفسیره علیه السلام و الظاهر أن المراد بشیعتهم المذنبون و هؤلاء أیضا إشارة إلیهم فهذا تكذیب لهم و رد لحلفهم و هذا أظهر الوجوه المذكورة فی هذه الآیة.

«2»-ج، الإحتجاج عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَجَاءَهُ ابْنُ الْكَوَّاءِ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- (4) وَ لَیْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُیُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقی وَ أْتُوا الْبُیُوتَ مِنْ أَبْوابِها (5) فَقَالَ نَحْنُ الْبُیُوتُ الَّتِی أَمَرَ اللَّهُ أَنْ تُؤْتَی مِنْ أَبْوَابِهَا (6) نَحْنُ بَابُ اللَّهِ وَ بُیُوتُهُ الَّتِی یُؤْتَی مِنْهُ فَمَنْ بَایَعَنَا وَ أَقَرَّ بِوَلَایَتِنَا فَقَدْ أَتَی الْبُیُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَ مَنْ خَالَفَنَا وَ

ص: 248


1- فی نسخة: هؤلاء شیعتنا و اخواننا.
2- تفسیر القمّیّ: 216- 217 و الآیات فی الأعراف 46- 49.
3- أنوار التنزیل 1: 424.
4- فی المصدر: من البیوت فی قول اللّٰه عزّ و جلّ.
5- البقرة: 189.
6- سقط عن نسخة امین الضرب قوله نحن باب اللّٰه إلی هنا.

فَضَّلَ عَلَیْنَا غَیْرَنَا فَقَدْ أَتَی الْبُیُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ (1) فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَنَحْنُ الْأَعْرَافُ نَعْرِفُ أَنْصَارَنَا بِسِیمَاهُمْ وَ نَحْنُ الْأَعْرَافُ (2) الَّذِینَ لَا یُعْرَفُ اللَّهُ إِلَّا بِسَبِیلِ مَعْرِفَتِنَا وَ نَحْنُ الْأَعْرَافُ یَوْمَ (3) الْقِیَامَةِ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ فَلَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَنَا وَ عَرَفْنَاهُ وَ لَا یَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَنْكَرَنَا وَ أَنْكَرْنَاهُ وَ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَوْ شَاءَ عَرَّفَ النَّاسَ نَفْسَهُ حَتَّی یَعْرِفُوهُ وَ یَأْتُوهُ مِنْ بَابِهِ وَ لَكِنْ (4) جَعَلَنَا أَبْوَابَهُ وَ صِرَاطَهُ وَ سَبِیلَهُ وَ بَابَهُ الَّذِی یُؤْتَی مِنْهُ قَالَ فَمَنْ عَدَلَ عَنْ وَلَایَتِنَا وَ فَضَّلَ عَلَیْنَا غَیْرَنَا فَإِنَّهُمْ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ (5).

«3»-خص، منتخب البصائر یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ (6) عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ جَالِساً فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ إِلَی قَوْلِهِ وَ بَابُهُ الَّذِی یُؤْتَی مِنْهُ (7).

«4»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عُبَیْدُ بْنُ كَثِیرٍ مُعَنْعَناً عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ وَ ذَكَرَ الْخَبَرَ بِتَمَامِهِ إِلَی قَوْلِهِ وَ بَابُهُ الَّذِی یُؤْتَی مِنْهُ قَالَ فَمَنْ عَدَلَ عَنْ وَلَایَتِنَا وَ فَضَّلَ عَلَیْنَا غَیْرَنَا فَإِنَّهُمْ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ فَلَا سَوَاءٌ مَنِ اعتصمت (اعْتَصَمَ) بِهِ الْمُعْتَصِمُونَ لَا سَوَاءٌ مَنِ اعْتَصَمَ بِهِ النَّاسُ وَ لَا سَوَاءٌ حَیْثُ ذَهَبَ مَنْ ذَهَبَ فَإِنَّمَا ذَهَبَ النَّاسُ (8) إِلَی عُیُونٍ كَدِرَةٍ یُفْرَغُ بَعْضُهَا فِی بَعْضٍ وَ ذَهَبَ مَنْ ذَهَبَ إِلَیْنَا إِلَی عُیُونٍ صَافِیَةٍ تَجْرِی عَلَیْهِمْ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی

ص: 249


1- الأعراف: 46.
2- فی المصدر: و نحن أصحاب الأعراف.
3- فی نسخة: (نوقف یوم القیامة) و فی البصائر و تفسیر فرات: توقف.
4- فی المصدر: حتی یعرفوه وحده و یأتوه من بابه و لكنه و فی المختصر: حتی یعرفوه و یوحدوه و یأتوه من بابه و لكنه.
5- الاحتجاج: 121 و الآیة الأخیرة فی المؤمنون: 74.
6- فی المختصر: أحمد بن محمّد بن عیسی عن الحسین بن علوان.
7- بصائر الدرجات: 143 مختصر بصائر الدرجات 52 و 53.
8- فی المصدر: فلا سواء ما اعتصم به المعتصمون لا سواء ما اعتصم به الناس.

وَ لَا انْقِطَاعَ لَهَا وَ لَا نَفَادَ (1).

«5»-خص، منتخب البصائر یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِی سَلَمَةَ عَنِ الْهِلْقَامِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ قَالَ نَحْنُ أُولَئِكَ الرِّجَالُ- الْأَئِمَّةُ مِنَّا یَعْرِفُونَ مَنْ یَدْخُلُ النَّارَ وَ مَنْ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ كَمَا تَعْرِفُونَ فِی قَبَائِلِكُمْ الرَّجُلُ مِنْكُمْ یَعْرِفُ مَنْ فِیهَا مِنْ صَالِحٍ أَوْ طَالِحٍ (2).

«6»-خص، منتخب البصائر یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُصَیْنِ (3) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ قَالَ هُمُ الْأَئِمَّةُ (4).

«7»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ عَنْ أَبِی زَیْدٍ عَنِ الْهِلْقَامِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ مَا یَعْنِی بِقَوْلِهِ وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ قَالَ أَ لَسْتُمْ تُعَرِّفُونَ عَلَیْكُمْ عَرِیفاً (5) عَلَی قَبَائِلِكُمْ لِتَعْرِفُوا مَنْ فِیهَا مِنْ صَالِحٍ أَوْ طَالِحٍ (6) قُلْتُ بَلَی قَالَ فَنَحْنُ أُولَئِكَ الرِّجَالُ الَّذِینَ یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ (7).

«8»-خص، منتخب البصائر یر، بصائر الدرجات الْمُنَبِّهُ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ قَالَ یَا سَعْدُ آلُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (8) لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَهُمْ وَ عَرَفُوهُ

ص: 250


1- تفسیر فرات: 45 و 46، مختصر بصائر الدرجات: 52، بصائر الدرجات: 146.
2- تفسیر فرات: 45 و 46، مختصر بصائر الدرجات: 52، بصائر الدرجات: 146.
3- فی المختصر: محمّد بن الحسین.
4- تفسیر فرات: 45 و 46، مختصر بصائر الدرجات: 52، بصائر الدرجات: 146.
5- العریف: من یعرف أصحابه.
6- الطالح: خلاف الصالح.
7- بصائر الدرجات: 146.
8- فی المصدر: آل محمّد علیهم السلام الأعراف.

وَ لَا یَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَنْكَرَهُمْ وَ أَنْكَرُوهُ وَ أَعْرَافٌ (1) لَا یُعْرَفُ اللَّهُ إِلَّا بِسَبِیلِ مَعْرِفَتِهِمْ (2).

«9»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ وَ ابْنُ عِیسَی وَ عَنِ (3) الْحَجَّالِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ نَصْرٍ الْعَطَّارِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ ثَلَاثٌ أُقْسِمُ أَنَّهُنَّ حَقٌّ إِنَّكَ وَ الْأَوْصِیَاءَ عُرَفَاءُ لَا یُعْرَفُ اللَّهُ إِلَّا بِسَبِیلِ مَعْرِفَتِكُمْ وَ عُرَفَاءُ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَكُمُ وَ عَرَفْتُمُوهُ وَ عُرَفَاءُ لَا یَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَنْكَرَكُمْ وَ أَنْكَرْتُمُوهُ (4).

«10»-یر، بصائر الدرجات الْحَجَّالُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ عُتَیْبَةَ بَیَّاعِ الْقَصَبِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ قَالَ نَحْنُ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ فَمَنْ عَرَفْنَاهُ كَانَ مِنَّا وَ مَنْ كَانَ مِنَّا كَانَ فِی الْجَنَّةِ وَ مَنْ أَنْكَرْنَاهُ فِی النَّارِ (5).

«11»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ سَعْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ فَقَالَ الْأَئِمَّةُ یَا سَعْدُ (6).

یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِثْلَهُ (7)

- یر، بصائر الدرجات عباد بن سلیمان عن سعد مثله (8).

«13»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْمُنَخَّلِ (9)

ص: 251


1- فی المصدر: هم أعراف.
2- بصائر الدرجات: 146، مختصر بصائر الدرجات: 52.
3- فی المصدر: عن الحجال.
4- بصائر الدرجات: 147.
5- بصائر الدرجات: 147.
6- بصائر الدرجات: 147. فی روایة: الأئمّة یا سعد من أهل بیت محمّد صلّی اللّٰه علیه و آله و فی أخری: من آل محمّد صلّی اللّٰه علیه و آله.
7- بصائر الدرجات: 147. فی روایة: الأئمّة یا سعد من أهل بیت محمّد صلّی اللّٰه علیه و آله و فی أخری: من آل محمّد صلّی اللّٰه علیه و آله.
8- بصائر الدرجات: 147. فی روایة: الأئمّة یا سعد من أهل بیت محمّد صلّی اللّٰه علیه و آله و فی أخری: من آل محمّد صلّی اللّٰه علیه و آله.
9- فی المصدر: عن المنخل عن جابر.

عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْأَعْرَافِ مَا هُمْ قَالَ هُمْ أَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَی اللَّهِ (1).

«14»-كِتَابُ الْمُقْتَضَبِ لِأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَیَّاشٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زِیَادٍ الْهَمَذَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ سِجَادَةَ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُمَرَ خَتَنِ آلِ مِیثَمٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَدَخَلَ عَلَیْهِ سُفْیَانُ بْنُ مُصْعَبٍ الْعَبْدِیُّ فَقَالَ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ مَا تَقُولُ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی ذِكْرُهُ وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ الْآیَةَ قَالَ هُمُ الْأَوْصِیَاءُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ الِاثْنَا عَشَرَ لَا یَعْرِفُ اللَّهَ إِلَّا مَنْ عَرَفَهُمْ وَ عَرَفُوهُ قَالَ فَمَا الْأَعْرَافُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ كَثَائِبُ (2) مِنْ مِسْكٍ عَلَیْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْأَوْصِیَاءُ یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ فَقَالَ سُفْیَانُ فَلَا أَقُولُ فِی ذَلِكَ شَیْئاً فَقَالَ مِنْ قَصِیدَةٍ شِعْرٍ:

أَیَا رَبْعَهُمْ هَلْ فِیكَ لِیَ الْیَوْمَ مَرْبَعٌ*** وَ هَلْ لِلَّیَالِی كُنَّ لِی فِیكَ مَرْجِعٌ

وَ فِیهَا یَقُولُ:

وَ أَنْتُمْ وُلَاةُ الْحَشْرِ وَ النَّشْرِ وَ الْجَزَاءِ*** وَ أَنْتُمْ لِیَوْمِ الْمَفْزَعِ الْهَوْلِ مَفْزَعٌ

وَ أَنْتُمْ عَلَی الْأَعْرَافِ وَ هِیَ كَثَائِبُ*** مِنَ الْمِسْكِ رَیَّاهَا بِكُمْ یَتَضَوَّعُ

ثَمَانِیَةٌ بِالْعَرْشِ إِذْ یَحْمِلُونَهُ ***وَ مِنْ بَعْدِهِمْ هَادُونَ فِی الْأَرْضِ أَرْبَعٌ

بیان: الربع الدار و المحلة و المنزل و الموضع یرتبعون فیه فی الربیع كالمربع كمقعد و الریا الریح الطیبة.

«15»-خص، منتخب البصائر یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنَانٍ (3) عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَ إِلَی الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ قَالَ: أُقْسِمُ بِاللَّهِ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یَقُولُ لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ إِنَّكَ

ص: 252


1- بصائر الدرجات: 147.
2- الكثائب: التلال.
3- فی المختصر: أحمد بن خباب عن بعض أصحابه عمن حدثه عن الأصبغ.

وَ الْأَوْصِیَاءَ مِنْ بَعْدِی أَوْ قَالَ مِنْ بَعْدِكَ أَعْرَافٌ لَا یُعْرَفُ اللَّهُ إِلَّا بِسَبِیلِ مَعْرِفَتِكُمْ وَ أَعْرَافٌ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَكُمْ وَ عَرَفْتُمُوهُ وَ لَا یَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَنْكَرَكُمْ وَ أَنْكَرْتُمُوهُ (1).

«16»-خص، منتخب البصائر یر، بصائر الدرجات الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ مُقَرِّنٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ جَاءَ ابْنُ الْكَوَّاءِ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ فَقَالَ نَحْنُ الْأَعْرَافُ نَعْرِفُ أَنْصَارَنَا بِسِیمَاهُمْ وَ نَحْنُ الْأَعْرَافُ الَّذِینَ لَا یَعْرِفُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا بِسَبِیلِ مَعْرِفَتِنَا وَ نَحْنُ الْأَعْرَافُ یُعَرِّفُنَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی الصِّرَاطِ (2) فَلَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَنَا وَ نَحْنُ عَرَفْنَاهُ وَ لَا یَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَنْكَرَنَا وَ أَنْكَرْنَاهُ إِنَّ اللَّهِ لَوْ شَاءَ لَعَرَّفَ الْعِبَادَ نَفْسَهُ وَ لَكِنْ جَعَلَنَا أَبْوَابَهُ وَ صِرَاطَهُ وَ سَبِیلَهُ وَ الْوَجْهَ الَّذِی یُؤْتَی مِنْهُ فَمَنْ عَدَلَ عَنْ وَلَایَتِنَا أَوْ فَضَّلَ عَلَیْنَا غَیْرَنَا فَإِنَّهُمْ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ وَ لَا سَوَاءٌ مَنِ اعْتَصَمَ النَّاسُ بِهِ وَ لَا سَوَاءٌ مَنْ ذَهَبَ حَیْثُ ذَهَبَ النَّاسُ ذَهَبَ النَّاسُ إِلَی عُیُونٍ كَدِرَةٍ یُفْرَغُ بَعْضُهَا فِی بَعْضٍ وَ ذَهَبَ مَنْ ذَهَبَ إِلَیْنَا إِلَی عَیْنٍ صَافِیَةٍ تَجْرِی بِأُمُورٍ (3) لَا نَفَادَ لَهَا وَ لَا انْقِطَاعَ (4).

بیان: قوله و لا سواء من اعتصم الناس به أی و نحن فالمراد بالناس المخالفون أو المراد كل الناس أی لا یتساوی من اعتصم به الناس بعضهم مع بعض ثم بین علیه السلام عدم المساواة بأن الناس یذهبون إلی عیون من العلم مكدرة بالشكوك و الشبهات و الجهالات یفرغ أی یصب بعضها فی بعض كنایة عن أن كلا منهم یرجع إلی الآخر فیما یجهله و لیس فیهم من یستغنی عن غیره و یكمل فی علمه.

ص: 253


1- بصائر الدرجات: 146، مختصر بصائر الدرجات 54.
2- فی المختصر: علی الصراط غیرنا.
3- فی المختصر: تجری بأمر ربها.
4- بصائر الدرجات: 146 مختصر بصائر الدرجات: 55.

«17»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَلِیُّ بْنُ عَتَّابٍ مُعَنْعَناً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فِی كِتَابِ اللَّهِ أَسْمَاءً لَا یَعْرِفُهَا النَّاسُ قَالَ قُلْنَا وَ مَا هِیَ قَالَ أسماء (سَمَّاهُ) اللَّهُ (1) فِی الْقُرْآنِ مُؤَذِّناً وَ أَذَاناً فَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَی فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَیْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الظَّالِمِینَ (2) فَهُوَ الْمُؤَذِّنُ بَیْنَهُمْ یَقُولُ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الَّذِینَ كَذَبُوا بِوَلَایَتِی وَ اسْتَخَفُّوا بِحَقِّی (3).

«18»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عُبَیْدُ بْنُ كَثِیرٍ مُعَنْعَناً عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِیِّ أَنَّ ابْنَ الْكَوَّاءِ أَتَی عَلِیّاً علیه السلام فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ آیَتَانِ فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی قَدْ أَعْیَتَانِی وَ شَكَّكَتَانِی فِی دِینِی قَالَ وَ مَا هُمَا قَالَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ یَعْرِفُونَ كُلًّا (4) بِسِیماهُمْ قَالَ وَ مَا عَرَفْتَ هَذِهِ إِلَی السَّاعَةِ قَالَ لَا قَالَ نَحْنُ الْأَعْرَافُ مَنْ عَرَفَنَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ مَنْ أَنْكَرَنَا دَخَلَ النَّارَ قَالَ وَ قَوْلُهُ وَ الطَّیْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَ تَسْبِیحَهُ (5) قَالَ وَ مَا عَرَفْتَ هَذِهِ إِلَی السَّاعَةِ قَالَ لَا قَالَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ مَلَائِكَتَهُ عَلَی صُوَرٍ شَتَّی فَمِنْهُمْ مَنْ صَوَّرَهُ عَلَی صُورَةِ الْأَسَدِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَوَّرَهُ عَلَی صُورَةِ نَسْرٍ (6) وَ لِلَّهِ مَلَكٌ عَلَی صُورَةِ دِیكٍ بَرَاثِنُهُ تَحْتَ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَی وَ عُرْفُهُ مُثَنًّی تَحْتَ الْعَرْشِ نِصْفُهُ مِنْ نَارٍ وَ نِصْفُهُ مِنْ ثَلْجٍ فَلَا الَّذِی مِنَ النَّارِ یُذِیبُ الَّتِی مِنَ الثَّلْجِ وَ لَا الَّتِی مِنَ الثَّلْجِ تُطْفِئُ (7) الَّتِی مِنَ النَّارِ فَإِذَا كَانَ كُلُّ سَحَرٍ خَفَقَ بِجَنَاحَیْهِ وَ صَاحَ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحُ- مُحَمَّدٌ

ص: 254


1- الصحیح كما فی المصدر: سماه اللّٰه.
2- الأعراف: 44.
3- تفسیر فرات: 45.
4- الأعراف: 46.
5- النور: 41.
6- فی المصدر: علی صورة فرس.
7- فی المصدر: و لا التی من الثلج یطفئ الذی من النار.

خَیْرُ الْبَشَرِ وَ عَلِیٌّ خَیْرُ الْوَصِیِّینَ فَصَاحَتِ الدِّیَكَةُ (1).

«19»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَا فِی التَّوْرَاةِ وَ لَا فِی الْإِنْجِیلِ وَ لَا فِی الزَّبُورِ أَحَدٌ إِلَّا عِنْدَنَا اسْمُهُ وَ اسْمُ أَبِیهِ وَ إِنَّ فِی التَّوْرَاةِ لَمَكْتُوباً أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الظَّالِمِینَ (2).

«20»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْفَضْلِ الْعَبَّاسِیُّ مُعَنْعَناً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهم السلام عَلَی سُورٍ (3) بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ یَعْرِفُونَ الْمُحِبِّینَ لَهُمْ بِبَیَاضِ الْوُجُوهِ وَ الْمُبْغِضِینَ لَهُمْ بِسَوَادِ الْوُجُوهِ (4).

«21»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِیُّ عَنْ رِجَالِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ قَدْ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بَیْنَهُما حِجابٌ فَقَالَ سُورٌ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ قَائِمٌ عَلَیْهِ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ فَاطِمَةُ وَ خَدِیجَةُ علیهم السلام فَیُنَادُونَ أَیْنَ مُحِبُّونَا أَیْنَ شِیعَتُنَا فَیُقْبِلُونَ إِلَیْهِمْ فَیَعْرِفُونَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ فَیَأْخُذُونَ بِأَیْدِیهِمْ فَیَجُوزُونَ بِهِمْ عَلَی الصِّرَاطِ وَ یُدْخِلُونَهُمُ الْجَنَّةَ (5).

«22»-نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنَّمَا الْأَئِمَّةُ قُوَّامُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ وَ عُرَفَاؤُهُ عَلَی عِبَادِهِ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَهُمْ وَ عَرَفُوهُ وَ لَا یَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَنْكَرَهُمْ وَ أَنْكَرُوهُ (6).

تذییل و تفصیل: أقول قد مرت أخبار هذا الباب فی باب سؤال القبر و أكثرها فی باب الأعراف من المعاد و قد تقدم منا بعض القول فیها هناك و جملة

ص: 255


1- تفسیر فرات: 46.
2- تفسیر فرات: 46.
3- فی نسخة: (علی سوری الجنة و النار) و فی المصدر: علی سور الجنة و النار.
4- تفسیر فرات: 47.
5- كنز الفوائد: 89.
6- نهج البلاغة 1: 275 و 276.

القول فیه أن للمفسرین أقوالا شتی فی تفسیر الأعراف و أصحابه فأما تفسیر الأعراف فلهم فیه قولان الأول أنها سور بین الجنة و النار (1) أو شرفها و أعالیها أو الصراط و الثانی أن المراد علی معرفة أهل الجنة و النار رجال و قد عرفت أن الأخبار تدل علیهما و ربما یظهر من بعضها أنه جمع عریف كشریف و أشراف فالتقدیر علی طریقة الأعراف رجال أو علی التجرید ثم القائلون بالأول اختلفوا فی أن الذین علی الأعراف من هم فقیل إنهم الأشراف من أهل الطاعة و الثواب و قیل إنهم أقوام یكونون فی الدرجة السافلة من أهل الثواب فالقائلون بالأول منهم من قال إنهم ملائكة یعرفون أهل الجنة و النار و منهم من قال إنهم الأنبیاء أجلسهم اللّٰه علی أعالی ذلك السور تمییزا لهم عن سائر أهل القیامة و منهم من قال إنهم الشهداء و القائلون بالثانی منهم من قال إنهم أقوام تساوت حسناتهم و سیئاتهم و منهم من قال إنهم قوم خرجوا إلی الغزو بغیر إذن إمامهم و قیل إنهم مساكین أهل الجنة و قیل إنهم الفساق من أهل الصلاة.

أقول: قد عرفت مما مر من الأخبار الجمع بین القولین و أن الأئمة علیهم السلام یقومون علی الأعراف لیمیزوا شیعتهم من مخالفیهم و یشفعوا لفساق محبیهم و أن قوما من المذنبین أیضا یكونون فیها إلی أن یشفع لهم.

ص: 256


1- فی نسخة: ان المعرفة أهل الجنة و النار.

باب 63 الآیات الدالة علی رفعة شأنهم و نجاة شیعتهم فی الآخرة و السؤال عن ولایتهم

«1»-قب، المناقب لابن شهرآشوب عَنِ الْكَاظِمِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ الْآیَةَ قَالَ نَحْنُ وَ اللَّهِ الْمَأْذُونُ لَهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ الْقَائِلُونَ صَوَاباً (1).

«2»-وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلِیلٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ نَزَعْنا ما فِی صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ الْآیَةَ قَالَ نَزَلَتْ فِینَا (2).

«3»-وَ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّ یَوْمَ الْفَصْلِ مِیقاتُهُمْ أَجْمَعِینَ یَوْمَ لا یُغْنِی مَوْلًی عَنْ مَوْلًی شَیْئاً وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ قَالَ شِیعَتُنَا الَّذِینَ یَرْحَمُ اللَّهُ وَ نَحْنُ وَ اللَّهِ الَّذِینَ اسْتَثْنَی اللَّهُ وَ لَكِنَّا نُغْنِی عَنْهُمْ (3).

«4»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْعَلَوِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ دَاوُدَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام قَالَ سَمِعْتُ أَبِی علیه السلام یَقُولُ وَ رَجُلٌ یَسْأَلُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ رَضِیَ لَهُ قَوْلًا قَالَ لَا یَنَالُ شَفَاعَةَ مُحَمَّدٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ بِطَاعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ وَ رَضِیَ لَهُ قَوْلًا وَ عَمَلًا فِیهِمْ فَحَیِیَ عَلَی مَوَدَّتِهِمْ وَ مَاتَ عَلَیْهَا فَرَضِیَ اللَّهُ قَوْلَهُ وَ عَمَلَهُ فِیهِمْ ثُمَّ قَالَ وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَیِّ الْقَیُّومِ وَ قَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً لِآلِ مُحَمَّدٍ كَذَا نَزَلَتْ (4)

ص: 257


1- مناقب آل أبی طالب 3: 404 و الآیة فی النبأ: 38.
2- مناقب آل أبی طالب 3: 443 و الآیة فی الأعراف: 43 و الحجر: 47.
3- مناقب آل أبی طالب 3: 504، و الآیات فی الدخان: 40- 42.
4- هذا و امثاله تطبیق للمصادیق، و تفسیر بالفرد الجلی و لیس المراد منه و من امثاله ان نزول الآیة كان فیه بهذه الألفاظ.

ثُمَّ قَالَ وَ مَنْ یَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلا یَخافُ ظُلْماً وَ لا هَضْماً قَالَ مُؤْمِنٌ بِمَحَبَّةِ آلِ مُحَمَّدٍ مُبْغِضٌ لِعَدُوِّهِمْ (1).

«5»-وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْهُ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُ أَبِی أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِینُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ قَالَ نَزَلَتْ فِینَا ثُمَّ قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَ لَمْ تَكُنْ آیاتِی تُتْلی عَلَیْكُمْ فِی عَلِیٍّ علیه السلام فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (2).

«6»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی شَیْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْخَثْعَمِیِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَیْدَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ (3) بْنِ أَبِی عَاصِمٍ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِمَا السَّلَامُ قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فِینَا وَ فِی شِیعَتِنَا وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ یُفَضِّلُنَا وَ یُفَضِّلُ شِیعَتَنَا إِنَّا لَنَشْفَعُ وَ یَشْفَعُونَ- (4) فَإِذَا رَأَی ذَلِكَ مَنْ لَیْسَ لَهُمْ قَالُوا فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ وَ لا صَدِیقٍ حَمِیمٍ (5).

«7»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ (6)

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ وَ لا صَدِیقٍ حَمِیمٍ قَالَ یَعْنِی بِالصَّدِیقِ الْمَعْرِفَةَ وَ بِالْحَمِیمِ الْقَرَابَةَ (7).

«8»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَا یُعْذِرُ

ص: 258


1- كنز الفوائد: 159 و 160. و الآیات فی طه: 109 و 110 و 112.
2- كنز الفوائد: 182. و الآیتان فی المؤمنون: 102 و 105.
3- فی المصدر: عن الحسین بن محمّد.
4- فی المصدر: حتی انا لنشفع و لیشفعون.
5- كنز الفوائد: 200: و الآیتان فی الشعراء: 101 و 102.
6- فی المصدر: فقال: لما یرانا هؤلاء و شفیعنا یشفع یوم القیامة یقولون، «فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ وَ لا صَدِیقٍ حَمِیمٍ» یعنی بالصدیق.
7- كنز الفوائد: 200: و الآیتان فی الشعراء: 101 و 102.

اللَّهُ أَحَداً یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَقُولُ یَا رَبِّ لَمْ أَعْلَمْ أَنَّ وُلْدَ فَاطِمَةَ هُمُ الْوُلَاةُ وَ فِی وُلْدِ فَاطِمَةَ أَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآیَةَ خَاصَّةً یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ (1).

«9»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة عَنِ الصَّدُوقِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ لِأَبِی بَصِیرٍ لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ إِذْ حَكَی قَوْلَ أَعْدَائِكُمْ وَ هُمْ فِی النَّارِ وَ قالُوا ما لَنا لا نَری رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ وَ اللَّهِ مَا عَنَوْا وَ لَا أَرَادُوا بِهَا غَیْرَكُمْ إِذْ صَبَرْتُمْ فِی الْعَالَمِ عَلَی شِرَارِ النَّاسِ وَ أَنْتُمْ خِیَارُ النَّاسِ وَ أَنْتُمْ وَ اللَّهِ فِی النَّارِ تُطْلَبُونَ وَ أَنْتُمْ وَ اللَّهِ فِی الْجَنَّةِ تُحْبَرُونَ (2).

«10»-وَ رَوَی الشَّیْخُ فِی أَمَالِیهِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْفَحَّامِ (3) عَنْ عَمِّ أَبِیهِ قَالَ: دَخَلَ سَمَاعَةُ بْنُ مِهْرَانَ عَلَی الصَّادِقِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ یَا سَمَاعَةُ مَنْ شَرُّ النَّاسِ عِنْدَ النَّاسِ قَالَ نَحْنُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ فَغَضِبَ حَتَّی احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ ثُمَّ اسْتَوَی جَالِساً وَ كَانَ مُتَّكِئاً فَقَالَ یَا سَمَاعَةُ مَنْ شَرُّ النَّاسِ عِنْدَ النَّاسِ فَقُلْتُ وَ اللَّهِ مَا كَذَبْتُكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ نَحْنُ شَرُّ النَّاسِ عِنْدَ النَّاسِ لِأَنَّهُمْ سَمَّوْنَا كُفَّاراً وَ رَافِضَةً فَنَظَرَ إِلَیَّ ثُمَّ قَالَ كَیْفَ بِكُمْ إِذَا سِیقَ بِكُمْ إِلَی الْجَنَّةِ وَ سِیقَ بِهِمْ إِلَی النَّارِ فَیَنْظُرُونَ إِلَیْكُمْ فَیَقُولُونَ ما لَنا لا نَری رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ یَا سَمَاعَةَ بْنَ مِهْرَانَ إِنَّهُ مَنْ أَسَاءَ مِنْكُمْ إِسَاءَةً مَشَیْنَا إِلَی اللَّهِ تَعَالَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِأَقْدَامِنَا فَنَشْفَعُ فِیهِ فَنُشَفَّعُ وَ اللَّهِ لَا یَدْخُلُ النَّارَ مِنْكُمْ عَشَرَةُ رِجَالٍ (4) وَ اللَّهِ لَا یَدْخُلُ النَّارَ مِنْكُمْ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ وَ اللَّهِ لَا یَدْخُلُ النَّارَ مِنْكُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَتَنَافَسُوا فِی الدَّرَجَاتِ وَ أَكْمِدُوا أَعْدَاءَكُمْ بِالْوَرَعِ (5).

بیان: الكمد تغیر اللون و الحزن الشدید و مرض القلب منه كمد كفرح

ص: 259


1- كنز الفوائد: 272، و الآیة فی الزمر: 53.
2- كنز الفوائد: 266 و الآیة فی ص: 62.
3- الصحیح كما فی المصدر: الفحام عن المنصوری عن عم ابیه.
4- أضاف فی المصدر بعد ذلك: و اللّٰه لا یدخل النار منكم خمسة رجال.
5- كنز الفوائد: 266.

و أكمده (1) فهو مكمود ذكره فی القاموس.

و قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی وَ قالُوا ما لَنا لا نَری رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أی یقولون ذلك حین ینظرون فی النار فلا یرون من كان یخالفهم فیها معهم و هم المؤمنون و قیل نزلت فی أبی جهل و الولید بن المغیرة و ذویهما یقولون ما لنا لا نری عمارا و خبابا و صهیبا و بلالا.

«11»-وَ رَوَی الْعَیَّاشِیُّ بِالْإِسْنَادِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: أَهْلُ النَّارِ (2) یَقُولُونَ ما لَنا لا نَری رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ یَعْنُونَكُمْ لَا یَرَوْنَكُمْ فِی النَّارِ لَا یَرَوْنَ وَ اللَّهِ أَحَداً مِنْكُمْ فِی النَّارِ (3).

«12»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی الصَّدُوقُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِأَبِی بَصِیرٍ (4) لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ إِذْ یَقُولُ یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ وَ اللَّهِ مَا أَرَادَ بِذَلِكَ غَیْرَكُمْ یَا بَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُكَ قَالَ نَعَمْ (5).

«13»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ لَكُمْ جَمِیعاً الذُّنُوبَ قَالَ فَقُلْتُ لَیْسَ هَكَذَا (6) نَقْرَأُ فَقَالَ یَا بَا مُحَمَّدٍ فَإِذَا غَفَرَ الذُّنُوبَ جَمِیعاً فَلِمَنْ یُعَذِّبُ وَ اللَّهِ مَا عَنَی مِنْ عِبَادِهِ غَیْرَنَا وَ غَیْرَ شِیعَتِنَا وَ مَا نَزَلَتْ إِلَّا هَكَذَا إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ لَكُمْ جَمِیعاً الذُّنُوبَ (7).

«14»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی أَصْحَابُنَا بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (8)

ص: 260


1- یقال: اكمد الهم فلانا: غمه و امرض قلبه.
2- فی المصدر: ان أهل النار.
3- مجمع البیان 8: 484، و الآیة فی ص: 62.
4- فی المصدر: قال: كنت عند أبی عبد اللّٰه علیه السلام اذ دخل علیه أبو بصیر فقال له الامام: یا با بصیر.
5- كنز الفوائد: 272 و الآیة فی الزمر: 53.
6- فی المصدر: لیس هكذا نقرأه.
7- كنز الفوائد: 272 و الآیة فی الزمر: 53.
8- فی المصدر: انه قال: ان رسول اللّٰه.

تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ لا یَسْتَوِی أَصْحابُ النَّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ الْآیَةَ فَقَالَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ مَنْ أَطَاعَنِی وَ سَلَّمَ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ بَعْدِی وَ أَقَرَّ بِوَلَایَتِهِ وَ أَصْحَابُ النَّارِ مَنْ أَنْكَرَ الْوَلَایَةَ وَ نَقَضَ الْعَهْدَ مِنْ بَعْدِی (1).

«15»-وَ عَنْ مَجْرُوحِ (2) بْنِ زَیْدٍ الذُّهْلِیِّ وَ كَانَ فِی وَفْدِ قَوْمِهِ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَتَلَا هَذِهِ الْآیَةَ لا یَسْتَوِی أَصْحابُ النَّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ قَالَ فَقُلْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ قَالَ مَنْ أَطَاعَنِی وَ سَلَّمَ لِهَذَا مِنْ بَعْدِی قَالَ وَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِكَفِّ عَلِیٍّ علیه السلام وَ هُوَ یَوْمَئِذٍ إِلَی جَنْبِهِ فَرَفَعَهَا وَ قَالَ أَلَا إِنَّ عَلِیّاً مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ فَمَنْ حَادَّهُ فَقَدْ حَادَّنِی وَ مَنْ حَادَّنِی فَقَدْ أَسْخَطَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ حَرْبُكَ حَرْبِی وَ سِلْمُكَ سِلْمِی وَ أَنْتَ الْعَلَمُ بَیْنِی وَ بَیْنَ أُمَّتِی (3).

«16»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَوْذَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ هَاشِمِ بْنِ الصَّیْدَاوِیِّ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا هَاشِمُ حَدَّثَنِی أَبِی وَ هُوَ خَیْرٌ مِنِّی (4) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ مَا مِنْ رَجُلٍ مِنْ فُقَرَاءِ شِیعَتِنَا إِلَّا وَ لَیْسَ عَلَیْهِ تَبِعَةٌ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا التَّبِعَةُ قَالَ مِنَ الْإِحْدَی وَ الْخَمْسِینَ رَكْعَةً وَ مِنْ صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ خَرَجُوا مِنْ قُبُورِهِمْ وَ وُجُوهُهُمْ مِثْلُ الْقَمَرِ لَیْلَةَ الْبَدْرِ فَیُقَالُ لِلرَّجُلِ مِنْهُمْ سَلْ تُعْطَ فَیَقُولُ أَسْأَلُ رَبِّیَ النَّظَرَ إِلَی وَجْهِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَیَأْذَنُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ یَزُورُوا مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَیُنْصَبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْبَرٌ عَلَی دُرْنُوكٍ مِنْ دَرَانِیكِ الْجَنَّةِ لَهُ أَلْفُ مِرْقَاةٍ بَیْنَ الْمِرْقَاةِ إِلَی الْمِرْقَاةِ رَكْضَةُ الْفَرَسِ فَیَصْعَدُ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ فَیَحِفُّ ذَلِكَ الْمِنْبَرَ شِیعَةُ آلِ مُحَمَّدِ فَیَنْظُرُ اللَّهُ إِلَیْهِمْ وَ هُوَ قَوْلُهُ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلی رَبِّها ناظِرَةٌ قَالَ فَیُلْقَی عَلَیْهِمْ مِنَ النُّورِ حَتَّی إِنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا رَجَعَ لَمْ تَقْدِرِ الْحَوْرَاءُ تَمْلَأُ بَصَرَهَا مِنْهُ قَالَ ثُمَ

ص: 261


1- كنز الفوائد: 395 (النسخة الرضویة). و الآیة فی الحشر: 20.
2- فی المصدر: و ذكر الشیخ فی امالیه عن مجروح.
3- كنز الفوائد: 395 (النسخة الرضویة). و الآیة فی الحشر: 20.
4- فی المصدر: عن جدی عن رسول اللّٰه.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا هَاشِمُ لِمِثْلِ هَذَا فَلْیَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (1).

بیان: الدرنوك ضرب من البسط ذو خمل.

«17»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً قَالَ نَحْنُ وَ اللَّهِ الْمَأْذُونُ لَهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ الْقَائِلُونَ صَوَاباً قَالَ قُلْتُ مَا تَقُولُونَ إِذَا تَكَلَّمْتُمْ قَالَ نَحْمَدُ رَبَّنَا وَ نُصَلِّی عَلَی نَبِیِّنَا وَ نَشْفَعُ لِشِیعَتِنَا فَلَا یَرُدُّنَا رَبُّنَا.

و روی عن الكاظم علیه السلام مثله- و روی علی بن إبراهیم مثله (2).

«18»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَوْذَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْقَمَّاطِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ جَمَعَ اللَّهُ الْخَلَائِقَ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ خَلَعَ قَوْلَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِنْ جَمِیعِ الْخَلَائِقِ إِلَّا مَنْ أَقَرَّ بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا لا یَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً (3).

«19»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ سَعِیدٍ السَّمَّانِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَوْلُهُ تَعَالَی یَوْمَ یَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ یَداهُ وَ یَقُولُ الْكافِرُ یا لَیْتَنِی كُنْتُ تُراباً یَعْنِی عَلَوِیّاً یُوَالِی أَبَا تُرَابٍ (4).

و روی محمد بن خالد البرقی عن یحیی الحلبی عن هارون بن خارجة و خلف بن حماد عن أبی بصیر مثله.

«20»-وَ جَاءَ فِی تفسیر (5) باطن أهل بیت (بَاطِنِ) تَفْسِیرِ أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام مَا یُؤَیِّدُ هَذَا التَّأْوِیلَ فِی تَأْوِیلِ

ص: 262


1- كنز الفوائد: 359 و الآیتان فی سورة القیامة: 21 و 22.
2- كنز الفوائد: 369 و الآیة فی النبأ: 38.
3- كنز الفوائد: 369 و الآیة فی النبأ: 38.
4- فی المصدر: یعنی أتوالی ابا تراب.
5- فی المصدر: و جاء فی باطن تفسیر أهل البیت علیهم السلام.

قَوْلِهِ تَعَالَی أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ یُرَدُّ إِلی رَبِّهِ فَیُعَذِّبُهُ عَذاباً نُكْراً قَالَ هُوَ یُرَدُّ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَیُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُكْراً (1) حَتَّی یَقُولَ یا لَیْتَنِی كُنْتُ تُراباً أَیْ مِنْ شِیعَةِ أَبِی تُرَابٍ (2).

بیان: یمكن أن یكون الرد إلی الرب أرید به الرد إلی من قرره اللّٰه لحساب الخلائق یوم القیامة و هذا مجاز شائع أو المراد بالرب أمیر المؤمنین علیه السلام لأنه الذی جعل اللّٰه تربیة الخلق فی العلم و الكمالات إلیه و هو صاحبهم و الحاكم علیهم فی الدنیا و الآخرة.

«21»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْكَرَّةُ الْمُبَارَكَةُ النَّافِعَةُ لِأَهْلِهَا یَوْمَ الْحِسَابِ وَلَایَتِی وَ اتِّبَاعُ أَمْرِی وَ وَلَایَةِ عَلِیٍّ وَ الْأَوْصِیَاءِ مِنْ بَعْدِهِ وَ اتِّبَاعُ أَمْرِهِمْ یُدْخِلُهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِهَا مَعِی وَ مَعَ عَلِیٍّ وَصِیِّی وَ الْأَوْصِیَاءِ مِنْ بَعْدِهِ وَ الْكَرَّةُ الْخَاسِرَةُ عَدَاوَتِی وَ تَرْكُ أَمْرِی وَ عَدَاوَةُ عَلِیٍّ وَ الْأَوْصِیَاءِ مِنْ بَعْدِهِ یُدْخِلُهُمُ اللَّهُ بِهَا النَّارَ فِی أَسْفَلِ السَّافِلِینَ (3).

«22»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَلَّامٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَرَضِهِ الَّذِی قُبِضَ فِیهِ لِفَاطِمَةَ علیها السلام یَا بُنَیَّةِ بِأَبِی أَنْتِ وَ أُمِّی أَرْسِلِی إِلَی بَعْلِكِ فَادْعِیهِ لِی فَقَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام لِلْحَسَنِ علیه السلام انْطَلِقْ إِلَی أَبِیكَ فَقُلْ لَهُ إِنَّ جَدِّی یَدْعُوكَ فَانْطَلَقَ إِلَیْهِ الْحَسَنُ فَدَعَاهُ فَأَقْبَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام حَتَّی دَخَلَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ فَاطِمَةُ علیها السلام عِنْدَهُ وَ هِیَ تَقُولُ وَا كَرْبَاهْ لِكَرْبِكَ یَا أَبَتَاهْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ لَا كَرْبَ عَلَی أَبِیكِ بَعْدَ

ص: 263


1- الكهف: 87.
2- كنز الفوائد: 369 و الآیة فی النبأ: 40.
3- كنز الفوائد: 370 و الحدیث تفسیر لقوله تعالی: «قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ» النازعات: 12.

الْیَوْمَ یَا فَاطِمَةُ إِنَّ النَّبِیَّ لَا یُشَقُّ عَلَیْهِ الْجَیْبُ وَ لَا یُخْمَشُ عَلَیْهِ الْوَجْهُ وَ لَا یُدْعَی عَلَیْهِ بِالْوَیْلِ وَ لَكِنْ قُولِی كَمَا قَالَ أَبُوكِ عَلَی إِبْرَاهِیمَ تَدْمَعُ الْعَیْنُ وَ قَدْ یُوجَعُ الْقَلْبُ وَ لَا نَقُولُ مَا یُسْخِطُ الرَّبَّ وَ إِنَّا بِكَ یَا إِبْرَاهِیمُ لَمَحْزُونُونَ وَ لَوْ عَاشَ إِبْرَاهِیمُ لَكَانَ (1) نَبِیّاً ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ ادْنُ مِنِّی فَدَنَا مِنْهُ فَقَالَ أَدْخِلْ أُذُنَكَ فِی فَمِی فَفَعَلَ فَقَالَ یَا أَخِی أَ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ قَالَ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هُمْ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ تَجِیئُونَ غُرّاً مُحَجَّلِینَ شِبَاعاً مَرْوِیِّینَ أَ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ إِنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَ الْمُشْرِكِینَ فِی نارِ جَهَنَّمَ خالِدِینَ فِیها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِیَّةِ قَالَ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هُمْ أَعْدَاؤُكَ وَ شِیعَتُهُمْ یَجِیئُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مُسْوَدَّةً وُجُوهُهُمْ ظِمَاءً مُظْمَئِینَ أَشْقِیَاءَ مُعَذَّبِینَ كُفَّاراً مُنَافِقِینِ ذَاكَ لَكَ وَ لِشِیعَتِكَ وَ هَذَا لِعَدُوِّكَ وَ شِیعَتِهِمْ (2).

«23»-مد، العمدة بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ مِنْ مُسْنَدِهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سُفْیَانَ عَنْ أَبِی مُوسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ: فِینَا نَزَلَتْ وَ نَزَعْنا ما فِی صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلی سُرُرٍ مُتَقابِلِینَ (3)

«24»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ قَالَ یُدْعَی كُلُّ قَوْمٍ بِإِمَامِ زَمَانِهِمْ وَ كِتَابِ رَبِّهِمْ (4) وَ سُنَّةِ نَبِیِّهِمْ (5).

صح ، صحیفة الرضا علیه السلام عنه عن آبائه علیهم السلام مثله (6).

ص: 264


1- أی لكان صالحا لو لم یكن مانع آخر، فلا ینافی مسئلة الخاتمیة.
2- كنز الفوائد: 400 و 401، و الآیتان فی سورة البینة: 6 و 7.
3- عمدة ابن بطریق: .. و الآیة فی الحجر: 47.
4- فی نسخة: و كتاب اللّٰه.
5- عیون الأخبار: 201. و الآیة فی الاسراء: 71.
6- صحیفة الرضا 7 : ٨.

«25»-فس، تفسیر القمی أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ رِبْعِیٍّ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ قَالَ یَجِی ءُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی قَوْمِهِ وَ عَلِیٌّ علیه السلام فِی قَوْمِهِ وَ الْحَسَنُ علیه السلام فِی قَوْمِهِ (1) وَ الْحُسَیْنُ علیه السلام فِی قَوْمِهِ وَ كُلُّ مَنْ مَاتَ بَیْنَ ظَهْرَانَیْ قَوْمٍ جَاءُوا مَعَهُ (2).

«26»-وَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ قَالَ ذَلِكَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یُنَادِی مُنَادٍ لِیَقُمْ أَبُو بَكْرٍ وَ شِیعَتُهُ وَ عُمَرُ وَ شِیعَتُهُ وَ عُثْمَانُ وَ شِیعَتُهُ وَ عَلِیٌّ (3) وَ شِیعَتُهُ (4).

«27»-سن، المحاسن ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ بَشِیرٍ الْعَطَّارِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٌّ إِمَامُكُمْ وَ كَمْ مِنْ إِمَامٍ یَجِی ءُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَلْعَنُ أَصْحَابَهُ وَ یَلْعَنُونَهُ نَحْنُ ذُرِّیَّةُ مُحَمَّدٍ وَ أُمُّنَا فَاطِمَةُ علیها السلام وَ مَا آتَی اللَّهُ أَحَداً مِنَ الْمُرْسَلِینَ شَیْئاً إِلَّا وَ قَدْ آتَاهُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله كَمَا آتَی مَنْ قَبْلَهُ (5) ثُمَّ تَلَا وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّیَّةً (6)

«28»-سن، المحاسن ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَمَّا أُنْزِلَتْ یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ قَالَ الْمُسْلِمُونَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ لَسْتَ إِمَامَ النَّاسِ كُلِّهِمْ أَجْمَعِینَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا رَسُولُ اللَّهِ إِلَی النَّاسِ أَجْمَعِینَ وَ لَكِنْ سَیَكُونُ بَعْدِی أَئِمَّةٌ عَلَی النَّاسِ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی مِنَ اللَّهِ یَقُومُونَ فِی النَّاسِ فَیُكَذِّبُونَهُمْ وَ یَظْلِمُهُمْ أَئِمَّةُ الْكُفْرِ وَ الضَّلَالِ وَ أَشْیَاعُهُمْ أَلَا فَمَنْ

ص: 265


1- فی نسخة: «فی قرنه» فی جمیع المواضع.
2- تفسیر القمّیّ: 385. و الآیة فی الاسراء: 7.
3- خلی المصدر و النسخة المخطوطة عن قوله: و علی و شیعته.
4- تفسیر القمّیّ: 385. و الآیة فی الاسراء: 7.
5- فی المصدر: كما اتی المرسلین من قبله.
6- محاسن البرقی: 155 و الآیة الأولی فی الاسراء. 71 و الثانیة فی الرعد: 38.

وَالاهُمْ وَ اتَّبَعَهُمْ وَ صَدَّقَهُمْ فَهُوَ مِنِّی وَ مَعِی وَ سَیَلْقَانِی أَلَا وَ مَنْ ظَلَمَهُمْ وَ أَعَانَ عَلَی ظُلْمِهِمْ وَ كَذَّبَهُمْ فَلَیْسَ مِنِّی وَ لَا مَعِی وَ أَنَا مِنْهُ بَرِی ءٌ (1).

أقول: قد مضی كثیر من الأخبار فی ذلك فی أبواب المعاد.

«29»-وَ رَوَی الْحَسَنُ بْنُ سُلَیْمَانَ فِی كِتَابِ الْمُخْتَصَرِ مِنْ تَفْسِیرِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حُصَیْنِ بْنِ مُخَارِقٍ عَنْ أَبِی الْوَرْدِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: تَسْنِیمٌ أَشْرَفُ شَرَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ یَشْرَبُهُ مُحَمَّدٌ وَ آلُ مُحَمَّدٍ صِرْفاً وَ یُمْزَجُ لِأَصْحَابِ الْیَمِینِ وَ لِسَائِرِ أَهْلِ الْجَنَّةِ.

«30»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْفَزَارِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْمَدَائِنِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا مَعْنَی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَیْنا (2) قَالَ كِتَابٌ كَتَبَهُ اللَّهُ یَا أَبَا سَعِیدٍ فِی وَرَقَةِ آسٍ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ الْخَلْقَ بِأَلْفَیْ عَامٍ ثُمَّ صَیَّرَهَا فِی عَرْشِهِ أَوْ (3) تَحْتَ عَرْشِهِ فِیهَا یَا شِیعَةَ آلِ مُحَمَّدِ قَدْ أَعْطَیْتُكُمْ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُونِی وَ غَفَرْتُ لَكُمْ قَبْلَ أَنْ تَسْتَغْفِرُونِی وَ مَنْ أَتَانِی مِنْكُمْ بِوَلَایَةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَسْكَنْتُهُ جَنَّتِی بِرَحْمَتِی (4).

كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة شیخ الطائفة بإسناده إلی الفضل رفعه إلی سلیمان الدیلمی عنه علیه السلام مثله (5)

كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة محمد بن العباس عن الفزاری عن الحسن بن علی بن مروان عن طاهر

ص: 266


1- محاسن البرقی: 155.
2- القصص: 46.
3- التردید من الراوی.
4- تفسیر فرات: 117.
5- كنز الفوائد: 215، الفاظه هكذا: كتاب كتبه اللّٰه عزّ و جلّ قبل ان یخلق الخلق بالفی عام فی ورقة آس فوضعها علی العرش، قلت: یا سیدی و ما فی ذلك الكتاب؟ قال: فی ذلك الكتاب مكتوب یا شیعة آل محمّد اعطیتكم قبل أن تسألونی و غفرت لكم قبل ان تعصونی و عفوت عنكم قبل أن تذنبونی، من جاءنی منكم بالولایة اسكنته جنتی برحمتی.

بن مدرار (1) عن أخیه عن أبی سعید المدائنی مثله (2).

«31»-فض، كتاب الروضة یل، الفضائل لابن شاذان قَالَ أَبُو تُمَامَةَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَیْلَةَ جُمُعَةٍ فَقَالَ اقْرَأْ فَقَرَأْتُ إِلَی أَنْ بَلَغْتُ یَوْمَ لا یُغْنِی مَوْلًی عَنْ مَوْلًی شَیْئاً وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ فَقَالَ نَحْنُ الَّذِینَ یَرْحَمُ اللَّهُ بِنَا نَحْنُ الَّذِینَ اسْتَثْنَی اللَّهُ (3).

«32»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَوْذَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَكَّلَنَا اللَّهُ بِحِسَابِ شِیعَتِنَا فَمَا كَانَ لِلَّهِ سَأَلْنَا اللَّهَ أَنْ یَهَبَهُ لَنَا فَهُوَ لَهُمْ وَ مَا كَانَ لِلْآدَمِیِّینَ سَأَلْنَا اللَّهَ أَنْ یُعَوِّضَهُمْ بَدَلَهُ فَهُوَ لَهُمْ وَ مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لَهُمْ ثُمَّ قَرَأَ إِنَّ إِلَیْنا إِیابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَیْنا حِسابَهُمْ (4).

«33»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة بِهَذَا الْإِسْنَادِ إِلَی ابْنِ حَمَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّ إِلَیْنا إِیابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَیْنا حِسابَهُمْ قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَكَّلَنَا اللَّهُ بِحِسَابِ شِیعَتِنَا فَمَا كَانَ لِلَّهِ سَأَلْنَاهُ أَنْ یَهَبَهُ لَنَا فَهُوَ لَهُمْ وَ مَا كَانَ لِمُخَالِفِیهِمْ فَهُوَ لَهُمْ وَ مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لَهُمْ ثُمَّ قَالَ هُمْ مَعَنَا حَیْثُ كُنَّا (5).

«34»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام أُحَدِّثُهُمْ بِتَفْسِیرِ جَابِرٍ قَالَ لَا تُحَدِّثْ بِهِ السِّفْلَةَ فَیُذِیعُوهُ أَ مَا تَقْرَأُ إِنَّ إِلَیْنا إِیابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَیْنا حِسابَهُمْ قُلْتُ بَلَی قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَلَّانَا حِسَابَ شِیعَتِنَا فَمَا كَانَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ اللَّهِ حَكَمْنَا عَلَی اللَّهِ فِیهِ فَأَجَازَ حُكُومَتَنَا وَ مَا كَانَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ النَّاسِ اسْتَوْهَبْنَاهُ مِنْهُمْ فَوَهَبُوهُ لَنَا وَ مَا كَانَ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُمْ فَنَحْنُ

ص: 267


1- فی المصدر: عن طاهر بن مروان.
2- كنز الفوائد: 215.
3- الروضة: 139 الفضائل ... و الآیتان فی الدخان: 41 و 42. و الحدیث تقدم بالفاظ أخر تحت رقم: 3.
4- كنز الفوائد: 383، و الآیتان فی الغاشیة: 25 و 26.
5- كنز الفوائد: 383، و الآیتان فی الغاشیة: 25 و 26.

أَحَقُّ مَنْ عَفَا وَ صَفَحَ (1).

بیان: هذا تأویل ظاهر شائع فی كلام العرب جار فی كثیر من الآیات عادة السلاطین و الأمراء جاریة بأن ینسبوا ما یقع من خدمهم بأمرهم إلی أنفسهم مجازا بل أكثر الآیات التی وردت بصیغة الجمع و ضمیره كذا كما لا یخفی علی المتتبع.

«35»-شی، تفسیر العیاشی عَنِ ابْنِ ظَبْیَانَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ ما لِلظَّالِمِینَ مِنْ أَنْصارٍ قَالَ مَا لَهُمْ مِنْ أَئِمَّةٍ یُسَمُّونَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ (2).

«36»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ سَهْلٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِی السَّفَاتِجِ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِیئَتْ وُجُوهُ الَّذِینَ كَفَرُوا وَ قِیلَ هذَا الَّذِی كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ قَالَ هَذِهِ نَزَلَتْ فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَصْحَابِهِ وَ الَّذِینَ عَمِلُوا مَا عَمِلُوا یَرَوْنَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی أَغْبَطِ الْأَمَاكِنِ لَهُمْ فَیُسِی ءُ وُجُوهَهُمْ وَ یُقَالُ لَهُمْ هذَا الَّذِی كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ الَّذِی انْتَحَلْتُمْ اسْمَهُ (3).

بیان: فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً أی ذا زلفة و قرب و أرجع أكثر المفسرین الضمیر إلی الوعد أو العذاب یوم بدر أو فی القیامة سِیئَتْ أی اسودت أو ظهرت علیها آثار الغم و الحسرة وَ قِیلَ لهم هذَا الَّذِی كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ أی تطلبون و تستعجلون من الدعاء أو تدعون أن لا بعث من الدعوی فی أغبط الأماكن أی أحسن مكان یغبط الناس علیه و یتمنونه و الانتحال ادعاء أمر لم یتصف به و المراد بالاسم أمیر المؤمنین أی كنتم بسببه تدعون اسمه و منزلته (4).

«37»-وَ قَالَ الطَّبْرِسِیُّ رَوَی الْحَسْكَانِیُّ بِالْأَسَانِیدِ الصَّحِیحَةِ عَنْ شَرِیكٍ عَنِ

ص: 268


1- كنز الفوائد: 456 (النسخة الرضویة).
2- تفسیر العیّاشیّ 1: 211 و الآیة فی آل عمران: 192.
3- أصول الكافی 1: 525 و الآیة فی الملك: 27.
4- أو هذا الذی ادعیتم وصفه ای امارة المؤمنین، و غصبتم مقامه.

الْأَعْمَشِ قَالَ: لَمَّا رَأَوْا مَا لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الزُّلْفَی سِیئَتْ وُجُوهُ الَّذِینَ كَفَرُوا (1).

«38»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَّالِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَیْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الظَّالِمِینَ قَالَ الْمُؤَذِّنُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (2).

«39»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة قَوْلُهُ تَعَالَی وَ أَمَّا مَنْ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنی تَأْوِیلُهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ هَیْثَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا مَوْلَایَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَانِی جَبْرَئِیلُ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُوَ یَقُولُ رَبِّی یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ یَا مُحَمَّدُ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِینَ الَّذِینَ یَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ وَ یُؤْمِنُونَ بِكَ وَ بِأَهْلِ بَیْتِكَ بِالْجَنَّةِ وَ لَهُمْ عِنْدِی جَزَاءً الْحُسْنَی یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ (3).

«40»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ سَهْلٍ (4) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْعَلَوِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ دَاوُدَ النَّجَّارِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام قَالَ: سَأَلْتُ أَبِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا خالِدِینَ فِیها لا یَبْغُونَ عَنْها حِوَلًا قَالَ نَزَلَتْ فِی آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام (5).

«41»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْخَثْعَمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْحَجَرِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ صَخْرٍ الْهُذَلِیِّ عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لِكُلِّ شَیْ ءٍ ذِرْوَةٌ وَ ذِرْوَةُ الْجَنَّةِ الْفِرْدَوْسُ وَ هِیَ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِ

ص: 269


1- مجمع البیان 10: 330.
2- أصول الكافی 1: 426، و الآیة فی الأعراف: 44.
3- كنز جامع الفوائد: 146 فیه: (و باهل بیتك فلهم عندی اه) و الآیة فی الكهف: 88.
4- فی المصدر: محمّد بن همام بن سهل. و لعلّ الصحیح: سهیل.
5- كنز الفوائد: 146 و 147، و الآیتان فی الكهف: 107 و 108.

مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ (1).

«42»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ رُشَیْدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ فِی حَدِیثٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ عَلِیّاً وَ شِیعَتَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی كُثْبَانِ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ یَفْزَعُ النَّاسُ وَ لَا یَفْزَعُونَ وَ یَحْزَنُ النَّاسُ وَ لَا یَحْزَنُونَ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لا یَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا یَوْمُكُمُ الَّذِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (2).

«43»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنْ أَبِی عُقْدَةَ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ بَكْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ كَثِیرِ بْنِ طَارِقٍ قَالَ: سَأَلْتُ زَیْدَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لا تَدْعُوا الْیَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَ ادْعُوا ثُبُوراً كَثِیراً فَقَالَ زَیْدٌ یَا كَثِیرُ إِنَّكَ رَجُلٌ صَالِحٌ وَ لَسْتَ بِمُتَّهَمٍ وَ إِنِّی خَائِفٌ عَلَیْكَ أَنْ تَهْلِكَ إِنَّهُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ النَّاسَ بِأَتْبَاعِ كُلِّ إِمَامٍ جَائِرٍ إِلَی النَّارِ فَیَدْعُونَ بِالْوَیْلِ وَ الثُّبُورِ وَ یَقُولُونَ لِإِمَامِهِمْ یَا مَنْ أَهْلَكَنَا فَهَلُمَّ الْآنَ فَخَلِّصْنَا مِمَّا نَحْنُ فِیهِ فَعِنْدَهَا یُقَالُ لَهُمْ لا تَدْعُوا الْیَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَ ادْعُوا ثُبُوراً كَثِیراً ثُمَّ قَالَ زَیْدٌ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام أَنْتَ یَا عَلِیُّ وَ أَصْحَابُكَ فِی الْجَنَّةِ أَنْتَ یَا عَلِیُّ وَ أَصْحَابُكَ فِی الْجَنَّةِ (3).

«44»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِی مُقَاتِلٍ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ حَسَنٍ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْغَفَّارِ عَنْ أَبِی الْأَحْوَصِ عَنِ الْمُغِیرَةِ عَنِ الشَّعْبِیِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ قَالَ عَنْ وَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام.

