بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.
عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 18: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.
عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].
مظهر: ج - عينة.
ملاحظة: عربي.
ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].
ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).
ملاحظة: فهرس.
محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-
عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق
ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح
تصنيف ديوي: 297/212
رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946
ص: 1
«1»-جا، المجالس للمفید ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ بِلَالٍ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَرَفَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رُشَیْدِ بْنِ خَیْثَمٍ (1) عَنْ عَمِّهِ سَعِیدٍ عَنْ مُسْلِمٍ الْغَلَابِیِّ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِیٌّ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ وَ اللَّهِ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ أَتَیْنَاكَ وَ مَا لَنَا بَعِیرٌ یَئِطُّ وَ لَا غَنَمٌ یَغِطُّ ثُمَّ أَنْشَأَ یَقُولُ:
أَتَیْنَاكَ یَا خَیْرَ الْبَرِیَّةِ كُلِّهَا*** لِتَرْحَمَنَا مِمَّا لَقِینَا مِنَ الْإِزْلِ
أَتَیْنَاكَ وَ الْعَذْرَاءُ یَدْمَی لَبَانُهَا*** وَ قَدْ شُغِلَتْ أُمُّ الْبَنِینَ (2) عَنِ الطِّفْلِ
وَ أَلْقَی بِكَفَّیْهِ الْفَتَی اسْتِكَانَةً*** مِنَ الْجُوعِ ضَعْفاً لَا یُمِرُّ وَ لَا یُحْلِی
وَ لَا شَیْ ءَ مِمَّا یَأْكُلُ النَّاسُ عِنْدَنَا*** سِوَی الْحَنْظَلِ الْعَامِیِّ وَ الْعِلْهِزِ الْفَسْلِ
وَ لَیْسَ لَنَا إِلَّا إِلَیْكَ فِرَارُنَا*** وَ أَیْنَ فِرَارُ النَّاسِ إِلَّا إِلَی الرُّسْلِ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَصْحَابِهِ إِنَّ هَذَا الْأَعْرَابِیَّ یَشْكُو قِلَّةَ الْمَطَرِ وَ قَحْطاً شَدِیداً ثُمَّ قَامَ یَجُرُّ رِدَاءَهُ حَتَّی صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ فَكَانَ فِیمَا حَمِدَهُ بِهِ أَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی عَلَا فِی السَّمَاءِ فَكَانَ عَالِیاً وَ فِی الْأَرْضِ قَرِیباً دَانِیاً أَقْرَبَ إِلَیْنَا مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ وَ رَفَعَ یَدَیْهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَیْثاً مُغِیثاً مَرِیئاً مَرِیعاً غَدَقاً طَبَقاً
ص: 1
عَاجِلًا غَیْرَ رَائِثٍ نَافِعاً غَیْرَ ضَارٍّ تَمْلَأُ بِهِ الضَّرْعَ وَ تُنْبِتُ بِهِ الزَّرْعَ وَ تُحْیِی بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا فَمَا رَدَّ یَدَهُ إِلَی نَحْرِهِ حَتَّی أَحْدَقَ السَّحَابُ بِالْمَدِینَةِ كَالْإِكْلِیلِ وَ أَلْقَتِ السَّمَاءُ بِأَرْوَاقِهَا وَ جَاءَ أَهْلُ الْبِطَاحِ یَصِیحُونَ (1) یَا رَسُولَ اللَّهِ الْغَرَقَ الْغَرَقَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ حَوَالَیْنَا وَ لَا عَلَیْنَا فَانْجَابَ السَّحَابُ عَنِ السَّمَاءِ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ لِلَّهِ دَرُّ أَبِی طَالِبٍ لَوْ كَانَ حَیّاً لَقَرَّتْ عَیْنَاهُ مَنْ یُنْشِدُنَا قَوْلَهُ فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ عَسَی أَرَدْتَ یَا رَسُولَ اللَّهِ:
وَ مَا حَمَلَتْ مِنْ نَاقَةٍ فَوْقَ ظَهْرِهَا*** أَبَرَّ وَ أَوْفَی ذِمَّةً مِنْ مُحَمَّدٍ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْسَ هَذَا مِنْ قَوْلِ أَبِی طَالِبٍ هَذَا مِنْ قَوْلِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ فَقَامَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ كَأَنَّكَ أَرَدْتَ یَا رَسُولَ اللَّهِ
وَ أَبْیَضَ یُسْتَسْقَی الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ*** رَبِیعُ الْیَتَامَی عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ
تَلُوذُ بِهِ الْهُلَّاكُ مِنْ آلِ هَاشِمٍ*** فَهُمْ عِنْدَهُ فِی نِعْمَةٍ وَ فَوَاضِلِ
كَذَبْتُمْ وَ بَیْتِ اللَّهِ یُبْزَی (2) مُحَمَّدٌ*** وَ لَمَّا نُمَاصِعْ دُونَهُ وَ نُقَاتِلْ
وَ نُسْلِمُهُ حَتَّی نُصْرَعَ حَوْلَهُ*** وَ نَذْهَلَ عَنْ أَبْنَائِنَا وَ الْحَلَائِلِ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ أَجَلْ فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِی كِنَانَةَ فَقَالَ:
لَكَ الْحَمْدُ وَ الْحَمْدُ مِمَّنْ شَكَرَ*** سُقِینَا بِوَجْهِ النَّبِیِّ الْمَطَرَ
دَعَا اللَّهَ خَالِقَهُ دَعْوَةً*** وَ أَشْخَصَ مِنْهُ إِلَیْهِ الْبَصَرُ
فَلَمْ یَكُ إِلَّا كَأَلْقَی الرِّدَاءَ*** وَ أَسْرَعَ حَتَّی أَتَانَا الدُّرَرُ
دُفَاقُ الْعَزَائِلِ جَمُّ الْبُعَاقِ*** أَغَاثَ بِهِ اللَّهُ عُلْیَا مُضَرَ
فَكَانَ كَمَا قَالَهُ عَمُّهُ*** أَبُو طَالِبٍ ذَا رُوَاءٍ أَغَرَّ (3)
بِهِ اللَّهُ یَسْقِی صَیُّوبَ الْغَمَامِ*** فَهَذَا الْعِیَانُ وَ ذَاكَ الْخَبَرُ
ص: 2
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا كِنَانِیُّ بَوَّأَكَ اللَّهُ بِكُلِّ بَیْتٍ قُلْتَهُ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ (1).
قب، المناقب لابن شهرآشوب مرسلا مثله (2) ثم قال و السبب فی ذلك أنه كان قحط فی زمن أبی طالب فقالت قریش اعتمدوا اللات و العزی و قال آخرون اعتمدوا المناة (3) الثالثة الأخری فقال ورقة بن نوفل أنی تؤفكون و فیكم بقیة إبراهیم و سلالة إسماعیل أبو طالب فاستسقوه فخرج أبو طالب و حوله أغیلمة من بنی عبد المطلب وسطهم غلام كأنه شمس دجنة تجلت عنها غمامة (4) فأسند ظهره إلی الكعبة و لاذ بإصبعه و بصبصت الأغلمة حوله فأقبل السحاب فی الحال فأنشأ أبو طالب اللامیة. (5)
بیان: قال الجزری فی حدیث الاستسقاء لقد أتیناك و ما لنا بعیر یئط أی یحن و یصیح یرید ما لنا بعیر أصلا لأن البعیر لا بد أن یئط و قال الغطیط الصوت الذی یخرج مع نفس النائم و منه الحدیث و اللّٰه ما یغط لنا بعیر غط البعیر إذا هدر فی الشقشقة فإن لم یكن فی الشقشقة فهو هدیر و الأزل الشدة و الضیق و قال فی قوله یدمی لبانها أی یدمی صدرها لامتهانها نفسها فی الخدمة حیث لا تجد ما تعطیه من یخدمها من الجدب و شدة الزمان و أصل اللبان فی الفرس موضع اللبب من الصدر ثم استعیر للناس و قال فی قوله ما یمر و ما یحلی أی ما ینطق بخیر و لا شر من الجوع و الضعف و قال الحنظل العامی منسوب إلی العام لأنه یتخذ فی عام الجدب كما قالوا للجدب السنة و العلهز بكسر العین و سكون اللام و كسر الهاء قال هو شی ء یتخذونه فی سنی المجاعة یخلطون الدم بأوبار الإبل ثم یشوونه بالنار و یأكلونه و قیل كانوا یخلطون فیه القردان و یقال للقراد الضخم علهز و قیل العلهز شی ء ینبت ببلاد سلیم له أصل كأصل البردی (6) و الفسل هو الردی الرذل من كل شی ء قال و یروی بالشین المعجمة أی الضعیف
ص: 3
یعنی الفشل مدخره و آكله فصرف الوصف إلی العلهز و هو فی الحقیقة لآكله و قال بأرواقها أی بجمیع ما فیها من الماء و الأرواق الأثقال أراد میاهها المثقلة للسحاب انتهی.
و البطاح بالكسر جمع الأبطح و هو مسیل واسع فیه دقاق الحصی و الدرر بالكسر جمع درة یقال للسحاب درة أی صب و اندفاق و قال الجزری الدفاق المطر الواسع الكثیر و العزائل أصله العزالی هی مثل الشائك و الشاكی و العزالی جمع العزلاء و هو فم المزادة الأسفل فشبه اتساع المطر و اندفاقه بالذی یخرج من فم المزادة و البعاق بالضم المطر الغزیر الكثیر الواسع و الرواء بالضم و المد المنظر الحسن انتهی.
و قال الفیروزآبادی علیا مضر بالضم و القصر أعلاها و الأغر الأبیض و الشریف و الصوب و الصیوب الانصباب و الدجن إلباس الغیم الأرض و أقطار السماء و الدجنة بالضم (1) و بضمتین مع تشدید النون الظلمة و الأغلمة من جموع الغلام.
أقول: سیأتی شرح أبیات أبی طالب فی باب أحواله علیه السلام.
«2»-جا، المجالس للمفید ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ (2) بْنِ الْهَادِ بْنِ حَمْزَةَ أبو (أَبِی) عَلِیٍّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی لَیْلَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الْأَصْفَهَانِیِّ (3) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی لَیْلَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ: دَعَانِی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنَا أَرْمَدُ الْعَیْنِ فَتَفَلَ فِی عَیْنِی وَ شَدَّ الْعِمَامَةَ عَلَی رَأْسِی وَ قَالَ اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ الْحَرَّ وَ الْبَرْدَ فَمَا وَجَدْتُ بَعْدَهَا حَرّاً وَ لَا بَرْداً (4).
ص: 4
«3»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ مُوسَی بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَیَّاطِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْخُرَاسَانِیِّ عَنْ شَرِیكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی سَلَمَةَ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: أَصَابَنَا عَطَشٌ فِی الْحُدَیْبِیَةِ فَجَهَشْنَا إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَبَسَطَ یَدَیْهِ بِالدُّعَاءِ فَتَأَلَّقَ (1) السَّحَابُ وَ جَاءَ الْغَیْثُ فَرَوِینَا مِنْهُ.
قال أبو الطیب قال الأصمعی الجهش أن یفزع الإنسان إلی الإنسان قال أبو عبیدة و هو مع فزعه (2) كأنه یرید البكاء و فی لغة أخری أجهشت إجهاشا فأنا مجهش و منه قول لبید:
قامت تشكی إلی النفس مجهشة***و قد حملتك سبعا بعد سبعینا
فإن تزادی ثلاثا تبلغی أملا***و فی الثلاث وفاء للثمانینا(3)
توضیح: قال الجوهری الجهش أن یفزع الإنسان إلی غیره و هو مع ذلك یرید البكاء كالصبی یفزع إلی أمه و قد تهیأ للبكاء یقال جهش إلیه یجهش و فی الحدیث أصابنا عطش فجهشنا إلی رسول اللّٰه و كذلك الإجهاش یقال جهشت نفسی و أجهشت أی نهضت ثم ذكر بیتا من الشعر و قال همعت عینه تهمع همعا و هموعا و همعانا أی دمعت و قال تألق البرق لمع.
«4»-یر، بصائر الدرجات أَیُّوبُ بْنُ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِی طَلْحَةَ عَنْ أَبِی عَوْفٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: دَخَلْتُ عَلَیْهِ فَأَلْطَفَنِی وَ قَالَ إِنَّ رَجُلًا مَكْفُوفَ الْبَصَرِ أَتَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ یَرُدَّ عَلَیَّ بَصَرِی قَالَ فَدَعَا اللَّهَ فَرَدَّ عَلَیْهِ بَصَرَهُ ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ لِی أَنْ یَرُدَّ عَلَیَّ بَصَرِی قَالَ فَقَالَ الْجَنَّةُ أَحَبُّ إِلَیْكَ أَوْ یُرَدُّ عَلَیْكَ بَصَرُكَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ إِنَّ ثَوَابَهَا الْجَنَّةُ فَقَالَ اللَّهُ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ یَبْتَلِیَ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ بِذَهَابِ بَصَرِهِ ثُمَّ لَا یُثِیبُهُ الْجَنَّةَ (4).
ص: 5
«5»-یر، بصائر الدرجات الْعَبَّاسُ بْنُ مَعْرُوفٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْمِیثَمِیِّ عَنْ كَرِیمٍ قَالَ سَمِعْتُ مَنْ یَرْوِیهِ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ قَاعِداً فَذَكَرَ اللَّحْمَ وَ قَرَمَهُ إِلَیْهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ وَ لَهُ عَنَاقٌ فَانْتَهَی إِلَی امْرَأَتِهِ فَقَالَ هَلْ لَكَ فِی غَنِیمَةٍ قَالَتْ وَ مَا ذَاكَ قَالَ إِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَشْتَهِی اللَّحْمَ قَالَتْ خُذْهَا وَ لَمْ یَكُنْ لَهُمْ غَیْرُهَا وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَعْرِفُهَا فَلَمَّا جَاءَ بِهَا ذُبِحَتْ وَ شُوِیَتْ ثُمَّ وَضَعَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُمْ كُلُوا وَ لَا تَكْسِرُوا عَظْماً قَالَ فَرَجَعَ الْأَنْصَارِیُّ وَ إِذَا هِیَ تَلْعَبُ عَلَی بَابِهِ (1).
بیان: القرم بالتحریك شدة شهوة اللحم و العناق بالفتح الأنثی من ولد المعز.
«6»- یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ جَنَاحٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا مَاتَتْ 15 فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ أُمُّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ جَاءَ عَلِیٌّ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَبَا الْحَسَنِ مَا لَكَ قَالَ أُمِّی مَاتَتْ قَالَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أُمِّی وَ اللَّهِ ثُمَّ بَكَی وَ قَالَ وَا أُمَّاهْ ثُمَّ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام هَذَا قَمِیصِی فَكَفِّنْهَا فِیهِ وَ هَذَا رِدَائِی فَكَفِّنْهَا فِیهِ فَإِذَا فَرَغْتُمْ فَآذِنُونِی فَلَمَّا أُخْرِجَتْ صَلَّی عَلَیْهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله صَلَاةً لَمْ یُصَلِّ قَبْلَهَا وَ لَا بَعْدَهَا عَلَی أَحَدٍ مِثْلِهَا ثُمَّ نَزَلَ عَلَی قَبْرِهَا (2) فَاضْطَجَعَ فِیهِ ثُمَّ قَالَ لَهَا یَا فَاطِمَةُ قَالَتْ لَبَّیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ فَهَلْ وَجَدْتِ مَا وَعَدَ رَبُّكِ حَقّاً قَالَتْ نَعَمْ فَجَزَاكَ اللَّهُ خَیْراً وَ طَالَتْ مُنَاجَاتُهُ فِی الْقَبْرِ فَلَمَّا خَرَجَ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ صَنَعْتَ بِهَا شَیْئاً فِی تَكْفِینِكَ إِیَّاهَا ثِیَابَكَ وَ دُخُولِكَ فِی قَبْرِهَا وَ طُولِ مُنَاجَاتِكَ وَ طُولِ صَلَاتِكَ مَا رَأَیْنَاكَ صَنَعْتَهُ بِأَحَدٍ قَبْلَهَا قَالَ أَمَّا تَكْفِینِی إِیَّاهَا فَإِنِّی لَمَّا قُلْتُ لَهَا یُعْرَضُ النَّاسُ یَوْمَ یُحْشَرُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ (3) فَصَاحَتْ وَ قَالَتْ وَا سَوْأَتَاهْ فَلَبِسْتُهَا ثِیَابِی وَ سَأَلْتُ اللَّهَ فِی صَلَاتِی عَلَیْهَا أَنْ لَا یَبْلَی أَكْفَانُهَا حَتَّی تَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَأَجَابَنِی إِلَی ذَلِكَ وَ أَمَّا دُخُولِی
ص: 6
فِی قَبْرِهَا فَإِنِّی قُلْتُ لَهَا یَوْماً إِنَّ الْمَیِّتَ إِذَا أُدْخِلَ قَبْرَهُ وَ انْصَرَفَ النَّاسُ عَنْهُ دَخَلَ عَلَیْهِ مَلَكَانِ مُنْكَرٌ وَ نَكِیرٌ فَیَسْأَلَانِهِ فَقَالَتْ وَا غَوْثَاهْ بِاللَّهِ فَمَا زِلْتُ أَسْأَلُ رَبِّی فِی قَبْرِهَا حَتَّی فَتَحَ لَهَا بَاباً مِنْ قَبْرِهَا إِلَی الْجَنَّةِ وَ جَعَلَهُ رَوْضَةً مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ (1).
«7»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَسْأَلُكَ عَنْ شَیْ ءٍ أَنْفِی عَنِّی بِهِ مَا قَدْ خَامَرَ نَفْسِی قَالَ ذَلِكَ لَكَ قُلْتُ أَسْأَلُكَ عَنِ الْأَوَّلِ وَ الثَّانِی فَقَالَ عَلَیْهِمَا لَعَائِنُ اللَّهِ كِلَاهُمَا مَضَیَا وَ اللَّهِ كَافِرَیْنِ مُشْرِكَیْنِ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ قُلْتُ فَالْأَئِمَّةُ مِنْكُمْ یُحْیُونَ الْمَوْتَی وَ یُبْرِءُونَ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ وَ یَمْشُونَ عَلَی الْمَاءِ فَقَالَ علیه السلام مَا أَعْطَی اللَّهُ نَبِیّاً شَیْئاً إِلَّا وَ قَدْ أَعْطَی مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَعْطَاهُ مَا لَمْ یُعْطِهِمْ وَ لَمْ یَكُنْ عِنْدَهُمْ فَكُلُّ مَا كَانَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَدْ أَعْطَاهُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ الْحَسَنَ ثُمَّ الْحُسَیْنَ علیهم السلام ثُمَّ إِمَاماً بَعْدَ إِمَامٍ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ مَعَ الزِّیَادَةِ الَّتِی فِی كُلِّ سَنَةٍ وَ فِی كُلِّ شَهْرٍ وَ فِی كُلِّ یَوْمٍ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ قَاعِداً فَذَكَرَ اللَّحْمَ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَی امْرَأَتِهِ وَ كَانَ لَهَا عَنَاقٌ فَقَالَ لَهَا هَلْ لَكِ فِی غَنِیمَةٍ قَالَتْ وَ مَا ذَلِكَ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ یَشْتَهِی اللَّحْمَ فَنَذْبَحُ لَهُ عَنْزَنَا هَذَا قَالَتْ خُذْهَا شَأْنَكَ وَ إِیَّاهَا وَ لَمْ یَمْلِكَا غَیْرَهَا وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ یَعْرِفُهُمَا (2) فَذَبَحَهَا وَ سَمَطَهَا وَ شَوَاهَا وَ حَمَلَهَا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَوَضَعَهَا بَیْنَ یَدَیْهِ فَجَمَعَ أَهْلَ بَیْتِهِ وَ مَنْ أَحَبَّ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ كُلُوا وَ لَا تَكْسِرُوا لَهَا عَظْماً وَ أَكَلَ مَعَهُمُ الْأَنْصَارِیُّ فَلَمَّا شَبِعُوا وَ تَفَرَّقُوا رَجَعَ الْأَنْصَارِیُّ وَ إِذَا الْعَنَاقُ تَلْعَبُ عَلَی بَابِهِ.
وَ رُوِیَ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله دَعَا غَزَالًا فَأَتَی فَأَمَرَ بِذَبْحِهِ فَفَعَلُوا وَ شَوَوْهُ وَ أَكَلُوا لَحْمَهُ وَ لَمْ یَكْسِرُوا لَهُ عَظْماً ثُمَّ أَمَرَ أَنْ یُوضَعَ جِلْدُهُ وَ یُطْرَحَ عِظَامُهُ وَسْطَ الْجِلْدِ فَقَامَ الْغَزَالُ حَیّاً یَرْعَی.
بیان: قال الجوهری سَمَطْتُ الجدیَ أَسْمِطُهُ و أَسْمُطُهُ سَمْطاً إذا نظفته من الشعر بالماء الحار لتشویه.
ص: 7
«8»-عم، إعلام الوری یج، الخرائج و الجرائح مِنْ مُعْجِزَاتِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ (1) بِصَبِیٍّ لَهَا تَرْجُو بَرَكَتَهُ بِأَنْ یَمَسَّهُ وَ یَدْعُوَ لَهُ وَ كَانَ بِرَأْسِهِ عَاهَةٌ فَرَحِمَهَا وَ الرَّحْمَةُ صِفَتُهُ فَمَسَحَ بِیَدِهِ عَلَی رَأْسِهِ فَاسْتَوَی شَعْرُهُ وَ بَرَأَ دَاؤُهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ أَهْلَ الْیَمَامَةِ فَأَتَوْا مُسَیْلَمَةَ بِصَبِیٍّ فَسَأَلُوهُ فَمَسَحَ رَأْسَهُ فَصَلِعَ وَ بَقِیَ نَسْلُهُ إِلَی یَوْمِنَا هَذَا صُلْعاً (2).
«9»-عم، إعلام الوری یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُصِیبَ بِإِحْدَی عَیْنَیْهِ فِی بَعْضِ مَغَازِیهِ فَسَالَتْ (3) حَتَّی وَقَعَتْ عَلَی خَدِّهِ فَأَتَاهُ مُسْتَغِیثاً بِهِ فَأَخَذَهَا فَرَدَّهَا مَكَانَهَا فَكَانَتْ أَحْسَنَ عَیْنَیْهِ مَنْظَراً وَ أَحَدَّهُمَا بَصَراً (4).
«10»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّهُ أَتَاهُ صلی اللّٰه علیه و آله رَجُلٌ مِنْ جُهَیْنَةَ یَتَقَطَّعُ مِنَ الْجُذَامِ فَشَكَا إِلَیْهِ فَأَخَذَ قَدَحاً مِنَ الْمَاءِ فَتَفَلَ فِیهِ ثُمَّ قَالَ امْسَحْ بِهِ جَسَدَكَ فَفَعَلَ فَبَرَأَ حَتَّی لَمْ یُوجَدْ مِنْهُ شَیْ ءٌ.
«11»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ إِنِّی قَدِمْتُ مِنْ سَفَرٍ لِی فَبَیْنَا بُنَیَّةٌ خُمَاسِیَّةٌ تَدْرُجُ (5) حَوْلِی فِی صَبْغِهَا (6) وَ حُلِیِّهَا أَخَذْتُ بِیَدِهَا فَانْطَلَقْتُ بِهَا إِلَی وَادِی كَذَا فَطَرَحْتُهَا فِیهِ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله انْطَلِقْ مَعِی وَ أَرِنِی الْوَادِیَ فَانْطَلَقَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی الْوَادِی فَقَالَ لِأَبِیهَا مَا اسْمُهَا قَالَ فُلَانَةُ فَقَالَ یَا فُلَانَةُ (7) احْیَیْ بِإِذْنِ اللَّهِ فَخَرَجَتِ الصَّبِیَّةُ تَقُولُ لَبَّیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ سَعْدَیْكَ فَقَالَ إِنَّ أَبَوَیْكِ قَدْ أَسْلَمَا (8) فَإِنْ أَحْبَبْتِ أَرُدُّكِ عَلَیْهِمَا قَالَتْ لَا حَاجَةَ لِی فِیهِمَا وَجَدْتُ اللَّهَ خَیْراً لِی مِنْهُمَا.
قب، المناقب لابن شهرآشوب عن الحسین علیه السلام مثله (9).
ص: 8
«12»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ سَلَمَةَ بْنَ الْأَكْوَعِ أَصَابَهُ ضَرْبَةٌ یَوْمَ خَیْبَرَ فَأَتَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَنَفَثَ فِیهِ ثَلَاثَ نَفَثَاتٍ فَمَا اشْتَكَاهَا حَتَّی الْمَمَاتِ وَ أَصَابَ عَیْنَ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ ضَرْبَةٌ أَخْرَجَتْهَا فَرَدَّهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی مَوْضِعِهَا فَكَانَتْ أَحْسَنَ عَیْنَیْهِ.
«13»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ شَابّاً مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ لَهُ أَمٌّ عَجُوزٌ عَمْیَاءُ وَ كَانَ مَرِیضاً فَعَادَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَاتَ فَقَالَتِ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّی هَاجَرْتُ إِلَیْكَ وَ إِلَی نَبِیِّكَ رَجَاءَ أَنْ تُعِینَنِی عَلَی كُلِّ شِدَّةٍ فَلَا تَحْمِلَنَّ عَلَیَّ هَذِهِ الْمُصِیبَةَ قَالَ أَنَسٌ فَمَا بَرِحْنَا إِلَی أَنْ كَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ فَطَعِمَ وَ طَعِمْنَا.
«14»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَیْدٍ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی حَجَّتِهِ الَّتِی حَجَّهَا حَتَّی إِذَا كُنَّا بِبَطْنِ الرَّوْحَاءِ نَظَرَ إِلَی امْرَأَةٍ تَحْمِلُ صَبِیّاً فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا ابْنِی مَا أَفَاقَ مِنْ خَنْقٍ مُنْذُ وَلَدْتُهُ إِلَی یَوْمِهِ هَذَا فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَفَلَ فِی فِیهِ فَإِذَا الصَّبِیُّ قَدْ بَرَأَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (1) انْطَلِقْ انْظُرْ هَلْ تَرَی مِنْ حَشٍّ (2) قُلْتُ إِنَّ الْوَادِیَ مَا فِیهِ مَوْضِعٌ یُغَطَّی عَنِ النَّاسِ قَالَ لِیَ انْطَلِقْ إِلَی النَّخَلَاتِ وَ قُلْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ یَأْمُرُكُنَّ أَنْ تُدْنِینَ لِمَخْرَجِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قُلْ لِلْحِجَارَةِ مِثْلَ ذَلِكَ فَوَ الَّذِی بَعَثَهُ بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَقَدْ قُلْتُ لَهُنَّ ذَلِكَ وَ قَدْ رَأَیْتُ النَّخَلَاتِ یَتَقَارَبْنَ وَ الْحِجَارَةَ یَتَفَرَّقْنَ (3) فَلَمَّا قَضَی حَاجَتَهُ رَأَیْتُهُنَّ یَعُدْنَ إِلَی مَوْضِعِهِنَّ.
«15»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا قَدِمَ الْمَدِینَةَ وَ هِیَ أَوْبَأُ (4) أَرْضِ اللَّهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَیْنَا الْمَدِینَةَ كَمَا حَبَّبْتَ إِلَیْنَا مَكَّةَ وَ صَحِّحْهَا لَنَا وَ بَارِكْ لَنَا فِی صَاعِهَا وَ مُدِّهَا وَ انْقُلْ حُمَّاهَا إِلَی الْجُحْفَةِ.
«16»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ مَرِضَ فَدَخَلَ عَلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا ابْنَ أَخِی
ص: 9
ادْعُ رَبَّكَ (1) أَنْ یُعَافِیَنِی فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ اشْفِ عَمِّی فَقَامَ كَأَنَّمَا أُنْشِطَ مِنْ عِقَالٍ.
قب، المناقب لابن شهرآشوب عن سلمان مثله (2).
«17»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ عَلِیّاً مَرِضَ وَ أَخَذَ یَقُولُ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَجَلِی قَدْ حَضَرَ فَأَرِحْنِی وَ إِنْ كَانَ مُتَأَخِّراً فَارْفَعْنِی (3) وَ إِنْ كَانَ لِلْبَلَاءِ فَصَبِّرْنِی فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ اشْفِهِ اللَّهُمَّ عَافِهِ ثُمَّ قَالَ قُمْ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقُمْتُ فَمَا عَادَ ذَلِكَ الْوَجَعُ إِلَیَّ بَعْدُ (4).
«18»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُرَیْدَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبِی یَقُولُ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله تَفَلَ فِی رِجْلِ عَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ حِینَ قُطِعَتْ رِجْلُهُ فَبَرَأَ.
«19»-یج، الخرائج و الجرائح رَوَی ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِابْنٍ لَهَا فَقَالَتِ ابْنِی هَذَا بِهِ جُنُونٌ یَأْخُذُهُ عِنْدَ غَدَائِنَا وَ عَشَائِنَا فَیَحْثُو عَلَیْنَا فَمَسَحَ صلی اللّٰه علیه و آله صَدْرَهُ وَ دَعَا فَتَعَثْعَثَ فَخَرَجَ مِنْ جَوْفِهِ مِثْلُ خُرْءِ الْأَسَدِ فَبَرَأَ.
بیان: قال الفیروزآبادی عثعث حرك و أقام و تمكن و ركن.
«20»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ عَفْرَاءَ جَاءَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَحْمِلُ یَدَهُ وَ كَانَتْ قَدْ قَطَعَهَا أَبُو جَهْلٍ فَبَصَقَ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَیْهَا وَ أَلْصَقَهَا فَلَصِقَتْ.
«21»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ نَبِیَّ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَأَی رَجُلًا یَكُفُّ (5) شَعْرَهُ إِذَا سَجَدَ فَقَالَ اللَّهُمَّ قَبِّحْ (6) رَأْسَهُ فَتَسَاقَطَ شَعْرُهُ حَتَّی مَا بَقِیَ فِی رَأْسِهِ شَیْ ءٌ.
«22»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّهُ دَعَا لِأَنَسٍ لَمَّا قَالَتْ أُمُّهُ أُمُّ سُلَیْمٍ (7) ادْعُ لَهُ فَهُوَ خَادِمُكَ
ص: 10
قَالَ اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَ وُلْدَهُ وَ بَارِكْ لَهُ فِیمَا أَعْطَیْتَهُ قَالَ أَنَسٌ أَخْبَرَنِی بَعْضُ وُلْدِی أَنَّهُ دَفَنَ مِنْ وُلْدِهِ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةٍ.
«23»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أَبْصَرَ رَجُلًا یَأْكُلُ بِشِمَالِهِ فَقَالَ كُلْ بِیَمِینِكَ فَقَالَ لَا أَسْتَطِیعُ فَقَالَ لَا اسْتَطَعْتَ قَالَ فَمَا وَصَلَتْ إِلَی فِیهِ مِنْ بَعْدُ (1) كُلَّمَا رَفَعَ اللُّقْمَةَ إِلَی فِیهِ ذَهَبَتْ فِی شِقٍّ آخَرَ.
قب، المناقب لابن شهرآشوب سلمة بن الأكوع عن أبیه مثله (2).
«24»-قب، المناقب لابن شهرآشوب یج، الخرائج و الجرائح رَوَی أَبُو نَهِیكٍ الْأَزْدِیُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَخْطَبَ قَالَ: اسْتَسْقَی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَتَیْتُهُ بِإِنَاءٍ فِیهِ مَاءٌ وَ فِیهِ شَعْرَةٌ فَرَفَعْتُهَا فَقَالَ اللَّهُمَّ جَمِّلْهُ جَمِّلْهُ قَالَ فَرَأَیْتُهُ بَعْدَ ثَلَاثٍ وَ تِسْعِینَ سَنَةً مَا فِی رَأْسِهِ وَ لِحْیَتِهِ شَعْرَةٌ بَیْضَاءُ (3).
«25»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ النَّابِغَةَ الْجَعْدِیَّ أَنْشَدَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَوْلَهُ
بَلَغْنَا السَّمَاءَ عِزَّةً وَ تَكَرُّماً وَ إِنَّا لَنَرْجُو فَوْقَ ذَلِكَ مَظْهَراً
فَقَالَ إِلَی أَیْنَ یَا ابْنَ أَبِی لَیْلَی قَالَ إِلَی الْجَنَّةِ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَحْسَنْتَ لَا یَفْضُضِ اللَّهُ فَاكَ قَالَ الرَّاوِی فَرَأَیْتُهُ شَیْخاً لَهُ مِائَةٌ وَ ثَلَاثُونَ سَنَةً وَ أَسْنَانُهُ مِثْلُ وَرَقِ الْأُقْحُوَانِ نَقَاءً وَ بَیَاضاً قَدْ تَهَدَّمَ جِسْمُهُ إِلَّا فَاهُ.
بیان: الأقحوان بالضم البابونج.
«26»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله خَرَجَ فَعَرَضَتْ لَهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی امْرَأَةٌ مُسْلِمَةٌ وَ مَعِی زَوْجٌ فِی الْبَیْتِ مِثْلُ الْمَرْأَةِ قَالَ فَادْعِی زَوْجَكِ فَدَعَتْهُ فَقَالَ لَهَا أَ تُبْغِضِینَهُ قَالَتْ نَعَمْ فَدَعَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَهُمَا وَ وَضَعَ جَبْهَتَهَا عَلَی جَبْهَتِهِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ أَلِّفْ بَیْنَهُمَا وَ حَبِّبْ أَحَدَهُمَا إِلَی صَاحِبِهِ ثُمَّ كَانَتِ الْمَرْأَةُ تَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ مَا طَارِفٌ وَ لَا تَالِدٌ وَ لَا وَالِدٌ أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْهُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله اشْهَدْ (4) أَنِّی رَسُولُ اللَّهِ.
ص: 11
بیان: الطارف من المال المستحدث و هو خلاف التالد.
«27»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْحَمِقِ الْخُزَاعِیَّ سَقَی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ اللَّهُمَّ أَمْتِعْهُ بِشَبَابِهِ فَمَرَّتْ لَهُ ثَمَانُونَ سَنَةً لَمْ یُرَ لَهُ شَعْرَةٌ بَیْضَاءُ.
«28»-یج، الخرائج و الجرائح وَ رُوِیَ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: كَانَ فِی وَسَطِ رَأْسِ مَوْلَایَ السَّائِبِ بْنِ یَزِیدَ شَعْرٌ أَسْوَدُ وَ بَقِیَّةُ رَأْسِهِ وَ لِحْیَتُهُ بَیْضَاءُ فَقُلْتُ مَا رَأَیْتُ مِثْلَ ذَلِكَ رَأْسُكَ هَذَا أَسْوَدُ وَ هَذَا أَبْیَضُ قَالَ أَ فَلَا أُخْبِرُكَ قُلْتُ بَلَی قَالَ إِنِّی كُنْتُ أَلْعَبُ مَعَ الصِّبْیَانِ فَمَرَّ بِی نَبِیُّ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَعَرَضْتُ لَهُ وَ سَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَقَالَ وَ عَلَیْكَ مَنْ أَنْتَ قَالَ (1) أَنَا السَّائِبُ أَخُو النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ فَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ رَأْسِی وَ قَالَ بَارَكَ اللَّهُ فِیكَ فَلَا وَ اللَّهِ لَا تَبْیَضُّ أَبَداً (2).
«29»-قب، المناقب لابن شهرآشوب یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ بَعَثَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی الْیَمَنِ فَقُلْتُ بَعَثْتَنِی یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ أَنَا حَدَثُ السِّنِّ لَا أَعْلَمُ (3) بِالْقَضَاءِ قَالَ انْطَلِقْ فَإِنَّ اللَّهَ سَیَهْدِی قَلْبَكَ وَ یُثْبِتُ لِسَانَكَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَمَا شَكَكْتُ فِی قَضَاءٍ بَیْنَ رَجُلَیْنِ (4).
«30»-قب، المناقب لابن شهرآشوب یج، الخرائج و الجرائح رَوَی مَرَّةُ بْنُ جَعْبَلٍ (5) الْأَشْجَعِیُّ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی بَعْضِ غَزَوَاتِهِ فَقَالَ سِرْ یَا صَاحِبَ الْفَرَسِ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ عَجْفَاءُ ضَعِیفَةٌ فَرَفَعَ مِخْفَقَةً عِنْدَهُ فَضَرَبَهَا ضَرْباً خَفِیفاً فَقَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُ فِیهَا فَقَالَ رَأَیْتُنِی مَا أُمْسِكُ رَأْسَهَا أَنْ تَقَدَّمَ النَّاسَ وَ لَقَدْ بِعْتُ مِنْ بَطْنِهَا بِاثْنَیْ عَشَرَ أَلْفاً (6).
بیان: فی القاموس المخفقة كمكنسة الدرّة أو سوط من خشب.
«31»-قب، المناقب لابن شهرآشوب یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ جَرْهَداً أَتَی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بَیْنَ یَدَیْهِ طَبَقٌ فَأَدْلَی (7)
ص: 12
جَرْهَدٌ بِیَدِهِ الشِّمَالِ لِیَأْكُلَ وَ كَانَتْ یَدُهُ الْیُمْنَی مُصَابَةً فَقَالَ كُلْ بِالْیَمِینِ فَقَالَ إِنَّهَا مُصَابَةٌ فَنَفَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَیْهَا فَمَا اشْتَكَاهَا بَعْدُ.
«32»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ جُنَیْدٍ أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ ضَرِیرٌ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَشَكَا إِلَیْهِ ذَهَابَ بَصَرِهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ائْتِ الْمِیضَاةَ فَتَوَضَّأْ ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ وَ أَتَوَجَّهُ إِلَیْكَ بِمُحَمَّدٍ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ یَا مُحَمَّدُ إِنِّی أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَی رَبِّكَ لِیَجْلُوَ عَنْ بَصَرِی اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِیَّ وَ شَفِّعْنِی فِی نَفْسِی قَالَ ابْنُ جُنَیْدٍ فَلَمْ یَطُلْ بِنَا الْحَدِیثُ حَتَّی دَخَلَ الرَّجُلُ كَأَنْ لَمْ یَكُنْ بِهِ ضَرَرٌ قَطُّ.
«33»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ أَبْیَضَ بْنَ جَمَّالٍ (1) قَالَ كَانَ بِوَجْهِی حَزَازٌ یَعْنِی الْقُوبَاءَ (2) قَدِ الْتُمِعَتْ فَدَعَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَسَحَ وَجْهَهُ فَذَهَبَ فِی الْحَالِ وَ لَمْ یَبْقَ لَهُ أَثَرٌ عَلَی وَجْهِهِ.
«34»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ الْفَضْلَ بْنَ الْعَبَّاسِ قَالَ إِنَّ رَجُلًا قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی بَخِیلٌ جَبَانٌ نَئُومٌ فَادْعُ لِی فَدَعَا اللَّهَ أَنْ یُذْهِبَ جُبْنَهُ وَ أَنْ یُسَخِّیَ نَفْسَهُ وَ أَنْ یُذْهِبَ كَثْرَةَ نَوْمِهِ فَلَمْ یُرَ أَسْخَی نَفْساً وَ لَا أَشَدَّ بَأْساً وَ لَا أَقَلَّ نَوْماً مِنْهُ.
«35»-یج، الخرائج و الجرائح عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ اللَّهُمَّ أَذَقْتَ أَوَّلَ قُرَیْشٍ نَكَالًا فَأَذِقْ آخِرَهُمْ نَوَالًا فَوُجِدَ كَذَلِكَ.
«36»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ رَمِدَ الْعَیْنِ یَوْمَ خَیْبَرَ فَتَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عَیْنَیْهِ وَ دَعَا لَهُ وَ قَالَ اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ الْحَرَّ وَ الْبَرْدَ فَمَا وَجَدَ حَرّاً وَ لَا بَرْداً وَ كَانَ یَخْرُجُ فِی الشِّتَاءِ فِی قَمِیصٍ وَاحِدٍ.
«37»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ أَبَا هُرَیْرَةَ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنِّی أَسْمَعُ مِنْكَ الْحَدِیثَ الْكَثِیرَ أَنْسَاهُ قَالَ ابْسُطْ رِدَاكَ قَالَ فَبَسَطْتُهُ فَوَضَعَ یَدَهُ فِیهِ ثُمَّ قَالَ ضُمَّهُ فَضَمَمْتُهُ فَمَا نَسِیتُ كَثِیراً (3) بَعْدَهُ.
ص: 13
«38»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ أَعْرَابِیّاً قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَ الْمَالُ وَ جَاعَ الْعِیَالُ فَادْعُ اللَّهَ لَنَا فَرَفَعَ یَدَهُ وَ مَا وَضَعَهَا حَتَّی ثَارَ (1) السَّحَابُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ ثُمَّ لَمْ یَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّی رَأَیْنَا الْمَطَرَ یَتَحَادَرُ (2) عَلَی لِحْیَتِهِ فَمُطِرْنَا إِلَی الْجُمُعَةِ ثُمَّ قَامَ أَعْرَابِیٌّ فَقَالَ تَهَدَّمَ الْبِنَاءُ فَادْعُ فَقَالَ حَوَالَیْنَا وَ لَا عَلَیْنَا فَمَا كَانَ یُشِیرُ بِیَدِهِ إِلَی نَاحِیَةٍ مِنَ السَّحَابِ إِلَّا تَفَرَّجَتْ حَتَّی صَارَتِ الْمَدِینَةُ مِثْلَ الْجَوْبَةِ وَ سَالَ الْوَادِی شَهْراً فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لِلَّهِ دَرُّ أَبِی طَالِبٍ لَوْ كَانَ حَیّاً قَرَّتْ عَیْنَاهُ (3).
بیان: قال الجزری فی حدیث الاستسقاء حتی صارت المدینة مثل الجوبة هی الحفرة المستدیرة الواسعة و كل منفتق بلا بناء جوبة أی حتی صار الغیم و السحاب محیطا بآفاق المدینة.
«39»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا نَادَی بِالْمُشْرِكِینَ وَ اسْتَعَانُوا عَلَیْهِ دَعَا اللَّهَ أَنْ یُجْدِبَ بِلَادَهُمْ فَقَالَ اللَّهُمَّ سِنِینَ كَسِنِی یُوسُفَ اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَی مُضَرَ فَأَمْسَكَ الْمَطَرَ عَنْهُمْ حَتَّی مَاتَ الشَّجَرُ وَ ذَهَبَ الثَّمَرُ وَ فَنِیَ الْمَوَاشِی وَ عِنْدَ ذَلِكَ وَفَدَ حَاجِبُ بْنُ زُرَارَةَ عَلَی كِسْرَی فَشَكَا إِلَیْهِ یَسْتَأْذِنُهُ فِی رَعْیِ السَّوَادِ فَأَرْهَنَهُ قَوْسَهُ (4) فَلَمَّا أَصَابَ مُضَرَ الْبَأْسُ الشَّدِیدُ عَادَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِفَضْلِهِ عَلَیْهِمْ فَدَعَا اللَّهَ بِالْمَطَرِ لَهُمْ.
قب، المناقب لابن شهرآشوب ابن عباس و مجاهد مثله (5).
ص: 14
«40»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّهُ كَانَ جَالِساً إِذْ أَطْلَقَ حِبْوَتَهُ (1) فَتَنَحَّی قَلِیلًا ثُمَّ مَدَّ یَدَهُ كَأَنَّهُ یُصَافِحُ مُسْلِماً ثُمَّ أَتَانَا فَقَعَدَ فَقُلْنَا كُنَّا نَسْمَعُ رَجْعَ الْكَلَامِ وَ لَا نُبْصِرُ أَحَداً فَقَالَ ذَلِكَ إِسْمَاعِیلُ مَلَكُ الْمَطَرِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ یَلْقَانِی فَسَلَّمَ عَلَیَّ (2) فَقُلْتُ لَهُ اسْقِنَا قَالَ مِیعَادُكُمْ كَذَا فِی شَهْرِ كَذَا فَلَمَّا جَاءَ مِیعَادُهُ صَلَّیْنَا الصُّبْحَ فَقُلْنَا (3) لَا نَرَی شَیْئاً وَ صَلَّیْنَا الظُّهْرَ فَلَمْ نَرَ شَیْئاً حَتَّی إِذَا صَلَّیْنَا الْعَصْرَ نَشَأَتْ سَحَابَةٌ (4) فَمُطِرْنَا فَضَحِكْنَا فَقَالَ علیه السلام مَا لَكُمْ قُلْنَا الَّذِی قَالَ الْمَلَكُ قَالَ أَجَلْ مِثْلَ هَذَا فَاحْفَظُوا (5).
«41»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَعَثَ إِلَی یَهُودِیٍّ فِی قَرْضٍ یَسْأَلُهُ فَفَعَلَ ثُمَّ جَاءَ الْیَهُودِیُّ إِلَیْهِ فَقَالَ جَاءَتْكَ (6) حَاجَتُكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَابْعَثْ فِیمَا أَرَدْتَ وَ لَا تَمْتَنِعْ مِنْ شَیْ ءٍ تُرِیدُهُ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَدَامَ اللَّهُ جَمَالَكَ فَعَاشَ الْیَهُودِیُّ ثَمَانِینَ سَنَةً مَا رُئِیَ فِی رَأْسِهِ شَعْرَةٌ بَیْضَاءُ.
«42»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّهُ فِی وَقْعَةِ تَبُوكَ أَصَابَ النَّاسَ عَطَشٌ فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ دَعَوْتَ اللَّهَ لَسَقَانَا فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَوْ دَعَوْتُ اللَّهَ لَسُقِیتُ قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ لَنَا لِیَسْقِیَنَا فَدَعَا فَسَالَتِ الْأَوْدِیَةُ فَإِذَا قَوْمٌ عَلَی شَفِیرِ الْوَادِی یَقُولُونَ مُطِرْنَا بِنَوْءِ (7) الذِّرَاعِ وَ بِنَوْءِ كَذَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ أَ لَا تَرَوْنَ فَقَالَ خَالِدٌ أَ لَا أَضْرِبُ أَعْنَاقَهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یَقُولُونَ (8) هَكَذَا وَ هُمْ یَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَهُ.
ص: 15
«43»-یج، الخرائج و الجرائح عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَدْخُلُ عَلَیْكُمْ مِنْ هَذَا الْبَابِ خَیْرُ الْأَوْصِیَاءِ وَ أَدْنَی النَّاسِ مَنْزِلَةً مِنَ الْأَنْبِیَاءِ فَدَخَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ الْحَرَّ وَ الْبَرْدَ فَلَمْ یَجِدْهُمَا حَتَّی مَاتَ فَإِنَّهُ كَانَ یَخْرُجُ فِی قَمِیصٍ فِی الشَّتْوَةِ.
«44»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّهُ كَانَ لِبَعْضِ الْأَنْصَارِ عَنَاقٌ فَذَبَحَهَا وَ قَالَ لِأَهْلِهِ اطْبُخُوا بَعْضاً وَ اشْوَوْا بَعْضاً فَلَعَلَّ رَسُولَنَا یُشَرِّفُنَا وَ یَحْضُرُ بَیْتَنَا اللَّیْلَةَ وَ یُفْطِرُ عِنْدَنَا وَ خَرَجَ إِلَی الْمَسْجِدِ وَ كَانَ لَهُ ابْنَانِ صَغِیرَانِ وَ كَانَا یَرَیَانِ أَبَاهُمَا یَذْبَحُ الْعَنَاقَ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ تَعَالَ حَتَّی أَذْبَحَكَ فَأَخَذَ السِّكِّینَ وَ ذَبَحَهُ فَلَمَّا رَأَتْهُمَا الْوَالِدَةُ صَاحَتْ فَعَدَی الذَّابِحُ فَهَرَبَ فَوَقَعَ مِنَ الْغُرْفَةِ فَمَاتَ فَسَتَرَتْهُمَا وَ طَبَخَتْ وَ هَیَّأَتِ الطَّعَامَ فَلَمَّا دَخَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله دَارَ الْأَنْصَارِیِّ نَزَلَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَحْضِرْ وَلَدَیْهِ فَخَرَجَ أَبُوهُمَا یَطْلُبُهُمَا فَقَالَتْ وَالِدَتُهُمَا لَیْسَا حَاضِرَیْنِ فَرَجَعَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَخْبَرَهُ بِغَیْبَتِهِمَا فَقَالَ لَا بُدَّ مِنْ إِحْضَارِهِمَا فَخَرَجَ إِلَی أُمِّهِمَا فَأَطْلَعَتْهُ عَلَی حَالِهِمَا فَأَخَذَهُمَا إِلَی مَجْلِسِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَدَعَا اللَّهَ فَأَحْیَاهُمَا وَ عَاشَا سِنِینَ.
«45»-قب، المناقب لابن شهرآشوب الْوَاقِدِیُّ كَتَبَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی بَنِی حَارِثَةَ بْنِ عَمْرٍو یَدْعُوهُمْ إِلَی الْإِسْلَامِ فَأَخَذُوا كِتَابَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَغَسَلُوهُ وَ رَقَّعُوا بِهِ أَسْفَلَ دَلْوِهِمْ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا لَهُمْ أَذْهَبَ اللَّهُ عُقُولَهُمْ فَقَالَ فَهُمْ أَهْلُ رِعْدَةٍ وَ عَجَلَةٍ وَ كَلَامٍ مُخْتَبِطٍ وَ سَفَهٍ وَ خَافَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ قُرَیْشٍ فَدَخَلَ بَیْنَ الْأَرَاكِ فَنَفَرَتِ (1) الْإِبِلُ فَجَاءَ أَبُو ثَرْوَانَ إِلَیْهِ وَ قَالَ مَنْ أَنْتَ قَالَ رَجُلٌ أَسْتَأْنِسُ إِلَی إِبِلِكَ قَالَ أَرَاكَ صَاحِبَ قُرَیْشٍ قَالَ أَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ قُمْ وَ اللَّهِ لَا تَصْلُحُ إِبِلٌ أَنْتَ فِیهَا فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ أَطِلْ شِقَاهُ وَ بَقَاهُ قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِنِّی رَأَیْتُهُ شَیْخاً كَبِیراً یَتَمَنَّی الْمَوْتَ فَلَا یَمُوتُ فَكَانَ یَقُولُ لَهُ الْقَوْمُ هَذَا بِدَعْوَةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَمَّا كَلَّمَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی سَبْیِ هَوَازِنَ رَدُّوا عَلَیْهِمْ سَبْیَهُمْ إِلَّا رَجُلَیْنِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله خَیِّرُوهُمَا أَمَّا أَحَدُهُمَا قَالَ إِنِّی أَتْرُكُهُ وَ أَمَّا الْآخَرُ فَقَالَ لَا أَتْرُكُهُ فَلَمَّا أَدْبَرَ
ص: 16
الرَّجُلُ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ أَخِسَّ سَهْمَهُ فَكَانَ یَمُرُّ بِالْجَارِیَةِ الْبِكْرِ وَ الْغُلَامِ فَیَدَعُهُ حَتَّی مَرَّ بِعَجُوزٍ فَقَالَ إِنِّی آخُذُ هَذِهِ فَإِنَّهَا أُمُّ حَیٍّ فَیُفَادُونَهَا مِنِّی بِمَا قَدَرُوا عَلَیْهِ فَقَالَ عَطِیَّةُ السَّعْدِیُّ عَجُوزٌ یَا رَسُولَ اللَّهِ سَیِّبَةٌ (1) بَتْرَاءُ مَا لَهَا أَحَدٌ فَلَمَّا رَأَی أَنَّهُ لَا یَعْرِضُهَا أَحَدٌ تَرَكَهَا.
وَ فِی حَدِیثِ جَابِرٍ أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْمُسْلِمِینَ قَالَتْ أُرِیدُ (2) مَا تُرِیدُ الْمُسْلِمَةُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَیَّ بِزَوْجِهَا فَجِی ءَ بِهِ فَقَالَ لَهُ فِی ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ لَهَا أَ تُبْغِضِینَهُ قَالَتْ نَعَمْ وَ الَّذِی أَكْرَمَكَ بِالْحَقِّ فَقَالَ أَدْنِیَا رَءُوسَكُمَا فَأَدْنَیَا فَوَضَعَ جَبْهَتَهَا عَلَی وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ أَلِّفْ بَیْنَهُمَا وَ حَبِّبْ أَحَدَهُمَا إِلَی صَاحِبِهِ ثُمَّ رَآهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله تَحْمِلُ الْأَدَمَ عَلَی رَقَبَتِهَا وَ عَرَفَتْهُ فَرَمَتِ الْأَدَمَ ثُمَّ قَبَّلَتْ رِجْلَیْهِ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله كَیْفَ أَنْتِ وَ زَوْجَكِ فَقَالَتْ وَ الَّذِی أَكْرَمَكَ بِالْحَقِّ مَا فِی الزَّمَانِ أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْهُ وَ كَانَ عِنْدَ خَدِیجَةَ امْرَأَةٌ عَمْیَاءُ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لِتَكُونَنَّ عَیْنَاكِ صَحِیحَتَیْنِ فَصَحَّتَا فَقَالَتْ خَدِیجَةُ هَذَا دُعَاءٌ مُبَارَكٌ فَقَالَ وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً وَ دَعَا صلی اللّٰه علیه و آله لِقَیْصَرَ فَقَالَ ثَبَّتَ اللَّهُ مُلْكَهُ كَمَا كَانَ وَ دَعَا عَلَی كِسْرَی مَزَّقَ اللَّهُ مُلْكَهُ فَكَانَ كَمَا قَالَ.
جَعْفَرُ بْنُ نُسْطُورَ الرُّومِیُّ كُنْتُ مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی غَزْوَةِ تَبُوكَ فَسَقَطَ مِنْ یَدِهِ السَّوْطُ فَنَزَلْتُ عَنْ جَوَادِی فَرَفَعْتُهُ وَ دَفَعْتُهُ إِلَیْهِ فَنَظَرَ إِلَیَّ وَ قَالَ یَا جَعْفَرُ مَدَّ اللَّهُ فِی عُمُرِكَ مَدّاً فَعَاشَ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ عِشْرِینَ سَنَةً وَ قَوْلُهُ لِلنَّابِغَةِ وَ قَدْ مَدَحَهُ لَا یَفْضُضِ اللَّهُ فَاكَ فَعَاشَ مِائَةً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً كُلَّمَا سَقَطَتْ لَهُ سِنٌّ نَبَتَتْ لَهُ أُخْرَی أَحْسَنُ مِنْهَا ذَكَرَهُ الْمُرْتَضَی فِی الْغُرَرِ.
وَ عَنْ مَیْمُونَةَ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْحَمِقِ سَقَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَبَناً فَقَالَ اللَّهُمَّ أَمْتِعْهُ بِشَبَابِهِ فَمَرَّتْ عَلَیْهِ ثَمَانُونَ سَنَةً لَمْ یَرَ شَعْرَةً بَیْضَاءَ وَ مَرَّ النَّبِیُّ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ وَ هُوَ یَصْنَعُ شَیْئاً مِنْ طِینٍ مِنْ لُعَبِ (3) الصِّبْیَانِ فَقَالَ
ص: 17
مَا تَصْنَعُ بِهَذَا قَالَ أَبِیعُهُ قَالَ مَا تَصْنَعُ بِثَمَنِهِ قَالَ أَشْتَرِی رُطَباً فَآكُلُهُ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُ فِی صَفْقَةِ (1) یَمِینِهِ فَكَانَ یُقَالُ مَا اشْتَرَی شَیْئاً قَطُّ إِلَّا رَبِحَ فِیهِ فَصَارَ أَمْرُهُ إِلَی أَنْ یُمَثَّلَ بِهِ فَقَالُوا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْجَوَادُ وَ كَانَ أَهْلُ الْمَدِینَةِ یَتَدَایَنُونَ (2) بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ إِلَی أَنْ یَأْتِیَ عَطَاءُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ.
أَبُو هُرَیْرَةَ أَتَیْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله بِتُمَیْرَاتٍ فَقُلْتُ ادْعُ لِی بِالْبَرَكَةِ فِیهِنَّ فَدَعَا ثُمَّ قَالَ اجْعَلْهُنَّ فِی الْمِزْوَدِ قَالَ فَلَقَدْ حَمَلْتُ مِنْهَا كَذَا وَ كَذَا وَسْقاً (3) وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله فِی ابْنِ عَبَّاسٍ اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِی الدِّینِ الْخَبَرَ فَخَرَجَ بَحْراً فِی الْعِلْمِ وَ حِبْراً لِلْأُمَّةِ.
فِی نُزْهَةِ الْأَبْصَارِ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِسَعْدٍ اللَّهُمَّ سَدِّدْ رَمْیَتَهُ وَ أَجِبْ دَعْوَتَهُ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ یَرْمِی فَیُقَالُ إِنَّهُ تَخَلَّفَ یَوْمَ الْقَادِسِیَّةِ عَنِ الْوَقْعَةِ لِفَتْرَةٍ عَرَضَتْ لَهُ فَقَالَ فِیهِ شَاعِرٌ:
أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَظْهَرَ دِینَهُ*** وَ سَعْدٌ بِبَابِ الْقَادِسِیَّةِ مُعْصَمٌ
رَجَعْنَا وَ قَدْ آمَتْ نِسَاءٌ كَثِیرَةٌ ***وَ نِسْوَةُ سَعْدٍ لَیْسَ فِیهِنَّ أَیِّمٌ
فَبَلَغَ ذَلِكَ سَعْداً فَقَالَ اللَّهُمَّ أَخْرِسْ لِسَانَهُ فَشَهِدَ حَرْباً فَأَصَابَتْهُ رَمْیَةٌ فَخَرِسَ مِنْ ذَلِكَ لِسَانُهُ وَ رَأَی سَعْدٌ رَجُلًا بِالْمَدِینَةِ رَاكِباً عَلَی بَعِیرٍ یَشْتِمُ عَلِیّاً علیه السلام فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا الشَّیْخُ وَلِیّاً مِنْ أَوْلِیَائِكَ فَأَرِنَا قُدْرَتَكَ فِیهِ فَنَفَرَ بِهِ بَعِیرُهُ فَأَلْقَاهُ فَانْدَقَّتْ رَقَبَتُهُ وَ سَمِعَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَسِیرِهِ إِلَی خَیْبَرَ- سَوْقَ (4) عَامِرِ بْنِ الْأَكْوَعِ بِقَوْلِهِ
ص: 18
لَاهُمَّ لَوْ لَا أَنْتَ مَا اهْتَدَیْنَا*** وَ لَا تَصَدَّقْنَا وَ لَا صَلَّیْنَا
فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله بِرَحْمَةِ اللَّهِ (1) قَالَ رَجُلٌ وَجَبْتَ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ لَا أَمْتَعْتَنَا بِهِ وَ ذَلِكَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا اسْتَغْفَرَ قَطُّ لِرَجُلٍ یَخُصُّهُ إِلَّا اسْتُشْهِدَ وَ كَانَ النَّاسُ یَحْفِرُونَ الْخَنْدَقَ وَ یُنْشِدُونَ سِوَی سَلْمَانَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ أَطْلِقْ لِسَانَ سَلْمَانَ وَ لَوْ عَلَی بَیْتَیْنِ مِنَ الشِّعْرِ فَأَنْشَأَ سَلْمَانُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ:
مَا لِی لِسَانٌ فَأَقُولَ شِعْراً*** أَسْأَلُ رَبِّی قُوَّةً وَ نَصْراً
عَلَی عَدُوِّی وَ عَدُوِّ الطُّهْرَا*** مُحَمَّدِ الْمُخْتَارِ حَازَ الْفَخْرَا
حَتَّی أَنَالَ فِی الْجِنَانِ قَصْراً*** مَعَ كُلِّ حَوْرَاءَ تُحَاكِی الْبَدْرَا
فَضَجَّ الْمُسْلِمُونَ وَ جَعَلَ كُلُّ قَبِیلَةٍ یَقُولُ سَلْمَانُ مِنَّا فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ (2).
بیان: قوله سیّبة لعل المراد بها السائبة التی لا وارث لها و البتراء التی لا ولد لها قولها ما ترید المسلمة أی الجماع.
«46»-قب، المناقب لابن شهرآشوب عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام فِی خَبَرٍ أَنَّهُ ذُكِرَ قُوَّةُ (3) اللَّحْمِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ مَا ذُقْتُهُ مُنْذُ كَذَا فَتَقَرَّبَ إِلَیْهِ فَقِیرٌ بِجَدْیٍ كَانَ لَهُ فَشَوَاهُ وَ أَنْفَذَهُ إِلَیْهِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله كُلُوهُ وَ لَا تَكْسِرُوا عِظَامَهُ فَلَمَّا فَرَغُوا أَشَارَ إِلَیْهِ وَ قَالَ انْهَضْ بِإِذْنِ اللَّهِ فَأَحْیَاهُ فَكَانَ یَمُرُّ عِنْدَ صَاحِبِهِ كَمَا یُسَاقُ وَ أَتَی أَبُو أَیُّوبَ بِشَاةٍ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عُرْسِ فَاطِمَةَ علیها السلام فَنَهَاهُ جَبْرَئِیلُ عَنْ ذَبْحِهِ (4) فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَیْهِ فَأَمَرَ صلی اللّٰه علیه و آله یَزِیدَ بْنَ جُبَیْرٍ (5) الْأَنْصَارِیَّ فَذَبَحَهُ بَعْدَ
ص: 19
یَوْمَیْنِ فَلَمَّا طُبِخَ أَمَرَ أَلَّا یَأْكُلُوا إِلَّا بِسْمِ اللَّهِ وَ أَنْ لَا یَكْسِرُوا عِظَامَهُ ثُمَّ قَالَ إِنَّ أَبَا أَیُّوبَ رَجُلٌ فَقِیرٌ إِلَهِی أَنْتَ خَلَقْتَهَا وَ أَنْتَ أَفْنَیْتَهَا وَ إِنَّكَ قَادِرٌ عَلَی إِعَادَتِهَا فَأَحْیِهَا یَا حَیُّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ فَأَحْیَاهُ اللَّهُ وَ جَعَلَ فِیهَا بَرَكَةً لِأَبِی أَیُّوبَ وَ شِفَاءَ الْمَرْضَی فِی لَبَنِهَا فَسَمَّاهَا أَهْلُ الْمَدِینَةِ الْمَبْعُوثَةَ وَ فِیهَا قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ أَبْیَاتاً مِنْهَا:
أَ لَمْ یُبْصِرُوا شَاةَ ابْنِ زَیْدٍ (1) وَ حَالَهَا*** وَ فِی أَمْرِهَا لِلطَّالِبِینَ مَزِیدٌ
وَ قَدْ ذُبِحَتْ ثُمَّ اسْتَجَرَّ (2) إِهَابُهَا*** وَ فَصَّلَهَا فِیمَا هُنَاكَ یَزِیدُ
وَ أَنْضَجَ مِنْهَا اللَّحْمَ وَ الْعَظْمَ وَ الْكُلَی*** فَهَلْهَلَهُ بِالنَّارِ وَ هُوَ هَرِیدٌ
فَأَحْیَا لَهُ ذُو الْعَرْشِ وَ اللَّهُ قَادِرٌ*** فَعَادَتْ بِحَالِ مَا یَشَاءُ یَعُودُ
وَ فِی خَبَرٍ عَنْ سَلْمَانَ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَ صلی اللّٰه علیه و آله دَارَ أَبِی أَیُّوبَ لَمْ یَكُنْ لَهُ سِوَی جَدْیٍ وَ صَاعٍ مِنْ شَعِیرٍ فَذَبَحَ لَهُ الْجَدْیَ وَ شَوَاهُ وَ طَحَنَ الشَّعِیرَ وَ عَجَنَهُ وَ خَبَزَهُ وَ قَدَّمَ بَیْنَ یَدَیِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَمَرَ بِأَنْ یُنَادِیَ أَلَا مَنْ أَرَادَ الزَّادَ فَلْیَأْتِ إِلَی دَارِ أَبِی أَیُّوبَ فَجَعَلَ أَبُو أَیُّوبَ یُنَادِی وَ النَّاسُ یُهْرَعُونَ كَالسَّیْلِ حَتَّی امْتَلَأَتِ الدَّارُ فَأَكَلَ النَّاسُ بِأَجْمَعِهِمْ وَ الطَّعَامُ لَمْ یَتَغَیَّرْ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله اجْمَعُوا الْعِظَامَ فَجَمَعُوهَا فَوَضَعَهَا فِی إِهَابِهَا ثُمَّ قَالَ قُومِی بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی فَقَامَ الْجَدْیُ فَضَجَّ النَّاسُ بِالشَّهَادَتَیْنِ (3).
بیان: قوله فهلهله أی طبخه حتی رق من قولهم هلهل النساج الثوب إذا أرق نسجه و خففه و فی بعض النسخ فخلخله یقال خلخل العظم إذا أخذ ما علیه من اللحم و یقال هرد اللحم أی أنعم إنضاجه أو طبخه حتی تهرأ.
«47»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا اسْتَسْقَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سُقِیَ النَّاسُ حَتَّی قَالُوا إِنَّهُ الْغَرَقُ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِیَدِهِ وَ رَدَّهَا اللَّهُمَّ حَوَالَیْنَا وَ لَا عَلَیْنَا قَالَ فَتَفَرَّقَ السَّحَابُ فَقَالُوا
ص: 20
یَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَسْقَیْتَ لَنَا فَلَمْ نُسْقَ ثُمَّ اسْتَسْقَیْتَ لَنَا فَسُقِینَا قَالَ إِنِّی دَعَوْتُ وَ لَیْسَ لِی فِی ذَلِكَ نِیَّةٌ ثُمَّ دَعَوْتُ وَ لِی فِی ذَلِكَ نِیَّةٌ (1).
«48»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ سَالِمِ بْنِ مُكْرَمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَرَّ یَهُودِیٌّ بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ السَّامُ عَلَیْكَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله (2) عَلَیْكَ فَقَالَ أَصْحَابُهُ إِنَّمَا سَلَّمَ عَلَیْكَ بِالْمَوْتِ قَالَ الْمَوْتُ عَلَیْكَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَذَلِكَ رَدَدْتُ ثُمَّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ هَذَا الْیَهُودِیَّ یَعَضُّهُ أَسْوَدُ فِی قَفَاهُ فَیَقْتُلُهُ قَالَ فَذَهَبَ الْیَهُودِیُّ فَاحْتَطَبَ حَطَباً كَثِیراً فَاحْتَمَلَهُ ثُمَّ لَمْ یَلْبَثْ أَنِ انْصَرَفَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ضَعْهُ فَوَضَعَ الْحَطَبَ فَإِذَا أَسْوَدُ فِی جَوْفِ الْحَطَبِ عَاضٌّ عَلَی عُودٍ فَقَالَ یَا یَهُودِیُّ مَا عَمِلْتَ (3) الْیَوْمَ قَالَ مَا عَمِلْتُ عَمَلًا إِلَّا حَطَبِی هَذَا احْتَمَلْتُهُ (4) فَجِئْتُ بِهِ وَ كَانَ مَعِی كَعْكَتَانِ (5) فَأَكَلْتُ وَاحِدَةً وَ تَصَدَّقْتُ بِوَاحِدَةٍ عَلَی مِسْكِینٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِهَا دَفَعَ اللَّهُ عَنْهُ وَ قَالَ إِنَّ الصَّدَقَةَ تَدْفَعُ مِیتَةَ السَّوْءِ عَنِ الْإِنْسَانِ (6).
«49»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ رُزَیْقٍ أَبِی الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَتَی قَوْمٌ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ بِلَادَنَا قَدْ قُحِطَتْ وَ تَوَالَتِ السِّنُونَ عَلَیْنَا فَادْعُ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یُرْسِلُ السَّمَاءَ عَلَیْنَا فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِالْمِنْبَرِ فَأُخْرِجَ وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ فَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ دَعَا وَ أَمَرَ النَّاسَ أَنْ یُؤَمِّنُوا فَلَمْ یَلْبَثْ أَنْ هَبَطَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ أَخْبِرِ النَّاسَ أَنَّ رَبَّكَ قَدْ وَعَدَهُمْ أَنْ یُمْطَرُوا یَوْمَ كَذَا وَ كَذَا وَ سَاعَةَ كَذَا وَ كَذَا فَلَمْ یَزَلِ النَّاسُ یَنْتَظِرُونَ (7) ذَلِكَ الْیَوْمَ
ص: 21
وَ تِلْكَ السَّاعَةَ حَتَّی إِذَا كَانَتْ تِلْكَ السَّاعَةُ أَهَاجَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رِیحاً فَأَثَارَتْ سَحَاباً وَ جَلَّلَتِ السَّمَاءَ وَ أَرْخَتْ عَزَالِیَهَا فَجَاءَ أُولَئِكَ النَّفَرُ بِأَعْیَانِهِمْ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ لَنَا أَنْ یَكُفَّ السَّمَاءَ عَنَّا فَإِنَّا قَدْ كِدْنَا أَنْ نُغْرَقَ فَاجْتَمَعَ النَّاسُ وَ دَعَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمَرَ النَّاسَ أَنْ یُؤَمِّنُوا عَلَی دُعَائِهِ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْمِعْنَا فَإِنَّ كُلَّ مَا تَقُولُ لَیْسَ نَسْمَعُ فَقَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ حَوَالَیْنَا وَ لَا عَلَیْنَا اللَّهُمَّ صُبَّهَا فِی بُطُونِ الْأَوْدِیَةِ وَ فِی نَبَاتِ الشَّجَرِ (1) وَ حَیْثُ یَرْعَی أَهْلُ الْوَبَرِ اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً وَ لَا تَجْعَلْهَا عَذَاباً (2).
ما، الأمالی للشیخ الطوسی الحسین بن عبد اللّٰه (3) بن إبراهیم عن التلعكبری عن محمد بن همام بن سهل (4) عن الحمیری عن الطیالسی عن رزیق (5) بن الزبیر الخلقانی عنه علیه السلام مثله (6).
«50»-قب، المناقب لابن شهرآشوب یج، الخرائج و الجرائح عم، إعلام الوری مِنْ مُعْجِزَاتِهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ أَبَا بَرَاءٍ مُلَاعِبَ الْأَسِنَّةِ كَانَ بِهِ اسْتِسْقَاءٌ (7) فَبَعَثَ إِلَیْهِ لَبِیدَ بْنَ رَبِیعَةَ وَ أَهْدَی لَهُ فَرَسَیْنِ وَ نَجَائِبَ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَا أَقْبَلُ هَدِیَّةَ مُشْرِكٍ قَالَ لَبِیدٌ مَا كُنْتُ أَرَی أَنَّ رَجُلًا مِنْ مُضَرَ یَرُدُّ هَدِیَّةَ أَبِی بَرَاءٍ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَوْ كُنْتُ
ص: 22
قَابِلًا هَدِیَّةً مِنْ مُشْرِكٍ لَقَبِلْتُهَا (1) قَالَ فَإِنَّهُ یَسْتَشْفِیكَ مِنْ عِلَّةٍ أَصَابَتْهُ فِی بَطْنِهِ (2) فَأَخَذَ حَثْوَةً مِنَ الْأَرْضِ فَتَفَلَ عَلَیْهَا ثُمَّ أَعْطَاهُ وَ قَالَ دُفْهَا بِمَاءٍ ثُمَّ أَسْقِهِ إِیَّاهُ فَأَخَذَهَا مُتَعَجِّباً یَرَی أَنَّهُ قَدِ اسْتَهَزَأَ بِهِ فَأَتَاهُ فَشَرِبَهَا وَ أُطْلِقَ مِنْ مَرَضِهِ كَأَنَّمَا أُنْشِطَ مِنْ عِقَالٍ (3).
بیان: دفت الدواء و غیره أی بللته بماء أو بغیره و قال نشطت الحبل عقدته و أنشطته حللته.
«1»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی الصُّوفِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شَرِیكٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَمْرَةَ عَنْ أَبِیهِ (4) قَالَ: كُنَّا بِإِزَاءِ الرُّومِ إِذْ أَصَابَ النَّاسَ جُوعٌ فَجَاءَتِ الْأَنْصَارُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ فَاسْتَأْذَنُوهُ فِی نَحْرِ الْإِبِلِ فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ مَا تَرَی فَإِنَّ الْأَنْصَارَ جَاءُونِی یَسْتَأْذِنُونِّی فِی نَحْرِ الْإِبِلِ فَقَالَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ فَكَیْفَ لَنَا إِذَا لَقِینَا الْعَدُوَّ غَداً رِجَالًا جِیَاعاً فَقَالَ مَا تَرَی قَالَ مُرْ أَبَا طَلْحَةَ فَلْیُنَادِ فِی النَّاسِ بِعَزْمَةٍ مِنْكَ لَا یَبْقَی أَحَدٌ عِنْدَهُ طَعَامٌ إِلَّا جَاءَ بِهِ وَ بَسَطَ الْأَنْطَاعَ فَجَعَلَ الرَّجُلُ یَجِی ءُ بِالْمُدِّ وَ نِصْفِ الْمُدِّ (5) فَنَظَرْتُ إِلَی جَمِیعِ مَا جَاءُوا بِهِ فَقُلْتُ سَبْعَةٌ وَ عِشْرُونَ صَاعاً ثَمَانِیَةٌ (6) وَ عِشْرُونَ صَاعاً لَا یُجَاوِزُ الثَّلَاثِینَ وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ یَوْمَئِذٍ إِلَی
ص: 23
رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُمْ یَوْمَئِذٍ أَرْبَعَةُ آلَافِ رَجُلٍ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَكْثَرَ (1) دُعَاءً مَا سَمِعْتُهُ قَطُّ ثُمَّ أَدْخَلَ یَدَهُ فِی الطَّعَامِ ثُمَّ قَالَ لِلْقَوْمِ لَا یُبَادِرَنَّ أَحَدُكُمْ صَاحِبَهُ وَ لَا یَأْخُذَنَّ أَحَدُكُمْ حَتَّی یَذْكُرَ اسْمَ اللَّهِ فَقَامَتْ أَوَّلُ رِفْقَةٍ فَقَالَ اذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ثُمَّ خُذُوا فَأَخَذُوا فَمَلَئُوا كُلَّ وِعَاءٍ وَ كُلَّ شَیْ ءٍ ثُمَّ قَامَ النَّاسُ فَأَخَذُوا (2) كُلَّ وِعَاءٍ وَ كُلَّ شَیْ ءٍ ثُمَّ بَقِیَ طَعَامٌ كَثِیرٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَا یَقُولُهَا (3) أَحَدٌ إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَی النَّارِ (4).
قب، المناقب لابن شهرآشوب أبو هریرة و أبو سعید و واثلة بن الأسقع و عبد اللّٰه بن عاصم و بلال و عمر بن الخطاب مثله (5).
«2»-فس، تفسیر القمی عَنْ جَابِرٍ قَالَ: عَلِمْتُ فِی غَزْوَةِ الْخَنْدَقِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مقوی (مُقْوٍ) أَیْ جَائِعٌ لِمَا رَأَیْتُ عَلَی بَطْنِهِ الْحَجَرَ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لَكَ فِی الْغَدَاءِ قَالَ مَا عِنْدَكَ یَا جَابِرُ فَقُلْتُ عَنَاقٌ وَ صَاعٌ مِنْ شَعِیرٍ فَقَالَ تَقَدَّمْ وَ أَصْلِحْ مَا عِنْدَكَ قَالَ جَابِرٌ فَجِئْتُ إِلَی أَهْلِی فَأَمَرْتُهَا فَطَحَنَتِ الشَّعِیرَ وَ ذَبَحْتُ الْعَنْزَ وَ سَلَخْتُهَا وَ أَمَرْتُهَا أَنْ تَخْبِزَ وَ تَطْبُخَ وَ تَشْوِیَ فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ ذَلِكَ جِئْتُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ بِأَبِی (6) وَ أُمِّی أَنْتَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ فَرَغْنَا فَأَحْضِرْ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ فَقَامَ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی شَفِیرِ الْخَنْدَقِ ثُمَّ قَالَ یَا مَعْشَرَ (7) الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ أَجِیبُوا جَابِراً وَ كَانَ فِی الْخَنْدَقِ سَبْعُمِائَةِ رَجُلٍ فَخَرَجُوا كُلُّهُمْ ثُمَّ لَمْ یَمُرَّ بِأَحَدٍ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ إِلَّا قَالَ أَجِیبُوا جَابِراً قَالَ جَابِرٌ فَتَقَدَّمْتُ وَ قُلْتُ لِأَهْلِی قَدْ وَ اللَّهِ أَتَاكِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِمَا لَا قِبَلَ لَكِ بِهِ فَقَالَتْ أَعْلَمْتَهُ
ص: 24
أَنْتَ مَا عِنْدَنَا (1) قَالَ نَعَمْ قَالَتْ فَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا أَتَی قَالَ جَابِرٌ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَنَظَرَ فِی الْقِدْرِ ثُمَّ قَالَ اغْرِفِی وَ أَبْقِی ثُمَّ نَظَرَ فِی التَّنُّورِ ثُمَّ قَالَ أَخْرِجِی وَ أَبْقِی ثُمَّ دَعَا بِصَحْفَةٍ فَثَرَدَ فِیهَا وَ غَرَفَ فَقَالَ یَا جَابِرُ أَدْخِلْ عَلَیَّ عَشَرَةً عَشَرَةً فَأَدْخَلْتُ عَشَرَةً فَأَكَلُوا حَتَّی نَهِلُوا وَ مَا یُرَی فِی الْقَصْعَةِ إِلَّا آثَارُ أَصَابِعِهِمْ ثُمَّ قَالَ یَا جَابِرُ عَلَیَّ بِالذِّرَاعِ فَأَتَیْتُهُ بِالذِّرَاعِ فَأَكَلُوهُ ثُمَّ قَالَ أَدْخِلْ عَشَرَةً فَأَدْخَلْتُهُمْ حَتَّی أَكَلُوا وَ نَهِلُوا وَ مَا یُرَی فِی الْقَصْعَةِ إِلَّا آثَارُ أَصَابِعِهِمْ ثُمَّ قَالَ عَلَیَّ بِالذِّرَاعِ فَأَكَلُوا وَ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ أَدْخِلْ عَلَیَّ عَشَرَةً فَأَدْخَلْتُهُمْ (2) فَأَكَلُوا حَتَّی نَهِلُوا وَ مَا یُرَی فِی الْقَصْعَةِ إِلَّا آثَارُ أَصَابِعِهِمْ ثُمَّ قَالَ یَا جَابِرُ عَلَیَّ بِالذِّرَاعِ فَأَتَیْتُهُ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ كَمْ لِلشَّاةِ مِنَ الذِّرَاعِ قَالَ ذِرَاعَانِ فَقُلْتُ وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ آتَیْتُكَ بِثَلَاثَةٍ فَقَالَ أَمَا لَوْ سَكَتَّ یَا جَابِرُ لَأَكَلَ النَّاسُ كُلُّهُمْ مِنَ الذِّرَاعِ قَالَ جَابِرٌ فَأَقْبَلْتُ أُدْخِلُ عَشَرَةً عَشَرَةً فَیَأْكُلُونَ حَتَّی أَكَلُوا كُلُّهُمْ وَ بَقِیَ وَ اللَّهِ لَنَا مِنْ ذَلِكَ الطَّعَامِ مَا عِشْنَا بِهِ أَیَّاماً (3).
بیان: قال الجوهری ما لی به قبل أی طاقة و الصحفة كالقصعة و ثردت الخبز كسرته.
«3»-ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام الصَّدُوقُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَبِیبِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی غَزَاةٍ وَ عَطِشَ النَّاسُ وَ لَمْ یَكُنْ فِی الْمَنْزِلِ مَاءٌ وَ كَانَ فِی إِنَاءٍ قَلِیلُ مَاءٍ فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فِیهِ فَتَحَلَّبَ مِنْهَا الْمَاءُ حَتَّی رَوِیَ النَّاسُ وَ الْإِبِلُ وَ الْخَیْلُ فَتَزَوَّدَ النَّاسُ وَ كَانَ فِی الْعَسْكَرِ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ بَعِیرٍ وَ مِنَ الْخَیْلِ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ فَرَسٍ وَ مِنَ النَّاسِ ثَلَاثُونَ أَلْفاً (4).
یج، الخرائج و الجرائح مرسلا مثله و ذكر أنه كان فی غزوة تبوك.
ص: 25
«4»-ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام الصَّدُوقُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ عَنْ مُوسَی بْنِ هَارُونَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ هِشَامٍ (1) عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَرْسَلَتْنِی أُمُّ سُلَیْمٍ یَعْنِی أُمَّهُ عَلَی شَیْ ءٍ صَنَعَتْهُ وَ هُوَ مُدٌّ مِنْ شَعِیرٍ طَحَنَتْهُ وَ عَصَرَتْ عَلَیْهِ مِنْ عُكَّةٍ (2) كَانَ فِیهَا سَمْنٌ فَقَامَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَنْ مَعَهُ فَدَخَلَ عَلَیْهَا فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَدْخِلْ (3) عَلَیَّ عَشَرَةً عَشَرَةً فَدَخَلُوا فَأَكَلُوا وَ شَبِعُوا حَتَّی أَتَی عَلَیْهِمْ قَالَ فَقُلْتُ لِأَنَسٍ كَمْ كَانُوا قَالَ أَرْبَعِینَ (4).
«5»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله مَرَّ بِامْرَأَةٍ یُقَالُ لَهَا أُمُّ مَعْبَدٍ لَهَا شَرَفٌ فِی قَوْمِهَا نَزَلَ بِهَا فَاعْتَذَرَتْ بِأَنَّهُ مَا عِنْدَهَا إِلَّا عَنْزٌ لَمْ تُرَ لَهَا قَطْرَةُ لَبَنٍ مُنْذُ سَنَةٍ لِلْجَدْبِ فَمَسَحَ ضَرْعَهَا (5) وَ رَوَّاهُمْ مِنْ لَبَنِهَا وَ أَبْقَی لَهُمْ لَبَنَهَا (6) وَ خَیْراً كَثِیراً ثُمَّ أَسْلَمَ أَهْلُهَا لِذَلِكَ.
«6»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّهُ أَتَی امْرَأَةً مِنَ الْعَرَبِ یُقَالُ لَهَا أُمُّ شَرِیكٍ فَاجْتَهَدَتْ فِی قِرَاهُ وَ إِكْرَامِهِ فَأَخْرَجَتْ عُكَّةً لَهَا فِیهَا بَقَایَا سَمْنٍ فَالْتَمَسَتْ فِیهَا فَلَمْ تَجِدْ شَیْئاً فَأَخَذَهَا فَحَرَّكَهَا بِیَدِهِ فَامْتَلَأَتْ سَمْناً عَذْباً وَ هِیَ تُعَالِجُهَا قَبْلَ ذَلِكَ لَا یَخْرُجُ مِنْهَا شَیْ ءٌ فَأَرْوَتِ الْقَوْمَ مِنْهَا وَ أَبْقَتْ فَضْلًا عِنْدَهَا كَافِیاً وَ بَقَّی لَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله شَرَفاً تَتَوَارَثُهُ الْأَعْقَابُ وَ أَمَرَ أَنْ لَا یَشُدُّوا رَأْسَ الْعُكَّةِ.
«7»-عم، إعلام الوری یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ أَصْحَابَهُ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ الْأَحْزَابِ صَارُوا بِعَرْضِ الْعَطَبِ لِفَنَاءِ الْأَزْوَادِ فَهَیَّأَ رَجُلٌ قُوتَ رَجُلٍ أَوْ رَجُلَیْنِ لَا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَدَعَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَانْقَلَبَتِ الْقَوْمُ وَ هُمْ أُلُوفٌ مَعَهُ فَدَخَلَ فَقَالَ غَطُّوا إِنَاءَكُمْ فَغَطَّوْهُ ثُمَّ دَعَا وَ بَرَّكَ عَلَیْهِ فَأَكَلُوا جَمِیعاً وَ شَبِعُوا وَ الطَّعَامُ بِهَیْئَتِهِ (7).
ص: 26
«8»-عم، إعلام الوری یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ أَصْحَابَهُ شَكَوْا إِلَیْهِ فِی غَزْوَةِ تَبُوكَ نَفَادَ أَزْوَادِهِمْ فَدَعَا بِفَضْلَةِ زَادٍ لَهُمْ فَلَمْ یُوجَدْ إِلَّا بِضْعَ عَشْرَةَ تَمْرَةً فَطُرِحَتْ بَیْنَ یَدَیْهِ فَمَسَّهَا بِیَدِهِ وَ دَعَا رَبَّهُ ثُمَّ صَاحَ فِی النَّاسِ فَانْحَفَلُوا وَ قَالَ كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ فَأَكَلَ الْقَوْمُ وَ هُمْ أُلُوفٌ فَصَارُوا كَأَشْبَعِ مَا كَانُوا وَ مَلَئُوا مَزَاوِدَهُمْ وَ أَوْعِیَتَهُمْ وَ التَّمَرَاتُ بِحَالِهَا كَهَیْئَتِهَا یَرَوْنَهَا عِیَاناً لَا شُبْهَةَ فِیهِ (1).
«9»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله وَرَدَ فِی غَزَاتِهِ هَذِهِ عَلَی مَاءٍ قَلِیلٍ لَا یَبُلُّ حَلْقَ وَاحِدٍ مِنَ الْقَوْمِ وَ هُمْ عِطَاشٌ فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَیْهِ فَأَخَذَ مِنْ كِنَانَتِهِ سَهْماً فَأَمَرَ بِغَرْزِهِ (2) فِی أَسْفَلِ الرَّكِیِّ فَفَازَ الْمَاءُ إِلَی أَعْلَی الرَّكِیِّ فَارْتَوَوْا لِلْمُقَامِ وَ اسْتَقَوْا لِلظَّعْنِ وَ هُمْ ثَلَاثُونَ أَلْفاً وَ رِجَالٌ مِنَ الْمُنَافِقِینَ حُضُورٌ مُتَحَیِّرِینَ (3).
«10»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ أَصْحَابَهُ صلی اللّٰه علیه و آله كَانُوا مَعَهُ فِی سَفَرٍ فَشَكَوْا إِلَیْهِ أَنْ لَا مَاءَ مَعَهُمْ وَ أَنَّهُمْ بِسَبِیلِ هَلَاكٍ فَقَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِی رَبِّی (4) عَلَیْهِ تَوَكُّلِی وَ إِلَیْهِ مَفْزَعِی فَدَعَا بِرَكْوَةٍ فَطَلَبَ مَاءً فَلَمْ یُوجَدْ إِلَّا فَضْلَهُ فِی الرَّكْوَةِ وَ مَا كَانَتْ تَرْوِی رَجُلًا فَوَضَعَ كَفَّهُ فِیهِ فَنَبَعَ الْمَاءُ مِنْ بَیْنِ أَصَابِعِهِ یَجْرِی فَصِیحَ فِی النَّاسِ فَسُقُوا وَ اسْتَسْقَوْا (5) وَ شَرِبُوا حَتَّی نَهِلُوا (6) وَ عَلُّوا وَ هُمْ أُلُوفٌ وَ هُوَ یَقُولُ أَشْهَدُ (7) أَنِّی رَسُولُ اللَّهِ حَقّاً.
ص: 27
بیان: قال الجوهری النهل الشرب الأول و قد نهل بالكسر و أنهلته أنا لأن الإبل تسقی فی أول الورد فترد إلی العطن (1) ثم تسقی الثانیة و هی العلل فترد إلی المرعی یقال عله یعله و یعله و عل بنفسه یتعدی و لا یتعدی و أعل القوم شربت إبلهم العلل.
«11»-عم، إعلام الوری یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ قَوْماً شَكَوْا إِلَیْهِ مُلُوحَةَ مَائِهِمْ (2) فَأَشْرَفَ عَلَی بِئْرِهِمْ وَ تَفَلَ فِیهَا وَ كَانَتْ مَعَ مُلُوحَتِهَا غَائِرَةً فَانْفَجَرَتْ بِالْمَاءِ الْعَذْبِ (3) فَهَا هِیَ یَتَوَارَثُهَا أَهْلُهَا یَعُدُّونَهَا أَعْظَمَ مَكَارِمِهِمْ (4) وَ هَذِهِ الْبِئْرُ بِظَاهِرِ مَكَّةَ بِمَوْضِعٍ یُسَمَّی الزَّاهِرَ وَ اسْمُهَا الْعُسَیْلَةُ وَ كَانَ مِمَّا أَكَّدَ اللَّهُ صِدْقَهُ فِیهِ أَنَّ قَوْمَ مُسَیْلَمَةَ لَمَّا بَلَغَهُمْ ذَلِكَ سَأَلُوهُ مِثْلَهَا فَأَتَی بِئْراً فَتَفَلَ فِیهَا فَغَارَ مَاؤُهَا مِلْحاً أُجَاجاً كَبَوْلِ الْحَمِیرِ فَهِیَ بِحَالِهَا إِلَی الْیَوْمِ مَعْرُوفَةُ الْأَهْلِ وَ الْمَكَانِ (5).
قب، المناقب لابن شهرآشوب من لطائف القصص مثله (6)
بیان: قال الفیروزآبادی الزاهر موضع بین مكة و التنعیم و قال العسیلة كجهینة ماء شرقی سمیراء.
«12»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ سَلْمَانَ الْفَارِسِیَّ أَتَاهُ فَأَخْبَرَ أَنَّهُ قَدْ كَاتَبَ مَوَالِیَهُ عَلَی كَذَا وَ كَذَا وَدِیَّةً وَ هِیَ صِغَارُ النَّخْلِ كُلُّهَا تَعْلَقُ وَ كَانَ الْعُلُوقُ أَمْراً غَیْرَ مَضْمُونٍ عِنْدَ الْعَامِلِینَ عَلَی مَا جَرَتْ بِهِ عَادَتُهُمْ لَوْ لَا مَا عَلِمَ مِنْ تَأْیِیدِ اللَّهِ لِنَبِیِّهِ فَأَمَرَ سَلْمَانَ بِضَمَانِ ذَلِكَ لَهُمْ فَجَمَعَهَا لَهُمْ ثُمَّ قَامَ علیه السلام وَ غَرَسَهَا بِیَدِهِ فَمَا سَقَطَتْ وَاحِدَةٌ مِنْهَا وَ بَقِیَتْ عَلَماً مُعْجِزاً یُسْتَشْفَی
ص: 28
بِتَمْرِهَا (1) وَ تُرْجَی بَرَكَاتُهَا وَ أَعْطَاهُ تِبْرَةً مِنْ ذَهَبٍ كَبَیْضَةِ الدِّیكِ فَقَالَ اذْهَبْ بِهَا وَ أَوْفِ (2) مِنْهَا أَصْحَابَ الدُّیُونِ فَقَالَ مُتَعَجِّباً (3) مُسْتَقِلًّا لَهَا وَ أَیْنَ تَقَعُ هَذِهِ مِمَّا عَلَیَّ فَأَدَارَهَا عَلَی لِسَانِهِ ثُمَّ أَعْطَاهَا إِیَّاهُ وَ قَدْ كَانَتْ فِی هَیْئَتِهَا الْأُولَی وَ وَزْنُهَا لَا یَفِی بِرُبُعِ حَقِّهِمْ فَذَهَبَ بِهَا فَأَوْفَی الْقَوْمُ مِنْهَا حُقُوقَهُمْ (4).
توضیح: قوله تعلق أی تحبل و تثمر و التبر بالكسر ما كان من الذهب غیر مضروب.
«13»-یج، الخرائج و الجرائح رَوَی أَنَسٌ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی السُّوقِ وَ مَعِی عَشَرَةُ دَرَاهِمَ وَ أَرَادَ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یَشْتَرِیَ عَبَاءَةً وَ رَأَی جَارِیَةً تَبْكِی وَ تَقُولُ سَقَطَ مِنِّی دِرْهَمَانِ فِی زِحَامِ السُّوقِ وَ لَا أَجْسُرُ أَنْ أَرْجِعَ إِلَی مَوْلَایَ فَقَالَ لِی صلی اللّٰه علیه و آله أَعْطِهَا دِرْهَمَیْنِ فَأَعْطَیْتُهَا فَلَمَّا اشْتَرَی صلی اللّٰه علیه و آله عَبَاءَةً بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ وَزَنْتُ مَا بَقِیَ مَعِی فَإِذَا هِیَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ.
«14»-قب، المناقب لابن شهرآشوب یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ أَبَا هُرَیْرَةَ قَالَ أَتَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْماً بِتَمَرَاتٍ فَقُلْتُ ادْعُ اللَّهَ لِی بِالْبَرَكَةِ فِیهِنَّ فَدَعَا ثُمَّ قَالَ خُذْهُنَّ فَاجْعَلْهُنَّ فِی الْمِزْوَدِ إِذَا أَرَدْتَ شَیْئاً فَأَدْخِلْ یَدَكَ فِیهِ وَ لَا تَنْثُرْهُ قَالَ فَلَقَدْ حَمَلْتُ مِنْ ذَلِكَ التَّمْرِ أَوْسُقاً (5) وَ كُنَّا نَأْكُلُ وَ نُطْعِمُ وَ كَانَ لَا یُفَارِقُ حَقْوَیَّ فَارْتَكَبْتُ مَأْثَماً فَانْقَطَعَ وَ ذَهَبَ وَ هُوَ (6) أَنَّهُ كَتَمَ الشَّهَادَةَ لِعَلِیٍّ علیه السلام ثُمَّ تَابَ فَدَعَا لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام فَصَارَ كَمَا كَانَ فَلَمَّا خَرَجَ إِلَی مُعَاوِیَةَ ذَهَبَ وَ انْقَطَعَ (7).
«15»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ عَنْ إِیَاسِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنَا غُلَامٌ حَدَثٌ وَ تَرَكْتُ أَهْلِی وَ مَالِی إِلَی اللَّهِ (8) وَ رَسُولِهِ فَقَدِمْنَا الْحُدَیْبِیَةَ مَعَ النَّبِیِّ ص
ص: 29
حَتَّی قَعَدَ عَلَی مِیَاهِهَا وَ هِیَ قَلِیلَةٌ قَالَ فَإِمَّا بَصَقَ فِیهَا وَ إِمَّا دَعَا فَمَا نَزِفَتْ بَعْدُ (1).
«16»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَخْرُجُ فِی اللَّیْلَةِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِلَی الْمَسْجِدِ فَخَرَجَ فِی آخِرِ لَیْلَةٍ وَ كَانَ یَبِیتُ عِنْدَ الْمِنْبَرِ مَسَاكِینَ فَدَعَا بِجَارِیَةٍ تَقُومُ عَلَی نِسَائِهِ فَقَالَ ائْتِینِی بِمَا عِنْدَكُمْ فَأَتَتْهُ بِبُرْمَةٍ (2) لَیْسَ فِیهَا إِلَّا شَیْ ءٌ یَسِیرٌ فَوَضَعَهَا ثُمَّ أَیْقَظَ عَشَرَةً وَ قَالَ كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ فَأَكَلُوا حَتَّی شَبِعُوا ثُمَّ أَیْقَظَ عَشَرَةً فَقَالَ كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ فَأَكَلُوا حَتَّی شَبِعُوا ثُمَّ هَكَذَا وَ بَقِیَ فِی الْقِدْرِ بَقِیَّةٌ فَقَالَ اذْهَبِی بِهَذَا إِلَیْهِمْ.
«17»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَأْتِی مَرَاضِعَ فَاطِمَةَ فَیَتْفُلُ فِی أَفْوَاهِهِمْ وَ یَقُولُ لِفَاطِمَةَ لَا تُرْضِعِیهِمْ.
«18»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: كُنْتُ صَائِماً فَلَمْ أَقْدِرْ إِلَّا عَلَی الْمَاءِ ثَلَاثاً فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِذَلِكَ فَقَالَ اذْهَبْ بِنَا قَالَ فَمَرَرْنَا فَلَمْ نُصِبْ شَیْئاً إِلَّا عَنْزَةً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِصَاحِبِهَا قَرِّبْهَا قَالَ حَائِلٌ (3) قَالَ قَرِّبْهَا فَقَرَّبَهَا فَمَسَحَ مَوْضِعَ ضَرْعِهَا فَانْسَدَلَتْ قَالَ قَرِّبْ قَعْبَكَ فَجَاءَ بِهِ فَمَلَأَهُ لَبَناً فَأَعْطَاهُ صَاحِبَ الْعَنْزِ فَقَالَ اشْرَبْ ثُمَّ مَلَأَ الْقَدَحَ فَنَاوَلَنِی إِیَّاهُ فَشَرِبْتُهُ ثُمَّ أَخَذَ الْقَدَحَ فَمَلَأَهُ فَشَرِبَ.
«19»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ فِی سَفَرٍ فَمَرَّ عَلَی بَعِیرٍ قَدْ أَعْیَا وَ أَقَامَ عَلَی أَصْحَابِهِ فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَمَضْمَضَ مِنْهُ فِی إِنَاءٍ وَ تَوَضَّأَ وَ قَالَ افْتَحْ فَاهُ وَ صَبَّهُ فِی فِیهِ (4) وَ عَلَی رَأْسِهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ احْمِلْ جَلَّاداً وَ عَامِراً وَ رَفِیقَهُمَا وَ هُمَا صَاحِبَا الْجَمَلِ فَرَكِبُوهُ وَ إِنَّهُ لَیَهْتَزُّ بِهِمْ أَمَامَ الْخَیْلِ (5).
«20»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ دَخَلْتُ السُّوقَ فَابْتَعْتُ لَحْماً بِدِرْهَمٍ وَ ذُرَةً بِدِرْهَمٍ فَأَتَیْتُ بِهِمَا فَاطِمَةَ علیها السلام حَتَّی إِذَا فَرَغَتْ مِنَ الْخُبْزِ وَ الطَّبْخِ قَالَتْ لَوْ أَتَیْتَ أَبِی
ص: 30
فَدَعَوْتَهُ فَخَرَجْتُ وَ هُوَ مُضْطَجِعٌ (1) یَقُولُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْجُوعِ ضَجِیعاً فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ عِنْدَنَا طَعَامٌ فَاتَّكَأَ عَلَیَّ وَ مَضَیْنَا نَحْوَ فَاطِمَةَ علیها السلام فَلَمَّا دَخَلْنَا قَالَ هَلُمِّی طَعَامَكِ یَا فَاطِمَةُ فَقَدَّمَتْ إِلَیْهِ الْبُرْمَةَ وَ الْقُرْصَ فَغَطَّی الْقُرْصَ وَ قَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِی طَعَامِنَا ثُمَّ قَالَ اغْرِفِی لِعَائِشَةَ فَغَرَفَتْ ثُمَّ قَالَ اغْرِفِی لِأُمِّ سَلَمَةَ فَمَا زَالَتْ تَغْرِفُ حَتَّی وَجَّهَتْ إِلَی النِّسَاءِ التِّسْعِ بِقُرْصَةٍ قُرْصَةٍ وَ مَرَقٍ ثُمَّ قَالَ اغْرِفِی لِأَبِیكِ وَ بَعْلِكِ ثُمَّ قَالَ اغْرِفِی وَ أَهْدِی لِجِیرَانِكِ فَفَعَلَتْ وَ بَقِیَ عِنْدَهُمْ مَا یَأْكُلُونَ أَیَّاماً.
«21»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّهُ أَقْبَلَ إِلَی الْحُدَیْبِیَةِ وَ فِی الطَّرِیقِ وَشَلٌ (2) بِقَدْرِ مَا یُرْوِی الرَّاكِبَ وَ الرَّاكِبَیْنِ وَ قَالَ مَنْ سَبَقَنَا إِلَی الْمَاءِ فَلَا یَسْقِیَنَّ فَلَمَّا انْتَهَی إِلَی الْمَاءِ دَعَا بِقَدَحٍ فَتَمَضْمَضَ فِیهِ ثُمَّ صَبَّهُ فِی الْمَاءِ فَشَرِبُوا وَ مَلَئُوا أَدَاوَاهُمْ وَ مَیَاضِیَهُمْ (3) وَ تَوَضَّئُوا فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَئِنْ بَقِیتُمْ أَوْ مَنْ بَقِیَ مِنْكُمْ لَیَسْمَعَنَّ یَسْقِی (4) مَا بَیْنَ یَدَیْهِ مِنْ كَثْرَةِ مَائِهِ فَوَجَدُوا مِنْ ذَلِكَ مَا قَالَ.
«22»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ الْأَنْصَارِیِّ مَرَّتْ بِهِ أَیَّامَ حَفْرِهِمُ الْخَنْدَقَ فَقَالَ لَهَا مَنْ تُرِیدِینَ فَقَالَتْ آتِی عَبْدَ اللَّهِ بِهَذِهِ التَّمَرَاتِ فَقَالَ هَاتِیهِنَّ فَنَثَرَتْ فِی كَفِّهِ ثُمَّ دَعَا بِالْأَنْطَاعِ ثُمَّ نَادَی هَلُمُّوا فَكُلُوا فَأَكَلُوا فَشَبِعُوا وَ حَمَلُوا مَا أَرَادُوا مَعَهُمْ وَ دَفَعَ مَا بَقِیَ إِلَیْهَا.
«23»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّهُ كَانَ فِی سَفَرٍ فَأَجْهَدَ النَّاسُ جُوعاً فَقَالَ مَنْ كَانَ مَعَهُ زَادٌ فَلْیَأْتِنَا فَأَتَاهُ نَفَرٌ بِمِقْدَارِ صَاعٍ فَدَعَا بِالْأُزُرِ وَ الْأَنْطَاعِ ثُمَّ صَفَّفَ (5) التَّمْرَ عَلَیْهَا وَ دَعَا رَبَّهُ فَأَكْثَرَ اللَّهُ ذَلِكَ التَّمْرَ حَتَّی كَانَ أَزْوَادَهُمْ إِلَی الْمَدِینَةِ.
«24»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: اسْتُشْهِدَ وَالِدِی بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ أُحُدٍ وَ هُوَ ابْنُ مِائَتَیْ سَنَةٍ وَ كَانَ عَلَیْهِ دَیْنٌ فَلَقِیَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْماً فَقَالَ مَا فَعَلَ دَیْنُ أَبِیكَ
ص: 31
فَقُلْتُ عَلَی حَالِهِ فَقَالَ لِمَنْ هَذَا (1) قُلْتُ لِفُلَانٍ الْیَهُودِیِّ قَالَ مَتَی حِینُهُ قُلْتُ وَقْتُ جَفَافِ التَّمْرِ قَالَ إِذَا جَفَّ التَّمْرُ فَلَا تُحْدِثْ فِیهِ حَتَّی تُعْلِمَنِی وَ اجْعَلْ كُلَّ صِنْفٍ مِنَ التَّمْرِ عَلَی حِدَةٍ (2) فَفَعَلْتُ ذَلِكَ وَ أَخْبَرْتُهُ صلی اللّٰه علیه و آله فَصَارَ مَعِی إِلَی التَّمْرِ وَ أَخَذَ مِنْ كُلِّ صِنْفٍ قَبْضَةً بِیَدِهِ وَ رَدَّهَا فِیهِ ثُمَّ قَالَ هَاتِ الْیَهُودِیَّ فَدَعَوْتُهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ اخْتَرْ مِنْ هَذَا التَّمْرِ أَیَّ صِنْفٍ شِئْتَ فَخُذْ دَیْنَكَ مِنْهُ فَقَالَ الْیَهُودِیُّ وَ أَیُّ مِقْدَارٍ لِهَذَا التَّمْرِ كُلِّهِ حَتَّی آخُذَ صِنْفاً بَیْنَهُ (3) وَ لَعَلَّ كُلَّهُ لَا یَفِی بِدَیْنِی فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله اخْتَرْ أَیَّ صِنْفٍ شِئْتَ فَابْتَدِئْ بِهِ فَأَوْمَأَ إِلَی صِنْفِ الصَّیْحَانِیِّ فَقَالَ أَبْتَدِئُ بِهِ فَقَالَ (4) بِسْمِ اللَّهِ فَلَمْ یَزَلْ یَكِیلُ مِنْهُ حَتَّی اسْتَوْفَی مِنْهُ دَیْنَهُ كُلَّهُ وَ الصِّنْفُ عَلَی حَالِهِ مَا نَقَصَ مِنْهُ شَیْ ءٌ ثُمَّ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله یَا جَابِرُ هَلْ بَقِیَ لِأَحَدٍ عَلَیْكَ شَیْ ءٌ مِنْ دَیْنِهِ قُلْتُ لَا قَالَ فَاحْمِلْ تَمْرَكَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِیهِ فَحَمَلْتُهُ إِلَی مَنْزِلِی وَ كَفَانَا السَّنَةَ كُلَّهَا فَكُنَّا نَبِیعُ مِنْهُ لِنَفَقَتِنَا وَ مَئُونَتِنَا وَ نَأْكُلُ مِنْهُ وَ نَهَبُ مِنْهُ وَ نُهْدِی إِلَی وَقْتِ التَّمْرِ الْجَدِیدِ (5) وَ التَّمْرُ عَلَی حَالِهِ إِلَی أَنْ جَاءَنَا الْجَدِیدُ (6).
«25»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: لَمَّا اجْتَمَعَتِ الْأَحْزَابُ مِنَ الْعَرَبِ لِحَرْبِ الْخَنْدَقِ وَ اسْتَشَارَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارَ فِی ذَلِكَ فَقَالَ سَلْمَانُ إِنَّ الْعَجَمَ إِذَا حَزَبَهَا (7) أَمْرٌ مِثْلُ هَذَا اتَّخَذُوا الْخَنَادِقَ حَوْلَ َ بُلْدَانِهِمْ و جَعَلُوا الْقِتَالَ مِنْ وَجْهٍ وَاحِدٍ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ أَنْ یَفْعَلَ مِثْلَ مَا قَالَ سَلْمَانُ فَخَطَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْخَنْدَقَ حَوْلَ الْمَدِینَةِ وَ قَسَمَهُ بَیْنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ بِالذِّرَاعِ فَجَعَلَ لِكُلِّ عَشَرَةٍ مِنْهُمْ عَشَرَةَ أَذْرُعٍ قَالَ جَابِرٌ فَظَهَرَتْ یَوْماً مِنَ الْخَطِّ لَنَا صَخْرَةٌ عَظِیمَةٌ لَمْ یُمْكِنْ كَسْرُهَا وَ لَا كَانَتِ الْمَعَاوِلُ تَعْمَلُ فِیهَا فَأَرْسَلَنِی أَصْحَابِی إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأُخْبِرَهُ بِخَبَرِهَا فَصِرْتُ إِلَیْهِ فَوَجَدْتُهُ مُسْتَلْقِیاً وَ قَدْ شَدَّ عَلَی بَطْنِهِ الْحَجَرَ فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِ الْحَجَرِ فَقَامَ مُسْرِعاً فَأَخَذَ الْمَاءَ فِی فَمِهِ فَرَشَّهُ عَلَی الصَّخْرَةِ
ص: 32
ثُمَّ ضَرَبَ الْمِعْوَلَ بِیَدِهِ وَسَطَ الصَّخْرَةِ ضَرْبَةً بَرَقَتْ مِنْهَا بَرْقَةٌ فَنَظَرَ الْمُسْلِمُونَ فِیهَا إِلَی قُصُورِ الْیَمَنِ وَ بُلْدَانِهَا ثُمَّ ضَرَبَهَا ضَرْبَةً أُخْرَی فَبَرَقَتْ بَرْقَةٌ أُخْرَی نَظَرَ (1) الْمُسْلِمُونَ فِیهَا إِلَی قُصُورِ الْعِرَاقِ وَ فَارِسَ وَ مُدُنِهَا ثُمَّ ضَرَبَهَا الثَّالِثَةَ فَانْهَارَتِ الصَّخْرَةُ (2) قِطَعاً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا الَّذِی رَأَیْتُمْ فِی كُلِّ بَرْقَةٍ قَالُوا رَأَیْنَا فِی الْأُولَی كَذَا وَ فِی الثَّانِیَةِ كَذَا وَ فِی الثَّالِثَةِ كَذَا قَالَ سَیَفْتَحُ اللَّهُ عَلَیْكُمْ مَا رَأَیْتُمُوهُ قَالَ جَابِرٌ وَ كَانَ فِی مَنْزِلِی صَاعٌ مِنْ شَعِیرٍ وَ شَاةٌ مَشْدُودَةٌ فَصِرْتُ إِلَی أَهْلِی فَقُلْتُ رَأَیْتُ الْحَجَرَ عَلَی بَطْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَظُنُّهُ جَائِعاً فَلَوْ أَصْلَحْنَا هَذَا الشَّعِیرَ وَ هَذِهِ الشَّاةَ وَ دَعَوْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَیْنَا كَانَ لَنَا قُرْبَةً عِنْدَ اللَّهِ قَالَتْ فَاذْهَبْ فَأَعْلِمْهُ فَإِنْ أَذِنَ فَعَلْنَاهُ فَذَهَبْتُ فَقُلْتُ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ رَأَیْتَ أَنْ تَجْعَلَ غَدَاءَكَ الْیَوْمَ عِنْدَنَا قَالَ وَ مَا عِنْدَكَ قُلْتُ صَاعٌ مِنَ الشَّعِیرِ وَ شَاةٌ قَالَ أَ فَأَصِیرُ إِلَیْكَ مَعَ مَنْ أُحِبُّ أَوْ أَنَا وَحْدِی قَالَ فَكَرِهْتُ أَنْ أَقُولَ أَنْتَ وَحْدَكَ قُلْتُ بَلْ مَعَ مَنْ تُحِبُّ وَ ظَنَنْتُهُ یُرِیدُ عَلِیّاً علیه السلام بِذَلِكَ فَرَجَعْتُ إِلَی أَهْلِی فَقُلْتُ أَصْلِحِی أَنْتِ الشَّعِیرَ وَ أَنَا أُصْلِحُ (3) الشَّاةَ فَفَرَغْنَا مِنْ ذَلِكَ وَ جَعَلْنَا الشَّاةَ كُلَّهَا قِطَعاً فِی قِدْرٍ وَاحِدَةٍ وَ مَاءً وَ مِلْحاً وَ خَبَزَتْ أَهْلِی ذَلِكَ الدَّقِیقَ فَصِرْتُ إِلَیْهِ وَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ أَصْلَحْنَا ذَلِكَ فَوَقَفَ عَلَی شَفِیرِ الْخَنْدَقِ وَ نَادَی بِأَعْلَی صَوْتِهِ یَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِینَ أَجِیبُوا دَعْوَةَ جَابِرٍ فَخَرَجَ جَمِیعُ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ فَخَرَجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ النَّاسُ (4) وَ لَمْ یَكُنْ یَمُرُّ بِمَلَإٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ إِلَّا قَالَ أَجِیبُوا دَعْوَةَ جَابِرٍ فَأَسْرَعْتُ إِلَی أَهْلِی (5) وَ قُلْتُ قَدْ أَتَانَا مَا لَا قِبَلَ لَنَا بِهِ وَ عَرَّفْتُهَا خَبَرَ الْجَمَاعَةِ فَقَالَتْ أَ لَسْتَ قَدْ عَرَّفْتَ رَسُولَ اللَّهِ مَا عِنْدَنَا قُلْتُ بَلَی قَالَتْ فَلَا عَلَیْكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَا یَفْعَلُ فَكَانَتْ أَهْلِی أَفْقَهَ مِنِّی فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله النَّاسَ بِالْجُلُوسِ خَارِجَ الدَّارِ وَ دَخَلَ هُوَ وَ عَلِیٌّ الدَّارَ فَنَظَرَ فِی التَّنُّورِ وَ الْخُبْزُ فِیهِ فَتَفَلَ فِیهِ وَ كَشَفَ الْقِدْرَ فَنَظَرَ فِیهَا ثُمَّ قَالَ لِلْمَرْأَةِ اقْلَعِی مِنَ التَّنُّورِ رَغِیفاً رَغِیفاً وَ نَاوِلِینِی وَاحِداً
ص: 33
بَعْدَ وَاحِدٍ فَجَعَلَتْ تَقْلَعُ رَغِیفاً وَ تُنَاوِلُهُ إِیَّاهُ وَ هُوَ وَ عَلِیٌّ یَثْرُدَانِ فِی الْجَفْنَةِ ثُمَّ تَعُودُ الْمَرْأَةُ إِلَی التَّنُّورِ فَتَجِدُ مَكَانَ الرَّغِیفِ الَّذِی قَلَعَتْهُ (1) رَغِیفاً آخَرَ فَلَمَّا امْتَلَأَتِ الْجَفْنَةُ بِالثَّرِیدِ غَرَفَ عَلَیْهَا (2) مِنَ الْقِدْرِ وَ قَالَ أَدْخِلْ عَلَیَّ عَشَرَةً مِنَ النَّاسِ فَدَخَلُوا وَ أَكَلُوا حَتَّی شَبِعُوا ثُمَّ قَالَ یَا جَابِرُ ائْتِنِی بِالذِّرَاعِ ثُمَّ قَالَ أَدْخِلْ عَلَیَّ عَشَرَةً فَدَخَلُوا وَ أَكَلُوا حَتَّی شَبِعُوا وَ الثَّرِیدُ بِحَالِهِ ثُمَّ قَالَ هَاتِ الذِّرَاعَ فَأَتَیْتُهُ بِهِ فَقَالَ أَدْخِلْ عَشَرَةً فَأَكَلُوا وَ شَبِعُوا ثُمَّ قَالَ هَاتِ الذِّرَاعَ قُلْتُ كَمْ لِلشَّاةِ مِنْ ذِرَاعٍ قَالَ ذِرَاعَانِ قُلْتُ قَدْ آتَیْتُ بِثَلَاثِ أَذْرُعٍ قَالَ لَوْ سَكَتَّ لَأَكَلَ الْجَمِیعُ مِنَ الذِّرَاعِ فَلَمْ یَزَلْ یَدْخُلُ عَشَرَةٌ وَ یَخْرُجُ عَشَرَةٌ حَتَّی أَكَلَ النَّاسُ جَمِیعاً ثُمَّ قَالَ تَعَالَ حَتَّی نَأْكُلَ نَحْنُ وَ أَنْتَ فَأَكَلْتُ أَنَا وَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ خَرَجْنَا وَ الْخُبْزُ فِی التَّنُّورِ بِحَالِهِ (3) وَ الْقِدْرُ عَلَی حَالِهَا وَ الثَّرِیدُ فِی الْجَفْنَةِ عَلَی حَالِهِ فَعِشْنَا أَیَّاماً بِذَلِكَ.
«26»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ أَعْرَابِیّاً جَاءَ إِلَیْهِ فَشَكَا إِلَیْهِ نُضُوبَ مَاءِ بِئْرِهِمْ فَأَخَذَ حَصَاةً أَوْ حَصَاتَیْنِ وَ فَرَكَهَا بِأَنَامِلِهِ ثُمَّ أَعْطَاهَا الْأَعْرَابِیَّ وَ قَالَ ارْمِهَا بِالْبِئْرِ فَلَمَّا رَمَاهَا فِیهَا فَارَ الْمَاءُ إِلَی رَأْسِهَا.
بیان: نضب الماء نضوبا أی غار فی الأرض و سفل.
«27»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ عَنْ زِیَادِ بْنِ الْحَارِثِ الصَّیْدَائِیِّ (4) صَاحِبِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ بَعَثَ جَیْشاً إِلَی قَوْمِی فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ ارْدُدِ الْجَیْشَ وَ أَنَا لَكَ بِإِسْلَامِ قَوْمِی (5) فَرَدَّهُ فَكَتَبْتُ إِلَیْهِمْ كِتَاباً فَقَدِمَ وَفْدُهُمْ بِإِسْلَامِهِمْ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّكَ لَمُطَاعٌ فِی قَوْمِكَ قُلْتُ بَلِ اللَّهُ
ص: 34
هَدَاهُمْ لِلْإِسْلَامِ فَكَتَبَ إِلَیَّ كِتَاباً یَأْمُرُنِی قُلْتُ مُرْ لِی بِشَیْ ءٍ مِنْ صَدَقَاتِهِمْ فَكَتَبَ (1) وَ كَانَ فِی سَفَرٍ لَهُ فَنَزَلَ مَنْزِلًا فَأَتَاهُ أَهْلُ ذَلِكَ الْمَنْزِلِ یَشْكُونَ عَامِلَهُمْ فَقَالَ لَا خَیْرَ فِی الْإِمَارَةِ لِرَجُلٍ مُؤْمِنٍ (2) ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ فَقَالَ أَعْطِنِی فَقَالَ مَنْ سَأَلَ النَّاسَ عَنْ ظَهْرِ (3) غِنًی فَصُدَاعٌ فِی الرَّأْسِ وَ دَاءٌ فِی الْبَطْنِ فَقَالَ أَعْطِنِی مِنَ الصَّدَقَةِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ لَمْ یَرْضَ فِیهَا بِحُكْمِ نَبِیٍّ وَ لَا غَیْرِهِ حَتَّی حَكَمَ هُوَ فِیهَا فَجَزَّأَهَا ثَمَانِیَةَ أَجْزَاءٍ فَإِنْ كُنْتَ مِنْ تِلْكَ الْأَجْزَاءِ أَعْطَیْنَاكَ حَقَّكَ قَالَ الصَّیْدَائِیُّ (4) فَدَخَلَ فِی نَفْسِی مِنْ ذَلِكَ شَیْ ءٌ فَأَتَیْتُهُ بِالْكِتَابَیْنِ قَالَ فَدُلَّنِی عَلَی رَجُلٍ أُؤَمِّرُهُ عَلَیْكُمْ فَدَلَلْتُهُ عَلَی رَجُلٍ مِنَ الْوَفْدِ ثُمَّ قُلْنَا إِنَّ لَنَا بِئْراً إِذَا كَانَ الشِّتَاءُ وَسِعَنَا مَاؤُهَا وَ اجْتَمَعْنَا عَلَیْهَا وَ إِذَا كَانَ الصَّیْفُ قَلَّ مَاؤُهَا وَ تَفَرَّقْنَا عَلَی مِیَاهٍ حَوْلَنَا وَ قَدْ أَسْلَمْنَا وَ كُلُّ مَنْ حَوْلَنَا لَنَا أَعْدَاءٌ فَادْعُ اللَّهَ لَنَا فِی بِئْرِنَا أَنْ لَا تَمْنَعَنَا مَاءَهَا فَنَجْتَمِعَ عَلَیْهَا وَ لَا نَتَفَرَّقَ فَدَعَا بِسَبْعِ حَصَیَاتٍ فَفَرَكَهُنَّ فِی یَدِهِ وَ دَعَا فِیهِنَّ ثُمَّ قَالَ اذْهَبُوا بِهَذِهِ الْحَصَیَاتِ فَإِذَا أَتَیْتُمُ الْبِئْرَ فَأَلْقُوا وَاحِدَةً وَ اذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ قَالَ زِیَادٌ فَفَعَلْنَا مَا قَالَ لَنَا فَمَا اسْتَطَعْنَا بَعْدُ (5) أَنْ نَنْظُرَ إِلَی قَعْرِ الْبِئْرِ بِبَرَكَةِ رَسُولِ اللَّهِ (6).
بیان: قوله بإسلام أی ضامن أو كفیل أو رهن بإسلام قومی.
«28»-قب، المناقب لابن شهرآشوب رَأَی صلی اللّٰه علیه و آله عَمْرَةَ بِنْتَ رَوَاحَةَ تَذْهَبُ بِتُمَیْرَاتٍ إِلَی أَبِیهَا یَوْمَ الْخَنْدَقِ فَقَالَ اجْعَلِیهَا عَلَی یَدِی ثُمَّ جَعَلَهَا عَلَی نَطْعٍ فَجَعَلَ یَرْبُو حَتَّی أَكَلَ مِنْهُ ثَلَاثَةُ آلَافِ رَجُلٍ.
وَ مِنْهُ حَدِیثُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ قَدْ طَبَخَ لَهُ ضِلْعاً وَقْتَ بَیْعَةِ الْعَشِیرَةِ.
ص: 35
الْبُخَارِیُّ عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ فِی حَدِیثِ حَفْرِ الْخَنْدَقِ فَلَمَّا رَأَیْتُ ضَعْفَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله طَبَخْتُ جَدْیاً وَ خَبَزْتُ صَاعَ شَعِیرٍ وَ قُلْتُ رَسُولُ اللَّهِ (1) تُكْرِمُنِی بِكَذَا وَ كَذَا فَقَالَ لَا تَرْفَعِ الْقِدْرَ مِنَ النَّارِ وَ لَا الْخُبْزَ مِنَ التَّنُّورِ ثُمَّ قَالَ یَا قَوْمِ قُومُوا إِلَی بَیْتِ جَابِرٍ فَأَتَوْا وَ هُمْ سَبْعُمِائَةِ رَجُلٍ وَ فِی رِوَایَةٍ ثَمَانُمِائَةٍ وَ فِی رِوَایَةٍ أَلْفُ رَجُلٍ فَلَمْ یَكُنْ مَوْضِعُ الْجُلُوسِ فَكَانَ یُشِیرُ إِلَی الْحَائِطِ وَ الْحَائِطُ یَبْعُدُ حَتَّی تَمَكَّنُوا فَجَعَلَ یُطْعِمُهُمْ بِنَفْسِهِ حَتَّی شَبِعُوا وَ لَمْ یَزَلْ یَأْكُلُ وَ یُهْدِی إِلَی قَوْمِنَا أَجْمَعَ فَلَمَّا خَرَجُوا أَتَیْتُ الْقِدْرَ فَإِذَا هُوَ مَمْلُوٌّ وَ التَّنُّورُ مَحْشُوٌّ.
رَوَی أَنَسٌ أَنَّهُ أَرْسَلَنِی أَبُو طَلْحَةَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا رَأَی فِیهِ أَثَرَ الْجُوعِ فَلَمَّا رَآنِی قَالَ أَرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ قُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ لِمَنْ مَعَهُ قُومُوا فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ یَا أُمَّ سُلَیْمٍ قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِالنَّاسِ وَ لَیْسَ عِنْدَنَا مِنَ الطَّعَامِ مَا نُطْعِمُهُمْ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أُمَّ سُلَیْمٍ هَلُمِّی بِمَا عِنْدَكِ فَجَاءَتْ بِأَقْرَاصٍ مِنْ شَعِیرٍ فَأَمَرَ بِهِ فَفُتَّ (2) وَ عَصَرَتْ أُمُّ سُلَیْمٍ عُكَّةَ سَمْنٍ فَأَخَذَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی رَأْسِ الثَّرِیدِ وَ كَانَ یَدْعُو بِعَشَرَةٍ عَشَرَةٍ فَأَكَلُوا حَتَّی شَبِعُوا وَ كَانُوا سَبْعِینَ أَوْ ثَمَانِینَ رَجُلًا.
وَ رَوَی أَبُو هُرَیْرَةَ فِی أَصْحَابِ الصُّفَّةِ وَ قَدْ وُضِعَتْ بَیْنَ أَیْدِیهِمْ صَحْفَةٌ فَوَضَعَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَدَهُ فِیهَا فَأَكَلُوا وَ بَقِیَتْ مَلْأَی فِیهَا (3) أَثَرُ الْأَصَابِعِ.
و مثله حدیث ثابت البنانی عن أنس فی عرس زینب بنت جحش.
وَ رُوِیَ أَنَّ أُمَّ شَرِیكٍ أَهْدَتْ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عُكَّةً فِیهَا سَمْنٌ فَأَمَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْخَادِمَ فَفَرَغَهَا وَ رَدَّهَا خَالِیَةً فَجَاءَتْ أُمُّ شَرِیكٍ وَ وَجَدَتِ الْعُكَّةَ مَلْأَی فَلَمْ تَزَلْ تَأْخُذُ مِنْهَا السَّمْنَ زَمَاناً طَوِیلًا وَ أَبْقَی لَهَا شَرَفاً وَ أَعْطَی صلی اللّٰه علیه و آله لِعَجُوزٍ قَصْعَةً فِیهَا عَسَلٌ فَكَانَتْ تَأْكُلُ وَ لَا یَفْنَی فَیَوْماً مِنَ الْأَیَّامِ حَوَّلَتْ مَا كَانَ فِیهَا إِلَی إِنَاءٍ فَفَنِیَ سَرِیعاً فَجَاءَتْ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَخْبَرَتْهُ بِذَلِكَ فَقَالَ
ص: 36
صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ الْأَوَّلَ كَانَ مِنْ فِعْلِ اللَّهِ وَ صُنْعِهِ وَ الثَّانِیَ كَانَ مِنْ فِعْلِكِ.
وَ قَالَ جَابِرٌ إِنَّ رَجُلًا أَتَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَسْتَطْعِمُهُ فطعمه (فَأَطْعَمَهُ) وَسْقَ شَعِیرٍ فَمَا زَالَ الرَّجُلُ یَأْكُلُ مِنْهُ وَ امْرَأَتُهُ وَ وَصِیفُهُمَا حَتَّی كَالَهُ فَأَتَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ لَوْ لَمْ تَكِیلُوهُ لَأَكَلْتُمْ مِنْهُ وَ لَقَامَ بِكُمْ.
جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ وَ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ وَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ فَلَمَّا نَزَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِالْحُدَیْبِیَةِ فِی أَلْفٍ وَ خَمْسِمِائَةٍ وَ ذَلِكَ فِی حَرٍّ شَدِیدٍ قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا بِهَا مِنْ مَاءٍ وَ الْوَادِی یَابِسٌ وَ قُرَیْشٌ فِی بَلْدَحٍ (1) فِی مَاءٍ كَثِیرٍ فَدَعَا بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ مِنَ الدَّلْوِ وَ مَضْمَضَ فَاهُ ثُمَّ مَجَّ فِیهِ وَ أَمَرَ أَنْ یُصَبَّ فِی الْبِئْرِ فَجَاشَتْ فَسَقَیْنَا وَ اسْتَقَیْنَا.
وَ فِی رِوَایَةٍ فَنَزَعَ سَهْماً مِنْ كِنَانَتِهِ فَأَلْقَاهُ فِی الْبِئْرِ فَفَارَتْ بِالْمَاءِ حَتَّی جَعَلُوا یَغْتَرِفُونَ بِأَیْدِیهِمْ مِنْهَا وَ هُمْ جُلُوسٌ عَلَی شَفَتِهَا.