و روی مثله: من طریق العامة عن أبی نعیم عن ابن عباس- و مثله: عن أبی سعید الخدری- و مثله عن سعید بن جبیر كلهم عن

ص: 270


1- كنز الفوائد: 137.
2- كنز الفوائد: 168، و الآیة فی الأنبیاء: 102.
3- أمالی ابن الشیخ: 36 فیه فی الموضع الثانی: (انت یا علی و اتباعك فی الجنة) و الآیة فی الفرقان: 14.

النبی صلی اللّٰه علیه و آله (1)

«45»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم بِإِسْنَادِهِ (2) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ قَالَ عَنْ وَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (3).

«46»-قب، المناقب لابن شهرآشوب مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَ الشَّعْبِیُّ وَ الْأَعْمَشُ وَ سَعِیدُ بْنُ جُبَیْرٍ وَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ أَبُو نُعَیْمٍ الْأَصْفَهَانِیُّ وَ الْحَاكِمُ الْحَسْكَانِیُّ وَ النَّطَنْزِیُّ وَ جَمَاعَةُ أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ عَنْ وَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ حُبِّ أَهْلِ الْبَیْتِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ (4).

«47»-الرِّضَا علیه السلام إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَرَأَ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا (5) فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَأَشَارَ إِلَی الثَّلَاثَةِ فَقَالَ هُمُ السَّمْعُ وَ الْبَصَرُ وَ الْفُؤَادُ وَ سَیُسْأَلُوَن عَنْ وَصِیِّی هَذَا وَ أَشَارَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام ثُمَّ قَالَ وَ عِزَّةِ رَبِّی إِنَّ جَمِیعَ أُمَّتِی لَمَوْقُوفُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ مَسْئُولُونَ عَنْ وَلَایَتِهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ الْآیَةَ (6).

«48»-تَفْسِیرُ وَكِیعِ بْنِ سُفْیَانَ، عَنِ السُّدِّیِّ فِی قَوْلِهِ فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِینَ عَنْ وَلَایَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ثُمَّ قَالَ عَمَّا كانُوا یَعْمَلُونَ عَنْ أَعْمَالِهِمْ فِی الدُّنْیَا صَحِیفَةُ (7) أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام (8).

«49»-قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِیَّ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ إِنَّ إِلَیْنا إِیابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَیْنا حِسابَهُمْ (9).

ص: 271


1- كنز الفوائد: 258 و الآیة فی الصافّات: 14.
2- فی المصدر: عبید بن كثیر بإسناده.
3- تفسیر فرات: 131. و الآیة فی الصافّات: 14.
4- مناقب آل أبی طالب 2: 4 و 5 و الآیة فی الصافّات: 14.
5- الإسراء: 36.
6- مناقب آل أبی طالب 2: 4 و 5 و الآیة فی الصافّات: 14.
7- لعل الصحیفة اسم لكتاب ای یوجد ذلك التفسیر فی صحیفة أهل البیت.
8- مناقب آل أبی طالب 2: 4 و 5 و الآیة فی الحجر: 92 و 93.
9- مناقب آل أبی طالب 2: 4 و 5 و الآیتان فی الغاشیة: 25 و 26.

«50»-أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَكَّلَنَا بِحِسَابِ شِیعَتِنَا فَمَا كَانَ لِلَّهِ سَأَلْنَا اللَّهَ أَنْ یَهَبَهُ لَنَا وَ مَا كَانَ لَنَا نَهَبُهُ لَهُمْ ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآیَةَ (1).

«51»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ صَفْوَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلَامُ یَقُولُ إِلَیْنَا إِیَابُ هَذَا الْخَلْقِ وَ عَلَیْنَا حِسَابُهُمْ (2).

«52»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ قَبِیصَةَ (3) الْجُعْفِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی إِنَّ إِلَیْنا إِیابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَیْنا حِسابَهُمْ قَالَ فِینَا التَّنْزِیلُ قُلْتُ إِنَّمَا أَسْأَلُكَ عَنِ التَّفْسِیرِ قَالَ نَعَمْ یَا قَبِیصَةُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ جَعَلَ اللَّهُ حِسَابَ شِیعَتِنَا عَلَیْنَا فَمَا كَانَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ اللَّهِ اسْتَوْهَبَهُ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ اللَّهِ وَ مَا كَانَ فِیمَا بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ النَّاسِ مِنَ الْمَظَالِمِ أَدَّاهُ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْهُمْ وَ مَا كَانَ فِیمَا بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُمْ وَهَبْنَاهُ لَهُمْ حَتَّی یَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ (4).

«53»-أَقُولُ رَوَی الْبُرْسِیُّ فِی الْمَشَارِقِ، بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْمُفَضَّلِ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّ إِلَیْنا إِیابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَیْنا حِسابَهُمْ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ تَرَاهُمْ نَحْنُ وَ اللَّهِ هُمْ إِلَیْنَا یَرْجِعُونَ وَ عَلَیْنَا یُعْرَضُونَ وَ عِنْدَنَا یَقْضُونَ وَ عَنْ حُبِّنَا یُسْأَلُونَ.

«54»-قَالَ وَ رَوَی الْبَرْقِیُّ فِی كِتَابِ الْآیَاتِ، عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ یَا عَلِیُّ أَنْتَ دَیَّانُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ الْمُتَوَلِّی حِسَابَهُمْ (5) وَ أَنْتَ رُكْنُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَلَا وَ إِنَّ الْمَآبَ إِلَیْكَ وَ الْحِسَابَ عَلَیْكَ وَ الصِّرَاطَ صِرَاطُكَ وَ الْمِیزَانَ مِیزَانُكَ وَ الْمَوْقِفَ مَوْقِفُكَ.

«55»-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ

ص: 272


1- مناقب آل أبی طالب 2: 4 و 5.
2- تفسیر فرات: 207 و 208. و الآیتان فی الغاشیة: 25 و 26.
3- فی المصدر: فیضة بن یزید.
4- تفسیر فرات: 207 و 208. و الآیتان فی الغاشیة: 25 و 26.
5- فی المخطوطة: و المتولی حسابها.

أَبَاحَ مُحَمَّداً الشَّفَاعَةَ فِی أُمَّتِهِ وَ أَعْطَانَا الشَّفَاعَةَ فِی شِیعَتِنَا وَ إِنَّ لِشِیعَتِنَا الشَّفَاعَةَ فِی أَهَالِیهِمْ وَ إِلَیْهِ الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ (1) قَالَ وَ اللَّهِ لَنَشْفَعَنَّ فِی شِیعَتِنَا حَتَّی یَقُولَ أَعْدَاؤُنَا فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ (2) ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ لَیَشْفَعَنَّ شِیعَتُنَا فِی أَهَالِیهِمْ حَتَّی تَقُولَ شِیعَةُ أَعْدَائِنَا وَ لا صَدِیقٍ حَمِیمٍ (3).

«56»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی شَیْخُ الطَّائِفَةِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی مِصْبَاحِ الْأَنْوَارِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَقِفُ أَنَا وَ عَلِیٌّ علیه السلام عَلَی الصِّرَاطِ بِیَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا سَیْفٌ فَلَا یَمُرُّ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ إِلَّا سَأَلْنَاهُ عَنْ وَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام فَمَنْ كَانَ مَعَهُ شَیْ ءٌ مِنْهَا نَجَا وَ فَازَ وَ إِلَّا ضَرَبْنَا عُنُقَهُ وَ أَلْقَیْنَاهُ فِی النَّارِ ثُمَّ تَلَا وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ بَلْ هُمُ الْیَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (4).

«57»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رُوِیَ أَنَّهُ سُئِلَ أَبُو الْحَسَنِ الثَّالِثُ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِیَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ فَقَالَ علیه السلام وَ أَیُّ ذَنْبٍ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُتَقَدِّماً أَوْ مُتَأَخِّراً وَ إِنَّمَا حَمَلَهُ اللَّهُ ذُنُوبَ شِیعَةِ عَلِیٍّ علیه السلام مِمَّنْ مَضَی مِنْهُمْ وَ بَقِیَ ثُمَّ غَفَرَهَا لَهُ (5).

«58»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَوْذَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ شَرِیكٍ قَالَ: بَعَثَ إِلَیْنَا الْأَعْمَشُ وَ هُوَ شَدِیدُ الْمَرَضِ فَأَتَیْنَاهُ وَ قَدِ اجْتَمَعَ عِنْدَهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ وَ فِیهِمْ أَبُو حَنِیفَةَ وَ ابْنُ قَیْسٍ الْمَاصِرُ فَقَالَ لِابْنِهِ یَا بُنَیَّ أَجْلِسْنِی فَأَجْلَسَهُ فَقَالَ یَا أَهْلَ الْكُوفَةِ إِنَّ أَبَا حَنِیفَةَ وَ ابْنَ قَیْسٍ الْمَاصِرَ أَتَیَانِی فَقَالا إِنَّكَ قَدْ حَدَّثْتَ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام أَحَادِیثَ فَارْجِعْ عَنْهَا فَإِنَّ التَّوْبَةَ مَقْبُولَةٌ مَا دَامَتِ الرُّوحُ فِی الْبَدَنِ فَقُلْتُ لَهُمَا مِثْلُكُمَا یَقُولُ لِمِثْلِی هَذَا أُشْهِدُكُمْ یَا أَهْلَ الْكُوفَةِ فَإِنِّی فِی آخِرِ یَوْمٍ مِنْ أَیَّامِ الدُّنْیَا وَ أَوَّلِ یَوْمٍ مِنْ أَیَّامِ

ص: 273


1- و الآیة و التی بعدها فی الشعراء: 100 و 101.
2- و الآیة و التی بعدها فی الشعراء: 100 و 101.
3- مشارق الأنوار:.
4- كنز الفوائد: 259: و الآیة فی الصافّات: 14 و 16.
5- كنز الفوائد: 34. و الآیة فی الفتح: 2.

الْآخِرَةِ إِنِّی سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ رَبَاحٍ یَقُولُ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِیدٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا وَ عَلِیٌّ نُلْقِی فِی جَهَنَّمَ كُلَّ مَنْ عَادَانَا فَقَالَ أَبُو حَنِیفَةَ لِابْنِ قَیْسٍ قُمْ بِنَا لَا یَجِی ءُ بِمَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا فَقَامَا وَ انْصَرَفَا (1).

«59»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عِیسَی بْنِ مِهْرَانَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُجِیرٍ (2) عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ جُذْعَانَ عَنْ عَمِّهِ عَلِیِّ بْنِ زَیْدٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ نُفَاضِلُ (3) فَنَقُولُ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثْمَانُ وَ یَقُولُ قَائِلُهُمْ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ یَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَعَلِیٌّ قَالَ عَلِیٌّ مِنْ أَهْلِ بَیْتٍ لَا یُقَاسُ بِهِمْ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ عَلِیٌّ علیه السلام مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی دَرَجَتِهِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّیَّتُهُمْ بِإِیمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ- فَفَاطِمَةُ ذُرِّیَّةُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هِیَ مَعَهُ فِی دَرَجَتِهِ وَ عَلِیٌّ علیه السلام مَعَ فَاطِمَةَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمَا (4).

«60»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحُسَیْنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ وَالِقٍ (5) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْمَازِنِیِّ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادٍ مِنْ لَدُنِ الْعَرْشِ یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ حَتَّی تَمُرَّ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ فَتَكُونُ أَوَّلَ مَنْ یُكْسَی وَ یَسْتَقْبِلُهَا مِنَ الْفِرْدَوْسِ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ حَوْرَاءَ مَعَهُنَّ خَمْسُونَ أَلْفَ مَلَكٍ عَلَی نَجَائِبَ مِنْ یَاقُوتٍ أَجْنِحَتُهَا مِنْ زَبَرْجَدٍ وَ أَزِمَّتُهَا مِنَ اللُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ عَلَیْهَا رَحَائِلُ مِنْ دُرٍّ عَلَی كُلِّ رَحْلٍ نُمْرُقَةٌ (6) مِنْ سُنْدُسٍ حَتَّی تَجُوزَ بِهَا الصِّرَاطَ وَ یَأْتُونَ الْفِرْدَوْسَ فَیَتَبَاشَرُ

ص: 274


1- كنز الفوائد 350 و 351 (النسخة الرضویة).
2- فی المصدر: داود بن المجیر.
3- فی المصدر: عن علیّ بن زید قال: قال عبد اللّٰه بن عمر: كنا نفاضل أقول: فاضله : فاخره فی الفضل : فاضل بین الشیئین : حكم بفضل احدهما علی الآخر.
4- كنز الفوائد: 355 (النسخة الرضویة).
5- فی النسخة المصحّحة التی قوبلت علی المصنّف: حمید بن وافق.
6- النمرقة: الوسادة الصغیرة.

بِهَا أَهْلُ الْجَنَّةِ وَ تَجْلِسُ عَلَی عَرْشٍ مِنْ نُورٍ وَ یَجْلِسُونَ حَوْلَهَا وَ فِی بُطْنَانِ الْعَرْشِ قَصْرَانِ قَصْرٌ أَبْیَضُ وَ قَصْرٌ أَصْفَرُ مِنْ لُؤْلُؤٍ مِنْ عِرْقٍ وَاحِدٍ وَ إِنَّ فِی الْقَصْرِ الْأَبْیَضِ سَبْعِینَ أَلْفَ دَارٍ مَسَاكِنَ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ إِنَّ فِی الْقَصْرِ الْأَصْفَرِ سَبْعِینَ أَلْفَ دَارٍ مَسَاكِنَ إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ وَ یَبْعَثُ اللَّهُ إِلَیْهَا مَلَكاً لَمْ یَبْعَثْ إِلَی أَحَدٍ قَبْلَهَا وَ لَمْ یَبْعَثْ إِلَی أَحَدٍ بَعْدَهَا فَیَقُولُ لَهَا إِنَّ رَبَّكَ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ سَلِینِی أُعْطِكِ فَتَقُولُ قَدْ أَتَمَّ عَلَیَّ نِعْمَتَهُ وَ أَبَاحَنِی جَنَّتَهُ وَ هَنَّأَنِی كَرَامَتَهُ وَ فَضَّلَنِی عَلَی نِسَاءِ خَلْقِهِ أَسْأَلُهُ أَنْ یُشَفِّعَنِی فِی وُلْدِی وَ ذُرِّیَّتِی وَ مَنْ وَدَّهُمْ بَعْدِی وَ حَفِظَهُمْ بَعْدِی قَالَ فَیُوحِی اللَّهُ إِلَی ذَلِكَ الْمَلَكِ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَتَحَوَّلَ عَنْ مَكَانِهِ أَنْ خَبِّرْهَا أَنِّی قَدْ شَفَّعْتُهَا فِی وُلْدِهَا وَ ذُرِّیَّتِهَا وَ مَنْ وَدَّهُمْ وَ أَحَبَّهُمْ وَ حَفِظَهُمْ بَعْدَهَا قَالَ فَتَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَذْهَبَ عَنِّی الْحَزَنَ وَ أَقَرَّ عَیْنِی ثُمَّ قَالَ جَعْفَرٌ علیه السلام كَانَ أَبِی علیه السلام إِذَا ذَكَرَ هَذَا الْحَدِیثَ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّیَّتُهُمْ بِإِیمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ وَ ما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَیْ ءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِینٌ (1).

«61»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی الصَّدُوقُ (2) بِإِسْنَادِهِ عَنْ مَیْسَرَةَ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ وَ اللَّهِ لَا یُرَی مِنْكُمْ فِی النَّارِ اثْنَانِ لَا وَ اللَّهِ وَ لَا وَاحِدٌ قَالَ قُلْتُ فَأَیْنَ ذَلِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ قَالَ فَأَمْسَكَ عَنِّی سَنَةً قَالَ فَإِنِّی مَعَهُ ذَاتَ یَوْمٍ فِی الطَّوَافِ إِذْ قَالَ لِی یَا مَیْسَرَةُ (3) أُذِنَ لِی فِی جَوَابِكَ عَنْ مَسْأَلَةِ كَذَا قَالَ فَقُلْتُ فَأَیْنَ مِنَ الْقُرْآنِ قَالَ فِی سُورَةِ الرَّحْمَنِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیَوْمَئِذٍ لَا یُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ مِنْكُمْ إِنْسٌ وَ لَا جَانٌّ (4) فَقُلْتُ لَهُ علیه السلام لَیْسَ فِیهَا مِنْكُمْ قَالَ إِنَ

ص: 275


1- كنز الفوائد: 355 و 356 (النسخة الرضویة) و الآیة فی الطور: 11.
2- فی المصدر: الشیخ أبو جعفر محمّد بن بابویه رحمه اللّٰه قال: حدّثنا محمّد بن علی ما جیلویه بإسناده عن رجاله عن حنظلة عن میسرة.
3- فی المصدر: الیوم اذن لی.
4- الرحمن: 39. و المصحف الشریف خال عن لفظة: منكم.

أَوَّلَ مَنْ غَیَّرَهَا ابْنُ أَرْوَی وَ ذَلِكَ أَنَّهَا حُجَّةٌ عَلَیْهِ وَ عَلَی أَصْحَابِهِ وَ لَوْ لَمْ یَكُنْ فِیهَا مِنْكُمْ لَسَقَطَ عِقَابُ اللَّهِ عَنْ خَلْقِهِ إِذْ (1) لَمْ یُسْأَلْ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَ لَا جَانٌّ فَلِمَنْ یُعَاقَبُ إِذاً یَوْمَ الْقِیَامَةِ (2).

«62»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْأَحْوَلِ عَنْ سَلَّامِ بْنِ الْمُسْتَنِیرِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَضُرِبَ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِیهِ الرَّحْمَةُ وَ ظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ یُنادُونَهُمْ أَ لَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالَ فَقَالَ علیه السلام أَمَا إِنَّهَا نَزَلَتْ فِینَا وَ فِی شِیعَتِنَا وَ فِی الْكُفَّارِ أَمَا إِنَّهُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ حُبِسَ الْخَلَائِقُ فِی طَرِیقِ الْمَحْشَرِ ضَرَبَ اللَّهُ سُوراً مِنْ ظُلْمَةٍ فِیهِ بابٌ باطِنُهُ فِیهِ الرَّحْمَةُ یَعْنِی النُّورَ وَ ظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ یَعْنِی الظُّلْمَةَ فَیُصَیِّرُنَا اللَّهُ وَ شِیعَتَنَا فِی بَاطِنِ السُّورِ الَّذِی فِیهِ الرَّحْمَةُ وَ النُّورُ وَ یُصَیِّرُ عَدُوَّنَا وَ الْكُفَّارَ فِی ظَاهِرِ السُّورِ الَّذِی فِیهِ الظُّلْمَةُ فَیُنَادِیكُمْ عَدُوُّنَا وَ عَدُوُّكُمْ مِنَ الْبَابِ الَّذِی فِی السُّورِ مِنْ ظَاهِرِهِ أَ لَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ فِی الدُّنْیَا نَبِیُّنَا وَ نَبِیُّكُمْ وَاحِدٌ وَ صَلَاتُنَا وَ صَلَاتُكُمْ وَ صَوْمُنَا وَ صَوْمُكُمْ وَ حَجُّنَا وَ حَجُّكُمْ وَاحِدٌ قَالَ فَیُنَادِیهِمُ الْمَلَكُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ بَلی وَ لكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بَعْدَ نَبِیِّكُمْ ثُمَّ تَوَلَّیْتُمْ وَ تَرَكْتُمُ اتِّبَاعَ مَنْ أَمَرَكُمْ بِهِ نَبِیُّكُمْ وَ تَرَبَّصْتُمْ بِهِ الدَّوَائِرَ (3) وَ ارْتَبْتُمْ فِیمَا قَالَ فِیهِ نَبِیُّكُمْ وَ غَرَّتْكُمُ الْأَمانِیُّ وَ مَا اجْتَمَعْتُمْ عَلَیْهِ مِنْ خِلَافِكُمْ لِأَهْلِ الْحَقِّ (4) وَ غَرَّكُمْ حِلْمُ اللَّهِ عَنْكُمْ فِی تِلْكَ الْحَالِ حَتَّی جَاءَ الْحَقُّ (5) وَ یَعْنِی بِالْحَقِّ ظُهُورَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ مَنْ ظَهَرَ مِنَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام بَعْدَهُ بِالْحَقِّ وَ قَوْلُهُ غَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ یَعْنِی الشَّیْطَانَ فَالْیَوْمَ لا یُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْیَةٌ وَ لا مِنَ

ص: 276


1- فی المصدر: إذا لم یسأل.
2- كنز الفوائد: 320.
3- أی انتظرتم به النوائب و الدواهی.
4- فی المصدر: علی أهل الحق.
5- كانه تفسیر لقوله تعالی: حَتَّی جاءَ أَمْرُ اللَّهِ.

الَّذِینَ كَفَرُوا أَیْ لَا تُوجَدُ حَسَنَةٌ تَفْدُونَ بِهَا أَنْفُسَكُمْ مَأْواكُمُ النَّارُ هِیَ مَوْلاكُمْ وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ (1).

«63»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْعُبَیْدِیِّ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِیِّ وَ كَانَ خَیْراً عَنْ شَرِیكٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَضُرِبَ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِیهِ الرَّحْمَةُ وَ ظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا السُّورُ وَ عَلِیٌّ الْبَابُ (2).

«64»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَوْذَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَضُرِبَ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ الْآیَةَ فَقَالَ أَنَا السُّورُ وَ عَلِیٌّ الْبَابُ وَ لَیْسَ یُؤْتَی السُّورُ إِلَّا مِنْ قِبَلِ الْبَابِ (3).

بیان: لعل المعنی أن السور و الباب فی الآخرة سورة مدینة العلم و بابها فی الدنیا فمن أتی فی الدنیا المدینة من الباب یكون فی الآخرة مع من یدخل الباب إلی باطن السور فیدخل فی رحمة اللّٰه و من لم یأتهم فی الدنیا من الباب و لم یؤمن بالوصی یكون فی الآخرة فی ظاهر السور فی عذاب اللّٰه.

ص: 277


1- كنز الفوائد: 330 و 331. و الآیات فی الحدید: 13- 15.
2- كنز الفوائد: 330 و 331. و الآیات فی الحدید: 13- 15.
3- كنز الفوائد: 382 (النسخة الرضویة) و الآیة فی الحدید: 13.

باب 64 ما نزل ما فی صلتهم و أداء حقوقهم علیهم السلام

«1»-فس، تفسیر القمی وَ لا یَحُضُّ عَلی طَعامِ الْمِسْكِینِ حُقُوقُ آلِ مُحَمَّدٍ الَّتِی غَصَبُوهَا (1).

«2»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ یُونُسَ (2) وَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ الْمُهْتَدِی عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْمَاضِی علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی مَنْ ذَا الَّذِی یُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَیُضاعِفَهُ لَهُ وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِیمٌ (3) قَالَ صِلَةُ الْإِمَامِ فِی دَوْلَةِ الْفَسَقَةِ.

«3»-فس، تفسیر القمی لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّی تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ أَیْ لَنْ تَنَالُوا الثَّوَابَ حَتَّی تَرُدُّوا عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ مِنَ الْأَنْفَالِ وَ الْخُمُسِ وَ الْفَیْ ءِ (4).

«4»-قب، المناقب لابن شهرآشوب عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِینَ قالُوا الْآیَةَ قَالَ هُمْ یَزْعُمُونَ أَنَّ الْإِمَامَ یَحْتَاجُ مِنْهُمْ إِلَی مَا یَحْمِلُونَ إِلَیْهِ (5).

بیان: أی إنهم لم ینسبوا الفقر إلی اللّٰه تعالی بل لما نسبوا الفقر و الحاجة إلی خلفائه و حججه فكأنهم نسبوه إلیه.

«5»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ ابْنِ أُورَمَةَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَیْ ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِی الْقُرْبی قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ

ص: 278


1- تفسیر القمّیّ: 740. راجعه. و الآیة فی الماعون: 3.
2- فی النسخة المخطوطة: محمّد بن یحیی عن أحمد بن عبد اللّٰه بن الصلت عن یونس ابن المهتدی.
3- الحدید: 11.
4- تفسیر القمّیّ: 97، و الآیة فی آل عمران: 92.
5- مناقب آل أبی طالب 2: 207 و الآیة فی آل عمران: 181.

وَ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام (1).

«6»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَوْذَةَ عَنِ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ ذَا الَّذِی یُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً قَالَ ذَاكَ فِی صِلَةِ الرَّحِمِ وَ الرَّحِمُ رَحِمُ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ خَاصَّةً (2).

«7»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عِیسَی بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنِ ابْنِ ظَبْیَانَ (3) قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ مَا مِنْ شَیْ ءٍ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ إِخْرَاجِ الدِّرْهَمِ إِلَی الْإِمَامِ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَیَجْعَلُ لَهُ الدِّرْهَمَ فِی الْجَنَّةِ مِثْلَ جَبَلِ أُحُدٍ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ یَقُولُ مَنْ ذَا الَّذِی یُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَیُضاعِفَهُ لَهُ وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِیمٌ (4) ثُمَّ قَالَ هُوَ وَ اللَّهِ فِی صِلَةِ الْإِمَامِ خَاصَّةً (5).

أقول: سیأتی الأخبار الكثیرة فی ذلك فی كتاب الخمس إن شاء اللّٰه.

«8»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عِیسَی بْنِ دَاوُدَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ علیه السلام أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ أَبَاهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الَّذِینَ فِی أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ فَقَالَ لَهُ أَبِی احْفَظْ یَا هَذَا وَ انْظُرْ كَیْفَ تَرْوِی عَنِّی إِنَّ السَّائِلَ وَ الْمَحْرُومَ شَأْنُهُمَا عَظِیمٌ أَمَّا السَّائِلُ فَهُوَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَسْأَلَتِهِ اللَّهَ لَهُمْ حَقَّهُ وَ الْمَحْرُومُ هُوَ مَنْ حُرِمَ الْخُمُسَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ ذُرِّیَّتُهُ الْأَئِمَّةُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ هَلْ سَمِعْتَ وَ فَهِمْتَ لَیْسَ هُوَ كَمَا یَقُولُ النَّاسُ (6).

ص: 279


1- أصول الكافی 1: 414 و الآیة فی الأنفال: 41.
2- كنز الفوائد: 379 (النسخة الرضویة) و الآیة فی الحدید: 11-.
3- فی المصدر: عن الخیبری و یونس بن ظبیان قالا سمعنا.
4- الآیة فی الحدید: 11. و فی المصدر: (فیضاعفه له اضعافا كثیرة) فعلیه فالآیة فی البقرة: 244.
5- أصول الكافی 1: 537.
6- كنز الفوائد: 419 و 420 (النسخة الرضویة) و الآیتان فی المعارج: 24 و 25.

بیان: أی لیس منحصرا فی المعنی الظاهر كما یقوله الناس.

«9»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبَّادٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَیْرٍ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَیْلٌ لِلْمُطَفِّفِینَ یَعْنِی لِخُمُسِكَ (1) یَا مُحَمَّدُ الَّذِینَ إِذَا اكْتالُوا عَلَی النَّاسِ یَسْتَوْفُونَ أَیْ إِذَا سَارُوا (2) إِلَی حُقُوقِهِمْ مِنَ الْغَنَائِمِ یَسْتَوْفُونَ وَ إِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ یُخْسِرُونَ أَیْ إِذَا سَأَلُوهُمْ خُمُسَ آلِ مُحَمَّدٍ نَقَصُوهُمْ وَ قَوْلُهُ (3) تَعَالَی وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِینَ بِوَصِیِّكَ یَا مُحَمَّدُ قَوْلُهُ تَعَالَی إِذا تُتْلی عَلَیْهِ آیاتُنا قالَ أَساطِیرُ الْأَوَّلِینَ قَالَ یَعْنِی تَكْذِیبَهُمْ بِالْقَائِمِ علیه السلام إِذْ یَقُولُونَ (4) لَهُ لَسْنَا نَعْرِفُكَ وَ لَسْتَ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ علیها السلام كَمَا قَالَ الْمُشْرِكُونَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (5).

باب 65 تأویل سورة البلد فیهم علیهم السلام

«1»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی الْحَسَنُ بْنُ أَبِی الْحَسَنِ الدَّیْلَمِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ حَدِیثاً مُسْنَداً یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی یَعْقُوبَ الْأَسَدِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَیْنَیْنِ وَ لِساناً وَ شَفَتَیْنِ قَالَ الْعَیْنَانِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ اللِّسَانُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامَ وَ الشَّفَتَانِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام وَ هَدَیْناهُ النَّجْدَیْنِ إِلَی وَلَایَتِهِمْ جَمِیعاً وَ إِلَی الْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِهِمْ جَمِیعاً (6).

ص: 280


1- فی المصدر: یعنی الناقصین لخمسك.
2- فی المصدر: إذا صاروا.
3- فی المصدر: قال: و قوله عزّ و جلّ.
4- فی المصدر: یعنی تكذیبه بالقائم علیه السلام إذ یقول.
5- كنز الفوائد: 373. و الآیات فی المطففین: 1- 3 و 13.
6- كنز الفوائد: 388. و الآیات فی البلد: 8- 10.

«2»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ یُونُسَ بْنِ زُهَیْرٍ عَنْ أَبَانٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ فَقَالَ یَا أَبَانُ هَلْ بَلَغَكَ مِنْ أَحَدٍ فِیهَا شَیْ ءٌ فَقُلْتُ لَا فَقَالَ نَحْنُ الْعَقَبَةُ فَلَا یَصْعَدُ إِلَیْنَا إِلَّا مَنْ كَانَ مِنَّا ثُمَّ قَالَ یَا أَبَانُ أَ لَا أَزِیدُكَ فِیهَا حَرْفاً خَیْراً لَكَ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا قُلْتُ بَلَی قَالَ فَكُّ رَقَبَةٍ النَّاسُ مَمَالِیكُ النَّارِ كُلُّهُمْ غَیْرَكَ وَ غَیْرَ أَصْحَابِكَ فَفَكَّهُمُ اللَّهُ مِنْهَا قُلْتُ بِمَا فَكَّنَا (1) مِنْهَا قَالَ بِوَلَایَتِكُمْ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (2).

فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جعفر بن محمد الفزاری رفعه عن یونس بن نصیر عن أبان مثله (3)

فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جعفر بن أحمد بإسناده عن أبان مثله (4).

«3»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِد عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی فَكُّ رَقَبَةٍ قَالَ النَّاسُ كُلُّهُمْ عَبِیدُ النَّارِ إِلَّا مَنْ دَخَلَ فِی طَاعَتِنَا وَ وَلَایَتِنَا فَقَدْ فَكَّ رَقَبَتَهُ مِنَ النَّارِ وَ الْعَقَبَةُ وَلَایَتُنَا (5).

«4»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ (6) الطَّبْرِسِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ فَضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی صَدْرِهِ وَ قَالَ نَحْنُ الْعَقَبَةُ الَّتِی مَنِ اقْتَحَمَهَا نَجَا ثُمَّ سَكَتَ ثُمَّ قَالَ لِی أَ لَا أَزِیدُكَ كَلِمَةً هِیَ خَیْرٌ لَكَ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ مَا مَرَّ (7).

ص: 281


1- فی تفسیر فرات: بما ذا جعلت فداك فكنا منها.
2- كنز الفوائد: 388- و الآیة فی البلد: 12.
3- تفسیر فرات: 211.
4- تفسیر فرات: 211.
5- كنز الفوائد: 388.
6- فی نسخة: أحمد بن علی و فی المصدر: الطبریّ.
7- كنز الفوائد: 388.

فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِیُّ رَفَعَهُ إِلَیْهِ علیه السلام مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ نَجَا (1).

«5»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ قَالَ نَحْنُ الْعَقَبَةُ وَ مَنِ اقْتَحَمَهَا نَجَا وَ بِنَا فَكَّ اللَّهُ رِقَابَكُمْ مِنَ النَّارِ (2).

«6»-فس، تفسیر القمی جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی فَكُّ رَقَبَةٍ قَالَ بِنَا تُفَكُّ الرِّقَابُ وَ بِمَعْرِفَتِنَا وَ نَحْنُ الْمُطْعِمُونَ فِی یَوْمِ الْجُوعِ وَ هُوَ الْمَسْغَبَةُ (3).

«7»-فس، تفسیر القمی وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ قَالَ الْعَقَبَةُ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام مَنْ صَعِدَهَا فَكَّ رَقَبَتَهُ مِنَ النَّارِ أَوْ مِسْكِیناً ذا مَتْرَبَةٍ قَالَ لَا یَقِیهِ مِنَ التُّرَابِ شَیْ ءٌ قَوْلُهُ أَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ قَالَ أَصْحَابُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ الَّذِینَ كَفَرُوا بِآیاتِنا قَالَ الَّذِینَ خَالَفُوا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ قَالَ الْمَشْأَمَةُ أَعْدَاءُ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام عَلَیْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ أَیْ مُطْبَقَةٌ.

«8»-أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبَّادٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی یَعْقُوبَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ أَ یَحْسَبُ أَنْ لَنْ یَقْدِرَ عَلَیْهِ أَحَدٌ یَعْنِی نَعْثَلَ فِی قَتْلِ ابْنَةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ أَهْلَكْتُ مالًا لُبَداً یَعْنِی الَّذِی جَهَّزَ بِهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی جَیْشِ الْعُسْرَةِ أَ یَحْسَبُ أَنْ لَمْ یَرَهُ أَحَدٌ قَالَ فِی فَسَادٍ (4) كَانَ فِی نَفْسِهِ أَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَیْنَیْنِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لِساناً یَعْنِی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ شَفَتَیْنِ یَعْنِی الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ هَدَیْناهُ النَّجْدَیْنِ إِلَی وَلَایَتِهِمَا فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ یَقُولُ مَا

ص: 282


1- تفسیر فرات: 211.
2- كنز الفوائد: 388.
3- تفسیر القمّیّ: 726. و الآیة فی البلد: 13.
4- فی المصدر: قال: فساد.

أَعْلَمَكَ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ فِی الْقُرْآنِ ما أَدْراكَ فَهُوَ مَا أَعْلَمَكَ یَتِیماً ذا مَقْرَبَةٍ یَعْنِی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْمَقْرَبَةُ قُرْبَاهُ أَوْ مِسْكِیناً ذا مَتْرَبَةٍ یَعْنِی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ (1) مُتْرِبٌ بِالْعِلْمِ (2).

بیان: اقتحام العقبة كنایة عن الدخول فی أمر شدید و إنما عبر عن الولایة باقتحام العقبة لشدتها علی المنافقین (3) و حمل ما بعده علی الولایة علی المبالغة حملا للمسبب علی السبب و السببیة فی الفك ظاهر و أما فی الإطعام فعلی ما فی هذا الخبر من حمل الیتیم و المسكین علیهم علیهم السلام أیضا ظاهرا و علی ما فی غیره فإن الولایة سبب لتسلط الإمام فیهدی الناس و یفك رقابهم من النار و یطعم الفقراء و المساكین و یؤدی إلیهم حقوقهم و یؤیده ما فی روایة أبی بصیر نحن المطعمون فی یوم الجوع و یحتمل أیضا بعض الأخبار أن یكون المراد بالیوم ذی المسغبة یوم القیامة و بالیتامی الشیعة المنقطعین عن إمامهم و بالمساكین فقراء الشیعة فإن الولایة سبب لإطعامهم فی الآخرة.

و قال الفیروزآبادی النعثل كجعفر الشیخ الأحمق و یهودی كان بالمدینة و رجل لحیانی كان یشبه به عثمان إذا نیل منه انتهی.

و المراد به هنا عثمان و جیش العسرة غزوة تبوك قوله علیه السلام مترب بالعلم أی مستغن فیه عن غیره قال الجوهری أترب الرجل استغنی كأنه صار له من المال بقدر التراب.

«9»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عُبَیْدٍ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَكُّ رَقَبَةٍ قَالَ النَّاسُ كُلُّهُمْ عَبِیدُ النَّارِ غَیْرَكَ وَ غَیْرَ أَصْحَابِكَ فَإِنَّ اللَّهَ فَكَّ رِقَابَكُمْ مِنَ النَّارِ بِوَلَایَتِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (4).

ص: 283


1- فی نسخة: متربة بالعلم.
2- تفسیر القمّیّ: 725 و 726. و الآیات فی سورة البلد.
3- او لشدة سلوكها علی السالكین.
4- تفسیر فرات: 211.

«10»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ الزُّهْرِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی یَحْیَی قَالَ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ قَالَ إِنَّ قُرَیْشاً كَانُوا یُحَرِّمُونَ الْبَلَدَ وَ یَتَقَلَّدُوَن لِحَاءَ الشَّجَرِ وَ قَالَ حَمَّادٌ أَغْصَانَهَا إِذَا خَرَجُوا مِنَ الْحَرَمِ فَاسْتَحَلُّوا مِنْ نَبِیِّ اللَّهِ الشَّتْمَ وَ التَّكَذُّبَ فَقَالَ لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ إِنَّهُمْ عَظَّمُوا الْبَلَدَ وَ اسْتَحَلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَی (1).

بیان: قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ أجمع المفسرون علی أن هذا قسم بالبلد الحرام و هو مكة وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ و أنت یا محمد مقیم به و هو محلك و هذا تنبیه علی شرف البلد بشرف من حل فیه و قیل معناه و أنت محل بهذا البلد و هو ضد المحرم أی حلال لك قتل من رأیت به من الكفار و ذلك حین أمر بالقتال یوم فتح مكة و قیل معناه لا أقسم به و أنت حلال فیه منتهك الحرمة لا تحترم فلم تبق للبلد حرمة حیث هتكت حرمتك

عَنْ أَبِی مُسْلِمٍ وَ هُوَ الْمَرْوِیُّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَتْ قُرَیْشٌ تُعَظِّمُ الْبَلَدَ وَ تَسْتَحِلُّ مُحَمَّداً فِیهِ فَقَالَ لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ یُرِیدُ أَنَّهُمْ اسْتَحَلُّوكَ فِیهِ فَكَذَّبُوكَ وَ شَتَمُوكَ وَ كَانُوا لَا یَأْخُذُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ فِیهِ قَاتِلَ أَبِیهِ وَ یَتَقَلَّدُونَ لِحَاءَ شَجَرِ الْحَرَمِ فَیَأْمَنُونَ بِتَقْلِیدِهِمْ إِیَّاه فَاسْتَحَلُّوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا لَمْ یَسْتَحِلُّوا مِنْ غَیْرِهِ فَعَابَ اللَّهُ ذَلِكَ عَلَیْهِمْ (2)

«11»- كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ یُونُسَ قَالَ أَخْبَرَنِی مَنْ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ یَعْنِی بِقَوْلِهِ فَكُّ رَقَبَةٍ وَلَایَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَإِنَّ ذَلِكَ فَكُّ رَقَبَةٍ (3).

ص: 284


1- تفسیر فرات: 211.
2- مجمع البیان 10: 492 و 493.
3- أصول الكافی 1: 422، و الآیات فی سورة البلد.

«12»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَوْلُهُ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ قَالَ مَنْ أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِوَلَایَتِنَا فَقَدْ جَازَ الْعَقَبَةَ وَ نَحْنُ تِلْكَ الْعَقَبَةُ الَّتِی مَنِ اقْتَحَمَهَا نَجَا قَالَ فَسَكَتَ فَقَالَ لِی فَهَلَّا أُفِیدُكَ حَرْفاً خَیْراً لَكَ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا قُلْتُ بَلَی جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ قَوْلُهُ فَكُّ رَقَبَةٍ ثُمَّ قَالَ النَّاسُ كُلُّهُمْ عَبِیدُ النَّارِ غَیْرَكَ وَ أَصْحَابِكَ فَإِنَّ اللَّهَ فَكَّ رِقَابَكُمْ مِنَ النَّارِ بِوَلَایَتِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (1).

«13»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَفَعَهُ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ وَ والِدٍ وَ ما وَلَدَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَا وَلَدَ مِنَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام (2).

بیان: قیل لا للنفی أی الأمر أوضح من أن یحتاج إلی قسم أورد لما یخالف المقسم علیه أو لا مزیدة للتأكید أو أصله لأنا أقسم فحذف المبتدأ و أشبع فتحة لام الابتداء و قیل الوالد آدم و قیل إبراهیم و قیل محمد صلی اللّٰه علیه و آله و التنكیر للتعظیم و إیثار ما علی من للتعجب كما فی قوله تعالی وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ (3).

ص: 285


1- أصول الكافی: 430 و 431.
2- أصول الكافی: 414.
3- آل عمران: 36.

باب 66 أنهم الصلاة و الزكاة و الحج و الصیام و سائر الطاعات و ...

أعداؤهم الفواحش و المعاصی فی بطن القرآن و فیه بعض الغرائب و تأویلها*

«1»-یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ صَبَّاحٍ الْمَدَائِنِیِّ عَنِ الْمُفَضَّلِ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَجَاءَهُ هَذَا الْجَوَابُ مِنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّی أُوصِیكَ وَ نَفْسِی بِتَقْوَی اللَّهِ وَ طَاعَتِهِ فَإِنَّ مِنَ التَّقْوَی الطَّاعَةَ وَ الْوَرَعَ وَ التَّوَاضُعَ لِلَّهِ وَ الطُّمَأْنِینَةَ وَ الِاجْتِهَادَ وَ الْأَخْذَ بِأَمْرِهِ وَ النَّصِیحَةَ لِرُسُلِهِ وَ الْمُسَارَعَةَ فِی مَرْضَاتِهِ وَ اجْتِنَابَ مَا نَهَی عَنْهُ فَإِنَّهُ مَنْ یَتَّقِ اللَّهَ فَقَدْ أَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنَ النَّارِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ أَصَابَ الْخَیْرَ كُلَّهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ مَنْ أَمَرَ بِالتَّقْوَی فَقَدْ أَبْلَغَ الْمَوْعِظَةَ جَعَلَنَا اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِینَ (1) بِرَحْمَتِهِ جَاءَنِی كِتَابُكَ فَقَرَأْتُهُ وَ فَهِمْتُ الَّذِی فِیهِ فَحَمِدْتُ اللَّهَ عَلَی سَلَامَتِكَ وَ عَافِیَةِ اللَّهِ إِیَّاكَ أَلْبَسَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاكَ عَافِیَتَهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ كَتَبْتَ تَذْكُرُ أَنَّ قَوْماً أَنَا أَعْرِفُهُمْ كَانَ أَعْجَبَكَ نَحْوُهُمْ وَ شَأْنُهُمْ وَ أَنَّكَ أَبْلَغْتَ عَنْهُمْ أُمُوراً تَرْوِی عَنْهُمْ كَرِهْتَهَا لَهُمْ وَ لَمْ تَرَ بِهِمْ إِلَّا طَرِیقاً (2) حَسَناً وَ وَرَعاً وَ تَخَشُّعاً وَ بَلَغَكَ أَنَّهُمْ یَزْعُمُونَ أَنَّ الدِّینَ إِنَّمَا هُوَ مَعْرِفَةُ الرِّجَالِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا عَرَفْتَهُمْ فَاعْمَلْ مَا شِئْتَ وَ ذَكَرْتَ أَنَّكَ قَدْ عَرَفْتَ أَنَّ أَصْلَ الدِّینِ مَعْرِفَةُ الرِّجَالِ فَوَفَّقَكَ اللَّهُ وَ ذَكَرْتَ أَنَّهُ بَلَغَكَ أَنَّهُمْ یَزْعُمُونَ أَنَّ الصَّلَاةَ وَ الزَّكَاةَ وَ صَوْمَ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ وَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَ الْبَیْتَ الْحَرَامَ وَ الْمَشْعَرَ الْحَرَامَ وَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ هُوَ (3) رَجُلٌ وَ أَنَ

ص: 286


1- فی المختصر: جعلنا اللّٰه و إیّاكم من المتقین.
2- إلا هدیا حسنا خ ل.
3- فی المختصر: هم رجال.

الطُّهْرَ وَ الِاغْتِسَالَ مِنَ الْجَنَابَةِ هُوَ رَجُلٌ وَ كُلَّ فَرِیضَةٍ افْتَرَضَهَا اللَّهُ عَلَی عِبَادِهِ (1) هُوَ رَجُلٌ وَ أَنَّهُمْ ذَكَرُوا ذَلِكَ بِزَعْمِهِمْ أَنَّ مَنْ عَرَفَ ذَلِكَ الرَّجُلَ فَقَدِ اكْتَفَی بِعِلْمِهِ بِهِ مِنْ غَیْرِ عَمَلٍ وَ قَدْ صَلَّی وَ آتَی الزَّكَاةَ وَ صَامَ وَ حَجَّ وَ اعْتَمَرَ وَ اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ وَ تَطَهَّرَ وَ عَظَّمَ حُرُمَاتِ اللَّهِ وَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ (2) وَ أَنَّهُمْ ذَكَرُوا أَنَّ مَنْ عَرَفَ هَذَا بِعَیْنِهِ وَ بِحَدِّهِ وَ ثَبَتَ فِی قَلْبِهِ جَازَ لَهُ أَنْ یَتَهَاوَنَ فَلَیْسَ لَهُ أَنْ یَجْتَهِدَ فِی الْعَمَلِ وَ زَعَمُوا أَنَّهُمْ إِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ الرَّجُلَ فَقَدْ قُبِلَتْ مِنْهُمْ هَذِهِ الْحُدُودُ لِوَقْتِهَا وَ إِنْ لَمْ یَعْمَلُوا بِهَا (3) وَ أَنَّهُ بَلَغَكَ أَنَّهُمْ یَزْعُمُونَ أَنَّ الْفَوَاحِشَ الَّتِی نَهَی اللَّهُ عَنْهَا الْخَمْرُ وَ الْمَیْسِرُ وَ الرِّبَا وَ الدَّمُ وَ الْمَیْتَةُ وَ لَحْمُ الْخِنْزِیرِ هُوَ رَجُلٌ (4) وَ ذَكَرُوا أَنَّ مَا حَرَّمَ اللَّهُ مِنْ نِكَاحِ الْأُمَّهَاتِ وَ الْبَنَاتِ (5) وَ الْعَمَّاتِ وَ الْخَالاتِ وَ بَنَاتِ الْأَخِ وَ بَنَاتِ الْأُخْتِ وَ مَا حَرَّمَ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ مِنَ النِّسَاءِ مِمَّا حَرَّمَ اللَّهُ إِنَّمَا عَنَی بِذَلِكَ نِكَاحَ نِسَاءِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا سِوَی ذَلِكَ مُبَاحٌ كُلُّهُ وَ ذَكَرْتَ أَنَّهُ بَلَغَكَ أَنَّهُمْ یَتَرَادَفُونَ الْمَرْأَةَ الْوَاحِدَةَ وَ یَشْهَدُونَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ بِالزُّورِ وَ یَزْعُمُونَ أَنَّ لِهَذَا ظَهْراً وَ بَطْناً یَعْرِفُونَهُ فَالظَّاهِرُ مَا یَتَنَاهَوْنَ عَنْهُ یَأْخُذُونَ بِهِ مُدَافَعَةً عَنْهُمْ وَ الْبَاطِنُ هُوَ الَّذِی یَطْلُبُونَ وَ بِهِ أُمِرُوا بِزَعْمِهِمْ (6) وَ كَتَبْتَ تَذْكُرُ الَّذِی عَظُمَ مِنْ ذَلِكَ عَلَیْكَ حِینَ بَلَغَكَ وَ كَتَبْتَ تَسْأَلُنِی عَنْ قَوْلِهِمْ فِی ذَلِكَ أَ حَلَالٌ هُوَ أَمْ حَرَامٌ وَ كَتَبْتَ تَسْأَلُنِی عَنْ تَفْسِیرِ ذَلِكَ وَ أَنَا أُبَیِّنُهُ حَتَّی لَا تَكُونَ مِنْ ذَلِكَ فِی عَمًی وَ لَا فِی شُبْهَةٍ وَ قَدْ كَتَبْتُ إِلَیْكَ فِی كِتَابِی هَذَا تَفْسِیرَ مَا سَأَلْتَ عَنْهُ فَاحْفَظْهُ كُلَّهُ كَمَا قَالَ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ وَ

ص: 287


1- فی المختصر: فهی رجال.
2- فی المختصر: و المسجد الحرام و البیت الحرام.
3- و ان هم لم یعملوا بها خ ل.
4- فی المختصر: هم رجال.
5- فی المختصر: الامهات و الاخوات و العمات.
6- هذه مقالة یشبه أقوال الباطنیة و الملاحدة التی اتخذوا دین اللّٰه هزوا و لعبا، رفضوا أحكام اللّٰه و تعدوا حدودها فضلوا و اضلوا كثیرا من الناس. و كان من بدء طهور الإسلام قوم یحرفون الكلم عن مواضعه یتبعون ما تشابه من كلام اللّٰه و كلام رسوله و الأئمّة علیهم السلام حبا للرئاسة و تفریق كلمة المسلمین اعاذنا اللّٰه من الزیغ و الضلالة، و كان طائفة منهم یسمون الخطابیة یدینون بأمثال هذه الضلالات یخرجون الناس عن الطریق السوی.

تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ (1) وَ أَصِفُهُ لَكَ بِحَلَالِهِ وَ أَنْفِی عَنْكَ حَرَامَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ كَمَا وَصَفْتَ وَ مُعَرِّفُكَهُ حَتَّی تَعْرِفَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَلَا تُنْكِرْهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ الْقُوَّةُ لِلَّهِ جَمِیعاً أُخْبِرُكَ أَنَّهُ مَنْ كَانَ یَدِینُ بِهَذِهِ الصِّفَةِ الَّتِی كَتَبْتَ تَسْأَلُنِی عَنْهَا فَهُوَ عِنْدِی مُشْرِكٌ بِاللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بَیِّنُ الشِّرْكِ لَا شَكَّ فِیهِ (2) وَ أُخْبِرُكَ أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ كَانَ مِنْ قَوْمٍ سَمِعُوا مَا لَمْ یَعْقِلُوهُ عَنْ أَهْلِهِ وَ لَمْ یُعْطَوْا فَهْمَ ذَلِكَ وَ لَمْ یَعْرِفُوا حَدَّ مَا سَمِعُوا فَوَضَعُوا حُدُودَ تِلْكَ الْأَشْیَاءِ مُقَایَسَةً بِرَأْیِهِمْ وَ مُنْتَهَی عُقُولِهِمْ وَ لَمْ یَضَعُوهَا عَلَی حُدُودِ مَا أُمِرُوا كَذِباً وَ افْتِرَاءً عَلَی اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ جُرْأَةً عَلَی الْمَعَاصِی فَكَفَی بِهَذَا لَهُمْ جَهْلًا وَ لَوْ أَنَّهُمْ وَضَعُوهَا عَلَی حُدُودِهَا الَّتِی حُدَّتْ لَهُمْ وَ قَبِلُوهَا لَمْ یَكُنْ بِهِ بَأْسٌ وَ لَكِنَّهُمْ حَرَّفُوهَا وَ تَعَدَّوْا (3) وَ كَذَّبُوا وَ تَهَاوَنُوا بِأَمْرِ اللَّهِ وَ طَاعَتِهِ وَ لَكِنِّی أُخْبِرُكَ أَنَّ اللَّهَ حَدَّهَا بِحُدُودِهَا لِئَلَّا یَتَعَدَّی حُدُودَهُ أَحَدٌ وَ لَوْ كَانَ الْأَمْرُ كَمَا ذَكَرُوا لَعُذِرَ النَّاسُ بِجَهْلِهِمْ مَا لَمْ یَعْرِفُوا حَدَّ مَا حُدَّ لَهُمْ وَ لَكَانَ الْمُقَصِّرُ وَ الْمُتَعَدِّی حُدُودَ اللَّهِ مَعْذُوراً (4) وَ لَكِنْ جَعَلَهَا حُدُوداً مَحْدُودَةً لَا یَتَعَدَّاهَا إِلَّا مُشْرِكٌ كَافِرٌ ثُمَّ قَالَ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوها وَ مَنْ یَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (5) فَأُخْبِرُكَ حَقَائِقَ (6) أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی اخْتَارَ الْإِسْلَامَ لِنَفْسِهِ دِیناً وَ رَضِیَ مِنْ خَلْقِهِ فَلَمْ یَقْبَلْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِهِ وَ بِهِ بَعَثَ أَنْبِیَاءَهُ وَ رُسُلَهُ ثُمَّ قَالَ وَ بِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَ بِالْحَقِّ نَزَلَ (7) فَعَلَیْهِ وَ بِهِ بَعَثَ أَنْبِیَاءَهُ وَ رُسُلَهُ وَ نَبِیَّهُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله فَأَفْضَلُ (8) الدِّینِ مَعْرِفَةُ الرُّسُلِ وَ وَلَایَتُهُمْ وَ أُخْبِرُكَ أَنَّ اللَّهَ أَحَلَّ حَلَالًا وَ حَرَّمَ حَرَاماً (9) إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَمَعْرِفَةُ الرُّسُلِ وَ

ص: 288


1- الحاقّة: 12.
2- فی المختصر: لا یسع لاحد الشك فیه.
3- فی المختصر: و تعدوا الحق.
4- فی المختصر: معذورا اذ لم یعرفوها.
5- البقرة: 229.
6- بحقائقها خ ل.
7- الإسراء: 105.
8- فی المختصر: فاصل الدین.
9- فی المختصر: فجعل حلاله حلالا الی یوم القیامة و جعل حرامه حراما.

وَلَایَتُهُمْ وَ طَاعَتُهُمْ هُوَ الْحَلَالُ فَالْمُحَلَّلُ مَا أَحَلُّوا وَ الْمُحَرَّمُ مَا حَرَّمُوا وَ هُمْ أَصْلُهُ وَ مِنْهُمُ الْفُرُوعُ الْحَلَالُ وَ ذَلِكَ سَعْیُهُمْ وَ مِنْ فُرُوعِهِمْ أَمْرُهُمْ شِیعَتَهُمْ وَ أَهْلَ وَلَایَتِهِمْ بِالْحَلَالِ مِنْ إِقَامِ الصَّلَاةِ وَ إِیتَاءِ الزَّكَاةِ وَ صَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ حِجِّ الْبَیْتِ وَ الْعُمْرَةِ وَ تَعْظِیمِ حُرُمَاتِ اللَّهِ وَ مَشَاعِرِهِ وَ تَعْظِیمِ الْبَیْتِ الْحَرَامِ وَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ الشَّهْرِ الْحَرَامِ وَ الطَّهُورِ وَ الِاغْتِسَالِ مِنَ الْجَنَابَةِ وَ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَ مَحَاسِنِهَا وَ جَمِیعِ الْبِرِّ ثُمَّ ذَكَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ فِی كِتَابِهِ إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِیتاءِ ذِی الْقُرْبی وَ یَنْهی عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْیِ یَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1) فَعَدُوُّهُمْ هُمُ الْحَرَامُ الْمُحَرَّمُ وَ أَوْلِیَاؤُهُمُ الدَّاخِلُونَ فِی أَمْرِهِمْ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَهُمُ (2) الْفَوَاحِشُ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ وَ الْخَمْرُ وَ الْمَیْسِرُ وَ الزِّنَا وَ الرِّبَا وَ الدَّمُ وَ الْمَیْتَةُ وَ لَحْمُ الْخِنْزِیرِ فَهُمُ الْحَرَامُ الْمُحَرَّمُ وَ أَصْلُ كُلِّ حَرَامٍ وَ هُمُ الشَّرُّ وَ أَصْلُ كُلِّ شَرٍّ وَ مِنْهُمْ فُرُوعُ الشَّرِّ كُلِّهِ وَ مِنْ ذَلِكَ الْفُرُوعُ الْحَرَامُ وَ اسْتِحْلَالُهُمْ إِیَّاهَا وَ مِنْ فُرُوعِهِمْ تَكْذِیبُ الْأَنْبِیَاءِ وَ جُحُودُ الْأَوْصِیَاءِ (3) وَ رُكُوبُ الْفَوَاحِشِ الزِّنَا وَ السَّرِقَةِ وَ شُرْبِ الْخَمْرِ وَ الْمُسْكِرِ (4) وَ أَكْلِ مَالِ الْیَتِیمِ وَ أَكْلِ الرِّبَا وَ الْخُدْعَةِ وَ الْخِیَانَةِ وَ رُكُوبِ الْحَرَامِ كُلِّهَا وَ انْتِهَاكِ الْمَعَاصِی وَ إِنَّمَا یَأْمُرُ اللَّهُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِیتاءِ ذِی الْقُرْبی یَعْنِی مَوَدَّةَ ذِی الْقُرْبَی وَ ابْتِغَاءَ طَاعَتِهِمْ وَ یَنْهی عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْیِ وَ هُمْ أَعْدَاءُ الْأَنْبِیَاءِ وَ أَوْصِیَاءِ الْأَنْبِیَاءِ وَ هُمُ الْمَنْهِیُّ عَنْ مَوَدَّتِهِمْ وَ طَاعَتِهِمْ یَعِظُكُمْ بِهَذِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وَ أُخْبِرُكَ أَنِّی لَوْ قُلْتُ لَكَ إِنَّ الْفَاحِشَةَ وَ الْخَمْرَ وَ الْمَیْسِرَ وَ الزِّنَا وَ الْمَیْتَةَ وَ الدَّمَ وَ لَحْمَ الْخِنْزِیرِ هُوَ رَجُلٌ وَ أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ هَذَا الْأَصْلَ وَ حَرَّمَ فَرْعَهُ وَ نَهَی عَنْهُ وَ جَعَلَ وَلَایَتَهُ كَمَنْ عَبَدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَثَناً وَ شِرْكاً وَ مَنْ دَعَا إِلَی عِبَادَةِ نَفْسِهِ فَهُوَ كَفِرْعَوْنَ إِذْ قَالَ أَنَا

ص: 289


1- النحل: 90.
2- أی عدوهم كل الفواحش، لانهم الآمرون بها، و الناعون عن المعروف و الخیرات.
3- فی المصدر: و جحودهم الأوصیاء.
4- فی المصدر: الخمر و المنكر.

رَبُّكُمُ الْأَعْلی (1) فَهَذَا كُلُّهُ عَلَی وَجْهٍ إِنْ شِئْتُ قُلْتُ هُوَ رَجُلٌ وَ هُوَ إِلَی جَهَنَّمَ وَ مَنْ شَایَعَهُ عَلَی ذَلِكَ فَإِنَّهُمْ (2) مِثْلُ قَوْلِ اللَّهِ إِنَّما حَرَّمَ عَلَیْكُمُ الْمَیْتَةَ وَ الدَّمَ وَ لَحْمَ الْخِنْزِیرِ (3) لَصَدَقْتُ ثُمَّ لَوْ أَنِّی قُلْتُ إِنَّهُ فُلَانٌ ذَلِكَ كُلُّهُ لَصَدَقْتُ إِنَّ فُلَاناً هُوَ الْمَعْبُودُ الْمُتَعَدِّی حُدُودَ اللَّهِ الَّتِی نَهَی عَنْهَا أَنْ یَتَعَدَّی (4) ثُمَّ إِنِّی أُخْبِرُكَ أَنَّ الدِّینَ وَ أَصْلَ الدِّینِ هُوَ رَجُلٌ وَ ذَلِكَ الرَّجُلُ هُوَ الْیَقِینُ وَ هُوَ الْإِیمَانُ وَ هُوَ إِمَامُ أُمَّتِهِ وَ أَهْلِ زَمَانِهِ فَمَنْ عَرَفَهُ عَرَفَ اللَّهَ وَ دِینَهُ وَ مَنْ أَنْكَرَهُ أَنْكَرَ اللَّهَ وَ دِینَهُ وَ مَنْ جَهِلَهُ جَهِلَ اللَّهَ وَ دِینَهُ وَ لَا یُعْرَفُ اللَّهُ وَ دِینُهُ وَ حُدُودُهُ وَ شَرَائِعُهُ بِغَیْرِ ذَلِكَ الْإِمَامِ كَذَلِكَ جَرَی بِأَنَّ مَعْرِفَةَ الرِّجَالِ (5) دِینُ اللَّهِ وَ الْمَعْرِفَةُ عَلَی وَجْهَیْنِ مَعْرِفَةٌ ثَابِتَةٌ عَلَی بَصِیرَةٍ یُعْرَفُ بِهَا دِینُ اللَّهِ وَ یُوصَلُ بِهَا إِلَی مَعْرِفَةِ اللَّهِ فَهَذِهِ الْمَعْرِفَةُ الْبَاطِنَةُ الثَّابِتَةُ بِعَیْنِهَا الْمُوجِبَةُ حَقَّهَا الْمُسْتَوْجِبُ أَهْلَهَا عَلَیْهَا الشُّكْرَ لِلَّهِ الَّتِی مَنَّ عَلَیْهِمْ بِهَا مَنٌّ مِنَ اللَّهِ یَمُنُّ بِهِ عَلَی مَنْ یَشَاءُ مَعَ الْمَعْرِفَةِ الظَّاهِرَةِ وَ مَعْرِفَةٌ فِی الظَّاهِرِ فَأَهْلُ الْمَعْرِفَةِ فِی الظَّاهِرِ الَّذِینَ عَلِمُوا أَمْرَنَا بِالْحَقِّ عَلَی غَیْرِ عِلْمٍ لَا تَلْحَقُ (6) بِأَهْلِ الْمَعْرِفَةِ فِی الْبَاطِنِ عَلَی بَصِیرَتِهِمْ وَ لَا یَصِلُونَ بِتِلْكَ الْمَعْرِفَةِ الْمُقَصِّرَةُ إِلَی حَقِّ مَعْرِفَةِ اللَّهِ كَمَا قَالَ فِی كِتَابِهِ وَ لا یَمْلِكُ الَّذِینَ یَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَ هُمْ یَعْلَمُونَ (7) فَمَنْ شَهِدَ شَهَادَةَ الْحَقِّ لَا یَعْقِدُ عَلَیْهِ قَلْبَهُ وَ لَا یُبْصِرُ مَا یَتَكَلَّمُ بِهِ لَا یُثَابُ عَلَیْهِ مِثْلَ ثَوَابِ مَنْ عَقَدَ عَلَیْهِ قَلْبَهُ عَلَی بَصِیرَةٍ فِیهِ كَذَلِكَ مَنْ تَكَلَّمَ بِجَوْرٍ لَا یَعْقِدُ عَلَیْهِ قَلْبَهُ لَا یُعَاقَبُ عَلَیْهِ عُقُوبَةَ مَنْ عَقَدَ عَلَیْهِ قَلْبَهُ وَ ثَبَتَ عَلَی بَصِیرَةٍ فَقَدْ عَرَفْتَ كَیْفَ كَانَ حَالُ رِجَالِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ

ص: 290


1- النازعات: 24.
2- فی المصدر: فافهم.
3- البقرة: 113 و النحل: 115.
4- فی المختصر: انی لو قلت: انه فلان و هو ذلك كله لصدقت و ان فلانا هو المعبود من دون اللّٰه و المتعدی بحدود اللّٰه التی نهی عنها ان تتعدی.
5- فی نسخة: فذلك معنی ان معرفة الرجال دین اللّٰه.
6- لا یلحقون خ ل.
7- الزخرف: 86.

فِی الظَّاهِرِ وَ الْإِقْرَارِ بِالْحَقِّ عَلَی غَیْرِ عِلْمٍ فِی قَدِیمِ الدَّهْرِ وَ حَدِیثِهِ إِلَی أَنِ انْتَهَی الْأَمْرُ إِلَی نَبِیِّ اللَّهِ وَ بَعْدَهُ إِلَی مَنْ صَارُوا إِلَی مَنِ انْتَهَتْ (1) إِلَیْهِ مَعْرِفَتُهُمْ وَ إِنَّمَا عُرِفُوا بِمَعْرِفَةِ أَعْمَالِهِمْ وَ دِینِهِمُ الَّذِی دَانَ (2) اللَّهَ بِهِ الْمُحْسِنُ بِإِحْسَانِهِ وَ الْمُسِی ءُ بِإِسَاءَتِهِ وَ قَدْ یُقَالُ إِنَّهُ مَنْ دَخَلَ فِی هَذَا الْأَمْرِ بِغَیْرِ یَقِینٍ وَ لَا بَصِیرَةٍ خَرَجَ مِنْهُ كَمَا دَخَلَ فِیهِ رَزَقَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاكَ مَعْرِفَةً ثَابِتَةً عَلَی بَصِیرَةٍ وَ أُخْبِرُكَ أَنِّی لَوْ قُلْتُ إِنَّ الصَّلَاةَ وَ الزَّكَاةَ وَ صَوْمَ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ وَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَ الْبَیْتَ الْحَرَامَ وَ الْمَشْعَرَ الْحَرَامَ وَ الطَّهُورَ وَ الِاغْتِسَالَ مِنَ الْجَنَابَةِ وَ كُلَّ فَرِیضَةٍ كَانَ ذَلِكَ هُوَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله الَّذِی جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ لَصَدَقْتُ لِأَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ إِنَّمَا یُعْرَفُ بِالنَّبِیِّ وَ لَوْ لَا مَعْرِفَةُ ذَلِكَ النَّبِیِّ وَ الْإِیمَانُ بِهِ وَ التَّسْلِیمُ لَهُ مَا عُرِفَ ذَلِكَ فَذَلِكَ مِنْ مَنِّ اللَّهِ عَلَی مَنْ یَمُنُّ (3) عَلَیْهِ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَمْ یَعْرِفْ شَیْئاً مِنْ هَذَا فَهَذَا كُلُّهُ ذَلِكَ النَّبِیُّ وَ أَصْلُهُ وَ هُوَ فَرْعُهُ وَ هُوَ دَعَانِی إِلَیْهِ وَ دَلَّنِی عَلَیْهِ وَ عَرَّفَنِیهِ وَ أَمَرَنِی بِهِ وَ أَوْجَبَ عَلَیَّ لَهُ الطَّاعَةَ فِیمَا أَمَرَنِی بِهِ لَا یَسَعُنِی جَهْلُهُ وَ كَیْفَ یَسَعُنِی جَهْلُ مَنْ هُوَ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَ اللَّهِ وَ كَیْفَ یَسْتَقِیمُ لِی لَوْ لَا أَنِّی أَصِفُ أَنَّ دِینِی هُوَ الَّذِی أَتَانِی بِهِ ذَلِكَ النَّبِیُّ أَنْ أَصِفَ أَنَّ الدِّینَ غَیْرُهُ وَ كَیْفَ لَا یَكُونُ ذَلِكَ مَعْرِفَةَ الرَّجُلِ وَ إِنَّمَا هُوَ الَّذِی جَاءَ بِهِ عَنِ اللَّهِ وَ إِنَّمَا أَنْكَرَ الدِّینَ مَنْ أَنْكَرَهُ بِأَنْ قَالُوا أَ بَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولًا (4) ثُمَّ قَالُوا أَ بَشَرٌ یَهْدُونَنا (5) فَكَفَّرُوا بِذَلِكَ الرَّجُلَ وَ كَذَّبُوا بِهِ وَ قَالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَیْهِ مَلَكٌ (6) فَقَالَ اللَّهُ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِی جاءَ بِهِ مُوسی نُوراً وَ هُدیً لِلنَّاسِ (7) ثُمَّ قَالَ فِی آیَةٍ أُخْرَی

ص: 291


1- فی المصدر: إلی من صار و إلی من انتهت إلیه معرفتهم و فی نسخة: إلی ما صاروا إلی ما انتهت إلیه معرفتهم.
2- دانوا خ ل.
3- من علیه خ ل.
4- الإسراء: 94.
5- التغابن: 6.
6- الأنعام: 8.
7- الأنعام: 91.

وَ لَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِیَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا یُنْظَرُونَ وَ لَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِنَّمَا أَحَبَّ أَنْ یُعْرَفَ بِالرِّجَالِ وَ أَنْ یُطَاعَ بِطَاعَتِهِمْ فَجَعَلَهُمْ سَبِیلَهُ وَ وَجْهَهُ الَّذِی یُؤْتَی مِنْهُ لَا یَقْبَلُ اللَّهُ مِنَ الْعِبَادِ غَیْرَ ذَلِكَ لا یُسْئَلُ عَمَّا یَفْعَلُ وَ هُمْ یُسْئَلُونَ فَقَالَ فِیمَا أَوْجَبَ (1) ذَلِكَ مِنْ مَحَبَّتِهِ لِذَلِكَ مَنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ وَ مَنْ تَوَلَّی فَما أَرْسَلْناكَ عَلَیْهِمْ حَفِیظاً (2) فَمَنْ قَالَ لَكَ إِنَّ هَذِهِ الْفَرِیضَةَ كُلَّهَا إِنَّمَا هِیَ رَجُلٌ وَ هُوَ یَعْرِفُ حَدَّ مَا یَتَكَلَّمُ بِهِ فَقَدْ صَدَقَ وَ مَنْ قَالَ عَلَی الصِّفَةِ الَّتِی ذَكَرْتَ بِغَیْرِ الطَّاعَةِ فَلَا یُغْنِی التَّمَسُّكُ فِی الْأَصْلِ بِتَرْكِ الْفُرُوعِ كَمَا لَا تُغْنِی شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ بِتَرْكِ شَهَادَةِ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ لَمْ یَبْعَثِ اللَّهُ نَبِیّاً قَطُّ إِلَّا بِالْبِرِّ وَ الْعَدْلِ وَ الْمَكَارِمِ وَ مَحَاسِنِ الْأَخْلَاقِ وَ مَحَاسِنِ الْأَعْمَالِ وَ النَّهْیِ عَنِ الْفَوَاحِشِ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ فَالْبَاطِنُ مِنْهُ وَلَایَةُ أَهْلِ الْبَاطِلِ وَ الظَّاهِرُ مِنْهُ فُرُوعُهُمْ وَ لَمْ یَبْعَثِ اللَّهُ نَبِیّاً قَطُّ یَدْعُو إِلَی مَعْرِفَةٍ لَیْسَ مَعَهَا طَاعَةٌ فِی أَمْرٍ وَ نَهْیٍ فَإِنَّمَا یَقْبَلُ اللَّهُ مِنَ الْعِبَادِ الْعَمَلَ بِالْفَرَائِضِ الَّتِی افْتَرَضَهَا اللَّهُ عَلَی حُدُودِهَا مَعَ مَعْرِفَةِ مَنْ جَاءَهُمْ بِهِ مِنْ عِنْدِهِ وَ دَعَاهُمْ إِلَیْهِ فَأَوَّلُ ذَلِكَ مَعْرِفَةُ مَنْ دَعَا إِلَیْهِ ثُمَّ طَاعَتُهُ فِیمَا یُقَرِّبُهُ بِمَنِ الطَّاعَةُ لَهُ وَ إِنَّهُ مَنْ عَرَفَ أَطَاعَ وَ مَنْ أَطَاعَ حَرَّمَ الْحَرَامَ ظَاهِرَهُ وَ بَاطِنَهُ وَ لَا یَكُونُ تَحْرِیمُ الْبَاطِنِ وَ اسْتِحْلَالُ الظَّاهِرِ إِنَّمَا حَرَّمَ الظَّاهِرَ بِالْبَاطِنِ وَ الْبَاطِنَ بِالظَّاهِرِ مَعاً جَمِیعاً وَ لَا یَكُونُ الْأَصْلُ وَ الْفُرُوعُ وَ بَاطِنُ الْحَرَامِ حرام (حَرَاماً) وَ ظَاهِرُهُ حَلَالٌ وَ لَا یَحْرُمُ الْبَاطِنُ وَ یُسْتَحَلُّ الظَّاهِرُ وَ كَذَلِكَ لَا یَسْتَقِیمُ أَنْ یَعْرِفَ صَلَاةَ الْبَاطِنِ وَ لَا یَعْرِفَ صَلَاةَ الظَّاهِرِ وَ لَا الزَّكَاةَ وَ لَا الصَّوْمَ وَ لَا الْحَجَّ وَ لَا الْعُمْرَةَ وَ لَا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَ جَمِیعَ (3) حُرُمَاتِ اللَّهِ وَ شَعَائِرِهِ وَ أَنْ یَتْرُكَ مَعْرِفَةَ الْبَاطِنِ لِأَنَّ بَاطِنَهُ ظَهْرُهُ وَ لَا یَسْتَقِیمُ إِنْ تَرَكَ (4) وَاحِدَةً مِنْهَا إِذَا كَانَ الْبَاطِنُ حَرَاماً خَبِیثاً

ص: 292


1- فی المصدر: فیمن اوجب.
2- النساء: 80.
3- فی المختصر: و لا جمیع حرمات اللّٰه و لا شعائره.
4- فی نسخة: ان یترك.

فَالظَّاهِرُ مِنْهُ إِنَّمَا یُشْبِهُ الْبَاطِنَ فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا هِیَ الْمَعْرِفَةُ وَ أَنَّهُ إِذَا عَرَفَ اكْتَفَی بِغَیْرِ طَاعَةٍ فَقَدْ كَذَبَ وَ أَشْرَكَ ذَاكَ لَمْ یَعْرِفْ وَ لَمْ یُطِعْ وَ إِنَّمَا قِیلَ اعْرِفْ وَ اعْمَلْ مَا شِئْتَ مِنَ الْخَیْرِ فَإِنَّهُ لَا یُقْبَلُ ذَلِكَ مِنْكَ بِغَیْرِ مَعْرِفَةٍ فَإِذَا عَرَفْتَ فَاعْمَلْ لِنَفْسِكَ مَا شِئْتَ مِنَ الطَّاعَةِ قَلَّ أَوْ كَثُرَ فَإِنَّهُ مَقْبُولٌ مِنْكَ (1) أُخْبِرُكَ أَنَّ مَنْ عَرَفَ أَطَاعَ إِذَا عَرَفَ وَ صَلَّی (2) وَ صَامَ وَ اعْتَمَرَ وَ عَظَّمَ حُرُمَاتِ اللَّهِ كُلَّهَا وَ لَمْ یَدَعْ مِنْهَا شَیْئاً وَ عَمِلَ بِالْبِرِّ كُلِّهِ وَ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ كُلِّهَا وَ تَجَنَّبَ سَیِّئَهَا وَ كُلُّ (3) ذَلِكَ هُوَ النَّبِیُّ وَ النَّبِیُّ أَصْلُهُ وَ هُوَ أَصْلُ هَذَا كُلِّهِ لِأَنَّهُ جَاءَ بِهِ وَ دَلَّ عَلَیْهِ وَ أَمَرَ بِهِ وَ لَا یَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ شَیْئاً مِنْهُ إِلَّا بِهِ وَ مَنْ عَرَفَ (4) اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ وَ حَرَّمَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ وَ حَرَّمَ الْمَحَارِمَ كُلَّهَا لِأَنَّ بِمَعْرِفَةِ النَّبِیِّ وَ بِطَاعَتِهِ دَخَلَ فِیمَا دَخَلَ فِیهِ النَّبِیُّ وَ خَرَجَ مِمَّا خَرَجَ مِنْهُ النَّبِیُّ وَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُحَلِّلُ الْحَلَالَ وَ یُحَرِّمُ الْحَرَامَ بِغَیْرِ مَعْرِفَةِ النَّبِیِّ لَمْ یُحَلِّلْ لِلَّهِ حَلَالًا وَ لَمْ یُحَرِّمْ لَهُ حَرَاماً وَ أَنَّهُ مَنْ صَلَّی وَ زَكَّی وَ حَجَّ وَ اعْتَمَرَ وَ فَعَلَ ذَلِكَ كُلَّهُ بِغَیْرِ مَعْرِفَةِ مَنِ افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَیْهِ طَاعَتَهُ لَمْ یَقْبَلْ مِنْهُ شَیْئاً مِنْ ذَلِكَ وَ لَمْ یُصَلِّ وَ لَمْ یَصُمْ وَ لَمْ یُزَكِّ وَ لَمْ یَحُجَّ وَ لَمْ یَعْتَمِرْ وَ لَمْ یَغْتَسِلْ مِنَ الْجَنَابَةِ وَ لَمْ یَتَطَهَّرْ وَ لَمْ یُحَرِّمْ لِلَّهِ حَرَاماً وَ لَمْ یُحَلِّلْ لِلَّهِ حَلَالًا وَ لَیْسَ لَهُ صَلَاةٌ وَ إِنْ رَكَعَ وَ سَجَدَ وَ لَا لَهُ زَكَاةٌ وَ إِنْ أَخْرَجَ لِكُلِّ أَرْبَعِینَ دِرْهَماً دِرْهَماً (5) وَ مَنْ عَرَفَهُ وَ أَخَذَ عَنْهُ أَطَاعَ اللَّهَ وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنَّهُمْ یَسْتَحِلُّونَ نِكَاحَ ذَوَاتِ الْأَرْحَامِ الَّتِی حَرَّمَ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ فَإِنَّهُمْ زَعَمُوا أَنَّهُ إِنَّمَا حُرِّمَ عَلَیْنَا بِذَلِكَ نِكَاحُ نِسَاءِ النَّبِیِّ فَإِنَّ أَحَقَّ مَا بَدَأَ بِهِ

ص: 293


1- فی المختصر: من الطاعة و الخیر قل او كثر بعد ان لا تترك شیئا من الفرائض و السنن الواجبة فانه مقبول منك مع جمیع اعمالك.
2- لعل الصحیح: إذا عرف صلی و فی المختصر: و صام و زكی و حج.
3- فی المختصر: و مبتدأ كل ذلك.
4- فی المختصر: فمن عرفه.
5- زاد فی المختصر بعد ذلك: و لا له حج و لا عمرة و إنّما یقبل ذلك كله بمعرفة رجل و هو من امر اللّٰه خلقه بطاعته و الاخذ عنه فمن عرفه و اخذ عنه فقد اطاع اللّٰه.

تَعْظِیمُ حَقِّ اللَّهِ وَ كَرَامَةُ رَسُولِهِ (1) وَ تَعْظِیمُ شَأْنِهِ وَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَی تَابِعِیهِ وَ نِكَاحُ نِسَائِهِ (2) مِنْ بَعْدِ قَوْلِهِ وَ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَ لا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِیماً (3) وَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی النَّبِیُّ أَوْلی بِالْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ (4) وَ هُوَ أَبٌ لَهُمْ ثُمَّ قَالَ وَ لا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَ مَقْتاً وَ ساءَ سَبِیلًا (5) فَمَنْ حَرَّمَ نِسَاءَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لِتَحْرِیمِ اللَّهِ ذَلِكَ فَقَدْ حَرَّمَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ مِنَ الْأُمَّهَاتِ وَ الْبَنَاتِ وَ الْأَخَوَاتِ وَ الْعَمَّاتِ وَ الْخَالاتِ وَ بَنَاتِ الْأَخِ وَ بَنَاتِ الْأُخْتِ وَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ لِأَنَّ تَحْرِیمَ ذَلِكَ كَتَحْرِیمِ نِسَاءِ النَّبِیِّ فَمَنْ حَرَّمَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ مِنَ الْأُمَّهَاتِ وَ الْبَنَاتِ وَ الْأَخَوَاتِ وَ الْعَمَّاتِ مِنْ نِكَاحِ نِسَاءِ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ اسْتَحَلَّ مَا حَرَّمَ اللَّهُ مِنْ نِكَاحِ سَائِرِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَقَدْ أَشْرَكَ إِذَا اتَّخَذَ ذَلِكَ دِیناً وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنَّ الشِّیعَةَ یَتَرَادَفُونَ الْمَرْأَةَ الْوَاحِدَةَ فَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ یَكُونَ ذَلِكَ مِنْ دِینِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِنَّمَا دِینُهُ أَنْ یُحِلَّ مَا أَحَلَّ اللَّهُ وَ یُحَرِّمَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَ أَنَّ مِمَّا أَحَلَّ اللَّهُ الْمُتْعَةَ مِنَ النِّسَاءِ فِی كِتَابِهِ وَ الْمُتْعَةَ فِی الْحَجِّ أَحَلَّهُمَا ثُمَّ لَمْ یُحَرِّمْهُمَا فَإِذَا أَرَادَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ أَنْ یَتَمَتَّعَ مِنَ الْمَرْأَةِ فَعَلَی كِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَنِهِ نِكَاحٍ غَیْرِ سِفَاحٍ (6) تَرَاضَیَا عَلَی مَا أَحَبَّا مِنَ الْأَجْرِ وَ الْأَجَلِ كَمَا قَالَ اللَّهُ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِیضَةً وَ لا جُناحَ عَلَیْكُمْ فِیما تَراضَیْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِیضَةِ (7) إِنْ هُمَا أَحَبَّا أَنْ یَمُدَّا فِی الْأَجَلِ عَلَی ذَلِكَ الْأَجْرِ فَآخِرَ یَوْمٍ مِنْ

ص: 294


1- فی المختصر: كرامته و كرامة رسول اللّٰه.
2- من نكاح نسائه خ ل. و فی المختصر: و نكاح نسائه بعده بقوله.
3- الأحزاب: 53.
4- الأحزاب: 6.
5- النساء: 22.
6- فی المختصر: فعل ما شاء و علی كتاب اللّٰه و سنة نبیه نكاح غیر سفاح.
7- النساء: 24.

أَجَلِهَا قَبْلَ أَنْ یَنْقَضِیَ الْأَجَلُ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ مَدَّا فِیهِ وَ زَادَا فِی الْأَجَلِ مَا أَحَبَّا (1) فَإِنْ مَضَی آخِرُ یَوْمٍ مِنْهُ لَمْ یَصْلُحْ إِلَّا بِأَمْرٍ مُسْتَقْبِلٍ وَ لَیْسَ بَیْنَهُمَا عِدَّةٌ إِلَّا مِنْ سِوَاهُ فَإِنْ أَرَادَتْ سِوَاهُ اعْتَدَّتْ خَمْسَةً وَ أَرْبَعِینَ یَوْماً وَ لَیْسَ بَیْنَهُمَا مِیرَاثٌ ثُمَّ إِنْ شَاءَتْ تَمَتَّعَتْ مِنْ آخَرَ فَهَذَا حَلَالٌ لَهُمَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ إِنْ هِیَ شَاءَتْ مِنْ سَبْعَةٍ وَ إِنْ هِیَ شَاءَتْ مِنْ عِشْرِینَ مَا بَقِیَتْ فِی الدُّنْیَا (2) كُلُّ هَذَا حَلَالٌ لَهُمَا عَلَی حُدُودِ اللَّهِ وَ مَنْ یَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَ إِذَا أَرَدْتَ الْمُتْعَةَ فِی الْحَجِّ فَأَحْرِمْ مِنَ الْعَقِیقِ وَ اجْعَلْهَا مُتْعَةً فَمَتَی مَا قَدِمْتَ طُفْتَ بِالْبَیْتِ وَ اسْتَلَمْتَ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ وَ فَتَحْتَ بِهِ وَ خَتَمْتَ (3) سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ ثُمَّ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ عِنْدَ مَقَامِ إِبْرَاهِیمَ ثُمَّ اخْرُجْ مِنَ الْبَیْتِ فَاسْعَ بَیْنَ الصَّفَا وَ الْمَرْوَةِ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ تَفْتَحُ بِالصَّفَا وَ تَخْتِمُ بِالْمَرْوَةِ فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَصَّرْتَ حَتَّی إِذَا كَانَ یَوْمُ التَّرْوِیَةِ صَنَعْتَ مَا صَنَعْتَ بِالْعَقِیقِ ثُمَّ أَحْرِمْ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ بِالْحَجِّ فَلَمْ تَزَلْ مُحْرِماً حَتَّی تَقِفَ بِالْمَوْقِفِ ثُمَّ تَرْمِیَ الْجَمَرَاتِ وَ تَذْبَحَ وَ تَحْلِقَ وَ تُحِلَّ وَ تَغْتَسِلَ ثُمَّ تَزُورَ الْبَیْتَ فَإِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ أَحْلَلْتَ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَی الْحَجِّ فَمَا اسْتَیْسَرَ مِنَ الْهَدْیِ (4) أَنْ تَذْبَحَ وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنَّهُمْ یَسْتَحِلُّونَ الشَّهَادَاتِ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَلَی غَیْرِهِمْ فَإِنَّ ذَلِكَ لَیْسَ هُوَ إِلَّا قَوْلَ اللَّهِ (5) یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا شَهادَةُ بَیْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِینَ الْوَصِیَّةِ اثْنانِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرانِ مِنْ غَیْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِی

ص: 295


1- علی ما احبا خ ل.
2- فی المختصر: ان هی شاءت تمتعت منه ابدا و ان هی شاءت من عشرین بعد ان تعتد من كل واحد فارقته خمسة و أربعین یوما فلها ذلك ما بقیت فی الدنیا.
3- و ختمت به خ ل.
4- النساء: 196.
5- فی الوسائل: فان ذلك لا یجوز و لا یحل، و لیس هو علی ما تأولوا الا لقول اللّٰه و هو موجود فی المختصر.

الْأَرْضِ فَأَصابَتْكُمْ مُصِیبَةُ الْمَوْتِ إِذَا كَانَ مُسَافِراً (1) وَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْ دِینِهِ فَإِنْ لَمْ یَجِدُوا فَآخَرَانِ مِمَّنْ یَقْرَأُ الْقُرْآنَ مِنْ غَیْرِ أَهْلِ وَلَایَتِهِ تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ فَیُقْسِمانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لا نَشْتَرِی بِهِ ثَمَناً قَلِیلًا وَ لَوْ كانَ ذا قُرْبی وَ لا نَكْتُمُ شَهادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذاً لَمِنَ الْآثِمِینَ فَإِنْ عُثِرَ عَلی أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً فَآخَرانِ یَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذِینَ اسْتَحَقَّ عَلَیْهِمُ الْأَوْلَیانِ مِنْ أَهْلِ وَلَایَتِهِ فَیُقْسِمانِ بِاللَّهِ لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِنْ شَهادَتِهِما وَ مَا اعْتَدَیْنا إِنَّا إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِینَ ذلِكَ أَدْنی أَنْ یَأْتُوا بِالشَّهادَةِ عَلی وَجْهِها أَوْ یَخافُوا أَنْ تُرَدَّ أَیْمانٌ بَعْدَ أَیْمانِهِمْ وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ اسْمَعُوا (2) وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقْضِی بِشَهَادَةِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَعَ یَمِینِ الْمُدَّعِی وَ لَا یُبْطِلُ حَقَّ مُسْلِمٍ وَ لَا یَرُدُّ شَهَادَةَ مُؤْمِنٍ فَإِذَا أَخَذَ (3) یَمِینَ الْمُدَّعِی وَ شَهَادَةَ الرَّجُلِ قَضَی لَهُ بِحَقِّهِ وَ لَیْسَ یَعْمَلُ بِهَذَا (4) فَإِذَا كَانَ لِرَجُلٍ مُسْلِمٍ قِبَلَ آخَرَ حَقٌّ یَجْحَدُهُ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ شَاهِدٌ غَیْرُ وَاحِدٍ فَإِنَّهُ إِذَا رَفَعَهُ إِلَی وُلَاةِ الْجَوْرِ أَبْطَلُوا حَقَّهُ وَ لَمْ یَقْضُوا فِیهَا بِقَضَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ الْحَقُّ فِی الْجَوْرِ أَنْ لَا یُبْطِلَ (5) حَقَّ رَجُلٍ فَیَسْتَخْرِجُ اللَّهُ عَلَی یَدَیْهِ حَقَّ رَجُلٍ مُسْلِمٍ وَ یَأْجُرُهُ اللَّهُ وَ یُحْیِی عَدْلًا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَعْمَلُ بِهِ وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ فِی آخِرِ كِتَابِكَ أَنَّهُمْ یَزْعُمُونَ أَنَّ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِینَ هُوَ النَّبِیُّ وَ أَنَّكَ شَبَّهْتَ قَوْلَهُمْ بِقَوْلِ الَّذِینَ قَالُوا فِی عِیسَی مَا قَالُوا فَقَدْ عَرَفْتَ أَنَّ السُّنَنَ وَ الْأَمْثَالَ كَائِنَةٌ (6) لَمْ یَكُنْ شَیْ ءٌ فِیمَا مَضَی إِلَّا سَیَكُونُ مِثْلَهُ حَتَّی لَوْ كَانَتْ شَاةٌ

ص: 296


1- فی الوسائل: و ذلك إذا كان مسافرا.
2- المائدة: 106- 108.
3- فاذا وجد خ ل.
4- أی و لیس یعمل هذا القضاء الذی قضی به رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله، و علی هذا فما بعده تفسیر له، و یستحیل أن یكون الصحیح: و یعمل بهذا، ای و كان صلّی اللّٰه علیه و آله یعمل بهذا القضاء.
5- فی المختصر: و قد كان فی الحق ان لا یبطل حقّ رجل مسلم و كان یستخرج اللّٰه.
6- فی المختصر: و الامثال قائمة.

بَرْشَاءُ كَانَ هَاهُنَا مِثْلَهُ (1) وَ اعْلَمْ أَنَّهُ سَیَضِلُّ قَوْمٌ عَلَی (2) ضَلَالَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ كَتَبْتَ تَسْأَلُنِی عَنْ مِثْلِ ذَلِكَ مَا هُوَ وَ مَا أَرَادُوا بِهِ أُخْبِرُكَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی هُوَ خَلَقَ الْخَلْقَ لا شَرِیكَ لَهُ لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ وَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةُ وَ هُوَ رَبُّ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ خَالِقُهُ خَلَقَ الْخَلْقَ وَ أَحَبَّ أَنْ یَعْرِفُوهُ بِأَنْبِیَائِهِ وَ احْتَجَّ عَلَیْهِمْ بِهِمْ فَالنَّبِیُّ عَلَیْهِ السَّلَامُ هُوَ الدَّلِیلُ عَلَی اللَّهِ عَبْدٌ مَخْلُوقٌ مَرْبُوبٌ اصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ بِرِسَالَتِهِ وَ أَكْرَمَهُ بِهَا فَجَعَلَهُ خَلِیفَتَهُ فِی خَلْقِهِ وَ لِسَانَهُ فِیهِمْ وَ أَمِینَهُ عَلَیْهِمْ وَ خَازِنَهُ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ قَوْلُهُ قَوْلُ اللَّهِ لَا یَقُولُ عَلَی اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ مَنْ أَطَاعَهُ أَطَاعَ اللَّهَ وَ مَنْ عَصَاهُ عَصَی اللَّهَ وَ هُوَ مَوْلَی مَنْ كَانَ اللَّهُ رَبَّهُ وَ وَلِیَّهُ مَنْ أَبَی أَنْ یُقِرَّ لَهُ بِالطَّاعَةِ فَقَدْ أَبَی أَنْ یُقِرَّ لِرَبِّهِ بِالطَّاعَةِ وَ بِالْعُبُودِیَّةِ وَ مَنْ أَقَرَّ بِطَاعَتِهِ أَطَاعَ اللَّهَ وَ هَدَاهُ فَالنَّبِیُّ مَوْلَی الْخَلْقِ جَمِیعاً عَرَفُوا ذَلِكَ أَوْ أَنْكَرُوهُ وَ هُوَ الْوَالِدُ الْمَبْرُورُ فَمَنْ أَحَبَّهُ وَ أَطَاعَهُ فَهُوَ الْوَلَدُ الْبَارُّ وَ مُجَانِبٌ لِلْكَبَائِرِ وَ قَدْ بَیَّنْتُ (3) مَا سَأَلْتَنِی عَنْهُ وَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ قَوْماً سَمِعُوا صِفَتَنَا هَذِهِ فَلَمْ یَعْقِلُوهَا بَلْ حَرَّفُوهَا وَ وَضَعُوهَا عَلَی غَیْرِ حُدُودِهَا عَلَی نَحْوِ مَا قَدْ بَلَغَكَ وَ قَدْ بَرِئَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنْ قَوْمٍ (4) یَسْتَحِلُّونَ بِنَا أَعْمَالَهُمُ الْخَبِیثَةَ وَ قَدْ (5) رَمَانَا النَّاسُ بِهَا وَ اللَّهُ یَحْكُمُ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُمْ فَإِنَّهُ یَقُولُ الَّذِینَ یَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِیمٌ یَوْمَ تَشْهَدُ عَلَیْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَ أَیْدِیهِمْ (6) وَ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا یَعْمَلُونَ یَوْمَئِذٍ یُوَفِّیهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمُ السَّیِّئَةَ (7)

ص: 297


1- فی المختصر: حتی لو كانت هناك شاة برشاء كان هاهنا مثلها.
2- فی المصدر: بضلالة.
3- فی المصدر: و قد كتبت لك.
4- فی المختصر: منهم و ممن یصفون من قوم.
5- فی المختصر: و ینسبونها إلینا و انا نقول بها و نأمرهم بالاخذ بها فقد رمانا.
6- هكذا فی الكتاب و مصدره، و الصحیح: تشهد علیهم السنتهم و ایدیهم و ارجلهم.
7- الآیة هكذا: یومئذ یوفیهم اللّٰه دینهم الحق فقوله: اعمالهم السیئة تفسیر للدین بنفسه او بتقدیر المضاف ای جزاء اعمالهم السیئة. و الظاهر أنّه من تصحیف النسّاخ و قد ذكرها فی المختصر مثل المصحف الشریف.

وَ یَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِینُ (1) وَ أَمَّا مَا كَتَبْتَ بِهِ وَ نَحْوَهُ وَ تَخَوَّفْتَ أَنْ یَكُونَ صِفَتُهُمْ مِنْ صِفَتِهِ فَقَدْ أَكْرَمَهُ اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ تَعَالَی رَبُّنَا عَمَّا یَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِیراً صِفَتِی هَذِهِ صِفَةُ صَاحِبِنَا الَّتِی وَصَفْنَا لَهُ وَ عَنْهُ أَخَذْنَاهُ فَجَزَاهُ اللَّهُ عَنَّا أَفْضَلَ الْجَزَاءِ فَإِنَّ جَزَاءَهُ عَلَی اللَّهِ فَتَفَهَّمْ كِتَابِی هَذَا وَ الْقُوَّةُ لِلَّهِ (2).

بیان: قال الفیروزآبادی ردفت النجوم توالت و ترادفا تعاونا و تناكحا و تتابعا قوله هو الحلال المحلل ما أحلوا أی عرفانهم حلال یصیر سببا لتحلیل كل حلال و تحریم كل حرام قوله و ذلك سعیهم أی الفروع الحلال یحصل من سعیهم و یعرف ببیانهم و لعله كان من شعبهم.

قوله فهم الفواحش أی هم و الخمر و المیسر و غیر ذلك الفواحش ما ظهر و ما بطن فهم ما بطن و الخمر و المیسر و غیرها ما ظهر قوله علیه السلام و أنا أعلم الجملة حالیة و قوله لصدقت جزاء الشرط و بعض الجمل معترضة و فی بعض النسخ و لصدقت قوله فهذا كله جزاء الشرط قوله و إنما عرفوا أی أهل المعرفة و یحتمل الأوصیاء قوله علیه السلام و كیف یستقیم لی أی لا یستقیم لی أن أقول إن الدین غیر النبی إلا بأن أقول إن دینی هو الذی أتانی به النبی فما لم أنسب دینی إلی النبی صلی اللّٰه علیه و آله لا یصح دینی فعلی هذا الوجه یصح أن یقال الدین و أصله ذلك الرجل كما أن كل من أنكر الدین فقد أنكر أولا النبی ثم أنكر دینه قوله و هو یعرف الضمیر راجع إلی الموصول أی یقول هذا الكلام علی الوجه الذی قلنا قوله و باطن الحرام حرام الجملة حالیة أی لا یكون الأصل و الفروع مع هذا القول و كذا قوله و یستحل الظاهر حالیة قوله و هو أب لهم كذا فی قراءة أهل البیت كما سیأتی قوله علیه السلام فمن حرم نساء النبی صلی اللّٰه علیه و آله أی یستلزم تحریم نساء النبی صلی اللّٰه علیه و آله لتحریم اللّٰه لها تحریم سائر النساء المحرمات لأن اللّٰه كما حرم فی

ص: 298


1- النور: 63- 65.
2- بصائر الدرجات: 154- 157.

القرآن نساء النبی حرم سائر المحرمات أیضا فمن اقتصر علی تحریم نسائه صلی اللّٰه علیه و آله فقد أشرك و أنكر القرآن و أما سائر الفقرات فسیأتی شرح كل منها فی بابه و الخبر لا یخلو من تشویش و النسخ التی عندنا كانت سقیمة فأوردناه كما وجدناه و المقصود منه ظاهر لمن تأمل فیه.

«2»-خص، منتخب البصائر مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَدْ آتَیْنا آلَ إِبْراهِیمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَیْناهُمْ مُلْكاً عَظِیماً قُلْتُ أَنْتَ أَعْلَمُ قَالَ طَاعَةُ اللَّهِ مَعْرِفَةُ الرُّسُلِ وَ وَلَایَتُهُمْ هِیَ الْحَلَالُ فَالْمُحَلَّلُ مَا حَلَّلُوا إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ (1).

«3»-كش، رجال الكشی حَمْدَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ بَشِیرٍ الدَّهَّانِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ كَتَبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَی أَبِی الْخَطَّابِ بَلَغَنِی أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ الزِّنَا رَجُلٌ وَ أَنَّ الْخَمْرَ رَجُلٌ وَ أَنَّ الصَّلَاةَ رَجُلٌ وَ الصِّیَامَ رَجُلٌ وَ أَنَّ الْفَوَاحِشَ رَجُلٌ وَ لَیْسَ هُوَ كَمَا تَقُولُ إِنَّا أَصْلُ الْحَقِّ (2) وَ فُرُوعُ الْحَقِّ طَاعَةُ اللَّهِ وَ عَدُوُّنَا أَصْلُ الشَّرِّ وَ فُرُوعُهُمُ الْفَوَاحِشُ وَ كَیْفَ یُطَاعُ مَنْ لَا یُعْرَفُ وَ كَیْفَ یُعْرَفُ مَنْ لَا یُطَاعُ (3).

بیان: قال السید الداماد رحمه اللّٰه فیه وجهان الأول أن یكون الطاعة جمع طائع أو طیع كما أن السادة جمع السید و القادة جمع قائد و الصاغة جمع صائغ و علی هذا ففروع الحق الشیعة و معنی الكلام أنا أصل الحق و فروع الحق من شیعتنا إنما هم الطیعون الطائعون المطیعون لله عز و جل.

الثانی أن تكون هی اسم الجنس فیعنی بها جنس الطاعات و الحسنات أو المصدر أی إطاعة اللّٰه و التعبد له عز و جل فیما أمر به من العبادات و نهی عنه من المعاصی و حینئذ یقدر حذف المضاف إلی الضمیر فی اسم إن و التقدیر

ص: 299


1- مختصر بصائر الدرجات: 78 و 88 فیه: صفتی هذه صفة النبیّ و هی صفة من وصفه من بعده، اخذنا ذلك و به نقتدی راجعه.
2- اهل الحق خ ل.
3- رجال الكشّیّ: 188.

أن معرفة حقنا و الدخول فی ولایتنا أصل الحق و أس الدین و فروع الحق و متممات الدین هی ضروب الطاعات و العبادات و الامتثال فی أوامر اللّٰه تعالی و الانتهاء عند نواهیه و كذلك الفواحش علی قیاس ما ذكر إما بمعنی الطواغی علی جمع الفاحشة و الطاغیة بالهاء للمبالغة لا بالتاء للتأنیث فكل فاحش جاوز الحد فی الفحش و السوء و طاغ تعدی الحد فی الطغیان و العتو فهو فاحشة و طاغیة من باب المبالغة فالمعنی عدونا أصل الشر و أساس الضلال و فروعهم الفواحش الطواغی من أصحاب الغوایة و الضلالة و إما بمعنی الفاحشات من الآثام و السیئات من المعاصی یعنی أن الدخول فی حزب عدونا و الانخراط فی سلكهم أصل الشر و الضلال فی الدین و فروع ذلك فواحش الأعمال و موبقات المعاصی قوله علیه السلام و كیف یطاع من لا یعرف علی صیغة المجهول یعنی أن معرفة اللّٰه تعالی و طاعته سبحانه لا تتم إحداهما من دون الأخری فكما لا یطاع من لا یعرف عزه و جلاله لا یعرف كبریاءه و مجده من لا یطاع انتهی كلامه رفع مقامه.

أقول: لما كان الخبر السابق كالشرح لهذا الخبر لم نتعرض لبیانه.

«4»-كش، رجال الكشی طَاهِرُ بْنُ عِیسَی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الشُّجَاعِیِّ عَنِ الْحَمَّادِیِّ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قِیلَ لَهُ رُوِیَ أَنَّ الْخَمْرَ وَ الْمَیْسِرَ وَ الْأَنْصَابَ وَ الْأَزْلَامَ رِجَالٌ فَقَالَ مَا كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِیُخَاطِبَ خَلْقَهُ بِمَا لَا یَعْلَمُونَ (1).

«5»-قب، المناقب لابن شهرآشوب إِدْرِیسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی ما سَلَكَكُمْ فِی سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّینَ (2) قَالَ عَنَی بِهَا لَمْ نَكُ مِنْ أَتْبَاعِ الْأَئِمَّةِ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ فِیهِمْ وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (3) أَ لَا تَرَی أَنَّ النَّاسَ یُسَمُّونَ الَّذِی یَلِی السَّابِقَ فِی الْحَلْبَةِ (4) الْمُصَلِّی فَذَلِكَ الَّذِی عَنَی حَیْثُ قَالَ لَمْ نَكُ

ص: 300


1- رجال الكشّیّ: 188.
2- المدّثّر: 42 و 43.
3- الواقعة: 10.
4- الحلبة: الدفعة من الخیل فی الرهان خاصّة. و الخیل تجمع للسباق.

مِنْ أَتْبَاعِ السَّابِقِینَ (1).

«6»-أَبُو جَعْفَرٍ وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی الَّذِینَ یَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَ الْفَواحِشَ نَزَلَتْ فِی آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (2).

بیان: لعل المعنی أن الإثم و الفواحش أعداؤهم أو هم المجتنبون عن جمیعها لأنه لازم للعصمة فالمراد باللمم المكروهات.

«7»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَبِی وَهْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْداً صَالِحاً علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِنَّما حَرَّمَ رَبِّیَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ فَقَالَ إِنَّ الْقُرْآنَ لَهُ ظَهْرٌ وَ بَطْنٌ فَجَمِیعُ مَا حُرِّمَ فِی الْكِتَابِ هُوَ الظَّاهِرُ وَ الْبَاطِنُ مِنْ ذَلِكَ أَئِمَّةُ الْجَوْرِ وَ جَمِیعُ مَا أُحِلَّ فِی الْكِتَابِ هُوَ الظَّاهِرُ وَ الْبَاطِنُ مِنْ ذَلِكَ أَئِمَّةُ الْحَقِّ (3).

شی، تفسیر العیاشی محمد بن منصور مثله (4).

«8»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ حَفْصٍ الْمُؤَذِّنِ قَالَ: كَتَبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَی أَبِی الْخَطَّابِ بَلَغَنِی أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ الْخَمْرَ رَجُلٌ وَ أَنَّ الزِّنَا رَجُلٌ وَ أَنَّ الصَّلَاةَ رَجُلٌ وَ أَنَّ الصَّوْمَ رَجُلٌ وَ لَیْسَ كَمَا تَقُولُ نَحْنُ أَصْلُ الْخَیْرِ وَ فُرُوعُهُ طَاعَةُ اللَّهِ وَ عَدُوُّنَا أَصْلُ الشَّرِّ وَ فُرُوعُهُ مَعْصِیَةُ اللَّهِ ثُمَّ كَتَبَ كَیْفَ یُطَاعُ مَنْ لَا یُعْرَفُ وَ كَیْفَ یُعْرَفُ مَنْ لَا یُطَاعُ (5).

«9»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَا تَقُولُوا لِكُلِّ آیَةٍ هَذِهِ رَجُلٌ وَ هَذِهِ رَجُلٌ مِنَ الْقُرْآنِ حَلَالٌ وَ مِنْهُ حَرَامٌ وَ مِنْهُ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ وَ حُكْمُ مَا بَیْنَكُمْ وَ خَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ فَهَكَذَا هُوَ (6).

ص: 301


1- مناقب آل أبی طالب 2: 443 و الآیة الأخیرة فی النجم: 32.
2- مناقب آل أبی طالب 2: 443 و الآیة الأخیرة فی النجم: 32.
3- بصائر الدرجات 157 و الآیة فی الأعراف: 33.
4- تفسیر العیّاشیّ 2: 16.
5- بصائر الدرجات: 157.
6- بصائر الدرجات: 157.

بیان: أی لا تقتصروا علی هذا بأن تنفوا ظاهرها كما مر و كذا الكلام فی سائر الأخبار.

«10»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ حَبِیبٍ الْخَثْعَمِیِّ قَالَ: ذَكَرْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا یَقُولُ أَبُو الْخَطَّابِ فَقَالَ اذْكُرْ لِی بَعْضَ مَا یَقُولُ قُلْتُ فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ إِلَی آخِرِ الْآیَةِ یَقُولُ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ إِذا ذُكِرَ الَّذِینَ مِنْ دُونِهِ (1) فُلَانٌ وَ فُلَانٌ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ قَالَ هَذَا فَهُوَ مُشْرِكٌ ثَلَاثاً أَنَا إِلَی اللَّهِ مِنْهُ بَرِی ءٌ ثَلَاثاً بَلْ عَنَی اللَّهُ بِذَلِكَ نَفْسَهُ وَ أَخْبَرْتُهُ بِالْآیَةِ الَّتِی فِی حم ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِیَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ (2) ثُمَّ قَالَ قُلْتُ یَعْنِی بِذَلِكَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ قَالَ هَذَا فَهُوَ مُشْرِكٌ ثَلَاثاً (3) أَنَا إِلَی اللَّهِ مِنْهُ بَرِی ءٌ ثَلَاثاً بَلْ عَنَی بِذَلِكَ نَفْسَهُ بَلْ عَنَی بِذَلِكَ نَفْسَهُ (4).

«11»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ آدَمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ هِشَامٍ عَنِ الْهَیْثَمِ التَّمِیمِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا مِیثَمُ التَّمِیمِیُّ إِنَّ قَوْماً آمَنُوا بِالظَّاهِرِ وَ كَفَرُوا بِالْبَاطِنِ فَلَمْ یَنْفَعْهُمْ شَیْ ءٌ وَ جَاءَ قَوْمٌ مِنْ بَعْدِهِمْ فَآمَنُوا بِالْبَاطِنِ وَ كَفَرُوا بِالظَّاهِرِ فَلَمْ یَنْفَعْهُمْ ذَلِكَ شَیْئاً وَ لَا إِیمَانَ بِظَاهِرٍ إِلَّا بِبَاطِنٍ وَ لَا بِبَاطِنٍ إِلَّا بِظَاهِرٍ (5).

«12»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (6) بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی حافِظُوا عَلَی الصَّلَواتِ وَ الصَّلاةِ الْوُسْطی وَ قُومُوا لِلَّهِ قانِتِینَ طَائِعِینَ لِلْأَئِمَّةِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ (7).

ص: 302


1- الزمر: 45.
2- غافر: 12.
3- یعنی قال ذلك ثلاثا. و كذا فیما قبله.
4- بصائر الدرجات: 157.
5- بصائر الدرجات: 157.
6- فی المصدر: (عن زرارة خ) عن عبد الرحمن.
7- تفسیر العیّاشیّ 1: 128. و الآیة فی البقرة: 239.

«13»-فس، تفسیر القمی حَرَّمَ رَبِّیَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ قَالَ مِنْ ذَلِكَ أَئِمَّةُ الْجَوْرِ (1).

«14»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنْتُمُ الصَّلَاةُ فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَنْتُمُ الزَّكَاةُ وَ أَنْتُمُ الْحَجُّ فَقَالَ یَا دَاوُدَ نَحْنُ الصَّلَاةُ فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ نَحْنُ الزَّكَاةُ (2) وَ نَحْنُ الصِّیَامُ وَ نَحْنُ الْحَجُّ وَ نَحْنُ الشَّهْرُ الْحَرَامُ وَ نَحْنُ الْبَلَدُ الْحَرَامُ وَ نَحْنُ كَعْبَةُ اللَّهِ وَ نَحْنُ قِبْلَةُ اللَّهِ وَ نَحْنُ وَجْهُ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فَأَیْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ (3) وَ نَحْنُ الْآیَاتُ وَ نَحْنُ الْبَیِّنَاتُ وَ عَدُوُّنَا فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْفَحْشَاءُ وَ الْمُنْكَرُ وَ الْبَغْیُ وَ الْخَمْرُ وَ الْمَیْسِرُ وَ الْأَنْصَابُ وَ الْأَزْلَامُ وَ الْأَصْنَامُ وَ الْأَوْثَانُ وَ الْجِبْتُ وَ الطَّاغُوتُ وَ الْمَیْتَةُ وَ الدَّمُ وَ لَحْمُ الْخِنْزِیرِ یَا دَاوُدُ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَنَا فَأَكْرَمَ خَلْقَنَا وَ فَضَّلَنَا وَ جَعَلَنَا أُمَنَاءَهُ وَ حَفَظَتَهُ وَ خُزَّانَهُ عَلَی مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَ مَا فِی الْأَرْضِ وَ جَعَلَ لَنَا أَضْدَاداً وَ أَعْدَاءً فَسَمَّانَا فِی كِتَابِهِ وَ كَنَّی عَنْ أَسْمَائِنَا بِأَحْسَنِ الْأَسْمَاءِ وَ أَحَبِّهَا إِلَیْهِ وَ سَمَّی أَضْدَادَنَا وَ أَعْدَاءَنَا فِی كِتَابِهِ وَ كَنَّی عَنْ أَسْمَائِهِمْ وَ ضَرَبَ لَهُمُ الْأَمْثَالَ فِی كِتَابِهِ فِی أَبْغَضِ الْأَسْمَاءِ إِلَیْهِ وَ إِلَی عِبَادِهِ الْمُتَّقِینَ (4).

«15»-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَیْضاً بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْفَضْلِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: نَحْنُ أَصْلُ كُلِّ خَیْرٍ وَ مِنْ فُرُوعِنَا كُلُّ بِرٍّ وَ مِنَ الْبِرِّ التَّوْحِیدُ وَ الصَّلَاةُ وَ الصِّیَامُ وَ كَظْمُ الْغَیْظِ وَ الْعَفْوُ عَنِ الْمُسِی ءِ وَ رَحْمَةُ الْفَقِیرِ وَ تَعَاهُدُ الْجَارِ وَ الْإِقْرَارُ بِالْفَضْلِ لِأَهْلِهِ وَ عَدُوُّنَا أَصْلُ كُلِّ شَرٍّ وَ مِنْ فُرُوعِهِمْ كُلُّ قَبِیحٍ وَ فَاحِشَةٍ فَمِنْهُمُ الْكَذِبُ وَ النَّمِیمَةُ وَ الْبُخْلُ وَ الْقَطِیعَةُ وَ أَكْلُ الرِّبَا وَ أَكْلُ مَالِ الْیَتِیمِ بِغَیْرِ حَقِّهِ وَ تَعَدِّی الْحُدُودِ الَّتِی أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رُكُوبُ الْفَوَاحِشِ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ مِنَ الزِّنَا وَ السَّرِقَةِ

ص: 303


1- تفسیر القمّیّ: 215. و الآیة فی الأعراف: 33.
2- قد عرفت فی الخبر السابق معنی ذلك راجعه.
3- البقرة: 115.
4- كنز الفوائد: 2 و 3.

وَ كُلُّ مَا وَافَقَ ذَلِكَ مِنَ الْقَبِیحِ وَ كَذَبَ مَنْ قَالَ إِنَّهُ مَعَنَا وَ هُوَ مُتَعَلِّقٌ بِفَرْعِ غَیْرِنَا (1).

«16»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَیْلٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النُّعْمَانِ عَنْ عَمْرٍو الْجُعْفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُعْفِیِّ (2) قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ عَمِّیَ الْحُصَیْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ فَرَدَّ عَلَیْهِ السَّلَامَ وَ أَدْنَاهُ وَ قَالَ ابْنُ مَنْ هَذَا مَعَكَ قَالَ ابْنُ أَخِی إِسْمَاعِیلَ قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ تَجَاوَزَ عَنْ سَیِّئِ عَمَلِهِ كَیْفَ مُخَلِّفُوهُ قَالَ قَالَ نَحْنُ جَمِیعاً بِخَیْرٍ مَا أَبْقَی اللَّهُ لَنَا مَوَدَّتَكُمْ قَالَ یَا حُصَیْنُ لَا تَسْتَصْغِرْ مَوَدَّتَنَا فَإِنَّهَا مِنَ الْبَاقِیَاتِ الصَّالِحَاتِ فَقَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا أَسْتَصْغِرُهَا وَ لَكِنْ أَحْمَدُ اللَّهَ عَلَیْهَا (3).

«17»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَالِكِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ تَغْلِبَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ قَدْ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ وَ وَیْلٌ لِلْمُشْرِكِینَ الَّذِینَ لا یُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ یَا أَبَانُ هَلْ تَرَی اللَّهَ سُبْحَانَهُ طَلَبَ مِنَ الْمُشْرِكِینَ زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ وَ هُمْ یَعْبُدُونَ مَعَهُ إِلَهاً غَیْرَهُ قَالَ قُلْتُ فَمَنْ هُمْ قَالَ وَیْلٌ لِلْمُشْرِكِینَ الَّذِینَ أَشْرَكُوا بِالْإِمَامِ الْأَوَّلِ وَ لَمْ یَرُدُّوا إِلَی الْآخِرِ مَا قَالَ فِیهِ الْأَوَّلُ وَ هُمْ بِهِ كَافِرُونَ.

و روی عن محمد بن بشار أیضا بإسناده عن ابن تغلب مثله (4)

بیان: علی هذا التأویل یكون المراد بالزكاة أداء ما یوجب طهارة الأنفس من الشرك و النفاق و تنمیة الأعمال و قبولها من ولایة أهل البیت علیهم السلام و طاعتهم.

ص: 304


1- كنز الفوائد: 2 و 3:.
2- فی المصدر: عن نعمان بن عمرو الجعفی.
3- كنز الفوائد: 146.
4- كنز الفوائد: 279، و الآیة فی فصلت: 6 و 7.

باب 67 جوامع تأویل ما أنزل فیهم علیهم السلام و نوادرها

«1»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَتِ الْخَاصَّةُ وَ الْعَامَّةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ نَزَلَ الْقُرْآنُ أَرْبَاعاً رُبُعٌ فِینَا وَ رُبُعٌ فِی عَدُوِّنَا وَ رُبُعٌ سُنَنٌ وَ أَمْثَالٌ وَ رُبُعٌ فَرَائِضُ وَ أَحْكَامٌ وَ لَنَا كَرَائِمُ الْقُرْآنِ (1).

«2»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَیْدَةَ مَعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُطَهَّرَةَ عَنْ صَالِحِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِیِّ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ مَیْسَرَةَ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ عَنْهُ علیه السلام مِثْلَهُ (2).

«3»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم مِقْدَادُ بْنُ عَلِیٍّ الْحِجَازِیُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَرَّاجٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَعْیَنَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: الْقُرْآنُ أَرْبَعَةُ أَرْبَاعٍ رُبُعٌ فِینَا وَ رُبُعٌ فِی أَعْدَائِنَا (3) وَ رُبُعٌ فَرَائِضُ وَ أَحْكَامٌ وَ رُبُعٌ حَلَالٌ وَ حَرَامٌ وَ لَنَا كَرَائِمُ الْقُرْآنِ (4).

«4»-فس، تفسیر القمی مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّیَّارِیِّ عَنْ فُلَانٍ قَالَ: خَرَجَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ قُلُوبَ الْأَئِمَّةِ مَوْرِداً لِإِرَادَتِهِ فَإِذَا شَاءَ اللَّهُ شَیْئاً شَاءُوهُ وَ هُوَ قَوْلُهُ وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ (5).

ص: 305


1- كنز الفوائد: 2. أقول كرائم القرآن: محاسنه.
2- تفسیر فرات: 2.
3- فی المصدر: و ربع فی عدونا.
4- تفسیر فرات: 1.
5- تفسیر القمّیّ: 714. و الآیة فی التكویر: 29.

بیان: هذا أحسن التوجیهات فی تلك الآیات بأن تكون مخصوصة بالأئمة علیهم السلام علی وجهین أحدهما أنهم علیهم السلام صاروا ربانیین خالین عن مراداتهم و إرادتهم فلا تتعلق مشیتهم إلا بما علموا أن اللّٰه تعالی یشاؤه.

و ثانیهما معنی أرفع و أدق من ذلك و هو أنهم لما صیروا أنفسهم كذلك صاروا بحیث ربهم الشائی لهم و المرید لهم فلا یفعلون شیئا إلا بما یفیض اللّٰه سبحانه علیهم من مشیته و إرادته و هذا أحد معانی قوله تعالی (1) كنت سمعه و بصره و یده و لسانه و سیأتی بسط القول فی ذلك فی كتاب مكارم الأخلاق إن شاء اللّٰه تعالی.

«5»-فس، تفسیر القمی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ حَسَّانَ عَنْ هَاشِمِ بْنِ عَمَّارٍ یَرْفَعُهُ فِی قَوْلِهِ وَ كَذَّبَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ ما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَیْناهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِی فَكَیْفَ كانَ نَكِیرِ قَالَ كَذَّبَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ رُسُلَهُمْ مَا آتَیْنَا رُسُلَهُمْ مِعْشَارَ مَا آتَیْنَا مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ (2).

بیان: ظاهره أنه تنزیل و یحتمل التأویل أیضا بإرجاع ضمیر الجمع إلی الرسل.

و قال البیضاوی أی و ما بلغ هؤلاء عشر ما آتینا أولئك من القوة و طول العمر و كثرة المال أو ما بلغ أولئك عشر ما آتینا هؤلاء من البینات و الهدی (3).

«6»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ تَفْسِیرِ هَذِهِ الْآیَةِ لِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ قَالَ تَفْسِیرُهَا بِالْبَاطِنِ أَنَّ لِكُلِّ قَرْنٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ رَسُولًا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام یَخْرُجُ إِلَی الْقَرْنِ الَّذِی هُوَ إِلَیْهِمْ رَسُولٌ وَ هُمُ الْأَوْلِیَاءُ وَ هُمُ الرُّسُلُ وَ أَمَّا قَوْلُهُ فَإِذا جاءَ

ص: 306


1- فی حدیث القدسی المعروف.
2- تفسیر القمّیّ: 541، و الآیة فی سبأ: 45.
3- تفسیر البیضاوی 2: 293.

رَسُولُهُمْ قُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْقِسْطِ قَالَ مَعْنَاهُ أَنَّ الرُّسُلَ یَقْضُونَ بِالْقِسْطِ وَ هُمْ لَا یَظْلِمُونَ كَمَا قَالَ اللَّهُ (1).

بیان: لعله علی تأویل الباطن المراد بالرسول معناه اللغوی لیشمل الإمام أو المعنی أنهم علیهم السلام بمنزلة الأنبیاء فی الأمم السالفة ففی كل قرن بهم تتم الحجة كما

وَرَدَ أَنَّ عُلَمَاءَ أُمَّتِی كَأَنْبِیَاءِ بَنِی إِسْرَائِیلَ.

و فسر بهم علیهم السلام و أما تفسیره لقوله تعالی قُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْقِسْطِ فهو وجه حسن لم یذكره المفسرون بل قالوا بعد تكذیبهم رسولهم قضی اللّٰه بینهم و بینه بالعدل بإنجائه و إهلاكهم و قیل هو بیان لحالهم فی القیامة و شهادة الرسل علیهم و عدل اللّٰه فیهم.

«7»-كا، الكافی أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ مَرْوَانَ (2) عَنْ مُنَخَّلٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَمَّا قَوْلُهُ أَ فَكُلَّما جاءَكُمْ مُحَمَّدٌ (3) بِما لا تَهْوی أَنْفُسُكُمُ بِمُوَالاةِ عَلِیٍّ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِیقاً مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ كَذَّبْتُمْ وَ فَرِیقاً تَقْتُلُونَ (4)

«8»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَمَّا قَوْلُهُ أَ فَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوی أَنْفُسُكُمُ الْآیَةَ إِلَی یَعْمَلُونَ (5) قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام ذَلِكَ مِثْلُ مُوسَی وَ الرُّسُلِ مِنْ بَعْدِهِ وَ عِیسَی صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ ضَرَبَ لِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مَثَلًا فَقَالَ اللَّهُ لَهُمْ فَإِنْ جَاءَكُمْ مُحَمَّدٌ بِما لا تَهْوی أَنْفُسُكُمُ بِمُوَالاةِ عَلِیٍّ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِیقاً مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ كَذَّبْتُمْ وَ فَرِیقاً تَقْتُلُونَ فَذَلِكَ تَفْسِیرُهَا فِی الْبَاطِنِ (6).

بیان: علی هذا التأویل یكون الخطاب متوجها إلی الكافرین و المكذبین للرسل جمیعا فی صدر الآیة و فی قوله تعالی فَفَرِیقاً إلی هذه الأمة أی فأنتم

ص: 307


1- تفسیر العیّاشیّ 2: 123. و الآیة فی یونس: 47.
2- فی المصدر: عمار بن مروان.
3- تفسیر لقوله تعالی: رَسُولٌ*.
4- أصول الكافی 1: 418. و الآیة فی البقرة: 87.
5- البقرة: 87- 96.
6- تفسیر العیّاشیّ 1: 49.

یا أمة محمد فریقا من آله كذبتم و یحتمل أن یكون الخطاب فی جمیع الآیة عاما و یكون تحققه فی هذه الأمة فی ضمن قتل أهل بیته صلی اللّٰه علیه و آله إما بتعمیم الرسل مجازا أو بإسناد القتل مجازا فإن قتل أهل بیته بمنزلة قتله و فیه بعد و یحتمل أن یكون الخطاب متوجها إلی الیهود كما هو ظاهر الآیة و لما كان ما صدر عن الأمم السالفة یصدر عن هذه الأمة فالقتل إنما تحقق هنا فی قتل أهل البیت علیهم السلام لما ورد عنهم علیهم السلام أن اللّٰه صرف القتل و الأذی عن نبینا و أوقعهما علینا.