أَبُو عَوَانَةَ وَ أَبُو هُرَیْرَةَ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله أَعْطَی نَاجِیَةَ بْنَ عَمْرٍو نُشَّابَةً وَ أَمَرَ أَنْ یَغْرِزَهَا فِی الْبِئْرِ فَامْتَلَأَ الْبِئْرُ مَاءً فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ وَ أَنْشَأَتْ:
یَا أَیُّهَا الْمَاتِحُ دَلْوِی دُونَكَا*** إِنِّی رَأَیْتُ النَّاسَ یَحْمَدُونَكَا
یُثْنُونَ خَیْراً وَ یُمَجِّدُونَكَا*** أَرْجُوكَ لِلْخَیْرِ كَمَا یَرْجُونَكَا
فَأَجَابَهَا نَاجِیَةُ:
قَدْ عَلِمَتْ جَارِیَةٌ بِمَائِیَّهْ (2)*** أَنِّی أَنَا الْمَاتِحُ وَ اسْمِی نَاجِیَهْ
وَ طَعْنَةٌ ذَاتُ رَشَاشٍ وَاهِیَهْ*** طَعَنْتُهَا تَحْتَ صُدُورِ الْعَاتِیَهْ
وَ فِی رِوَایَةٍ أَنَّهُ دَفَعَهَا إِلَی الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ فَقَالَ اغْرِزْ هَذَا السَّهْمَ فِی بَعْضِ قَلْبِ (3) الْحُدَیْبِیَةِ فَجَاءَتْ قُرَیْشٌ وَ مَعَهُمْ سُهَیْلُ بْنُ عَمْرٍو فَأَشْرَفُوا عَلَی الْقَلِیبِ وَ الْعُیُونُ تَنْبُعُ تَحْتَ السَّهْمِ فَقَالَتْ مَا رَأَیْنَا كَالْیَوْمِ قَطُّ وَ هَذَا مِنْ سِحْرِ مُحَمَّدٍ قَلِیلٌ فَلَمَّا أَمَرَ النَّاسَ بِالرَّحِیلِ قَالَ خُذُوا حَاجَتَكُمْ مِنَ الْمَاءِ ثُمَّ قَالَ لِلْبَرَاءِ اذْهَبْ فَرُدَّ السَّهْمَ فَلَمَّا فَرَغُوا وَ ارْتَحَلُوا
ص: 37
أَخَذَ الْبَرَاءُ السَّهْمَ فَجَفَّ الْمَاءُ كَأَنَّهُ لَمْ یَكُنْ هُنَاكَ مَاءٌ.
أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَرَنِی فِی بَعْضِ غَزَوَاتِهِ وَ قَدْ نَفِدَ الْمَاءُ یَا عَلِیُّ قُمْ وَ ائْتِ بِتَوْرٍ (1) قَالَ فَأَتَیْتُهُ فَوَضَعَ یَدَهُ الْیُمْنَی وَ یَدِی مَعَهَا فِی التَّوْرِ فَقَالَ انْبُعْ فَنَبَعَ.
وَ فِی رِوَایَةِ سَالِمِ بْنِ أَبِی الْجَعْدِ وَ أَنَسٍ فَجَعَلَ الْمَاءُ یَخْرُجُ مِنْ بَیْنِ أَصَابِعِهِ كَأَنَّهُ الْعُیُونُ فَشَرِبْنَا وَ وَسِعْنَا (2) وَ ذَلِكَ فِی یَوْمِ الشَّجَرَةِ وَ كَانُوا (3) فِی أَلْفٍ وَ خَمْسِمِائَةِ رَجُلٍ وَ شَكَا أَصْحَابُهُ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَیْهِ فِی غَزْوَةِ تَبُوكَ مِنَ الْعَطَشِ فَدَفَعَ سَهْماً إِلَی رَجُلٍ فَقَالَ انْزِلْ فَاغْرِزْهُ فِی الرَّكِیِّ فَفَعَلَ فَفَارَ الْمَاءُ فَطَمَا (4) إِلَی أَعْلَی الرَّكِیِّ فَارْتَوَی مِنْهُ ثَلَاثُونَ أَلْفَ رَجُلٍ فِی دَوَابِّهِمْ وَ وَضَعَ علیه السلام یَدَهُ تَحْتَ وَشَلٍ بِوَادِی الْمُشَقَّقِ (5) فَجَعَلَ یَنْصَبُّ فِی یَدَیْهِ فَانْخَرَقَ الْمَاءُ حَتَّی سَمِعَ لَهُ حِسٌّ كَحِسِّ الصَّوَاعِقِ فَشَرِبَ النَّاسُ وَ اسْتَقَوْا حَاجَتَهُمْ مِنْهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَئِنْ بَقِیتُمْ أَوْ بَقِیَ مِنْكُمْ أَحَدٌ لَیَسْمَعَنَّ بِهَذَا الْوَادِی وَ هُوَ أَخْصَبُ مَا بَیْنَ یَدَیْهِ وَ مَا خَلْفَهُ قِیلَ وَ هُوَ إِلَی الْیَوْمِ كَمَا قَالَهُ صلی اللّٰه علیه و آله.
وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی قَتَادَةَ كَانَ یَتَفَجَّرُ الْمَاءُ مِنْ بَیْنِ أَصَابِعِهِ لَمَّا وَضَعَ یَدَهُ فِیهَا حَتَّی شَرِبَ الْجَیْشُ الْعَظِیمُ وَ سَقَوْا وَ تَزَوَّدُوا فِی غَزْوَةِ بَنِی الْمُصْطَلِقِ.
وَ فِی رِوَایَةِ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ وَضَعَ یَدَهُ فِی الْإِنَاءِ فَجَعَلَ الْمَاءُ یَفُورُ مِنْ بَیْنِ أَصَابِعِهِ فَقَالَ (6) حَیَّ عَلَی الْوُضُوءِ وَ الْبَرَكَةِ مِنَ اللَّهِ فَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ.
ص: 38
وَ فِی حَدِیثِ أَبِی لَیْلَی شَكَوْنَا إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ الْعَطَشِ فَأَمَرَ بِحُفْرَةٍ فَحُفِرَتْ فَوَضَعَ عَلَیْهَا نَطْعاً وَ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی النَّطْعِ وَ قَالَ هَلْ مِنْ مَاءٍ فَقَالَ لِصَاحِبِ الْإِدَاوَةِ صُبَّ الْمَاءَ عَلَی كَفِّی وَ اذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ فَفَعَلَ فَلَقَدْ رَأَیْتُ الْمَاءَ یَنْبُعُ مِنْ بَیْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی رَوِیَ الْقَوْمُ وَ سَقَوْا رُكَّابَهُمْ وَ شَكَا إِلَیْهِ الْجَیْشُ فِی بَعْضِ غَزَوَاتِهِ فِقْدَانَ الْمَاءِ فَوَضَعَ صلی اللّٰه علیه و آله یَدَهُ فِی الْقَدَحِ فَضَاقَ الْقَدَحُ عَنْ یَدِهِ فَقَالَ لِلنَّاسِ اشْرَبُوا فَشَرِبَ الْجَیْشُ وَ أَسْقَوْا وَ تَوَضَّئُوا وَ مَلَئُوا الْمَزَاوِدَ (1).
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ سَمِعْتُ جَابِراً یَقُولُ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَعُودُنِی وَ أَنَا مَرِیضٌ لَا أَعْقِلُ فَتَوَضَّأَ وَ صَبَّ عَلَیَّ مِنْ وَضُوئِهِ فَعَقَلْتُ الْخَبَرَ وَ شَكَا إِلَیْهِ صلی اللّٰه علیه و آله طُفَیْلٌ الْعَامِرِیُّ الْجُذَامَ فَدَعَا بِرَكْوَةٍ ثُمَّ تَفَلَ فِیهَا وَ أَمَرَهُ أَنْ یَغْتَسِلَ بِهِ فَاغْتَسَلَ فَعَادَ صَحِیحاً وَ أَتَاهُ صلی اللّٰه علیه و آله حَسَّانُ بْنُ عَمْرٍو الْخُزَاعِیُّ مَجْذُوماً فَدَعَا لَهُ بِمَاءٍ فَتَفَلَ فِیهِ ثُمَّ أَمَرَهُ فَصَبَّهُ عَلَی نَفْسِهِ فَخَرَجَ مِنْ عِلَّتِهِ فَأَسْلَمَ قَوْمُهُ وَ أَتَاهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَیْسٌ اللَّخْمِیُّ وَ بِهِ بَرَصٌ فَتَفَلَ عَلَیْهِ فَبَرَأَ.
مُحَمَّدُ بْنُ خَاطِبٍ (2)
انْكَبَّ الْقِدْرُ عَلَی سَاعِدِی فِی الصِّغَرِ فَأَتَتْ بِی أُمِّی إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَتْ فَتَفَلَ فِی فِیَّ وَ مَسَحَ عَلَی ذِرَاعِی وَ جَعَلَ یَقُولُ وَ یَتْفُلُ أَذْهِبِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ وَ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِی لَا شَافِیَ إِلَّا أَنْتَ شِفَاءً لَا یُغَادِرُ سُقْماً فَبَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ.
الْفَائِقُ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله مَسَحَ عَلَی رَأْسِ غُلَامٍ وَ قَالَ عِشْ قَرْناً فَعَاشَ مِائَةً وَ إِنَّ امْرَأَةً أَتَتْهُ صلی اللّٰه علیه و آله بِصَبِیٍّ لَهَا لِلتَّبَرُّكِ وَ كَانَتْ بِهِ عَاهَةٌ فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَی رَأْسِ الصَّبِیِّ فَاسْتَوَی شَعْرُهُ وَ بَرَأَ دَاؤُهُ.
ص: 39
وَ رَوَی ابْنُ بَطَّةَ أَنَّ الصَّبِیَّ كَانَ الْمُهَلَّبَ وَ بَلَغَ ذَلِكَ أَهْلَ الْیَمَامَةِ فَأَتَتِ امْرَأَةٌ مُسَیْلَمَةَ بِصَبِیٍّ لَهَا فَمَسَحَ رَأْسَهُ فَصَلِعَ وَ بَقِیَ نَسْلُهُ إِلَی یَوْمِنَا هَذَا وَ قُطِعَ یَدُ أَنْصَارِیٍّ وَ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِیكٍ فِی حَرْبِ أُحُدٍ فَأَلْزَقَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَفَخَ عَلَیْهِ فَصَارَ كَمَا كَانَ وَ تَفَلَ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عَیْنِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ هُوَ أَرْمَدُ یَوْمَ خَیْبَرَ فَصَحَّ مِنْ وَقْتِهِ وَ فُقِئَ فِی أُحُدٍ عَیْنُ قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِیٍّ أَوْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَنْصَارِیِّ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ الْغَوْثَ الْغَوْثَ فَأَخَذَهَا بِیَدِهِ فَرَدَّهَا مَكَانَهَا فَكَانَتْ أَصَحَّهُمَا وَ كَانَتْ تَعْتَلُّ الْبَاقِیَةُ وَ لَا تَعْتَلُّ الْمَرْدُودَةُ فَلُقِّبَ ذَا الْعَیْنَیْنِ أَیْ لَهُ عَیْنَانِ مَكَانَ الْوَاحِدَةِ فَقَالَ الْخِرْنِقُ الْأَوْسِیُ:
وَ مِنَّا الَّذِی سَالَتْ عَلَی الْخَدِّ عَیْنُهُ*** فَرُدَّتْ بِكَفِّ الْمُصْطَفَی أَحْسَنَ الرَّدِّ
فَعَادَتْ كَمَا كَانَتْ لِأَحْسَنِ حَالِهَا*** فَیَا طِیبُ مَا عَیْنِی وَ یَا طِیبُ مَا یَدِی
وَ أُصِیبَتْ رِجْلُ بَعْضِ أَصْحَابِهِ فَمَسَحَهَا بِیَدِهِ فَبَرَأَتْ مِنْ حِینِهَا وَ أَصَابَ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ یَوْمَ قَتَلَ كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ مِثْلُ ذَلِكَ فِی عَیْنَیْ رُكْبَتَیْهِ (1) فَمَسَحَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِیَدِهِ فَلَمْ تَبِنْ مِنْ أُخْتِهَا وَ أَصَابَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُنَیْسٍ مِثْلُ ذَلِكَ فِی عَیْنِهِ فَمَسَحَهَا فَمَا عُرِفَتْ مِنَ الْأُخْرَی.
عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَیْرِ عَنْ زُهْرَةَ قَالَ: أَسْلَمَتْ فَأُصِیبَ بَصَرُهَا فَقَالُوا لَهَا أَصَابَكِ اللَّاتُ وَ الْعُزَّی فَرَدَّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَیْهَا بَصَرَهَا فَقَالَتْ قُرَیْشٌ لَوْ كَانَ مَا جَاءَ مُحَمَّدٌ خَیْراً مَا سَبَقَتْنَا إِلَیْهِ زُهْرَةُ فَنَزَلَ وَ قالَ الَّذِینَ كَفَرُوا لِلَّذِینَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَیْراً ما سَبَقُونا إِلَیْهِ الْآیَةَ (2).
وَ أَنْفَذَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِیكٍ إِلَی حِصْنِ أَبِی رَافِعٍ الْیَهُودِیِّ فَدَخَلَ عَلَیْهِ بَغْتَةً فَإِذَا أَبُو رَافِعٍ فِی بَیْتٍ مُظْلِمٍ لَا یُدْرَی أَیْنَ هُوَ فَقَالَ أَبَا رَافِعٍ قَالَ مَنْ هَذَا فَأَهْوَی نَحْوَ الصَّوْتِ فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً وَ خَرَجَ فَصَاحَ أَبُو رَافِعٍ ثُمَّ دَخَلَ عَلَیْهِ فَقَالَ مَا هَذَا الصَّوْتُ یَا أَبَا رَافِعٍ
ص: 40
فَقَالَ إِنَّ رَجُلًا فِی الْبَیْتِ ضَرَبَنِی فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً أُخْرَی فَكَانَ یَنْزِلُ فَانْكَسَرَ سَاقُهُ فَعَصَبَهَا فَلَمَّا انْتَهَی إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَحَدَّثَهُ قَالَ ابْسُطْ رِجْلَكَ فَبَسَطَهَا فَمَسَحَهَا فَبَرَأَتْ.
وَ رُوِیَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله تَفَلَ فِی بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ فَفَاضَتْ حَتَّی سُقِیَ مِنْهَا بِغَیْرِ دَلْوٍ وَ لَا رِشَاءٍ (1) وَ كَانَتِ امْرَأَةٌ مُتَبَرِّزَةً وَ فِیهَا وَقَاحَةٌ فَرَأَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَأْكُلُ فَسَأَلَتْ لُقْمَةً مِنْ فَلْقِ (2) فِیهِ فَأَعْطَاهَا فَصَارَتْ ذَاتَ حَیَاءٍ بَعْدَ ذَلِكَ وَ مَسَحَ صلی اللّٰه علیه و آله ضَرْعَ شَاةٍ حَائِلٍ لَا لَبَنَ لَهَا فَدَرَّتْ فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ إِسْلَامِ ابْنِ مَسْعُودٍ.
أَمَالِی الْحَاكِمِ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَوْماً قَائِظاً فَلَمَّا انْتَبَهَ مِنْ نَوْمِهِ دَعَا بِمَاءٍ فَغَسَلَ یَدَیْهِ ثُمَّ مَضْمَضَ مَاءً وَ مَجَّهُ إِلَی عَوْسَجَةٍ فَأَصْبَحُوا وَ قَدْ غَلُظَتِ الْعَوْسَجَةُ وَ أَثْمَرَتْ وَ أَیْنَعَتْ بِثَمَرٍ أَعْظَمِ مَا یَكُونُ فِی لَوْنِ الْوَرْسِ وَ رَائِحَةِ الْعَنْبَرِ وَ طَعْمِ الشَّهْدِ وَ اللَّهِ مَا أَكَلَ مِنْهَا جَائِعٌ إِلَّا شَبِعَ وَ لَا ظَمْآنُ إِلَّا رَوِیَ وَ لَا سَقِیمٌ إِلَّا بَرَأَ وَ لَا أَكَلَ مِنْ وَرَقِهَا حَیَوَانٌ إِلَّا دَرَّ لَبَنُهَا وَ كَانَ النَّاسُ یَسْتَشْفُونَ مِنْ وَرَقِهَا وَ كَانَ یَقُومُ مَقَامَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ رَأَیْنَا النَّمَاءَ وَ الْبَرَكَةَ فِی أَمْوَالِنَا فَلَمْ یَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّی أَصْبَحْنَا ذَاتَ یَوْمٍ وَ قَدْ تَسَاقَطَ ثَمَرُهَا وَ صَفِرَ (3) وَرَقُهَا فَإِذَا قُبِضَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَكَانَتْ بَعْدَ ذَلِكَ تُثْمِرُ دُونَهُ فِی الطَّعْمِ وَ الْعِظَمِ وَ الرَّائِحَةِ وَ أَقَامَتْ عَلَی ذَلِكَ ثَلَاثِینَ سَنَةً فَأَصْبَحْنَا یَوْماً وَ قَدْ ذَهَبَتْ نَضَارَةُ عِیدَانِهَا فَإِذَا قُتِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَمَا أَثْمَرَتْ بَعْدَ ذَلِكَ قَلِیلًا وَ لَا كَثِیراً فَأَقَامَتْ بَعْدَ ذَلِكَ مُدَّةً طَوِیلَةً ثُمَّ أَصْبَحْنَا وَ إِذَا بِهَا قَدْ نَبَعَ مِنْ سَاقِهَا دَمٌ عَبِیطٌ وَ وَرَقُهَا ذَابِلٌ (4) یَقْطُرُ مَاءً كَمَاءِ اللَّحْمِ فَإِذاً قُتِلَ الْحُسَیْنُ علیه السلام.
أَمَالِی الطُّوسِیِّ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أَصْبَحَ طَاوِیاً فَأَتَی فَاطِمَةَ علیها السلام فَرَأَی الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ یَبْكِیَانِ مِنَ الْجُوعِ وَ جَعَلَ یَزُقُّهُمَا
ص: 41
بِرِیقِهِ حَتَّی شَبِعَا وَ نَامَا فَذَهَبَ مَعَ عَلِیٍّ علیه السلام إِلَی دَارِ أَبِی الْهَیْثَمِ فَقَالَ مَرْحَباً بِرَسُولِ اللَّهِ مَا كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ تَأْتِیَنِی وَ أَصْحَابَكَ إِلَّا وَ عِنْدِی شَیْ ءٌ وَ كَانَ لِی شَیْ ءٌ فَفَرَّقْتُهُ فِی الْجِیرَانِ فَقَالَ أَوْصَانِی جِبْرِیلُ بِالْجَارِ حَتَّی حَسِبْتُ أَنَّهُ سَیُوَرِّثُهُ قَالَ فَنَظَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی نَخْلَةٍ فِی جَانِبِ الدَّارِ فَقَالَ یَا أَبَا الْهَیْثَمِ تَأْذَنُ فِی هَذِهِ النَّخْلَةِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَفَحْلٌ وَ مَا حَمَلَ شَیْئاً قَطُّ شَأْنَكَ بِهِ فَقَالَ یَا عَلِیُّ ائْتِنِی بِقَدَحِ مَاءٍ فَشَرِبَ مِنْهُ ثُمَّ مَجَّ فِیهِ ثُمَّ رَشَّ عَلَی النَّخْلَةِ فَتَمَلَّتْ أَعْذَاقاً مِنْ بُسْرٍ وَ رُطَبٍ مَا شِئْنَا فَقَالَ ابْدَءُوا بِالْجِیرَانِ فَأَكَلْنَا وَ شَرِبْنَا مَاءً بَارِداً حَتَّی رَوِینَا فَقَالَ یَا عَلِیُّ هَذَا مِنَ النَّعِیمِ الَّذِی یُسْأَلُونَ عَنْهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَا عَلِیُّ تَزَوَّدْ لِمَنْ وَرَاكَ لِفَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ قَالَ فَمَا زَالَتْ تِلْكَ النَّخْلَةُ عِنْدَنَا نُسَمِّیهَا نَخْلَةَ الْجِیرَانِ حَتَّی قَطَعَهَا یَزِیدُ عَامَ الْحَرَّةِ (1).
إیضاح: فت الشی ء كسره و بلدح بفتح الباء و الدال و سكون اللام اسم موضع بالحجاز قرب مكة و قال الجوهری و من أمثالهم فی التحزن بالأقارب.
لكن علی بلدح قوم عجفی.
قاله بیهس الملقب بنعامة لما رأی قوما فی خصب و أهله فی شدة و قال الماتح المستقی و قال قاظ بالمكان و تقیظ به إذا أقام به فی الصیف و الطوی الجوع.
قوله فتملت أصله تملأت بمعنی امتلأت فخفف.
«29»-قب، المناقب لابن شهرآشوب الْبُخَارِیُّ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِمَدْیُونٍ مَرَّ عَلَیْهِ وَ الدُّیَّانُ یَطْلُبُونَهُ بِالدُّیُونِ صُفَّ تَمْرَكَ كُلَّ شَیْ ءٍ عَلَی حِدَتِهِ ثُمَّ جَاءَ فَقَعَدَ عَلَیْهِ وَ كَالَ لِكُلِّ رَجُلٍ حَتَّی اسْتَوْفَی وَ بَقِیَ التَّمْرُ كَمَا هُوَ كَأَنْ لَمْ یُمَسَّ وَ أَتَی عَامِرُ بْنُ كُرَیْزٍ یَوْمَ الْفَتْحِ رَسُولَ اللَّهِ بِابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ وَ هُوَ ابْنُ خَمْسٍ أَوْ سِتٍّ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ حَنِّكْهُ فَقَالَ إِنَّ مِثْلَهُ لَا یُحَنَّكُ وَ أَخَذَهُ وَ تَفَلَ فِی فِیهِ فَجَعَلَ یَتَسَوَّغُ رِیقَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یَتَلَمَّظُهُ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّهُ لَمُسْتَقِی فَكَانَ لَا یُعَالِجُ أَرْضاً إِلَّا ظَهَرَ لَهُ الْمَاءُ وَ لَهُ سَقَایَاتٌ مَعْرُوفَةٌ وَ لَهُ النَّبَّاحُ وَ الْجُحْفَةُ وَ بُسْتَانُ ابْنِ عَامِرٍ.
وَ فِی مُسْلِمٍ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ أُمَّ مَالِكٍ كَانَتْ تُهْدِی إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عُكَّةٍ لَهَا سَمْناً
ص: 42
فَیَأْتِیهَا بَنُوهَا فَیَسْأَلُونَ الْأَدَمَ وَ لَیْسَ عِنْدَهُمْ شَیْ ءٌ فَتَعَمَّدَ إِلَی الَّذِی كَانَتْ تُهْدِی فِیهِ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَتَجِدُ فِیهَا سَمْناً فَمَا زَالَ تُقِیمُ لَهَا أَدَمُ بَیْتِهَا حَتَّی عَصَرَتْهُ (1) فَأَتَتِ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ عَصَرْتِیهَا قَالَتْ نَعَمْ قَالَ لَوْ تَرَكْتِیهَا مَا زَالَ مُقِیماً (2).
بیان: لمظ و تلمظ تتبع بلسانه بقیة الطعام فی فمه أو أخرج لسانه فمسح به شفتیه.
«30»-عم، إعلام الوری مِنْ مُعْجِزَاتِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله حَدِیثُ شَاةِ أُمِّ مَعْبَدٍ وَ ذَلِكَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا هَاجَرَ مِنْ مَكَّةَ وَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَ عَامِرُ بْنُ فَهِیرَةَ وَ دَلِیلُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُرَیْقِطٍ اللَّیْثِیُّ فَمَرُّوا عَلَی أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِیَّةِ وَ كَانَتِ امْرَأَةً بَرْزَةً تَحْتَبِی (3) وَ تَجْلِسُ بِفِنَاءِ الْخَیْمَةِ فَسَأَلُوا تَمْراً أَوْ لَحْماً لِیَشْتَرُوهُ فَلَمْ یُصِیبُوا عِنْدَهَا شَیْئاً مِنْ ذَلِكَ وَ إِذَا الْقَوْمُ مُرَمِّلُونَ فَقَالَتْ لَوْ كَانَ عِنْدَنَا شَیْ ءٌ مَا أَعْوَزَكُمُ الْقِرَی فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی كَسْرِ خَیْمَتِهَا فَقَالَ مَا هَذِهِ الشَّاةُ یَا أُمَّ مَعْبَدٍ قَالَتْ شَاةٌ خَلَّفَهَا الْجَهْدُ عَنِ الْغَنَمِ فَقَالَ هَلْ بِهَا مِنْ لَبَنٍ قَالَتْ هِیَ أَجْهَدُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ أَ تَأْذَنِینَ فِی أَنْ أَحْلُبَهَا قَالَتْ نَعَمْ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی إِنْ رَأَیْتَ بِهَا حَلْباً فَاحْلُبْهَا فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ بِالشَّاةِ فَمَسَحَ ضَرْعَهَا وَ ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ فِی شَاتِهَا فَتَفَاجَتْ وَ دَرَّتْ (4) فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِإِنَاءٍ لَهَا یُرِیضُ الرَّهْطَ فَحَلَبَ فِیهِ ثَجّاً حَتَّی عَلَتْهُ الثُّمَالُ فَسَقَاهَا فَشَرِبَتْ حَتَّی رَوِیَتْ ثُمَّ سَقَی أَصْحَابَهُ فَشَرِبُوا حَتَّی رَوُوا فَشَرِبَ آخِرُهُمْ وَ قَالَ سَاقِی الْقَوْمِ آخِرُهُمْ شُرْباً فَشَرِبُوا جَمِیعاً عَلَلًا بَعْدَ نَهْلٍ حَتَّی أَرَاضُوا ثُمَّ حَلَبَ فِیهِ ثَانِیاً عَوْداً عَلَی بَدْءٍ فَغَادَرَهُ عِنْدَهَا ثُمَّ ارْتَحَلُوا عَنْهَا فَقَلَّمَا لَبِثَتْ أَنْ جَاءَ زَوْجُهَا أَبُو مَعْبَدٍ یَسُوقُ أَعْنُزاً عِجَافاً هَزْلَی مُخُّهُنَّ قَلِیلٌ فَلَمَّا رَأَی اللَّبَنَ قَالَ مِنْ أَیْنَ لَكُمْ هَذَا وَ الشَّاءُ (5) عَازِبٌ وَ لَا حَلُوبَةَ
ص: 43
فِی الْبَیْتِ قَالَتْ لَا وَ اللَّهِ إِلَّا أَنَّهُ مَرَّ بِنَا رَجُلٌ مُبَارَكٌ كَانَ مِنْ حَدِیثِهِ كَیْتَ (1) وَ كَیْتَ الْخَبَرَ بِطُولِهِ (2).
قب، المناقب لابن شهرآشوب هند بنت الجون و حبیش بن خالد و أبو معبد الخزاعی مثله (3)
بیان: أرمل القوم نفد زادهم و الكسر بالكسر أسفل شقة البیت التی تلی الأرض من حیث یكسر جانباه عن یمینك و یسارك و التفاج المبالغة فی تفریج ما بین الرجلین و هو من الفج الطریق قاله الجزری و قال یریض الرهط أی یرویهم بعض الری من أراض الحوض إذا صب فیه من الماء ما یواری أرضه و قال ثجا أی لبنا سائلا كثیرا و قال الثمال بالضم الرغوة واحده ثمالة و قال حتی أراضوا أی شربوا عللا بعد نهل حتی رووا من أراض الوادی إذا استنقع فیه الماء و قیل أراضوا أی ناموا علی الأرض و هو البساط و قیل حتی صبوا اللبن علی الأرض و قال الجوهری رجع عوده علی بدئه إذا رجع فی الطریق الذی جاء منه قوله فغادره أی تركه قوله عازب أی غائب.
«31»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ ابْنَ الْكَوَّاءِ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام بِمَا كُنْتَ وَصِیَّ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ بَیْنَ بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ إِذَنْ مَا الْخَبَرَ تُرِیدُ لَمَّا نَزَلَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ (4) جَمَعَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَحْنُ أَرْبَعُونَ رَجُلًا فَأَمَرَنِی فَأَنْضَجْتُ لَهُ رِجْلَ شَاةٍ وَ صَاعاً مِنْ طَعَامٍ أَمَرَنِی فَطَحَنْتُهُ وَ خَبَزْتُهُ وَ أَمَرَنِی فَأَدْنَیْتُهُ قَالَ ثُمَّ قَدِمَ عَشَرَةٌ مِنْ أَجِلَّتِهِمْ فَأَكَلُوا حَتَّی صَدَرُوا وَ بَقِیَ الطَّعَامُ كَمَا كَانَ وَ إِنَّ مِنْهُمْ لَمَنْ یَأْكُلُ الْجَذَعَةَ وَ یَشْرَبُ الْفَرَقَ (5) فَأَكَلُوا مِنْهَا كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ سَحَرَكُمْ صَاحِبُكُمْ فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ
ص: 44
ثُمَّ دَعَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثَانِیَةً ثُمَّ قَالَ أَیُّكُمْ یَكُونُ أَخِی وَ وَصِیِّی وَ وَارِثِی فَعَرَضَ عَلَیْهِمْ فَكُلُّهُمْ یَأْبَی حَتَّی انْتَهَی إِلَیَّ وَ أَنَا أَصْغَرُهُمْ سِنّاً وَ أَعْمَشُهُمْ (1) عَیْناً وَ أَحْمَشُهُمْ سَاقاً (2) فَقُلْتُ أَنَا فَرَمَی إِلَیَّ بِنَعْلِهِ فَلِذَلِكَ كُنْتُ وَصِیَّهُ مِنْ بَیْنِهِمْ (3).
الآیات؛
البقرة: «فَسَیَكْفِیكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ»(137)
المائدة: «یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَیْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ یَبْسُطُوا إِلَیْكُمْ أَیْدِیَهُمْ فَكَفَّ أَیْدِیَهُمْ عَنْكُمْ»(11)
الحجر: «كَما أَنْزَلْنا عَلَی الْمُقْتَسِمِینَ* الَّذِینَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِینَ»(90-91) (و قال تعالی): «إِنَّا كَفَیْناكَ الْمُسْتَهْزِئِینَ* الَّذِینَ یَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَسَوْفَ یَعْلَمُونَ»(95-96)
النحل: «وَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْیَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً یَأْتِیها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ بِما كانُوا یَصْنَعُونَ* وَ لَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ وَ هُمْ ظالِمُونَ»(112-113)
ص: 45
الإسراء: «وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً* وَ جَعَلْنا عَلی قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ یَفْقَهُوهُ وَ فِی آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِی الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلی أَدْبارِهِمْ نُفُوراً»(45-46) (و قال تعالی): «وَ إِنْ كادُوا لَیَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِیُخْرِجُوكَ مِنْها وَ إِذاً لا یَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِیلًا* سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا وَ لا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِیلًا»(76-77)
الزمر: «أَ لَیْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَ یُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِینَ مِنْ دُونِهِ وَ مَنْ یُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ»(36)
تفسیر: قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی: فَسَیَكْفِیكَهُمُ اللَّهُ وعد اللّٰه سبحانه رسوله بالنصرة و كفایة من یعادیه من الیهود و النصاری الذین شاقوه و فی هذا دلالة بینة علی نبوته و صدقه صلی اللّٰه علیه و آله. (1) و فی قوله تعالی إِذْ هَمَّ قَوْمٌ اختلف فیمن بسط إلیهم الأیدی علی أقوال:
أحدها: أنهم الیهود هموا بأن یفتكوا (2) بالنبی صلی اللّٰه علیه و آله و هم بنو النضیر دخل رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله مع جماعة من أصحابه علیهم و كانوا قد عاهدوه علی ترك القتال و علی أن یعینوه فی الدیات فقال صلی اللّٰه علیه و آله رجل من أصحابی أصاب رجلین معهما أمان منی فلزمنی دیتهما فأرید أن تعینونی فقالوا نعم اجلس حتی نطعمك و نعطیك الذی تسألنا و هموا بالفتك بهم فآذن اللّٰه رسوله (3) فأطلع النبی صلی اللّٰه علیه و آله أصحابه علی ذلك و انصرفوا و كان ذلك إحدی معجزاته- عن مجاهد و قتادة.و أكثر المفسرین.
و ثانیها: أن قریشا بعثوا رجلا لیفتك بالنبی صلی اللّٰه علیه و آله فدخل علیه و فی یده سیف مسلول (4) فقال له أرنیه فأعطاه إیاه فلما حصل فی یده قال ما الذی یمنعنی من قتلك قال اللّٰه یمنعك فرمی السیف و أسلم و اسم الرجل عمرو بن وهب الجمحی
ص: 46
بعثه صفوان بن أمیة لیغتاله بعد بدر و كان ذلك سبب إسلام عمرو بن وهب- عن الحسن.
و ثالثها: أن المعنی بذلك ما لطف اللّٰه للمسلمین من كف أعدائهم عنهم حین هموا باستئصالهم بأشیاء شغلهم بها من الأمراض و القحط و موت الأكابر و هلاك المواشی و غیر ذلك من الأسباب التی انصرفوا عندها من قتل المؤمنین عن الجبائی.
و رابعها: ما قاله الواقدی إن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله غزا جمعا من بنی ذبیان و محارب بذی أمر فتحصنوا برءوس الجبال و نزل رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله بحیث یراهم فذهب لحاجته فأصابه مطر فبل ثوبه فنشره علی شجرة و اضطجع تحته و الأعراب ینظرون إلیه فجاء سیدهم دعثور بن الحارث حتی وقف علی رأسه بالسیف مشهورا فقال یا محمد من یمنعك منی الیوم فقال اللّٰه فدفع جبرئیل فی صدره و وقع السیف من یده فأخذه رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و قام علی رأسه و قال من یمنعك منی الیوم فقال لا أحد و أنا أشهد أن لا إله إلا اللّٰه و أن محمدا رسول اللّٰه فنزلت الآیة.
و علی هذا فیكون تخلیص النبی صلی اللّٰه علیه و آله مما هموا به نعمة علی المؤمنین من حیث إن مقامه بینهم نعمة علیهم. (1)
و قال فی قوله تعالی كَما أَنْزَلْنا عَلَی الْمُقْتَسِمِینَ قیل فیه قولان:
أحدهما أن معناه أنزلنا القرآن علیك كما أنزلنا علی المقتسمین و هم الیهود و النصاری الَّذِینَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِینَ جمع عضة و أصله عضوة فنقصت الواو و التعضیة التفریق أی فرقوه و جعلوه أعضاء كأعضاء الجزور فآمنوا ببعضه و كفروا ببعضه و قیل سماهم مقتسمین لأنهم اقتسموا كتب اللّٰه فآمنوا ببعضها و كفروا ببعضها.
و الآخر أن معناه أنی أنذركم عذابا كما أنزلنا علی المقتسمین الذین اقتسموا طریق مكة یصدون عن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و الإیمان به قال مقاتل و كانوا ستة عشر رجلا بعثهم الولید بن المغیرة أیام الموسم یقولون لمن أتی مكة لا تغتروا بالخارج منا و المدعی للنبوة فأنزل اللّٰه بهم عذابا فماتوا شر میتة ثم وصفهم فقال الَّذِینَ جَعَلُوا
ص: 47
الْقُرْآنَ عِضِینَ جزءا جزءا (1) فقالوا سحر و قالوا أساطیر الأولین و قالوا مفتری عن ابن عباس. (2) و فی قوله تعالی إِنَّا كَفَیْناكَ الْمُسْتَهْزِئِینَ أی كفیناك شر المستهزءین و استهزاؤهم بأن أهلكناهم و كانوا خمسة نفر من قریش العاص بن وائل و الولید بن المغیرة و أبو زمعة و هو الأسود بن المطلب و الأسود بن عبد یغوث و الحارث بن قیس عن ابن عباس و ابن جبیر و قیل كانوا ستة رهط عن محمد بن ثور و سادسهم الحارث بن الطلاطلة و أمه غیطلة (3)
قالوا و أتی جبرئیل النبی صلی اللّٰه علیه و آله و المستهزءون یطوفون بالبیت فقام جبرئیل و رسول اللّٰه إلی جنبه فمر به الولید بن المغیرة المخزومی فأومأ بیده إلی ساقه فمر الولید علی فنن (4) لخزاعة و هو یجر ثیابه فتعلقت بثوبه شوكة فمنعه الكبر أن یخفض رأسه فینزعها و جعلت تضرب ساقه فخدشته فلم یزل مریضا حتی مات و مر به العاص بن وائل السهمی فأشار جبرئیل إلی رجله فوطئ العاص علی شبرقة (5) فدخلت فی أخمص رجله فقال لدغت فلم یزل یحكها حتی مات و مر به الأسود بن المطلب بن عبد مناف فأشار إلی عینه فعمی و قیل رماه بورقة خضراء فعمی و جعل یضرب رأسه علی الجدار حتی هلك و مر به الأسود بن عبد یغوث فأشار إلی بطنه فاستسقی فمات
ص: 48
و قیل أصابه السموم فصار أسود فأتی أهله فلم یعرفوه فمات و هو یقول قتلنی رب محمد و مر به الحارث بن الطلاطلة فأومأ إلی رأسه فامتخط قیحا فمات و قیل إن الحارث بن قیس أخذ (1) حوتا مالحا فأصابه العطش فما زال یشرب حتی انقد (2) بطنه فمات. (3).
و فی قوله تعالی ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْیَةً أی مثل قریة كانَتْ آمِنَةً أی ذات أمن مُطْمَئِنَّةً قارة ساكنة بأهلها لا یحتاجون إلی الانتقال عنها لخوف أو ضیق یَأْتِیها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ أی یحمل إلیها الرزق الواسع من كل موضع و من كل بلد كما قال سبحانه یُجْبی إِلَیْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَیْ ءٍ (4) فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ أی فكفر أهل تلك القریة فَأَذاقَهَا اللَّهُ الآیة أی فأخذهم اللّٰه بالجوع و الخوف بسوء أفعالهم و سمی أثر الجوع و الخوف لباسا لأن أثر الجوع و الهزال یظهر علی الإنسان كما یظهر اللباس و قیل لأنه شملهم الجوع و الخوف كاللباس قیل إن هذه القریة هی مكة عن ابن عباس و مجاهد و قتادة عذبهم اللّٰه بالجوع سبع سنین و هم مع ذلك خائفون وجلون عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله و أصحابه (5) یغیرون علیهم قوافلهم و ذلك حین دعا النبی صلی اللّٰه علیه و آله فقال اللّٰهم اشدد وطأتك علی مضر و اجعل علیهم سنین كسنی یوسف و قیل إنها قریة كانت قبل نبینا صلی اللّٰه علیه و آله بعث اللّٰه إلیهم نبینا فكفروا به و قتلوه فعذبهم اللّٰه بعذاب الاستیصال وَ لَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ یعنی أهل مكة بعث اللّٰه إلیهم رسولا من جنسهم فَكَذَّبُوهُ (6) و جحدوا نبوته فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ وَ هُمْ
ص: 49
ظالِمُونَ أی ما حل بهم من الخوف و الجوع المذكورین (1) و ما نالهم یوم بدر و غیره من القتل. (2) و فی قوله وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ قال نزل فی قوم كانوا یؤذون النبی صلی اللّٰه علیه و آله باللیل إذا تلا القرآن و صلی عند الكعبة و كانوا یرمونه بالحجارة و یمنعونه من دعاء الناس إلی الدین فحال اللّٰه سبحانه بینهم و بینه حتی لا یؤذوه عن الجبائی و الزجاج جَعَلْنا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قال الكلبی هم أبو سفیان و النضر بن الحارث و أبو جهل و أم جمیل امرأة أبی لهب حجب اللّٰه رسوله عن أبصارهم عند قراءة القرآن فكانوا یأتونه و یمرون به و لا یرونه حِجاباً مَسْتُوراً قیل أی ساترا عن الأخفش و الفاعل قد تكون (3) فی لفظ المفعول كالمشئوم و المیمون و قیل هو علی بناء النسب أی ذا ستر و قیل مستورا عن الأعین لا یبصر إنما هو من قدرة اللّٰه. (4) وَ جَعَلْنا عَلی قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً الأكنة جمع كنان و هو ما وقی شیئا و ستره قیل كان اللّٰه یلقی علیهم النوم أو یجعل فی قلوبهم أكنة لیقطعهم عن مرادهم أو أنه عاقب هؤلاء الكفار الذین علم أنهم لا یؤمنون بعقوبات یجعلها فی قلوبهم تكون موانع من أن یفهموا ما یستمعونه. (5) وَلَّوْا عَلی أَدْبارِهِمْ نُفُوراً قیل كانوا إذا سمعوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ ولوا و قیل إذا سمعوا لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ (6)
ص: 50
و فی قوله تعالی وَ إِنْ كادُوا لَیَسْتَفِزُّونَكَ أی إن المشركین أرادوا أن یزعجوك (1) من أرض مكة بالإخراج و قیل عن أرض المدینة یعنی الیهود و قیل یعنی جمیع الكفار أرادوا أن یخرجوك من أرض العرب و قیل معناه لیقتلونك وَ إِذاً لا یَلْبَثُونَ أی لو أخرجوك لكانوا لا یلبثون بعد خروجك إِلَّا زمانا قَلِیلًا و مدة یسیرة قیل و هی المدة بین خروج النبی صلی اللّٰه علیه و آله من مكة و قتلهم یوم بدر و الصحیح أن المعنیین فی الآیة مشركو مكة و أنهم لم یخرجوا النبی صلی اللّٰه علیه و آله من مكة و لكنهم هموا بإخراجه ثم خرج صلی اللّٰه علیه و آله لما أمر بالهجرة و ندموا علی خروجه و لذلك ضمنوا الأموال فی رده و لو أخرجوه لاستؤصلوا بالعذاب و لماتوا طرا. (2) و فی قوله تعالی أَ لَیْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ استفهام تقریر یعنی به محمدا صلی اللّٰه علیه و آله یكفیه عداوة من یعادیه وَ یُخَوِّفُونَكَ كانت الكفار یخیفونه بالأوثان التی كانوا یعبدونها قالوا أ ما تخاف أن یهلكك آلهتنا و قیل إنه لما قصد خالد لكسر العزی بأمر النبی صلی اللّٰه علیه و آله قالوا إیاك یا خالد فبأسها شدید فضرب خالد أنفها بالفأس فهشمها فقال كفرانك یا عزی لا سبحانك سبحان من أهانك (3).
«1»-فس، تفسیر القمی فَكَفَّ أَیْدِیَهُمْ عَنْكُمْ یَعْنِی أَهْلَ مَكَّةَ مِنْ قَبْلِ أَنْ فَتَحَهَا فَكَفَّ أَیْدِیَهُمْ بِالصُّلْحِ یَوْمَ الْحُدَیْبِیَةِ (4).
«2»-فس، تفسیر القمی حِجاباً مَسْتُوراً یَعْنِی یَحْجُبُ اللَّهُ عَنْكَ الشَّیَاطِینَ (5) أَكِنَّةً أَیْ غِشَاوَةً أَیْ صَمَماً نُفُوراً قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا صَلَّی تَهَجَّدَ بِالْقُرْآنِ وَ تَسَمَّعَ (6) لَهُ قُرَیْشٌ لِحُسْنِ صَوْتِهِ فَكَانَ إِذَا قَرَأَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ فَرُّوا عَنْهُ (7).
«3»-فس، تفسیر القمی وَ إِنْ كادُوا لَیَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ یَعْنِی أَهْلَ مَكَّةَ إِلَّا قَلِیلًا
ص: 51
حَتَّی قُتِلُوا بِبَدْرٍ (1).
«4»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام الدَّقَّاقُ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ جَرِیرِ بْنِ حَازِمٍ (2) عَنْ أَبِی مَسْرُوقٍ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَاهُ أَبُو لَهَبٍ فَتَهَدَّدَهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنْ خُدِشْتُ مِنْ قِبَلِكَ خَدْشَةً فَأَنَا كَذَّابٌ فَكَانَتْ أَوَّلَ آیَةٍ (3) نَزَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْخَبَرَ (4).
«5»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْحُبَابِ الْجُمَحِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأُبُلِّیِّ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ عَیَّاشٍ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ سَعِیدٍ الْحَنَفِیِّ عَنْ جُمَیْعِ بْنِ عُمَیْرٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ یَقُولُ انْتَهَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی الْعَقَبَةِ فَقَالَ لَا یُجَاوِزُهَا أَحَدٌ فَعَوَّجَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِی الْعَاصِ فَمَهُ مُسْتَهْزِئاً بِهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنِ اشْتَرَی شَاةً مُصَرَّاةً فَهُوَ بِالْخِیَارِ (5) فَعَوَّجَ الْحَكَمُ فَمَهُ فَبَصُرَ بِهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَدَعَا عَلَیْهِ فَصُرِعَ شَهْرَیْنِ ثُمَّ أَفَاقَ فَأَخْرَجَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنِ الْمَدِینَةِ طَرِیداً وَ نَفَاهُ عَنْهَا (6).
«6»-فس، تفسیر القمی فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ وَ جَعَلْنا مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَیْناهُمْ یَقُولُ فَأَعْمَیْنَاهُمْ فَهُمْ لا یُبْصِرُونَ (7) الْهُدَی أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَهُمْ وَ أَبْصَارَهُمْ وَ قُلُوبَهُمْ فَأَعْمَاهُمْ عَنِ الْهُدَی نَزَلَتْ فِی أَبِی جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ عَلَیْهِ اللَّعْنَةُ وَ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ ذَلِكَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَامَ یُصَلِّی وَ قَدْ حَلَفَ أَبُو جَهْلٍ لَئِنْ رَآهُ یُصَلِّی لَیَدْمَغَنَّهُ فَجَاءَهُ وَ مَعَهُ حَجَرٌ وَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قَائِمٌ یُصَلِّی فَجَعَلَ كُلَّمَا رَفَعَ الْحَجَرَ لِیَرْمِیَهُ
ص: 52
أَثْبَتَ اللَّهُ یَدَهُ إِلَی عُنُقِهِ وَ لَا یَدُورُ الْحَجَرُ بِیَدِهِ فَلَمَّا رَجَعَ إِلَی أَصْحَابِهِ سَقَطَ الْحَجَرُ مِنْ یَدِهِ (1) ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ مِنْ رَهْطِهِ أَیْضاً فَقَالَ أَنَا أَقْتُلُهُ فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ فَجَعَلَ یَسْمَعُ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأُرْعِبَ فَرَجَعَ إِلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ حَالَ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ كَهَیْئَةِ الْفَحْلِ یَخْطِرُ بِذَنَبِهِ فَخِفْتُ أَنْ أَتَقَدَّمَ (2).
بیان: خطر البعیر بذنبه كضرب رفعه مرة بعد أخری و ضرب به فخذیه.
«7»-فس، تفسیر القمی فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِینَ إِنَّا كَفَیْناكَ الْمُسْتَهْزِئِینَ فَإِنَّهَا نَزَلَتْ بِمَكَّةَ بَعْدَ أَنْ نُبِّئَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِثَلَاثِ سِنِینَ وَ ذَلِكَ أَنَّ النُّبُوَّةَ نَزَلَتْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ وَ أَسْلَمَ عَلِیٌّ علیه السلام یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ ثُمَّ أَسْلَمَتْ خَدِیجَةُ بِنْتُ خُوَیْلِدٍ زَوْجَةُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ دَخَلَ أَبُو طَالِبٍ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یُصَلِّی وَ عَلِیٌّ بِجَنْبِهِ وَ كَانَ مَعَ أَبِی طَالِبٍ جَعْفَرٌ فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ صِلْ جَنَاحَ ابْنِ عَمِّكَ فَوَقَفَ جَعْفَرٌ عَلَی یَسَارِ رَسُولِ اللَّهِ فَبَدَرَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ بَیْنِهِمَا فَكَانَ یُصَلِّی رَسُولُ اللَّهِ وَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ جَعْفَرٌ وَ زَیْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَ خَدِیجَةُ فَلَمَّا أَتَی لِذَلِكَ ثَلَاثَ سِنِینَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِینَ إِنَّا كَفَیْناكَ الْمُسْتَهْزِئِینَ وَ كَانَ الْمُسْتَهْزِءُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَمْسَةً الْوَلِیدُ بْنُ الْمُغِیرَةِ وَ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ وَ الْأَسْوَدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ دَعَا عَلَیْهِ (3) لِمَا كَانَ بَلَغَهُ مِنْ إِیذَائِهِ وَ اسْتِهْزَائِهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ أَعْمِ بَصَرَهُ وَ أَثْكِلْهُ بِوَلَدِهِ فَعَمِیَ بَصَرُهُ وَ قُتِلَ وَلَدُهُ بِبَدْرٍ وَ الْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ یَغُوثَ (4) وَ الْحَارِثُ بْنُ طَلَاطِلَةَ الْخُزَاعِیُّ فَمَرَّ الْوَلِیدُ بْنُ الْمُغِیرَةِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَعَهُ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ یَا مُحَمَّدُ هَذَا الْوَلِیدُ بْنُ الْمُغِیرَةِ وَ هُوَ مِنَ الْمُسْتَهْزِءِینَ بِكَ قَالَ نَعَمْ وَ قَدْ كَانَ مَرَّ بِرَجُلٍ مِنْ خُزَاعَةَ عَلَی بَابِ الْمَسْجِدِ وَ هُوَ یَرِیشُ نِبَالًا لَهُ فَوَطِئَ عَلَی بَعْضِهَا فَأَصَابَ أَسْفَلَ عَقِبِهِ قِطْعَةٌ مِنْ ذَلِكَ فَدَمِیَتْ فَلَمَّا مَرَّ بِجَبْرَئِیلَ أَشَارَ إِلَی ذَلِكَ الْمَوْضِعِ فَرَجَعَ الْوَلِیدُ إِلَی مَنْزِلِهِ وَ نَامَ عَلَی سَرِیرِهِ وَ كَانَتِ ابْنَتُهُ نَائِمَةً أَسْفَلَ مِنْهُ فَانْفَجَرَ الْمَوْضِعُ الَّذِی أَشَارَ إِلَیْهِ جَبْرَئِیلُ أَسْفَلَ عَقِبِهِ فَسَالَ مِنْهُ الدَّمُ حَتَّی صَارَ إِلَی فِرَاشِ ابْنَتِهِ فَانْتَبَهَتِ
ص: 53
ابْنَتُهُ فَقَالَتِ الْجَارِیَةُ انْحَلَّ وِكَاءُ (1) الْقِرْبَةِ قَالَ الْوَلِیدُ مَا هَذَا وِكَاءَ الْقِرْبَةِ وَ لَكِنَّهُ دَمُ أَبِیكِ فَاجْمَعِی لِی وُلْدِی وَ وُلْدَ أَخِی فَإِنِّی مَیِّتٌ فَجَمَعَتْهُمْ فَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی رَبِیعَةَ إِنَّ عُمَارَةَ بْنَ الْوَلِیدِ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ بِدَارٍ مَضِیعَةٍ (2) فَخُذْ كِتَاباً مِنْ مُحَمَّدٍ إِلَی النَّجَاشِیِّ أَنْ یَرُدَّهُ ثُمَّ قَالَ لِابْنِهِ هَاشِمٍ وَ هُوَ أَصْغَرُ وُلْدِهِ یَا بُنَیَّ أُوصِیكَ بِخَمْسِ خِصَالٍ فَاحْفَظْهَا أُوصِیكَ بِقَتْلِ أَبِی رُهْمٍ الدَّوْسِیِّ وَ إِنْ أَعْطَوْكُمْ ثَلَاثَ دِیَاتٍ فَإِنَّهُ غَلَبَنِی عَلَی امْرَأَتِی وَ هِیَ بِنْتُهُ وَ لَوْ تَرَكَهَا وَ بَعْلَهَا كَانَتْ تَلِدُ لِیَ ابْناً مِثْلَكَ وَ دَمِی فِی خُزَاعَةَ وَ مَا تَعَمَّدُوا قَتْلِی وَ أَخَافُ أَنْ تُنْسَوْا بَعْدِی وَ دَمِی فِی بَنِی خُزَیْمَةَ بْنِ عَامِرٍ وَ دِیَاتِی (3) فِی سَقِیفٍ فَخُذْهُ وَ لِأُسْقُفِّ نَجْرَانَ عَلَیَّ مِائَتَا دِینَارٍ فَاقْضِهَا ثُمَّ فَاضَتْ نَفْسُهُ وَ مَرَّ أَبُو زَمْعَةَ الْأَسْوَدُ (4) بِرَسُولِ اللَّهِ فَأَشَارَ جَبْرَئِیلُ إِلَی بَصَرِهِ فَعَمِیَ وَ مَاتَ وَ مَرَّ بِهِ الْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ یَغُوثَ فَأَشَارَ جَبْرَئِیلُ إِلَی بَطْنِهِ فَلَمْ یَزَلْ یَسْتَسْقِی حَتَّی انْشَقَّ بَطْنُهُ وَ مَرَّ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ فَأَشَارَ جَبْرَئِیلُ إِلَی رِجْلِهِ فَدَخَلَ عُودٌ فِی أَخْمَصِ قَدَمِهِ (5) وَ خَرَجَتْ مِنْ ظَاهِرِهِ وَ مَاتَ وَ مَرَّ ابْنُ الطَّلَاطِلَةِ فَأَرْسَلَ اللَّهُ إِلَیْهِ جَبْرَئِیلَ فَأَشَارَ إِلَی (6) وَجْهِهِ فَخَرَجَ إِلَی جِبَالِ تِهَامَةَ فَأَصَابَتْهُ السَّمَائِمُ ثُمَّ اسْتَسْقَی حَتَّی انْشَقَّ بَطْنُهُ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ إِنَّا
ص: 54
كَفَیْناكَ الْمُسْتَهْزِئِینَ (1).
بیان: السمائم جمع السموم و هو الریح الحارة.
«8»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبَانٍ الْأَحْمَرِ رَفَعَهُ قَالَ: كَانَ الْمُسْتَهْزِءُونَ خَمْسَةً مِنْ قُرَیْشٍ الْوَلِیدُ بْنُ الْمُغِیرَةِ الْمَخْزُومِیُّ وَ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ السَّهْمِیُّ وَ الْحَارِثُ بْنُ حَنْظَلَةَ (2) وَ الْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ یَغُوثَ بْنِ وَهْبٍ الزُّهْرِیُّ وَ الْأَسْوَدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدٍ فَلَمَّا قَالَ اللَّهُ إِنَّا كَفَیْناكَ الْمُسْتَهْزِئِینَ عَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَدْ أَخْزَاهُمْ فَأَمَاتَهُمُ اللَّهُ بِشَرِّ مِیتَاتٍ (3).
«9»-ل، الخصال الْقَطَّانُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْخُرَاسَانِیِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ صَالِحٍ الْعَبَّاسِیِّ عَنْ أَبِیهِ وَ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأُبُلِّیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ لِیَهُودِیٍّ مِنْ یَهُودِ الشَّامِ وَ أَحْبَارِهِمْ فِیمَا أَجَابَهُ عَنْهُ مِنْ جَوَابِ مَسَائِلِهِ فَأَمَّا الْمُسْتَهْزِءُونَ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ إِنَّا كَفَیْناكَ الْمُسْتَهْزِئِینَ فَقَتَلَ اللَّهُ خَمْسَتَهُمْ قَدْ قُتِلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِغَیْرِ قِتْلَةِ صَاحِبِهِ فِی یَوْمٍ وَاحِدٍ أَمَّا الْوَلِیدُ بْنُ الْمُغِیرَةِ فَإِنَّهُ مَرَّ بِنَبْلٍ لِرَجُلٍ مِنْ خُزَاعَةَ قَدْ رَاشَهُ فِی الطَّرِیقِ فَأَصَابَتْهُ شَظِیَّةٌ مِنْهُ فَانْقَطَعَ أَكْحَلُهُ حَتَّی أَدْمَاهُ فَمَاتَ وَ هُوَ یَقُولُ قَتَلَنِی رَبُّ مُحَمَّدٍ وَ أَمَّا الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ السَّهْمِیُّ فَإِنَّهُ خَرَجَ فِی حَاجَتِهِ لَهُ إِلَی كُدًی فَتَدَهْدَهَ تَحْتَهُ حَجَرٌ فَسَقَطَ فَتَقَطَّعَ قِطْعَةً قِطْعَةً فَمَاتَ وَ هُوَ یَقُولُ قَتَلَنِی رَبُّ مُحَمَّدٍ وَ أَمَّا الْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ یَغُوثَ فَإِنَّهُ خَرَجَ یَسْتَقْبِلُ ابْنَهُ زَمْعَةَ وَ مَعَهُ غُلَامٌ لَهُ فَاسْتَظَلَّ بِشَجَرَةٍ تَحْتَ كُدًی فَأَتَاهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَأَخَذَ رَأْسَهُ فَنَطَحَ بِهِ الشَّجَرَةَ فَقَالَ لِغُلَامِهِ امْنَعْ هَذَا عَنِّی فَقَالَ مَا أَرَی أَحَداً یَصْنَعُ بِكَ شَیْئاً إِلَّا نَفْسَكَ فَقَتَلَهُ وَ هُوَ یَقُولُ قَتَلَنِی رَبُّ مُحَمَّدٍ.
قَالَ الصَّدُوقُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ یُقَالُ فِی خَبَرٍ آخَرَ فِی الْأَسْوَدِ قَوْلٌ آخَرُ یُقَالُ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ قَدْ دَعَا عَلَیْهِ أَنْ یُعْمِیَ اللَّهُ بَصَرَهُ وَ أَنْ یُثْكِلَهُ وَلَدَهُ فَلَمَّا كَانَ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ جَاءَ حَتَّی صَارَ إِلَی كُدًی فَأَتَاهُ جَبْرَئِیلُ بِوَرَقَةٍ خَضْرَاءَ فَضَرَبَ بِهَا وَجْهَهُ فَعَمِیَ وَ بَقِیَ
ص: 55
حَتَّی أَثْكَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَلَدَهُ یَوْمَ بَدْرٍ ثُمَّ مَاتَ وَ أَمَّا الْحَارِثُ بْنُ الطَّلَاطِلَةِ فَإِنَّهُ خَرَجَ مِنْ بَیْتِهِ فِی السَّمُومِ فَتَحَوَّلَ حَبَشِیّاً فَرَجَعَ إِلَی أَهْلِهِ فَقَالَ أَنَا الْحَارِثُ فَغَضِبُوا عَلَیْهِ فَقَتَلُوهُ وَ هُوَ یَقُولُ قَتَلَنِی رَبُّ مُحَمَّدٍ وَ أَمَّا الْأَسْوَدُ بْنُ الْحَارِثِ فَإِنَّهُ أَكَلَ حُوتاً مَالِحاً فَأَصَابَهُ الْعَطَشُ (1) فَلَمْ یَزَلْ یَشْرَبُ الْمَاءَ حَتَّی انْشَقَّ بَطْنُهُ فَمَاتَ وَ هُوَ یَقُولُ قَتَلَنِی رَبُّ مُحَمَّدٍ كُلُّ ذَلِكَ فِی سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ وَ ذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا لَهُ یَا مُحَمَّدُ نَنْتَظِرُ بِكَ الظُّهْرَ فَإِنْ رَجَعْتَ عَنْ قَوْلِكَ وَ إِلَّا قَتَلْنَاكَ فَدَخَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْزِلَهُ فَأَغْلَقَ عَلَیْهِ بَابَهُ مُغْتَمّاً بِقَوْلِهِمْ فَأَتَاهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام سَاعَتَهُ فَقَالَ لَهُ یَا مُحَمَّدُ السَّلَامُ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ وَ هُوَ یَقُولُ فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ یَعْنِی أَظْهِرْ أَمْرَكَ لِأَهْلِ مَكَّةَ وَ ادْعُ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِینَ قَالَ یَا جَبْرَئِیلُ كَیْفَ أَصْنَعُ بِالْمُسْتَهْزِءِینَ وَ مَا أَوْعَدُونِی قَالَ لَهُ إِنَّا كَفَیْناكَ الْمُسْتَهْزِئِینَ قَالَ یَا جَبْرَئِیلُ كَانُوا عِنْدِیَ السَّاعَةَ بَیْنَ یَدَیَّ فَقَالَ قَدْ كُفِیتَهُمْ فَأَظْهَرَ أَمْرَهُ عِنْدَ ذَلِكَ.
قال الصدوق رحمه اللّٰه و الحدیث طویل أخذنا منه موضع الحاجة و قد أخرجته بتمامه فی آخر الجزء الرابع من كتاب النبوة. (2)
بیان: النبل بالفتح السهام العربیة و راش السهم یریشه ألزق علیه الریش و الشظیة بفتح الشین و كسر الظاء المعجمة و تشدید الیاء الفلقة من العصا و نحوها و الأكحل عرق فی الید یفصد و كداء بالفتح و المد الثنیة العلیا بمكة مما یلی المقابر و هو المعلی و كدا بالضم و القصر الثنیة السفلی مما یلی باب العمرة و یقال دهده الحجر فتدهده أی دحرجه فتدحرج.
«10»-قب، المناقب لابن شهرآشوب یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ أَبَا جَهْلٍ طَلَبَ غِرَّتَهُ (3) فَلَمَّا رَآهُ سَاجِداً أَخَذَ صَخْرَةً لِیَطْرَحَهَا عَلَیْهِ أَلْزَقَهَا اللَّهُ بِكَفِّهِ وَ لَمَّا عَرَفَ أَنْ لَا نَجَاةَ إِلَّا بِمُحَمَّدٍ سَأَلَهُ أَنْ یَدْعُوَ رَبَّهُ
ص: 56
فَدَعَا اللَّهَ فَأُطْلِقَ یَدُهُ وَ طُرِحَ بِصَخْرَتِهِ (1).
«11»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْیَهُودِ عَمِلَتْ لَهُ سِحْراً فَظَنَّتْ أَنَّهُ یُنْفِذُ فِیهِ كَیْدَهَا- وَ السِّحْرُ بَاطِلٌ مُحَالٌ إِلَّا أَنَّ اللَّهَ دَلَّهُ عَلَیْهِ فَبَعَثَ مَنِ اسْتَخْرَجَهُ وَ كَانَ عَلَی الصِّفَةِ الَّتِی ذَكَرَهَا وَ عَلَی عَدَدِ الْعُقَدِ الَّتِی عَقَدَ فِیهَا وَ وَصَفَ مَا لَوْ عَایَنَهُ مُعَایِنٌ لَغَفَلَ عَنْ بَعْضِ ذَلِكَ (2).
«12»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَصَلَّی فِی ظِلِّ الْكَعْبَةِ وَ نَاسٌ مِنْ قُرَیْشٍ وَ أَبُو جَهْلٍ نَحَرُوا جَزُوراً فِی نَاحِیَةِ مَكَّةَ فَبَعَثُوا وَ جَاءُوا بِسَلَاهَا فَطَرَحُوهُ بَیْنَ كَتِفَیْهِ فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام فَطَرَحَتْهُ عَنْهُ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ اللَّهُمَّ عَلَیْكَ بِقُرَیْشٍ اللَّهُمَّ عَلَیْكَ بِأَبِی جَهْلٍ وَ بِعُتْبَةَ وَ شَیْبَةَ وَ وَلِیدِ بْنِ عُتْبَةَ وَ أُمَیَّةَ بْنِ خَلَفٍ وَ بِعُقْبَةَ بْنِ أَبِی مُعَیْطٍ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَ لَقَدْ رَأَیْتُهُمْ قَتْلَی فِی قَلِیبِ بَدْرٍ.
بیان: السلا مقصورة الجلدة الرقیقة التی یكون فیها الولد من المواشی.
«13»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ أَبَا ثَرْوَانَ كَانَ رَاعِیاً فِی إِبِلِ عَمْرِو بْنِ تَمِیمٍ فَخَافَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ قُرَیْشٍ فَنَظَرَ إِلَی سَوَادِ الْإِبِلِ فَقَصَدَ لَهُ وَ جَلَسَ بَیْنَهَا فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ لَا تَصْلُحُ إِبِلٌ أَنْتَ فِیهَا فَدَعَا عَلَیْهِ فَعَاشَ شَقِیّاً یَتَمَنَّی الْمَوْتَ.
«14»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ أَبِی لَهَبٍ قَالَ كَفَرْتُ بِرَبِّ النَّجْمِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَ مَا تَخَافُ أَنْ یَأْكُلَكَ كَلْبُ اللَّهِ فَخَرَجَ فِی تِجَارَةٍ إِلَی الْیَمَنِ فَبَیْنَمَا هُمْ قَدْ عَرَّسُوا (3) إِذْ سَمِعَ صَوْتَ الْأَسَدِ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ إِنِّی مَأْكُولٌ بِدُعَاءِ مُحَمَّدٍ فَنَامُوا حَوْلَهُ فَضُرِبَ (4) عَلَی آذَانِهِمْ فَجَاءَهُ الْأَسَدُ حَتَّی أَخَذَهُ فَمَا سَمِعُوا إِلَّا صَوْتَهُ.
وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ أَنَّهُ لَمَّا قَالَ كَفَرْتُ بِالَّذِی دَنَا فَتَدَلَّی وَ تَفَلَ فِی وَجْهِ مُحَمَّدٍ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ سَلِّطْ عَلَیْهِ كَلْباً مِنْ كِلَابِكَ فَخَرَجُوا إِلَی الشَّامِ فَنَزَلُوا مَنْزِلًا
ص: 57
فَقَالَ لَهُمْ رَاهِبٌ مِنَ الدَّیْرِ هَذِهِ أَرْضٌ مَسْبَعَةٌ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ یَا مَعْشَرَ قُرَیْشٍ أَعِینُونَا هَذِهِ اللَّیْلَةَ إِنِّی أَخَافُ عَلَیْهِ دَعْوَةَ مُحَمَّدٍ فَجَمَعُوا جمالهم (1) (أَحْمَالَهُمْ) وَ فَرَشُوا لِعُتْبَةَ فِی أَعْلَاهَا وَ نَامُوا حَوْلَهُ فَجَاءَ الْأَسَدُ یَتَشَمَّمُ وُجُوهَهُمْ ثُمَّ ثَنَی ذَنَبَهُ فَوَثَبَ فَضَرَبَهُ بِیَدِهِ ضَرْبَةً وَاحِدَةً فَخَدَشَهُ قَالَ قَتَلَنِی (2) فَمَاتَ مَكَانَهُ.
قب، المناقب لابن شهرآشوب روت العامة عن الصادق علیه السلام و عن ابن عباس و ذكر مثله (3).
«15»-یج، الخرائج و الجرائح مِنْ مُعْجِزَاتِهِ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یُصَلِّی مُقَابِلَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ وَ یَسْتَقْبِلُ بَیْتَ الْمَقْدِسِ وَ یَسْتَقْبِلُ الْكَعْبَةَ فَلَا یَرَی حَتَّی یَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ وَ كَانَ یَسْتَتِرُ بِقَوْلِهِ وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً (4) وَ بِقَوْلِهِ أُولئِكَ الَّذِینَ طَبَعَ اللَّهُ عَلی قُلُوبِهِمْ (5) وَ بِقَوْلِهِ وَ جَعَلْنا عَلی قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ یَفْقَهُوهُ وَ فِی آذانِهِمْ وَقْراً (6) وَ بِقَوْلِهِ أَ فَرَأَیْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلی عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلی سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلی بَصَرِهِ غِشاوَةً (7).
«16»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمَیَّةَ لِرَسُولِ اللَّهِ إِنَّا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّی تَأْتِیَنَا بِاللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ قَبِیلًا أَوْ یَكُونَ لَكَ بَیْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقی فِی السَّماءِ وَ لَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِیِّكَ وَ اللَّهِ لَوْ فَعَلْتَ ذَلِكَ مَا كُنْتُ أَدْرِی أَ صَدَقْتَ أَمْ لَا فَانْصَرَفَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ نَظَرُوا (8) فِی أُمُورِهِمْ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ لَئِنْ أَصْبَحْتُ وَ هُوَ قَدْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ لَأَطْرَحَنَّ عَلَی رَأْسِهِ أَعْظَمَ حَجَرٍ أَقْدِرُ عَلَیْهِ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمَسْجِدَ فَصَلَّی فَأَخَذَ
ص: 58
أَبُو جَهْلٍ الْحَجَرَ وَ قُرَیْشٌ تَنْظُرُ فَلَمَّا دَنَا لِیَرْمِیَ بِالْحَجَرِ مِنْ یَدِهِ أَخَذَتْهُ الرِّعْدَةُ فَقَالُوا مَا لَكَ قَالَ رَأَیْتُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ مُتَقَنِّعِینَ فِی الْحَدِیدِ لَوْ تَحَرَّكْتُ أَخَذُونِی.
«17»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: إِنَّ الْحَكَمَ بْنَ الْعَاصِ عَمَّ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ كَانَ یَسْتَهْزِئُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ بِخُطْوَتِهِ فِی مِشْیَتِهِ وَ یَسْخَرُ مِنْهُ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْماً (1) وَ الْحَكَمُ خَلْفَهُ یُحَرِّكُ كَتِفَیْهِ وَ یَكْسِرُ یَدَیْهِ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ اسْتِهْزَاءً مِنْهُ بِمِشْیَتِهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِیَدِهِ وَ قَالَ هَكَذَا فَكُنْ فَبَقِیَ الْحَكَمُ عَلَی تِلْكَ الْحَالِ مِنْ تَحْرِیكِ أَكْتَافِهِ وَ تَكَسُّرِ (2) یَدَیْهِ ثُمَّ نَفَاهُ عَنِ الْمَدِینَةِ وَ لَعَنَهُ فَكَانَ مَطْرُوداً إِلَی أَیَّامِ عُثْمَانَ فَرَدَّهُ إِلَی الْمَدِینَةِ (3).
«18»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: صَلَّی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی بَعْضِ اللَّیَالِی فَقَرَأَ تَبَّتْ یَدا أَبِی لَهَبٍ فَقِیلَ لِأُمِّ جَمِیلٍ أُخْتِ أَبِی سُفْیَانَ امْرَأَةِ أَبِی لَهَبٍ إِنَّ مُحَمَّداً لَمْ یَزَلِ الْبَارِحَةَ یَهْتِفُ بِكِ وَ بِزَوْجِكِ فِی صَلَاتِهِ وَ یَقْنُتُ عَلَیْكُمَا فَخَرَجَتْ تَطْلُبُهُ وَ هِیَ تَقُولُ لَئِنْ رَأَیْتُهُ لَأَسْمَعْتُهُ وَ جَعَلَتْ تُنْشِدُ (4) مَنْ أَحَسَّ لِی مُحَمَّداً حَتَّی انْتَهَتْ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ وَ أَبُو بَكْرٍ جَالِسٌ مَعَهُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَوِ انْتَحَیْتَ (5) فَإِنَّ أُمَّ جَمِیلٍ قَدْ أَقْبَلَتْ وَ أَنَا خَائِفٌ أَنْ تُسْمِعَكَ شَیْئاً فَقَالَ إِنَّهَا لَمْ تَرَنِی فَجَاءَتْ حَتَّی قَامَتْ عَلَیْهِ وَ قَالَتْ یَا أَبَا بَكْرٍ أَ رَأَیْتَ مُحَمَّداً قَالَ لَا فَمَضَتْ رَاجِعَةً إِلَی بَیْتِهَا فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام ضَرَبَ اللَّهُ بَیْنَهُمَا حِجَاباً أَصْفَرَ وَ كَانَتْ تَقُولُ لَهُ صلی اللّٰه علیه و آله مُذَمَّمٌ وَ كَذَا قُرَیْشٌ كُلُّهُمْ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ أَنْسَاهُمْ اسْمِی وَ هُمْ یَعْلَمُونَ یُسَمُّونَ (6) مُذَمَّماً وَ أَنَا مُحَمَّدٌ.
ص: 59
«19»-قب، المناقب لابن شهرآشوب جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (1) أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله نَزَلَ تَحْتَ شَجَرَةٍ فَعَلَّقَ بِهَا سَیْفَهُ ثُمَّ نَامَ فَجَاءَ أَعْرَابِیٌّ فَأَخَذَ السَّیْفَ وَ قَامَ عَلَی رَأْسِهِ فَاسْتَیْقَظَ النَّبِیُ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ مَنْ یَعْصِمُكَ الْآنَ مِنِّی قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فَرَجَفَ وَ سَقَطَ السَّیْفُ مِنْ یَدِهِ.
وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ أَنَّهُ بَقِیَ جَالِساً زَمَاناً وَ لَمْ یُعَاقِبْهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله.
الثُّمَالِیُّ فِی تَفْسِیرِ قَوْلِهِ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا (2) اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَیْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنَّ الْقَاصِدَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ دُعْثُورَ بْنَ الْحَارِثِ فَدَفَعَ جَبْرَئِیلُ فِی صَدْرِهِ فَوَقَعَ السَّیْفُ مِنْ یَدِهِ فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ وَ قَامَ عَلَی رَأْسِهِ فَقَالَ مَا یَمْنَعُكَ مِنِّی فَقَالَ لَا أَحَدَ وَ أَنَا أَعْهَدُ أَنْ لَا أُقَاتِلَكَ أَبَداً وَ لَا أُعِینَ عَلَیْكَ عَدُوّاً فَأَطْلَقَهُ فَسُئِلَ بَعْدَ انْصِرَافِهِ عَنْ حَالِهِ فَقَالَ نَظَرْتُ إِلَی رَجُلٍ طَوِیلٍ أَبْیَضَ دَفَعَ فِی صَدْرِی فَعَرَفْتُ أَنَّهُ مَلَكٌ وَ یُقَالُ إِنَّهُ أَسْلَمَ وَ جَعَلَ یَدْعُو قَوْمَهُ إِلَی الْإِسْلَامِ.
حُذَیْفَةُ وَ أَبُو هُرَیْرَةَ جَاءَ أَبُو جَهْلٍ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یُصَلِّی لِیَطَأَ عَلَی رَقَبَتِهِ فَجَعَلَ یَنْكُصُ عَلَی عَقِبَیْهِ فَقِیلَ لَهُ مَا لَكَ قَالَ إِنَّ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ خَنْدَقاً مِنْ نَارٍ مَهُولًا وَ رَأَیْتُ مَلَائِكَةً ذَوِی أَجْنِحَةٍ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَوْ دَنَا مِنِّی لَاخْتَطَفَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عُضْواً عُضْواً فَنَزَلَ أَ رَأَیْتَ الَّذِی یَنْهی (3) الْآیَاتِ.
ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ قُرَیْشاً اجْتَمَعُوا فِی الْحِجْرِ فَتَعَاقَدُوا بِاللَّاتِ وَ الْعُزَّی وَ مَنَاةَ لَوْ رَأَیْنَا مُحَمَّداً لَقُمْنَا مَقَامَ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَ لَنَقْتُلَنَّهُ فَدَخَلَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بَاكِیَةً وَ حَكَتْ مَقَالَهُمْ فَقَالَ یَا بُنَیَّةِ أَحْضِرِی لِی وَضُوءاً فَتَوَضَّأَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَی الْمَسْجِدِ فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا هَا هُوَ ذَا وَ خُفِضَتْ رُءُوسُهُمْ وَ سَقَطَتْ أَذْقَانُهُمْ فِی صُدُورِهِمْ فَلَمْ یَصِلْ إِلَیْهِ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَأَخَذَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قَبْضَةً مِنَ التُّرَابِ فَحَصَبَهُمْ (4) بِهَا وَ قَالَ شَاهَتِ (5) الْوُجُوهُ (6)
ص: 60
فَمَا أَصَابَ رَجُلًا مِنْهُمْ إِلَّا قُتِلَ یَوْمَ بَدْرٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ لَمَّا خَرَجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مُهَاجِراً تَبِعَهُ سُرَاقَةُ بْنُ جُعْشُمٍ مَعَ خَیْلِهِ فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله دَعَا فَكَانَ قَوَائِمُ فَرَسِهِ سَاخَتْ حَتَّی تَغَیَّبَتْ فَتَضَرَّعَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی دَعَا وَ صَارَ إِلَی وَجْهِ الْأَرْضِ فَقَصَدَ كَذَلِكَ ثَلَاثاً وَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ یَا أَرْضُ خُذِیهِ وَ إِذَا تَضَرَّعَ قَالَ دَعِیهِ فَكَفَّ بَعْدَ الرَّابِعَةِ وَ أَضْمَرَ أَنْ لَا یَعُودَ إِلَی مَا یَسُوؤُهُ.
وَ فِی رِوَایَةٍ وَ اتَّبَعَهُ دُخَانٌ حَتَّی اسْتَغَاثَهُ فَانْطَلَقَتِ الْفَرَسُ فَعَذَلَهُ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ سُرَاقَةُ:
أَبَا حَكَمٍ وَ اللَّاتِ لَوْ كُنْتَ شَاهِداً*** لِأَمْرِ جَوَادِی إِذْ تَسِیخُ قَوَائِمُهُ
عَجِبْتَ وَ لَمْ تَشْكُكْ بِأَنَّ مُحَمَّداً*** نَبِیٌّ وَ بُرْهَانٌ فَمَنْ ذَا یُكَاتِمُهُ
عَلَیْكَ فَكَفَّ النَّاسُ عَنْهُ فَإِنَّنِی*** أَرَی أَمْرَهُ یَوْماً سَتَبْدُو مَعَالِمُهُ
وَ كَانَ صلی اللّٰه علیه و آله مَارّاً فِی بَطْحَاءِ مَكَّةَ فَرَمَاهُ أَبُو جَهْلٍ بِحَصَاةٍ فَوَقَفَتِ الْحَصَاةُ مُعَلَّقَةً سَبْعَةَ أَیَّامٍ وَ لَیَالِیَهَا فَقَالُوا مَنْ یَرْفَعُهَا قَالَ یَرْفَعُهُ الَّذِی رَفَعَ السَّماواتِ بِغَیْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها.
عِكْرِمَةُ لَمَّا غَزَا یَوْمَ حُنَیْنٍ قَصَدَ إِلَیْهِ شَیْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِی طَلْحَةَ عَنْ یَمِینِهِ فَوَجَدَ عَبَّاساً فَأَتَی عَنْ یَسَارِهِ فَوَجَدَ أَبَا سُفْیَانَ بْنَ الْحَارِثِ فَأَتَی مِنْ خَلْفِهِ فَوَقَعَتْ بَیْنَهُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ فَرَجَعَ الْقَهْقَرَی فَرَجَعَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَیْهِ وَ قَالَ یَا شَیْبُ یَا شَیْبُ ادْنُ مِنِّی اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ الشَّیْطَانَ قَالَ فَنَظَرْتُ إِلَیْهِ وَ لَهُوَ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ سَمْعِی وَ بَصَرِی فَقَالَ یَا شَیْبُ قَاتِلِ الْكُفَّارَ فَلَمَّا انْقَضَی الْقِتَالُ دَخَلَ عَلَیْهِ فَقَالَ الَّذِی أَرَادَ اللَّهُ بِكَ خَیْرٌ مِمَّا أَرَدْتَهُ لِنَفْسِكَ وَ حَدَّثَهُ بِجَمِیعِ مَا زَوَی (1) فِی نَفْسِهِ فَأَسْلَمَ.
ابْنُ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ وَ یُرْسِلُ الصَّواعِقَ (2) قَالَ قَالَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَیْلِ لِأَرْبَدَ بْنِ قَیْسٍ قَدْ شَغَلْتُهُ عَنْكَ مِرَاراً فَأَلَّا ضَرَبْتَهُ یَعْنِی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ أَرْبَدُ أَرَدْتُ ذَلِكَ مَرَّتَیْنِ فَاعْتَرَضَ لِی فِی أَحَدِهِمَا حَائِطٌ مِنْ حَدِیدٍ ثُمَّ رَأَیْتُكَ الثَّانِیَةَ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ أَ فَأَقْتُلُكَ.
ص: 61
وَ فِی رِوَایَةِ الْكَلْبِیِّ أَنَّهُ لَمَّا اخْتَرَطَ مِنْ سَیْفِهِ شِبْراً لَمْ یَقْدِرْ عَلَی سَلِّهِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ اكْفِنِیهِمَا بِمَا شِئْتَ.
وَ فِی رِوَایَةٍ أَنَّ السَّیْفَ لَصِقَ بِهِ وَ فِی الرِّوَایَاتِ كُلِّهَا أَنَّهُ لَمْ یَصِلْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا إِلَی مَنْزِلِهِ أَمَّا عَامِرٌ فَغَدَّ (1) فِی دِیَارِ بَنِی سَلُولٍ فَجَعَلَ یَقُولُ أَ غُدَّةً كَغُدَّةِ الْبَعِیرِ وَ مَوْتاً فِی بَیْتِ السَّلُولِیَّةِ وَ أَمَّا أَرْبَدُ فَارْتَفَعَتْ لَهُ سَحَابَةٌ فَرَمَتْهُ بِصَاعِقَةٍ فَأَحْرَقَتْهُ وَ كَانَ أَخَا لَبِیدٍ لِأُمِّهِ فَقَالَ یَرْثِیهِ:
فَجَّعَنِی الرَّعْدُ وَ الصَّوَاعِقُ بِالْ_***_فَارِسِ یَوْمَ الْكَرِیهَةِ النَّجْدِ
أَخْشَی عَلَی أَرْبَدِ الْحُتُوفِ وَ لَا*** أَرْهَبُ نَوْءَ السِّمَاكِ وَ الْأَسَدِ
ابْنُ عَبَّاسٍ وَ أَنَسٌ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ أَنَّ ثَمَانِینَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ هَبَطُوا مِنْ جَبَلِ التَّنْعِیمِ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ عَامَ الْحُدَیْبِیَةِ لِیَقْتُلُوهُمْ.
وَ فِی رِوَایَةٍ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله جَالِساً فِی ظِلِّ شَجَرَةٍ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ عَلِیٌّ علیه السلام یَكْتُبُ الصُّلْحَ وَ هُمْ ثَلَاثُونَ شَابّاً فَدَعَا عَلَیْهِمُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخَذَ اللَّهُ بِأَبْصَارِهِمْ حَتَّی أَخَذْنَاهُمْ فَخَلَّی سَبِیلَهُمْ فَنَزَلَ وَ هُوَ الَّذِی كَفَّ أَیْدِیَهُمْ عَنْكُمْ (2).
ابْنُ جُبَیْرٍ وَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ فِی قَوْلِهِ فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ الْآیَاتِ كَانَ الْمُسْتَهْزِءُونَ بِهِ جَمَاعَةً مِثْلُ الْوَلِیدِ بْنِ الْمُغِیرَةِ الْمَخْزُومِیِّ وَ الْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ یَغُوثَ الزُّهْرِیُّ وَ أَبُو زَمْعَةَ الْأَسْوَدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ وَ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ السَّهْمِیُّ وَ الْحَارِثُ بْنُ قَیْسٍ السَّهْمِیُّ وَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِی مُعَیْطٍ وَ فَیْهَلَةُ بْنُ عَامِرٍ الْفِهْرِیُّ وَ الْأَسْوَدُ بْنُ الْحَارِثِ وَ أَبُو أُحَیْحَةَ (3) وَ سَعِیدُ بْنُ الْعَاصِ وَ النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ الْعَبْدَرِیُّ وَ الْحَكَمُ بْنُ الْعَاصِ بْنِ أُمَیَّةَ وَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِیعَةَ وَ طُعَیْمَةُ بْنُ عَدِیٍّ وَ الْحَارِثُ بْنُ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ وَ أَبُو الْبَخْتَرِیِّ الْعَاصُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ أَسَدٍ وَ أَبُو جَهْلٍ وَ أَبُو لَهَبٍ وَ كُلُّهُمْ قَدْ أَفْنَاهُمُ اللَّهُ بِأَشَدِّ نَكَالٍ وَ كَانُوا قَالُوا لَهُ یَا مُحَمَّدُ نَنْتَظِرُ بِكَ إِلَی الظُّهْرِ فَإِنْ رَجَعْتَ عَنْ قَوْلِكَ وَ إِلَّا قَتَلْنَاكَ فَدَخَلَ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْزِلَهُ وَ أَغْلَقَ عَلَیْهِ بَابَهُ فَأَتَاهُ جَبْرَئِیلُ سَاعَتَهُ فَقَالَ لَهُ یَا مُحَمَّدُ السَّلَامُ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ وَ هُوَ یَقُولُ اصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَ أَنَا مَعَكَ
ص: 62
وَ قَدْ أَمَرَنِی رَبِّی بِطَاعَتِكَ فَلَمَّا أَتَیَا (1) الْبَیْتَ رَمَی الْأَسْوَدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ فِی وَجْهِهِ بِوَرَقَةٍ خَضْرَاءَ فَقَالَ اللَّهُمَّ أَعْمِ بَصَرَهُ وَ أَثْكِلْهُ وَلَدَهُ فَعَمِیَ وَ أَثْكَلَهُ اللَّهُ وَلَدَهُ.
وَ رُوِیَ أَنَّهُ أَشَارَ إِلَی عَیْنِهِ فَعَمِیَ وَ جَعَلَ یَضْرِبُ رَأْسَهُ عَلَی الْجِدَارِ حَتَّی هَلَكَ ثُمَّ مَرَّ بِهِ الْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ یَغُوثَ فَأَوْمَأَ إِلَی بَطْنِهِ فَاسْتَسْقَی مَاءً وَ مَاتَ حَبَناً وَ مَرَّ بِهِ الْوَلِیدُ فَأَوْمَأَ إِلَی جُرْحٍ انْدَمَلَ فِی بَطْنِ رِجْلِهِ مِنْ نَبْلٍ فَتَعَلَّقَتْ بِهِ شَوْكَةُ فَنَنٍ (2) فَخَدَشَتْ سَاقَهُ وَ لَمْ یَزَلْ مَرِیضاً حَتَّی مَاتَ وَ نَزَلَ فِیهِ سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً (3) وَ إِنَّهُ یُكَلَّفُ أَنْ یَصْعَدَ جَبَلًا فِی النَّارِ مِنْ صَخْرَةٍ مَلْسَاءَ فَإِذَا بَلَغَ أَعْلَاهَا لَمْ یُتْرَكْ أَنْ یَتَنَفَّسَ فَیُجْذَبُ إِلَی أَسْفَلِهَا ثُمَّ یُكَلَّفُ مِثْلَ ذَلِكَ وَ مَرَّ بِهِ الْعَاصُ فَعَابَهُ فَخَرَجَ مِنْ بَیْتِهِ فَلَفَحَتْهُ السَّمُومُ فَلَمَّا انْصَرَفَ إِلَی دَارِهِ لَمْ یَعْرِفُوهُ فَبَاعَدُوهُ فَمَاتَ غَمّاً.
وَ رُوِیَ أَنَّهُمْ غَضِبُوا عَلَیْهِ فَقَتَلُوهُ.
وَ رُوِیَ أَنَّهُ وَطِئَ عَلَی شِبْرِقَةٍ فَدَخَلَتْ فِی أَخْمَصِ رِجْلِهِ فَقَالَ لُدِغْتُ فَلَمْ یَزَلْ یَحُكُّهَا حَتَّی مَاتَ وَ مَرَّ بِهِ الْحَارِثُ فَأَوْمَأَ إِلَی رَأْسِهِ فَتَقَیَّأَ قَیْحاً وَ یُقَالُ إِنَّهُ لَدَغَتْهُ الْحَیَّةُ وَ یُقَالُ خَرَجَ إِلَی كُدًی فَتَدَهْدَهَ عَلَیْهِ حَجَرٌ فَتَقَطَّعَ أَوِ اسْتَقْبَلَ ابْنَهُ فِی سَفَرٍ فَضَرَبَ جَبْرَئِیلُ رَأْسَهُ عَلَی شَجَرَةٍ وَ هُوَ یَقُولُ یَا بُنَیَّ أَدْرِكْنِی فَیَقُولُ لَا أَرَی أَحَداً حَتَّی مَاتَ وَ أَمَّا الْأَسْوَدُ بْنُ الْحَارِثِ أَكَلَ حُوتاً فَأَصَابَهُ الْعَطَشُ فَلَمْ یَزَلْ یَشْرَبُ الْمَاءَ حَتَّی انْشَقَّتْ بَطْنُهُ وَ أَمَّا فَیْهَلَةُ بْنُ عَامِرٍ فَخَرَجَ یُرِیدُ الطَّائِفَ فَفُقِدَ وَ لَمْ یُوجَدْ وَ أَمَّا عَیْطَلَةُ (4) فَاسْتَسْقَی فَمَاتَ وَ یُقَالُ أَتَی بِشَوْكٍ فَأَصَابَ عَیْنَیْهِ فَسَالَتْ حَدَقَتُهُ عَلَی وَجْهِهِ وَ أَمَّا أَبُو لَهَبٍ فَإِنَّهُ سَأَلَ أَبَا سُفْیَانَ عَنْ قِصَّةِ بَدْرٍ فَقَالَ إِنَّا لَقِینَاهُمْ فَمَنَحْنَاهُمْ أَكْتَافَنَا فَجَعَلُوا یَقْتُلُونَنَا وَ یَأْسِرُونَنَا كَیْفَ شَاءُوا وَ ایْمُ اللَّهِ مَعَ ذَلِكَ مَا مَكَثَ (5) النَّاسُ لَقِینَا رِجَالًا بِیضاً عَلَی خَیْلٍ بُلْقٍ بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ لَا یَقُومُ لَهَا شَیْ ءٌ فَقَالَ أَبُو رَافِعٍ لِأُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْعَبَّاسِ تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ
ص: 63
فَجَعَلَ یَضْرِبُنِی فَضَرَبَتْ أُمُّ الْفَضْلِ عَلَی رَأْسِهِ بِعَمُودِ الْخَیْمَةِ فَلَقَتْ (1) رَأْسَهُ شَجَّةٌ مُنْكَرَةٌ فَعَاشَ سَبْعَ لَیَالٍ وَ قَدْ رَمَاهُ اللَّهُ بِالْعَدَسَةِ (2) وَ لَقَدْ تَرَكَهُ ابْنَاهُ ثَلَاثاً لَا یَدْفِنَانِهِ وَ كَانَتْ قُرَیْشٌ تَتَّقِی الْعَدَسَةَ فَدَفَنُوهُ بِأَعْلَی مَكَّةَ عَلَی جِدَارٍ وَ قَذَفُوا عَلَیْهِ الْحِجَارَةَ حَتَّی وَارَوْهُ وَ نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَی لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ (3) الْآیَاتِ فِی أَبِی جَهْلٍ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ حَلَفَ لَئِنْ رَأَی مُحَمَّداً یُصَلِّی لَیَرْضَخَنَّ رَأْسَهُ فَأَتَاهُ وَ هُوَ یُصَلِّی وَ مَعَهُ حَجَرٌ لِیَدْمَغَنَّهُ (4) فَلَمَّا رَفَعَهُ أُثْبِتَتْ یَدُهُ إِلَی عُنُقِهِ وَ لَزِقَ الْحَجَرُ بِیَدِهِ فَلَمَّا عَادَ إِلَی أَصْحَابِهِ وَ أَخْبَرَهُمْ بِمَا رَأَی سَقَطَ الْحَجَرُ مِنْ یَدِهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِی مَخْزُومٍ أَنَا أَقْتُلُهُ بِهَذَا الْحَجَرِ فَأَتَاهُ وَ هُوَ یُصَلِّی لِیَرْمِیَهُ بِالْحَجَرِ فَأَغْشَی اللَّهُ بَصَرَهُ فَجَعَلَ یَسْمَعُ صَوْتَهُ وَ لَا یَرَاهُ فَرَجَعَ إِلَی أَصْحَابِهِ فَلَمْ یَرَهُمْ حَتَّی نَادَوْهُ مَا صَنَعْتَ فَقَالَ مَا رَأَیْتُهُ وَ لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَهُ وَ حَالَ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ كَهَیْئَةِ الْفَحْلِ یَخْطِرُ (5) بِذَنَبِهِ لَوْ دَنَوْتُ مِنْهُ لَأَكَلَنِی.
ابْنُ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ وَ جَعَلْنا مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سَدًّا (6) أَنَّ قُرَیْشاً اجْتَمَعَتْ فَقَالَتْ لَئِنْ دَخَلَ مُحَمَّدٌ لَنَقُومَنَّ إِلَیْهِ قِیَامَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَدَخَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سَدّاً فَلَمْ یُبْصِرُوهُ فَصَلَّی صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ أَتَاهُمْ فَجَعَلَ یَنْثُرُ عَلَی رُءُوسِهِمُ التُّرَابَ وَ هُمْ لَا یَرَوْنَهُ فَلَمَّا جَلَی عَنْهُمْ رَأَوُا التُّرَابَ فَقَالُوا هَذَا مَا سَحَرَكُمُ ابْنُ أَبِی كَبْشَةَ وَ لَمَّا نَزَلَتِ الْأَحْزَابُ عَلَی الْمَدِینَةِ عَبَّی أَبُو سُفْیَانَ سَبْعَةَ آلَافِ رَامٍ كَوْكَبَةً (7) وَاحِدَةً ثُمَّ قَالَ ارْمُوهُمْ رَشْقاً وَاحِداً فَوَقَعَ فِی أَصْحَابِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله سِهَامٌ كَثِیرَةٌ فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَوَّحَ إِلَی السِّهَامِ بِكُمِّهِ وَ دَعَا بِدَعَوَاتٍ فَهَبَّتْ رِیحٌ عَاصِفَةٌ فَرُدَّتِ السِّهَامُ
ص: 64
إِلَی الْقَوْمِ فَكُلُّ مَنْ رَمَی سَهْماً عَادَ السَّهْمُ إِلَیْهِ فَوَقَعَ فِیهِ جُرْحُهُ بِقُدْرَةِ اللَّهِ وَ بَرَكَةِ رَسُولِهِ وَ دَخَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَعَ مَیْسَرَةَ إِلَی حِصْنٍ مِنْ حُصُونِ الْیَهُودِ لِیَشْتَرُوا خُبْزاً وَ أُدْماً فَقَالَ یَهُودِیٌّ عِنْدِی مُرَادُكَ وَ مَضَی إِلَی مَنْزِلِهِ وَ قَالَ لِزَوْجَتِهِ أَطْلِعِی إِلَی عَالِی الدَّارِ فَإِذَا دَخَلَ هَذَا الرَّجُلُ فَارْمِی هَذِهِ الصَّخْرَةَ عَلَیْهِ فَأَدَارَتِ الْمَرْأَةُ الصَّخْرَةَ فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ فَضَرَبَ الصَّخْرَةَ بِجَنَاحِهِ فَخَرَقَتِ الْجِدَارُ وَ أَتَتْ تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا صَاعِقَةٌ فَأَحَاطَتْ بِحَلْقِ الْمَلْعُونِ وَ صَارَتْ فِی عُنُقِهِ كَدَوْرِ الرَّحَی (1) فَوَقَعَ كَأَنَّهُ الْمَصْرُوعُ فَلَمَّا أَفَاقَ جَلَسَ وَ هُوَ یَبْكِی فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَیْلَكَ مَا حَمَلَكَ عَلَی هَذَا الْفِعَالِ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ لَمْ یَكُنْ لِی فِی الْمَتَاعِ حَاجَةٌ بَلْ أَرَدْتُ قَتْلَكَ وَ أَنْتَ مَعْدِنُ الْكَرَمِ وَ سَیِّدُ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ اعْفُ عَنِّی فَرَحِمَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَانْزَاحَتِ الصَّخْرَةُ عَنْ عُنُقِهِ.
جَابِرٌ وَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَیْشٍ لَأَقْتُلَنَّ مُحَمَّداً فَوَثَبَ بِهِ فَرَسُهُ فَانْدَقَّتْ رَقَبَتُهُ وَ اسْتَغَاثَ النَّاسَ إِلَی مَعْمَرِ بْنِ یَزِیدَ وَ كَانَ أَشْجَعَ النَّاسِ وَ مُطَاعاً فِی بَنِی كِنَانَةَ فَقَالَ لِقُرَیْشٍ أَنَا أُرِیحُكُمْ مِنْهُ فَعِنْدِی عِشْرُونَ أَلْفَ مُدَجِّجٍ فَلَا أَرَی هَذَا الْحَیَّ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ یَقْدِرُونَ عَلَی حَرْبِی فَإِنْ سَأَلُونِیَ الدِّیَةَ أَعْطَیْتُهُمْ عَشْرَ دِیَاتٍ فَفِی مَالِی سَعَةٌ وَ كَانَ یَتَقَلَّدُ بِسَیْفٍ طُولُهُ عَشَرَةُ أَشْبَارٍ فِی عَرْضِ شِبْرٍ فَأَهْوَی إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِسَیْفِهِ وَ هُوَ سَاجِدٌ فِی الْحِجْرِ فَلَمَّا قَرُبَ مِنْهُ عَثَرَ بِدِرْعِهِ فَوَقَعَ ثُمَّ قَامَ وَ قَدْ أُدْمِیَ وَجْهُهُ بِالْحِجَارَةِ وَ هُوَ یَعْدُو أَشَدَّ الْعَدْوِ حَتَّی بَلَغَ الْبَطْحَاءَ فَاجْتَمَعُوا إِلَیْهِ وَ غَسَلُوا الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ وَ قَالُوا مَا ذَا أَصَابَكَ فَقَالَ الْمَغْرُورُ وَ اللَّهِ مَنْ غَرَرْتُمُوهُ قَالُوا مَا شَأْنُكَ قَالَ دَعُونِی تَعْدُ إِلَی نَفْسِی مَا رَأَیْتُ كَالْیَوْمِ قَالُوا مَا ذَا أَصَابَكَ قَالَ لَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ وَثَبَ إِلَیَّ مِنْ عِنْدِ رَأْسِهِ شُجَاعَانِ أَقْرَعَانِ یَنْفُخَانِ بِالنِّیرَانِ.
وَ رُوِیَ أَنَّ كَلَدَةَ بْنَ أَسَدٍ رَمَی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِمِزْرَاقٍ (2) وَ هُوَ بَیْنَ دَارِ عَقِیلٍ وَ عِقَالٍ فَعَادَ الْمِزْرَاقُ إِلَیْهِ فَوَقَعَ فِی صَدْرِهِ فَعَادَ فَزِعاً وَ انْهَزَمَ وَ قِیلَ لَهُ مَا لَكَ قَالَ وَیْحَكُمْ أَ مَا
ص: 65
تَرَوْنَ الْفَحْلَ خَلْفِی قَالُوا مَا نَرَی شَیْئاً قَالَ وَیْحَكُمْ فَإِنِّی أَرَاهُ فَلَمْ یَزَلْ یَعْدُو حَتَّی بَلَغَ الطَّائِفَ.
الْوَاقِدِیُّ خَرَجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِلْحَاجَةِ فِی وَسَطِ النَّهَارِ بَعِیداً فَبَلَغَ إِلَی أَسْفَلِ ثَنِیَّةِ الْحَجُونِ فَأَتْبَعَهُ النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ یَرْجُو أَنْ یَغْتَالَهُ فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ عَادَ رَاجِعاً فَلَقِیَهُ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ مِنْ أَیْنَ جِئْتَ قَالَ كُنْتُ طَمِعْتُ أَنْ أَغْتَالَ مُحَمَّداً فَلَمَّا قَرُبْتُ مِنْهُ فَإِذَا أَسَاوِدُ تَضْرِبُ بِأَنْیَابِهَا عَلَی رَأْسِهِ فَاتِحَةً أَفْوَاهَهَا فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ هَذَا بَعْضُ سِحْرِهِ وَ قَصَدَ إِلَیْهِ رَجُلٌ بِفِهْرٍ وَ هُوَ سَاجِدٌ فَلَمَّا رَفَعَ یَدَهُ لِیَرْمِیَ بِهِ یَبِسَتْ یَدُهُ عَلَی الْحَجَرِ.
ابْنُ عَبَّاسٍ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقْرَأُ فِی الْمَسْجِدِ فَیَجْهَرُ بِقِرَاءَتِهِ فَتَأَذَّی بِهِ نَاسٌ مِنْ قُرَیْشٍ فَقَامُوا لِیَأْخُذُوهُ وَ إِذَا أَیْدِیهِمْ مَجْمُوعَةٌ إِلَی أَعْنَاقِهِمْ وَ إِذَا هُمْ عُمْیٌ لَا یُبْصِرُونَ فَجَاءُوا إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا نَنْشُدُكَ اللَّهَ وَ الرَّحِمَ فَدَعَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَذَهَبَ ذَلِكَ عَنْهُمْ فَنَزَلَتْ یس إِلَی قَوْلِهِ فَهُمْ لا یُبْصِرُونَ.
أَبُو ذَرٍّ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی سُجُودِهِ فَرَفَعَ أَبُو لَهَبٍ حَجَراً یُلْقِیهِ عَلَیْهِ فَثَبَتَتْ (1) یَدُهُ فِی الْهَوَاءِ فَتَضَرَّعَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَقَدَ الْأَیْمَانَ لَوْ عُوفِیَ لَا یُؤْذِیهِ فَلَمَّا بَرَأَ قَالَ لَأَنْتَ سَاحِرٌ حَاذِقٌ فَنَزَلَ تَبَّتْ یَدا أَبِی لَهَبٍ (2) وَ تَكَمَّنَ (3) نَضْرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ لِقَتْلِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا سَلَّ سَیْفَهُ رُئِیَ خَائِفاً مُسْتَجِیراً فَقِیلَ یَا نَضْرُ هَذَا خَیْرٌ لَكَ مِمَّا أَرَدْتَ یَوْمَ حُنَیْنٍ مِمَّا حَالَ اللَّهُ بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ (4).
بیان: العذل الملامة و الشواظ بالضم و الكسر اللّٰهب الذی لا دخان له و الغدة طاعون الإبل و قلما یسلم منه یقال أغد (5) البعیر فهو مغد و النجد بكسر
ص: 66
الجیم الشدید البأس و النوء سقوط الكوكب و كانت العرب فی الجاهلیة تنسب الأمطار إلی الأنواء و سیأتی بیانها و الحبن بالتحریك عظم البطن و الأحبن المستسقی و الفنن (1) بالتحریك الغصن و فی بعض النسخ قین بالقاف و الیاء و هو الحداد و الشبرق بكسر الشین و الراء و سكون الباء نبت حجازی یؤكل و له شوك فإذا یبس سمی الضریع و المدجج بفتح الجیم و كسرها الشائك فی السلاح و الفهر بالكسر الحجر قدر ما یدق به الجوز أو ما یملأ الكف و التباب الهلاك و الخسران و یحتمل أن یكون هنا كنایة عن ثبوت یده فی الهواء و هو خلاف المشهور بین المفسرین.
«20»-قب، المناقب لابن شهرآشوب سَارَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی بَنِی شَاجِعَةَ (2) فَجَعَلَ یَعْرِضُ عَلَیْهِمُ الْإِسْلَامَ فَأَبَوْا وَ خَرَجُوا إِلَیْهِ فِی خَمْسَةِ آلَافِ فَارِسٍ فَتَبِعُوا النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا لَحِقُوا بِهِ عَاجَلَهُمْ بِدَعَوَاتٍ فَهَبَّتْ عَلَیْهِمْ رِیحٌ فَأَهْلَكَتْهُمْ عَنْ آخِرِهِمْ (3).
«21»-قب، المناقب لابن شهرآشوب رَمَی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ابْنُ قَمِیَّةَ بِقَذَّافَةٍ فَأَصَابَ كَعْبَهُ حَتَّی بَدَرَ السَّیْفُ عَنْ یَدِهِ فِی یَوْمِ أُحُدٍ وَ قَالَ خُذْهَا مِنِّی وَ أَنَا ابْنُ قَمِیَّةَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَذَلَّكَ اللَّهُ وَ أَقْمَأَكَ فَأَتَی ابْنَ قَمِیَّةَ تَیْسٌ وَ هُوَ نَائِمٌ فَوَضَعَ قَرْنَهُ فِی مَرَاقِّهِ ثُمَّ دَعَسَهُ فَجَعَلَ یُنَادِی وَا ذُلَّاهْ حَتَّی أَخْرَجَ قَرْنَیْهِ مِنْ تَرْقُوَتِهِ وَ كَانَتِ الْكُفَّارُ فِی حَرْبِ الْأَحْزَابِ عَشَرَةَ آلَافِ رَجُلٍ وَ بَنُو قُرَیْظَةَ قَائِمُونَ بِنُصْرَتِهِمْ وَ الصَّحَابَةُ فِی أَزْلٍ (4) شَدِیدٍ فَرَفَعَ یَدَیْهِ وَ قَالَ یَا مُنَزِّلَ الْكِتَابِ سَرِیعَ الْحِسَابِ اهْزِمِ الْأَحْزَابَ فَجَاءَتْهُمْ رِیحٌ عَاصِفٌ تَقْلَعُ خِیَامَهُمْ فَانْهَزَمُوا بِإِذْنِ اللَّهِ وَ أَیَّدَهُمْ بِجُنُودٍ لَمْ یَرَوْهَا وَ أَخَذَ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ بَدْرٍ كَفّاً مِنَ التُّرَابِ وَ یُقَالُ حَصًی وَ تُرَاباً وَ رَمَی بِهِ فِی وُجُوهِ الْقَوْمِ فَتَفَرَّقَ الْحَصَی فِی وُجُوهِ الْمُشْرِكِینَ فَلَمْ یُصِبْ مِنْ ذَلِكَ أَحَداً إِلَّا قُتِلَ أَوْ أُسِرَ وَ فِیهِ نَزَلَ وَ ما (5) رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ رَمی (6).
ص: 67
بیان: القذافة بفتح القاف و تشدید الذال الذی یرمی به الشی ء فیبعد و أقمأه بالهمز صغره و أذله و مراق البطن بفتح المیم و تشدید القاف ما رق منه و لان من أسفله و لا واحد له و الدعس الطعن.
«22»-قب، المناقب لابن شهرآشوب جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ لَمَّا قَتَلَ الْعُرَنِیُّونَ (1) رَاعِیَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله دَعَا عَلَیْهِمْ فَقَالَ اللَّهُمَّ أَعْمِ عَلَیْهِمُ الطَّرِیقَ قَالَ فَعَمِیَ عَلَیْهِمْ حَتَّی أَدْرَكُوهُمْ وَ أَخَذُوهُمْ وَ حَكَی الْحَكَمُ بْنُ الْعَاصِ مِشْیَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُسْتَهْزِئاً فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله كَذَلِكَ فَلْتَكُنْ فَكَانَ (2) یَرْتَعِشُ حَتَّی مَاتَ وَ خَطَبَ صلی اللّٰه علیه و آله امْرَأَةً فَقَالَ أَبُوهَا إِنَّ بِهَا بَرَصاً امْتِنَاعاً مِنْ خِطْبَتِهِ وَ لَمْ یَكُنْ بِهَا بَرَصٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلْتَكُنْ كَذَلِكَ فَبَرَصَتْ وَ هِیَ أُمُّ شَبِیبِ ابْنِ الْبَرْصَاءِ (3) الشَّاعِرِ.
الْأَغَانِی: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله نَظَرَ إِلَی زُهَیْرِ بْنِ أَبِی سَلْمَی وَ لَهُ مِائَةُ سَنَةٍ فَقَالَ اللَّهُمَّ أَعِذْنِی مِنْ شَیْطَانِهِ فَمَا لَاكَ بَیْتاً (4) حَتَّی مَاتَ (5).
«23»-قب، المناقب لابن شهرآشوب طَعَنَ صلی اللّٰه علیه و آله أُبَیّاً فِی جُرْبَانِ (6) الدِّرْعِ بِعَنَزَةٍ فِی یَوْمِ أُحُدٍ فَاعْتَنَقَ فَرَسَهُ فَانْتَهَی إِلَی عَسْكَرِهِ وَ هُوَ یَخُورُ خُوَارَ الثَّوْرِ فَقَالَ أَبُو سُفْیَانَ وَیْلَكَ مَا أَجْزَعَكَ إِنَّمَا هُوَ خَدْشٌ لَیْسَ بِشَیْ ءٍ فَقَالَ طَعَنَنِی ابْنُ أَبِی كَبْشَةَ وَ كَانَ یَقُولُ أَقْتُلُكَ فَكَانَ یَخُورُ الْمَلْعُونُ حَتَّی صَارَ إِلَی النَّارِ وَ كَانَ بِلَالٌ إِذَا قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ كَانَ مُنَافِقٌ یَقُولُ كُلَّ مَرَّةٍ حَرَقَ الْكَاذِبُ یَعْنِی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَامَ الْمُنَافِقُ لَیْلَةً لِیُصْلِحَ السِّرَاجَ فَوَقَعَتِ النَّارُ فِی سَبَّابَتِهِ فَلَمْ
ص: 68
یَقْدِرْ عَلَی إِطْفَائِهَا حَتَّی أَخَذَتْ كَفَّهُ ثُمَّ مِرْفَقَهُ ثُمَّ عَضُدَهُ حَتَّی احْتَرَقَ كُلُّهُ (1).
«24»-قب، المناقب لابن شهرآشوب ابْنُ عَبَّاسٍ وَ الضَّحَّاكُ فِی قَوْلِهِ وَ یَوْمَ یَعَضُّ الظَّالِمُ (2) نَزَلَتْ فِی عُقْبَةَ بْنِ أَبِی مُعَیْطٍ وَ أُبَیِّ بْنِ خَلَفٍ وَ كَانَا تَوْأَمَیْنِ فِی الْخَلَّةِ فَقَدِمَ عُقْبَةُ مِنْ سَفَرِهِ وَ أَوْلَمَ جَمَاعَةَ الْأَشْرَافِ وَ فِیهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَا آكُلُ طَعَامَكَ حَتَّی تَقُولَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ فَشَهِدَ الشَّهَادَتَیْنِ فَأَكَلَ مِنْ طَعَامِهِ فَلَمَّا قَدِمَ أُبَیُّ بْنُ خَلَفٍ عَذَلَهُ وَ قَالَ صَبَأْتَ (3) فَحَكَی قِصَّتَهُ فَقَالَ إِنِّی لَا أَرْضَی عَنْكَ أَوْ تُكَذِّبَهُ فَجَاءَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَفَلَ فِی وَجْهِهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَانْشَقَّتِ التَّفْلَةُ شقتان (4) (شِقَّتَیْنِ) وَ عَادَتَا إِلَی وَجْهِهِ فَأَحْرَقَتَا وَجْهَهُ وَ أَثَّرَتَا (5) وَ وَعَدَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله حَیَاتَهُ مَا دَامَ فِی مَكَّةَ فَإِذَا خَرَجَ قُتِلَ بِسَیْفِهِ فَقُتِلَ عُقْبَةُ یَوْمَ بَدْرٍ وَ قَتَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِیَدِهِ أُبَیّاً (6).
«25»-طب، طب الأئمة علیهم السلام مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبُرْسِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْأَرْمَنِیِّ (7) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ (8) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ إِنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام أَتَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ لَهُ یَا مُحَمَّدُ قَالَ لَبَّیْكَ یَا جَبْرَئِیلُ قَالَ إِنَّ فُلَانَ الْیَهُودِیِّ سَحَرَكَ وَ جَعَلَ السِّحْرَ فِی بِئْرِ بَنِی فُلَانٍ فَابْعَثْ إِلَیْهِ یَعْنِی إِلَی الْبِئْرِ أَوْثَقَ النَّاسِ عِنْدَكَ وَ أَعْظَمَهُمْ فِی عَیْنِكَ (9) وَ هُوَ عَدِیلُ نَفْسِكَ حَتَّی یَأْتِیَكَ بِالسِّحْرِ قَالَ فَبَعَثَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ قَالَ انْطَلِقْ إِلَی بِئْرٍ ذَرْوَانَ فَإِنَّ فِیهَا سِحْراً سَحَرَنِی بِهِ لَبِیدُ بْنُ أَعْصَمَ الْیَهُودِیُّ فَأْتِنِی بِهِ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَانْطَلَقْتُ فِی حَاجَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله
ص: 69
فَهَبَطْتُ فَإِذَا مَاءُ الْبِئْرِ قَدْ صَارَ كَأَنَّهُ مَاءُ الْحِنَّاءِ مِنَ السِّحْرِ (1) فَطَلَبْتُهُ مُسْتَعْجِلًا حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَی أَسْفَلِ الْقَلِیبِ فَلَمْ أَظْفَرْ بِهِ قَالَ الَّذِینَ مَعِی مَا فِیهِ شَیْ ءٌ فَاصْعَدْ فَقُلْتُ لَا وَ اللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَ مَا كُذِبْتُ (2) وَ مَا یَقِینِی بِهِ مِثْلُ یَقِینِكُمْ یَعْنِی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ طَلَبْتُ طَلَباً بِلُطْفٍ فَاسْتَخْرَجْتُ حُقّاً فَأَتَیْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ افْتَحْهُ فَفَتَحْتُهُ فَإِذَا فِی الْحُقِّ قِطْعَةُ كَرَبِ النَّخْلِ فِی جَوْفِهِ وَتَرٌ عَلَیْهَا إِحْدَی عَشْرَةَ (3) عُقْدَةً وَ كَانَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام أَنْزَلَ یَوْمَئِذٍ الْمُعَوِّذَتَیْنِ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ اقْرَأْهُمَا عَلَی الْوَتَرِ فَجَعَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كُلَّمَا قَرَأَ آیَةً انْحَلَّتْ عُقْدَةً حَتَّی فَرَغَ مِنْهَا وَ كَشَفَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ نَبِیِّهِ مَا سُحِرَ بِهِ وَ عَافَاهُ.
وَ یُرْوَی أَنَّ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ علیهما السلام أَتَیَا إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عَنْ یَمِینِهِ وَ الْآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ لِمِیكَائِیلَ مَا وَجَعُ الرَّجُلِ فَقَالَ مِیكَائِیلُ هُوَ مَطْبُوبٌ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ مَنْ طَبَّهُ قَالَ لَبِیدُ بْنُ أَعْصَمَ الْیَهُودِیُّ ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِیثَ إِلَی آخِرِهِ (4).
بیان: الكرب بالتحریك أصول السعف العراض الغلاظ و قال الجزری فیه أنه احتجم حین طب أی سحر و رجل مطبوب أی مسحور كنوا بالطب عن السحر تفاؤلا بالبرء كما كنوا بالسلیم عن اللدیغ انتهی.
أقول: المشهور بین الإمامیة عدم تأثیر السحر فی الأنبیاء و الأئمة علیهم السلام و أولوا بعض الأخبار الواردة فی ذلك و طرحوا بعضها و قد أشار إلیه الراوندی رحمه اللّٰه فیما سبق.
و قال الطبرسی رحمه اللّٰه روی أن لبید بن أعصم الیهودی سحر رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله
ص: 70
ثم دس ذلك فی بئر لبنی زریق فمرض رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فبینما هو نائم إذ أتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه و الآخر عند رجلیه فأخبراه بذلك و أنه فی بئر ذروان فی جف طلعة تحت راعوفة و الجف قشر الطلع و الراعوفة حجر فی أسفل البئر یقف علیه المائح فانتبه رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و بعث علیا و الزبیر و عمارا فنزحوا ماء تلك البئر ثم رفعوا الصخرة و أخرجوا الجف فإذا فیه مشاطة رأس و أسنان من مشطة و إذا فیه معقد فیه إحدی عشرة عقدة مغروزة بالإبر فنزلت المعوذتان فجعل كلما یقرأ آیة انحلت عقدة و وجد رسول اللّٰه خفة فقام كأنما أنشط من عقال و جعل جبرئیل یقول بسم اللّٰه أرقیك من كل شی ء یؤذیك (1) من حاسد و عین و اللّٰه یشفیك.
- و رووا ذلك عن عائشة و ابن عباس.
و هذا لا یجوز لأن من وصفه (2) بأنه مسحور فكأنه قد خبل عقله و قد أبی اللّٰه سبحانه ذلك فی قوله وَ قالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً انْظُرْ كَیْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا (3) و لكن یمكن أن یكون الیهودی أو بناته علی ما روی اجتهدوا فی ذلك فلم یقدروا علیه و أطلع اللّٰه نبیه صلی اللّٰه علیه و آله علی ما فعلوه من التمویه حتی استخرج و كان ذلك دلالة علی صدقه و كیف یجوز أن یكون المرض من فعلهم و لو قدروا علی ذلك لقتلوه و قتلوا كثیرا من المؤمنین مع شدة عداوتهم لهم انتهی كلامه قدس سره.
ثُمَّ رُوِیَ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اشْتَكَی شَكْوَی شَدِیداً وَ وَجَعَ وَجَعاً شَدِیداً فَأَتَاهُ جَبْرَئِیلُ وَ مِیكَائِیلُ علیهما السلام فَقَعَدَ جَبْرَئِیلُ عِنْدَ رَأْسِهِ وَ مِیكَائِیلُ عِنْدَ رِجْلَیْهِ فَعَوَّذَهُ جَبْرَئِیلُ بِقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَ عَوَّذَهُ مِیكَائِیلُ بِقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ.
وَ عَنْ أَبِی خَدِیجَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: جَاءَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله
ص: 71
وَ هُوَ شَاكٍ فَرَقَاهُ بِالْمُعَوِّذَتَیْنِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِیكَ وَ اللَّهُ یَشْفِیكَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ یُؤْذِیكَ خُذْهَا فَلْتَهْنِیكَ (1)
26- عم، إعلام الوری مِنْ مُعْجِزَاتِهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ أَخَذَ یَوْمَ بَدْرٍ مِلْ ءَ كَفِّهِ مِنَ الْحَصْبَاءِ فَرَمَی بِهَا وُجُوهَ الْمُشْرِكِینَ وَ قَالَ شَاهَتِ الْوُجُوهُ فَجَعَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِتِلْكَ الْحَصْبَاءِ شَأْناً عَظِیماً لَمْ یَتْرُكْ مِنَ الْمُشْرِكِینَ رَجُلًا إِلَّا مَلَأَتْ عَیْنَیْهِ وَ جَعَلَ الْمُسْلِمُونَ وَ الْمَلَائِكَةُ یَقْتُلُونَهُمْ وَ یَأْسِرُونَهُمْ وَ یَجِدُونَ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مُنْكَبّاً عَلَی وَجْهِهِ لَا یَدْرِی أَیْنَ یَتَوَجَّهُ یُعَالِجُ التُّرَابَ یَنْزِعُهُ مِنْ عَیْنَیْهِ.
وَ مِنْهَا مَا رَوَتْهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِی بَكْرٍ قَالَتْ لَمَّا نَزَلَتْ تَبَّتْ یَدا أَبِی لَهَبٍ أَقْبَلَتِ الْعَوْرَاءُ أُمُّ جَمِیلِ بِنْتِ حَرْبٍ وَ لَهَا وَلْوَلَةٌ وَ هِیَ تَقُولُ:
مُذَمَّماً أَبَیْنَا* وَ دِینَهُ قَلَیْنَا* وَ أَمْرَهُ عَصَیْنَا
وَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله جَالِسٌ فِی الْمَسْجِدِ وَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ فَلَمَّا رَآهَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا أَخَافُ أَنْ تَرَاكَ (2) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ إِنَّهَا لَا تَرَانِی (3) وَ قَرَأَ وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً (4) فَوَقَفَتْ عَلَی أَبِی بَكْرٍ وَ لَمْ تَرَ رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَتْ یَا أَبَا بَكْرٍ أُخْبِرْتُ أَنَّ صَاحِبَكَ هَجَانِی فَقَالَ لَا وَ رَبِّ الْبَیْتِ مَا هَجَاكَ فَوَلَّتْ وَ هِیَ تَقُولُ قُرَیْشٌ تَعْلَمُ أَنِّی بِنْتُ سَیِّدِهَا.
وَ مِنْهَا مَا رَوَاهُ الْكَلْبِیُّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ نَاساً مِنْ بَنِی مَخْزُومٍ تَوَاصَوْا بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لِیَقْتُلُوهُ مِنْهُمْ أَبُو جَهْلٍ وَ الْوَلِیدُ بْنُ الْمُغِیرَةِ وَ نَفَرٌ مِنْ بَنِی مَخْزُومٍ فَبَیْنَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قَائِمٌ یُصَلِّی إِذْ أَرْسَلُوا إِلَیْهِ الْوَلِیدَ لِیَقْتُلَهُ فَانْطَلَقَ حَتَّی انْتَهَی إِلَی الْمَكَانِ الَّذِی كَانَ یُصَلِّی فِیهِ فَجَعَلَ یَسْمَعُ قِرَاءَتَهُ وَ لَا یَرَاهُ فَانْصَرَفَ إِلَیْهِمْ فَأَعْلَمَهُمْ ذَلِكَ فَأَتَاهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبُو جَهْلٍ وَ الْوَلِیدُ وَ نَفَرٌ مِنْهُمْ فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَی الْمَكَانِ الَّذِی یُصَلِّی فِیهِ سَمِعُوا قِرَاءَتَهُ
ص: 72
وَ ذَهَبُوا إِلَی الصَّوْتِ فَإِذَا الصَّوْتُ مِنْ خَلْفِهِمْ فَیَذْهَبُونَ إِلَیْهِ فَیَسْمَعُونَهُ أَیْضاً مِنْ خَلْفِهِمْ فَانْصَرَفُوا وَ لَمْ یَجِدُوا إِلَیْهِ سَبِیلًا فَذَلِكَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَ جَعَلْنا مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَیْناهُمْ فَهُمْ لا یُبْصِرُونَ (1).
بیان: قال الطبرسی بعد ذكر قصة أم جمیل قیل كیف یجوز أن لا تری النبی صلی اللّٰه علیه و آله و قد رأت غیره فالجواب أنه یجوز أن یكون قد عكس اللّٰه شعاع عینیها أو صلب الهواء فلم ینفذ فیه الشعاع أو فرق الشعاع فلم یتصل بالنبی صلی اللّٰه علیه و آله و روی أن النبی قال ما زال ملك یسترنی عنها انتهی. (2) و زاد الرازی علی تلك الوجوه أنه صلی اللّٰه علیه و آله لعله أعرض بوجهه عنها و ولاها ظهره ثم إنها لغایة غضبها لم تفتش أو لأن اللّٰه ألقی فی قلبها خوفا فصار ذلك صارفا لها عن النظر أو أن اللّٰه تعالی ألقی شبه إنسان آخر علی الرسول صلی اللّٰه علیه و آله كما فعل بعیسی علیه السلام (3).
«27»-یج، الخرائج و الجرائح مِنْ مُعْجِزَاتِهِ مَا هُوَ مَشْهُورٌ أَنَّهُ خَرَجَ فِی مُتَوَجِّهِهِ إِلَی الْمَدِینَةِ فَأَوَی إِلَی غَارٍ بِقُرْبِ مَكَّةَ تَعْتَوِرُهُ النُّزَّالُ وَ تَأْوِی إِلَیْهِ الرِّعَاءُ فَلَا تَخْلُو مِنْ جَمَاعَةٍ نَازِلِینَ یَسْتَرِیحُونَ فِیهِ فَأَقَامَ صلی اللّٰه علیه و آله بِهِ ثَلَاثاً لَا یَطْرُدُهُ بَشَرٌ وَ خَرَجَ الْقَوْمُ فِی أَثَرِهِ وَ صَدَّهُمُ اللَّهُ عَنْهُ بِأَنْ بَعَثَ عَنْكَبُوتاً فَنَسَجَتْ عَلَیْهِ فَآیَسَهُمْ مِنَ الطَّلَبِ فِیهِ فَانْصَرَفُوا وَ هُوَ نَصْبُ أَعْیُنِهِمْ.
«28»-یج، الخرائج و الجرائح مِنْ مُعْجِزَاتِهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ لَاقَی أَعْدَاءَهُ یَوْمَ بَدْرٍ وَ هُمْ أَلْفٌ وَ هُوَ فِی عِصَابَةٍ كَثُلُثِ أَعْدَائِهِ فَلَمَّا الْتَحَمَتِ الْحَرْبُ (4) أَخَذَ قَبْضَةً مِنَ التُّرَابِ وَ الْقَوْمُ مُتَفَرِّقُونَ فِی نَوَاحِی عَسْكَرِهِ فَرَمَی بِهِ وُجُوهَهُمْ فَلَمْ یَبْقَ مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا امْتَلَأَتْ مِنْهُ عَیْنَاهُ وَ إِنْ كَانَتِ الرِّیحُ الْعَاصِفُ یَوْمَهَا إِلَی اللَّیْلِ لَتَعْصِفُ أَعَاصِیرَ التُّرَابِ لَا یُصِیبُ أَحَداً مِنْ عَسْكَرِهِ وَ قَدْ نَطَقَ بِهِ الْقُرْآنَ وَ صَدَّقَ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ وَ شَاهَدَ الْكُفَّارُ مَا نَالَهُمْ مِنْهُ.
ص: 73
«29»-قب، المناقب لابن شهرآشوب كَانَ أُبَیُّ بْنُ خَلَفٍ یَقُولُ عِنْدِی رَمَكَةٌ أَعْلِفُهَا كُلَّ یَوْمٍ فَرَقَ (1) ذُرَةٍ أَقْتُلُكَ عَلَیْهَا فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا أَقْتُلُكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَطَعَنَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ أُحُدٍ فِی عُنُقِهِ وَ خَدَشَهُ خَدْشَةً فَتَدَهْدَی عَنْ فَرَسِهِ وَ هُوَ یَخُورُ كَمَا یَخُورُ الثَّوْرُ فَقَالُوا لَهُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ لَوْ كَانَتِ الطَّعْنَةُ بِرَبِیعَةَ وَ مُضَرَ لَقَتَلَهُمْ أَ لَیْسَ قَالَ لِی أَقْتُلُكَ فَلَوْ بَزَقَ عَلَیَّ بَعْدَ تِلْكَ الْمَقَالَةِ قَتَلَنِی فَمَاتَ بَعْدَ یَوْمٍ (2).
«30»-یج، الخرائج و الجرائح عم، إعلام الوری رُوِیَ أَنَّ أَبَا جَهْلٍ اشْتَرَی مِنْ رَجُلٍ طَارِئٍ (3) بِمَكَّةَ إِبِلًا فَبَخَسَهُ أَثْمَانَهَا وَ لَوَاهُ بِحَقِّهِ فَأَتَی الرَّجُلُ نَادِیَ (4) قُرَیْشٍ مُسْتَجِیراً بِهِمْ وَ ذَكَّرَهُمْ حُرْمَةَ الْبَیْتِ فَأَحَالُوهُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله اسْتِهْزَاءً فَأَتَاهُ مُسْتَجِیراً بِهِ فَمَضَی مَعَهُ وَ دَقَّ الْبَابَ عَلَی أَبِی جَهْلٍ فَعَرَفَهُ فَخَرَجَ مَنْخُوبَ الْعَقْلِ (5) فَقَالَ أَهْلًا بِأَبِی الْقَاسِمِ فَقَالَ لَهُ أَعْطِ هَذَا حَقَّهُ قَالَ نَعَمْ وَ أَعْطَاهُ مِنْ فَوْرِهِ فَقِیلَ لَهُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ إِنِّی رَأَیْتُ مَا لَمْ تَرَوْا رَأَیْتُ وَ اللَّهِ عَلَی رَأْسِهِ تِنِّیناً فَاتِحاً فَاهُ وَ اللَّهِ لَوْ أَبَیْتُ لَالْتَقَمَنِی (6).