«9»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ خَالِدِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ وَ حَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ قَالَ حَیْثُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَ أَظْهُرِهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَ صَمُّوا حَیْثُ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ تَابَ عَلَیْهِمْ حَیْثُ قَامَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ ثُمَّ عَمُوا وَ صَمُّوا إِلَی (1) السَّاعَةِ (2).

«10»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَجَاءَهُ رَجُلٌ وَ قَالَ لَهُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا تَتَعَجَّبُ مِنْ عِیسَی بْنِ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ یَزْعُمُ أَنَّهُ مَا یَتَوَلَّی عَلِیّاً إِلَّا عَلَی الظَّاهِرِ وَ مَا یَدْرِی لَعَلَّهُ كَانَ یَعْبُدُ سَبْعِینَ إِلَهاً مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ فَقَالَ وَ مَا أَصْنَعُ قَالَ اللَّهُ فَإِنْ یَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَیْسُوا بِها بِكافِرِینَ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَیْنَا فَقُلْتُ نَعْقِلُهَا وَ اللَّهِ (3).

بیان: قال الطبرسی رحمه اللّٰه فَإِنْ یَكْفُرْ بِها أی بالكتاب و النبوة و الحكم هؤُلاءِ یعنی الكفار الذین جحدوا نبوة النبی صلی اللّٰه علیه و آله فَقَدْ وَكَّلْنا بِها أی بمراعاة أمر النبوة و تعظیمها و الأخذ بهدی الأنبیاء قَوْماً لَیْسُوا بِها بِكافِرِینَ أی الأنبیاء الذین جری ذكرهم آمنوا بما أتی به النبی صلی اللّٰه علیه و آله قبل مبعثه و قیل

ص: 308


1- لعل المراد بالساعة ساعة ظهور القائم علیه السلام.
2- تفسیر العیّاشیّ 1: 334. فیه: ثُمَّ تابَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ و الآیة فی المائدة: 71.
3- تفسیر العیّاشیّ 1: 367 و 368 و الآیة فی الانعام: 89.

الملائكة و قیل من آمن به علیه السلام بعد مبعثه انتهی (1)

أقول: فسر علیه السلام القوم بالشیعة أو أولاد العجم كما ورد فی خبر آخر و أما كلام عیسی فلعله أراد أنا لا نعلم باطن أمیر المؤمنین علیه السلام أنه مؤمن أو مشرك و إنما نوالیه بظاهره و قوله نعقلها و اللّٰه أی نعلم إیمانه باطنا لإخبار اللّٰه و رسوله بذلك.

«11»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ كُلَّمَا أَرَادَ جَبَّارٌ مِنَ الْجَبَابِرَةِ هَلَكَةَ آلِ مُحَمَّدٍ قَصَمَهُ اللَّهُ (2).

«12»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ بِحُسْبانٍ قَالَ یَا دَاوُدُ سَأَلْتَ عَنْ أَمْرِ فَاكْتَفِ بِمَا یَرُدُّ عَلَیْكَ إِنَّ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ آیَتَانِ مِنْ آیَاتِ اللَّهِ یَجْرِیَانِ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ ضَرَبَ ذَلِكَ مَثَلًا لِمَنْ وَثَبَ عَلَیْنَا وَ هَتَكَ حُرْمَتَنَا وَ ظَلَمَنَا حَقَّنَا فَقَالَ هُمَا بِحُسْبَانٍ (3) قَالَ هُمَا فِی عَذَابِی قَالَ قُلْتُ وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ یَسْجُدانِ قَالَ النَّجْمُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الشَّجَرُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام لَمْ یَعْصُوا اللَّهَ طَرْفَةَ عَیْنٍ قَالَ قُلْتُ وَ السَّماءَ رَفَعَها وَ وَضَعَ الْمِیزانَ قَالَ أَسْمَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَبَضَهُ اللَّهُ ثُمَّ رَفَعَهُ إِلَیْهِ وَ وَضَعَ الْمِیزانَ وَ الْمِیزَانُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ نَصَبَهُ لَهُمْ مِنْ بَعْدِهِ قُلْتُ أَلَّا تَطْغَوْا فِی الْمِیزانِ قَالَ لَا تَطْغَوْا فِی الْإِمَامِ بِالْعِصْیَانِ وَ الْخِلَافِ قُلْتُ وَ أَقِیمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَ لا تُخْسِرُوا الْمِیزانَ قَالَ أَطِیعُوا الْإِمَامَ بِالْعَدْلِ وَ لَا تَبْخَسُوهُ مِنْ حَقِّهِ قُلْتُ قَوْلُهُ فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ قَالَ أَیْ بِأَیِّ نِعْمَتِی تُكَذِّبَانِ بِمُحَمَّدٍ أَمْ بِعَلِیٍّ فَبِهِمَا أَنْعَمْتُ عَلَی الْعِبَادِ (4).

«13»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ

ص: 309


1- مجمع البیان 1: 331 و 332.
2- تفسیر العیّاشیّ 1: 330. و الآیة فی المائدة: 64.
3- الحسبان بالضم: العذاب، و منه قوله تعالی: وَ یُرْسِلَ عَلَیْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ.
4- كنز الفوائد: 319 و 320. و الآیات فی الرحمن: 5- 9 و 16.

مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ (1) قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا مَعْنَی قَوْلِهِ تَعَالَی وَیْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ قَالَ الَّذِینَ هَمَزُوا آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ وَ لَمَزُوهُمْ وَ جَلَسُوا مَجْلِساً كَانَ آلُ مُحَمَّدٍ أَحَقَّ بِهِ مِنْهُمْ (2).

بیان: قال الفیروزآبادی الهمز الغمز و الضغط و النخس و الدفع و الضرب و العض و الكسر و الهمزة الغماز و قال اللمز العیب و الإشارة بالعین و نحوها و الضرب و الدفع و كهمزة العیاب للناس أو الذی یعیبك فی وجهك و الهمزة من یعیبك فی الغیب و ما ذكره علیه السلام قریب من بعض تلك المعانی.

«14»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَالِكِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ یَكِلْنَا إِلَی أَنْفُسِنَا وَ لَوْ وَكَلَنَا إِلَی أَنْفُسِنَا لَكُنَّا كَبَعْضِ النَّاسِ وَ لَكِنْ نَحْنُ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ (3)

«15»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عُبَیْدُ بْنُ كَثِیرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی لا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ قَالَ أَهْلَ بَیْتِ نَبِیِّكُمْ علیهم السلام (4).

بیان: إنما أول علیه السلام قتل الأنفس بقتلهم علیهم السلام لأنهم أسباب للحیاة الجسمانیة و الروحانیة فهم بمنزلة أنفس الناس أو لأن قتلهم سبب لهلاكهم الصوری و المعنوی فكأنهم قتلوا أنفسهم.

«16»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ (5) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ هَلْ أَتاكَ حَدِیثُ الْغاشِیَةِ قَالَ یَغْشَاهُمُ الْقَائِمُ بِالسَّیْفِ قَالَ قُلْتُ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ قَالَ خَاضِعَةٌ لَا تُطِیقُ الِامْتِنَاعَ قَالَ قُلْتُ عامِلَةٌ قَالَ

ص: 310


1- فی المصدر: عن محمّد بن سلیمان الدیلمیّ عن أبیه سلیمان.
2- كنز الفوائد: 406.
3- كنز الفوائد: 278 و الآیة فی المؤمن: 60.
4- تفسیر فرات: 29. و الآیة فی النساء: 69.
5- فی نسخة: عن أبیه عن أبی بصیر.

عَمِلَتْ بِغَیْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالَ قُلْتُ ناصِبَةٌ قَالَ نَصَبَتْ غَیْرَ وُلَاةِ الْأَمْرِ قَالَ قُلْتُ تَصْلی ناراً حامِیَةً قَالَ تَصْلَی نَارَ الْحَرْبِ فِی الدُّنْیَا عَلَی عَهْدِ الْقَائِمِ وَ فِی الْآخِرَةِ نَارَ جَهَنَّمَ (1).

«17»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِنَّ بَعْضَ أَصْحَابِنَا یَفْتَرُونَ وَ یَقْذِفُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ فَقَالَ الْكَفُّ عَنْهُمْ أَجْمَلُ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ یَا بَا حَمْزَةَ إِنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ أَوْلَادُ بَغَایَا مَا خَلَا شِیعَتَنَا قُلْتُ كَیْفَ لِی بِالْمَخْرَجِ مِنْ هَذَا فَقَالَ لِی یَا بَا حَمْزَةَ كِتَابُ اللَّهِ الْمُنْزَلُ یَدُلُّ عَلَیْهِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی جَعَلَ لَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ سِهَاماً ثَلَاثَةً فِی جَمِیعِ الْفَیْ ءِ ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَیْ ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِی الْقُرْبی وَ الْیَتامی وَ الْمَساكِینِ وَ ابْنِ السَّبِیلِ (2) فَنَحْنُ أَصْحَابُ الْخُمُسِ وَ الْفَیْ ءِ وَ قَدْ حَرَّمْنَاهُ عَلَی جَمِیعِ النَّاسِ مَا خَلَا شِیعَتَنَا وَ اللَّهِ یَا بَا حَمْزَةَ مَا مِنْ أَرْضٍ تُفْتَحُ وَ لَا خُمُسٍ یُخَمَّسُ فَیُضْرَبُ عَلَی شَیْ ءٍ مِنْهُ إِلَّا كَانَ حَرَاماً عَلَی مَنْ یُصِیبُهُ فَرْجاً كَانَ أَوْ مَالًا وَ لَوْ قَدْ ظَهَرَ الْحَقُّ لَقَدْ بِیعَ الرَّجُلُ الْكَرِیمَةُ عَلَیْهِ نَفْسُهُ فِیمَنْ لَا یَزِیدُ (3) حَتَّی إِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ لَیَفْتَدِی بِجَمِیعِ مَالِهِ وَ یَطْلُبُ النَّجَاةَ لِنَفْسِهِ فَلَا یَصِلُ إِلَی شَیْ ءٍ مِنْ ذَلِكَ وَ قَدْ أَخْرَجُونَا وَ شِیعَتَنَا مِنْ حَقِّنَا ذَلِكَ بِلَا عُذْرٍ وَ لَا حَقٍّ وَ لَا حُجَّةٍ قُلْتُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَی الْحُسْنَیَیْنِ قَالَ إِمَّا مَوْتٌ فِی طَاعَةِ اللَّهِ أَوْ إِدْرَاكُ ظُهُورِ إِمَامٍ وَ نَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِهِمْ مَعَ مَا نَحْنُ فِیهِ مِنَ الشِّدَّةِ أَنْ یُصِیبَهُمُ اللَّهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ هُوَ الْمَسْخُ أَوْ بِأَیْدِینا وَ هُوَ الْقَتْلُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْ فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ (4) وَ التَّرَبُّصُ انْتِظَارُ وُقُوعِ الْبَلَاءِ بِأَعْدَائِهِمْ (5).

ص: 311


1- روضة الكافی: 50 و الآیات فی الغاشیة: 1- 4.
2- الأنفال: 41.
3- فی نسخة: فیمن لا یرید.
4- التوبة: 52.
5- روضة الكافی: 285 و 287.

بیان: قوله یفترون أی علیهم و یقذفونهم بأنهم أولاد زنا فأجاب علیه السلام بأنه لا ینبغی لهم ترك التقیة لكن لكلامهم محمل صدق قوله كیف لی بالمخرج أی بم أستدل و أحتج علی من أنكر هذا قوله فیضرب علی شی ء منه یحتمل أن یكون من قولهم ضربت علیه خراجا إذا جعلته وظیفة أی یضرب خراج علی شی ء من تلك المأخوذات من الأرضین سواء أخذوها علی وجه الخمس أو غیره أو من قولهم ضرب بالقداح إذا ساهم بها و أخرجها فیكون كنایة عن القسمة قوله علیه السلام لقد بیع الرجل هو علی بناء المجهول فالرجل مرفوع به و الكریمة صفة للرجل أی یبیع الإمام أو من یأذن له من أصحاب الخمس و الخراج و الغنائم المخالف الذی تولد من هذه الأموال مع كونه عزیزا فی نفسه كریما فی سوق المزاد و لا یزید أحد علی ثمنه لهوانه و حقارته عندهم هذا إذا قرئ بالزاء المعجمة كما فی أكثر النسخ و بالمهملة أیضا یرجع إلی هذا المعنی و بعض الأفاضل قرأ بیع علی المعلوم من التفعیل و نصب الكریمة لیكون مفعولا لبیع و جعل نفسه عطف بیان للكریمة أو بدلا عنها فالمعنی أن المخالف یبیع نفسه للفداء و ما ذكرنا أظهر كما لا یخفی.

قوله علیه السلام لیفتدی بجمیع ماله أی لیفك من قید الرقیة فلا یتیسر له ذلك لعدم قبول الإمام علیه السلام ذلك منه قوله تعالی هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا أی تنتظرون إِلَّا إِحْدَی الْحُسْنَیَیْنِ أی إلا إحدی العاقبتین اللتین كل منهما حسنی العواقب و ذكر المفسرون أن المراد بهما النصرة و الشهادة و لعل الخبر محمول علی أن ظاهر الآیة متوجه إلی هؤلاء و باطنها إلی الشیعة فی زمان عدم استیلاء الحق فإنهم أیضا بین إحدی الحسنیین إما الموت علی الحق أو إدراك ظهور الإمام و غلبته و یحتمل أن یكون المراد أن نظیر مورد الآیة و شبیهها جار فی الشیعة و ما یقاسون من الشدائد من المخالفین قوله تعالی وَ نَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أی نحن أیضا ننتظر فیكم إحدی السوأتین أَنْ یُصِیبَكُمُ اللَّهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ أی بقارعة و نازلة من السماء و علی تأویله علیه السلام المسخ أَوْ بعذاب بِأَیْدِینا و هو

ص: 312

القتل فی زمن استیلاء الحق.

«18»-كا، الكافی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِینَ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِینَ قَالَ هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِینٍ (1) قَالَ عِنْدَ خُرُوجِ الْقَائِمِ علیه السلام وَ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَقَدْ آتَیْنا مُوسَی الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِیهِ (2) قَالَ اخْتَلَفُوا كَمَا اخْتَلَفَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ فِی الْكِتَابِ وَ سَیَخْتَلِفُونَ فِی الْكِتَابِ الَّذِی مَعَ الْقَائِمِ الَّذِی یَأْتِیهِمْ بِهِ حَتَّی یُنْكِرَهُ نَاسٌ كَثِیرٌ فَیُقَدِّمَهُمْ فَیَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِیَ بَیْنَهُمْ وَ إِنَّ الظَّالِمِینَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ (3) قَالَ لَوْ لَا مَا تَقَدَّمَ فِیهِمْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ مَا أَبْقَی الْقَائِمُ مِنْهُمْ وَاحِداً وَ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الَّذِینَ یُصَدِّقُونَ بِیَوْمِ الدِّینِ (4) قَالَ بِخُرُوجِ الْقَائِمِ علیه السلام وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِینَ (5) قَالَ یَعْنُونَ بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ (6) قَالَ إِذَا قَامَ الْقَائِمُ عَلَیْهِ السَّلَامُ ذَهَبَتْ دَوْلَةُ الْبَاطِلِ (7).

بیان: قوله تعالی قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَیْهِ أی علی القرآن أو علی تبلیغ الوحی.

قوله تعالی وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِینَ أی من المتصنعین بما لست من أهله علی ما عرفتم من حالی فأنتحل النبوة و أتقول القرآن و علی تفسیره فأقول فی أمیر المؤمنین علیه السلام ما لم یوح إلی إِنْ هُوَ أی القرآن و علی ما فسره علیه السلام

ص: 313


1- ص: 86- 88.
2- فصّلت: 45.
3- الشوری: 21.
4- المعارج: 26.
5- الأنعام: 23.
6- الإسراء: 81.
7- روضة الكافی: 288.

أمیر المؤمنین علیه السلام أو ما نزل من القرآن فیه صلوات اللّٰه علیه إِلَّا ذِكْرٌ أی مذكر و موعظة لِلْعالَمِینَ أی للثقلین وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ أی نبأ القرآن و هو ما فیه من الوعد و الوعید أو صدقه أو نبأ الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و صدقه فیما أتی به و علی تفسیره علیه السلام نبأ أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه و صدقه و علو شأنه أو نبأ القرآن و صدقه فیما أخبر به من فضله علیه السلام و جلالة شأنه بَعْدَ حِینٍ أی بعد الموت أو یوم القیامة أو عند ظهور الإسلام و علی تفسیره علیه السلام عند خروج القائم صلوات اللّٰه علیه.

قوله تعالی وَ لَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ قال البیضاوی القضاء السابق بتأجیل الجزاء أو العدة بأن الفصل یكون یوم القیامة لَقُضِیَ بَیْنَهُمْ بین الكافرین و المؤمنین أو المشركین و شركائهم. (1) قوله علیه السلام لو لا ما تقدم فیهم أی بأنه سیجزیهم یوم القیامة أو یولد منهم أولاد مؤمنون لقتلهم القائم علیه السلام أجمعین و یحتمل أن یكون ما أبقی القائم علیه السلام بیانا لما تقدم فیهم أی لو لا أن قدر اللّٰه أن یكون قتلهم علی ید القائم لأهلكهم اللّٰه و عذبهم قبل ذلك و لم یمهلهم و لكن لا یخلو من بعد قوله علیه السلام بخروج القائم علیه السلام اعلم أن أكثر الآیات الواردة فی القیامة الكبری دالة بباطنها علی الرجعة الصغری و لما كان فی زمن القائم علیه السلام یرد بعض المشركین و المخالفین و المنافقین و یجازون ببعض أعمالهم فلذلك سمی بیوم الدین و قد یطلق الیوم علی مقدار من الزمان و إن كانت أیاما كثیرة و یحتمل أن یكون المراد یوم رجعتهم.

قوله علیه السلام ذهبت دولة الباطل فعلی تفسیره التعبیر بصیغة الماضی للتأكید وقوعه و بیان أنه لا ریب فیه فكأنه قد وقع.

«19»-كا، الكافی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ حَرِیزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْفُضَیْلِ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام الْمَسْجِدَ الْحَرَامِ وَ هُوَ مُتَّكِئٌ عَلَیَّ فَنَظَرَ إِلَی النَّاسِ وَ نَحْنُ عَلَی بَابِ بَنِی شَیْبَةَ فَقَالَ یَا فُضَیْلُ هَكَذَا كَانَ یَطُوفُونَ فِی الْجَاهِلِیَّةِ لَا یَعْرِفُونَ

ص: 314


1- تفسیر البیضاوی 2: 397.

حَقّاً وَ لَا یَدِینُونَ دِیناً یَا فُضَیْلُ انْظُرْ إِلَیْهِمْ مُكِبِّینَ عَلَی وُجُوهِهِمْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ مِنْ خَلْقٍ مَسْخُورٍ بِهِمْ مُكِبِّینَ عَلَی وُجُوهِهِمْ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ أَ فَمَنْ یَمْشِی مُكِبًّا عَلی وَجْهِهِ أَهْدی أَمَّنْ یَمْشِی سَوِیًّا عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ یَعْنِی وَ اللَّهِ عَلِیّاً علیه السلام وَ الْأَوْصِیَاءَ ثُمَّ تَلَا علیه السلام هَذِهِ الْآیَةَ فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِیئَتْ وُجُوهُ الَّذِینَ كَفَرُوا وَ قِیلَ هذَا الَّذِی كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (1) أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَا فُضَیْلُ لَمْ یَتَسَمَّ بِهَذَا الِاسْمِ غَیْرَ عَلِیٍّ علیه السلام إِلَّا مُفْتَرٍ كَذَّابٌ إِلَی یَوْمِ النَّاسِ (2) هَذَا أَمَا وَ اللَّهِ یَا فُضَیْلُ مَا لِلَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ حَاجٌّ غَیْرُكُمْ وَ لَا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا لَكُمْ وَ لَا یَتَقَبَّلُ إِلَّا مِنْكُمْ وَ إِنَّكُمْ لَأَهْلُ هَذِهِ الْآیَةِ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَیِّئاتِكُمْ وَ نُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِیماً (3) یَا فُضَیْلُ أَ مَا تَرْضَوْنَ أَنْ تُقِیمُوا الصَّلَاةَ وَ تُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَ تَكُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ وَ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ ثُمَّ قَرَأَ أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ قِیلَ لَهُمْ كُفُّوا أَیْدِیَكُمْ وَ أَقِیمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ أَنْتُمْ وَ اللَّهِ أَهْلُ هَذِهِ الْآیَةِ (4).

بیان: قوله فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً قال المفسرون أی ذا زلفة و قرب وَ قِیلَ هذَا الَّذِی كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ أی تطلبون و تستعجلون تفتعلون من الدعاء أو تدعون أن لا بعث من الدعوی و علی تأویله علیه السلام الضمیر فی المواضع راجع إلی أمیر المؤمنین علیه السلام أی لما رأوا أمیر المؤمنین علیه السلام ذا قرب و منزلة عند ربه فی القیامة ظهر علی وجوههم أثر الكآبة و الانكسار و الحزن فتقول الملائكة لهم مشیرین إلیه هذا الذی كنتم بسببه تدعون منزلته و تسمیتم بأمیر المؤمنین و قد كان مختصا به علیه السلام.

قوله علیه السلام أنتم و اللّٰه أهل هذه الآیة أی أنتم عملتم بمضمون صدر الآیة لا مع التتمة أو هذا الأمر متوجه إلیكم فاعلموا بصدرها و احذروا آخرها.

ص: 315


1- الملك: 22 و 27.
2- فی المصدر: إلی یوم البأس.
3- النساء: 31.
4- روضة الكافی: 288 و 289. و الآیة الأخیرة فی النساء: 77.

«20»-عد، العقائد قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام مَا مِنْ آیَةٍ فِی الْقُرْآنِ أَوَّلُهَا یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِلَّا وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام أَمِیرُهَا وَ قَائِدُهَا وَ شَرِیفُهَا وَ أَوَّلُهَا وَ مَا مِنْ آیَةٍ تَسُوقُ إِلَی الْجَنَّةِ إِلَّا وَ هِیَ فِی النَّبِیِّ وَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام وَ أَشْیَاعِهِمْ وَ أَتْبَاعِهِمْ وَ مَا مِنْ آیَةٍ تَسُوقُ إِلَی النَّارِ إِلَّا وَ هِیَ فِی أَعْدَائِهِمْ وَ الْمُخَالِفِینَ لَهُمْ وَ إِنْ كَانَتِ الْآیَاتُ فِی ذِكْرِ الْأَوَّلِینَ فَمَا كَانَ مِنْهَا مِنْ خَیْرٍ فَهُوَ جَارٍ فِی أَهْلِ الْخَیْرِ وَ مَا كَانَ مِنْهَا مِنْ شَرٍّ فَهُوَ جَارٍ فِی أَهْلِ الشَّرِّ (1).

«21»-قب، المناقب لابن شهرآشوب الشِّیرَازِیُّ فِی كِتَابِهِ بِالْإِسْنَادِ عَنِ الْهُذَیْلِ عَنْ مُقَاتِلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی فِی أَیِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ (2) قَالَ صَوَّرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فِی ظَهْرِ أَبِی طَالِبٍ عَلَی صُورَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ فَكَانَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَشْبَهَ النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ أَشْبَهَ النَّاسِ بِفَاطِمَةَ وَ كُنْتُ أَنَا أَشْبَهَ النَّاسِ بِخَدِیجَةَ الْكُبْرَی وَ قَالُوا النِّدَاءُ مِنَ اللَّهِ ثَلَاثَةٌ نِدَاءٌ مِنَ اللَّهِ لِلْخَلْقِ نَحْوُ وَ ناداهُما رَبُّهُما (3) وَ نادَیْناهُ أَنْ یا إِبْراهِیمُ (4) وَ نادَیْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ (5) وَ الثَّانِی نِدَاءٌ مِنَ الْخَلْقِ إِلَی اللَّهِ نَحْوُ وَ لَقَدْ نادانا نُوحٌ (6) فَنادی فِی الظُّلُماتِ (7) وَ زَكَرِیَّا إِذْ نادی رَبَّهُ (8) وَ أَیُّوبَ إِذْ نادی رَبَّهُ (9) وَ الثَّالِثُ نِدَاءُ الْخَلْقِ لِلْخَلْقِ نَحْوُ فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ (10) فَناداها

ص: 316


1- اعتقاد الصدوق: 104.
2- الانفطار: 8.
3- الأعراف: 22.
4- الصافّات: 104.
5- مریم: 52.
6- الصافّات: 75.
7- الأنبیاء: 87.
8- الأنبیاء: 88.
9- ص: 41.
10- آل عمران: 38.

مِنْ تَحْتِها (1) یُنادُونَهُمْ أَ لَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ (2) وَ نادی أَصْحابُ الْجَنَّةِ (3) وَ نُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ (4) وَ نادَوْا یا مالِكُ (5) وَ نِدَاءُ النَّبِیِّ فِی ذُرِّیَّتِهِ رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِیاً یُنادِی (6) لِلْإِیمانِ (7).

«22»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ أَیُّوبَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَمْ حَسِبَ الَّذِینَ یَعْمَلُونَ السَّیِّئاتِ أَنْ یَسْبِقُونا ساءَ ما یَحْكُمُونَ نَزَلَتْ فِی عُتْبَةَ وَ شَیْبَةَ وَ الْوَلِیدِ بْنِ عُتْبَةَ وَ هُمُ الَّذِینَ بَارَزُوا عَلِیّاً وَ حَمْزَةَ وَ عُبَیْدَةَ وَ نَزَلَتْ فِیهِمْ مَنْ كانَ یَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ وَ مَنْ جاهَدَ فَإِنَّما یُجاهِدُ لِنَفْسِهِ قَالَ فِی عَلِیٍّ وَ صَاحِبَیْهِ (8).

«23»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَمَّدِیِّ عَنْ كَثِیرِ بْنِ عَیَّاشٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَیْنِ فِی جَوْفِهِ قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام لَیْسَ عَبْدٌ مِنْ عَبِیدِ اللَّهِ مِمَّنِ امْتُحِنَ قَلْبُهُ لِلْإِیمَانِ إِلَّا وَ هُوَ یَجِدُ مَوَدَّتَنَا عَلَی قَلْبِهِ (9) فَهُوَ یَوَدُّنَا وَ مَا مِنْ عَبْدٍ مِنْ عَبِیدِ اللَّهِ مِمَّنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَیْهِ إِلَّا وَ هُوَ یَجِدُ بُغْضَنَا عَلَی قَلْبِهِ فَهُوَ یُبْغِضُنَا فَأَصْبَحْنَا نَفْرَحُ بِحُبِّ الْمُحِبِّ وَ نَعْرِفُ بُغْضَ الْمُبْغِضِ وَ أَصْبَحَ مُحِبُّنَا یَنْتَظِرُ رَحْمَةَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ فَكَأَنَّ أَبْوَابَ الرَّحْمَةِ قَدْ فُتِحَتْ

ص: 317


1- مریم: 24.
2- الحدید: 14.
3- الأعراف: 44.
4- الأعراف: 43.
5- الزخرف: 77.
6- آل عمران: 193.
7- مناقب آل أبی طالب 3: 170 و 171.
8- كنز الفوائد: 221 و الآیات فی العنكبوت: 4- 6.
9- فی نسخة: فی قلبه.

لَهُ وَ أَصْبَحَ مُبْغِضُنَا عَلَی شَفَا جُرُفٍ مِنَ النَّارِ فَكَأَنَّ ذَلِكَ الشَّفَا قَدِ انْهَارَ (1) بِهِ فِی نارِ جَهَنَّمَ فَهَنِیئاً لِأَهْلِ الرَّحْمَةِ رَحْمَتُهُمْ وَ تَعْساً (2) لِأَهْلِ النَّارِ مَثْوَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فَلَبِئْسَ مَثْوَی الْمُتَكَبِّرِینَ (3) وَ إِنَّهُ لَیْسَ عَبْدٌ مِنْ عَبِیدِ اللَّهِ یُقَصِّرُ فِی حُبِّنَا لِخَیْرٍ جَعَلَهُ اللَّهُ عِنْدَهُ (4) إِذْ لَا یَسْتَوِی مَنْ یُحِبُّنَا وَ مَنْ یُبْغِضُنَا وَ لَا یَجْتَمِعَانِ فِی قَلْبِ رَجُلٍ أَبَداً إِنَّ اللَّهَ لَمْ یَجْعَلْ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَیْنِ فِی جَوْفِهِ یُحِبُّ بِهَذَا وَ یُبْغِضُ بِهَذَا أَمَّا مُحِبُّنَا فَیُخْلِصُ الْحُبَّ لَنَا كَمَا یَخْلُصُ الذَّهَبُ بِالنَّارِ لَا كَدَرَ فِیهِ وَ مُبْغِضُنَا عَلَی تِلْكَ الْمَنْزِلَةِ نَحْنُ النُّجَبَاءُ وَ أَفْرَاطُنَا (5) أَفْرَاطُ الْأَنْبِیَاءِ وَ أَنَا وَصِیُّ الْأَوْصِیَاءِ وَ الْفِئَةُ الْبَاغِیَةُ مِنْ حِزْبِ الشَّیْطَانِ وَ الشَّیْطَانُ مِنْهُمْ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ یَعْلَمَ حُبَّنَا فَلْیَمْتَحِنْ قَلْبَهُ فَإِنْ شَارَكَ فِی حُبِّنَا عَدُوَّنَا فَلَیْسَ مِنَّا وَ لَسْنَا مِنْهُ وَ اللَّهُ عَدُوُّهُ وَ جَبْرَئِیلُ وَ مِیكَائِیلُ وَ اللَّهُ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِینَ.

«24»-وَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لَا یَجْتَمِعُ حُبُّنَا وَ حُبُّ عَدُوِّنَا فِی جَوْفِ إِنْسَانٍ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَیْنِ فِی جَوْفِهِ (6).

«25»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ حَدِیدٍ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنْ بُزُرْجَ (7) بْنِ بَصِیرٍ وَ الْكِنَانِیِّ قَالا قُلْنَا لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جَعَلَنَا اللَّهُ فِدَاكَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ كَذلِكَ أَوْحَیْنا إِلَیْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِی مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِیمانُ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِی بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَ إِنَّكَ لَتَهْدِی إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ قَالَ یَا بَا مُحَمَّدٍ الرُّوحُ خَلْقٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُخْبِرُهُ وَ یُسَدِّدُهُ وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام یُخْبِرُهُمْ وَ یُسَدِّدُهُمْ (8).

ص: 318


1- الشفاء حرف كل شی ء وحده انهار: سقط.
2- تعسا له ای الزمه اللّٰه هلاكا.
3- النحل: 22.
4- فی المصدر: عندنا.
5- الفرط: ما لم یدرك من الولد: و لعلّ المراد هنا مطلق الاولاد.
6- كنز الفوائد: 23.
7- بزرج: معرب بزرگ.
8- كنز الفوائد: 287. و الآیة فی الشوری: 52.

«26»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَوْذَةَ عَنِ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ عَلِیّاً علیه السلام أَنْ یَمْضُوا إِلَی الْكَهْفِ وَ الرَّقِیمِ فَیُسْبِغَ أَبُو بَكْرٍ الْوُضُوءَ وَ یَصُفَّ قَدَمَیْهِ وَ یُصَلِّیَ رَكْعَتَیْنِ وَ یُنَادِیَ ثَلَاثاً فَإِنْ أَجَابُوهُ وَ إِلَّا فَلْیَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ عُمَرُ فَإِنْ أَجَابُوهُ وَ إِلَّا فَلْیَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ عَلِیٌّ علیه السلام فَمَضَوْا وَ فَعَلُوا مَا أَمَرَهُمْ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمْ یُجِیبُوا أَبَا بَكْرٍ وَ لَا عُمَرَ فَقَامَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ فَعَلَ ذَلِكَ فَأَجَابُوهُ وَ قَالُوا لَبَّیْكَ لَبَّیْكَ ثَلَاثاً فَقَالَ لَهُمْ مَا لَكُمْ لَمْ تُجِیبُوا الصَّوْتَ الْأَوَّلَ وَ الثَّانِیَ وَ أَجَبْتُمُ الثَّالِثَ فَقَالُوا إِنَّا أُمِرْنَا أَنْ لَا نُجِیبَ إِلَّا نَبِیّاً أَوْ وَصِیّاً ثُمَّ انْصَرَفُوا إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَأَلَهُمْ مَا فَعَلُوا فَأَخْبَرُوهُ فَأَخْرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صَحِیفَةً حَمْرَاءَ فَقَالَ لَهُمُ اكْتُبُوا شَهَادَتَكُمْ بِخُطُوطِكُمْ فِیهَا بِمَا رَأَیْتُمْ وَ سَمِعْتُمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَ یُسْئَلُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ (1).

«27»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَالِكِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: ذَكَرَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام الْكِتَابَ الَّذِی تَعَاقَدُوا عَلَیْهِ فِی الْكَعْبَةِ وَ أَشْهَدُوا فِیهِ وَ خَتَمُوا عَلَیْهِ بِخَوَاتِیمِهِمْ فَقَالَ یَا بَا مُحَمَّدٍ إِنَّ اللَّهَ أَخْبَرَ نَبِیَّهُ بِمَا یَصْنَعُونَهُ قَبْلَ أَنْ یَكْتُبُوهُ وَ أَنْزَلَ اللَّهُ فِیهِ كِتَاباً قُلْتُ أَنْزَلَ اللَّهُ فِیهِ كِتَاباً قَالَ نَعَمْ أَ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَهُ تَعَالَی سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَ یُسْئَلُونَ (2).

«28»-كا، الكافی أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ وَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلَامُ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ نَصْرَانِیٌّ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسَائِلَ فَكَانَ فِیمَا سَأَلَهُ أَنْ قَالَ لَهُ أَخْبِرْنِی عَنْ حم وَ الْكِتابِ الْمُبِینِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِینَ فِیها یُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِیمٍ مَا تَفْسِیرُهَا فِی الْبَاطِنِ فَقَالَ أَمَّا حم فَهُوَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ

ص: 319


1- كنز الفوائد: 289. و الآیة فی الزخرف: 19.
2- كنز الفوائد: 289. و الآیة فی الزخرف: 19.

فِی كِتَابِ هُودٍ الَّذِی أُنْزِلَ عَلَیْهِ وَ هُوَ مَنْقُوصُ الْحُرُوفِ وَ أَمَّا الْكِتَابُ الْمُبِینُ فَهُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَمَّا اللَّیْلَةُ فَفَاطِمَةُ علیها السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ فِیها یُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِیمٍ یَقُولُ یَخْرُجُ مِنْهَا خَیْرٌ كَثِیرٌ فَرَجُلٌ حَكِیمٌ وَ رَجُلٌ حَكِیمٌ وَ رَجُلٌ حَكِیمٌ إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ بِطُولِهِ (1).

«29»-فس، تفسیر القمی سَعِیدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْغَنِیِّ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُوسَی بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَرِیحٍ (2) عَنْ عَطَّارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ یُرِیدُ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَنْ أَساءَ فَعَلَیْها یُرِیدُ الْمُنَافِقِینَ وَ الْمُشْرِكِینَ ثُمَّ إِلی رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ یُرِیدُ إِلَیْهِ تَصِیرُونَ (3).

«30»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رُوِیَ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالا لَمَّا نَزَلَتْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَ ما أَدْرِی ما یُفْعَلُ بِی وَ لا بِكُمْ یَعْنِی فِی حُرُوبِهِ قَالَتْ قُرَیْشٌ فَعَلَی مَا نَتَّبِعُهُ وَ هُوَ لَا یَدْرِی مَا یُفْعَلُ بِهِ وَ لَا بِنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِیناً (4) وَ قَالا قَوْلُهُ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما یُوحی إِلَیَّ (5) فِی عَلِیٍّ هَكَذَا نَزَلَتْ (6).

«31»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رُوِیَ (7) مَرْفُوعاً عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ: قَرَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَهَلْ عَسَیْتُمْ إِنْ تَوَلَّیْتُمْ وَ سُلِّطْتُمْ وَ مَلَكْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ ثُمَّ قَالَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فِی بَنِی عَمِّنَا بَنِی الْعَبَّاسِ

ص: 320


1- الكافی ج 1 ص 478 و الآیات فی الدخان: 1- 4.
2- هكذا فی النسخ، و الصحیح: جریج.
3- تفسیر القمّیّ: 618 و الآیة فی الجاثیة: 15.
4- الفتح: 1.
5- الأحقاف: 9.
6- كنز الفوائد: 300 و 301 قوله: هكذا نزلت لعلّ المعنی ان الآیة بهذا المعنی نزلت او نزلت فی علیّ علیه السلام.
7- فی المصدر: روی محمّد بن یعقوب مرفوعا عن ابن أبی عمیر عن حماد بن عیسی عن محمّد الحلبیّ.

وَ بَنِی أُمَیَّةَ ثُمَّ قَرَأَ أُولئِكَ الَّذِینَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ عَنِ الدِّینِ وَ أَعْمی أَبْصارَهُمْ عَنِ الْوَصِیِّ ثُمَّ قَرَأَ إِنَّ الَّذِینَ ارْتَدُّوا عَلی أَدْبارِهِمْ بَعْدَ وَلَایَةِ عَلِیٍّ مِنْ بَعْدِ ما تَبَیَّنَ لَهُمُ الْهُدَی الشَّیْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَ أَمْلی لَهُمْ ثُمَّ قَرَأَ وَ الَّذِینَ اهْتَدَوْا بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ زادَهُمْ هُدیً حَیْثُ عَرَّفَهُمُ الْأَئِمَّةَ مِنْ بَعْدِهِ وَ الْقَائِمَ وَ آتاهُمْ تَقْواهُمْ أَیْ ثَوَابَ تَقْوَاهُمْ أَمَاناً مِنَ النَّارِ وَ قَالَ علیه السلام وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ هُمْ عَلِیٌّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ أَصْحَابُهُ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ هُنَّ خَدِیجَةُ وَ صُوَیْحِبَاتُهَا وَ قَالَ علیه السلام وَ قَوْلُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ آمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلی مُحَمَّدٍ فِی عَلِیٍّ وَ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَیِّئاتِهِمْ وَ أَصْلَحَ بالَهُمْ ثُمَّ قَالَ وَ الَّذِینَ كَفَرُوا بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ یَتَمَتَّعُونَ بِدُنْیَاهُمْ وَ یَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَ النَّارُ مَثْویً لَهُمْ ثُمَّ قَالَ عَلَیْهِ السَّلَامُ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِی وُعِدَ الْمُتَّقُونَ وَ هُمْ آلُ مُحَمَّدٍ وَ أَشْیَاعُهُمْ ثُمَّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَمَّا قَوْلُهُ فِیها أَنْهارٌ فَالْأَنْهَارُ رِجَالٌ وَ قَوْلُهُ ماءٍ غَیْرِ آسِنٍ فَهُوَ عَلِیٌّ علیه السلام فِی الْبَاطِنِ وَ قَوْلُهُ وَ أَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ یَتَغَیَّرْ طَعْمُهُ فَإِنَّهُ الْإِمَامُ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ أَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِینَ فَإِنَّهُ عِلْمُهُمْ یَتَلَذَّذُ مِنْهُ شِیعَتُهُمْ (1) وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ فَإِنَّهَا وَلَایَةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ (2) وَ أَمَّا قَوْلُهُ كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِی النَّارِ أَیْ إِنَّ الْمُتَیَقَّنَ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِی وَلَایَةِ عَدُوِّ آلِ مُحَمَّدٍ وَ وَلَایَةُ عَدُوِّ آلِ مُحَمَّدٍ هِیَ النَّارُ مَنْ دَخَلَهَا فَقَدْ دَخَلَ النَّارَ ثُمَّ أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ عَنْهُمْ وَ سُقُوا ماءً حَمِیماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ قَالَ جَابِرٌ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام نَزَلَ جَبْرَئِیلُ بِهَذِهِ الْآیَةِ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله هَكَذَا ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ فِی عَلِیٍّ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ وَ

ص: 321


1- زاد فی المصدر بعد ذلك: و انما كنی عن الرجال بالانهار علی سیل المجاز، أی أصحاب الأنهار، و مثله: «وَ سْئَلِ الْقَرْیَةَ» و الأئمّة صلوات اللّٰه علیهم هم أصحاب الجنة و ملاكها.
2- زاد فی المصدر بعد ذلك: ای من والی أمیر المؤمنین مغفرة له، فذلك قوله: «وَ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ» ثم قال.

قَالَ جَابِرٌ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَ فَلَمْ یَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ الَّذِینَ كَفَرُوا حَتَّی بَلَغَ إِلَی أَ فَلَمْ یَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ هَلْ لَكَ فِی رَجُلٍ یَسِیرُ بِكَ فَیَبْلُغُ بِكَ مِنَ الْمَطْلَعِ إِلَی الْمَغْرِبِ فِی یَوْمٍ وَاحِدٍ قَالَ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ وَ مَنْ لِی بِهَذَا فَقَالَ ذَاكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ لَتَبْلُغَنَّ الْأَسْبَابَ وَ اللَّهِ لَتَرْكَبَنَّ السَّحَابَ وَ اللَّهِ لتؤتن (لَتُؤْتَیَنَ) عَصَا مُوسَی وَ اللَّهِ لتعطن (1) (لَتُعْطَیَنَ) خَاتَمَ سُلَیْمَانَ ثُمَّ قَالَ هَذَا قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ اللَّهِ (2).

«32»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عِیسَی بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِی هِنْدٍ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوی عَلی سُوقِهِ یُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِیَغِیظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ قَالَ قَوْلُهُ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ أَصْلُ الزَّرْعِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَ شَطْؤُهُ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یُعْجِبُ الزُّرَّاعَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (3).

بیان: شَطْأَهُ أَیْ فِرَاخَهُ فَآزَرَهُ أَیْ قَوَّاهُ فَاسْتَغْلَظَ أَیْ صَارَ مِنَ الدِّقَّةِ إِلَی الْغِلَظِ فَاسْتَوی عَلی سُوقِهِ أَیْ فَاسْتَقَامَ عَلَی قَصَبِهِ جَمْعُ سَاقٍ یُعْجِبُ الزُّرَّاعَ أی بقوته و غلظه و حسن منظره قال المفسرون هو مثل ضربه اللّٰه تعالی للصحابة قلوا فی بدء الإسلام ثم كثروا و استحكموا فترقی أمرهم بحیث أعجب الناس و علی ما ذكره علیه السلام التمثیل للرسول صلی اللّٰه علیه و آله و الذین معه من أهل بیته فكان ابتداء أمرهم من عبد المطلب و كانت قوة أمرهم و تمامه بعلی علیه السلام.

«33»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْعَلَوِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الزَّیَّاتِ عَنْ جَنْدَلِ بْنِ وَالِقٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ غِیَاثِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا سَیِّدُ النَّاسِ وَ لَا فَخْرَ وَ عَلِیٌّ سَیِّدُ الْمُؤْمِنِینَ

ص: 322


1- الخطابات إلی علیّ علیه السلام أو إلیه و إلی الأئمّة علیهم السلام.
2- كنز الفوائد: 338 و 339 «النسخة الرضویة» و الآیات فی سورة محمد.
3- كنز الفوائد: 344 و 345 «النسخة الرضویة» و الآیة فی الفتح: 29.

اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَیْشٍ وَ اللَّهِ لَا یَأْلُوا (1) یُطْرِئُ ابْنَ عَمِّهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ النَّجْمِ إِذا هَوی ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوی وَ ما یَنْطِقُ عَنِ الْهَوی وَ مَا هَذَا الْقَوْلُ الَّذِی یَقُولُهُ بِهَوَاهُ فِی ابْنِ عَمِّهِ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحی (2).

«34»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ النَّجْمِ إِذا هَوی مَا فُتِنْتُمْ إِلَّا بِبُغْضِ آلِ مُحَمَّدٍ إِذَا مَضَی ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ بِتَفْضِیلِهِ أَهْلَ بَیْتِهِ إِلَی قَوْلِهِ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحی (3).

بیان: ما فتنتم ظاهره أنه تنزیل و یحتمل أن یكون تأویلا بأن یكون النجم كنایة عن الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و هویه عن وفاته ففیه إیماء إلی افتتانهم بذلك بقرینة ما بعده.

«35»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَیْنِ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا أَوْقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ یَوْمَ الْغَدِیرِ افْتَرَقَ النَّاسُ ثَلَاثَ فِرَقٍ فَقَالَتْ فِرْقَةٌ ضَلَّ مُحَمَّدٌ وَ فِرْقَةٌ قَالَتْ غَوَی وَ فِرْقَةٌ قَالَتْ بِهَوَاهُ یَقُولُ فِی أَهْلِ بَیْتِهِ وَ ابْنِ عَمِّهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ النَّجْمِ إِذا هَوی الْآیَاتِ (4).

«36»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَوْذَةَ عَنِ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ صِرْتُ إِلَی سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی فَقَالَ لِی جَبْرَئِیلُ تَقَدَّمْ یَا مُحَمَّدُ فَدَنَوْتُ دُنُوَّةً وَ الدُّنُوَّةُ مَدُّ الْبَصَرِ فَرَأَیْتُ نُوراً سَاطِعاً فَخَرَرْتُ لِلَّهِ سَاجِداً فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ مَنْ خَلَّفْتَ فِی الْأَرْضِ قُلْتُ یَا رَبِّ أَعْدَلَهَا وَ أَصْدَقَهَا

ص: 323


1- ألا یألو فی الامر، قصر و أبطأ. و الاطراء: المبالغة فی المدح.
2- كنز الفوائد: 314. و الآیات فی النجم: 1- 4.
3- كنز الفوائد: 358 و 359 «النسخة الرضویة» و الآیات فی النجم: 1- 4.
4- كنز الفوائد: 358 و 359 «النسخة الرضویة» و الآیات فی النجم: 1- 4.

وَ أَبَرَّهَا (1) عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَصِیِّی وَ وَارِثِی وَ خَلِیفَتِی فِی أَهْلِی فَقَالَ لِی أَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُ إِنَّ غَضَبَهُ عِزٌّ وَ رِضَاهُ حُكْمٌ یَا مُحَمَّدُ إِنِّی أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا الْعَلِیُّ الْأَعْلَی وَهَبْتُ لِأَخِیكَ اسْماً مِنْ أَسْمَائِی فَسَمَّیْتُهُ عَلِیّاً وَ أَنَا الْعَلِیُّ الْأَعْلَی یَا مُحَمَّدُ إِنِّی أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَهَبْتُ لِابْنَتِكَ اسْماً مِنْ أَسْمَائِی فَسَمَّیْتُهَا فَاطِمَةَ وَ أَنَا فَاطِرُ كُلِّ شَیْ ءٍ یَا مُحَمَّدُ إِنِّی أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا الْحَسَنُ الْبَلَاءِ وَهَبْتُ لِسِبْطَیْكَ اسْمَیْنِ مِنْ أَسْمَائِی فَسَمَّیْتُهُمَا الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ أَنَا الْحَسَنُ الْبَلَاءِ قَالَ فَلَمَّا حَدَّثَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قُرَیْشاً بِهَذَا الْحَدِیثِ قَالَ قَوْمٌ مَا أَوْحَی اللَّهُ إِلَی مُحَمَّدٍ بِشَیْ ءٍ وَ إِنَّمَا تَكَلَّمَ عَنْ هَوَی نَفْسِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی تِبْیَانَ ذَلِكَ وَ النَّجْمِ إِذا هَوی ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوی إِلَی آخِرِ الْآیَاتِ (2).

بیان: غضبه عز أی سبب لعزة الدین و غلبته و رضاه عن أحد حكم بإیمانه أو حكمه فهو العزیز الحكیم.

«37»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنِ ابْنِ خَارِجَةَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَیُّهَ الثَّقَلانِ قَالَ الثَّقَلَانِ نَحْنُ وَ الْقُرْآنُ (3).

«38»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ السِّنْدِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبَانٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَیُّهَ الثَّقَلانِ قَالَ كِتَابُ اللَّهِ وَ نَحْنُ (4).

بیان: المشهور بین المفسرین أن المراد بالثقلین (5) فی تلك الآیة الجن و

ص: 324


1- زاد فی المصدر: و أشملها.
2- كنز الفوائد: 314 و 315 و الآیات فی النجم: 1- 5.
3- كنز الفوائد: 367 «النسخة الرضویة» و الآیة فی الرحمن: 31.
4- كنز الفوائد: 367 «النسخة الرضویة» و الآیة فی الرحمن: 31.
5- الثقل محركة: كل شی ء نفس، سمی النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله القرآن و عترته ثقلین فی قوله: «انی تارك فیكم الثقلین» لخطرهما و عظم شأنهما و نفاستهما.

الإنس و المعنی سنتجرد لحسابكم و لجزائكم یوم القیامة و علی تأویله المراد بالثقلین القرآن و أهل البیت علیهم السلام كما مر و المعنی سنفرغ لسؤال الخلق لكم و الانتقام ممن لم یرع حقكم.

«39»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْأَحْوَلِ عَنْ سَلَّامِ بْنِ الْمُسْتَنِیرِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها یَعْنِی بِمَوْتِهَا كُفْرَ أَهْلِهَا وَ الْكَافِرُ مَیِّتٌ فَیُحْیِیهَا اللَّهُ بِالْقَائِمِ فَیَعْدِلُ فِیهَا فَتَحْیَا الْأَرْضُ وَ یَحْیَا أَهْلُهَا بَعْدَ مَوْتِهِمْ (1).

«40»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِی الْأَزْهَرِ عَنِ الزُّبَیْرِ بْنِ بَكَّارٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ قَالَ رَجُلٌ لِلْحَسَنِ علیه السلام (2)

إِنَّ فِیكَ كِبْراً فَقَالَ كَلَّا الْكِبْرُ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَ لَكِنْ فِیَّ عِزَّةٌ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ لِلَّهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ (3).

«41»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة جَاءَ فِی تَفْسِیرِ أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ ذَرْنِی وَ مَنْ خَلَقْتُ وَحِیداً قَالَ یَعْنِی بِهَذِهِ الولایة (4) (الْآیَةِ) إِبْلِیسَ اللَّعِینَ خَلَقَهُ وَحِیداً مِنْ غَیْرِ أَبٍ وَ لَا أُمٍّ وَ قَوْلُهُ وَ جَعَلْتُ لَهُ مالًا مَمْدُوداً یَعْنِی هَذِهِ الدَّوْلَةُ إِلَی یَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ یَوْمَ یَقُومُ الْقَائِمُ وَ بَنِینَ شُهُوداً إِلَی قَوْلِهِ كَلَّا إِنَّهُ كانَ لِآیاتِنا عَنِیداً یَقُولُ مُعَانِداً لِلْأَئِمَّةِ یَدْعُو إِلَی غَیْرِ سَبِیلِهَا وَ یَصُدُّ النَّاسَ عَنْهَا وَ هِیَ آیَاتُ اللَّهِ وَ قَوْلُهُ سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام صَعُودٌ جَبَلٌ فِی النَّارِ مِنْ نُحَاسٍ یُحْمَلُ عَلَیْهِ حَبْتَرٌ لَیَصْعَدَهُ كَارِهاً فَإِذَا ضَرَبَ بِیَدَیْهِ عَلَی الْجَبَلِ ذَابَتَا حَتَّی تَلْحَقَا بِالرُّكْبَتَیْنِ فَإِذَا رَفَعَهُمَا عَادَتَا فَلَا یَزَالُ هَكَذَا مَا شَاءَ اللَّهُ وَ قَوْلُهُ تَعَالَی إِنَّهُ فَكَّرَ وَ قَدَّرَ فَقُتِلَ كَیْفَ قَدَّرَ إِلَی قَوْلِهِ إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ قَالَ هَذَا یَعْنِی تَدْبِیرَهُ وَ نَظَرَهُ وَ فِكْرَتَهُ وَ اسْتِكْبَارَهُ فِی

ص: 325


1- كنز الفوائد: 382. و الآیة فی الحدید: 17.
2- فی المصدر: للحسین علیه السلام.
3- كنز الفوائد: 341 و الآیة فی المنافقون: 8.
4- فی نسخة: بهذه الآیة.

نَفْسِهِ وَ ادِّعَاءَهُ الْحَقَّ لِنَفْسِهِ دُونَ أَهْلِهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی سَأُصْلِیهِ سَقَرَ إِلَی قَوْلِهِ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ قَالَ یَرَاهُ أَهْلُ الشَّرْقِ كَمَا یَرَاهُ أَهْلُ الْغَرْبِ أَنَّهُ إِذَا كَانَ فِی سَقَرَ یَرَاهُ أَهْلُ الشَّرْقِ وَ الْغَرْبِ وَ یَتَبَیَّنُ حَالُهُ وَ الْمَعْنِیُّ فِی هَذِهِ الْآیَاتِ جَمِیعِهَا حَبْتَرٌ قَالَ قَوْلُهُ عَلَیْها تِسْعَةَ عَشَرَ أَیْ تِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا فَیَكُونُونَ مِنَ النَّاسِ كُلُّهُمْ فِی الشَّرْقِ وَ الْغَرْبِ وَ قَوْلُهُ وَ ما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً قَالَ فَالنَّارُ هُوَ الْقَائِمُ علیه السلام الَّذِی أَنَارَ ضَوْؤُهُ وَ خُرُوجُهُ لِأَهْلِ الشَّرْقِ وَ الْغَرْبِ وَ الْمَلَائِكَةُ هُمُ الَّذِینَ یَمْلِكُونَ عِلْمَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ وَ قَوْلُهُ وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِینَ كَفَرُوا قَالَ یَعْنِی الْمُرْجِئَةَ وَ قَوْلُهُ لِیَسْتَیْقِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ قَالَ هُمُ الشِّیعَةُ وَ هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ وَ هُمُ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ وَ قَوْلُهُ وَ یَزْدادَ الَّذِینَ آمَنُوا إِیماناً وَ لا یَرْتابَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ أَیْ لَا یَشُكُّ الشِّیعَةُ فِی شَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِ الْقَائِمِ علیه السلام وَ قَوْلُهُ وَ لِیَقُولَ الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ یَعْنِی بِذَلِكَ الشِّیعَةَ وَ ضُعَفَاءَهَا وَ الْكافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُمْ كَذلِكَ یُضِلُّ اللَّهُ مَنْ یَشاءُ وَ یَهْدِی مَنْ یَشاءُ فَالْمُؤْمِنُ یُسَلِّمُ وَ الْكَافِرُ یَشُكُّ وَ قَوْلُهُ وَ ما یَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ فَجُنُودُ رَبِّكَ هُمُ الشِّیعَةُ وَ هُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِی الْأَرْضِ وَ قَوْلُهُ وَ ما هِیَ إِلَّا ذِكْری لِلْبَشَرِ لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ یَتَقَدَّمَ أَوْ یَتَأَخَّرَ قَالَ یَعْنِی الْیَوْمَ قَبْلَ خُرُوجِ الْقَائِمِ علیه السلام مَنْ شَاءَ قَبِلَ الْحَقَّ وَ تَقَدَّمَ إِلَیْهِ وَ مَنْ شَاءَ تَأَخَّرَ عَنْهُ وَ قَوْلُهُ كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِینَةٌ إِلَّا أَصْحابَ الْیَمِینِ قَالَ هُمْ أَطْفَالُ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّیَّتُهُمْ بِإِیمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ (1) قَالَ یَعْنِی أَنَّهُمْ آمَنُوا فِی الْمِیثَاقِ وَ قَوْلُهُ وَ كُنَّا نُكَذِّبُ بِیَوْمِ الدِّینِ قَالَ یَوْمُ الدِّینِ خُرُوجُ الْقَائِمِ

ص: 326


1- الطور: 22.

علیه السلام وَ قَوْلُهُ فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِینَ یَعْنِی بِالتَّذْكِرَةِ وَ الْآیَةِ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ قَوْلُهُ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قَالَ یَعْنِی كَأَنَّهُمْ حُمُرُ وَحْشٍ فَرَّتْ مِنَ الْأَسَدِ حِینَ رَأَتْهُ وَ كَذَلِكَ الْمُرْجِئَةُ (1) إِذَا سَمِعَتْ بِفَضْلِ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ نَفَرَتْ عَنِ الْحَقِّ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی بَلْ یُرِیدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ یُؤْتی صُحُفاً مُنَشَّرَةً قَالَ یُرِیدُ كُلُّ رَجُلٍ مِنَ الْمُخَالِفِینَ أَنْ یَنْزِلَ عَلَیْهِ كِتَابٌ مِنَ السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ تَعَالَی كَلَّا بَلْ لا یَخافُونَ الْآخِرَةَ هِیَ دَوْلَةُ الْقَائِمِ علیه السلام ثُمَّ قَالَ تَعَالَی بَعْدَ أَنْ عَرَّفَهُمُ التَّذْكِرَةَ أَنَّهَا الْوَلَایَةُ كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (2) فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ وَ ما یَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوی وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ قَالَ فَالتَّقْوَی فِی هَذَا الْمَوْضِعِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْمَغْفِرَةُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (3).

«42»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رُوِیَ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقْرَأُ بَلْ یُرِیدُ الْإِنْسَانُ لِیَفْجُرَ إِمَامَهُ أَیْ یُكَذِّبَهُ (4).

«43»-وَ قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْهُمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ إِنَّ قَوْلَهُ عَزَّ وَ جَلَّ یُرِیدُ الْإِنْسَانُ لِیَفْجُرَ إِمَامَهُ قَالَ یُرِیدُ أَنْ یَفْجُرَ (5) أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَعْنِی یَكِیدَهُ (6).

بیان: لَعَلَّهُ علیه السلام قَرَأَ إِمَامَهُ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ إِمَّا بِقِرَاءَةِ لِیَفْجُرَ علی القراءة المشهورة أو من باب الإفعال أو التفعیل قال الفیروزآبادی فجر فسق و كذب و كذب و عصی و خالف و أمرهم فسد و الراكب فجورا مال عن سرجه و عن الحق عدل و علی القراءة المشهورة قالوا أی لیدوم علی فجوره فیما یستقبله من الزمان.

«44»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَعِیدِ

ص: 327


1- فی المصدر: و كذا اعداء آل محمّد إذا سمعت.
2- هكذا فی الكتاب و مصدره و الصحیح كما فی المصحف الشریف: كلا انه تذكرة.
3- كنز الفوائد: 357 و 358. و الآیات فی سورة المدّثّر.
4- كنز الفوائد: 359. و الآیة فی القیامة: 5.
5- فی المصدر: لیفجر.
6- كنز الفوائد: 359. و الآیة فی القیامة: 5.

بْنِ عُثْمَانَ الْخَزَّازِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا سَعِیدٍ الْمَدَائِنِیَّ یَقُولُ كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِی عِلِّیِّینَ وَ ما أَدْراكَ ما عِلِّیُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ بِالْخَیْرِ مَرْقُومٌ بِحُبِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام (1).

«45»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ مُعَنْعَناً عَنْ جَابِرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَیْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَیْ ءٍ إِلَی رَبِّ الْعالَمِینَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَمَّا قَوْلُهُ فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا یَعْنِی لَمَّا تَرَكُوا وَلَایَةَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ قَدْ أُمِرُوا بِهَا (2).