بیان: یقال رجل نخب بكسر الخاء أی جبان لا فؤاد له و كذلك نخیب و منخوب.
أقول:
روی السید بن طاوس رحمه اللّٰه فی كتاب سعد السعود من تفسیر الكلبی عن أبی صالح عن ابن عباس قال أقبل عامر بن الطفیل و أربد بن قیس و هما عامریان ابنا عم یریدان رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و هو فی المسجد جالس فی نفر من أصحابه قال فدخلا المسجد قال فاستبشر الناس بجمال عامر بن الطفیل و كان من أجمل الناس أعور فجعل یسأل أین محمد فیخبرونه فیقصد نحو رجل من أصحاب رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فقال هذا عامر بن
ص: 74
الطفیل یا رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فأقبل حتی قام علیه فقال أین محمد فقالوا هو ذا قال أنت محمد قال نعم فقال ما لی إن أسلمت قال لك ما للمسلمین و علیك ما للمسلمین قال تجعل لی الأمر بعدك قال لیس ذلك لك و لا لقومك و لكن ذاك إلی اللّٰه تعالی یجعل حیث یشاء قال فتجعلنی علی الوبر یعنی علی الإبل و أنت علی المدر قال لا قال فما ذا تجعل لی قال أجعل لك أعنة الخیل تغزو علیها قال أ و لیس ذلك لی الیوم قم معی فأكلمك قال فقام معه رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و أومأ لأربد بن قیس ابن عمه أن اضربه قال فدار أربد بن قیس خلف النبی صلی اللّٰه علیه و آله فذهب لیخترط السیف فاخترط منه شبرا أو ذراعا فحبسه اللّٰه عز و جل فلم یقدر علی سله فجعل یومئ عامر إلیه فلا یستطیع سله فقال رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله اللّٰهم هذا عامر بن الطفیل أوعر (1) الدین عن عامر ثلاثا ثم التفت و رأی أربدا و ما یصنع بسیفه فقال اللّٰهم اكفنیهما بم شئت و بدر بهما (2) الناس فولیا هاربین قال أرسل اللّٰه علی أربد بن قیس صاعقة فأحرقته و رأی عامر بن الطفیل بیت (3) سلولیة فنزل علیها فطعن (4) فی خنصره فجعل یقول یا عامر غدة كغدة البعیر و تموت فی بیت سلولیة و كان یعیر بعضهم بعضا بنزوله علی سلول ذكرا كان أو أنثی قال فدعا عامر بفرسه فركبه ثم أجراه حتی مات علی ظهره خارجا من منزلها فذلك قول اللّٰه عز و جل وَ یُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَیُصِیبُ بِها مَنْ یَشاءُ وَ هُمْ یُجادِلُونَ فِی اللَّهِ وَ هُوَ شَدِیدُ الْمِحالِ (5) یقول العقاب فقتل عامر بن الطفیل بالطعنة و أربد بالصاعقة. (6).
و رواه الطبرسی أیضا فی المجمع بهذا الإسناد مع اختصار (7).
ص: 75
الآیات؛
الأحقاف: «وَ إِذْ صَرَفْنا إِلَیْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ (إلی قوله تعالی): أُولئِكَ فِی ضَلالٍ مُبِینٍ»(29-32)
الجن: «قُلْ أُوحِیَ إِلَیَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً* یَهْدِی إِلَی الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَ لَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً (إلی آخر السورة)
تفسیر: قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی: وَ إِذْ صَرَفْنا إِلَیْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ یَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ معناه و اذكر یا محمد إذ وجهنا إلیك جماعة من الجن تستمع القرآن و قیل معناه صرفناهم إلیك عن بلادهم بالتوفیق و الألطاف حتی أتوك و قیل صرفناهم إلیك عن استراق السمع من السماء برجوم الشهب و لم یكونوا بعد عیسی علیه السلام قد صرفوا عنه فقالوا ما هذا الذی حدث فی السماء إلا من أجل شی ء قد حدث فی الأرض فضربوا فی الأرض حتی وقفوا علی النبی صلی اللّٰه علیه و آله ببطن نخلة عائدا (1) إلی عكاظ و هو یصلی الفجر فاستمعوا القرآن و نظروا كیف یصلی عن ابن عباس و ابن جبیر فعلی هذا یكون الرمی بالشهب لطفا للجن فَلَمَّا حَضَرُوهُ أی القرآن أو النبی صلی اللّٰه علیه و آله قالُوا أی بعضهم لبعض أَنْصِتُوا أی اسكتوا نستمع إلی قراءته فَلَمَّا قُضِیَ أی فرغ من تلاوته وَلَّوْا أی انصرفوا إِلی قَوْمِهِمْ مُنْذِرِینَ أی محذرین إیاهم عذاب اللّٰه إن لم یؤمنوا قالُوا یا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسی یعنون القرآن مُصَدِّقاً لِما بَیْنَ یَدَیْهِ أی لما تقدم من الكتب یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ أی إلی الدین الحق وَ إِلی طَرِیقٍ مُسْتَقِیمٍ یؤدی بسالكه إلی الجنة.
الْقِصَّةُ عَنِ الزُّهْرِیِّ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو طَالِبٍ علیه السلام اشْتَدَّ الْبَلَاءُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ
ص: 76
صلی اللّٰه علیه و آله فَعَمَدَ لِثَقِیفٍ بِالطَّائِفِ رَجَاءَ أَنْ یُؤْوُوهُ فَوَجَدَ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ مِنْهُمْ هُمْ سَادَةٌ هُمْ إِخْوَةٌ عَبْدُ یَالِیلَ وَ مَسْعُودٌ وَ حَبِیبٌ بَنُو عَمْرٍو فَعَرَضَ عَلَیْهِمْ نَفْسَهُ فَقَالَ أَحَدُهُمْ أَنَا أَسْرِقُ ثِیَابَ الْكَعْبَةِ إِنْ كَانَ اللَّهُ بَعَثَكَ بِشَیْ ءٍ قَطُّ وَ قَالَ الْآخَرُ أَ عَجَزَ اللَّهُ أَنْ یُرْسِلَ غَیْرَكَ وَ قَالَ الْآخَرُ وَ اللَّهِ لَا أُكَلِّمُكَ بَعْدَ مَجْلِسِكَ هَذَا أَبَداً وَ لَئِنْ كُنْتَ رَسُولًا كَمَا تَقُولُ فَلَأَنْتَ أَعْظَمُ خَطَراً مِنْ أَنْ یُرَدَّ عَلَیْكَ الْكَلَامُ وَ إِنْ كُنْتَ تَكْذِبُ عَلَی اللَّهِ فَمَا یَنْبَغِی لِی أَنْ أُكَلِّمَكَ بَعْدُ وَ تَهَزَّءُوا بِهِ وَ أَفْشَوْا فِی قَوْمِهِمْ (1) مَا رَاجَعُوهُ بِهِ فَقَعَدُوا لَهُ صَفَّیْنِ عَلَی طَرِیقِهِ فَلَمَّا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَ صَفَّیْهِمْ جَعَلُوا لَا یَرْفَعُ رِجْلَیْهِ وَ لَا یَضَعُهُمَا إِلَّا رَضَخُوهُمَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّی أَدْمَوْا رِجْلَیْهِ فَخَلَصَ مِنْهُمْ وَ هُمَا یَسِیلَانِ دَماً فَعَمَدَ فَجَاءَ إِلَی حَائِطٍ مِنْ حِیطَانِهِمْ فَاسْتَظَلَّ فِی ظِلِّ نَخْلَةٍ (2) مِنْهُ وَ هُوَ مَكْرُوبٌ مُوجَعٌ تَسِیلُ رِجْلَاهُ دَماً فَإِذَا فِی الْحَائِطِ عُتْبَةُ بْنُ رَبِیعَةَ وَ شَیْبَةُ بْنُ رَبِیعَةَ فَلَمَّا رَآهُمَا كَرِهَ مَكَانَهُمَا لِمَا یَعْلَمُ مِنْ عَدَاوَتِهِمَا لِلَّهِ وَ رَسُولِهِ فَلَمَّا رَأَیَاهُ أَرْسَلَا إِلَیْهِ غُلَاماً لَهُمَا یُدْعَی عَدَّاسٌ مَعَهُ عِنَبٌ وَ هُوَ نَصْرَانِیٌّ مِنْ أَهْلِ نَیْنَوَی فَلَمَّا جَاءَهُ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ أَیِّ أَرْضٍ أَنْتَ قَالَ مِنْ أَهْلِ نَیْنَوَی قَالَ مِنْ مَدِینَةِ الْعَبْدِ الصَّالِحِ یُونُسَ بْنِ مَتَّی فَقَالَ لَهُ عَدَّاسٌ وَ مَا یُدْرِیكَ مَنْ یُونُسُ بْنُ مَتَّی فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا رَسُولُ اللَّهِ وَ اللَّهُ تَعَالَی أَخْبَرَنِی خَبَرَ یُونُسَ بْنِ مَتَّی فَلَمَّا أَخْبَرَهُ بِمَا أَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ مِنْ شَأْنِ یُونُسَ خَرَّ عَدَّاسٌ سَاجِداً لِلَّهِ وَ مُعَظِّماً لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ جَعَلَ یُقَبِّلُ قَدَمَیْهِ وَ هُمَا تَسِیلَانِ الدِّمَاءَ فَلَمَّا بَصُرَ عُتْبَةُ وَ شَیْبَةُ مَا یَصْنَعُ غُلَامُهُمَا سَكَتَا فَلَمَّا أَتَاهُمَا قَالا مَا شَأْنُكَ سَجَدْتَ لِمُحَمَّدٍ وَ قَبَّلْتَ قَدَمَیْهِ وَ لَمْ نَرَكَ فَعَلْتَ ذَلِكَ بِأَحَدٍ مِنَّا قَالَ هَذَا رَجُلٌ صَالِحٌ أَخْبَرَنِی بِشَیْ ءٍ عَرَفْتُهُ مِنْ شَأْنِ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَیْنَا یُدْعَی یُونُسَ بْنَ مَتَّی فَضَحِكَا وَ قَالا لَا یَفْتِنَنَّكَ عَنْ نَصْرَانِیَّتِكَ فَإِنَّهُ رَجُلٌ خَدَّاعٌ فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی مَكَّةَ حَتَّی إِذَا كَانَ بِنَخْلَةٍ قَامَ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ یُصَلِّی فَمَرَّ بِهِ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ نَصِیبِینَ مِنَ الْیَمَنِ فَوَجَدُوهُ یُصَلِّی صَلَاةَ الْغَدَاةِ وَ یَتْلُو الْقُرْآنَ فَاسْتَمَعُوا لَهُ.
و هذا معنی قول سعید بن جبیر و جماعة.
ص: 77
وَ قَالَ آخَرُونَ أُمِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یُنْذِرَ الْجِنَّ وَ یَدْعُوَهُمْ إِلَی اللَّهِ وَ یَقْرَأَ عَلَیْهِمُ الْقُرْآنَ فَصَرَفَ اللَّهُ إِلَیْهِ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ مِنْ نَیْنَوَی فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنِّی أُمِرْتُ أَنْ أَقْرَأَ عَلَی الْجِنِّ اللَّیْلَةَ فَأَیُّكُمْ یَتَّبِعُنِی فَاتَّبَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَ لَمْ یَحْضُرْ مَعَهُ أَحَدٌ غَیْرِی فَانْطَلَقْنَا حَتَّی إِذَا كُنَّا بِأَعْلَی مَكَّةَ وَ دَخَلَ نَبِیُّ اللَّهِ شِعْباً یُقَالُ لَهُ شِعْبُ الْحَجُونِ وَ خَطَّ لِی خَطّاً ثُمَّ أَمَرَنِی أَنْ أَجْلِسَ فِیهِ وَ قَالَ لَا تَخْرُجْ مِنْهُ حَتَّی أَعُودَ إِلَیْكَ ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّی قَامَ فَافْتَتَحَ الْقُرْآنَ فَغَشِیَتْهُ أَسْوِدَةٌ (1) كَثِیرَةٌ حَتَّی حَالَتْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ حَتَّی لَمْ أَسْمَعْ صَوْتَهُ ثُمَّ انْطَلَقُوا وَ طَفِقُوا یَتَقَطَّعُونَ مِثْلَ قِطَعِ السَّحَابِ ذَاهِبِینَ حَتَّی بَقِیَ مِنْهُمْ رَهْطٌ وَ فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَعَ الْفَجْرِ فَانْطَلَقَ فَبَرَزَ ثُمَّ قَالَ هَلْ رَأَیْتَ شَیْئاً فَقُلْتُ نَعَمْ رَأَیْتُ رِجَالًا سُوداً مُسْتَثْفِرِی (2) ثِیَابٍ بِیضٍ قَالَ أُولَئِكَ جِنُّ نَصِیبِینَ.
و روی علقمة عن عبد اللّٰه قال لم أكن مع رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله لیلة الجن و وددت أنی كنت معه.
و روی عن ابن عباس أنهم كانوا سبعة نفر من جن نصیبین فجعلهم رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله رسلا إلی قومهم و قال زر بن حبیش كانوا تسعة نفر منهم زوبعة.
وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الرَّحْمَنَ (3) عَلَی النَّاسِ سَكَتُوا فَلَمْ یَقُولُوا شَیْئاً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْجِنُّ كَانُوا أَحْسَنَ جَوَاباً مِنْكُمْ لَمَّا قَرَأْتُ عَلَیْهِمْ فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (4) قَالُوا لَا وَ لَا بِشَیْ ءٍ مِنْ آلَائِكَ رَبَّنَا نُكَذِّبُ.
یا قَوْمَنا أَجِیبُوا داعِیَ اللَّهِ یعنون محمدا صلی اللّٰه علیه و آله إذ دعاهم إلی توحیده و خلع الأنداد دونه وَ آمِنُوا بِهِ یَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ أی إن آمنتم باللّٰه و رسوله یغفر لكم وَ یُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِیمٍ فی هذا دلالة علی أنه علیه السلام كان مبعوثا إلی الجن كما كان مبعوثا إلی الإنس و لم یبعث اللّٰه نبیا إلی الإنس و الجن قبله وَ مَنْ لا یُجِبْ داعِیَ اللَّهِ فَلَیْسَ بِمُعْجِزٍ فِی الْأَرْضِ أی لا یعجز اللّٰه فیسبقه و یفوته وَ لَیْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِیاءُ أی أنصار
ص: 78
یمنعونه من اللّٰه أُولئِكَ فِی ضَلالٍ مُبِینٍ أی عدول عن الحق ظاهر انتهی كلامه رفع مقامه. (1) و قال الرازی روی عن الحسن أن هؤلاء من الجن كانوا یهودا لأن فی الجن مللا كما فی الإنس و المحققون علی أن الجن مكلفون سئل ابن عباس هل للجن ثواب قال نعم لهم ثواب و علیهم عقاب یلتقون فی الجنة و یزدحمون علی أبوابها ثم قال و اختلفوا فی أن الجن هل لهم ثواب أم لا فقیل لا ثواب لهم إلا النجاة من النار ثم یقال لهم كونوا ترابا مثل البهائم و احتجوا بقوله تعالی وَ یُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِیمٍ و هو قول أبی حنیفة و الصحیح أنهم فی حكم بنی آدم فی الثواب و العقاب و هذا قول ابن أبی لیلی و مالك و كل دلیل یدل علی أن البشر یستحقون الثواب علی الطاعة فهو بعینه قائم فی حق الجن و الفرق بین البابین بعید جدا. (2) و قال الطبرسی فی قوله تعالی قُلْ أُوحِیَ إِلَیَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ أی استمع القرآن طائفة من الجن و هم جیل رقاق الأجسام خفیة (3) علی صورة مخصوصة بخلاف صورة الإنسان و الملائكة فإن الملك مخلوق من النور و الإنس من الطین و الجن من النار فَقالُوا أی الجن بعضها لبعض إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً العجب ما یدعو إلی التعجب منه لخفاء سببه و خروجه عن العادة (4) یَهْدِی إِلَی الرُّشْدِ أی الهدی فَآمَنَّا بِهِ أی بأنه من عند اللّٰه وَ لَنْ نُشْرِكَ فیما بعد بِرَبِّنا أَحَداً فنوجه العبادة إلیه و فیه دلالة علی أنه صلی اللّٰه علیه و آله كان مبعوثا إلی الجن أیضا و أنهم عقلاء مخاطبون و بلغات العرب عارفون و أنهم یمیزون بین المعجز و غیر المعجز و أنهم دعوا قومهم إلی الإسلام و أخبروهم بإعجاز القرآن و أنه كلام اللّٰه تعالی
ص: 79
و روی الواحدی بإسناده عن سعید بن جبیر عن ابن عباس قال ما قرأ رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله علی الجن و ما رآهم انطلق رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فی طائفة من أصحابه عامدین إلی سوق عكاظ و قد حیل بین الشیاطین و بین خبر السماء فرجعت الشیاطین إلی قومهم فقالوا ما لكم قالوا حیل بیننا و بین خبر السماء و أرسلت علینا الشهب قالوا ما ذاك إلا من شی ء حدث فاضربوا مشارق الأرض و مغاربها فمر النفر الذین أخذوا نحو تهامة بالنبی صلی اللّٰه علیه و آله و هو بنخل عامدین إلی سوق عكاظ و هو یصلی بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له و قالوا هذا الذی حال بیننا و بین خبر السماء فرجعوا إلی قومهم و قالوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً یَهْدِی إِلَی الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَ لَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً فأوحی اللّٰه تعالی إلی نبیه صلی اللّٰه علیه و آله قُلْ أُوحِیَ إِلَیَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ- و رواه البخاری و مسلم.
و عن علقمة بن قیس قال قلت لعبد اللّٰه بن مسعود من كان منكم مع النبی صلی اللّٰه علیه و آله لیلة الجن فقال ما كان منا معه أحد فقدناه ذات لیلة و نحن بمكة فقلنا اغتیل رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله أو استطیر فانطلقنا نطلبه من الشعاب فلقیناه مقبلا من نحو حرا فقلنا یا رسول اللّٰه أین كنت لقد أشفقنا علیك و قلنا له بتنا اللیلة بشر لیلة بات بها قوم حین فقدناك فقال لنا إنه أتانی داعی الجن فذهبت أقرئهم القرآن فذهب بنا فأرانا آثارهم و آثار نیرانهم فأما أن یكون صحبه منا أحد فلم یصحبه.
و عن أبی روق قال هم تسعة نفر من الجن قال أبو حمزة الثمالی و بلغنا أنهم من بنی الشیبان (1) و هم أكثر الجن عددا و هم عامة جنود إبلیس و قیل كانوا سبعة نفر من جن نصیبین رآهم النبی صلی اللّٰه علیه و آله فآمنوا به و أرسلهم إلی سائر الجن.
وَ أَنَّهُ تَعالی جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَ لا وَلَداً أی تعالی جلال ربنا و عظمته عن اتخاذ الصاحبة و الولد أو تعالت صفاته أو قدرته أو ذكره أو فعله و أمره أو ملكه أو آلاؤه و نعمه و الجمیع یرجع إلی معنی واحد و هو العظمة و الجلال
وَ رُوِیَ عَنِ الْبَاقِرِ وَ الصَّادِقِ علیهما السلام أَنَّهُ لَیْسَ لِلَّهِ تَعَالَی جَدٌّ وَ إِنَّمَا قَالَتْهُ الْجِنُّ بِجَهَالَةٍ فَحَكَاهُ سُبْحَانَهُ كَمَا
ص: 80
قَالَتْ (1).
وَ أَنَّهُ كانَ یَقُولُ سَفِیهُنا أی جاهلنا و المراد به إبلیس عَلَی اللَّهِ شَطَطاً و الشطط السرف فی ظلم النفس و الخروج عن الحق وَ أَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلَی اللَّهِ كَذِباً أی حسبنا أن ما یقولونه من اتخاذ الشریك و الصاحبة و الولد صدق و أنا علی حق حتی سمعنا القرآن و تبینا الحق به وَ أَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ یَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ أی یعتصمون و یستجیرون و كان الرجل من العرب إذا نزل الوادی فی سفره لیلا قال أعوذ بعزیز هذا الوادی من شر سفهاء قومه و كان هذا منهم علی حسب اعتقادهم أن الجن تحفظهم و قیل معناه أنه كان رجال من الإنس یعوذون برجال من أجل الجن و من معرة الجن فَزادُوهُمْ رَهَقاً أی فزاد الجن للإنس إثما علی إثمهم الذی كانوا علیه من الكفر و المعاصی و قیل رَهَقاً أی طغیانا و قیل فرقا و خوفا و قیل شرا و قیل ذلة و قال الزجاج یجوز أن یكون الإنس الذین كانوا یستعیذون بالجن زادوا الجن رهقا لأنهم كانوا یزدادون طغیانا فی قومهم بهذا التعوذ فیقولون سدنا الجن و الإنس و یجوز أن یكون الجن زادوا الإنس رهقا.
وَ أَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ یَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً أی قال مؤمنو الجن لكفارهم إن كفار الإنس الذین یعوذون برجال من الجن فی الجاهلیة حسبوا كما حسبتم یا معشر الجن أن لن یبعث اللّٰه رسولا بعد موسی علیه السلام أو عیسی علیه السلام و قیل إن هذه الآیة مع ما قبلها اعتراض من إخبار اللّٰه تعالی یقول إن الجن ظنوا كما ظننتم معاشر الإنس أن اللّٰه لا یحشر أحدا یوم القیامة و لا یحاسبه أو لن یبعث اللّٰه أحدا رسولا ثم حكی عن الجن قولهم وَ أَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ أی مسسناها و قیل معناه طلبنا الصعود إلی السماء فعبر عن ذلك باللمس مجازا و قیل التمسنا قرب السماء لاستراق السمع فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِیداً أی حفظة من الملائكة شدادا وَ شُهُباً و التقدیر ملئت من الحرس و الشهب وَ أَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ أی كان یتهیأ لنا فیما قبل القعود فی مواضع الاستماع فنسمع منها صوت الملائكة و كلامهم فَمَنْ یَسْتَمِعِ منا الْآنَ
ص: 81
ذلك یَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً یرمی به و یرصد له و شهابا مفعول به و رصدا صفته قال معمر قلت للزهری كان یرمی بالنجوم فی الجاهلیة قال نعم قلت أ فرأیت قوله أَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها الآیة قال غلظ و شدد أمرها حین بعث النبی صلی اللّٰه علیه و آله قال البلخی إن الشهب كانت لا محالة فیما مضی من الزمان غیر أنه لم یكن یمنع بها الجن عن صعود السماء فلما بعث النبی صلی اللّٰه علیه و آله منع بها الجن من الصعود وَ أَنَّا لا نَدْرِی أَ شَرٌّ أُرِیدَ بِمَنْ فِی الْأَرْضِ أی بحدوث الرجم بالشهب و حراسة السماء جوزوا هجوم انقطاع التكلیف أو تغییر الأمر بتصدیق نبی من الأنبیاء و ذلك قوله أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً أی صلاحا و قیل معناه أن هذا المنع لا یدری أ لعذاب سینزل بأهل الأرض أم لنبی یبعث و یهدی إلی الرشد فإن مثل هذا لا یكون إلا لأحد هذین وَ أَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَ مِنَّا دُونَ ذلِكَ أی دون الصالحین فی الرتبة كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً أی فرقا شتی علی مذاهب مختلفة و أهواء متفرقة وَ أَنَّا ظَنَنَّا أی علمنا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِی الْأَرْضِ أی لن نفوته إن أراد بنا أمرا وَ لَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً أی أنه یدركنا حیث كنا وَ أَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدی أی القرآن آمَنَّا بِهِ فَمَنْ یُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا یَخافُ بَخْساً أی نقصانا فیما یستحقه من الثواب وَ لا رَهَقاً أی لحاق ظلم و غشیان مكروه وَ أَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَ مِنَّا الْقاسِطُونَ أی الجائرون عن طریق الحق فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً أی التمسوا الصواب و الهدی وَ أَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً یلقون فیها فتحرقهم كما تحرق النار الحطب انتهی. (1)
أقول: سیأتی الكلام فی حقیقة الجن و كیفیاتهم و أحوالهم فی كتاب السماء و العالم إن شاء اللّٰه تعالی.
و قال القاضی فی الشفا رأی عبد اللّٰه بن مسعود الجن لیلة الجن و سمع كلامهم و شبههم برجال الزط (2)
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ شَیْطَاناً تَفَلَّتَ الْبَارِحَةَ لِیَقْطَعَ عَلَیَّ صَلَاتِی فَأَمْكَنَنِی اللَّهُ مِنْهُ فَأَخَذْتُهُ فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَی سَارِیَةٍ (3) مِنْ سَوَارِی الْمَسْجِدِ حَتَّی
ص: 82
تَنْظُرُوا إِلَیْهِ كُلُّكُمْ فَذَكَرْتُ دَعْوَةَ أَخِی سُلَیْمَانَ علیه السلام رَبِّ اغْفِرْ لِی وَ هَبْ لِی (1) مُلْكاً الْآیَةَ فَرَدَّهُ اللَّهُ خَاسِئاً (2)
1- ل، الخصال أُبَیٌّ عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَهْلٍ عَنْ سُهَیْلِ بْنِ غَزْوَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ امْرَأَةً مِنَ الْجِنِّ كَانَ یُقَالُ لَهَا عَفْرَاءُ كَانَتْ تَنْتَابُ (3) النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَتَسْمَعُ مِنْ كَلَامِهِ فَتَأْتِی صَالِحِی الْجِنِّ فَیُسْلِمُونَ عَلَی یَدَیْهَا وَ إِنَّهَا فَقَدَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَأَلَ عَنْهَا جَبْرَئِیلَ فَقَالَ إِنَّهَا زَارَتْ أُخْتاً لَهَا تُحِبُّهَا فِی اللَّهِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله طُوبَی لِلْمُتَحَابِّینَ فِی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَ فِی الْجَنَّةِ عَمُوداً مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ عَلَیْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ قَصْرٍ فِی كُلِّ قَصْرٍ سَبْعُونَ أَلْفَ غُرْفَةٍ خَلَقَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْمُتَحَابِّینَ وَ الْمُتَزَاوِرِینَ فِی اللَّهِ ثُمَّ قَالَ یَا عَفْرَاءُ أَیَّ شَیْ ءٍ رَأَیْتِ قَالَتْ رَأَیْتُ عَجَائِبَ كَثِیرَةً قَالَ فَأَعْجَبُ مَا رَأَیْتِ قَالَتْ رَأَیْتُ إِبْلِیسَ فِی الْبَحْرِ الْأَخْضَرِ عَلَی صَخْرَةٍ بَیْضَاءَ مَادّاً یَدَیْهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ هُوَ یَقُولُ إِلَهِی إِذَا بَرَرْتَ قَسَمَكَ وَ أَدْخَلْتَنِی نَارَ جَهَنَّمَ فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ إِلَّا خَلَّصْتَنِی مِنْهَا وَ حَشَرْتَنِی مَعَهُمْ فَقُلْتُ یَا حَارِثُ مَا هَذِهِ الْأَسْمَاءُ الَّتِی تَدْعُو بِهَا قَالَ لِی رَأَیْتُهَا عَلَی سَاقِ الْعَرْشِ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ آدَمَ بِسَبْعَةِ آلَافِ سَنَةٍ فَعَلِمْتُ أَنَّهُمْ أَكْرَمَ الْخَلْقِ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَنَا أَسْأَلُهُ بِحَقِّهِمْ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ اللَّهِ لَوْ أَقْسَمَ أَهْلُ الْأَرْضِ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ لَأَجَابَهُمْ (4).
«2»-فس، تفسیر القمی قَالَ: الْجِنُّ مِنْ وُلْدِ الْجَانِّ مِنْهُمْ مُؤْمِنُونَ وَ كَافِرُونَ وَ یَهُودُ وَ نَصَارَی وَ تَخْتَلِفُ أَدْیَانُهُمْ وَ الشَّیَاطِینُ مِنْ وُلْدِ إِبْلِیسَ وَ لَیْسَ فِیهِمْ مُؤْمِنٌ (5) إِلَّا وَاحِدٌ اسْمُهُ هَامُ بْنُ هِیمِ بْنِ لَاقِیسَ بْنِ إِبْلِیسَ جَاءَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَرَآهُ جَسِیماً عَظِیماً وَ أَمْراً مَهُولًا فَقَالَ لَهُ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا هَامُ بْنُ هِیمِ بْنِ لَاقِیسَ بْنِ إِبْلِیسَ كُنْتُ یَوْمَ قَتَلَ قَابِیلُ هَابِیلَ
ص: 83
غُلَاماً ابْنَ أَعْوَامٍ أَنْهَی عَنِ الِاعْتِصَامِ وَ آمُرُ بِإِفْسَادِ الطَّعَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِئْسَ لَعَمْرِی الشَّابُّ الْمُؤَمَّلُ وَ الْكَهْلُ الْمُؤَمَّرُ فَقَالَ دَعْ عَنْكَ هَذَا یَا مُحَمَّدُ فَقَدْ جَرَتْ تَوْبَتِی عَلَی یَدِ نُوحٍ علیه السلام وَ لَقَدْ كُنْتُ مَعَهُ فِی السَّفِینَةِ فَعَاتَبْتُهُ عَلَی (1) دُعَائِهِ عَلَی قَوْمِهِ وَ لَقَدْ كُنْتُ مَعَ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام حَیْثُ أُلْقِیَ فِی النَّارِ فَجَعَلَهَا اللَّهُ عَلَیْهِ بَرْداً وَ سَلَاماً وَ لَقَدْ كُنْتُ مَعَ مُوسَی علیه السلام حِینَ غَرِقَ اللَّهُ فِرْعَوْنَ وَ نَجَّی بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ لَقَدْ كُنْتُ مَعَ هُودٍ علیه السلام حِینَ دَعَا عَلَی قَوْمِهِ فَعَاتَبْتُهُ عَلَی دُعَائِهِ عَلَی قَوْمِهِ وَ لَقَدْ كُنْتُ مَعَ صَالِحٍ علیه السلام فَعَاتَبْتُهُ عَلَی دُعَائِهِ عَلَی قَوْمِهِ وَ لَقَدْ قَرَأْتُ الْكُتُبَ فَكُلُّهَا تُبَشِّرُنِی بِكَ وَ الْأَنْبِیَاءُ یُقْرِءُونَكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُونَ أَنْتَ أَفْضَلُ الْأَنْبِیَاءِ وَ أَكْرَمُهُمْ فَعَلِّمْنِی مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْكَ شَیْئاً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلِّمْهُ فَقَالَ هَامٌ یَا مُحَمَّدُ إِنَّا لَا نُطِیعُ إِلَّا نَبِیّاً أَوْ وَصِیَّ نَبِیٍّ فَمَنْ هَذَا قَالَ هَذَا أَخِی وَ وَصِیِّی وَ وَزِیرِی وَ وَارِثِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ قَالَ نَعَمْ نَجِدُ اسْمَهُ فِی الْكُتُبِ إِلْیَا فَعَلَّمَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَلَمَّا كَانَتْ لَیْلَةُ الْهَرِیرِ بِصِفِّینَ جَاءَ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (2).
بیان: قوله صلی اللّٰه علیه و آله الشاب المؤمل لعل المعنی بئس حالك فی حال شبابك حیث كنت مؤملا علی بناء المفعول (3) یأملون منك الخیر و فی حال شیخوختك حیث صیروك أمیرا و فی روایات العامة بئس لعمر اللّٰه عمل الشیخ المتوسم و الشاب المتلوم قال الجزری المتوسم المتحلی بسمة الشیوخ و المتلوم المتعرض للأئمة فی الفعل السیئ و یجوز أن یكون من اللؤمة و هی الحاجة أی المنتظر لقضائها.
«3»-عم، إعلام الوری جَاءَ فِی الْآثَارِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی بَنِی الْمُصْطَلِقِ وَ نَزَلَ بِقُرْبِ وَادٍ وَعْرٍ فَلَمَّا كَانَ آخِرُ اللَّیْلِ هَبَطَ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ یُخْبِرُهُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْ كُفَّارِ الْجِنِّ قَدِ اسْتَبْطَنُوا (4) الْوَادِیَ یُرِیدُونَ كَیْدَهُ وَ إِیقَاعَ الشَّرِّ بِأَصْحَابِهِ فَدَعَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ قَالَ اذْهَبْ إِلَی هَذَا الْوَادِی فَسَیَعْرِضُ لَكَ مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ الْجِنُّ مَنْ
ص: 84
یُرِیدُكَ فَادْفَعْهُ بِالْقُوَّةِ الَّتِی أَعْطَاكَ اللَّهُ إِیَّاهَا وَ تَحَصَّنْ مِنْهُ (1) بِأَسْمَاءِ اللَّهِ الَّتِی خَصَّكَ بِعِلْمِهَا وَ أَنْفَذَ مَعَهُ مِائَةَ رَجُلٍ مِنْ أَخْلَاطِ النَّاسِ وَ قَالَ لَهُمْ كُونُوا مَعَهُ وَ امْتَثِلُوا أَمْرَهُ فَتَوَجَّهَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَی الْوَادِی فَلَمَّا قَارَبَ (2) شَفِیرَهُ أَمَرَ الْمِائَةَ الَّذِینَ صَحِبُوهُ أَنْ یَقِفُوا بِقُرْبِ الشَّفِیرِ وَ لَا یُحْدِثُوا شَیْئاً حَتَّی یَأْذَنَ لَهُمْ ثُمَّ تَقَدَّمَ فَوَقَفَ عَلَی شَفِیرِ الْوَادِی وَ تَعَوَّذَ بِاللَّهِ مِنْ أَعْدَائِهِ وَ سَمَّاهُ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ وَ أَوْمَأَ إِلَی الْقَوْمِ الَّذِینَ تَبِعُوهُ أَنْ یَقْرُبُوا مِنْهُ فَقَرُبُوا وَ كَانَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُمْ فُرْجَةٌ مَسَافَتُها غَلْوَةٌ ثُمَّ رَامَ الْهُبُوطَ إِلَی الْوَادِی فَاعْتَرَضَتْ رِیحٌ عَاصِفٌ كَادَ الْقَوْمُ أَنْ یَقَعُوا عَلَی وُجُوهِهِمْ لِشِدَّتِهَا وَ لَمْ تَثْبُتْ أَقْدَامُهُمْ عَلَی الْأَرْضِ مِنْ هَوْلِ مَا لَحِقَهُمْ فَصَاحَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَصِیُّ رَسُولِ اللَّهِ وَ ابْنُ عَمِّهِ اثْبُتُوا إِنْ شِئْتُمْ وَ ظَهَرَ لِلْقَوْمِ أَشْخَاصٌ كَالزُّطِّ تُخُیِّلَ فِی أَیْدِیهِمْ شُعَلُ النَّارِ قَدِ اطْمَأَنُّوا بِجَنَبَاتِ الْوَادِی (3) فَتَوَغَّلَ (4) أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بَطْنَ الْوَادِی وَ هُوَ یَتْلُو الْقُرْآنَ وَ یُومِئُ بِسَیْفِهِ یَمِیناً وَ شِمَالًا فَمَا لَبِثَتِ الْأَشْخَاصُ حَتَّی صَارَتْ كَالدُّخَانِ الْأَسْوَدِ وَ كَبَّرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ثُمَّ صَعِدَ مِنْ حَیْثُ هَبَطَ فَقَامَ مَعَ الْقَوْمِ الَّذِینَ تَبِعُوهُ حَتَّی أَسْفَرَ الْمَوْضِعُ عَمَّا اعْتَرَاهُ فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا لَقِیتَ یَا أَبَا الْحَسَنِ فَقَدْ كِدْنَا نَهْلِكُ خَوْفاً وَ إِشْفَاقاً عَلَیْكَ فَقَالَ علیه السلام لَمَّا تَرَاءَی لِیَ الْعَدُوُّ جَهَرْتُ فِیهِمْ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ فَتَضَاءَلُوا وَ عَلِمْتُ مَا حَلَّ بِهِمْ مِنَ الْجَزَعِ فَتَوَغَّلْتُ الْوَادِیَ غَیْرَ خَائِفٍ مِنْهُمْ وَ لَوْ بَقُوا عَلَی هَیْئَاتِهِمْ لَأَتَیْتُ عَلَی آخِرِهِمْ وَ كَفَی اللَّهُ كَیْدَهُمْ وَ كَفَی الْمُسْلِمِینَ شَرَّهُمْ وَ سَیَسْبِقُنِی بَقِیَّتُهُمْ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَیُؤْمِنُوا بِهِ وَ انْصَرَفَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِمَنْ مَعَهُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ فَسُرِّیَ عَنْهُ وَ دَعَا لَهُ بِخَیْرٍ وَ قَالَ لَهُ قَدْ سَبَقَكَ یَا عَلِیُّ إِلَیَّ مَنْ أَخَافَهُ اللَّهُ بِكَ فَأَسْلَمَ وَ قَبِلْتُ إِسْلَامَهُ (5).
ص: 85
بیان: ضؤل ضئالة صغر و رجل متضائل دقیق و سری عنه الهم علی بناء المفعول مشددا انكشف.
«4»-عُیُونُ الْمُعْجِزَاتِ، مِنْ كِتَابِ الْأَنْوَارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَوَیْهِ (1) عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ عَلِیٍّ الدِّمَشْقِیِّ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ (2) الزُّبَالِیِّ عَنْ زَاذَانَ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ جَالِساً بِالْأَبْطَحِ وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ هُوَ مُقْبِلٌ عَلَیْنَا بِالْحَدِیثِ إِذْ نَظَرْنَا إِلَی زَوْبَعَةٍ (3) قَدِ ارْتَفَعَتْ فَأَثَارَتِ الْغُبَارَ وَ مَا زَالَتْ تَدْنُو وَ الْغُبَارُ یَعْلُو إِلَی أَنْ وَقَفَتْ بِحِذَاءِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ بَرَزَ مِنْهَا شَخْصٌ كَانَ فِیهَا ثُمَّ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی وَافِدُ قَوْمِی وَ قَدِ اسْتَجَرْنَا بِكَ فَأْجُرْنَا وَ ابْعَثْ مَعِی مِنْ قِبَلِكَ مَنْ یُشْرِفُ عَلَی قَوْمِنَا فَإِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ بَغَی عَلَیْنَا لِیَحْكُمَ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُمْ بِحُكْمِ اللَّهِ وَ كِتَابِهِ وَ خُذْ عَلَیَّ الْعُهُودَ وَ الْمَوَاثِیقَ الْمُؤَكَّدَةَ أَنْ أَرُدَّهُ إِلَیْكَ فِی غَدَاةِ غَدٍ سَالِماً إِلَّا أَنْ تَحْدُثَ عَلَیَّ حَادِثَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَنْتَ وَ مَنْ قَوْمُكَ قَالَ أَنَا عطرفة (4) (عُرْفُطَةُ) بْنُ شِمْرَاخٍ أَحَدُ بَنِی نَجَاحٍ وَ أَنَا وَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِی كُنَّا نَسْتَرِقُ السَّمْعَ فَلَمَّا مُنِعْنَا مِنْ ذَلِكَ آمَنَّا وَ لَمَّا بَعَثَكَ اللَّهُ نَبِیّاً آمَنَّا بِكَ عَلَی مَا عَلِمْتَهُ وَ قَدْ صَدَّقْنَاكَ وَ قَدْ خَالَفَنَا بَعْضُ الْقَوْمِ وَ أَقَامُوا عَلَی مَا كَانُوا عَلَیْهِ فَوَقَعَ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُمُ الْخِلَافُ وَ هُمْ أَكْثَرُ مِنَّا عَدَداً وَ قُوَّةً وَ قَدْ غَلَبُوا عَلَی الْمَاءِ وَ الْمَرَاعِی وَ أَضَرُّوا بِنَا وَ بِدَوَابِّنَا فَابْعَثْ مَعِی مَنْ یَحْكُمُ بَیْنَنَا بِالْحَقِّ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَاكْشِفْ لَنَا عَنْ وَجْهِكَ حَتَّی نَرَاكَ عَلَی هَیْئَتِكَ الَّتِی أَنْتَ عَلَیْهَا قَالَ فَكَشَفَ لَنَا عَنْ صُورَتِهِ فَنَظَرْنَا فَإِذَا شَخْصٌ عَلَیْهِ شَعْرٌ كَثِیرٌ وَ إِذَا رَأْسُهُ طَوِیلٌ طَوِیلُ الْعَیْنَیْنِ عَیْنَاهُ فِی طُولِ رَأْسِهِ صَغِیرُ الْحَدَقَتَیْنِ وَ لَهُ أَسْنَانُ السِّبَاعِ ثُمَّ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أَخَذَ عَلَیْهِ الْعَهْدَ وَ الْمِیثَاقَ عَلَی أَنْ یَرُدَّ عَلَیْهِ فِی غَدٍ مَنْ یَبْعَثُ بِهِ مَعَهُ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ ذَلِكَ الْتَفَتَ إِلَی أَبِی بَكْرٍ فَقَالَ سِرْ مَعَ أَخِینَا عطرفة (عُرْفُطَةَ) وَ انْظُرْ إِلَی مَا هُمْ عَلَیْهِ وَ احْكُمْ بَیْنَهُمْ بِالْحَقِّ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ أَیْنَ هُمْ قَالَ هُمْ تَحْتَ الْأَرْضِ
ص: 86
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَ كَیْفَ أُطِیقُ النُّزُولَ تَحْتَ الْأَرْضِ وَ كَیْفَ أَحْكُمُ بَیْنَهُمْ وَ لَا أُحْسِنُ كَلَامَهُمْ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ قَوْلِهِ لِأَبِی بَكْرٍ فَأَجَابَ بِمِثْلِ جَوَابِ أَبِی بَكْرٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی عُثْمَانَ وَ قَالَ لَهُ مِثْلَ قَوْلِهِ لَهُمَا فَأَجَابَهُ كَجَوَابِهِمَا ثُمَّ اسْتَدْعَی بِعَلِیٍّ علیه السلام وَ قَالَ لَهُ یَا عَلِیُّ سِرْ مَعَ أَخِینَا عطرفة (عُرْفُطَةَ) وَ تُشْرِفُ عَلَی قَوْمِهِ وَ تَنْظُرُ إِلَی مَا هُمْ عَلَیْهِ وَ تَحْكُمُ بَیْنَهُمْ بِالْحَقِّ فَقَامَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَعَ عطرفة (عُرْفُطَةَ) وَ قَدْ تَقَلَّدَ سَیْفَهُ قَالَ سَلْمَانُ فَتَبِعْتُهُمَا إِلَی أَنْ صَارَ إِلَی الْوَادِی فَلَمَّا تَوَسَّطَاهُ نَظَرَ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ قَالَ قَدْ شَكَرَ اللَّهُ تَعَالَی سَعْیَكَ یَا بَا عَبْدِ اللَّهِ فَارْجِعْ فَوَقَفْتُ أَنْظُرُ إِلَیْهِمَا فَانْشَقَّتِ الْأَرْضُ وَ دَخَلَا فِیهَا وَ رَجَعْتُ (1) وَ تَدَاخَلَنِی مِنَ الْحَسْرَةِ مَا اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِ كُلُّ ذَلِكَ إِشْفَاقاً عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَصْبَحَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ صَلَّی بِالنَّاسِ الْغَدَاةَ وَ جَاءَ وَ جَلَسَ عَلَی الصَّفَا وَ حَفَّ بِهِ أَصْحَابُهُ وَ تَأَخَّرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ ارْتَفَعَ النَّهَارُ وَ أَكْثَرَ النَّاسُ الْكَلَامَ إِلَی أَنْ زَالَتِ الشَّمْسُ وَ قَالُوا إِنَّ الْجِنِّیَّ احْتَالَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ أَرَاحَنَا اللَّهُ مِنْ أَبِی تُرَابٍ وَ ذَهَبَ عَنَّا افْتِخَارُهُ بِابْنِ عَمِّهِ عَلَیْنَا وَ أَكْثَرُوا الْكَلَامَ إِلَی أَنْ صَلَّی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله صَلَاةَ الْأُولَی وَ عَادَ إِلَی مَكَانِهِ وَ جَلَسَ عَلَی الصَّفَا وَ مَا زَالَ یُحَدِّثُ أَصْحَابُهُ (2) إِلَی أَنْ وَجَبَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ وَ أَكْثَرَ الْقَوْمُ الْكَلَامَ وَ أَظْهَرُوا الْیَأْسَ مِنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَصَلَّی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله صَلَاةَ الْعَصْرِ وَ جَاءَ وَ جَلَسَ عَلَی الصَّفَا وَ أَظْهَرَ الْفِكْرَ فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ ظَهَرَتْ شَمَاتَةُ الْمُنَافِقِینَ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ كَادَتِ الشَّمْسُ تَغْرُبُ فَتَیَقَّنَ الْقَوْمُ أَنَّهُ قَدْ هَلَكَ وَ إِذَا قَدِ انْشَقَّ الصَّفَا وَ طَلَعَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مِنْهُ وَ سَیْفُهُ یَقْطُرُ دَماً وَ مَعَهُ عطرفة (عُرْفُطَةَ) فَقَامَ إِلَیْهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَبَّلَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ جَبِینَیْهِ وَ قَالَ لَهُ مَا الَّذِی حَبَسَكَ عَنِّی إِلَی هَذَا الْوَقْتِ فَقَالَ علیه السلام صِرْتُ إِلَی جِنٍّ كَثِیرٍ قَدْ بَغَوْا عَلَی عطرفة (عُرْفُطَةَ) وَ قَوْمِهِ مِنَ الْمُنَافِقِینَ فَدَعَوْتُهُمْ إِلَی ثَلَاثِ خِصَالٍ فَأَبَوْا عَلَیَّ وَ ذَلِكَ أَنِّی دَعَوْتُهُمْ إِلَی الْإِیمَانِ بِاللَّهِ تَعَالَی وَ الْإِقْرَارِ بِنُبُوَّتِكَ وَ رِسَالَتِكَ فَأَبَوْا فَدَعَوْتُهُمْ إِلَی أَدَاءِ الْجِزْیَةِ فَأَبَوْا فَسَأَلْتُهُمْ أَنْ یُصَالِحُوا عطرفة (عُرْفُطَةَ) وَ قَوْمَهُ فَیَكُونَ بَعْضُ الْمَرْعَی لعطرفة (لِعُرْفُطَةَ) وَ قَوْمِهِ وَ كَذَلِكَ الْمَاءُ فَأَبَوْا ذلك كُلَّهُ فَوَضَعْتُ سَیْفِی فِیهِمْ وَ قَتَلْتُ
ص: 87
مِنْهُمْ ثَمَانِینَ (1) أَلْفاً فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَی مَا حَلَّ بِهِمْ طَلَبُوا الْأَمَانَ وَ الصُّلْحَ ثُمَّ آمَنُوا وَ زَالَ الْخِلَافُ بَیْنَهُمْ (2) وَ مَا زِلْتُ مَعَهُمْ إِلَی السَّاعَةِ فَقَالَ عطرفة (عُرْفُطَةُ) (3) یَا رَسُولَ اللَّهِ جَزَاكَ اللَّهُ وَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَنَّا خَیْراً (4).
بیان الزوبعة رئیس من رؤساء الجن و منه سمی الإعصار زوبعة (5) قاله الجوهری.
«5»-سن، المحاسن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّلْتِ عَنْ أَبِی هُدَیَّةَ (6) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ ذَاتَ یَوْمٍ جَالِساً عَلَی بَابِ الدَّارِ وَ مَعَهُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام إِذْ أَقْبَلَ شَیْخٌ فَسَلَّمَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام أَ تَعْرِفُ الشَّیْخَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام مَا أَعْرِفُهُ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله هَذَا إِبْلِیسُ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لَوْ عَلِمْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَضَرَبْتُهُ ضَرْبَةً بِالسَّیْفِ فَخَلَّصْتُ أُمَّتَكَ مِنْهُ قَالَ فَانْصَرَفَ إِبْلِیسُ إِلَی عَلِیٍّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ ظَلَمْتَنِی یَا أَبَا الْحَسَنِ أَ مَا سَمِعْتَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ وَ شارِكْهُمْ فِی الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ (7) فَوَ اللَّهِ مَا شَرِكْتُ أَحَداً أَحَبَّكَ فِی أُمِّهِ (8).
«6»-ع، علل الشرائع الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فُرَاتِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُعْتَمِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الرَّمْلِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَرْوَزِیِّ عَنْ عُمَرَ (9) بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی كَثِیرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی هَارُونَ الْعَبْدِیِ
ص: 88
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: كُنَّا بِمِنًی مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ بَصَرْنَا بِرَجُلٍ سَاجِدٍ وَ رَاكِعٍ وَ مُتَضَرِّعٍ فَقُلْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَحْسَنَ صَلَاتَهُ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله هُوَ الَّذِی أَخْرَجَ أَبَاكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ فَمَضَی إِلَیْهِ عَلِیٌّ علیه السلام غَیْرَ مُكْتَرِثٍ (1) فَهَزَّهُ هَزَّةً أَدْخَلَ أَضْلَاعَهُ الْیُمْنَی فِی الْیُسْرَی وَ الْیُسْرَی فِی الْیُمْنَی ثُمَّ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَالَ لَنْ تَقْدِرَ عَلَی ذَلِكَ إِلَی أَجَلٍ مَعْلُومٍ مِنْ عِنْدِ رَبِّی مَا لَكَ تُرِیدُ قَتْلِی فَوَ اللَّهِ مَا أَبْغَضَكَ أَحَدٌ إِلَّا سَبَقَتْ نُطْفَتِی إِلَی رَحِمِ أُمِّهِ قَبْلَ نُطْفَةِ أَبِیهِ وَ لَقَدْ شَارَكْتُ مُبْغِضِیكَ فِی الْأَمْوَالِ وَ الْأَوْلَادِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی مُحْكَمِ كِتَابِهِ وَ شارِكْهُمْ فِی الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ الْخَبَرَ (2).
«7»-ب، قرب الإسناد مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ سُلَیْمَانَ هَبْ لِی مُلْكاً لا یَنْبَغِی لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِی إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (3) قُلْتُ فَأُعْطِیَ الَّذِی دَعَا بِهِ قَالَ نَعَمْ وَ لَمْ یُعْطَ بَعْدَهُ إِنْسَانٌ مَا أُعْطِیَ نَبِیَّ اللَّهِ مِنْ غَلَبَةِ الشَّیْطَانِ فَخَنَقَهُ إِلَی إِبْطِهِ (4) حَتَّی أَصَابَ لِسَانُهُ (5) یَدَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَوْ لَا مَا دَعَا بِهِ سُلَیْمَانُ علیه السلام لَأَرَیْتُكُمُوهُ (6).
«8»-فس، تفسیر القمی وَ إِذْ صَرَفْنا إِلَیْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ یَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ إِلَی قَوْلِهِ فَلَمَّا قُضِیَ أَیْ فَرَغَ وَلَّوْا إِلی قَوْمِهِمْ مُنْذِرِینَ إِلَی قَوْلِهِ أُولئِكَ فِی ضَلالٍ مُبِینٍ فَهَذَا كُلُّهُ حِكَایَةٌ عَنِ الْجِنِّ وَ كَانَ سَبَبُ نُزُولِ هَذِهِ الْآیَةِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ إِلَی سُوقِ عُكَاظٍ وَ مَعَهُ زَیْدُ بْنُ حَارِثَةَ یَدْعُو النَّاسَ إِلَی الْإِسْلَامِ فَلَمْ یُجِبْهُ أَحَدٌ وَ لَمْ یَجِدْ (7) مَنْ یَقْبَلُهُ ثُمَّ رَجَعَ إِلَی مَكَّةَ فَلَمَّا بَلَغَ مَوْضِعاً یُقَالُ لَهُ وَادِی مَجَنَّةَ تَهَجَّدَ بِالْقُرْآنِ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ فَمَرَّ بِهِ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَلَمَّا سَمِعُوا قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اسْتَمَعُوا لَهُ فَلَمَّا سَمِعُوا قِرَاءَتَهُ قَالَ
ص: 89
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أَنْصِتُوا یَعْنِی اسْكُتُوا فَلَمَّا قُضِیَ أَیْ فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ الْقِرَاءَةِ وَلَّوْا إِلی قَوْمِهِمْ مُنْذِرِینَ قالُوا یا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسی مُصَدِّقاً لِما بَیْنَ یَدَیْهِ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ وَ إِلی طَرِیقٍ مُسْتَقِیمٍ یا قَوْمَنا أَجِیبُوا داعِیَ اللَّهِ وَ آمِنُوا بِهِ إِلَی قَوْلِهِ أُولئِكَ فِی ضَلالٍ مُبِینٍ فَجَاءُوا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَسْلَمُوا وَ آمَنُوا وَ عَلَّمَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ (1) عَلَی نَبِیِّهِ قُلْ أُوحِیَ إِلَیَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ السُّورَةَ كُلَّهَا فَحَكَی اللَّهُ قَوْلَهُمْ وَ وَلَّی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَیْهِمْ مِنْهُمْ وَ كَانُوا یَعُودُونَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی كُلِّ وَقْتٍ فَأَمَرَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنْ یُعَلِّمَهُمْ وَ یُفَقِّهَهُمْ فَمِنْهُمْ مُؤْمِنُونَ وَ كَافِرُونَ وَ نَاصِبُونَ وَ یَهُودُ وَ نَصَارَی وَ مَجُوسٌ وَ هُمْ وُلْدُ الْجَانِّ (2).
«9»-قب، المناقب لابن شهرآشوب ابْنُ جُبَیْرٍ قَالَ: تَوَجَّهَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله تِلْقَاءَ مَكَّةَ وَ قَامَ بِنَخْلَةَ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ یُصَلِّی فَمَرَّ بِهِ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَوَجَدُوهُ یُصَلِّی صَلَاةَ الْغَدَاةِ وَ یَتْلُو الْقُرْآنَ فَاسْتَمَعُوا إِلَیْهِ وَ قَالَ آخَرُونَ أُمِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یُنْذِرَ الْجِنَّ فَصَرَفَ اللَّهُ إِلَیْهِ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ مِنْ نَیْنَوَی قَوْلُهُ وَ إِذْ صَرَفْنا إِلَیْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ وَ كَانَ بَاتَ فِی وَادِی الْجِنِّ وَ هُوَ عَلَی مِیلٍ مِنَ الْمَدِینَةِ فَقَالَ علیه السلام إِنِّی أُمِرْتُ أَنْ أَقْرَأَ عَلَی الْجِنِّ اللَّیْلَةَ فَأَیُّكُمْ یَتَّبِعُنِی فَاتَّبَعَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ مِثْلَ مَا رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ.
وَ رُوِیَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُمْ كَانُوا سَبْعَةَ نَفَرٍ مِنْ جِنِّ نَصِیبِینَ فَجَعَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رُسُلًا إِلَی قَوْمِهِمْ وَ قَالَ زِرُّ بْنُ حُبَیْشٍ كَانُوا سَبْعَةً مِنْهُمْ زَوْبَعَةٌ وَ قَالَ غَیْرُهُ وَ هُمْ مسار وَ یسار وَ بشار وَ الأزد وَ خمیع (3).
«10»-قب، المناقب لابن شهرآشوب لَمَّا سَارَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی وَادِی حُنَیْنٍ لِلْحَرْبِ إِذَا بِالطَّلَائِعِ قَدْ رَجَعَتْ وَ الْأَعْلَامُ وَ الْأَلْوِیَةُ قَدْ وَقَفَتْ فَقَالَ لَهُمُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا قَوْمِ مَا الْخَبَرَ فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ حَیَّةٌ عَظِیمَةٌ قَدْ سَدَّتْ عَلَیْنَا الطَّرِیقَ كَأَنَّهَا جَبَلٌ عَظِیمٌ لَا یُمْكِنُنَا مِنَ الْمَسِیرِ فَسَارَ
ص: 90
النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی أَشْرَفَ عَلَیْهَا فَرَفَعَتْ رَأْسَهَا وَ نَادَتِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا الْهَیْثَمُ بْنُ طَاحِ بْنِ إِبْلِیسَ مُؤْمِنٌ بِكَ قَدْ سِرْتُ إِلَیْكَ فِی عَشَرَةِ آلَافٍ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی حَتَّی أُعِینَكَ عَلَی حَرْبِ الْقَوْمِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله انْعَزِلْ عَنَّا وَ سِرْ بِأَهْلِكَ عَنْ أَیْمَانِنَا فَفَعَلَ ذَلِكَ وَ سَارَ الْمُسْلِمُونَ (1).
أَقُولُ سَیَأْتِی فِی بَابِ عَمَلِ النَّیْرُوزِ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ یَوْمَ النَّیْرُوزِ هُوَ الْیَوْمُ الَّذِی وَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام إِلَی وَادِی الْجِنِّ فَأَخَذَ عَلَیْهِمُ الْعُهُودَ وَ الْمَوَاثِیقَ.
و سیأتی أكثر أخبار هذا الباب فی باب استیلاء أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه علی الجن و الشیاطین.
«1»-قب، المناقب لابن شهرآشوب فی حدیث مازن بن العصفور الطائی أنه لما نحر عتیرة (2) سمع من صنمه.
بعث نبی من مضر*** فدع نحیتا من حجر
ثم نحر یوما آخر عتیرة (3) أخری فسمع منه:
هذا نبی مرسل*** جاء بخیر منزل
أبو عبیس قال سمعت قریش فی اللیل هاتفا علی أبی قبیس یقول شعرا:
إذا أسلم السعدان یصبح بمكة*** محمد لا یخشی خلاف المخالف
فلما أصبحوا قال أبو سفیان من السعدان سعد بكر (4) و سعد تمیم ثم سمع فی اللیلة الثانیة
ص: 91
أیا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا***و یا سعد سعد الخزرجین غطارف
أجیبا إلی داعی الهدی و تمنیا***علی اللّٰه فی الفردوس خیر زخارف
فلما أصبحوا قال أبو سفیان هو سعد بن معاذ و سعد بن عبادة.
قال تمیم الداری أدركنی اللیل فی بعض طرقات الشام فلما أخذت مضجعی قلت أنا اللیلة فی جوار هذا الوادی فإذا مناد یقول عذ باللّٰه فإن الجن لا تجیر أحدا علی اللّٰه قد بعث نبی الأمیین رسول اللّٰه و قد صلینا خلفه بالحجون و ذهب كید الشیاطین و رمیت بالشهب فانطلق إلی محمد رسول رب العالمین.
سعید بن جبیر قال قال سواد بن قارب نمت علی جبل من جبال السراة فأتانی آت و ضربنی برجله و قال قم یا سواد بن قارب أتاك رسول من لوی بن غالب فلما استویت أدبر و هو یقول:
عجبت للجن و أرجاسها***و رحلها العیس بأحلاسها(1)
تهوی إلی مكة تبغی الهدی***(2) ما صالحوها مثل أنجاسها
فعدت فنمت فضربنی برجله فقال مثل الأول فأدبر قائلا:
عجبت للجن و تطلابها***(3) و رحلها العیس بأقتابها(4)
تهوی إلی مكة تبغی الهدی***ما صادقوها مثل كذابها
فعدت فنمت فضربنی برجله فقال مثل الأول فلما استویت أدبر و هو یقول:
عجبت للجن و أشرارها*** و رحلها العیس بأكوارها. (5)
تهوی إلی مكة تبغی الهدی***ما مؤمنوها مثل كفارها
قال فركبت ناقتی و أتیت مكة عند النبی و أنشدته:
ص: 92
أتانی جن قبل هدء و رقدة***و لم یك فیما قد أتانا بكاذب
ثلاث لیال قوله كل لیلة***أتاك رسول من لوی بن غالب
فأشهد أن اللّٰه لا رب غیره*** و أنك مأمون علی كل غائب
-و كان لبنی عذرة صنم یقال له حمام فلما بعث النبی صلی اللّٰه علیه و آله سمع من جوفه یقول یا بنی هند بن حزام ظهر الحق و أودی (1) الحمام و دفع الشرك الإسلام ثم نادی بعد أیام لطارق یقول یا طارق یا طارق بعث النبی الصادق جاء بوحی ناطق صدع صادع بتهامة لناصریه السلامة و لخاذلیه الندامة هذا الوداع منی إلی یوم القیامة ثم وقع الصنم لوجهه فتكسر.
قال زید بن ربیعة فأتیت النبی صلی اللّٰه علیه و آله فأخبرته بذلك فقال كلام الجن المؤمنین فدعانا إلی الإسلام.
و سمع صوت الجن بمكة لیلة خرج النبی صلی اللّٰه علیه و آله:
جزی اللّٰه رب الناس خیر جزائه***رسولا أتی فی خیمتی أم معبد
فیا لقصی ما زوی اللّٰه عنكم***به من فعال لا یجازی بسودد
فأجابه حسان فی قوله:
لقد خاب قوم زال عنهم نبیهم***و قد سر من یسری إلیه و یغتدی(2)
نبی یری ما لا یری الناس حوله***و یتلو كتاب اللّٰه فی كل مشهد
و إن قال فی یوم مقالة غائب***فتصدیقها فی ضحوة العید أوغد
و هتف من جبال مكة یوم بدر:
أذل الحنیفیون بدرا بوقعة***سینقض منها ملك كسری و قیصرا
أصاب رجالا من لوی و جردت***حرائر یضربن الحرائر حسرا
ص: 93
ألا ویح من أمسی عدو محمد*** لقد ضاق خزیا فی الحیاة و خسرا
و أصبح فی هافی (1) العجاجة معفرا***تناوله الطیر الجیاع و تنقرا
فعلموا الواقعة و ظهر الخبر من الغد.
و دخل العباس بن مرداس السلمی علی وثن یقال له الضمیر فكنس ما حوله و مسحه و قبله فإذا صائح یصیح یا عباس بن مرداس:
قل للقبائل من سلیم كلها***هلك الضمیر و فاز أهل المسجد
هلك الضمیر و كان یعبد مرة***قبل الكتاب إلی النبی محمد
إن الذی جا بالنبوة (2) و الهدی*** بعد ابن مریم من قریش مهتد
فخرج فی ثلاثمائة راكب من قومه إلی النبی صلی اللّٰه علیه و آله فلما رآه النبی صلی اللّٰه علیه و آله تبسم ثم قال یا عباس بن مرداس كیف كان إسلامك فقص علیه القصة فقال صلی اللّٰه علیه و آله صدقت و سر بذلك صلی اللّٰه علیه و آله.
و فی حدیث سیار الغسانی لما قال له عمر أ كاهن أنت فقال قد هدی اللّٰه بالإسلام كل جاهل و دفع بالحق كل باطل و أقام بالقرآن كل مائل القصة فأخذت ظبیة بذی العسف فإذا بهاتف:
یا أیها الركب السراع الأربعه*** خلوا سبیل الظبیة المروعه
فخلیتها فلما جن اللیل فإذا أنا بهاتف یقول:
خذها و لا تعجل و خذها عن ثقه***فإن شر السیر سیر الحقحقه
هذا نبی فائز من حققه
و قال عمرو بن جبلة الكلبی عترنا عتیرة لعمرة اسم صنم فسمعنا من جوفه مخاطب سادنه عصام (3) یا عصام یا عصام جاء الإسلام و ذهبت الأصنام و حقنت
ص: 94
الدماء و وصلت الأرحام ففزعت من ذلك ثم عترنا أخری فسمعنا یقول لرجل اسمه بكر یا بكر بن جبل جاء النبی المرسل یصدقه المطعمون فی المحل أرباب یثرب ذات النخل و یكذبه أهل نجد و تهامة و أهل فلج و الیمامة.
فأتیا إلی النبی و أسلما و أنشد عمرو:
أجبت رسول اللّٰه إذ جاء بالهدی***فأصبحت بعد الحمد لله أوحدا
تكلم شیطان من جوف هبل بهذه الأبیات:
قاتل اللّٰه رهط كعب بن فهر***ما أضل العقول و الأحلاما
جاءنا تائه (1) یعیب علینا***دین آبائنا الحماة الكراما
فسجدوا كلهم و تنقصوا النبی صلی اللّٰه علیه و آله و قال هلموا غدا فسمع أیضا فحزن النبی صلی اللّٰه علیه و آله من ذلك فأتاه جنی مؤمن و قال یا رسول اللّٰه أنا قتلت مسعر الشیطان المتكلم فی الأوثان فأحضر المجمع لأجیبه فلما اجتمعوا و دخل النبی صلی اللّٰه علیه و آله خرت الأصنام علی وجوهها فنصبوها و قالوا تكلم فقال:
أنا الذی سمانی المطهرا***أنا قتلت ذا الفخور (2) مسعرا.
إذا طغی لما طغی و استكبرا***و أنكر الحق و رام المنكرا:
بشتمه نبینا المطهرا*** قد أنزل اللّٰه علیه السورا.
من بعد موسی فاتبعنا الأثرا
فقالوا إن محمدا یخادع اللات(3) كما خادعنا.
تاریخ الطبری أنه روی الزهری فی حدیث جبیر بن مطعم عن أبیه قال كنا جلوسا قبل أن یبعث رسول اللّٰه بشهر نحرنا جزورا فإذا صائح یصیح من جوف الصنم
ص: 95
اسمعوا العجب ذهب استراق الوحی و یرمی بالشهب لنبی بمكة اسمه محمد مهاجرته إلی یثرب.
الطبری فی حدیث ابن إسحاق و الزهری عن عبد اللّٰه بن كعب مولی عثمان أنه قال عمر لقد كنا فی الجاهلیة نعبد الأصنام و نعلق (1) الأوثان حتی أكرمنا اللّٰه بالإسلام فقال الأعرابی لقد كنت كاهنا فی الجاهلیة قال فأخبرنا ما أعجب ما جاءك به صاحبك قال جاءنی قبل الإسلام جاء فقال أ لم تر إلی الجن أبالسها و إیاسها من دینها و لحاقها بالقلاص و أحلاسها (2) فقال عمر إنی و اللّٰه لعند وثن من أوثان الجاهلیة فی معشر من قریش قد ذبح له رجل من العرب عجلا فنحن ننظر قسمه لیقسم لنا منه إذ سمعت من جوف العجل صوتا ما سمعت صوتا قط أنفذ منه و ذلك قبل الإسلام بشهر أو سنة یقول یا آل ذریح أمر نجیح رجل فصیح یقول لا إله إلا اللّٰه.
و منه حدیث الخثعمی و حدیث سعد بن عبادة و حدیث سعد بن عمرو الهذلی (3).
و فی حدیث خزیم بن فاتك الأسدی أنه وجد إبله بأبرق العزل القصة فسمع هاتفا:
هذا رسول اللّٰه ذو الخیرات*** جاء بیاسین و حامیمات
فقلت من أنت قال أنا مالك بن مالك بعثنی رسول اللّٰه إلی حی نجد قلت لو كان لی من یكفینی إبلی لأتیته فآمنت به فقال أنا فعلوت بعیرا منها و قصدت المدینة و الناس فی صلاة الجمعة فقلت فی نفسی لا أدخل حتی ینقضی صلاتهم فأنا أنیخ راحلتی إذ خرج إلی رجل قال یقول لك رسول اللّٰه ادخل فدخلت فلما رآنی قال ما فعل الشیخ الذی ضمن لك أن یؤدی إبلك إلی أهلك قلت لا علم لی به قال إنه أداها سالمین (4) قلت أشهد أن لا إله إلا اللّٰه و أنك رسول اللّٰه (5).
ص: 96
بیان: العتیرة شاة كانوا یذبحونها فی رجب لآلهتهم و الغطریف السید و الحجون بفتح الحاء جبل بمكة و هی مقبرة و یقال رحلت البعیر أی شددت علی ظهره الرحل و هفا الشی ء فی الهواء إذا ذهب و العجاجة الغبار.
و قال الجزری فی حدیث سلمان شر السیر الحقحقة هو المتعب من السیر و قیل هو أن تحمل الدابة علی ما لا تطیقه و الفلج موضع بین بصرة و ضریة.
«2»-أَقُولُ رَوَی فِی الْمُنْتَقَی، بِإِسْنَادِهِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ زَیْدِ بْنِ طَلْحَةَ أَنَّ رَجُلًا مَرَّ عَلَی مَجْلِسٍ بِالْمَدِینَةِ فِیهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَنَظَرَ إِلَیْهِ عُمَرُ فَقَالَ أَ كَاهِنٌ هُوَ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ هُدِیَ بِالْإِسْلَامِ كُلُّ جَاهِلٍ وَ دُفِعَ بِالْحَقِّ كُلُّ بَاطِلٍ وَ أُقِیمَ بِالْقُرْآنِ كُلُّ مَائِلٍ وَ أُغْنِیَ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله كُلُّ عَائِلٍ فَقَالَ عُمَرُ مَتَی عَهْدُكَ بِهَا یَعْنِی صَاحِبَتَهُ قَالَ قُبَیْلَ الْإِسْلَامِ أَتَتْنِی فَصَرَخَتْ یَا سَلَامُ یَا سَلَامُ الْحَقُّ الْمُبِینُ وَ الْخَیْرُ الدَّائِمُ غَیْرُ حِلْمِ النَّائِمِ اللَّهُ أَكْبَرُ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَا أُحَدِّثُكَ بِمِثْلِ هَذَا وَ اللَّهِ إِنَّا لَنَسِیرُ فِی بَادِیَةٍ مَلْسَاءَ لَا یُسْمَعُ فِیهَا إِلَّا الصَّدَی (1) إِذْ نَظَرْنَا فَإِذَا رَاكِبٌ مُقْبِلٌ أَسْرَعُ مِنَ الْفَرَسِ حَتَّی كَانَ مِنَّا عَلَی قَدْرِ مَا یُسْمِعُنَا صَوْتَهُ فَقَالَ یَا أَحْمَدُ یَا أَحْمَدُ اللَّهُ أَعْلَی وَ أَمْجَدُ أَتَاكَ مَا وَعَدَكَ مِنَ الْخَیْرِ یَا أَحْمَدُ ثُمَّ ضَرَبَ رَاحِلَتَهُ حَتَّی أَتَی مِنْ وَرَائِنَا فَقَالَ عُمَرُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدَانَا بِالْإِسْلَامِ وَ أَكْرَمَنَا بِهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ أَنَا أُحَدِّثُكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ بِمِثْلِ هَذَا وَ أَعْجَبَ قَالَ عُمَرُ حَدِّثْ قَالَ انْطَلَقْتُ أَنَا وَ صَاحِبَانِ لِی نُرِیدُ الشَّامَ حَتَّی إِذَا كُنَّا بِقَفْرَةٍ مِنَ الْأَرْضِ نَزَلْنَا بِهَا فَبَیْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ لَحِقَنَا رَاكِبٌ فَكُنَّا أَرْبَعَةً قَدْ أَصَابَنَا سَغَبٌ (2) شَدِیدٌ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِظَبْیَةٍ عَضْبَاءَ تَرْتَعُ قَرِیباً مِنَّا فَوَثَبْتُ إِلَیْهَا فَقَالَ الرَّجُلُ الَّذِی لَحِقَنَا خَلِّ سَبِیلَهَا لَا أَبَا لَكَ وَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَیْتُهَا وَ نَحْنُ نَسْلُكُ هَذَا الطَّرِیقَ وَ نَحْنُ عَشَرَةٌ أَوْ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ فَیُخْطَفُ (3) بَعْضُنَا فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ كَانَ هَذِهِ الظَّبْیَةُ فَمَا یُهَیِّجُهَا أَحَدٌ فَأَبَیْتُ وَ قُلْتُ لِعُمَرَ وَ اللَّهِ (4) لَا أُخَلِّیهَا فَارْتَحَلْنَا وَ قَدْ شَدَّدْتُهَا مَعِی حَتَّی إِذَا ذَهَبَ سَدَفٌ
ص: 97
مِنَ اللَّیْلِ إِذَا هَاتِفٌ یَهْتِفُ بِنَا وَ یَقُولُ:
یَا أَیُّهَا الرَّكْبُ السِّرَاعُ الْأَرْبَعَهْ*** خَلُّوا سَبِیلَ النَّافِرِ الْمُفَزَّعَهْ
خَلُّوا عَنِ الْعَضْبَاءِ فِی الْوَادِی مَعَهْ*** لَا تَذْبَحَنَّ الظَّبْیَةَ الْمُرَوَّعَهْ
فِیهَا لِأَیْتَامٍ صِغَارٍ مَنْفَعَهْ
قَالَ فَخَلَّیْتُ سَبِیلَهَا ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّی أَتَیْنَا الشَّامَ فَقَضَیْنَا حَوَائِجَنَا ثُمَّ أَقْبَلْنَا حَتَّی إِذَا كُنَّا بِالْمَكَانِ الَّذِی كُنَّا فِیهِ هَتَفَ هَاتِفٌ مِنْ خَلْفِنَا:
إِیَّاكَ لَا تَعْجَلْ وَ خُذْهَا مِنْ ثِقَهْ ***فَإِنَّ شَرَّ السَّیْرِ سَیْرُ الْحَقْحَقَهْ
قَدْ لَاحَ نَجْمٌ وَ أَضَاءَ مَشْرِقَهْ ***یَخْرُجُ مِنْ ظَلْمَاءَ عَسْفٌ مُوبِقَهْ
ذَاكَ رَسُولٌ مُفْلِحٌ مَنْ صَدَّقَهُ*** اللَّهُ أَعْلَی أَمْرَهُ وَ حَقَّقَهْ
(1).
بیان: السدف بالضم الطائفة من اللیل و السدف محركة سواد اللیل.
«3»-ختص، الإختصاص أَبُو مُحَمَّدٍ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِیِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَوْمَ الْجُمُعَةِ فِی الْمَسْجِدِ بَعْدَ الْعَصْرِ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ طُوَالٌ كَأَنَّهُ بَدَوِیٌّ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام مَا فَعَلَ جِنِّیُّكَ الَّذِی كَانَ یَأْتِیكَ قَالَ إِنَّهُ لَیَأْتِینِی إِلَی أَنْ وَقَفْتُ بَیْنَ یَدَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَحَدِّثِ الْقَوْمَ بِمَا كَانَ مِنْهُ فَجَلَسَ وَ سَمِعْنَا لَهُ فَقَالَ إِنِّی لَرَاقِدٌ بِالْیَمَنِ قَبْلَ أَنْ یَبْعَثَ اللَّهُ نَبِیَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِذَا جِنِّیٌّ أَتَانِی نِصْفَ اللَّیْلِ فَرَفَسَنِی (2) بِرِجْلِهِ وَ قَالَ اجْلِسْ فَجَلَسْتُ ذَعِراً فَقَالَ اسْمَعْ قُلْتُ وَ مَا أَسْمَعُ قَالَ:
عَجِبْتُ لِلْجِنِّ وَ إِبْلَاسِهَا ***وَ رَكْبِهَا الْعِیسَ بِأَحْلَاسِهَا
تَهْوِی إِلَی مَكَّةَ تَبْغِی الْهُدَی*** مَا طَاهِرُ الْجِنِّ كَأَنْجَاسِهَا
فَارْحَلْ إِلَی الصَّفْوَةِ مِنْ هَاشِمٍ*** وَ ارْمِ بِعَیْنَیْكَ إِلَی رَأْسِهَا
قَالَ فَقُلْتُ وَ اللَّهِ لَقَدْ حَدَثَ فِی وُلْدِ هَاشِمٍ شَیْ ءٌ أَوْ یَحْدُثُ وَ مَا أَفْصَحَ (3) لِی وَ إِنِّی
ص: 98
لَأَرْجُو أَنْ یُفْصِحَ لِی فَأَرِقْتُ (1) لَیْلَتِی وَ أَصْبَحْتُ كَئِیباً فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْقَابِلَةِ أَتَانِی نِصْفَ اللَّیْلِ وَ أَنَا رَاقِدٌ فَرَفَسَنِی بِرِجْلِهِ وَ قَالَ اجْلِسْ فَجَلَسْتُ ذَعِراً فَقَالَ اسْمَعْ فَقُلْتُ وَ مَا أَسْمَعُ قَالَ:
عَجِبْتُ لِلْجِنِّ وَ أَخْبَارِهَا*** وَ رَكْبِهَا الْعِیسَ بِأَكْوَارِهَا
تَهْوِی إِلَی مَكَّةَ تَبْغِی الْهُدَی*** مَا مُؤْمِنُو الْجِنِّ كَكُفَّارِهَا
فَارْحَلْ إِلَی الصَّفْوَةِ مِنْ هَاشِمٍ*** بَیْنَ رَوَابِیهَا (2) وَ أَحْجَارِهَا
فَقُلْتُ وَ اللَّهِ لَقَدْ حَدَثَ فِی وُلْدِ هَاشِمٍ أَوْ یَحْدُثُ وَ مَا أَفْصَحَ لِی وَ إِنِّی لَأَرْجُو أَنْ یُفْصِحَ لِی فَأَرِقْتُ لَیْلَتِی وَ أَصْبَحْتُ كَئِیباً فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْقَابِلَةِ أَتَانِی نِصْفَ اللَّیْلِ وَ أَنَا رَاقِدٌ فَرَفَسَنِی بِرِجْلِهِ وَ قَالَ اجْلِسْ فَجَلَسْتُ وَ أَنَا ذَعِرٌ فَقَالَ اسْمَعْ قُلْتُ وَ مَا أَسْمَعُ قَالَ:
عَجِبْتُ لِلْجِنِّ وَ أَلْبَابِهَا*** وَ رَكْبِهَا الْعِیسَ بِأَنْیَابِهَا
تَهْوِی إِلَی مَكَّةَ تَبْغِی الْهُدَی*** مَا صَادِقُو الْجِنِّ كَكَذَّابِهَا
فَارْحَلْ إِلَی الصَّفْوَةِ مِنْ هَاشِمٍ*** أَحْمَدَ أَزْهَرَ خَیْرِ أَرْبَابِهَا
قُلْتُ عَدُوَّ اللَّهِ أَفْصَحْتَ فَأَیْنَ هُوَ قَالَ ظَهَرَ بِمَكَّةَ یَدْعُو إِلَی شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ فَأَصْبَحْتُ وَ رَحَلْتُ نَاقَتِی وَ وَجَّهْتُهَا قِبَلَ مَكَّةَ فَأَوَّلُ مَا دَخَلْتُهَا لَقِیتُ أَبَا سُفْیَانَ وَ كَانَ شَیْخاً ضَالًّا فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْحَیِّ فَقَالَ وَ اللَّهِ إِنَّهُمْ مُخْصِبُونَ إِلَّا أَنَّ یَتِیمَ أَبِی طَالِبٍ قَدْ أَفْسَدَ عَلَیْنَا دِینَنَا قُلْتُ وَ مَا اسْمُهُ قَالَ مُحَمَّدٌ أَحْمَدُ قُلْتُ وَ أَیْنَ هُوَ قَالَ تَزَوَّجَ بِخَدِیجَةَ بِنْتِ خُوَیْلِدٍ فَهُوَ عَلَیْهَا نَازِلٌ فَأَخَذْتُ بِخِطَامِ نَاقَتِی ثُمَّ انْتَهَیْتُ إِلَی بَابِهَا فَعَقَلْتُ نَاقَتِی ثُمَّ ضَرَبْتُ الْبَابَ فَأَجَابَتْنِی مَنْ هَذَا فَقُلْتُ أَنَا أَرَدْتُ مُحَمَّداً فَقَالَتْ اذْهَبْ إِلَی عَمَلِكَ مَا تَذَرُونَ مُحَمَّداً یَأْوِیهِ ظِلُّ بَیْتٍ قَدْ طَرَدْتُمُوهُ وَ هَرَبْتُمُوهُ وَ حَصَّنْتُمُوهُ اذْهَبْ إِلَی عَمَلِكَ قُلْتُ رَحِمَكِ اللَّهُ إِنِّی رَجُلٌ أَقْبَلْتُ مِنَ الْیَمَنِ وَ عَسَی اللَّهُ أَنْ یَكُونَ قَدْ مَنَّ عَلَیَّ بِهِ فَلَا تَحْرِمِینِیَ النَّظَرَ إِلَیْهِ وَ كَانَ صلی اللّٰه علیه و آله رَحِیماً فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ یَا خَدِیجَةُ افْتَحِی الْبَابَ
ص: 99
فَفَتَحَتْ فَدَخَلْتُ فَرَأَیْتُ النُّورَ فِی وَجْهِهِ سَاطِعاً نُورٌ فِی نُورٍ ثُمَّ دُرْتُ خَلْفَهُ فَإِذَا أَنَا بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ مَعْجُونٌ عَلَی كَتِفِهِ الْأَیْمَنِ فَقَبَّلْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ أَنْشَأْتُ أَقُولُ:
أَتَانِی نَجِیٌّ (1) بَعْدَ هَدْءٍ وَ رَقْدَةٍ*** وَ لَمْ یَكُ فِیمَا قَدْ تَلَوْتُ (2) بِكَاذِبٍ
ثَلَاثَ لَیَالٍ قَوْلُهُ كُلَّ لَیْلَةٍ*** أَتَاكَ رَسُولٌ مِنْ لُوَیِّ بْنِ غَالِبٍ
فَشَمَّرْتُ عَنْ ذَیْلِی الْإِزَارَ وَ وَسَّطَتْ ***بِیَ الذِّعْلِبُ (3) الْوَجْنَاءُ بَیْنَ السَّبَاسِبِ
فَمُرْنَا بِمَا یَأْتِیكَ یَا خَیْرَ قَادِرٍ*** (4) وَ إِنْ كَانَ فِیمَا جَاءَ شَیْبُ الذَّوَائِبِ
وَ أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ لَا شَیْ ءَ غَیْرُهُ*** وَ أَنَّكَ مَأْمُونٌ عَلَی كُلِّ غَائِبٍ
وَ أَنَّكَ أَدْنَی الْمُرْسَلِینَ وَسِیلَةً*** إِلَی اللَّهِ یَا ابْنَ الْأَكْرَمِینَ الْأَطَایِبِ
وَ كُنْ لِی شَفِیعاً یَوْمَ لَا ذُو شَفَاعَةٍ*** إِلَی اللَّهِ یُغْنِی (5) عَنْ سَوَادِ بْنِ قَارِبٍ
وَ كَانَ اسْمُ الرَّجُلِ سَوَادَ بْنَ (6) قَارِبٍ فَرُحْتُ (7) وَ اللَّهِ مُؤْمِناً بِهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ خَرَجَ إِلَی صِفِّینَ فَاسْتُشْهِدَ مَعَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (8).
بیان: العیس بالكسر الإبل البیض یخالط بیاضها شی ء من الشقرة و الأحلاس جمع حلس و هو كساء یطرح علی ظهر البعیر قوله إلی رأسها الضمیر راجع إلی القبیلة و الأكوار جمع الكور بالضم و هو الرحل بأداته و الهدء السكون و الذعلب الناقة القویة و الوجناء الناقة الصلبة و سباسب جمع سبسب (9) قوله شیب الذوائب أی قبلنا و صدقنا بما یأتیك به الوحی من اللّٰه و إن كان فیه أمور شداد تشیب منها الذوائب و رأیت فی بعض الكتب مكان الشعر الأول:
ص: 100
عجبت للجن و تجساسها***و شدها العیس بأحلاسها
تهوی إلی مكة تبغی الهدی***ما خیر الجن كأنجاسها
و مكان الثانی:
عجبت للجن و تطلابها***و شدها العیس بأقتابها
إلی قوله:
فارحل إلی الصفوة من هاشم***لیس قداماها كأذنابها
التجساس تفعال من التجسس كالتطلاب من الطلب و القدامی المتقدمون و الأذناب المتأخرون.
و روی فیه عن أبی هریرة أن قوما من خثعم كانوا عند صنم لهم جلوسا و كانوا یتحامون إلی أصنامهم فیقال لأبی هریرة هل كنت تفعل ذلك فیقول أبو هریرة و اللّٰه فعلت فأكثرت فالحمد لله الذی أنقذنی بمحمد صلی اللّٰه علیه و آله قال أبو هریرة فالقوم مجتمعون عند صنمهم إذ سمعوا بهاتف یهتف:
یا أیها الناس ذوی الأجسام*** و مسند و الحكم إلی الأصنام
أ كلكم أوره كالكهام***أ لا ترون ما أری أمامی
من ساطع یجلو دجی الظلام*** قد لاح للناظر من تهام
قد بدأ للناظر الشئام***ذاك نبی سید الأنام
من هاشم فی ذروة السنام***مستعلن بالبلد الحرام
جاء یهد الكفر بالإسلام***أكرمه الرحمن من إمام
قال أبو هریرة فأمسكوا ساعة حتی حفظوا ذلك ثم تفرقوا فلم تمض بهم ثالثة حتی جاءهم خبر رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله أنه قد ظهر بمكة.
أقول الأوره الأحمق و یقال كهمته الشدائد أی جبنته عن الإقدام و أكهم بصره كل و رق و رجل كهام كسحاب كلیل عیی لا غناء عنده و قوم كهام أیضا و المتكهم المتعرض للشر و الشئام كفعال بالهمز نسبة إلی الشام أی یظهر نوره للشامی كما یظهر للتهامی.
ص: 101
«4»-كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، ذَكَرُوا أَنَّهُ كَانَ لِسَعْدِ الْعَشِیرَةِ صَنَمٌ یُقَالُ لَهُ فِرَاصٌ وَ كَانُوا یُعَظِّمُونَهُ وَ كَانَ سَادِنَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِی أَنَسِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ الْعَشِیرَةِ یُقَالُ لَهُ ابْنُ وَقْشَةَ فَحَدَّثَ رَجُلٌ مِنْ بَنِی أَنَسِ اللَّهِ یُقَالُ لَهُ ذُبَابُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ كَانَ لِابْنِ وَقْشَةَ رَئِیٌّ (1) مِنَ الْجِنِّ یُخْبِرُهُ بِمَا یَكُونُ فَأَتَاهُ ذَاتَ یَوْمٍ فَأَخْبَرَهُ قَالَ فَنَظَرَ إِلَیَّ وَ قَالَ یَا ذُبَابُ اسْمَعِ الْعَجَبَ الْعُجَابَ بُعِثَ أَحْمَدُ بِالْكِتَابِ یَدْعُو بِمَكَّةَ لَا یُجَابُ قَالَ فَقُلْتُ مَا هَذَا الَّذِی تَقُولُ قَالَ مَا أَدْرِی هَكَذَا قِیلَ لِی فَلَمْ یَكُنْ إِلَّا قَلِیلٌ حَتَّی سَمِعْنَا بِخُرُوجِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَامَ ذُبَابٌ إِلَی الصَّنَمِ فَحَطَمَهُ ثُمَّ أَتَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَسْلَمَ عَلَی یَدِهِ وَ قَالَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ شِعْرٌ:
تَبِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ إِذْ جَاءَ بِالْهُدَی*** وَ خَلَّفْتُ فِرَاصاً بِأَرْضٍ هَوَانٍ
شَدَدْتُ عَلَیْهِ شِدَّةً فَتَرَكْتُهُ ***كَأَنْ لَمْ یَكُنْ وَ الدَّهْرُ ذُو حِدْثَانٍ
وَ لَمَّا رَأَیْتُ اللَّهَ أَظْهَرَ دِینَهُ*** أَجَبْتُ رَسُولَ اللَّهِ حِینَ دَعَانِی
فَمَنْ مُبَلِّغُ سَعْدِ الْعَشِیرَةِ أَنَّنِی*** شَرَیْتَ الَّذِی یَبْقَی بِآخَرَ فَانِی
قَالَ وَ رُوِیَ أَنَّهُ كَانَ لِبَنِی عُذْرَةَ صَنَمٌ یُقَالُ لَهُ حَمَامٌ وَ كَانُوا یُعَظِّمُونَهُ وَ كَانَ فِی بَنِی هِنْدِ بْنِ حِزَامٍ وَ كَانَ سَادِنَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ یُقَالُ لَهُ طَارِقٌ وَ كَانُوا یَعْتِرُونَ عِنْدَهُ الْعَتَائِرَ قَالَ زِمْلُ بْنُ عَمْرٍو الْعُذْرِیُّ فَلَمَّا ظَهَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله سَمِعْنَا مِنْهُ صَوْتاً وَ هُوَ یَقُولُ یَا بَنِی هِنْدِ بْنِ حِزَامٍ ظَهَرَ الْحَقُّ وَ أَوْدَی حَمَامٌ وَ دَفَعَ الشِّرْكَ الْإِسْلَامُ قَالَ فَفَزِعْنَا لِذَلِكَ وَ هَالَنَا فَمَكَثْنَا أَیَّاماً ثُمَّ سَمِعْنَا صَوْتاً آخَرَ وَ هُوَ یَقُولُ یَا طَارِقُ یَا طَارِقُ بُعِثَ النَّبِیُّ الصَّادِقُ بِوَحْیٍ نَاطِقٍ صُدِعَ صَادِعٌ بِأَرْضِ تِهَامَةَ لِنَاصِرِیهِ السَّلَامَةُ وَ لِخَاذِلِیهِ النَّدَامَةُ هَذَا الْوَدَاعُ مِنِّی إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ ثُمَّ وَقَعَ الصَّنَمُ لِوَجْهِهِ قَالَ زِمْلٌ فَخَرَجْتُ حَتَّی أَتَیْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَعِی نَفَرٌ مِنْ قَوْمِی فَأَخْبَرْنَاهُ بِمَا سَمِعْنَا فَقَالَ ذَاكَ كَلَامُ مُؤْمِنٍ مِنَ الْجِنِّ ثُمَّ قَالَ یَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَی الْأَنَامِ كَافَّةً أَدْعُوهُمْ (2) إِلَی عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ وَ إِنِّی رَسُولُهُ
ص: 102
وَ عَبْدُهُ وَ أَنْ تَحُجُّوا الْبَیْتَ وَ تَصُومُوا شَهْراً مِنِ اثْنَیْ عَشَرَ شَهْراً وَ هُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ فَمَنْ أَجَابَنِی فَلَهُ الْجَنَّةُ نُزُلًا وَ ثَوَاباً وَ مَنْ عَصَانِی كَانَتْ لَهُ النَّارُ مُنْقَلَباً وَ عِقَاباً قَالَ فَأَسْلَمْنَا وَ عَقَدَ لِی لِوَاءً وَ كَتَبَ لِی كِتَاباً فَقَالَ زِمْلٌ عِنْدَ ذَلِكَ (شِعْرٌ):
إِلَیْكَ رَسُولُ اللَّهِ أَعْمَلْتُ نَصَّهَا*** أُكَلِّفُهَا حَزْناً وَ قَوْزاً مِنَ الرَّمْلِ
لَأَنْصُرُ خَیْرَ النَّاسِ نَصْراً مُؤَزِّراً*** وَ أَعْقَدُ حَبْلًا مِنْ حِبَالِكَ فِی حَبْلِی
وَ أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ لَا شَیْ ءَ غَیْرُهُ*** أَدِینُ لَهُ مَا أَثْقَلَتْ قَدَمِی نَعْلِی
قَالَ وَ ذَكَرُوا أَنَّ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ كَانَ یُحَدِّثُ فَیَقُولُ خَرَجْتُ حَاجّاً فِی الْجَاهِلِیَّةِ فِی جَمَاعَةٍ مِنْ قَوْمِی فَرَأَیْتُ فِی الْمَنَامِ وَ أَنَا فِی الطَّرِیقِ كَأَنَّ نُوراً قَدْ سَطَعَ مِنَ الْكَعْبَةِ حَتَّی أَضَاءَ إِلَی نَخْلِ یَثْرِبَ وَ جَبَلَیْ جُهَیْنَةَ الْأَشْعَرِ وَ الْأَجْرَدِ وَ سَمِعْتُ فِی النَّوْمِ قَائِلًا یَقُولُ تَقَشَّعَتِ الظَّلْمَاءُ وَ سَطَعَ الضِّیَاءُ وَ بُعِثَ خَاتَمُ الْأَنْبِیَاءِ ثُمَّ أَضَاءَ إِضَاءَةً أُخْرَی حَتَّی نَظَرْتُ إِلَی قُصُورِ الْحِیرَةِ وَ أَبْیَضِ الْمَدَائِنِ وَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ أَقْبَلَ حَقٌّ فَسَطَعَ وَ دَمَغَ بَاطِلٌ فَانْقَمَعَ فَانْتَبَهْتُ فَزِعاً وَ قُلْتُ لِأَصْحَابِی وَ اللَّهِ لَیَحْدُثَنَّ بِمَكَّةَ فِی هَذَا الْحَیِّ مِنْ قُرَیْشٍ حَدَثٌ ثُمَّ أَخْبَرْتُهُمْ بِمَا رَأَیْتُ فَلَمَّا انْصَرَفْنَا إِلَی بِلَادِنَا جَاءَنَا مُخْبِرٌ یُخْبِرُ أَنَّ رَجُلًا مِنْ قُرَیْشٍ یُقَالُ لَهُ أَحْمَدُ قَدْ بُعِثَ وَ كَانَ لَنَا صَنَمٌ فَكُنْتُ أَنَا الَّذِی أَسْدُنُهُ فَشَدَدْتُ عَلَیْهِ فَكَسَرْتُهُ وَ خَرَجْتُ حَتَّی قَدِمْتُ عَلَیْهِ مَكَّةَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ یَا عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ أَنَا النَّبِیُّ الْمُرْسَلُ إِلَی الْعِبَادِ كَافَّةً أَدْعُوهُمْ إِلَی الْإِسْلَامِ وَ آمُرُهُمْ بِحَقْنِ الدِّمَاءِ وَ صِلَةِ الْأَرْحَامِ وَ عِبَادَةِ الرَّحْمَنِ وَ رَفْضِ الْأَوْثَانِ وَ حِجِّ الْبَیْتِ وَ صَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ فَمَنْ أَجَابَ فَلَهُ الْجَنَّةُ وَ مَنْ عَصَی فَلَهُ النَّارُ فَآمِنْ بِاللَّهِ یَا عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ تَأْمَنُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنَ النَّارِ فَقُلْتُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ آمَنْتُ بِمَا جِئْتَ بِهِ مِنْ حَلَالٍ وَ حَرَامٍ وَ إِنْ أَرْغَمَ ذَلِكَ كَثِیراً مِنَ الْأَقْوَامِ وَ أَنْشَأْتُ أَقُولُ:
شَهِدْتُ بِأَنَّ اللَّهَ حَقٌّ وَ أَنَّنِی*** لِآلِهَةِ الْأَحْجَارِ أَوَّلُ تَارِكٍ
وَ شَمَّرْتُ عَنْ سَاقِی الْإِزَارَ مُهَاجِراً*** إِلَیْكَ أَجُوبُ (1) الْوَعْثَ بَعْدَ الدَّكَادِكِ
لَأَصْحَبُ خَیْرَ النَّاسِ نَفْساً وَ وَالِداً*** رَسُولُ مَلِیكِ النَّاسِ فَوْقَ الْحَبَائِكِ
ثُمَّ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ ابْعَثْنِی إِلَی قَوْمِی لَعَلَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَنْ یَمُنَّ بِی عَلَیْهِمْ
ص: 103
كَمَا مَنَّ عَلَیَّ بِكَ فَبَعَثَنِی وَ قَالَ عَلَیْكَ بِالرِّفْقِ وَ الْقَوْلِ السَّدِیدِ وَ لَا تَكُ فَظّاً غَلِیظاً وَ لَا مُسْتَكْبِراً وَ لَا حَسُوداً فَأَتَیْتُ قَوْمِی فَقُلْتُ یَا بَنِی رِفَاعَةَ بَلْ یَا مَعْشَرَ جُهَیْنَةَ (1) إِنَّ اللَّهَ وَ لَهُ الْحَمْدُ قَدْ جَعَلَكُمْ خِیَارَ مَنْ أَنْتُمْ مِنْهُ وَ بَغَّضَ إِلَیْكُمْ فِی جَاهِلِیَّتِكُمْ مَا حَبَّبَ إِلَی غَیْرِكُمْ مِنَ الْعَرَبِ الَّذِینَ كَانُوا یَجْمَعُونَ بَیْنَ الْأُخْتَیْنِ وَ یَخْلُفُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ عَلَی امْرَأَةِ أَبِیهِ وَ إِغَارَةً فِی الشَّهْرِ الْحَرَامِ فَأَجِیبُوا هَذَا الَّذِی مِنْ لُوَیٍّ تَنَالُوا شَرَفَ الدُّنْیَا وَ كَرَامَةَ الْآخِرَةِ وَ سَارِعُوا فِی أَمْرِهِ یَكُنْ بِذَلِكَ لَكُمْ عِنْدَهُ فَضِیلَةٌ قَالَ فَأَجَابُونِی إِلَّا رَجُلٌ مِنْهُمْ فَإِنَّهُ قَامَ فَقَالَ یَا عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ أَمَرَّ اللَّهُ عَیْشَكَ أَ تَأْمُرُنَا بِرَفْضِ آلِهَتِنَا وَ تَفْرِیقِ جَمَاعَتِنَا وَ مُخَالَفَةِ دِینِ آبَائِنَا وَ مَنْ مَضَی مِنْ أَوَائِلِنَا إِلَی مَا یَدْعُوكَ إِلَیْهِ هَذَا الْمُضَرِیُّ مِنْ تِهَامَةَ لَا وَ لَا حُبّاً وَ لَا كَرَامَةً ثُمَّ أَنْشَأَ یَقُولُ (شِعْرٌ):
إِنَّ ابْنَ مُرَّةَ قَدْ أَتَی بِمَقَالَةٍ*** لَیْسَتْ مَقَالَةَ مَنْ یُرِیدُ صَلَاحاً
إِنِّی لَأَحْسَبُ قَوْلَهُ وَ فَعَالَهُ*** یَوْماً وَ إِنْ طَالَ الزَّمَانُ ذَبَاحاً
یُسَفِّهُ الْأَحْلَامَ (2) مِمَّنْ قَدْ مَضَی*** مَنْ رَامَ ذَاكَ لَا أَصَابَ فَلَاحاً
فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو الْكَذَّابُ مِنِّی وَ مِنْكَ أَمَرَّ اللَّهُ عَیْشَهُ وَ أَبْكَمَ لِسَانَهُ وَ أَكْمَهَ إِنْسَانَهُ (3) قَالَ عَمْرٌو فَوَ اللَّهِ لَقَدْ عَمِیَ وَ مَا مَاتَ حَتَّی سَقَطَ فُوهُ وَ كَانَ لَا یَقْدِرُ عَلَی الْكَلَامِ وَ لَا یُبْصِرُ شَیْئاً وَ افْتَقَرَ وَ احْتَاجَ (4).
بیان: فی النهایة النص التحریك حتی یستخرج أقصی سیر الناقة و فی القاموس القوز المستدیر من الرمل و الكثیب المشرف و قال الوعث المكان السهل الدهش تغیب فیه الأقدام و الطریق العسر و قال الدكداك من الرمل ما یكبس أو ما التبد منه بالأرض أو هی أرض فیها غلظ و الجمع دكادك و قال الجوهری الحباك و الحبیكة
ص: 104
الطریقة فی الرمل و نحوه و جمع الحباك الحبك و جمع الحبیكة حبائك و قوله تعالی وَ السَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ (1) قالوا طرائق النجوم و قال فی النهایة فی حدیث كعب بن مرة و شعره إنی لأحسب البیت هكذا جاء فی الروایة و الذباح القتل و هو أیضا نبت یقتل آكله.
«1»-نجم، كتاب النجوم مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ تَصْنِیفِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: طَلَبَ قَوْمٌ مِنْ قُرَیْشٍ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله حَاجَةً فَقَالَ إِنَّكُمْ تُمْطَرُونَ غَداً فَأَصْبَحَتْ (2) كَأَنَّهَا زُجَاجَةٌ وَ ارْتَفَعَ النَّهَارُ قَالَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ عَظِیمٌ عِنْدَ النَّاسِ فَقَالَ مَا كَانَ أَغْنَاكَ عَمَّا تَكَلَّمْتَ بِهِ أَمْسِ مَا رَأَیْنَاكَ هَكَذَا قَطُّ فَارْتَفَعَتْ سَحَابَةٌ مِنْ قِبَلِ الصَّوْرَیْنِ فَاطَّرَدَتِ الْأَوْدِیَةُ وَ جَاءَهُمْ مِنَ الْمَطَرِ مَا جَاءُوا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا اطْلُبْ إِلَی اللَّهِ أَنْ یَكُفَّهَا عَنَّا فَقَالَ اللَّهُمَّ حَوَالَیْنَا وَ لَا عَلَیْنَا فَارْتَفَعَ السَّحَابُ یَمِیناً وَ شِمَالًا (3).
بیان: قال الفیروزآبادی صورة بالضم موضع من صدر یلملم و صوران قریة بالیمن و موضع بقرب المدینة.
«2»-ب، قرب الإسناد الْیَقْطِینِیُّ عَنِ ابْنِ مَیْمُونٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: قَالَ أَبِی كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَخَذَ مِنَ الْعَبَّاسِ یَوْمَ بَدْرٍ دَنَانِیرَ كَانَتْ مَعَهُ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عِنْدِی غَیْرُهَا فَقَالَ فَأَیْنَ الَّذِی اسْتَخْبَیْتَهُ عِنْدَ أُمِّ الْفَضْلِ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ
ص: 105
مَا كَانَ مَعَهَا أَحَدٌ حِینَ اسْتَخْبَیْتُهَا (1).
«3»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِیِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ یُوشَعَ بْنَ نُونٍ علیه السلام كَانَ وَصِیَّ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ علیه السلام وَ كَانَتْ أَلْوَاحُ مُوسَی علیه السلام مِنْ زُمُرُّدٍ أَخْضَرَ فَلَمَّا غَضِبَ مُوسَی علیه السلام أَلْقَی الْأَلْوَاحَ مِنْ یَدِهِ فَمِنْهَا مَا تَكَسَّرَ وَ مِنْهَا مَا بَقِیَ وَ مِنْهَا مَا ارْتَفَعَ فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ مُوسَی علیه السلام الْغَضَبُ قَالَ یُوشَعُ بْنُ نُونٍ علیه السلام أَ عِنْدَكَ تِبْیَانُ مَا فِی الْأَلْوَاحِ قَالَ نَعَمْ فَلَمْ یَزَلْ یَتَوَارَثُهَا رَهْطٌ مِنْ بَعْدِ رَهْطٍ حَتَّی وَقَعَتْ فِی أَیْدِی أَرْبَعَةِ رَهْطٍ مِنَ الْیَمَنِ وَ بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله بِتِهَامَةَ وَ بَلَّغَهُمُ الْخَبَرَ فَقَالُوا مَا یَقُولُ هَذَا النَّبِیُّ قِیلَ یَنْهَی عَنِ الْخَمْرِ وَ الزِّنَا وَ یَأْمُرُ بِمَحَاسِنِ الْأَخْلَاقِ وَ كَرَمِ الْجِوَارِ فَقَالُوا هَذَا أَوْلَی بِمَا فِی أَیْدِینَا مِنَّا فَاتَّفَقُوا أَنْ یَأْتُوهُ فِی شَهْرِ كَذَا وَ كَذَا فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَی جَبْرَئِیلَ ائْتِ النَّبِیَّ فَأَخْبَرَهُ فَأَتَاهُ فَقَالَ إِنَّ فُلَاناً وَ فُلَاناً وَ فُلَاناً وَ فُلَاناً وَرِثُوا أَلْوَاحَ مُوسَی علیه السلام وَ هُمْ یَأْتُوكَ فِی شَهْرِ كَذَا وَ كَذَا فِی لَیْلَةِ كَذَا وَ كَذَا فَسَهَرَ لَهُمْ تِلْكَ اللَّیْلَةَ فَجَاءَ الرَّكْبُ فَدَقُّوا عَلَیْهِ الْبَابَ وَ هُمْ یَقُولُونَ یَا مُحَمَّدُ قَالَ نَعَمْ یَا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ وَ یَا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ وَ یَا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ وَ یَا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ أَیْنَ الْكِتَابُ الَّذِی تَوَارَثْتُمُوهُ مِنْ یُوشَعَ بْنِ نُونٍ وَصِیِّ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ قَالُوا نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنَّكَ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ اللَّهِ مَا عَلِمَ بِهِ أَحَدٌ قَطُّ مُنْذُ وَقَعَ عِنْدَنَا قَبْلَكَ قَالَ فَأَخَذَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِذَا هُوَ كِتَابٌ بِالْعِبْرَانِیَّةِ دَقِیقٌ (2) فَدَفَعَهُ إِلَیَّ وَ وَضَعْتُهُ عِنْدَ رَأْسِی فَأَصْبَحْتُ بِالْغَدَاةِ (3) وَ هُوَ كِتَابٌ بِالْعَرَبِیَّةِ جَلِیلٌ فِیهِ عِلْمُ مَا خَلَقَ اللَّهُ مُنْذُ قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ إِلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ فَعَلِمْتُ ذَلِكَ (4).
«4»-ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام الصَّدُوقُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَامِدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِسْحَاقَ الدَّقَّاقِ عَنْ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ
ص: 106
عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْماً جَالِساً فَاطَّلَعَ عَلَیْهِ عَلِیٌّ علیه السلام مَعَ جَمَاعَةٍ فَلَمَّا رَآهُمْ تَبَسَّمَ قَالَ جِئْتُمُونِی تَسْأَلُونِّی عَنْ شَیْ ءٍ إِنْ شِئْتُمْ أَعْلَمْتُكُمْ بِمَا جِئْتُمْ وَ إِنْ شِئْتُمْ تَسْأَلُونِّی فَقَالُوا بَلْ تُخْبِرُنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ جِئْتُمْ تَسْأَلُونَنِی عَنِ الصَّنَائِعِ لِمَنْ تَحِقُّ فَلَا یَنْبَغِی أَنْ یُصْنَعَ إِلَّا لِذِی حَسَبٍ أَوْ دِینٍ وَ جِئْتُمْ تَسْأَلُونَنِی عَنْ جِهَادِ الْمَرْأَةِ فَإِنَّ جِهَادَ الْمَرْأَةِ حُسْنُ التَّبَعُّلِ (1) لِزَوْجِهَا وَ جِئْتُمْ تَسْأَلُونَنِی عَنِ الْأَرْزَاقِ مِنْ أَیْنَ أَبَی اللَّهُ أَنْ یَرْزُقَ عَبْدَهُ إِلَّا مِنْ حَیْثُ لَا یَعْلَمُ فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا لَمْ یَعْلَمْ وَجْهَ رِزْقِهِ كَثُرَ دُعَاؤُهُ (2).
بیان: الصنائع جمع الصنیعة و هی العطیة و الكرامة و الإحسان.
«5»-ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام الصَّدُوقُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَامِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عُمَرَ بْنِ حُصَیْنٍ الْبَاهِلِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عُقْبَةَ الْأَنْصَارِیُّ كُنْتُ فِی خِدْمَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَاءَ نَفَرٌ مِنَ الْیَهُودِ فَقَالُوا لِیَ اسْتَأْذِنْ لَنَا عَلَی مُحَمَّدٍ فَأَخْبَرْتُهُ فَدَخَلُوا عَلَیْهِ فَقَالُوا أَخْبِرْنَا عَمَّا جِئْنَا نَسْأَلُكَ عَنْهُ قَالَ جِئْتُمُونِی تَسْأَلُونَنِی عَنْ ذِی الْقَرْنَیْنِ قَالُوا نَعَمْ فَقَالَ كَانَ غُلَاماً مِنْ أَهْلِ الرُّومِ نَاصِحاً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَحَبَّهُ اللَّهُ وَ مَلَكَ الْأَرْضَ فَسَارَ حَتَّی أَتَی مَغْرِبَ الشَّمْسِ ثُمَّ سَارَ إِلَی مَطْلَعِهَا ثُمَّ سَارَ إِلَی خَیْلِ (3) یَأْجُوجَ وَ مَأْجُوجَ فَبَنَی فِیهَا السَّدَّ قَالُوا نَشْهَدُ أَنَّ هَذَا شَأْنُهُ وَ إِنَّهُ لَفِی التَّوْرَاةِ (4).
«6»-ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَخَلَ أَبُو سُفْیَانَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْماً فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ شَیْ ءٍ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَنِی قَالَ افْعَلْ قَالَ أَرَدْتَ أَنْ تَسْأَلَ عَنْ مَبْلَغِ عُمُرِی فَقَالَ نَعَمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ إِنِّی أَعِیشُ ثَلَاثاً وَ سِتِّینَ سَنَةً فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ صَادِقٌ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله بِلِسَانِكَ دُونَ قَلْبِكَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ اللَّهِ مَا كَانَ إِلَّا مُنَافِقاً قَالَ وَ لَقَدْ كُنَّا فِی مَحْفِلٍ فِیهِ
ص: 107
أَبُو سُفْیَانَ وَ قَدْ كُفَّ بَصَرُهُ وَ فِینَا عَلِیٌّ علیه السلام فَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ فَلَمَّا قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَبُو سُفْیَانَ هَاهُنَا مَنْ یَحْتَشِمُ قَالَ وَاحِدٌ مِنَ الْقَوْمِ لَا فَقَالَ لِلَّهِ دَرُّ أَخِی بَنِی هَاشِمٍ انْظُرُوا أَیْنَ وَضَعَ اسْمَهُ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام أَسْخَنَ اللَّهُ عَیْنَكَ یَا بَا سُفْیَانَ اللَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ وَ رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (1) فَقَالَ أَبُو سُفْیَانَ أَسْخَنَ اللَّهُ عَیْنَ مَنْ قَالَ لَیْسَ هَاهُنَا مَنْ یَحْتَشِمُ (2).
بیان: أسخن اللّٰه عینه أبكاه.
«7»-ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام الصَّدُوقُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَامِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَرْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنَ حُجْرٍ عَنْ عَمِّهِ سَعِیدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أُمِّهِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: جَاءَنَا ظُهُورُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنَا فِی مُلْكٍ عَظِیمٍ وَ طَاعَةٍ مِنْ قَوْمِی فَرَفَضْتُ ذَلِكَ وَ آثَرْتُ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ قَدِمْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخْبَرَنِی أَصْحَابُهُ أَنَّهُ بَشَّرَهُمْ قَبْلَ قُدُومِی بِثَلَاثٍ فَقَالَ هَذَا وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ قَدْ أَتَاكُمْ مِنْ أَرْضٍ بَعِیدَةٍ مِنْ حَضْرَمَوْتَ رَاغِباً فِی الْإِسْلَامِ طَائِعاً بَقِیَّةَ أَبْنَاءِ الْمُلُوكِ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَانَا ظُهُورُكَ وَ أَنَا فِی) مُلْكٍ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَیَّ أَنْ رَفَضْتُ ذَلِكَ وَ آثَرْتُ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ دِینَهُ رَاغِباً فِیهِ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله صَدَقْتَ اللَّهُمَّ بَارِكْ فِی وَائِلٍ وَ فِی وُلْدِهِ وَ وُلْدِ وُلْدِهِ (3).
یج، الخرائج و الجرائح مُرْسَلًا مِثْلَهُ وَ فِیهِ فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَیْهِ أَدْنَانِی وَ بَسَطَ لِی رِدَاءَهُ فَجَلَسْتُ عَلَیْهِ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَ قَالَ هَذَا وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ قَدْ أَتَانَا رَاغِباً فِی الْإِسْلَامِ طَائِعاً بَقِیَّةَ أَبْنَاءِ الْمُلُوكِ اللَّهُمَّ بَارِكْ فِی وَائِلٍ وَ وُلْدِهِ وَ وُلْدِ وُلْدِهِ
8- ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام الصَّدُوقُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أُتِیَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِأُسَارَی فَأَمَرَ بِقَتْلِهِمْ مَا خَلَا رَجُلًا مِنْ بَیْنِهِمْ فَقَالَ الرَّجُلُ كَیْفَ أَطْلَقْتَ عَنِّی مِنْ بَیْنِهِمْ فَقَالَ أَخْبَرَنِی جَبْرَئِیلُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَی ذِكْرُهُ أَنَّ فِیكَ خَمْسَ خِصَالٍ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ الْغَیْرَةَ الشَّدِیدَةَ عَلَی حَرَمِكَ وَ السَّخَاءَ وَ حُسْنَ الْخُلُقِ وَ صِدْقَ اللِّسَانِ وَ الشَّجَاعَةَ فَأَسْلَمَ الرَّجُلُ وَ حَسُنَ إِسْلَامُهُ (4).
ص: 108
«9»-ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام الصَّدُوقُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ضَلَّتْ نَاقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی غَزْوَةِ تَبُوكَ فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ یُحَدِّثُنَا عَنِ الْغَیْبِ وَ لَا یَعْلَمُ مَكَانَ نَاقَتِهِ فَأَتَاهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالُوا وَ قَالَ إِنَّ نَاقَتَكَ فِی شِعْبِ كَذَا مُتَعَلِّقٌ زِمَامُهَا بِشَجَرَةِ كَذَا فَنَادَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الصَّلَاةَ جَامِعَةً قَالَ فَاجْتَمَعَ النَّاسُ فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ نَاقَتِی بِشِعْبِ كَذَا فَبَادَرُوا إِلَیْهَا حَتَّی أَتَوْهَا (1).
«10»-یر، بصائر الدرجات مُوسَی بْنُ عُمَرَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِیحٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ سَمَّی رَسُولُ اللَّهِ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّیقَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَكَیْفَ قَالَ حِینَ كَانَ مَعَهُ فِی الْغَارِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنِّی لَأَرَی سَفِینَةَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ تَضْطَرِبُ فِی الْبَحْرِ ضَالَّةً قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ إِنَّكَ لَتَرَاهَا قَالَ نَعَمْ قَالَ فَتَقْدِرُ أَنْ تُرِیَنِیهَا قَالَ ادْنُ مِنِّی قَالَ فَدَنَا مِنْهُ فَمَسَحَ عَلَی عَیْنَیْهِ ثُمَّ قَالَ انْظُرْ فَنَظَرَ أَبُو بَكْرٍ فَرَأَی السَّفِینَةَ وَ هِیَ تَضْطَرِبُ فِی الْبَحْرِ ثُمَّ نَظَرَ إِلَی قُصُورِ أَهْلِ الْمَدِینَةِ فَقَالَ فِی نَفْسِهِ الْآنَ صَدَّقْتُ أَنَّكَ سَاحِرٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الصِّدِّیقُ أَنْتَ (2).
بیان: قوله الصدیق أنت علی سبیل التهكم.
«11»-عم، إعلام الوری یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ نَاقَتَهُ افْتَقَدَتْ فَأَرْجَفَ (3) الْمُنَافِقُونَ فَقَالُوا یُخْبِرُنَا بِخَبَرِ السَّمَاءِ وَ لَا یَدْرِی أَیْنَ هُوَ نَاقَتُهُ فَسَمِعَ ذَلِكَ فَقَالَ إِنِّی وَ إِنْ كُنْتُ أُخْبِرُكُمْ بِلَطَائِفِ الْأَسْرَارِ لَكِنِّی لَا أَعْلَمُ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا مَا عَلَّمَنِی اللَّهُ فَلَمَّا وَسْوَسَ لَهُمُ الشَّیْطَانُ دَلَّهُمْ عَلَی حَالِهَا وَ وَصَفَ لَهُمُ الشَّجَرَةَ الَّتِی هِیَ مُتَعَلِّقَةٌ بِهَا فَأَتَوْهَا فَوَجَدُوهَا عَلَی مَا وَصَفَ قَدْ تَعَلَّقَ خِطَامُهَا (4) بِشَجَرَةٍ (5).
ص: 109
«12»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ مَنْ كَانَ بِحَضْرَتِهِ مِنَ الْمُنَافِقِینَ كَانُوا لَا یَكُونُونَ فِی شَیْ ءٍ مِنْ ذِكْرِهِ إِلَّا أَطْلَعَهُ اللَّهُ عَلَیْهِمْ وَ بَیَّنَهُ فَیُخْبِرُهُمْ بِهِ حَتَّی كَانَ بَعْضُهُمْ یَقُولُ لِصَاحِبِهِ اسْكُتْ وَ كُفَّ فَوَ اللَّهِ لَوْ لَمْ یَكُنْ عِنْدَنَا إِلَّا الْحِجَارَةُ لَأَخْبَرَتْهُ حِجَارَةُ الْبَطْحَاءِ لَمْ یَكُنْ ذَلِكَ مِنْهُ وَ لَا مِنْهُمْ مَرَّةً وَ لَا مَرَّاتٍ بَلْ یُكْثِرُ ذَلِكَ أَنْ یُحْصَی عَدَدُهُ حَتَّی یَظُنَّ ظَانٌّ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ بِالظَّنِّ وَ التَّخْمِینِ كَیْفَ وَ هُوَ یُخْبِرُهُمْ بِمَا قَالُوا عَلَی مَا لَفَظُوا وَ یُخْبِرُهُمْ عَمَّا فِی ضَمَائِرِهِمْ فَكُلَّمَا ضُوعِفَتْ عَلَیْهِمُ الْآیَاتُ ازْدَادُوا عَمًی لِعِنَادِهِمْ (1).
«13»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّهُ أَتَی یَهُودَ النَّضِیرِ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَانْدَسَّ لَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ وَ لَمْ یُخْبِرْ أَحَداً وَ لَمْ یُؤَامِرْ (2) بَشَراً إِلَّا مَا أَضْمَرَهُ عَلَیْهِ وَ هُوَ یُرِیدُ أَنْ یَطْرَحَ عَلَیْهِ صَخْرَةً وَ كَانَ قَاعِداً فِی ظِلِّ أُطُمٍ مِنْ آطَامِهِمْ فَنَذَرَتْهُ (3) نَذَارَةُ اللَّهِ فَقَامَ رَاجِعاً إِلَی الْمَدِینَةِ وَ أَنْبَأَ الْقَوْمَ بِمَا أَرَادَ صَاحِبُهُمْ فَسَأَلُوهُ فَصَدَّقَهُمْ وَ صَدَّقُوهُ وَ بَعَثَ اللَّهُ عَلَی الَّذِی أَرَادَ كَیْدَهُ أَمَسَّ الْخَلْقِ بِهِ (4) رَحِماً فَقَتَلَهُ فَنَفَلَ (5) مَالَهُ رَسُولُ اللَّهِ كُلَّهُ.
بیان: قوله فاندس أی اختفی و الأطم بضمتین القصر و كل حصن مبنی بحجارة و كل بیت مربع مسطح و الجمع آطام و أطوم.
«14»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ عَلِیّاً قَالَ بَعَثَنِی رَسُولُ اللَّهِ وَ الزُّبَیْرُ وَ الْمِقْدَادُ مَعِی فَقَالَ انْطَلِقُوا حَتَّی تَبْلُغُوا رَوْضَةَ خَاخٍ فَإِنَّ فِیهَا امْرَأَةً مَعَهَا صَحِیفَةٌ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِی بَلْتَعَةَ إِلَی الْمُشْرِكِینَ فَانْطَلَقْنَا وَ أَدْرَكْنَاهَا وَ قُلْنَا أَیْنَ الْكِتَابُ قال (قَالَتْ) مَا مَعِی كِتَابٌ فَفَتَّشَهَا الزُّبَیْرُ وَ الْمِقْدَادُ وَ قَالا مَا نَرَی مَعَهَا كِتَاباً فَقُلْتُ حَدَّثَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ وَ تَقُولَانِ لَیْسَ مَعَهَا لَتُخْرِجِنَّهُ أَوْ لَأُجَرِّدَنَّكِ فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ حُجْزَتِهَا (6) فَلَمَّا عَادُوا إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ یَا حَاطِبُ
ص: 110
مَا حَمَلَكَ عَلَی هَذَا قَالَ أَرَدْتُ أَنْ یَكُونَ لِی یَدٌ عِنْدَ الْقَوْمِ وَ مَا ارْتَدَدْتُ فَقَالَ صَدَقَ حَاطِبٌ لَا تَقُولُوا لَهُ إِلَّا خَیْراً.
و فی هذا إعلام (1) بمعجزات منها إخباره عن الكتاب و عن بلوغ المرأة روضة خاخ و منها شهادته لحاطب بالصدق فقد وجد كل ذلك كما أخبر.
«15»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْفَذَ عَمَّاراً فِی سَفَرٍ لِیَسْتَقِیَ فَعَرَضَ لَهُ شَیْطَانٌ فِی صُورَةِ عَبْدٍ أَسْوَدَ فَصَرَعَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ الشَّیْطَانَ قَدْ حَالَ بَیْنَ عَمَّارٍ وَ بَیْنَ الْمَاءِ فِی صُورَةِ عَبْدٍ أَسْوَدَ وَ إِنَّ اللَّهَ أَظْفَرَ عَمَّاراً فَدَخَلَ فَأَخْبَرَ بِمِثْلِهِ.
«16»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ أَبَا سَعِیدٍ الْخُدْرِیَّ قَالَ كُنَّا نَخْرُجُ فِی غَزَوَاتٍ مُتَرَافِقِینَ تِسْعَةً وَ عَشَرَةً فَنَقْسِمُ الْعَمَلَ فَیَقْعُدُ بَعْضُنَا فِی الرِّحَالِ وَ بَعْضاً یَعْمَلُ لِأَصْحَابِهِ وَ یَسْقِی رُكَّابَهُمْ وَ یَصْنَعُ طَعَامَهُمْ وَ طَائِفَةٌ تَذْهَبُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَاتَّفَقَ فِی رُفْقَتِنَا رَجُلٌ یَعْمَلُ عَمَلَ ثَلَاثَةِ نَفَرٍ یَخِیطُ وَ یَسْقِی وَ یَصْنَعُ طَعَاماً فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ ذَلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلَقِینَا الْعَدُوَّ وَ قَاتَلْنَاهُمْ فَجُرِحَ وَ أَخَذَ الرَّجُلُ سَهْماً فَقَتَلَ بِهِ نَفْسَهُ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنِّی رَسُولُ اللَّهِ وَ عَبْدُهُ.
«17»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله جَالِساً فِی ظِلِّ حَجَرٍ كَادَ أَنْ یَنْصَرِفَ عَنْهُ الظِّلُّ فَقَالَ إِنَّهُ سَیَأْتِیكُمْ رَجُلٌ یَنْظُرُ إِلَیْكُمْ بِعَیْنِ شَیْطَانٍ فَإِذَا جَاءَكُمْ فَلَا تُكَلِّمُوهُ فَلَمْ یَلْبَثُوا أَنْ طَلَعَ عَلَیْهِمْ رَجُلٌ أَزْرَقُ فَدَعَاهُ وَ قَالَ عَلَی مَا تَشْتِمُونِّی أَنْتَ وَ أَصْحَابُكَ فَقَالَ لَا نَفْعَلُ قَالَ دَعْنِی آتِكَ بِهِمْ فَدَعَاهُمْ فَجَعَلُوا یَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَ مَا فَعَلُوا فَأَنْزَلَ اللَّهُ یَوْمَ یَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِیعاً فَیَحْلِفُونَ لَهُ كَما یَحْلِفُونَ لَكُمْ (2).
«18»-یج، الخرائج و الجرائح مِنْ مُعْجِزَاتِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَانَ یَعْبُدُ صَنَماً فِی الْجَاهِلِیَّةِ وَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ وَ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ یَنْتَظِرَانِ خَلْوَةَ أَبِی الدَّرْدَاءِ فَغَابَ فَدَخَلَا عَلَی بَیْتِهِ وَ كَسَرَا صَنَمَهُ فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ لِأَهْلِهِ مَنْ فَعَلَ هَذَا قَالَتْ لَا أَدْرِی سَمِعْتُ صَوْتاً فَجِئْتُ وَ قَدْ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَتْ لَوْ كَانَ الصَّنَمُ یَدْفَعُ لَدَفَعَ عَنْ نَفْسِهِ فَقَالَ أَعْطِینِی حُلَّتِی فَلَبِسَتْهَا (3)
ص: 111
فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله هَذَا أَبُو الدَّرْدَاءِ یَجِی ءُ وَ یُسْلِمُ فَإِذَا هُوَ جَاءَ وَ أَسْلَمَ.
وَ مِنْهَا أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله أَخْبَرَ أَبَا ذَرٍّ بِمَا جَرَی عَلَیْهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ فَقَالَ كَیْفَ بِكَ إِذَا أُخْرِجْتَ مِنْ مَكَانِكَ قَالَ أَذْهَبُ إِلَی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَالَ كَیْفَ بِكَ إِذَا أُخْرِجْتَ مِنْهُ قَالَ أَذْهَبُ إِلَی الشَّامِ قَالَ كَیْفَ بِكَ إِذَا أُخْرِجْتَ مِنْهَا قَالَ أَعْمَدُ إِلَی سَیْفِی فَأَضْرِبُ بِهِ حَتَّی أُقْتَلَ قَالَ لَا تَفْعَلْ وَ لَكِنِ اسْمَعْ وَ أَطِعْ فَكَانَ مَا كَانَ حَتَّی أُخْرِجَ إِلَی الرَّبَذَةِ.
وَ مِنْهَا أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِفَاطِمَةَ إِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَیْتِی لَحَاقاً بِی فَكَانَتْ أَوَّلَ مَنْ مَاتَ بَعْدَهُ.
وَ مِنْهَا أَنَّهُ قَالَ لِأَزْوَاجِهِ أَطْوَلُكُنَّ یَداً أَسْرَعُكُنَّ بِی لُحُوقاً قَالَتْ عَائِشَةُ كُنَّا نَتَطَاوَلُ بِالْأَیْدِی حَتَّی مَاتَتْ زَیْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ.
وَ مِنْهَا أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله ذَكَرَ زَیْدَ بْنَ صُوحَانَ فَقَالَ زَیْدٌ وَ مَا زَیْدٌ یَسْبِقُ مِنْهُ عُضْوٌ إِلَی الْجَنَّةِ فَقُطِعَتْ یَدُهُ یَوْمَ نَهَاوَنْدَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ (1).
وَ مِنْهَا مَا أَخْبَرَ عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ (2) الْأَنْصَارِیَّةِ فَكَانَ یَقُولُ انْطَلِقُوا بِنَا إِلَی الشَّهِیدَةِ نَزُورُهَا فَقَتَلَهَا غُلَامٌ وَ جَارِیَةٌ لَهَا بَعْدَ وَفَاتِهِ.
وَ مِنْهَا أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: فِی مُحَمَّدِ (3) بْنِ الْحَنَفِیَّةِ یَا عَلِیُّ سَیُولَدُ لَكَ وَلَدٌ قَدْ نَحَلْتُهُ اسْمِی وَ كُنْیَتِی.
وَ مِنْهَا أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: رَأَیْتُ فِی یَدِی سِوَارَیْنِ مِنْ ذَهَبٍ فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا فَأَوَّلْتُهُمَا هَذَیْنِ الْكَذَّابَیْنِ مُسَیْلَمَةَ كَذَّابَ الْیَمَامَةِ وَ كَذَّابَ صَنْعَاءَ الْعَبْسِیَّ.
وَ مِنْهَا أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَیْرِ قَالَ: احْتَجَمَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخَذْتُ الدَّمَ لِأُهَرِیقَهُ فَلَمَّا بَرَزْتُ حَسَوْتُهُ (4) فَلَمَّا رَجَعْتُ قَالَ مَا صَنَعْتَ قُلْتُ جَعَلْتُهُ فِی أَخْفَی مَكَانٍ قَالَ
ص: 112
أَلْفَاكَ (1) شَرِبْتَ الدَّمَ ثُمَّ قَالَ وَیْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ وَ وَیْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ.
وَ مِنْهَا أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَیْتَ شِعْرِی أَیَّتُكُنَّ صَاحِبَةُ الْجَمَلِ الْأَدْبَبِ تَخْرُجُ فَتَنْبَحُهَا كِلَابُ الْحَوْأَبِ.
وَ رُوِیَ لَمَّا أَقْبَلَتْ عَائِشَةُ مِیَاهَ بَنِی عَامِرٍ لَیْلًا نَبَحَتْهَا كِلَابُ الْحَوْأَبِ قَالَتْ مَا هَذَا قَالُوا الْحَوْأَبُ قَالَتْ مَا أَظُنُّنِی إِلَّا رَاجِعَةً رُدُّونِی إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لَنَا ذَاتَ یَوْمٍ كَیْفَ بِإِحْدَاكُنَّ إِذَا نَبَحَ عَلَیْهَا كِلَابُ الْحَوْأَبِ.
وَ مِنْهَا أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أَخْبَرَنِی جَبْرَائِیلُ أَنَّ ابْنِی الْحُسَیْنَ یُقْتَلُ بَعْدِی بِأَرْضِ الطَّفِّ فَجَاءَنِی بِهَذِهِ التُّرْبَةِ فَأَخْبَرَنِی أَنَّ فِیهَا مَضْجَعَهُ.
وَ مِنْهَا أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَتْ كَانَ عَمَّارٌ یَنْقُلُ اللَّبِنَ بِمَسْجِدِ الرَّسُولِ وَ كَانَ صلی اللّٰه علیه و آله یَمْسَحُ التُّرَابَ عَنْ صَدْرِهِ وَ یَقُولُ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِیَةُ (2).
وَ مِنْهَا مَا رَوَی أَبُو سَعِیدٍ الْخُدْرِیُّ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَسَمَ یَوْماً قَسْماً فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ تَمِیمٍ اعْدِلْ فَقَالَ وَیْحَكَ وَ مَنْ یَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ قِیلَ نَضْرِبُ عُنُقَهُ قَالَ لَا إِنَّ لَهُ أَصْحَاباً یُحَقِّرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ وَ صِیَامَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَ صِیَامِهِمْ یَمْرُقُونَ مِنَ الدِّینِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِیَّةِ رَئِیسُهُمْ (3) رَجُلٌ أَدْعَجُ إِحْدَی (4) ثَدْیَیْهِ مِثْلُ ثَدْیِ الْمَرْأَةِ قَالَ أَبُو سَعِیدٍ إِنِّی كُنْتُ مَعَ عَلِیٍّ حِینَ قَتَلَهُمْ فَالْتَمَسَ فِی الْقَتْلَی بِالنَّهْرَوَانِ فَأُتِیَ بِهِ عَلَی النَّعْتِ الَّذِی نَعَتَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.
وَ مِنْهَا أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: تُبْنَی مَدِینَةٌ بَیْنَ دِجْلَةَ وَ دُجَیْلٍ وَ قُطْرُبُّلُ وَ الصَّرَاةُ تُجْبَی إِلَیْهَا خَزَائِنُ الْأَرْضِ یُخْسَفُ بِهَا یَعْنِی بَغْدَادَ وَ ذَكَرَ أَرْضاً یُقَالُ لَهَا الْبَصْرَةُ إِلَی جَنْبِهَا نَهَرٌ یُقَالُ لَهُ دِجْلَةُ ذُو نَخْلٍ یَنْزِلُ بِهَا بَنُو قَنْطُورَاءَ یَتَفَرَّقُ النَّاسُ فِیهِ ثَلَاثَ فِرَقٍ فِرْقَةٍ تَلْحَقُ بِأَهْلِهَا فَیَهْلِكُونَ وَ فِرْقَةٍ تَأْخُذُ عَلَی أَنْفُسِهَا فَیَكْفُرُونَ وَ فِرْقَةٍ تَجْعَلُ ذَرَارِیَّهُمْ خَلْفَ
ص: 113
ظُهُورِهِمْ یُقَاتِلُونَ قَتْلَاهُمْ شُهَدَاءَ یَفْتَحُ اللَّهُ عَلَی بَقِیَّتِهِمْ (1).
بیان: قال فی النهایة
«14»-فی الحدیث أنه قال لنسائه أسرعكن لحوقا بی أطولكن یدا كنی بطول الید- عن العطاء و الصدقة.
یقال فلان طویل الباع إذا كان سمحا جوادا و كان زینب تحب الصدقة و هی ماتت قبلهن و قال فی قوله الأدبب أراد الأدب فترك الإدغام لأجل الحوأب و الأدب الكثیر وبر الوجه و النباح صیاح الكلب و الحوأب منزل بین البصرة و مكة و الأدعج الأسود العین و قیل المراد به هنا سواد الوجه.
و قال الفیروزآبادی قُطْرُبُّلُ بالضم و تشدید الباء الموحدة أو بتخفیفها و تشدید اللام موضعان أحدهما بالعراق ینسب إلیه الخمر و قال الصراة نهر بالعراق.
و قال الجزری فی حدیث حذیفة یوشك بنو قنطورا أن یخرجوا أهل العراق من عراقهم و یروی أهل البصرة منها كأنی بهم خنس الأنوف خزر العیون عراض الوجوه قیل إن قنطورا كانت جاریة لإبراهیم الخلیل علیه السلام ولدت له أولادا منهم الترك و الصین و منه حدیث ابن عمر و یوشك بنو قنطورا أن یخرجوكم من أرض البصرة و حدیث أبی بكرة إذا كان آخر الزمان جاء بنو قنطورا و قال و فیه تقاتلون قوما خنس الأنف الخنس بالتحریك انقباض قصبة الأنف و عرض الأرنبة (2) و المراد بهم الترك لأنه الغالب علی آنافهم و هو شبیه بالفطس (3).
«19»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ رَجُلًا أَتَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ إِنِّی خَرَجْتُ وَ امْرَأَتِی حَائِضٌ وَ رَجَعْتُ وَ هِیَ حُبْلَی فَقَالَ مَنْ تَتَّهِمُ قَالَ فُلَاناً وَ فُلَاناً قَالَ ائْتِ بِهِمَا فَجَاءَ بِهِمَا فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنْ یَكُنْ مِنْ هَذَا فَسَیَخْرُجُ قَطَطاً (4) كَذَا وَ كَذَا فَخَرَجَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.
«20»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ مَا طَعِمْتُ طَعَاماً مُنْذُ یَوْمَیْنِ
ص: 114
فَقَالَ عَلَیْكَ بِالسُّوقِ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ دَخَلَ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَیْتُ السُّوقَ أَمْسِ فَلَمْ أُصِبْ شَیْئاً فَبِتُّ بِغَیْرِ عَشَاءٍ قَالَ فَعَلَیْكَ بِالسُّوقِ فَأَتَی بَعْدَ ذَلِكَ أَیْضاً فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَیْكَ بِالسُّوقِ فَانْطَلَقَ إِلَیْهَا فَإِذَا عِیرٌ قَدْ جَاءَتْ وَ عَلَیْهَا مَتَاعٌ فَبَاعُوهُ فَفَضَلَ بِدِینَارٍ (1) فَأَخَذَهُ الرَّجُلُ وَ جَاءَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ مَا أَصَبْتُ شَیْئاً قَالَ هَلْ أَصَبْتَ مِنْ عِیرِ آلِ فُلَانٍ شَیْئاً قَالَ لَا قَالَ بَلَی ضُرِبَ لَكَ فِیهَا بِسَهْمٍ وَ خَرَجْتَ مِنْهَا بِدِینَارٍ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَمَا حَمَلَكَ عَلَی أَنْ تَكْذِبَ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَ دَعَانِی إِلَی ذَلِكَ إِرَادَةُ أَنْ أَعْلَمَ أَ تَعْلَمُ مَا یَعْمَلُ النَّاسُ وَ أَنْ أَزْدَادَ خَیْراً إِلَی خَیْرٍ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله صَدَقْتَ مَنِ اسْتَغْنَی أَغْنَاهُ اللَّهُ وَ مَنْ فَتَحَ عَلَی نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلَةٍ فَتَحَ اللَّهُ عَلَیْهِ سَبْعِینَ بَاباً مِنَ الْفَقْرِ لَا یَسُدُّ أَدْنَاهَا شَیْ ءٌ فَمَا رُئِیَ سَائِلًا بَعْدَ ذَلِكَ الْیَوْمِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ لِغَنِیٍّ وَ لَا لِذِی مِرَّةٍ سَوِیٍّ (2) أَیْ لَا یَحِلُّ لَهُ أَنْ یَأْخُذَهَا وَ هُوَ یَقْدِرُ أَنْ یَكُفَّ نَفْسَهُ عَنْهَا.
«21»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: بَیْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْماً جَالِساً إِذْ قَامَ مُتَغَیِّرَ اللَّوْنِ فَتَوَسَّطَ الْمَسْجِدَ ثُمَّ أَقْبَلَ یُنَاجِی طَوِیلًا ثُمَّ رَجَعَ إِلَیْهِمْ قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَیْنَا مِنْكَ مَنْظَراً مَا رَأَیْنَاهُ فِیمَا مَضَی قَالَ إِنِّی نَظَرْتُ إِلَی مَلَكِ السَّحَابِ إِسْمَاعِیلَ وَ لَمْ یَهْبِطْ إِلَی الْأَرْضِ إِلَّا بِعَذَابٍ فَوَثَبْتُ مَخَافَةَ أَنْ یَكُونَ قَدْ نَزَلَ فِی أُمَّتِی شَیْ ءٌ (3) فَسَأَلْتُهُ مَا أَهْبَطَهُ فَقَالَ اسْتَأْذَنْتُ رَبِّی فِی السَّلَامِ عَلَیْكَ فَأْذَنْ لِی قُلْتُ فَهَلْ أُمِرْتَ فِیهَا (4) بِشَیْ ءٍ قَالَ نَعَمْ فِی یَوْمِ كَذَا وَ فِی شَهْرِ كَذَا فِی سَاعَةِ كَذَا فَقَامَ الْمُنَافِقُونَ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ عَلَی شَیْ ءٍ فَكَتَبُوا ذَلِكَ الْیَوْمَ وَ كَانَ أَشَدَّ یَوْمٍ حَرّاً فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ یَتَغَامَزُونَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام انْظُرْ هَلْ تَرَی فِی السَّمَاءِ شَیْئاً فَخَرَجَ ثُمَّ قَالَ أَرَی فِی مَكَانِ كَذَا كَهَیْئَةِ التُّرْسِ غَمَامَةً فَمَا لَبِثُوا أَنْ جَلَّلَتْهُمْ سَحَابَةٌ سَوْدَاءُ ثُمَّ هَطَلَتْ عَلَیْهِمْ حَتَّی ضَجَّ النَّاسُ.
ص: 115
بیان: الهطل تتابع المطر.
«22»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْماً عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام وَ الزُّبَیْرُ قَائِمٌ مَعَهُ (1) یُكَلِّمُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا تَقُولُ لَهُ فَوَ اللَّهِ لَتَكُونَنَّ أَوَّلَ الْعَرَبِ تَنْكُثُ بَیْعَتَهُ.
«23»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِجَیْشٍ بَعَثَهُمْ إِلَی أُكَیْدِرَ دُومَةِ الْجَنْدَلِ أَمَا إِنَّكُمْ تَأْتُونَهُ فَتَجِدُونَهُ یَصِیدُ الْبَقَرَ فَوَجَدُوهُ كَذَلِكَ.
«24»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ (2) قَالَ نُعِیَتْ (3) إِلَیَّ نَفْسِی أَنِّی (4) مَقْبُوضٌ فَمَاتَ فِی تِلْكَ السَّنَةِ وَ قَالَ لَمَّا بَعَثَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَی الْیَمَنِ إِنَّكَ لَا تَلْقَانِی بَعْدَ هَذَا.
«25»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: أَصَابَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی غَزْوَةِ الْمُصْطَلِقِ رِیحٌ شَدِیدَةٌ فَقَلَّبَتِ (5) الرِّحَالَ وَ كَادَتْ تَدُقُّهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَا إِنَّهَا مَوْتُ مُنَافِقٍ قَالُوا فَقَدِمْنَا الْمَدِینَةَ فَوَجَدْنَا رِفَاعَةَ بْنَ زَیْدٍ مَاتَ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ وَ كَانَ عَظِیمَ النِّفَاقِ وَ كَانَ أَصْلُهُ مِنَ الْیَهُودِ فَضَلَّتْ نَاقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی تِلْكَ (6) الرِّیحِ فَزَعَمَ یَزِیدُ بْنُ الْأُصَیْبِ (7) وَ كَانَ فِی مَنْزِلِ عُمَارَةَ بْنِ حَزْمٍ كَیْفَ یَقُولُ إِنَّهُ یَعْلَمُ الْغَیْبَ وَ لَا یَدْرِی أَیْنَ نَاقَتُهُ قَالَ (8) بِئْسَ مَا قُلْتَ وَ اللَّهِ مَا یَقُولُ هُوَ إِنَّهُ یَعْلَمُ الْغَیْبَ وَ هُوَ صَادِقٌ فَأُخْبِرَ النَّبِیُّ بِذَلِكَ فَقَالَ لَا یَعْلَمُ الْغَیْبَ إِلَّا اللَّهُ وَ إِنَّ اللَّهَ أَخْبَرَنِی أَنَّ نَاقَتِی فِی هَذَا الشِّعْبِ تَعَلَّقَ زِمَامُهَا بِشَجَرَةٍ فَوَجَدُوهَا كَذَلِكَ وَ لَمْ یَبْرَحْ أَحَدٌ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ فَأَخْرَجَ عُمَارَةُ ابْنَ الْأُصَیْبِ (9) مِنْ مَنْزِلِهِ.
«26»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَتَبَ إِلَی قَیْسِ بْنِ عُرَنَةَ الْبَجَلِیِّ یَأْمُرُهُ بِالْقُدُومِ
ص: 116
عَلَیْهِ فَأَقْبَلَ وَ مَعَهُ خُوَیْلِدُ بْنُ الْحَارِثِ الْكَلْبِیُّ حَتَّی إِذَا دَنَا مِنَ الْمَدِینَةِ هَابَ الرَّجُلُ أَنْ یَدْخُلَ فَقَالَ لَهُ قَیْسٌ أَمَّا إِذَا أَبَیْتَ أَنْ تَدْخُلَ فَكُنْ فِی هَذَا الْجَبَلِ حَتَّی آتِیَهُ فَإِنْ رَأَیْتُ الَّذِی تُحِبُّ (1) أَدْعُوكَ فَاتَّبِعْنِی فَأَقَامَ وَ مَضَی قَیْسٌ حَتَّی إِذَا دَخَلَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله الْمَسْجِدَ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ أَنَا آمِنٌ قَالَ نَعَمْ وَ صَاحِبُكَ الَّذِی تَخَلَّفَ فِی الْجَبَلِ قَالَ فَإِنِّی أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ فَبَایَعَهُ وَ أَرْسَلَ إِلَی صَاحِبِهِ فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا قَیْسُ إِنَّ قَوْمَكَ قَوْمِی وَ إِنَّ لَهُمْ فِی اللَّهِ وَ فِی رَسُولِهِ خَلَفاً.
«27»-قب، المناقب لابن شهرآشوب یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی قَدِ اجْتَوَیْتُ الْمَدِینَةَ أَ فَتَأْذَنُ لِی أَنْ أَخْرُجَ أَنَا وَ ابْنُ أَخِی إِلَی الْغَابَةِ فَنَكُونَ بِهَا فَقَالَ إِنِّی أَخْشَی أَنْ تُغِیرَ حَیٌّ مِنَ الْعَرَبِ فَیُقْتَلَ ابْنُ أَخِیكَ فَتَأْتِیَ فَتَسْعَی فَتَقُومَ بَیْنَ یَدَیَّ مُتَّكِئاً عَلَی عَصَاكَ فَتَقُولَ قُتِلَ ابْنُ أَخِی وَ أُخِذَ السَّرْحُ (2) فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَا یَكُونُ إِلَّا (3) خَیْرٌ فَأَذِنَ لَهُ فَأَغَارَتْ خَیْلُ بَنِی فَزَارَةَ فَأَخَذُوا السَّرْحَ وَ قَتَلُوا ابْنَ أَخِیهِ فَجَاءَ أَبُو ذَرٍّ مُعْتَمِداً عَلَی عَصَاهُ وَ وَقَفَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بِهِ طَعْنَةٌ قَدْ جَافَتْهُ (4) فَقَالَ صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ (5).
بیان: قال الجزری فی حدیث العرنیین فاجتووا المدینة أی أصابهم الجوی و هو المرض و داء الجوف إذا تطاول و ذلك إذا لم یوافقهم هواؤها و استوخموها یقال اجتویت البلد إذا كرهت المقام فیه و إن كنت فی نعمة انتهی و الغابة موضع بالحجاز
ص: 117
ثم إن هذا من أبی ذر رضی اللّٰه عنه علی تقدیر صحته لعله كان قبل كمال إیمانه و استقرار أمره.
«28»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَقِیَ فِی غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ رَجُلًا مِنْ مُحَارِبٍ یُقَالُ لَهُ عَاصِمٌ فَقَالَ لَهُ یَا مُحَمَّدُ أَ تَعْلَمُ الْغَیْبَ قَالَ لَا یَعْلَمُ الْغَیْبَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ وَ اللَّهِ لَجَمَلِی هَذَا أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ إِلَهِكَ قَالَ لَكِنَّ اللَّهَ أَخْبَرَنِی (1) مِنْ عِلْمِ غَیْبِهِ أَنَّهُ تَعَالَی یَبْعَثُ عَلَیْكَ قَرْحَةً فِی مُسْبَلِ (2) لِحْیَتِكَ حَتَّی تَصِلَ إِلَی دِمَاغِكَ فَتَمُوتَ وَ اللَّهِ إِلَی النَّارِ فَرَجَعَ فَبَعَثَ اللَّهُ قَرْحَةً فَأَخَذَتْ فِی لِحْیَتِهِ حَتَّی وَصَلَتْ إِلَی دِمَاغِهِ فَجَعَلَ یَقُولُ لِلَّهِ دَرُّ الْقُرَشِیِّ إِنْ قَالَ بِعِلْمٍ أَوْ زَجْرٍ أَصَابَ (3).
«29»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ وَابِصَةَ بْنَ مَعْبَدٍ الْأَسَدِیَّ أَتَاهُ وَ قَالَ فِی نَفْسِهِ لَا أَدَعُ مِنَ الْبِرِّ وَ الْإِثْمِ شَیْئاً إِلَّا سَأَلْتُهُ فَلَمَّا أَتَاهُ قَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ إِلَیْكَ یَا وَابِصَةُ عَنْ سُؤَالِ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله دَعُوا وَابِصَةَ ادْنُ فَدَنَوْتُ (4) فَقَالَ تَسْأَلُ عَمَّا جِئْتَ لَهُ أَمْ أُخْبِرُكَ قَالَ أَخْبِرْنِی قَالَ جِئْتَ تَسْأَلُ عَنِ الْبِرِّ وَ الْإِثْمِ قَالَ نَعَمْ فَضَرَبَ یَدَهُ عَلَی صَدْرِهِ ثُمَّ قَالَ الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَیْهِ النَّفْسُ وَ الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّ إِلَیْهِ الصَّدْرُ وَ الْإِثْمُ مَا تَرَدَّدَ فِی الصَّدْرِ وَ جَالَ فِی الْقَلْبِ وَ إِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَ إِنْ أَفْتَوْكَ.
«30»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّهُ أَتَاهُ وَفْدُ عَبْدِ الْقَیْسِ فَدَخَلُوا عَلَیْهِ فَلَمَّا أَدْرَكُوا حَاجَتَهُمْ قَالَ ائْتُونِی بِتَمْرِ أَرْضِكُمْ مِمَّا مَعَكُمْ فَأَتَاهُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِنَوْعٍ مِنْهُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله هَذَا یُسَمَّی كَذَا وَ هَذَا یُسَمَّی كَذَا فَقَالُوا أَنْتَ أَعْلَمُ بِتَمْرِ أَرْضِنَا مِنَّا فَوَصَفَ لَهُمْ أَرْضَهُمْ فَقَالُوا أَ دَخَلْتَهَا قَالَ لَا لَكِنْ فُسِحَ لِی فَنَظَرْتُ إِلَیْهَا فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا خَالِی بِهِ خَبَلٌ فَأَخَذَ بِرِدَائِهِ وَ قَالَ اخْرُجْ یَا عَبْدَ اللَّهِ (5) ثَلَاثاً ثُمَّ أَرْسَلَهُ فَبَرَأَ ثُمَ
ص: 118
أَتَوْهُ بِشَاةٍ هَرِمَةٍ فَأَخَذَ إِحْدَی أُذُنَیْهَا بَیْنَ إِصْبَعَیْهِ فَصَارَ لَهَا مِیسَماً ثُمَّ قَالَ خُذُوهَا فَإِنَّ هَذَا مِیسَمٌ فِی آذَانِ مَا تَلِدُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَهِیَ تَتَوَالَدُ كَذَلِكَ.
«31»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِلْعَبَّاسِ وَیْلٌ لِذُرِّیَّتِی مِنْ ذُرِّیَّتِكَ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَخْتَصِی قَالَ إِنَّهُ أَمْرٌ قَدْ قُضِیَ أَیْ لَا یَنْفَعُ الْخِصَاءُ (1) فَعَبْدُ اللَّهِ قَدْ وُلِدَ وَ صَارَ لَهُ وُلْدٌ.
«32»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ نَاقَةً ضَلَّتْ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ فِی سَفَرٍ كَانَ فِیهِ فَقَالَ صَاحِبُهَا لَوْ كَانَ نَبِیّاً لَعَلِمَ أَیْنَ النَّاقَةُ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله الْغَیْبُ لَا یَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ انْطَلِقْ یَا فُلَانُ فَإِنَّ نَاقَتَكَ فِی مَكَانِ كَذَا (2) قَدْ تَعَلَّقَ زِمَامُهَا بِشَجَرَةٍ فَوَجَدَهَا كَمَا قَالَ.
«33»-یج، الخرائج و الجرائح مِنْ مُعْجِزَاتِهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ أَخْبَرَ النَّاسَ بِمَكَّةَ بِمِعْرَاجِهِ وَ قَالَ آیَةُ ذَلِكَ أَنَّهُ نَدَّ لِبَنِی فُلَانٍ فِی طَرِیقِی بَعِیرٌ فَدَلَلْتُهُمْ عَلَیْهِ وَ هُوَ الْآنَ یَطْلُعُ (3) عَلَیْكُمْ مِنْ ثَنِیَّةِ كَذَا یَقْدُمُهَا جَمَلٌ أَوْرَقُ عَلَیْهِ غِرَارَتَانِ (4) إِحْدَاهُمَا سَوْدَاءُ وَ الْأُخْرَی بَرْقَاءُ فَوَجَدُوا الْأَمْرَ عَلَی مَا قَالَ.
وَ مِنْهَا أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله رَأَی عَلِیّاً علیه السلام نَائِماً فِی بَعْضِ الْغَزَوَاتِ فِی التُّرَابِ فَقَالَ یَا أَبَا تُرَابٍ أَ لَا أُحَدِّثُكَ بِأَشْقَی النَّاسِ أَخِی ثَمُودَ (5) وَ الَّذِی یَضْرِبُكَ عَلَی هَذَا وَ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی قَرْنِهِ حَتَّی تَبُلَّ هَذِهِ مِنْ هَذَا وَ أَشَارَ إِلَی لِحْیَتِهِ وَ مِنْهَا أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام تُقَاتِلُ بَعْدِی النَّاكِثِینَ وَ الْقَاسِطِینَ وَ الْمَارِقِینَ فَكَانَ كَذَلِكَ وَ مِنْهَا قَوْلُهُ لِعَمَّارٍ سَتَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِیَةُ وَ آخِرُ زَادِكَ ضَیَاحٌ مِنْ لَبَنٍ فَأُتِیَ عَمَّارٌ بِصِفِّینَ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ فَبَارَزَ (6) فَقُتِلَ.
ص: 119
وَ مِنْهَا أَنَّهُ لَمَّا كَانَتْ قُرَیْشٌ تَحَالَفُوا وَ كَتَبُوا بَیْنَهُمْ صَحِیفَةً أَلَّا یُجَالِسُوا وَاحِداً مِنْ بَنِی هَاشِمٍ وَ لَا یُبَایِعُوهُمْ حَتَّی یُسَلِّمُوا إِلَیْهِمْ مُحَمَّداً لِیَقْتُلُوهُ وَ عَلَّقُوا تِلْكَ الصَّحِیفَةَ فِی الْكَعْبَةِ وَ حَاصَرُوا بَنِی هَاشِمٍ فِی الشِّعْبِ شِعْبِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَرْبَعَ سِنِینَ فَأَصْبَحَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْماً وَ قَالَ لِعَمِّهِ أَبِی طَالِبٍ إِنَّ الصَّحِیفَةَ الَّتِی كَتَبَتْهَا قُرَیْشٌ فِی قَطِیعَتِنَا قَدْ بَعَثَ اللَّهُ عَلَیْهَا دَابَّةً فَلَحِسَتْ كُلَّ مَا فِیهَا غَیْرَ اسْمِ اللَّهِ وَ كَانُوا قَدْ خَتَمُوهَا بِأَرْبَعِینَ خَاتَماً مِنْ رُؤَسَاءِ قُرَیْشٍ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ یَا ابْنَ أَخِی أَ فَأَصِیرُ (1) إِلَی قُرَیْشٍ فَأُعْلِمَهُمْ بِذَلِكَ قَالَ إِنْ شِئْتَ فَصَارَ أَبُو طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَیْهِمْ فَاسْتَبْشَرُوا بِمَصِیرِهِ إِلَیْهِمْ وَ اسْتَقْبَلُوهُ بِالتَّعْظِیمِ وَ الْإِجْلَالِ وَ قَالُوا قَدْ عَلِمْنَا الْآنَ أَنَّ رِضَی قَوْمِكَ أَحَبُّ إِلَیْكَ مِمَّا كُنْتَ فِیهِ أَ فَتُسَلِّمُ إِلَیْنَا مُحَمَّداً وَ لِهَذَا جِئْتَنَا فَقَالَ یَا قَوْمِ قَدْ جِئْتُكُمْ (2) بِخَبَرٍ أَخْبَرَنِی بِهِ ابْنُ أَخِی مُحَمَّدٌ فَانْظُرُوا فِی ذَلِكَ فَإِنْ كَانَ كَمَا قَالَ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ ارْجِعُوا عَنْ قَطِیعَتِنَا وَ إِنْ كَانَ بِخِلَافِ مَا قَالَ سَلَّمْتُهُ إِلَیْكُمْ وَ اتَّبَعْتُ مَرْضَاتَكم قَالُوا وَ مَا الَّذِی أَخْبَرَكَ قَالَ أَخْبَرَنِی أَنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ عَلَی صَحِیفَتِكُمْ دَابَّةً فَلَحِسَتْ مَا فِیهَا غَیْرَ اسْمِ اللَّهِ فَحُطُّوهَا فَإِنْ كَانَ الْأَمْرُ بِخِلَافِ مَا قَالَ سَلَّمْتُهُ إِلَیْكُمْ فَفَتَحُوهَا فَلَمْ یَجِدُوا فِیهَا شَیْئاً غَیْرَ اسْمِ اللَّهِ فَتَفَرَّقُوا وَ هُمْ یَقُولُونَ سِحْرٌ سَحَرَ وَ انْصَرَفَ أَبُو طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ.
بیان: ند البعیر شرد و نفر و البرقاء ما اجتمع فیه سواد و بیاض و الضیاح بالفتح اللبن الرقیق یصب فیه ماء ثم یخلط و اللحس باللسان معروف و اللحس أیضا أكل الدود الصوف و أكل الجراد الخضر.
«34»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَوْماً جَالِساً وَ حَوْلَهُ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهم السلام فَقَالَ لَهُمْ كَیْفَ بِكُمْ إِذَا كُنْتُمْ صَرْعَی وَ قُبُورُكُمْ شَتَّی فَقَالَ الْحُسَیْنُ علیه السلام أَ نَمُوتُ مَوْتاً أَوْ نُقْتَلُ قَتْلًا فَقَالَ بَلْ تُقْتَلُ یَا بُنَیَّ ظُلْماً وَ یُقْتَلُ أَخُوكَ ظُلْماً وَ یُقْتَلُ أَبُوكَ ظُلْماً وَ تُشَرَّدُ ذَرَارِیُّكُمْ فِی الْأَرْضِ فَقَالَ الْحُسَیْنُ علیه السلام وَ مَنْ یَقْتُلُنَا قَالَ شِرَارُ النَّاسِ قَالَ فَهَلْ یَزُورُنَا أَحَدٌ قَالَ نَعَمْ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِی یُرِیدُونَ بِزِیَارَتِكُمْ بِرِّی وَ صِلَتِی فَإِذَا كَانَ یَوْمُ
ص: 120
الْقِیَامَةِ جِئْتُهُمْ وَ أُخَلِّصُهُمْ مِنْ أَهْوَالِهِ (1).
«35»-شف، كشف الیقین مِنْ كِتَابٍ عَتِیقٍ تَارِیخُهُ سَنَةُ ثَمَانٍ وَ ثَمَانِینَ (2) هِجْرِیَّةٌ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ ثُمَّ قَالَ مَا هَذَا لَفْظُهُ وَ أَنَا كُنْتُ مَعَهُ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ قَالَ یَأْتِی تِسْعُ نَفَرٍ مِنْ حَضْرَمَوْتَ فَیُسْلِمُ مِنْهُمْ سِتَّةٌ وَ لَا یُسْلِمُ مِنْهُمْ ثَلَاثَةٌ فَوَقَعَ فِی قُلُوبِ كَثِیرٍ مِنْ كَلَامِهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ یَقَعَ فَقُلْتُ أَنَا صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ هُوَ كَمَا قُلْتَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ أَنْتَ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ وَ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِمَامُهُمْ وَ تَرَی مَا أَرَی وَ تَعْلَمُ مَا أَعْلَمُ وَ أَنْتَ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِینَ إِیمَاناً وَ كَذَلِكَ خَلَقَكَ اللَّهُ وَ نَزَعَ مِنْكَ الشَّكَّ وَ الضَّلَالَ فَأَنْتَ الْهَادِی الثَّانِی وَ الْوَزِیرُ الصَّادِقُ فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَعَدَ فِی مَجْلِسِهِ ذَلِكَ وَ أَنَا عَنْ یَمِینِهِ أَقْبَلَ التِّسْعَةُ رَهْطٍ مِنْ حَضْرَمَوْتَ حَتَّی دَنَوْا مِنَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَلَّمُوا فَرَدَّ عَلَیْهِمُ السَّلَامَ وَ قَالُوا یَا مُحَمَّدُ اعْرِضْ عَلَیْنَا الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمَ مِنْهُمْ سِتَّةٌ وَ لَمْ یُسْلِمِ الثَّلَاثَةُ فَانْصَرَفُوا فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِلثَّلَاثَةِ أَمَّا أَنْتَ یَا فُلَانُ فَسَتَمُوتُ بِصَاعِقَةٍ مِنَ السَّمَاءِ وَ أَمَّا أَنْتَ یَا فُلَانُ فَسَیَضْرِبُكَ أَفْعًی فِی مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا وَ أَمَّا أَنْتَ یَا فُلَانُ فَإِنَّكَ تَخْرُجُ فِی طَلَبِ مَاشِیَةٍ وَ إِبِلٍ لَكَ فَیَسْتَقْبِلُكَ نَاسٌ مِنْ كَذَا فَیَقْتُلُونَكَ فَوَقَعَ فِی قُلُوبِ الَّذِینَ أَسْلَمُوا فَرَجَعُوا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُمْ مَا فَعَلَ أَصْحَابُكُمُ الثَّلَاثَةُ الَّذِینَ تَوَلَّوْا عَنِ الْإِسْلَامِ وَ لَمْ یُسْلِمُوا فَقَالُوا وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِیّاً مَا جَاوَزُوا مَا قُلْتَ وَ كُلٌّ مَاتَ بِمَا قُلْتَ وَ إِنَّا جِئْنَاكَ لِنُجَدِّدَ الْإِسْلَامَ وَ نَشْهَدَ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ وَ أَنَّكَ الْأَمِینُ عَلَی الْأَحْیَاءِ وَ الْأَمْوَاتِ (3).
«36»-عم، إعلام الوری وَ أَمَّا آیَاتُهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فِی إِخْبَارِهِ بِالْغَائِبَاتِ وَ الْكَوَائِنِ بَعْدَهُ فَأَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَی وَ تُعَدَّ فَمِنْ ذَلِكَ مَا رُوِیَ عَنْهُ فِی مَعْنَی قَوْلِهِ تَعَالَی لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (4) وَ هُوَ مَا رَوَاهُ أُبَیُّ بْنُ كَعْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ بُشِّرَ
ص: 121
هَذِهِ الْأَمَةُ بِالسَّنَاءِ وَ الرِّفْعَةِ وَ النُّصْرَةِ وَ التَّمْكِینِ فِی الْأَرْضِ فَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ عَمَلَ الْآخِرَةِ لِلدُّنْیَا لَمْ یَكُنْ لَهُ فِی الْآخِرَةِ نَصِیبٌ.
وَ رَوَی بُرَیْدَةُ الْأَسْلَمِیُّ أَنَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ قَالَ: سَتُبْعَثُ بُعُوثٌ (1) فَكُنْ فِی بَعْثٍ یَأْتِی خُرَاسَانَ ثُمَّ اسْكُنْ مَدِینَةَ مَرْوٍ فَإِنَّهُ بَنَاهَا ذُو الْقَرْنَیْنِ وَ دَعَا لَهَا بِالْبَرَكَةِ وَ قَالَ لَا یُصِیبُ أَهْلَهَا سُوءٌ.
وَ رَوَی أَبُو هُرَیْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّی تُقَاتِلُوا خُوزاً وَ كِرْمَانَ قَوْماً مِنْ أَعَاجِمَ حُمْرَ الْوُجُوهِ فُطْسَ الْأُنُوفِ صِغَارَ الْأَعْیُنِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ (2).
وَ رَوَی أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَأَیْتُ ذَاتَ لَیْلَةٍ فِیمَا یَرَی النَّائِمُ كَأَنَّا فِی دَارِ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعٍ فَأُتِینَا بِرُطَبٍ مِنْ رُطَبِ ابْنِ طَابٍ (3) فَأَوَّلْتُ الرِّفْعَةَ لَنَا فِی الدُّنْیَا وَ الْعَافِیَةَ فِی الْآخِرَةِ وَ أَنَّ دِینَنَا قَدْ طَابَ.
«14»-وَ مِنْ ذَلِكَ إِخْبَارُهُ بِمَا یُحْدِثُ أُمَّتُهُ بَعْدَهُ نَحْوَ قَوْلِهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تَرْجِعُوا (4) بَعْدِی كُفَّاراً یَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ- رَوَاهُ الْبُخَارِیُّ فِی الصَّحِیحِ مَرْفُوعاً إِلَی ابْنِ عُمَرَ.
وَ قَوْلُهُ رَوَاهُ أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَیْفٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَی الْحَوْضِ مَنْ وَرَدَ شَرِبَ وَ مَنْ شَرِبَ لَمْ یَظْمَأْ أَبَداً وَ لَیَرِدَنَّ عَلَیَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَ یَعْرِفُونَنِی ثُمَّ یُحَالُ بَیْنِی وَ بَیْنَهُمْ قَالَ أَبُو حَازِمٍ سَمِعَ النُّعْمَانُ بْنُ أَبِی عَیَّاشٍ وَ أَنَا أُحَدِّثُ النَّاسَ بِهَذَا الْحَدِیثِ فَقَالَ هَكَذَا سَمِعْتَ سَهْلًا یَقُولُ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَأَنَا أَشْهَدُ عَلَی أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ یَزِیدُ فِیهِ فَأَقُولُ إِنَّهُمْ أُمَّتِی فَیُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِی مَا عَمِلُوا (5) بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقاً
ص: 122
لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِی (1)- ذَكَرَهُ الْبُخَارِیُّ فِی الصَّحِیحِ.
وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله فِیمَا رَوَاهُ شُعْبَةُ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبِی خَالِدٍ عَنْ قَیْسِ بْنِ أَبِی حَازِمٍ أَنَّ عَائِشَةَ لَمَّا أَتَتْ عَلَی الْحَوْأَبِ سَمِعَتْ نُبَاحَ الْكَلْبِ (2) فَقَالَتْ مَا أَظُنُّنِی إِلَّا رَاجِعَةً (3) سَمِعْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لَنَا أَیَّتُكُنَّ تَنْبَحُ عَلَیْهَا كِلَابُ الْحَوْأَبِ فَقَالَ الزُّبَیْرُ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ یُصْلِحَ بِكَ بَیْنَ النَّاسِ.
وَ قَوْلُهُ لِلزُّبَیْرِ لَمَّا لَقِیَهُ وَ عَلِیّاً علیه السلام فِی سَقِیفَةِ بَنِی سَاعِدَةَ فَقَالَ أَ تُحِبُّهُ یَا زُبَیْرُ قَالَ وَ مَا یَمْنَعُنِی قَالَ فَكَیْفَ بِكَ إِذَا قَاتَلْتَهُ وَ أَنْتَ ظَالِمٌ لَهُ.
وَ عَنْ أَبِی جِرْوَةَ الْمَازِنِیِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِیّاً یَقُولُ لِلزُّبَیْرِ نَشَدْتُكَ اللَّهَ أَ مَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّكَ تُقَاتِلُنِی وَ أَنْتَ ظَالِمٌ (4) قَالَ بَلَی وَ لَكِنِّی نَسِیتُ.
«14»-وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِیَةُ- أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِی الصَّحِیحِ.
وَ عَنْ أَبِی الْبَخْتَرِیِّ أَنَّ عَمَّاراً أُتِیَ بِشَرْبَةٍ مِنْ لَبَنٍ فَضَحِكَ فَقِیلَ لَهُ مَا یُضْحِكُكَ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَخْبَرَنِی وَ قَالَ هُوَ آخَرُ شَرَابٍ أَشْرَبُهُ حِینَ أَمُوتُ.
وَ قَوْلُهُ فِی الْخَوَارِجِ سَیَكُونُ فِی أُمَّتِی فِرْقَةٌ یُحْسِنُونَ الْقَوْلَ وَ یُسِیئُونَ الْفِعْلَ
ص: 123
یَدْعُونَ إِلَی كِتَابِ اللَّهِ وَ لَیْسُوا مِنْهُ فِی شَیْ ءٍ یَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا یُجَاوِزُ تَرَاقِیَهُمْ یَمْرُقُونَ مِنَ الدِّینِ كَمَا یَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِیَّةِ لَا یَرْجِعُونَ إِلَیْهِ حَتَّی یَرْتَدَّ عَلَی فَوْقِهِ هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَ الْخَلِیقَةِ طُوبَی لِمَنْ قَتَلُوهُ طُوبَی لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَ مَنْ قَتَلَهُمْ كَانَ أَوْلَی بِاللَّهِ مِنْهُمْ قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا سِیمَاهُمْ قَالَ التَّحْلِیقُ- رَوَاهُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ.
وَ قَوْلُهُ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٍّ علیه السلام إِنَّ الْأُمَّةَ سَتَغْدِرُ بِكَ بَعْدِی.
وَ قَوْلُهُ لَهُ علیه السلام تُقَاتِلُ بَعْدِی النَّاكِثِینَ وَ الْقَاسِطِینَ وَ الْمَارِقِینَ.
وَ مِنْ ذَلِكَ إِخْبَارُهُ بِقَتْلِ مُعَاوِیَةَ حُجْراً وَ أَصْحَابَهُ فِیمَا رَوَاهُ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ أَبِی لَهِیعَةَ عَنْ أَبِی الْأَسْوَدِ قَالَ: دَخَلَ مُعَاوِیَةُ عَلَی عَائِشَةَ فَقَالَتْ مَا حَمَلَكَ عَلَی قَتَلَ أَهْلِ عَذْرَاءَ حُجْرٍ وَ أَصْحَابِهِ فَقَالَ یَا أُمَّ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی رَأَیْتُ قَتْلَهُمْ صَلَاحاً لِلْأُمَّةِ وَ بَقَاءَهُمْ فَسَاداً لِلْأُمَّةِ فَقَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ سَیُقْتَلُ بِعَذْرَاءَ نَاسٌ یَغْضَبُ اللَّهُ لَهُمْ وَ أَهْلُ السَّمَاءِ.
وَ رَوَی ابْنُ لَهِیعَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَرِیرٍ (1) الْغَافِقِیِّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ یَا أَهْلَ الْعِرَاقِ سَیُقْتَلُ سَبْعَةُ نَفَرٍ بِعَذْرَاءَ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ أَصْحَابِ الْأُخْدُودِ فَقُتِلَ حُجْرُ بْنُ عَدِیٍّ وَ أَصْحَابُهُ.
وَ مِنْ ذَلِكَ إِخْبَارُهُ بِقَتْلِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام رَوَی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اضْطَجَعَ ذَاتَ یَوْمٍ لِلنَّوْمِ فَاسْتَیْقَظَ وَ هُوَ خَاثِرٌ ثُمَّ اضْطَجَعَ فَرَقَدَ ثُمَّ اسْتَیْقَظَ وَ هُوَ خَاثِرٌ دُونَ مَا رَأَیْتُ مِنْهُ فِی الْمَرَّةِ الْأُولَی ثُمَّ اضْطَجَعَ وَ اسْتَیْقَظَ وَ فِی یَدِهِ تُرْبَةٌ حَمْرَاءُ یُقَبِّلُهَا فَقُلْتُ مَا هَذِهِ التُّرْبَةُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام أَنَّ هَذَا یُقْتَلُ بِأَرْضِ الْعِرَاقِ لِلْحُسَیْنِ علیه السلام (2) فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ أَرِنِی تُرْبَةَ الْأَرْضِ الَّتِی یُقْتَلُ بِهَا فَهَذِهِ تُرْبَتُهَا.
وَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: اسْتَأْذَنَ مَلَكُ الْمَطَرِ أَنْ یَأْتِیَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَذِنَ لَهُ فَقَالَ لِأُمِّ سَلَمَةَ احْفَظِی عَلَیْنَا الْبَابَ لَا یَدْخُلُ أَحَدٌ فَجَاءَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام فَوَثَبَ
ص: 124
حَتَّی دَخَلَ فَجَعَلَ یَقَعُ عَلَی مَنْكِبِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ الْمَلَكُ أَ تُحِبُّهُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله نَعَمْ قَالَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ سَتَقْتُلُهُ وَ إِنْ شِئْتَ أَرَیْتُكَ الْمَكَانَ الَّذِی یُقْتَلُ فِیهِ قَالَ فَضَرَبَ یَدَهُ فَأَرَاهُ تُرَاباً أَحْمَرَ فَأَخَذَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ فَصَیَّرَتْهُ فِی طَرَفِ ثَوْبِهَا فَكُنَّا نَسْمَعُ أَنْ یُقْتَلَ بِكَرْبَلَاءَ.
وَ مِنْ ذَلِكَ إِخْبَارُهُ بِمَصَارِعِ أَهْلِ بَیْتِهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَوَی الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَیِّدِ الْعَابِدِینَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: زَارَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَعَمِلْنَا لَهُ خَزِیرَةً وَ أَهْدَتْ إِلَیْهِ أُمُّ أَیْمَنَ قَعْباً (1) مِنْ زُبْدٍ وَ صَحْفَةً مِنْ تَمْرٍ فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَكَلْنَا مَعَهُ ثُمَّ وَضَّأْتُ (2) رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَسَحَ رَأْسَهُ وَ وَجْهَهُ بِیَدِهِ وَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَدَعَا اللَّهَ مَا شَاءَ ثُمَّ أَكَبَّ إِلَی الْأَرْضِ بِدُمُوعٍ غَزِیرَةٍ مِثْلِ الْمَطَرِ فَهَبْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ نَسْأَلَهُ فَوَثَبَ الْحُسَیْنُ علیه السلام فَأَكَبَّ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا أَبَتِ رَأَیْتُكَ تَصْنَعُ مَا لَمْ تَصْنَعْ مِثْلَهُ قَطُّ قَالَ یَا بُنَیَّ سُرِرْتُ بِكُمُ الْیَوْمَ سُرُوراً لَمْ أُسَرَّ بِكُمْ مِثْلَهُ وَ إِنَّ حَبِیبِی جَبْرَئِیلَ أَتَانِی وَ أَخْبَرَنِی أَنَّكُمْ قَتْلَی وَ مَصَارِعَكُمْ شَتَّی وَ أَحْزَنَنِی ذَلِكَ فَدَعَوْتُ اللَّهَ لَكُمْ بِالْخِیَرَةِ فَقَالَ الْحُسَیْنُ علیه السلام فَمَنْ یَزُورُنَا عَلَی تَشَتُّتِنَا وَ تَبَعُّدِ قُبُورِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِی یُرِیدُونَ بِهِ بِرِّی وَ صِلَتِی إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ زُرْتُهَا بِالْمَوْقِفِ وَ أَخَذْتُ بِأَعْضَادِهَا فَأَنْجَیْتُهَا مِنْ أَهْوَالِهِ وَ شَدَائِدِهِ.
وَ مِنْ ذَلِكَ إِخْبَارُهُ عَنْ قَتْلَی أَهْلِ الْحَرَّةِ فَكَانَ كَمَا أَخْبَرَ رُوِیَ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ بَشِیرٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی سَفَرٍ مِنْ أَسْفَارِهِ فَلَمَّا مَرَّ بِحَرَّةِ زُهْرَةَ وَقَفَ فَاسْتَرْجَعَ فَسَاءَ ذَلِكَ مَنْ مَعَهُ وَ ظَنُّوا أَنَّ ذَلِكَ مِنْ أَمْرِ سَفَرِهِمْ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الَّذِی رَأَیْتَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ أَمَا إِنَّ ذَلِكَ لَیْسَ مِنْ سَفَرِكُمْ قَالُوا فَمَا هُوَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ یُقْتَلُ بِهَذِهِ الْحَرَّةِ خِیَارُ أُمَّتِی بَعْدَ أَصْحَابِی قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قُتِلَ یَوْمَ الْحَرَّةِ سَبْعُمِائَةِ رَجُلٍ مِنْ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ فِیهِمْ ثَلَاثَةٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ الْحَسَنُ یَقُولُ لَمَّا كَانَ یَوْمُ الْحَرَّةِ قُتِلَ أَهْلُ الْمَدِینَةِ حَتَّی كَادَ لَا یَنْفَلِتُ أَحَدٌ وَ كَانَ فِیمَنْ قُتِلَ ابْنَا زَیْنَبَ رَبِیبَةِ
ص: 125
رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُمَا ابْنَا زَمْعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَسْوَدِ (1) وَ كَانَ وَقَعَتِ الْحَرَّةُ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِثَلَاثٍ بَقِینَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ سِتِّینَ وَ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله فِی ابْنِ عَبَّاسٍ لَنْ یَمُوتَ حَتَّی یَذْهَبَ بَصَرُهُ وَ یُؤْتَی عِلْماً فَكَانَ كَمَا قَالَ وَ قَوْلُهُ فِی زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَ قَدْ عَادَهُ مِنْ مَرَضٍ كَانَ بِهِ لَیْسَ عَلَیْكَ مِنْ مَرَضِكَ بَأْسٌ وَ لَكِنْ كَیْفَ بِكَ إِذَا عُمِّرْتَ بَعْدِی فَعَمِیتَ قَالَ إِذاً أَحْتَسِبَ وَ أَصْبِرَ قَالَ إِذاً تَدْخُلَ (2) الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ.
وَ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ فِی الْوَلِیدِ بْنِ یَزِیدَ الْأَوْزَاعِیِّ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ قَالَ: وُلِدَ لِأَخِی أُمِّ سَلَمَةَ مِنْ أُمِّهَا غُلَامٌ فَسَمَّوْهُ الْوَلِیدَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله تُسَمُّونَ بِأَسْمَاءِ فَرَاعِنَتِكُمْ غَیِّرُوا اسْمَهُ فَسَمُّوهُ عَبْدَ اللَّهِ فَإِنَّهُ سَیَكُونُ فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ الْوَلِیدُ لَهُوَ شَرٌّ لِأُمَّتِی مِنْ فِرْعَوْنَ لِقَوْمِهِ قَالَ فَكَانَ النَّاسُ یَرَوْنَ أَنَّهُ الْوَلِیدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ثُمَّ رَأَیْنَا أَنَّهُ الْوَلِیدُ بْنُ یَزِیدَ.
وَ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله فِی بَنِی أَبِی الْعَاصِ وَ بَنِی أُمَیَّةَ رَوَی أَبُو سَعِیدٍ الْخُدْرِیُّ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: إِذَا بَلَغَ بَنُو أَبِی الْعَاصِ ثَلَاثِینَ رَجُلًا اتَّخَذُوا دِینَ اللَّهِ دَغَلًا وَ عِبَادَ اللَّهِ خَوَلًا وَ مَالَ اللَّهِ دُوَلًا- وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی هُرَیْرَةَ أَرْبَعِینَ رَجُلًا.
ابْنُ مُرْهِبٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مُعَاوِیَةَ بْنِ أَبِی سُفْیَانَ فَدَخَلَ عَلَیْهِ مَرْوَانُ یُكَلِّمُهُ فِی حَاجَتِهِ فَقَالَ اقْضِ حَاجَتِی فَوَ اللَّهِ إِنَّ مَئُونَتِی لَعَظِیمَةٌ وَ إِنِّی أَبُو عَشَرَةٍ وَ عَمُّ عَشَرَةٍ وَ أَخُو عَشَرَةٍ فَلَمَّا أَدْبَرَ مَرْوَانُ وَ ابْنُ عَبَّاسٍ جَالِسٌ مَعَهُ عَلَی السَّرِیرِ فَقَالَ مُعَاوِیَةُ أَشْهَدُ بِاللَّهِ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَ مَا تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِذَا بَلَغَ بَنُو الْحَكَمِ ثَلَاثِینَ رَجُلًا اتَّخَذُوا مَالَ اللَّهِ بَیْنَهُمْ دُوَلًا وَ عِبَادَ اللَّهِ خَوَلًا وَ دِینَ اللَّهِ دَغَلًا فَإِذَا بَلَغُوا تِسْعَةً وَ تِسْعِینَ وَ أَرْبَعَمِائَةٍ كَانَ هَلَاكُهُمْ أَسْرَعَ
ص: 126
مِنْ لَوْكِ (1) تَمْرَةٍ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ اللَّهُمَّ نَعَمْ وَ تَرَكَ مَرْوَانُ حَاجَةً لَهُ (2) فَرَدَّ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَی مُعَاوِیَةَ فَكَلَّمَهُ فَلَمَّا أَدْبَرَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَالَ أَنْشُدُكَ اللَّهَ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَ مَا تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ذَكَرَ هَذَا فَقَالَ أَبُو الْجَبَابِرَةِ الْأَرْبَعَةُ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ اللَّهُمَّ نَعَمْ.
یُوسُفُ بْنُ مَازِنٍ الرَّاسِبِیُّ قَالَ: قَامَ رَجُلٌ إِلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فَقَالَ یَا مُسَوِّدَ وَجْهِ الْمُؤْمِنِ فَقَالَ الْحَسَنُ لَا تُؤَبِّنَنِّی (3) رَحِمَكَ اللَّهُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَأَی بَنِی أُمَیَّةَ یَخْطُبُونَ عَلَی مِنْبَرِهِ رَجُلًا فَرَجُلًا فَسَاءَهُ ذَلِكَ فَنَزَلَتْ إِنَّا أَعْطَیْناكَ الْكَوْثَرَ (4) الْكَوْثَرُ نَهَرٌ فِی الْجَنَّةِ وَ نَزَلَتْ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ ما أَدْراكَ ما لَیْلَةُ الْقَدْرِ لَیْلَةُ الْقَدْرِ خَیْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (5) یَعْنِی أَلْفَ شَهْرٍ تَمْلِكُهُ بَنُو أُمَیَّةَ فَحَسَبْنَا ذَلِكَ فَإِذَا هُوَ لَا یَزِیدُ وَ لَا یَنْقُصُ.
و الروایات فی هذا الفن من الآیات كثیرة لا یتسع لذكر جمیعها هذا الكتاب و فیما أوردناه منها كفایة لذوی الألباب. (6)
بیان: قال فی النهایة فیه ذكر خوز و كرمان و روی خوز أو كرمان و الخوز جبل معروف و كرمان صقع معروف فی العجم و یروی بالراء المهملة و هو من أرض فارس و صوبه الدارقطنی و قیل إذا أضیف فبالراء و إذا عطف فبالزای و قال الفطس انخفاض قصبة الأنف و انفراشها و الرجل أفطس و قال المجان المطرقة المجان جمع مجن أی التراس التی ألبست العقب شیئا بعد شی ء انتهی و العقب العصب الذی تعمل منه الأوتار و المراد تشبیه وجوه الترك فی عرضها و نتو وجناتها بالتراس المطرقة و یقرأ المطرقة علی بناء الإفعال و التفعیل كلاهما بفتح الراء و الأول أفصح.
و فی النهایة فی حدیث الحوض فأقول سحقا سحقا أی بعدا بعدا.
ص: 127
قوله حتی یرتد أی السهم علی فوقه و الفوق بالضم موضع الوتر من السهم و المعنی أنهم لا یرجعون إلی الدین كما لا یرجع السهم بعد خروجه من الرمیة علی جهة فوقه و قال الجزری فی قوله یمرقون من الدین أی یجوزونه و یخرقونه و یبعدونه كما یمرق السهم الشی ء المرمی به انتهی.
و كون التحلیق علامة لهم لا یدل علی ذم حلق الرأس كما ورد أنه مثلة لأعدائكم و جمال لكم و سیأتی فی بابه إن شاء اللّٰه تعالی.
و قال الفیروزآبادی العذراء مدینة النبی صلی اللّٰه علیه و آله و بلا لام موضع علی برید من دمشق أو قریة بالشام.
و قال الجزری فیه أصبح رسول اللّٰه و هو خاثر النفس أی ثقیل النفس غیر طیب و لا نشیط و قال الخزیرة لحم یقطع صغارا و یصب علیه ماء كثیر فإذا نضج زر علیه الدقیق فإن لم یكن فیها لحم فهی عصیدة و قیل هی حساء من دقیق و دسم و قیل إذا كان من دقیق فهو حریرة و إذا كان من نخالة فهو خزیرة و قال فی قوله دغلا أی یخدعون الناس و أصل الدغل الشجر الملتف الذی یكمن أهل الفساد فیه و قیل هو من قولهم أدغلت هذا الأمر إذا أدخلت فیه ما یخالفه و یفسده و فی قوله خولا بالتحریك أی خدما و عبیدا یعنی أنهم یستخدمونهم و یستعبدونهم و الدول بضم الدال و فتح الواو جمع الدولة بالضم و هو ما یتداول من المال فیكون لقوم دون قوم.
«37»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَیْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ وَ هُوَ یُحَدِّثُ النَّاسَ بِمَكَّةَ صَلَّی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْفَجْرَ ثُمَّ جَلَسَ مَعَ أَصْحَابِهِ حَتَّی طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَجَعَلَ یَقُومُ الرَّجُلُ بَعْدَ الرَّجُلِ حَتَّی لَمْ یَبْقَ مَعَهُ إِلَّا رَجُلَانِ أَنْصَارِیٌّ وَ ثَقَفِیٌّ فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ لَكُمَا حَاجَةً تُرِیدَانِ أَنْ تَسْأَلَا عَنْهَا فَإِنْ شِئْتُمَا أَخْبَرْتُكُمَا بِحَاجَتِكُمَا قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَانِی وَ إِنْ شِئْتُمَا فَاسْأَلَا عَنْهَا قَالا بَلْ تُخْبِرُنَا قَبْلَ أَنْ نَسْأَلَكَ عَنْهَا فَإِنَّ ذَلِكَ أَجْلَی لِلْعَمَی وَ أَبْعَدُ مِنَ الِارْتِیَابِ وَ أَثْبَتُ لِلْإِیمَانِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَّا أَنْتَ یَا أَخَا ثَقِیفٍ فَإِنَّكَ جِئْتَ تَسْأَلُنِی عَنْ وُضُوئِكَ وَ صَلَاتِكَ مَا لَكَ فِی ذَلِكَ مِنَ الْخَیْرِ أَمَّا وُضُوؤُكَ فَإِنَّكَ إِذَا وَضَعْتَ یَدَكَ فِی إِنَائِكَ
ص: 128
ثُمَّ قُلْتَ بِسْمِ اللَّهِ تَنَاثَرَتْ مِنْهَا مَا اكْتَسَبْتَ مِنَ الذُّنُوبِ فَإِذَا غَسَلْتَ وَجْهَكَ تَنَاثَرَتِ الذُّنُوبُ الَّتِی اكْتَسَبَتْهَا عَیْنَاكَ بِنَظَرِهَا (1) وَ فُوكَ فَإِذَا غَسَلْتَ ذِرَاعَكَ (2) تَنَاثَرَتِ الذُّنُوبُ عَنْ یَمِینِكَ وَ شِمَالِكَ فَإِذَا مَسَحْتَ رَأْسَكَ وَ قَدَمَیْكَ تَنَاثَرَتِ الذُّنُوبُ الَّتِی مَشَیْتَ إِلَیْهَا عَلَی قَدَمَیْكَ فَهَذَا لَكَ فِی وُضُوئِكَ (3).
«38»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عُمَرَ أَخِی عُذَافِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ضَلَّتْ نَاقَتُهُ فَقَالَ النَّاسُ فِیهَا یُخْبِرُنَا عَنِ السَّمَاءِ وَ لَا یُخْبِرُنَا عَنْ نَاقَتِهِ فَهَبَطَ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ نَاقَتُكَ فِی وَادِی كَذَا وَ كَذَا مَلْفُوفٌ خِطَامُهَا بِشَجَرَةِ كَذَا وَ كَذَا قَالَ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ قَالَ یَا أَیُّهَا النَّاسُ أَكْثَرْتُمْ عَلَیَّ فِی نَاقَتِی أَلَا وَ مَا أَعْطَانِی اللَّهُ خَیْرٌ مِمَّا أُخِذَ مِنِّی أَلَا وَ إِنَّ نَاقَتِی فِی وَادِی كَذَا وَ كَذَا مَلْفُوفٌ خِطَامُهَا بِشَجَرَةِ كَذَا وَ كَذَا فَابْتَدَرَهَا النَّاسُ فَوَجَدُوهَا كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (4).
«39»-قب، المناقب لابن شهرآشوب الزُّبَیْرِیُّ وَ الشَّعْبِیُّ أَنَّ قَیْصَرَ حَارَبَ كِسْرَی فَكَانَ هَوَی الْمُسْلِمِینَ مَعَ قَیْصَرَ لِأَنَّهُ صَاحِبُ كِتَابٍ وَ مِلَّةٍ وَ أَشَدُّ تَعْظِیماً لِأَمْرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ وَضَعَ كِتَابَهُ عَلَی عَیْنِهِ وَ أَمَرَ كِسْرَی بِتَمْزِیقِهِ حِینَ أَتَاهُمَا كِتَابَهُ یَدْعُوهُمَا إِلَی الْحَقِّ فَلَمَّا كَثُرَ الْكَلَامُ بَیْنَ الْمُسْلِمِینَ وَ الْمُشْرِكِینَ قَرَأَ الرَّسُولُ الم غُلِبَتِ الرُّومُ (5) الْآیَةَ ثُمَّ حَدَّدَ الْوَقْتَ فِی قَوْلِهِ فِی بِضْعِ سِنِینَ (6) ثُمَّ آكَدَهُ فِی قَوْلِهِ وَعْدَ اللَّهِ (7) فَغَلَبُوا یَوْمَ الْحُدَیْبِیَةِ وَ بَنَوُا الرُّومِیَّةَ (8) وَ رُوِیَ عَنْهُ لِفَارِسَ نَطْحَةٌ أَوْ نَطْحَتَانِ ثُمَّ قَالَ لَا فَارِسَ بَعْدَهَا أَبَداً وَ الرُّومُ ذَاتُ الْقُرُونِ كُلَّمَا ذَهَبَ قَرْنٌ خَلْفَ قَرْنٍ هَبْهَبَ إِلَی آخِرِ الْأَبَدِ.
ص: 129
قَتَادَةُ وَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِی قَوْلِهِ وَ إِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ (1) نَزَلَتْ فِی النَّجَاشِیِّ لَمَّا مَاتَ نَعَاهُ جَبْرَئِیلُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَمَعَ النَّاسَ فِی الْبَقِیعِ وَ كُشِفَ لَهُ مِنَ الْمَدِینَةِ إِلَی أَرْضِ الْحَبَشَةِ فَأَبْصَرَ سَرِیرَ النَّجَاشِیِّ وَ صَلَّی عَلَیْهِ فَقَالَتِ الْمُنَافِقُونَ فِی ذَلِكَ فَجَاءَتِ الْأَخْبَارُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ أَنَّهُ مَاتَ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ فِی تِلْكَ السَّاعَةِ وَ مَا عَلِمَ هِرَقْلُ بِمَوْتِهِ إِلَّا مِنْ تُجَّارٍ رَأَوْا مِنَ الْمَدِینَةِ.
الْكَلْبِیُّ فِی قَوْلِهِ فَشُدُّوا الْوَثاقَ (2) نَزَلَتْ فِی الْعَبَّاسِ لَمَّا أُسِرَ فِی یَوْمِ بَدْرٍ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله افْدِ نَفْسَكَ وَ ابْنَیْ أَخِیكَ یَعْنِی عَقِیلًا وَ نَوْفَلًا وَ حَلِیفَكَ یَعْنِی عُتْبَةَ بْنَ أَبِی جَحْدَرٍ فَإِنَّكَ ذُو مَالٍ فَقَالَ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَكْرَهُونِی وَ لَا مَالَ عِنْدِی قَالَ فَأَیْنَ الْمَالُ الَّذِی وَضَعْتَهُ بِمَكَّةَ عِنْدَ أُمِّ الْفَضْلِ حِینَ خَرَجْتَ وَ لَمْ یَكُنْ مَعَكُمَا أَحَدٌ وَ قُلْتَ إِنْ أَصَبْتُ فِی سَفَرِی فَلِلْفَضْلِ كَذَا وَ لِعَبْدِ اللَّهِ كَذَا وَ لِقُثَمَ كَذَا قَالَ وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِیّاً مَا عَلِمَ بِهَذَا أَحَدٌ غَیْرُهَا وَ إِنِّی لَأَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ فَفَدَی نَفْسَهُ بِمِائَةِ أُوقِیَّةٍ وَ كُلَّ وَاحِدٍ بِمِائَةِ أُوقِیَّةٍ فَنَزَلَ یا أَیُّهَا النَّبِیُّ قُلْ لِمَنْ فِی أَیْدِیكُمْ مِنَ الْأَسْری (3) الْآیَةَ فَكَانَ الْعَبَّاسُ یَقُولُ صَدَقَ اللَّهُ وَ صَدَقَ رَسُولُهُ فَإِنَّهُ كَانَ مَعِی عِشْرُونَ أُوقِیَّةً فَأُخِذَتْ فَأَعْطَانِی اللَّهُ مَكَانَهَا عِشْرِینَ عَبْداً كُلٌّ مِنْهُمْ یُضْرَبُ (4) بِمَالٍ كَثِیرٍ أَدْنَاهُمْ یُضْرَبُ بِعِشْرِینَ أَلْفَ دِرْهَمٍ.
وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام بَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْمَسْجِدِ إِذْ قَالَ قُمْ یَا فُلَانُ قُمْ یَا فُلَانُ حَتَّی أَخْرَجَ خَمْسَةَ نَفَرٍ فَقَالَ اخْرُجُوا مِنْ مَسْجِدِنَا لَا تُصَلُّونَ فِیهِ وَ أَنْتُمْ لَا تُزَكُّونَ وَ حُكْمُهُ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ (5) وَ فِیهِ حَدِیثُ عُمَرَ وَ مِثْلُ حُكْمِهِ عَلَی الْیَهُودِ أَنَّهُمْ لَنْ یَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ (6) فَعَجَزُوا عَنْهُ وَ هُمْ مُكَلَّفُونَ مُخْتَارُونَ وَ یَقْرَأُ هَذِهِ الْآیَةَ فِی
ص: 130
سُورَةٍ یُقْرَأُ بِهَا فِی جَوَامِعِ الْإِسْلَامِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ جَهْراً تَعْظِیماً لِلْآیَةِ الَّتِی فِیهَا وَ حُكْمُهُ عَلَی أَهْلِ نَجْرَانَ أَنَّهُمْ لَوْ بَاهَلُوا لَأُضْرِمَ الْوَادِی عَلَیْهِمْ نَاراً فَامْتَنَعُوا وَ عَلِمُوا صِحَّةَ قَوْلِهِ وَ نَحْوُ قَوْلِهِ فَسَوْفَ یَكُونُ لِزاماً (1) وَ قَوْلِهِ یَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْری (2).
وَ رُوِیَ أَنَّهُمْ كَانُوا عَلَی تَبُوكَ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ اللَّیْلَةَ تَهُبُّ رِیحٌ عَظِیمَةٌ شَدِیدَةٌ فَلَا یَقُومَنَّ أَحَدُكُمُ اللَّیْلَةَ فَهَاجَتِ الرِّیحُ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَحَمَلَتْهُ الرِّیحُ فَأَلْقَتْهُ بِجَبَلِ طَیِّئٍ.
وَ أَخْبَرَ وَ هُوَ بِتَبُوكَ بِمَوْتِ رَجُلٍ (3) بِالْمَدِینَةِ عَظِیمِ النِّفَاقِ فَلَمَّا قَدِمُوا الْمَدِینَةَ وَجَدُوهُ قَدْ مَاتَ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ.
وَ أَخْبَرَ بِمَقْتَلِ الْأَسْوَدِ الْعَنْسِیِّ الْكَذَّابِ لَیْلَةَ قَتْلِهِ وَ هُوَ بِصَنْعَاءَ وَ أَخْبَرَ بِمَنْ قَتَلَهُ.
وَ قَالَ یَوْماً لِأَصْحَابِهِ الْیَوْمَ تُنْصَرُ الْعَرَبُ عَلَی الْعَجَمِ فَجَاءَ الْخَبَرُ بِوَقْعَةِ ذِی قَارٍ بِنَصْرِ الْعَرَبِ عَلَی الْعَجَمِ.
وَ كَانَ یَوْماً جَالِساً بَیْنَ أَصْحَابِهِ فَقَالَ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ أَخَذَ الرَّایَةَ زَیْدُ بْنُ حَارِثَةَ فَقُتِلَ وَ مَضَی شَهِیداً وَ قَدْ أَخَذَهَا بَعْدَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ تَقَدَّمَ فَقُتِلَ وَ مَضَی شَهِیداً ثُمَّ وَقَفَ صلی اللّٰه علیه و آله وَقْفَةً لِأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ كَانَ تَوَقَّفَ عِنْدَ أَخْذِ الرَّایَةِ ثُمَّ أَخَذَهَا ثُمَّ قَالَ أَخَذَ الرَّایَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ وَ تَقَدَّمَ فَقُتِلَ وَ مَاتَ شَهِیداً ثُمَّ قَالَ أَخَذَ الرَّایَةَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِیدِ فَكَشَفَ الْعَدُوَّ عَنِ الْمُسْلِمِینَ ثُمَّ قَامَ مِنْ وَقْتِهِ وَ دَخَلَ إِلَی بَیْتِ جَعْفَرٍ وَ نَعَاهُ إِلَی أَهْلِهِ وَ اسْتَخْرَجَ وُلْدَهُ.
وَ نَظَرَ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی ذِرَاعَیْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ دَقِیقَیْنِ أَشْعَرَیْنِ فَقَالَ كَیْفَ بِكَ یَا سُرَاقَةُ إِذَا أُلْبِسْتَ بَعْدِی سِوَارَیْ كِسْرَی فَلَمَّا فُتِحَتْ فَارِسُ دَعَاهُ عُمَرُ وَ أَلْبَسَهُ سِوَارَیْ كِسْرَی.
- وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله لِسَلْمَانَ سَیُوضَعُ عَلَی رَأْسِكَ تَاجُ كِسْرَی فَوُضِعَ التَّاجُ عَلَی رَأْسِهِ عِنْدَ الْفَتْحِ.
وَ قَوْلُهُ لِأَبِی ذَرٍّ كَیْفَ تَصْنَعُ إِذَا أُخْرِجْتَ مِنْهَا الْخَبَرَ.
وَ ذَكَرَ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْماً زَیْدَ بْنَ صُوحَانَ فَقَالَ زَیْدٌ وَ مَا زَیْدٌ یَسْبِقُهُ عُضْوٌ مِنْهُ إِلَی الْجَنَّةِ فَقُطِعَتْ یَدُهُ فِی یَوْمِ نَهَاوَنْدَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ.
وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ فَإِذَا فَتَحْتُمُوهَا فَاسْتَوْصُوا بِالْقِبْطِ خَیْراً فَإِنَّ لَهُمْ رَحِماً وَ ذِمَّةً یَعْنِی أَنَّ أُمَّ إِبْرَاهِیمَ (4) مِنْهُمْ.
وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله
ص: 131
إِنَّكُمْ تَفْتَحُونَ رُومِیَّةَ فَإِذَا فَتَحْتُمْ كَنِیسَتَهَا الشَّرْقِیَّةَ فَاجْعَلُوهَا مَسْجِداً وَ عُدُّوا سَبْعَ بَلَاطَاتٍ (1) ثُمَّ ارْفَعُوا الْبَلَاطَةَ الثَّامِنَةَ فَإِنَّكُمْ تَجِدُونَ تَحْتَهَا عَصَا مُوسَی علیه السلام وَ كِسْوَةَ إِیلِیَا.
وَ أَخْبَرَ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَنَّ طَوَائِفَ مِنْ أُمَّتِهِ یَغْزُونَ فِی الْبَحْرِ وَ كَانَ كَذَلِكَ.
وَ خَرَجَ الزُّبَیْرُ إِلَی یَاسِرٍ بِخَیْبَرَ مُبَارِزاً فَقَالَتْ أُمُّهُ صَفِیَّةُ أَ یَاسِرٌ یَقْتُلُ ابْنِی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَا بَلْ ابْنُكَ یَقْتُلُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَكَانَ كَمَا قَالَ.
وَ فِی شَرَفِ الْمُصْطَفَی عَنْ الْخَرْكُوشِیِّ أَنَّهُ قَالَ لِطَلْحَةَ إِنَّكَ سَتُقَاتِلُ عَلِیّاً وَ أَنْتَ ظَالِمٌ وَ قَوْلُهُ الْمَشْهُورُ لِلزُّبَیْرِ إِنَّكَ تُقَاتِلُ عَلِیّاً وَ أَنْتَ ظَالِمٌ وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَائِشَةَ سَتَنْبَحُ عَلَیْكِ كِلَابُ الْحَوْأَبِ وَ قَوْلُهُ لِفَاطِمَةَ علیها السلام بِأَنَّهَا أَوَّلُ أَهْلِهِ لَحَاقاً بِهِ فَكَانَ كَذَلِكَ وَ قَوْلُهُ لِعَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا لَأُعْطِیَنَّ الرَّایَةَ غَداً رَجُلًا فَكَانَ كَمَا قَالَ وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله لَهُ إِنَّكَ سَتُقَاتِلُ النَّاكِثِینَ وَ الْقَاسِطِینَ وَ الْمَارِقِینَ وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله فِی یَوْمِ أُحُدٍ وَ قَدْ أَفَاقَ مِنْ غَشْیَتِهِ إِنَّهُمْ لَنْ یَنَالُوا مِنَّا مِثْلَهَا أَبَداً وَ إِخْبَارُهُ صلی اللّٰه علیه و آله بِقَتْلِ عَلِیٍّ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام (2) وَ عَمَّارٍ سُلَیْمَانُ بْنُ صُرَدَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله حِینَ أَجْلَی عَنْهُ الْأَحْزَابُ أن لا (الْآنَ) نَغْزُوهُمْ وَ لَا یَغْزُونَنَا وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ مُجْتَمِعِینَ أَحَدُكُمْ ضِرْسُهُ فِی النَّارِ مِثْلُ أُحُدٍ فَمَاتُوا كُلُّهُمْ عَلَی اسْتِقَامَةٍ وَ ارْتَدَّ مِنْهُمْ وَاحِدٌ فَقُتِلَ مُرْتَدّاً وَ قَالَ لآِخَرِینَ آخِرُكُمْ مَوْتاً فِی النَّارِ یَعْنِی أَبَا مَخْدُورَةَ وَ أَبَا هُرَیْرَةَ وَ سَمُرَةَ فَمَاتَ أَبُو هُرَیْرَةَ ثُمَّ أَبُو مَخْدُورَةَ وَ وَقَعَ سَمُرَةُ فِی نَارٍ فَاحْتَرَقَ فِیهَا وَ أَخْبَرَ صلی اللّٰه علیه و آله بِقَتْلِ أُبَیِّ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِیِّ فَخُدِشَ یَوْمَ أُحُدٍ خَدْشاً لَطِیفاً فَكَانَ مَنِیَّتَهُ (3).
الْخَرْكُوشِیُّ فِی شَرَفِ النَّبِیِّ أَنَّهُ قَالَ لِلْأَنْصَارِ إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِی أَثَرَةً (4) فَلَمَّا وَلِیَ مُعَاوِیَةُ عَلَیْهِمْ مَنَعَ عَطَایَاهُمْ فَقَدِمَ عَلَیْهِمْ فَلَمْ یَتَلَقَّوْهُ فَقَالَ لَهُمْ مَا الَّذِی مَنَعَكُمْ
ص: 132
أَنْ تَلْقَوْنِی قَالُوا لَمْ یَكُنْ لَنَا ظُهُورٌ (1) نَرْكَبُهَا فَقَالَ لَهُمْ أَیْنَ كَانَتْ نَوَاضِحُكُمْ فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ عَقَرْنَاهَا یَوْمَ بَدْرٍ فِی طَلَبِ أَبِیكَ ثُمَّ رَوَوْا لَهُ الْحَدِیثَ فَقَالَ لَهُمْ مَا قَالَ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ قَالُوا قَالَ لَنَا اصْبِرُوا حَتَّی تَلْقَوْنِی قَالَ فَاصْبِرُوا إِذاً فَقَالَ فِی ذَلِكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ:
أَ لَا أَبْلِغْ مُعَاوِیَةَ بْنَ صَخْرٍ*** أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ بِنَا كَلَامِی
فَإِنَّا صَابِرُونَ وَ مُنْظِرُوكُمْ ***إِلَی یَوْمِ التَّغَابُنِ وَ الْخِصَامِ
السُّدِّیُّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَصْحَابِهِ یَدْخُلُ عَلَیْكُمُ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ رَبِیعَةَ یَتَكَلَّمُ بِكَلَامِ شَیْطَانٍ فَدَخَلَ الْحَطِیمُ بْنُ هِنْدٍ وَحْدَهُ فَقَالَ إِلَی مَا تَدْعُو یَا مُحَمَّدُ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ أَنْظِرْنِی فَلِی مَنْ أُشَاوِرُهُ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله دَخَلَ بِوَجْهٍ كَافِرٍ وَ خَرَجَ بِعَقِبٍ غَادِرٍ فَذَهَبَ وَ أَخَذَ سَرْحَ الْمَدِینَةِ.
أَبُو هُرَیْرَةَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَیَرْعُفَنَّ جَبَّارٌ مِنْ جَبَابِرَةِ بَنِی أُمَیَّةَ عَلَی مِنْبَرِی هَذَا فَرُئِیَ عَمْرُو بْنُ سَعِیدِ بْنِ الْعَاصِ سَالَ رُعَافُهُ.
وَ رُوِیَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله الْأَئِمَّةُ مِنْ قُرَیْشٍ فَلَمْ یُوجَدْ إِمَامٌ ضَلَالٌ أَوْ حَقٌّ إِلَّا مِنْهُمْ.
أَنَسٌ أَنَّهُ قَالَ: لَا تَسْأَلُونِی عَنْ شَیْ ءٍ إِلَّا بَیَّنْتُهُ فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِی سَهْمٍ یُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ وَ كَانَ یُطْعَنُ فِی نَسَبِهِ فَقَالَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ مَنْ أَبِی قَالَ أَبُوكَ حُذَافَةُ بْنُ قَیْسٍ فَنَزَلَتْ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْیاءَ (2) قَوْلُهُ سُبْحانَ الَّذِی أَسْری بِعَبْدِهِ لَیْلًا (3) وَ وَصْفُهُ لِبَیْتِ الْمَقْدِسِ وَ تَعْدِیدُهُ أَبْوَابَهُ وَ أَسَاطِینَهُ وَ حَدِیثُ الْعِیرِ الَّتِی مَرَّ بِهَا وَ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ الَّذِی یَقْدُمُهَا وَ الْغِرَارَتَیْنِ (4) عَلَیْهِ وَ اسْتَأْسَرَ بَنُو لِحْیَانَ خُبَیْبَ بْنَ عَدِیٍّ الْأَنْصَارِیَّ وَ بَاعُوهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَأَنْشَدَ خُبَیْبٌ:
ص: 133
لَقَدْ جُمِعَ الْأَحْزَابُ حَوْلِی وَ أَلَّبُوا*** قَبَائِلَهُمْ وَ اسْتَجْمَعُوا كُلَّ مَجْمَعٍ
وَ قَدْ حَشَدُوا أَوْلَادَهُمْ وَ نِسَاءَهُمْ*** وَ قَرُبْتُ مِنْ جِذْعٍ (1) طَوِیلٍ مُمَنَّعٍ
فَذَا الْعَرْشِ صَبَّرَنِی عَلَی مَا یُرَادُ بِی*** فَقَدْ یَاسَ مِنْهُمْ بَعْدَ یَوْمِی وَ مَطْمَعِی
وَ تَاللَّهِ مَا أَخْشَی إِذَا كُنْتُ ذَا تُقًی*** عَلَی أَیِّ جَمْعٍ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِی
فَلَمَّا صُلِبَ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ بَیْنَ أَصْحَابِهِ بِالْمَدِینَةِ فَقَالَ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ ثُمَّ بَكَی وَ قَالَ هَذَا خُبَیْبٌ یُسَلِّمُ عَلَیَّ حِینَ قَتَلَتْهُ قُرَیْشٌ.
وَ كَتَبَ صلی اللّٰه علیه و آله عَهْداً لِحَیِّ سَلْمَانَ بِكَازِرُونَ هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَسُولِ اللَّهِ سَأَلَهُ الْفَارِسِیُّ سَلْمَانُ وَصِیَّةً بِأَخِیهِ مِهَادِ (2) بْنِ فَرُّوخَ بْنِ مَهْیَارَ وَ أَقَارِبِهِ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ عَقِبِهِ مِنْ بَعْدِهِ مَا تَنَاسَلُوا مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ وَ أَقَامَ عَلَی دِینِهِ سَلَامُ اللَّهِ أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَیْكُمْ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَمَرَنِی (3) أَنْ أَقُولَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ أَقُولُهَا وَ آمُرُ النَّاسَ بِهَا وَ الْأَمْرُ كُلُّهُ لِلَّهِ (4) خَلَقَهُمْ وَ أَمَاتَهُمْ وَ هُوَ یَنْشُرُهُمْ وَ إِلَیْهِ الْمَصِیرُ ثُمَّ ذَكَرَ فِیهِ مِنِ احْتِرَامِ سَلْمَانَ إِلَی أَنْ (5) قَالَ وَ قَدْ رَفَعْتُ عَنْهُمْ جَزَّ النَّاصِیَةِ وَ الْجِزْیَةَ وَ الْخُمُسَ وَ الْعُشْرَ وَ سَائِرَ الْمُؤَنِ وَ الْكُلَفِ فَإِنْ سَأَلُوكُمْ فَأَعْطُوهُمْ وَ إِنِ اسْتَغَاثُوا بِكُمْ فَأَغِیثُوهُمْ وَ إِنِ اسْتَجَارُوا بِكُمْ فَأَجِیرُوهُمْ وَ إِنْ أَسَاءُوا فَاغْفِرُوا لَهُمْ وَ إِنْ أُسِی ءَ إِلَیْهِمْ فَامْنَعُوا عَنْهُمْ وَ
ص: 134
لْیُعْطُوا (1) مِنْ بَیْتِ مَالِ الْمُسْلِمِینَ فِی كُلِّ سَنَةٍ مِائَتَیْ حُلَّةٍ وَ مِنَ الْأَوَاقِی مِائَةً فَقَدِ اسْتَحَقَّ سَلْمَانُ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ثُمَّ دَعَا لِمَنْ عَمِلَ بِهِ وَ دَعَا عَلَی مَنْ أَذَاهُمْ وَ كَتَبَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ الْكِتَابُ إِلَی الْیَوْمِ فِی أَیْدِیهِمْ وَ یَعْمَلُ الْقَوْمُ بِرَسْمِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَوْ لَا ثِقَتُهُ بِأَنَّ دِینَهُ یُطْبِقُ الْأَرْضَ لَكَانَ كَتْبُهُ هَذَا السِّجِلَّ مُسْتَحِیلًا..
و كتب نحوه لأهل تمیم الداری من محمد رسول اللّٰه للداریین إذا أعطاه اللّٰه الأرض وهبت لهم بیت عین و صرین (2) و بیت إبراهیم..
و كتب صلی اللّٰه علیه و آله للعباس الحیرة من الكوفة و المیدان من الشام و الخط من هجر و مسیرة ثلاثة أیام من أرض الیمن فلما افتتح ذلك أتی به إلی عمر فقال هذا مال كثیر القصة..
و من العجائب الموجودة تدبیره صلی اللّٰه علیه و آله أمر دینه بأشیاء قبل حاجته إلیها مثل وضعه
ص: 135
المواقیت للحج و وضع عمرة و المسلخ و بطن العقیق میقاتا لأهل العراق و لا عراق یومئذ و الجحفة لأهل الشام و لیس به من یحج یومئذ و من أصغی إلی ما نقل عنه علم أن الأولین و الآخرین یعجزون عن أمثالها و أن ذلك لا یتصور إلا أن یكون من الوحی و التنزیل.
و قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله زُوِیَتْ (1) لِیَ الْأَرْضُ فَأُرِیتُ مَشَارِقَهَا وَ مَغَارِبَهَا وَ سَیَبْلُغُ مُلْكُ أُمَّتِی مَا زُوِیَ لِی مِنْهَا فَصَدَقَ فِی خَبَرِهِ فَقَدْ مَلَكَهُمْ مِنْ أَوَّلِ الْمَشْرِقِ إِلَی آخِرِ الْمَغْرِبِ مِنْ بَحْرِ الْأَنْدُلُسِ وَ بِلَادِ الْبَرْبَرِ وَ لَمْ یَتَّسِعُوا فِی الْجَنُوبِ وَ لَا فِی الشِّمَالِ كَمَا أَخْبَرَ صلی اللّٰه علیه و آله سَوَاءً بِسَوَاءٍ.
وَ قَوْلُهُ لِعَدِیِّ بْنِ حَاتِمٍ لَا یَمْنَعُكَ مِنْ هَذَا الدِّینِ الَّذِی تَرَی مِنْ جَهْدِ أَهْلِهِ وَ ضَعْفِ أَصْحَابِهِ فَلَكَأَنَّهُمْ بَیْضَاءُ الْمَدَائِنِ قَدْ فُتِحَتْ عَلَیْهِمْ وَ كَأَنَّهُمْ بِالظَّعِینَةِ تَخْرُجُ مِنَ الْحِیرَةِ حَتَّی تَأْتِیَ مَكَّةَ بِغَیْرِ خِفَارٍ (2) وَ لَا تَخَافُ إِلَّا اللَّهَ فَأَبْصَرَ عَدِیٌّ ذَلِكَ كُلَّهُ.
وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِیدِ وَ قَدْ بَعَثَهُ إِلَی أُكَیْدِرَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ مَلِكِ كِنْدَةَ وَ كَانَ نَصْرَانِیّاً سَتَجِدُهُ یَصِیدُ الْبَقَرَ فَخَرَجَ حَتَّی كَانَ مِنْ حِصْنِهِ بِمَنْظَرِ الْعَیْنِ فِی لَیْلَةٍ مُقْمِرَةٍ صَائِفَةٍ وَ هُوَ عَلَی سَطْحٍ لَهُ وَ مَعَهُ امْرَأَتُهُ فَبَاتَتِ الْبَقَرُ تَخُدُّ بِقُرُونِهَا بَابَ الْقَصْرِ فَقَالَتْ هَلْ رَأَیْتَ مِثْلَ ذَلِكَ قَطُّ قَالَ لَا وَ اللَّهِ قَالَتْ فَمَنْ بِتَرْكِ (3) هَذَا قَالَ لَا أَحَدَ فَنَزَلَ وَ رَكِبَ عَلَی فَرَسِهِ
ص: 136
وَ مَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ فِیهِمْ أَخٌ لَهُ یُقَالُ لَهُ حَسَّانُ وَ بَعَثَ بِهِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنْشَدَ فِی ذَلِكَ رَجُلٌ مِنْ بَنِی طَیِّئٍ:
تَبَارَكَ سَائِقُ الْبَقَرَاتِ إِنِّی***رَأَیْتُ اللَّهَ یَهْدِی كُلَّ هَادٍ
فَمَنْ یَكُ حَائِداً عَنْ ذِی تَبُوكَ*** فَإِنَّا قَدْ أُمِرْنَا بِالْجِهَادِ
وَ قَوْلُهُ لِكِنَانَةَ زَوْجِ صَفِیَّةَ وَ الرَّبِیعِ أَیْنَ آنِیَتُكُمَا الَّتِی كُنْتُمَا تُعِیرَانِهَا أَهْلَ مَكَّةَ قَالا هُزِمْنَا فَلَمْ تَزَلْ تَضَعُنَا أَرْضٌ وَ تَقِلُّنَا أَرْضٌ أُخْرَی وَ أَنْفَقْنَاهَا فَقَالَ لَهُمَا إِنَّكُمَا إِنْ كَتَمْتُمَا شَیْئاً فَاطَّلَعْتُ عَلَیْهِ اسْتَحْلَلْتُ دِمَاءَكُمَا وَ ذَرَارِیَّكُمَا قَالا نَعَمْ فَدَعَا رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ وَ قَالَ اذْهَبْ إِلَی قَرَاحِ (1) كَذَا وَ كَذَا ثُمَّ ائْتِ النَّخِیلَ فَانْظُرْ نَخْلَةً عَنْ یَمِینِكَ وَ عَنْ یَسَارِكَ وَ انْظُرْ نَخْلَةً مَرْفُوعَةً فَأْتِنِی بِمَا فِیهَا فَانْطَلَقَ فَجَاءَ بِالْآنِیَةِ وَ الْأَمْوَالِ فَضَرَبَ عُنُقَهُمَا.
وَ قَالَ الْجَارُودُ بْنُ عَمْرٍو الْعَبْدِیُّ وَ سَلَمَةُ بْنُ عَبَّادٍ الْأَزْدِیُّ إِنْ كُنْتَ نَبِیَّنَا فَحَدِّثْنَا عَمَّا جِئْنَا نَسْأَلُكَ عَنْهُ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَّا أَنْتَ یَا جَارُودُ فَإِنَّكَ جِئْتَ تَسْأَلُنِی عَنْ دِمَاءِ الْجَاهِلِیَّةِ وَ عَنْ حِلْفِ الْإِسْلَامِ وَ عَنِ الْمُنِیحَةِ قَالَ أَصَبْتَ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِنَّ دِمَاءَ الْجَاهِلِیَّةِ مَوْضُوعٌ وَ حِلْفُهَا لَا یَزِیدُهُ الْإِسْلَامُ إِلَّا شِدَّةً وَ لَا حِلْفَ فِی الْإِسْلَامِ وَ مِنْ أَفْضَلِ الصَّدَقَةِ أَنْ تُمْنِحَ أَخَاكَ ظَهْرَ الدَّابَّةِ وَ لَبَنَ الشَّاةِ وَ أَمَّا أَنْتَ یَا سَلَمَةَ بْنَ عَبَّادٍ فَجِئْتَ تَسْأَلُنِی عَنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ وَ یَوْمِ السَّبَاسِبِ وَ عَقْلِ الْهَجِینِ أَمَّا عِبَادَةُ الْأَوْثَانِ فَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ یَقُولُ إِنَّكُمْ وَ ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ (2) الْآیَةَ وَ أَمَّا یَوْمُ السَّبَاسِبِ فَقَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَیْلَةَ الْقَدْرِ وَ یَوْمَ الْعِیدِ لَمْحَةً تَطْلُعُ الشَّمْسُ لَا شُعَاعَ لَهَا وَ أَمَّا عَقْلُ الْهَجِینِ فَإِنَّ أَهْلَ الْإِسْلَامِ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَ یُجِیرُ أَقْصَاهُمْ عَلَی أَدْنَاهُمْ وَ أَكْرَمُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاهُمْ قَالا نَشْهَدُ بِاللَّهِ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِی أَنْفُسِنَا..
ص: 137
وَ فِی حَدِیثِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله صَلَّی وَ تَفَرَّقَ النَّاسُ فَبَقِیَ أَنْصَارِیٌّ وَ ثَقَفِیٌّ فَقَالَ لَهُمَا قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ لَكُمَا حَاجَةً تُرِیدَانِ أَنْ تَسْأَلَانِی عَنْهَا فَإِنْ شِئْتُمَا أَخْبَرْتُكُمَا بِحَاجَتِكُمَا قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَانِی وَ إِنْ شِئْتُمَا فَاسْأَلَا فَقَالا نُحِبُّ أَنْ تُخْبِرَنَا بِهَا قَبْلَ أَنْ نَسْأَلَكَ فَإِنَّ ذَلِكَ أَجْلَی لِلْعَمَی وَ أَثْبَتُ لِلْإِیمَانِ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَخَا الْأَنْصَارِ إِنَّكَ مِنْ قَوْمٍ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ أَنْتَ قَرَوِیٌّ وَ هَذَا بَدَوِیٌّ أَ فَتُؤْثِرُهُ بِالْمَسْأَلَةِ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَمَّا أَنْتَ یَا أَخَا ثَقِیفٍ فَإِنَّكَ جِئْتَ تَسْأَلُنِی عَنْ وُضُوئِكَ وَ صَلَاتِكَ وَ مَا لَكَ عَلَی ذَلِكَ مِنَ الْأَجْرِ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ وَ أَمَّا أَنْتَ یَا أَخَا الْأَنْصَارِ فَجِئْتَ تَسْأَلُنِی عَنْ حَجِّكَ وَ عُمْرَتِكَ وَ مَا لَكَ فِیهِمَا وَ أَخْبَرَهُ صلی اللّٰه علیه و آله بِفَضْلِهِمَا.
أَنَسٌ أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ اسْمُهُ أَبُو بَدْرٍ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَسَأَلَهُ حُجَّةً فَقَالَ فِی قَلْبِكَ مِنْ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ كَذَا وَ كَذَا فَصَدَّقَهُ وَ أَسْلَمَ..
أَتَی سَائِلٌ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَأَلَهُ شَیْئاً فَأَمَرَهُ بِالْجُلُوسِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ بِكِیسٍ وَ وَضَعَ قُبُلَهُ وَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ أَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ أَعْطِهِ (1) الْمُسْتَحِقَّ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله یَا سَائِلُ خُذْ هَذِهِ الْأَرْبَعَمِائَةِ دِینَارٍ فَقَالَ صَاحِبُ الْمَالِ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَیْسَ بِدِینَارٍ وَ إِنَّمَا هُوَ دِرْهَمٌ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تُكَذِّبْنِی فَإِنَّ اللَّهَ صَدَّقَنِی وَ فَتَحَ رَأْسَ الْكِیسِ فَإِذَا هُوَ دَنَانِیرُ فَعَجِبَ الرَّجُلُ وَ حَلَفَ أَنَّهُ شَحَنَهَا (2) مِنَ الدَّرَاهِمِ قَالَ صَدَقْتَ وَ لَكِنْ لَمَّا جَرَی عَلَی لِسَانِیَ الدَّنَانِیرُ جَعَلَ اللَّهُ الدَّرَاهِمَ دَنَانِیرَ.
وَ كَتَبَ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی ابْنِ جُلَنْدَی وَ أَهْلِ عُمَانَ وَ قَالَ أَمَا إِنَّهُمْ سَیُقَبِّلُونَ كِتَابِی وَ یُصَدِّقُونِّی وَ یَسْأَلُكُمْ ابْنُ جُلَنْدَی هَلْ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ مَعَكُمْ بِهَدِیَّةٍ فَقُولُوا لَا فَسَیَقُولُ لَوْ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ بَعَثَ مَعَكُمْ بِهَدِیَّةٍ لَكَانَتْ مِثْلَ الْمَائِدَةِ الَّتِی نَزَلَتْ عَلَی بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ عَلَی الْمَسِیحِ فَكَانَ كَمَا قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله.
وَ فِی حَدِیثِ جَرِیرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِیِّ وَ عَبْدَةَ بْنِ مُسْهِرٍ لَمَّا قَالَ لَهُ أَخْبِرْنِی عَمَّا أَسْأَلُكَ
ص: 138
وَ مَا أَحَرْتُ وَ مَا أَبْصَرْتُ یُرِیدُ فِی الْمَنَامِ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَّا مَا أَحَرْتَ فَسَیْفُكَ الْحُسَامُ وَ ابْنُكَ الْهُمَامُ وَ فَرَسُكَ عِصَامٌ وَ رَأَیْتَ فِی الْمَنَامِ فِی غَلَسِ الظَّلَامِ أَنَّ ابْنَكَ یُرِیدُ الْغَزْلَ فَلَقِیَهُ أَبُو ثغل (ثُعَلٍ) عَلَی سَفْحِ الْجَبَلِ مَعَ إِحْدَی نِسَاءِ بَنِی ثغل (ثُعَلٍ) (1) فَقَتَلَهُ نَجْدَةُ بْنُ جَبَلٍ ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِمَا یَجْرِی (2) وَ مَا یَجِبُ أَنْ یَعْمَلَ.
قَالَ أَبُو شَهْمٍ مَرَّتْ بِی جَارِیَةٌ بِالْمَدِینَةِ فَأَخَذْتُ بِكَشْحِهَا (3) قَالَ وَ أَصْبَحَ الرَّسُولُ صلی اللّٰه علیه و آله یُبَایِعُ النَّاسَ قَالَ فَأَتَیْتُهُ فَلَمْ یُبَایِعْنِی فَقَالَ صَاحِبِ الْجُنْبُذَةَ (4) قُلْتُ وَ اللَّهِ لَا أَعُودُ قَالَ فَبَایَعَنِی.
و أمثلة ذلك كثیرة فصار مخبرات مقاله علی ما أخبر به صلی اللّٰه علیه و آله. (5)
بیان: قال فی النهایة فیه فارس نطحة أو نطحتین ثم لا فارس بعدها أبدا معناه أن فارس تقاتل المسلمین مرة أو مرتین ثم یبطل ملكها و یزول فحذف الفعل لبیان المعنی و القرون جمع قرن و هو أهل كل زمان و فی القاموس الهبهبة السرعة و ترقرق السراب و الزجر و الانتباه و الذبح و الهبهبی الحسن الخدمة و القصاب و السریع كالهبهب فَسَوْفَ یَكُونُ لِزاماً بناء علی كونه إشارة إلی قتلهم ببدر و كذا البطشة قوله و لم یتسعوا فی الجنوب أی لم یحصل لهم السعة فی الملك فی الجنوب و الشمال ما حصلت لهم فی المشرق و المغرب قوله بالظعینة أی المرأة المسافرة و قال الفیروزآبادی الظعینة الهودج فیه امرأة أم لا و المرأة ما دامت فی الهودج و قال الجوهری خد الأرض شقها و فی القاموس منحه كمنعه و ضربه أعطاه و الاسم المنحة بالكسر و منحه الناقة
ص: 139
جعل له وبرها و لبنها و ولدها و هی المنحة و المنیحة.
و قال الجزری فی الحدیث أبدلكم اللّٰه بیوم السباسب یوم العید یوم السباسب عید للنصاری (1) انتهی.
قوله عقل الهجین أی دیة غیر شریف النسب هل تساوی دیة الشریف أو أنه لما كان عنده أنه لا یقتص الشریف للهجین سأله صلی اللّٰه علیه و آله عن قدر دیته فأجابه صلی اللّٰه علیه و آله بنفی ما توهمه قوله ما أحرت بالحاء المهملة المخففة أی رددت أو بالخاء المعجمة المشددة أی تركت وراء ظهرك و الجنبذة بالضم القبة و لعله تصحیف الجبذة بمعنی الجذبة (2).
«40»-قب، المناقب لابن شهرآشوب قَالَ أَبُو سُفْیَانَ فِی فِرَاشِهِ مَعَ هِنْدٍ الْعَجَبُ یُرْسَلُ یَتِیمُ أَبِی طَالِبٍ وَ لَا أُرْسَلُ فَقَصَّ عَلَیْهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ غَدِهِ فَهَمَّ أَبُو سُفْیَانَ بِعُقُوبَةِ هِنْدٍ لِإِفْشَاءِ سِرِّهِ فَأَخْبَرَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِعَزْمِهِ فِی عُقُوبَتِهَا فَتَحَیَّرَ أَبُو سُفْیَانَ.
قَتَادَةُ قَالَ أُبَیُّ بْنُ خَلَفٍ الْجُمَحِیُّ وَ فِی رِوَایَةِ غَیْرِهِ صَفْوَانُ بْنُ أُمَیَّةَ الْمَخْزُومِیُّ لِعُمَیْرِ بْنِ وَهْبٍ الْجُمَحِیِّ عَلَیَّ نَفَقَاتُكَ وَ نَفَقَاتُ عِیَالِكَ مَا دُمْتُ حَیّاً إِنْ سِرْتَ إِلَی الْمَدِینَةِ وَ قَتَلْتَ مُحَمَّداً فِی نَوْمِهِ فَنَزَلَ جَبْرَئِیلُ بِقَوْلِهِ سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ (3) الْآیَةَ فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِمَ جِئْتَ فَقَالَ لِفِدَاءِ أَسْرَی عِنْدَكُمْ قَالَ وَ مَا بَالُ السَّیْفِ قَالَ قَبَّحَهَا اللَّهُ وَ هَلْ أَغْنَتْ مِنْ شَیْ ءٍ (4) قَالَ فَمَا ذَا شَرَطْتَ لِصَفْوَانَ بْنِ أُمَیَّةَ فِی الْحِجْرِ قَالَ وَ مَا ذَا شَرَطْتُ قَالَ تَحَمَّلْتَ لَهُ بِقَتْلِی عَلَی أَنْ یَقْضِیَ دَیْنَكَ وَ یَعُولَ عِیَالَكَ وَ اللَّهُ حَائِلٌ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ فَأَسْلَمَ الرَّجُلُ ثُمَّ لَحِقَ بِمَكَّةَ وَ أَسْلَمَ مَعَهُ بِشْرٌ وَ حَلَفَ صَفْوَانُ أَنْ لَا یُكَلِّمَهُ أَبَداً (5).
ص: 140
«41»-قب، المناقب لابن شهرآشوب فِی حَدِیثِ خُزَیْمِ بْنِ أَوْسٍ سَمِعْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ هَذِهِ الْحِیرَةُ الْبَیْضَاءُ قَدْ رُفِعَتْ لِی وَ هَذِهِ الشَّیْمَاءُ بِنْتُ نُفَیْلَةَ الْأَزْدِیَّةِ عَلَی بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ مُعْتَجِرَةٌ بِخِمَارٍ أَسْوَدَ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ نَحْنُ دَخَلْنَا الْحِیرَةَ (1) فَوَجَدْنَا كَمَا تَصِفُ فَهِیَ لِی قَالَ نَعَمْ هِیَ لَكَ قَالَ فَلَمَّا فَتَحُوا الْحِیرَةَ تَعَلَّقَ بِهَا وَ شَهِدَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسَیْلَمَةَ (2) وَ مُحَمَّدُ بْنُ بَشِیرٍ الْأَنْصَارِیَّانِ بِقَوْلِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَلَّمَهَا إِلَیْهِ خَالِدٌ فَبَاعَهَا مِنْ أَخِیهَا بِأَلْفِ دِینَارٍ.
أَبُو هُرَیْرَةَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا هَلَكَ كِسْرَی فَلَا كِسْرَی بَعْدَهُ وَ إِذَا هَلَكَ قَیْصَرُ فَلَا قَیْصَرَ بَعْدَهُ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَیُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِی سَبِیلِ اللَّهِ.
جُبَیْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله تُبْنَی مَدِینَةٌ بَیْنَ دِجْلَةَ وَ دُجَیْلٍ وَ الصَّرَاةِ وَ قُطْرُبُّلَ تُجْبَی (3) إِلَیْهَا خَزَائِنُ الْأَرْضِ.
وَ فِی رِوَایَةٍ تَسْكُنُهَا جَبَابِرَةُ الْأَرْضِ الْخَبَرَ.
أَبُو بَكْرَةَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ نَاساً (4) مِنْ أُمَّتِی یَنْزِلُونَ بِغَائِطٍ یُسَمُّونَهُ الْبَصْرَةَ وَ عِنْدَهُ نَهَرٌ یُقَالُ لَهُ دِجْلَةُ یَكُونُ لَهُمْ عَلَیْهَا جِسْرٌ وَ یَكْثُرُ أَهْلُهَا وَ یَكُونُ مِنْ أَمْصَارِ الْمُهَاجِرِینَ الْخَبَرَ.
فَضَالَةُ بْنُ أَبِی فَضَالَةَ الْأَنْصَارِیُّ وَ عُثْمَانُ بْنُ صُهَیْبٍ أَنَّهُ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام فِی خَبَرٍ أَشْقَی الْآخِرِینَ الَّذِی یَضْرِبُكَ عَلَی هَذِهِ وَ أَشَارَ إِلَی یَافُوخِهِ (5).
أَنَسُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّ ابْنِی هَذَا یَعْنِی الْحُسَیْنَ یُقْتَلُ بِأَرْضٍ مِنَ الْعِرَاقِ فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْیَنْصُرْهُ قَالَ فَقُتِلَ أَنَسٌ مَعَ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ فِیهِ حَدِیثُ الْقَارُورَةِ الَّتِی أَعْطَی أُمَّ سَلَمَةَ.
ص: 141
وَ حَدِیثُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام أَنَّهُ سَیُصْلِحُ اللَّهُ بِهِ فِئَتَیْنِ.
وَ حَدِیثُ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ علیها السلام وَ بُكَاؤُهَا وَ ضِحْكُهَا عِنْدَ وَفَاةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ حَدِیثُ كِلَابِ الْحَوْأَبِ.
وَ حَدِیثُ عَمَّارٍ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِیَةُ.
حُذَیْفَةُ قَالَ: لَوْ أُحَدِّثُكُمْ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ لَوَجَمْتُمُونِی (1) قَالُوا سُبْحَانَ اللَّهِ نَحْنُ نَفْعَلُ.
قَالَ: لَوْ أُحَدِّثُكُمْ أَنَّ بَعْضَ أُمَّهَاتِكُمْ تَأْتِیكُمْ فِی كَتِیبَةٍ كَثِیرٌ عَدَدُهَا شَدِیدٌ بَأْسُهَا تُقَاتِلُكُمْ صَدَّقْتُمْ قَالُوا سُبْحَانَ اللَّهِ وَ مَنْ یُصَدِّقُ بِهَذَا قَالَ تَأْتِیكُمْ أُمُّكُمْ الْحُمَیْرَاءُ فِی كَتِیبَةٍ یَسُوقُ بِهَا أَعْلَاجُهَا مِنْ حَیْثُ تَسُوءُ وُجُوهُكُمْ.
ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَیَّتُكُنَّ صَاحِبَةُ الْجَمَلِ الْأَدْبَبِ یُقْتَلُ حَوْلَهَا قَتْلَی كَثِیرَةٌ بَعْدَ أَنْ كَادَتْ.
وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَطْوَلُكُنَّ یَداً أَسْرَعُكُنَّ لُحُوقاً بِی فَكَانَتْ سَوْدَةُ أَطْوَلَهُنَّ یَداً بِالْمَعْرُوفِ.
ابْنُ عُمَرَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَكُونُ فِی ثَقِیفٍ كَذَّابٌ وَ مُبِیرٌ فَكَانَ الْكَذَّابُ الْمُخْتَارَ (2) وَ الْمُبِیرُ الْحَجَّاجَ.
وَ مِنْهُ إِخْبَارُهُ صلی اللّٰه علیه و آله بِأُوَیْسِ الْقَرَنِیِّ.
حَكَی الْعَقَبِیُّ (3) أَنَّ أَبَا أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیَّ رُئِیَ عِنْدَ خَلِیجِ قُسْطَنْطِینِیَّةَ فَسُئِلَ عَنْ حَاجَتِهِ قَالَ أَمَّا دُنْیَاكُمْ فَلَا حَاجَةَ لِی فِیهَا وَ لَكِنْ إِنْ مِتُّ فَقَدِّمُونِی مَا اسْتَطَعْتُمْ فِی بِلَادِ الْعَدُوِّ فَإِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ یُدْفَنُ عِنْدَ سُورِ الْقُسْطَنْطِینِیَّةِ رَجُلٌ صَالِحٌ مِنْ أَصْحَابِی وَ قَدْ رَجَوْتُ أَنْ أَكُونَهُ ثُمَّ مَاتَ فَكَانُوا یُجَاهِدُونَ وَ السَّرِیرُ یُحْمَلُ وَ یُقَدَّمُ فَأَرْسَلَ قَیْصَرُ فِی ذَلِكَ فَقَالُوا صَاحِبُ نَبِیِّنَا وَ قَدْ سَأَلَنَا أَنْ نَدْفِنَهُ فِی بِلَادِكَ وَ نَحْنُ مُنْفِذُونَ
ص: 142
وَصِیَّتَهُ قَالَ فَإِذَا وَلَّیْتُمْ أَخْرَجْنَاهُ إِلَی الْكِلَابِ فَقَالُوا لَوْ نُبِشَ مِنْ قَبْرِهِ مَا تُرِكَ بِأَرْضِ الْعَرَبِ نَصْرَانِیٌّ إِلَّا قُتِلَ وَ لَا كَنِیسَةٌ إِلَّا هُدِّمَتْ فَبُنِیَ عَلَی قَبْرِهِ قُبَّةٌ یُسْرَجُ فِیهَا إِلَی الْیَوْمِ وَ قَبْرُهُ إِلَی الْآنَ یُزَارُ فِی جَنْبِ سُورِ الْقُسْطَنْطِینِیَّةِ (1).
بیان: فی الصحاح أصل الغائط المطمئن من الأرض الواسع و وجمه دفعه و ضربه بجمع الكف و الأعلاج جمع العلج بالكسر و هو الرجل القوی الضخم و الرجل من كفار العجم و غیرهم.
قوله بعد أن كادت أی أن تغلب و تظفر أو تهلك أو هو من الكید بمعنی الحرب أو بمعنی المكر.
«42»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی الْكَاهِلِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ لَمَّا أُسْرِیَ بِرَسُولِ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ أَتَاهُ جَبْرَئِیلُ بِالْبُرَاقِ فَرَكِبَهَا فَأَتَی بَیْتَ الْمَقْدِسِ فَلَقِیَ مَنْ لَقِیَ مِنْ إِخْوَانِهِ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ ثُمَّ رَجَعَ فَأَصْبَحَ یُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ أَنِّی أَتَیْتُ بَیْتَ الْمَقْدِسِ اللَّیْلَةَ وَ لَقِیتُ إِخْوَاناً مِنَ الْأَنْبِیَاءِ فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ كَیْفَ أَتَیْتَ بَیْتَ الْمَقْدِسِ اللَّیْلَةَ فَقَالَ جَاءَنِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام بِالْبُرَاقِ فَرَكِبْتُهُ وَ آیَةُ ذَلِكَ أَنِّی مَرَرْتُ بِعِیرٍ لِأَبِی سُفْیَانَ عَلَی مَاءِ بَنِی فُلَانٍ وَ قَدْ أَضَلُّوا جَمَلًا لَهُمْ وَ هُمْ فِی طَلَبِهِ قَالَ فَقَالَ الْقَوْمُ (2) بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ إِنَّمَا جَاءَ رَاكِبٌ سَرِیعٌ وَ لَكِنَّكُمْ قَدْ أَتَیْتُمُ الشَّامَ وَ عَرَفْتُمُوهَا فَاسْأَلُوهُ عَنْ أَسْوَاقِهَا وَ أَبْوَابِهَا وَ تُجَّارِهَا قَالَ فَسَأَلُوهُ فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ كَیْفَ الشَّامُ وَ كَیْفَ أَسْوَاقُهَا وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا سُئِلَ عَنِ الشَّیْ ءِ لَا یَعْرِفُهُ شَقَّ عَلَیْهِ حَتَّی یُرَی ذَلِكَ فِی وَجْهِهِ قَالَ فَبَیْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا أَتَاهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ الشَّامُ قَدْ رُفِعَتْ لَكَ فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِذَا هُوَ بِالشَّامِ وَ أَبْوَابِهَا وَ تُجَّارِهَا فَقَالَ أَیْنَ السَّائِلُ عَنِ الشَّامِ فَقَالُوا أَیْنَ بَیْتُ فُلَانٍ وَ مَكَانُ فُلَانٍ فَأَجَابَهُمُ فِی كُلِّ مَا سَأَلُوهُ عَنْهُ قَالَ فَلَمْ یُؤْمِنْ فِیهِمْ (3) إِلَّا
ص: 143
قَلِیلٌ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ وَ ما تُغْنِی الْآیاتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا یُؤْمِنُونَ (1) فَنَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ لَا نُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ (2).
أقول: الأبواب السالفة و الآتیة مشحونة بإخباره صلی اللّٰه علیه و آله بالغائبات لا سیما قصص بدر و إنما أوردنا فی هذا الباب شطرا منها.
«1»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی حَمَّوَیْهِ بْنُ عَلِیِّ بْنِ حَمَّوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ حُبَابٍ الْجَمْحِیِّ عَنْ مَكِّیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ وَهْبِ بْنِ حِزَامٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَیُّوبَ عَنْ یَزِیدَ بْنِ أَبِی حَبِیبٍ عَنْ أَبِی سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَوْصَی عِنْدَ وَفَاتِهِ بِخُرُوجِ الْیَهُودِ مِنْ جَزِیرَةِ الْعَرَبِ فَقَالَ اللَّهَ اللَّهَ فِی الْقِبْطِ فَإِنَّكُمْ سَتَظْهَرُونَ عَلَیْهِمْ وَ یَكُونُونَ لَكُمْ عُدَّةً وَ أَعْوَاناً فِی سَبِیلِ اللَّهِ (3).
بیان: القبط بالكسر أهل مصر.
«2»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْهَیْثَمِ عَنْ جَدِّهِ إِسْحَاقَ بْنِ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِیهِ بُهْلُولِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَیْدٍ عَنِ الْوَصِینِ (4) بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عُمَیْرِ بْنِ هَانِی عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِی أُمَیَّةَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: سَتَكُونُ فِتَنٌ لَا یَسْتَطِیعُ الْمُؤْمِنُ أَنْ یُغَیِّرَ فِیهَا بِیَدٍ وَ لَا لِسَانٍ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ فِیهِمْ (5) یَوْمَئِذٍ مُؤْمِنُونَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَیَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ إِیْمَانِهِمْ شَیْئاً قَالَ لَا إِلَّا كَمَا یَنْقُصُ
ص: 144
الْقَطْرُ مِنَ الصَّفَا إِنَّهُمْ یَكْرَهُونَهُ بِقُلُوبِهِمْ (1).
«3»-مع، معانی الأخبار الْهَمَذَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَیْعٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا مَشَتْ أُمَّتِی الْمُطَیْطَا (2) وَ خَدَمَتْهُمْ فَارِسُ وَ الرُّومُ كَانَ بَأْسُهُمْ بَیْنَهُمْ.
و المطیطا التبختر و مد الیدین فی المشی (3).
«4»-ب، قرب الإسناد هَارُونُ عَنِ ابْنِ زِیَادٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: تَارِكُوا الْحَبَشَةَ مَا تَارَكُوكُمْ فَوَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَا یَسْتَخْرِجُ كَنْزَ الْكَعْبَةِ إِلَّا ذُو السُّوَیْقَتَیْنِ (4).
بیان: قال فی النهایة فی الحدیث لا یستخرج كنز الكعبة إلا ذو السویقتین من الحبشة السویقة تصغیر الساق و هی مؤنثة فلذلك ظهرت التاء فی تصغیرها و إنما صغر الساقین لأن الغالب علی سوق الحبشة الدقة و الحموشة. انتهی و قال فی جامع الأصول الكنز مال كان معدا فیها من نذور كانت تحمل إلیها قدیما و غیرها و قال الطیبی فی شرح المشكاة قیل هو كنز مدفون تحت الكعبة و قال الكرمانی فی شرح البخاری و منه یخرب الكعبة ذو السویقتین و هذا عند قرب الساعة حیث لا یبقی قائل اللّٰه اللّٰه (5) و قیل یخرب بعد رفع القرآن من الصدور و المصحف بعد موت عیسی علیه السلام انتهی.
«5»-ب، قرب الإسناد هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِذَا ظَهَرَتِ الْقَلَانِسُ (6) الْمُتَرَّكَةُ ظَهَرَ الرِّیَاءُ (7).
ص: 145
بیان: فی بعض النسخ المشركة بالشین و لعله من الشراك أی القلانس التی فیه خطوط و طرائق كما تلبسه البكتاشیة أو من الشرك بمعنی الحبالة أی قلانس أهل الشید فعلی الوجهین یناسب نسخة الریاء بالراء المهملة و الیاء المثناة التحتانیة و یحتمل أن یكون من الشرك بالكسر بمعنی الكفر أی قلانس الأعاجم و أهل الشرك فیناسب نسخة الزنا بالزای المعجمة و النون و فی بعض النسخ بالتاء المثناة الفوقانیة و قیل إنه منسوب إلی طائفة الترك و سیأتی مزید شرح له فی باب القلانس إن شاء اللّٰه تعالی.
«6»-ثو، ثواب الأعمال أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَیَأْتِی عَلَی أُمَّتِی زَمَانٌ تَخْبُثُ فِیهِ سَرَائِرُهُمْ وَ تَحْسُنُ فِیهِ عَلَانِیَتُهُمْ طَمَعاً فِی الدُّنْیَا لَا یُرِیدُونَ بِهِ مَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَكُونُ أَمْرُهُمْ رِیَاءً لَا یُخَالِطُهُ خَوْفٌ یَعُمُّهُمُ اللَّهُ مِنْهُ بِعِقَابٍ فَیَدْعُونَهُ دُعَاءَ الْغَرِیقِ فَلَا یُسْتَجَابُ لَهُمْ (1).
«7»-ثو، ثواب الأعمال بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَیَأْتِی عَلَی أُمَّتِی زَمَانٌ لَا یَبْقَی مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا رَسْمُهُ وَ لَا مِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا اسْمُهُ یُسَمَّوْنَ (2) بِهِ وَ هُمْ أَبْعَدُ النَّاسِ مِنْهُ مَسَاجِدُهُمْ عَامِرَةٌ وَ هِیَ خَرَابٌ مِنَ الْهُدَی فُقَهَاءُ ذَلِكَ الزَّمَانِ شَرُّ فُقَهَاءَ تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ مِنْهُمْ خَرَجَتِ الْفِتْنَةُ وَ إِلَیْهِمْ تَعُودُ (3).
«8»-كا، الكافی أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ
ص: 146
الْعَرْزَمِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَیَأْتِی عَلَی النَّاسِ زَمَانٌ لَا یُنَالُ الْمُلْكُ فِیهِ إِلَّا بِالْقَتْلِ وَ التَّجَبُّرِ (1) وَ لَا الْغِنَی إِلَّا بِالْغَصْبِ وَ الْبُخْلِ وَ لَا الْمَحَبَّةُ إِلَّا بِاسْتِخْرَاجِ الدِّینِ وَ اتِّبَاعِ الْهَوَی فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَصَبَرَ عَلَی الْفَقْرِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی الْغِنَی وَ صَبَرَ عَلَی الْبِغْضَةِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی الْمَحَبَّةِ وَ صَبَرَ عَلَی الذُّلِّ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی الْعِزِّ آتَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ خَمْسِینَ صِدِّیقاً مِمَّنْ صَدَّقَ بِی (2).
أقول: قد مضت الأخبار من هذا الباب فی باب أشراط الساعة و ستأتی فی باب علامات قیام القائم علیه السلام.