«46»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ خَیْثَمَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی یَوْمَ یَأْتِی بَعْضُ آیاتِ رَبِّكَ لا یَنْفَعُ نَفْساً إِیمانُها إِلَی آخِرِ الْآیَةِ قَالَ یَعْنِی مَوَدَّتَنَا وَ نُصْرَتَنَا قُلْتُ أیما (إِنَّمَا) (3) قَدَّرَ اللَّهُ مِنْهُ بِاللِّسَانِ وَ الْیَدَیْنِ وَ الْقَلْبِ قَالَ یَا خَیْثَمَةُ نُصْرَتُنَا بِاللِّسَانِ كَنُصْرَتِنَا بِالسَّیْفِ وَ نُصْرَتُنَا بِالْیَدَیْنِ أَفْضَلُ (4) یَا خَیْثَمَةُ إِنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَتْ أَثْلَاثاً فَثُلُثٌ فِینَا وَ ثُلُثٌ فِی عَدُوِّنَا وَ ثُلُثٌ فَرَائِضُ وَ أَحْكَامٌ وَ لَوْ أَنَّ آیَةً نَزَلَتْ فِی قَوْمٍ ثُمَّ مَاتُوا أُولَئِكَ مَاتَتِ الْآیَةُ إِذاً مَا بَقِیَ مِنَ الْقُرْآنِ شَیْ ءٌ (5) إِنَّ الْقُرْآنَ یَجْرِی مِنْ أَوَّلِهِ إِلَی آخِرِهِ مَا قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ فَلِكُلِّ قَوْمٍ آیَةٌ یَتْلُونَهَا یَا خَیْثَمَةُ إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِیباً (6) وَ سَیَعُودُ غَرِیباً فَطُوبَی

ص: 328


1- كنز الفوائد: 375 و الآیة فی المطففین، 18- 20.
2- تفسیر فرات: 44. و الآیة فی الانعام: 44.
3- فی المصدر: إنّما قدر اللّٰه عنه.
4- فی المصدر: أ لم تكن نصرتنا باللسان كنصرتنا بالسیف و نصرتنا بالیدین أفضل و القیام فیها.
5- بل الآیات تصدق علی الاقوام دائما، و ذلك لان صدقها علی قوم خاصّ فی زمان خاصّ یكون من قبیل صدق الكلی علی فرد، لا علی نحو صدق الجزئی علی مسماه.
6- و ذلك لان الناس ما عرفوا حقه و لم یعلموا لما ذا شرع، و سیعود غریبا لانهم لا یعرفون فی مستقبل الأیّام أیضا، و الناس اعداء لما جهلوا، مع انه شرع لتأمین سعادة الحضارة و رقی الجوامع البشریة و تحریرهم من أعلال العبودیة التی كانت علیهم و وضع ثقل المعیشة عنهم وقد وصف اللّٰه تعالی نبیه صلی اللّٰه علیه و آله فی كتابه : یأمرهم بالمعروف وینهاهم عن المنكر ویحل لهم الطیبات ویحرم علیهم الخبائث ویضع عنهم اصرهم والاعلال التی كانت علیهم.

لِلْغُرَبَاءِ (1) یَا خَیْثَمَةُ سَیَأْتِی عَلَی النَّاسِ زَمَانٌ لَا یَعْرِفُونَ اللَّهَ مَا هُوَ وَ التَّوْحِیدَ حَتَّی یَكُونَ خُرُوجُ الدَّجَّالِ وَ حَتَّی یَنْزِلَ عِیسَی بْنُ مَرْیَمَ عَلَیْهِمَا الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ مِنَ السَّمَاءِ وَ یَقْتُلَ اللَّهُ الدَّجَّالَ عَلَی یَدَیْهِ وَ یُصَلِّیَ بِهِمْ رَجُلٌ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ أَ لَا تَرَی أَنَّ عِیسَی یُصَلِّی خَلْفَنَا وَ هُوَ نَبِیٌّ أَلَا وَ نَحْنُ أَفْضَلُ مِنْهُ (2).

«47»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم فُرَاتُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْكُوفِیُّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ مُعَنْعَناً عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلَامُ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی فَلَوْ لا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِیَّةٍ یَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِی الْأَرْضِ إِلَی آخِرِ الْآیَةِ قَالَ یَخْرُجُ الطَّائِفَةُ مِنَّا وَ مَثَلُنَا كَمَنْ كَانَ (3) قَبْلَنَا مِنَ الْقُرُونِ فَمِنْهُمْ مَنْ یُقْتَلُ وَ تَبْقَی مِنْهُمْ بَقِیَّةٌ لِیُحْیُوا ذَلِكَ الْأَمْرَ یَوْماً مَا (4).

«48»-وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیِّ مُعَنْعَناً عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ: هَذِهِ الْآیَةُ فِینَا نَزَلَتْ (5).

«49»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ قَالَ فِینَا عَزِیزٌ عَلَیْهِ ما عَنِتُّمْ قَالَ فِینَا حَرِیصٌ عَلَیْكُمْ قَالَ فِینَا بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ قَالَ شَرِكْنَا الْمُؤْمِنِینَ فِی هَذِهِ الرَّابِعَةِ وَ ثَلَاثَةٌ لَنَا (6).

«50»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ قَالَ مِنْ أَنْفُسِنَا قَالَ عَزِیزٌ عَلَیْهِ ما عَنِتُّمْ قَالَ مَا عَنِتْنَا قَالَ حَرِیصٌ عَلَیْكُمْ عَلَیْنَا بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ قَالَ بِشِیعَتِنَا

ص: 329


1- زاد فی المصدر: و هذا فی أیدی الناس فكل علی هذا.
2- تفسیر فرات: 44. و الآیة فی الانعام: 158.
3- فی المصدر: ممن كان من قبلنا.
4- تفسیر فرات: 63. و الآیة فی هود: 116.
5- تفسیر فرات: 63. و الآیة فی هود: 116.
6- تفسیر العیّاشیّ 2: 118. و الآیة فی التوبة 128.

رَءُوفٌ رَحِیمٌ فَلَنَا ثَلَاثَةُ أَرْبَاعِهَا وَ لِشِیعَتِنَا رُبُعُهَا (1).

بیان: لا یخفی أن هذا التأویل علی الآیة أشد انطباقا من تفسیر المفسرین لقوله مِنْ أَنْفُسِكُمْ و لتغییر الأسلوب فی قوله بِالْمُؤْمِنِینَ

«51»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ خَطَّابِ بْنِ سَلَمَةَ (2) قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً قَطُّ إِلَّا بِوَلَایَتِنَا وَ الْبَرَاءَةِ مِنْ عَدُوِّنَا وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ فِی كِتَابِهِ وَ لَقَدْ بَعَثْنا فِی كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَی اللَّهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَیْهِ الضَّلالَةُ بِتَكْذِیبِهِمْ آلَ مُحَمَّدٍ علیهم السلام ثُمَّ قَالَ فَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَیْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِینَ (3).

«52»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی الْحَسَنُ بْنُ أَبِی الْحَسَنِ الدَّیْلَمِیُّ رَفَعَهُ إِلَی النَّوْفَلِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَا التِّجَارَةُ الْمُرْبِحَةُ الْمُنْجِیَةُ مِنَ الْعَذَابِ الْأَلِیمِ الَّتِی دَلَّ عَلَیْهَا فِی كِتَابِهِ فَقَالَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلی تِجارَةٍ تُنْجِیكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِیمٍ (4).

«53»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِی عَیَّاشٍ عَنْ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: نَحْنُ الَّذِینَ بَعَثَ اللَّهُ فِینَا رَسُولًا یَتْلُو عَلَیْنَا آیَاتِهِ وَ یُزَكِّینَا وَ یُعَلِّمُنَا الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ (5).

«54»-فس، تفسیر القمی أَحْمَدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ عُمَرَ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی الصَّامِتِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ اللَّیْلَ وَ النَّهَارَ اثْنَتَا عَشْرَةَ

ص: 330


1- تفسیر العیّاشیّ 2: 118. و الآیة فی التوبة 128.
2- فی المصدر: خطاب بن مسلمة.
3- تفسیر العیّاشیّ 2: 258 و الآیة فی النحل: 36. و الآیة هكذا: فسیروا فی الأرض.
4- كنز الفوائد: 340. و الآیة فی الصف: 10.
5- كنز جامع الفوائد: 400 «النسخة الرضویة».

سَاعَةً وَ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ أَشْرَفُ سَاعَةٍ (1) مِنْهَا وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَ أَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِیراً (2).

«55»-فس، تفسیر القمی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّها لَإِحْدَی الْكُبَرِ نَذِیراً لِلْبَشَرِ قَالَ یَعْنِی فَاطِمَةَ علیها السلام (3).

بیان: و إن كانت الآیات السابقة علی تلك الآیات واردة فی ذكر سقر و زبانیتها فلا استبعاد فی إرجاع تلك الضمائر إلیها علیها السلام إذ فی قوله تعالی وَ ما هِیَ إِلَّا ذِكْری لِلْبَشَرِ قالوا الضمیر إما راجع إلی سقر أو إلی عدة الخزنة أو إلی السورة فمع احتمال إرجاعه إلی السورة لا یبعد إرجاعه إلی صاحبتها علی أنه یحتمل أن یكون المراد به أن تلك التهدیدات إنما هی لمن ظلمها و غصب حقها صلوات اللّٰه علیها.

«56»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ سَالِمٍ الْحَنَّاطِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام (4) أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِینُ عَلی قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِینَ بِلِسانٍ عَرَبِیٍّ مُبِینٍ قَالَ هِیَ الْوَلَایَةُ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (5).

«57»-كا، الكافی أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یُوفُونَ بِالنَّذْرِ الَّذِی أَخَذَ عَلَیْهِمْ مِنْ وَلَایَتِنَا (6).

بیان: فی القاموس نَذَرَ علی نفسه یَنْذِرُ و یَنْذُرُ نَذْراً و نُذُوراً أوجبه و

ص: 331


1- فی المصدر: و ان علیّ بن أبی طالب ساعة من اثنا عشر ساعة و هو قول اللّٰه.
2- تفسیر القمّیّ: 464. و الآیة فی الفرقان: 11.
3- تفسیر القمّیّ: 704. و الآیة فی المدّثّر: 35.
4- فی نسخة: لابی عبد اللّٰه علیه السلام.
5- أصول الكافی 1: 412، و الآیة فی الشعراء: 195.
6- أصول الكافی 1: 412. و الآیة فی الإنسان: 7.

النذر ما كان وعدا شرط و ما ذكره علیه السلام من تأویل الإیفاء بالنذر بالفاء فی عالم الأجساد بما أوجب علی نفسه من ولایة النبی و الأئمة صلوات اللّٰه علیهم فی المیثاق بطن من بطون الآیة و لا ینافی ظاهره من الوفاء بالنذور و العهود المعهودة فی الشریعة و ما سیأتی فی باب نزول هل أتی أنها نزلت فی نذر أهل البیت الصوم لشفاء الحسین علیه السلام و یمكن أن یكون المراد بالنذر مطلق العهود مع اللّٰه أو مع الخلق أیضا و خصوص سبب النزول لا یصیر سببا لخصوص الحكم و المعنی و اكتفی هنا بذكر الولایة لكونها الفرد الأخفی و یؤیده أن الآیات السابقة مسوقة لوصف مطلق الأبرار و إن كان المقصود الأصلی منها الأئمة الأطهار.

أقول: و فی روایة أخری عن محمد بن فضیل قلت قوله یُوفُونَ بِالنَّذْرِ قال یوفون لله بالنذر و هو أظهر فهنا سقط.

«58»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِذا تُتْلی عَلَیْهِمْ آیاتُنا بَیِّناتٍ قالَ الَّذِینَ كَفَرُوا لِلَّذِینَ آمَنُوا أَیُّ الْفَرِیقَیْنِ خَیْرٌ مَقاماً وَ أَحْسَنُ نَدِیًّا قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله دَعَا قُرَیْشاً إِلَی وَلَایَتِنَا فَنَفَرُوا وَ أَنْكَرُوا فَقَالَ الَّذِینَ كَفَرُوا مِنْ قُرَیْشٍ لِلَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ أَقَرُّوا لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ أَیُّ الْفَرِیقَیْنِ خَیْرٌ مَقاماً وَ أَحْسَنُ نَدِیًّا تَعْیِیراً مِنْهُمْ فَقَالَ اللَّهُ رَدّاً عَلَیْهِمْ وَ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ مِنَ الْأُمَمِ السَّالِفَةِ هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَ رِءْیاً قُلْتُ قَوْلُهُ مَنْ كانَ فِی الضَّلالَةِ فَلْیَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا قَالَ كُلُّهُمْ كَانُوا فِی الضَّلَالَةِ لَا یُؤْمِنُونَ بِوَلَایَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ لَا بِوَلَایَتِنَا فَكَانُوا ضَالِّینَ مُضِلِّینَ فَیَمُدُّ لَهُمْ فِی ضَلَالَتِهِمْ وَ طُغْیَانِهِمْ حَتَّی یَمُوتُوا فَیُصَیِّرُهُمُ اللَّهُ شَرّاً مَكَاناً وَ أَضْعَفَ جُنْداً قُلْتُ قَوْلُهُ حَتَّی إِذا رَأَوْا ما یُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَ إِمَّا السَّاعَةَ فَسَیَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَ أَضْعَفُ جُنْداً قَالَ أَمَّا قَوْلُهُ حَتَّی إِذا رَأَوْا ما یُوعَدُونَ فَهُوَ خُرُوجُ الْقَائِمِ وَ هُوَ السَّاعَةُ فَسَیَعْلَمُونَ ذَلِكَ الْیَوْمَ وَ مَا نَزَلَ بِهِمْ مِنَ اللَّهِ عَلَی یَدَیْ قَائِمِهِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً یَعْنِی عِنْدَ الْقَائِمِ وَ أَضْعَفُ جُنْداً قُلْتُ قَوْلُهُ

ص: 332

وَ یَزِیدُ اللَّهُ الَّذِینَ اهْتَدَوْا هُدیً قَالَ یَزِیدُهُمْ ذَلِكَ الْیَوْمَ هُدًی عَلَی هُدًی بِاتِّبَاعِهِمُ الْقَائِمَ حَیْثُ لَا یَجْحَدُونَهُ وَ لَا یُنْكِرُونَهُ قُلْتُ قَوْلُهُ لا یَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً قَالَ إِلَّا مَنْ دَانَ اللَّهَ بِوَلَایَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ علیه السلام فَهُوَ الْعَهْدُ عِنْدَ اللَّهِ قُلْتُ قَوْلُهُ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا قَالَ وَلَایَةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام هِیَ الْوُدُّ الَّذِی قَالَ اللَّهُ قُلْتُ فَإِنَّما یَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِینَ وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا قَالَ إِنَّمَا یَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَی لِسَانِهِ حِینَ أَقَامَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَماً فَبَشَّرَ بِهِ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَنْذَرَ بِهِ الْكَافِرِینَ وَ هُمُ الَّذِینَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ (1) لُدًّا أَیْ كُفَّاراً وَ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ قَالَ لِتُنْذِرَ الْقَوْمَ الَّذِی أَنْتَ فِیهِمْ كَمَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ عَنِ اللَّهِ وَ عَنْ رَسُولِهِ وَ عَنْ وَعِیدِهِ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلی أَكْثَرِهِمْ مِمَّنْ لَا یُقِرُّونَ بِوَلَایَةِ (2) أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ فَهُمْ لا یُؤْمِنُونَ بِإِمَامَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَوْصِیَاءِ مِنْ بَعْدِهِ فَلَمَّا لَمْ یُقِرُّوا كَانَتْ عُقُوبَتُهُمْ مَا ذَكَرَ اللَّهُ إِنَّا جَعَلْنا فِی أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا فَهِیَ إِلَی الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ فِی نَارِ جَهَنَّمَ ثُمَّ قَالَ وَ جَعَلْنا مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَیْناهُمْ فَهُمْ لا یُبْصِرُونَ عُقُوبَةً مِنْهُ لَهُمْ حَیْثُ أَنْكَرُوا وَلَایَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ هَذَا فِی الدُّنْیَا وَ فِی الْآخِرَةِ فِی نَارِ جَهَنَّمَ مُقْمَحُونَ ثُمَّ قَالَ یَا مُحَمَّدُ وَ سَواءٌ عَلَیْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ وَ مِنْ بَعْدِهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ یَعْنِی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ خَشِیَ الرَّحْمنَ بِالْغَیْبِ فَبَشِّرْهُ یَا مُحَمَّدُ بِمَغْفِرَةٍ وَ أَجْرٍ كَرِیمٍ (3).

توضیح: الندی علی فعیل مجلس القوم و متحدثهم ذكره الجوهری و قال الأثاث متاع البیت.

ص: 333


1- الآیات فی مریم: 74- 97.
2- فی المصدر: بامامة.
3- أصول الكافی 1: 431 و 432. و الآیات الأخیرة فی یس: 6- 11.

و قال فی قوله تعالی هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَ رِءْیاً من همزه جعله من المنظر من رأیت و هو ما رأته العین من حال حسنة و كسوة ظاهرة و من لم یهمزه إما أن یكون علی تخفیف الهمزة أو یكون من رویت ألوانهم و جلودهم ریا أی امتلأت و حسنت.

قوله تعالی فَلْیَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا قال القاضی فیمده و یمهله بطول العمر و التمتع به و إنما أخرجه علی لفظ الأمر إیذانا بأن إمهاله مما ینبغی أن یفعله استدراجا و قطعا لمعاذیره (1).

قوله علیه السلام حتی یموتوا كأنه علیه السلام فسر العذاب النازل بهم بعد الموت و الساعة بالرجعة فی زمن القائم علیه السلام أو بوصولهم إلی زمن القائم علیه السلام أو الأعم منهما فإن الساعة ظهرها القیامة و بطنها الرجعة كما سیأتی و لما ردد اللّٰه تعالی ما یوعدون بین العذاب و بین الساعة و فرع سبحانه علیهما قوله فَسَیَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَ أَضْعَفُ جُنْداً بین علیه السلام التفریع علی كل منهما مفصلا فقال فی التفریع علی العذاب حتی یموتوا فیصیرهم اللّٰه إلخ و لما لم یذكر علیه السلام الشق الآخر أعاد السائل الآیة ثانیا فبین علیه السلام الساعة بقوله أما قوله حتی إذا رأوا إلخ أی أحد شقی ما یوعدون خروجه علیه السلام لأنه علیه السلام بین الشق الآخر سابقا و لذا قال علیه السلام و هو الساعة ثم بین التفریع علی هذا الشق بقوله فسیعلمون ذلك الیوم و ما نزل و لعل الواو زید من النساخ كما فی تأویل (2) الآیات الباهرة نقلا عن الكلینی و علی ما فی أكثر النسخ فقوله ذلك الیوم مفعول لا ظرف أی حقیقة ذلك الیوم فقوله و ما نزل عطف تفسیر قال یزیدهم لعله علی تفسیره یزید عطف علی یعلمون أی فسیزید اللّٰه لا

ص: 334


1- تفسیر البیضاوی 2: 45.
2- فیه: فسیعلمون ذلك الیوم ما ینزل بهم من عذاب اللّٰه علی یدیه و ذلك أقول: الظاهر أنه لم ینقل الفاظ الحدیث بعینها بل تصرف فیها بالزیادة والنقیصة : راجع كنز الفوائد ١٥٣ سورة مریم.

علی الشرطیة المحكیة بعد القول و لا علی قوله فلیمدد كما ذكره المفسرون قوله علیه السلام إلا من دان یحتمل أن یكون الاستثناء من الشافعین أو المشفوع لهم أو الأعم لأن قوله تعالی لا یَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ یحتمل الوجوه الثلاثة و حمله الطبرسی رحمه اللّٰه علی الأخیر حیث قال إن هؤلاء الكفار لا تنفذ شفاعة غیرهم فیهم و لا شفاعة لهم لغیرهم (1).

قوله علیه السلام هی الود ظاهره أنه علیه السلام فسر الذین آمنوا بالشیعة فإن اللّٰه جعل لهم مودة أمیر المؤمنین و یحتمل أن یكون المراد بهم أمیر المؤمنین و أولاده الأئمة علیهم السلام فإن اللّٰه جعل لهم المودة الواجبة علی الناس

كَمَا رَوَی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: كَانَ سَبَبُ نُزُولِ هَذِهِ الْآیَةِ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَانَ جَالِساً بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ قُلْ یَا عَلِیُّ اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِی فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ وُدّاً فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی الْآیَةَ.

انتهی (2).

قوله علیه السلام إنما یسره اللّٰه الضمیر للقرآن باعتبار الآیات النازلة فیه علیه السلام أو للود المفسر بالولایة و فسر اللد بالكفار لبیان أن شدة الخصومة فی ولایة علی علیه السلام كفر و اللد جمع الألد و هو الشدید الخصومة لتنذر قوما ما أنذر قال البیضاوی قوما غیر منذرین آباؤهم یعنی آباءهم الأقربین لتطاول مدة الفترة أو الذی أنذر به أو شیئا أنذر به آباؤهم الأبعدون أو أنذر به آباؤهم علی المصدر انتهی (3).

و ظاهر الخبر المصدریة و یحتمل الموصولة و الموصوفة علی بعد.

قوله لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ علی تأویله علیه السلام هو الوعید بالقتل فی الدنیا علی ید القائم علیه السلام و العقوبة بالنار فی الآخرة و الإقماح رفع الرأس و غض البصر یقال أقحمه الغل إذا ترك رأسه مرفوعا من ضیقه قوله علیه السلام عقوبة منه لهم

ص: 335


1- مجمع البیان 6: 531.
2- تفسیر القمّیّ: 416.
3- تفسیر البیضاوی 2: 306.

لعله علیه السلام فسر عدم الإبصار بعدم إبصار الحق و تركهم النظر فی الدلائل كما هو المشهور بین المفسرین و فسر أكثرهم الآیة الأولی أیضا بذلك و فسر علیه السلام الذكر بأمیر المؤمنین علیه السلام علی المثال و المراد جمیع الأئمة علیهم السلام لأنهم یذكرون الناس ما فیه صلاحهم من علوم التوحید و المعاد و سائر المعارف و الشرائع و الأحكام (1).

«59»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْمَاضِی علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ یُرِیدُونَ لِیُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ قَالَ یُرِیدُونَ لِیُطْفِئُوا وَلَایَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِأَفْوَاهِهِمْ قُلْتُ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ (2) قَالَ وَ اللَّهُ مُتِمُّ الْإِمَامَةِ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ الَّذِینَ آمَنُوا (3) بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِی أَنْزَلْنا فَالنُّورُ هُوَ الْإِمَامُ قُلْتُ هُوَ الَّذِی أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدی وَ دِینِ الْحَقِّ قَالَ هُوَ الَّذِی أَمَرَ رَسُولَهُ بِالْوَلَایَةِ لِوَصِیِّهِ وَ الْوَلَایَةُ هِیَ دِینُ الْحَقِّ قُلْتُ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ قَالَ یُظْهِرُهُ عَلَی جَمِیعِ الْأَدْیَانِ عِنْدَ قِیَامِ الْقَائِمِ قَالَ یَقُولُ اللَّهُ وَ اللَّهُ مُتِمُّ وَلَایَةِ الْقَائِمِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (4) بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام قُلْتُ هَذَا تَنْزِیلٌ قَالَ نَعَمْ أَمَّا هَذَا الْحَرْفُ فَتَنْزِیلٌ وَ أَمَّا غَیْرُهُ فَتَأْوِیلٌ (5) قُلْتُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی سَمَّی مَنْ لَمْ یَتَّبِعْ رَسُولَهُ فِی وَلَایَةِ وَصِیِّهِ مُنَافِقِینَ وَ جَعَلَ مَنْ جَحَدَ وَصِیَّهُ إِمَامَتَهُ كَمَنْ جَحَدَ مُحَمَّداً وَ أَنْزَلَ بِذَلِكَ قُرْآناً فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ بِوَلَایَةِ

ص: 336


1- و كل ما یحتاج الناس فی حضارتهم من الاجتماعیات و السیاسیات، و ما یتعلق بمعاشهم و معادهم.
2- الصف: 8.
3- التغابن: 8 و الآیة هكذا: فآمنوا باللّٰه.
4- فی المصحف. و لو كره المشركون راجع الصف: 9. و هو تأویل كما یذكره علیه السلام بعد ذلك.
5- لعل المراد بالحرف قوله الكافرون أو المراد ما أضاف علیه السلام من تفسیر الآیات.

وَصِیِّكَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَ اللَّهُ یَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَ اللَّهُ یَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِینَ بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ لَكاذِبُونَ اتَّخَذُوا أَیْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ وَ السَّبِیلُ هُوَ الْوَصِیُّ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا یَعْمَلُونَ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا بِرِسَالَتِكَ وَ كَفَرُوا (1) بِوَلَایَةِ وَصِیِّكَ فَطَبَعَ اللَّهُ عَلی قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا یَفْقَهُونَ قُلْتُ مَا مَعْنَی لا یَفْقَهُونَ قَالَ یَقُولُ لَا یَعْقِلُونَ بِنُبُوَّتِكَ قُلْتُ وَ إِذا قِیلَ لَهُمْ تَعالَوْا یَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ وَ إِذَا قِیلَ لَهُمُ ارْجِعُوا إِلَی وَلَایَةِ عَلِیٍّ یَسْتَغْفِرْ لَكُمُ النَّبِیُّ مِنْ ذُنُوبِكُمْ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ قَالَ اللَّهُ وَ رَأَیْتَهُمْ یَصُدُّونَ عَنْ وَلَایَةِ عَلِیٍّ وَ هُمْ مُسْتَكْبِرُونَ عَلَیْهِ ثُمَّ عَطَفَ الْقَوْلَ مِنَ اللَّهِ بِمَعْرِفَتِهِ بِهِمْ فَقَالَ سَواءٌ عَلَیْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ یَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْفاسِقِینَ (2) یَقُولُ الظَّالِمِینَ لِوَصِیِّكَ قُلْتُ أَ فَمَنْ یَمْشِی مُكِبًّا عَلی وَجْهِهِ أَهْدی أَمَّنْ یَمْشِی سَوِیًّا عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ (3) قَالَ إِنَّ اللَّهَ ضَرَبَ مَثَلَ مَنْ حَادَ عَنْ وَلَایَةِ عَلِیٍّ كَمَنْ یَمْشِی عَلَی وَجْهِهِ لَا یَهْتَدِی لِأَمْرِهِ وَ جَعَلَ مَنْ تَبِعَهُ سَوِیّاً عَلَی صِرَاطٍ مُسْتَقِیمٍ وَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قُلْتُ قَوْلُهُ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِیمٍ قَالَ یَعْنِی جَبْرَئِیلَ عَنِ اللَّهِ فِی وَلَایَةِ عَلِیٍّ قَالَ قُلْتُ وَ ما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِیلًا ما تُؤْمِنُونَ قَالَ قَالُوا إِنَّ مُحَمَّداً كَذَّابٌ عَلَی رَبِّهِ وَ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهَذَا فِی عَلِیٍّ فَأَنْزَلَ اللَّهُ بِذَلِكَ قُرْآناً فَقَالَ إِنَّ وَلَایَةَ عَلِیٍّ علیه السلام تَنْزِیلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَیْنا مُحَمَّدٌ بَعْضَ الْأَقاوِیلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْیَمِینِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِینَ ثُمَّ عَطَفَ الْقَوْلَ فَقَالَ إِنَّ وَلَایَةَ عَلِیٍّ (4) لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِینَ لِلْعَالَمِینَ وَ إِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِینَ وَ إِنَّ عَلِیّاً (5) لَحَسْرَةٌ عَلَی الْكافِرِینَ وَ إِنَّ وَلَایَتَهُ (6) لَحَقُّ الْیَقِینِ فَسَبِّحْ یَا مُحَمَّدُ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِیمِ (7) یَقُولُ اشْكُرْ رَبَّكَ الْعَظِیمَ الَّذِی أَعْطَاكَ هَذَا الْفَضْلَ قُلْتُ قَوْلُهُ لَمَّا

ص: 337


1- فی المصحف الشریف: (ثم كفروا) و فیه: فطبع. علی بناء المفعول.
2- و الآیات فی سورة المنافقین.
3- الملك: 22:
4- فی المصحف الشریف: و انه.
5- فی المصحف الشریف: و انه.
6- فی المصحف الشریف: و انه.
7- و الآیات فی الحاقة: 40- 52.

سَمِعْنَا الْهُدی آمَنَّا بِهِ قَالَ الْهُدَی الْوَلَایَةُ آمَنَّا بِمَوْلَانَا فَمَنْ آمَنَ بِوَلَایَةِ مَوْلَاهُ فَلا یَخافُ بَخْساً وَ لا رَهَقاً قُلْتُ تَنْزِیلٌ قَالَ لَا تَأْوِیلٌ (1) قُلْتُ قَوْلُهُ إِنِّی لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَ لا رَشَداً قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله دَعَا النَّاسَ إِلَی وَلَایَةِ عَلِیٍّ فَاجْتَمَعَتْ إِلَیْهِ قُرَیْشٌ فَقَالُوا یَا مُحَمَّدُ أَعْفِنَا مِنْ هَذَا فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَذَا إِلَی اللَّهِ لَیْسَ إِلَیَّ فَاتَّهَمُوهُ وَ خَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ قُلْ إِنِّی لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَ لا رَشَداً قُلْ إِنِّی لَنْ یُجِیرَنِی مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَیْتُهُ أَحَدٌ وَ لَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَ رِسالاتِهِ فِی عَلِیٍّ قُلْتُ هَذَا تَنْزِیلٌ قَالَ نَعَمْ ثُمَّ قَالَ تَوْكِیداً وَ مَنْ یَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فِی وَلَایَةِ عَلِیٍّ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِینَ فِیها أَبَداً قُلْتُ حَتَّی إِذا رَأَوْا ما یُوعَدُونَ فَسَیَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً (2) قَالَ یَعْنِی بِذَلِكَ الْقَائِمَ وَ أَنْصَارَهُ قُلْتُ وَ اصْبِرْ عَلی ما یَقُولُونَ قَالَ یَقُولُونَ فِیكَ وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِیلًا وَ ذَرْنِی یَا مُحَمَّدُ وَ الْمُكَذِّبِینَ بِوَصِیِّكَ أُولِی النَّعْمَةِ وَ مَهِّلْهُمْ قَلِیلًا قُلْتُ إِنَّ هَذَا تَنْزِیلٌ (3) قَالَ نَعَمْ قُلْتُ لِیَسْتَیْقِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ قَالَ یَسْتَیْقِنُونَ أَنَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ وَصِیَّهُ حَقٌّ قُلْتُ وَ یَزْدادَ الَّذِینَ آمَنُوا إِیماناً قَالَ یَزْدَادُونَ بِوَلَایَةِ الْوَصِیِّ إِیمَاناً قُلْتُ وَ لا یَرْتابَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ وَ الْمُؤْمِنُونَ قَالَ بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ قُلْتُ مَا هَذَا الِارْتِیَابُ قَالَ یَعْنِی بِذَلِكَ أَهْلَ الْكِتَابِ وَ الْمُؤْمِنِینَ الَّذِینَ ذَكَرَ اللَّهُ فَقَالَ وَ لَا یَرْتَابُونَ فِی الْوَلَایَةِ قُلْتُ وَ ما هِیَ إِلَّا ذِكْری لِلْبَشَرِ قَالَ نَعَمْ وَلَایَةُ عَلِیٍّ قُلْتُ إِنَّها لَإِحْدَی الْكُبَرِ قَالَ الْوَلَایَةُ قُلْتُ لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ یَتَقَدَّمَ أَوْ یَتَأَخَّرَ قَالَ مَنْ تَقَدَّمَ إِلَی وَلَایَتِنَا أُخِّرَ عَنْ سَقَرَ وَ مَنْ تَأَخَّرَ عَنَّا تَقَدَّمَ إِلَی سَقَرَ إِلَّا أَصْحَابَ الْیَمِینِ قَالَ هُمْ وَ اللَّهِ شِیعَتُنَا قُلْتُ لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّینَ قَالَ إِنَّا لَمْ

ص: 338


1- و اما التنزیل فهكذا: «وَ أَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدی آمَنَّا بِهِ فَمَنْ یُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا یَخافُ بَخْساً وَ لا رَهَقاً» و الآیة فی الجن: 13.
2- الجن: 20- 23.
3- لعل المراد من التنزیل التفسیر قبال التأویل او مورد النزول، و الآیة فی المزّمّل: 11.

نَتَوَلَّ وَصِیَّ مُحَمَّدٍ وَ الْأَوْصِیَاءَ مِنْ بَعْدِهِ وَ لَا یُصَلُّونَ عَلَیْهِمْ قُلْتُ فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِینَ قَالَ عَنِ الْوَلَایَةِ مُعْرِضِینَ قُلْتُ كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ (1) قَالَ الْوَلَایَةُ قُلْتُ قَوْلُهُ یُوفُونَ بِالنَّذْرِ (2) قَالَ یُوفُونَ لِلَّهِ بِالنَّذْرِ الَّذِی أَخَذَ عَلَیْهِمْ فِی الْمِیثَاقِ مِنْ وَلَایَتِنَا قُلْتُ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَیْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِیلًا (3) قَالَ بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ تَنْزِیلًا قُلْتُ هَذَا تَنْزِیلٌ قَالَ نَعَمْ (4) هَذَا تَأْوِیلٌ قُلْتُ إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ (5) قَالَ الْوَلَایَةُ قُلْتُ یُدْخِلُ مَنْ یَشاءُ فِی رَحْمَتِهِ قَالَ فِی وَلَایَتِنَا قَالَ وَ الظَّالِمِینَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِیماً (6) أَ لَا تَرَی أَنَّ اللَّهَ یَقُولُ وَ ما ظَلَمُونا وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ (7) قَالَ إِنَّ اللَّهَ أَعَزُّ وَ أَمْنَعُ مِنْ أَنْ یَظْلِمَ أَوْ أَنْ یَنْسُبَ نَفْسَهُ إِلَی ظُلْمٍ وَ لَكِنَّ اللَّهَ خَلَطَنَا بِنَفْسِهِ فَجَعَلَ ظُلْمَنَا ظُلْمَهُ وَ وَلَایَتَنَا وَلَایَتَهُ ثُمَّ أَنْزَلَ بِذَلِكَ قُرْآناً عَلَی نَبِیِّهِ فَقَالَ وَ ما ظَلَمْناهُمْ (8) وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ (9) قُلْتُ هَذَا تَنْزِیلٌ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِینَ قَالَ یَقُولُ وَیْلٌ لِلْمُكَذِّبِینَ یَا مُحَمَّدُ بِمَا أَوْحَیْتُ إِلَیْكَ مِنْ وَلَایَةِ عَلِیٍّ أَ لَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِینَ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِینَ قَالَ الْأَوَّلِینَ الَّذِینَ كَذَّبُوا الرُّسُلَ فِی طَاعَةِ الْأَوْصِیَاءِ كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِینَ قَالَ مَنْ أَجْرَمَ إِلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ رَكِبَ مِنْ وَصِیِّهِ مَا رَكِبَ قُلْتُ إِنَّ الْمُتَّقِینَ (10) قَالَ نَحْنُ وَ اللَّهِ وَ شِیعَتُنَا لَیْسَ عَلَی مِلَّةِ إِبْرَاهِیمَ غَیْرُنَا وَ سَائِرُ النَّاسِ مِنْهَا بَرَاءٌ قُلْتُ یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا لا یَتَكَلَّمُونَ (11) الْآیَةَ قَالَ نَحْنُ وَ اللَّهِ الْمَأْذُونُ لَهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ الْقَائِلُونَ صَوَاباً قُلْتُ مَا تَقُولُونَ إِذَا تَكَلَّمْتُمْ قَالَ نُمَجِّدُ (12) رَبَّنَا وَ نُصَلِّی عَلَی

ص: 339


1- فی المصحف الشریف: (كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ) راجع سورة المدّثّر.
2- الإنسان: 7 و 23 و 29 و 31.
3- الإنسان: 7 و 23 و 29 و 31.
4- بعض النسخ خال عن لفظة: نعم.
5- الإنسان: 7 و 23 و 29 و 31.
6- الإنسان: 7 و 23 و 29 و 31.
7- البقرة: 56.
8- فی نسخة: و ما ظلموناهم.
9- النحل: 118.
10- المرسلات: 15- 17 و 41.
11- النبأ: 38.
12- فی نسخة: نحمد-.

نَبِیِّنَا وَ نَشْفَعُ لِشِیعَتِنَا فَلَا یَرُدُّنَا رَبُّنَا قُلْتُ كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِی سِجِّینٍ قَالَ هُمُ الَّذِینَ فَجَرُوا فِی حَقِّ الْأَئِمَّةِ وَ اعْتَدَوْا عَلَیْهِمْ قُلْتُ ثُمَّ یُقَالُ هذَا الَّذِی كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (1) قَالَ یَعْنِی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قُلْتُ تَنْزِیلٌ قَالَ نَعَمْ (2).

تبیین: قوله علیه السلام لیطفئوا ولایة أمیر المؤمنین علیه السلام فسر المفسرون النور بالإیمان و الإسلام و فسره علیه السلام بالولایة لأنها العمدة فیهما و بها یتبین سائر أركانهما قوله علیه السلام متم الإمامة أی بنصب إمام فی كل عصر و تبیین حجیته للناس و إن أنكروه أو الإتمام فی زمان القائم علیه السلام ثم استشهد علیه السلام لكون النور الإمام بآیة أخری فی سورة التغابن و هی هكذا فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ فالتغییر إما من الرواة و النساخ أو منه علیه السلام نقلا بالمعنی و فسر المفسرون النور بالقرآن و أوله علیه السلام بالإمام علیه السلام لمقارنته للنبی صلی اللّٰه علیه و آله فی سائر الآیات الواردة فی ذلك كآیة إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ (3) و آیة أُولِی الْأَمْرِ (4) و غیرهما و الإنزال لا ینافی ذلك لأنه قد ورد فی شأن الرسول صلی اللّٰه علیه و آله أیضا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَیْكُمْ ذِكْراً رَسُولًا (5) فأنزل نور النبی و الوصی صلوات اللّٰه علیهما من صلب آدم إلی الأصلاب الطاهرة إلی صلب عبد المطلب فافترق نصفین فانتقل نصف إلی صلب عبد اللّٰه و نصف إلی صلب أبی طالب كما مر و قد قال تعالی النُّورَ الَّذِی أُنْزِلَ مَعَهُ (6) و فسر بعلی علیه السلام و أیضا یحتمل أن یكون الإنزال إشارة إلی أنه بعد رفعهم علیهم السلام إلی أعلی منازل القرب و التقدس و العز و الكرامة أنزلهم إلی معاشرة الخلق و هدایتهم لیأخذوا عنهم العلوم بقدسهم و طهارتهم و یبلغوا إلی

ص: 340


1- المطففین: 7 و 17.
2- أصول الكافی 1: 432 و 435.
3- المائدة: 55.
4- النساء: 59.
5- الطلاق: 10 و 11.
6- الأعراف: 158.

الخلق بظاهر بشریتهم فإنزالهم إشارة إلی هذا المعنی كما حققناه فی مقام آخر و یحتمل أن یكون مبنیا علی أنه لیس المراد بالإیمان بالقرآن الإذعان به مجملا بل فهم معانیه و التصدیق بها و لا یتیسر ذلك إلا بمعرفة الإمام و ولایته فإنه الحافظ للقرآن لفظا و معنی و ظهرا و بطنا بل هو القرآن حقیقة كما سیأتی تحقیقه فی كتاب القرآن و غیره إن شاء اللّٰه.

هُوَ الَّذِی أَرْسَلَ رَسُولَهُ أقول هذا المضمون مذكور فی ثلاثة مواضع من القرآن أولها فی التوبة یُرِیدُونَ أَنْ یُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ یَأْبَی اللَّهُ إِلَّا أَنْ یُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ هُوَ الَّذِی أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدی وَ دِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (1).

و ثانیها فی الفتح هُوَ الَّذِی أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدی وَ دِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ وَ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً (2) و ثالثها فی الصف یُرِیدُونَ لِیُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ هُوَ الَّذِی أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدی وَ دِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (3) و الظاهر أن الذی ورد فی الخبر هو تأویل ما فی سورة الصف و قوله وَ اللَّهُ مُتِمُّ ولایة القائم عود إلی تأویل تتمة الآیة الأولی لأن السائل استعجل و سأل عن تفسیر الآیة الثانیة قبل إتمام تفسیر الأولی فعاد علیه السلام إلی تفسیر الآیة الأولی و لم یفسر وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ لتقارب مفهومی عجزی الآیتین و یحتمل أن یكون وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ تفسیرا لقوله وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ أو نقلا بالمعنی و الأول أظهر.

و قوله علیه السلام أما هذا الحرف أی قوله بولایة علی فی آخر الآیة أو من قوله و اللّٰه إلی قوله علی.

ص: 341


1- التوبة: 32 و 33.
2- الفتح: 28.
3- الصف: 9.

قوله علیه السلام بولایة وصیك أی بسببها فإن نفاقهم كان بسبب إنكار الولایة أو فیها لأنهم كانوا یظهرون قبولها و یسعون باطنا فی إزالتها لَكاذِبُونَ أی فی ادعائهم الإذعان بنبوتك إذ تكذیب الولایة یستلزم تكذیب النبوة و السبیل هو الوصی لأنه الموصل إلی النجاة و الداعی إلی سبیل الخیر و لا یقبل عمل إلا بولایته لا یعقلون بنبوتك أی لا یدركون حقیقتها و حقیتها و لا یفهمون أن إنكار الوصی تكذیب للنبی صلی اللّٰه علیه و آله و أن معنی النبوة و فائدتها و نفعها لا تتم إلا بتعیین وصی معصوم حافظ لشریعته فمن لم یؤمن بالوصی لم یعقل معنی النبوة فتصدیقه علی فرض وقوعه تصدیق من غیر تصور لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ أی عطفوها إعراضا و استكبارا عن ذلك وَ رَأَیْتَهُمْ یَصُدُّونَ أی یعرضون قوله علیه السلام ثم عطف القول هو علی بناء المفعول و الباء فی قوله بمعرفته بمعنی إلی أی عطف اللّٰه تعالی القول عن بیان حالهم إلی بیان علمه بعاقبة أمرهم و أنهم لا ینفعهم الإنذار و یحتمل أن تكون الباء سببیة فیرجع إلی الأول.

فإن قیل المشهور بین المفسرین نزول تلك الآیات فی ابن أبی المنافق و أصحابه و هو مناف لما فی الخبر.

قلت خصوص السبب لا یصیر سببا لخصوص الحكم و ما ورد من الأحكام فی جماعة یجری فی أضرابهم إلی یوم القیامة مع أنه قد كانت الآیات تنزل مرتین فی قضیتین لتشابههما و أیضا لا اعتماد علی أكثر ما رووه فی أسباب النزول و بالجملة یحتمل أن یكون المعنی أن آیات النفاق تشمل جماعة كانوا یظهرون الإیمان بالرسول صلی اللّٰه علیه و آله و ینكرون إمامة وصیه فإنه كفر به حقیقة أَ فَمَنْ یَمْشِی مُكِبًّا یقال كببته فأكب و قد مر تفسیر الآیة من حاد أی مال و عدل و الحاصل أن شیعة علی علیه السلام التابع له فی عقائده و أعماله یمشی علی صراط مستقیم لا یعوج عن الحق و لا یشتبه علیه الطریق و لا یقع فی الشبهات التی توجب عثاره و یعسر علیه التخلص منها و المخالف له أعمی حیران لا یعلم مقصده عاقبة أمره فیسلك الطرق الوعرة المشتبهة التی لا یدری أین ینتهی و یقع فی حفر و مضایق و شبهات لا یعرف

ص: 342

كیفیة التخلص منها و الصراط المستقیم أمیر المؤمنین أی ولایته و متابعته أو یقدر فی الآیة مضاف.

إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِیمٍ قال المفسرون الضمیر راجع إلی القرآن و علی ما فسره علیه السلام أیضا راجع إلیه لكن باعتبار الآیات النازلة فی الولایة أو المعنی أنها جار فیها أیضا بل هی عمدتها.

قوله علیه السلام قالوا إن محمدا تفسیر لشاعر لأن المراد به من یروج الكذب بلطائف الحیل و یكون بناء كلامه علی الخیالات الشعریة لأن عدم كون القرآن شعرا مما لا یریب فیه أحد قوله علیه السلام إن ولایة علی لا ینافی رجوع الضمیر إلی القرآن لأن المراد به الآیات النازلة فی الولایة كما عرفت لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْیَمِینِ كنایة عن شدة الأخذ لأن الأخذ بها أشد و أقوی من الأخذ بالیسار و الوتین عرق فی القلب إذا انقطع مات صاحبه ثم عطف علی بناء المعلوم و الضمیر لله أی أرجع القول إلی ما كان فی الولایة إن ولایة علی تفسیر لقوله وَ إِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ أی الآیات النازلة فی الولایة و فسر المتقین بالعالمین بالولایة أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِینَ أی بالولایة و إن علیا لحسرة هذا أیضا تفسیر لمرجع الضمیر و بیان لحاصل المعنی فإن الآیات النازلة فی الولایة و عدم العمل بها لما صارت وبالا و حسرة علی الكافرین یوم القیامة فكأنه علیه السلام حسرة لهم و كذا الكلام فی قوله و إن ولایته فإن الضمائر كلها راجعة إلی شی ء واحد و عبر عنه بعبارات مختلفة تفننا و توضیحا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدی فسروا الهدی بالقرآن و لما كان أكثره فی الولایة إما تصریحا أو تلویحا و إما ظهرا أو بطنا فسر علیه السلام الهدی بالولایة و لما كان الإیمان بالولایة راجعا إلی الإیمان بالمولی أی صاحب الولایة و الذی هو أولی بكل أحد من نفسه أرجع ضمیر به إلی المولی بیانا لحاصل المعنی و یحتمل أن یكون الهدی مصدرا بمعنی اسم الفاعل مبالغة فالمراد بالهدی الهادی و هو المولی و أول علیه السلام فَمَنْ یُؤْمِنْ بِرَبِّهِ بالإیمان بالولایة للدلالة علی أن من لم یؤمن

ص: 343

بالولایة لم یؤمن بربه فإنها شرط الإیمان باللّٰه.

فَلا یَخافُ بَخْساً وَ لا رَهَقاً قال البیضاوی أی نقصا فی الجزاء و لا أن ترهقه دلة أو جزاء نقص لأنه لم یبخس حقا و لم یرهق ظلما لأن من حق الإیمان بالقرآن أن یجتنب ذلك (1).

و فی القاموس البخس النقص و الظلم و الرهق محركة غشیان المحارم قُلْ إِنِّی لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَ لا رَشَداً قال البیضاوی أی و لا نفعا أو غیا و لا رشدا عبر عن أحدهما باسمه و عن الآخر باسم سببه أو مسببه إشعارا بالمعنیین قُلْ إِنِّی لَنْ یُجِیرَنِی مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ إن أراد بی سوءا وَ لَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً أی منحرفا و ملتجئا إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ استثناء من قوله لا أَمْلِكُ فإن التبلیغ إرشاد و إنفاع و ما بینهما اعتراض مؤكد لنفی الاستطاعة أو من مُلْتَحَداً أو معناه أن لا أبلغ بلاغا و ما قبله دلیل الجواب و رِسالاتِهِ عطف علی بَلاغاً و مِنَ اللَّهِ صفته فإن صلته عن كقوله أبلغوا عنی و لو آیة انتهی (2).

قوله أعفنا یقال أعفاه عن الأمر إذا لم یكلفه یعنی بذلك القائم فإنه من جملة ما وعدوا به و لا ینافی شموله للقیامة و عقوباتها أیضا فاصبر عَلی ما یَقُولُونَ فی المزمل وَ اصْبِرْ و كأنه من النساخ أو ذكر الفاء للإشعار بأن وَ اصْبِرْ عطف علی ما اتخذ و هو من تتمة التفریع قال یقولون فیك أی إنه شاعر أو كاهن أو إن ما یقوله فی ابن عمه هو من قبل نفسه وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِیلًا بأن تجانبهم و تداریهم و لا تكافیهم و تكل أمرهم إلی اللّٰه وَ ذَرْنِی أی دعنی و إیاهم فإنی أجازیهم أُولِی النَّعْمَةِ أی أرباب التنعم وَ مَهِّلْهُمْ قَلِیلًا أی زمانا أو إمهالا قلیلا قلت إن هذا تنزیل أی قوله بوصیك أی كذا نزل أو هو مدلوله التضمنی فإن تكذیبه صلی اللّٰه علیه و آله فی أمر الوصی تكذیب للوصی لِیَسْتَیْقِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ قبله فی المدثر ذَرْنِی وَ مَنْ خَلَقْتُ وَحِیداً وَ جَعَلْتُ لَهُ مالًا

ص: 344


1- تفسیر البیضاوی 2: 555.
2- تفسیر البیضاوی 2: 556.

مَمْدُوداً إلی قوله سبحانه سَأُصْلِیهِ سَقَرَ وَ ما أَدْراكَ ما سَقَرُ لا تُبْقِی وَ لا تَذَرُ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ عَلَیْها تِسْعَةَ عَشَرَ وَ ما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِینَ كَفَرُوا لِیَسْتَیْقِنَ إلخ.

و قال المفسرون الوحید الولید بن المغیرة و استیقان أهل الكتاب لموافقة عدد الزبانیة لما فی كتبهم و ازدیاد إیمان المؤمنین بالإیمان به أو بتصدیق أهل الكتاب وَ لا یَرْتابَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ وَ الْمُؤْمِنُونَ تأكید للاستیقان و زیادة الإیمان و نفی لما یعرض المستیقن حیثما عراه شبهة و قد ورد فی أخبارنا أن الوحید ولد الزنا و هو عمر و كذا تتمة الآیات فیه كما أوردناه فی موضع آخر و لما كان تهدیده بعذاب سقر لإنكار الولایة فذكر الولایة فی تلك الآیات لذلك و فقه ذلك أنك قد عرفت مرارا أن الآیة إذا نزلت فی قوم فهی تجری فی أمثالهم إلی یوم القیامة فظاهر الآیات فی الولید و باطنها فی الزنیم العنید و كما أن الأول كان معارضا فی النبوة فكذا الثانی كان معارضا فی الولایة و هما متلازمان و نفی كل منهما یستلزم نفی الأخری فلا ینافی هذا التأویل كون السورة مكیة مع أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی أول بعثته علیه السلام أظهر إمامة وصیه كما مر فیحتمل أن یكون الكافر و المنافق معا نسباه إلی السحر لإظهار الولایة و أیضا نفی القرآن علی أی وجه كان یستلزم نفی الولایة و إثباته إثباتها.

قوله ما هذا الارتیاب لعل السائل جعل قوله بولایة علی متعلقا بالمؤمنین فلا یعلم حینئذ أن متعلق الارتیاب المنفی ما هو فلذلك سأل عنه.

قوله نعم ولایة علی كان المعنی أن التذكیر لولایته و یحتمل فی بطن القرآن إرجاع الضمیر إلی الولایة لكون الآیات نازلة فیها و كذا قوله علیه السلام الولایة یحتمل الوجهین و قوله علیه السلام من تقدم إلی ولایتنا یحتمل وجوها الأول أن یكون المراد بالتقدم التقدم إلی الولایة و بالتأخر التأخر عن سقر فالتردید بحسب اللفظ فقط.

الثانی أن یكون كلاهما بالنظر إلی الولایة و أو للتقسیم كقولهم الكلمة

ص: 345

اسم أو فعل أو حرف. الثالث أن یكون المراد كلیهما بحسب ظهر الآیة و بطنها بأن یكون بحسب ظهرها المراد التقدم إلی سقر و التأخر عنها و بحسب بطنها التقدم إلی الولایة و التأخر عنها كَلَّا إِنَّها فی المدثر إِنَّهُ فكأنه فی قراءتهم علیهم السلام إنها أو هو من النساخ نعم فی سورة عبس كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ (1) فیحتمل أن یكون سؤال السائل عنها.

قال بولایة علی أی المراد بالقرآن ما نزل منه فی الولایة أو هی العمدة فیه قال نعم لیس نعم فی بعض النسخ و هو أظهر و رواه صاحب تأویل الآیات الباهرة نقلا عن الكافی قال لا تأویل (2) و علی ما فی أكثر النسخ من وجود نعم فیمكن أن یكون مبنیا علی أن سؤال السائل علی وجه الإنكار و الاستبعاد فقال علیه السلام نعم تصدیقا لإنكاره أو یكون نعم فقط جوابا عن السؤال و ذا إشارة إلی ما قال علیه السلام فی الآیة السابقة إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ أقول المفسرون أرجعوا الضمیر إلی السورة أو الآیات القریبة و لما تعاضدت روایات الخاص و العام علی نزول السورة فی أهل البیت علیهم السلام فتفسیره الإشارة بالولایة غیر مناف لما ذكروه إذ السورة من حیث نزولها فیهم تذكرة لولایتهم و الاعتقاد بجلالتهم بل یحتمل أن یكون علی تفسیره علیه السلام هذه إشارة إلی السورة أو الآیات و یكون قوله علیه السلام الولایة تفسیرا لمتعلق التذكرة أی ما یتذكر بها فلا تكلف أصلا فی ولایتنا لا ریب أن الولایة من أعظم الرحمات الدنیویة و الأخرویة و الظلم علیهم أعظم الظلم فهم لا محالة داخلون فی الآیة إن لم تكن مخصوصة بهم بقرینة مورد النزول ثم الظاهر من كلامه علیه السلام أن المراد بالظالمین من ظلم اللّٰه أی من ظلم الأئمة علیهم السلام و أنه عبر كذلك لبیان أن ظلمهم بمنزلة ظلم الرب تعالی شأنه و الحاصل أن اللّٰه تعالی أجل من أن ینسب إلیه أحد ظلما بالظالمیة

ص: 346


1- عبس: 11.
2- كنز الفوائد: 358.

أو المظلومیة حتی یحتاج إلی أن ینفی عن نفسه ذلك بل اللّٰه سبحانه خلط الأنبیاء و الأوصیاء علیهم السلام بنفسه و نسب إلی نفسه سبحانه كل ما یفعل بهم أو ینسب إلیهم لبیان كرامتهم لدیه فقوله تعالی وَ ما ظَلَمْناهُمْ لیس الغرض نفی الظلم عن نفسه بل عن حججه بأنهم لا یظلمون الناس بقتلهم و جبرهم علی الإسلام و الاستقامة علی الحق بل هم یظلمون أنفسهم بترك متابعة الأنبیاء و الأوصیاء صلوات اللّٰه علیهم ثم إن تلك الآیات وردت فی مواضع من القرآن المجید ففی سورة البقرة وَ ظَلَّلْنا عَلَیْكُمُ الْغَمامَ وَ أَنْزَلْنا عَلَیْكُمُ الْمَنَّ وَ السَّلْوی كُلُوا مِنْ طَیِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَ ما ظَلَمُونا وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ (1).

و فی الأعراف وَ ظَلَّلْنا عَلَیْهِمُ الْغَمامَ وَ أَنْزَلْنا عَلَیْهِمُ الْمَنَّ إلی آخر ما مر (2) و فی هود وَ ما ظَلَمْناهُمْ وَ لكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ (3) و فی النحل وَ عَلَی الَّذِینَ هادُوا حَرَّمْنا ما قَصَصْنا عَلَیْكَ مِنْ قَبْلُ وَ ما ظَلَمْناهُمْ وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ (4) فالآیة الأولی هنا هی ما فی البقرة و الأعراف و الثانیة هی ما فی النحل فقوله علیه السلام نعم فی جواب هذا تنزیل مشكل إذ كون الولایة مكان الرحمة بعید جدا و كون الآیة و الظالمین آل محمد كما قیل تنافی ما حققه علیه السلام من قوله خلطنا بنفسه إلخ إلا أن یقال المراد بالتنزیل ما مر من أنه مدلوله المطابقی و التضمنی لا الالتزامی أو أنه قاله جبرئیل عند إنزال الآیة و فی بعض النسخ و ما ظلموناهم فی الأخیر فیدل علی أنه كان فی النحل هكذا فضمیر هم تأكید و مضمونها مطابق لما فی البقرة و الأعراف و هو أظهر.

فإن قیل هذه القراءة تنافی ما فی صدر الآیة إذ الظاهر أنه استدراك لما یتوهم من أن التحریم ظلم علیهم فبین أن هذا جزاء ظلمهم.

قلت قد قال تعالی فی سورة النساء فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِینَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَیْهِمْ

ص: 347


1- البقرة: 56.
2- الأعراف: 160.
3- هود: 104.
4- النحل: 118.

طَیِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَ بِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ كَثِیراً (1) الآیة فیحتمل أن یكون هذا لبیان أن ظلمهم الذی صار سببا لتحریم الطیبات علیهم لم یكن علینا أی علی أنبیائنا و حججنا بل كان علی أنفسهم حیث حرموا بذلك طیبات الدنیا و الآخرة و لعل هذا أفید فخذ وَ كُنْ مِنَ الشَّاكِرِینَ وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ هی فی المرسلات بعد قوله لِیَوْمِ الْفَصْلِ وَ ما أَدْراكَ ما یَوْمُ الْفَصْلِ أی یوم القیامة و تفسیر المكذبین بالذین كذبوا الرسول صلی اللّٰه علیه و آله فیما أوحی إلیه من الولایة إما لأنه مورد نزول الآیة أو لأن التكذیب فی الولایة داخل فیه بل هی عمدته و أشد أفراده و كذا الآیات اللاحقة یجری فیها الوجهان ثم قال فی هذه السورة إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی ظِلالٍ وَ عُیُونٍ ففسر المتقین بالأئمة علیهم السلام و شیعتهم لأنه فی مقابلة المكذبین المنكرین للولایة و لا ریب أن الإقرار بالولایة مأخوذ فی التقوی بل فیما هو أعم منه و هو الإیمان و ملة إبراهیم هی التوحید الخالص المتضمن للإقرار بجمیع ما جاء به الرسل و أصله و عمدته الولایة و قد مر نزول الآیة التالیة فی شفاعة النبی و الأئمة علیهم السلام فی كتاب المعاد.

«60»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِی فَإِنَّ لَهُ مَعِیشَةً ضَنْكاً قَالَ یَعْنِی بِهِ وَلَایَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ قُلْتُ وَ نَحْشُرُهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ أَعْمی قَالَ یَعْنِی أَعْمَی الْبَصَرِ فِی الْآخِرَةِ أَعْمَی الْقَلْبِ فِی الدُّنْیَا عَنْ وَلَایَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قالَ (2) وَ هُوَ مُتَحَیِّرٌ فِی الْقِیَامَةِ یَقُولُ لِمَ حَشَرْتَنِی أَعْمی وَ قَدْ كُنْتُ بَصِیراً قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آیاتُنا فَنَسِیتَها قَالَ الْآیَاتُ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام فَنَسِیتَها وَ كَذلِكَ الْیَوْمَ تُنْسی یَعْنِی تَرَكْتَهَا وَ كَذَلِكَ الْیَوْمَ تُتْرَكُ فِی النَّارِ كَمَا تَرَكْتَ الْأَئِمَّةَ علیهم السلام فَلَمْ تُطِعْ أَمْرَهُمْ وَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ قُلْتُ وَ كَذلِكَ نَجْزِی مَنْ أَسْرَفَ وَ لَمْ یُؤْمِنْ بِآیاتِ رَبِّهِ وَ

ص: 348


1- النساء: 60.
2- فی المصحف الشریف: قال ربّ لم حشرتنی اعمی.

لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَ أَبْقی (1) قَالَ یَعْنِی مَنْ أَشْرَكَ بِوَلَایَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ غَیْرَهُ وَ لَمْ یُؤْمِنْ بِآیَاتِ رَبِّهِ وَ تَرَكَ الْأَئِمَّةَ مُعَانَدَةً فَلَمْ یَتَّبِعْ آثَارَهُمْ وَ لَمْ یَتَوَلَّهُمْ قُلْتُ اللَّهُ لَطِیفٌ بِعِبادِهِ یَرْزُقُ مَنْ یَشاءُ قَالَ وَلَایَةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ قُلْتُ مَنْ كانَ یُرِیدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ قَالَ مَعْرِفَةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام نَزِدْ لَهُ فِی حَرْثِهِ قَالَ نَزِیدُهُ مِنْهَا قَالَ یَسْتَوْفِی نَصِیبَهُ مِنْ دَوْلَتِهِمْ وَ مَنْ كانَ یُرِیدُ حَرْثَ الدُّنْیا نُؤْتِهِ مِنْها وَ ما لَهُ فِی الْآخِرَةِ مِنْ نَصِیبٍ (2) قَالَ لَیْسَ لَهُ فِی دَوْلَةِ الْحَقِّ مَعَ الْقَائِمِ نَصِیبٌ (3).

بیان: الضنك الضیق مصدر وصف به و كذلك یستوی فیه المذكر و المؤنث و فسر علیه السلام الذكر بالولایة لشموله لها و كونها عمدة أسباب ذكر اللّٰه و الذكر المذكور فی الآیة شامل لجمیع الأنبیاء و ولایتهم و متابعتهم و شرائعهم و ما أتوا به لكون الخطاب إلی آدم و حواء و أولادهما لكونها تتمة قوله تعالی اهْبِطا مِنْها جَمِیعاً الآیة لكن أشرف الأنبیاء نبینا صلی اللّٰه علیهم و أكرم الأوصیاء أوصیاؤه علیهم السلام و أفضل الشرائع شریعته فتخصیص أمیر المؤمنین علیه السلام لكونه أشرف و لكونه المتنازع فیه أولا فی هذه الأمة قوله الآیات الأئمة أی هم آیات اللّٰه أو المراد الآیات النازلة فیهم أو هی عمدتها و فسر الأكثر الإسراف بالشرك باللّٰه و فسره علیه السلام بالشرك فی الولایة فإنه یتضمن الشرك باللّٰه و فسر علیه السلام الرزق بالولایة تفسیرا له بالرزق الروحانی أو الأعم و خص أشرفه و هو الولایة بالذكر لأنها الأصل و المادة لسائر العلوم و المعارف و فسر زیادة الحرث بالمنافع الدنیویة أو الأعم منها و من العلوم و المعارف التی یلقونها إلیهم و فسر الآخرة بالرجعة و دولة القائم لما عرفت أن أكثر آیات القیامة مأولة بها.