ص: 147
الآیات؛
البقرة: «ما یَوَدُّ الَّذِینَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَ لَا الْمُشْرِكِینَ أَنْ یُنَزَّلَ عَلَیْكُمْ مِنْ خَیْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ اللَّهُ یَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ یَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ»(105) (و قال تعالی): «كَما أَرْسَلْنا فِیكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ یَتْلُوا عَلَیْكُمْ آیاتِنا وَ یُزَكِّیكُمْ وَ یُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ یُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ»(151)
(و قال تعالی): «وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَیْكُمْ وَ ما أَنْزَلَ عَلَیْكُمْ مِنَ الْكِتابِ وَ الْحِكْمَةِ یَعِظُكُمْ بِهِ وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ»(231)
(و قال تعالی): «تِلْكَ آیاتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَیْكَ بِالْحَقِّ وَ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِینَ»(252)
آل عمران: «وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَیْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَ كُنْتُمْ عَلی شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ یُبَیِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آیاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ»(103)
(و قال تعالی): «لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ إِذْ بَعَثَ فِیهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ یَتْلُوا عَلَیْهِمْ آیاتِهِ وَ یُزَكِّیهِمْ وَ یُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ إِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِی ضَلالٍ مُبِینٍ»(164)
ص: 148
النساء: «ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَ ما أَصابَكَ مِنْ سَیِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَ أَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً* مَنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ وَ مَنْ تَوَلَّی فَما أَرْسَلْناكَ عَلَیْهِمْ حَفِیظاً»(79-80)
(و قال تعالی): «إِنَّا أَوْحَیْنا إِلَیْكَ كَما أَوْحَیْنا إِلی نُوحٍ وَ النَّبِیِّینَ (إلی قوله): لكِنِ اللَّهُ یَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَیْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَ الْمَلائِكَةُ یَشْهَدُونَ وَ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً»(163-166)
المائدة: «یا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ یَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْكافِرِینَ»(67)
(و قال تعالی): «ما عَلَی الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ وَ اللَّهُ یَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَ ما تَكْتُمُونَ»(99)
الأنعام: «قُلْ أَ غَیْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِیًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ یُطْعِمُ وَ لا یُطْعَمُ قُلْ إِنِّی أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَ لا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِینَ»(14) (إلی آخر الآیات)
(و قال تعالی): «قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَیَحْزُنُكَ الَّذِی یَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا یُكَذِّبُونَكَ وَ لكِنَّ الظَّالِمِینَ بِآیاتِ اللَّهِ یَجْحَدُونَ»(33)
(و قال تعالی): «قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْری لِلْعالَمِینَ»(90)
(و قال تعالی): «اتَّبِعْ ما أُوحِیَ إِلَیْكَ مِنْ رَبِّكَ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِینَ *وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ ما أَشْرَكُوا وَ ما جَعَلْناكَ عَلَیْهِمْ حَفِیظاً وَ ما أَنْتَ عَلَیْهِمْ بِوَكِیلٍ* وَ لا تَسُبُّوا الَّذِینَ یَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَیَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَیْرِ عِلْمٍ كَذلِكَ زَیَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلی رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَیُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا یَعْمَلُونَ»(106-108)
(إلی قوله تعالی): «وَ كَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِیٍّ عَدُوًّا شَیاطِینَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ یُوحِی بَعْضُهُمْ إِلی بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَ لَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَ ما یَفْتَرُونَ* وَ لِتَصْغی إِلَیْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَ لِیَرْضَوْهُ وَ لِیَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ»(112-113)
(إلی قوله تعالی): «أَ وَ مَنْ كانَ مَیْتاً فَأَحْیَیْناهُ وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً یَمْشِی بِهِ فِی النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِی الظُّلُماتِ لَیْسَ بِخارِجٍ مِنْها كَذلِكَ زُیِّنَ لِلْكافِرِینَ ما كانُوا یَعْمَلُونَ* وَ كَذلِكَ جَعَلْنا فِی كُلِّ قَرْیَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِیها لِیَمْكُرُوا فِیها وَ ما یَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَ ما یَشْعُرُونَ»(122-123)
ص: 149
الأعراف: «قُلْ یا أَیُّهَا النَّاسُ إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْكُمْ جَمِیعاً الَّذِی لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ یُحیِی وَ یُمِیتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ النَّبِیِّ الْأُمِّیِّ الَّذِی یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ كَلِماتِهِ وَ اتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ»(158)
(و قال): «خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِینَ»(199)
الأنفال: «وَ إِذْ قالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَیْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِیمٍ* وَ ما كانَ اللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِیهِمْ وَ ما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ* وَ ما لَهُمْ أَلَّا یُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَ هُمْ یَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَ ما كانُوا أَوْلِیاءَهُ إِنْ أَوْلِیاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا یَعْلَمُونَ* وَ ما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَیْتِ إِلَّا مُكاءً وَ تَصْدِیَةً فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ»(32-35)
التوبة: «هُوَ الَّذِی أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدی وَ دِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ»(33)
یونس: «وَ إِمَّا نُرِیَنَّكَ بَعْضَ الَّذِی نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّیَنَّكَ فَإِلَیْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِیدٌ عَلی ما یَفْعَلُونَ»(46)
یوسف: «نَحْنُ نَقُصُّ عَلَیْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَیْنا إِلَیْكَ هذَا الْقُرْآنَ وَ إِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِینَ»(3)
(و قال تعالی): «قُلْ هذِهِ سَبِیلِی أَدْعُوا إِلَی اللَّهِ عَلی بَصِیرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِی وَ سُبْحانَ اللَّهِ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِینَ»(108)
الرعد: «إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ»(7)
(و قال تعالی): «وَ إِنْ ما نُرِیَنَّكَ بَعْضَ الَّذِی نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّیَنَّكَ فَإِنَّما عَلَیْكَ الْبَلاغُ وَ عَلَیْنَا الْحِسابُ»(40)
الحجر: «لا تَمُدَّنَّ عَیْنَیْكَ إِلی ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ وَ لا تَحْزَنْ عَلَیْهِمْ وَ اخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِینَ* وَ قُلْ إِنِّی أَنَا النَّذِیرُ الْمُبِینُ* كَما أَنْزَلْنا عَلَی الْمُقْتَسِمِینَ* الَّذِینَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِینَ* فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِینَ* عَمَّا كانُوا یَعْمَلُونَ *فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِینَ* إِنَّا كَفَیْناكَ الْمُسْتَهْزِئِینَ* الَّذِینَ یَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ
ص: 150
فَسَوْفَ یَعْلَمُونَ* وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ یَضِیقُ صَدْرُكَ بِما یَقُولُونَ* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ كُنْ مِنَ السَّاجِدِینَ*وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّی یَأْتِیَكَ الْیَقِینُ»(88-99)
النحل: «وَ ما أَنْزَلْنا عَلَیْكَ الْكِتابَ إِلَّا لِتُبَیِّنَ لَهُمُ الَّذِی اخْتَلَفُوا فِیهِ وَ هُدیً وَ رَحْمَةً لِقَوْمٍ یُؤْمِنُونَ»(64)
(و قال تعالی): «وَ نَزَّلْنا عَلَیْكَ الْكِتابَ تِبْیاناً لِكُلِّ شَیْ ءٍ وَ هُدیً وَ رَحْمَةً وَ بُشْری لِلْمُسْلِمِینَ»(89)
(و قال تعالی): «ادْعُ إِلی سَبِیلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِیلِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِینَ»(125)
الإسراء: «نَحْنُ أَعْلَمُ بِما یَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ یَسْتَمِعُونَ إِلَیْكَ وَ إِذْ هُمْ نَجْوی إِذْ یَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً* انْظُرْ كَیْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا یَسْتَطِیعُونَ سَبِیلًا»(47-48)
الكهف: «وَ اتْلُ ما أُوحِیَ إِلَیْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ لَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً»(27)
مریم: «أَ فَرَأَیْتَ الَّذِی كَفَرَ بِآیاتِنا وَ قالَ لَأُوتَیَنَّ مالًا وَ وَلَداً* أَطَّلَعَ الْغَیْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً* كَلَّا سَنَكْتُبُ ما یَقُولُ وَ نَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا* وَ نَرِثُهُ ما یَقُولُ وَ یَأْتِینا فَرْداً»(77-80)
(و قال تعالی): «فَإِنَّما یَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِینَ وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا»(97)
طه: «كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَیْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ وَ قَدْ آتَیْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً* مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ یَحْمِلُ یَوْمَ الْقِیامَةِ وِزْراً»(99-100)
الأنبیاء: «وَ إِذا رَآكَ الَّذِینَ كَفَرُوا إِنْ یَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَ هذَا الَّذِی یَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَ هُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمنِ هُمْ كافِرُونَ»(36)
الحج: «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یُجادِلُ فِی اللَّهِ بِغَیْرِ عِلْمٍ وَ یَتَّبِعُ كُلَّ شَیْطانٍ مَرِیدٍ* كُتِبَ عَلَیْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ یُضِلُّهُ وَ یَهْدِیهِ إِلی عَذابِ السَّعِیرِ»(3-4)
(و قال تعالی): «قُلْ یا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِیرٌ مُبِینٌ»(49)
ص: 151
(و قال تعالی): «لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ فَلا یُنازِعُنَّكَ فِی الْأَمْرِ وَ ادْعُ إِلی رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلی هُدیً مُسْتَقِیمٍ»(67)
الفرقان: «وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَ نَذِیراً* قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ یَتَّخِذَ إِلی رَبِّهِ سَبِیلًا* وَ تَوَكَّلْ عَلَی الْحَیِّ الَّذِی لا یَمُوتُ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَ كَفی بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِیراً»(56-58)
الشعراء: «لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا یَكُونُوا مُؤْمِنِینَ* إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَیْهِمْ مِنَ السَّماءِ آیَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِینَ»(3-4)
(و قال تعالی): «وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ»(214)
فاطر: «إِنَّ اللَّهَ یُسْمِعُ مَنْ یَشاءُ وَ ما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِی الْقُبُورِ* إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِیرٌ إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِیراً وَ نَذِیراً»(22-24)
یس: «لِیُنْذِرَ مَنْ كانَ حَیًّا وَ یَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَی الْكافِرِینَ»(70)
المؤمن: «فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِیَنَّكَ بَعْضَ الَّذِی نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّیَنَّكَ فَإِلَیْنا یُرْجَعُونَ»(77)
حمعسق: «فَلِذلِكَ فَادْعُ وَ اسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَ قُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتابٍ وَ أُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَیْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنا وَ رَبُّكُمْ لَنا أَعْمالُنا وَ لَكُمْ أَعْمالُكُمْ لا حُجَّةَ بَیْنَنا وَ بَیْنَكُمُ اللَّهُ یَجْمَعُ بَیْنَنا وَ إِلَیْهِ الْمَصِیرُ»(15)
(و قال تعالی): «ما كُنْتَ تَدْرِی مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِیمانُ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِی بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَ إِنَّكَ لَتَهْدِی إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ* صِراطِ اللَّهِ الَّذِی لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ أَلا إِلَی اللَّهِ تَصِیرُ الْأُمُورُ»(52-53)
الزخرف: «فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ* أَوْ نُرِیَنَّكَ الَّذِی وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَیْهِمْ مُقْتَدِرُونَ* فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِی أُوحِیَ إِلَیْكَ إِنَّكَ عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ* وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ»(41-44)
الفتح: «إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِیراً* لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تُعَزِّرُوهُ وَ تُوَقِّرُوهُ وَ تُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِیلًا»(8-9)
ص: 152
الذاریات: «فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ* وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْری تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِینَ»(54-55)
الطور: «فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَ لا مَجْنُونٍ»(29)
النجم: «فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّی عَنْ ذِكْرِنا وَ لَمْ یُرِدْ إِلَّا الْحَیاةَ الدُّنْیا (إلی قوله تعالی): هذا نَذِیرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولی»(29-56)
القمر: «فَتَوَلَّ عَنْهُمْ»(6)
القلم: «فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِینَ* وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَیُدْهِنُونَ* وَ لا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِینٍ* هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِیمٍ* مَنَّاعٍ لِلْخَیْرِ مُعْتَدٍ أَثِیمٍ* عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِیمٍ* (إلی آخر الآیات)(8-52)
المعارج: «سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ* لِلْكافِرینَ لَیْسَ لَهُ دافِعٌ* مِنَ اللَّهِ ذِی الْمَعارِجِ»(1-3)
(و قال تعالی): «فَما لِ الَّذِینَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِینَ* عَنِ الْیَمِینِ وَ عَنِ الشِّمالِ عِزِینَ* أَ یَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ یُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِیمٍ* (إلی آخر السورة)(36-44)
المزمل: «إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَیْكُمْ رَسُولًا شاهِداً عَلَیْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلی فِرْعَوْنَ رَسُولًا* فَعَصی فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِیلًا»(15-16)
المدثر: «یا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنْذِرْ* (إلی قوله) ذَرْنِی وَ مَنْ خَلَقْتُ وَحِیداً* وَ جَعَلْتُ لَهُ مالًا مَمْدُوداً *وَ بَنِینَ شُهُوداً* وَ مَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِیداً *ثُمَّ یَطْمَعُ أَنْ أَزِیدَ* كَلَّا إِنَّهُ كانَ لِآیاتِنا عَنِیداً* سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً* إِنَّهُ فَكَّرَ وَ قَدَّرَ *فَقُتِلَ كَیْفَ قَدَّرَ* ثُمَّ قُتِلَ كَیْفَ قَدَّرَ* ثُمَّ نَظَرَ* ثُمَّ عَبَسَ وَ بَسَرَ* ثُمَّ أَدْبَرَ وَ اسْتَكْبَرَ* فَقالَ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ یُؤْثَرُ* إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ* سَأُصْلِیهِ سَقَرَ»(1-26) (إلی قوله تعالی): «فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِینَ* كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ *فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ* بَلْ یُرِیدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ یُؤْتی صُحُفاً مُنَشَّرَةً»(49-52)
القیامة: «فَلا صَدَّقَ وَ لا صَلَّی* وَ لكِنْ كَذَّبَ وَ تَوَلَّی* ثُمَّ ذَهَبَ إِلی أَهْلِهِ یَتَمَطَّی* أَوْلی لَكَ فَأَوْلی* ثُمَّ أَوْلی لَكَ فَأَوْلی»(31-35)
ص: 153
النبأ: «عَمَّ یَتَساءَلُونَ* عَنِ النَّبَإِ الْعَظِیمِ* الَّذِی هُمْ فِیهِ مُخْتَلِفُونَ»(1-3)
عبس: «قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ* مِنْ أَیِّ شَیْ ءٍ خَلَقَهُ* مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ* ثُمَّ السَّبِیلَ یَسَّرَهُ* ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ* ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ *كَلَّا لَمَّا یَقْضِ ما أَمَرَهُ»(17-23)
التكویر: «إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِیمٍ* ذِی قُوَّةٍ عِنْدَ ذِی الْعَرْشِ مَكِینٍ* مُطاعٍ ثَمَّ أَمِینٍ* وَ ما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ* وَ لَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِینِ* وَ ما هُوَ عَلَی الْغَیْبِ بِضَنِینٍ* وَ ما هُوَ بِقَوْلِ شَیْطانٍ رَجِیمٍ* فَأَیْنَ تَذْهَبُونَ *إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِینَ* لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ یَسْتَقِیمَ»(19-28)
المطففین: «إِنَّ الَّذِینَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِینَ آمَنُوا یَضْحَكُونَ* وَ إِذا مَرُّوا بِهِمْ یَتَغامَزُونَ* وَ إِذَا انْقَلَبُوا إِلی أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِینَ* وَ إِذا رَأَوْهُمْ قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ* وَ ما أُرْسِلُوا عَلَیْهِمْ حافِظِینَ* فَالْیَوْمَ الَّذِینَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ یَضْحَكُونَ* عَلَی الْأَرائِكِ یَنْظُرُونَ* هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا یَفْعَلُونَ»(29-36)
الأعلی: «سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسی* إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ إِنَّهُ یَعْلَمُ الْجَهْرَ وَ ما یَخْفی* وَ نُیَسِّرُكَ لِلْیُسْری* فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْری* سَیَذَّكَّرُ مَنْ یَخْشی* وَ یَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَی* الَّذِی یَصْلَی النَّارَ الْكُبْری* ثُمَّ لا یَمُوتُ فِیها وَ لا یَحْیی»(6-13)
الغاشیة: «فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ* لَسْتَ عَلَیْهِمْ بِمُصَیْطِرٍ* إِلَّا مَنْ تَوَلَّی وَ كَفَرَ* فَیُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ* إِنَّ إِلَیْنا إِیابَهُمْ *ثُمَّ إِنَّ عَلَیْنا حِسابَهُمْ»(21-26)
البلد: «لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ* وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ* وَ والِدٍ وَ ما وَلَدَ* لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِی كَبَدٍ* أَ یَحْسَبُ أَنْ لَنْ یَقْدِرَ عَلَیْهِ أَحَدٌ* یَقُولُ أَهْلَكْتُ مالًا لُبَداً* أَ یَحْسَبُ أَنْ لَمْ یَرَهُ أَحَدٌ* أَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَیْنَیْنِ* وَ لِساناً وَ شَفَتَیْنِ* وَ هَدَیْناهُ النَّجْدَیْنِ»(1-10)
العلق: «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِی خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِی عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ یَعْلَمْ (إلی آخر السورة)(1-19)
البینة: «لَمْ یَكُنِ الَّذِینَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَ الْمُشْرِكِینَ مُنْفَكِّینَ حَتَّی
ص: 154
تَأْتِیَهُمُ الْبَیِّنَةُ* رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ یَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً* فِیها كُتُبٌ قَیِّمَةٌ* وَ ما تَفَرَّقَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَیِّنَةُ»(1-4)
القریش: «لِإِیلافِ قُرَیْشٍ* إِیلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَ الصَّیْفِ»(السورة)(1-4)
الماعون: «أَ رَأَیْتَ الَّذِی یُكَذِّبُ بِالدِّینِ» (السورة)(1-7)
الجحد: «قُلْ یا أَیُّهَا الْكافِرُونَ» (السورة)(1-6)
تبت: «تَبَّتْ یَدا أَبِی لَهَبٍ» (السورة)(1-5)
الفلق: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ» (إلی آخر السورة)(1-5)
تفسیر: قال البیضاوی مِنْ خَیْرٍ فسر الخیر بالوحی و بالعلم و النصرة و لعل المراد به ما یعم ذلك. (1) وَ یُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ أی بالفكر و النظر إذ لا طریق إلی معرفته سوی الوحی. (2) وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَیْكُمْ التی من جملتها الهدایة و بعثة محمد صلی اللّٰه علیه و آله بالشكر و القیام بحقوقها وَ ما أَنْزَلَ عَلَیْكُمْ مِنَ الْكِتابِ وَ الْحِكْمَةِ القرآن و السنة یَعِظُكُمْ بِهِ بما أنزل علیكم. (3) إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً أی فی الجاهلیة متقاتلین فَأَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِكُمْ بالإسلام فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً متحابین مجتمعین علی الأخوة فی اللّٰه و قیل كان الأوس و الخزرج أخوین لأبوین فوقع بین أولادهما العداوة و تطاولت الحروب مائة و عشرین سنة حتی أطفأها اللّٰه بالإسلام و ألف بینهم برسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله.
وَ كُنْتُمْ عَلی شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ مشرفین علی الوقوع فی نار جهنم لكفركم إذ لو أدرككم الموت فی تلك الحالة لوقعتم فی النار فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها بالإسلام و شفا البئر طرفها و جانبها. (4)
ص: 155
قال الطبرسی رحمه اللّٰه: قال مقاتل افتخر رجلان من الأوس و الخزرج ثعلبة بن غنم من الأوس و أسعد بن زرارة من الخزرج فقال الأوسی منا خزیمة بن ثابت ذو الشهادتین و منا حنظلة غسیل الملائكة و منا عاصم بن ثابت بن أفلح حمی الدیار (1) و منا سعد بن معاذ الذی اهتز عرش الرحمن له و رضی اللّٰه بحكمه فی بنی قریظة و قال الخزرجی منا أربعة أحكموا القرآن أبی بن كعب و معاذ بن جبل و زید بن ثابت و أبو زید و منا سعد بن عبادة خطیب الأنصار و رئیسهم فجری الحدیث بینهما تعصبا و تفاخرا (2) و نادیا فجاء الأوس إلی الأوسی و الخزرج إلی الخزرجی و معهم السلاح فبلغ ذلك النبی صلی اللّٰه علیه و آله فركب حمارا و أتاهم فأنزل اللّٰه هذه الآیات فقرأها علیهم فاصطلحوا. (3) قوله تعالی مِنْ أَنْفُسِهِمْ قال البیضاوی من نسبهم أو من جنسهم عربیا مثلهم لیفهموا كلامه بسهولة و یكونوا واقفین علی حاله فی الصدق و الأمانة مفتخرین به و قرئ من أنفسهم أی من أشرفهم لأنه صلی اللّٰه علیه و آله كان من أشرف القبائل وَ یُزَكِّیهِمْ یطهرهم من دنس الطبائع و سوء العقائد و الأعمال وَ إِنْ كانُوا إن هی المخففة. (4) ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ من نعمة فَمِنَ اللَّهِ أی تفضلا منه وَ ما أَصابَكَ مِنْ سَیِّئَةٍ من بلیة فَمِنْ نَفْسِكَ لأنها السبب فیها لاجتلابها بالمعاصی. (5) قال الطبرسی قیل خطاب للنبی صلی اللّٰه علیه و آله و المراد به الأمة و قیل خطاب للإنسان أی ما أصابك أیها الإنسان. (6) قوله حَفِیظاً أی تحفظ علیهم أعمالهم و تحاسبهم علیها إنما عَلَیْكَ الْبَلاغُ وَ
ص: 156
عَلَیْنَا الْحِسابُ (1) إِنَّا أَوْحَیْنا إِلَیْكَ كَما أَوْحَیْنا قال البیضاوی جواب لأهل الكتاب عن اقتراحهم أن ینزل علیهم كتابا من السماء و احتجاج علیهم بأن أمره فی الوحی كسائر الأنبیاء لكِنِ اللَّهُ یَشْهَدُ استدراك عن مفهوم ما قبله و كأنه لما تعنتوا علیه بسؤال كتاب ینزل علیهم من السماء و احتج علیهم بقوله إِنَّا أَوْحَیْنا إِلَیْكَ قال إنهم لا یشهدون و لكِنِ اللَّهُ یَشْهَدُ أو إنهم أنكروه و لكن اللّٰه یثبته و یقرره بِما أَنْزَلَ إِلَیْكَ من القرآن المعجز الدال علی نبوتك روی أنه لما نزلت إِنَّا أَوْحَیْنا إِلَیْكَ قالوا ما نشهد لك فنزلت أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ أنزله متلبسا بعلمه الخاص به و هو العلم بتألیفه علی نظم یعجز عنه كل بلیغ أو بحال من یستعد النبوة و یستأهل نزول الكتاب علیه أو بعلمه الذی یحتاج إلیه الناس فی معاشهم و معادهم وَ الْمَلائِكَةُ یَشْهَدُونَ أیضا بنبوتك وَ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً أی و كفی بما أقام من الحجج علی صحة نبوتك عن الاستشهاد بغیره. (2) قوله تعالی بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْكَ مِنْ رَبِّكَ أقول سیأتی أنها نزلت فی ولایة أمیر المؤمنین علیه السلام.
وَ اللَّهُ یَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَ ما تَكْتُمُونَ أی من تصدیق أو تكذیب أو الأعم.
قوله تعالی قُلْ أَ غَیْرَ اللَّهِ قال الطبرسی رحمه اللّٰه قیل إن أهل مكة قالوا لرسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله یا محمد تركت ملة قومك و قد علمنا أنه لا یحملك علی ذلك إلا الفقر فإنا نجمع لك من أموالنا حتی تكون من أغنانا فنزلت. (3) قوله تعالی قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَیَحْزُنُكَ الَّذِی یَقُولُونَ قال الطبرسی رحمه اللّٰه أی ما یقولون إنك شاعر أو مجنون و أشباه ذلك فَإِنَّهُمْ لا یُكَذِّبُونَكَ قرأ نافع و الكسائی و الأعشی عن أبی بكر لا یكذبونك بالتخفیف و هو قراءة علی علیه السلام و المروی عن الصادق علیه السلام و الباقون بفتح الكاف و التشدید و اختلف فی معناه علی وجوه:
أحدها لا یكذبونك بقلوبهم اعتقادا و إن كانوا یظهرون بأفواههم التكذیب عنادا
ص: 157
و هو قول أكثر المفسرین و یؤیده ما
رُوِیَ عَنْ سَلَّامِ بْنِ مِسْكِینٍ عَنْ أَبِی یَزِیدَ الْمَدَنِیِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ لَقِیَ أَبَا جَهْلٍ فَصَافَحَهُ أَبُو جَهْلٍ فَقِیلَ لَهُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأَعْلَمُ أَنَّهُ صَادِقٌ وَ لَكِنْ مَتَی كُنَّا تَبَعاً لِعَبْدِ مَنَافٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآیَةَ.
و ثانیها أن المعنی لا یكذبونك بحجة و لا یتمكنون من إبطال ما جئت به ببرهان و یؤیده ما
رُوِیَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ كَانَ یَقْرَأُ لَا یُكَذِّبُونَكَ وَ یَقُولُ إِنَّ الْمُرَادَ بِهَا أَنَّهُمْ لَا یُؤْتُونَ بِحَقٍّ هُوَ أَحَقُّ مِنْ حَقِّكَ.
و ثالثها أن المراد لا یصادفونك كاذبا.
و رابعها أن المراد لا ینسبونك إلی الكذب فیما أتیت به لأنك كنت عندهم أمینا صدوقا و إنما یدفعون ما أتیت به و یقصدون التكذیب بآیات اللّٰه.
و خامسها أن المراد أن تكذیبك راجع إلی و لست مختصا به لأنك رسول فمن رد علیك فقد رد علی. (1) قوله تعالی قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَیْهِ أی علی التبلیغ و قیل القرآن أَجْراً أی جعلا من قبلكم إِنْ هُوَ أی التبلیغ و قیل القرآن أو الغرض إِلَّا ذِكْری لِلْعالَمِینَ تذكیر و عظة لهم. (2) قوله تعالی وَ لا تَسُبُّوا قال الطبرسی رحمه اللّٰه قال ابن عباس لما نزلت إِنَّكُمْ وَ ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ (3) الآیة قال المشركون یا محمد لتنتهین عن سب آلهتنا أو لنهجون ربك فنزلت الآیة و قال قتادة كان المسلمون یسبون أصنام الكفار فنهاهم اللّٰه عن ذلك لئلا یسبوا اللّٰه فإنهم قوم جهلة و
سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ الشِّرْكَ أَخْفَی مِنْ دَبِیبِ النَّمْلِ عَلَی صَفْوَانَةٍ سَوْدَاءَ فِی لَیْلَةٍ ظَلْمَاءَ فَقَالَ كَانَ الْمُؤْمِنُونَ یَسُبُّونَ مَا یَعْبُدُ الْمُشْرِكُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ كَانَ الْمُشْرِكُونَ یَسُبُّونَ مَا یَعْبُدُ الْمُؤْمِنُونَ فَنَهَی اللَّهُ الْمُؤْمِنِینَ عَنْ سَبِّ آلِهَتِهِمْ لِكَیْلَا یَسُبُّوا الْكُفَّارُ إِلَهَ الْمُؤْمِنِینَ فَیَكُونَ
ص: 158
الْمُؤْمِنُونَ قَدْ أَشْرَكُوا مِنْ حَیْثُ لَا یَعْلَمُونَ. (1).
و فی قوله أَ وَ مَنْ كانَ مَیْتاً قیل إنها نزلت فی حمزة بن عبد المطلب و أبی جهل و ذلك أن أبا جهل آذی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فأخبر بذلك حمزة و هو علی دین قومه فغضب و جاء و معه قوس فضرب بها رأس أبی جهل و آمن عن ابن عباس و قیل نزلت فی عمار بن یاسر حین آمن و أبی جهل عن عكرمة و هو المروی عن أبی جعفر علیه السلام و قیل إنها عامة فی كل مؤمن و كافر. (2) قوله تعالی إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْكُمْ قال البیضاوی الخطاب عام و كان رسول اللّٰه مبعوثا إلی كافة الثقلین و سائر الرسل إلی أقوامهم جَمِیعاً حال من إلیكم الَّذِی لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ صفة لله أو مدح منصوب أو مرفوع أو مبتدأ خبره لا إِلهَ إِلَّا هُوَ و علی الوجوه الأول بیان لما قبله یُحیِی وَ یُمِیتُ مزید تقریر لاختصاصه بالألوهیة. (3) قوله تعالی وَ إِذْ قالُوا اللَّهُمَّ قال الطبرسی رحمه اللّٰه القائل لذلك النضر بن الحارث و روی فی الصحیحین أنه من قول أبی جهل وَ ما كانَ اللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمْ أی أهل مكة بعذاب الاستیصال وَ أَنْتَ فِیهِمْ أی و أنت مقیم بین أظهرهم قال ابن عباس إن اللّٰه لم یعذب قومه حتی أخرجوه منها وَ ما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ أی و فیهم بقیة المؤمنین بعد خروجك من مكة و ذلك
أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله لما خرج من مكة بقیت فیها بقیة من المؤمنین لم یهاجروا لعذر و كانوا علی عزم الهجرة فرفع اللّٰه العذاب عن مشركی مكة لحرمة استغفارهم فلما خرجوا أذن اللّٰه فی فتح مكة.
و قیل معناه و ما یعذبهم اللّٰه بعذاب الاستیصال فی الدنیا و هم یقولون غفرانك ربنا و إنما یعذبهم علی شركهم فی الآخرة
وَ فِی تَفْسِیرِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ لَمَّا قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِقُرَیْشٍ إِنِّی أَقْتُلُ جَمِیعَ مُلُوكِ الدُّنْیَا وَ أَجُرُّ الْمُلْكَ إِلَیْكُمْ فَأَجِیبُونِی إِلَی مَا أَدْعُوكُمْ إِلَیْهِ تَمْلِكُونَ بِهَا الْعَرَبَ وَ یَدِینُ لَكُمُ الْعَجَمُ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ الْآیَةَ حَسَداً لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ غُفْرَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَ ما كانَ اللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمْ الْآیَةَ.
و لما هموا بقتل رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و
ص: 159
أخرجوه من مكة أنزل اللّٰه سبحانه وَ ما لَهُمْ أَلَّا یُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ الآیة فعذبهم اللّٰه بالسیف یوم بدر و قتلوا و قیل معناه لو استغفروا لم یعذبهم و فی ذلك استدعاء للاستغفار و قال مجاهد و فی أصلابهم من یستغفر وَ ما كانُوا أی المشركون أَوْلِیاءَهُ أی أولیاء المسجد الحرام إِنْ أَوْلِیاؤُهُ أی ما أولیاء المسجد الحرام إِلَّا الْمُتَّقُونَ هذا هو المروی عن أبی جعفر علیه السلام وَ ما كانَ صَلاتُهُمْ أی صلاة هؤلاء المشركین الصادین عن المسجد الحرام إِلَّا مُكاءً وَ تَصْدِیَةً قال ابن عباس كانت قریش یطوفون بالبیت عراة یصفرون و یصفقون و صلاتهم معناه دعاؤهم أی یقیمون المكاء و التصدیة مكان الدعاء و التسبیح و قیل أراد لیست لهم صلاة و لا عبادة و إنما یحصل منهم ما هو ضرب من اللّٰهو و اللعب فالمسلمون الذین یطیعون اللّٰه و یعبدونه عند هذا البیت أحق بمنع المشركین منه.
و روی أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله كان إذا صلی فی المسجد الحرام قام رجلان من بنی عبد الدار عن یمینه فیصفران و رجلان عن یساره فیصفقان بأیدیهما فیخلطان علیه صلاته فقتلهم اللّٰه جمیعا ببدر.
و لهم یقول و لبقیة بنی عبد الدار فَذُوقُوا الْعَذابَ أی عذاب السیف یوم بدر أو عذاب الآخرة. (1) بَعْضَ الَّذِی نَعِدُهُمْ أی من العقوبة فی الدنیا و منها وقعة بدر أَوْ نَتَوَفَّیَنَّكَ أی نمیتنك قبل أن ینزل ذلك بهم قیل إن اللّٰه سبحانه وعد نبیه صلی اللّٰه علیه و آله أن ینتقم له منهم إما فی حیاته أو بعد وفاته و لم یحده بوقت.
قوله تعالی وَ إِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ أی قبل الوحی أو القرآن لَمِنَ الْغافِلِینَ عن الحكم و القصص التی فی القرآن.
قُلْ هذِهِ سَبِیلِی أی طریقتی و سنتی أَدْعُوا إِلَی اللَّهِ أی إلی توحیده و عدله و دینه عَلی بَصِیرَةٍ علی یقین و معرفة و حجة لا علی وجه التقلید و الظن أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِی أی أدعوكم أنا و یدعوكم أیضا من آمن بی و اتبعنی و سیأتی أن المراد به أمیر المؤمنین علیه السلام وَ سُبْحانَ اللَّهِ أی سبح اللّٰه تسبیحا أو قل سبحان اللّٰه و قیل اعتراض بین الكلامین.
ص: 160
قوله وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ أی أنت هاد لكل قوم أو المعنی جعل اللّٰه لكل قوم هادیا و ستأتی الأخبار فی ذلك فی كتاب الإمامة.
قوله تعالی وَ إِنْ ما نُرِیَنَّكَ بَعْضَ الَّذِی نَعِدُهُمْ قال الطبرسی أی نعد هؤلاء الكفار من نصر المؤمنین علیهم و تمكینك منهم بالقتل و الأسر و اغتنام الأموال أَوْ نَتَوَفَّیَنَّكَ أی نقبضنك إلینا قبل أن نریك ذلك و بین بذلك أن بعض ذلك فی حیاته و بعضه بعد وفاته فَإِنَّما عَلَیْكَ الْبَلاغُ وَ عَلَیْنَا الْحِسابُ أی علیك أن تبلغهم ما أرسلناك به إلیهم و تقوم بما أمرناك بالقیام به و علینا حسابهم و مجازاتهم و الانتقام منهم إما عاجلا و إما آجلا و فی هذا دلالة علی أن الإسلام سیظهر علی سائر الأدیان فی أیامه (1) و بعد وفاته و قد وقع المخبر به علی وفق الخبر. (2) وَ لا تَحْزَنْ عَلَیْهِمْ أی علی كفار قریش إن لم یؤمنوا و نزل بهم العذاب وَ اخْفِضْ جَناحَكَ أی تواضع لِلْمُؤْمِنِینَ و أصله أن الطائر إذا ضم فرخه إلی نفسه بسط جناحه ثم خفضه فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ أی أظهر و أعلن و صرح بما أمرت به غیر خائف وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِینَ أی لا تخاصمهم إلی أن تؤمر بقتالهم أو لا تلتفت إلیهم و لا تخف منهم وَ كُنْ مِنَ السَّاجِدِینَ أی المصلین حَتَّی یَأْتِیَكَ الْیَقِینُ أی الموت المتیقن. (3) بِالْحِكْمَةِ أی القرآن و قیل هی المعرفة بمراتب الأفعال فی الحسن و القبح و الصلاح و الفساد وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ هی الصرف عن القبیح علی وجه الترغیب فی تركه و التزهید فی فعله وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ أی ناظرهم بالقرآن و بأحسن ما عندك من الحجج و قیل هو أن یجادلهم علی قدر ما یحتملونه
كَمَا جَاءَ فِی الْحَدِیثِ أُمِرْنَا مَعَاشِرَ الْأَنْبِیَاءِ أَنْ نُكَلِّمَ النَّاسَ عَلَی قَدْرِ عُقُولِهِمْ (4).
قوله تعالی نَحْنُ أَعْلَمُ بِما یَسْتَمِعُونَ بِهِ قد مر تفسیره فی كتاب الإحتجاج.
قوله لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ أی لآیاته و كتبه أو مواعیده و تقدیراته أو أنبیائه و حججه
ص: 161
صلوات اللّٰه علیهم قوله مُلْتَحَداً أی ملجأ و معدلا و محیصا.
قوله تعالی أَ فَرَأَیْتَ الَّذِی كَفَرَ بِآیاتِنا قال الطبرسی رحمه اللّٰه
روی فی الصحیح عن خباب بن الأرت قال كنت رجلا غنیا و كان لی علی العاص بن وائل دین فأتیته أتقاضاه فقال لی لا أقضیك حتی تكفر بمحمد فقلت لن أكفر به حتی نموت و نبعث (1) فقال فإنی لمبعوث بعد الموت فسوف أقضیك إذا رجعت إلی مال و ولد.
فنزلت. (2) قوله تعالی لُدًّا اللد جمع الألد و هو الشدید الخصومة مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً أی كتابا مشتملا علی الأقاصیص و الأخبار حقیقا بالتفكر و الاعتبار و قیل ذكرا جمیلا بین الناس مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ عن الذكر أو عن اللّٰه فَإِنَّهُ یَحْمِلُ یَوْمَ الْقِیامَةِ وِزْراً عقوبة ثقیلة فادحة علی كفره و ذنوبه.
قوله تعالی وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یُجادِلُ قال الطبرسی رحمه اللّٰه قیل المراد به النضر بن الحارث فإنه كان كثیر الجدال و كان یقول الملائكة بنات اللّٰه و القرآن أساطیر الأولین و ینكر البعث. (3) قوله تعالی لِكُلِّ أُمَّةٍ أی أهل دین جَعَلْنا مَنْسَكاً متعبدا أو شریعة تعبدوا بها هُمْ ناسِكُوهُ ینسكونه فَلا یُنازِعُنَّكَ سائر أرباب الملل فِی الْأَمْرِ فی أمر الدین أو النسائك لأنهم أهل عناد أو لأن دینك أظهر من أن یقبل النزاع و قیل المراد نهی الرسول عن الالتفات إلی قولهم و تمكینهم من المناظرة فإنها إنما تنفع طالب حق و هؤلاء أهل مراء و قیل نزلت فی كفار خزاعة قالوا للمسلمین ما لكم تأكلون ما قتلتم و لا تأكلون ما قتله اللّٰه إِلَّا مَنْ شاءَ أی إلا فعل من شاء أَنْ یَتَّخِذَ إِلی رَبِّهِ سَبِیلًا أن یتوب إلیه و یطلب الزلفی عنده بالإیمان و الطاعة فصور ذلك بصورة الأجر من حیث إنه مقصود فعله و قیل الاستثناء منقطع باخِعٌ نَفْسَكَ أی قاتل نفسك أَلَّا یَكُونُوا مُؤْمِنِینَ
ص: 162
لئلا یؤمنوا أو خیفة أن لا یؤمنوا إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَیْهِمْ مِنَ السَّماءِ آیَةً أی دلالة ملجئة إلی الإیمان أو بلیة قاسرة إلیه. (1) وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ قال الطبرسی رحمه اللّٰه أی رهطك الأدنین و اشتهرت القصة (2) بذلك عند الخاص و العام و
فِی الْخَبَرِ الْمَأْثُورِ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ هُمْ یَوْمَئِذٍ أَرْبَعُونَ رَجُلًا الرَّجُلُ مِنْهُمْ یَأْكُلُ الْمُسِنَّةَ وَ یَشْرَبُ الْعُسَّ فَأَمَرَ عَلِیّاً علیه السلام بِرِجْلِ شَاةٍ فَأَدَمَهَا (3) ثُمَّ قَالَ ادْنُوا بِسْمِ اللَّهِ فَدَنَا الْقَوْمُ عَشَرَةً عَشَرَةً فَأَكَلُوا حَتَّی صَدَرُوا ثُمَّ دَعَا بِقَعْبٍ مِنْ لَبَنٍ فَجَرَعَ مِنْهُ جُرْعَةً ثُمَّ قَالَ هَلُمُّوا اشْرَبُوا بِسْمِ اللَّهِ فَشَرِبُوا حَتَّی رَوُوا فَبَدَرَهُمْ أَبُو لَهَبٍ فَقَالَ هَذَا مَا سَحَرَكُمْ بِهِ الرَّجُلُ فَسَكَتَ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَئِذٍ وَ لَمْ یَتَكَلَّمْ ثُمَّ دَعَاهُمْ مِنَ الْغَدِ إِلَی مِثْلِ ذَلِكَ مِنَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ ثُمَّ أَنْذَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ یَا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّی أَنَا النَّذِیرُ إِلَیْكُمْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الْبَشِیرُ فَأَسْلِمُوا وَ أَطِیعُونِی تَهْتَدُوا ثُمَّ قَالَ مَنْ یُؤَاخِینِی وَ یُوَازِرُنِی وَ یَكُونُ وَلِیِّی وَ وَصِیِّی بَعْدِی وَ خَلِیفَتِی فِی أَهْلِی وَ یَقْضِی دَیْنِی فَسَكَتَ الْقَوْمُ فَأَعَادَهَا ثَلَاثاً كُلَّ ذَلِكَ یَسْكُتُ الْقَوْمُ وَ یَقُولُ عَلِیٌّ أَنَا فَقَالَ فِی الْمَرَّةِ الثَّالِثَةِ أَنْتَ فَقَامَ الْقَوْمُ وَ هُمْ یَقُولُونَ لِأَبِی طَالِبٍ أَطِعْ ابْنَكَ فَقَدْ أُمِّرَ عَلَیْكَ- أورده الثعلبی فی تفسیره.
وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی رَافِعٍ هَذِهِ الْقِصَّةُ وَ أَنَّهُ جَمَعَهُمْ فِی الشِّعْبِ فَصَنَعَ لَهُمْ رِجْلَ شَاةٍ فَأَكَلُوا حَتَّی تَضَلَّعُوا (4) وَ سَقَاهُمْ عُسّاً فَشَرِبُوا كُلُّهُمْ حَتَّی رَوُوا ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِی أَنْ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ وَ أَنْتُمْ عَشِیرَتِی وَ رَهْطِی وَ إِنَّ اللَّهَ لَمْ یَبْعَثْ نَبِیّاً إِلَّا وَ جَعَلَ لَهُ مِنْ أَهْلِهِ أَخاً وَ وَزِیراً وَ وَارِثاً وَ وَصِیّاً وَ خَلِیفَةً فِی أَهْلِهِ فَأَیُّكُمْ یَقُومُ فَیُبَایِعُنِی عَلَی أَنَّهُ أَخِی وَ وَارِثِی وَ وَزِیرِی وَ وَصِیِّی وَ یَكُونُ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی فَسَكَتَ الْقَوْمُ فَقَالَ لَیَقُومَنَ
ص: 163
قَائِمُكُمْ أَوْ لَیَكُونَنَّ مِنْ غَیْرِكُمْ ثُمَّ لَتَنْدَمُنَّ ثُمَّ أَعَادَ الْكَلَامَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَامَ عَلِیٌّ علیه السلام فَبَایَعَهُ فَأَجَابَهُ ثُمَّ قَالَ ادْنُ مِنِّی فَدَنَا مِنْهُ فَفَتَحَ فَاهُ وَ مَجَّ فِی فِیهِ مِنْ رِیقِهِ وَ تَفَلَ بَیْنَ كَتِفَیْهِ وَ ثَدْیَیْهِ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ بِئْسَ مَا حَبَوْتَ بِهِ ابْنَ عَمِّكَ أَنْ أَجَابَكَ فَمَلَأْتَ فَاهُ وَ وَجْهَهُ بُزَاقاً فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَلَأْتُهُ حُكْماً وَ عِلْماً.
وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی الصَّفَا فَقَالَ یَا صَبَاحَاهْ فَاجْتَمَعَتْ إِلَیْهِ قُرَیْشٌ فَقَالُوا مَا لَكَ فَقَالَ أَ رَأَیْتَكُمْ إِنْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ الْعَدُوَّ مُصَبِّحُكُمْ أَوْ مُمَسِّیكُمْ مَا كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِی قَالُوا بَلَی قَالَ فَإِنِّی نَذِیرٌ لَكُمْ بَیْنَ یَدَیْ عَذابٍ شَدِیدٍ قَالَ أَبُو لَهَبٍ تَبّاً لَكَ أَ لِهَذَا دَعَوْتَنَا جَمِیعاً فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی تَبَّتْ یَدا أَبِی لَهَبٍ إِلَی آخِرِ السُّورَةِ (1).
و فی قراءة ابن مسعود و أنذر عشیرتك الأقربین و رهطك منهم المخلصین و روی ذلك عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام. (2) قوله تعالی إِنَّ اللَّهَ یُسْمِعُ مَنْ یَشاءُ بهدایته فیوفقه لفهم آیاته و الاتعاظ بعظاته وَ ما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِی الْقُبُورِ ترشیح لتمثیل المصرین علی الكفر بالأموات و مبالغة فی إقناطه عنهم إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِیرٌ فما علیك إلا الإنذار و أما الإسماع فلا إلیك.
قوله لِیُنْذِرَ أی القرآن أو الرسول صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ كانَ حَیًّا أی عاقلا فهما فإن الغافل كالمیت أو مؤمنا فی علم اللّٰه فإن الحیاة الأبدیة بالإیمان و تخصیص الإنذار به لأنه المنتفع به وَ یَحِقَّ الْقَوْلُ أی تجب كلمة العذاب عَلَی الْكافِرِینَ المصرین علی الكفر فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ بهلاك الكفار حَقٌّ كائن لا محالة فَإِمَّا نُرِیَنَّكَ ما مزیدة لتأكید الشرط بَعْضَ الَّذِی نَعِدُهُمْ و هو القتل و الأسر أَوْ نَتَوَفَّیَنَّكَ قبل أن تراه فَإِلَیْنا یُرْجَعُونَ یوم القیامة فنجازیهم بأعمالهم.
قوله تعالی لا حُجَّةَ أی لا حجاج و لا خصومة.
قوله تعالی فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِی أُوحِیَ إِلَیْكَ أی من القرآن بأن تتلوه حق تلاوته
ص: 164
و تتبع أوامره و تنتهی عما نهی فیه عنه إِنَّكَ عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ أی علی دین حق وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ أی و إن القرآن الذی أوحی إلیك لشرف لك و لقومك من قریش وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ عن شكر ما جعله اللّٰه لكم من الشرف أو عما یلزمكم من القیام بحق القرآن.
أقول: سیأتی فی الأخبار أن المراد بالقوم الأئمة علیهم السلام و هم یسألون عن علم القرآن.
قوله تعالی فَتَوَلَّ عَنْهُمْ أی فأعرض عن مجادلتهم بعد ما كررت علیهم الدعوة فأبوا إلا الإصرار و العناد فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ علی الإعراض بعد ما بذلت جهدك فی البلاغ وَ ذَكِّرْ و لا تدع التذكیر و الموعظة فَإِنَّ الذِّكْری تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِینَ من قدر اللّٰه إیمانه أو من آمن فإنه یزداد بصیرة.
فذكر فاثبت علی التذكیر و لا تكترث بقولهم فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بحمد اللّٰه و إنعامه بِكاهِنٍ وَ لا مَجْنُونٍ كما یقولون.
فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّی أی عن دعوته و الاهتمام بشأنه فإن من كانت الدنیا منتهی همته و مبلغ علمه لا تزیده الدعوة إلا عنادا.
هذا نَذِیرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولی أی هذا القرآن نذیر من جنس الإنذارات المتقدمة أو هذا الرسول نذیر من جنس المنذرین الأولین. (1) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ لعلمك أن الإنذار لا یغنی فیهم قوله تعالی وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَیُدْهِنُونَ أی تلین لهم فی دینك فیلینون فی دینهم كُلَّ حَلَّافٍ أی كثیر الحلف بالباطل لقلة مبالاته بالكذب مَهِینٍ من المهانة و هی القلة فی الرأی و التمیز و قیل ذلیل عند اللّٰه و عند الناس قیل یعنی الولید بن المغیرة عرض عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله المال لیرجع عن دینه و قیل الأخنس بن شریق و قیل الأسود بن عبد یغوث هَمَّازٍ أی عیاب مَشَّاءٍ بِنَمِیمٍ أی یفسد بین الناس بالنمیمة مَنَّاعٍ لِلْخَیْرِ أی بخیل بالمال أو عن الإسلام مُعْتَدٍ متجاوز فی الظلم أَثِیمٍ كثیر الإثم عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ أی جاف غلیظ بعد ما عد من مثالبه زَنِیمٍ أی دعی ملصق إلی قوم لیس
ص: 165
منهم أَنْ كانَ ذا مالٍ وَ بَنِینَ أی قال ذلك حینئذ لأن كان متمولا مستظهرا بالبنین من فرط غروره أو علة للا تطع أی لا تطع من هذه مثالبه لأن كان ذا مال سَنَسِمُهُ بالكی عَلَی الْخُرْطُومِ أی علی الأنف و قد أصاب أنف الولید جراحة یوم بدر فبقی أثره و قیل هو عبارة عن غایة الإذلال أو نسود وجهه یوم القیامة.
قوله تعالی سَأَلَ سائِلٌ قال البیضاوی أی دعا داع به بمعنی استدعاه و لذلك عدی الفعل بالباء و السائل نضر بن الحارث فإنه قال إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ أو أبو جهل فإنه قال فَأَسْقِطْ عَلَیْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ سأله استهزاء أو الرسول استعجل بعذابهم. (1)
أقول: ستأتی أخبار كثیرة فی أنها نزلت فی النعمان بن الحارث الفهری حین أنكر ولایة أمیر المؤمنین علیه السلام و قال اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَیْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ فرماه اللّٰه بحجر علی رأسه فقتله.
قوله مُهْطِعِینَ أی مسرعین عِزِینَ أی فرقا شتی قیل كان المشركون یحلقون حول رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله حلقا حلقا و یستهزءون بكلامه أَ یَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ یُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِیمٍ بلا إیمان و هو إنكار لقولهم لو صح ما یقوله لنكونن فیها أفضل حظا منهم كما فی الدنیا. (2) إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَیْكُمْ رَسُولًا یا أهل مكة شاهِداً عَلَیْكُمْ یشهد علیكم یوم القیامة بالإجابة و الامتناع وَبِیلًا أی ثقیلا. (3) قوله تعالی یا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ قال الطبرسی رحمه اللّٰه أی المتدثر بثیابه
قال الأوزاعی سمعت یحیی بن أبی كثیر یقول سألت أبا سلمة أی القرآن أنزل من قبل قال یا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ فقلت أو اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ فقال سألت جابر بن عبد اللّٰه أی القرآن أنزل قبل قال یا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ فقلت أو اقْرَأْ قَالَ جَابِرٌ أُحَدِّثُكُمْ مَا
ص: 166
حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ جَاوَرْتُ بِحِرَاءَ شَهْراً فَلَمَّا قَضَیْتُ جِوَارِی نَزَلْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ الْوَادِیَ فَنُودِیتُ فَنَظَرْتُ أَمَامِی وَ خَلْفِی وَ عَنْ یَمِینِی وَ عَنْ شِمَالِی فَلَمْ أَرَ أَحَداً ثُمَّ نُودِیتُ فَرَفَعْتُ رَأْسِی فَإِذَا هُوَ عَلَی الْعَرْشِ فِی الْهَوَاءِ یَعْنِی جَبْرَئِیلَ علیه السلام فَقُلْتُ دَثِّرُونِی دَثِّرُونِی فَصَبُّوا عَلَیَّ مَاءً فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ.
و فی روایة فخشیت (1) منه فرقا حتی هویت إلی الأرض فجئت إلی أهلی فقلت زملونی فنزل یا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ أی لیس بك ما تخافه من الشیطان إنما أنت نبی فأنذر الناس و ادعهم إلی التوحید.
و فی هذا ما فیه لأن اللّٰه تعالی لا یوحی إلی رسوله إلا بالبراهین النیرة و الآیات البینة الدالة علی أن ما یوحی إلیه إنما هو من اللّٰه تعالی فلا یحتاج إلی شی ء سواها و لا یفزع و لا یفزع و لا یفرق و قیل معناه یا أیها الطالب صرف الأذی بالدثار اطلبه بالإنذار و خوف قومك بالنار إن لم یؤمنوا و قیل إنه كان قد تدثر بشملة صغیرة لینام فقال یا أیها النائم قم من نومك فأنذر قومك و قیل إن المراد به الجد فی الأمر و القیام بما أرسل به فكأنه قیل له لا تنم عما أمرتك به و هذا كما تقول العرب فلان لا ینام فی أمره إذا وصف بالجد و صدق العزیمة. (2)
و قال فی قوله تعالی ذَرْنِی وَ مَنْ خَلَقْتُ وَحِیداً نزلت الآیات فی الولید بن المغیرة المخزومی و ذلك أن قریشا اجتمعت فی دار الندوة فقال لهم الولید إنكم ذوو أحساب و ذوو أحلام و إن العرب یأتونكم فینطلقون من عندكم علی أمر مختلف فأجمعوا أمركم علی شی ء واحد ما تقولون فی هذا الرجل قالوا نقول إنه شاعر فعبس عندها و قال قد سمعنا الشعر فما یشبه قوله الشعر فقالوا نقول إنه كاهن قال إذا یأتونه فلا یجدونه یحدث بما یحدث به الكهنة قالوا نقول إنه مجنون قال إذا یأتونه فلا یجدونه مجنونا قالوا نقول إنه ساحر قال و ما الساحر فقالوا بشر یحببون بین المتباغضین و یبغضون بین المتحابین قال فهو ساحر فخرجوا فكان
ص: 167
لا یلقی أحد منهم النبی صلی اللّٰه علیه و آله إلا قال یا ساحر یا ساحر و اشتد علیه ذلك فأنزل اللّٰه تعالی یا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ إلی قوله إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ- عن مجاهد.
و یروی أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله لما أنزل علیه حم تَنْزِیلُ الْكِتابِ (1) قام إلی المسجد و الولید بن المغیرة قریب منه یسمع قراءته فلما فطن النبی صلی اللّٰه علیه و آله لاستماعه لقراءته أعاد قراءة الآیة فانطلق الولید حتی أتی مجلس قومه بنی مخزوم فقال و اللّٰه لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس و لا من كلام الجن و إن له لحلاوة و إن علیه لطلاوة (2) و إن أعلاه لمثمر و إن أسفله لمعذق و إنه لیعلو و ما یعلی ثم انصرف إلی منزله فقال قریش صبأ (3) و اللّٰه الولید و اللّٰه لیصبأن قریش كلهم و كان یقال للولید ریحانة قریش فقال لهم أبو جهل أنا أكفیكموه فانطلق فقعد إلی جنب الولید حزینا فقال له ما لی أراك حزینا یا ابن أخی قال هذه قریش یعیبونك علی كبر سنك و یزعمون أنك زینت كلام محمد فقام مع أبی جهل حتی أتی مجلس قومه فقال تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأیتموه یخنق قط قالوا اللّٰهم لا قال تزعمون أنه كاهن فهل رأیتم علیه شیئا من ذلك قالوا اللّٰهم لا قال تزعمون أنه شاعر فهل رأیتموه أنه ینطق بشعر قط قالوا اللّٰهم لا قال تزعمون أنه كذاب فهل جربتم علیه شیئا من الكذب قالوا اللّٰهم لا و كان یسمی الصادق الأمین قبل النبوة من صدقه قالت قریش للولید فما هو فتفكر فی نفسه ثم نظر و عبس فقال ما هو إلا ساحر أ ما رأیتموه یفرق بین الرجل و أهله و ولده و موالیه فهو ساحر و ما یقوله سحر یؤثر. (4).
أقول: قد مر تفسیر الآیات فی كتاب الاحتجاج.
ثم قال رحمه اللّٰه فی قوله عَلَیْها تِسْعَةَ عَشَرَ قالوا لما نزلت هذه الآیة قال أبو جهل لقریش ثكلتكم أمهاتكم أ ما تسمعون ابن أبی كبشة یخبركم أن خزنة النار
ص: 168
تسعة عشر و أنتم الدهم و الشجعان (1) أ فیعجز كل عشرة منكم أن تبطشوا برجل من خزنة جهنم فقال أبو الأسد الجمحی أنا أكفیكم سبعة عشر عشرة علی ظهری و سبعة علی بطنی فاكفونی أنتم اثنین فنزل تمام الآیات. (2) و قال رحمه اللّٰه فی قوله كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ أی وحشیة نافرة فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ یعنی الأسد عن عطاء و الكلبی قال ابن عباس الحمر الوحشیة إذا عاینت الأسد هربت منه كذلك هؤلاء الكفار إذا سمعوا النبی صلی اللّٰه علیه و آله یقرأ القرآن هربوا منه و قیل القسورة الرماة و رجال القنص (3) بَلْ یُرِیدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ یُؤْتی صُحُفاً مُنَشَّرَةً أی كتبا من السماء تنزل إلیهم بأسمائهم أن آمنوا بمحمد و قیل معناه أنهم یریدون صحفا من اللّٰه تعالی بالبراءة من العقوبة و إسباغ النعمة حتی یؤمنوا و قیل یرید كل واحد منهم أن یكون رسولا یوحی إلیه متبوعا و أنف من أن یكون تابعا. (4) و قال فی قوله تعالی ثُمَّ ذَهَبَ إِلی أَهْلِهِ یَتَمَطَّی أی رجع إلیهم یتبختر و یختال فی مشیه قیل إن المراد بذلك أبو جهل بن هشام أَوْلی لَكَ فَأَوْلی هذا تهدید من اللّٰه له و المعنی ولیك المكروه یا أبا جهل و قرب منك و
جاءت الروایة أن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله أخذ بید أبی جهل ثم قال له أَوْلی لَكَ فَأَوْلی ثُمَّ أَوْلی لَكَ فَأَوْلی فقال أبو جهل بأی شی ء تهددنی لا تستطیع أنت و لا ربك أن تفعلا بی شیئا و إنی لأعز أهل هذا الوادی فأنزل اللّٰه سبحانه كما قال له رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله.
و قیل معناه الذم أولی لك من تركه إلا أنه حذف و كثر فی الكلام حتی صار بمنزلة الویل لك و صار من المحذوف الذی لا یجوز إظهاره و قیل هو وعید علی وعید و قیل معناه ولیك الشر فی الدنیا ولیك ثم ولیك الشر فی الآخرة ولیك و التكرار للتأكید و قیل (5) بعدا لك من خیرات
ص: 169
الدنیا و بعدا لك من خیرات الآخرة و قیل أولی لك ما تشاهده یا أبا جهل یوم بدر فأولی لك فی القبر ثم أولی لك یوم القیامة و لذلك أدخل ثم فأولی لك فی النار. (1) و قال فی قوله تعالی عَمَّ یَتَساءَلُونَ أصله عما قالوا لما بعث رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و أخبرهم بتوحید اللّٰه و بالبعث بعد الموت و تلا علیهم القرآن جعلوا یتساءلون بینهم أی یسأل بعضهم بعضا علی طریق الإنكار و التعجب فیقولون ما ذا جاء به محمد و ما الذی أتی به فأنزل اللّٰه عَمَّ یَتَساءَلُونَ أی عن أی شی ء یتساءلون و المعنی تفخیم القصة ثم ذكر أن تساءلهم عما ذا فقال عَنِ النَّبَإِ الْعَظِیمِ و هو القرآن و قیل هو نبأ القیامة و قیل كل ما اختلفوا فیه من أصول الدین. (2)
أقول: سیأتی أنه ولایة أمیر المؤمنین علیه السلام فی أخبار كثیرة.
و قال رحمه اللّٰه فی قوله تعالی قُتِلَ الْإِنْسانُ أی عذب و لعن و هو إشارة إلی كل كافر و قیل هو أمیة بن خلف و قیل عتبة بن أبی لهب إذ قال كفرت برب النجم إذا هوی ما أَكْفَرَهُ أی ما أشد كفره و قیل إن ما للاستفهام أی أی شی ء أوجب كفره أی لیس هاهنا شی ء یوجب الكفر فما الذی دعاه إلیه مع كثرة نعم اللّٰه علیه مِنْ أَیِّ شَیْ ءٍ خَلَقَهُ استفهام للتقریر و قیل معناه لم لا ینظر إلی أصل خلقته لیدله علی وحدانیة اللّٰه تعالی مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ أطوارا نطفة ثم علقة إلی آخر خلقه و علی حد معلوم من طوله و قصره و سمعه و بصره و أعضائه و حواسه و مدة عمره و رزقه و جمیع أحواله ثُمَّ السَّبِیلَ یَسَّرَهُ أی سبیل الخروج من بطن أمه (3) أو طریق الخیر و الشر
ص: 170
كَلَّا أی حقا لَمَّا یَقْضِ ما أَمَرَهُ من إخلاص عبادته و لم یؤد حق اللّٰه علیه مع كثرة نعمه (1) و قال فی قوله تعالی إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِیمٍ أی إن القرآن قول رسول كریم علی ربه و هو جبرئیل علیه السلام و هو كلام اللّٰه أنزله علی لسانه ثم وصف جبرئیل فقال ذِی قُوَّةٍ أی فیما كلف و أمر به من العلم و العمل و تبلیغ الرسالة و قیل ذی قدرة فی نفسه عِنْدَ ذِی الْعَرْشِ مَكِینٍ أی متمكن عند اللّٰه خالق العرش رفیع المنزلة عنده مُطاعٍ ثَمَّ أی فی السماء تطیعه الملائكة قالوا و من طاعة الملائكة لجبرئیل علیه السلام أنه أمر خازن الجنة لیلة المعراج حتی فتح لمحمد صلی اللّٰه علیه و آله أبوابها فدخلها و رأی ما فیها و أمر خازن النار ففتح له عنها حتی نظر إلیها أَمِینٍ علی وحی اللّٰه و رسالاته إلی أنبیائه
وَ فِی الْحَدِیثِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِجَبْرَئِیلَ مَا أَحْسَنَ مَا أَثْنَی عَلَیْكَ رَبُّكَ ذِی قُوَّةٍ عِنْدَ ذِی الْعَرْشِ مَكِینٍ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِینٍ فَمَا كَانَتْ قُوَّتُكَ وَ مَا كَانَتْ أَمَانَتُكَ فَقَالَ أَمَّا قُوَّتِی فَإِنِّی بُعِثْتُ إِلَی مَدَائِنِ قَوْمِ لُوطٍ وَ هِیَ أَرْبَعُ مَدَائِنَ فِی كُلِّ مَدِینَةٍ أَرْبَعُمِائَةِ أَلْفِ مُقَاتِلٍ سِوَی الذَّرَارِیِّ فَحَمَلْتُهُمْ مِنَ الْأَرْضِ السُّفْلَی حَتَّی سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ أَصْوَاتَ الدَّجَاجِ و نُبَاحَ الْكِلَابِ ثُمَّ هَوَیْتُ بِهِنَّ فَقَلَّبْتُهُنَّ وَ أَمَّا أَمَانَتِی فَإِنِّی لَمْ أُؤْمَرْ بِشَیْ ءٍ فَعَدَوْتُهُ إِلَی غَیْرِهِ.
ثم خاطب سبحانه جماعة الكفار فقال وَ ما صاحِبُكُمْ الذی یدعوكم إلی اللّٰه بِمَجْنُونٍ و المجنون المغطی علی عقله حتی لا یدرك الأمور علی ما هی علیه وَ لَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِینِ أی رأی محمد صلی اللّٰه علیه و آله جبرئیل علیه السلام علی صورته التی خلقه اللّٰه تعالی علیها حیث تطلع الشمس و هو الأفق الأعلی من ناحیة المشرق وَ ما هُوَ عَلَی الْغَیْبِ بِضَنِینٍ قرأ أهل البصرة غیر سهل و ابن كثیر و الكسائی بالظاء و الباقون بالضاد فعلی الأول أی لیس بمتهم فیما یخبر به عن اللّٰه و علی الثانی أی لیس ببخیل فیما یؤدی عن اللّٰه وَ ما هُوَ بِقَوْلِ شَیْطانٍ رَجِیمٍ أی لیس القرآن بقول شیطان ألقاه إلیه كما قال المشركون إن الشیطان یلقی إلیه كما یلقی إلی الكهنة فَأَیْنَ تَذْهَبُونَ فأی طریق تسلكون أبین من هذه الطریقة التی قد بینت لكم أو فأین تعدلون عن القرآن إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِینَ أی ما القرآن إلا عظة و تذكرة للخلق
ص: 171
لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ یَسْتَقِیمَ علی أمر اللّٰه و طاعته. (1) و قال فی قوله إِنَّ الَّذِینَ أَجْرَمُوا یعنی كفار قریش و مترفیهم كأبی جهل و الولید بن المغیرة و العاص بن وائل و أصحابهم كانُوا مِنَ الَّذِینَ آمَنُوا یعنی أصحاب النبی صلی اللّٰه علیه و آله مثل عمار و خباب و بلال و غیرهم یَضْحَكُونَ علی وجه السخریة بهم و الاستهزاء فی دار الدنیا أو من جدهم فی عبادتهم لإنكارهم البعث أو لإیهام العوام أن المسلمین علی باطل وَ إِذا مَرُّوا أی المؤمنون بِهِمْ یَتَغامَزُونَ أی یشیر بعضهم إلی بعض بالأعین و الحواجب استهزاء بهم و قیل نزلت فی علی علیه السلام و ذلك أنه كان فی نفر من المسلمین جاءوا إلی النبی صلی اللّٰه علیه و آله فسخر منهم المنافقون و ضحكوا و تغامزوا ثم رجعوا إلی أصحابهم فقالوا رأینا الیوم الأصلع فضحكنا منه فنزلت الآیة قبل أن یصل علی علیه السلام و أصحابه إلی النبی صلی اللّٰه علیه و آله قوله فَكِهِینَ أی إذا رجع هؤلاء الكفار إلی أهلهم رجعوا معجبین بما هم فیه یتفكهون بذكرهم وَ ما أُرْسِلُوا عَلَیْهِمْ حافِظِینَ أی لم یرسل هؤلاء الكفار حافظین علی المؤمنین ما هم علیه و ما كلفوا حفظ أعمالهم (2) قوله تعالی سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسی قال البیضاوی أی سنقرئك علی لسان جبرئیل أو سنجعلك قارئا بإلهام القراءة فلا تنسی أصلا من قوة الحفظ إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ نسیانه بأن ینسخ تلاوته و قیل المراد به القلة أو نفی النسیان رأسا إِنَّهُ یَعْلَمُ الْجَهْرَ وَ ما یَخْفی ما ظهر من أحوالكم و ما بطن أو جهرك بالقراءة مع جبرئیل و ما دعاك إلیه من مخافة النسیان فیعلم ما فیه صلاحكم من إبقاء و إنساء وَ نُیَسِّرُكَ لِلْیُسْری و نعدك للطریقة الیسری فی حفظ الوحی أو التدین و نوفقك لها و لهذه النكتة قال نُیَسِّرُكَ لا نیسر لك عطف علی سَنُقْرِئُكَ و إِنَّهُ یَعْلَمُ اعتراض فَذَكِّرْ بعد ما استتب لك الأمر إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْری لعل هذه الشرطیة إنما جاءت بعد تكریر التذكیر و حصول الیأس عن البعض لئلا یتعب نفسه و یتلهف علیهم أو لذم المذكرین و استبعاد تأثیر الذكری فیهم أو للإشعار بأن التذكیر إنما یجب إذا ظن نفعه و لذلك أمر بالإعراض عمن تولی
ص: 172
سَیَذَّكَّرُ مَنْ یَخْشی سیتعظ و ینتفع بها من یخشی اللّٰه وَ یَتَجَنَّبُهَا و یتجنب الذكری الْأَشْقَی الكافر فإنه أشقی من الفاسق أو الأشقی من الكفرة لتوغله فی الكفر الَّذِی یَصْلَی النَّارَ الْكُبْری أی نار جهنم ثُمَّ لا یَمُوتُ فِیها فیستریح وَ لا یَحْیی حیاة تنفعه. (1) لَسْتَ عَلَیْهِمْ بِمُصَیْطِرٍ بمتسلط إِلَّا مَنْ تَوَلَّی وَ كَفَرَ لكن من تولی و كفر فَیُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ یعنی عذاب الآخرة و قیل متصل فإن جهاد الكفار و قتلهم تسلط و كأنه أوعدهم بالجهاد فی الدنیا و العذاب فی الآخرة و قیل هو استثناء من قوله فَذَكِّرْ إِنَّ إِلَیْنا إِیابَهُمْ رجوعهم ثُمَّ إِنَّ عَلَیْنا حِسابَهُمْ فی المحشر. (2) لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ أقسم سبحانه بمكة و قیده بحلول الرسول صلی اللّٰه علیه و آله فیه إظهارا لمزید فضله و إشعارا بأن شرف المكان شرف (3) أهله و قیل حل مستحل تعرضك فیه (4) وَ والِدٍ أی آدم أو إبراهیم علیه السلام وَ ما وَلَدَ ذریته أو محمد صلی اللّٰه علیه و آله فِی كَبَدٍ أی تعب و مشقة و هو تسلیة للرسول صلی اللّٰه علیه و آله بما كان (5) یكابده من قریش و الضمیر فی أَ یَحْسَبُ لبعضهم الذی كان یكابد منه أكثر أو یغتر بقوته كأبی الأشد بن كلدة فإنه كان یبسط تحت قدمه (6) أدیم عكاظی و یجذبه عشرة فیتقطع و لا یزل قدماه أو لكل أحد منهم أو الإنسان (7) أَنْ لَنْ یَقْدِرَ عَلَیْهِ أَحَدٌ فینتقم منه یَقُولُ أی فی ذلك الوقت أَهْلَكْتُ مالًا لُبَداً أی كثیرا و المراد ما أهلكه سمعة و مفاخرة و معاداة للرسول صلی اللّٰه علیه و آله أَ یَحْسَبُ
ص: 173
أَنْ لَمْ یَرَهُ أَحَدٌ حین كان ینفق أو بعد ذلك فیسأله عنه. (1) و قال الطبرسی قیل هو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف و ذلك أنه أذنب ذنبا فاستفتی النبی صلی اللّٰه علیه و آله فأمره أن یكفر فقال لقد ذهب مالی فی الكفارات و النفقات منذ دخلت فی دین محمد عن مقاتل. (2) اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ أی اقرأ القرآن مفتتحا باسمه أو مستعینا به و قیل الباء زائدة أی اقرأ اسم ربك الذی خلق كل شی ء خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ جمع علقة اقْرَأْ تكریر للمبالغة أو الأول مطلق و الثانی للتبلیغ أو فی الصلاة و لعله لما قیل اقرأ باسم ربك فقال ما أنا بقاری فقیل له اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ الزائد فی الكرم علی كل كریم الَّذِی عَلَّمَ بِالْقَلَمِ أی الخط بالقلم عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ یَعْلَمْ بخلق القوی و نصب الدلائل و إنزال الآیات فیعلمك القراءة و إن لم تكن قارئا و أكثر المفسرین علی أن هذه السورة أول ما نزل من القرآن و أول یوم نزل جبرئیل علی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و هو قائم علی حراء علمه خمس آیات من أول هذه السورة و قیل سورة المدثر و قیل سورة الحمد.
لَمْ یَكُنِ الَّذِینَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أی الیهود و النصاری وَ الْمُشْرِكِینَ أی عبدة الأصنام مُنْفَكِّینَ عما كانوا علیه من دینهم حَتَّی تَأْتِیَهُمُ الْبَیِّنَةُ أی الرسول صلی اللّٰه علیه و آله أو القرآن رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ بدل من البینة بنفسه أو بتقدیر مضاف أو مبتدإ یَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً صفته أو خبره و الرسول و إن كان أمیا لكنه لما تلا مثل ما فی الصحف كان كالتالی لها و قیل المراد جبرئیل و كون الصحف مطهرة أن الباطل لا یأتی ما فیها و أنها لا یمسها إلا المطهرون فِیها كُتُبٌ قَیِّمَةٌ مكتوبات مستقیمة ناطقة بالحق وَ ما تَفَرَّقَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ عما كانوا علیه بأن آمن بعضهم و كفر آخرون إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ البشارة به فی كتبهم و علی ألسنة رسلهم فكانت الحجة قائمة علیهم.
ص: 174
قوله تعالی رِحْلَةَ الشِّتاءِ قال الطبرسی كانت لقریش رحلتان فی كل سنة رحلة فی الشتاء إلی الیمن لأنها بلاد حامیة و رحلة فی الصیف إلی الشام لأنها بلاد باردة و لو لا هاتان الرحلتان لم یمكنهم به مقام و قیل إن كلتا الرحلتین كانت إلی الشام و لكن رحلة الشتاء فی البحر إلی وائله طلبا للدف ء و رحلة الصیف إلی بصری و أذرعات طلبا للهواء. (1) و قال فی قوله أَ رَأَیْتَ الَّذِی یُكَذِّبُ بِالدِّینِ أی بالجزاء و الحساب قال الكلبی نزلت فی العاص بن وائل السهمی و قیل فی الولید بن المغیرة عن السدی و مقاتل و قیل فی أبی سفیان كان ینحر فی كل أسبوع جزورین فأتاه یتیم فسأله شیئا فقرعه بعصاه (2) عن ابن جریح و قیل فی رجل من المنافقین عن ابن عباس یَدُعُّ الْیَتِیمَ أی یدفعه بعنف وَ لا یَحُضُّ عَلی طَعامِ الْمِسْكِینِ أی لا یطعمه و لا یحث علیه إذا عجز. (3)
أقول: قد مضی سبب نزول سورة الجحد فی كتاب الاحتجاج.
وَ قَالَ الطَّبْرِسِیُّ رَوَی ابْنُ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ الصَّفَا فَقَالَ یَا صَبَاحَاهْ فَاجْتَمَعَتْ إِلَیْهِ قُرَیْشٌ فَقَالُوا لَهُ مَا لَكَ فَقَالَ أَ رَأَیْتُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ الْعَدُوَّ مُصَبِّحُكُمْ أَوْ مُمَسِّیكُمْ أَ مَا كُنْتُمْ تُصَدِّقُونِّی قَالُوا بَلَی قَالَ فَإِنِّی نَذِیرٌ لَكُمْ بَیْنَ یَدَیْ عَذابٍ شَدِیدٍ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ تَبّاً لَكَ لِهَذَا دَعَوْتَنَا جَمِیعاً فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ السُّورَةَ تَبَّتْ یَدا أَبِی لَهَبٍ وَ تَبَّ.
أی خسرت یداه أو صفرتا من كل خیر و هو ابن عبد المطلب عم النبی صلی اللّٰه علیه و آله وَ امْرَأَتُهُ و هی أم جمیل بنت حرب أخت أبی سفیان حَمَّالَةَ الْحَطَبِ كانت تحمل الغضا و الشوك فتطرحه فی طریق رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله إذا خرج إلی الصلاة لیعقره عن ابن عباس و فی روایة الضحاك قال الربیع بن أنس كانت تبث و تنشر الشوك علی طریق الرسول صلی اللّٰه علیه و آله فیطؤه كما یطأ أحدكم الحریر و قیل إنها كانت تمشی بالنمیمة بین الناس فتلقی بینهم العداوة و توقد نارها بالتهییج كما یوقد النار
ص: 175
الحطب فسمی النمیمة حطبا عن ابن عباس و قیل معناه حمالة الخطایا فِی جِیدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ أی حبل من لیف و إنما وصفها بهذه الصفة تخسیسا لها و تحقیرا و قیل حبل تكون له خشونة اللیف و حرارة النار و ثقل الحدید یجعل فی عنقها زیادة فی عذابها و قیل فی عنقها سلسلة من حدید طولها سبعون ذراعا تدخل فی فیها و تخرج من دبرها و تدار علی عنقها فی النار عن ابن عباس و سمیت السلسلة مسدا لأنها ممسودة أی مفتولة و قیل إنها كانت لها قلادة فاخرة من جوهر فقالت لأنفقها فی عداوة محمد فتكون عذابا فی عنقها یوم القیامة عن سعید بن المسیب
وَ یُرْوَی عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِی بَكْرٍ قَالَتْ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ أَقْبَلَتِ الْعَوْرَاءُ أُمُّ جَمِیلِ بِنْتِ حَرْبٍ وَ لَهَا وَلْوَلَةٌ وَ فِی یَدِهَا فِهْرٌ وَ هِیَ تَقُولُ:
مُذَمَّماً أَبَیْنَا*وَ دِینَهُ قَلَیْنَا*وَ أَمْرَهُ عَصَیْنَا
وَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله جَالِسٌ فِی الْمَسْجِدِ وَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ فَلَمَّا رَآهَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ أَقْبَلَتْ وَ أَنَا أَخَافُ أَنْ تَرَاكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّهَا لَنْ تَرَانِی وَ قَرَأَ قُرْآناً فَاعْتَصَمَ بِهِ كَمَا قَالَ وَ قَرَأَ وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً (1) فَوَقَفَتْ عَلَی أَبِی بَكْرٍ وَ لَمْ تَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَتْ یَا أَبَا بَكْرٍ أُخْبِرْتُ أَنَّ صَاحِبَكَ هَجَانِی فَقَالَ لَا وَ رَبِّ الْبَیْتِ مَا هَجَاكِ فَوَلَّتْ وَ هِیَ تَقُولُ قُرَیْشٌ عَلِمَتْ أَنِّی بِنْتُ سَیِّدِهَا.
وَ رُوِیَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: صَرَفَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَنِّی ثُمَّ إِنَّهُمْ یَذُمُّونَ مُذَمَّماً وَ أَنَا مُحَمَّدٌ (2).
أقول: قد مر تفسیر سورة الفلق فی باب عصمته صلی اللّٰه علیه و آله.
«1»-ك، إكمال الدین أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی غَیْبَتِهِ لَمْ یَعْلَمْ بِهَا أَحَدٌ (3).
«2»-ك، إكمال الدین ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدٍ وَ الصَّفَّارِ مَعاً عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ وَ الْیَقْطِینِیِّ مَعاً
ص: 176
عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: اكْتَتَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِمَكَّةَ مُخْتَفِیاً خَائِفاً خَمْسَ سِنِینَ لَیْسَ یُظْهِرُ أَمْرَهُ وَ عَلِیٌّ علیه السلام اكْتَتَمَ (1) مَعَهُ وَ خَدِیجَةُ علیها السلام ثُمَّ أَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ یَصْدَعَ بِمَا أُمِرَ بِهِ فَظَهَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَظْهَرَ أَمْرَهُ (2).
غط، الغیبة للشیخ الطوسی عن سعد مثله (3).
«3»-ك، إكمال الدین وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ مُخْتَفِیاً بِمَكَّةَ ثَلَاثَ سِنِینَ (4).
«4»-ك، إكمال الدین أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنْ سَعْدٍ وَ الْحِمْیَرِیِّ وَ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ وَ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ عِیسَی وَ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ وَ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِمَكَّةَ بَعْدَ مَا جَاءَهُ الْوَحْیُ عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً مِنْهَا ثَلَاثُ سِنِینَ مُخْتَفِیاً خَائِفاً لَا یُظْهِرُ حَتَّی أَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ یَصْدَعَ بِمَا أُمِرَ بِهِ فَأَظْهَرَ حِینَئِذٍ الدَّعْوَةَ (5).
غط، الغیبة للشیخ الطوسی سعد مثله (6).
«5»-ل، الخصال أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: رَنَّ إِبْلِیسُ أَرْبَعَ رَنَّاتٍ أَوَّلُهُنَّ یَوْمَ لُعِنَ وَ حِینَ أُهْبِطَ إِلَی الْأَرْضِ وَ حِینَ بُعِثَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی حِینِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ وَ حِینَ أُنْزِلَتْ أُمُّ الْكِتَابِ وَ نَخَرَ نَخْرَتَیْنِ حِینَ أَكَلَ آدَمُ علیه السلام مِنَ الشَّجَرَةِ وَ حِینَ أُهْبِطَ مِنَ الْجَنَّةِ (7).
بیان: الرنة الصیاح و النخیر صوت بالأنف.
«6»-ع، علل الشرائع الطَّالَقَانِیُّ عَنِ الْجَلُودِیِّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ غِیَاثٍ عَنْ
ص: 177
أَبِی عَوَانَةَ عَنْ عُمَرَ (1) بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَبِی صَادِقٍ (2) عَنْ رَبِیعَةَ بْنِ نَاجِدٍ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ بِمَا وَرِثْتَ ابْنَ عَمِّكَ دُونَ عَمِّكَ فَقَالَ یَا مَعْشَرَ النَّاسِ فَفَتَحُوا (3) آذَانَهُمْ وَ اسْتَمَعُوا فَقَالَ علیه السلام جَمَعَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِی بَیْتِ رَجُلٍ مِنَّا أَوْ قَالَ أَكْبَرِنَا فَدَعَا بِمُدٍّ وَ نِصْفٍ مِنْ طَعَامٍ وَ قَدَحٍ لَهُ یُقَالُ لَهُ الْغُمَرُ فَأَكَلْنَا وَ شَرِبْنَا وَ بَقِیَ الطَّعَامُ وَ الشَّرَابُ كَمَا هُوَ وَ فِینَا مَنْ یَأْكُلُ الْجَذَعَةَ وَ یَشْرَبُ الْفَرَقَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنْ قَدْ تَرَوْنَ هَذِهِ فَأَیُّكُمْ یُبَایِعُنِی عَلَی أَنَّهُ أَخِی وَ وَارِثِی وَ وَصِیِّی فَقُمْتُ إِلَیْهِ وَ كُنْتُ أَصْغَرَ الْقَوْمِ وَ قُلْتُ أَنَا قَالَ اجْلِسْ ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كُلَّ ذَلِكَ أَقُومُ إِلَیْهِ فَیَقُولُ اجْلِسْ حَتَّی كَانَ فِی الثَّالِثَةِ فَضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی یَدِی فَبِذَلِكَ وَرِثْتُ ابْنَ عَمِّی دُونَ عَمِّی (4).
بیان: الغمر بضم الغین و فتح المیم القدح الصغیر و الفرق بالفتح و قد یحرك مكیال هو ستة عشر رطلا.
«7»-ع، علل الشرائع الطَّالَقَانِیُّ عَنِ الْجَلُودِیِّ عَنِ الْمُغِیرَةِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ قَیْسِ بْنِ الرَّبِیعِ وَ شَرِیكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ (5) وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ أَیْ رَهْطَكَ الْمُخْلَصِینَ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ هُمْ إِذْ ذَاكَ أَرْبَعُونَ رَجُلًا یَزِیدُونَ رَجُلًا أَوْ یَنْقُصُونَ رَجُلًا فَقَالَ أَیُّكُمْ یَكُونُ أَخِی وَ وَارِثِی وَ وَزِیرِی وَ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی فِیكُمْ بَعْدِی فَعَرَضَ عَلَیْهِمْ ذَلِكَ رَجُلًا رَجُلًا كُلَّهُمْ یَأْبَی ذَلِكَ حَتَّی أَتَی عَلَیَّ فَقُلْتُ أَنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ یَا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ هَذَا أَخِی وَ وَارِثِی وَ وَصِیِّی وَ وَزِیرِی وَ خَلِیفَتِی فِیكُمْ بَعْدِی فَقَامَ الْقَوْمُ یَضْحَكُ بَعْضُهُمْ إِلَی بَعْضٍ وَ یَقُولُونَ لِأَبِی طَالِبٍ قَدْ أَمَرَكَ
ص: 178
أَنْ تَسْمَعَ وَ تُطِیعَ لِهَذَا الْغُلَامِ (1).
أقول:- و رواه السید فی الطرف بإسناده عن الأعمش مثله (2).
«8»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ إِبْلِیسَ رَنَّ رَنِیناً لَمَّا بَعَثَ اللَّهُ نَبِیَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی حِینِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ وَ حِینَ أُنْزِلَتْ أُمُّ الْكِتَابِ (3).
«9»-فس، تفسیر القمی فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ حَتَّی تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ یَنْبُوعاً أَیْ عَیْناً أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ أَیْ بُسْتَانٌ مِنْ نَخِیلٍ وَ عِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِیراً مِنْ تِلْكَ الْعُیُونِ أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَیْنا كِسَفاً وَ ذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ إِنَّهُ سَیَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ كِسَفٌ لِقَوْلِهِ وَ إِنْ یَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً یَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ (4) وَ قَوْلِهِ أَوْ تَأْتِیَ بِاللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ قَبِیلًا وَ الْقَبِیلُ الْكَثِیرُ أَوْ یَكُونَ لَكَ بَیْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ الْمُزَخْرَفُ بِالذَّهَبِ أَوْ تَرْقی فِی السَّماءِ وَ لَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِیِّكَ حَتَّی تُنَزِّلَ عَلَیْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ یَقُولُ مَنَّ اللَّهُ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی أُمَیَّةَ أَنَّ مُحَمَّداً صَادِقٌ وَ أَنِّی أَنَا بَعَثْتُهُ وَ یَجِی ءُ مَعَهُ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ یَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ كَتَبَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ قُلْ سُبْحانَ رَبِّی هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولًا (5).
أقول: سیأتی ما یوضح الخبر فی باب فتح مكة.
«10»-فس، تفسیر القمی فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِینَ إِنَّا كَفَیْناكَ الْمُسْتَهْزِئِینَ فَإِنَّهَا نَزَلَتْ بِمَكَّةَ بَعْدَ أَنْ نُبِّئَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِثَلَاثِ سِنِینَ وَ ذَلِكَ أَنَّ النُّبُوَّةَ نَزَلَتْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ وَ أَسْلَمَ عَلِیٌّ علیه السلام یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ ثُمَّ أَسْلَمَتْ خَدِیجَةُ بِنْتُ خُوَیْلِدٍ زَوْجَةُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ دَخَلَ أَبُو طَالِبٍ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یُصَلِّی وَ عَلِیٌّ علیه السلام بِجَنْبِهِ وَ كَانَ مَعَ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ جَعْفَرٌ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ صِلْ جَنَاحَ
ص: 179
ابْنِ عَمِّكَ فَوَقَفَ جَعْفَرٌ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَی یَسَارِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَبَدَرَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ بَیْنِهِمَا فَكَانَ یُصَلِّی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ جَعْفَرٌ وَ زَیْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَ خَدِیجَةُ فَلَمَّا أَتَی لِذَلِكَ سِنُونَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِینَ إِنَّا كَفَیْناكَ الْمُسْتَهْزِئِینَ وَ كَانَ الْمُسْتَهْزِءُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَمْسَةً الْوَلِیدَ بْنَ الْمُغِیرَةِ وَ الْعَاصَ بْنَ وَائِلٍ وَ الْأَسْوَدَ بْنَ الْمُطَّلِبِ وَ الْأَسْوَدَ بْنَ عَبْدِ یَغُوثَ وَ الْحَارِثَ بْنَ طَلَاطِلَةَ الْخُزَاعِیَّ.
أقول: ثم ساق الحدیث إلی آخر خبر هلاك المستهزءین علی ما نقلنا عنه فی أبواب المعجزات.
ثم قال فخرج رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فقام علی الحجر فقال یا معشر قریش یا معشر (1) العرب أدعوكم إلی شهادة أن لا إله إلا اللّٰه و أنی رسول اللّٰه و آمركم بخلع الأنداد و الأصنام فأجیبونی تملكون بها العرب و تدین لكم العجم و تكونون ملوكا فی الجنة فاستهزءوا منه و قالوا جن محمد بن عبد اللّٰه و لم یجسروا علیه لموضع أبی طالب فاجتمعت قریش علی أبی طالب (2) فقالوا یا أبا طالب إن ابن أخیك قد سفه أحلامنا و سب آلهتنا و أفسد شباننا و فرق جماعتنا فإن كان یحمله علی ذلك العدم جمعنا له مالا فیكون أكثر قریش مالا و نزوجه أی امرأة شاء من قریش فقال له أبو طالب ما هذا یا ابن أخ فقال یا عم هذا دین اللّٰه الذی ارتضاه لأنبیائه و رسله بعثنی اللّٰه رسولا إلی الناس فقال یا ابن أخ إن قومك قد أتونی یسألونی أن أسألك أن تكف عنهم فقال یا عم لا أستطیع أن أخالف أمر ربی فكف عنه أبو طالب ثم اجتمعوا إلی أبی طالب فقالوا أنت سید من ساداتنا فادفع إلینا محمدا لنقتله و تملك علینا فقال أبو طالب قصیدته الطویلة یقول فیها:
و لما رأیت القوم لا ود بینهم (3)*** و قد قطعوا كل العری و الوسائل
كذبتم و بیت اللّٰه یبزی محمد***و لما نطاعن دونه و نناضل
و نسلمه (4) حتی نصرع حوله*** و نذهل عن أبنائنا و الحلائل
ص: 180
فلما اجتمعت قریش علی قتل رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و كتبوا الصحیفة القاطعة جمع أبو طالب بنی هاشم و حلف لهم بالبیت و الركن و المقام و المشاعر فی الكعبة لئن شاكت محمدا شوكة لآتین علیكم یا بنی هاشم (1) فأدخله الشعب و كان یحرسه باللیل و النهار قائما بالسیف علی رأسه أربع سنین فلما خرجوا من الشعب حضر (2) أبا طالب الوفاة فدخل إلیه رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و هو یجود بنفسه فقال یا عم ربیت صغیرا و كفلت یتیما فجزاك اللّٰه عنی خیرا أعطنی كلمة أشفع لك بها عند ربی (3) فروی أنه لم یخرج من الدنیا حتی أعطی رسول اللّٰه الرضا. (4).
بیان: قال الجزری یبزی أی یقهر و یغلب أراد لا یبزی فحذف لا من جواب القسم و هی مرادة أی لا یقهر و لم نقاتل عنه و ندافع و فلان یناضل عن فلان إذا رامی عنه و حاج و تكلم بعذره و دفع عنه.
«11»-فس، تفسیر القمی وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ قَالَ نَزَلَتْ (5) وَ رَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِینَ (6) قَالَ نَزَلَتْ بِمَكَّةَ فَجَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَنِی هَاشِمٍ وَ هُمْ أَرْبَعُونَ رَجُلًا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ یَأْكُلُ الْجَذَعَ وَ یَشْرَبُ الْقِرْبَةَ فَاتَّخَذَ لَهُمْ طَعَاماً یَسِیراً بِحَسَبِ مَا أَمْكَنَ فَأَكَلُوا حَتَّی شَبِعُوا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ یَكُونُ وَصِیِّی وَ وَزِیرِی وَ خَلِیفَتِی فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ هَذَا (7) مَا سَحَرَكُمْ مُحَمَّدٌ فَتَفَرَّقُوا فَلَمَّا كَانَ الْیَوْمُ الثَّانِی أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَفَعَلَ بِهِمْ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ سَقَاهُمُ اللَّبَنَ (8) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَیُّكُمْ یَكُونُ وَصِیِّی وَ وَزِیرِی وَ خَلِیفَتِی فَقَالَ
ص: 181
أَبُو لَهَبٍ هَذَا مَا سَحَرَكُمْ مُحَمَّدٌ فَتَفَرَّقُوا فَلَمَّا كَانَ الْیَوْمُ الثَّالِثُ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَفَعَلَ بِهِمْ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ سَقَاهُمُ اللَّبَنَ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَیُّكُمْ یَكُونُ وَصِیِّی وَ وَزِیرِی وَ خَلِیفَتِی وَ یُنْجِزُ عِدَاتِی وَ یَقْضِی دَیْنِی فَقَامَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ كَانَ أَصْغَرَهُمْ سِنّاً وَ أَحْمَشَهُمْ سَاقاً وَ أَقَلَّهُمْ مَالًا فَقَالَ أَنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْتَ هُوَ (1).
«12»-فس، تفسیر القمی وَ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ قَالَ نَزَلَتْ بِمَكَّةَ لَمَّا أَظْهَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الدَّعْوَةَ بِمَكَّةَ اجْتَمَعَتْ قُرَیْشٌ إِلَی أَبِی طَالِبٍ فَقَالُوا یَا أَبَا طَالِبٍ إِنَّ ابْنَ أَخِیكَ قَدْ سَفَّهَ أَحْلَامَنَا وَ سَبَّ آلِهَتَنَا وَ أَفْسَدَ شَبَابَنَا وَ فَرَّقَ جَمَاعَتَنَا فَإِنْ كَانَ الَّذِی یَحْمِلُهُ عَلَی ذَلِكَ الْعُدْمَ جَمَعْنَا لَهُ مَالًا حَتَّی یَكُونَ أَغْنَی رَجُلٍ فِی قُرَیْشٍ وَ نُمَلِّكَهُ عَلَیْنَا فَأَخْبَرَ أَبُو طَالِبٍ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِذَلِكَ فَقَالَ لَوْ وَضَعُوا الشَّمْسَ فِی یَمِینِی وَ الْقَمَرَ فِی یَسَارِی مَا أَرَدْتُهُ وَ لَكِنْ یُعْطُونِی كَلِمَةً یُمَلِّكُونَ بِهَا الْعَرَبَ وَ یَدِینُ لَهُمْ بِهَا الْعَجَمُ وَ یَكُونُونَ مُلُوكاً فِی الْجَنَّةِ فَقَالَ لَهُمْ أَبُو طَالِبٍ ذَلِكَ فَقَالُوا نَعَمْ وَ عَشْرَ كَلِمَاتٍ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنِّی رَسُولُ اللَّهِ فَقَالُوا نَدَعُ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ سِتِّینَ إِلَهاً وَ نَعْبُدُ إِلَهاً وَاحِداً فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَ قالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ إِلَی قَوْلِهِ إِلَّا اخْتِلاقٌ (2) أَیْ تَخْلِیطٌ (3).
«13»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ (4) عَنْ حَفْصٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا حَفْصُ إِنَّ مَنْ صَبَرَ صَبَرَ قَلِیلًا وَ إِنَّ مَنْ جَزِعَ جَزِعَ قَلِیلًا ثُمَّ قَالَ عَلَیْكَ بِالصَّبْرِ فِی جَمِیعِ أُمُورِكَ فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمَرَهُ (5) بِالصَّبْرِ وَ الرِّفْقِ فَقَالَ وَ اصْبِرْ (6) عَلی ما یَقُولُونَ وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِیلًا (7) وَ قَالَ ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ
ص: 182
السَّیِّئَةَ (1) فَإِذَا الَّذِی بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِیٌّ حَمِیمٌ (2) فَصَبَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی قَابَلُوهُ بِالْعِظَامِ (3) وَ رَمَوْهُ بِهَا (4) فَضَاقَ صَدْرُهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ (5) وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ یَضِیقُ صَدْرُكَ بِما یَقُولُونَ (6) ثُمَّ كَذَّبُوهُ وَ رَمَوْهُ فَحَزِنَ لِذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَیَحْزُنُكَ الَّذِی یَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا یُكَذِّبُونَكَ وَ لكِنَّ الظَّالِمِینَ بِآیاتِ اللَّهِ یَجْحَدُونَ وَ لَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلی ما كُذِّبُوا وَ أُوذُوا حَتَّی أَتاهُمْ نَصْرُنا (7) فَأَلْزَمَ نَفْسَهُ صلی اللّٰه علیه و آله الصَّبْرَ (8) فَقَعَدُوا وَ ذَكَرُوا اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ كَذَّبُوهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَقَدْ صَبَرْتُ فِی نَفْسِی وَ أَهْلِی وَ عِرْضِی وَ لَا صَبْرَ لِی عَلَی ذِكْرِهِمْ (9) إِلَهِی فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَ لَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَیْنَهُما فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ وَ ما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ فَاصْبِرْ عَلی ما یَقُولُونَ (10) فَصَبَرَ صلی اللّٰه علیه و آله فِی جَمِیعِ أَحْوَالِهِ ثُمَّ بُشِّرَ فِی الْأَئِمَّةِ مِنْ عِتْرَتِهِ (11) وَ وُصِفُوا بِالصَّبْرِ فَقَالَ وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ (12) أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَ كانُوا بِآیاتِنا یُوقِنُونَ (13) فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله الصَّبْرُ مِنَ الْإِیمَانِ كَالرَّأْسِ مِنَ الْبَدَنِ (14) فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ ذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ تَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنی عَلی بَنِی إِسْرائِیلَ بِما صَبَرُوا وَ دَمَّرْنا ما كانَ یَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَ قَوْمُهُ وَ ما كانُوا
ص: 183
یَعْرِشُونَ (1) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله آیَةُ بُشْرَی (2) وَ انْتِقَامٍ فَأَبَاحَ اللَّهُ قَتْلَ الْمُشْرِكِینَ (3) حَیْثُ وُجِدُوا فَقَتَلَهُمْ عَلَی یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَحِبَّائِهِ وَ عَجَّلَ لَهُ ثَوَابَ صَبْرِهِ مَعَ مَا ادَّخَرَ لَهُ فِی الْآخِرَةِ (4).
كا، الكافی علی عن أبیه و علی بن محمد القاسانی عن الأصبهانی مثله (5).
«14»-ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام ذَكَرَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ وَ هُوَ مِنْ أَجَلِّ رُوَاةِ أَصْحَابِنَا أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أَتَی لَهُ سَبْعٌ وَ ثَلَاثُونَ سَنَةً كَانَ یَرَی فِی نَوْمِهِ كَأَنَّ آتِیاً أَتَاهُ فَیَقُولُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ كَانَ بَیْنَ الْجِبَالِ یَرْعَی غَنَماً فَنَظَرَ إِلَی شَخْصٍ یَقُولُ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا جَبْرَئِیلُ أَرْسَلَنِی اللَّهُ إِلَیْكَ لِیَتَّخِذَكَ رَسُولًا وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَكْتُمُ ذَلِكَ فَأَنْزَلَ جَبْرَئِیلَ بِمَاءٍ مِنَ السَّمَاءِ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ فَتَوَضَّأْ فَعَلَّمَهُ جَبْرَئِیلُ الْوُضُوءَ عَلَی الْوَجْهِ وَ الْیَدَیْنِ مِنَ الْمِرْفَقِ وَ مَسْحِ الرَّأْسِ وَ الرِّجْلَیْنِ إِلَی الْكَعْبَیْنِ وَ عَلَّمَهُ الرُّكُوعَ وَ السُّجُودَ فَدَخَلَ عَلِیٌّ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا وَ هُوَ یُصَلِّی هَذَا لَمَّا تَمَّ لَهُ صلی اللّٰه علیه و آله أَرْبَعُونَ سَنَةً فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِ یُصَلِّی قَالَ یَا أَبَا الْقَاسِمِ مَا هَذَا قَالَ هَذِهِ الصَّلَاةُ الَّتِی أَمَرَنِی اللَّهُ بِهَا فَدَعَاهُ إِلَی الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمَ وَ صَلَّی مَعَهُ وَ أَسْلَمَتْ خَدِیجَةُ فَكَانَ لَا یُصَلِّی إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ خَدِیجَةُ علیها السلام خَلْفَهُ فَلَمَّا أَتَی لِذَلِكَ أَیَّامٌ دَخَلَ أَبُو طَالِبٍ إِلَی مَنْزِلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَعَهُ جَعْفَرٌ فَنَظَرَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٌّ بِجَنْبِهِ یُصَلِّیَانِ فَقَالَ لِجَعْفَرٍ یَا جَعْفَرُ صِلْ جَنَاحَ ابْنِ عَمِّكَ فَوَقَفَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِی طَالِبٍ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی بَعْضِ أَسْوَاقِ الْعَرَبِ فَرَأَی زَیْداً فَاشْتَرَاهُ لِخَدِیجَةَ وَ وَجَدَهُ غُلَاماً كَیِّساً فَلَمَّا تَزَوَّجَهَا وَهَبَتْهُ لَهُ فَلَمَّا نُبِّئَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَسْلَمَ زَیْدٌ أَیْضاً فَكَانَ یُصَلِّی خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیٌّ وَ جَعْفَرٌ وَ زَیْدٌ وَ خَدِیجَةُ (6).
ص: 184
بیان: قوله صل جناح ابن عمك أمر من وصل یصل أی لما كان علی علیه السلام فی أحد جنبیه بمنزلة جناح واحد فقف بجنبه الآخر لیتم جناحاه و یحتمل التشدید من الصلاة (1) و الأول أظهر.
«15»-ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ وَ لَمَّا أَتَی عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله زَمَانٌ عِنْدَ ذَلِكَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِینَ (2) فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَامَ عَلَی الْحِجْرِ وَ قَالَ یَا مَعْشَرَ قُرَیْشٍ یَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ أَدْعُوكُمْ إِلَی عِبَادَةِ اللَّهِ وَ خَلْعِ الْأَنْدَادِ وَ الْأَصْنَامِ وَ أَدْعُوكُمْ إِلَی شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنِّی رَسُولُ اللَّهِ فَأَجِیبُونِی تَمْلِكُونَ بِهَا الْعَرَبَ وَ تَدِینُ لَكُمْ بِهَا الْعَجَمُ وَ تَكُونُونَ مُلُوكاً فَاسْتَهْزَءُوا مِنْهُ وَ ضَحِكُوا وَ قَالُوا جُنَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ آذَوْهُ بِأَلْسِنَتِهِمْ وَ كَانَ مَنْ یَسْمَعُ مِنْ خَبَرِهِ مَا سَمِعَ مِنْ أَهْلِ الْكُتُبِ یُسْلِمُونَ فَلَمَّا رَأَتْ قُرَیْشٌ مَنْ یَدْخُلُ فِی الْإِسْلَامِ جَزِعُوا مِنْ ذَلِكَ وَ مَشَوْا إِلَی أَبِی طَالِبٍ وَ قَالُوا كُفَّ عَنَّا ابْنَ أَخِیكَ فَإِنَّهُ قَدْ سَفَّهَ أَحْلَامَنَا وَ سَبَّ آلِهَتَنَا وَ أَفْسَدَ شَبَابَنَا وَ فَرَّقَ جَمَاعَتَنَا وَ قَالُوا یَا مُحَمَّدُ إِلَی مَا تَدْعُو قَالَ إِلَی شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ خَلْعِ الْأَنْدَادِ كُلِّهَا قَالُوا نَدَعُ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ سِتِّینَ إِلَهاً وَ نَعْبُدُ إِلَهاً وَاحِداً وَ حَكَی اللَّهُ تَعَالَی عَزَّ وَ عَلَا قَوْلَهُمْ وَ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَ قالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ أَ جَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَیْ ءٌ عُجابٌ إِلَی قَوْلِهِ بَلْ لَمَّا یَذُوقُوا عَذابِ (3) ثُمَّ قَالُوا لِأَبِی طَالِبٍ إِنْ كَانَ ابْنُ أَخِیكَ یَحْمِلُهُ عَلَی هَذَا الْعَدَمُ جَمَعْنَا لَهُ مَالًا فَیَكُونُ أَكْثَرَ قُرَیْشٍ مَالًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا لِی حَاجَةٌ فِی الْمَالِ فَأَجِیبُونِی تَكُونُوا مُلُوكاً فِی الدُّنْیَا وَ مُلُوكاً فِی الْآخِرَةِ فَتَفَرَّقُوا ثُمَّ جَاءُوا إِلَی أَبِی طَالِبٍ فَقَالُوا أَنْتَ سَیِّدٌ مِنْ سَادَاتِنَا وَ ابْنُ أَخِیكَ فَرَّقَ جَمَاعَتَنَا فَهَلُمَّ نَدْفَعُ إِلَیْكَ أَبْهَی فَتًی مِنْ قُرَیْشٍ وَ أَجْمَلَهُمْ وَ أَشْرَفَهُمْ عُمَارَةَ بْنَ الْوَلِیدِ یَكُونُ لَكَ ابْناً وَ تَدْفَعُ إِلَیْنَا مُحَمَّداً لِنَقْتُلَهُ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ مَا أَنْصَفْتُمُونِی تَسْأَلُونِّی أَنْ أَدْفَعَ إِلَیْكُمُ ابْنِی لِتَقْتُلُوهُ وَ تَدْفَعُونَ إِلَیَّ ابْنَكُمْ لِأُرَبِّیَهُ لَكُمْ فَلَمَّا أَیِسُوا مِنْهُ كَفُّوا (4).
ص: 185
«16»-ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یَكُفُّ عَنْ عَیْبِ آلِهَةِ الْمُشْرِكِینَ وَ یَقْرَأُ عَلَیْهِمُ الْقُرْآنَ وَ كَانَ الْوَلِیدُ بْنُ الْمُغِیرَةِ مِنْ حُكَّامِ الْعَرَبِ یَتَحَاكَمُونَ إِلَیْهِ فِی الْأُمُورِ وَ كَانَ لَهُ عَبِیدٌ عَشَرَةٌ عِنْدَ كُلِّ عَبْدٍ أَلْفُ دِینَارٍ یَتَّجِرُ بِهَا وَ مَلَكَ الْقِنْطَارَ وَ كَانَ عَمَّ أَبِی جَهْلٍ فَقَالُوا لَهُ یَا عَبْدَ شَمْسٍ (1) مَا هَذَا الَّذِی یَقُولُ مُحَمَّدٌ أَ سِحْرٌ أَمْ كِهَانَةٌ أَمْ خَطْبٌ فَقَالَ دَعُونِی أَسْمَعْ كَلَامَهُ فَدَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ جَالِسٌ فِی الْحِجْرِ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ أَنْشِدْنِی شِعْرَكَ فَقَالَ مَا هُوَ بِشِعْرٍ وَ لَكِنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ الَّذِی بَعَثَ أَنْبِیَاءَهُ وَ رُسُلَهُ بِهِ فَقَالَ اتْلُ فَقَرَأَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ فَلَمَّا سَمِعَ الرَّحْمَنَ اسْتَهْزَأَ مِنْهُ وَ قَالَ تَدْعُو إِلَی رَجُلٍ بِالْیَمَامَةِ بِاسْمِ الرَّحْمَنِ قَالَ لَا وَ لَكِنِّی أَدْعُو إِلَی اللَّهِ وَ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ ثُمَّ افْتَتَحَ حم السَّجْدَةَ فَلَمَّا بَلَغَ إِلَی قَوْلِهِ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَ ثَمُودَ (2) وَ سَمِعَهُ اقْشَعَرَّ جِلْدُهُ وَ قَامَتْ كُلُّ شَعْرَةٍ فِی بَدَنِهِ وَ قَامَ وَ مَشَی إِلَی بَیْتِهِ وَ لَمْ یَرْجِعْ إِلَی قُرَیْشٍ فَقَالُوا صَبَا أَبُو عَبْدِ شَمْسٍ إِلَی دِینِ مُحَمَّدٍ فَاغْتَمَّتْ قُرَیْشٌ وَ غَدَا عَلَیْهِ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ فَضَحْتَنَا یَا عَمِّ قَالَ یَا ابْنَ أَخِ مَا ذَاكَ وَ إِنِّی عَلَی دِینِ قَوْمِی وَ لَكِنِّی سَمِعْتُ كَلَاماً صَعْباً تَقْشَعِرُّ مِنْهُ الْجُلُودُ قَالَ أَ فَشِعْرٌ هُوَ قَالَ مَا هُوَ بِشِعْرٍ قَالَ فَخَطْبٌ قَالَ لَا إِنَّ الْخَطْبَ كَلَامٌ مُتَّصِلٌ وَ هَذَا كَلَامٌ مَنْثُورٌ لَا یُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضاً لَهُ طُلَاوَةٌ قَالَ فَكِهَانَةٌ هُوَ قَالَ لَا قَالَ فَمَا هُوَ قَالَ دَعْنِی أُفَكِّرُ فِیهِ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ قَالُوا یَا عَبْدَ شَمْسٍ مَا تَقُولُ قَالَ قُولُوا هُوَ سِحْرٌ فَإِنَّهُ آخَذُ بِقُلُوبِ النَّاسِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی فِیهِ ذَرْنِی وَ مَنْ خَلَقْتُ وَحِیداً وَ جَعَلْتُ لَهُ مالًا مَمْدُوداً وَ بَنِینَ شُهُوداً إِلَی قَوْلِهِ عَلَیْها تِسْعَةَ عَشَرَ (3).
وَ فِی حَدِیثِ حَمَّادِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ أَیُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: جَاءَ وَلِیدُ بْنُ الْمُغِیرَةِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ اقْرَأْ عَلَیَّ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِیتاءِ ذِی الْقُرْبی وَ یَنْهی عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْیِ یَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (4) فَقَالَ أَعِدْ
ص: 186
فَأَعَادَ فَقَالَ وَ اللَّهِ إِنَّ لَهُ الْحَلَاوَةَ وَ الطُّلَاوَةَ إِنَّ أَعْلَاهُ لَمُثْمِرٌ وَ إِنَّ أَسْفَلَهُ لَمُعْذِقٌ وَ مَا هَذَا بِقَوْلِ بَشَرٍ (1).
قب، المناقب لابن شهرآشوب ذكر القصتین مختصرا مثله (2)
بیان: فی القاموس الطلاوة مثلثة الحسن و البهجة و القبول و فی النهایة العذق بالفتح النخلة و بالكسر العرجون بما فیه من الشماریخ و منه حدیث مكة و أعذق إذخرها أی صارت له عذوق و شعب و قیل أعذق بمعنی أزهر.
«17»-ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام كَانَ قُرَیْشٌ یَجِدُّونَ فِی أَذَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ أَشَدَّ النَّاسِ عَلَیْهِ عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ فَكَانَ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ جَالِساً فِی الْحِجْرِ فَبَعَثُوا إِلَی سَلَی الشَّاةِ (3) فَأَلْقَوْهُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَاغْتَمَّ مِنْ ذَلِكَ فَجَاءَ إِلَی أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ یَا عَمِّ كَیْفَ حَسَبِی فِیكُمْ قَالَ وَ مَا ذَاكَ یَا ابْنَ أَخِ قَالَ إِنَّ قُرَیْشاً أَلْقَوْا عَلَیَّ السَّلَی فَقَالَ لِحَمْزَةَ خُذِ السَّیْفَ وَ كَانَتْ قُرَیْشٌ جَالِسَةً فِی الْمَسْجِدِ فَجَاءَ أَبُو طَالِبٍ وَ مَعَهُ السَّیْفُ وَ حَمْزَةُ وَ مَعَهُ السَّیْفُ فَقَالَ أَمِرَّ السَّلَی عَلَی سِبَالِهِمْ فَمَنْ أَبَی فَاضْرِبْ عُنُقَهُ فَمَا تَحَرَّكَ أَحَدٌ حَتَّی أَمَرَّ السَّلَی عَلَی سِبَالِهِمْ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ یَا ابْنَ أَخِ هَذَا حَسَبُكَ مِنَّا وَ فِینَا (4).
«18»-قب، المناقب لابن شهرآشوب ابْنُ عَبَّاسٍ دَخَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْكَعْبَةَ وَ افْتَتَحَ الصَّلَاةَ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ مَنْ یَقُومُ إِلَی هَذَا الرَّجُلِ فَیُفْسِدُ عَلَیْهِ صَلَاتَهُ فَقَامَ ابْنُ الزِّبَعْرَی وَ تَنَاوَلَ فَرْثاً وَ دَماً وَ أَلْقَی ذَلِكَ عَلَیْهِ فَجَاءَ أَبُو طَالِبٍ وَ قَدْ سَلَّ سَیْفَهُ فَلَمَّا رَأَوْهُ جَعَلُوا یَنْهَضُونَ فَقَالَ وَ اللَّهِ لَئِنْ قَامَ أَحَدٌ جَلَّلْتُهُ بِسَیْفِی ثُمَّ قَالَ یَا ابْنَ أَخِی مَنِ الْفَاعِلُ بِكَ قَالَ هَذَا عَبْدُ اللَّهِ (5) فَأَخَذَ أَبُو طَالِبٍ فَرْثاً وَ دَماً وَ أَلْقَی عَلَیْهِ.
وَ فِی رِوَایَاتٍ مُتَوَاتِرَةٍ أَنَّهُ أَمَرَ عَبِیدَهُ أَنْ یُلْقُوا السَّلَی عَنْ ظَهْرِهِ وَ یَغْسِلُوهُ ثُمَّ أَمَرَهُمْ
ص: 187
أَنْ یَأْخُذُوهُ فَیُمِرُّوا عَلَی أَسْبِلَتِهِمْ بِذَلِكَ.
وَ فِی رِوَایَةِ الْبُخَارِیِّ أَنَّ فَاطِمَةَ علیها السلام أَمَاطَتْهُ (1) ثُمَّ أَوْسَعَتْهُمْ شَتْماً وَ هُمْ یَضْحَكُونَ فَلَمَّا سَلَّمَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ اللَّهُمَّ عَلَیْكَ الْمَلَأُ مِنْ قُرَیْشٍ اللَّهُمَّ عَلَیْكَ أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ وَ عُتْبَةَ بْنَ رَبِیعَةَ وَ شَیْبَةَ بْنَ رَبِیعَةَ وَ عُقْبَةَ بْنَ أَبِی مُعَیْطٍ وَ أُمَیَّةَ بْنَ خَلَفٍ فَوَ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا سَمَّی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَئِذٍ أَحَداً إِلَّا وَ قَدْ رَأَیْتُهُ یَوْمَ بَدْرٍ وَ قَدْ أُخِذَ بِرِجْلِهِ یَجُرُّ إِلَی الْقَلِیبِ مَقْتُولًا إِلَّا أُمَیَّةَ فَإِنَّهُ كَانَ مُنْتَفِخاً فِی دِرْعِهِ فَتَزَایَلَ مَنْ جَرَّهُ فَأَقَرُّوهُ وَ أَلْقَوْا عَلَیْهِ الْحَجَرَ.
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَقَفَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی قَلِیبِ بَدْرٍ فَقَالَ بِئْسَ عَشِیرَةُ الرَّجُلِ كُنْتُمْ لِنَبِیِّكُمْ كَذَّبْتُمُونِی وَ صَدَّقَنِی النَّاسُ وَ أَخْرَجْتُمُونِی وَ آوَانِی النَّاسُ وَ قَاتَلْتُمُونِی وَ نَصَرَنِی النَّاسُ ثُمَّ قَالَ هَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا فَقَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِی رَبِّی حَقّاً ثُمَّ قَالَ إِنَّهُمْ یَسْمَعُونَ مَا أَقُولُ (2) أَقُولُ تَمَامُهُ فِی فَضَائِلِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.
«19»-ك، إكمال الدین أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی مَعاً عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مَا أَجَابَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَحَدٌ قَبْلَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ خَدِیجَةَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا وَ لَقَدْ مَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِمَكَّةَ ثَلَاثَ سِنِینَ مُخْتَفِیاً خَائِفاً یَتَرَقَّبُ وَ یَخَافُ قَوْمَهُ وَ النَّاسَ (3).
«20»-فس، تفسیر القمی عَلِیُّ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الطَّائِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَفْصٍ الْكُنَاسِیِّ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بَكْرٍ (4) الْأَرَّجَانِیَّ قَالَ: قَالَ لِیَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَخْبِرْنِی عَنِ الرَّسُولِ (5) صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ عَامّاً لِلنَّاسِ أَ لَیْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ فِی مُحْكَمِ كِتَابِهِ وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ (6) لِأَهْلِ الشَّرْقِ وَ الْغَرْبِ وَ أَهْلِ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ مِنَ الْجِنِ
ص: 188
وَ الْإِنْسِ هَلْ بَلَّغَ (1) رِسَالَتَهُ إِلَیْهِمْ كُلِّهِمْ قُلْتُ لَا أَدْرِی قَالَ یَا ابْنَ بَكْرٍ (2) إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یَخْرُجْ مِنَ الْمَدِینَةِ فَكَیْفَ بَلَّغَ (3) أَهْلَ الشَّرْقِ وَ الْغَرْبِ قُلْتُ لَا أَدْرِی (4) قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَمَرَ جَبْرَئِیلَ فَاقْتَلَعَ الْأَرْضَ بِرِیشَةٍ مِنْ جَنَاحِهِ وَ نَصَبَهَا لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (5) وَ كَانَتْ بَیْنَ یَدَیْهِ مِثْلَ رَاحَتِهِ فِی كَفِّهِ یَنْظُرُ إِلَی أَهْلِ الشَّرْقِ وَ الْغَرْبِ وَ یُخَاطِبُ كُلَّ قَوْمٍ بِأَلْسِنَتِهِمْ وَ یَدْعُوهُمْ إِلَی اللَّهِ وَ إِلَی نُبُوَّتِهِ بِنَفْسِهِ فَمَا بَقِیَتْ قَرْیَةٌ وَ لَا مَدِینَةٌ إِلَّا وَ دَعَاهُمُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِنَفْسِهِ (6).
«21»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا تَدَعْ صِیَامَ یَوْمِ سَبْعٍ وَ عِشْرِینَ مِنْ رَجَبٍ فَإِنَّهُ الْیَوْمُ الَّذِی نَزَلَتْ فِیهِ النُّبُوَّةُ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (7).
«22»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام قَالَ: بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله رَحْمَةً لِلْعَالَمِینَ فِی سَبْعٍ وَ عِشْرِینَ مِنْ رَجَبٍ الْخَبَرَ (8).
«23»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ كَثِیرٍ النَّوَّاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: فِی الْیَوْمِ السَّابِعِ وَ الْعِشْرِینَ مِنْ رَجَبٍ نَزَلَتِ النُّبُوَّةُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْخَبَرَ (9).
ص: 189
«24»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یَوْمَ سَبْعَةٍ وَ عِشْرِینَ مِنْ رَجَبٍ نُبِّئَ فِیهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْحَدِیثَ.
أقول: سیأتی مثله بأسانید فی كتاب الصوم.
«25»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام فِی عِلَلِ الْفَضْلِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: فَإِنْ قَالَ فَلِمَ جُعِلَ الصَّوْمُ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ خَاصَّةً دُونَ سَائِرِ الشُّهُورِ قِیلَ لِأَنَّ شَهْرَ رَمَضَانَ هُوَ الشَّهْرُ الَّذِی أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی فِیهِ الْقُرْآنَ إِلَی قَوْلِهِ علیه السلام وَ فِیهِ نُبِّئَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله (1).
بیان: هذا الخبر مخالف لسائر الأخبار المستفیضة و لعل المراد به معنی آخر ساوق لنزول القرآن أو غیره من المعانی المجازیة أو یكون المراد بالنبوة فی سائر الأخبار الرسالة و یكون النبوة فیه بمعنی نزول الوحی علیه صلی اللّٰه علیه و آله فیما یتعلق بنفسه كما سیأتی تحقیقه و یمكن حمله علی التقیة فإن العامة قد اختلفوا فی زمان بعثته صلی اللّٰه علیه و آله علی خمسة أقوال:
الأول لسبع عشرة خلت من شهر رمضان.
الثانی لثمان عشرة خلت من رمضان.
الثالث لأربع و عشرین خلت من شهر رمضان.
الرابع للثانی عشر من ربیع الأول.
الخامس لسبع و عشرین من رجب و علی الأخیر اتفاق الإمامیة.
«26»-ك، إكمال الدین أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ وَ بُرَیْدٍ الْعِجْلِیِّ (2) قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (3) فَقَالَ الْمُنْذِرُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٌّ الْهَادِی وَ فِی كُلِّ زَمَانٍ إِمَامٌ مِنَّا یَهْدِیهِمْ إِلَی مَا جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (4).
ص: 190
«27»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِیرٍ الطَّبَرِیُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَیْدٍ الرَّازِیُّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْفَضْلِ الْأَبْرَشِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ أَبُو الْمُفَضَّلِ وَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الْبَاغَنْدِیُّ (1) وَ اللَّفْظُ لَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الْجَرْجَرَائِیِّ (2) عَنْ سَلَمَةَ بْنِ صَالِحٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ الْأَعْمَشِ وَ أَبِی مَرْیَمَ جَمِیعاً عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ (3) دَعَانِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لِی یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَمَرَنِی أَنْ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ (4) قَالَ فَضِقْتُ بِذَلِكَ ذَرْعاً وَ عَرَفْتُ أَنِّی مَتَی أُبَادِیهِمْ بِهَذَا الْأَمْرِ أَرَی مِنْهُمْ مَا أَكْرَهُ فَصُمْتُ عَلَی (5) ذَلِكَ وَ جَاءَنِی جَبْرَئِیلُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ مَا أُمِرْتَ بِهِ عَذَّبَكَ رَبُّكَ فَاصْنَعْ لَنَا یَا عَلِیُّ صَاعاً مِنْ طَعَامٍ وَ اجْعَلْ عَلَیْهِ رِجْلَ شَاةٍ وَ امْلَأْ (6) لَنَا عُسّاً مِنْ لَبَنٍ ثُمَّ اجْمَعْ لِی بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حَتَّی أُكَلِّمَهُمْ وَ أُبَلِّغَهُمْ مَا أُمِرْتُ بِهِ فَفَعَلْتُ مَا أَمَرَنِی بِهِ ثُمَّ دَعَوْتُهُمْ أَجْمَعَ وَ هُمْ یَوْمَئِذٍ أَرْبَعُونَ رَجُلًا یَزِیدُونَ رَجُلًا أَوْ یَنْقُصُونَ رَجُلًا فِیهِمْ أَعْمَامُهُ أَبُو طَالِبٍ وَ حَمْزَةُ وَ الْعَبَّاسُ وَ أَبُو لَهَبٍ فَلَمَّا اجْتَمَعُوا لَهُ دَعَانِی بِالطَّعَامِ الَّذِی صَنَعْتُ لَهُمْ فَجِئْتُ بِهِ
ص: 191
فَلَمَّا وَضَعْتُهُ تَنَاوَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جِذْمَةً مِنَ اللَّحْمِ فَنَتَفَهَا (1) بِأَسْنَانِهِ ثُمَّ أَلْقَاهَا فِی نَوَاحِی الصَّفْحَةِ ثُمَّ قَالَ خُذُوا بِسْمِ اللَّهِ فَأَكَلَ الْقَوْمُ حَتَّی صَدَرُوا (2) مَا لَهُمْ بِشَیْ ءٍ مِنَ الطَّعَامِ حَاجَةٌ وَ مَا أَرَی إِلَّا مَوَاضِعَ أَیْدِیهِمْ وَ ایْمُ اللَّهِ الَّذِی نَفْسُ عَلِیٍّ بِیَدِهِ إِنْ كَانَ الرَّجُلُ الْوَاحِدُ مِنْهُمْ لَیَأْكُلُ مَا قَدَّمْتُ لِجَمِیعِهِمْ ثُمَّ جِئْتُهُمْ بِذَلِكَ الْعُسِّ فَشَرِبُوا حَتَّی رَوُوا جَمِیعاً (3) وَ ایْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ الرَّجُلُ الْوَاحِدُ مِنْهُمْ لَیَشْرَبُ مِثْلَهُ فَلَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یُكَلِّمَهُمْ بَدَرَهُ أَبُو لَهَبٍ إِلَی الْكَلَامِ فَقَالَ لَشَدَّ مَا سَحَرَكُمْ صَاحِبُكُمْ فَتَفَرَّقَ الْقَوْمُ وَ لَمْ یُكَلِّمْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لِی مِنَ الْغَدِ یَا عَلِیُّ إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ سَبَقَنِی إِلَی مَا سَمِعْتَ مِنَ الْقَوْلِ فَتَفَرَّقَ الْقَوْمُ قَبْلَ أَنْ أُكَلِّمَهُمْ فَعُدْ (4) لَنَا مِنَ الطَّعَامِ بِمِثْلِ مَا صَنَعْتَ ثُمَّ اجْمَعْهُمْ لِی قَالَ فَفَعَلْتُ ثُمَّ جَمَعْتُهُمْ فَدَعَانِی بِالطَّعَامِ فَقَرَّبْتُهُ لَهُمْ فَفَعَلَ كَمَا فَعَلَ بِالْأَمْسِ وَ أَكَلُوا حَتَّی مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ حَاجَةٍ ثُمَّ قَالَ اسْقِهِمْ فَجِئْتُهُمْ بِذَلِكَ الْعُسِّ فَشَرِبُوا حَتَّی رَوُوا مِنْهُ جَمِیعاً ثُمَّ تَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّی وَ اللَّهِ مَا أَعْلَمُ شَابّاً فِی الْعَرَبِ جَاءَ قَوْمَهُ بِأَفْضَلَ مِمَّا جِئْتُكُمْ بِهِ إِنِّی قَدْ جِئْتُكُمْ بِخَیْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ قَدْ أَمَرَنِیَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ أَدْعُوَكُمْ إِلَیْهِ فَأَیُّكُمْ یُؤْمِنُ بِی وَ یُؤَازِرُنِی عَلَی أَمْرِی فَیَكُونَ أَخِی وَ وَصِیِّی وَ وَزِیرِی وَ خَلِیفَتِی فِی أَهْلِی مِنْ بَعْدِی قَالَ فَأَمْسَكَ الْقَوْمُ وَ أَحْجَمُوا عَنْهَا جَمِیعاً قَالَ فَقُمْتُ وَ إِنِّی لَأَحْدَثُهُمْ سِنّاً وَ أَرْمَصُهُمْ عَیْناً وَ أَعْظَمُهُمْ بَطْناً وَ أَحْمَشُهُمْ سَاقاً فَقُلْتُ أَنَا یَا نَبِیَّ اللَّهِ أَكُونُ وَزِیرَكَ عَلَی مَا بَعَثَكَ اللَّهُ بِهِ قَالَ فَأَخَذَ بِیَدِی ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذَا أَخِی وَ وَصِیِّی وَ وَزِیرِی وَ خَلِیفَتِی فِیكُمْ فَاسْمَعُوا لَهُ وَ أَطِیعُوا قَالَ فَقَامَ الْقَوْمُ یَضْحَكُونَ وَ یَقُولُونَ لِأَبِی طَالِبٍ قَدْ أَمَرَكَ أَنْ تَسْمَعَ لِابْنِكَ وَ تُطِیعَ (5).
ص: 192
فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جعفر بن محمد بن أحمد الأودی بإسناده عن أمیر المؤمنین علیه السلام مثله (1) بیان العس بالضم القدح الكبیر و الجذمة بالكسر القطعة قوله علیه السلام أرمصهم عینا الرمص بالتحریك وسخ یجتمع فی مؤق (2) العین و لما كان الغالب أن ذلك یكون فی الأطفال كنی علیه السلام عن صغر السن بذلك و كذا عظم البطن و رجل أحمش الساقین دقیقهما.
«28»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَقَدْتُ بِالْأَبْطَحِ عَلَی سَاعِدِی وَ عَلِیٌّ عَنْ یَمِینِی وَ جَعْفَرٌ عَنْ یَسَارِی وَ حَمْزَةُ عِنْدَ رِجْلِی قَالَ فَنَزَلَ جَبْرَئِیلُ وَ مِیكَائِیلُ وَ إِسْرَافِیلُ فَفَزِعْتُ لِخَفْقِ أَجْنِحَتِهِمْ قَالَ فَرَفَعْتُ رَأْسِی فَإِذَا إِسْرَافِیلُ یَقُولُ لِجَبْرَئِیلَ إِلَی أَیِّ الْأَرْبَعَةِ بُعِثْتَ وَ بُعِثْنَا مَعَكَ قَالَ فَرَكَضَ (3) بِرِجْلِهِ فَقَالَ إِلَی هَذَا وَ هُوَ مُحَمَّدٌ سَیِّدُ النَّبِیِّینَ ثُمَّ قَالَ مَنْ هَذَا الْآخَرُ قَالَ هَذَا أَخُوهُ وَ وَصِیُّهُ (4) وَ هُوَ سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ ثُمَّ قَالَ فَمَنِ الْآخَرُ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِی طَالِبٍ لَهُ جَنَاحَانِ خَضِیبَانِ یَطِیرُ بِهِمَا فِی الْجَنَّةِ ثُمَّ قَالَ فَمَنِ الْآخَرُ قَالَ عَمُّهُ حَمْزَةُ وَ هُوَ سَیِّدُ الشُّهَدَاءِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ (5).
«29»-قب، المناقب لابن شهرآشوب أَرْسَلَهُ اللَّهُ تَعَالَی بَعْدَ أَرْبَعِینَ سَنَةً مِنْ عُمُرِهِ حِینَ تَكَامَلَ بِهَا وَ اشْتَدَّ قُوَاهُ لِیَكُونَ مُتَهَیِّئاً وَ مُتَأَهِّباً لِمَا أَنْذَرَ بِهِ وَ لِبِعْثَتِهِ دَرَجَاتٌ أُولَاهَا الرُّؤْیَا الصَّادِقَةُ وَ الثَّانِیَةُ- مَا رَوَاهُ الشَّعْبِیُّ وَ دَاوُدُ بْنُ عَامِرٍ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَرَنَ جَبْرَئِیلَ بِنُبُوَّةِ رَسُولِهِ ثَلَاثَ سِنِینَ یَسْمَعُ حِسَّهُ وَ لَا یَرَی شَخْصَهُ وَ یُعَلِّمُهُ الشَّیْ ءَ بَعْدَ الشَّیْ ءِ وَ لَا یَنْزِلُ عَلَیْهِ الْقُرْآنُ فَكَانَ فِی هَذِهِ الْمُدَّةِ مُبَشِّراً غَیْرَ مَبْعُوثٍ إِلَی الْأُمَّةِ وَ الثَّالِثَةُ حَدِیثُ خَدِیجَةَ وَ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الرَّابِعَةُ أَمْرُهُ بِتَحْدِیثِ النِّعَمِ فَأُذِنَ لَهُ فِی ذِكْرِهِ دُونَ إِنْذَارِهِ قَوْلُهُ وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (6)
ص: 193
أَیْ بِمَا جَاءَكَ مِنَ النُّبُوَّةِ وَ الْخَامِسَةُ حِینَ نَزَلَ عَلَیْهِ الْقُرْآنُ بِالْأَمْرِ وَ النَّهْیِ فَصَارَ بِهِ مَبْعُوثاً وَ لَمْ یُؤْمَرْ بِالْجَهْرِ وَ نَزَلَ یا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ فَأَسْلَمَ عَلِیٌّ وَ خَدِیجَةُ ثُمَّ زَیْدٌ ثُمَّ جَعْفَرٌ وَ السَّادِسَةُ أُمِرَ بِأَنْ یَعُمَّ بِالْإِنْذَارِ بَعْدَ خُصُوصِهِ وَ یَجْهَرَ بِذَلِكَ وَ نَزَلَ فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَ ذَلِكَ بَعْدَ ثَلَاثِ سِنِینَ مِنْ مَبْعَثِهِ وَ نَزَلَ وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ فَنَادَی یَا صَبَاحَاهْ وَ السَّابِعَةُ الْعِبَادَاتُ لَمْ یُشَرَّعْ مِنْهَا مُدَّةَ مُقَامِهِ بِمَكَّةَ إِلَّا الطَّهَارَةُ وَ الصَّلَاةُ وَ كَانَتْ فَرْضاً عَلَیْهِ وَ سُنَّةً لِأُمَّتِهِ ثُمَّ فُرِضَتِ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ بَعْدَ إِسْرَائِهِ وَ ذَلِكَ فِی السَّنَةِ التَّاسِعَةِ مِنْ نُبُوَّتِهِ فَلَمَّا تَحَوَّلَ إِلَی الْمَدِینَةِ فُرِضَ صِیَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ فِی السَّنَةِ الثَّانِیَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ فِی شَعْبَانَ وَ حُوِّلَتِ الْقِبْلَةُ وَ فُرِضَ زَكَاةُ الْفِطْرِ وَ شُرِّعَ (1) فِیهَا صَلَاةُ الْعِیدِ وَ كَانَ فُرِضَ الْجُمُعَةُ فِی أَوَّلِ الْهِجْرَةِ بَدَلًا مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ ثُمَّ فُرِضَتْ زَكَاةُ الْأَمْوَالِ ثُمَّ الْحَجُّ وَ الْعُمْرَةُ وَ التَّحْلِیلُ وَ التَّحْرِیمُ وَ الْحَظْرُ وَ الْإِبَاحَةُ وَ الِاسْتِحْبَابُ وَ الْكَرَاهَةُ ثُمَّ فُرِضَ الْجِهَادُ ثُمَّ وَلَایَةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ نَزَلَ الْیَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِینَكُمْ (2).
«30»-قب، المناقب لابن شهرآشوب عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ الْقُمِّیُّ فِی كِتَابِهِ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أَتَی لَهُ سَبْعٌ وَ ثَلَاثُونَ سَنَةً كَانَ یَرَی فِی نَوْمِهِ كَأَنَّ آتِیاً أَتَاهُ فَیَقُولُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَیُنْكِرُ ذَلِكَ فَلَمَّا طَالَ عَلَیْهِ الْأَمْرُ كَانَ یَوْماً بَیْنَ الْجِبَالِ یَرْعَی غَنَماً لِأَبِی طَالِبٍ فَنَظَرَ إِلَی شَخْصٍ یَقُولُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا جَبْرَئِیلُ أَرْسَلَنِی اللَّهُ إِلَیْكَ لِیَتَّخِذَكَ رَسُولًا فَأَخْبَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله خَدِیجَةَ بِذَلِكَ فَقَالَتْ یَا مُحَمَّدُ أَرْجُو أَنْ یَكُونَ كَذَلِكَ فَنَزَلَ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ وَ أَنْزَلَ عَلَیْهِ مَاءً مِنَ السَّمَاءِ وَ عَلَّمَهُ الْوُضُوءَ وَ الرُّكُوعَ وَ السُّجُودَ فَلَمَّا تَمَّ لَهُ أَرْبَعُونَ سَنَةً عَلَّمَهُ حُدُودَ الصَّلَاةِ وَ لَمْ یَنْزِلْ عَلَیْهِ أَوْقَاتُهَا فَكَانَ یُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ فِی كُلِّ وَقْتٍ.
أَبُو مَیْسَرَةَ وَ بُرَیْدَةَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ إِذَا انْطَلَقَ بَارِزاً سَمِعَ صَوْتاً یَا مُحَمَّدُ فَیَأْتِی خَدِیجَةَ وَ یَقُولُ یَا خَدِیجَةُ قَدْ خَشِیتُ أَنْ یَكُونَ خَالَطَ عَقْلِی شَیْ ءٌ إِنِّی إِذَا خَلَوْتُ أَسْمَعُ صَوْتاً وَ أَرَی نُوراً.
مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ وَ عَائِشَةُ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ مِنَ الْوَحْیِ الرُّؤْیَا الصَّادِقَةُ وَ كَانَ
ص: 194
یَرَی الرُّؤْیَا فَتَأْتِیهِ مِثْلُ فَلَقِ الصُّبْحِ ثُمَّ حُبِّبَ إِلَیْهِ الْخَلَأُ فَكَانَ یَخْلُو بِغَارِ حِرَاءَ فَسَمِعَ نِدَاءَ یَا مُحَمَّدُ فَغُشِیَ عَلَیْهِ فَلَمَّا كَانَ الْیَوْمُ الثَّانِی سَمِعَ مِثْلَهُ نِدَاءً فَرَجَعَ إِلَی خَدِیجَةَ وَ قَالَ زَمِّلُونِی زَمِّلُونِی فَوَ اللَّهِ لَقَدْ خَشِیتُ عَلَی عَقْلِی فَقَالَتْ كَلَّا وَ اللَّهِ لَا یُخْزِیكَ اللَّهُ أَبَداً إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَ تَحْمِلُ الْكَلَّ وَ تَكْسِبُ الْمُعْدِمَ (1) وَ تَقْرِی الضَّیْفَ وَ تُعِینُ عَلَی نَوَائِبِ الْحَقِّ فَانْطَلَقَتْ خَدِیجَةُ حَتَّی أَتَتْ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ فَقَالَ وَرَقَةُ هَذَا وَ اللَّهِ النَّامُوسُ (2) الَّذِی أُنْزِلَ عَلَی مُوسَی وَ عِیسَی علیهما السلام وَ إِنِّی أَرَی فِی الْمَنَامِ ثَلَاثَ لَیَالٍ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَ فِی مَكَّةَ رَسُولًا اسْمُهُ مُحَمَّدٌ وَ قَدْ قَرُبَ وَقْتُهُ وَ لَسْتُ أَرَی فِی النَّاسِ رَجُلًا أَفْضَلَ مِنْهُ فَخَرَجَ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی حِرَاءَ فَرَأَی كُرْسِیّاً مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ مِرْقَاةً مِنْ زَبَرْجَدٍ وَ مِرْقَاةً مِنْ لُؤْلُؤٍ فَلَمَّا رَأَی ذَلِكَ غُشِیَ عَلَیْهِ فَقَالَ وَرَقَةُ یَا خَدِیجَةُ فَإِذَا أَتَتْهُ الْحَالَةُ فَاكْشِفِی عَنْ رَأْسِكِ فَإِنْ خَرَجَ فَهُوَ مَلَكٌ وَ إِنْ بَقِیَ فَهُوَ شَیْطَانٌ فَنَزَعَتْ خِمَارَهَا فَخَرَجَ الْجَائِی فَلَمَّا اخْتَمَرَتْ عَادَ فَسَأَلَهُ وَرَقَةُ عَنْ صِفَةِ الْجَائِی فَلَمَّا حَكَاهُ قَامَ وَ قَبَّلَ رَأْسَهُ وَ قَالَ ذَاكَ النَّامُوسُ الْأَكْبَرُ الَّذِی نَزَلَ عَلَی مُوسَی وَ عِیسَی علیهما السلام ثُمَّ قَالَ أَبْشِرْ فَإِنَّكَ أَنْتَ النَّبِیُّ الَّذِی بُشِّرَ بِهِ مُوسَی وَ عِیسَی علیهما السلام وَ إِنَّكَ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ سَتُؤْمَرُ بِالْجِهَادِ وَ تَوَجَّهَ نَحْوَهَا وَ أَنْشَأَ یَقُولُ:
فَإِنْ یَكُ حَقّاً یَا خَدِیجَةُ فَاعْلَمِی***حَدِیثَكِ إِیَّانَا فَأَحْمَدُ مُرْسَلٌ
وَ جِبْرِیلُ یَأْتِیهِ وَ مِیكَالُ مَعَهُمَا***مِنَ اللَّهِ وَحْیٌ یَشْرَحُ الصَّدْرَ مُنَزَّلٌ
یَفُوزُ بِهِ مَنْ فَازَ عِزّاً لِدِینِهِ***وَ یَشْقَی بِهِ الْغَاوِی الشَّقِیُّ الْمُضَلِّلُ
فَرِیقَانِ مِنْهُمْ فِرْقَةٌ فِی جِنَانِهِ***وَ أُخْرَی بِأَغْلَالِ الْجَحِیمِ تُغَلِّلُ
وَ مِنْ قَصِیدَةٍ لَهُ: (3)
یَا لَلرِّجَالُ لِصَرْفِ الدَّهْرِ وَ الْقَدَرِ***وَ مَا لِشَیْ ءٍ قَضَاهُ اللَّهُ مِنْ غَیْرٍ
ص: 195
حَتَّی خَدِیجَةُ تَدْعُونِی لِأُخْبِرَهَا***وَ مَا لَنَا بِخَفِیِّ الْعِلْمِ مِنْ خَبَرٍ
فَخَبَّرَتْنِی بِأَمْرٍ قَدْ سَمِعْتُ بِهِ***فِیمَا مَضَی مِنْ قَدِیمِ النَّاسِ وَ الْعَصْرِ
بِأَنَّ أَحْمَدَ یَأْتِیهِ فَیُخْبِرُهُ***جِبْرِیلُ أَنَّكَ مَبْعُوثٌ إِلَی الْبَشَرِ
وَ مِنْ قَصِیدَةٍ لَهُ:
فَخَبَّرَنَا عَنْ كُلِّ خَیْرٍ بِعِلْمِهِ***وَ لِلْحَقِّ أَبْوَابٌ لَهُنَّ مَفَاتِحُ
وَ إِنَّ ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ مُرْسَلٌ***إِلَی كُلِّ مَنْ ضَمَّتْ عَلَیْهِ الْأَبَاطِحُ
وَ ظَنِّی بِهِ أَنْ سَوْفَ یُبْعَثُ صَادِقاً***كَمَا أُرْسِلَ الْعَبْدَانِ نُوحٌ وَ صَالِحٌ
وَ مُوسَی وَ إِبْرَاهِیمُ حَتَّی یُرَی لَهُ***بَهَاءٌ وَ مَنْشُورٌ مِنَ الذِّكْرِ وَاضِحٌ
وَ رُوِیَ أَنَّهُ نَزَلَ جَبْرَئِیلُ عَلَی جِیَادٍ (1) أَصْفَرَ وَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَ عَلِیٍّ علیه السلام وَ جَعْفَرٍ فَجَلَسَ جَبْرَئِیلُ عِنْدَ رَأْسِهِ وَ مِیكَائِیلُ عِنْدَ رِجْلِهِ وَ لَمْ یُنَبِّهَاهُ إِعْظَاماً لَهُ فَقَالَ مِیكَائِیلُ إِلَی أَیِّهِمْ بُعِثْتَ قَالَ إِلَی الْأَوْسَطِ فَلَمَّا انْتَبَهَ أَدَّی إِلَیْهِ جَبْرَئِیلُ الرِّسَالَةَ عَنِ اللَّهِ تَعَالَی فَلَمَّا نَهَضَ جَبْرَئِیلُ لِیَقُومَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِثَوْبِهِ ثُمَّ قَالَ مَا اسْمُكَ قَالَ جَبْرَئِیلُ ثُمَّ نَهَضَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِیَلْحَقَ بِقَوْمِهِ فَمَا مَرَّ بِشَجَرَةٍ وَ لَا مَدَرَةٍ إِلَّا سَلَّمَتْ عَلَیْهِ وَ هَنَّأَتْهُ ثُمَّ كَانَ جَبْرَئِیلُ یَأْتِیهِ وَ لَا یَدْنُو مِنْهُ إِلَّا بَعْدَ أَنْ یَسْتَأْذِنَ عَلَیْهِ فَأَتَاهُ یَوْماً وَ هُوَ بِأَعْلَی مَكَّةَ فَغَمَزَ بِعَقِبِهِ بِنَاحِیَةِ الْوَادِی فَانْفَجَرَ عَیْنٌ فَتَوَضَّأَ جَبْرَئِیلُ وَ تَطَهَّرَ الرَّسُولُ ثُمَّ صَلَّی الظُّهْرَ وَ هِیَ أَوَّلُ صَلَاةٍ فَرَضَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ صَلَّی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ یَوْمِهِ إِلَی خَدِیجَةَ فَأَخْبَرَهَا فَتَوَضَّأَتْ وَ صَلَّتْ صَلَاةَ الْعَصْرِ مِنْ ذَلِكَ الْیَوْمِ.
وَ رُوِیَ أَنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام أَخْرَجَ قِطْعَةَ دِیبَاجٍ فِیهَا خَطٌّ فَقَالَ اقْرَأْ قُلْتُ كَیْفَ أَقْرَأُ وَ لَسْتُ بِقَارِئٍ إِلَی ثَلَاثِ مَرَّاتٍ فَقَالَ فِی الْمَرَّةِ الرَّابِعَةِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ إِلَی قَوْلِهِ ما لَمْ یَعْلَمْ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ علیهما السلام وَ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ وَ أَتَی بِالْكُرْسِیِّ وَ وَضَعَ تَاجاً عَلَی رَأْسِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَعْطَی لِوَاءَ الْحَمْدِ بِیَدِهِ فَقَالَ اصْعَدْ عَلَیْهِ وَ احْمَدِ اللَّهَ فَلَمَّا نَزَلَ عَنِ الْكُرْسِیِّ تَوَجَّهَ إِلَی خَدِیجَةَ فَكَانَ كُلُّ شَیْ ءٍ یَسْجُدُ لَهُ وَ یَقُولُ بِلِسَانٍ فَصِیحٍ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ فَلَمَّا دَخَلَ الدَّارَ صَارَتِ الدَّارُ مُنَوَّرَةً فَقَالَتْ
ص: 196
خَدِیجَةُ وَ مَا هَذَا النُّورُ قَالَ هَذَا نُورُ النُّبُوَّةِ قُولِی لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَتْ طَالَ مَا قَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ ثُمَّ أَسْلَمَتْ فَقَالَ یَا خَدِیجَةُ إِنِّی لَأَجِدُ بَرْداً فَدَثَّرَتْ عَلَیْهِ فَنَامَ فَنُودِیَ یا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ الْآیَةَ فَقَامَ وَ جَعَلَ إِصْبَعَهُ فِی أُذُنِهِ وَ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَكَانَ كُلُّ مَوْجُودٍ یَسْمَعُهُ یُوَافِقُهُ.
وَ رُوِیَ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ (1) صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ ذَاتَ یَوْمٍ الصَّفَا فَقَالَ یَا صَبَاحَاهْ (2) فَاجْتَمَعَتْ إِلَیْهِ قُرَیْشٌ فَقَالُوا مَا لَكَ قَالَ أَ رَأَیْتَكُمْ إِنْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ الْعَدُوَّ مُصَبِّحُكُمْ أَوْ مُمَسِّیكُمْ مَا كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِی قَالُوا بَلَی قَالَ فَإِنِّی نَذِیرٌ لَكُمْ بَیْنَ یَدَیْ عَذابٍ شَدِیدٍ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ تَبّاً لَكَ أَ لِهَذَا دَعَوْتَنَا فَنَزَلَتْ سُورَةُ تَبَّتْ (3).
قَتَادَةُ أَنَّهُ خَطَبَ ثُمَّ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ الرَّائِدَ لَا یَكْذِبُ أَهْلَهُ وَ لَوْ كُنْتُ كَاذِباً لَمَا كَذَبْتُكُمْ وَ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْكُمْ حَقّاً خَاصَّةً وَ إِلَی النَّاسِ عَامَّةً وَ اللَّهِ لَتَمُوتُونَ كَمَا تَنَامُونَ وَ لَتُبْعَثُونَ كَمَا تَسْتَیْقِظُونَ وَ لَتُحَاسَبُونَ كَمَا تَعْمَلُونَ وَ لَتُجْزَوْنَ بِالْإِحْسَانِ إِحْسَاناً وَ بِالسُّوءِ سُوءاً وَ إِنَّهَا الْجَنَّةُ أَبَداً وَ النَّارُ أَبَداً وَ إِنَّكُمْ أَوَّلُ مَنْ أُنْذِرْتُمْ ثُمَّ فَتَرَ الْوَحْیُ فَجَزِعَ لِذَلِكَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله جَزَعاً شَدِیداً فَقَالَتْ لَهُ خَدِیجَةُ لَقَدْ قَلَاكَ رَبُّكَ (4) فَنَزَلَ سُورَةُ الضُّحَی (5) فَقَالَ لِجَبْرَئِیلَ مَا یَمْنَعُكَ أَنْ تَزُورَنَا فِی كُلِ
ص: 197
یَوْمٍ فَنَزَلَ وَ ما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ إِلَی قَوْلِهِ نَسِیًّا (1).
بیان: قال الجزری فیه ذكر جیاد (2) و هو موضع بأسفل مكة معروف من شعابها و قال الجوهری الرائد الذی یرسل فی طلب الكلإ یقال لا یكذب الرائد أهله.
«31»-قب، المناقب لابن شهرآشوب الْفَائِقُ أَنَّهُ لَمَّا اعْتَرَضَ أَبُو لَهَبٍ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَ إِظْهَارِ الدَّعْوَةِ قَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ یَا أَعْوَرُ مَا أَنْتَ وَ هَذَا.
قال الأخفش الأعور الذی خیب و قیل یا ردی و منه الكلمة العوراء و قال ابن الأعرابی الذی لیس له أخ من أبیه و أمه.
ابْنُ عَبَّاسٍ إِنَّ الْوَلِیدَ بْنَ الْمُغِیرَةِ أَتَی قُرَیْشاً فَقَالَ إِنَّ النَّاسَ یَجْتَمِعُونَ غَداً بِالْمَوْسِمِ وَ قَدْ فَشَا أَمْرُ هَذَا الرَّجُلِ فِی النَّاسِ وَ هُمْ یَسْأَلُونَكُمْ عَنْهُ فَمَا تَقُولُونَ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ أَقُولُ إِنَّهُ مَجْنُونٌ وَ قَالَ أَبُو لَهَبٍ أَقُولُ إِنَّهُ شَاعِرٌ وَ قَالَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِی مُعَیْطٍ أَقُولُ إِنَّهُ كَاهِنٌ فَقَالَ الْوَلِیدُ بَلْ أَقُولُ هُوَ سَاحِرٌ یُفَرِّقُ بَیْنَ الرَّجُلِ وَ الْمَرْأَةِ وَ بَیْنَ الرَّجُلِ وَ أَخِیهِ وَ أَبِیهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی ن وَ الْقَلَمِ (3) الْآیَةَ وَ قَوْلَهُ وَ ما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ الْآیَةَ.
وَ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَقَالَ أَبُو سُفْیَانَ وَ الْوَلِیدُ وَ عُتْبَةُ وَ شَیْبَةُ لِلنَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ مَا یَقُولُ مُحَمَّدٌ فَقَالَ أَسَاطِیرُ الْأَوَّلِینَ مِثْلُ مَا كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنِ الْقُرُونِ الْمَاضِیَةِ فَنَزَلَ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَسْتَمِعُ إِلَیْكَ وَ جَعَلْنا عَلی قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً (4) الْآیَةَ.
الْكَلْبِیُّ قَالَ النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمَیَّةَ یَا مُحَمَّدُ لَنْ نُؤْمِنَ بِكَ حَتَّی تَأْتِیَنَا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ مَعَهُ أَرْبَعَةُ أَمْلَاكٍ یَشْهَدُونَ عَلَیْهِ أَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ أَنَّكَ رَسُولُهُ فَنَزَلَ وَ لَوْ نَزَّلْنا عَلَیْكَ كِتاباً فِی قِرْطاسٍ (5) وَ قَالَ قُرَیْشُ مَكَّةَ أَوْ یَهُودُ الْمَدِینَةِ إِنَّ هَذِهِ الْأَرْضَ لَیْسَتْ بِأَرْضِ الْأَنْبِیَاءِ وَ إِنَّمَا أَرْضُ الْأَنْبِیَاءِ الشَّامُ فَأْتِ الشَّامَ فَنَزَلَ وَ إِنْ
ص: 198
كادُوا لَیَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ (1) وَ قَالَ أَهْلُ مَكَّةَ تَرَكْتَ مِلَّةَ قَوْمِكَ وَ قَدْ عَلِمْنَا أَنَّهُ لَا یَحْمِلُكَ عَلَی ذَلِكَ إِلَّا الْفَقْرُ فَإِنَّا نَجْمَعُ لَكَ مِنْ أَمْوَالِنَا حَتَّی تَكُونَ مِنْ أَغْنَانَا فَنَزَلَ قُلْ أَ غَیْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِیًّا (2) وَ كَانَ الْمُشْرِكُونَ إِذَا قِیلَ لَهُمْ مَا ذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ عَلَی مُحَمَّدٍ قَالُوا أَسَاطِیرَ الْأَوَّلِینَ فَنَزَلَ وَ إِذا قِیلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ (3) الْآیَةَ.
ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَتْ قُرَیْشٌ إِنَّ الْقُرْآنَ لَیْسَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ إِنَّمَا یُعَلِّمُهُ بَلْعَامٌ وَ كَانَ قَیْناً بِمَكَّةَ رُومِیّاً نَصْرَانِیّاً وَ قَالَ الضَّحَّاكُ أَرَادُوا بِهِ سَلْمَانَ وَ قَالَ مُجَاهِدٌ عَبْداً لِبَنِی الْحَضْرَمِیِّ یُقَالُ لَهُ یَعِیشُ فَنَزَلَ وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ یَقُولُونَ إِنَّما یُعَلِّمُهُ بَشَرٌ (4) الْآیَةَ.
وَ قَوْلُهُ وَ قالَ الَّذِینَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلَّا إِفْكٌ افْتَراهُ مُحَمَّدٌ وَ اخْتَلَقَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ وَ أَعانَهُ عَلَیْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ یَعْنُونَ عَدَّاساً مَوْلَی خُوَیْطِبٍ وَ یَسَاراً غُلَامَ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِیِّ وَ حِبْراً مَوْلَی عَامِرٍ وَ كَانُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَكَذَّبَهُمُ اللَّهُ تَعَالَی فَقَالَ فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً (5) الْآیَاتِ (6).
«32»-قب، المناقب لابن شهرآشوب ابْنُ عَبَّاسٍ وَ مُجَاهِدٌ فِی قَوْلِهِ وَ قالَ الَّذِینَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ (7) عَلَیْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَ الْإِنْجِیلُ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی كَذلِكَ مُتَفَرِّقاً لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ (8) وَ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ یُوحَی فِی كُلِّ حَادِثَةٍ وَ لِأَنَّهَا نَزَلَتْ عَلَی أَنْبِیَاءَ یَكْتُبُونَ وَ یَقْرَءُونَ وَ الْقُرْآنُ نَزَلَ عَلَی نَبِیٍّ أُمِّیٍّ وَ لِأَنَّ فِیهِ نَاسِخاً وَ مَنْسُوخاً وَ فِیهِ مَا هُوَ جَوَابٌ لِمَنْ سَأَلَهُ عَنْ أُمُورٍ وَ فِیهِ مَا هُوَ إِنْكَارٌ لِمَا كَانَ وَ فِیهِ مَا هُوَ حِكَایَةُ شَیْ ءٍ جَرَی
ص: 199
وَ لَمْ یَزَلْ صلی اللّٰه علیه و آله یُرِیهِمُ الْآیَاتِ وَ یُخْبِرُهُمْ بِالْمَغِیبَاتِ فَنَزَلَ وَ لا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ (1) الْآیَةَ وَ مَعْنَاهُ لَا تَعْجَلْ بِقِرَاءَتِهِ عَلَیْهِمْ حَتَّی أُنْزِلَ عَلَیْكَ التَّفْسِیرُ فِی أَوْقَاتِهِ كَمَا أُنْزِلَ عَلَیْكَ التِّلَاوَةُ بَاعَ خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ سُیُوفاً مِنَ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ فَجَاءَهُ یَتَقَاضَاهُ فَقَالَ أَ لَیْسَ یَزْعُمُ مُحَمَّدٌ أَنَّ فِی الْجَنَّةِ مَا ابْتَغَی أَهْلُهَا مِنْ ذَهَبٍ وَ فِضَّةٍ وَ ثِیَابٍ وَ خَدَمٍ قَالَ بَلَی قَالَ فَأَنْظِرْنِی أَقْضِكَ هُنَاكَ حَقَّكَ فَوَ اللَّهِ لَا تَكُونُ هُنَالِكَ وَ أَصْحَابُكَ عِنْدَ اللَّهِ آثَرُ مِنِّی فَنَزَلَ أَ فَرَأَیْتَ الَّذِی كَفَرَ بِآیاتِنا إِلَی قَوْلِهِ فَرْداً (2) وَ تَكَلَّمَ النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَكَلَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی أَفْحَمَهُ (3) ثُمَّ قَالَ إِنَّكُمْ وَ ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ (4) الْآیَةَ فَلَمَّا خَرَجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ ابْنُ الزِّبَعْرَی أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ وَجَدْتُهُ فِی مَجْلِسٍ لَخَصَمْتُهُ فَسَلُوا مُحَمَّداً أَ كُلُّ مَا یُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ فِی جَهَنَّمَ مَعَ مَنْ عَبَدَهُ فَنَحْنُ نَعْبُدُ الْمَلَائِكَةَ وَ الْیَهُودُ تَعْبُدُ عُزَیْراً وَ النَّصَارَی تَعْبُدُ عِیسَی فَأُخْبِرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا وَیْلُ أُمِّهِ أَ مَا عَلِمَ أَنَّ مَا لِمَا لَا یَعْقِلُ وَ مَنْ لِمَنْ یَعْقِلُ فَنَزَلَ إِنَّ الَّذِینَ سَبَقَتْ لَهُمْ (5) الْآیَةَ وَ قَالَتِ الْیَهُودُ أَ لَسْتَ لَمْ تَزَلْ نَبِیّاً قَالَ بَلَی قَالَتْ فَلِمَ لَمْ تَنْطِقْ فِی الْمَهْدِ كَمَا نَطَقَ عِیسَی علیه السلام فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ عِیسَی مِنْ غَیْرِ فَحْلٍ فَلَوْ لَا أَنَّهُ نَطَقَ فِی الْمَهْدِ لَمَا كَانَ لِمَرْیَمَ عُذْرٌ إِذْ أُخِذَتْ بِمَا یُؤْخَذُ بِهِ مِثْلُهَا وَ أَنَا وُلِدْتُ بَیْنَ أَبَوَیْنِ وَ اجْتَمَعَتْ قُرَیْشٌ إِلَیْهِ فَقَالُوا إِلَی مَا تَدْعُونَا یَا مُحَمَّدُ قَالَ إِلَی شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ خَلْعِ الْأَنْدَادِ كُلِّهَا قَالُوا نَدَعُ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ سِتِّینَ إِلَهاً وَ نَعْبُدُ إِلَهاً وَاحِداً فَنَزَلَ وَ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ إِلَی قَوْلِهِ عَذابِ (6)
ص: 200
نَزَلَ أَبُو سُفْیَانَ وَ عِكْرِمَةُ وَ أَبُو الْأَعْوَرِ السُّلَمِیُّ عَلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَیٍّ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی سَرْحٍ فَقَالُوا یَا مُحَمَّدُ ارْفُضْ ذِكْرَ آلِهَتِنَا وَ قُلْ إِنَّ لَهَا شَفَاعَةً لِمَنْ عَبَدَهَا وَ نَدَعُكَ وَ رَبَّكَ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَمَرَ فَأُخْرِجُوا مِنَ الْمَدِینَةِ وَ نَزَلَ وَ لا تُطِعِ الْكافِرِینَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ وَ الْمُنافِقِینَ (1) مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ.
ابْنُ عَبَّاسٍ عَیَّرُوا النَّبِیَّ بِكَثْرَةِ التَّزَوُّجِ وَ قَالُوا لَوْ كَانَ نَبِیّاً لَشَغَلَتْهُ النُّبُوَّةُ عَنْ تَزَوُّجِ النِّسَاءِ فَنَزَلَ وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ (2).
ابْنُ عَبَّاسٍ وَ الْأَصَمُ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یُصَلِّی عِنْدَ الْمَقَامِ فَمَرَّ بِهِ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ أَ لَمْ أَنْهَكَ عَنْ هَذَا وَ تَوَعَّدَهُ فَأَغْلَظَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ وَ انْتَهَرَهُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ بِأَیِّ شَیْ ءٍ تُهَدِّدُنِی أَ مَا وَ اللَّهِ إِنِّی لَأَكْبَرُ هَذَا الْوَادِی نَادِیاً فَنَزَلَتْ أَ رَأَیْتَ الَّذِی یَنْهی إِلَی قَوْلِهِ فَلْیَدْعُ نادِیَهُ سَنَدْعُ الزَّبانِیَةَ (3) فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَوْ نَادَی لَأَخَذَتْهُ الزَّبَانِیَةُ بِالْعَذَابِ مَكَانَهُ.
الْقُرَظِیُ قَالَتْ قُرَیْشٌ یَا مُحَمَّدُ شَتَمْتَ الْآلِهَةَ وَ سَفِهْتَ الْأَحْلَامَ وَ فَرَّقْتَ الْجَمَاعَةَ فَإِنْ طَلَبْتَ مَالًا أَعْطَیْنَاكَ أَوِ الشَّرَفَ سَوَّدْنَاكَ أَوْ كَانَ بِكَ عِلَّةٌ دَاوَیْنَاكَ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْسَ شَیْ ءٌ مِنْ ذَلِكَ بَلْ بَعَثَنِی اللَّهُ إِلَیْكُمْ رَسُولًا وَ أَنْزَلَ كِتَاباً فَإِنْ قَبِلْتُمْ مَا جِئْتُ بِهِ فَهُوَ حَظُّكُمْ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ إِنْ تَرُدُّوهُ أَصْبِرُ حَتَّی یَحْكُمَ اللَّهُ بَیْنَنا قَالُوا فَسَلْ رَبَّكَ أَنْ یَبْعَثَ مَلَكاً یُصَدِّقُكَ وَ یَجْعَلَ لَنَا كُنُوزاً وَ جِنَاناً وَ قُصُوراً مِنْ ذَهَبٍ أَوْ یُسْقِطَ عَلَیْنَا السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ كِسْفاً أَوْ تَأْتِیَ بِاللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ قَبِیلًا فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمَیَّةَ الْمَخْزُومِیُّ وَ اللَّهِ لَا أُؤْمِنُ بِكَ حَتَّی تَتَّخِذَ سُلَّماً إِلَی السَّمَاءِ ثُمَّ تَرْقَی وَ أَنَا أَنْظُرُ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ إِنَّهُ أَبَی إِلَّا سَبَّ الْآلِهَةِ وَ شَتْمَ الْآبَاءِ وَ إِنِّی أُعَاهِدُ اللَّهَ لَأَحْمِلَنَّ حَجَراً فَإِذَا سَجَدَ ضَرَبْتُ بِهِ رَأْسَهُ فَانْصَرَفَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله حَزِیناً فَنَزَلَ وَ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّی تَفْجُرَ لَنا (4) الْآیَاتِ.
ص: 201
الْكَلْبِیُ قَالَتْ قُرَیْشٌ یَا مُحَمَّدُ تُخْبِرُنَا عَنْ مُوسَی وَ عِیسَی وَ عَادٍ وَ ثَمُودَ فَأْتِ بِآیَةٍ حَتَّی نُصَدِّقَكَ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَیَّ شَیْ ءٍ تُحِبُّونَ أَنْ آتِیَكُمْ بِهِ قَالُوا اجْعَلْ لَنَا الصَّفَا ذَهَباً وَ ابْعَثْ لَنَا بَعْضَ مَوْتَانَا حَتَّی نَسْأَلَهُمْ عَنْكَ وَ أَرِنَا الْمَلَائِكَةَ یَشْهَدُونَ لَكَ أَوِ ائْتِنَا بِاللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ قَبِیلًا فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِنْ فَعَلْتُ بَعْضَ مَا تَقُولُونَ أَ تُصَدِّقُونِّی قَالُوا وَ اللَّهِ لَئِنْ فَعَلْتَ (1) لَنَتَّبِعَنَّكَ أَجْمَعِینَ فَقَامَ صلی اللّٰه علیه و آله یَدْعُو أَنْ یُجْعَلَ الصَّفَا ذَهَباً فَجَاءَهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ إِنْ شِئْتَ أَصْبَحَ الصَّفَا ذَهَباً وَ لَكِنْ إِنْ لَمْ یُصَدِّقُوا عَذَّبْتُهُمْ وَ إِنْ شِئْتَ تَرَكْتَهُمْ حَتَّی یَتُوبَ تَائِبُهُمْ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله بَلْ یَتُوبُ تَائِبُهُمْ فَنَزَلَ وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَیْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِیرٌ (2).
وَ رُوِیَ أَنَّ قُرَیْشاً كَانُوا یَلْعَنُونَ الْیَهُودَ وَ النَّصَارَی بِتَكْذِیبِهِمُ الْأَنْبِیَاءَ وَ لَوْ أَتَاهُمْ نَبِیٌّ لَنَصَرُوهُ فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله كَذَّبُوهُ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ وَ كَانُوا یُشِیرُونَ إِلَیْهِ بِالْأَصَابِعِ بِمَا حَكَی اللَّهُ عَنْهُمْ وَ إِذا رَأَوْكَ إِنْ یَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً (3) یَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أَ هذَا الَّذِی یَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ إِنَّهَا جَمَادٌ لَا تَنْفَعُ وَ لَا تَضُرُّ وَ هُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمنِ هُمْ كافِرُونَ وَ مَشَّشَ أُبَیُّ بْنُ خَلَفٍ بِعَظْمٍ رَمِیمٍ فَفَتَّهُ فِی یَدِهِ ثُمَّ نَفَخَهُ فَقَالَ أَ تَزْعُمُ أَنَّ رَبَّكَ یُحْیِی هَذَا بَعْدَ مَا تَرَی فَنَزَلَ وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا (4) السُّورَةَ.
وَ ذَكَرُوا أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَدِمَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَفْدٌ لِیَعْلَمُوا عِلْمَهُ انْطَلَقُوا بِأَبِی لَهَبٍ إِلَیْهِمْ وَ قَالُوا لَهُ أَخْبِرْ عَنِ ابْنِ أَخِیكَ فَكَانَ یَطْعُنُ فِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ الْبَاطِلَ وَ قَالَ إِنَّا لَمْ نَزَلْ نُعَالِجُهُ مِنَ الْجُنُونِ فَیَرْجِعُ الْقَوْمُ وَ لَا یَلْقَوْنَهُ.
طَارِقٌ الْمُحَارِبِیُ رَأَیْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی سُوَیْقَةِ ذِی الْمَجَازِ عَلَیْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ وَ هُوَ یَقُولُ یَا أَیُّهَا النَّاسُ قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا وَ أَبُو لَهَبٍ یَتْبَعُهُ وَ یَرْمِیهِ بِالْحِجَارَةِ وَ قَدْ أَدْمَی كَعْبَهُ وَ عُرْقُوبَیْهِ (5) وَ هُوَ یَقُولُ یَا أَیُّهَا النَّاسُ لَا تُطِیعُوهُ فَإِنَّهُ كَذَّابٌ (6).
ص: 202
بیان: المش مسح الید بالشی ء و الخلط.
«33»-قب، المناقب لابن شهرآشوب رَوَی أَبُو أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیُ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَقَفَ بِسُوقِ ذِی الْمَجَازِ فَدَعَاهُمْ إِلَی اللَّهِ وَ الْعَبَّاسُ قَائِمٌ یَسْمَعُ الْكَلَامَ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ كَذَّابٌ وَ مَضَی إِلَی أَبِی لَهَبٍ وَ ذَكَرَ ذَلِكَ فَأَقْبَلَا یُنَادِیَانِ أَنَّ ابْنَ أَخِینَا هَذَا كَذَّابٌ فَلَا یَغُرَّنَّكُمْ عَنْ دِینِكُمْ قَالَ وَ اسْتَقْبَلَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أَبُو طَالِبٍ فَاكْتَنَفَهُ وَ أَقْبَلَ عَلَی أَبِی لَهَبٍ وَ الْعَبَّاسِ فَقَالَ لَهُمَا مَا تُرِیدَانِ تَرِبَتْ أَیْدِیكُمَا وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَصَادِقُ الْقِیلِ ثُمَّ أَنْشَأَ أَبُو طَالِبٍ:
أَنْتَ الْأَمِینُ أَمِینُ اللَّهِ لَا كَذَبَ***وَ الصَّادِقُ الْقَوْلُ لَا لَهْوَ وَ لَا لَعِبَ
أَنْتَ الرَّسُولُ رَسُولُ اللَّهِ نَعْلَمُهُ***عَلَیْكَ تَنْزِلُ مِنْ ذِی الْعِزَّةِ الْكُتُبُ
مُقَاتِلٌ إِنَّهُ رَفَعَ أَبُو جَهْلٍ یَوْماً بَیْنَهُ وَ بَیْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ الْجَانِبِ وَ نَحْنُ مِنْ هَذَا الْجَانِبِ فَاعْمَلْ أَنْتَ عَلَی دِینِكَ وَ مَذْهَبِكَ وَ إِنَّنَا عَامِلُونَ عَلَی دِینِنَا وَ مَذْهَبِنَا فَنَزَلَ وَ قالُوا قُلُوبُنا فِی أَكِنَّةٍ (1).
ابْنُ عَبَّاسٍ كَانَ جَمَاعَةٌ إِذَا صَحَّ جِسْمُ أَحَدِهِمْ وَ نُتِجَتْ فَرَسُهُ وَ وَلَدَتِ امْرَأَتُهُ غُلَاماً وَ كَثُرَتْ مَاشِیَتُهُ رَضِیَ بِالْإِسْلَامِ وَ إِنْ أَصَابَهُ وَجَعٌ أَوْ سُوءٌ قَالَ مَا أَصَبْتُ فِی هَذَا الدِّینِ إِلَّا سُوءاً فَنَزَلَ وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یَعْبُدُ اللَّهَ عَلی حَرْفٍ (2) وَ نَهَی أَبُو جَهْلٍ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنِ الصَّلَاةِ وَ قَالَ إِنْ رَأَیْتُ مُحَمَّداً یُصَلِّی لَأَطَأَنَّ عُنُقَهُ فَنَزَلَ فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَ لا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً (3).
ابْنُ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ وَ إِنْ كادُوا لَیَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِی أَوْحَیْنا (4) قَالَ وَفْدُ ثَقِیفٍ نُبَایِعُكَ عَلَی ثَلَاثٍ لَا نَنْحَنِی (5) وَ لَا نَكْسِرُ إِلَهاً بِأَیْدِینَا وَ تَمَتَّعْنَا بِاللَّاتِ سَنَةً فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَا خَیْرَ فِی دِینٍ لَیْسَ فِیهِ رُكُوعٌ وَ سُجُودٌ فَأَمَّا كَسْرُ أَصْنَامِكُمْ
ص: 203
بِأَیْدِیكُمْ فَذَاكَ لَكُمْ وَ أَمَّا الطَّاغِیَةُ اللَّاتُ فَإِنِّی غَیْرُ مُمَتِّعُكُمْ بِهَا قَالُوا أَجِّلْنَا سَنَةً حَتَّی نَقْبِضَ مَا یُهْدَی لِآلِهَتِنَا فَإِذَا قَبَضْنَاهَا كَسَرْنَاهَا وَ أَسْلَمْنَا فَهُمْ بِتَأْجِیلِهِمْ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ.
قَالَ قَتَادَةُ فَلَمَّا سَمِعَ قَوْلَهُ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَیْنا نَصِیراً (1) قَالَ اللَّهُمَّ لَا تَكِلْنِی إِلَی نَفْسِی طَرْفَةَ عَیْنٍ أَبَداً وَ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَطُوفُ فَشَتَمَهُ عُقْبَةُ بْنُ أَبِی مُعَیْطٍ وَ أَلْقَی عِمَامَتَهُ فِی عُنُقِهِ وَ جَرَّهُ مِنَ الْمَسْجِدِ فَأَخَذُوهُ مِنْ یَدِهِ وَ كَانَ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْماً جَالِساً عَلَی الصَّفَا فَشَتَمَهُ أَبُو جَهْلٍ ثُمَّ شَجَّ رَأْسَهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (2) (شِعْرٌ):
لَقَدْ عَجِبْتُ لِأَقْوَامٍ ذَوِی سَفَهٍ***مِنَ الْقَبِیلَیْنِ مِنْ سَهْمٍ وَ مَخْزُومٍ
الْقَائِلِینَ لِمَا جَاءَ النَّبِیُّ بِهِ***هَذَا حَدِیثٌ أَتَانَا غَیْرَ مَلْزُومٍ
فَقَدْ أَتَاهُمْ بِحَقٍّ غَیْرِ ذِی عِوَجٍ***وَ مُنَزَّلٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعْلُومٌ
مِنَ الْعَزِیزِ الَّذِی لَا شَیْ ءَ یَعْدِلُهُ***فِیهِ مَصَادِیقُ مِنْ حَقٍّ وَ تَعْظِیمٍ
فَإِنْ تَكُونُوا لَهُ ضِدّاً یَكُنْ لَكُمْ***ضِدّاً بِغَلْبَاءَ مِثْلَ اللَّیْلِ عُلْكُومٍ
فَآمِنُوا بِنَبِیٍّ لَا أَبَا لَكُمْ***ذِی خَاتَمٍ صَاغَهُ الرَّحْمَنُ مَخْتُومٍ
(3).
بیان: قال الجزری فی الحدیث علیك بذات الدین تربت یداك ترب الرجل إذا افتقر أی لصق بالتراب و أترب إذا استغنی و هذه الكلمة جاریة علی ألسنة العرب لا یریدون بها الدعاء علی المخاطب و لا وقوع الأمر به و قال الغلباء الغلیظة العنق و هم یصفون السادة بغلظ الرقبة و طولها و قال العلكوم القویة الصلبة.
أقول: یحتمل أن یكون الموصوف بهما الناقة أو الفرقة و الجماعة.
«34»-قب، المناقب لابن شهرآشوب ابْنُ عَبَّاسٍ وَ أَنَسٌ أَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ السَّابِعَ وَ الْعِشْرِینَ مِنْ رَجَبٍ وَ لَهُ أَرْبَعُونَ سَنَةً (4) ابْنُ مَسْعُودٍ إِحْدَی وَ أَرْبَعُونَ سَنَةً
ص: 204
ابْنُ الْمُسَیَّبِ وَ ابْنُ عَبَّاسٍ ثَلَاثٌ وَ أَرْبَعُونَ سَنَةً وَ كَانَ لِإِحْدَی عَشْرَةَ خَلَوْنَ مِنْ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ وَ قِیلَ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ وَ قِیلَ بُعِثَ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ لِقَوْلِهِ شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِی أُنْزِلَ فِیهِ الْقُرْآنُ (1) أَیْ ابْتِدَاءُ إِنْزَالِهِ لِلسَّابِعَ عَشَرَ أَوْ الثَّامِنَ عَشَرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ الرَّابِعِ وَ الْعِشْرِینَ عَنْ أَبِی الْخُلْدِ (2) قَامَ یَدْعُو النَّاسَ وَ أَقَامَ (3) أَبُو طَالِبٍ بِنُصْرَتِهِ فَأَسْلَمَ خَدِیجَةُ وَ عَلِیٌّ وَ زَیْدٌ وَ أُسْرِیَ بِهِ بَعْدَ النُّبُوَّةِ بِسَنَتَیْنِ وَ قَالُوا بِسَنَةٍ وَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنَ الطَّائِفِ.
الْحَلَبِیُّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: اكْتَتَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِمَكَّةَ مُسْتَخْفِیاً خَائِفاً خَمْسَ سِنِینَ لَیْسَ یَظْهَرُ وَ عَلِیٌّ علیه السلام مَعَهُ وَ خَدِیجَةُ ثُمَّ أَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ یَصْدَعَ بِمَا یُؤْمَرُ فَظَهَرَ وَ أَظْهَرَ أَمْرَهُ (4).
«35»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ زُرَارَةَ وَ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَوْلُهُ خَیْرُ الْماكِرِینَ (5) قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ كَانَ لَقِیَ مِنْ قَوْمِهِ بَلَاءً شَدِیداً حَتَّی أَتَوْهُ ذَاتَ یَوْمٍ وَ هُوَ سَاجِدٌ حَتَّی طَرَحُوا عَلَیْهِ رَحِمَ شَاةٍ فَأَتَتْهُ ابْنَتُهُ وَ هُوَ سَاجِدٌ لَمْ یَرْفَعْ رَأْسَهُ فَرَفَعَتْهُ عَنْهُ وَ مَسَحَتْهُ ثُمَّ أَرَاهُ اللَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ الَّذِی یُحِبُّ إِنَّهُ كَانَ بِبَدْرٍ وَ لَیْسَ مَعَهُ غَیْرُ فَارِسٍ وَاحِدٍ ثُمَّ كَانَ مَعَهُ یَوْمَ الْفَتْحِ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً حَتَّی جَعَلَ أَبُو سُفْیَانَ وَ الْمُشْرِكُونَ یَسْتَغِیثُونَ ثُمَّ لَقِیَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مِنَ الشِّدَّةِ وَ الْبَلَاءِ وَ التَّظَاهُرِ عَلَیْهِ وَ لَمْ یَكُنْ مَعَهُ أَحَدٌ مِنْ قَوْمِهِ بِمَنْزِلَتِهِ أَمَّا حَمْزَةُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُتِلَ یَوْمَ أُحُدٍ وَ أَمَّا جَعْفَرٌ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُتِلَ یَوْمَ مُؤْتَةَ (6).
«36»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا تَرَكَ التِّجَارَةَ إِلَی الشَّامِ وَ تَصَدَّقَ بِكُلِّ مَا رَزَقَهُ اللَّهُ تَعَالَی مِنْ تِلْكَ التِّجَارَاتِ كَانَ یَغْدُو كُلَّ یَوْمٍ إِلَی حِرَاءَ یَصْعَدُهُ
ص: 205
وَ یَنْظُرُ مِنْ قُلَلِهِ إِلَی آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ إِلَی أَنْوَاعِ عَجَائِبِ رَحْمَتِهِ وَ بَدَائِعِ حِكْمَتِهِ وَ یَنْظُرُ إِلَی أَكْنَافِ السَّمَاءِ (1) وَ أَقْطَارِ الْأَرْضِ وَ الْبِحَارِ وَ الْمَفَاوِزِ وَ الْفَیَافِی فَیَعْتَبِرُ بِتِلْكَ الْآثَارِ وَ یَتَذَكَّرُ بِتِلْكَ الْآیَاتِ وَ یَعْبُدُ اللَّهَ حَقَّ عِبَادَتِهِ فَلَمَّا اسْتَكْمَلَ أَرْبَعِینَ سَنَةً وَ نَظَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی قَلْبِهِ فَوَجَدَهُ أَفْضَلَ الْقُلُوبِ وَ أَجَلَّهَا وَ أَطْوَعَهَا وَ أَخْشَعَهَا وَ أَخْضَعَهَا أَذِنَ لِأَبْوَابِ السَّمَاءِ فَفُتِحَتْ وَ مُحَمَّدٌ یَنْظُرُ إِلَیْهَا وَ أَذِنَ لِلْمَلَائِكَةِ فَنَزَلُوا وَ مُحَمَّدٌ یَنْظُرُ إِلَیْهِمْ وَ أَمَرَ بِالرَّحْمَةِ فَأُنْزِلَتْ عَلَیْهِ مِنْ لَدُنْ سَاقِ الْعَرْشِ إِلَی رَأْسِ مُحَمَّدٍ وَ غُرَّتِهِ وَ نَظَرَ إِلَی جَبْرَئِیلَ الرُّوحِ الْأَمِینِ الْمُطَوَّقِ بِالنُّورِ طَاوُسِ الْمَلَائِكَةِ هَبَطَ إِلَیْهِ وَ أَخَذَ بِضَبْعِهِ (2) وَ هَزَّهُ وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ اقْرَأْ قَالَ وَ مَا أَقْرَأُ قَالَ یَا مُحَمَّدُ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِی خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِی عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ یَعْلَمْ (3) ثُمَّ أَوْحَی إِلَیْهِ مَا أَوْحَی إِلَیْهِ رَبُّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ صَعِدَ إِلَی الْعُلْوِ وَ نَزَلَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ الْجَبَلِ (4) وَ قَدْ غَشِیَهُ مِنْ تَعْظِیمِ جَلَالِ اللَّهِ وَ وَرَدَ عَلَیْهِ مِنْ كَبِیرِ (5) شَأْنِهِ مَا رَكِبَهُ الْحُمَّی وَ النَّافِضُ (6) یَقُولُ وَ قَدِ اشْتَدَّ عَلَیْهِ مَا یَخَافُهُ مِنْ تَكْذِیبِ قُرَیْشٍ فِی خَبَرِهِ وَ نِسْبَتِهِمْ إِیَّاهُ إِلَی الْجُنُونِ وَ أَنَّهُ یَعْتَرِیهِ شَیَاطِینُ (7) وَ كَانَ مِنْ أَوَّلِ أَمْرِهِ أَعْقَلَ خَلْقِ اللَّهِ (8) وَ أَكْرَمَ بَرَایَاهُ وَ أَبْغَضَ الْأَشْیَاءِ إِلَیْهِ الشَّیْطَانُ وَ أَفْعَالُ الْمَجَانِینِ وَ أَقْوَالُهُمْ فَأَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَشْرَحَ صَدْرَهُ وَ یُشَجِّعَ قَلْبَهُ فَأَنْطَقَ اللَّهُ الْجِبَالَ وَ الصُّخُورَ وَ الْمَدَرَ وَ كُلَّمَا وَصَلَ إِلَی شَیْ ءٍ مِنْهَا نَادَاهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مُحَمَّدُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ (9) أَبْشِرْ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ فَضَّلَكَ وَ جَمَّلَكَ وَ
ص: 206
زَیَّنَكَ وَ أَكْرَمَكَ فَوْقَ الْخَلَائِقِ أَجْمَعِینَ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ لَا یَحْزُنُكَ أَنْ تَقُولَ قُرَیْشٌ إِنَّكَ مَجْنُونٌ وَ عَنِ الدِّینِ مَفْتُونٌ فَإِنَّ الْفَاضِلَ مَنْ فَضَّلَهُ رَبُّ الْعَالَمِینَ وَ الْكَرِیمَ مَنْ كَرَّمَهُ خَالِقُ الْخَلْقِ أَجْمَعِینَ فَلَا یَضِیقَنَّ صَدْرُكَ مِنْ تَكْذِیبِ قُرَیْشٍ وَ عُتَاةِ الْعَرَبِ لَكَ فَسَوْفَ یَبْلُغُكَ رَبُّكَ أَقْصَی مُنْتَهَی الْكَرَامَاتِ وَ یَرْفَعُكَ إِلَی أَرْفَعِ الدَّرَجَاتِ وَ سَوْفَ یُنَعِّمُ وَ یُفَرِّحُ أَوْلِیَاءَكَ بِوَصِیِّكَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ سَوْفَ یَبُثُّ عُلُومَكَ فِی الْعِبَادِ وَ الْبِلَادِ بِمِفْتَاحِكَ وَ بَابِ مَدِینَةِ حِكْمَتِكَ (1) عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ سَوْفَ یُقِرُّ عَیْنَكَ بِبِنْتِكَ فَاطِمَةَ وَ سَوْفَ یُخْرِجُ مِنْهَا وَ مِنْ عَلِیٍّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ سَیِّدَیْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ سَوْفَ یَنْشُرُ فِی الْبِلَادِ دِینَكَ وَ سَوْفَ یُعَظِّمُ أُجُورَ الْمُحِبِّینَ لَكَ وَ لِأَخِیكَ وَ سَوْفَ یَضَعُ فِی یَدِكَ لِوَاءَ الْحَمْدِ فَتَضَعُهُ فِی یَدِ أَخِیكَ عَلِیٍّ فَیَكُونُ تَحْتَهُ كُلُّ نَبِیٍّ وَ صِدِّیقٍ وَ شَهِیدٍ یَكُونُ قَائِدَهُمْ أَجْمَعِینَ إِلَی جَنَّاتِ النَّعِیمِ فَقُلْتُ فِی سِرِّی یَا رَبِّ مَنْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ الَّذِی وَعَدْتَنِی بِهِ وَ ذَلِكَ بَعْدَ مَا وُلِدَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ هُوَ طِفْلٌ أَ هُوَ وَلَدُ عَمِّی وَ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَّا تَحَرَّكَ عَلِیٌّ وَلِیداً (2) وَ هُوَ مَعَهُ أَ هُوَ هَذَا فَفِی كُلِّ مَرَّةٍ مِنْ ذَلِكَ أُنْزِلَ عَلَیْهِ مِیزَانُ الْجَلَالِ فَجُعِلَ مُحَمَّدٌ فِی كِفَّةٍ مِنْهُ وَ مُثِّلَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام وَ سَائِرُ الْخَلْقِ مِنْ أُمَّتِهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فِی كِفَّةٍ فَوُزِنَ بِهِمْ فَرُجِّحَ ثُمَّ أُخْرِجَ مُحَمَّدٌ مِنَ الْكِفَّةِ وَ تُرِكَ عَلِیٌّ فِی كِفَّةِ مُحَمَّدٍ الَّتِی كَانَ فِیهَا فَوُزِنَ بِسَائِرِ أُمَّتِهِ فَرُجِّحَ بِهِمْ وَ عَرَفَهُ (3) رَسُولُ اللَّهِ بِعَیْنِهِ وَ صِفَتِهِ وَ نُودِیَ فِی سِرِّهِ یَا مُحَمَّدُ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ صَفِیِّیَ الَّذِی أُؤَیِّدُ بِهِ هَذَا الدِّینَ یُرَجَّحُ عَلَی جَمِیعِ أُمَّتِكَ بَعْدَكَ فَذَلِكَ حِینَ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِی بِأَدَاءِ الرِّسَالَةِ وَ خَفَّفَ عَنِّی (4) مُكَافَحَةَ الْأُمَّةِ وَ سَهَّلَ عَلَیَّ مُبَارَزَةَ الْعُتَاةِ الْجَبَابِرَةِ (5) مِنْ قُرَیْشٍ (6).
«37»-عم، إعلام الوری أَبُو بَكْرٍ الْبَیْهَقِیُّ فِی كِتَابِ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
ص: 207
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ یُونُسَ بْنِ بَكْرٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی الْأَشْعَثِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِیَاسِ بْنِ عَفِیفٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَفِیفٍ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ امْرَأً تَاجِراً فَقَدِمْتُ مِنًی أَیَّامَ الْحَجِّ وَ كَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ امْرَأً تَاجِراً فَأَتَیْتُهُ أَبْتَاعُ مِنْهُ وَ أَبِیعُهُ قَالَ فَبَیْنَا نَحْنُ إِذَا خَرَجَ (1) رَجُلٌ مِنْ خِبَاءٍ یُصَلِّی فَقَامَ تُجَاهَ الْكَعْبَةِ ثُمَّ خَرَجَتِ امْرَأَةٌ فَقَامَتْ تُصَلِّی وَ خَرَجَ غُلَامٌ یُصَلِّی مَعَهُ فَقُلْتُ یَا عَبَّاسُ مَا هَذَا الدِّینُ إِنَّ هَذَا الدِّینَ مَا نَدْرِی مَا هُوَ فَقَالَ هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ یَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ وَ أَنَّ كُنُوزَ كِسْرَی وَ قَیْصَرَ یُسْتَفْتَحُ (2) عَلَیْهِ وَ هَذِهِ امْرَأَتُهُ خَدِیجَةُ بِنْتُ خُوَیْلِدٍ آمَنَتْ بِهِ وَ هَذَا الْغُلَامُ ابْنُ عَمِّهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ آمَنَ بِهِ قَالَ عَفِیفٌ فَلَیْتَنِی كُنْتُ آمَنْتُ بِهِ یَوْمَئِذٍ فَكُنْتُ أَكُونُ ثَانِیاً تَابِعَهُ.
إِبْرَاهِیمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَ قَالَ فِی الْحَدِیثِ إِذْ خَرَجَ مِنْ خِبَاءٍ فَوَثَبَ نَظَرَ إِلَی السَّمَاءِ فَلَمَّا رَآهَا قَدْ مَالَتْ قَامَ یُصَلِّی ثُمَّ ذَكَرَ قِیَامَ خَدِیجَةَ خَلْفَهُ.
وَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَیْنِ بْنُ الْفَضْلِ بِإِسْنَادٍ ذَكَرَهُ عَنْ مجاهدین حبر (مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ) (3) قَالَ: كَانَ مِمَّا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ أَرَادَ بِهِ الْخَیْرَ أَنَّ قُرَیْشاً أَصَابَتْهُمْ أَزْمَةٌ (4) شَدِیدَةٌ وَ كَانَ أَبُو طَالِبٍ ذَا عِیَالٍ كَثِیرَةٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِلْعَبَّاسِ عَمِّهِ وَ كَانَ مِنْ أَیْسَرِ بَنِی هَاشِمٍ یَا عَبَّاسُ إِنَّ أَخَاكَ أَبَا طَالِبٍ كَثِیرُ الْعِیَالِ وَ قَدْ أَصَابَ النَّاسَ مَا تَرَی مِنْ هَذِهِ الْأَزْمَةِ فَانْطَلِقْ (5)
ص: 208
حَتَّی نُخَفِّفَ عَنْهُ مِنْ عِیَالِهِ (1) وَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً فَضَمَّهُ إِلَیْهِ فَلَمْ یَزَلْ عَلِیٌّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی بَعَثَهُ اللَّهُ نَبِیّاً فَاتَّبَعَهُ عَلِیٌّ وَ آمَنَ بِهِ وَ صَدَّقَهُ (2).
«38»-عم، إعلام الوری جَدَّتْ قُرَیْشٌ فِی أَذَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ أَشَدَّ النَّاسِ عَلَیْهِ عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ جَالِساً فِی الْحِجْرِ فَبَعَثُوا إِلَی سَلَی الشَّاةِ فَأَلْقَوْهُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَاغْتَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ ذَلِكَ فَجَاءَ إِلَی أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ یَا عَمِّ كَیْفَ حَسَبِی فِیكُمْ قَالَ وَ مَا ذَاكَ یَا ابْنَ أَخِ قَالَ إِنَّ قُرَیْشاً أَلْقَوْا عَلَیَّ السَّلَی فَقَالَ لِحَمْزَةَ خُذِ السَّیْفَ وَ كَانَتْ قُرَیْشٌ جَالِسَةً فِی الْمَسْجِدِ فَجَاءَ أَبُو طَالِبٍ وَ مَعَهُ السَّیْفُ وَ حَمْزَةُ وَ مَعَهُ السَّیْفُ فَقَالَ أَمِرَّ السَّلی عَلَی سِبَالِهِمْ فَمَنْ أَبَی فَاضْرِبْ عُنُقَهُ فَمَا تَحَرَّكَ أَحَدٌ حَتَّی أَمَرَّ السَّلی عَلَی سِبَالِهِمْ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا ابْنَ أَخِ هَذَا حَسَبُكَ فِینَا.
وَ فِی كِتَابِ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ عَنْ أَبِی دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَیْمُونٍ یُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَیْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَاجِداً وَ حَوْلَهُ نَاسٌ مِنْ قُرَیْشٍ وَ ثَمَّ سَلَی بَعِیرٍ فَقَالُوا مَنْ یَأْخُذُ سَلَی هَذَا الْجَزُورِ أَوِ الْبَعِیرِ فَیُفَرِّقُهُ (3) عَلَی ظَهْرِهِ فَجَاءَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِی مُعَیْطٍ فَقَذَفَهُ عَلَی ظَهْرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ جَاءَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام فَأَخَذَتْهُ مِنْ ظَهْرِهِ وَ دَعَتْ عَلَی مَنْ صَنَعَ ذَلِكَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَمَا رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله دَعَا عَلَیْهِمْ إِلَّا یَوْمَئِذٍ فَقَالَ اللَّهُمَّ عَلَیْكَ الْمَلَأَ مِنْ قُرَیْشٍ اللَّهُمَّ عَلَیْكَ أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ وَ عُتْبَةَ بْنَ رَبِیعَةَ وَ شَیْبَةَ بْنَ رَبِیعَةَ وَ عُقْبَةَ بْنَ أَبِی مُعَیْطٍ وَ أُمَیَّةَ بْنَ خَلَفٍ أَوْ أُبَیَّ بْنَ خَلَفٍ شَكَّ شُعْبَةُ
ص: 209
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَ لَقَدْ رَأَیْتُهُمْ قُتِلُوا یَوْمَ بَدْرٍ وَ أُلْقُوا فِی الْقَلِیبِ أَوْ قَالَ فِی بِئْرٍ غَیْرَ أَنَّ أُمَیَّةَ بْنَ خَلَفٍ أَوْ أُبَیَّ بْنَ خَلَفٍ كَانَ رَجُلًا بَادِناً فَقُطِّعَ قَبْلَ أَنْ یَبْلُغَ الْبِئْرَ.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِیُّ فِی الصَّحِیحِ قَالَ وَ أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْفَقِیهُ أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَی حَدَّثَنَا الْحَمِیدِیُّ حَدَّثَنَا سُفْیَانُ حَدَّثَنَا بُنَانُ بْنُ بِشْرٍ (1) وَ ابْنُ أَبِی خَالِدٍ قَالا سَمِعْنَا قَیْساً یَقُولُ سَمِعْنَا خَبَّاباً یَقُولُ أَتَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَهُ فِی ظِلِّ الْكَعْبَةِ وَ قَدْ لَقِینَا مِنَ الْمُشْرِكِینَ شِدَّةً شَدِیدَةً فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ لَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا فَقَعَدَ وَ هُوَ مُحْمَرٌّ وَجْهُهُ فَقَالَ إِنْ كَانَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ لَیُمْشَطُ أَحَدُهُمْ بِأَمْشَاطِ الْحَدِیدِ مَا دُونَ عَظْمِهِ مِنْ لَحْمٍ أَوْ عَصَبٍ مَا یَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِینِهِ وَ یُوضَعُ الْمِنْشَارُ عَلَی مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَیُشَقُّ بِاثْنَیْنِ مَا یَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِینِهِ وَ لَیُتِمَّنَّ اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّی یَسِیرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَی حَضْرَمَوْتَ لَا یَخَافُ إِلَّا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الذِّئْبَ عَلَی غَنَمِهِ.
رَوَاهُ الْبُخَارِیُّ فِی الصَّحِیحِ عَنِ الْحُمَیْدِیِّ وَ أَخْرَجَاهُ (2) مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ (3) قَالَ وَ حَدَّثَنَا الْحَافِظُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِی الزُّبَیْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَرَّ بِعَمَّارٍ وَ أَهْلِهِ وَ هُمْ یُعَذَّبُونَ فِی اللَّهِ فَقَالَ أَبْشِرُوا آلَ عَمَّارٍ فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْجَنَّةُ.
وَ أَخْبَرَنَا ابْنُ بُشْرَانَ الْعَدْلُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: أَوَّلُ شَهِیدٍ كَانَ اسْتُشْهِدَ فِی الْإِسْلَامِ أُمُّ عَمَّارٍ سُمَیَّةُ طَعَنَهَا أَبُو جَهْلٍ بِطَعْنَةٍ فِی قُبُلِهَا (4).
وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ بِإِسْنَادِهِ قَالَ: كَانَ أَبُو جَهْلٍ تَعَرَّضَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله
ص: 210
وَ آذَاهُ بِالْكَلَامِ وَ اجْتَمَعَتْ بَنُو هَاشِمٍ فَأَقْبَلَ حَمْزَةُ وَ كَانَ فِی الصَّیْدِ فَنَظَرَ إِلَی اجْتِمَاعِ النَّاسِ فَقَالَ مَا هَذَا فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَةٌ مِنْ بَعْضِ السُّطُوحِ یَا بَا یَعْلَی إِنَّ عَمْرَو بْنَ هِشَامٍ تَعَرَّضَ لِمُحَمَّدٍ وَ آذَاهُ فَغَضِبَ حَمْزَةُ وَ مَرَّ نَحْوَ أَبِی جَهْلٍ وَ أَخَذَ قَوْسَهُ فَضَرَبَ بِهَا رَأْسَهُ ثُمَّ احْتَمَلَهُ فَجَلَدَ بِهِ الْأَرْضَ وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ وَ كَادَ یَقَعُ فِیهِمْ شَرٌّ فَقَالُوا لَهُ یَا بَا یَعْلَی صَبَوْتَ إِلَی دِینِ ابْنِ أَخِیكَ قَالَ نَعَمْ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ عَلَی جِهَةِ الْغَضَبِ وَ الْحَمِیَّةِ فَلَمَّا رَجَعَ إِلَی مَنْزِلِهِ نَدِمَ فَغَدَا عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا ابْنَ أَخِ أَ حَقّاً مَا (1) تَقُولُ فَقَرَأَ عَلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ فَاسْتَبْصَرَ حَمْزَةُ وَ ثَبَتَ عَلَی دِینِ الْإِسْلَامِ وَ فَرِحَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَرَّ أَبُو طَالِبٍ بِإِسْلَامِهِ وَ قَالَ فِی ذَلِكَ:
فَصَبْراً أَبَا یَعْلَی عَلَی دِینِ أَحْمَدَ***وَ كُنْ مُظْهِراً لِلدِّینِ وُفِّقْتَ صَابِراً
وَ حُطْ مَنْ أَتَی بِالدِّینِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ***بِصِدْقٍ وَ حَقٍّ لَا تَكُنْ حَمْزُ كَافِراً (2)
فَقَدْ سَرَّنِی إِذْ قُلْتَ إِنَّكَ مُؤْمِنٌ***فَكُنْ لِرَسُولِ اللَّهِ فِی اللَّهِ نَاصِراً
وَ نَادِ قُرَیْشاً بِالَّذِی قَدْ أَتَیْتَهُ***جِهَاراً وَ قُلْ مَا كَانَ أَحْمَدُ سَاحِراً
(3).
«14»-ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام كَانَ أَبُو جَهْلٍ تَعَرَّضَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ (4).
«39»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ مُعَنْعَناً عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا نَزَلَتْ عَلَیَّ وَ أَنْذِرِ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ وَ رَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِینَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هَذِهِ قِرَاءَةُ عَبْدِ اللَّهِ (5).
«40»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عُبَیْدُ بْنُ كَثِیرٍ مُعَنْعَناً عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ قَالَ دَعَاهُمْ یَعْنِی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَمَعَهُمْ عَلَی فَخِذَةِ شَاةٍ وَ قَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ
ص: 211
أَوْ قَالَ قَعْبٍ مِنْ لَبَنٍ وَ إِنَّ فِیهِمْ یَوْمَئِذٍ ثَلَاثِینَ رَجُلًا یَأْكُلُ كُلُّ رَجُلٍ جَذَعَةً قَالَ فَأَكَلْنَا حَتَّی شَبِعْنَا وَ شَرِبْنَا حَتَّی رَوِینَا (1).
«41»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَفَّانَ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی رَافِعٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَمَعَ وُلْدَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِی الشِّعْبِ وَ هُمْ یَوْمَئِذٍ وُلْدُهُ لِصُلْبِهِ وَ أَوْلَادُهُمْ أَرْبَعُونَ رَجُلًا (2) فَصَنَعَ لَهُمْ رِجْلَ شَاةٍ وَ ثَرَدَ لَهُمْ ثَرِیدَةً فَصَبَّ عَلَیْهِ (3) ذَلِكَ الْمَرَقَ وَ اللَّحْمَ ثُمَّ قَدَّمُوهَا إِلَیْهِمْ فَأَكَلُوا مِنْهُ حَتَّی شَبِعُوا (4) ثُمَّ سَقَاهُمْ عُسّاً وَاحِداً (5) فَشَرِبُوا كُلُّهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْعُسِّ حَتَّی رَوُوا ثُمَّ قَالَ أَبُو لَهَبٍ وَ اللَّهِ وَ إِنَّ مِنَّا نَفَرٌ یَأْكُلُ أَحَدُهُمْ الْجَفْرَةَ وَ مَا یُصْلِحُهَا فَمَا یَكَادُ یُشْبِعُهُ وَ یَشْرَبُ الْفَرَقَ مِنَ النَّبِیذِ فَمَا یُرْوِیهِ وَ إِنَّ ابْنَ أَبِی كَبْشَةَ دَعَانَا عَلَی رِجْلِ شَاةٍ وَ عُسٍّ مِنْ شَرَابٍ فَشَبِعْنَا وَ رَوِینَا إِنَّ هَذَا لَهُوَ السِّحْرُ الْمُبِینُ قَالَ ثُمَّ دَعَاهُمْ فَقَالَ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِی أَنْ أُنْذِرَ عَشِیرَتِیَ الْأَقْرَبِینَ وَ رَهْطِیَ الْمُخْلَصِینَ وَ إِنَّكُمْ عَشِیرَتِیَ الْأَقْرَبُونَ (6) وَ رَهْطِیَ الْمُخْلَصُونَ (7) وَ إِنَّ اللَّهَ لَمْ یَبْعَثْ نَبِیّاً إِلَّا جَعَلَ لَهُ أَخاً مِنْ أَهْلِهِ وَ وَارِثاً وَ وَصِیّاً وَ وَزِیراً فَأَیُّكُمْ یَقُومُ فَیُبَایِعُنِی عَلَی أَنَّهُ أَخِی وَ وَزِیرِی وَ وَارِثِی دُونَ أَهْلِی وَ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی فِی أَهْلِی وَ یَكُونُ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی غَیْرَ أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی فَأَمْسَكَ الْقَوْمُ فَقَالَ وَ اللَّهِ لَیَقُومَنَّ قَائِمُكُمْ أَوْ لَتَكُونَنَ (8) فِی غَیْرِكُمْ ثُمَّ لَتَنْدَمُنَّ فَقَامَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ هُمْ یَنْظُرُونَ إِلَیْهِ كُلُّهُمْ فَبَایَعَهُ وَ أَجَابَهُ إِلَی مَا دَعَاهُ إِلَیْهِ فَقَالَ ادْنُ مِنِّی فَدَنَا مِنْهُ فَقَالَ افْتَحْ فَاكَ فَمَجَّ فِی فِیهِ مِنْ رِیقِهِ وَ تَفَلَ بَیْنَ كَتِفَیْهِ وَ بَیْنَ ثَدْیَیْهِ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ لَبِئْسَ مَا حَبَوْتَ بِهِ ابْنَ عَمِّكَ أَجَابَكَ (9) فَمَلَأْتَ فَاهُ وَ وَجْهَهُ بُزَاقاً قَالَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله
ص: 212
بَلْ مَلَأْتُهُ عِلْماً وَ حِلْماً وَ فَهْماً (1).
بیان: الجفر من أولاد المعز ما بلغ أربعة أشهر و فصل عن أمه و أخذ فی الرعی و الأنثی جفرة ذكره الجزری و قال كان المشركون ینسبون النبی صلی اللّٰه علیه و آله إلی أبی كبشة و هو رجل من خزاعة خالف قریشا فی عبادة الأوثان شبهوه به و قیل إنه كان جد النبی صلی اللّٰه علیه و آله من قبل أمه (2) فأرادوا أنه نزع فی الشبه إلیه.
«42»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَراً علیه السلام یَقُولُ جَاءَ جَبْرَئِیلُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ رَبُّكَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ دَارُ خَلْقِی (3).
«43»-كا، الكافی أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَرَنِی رَبِّی بِمُدَارَاةِ النَّاسِ كَمَا أَمَرَنِی بِأَدَاءِ الْفَرَائِضِ (4).
«44»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ یَحْیَی الثَّوْرِیِّ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: لَمَّا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رَسُولَهُ صلی اللّٰه علیه و آله بِإِظْهَارِ الْإِسْلَامِ وَ ظَهَرَ الْوَحْیُ رَأَی قِلَّةً مِنَ الْمُسْلِمِینَ وَ كَثْرَةً مِنَ الْمُشْرِكِینَ فَاهْتَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَمّاً شَدِیداً فَبَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ جَبْرَئِیلَ علیه السلام بِسِدْرٍ مِنْ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی فَغَسَلَ بِهِ رَأْسَهُ فَجَلَا بِهِ هَمَّهُ (5).
«45»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیهما السلام قَالا إِنَّ النَّاسَ لَمَّا كَذَّبُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَمَّ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بِهَلَاكِ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَّا عَلِیّاً فَمَا سِوَاهُ بِقَوْلِهِ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ ثُمَّ بَدَا لَهُ فَرَحِمَ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ قَالَ لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْری تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِینَ (6).
ص: 213
أقول: سیأتی فی باب عمل النیروز
عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ یَوْمَ النَّیْرُوزِ هُوَ الْیَوْمُ الَّذِی هَبَطَ فِیهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله.
و قد مضی بعض أخبار الباب فی أبواب المعجزات.
«46»-وَ رَوَی السَّیِّدُ بْنُ طَاوُسٍ فِی كِتَابِ سَعْدِ السُّعُودِ، مِنْ كِتَابِ تَفْسِیرِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ حُسَیْنِ بْنِ الْحَكَمِ الْخَیْبَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِیرٍ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ یَحْیَی عَنْ عَفَّانَ بْنِ سَلْمَانَ قَالَ وَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاتِبُ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَفَّانَ وَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِیزِ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُوسَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنِ الْوَاحِدِ بْنِ غِیَاثٍ قَالا (1) حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَبِی صَادِقٍ عَنْ أَبِی رَبِیعَةَ بْنِ نَاجِدٍ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لِمَ وَرِثْتَ ابْنَ عَمِّكَ دُونَ عَمِّكَ قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حَتَّی اشْرَأَبَّ النَّاسُ وَ نَشَرُوا آذَانَهُمْ ثُمَّ قَالَ جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَوْ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ كُلُّهُمْ یَأْكُلُ الْجَذَعَةَ وَ یَشْرَبُ الْفَرَقَ قَالَ فَصَنَعَ لَهُمْ مُدّاً مِنْ طَعَامٍ فَأَكَلُوا حَتَّی شَبِعُوا قَالَ وَ بَقِیَ الطَّعَامُ كَمَا هُوَ كَأَنَّهُ لَمْ یُمَسَّ وَ لَمْ یُشْرَبْ فَقَالَ یَا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّی بُعِثْتُ إِلَیْكُمْ بِخَاصَّةٍ (2) وَ إِلَی النَّاسِ بِعَامَّةٍ وَ قَدْ رَأَیْتُمْ مِنْ هَذِهِ الْآیَةِ مَا رَأَیْتُمْ (3) فَأَیُّكُمْ یُبَایِعُنِی عَلَی أَنْ یَكُونَ أَخِی وَ صَاحِبِی وَ وَارِثِی فَلَمْ یَقُمْ إِلَیْهِ أَحَدٌ قَالَ فَقُمْتُ وَ كُنْتُ أَصْغَرَ الْقَوْمِ سِنّاً فَقَالَ اجْلِسْ قَالَ ثُمَّ قَالَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كُلَّ ذَلِكَ أَقُومُ إِلَیْهِ فَیَقُولُ لِیَ اجْلِسْ حَتَّی كَانَتِ الثَّالِثَةُ ضَرَبَ یَدَهُ عَلَی یَدِی فَقَالَ فَلِذَلِكَ وَرِثْتُ ابْنَ عَمِّی دُونَ عَمِّی (4).
ص: 214
بیان: قال الجزری فیه فینادی یوم القیامة مناد فیشرئبون لصوته أی یرفعون رءوسهم لینظروا إلیه و كل رافع رأسه مشرئب.
«47»-أَقُولُ ثُمَّ رَوَی السَّیِّدُ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی الْكِتَابِ الْمَسْطُورِ مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَاهِلِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ عَمَّارِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَّالٍ (1) وَ الْعَامَّةُ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ قَوْماً خَاضُوا فِی بَعْضِ أَمْرِ عَلِیٍّ علیه السلام بَعْدَ الَّذِی كَانَ مِنْ وَقْعَةِ الْجَمَلِ قَالَ الرَّجُلُ الَّذِی سَمِعَ مِنَ (2) الْحَسَنِ الْحَدِیثَ وَیْلَكُمْ مَا تُرِیدُونَ مِنْ أَوَّلِ السَّابِقِ بِالْإِیمَانِ بِاللَّهِ وَ الْإِقْرَارِ بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ عَاشِرَ عَشَرَةٍ مِنْ وُلْدِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِذْ أَتَانَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ أَجِیبُوا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی غَدٍ (3) فِی مَنْزِلِ أَبِی طَالِبٍ فَتَغَامَزْنَا فَلَمَّا وَلَّی قُلْنَا أَ تَرَی مُحَمَّداً أَنْ یُشْبِعَنَا الْیَوْمَ وَ مَا مِنَّا یَوْمَئِذٍ مِنَ الْعَشَرَةِ رَجُلًا إِلَّا وَ هُوَ یَأْكُلُ الْجَذَعَةَ السَّمِینَةَ وَ یَشْرَبُ الْفَرَقَ مِنَ اللَّبَنِ فَغَدَوْا عَلَیْهِ فِی مَنْزِلِ أَبِی طَالِبٍ وَ إِذَا نَحْنُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَحَیَّیْنَاهُ بِتَحِیَّةِ الْجَاهِلِیَّةِ وَ حَیَّانَا هُوَ بِتَحِیَّةِ الْإِسْلَامِ فَأَوَّلُ مَا أَنْكَرْنَا مِنْهُ ذَلِكَ ثُمَّ أَمَرَ بِجَفْنَةٍ مِنْ خُبْزٍ وَ لَحْمٍ فَقُدِّمَتْ إِلَیْنَا وَ وَضَعَ یَدَهُ الْیُمْنَی عَلَی ذِرْوَتِهَا وَ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ كُلُوا عَلَی اسْمِ اللَّهِ فَتَغَیَّرْنَا لِذَلِكَ ثُمَّ تَمَسَّكْنَا لِحَاجَتِنَا إِلَی الطَّعَامِ وَ ذَلِكَ أَنَّنَا جَوَّعْنَا أَنْفُسَنَا لِلْمِیعَادِ بِالْأَمْسِ فَأَكَلْنَا حَتَّی انْتَهَیْنَا وَ الْجَفْنَةُ كَمَا هِیَ مُدْفَقَةٌ ثُمَّ دَفَعَ إِلَیْنَا عُسّاً مِنْ لَبَنٍ فَكَانَ عَلِیٌّ یَخْدُمُنَا فَشَرِبْنَا كُلُّنَا حَتَّی رَوِینَا وَ الْعُسُّ عَلَی حَالِهِ حَتَّی إِذَا فَرَغْنَا قَالَ یَا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّی نَذِیرٌ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ إِنِّی أَتَیْتُكُمْ بِمَا لَمْ یَأْتِ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ فَإِنْ تُطِیعُونِی تَرْشُدُوا وَ تُفْلِحُوا وَ تَنْجَحُوا إِنَّ هَذِهِ مَائِدَةٌ أَمَرَنِیَ اللَّهُ بِهَا فَصَنَعْتُهَا لَكُمْ كَمَا صَنَعَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ علیه السلام لِقَوْمِهِ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ یُعَذِّبُهُ عَذَاباً لَا یُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِینَ وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ اسْمَعُوا مَا أَقُولُ لَكُمْ وَ اعْلَمُوا یَا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّ اللَّهَ لَمْ یَبْعَثْ رَسُولًا إِلَّا جَعَلَ لَهُ أَخاً
ص: 215
وَ وَزِیراً وَ وَصِیّاً وَ وَارِثاً مِنْ أَهْلِهِ وَ قَدْ جَعَلَ لِی وَزِیراً كَمَا جَعَلَ لِلْأَنْبِیَاءِ قَبْلِی وَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَرْسَلَنِی إِلَی النَّاسِ كَافَّةً وَ أَنْزَلَ عَلَیَّ وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ وَ رَهْطَكَ الْمُخْلَصِینَ وَ قَدْ وَ اللَّهِ أَنْبَأَنِی بِهِ وَ سَمَّاهُ لِی وَ لَكِنْ أَمَرَنِی أَنْ أَدْعُوَكُمْ وَ أَنْصَحَ لَكُمْ وَ أَعْرِضَ عَلَیْكُمْ لِئَلَّا یَكُونَ لَكُمُ الْحُجَّةُ فِیمَا بَعْدُ وَ أَنْتُمْ عَشِیرَتِی وَ خَالِصُ رَهْطِی فَأَیُّكُمْ یَسْبِقُ إِلَیْهَا عَلَی أَنْ یُؤَاخِیَنِی فِی اللَّهِ وَ یُوَازِرَنِی فِی اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ وَ مَعَ ذَلِكَ یَكُونُ لِی یَداً عَلَی جَمِیعِ مَنْ خَالَفَنِی فَأَتَّخِذُهُ وَصِیّاً وَ وَلِیّاً وَ وَزِیراً یُؤَدِّی عَنِّی وَ یُبَلِّغُ رِسَالَتِی وَ یَقْضِی دَیْنِی مِنْ بَعْدِی وَ عِدَاتِی مَعَ أَشْیَاءَ اشْتَرَطَهَا فَسَكَتُوا فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كُلَّهَا لَیَسْكُتُونَ (1) وَ یَثِبُ فِیهَا عَلِیٌّ فَلَمَّا سَمِعَهَا أَبُو لَهَبٍ قَالَ تَبّاً لَكَ یَا مُحَمَّدُ وَ لِمَا جِئْتَنَا بِهِ أَ لِهَذَا دَعَوْتَنَا وَ هَمَّ أَنْ یَقُومَ مُوَلِّیاً فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَتَقُومُنَّ أَوْ یَكُونُ فِی غَیْرِكُمْ وَ قَالَ یُحَرِّصُهُمْ لِئَلَّا یَكُونَ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ فِیمَا بَعْدَ حُجَّةٌ قَالَ فَوَثَبَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا لَهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ یَا أَبَا الْحَسَنِ أَنْتَ لَهَا قُضِیَ الْقَضَاءُ وَ جَفَّ الْقَلَمُ (2) یَا عَلِیُّ اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِأَوَّلِهَا وَ جَعَلَكَ وَلِیَّ آخِرِهَا (3).
بیان: قوله تمسكنا لعل المعنی أمسكنا عن الكلام متكلفین قوله مدفقة أی ممتلئة ینصب الطعام من أطرافها.
«48»-نهج، نهج البلاغة إِلَی أَنْ بَعَثَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مُحَمَّداً (4) لِإِنْجَازِ عِدَتِهِ وَ تَمَامِ نُبُوَّتِهِ مَأْخُوذاً عَلَی النَّبِیِّینَ مِیثَاقَهُ مَشْهُورَةً سِمَاتُهُ (5) كَرِیماً مِیلَادُهُ وَ أَهْلُ الْأَرْضِ یَوْمَئِذٍ مِلَلٌ مُتَفَرِّقَةٌ وَ أَهْوَاءٌ مُنْتَشِرَةٌ وَ طَرَائِقُ (6) مُتَشَتِّتَةٌ بَیْنَ مُشَبِّهٍ لِلَّهِ بِخَلْقِهِ أَوْ مُلْحِدٍ فِی اسْمِهِ أَوْ مُشِیرٍ إِلَی غَیْرِهِ فَهَدَاهُمْ بِهِ مِنَ الضَّلَالَةِ وَ أَنْقَذَهُمْ بِمَكَانِهِ مِنَ الْجَهَالَةِ ثُمَّ اخْتَارَ سُبْحَانَهُ لِمُحَمَّدٍ
ص: 216
لِقَاءَهُ وَ رَضِیَ لَهُ مَا عِنْدَهُ وَ أَكْرَمَهُ عَنْ دَارِ الدُّنْیَا وَ رَغِبَ بِهِ عَنْ مُقَارَبَةِ (1) الْبَلْوَی فَقَبَضَهُ إِلَیْهِ كَرِیماً صلی اللّٰه علیه و آله (2).
بیان: الضمیر فی عدته راجع إلی اللّٰه و فی نبوته إلی الرسول و یحتمل إرجاعهما إلی الرسول بأن یكون الإضافة فی عدته إضافة إلی المفعول كما یحتمل إرجاعهما إلی اللّٰه بأن یكون المراد بقوله نبوته النبوة التی سنها و قدرها لإصلاح الخلق و السمة العلامة و المیلاد وقت الولادة و الطرائق المذاهب و التشتت التفرق و الانتشار قوله ملحد فی اسمه أی یطلق علیه و ینسب إلیه ما لا یلیق به أو یطلق اسمه علی غیره قوله أو مشیر إلی غیره كالدهریة و عبدة الأصنام و فی قوله ملل و ما بعده تقدیر مضاف أی ذوو ملل أو الحمل علی المبالغة أو یقدر المضاف فی المبتدإ و بعضها مؤكدة لبعض و یمكن الفرق بوجه.
«49»-نهج، نهج البلاغة وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بِالدِّینِ الْمَشْهُورِ وَ الْعِلْمِ الْمَأْثُورِ وَ الْكِتَابِ الْمَسْطُورِ وَ النُّورِ السَّاطِعِ وَ الضِّیَاءِ اللَّامِعِ وَ الْأَمْرِ الصَّادِعِ إِزَاحَةً لِلشُّبُهَاتِ وَ احْتِجَاجاً بِالْبَیِّنَاتِ وَ تَحْذِیراً بِالْآیَاتِ وَ تَخْوِیفاً لِلْمَثُلَاتِ (3) وَ النَّاسُ فِی فِتَنٍ انْجَذَمَ (4) فِیهَا حَبْلُ الدِّینِ وَ تَزَعْزَعَتْ سَوَارِی الْیَقِینِ وَ اخْتَلَفَ النَّجْرُ (5) وَ تَشَتَّتَ الْأَمْرُ وَ ضَاقَ الْمَخْرَجُ وَ عَمِیَ الْمَصْدَرُ فَالْهُدَی خَامِلٌ وَ الْعَمَی شَامِلٌ عُصِیَ الرَّحْمَنُ وَ نُصِرَ الشَّیْطَانُ وَ خُذِلَ الْإِیمَانُ فَانْهَارَتْ دَعَائِمُهُ وَ تَنَكَّرَتْ مَعَالِمُهُ وَ دَرَسَتْ سُبُلُهُ وَ عَفَتْ (6) شُرُكُهُ أَطَاعُوا الشَّیْطَانَ فَسَلَكُوا مَسَالِكَهُ وَ وَرَدُوا مَنَاهِلَهُ بِهِمْ سَارَتْ أَعْلَامُهُ وَ قَامَ لِوَاؤُهُ فِی فِتَنٍ
ص: 217
دَاسَتْهُمْ بِأَخْفَافِهَا وَ وَطِئَتْهُمْ بِأَظْلَافِهَا وَ قَامَتْ عَلَی سَنَابِكِهَا فَهُمْ فِیهَا تَائِهُونَ حَائِرُونَ جَاهِلُونَ مَفْتُونُونَ فِی خَیْرِ دَارٍ وَ شَرِّ جِیرَانٍ نَوْمُهُمْ سُهُودٌ وَ كُحْلُهُمْ دُمُوعٌ بِأَرْضٍ عَالِمُهَا مُلْجَمٌ وَ جَاهِلُهَا مُكْرَمٌ (1).
توضیح: قوله و العلم المأثور العلم إما بالكسر أو بفتحتین أی ما یهتدی به و المأثور المقدم علی غیره و المنقول و لا یخفی مناسبتهما و الصادع الظاهر الجلی و المَثُلات جمع مَثُلَة بفتح المیم و ضم الثاء العقوبة قوله انجذم أی انقطع و فی بعض النسخ بالزای بمعناه و الزعزعة الاضطراب و السواری جمع الساریة و هی الدعامة و النجر الأصل و الطبع فانهارت أی انهدمت و تنكرت أی تغیرت و الشرك بضمتین جمع شركة بفتحتین و هی معظم الطریق أو وسطها قوله فی فتن داستهم متعلق بقوله سارت و قام أو خبر ثان لقوله و الناس و السنابك أطراف مقدم الحافر قوله فی خیر دار إما خبر ثالث أو متعلق بقوله تائهون و ما بعده و المراد بخیر الدار مكة و بشر الجیران كفار قریش و العالم الملجم من آمن به و الجاهل المكرم من كذبه و فیه احتمالات أخر لا یناسب المقام و قوله علیه السلام نومهم سهود و كحلهم دموع كنایة عن كثرة الفتن فیهم بحیث كانوا لا ینامون اهتماما بأنفسهم و إعدادا لقتال عدوهم و یبكون علی قتلاهم و ما ذهب منهم من الأموال و غیرها.
«50»-نهج، نهج البلاغة أَرْسَلَهُ عَلَی حِینِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ وَ طُولِ هَجْعَةٍ مِنَ الْأُمَمِ وَ اعْتِزَامٍ (2) مِنَ الْفِتَنِ وَ انْتِشَارٍ مِنَ الْأُمُورِ وَ تَلَظٍّ مِنَ الْحُرُوبِ وَ الدُّنْیَا كَاسِفَةُ النُّورِ ظَاهِرَةُ الْغُرُورِ عَلَی حِینِ اصْفِرَارٍ مِنْ وَرَقِهَا (3) وَ إِیَاسٍ مِنْ ثَمَرِهَا وَ اغْوِرَارٍ مِنْ مَائِهَا قَدْ دَرَسَتْ أَعْلَامُ الْهُدَی (4) وَ ظَهَرَتْ أَعْلَامُ الرَّدَی فَهِیَ مُتَجَهِّمَةٌ لِأَهْلِهَا عَابِسَةٌ فِی وَجْهِ طَالِبِهَا ثَمَرُهَا
ص: 218
الْفِتْنَةُ وَ طَعَامُهَا الْجِیفَةُ وَ شِعَارُهَا (1) الْخَوْفُ وَ دِثَارُهَا السَّیْفُ (2).
بیان: الفترة انقطاع الوحی بین الرسل و الهجعة النوم و الاعتزام العزم كأن الفتنة مصممة للهرج و الفساد و فی بعض النسخ بالراء المهملة أی كثرة و شدة و فی الكافی و اعتراض من قولهم اعترض الفرس إذا مشی علی غیر الطریق و التلظی التلهب و الاغورار ذهاب الماء من غار الماء إذا ذهب و منه قوله تعالی إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً (3) و الدروس الامحاء و التجهم العبوس و المراد بالجیفة ما كانوا یكتسبونه بالمكاسب المحرمة فی الجاهلیة أو ما كانوا یأكلون من الحیوانات التی أزهقت روحها بغیر التذكیة و فی تشبیه الخوف بالشعار و السیف بالدثار وجوه من اللطف و البلاغة.
«51»-نهج، نهج البلاغة بَعَثَهُ وَ النَّاسُ ضُلَّالٌ فِی حَیْرَةٍ وَ حَاطِبُونَ (4) فِی فِتْنَةٍ قَدِ اسْتَهْوَتْهُمُ الْأَهْوَاءُ وَ اسْتَزَلَّتْهُمُ الْكِبْرِیَاءُ (5) وَ اسْتَخَفَّتْهُمُ الْجَاهِلِیَّةُ الْجَهْلَاءُ حَیَارَی فِی زَلْزَالٍ مِنَ الْأَمْرِ وَ بَلَاءٍ (6) مِنَ الْجَهْلِ فَبَالَغَ صلی اللّٰه علیه و آله فِی النَّصِیحَةِ وَ مَضَی عَلَی الطَّرِیقَةِ وَ دَعَا إِلَی الْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ (7).
بیان: الحاطب هو الذی یجمع الحطب و یقال حاطب لیل لمن یجمع بین الصواب و الخطاء و یتكلم بالغث و السمین.
أقول: و یحتمل أن یكون علیه السلام استعار الحطب لما یكتسبونه من الأعمال لأنها كانت مما یحرقهم فی النار و فی بعض النسخ خابطون أی كانت حركاتهم علی غیر نظام قوله علیه السلام استهوتهم الأهواء أی دعتهم و جذبتهم إلی أنفسها أو إلی مهاوی الهلاك
ص: 219
و یقال استخفه أی وجده خفیفا و خف علیه تحریكه و الزلزال بالفتح اسم و بالكسر مصدر.
«52»-نهج، نهج البلاغة أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بَعَثَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَیْسَ أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ یَقْرَأُ كِتَاباً وَ لَا یَدَّعِی نُبُوَّةً وَ لَا وَحْیاً فَقَاتَلَ بِمَنْ أَطَاعَهُ مَنْ عَصَاهُ یَسُوقُهُمْ إِلَی مَنْجَاتِهِمْ وَ یُبَادِرُ السَّاعَةَ (1) أَنْ تَنْزِلَ بِهِمْ یَحْسِرُ الْحَسِیرُ وَ یَقِفُ الْكَسِیرُ (2) فَیُقِیمُ عَلَیْهِ حَتَّی یُلْحِقَهُ غَایَتَهُ إِلَّا هَالِكاً لَا خَیْرَ فِیهِ حَتَّی أَرَاهُمْ مَنْجَاتَهُمْ وَ بَوَّأَهُمْ مَحَلَّتَهُمْ فَاسْتَدَارَتْ رَحَاهُمْ وَ اسْتَقَامَتْ قَنَاتُهُمْ (3).
إیضاح: قوله و لیس أحد من العرب یقرأ كتابا أی فی زمانه صلی اللّٰه علیه و آله و ما قاربه فلا ینافی بعثة هود و صالح و شعیب علیهم السلام فی العرب و أما خالد بن سنان فلو ثبت بعثته فلم یكن یقرأ كتابا و یدعی شریعة و إنما نبوته كانت مشابهة لنبوة جماعة من أنبیاء بنی إسرائیل لم یكن لهم كتب و لا شرائع مع أنه یمكن أن یكون المراد الزمان الذی بعده.
قوله علیه السلام و یبادر الساعة أن تنزل بهم أی یسارع إلی هدایتهم و تسلیكهم لسبیل اللّٰه كیلا تنزل بهم الساعة علی عمی منهم عن صراط اللّٰه قوله علیه السلام یحسر الحسیر الحسیر الذی أعیا فی طریقه و الغرض وصفه صلی اللّٰه علیه و آله بالشفقة علی الخلق فی حال أسفارهم معه فی الغزوات و نحوها أی أنه كان یسیر فی آخرهم و یفتقد المنقطع منهم عن عیاء أو انكسار مركوب فلا یزال یلطف به حتی یبلغه أصحابه إلا ما لا یمكن إیصاله و لا یرجی أو المراد من وقف قدم عقله فی السلوك إلی اللّٰه أو انكسر لضلاله كان صلی اللّٰه علیه و آله هو المقیم له علی المحجة البیضاء و یهدیه حتی یوصله إلی الغایة المطلوبة إلا من لا یرجی فیه الخیر كأبی جهل و أبی لهب و أضرابهما و منجاتهم نجاتهم أو محل نجاتهم و محلتهم منزلهم و استدارة رحاهم كنایة عن اجتماعهم و اتساق أمورهم.
«53»-نهج، نهج البلاغة أَرْسَلَهُ دَاعِیاً إِلَی الْحَقِّ وَ شَاهِداً عَلَی الْخَلْقِ فَبَلَّغَ رِسَالاتِ رَبِّهِ غَیْرَ
ص: 220
وَانٍ وَ لَا مُقَصِّرٍ وَ جَاهَدَ فِی اللَّهِ أَعْدَاءَهُ غَیْرَ وَاهِنٍ وَ لَا مُعَذِّرٍ إِمَامُ مَنِ اتَّقَی وَ بَصَرُ مَنِ اهْتَدَی (1).
بیان: الوانی الفاتر الكال و الواهن الضعیف و المعذر المعتذر من غیر عذر.
«54»-نهج، نهج البلاغة أَرْسَلَهُ عَلَی حِینِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ وَ تَنَازُعٍ مِنَ الْأَلْسُنِ فَقَفَّی بِهِ الرُّسُلَ وَ خَتَمَ بِهِ الْوَحْیَ فَجَاهَدَ فِی اللَّهِ الْمُدْبِرِینَ عَنْهُ وَ الْعَادِلِینَ بِهِ (2).
بیان: العادلون به الجاعلون له عدیلا و مثلا.
«55»-نهج، نهج البلاغة فَبَعَثَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله بِالْحَقِّ لِیُخْرِجَ عِبَادَهُ مِنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ إِلَی عِبَادَتِهِ وَ مِنْ طَاعَةِ الشَّیْطَانِ إِلَی طَاعَتِهِ بِقُرْآنٍ قَدْ بَیَّنَهُ وَ أَحْكَمَهُ لِیَعْلَمَ الْعِبَادُ رَبَّهُمْ إِذْ جَهِلُوهُ وَ لِیُقِرُّوا بِهِ (3) إِذْ جَحَدُوهُ وَ لِیُثْبِتُوهُ بَعْدَ إِذْ أَنْكَرُوهُ فَتَجَلَّی سُبْحَانَهُ لَهُمْ فِی كِتَابِهِ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَكُونُوا رَأَوْهُ بِمَا أَرَاهُمْ مِنْ قُدْرَتِهِ وَ خَوَّفَهُمْ مِنْ سَطْوَتِهِ وَ كَیْفَ مَحَقَ مَنْ مَحَقَ بِالْمَثُلَاتِ وَ احْتَصَدَ مَنِ احْتَصَدَ بِالنَّقِمَاتِ (4).
بیان: أحكمه أی أتقنه و منعه من الفساد لفظا و معنی و لیقروا به أی باللسان و لیثبتوه أی بالقلب فتجلی سبحانه لهم أی ظهر و انكشف بما نبههم علیه فیه من آیات القدرة و القصص و قیل المراد بالكتاب (5) عالم الإیجاد لاشتماله علی آثار الصنع و محق الشی ء أبطله و محاه و الاحتصاد قطع الزرع و هنا كنایة عن استئصالهم.
«56»-نهج، نهج البلاغة وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ نَجِیبُهُ وَ صَفْوَتُهُ لَا یُوَازَی فَضْلُهُ وَ لَا یُجْبَرُ فَقْدُهُ أَضَاءَتْ بِهِ الْبِلَادُ بَعْدَ الضَّلَالَةِ الْمُظْلِمَةِ وَ الْجَهَالَةِ الْغَالِبَةِ (6) وَ الْجَفْوَةِ الْجَافِیَةِ وَ النَّاسُ
ص: 221
یَسْتَحِلُّونَ الْحَرِیمَ وَ یَسْتَذِلُّونَ الْحَكِیمَ یَحْیَوْنَ عَلَی فَتْرَةٍ وَ یَمُوتُونَ عَلَی كَفْرَةٍ (1).
بیان: لا یوازی أی لا یساوی فضله و لا یبلغه أحد و الجبر إصلاح العظم من كسر و الغالبة فی بعض النسخ بالیاء المثناة أی المجاوزة عن الحد و الجفوة غلظ الطبع و قساوة القلب و الوصف للمبالغة كشعر شاعر و المراد بالفترة هنا انقطاع الوحی أو ترك الاجتهاد فی الطاعات.
«57»-نهج، نهج البلاغة أَرْسَلَهُ عَلَی حِینِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ وَ طُولِ هَجْعَةٍ (2) مِنَ الْأُمَمِ وَ انْتِقَاضٍ مِنَ الْمُبْرَمِ فَجَاءَهُمْ بِتَصْدِیقِ الَّذِی بَیْنَ یَدَیْهِ وَ النُّورِ الْمُقْتَدَی بِهِ (3).
بیان: المبرم من الحبل المفتول و انتقاضه كنایة عن تعطیل قواعد الشرع و تزلزل أساس الدین.
«58»-نهج، نهج البلاغة بَعَثَهُ (4) بِالنُّورِ الْمُضِی ءِ وَ الْبُرْهَانِ الْجَلِیِّ وَ الْمِنْهَاجِ الْبَادِی وَ الْكِتَابِ الْهَادِی أُسْرَتُهُ خَیْرُ أُسْرَةٍ وَ شَجَرَتُهُ خَیْرُ شَجَرَةٍ أَغْصَانُهَا مُعْتَدِلَةٌ وَ ثِمَارُهَا مُتَهَدِّلَةٌ مَوْلِدُهُ بِمَكَّةَ وَ هِجْرَتُهُ بِطَیْبَةَ (5) عَلَا بِهَا ذِكْرُهُ وَ امْتَدَّ (6) بِهَا صَوْتُهُ أَرْسَلَهُ بِحُجَّةٍ كَافِیَةٍ وَ مَوْعِظَةٍ شَافِیَةٍ وَ دَعْوَةٍ مُتَلَافِیَةٍ أَظْهَرَ بِهِ الشَّرَائِعَ الْمَجْهُولَةَ وَ قَمَعَ بِهِ الْبِدَعَ الْمَدْخُولَةَ وَ بَیَّنَ بِهِ الْأَحْكَامَ الْمَفْصُولَةَ (7).
بیان: لعل المراد بالنور المضی ء نور النبوة و بالبرهان الجلی المعجزات الباهرة و بالمنهاج البادی شریعته الواضحة و أسرته أهل بیته صلی اللّٰه علیه و آله و شجرته أصله و قبیلته و اعتدال أغصانه كنایة عن تقارب أهل بیته فی الفضل و الكمال أو عدم الاختلاف بینهم
ص: 222
قوله علیه السلام متهدلة أی متدلیة كنایة عن سهولة اجتناء العلم منها و ظهورها و كثرتها و قوله علیه السلام و دعوة متلافیة لتلافیها ما فسد من قلوبهم و نظام أمورهم فی الجاهلیة قوله علیه السلام المفصولة أی ببیانه صلی اللّٰه علیه و آله أو فصلها اللّٰه سبحانه و أوضحها له صلی اللّٰه علیه و آله.
«59»-نهج، نهج البلاغة وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ الصَّفِیُّ وَ أَمِینُهُ الرَّضِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَرْسَلَهُ بِوُجُوبِ الْحُجَجِ وَ ظُهُورِ الْفَلَجِ وَ إِیضَاحِ الْمَنْهَجِ فَبَلَّغَ الرِّسَالَةَ صَادِعاً (1) بِهَا وَ حُمِلَ عَلَی الْمَحَجَّةِ دَالًّا عَلَیْهَا وَ أَقَامَ أَعْلَامَ الِاهْتِدَاءِ وَ مَنَارَ الضِّیَاءِ وَ جَعَلَ أَمْرَاسَ الْإِسْلَامِ مَتِینَةً وَ عُرَی الْإِیمَانِ وَثِیقَةً (2).
بیان: قوله بوجوب الحجج أی تمامها و نفوذها و لزومها و الفلج بالتحریك النصرة و الغلبة و المرسة بالتحریك الحبل و جمع جمعه أمراس و المتانة الشدة.
«60»-نهج، نهج البلاغة وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ دَعَا إِلَی طَاعَتِهِ وَ قَاهَرَ أَعْدَاءَهُ جِهَاداً عَنْ دِینِهِ لَا یَثْنِیهِ عَنْ ذَلِكَ اجْتِمَاعٌ عَلَی تَكْذِیبِهِ وَ الْتِمَاسٌ لِإِطْفَاءِ نُورِهِ (3).
بیان: لا یثنیه أی لا یصرفه و لا یعطفه.
«61»-نهج، نهج البلاغة وَ لَمْ یَجْمَعْ بَیْتٌ وَاحِدٌ یَوْمَئِذٍ فِی الْإِسْلَامِ غَیْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَدِیجَةَ وَ أَنَا ثَالِثُهُمَا أَرَی نُورَ الْوَحْیِ وَ الرِّسَالَةِ وَ أَشَمُّ رِیحَ النُّبُوَّةِ وَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشَّیْطَانِ حِینَ نَزَلَ الْوَحْیُ عَلَیْهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذِهِ الرَّنَّةُ فَقَالَ هَذَا الشَّیْطَانُ قَدْ أَیِسَ مِنْ عِبَادَتِهِ إِنَّكَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ وَ تَرَی مَا أَرَی إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِیٍّ وَ لَكِنَّكَ وَزِیرٌ وَ إِنَّكَ لَعَلَی خَیْرٍ (4).
بیان: قال ابن أبی الحدید و أما رنة الشیطان
فَرَوَی أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی مُسْنَدِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَبِیحَةَ اللَّیْلَةِ الَّتِی أُسْرِیَ بِهِ فِیهَا وَ هُوَ بِالْحِجْرِ یُصَلِّی فَلَمَّا قَضَی صَلَاتَهُ وَ قَضَیْتُ صَلَاتِی سَمِعْتُ رَنَّةً شَدِیدَةً فَقُلْتُ یَا رَسُولَ
ص: 223
اللَّهِ مَا هَذِهِ الرَّنَّةُ قَالَ أَ لَا تَعْلَمُ هَذِهِ رَنَّةُ الشَّیْطَانِ عَلِمَ أَنَّهُ أُسْرِیَ بِیَ اللَّیْلَةَ إِلَی السَّمَاءِ فَأَیِسَ مِنْ أَنْ یُعْبَدَ فِی هَذِهِ الْأَرْضِ.
وَ قَدْ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا یُشَابِهُ هَذَا لَمَّا بَایَعَهُ الْأَنْصَارُ السَّبْعُونَ لَیْلَةَ الْعَقَبَةِ سُمِعَ مِنَ الْعَقَبَةِ صَوْتٌ عَالٍ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ یَا أَهْلَ مَكَّةَ هَذَا مُذَمَّمٌ وَ الصُّبَاةُ مَعَهُ قَدْ أَجْمَعُوا عَلَی حَرْبِكُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِلْأَنْصَارِ أَ لَا تَسْمَعُونَ مَا یَقُولُ هَذَا أَزَبُّ الْكَعْبَةِ یَعْنِی شَیْطَانَهَا وَ قَدْ رُوِیَ أَزْیَبُ الْعَقَبَةِ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیْهِ فَقَالَ أَ تَسْمَعُ یَا عَدُوَّ اللَّهِ أَ مَا وَ اللَّهِ لَأَفْرُغَنَّ لَكَ.
انتهی. (1) أقول و هاتان الرنتان غیر ما ورد فی الخبر و هی إحدی الرنتین اللتین مضتا فی الخبرین.
«62»-نهج، نهج البلاغة وَ نَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ خَاضَ إِلَی رِضْوَانِ اللَّهِ كُلَّ غَمْرَةٍ وَ تَجَرَّعَ فِیهِ كُلَّ غُصَّةٍ وَ قَدْ تَلَوَّنَ لَهُ الْأَدْنَوْنَ وَ تَأَلَّبَ عَلَیْهِ الْأَقْصَوْنَ وَ خَلَعَتْ إِلَیْهِ الْعَرَبُ أَعِنَّتَهَا وَ ضَرَبَتْ إِلَی مُحَارَبَتِهِ بُطُونَ رَوَاحِلِهَا حَتَّی أَنْزَلَتْ بِسَاحَتِهِ عَدَاوَتَهَا مِنْ أَبْعَدِ الدَّارِ وَ أَسْحَقِ الْمَزَارِ (2).
بیان: الغمرة الزحمة من الماء و الناس و الشدة و خوضها اقتحامها قوله علیه السلام و قد تلون أی تغیر أقاربه ألوانا (3) و تألب أی تجمع علیه الأبعدون نسبا قوله علیه السلام و خلعت هذا مثل سائر أی أوجفوا إلیه مسرعین لمحاربته لأن الخیل إذا خلعت أعنتها كان أسرع لجریها و السحق البعد.
«63»-نهج، نهج البلاغة وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرْسَلَهُ وَ أَعْلَامُ الْهُدَی دَارِسَةٌ وَ مَنَاهِجُ الدِّینِ طَامِسَةٌ فَصَدَعَ بِالْحَقِّ وَ نَصَحَ لِلْخَلْقِ وَ هَدَی إِلَی الرُّشْدِ وَ أَمَرَ بِالْقَصْدِ صلی اللّٰه علیه و آله (4).
«64»-نهج، نهج البلاغة بَعَثَهُ حِینَ لَا عَلَمٌ قَائِمٌ وَ لَا مَنَارٌ سَاطِعٌ وَ لَا مَنْهَجٌ وَاضِحٌ (5).
ص: 224
بیان: الساطع المرتفع.
«65»-نهج، نهج البلاغة ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بَعَثَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله بِالْحَقِّ حِینَ دَنَا مِنَ الدُّنْیَا الِانْقِطَاعُ وَ أَقْبَلَ مِنَ الْآخِرَةِ الِاطِّلَاعُ وَ أَظْلَمَتْ بَهْجَتُهَا بَعْدَ إِشْرَاقٍ وَ قَامَتْ بِأَهْلِهَا عَلَی سَاقٍ وَ خَشُنَ مِنْهَا مِهَادٌ وَ أَزِفَ مِنْهَا قِیَادٌ (1) فِی انْقِطَاعٍ مِنْ مُدَّتِهَا وَ اقْتِرَابٍ مِنْ أَشْرَاطِهَا وَ تَصَرُّمٍ مِنْ أَهْلِهَا وَ انْفِصَامٍ مِنْ حَلْقَتِهَا وَ انْتِشَارٍ مِنْ سَبَبِهَا وَ عَفَاءٍ مِنْ أَعْلَامِهَا وَ تَكَشُّفٍ مِنْ عَوْرَاتِهَا وَ قَصْرٍ مِنْ طُولِهَا جَعَلَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بَلَاغاً لِرِسَالَتِهِ وَ كَرَامَةً لِأُمَّتِهِ وَ رَبِیعاً لِأَهْلِ زَمَانِهِ وَ رِفْعَةً لِأَعْوَانِهِ وَ شَرَفاً لِأَنْصَارِهِ (2).
بیان: علی ساق أی علی شدة و المهاد الفراش قوله علیه السلام و أزف منها قیاد أی قرب منها انقیاد للانقطاع و الزوال و أشراط الساعة علاماتها و التصرم الانقضاء و الانفصام الانقطاع و كنی بالحلقة عن نظامها و اجتماع أهلها بالنوامیس و الشرائع و السبب كل شی ء یتوصل به إلی غیره و انتشاره كنایة عن فساد أسباب ذلك النظام و العفاء الدروس و الهلاك و یمكن أن یكون المراد بالأعلام العلماء و الصلحاء (3) قوله من طولها أی من امتدادها و قرئ الطول بكسر الطاء و فتح الواو بمعنی الحبل.
«66»-نهج، نهج البلاغة أَرْسَلَهُ بِالضِّیَاءِ وَ قَدَّمَهُ فِی الاصْطِفَاءِ فَرَتَقَ بِهِ الْمَفَاتِقَ وَ سَاوَرَ بِهِ الْمُغَالِبَ وَ ذَلَّلَ بِهِ الصُّعُوبَةَ وَ سَهَّلَ بِهِ الْحُزُونَةَ حَتَّی سَرَّحَ الضَّلَالَ عَنْ یَمِینٍ وَ شِمَالٍ (4).
بیان: قوله علیه السلام فی الاصطفاء أی علی غیره من الأنبیاء و الأوصیاء و المفاتق جمع مفتق أی أصلح به المفاسد و الأمور و المنتشرة و المساورة المواثبة أی كسر به صلی اللّٰه علیه و آله سورة من أراد الطغیان و الحزن المكان الغلیظ الخشن و الحزونة الخشونة قوله علیه السلام حتی سرح الضلال أی طرده و أسرع به ذهابا عن یمین و شمال من قولهم ناقة سرح و منسرحة أی سریعة.
«67»-نهج، نهج البلاغة فَصَدَعَ بِمَا أَمَرَ بِهِ وَ بَلَّغَ رِسَالَةَ رَبِّهِ فَلَمَّ اللَّهُ بِهِ الصَّدْعَ وَ رَتَقَ بِهِ
ص: 225
الْفَتْقَ وَ أَلَّفَ بِهِ بَیْنَ ذَوِی الْأَرْحَامِ بَعْدَ الْعَدَاوَةِ الْوَاغِرَةِ فِی الصُّدُورِ وَ الضَّغَائِنِ الْقَادِحَةِ فِی الْقُلُوبِ (1).
بیان: لم اللّٰه شعثه أی أصلح و جمع ما تفرق من أموره و الصدع الشق و كذا الفتق و الرتق ضده و الوغرة شدة توقد الحر و منه قیل فی صدره علی وغر بالتسكین أی ضغن و عداوة و توقد من الغیظ و الضغینة الحقد أی الحقد الذی یقدح النار فی القلوب و یوقدها فیها.
«68»-نهج، نهج البلاغة إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بَعَثَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله نَذِیراً لِلْعَالَمِینَ وَ أَمِیناً عَلَی التَّنْزِیلِ وَ أَنْتُمْ مَعْشَرَ الْعَرَبِ عَلَی شَرِّ دِینٍ وَ فِی شَرِّ دَارٍ مُنِیخُونَ بَیْنَ حِجَارَةٍ خُشْنٍ وَ حَیَّاتٍ صُمٍّ تَشْرَبُونَ الْكَدِرَ وَ تَأْكُلُونَ الْجَشِبَ وَ تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَ تَقْطَعُونَ أَرْحَامَكُمْ الْأَصْنَامُ فِیكُمْ مَنْصُوبَةٌ وَ الْآثَامُ بِكُمْ مَعْصُوبَةٌ (2).
بیان: قوله علیه السلام شر دار أی باعتبار شمول الكفر و الضلالة أو باعتبار أن أكثرها البوادی و لقلة المعمورة و قلة الماء فلا ینافی كونها خیر دار للصالحین لشرافة المكان و یحتمل أن یكون المراد الدار المجازیة أی دار الجاهلیة و الإناخة الإقامة بالمكان و الحیة الصماء التی لا تنزجر بالصوت كأنها لا تسمع و ربما یراد بها الصلبة الشدیدة و قیل یجوز أن یعنی بالحجارة و الحیات المجاز یقال للأعداء حیات و إنه لحجر خشن المس إذا كان ألد الخصام و الجشب الطعام الغلیظ الخشن و الذی لا إدام معه قوله علیه السلام معصوبة أی مشدودة.
«69»-نهج، نهج البلاغة إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بَعَثَ مُحَمَّداً وَ لَیْسَ أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ یَقْرَأُ كِتَاباً وَ لَا یَدَّعِی نُبُوَّةً فَسَاقَ النَّاسَ حَتَّی بَوَّأَهُمْ مَحَلَّتَهُمْ (3) وَ بَلَّغَهُمْ مَنْجَاتَهُمْ فَاسْتَقَامَتْ قَنَاتُهُمْ وَ اطْمَأَنَّتْ صِفَاتُهُمْ (4).
ص: 226
بیان: قوله علیه السلام حتی بوأهم محلتهم أی أسكنهم منزلتهم التی خلقوا لأجلها من الإسلام و الإیمان و العلم و سائر الكمالات بحسب استعداداتهم و المنجاة محل النجاة و القناة الرمح و استقامتها كنایة عن القوة و الغلبة و الدولة (1) و الصفاة الحجر الأملس المنبسط استعیرت لحالهم التی كانوا علیها من النهب و الغارة و الخوف و التزلزل فكانوا كالواقف علی حجر أملس متزلزل فاطمأنت أحوالهم و سكنوا فی مواطنهم بسبب مقدمه صلی اللّٰه علیه و آله.
«70»-نهج، نهج البلاغة وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ابْتَعَثَهُ وَ النَّاسُ یَضْرِبُونَ فِی غَمْرَةٍ وَ یَمُوجُونَ فِی حَیْرَةٍ قَدْ قَادَتْهُمْ أَزِمَّةُ الْحَیْنِ وَ اسْتَغْلَقَتْ عَلَی أَفْئِدَتِهِمْ أَقْفَالُ الرَّیْنِ (2).
بیان: الضرب السیر السریع و الضارب السابح و الغمرة الماء الكثیر (3) و الحین الهلاك و استغلقت أی تعسر فتحها و الرین الطبع و التغطیة (4)
أقول: قال الكازرونی فی المنتقی فیما رواه بإسناده (5) أول ما بدئ به رسول اللّٰه من الوحی الرؤیا الصادقة و كان لا یری رؤیا إلا جاءت به مثل فلق الصبح ثم حبب إلیه الخلاء فكان یأتی حراء فیتعبد فیه (6) حتی فجأه الحق و هو فی غار حراء فجاءه الملك و ساق الحدیث إلی أن قال.
ص: 227
كان ورقة بن نوفل ابن عم خدیجة امرأ تنصر فی الجاهلیة و كان یكتب العبرانی بالعربیة من الإنجیل ما شاء اللّٰه أن یكتب و كان شیخا كبیرا قد عمی فقالت له خدیجة أی ابن عم اسمع من ابن أخیك فقال ورقة یا ابن أخی ما تری فأخبره رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فقال ورقة هذا الناموس الأكبر الذی أنزل اللّٰه تعالی علی موسی علیه السلام یا لیتنی فیها جذعا أكون حیا حین یخرجك قومك فقال رسول اللّٰه علیه السلام أ و مخرجی هم قال نعم لم یأت رجل قط بما جئت به إلا عودی و إن یدركنی یومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم ینشب ورقة أن توفی و فتر الوحی فترة ثم أتاه الوحی الناموس جبرئیل علیه السلام و صاحب سر الملك.
قوله جذعا أی شابا قویا كالجذع من الدواب حتی أبالغ فی نصرك قوله مؤزرا أی بالغا فی القوة لم ینشب بفتح الشین أی لم یمكث و لم یحدث شیئا و لم یشتغل به
وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی أَنَّ خَدِیجَةَ أَتَتْ وَرَقَةَ وَ قَالَتْ أَخْبِرْنِی عَنْ جَبْرَئِیلَ مَا هُوَ قَالَ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ مَا ذُكِرَ جَبْرَئِیلُ فِی بَلْدَةٍ لَا یَعْبُدُونَ فِیهَا اللَّهَ قَالَتْ إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَنِی أَنَّهُ أَتَاهُ قَالَ فَإِنْ كَانَ جَبْرَئِیلُ هَبَطَ إِلَی هَذِهِ الْأَرْضِ لَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَیْهَا خَیْراً عَظِیماً هُوَ النَّامُوسُ الْأَكْبَرُ الَّذِی أَتَی مُوسَی وَ عِیسَی علیهما السلام بِالرِّسَالَةِ وَ الْوَحْیِ قَالَتْ فَأَخْبِرْنِی هَلْ تَجِدُ فِیمَا قَرَأْتَ مِنَ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ أَنَّ اللَّهَ یَبْعَثُ نَبِیّاً فِی هَذَا الزَّمَانِ یَكُونُ یَتِیماً فَیُؤْوِیهِ اللَّهُ وَ فَقِیراً فَیُغْنِیهِ اللَّهُ تَكْفُلُهُ امْرَأَةٌ مِنْ قُرَیْشٍ أَكْثَرُهُمْ حَسَباً وَ ذَكَرَتْ كَلَاماً آخَرَ فَقَالَ لَهَا نَعْتُهُ مِثْلُ نَعْتِكِ یَا خَدِیجَةُ قَالَتْ فَهَلْ تَجِدُ غَیْرَهَا قَالَ نَعَمْ إِنَّهُ یَمْشِی عَلَی الْمَاءِ كَمَا مَشَی عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ وَ تُكَلِّمُهُ الْمَوْتَی كَمَا كَلَّمَتْ عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ علیه السلام وَ تُسَلِّمُ عَلَیْهِ الْحِجَارَةُ وَ تَشْهَدُ لَهُ الْأَشْجَارُ وَ أَخْبَرَهَا بِنَحْوِ قَوْلِ بَحِیرَی ثُمَّ انْصَرَفَتْ عَنْهُ وَ أَتَتْ عَدَّاساً الرَّاهِبَ وَ كَانَ شَیْخاً قَدْ وَقَعَ حَاجِبَاهُ عَلَی عَیْنَیْهِ مِنَ الْكِبَرِ فَقَالَتْ یَا عَدَّاسُ أَخْبِرْنِی عَنْ جَبْرَئِیلَ علیه السلام مَا هُوَ فَقَالَ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ وَ خَرَّ سَاجِداً وَ قَالَ مَا ذُكِرَ جَبْرَئِیلُ فِی بَلْدَةٍ لَا یُذْكَرُ اللَّهُ فِیهَا وَ لَا یُعْبَدُ قَالَتْ أَخْبِرْنِی عَنْهُ قَالَ لَا وَ اللَّهِ لَا أُخْبِرُكِ حَتَّی تُخْبِرَنِی مِنْ أَیْنَ عَرَفْتِ اسْمَ جَبْرَئِیلَ قَالَتْ لِی عَلَیْكَ عَهْدُ اللَّهِ وَ مِیثَاقُهُ بِالْكِتْمَانِ قَالَ نَعَمْ قَالَتْ
ص: 228
أَخْبَرَنِی بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ أَتَاهُ قَالَ عَدَّاسٌ ذَلِكِ النَّامُوسُ الْأَكْبَرُ الَّذِی كَانَ یَأْتِی مُوسَی وَ عِیسَی علیهما السلام بِالْوَحْیِ وَ الرِّسَالَةِ وَ اللَّهِ لَئِنْ كَانَ نَزَلَ جَبْرَئِیلُ عَلَی هَذِهِ الْأَرْضِ لَقَدْ نَزَلَ إِلَیْهَا خَیْرٌ عَظِیمٌ وَ لَكِنْ یَا خَدِیجَةُ إِنَّ الشَّیْطَانَ رُبَّمَا عَرَضَ لِلْعَبْدِ فَأَرَاهُ أُمُوراً فَخُذِی كِتَابِی هَذَا فَانْطَلِقِی بِهِ إِلَی صَاحِبِكِ فَإِنْ كَانَ مَجْنُوناً فَإِنَّهُ سَیَذْهَبُ عَنْهُ وَ إِنْ كَانَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ فَلَنْ یَضُرَّهُ (1) ثُمَّ انْطَلَقَتْ بِالْكِتَابِ مَعَهَا فَلَمَّا دَخَلَتْ مَنْزِلَهَا إِذَا هِیَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَعَ جَبْرَئِیلَ علیه السلام قَاعِدٌ یُقْرِئُهُ هَذِهِ الْآیَاتِ ن وَ الْقَلَمِ وَ ما یَسْطُرُونَ ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَ إِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَیْرَ مَمْنُونٍ وَ إِنَّكَ لَعَلی خُلُقٍ عَظِیمٍ فَسَتُبْصِرُ وَ یُبْصِرُونَ بِأَیِّكُمُ الْمَفْتُونُ أَیِ الضَّالُّ أَوِ الْمَجْنُونُ (2) فَلَمَّا سَمِعَتْ خَدِیجَةُ قِرَاءَتَهُ اهْتَزَّتْ فَرَحاً ثُمَّ رَآهُ صلی اللّٰه علیه و آله عَدَّاسٌ (3) فَقَالَ اكْشِفْ لِی عَنْ ظَهْرِكَ فَكَشَفَ فَإِذَا خَاتَمُ النُّبُوَّةِ یَلُوحُ بَیْنَ كَتِفَیْهِ فَلَمَّا نَظَرَ عَدَّاسٌ إِلَیْهِ خَرَّ سَاجِداً یَقُولُ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ أَنْتَ وَ اللَّهِ النَّبِیُّ الَّذِی بَشَّرَ بِكَ مُوسَی وَ عِیسَی علیهما السلام أَمَا وَ اللَّهِ یَا خَدِیجَةُ لَیَظْهَرَنَّ لَهُ أَمْرٌ عَظِیمٌ وَ نَبَأٌ كَبِیرٌ فَوَ اللَّهِ یَا مُحَمَّدُ إِنْ عِشْتُ حَتَّی تُؤْمَرَ بِالدُّعَاءِ لَأَضْرِبَنَّ بَیْنَ یَدَیْكَ بِالسَّیْفِ هَلْ أُمِرْتَ بِشَیْ ءٍ بَعْدُ قَالَ لَا قَالَ سَتُؤْمَرُ ثُمَّ تُؤْمَرُ ثُمَّ تُكَذَّبُ ثُمَّ یُخْرِجُكَ قَوْمُكَ (4) وَ اللَّهُ یَنْصُرُكَ وَ مَلَائِكَتُهُ.
قال ابن إسحاق كان أول من اتبع رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله خدیجة و كان أول ذكر آمن به علی علیه السلام و هو یومئذ ابن عشر سنین ثم زید بن حارثة قیل ثم أسلم بلال و قیل ثم أبو بكر ثم الزبیر و عثمان و طلحة و سعد بن أبی وقاص و عبد الرحمن بن عوف. (5)
ص: 229
و قال ابن الأثیر فی الكامل قال الواقدی و أسلم أبو ذر قالوا رابعا أو خامسا و أسلم عمرو بن عیینة السلمی رابعا أو خامسا و قیل إن الزبیر كان رابعا أو خامسا و أسلم خالد بن سعید بن العاص خامسا. (1) و قال فی المنتقی و مما كان فی مبعثه صلی اللّٰه علیه و آله رمی الشیاطین بالشهب بعد عشرین یوما من البعث روی عن ابن عباس قال لما بعث اللّٰه محمدا صلی اللّٰه علیه و آله دحر (2) الجن و رموا بالكواكب و كانوا قبل یستمعون لكل قبیل من الجن مقعد یستمعون فیه فأول من فزع لذلك أهل الطائف فجعلوا یذبحون لآلهتهم من كان له إبل أو غنم كل یوم حتی كادت أموالهم یذهب ثم تناهوا و قال بعضهم لبعض أ لا ترون معالم السماء كما هی لم یذهب منها شی ء و قال إبلیس هذا أمر حدث فی الأرض ائتونی من كل أرض بتربة فكان یؤتی بالتربة فیشمها و یلقیها حتی أتی بتربة تهامة فشمها و قال هنا الحدث.
و مما كان فی مبعثه صلی اللّٰه علیه و آله ما روی أنه لما بعث اللّٰه نبیه أصبح كسری ذات غداة و قد انفصم طاق ملكه من وسطها فلما رأی ذلك أحزنه و قال شاه بشكست یقول الملك انكسر ثم دعا كهانه و سحرته و منجمیه و قال انظروا فی ذلك الأمر فنظروا ثم قالوا لیخرجن من الحجاز سلطان یبلغ المشرق تخصب عنه الأرض كأفضل ما أخصبت من ملك كان قبله.
وَ رُوِیَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِیِّ أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی كِسْرَی فِیكَ قَالَ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَلَكاً فَأَخْرَجَ یَدَهُ مِنْ سُورِ جِدَارِ بَیْتِهِ الَّذِی هُوَ فِیهِ تَلَأْلَأَ نُوراً فَلَمَّا رَآهَا فَزِعَ فَقَالَ لَمْ تَفْزَعْ یَا كِسْرَی إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ رَسُولًا وَ أَنْزَلَ عَلَیْهِ كِتَاباً فَاتَّبِعْهُ تَسْلَمْ دُنْیَاكَ وَ آخِرَتُكَ قَالَ سَأَنْظُرُ..
و عن أبی سلمة (3) قال بعث اللّٰه عز و جل ملكا إلی كسری و هو فی بیت من بیوت
ص: 230
إیوانه الذی لا یدخل علیه فیه أحد فلم یرعه إلا به قائما علی رأسه فی یده عصا بالهاجرة فی ساعته التی كان یقیل فیها فقال یا كسری أ تسلم أو أكسر هذه العصا فقال بهل بهل بالفارسیة و معناها خل خل و أمهل و لا تكسر فانصرف عنه ثم دعا حراسه و حجابه فتغیظ علیهم و قال من أدخل الرجل علی قالوا ما دخل علیك أحد و لا رأیناه حتی إذا كان العام القابل أتاه فی الساعة التی أتاه فیها فقال له كما قال له ثم قال أ تسلم أو أكسر هذه العصا فقال بهل بهل فخرج عنه فدعا كسری حجابه و بوابه فتغیظ علیهم و قال لهم كما قال أول مرة فقالوا ما رأینا أحدا دخل علیك حتی إذا كان فی العام الثالث أتاه فی الساعة التی جاء فیها و قال له كما قال ثم قال أ تسلم أو أكسر هذه العصا فقال بهل بهل قال فكسر العصا ثم خرج فهلك كسری عند ذلك.
و یروی عن أبی سلمة أنه قال ذكر لی أن الملك إنما دخل علیه بقارورتین فی یده ثم قال أسلم فلم یفعل فضرب إحداهما علی الأخری فرضضهما ثم خرج و كان من هلاكه ما كان.
و یروی أن خالد بن وبدة (1) كان رئیسا فی المجوس و أسلم قال كان كسری إذا ركب ركب أمامه رجلان فیقولان له ساعة فساعة أنت عبد و لست برب فیشیر برأسه أی نعم قال فركب یوما فقالا له ذلك فلم یشر برأسه فشكوا إلی صاحب شرطه فركب صاحب شرطه لیعاتبه و كان كسری قد نام فلما وقع صوت حوافر الدواب فی سمعه استیقظ فدخل علیه صاحب شرطه فقال أیقظتمونی و لم تدعونی أنام إنی رأیت أنه رمی بی فوق سبع سماوات فوقفت بین یدی اللّٰه تعالی فإذا رجل بین یدیه علیه إزار و رداء فقال لی سلم مفاتیح خزائن أرضی إلی هذا فأیقظتمونی قال و صاحب الإزار و الرداء یعنی به النبی صلی اللّٰه علیه و آله (2)
72- شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَمَّارِ بْنِ (3) مِیثَمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَرَأَ رَجُلٌ عِنْدَ
ص: 231
أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَإِنَّهُمْ لا یُكَذِّبُونَكَ وَ لكِنَّ الظَّالِمِینَ بِآی اتِ اللَّهِ یَجْحَدُونَ (1) فَقَالَ بَلَی وَ اللَّهِ لَقَدْ كَذَّبُوهُ أَشَدَّ التَّكْذِیبِ وَ لَكِنَّهَا مُخَفَّفَةٌ لَا یَكْذِبُونَكَ لَا یَأْتُونَ بِبَاطِلٍ یُكَذِّبُونَ بِهِ حَقَّكَ (2).
كا، الكافی محمد بن یحیی عن أحمد بن محمد عن الحسین بن سعید عن النضر عن محمد بن أبی حمزة عن یعقوب بن شعیب عن عمران بن میثم عنه علیه السلام مثله (3).
«73»-شی، تفسیر العیاشی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ فَإِنَّهُمْ لا یُكَذِّبُونَكَ قَالَ لَا یَسْتَطِیعُونَ إِبْطَالَ قَوْلِكَ (4).
«74»-ختص، الإختصاص قَرَنَ إِسْرَافِیلُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثَلَاثَ سِنِینَ یَسْمَعُ الصَّوْتَ وَ لَا یَرَی شَیْئاً ثُمَّ قَرَنَ بِهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام عِشْرِینَ سَنَةً وَ ذَلِكَ حَیْثُ أُوحِیَ إِلَیْهِ فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِینَ ثُمَّ هَاجَرَ إِلَی الْمَدِینَةِ فَأَقَامَ بِهَا عَشْرَ سِنِینَ وَ قُبِضَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَ سِتِّینَ سَنَةً (5).