«61»-فس، تفسیر القمی وَ الشَّفْعِ قَالَ الشَّفْعُ رَكْعَتَانِ وَ الْوَتْرُ رَكْعَةٌ وَ فِی حَدِیثٍ

ص: 349


1- طه: 124- 127.
2- الشوری: 19 و 20.
3- أصول الكافی 1: 435 و 436.

آخَرَ قَالَ الشَّفْعُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ الْوَتْرُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ (1).

«62»-فس، تفسیر القمی جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ یا أَیَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ الْآیَةَ یَعْنِی الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام (2).

«63»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الشَّفْعُ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ الْوَتْرُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ عَزَّ وَ جَلَّ (3).

«64»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ قَالَ یَا زُرَارَةُ أَ وَ لَمْ تَرْكَبْ هَذِهِ الْأُمَّةُ بَعْدَ نَبِیِّهَا طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ فِی أَمْرِ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ (4).

بیان: أی كانت ضلالتهم بعد نبیهم مطابقة لما صدر من الأمم السابقة من ترك الخلیفة و اتباع العجل و السامری و أشباه ذلك كما

قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی تَفْسِیرِ تِلْكَ الْآیَةِ یَقُولُ حَالًا بَعْدَ حَالٍ یَقُولُ لَتَرْكَبُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ وَ الْقَذَّةِ بِالْقَذَّةِ لَا تُخْطِئُونَ طَرِیقَهُمْ وَ لَا یُخْطِئُ شِبْرٌ بِشِبْرٍ وَ ذِرَاعٌ بِذِرَاعٍ وَ بَاعٌ بِبَاعٍ حَتَّی أَنْ لَوْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ دَخَلَ جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ قَالُوا الْیَهُودَ وَ النَّصَارَی تَعْنِی یَا رَسْولَ اللَّهِ قَالَ فَمَنْ أَعْنِی لَتَنْقُضُنَّ عُرَی الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً فَیَكُونُ أَوَّلَ مَا تَنْقُضُونَ مِنْ دِینِكُمُ الْأَمَانَةُ وَ آخِرَهُ الصَّلَاةُ.

(5) و یحتمل أن یكون المعنی تطابق أحوال خلفاء الجور فی الشدة و الفساد.

قال البیضاوی طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ أی حالا بعد حال مطابقة لأختها فی الشدة أو مراتب الشدة بعد المراتب.

ص: 350


1- تفسیر القمّیّ: 723. و الآیة فی الفجر: 3.
2- تفسیر القمّیّ: 725. و الآیة فی الفجر: 27.
3- كنز الفوائد: 385. و الآیة فی الفجر: 3.
4- أصول الكافی 1: 415. و الآیة فی الانشقاق: 19.
5- تفسیر القمّیّ: 718.

«65»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلی آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِیَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً قَالَ عَهِدْنَا إِلَیْهِ فِی مُحَمَّدٍ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ فَتَرَكَ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ عَزْمٌ أَنَّهُمْ هَكَذَا وَ إِنَّمَا سُمِّیَ أُولُو الْعَزْمِ أُوْلِی الْعَزْمِ أنه (لِأَنَّهُ) عَهِدَ إِلَیْهِمْ فِی مُحَمَّدٍ وَ الْأَوْصِیَاءِ مِنْ بَعْدِهِ علیه السلام وَ الْمَهْدِیِّ علیه السلام وَ سِیرَتِهِ وَ أَجْمَعَ عَزْمُهُمْ عَلَی أَنَّ ذَلِكَ كَذَلِكَ وَ الْإِقْرَارُ بِهِ (1).

«66»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْقُمِّیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلی آدَمَ مِنْ قَبْلُ كَلِمَاتٍ فِی مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام مِنْ ذُرِّیَّتِهِمْ فَنَسِیَ هَكَذَا وَ اللَّهِ أُنْزِلَتْ (2) عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (3).

«67»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی الْحُسَیْنُ بْنُ جُبَیْرٍ فِی نُخَبِ الْمَنَاقِبِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ یَسْتَنْبِئُونَكَ أَ حَقٌّ هُوَ قُلْ إِی وَ رَبِّی إِنَّهُ لَحَقٌّ وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِینَ قَالَ یَسْأَلُونَكَ یَا مُحَمَّدُ أَ عَلِیٌّ وَصِیُّكَ قُلْ إِی وَ رَبِّی إِنَّهُ لَوَصِیِّی (4).

«68»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ وَ یَسْتَنْبِئُونَكَ أَ حَقٌّ هُوَ قَالَ مَا تَقُولُ فِی عَلِیٍّ علیه السلام قُلْ إِی وَ رَبِّی إِنَّهُ لَحَقٌّ وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِینَ (5).

بیان: المشهور بین المفسرین أن الضمیر راجع إلی العذاب أو إلی ما یدعیه الرسول صلی اللّٰه علیه و آله أو إلی القرآن.

«69»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الم وَ كُلُّ حَرْفٍ فِی الْقُرْآنِ مُقَطَّعَةٌ مِنْ حُرُوفِ اسْمِ

ص: 351


1- أصول الكافی 1: 416 و الآیة فی طه: 115.
2- لعل المراد ما أشرنا إلیه كرارا أنّه نزلت بهذا المعنی او ان نزولها كانت فیهم.
3- أصول الكافی 1: 416 و الآیة فی طه: 115.
4- كنز الفوائد: 109 و الآیة فی یونس: 53.
5- أصول الكافی 1: 430 و الآیة فی یونس: 53.

اللَّهِ الْأَعْظَمِ الَّذِی یُؤَلِّفُهُ الرَّسُولُ وَ الْإِمَامُ علیه السلام فَیَدْعُو بِهِ فَیُجَابُ قَالَ قُلْتُ قَوْلُهُ ذلِكَ الْكِتابُ لا رَیْبَ فِیهِ قَالَ الْكِتَابُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ لَا شَكَّ فِیهِ أَنَّهُ إِمَامٌ هُدیً لِلْمُتَّقِینَ فَالْآیَتَانِ لِشِیعَتِنَا هُمُ الْمُتَّقُونَ الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِالْغَیْبِ وَ هُوَ الْبَعْثُ وَ النُّشُورُ وَ قِیَامُ الْقَائِمِ وَ الرَّجْعَةُ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ قَالَ مِمَّا عَلَّمْنَاهُمْ مِنَ الْقُرْآنِ (1) یَتْلُونَ (2).

أقول: هذا الخبر علی هذا الوجه كان فی بعض نسخ التفسیر.

«70»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی الْحَسَنُ بْنُ أَبِی الْحَسَنِ الدَّیْلَمِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ فَرَجِ بْنِ أَبِی شَیْبَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ وَ قَدْ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثاقَ النَّبِیِّینَ لَما آتَیْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ یَعْنِی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَتَنْصُرُنَّهُ یَعْنِی وَصِیَّهُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ لَمْ یَبْعَثِ اللَّهُ نَبِیّاً وَ لَا رَسُولًا إِلَّا وَ أَخَذَ عَلَیْهِ الْمِیثَاقَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله بِالنُّبُوَّةِ وَ لِعَلِیٍّ بِالْإِمَامَةِ (3).

«71»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی عَمَّ یَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِیمِ (4) قَالَ النَّبَأُ الْعَظِیمُ الْوَلَایَةُ وَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ هُنالِكَ الْوَلایَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ (5) قَالَ وَلَایَةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (6).

بیان: لعل المعنی أن الولایة الخالصة لله هی ما یكون مع ولایته علیه السلام.

«72»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ الْهَمْدَانِیِّ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ نَضَعُ الْمَوازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیامَةِ قَالَ الْأَنْبِیَاءُ وَ

ص: 352


1- فی نسخة: یبثون.
2- تفسیر القمّیّ: 27، و الآیات فی البقرة: 1- 3.
3- كنز الفوائد: 54 و 55، و الآیة فی آل عمران: 81.
4- النبأ: 1 و 2.
5- الكهف: 44.
6- أصول الكافی 1: 418.

الْأَوْصِیَاءُ علیهم السلام (1).

«73»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ (2) عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنِ الِاسْتِطَاعَةِ وَ قَوْلِ النَّاسِ فَقَالَ وَ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ وَ لا یَزالُونَ مُخْتَلِفِینَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ (3) یَا بَا عُبَیْدَةَ النَّاسُ مُخْتَلِفُونَ فِی إِصَابَةِ الْقَوْلِ وَ كُلُّهُمْ هَالِكٌ قَالَ قُلْتُ قَوْلُهُ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ قَالَ هُمْ شِیعَتُنَا وَ لِرَحْمَتِهِ خَلَقَهُمْ وَ هُوَ قَوْلُهُ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ یَقُولُ لِطَاعَةِ الْإِمَامَةِ (4) الرَّحْمَةُ الَّتِی یَقُولُ وَ رَحْمَتِی وَسِعَتْ كُلَّ شَیْ ءٍ یَقُولُ عِلْمُ الْإِمَامِ (5) وَ وَسِعَ عِلْمُهُ الَّذِی هُوَ مِنْ عِلْمِهِ كُلُّ شَیْ ءٍ وَ هُوَ شِیعَتُنَا (6) ثُمَّ قَالَ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ یَعْنِی وَلَایَةَ غَیْرِ الْإِمَامِ وَ طَاعَتَهُ ثُمَّ قَالَ یَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِی التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِیلِ یَعْنِی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْوَصِیَّ وَ الْقَائِمَ یَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ إِذَا قَامَ وَ یَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الْمُنْكَرُ مَنْ أَنْكَرَ فَضْلَ الْإِمَامِ وَ جَحَدَهُ وَ یُحِلُّ لَهُمُ الطَّیِّباتِ أَخْذَ الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِهِ وَ یُحَرِّمُ عَلَیْهِمُ الْخَبائِثَ وَ الْخَبَائِثُ قَوْلُ مَنْ خَالَفَ وَ یَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ هِیَ الذُّنُوبُ الَّتِی كَانُوا فِیهَا قَبْلَ مَعْرِفَتِهِمْ فَضْلَ الْإِمَامِ وَ الْأَغْلالَ الَّتِی كانَتْ عَلَیْهِمْ وَ الْأَغْلَالُ مَا كَانُوا یَقُولُونَ مِمَّا لَمْ یَكُونُوا أُمِرُوا بِهِ مِنْ تَرْكِ فَضْلِ الْإِمَامِ فَلَمَّا عَرَفُوا فَضْلَ الْإِمَامِ وَضَعَ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الْإِصْرُ الذَّنْبُ وَ هِیَ الْآصَارُ ثُمَّ نَسَبَهُمْ فَقَالَ فَالَّذِینَ آمَنُوا (7) یَعْنِی بِالْإِمَامِ وَ عَزَّرُوهُ وَ نَصَرُوهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِی أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) یَعْنِی الَّذِینَ اجْتَنَبُوا

ص: 353


1- أصول الكافی 1: 419 و الآیة فی الأنبیاء: 47.
2- استظهر المصنّف ان الصحیح: أحمد بن محمّد عن ابن أبی نصر.
3- هود: 117 و 118.
4- فی نسخة: لطاعة الامام.
5- أی رحمة اللّٰه الواسعة هی علم الامام الذی وسع شیعتهم.
6- فی المصدر: هم شیعتنا.
7- فی المصحف الشریف: فالذین آمنوا به.
8- الأعراف: 156 و 157.

الْجِبْتَ وَ الطَّاغُوتَ أَنْ یَعْبُدُوهَا وَ الْجِبْتُ وَ الطَّاغُوتُ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ الْعِبَادَةُ طَاعَةُ النَّاسِ لَهُمْ ثُمَّ قَالَ أَنِیبُوا إِلی رَبِّكُمْ وَ أَسْلِمُوا لَهُ (1) ثُمَّ جَزَاهُمْ فَقَالَ لَهُمُ الْبُشْری فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ فِی الْآخِرَةِ (2) وَ الْإِمَامُ یُبَشِّرُهُمْ بِقِیَامِ الْقَائِمِ وَ بِظُهُورِهِ وَ بِقَتْلِ أَعْدَائِهِمْ وَ بِالنَّجَاةِ فِی الْآخِرَةِ وَ الْوُرُودِ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ آلِهِ الصَّادِقِینَ عَلَی الْحَوْضِ (3).

بیان: عن الاستطاعة أی هل یستطیع العبد من أفعاله شیئا أم لا و قول الناس أی اختلافهم فی هذه المسألة كما مر فی كتاب العدل و الواو فی و تلا للحالیة و قوله یا با عبیدة مفعول قال و المراد بالناس المخالفون و بالإصابة الوجدان و الإدراك و الآیة فی سورة هود هكذا وَ لَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَ لا یَزالُونَ و علی تفسیره علیه السلام المشار إلیه فی و لذلك الرحمة أو الرحم و ضمیر هم للموصول فی قوله إلا من و قوله یقول لطاعة الإمام تفسیر للرحمة فحاصل المعنی حینئذ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ بأن وفقه لطاعة الإمام و لهذه الطاعة خلقهم فالرحمة حقیقة هو الإمام من جهة أن طاعته تورث النجاة و هو رحمة أیضا من جهة علمه الكامل الذی انتفع به الشیعة كلهم و وسعهم و جمیع أمورهم و هما یرجعان إلی معنی واحد لتلازمهما فقوله علیه السلام الرحمة بدل لطاعة الإمام أو للإمام ففسر الطاعة بالعلم لتلازمهما أو الإمام بالرحمة من جهة أن علمه وسع الشیعة و كفاهم فقوله الرحمة التی یقول أی الإمام هو الرحمة التی یقولها فی قوله وَ رَحْمَتِی وَسِعَتْ كُلَّ شَیْ ءٍ یقول علم الإمام تفسیر للرحمة لبیان أن كونه رحمة من جهة علمه و یمكن أن یقرأ علم بصیغة الماضی و وسع علمه أی علم الإمام الذی من علمه أی من علم اللّٰه.

و فسر علیه السلام الشی ء بالشیعة لأنهم المنتفعون به فصار رحمة و أما سائر

ص: 354


1- الزمر: 54.
2- یونس: 64.
3- أصول الكافی 1: 429 و 430.

الخلق فإنه و إن كان لهم أیضا رحمة لكن لما لم ینتفعوا به صار علیهم سخطا و وبالا فالمراد بكل شی ء إما كل محل قابل و هم الشیعة أو یكون عاما و التخصیص لما ذكر أو لأنه لو لا خواص الشیعة لم تفض رحمة علی غیرهم أصلا كما ورد فی الأخبار الكثیرة أنه لو لا الإمام و خواص شیعته لم تمطر السماء و لم تنبت الأرض.

فتخصیص الرحمة بالإمام لأنه عمدة الرحمات الخاصة و مادتها و تخصیص محلها بالشیعة لأنهم المقصودون بالذات منها و یحتمل أن یكون المراد بسعة علمه لهم أنه یعرف شیعته من غیر شیعته كنایة عن علمه بحقائق جمیع الأشیاء و أحوالها لكن فیه بعد.

قوله یعنی ولایة غیر الإمام هو بیان لمفعول یتقون المحذوف أی الذین یكفون أنفسهم عن ولایة غیر الإمام المنصوب من قبل اللّٰه تعالی و كان الغرض بیان الفرد الأخفی و جمیع أفراد الشرك داخل فیه یعنی النبی و الوصی لعل المعنی أنه ذكر فی ضمن نعته المذكور فی الكتابین أن له أوصیاء أولهم علی و آخرهم القائم علیه السلام یقوم بإعلاء كلمتهم فهو بیان للوجدان أی یجدونه بتلك الأوصاف و ضمیر یَأْمُرُهُمْ راجع إلی القائم علیه السلام و الغرض بیان أن الأمر و النهی المنصوبین إلی النبی علیه السلام لیس المراد به صدورهما عنه صلی اللّٰه علیه و آله بخصوصه بل یشمل ما یصدر عن أوصیائه علیهم السلام و الذی یتأتی منه صدورهما علی وجه الكمال و هو القائم علیه السلام لنفاذ حكمه و جریان أمره و المنكر بفتح الكاف من أنكر أی إنكار من أنكر نظیر قوله تعالی وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقی (1) و الكسر تصحیف و لما كان المعروف كل أمر یعرف العقل السلیم حسنه و المنكر ضده فولایة الإمام و طاعته أهم المعروفات و أعظمها و اختیار ولایة غیره علیه أفظع المنكرات و أشنعها و كذا المراد بالطیبات كل ما تستطیبه العقول السلیمة و بالخبائث كل ما تستقذره النفوس الطیبة فتشمل الطیبات العلوم الحقة المأخوذة عن أهل بیت العصمة علیهم السلام

ص: 355


1- البقرة: 189.

و الخبائث العلوم الباطلة و الشبهات الواهیة المأخوذة عن أئمة الضلالة و أتباعهم مع أن كل ما ورد فی الأغذیة الجسمانیة و النعم الظاهرة مأولة فی بطن القرآن بالأغذیة الروحانیة و النعم الباطنة كما عرفت مرارا و هی الذنوب التی كانوا فیها أی ذنب ترك الولایة و ما یتبعه من الخطاء فی الأعمال و الأغلال هی الخطأ فی العقائد و الأقوال (1) شبه آراءهم الناشئة عن ضلالتهم بالأغلال لأنها قیدتهم و حبستهم عن الاهتداء إلی الحق أو لأنها لزمت أعناقهم بأوزارها لزوم الغل و من فی قوله من ترك للتعلیل.

و قال الفیروزآبادی الإصر الكسر و الحبس و بالكسر العهد و الذنب و الثقل (2) و یضم و یفتح فی الكل و الجمع آصار و الإصار ككتاب حبل صغیر یشد به أسفل الخبإ و وتد الطنب فقوله و هی الآصار إما بصیغة الجمع یرید أن قراءتهم علیهم السلام هكذا موافقا لقراءة ابن عامر أو أن المراد بالمفرد هنا الجمع أو أن الأغلال عمدة آصارهم و ذنوبهم فإنها متعلقة بالعقائد أو بصیغة المفرد یرید أن الإصر مأخوذ من الإصار الذی یشد به الخبأ ثم نسبهم الضمیر للشیعة المذكورین فی صدر الحدیث أی ذكر صفتهم و حالهم و مثوباتهم فقال الذین آمنوا فی القرآن فَالَّذِینَ آمَنُوا بِهِ نقل بالمعنی یعنی بالإمام أی الإیمان بالإمام داخل فی الإیمان بالرسول و قد مر أن المراد بالنور أمیر المؤمنین علیه السلام.

قوله یعنی الذین اجتنبوا كأنه تفسیر لقوله وَ اتَّبَعُوا النُّورَ فإن اتباع القرآن أو الإمام لا یتم إلا بالبراءة من أئمة الضلال أو المعنی أن المؤمنین المذكورین فی هذه الآیة هم المذكورون فی الآیات الأخر المبشرون فیها لأن الآیات السابقة فی الأعراف و فی الزمر وَ الَّذِینَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ یَعْبُدُوها وَ أَنابُوا إِلَی اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْری فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِینَ یَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَیَتَّبِعُونَ

ص: 356


1- و تبعیة الجبت و الطواغیت و عبادتهم و الخضوع لهم.
2- ثقل المعیشة و ضیقها، و ما یقال له بالفارسیة: فشار زندگی.

أَحْسَنَهُ (1) و بعدها بفاصلة وَ أَنِیبُوا إِلی رَبِّكُمْ وَ أَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَكُمُ الْعَذابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (2) و فی یونس الَّذِینَ آمَنُوا وَ كانُوا یَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْری فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ فِی الْآخِرَةِ (3).

فجمع علیه السلام بین مضامین الآیات لبیان اتحاد مواردها و اتصال بعضها ببعض فی المعنی فالتی فی الزمر شرط البشارة فیها باجتناب عبادة الطاغوت و هو كل رئیس فی الباطل و فسر عبادتها بطاعتها كقوله تعالی لا تَعْبُدُوا الشَّیْطانَ (4) و ضم الجبت إلیها لقرب مضمونها و اقترانهما فی سائر الآیات و إیماء إلی أنه (5) فی سائر الآیات أیضا إشارة إلی هؤلاء المنافقین و كأنه علیه السلام فسر الإنابة إلی الرب و الإسلام له بقبول الولایة لأن من لم یقبلها رد علی اللّٰه و لم یسلم له ثم جزاهم أی بین جزاءهم و ظاهر الخبر أن البشارة من الإمام و الظرفان لمتعلق البشارة لا لنفسها أی یبشرهم بما یكون لهم فی الدنیا لهم فی زمن القائم علیه السلام و فی الآخرة و قد مر فی كتاب المعاد تأویلات أخری لها.

«74»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ سَلَّامٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی الَّذِینَ یَمْشُونَ عَلَی الْأَرْضِ هَوْناً قَالَ هُمُ الْأَوْصِیَاءُ مِنْ مَخَافَةِ عَدُوِّهِمْ (6).

«75»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ غَیْرُهُ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ زِیَادٍ الْقَنْدِیِّ عَنْ عَمَّارٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ یَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّیِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ یَرْفَعُهُ وَلَایَتُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ أَهْوَی بِیَدِهِ إِلَی صَدْرِهِ فَمَنْ لَمْ یَتَوَلَّنَا لَمْ یَرْفَعِ اللَّهُ لَهُ عَمَلًا (7).

ص: 357


1- الزمر: 18.
2- الزمر: 54.
3- یونس: 63 و 64.
4- یس: 60.
5- أنها خ ل.
6- أصول الكافی 1: 427. و الآیة فی الفرقان: 67.
7- أصول الكافی 1: 430، و الآیة فی فاطر: 10.

بیان: الظاهر أن قوله علیه السلام ولایتنا تفسیر للعمل الصالح فالمستتر فی قوله یَرْفَعُهُ راجع إلیه و البارز إلی الكلم و المراد به كلمة الإخلاص و الأذكار كلها و بصعوده بلوغه إلی محل الرضا و القبول أی العمل الصالح و هو الولایة یرفع الكلم الطیب و یبلغه حد القبول و یحتمل أن یكون تفسیرا للكلم الطیب و إشارة إلی أن المراد به الولایة و الإقرار به و حكم الضمیرین حینئذ بعكس ما سبق و هو أنسب بآخر الخبر و بما ذكره علی بن إبراهیم حیث قال قوله إِلَیْهِ یَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّیِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ یَرْفَعُهُ قال كلمة الإخلاص و الإقرار بما جاء به من عند اللّٰه من الفرائض و الولایة یرفع العمل الصالح إلی اللّٰه.

«76»-وَ رُوِیَ عَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: الْكَلِمُ الطَّیِّبُ هُوَ قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ وَلِیُّ اللَّهِ وَ خَلِیفَتُهُ حَقّاً وَ خُلَفَاؤُهُ خُلَفَاءُ اللَّهِ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ یَرْفَعُهُ فَهُوَ دَلِیلُهُ وَ عَمَلُهُ اعْتِقَادُهُ الَّذِی فِی قَلْبِهِ بِأَنَّ هَذَا الْكَلَامَ صَحِیحٌ كَمَا قُلْتُهُ بِلِسَانِی (1).

«77»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَوْفُوا بِعَهْدِی قَالَ بِوَلَایَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أُوفِ بِعَهْدِكُمْ أُوفِ لَكُمْ بِالْجَنَّةِ (2).

«78»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ (3) مُخَارِقٍ عَنْ أَبِی الْوَرْدِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّ الْأَرْضَ یَرِثُها عِبادِیَ الصَّالِحُونَ هُمْ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ (4).

«79»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَكِیمٍ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْجَرِیرِیِّ عَنْ أَبِی صَادِقٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام

ص: 358


1- تفسیر القمّیّ: 544.
2- أصول الكافی 1: 431. و الآیة فی البقرة: 40.
3- فی المصدر: الحسین استظهر المصنّف فی هامش الكتاب انه الحصین بن مخارق.
4- كنز الفوائد: 168 و 169. و الآیة فی الأنبیاء: 105.

عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِی الزَّبُورِ الْآیَةَ قَالَ نَحْنُ هُمْ قَالَ قُلْتُ إِنَّ فِی هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِینَ قَالَ هُمْ شِیعَتُنَا (1).

«80»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْعَلَوِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ دَاوُدَ النَّجَّارِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِی الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ یَرِثُها عِبادِیَ الصَّالِحُونَ قَالَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ وَ مَنْ تَابَعَهُمْ عَلَی مِنْهَاجِهِمْ وَ الْأَرْضُ أَرْضُ الْجَنَّةِ (2).

«81»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْهُ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ أَبِی جَعْفَرٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ ذَاتَ یَوْمٍ إِنَّ رَبِّی وَعَدَنِی نُصْرَتَهُ وَ أَنْ یُمِدَّنِی بِمَلَائِكَتِهِ وَ أَنَّهُ نَاصِرُنِی بِهِمْ وَ بِعَلِیٍّ علیه السلام أَخِی خَاصَّةً مِنْ بَیْنِ أَهْلِی فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَی الْقَوْمِ أَنْ خَصَّ عَلِیّاً علیه السلام بِالنُّصْرَةِ وَ أَغَاظَهُمْ ذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ كانَ یَظُنُّ أَنْ لَنْ یَنْصُرَهُ اللَّهُ مُحَمَّداً بِعَلِیٍّ فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ فَلْیَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَی السَّماءِ ثُمَّ لْیَقْطَعْ فَلْیَنْظُرْ هَلْ یُذْهِبَنَّ كَیْدُهُ ما یَغِیظُ قَالَ لِیَضَعْ حَبْلًا فِی عُنُقِهِ إِلَی سَمَاءِ بَیْتِهِ یُمِدُّهُ حَتَّی یَخْتَنِقَ فَیَمُوتَ فَیَنْظُرَ هَلْ یَذْهَبْنَ كَیْدُهُ غَیْظَهُ (3).

«82»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْهُ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ طَهِّرْ بَیْتِیَ لِلطَّائِفِینَ وَ الْقائِمِینَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ یَعْنِی بِهِمْ آلَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (4).

«83»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْهُ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَ بِیَعٌ وَ صَلَواتٌ وَ مَساجِدُ یُذْكَرُ فِیهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِیراً قَالَ هُمُ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام وَ هُمُ الْأَعْلَامُ وَ لَوْ لَا صَبْرُهُمْ وَ انْتِظَارُهُمُ الْأَمْرَ أَنْ یَأْتِیَهُمْ مِنَ اللَّهِ لَقُتِلُوا جَمِیعاً قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَیَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ یَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِیٌّ عَزِیزٌ (5).

بیان: أی لو خرج الأئمة الذین أمروا بالصبر و ترك الخروج و انتظار

ص: 359


1- كنز الفوائد: 168 و 169 و و الآیة فی الأنبیاء: 105.
2- كنز الفوائد: 168 و 169 و و الآیة فی الأنبیاء: 105.
3- كنز الفوائد: 169، و الآیة فی الحجّ: 15.
4- كنز الفوائد: 170، و الآیة فی الحجّ: 26.
5- كنز الفوائد: 173، و الآیة فی الحجّ: 40.

الفرج لقتلوا و قتل أكثر الناس و یصیر سببا لتعطیل معابد جمیع أهل الكتب و إبطال شرائعهم فبهم و صبرهم دفع اللّٰه شر الكافرین و المخالفین عن المؤمنین و یحتمل أن یكون المعنی أن نظیر تلك الآیة جار فیهم علیهم السلام.

«84»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَوْذَةَ رَفَعَهُ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ ذَرِیحٍ الْمُحَارِبِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَوْلُهُ تَعَالَی ثُمَّ لْیَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَ لْیُوفُوا نُذُورَهُمْ قَالَ هُوَ لِقَاءُ الْإِمَامِ علیه السلام (1).

بیان: یحتمل أن یكون المراد تفسیر الوفاء بالنذور بلقاء الإمام كما ورد فی أخبار كثیرة فی قوله تعالی یُوفُونَ بِالنَّذْرِ (2) أن النذر هو العهد الذی أخذ علیهم فی المیثاق بالولایة و یحتمل أن یكون المراد تأویل قضاء التفث به فإنه مفسر بإزالة الأدناس و الأشعاث نحو قص الأظفار و الشارب و حلق العانة و أعظم الأدناس و أخبث الأرجاس الروحانیة الجهل و الظلالة و مذام الأخلاق و هی إنما تزول بلقاء الإمام.

وَ یُؤَیِّدُهُ مَا رَوَاهُ الْكُلَیْنِیُّ بِإِسْنَادِهِ (3) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ ذَرِیحٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِی فِی كِتَابِهِ بِأَمْرٍ فَأُحِبُّ أَنْ أَعْلَمَهُ قَالَ وَ مَا ذَاكَ قُلْتُ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ لْیَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَ لْیُوفُوا نُذُورَهُمْ قَالَ لْیَقْضُوا تَفَثَهُمْ لِقَاءُ الْإِمَامِ وَ لْیُوفُوا نُذُورَهُمْ تِلْكَ الْمَنَاسِكُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِنَانٍ فَأَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ لْیَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَ لْیُوفُوا نُذُورَهُمْ قَالَ علیه السلام أَخْذُ الشَّارِبِ وَ قَصُّ الْأَظْفَارِ وَ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ ذَرِیحاً الْمُحَارِبِیَّ حَدَّثَنِی عَنْكَ بِأَنَّكَ قُلْتَ لَهُ لْیَقْضُوا تَفَثَهُمْ لِقَاءُ الْإِمَامِ وَ لْیُوفُوا نُذُورَهُمْ تِلْكَ الْمَنَاسِكُ قَالَ صَدَقَ ذَرِیحٌ وَ صَدَقْتَ

ص: 360


1- كنز الفوائد: 170 و 171. و الآیة فی الحجّ: 29.
2- الإنسان: 6.
3- رواه بإسناده عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زیاد عن علیّ بن سلیمان عن زیاد القندی.

إِنَّ لِلْقُرْآنِ ظَاهِراً وَ بَاطِناً وَ مَنْ یَحْتَمِلُ مِثْلَ مَا یَحْتَمِلُ ذَرِیحٌ (1).

«85»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ (2) سَمَاعَةَ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ حُجْرِ بْنِ زَائِدَةَ عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ الْآیَةَ فَقَالَ كَانَ قَوْمٌ صَالِحُونَ هُمْ مُهَاجِرُونَ قَوْمَ سَوْءٍ خَوْفاً أَنْ یُفْسِدُوهُمْ فَیَدْفَعُ اللَّهُ بِهِمْ مِنَ الصَّالِحِینَ وَ لَمْ یَأْجُرْ أُولَئِكَ بِمَا یَدْفَعُ بِهِمْ (3) وَ فِینَا مِثْلُهُمْ (4).

بیان: أی كان قوم صالحون هجروا قوم سوء خوفا أن یفسدوا علیهم دینهم فاللّٰه تعالی یدفع بهذا القوم السوء عن الصالحین شر الكفار كما كان الخلفاء الثلاثة و بنو أمیة و أضرابهم یقاتلون المشركین و یدفعونهم عن المؤمنین الذین لا یخالطونهم و لا یعاونهم خوفا من أن یفسدوا علیهم دینهم لنفاقهم و فجورهم و لم یأجر اللّٰه هؤلاء المنافقین بهذا الدفع لأنه لم یكن غرضهم إلا الملك و السلطنة و الاستیلاء علی المؤمنین و أئمتهم

كَمَا قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ یُؤَیِّدُ هَذَا الدِّینَ بِأَقْوَامٍ لَا خَلَاقَ لَهُمْ.

و أما قوله علیه السلام و فینا مثلهم یعنی نحن أیضا نهجر المخالفین لسوء فعالهم فیدفع اللّٰه ضرر الكافرین و شرهم عنا بهم.

«86»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْعَلَوِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ دَاوُدَ النَّجَّارِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الَّذِینَ هاجَرُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا إِلَی قَوْلِهِ إِنَّ اللَّهَ لَعَلِیمٌ حَلِیمٌ قَالَ نَزَلَتْ فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ قَالَ سَمِعْتُ أَبِی مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام كَثِیراً مَا یُرَدِّدُ هَذِهِ الْآیَةَ وَ مَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِیَ عَلَیْهِ لَیَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ فَقُلْتُ

ص: 361


1- فروع الكافی 1: 315.
2- فی المصدر: حمید بن زیاد عن الحسن بن محمّد بن سماعة.
3- فی المصدر: و هم مهاجرون قوم سوء خوفا أن یفسدوهم فیدفع اللّٰه ایدیهم عن الصالحین فهاجر اولئك بما یدفع بهم.
4- كنز الفوائد: 173، و الآیة فی الحجّ: 40.

یَا أَبَتِ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَحْسَبُ هَذِهِ الْآیَةَ نَزَلَتْ فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام خَاصَّةً قَالَ نَعَمْ (1).

«87»-وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْكَاظِمِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ جَمَعَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ یَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ وَ الْمَنْسَكُ هُوَ الْإِمَامُ لِكُلِّ أُمَّةٍ بَعْدَ نَبِیِّهَا حَتَّی یُدْرِكَهُ نَبِیٌّ أَلَا وَ إِنَّ لُزُومَ الْإِمَامِ وَ طَاعَتَهُ هُوَ الدِّینُ وَ هُوَ الْمَنْسَكُ وَ هُوَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام إِمَامُكُمْ بَعْدِی فَإِنِّی أَدْعُوكُمْ إِلَی هُدَاهُ وَ إِنَّهُ (2) عَلَی هُدًی مُسْتَقِیمٍ فَقَامَ الْقَوْمُ یَتَعَجَّبُونَ مِنْ ذَلِكَ وَ یَقُولُونَ وَ اللَّهِ إِذاً لَنُنَازِعُنَّ (3) الْأَمْرَ وَ لَا نَرْضَی طَاعَتَهُ أَبَداً فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ادْعُ إِلی رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلی هُدیً مُسْتَقِیمٍ وَ إِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ اللَّهُ یَحْكُمُ بَیْنَكُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ فِیما كُنْتُمْ فِیهِ تَخْتَلِفُونَ أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ یَعْلَمُ ما فِی السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّ ذلِكَ فِی كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرٌ (4).

«88»-وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْهُ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِذا تُتْلی عَلَیْهِمْ آیاتُنا (5) بَیِّناتٍ تَعْرِفُ فِی وُجُوهِ الَّذِینَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ یَكادُونَ یَسْطُونَ بِالَّذِینَ یَتْلُونَ عَلَیْهِمْ آیاتِنا الْآیَةَ قَالَ كَانَ الْقَوْمُ إِذَا نَزَلَتْ فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ آیَةٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ فِیهَا فَرْضُ طَاعَتِهِ أَوْ فَضِیلَةٌ فِیهِ أَوْ فِی أَهْلِهِ سَخِطُوا ذَلِكَ وَ كَرِهُوا حَتَّی هَمُّوا بِهِ وَ أَرَادُوا بِهِ الْعَظِیمَ وَ أَرَادُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَیْضاً لَیْلَةَ الْعَقَبَةِ غَیْظاً وَ غَضَباً وَ حَسَداً حَتَّی نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ وَ قَالَ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا الْآیَةَ أَمَرَهُمْ بِالرُّكُوعِ وَ السُّجُودِ وَ عِبَادَةِ اللَّهِ وَ قَدِ افْتَرَضَهَا اللَّهُ عَلَیْهِمْ وَ أَمَّا فِعْلُ

ص: 362


1- كنز الفوائد: 178، و الآیات فی الحجّ: 58- 60.
2- فی المصدر: فانه.
3- فی المصدر: إذا لننازعنه الامر.
4- كنز الفوائد: 178 و 179، و الآیات فی الحجّ: 67- 70.
5- الحجّ: 72.

الْخَیْرِ فَهُوَ طَاعَةُ الْإِمَامِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ جاهِدُوا فِی اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ یَا شِیعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ما جَعَلَ عَلَیْكُمْ فِی الدِّینِ مِنْ حَرَجٍ قَالَ مِنْ ضِیقٍ مِلَّةَ أَبِیكُمْ إِبْراهِیمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِینَ مِنْ قَبْلُ وَ فِی هذا لِیَكُونَ الرَّسُولُ شَهِیداً عَلَیْكُمْ یَا آلَ مُحَمَّدٍ یَا مَنْ قَدِ اسْتَوْدَعَكُمُ الْمُسْلِمِینَ وَ افْتَرَضَ طَاعَتَكُمْ عَلَیْهِمْ وَ تَكُونُوا أَنْتُمْ شُهَداءَ عَلَی النَّاسِ بِمَا قَطَعُوا مِنْ رَحِمِكُمْ وَ ضَیَّعُوا مِنْ حَقِّكُمْ وَ مَزَّقُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَ عَدَلُوا (1) حُكْمَ غَیْرِكُمْ بِكُمْ فَالْزَمُوا الْأَرْضَ فَأَقِیمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ اعْتَصِمُوا بِاللَّهِ یَا آلَ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلَ بَیْتِهِ هُوَ مَوْلاكُمْ أَنْتُمْ وَ شِیعَتُكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلی وَ نِعْمَ النَّصِیرُ (2).

«89»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَمَّدِیِّ (3) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سُلَیْمَانَ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْمَدِینَةَ أَعْطَی عَلِیّاً علیه السلام وَ عُثْمَانَ أَرْضاً أَعْلَاهَا لِعُثْمَانَ وَ أَسْفَلُهَا لِعَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لِعُثْمَانَ إِنَّ أَرْضِی لَا تَصْلُحُ إِلَّا بِأَرْضِكَ فَاشْتَرِ مِنِّی أَوْ بِعْنِی فَقَالَ لَهُ أَنَا أَبِیعُكَ فَاشْتَرَی مِنْهُ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ أَیَّ شَیْ ءٍ صَنَعْتَ بِعْتَ أَرْضَكَ مِنْ عَلِیٍّ وَ أَنْتَ لَوْ أَمْسَكْتَ عَنْهُ الْمَاءَ مَا أَنْبَتَتْ أَرْضُهُ شَیْئاً حَتَّی یَبِیعَكَ بِحُكْمِكَ قَالَ فَجَاءَ عُثْمَانُ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ لَهُ لَا أُجِیزُ (4) الْبَیْعَ فَقَالَ لَهُ بِعْتَ وَ رَضِیتَ وَ لَیْسَ ذَلِكَ لَكَ قَالَ فَاجْعَلْ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ رَجُلًا قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ عُثْمَانُ هُوَ ابْنُ عَمِّكَ وَ لَكِنِ اجْعَلْ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ غَیْرَهُ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لَا أُحَاكِمُكَ إِلَی غَیْرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ النَّبِیُّ شَاهِدٌ عَلَیْنَا فَأَبَی ذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَ یَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالرَّسُولِ وَ أَطَعْنا ثُمَّ یَتَوَلَّی فَرِیقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَ ما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِینَ وَ

ص: 363


1- عدل فلانا بفلان: سوی بینهما.
2- كنز الفوائد: 179 و 180، و الآیات فی الحجّ: 77 و 78. و فیها: فأقیموا.
3- فی المصدر: جعفر بن عبد اللّٰه الحمیری.
4- أجاز البیع: أمضاه و نفذه.

إِذا دُعُوا إِلَی اللَّهِ وَ رَسُولِهِ لِیَحْكُمَ بَیْنَهُمْ إِذا فَرِیقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ إِلَی قَوْلِهِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (1).

«90»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَمَّدِیِّ (2) عَنْ كَثِیرِ بْنِ عَیَّاشٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالرَّسُولِ وَ أَطَعْنا الْآیَاتِ قَالَ إِنَّهَا نَزَلَتْ فِی رَجُلٍ اشْتَرَی مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام أَرْضاً ثُمَّ نَدِمَ وَ نَدَّمَهُ أَصْحَابُهُ فَقَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام لَا حَاجَةَ لِی فِیهَا فَقَالَ لَهُ قَدِ اشْتَرَیْتَ وَ رَضِیتَ فَانْطَلِقْ أُخَاصِمْكَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ لَا تُخَاصِمْهُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ انْطَلِقْ أُخَاصِمْكَ إِلَی أَبِی بَكْرٍ وَ عُمَرَ أَیِّهُمَا شِئْتَ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لَا وَ اللَّهِ وَ لَكِنْ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنِی وَ بَیْنَكَ (3) لَا أَرْضَی بِغَیْرِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هَذِهِ الْآیَاتِ وَ یَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالرَّسُولِ وَ أَطَعْنا إِلَی قَوْلِهِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (4).

«91»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْكُنَاسِیِّ عَمَّنْ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ ذِكْرُهُ وَ مَنْ یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ یَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لا یَحْتَسِبُ (5) قَالَ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مِنْ شِیعَتِنَا ضُعَفَاءُ لَیْسَ عِنْدَهُمْ مَا یَتَحَمَّلُونَ بِهِ إِلَیْنَا فَیَسْمَعُونَ حَدِیثَنَا وَ یَقْتَبِسُونَ مِنْ عِلْمِنَا فَیَرْحَلُ قَوْمٌ فَوْقَهُمْ وَ یُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ وَ یُتْعِبُونَ أَبْدَانَهُمْ حَتَّی یَدْخُلُوا عَلَیْنَا فَیَسْمَعُوا حَدِیثَنَا فَیَنْقُلُوهُ (6) إِلَیْهِمْ فَیَعِیَهُ هَؤُلَاءِ وَ یُضِیعَهُ هَؤُلَاءِ فَأُولَئِكَ الَّذِینَ یَجْعَلُ اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ لَهُمْ مَخْرَجاً وَ یَرْزُقُهُمْ مِنْ حَیْثُ لَا یَحْتَسِبُونَ وَ فِی قَوْلِ

ص: 364


1- كنز الفوائد: 187 و 188، و الآیات فی النور: 47- 51.
2- فی المصدر: جعفر بن عبد اللّٰه الحمیری.
3- فی المصدر: كان بینی و بینك.
4- كنز الفوائد: 188، و الآیات فی النور: 47- 51.
5- الطلاق: 2 و 3.
6- فی المصدر: فینقلونه.

اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ هَلْ أَتاكَ حَدِیثُ الْغاشِیَةِ قَالَ الَّذِینَ یَغْشَوْنَ الْإِمَامَ إِلَی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ لا یُسْمِنُ وَ لا یُغْنِی مِنْ جُوعٍ (1) قَالَ لَا یَنْفَعُهُمْ وَ لَا یُغْنِیهِمْ لَا یَنْفَعُهُمُ الدُّخُولُ وَ لَا یُغْنِیهِمُ الْقُعُودُ (2).

بیان: حمل علیه السلام الرزق فی الآیة علی الرزق الروحانی و هو العلم قوله علیه السلام یغشون الإمام أی یدخلون علیه مع النصب و عدم الولایة فلا ینتفعون بالدخول علیه و لا یمكنهم ترك السؤال لجهلهم أو المراد أنهم فی زمن القائم علیه السلام لا ینفعهم الدخول علیه لعلمه بنصبهم الذی أضمروه و لا الجلوس فی البیوت لعلمه بهم و عدم تمكینه إیاهم لذلك.

«92»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ما یَكُونُ مِنْ نَجْوی ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَ لا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَ لا أَدْنی مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَیْنَ ما كانُوا ثُمَّ یُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ (3) قَالَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فِی فُلَانٍ وَ فُلَانٍ وَ أَبِی عُبَیْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَ سَالِمٍ مَوْلَی أَبِی حُذَیْفَةَ وَ الْمُغِیرَةِ بْنِ شُعْبَةَ حَیْثُ كَتَبُوا الْكِتَابَ بَیْنَهُمْ وَ تَعَاهَدُوا وَ تَوَافَقُوا لَئِنْ مَضَی مُحَمَّدٌ لَا یَكُونُ الْخِلَافَةُ فِی بَنِی هَاشِمٍ وَ لَا النُّبُوَّةُ أَبَداً فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهِمْ هَذِهِ الْآیَةَ قَالَ قُلْتُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ أَمْ یَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَ نَجْواهُمْ بَلی وَ رُسُلُنا لَدَیْهِمْ یَكْتُبُونَ (4) قَالَ وَ هَاتَانِ الْآیَتَانِ نَزَلَتَا فِیهِمْ ذَلِكَ الْیَوْمَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَعَلَّكَ تَرَی أَنَّهُ كَانَ (5) یَوْمٌ یُشْبِهُ یَوْمَ كَتْبِ الْكِتَابِ إِلَّا یَوْمَ قَتْلِ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ هَكَذَا كَانَ فِی سَابِقِ عِلْمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ

ص: 365


1- الغاشیة: 1- 7.
2- روضة الكافی: 178 و 179.
3- المجادلة: 8.
4- الزخرف: 79 و 80.
5- أی هل تری یوم یوم یشبه ذلك الیوم إلّا یوم قتل الحسین علیه السلام؟.

الَّذِی أَعْلَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ إِذَا كُتِبَ الْكِتَابُ قُتِلَ الْحُسَیْنُ علیه السلام وَ خَرَجَ الْمُلْكُ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ فَقَدْ كَانَ ذَلِكَ كُلُّهُ قُلْتُ وَ إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَیْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَی الْأُخْری فَقاتِلُوا الَّتِی تَبْغِی حَتَّی تَفِی ءَ إِلی أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَیْنَهُما بِالْعَدْلِ (1) قَالَ الْفِئَتَانِ إِنَّمَا جَاءَ تَأْوِیلُ هَذِهِ الْآیَةِ یَوْمَ الْبَصْرَةِ وَ هُمْ أَهْلُ هَذِهِ الْآیَةِ وَ هُمُ الَّذِینَ بَغَوْا عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَكَانَ الْوَاجِبُ عَلَیْهِ قِتَالَهُمْ وَ قَتْلَهُمْ حَتَّی یَفِیئُوا إِلَی أَمْرِ اللَّهِ وَ لَوْ لَمْ یَفِیئُوا لَكَانَ الْوَاجِبُ عَلَیْهِ فِیمَا أَنْزَلَ اللَّهُ أَنْ لَا یَرْفَعَ السَّیْفَ عَنْهُمْ حَتَّی یَفِیئُوا وَ یَرْجِعُوا عَنْ رَأْیِهِمْ لِأَنَّهُمْ بَایَعُوا طَائِعِینَ غَیْرَ كَارِهِینَ وَ هِیَ الْفِئَةُ الْبَاغِیَةُ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَكَانَ الْوَاجِبُ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنْ یَعْدِلَ فِیهِمْ حَیْثُ كَانَ ظَفِرَ بِهِمْ كَمَا عَدَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی أَهْلِ مَكَّةَ إِنَّمَا مَنَّ عَلَیْهِمْ وَ عَفَا وَ كَذَلِكَ صَنَعَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِأَهْلِ الْبَصْرَةِ حَیْثُ ظَفِرَ بِهِمْ مِثْلَ مَا صَنَعَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَهْلِ مَكَّةَ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ قَالَ قُلْتُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوی (2) قَالَ هُمْ أَهْلُ الْبَصْرَةِ هِیَ الْمُؤْتَفِكَةُ قُلْتُ وَ الْمُؤْتَفِكاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَیِّناتِ (3) قَالَ أُولَئِكَ قَوْمُ لُوطٍ ائْتَفَكَتْ عَلَیْهِمُ انْقَلَبَتْ عَلَیْهِمْ (4).

بیان: انقلاب البصرة إما حقیقة كقری قوم لوط و إما مجازا بالغرق و البلایا التی نزلت علیهم و یؤید الأول ما رواه علی بن إبراهیم حیث قال قد ائتفكت البصرة بأهلها مرتین و علی اللّٰه تمام الثالثة و تمام الثالثة فی الرجعة.

«93»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ الزُّهْرِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ أَنَّهُ قَرَأَ وَ إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ قَالَ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَوْ أَنَّ رَجُلًا عَبَدَ اللَّهَ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ حَتَّی تَلْتَقِیَ تَرْقُوَتَاهُ لَحَشَرَهُ اللَّهُ مَعَ مَنْ یُحِبُّ (5).

ص: 366


1- الحجرات: 9.
2- النجم: 83.
3- التوبة: 69.
4- روضة الكافی: 179 و 181.
5- تفسیر فرات: 203. و الآیة فی التكویر: 7.

بیان: قال الطبرسی رحمه اللّٰه أی قرن كل واحد منها إلی شكله و ضم إلیه أی قرن كل إنسان بشكله من أهل النار و بشكله من أهل الجنة و قیل معناه ردت الأرواح إلی الأجساد فتصیر أحیاء و قیل یقرن الغاوی بمن أغواه من إنسان أو شیطان و قیل أی قرنت نفوس الصالحین بالحور العین و نفوس الكافرین بالشیاطین (1).

«94»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ یَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِیها حُسْناً (2) قَالَ مَنْ تَوَلَّی الْأَوْصِیَاءَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ اتَّبَعَ آثَارَهُمْ فَذَاكَ یَزِیدُهُ وَلَایَةَ مَنْ مَضَی مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُؤْمِنِینَ الْأَوَّلِینَ حَتَّی یَصِلَ وَلَایَتُهُمْ إِلَی آدَمَ علیه السلام وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَیْرٌ مِنْها (3) تُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ (4) یَقُولُ أَجْرُ الْمَوَدَّةِ الَّذِی لَمْ أَسْأَلْكُمْ غَیْرَهُ فَهُوَ لَكُمْ تَهْتَدُونَ بِهِ وَ تَنْجُونَ مِنْ عَذَابِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ قَالَ لِأَعْدَاءِ اللَّهِ أَوْلِیَاءِ الشَّیْطَانِ أَهْلِ التَّكْذِیبِ وَ الْإِنْكَارِ قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِینَ (5) یَقُولُ مُتَكَلِّفاً أَنْ أَسْأَلَكُمْ مَا لَسْتُمْ بِأَهْلِهِ فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ عِنْدَ ذَلِكَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أَ مَا یَكْفِی مُحَمَّداً أَنْ یَكُونَ قَهَرَنَا عِشْرِینَ سَنَةً حَتَّی یُرِیدُ أَنْ یَحْمِلَ أَهْلَ بَیْتِهِ عَلَی رِقَابِنَا فَقَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ هَذَا وَ مَا هُوَ إِلَّا شَیْ ءٌ یَتَقَوَّلُهُ یُرِیدُ أَنْ یَرْفَعَ أَهْلَ بَیْتِهِ عَلَی رِقَابِنَا وَ لَئِنْ قُتِلَ مُحَمَّدٌ أَوْ مَاتَ لَنَنْزِعَنَّهَا مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ ثُمَّ لَا نُعِیدُهَا فِیهِمْ أَبَداً وَ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ یُعْلِمَ نَبِیَّهُ الَّذِی أَخْفَوْا فِی صُدُورِهِمْ وَ أَسَرُّوا بِهِ فَقَالَ فِی كِتَابِهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَمْ یَقُولُونَ افْتَری عَلَی اللَّهِ كَذِباً فَإِنْ یَشَإِ اللَّهُ یَخْتِمْ عَلی

ص: 367


1- مجمع البیان: 10: 444.
2- الشوری: 23.
3- النمل: 89.
4- سبأ: 47.
5- ص: 86.

قَلْبِكَ یَقُولُ لَوْ شِئْتُ حَبَسْتُ عَنْكَ الْوَحْیَ فَلَمْ تَكَلَّمْ بِفَضْلِ أَهْلِ بَیْتِكَ وَ لَا بِمَوَدَّتِهِمْ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یَمْحُ اللَّهُ الْباطِلَ وَ یُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ یَقُولُ الْحَقُّ لِأَهْلِ بَیْتِكَ الْوَلَایَةِ إِنَّهُ عَلِیمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (1) وَ یَقُولُ بِمَا أَلْقَوْهُ فِی صُدُورِهِمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ لِأَهْلِ بَیْتِكَ وَ الظُّلْمِ بَعْدَكَ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَسَرُّوا النَّجْوَی الَّذِینَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَ فَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَ أَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (2) وَ فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ النَّجْمِ إِذا هَوی قَالَ أَقْسَمَ بِقَبْرِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا قُبِضَ ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ بِتَفْضِیلِهِ أَهْلَ بَیْتِهِ وَ ما غَوی وَ ما یَنْطِقُ عَنِ الْهَوی یَقُولُ مَا یَتَكَلَّمُ لِفَضْلِ أَهْلِ بَیْتِهِ بِهَوَاهُ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحی (3) وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِمُحَمَّدٍ قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِی ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِیَ الْأَمْرُ بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ (4) قَالَ لَوْ أَنِّی أُمِرْتُ أَنْ أُعْلِمَكُمُ الَّذِی أَخْفَیْتُمْ فِی صُدُورِكِمْ مِنِ اسْتِعْجَالِكُمْ بِمَوْتِی لِتَظْلِمُوا أَهْلَ بَیْتِی مِنْ بَعْدِی فَكَانَ مَثَلُكُمْ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ كَمَثَلِ الَّذِی اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ یَقُولُ أَضَاءَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله كَمَا تُضِی ءُ الشَّمْسُ فَضَرَبَ مَثَلَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله الشَّمْسَ وَ مَثَلَ الْوَصِیِّ الْقَمَرَ وَ هُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ الشَّمْسَ ضِیاءً وَ الْقَمَرَ نُوراً (5) وَ قَوْلُهُ وَ آیَةٌ لَهُمُ اللَّیْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ (6) وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَ تَرَكَهُمْ فِی ظُلُماتٍ لا یُبْصِرُونَ (7) یَعْنِی قُبِضَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله فَظَهَرَتِ الظُّلْمَةُ فَلَمْ یُبْصِرُوا فَضْلَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ هُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَی الْهُدی لا یَسْمَعُوا وَ تَراهُمْ

ص: 368


1- الشوری: 24.
2- الأنبیاء: 3.
3- النجم: 1- 4.
4- الأنعام: 58.
5- یونس: 5.
6- یس: 37.
7- البقرة: 17.

یَنْظُرُونَ إِلَیْكَ وَ هُمْ لا یُبْصِرُونَ (1) ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَضَعَ الْعِلْمَ الَّذِی كَانَ عِنْدَهُ عِنْدَ الْوَصِیِّ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ یَقُولُ أَنَا هَادِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ مِثْلُ الْعِلْمِ الَّذِی أَعْطَیْتُهُ وَ هُوَ نُورِیَ الَّذِی یُهْتَدَی بِهِ مِثْلُ الْمِشْكَاةِ فِیهَا الْمِصْبَاحُ فَالْمِشْكَاةُ قَلْبُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْمِصْبَاحُ النُّورُ الَّذِی فِیهِ الْعِلْمُ وَ قَوْلُهُ الْمِصْباحُ فِی زُجاجَةٍ یَقُولُ إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أَقْبِضَكَ فَاجْعَلِ الَّذِی عِنْدَكَ عِنْدَ الْوَصِیِّ كَمَا یُجْعَلُ الْمِصْبَاحُ فِی الزُّجَاجَةِ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّیٌّ فَأَعْلَمَهُمْ فَضْلَ الْوَصِیِّ یُوقَدُ (2) مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ فَأَصْلُ الشَّجَرَةِ الْمُبَارَكَةِ إِبْرَاهِیمُ علیه السلام وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ رَحْمَتُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ عَلَیْكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ إِنَّهُ حَمِیدٌ مَجِیدٌ (3) وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفی آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِیمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَی الْعالَمِینَ ذُرِّیَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ (4) لا شَرْقِیَّةٍ وَ لا غَرْبِیَّةٍ یَقُولُ لَسْتُمْ بِیَهُودَ فَتُصَلُّوا قِبَلَ الْمَغْرِبِ وَ لَا نَصَارَی فَتُصَلُّوا قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ أَنْتُمْ عَلَی مِلَّةِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ما كانَ إِبْراهِیمُ یَهُودِیًّا وَ لا نَصْرانِیًّا وَ لكِنْ كانَ حَنِیفاً مُسْلِماً وَ ما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِینَ (5) وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَكادُ زَیْتُها یُضِی ءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلی نُورٍ یَهْدِی اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ یَشاءُ یَقُولُ مَثَلُ أَوْلَادِكُمُ الَّذِینَ یُولَدُونَ مِنْكُمْ كَمَثَلِ الزَّیْتِ الَّذِی یُعْصَرُ مِنَ الزَّیْتُونِ یَكادُ زَیْتُها یُضِی ءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلی نُورٍ یَهْدِی اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ یَشاءُ یَقُولُ یَكَادُونَ أَنْ یَتَكَلَّمُوا بِالنُّبُوَّةِ وَ لَوْ لَمْ یُنْزَلْ عَلَیْهِمْ مَلَكٌ (6).

بیان: قوله فذاك یزیده أی مودتهم مستلزمة لمودة هؤلاء أو لا تقبل

ص: 369


1- الأعراف: 198. و فیه: و إن تدعوهم.
2- فی المصحف الشریف: یوقد.
3- هود: 73.
4- آل عمران: 33 و 34.
5- آل عمران: 67.
6- روضة الكافی: 379 و 381، و آیة النور فی سورة النور: 35.

مودة هؤلاء إلا بمودتهم قوله علیه السلام و هو قول اللّٰه أی المراد بالحسنة فیها أیضا مودة الأوصیاء علیهم السلام أی نزلت فیها أی هی الفرد الكامل من الحسنة التی یشترط قبول سائر الحسنات بها فكأنها منحصرة فیها قوله علیه السلام أجر المودة الإضافة بیانیة و ما ذكره علیه السلام وجه حسن تام فی الجمع بین الآیات التی وردت فی أجر الرسالة لأن اللّٰه تعالی قال فی موضع قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبی (1) فدلت علی أن المودة أجر الرسالة و قال فی موضع آخر قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ (2) أی الأجر الذی سألتكم یعود نفعه إلیكم و قال فی موضع آخر قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ یَتَّخِذَ إِلی رَبِّهِ سَبِیلًا (3) فیظهر من تفسیره علیه السلام هنا أن المراد به أن أجر الرسالة إنما أطلبه ممن قبل قولی و أطاعنی و اتخذ إلی ربه سبیلا و قال عز ذكره فی موضع آخر قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَجْرٍ (4) فهذا علی تفسیره علیه السلام متوجه إلی الكافرین و الجاحدین و المنافقین قوله علیه السلام یقول الحق أی عنی بالحق الولایة قوله یقول بما ألقوه تفسیر لقوله بِذاتِ الصُّدُورِ قوله علیه السلام أقسم بقبر محمد صلی اللّٰه علیه و آله أی المراد بالنجم الرسول صلی اللّٰه علیه و آله كما بیناه فی باب مفرد و المراد بهویه أی سقوطه و هبوطه و غروبه أو صعوده و موته و غیبته فی التراب أو صعود روحه المقدسة إلی رب الأرباب.

قوله علیه السلام لو أنی أمرت لعله علی تأویله علیه السلام فی الكلام تقدیر أی لو أن عندی الأخبار بما تستعجلون به و لم یفسر علیه السلام الجزاء لظهوره أی لقضی الأمر بینی و بینكم لظهور كفركم و نفاقكم و وجوب قتلكم و قوله علیه السلام فكان مثلكم لبیان ما یترتب علی ذهابه صلی اللّٰه علیه و آله من بینهم من ضلالتهم و غوایتهم و به أشار علیه السلام إلی تأویل حسن لآیة أخری و تشبیه تام كامل فیها و هی ما ذكره

ص: 370


1- الشوری: 23.
2- سبأ: 47.
3- الفرقان: 57.
4- ص: 86.

اللّٰه تعالی فی وصف المنافقین حیث قال مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِی اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ فالمراد استضاءة الأرض بنور محمد صلی اللّٰه علیه و آله من العلم و الهدایة و استدل علیه السلام علی أن المراد بالضوء هاهنا نور محمد صلی اللّٰه علیه و آله بأن اللّٰه مثل فی جمیع القرآن الرسول صلی اللّٰه علیه و آله بالشمس و نسب إلیها الضیاء و الوصی بالقمر و نسب إلیه النور فالضوء للرسالة و النور للإمامة و هو قوله عز و جل جَعَلَ الشَّمْسَ ضِیاءً وَ الْقَمَرَ نُوراً و ربما یستأنس لذلك بما ذكروه من أن الضیاء یطلق علی ضوء النیر بالذات و النور علی نور المضی ء بالغیر و لذا ینسب النور إلی القمر لأنه یستفید النور من الشمس و لما كان نور الأوصیاء مقتبسا من نور الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و علمهم علیهم السلام من علمه عبر عن علمهم و كمالهم بالنور و عن علم الرسول صلی اللّٰه علیه و آله بالضیاء.

و أشار علیه السلام إلی تأویل آیة أخری و هی قوله عز و جل وَ آیَةٌ لَهُمُ اللَّیْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فهی إشارة إلی ذهاب النبی صلی اللّٰه علیه و آله و غروب شمس الرسالة فالناس مظلمون إلا أن یستضیئوا بنور القمر و هو الوصی ثم ذكر علیه السلام تتمة الآیة السابقة بعد بیان أن المراد بالإضاءة إضاءة شمس الرسالة فقال المراد بإذهاب اللّٰه نورهم قبض النبی صلی اللّٰه علیه و آله فظهرت الظلمة بالضم أو بالتحریك فلم یبصروا فضل أهل بیته علیهم السلام.

و قوله علیه السلام بعد ذلك و هو قوله عز و جل وَ إِنْ تَدْعُوهُمْ (1) یحتمل أن یراد به أنها نزلت فی شأن الأمة بعد وفاة النبی صلی اللّٰه علیه و آله و ذهاب نورهم فصاروا كمن كان فی ظلمات ینظر و لا یبصر شیئا و یحتمل أن یكون علی سبیل التنظیر أی كما أن فی زمان الرسول صلی اللّٰه علیه و آله أخبر اللّٰه عن حال جماعة تركوا الحق و اختاروا الضلالة فأذهب اللّٰه نور الهدی عن أسماعهم و أبصارهم فصاروا بحیث مع سماعهم الهدی كأنهم لا یسمعون و مع رؤیتهم الحق كأنهم لا یبصرون فكذا هؤلاء لذهاب نور الرسالة من بینهم لا یبصرون الحق و إن كانوا ینظرون إلیه قوله علیه السلام النور الذی فیه العلم هو عطف بیان للنور.

ص: 371


1- فی المصحف الشریف: و إن تدعوهم.

«95»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ سَمَاعَةَ عَنِ ابْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَنَّاطِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِینُ عَلی قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِینَ (1) بِلِسانٍ عَرَبِیٍّ مُبِینٍ وَ إِنَّهُ لَفِی زُبُرِ الْأَوَّلِینَ قَالَ وَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام (2).

«96»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبِی عُثْمَانَ عَنْ مُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَ فَرَأَیْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِینَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا یُوعَدُونَ قَالَ خُرُوجُ الْقَائِمِ ما أَغْنی عَنْهُمْ ما كانُوا یُمَتَّعُونَ قَالَ هُمْ بَنُو أُمَیَّةَ الَّذِینَ مُتِّعُوا فِی دُنْیَاهُمْ (3).

«97»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْخَثْعَمِیِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَقَلُّبَكَ فِی السَّاجِدِینَ قَالَ فِی عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ علیهم السلام (4).

«98»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رُوِیَ مِنْ طَرِیقِ الْعَامَّةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (5) قَالَ: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ما یَسْتَوِی الْأَعْمی وَ الْبَصِیرُ قَالَ الْأَعْمَی أَبُو جَهْلٍ وَ الْبَصِیرُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ لَا الظُّلُماتُ وَ لَا النُّورُ فَالظُّلُمَاتُ أَبُو جَهْلٍ وَ النُّورُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَا الظِّلُّ وَ لَا الْحَرُورُ فَالظِّلُّ ظِلُّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی الْجَنَّةِ وَ الْحَرُورُ یَعْنِی جَهَنَّمَ لِأَبِی جَهْلٍ ثُمَّ جَمَعَهُمْ جَمِیعاً فَقَالَ وَ ما یَسْتَوِی الْأَحْیاءُ وَ لَا الْأَمْواتُ فَالْأَحْیَاءُ عَلِیٌّ وَ حَمْزَةُ وَ

ص: 372


1- فی المصدر: «مِنَ الْمُنْذِرِینَ» أی المخوفین لقومك به «وَ إِنَّهُ لَفِی زُبُرِ الْأَوَّلِینَ» ای الكتب المنزلة علی النبیین، یعنی ان هذا الامر الذی نزل به إلیك فی ولایة علیّ علیه السلام منزل فی كتب الأنبیاء الاولین علیهم السلام كما هو منزل فی القرآن انتهی أقول: الظاهر أنّه سقط عن النسخة قوله: قال: ولایة علیّ علیه السلام، و لعلّ قوله: ای الكتب إلی آخره من كلام مصنف الكنز.
2- كنز الفوائد: 201 و 202 و الآیات فی الشعراء: 192- 195.
3- كنز الفوائد: 202، و الآیات فی الشعراء: 205- 207.
4- كنز الفوائد: 204، و الآیة فی الشعراء: 219.
5- فی المصدر: روی عن انس بن مالك بن شهاب عن ابی صالح عن ابن عبّاس.

جَعْفَرٌ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ فَاطِمَةُ وَ خَدِیجَةُ علیهم السلام وَ الْأَمْوَاتُ كُفَّارُ مَكَّةَ (1).

«99»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسَدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ یُوسُفَ بْنِ كُلَیْبٍ الْمَسْعُودِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْفُقَیْمِیِّ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی الْحَكَمِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حم اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عسق عِلْمُ عَلِیٍّ بِفِسْقِ كُلِّ جَمَاعَةٍ وَ نِفَاقِ كُلِّ فِرْقَةٍ (2).

«100»-وَ بِحَذْفِ الْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ قَالَ: حم حَتْمٌ (3) وَ عَیْنٌ عَذَابٌ وَ سِینٌ سِنُونَ كَسِنِی یُوسُفَ وَ قَافٌ قَذْفٌ وَ خَسْفٌ وَ مَسْخٌ یَكُونُ فِی آخِرِ الزَّمَانِ بِالسُّفْیَانِیِّ وَ أَصْحَابِهِ وَ نَاسٌ مِنْ كَلْبٍ ثَلَاثُونَ أَلْفَ أَلْفٍ (4) یَخْرُجُونَ مَعَهُ وَ ذَلِكَ حِینَ یَخْرُجُ الْقَائِمُ علیه السلام بِمَكَّةَ وَ هُوَ مَهْدِیُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ (5).

«101»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ سَهْلٍ (6) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْعَلَوِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ دَاوُدَ النَّجَّارِ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ علیهما السلام قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی یَوْماً قَاعِداً حَتَّی أَتَی رَجُلٌ فَوَقَفَ بِهِ قَالَ أَ فِیكُمْ (7) بَاقِرُ الْعِلْمِ وَ رَئِیسُهُ (8) مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ قِیلَ لَهُ نَعَمْ فَجَلَسَ طَوِیلًا ثُمَّ قَامَ إِلَیْهِ فَقَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی قِصَّةِ زَكَرِیَّا وَ إِنِّی خِفْتُ الْمَوالِیَ مِنْ وَرائِی وَ كانَتِ امْرَأَتِی عاقِراً قَالَ نِعْمَ الْمَوَالِی بَنُو الْعَمِّ وَ أَحَبَّ اللَّهُ أَنْ یَهَبَ لَهُ وَلِیّاً مِنْ صُلْبِهِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ فِیمَا كَانَ عَلِمَ مِنْ فَضْلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ یَا رَبِّ أَ مَعَ مَا شَرَّفْتَ مُحَمَّداً

ص: 373


1- كنز الفوائد: 251، و الآیات فی فاطر: 19- 22.
2- كنز الفوائد: 283، و الآیة فی الشوری: 1.
3- فی المصدر: حمیم.
4- فی المصدر: و ناس من كلیب ثلاثون الفا.
5- كنز الفوائد: 283، و الآیة فی الشوری: 1.
6- فی المصدر: عن محمّد بن همام بن سهل، و لعلّ الصحیح: سهیل.
7- فی المصدر: أ فی القوم.
8- و زینه خ ل.

وَ كَرَّمْتَهُ وَ رَفَعْتَ ذِكْرَهُ حَتَّی قَرَنْتَهُ بِذِكْرِكَ فَمَا یَمْنَعُكَ یَا سَیِّدِی أَنْ تَهَبَ لَهُ ذُرِّیَّةً مِنْ صُلْبِهِ فَیَكُونَ فِیهَا النُّبُوَّةُ قَالَ یَا زَكَرِیَّا قَدْ فَعَلْتُ ذَلِكَ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَا نُبُوَّةَ بَعْدَهُ وَ هُوَ خَاتَمُ الْأَنْبِیَاءِ وَ لَكِنَّ الْإِمَامَةَ لِابْنِ عَمِّهِ وَ أَخِیهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَخْرَجْتُ الذُّرِّیَّةَ مِنْ صُلْبِ عَلِیٍّ إِلَی بَطْنِ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ وَ صَیَّرْتُ بَعْضَهَا مِنْ بَعْضٍ فَخَرَجَتْ مِنْهُ الْأَئِمَّةُ حُجَجِی عَلَی خَلْقِی وَ إِنِّی مُخْرِجٌ مِنْ صُلْبِكَ وَلَداً یَرِثُكَ وَ یَرِثُ مِنْ آلِ یَعْقُوبَ فَوَهَبَ اللَّهُ لَهُ یَحْیَی علیه السلام (1).

«102»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ سَهْلٍ (2) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْعَلَوِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ دَاوُدَ النَّجَّارِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ مِنْ ذُرِّیَّةِ آدَمَ وَ مِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ (3) قَالَ نَحْنُ ذُرِّیَّةُ إِبْرَاهِیمَ وَ الْمَحْمُولُونَ مَعَ نُورٍ وَ نَحْنُ صَفْوَةُ اللَّهِ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ مِمَّنْ هَدَیْنا وَ اجْتَبَیْنا فَهُمْ وَ اللَّهِ شِیعَتُنَا الَّذِینَ هَدَاهُمُ اللَّهُ لِمَوَدَّتِنَا وَ اجْتَبَاهُمْ لِدِینِنَا فَحَیُّوا عَلَیْهِ وَ مَاتُوا عَلَیْهِ وَصَفَهُمُ اللَّهُ بِالْعِبَادَةِ وَ الْخُشُوعِ وَ رِقَّةِ الْقَلْبِ فَقَالَ إِذا تُتْلی عَلَیْهِمْ آیاتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَ بُكِیًّا قَالَ (4) عَزَّ وَ جَلَّ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَ اتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ یَلْقَوْنَ غَیًّا وَ هُوَ جَبَلٌ مِنْ صُفْرٍ یَدُورُ فِی وَسَطِ جَهَنَّمَ ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا مَنْ تابَ مَنْ غَشَّ آلَ مُحَمَّدٍ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ لا یُظْلَمُونَ شَیْئاً إِلَی قَوْلِهِ مَنْ كانَ تَقِیًّا (5).

«103»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ الْیَمَانِیِّ عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقَالَ لَهُ إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ یَزْعُمُ أَنَّهُ یَعْلَمُ كُلَّ آیَةٍ نَزَلَتْ فِی الْقُرْآنِ فِی أَیِّ یَوْمٍ نَزَلَتْ وَ فِیمَنْ

ص: 374


1- كنز الفوائد: 150 و 151 و الآیة فی مریم: 5.
2- فی المصدر: محمّد بن همام بن سهل، و لعلّ الصحیح: سهیل.
3- زاد فی المصدر: و من ذرّیة إبراهیم و إسرائیل.
4- فی المصدر: ثم قال.
5- كنز الفوائد: 152 و 153، و الآیات فی مریم: 57- 63.

نَزَلَتْ فَقَالَ أَبِی علیه السلام سَلْهُ فِیمَنْ نَزَلَتْ وَ مَنْ كانَ فِی هذِهِ أَعْمی فَهُوَ فِی الْآخِرَةِ أَعْمی وَ أَضَلُّ سَبِیلًا (1) وَ فِیمَنْ نَزَلَتْ وَ لا یَنْفَعُكُمْ نُصْحِی إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللَّهُ یُرِیدُ أَنْ یُغْوِیَكُمْ (2) وَ فِیمَنْ نَزَلَتْ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا (3) فَأَتَاهُ الرَّجُلُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ وَدِدْتُ أَنَّ الَّذِی أَمَرَكَ بِهَذَا وَاجَهَنِی بِهِ فَأَسْأَلُهُ عَنِ الْعَرْشِ مِمَّ خَلَقَهُ اللَّهُ وَ مَتَی خَلَقَ وَ كَمْ هُوَ وَ كَیْفَ هُوَ فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ إِلَی أَبِی علیه السلام فَقَالَ أَبِی علیه السلام فَهَلْ أَجَابَكَ بِالْآیَاتِ قَالَ لَا قَالَ أَبِی لَكِنْ أُجِیبُكَ فِیهَا بِعِلْمٍ وَ نُورٍ غَیْرِ الْمُدَّعَی وَ لَا الْمُنْتَحَلِ أَمَّا قَوْلُهُ وَ مَنْ كانَ فِی هذِهِ أَعْمی فَهُوَ فِی الْآخِرَةِ أَعْمی وَ أَضَلُّ سَبِیلًا فَفِیهِ نَزَلَ (4) وَ فِی أَبِیهِ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ لا یَنْفَعُكُمْ نُصْحِی إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ فَفِی أَبِیهِ نَزَلَتْ وَ أَمَّا الْأُخْرَی فَفِی بَنِیهِ (5) نَزَلَتْ وَ فِینَا وَ لَمْ یَكُنِ الرِّبَاطُ الَّذِی أُمِرْنَا بِهِ وَ سَیَكُونُ ذَلِكَ مِنْ نَسْلِنَا الْمُرَابِطُ وَ مِنْ نَسْلِهِ الْمُرَابِطُ وَ أَمَّا مَا سَأَلَ عَنْهُ مِنَ الْعَرْشِ مِمَّ خَلَقَهُ اللَّهُ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَهُ أَرْبَاعاً لَمْ یَخْلُقْ قَبْلَهُ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَشْیَاءَ الْهَوَاءَ وَ الْقَلَمَ وَ النُّورَ ثُمَّ خَلَقَهُ مِنْ أَلْوَانِ أَنْوَارٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ نُورٌ أَخْضَرُ مِنْهُ اخْضَرَّتِ الْخُضْرَةُ وَ نُورٌ أَصْفَرُ مِنْهُ اصْفَرَّتِ الصُّفْرَةُ وَ نُورٌ أَحْمَرُ مِنْهُ احْمَرَّتِ الْحُمْرَةُ وَ نُورٌ أَبْیَضُ وَ هُوَ نُورُ الْأَنْوَارِ وَ مِنْهُ ضَوْءُ النَّهَارِ ثُمَّ جَعَلَهُ سَبْعِینَ أَلْفَ طَبَقٍ غِلَظُ كُلِّ طَبَقٍ كَأَوَّلِ الْعَرْشِ إِلَی أَسْفَلِ السَّافِلِینَ (6) لَیْسَ مِنْ ذَلِكَ طَبَقٌ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمْدِ رَبِّهِ وَ یُقَدِّسُهُ بِأَصْوَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ وَ أَلسِنَةٍ غَیْرِ مُشْتَبِهَةٍ لَوْ (7) أُذِنَ لِلِسَانٍ وَاحِدٍ فَأَسْمَعَ شَیْئاً مِمَّا تَحْتَهُ لَهَدَمَ الْجِبَالَ وَ الْمَدَائِنَ

ص: 375


1- الإسراء: 72.
2- هود: 34.
3- آل عمران: 200.
4- نزلت خ ل.
5- ابنه خ ل.
6- لعل المراد ما بین العرش و اسفل السافلین.
7- نقل فی هامش النسخة المصحّحة عن رجال الكشّیّ مكان ذلك هكذا: و لو سمع واحدا منهم شی ء ممّا تحته لانهدم.

وَ الْحُصُونَ وَ كَشَفَ (1) الْبِحَارَ وَ لَهَلَكَ مَا دُونَهُ لَهُ ثَمَانِیَةُ أَرْكَانٍ یَحْمِلُ كُلُّ رُكْنٍ مِنْهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَا لَا یُحْصِی عَدَدَهُمْ إِلَّا اللَّهُ یُسَبِّحُونَ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ لا یَفْتُرُونَ وَ لَوْ أَحَسَّ حِسَّ شَیْ ءٍ (2) مِمَّا فَوْقَهُ مَا قَامَ لِذَلِكَ طَرْفَةَ عَیْنٍ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْإِحْسَاسِ الْجَبَرُوتُ وَ الْكِبْرِیَاءُ وَ الْعَظَمَةُ وَ الْقُدْسُ وَ الرَّحْمَةُ وَ الْعِلْمُ وَ لَیْسَ وَرَاءَ هَذَا مَقَالٌ فَقَالَ لَقَدْ طَمِعَ الْحَائِرُ (3) فِی غَیْرِ مَطْمَعٍ أَمَا إِنَّ فِی صُلْبِهِ وَدِیعَةً قَدْ ذُرِئَتْ لِنَارِ جَهَنَّمَ فَیُخْرِجُونَ أَقْوَاماً مِنْ دِینِ اللَّهِ وَ سَتُصْبَغُ الْأَرْضُ بِدِمَاءِ أَفْرَاخٍ مِنْ أَفْرَاخِ آلِ مُحَمَّدٍ تَنْهَضُ تِلْكَ الْفِرَاخُ فِی غَیْرِ وَقْتٍ وَ تَطْلُبُ غَیْرَ مُدْرَكٍ وَ یُرَابِطُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ یَصْبِرُونَ وَ یُصَابِرُونَ حَتَّی یَحْكُمَ اللَّهُ بَیْنَنا وَ هُوَ خَیْرُ الْحاكِمِینَ (4).

بیان: قوله علیه السلام ففی أبیه نزلت أی هو من جملة الذین هم مصداق الآیة فی هذه الأمة و نزلت لتهدیدهم و تنبیههم و لا ینافی وقوعها فی سیاق قصة نوح علیه السلام و كونه حكایة لقوله قوله ففی بنیه نزلت و فینا أی فینا نزلت إن نصبر فی دولة بنیه و نرابط حتی یظهر أمرنا و فی أكثر النسخ ابنه علی إرادة الجنس أو أول من خرج منهم ثم بین علیه السلام أن من نسله من یرابط و ینتظر الغلبة فی دولة بنی أمیة و من نسلنا من یرابط و ینتظر الفرج فی دولة بنی أمیة و دولتهم.

قوله و لو أحس أی لو أحس الحاس أو ابن عباس حس شی ء أی صوت شی ء مما فوقه لم یقدر علی ذلك طرفة عین بل یهلك و فی بعض النسخ شیئا أی لو أحس حس من الحواس شیئا من تلك الأصوات لبطل الحس و لم یطق ذلك و فی بعضها و لو أحس شی ء مما فوقه فهو علی بناء المجهول أو قوله مما فوقه مفعول أحس أی شیئا مما فوقه قوله بینه أی بین المرء و ابن عباس أو الملك أو

ص: 376


1- فی هامش النسخة المصحّحة عن رجال الكشّیّ و التوحید: و لخسف .
2- شیئا خ ل.
3- الخائن. الخاسر خ ل.
4- تفسیر القمّیّ: 385 و 386.

الحاس و بین الأحساس بالفتح جمع حس أی الأصوات و یحتمل الكسر الجبروت أی حجب الجبروت و الكبریاء و العظمة و غیر ذلك مانعة عن وصول الأصوات إلی الخلق.

قوله علیه السلام لقد طمع الحائر أی ابن عباس الجاهل المتحیر فیما لیس له الطمع فیه من علم الغیوب.

قوله علیه السلام تنهض تلك الفراخ فی غیر وقت أی یخرجون عند استقرار دولة بنی عباس و عدم انقضاء ملكهم و یطلبون ما لا یمكنهم إدراكه من الظفر علیهم و أما الأئمة و شیعتهم فلا یستعجلون بل یصبرون إلی أن یؤذن لهم و قد تكلمنا فی تحقیق الأنوار و الحجب فی كتاب السماء و العالم.

«104»-فس، تفسیر القمی جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِیهِ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَضَّاحٍ وَ شُعَیْبٍ الْعَقَرْقُوفِیِّ جَمِیعُهُمْ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ یَعْنِی فِی الْخَلْقِ أَنَّهُ مِثْلُهُمْ مَخْلُوقٌ یُوحی إِلَیَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ یَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْیَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَ لا یُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (1) قَالَ لَا یَتَّخِذْ مَعَ وَلَایَةِ آلِ مُحَمَّدٍ غَیْرَهُمْ (2) وَلَایَتُهُمُ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فَمَنْ أَشْرَكَ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ بِوَلَایَتِنَا وَ كَفَرَ بِهَا وَ جَحَدَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام حَقَّهُ وَ وَلَایَتَهُ قُلْتُ قَوْلُهُ الَّذِینَ كانَتْ أَعْیُنُهُمْ فِی غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِی قَالَ یَعْنِی بِالذِّكْرِ وَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام (3) وَ هُوَ قَوْلُهُ ذِكْرِی قُلْتُ قَوْلُهُ لا یَسْتَطِیعُونَ سَمْعاً قَالَ كَانُوا لَا یَسْتَطِیعُونَ إِذَا ذُكِرَ عَلِیٌّ عِنْدَهُمْ أَنْ یَسْمَعُوا ذِكْرَهُ لِشِدَّةِ بُغْضٍ لَهُ وَ عَدَاوَةٍ مِنْهُمْ لَهُ وَ لِأَهْلِ بَیْتِهِ قُلْتُ قَوْلُهُ أَ فَحَسِبَ الَّذِینَ كَفَرُوا أَنْ یَتَّخِذُوا عِبادِی مِنْ دُونِی أَوْلِیاءَ إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِینَ نُزُلًا (4) قَالَ یَعْنِیهِمَا وَ أَشْیَاعَهُمَا الَّذِینَ اتَّخَذُوهُمَا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِیَاءَ

ص: 377


1- الكهف: 110.
2- فی المصدر: ولایة غیرهم.
3- أمیر المؤمنین علیه السلام خ.
4- الكهف: 101 و 102.

وَ كَانُوا یَرَوْنَ أَنَّهُمْ بِحُبِّهِمْ إِیَّاهُمَا أَنَّهُمَا یُنْجِیَانِهِمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ وَ كَانُوا بِحُبِّهِمَا (1) كَافِرِینَ قُلْتُ قَوْلُهُ إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِینَ نُزُلًا أَیْ مَنْزِلًا فَهِیَ لَهُمَا وَ لِأَشْیَاعِهِمَا عَتِیدَةً (2) عِنْدَ اللَّهِ قُلْتُ قَوْلُهُ نُزُلًا قَالَ مَأْوًی وَ مَنْزِلًا (3).

بیان: قوله فمن أشرك بعبادة ربه كأنه علی سبیل القلب و اعلم أن المفسرین فسروا النزل بما یعد للضیف لكن ورد فی اللغة بمعنی المنزل كما فسره علیه السلام به قال الفیروزآبادی النزل بضمتین المنزل و ما یهیئ للضیف قبل أن ینزل علیه.

«105»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی أَبِی فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ یَزْعُمُ أَنَّهُ یَعْلَمُ كُلَّ آیَةٍ نَزَلَتْ فِی الْقُرْآنِ فِی أَیِّ یَوْمٍ نَزَلَتْ وَ فِیمَنْ نَزَلَتْ قَالَ (4) فَسَلْهُ فِیمَنْ نَزَلَتْ وَ مَنْ كانَ فِی هذِهِ أَعْمی فَهُوَ فِی الْآخِرَةِ أَعْمی وَ أَضَلُّ سَبِیلًا (5) وَ فِیمَنْ نَزَلَتْ وَ لا یَنْفَعُكُمْ نُصْحِی إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللَّهُ یُرِیدُ أَنْ یُغْوِیَكُمْ (6) وَ فِیمَنْ نَزَلَتْ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا (7) فَأَتَاهُ الرَّجُلُ فَغَضِبَ وَ قَالَ وَدِدْتُ أَنَّ الَّذِی أَمَرَكَ بِهَذَا وَاجَهَنِی فَأُسَائِلَهُ وَ لَكِنْ سَلْهُ عَنِ الْعَرْشِ مِمَّ خُلِقَ وَ كَیْفَ هُوَ فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ إِلَی أَبِی فَقَالَ مَا قِیلَ لَهُ فَقَالَ هَلْ أَجَابَكَ فِی الْآیَاتِ قَالَ لَا قَالَ لَكِنِّی أُجِیبُكَ فِیهَا بِنُورٍ وَ عِلْمٍ غَیْرِ الْمُدَّعَی وَ لَا الْمُنْتَحَلِ أَمَّا الْأُولَیَانِ فَنَزَلَتَا فِیهِ وَ فِی أَبِیهِ وَ أَمَّا الْأُخْرَی فَنَزَلَتْ فِی أَبِی (8) وَ فِینَا وَ لَمْ یَكُنِ الرِّبَاطُ الَّذِی أُمِرْنَا بِهِ بَعْدُ وَ

ص: 378


1- بحبهم خ ل.
2- العتید: الحاضر المهیأ.
3- تفسیر القمّیّ: 407 و 408.
4- فی المصدر: قال أبی.
5- الإسراء: 72.
6- هود: 34.
7- آل عمران: 200.
8- فی نسخة: فی ابنه و فی المصدر: فی ابیه.

سَیَكُونُ مِنْ نَسْلِنَا الْمُرَابِطُ وَ مِنْ نَسْلِهِ الْمُرَابِطُ (1).

«106»-م، تفسیر الإمام علیه السلام یا أَیُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِی الْأَرْضِ حَلالًا طَیِّباً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّیْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِینٌ إِنَّما یَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَ الْفَحْشاءِ وَ أَنْ تَقُولُوا عَلَی اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یا أَیُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِی الْأَرْضِ مِنْ أَنْوَاعِ ثِمَارِهَا وَ أَطْعِمَتِهَا حَلالًا طَیِّباً لَكُمْ إِذَا أَطَعْتُمْ رَبَّكُمْ فِی تَعْظِیمِ مَنْ عَظَّمَهُ وَ الِاسْتِخْفَافِ لِمَنْ أَهَانَهُ وَ صَغَّرَهُ وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّیْطانِ مَا یَخْطُو بِكُمْ إِلَیْهِ وَ یُغْرِیكُمْ بِهِ مِنْ مُخَالَفَةِ مَنْ جَعَلَهُ اللَّهُ رَسُولًا أَفْضَلَ الْمُرْسَلِینَ وَ أَمَرَهُ بِنَصْبِ مَنْ جَعَلَهُ أَفْضَلَ الْوَصِیِّینَ وَ سَائِرِ مَنْ جَعَلَهُمْ خُلَفَاءَهُ وَ أَوْلِیَاءَهُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِینٌ لَكُمُ (2) الْعَدَاوَةُ وَ یَأْمُرُكُمْ بِمُخَالَفَةِ أَفْضَلِ النَّبِیِّینَ وَ مُعَانَدَةِ أَشْرَفِ الْوَصِیِّینَ إِنَّما یَأْمُرُكُمْ الشَّیْطَانُ بِالسُّوءِ بِسُوءِ الْمَذْهَبِ وَ الِاعْتِقَادِ فِی خَیْرِ خَلْقِ اللَّهِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ جُحُودِ وَلَایَةِ أَفْضَلِ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنْ تَقُولُوا عَلَی اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ بِإِمَامَةِ مَنْ لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ فِی الْإِمَامِ حَظّاً وَ مَنْ جَعَلَهُ مِنْ أَرَاذِلِ أَعْدَائِهِ وَ أَعْظَمِهِمْ كُفْراً بِهِ.

قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فُضِّلْتُ عَلَی الْخَلْقِ أَجْمَعِینَ وَ شُرِّفْتُ عَلَی جَمِیعِ النَّبِیِّینَ وَ اخْتُصِصْتُ بِالْقُرْآنِ الْعَظِیمِ وَ أُكْرِمْتُ بِعَلِیٍّ سَیِّدِ الْوَصِیِّینَ وَ عُظِّمْتُ بِشِیعَتِهِ خَیْرِ شِیعَةِ النَّبِیِّینَ وَ الْوَصِیِّینَ وَ قِیلَ لِی یَا مُحَمَّدُ قَابِلْ نَعْمَائِی عَلَیْكَ بِشُكْرِ الْمُمْتَرِی لِلْمَزِیدِ فَقُلْتُ یَا رَبِّی (3) وَ مَا أَفْضَلُ مَا أَشْكُرُكَ بِهِ فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ أَفْضَلُ ذَلِكَ بَثُّكَ فَضْلَ أَخِیكَ عَلِیٍّ وَ بَعْثُكَ سَائِرَ عِبَادِی عَلَی تَعْظِیمِهِ وَ تَعْظِیمِ شِیعَتِهِ وَ أَمْرُكَ إِیَّاهُمْ أَنْ لَا یَتَوَادُّوا إِلَّا فِیَّ وَ لَا یَتَبَاغَضُوا إِلَّا فِیَّ وَ لَا یُوَالُوا وَ لَا یُعَادُوا إِلَّا فِیَّ وَ أَنْ یَنْصِبُوا الْحَرْبَ لِإِبْلِیسَ وَ عُتَاةِ مَرَدَتِهِ الدَّاعِینَ إِلَی مُخَالَفَتِی

ص: 379


1- تفسیر العیّاشیّ 2: 305 و 306.
2- فی المصدر: یبین لكم.
3- یا ربّ خ ل.

وَ أَنْ یَجْعَلُوا جُنَّتَهُمْ (1) مِنْهُمُ الْعَدَاوَةَ لِأَعْدَاءِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ أَنْ یَجْعَلُوا أَفْضَلَ سِلَاحِهِمْ عَلَی إِبْلِیسَ وَ جُنُودِهِ تَفْضِیلَ مُحَمَّدٍ عَلَی جَمِیعِ النَّبِیِّینَ وَ تَفْضِیلَ عَلِیٍّ عَلَی سَائِرِ أُمَّتِهِ أَجْمَعِینَ وَ اعْتِقَادَهُمْ بِأَنَّهُ الصَّادِقُ لَا یَكْذِبُ وَ الْحَلِیمُ (2) لَا یَجْهَلُ وَ الْمُصِیبُ لَا یَغْفُلُ وَ الَّذِی بِمَحَبَّتِهِ تَثْقُلُ مَوَازِینُ الْمُؤْمِنِینَ وَ بِمُخَالَفَتِهِ تَخِفُّ مَوَازِینُ النَّاصِبِینَ فَإِذَا هُمْ فَعَلُوا ذَلِكَ كَانَ إِبْلِیسُ وَ جُنُودُهُ الْمَرَدَةُ أَخْسَأَ الْمَهْزُومِینَ وَ أَضْعَفَ الضَّعِیفِینَ (3).

إیضاح: امتری الشی ء استخرجه.

«107»-م، تفسیر الإمام علیه السلام وَ إِذا قِیلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَیْنا عَلَیْهِ آباءَنا أَ وَ لَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا یَعْقِلُونَ شَیْئاً وَ لا یَهْتَدُونَ قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام وَصَفَ اللَّهُ هَؤُلَاءِ الْمُتَّبِعِینَ لِخُطُوَاتِ الشَّیْطَانِ فَقَالَ وَ إِذَا قِیلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَی مَا أَنْزَلَ فِی كِتَابِهِ مِنْ وَصْفِ مُحَمَّدٍ وَ حِلْیَةِ عَلِیٍّ وَ وَصْفِ فَضَائِلِهِ وَ ذِكْرِ مَنَاقِبِهِ وَ إِلَی الرَّسُولِ وَ تَعَالَوْا إِلَی الرَّسُولِ لَتَقْبَلُوا مِنْهُ مَا یَأْمُرُكُمْ بِهِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَیْهِ آبَاءَنَا مِنَ الدِّینِ وَ الْمَذْهَبِ فَاقْتَدُوا بِدِینِ آبَائِهِمْ (4) فِی مُخَالَفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مُنَابَذَةِ عَلِیٍّ وَلِیِّ اللَّهِ علیه السلام قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَ وَ لَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا یَعْلَمُونَ (5) شَیْئاً وَ لا یَهْتَدُونَ إِلَی شَیْ ءٍ مِنَ الصَّوَابِ.

قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عِبَادَ اللَّهِ اتَّبِعُوا أَخِی وَ وَصِیِّی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ بِأَمْرِ اللَّهِ وَ لَا تَكُونُوا كَالَّذِینَ اتَّخَذُوا أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ تَقْلِیداً لِجُهَّالِ آبَائِهِمُ الْكَافِرِینَ بِاللَّهِ فَإِنَّ الْمُقَلِّدَ دِینَهُ مِمَّنْ لَا یَعْلَمُ (6) دِینَ اللَّهِ یَبُوءُ (7)

ص: 380


1- الجنة بالضم: كل ما وقی من السلاح. الترس.
2- فی نسخة: و العلیم و فی نسخة و فی المصدر: و الحكیم.
3- تفسیر الإمام العسكریّ: 242 و 243. و الآیتان فی البقرة: 168 و 169.
4- فی المصدر: فاقتدوا بآبائهم.
5- فی المصدر: لا یعقلون.
6- من لا یعلم خ ل.
7- أی یرجع.

بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَ یَكُونُ مِنْ أُسَرَاءِ إِبْلِیسَ لَعِینِ اللَّهِ (1) وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ أَخِی عَلِیّاً أَفْضَلَ زِینَةِ عِتْرَتِی فَقَالَ وَ مَنْ وَالاهُ وَ وَالَی أَوْلِیَاءَهُ وَ عَادَی أَعْدَاءَهُ جَعَلْتُهُ مِنْ أَفْضَلِ زِینَةِ جِنَانِی وَ مِنْ أَشْرَفِ أَوْلِیَائِی وَ خُلَصَائِی وَ مَنْ أَدْمَنَ (2) مَحَبَّتَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَتَحَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ثَمَانِیَةَ أَبْوَابِهَا وَ أَبَاحَهُ جَمِیعَهَا یَدْخُلُ مِمَّا شَاءَ مِنْهَا وَ كُلُّ أَبْوَابِ الْجِنَانِ تُنَادِیهِ یَا وَلِیَّ اللَّهِ أَ لَمْ تَدْخُلْنِی أَ لَمْ تَخُصَّنِی مِنْ بَیْنِنَا (3).

بیان: ما ذكر فی العنوان موافق لما فی سورة البقرة و ما ذكر فی التفسیر موافق لما فی سورة المائدة و هو قوله تعالی وَ إِذا قِیلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلی ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَ إِلَی الرَّسُولِ قالُوا حَسْبُنا ما وَجَدْنا عَلَیْهِ آباءَنا أَ وَ لَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا یَعْلَمُونَ شَیْئاً وَ لا یَهْتَدُونَ (4) و لعله من الرواة أو منه علیه السلام لبیان اتحاد مضمون الآیتین.

«108»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَیْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ الْكِتابِ وَ النَّبِیِّینَ وَ آتَی الْمالَ عَلی حُبِّهِ ذَوِی الْقُرْبی وَ الْیَتامی وَ الْمَساكِینَ وَ ابْنَ السَّبِیلِ وَ السَّائِلِینَ وَ فِی الرِّقابِ وَ أَقامَ الصَّلاةَ وَ آتَی الزَّكاةَ وَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَ الصَّابِرِینَ فِی الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ حِینَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِینَ صَدَقُوا وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ

قَالَ الْإِمَامُ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام لَیْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا الْآیَةَ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا فَضَّلَ عَلِیّاً علیه السلام وَ أَخْبَرَ عَنْ جَلَالَتِهِ عِنْدَ رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَبَانَ عَنْ فَضَائِلِ شِیعَتِهِ وَ أَنْصَارِ دَعْوَتِهِ وَ وَبَّخَ الْیَهُودَ وَ النَّصَارَی عَلَی كُفْرِهِمْ وَ كِتْمَانِهِمْ لِذِكْرِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ عَلَیْهِمَا وَ آلِهِمَا السَّلَامُ فِی كُتُبِهِمْ بِفَضَائِلِهِمْ وَ مَحَاسِنِهِمْ فَخَرَّتِ الْیَهُودُ وَ النَّصَارَی عَلَیْهِمْ فَقَالَتِ الْیَهُودُ قَدْ صَلَّیْنَا إِلَی قِبْلَتِنَا هَذِهِ الصَّلَاةَ الْكَثِیرَةَ وَ فِینَا مَنْ یُحْیِی اللَّیْلَ صَلَاةً إِلَیْهَا وَ هِیَ قِبْلَةُ مُوسَی الَّتِی أَمَرَنَا بِهَا وَ قَالَتِ النَّصَارَی قَدْ

ص: 381


1- فی نسخة: لعنة اللّٰه و المصدر خال عن كلیهما.
2- أی ادامها.
3- تفسیر الإمام العسكریّ: 243. و الآیة فی البقرة، 170.
4- المائدة: 104.

صَلَّیْنَا إِلَی قِبْلَتِنَا هَذِهِ الصَّلَاةَ الْكَثِیرَةَ وَ فِینَا مَنْ یُحْیِی اللَّیْلَ صَلَاةً إِلَیْهَا وَ هِیَ قِبْلَةُ عِیسَی علیه السلام الَّتِی أَمَرَنَا بِهَا وَ قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْفَرِیقَیْنِ أَ تَرَی رَبَّنَا یُبْطِلُ أَعْمَالَنَا هَذِهِ الْكَثِیرَةَ وَ صَلَاتَنَا إِلَی قِبْلَتِنَا لِأَنَّا لَا نَتَّبِعُ مُحَمَّداً عَلَی هَوَاهُ فِی نَفْسِهِ وَ أَخِیهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی یَا مُحَمَّدُ قُلْ لَیْسَ الْبِرَّ الطَّاعَةَ الَّتِی تَنَالُونَ بِهَا الْجِنَانَ وَ تَسْتَحِقُّونَ بِهَا الْغُفْرَانَ وَ الرِّضْوَانَ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ بِصَلَاتِكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ یَا أَیُّهَا النَّصَارَی وَ قِبَلَ الْمَغْرِبِ یَا أَیُّهَا الْیَهُودُ وَ أَنْتُمْ لِأَمْرِ اللَّهِ مُخَالِفُونَ وَ عَلَی وَلِیِّ اللَّهِ مُغْتَاظُونَ وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ یَعْنِی بِأَنَّهُ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الْفَرْدُ الصَّمَدُ یُعَظِّمُ مَنْ یَشَاءُ وَ یُكْرِمُ مَنْ یَشَاءُ وَ یُهِینُ مَنْ یَشَاءُ وَ یُذِلُّهُ لَا رَادَّ لِأَمْرِهِ وَ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ آمَنَ بِالْیَوْمِ الْآخِرِ (1) یَوْمِ الْقِیَامَةِ الَّتِی أَفْضَلُ مَنْ یُوَافِیهَا مُحَمَّدٌ سَیِّدُ النَّبِیِّینَ (2) وَ بَعْدَهُ عَلِیٌّ أَخُوهُ وَ صَفِیُّهُ سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ وَ الَّتِی لَا یَحْضُرُهَا مِنْ شِیعَةِ مُحَمَّدٍ أَحَدٌ إِلَّا أَضَاءَتْ فِیهَا أَنْوَارُهُ فَسَارَ فِیهَا إِلَی جَنَّاتِ النَّعِیمِ هُوَ وَ إِخْوَانُهُ وَ أَزْوَاجُهُ وَ ذُرِّیَّاتُهُ وَ الْمُحْسِنُونَ إِلَیْهِ وَ الدَّافِعُونَ فِی الدُّنْیَا عَنْهُ وَ لَا یَحْضُرُهَا مِنْ أَعْدَاءِ مُحَمَّدٍ أَحَدٌ إِلَّا غَشِیَتْهُ ظُلُمَاتُهَا فَیَصِیرُ فِیهَا إِلَی الْعَذَابِ الْأَلِیمِ هُوَ وَ شُرَكَاؤُهُ فِی عَقْدِهِ وَ دِینِهِ وَ مَذْهَبِهِ وَ الْمُتَقَرِّبُونَ كَانُوا فِی الدُّنْیَا إِلَیْهِ لِغَیْرِ تَقِیَّةٍ لَحِقَتْهُمْ وَ الَّتِی تُنَادِی الْجِنَانُ فِیهَا إِلَیْنَا إِلَیْنَا أَوْلِیَاءَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ شِیعَتَهُمَا وَ عَنَّا عَنَّا أَعْدَاءَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ أَهْلَ مُخَالَفَتِهِمَا وَ تُنَادِی النِّیرَانُ عَنَّا عَنَّا أَوْلِیَاءَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ شِیعَتَهُمَا وَ إِلَیْنَا إِلَیْنَا أَعْدَاءَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ شِیعَتَهُمَا یَوْمَ تَقُولُ الْجِنَانُ یَا مُحَمَّدُ وَ یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَمَرَنَا بِطَاعَتِكُمَا وَ أَنْ تَأْذَنَا فِی الدُّخُولِ إِلَیْنَا مَنْ تُدْخِلَانِهِ فَامْلَئَانَا بِشِیعَتِكُمَا مَرْحَباً بِهِمْ وَ أَهْلًا وَ سَهْلًا وَ تَقُولُ النِّیرَانُ یَا مُحَمَّدُ وَ یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنَا بِطَاعَتِكُمَا وَ أَنْ یُحْرَقَ بِنَا مَنْ تَأْمُرَانِنَا بِحَرْقِهِ فَامْلَئَانَا بِأَعْدَائِكُمَا وَ الْمَلائِكَةِ وَ مَنْ آمَنَ بِالْمَلَائِكَةِ أَنَّهُمْ (3) عِبَادٌ مَعْصُومُونَ لا یَعْصُونَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ما أَمَرَهُمْ وَ یَفْعَلُونَ

ص: 382


1- فی نسخة و فی المصدر: و آمن باللّٰه و الیوم الآخر.
2- سیّد المرسلین خ ل.
3- بانهم خ ل.

ما یُؤْمَرُونَ وَ إِنَّ أَشْرَفَ أَعْمَالِهِمْ فِی مَرَاتِبِهِمُ (1) الَّتِی قَدْ رُتِّبُوا فِیهَا مِنَ الثَّرَی إِلَی الْعَرْشِ الصَّلَاةُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ وَ اسْتِدْعَاءُ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ رِضْوَانِهِ لِشِیعَتِهِمُ الْمُتَّقِینَ وَ اللَّعْنُ لِلْمُتَابِعِینَ لِأَعْدَائِهِمُ الْمُجَاهِرِینَ وَ الْمُنَافِقِینَ الْمُجَاهِرِینَ وَ الْكِتابِ وَ یُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ الَّذِی أَنْزَلَ اللَّهُ مُشْتَمِلًا عَلَی ذِكْرِ فَضْلِ مُحَمَّدٍ سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ وَ عَلِیٍّ الْمَخْصُوصِ (2) بِمَا لَمْ یُخَصَّ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الْعَالَمِینَ وَ عَلَی ذِكْرِ فَضْلِ مَنْ تَبِعَهُمَا وَ أَطَاعَهُمَا مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ بُغْضِ مَنْ خَالَفَهُمَا مِنَ الْمُعَانِدِینَ وَ الْمُنَافِقِینَ وَ النَّبِیِّینَ وَ آمَنَ (3) بِالنَّبِیِّینَ أَنَّهُمْ أَفْضَلُ خَلْقِ اللَّهِ أَجْمَعِینَ وَ أَنَّهُمْ كُلَّهُمْ دَلُّوا عَلَی فَضْلِ مُحَمَّدٍ سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ وَ فَضْلِ عَلِیٍّ سَیِّدِ الْوَصِیِّینَ وَ فَضْلِ شِیعَتِهِمَا عَلَی سَائِرِ الْمُؤْمِنِینَ بِالنَّبِیِّینَ وَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا لِفَضْلِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ (4) مُعْتَرِفِینَ وَ لَهُمَا بِمَا خَصَّهُمَا اللَّهُ بِهِ مُسَلِّمِینَ وَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَعْطَی مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ الشَّرَفِ وَ الْفَضْلِ مَا لَمْ تَسْمُ إِلَیْهِ نَفْسُ أَحَدٍ (5) مِنَ النَّبِیِّینَ إِلَّا نَهَاهُ اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ وَ زَجَرَهُ وَ أَمَرَهُ أَنْ یُسَلِّمَ لِمُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ آلِهِمَا الطَّیِّبِینَ فَضْلَهُمْ وَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَضَّلَ مُحَمَّداً بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ عَلَی جَمِیعِ النَّبِیِّینَ مَا أَعْطَاهَا أَحَداً قَبْلَهُ إِلَّا مَا أَعْطَی سُلَیْمَانَ بْنَ دَاوُدَ مِنْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ (6) فَرَآهَا أَشْرَفَ مِنْ جَمِیعِ مَمَالِكِهِ كُلِّهَا الَّتِی أُعْطِیَهَا فَقَالَ یَا رَبِّ مَا أَشْرَفَهَا مِنْ كَلِمَاتٍ إِنَّهَا لَآثَرُ مِنْ جَمِیعِ مَمَالِكِیَ الَّتِی وَهَبْتَهَا لِی قَالَ اللَّهُ تَعَالَی یَا سُلَیْمَانُ وَ كَیْفَ لَا تَكُونُ كَذَلِكَ وَ مَا مِنْ عَبْدٍ وَ لَا أَمَةٍ سَمَّانِی بِهَا إِلَّا أَوْجَبْتُ لَهُ مِنَ الثَّوَابِ أَلْفَ ضِعْفِ مَا أَوْجَبْتُ لِمَنْ تَصَدَّقَ بِأَلْفِ ضِعْفِ مَمَالِكِكَ یَا سُلَیْمَانُ هَذِهِ سُبْعُ مَا أَهَبُهُ لِمُحَمَّدٍ سَیِّدِ النَّبِیِّینَ تَمَامَ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ إِلَی آخِرِهَا فَقَالَ یَا رَبِّ أَ تَأْذَنُ لِی

ص: 383


1- و فی مراتبهم خ ل.
2- فی المصدر: محمد و علی سیّد المرسلین و الوصیین المخصوصین .
3- فی نسخة من الكتاب و مصدره: و من آمن.
4- زاد فی نسخة: و آلهما.
5- فی المصدر و نسخة من الكتاب: نفس واحد.
6- النمل: 30.

أَنْ أَسْأَلَكَ تَمَامَهَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی یَا سُلَیْمَانُ اقْنَعْ بِمَا أَعْطَیْتُكَ فَلَنْ تَبْلُغَ شَرَفَ مُحَمَّدٍ وَ إِیَّاكَ وَ أَنْ تَقْتَرِحَ (1) عَلَی دَرَجَةِ مُحَمَّدٍ وَ فَضْلِهِ وَ جَلَالِهِ فَأُخْرِجَكَ عَنْ مُلْكِكَ كَمَا أَخْرَجْتُ آدَمَ عَنْ مُلْكِ الْجِنَانِ لَمَّا اقْتَرَحَ دَرَجَةَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ فِی الشَّجَرَةِ الَّتِی أَمَرْتُهُ أَنْ لَا یَقْرَبَهَا یَرُومُ (2) أَنْ یَكُونَ لَهُ فَضْلُهَا وَ هِیَ شَجَرَةٌ أَصْلُهَا مُحَمَّدٌ- وَ أَكْبَرُ أَغْصَانِهَا عَلِیٌّ وَ سَائِرُ أَغْصَانِهَا آلُ مُحَمَّدٍ عَلَی قَدْرِ مَرَاتِبِهِمْ (3) وَ قُضْبَانُهَا شِیعَتُهُ وَ أُمَّتُهُ عَلَی مَرَاتِبِهِمْ وَ أَحْوَالِهِمْ إِنَّهُ لَیْسَ لِأَحَدٍ مِثْلُ دَرَجَاتِ مُحَمَّدٍ (4) فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ سُلَیْمَانُ یَا رَبِّ قَنِّعْنِی بِمَا رَزَقْتَنِی فَأَقْنَعَهُ فَقَالَ یَا رَبِّ سَلَّمْتُ وَ رَضِیتُ وَ قَنِعْتُ وَ عَلِمْتُ أَنْ لَیْسَ لِأَحَدٍ مِثْلُ دَرَجَاتِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ آتَی الْمالَ عَلی حُبِّهِ أَعْطَی فِی اللَّهِ الْمُسْتَحِقِّینَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَی حُبِّهِ لِلْمَالِ وَ شِدَّةِ حَاجَتِهِ إِلَیْهِ یَأْمُلُ الْحَیَاةَ وَ یَخْشَی الْفَقْرَ لِأَنَّهُ صَحِیحٌ شَحِیحٌ ذَوِی الْقُرْبی أَعْطَی قَرَابَةَ النَّبِیِّ الْفُقَرَاءَ هَدِیَّةً وَ بِرّاً لَا صَدَقَةً فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَجَلَّهُمْ عَنِ الصَّدَقَةِ وَ آتَی قَرَابَةَ نَفْسِهِ صَدَقَةً وَ بِرّاً وَ عَلَی أَیِّ سَبِیلٍ أَرَادَ وَ الْیَتامی وَ آتَی الْیَتَامَی مِنْ بَنِی هَاشِمٍ الْفُقَرَاءَ بِرّاً لَا صَدَقَةً وَ آتَی یَتَامَی غَیْرِهِمْ صَدَقَةً وَ صِلَةً وَ الْمَساكِینَ مَسَاكِینَ النَّاسِ وَ ابْنَ السَّبِیلِ الْمُجْتَازَ الْمُنْقَطَعَ بِهِ لَا نَفَقَةَ مَعَهُ وَ السَّائِلِینَ الَّذِینَ یَتَكَفَّفُونَ وَ یَسْأَلُونَ الصَّدَقَاتِ وَ فِی الرِّقابِ الْمُكَاتَبِینَ یُعِینُهُمْ لِیُؤَدُّوا فَیُعْتَقُوا قَالَ فَإِنْ لَمْ یَكُنْ لَهُ مَالٌ یَحْتَمِلُ الْمُوَاسَاةَ فَلْیُجَدِّدِ الْإِقْرَارَ بِتَوْحِیدِ اللَّهِ وَ نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَ لْیَجْهَرْ بِتَفْضِیلِنَا وَ الِاعْتِرَافِ بِوَاجِبِ حُقُوقِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ بِتَفْضِیلِنَا عَلَی سَائِرِ النَّبِیِّینَ وَ بِتَفْضِیلِ مُحَمَّدٍ عَلَی سَائِرِ النَّبِیِّینَ (5) وَ مُوَالاةِ أَوْلِیَائِنَا

ص: 384


1- اقترح علیه كذا او بكذا: تحكم و سأله إیّاه بالعنف و من غیر رویة. علیه كذا: اشتهی ان یصنعه له.
2- رام الشی ء: أراده.
3- علی قدر مراتبهم خ ل.
4- فی نسخة و فی المصدر: إنّه لیس لاحد یا سلیمان من درجات الفضائل عندی ما لمحمد.
5- فی المصدر: علی سائر آل النبیین.

وَ مُعَادَاةِ أَعْدَائِنَا وَ الْبَرَاءَةِ مِنْهُمْ كَائِناً مَنْ كَانُوا آبَاءَهُمْ وَ أُمَّهَاتِهِمْ وَ ذَوِی قَرَابَاتِهِمْ وَ مَوَدَّاتِهِمْ فَإِنَّ وَلَایَةَ اللَّهِ لَا تُنَالُ إِلَّا بِوَلَایَةِ أَوْلِیَائِهِ وَ مُعَادَاةِ أَعْدَائِهِ وَ أَقامَ الصَّلاةَ قَالَ وَ الْبِرُّ بِرُّ مَنْ أَقَامَ الصَّلَاةَ بِحُدُودِهَا وَ عَلِمَ أَنَّ أَكْبَرَ حُدُودِهَا الدُّخُولُ فِیهَا وَ الْخُرُوجُ عَنْهَا مُعْتَرِفاً بِفَضْلِ مُحَمَّدٍ سَیِّدِ أَنْبِیَائِهِ وَ عَبِیدِهِ (1) وَ الْمُوَالاةِ لِسَیِّدِ الْأَوْصِیَاءِ وَ أَفْضَلِ الْأَتْقِیَاءِ عَلِیٍّ سَیِّدِ الْأَبْرَارِ وَ قَائِدِ الْأَخْیَارِ وَ أَفْضَلِ أَهْلِ دَارِ الْقَرَارِ بَعْدَ النَّبِیِّ الزَّكِیِّ الْمُخْتَارِ وَ آتَی الزَّكاةَ الْوَاجِبَةَ عَلَیْهِ لِإِخْوَانِهِ الْمُؤْمِنِینَ فَإِنْ لَمْ یَكُنْ لَهُ مَالٌ یُزَكِّیهِ فَزَكَاةَ بَدَنِهِ وَ عَقْلِهِ وَ هُوَ أَنْ یَجْهَرَ بِفَضْلِ عَلِیٍّ وَ الطَّیِّبِینَ مِنْ آلِهِ إِذَا قَدَرَ وَ یَسْتَعْمِلَ التَّقِیَّةَ عِنْدَ الْبَلَایَا إِذَا عَمَّتْ وَ الْمِحَنِ إِذَا نَزَلَتْ وَ لِأَعْدَائِنَا إِذَا غَلَبُوا أَوْ یُعَاشِرَ عِبَادَ اللَّهِ بِمَا لَمْ یَثْلِمْ دِینَهُ وَ لَا یَقْدَحُ فِی عِرْضِهِ وَ بِمَا یَسْلَمُ مَعَهُ دِینُهُ وَ دُنْیَاهُ فَهُوَ اسْتِعْمَالُ التَّقِیَّةِ یُوَفِّرُ (2) نَفْسَهُ عَلَی طَاعَةِ مَوْلَاهُ وَ یَصُونُ عِرْضَهُ الَّذِی فَرَضَ اللَّهُ عَلَیْهِ صِیَانَتَهُ وَ یَحْفَظُ عَلَی نَفْسِهِ أَمْوَالَهُ الَّتِی جَعَلَهَا اللَّهُ لَهُ قِیَاماً (3) وَ لِدِینِهِ وَ عِرْضِهِ وَ بَدَنِهِ قَوَاماً وَ لَعَنَ (4) الْمَغْضُوبَ عَلَیْهِمُ الْآخِذِینَ مِنَ الْخِصَالِ بِأَرْذَلِهَا وَ مِنَ الْخِلَالِ بِأَسْخَطِهَا لِدَفْعِهِمُ (5) الْحُقُوقَ عَنْ أَهْلِهَا وَ تَسْلِیمِهِمُ الْوِلَایَاتِ إِلَی غَیْرِ مُسْتَحِقِّهَا ثُمَّ قَالَ وَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا قَالَ وَ مِنْ أَعْظَمِ عُهُودِهِمْ أَنْ لَا یَسْتُرُوا مَا یَعْلَمُونَ مِنْ شَرَفِ مَنْ شَرَّفَهُ اللَّهُ تَعَالَی وَ فَضْلِ مَنْ فَضَّلَهُ اللَّهُ وَ أَنْ لَا یَضَعُوا الْأَسْمَاءَ الشَّرِیفَةَ (6) عَلَی مَنْ لَا یَسْتَحِقُّهَا مِنَ الْمُقَصِّرِینَ وَ الْمُسْرِفِینَ الضَّالِّینَ الَّذِینَ ضَلُّوا عَمَّنْ دَلَ

ص: 385


1- فی نسخة: سید إمائه و عبیده و فی المصدر: سید عبیده و إمائه.
2- فی نسخة: یقی نفسه.
3- فی المصدر: قد جعله اللّٰه لها قیاما.
4- و لعنة خ ل.
5- فی المصدر: و لدفعهم.
6- مثل أمیر المؤمنین و خلیفة رسول اللّٰه: و أولی الامر، و الامام و امثالها.

اللَّهُ عَلَیْهِ بِدَلَالاتِهِ وَ اخْتَصَّهُ (1) بِكَرَامَاتِهِ الْوَاصِفِینَ لَهُ بِخِلَافِ صِفَاتِهِ وَ الْمُنْكِرِینَ لِمَا عَرَفُوا مِنْ دَلَالاتِهِ وَ عَلَامَاتِهِ الَّذِینَ سَمَّوْا بِأَسْمَائِهِمْ مَنْ لَیْسُوا بِأَكْفَائِهِمْ مِنَ الْمُقَصِّرِینَ الْمُتَمَرِّدِینَ (2) ثُمَّ قَالَ وَ الصَّابِرِینَ فِی الْبَأْساءِ یَعْنِی فِی مُحَارَبَةِ الْأَعْدَاءِ وَ لَا عَدُوَّ یُحَارِبُهُ أَعْدَی مِنْ إِبْلِیسَ وَ مَرَدَتِهِ یَهْتِفُ بِهِ وَ یَدْفَعُهُ وَ إِیَّاهُمْ بِالصَّلَاةِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ الضَّرَّاءِ الْفَقْرُ وَ الشِّدَّةُ وَ لَا فَقْرَ أَشَدُّ مِنْ فَقْرِ مُؤْمِنٍ (3) یَلْجَأُ إِلَی التَّكَفُّفِ مِنْ أَعْدَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ یَصْبِرُ عَلَی ذَلِكَ وَ یَرَی مَا یَأْخُذُهُ مِنْ مَالِهِمْ مَغْنَماً یَلْعَنُهُمْ بِهِ وَ یَسْتَعِینُ بِمَا یَأْخُذُهُ عَلَی تَجْدِیدِ ذِكْرِ وَلَایَةِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ وَ حِینَ الْبَأْسِ عِنْدَ شِدَّةِ الْقِتَالِ یَذْكُرُ اللَّهَ وَ یُصَلِّی عَلَی مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَ عَلَی عَلِیٍّ وَلِیِّ اللَّهِ وَ یُوَالِی بِقَلْبِهِ وَ لِسَانِهِ أَوْلِیَاءَ اللَّهِ وَ یُعَادِی كَذَلِكَ أَعْدَاءَ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أُولئِكَ أَهْلُ هَذِهِ الصِّفَاتِ الَّتِی ذَكَرَهَا الْمَوْصُوفُونَ بِهَا الَّذِینَ صَدَقُوا فِی إِیمَانِهِمْ وَ صَدَّقُوا أَقَاوِیلَهُمْ بِأَفَاعِیلِهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ لِمَا أُمِرُوا بِاتِّقَائِهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ وَ لِمَا أُمِرُوا بِاتِّقَائِهِ مِنْ شُرُورِ النَّوَاصِبِ الْكُفَّارِ (4).

«109»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ یا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلی شَیْ ءٍ حَتَّی تُقِیمُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِیلَ وَ ما أُنْزِلَ إِلَیْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ (5) قَالَ هِیَ الْوَلَایَةُ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی یا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ قَالَ هِیَ الْوَلَایَةُ (6).

ص: 386


1- فی المصدر: و اختصه اللّٰه.
2- فی المصدر: و المتمردین.
3- فی المصدر: من فقر المؤمن.
4- تفسیر الإمام العسكریّ: 248 و 251 و الآیة فی البقرة: 77.
5- المائدة: 68.
6- بصائر الدرجات: 151. و الآیة الأخیرة فی المائدة: 67.

«110»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ مَعْرُوفٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ رِبْعِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ لَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِیلَ وَ ما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ قَالَ الْوَلَایَةُ (1).

شی، تفسیر العیاشی عن محمد بن مسلم مثله (2)

كا، الكافی محمد بن إسماعیل عن الفضل بن شاذان عن حماد مثله (3)

بیان: لعل المعنی أن الولایة أهم الأشیاء التی أنزلت إلیهم و أعظمها.

«111»-سن، المحاسن ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: كُنْتُ فِی مَحْمِلٍ أَقْرَأُ إِذْ نَادَانِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام اقْرَأْ یَا سُلَیْمَانُ وَ أَنَا فِی هَذِهِ الْآیَاتِ الَّتِی فِی آخِرِ تَبَارَكَ وَ الَّذِینَ لا یَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ وَ لا یَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِی حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَ لا یَزْنُونَ وَ مَنْ یَفْعَلْ ذلِكَ یَلْقَ أَثاماً یُضاعَفْ فَقَالَ هَذِهِ فِینَا أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ وَعَظَنَا وَ هُوَ یَعْلَمُ أَنَّا لَا نَزْنِی اقْرَأْ یَا سُلَیْمَانُ فَقَرَأْتُ حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَی قَوْلِهِ إِلَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُوْلئِكَ یُبَدِّلُ اللَّهُ سَیِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ قَالَ قِفْ هَذِهِ فِیكُمْ إِنَّهُ یُؤْتَی بِالْمُؤْمِنِ الْمُذْنِبِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَتَّی یُوقَفَ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیَكُونُ هُوَ الَّذِی یَلِی حِسَابَهُ فَیُوقِفُهُ عَلَی سَیِّئَاتِهِ شَیْئاً شَیْئاً فَیَقُولُ عَمِلْتَ كَذَا فِی یَوْمِ كَذَا فِی سَاعَةِ كَذَا فَیَقُولُ أَعْرِفُ یَا رَبِّ قَالَ حَتَّی یُوقِفَهُ عَلَی سَیِّئَاتِهِ كُلِّهَا كُلَّ ذَلِكَ یَقُولُ أَعْرِفُ فَیَقُولُ سَتَرْتُهَا عَلَیْكَ فِی الدُّنْیَا وَ أَغْفِرُهَا لَكَ الْیَوْمَ أَبْدِلُوهَا لِعَبْدِی حَسَنَاتٍ قَالَ فَتُرْفَعُ صَحِیفَتُهُ لِلنَّاسِ فَیَقُولُونَ سُبْحَانَ اللَّهِ أَ مَا كَانَتْ لِهَذَا الْعَبْدِ سَیِّئَةٌ وَاحِدَةٌ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَأُوْلئِكَ یُبَدِّلُ اللَّهُ سَیِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ قَالَ ثُمَّ قَرَأْتُ حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَی قَوْلِهِ وَ الَّذِینَ لا یَشْهَدُونَ الزُّورَ وَ إِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً فَقَالَ علیه السلام هَذِهِ فِینَا ثُمَّ قَرَأْتُ وَ الَّذِینَ إِذا ذُكِّرُوا بِآیاتِ رَبِّهِمْ لَمْ یَخِرُّوا

ص: 387


1- بصائر الدرجات: 22. و الآیة فی المائدة: 66.
2- تفسیر العیّاشیّ 1: 330.
3- أصول الكافی 1: 413.