«75»-الطُّرَفُ، لِلسَّیِّدِ بْنِ طَاوُسٍ نَقْلًا مِنْ كِتَابِ الْوَصِیَّةِ لِعِیسَی بْنِ الْمُسْتَفَادِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام قَالَ: سَأَلْتُ عَنْ بَدْءِ الْإِسْلَامِ كَیْفَ أَسْلَمَ عَلِیٌّ وَ كَیْفَ أَسْلَمَتْ خَدِیجَةُ فَقَالَ تَأْبَی إِلَّا أَنْ تَطْلُبَ أُصُولَ الْعِلْمِ وَ مُبْتَدَأَهُ أَمَا وَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتَسْأَلُ تَفَقُّهاً ثُمَّ قَالَ سَأَلْتُ أَبِی علیه السلام عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ لِی لَمَّا دَعَاهُمَا (6) رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ یَا عَلِیُّ وَ یَا خَدِیجَةُ أَسْلَمْتُمَا لِلَّهِ وَ سَلَّمْتُمَا لَهُ وَ قَالَ إِنَّ جَبْرَئِیلَ عِنْدِی یَدْعُوكُمَا إِلَی بَیْعَةِ الْإِسْلَامِ فَأَسْلِمَا تَسْلَمَا وَ أَطِیعَا تَهْدِیَا فَقَالا فَعَلْنَا وَ أَطَعْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ إِنَّ جَبْرَئِیلَ عِنْدِی یَقُولُ لَكُمَا إِنَّ لِلْإِسْلَامِ شُرُوطاً وَ عُهُوداً وَ مَوَاثِیقَ فَابْتَدِئَاهُ بِمَا شَرَطَ اللَّهُ عَلَیْكُمَا لِنَفْسِهِ وَ
ص: 232
لِرَسُولِهِ أَنْ تَقُولَا نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ فِی مُلْكِهِ (1) لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ یَتَّخِذْ صَاحِبَةً إِلَهاً وَاحِداً مُخْلِصاً وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرْسَلَهُ إِلَی النَّاسِ كَافَّةً بَیْنَ یَدَیِ السَّاعَةِ وَ نَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ یُحْیِی وَ یُمِیتُ وَ یَرْفَعُ وَ یَضَعُ وَ یُغْنِی وَ یُفْقِرُ وَ یَفْعَلُ مَا یَشَاءُ وَ یَبْعَثُ مَنْ فِی الْقُبُورِ قَالا شَهِدْنَا قَالَ وَ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَی الْمَكَارِهِ وَ غَسْلُ الْوَجْهِ وَ الْیَدَیْنِ وَ الذِّرَاعَیْنِ وَ مَسْحُ الرَّأْسِ وَ الرِّجْلَیْنِ إِلَی الْكَعْبَیْنِ وَ غُسْلُ الْجَنَابَةِ فِی الْحَرِّ وَ الْبَرْدِ وَ إِقَامُ الصَّلَاةِ وَ أَخْذُ الزَّكَاةِ مِنْ حِلِّهَا وَ وَضْعِهَا فِی أَهْلِهَا وَ حِجُّ الْبَیْتِ وَ صَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ الْجِهَادُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ بِرُّ الْوَالِدَیْنِ وَ صِلَةُ الرَّحِمِ وَ الْعَدْلُ فِی الرَّعِیَّةِ وَ الْقَسْمُ بِالسَّوِیَّةِ وَ الْوُقُوفُ عِنْدَ الشُّبْهَةِ وَ رَفْعُهَا إِلَی الْإِمَامِ فَإِنَّهُ لَا شُبْهَةَ عِنْدَهُ وَ طَاعَةُ وَلِیِّ الْأَمْرِ بَعْدِی وَ مَعْرِفَتُهُ فِی حَیَاتِی وَ بَعْدَ مَوْتِی وَ الْأَئِمَّةُ مِنْ بَعْدِهِ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ وَ مُوَالاةُ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ وَ مُعَادَاةُ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَ الْبَرَاءَةُ مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ وَ حِزْبِهِ وَ أَشْیَاعِهِ وَ الْبَرَاءَةُ مِنَ الْأَحْزَابِ تَیْمٍ وَ عَدِیٍّ وَ أُمَیَّةَ وَ أَشْیَاعِهِمْ وَ أَتْبَاعِهِمْ وَ الْحَیَاةُ عَلَی دِینِی وَ سُنَّتِی وَ دِینِ وَصِیِّی وَ سُنَّتِهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ الْمَوْتُ عَلَی مِثْلِ ذَلِكَ (2) وَ تَرْكُ شُرْبِ الْخَمْرِ وَ مُلَاحَاةُ النَّاسِ (3) یَا خَدِیجَةُ فَهِمْتِ مَا شَرَطَ رَبُّكِ عَلَیْكِ قَالَتْ نَعَمْ وَ آمَنْتُ وَ صَدَّقْتُ وَ رَضِیتُ وَ سَلَّمْتُ قَالَ عَلِیٌّ وَ أَنَا عَلَی ذَلِكَ فَقَالَ یَا عَلِیُّ تُبَایِعُنِی عَلَی مَا شَرَطْتُ عَلَیْكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَبَسَطَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَفَّهُ وَ وَضَعَ كَفَّ عَلِیٍّ علیه السلام فِی كَفِّهِ وَ قَالَ بَایِعْنِی یَا عَلِیُّ عَلَی مَا شَرَطْتُ عَلَیْكَ وَ أَنْ تَمْنَعَنِی مِمَّا تَمْنَعُ مِنْهُ نَفْسَكَ فَبَكَی عَلِیٌّ علیه السلام وَ قَالَ بِأَبِی وَ أُمِّی لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اهْتَدَیْتَ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ وَ رَشَدْتَ وَ وُفِّقْتَ أَرْشَدَكَ اللَّهُ یَا خَدِیجَةُ ضَعِی یَدَكَ فَوْقَ یَدِ عَلِیٍّ فَبَایِعِی لَهُ فَبَایَعَتْ عَلَی مِثْلِ مَا بَایَعَ عَلَیْهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام عَلَی أَنَّهُ لَا جِهَادَ عَلَیْهَا ثُمَّ قَالَ یَا خَدِیجَةُ هَذَا عَلِیٌّ مَوْلَاكِ وَ مَوْلَی الْمُؤْمِنِینَ وَ إِمَامُهُمْ بَعْدِی قَالَتْ صَدَقْتَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ بَایَعْتُهُ عَلَی مَا قُلْتَ أُشْهِدُ اللَّهَ وَ أُشْهِدُكَ (4) وَ كَفَی بِاللَّهِ شَهِیداً عَلِیماً (5).
ص: 233
«76»-فس، تفسیر القمی فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ قُلْ أَیُّ شَیْ ءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِیدٌ بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ (1) وَ ذَلِكَ أَنَّ مُشْرِكِی أَهْلِ مَكَّةَ قَالُوا یَا مُحَمَّدُ مَا وَجَدَ اللَّهُ رَسُولًا یُرْسِلُهُ غَیْرَكَ مَا نَرَی أَحَداً یُصَدِّقُكَ بِالَّذِی تَقُولُ وَ ذَلِكَ فِی أَوَّلِ مَا دَعَاهُمْ وَ هُوَ یَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ قَالُوا وَ لَقَدْ سَأَلْنَا عَنْكَ الْیَهُودَ وَ النَّصَارَی فَزَعَمُوا أَنَّهُ لَیْسَ لَكَ ذِكْرٌ عِنْدَهُمْ فَأْتِنَا (2) بِمَنْ یَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُ شَهِیدٌ بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ الْآیَةَ قَالَ أَ إِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْری یَقُولُ اللَّهُ لِمُحَمَّدٍ فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ قَالَ قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَ إِنَّنِی بَرِی ءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (3).
«77»-فس، تفسیر القمی وَ إِذْ قالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ (4) الْآیَةَ فَإِنَّهَا نَزَلَتْ لَمَّا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِقُرَیْشٍ إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِی أَنْ أَقْتُلَ جَمِیعَ مُلُوكِ الدُّنْیَا وَ أَجُرَّ الْمُلْكَ إِلَیْكُمْ فَأَجِیبُونِی إِلَی مَا أَدْعُوكُمْ إِلَیْهِ تَمْلِكُوا (5) بِهَا الْعَرَبَ وَ تَدِینُ لَكُمْ بِهَا الْعَجَمُ وَ تَكُونُوا مُلُوكاً فِی الْجَنَّةِ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا الَّذِی یَقُولُ (6) مُحَمَّدٌ هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَیْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِیمٍ حَسَداً لِرَسُولِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ كُنَّا وَ بَنِی هَاشِمٍ (7) كَفَرَسَیْ رِهَانٍ نَحْمِلُ إِذَا حَمَلُوا وَ نَظْعَنُ إِذَا ظَعَنُوا وَ نُوقِدُ إِذَا أَوْقَدُوا فَلَمَّا اسْتَوَی بِنَا وَ بِهِمُ الرَّكْبُ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ مِنَّا نَبِیٌّ لَا نَرْضَی بِذَلِكَ أَنْ یَكُونَ فِی (8)
ص: 234
بَنِی هَاشِمٍ وَ لَا یَكُونَ فِی (1) بَنِی مَخْزُومٍ ثُمَّ قَالَ غُفْرَانَكَ اللَّهُمَّ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِی ذَلِكَ وَ ما كانَ اللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِیهِمْ وَ ما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ (2) حِینَ قَالَ غُفْرَانَكَ اللَّهُمَّ فَلَمَّا هَمُّوا بِقَتْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَخْرَجُوهُ مِنْ مَكَّةَ قَالَ اللَّهُ وَ ما لَهُمْ أَلَّا یُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَ هُمْ یَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَ ما كانُوا أَوْلِیاءَهُ یَعْنِی قُرَیْشاً مَا كَانُوا أَوْلِیَاءَ مَكَّةَ إِنْ أَوْلِیاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ (3) أَنْتَ وَ أَصْحَابُكَ یَا مُحَمَّدُ فَعَذَّبَهُمُ اللَّهُ بِالسَّیْفِ یَوْمَ بَدْرٍ فَقُتِلُوا (4).
«78»-قب، المناقب لابن شهرآشوب الْكَلْبِیُ أَتَی أَهْلُ مَكَّةَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا مَا وَجَدَ اللَّهُ رَسُولًا غَیْرَكَ مَا نَرَی أَحَداً یُصَدِّقُكَ فِیمَا تَقُولُ وَ لَقَدْ سَأَلْنَا عَنْكَ الْیَهُودَ وَ النَّصَارَی فَزَعَمُوا أَنَّهُ لَیْسَ لَكَ عِنْدَهُمْ ذِكْرٌ فَأَرِنَا مَنْ یَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ كَمَا تَزْعُمُ فَنَزَلَ قُلْ أَیُّ شَیْ ءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً (5) الْآیَةَ وَ قَالُوا الْعَجَبُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَمْ یَجِدْ رَسُولًا یُرْسِلُهُ إِلَی النَّاسِ إِلَّا یَتِیمَ أَبِی طَالِبٍ فَنَزَلَ الر تِلْكَ آیاتُ الْكِتابِ الْحَكِیمِ أَ كانَ لِلنَّاسِ (6) الْآیَاتِ وَ قَالَ الْوَلِیدُ بْنُ الْمُغِیرَةِ وَ اللَّهِ لَوْ كَانَتِ النُّبُوَّةُ حَقّاً لَكُنْتُ أَوْلَی بِهَا مِنْكَ لِأَنَّنِی أَكْبَرُ مِنْكَ سِنّاً وَ أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَ قَالَ جَمَاعَةٌ لِمَ لَمْ یُرْسِلْ رَسُولًا مِنْ مَكَّةَ أَوْ مِنَ الطَّائِفِ عَظِیماً یَعْنِی أَبَا جَهْلٍ وَ عَبْدَ نَائِلٍ (7) فَنَزَلَ وَ قالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلی رَجُلٍ (8) وَ قَالَ أَبُو جَهْلٍ زَاحَمَنَا بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ فِی الشَّرَفِ حَتَّی إِذَا صِرْنَا كَفَرَسَیْ رِهَانٍ قَالُوا مِنَّا نَبِیٌّ یُوحَی إِلَیْهِ وَ اللَّهِ لَا نُؤْمِنُ بِهِ وَ لَا نَتَّبِعُهُ أَبَداً إِلَّا أَنْ یَأْتِیَنَا وَحْیٌ كَمَا یَأْتِیهِ فَنَزَلَ وَ إِذا جاءَتْهُمْ آیَةٌ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّی نُؤْتی (9) الْآیَةَ
ص: 235
وَ قَالَ الْحَارِثُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ إِنَّا لَنَعْلَمُ أَنْ قَوْلَكَ حَقٌّ وَ لَكِنْ یَمْنَعُنَا أَنْ نَتَّبِعَ الْهُدَی مَعَكَ وَ نُؤْمِنَ بِكَ مَخَافَةَ أَنْ یَتَخَطَّفَنَا الْعَرَبُ مِنْ أَرْضِنَا وَ لَا طَاقَةَ لَنَا بِهَا فَنَزَلَتْ وَ قالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدی مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی رَادّاً عَلَیْهِمْ أَ وَ لَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً (1).
«79»-قب، المناقب لابن شهرآشوب مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ عَنْ كَثِیرِ بْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ طَلَعَ مِنَ الْأَبْطَحِ رَاكِبٌ وَ مِنْ وَرَائِهِ سَبْعَ عَشْرَةَ نَاقَةً مُحَمَّلَةً ثِیَابَ دِیبَاجٍ عَلَی كُلِّ نَاقَةٍ عَبْدٌ أَسْوَدُ یَطْلُبُ النَّبِیَّ الْكَرِیمَ لِیَدْفَعَهَا إِلَیْهِ بِوَصِیَّةٍ مِنْ أَبِیهِ فَأَوْمَأَ ابْنُ أَبِی الْبَخْتَرِیِّ إِلَی أَبِی جَهْلٍ وَ قَالَ هَذَا صَاحِبُكَ فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ قَالَ مَا أَنْتَ بِصَاحِبِی فَمَا زَالَ یَدُورُ حَتَّی رَأَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَعَی إِلَیْهِ وَ قَبَّلَ یَدَیْهِ وَ رِجْلَیْهِ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَ لَیْسَ أَنْتَ بَلَحاً (2) نَاجِیَ بْنَ الْمُنْذِرِ السَّكَّاكِیَّ قَالَ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَأَیْنَ سَبْعَ عَشْرَةَ نَاقَةً مُحَمَّلَةً ذَهَباً وَ فِضَّةً وَ دُرّاً وَ یَاقُوتاً وَ جَوْهَراً وَ وَشْیاً وَ مُلْحَماً وَ غَیْرَ ذَلِكَ قَالَ هِیَ وَرَائِی مُقْبِلَةٌ فَقَالَ هِیَ سَبْعَ عَشْرَةَ نَاقَةً عَلَی كُلِّ نَاقَةٍ عَبْدٌ أَسْوَدُ عَلَیْهِمْ أَقْبِیَةُ الدِّیبَاجِ وَ مَنَاطِقُ الذَّهَبِ وَ أَسْمَاؤُهُمْ مُحْرِزٌ وَ مُنْعَمٌ وَ بَدْرٌ وَ شِهَابٌ وَ مِنْهَاجٌ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ قَالَ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ سَلِّمِ الْمَالَ وَ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَأَوْرَدَ الْمَالَ بِجُمْلَتِهِ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ یَا آلَ غَالِبٍ إِنْ لَمْ تُنْصِفُونِی وَ تَنْصُرُونِی عَلَیْهِ لَأَضَعَنَّ سَیْفِی فِی صَدْرِی وَ هَذَا الْمَالُ كُلُّهُ لِلْكَعْبَةِ وَ رَكِبَ فَرَسَهُ وَ جَرَّدَ سَیْفَهُ وَ نَفَرَتْ مَكَّةَ أَقْصَاهَا وَ أَدْنَاهَا حَتَّی أَجَابَتْ أَبَا جَهْلٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مُقَاتِلٍ وَ رَكِبَ أَبُو طَالِبٍ فِی بَنِی هَاشِمٍ وَ بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ أَحَاطُوا بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ أَبُو طَالِبٍ مَا الَّذِی تُرِیدُونَ قَالَ أَبُو جَهْلٍ إِنَّ ابْنَ أَخِیكَ قَدْ جَنَی عَلَیْنَا جِنَایَاتٍ عَظِیمَةً وَ یَحِقُّ لِلْعَرَبِ أَنْ تَغْضَبَ وَ تَسْفِكَ الدِّمَاءَ وَ تَسْبِیَ النِّسَاءَ قَالَ أَبُو طَالِبٍ وَ مَا ذَاكَ فَذَكَرَ قِصَّةَ الْغُلَامِ وَ أَنَّ مُحَمَّداً سَحَرَهُ وَ رَدَّهُ إِلَی دِینِهِ وَ أَخَذَ مِنْهُ الْمَالَ وَ هُوَ شَیْ ءٌ مَبْعُوثٌ لِلْكَعْبَةِ فَقَالَ قِفْ حَتَّی أَمْضِیَ إِلَیْهِ وَ أَسْأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَلَمَّا أَتَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَأَلَهُ رَدَّ ذَلِكَ قَالَ لَا أُعْطِیهِ حَبَّةً وَاحِدَةً قَالَ خُذْ عَشَرَةً وَ أَعْطِهِ سَبْعَةً فَأَبَی ثُمَّ أَمَرَ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ تُوقَفَ الْهَدِیَّةُ بَیْنَ
ص: 236
یَدَیْهِ وَ یُنَادِیَهَا سَبْعَ مَرَّاتٍ فَإِنْ كَلَّمَتْهَا فَالْهَدِیَّةُ هَدِیَّتُهَا وَ إِنْ كَلَّمْتُهَا أَنَا وَ أَجَابَتْنِی فَالْهَدِیَّةُ هَدِیَّتِی فَأَتَی أَبُو طَالِبٍ وَ قَالَ إِنَّ ابْنَ أَخِی قَدْ أَجَابَكَ إِلَی النَّصَفَةِ وَ ذَكَرَ مَقَالَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْمِیعَادَ غَداً عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فَأَتَی أَبُو جَهْلٍ إِلَی الْكَعْبَةِ وَ سَجَدَ لِهُبَلَ وَ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ ذَكَرَ الْقِصَّةَ ثُمَّ قَالَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ النُّوقَ تُخَاطِبُنِی وَ لَا یَشْمَتَ بِی مُحَمَّدٌ وَ أَنَا أَعْبُدُكَ مِنْ أَرْبَعِینَ سَنَةً وَ مَا سَأَلْتُكَ حَاجَةً فَإِنْ أَجَبْتَنِی هَذِهِ لَأَضَعَنَّ لَكَ قُبَّةً مِنْ لُؤْلُؤٍ أَبْیَضَ وَ سِوَارَیْنِ مِنَ الذَّهَبِ وَ خَلْخَالَیْنِ مِنَ الْفِضَّةِ وَ تَاجاً مُكَلَّلًا بِالْجَوْهَرِ وَ قِلَادَةً مِنَ الْعِقْیَانِ (1) ثُمَّ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله حَضَرَ وَ كَانَ مِنْهُ الْمُعْجِزَاتُ أَجَابَهُ كُلُّ نَاقَةٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ شَهِدَتْ بِنُبُوَّتِهِ بَعْدَ عَجْزِ أَبِی جَهْلٍ فَأَخَذَ الْمَالَ (2).
«80»-قب، المناقب لابن شهرآشوب كَانَ أَبُو جَهْلٍ یَقُولُ لَیْتَ لِمُحَمَّدٍ إِلَیَّ حَاجَةً فَأَسْخَرُ مِنْهُ وَ أَرُدُّهُ إِذِ اشْتَرَی أَبُو جَهْلٍ مِنْ رَجُلٍ طَارِئٍ (3) بِمَكَّةَ إِبِلًا فَلَوَاهُ بِحَقِّهِ (4) فَأَتَی نَادِیَ (5) قُرَیْشٍ مُسْتَجِیراً بِهِمْ فَأَحَالُوهُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله اسْتِهْزَاءً بِهِ لِقِلَّةِ مِنْعَتِهِ (6) عِنْدَهُمْ فَأَتَی الرَّجُلُ مُسْتَجِیراً بِهِ فَمَضَی صلی اللّٰه علیه و آله مَعَهُ وَ قَالَ قُمْ یَا أَبَا جَهْلٍ وَ أَدِّ إِلَی الرَّجُلِ حَقَّهُ إِنَّمَا كُنِّیَ أَبَا جَهْلٍ ذَلِكَ الْیَوْمَ وَ كَانَ اسْمُهُ عَمْرَو بْنَ هِشَامٍ فَقَامَ مُسْرِعاً وَ أَدَّی حَقَّهُ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَعَلَ ذَلِكَ (7) فَرَقاً مِنْ مُحَمَّدٍ قَالَ وَیْحَكُمْ أَعْذِرُونِی إِنَّهُ لَمَّا أَقْبَلَ رَأَیْتُ عَنْ یَمِینِهِ رِجَالًا بِأَیْدِیهِمْ حِرَابٌ تَتَلَأْلَأُ وَ عَنْ یَسَارِهِ ثُعْبَانَانِ تَصْطَكُّ أَسْنَانُهُمَا وَ تَلْمَعُ النِّیرَانُ مِنْ أَبْصَارِهِمَا لَوِ امْتَنَعْتُ لَمْ آمَنْ أَنْ یَبْعَجُوا (8) بِالْحِرَابِ بَطْنِی وَ یَقْضَمُنِی الثُّعْبَانَانِ (9).
«81»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ سَدِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَخْبَرَنِی جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَ
ص: 237
الْمُشْرِكِینَ كَانُوا إِذَا مَرُّوا بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله طَأْطَأَ أَحَدُهُمْ رَأْسَهُ (1) وَ ظَهْرَهُ هَكَذَا وَ غَطَّی رَأْسَهُ بِثَوْبِهِ حَتَّی لَا یَرَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَنْزَلَ اللَّهُ أَلا إِنَّهُمْ یَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِیَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِینَ یَسْتَغْشُونَ ثِیابَهُمْ یَعْلَمُ ما یُسِرُّونَ وَ ما یُعْلِنُونَ (2).
كا، الكافی محمد بن یحیی عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جمیل بن صالح عن سدیر مثله (3).
«82»-كا، الكافی أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَقْبَلَ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ وَ مَعَهُ قَوْمٌ (4) مِنْ قُرَیْشٍ فَدَخَلُوا عَلَی أَبِی طَالِبٍ فَقَالُوا إِنَّ ابْنَ أَخِیكَ قَدْ آذَانَا وَ آذَی آلِهَتَنَا فَادْعُهُ وَ مُرْهُ فَلْیَكُفَّ عَنْ آلِهَتِنَا وَ نَكُفُّ عَنْ إِلَهِهِ قَالَ فَبَعَثَ أَبُو طَالِبٍ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ فَدَعَاهُ فَلَمَّا دَخَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یَرَ فِی الْبَیْتِ إِلَّا مُشْرِكاً فَقَالَ السَّلامُ عَلی مَنِ اتَّبَعَ الْهُدی ثُمَّ جَلَسَ فَخَبَّرَهُ أَبُو طَالِبٍ بِمَا جَاءُوا لَهُ فَقَالَ أَ وَ هَلْ لَهُمْ فِی كَلِمَةٍ خَیْرٍ لَهُمْ مِنْ هَذَا یَسُودُونَ بِهَا الْعَرَبَ وَ یَطَئُونَ أَعْنَاقَهُمْ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ نَعَمْ وَ مَا هَذِهِ الْكَلِمَةُ فَقَالَ تَقُولُونَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ فَوَضَعُوا أَصَابِعَهُمْ فِی آذَانِهِمْ وَ خَرَجُوا هُرَّاباً وَ هُمْ یَقُولُونَ ما سَمِعْنا بِهذا فِی الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِی قَوْلِهِمْ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْقُرْآنِ ذِی الذِّكْرِ إِلَی قَوْلِهِ إِلَّا اخْتِلاقٌ (5).
«83»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم یَحْیَی بْنُ زِیَادٍ مُعَنْعَناً عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ قَالَ: سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنِّی أَؤُمُّ قَوْمِی فَأَجْهَرُ بِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ قَالَ نَعَمْ حَقٌّ مَا جُهِرَ بِهِ (6) قَدْ جَهَرَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ صَوْتاً بِالْقُرْآنِ فَإِذَا قَامَ مِنَ اللَّیْلِ یُصَلِّی جَاءَ أَبُو جَهْلٍ وَ الْمُشْرِكُونَ یَسْتَمِعُونَ قِرَاءَتَهُ فَإِذَا قَالَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ
ص: 238
الرَّحِیمِ وَضَعُوا أَصَابِعَهُمْ فِی آذَانِهِمْ وَ هَرَبُوا فَإِذَا فَرَغَ مِنْ ذَلِكَ جَاءُوا فَاسْتَمَعُوا وَ كَانَ أَبُو جَهْلٍ یَقُولُ إِنَّ ابْنَ أَبِی كَبْشَةَ لَیُرَدِّدُ اسْمَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَیُحِبُّهُ فَقَالَ جَعْفَرٌ علیه السلام صَدَقَ وَ إِنْ كَانَ كَذُوباً قَالَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِی الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلی أَدْبارِهِمْ نُفُوراً (1) وَ هُوَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ (2).
«84»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عُلْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ دَاوُدَ (3) عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی حَفْصٍ الصَّائِغِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَیْهِمْ شَیْئاً قَلِیلًا إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَیاةِ وَ ضِعْفَ الْمَماتِ (4) قَالَ تَفْسِیرُهَا قَالُوا (5) نَعْبُدُ إِلَهَكَ سَنَةً وَ تَعْبُدُ إِلَهَنَا سَنَةً قَالَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی عَلَیْهِ قُلْ یا أَیُّهَا الْكافِرُونَ لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ وَ لا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (6) إِلَی آخِرِ السُّورَةِ (7).
«85»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: بَیْنَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ عَلَیْهِ ثِیَابٌ لَهُ جُدُدٌ فَأَلْقَی الْمُشْرِكُونَ عَلَیْهِ سَلَی نَاقَةٍ فَمَلَئُوا ثِیَابَهُ بِهَا فَدَخَلَهُ مِنْ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ فَذَهَبَ إِلَی أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ یَا عَمِّ كَیْفَ تَرَی حَسَبِی فِیكُمْ فَقَالَ لَهُ وَ مَا ذَاكَ یَا ابْنَ أَخِی فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ فَدَعَا أَبُو طَالِبٍ حَمْزَةَ وَ أَخَذَ السَّیْفَ وَ قَالَ لِحَمْزَةَ خُذِ السَّلَی ثُمَّ تَوَجَّهْ إِلَی الْقَوْمِ وَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَعَهُ فَأَتَی قُرَیْشاً وَ هُمْ حَوْلَ الْكَعْبَةِ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَرَفُوا الشَّرَّ فِی وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ لِحَمْزَةَ أَمِرَّ السَّلی عَلَی سِبَالِهِمْ فَفَعَلَ ذَلِكَ حَتَّی أَتَی عَلَی آخِرِهِمْ ثُمَّ الْتَفَتَ أَبُو طَالِبٍ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله
ص: 239
فَقَالَ یَا ابْنَ أَخِی هَذَا حَسَبُكَ فِینَا (1).
«86»-عم، إعلام الوری رُوِیَ أَنَّ أَبَا جَهْلٍ عَاهَدَ اللَّهَ أَنْ یَفْضَخَ (2) رَأْسَهُ صلی اللّٰه علیه و آله بِحَجَرٍ إِذَا سَجَدَ فِی صَلَاتِهِ فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُصَلِّی وَ سَجَدَ وَ كَانَ إِذَا صَلَّی صَلَّی بَیْنَ الرُّكْنَیْنِ الْأَسْوَدِ وَ الْیَمَانِیِّ وَ جَعَلَ الْكَعْبَةَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الشَّامِ احْتَمَلَ أَبُو جَهْلٍ الْحَجَرَ ثُمَّ أَقْبَلَ نَحْوَهُ حَتَّی إِذَا دَنَا مِنْهُ رَجَعَ مُنْتَقِعاً (3) لَوْنُهُ مَرْعُوباً قَدْ یَبِسَتْ یَدَاهُ عَلَی حَجَرِهِ حَتَّی قَذَفَ الْحَجَرَ مِنْ یَدِهِ وَ قَامَ إِلَیْهِ رِجَالٌ مِنْ قُرَیْشٍ فَقَالُوا مَا لَكَ یَا أَبَا الْحَكَمِ قَالَ عَرَضَ لِی دُونَهُ فَحْلٌ مِنَ الْإِبِلِ مَا رَأَیْتُ مِثْلَ هَامَتِهِ وَ قَصَرَتِهِ وَ لَا أَنْیَابِهِ لِفَحْلٍ قَطُّ فَهَمَّ أَنْ یَأْكُلَنِی (4).
بیان: القصرة محركة أصل العنق.
«87»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَ فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِینَ إِنَّا كَفَیْناكَ الْمُسْتَهْزِئِینَ (5) یَعْنِی خَمْسَةَ نَفَرٍ فَبَشَّرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَصْحَابَهُ أَنَّ اللَّهَ كَفَاهُ أَمْرَهُمْ فَأَتَی الرَّسُولُ صلی اللّٰه علیه و آله الْبَیْتَ وَ الْقَوْمُ فِی الطَّوَافِ وَ جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِهِ فَمَرَّ الْأَسْوَدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ فَرَمَی (6) فِی وَجْهِهِ بِوَرَقَةٍ خَضْرَاءَ فَأَعْمَی اللَّهُ بَصَرَهُ وَ أَثْكَلَهُ وُلْدَهُ وَ مَرَّ بِهِ الْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ یَغُوثَ فَأَوْمَأَ إِلَی بَطْنِهِ فَسَقَی مَاءً فَمَاتَ حَبَناً (7) فَمَرَّ بِهِ الْوَلِیدُ بْنُ الْمُغِیرَةِ فَأَوْمَأَ إِلَی جُرْحٍ كَانَ فِی أَسْفَلِ رِجْلِهِ فَانْتَقَضَ بِذَلِكَ فَقَتَلَهُ وَ مَرَّ بِهِ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ فَأَشَارَ إِلَی أَخْمَصِ رِجْلِهِ فَخَرَجَ عَلَی حِمَارٍ لَهُ یُرِیدُ الطَّائِفَ فَدَخَلَتْ فِیهِ شَوْكَةٌ فَقَتَلَتْهُ وَ مَرَّ بِهِ الْحَارِثُ بْنُ طَلَاطِلَةَ فَأَوْمَأَ إِلَیْهِ فَتَفَقَّأَ قَیْحاً فَمَاتَ (8).
ص: 240
«88»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا تَلَا وَ النَّجْمِ إِذا هَوی ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوی (1) قَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَیْشٍ (2) كَفَرْتُ بِرَبِّ النَّجْمِ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله سَلَّطَ اللَّهُ عَلَیْكَ كَلْباً مِنْ كِلَابِهِ یَعْنِی أَسَداً فَخَرَجَ مَعَ أَصْحَابِهِ (3) إِلَی الشَّامِ حَتَّی إِذَا كَانُوا بِهَا رَأَی أَسَداً فَجَعَلَتْ فَرَائِصُهُ تُرْعَدُ (4) فَقِیلَ لَهُ مِنْ أَیِّ شَیْ ءٍ تُرْعَدُ وَ مَا نَحْنُ وَ أَنْتَ إِلَّا سَوَاءٌ فَقَالَ إِنَّ مُحَمَّداً دَعَا عَلَیَّ لَا وَ اللَّهِ مَا أَظَلَّتْ هَذِهِ السَّمَاءُ ذَا لَهْجَةٍ (5) أَصْدَقَ مِنْ مُحَمَّدٍ ثُمَّ وَضَعُوا الْعَشَاءَ فَلَمْ یُدْخِلْ یَدَهُ فِی فِیهِ ثُمَّ جَاءَ الْقَوْمُ فَحَاطُوهُ بِأَنْفُسِهِمْ وَ بِمَتَاعِهِمْ وَ وَسَّطُوهُ بَیْنَهُمْ وَ نَامُوا جَمِیعاً حَوْلَهُ فَجَاءَهُمُ الْأَسَدُ فَهَمَسَ یَسْتَنْشِقُ رَجُلًا رَجُلًا حَتَّی انْتَهَی إِلَیْهِ فَضَغَمَهُ ضَغْمَةً كَانَتْ إِیَّاهَا وَ قَالَ بِآخِرِ رَمَقٍ أَ لَمْ أَقُلْ إِنَّ مُحَمَّداً أَصْدَقُ النَّاسِ وَ مَاتَ (6).
بیان: الهمس الصوت الخفی و أخفی ما یكون من صوت القدم و الضغم العض كانت إیاها أی موتته و قاطعة حیاته.
«89»-وَ أَقُولُ قَالَ فِی الْمُنْتَقَی، فِی السَّنَةِ الْخَامِسَةِ مِنْ نُبُوَّتِهِ صلی اللّٰه علیه و آله تُوُفِّیَتْ سُمَیَّةُ بِنْتُ حباط مَوْلَاةُ أَبِی حُذَیْفَةَ بْنِ الْمُغِیرَةِ وَ هِیَ أُمُّ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ أَسْلَمَتْ بِمَكَّةَ قَدِیماً وَ كَانَتْ مِمَّنْ تُعَذَّبُ فِی اللَّهِ لِتَرْجِعَ عَنْ دِینِهَا فَلَمْ تَفْعَلْ فَمَرَّ بِهَا أَبُو جَهْلٍ فَطَعَنَهَا فِی قَلْبِهَا (7) فَمَاتَتْ وَ كَانَتْ عَجُوزاً كَبِیرَةً فَهِیَ أَوَّلُ شَهِیدَةٍ فِی الْإِسْلَامِ وَ فِی سَنَةِ سِتٍّ أَسْلَمَ حَمْزَةُ وَ عُمَرُ وَ قَدْ قِیلَ أَسْلَمَا فِی سَنَةِ خَمْسٍ قَالَ وَ لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِینَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی الصَّفَا وَ نَادَی فِی أَیَّامِ الْمَوْسِمِ یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ فَرَمَقَهُ النَّاسُ بِأَبْصَارِهِمْ قَالَهَا ثَلَاثاً ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّی أَتَی الْمَرْوَةَ ثُمَّ وَضَعَ یَدَهُ فِی أُذُنِهِ ثُمَّ نَادَی ثَلَاثاً بِأَعْلَی صَوْتِهِ یَا
ص: 241
أَیُّهَا النَّاسُ إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ ثَلَاثاً فَرَمَقَهُ النَّاسُ بِأَبْصَارِهِمْ وَ رَمَاهُ أَبُو جَهْلٍ قَبَّحَهُ اللَّهُ بِحَجَرٍ فَشَجَّ بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ تَبِعَهُ الْمُشْرِكُونَ بِالْحِجَارَةِ فَهَرَبَ حَتَّی أَتَی الْجَبَلَ فَاسْتَنَدَ إِلَی مَوْضِعٍ یُقَالُ لَهُ الْمُتَّكَأُ وَ جَاءَ الْمُشْرِكُونَ فِی طَلَبِهِ وَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ قَالَ یَا عَلِیُّ قَدْ قُتِلَ مُحَمَّدٌ فَانْطَلَقَ إِلَی مَنْزِلِ خَدِیجَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا فَدَقَّ الْبَابَ فَقَالَتْ خَدِیجَةُ مَنْ هَذَا قَالَ أَنَا عَلِیٌّ قَالَتْ یَا عَلِیُّ مَا فَعَلَ مُحَمَّدٌ قَالَ لَا أَدْرِی إِلَّا أَنَّ الْمُشْرِكِینَ قَدْ رَمَوْهُ بِالْحِجَارَةِ وَ مَا أَدْرِی أَ حَیٌّ هُوَ أَمْ مَیِّتٌ فَأَعْطِینِی شَیْئاً فِیهِ مَاءٌ وَ خُذِی مَعَكِ شَیْئاً مِنْ هَیْسٍ (1) وَ انْطَلِقِی بِنَا نَلْتَمِسُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِنَّا نَجِدُهُ جَائِعاً عَطْشَاناً فَمَضَی حَتَّی جَازَ الْجَبَلَ وَ خَدِیجَةُ مَعَهُ فَقَالَ عَلِیٌّ یَا خَدِیجَةُ اسْتَبْطِنِی (2) الْوَادِیَ حَتَّی أَسْتَظْهِرَهُ فَجَعَلَ یُنَادِی یَا مُحَمَّدَاهْ یَا رَسُولَ اللَّهِ نَفْسِی لَكَ الْفِدَاءُ فِی أَیِّ وَادٍ أَنْتَ مُلْقًی وَ جَعَلَتْ خَدِیجَةُ تُنَادِی مَنْ أَحَسَّ لِیَ النَّبِیَّ الْمُصْطَفَی مَنْ أَحَسَّ لِیَ الرَّبِیعَ الْمُرْتَضَی مَنْ أَحَسَّ لِیَ الْمَطْرُودَ فِی اللَّهِ مَنْ أَحَسَّ لِی أَبَا الْقَاسِمِ وَ هَبَطَ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بَكَی وَ قَالَ مَا تَرَی مَا صَنَعَ بِی قَوْمِی كَذَّبُونِی وَ طَرَدُونِی وَ خَرَجُوا عَلَیَّ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ نَاوِلْنِی یَدَكَ فَأَخَذَ یَدَهُ فَأَقْعَدَهُ عَلَی الْجَبَلِ ثُمَّ أَخْرَجَ مِنْ تَحْتِ جَنَاحِهِ دُرْنُوكاً (3) مِنْ دَرَانِیكِ الْجَنَّةِ مَنْسُوجاً بِالدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ وَ بَسَطَهُ حَتَّی جَلَّلَ بِهِ جِبَالَ تِهَامَةَ ثُمَّ أَخَذَ بِیَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی أَقْعَدَهُ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ جَبْرَئِیلُ یَا مُحَمَّدُ أَ تُرِیدُ أَنْ تَعْلَمَ كَرَامَتَكَ عَلَی اللَّهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَادْعُ إِلَیْكَ تِلْكَ الشَّجَرَةَ تُجِبْكَ فَدَعَاهَا فَأَقْبَلَتْ حَتَّی خَرَّتْ بَیْنَ یَدَیْهِ سَاجِدَةً فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ مُرْهَا تَرْجِعْ فَأَمَرَهَا فَرَجَعَتْ إِلَی مَكَانِهَا وَ هَبَطَ عَلَیْهِ إِسْمَاعِیلُ حَارِسُ السَّمَاءِ الدُّنْیَا فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ أَمَرَنِی رَبِّی أَنْ أُطِیعَكَ أَ فَتَأْمُرُنِی أَنْ أَنْثُرَ عَلَیْهِمُ النُّجُومَ فَأُحْرِقَهُمْ وَ أَقْبَلَ مَلَكُ الشَّمْسِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ تَأْمُرُنِی أَنْ آخُذَ عَلَیْهِمُ الشَّمْسَ فَأَجْمَعَهَا عَلَی رُءُوسِهِمْ فَتُحْرِقَهُمْ وَ أَقْبَلَ مَلَكُ الْأَرْضِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَمَرَنِی أَنْ أُطِیعَكَ أَ فَتَأْمُرُنِی أَنْ آمُرَ الْأَرْضَ فَتَجْعَلَهُمْ فِی بَطْنِهَا
ص: 242
كَمَا هُمْ عَلَی ظَهْرِهَا وَ أَقْبَلَ مَلَكُ الْجِبَالِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَرَنِی أَنْ أُطِیعَكَ أَ فَتَأْمُرُنِی أَنْ آمُرَ الْجِبَالَ فَتَنْقَلِبَ عَلَیْهِمْ فَتَحْطِمَهُمْ وَ أَقْبَلَ مَلَكُ الْبِحَارِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ أَمَرَنِی رَبِّی أَنْ أُطِیعَكَ أَ فَتَأْمُرُنِی أَنْ آمُرَ الْبِحَارَ فَتُغْرِقَهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ أُمِرْتُمْ بِطَاعَتِی قَالُوا نَعَمْ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَی السَّمَاءِ وَ نَادَی أَنِّی لَمْ أُبْعَثْ عَذَاباً إِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِینَ دَعُونِی وَ قَوْمِی فَإِنَّهُمْ لَا یَعْلَمُونَ وَ نَظَرَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام إِلَی خَدِیجَةَ تَجُولُ فِی الْوَادِی فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ لَا تَرَی إِلَی خَدِیجَةَ قَدْ أَبْكَتْ لِبُكَائِهَا مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ ادْعُهَا إِلَیْكَ فَأَقْرِئْهَا مِنِّی السَّلَامَ وَ قُلْ لَهَا إِنَّ اللَّهَ یُقْرِئُكِ السَّلَامَ وَ بَشِّرْهَا أَنَّ لَهَا فِی الْجَنَّةِ بَیْتاً مِنْ قَصَبٍ لَا نَصَبَ فِیهِ وَ لَا صَخَبَ (1) لُؤْلُؤاً مُكَلَّلًا بِالذَّهَبِ فَدَعَاهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الدِّمَاءُ تَسِیلُ مِنْ وَجْهِهِ عَلَی الْأَرْضِ وَ هُوَ یَمْسَحُهَا وَ یَرُدُّهَا قَالَتْ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی دَعِ الدَّمْعَ یَقَعْ عَلَی الْأَرْضِ قَالَ أَخْشَی أَنْ یَغْضَبَ رَبُّ الْأَرْضِ عَلَی مَنْ عَلَیْهَا فَلَمَّا جُنَّ عَلَیْهِمُ اللَّیْلُ انْصَرَفَتْ خَدِیجَةُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ دَخَلَتْ بِهِ مَنْزِلَهَا فَأَقْعَدَتْهُ عَلَی الْمَوْضِعِ الَّذِی فِیهِ الصَّخْرَةُ وَ أَظَلَّتْهُ بِصَخْرَةٍ مِنْ فَوْقِ رَأْسِهِ وَ قَامَتْ فِی وَجْهِهِ تَسْتُرُهُ بِبُرْدِهَا (2) وَ أَقْبَلَ الْمُشْرِكُونَ یَرْمُونَهُ بِالْحِجَارَةِ فَإِذَا جَاءَتْ مِنْ فَوْقِ رَأْسِهِ صَخْرَةٌ وَقَتْهُ الصَّخْرَةُ وَ إِذَا رَمَوْهُ مِنْ تَحْتِهِ وَقَتْهُ الْجُدْرَانُ الْحَیِّطُ وَ إِذَا رُمِیَ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَقَتْهُ خَدِیجَةُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا بِنَفْسِهَا وَ جَعَلَتْ تُنَادِی یَا مَعْشَرَ قُرَیْشٍ تُرْمَی الْحُرَّةُ فِی مَنْزِلِهَا فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ انْصَرَفُوا عَنْهُ وَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ غَدَا إِلَی الْمَسْجِدِ یُصَلِّی قَالَ وَ فِی سَنَةِ ثَمَانٍ مِنْ نُبُوَّتِهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَزَلَتْ الم غُلِبَتِ الرُّومُ (3) كَمَا مَرَّتْ قِصَّتُهُ فِی بَابِ إِعْجَازِ الْقُرْآنِ.
ص: 243
الآیات؛
مریم: «وَ ما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ ما بَیْنَ أَیْدِینا وَ ما خَلْفَنا وَ ما بَیْنَ ذلِكَ وَ ما كانَ رَبُّكَ نَسِیًّا»(64)
طه: «وَ لا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ یُقْضی إِلَیْكَ وَحْیُهُ وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِی عِلْماً»(114)
الفرقان: «وَ قالَ الَّذِینَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَیْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَ رَتَّلْناهُ تَرْتِیلًا»(32)
الشعراء: «وَ إِنَّهُ لَتَنْزِیلُ رَبِّ الْعالَمِینَ* نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِینُ* عَلی قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِینَ* بِلِسانٍ عَرَبِیٍّ مُبِینٍ»(192-195)
النمل: «وَ إِنَّكَ لَتُلَقَّی الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِیمٍ عَلِیمٍ»(6)
حمعسق: «وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ یُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْیاً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ یُرْسِلَ رَسُولًا فَیُوحِیَ بِإِذْنِهِ ما یَشاءُ إِنَّهُ عَلِیٌّ حَكِیمٌ* وَ كَذلِكَ أَوْحَیْنا إِلَیْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِی مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِیمانُ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِی بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَ إِنَّكَ لَتَهْدِی إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ»(51-52)
النجم: «عَلَّمَهُ شَدِیدُ الْقُوی* ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوی (إلی قوله) أَوْ أَدْنی»(5-9)
القیامة: «لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ* إِنَّ عَلَیْنا جَمْعَهُ وَ قُرْآنَهُ* فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ* ثُمَّ إِنَّ عَلَیْنا بَیانَهُ»(16-19)
ص: 244
تفسیر: قال البیضاوی فی قوله تعالی وَ ما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ حكایة قول جبرئیل علیه السلام حین استبطأه رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله لما سئل عن قصة أصحاب الكهف و ذی القرنین و الروح و لم یدر ما یجیب و رجا أن یوحی إلیه فیه فأبطأ علیه خمسة عشر یوما و قیل أربعین یوما حتی قال المشركون ودعه ربه و قلاه ثم نزل ببیان ذلك و التنزل النزول علی مهل لأنه مطاوع نزل و قد یطلق التنزل بمعنی النزول مطلقا كما یطلق نزل بمعنی أنزل و المعنی و ما ننزل وقتا غب وقت إلا بأمر اللّٰه علی ما تقتضیه حكمته و قرئ و ما یتنزل بالیاء و الضمیر للوحی لَهُ ما بَیْنَ أَیْدِینا وَ ما خَلْفَنا وَ ما بَیْنَ ذلِكَ و هو ما نحن فیه من الأماكن أو الأحایین لا ننقل من مكان إلی مكان و لا ننزل فی زمان دون زمان إلا بأمره و مشیته وَ ما كانَ رَبُّكَ نَسِیًّا تاركا لك أی ما كان عدم النزول إلا لعدم الأمر به و لم یكن ذلك عن ترك اللّٰه لك و تودیعه (1) إیاك كما زعمت الكفرة و إنما كان لحكمة رآها فیه. (2) قوله تعالی وَ لا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ قال الطبرسی فیه وجوه:
أحدها أن معناه لا تعجل بتلاوته قبل أن یفرغ جبرئیل من إبلاغه فإنه صلی اللّٰه علیه و آله كان یقرأ معه و یعجل بتلاوته مخافة نسیانه أی تفهم ما یوحی إلیك إلی أن یفرغ الملك من تلاوته و لا تقرأ معه ثم اقرأ بعد فراغه منه.
و ثانیها أن معناه لا تقرئ به أصحابك و لا تمله (3) حتی یتبین لك معانیه.
و ثالثها أن معناه و لا تسأل إنزال القرآن قبل أن یأتیك وحیه لأنه تعالی إنما ینزله بحسب المصلحة وقت الحاجة. (4) قوله تعالی كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ قال البیضاوی أی كذلك أنزلناه مفرقا لنقوی بتفریقه فؤادك علی حفظه و فهمه لأن حاله یخالف حال موسی و عیسی و داود علیهم السلام
ص: 245
حیث كان أمیا و كانوا یكتبون فلو ألقی علیه جملة لتعیی (1) بحفظه و لأن نزوله بحسب الوقائع یوجب مزید بصیرة و خوض فی المعنی و لأنه إذا نزل منجما (2) و یتحدی بكل نجم فیعجزون عن معارضته زاد ذلك قوة قلبه و لأنه إذا نزل به جبرئیل حالا بعد حال یثبت به فؤاده و من فوائد التفریق معرفة الناسخ و المنسوخ و منها انضمام القرائن الحالیة إلی الدلالات اللفظیة فإنه یعین علی البلاغة وَ رَتَّلْناهُ تَرْتِیلًا أی و قرأنا علیك شیئا بعد شی ء علی تؤدة و تمهل فی عشرین سنة أو ثلاث و عشرین سنة. (3) قوله تعالی ما كانَ لِبَشَرٍ أی لا یصح له أَنْ یُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْیاً أی إلهاما و قذفا فی القلوب أو إلقاء فی المنام أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أی یكلمه من وراء حجاب كما كلم موسی علیه السلام بخلق الصوت فی الطور و كما كلم نبینا صلی اللّٰه علیه و آله فی المعراج و هذا إما علی سبیل الاستعارة و التشبیه فإن من یسمع الكلام و لا یری المتكلم یشبه حاله بحال من یكلم من وراء حجاب أو المراد بالحجاب الحجاب المعنوی من كماله تعالی و نقص الممكنات و نوریته تعالی و ظلمانیة غیره كما سبق تحقیقه فی كتاب التوحید أَوْ یُرْسِلَ رَسُولًا أی ملكا فَیُوحِیَ بِإِذْنِهِ ما یَشاءُ فظهر أن وحیه تعالی منحصر فی أقسام ثلاثة إما بالإلهام و الإلقاء فی المنام أو بخلق الصوت بحیث یسمعه الموحی إلیه أو بإرسال ملك و علم الملك أیضا یكون علی هذه الوجوه (4) و الملك الأول (5) لا یكون علمه إلا بوجهین منها و قد یكون بأن یطالع فی اللوح و سیأتی تحقیقه فی الأخبار إِنَّهُ عَلِیٌّ عن أن یدرك بالأبصار حَكِیمٌ فی جمیع الأفعال وَ كَذلِكَ أَوْحَیْنا إِلَیْكَ رُوحاً قیل المراد القرآن و قیل جبرئیل و سیأتی فی الأخبار أن المراد به روح القدس فعلی الأخیرین المراد بأوحینا أرسلنا مِنْ أَمْرِنا أی بأمرنا أو أنه من عالم الأمر و قد مر تحقیقه و
ص: 246
سیأتی ما كُنْتَ تَدْرِی أی قبل الوحی مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِیمانُ قیل الكتاب القرآن و الإیمان الصلاة و قیل المراد أهل الإیمان علی حذف المضاف و قیل المراد به الشرائع و معالم الإیمان و هو صلی اللّٰه علیه و آله لم یكن فی حال من الأحوال علی غیر الإیمان و استدل بهذه الآیة علی أنه صلی اللّٰه علیه و آله لم یكن قبل النبوة متعبدا بشرع و سیأتی تحقیقه وَ لكِنْ جَعَلْناهُ أی القرآن أو الروح أو الإیمان.
قوله تعالی عَلَّمَهُ شَدِیدُ الْقُوی قال الطبرسی رحمه اللّٰه یعنی جبرئیل علیه السلام أی القوی فی نفسه و خلقته ذُو مِرَّةٍ أی قوة و شدة فی خلقه و من قوته أنه اقتلع قری قوم لوط و من شدته صیحته لقوم ثمود حتی هلكوا و قیل ذو صحة و خلق حسن و قیل شدید القوی فی ذات اللّٰه ذُو مِرَّةٍ أی صحة فی الجسم سلیم من الآفات و العیوب و قیل ذو مرة أی ذو مرور فی الهواء ذاهبا و جائیا و نازلا و صاعدا فَاسْتَوی أی جبرئیل علی صورته التی خلق علیها بعد انحداره إلی محمد صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلی أی أفق المشرق (1) قالوا إن جبرئیل علیه السلام كان یأتی النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی صورة الآدمیین فسأله رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله أن یریه نفسه علی صورته التی خلق علیها فأراه نفسه مرتین مرة فی الأرض و مرة فی السماء أما فی الأرض ففی الأفق الأعلی و ذلك أن محمدا صلی اللّٰه علیه و آله كان بحراء فطلع له جبرئیل علیه السلام من المشرق فسد الأفق إلی المغرب فخر النبی صلی اللّٰه علیه و آله مغشیا علیه فنزل جبرئیل علیه السلام فی صورة الآدمیین فضمه إلی نفسه و هو قوله ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّی و تقدیره ثم تدلی أی قرب بعد بعده و علوه فی الأفق الأعلی فدنا من محمد صلی اللّٰه علیه و آله قال الحسن و قتادة ثم دنا جبرئیل بعد استوائه بالأفق الأعلی من الأرض فنزل إلی محمد صلی اللّٰه علیه و آله و قال الزجاج معنی دنا و تدلی واحد أی قرب فزاد فی القرب (2) و قیل فاستوی أی ارتفع و علا إلی السماء بعد أن علم محمدا و قیل اعتدل واقفا فی الهواء بعد أن كان ینزل بسرعة لیراه النبی صلی اللّٰه علیه و آله و قیل معناه استوی جبرئیل و محمد صلی اللّٰه علیه و آله بالأفق الأعلی یعنی السماء
ص: 247
الدنیا لیلة المعراج فَكانَ قابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنی أی كان ما بین جبرئیل و بین رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله قاب قوسین قال عبد اللّٰه بن مسعود إن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله رأی جبرئیل و له ستمائة جناح. (1)
أقول: سیأتی تفسیر بقیة الآیات فی باب المعراج.
قوله تعالی لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ قال البیضاوی أی بالقرآن قبل أن یتم وحیه لِتَعْجَلَ بِهِ لتأخذه علی عجلة مخافة أن ینفلت منك إِنَّ عَلَیْنا جَمْعَهُ فی صدرك وَ قُرْآنَهُ و إثبات قراءته فی لسانك فَإِذا قَرَأْناهُ بلسان جبرئیل علیك فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ قراءته و تكرر فیه حتی یرسخ فی ذهنك ثُمَّ إِنَّ عَلَیْنا بَیانَهُ بیان ما أشكل علیك من معانیه (2).
«1»-عد، العقائد الاعتقاد فی نزول الوحی من عند اللّٰه عز و جل بالأمر و النهی اعتقادنا فی ذلك أن بین عینی إسرافیل لوحا فإذا أراد اللّٰه عز و جل أن یتكلم بالوحی ضرب اللوح جبین إسرافیل فینظر فیه فیقرأ ما فیه فیلقیه إلی میكائیل و یلقیه میكائیل إلی جبرئیل علیه السلام و یلقیه جبرئیل إلی الأنبیاء علیهم السلام و أما الغشیة التی كانت تأخذ النبی صلی اللّٰه علیه و آله حتی یثقل و یعرق فإن ذلك كان یكون (3) منه عند مخاطبة اللّٰه عز و جل إیاه فأما جبرئیل فإنه كان لا یدخل علی النبی صلی اللّٰه علیه و آله حتی یستأذنه إكراما له و كان یقعد بین یدیه قعدة العبد (4).
بیان: قال الشیخ المفید قدس اللّٰه روحه فی شرح هذا الكلام هذا أخذه أبو جعفر من شواذ الحدیث و فیه خلاف لما قدمه من أن اللوح ملك من ملائكة اللّٰه تعالی و أصل الوحی هو الكلام الخفی ثم قد یطلق علی كل شی ء قصد به إلی إفهام (5) المخاطب
ص: 248
علی الستر له عن غیره و التخصیص له به دون من سواه و إذا أضیف إلی اللّٰه تعالی كان فیما یخص به الرسل صلی اللّٰه علیهم خاصة دون من سواهم (1) علی عرف الإسلام و شریعة النبی صلی اللّٰه علیه و آله قال اللّٰه تعالی وَ أَوْحَیْنا إِلی أُمِّ مُوسی أَنْ أَرْضِعِیهِ (2) الآیة فاتفق أهل الإسلام علی أن الوحی كان رؤیا مناما و كلاما (3) سمعته أم موسی علی الاختصاص و قال تعالی وَ أَوْحی رَبُّكَ إِلَی النَّحْلِ (4) الآیة یرید به الإلهام الخفی إذ كان خالصا لمن أفرده (5) دون من سواه فكان علمه حاصلا للنحل بغیر كلام جهر به المتكلم فأسمعه غیره و قال تعالی وَ إِنَّ الشَّیاطِینَ لَیُوحُونَ إِلی أَوْلِیائِهِمْ (6) بمعنی یوسوسون إلی أولیائهم بما یلقونه من الكلام فی أقصی أسماعهم فیخصون بعلمهم دون من سواهم و قال فَخَرَجَ عَلی قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحی إِلَیْهِمْ (7) یرید به أشار إلیهم من غیر إفصاح
ص: 249
الكلام شبه ذلك بالوحی لخفائه عمن سوی المخاطبین و لستره عمن سواهم و قد یری اللّٰه فی المنام خلقا كثیرا ما یصح تأویله و یثبت حقه لكنه لا یطلق بعد استقرار الشریعة علیه اسم الوحی و لا یقال فی هذا الوقت لمن طبعه اللّٰه (1) علی علم شی ء إنه یوحی إلیه و عندنا أن اللّٰه تعالی یسمع الحجج بعد نبیه صلی اللّٰه علیه و آله كلاما یلقیه إلیهم فی علم ما یكون لكنه لا یطلق علیه اسم الوحی لما قدمناه من إجماع المسلمین علی أنه لا وحی لأحد بعد نبینا و إنه لا یقال فی شی ء مما ذكرنا أنه أوحی إلی أحد و لله تعالی أن یبیح إطلاق الكلام أحیانا و یحظره أحیانا و یمنع السمات بشی ء حینا و یطلقها حینا و أما المعانی فإنها لا تتغیر عن حقائقها علی ما قدمناه و أما الوحی من اللّٰه تعالی إلی نبیه فقد كان تارة بإسماعه الكلام من غیر واسطة و تارة بإسماعه الكلام علی ألسن الملائكة و الذی ذكره أبو جعفر رحمه اللّٰه من اللوح و القلم و ما یثبت فیه فقد جاء به حدیث إلا أنا لا نعزم علی القول به و لا نقطع علی اللّٰه بصحته و لا نشهد منه إلا بما علمناه و لیس الخبر به متواتر یقطع العذر و لا علیه إجماع و لا نطق القرآن به و لا ثبت عن حجة اللّٰه تعالی فینقاد له و الوجه أن نقف فیه و نجوزه و لا نقطع به و لا نرده و نجعله فی حیز الممكن فأما قطع أبی جعفر به و علمه علی اعتقاده فهو مستند إلی ضرب من التقلید و لسنا من التقلید فی شی ء (2).
«2»-عد، العقائد (3) الاعتقاد فی نزول القرآن اعتقادنا فی ذلك أن القرآن نزل فی شهر رمضان فی لیلة القدر جملة واحدة إلی البیت المعمور ثم نزل من البیت المعمور فی مدة عشرین سنة و أن اللّٰه تبارك و تعالی أعطی نبیه العلم جملة واحدة ثم قال له وَ لا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ
ص: 250
مِنْ قَبْلِ أَنْ یُقْضی إِلَیْكَ وَحْیُهُ (1) و قال عز و جل لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (2) إلی قوله بَیانَهُ (3).
بیان: قال الشیخ المفید رحمه اللّٰه الذی ذهب إلیه أبو جعفر فی هذا الباب أصله حدیث واحد لا یوجب علما و لا عملا و نزول القرآن علی الأسباب الحادثة حالا بحال یدل علی خلاف ما تضمنه الحدیث و ذلك أنه قد تضمن حكم ما حدث و ذكر ما جری علی وجهه و ذلك لا یكون علی الحقیقة إلا بحدوثه عند السبب أ لا تری إلی قوله تعالی وَ قالُوا (4) قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَیْها بِكُفْرِهِمْ و قوله وَ قالُوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ (5) و هذا خبر عن ماض و لا یجوز أن یتقدم مخبره فیكون حینئذ خبرا عن ماض و هو لم یقع بل هو فی المستقبل و أمثال ذلك فی القرآن كثیرة و قد جاء الخبر بذكر الظهار و سببه و أنه لما جادلت النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی ذكر الظهار أنزل اللّٰه تعالی قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِی تُجادِلُكَ فِی زَوْجِها (6) و هذه قصة كانت بالمدینة فكیف ینزل اللّٰه تعالی الوحی بها بمكة قبل الهجرة فیخبر أنها قد كانت و لم تكن و لو تتبعنا قصص القرآن لجاء مما ذكرناه كثیرا ینسد (7) به المقال و فیما ذكرنا منه كفایة لذوی الألباب و ما أشبه ما جاء به من الحدیث بمذهب المشبهة الذین زعموا أن اللّٰه تعالی لم یزل متكلما بالقرآن و مخبرا عما یكون بلفظ كان و قد رد علیهم أهل التوحید بنحو ما
ص: 251
ذكرناه و قد یجوز أن الخبر (1) بنزول القرآن جملة فی لیلة القدر المراد به أنه نزل جملة منه فی لیلة القدر ثم تلاه ما نزل منه إلی وفاة النبی صلی اللّٰه علیه و آله فأما أن یكون نزل بأسره و جمیعه فی لیلة القدر فهو بعید مما یقتضیه ظاهر القرآن و التواتر من الأخبار و إجماع العلماء علی اختلافها (2) فی الآراء و أما قوله تعالی وَ لا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ ففیه وجهان غیر ما ذكره أبو جعفر و عول فیه علی حدیث شاذ.
أحدهما أن اللّٰه تعالی نهاه عن التسرع إلی تأویل القرآن قبل الوحی إلیه به و إن كان فی الإمكان من جهة اللغة ما لو قالوه (3) علی مذهب أهل اللسان.
و الوجه الآخر أن جبرئیل علیه السلام كان یوحی إلیه بالقرآن فیتلوه معه حرفا بحرف فأمره اللّٰه تعالی أن لا یفعل ذلك و یصغی إلی ما یأتیه به جبرئیل أو ینزله اللّٰه تعالی علیه بغیر واسطة حتی یحصل الفراغ منه فإذا تم (4) الوحی به تلاوة و نطق به فاقرأه فأما ما ذكره المعول علی الحدیث من التأویل فبعید لأنه لا وجه لنهی اللّٰه تعالی عن العجلة بالقرآن الذی هو فی السماء (5) الرابعة حتی یقضی إلیه وحیه لأنه لم یكن محیطا علما بما فی السماء الرابعة قبل الوحی به إلیه فلا معنی لنهیه عما لیس فی إمكانه اللّٰهم إلا أن یقول قائل ذلك إنه كان محیطا بعلم القرآن المودع فی السماء الرابعة فینتقض كلامه و مذهبه أنه كان فی السماء الرابعة لأن ما فی صدر رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و حفظه فی الأرض فلا معنی لاختصاصه بالسماء و لو كان ما فی حفظ رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله یوصف بأنه فی السماء الرابعة خاصة لكان ما فی حفظ غیره موصوفا بذلك و لا وجه حینئذ یكون
ص: 252
لإضافته إلی السماء الرابعة و لا إلی السماء الأولی و من تأمل ما ذكرناه علم أن تأویل الآیة علی ما ذكره المتعلق بالحدیث بعید عن الصواب انتهی كلامه رفع اللّٰه مقامه. (1)
و أقول: أما الاعتراض الأول الذی أورده قدس سره علی الصدوق رحمه اللّٰه فغیر وارد إذ ثبت بالأخبار المستفیضة أن جمیع الكتب التی أنزلها اللّٰه تعالی علی أنبیائه أثبتها فی اللوح المحفوظ قبل خلق السماء و الأرض ثم ینزل منها بحسب المصالح فی كل وقت و زمان و أما انطباقها علی الوقائع المتأخرة فلا ینافی ذلك لأن اللّٰه تعالی عالم بما یتكلمون و یصدر منهم و یقع بینهم بعد ذلك فأثبت فی القرآن المثبت فی اللوح جواب جمیع ذلك علی وفق علمه الذی لا یتخلف فالمضی إنما یكون بالنسبة إلی زمان التبلیغ إلی الخلق فلا استبعاد فی أن ینزل هذا الكتاب جملة علی النبی صلی اللّٰه علیه و آله و یأمره بأن لا یقرأ علی الأمة شیئا منه إلا بعد أن ینزل كل جزء منه فی وقت معین یناسب تبلیغه و فی واقعة معینة یتعلق بها و أما تشبیه صاحب هذا القول بالمشبهة القائلین بقدم كلام اللّٰه فلا یخفی ما فیه لأن صاحب هذا القول لا یقول بقدم القرآن المؤلف من الحروف و لا بكونه صفة قدیمة لله قائمة بذاته تعالی فأی مفسدة تلزم علیه و أما المشابهة فی أنه یمكن نفی القولین بتلك الآیات ففیه أن نفی هذا المذهب السخیف أیضا بتلك الآیات لا یتم بل ثبت بطلانه بسائر البراهین الموردة فی محالها و أما الاعتراضات التی أوردها علی تفسیر الصدوق للآیة الكریمة فلعلها مبنیة علی الغفلة عن مراده فإن الظاهر أن الصدوق رحمه اللّٰه أراد بذلك الجمع بین الآیات و الروایات و دفع ما یتوهم من التنافی بینها لأنه دلت الآیات علی نزول القرآن فی لیلة القدر و الظاهر نزول جمیعه فیها و دلت الآثار و الأخبار علی نزول القرآن فی عشرین أو ثلاث و عشرین سنة و ورد فی بعض الروایات أن القرآن نزل فی أول لیلة من شهر رمضان و دل بعضها علی أن ابتداء نزوله فی المبعث فجمع بینها بأن فی لیلة القدر نزل القرآن جملة من اللوح إلی السماء الرابعة لینزل من السماء الرابعة إلی الأرض بالتدریج و نزل فی أول لیلة من شهر رمضان جملة القرآن علی النبی صلی اللّٰه علیه و آله لیعلم هو لا لیتلوه علی الناس ثم ابتداء نزوله آیة آیة و سورة سورة فی المبعث أو غیره
ص: 253
لیتلوه علی الناس و هذا الجمع مؤید بالأخبار و یمكن الجمع بوجوه أخر سیأتی تحقیقها فی باب لیلة القدر و غیره فقوله رحمه اللّٰه إن اللّٰه تعالی أعطی نبیه صلی اللّٰه علیه و آله العلم جملة لا یعنی به أنه أعطاه بمحض النزول إلی البیت المعمور لیرد علیه ما أورده رحمه اللّٰه و لا أن المراد بالنزول إلی البیت المعمور أنه علمه النبی صلی اللّٰه علیه و آله و هذا منه رحمه اللّٰه غریب و أما اللوح الذی ذكره أولا أنه یضرب جبین إسرافیل علیه السلام فیحتمل أن یكون المراد به اللوح المحفوظ و یكون ذلك عند أول النزول إلی البیت المعمور أو یكون المراد اللوح الذی ثبت فیه القرآن فی السماء الرابعة و لعله بعد نظر إسرافیل فی اللوح علی الوجهین یجد فیه علامة یعرف بها مقدار ما یلزمه إنزالها أو یكون لوحا آخر ینقش فیه شی ء فشی ء عند إرادة الوحی و لا ینافی انتقاش الأشیاء فیه كونه ملكا كما اعترض علیه المفید رحمه اللّٰه و إن كان بعیدا.
«3»-فس، تفسیر القمی وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ یُكَلِّمَهُ اللَّهُ الْآیَةَ قَالَ وَحْیَ مُشَافَهَةٍ وَ وَحْیَ إِلْهَامٍ وَ هُوَ الَّذِی یَقَعُ فِی الْقَلْبِ أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ كَمَا كَلَّمَ اللَّهُ نَبِیَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَمَا كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَی علیه السلام مِنَ النَّارِ أَوْ یُرْسِلَ رَسُولًا فَیُوحِیَ بِإِذْنِهِ ما یَشاءُ قَالَ وَحْیَ مُشَافَهَةٍ یَعْنِی إِلَی النَّاسِ ثُمَّ قَالَ لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَذلِكَ أَوْحَیْنا إِلَیْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِی مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِیمانُ قَالَ رُوحُ الْقُدُسِ هِیَ الَّتِی قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام فِی قَوْلِهِ وَ یَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّی (1) قَالَ هُوَ مَلَكٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ (2).
أقول: سیأتی فی تفسیر النعمانی عن أمیر المؤمنین علیه السلام قال و أما تفسیر وحی النبوة و الرسالة فهو قوله تعالی إِنَّا أَوْحَیْنا إِلَیْكَ كَما أَوْحَیْنا إِلی نُوحٍ وَ النَّبِیِّینَ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَوْحَیْنا إِلی إِبْراهِیمَ وَ إِسْماعِیلَ (3) إلی آخر الآیة و أما وحی الإلهام فهو قوله عز و جل وَ أَوْحی رَبُّكَ إِلَی النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِی مِنَ الْجِبالِ بُیُوتاً وَ مِنَ الشَّجَرِ وَ مِمَّا
ص: 254
یَعْرِشُونَ (1) و مثله وَ أَوْحَیْنا إِلی أُمِّ مُوسی أَنْ أَرْضِعِیهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَیْهِ فَأَلْقِیهِ فِی الْیَمِّ (2) و أما وحی الإشارة فقوله عز و جل فَخَرَجَ عَلی قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحی إِلَیْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَ عَشِیًّا (3) أی أشار إلیهم كقوله تعالی أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَیَّامٍ إِلَّا رَمْزاً (4) و أما وحی التقدیر فقوله تعالی وَ أَوْحی فِی كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَ قَدَّرَ فِیها أَقْواتَها (5) و أما وحی الأمر فقوله سبحانه وَ إِذْ أَوْحَیْتُ إِلَی الْحَوارِیِّینَ أَنْ آمِنُوا بِی وَ بِرَسُولِی (6) و أما وحی الكذب فقوله عز و جل شَیاطِینَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ یُوحِی بَعْضُهُمْ إِلی بَعْضٍ (7) إلی آخر الآیة و أما وحی (8) الخبر فقوله سبحانه وَ جَعَلْناهُمْ (9) أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَوْحَیْنا إِلَیْهِمْ فِعْلَ الْخَیْراتِ وَ إِقامَ الصَّلاةِ وَ إِیتاءَ الزَّكاةِ وَ كانُوا لَنا عابِدِینَ (10).
«4»-ب، قرب الإسناد الْیَقْطِینِیُّ عَنِ الْقَدَّاحِ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: احْتَبَسَ الْوَحْیُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقِیلَ احْتَبَسَ عَنْكَ الْوَحْیُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَیْفَ لَا یَحْتَبِسُ عَنِّی الْوَحْیُ وَ أَنْتُمْ لَا تُقَلِّمُونَ أَظْفَارَكُمْ وَ لَا تُنَقُّونَ (11) رَوَائِحَكُمْ (12).
ص: 255
بیان: قوله روائحكم أی الكریهة و فی الكافی (1) و بعض نسخ المنقول منه رواجبكم و هو أظهر و هی مفاصل أصول الأصابع أو بواطن مفاصلها أو هی قصب الأصابع أو مفاصلها أو ظهور السلامیات (2) أو ما بین البراجم من السلامیات أو المفاصل التی تلی الأنامل ذكرها الفیروزآبادی.
«5»-ع، علل الشرائع ابْنُ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ (3) عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَیْعٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ جَبْرَئِیلُ إِذَا أَتَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَعَدَ بَیْنَ یَدَیْهِ قِعْدَةَ الْعَبْدِ وَ كَانَ لَا یَدْخُلُ حَتَّی یَسْتَأْذِنَهُ (4).
«6»-ید، التوحید أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ وَ الْفَضْلِ ابْنَیْ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیَّیْنِ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جُعِلْتُ فِدَاكَ الْغَشْیَةُ الَّتِی كَانَتْ تُصِیبُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا نَزَلَ عَلَیْهِ الْوَحْیُ قَالَ فَقَالَ ذَلِكَ (5) إِذَا لَمْ یَكُنْ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ أَحَدٌ ذَاكَ إِذَا تَجَلَّی اللَّهُ لَهُ قَالَ ثُمَّ قَالَ تِلْكَ النُّبُوَّةُ یَا زُرَارَةُ وَ أَقْبَلَ یَتَخَشَّعُ (6).
بیان: تجلی اللّٰه تعالی ظهور آیات عظمته و جلاله (7) أو هو كنایة عن غایة المعرفة.
«7»-ید، التوحید ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ ابْنِ أَبَانٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْفَرَّاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا عَلِمَ
ص: 256
رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام مِنْ قِبَلِ اللَّهِ إِلَّا بِالتَّوْفِیقِ (1).
شی، تفسیر العیاشی عن محمد بن هارون عنه علیه السلام مثله (2)
بیان: أی وفقه بأن علم (3) علما ضروریا أنه جبرئیل و لیس بشیطان أو قرن الوحی بمعجزات علم بها أنه من قبل اللّٰه.
«8»-ید، التوحید ج، الإحتجاج فِیمَا أَجَابَ بِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنْ أَسْئِلَةِ الزِّنْدِیقِ الْمُدَّعِی لِلتَّنَاقُضِ فِی الْقُرْآنِ قَالَ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ یُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْیاً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ یُرْسِلَ رَسُولًا فَیُوحِیَ بِإِذْنِهِ ما یَشاءُ (4) وَ قَوْلُهُ وَ كَلَّمَ اللَّهُ مُوسی تَكْلِیماً (5) وَ قَوْلُهُ وَ ناداهُما رَبُّهُما (6) وَ قَوْلُهُ یا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ (7) فَأَمَّا قَوْلُهُ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ یُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْیاً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ مَا یَنْبَغِی (8) لِبَشَرٍ أَنْ یُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْیاً وَ لَیْسَ بِكَائِنٍ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ یُرْسِلَ رَسُولًا فَیُوحِیَ بِإِذْنِهِ ما یَشاءُ كَذَلِكَ (9) قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عُلُوّاً كَبِیراً قَدْ كَانَ الرَّسُولُ یُوحَی إِلَیْهِ مِنْ رُسُلِ السَّمَاءِ فَتُبَلِّغُ رُسُلُ السَّمَاءِ رُسُلَ الْأَرْضِ وَ قَدْ كَانَ الْكَلَامُ بَیْنَ رُسُلِ أَهْلِ الْأَرْضِ وَ بَیْنَهُ مِنْ غَیْرِ أَنْ یُرْسِلَ بِالْكَلَامِ مَعَ رُسُلِ أَهْلِ السَّمَاءِ وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا جَبْرَئِیلُ هَلْ رَأَیْتَ رَبَّكَ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ إِنَّ رَبِّی لَا یُرَی فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ أَیْنَ تَأْخُذُ الْوَحْیَ فَقَالَ آخُذُهُ مِنْ إِسْرَافِیلَ فَقَالَ وَ مِنْ أَیْنَ یَأْخُذُهُ إِسْرَافِیلُ قَالَ یَأْخُذُهُ مِنْ مَلَكٍ فَوْقَهُ مِنَ الرُّوحَانِیِّینَ قَالَ فَمِنْ أَیْنَ یَأْخُذُهُ ذَلِكَ الْمَلَكُ قَالَ یَقْذِفُ فِی قَلْبِهِ قَذْفاً فَهَذَا وَحْیٌ وَ هُوَ كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَلَامُ اللَّهِ لَیْسَ بِنَحْوٍ وَاحِدٍ مِنْهُ مَا كَلَّمَ
ص: 257
اللَّهُ بِهِ الرُّسُلَ وَ مِنْهُ مَا قَذَفَهُ فِی قُلُوبِهِمْ وَ مِنْهُ رُؤْیَا یُرِیهَا الرُّسُلَ وَ مِنْهُ وَحْیٌ وَ تَنْزِیلٌ یُتْلَی وَ یُقْرَأُ فَهُوَ كَلَامُ اللَّهِ (1) فَاكْتَفِ بِمَا وَصَفْتُ لَكَ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ فَإِنَّ مَعْنَی كَلَامِ اللَّهِ لَیْسَ بِنَحْوٍ وَاحِدٍ فَإِنَّهُ (2) مِنْهُ مَا تَبْلُغُ مِنْهُ رُسُلُ السَّمَاءِ رُسُلَ الْأَرْضِ قَالَ فَرَّجْتَ عَنِّی فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ وَ حَلَلْتَ عَنِّی عُقْدَةً فَعَظَّمَ اللَّهُ أَمْرَكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ (3).
بیان: لعل سؤاله صلی اللّٰه علیه و آله عن رؤیة الرب تعالی بعد ما علم بالعقل أنه یمتنع علیه الرؤیة لیعلم بالوحی أیضا كما علم بالعقل و لیخبر الناس بما أوحی إلیه من ذلك.
«9»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ جَبْرَئِیلُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی وَصْفِ إِسْرَافِیلَ هَذَا حَاجِبُ الرَّبِّ وَ أَقْرَبُ خَلْقِ اللَّهُ مِنْهُ وَ اللَّوْحُ بَیْنَ عَیْنَیْهِ مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ فَإِذَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بِالْوَحْیِ ضَرَبَ اللَّوْحُ جَبِینَهُ فَنَظَرَ فِیهِ ثُمَّ أَلْقَی إِلَیْنَا نَسْعَی (4) بِهِ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَأَدْنَی خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْهُ وَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُ تِسْعُونَ (5) حِجَاباً مِنْ نُورٍ یَقْطَعُ دُونَهَا الْأَبْصَارُ مَا یُعَدُّ (6) وَ لَا یُوصَفُ وَ إِنِّی لَأَقْرَبُ الْخَلْقِ مِنْهُ وَ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ مَسِیرَةُ أَلْفِ عَامٍ (7).
بیان: قوله و بینه و بینه أی و بین الموضع الذی جعله اللّٰه محل صدور الوحی من العرش أو المراد بالحجب الحجب المعنویة (8).
«10»-فس، تفسیر القمی قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی قَوْلِهِ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِیدٌ فِی لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (9) قَالَ اللَّوْحُ الْمَحْفُوظُ لَهُ طَرَفَانِ طَرَفٌ عَلَی الْعَرْشِ (10) وَ طَرَفٌ عَلَی جَبْهَةِ
ص: 258
إِسْرَافِیلَ فَإِذَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ جَلَّ ذِكْرُهُ بِالْوَحْیِ ضَرَبَ اللَّوْحُ جَبِینَ إِسْرَافِیلَ فَنَظَرَ فِی اللَّوْحِ فَیُوحِی بِمَا فِی اللَّوْحِ إِلَی جَبْرَئِیلَ علیه السلام (1).
«11»-فس، تفسیر القمی فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ حَتَّی إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ وَ هُوَ الْعَلِیُّ الْكَبِیرُ (2) وَ ذَلِكَ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاوَاتِ لَمْ یَسْمَعُوا وَحْیاً فِیمَا بَیْنَ أَنْ بُعِثَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ علیه السلام إِلَی أَنْ بُعِثَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ جَبْرَئِیلَ إِلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ صَوْتَ وَحْیِ الْقُرْآنِ كَوَقْعِ الْحَدِیدِ عَلَی الصَّفَا فَصَعِقَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْوَحْیِ انْحَدَرَ جَبْرَئِیلُ كُلَّمَا مَرَّ بِأَهْلِ السَّمَاءِ (3) فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ یَقُولُ كُشِفَ عَنْ قُلُوبِهِمْ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ مَا ذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَ هُوَ الْعَلِیُّ الْكَبِیرُ (4).
بیان: قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی: حَتَّی إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ أی كشف الفزع عن قلوبهم و اختلف فی الضمیر فی قلوبهم فقیل یعود إلی المشركین المتقدم ذكرهم أی إذا أخرج (5) عن قلوبهم الفزع وقت الفزع لیسمعوا كلام الملائكة قالُوا أی قالت الملائكة لهم ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا أی المشركون الْحَقَّ أی قال الحق فیعترفون أن ما جاء به الرسل كان حقا عن ابن عباس و غیره و قیل یعود إلی الملائكة ثم اختلف فیه علی وجوه.
أحدها أن الملائكة إذا صعدوا بأعمال العباد و لهم زجل (6) و صوت عظیم فتحسب الملائكة أنها الساعة فیخرون سجدا و یفزعون فإذا علموا أنه لیس ذلك قالوا ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَ
ص: 259
و ثانیها أن الفترة لما كان (1) بین عیسی علیه السلام و محمد صلی اللّٰه علیه و آله و بعث اللّٰه محمدا أنزل اللّٰه سبحانه جبرئیل بالوحی فلما نزلت (2) ظنت الملائكة أنه نزل بشی ء من أمر الساعة فصعقوا لذلك فجعل جبرئیل یمر بكل سماء و یكشف عنهم الفزع فرفعوا رءوسهم و قال بعضهم لبعض ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ یعنی الوحی عن مقاتل و الكلبی.
و ثالثها أن اللّٰه إذا أوحی إلی بعض ملائكته لحق الملائكة غشی عند سماع الوحی و یصعقون و یخرون سجدا للآیة العظیمة فإذا فزع عن قلوبهم سألت الملائكة ذلك الملك الذی أوحی إلیه ما ذا قال ربك أو یسأل بعضهم بعضا فیعلمون أن الأمر فی غیرهم عن ابن مسعود و اختاره الجبائی (3).
«12»-ك، إكمال الدین إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَكُونُ بَیْنَ أَصْحَابِهِ فَیُغْمَی عَلَیْهِ وَ هُوَ یَتَصَابُّ عَرَقاً (4) فَإِذَا أَفَاقَ قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ كَذَا وَ كَذَا وَ أَمَرَكُمْ بِكَذَا وَ نَهَاكُمْ عَنْ كَذَا وَ أَكْثَرُ مُخَالِفِینَا یَقُولُونَ إِنَّ ذَلِكَ كَانَ یَكُونُ عِنْدَ نُزُولِ جَبْرَئِیلَ علیه السلام فَسُئِلَ الصَّادِقُ علیه السلام عَنِ الْغَشْیَةِ الَّتِی كَانَتْ تَأْخُذُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أَ كَانَتْ تَكُونُ عِنْدَ هُبُوطِ جَبْرَئِیلَ فَقَالَ لَا إِنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام إِذَا أَتَی (5) النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یَدْخُلْ عَلَیْهِ حَتَّی یَسْتَأْذِنَهُ فَإِذَا دَخَلَ عَلَیْهِ قَعَدَ بَیْنَ یَدَیْهِ قِعْدَةَ الْعَبْدِ وَ إِنَّمَا ذَلِكَ عِنْدَ مُخَاطَبَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِیَّاهُ بِغَیْرِ تَرْجُمَانٍ وَ وَاسِطَةٍ- حَدَّثَنَا بِذَلِكَ ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ (6) عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام (7).
«13»-قب، المناقب لابن شهرآشوب وَ أَمَّا كَیْفِیَّةُ نُزُولِ الْوَحْیِ فَقَدْ سَأَلَهُ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ كَیْفَ یَأْتِیكَ الْوَحْیُ فَقَالَ أَحْیَاناً یَأْتِینِی مِثْلُ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَ هُوَ أَشُدُّهُ عَلَیَّ فَیَفْصِمُ عَنِّی فَقَدْ (8)
ص: 260
وَعَیْتُ مَا قَالَ وَ أَحْیَاناً یَتَمَثَّلُ لِیَ الْمَلَكُ رَجُلًا فَیُكَلِّمُنِی فَأَعِی مَا یَقُولُ.
وَ رُوِیَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَیْهِ الْوَحْیُ یُسْمَعُ عِنْدَ وَجْهِهِ دَوِیٌّ كَدَوِیِّ النَّحْلِ.
وَ رُوِیَ أَنَّهُ كَانَ یَنْزِلُ عَلَیْهِ الْوَحْیُ فِی الْیَوْمِ الشَّدِیدِ الْبَرْدِ فَیَفْصِمُ عَنْهُ وَ إِنَّ جَبِینَهُ لَیَنْفَصِدُ عَرَقاً.
وَ رُوِیَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَیْهِ (1) كُرِبَ لِذَلِكَ وَ یَرْبَدُّ وَجْهُهُ وَ نَكَسَ رَأْسَهُ وَ نَكَسَ أَصْحَابُهُ رُءُوسَهُمْ مِنْهُ وَ مِنْهُ یُقَالُ بُرَحَاءُ الْوَحْیِ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا نَزَلَ عَلَیْهِ الْقُرْآنُ تَلَقَّاهُ بِلِسَانِهِ وَ شَفَتَیْهِ كَانَ یُعَالِجُ مِنْ ذَلِكَ شِدَّةً فَنَزَلَ لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ (2) وَ كَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَیْهِ الْوَحْیُ وَجَدَ مِنْهُ أَلَماً شَدِیداً وَ یَتَصَدَّعُ رَأْسُهُ وَ یَجِدُ ثِقْلًا قَوْلُهُ إِنَّا سَنُلْقِی عَلَیْكَ قَوْلًا ثَقِیلًا (3) وَ سَمِعْتُ أَنَّهُ نَزَلَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سِتِّینَ أَلْفَ مَرَّةٍ (4).
بیان: قال فی النهایة فی صفة الوحی كأنه صلصلة علی صفوان الصلصلة صوت الحدید إذا حرك و قال فیفصم عنی أی یقلع و أفصم المطر إذا أقلع و انكشف و قال فیه كان إذا نزل علیه الوحی تفصد عرقا أی سال عرقه تشبیها فی كثرته بالفصاد و عرقا منصوب علی التمییز و قال فیه إذا أصابه الوحی كرب له أی أصابه الكرب و اربد وجهه أی تغیر إلی الغبرة و قال البرح الشدة و منه الحدیث فأخذه البرحاء أی شدة الكرب من ثقل الوحی.
«14»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ حَتَّی إِذَا اسْتَیْأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا (5) مُخَفَّفَةً قَالَ ظَنَّتِ الرُّسُلُ أَنَّ الشَّیَاطِینَ تَمَثَّلَ لَهُمْ عَلَی صُورَةِ الْمَلَائِكَةِ.
ص: 261
«15»-وَ عَنْ أَبِی شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: وَكَلَهُمُ اللَّهُ إِلَی أَنْفُسِهِمْ أَقَلَّ مِنْ طَرْفَةِ عَیْنٍ (1).
بیان: لعل المراد أن اللّٰه وكلهم إلی أنفسهم لیزید یقینهم بأنهم معصومون بعصمة اللّٰه فخطر ببالهم أن ما وعدوا من عذاب الأمم لعله یكون من الشیاطین فصرف اللّٰه عنهم ذلك و عصمهم و ثبتهم علی الیقین بأن ما أوحی إلیهم لیس للشیطان فیه سبیل.
قال الطبرسی رحمه اللّٰه قرأ أهل الكوفة و أبو جعفر كذبوا بالتخفیف و هی قراءة علی و زین العابدین و محمد بن علی و جعفر بن محمد علیهم السلام و زید بن علی و ابن عباس و ابن مسعود و ابن جبیر و غیرهم و قرأ الباقون بالتشدید قال أبو علی الضمیر فی ظنوا علی قول من شدد للرسل أی تیقنوا أو حسبوا أن القوم كذبوهم و أما من خفف فالضمیر للمرسل إلیهم أی ظن المرسل إلیهم أن الرسل كذبوهم فیما أخبروهم به من أنهم إن لم یؤمنوا أنزل بهم العذاب و أما من زعم أن الضمیر راجع إلی الرسل أی ظن الرسل أن الذی وعد اللّٰه سبحانه أممهم علی لسانهم قد كذبوا به فقد أتی عظیما لا یجوز أن ینسب مثله إلی الأنبیاء و لا إلی صالحی عباد اللّٰه و كذلك من زعم أن ابن عباس ذهب إلی أن الرسل قد ضعفوا و ظنوا أنهم قد أخلفوا لأن اللّٰه لا یُخْلِفُ الْمِیعادَ (2).
«16»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَیْفَ لَمْ یَخَفْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِیمَا یَأْتِیهِ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ أَنْ یَكُونَ ذَلِكَ مِمَّا یَنْزِغُ بِهِ الشَّیْطَانُ قَالَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ إِذَا اتَّخَذَ عَبْداً رَسُولًا أَنْزَلَ عَلَیْهِ السَّكِینَةَ وَ الْوَقَارَ فَكَانَ یَأْتِیهِ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِثْلُ الَّذِی یَرَاهُ بِعَیْنِهِ (3).
«17»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ عَنْ صَفْوَانَ وَ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: فِی الْمُسْتَحَاضَةِ (4) تَأْتِی مَقَامَ
ص: 262
جَبْرَئِیلَ علیه السلام وَ هُوَ تَحْتَ الْمِیزَابِ فَإِنَّهُ كَانَ مَكَانَهُ إِذَا اسْتَأْذَنَ عَلَی نَبِیِّ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (1).
«18»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: حَاضَتْ صَاحِبَتِی وَ أَنَا بِالْمَدِینَةِ فَذَكَرْتُ (2) ذَلِكَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ مُرْهَا فَلْتَغْتَسِلْ وَ لْتَأْتِ مَقَامَ جَبْرَئِیلَ فَإِنَّ جَبْرَئِیلَ كَانَ یَجِی ءُ فَیَسْتَأْذِنُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ وَ إِنْ كَانَ عَلَی حَالٍ لَا یَنْبَغِی أَنْ یَأْذَنَ لَهُ قَامَ فِی مَكَانِهِ حَتَّی یَخْرُجَ إِلَیْهِ وَ إِنْ أَذِنَ لَهُ دَخَلَ عَلَیْهِ فَقُلْتُ وَ أَیْنَ الْمَكَانُ قَالَ حِیَالَ الْمِیزَابِ الَّذِی إِذَا أَخْرَجْتَ مِنَ الْبَابِ الَّذِی یُقَالُ لَهُ بَابُ فَاطِمَةَ بِحِذَاءِ الْقَبْرِ إِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ بِحِذَاءِ الْمِیزَابِ وَ الْمِیزَابُ فَوْقَ رَأْسِكَ وَ الْبَابُ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِكَ الْخَبَرَ (3).
«19»-ع، علل الشرائع الطَّالَقَانِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِیِّ عَنْ أَبِی قِلَابَةَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ غَانِمِ بْنِ الْحَسَنِ السَّعْدِیِّ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ الْمَكِّیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام قَالَ: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی كِتَاباً وَ لَا وَحْیاً إِلَّا بِالْعَرَبِیَّةِ فَكَانَ یَقَعُ فِی مَسَامِعِ الْأَنْبِیَاءِ بِأَلْسِنَةِ قَوْمِهِمْ وَ كَانَ یَقَعُ فِی مَسَامِعِ نَبِیِّنَا صلی اللّٰه علیه و آله بِالْعَرَبِیَّةِ فَإِذَا كَلَّمَ بِهِ قَوْمَهُ كَلَّمَهُمْ بِالْعَرَبِیَّةِ فَیَقَعُ فِی مَسَامِعِهِمْ بِلِسَانِهِمْ وَ كَانَ أَحَدٌ لَا یُخَاطِبُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَیِّ لِسَانٍ خَاطَبَهُ إِلَّا وَقَعَ فِی مَسَامِعِهِ بِالْعَرَبِیَّةِ كُلُّ ذَلِكَ یُتَرْجِمُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام لَهُ وَ عَنْهُ تَشْرِیفاً مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ صلی اللّٰه علیه و آله (4).
«20»-أَقُولُ قَالَ فِی الْمُنْتَقَی، كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا غَشِیَهُ الْوَحْیُ ثَقُلَ عَلَی جِسْمِهِ مَا غَشِیَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَ فِی الْحَدِیثِ الْمَقْبُولِ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله أُوحِیَ إِلَیْهِ وَ هُوَ عَلَی نَاقَتِهِ فَبَرَكَتْ وَ وَضَعَتْ جِرَانَهَا (5) بِالْأَرْضِ فَمَا تَسْتَطِیعُ أَنْ تَتَحَرَّكَ وَ أَنَّ عُثْمَانَ كَانَ یَكْتُبُ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لا یَسْتَوِی
ص: 263
الْقاعِدُونَ الْآیَةَ وَ فَخِذُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی فَخِذِ عُثْمَانَ فَجَاءَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ بِی مِنَ الْعُذْرِ مَا تَرَی فَغَشِیَهُ الْوَحْیُ فَثَقُلَتْ فَخِذُهُ عَلَی فَخِذِ عُثْمَانَ حَتَّی قَالَ خَشِیتُ أَنْ تَرُضَّهَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ غَیْرُ أُولِی الضَّرَرِ (1).
وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی أَرْوَی الدَّوْسِیِّ قَالَ: رَأَیْتُ الْوَحْیَ یَنْزِلُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی رَاحِلَتِهِ فَتَرْغُو (2) وَ تَنْقُلُ یَدَیْهَا حَتَّی أَظُنَّ أَنَّ ذِرَاعَهَا یَنْفَصِمُ فَرُبَّمَا بَرَكَتْ وَ رُبَّمَا قَامَتْ مُؤَتِّدَةً (3) یَدَیْهَا حَتَّی تَسْرِیَ عَنْهُ مِنْ ثِقَلِ الْوَحْیِ وَ إِنَّهُ لَیَنْحَدِرُ مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ (4).
«21»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ (5) قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ عِلْمِ الْإِمَامِ بِمَا فِی أَقْطَارِ الْأَرْضِ وَ هُوَ فِی بَیْتِهِ مُرْخًی عَلَیْهِ سِتْرُهُ فَقَالَ یَا مُفَضَّلُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی جَعَلَ فِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله خَمْسَةَ أَرْوَاحٍ رُوحَ الْحَیَاةِ فَبِهِ دَبَّ وَ دَرَجَ (6) وَ رُوحَ الْقُوَّةِ فَبِهِ نَهَضَ وَ جَاهَدَ وَ رُوحَ الشَّهْوَةِ فَبِهِ أَكَلَ وَ شَرِبَ وَ أَتَی النِّسَاءَ مِنَ الْحَلَالِ وَ رُوحَ الْإِیمَانِ فَبِهِ آمَنَ وَ عَدَلَ وَ رُوحَ الْقُدُسِ فَبِهِ حَمَلَ النُّبُوَّةَ فَإِذَا قُبِضَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله انْتَقَلَ رُوحُ الْقُدُسِ فَصَارَ إِلَی الْإِمَامِ وَ رُوحُ الْقُدُسِ لَا یَنَامُ وَ لَا یَغْفُلُ وَ لَا یَلْهُو وَ لَا یَزْهُو وَ الْأَرْبَعَةُ الْأَرْوَاحِ تَنَامُ وَ تَغْفُلُ وَ تَلْهُو وَ تَزْهُو وَ رُوحُ الْقُدُسِ كَانَ یَرَی بِهِ (7).
بیان: كان یری به علی المعلوم أو المجهول أی كان یری النبی صلی اللّٰه علیه و آله و الإمام بروح القدس ما غاب عنه فی أقطار الأرض و السماء و ما دون العرش.
«22»-كا، الكافی عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ
ص: 264
بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ الْكِنَانِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ كَذلِكَ أَوْحَیْنا إِلَیْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِی مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِیمانُ (1) قَالَ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُخْبِرُهُ وَ یُسَدِّدُهُ وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ (2).
«23»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّی (3) قَالَ خَلْقٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ وَ هُوَ مِنَ الْمَلَكُوتِ (4).
بیان: أی هو من عالم المجردات أو العلویات.
«24»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: سَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ هِیتَ وَ أَنَا حَاضِرٌ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَذلِكَ أَوْحَیْنا إِلَیْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا (5) فَقَالَ مُنْذُ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِكَ الرُّوحَ عَلَی مُحَمَّدٍ مَا صَعِدَ إِلَی السَّمَاءِ وَ إِنَّهُ لَفِینَا (6).
«25»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام (7) یَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّی (8) قَالَ خَلْقٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ لَمْ یَكُنْ مَعَ أَحَدٍ مِمَّنْ مَضَی غَیْرُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ یُسَدِّدُهُمْ وَ لَیْسَ كُلُّ مَا طُلِبَ وُجِدَ (9).
ص: 265
بیان: قوله لیس كل ما طلب وجد بیان لعظم هذه المرتبة و أنها لا تتیسر إلا بفضل اللّٰه تعالی و أنه لیس كل الأمور بحیث یمكن تحصیله بالطلب و الكسب (1).
«26»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَی عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الْعِلْمِ أَ هُوَ شَیْ ءٌ (2) یَتَعَلَّمُهُ الْعَالِمُ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ أَمْ فِی الْكِتَابِ عِنْدَكُمْ تَقْرَءُونَهُ فَتَعْلَمُونَ مِنْهُ قَالَ الْأَمْرُ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَ أَوْجَبُ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَذلِكَ أَوْحَیْنا إِلَیْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِی مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِیمانُ (3) ثُمَّ قَالَ أَیَّ شَیْ ءٍ یَقُولُ أَصْحَابُكُمْ فِی هَذِهِ الْآیَةِ أَ یُقِرُّونَ أَنَّهُ كَانَ فِی حَالٍ لَا یَدْرِی مَا الْكِتَابُ وَ لَا الْإِیمَانُ فَقُلْتُ لَا أَدْرِی جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا یَقُولُونَ فَقَالَ بَلَی قَدْ كَانَ فِی حَالٍ لَا یَدْرِی مَا الْكِتَابُ وَ لَا الْإِیمَانُ حَتَّی بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الرُّوحَ الَّتِی ذُكِرَ فِی الْكِتَابِ فَلَمَّا أَوْحَاهَا إِلَیْهِ عَلِمَ بِهِ الْعِلْمَ وَ الْفَهْمَ وَ هِیَ الرُّوحُ الَّتِی یُعْطِیهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ شَاءَ فَإِذَا أَعْطَاهَا عَبْداً عَلَّمَهُ الْفَهْمَ (4).
«27»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْأَحْوَلِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنِ الرَّسُولِ وَ النَّبِیِّ وَ الْمُحَدَّثِ قَالَ الرَّسُولُ الَّذِی یَأْتِیهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام قُبُلًا فَیَرَاهُ وَ یُكَلِّمُهُ فَهَذَا الرَّسُولُ وَ أَمَّا النَّبِیُّ فَهُوَ الَّذِی یَرَی فِی مَنَامِهِ نَحْوَ رُؤْیَا إِبْرَاهِیمَ علیه السلام وَ نَحْوَ مَا كَانَ رَأَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ أَسْبَابِ النُّبُوَّةِ قَبْلَ الْوَحْیِ حَتَّی أَتَاهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام مِنْ عِنْدِ اللَّهِ بِالرِّسَالَةِ وَ كَانَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله حِینَ جُمِعَ لَهُ النُّبُوَّةُ وَ جَاءَتْهُ الرِّسَالَةُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ یَجِیئُهُ بِهَا جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ یُكَلِّمُهُ بِهَا قُبُلًا وَ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ مَنْ جُمِعَ لَهُ النُّبُوَّةُ وَ
ص: 266
یَرَی فِی مَنَامِهِ وَ یَأْتِیهِ الرُّوحُ وَ یُكَلِّمُهُ وَ یُحَدِّثُهُ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَكُونَ یَرَی فِی الْیَقَظَةِ وَ أَمَّا الْمُحَدَّثُ فَهُوَ الَّذِی یُحَدَّثُ فَیَسْمَعُ وَ لَا یُعَایِنُ وَ لَا یَرَی فِی مَنَامِهِ (1).
بیان: قال الجوهری رأیته قَبَلا و قُبُلا (2) بالضم أی مقابلة و عیانا و رأیته قِبَلا بكسر القاف قال اللّٰه تعالی أَوْ یَأْتِیَهُمُ الْعَذابُ قُبُلًا (3) أی عیانا.
«28»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ الرُّوحَ خَلْقٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُسَدِّدُهُ وَ یُرْشِدُهُ وَ هُوَ مَعَ الْأَوْصِیَاءِ مِنْ بَعْدِهِ (4).
أقول: سیأتی سائر الأخبار فی ذلك فی كتاب الإمامة.
«29»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ السِّجِسْتَانِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ النَّهْشَلِیِّ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ یَحْیَی الْخَزَّازِ عَنْ مَنْدَلِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَغْدُو إِلَیْهِ عَلِیٌّ علیه السلام فِی الْغَدَاةِ وَ كَانَ یُحِبُّ أَلَّا یَسْبِقَهُ إِلَیْهِ أَحَدٌ فَإِذَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله (5) فِی صَحْنِ الدَّارِ وَ إِذَا رَأْسُهُ فِی حَجْرِ دِحْیَةَ بْنِ خَلِیفَةَ الْكَلْبِیِّ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ كَیْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ بِخَیْرٍ یَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام جَزَاكَ اللَّهُ عَنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ خَیْراً قَالَ لَهُ دِحْیَةُ إِنِّی أُحِبُّكَ وَ إِنَّ لَكَ عِنْدِی مَدِیحَةً أُهْدِیهَا إِلَیْكَ أَنْتَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ سَیِّدُ وُلْدِ آدَمَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ (6) مَا خَلَا النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ لِوَاءُ الْحَمْدِ بِیَدِكَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ تُزَفُّ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ مَعَ مُحَمَّدٍ وَ حِزْبِهِ إِلَی الْجِنَانِ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ وَالاكَ وَ خَابَ وَ خَسِرَ مَنْ خَلَّاكَ (7) بِحُبِّ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَحَبُّوكَ وَ بِبُغْضِهِ أَبْغَضُوكَ (8) وَ لَا تَنَالُهُمْ شَفَاعَةُ
ص: 267
مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله ادْنُ مِنْ صَفْوَةِ اللَّهِ فَأَخَذَ رَأْسَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَوَضَعَهُ فِی حَجْرِهِ فَانْتَبَهَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ مَا هَذِهِ الْهَمْهَمَةُ فَأَخْبَرَهُ الْحَدِیثَ فَقَالَ لَمْ یَكُنْ دِحْیَةَ كَانَ جَبْرَئِیلَ سَمَّاكَ بِاسْمٍ سَمَّاكَ اللَّهُ تَعَالَی بِهِ وَ هُوَ الَّذِی أَلْقَی مَحَبَّتَكَ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ وَ رَهْبَتَكَ فِی صُدُورِ الْكَافِرِینَ (1).
«30»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْقَزْوِینِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ أَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ قَالَ جَبْرَئِیلُ (2) وَ هَذَا جَبْرَئِیلُ یَأْمُرُنِی ثُمَّ یَكُونُ فِی حَالٍ أُخْرَی یُغْمَی عَلَیْهِ قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّهُ إِذَا كَانَ الْوَحْیُ مِنَ اللَّهِ إِلَیْهِ لَیْسَ بَیْنَهُمَا جَبْرَئِیلُ أَصَابَهُ ذَلِكَ لَثَقُلَ الْوَحْیُ مِنَ اللَّهِ وَ إِذَا كَانَ بَیْنَهُمَا جَبْرَئِیلُ لَمْ یُصِبْهُ ذَلِكَ فَقَالَ قَالَ لِی جَبْرَئِیلُ وَ هَذَا جَبْرَئِیلُ (3).
«31»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِیِّ عَنْ بِشْرِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَبِی نَضْرٍ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ أَنَّ جَبْرَئِیلَ أَتَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ اشْتَكَیْتَ قَالَ نَعَمْ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِیكَ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ یُؤْذِیكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَیْنٍ حَاسِدٍ وَ اللَّهُ یَشْفِیكَ بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِیكَ (4).
«32»-أَقُولُ قَالَ السَّیِّدُ بْنُ طَاوُسٍ فِی كِتَابِ سَعْدِ السُّعُودِ، رَأَیْتُ فِی تَفْسِیرٍ مَنْسُوبٍ إِلَی الْبَاقِرِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِیتاءِ ذِی الْقُرْبی وَ یَنْهی عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْیِ یَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (5) قَالَ بَلَغَنَا أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ
ص: 268
قَالَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنَا عِنْدَهُ قَالَ مَرَرْتُ عَلَیْهِ وَ هُوَ بِفِنَاءِ بَابِهِ فَجَلَسْتُ إِلَیْهِ فَبَیْنَا هُوَ یُحَدِّثُنِی إِذْ رَأَیْتُ بَصَرَهُ شَاخِصاً إِلَی السَّمَاءِ حَتَّی رَأَیْتُ طَرْفَهُ قَدِ انْقَطَعَ ثُمَّ رَأَیْتُهُ خَفَضَهُ حَتَّی وَضَعَهُ عَنْ یَمِینِهِ ثُمَّ وَلَّانِی رُكْبَتَهُ وَ جَعَلَ یَنْفُضُ بِرَأْسِهِ كَأَنَّهُ أُلْهِمَ شَیْئاً فَقَالَ ثُمَّ رَأَیْتُهُ أَیْضاً رَفَعَ طَرْفَهُ إِلَی السَّمَاءِ ثُمَّ خَفَضَهُ عَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَیَّ مُحْمَرَّ الْوَجْهِ یَفِیضُ عَرَقاً (1) فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا رَأَیْتُكَ فَعَلْتَ الَّذِی فَعَلْتَ الْیَوْمَ مَا حَالُكَ قَالَ وَ لَقَدْ رَأَیْتَهُ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاكَ جَبْرَئِیلُ لَمْ یَكُنْ لِی هِمَّةٌ غَیْرَهُ ثُمَّ تَلَا عَلَیْهِ الْآیَتَیْنِ قَالَ عُثْمَانَ فَقُمْتُ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُعْجَباً بِالَّذِی رَأَیْتُ فَأَتَیْتُ أَبَا طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَرَأْتُهُمَا عَلَیْهِ فَعَجِبَ أَبُو طَالِبٍ وَ قَالَ یَا آلَ غَالِبٍ اتَّبِعُوهُ تَرْشُدُوا وَ تُفْلِحُوا فَوَ اللَّهِ مَا یَدْعُو إِلَّا إِلَی مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ لَئِنْ كَانَ صَادِقاً أَوْ كَاذِباً (2) مَا یَدْعُو إِلَّا إِلَی الْخَیْرِ.
قال السید و رأیت فی غیر هذا التفسیر أن هذا العبد الصالح قال كان أول إسلامی
ص: 269
حبا من رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله ثم تحقق إسلامی ذلك الیوم لما شاهدت الوحی إلیه (1).
«33»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْقَاسِمِ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّا لَنُزَادُ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ لَوْ لَمْ نُزَدْ لَنَفِدَ مَا عِنْدَنَا قَالَ أَبُو بَصِیرٍ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَنْ یَأْتِیكُمْ بِهِ قَالَ إِنَّ مِنَّا مَنْ یُعَایِنُ وَ إِنَّ مِنَّا لَمَنْ یَنْقُرُ فِی قَلْبِهِ كَیْتَ وَ كَیْتَ وَ مِنَّا مَنْ یَسْمَعُ بِأُذُنِهِ وَقْعاً كَوَقْعِ السِّلْسِلَةِ فِی الطَّشْتِ فَقُلْتُ لَهُ مَنِ الَّذِی یَأْتِیكُمْ بِذَلِكَ قَالَ خَلْقٌ لِلَّهِ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ (2).
«34»-یر، بصائر الدرجات الْعَبَّاسُ بْنُ مَعْرُوفٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ رِبْعِیٍّ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام یُمْلِی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یُمْلِی عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَنَامَ (3) نَوْمَةً وَ نَعَسَ نَعْسَةً فَلَمَّا رَجَعَ نَظَرَ إِلَی الْكِتَابِ فَمَدَّ یَدَهُ قَالَ مَنْ أَمْلَی هَذَا عَلَیْكَ قَالَ أَنْتَ قَالَ لَا بَلْ جَبْرَئِیلُ (4).
«35»-یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ حَسَّانَ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام مَنِ الرَّسُولُ مَنِ النَّبِیُّ مَنِ الْمُحَدَّثُ فَقَالَ الرَّسُولُ الَّذِی یَأْتِیهِ جَبْرَئِیلُ فَیُكَلِّمُهُ قُبُلًا فَیَرَاهُ كَمَا یَرَی أَحَدُكُمْ صَاحِبَهُ الَّذِی یُكَلِّمُهُ فَهَذَا الرَّسُولُ وَ النَّبِیُّ الَّذِی یُؤْتَی فِی النَّوْمِ نَحْوَ رُؤْیَا إِبْرَاهِیمَ علیه السلام وَ نَحْوَ مَا كَانَ یَأْخُذُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ السُّبَاتِ إِذَا أَتَاهُ جَبْرَئِیلُ فِی النَّوْمِ فَهَكَذَا النَّبِیُّ وَ مِنْهُمْ مَنْ تُجْمَعُ لَهُ الرِّسَالَةُ وَ النُّبُوَّةُ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ رَسُولًا نَبِیّاً یَأْتِیهِ جَبْرَئِیلُ قُبُلًا فَیُكَلِّمُهُ وَ یَرَاهُ وَ یَأْتِیهِ فِی النَّوْمِ وَ أَمَّا الْمُحَدَّثُ فَهُوَ الَّذِی یَسْمَعُ كَلَامَ الْمَلَكِ فَیُحَدِّثُهُ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَرَاهُ وَ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَأْتِیَهُ فِی النَّوْمِ (5).
یر، بصائر الدرجات ابن أبی الخطاب عن البزنطی عن حماد بن عثمان عن زرارة مثله (6)
بیان: قال الجوهری السبات النوم و أصله الراحة.
ص: 270
أقول: قد مضت الأخبار الكثیرة فی ذلك فی كتاب قصص الأنبیاء علیهم السلام.
«36»-سن، المحاسن أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا أَتَاهُ الْوَحْیُ مِنَ اللَّهِ وَ بَیْنَهُمَا جَبْرَئِیلُ علیه السلام یَقُولُ هُوَ ذَا جَبْرَئِیلُ وَ قَالَ لِی جَبْرَئِیلُ وَ إِذَا أَتَاهُ الْوَحْیُ وَ لَیْسَ بَیْنَهُمَا جَبْرَئِیلُ تُصِیبُهُ تِلْكَ السَّبْتَةُ وَ یَغْشَاهُ مِنْهُ مَا یَغْشَاهُ لَثَقُلَ الْوَحْیُ عَلَیْهِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ (1).
«37»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: كَانَ الْقُرْآنُ یَنْسَخُ بَعْضُهُ بَعْضاً وَ إِنَّمَا كَانَ یُؤْخَذُ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِآخِرِهِ فَكَانَ مِنْ آخِرِ مَا نَزَلَ عَلَیْهِ سُورَةُ الْمَائِدَةِ نَسَخَتْ مَا قَبْلَهَا وَ لَمْ یَنْسَخْهَا شَیْ ءٌ فَلَقَدْ نَزَلَتْ عَلَیْهِ وَ هُوَ عَلَی بَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءَ وَ ثَقُلَ عَلَیْهَا الْوَحْیُ حَتَّی وَقَفَ وَ تَدَلَّی بَطْنُهَا حَتَّی رُئِیَتْ سُرَّتُهَا تَكَادُ تَمَسُّ الْأَرْضَ وَ أُغْمِیَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی وَضَعَ یَدَهُ عَلَی ذُؤَابَةِ مُنَبِّهِ بْنِ وَهْبٍ (2) الْجُمَحِیِّ ثُمَّ رُفِعَ ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَرَأَ عَلَیْنَا سُورَةَ الْمَائِدَةِ فَعَمِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَمِلْنَا (3).
«38»-نهج، نهج البلاغة وَ لَقَدْ قَرَنَ اللَّهُ بِهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ لَدُنْ كَانَ فَطِیماً أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِهِ یَسْلُكُ بِهِ طَرِیقَ الْمَكَارِمِ وَ مَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَمِ لَیْلَهُ وَ نَهَارَهُ (4).
تذنیب: اعلم أن علماء الخاصة و العامة اختلفوا فی أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله هل كان قبل بعثته متعبدا بشریعة أم لا قال العلامة قدس اللّٰه روحه فی شرحه علی مختصر ابن الحاجب اختلف الناس فی أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله هل كان متعبدا بشرع أحد من الأنبیاء قبله قبل النبوة أم لا فذهب جماعة إلی أنه كان متعبدا و نفاه آخرون كأبی الحسین البصری و غیره و توقف الغزالی و القاضی عبد الجبار و المثبتون اختلفوا فذهب بعضهم إلی أنه كان متعبدا بشرع نوح علیه السلام و آخرون قالوا بشرع إبراهیم و آخرون بشرع موسی علیه السلام و آخرون بشرع عیسی علیه السلام و آخرون قالوا بما ثبت أنه شرع.
ص: 271
و استدل المصنف علی أنه كان متعبدا بشرع من قبله بما نقل نقلا یقارب التواتر أنه كان یصلی و یحج و یعتمر و یطوف بالبیت و یتجنب المیتة و یذكی و یأكل اللحم و یركب الحمار و هذه أمور لا یدركها العقل فلا مصیر إلیها إلا من الشرع و استدل آخرون علی هذا المذهب أیضا بأن عیسی علیه السلام كان مبعوثا إلی جمیع المكلفین و النبی صلی اللّٰه علیه و آله كان من المكلفین فیكون عیسی علیه السلام مبعوثا إلیه.
و الجواب لا نسلم عموم دعوة من تقدمه. و احتج المخالف بأنه لو كان متعبدا بشرع من قبله لكان مخالطا لأهل تلك الشریعة قضاء للعادة الجاریة بذلك أو لزمته المخالطة لأرباب تلك الشریعة بحیث یستفید منهم الأحكام و لما كان التالی باطلا إجماعا فكذا المقدم.
و الجواب لا نسلم وجوب المخالطة لأن الشرع المنقول إلیه عمن تقدمه إن كان متواترا فلا یحتاج إلی المخالطة و المناظرة و إن كان آحادا فهو غیر مقبول خصوصا مع اعتقاده بأن أهل زمانه صلی اللّٰه علیه و آله كانوا فی غایة الإلحاد سلمنا أنه كان یلزم المخالطة لكن المخالطة قد لا تحصل لموانع تمنع منها فیحتمل (1) ترك المخالطة لمن یقاربه من أرباب الشرائع المتقدمة علی تلك الموانع جمعا بین الأدلة انتهی.
و قال المرتضی رضی اللّٰه عنه فی كتاب الذریعة هل كان رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله متعبدا بشرائع من تقدمه من الأنبیاء علیهم السلام فی هذا الباب مسألتان إحداهما قبل النبوة و الأخری بعدها و فی المسألة الأولی ثلاثة مذاهب:
أحدها أنه صلی اللّٰه علیه و آله ما كان متعبدا قطعا و الآخر أنه كان متعبدا قطعا و الثالث التوقف و هذا هو الصحیح و الذی یدل علیه أن العبادة بالشرائع تابعة لما یعلمه اللّٰه تعالی من المصلحة بها فی التكلیف العقلی و لا یمتنع أن یعلم اللّٰه تعالی أن لا مصلحة للنبی صلی اللّٰه علیه و آله قبل نبوته فی العبادة بشی ء من الشرائع كما أنه غیر ممتنع أن یعلم أن له صلی اللّٰه علیه و آله فی ذلك مصلحة و إذا كان كل واحد من الأمرین جائزا و لا دلالة توجب القطع علی أحدهما وجب التوقف
ص: 272
و لیس لمن قطع علی أنه ما كان متعبدا أن یتعلق بأنه لو كان تعبده صلی اللّٰه علیه و آله (1) بشی ء من الشرائع لكان فیه متبعا لصاحب تلك الشریعة و مقتدیا به و ذلك لا یجوز لأنه أفضل الخلق و اتباع الأفضل للمفضول قبیح و ذلك أنه غیر ممتنع أن یوجب اللّٰه تعالی علیه صلی اللّٰه علیه و آله بعض ما قامت علیه الحجة به من بعض الشرائع المتقدمة لا علی وجه الاقتداء بغیره فیها و لا الاتباع و لیس لمن قطع علی أنه صلی اللّٰه علیه و آله كان متعبدا أن یتعلق بأنه صلی اللّٰه علیه و آله كان یطوف بالبیت و یحج و یعتمر و یذكی و یأكل المذكی و یركب البهائم و یحمل علیها و ذلك أنه لم یثبت عنه صلی اللّٰه علیه و آله أنه قبل النبوة حج أو اعتمر و لو ثبت لقطع به علی أنه كان متعبدا و بالتظنی لا یثبت مثل ذلك و لم یثبت أیضا أنه صلی اللّٰه علیه و آله تولی التذكیة بیده و قد قیل أیضا إنه لو ثبت أنه ذكی بیده لجاز أن یكون من شرع غیره فی ذلك الوقت أن یستعین بغیره فی الذكاة فذكی علی سبیل المعونة لغیره و أكل لحم المذكی لا شبهة فی أنه غیر موقوف علی الشرع لأنه بعد الذكاة قد صار مثل كل مباح من المآكل و ركوب البهائم و الحمل علیها یحسن عقلا إذا وقع التكفل بما یحتاج إلیه من علف و غیره و لم یثبت أنه صلی اللّٰه علیه و آله فعل من ذلك ما لا یستباح بالعقل فعله و لیس علمه صلی اللّٰه علیه و آله بأن غیره نبی بالدلیل یقتضی كونه متعبدا بشریعته بل لا بد من أمر زائد علی هذا العلم.
فأما المسألة الثانیة فالصحیح أنه صلی اللّٰه علیه و آله ما كان متعبدا بشریعة نبی تقدم و سندل علیه بعون اللّٰه و ذهب كثیر من الفقهاء إلی أنه كان متعبدا و لا بد قبل الكلام فی هذه المسألة من بیان جواز أن یتعبد اللّٰه تعالی نبیا بمثل شریعة النبی الأول لأن ذلك إذا لم یجز سقط الكلام فی هذا الوجه من المسألة و قد قیل إن ذلك یجوز علی شرطین إما بأن تندرس الأولی فیجددها الثانی أو بأن یزید فیها ما لم یكن منها و یمنعون من جواز ذلك علی غیر أحد هذین الشرطین و یدعون أن بعثته علی خلاف ما شرطوه تكون عبثا و لا یجب النظر فی معجزته و لا بد من وجوب النظر فی المعجزات و لیس الأمر علی ما قالوه لأن بعثة النبی الثانی لا تكون عبثا إذا علم اللّٰه تعالی أنه یؤمن عندها
ص: 273
و ینتفع من لم ینتفع بالأول و لو لم یكن الأمر أیضا كذلك كانت البعثة الثانیة علی سبیل ترادف الأدلة الدالة علی أمر واحد و لا یقول أحد أن نصب الأدلة علی هذا الوجه یكون عبثا.
فأما الوجه الثانی فإنا لا نسلم لهم أن النظر فی معجز كل نبی یبعث لا بد من أن یكون واجبا لأن ذلك یختلف فإن خاف المكلف من ضرر إن هو لم ینظر وجب النظر علیه و إن لم یخف لم یكن واجبا و قد استقصینا هذا الكلام و فرغناه فی كتاب الذخیرة.
و الذی یحقق هذه المسألة أن تعبده صلی اللّٰه علیه و آله بشرع من تقدمه لا بد فیه من معرفة أمرین: أحدهما نفس الشرع و الآخر كونه متعبدا به و لیس یخلو من أن یكون علم صلی اللّٰه علیه و آله كلا الأمرین بالوحی النازل علیه و الكتاب المسلم إلیه أو یكون علم الأمرین من جهة النبی المتقدم أو یكون علم أحدهما من هذا الوجه و الآخر من غیر ذلك الوجه و الوجه الأول یوجب أن لا یكون متعبدا بشرائعهم إذا فرضنا أنه بالوحی إلیه علم الشرع و التعبد معا و أكثر ما فی ذلك أن یكون تعبد مثل شرائعهم و إنما یضاف الشرع إلی الرسول إذا حمله و لزمه أداؤه و یقال فی غیره إنه متعبد بشرعه متی دعاه إلی اتباعه و ألزمه الانقیاد له فیكون مبعوثا إلیه و إذا فرضنا أن القرآن و الوحی وردا ببیان الشرع و إیجاب الاتباع فذلك شرعه صلی اللّٰه علیه و آله لا یجب إضافته إلی غیره و أما الوجه الثانی فهو و إن كان خارجا من أقوال الفقهاء المخالفین لنا فی هذه المسألة فاسد من جهة أن نقل الیهود و من جری مجراهم من الأمم الماضیة قد بین فی مواضع أنه لیس بحجة لانقراضهم و عدم العلم باستواء أولهم و آخرهم و أیضا فإنه صلی اللّٰه علیه و آله مع فضله علی الخلق لا یجوز أن یكون متبعا لغیره من الأنبیاء المتقدمین علیهم السلام ثم هذا القول یقتضی أن لا یكون صلی اللّٰه علیه و آله بأن یكون من أمة ذلك النبی بأولی منا و لا بأن نكون متعبدین بشرعه بأولی من أن یكون متعبدا بشرعنا لأن حاله كحالنا فی أننا من أمة ذلك النبی و بهذه الوجوه التی ذكرناها نبطل القسمین الذین فرغناهما و مما یدل علی حجة ما ذكرناه و فساد قول مخالفینا أنه قد ثبت عنه صلی اللّٰه علیه و آله توقفه فی أحكام معلوم أن بیانها فی
ص: 274
التوراة و انتظاره فیها نزول الوحی و لو كان متعبدا بشریعة موسی علیه السلام لما جری ذلك و أیضا فلو كان الأمر علی ما قالوه لكان یجب أن یجعل صلی اللّٰه علیه و آله كتب من تقدمه فی الأحكام بمنزلة الأدلة الشرعیة و معلوم خلافه و أیضا فقد نبه صلی اللّٰه علیه و آله فی خبر معاذ علی الأدلة فلم یذكر فی جملتها التوراة و الإنجیل و أیضا فإن كل شریعته مضافة إلیه بالإجماع و لو كان متعبدا بشرع غیره لما جاز ذلك و أیضا فلا خلاف بین الأمة فی أنه صلی اللّٰه علیه و آله لم یؤد إلینا من أصول الشرائع إلا ما أوحی إلیه و حمله و أیضا فإنه لا خلاف فی أن شریعته صلی اللّٰه علیه و آله ناسخة لكل الشرائع المتقدمة من غیر استثناء فلو كان الأمر كما قالوه لما صح هذا الإطلاق و أیضا فإن شرائع من تقدم مختلفة متضادة فلا یصح كونه متعبدا بكلها فلا بد من تخصیص و دلیل یقتضیه فإن ادعوا أنه متعبد بشریعة عیسی علیه السلام بأنها ناسخة لشریعة من تقدم فذلك منهم ینقض تعلقهم بتعرفه صلی اللّٰه علیه و آله من الیهود فی التوراة فأما رجوعه فی رجم المحصن إلیها فلم یكن لأنه كان متعبدا بذلك لأنه لو كان الرجوع لهذه العلة لرجع صلی اللّٰه علیه و آله فی غیر هذا الحكم إلیها و إنما رجع لأمر آخر و قد قیل إن سبب الرجوع أنه صلی اللّٰه علیه و آله كان خبر بأن حكمه فی الرجم یوافق ما فی التوراة فرجع إلیها تصدیقا لخبره و تحقیقا لقوله صلی اللّٰه علیه و آله انتهی.
و قال المحقق أبو القاسم الحلی طیب اللّٰه رمسه فی أصوله شریعة من قبلنا هل هی حجة فی شرعنا قال قوم نعم ما لم یثبت نسخ ذلك الحكم بعینه و أنكر الباقون ذلك و هو الحق لنا وجوه.
الأول قوله تعالی وَ ما یَنْطِقُ عَنِ الْهَوی إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحی (1) الثانی لو كان متعبدا بشرع غیره لكان ذلك الغیر أفضل لأنه یكون تابعا لصاحب ذلك الشرع و ذلك باطل بالاتفاق.
الثالث لو كان متعبدا بشرع غیره لوجب علیه البحث عن ذلك الشرع لكن ذلك باطل لأنه لو وجب لفعله و لو فعله لاشتهر و لوجب علی الصحابة و التابعین بعده و المسلمین إلی یومنا هذا متابعته صلی اللّٰه علیه و آله علی الخوض فیه و نحن نعلم من الدین خلاف ذلك.
ص: 275
الرابع لو كان متعبدا بشرع من قبله لكان طریقه إلی ذلك إما الوحی أو النقل و یلزم من الأول أن یكون شرعا له لا شرعا لغیره و من الثانی التعویل علی نقل الیهود و هو باطل لأنه لیس بمتواتر لما تطرق إلیه من القدح المانع من إفادة الیقین و نقل الآحاد منهم لا یوجب العمل لعدم الثقة.
و احتج الآخرون بقوله تعالی فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ (1) و بقوله ثُمَّ أَوْحَیْنا إِلَیْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِیمَ حَنِیفاً (2) و بقوله شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّینِ ما وَصَّی بِهِ نُوحاً (3) و بقوله إِنَّا أَوْحَیْنا إِلَیْكَ كَما أَوْحَیْنا إِلی نُوحٍ وَ النَّبِیِّینَ (4) و بقوله إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِیها هُدیً وَ نُورٌ یَحْكُمُ بِهَا النَّبِیُّونَ (5) و بأنه صلی اللّٰه علیه و آله رجع فی معرفة الرجم فی الزنا إلی التوراة.
أجاب الأولون عن الآیة الأولی بأنها تتضمن الأمر بالاهتداء بهداهم كلهم فلا یكون ذلك إشارة إلی شرعهم لأنه مختلف فیجب صرفه إلی ما اتفقوا علیه و هو دلائل العقائد العقلیة دون الفروع الشرعیة.
و عن الثانی بأن ملة إبراهیم علیه السلام المراد بها العقلیات دون الشرعیات (6) یدل علی ذلك قوله وَ مَنْ یَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِیمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ (7) فلو أراد الشرعیات لما جاز نسخ شی ء منها و قد نسخ كثیر من شرعه فتعین أن المراد منه العقلیات.
و عن الآیة الثالثة أنه لا یلزم من وصیة نوح علیه السلام بشرعنا أنه أمره به بل یحتمل أن یكون وصایته به أمرا منه بقبوله عند أعقابهم إلی زمانه صلی اللّٰه علیه و آله أو وصی به
ص: 276
بمعنی أطلعه علیه و أمره بحفظه و لو سلمنا أن المراد شرع لنا ما شرع لنوح علیه السلام لاحتمل أن یكون المراد به من الاستدلال بالمعقول علی العقائد الدینیة و لو لم یحتمل ذلك لم یبعد أن یتفق الشرعان ثم لا یكون شرعه حجة علینا من حیث ورد علی نبینا صلی اللّٰه علیه و آله بطریق الوحی فلا تكون شریعته شریعة لنا باعتبار ورودها عنه.
و عن الآیة الرابعة أن المساواة فی الوحی لا تستلزم المساواة فی الشرع.
و عن الآیة الخامسة أن ظاهرها یقتضی اشتراك الأنبیاء جمیعا فی الحكم بها و ذلك غیر مراد لأن إبراهیم و نوحا و إدریس و آدم علیه السلام لم یحكموا بها لتقدمهم علی نزولها فیكون المراد أن الأنبیاء یحكمون بصحة ورودها عن اللّٰه و أن فیها نورا و هدی و لا یلزم أن یكونوا متعبدین بالعمل بها كما أن كثیرا من آیات القرآن منسوخة و هی عندنا نور و هدی و أما رجوعه صلی اللّٰه علیه و آله فی تعرف حد الرجم فلا نسلم أن مراجعته إلی التوراة لتعرفه بل لم لا یجوز أن یكون ذلك لإقامة الحجة علی من أنكر وجوده فی التوراة انتهی.