عَلَیْها صُمًّا وَ عُمْیاناً فَقَالَ هَذِهِ فِیكُمْ إِذَا ذَكَرْتُمْ فَضْلَنَا لَمْ تَشُكُّوا ثُمَّ قَرَأْتُ وَ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّیَّاتِنا قُرَّةَ أَعْیُنٍ إِلَی آخِرِ السُّورَةِ فَقَالَ هَذِهِ فِینَا (1).

«112»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ اللَّهَ لا یَسْتَحْیِی أَنْ یَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا فَیَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَ أَمَّا الَّذِینَ كَفَرُوا فَیَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا یُضِلُّ بِهِ كَثِیراً وَ یَهْدِی بِهِ كَثِیراً وَ ما یُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِینَ الَّذِینَ یَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِیثاقِهِ وَ یَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ وَ یُفْسِدُونَ فِی الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (2) قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام فَلَمَّا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی یا أَیُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ وَ ذَكَرَ الذُّبَابَ فِی قَوْلِهِ إِنَّ الَّذِینَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ یَخْلُقُوا ذُباباً (3) الْآیَةَ وَ لَمَّا قَالَ مَثَلُ الَّذِینَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِیاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَیْتاً وَ إِنَّ أَوْهَنَ الْبُیُوتِ لَبَیْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا یَعْلَمُونَ (4) وَ ضَرَبَ الْمَثَلَ فِی هَذِهِ السُّورَةِ بِالَّذِی اسْتَوْقَدَ نَاراً وَ بِالصَّیِّبِ مِنَ السَّمَاءِ قَالَتِ النَّوَاصِبُ وَ الْكُفَّارُ وَ مَا هَذَا مِنَ الْأَمْثَالِ فَتُضْرَبَ یُرِیدُونَ بِهِ الطَّعْنَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ اللَّهُ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ لا یَسْتَحْیِی لَا یَتْرُكُ حَیَاءً أَنْ یَضْرِبَ مَثَلًا لِلْحَقِّ یُوضِحُهُ بِهِ عِنْدَ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِینَ ما بَعُوضَةً مَا هُوَ (5) بَعُوضَةُ الْمَثَلِ فَما فَوْقَها فَمَا فَوْقَ الْبَعُوضَةِ وَ هُوَ الذُّبَابُ یَضْرِبُ بِهِ الْمَثَلَ إِذَا عَلِمَ أَنَّ فِیهِ صَلَاحَ عِبَادِهِ وَ نَفْعَهُمْ فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ بِوَلَایَةِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ آلِهِمَا الطَّیِّبِینَ وَ سَلَّمَ (6) لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لِلْأَئِمَّةِ علیهم السلام أَحْكَامَهُمْ

ص: 388


1- محاسن البرقی: 170: و الآیات فی الفرقان: 68- 77.
2- البقرة: 26 و 27.
3- الحجّ: 72.
4- العنكبوت: 41.
5- فی المصدر: أی ما هو.
6- فی المصدر: و سلموا.

وَ أَخْبَارَهُمْ وَ أَحْوَالَهُمْ وَ لَمْ یُقَابِلْهُمْ (1) فِی أُمُورِهِمْ (2) وَ لَمْ یَتَعَاطَ الدُّخُولَ فِی أَسْرَارِهِمْ وَ لَمْ یُفْشِ شَیْئاً مِمَّا یَقِفُ عَلَیْهِ مِنْهَا إِلَّا بِإِذْنِهِمْ فَیَعْلَمُونَ یَعْلَمُ هَؤُلَاءِ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ هَذِهِ صِفَتُهُمْ أَنَّهُ الْمَثَلُ الْمَضْرُوبُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ أَرَادَ بِهِ الْحَقَّ وَ إِبَانَتَهُ وَ الْكَشْفَ عَنْهُ وَ إِیْضَاحَهُ وَ أَمَّا الَّذِینَ كَفَرُوا بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله بِمُعَارَضَتِهِمْ فِی عَلِیٍّ علیه السلام بِلِمَ وَ كَیْفَ وَ تَرْكِهِمُ الِانْقِیَادَ لَهُ فِی سَائِرِ مَا أَمَرَ بِهِ (3) فَیَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا یُضِلُّ بِهِ كَثِیراً وَ یَهْدِی بِهِ كَثِیراً یَقُولُ (4) الَّذِینَ كَفَرُوا إِنَّ اللَّهَ یُضِلُّ بِهَذَا الْمَثَلِ كَثِیراً وَ یَهْدِی بِهِ كَثِیراً أَیْ فَلَا مَعْنَی لِلْمَثَلِ لِأَنَّهُ وَ إِنْ نَفَعَ بِهِ مَنْ یَهْدِیهِ فَهُوَ یُضِرُّ بِهِ مَنْ یُضِلُّهُ بِهِ فَرَدَّ اللَّهُ تَعَالَی عَلَیْهِمْ قِیلَهُمْ فَقَالَ وَ ما یُضِلُّ بِهِ یَعْنِی مَا یُضِلُّ اللَّهُ بِالْمَثَلِ إِلَّا الْفاسِقِینَ الْجَانِینَ عَلَی أَنْفُسِهِمْ بِتَرْكِ تَأَمُّلِهِ وَ بِوَضْعِهِ عَلَی خِلَافِ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِوَضْعِهِ عَلَیْهِ ثُمَّ وَصَفَ هَؤُلَاءِ الْفَاسِقِینَ الْخَارِجِینَ عَنْ دِینِ اللَّهِ وَ طَاعَتِهِ مِنْهُمْ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ الَّذِینَ یَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ الْمَأْخُوذَ عَلَیْهِمْ لِلَّهِ بِالرُّبُوبِیَّةِ وَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله بِالنُّبُوَّةِ وَ لِعَلِیٍّ بِالْإِمَامَةِ وَ لِشِیعَتِهِمَا بِالْمَحَبَّةِ (5) وَ الْكَرَامَةِ مِنْ بَعْدِ مِیثاقِهِ إِحْكَامِهِ (6) وَ تَغْلِیظِهِ وَ یَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ مِنَ الْأَرْحَامِ وَ الْقَرَابَاتِ أَنْ یَتَعَاهَدُوهُمْ وَ یَقْضُوا حُقُوقَهُمْ وَ أَفْضَلُ رَحِمٍ وَ أَوْجَبُهُ حَقّاً رَحِمُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (7) فَإِنَّ حَقَّهُمْ بِمُحَمَّدٍ كَمَا أَنَّ حَقَّ قَرَابَاتِ الْإِنْسَانِ بِأَبِیهِ وَ أُمِّهِ وَ مُحَمَّدٌ أَعْظَمُ حَقّاً مِنْ أَبَوَیْهِ كَذَلِكَ حَقُّ رَحِمِهِ أَعْظَمُ وَ قَطِیعَتُهُ أَفْظَعُ وَ أَفْضَحُ (8) وَ

ص: 389


1- فی المصدر: و لم یقابلوهم.
2- بأمورهم خ ل.
3- امره به خ ل.
4- فی المصدر: أی یقول.
5- بالجنة خ ل.
6- فی المصدر: و إحكامه.
7- آل محمّد خ ل.
8- فی المصدر: و كذلك حقّ رحمه أعظم و قطیعته أقطع (افظع خ ل) و أفضح.

یُفْسِدُونَ فِی الْأَرْضِ بِالْبَرَاءَةِ مِمَّنْ فَرَضَ اللَّهُ إِمَامَتَهُ وَ اعْتِقَادِ إِمَامَةِ مَنْ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ مُخَالَفَتَهُ أُولئِكَ أَهْلُ هَذِهِ الصِّفَةِ هُمُ الْخاسِرُونَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ لَمَّا صَارُوا إِلَی النِّیرَانِ (1) وَ حُرِمُوا الْجِنَانَ فَیَا لَهَا مِنْ خَسَارَةٍ أَلْزَمَتْهُمْ عَذَابَ الْأَبَدِ وَ حَرَمَتْهُمْ نَعِیمَ الْأَبَدِ قَالَ وَ قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام أَلَا وَ مَنْ سَلَّمَ لَنَا مَا لَا یَدْرِیهِ ثِقَةً بِأَنَّا مُحِقُّونَ عَالِمُونَ لَا نَقِفُ بِهِ إِلَّا عَلَی أَوْضَحِ الْمَحَجَّاتِ سَلَّمَ اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْهِ مِنْ قُصُورِ الْجَنَّةِ أَیْضاً مَا لَا یَعْلَمُ (2) قَدْرَهَا هُوَ وَ لَا یُقَادِرُ قَدْرَهَا إِلَّا خَالِقُهَا وَ وَاهِبُهَا أَلَا وَ مَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَ الْجِدَالَ وَ اقْتَصَرَ عَلَی التَّسْلِیمِ لَنَا وَ تَرَكَ الْأَذَی فَإِذَا حَبَسَهُ (3) اللَّهُ تَعَالَی عَلَی الصِّرَاطِ فَجَاءَتْهُ الْمَلَائِكَةُ تُجَادِلُهُ عَلَی أَعْمَالِهِ وَ تُوَافِقُهُ عَلَی ذُنُوبِهِ فَإِذَا النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَا مَلَائِكَتِی عَبْدِی هَذَا لَمْ یُجَادِلْ وَ سَلَّمَ الْأَمْرَ لِأَئِمَّتِهِ فَلَا تُجَادِلُوهُ وَ سَلِّمُوهُ فِی جِنَانِی إِلَی أَئِمَّتِهِ یَكُونُ مُنِیخاً (4) فِیهَا بِقُرْبِهِمْ كَمَا كَانَ مُسَلِّماً فِی الدُّنْیَا لَهُمْ وَ أَمَّا مَنْ عَارَضَ بِلِمَ وَ كَیْفَ وَ نَقَضَ الْجُمْلَةَ بِالتَّفْصِیلِ قَالَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ عَلَی الصِّرَاطِ وَاقِفْنَا یَا عَبْدَ اللَّهِ وَ جَادِلْنَا عَلَی أَعْمَالِكَ كَمَا جَادَلْتَ فِی الدُّنْیَا الْحَاكِمِینَ لَكَ عَنْ أَئِمَّتِكَ فَسَیَأْتِیهِمُ (5) النِّدَاءُ صَدَقْتُمْ بِمَا عَامَلَ فَعَامِلُوهُ أَلَا فَوَاقِفُوهُ فَیُوَاقَفُ وَ یَطُولُ حِسَابُهُ وَ یَشْتَدُّ فِی ذَلِكَ الْحِسَابِ عَذَابُهُ فَمَا أَعْظَمَ هُنَاكَ نَدَامَتَهُ وَ أَشَدَّ حَسَرَاتِهِ لَا تُنْجِیهِ هُنَاكَ إِلَّا رَحْمَةُ اللَّهِ إِنْ لَمْ یَكُنْ فَارَقَ فِی الدُّنْیَا جُمْلَةَ دِینِهِ (6) وَ إِلَّا فَهُوَ فِی النَّارِ أَبَدَ الْآبِدِینَ قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام وَ یُقَالُ لِلْمُوفِی بِعُهُودِهِ فِی الدُّنْیَا وَ نُذُورِهِ (7) وَ أَیْمَانِهِ وَ

ص: 390


1- لما صاروا إلیه من النیران خ ل.
2- ما لم یقادر خ ل، و فی المصدر: ما لم یعلم قدرها إلّا هو و لا یقدر قدرها.
3- فی المصدر: و ترك الاذی حبسه اللّٰه.
4- فی نسخة: محمیا. و فی المصدر: متیحا. منیخا خ ل.
5- فی نسخة و فی المصدر: الحاكین لك عن ائمتك فیأتیهم.
6- حملة دینه خ ل.
7- فی نسخة و فی المصدر: و فی نذوره.

مَوَاعِیدِهِ یَا أَیَّتُهَا الْمَلَائِكَةُ وَفَی هَذَا الْعَبْدُ فِی الدُّنْیَا بِعُهُودِهِ فَوَفُوا لَهُ هَاهُنَا بِمَا وَعَدْنَاهُ وَ سَامِحُوهُ وَ لَا تُنَاقِشُوهُ فَحِینَئِذٍ تُصَیِّرُهُ الْمَلَائِكَةُ إِلَی الْجِنَانِ وَ أَمَّا مَنْ قَطَعَ رَحِمَهُ فَإِنْ كَانَ وَصَلَ رَحِمَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ قَطَعَ رَحِمَ نَفْسِهِ شَفَعَ (1) أَرْحَامُ مُحَمَّدٍ لَهُ إِلَی رَحِمِهِ وَ قَالُوا لَكَ مِنْ حَسَنَاتِنَا وَ طَاعَتِنَا (2) مَا شِئْتَ فَاعْفُ عَنْهُ فَیُعْطُونَهُ مَا یَشَاءُ فَیَعْفُوا (3) عَنْهُ وَ یُعَوِّضُ اللَّهُ الْمُعْطِینَ وَ لَا یَنْقُصُهُمْ (4) وَ إِنْ كَانَ وَصَلَ أَرْحَامَ نَفْسِهِ وَ قَطَعَ أَرْحَامَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَنْ جَحَدَ حُقُوقَهُمْ وَ دَفَعَهُمْ عَنْ وَاجِبِهِمْ وَ سَمَّی غَیْرَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَ لَقَّبَهُمْ بِأَلْقَابِهِمْ (5) وَ نَبَزَ بِالْأَلْقَابِ الْقَبِیحَةِ مُخَالِفِیهِ مِنْ أَهْلِ وَلَایَتِهِمْ قِیلَ لَهُ یَا عَبْدَ اللَّهِ اكْتَسَبْتَ عَدَاوَةَ آلِ مُحَمَّدٍ الطهراء (6) (الْمُطَهَّرِ) أَئِمَّتِكَ لِصَدَاقَةِ هَؤُلَاءِ فَاسْتَعِنْ بِهِمُ الْآنَ لِیُعِینُوكَ فَلَا یَجِدُوا مُعِیناً وَ لَا مُغِیثاً وَ یَصِیرُ إِلَی الْعَذَابِ الْأَلِیمِ الْمُهِینِ قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام وَ مَنْ سَمَّانَا بِأَسْمَائِنَا وَ لَقَّبَنَا بِأَلْقَابِنَا وَ لَمْ یُسَمِّ أَضْدَادَنَا بِأَسْمَائِنَا وَ لَمْ یُلَقِّبْهُمْ بِأَلْقَابِنَا إِلَّا عِنْدَ الضَّرُورَةِ الَّتِی عِنْدَ مِثْلِهَا نُسَمِّیَ (7) نَحْنُ وَ نُلَقِّبُ أَعْدَاءَنَا بِأَسْمَائِنَا وَ أَلْقَابِنَا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ لَنَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ اقْتَرِحُوا لِأَوْلِیَائِكُمْ هَؤُلَاءِ مَا تُغْنُونَهُمْ (8) بِهِ فَنَقْتَرِحُ لَهُمْ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا یَكُونُ قَدْرُ الدُّنْیَا كُلُّهَا فِیهِ كَقَدْرِ خَرْدَلَةٍ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ فَیُعْطِیهِمُ اللَّهُ تَعَالَی إِیَّاهُ وَ یُضَاعِفُهُ لَهُمْ أَضْعَافاً مُضَاعَفَاتٍ فَقِیلَ لِلْبَاقِرِ علیه السلام فَإِنَّ بَعْضَ مَنْ یَنْتَحِلُ مُوَالاتَكُمْ یَزْعُمُ أَنَّ الْبَعُوضَةَ عَلِیٌ

ص: 391


1- فی المصدر: فشفع.
2- فی المصدر: و طاعاتنا.
3- فیعفی عنه خ ل، و فی المصدر: فیعطونه منها ما یشاء.
4- فی المصدر: ما ینفعهم.
5- فی المصدر: و لقب غیرهم.
6- فی المصدر: المطهر.
7- فی المصدر: لنسمی.
8- فی المصدر: تعینونهم. تغنیهم خ ل.

وَ أَنَّ مَا فَوْقَهَا وَ هُوَ الذُّبَابُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام سَمِعَ هَؤُلَاءِ شَیْئاً لَمْ یَضَعُوهُ عَلَی وَجْهِهِ إِنَّمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَاعِداً ذَاتَ یَوْمٍ وَ عَلِیٌّ إِذْ سَمِعَ قَائِلًا یَقُولُ مَا شَاءَ اللَّهُ وَ شَاءَ مُحَمَّدٌ وَ سَمِعَ آخَرَ یَقُولُ مَا شَاءَ اللَّهُ وَ شَاءَ عَلِیٌّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تَقْرِنُوا مُحَمَّداً وَ لَا عَلِیّاً بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَكِنْ قُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ مَا شَاءَ مُحَمَّدٌ ثُمَّ مَا شَاءَ عَلِیٌّ ثُمَّ مَا شَاءَ مُحَمَّدٌ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ مَا شَاءَ عَلِیٌّ (1) إِنَّ مَشِیَّةَ اللَّهِ هِیَ الْقَاهِرَةُ الَّتِی لَا تُسَاوَی وَ لَا تُكَافَی وَ لَا تُدَانَی وَ مَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی دِینِ اللَّهِ وَ فِی قُدْرَتِهِ إِلَّا كَذُبَابَةٍ تَطِیرُ فِی هَذِهِ الْمَمَالِكِ الْوَاسِعَةِ وَ مَا عَلِیٌّ فِی دِینِ اللَّهِ وَ فِی قُدْرَتِهِ إِلَّا كَبَعُوضَةٍ فِی جُمْلَةِ هَذِهِ الْمَمَالِكِ مَعَ أَنَّ فَضْلَ اللَّهِ تَعَالَی عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ الْفَضْلُ (2) الَّذِی لَا یَفِی بِهِ فَضْلُهُ عَلَی جَمِیعِ خَلْقِهِ مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ إِلَی آخِرِهِ هَذَا مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی ذِكْرِ الذُّبَابِ وَ الْبَعُوضَةِ فِی هَذَا الْمَكَانِ فَلَا یَدْخُلُ فِی قَوْلِهِ إِنَّ اللَّهَ لا یَسْتَحْیِی أَنْ یَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً (3).

توضیح: قوله علیه السلام ما هو بعوضة المثل لعله كان فی قراءتهم علیهم السلام بعوضة بالرفع كما قرئ به فی الشواذ قال البیضاوی بعد أن وجه قراءة النصب بكون كلمة ما مزیدة للتنكیر و الإبهام أو للتأكید و قرئت بالرفع علی أنه خبر مبتدإ و علی هذا یحتمل ما وجوها أخر أن تكون موصولة حذف صدر صلتها أو موصوفة بصفة كذلك و محلها النصب بالبدلیة علی الوجهین و استفهامیة هی المبتدأ انتهی (4).

ثم إنه علیه السلام جعل قوله تعالی یُضِلُّ بِهِ كَثِیراً من تتمة كلام المنافقین و قد ذهب إلی هذا بعض المفسرین و أما ما رده علیه السلام من نزول الآیة فی محمد و علی

ص: 392


1- فی نسخة: ما شاء اللّٰه ثمّ ما شاء محمّد ثمّ ما شاء علی و فی المصدر: ما شاء اللّٰه محمّد ما شاء اللّٰه ثمّ شاء علیّ ما شاء اللّٰه.
2- فی المصدر: هو الفضل.
3- التفسیر المنسوب إلی الامام العسكریّ علیه السلام: 81- 84.
4- أنوار التنزیل 1: 57.

صلوات اللّٰه علیهما فینا فیه ظاهر

ما رواه علی بن إبراهیم عن أبیه عن النضر بن سوید عن القاسم بن سلیمان عن المعلی بن خنیس عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام أن هذا المثل ضربه اللّٰه لأمیر المؤمنین علیه السلام فالبعوضة أمیر المؤمنین و ما فوقها رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و الدلیل علی ذلك قوله فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا فَیَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ یعنی أمیر المؤمنین كما أخذ رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله المیثاق علیهم له وَ أَمَّا الَّذِینَ كَفَرُوا فَیَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا یُضِلُّ بِهِ كَثِیراً وَ یَهْدِی بِهِ كَثِیراً فرد اللّٰه علیهم فقال وَ ما یُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِینَ الَّذِینَ یَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِیثاقِهِ وَ یَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ یعنی من صلة أمیر المؤمنین و الأئمة صلوات اللّٰه علیهم وَ یُفْسِدُونَ فِی الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ

انتهی (1).

و أقول: یمكن الجمع بینهما بأنه علیه السلام إنما نفی كون هذا هو المراد من ظهر الآیة لا بطنها و یكون فی بطنها إشارة إلی ما ذكره علیه السلام من سبب هذا القول أو إلی ما مثل اللّٰه بهم علیهم السلام لذاته تعالی من قوله اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (2) و أمثاله لئلا یتوهم متوهم أن لهم علیهم السلام فی جنب عظمته تعالی قدرا أو لهم مشاركة له تعالی فی كنه ذاته و صفاته أو الحلول أو الاتحاد تعالی اللّٰه عن جمیع ذلك فنبه اللّٰه تعالی بذلك علی أنهم و إن كانوا أعظم المخلوقات و أشرفها فهم فی جنب عظمته تعالی كالبعوضة و أشباهها و اللّٰه تعالی یعلم حقائق كلامه و حججه علیهم السلام.

«113»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ آمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَ لا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ وَ لا تَشْتَرُوا بِآیاتِی ثَمَناً قَلِیلًا وَ إِیَّایَ فَاتَّقُونِ (3) قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام قَالَ اللَّهُ تَعَالَی لِلْیَهُودِ آمِنُوا أَیُّهَا الْیَهُودُ بِما أَنْزَلْتُ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ ذِكْرِ (4) نُبُوَّتِهِ

ص: 393


1- تفسیر القمّیّ: 31.
2- النور: 35.
3- البقرة: 41.
4- فی المصدر: یعنی من ذكر نبوّته.

وَ أَنْبَاءِ إِمَامَةِ أَخِیهِ عَلِیٍّ وَ عِتْرَتِهِ الطَّاهِرِینَ (1) مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ فَإِنَّ مِثْلَ هَذَا الذِّكْرِ فِی كِتَابِكُمْ أَنَّ مُحَمَّداً النَّبِیَّ سَیِّدُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ الْمُؤَیَّدُ بِسَیِّدِ الْوَصِیِّینَ وَ خَلِیفَةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ فَارُوقِ الْأُمَّةِ (2) وَ بَابِ مَدِینَةِ الْحِكْمَةِ وَ وَصِیِّ رَسُولِ رَبِّ الرَّحْمَةِ وَ لا تَشْتَرُوا بِآیاتِی الْمُنْزَلَةِ لِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ وَ إِمَامَةِ عَلِیٍّ (3) وَ الطَّیِّبِینَ مِنْ عِتْرَتِهِ ثَمَناً قَلِیلًا بِأَنْ تَجْحَدُوا نُبُوَّةَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِمَامَةَ الْإِمَامِ علیه السلام (4) وَ تَعْتَاضُوا مِنْهَا عَرَضَ الدُّنْیَا فَإِنَّ ذَلِكَ وَ إِنْ كَثُرَ فَإِلَی نَفَادٍ وَ خَسَارٍ (5) وَ بَوَارٍ ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِیَّایَ فَاتَّقُونِ فِی كِتْمَانِ أَمْرِ مُحَمَّدٍ وَ أَمْرِ وَصِیِّهِ فَإِنَّكُمْ إِنْ لَمْ تَتَّقُوا لَمْ تَقْدَحُوا (6) فِی نُبُوَّةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَا فِی إِمَامَةِ (7) الْوَصِیِّ بَلْ حُجَجُ اللَّهِ عَلَیْكُمْ قَائِمَةٌ وَ بَرَاهِینُهُ بِذَلِكَ وَاضِحَةٌ قَدْ قَطَعَتْ مَعَاذِیرَكُمْ وَ أَبْطَلَتْ تَمْوِیهَكُمْ (8) وَ هَؤُلَاءِ یَهُودُ الْمَدِینَةِ جَحَدُوا نُبُوَّةَ مُحَمَّدٍ وَ خَانُوهُ وَ قَالُوا نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ مُحَمَّداً نَبِیٌّ وَ أَنَّ عَلِیّاً وَصِیُّهُ وَ لَكِنْ لَسْتَ أَنْتَ ذَاكَ وَ لَا هَذَا یُشِیرُونَ إِلَی عَلِیٍّ فَأَنْطَقَ اللَّهُ تَعَالَی ثِیَابَهُمُ الَّتِی عَلَیْهِمْ وَ خِفَافَهُمُ الَّتِی فِی أَرْجُلِهِمْ یَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا لِلَابِسِهِ كَذَبْتَ أَنْتَ یَا عَدُوَّ اللَّهِ بَلِ النَّبِیُّ مُحَمَّدٌ هَذَا وَ الْوَصِیُّ عَلِیٌّ هَذَا وَ لَوْ أُذِنَ لَنَا لَضَغَطْنَاكُمْ (9) وَ عَقَرْنَاكُمْ وَ قَتَلْنَاكُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُمْهِلُهُمْ لِعِلْمِهِ بِأَنَّهُ سَیُخْرِجُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ ذُرِّیَّاتٍ

ص: 394


1- الطیبین خ ل.
2- فاروق هذه الأمة.
3- و الطاهرین خ ل.
4- فی المصدر: و امامة علی و آلهما.
5- خسران خ ل.
6- فی نسخة: (إن لم تتقوا تقدحوا) و فی أخری و فی المصدر: إن تتقوا لم تقدحوا.
7- وصیته خ ل.
8- التمویه: التزویر و التلبیس.
9- ضغطه: عصره. زحمه. ضیق علیه. عقره: جرحه. نحره.

طَیِّبَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ وَ لَوْ تَزَیَّلُوا لَعَذَّبَ اللَّهُ هَؤُلَاءِ عَذاباً أَلِیماً إِنَّمَا یَعْجَلُ مَنْ یَخَافُ الْفَوْتَ (1).

«114»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَقِیمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِینَ قَالَ أَقِیمُوا الصَّلاةَ الْمَكْتُوبَاتِ الَّتِی جَاءَ بِهَا مُحَمَّدٌ وَ أَقِیمُوا أَیْضاً الصَّلَاةَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ الَّذِینَ عَلِیٌّ سَیِّدُهُمْ وَ فَاضِلُهُمْ وَ آتُوا الزَّكاةَ مِنْ أَمْوَالِكُمْ إِذَا وَجَبَتْ وَ مِنْ أَبْدَانِكُمْ إِذَا لَزِمَتْ وَ مِنْ مَعُونَتِكُمْ إِذَا الْتُمِسَتْ وَ ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِینَ تَوَاضَعُوا مَعَ الْمُتَوَاضِعِینَ لِعَظَمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الِانْقِیَادِ لِأَوْلِیَاءِ اللَّهِ مُحَمَّدٍ نَبِیِّ اللَّهِ وَ عَلِیٍّ وَلِیِّ اللَّهِ وَ الْأَئِمَّةِ بَعْدَهُمَا سَادَاتِ أَصْفِیَاءِ اللَّهِ (2).

«115»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ اللَّهُ تَعَالَی لِسَائِرِ الْیَهُودِ وَ الْكَافِرِینَ الْمُظْهِرِینَ (3) وَ اسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ بِالصَّبْرِ (4) عَنِ الْحَرَامِ عَلَی تَأْدِیَةِ الْأَمَانَاتِ وَ بِالصَّبْرِ عَنِ الرِّئَاسَاتِ الْبَاطِلَةِ عَلَی الِاعْتِرَافِ لِمُحَمَّدٍ بِنُبُوَّتِهِ وَ لِعَلِیٍّ بِوَصِیَّتِهِ وَ اسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ عَلَی خِدْمَتِهِمَا وَ خِدْمَةِ مَنْ یَأْمُرَانِكُمْ بِخِدْمَتِهِ عَلَی اسْتِحْقَاقِ الرِّضْوَانِ وَ الْغُفْرَانِ وَ دَائِمِ نَعِیْمِ الْجِنَانِ فِی جِوَارِ الرَّحْمَنِ وَ مُرَافَقَةِ خِیَارِ الْمُؤْمِنِینَ وَ التَّمَتُّعِ بِالنَّظَرِ إِلَی عِتْرَةِ مُحَمَّدٍ سَیِّدِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ عَلِیٍّ سَیِّدِ الْوَصِیِّینَ وَ السَّادَةِ الْأَخْیَارِ الْمُنْتَجَبِینَ فَإِنَّ ذَلِكَ أَقَرُّ لِعُیُونِكُمْ وَ أَتَمُّ لِسُرُورِكم وَ أَكْمَلُ لِهِدَایَتِكُمْ مِنْ سَائِرِ نَعِیمِ الْجِنَانِ وَ اسْتَعِینُوا أَیْضاً بِالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَ بِالصَّلَاةِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ عَلَی قُرْبِ الْوُصُولِ إِلَی جَنَّاتِ النَّعِیمِ وَ إِنَّها أَیْ هَذِهِ الْفَعْلَةُ مِنَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَ الصَّلَاةُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ مَعَ الِانْقِیَادِ لِأَوَامِرِهِمْ وَ الْإِیمَانِ بِسِرِّهِمْ وَ عَلَانِیَتِهِمْ وَ تَرْكِ مُعَارَضَتِهِمْ بِلِمَ وَ كَیْفَ لَكَبِیرَةٌ عَظِیمَةٌ إِلَّا عَلَی الْخاشِعِینَ الْخَائِفِینَ (5) عَنِ اللَّهِ فِی مُخَالَفَتِهِ فِی

ص: 395


1- التفسیر المنسوب إلی الامام العسكریّ علیه السلام: 92.
2- التفسیر المنسوب إلی الامام العسكریّ علیه السلام: 93، و الآیة فی البقرة: 43.
3- المشركین خ ل.
4- فی المصدر: ای بالصبر.
5- من عقاب اللّٰه خ ل.

أَعْظَمِ فَرَائِضِهِ (1).

«116»-خص، منتخب البصائر یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ (2) عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ سَعْدٍ (3) عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: نَحْنُ عِنْدَهُ (4) ثَمَانِیَةُ رِجَالٍ فَذَكَرْنَا رَمَضَانَ فَقَالَ لَا تَقُولُوا هَذَا رَمَضَانُ وَ لَا ذَهَبَ رَمَضَانُ وَ لَا جَاءَ رَمَضَانُ فَإِنَّ رَمَضَانَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ لَا یَجِی ءُ وَ لَا یَذْهَبُ وَ إِنَّمَا یَجِی ءُ وَ یَذْهَبُ الرَّائِلُ وَ لَكِنْ قُولُوا- شَهْرُ رَمَضَانَ فَالشَّهْرُ الْمُضَافُ إِلَی الِاسْمِ وَ الِاسْمُ اسْمُ اللَّهِ وَ هُوَ الشَّهْرُ الَّذِی أُنْزِلَ فِیهِ الْقُرْآنُ جَعَلَهُ اللَّهُ مَثَلًا وَ عِیداً أَلَا وَ مَنْ خَرَجَ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ بَیْتِهِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ نَحْنُ سَبِیلُ اللَّهِ الَّذِی مَنْ دَخَلَ فِیهِ یُطَافُ بِالْحِصْنِ (5) وَ الْحِصْنُ هُوَ الْإِمَامُ فَكَبَّرَ (6) عِنْدَ رُؤْیَتِهِ كَانَتْ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ صَخْرَةٌ أَثْقَلُ فِی مِیزَانِهِ مِنَ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ وَ مَا فِیهِنَّ وَ مَا بَیْنَهُنَّ وَ مَا تَحْتَهُنَّ قُلْتُ یَا بَا جَعْفَرٍ وَ مَا الْمِیزَانُ قَالَ إِنَّكَ قَدِ ازْدَدْتَ قُوَّةً وَ نَظَراً (7) یَا سَعْدُ رَسُولُ اللَّهِ الصَّخْرَةُ وَ نَحْنُ الْمِیزَانُ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ فِی الْإِمَامِ لِیَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ قَالَ وَ مَنْ كَبَّرَ بَیْنَ یَدَیِ الْإِمَامِ وَ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ رِضْوَانَهُ الْأَكْبَرَ وَ مَنْ یَكْتُبِ (8) اللَّهُ لَهُ رِضْوَانَهُ الْأَكْبَرَ یَجْمَعْ (9) بَیْنَهُ وَ بَیْنَ إِبْرَاهِیمَ وَ مُحَمَّدٍ وَ الْمُرْسَلِینَ فِی دَارِ الْجَلَالِ فَقُلْتُ لَهُ وَ مَا دَارُ الْجَلَالِ فَقَالَ

ص: 396


1- التفسیر المنسوب إلی الامام العسكریّ: 95 و 96 و الآیة فی البقرة: 45.
2- فی البصائر: محمّد بن یحیی العطّار عن أحمد بن محمّد بن عیسی عن أحمد بن محمّد بن أبی نصر.
3- فی المختصر: سعد بن طریف.
4- فی المختصر: كنا عنده.
5- فی البصائر: من دخل علیه و فی نسخة من الكتاب: الذی دخل علیه فلما طاف بالحصن.
6- فی نسخة و فی المصدر: فلیكبر.
7- فی نسخة و نصرا.
8- فی البصائر: و من كتب اللّٰه.
9- فی البصائر: یجب ان یجمع.

نَحْنُ الدَّارُ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِینَ لا یُرِیدُونَ عُلُوًّا فِی الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ فَنَحْنُ الْعَاقِبَةُ یَا سَعْدُ وَ أَمَّا مَوَدَّتُنَا لِلْمُتَّقِینَ فَیَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِی الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ فَنَحْنُ جَلَالُ اللَّهِ وَ كَرَامَتُهُ الَّتِی أَكْرَمَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی الْعِبَادَ بِطَاعَتِنَا (1).

بیان: مثلا أی حجة و شرفا و فضلا لهذه الأمة أو مثلا لأهل البیت علیه السلام و عیدا للمؤمنین بعوائد اللّٰه علیكم أو بعوده علیهم بالرحمة و الرضوان لِیَقُومَ النَّاسُ (2) إشارة إلی قوله تعالی لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَیِّناتِ وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَ الْمِیزانَ لِیَقُومَ الآیة و فی الخبر رموز و تأویلات و كأنه لم یخل من تصحیفات.

«117»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ هَارُونَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ یا بَنِی إِسْرائِیلَ قَالَ هُمْ نَحْنُ خَاصَّةً (3).

«118»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ یا بَنِی إِسْرائِیلَ قَالَ هِیَ خَاصَّةٌ بِآلِ مُحَمَّدٍ (4).

«119»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی دَاوُدَ عَمَّنْ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ اسْمِی أَحْمَدُ وَ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ اسْمِی إِسْرَائِیلُ (5) فَمَا أَمَرَهُ فَقَدْ أَمَرَنِی وَ مَا عَنَاهُ فَقَدْ عَنَانِی (6).

بیان: لعل المعنی أن المراد بقوله تعالی یا بَنِی إِسْرائِیلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِیَ الَّتِی أَنْعَمْتُ عَلَیْكُمْ وَ أَنِّی فَضَّلْتُكُمْ عَلَی الْعالَمِینَ (7) فی الباطن آل محمد علیهم السلام لأن إسرائیل معناه عبد اللّٰه و أنا ابن عبد اللّٰه و أنا عبد اللّٰه لقوله تعالی سُبْحانَ الَّذِی أَسْری (8)

ص: 397


1- مختصر البصائر: 56 و 57. بصائر الدرجات 90. و الآیة الأولی فی القصص: 83 و الثانیة فی الرحمن: 77.
2- الحدید: 25.
3- تفسیر العیّاشیّ 1: 44.
4- تفسیر العیّاشیّ 1: 44.
5- بنی إسرائیل خ ل.
6- تفسیر العیّاشیّ 1: 44.
7- البقرة: 47.
8- الإسراء: 1.

بِعَبْدِهِ فكل خطاب حسن یتوجه إلی بنی إسرائیل فی الظاهر یتوجه إلی و إلی أهل بیتی فی الباطن.

«120»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رُوِیَ مَرْفُوعاً عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ اللَّیْلِ إِذا یَغْشی قَالَ دَوْلَةُ إِبْلِیسَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ هُوَ یَوْمُ قِیَامِ الْقَائِمِ وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّی وَ هُوَ الْقَائِمُ إِذَا قَامَ وَ قَوْلُهُ فَأَمَّا مَنْ أَعْطی وَ اتَّقی أَعْطَی نَفْسَهُ الْحَقَّ وَ اتَّقَی الْبَاطِلَ فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْیُسْری أَیِ الْجَنَّةِ وَ أَمَّا مَنْ بَخِلَ وَ اسْتَغْنی یَعْنِی بِنَفْسِهِ عَنِ الْحَقِّ وَ اسْتَغْنَی بِالْبَاطِلِ عَنِ الْحَقِّ وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنی بِوَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْعُسْری یَعْنِی النَّارَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ إِنَّ (1) عَلِیّاً لَلْهُدَی یَعْنِی أَنَّ عَلِیّاً هُوَ الْهُدَی وَ إِنَّ لَهُ الْآخِرَةَ وَ الْأُولَی فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّی قَالَ هُوَ الْقَائِمُ إِذَا قَامَ بِالْغَضَبِ فَیَقْتُلُ مِنْ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَ تِسْعَةً وَ تِسْعِینَ لا یَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَی قَالَ هُوَ عَدُوُّ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام وَ سَیُجَنَّبُهَا الْأَتْقَی قَالَ ذَاكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ شِیعَتُهُ.

«121»-وَ رُوِیَ بِإِسْنَادٍ مُتَّصِلٍ إِلَی سُلَیْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ اللَّیْلِ إِذا یَغْشی وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّی اللَّهُ خَلَقَ (2) الزَّوْجَیْنِ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثَی وَ لِعَلِیٍّ الْآخِرَةُ وَ الْأُولَی.

«122»-وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْبَرْقِیُّ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ فَیْضِ بْنِ مُخْتَارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَرَأَ إِنَّ عَلِیّاً لَلْهُدَی وَ إِنَّ لَهُ الْآخِرَةَ وَ الْأُولَی وَ ذَلِكَ حَیْثُ سُئِلَ عَنِ الْقُرْآنِ قَالَ فِیهِ الْأَعَاجِیبُ فِیهِ وَ كَفَی اللَّهُ الْمُؤْمِنِینَ الْقِتَالَ (3) بِعَلِیٍّ علیه السلام وَ فِیهِ أَنَّ عَلِیّاً لَلْهُدَی وَ أَنَّ لَهُ الْآخِرَةَ وَ الْأُولَی.

«123»-وَ یُؤَیِّدُهُ مَا رَوَاهُ مَرْفُوعاً بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ بَكْرٍ

ص: 398


1- فی المصدر و المصحف الشریف: و إن علینا.
2- فی المصدر: اللّٰه خالق الزوجین.
3- الأحزاب: 25.

عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ قَالَ قَرَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ اللَّیْلِ إِذا یَغْشی وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّی اللَّهُ خَالِقُ الزَّوْجَیْنِ الذَّكَرِ وَ الْأُنْثَی وَ لِعَلِیٍّ الْآخِرَةُ وَ الْأُولَی.

«124»-وَ یَعْضُدُهُ مَا رَوَاهُ إِسْمَاعِیلُ بْنُ مِهْرَانَ عَنْ أَیْمَنَ بْنِ مُحْرِزٍ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ هَكَذَا وَ اللَّهِ اللَّهُ خَالِقُ الزَّوْجَیْنِ الذَّكَرِ وَ الْأُنْثَی وَ لِعَلِیٍّ الْآخِرَةُ وَ الْأُولَی.

و یدل علی ذلك ما جاء فی الدعاء سبحان من خلق الدنیا و الآخرة و ما سَكَنَ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهارِ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ (1).

«125»-أَقُولُ رَوَی الْعَلَّامَةُ فِی كَشْفِ الْحَقِّ، فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ لا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِیماً- عَنِ ابْنِ (2) عَبَّاسٍ لَا تَقْتُلُوا أَهْلَ بَیْتِ نَبِیِّكُمْ.

بیان: أی أهل بیت نبیكم (3) بمنزلة أنفسكم فیلزمكم أن تكرموهم كأنفسكم بل ینبغی أن یكونوا عندكم أولی من أنفسكم.

«126»-ختص، الإختصاص عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لِمَ سُمِّیَتْ یَوْمُ الْجُمُعَةِ (4) یَوْمَ الْجُمُعَةِ قَالَ قُلْتُ تُخْبِرُنِی جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ قَالَ أَ فَلَا أُخْبِرُكَ بِتَأْوِیلِهِ الْأَعْظَمِ قَالَ قُلْتُ بَلَی جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ فَقَالَ یَا جَابِرُ سَمَّی اللَّهُ الْجُمُعَةَ جُمُعَةً لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَمَعَ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ جَمِیعَ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ كُلَّ شَیْ ءٍ خَلَقَ رَبُّنَا وَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ الْبِحَارَ وَ الْجَنَّةَ وَ النَّارَ وَ كُلَّ شَیْ ءٍ خَلَقَ اللَّهُ فِی الْمِیثَاقِ فَأَخَذَ الْمِیثَاقَ مِنْهُمْ لَهُ بِالرُّبُوبِیَّةِ وَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله بِالنُّبُوَّةِ وَ لِعَلِیٍّ علیه السلام بِالْوَلَایَةِ وَ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ قَالَ اللَّهُ لِلسَّمَاوَاتِ

ص: 399


1- كنز الفوائد: 390 و 391، و الآیات فی سورة اللیل، و یحتمل قویا أن هذه الروایات وردت مفسرة للآیات، و لا یراد بها انها نزلت بهذه الألفاظ.
2- فی المصدر: قال ابن عبّاس.
3- إحقاق الحقّ 3: 460 و 461. و الآیة فی النساء: 29.
4- فی المصدر: لم سمی الجمعة جمعة.

وَ الْأَرْضِ ائْتِیا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَیْنا طائِعِینَ (1) فَسَمَّی اللَّهُ ذَلِكَ الْیَوْمَ الْجُمُعَةَ لِجَمْعِهِ فِیهِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا نُودِیَ لِلصَّلاةِ مِنْ یَوْمِ الْجُمُعَةِ مِنْ یَوْمِكُمْ هَذَا الَّذِی جَمَعَكُمْ فِیهِ وَ الصَّلَاةُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَعْنِی بِالصَّلَاةِ الْوَلَایَةَ وَ هِیَ الْوَلَایَةُ الْكُبْرَی فَفِی ذَلِكَ الْیَوْمِ أَتَتِ الرُّسُلُ وَ الْأَنْبِیَاءُ وَ الْمَلَائِكَةُ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ خَلَقَ اللَّهُ وَ الثَّقَلَانِ الْجِنُّ وَ الْإِنْسُ وَ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرَضُونَ وَ الْمُؤْمِنُونَ بِالتَّلْبِیَةِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَامْضُوا إِلَی ذِكْرِ اللَّهِ (2) وَ ذِكْرُ اللَّهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ ذَرُوا الْبَیْعَ یَعْنِی الْأَوَّلَ ذلِكُمْ یَعْنِی بَیْعَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ وَلَایَتَهُ خَیْرٌ لَكُمْ مِنْ بَیْعَةِ الْأَوَّلِ وَ وَلَایَتِهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ فَإِذا قُضِیَتِ الصَّلاةُ یَعْنِی بَیْعَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَانْتَشِرُوا فِی الْأَرْضِ یَعْنِی بِالْأَرْضِ الْأَوْصِیَاءَ أَمَرَ اللَّهُ بِطَاعَتِهِمْ وَ وَلَایَتِهِمْ كَمَا أَمَرَ بِطَاعَةِ الرَّسُولِ وَ طَاعَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ كَنَّی اللَّهُ فِی ذَلِكَ عَنْ أَسْمَائِهِمْ فَسَمَّاهُمْ بِالْأَرْضِ وَ ابْتَغُوا فَضْلَ اللَّهِ قَالَ جَابِرٌ وَ ابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ قَالَ تَحْرِیفٌ هَكَذَا نَزَلَتْ وَ ابْتَغُوا فَضْلَ اللَّهِ عَلَی الْأَوْصِیَاءِ وَ اذْكُرُوا اللَّهَ كَثِیراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ثُمَّ خَاطَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی ذَلِكَ الْمَوْقِفِ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِذا رَأَوْا الشُّكَّاكُ وَ الْجَاحِدُونَ تِجارَةً یَعْنِی الْأَوَّلَ أَوْ لَهْواً یَعْنِی الثَّانِیَ انْصَرَفُوا إِلَیْهَا قَالَ قُلْتُ انْفَضُّوا إِلَیْها قَالَ تَحْرِیفٌ هَكَذَا نَزَلَتْ وَ تَرَكُوكَ مَعَ عَلِیٍّ قَائِماً قُلْ یَا مُحَمَّدُ ما عِنْدَ اللَّهِ مِنْ وَلَایَةِ عَلِیٍّ وَ الْأَوْصِیَاءِ خَیْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَ مِنَ التِّجارَةِ یَعْنِی بَیْعَةَ الْأَوَّلِ وَ الثَّانِی لِلَّذِینَ اتَّقَوْا قَالَ قُلْتُ لَیْسَ فِیهَا لِلَّذِینَ اتَّقَوْا قَالَ فَقَالَ بَلَی هَكَذَا نَزَلَتْ وَ أَنْتُمْ هُمُ الَّذِینَ اتَّقَوْا وَ اللَّهُ خَیْرُ الرَّازِقِینَ (3).

«127»-فس، تفسیر القمی قَوْلُهُ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ

ص: 400


1- فصّلت: 11.
2- تفسیر لقوله تعالی: فَاسْعَوْا إِلی ذِكْرِ اللَّهِ.
3- الاختصاص: 129 و الآیات فی سورة الجمعة، و فی الحدیث غرابة جدا.

عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ زَكَّاهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله (1).

بیان: علی هذا التأویل یكون المراد بالنفس نفس أمیر المؤمنین علیه السلام حیث ألهمه اللّٰه تعالی خیره و شره و یكون المراد بمن دساها من أخفی فضله علیه السلام.

«128»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْیَمَانِیِّ عَنْ مَنِیعِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ یُونُسَ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی لا یَنْفَعُ نَفْساً إِیمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ (2) أَوْ كَسَبَتْ فِی إِیمانِها خَیْراً قَالَ الْإِقْرَارُ بِالْأَنْبِیَاءِ وَ الْأَوْصِیَاءِ وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ خَاصَّةً قَالَ لَا یَنْفَعُ إِیمَانُهَا لِأَنَّهَا سُلِبَتْ (3).

بیان: لعله علیه السلام فسر كسب الخیر بالإقرار بالأنبیاء و الأوصیاء فی الدنیا فإذا لم یفعلوا لم ینفعهم الإیمان فی المیثاق لأنه سلب منهم.

«129»-كا، الكافی بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ یُونُسَ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِیِّ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ بَلی مَنْ كَسَبَ سَیِّئَةً وَ أَحاطَتْ بِهِ خَطِیئَتُهُ قَالَ إِذَا جَحَدَ إِمَامَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ (4).

«130»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنُ بْنُ جُبَیْرٍ فِی نُخَبِ الْمَنَاقِبِ، قَالَ رُوِّینَا حَدِیثاً مُسْنَداً عَنْ أَبِی الْوَرْدِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَ فَمَنْ یَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَیْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ هُوَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ الْأَعْمَی هُنَا هُوَ عَدُوُّهُ وَ أُولُو الْأَلْبَابِ شِیعَتُهُ الْمَوْصُوفُونَ بِقَوْلِهِ تَعَالَی الَّذِینَ یُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ لا یَنْقُضُونَ الْمِیثاقَ الْمَأْخُوذَ عَلَیْهِمْ فِی الذَّرِّ بِوَلَایَتِهِ وَ یَوْمِ الْغَدِیرِ (5).

«131»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْعَلَوِیِ

ص: 401


1- تفسیر القمّیّ: 727 فیه: زكاه ربّه و الآیة فی الشمس: 9.
2- فی المصدر: من قبل یعنی فی میثاق.
3- أصول الكافی 1: 428.
4- أصول الكافی 1: 429. و الآیة فی البقرة: 84.
5- كنز الفوائد: 117، و الآیتان فی الرعد: 18 و 19.

عَنْ عِیسَی بْنِ دَاوُدَ قَالَ قَالَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ علیهما السلام سَأَلْتُ أَبِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بَشِّرِ الْمُخْبِتِینَ الْآیَةَ قَالَ نَزَلَتْ فِینَا خَاصَّةً (1).

«132»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاشَانِیُّ جَمِیعاً عَنِ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَفْصٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ الَّذِینَ یُؤْتُونَ ما آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلی رَبِّهِمْ راجِعُونَ قَالَ مَا الَّذِی أَتَوْا أَتَوْا وَ اللَّهِ الطَّاعَةَ مَعَ الْمَحَبَّةِ وَ الْوَلَایَةِ وَ هُمْ مَعَ ذَلِكَ خَائِفُونَ لَیْسَ خَوْفُهُمْ خَوْفَ شَكٍّ وَ لَكِنَّهُمْ خَافُوا أَنْ یَكُونُوا مُقَصِّرِینَ فِی طَاعَتِنَا وَ وَلَایَتِنَا (2).

ص: 402


1- كنز الفوائد: 171. و الآیة فی الحجّ: 34.
2- أصول الكافی .... و الآیة فی المؤمنون: 60.

كلمة المحقّق

بسمه تعالی إلی هنا انتهی الجزء الثانی من المجلّد السابع من كتاب بحار الأنوار فی جمل أحوال الأئمة الكرام علیهم الصلاة و السلام و هو الجزء الرابع و العشرون حسب تجزئتنا، فقد بذلنا الجهد فی تصحیحه و تطبیقه علی النسخة المصحّحة بید الخبیر الشیخ عبد الرحیم الربانیّ المحترم، و اللّٰه ولیّ التوفیق.

ربیع الثانی 1386- محمد باقر البهبودی

ص: 403

مراجع التصحیح و التخریج

بسم اللّٰه الرحمن الرحیم و الحمد للّٰه ربّ العالمین، و الصلاة و السلام علی سیّدنا محمّد خیر المرسلین و علی آله الطیّبین الطاهرین المعصومین و اللعنة علی أعدائهم أجمعین إلی یوم الدین.

فقد وفّقنا اللّٰه تعالی- و له الشكر و المنّة- لتصحیح هذا المجلّد- و هو المجلد الرابع و العشرون حسب تجزئتنا- و تنمیقه و تحقیق نصوصه و أسانیده و مراجعة مصادره و مآخذه، مزداناً بتعالیق مختصرة لا غنی عنها، و كان مرجعنا فی المقابلة و التصحیح مضافاً إلی أصول الكتاب و مصادره نسختین من الكتاب: أحدهما النسخة المطبوعة المشهورة بطبعة أمین الضرب، و ثانیها نسخة مخطوطة تفضّل بها الفاضل المعظّم السیّد جلال الأموریّ الشهیر بالمحدّث.

و كان مرجعنا فی تخریج أحادیثه و تعالیقه كتباً أوعزنا إلیها فی المجلّدات السابقة، و الحمد للّٰه أوّلا و آخرا.

ربیع الثانی: 1386

عبد الرحیم الربانیّ الشیرازیّ عفی عنه و عن والدیه

ص: 404

فهرست ما فی هذا الجزء من الأبواب

عناوین الأبواب/ رقم الصفحة

«23»-باب أنّهم علیهم السلام الأبرار و المتقون و السابقون و المقربون و شیعتهم أصحاب الیمین و أعداؤهم الفجار و الأشرار و أصحاب الشمال 9- 1

«24»-باب أنّهم علیهم السلام السبیل و الصراط و هم و شیعتهم المستقیمون علیها 25- 9

«25»-باب آخر فی أن الاستقامة إنما هی علی الولایة 30- 25

«26»-باب أن ولایتهم الصدق، و أنّهم الصادقون و الصدیقون و الشهداء و الصالحون 40- 30

«27»-باب آخر فی تأویل قوله تعالی أن لهم قدم صدق عند ربهم 41- 40

«28»-باب أن الحسنة و الحسنی الولایة و السیئة عداوتهم علیهم السلام 48- 41

«29»-باب أنّهم علیهم السلام نعمة اللّٰه و الولایة شكرها و أنّهم فضل اللّٰه و رحمته و أن النعیم هو الولایة و بیان عظم النعمة علی الخلق بهم علیهم السلام 66- 48

«30»-باب أنّهم علیهم السلام النجوم و العلامات و فیه بعض غرائب التأویل فیهم و فی أعدائهم 28- 67

«31»-باب أنّهم علیهم السلام حبل اللّٰه المتین و العروة الوثقی و أنّهم آخذون بحجزة اللّٰه 85- 82

ص: 405

«32»-باب أن الحكمة معرفة الإمام- 86

«33»-باب أنّهم علیهم السلام الصافون و المسبحون و صاحب المقام المعلوم و حملة عرش الرحمن، و أنّهم السفرة الكرام البررة 91- 87

«34»-باب أنّهم علیهم السلام أهل الرضوان و الدرجات و أعداءهم أهل السخط و العقوبات 94- 92

«35»-باب أنّهم علیهم السلام الناس 96- 94

«36»-باب أنّهم علیهم السلام البحر و اللؤلؤ و المرجان 99- 97

«37»-باب أنّهم علیهم السلام الماء المعین و البئر المعطلة و القصر المشید و تأویل السحاب و المطر و الظل و الفواكه و سائر المنافع الظاهرة بعلمهم و بركاتهم 110- 100

«38»-باب نادر فی تأویل النحل بهم علیهم السلام 113- 110

«39»-باب أنّهم علیهم السلام السبع المثانی 118- 114

«40»-باب أنّهم علیهم السلام أولو النهی 119- 118

«41»-باب أنّهم علیهم السلام العلماء فی القرآن و شیعتهم أولو الألباب 123- 119

«42»-باب أنّهم علیهم السلام المتوسمون و یعرفون جمیع أحوال الناس عند رؤیتهم 132- 123

«43»-باب أنه نزل فیهم علیهم السلام قوله تعالی وَ عِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِینَ یَمْشُونَ عَلَی الْأَرْضِ هَوْناً إلی قوله وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً 136- 132

«44»-باب أنّهم علیهم السلام الشجرة الطیبة فی القرآن و أعداءهم الشجرة الخبیثة 143- 136

«45»-باب أنّهم علیهم السلام الهدایة و الهدی و الهادون فی القرآن 152- 143

ص: 406

«46»-باب أنّهم علیهم السلام خیر أمة و خیر أئمة أخرجت للناس و أن الإمام فی كتاب اللّٰه تعالی إمامان 158- 153

«47»-باب أن السلم الولایة و هم و شیعتهم أهل الاستسلام و التسلیم 163- 159

«48»-باب أنّهم خلفاء اللّٰه و الذین إذا مكنوا فی الأرض أقاموا شرائع اللّٰه و سائر ما ورد فی 12 قیام القائم علیه السلام زائدا علی ما سیأتی 167- 163

«49»-باب أنّهم علیهم السلام المستضعفون الموعودون بالنصر من اللّٰه تعالی 173- 167

«50»-باب أنّهم علیهم السلام كلمات اللّٰه و ولایتهم الكلم الطیّب 184- 173

«51»-باب أنّهم علیهم السلام حرمات اللّٰه 186- 185

«52»-باب أنّهم علیهم السلام و ولایتهم العدل و المعروف و الإحسان و القسط و المیزان و ترك ولایتهم و أعداءهم الكفر و الفسوق و العصیان و الفحشاء و المنكر و البغی 191- 187

«53»-باب أنّهم علیهم السلام جنب اللّٰه و وجه اللّٰه و ید اللّٰه و أمثالها 203- 191

«54»-باب أن المرحومین فی القرآن هم و شیعتهم علیهم السلام 207- 204

«55»-باب ما نزل فی أن الملائكة یحبونهم و یستغفرون لشیعتهم 211- 208

«56»-باب أنّهم علیهم السلام حزب اللّٰه و بقیته و كعبته و قبلته و أن الأثارة من العلم علم الأوصیاء 213- 211

«57»-باب ما نزل فیهم علیهم السلام من الحق و الصبر و الرباط و العسر و الیسر 221- 214

«58»-باب أنّهم علیهم السلام المظلومون و ما نزل فی ظلمهم 231- 221

«59»-باب نادر فی تأویل قوله تعالی سِیرُوا فِیها لَیالِیَ وَ أَیَّاماً آمِنِینَ 238- 232

«60»-باب تأویل الأیام و الشهور بالأئمة علیهم السلام 243- 238

ص: 407

«61»-باب ما نزل من النهی عن اتخاذ كل بطانة و ولیجة و ولی من دون اللّٰه و حججه علیهم السلام 247- 244

«62»-باب أنّهم علیهم السلام أهل الأعراف الذین ذكرهم اللّٰه فی القرآن لا یدخل الجنة إلا من عرفهم و عرفوه 256- 247

«63»-باب الآیات الدالة علی رفعة شأنهم و نجاة شیعتهم فی الآخرة و السؤال عن ولایتهم 277- 257

«64»-باب ما نزل ما فی صلتهم و أداء حقوقهم علیهم السلام 280- 278

«65»-باب تأویل سورة البلد فیهم علیهم السلام 285- 280

«66»-باب أنّهم الصلاة و الزكاة و الحج و الصیام و سائر الطاعات و أعداؤهم الفواحش و المعاصی فی بطن القرآن و فیه بعض الغرائب و تأویلها 304- 286

«67»-باب جوامع تأویل ما أنزل فیهم علیهم السلام و نوادرها 402- 305

ص: 408

رموز الكتاب

ب: لقرب الإسناد.

بشا: لبشارة المصطفی.

تم: لفلاح السائل.

ثو: لثواب الأعمال.

ج: للإحتجاج.

جا: لمجالس المفید.

جش: لفهرست النجاشیّ.

جع: لجامع الأخبار.

جم: لجمال الأسبوع.

جُنة: للجُنة.

حة: لفرحة الغریّ.

ختص: لكتاب الإختصاص.

خص: لمنتخب البصائر.

د: للعَدَد.

سر: للسرائر.

سن: للمحاسن.

شا: للإرشاد.

شف: لكشف الیقین.

شی: لتفسیر العیاشیّ

ص: لقصص الأنبیاء.

صا: للإستبصار.

صبا: لمصباح الزائر.

صح: لصحیفة الرضا (علیه السلام).

ضا: لفقه الرضا (علیه السلام).

ضوء: لضوء الشهاب.

ضه: لروضة الواعظین.

ط: للصراط المستقیم.

طا: لأمان الأخطار.

طب: لطبّ الأئمة.

ع: لعلل الشرائع.

عا: لدعائم الإسلام.

عد: للعقائد.

عدة: للعُدة.

عم: لإعلام الوری.

عین: للعیون و المحاسن.

غر: للغرر و الدرر.

غط: لغیبة الشیخ.

غو: لغوالی اللئالی.

ف: لتحف العقول.

فتح: لفتح الأبواب.

فر: لتفسیر فرات بن إبراهیم.

فس: لتفسیر علیّ بن إبراهیم.

فض: لكتاب الروضة.

ق: للكتاب العتیق الغرویّ

قب: لمناقب ابن شهر آشوب.

قبس: لقبس المصباح.

قضا: لقضاء الحقوق.

قل: لإقبال الأعمال.

قیة: للدُروع.

ك: لإكمال الدین.

كا: للكافی.

كش: لرجال الكشیّ.

كشف: لكشف الغمّة.

كف: لمصباح الكفعمیّ.

كنز: لكنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة معا.

ل: للخصال.

لد: للبلد الأمین.

لی: لأمالی الصدوق.

م: لتفسیر الإمام العسكریّ (علیه السلام).

ما: لأمالی الطوسیّ.

محص: للتمحیص.

مد: للعُمدة.

مص: لمصباح الشریعة.

مصبا: للمصباحین.

مع: لمعانی الأخبار.

مكا: لمكارم الأخلاق.

مل: لكامل الزیارة.

منها: للمنهاج.

مهج: لمهج الدعوات.

ن: لعیون أخبار الرضا (علیه السلام).

نبه: لتنبیه الخاطر.

نجم: لكتاب النجوم.

نص: للكفایة.

نهج: لنهج البلاغة.

نی: لغیبة النعمانیّ.

هد: للهدایة.

یب: للتهذیب.

یج: للخرائج.

ید: للتوحید.

یر: لبصائر الدرجات.

یف: للطرائف.

یل: للفضائل.

ین: لكتابی الحسین بن سعید او لكتابه و النوادر.

یه: لمن لا یحضره الفقیه.

ص: 409

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.