أقول إنما أوردنا دلائل القول فی نفی تعبده صلی اللّٰه علیه و آله بعد البعثة بشریعة من قبله لاشتراكها مع ما نحن فیه فی أكثر الدلائل فإذا عرفت ذلك فاعلم أن الذی ظهر لی من الأخبار المعتبرة و الآثار المستفیضة هو أنه صلی اللّٰه علیه و آله كان قبل بعثته مذ أكمل اللّٰه عقله فی بدو سنه نبیا مؤیدا بروح القدس یكلمه الملك و یسمع الصوت و یری فی المنام ثم بعد أربعین سنة صار رسولا و كلمه الملك معاینة و نزل علیه القرآن و أمر بالتبلیغ و كان یعبد اللّٰه قبل ذلك بصنوف العبادات إما موافقا لما أمر به الناس بعد التبلیغ و هو أظهر (1) أو علی وجه آخر إما مطابقا لشریعة إبراهیم علیه السلام أو غیره ممن تقدمه من الأنبیاء علیهم السلام لا علی وجه كونه تابعا لهم و عاملا بشریعتهم بل بأن ما أوحی إلیه صلی اللّٰه علیه و آله كان مطابقا لبعض شرائعهم أو علی وجه آخر نسخ بما نزل علیه بعد الإرسال و لا أظن أن یخفی صحة ما ذكرت علی ذی فطرة مستقیمة و فطنة غیر سقیمة بعد الإحاطة
ص: 277
بما أسلفنا من الأخبار فی هذا الباب و أبواب أحوال الأنبیاء علیهم السلام و ما سنذكره بعد ذلك فی كتاب الإمامة و لنذكر بعض الوجوه لزیادة الاطمئنان علی وجه الإجمال.
الأول أن ما ذكرنا من كلام أمیر المؤمنین علیه السلام من خطبته القاصعة المشهورة بین العامة و الخاصة یدل علی أنه صلی اللّٰه علیه و آله من لدن كان فطیما كان مؤیدا بأعظم ملك یعلمه مكارم الأخلاق و محاسن الآداب و لیس هذا إلا معنی النبوة كما عرفت فی الأخبار الواردة فی معنی النبوة و هذا الخبر مؤید بأخبار كثیرة سبقت فی الأبواب السابقة فی باب منشئه صلی اللّٰه علیه و آله و باب تزویج خدیجة و غیرها من الأبواب.
الثانی الأخبار المستفیضة الدالة علی أنهم علیهم السلام مؤیدون بروح القدس من بدء حالهم بنحو ما مر من التقریر الثالث صحیحة الأحول و غیرها حیث قال نحو ما كان رأی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله من أسباب النبوة قبل الوحی حتی أتاه جبرئیل من عند اللّٰه بالرسالة (1) فدلت علی أنه صلی اللّٰه علیه و آله كان نبیا قبل الرسالة و یؤیده الخبر المشهور عنه صلی اللّٰه علیه و آله
كُنْتُ نَبِیّاً وَ آدَمُ بَیْنَ الْمَاءِ وَ الطِّینِ أَوْ بَیْنَ الرُّوحِ وَ الْجَسَدِ.
و یؤیده أیضا الأخبار الكثیرة الدالة علی أن اللّٰه تعالی اتخذ إبراهیم علیه السلام عبدا قبل أن یتخذه نبیا و أن اللّٰه اتخذه نبیا قبل أن یتخذه رسولا و أن اللّٰه اتخذه رسولا قبل أن یتخذه خلیلا و أن اللّٰه اتخذه خلیلا قبل أن یجعله (2) إماما.
الرابع
مَا رَوَاهُ الْكُلَیْنِیُّ فِی الصَّحِیحِ عَنْ یَزِیدَ الْكُنَاسِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام أَ كَانَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ حِینَ تَكَلَّمَ فِی الْمَهْدِ حُجَّةً لِلَّهِ عَلَی أَهْلِ زَمَانِهِ فَقَالَ كَانَ یَوْمَئِذٍ نَبِیّاً حُجَّةً لِلَّهِ غَیْرَ مُرْسَلٍ أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِهِ حِینَ قَالَ إِنِّی عَبْدُ اللَّهِ آتانِیَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِی نَبِیًّا وَ جَعَلَنِی مُبارَكاً أَیْنَ ما كُنْتُ وَ أَوْصانِی بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ ما دُمْتُ حَیًّا (3) قُلْتُ فَكَانَ یَوْمَئِذٍ حُجَّةً لِلَّهِ عَلَی زَكَرِیَّا فِی تِلْكَ الْحَالِ وَ هُوَ فِی الْمَهْدِ فَقَالَ كَانَ عِیسَی فِی تِلْكَ الْحَالِ آیَةً لِلنَّاسِ وَ رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ لِمَرْیَمَ حِینَ تَكَلَّمَ فَعَبَّرَ عَنْهَا (4) وَ كَانَ نَبِیّاً حُجَّةً عَلَی مَنْ سَمِعَ كَلَامَهُ فِی تِلْكَ
ص: 278
الْحَالِ ثُمَّ صَمَتَ فَلَمْ یَتَكَلَّمْ حَتَّی مَضَتْ لَهُ سَنَتَانِ وَ كَانَ زَكَرِیَّا الْحُجَّةَ لِلَّهِ عَلَی النَّاسِ بَعْدَ صَمْتِ عِیسَی بِسَنَتَیْنِ ثُمَّ مَاتَ زَكَرِیَّا فَوَرِثَهُ ابْنُهُ یَحْیَی الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ هُوَ صَبِیٌّ صَغِیرٌ أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ یا یَحْیی خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَیْناهُ الْحُكْمَ صَبِیًّا (1) فَلَمَّا بَلَغَ عِیسَی علیه السلام سَبْعَ سِنِینَ تَكَلَّمَ بِالنُّبُوَّةِ وَ الرِّسَالَةِ حِینَ أَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْهِ فَكَانَ عِیسَی الْحُجَّةَ عَلَی یَحْیَی وَ عَلَی النَّاسِ أَجْمَعِینَ إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ (2).
و قد ورد فی أخبار كثیرة أن اللّٰه لم یعط نبیا فضیلة و لا كرامة و لا معجزة إلا و قد أعطاه نبینا صلی اللّٰه علیه و آله فكیف جاز أن یكون عیسی علیه السلام فی المهد نبیا و لم یكن نبینا صلی اللّٰه علیه و آله إلی أربعین سنة نبیا و یؤیده ما مر فی أخبار ولادته صلی اللّٰه علیه و آله و ما ظهر منه فی تلك الحال من إظهار النبوة و ما مر و سیأتی من أحوالهم و كمالهم فی عالم الأظلة و عند المیثاق و أنهم كانوا یعبدون اللّٰه تعالی و یسبحونه فی حجب النور قبل خلق آدم علیه السلام و أن الملائكة منهم تعلموا التسبیح و التهلیل و التقدیس إلی غیر ذلك من الأخبار الواردة فی بدء أنوارهم
وَ یُؤَیِّدُهُ مَا وَرَدَ فِی أَخْبَارِ وِلَادَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ علیه السلام قَرَأَ الْكُتُبَ السَّمَاوِیَّةَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بَعْدَ وِلَادَتِهِ.
و ما سیأتی من أن القائم علیه السلام فی حجر أبیه علیه السلام أجاب عن المسائل الغامضة و أخبر عن الأمور الغائبة و كذا سائر الأئمة علیهم السلام كما سیأتی فی أخبار ولادتهم علیهم السلام و معجزاتهم فكیف یجوز عاقل أن یكون النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی ذلك أدون منهم جمیعا.
الخامس أنه صلی اللّٰه علیه و آله بعد ما بلغ حد التكلیف لا بد من أن یكون إما نبیا عاملا بشریعته أو تابعا لغیره لما سیأتی من الأخبار المتواترة أن اللّٰه لا یخلی الزمان من حجة و لا یرفع التكلیف عن أحد و قد كان فی زمانه أوصیاء عیسی علیه السلام و أوصیاء إبراهیم علیه السلام فلو لم یكن أوحی إلیه بشریعة و لم یعلم أنه نبی كیف جاز له أن لا یتابع أوصیاء عیسی علیه السلام و لا یعمل بشریعتهم إن كان عیسی علیه السلام مبعوثا إلی الكافة و إن لم یكن مبعوثا إلی الكافة و كان شریعة إبراهیم علیه السلام باقیا فی بنی إسماعیل كما هو الظاهر فكان علیه أن یتبع أوصیاء إبراهیم علیه السلام و یكونوا حجة علیه صلی اللّٰه علیه و آله و هو باطل بوجهین:
ص: 279
أحدهما أنه یلزم أن یكونوا أفضل منه كما مر تقریره.
و ثانیهما ما مر من نفی كونه محجوجا بأبی طالب و بأبی (1) بل كانا مستودعین للوصایا.
السادس أنه لا شك فی أنه صلی اللّٰه علیه و آله كان یعبد اللّٰه قبل بعثته بما لا یعلم إلا بالشرع كالطواف و الحج و غیرهما كما سیأتی أنه صلی اللّٰه علیه و آله حج عشرین حجة مستسرا (2) و قد ورد فی أخبار كثیرة أنه صلی اللّٰه علیه و آله كان یطوف و أنه كان یعبد اللّٰه فی حراء و أنه كان یراعی الآداب المنقولة من التسمیة و التحمید عند الأكل و غیره (3) و كیف یجوز ذو مسكة من العقل علی اللّٰه تعالی أن یهمل أفضل أنبیائه أربعین سنة بغیر عبادة و المكابرة فی ذلك سفسطة فلا یخلو إما أن یكون عاملا بشریعة مختصة به أوحی اللّٰه إلیه و هو المطلوب أو عاملا بشریعة غیره و هو لا یخلو من وجوه:
الأول أن یكون علم وجوب عمله بشریعة غیره و كیفیة الشریعة من الوحی و هو المطلوب أیضا لأنه صلی اللّٰه علیه و آله حینئذ یكون عاملا بشریعة نفسه موافقا لشریعة من تقدمه كما مر تقریره فی كلام السید رحمه اللّٰه.
الثانی أن یكون علمهما جمیعا من شریعة غیره و هو باطل كما عرفت بوجهین أحدهما أنه یلزم كون من یعمل بشریعته أفضل منه.
و ثانیهما أنه معلوم أنه صلی اللّٰه علیه و آله لم یراجع فی شی ء من الأمور إلی غیره و لم یخالط أهل الكتاب و كان هذا من معجزاته صلی اللّٰه علیه و آله أنه أتی بالقصص مع أنه لم یخالط العلماء و لم یتعلم منهم كما مر فی وجوه إعجاز القرآن و قد قال تعالی هُوَ الَّذِی بَعَثَ فِی الْأُمِّیِّینَ رَسُولًا مِنْهُمْ (4) و المكابرة فی هذا أیضا مما لا یأتی به عاقل.
ص: 280
الثالث أنه صلی اللّٰه علیه و آله علم وجوب العمل بشریعة من قبله بالوحی و أخذ الشریعة من أربابها و هذا مع تضمنه للمطلوب كما عرفت إذ لا یلزم منه إلا أن یكون نبیا أوحی إلیه أن یعمل بشریعة موافقة لشریعة من تقدمه باطل بما عرفت من العلم بعدم رجوعه صلی اللّٰه علیه و آله إلی أرباب الشرائع قط فی شی ء من أموره و أما عكس ذلك فهو غیر متصور إذ لا یجوز عاقل أن یوحی اللّٰه إلی عبده بكیفیة شریعة لأن یعمل بها و لا یأمره بالعمل بها حتی یلزمه الرجوع فی ذلك إلی غیره مع أنه یلزم أن یكون تابعا لغیره مفضولا و قد عرفت بطلانه ثم إن قول من ذهب إلی أنه صلی اللّٰه علیه و آله كان عاملا بالشرائع المنسوخة كشریعة نوح و موسی علیهما السلام فهو أشد فسادا لأنه بعد نسخ شرائعهم كیف جاز له صلی اللّٰه علیه و آله العمل بها إلا بأن یعلم بالوحی أنه یلزمه العمل بها و مع ذلك لا یكون عاملا بتلك الشریعة بل بشریعة نفسه موافقا لشرائعهم كما عرفت و أما استدلالهم بقوله تعالی ما كُنْتَ تَدْرِی مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِیمانُ (1) فلا یدل إلا علی أنه صلی اللّٰه علیه و آله كان فی حال لم یكن یعلم القرآن و بعض شرائع الإیمان و لعل ذلك كان فی حال ولادته قبل تأییده بروح القدس كما دلت علیه روایة أبی حمزة (2) و غیرها و هذا لا ینافی نبوته قبل الرسالة و العمل بشریعة نفسه قبل نزول الكتاب و بعد ما قررنا المطلوب فی هذا الباب و ما ذكرنا من الدلائل لا یخفی علیك ضعف بعض ما نقلنا فی ذلك عن بعض الأعاظم و لا نتعرض للقدح فیها بعد وضوح الحق و لو أردنا الاستقصاء فی إیراد الدلائل و دفع الشبهة لطال الكلام و لخرجنا عن مقصودنا من الكتاب و اللّٰه الموفق للصواب (3).
ص: 281
الآیات؛
الإسراء: «سُبْحانَ الَّذِی أَسْری بِعَبْدِهِ لَیْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَی الْمَسْجِدِ الْأَقْصَی الَّذِی بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِیَهُ مِنْ آیاتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ»(1)
الزخرف: «وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَ جَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً یُعْبَدُونَ»(45)
النجم: «عَلَّمَهُ شَدِیدُ الْقُوی* ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوی*وَ هُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلی* ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّی* فَكانَ قابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنی* فَأَوْحی إِلی عَبْدِهِ ما أَوْحی* ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأی* أَ فَتُمارُونَهُ عَلی ما یَری* وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْری* عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهی* عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوی* إِذْ یَغْشَی السِّدْرَةَ ما یَغْشی* ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغی* لَقَدْ رَأی مِنْ آیاتِ رَبِّهِ الْكُبْری»(5-18)
تفسیر: قال الطبرسی رحمه اللّٰه: نزلت الآیة فی إسرائه صلی اللّٰه علیه و آله و كان ذلك بمكة صلی المغرب فی المسجد ثم أسری به فی لیلته ثم رجع فصلی الصبح فی المسجد الحرام فأما الموضع الذی أسری إلیه أین كان قیل كان الإسراء إلی بیت المقدس و قد نطق به القرآن و لا یدفعه مسلم و ما قاله بعضهم إن ذلك كان فی النوم فظاهر البطلان إذ لا معجز یكون فیه و لا برهان و قد وردت روایات كثیرة فی قصة المعراج و عروج نبینا صلی اللّٰه علیه و آله إلی السماء و رواها كثیر من الصحابة مثل ابن عباس و ابن مسعود و أنس و جابر بن عبد اللّٰه و حذیفة و عائشة و أم هانئ و غیرهم عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله و زاد بعضهم و نقص بعض و تنقسم جملتها إلی أربعة أوجه أحدها ما یقطع علی صحته لتواتر الأخبار به و إحاطة العلم بصحته.
و ثانیها ما ورد فی ذلك مما تجوزه العقول و لا تأباه الأصول فنحن نجوزه ثم
ص: 282
نقطع علی أن ذلك كان فی یقظته دون منامه.
و ثالثها ما یكون ظاهره مخالفا لبعض الأصول إلا أنه یمكن تأویلها علی وجه یوافق المعقول فالأولی أن نأوله علی ما یطابق الحق و الدلیل.
و رابعها ما لا یصح ظاهره و لا یمكن تأویله إلا علی التعسف البعید فالأولی أن لا نقبله فأما الأول المقطوع به فهو أنه أسری به صلی اللّٰه علیه و آله علی الجملة و أما الثانی فمنه ما روی عنه صلی اللّٰه علیه و آله أنه طاف فی السماوات و رأی الأنبیاء و العرش و سدرة المنتهی و الجنة و النار و نحو ذلك و أما الثالث فنحو ما روی أنه رأی قوما فی الجنة یتنعمون فیها و رأی قوما فی النار یعذبون فیها فیحمل علی أنه رأی صفتهم و أسماءهم (1) و أما الرابع فنحو ما روی أنه صلی اللّٰه علیه و آله كلم اللّٰه سبحانه جهرة و رآه و قعد معه علی سریره و نحو ذلك مما یوجب ظاهره التشبیه و اللّٰه سبحانه یتقدس عن ذلك و كذلك ما روی أنه شق بطنه و غسل لأنه صلی اللّٰه علیه و آله كان طاهرا مطهرا من كل سوء و عیب و كیف یطهر القلب و ما فیه من الاعتقاد بالماء سُبْحانَ الَّذِی أَسْری بِعَبْدِهِ سبحان كلمة تنزیه لله عما لا یلیق به و قیل یراد به التعجب (2) و السری السیر باللیل لَیْلًا قالوا كان ذلك اللیل قبل الهجرة بسنة مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ قال أكثر المفسرین أسری به صلی اللّٰه علیه و آله من دار أم هانئ أخت علی علیه السلام و زوجها هبیرة بن أبی وهب المخزومی و كان صلی اللّٰه علیه و آله نائما فی تلك اللیلة فی بیتها و إن المراد بالمسجد الحرام هنا مكة و مكة و الحرم كلها مسجد و قال الحسن و قتادة كان الإسراء من نفس المسجد الحرام إِلَی الْمَسْجِدِ الْأَقْصَی یعنی بیت المقدس لبعد المسافة بینه و بین المسجد الحرام الَّذِی بارَكْنا حَوْلَهُ أی جعلنا البركة فیما حوله من الأشجار و الثمار و النبات و الأمن و الخصب حتی لا یحتاجوا إلی أن یجلب إلیهم من موضع آخر أو بأن جعلناه مقر الأنبیاء و مهبط الملائكة لِنُرِیَهُ مِنْ آیاتِنا أی من عجائب حججنا و منها إسراؤه فی لیلة واحدة من مكة إلی هناك و منها أن أراه
ص: 283
الأنبیاء واحدا بعد واحد و أن عرج به إلی السماء و غیر ذلك من العجائب التی أخبر بها الناس إِنَّهُ هُوَ السَّمِیعُ لأقوال من صدق بذلك أو كذب الْبَصِیرُ بما فعل من الإسراء و المعراج انتهی. (1) و قال الرازی فی تفسیره اختلف المسلمون فی كیفیة ذلك الإسراء فالأكثرون من طوائف المسلمین اتفقوا علی أنه أسری بجسد رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و الأقلون قالوا إنه ما أسری إلا بروحه.
حكی محمد بن جریر الطبری فی تفسیره عن حذیفة أنه قال كان ذلك رؤیا (2) و أنه ما فقد جسد رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و إنما أسری بروحه و حكی هذا القول أیضا عن عائشة و عن معاویة و اعلم أن الكلام فی هذا الباب یقع فی مقامین:
أحدهما فی إثبات الجواز العقلی و الثانی فی الوقوع.
أما الأول فنقول الحركة الواقعة فی السرعة إلی هذا الحد ممكنة فی نفسها و اللّٰه تعالی قادر علی جمیع الممكنات فنفتقر إلی مقدمتین:
أما الأولی فبوجوه:
الأول أن الفلك الأعظم یتحرك من أول اللیل إلی آخره ما یقرب من نصف الدور و قد ثبت فی الهندسة أن نسبة القطر إلی الدور نسبة الواحد إلی ثلاثة و سبع فیلزم أن تكون نسبة نصف القطر إلی نصف الدور نسبة الواحد إلی ثلاثة و سبع و بتقدیر أن یقال إن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله ارتفع من مكة إلی ما فوق الفلك الأعظم فهو لم یتحرك إلا مقدار نصف
ص: 284
القطر فلما حصل فی ذلك القدر من الزمان حركة نصف الدور كان حصول الحركة بمقدار نصف القطر أولی بالإمكان فهذا برهان قاطع علی أن الارتفاع من مكة إلی ما فوق العرش فی مقدار ثلث اللیل أمر ممكن فی نفسه و إذا كان كذلك كان حصوله فی كل اللیل أولی بالإمكان. (1) الثانی أنه ثبت فی الهندسة أن قرص الشمس یساوی كرة الأرض مائة و ستین مرة و كذا مرة ثم إنا نشاهد أن طلوع القرص یحصل فی زمان لطیف سریع و ذلك یدل علی أن بلوغ الحركة فی السرعة إلی الحد المذكور أمر ممكن فی نفسه.
الثالث أنه كما یستبعد فی العقل صعود الجسم الكثیف من مركز العالم إلی ما فوق العرش فكذلك یستبعد نزول الجسم اللطیف الروحانی من فوق العرش إلی مركز العالم فإن كان القول بمعراج محمد صلی اللّٰه علیه و آله فی اللیلة الواحدة ممتنعا فی العقول كان القول بنزول جبرئیل علیه السلام من العرش إلی مكة فی اللحظة الواحدة ممتنعا و لو حكمنا بهذا الامتناع كان طعنا فی نبوة جمیع الأنبیاء علیهم السلام و القول بثبوت المعراج فرع علی تسلیم جواز أصل النبوة.
الرابع أن أكثر أرباب الملل و النحل یسلمون وجود إبلیس و یسلمون أنه هو الذی یتولی إلقاء الوسوسة فی قلوب بنی آدم فلما سلموا جواز مثل هذه الحركة السریعة فی حق إبلیس فلأن یسلموا جوازها فی حق أكابر الأنبیاء كان ذلك أولی.
الخامس أنه جاء فی القرآن أن الریاح كانت تسیر بسلیمان علیه السلام إلی المواضع البعیدة فی الأوقات القلیلة بل نقول الحس یدل علی أن الریاح تنتقل عند شدة هبوبها من مكان إلی مكان فی غایة البعد فی اللحظة الواحدة و ذلك أیضا یدل علی أن مثل هذه الحركة السریعة فی نفسها ممكنة.
السادس أن ما دل علیه القرآن من إحضار عرش بلقیس من أقصی الیمن إلی أقصی الشام فی مقدار لمح البصر یدل علی جواز ذلك.
ص: 285
السابع أن من الناس من یقول إن الحیوان إنما یبصر المبصرات بخروج الشعاع من البصر و اتصالها بالمبصر فعلی قول هؤلاء انتقل شعاع العین من أبصارنا إلی زحل (1) فی تلك اللحظة اللطیفة و ذلك یدل علی أن الحركة الواقعة علی هذا الحد من السرعة من الممكنات لا من الممتنعات.
المقدمة الثانیة فی بیان أن هذه الحركة لما كانت ممكنة الوجود فی نفسها وجب أن لا یكون حصولها فی جسد محمد صلی اللّٰه علیه و آله ممتنعا لأنا قد بینا أن الأجسام متماثلة فی تمام ماهیتها فلما صح حصول مثل هذه الحركة فی حق بعض الأجسام وجب إمكان حصولها فی سائر الأجسام فیلزم من مجموع هذه المقدمات أن القول بثبوت هذا المعراج أمر ممكن الوجود فی نفسه أقصی ما فی الباب أنه یبقی التعجب إلا أن هذا التعجب غیر مخصوص بهذا المقام بل هو حاصل فی جمیع المعجزات فانقلاب العصا ثعبانا یبتلع سبعین ألف حبل من الحبال و العصی ثم تعود فی الحال عصا صغیرة كما كانت أمر عجیب و كذا سائر المعجزات.
و أما المقام الثانی و هو وقوع المعراج فقد قال أهل التحقیق الذی یدل علی أنه تعالی أسری بروح محمد و جسده من مكة إلی المسجد الأقصی القرآن و الخبر أما القرآن فهو هذه الآیة (2) و تقریر الدلیل أن العبد اسم للجسد و الروح فیجب أن یكون الإسراء حاصلا بجمیع الجسد و الروح و یؤیده قوله تعالی أَ رَأَیْتَ الَّذِی یَنْهی عَبْداً إِذا صَلَّی (3) و لا شك أن المراد هاهنا مجموع الروح و الجسد و قال أیضا فی سورة الجن وَ أَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ (4) و المراد مجموع الروح و الجسد فكذا هاهنا و أما الخبر فهو الحدیث المروی فی الصحاح و هو مشهور و هو یدل علی الذهاب من مكة إلی بیت المقدس ثم منه إلی السماوات انتهی ملخص كلامه. (5)
ص: 286
و قد مر تفسیر الآیة الثانیة فی باب عصمته صلی اللّٰه علیه و آله.
قوله تعالی عَلَّمَهُ شَدِیدُ الْقُوی قال البیضاوی أی ملك شدید قواه و هو جبرئیل علیه السلام ذُو مِرَّةٍ حصافة فی عقله و رأیه فَاسْتَوی فاستقام علی صورته الحقیقیة التی خلقه اللّٰه علیها و قیل استولی بقوته علی ما جعل له من الأمر وَ هُوَ أی جبرئیل بِالْأُفُقِ الْأَعْلی أفق السماء ثُمَّ دَنا من النبی فَتَدَلَّی فتعلق به و هو تمثیل لعروجه بالرسول صلی اللّٰه علیه و آله و قیل ثم تدلی من الأفق الأعلی فدنا من الرسول فیكون إشعارا بأنه عرج به غیر منفصل عن محله و تقریرا لشدة قوته فإن التدلی استرسال مع تعلق فَكانَ جبرئیل من محمد صلی اللّٰه علیه و آله قابَ قَوْسَیْنِ مقدارهما أَوْ أَدْنی علی تقدیركم كقوله أَوْ یَزِیدُونَ (1) و المقصود تمثیل ملكة الاتصال و تحقیق استماعه لما أوحی إلیه بنفی البعد الملبس فَأَوْحی جبرئیل إِلی عَبْدِهِ أی عبد اللّٰه و إضماره قبل الذكر لكونه معلوما ما أَوْحی جبرئیل و فیه تفخیم للوحی به أو اللّٰه إلیه و قیل الضمائر كلها لله تعالی و هو المعنی بشدید القوی كما فی قوله هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِینُ (2) و دنوه منه برفع مكانته و تدلیه جذبه بشراشره إلی جناب القدس ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأی أی ببصره من صورة جبرئیل أو اللّٰه أی ما كذب الفؤاد بصره بما حكاه له فإن الأمور القدسیة تدرك أولا بالقلب ثم ینتقل منه إلی البصر أو ما قال فؤاده لما رآه لم أعرفك و لو قال ذلك كان كاذبا لأنه عرفه بقلبه كما رآه ببصره و قیل ما رآه بقلبه و المعنی لم یكن تخیلا كاذبا و یدل علیه أنه سئل صلی اللّٰه علیه و آله هل رأیت ربك فقال رأیته بفؤادی أَ فَتُمارُونَهُ عَلی ما یَری أ فتجادلونه علیه من المراء و هو المجادلة وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْری مرة أخری فعلة من النزول و أقیمت مقام المرة و نصبت نصبها إشعارا بأن الرؤیة فی هذه المرة كانت أیضا بنزول و دنو و الكلام فی المرئی و الدنو ما سبق و قیل تقدیره و لقد رآه نازلا نزلة أخری و نصبها علی المصدر و المراد به نفی الریبة عن
ص: 287
المرة الأخیرة عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهی التی ینتهی إلیها علم الخلائق و أعمالهم أو ما ینزل من فوقها و یصعد من تحتها إلیها و لعلها شبهت بالسدرة و هی شجرة النبق لأنهم یجتمعون فی ظلها و روی مرفوعا أنها فی السماء السابعة عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوی الجنة التی یأوی إلیها المتقون أو أرواح الشهداء إِذْ یَغْشَی السِّدْرَةَ ما یَغْشی تعظیم و تكثیر لما یغشاها بحیث لا یكتنهها نعت و لا یحصیها عدد و قیل یغشاها الجم الغفیر من الملائكة یعبدون اللّٰه عندها ما زاغَ الْبَصَرُ ما مال بصر رسول اللّٰه عما رآه وَ ما طَغی و ما تجاوزه بل أثبته إثباتا صحیحا مستیقنا أو ما عدل عن رؤیة العجائب التی أمر برؤیتها و ما جاوزها لَقَدْ رَأی مِنْ آیاتِ رَبِّهِ الْكُبْری أی و اللّٰه لقد رأی الكبری من آیاته و عجائبه الملكیة و الملكوتیة لیلة المعراج و قد قیل إنها المعنیة بما رأی و یجوز أن تكون الكبری صفة للآیات علی أن المفعول محذوف أی شیئا من آیات ربه أو من مزیدة (1) و قال الطبرسی رضی اللّٰه عنه فی قوله تعالی ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأی أی لم یكذب فؤاد محمد صلی اللّٰه علیه و آله ما رآه بعینه قال ابن عباس رأی محمد ربه بفؤاده
وَ رُوِیَ ذَلِكَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَیْ عَلِمَهُ عِلْماً یَقِیناً بِمَا رَآهُ مِنَ الْآیَاتِ الْبَاهِرَاتِ.
و قیل إن الذی رآه هو جبرئیل علی صورته التی خلقه اللّٰه علیها و قیل و هو ما رآه من ملكوت اللّٰه و أجناس مقدوراته عن الحسن قال و عرج بروح محمد إلی السماء و جسده فی الأرض و قال الأكثرون و هو الظاهر من مذاهب أصحابنا و المشهور فی أخبارهم إن اللّٰه تعالی صعد بجسمه إلی السماء حیا سلیما حتی رأی ما رأی من ملكوت السماوات بعینه و لم یكن ذلك فی المنام
وَ عَنْ أَبِی الْعَالِیَةِ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَلْ رَأَیْتَ رَبَّكَ لَیْلَةَ الْمِعْرَاجِ قَالَ رَأَیْتُ نَهَراً وَ رَأَیْتُ وَرَاءَ النَّهَرِ حِجَاباً وَ رَأَیْتُ وَرَاءَ الْحِجَابِ نُوراً لَمْ أَرَ غَیْرَ ذَلِكَ.
وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی ذَرٍّ وَ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأی قَالَ رَأَیْتُ نُوراً.
و روی ذلك عن مجاهد و عكرمة أَ فَتُمارُونَهُ عَلی ما یَری
ص: 288
و ذلك أنهم جادلوه حین أسری به فقالوا صف لنا بیت المقدس و أخبرنا عن عیرنا فی طریق الشام وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْری أی جبرئیل فی صورته نازلا (1) من السماء نزلة أخری و ذلك أنه رآه مرتین فی صورته عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهی أی رآه محمد و هو عند سدرة المنتهی و هی شجرة عن یمین العرش فوق السماء السابعة انتهی إلیها علم كل ملك (2) و قیل هی شجرة طوبی إِذْ یَغْشَی السِّدْرَةَ ما یَغْشی قیل یغشاها الملائكة أمثال الغربان حین یقعن علی الشجرة
وَ رُوِیَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: رَأَیْتُ عَلَی كُلِّ وَرَقَةٍ مِنْ أَوْرَاقِهَا مَلَكاً قَائِماً یُسَبِّحُ اللَّهَ تَعَالَی.
و قیل یغشاها من النور و البهاء و الحسن و الصفاء الذی یروق الأبصار ما لیس لوصفه منتهی و قیل یغشاها فراش (3) من ذهب عن ابن عباس و كأنها ملائكة علی صورة الفراش یعبدون اللّٰه تعالی و المعنی أنه رأی جبرئیل علی صورته فی الحال التی یغشی فیها السدرة من أمر اللّٰه و من العجائب المنبهة علی كمال قدرة اللّٰه تعالی ما یغشاها ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغی لم یمل بصره یمینا و شمالا و ما جاوز القصد و لا الحد الذی حد له لَقَدْ رَأی مِنْ آیاتِ رَبِّهِ الْكُبْری مثل سدرة المنتهی و صورة جبرئیل و رؤیته و له ستمائة جناح قد سد الأفق بأجنحته و قیل إنه رأی رفرفا أخضر من رفارف الجنة قد سد الأفق انتهی كلامه رفع اللّٰه مقامه. (4)
و أقول: اعلم أن عروجه صلی اللّٰه علیه و آله إلی بیت المقدس ثم إلی السماء فی لیلة واحدة بجسده الشریف مما دلت علیه الآیات و الأخبار المتواترة من طرق الخاصة و العامة و إنكار أمثال ذلك أو تأویلها بالعروج الروحانی أو بكونه فی المنام ینشأ إما من قلة التتبع فی آثار الأئمة الطاهرین أو من قلة التدین و ضعف الیقین أو الانخداع بتسویلات المتفلسفین و الأخبار الواردة فی هذا المطلب لا أظن مثلها ورد فی شی ء من أصول المذهب فما أدری
ص: 289
ما الباعث علی قبول تلك الأصول و ادعاء العلم فیها و التوقف فی هذا المقصد الأقصی فبالحری أن یقال لهم أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ و أما اعتذارهم بعدم قبول الفلك للخرق و الالتیام فلا یخفی علی أولی الأفهام أن ما تمسكوا به فی ذلك لیس إلا من شبهات الأوهام مع أن دلیلهم علی تقدیر تمامه إنما یدل علی عدم جواز الخرق فی الفلك المحیط بجمیع الأجسام و المعراج لا یستلزمه و لو كانت أمثال تلك الشكوك و الشبهات مانعة من قبول ما ثبت بالمتواترات لجاز التوقف فی جمیع ما صار فی الدین من الضروریات و إنی لأعجب من بعض متأخری أصحابنا كیف أصابهم الوهن فی أمثال ذلك مع أن مخالفیهم مع قلة أخبارهم و ندرة آثارهم بالنظر إلیهم و عدم تدینهم لم یجوزوا ردها و لم یرخصوا فی تأویلها و هم مع كونهم من أتباع الأئمة الأطهار علیهم السلام و عندهم أضعاف ما عند مخالفیهم من صحیح الآثار یقتصون آثار شرذمة من سفهاء المخالفین و یذكرون أقوالهم بین أقوال الشیعة المتدینین أعاذنا اللّٰه و سائر المؤمنین من تسویلات المضلین.
و اعلم أن قدماء أصحابنا و أهل التحقیق منهم لم یتوقفوا فی ذلك.
قال شیخ الطائفة قدس اللّٰه روحه فی التبیان و عند أصحابنا و عند أكثر أهل التأویل و ذكره الجبائی أیضا أنه عرج به فی تلك اللیلة إلی السماوات حتی بلغ سدرة المنتهی فی السماء السابعة و أراه اللّٰه من آیات السماوات و الأرض ما ازداد به معرفة و یقینا و كان ذلك فی یقظته دون منامه و الذی یشهد به القرآن الإسراء من المسجد الحرام إلی المسجد الأقصی و الثانی یعلم بالخبر انتهی (1) و قوله عند أصحابنا یدل علی اتفاقهم علی ذلك فلا یعبأ بما أسند ابن شهرآشوب إلی أصحابنا من اقتصار الإمامیة علی المعراج إلی بیت المقدس كما سیأتی.
و قال فی المقاصد و شرحه قد ثبت معراج النبی صلی اللّٰه علیه و آله بالكتاب و السنة و إجماع الأمة إلا أن الخلاف فی أنه فی المنام أو فی الیقظة و بالروح فقط أو الجسد و إلی المسجد
ص: 290
الأقصی فقط أو إلی السماء و الحق أنه فی الیقظة بالجسد إلی المسجد الأقصی بشهادة الكتاب و إجماع القرن الثانی و من بعده إلی السماء بالأحادیث المشهورة و المنكر مبتدع ثم إلی الجنة و العرش أو إلی طرف العالم علی اختلاف الآراء بخبر الواحد و قد اشتهر أنه نعت لقریش المسجد الأقصی علی ما هو علیه و أخبرهم بحال عیرهم فكان علی ما أخبر و بما رأی فی السماء من العجائب و بما شاهد من أحوال الأنبیاء علی ما هو مذكور فی كتب الحدیث.
لنا أنه أمر ممكن أخبر به الصادق و دلیل الإمكان تماثل الأجسام فیجوز الخرق علی السماء كالأرض و عروج الإنسان و أما عدم دلیل الامتناع (1) فإنه لا یلزم من فرض وقوعه محال و أیضا لو كان دعوی النبی صلی اللّٰه علیه و آله المعراج فی المنام أو بالروح لما أنكره الكفرة غایة الإنكار و لم یرتد بعض من أسلم ترددا منه فی صدق النبی صلی اللّٰه علیه و آله.
تمسك المخالف بما روی عن عائشة أنها قالت و اللّٰه ما فقد جسد محمد رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و عن معاویة أنها كانت رؤیا صالحة و أنت خبیر بأنه علی تقدیر صحته لا یصلح حجة فی مقابلة ما ورد من الأحادیث و أقوال كبار الصحابة و إجماع القرون اللاحقة انتهی.
أقول: لو أردت استیفاء الأخبار الواردة فی هذا الباب لصار مجلدا كبیرا و إنما نورد هاهنا بعض ما یتعلق بكیفیة المعراج و حقیته و سائر الأخبار متفرقة فی سائر الأبواب.
«1»-عد، العقائد اعتقادنا فی الجنة و النار أنهما مخلوقتان و أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله قد دخل الجنة و رأی النار حین عرج (2).
«2»-أَقُولُ رُوِیَ فِی تَفْسِیرِ النُّعْمَانِیِّ بِإِسْنَادِهِ الَّذِی سَیَأْتِی فِی كِتَابِ الْقُرْآنِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی مَنْ أَنْكَرَ الْمِعْرَاجَ فَقَوْلُهُ تَعَالَی وَ هُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلی ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّی فَكانَ قابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنی فَأَوْحی إِلی عَبْدِهِ
ص: 291
ما أَوْحی إِلَی قَوْلِهِ عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوی فَسِدْرَةُ الْمُنْتَهَی فِی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَ جَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً یُعْبَدُونَ (1) وَ إِنَّمَا أَمَرَ تَعَالَی رَسُولَهُ أَنْ یَسْأَلَ الرُّسُلَ فِی السَّمَاءِ وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ فَإِنْ كُنْتَ فِی شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَیْكَ فَسْئَلِ الَّذِینَ یَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ یَعْنِی الْأَنْبِیَاءَ علیهم السلام هَذَا كُلُّهُ فِی لَیْلَةِ الْمِعْرَاجِ (2) وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی مَنْ أَنْكَرَ خَلْقَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهی عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوی (3) وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَیْتُ فِیهَا قَصْراً مِنْ یَاقُوتٍ أَحْمَرَ یُرَی دَاخِلُهُ مِنْ خَارِجِهِ وَ خَارِجُهُ مِنْ دَاخِلِهِ مِنْ نُورِهِ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ قَالَ لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ وَ أَدَامَ الصِّیَامَ وَ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَ تَهَجَّدَ بِاللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَامٌ الْخَبَرَ (4) وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله (5) لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَیْتُ فِیهَا قیعان (6) (قِیعَاناً) وَ رَأَیْتُ فِیهَا مَلَائِكَةً یَبْنُونَ لَبِنَةً مِنْ ذَهَبٍ وَ لَبِنَةً مِنْ فِضَّةٍ وَ رُبَّمَا أَمْسَكُوا فَقُلْتُ لَهُمْ مَا بَالُكُمْ قَدْ أَمْسَكْتُمْ (7) فَقَالُوا حَتَّی تَجِیئَنَا النَّفَقَةُ فَقُلْتُ وَ مَا نَفَقَتُكُمْ قَالُوا قَوْلُ الْمُؤْمِنِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ فَإِذَا قَالَ بَنَیْنَا وَ إِذَا سَكَتَ أَمْسَكْنَا
ص: 292
وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی سَبْعِ سَمَاوَاتِهِ أَخَذَ جَبْرَئِیلُ بِیَدِی وَ أَدْخَلَنِی الْجَنَّةَ وَ أَجْلَسَنِی عَلَی دُرْنُوكٍ مِنْ دَرَانِیكِ الْجَنَّةِ وَ نَاوَلَنِی سَفَرْجَلَةً فَانْفَلَقَتْ نِصْفَیْنِ وَ خَرَجَتْ مِنْهَا حَوْرَاءُ فَقَامَتْ بَیْنَ یَدَیَّ وَ قَالَتْ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مُحَمَّدُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَحْمَدُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقُلْتُ وَ عَلَیْكِ السَّلَامُ مَنْ أَنْتِ قَالَتْ أَنَا الرَّاضِیَةُ الْمَرْضِیَّةُ خَلَقَنِی الْجَبَّارُ مِنْ ثَلَاثَةِ أَنْوَاعٍ أَعْلَایَ مِنَ الْكَافُورِ وَ وَسَطِی مِنَ الْعَنْبَرِ وَ أَسْفَلِی مِنَ الْمِسْكِ عُجِنْتُ بِمَاءِ الْحَیَوَانِ قَالَ لِی رَبِّی (1) كُونِی فَكُنْتُ وَ هَذَا وَ مِثْلُهُ دَلِیلٌ عَلَی خَلْقِ الْجَنَّةِ وَ كَذَا الْكَلَامُ فِی النَّارِ (2).
أقول: ذكر علی بن إبراهیم مثله فی مفتتح تفسیره عند تنویع آیات القرآن (3).
«3»-وَ وَجَدْتُ فِی كِتَابِ كَنْزِ الْفَوَائِدِ، تَأْلِیفِ الشَّیْخِ الْجَلِیلِ أَبِی الْفَتْحِ الْكَرَاجُكِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ عِنْدَ ذِكْرِ الْمُعَمَّرِینَ أَخْبَرَنَا الْقَاضِی أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ لَاحِقِ بْنِ سَابِقٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّائِبِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الشَّرْقِیِّ بْنِ الْقُطَامِیِّ عَنْ تَمِیمِ بْنِ وَهْلَةَ الْمُرِّیِّ قَالَ حَدَّثَنِی الْجَارُودُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْعَبْدِیُّ وَ كَانَ نَصْرَانِیّاً فَأَسْلَمَ عَامَ الْحُدَیْبِیَةِ وَ حَسُنَ إِسْلَامُهُ وَ كَانَ قَارِئاً لِلْكُتُبِ عَالِماً بِتَأْوِیلِهَا عَلَی وَجْهِ الدَّهْرِ وَ سَالِفِ الْعَصْرِ بَصِیراً بِالْفَلْسَفَةِ وَ الطِّبِّ ذَا رَأْیٍ أَصِیلٍ وَ وَجْهٍ جَمِیلٍ أَنْشَأَ یُحَدِّثُنَا فِی أَیَّامِ إِمَارَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: وَفَدْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله
ص: 293
فِی رِجَالٍ مِنْ عَبْدِ الْقَیْسِ ذَوِی أَحْلَامٍ وَ أَسْنَانٍ وَ فَصَاحَةٍ (1) وَ بَیَانٍ وَ حُجَّةٍ وَ بُرْهَانٍ فَلَمَّا بَصُرُوا بِهِ رَاعَهُمْ مَنْظَرُهُ وَ مَحْضَرُهُ (2) فَقَالَ زَعِیمُ الْقَوْمِ لِی دُونَكَ مَنْ أَمَمْتَ (3) فَمَا نَسْتَطِیعُ أَنْ نُكَلِّمَهُ فَاسْتَقْدَمْتُ دُونَهُمْ إِلَیْهِ فَوَقَفْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقُلْتُ سَلَامٌ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی ثُمَّ أَنْشَأْتُ أَقُولُ:
یَا نَبِیَّ الْهُدَی أَتَتْكَ رِجَالٌ*** قَطَعَتْ قَرْدَداً وَ آلًا فَآلًا (4)
جَابَتِ الْبِیدَ وَ الْمَهَامِهَ حَتَّی*** عَالَهَا مِنْ طُوَی السُّرَی مَا عَالا (5)
قَطَعَتْ دُونَكَ الصَّحَاصِحَ تَهْوَی*** لَا تَعُدُّ الْكَلَالَ فِیكَ كَلَالًا
كُلُّ دَهْنَاءَ یَقْصُرُ الطَّرْفُ عَنْهَا*** أَرْقَلَتْهَا قِلَاصُنَا إِرْقَالًا (6)
وَ طَوَتْهَا الْعِتَاقُ تَجْمَحُ فِیهَا*** بِكُمَاةٍ مِثْلِ النُّجُومِ تَلَالا (7)
ثُمَّ لَمَّا رَأَتْكَ أَحْسَنَ مَرْءٍ (8)*** أُفْحِمَتْ عَنْكَ هَیْبَةً وَ جَلَالًا (9)
ص: 294
تَتَّقِی شَرَّ بَأْسِ یَوْمٍ عَصِیبٍ*** هَائِلٍ (1) أَوْجَلَ الْقُلُوبَ وَ هَالا (2)
نَحْوَ نُورٍ مِنَ الْإِلَهِ وَ بُرْهَانٍ*** وَ بِرٍّ وَ نِعْمَةٍ أَنْ تَنَالا
وَ أَمَانٍ مِنْهُ لَدَی الْحَشْرِ وَ النَّشْرِ*** إِذِ الْخَلْقُ لَا یُطِیقُ السُّؤَالا
فَلَكَ الْحَوْضُ وَ الشَّفَاعَةُ وَ الْكَوْ***ثَرُ وَ الْفَضْلُ إِذْ یَنُصُّ السُّؤَالا (3)
أَنْبَأَ الْأَوَّلُونَ بِاسْمِكَ فِینَا*** وَ بِأَسْمَاءٍ بَعْدَهُ تَتَسَالَی (4)
قَالَ فَأَقْبَلَ عَلَیَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِصَفْحَةِ وَجْهِهِ الْمُبَارَكِ شِمْتُ مِنْهُ ضِیَاءً لَامِعاً سَاطِعاً كَوَمِیضِ (5) الْبَرْقِ فَقَالَ یَا جَارُودُ لَقَدْ تَأَخَّرَ بِكَ وَ بِقَوْمِكَ الْمَوْعِدُ (6) وَ قَدْ كُنْتُ وَعَدْتُهُ قَبْلَ عَامِی ذَلِكَ أَنْ أَفِدَ إِلَیْهِ بِقَومِی فَلَمْ آتِهِ وَ أَتَیْتُهُ فِی عَامِ الْحُدَیْبِیَةِ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ بِنَفْسِی أَنْتَ مَا كَانَ إِبْطَائِی عَنْكَ إِلَّا أَنَّ جُلَّةَ قَوْمِی أَبْطَئُوا عَنْ إِجَابَتِی حَتَّی سَاقَهَا اللَّهُ إِلَیْكَ لِمَا أَرَادَهَا بِهِ مِنَ الْخَیْرِ لَدَیْكَ فَأَمَّا مَنْ تَأَخَّرَ عَنْهُ فَحَظُّهُ فَاتَ مِنْكَ فَتِلْكَ أَعْظَمُ حَوْبَةً (7) وَ أَكْبَرُ عُقُوبَةً (8) فَقَالَ سَلْمَانُ وَ كَیْفَ عَرَفْتَهُ یَا أَخَا عَبْدِ الْقَیْسِ قَبْلَ إِتْیَانِهِ فَأَقْبَلْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یَتَلَأْلَأُ وَ یُشْرِقُ وَجْهُهُ نُوراً وَ سُرُوراً فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ قَسّاً كَانَ یَنْتَظِرُ زَمَانَكَ وَ یَتَوَكَّفُ إِبَّانَكَ (9) وَ یَهْتِفُ بِاسْمِكَ وَ اسْمِ أَبِیكَ وَ أُمِّكَ وَ أَسْمَاءٍ
ص: 295
لَسْتُ أُصِیبُهَا (1) مَعَكَ وَ لَا أَرَاهَا فِیمَنِ اتَّبَعَكَ قَالَ سَلْمَانُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخْبِرْنَا فَأَنْشَأْتُ أُحَدِّثُهُمْ وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَسْمَعُ وَ الْقَوْمُ سَامِعُونَ وَاعُونَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ شَهِدْتُ قُسّاً وَ قَدْ خَرَجَ مِنْ نَادٍ مِنْ أَنْدِیَةٍ إِبَادٍ إِلَی صَحْصَحٍ ذِی قَتَادٍ وَ سَمُرٍ وَ عَتَادٍ وَ هُوَ مُشْتَمِلٌ بِنِجَادٍ فَوَقَفَ فِی إِضْحِیَانِ لَیْلٍ كَالشَّمْسِ رَافِعاً إِلَی السَّمَاءِ وَجْهَهُ وَ إِصْبَعَهُ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ السَّبْعَةِ الْأَرْقِعَةِ (2) وَ الْأَرَضِینَ الْمُمْرِعَةِ وَ بِمُحَمَّدٍ وَ الثَّلَاثَةِ (3) الْمَحَامِدَةِ مَعَهُ وَ الْعِلِّیِّینَ الْأَرْبَعَةِ وَ سِبْطَیْهِ الْمَنِیعَةِ الْأَرْفَعَةِ (4) وَ السَّرِیِّ الْأَلْمَعَةِ وَ سَمِیِّ الْكَلِیمِ الضَّرَعَةِ (5) أُولَئِكَ النُّقَبَاءُ الشَّفَعَةُ وَ الطُّرُقُ الْمَهْیَعَةُ (6) دَرَسَةُ الْإِنْجِیلِ وَ حَفَظَةُ التَّنْزِیلِ عَلَی عَدَدِ النُّقَبَاءِ مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ مُحَاةُ الْأَضَالِیلِ نُفَاةُ الْأَبَاطِیلِ الصَّادِقُو الْقِیلِ عَلَیْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ وَ بِهِمْ تُنَالُ الشَّفَاعَةُ وَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَرْضُ الطَّاعَةِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ لَیْتَنِی مُدْرِكُهُمْ وَ لَوْ بَعْدَ لَأْیٍ مِنْ عُمُرِی وَ مَحْیَایَ ثُمَّ أَنْشَأَ یَقُولُ (7)
فَإِنْ غَالَنِی الدَّهْرُ الحزون (الْخَئُونُ) بِغُولِهِ (8) فَقَدْ غَالَ مَنْ قَبْلِی وَ مَنْ بَعْدُ یُوشِكُ
ص: 296
فَلَا غَرْوَ إِنِّی سَالِكٌ مَسْلَكَ الْأُولَی*** وَشِیكاً وَ مَنْ ذَا لِلرَّدَی لَیْسَ یَسْلُكُ(1)
ثُمَّ آبَ یُكَفْكِفُ دَمْعَهُ (2) وَ یَرِنُّ رَنِینَ الْبَكْرَةِ قَدْ بُرِیَتْ بِبُرَاتٍ وَ هُوَ یَقُولُ:
أَقْسَمَ قُسٌّ قَسَماً لَیْسَ بِهِ مُكْتَتِماً*** لَوْ عَاشَ أَلْفَیْ عُمُرٍ لَمْ یَلْقَ مِنْهَا سَأَماً
حَتَّی یُلَاقِیَ أَحْمَدَ وَ النُّقَبَاءَ الْحُكَمَا*** هُمْ أَوْصِیَاءُ أَحْمَدَ أَكْرَمُ مَنْ تَحْتَ السَّمَا
یَعْمَی الْعِبَادُ عَنْهُمْ وَ هُمْ جِلَاءٌ لِلْعَمَی ***لَسْتُ بِنَاسٍ ذِكْرَهُمْ حَتَّی أَحُلَّ الرَّجَمَا
ثُمَّ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْبِئْنِی أَنْبَأَكَ اللَّهُ بِخَبَرٍ- عَنْ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ الَّتِی لَمْ نُشْهِدْهَا وَ أَشْهَدَنَا قَسٌّ ذِكْرَهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا جَارُودُ لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیَّ أَنْ سَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا عَلَی مَا بُعِثُوا فَقُلْتُ عَلَی مَا بُعِثْتُمْ فَقَالُوا عَلَی نُبُوَّتِكَ وَ وَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْكُمَا ثُمَّ أَوْحَی إِلَیَّ أَنِ الْتَفِتْ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ وَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ وَ الْمَهْدِیُّ فِی ضَحْضَاحٍ مِنْ نُورٍ یُصَلُّونَ فَقَالَ لِیَ الرَّبُّ تَعَالَی هَؤُلَاءِ الْحُجَجُ أَوْلِیَائِی وَ هَذَا (3) الْمُنْتَقِمُ مِنْ أَعْدَائِی قَالَ الْجَارُودُ فَقَالَ لِی سَلْمَانُ یَا جَارُودُ هَؤُلَاءِ الْمَذْكُورُونَ فِی التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الزَّبُورِ كَذَاكَ فَانْصَرَفْتُ بِقَوْمِی وَ أَنَا أَقُولُ:
أَتَیْتُكَ یَا ابْنَ آمِنَةَ الرَّسُولَا*** لِكَیْ بِكَ أَهْتَدِی النَّهْجَ السَّبِیلَا
فَقُلْتَ فَكَانَ قَوْلُكَ قَوْلَ حَقٍّ*** وَ صِدْقٌ مَا بَدَا لَكَ أَنْ تَقُولَا
وَ بَصَّرْتَ الْعَمَی مِنْ عَبْدِ قَیْسٍ*** وَ كُلٌّ كَانَ فِی عَمَهٍ ضَلِیلًا
وَ أَنْبَأْنَاكَ عَنْ قُسٍّ الْإِیَادِیِّ*** مَقَالًا فِیكَ ظِلْتَ بِهِ جَدِیلًا
وَ أَسْمَاءً عَمَتْ عَنَّا فَآلَتْ*** إِلَی عِلْمٍ وَ كُنَّ بِهَا جَهُولًا
(4).
ص: 297
ثم قال الكراجكی رحمه اللّٰه من الكلام فی هذا الخبر أیدك (1) اللّٰه أنك تسأل فی هذا الخبر عن ثلاثة مواضع:
أحدها أن یقال لك كان الأنبیاء المرسلون قبل رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله قد ماتوا فكیف یصح سؤالهم فی السماء.
و ثانیها أن یقال لك ما معنی قولهم إنهم بعثوا علی نبوته و ولایة علی و الأئمة من ولده علیهم السلام.
و ثالثها أن یقال لك كیف یصح أن یكون الأئمة الاثنا عشر علیهم السلام فی تلك الحال فی السماء و نحن نعلم ضرورة خلاف هذا لأن أمیر المؤمنین علیه السلام كان فی ذلك الوقت بمكة فی الأرض و لم یدع قط و لا ادعی له أحد أنه صعد إلی السماء فأما الأئمة من ولده فلم یكن وجد أحد منهم بعد و لا ولد فما معنی ذلك إن كان الخبر حقا فهذه مسائل صحیحة و یجب أن یكون معك لها أجوبة معدة.
فأما الجواب عن السؤال الأول فإنا لا نشك فی موت (2) الأنبیاء علیهم السلام غیر أن الخبر قد ورد بأن اللّٰه تعالی یرفعهم بعد مماتهم إلی سمائه و أنهم یكونون فیها أحیاء متنعمین إلی یوم القیامة لیس ذلك بمستحیل فی قدرة اللّٰه سبحانه
وَ قَدْ وَرَدَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: أَنَا أَكْرَمُ عَلَی اللَّهِ (3) مِنْ أَنْ یَدَعَنِی فِی الْأَرْضِ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثٍ (4).
و هكذا عندنا حكم الأئمة علیهم السلام
قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَوْ مَاتَ نَبِیٌّ بِالْمَشْرِقِ وَ مَاتَ وَصِیُّهُ فِی الْمَغْرِبِ لَجَمَعَ اللَّهُ بَیْنَهُمَا.
و لیس زیارتنا لمشاهدهم علی أنهم بها و لكن لشرف المواضع
ص: 298
فكانت غیبت الأجسام فیها و العبادة أیضا ندبنا إلیها فیصح علی هذا أن یكون النبی صلی اللّٰه علیه و آله رأی الأنبیاء علیهم السلام فی السماء فسألهم كما أمره اللّٰه تعالی و بعد فقد قال اللّٰه تعالی وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْیاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ (1) فإذا كان المؤمنون الذین قتلوا فی سبیل اللّٰه علی هذا الوصف فكیف ینكر أن یكون الأنبیاء بعد موتهم أحیاء منعمین فی السماء و قد اتصلت الأخبار من طریق الخاص و العام بتصحیح هذا و أجمع الرواة علی أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله لما خوطب بفرض الصلاة لیلة المعراج و هو فی السماء قال له موسی علیه السلام إن أمتك لا تطیق و أنه راجع إلی اللّٰه تعالی مرة بعد أخری (2) و ما حصل علیه الاتفاق فلم یبق فیه كذب.
و أما الجواب عن السؤال الثانی فهو أن یكون الأنبیاء علیهم السلام قد أعلموا بأنه سیبعث نبیا یكون خاتمهم و ناسخا بشرعه شرائعهم و أعلموا أنه أجلهم و أفضلهم و أنه سیكون أوصیاؤه (3) من بعده حفظة لشرعه و حملة لدینه و حججا علی أمته فوجب علی الأنبیاء التصدیق بما أخبروا به و الإقرار بجمیعه.
أَخْبَرَنِی الشَّرِیفُ یَحْیَی بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ طَبَاطَبَاءٍ الْحُسَیْنِیُّ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَوْصِلِیِّ عَنْ أَبِی عَلِیِّ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی بْنِ أَعْیَنَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ یَقُولُ مَا تَنَبَّأَ نَبِیٌّ قَطُّ إِلَّا بِمَعْرِفَةِ حَقِّنَا وَ تَفْضِیلِنَا عَلَی مَنْ سِوَانَا.
و إن الأمة مجمعة علی أن الأنبیاء علیهم السلام قد بشروا بنبینا صلی اللّٰه علیه و آله و نبهوا علی أمره و لا یصح منهم ذلك إلا و قد أعلمهم اللّٰه تعالی به فصدقوا و آمنوا بالمخبر به و كذلك قد روت الشیعة أنهم قد بشروا بالأئمة أوصیاء رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله.
و أما الجواب عن الثالث فهو أنه یجوز أن یكون اللّٰه تعالی أحدث لرسوله صلی اللّٰه علیه و آله فی الحال صورا كصور الأئمة علیهم السلام لیراهم أجمعین علی كمالهم كمن شاهد (4) أشخاصهم
ص: 299
برؤیته مثالهم و یشكر اللّٰه تعالی علی ما منحه من تفضیلهم و إجلالهم و هذا فی العقول من الممكن المقدور و یجوز أیضا أن یكون اللّٰه تعالی خلق علی صورهم ملائكة فی سمائه یسبحونه و یقدسونه لتراهم ملائكته الذین قد أعلمهم بأنهم سیكونون فی أرضه حججا له علی خلقه فیتأكد عندهم منازلهم و تكون رؤیتهم تذكارا لهم بهم و بما سیكون من أمرهم
و قد جاء فی الحدیث أن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله رأی فی السماء لما عرج به ملكا علی صورة أمیر المؤمنین.
و هذا حدیث قد اتفق أصحاب الحدیث علی نقله
حَدَّثَنِی بِهِ مِنْ طَرِیقِ الْعَامَّةِ الشَّیْخُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ الْقُمِّیُّ وَ نَقَلْتُهُ مِنْ كِتَابِهِ الْمَعْرُوفِ بِإِیضَاحِ دَقَائِقِ النَّوَاصِبِ (1) وَ قَرَأْتُهُ عَلَیْهِ بِمَكَّةَ فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ سَنَةَ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ وَ أَرْبَعَمِائَةٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُورٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلَوِیَّةَ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْأَسْوَدِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ جَدِیرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ مَا مَرَرْتُ بِمَلَإٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا سَأَلُونِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ حَتَّی ظَنَنْتُ أَنَّ اسْمَ عَلِیٍّ فِی السَّمَاءِ أَشْهَرُ مِنِ اسْمِی فَلَمَّا بَلَغْتُ السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ نَظَرْتُ إِلَی مَلَكِ الْمَوْتِ فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ مَا خَلَقَ اللَّهُ خَلْقاً إِلَّا أَقْبِضُ رُوحَهُ بِیَدِی مَا خَلَا أَنْتَ وَ عَلِیٌّ فَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ یَقْبِضُ أَرْوَاحَكُمَا بِقُدْرَتِهِ فَلَمَّا صِرْتُ تَحْتَ الْعَرْشِ نَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَاقِفاً تَحْتَ عَرْشِ رَبِّی فَقُلْتُ یَا عَلِیُّ سَبَقْتَنِی فَقَالَ لِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام یَا مُحَمَّدُ مَنْ هَذَا الَّذِی یُكَلِّمُكَ قُلْتُ هَذَا أَخِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ قَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ لَیْسَ هَذَا عَلِیّاً وَ لَكِنَّهُ مَلَكٌ مِنْ مَلَائِكَةِ الرَّحْمَنِ خَلَقَهُ اللَّهُ عَلَی صُورَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَنَحْنُ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ كُلَّمَا اشْتَقْنَا إِلَی وَجْهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ زُرْنَا هَذَا الْمَلَكَ لِكَرَامَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ.
فیصح علی هذا الوجه أن یكون الذین رآهم رسول اللّٰه ملائكة علی صورة الأئمة علیهم السلام و جمیع ذلك داخل فی باب التجویز و الإمكان و الحمد لله (2) انتهی كلام الكراجكی رحمه اللّٰه.
ص: 300
و لنبین بعض ألفاظ ما أورده من الأخبار و إن كان ما وصل إلینا من النسخة فی غایة السقم القردد المكان الغلیظ المرتفع ذكره الجوهری و قال الآل الشخص و الآل الذی تراه فی أول النهار و آخره كأنه یرفع الشخوص و لیس هو السراب و الآل جمع الآلة و هی خشبات تبنی علیها الخیمة و الآل جمع الآلة بمعنی الحالة.
قال الراجز:
قد أركب الآلة بعد الآله***و أترك العاجز بالجداله
انتهی.
و فی النهایة فی حدیث قس بن ساعدة قطعت مهمها و آلا فآلا الآل السراب و جوب البلاد قطعها و البید بالكسر جمع البیداء و هی المفازة و المهمه المفازة البعیدة و غاله ذهب به و أهلكه و الطوی الجوع و الطوی كغنی البئر المطویة و السری السیر باللیل و كغنی نهر صغیر و الصحصح و الصحصاح المكان المستوی و الدهناء بالمد و القصر الفلاة و موضع ببلاد تمیم و الإرقال ضرب من العدو و تقول نصصت الرجل إذا استقصیت مسألته عن الشی ء حتی تستخرج ما عنده و قوله تتسالی إما من السلو بمعنی كشف الهم أو من السؤال أی یسأل عنها و تقول شمت (1) مخایل الشی ء إذا تطلعت نحوها ببصرك منتظرا له و التوكف التوقع و القتاد شجر له شوك و السمر بضم المیم جمع السمرة و هی شجر الطلح و العتاد بالفتح العدة (2) و القدح الضخم و العتود السدرة أو الطلحة و النجاد ككتاب حمائل السیف و لیلة إضحیانة بالكسر مضیئة لا غیم فیها و الأرقعة السماوات و أمرع الوادی أكلأ قوله و السری الألمعة كنی به عن الصادق علیه السلام لأن جعفرا فی اللغة النهر الصغیر كالسری و لعل التاء فی أكثر المواضع للمبالغة و طریق مهیع كمقعد بین و لعله سقط من النسخ العسكری علیه السلام (3) أو من الرواة و یقال فعل كذا بعد لأی أی بعد شدة إبطاء و یقال لا غرو أی لیس بعجب و كفكفت الشی ء دفعته و صرفته و الأظهر
ص: 301
یوكف أی یصب و بریت البعیر إذا حسرته و أذهبت لحمه و البرة حلقة تجعل فی لحم أنف البعیر و تجمع علی برات و أبریتها إذا جعلت فی أنفها البرة و الرجم بالتحریك القبر.
أقول: یمكن الجواب عن بعض تلك الأسئلة بالقول بالأجساد المثالیة و تعلق الأرواح بها قبل تعلق البدن الأصلی و بعده و سیأتی مزید توضیح لتلك المسائل إن شاء اللّٰه تعالی و قد مر بعض الكلام فیها فی كتاب المعاد.
«4»-وَ قَالَ فِی الْمُنْتَقَی، قَالَ الْوَاقِدِیُّ كَانَ الْمُسْرَی فِی لَیْلَةِ السَّبْتِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ لَیْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فِی السَّنَةِ الثَّانِیَةَ عَشَرَ مِنَ النُّبُوَّةِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَمَانِیَةَ عَشَرَ شَهْراً وَ قِیلَ لَیْلَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِسَنَةٍ مِنْ شِعْبِ أَبِی طَالِبٍ (1) وَ قِیلَ لَیْلَةَ سَبْعٍ وَ عِشْرِینَ مِنْ رَجَبٍ وَ قِیلَ كَانَ الْإِسْرَاءُ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِسَنَةٍ وَ شَهْرَیْنِ وَ ذَلِكَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ خَمْسِینَ مِنَ الْفِیلِ انْتَهَی (2).
وَ قَالَ السَّیِّدُ بْنُ طَاوُسٍ رُوِیَ أَنَّ لَیْلَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ أُسْرِیَ بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله (3).
«6»-كِتَابُ الْمُحْتَضَرِ، لِلْحَسَنِ بْنِ سُلَیْمَانَ مِمَّا رَوَاهُ مِنْ كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَوْذَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ حُمْرَانَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّی فَكانَ قابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنی قَالَ أَدْنَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مُحَمَّداً نَبِیَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمْ یَكُنْ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُ إِلَّا قَفَصٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ فِیهِ فِرَاشٌ یَتَلَأْلَأُ مِنْ ذَهَبٍ فَأُرِیَ صُورَةً (4) فَقِیلَ یَا مُحَمَّدُ أَ تَعْرِفُ هَذِهِ الصُّورَةَ فَقُلْتُ (5) نَعَمْ هَذِهِ صُورَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیَّ أَنْ أُزَوِّجَهُ فَاطِمَةَ
ص: 302
وَ أَتَّخِذَهُ وَلِیّاً (1).
«7»-وَ مِنْ كِتَابِ الْمِعْرَاجِ، لِلشَّیْخِ الصَّالِحِ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ یَزِیدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیهما السلام قَالَ: لَمَّا صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی السَّمَاءِ صَعِدَ عَلَی سَرِیرٍ مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ مُكَلَّلَةٍ مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ یَا مُحَمَّدُ أَذِّنْ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ نَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ (2) فَمَا فَعَلَ وَصِیُّكَ عَلِیٌّ قَالَ خَلَّفْتُهُ فِی أُمَّتِی قَالُوا نِعْمَ الْخَلِیفَةُ خَلَّفْتَ أَمَا إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَرَضَ عَلَیْنَا طَاعَتَهُ ثُمَّ صَعِدَ بِهِ إِلَی السَّمَاءِ الثَّانِیَةِ فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ مِثْلَ مَا قَالَتْ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ الدُّنْیَا (3) فَلَمَّا صَعِدَ بِهِ إِلَی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ لَقِیَهُ عِیسَی علیه السلام فَسَلَّمَ عَلَیْهِ وَ سَأَلَهُ عَنْ عَلِیٍّ فَقَالَ لَهُ خَلَّفْتُهُ فِی أُمَّتِی قَالَ نِعْمَ الْخَلِیفَةُ خَلَّفْتَ أَمَا إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَی الْمَلَائِكَةِ طَاعَتَهُ ثُمَّ لَقِیَهُ مُوسَی علیه السلام وَ النَّبِیُّونَ نَبِیٌّ نَبِیٌّ فَكُلُّهُمْ یَقُولُ لَهُ مَقَالَةَ عِیسَی علیه السلام ثُمَّ قَالَ (4) مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَیْنَ أَبِی إِبْرَاهِیمَ فَقَالُوا لَهُ هُوَ مَعَ أَطْفَالِ شِیعَةِ عَلِیٍّ فَدَخَلَ الْجَنَّةَ فَإِذَا هُوَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ (5) لَهَا ضُرُوعٌ كَضُرُوعِ الْبَقَرِ فَإِذَا انْفَلَتَ الضَّرْعُ مِنْ فَمِ الصَّبِیِّ قَامَ إِبْرَاهِیمُ فَرَدَّ عَلَیْهِ قَالَ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ (6) وَ سَأَلَهُ عَنْ عَلِیٍّ فَقَالَ خَلَّفْتُهُ فِی أُمَّتِی قَالَ نِعْمَ الْخَلِیفَةُ خَلَّفْتَ أَمَا إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَی الْمَلَائِكَةِ طَاعَتَهُ وَ هَؤُلَاءِ أَطْفَالُ شِیعَتِهِ سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَجْعَلَنِیَ الْقَائِمَ عَلَیْهِمْ فَفَعَلَ وَ إِنَّ الصَّبِیَّ لَیَجْرَعُ الْجُرْعَةَ فَیَجِدُ طَعْمَ ثِمَارِ
ص: 303
الْجَنَّةِ وَ أَنْهَارِهَا فِی تِلْكَ الْجُرْعَةِ (1).
«8»-وَ مِنْهُ عَنِ الصَّدُوقِ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنِ ابْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَجَدْتُ عَلَی كُلِّ بَابِ (2) سَمَاءٍ مَكْتُوباً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَمَّا صِرْتُ إِلَی حُجُبِ النُّورِ رَأَیْتُ عَلَی كُلِّ حِجَابٍ مَكْتُوباً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَمَّا صِرْتُ إِلَی الْعَرْشِ وَجَدْتُ عَلَی كُلِّ رُكْنٍ مِنْ أَرْكَانِهِ مَكْتُوباً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ (3).
«9»-وَ مِنْهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ أَبِی مُعَاوِیَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ فَبَلَغْتُ السَّمَاءَ الْخَامِسَةَ نَظَرْتُ إِلَی صُورَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقُلْتُ حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ مَا هَذِهِ الصُّورَةُ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ یَا مُحَمَّدُ اشْتَهَتِ الْمَلَائِكَةُ أَنْ یَنْظُرُوا إِلَی صُورَةِ عَلِیٍّ فَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّ بَنِی آدَمَ فِی دُنْیَاهُمْ یَتَمَتَّعُونَ غُدْوَةً وَ عَشِیَّةً بِالنَّظَرِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ حَبِیبِ حَبِیبِكَ مُحَمَّدٍ (4) وَ خَلِیفَتِهِ وَ وَصِیِّهِ وَ أَمِینِهِ فَمَتِّعْنَا بِصُورَتِهِ قَدْرَ مَا تَمَتَّعَ أَهْلُ الدُّنْیَا بِهِ فَصَوَّرَ لَهُمْ صُورَتَهُ مِنْ نُورِ قُدْسِهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَعَلِیٌّ علیه السلام بَیْنَ (5) أَیْدِیهِمْ لَیْلًا وَ نَهَاراً یَزُورُونَهُ وَ یَنْظُرُونَ إِلَیْهِ غُدْوَةً وَ عَشِیَّةً (6).
«10»-قَالَ فَأَخْبَرَنِی الْأَعْمَشُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام قَالَ: فَلَمَّا ضَرَبَهُ اللَّعِینُ ابْنُ مُلْجَمٍ عَلَی رَأْسِهِ صَارَتْ تِلْكَ الضَّرْبَةُ فِی صُورَتِهِ الَّتِی فِی السَّمَاءِ فَالْمَلَائِكَةُ یَنْظُرُونَ إِلَیْهِ غُدْوَةً وَ عَشِیَّةً وَ یَلْعَنُونَ قَاتِلَهُ ابْنَ مُلْجَمٍ فَلَمَّا قُتِلَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام هَبَطَتِ
ص: 304
الْمَلَائِكَةُ وَ حَمَلَتْهُ حَتَّی أَوْقَفَتْهُ مَعَ صُورَةِ عَلِیٍّ فِی السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ فَكُلَّمَا هَبَطَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنَ السَّمَاوَاتِ مِنْ عُلًا (1) وَ صَعِدَتْ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ الدُّنْیَا فَمَنْ فَوْقَهَا إِلَی السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ لِزِیَارَةِ صُورَةِ عَلِیٍّ وَ النَّظَرِ إِلَیْهِ وَ إِلَی الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ مُشَحَّطاً بِدَمِهِ (2) لَعَنُوا یَزِیدَ وَ ابْنَ زِیَادٍ وَ مَنْ قَاتَلُوا الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ قَالَ الْأَعْمَشُ قَالَ لِی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ علیهما السلام هَذَا مِنْ مَكْنُونِ الْعِلْمِ وَ مَخْزُونِهِ لَا تُخْرِجْهُ إِلَّا إِلَی أَهْلِهِ (3).
«11»-وَ مِنْهُ عَنِ الصَّدُوقِ عَنِ الطَّالَقَانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ الْمُهْتَدِی الْعَبَّاسِیِّ عَنْ غَوْثِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ فَرَجِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ فَرَجِ بْنِ مُسَافِرٍ (4) عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ بَدْرٍ عَنْ أَبِی هَارُونَ الْعَبْدِیِّ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ مَا سَمِعْتُ شَیْئاً قَطُّ هُوَ أَحْلَی مِنْ كَلَامِ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ فَقُلْتُ یَا رَبِّ اتَّخَذْتَ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلًا وَ كَلَّمْتَ مُوسَی تَكْلِیماً وَ رَفَعْتَ إِدْرِیسَ مَكَاناً عَلِیّاً وَ آتَیْتَ دَاوُدَ زَبُوراً وَ أَعْطَیْتَ سُلَیْمَانَ مُلْكاً لَا یَنْبَغِی لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ فَمَا ذَا لِی یَا رَبِّ فَقَالَ جَلَّ جَلَالُهُ یَا مُحَمَّدُ اتَّخَذْتُكَ خَلِیلًا كَمَا اتَّخَذْتُ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلًا وَ كَلَّمْتُكَ تَكْلِیماً كَمَا كَلَّمْتُ مُوسَی تَكْلِیماً وَ أَعْطَیْتُكَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَ لَمْ أُعْطِهِمَا نَبِیّاً قَبْلَكَ وَ أَرْسَلْتُكَ إِلَی أَسْوَدِ أَهْلِ الْأَرْضِ وَ أَحْمَرِهِمْ وَ إِنْسِهِمْ وَ جِنِّهِمْ وَ لَمْ أُرْسِلْ إِلَی جَمَاعَتِهِمْ نَبِیّاً قَبْلَكَ وَ جَعَلْتُ الْأَرْضَ لَكَ وَ لِأُمَّتِكَ مَسْجِداً (5) وَ طَهُوراً وَ أَطْعَمْتُ أُمَّتَكَ الْفَیْ ءَ وَ لَمْ أُحِلَّهُ لِأَحَدٍ قَبْلَهَا وَ نَصَرْتُكَ بِالرُّعْبِ حَتَّی إِنَّ عَدُوَّكَ لَیَرْعَبُ مِنْكَ وَ أَنْزَلْتُ سَیِّدَ الْكُتُبِ كُلِّهَا مُهَیْمِناً عَلَیْكَ قُرْآناً عَرَبِیّاً مُبِیناً وَ رَفَعْتُ لَكَ ذِكْرَكَ حَتَّی لَا أُذْكَرُ
ص: 305
بِشَیْ ءٍ مِنْ شَرَائِعِ دِینِی إِلَّا ذُكِرْتَ مَعِی (1).
«12»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا عُرِجَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله انْتَهَی بِهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام إِلَی مَكَانٍ فَخَلَّی عَنْهُ فَقَالَ لَهُ یَا جَبْرَئِیلُ أَ تُخَلِّینِی عَلَی هَذِهِ الْحَالِ (2) فَقَالَ امْضِهْ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ وَطِئْتَ مَكَاناً مَا وَطِئَهُ بَشَرٌ وَ مَا مَشَی فِیهِ بَشَرٌ قَبْلَكَ (3).
«13»-كا، الكافی عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ: سَأَلَ أَبُو بَصِیرٍ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ أَنَا حَاضِرٌ فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ كَمْ عُرِجَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ مَرَّتَیْنِ فَأَوْقَفَهُ جَبْرَئِیلُ مَوْقِفاً فَقَالَ لَهُ مَكَانَكَ یَا مُحَمَّدُ فَلَقَدْ وَقَفْتَ مَوْقِفاً مَا وَقَفَهُ مَلَكٌ قَطُّ وَ لَا نَبِیٌّ إِنَّ رَبَّكَ یُصَلِّی فَقَالَ یَا جَبْرَئِیلُ وَ كَیْفَ یُصَلِّی قَالَ یَقُولُ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ أَنَا رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ سَبَقَتْ رَحْمَتِی غَضَبِی فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ عَفْوَكَ عَفْوَكَ قَالَ وَ كَانَ كَمَا قَالَ اللَّهُ قابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنی فَقَالَ لَهُ أَبُو بَصِیرٍ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا قَابُ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنَی قَالَ مَا بَیْنَ سِیَتِهَا إِلَی رَأْسِهَا قَالَ فَكَانَ كَمَا قَالَ بَیْنَهُمَا حِجَابٌ (4) یَتَلَأْلَأُ بِخَفْقٍ وَ لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا وَ قَدْ قَالَ زَبَرْجَدٌ فَنَظَرَ فِی مِثْلِ سَمِّ الْإِبْرَةِ إِلَی مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ نُورِ الْعَظَمَةِ فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَا مُحَمَّدُ قَالَ لَبَّیْكَ رَبِّی قَالَ مَنْ لِأُمَّتِكَ مِنْ بَعْدِكَ قَالَ اللَّهُ أَعْلَمُ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ قَالَ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِأَبِی بَصِیرٍ یَا بَا مُحَمَّدٍ وَ اللَّهِ مَا جَاءَتْ وَلَایَةُ عَلِیٍّ مِنَ الْأَرْضِ وَ لَكِنْ جَاءَتْ مِنَ السَّمَاءِ مُشَافَهَةً (5).
بیان: قوله علیه السلام مرتین یمكن رفع التنافی بین هذا الخبر و بین ما سیأتی من
ص: 306
مائة و عشرین بأن تكون المرتان فی مكة و البواقی فی المدینة أو المرتان إلی العرش و البواقی إلی السماء أو المرتان بالجسم و البواقی بالروح أو المرتان ما أخبر بما جری فیهما و البواقی لم یخبر بها.
قوله إلی رأسها لعله كان إلی وسطها أو إلی مقبضها فصحف (1) لأن سیة القوس بالكسر مخففة ما عطف من طرفیها ذكره الفیروزآبادی و قال القاب ما بین المقبض و السیة و لكل قوس قابان و المقدار كالقیب انتهی.
و الخفق التحرك و الاضطراب ثم أمر جبرئیل بالوقوف و ما كلمه صلی اللّٰه علیه و آله به لعله كان قبل مفارقته أو یقال فارقه فی المكان و كان بحیث یراه و یكلمه و الأول أظهر مع أنه یمكن أن یكون هذا فی بعض المعارج و سم الإبرة ثقبها و هی كنایة عن قلة ما ظهر له من معرفة ذاته و صفاته بالنسبة إلیه تعالی و إن كان غایة طوق البشر.
«14»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ زُرَارَةَ أَوِ (2) الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَمَّا أُسْرِیَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی السَّمَاءِ فَبَلَغَ الْبَیْتَ الْمَعْمُورَ وَ حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَأَذَّنَ جَبْرَئِیلُ وَ أَقَامَ فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ صَفَّ الْمَلَائِكَةُ وَ النَّبِیُّونَ خَلْفَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (3).
«15»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ مُعَاوِیَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَقَدْ أَسْرَی رَبِّی بِی فَأَوْحَی إِلَیَّ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ مَا أَوْحَی وَ شَافَهَنِی إِلَی أَنْ قَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ مَنْ أَذَلَّ لِی وَلِیّاً فَقَدْ أَرْصَدَ لِی بِالْمُحَارَبَةِ وَ مَنْ حَارَبَنِی حَارَبْتُهُ قُلْتُ یَا رَبِّ وَ مَنْ وَلِیُّكَ هَذَا فَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ مَنْ حَارَبَكَ حَارَبْتَهُ قَالَ ذَاكَ مَنْ أَخَذْتُ مِیثَاقَهُ لَكَ وَ لِوَصِیِّكَ وَ لِذُرِّیَّتِكُمَا بِالْوَلَایَةِ (4).
ص: 307
«16»-یب، تهذیب الأحكام سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَزَّازِ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أَسْرَی اللَّهُ بِهِ قَالَ لَهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام أَ تَدْرِی أَیْنَ أَنْتَ یَا رَسُولَ اللَّهِ السَّاعَةَ أَنْتَ مُقَابِلُ مَسْجِدِ الْكُوفَانَ قَالَ فَاسْتَأْذِنْ لِی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ حَتَّی آتِیَهُ فَأُصَلِّیَ فِیهِ رَكْعَتَیْنِ فَاسْتَأْذَنَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَذِنَ لَهُ (1).
«17»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ وَ أَبِی مَنْصُورٍ عَنْ أَبِی الرَّبِیعِ قَالَ: حَجَجْنَا مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی السَّنَةِ الَّتِی كَانَ حَجَّ فِیهَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ كَانَ مَعَهُ نَافِعٌ مَوْلَی عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَنَظَرَ نَافِعٌ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی رُكْنِ الْبَیْتِ وَ قَدِ اجْتَمَعَ عَلَیْهِ النَّاسُ فَقَالَ نَافِعٌ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَنْ هَذَا الَّذِی قَدْ تَدَاكَّ عَلَیْهِ النَّاسُ فَقَالَ هَذَا نَبِیُّ أَهْلِ الْكُوفَةِ هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ فَقَالَ اشْهَدْ لَآتِیَنَّهُ فَلَأَسْأَلَنَّهُ عَنْ مَسَائِلَ لَا یُجِیبُنِی فِیهَا إِلَّا نَبِیٌّ أَوْ وَصِیُّ نَبِیٍّ أَوِ ابْنُ نَبِیٍّ قَالَ فَاذْهَبْ إِلَیْهِ وَ اسْأَلْهُ لَعَلَّكَ تُخْجِلُهُ فَجَاءَ نَافِعٌ حَتَّی اتَّكَأَ عَلَی النَّاسِ ثُمَّ أَشْرَفَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ یَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ إِنِّی قَرَأْتُ التَّوْرَاةَ وَ الْإِنْجِیلَ وَ الزَّبُورَ وَ الْفُرْقَانَ وَ قَدْ عَرَفْتُ حَلَالَهَا وَ حَرَامَهَا وَ قَدْ جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ مَسَائِلَ لَا یُجِیبُ فِیهَا إِلَّا نَبِیٌّ أَوْ وَصِیُّ نَبِیٍّ أَوِ ابْنُ نَبِیٍّ قَالَ فَرَفَعَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام رَأْسَهُ فَقَالَ سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ فَقَالَ أَخْبِرْنِی كَمْ بَیْنَ عِیسَی وَ بَیْنَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ سَنَةٍ قَالَ أُخْبِرُكَ بِقَوْلِی أَوْ بِقَوْلِكَ قَالَ أَخْبِرْنِی بِالْقَوْلَیْنِ جَمِیعاً قَالَ أَمَّا فِی قَوْلِی فَخَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ وَ أَمَّا فِی قَوْلِكَ فَسِتُّمِائَةِ سَنَةٍ قَالَ فَأَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِیِّهِ وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَ جَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً یُعْبَدُونَ مِنَ الَّذِی سَأَلَهُ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ عِیسَی خَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ قَالَ فَتَلَا أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هَذِهِ الْآیَةَ سُبْحانَ الَّذِی أَسْری بِعَبْدِهِ لَیْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَی الْمَسْجِدِ الْأَقْصَی الَّذِی بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِیَهُ مِنْ آیاتِنا (2) فَكَانَ مِنَ الْآیَاتِ الَّتِی أَرَاهَا اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی مُحَمَّداً حَیْثُ أَسْرَی بِهِ إِلَی الْبَیْتِ الْمُقَدَّسِ أَنْ
ص: 308
حَشَرَ اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ ثُمَّ أَمَرَ جَبْرَئِیلَ فَأَذَّنَ شَفْعاً وَ أَقَامَ شَفْعاً وَ قَالَ فِی أَذَانِهِ حَیَّ عَلَی خَیْرِ الْعَمَلِ ثُمَّ تَقَدَّمَ مُحَمَّدٌ فَصَلَّی بِالْقَوْمِ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لَهُمْ عَلَی مَا تَشْهَدُونَ وَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ قَالُوا نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ أَخَذَ عَلَی ذَلِكَ عُهُودَنَا وَ مَوَاثِیقَنَا فَقَالَ نَافِعٌ صَدَقْتَ یَا بَا جَعْفَرٍ (1).
بیان: قال الجزری تداككتم علی أی ازدحمتم و أصل الدك الكسر.
«18»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام (2) قَالَ: لَمَّا أُسْرِیَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَصْبَحَ فَقَعَدَ فَحَدَّثَهُمْ بِذَلِكَ فَقَالُوا لَهُ صِفْ لَنَا بَیْتَ الْمَقْدِسِ قَالَ فَوَصَفَ لَهُمْ وَ إِنَّمَا دَخَلَهُ لَیْلًا فَاشْتَبَهَ عَلَیْهِ النَّعْتُ فَأَتَاهُ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ انْظُرْ هَاهُنَا فَنَظَرَ إِلَی الْبَیْتِ فَوَصَفَهُ وَ هُوَ یَنْظُرُ إِلَیْهِ ثُمَّ نَعَتَ لَهُمْ مَا كَانَ مِنْ عِیرٍ لَهُمْ فِیمَا بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ الشَّامِ ثُمَّ قَالَ هَذِهِ عِیرُ بَنِی فُلَانٍ تَقْدَمُ مَعَ طُلُوعِ الشَّمْسِ یَتَقَدَّمُهَا جَمَلٌ أَوْرَقُ أَوْ أَحْمَرُ قَالَ وَ بَعَثَتْ قُرَیْشٌ رَجُلًا عَلَی فَرَسٍ لِیَرُدَّهَا قَالَ وَ بَلَغَ مَعَ طُلُوعِ الشَّمْسِ قَالَ قَرَظَةُ بْنُ عَبْدِ عَمْرٍو یَا لَهْفَا أَنْ لَا أَكُونَ لَكَ جَذَعاً (3) حِینَ تَزْعُمُ أَنَّكَ أَتَیْتَ بَیْتَ الْمَقْدِسِ وَ رَجَعْتَ مِنْ لَیْلَتِكَ (4).
بیان: قوله علیه السلام و بلغ مع طلوع الشمس أی ذلك الرجل لم یبلغ العیر إلا مع طلوع الشمس حین قدموا فلم یمكنه ردهم و یحتمل أن یكون المراد بلوغ العیر مكة فكان الأظهر بلغت قوله یا لهفا أصله یا لهفی و هی كلمة تحسر علی ما فات قوله أن لا أكون لك جذعا قال الجزری فی حدیث المبعث إن ورقة بن نوفل قال یا لیتنی فیها جذعا الضمیر فی قوله فیها للنبوة أی لیتنی كنت شابا عند ظهورها حتی أبالغ فی نصرتها و حمایتها انتهی.
أقول: یحتمل أن یكون كلامه لعنه اللّٰه جاریا مجری الاستهزاء و یكون مراده
ص: 309
لیتنی كنت شابا قویا علی نصرتك حین ظهر لی أنك أتیت بیت المقدس و رجعت من لیلتك و یحتمل أن یكون مراده یا لهفا علی أن كبرت و ضعفت و لا أقدر علی إضرارك حین سمعتك تقول هذا.
«19»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی الْكَاهِلِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ما تُغْنِی الْآیاتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا یُؤْمِنُونَ قَالَ لَمَّا أُسْرِیَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَاهُ جَبْرَئِیلُ بِالْبُرَاقِ فَرَكِبَهَا فَأَتَی بَیْتَ المَقْدِسِ فَلَقِیَ مَنْ لَقِیَ مِنْ إِخْوَانِهِ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ ثُمَّ رَجَعَ فَحَدَّثَ أَصْحَابَهُ أَنِّی أَتَیْتُ بَیْتَ الْمَقْدِسِ وَ رَجَعْتُ مِنَ اللَّیْلَةِ وَ قَدْ جَاءَنِی جَبْرَئِیلُ بِالْبُرَاقِ فَرَكِبْتُهَا وَ آیَةُ ذَلِكَ أَنِّی مَرَرْتُ بِعِیرٍ لِأَبِی سُفْیَانَ عَلَی مَاءٍ لِبَنِی فُلَانٍ وَ قَدْ أَضَلُّوا جَمَلًا لَهُمْ أَحْمَرَ وَ قَدْ هَمَّ الْقَوْمُ فِی طَلَبِهِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ إِنَّمَا جَاءَ الشَّامَ وَ هُوَ رَاكِبٌ سَرِیعٌ وَ لَكِنَّكُمْ قَدْ أَتَیْتُمُ الشَّامَ وَ عَرَفْتُمُوهَا فَسَلُوهُ عَنْ أَسْوَاقِهَا وَ أَبْوَابِهَا وَ تُجَّارِهَا فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ كَیْفَ الشَّامُ وَ كَیْفَ أَسْوَاقُهَا قَالَ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا سُئِلَ عَنِ الشَّیْ ءِ لَا یَعْرِفُهُ شَقَّ عَلَیْهِ حَتَّی یُرَی ذَلِكَ فِی وَجْهِهِ قَالَ فَبَیْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَاهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ الشَّامُ قَدْ رُفِعَتْ لَكَ فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِذَا هُوَ بِالشَّامِ بِأَبْوَابِهَا وَ أَسْوَاقِهَا وَ تُجَّارِهَا وَ قَالَ أَیْنَ السَّائِلُ عَنِ الشَّامِ فَقَالُوا لَهُ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ فَأَجَابَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی كُلِّ مَا سَأَلُوهُ عَنْهُ فَلَمْ یُؤْمِنْ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِیلٌ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ ما تُغْنِی الْآیاتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا یُؤْمِنُونَ (1) ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام نَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ لَا نُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ (2) آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله (3).
بیان: قوله إنما جاء الشام أی أتاه أو منه بأن یكون منصوبا بنزع الخافض و فی بعض النسخ القدیمة إنما جاءه راكب سریع أی جبرئیل و فی بعض الروایات
ص: 310
إنما جاء راكب سریع و علی التقادیر إنما قالوا ذلك استهزاء (1) قوله هذه الشام أی أصلها رفعت بالإعجاز أو مثالها كما یدل علیه بعض الأخبار.
«20»-كا، الكافی حُمَیْدٌ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَتَی جَبْرَئِیلُ علیه السلام رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِالْبُرَاقِ أَصْغَرَ مِنَ الْبَغْلِ وَ أَكْبَرَ مِنَ الْحِمَارِ مُضْطَرِبَ الْأُذُنَیْنِ عَیْنُهُ (2) فِی حَافِرِهِ وَ خُطَاهُ مَدَّ بَصَرِهِ فَإِذَا انْتَهَی إِلَی جَبَلٍ قَصُرَتْ یَدَاهُ وَ طَالَتْ رِجْلَاهُ فَإِذَا هَبَطَ طَالَتْ یَدَاهُ وَ قَصُرَتْ رِجْلَاهُ أَهْدَبَ الْعُرْفِ الْأَیْمَنِ (3) لَهُ جَنَاحَانِ مِنْ خَلْفِهِ (4).
شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ عَیْنَاهُ فِی حَوَافِرِهِ خَطْوُهُ مَدَّ بَصَرِهِ (5).
«21»-ختص، الإختصاص رُوِیَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیهما السلام عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ نَظَرْتُ إِلَی قُبَّةٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ لَهَا أَرْبَعَةُ أَرْكَانٍ وَ أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ كُلِّهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ أَخْضَرَ قُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ مَا هَذِهِ الْقُبَّةُ الَّتِی لَمْ أَرَ فِی السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ أَحْسَنَ مِنْهَا فَقَالَ حَبِیبِی مُحَمَّدٌ هَذِهِ صُورَةُ مَدِینَةٍ یُقَالُ لَهَا قُمُّ تَجْتَمِعُ فِیهَا عِبَادُ اللَّهِ الْمُؤْمِنُونَ یَنْتَظِرُونَ مُحَمَّداً وَ شَفَاعَتَهُ لِلْقِیَامَةِ وَ الْحِسَابِ یَجْرِی عَلَیْهِمُ الْغَمُّ وَ الْهَمُّ وَ الْأَحْزَانُ وَ الْمَكَارِهُ قَالَ فَسَأَلْتُ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیَّ علیهما السلام مَتَی یَنْتَظِرُونَ الْفَرَجَ قَالَ إِذَا ظَهَرَ الْمَاءُ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ (6).
«22»-كِتَابُ صِفَاتِ الشِّیعَةِ، لِلصَّدُوقِ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنِ الْقَطَّانِ عَنِ السُّكَّرِیِّ عَنِ
ص: 311
الْجَوْهَرِیِّ عَنِ ابْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لَیْسَ مِنْ شِیعَتِنَا مَنْ أَنْكَرَ أَرْبَعَةَ أَشْیَاءَ الْمِعْرَاجَ وَ الْمُسَاءَلَةَ فِی الْقَبْرِ وَ خَلْقَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ الشَّفَاعَةَ (1).
«23»-وَ عَنِ الطَّالَقَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ كَذَّبَ بِالْمِعْرَاجِ فَقَدْ كَذَّبَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (2).
«24»-وَ عَنِ ابْنِ عُبْدُوسٍ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: مَنْ أَقَرَّ بِتَوْحِیدِ اللَّهِ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ وَ آمَنَ بِالْمِعْرَاجِ وَ الْمُسَاءَلَةِ فِی الْقَبْرِ وَ الْحَوْضِ وَ الشَّفَاعَةِ وَ خَلْقِ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ الصِّرَاطِ وَ الْمِیزَانِ وَ الْبَعْثِ وَ النُّشُورِ وَ الْجَزَاءِ وَ الْحِسَابِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ حَقّاً وَ هُوَ مِنْ شِیعَتِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (3).
«25»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامٍ الْخُرَاسَانِیِّ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِنَّ مَسْجِدَ الْكُوفَةِ قَدِیمٌ قَالَ نَعَمْ وَ هُوَ مُصَلَّی الْأَنْبِیَاءِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ وَ لَقَدْ صَلَّی فِیهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حِینَ أُسْرِیَ بِهِ إِلَی السَّمَاءِ فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام یَا مُحَمَّدُ إِنَّ هَذَا مَسْجِدُ أَبِیكَ آدَمَ علیه السلام وَ مُصَلَّی الْأَنْبِیَاءِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ فَانْزِلْ فَصَلِّ فِیهِ فَنَزَلَ فَصَلَّی فِیهِ ثُمَّ إِنَّ جَبْرَئِیلَ عَرَجَ بِهِ إِلَی السَّمَاءِ (4).
«26»-كِتَابُ الْمُحْتَضَرِ، لِلْحَسَنِ بْنِ سُلَیْمَانَ مِمَّا رَوَاهُ مِنْ كِتَابِ الْمِعْرَاجِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّقْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُهَلَّبِیِّ عَنْ أَبِی الْحُسَیْنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْعَبْدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ زَاذَانَ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ (5) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ الدُّنْیَا إِذَا أَنَا بِقَصْرٍ مِنْ فِضَّةٍ بَیْضَاءَ عَلَی بَابِهِ مَلَكَانِ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ سَلْهُمَا لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ فَسَأَلَهُمَا فَقَالا لِفَتًی مِنْ بَنِی هَاشِمٍ فَلَمَّا صِرْتُ فِی السَّمَاءِ الثَّانِیَةِ إِذَا أَنَا بِقَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ أَحْمَرَ أَحْسَنَ مِنَ الْأَوَّلِ عَلَی
ص: 312
بَابِهِ مَلَكَانِ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ سَلْهُمَا (1) لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ فَسَأَلَهُمَا فَقَالا لِفَتًی مِنْ بَنِی هَاشِمٍ فَلَمَّا صِرْتُ إِلَی السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ إِذَا أَنَا بِقَصْرٍ مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ عَلَی بَابِهِ مَلَكَانِ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ سَلْهُمَا فَسَأَلَهُمَا فَقَالا لِفَتًی مِنْ بَنِی هَاشِمٍ فَلَمَّا صِرْتُ فِی السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ إِذَا أَنَا بِقَصْرٍ مِنْ دُرَّةٍ بَیْضَاءَ عَلَی بَابِهِ مَلَكَانِ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ سَلْهُمَا فَسَأَلَهُمَا فَقَالا لِفَتًی مِنْ بَنِی هَاشِمٍ فَلَمَّا صِرْتُ إِلَی السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ فَإِذَا أَنَا بِقَصْرٍ مِنْ دُرَّةٍ صَفْرَاءَ عَلَی بَابِهِ مَلَكَانِ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ سَلْهُمَا لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ فَسَأَلَهُمَا فَقَالا لِفَتًی مِنْ بَنِی هَاشِمٍ فَلَمَّا صِرْتُ إِلَی السَّمَاءِ السَّادِسَةِ إِذَا أَنَا بِقَصْرٍ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ رَطْبَةٍ مُجَوَّفَةٍ عَلَی بَابِهِ مَلَكَانِ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ سَلْهُمَا فَسَأَلَهُمَا لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ فَقَالا لِفَتًی مِنْ بَنِی هَاشِمٍ فَلَمَّا صِرْتُ إِلَی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ إِذَا أَنَا بِقَصْرٍ مِنْ نُورِ عَرْشِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَلَی بَابِهِ مَلَكَانِ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ سَلْهُمَا لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ فَسَأَلَهُمَا فَقَالا لِفَتًی مِنْ بَنِی هَاشِمٍ فَسِرْنَا فَلَمْ نَزَلْ نَدْفَعُ مِنْ نُورٍ إِلَی ظُلْمَةٍ وَ مِنْ ظُلْمَةٍ إِلَی نُورٍ حَتَّی وَقَفْتُ (2) عَلَی سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی فَإِذَا جَبْرَئِیلُ علیه السلام یَنْصَرِفُ قُلْتُ خَلِیلِی جَبْرَئِیلُ فِی مِثْلِ هَذَا الْمَكَانِ أَوْ فِی مِثْلِ هَذِهِ السِّدْرَةِ (3) تُخْلِفُنِی وَ تَمْضِی فَقَالَ حَبِیبِی وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ هَذَا الْمَسْلَكَ مَا سَلَكَهُ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَسْتَوْدِعُكَ رَبَّ الْعِزَّةِ وَ مَا زِلْتُ وَاقِفاً حَتَّی قُذِفْتُ فِی بِحَارِ النُّورِ فَلَمْ تَزَلِ الْأَمْوَاجُ تَقْذِفُنِی مِنْ نُورٍ إِلَی ظُلْمَةٍ وَ مِنْ ظُلْمَةٍ إِلَی نُورٍ حَتَّی أَوْقَفَنِی رَبِّیَ الْمَوْقِفَ الَّذِی أُحِبُّ أَنْ یَقِفَنِی عِنْدَهُ مِنْ مَلَكُوتِ الرَّحْمَنِ (4) فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ یَا أَحْمَدُ قِفْ فَوَقَفْتُ مُنْتَفِضاً مَرْعُوباً فَنُودِیتُ مِنَ الْمَلَكُوتِ یَا أَحْمَدُ فَأَلْهَمَنِی رَبِّی فَقُلْتُ لَبَّیْكَ رَبِّی وَ سَعْدَیْكَ هَا أَنَا ذَا عَبْدُكَ بَیْنَ یَدَیْكَ فَنُودِیتُ یَا أَحْمَدُ الْعَزِیزُ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ قَالَ فَقُلْتُ هُوَ السَّلَامُ (5) وَ إِلَیْهِ یَعُودُ السَّلَامُ ثُمَّ نُودِیتُ ثَانِیَةً
ص: 313
یَا أَحْمَدُ فَقُلْتُ لَبَّیْكَ وَ سَعْدَیْكَ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ قَالَ یَا أَحْمَدُ آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَیْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ فَأَلْهَمَنِی رَبِّی فَقُلْتُ آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَیْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ فَقُلْتُ (1) قَدْ سَمِعْنا وَ أَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ (2) لا یُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَ عَلَیْها مَا اكْتَسَبَتْ فَقُلْتُ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِینا أَوْ أَخْطَأْنا فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ فَعَلْتُ فَقُلْتُ رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَیْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِنا فَقَالَ قَدْ فَعَلْتُ فَقُلْتُ رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعْفُ عَنَّا وَ اغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْكافِرِینَ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ فَعَلْتُ فَجَرَی الْقَلَمُ بِمَا جَرَی فَلَمَّا قَضَیْتُ وَطَرِی مِنْ مُنَاجَاةِ رَبِّی نُودِیتُ أَنَّ الْعَزِیزَ یَقُولُ لَكَ مَنْ خَلَّفْتَ فِی الْأَرْضِ فَقُلْتُ خَیْرَهَا خَلَّفْتُ فِیهِمْ ابْنَ عَمِّی (3) فَنُودِیتُ یَا أَحْمَدُ مَنِ ابْنُ عَمِّكَ قُلْتُ أَنْتَ أَعْلَمُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَنُودِیتُ مِنَ الْمَلَكُوتِ سَبْعاً مُتَوَالِیاً یَا أَحْمَدُ اسْتَوْصِ بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ابْنِ عَمِّكَ خَیْراً ثُمَّ قَالَ الْتَفِتْ فَالْتَفَتُّ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ فَوَجَدْتُ عَلَی سَاقِ الْعَرْشِ الْأَیْمَنِ مَكْتُوباً لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِی لَا شَرِیكَ لِی مُحَمَّدٌ رَسُولِی أَیَّدْتُهُ بِعَلِیٍّ یَا أَحْمَدُ شَقَقْتُ اسْمَكَ مِنِ اسْمِی أَنَا اللَّهُ الْمَحْمُودُ الْحَمِیدُ وَ أَنَا اللَّهُ الْعَلِیُّ (4) وَ شَقَقْتُ اسْمَ ابْنِ عَمِّكَ عَلِیٍّ مِنِ اسْمِی (5) یَا أَبَا الْقَاسِمِ امْضِ هَادِیاً مَهْدِیّاً نِعْمَ الْمَجِی ءُ جِئْتَ وَ نِعْمَ الْمُنْصَرَفُ انْصَرَفْتَ وَ طُوبَاكَ (6) وَ طُوبَی لِمَنْ آمَنَ بِكَ وَ صَدَّقَكَ
ص: 314
ثُمَّ قُذِفْتُ فِی بِحَارِ النُّورِ فَلَمْ تَزَلِ الْأَمْوَاجُ تَقْذِفُنِی حَتَّی تَلَّقَانِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام فِی سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی فَقَالَ لِی خَلِیلِی نِعْمَ الْمَجِی ءُ جِئْتَ وَ نِعْمَ الْمُنْصَرَفُ انْصَرَفْتَ مَا ذَا قُلْتَ وَ مَا ذَا قِیلَ لَكَ قَالَ فَقُلْتُ بَعْضَ مَا جَرَی فَقَالَ لِی وَ مَا كَانَ آخِرَ الْكَلَامِ الَّذِی أُلْقِیَ إِلَیْكَ فَقُلْتُ لَهُ نُودِیتُ یَا أَبَا الْقَاسِمِ امْضِ هَادِیاً مَهْدِیّاً رَشِیداً طُوبَاكَ (1) وَ طُوبَی لِمَنْ آمَنَ بِكَ وَ صَدَّقَكَ فَقَالَ لِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام أَ فَلَمْ تَسْتَفْهِمْ مَا أَرَادَ (2) بِأَبِی الْقَاسِمِ قُلْتُ لَا یَا رُوحَ اللَّهِ فَنُودِیتُ یَا أَحْمَدُ إِنَّمَا كَنَّیْتُكَ أَبَا الْقَاسِمِ لِأَنَّكَ تَقْسِمُ الرَّحْمَةَ مِنِّی (3) بَیْنَ عِبَادِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام هَنِیئاً مَرِیئاً یَا حَبِیبِی وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالرِّسَالَةِ وَ اخْتَصَّكَ بِالنُّبُوَّةِ مَا أَعْطَی اللَّهُ هَذَا آدَمِیّاً قَبْلَكَ ثُمَّ انْصَرَفْنَا حَتَّی جِئْنَا إِلَی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَإِذَا الْقَصْرُ عَلَی حَالِهِ فَقُلْتُ حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ سَلْهُمَا مَنِ الْفَتَی مِنْ بَنِی هَاشِمٍ فَسَأَلَهُمَا فَقَالا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ابْنُ عَمِّ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَا نَزَلْنَا إِلَی سَمَاءٍ مِنَ السَّمَاوَاتِ إِلَّا وَ الْقُصُورُ عَلَی حَالِهَا فَلَمْ یَزَلْ جَبْرَئِیلُ یَسْأَلُهُمْ عَنِ الْفَتَی الْهَاشِمِیِّ وَ یَقُولُ كُلُّهُمْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ (4).
«27»-وَ مِنْهُ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ عَنْ زَیْدٍ النِّقَابِ (5) عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یُكْثِرُ تَقْبِیلَ فَاطِمَةَ علیها السلام فَعَاتَبَتْهُ عَلَی ذَلِكَ عَائِشَةُ فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتُكْثِرُ تَقْبِیلَ فَاطِمَةَ فَقَالَ لَهَا إِنَّهُ لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ مَرَّ بِی جَبْرَئِیلُ عَلَی شَجَرَةِ طُوبَی فَنَاوَلَنِی مِنْ ثَمَرِهَا فَأَكَلْتُهُ فَحَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ مَاءً إِلَی ظَهْرِی فَلَمَّا أَنْ هَبَطْتُ إِلَی الْأَرْضِ وَاقَعْتُ خَدِیجَةَ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ فَمَا قَبَّلْتُهَا إِلَّا وَجَدْتُ رَائِحَةَ شَجَرَةِ طُوبَی مِنْهَا (6).
ص: 315
«28»-ج، الإحتجاج ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی جَوَابِ نَفَرٍ مِنَ الْیَهُودِ سَخَّرَ اللَّهُ لِیَ الْبُرَاقَ وَ هُوَ خَیْرٌ مِنَ الدُّنْیَا بِحَذَافِیرِهَا وَ هِیَ دَابَّةٌ مِنْ دَوَابِّ الْجَنَّةِ وَجْهُهَا مِثْلُ وَجْهِ آدَمِیٍّ وَ حَوَافِرُهَا مِثْلُ حَوَافِرِ الْخَیْلِ وَ ذَنَبُهَا مِثْلُ ذَنَبِ الْبَقَرِ فَوْقَ الْحِمَارِ وَ دُونَ الْبَغْلِ سَرْجُهُ مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ وَ رِكَابُهُ مِنْ دُرَّةٍ بَیْضَاءَ مَزْمُومَةٌ بِسَبْعِینَ أَلْفَ زِمَامٍ (1) مِنْ ذَهَبٍ عَلَیْهِ جَنَاحَانِ مُكَلَّلَانِ بِالدُّرِّ وَ الْجَوْهَرِ (2) وَ الْیَاقُوتِ وَ الزَّبَرْجَدِ مَكْتُوبٌ بَیْنَ عَیْنَیْهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ (3).
«29»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لِیَ الْبُرَاقَ وَ هِیَ دَابَّةٌ مِنْ دَوَابِّ الْجَنَّةِ لَیْسَتْ بِالْقَصِیرِ وَ لَا بِالطَّوِیلِ فَلَوْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَذِنَ لَهَا لَجَالَتِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةَ فِی جَرْیَةٍ وَاحِدَةٍ وَ هِیَ أَحْسَنُ الدَّوَابِّ لَوْناً (4).
«30»-ل، الخصال مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَیْدَانَ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْمُثَنَّی عَنْ زَیْدِ بْنِ حُبَابٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَهِیعَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِیعَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا فِی الْقِیَامَةِ رَاكِبٌ غَیْرُنَا وَ نَحْنُ أَرْبَعَةٌ فَقَامَ إِلَیْهِ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ مَنْ هُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ أَمَّا أَنَا فَعَلَی الْبُرَاقِ وَ وَجْهُهَا كَوَجْهِ الْإِنْسَانِ وَ خَدُّهَا كَخَدِّ الْفَرَسِ وَ عُرْفُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ مَسْمُوطٍ وَ أُذُنَاهَا زَبَرْجَدَتَانِ خَضْرَاوَانِ (5) وَ عَیْنَاهَا مِثْلُ كَوْكَبِ الزُّهَرَةِ تَتَوَقَّدَانِ مِثْلُ النَّجْمَیْنِ الْمُضِیئَیْنِ لَهَا شُعَاعٌ مِثْلُ شُعَاعِ الشَّمْسِ یَنْحَدِرُ مِنْ نَحْرِهَا الْجُمَانُ مَطْوِیَّةُ الْخَلْقِ طَوِیلَةُ الْیَدَیْنِ وَ الرِّجْلَیْنِ لَهَا نَفَسٌ كَنَفَسِ الْآدَمِیِّینَ تَسْمَعُ الْكَلَامَ وَ تَفْهَمُهُ وَ هِیَ فَوْقَ الْحِمَارِ وَ دُونَ الْبَغْلِ الْخَبَرَ (6).
ص: 316
«31»-ع، علل الشرائع ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام سَأَلَ الشَّامِیُّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنْ كُنْیَةِ الْبُرَاقِ فَقَالَ یُكَنَّی أَبَا هِلَالٍ (1).
«32»-قَالَ السَّیِّدُ بْنُ طَاوُسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فِی كِتَابِ سَعْدِ السُّعُودِ، رَأَیْتُ فِی تَفْسِیرِ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ فِی النَّبِیِّ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ تَأْلِیفِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَرْوَانَ حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْبَیْضِ بْنِ الْفَیَّاضِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ ابْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَمَا أَنَا فِی الْحِجْرِ إِذْ أَتَانِی جَبْرَئِیلُ فَهَمَزَنِی بِرِجْلِی فَاسْتَیْقَظْتُ فَلَمْ أَرَ شَیْئاً ثُمَّ أَتَانِی الثَّانِیَةَ فَهَمَزَنِی (2) بِرِجْلِی فَاسْتَیْقَظْتُ فَأَخَذَ بِضَبْعِی (3) فَوَضَعَنِی فِی شَیْ ءٍ كَوَكْرِ الطَّیْرِ فَلَمَّا طَرَّقَتْ (4) بِبَصَرِی طَرْفَةٌ فَرَجَعَتْ إِلَیَّ وَ أَنَا فِی مَكَانٍ (5) فَقَالَ أَ تَدْرِی أَیْنَ أَنْتَ فَقُلْتُ لَا یَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ هَذَا بَیْتُ الْمَقْدِسِ بَیْتُ اللَّهِ الْأَقْصَی فِیهِ الْمَحْشَرُ وَ الْمَنْشَرُ ثُمَّ قَامَ جَبْرَئِیلُ فَوَضَعَ سَبَّابَتَهُ الْیُمْنَی فِی أُذُنِهِ الْیُمْنَی فَأَذَّنَ مَثْنَی مَثْنَی یَقُولُ فِی آخِرِهَا حَیَّ عَلَی خَیْرِ الْعَمَلِ مَثْنَی مَثْنَی حَتَّی إِذَا قَضَی أَذَانَهُ أَقَامَ الصَّلَاةَ مَثْنَی مَثْنَی وَ قَالَ فِی آخِرِهَا قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةِ فَبَرَقَ نُورٌ مِنَ السَّمَاءِ فَفُتِحَتْ بِهِ قُبُورُ الْأَنْبِیَاءِ فَأَقْبَلُوا مِنْ كُلِّ أَوْبٍ یُلَبُّونَ دَعْوَةَ جَبْرَئِیلَ فَوَافَی أَرْبَعَةُ آلَافٍ وَ أَرْبَعُمِائَةِ نَبِیٍّ وَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ نَبِیّاً فَأَخَذُوا مَصَافَّهُمْ وَ لَا أَشُكُّ أَنَّ جَبْرَئِیلَ سَیَتَقَدَّمُنَا فَلَمَّا اسْتَوَوْا عَلَی مَصَافِّهِمْ أَخَذَ جَبْرَئِیلُ بِضَبْعِی ثُمَّ قَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ تَقَدَّمْ فَصَلِّ بِإِخْوَانِكَ فَالْخَاتَمُ أَوْلَی مِنَ الْمَخْتُومِ فَالْتَفَتُّ عَنْ یَمِینِی وَ إِذَا أَنَا بِأَبِی إِبْرَاهِیمَ علیه السلام عَلَیْهِ حُلَّتَانِ خَضْرَاوَانِ وَ عَنْ یَمِینِهِ مَلَكَانِ وَ عَنْ یَسَارِهِ مَلَكَانِ ثُمَّ الْتَفَتُّ عَنْ یَسَارِی وَ إِذَا أَنَا بِأَخِی وَ وَصِیِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَلَیْهِ حُلَّتَانِ بَیْضَاوَانِ عَنْ یَمِینِهِ مَلَكَانِ وَ عَنْ یَسَارِهِ مَلَكَانِ فَاهْتَزَزْتُ سُرُوراً
ص: 317
فَغَمَزَ بِی (1) جَبْرَئِیلُ علیه السلام بِیَدِهِ فَلَمَّا انْقَضَتِ الصَّلَاةُ قُمْتُ إِلَی إِبْرَاهِیمَ علیه السلام فَقَامَ إِلَیَّ فَصَافَحَنِی وَ أَخَذَ بِیَمِینِی بِكِلْتَا یَدَیْهِ وَ قَالَ مَرْحَباً بِالنَّبِیِّ الصَّالِحِ وَ الِابْنِ الصَّالِحِ وَ الْمَبْعُوثِ الصَّالِحِ فِی الزَّمَانِ الصَّالِحِ وَ قَامَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَصَافَحَهُ وَ أَخَذَ بِیَمِینِهِ بِكِلْتَا یَدَیْهِ وَ قَالَ مَرْحَباً بِالابْنِ الصَّالِحِ وَ وَصِیِّ النَّبِیِّ الصَّالِحِ یَا أَبَا الْحَسَنِ فَقُلْتُ لَهُ یَا أَبَتِ كَنَیْتَهُ بِأَبِی الْحَسَنِ وَ لَا وَلَدَ لَهُ فَقَالَ كَذَلِكَ وَجَدْتُهُ فِی صُحُفِی وَ عِلْمِ غَیْبِ رَبِّی بِاسْمِهِ عَلِیٍّ وَ كُنْیَتِهِ بِأَبِی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ وَصِیِّ خَاتَمِ أَنْبِیَاءِ رَبِّی.
ثم قال فی بعض تمام الحدیث ما هذا لفظه ثم أصبحنا بالأبطح نشطین (2) لم یباشرنا عناء و إنی محدثكم بهذا الحدیث و سیكذب قوم و هو الحق فلا تمترون.
یقول علی بن موسی بن طاوس لعل هذا الإسراء كان دفعة أخری غیر ما هو مشهور فإن الأخبار وردت مختلفة فی صفات الإسراء و لعل الحاضرین من الأنبیاء كانوا فی هذه الحال (3) دون الأنبیاء الذین حضروا فی الإسراء الآخر لأن عدد الأنبیاء الأخیار مائة ألف نبی و أربعة و عشرون (4) نبیا و لعل الحاضرین من الأنبیاء كانوا فی هذه هم المرسلون أو من له خاصیة (5) و سر مصون و لیس كل ما جری من خصائص النبی و علی صلوات اللّٰه علیهما عرفناه و كلما یحتمله العقل و ذكره اللّٰه جل جلاله لا یجوز التكذیب فی معناه و قد ذكرت فی عدة مجلدات و مصنفات أنه حیث ارتضی اللّٰه جل جلاله عبده لمعرفته و شرفه لخدمته فكلما یكون بعد ذلك من الإنعام و الإكرام فهو دون هذا المقام و لا سیما أنه بروایة الرجال الذین لا یتهمون فی نقل فضل مولانا علی بن أبی طالب علیه أفضل الصلاة و السلام. (6)
ص: 318
بیان الضبع العضد و الأوب الناحیة.
«33»-د، العدد القویة فِی لَیْلَةِ إِحْدَی وَ عِشْرِینَ مِنْ رَمَضَانَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ كَانَ الْإِسْرَاءُ بِرَسُولِ اللَّهِ وَ قِیلَ فِی السَّابِعَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ لَیْلَةَ السَّبْتِ وَ قِیلَ لَیْلَةَ الْإِثْنَیْنِ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ بَعْدَ النُّبُوَّةِ بِسَنَتَیْنِ وَ فِی كِتَابِ التَّذْكِرَةِ فِی لَیْلَةِ السَّابِعِ وَ الْعِشْرِینَ مِنْ رَجَبِ السَّنَةِ الثَّانِیَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ كَانَ الْإِسْرَاءُ (1).
«34»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: جَاءَ جَبْرَئِیلُ وَ مِیكَائِیلُ وَ إِسْرَافِیلُ بِالْبُرَاقِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخَذَ وَاحِدٌ بِاللِّجَامِ وَ وَاحِدٌ بِالرِّكَابِ وَ سَوَّی الْآخَرُ عَلَیْهِ ثِیَابَهُ فَتَضَعْضَعَتِ (2) الْبُرَاقُ فَلَطَمَهَا جَبْرَئِیلُ ثُمَّ قَالَ لَهَا اسْكُنِی یَا بُرَاقُ فَمَا رَكِبَكِ نَبِیٌّ قَبْلَهُ وَ لَا یَرْكَبُكِ بَعْدَهُ مِثْلُهُ قَالَ فَرَقَّتْ (3) بِهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَفَعَتْهُ ارْتِفَاعاً لَیْسَ بِالْكَثِیرِ وَ مَعَهُ جَبْرَئِیلُ یُرِیهِ الْآیَاتِ مِنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ قَالَ فَبَیْنَا أَنَا فِی مَسِیرِی إِذْ نَادَی مُنَادٍ عَنْ یَمِینِی یَا مُحَمَّدُ فَلَمْ أُجِبْهُ وَ لَمْ أَلْتَفِتْ إِلَیْهِ ثُمَّ نَادَی (4) مُنَادٍ عَنْ یَسَارِی یَا مُحَمَّدُ فَلَمْ أُجِبْهُ وَ لَمْ أَلْتَفِتْ إِلَیْهِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْنِی امْرَأَةٌ كَاشِفَةٌ عَنْ ذِرَاعَیْهَا عَلَیْهَا مِنْ كُلِّ زِینَةِ الدُّنْیَا فَقَالَتْ یَا مُحَمَّدُ انْظُرْنِی حَتَّی أُكَلِّمَكَ فَلَمْ أَلْتَفِتْ إِلَیْهَا ثُمَّ سِرْتُ فَسَمِعْتُ صَوْتاً أَفْزَعَنِی فَجَاوَزْتُ (5) فَنَزَلَ بِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ صَلِّ فَصَلَّیْتُ فَقَالَ تَدْرِی أَیْنَ صَلَّیْتَ فَقُلْتُ لَا فَقَالَ صَلَّیْتَ بِطَیْبَةَ وَ إِلَیْهَا مُهَاجَرَتُكَ ثُمَّ رَكِبْتُ فَمَضَیْنَا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ لِیَ انْزِلْ وَ صَلِّ فَنَزَلْتُ وَ صَلَّیْتُ فَقَالَ لِی تَدْرِی أَیْنَ صَلَّیْتَ فَقُلْتُ لَا فَقَالَ صَلَّیْتَ بِطُورِ سَیْنَاءَ حَیْثُ كَلَّمَ اللَّهُ مُوسی تَكْلِیماً ثُمَّ رَكِبْتُ فَمَضَیْنَا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ لِیَ انْزِلْ فَصَلِّ فَنَزَلْتُ وَ صَلَّیْتُ فَقَالَ لِی تَدْرِی أَیْنَ صَلَّیْتَ فَقُلْتُ لَا قَالَ صَلَّیْتَ فِی
ص: 319
بَیْتِ لَحْمٍ (1) وَ بَیْتُ لَحْمٍ بِنَاحِیَةِ بَیْتِ الْمَقْدِسِ حَیْثُ وُلِدَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ علیه السلام ثُمَّ رَكِبْتُ فَمَضَیْنَا حَتَّی انْتَهَیْنَا إِلَی بَیْتِ الْمَقْدِسِ فَرَبَطْتُ (2) الْبُرَاقَ بِالْحَلْقَةِ الَّتِی كَانَتِ الْأَنْبِیَاءُ تَرْبِطُ (3) بِهَا فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَ مَعِی جَبْرَئِیلُ إِلَی جَنْبِی فَوَجَدْنَا إِبْرَاهِیمَ وَ مُوسَی وَ عِیسَی فِیمَنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ أَنْبِیَاءِ اللَّهِ علیهم السلام قَدْ جُمِعُوا إِلَیَّ وَ أُقِیمَتِ الصَّلَاةُ (4) وَ لَا أَشُكُّ إِلَّا وَ جَبْرَئِیلُ سَیَتَقَدَّمُنَا (5) فَلَمَّا اسْتَوَوْا أَخَذَ جَبْرَئِیلُ بِعَضُدِی فَقَدَّمَنِی وَ أَمَمْتُهُمْ وَ لَا فَخْرَ ثُمَّ أَتَانِی الْخَازِنُ بِثَلَاثَةِ أَوَانٍ إِنَاءٌ فِیهِ لَبَنٌ وَ إِنَاءٌ فِیهِ مَاءٌ وَ إِنَاءٌ فِیهِ خَمْرٌ وَ سَمِعْتُ قَائِلًا یَقُولُ إِنْ أَخَذَ الْمَاءَ غَرِقَ وَ غَرِقَتْ أُمَّتُهُ وَ إِنْ أَخَذَ الْخَمْرَ غَوِیَ وَ غَوِیَتْ أُمَّتُهُ وَ إِنْ أَخَذَ اللَّبَنَ هُدِیَ وَ هُدِیَتْ أُمَّتُهُ قَالَ فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ وَ شَرِبْتُ مِنْهُ فَقَالَ لِی جَبْرَئِیلُ هُدِیتَ وَ هُدِیَتْ أُمَّتُكَ ثُمَّ قَالَ لِی مَا ذَا رَأَیْتَ فِی مَسِیرِكَ فَقُلْتُ نَادَانِی مُنَادٍ عَنْ یَمِینِی فَقَالَ لِی أَ وَ أَجَبْتَهُ فَقُلْتُ لَا وَ لَمْ أَلْتَفِتْ إِلَیْهِ فَقَالَ ذَلِكَ دَاعِی الْیَهُودِ لَوْ أَجَبْتَهُ لَتَهَوَّدَتْ أُمَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ ثُمَّ قَالَ مَا ذَا رَأَیْتَ فَقُلْتُ نَادَانِی مُنَادٍ عَنْ یَسَارِی فَقَالَ لِی أَ وَ أَجَبْتَهُ فَقُلْتُ لَا وَ لَمْ أَلْتَفِتْ إِلَیْهِ فَقَالَ ذَاكَ دَاعِی النَّصَارَی لَوْ أَجَبْتَهُ لَتَنَصَّرَتْ أُمَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ ثُمَّ قَالَ مَا ذَا اسْتَقْبَلَكَ فَقُلْتُ لَقِیتُ امْرَأَةً كَاشِفَةً عَنْ ذِرَاعَیْهَا عَلَیْهَا مِنْ كُلِّ زِینَةِ الدُّنْیَا فَقَالَتْ یَا مُحَمَّدُ انْظُرْنِی حَتَّی أُكَلِّمَكَ فَقَالَ لِی أَ فكَلَّمْتَهَا فَقُلْتُ لَا كَلَّمْتُهَا (6) وَ لَمْ أَلْتَفِتْ إِلَیْهَا فَقَالَ تِلْكَ الدُّنْیَا وَ لَوْ كَلَّمْتَهَا لَاخْتَارَتْ أُمَّتُكَ الدُّنْیَا عَلَی الْآخِرَةِ ثُمَّ سَمِعْتُ صَوْتاً أَفْزَعَنِی (7) فَقَالَ لِی جَبْرَئِیلُ أَ تَسْمَعُ یَا مُحَمَّدُ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ هَذِهِ صَخْرَةٌ قَذَفْتُهَا عَنْ شَفِیرِ (8) جَهَنَّمَ مُنْذُ سَبْعِینَ عَاماً فَهَذَا حِینَ اسْتَقَرَّتْ
ص: 320
قَالُوا فَمَا ضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی قُبِضَ قَالَ فَصَعِدَ جَبْرَئِیلُ وَ صَعِدْتُ مَعَهُ إِلَی السَّمَاءِ الدُّنْیَا وَ عَلَیْهَا مَلَكٌ یُقَالُ لَهُ إِسْمَاعِیلُ وَ هُوَ صَاحِبُ الْخَطْفَةِ الَّتِی قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ (1) وَ تَحْتَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ تَحْتَ كُلِّ مَلَكٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ فَقَالَ یَا جَبْرَئِیلُ مَنْ هَذَا مَعَكَ (2) فَقَالَ مُحَمَّدٌ (3) قَالَ وَ قَدْ بُعِثَ قَالَ نَعَمْ فَفَتَحَ الْبَابَ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ سَلَّمَ عَلَیَّ وَ اسْتَغْفَرْتُ لَهُ وَ اسْتَغْفَرَ لِی وَ قَالَ مَرْحَباً بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَ النَّبِیِّ الصَّالِحِ وَ تَلَقَّتْنِی الْمَلَائِكَةُ حَتَّی دَخَلْتُ السَّمَاءَ الدُّنْیَا فَمَا لَقِیَنِی مَلَكٌ إِلَّا ضَاحِكاً مُسْتَبْشِراً حَتَّی لَقِیَنِی مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَمْ أَرَ أَعْظَمَ خَلْقاً مِنْهُ كَرِیهُ الْمَنْظَرِ ظَاهِرُ الْغَضَبِ فَقَالَ لِی مِثْلَ مَا قَالُوا مِنَ الدُّعَاءِ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ یَضْحَكْ وَ لَمْ أَرَ فِیهِ مِنَ الِاسْتِبْشَارِ مَا رَأَیْتُ مِمَّنْ ضَحِكَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا یَا جَبْرَئِیلُ فَإِنِّی قَدْ فَزِعْتُ مِنْهُ (4) فَقَالَ یَجُوزُ أَنْ تَفْزَعَ مِنْهُ وَ كُلُّنَا نَفْزَعُ مِنْهُ إِنَّ هَذَا مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ لَمْ یَضْحَكْ قَطُّ وَ لَمْ یَزَلْ مُنْذُ وَلَّاهُ اللَّهُ جَهَنَّمَ یَزْدَادُ كُلَّ یَوْمٍ غَضَباً وَ غَیْظاً عَلَی أَعْدَاءِ اللَّهِ وَ أَهْلِ مَعْصِیَتِهِ فَیَنْتَقِمُ اللَّهُ بِهِ مِنْهُمْ وَ لَوْ ضَحِكَ إِلَی أَحَدٍ (5) كَانَ قَبْلَكَ أَوْ كَانَ ضَاحِكاً إِلَی أَحَدٍ بَعْدَكَ لَضَحِكَ إِلَیْكَ وَ لَكِنَّهُ لَا یَضْحَكُ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ عَلَیَّ وَ بَشَّرَنِی بِالْجَنَّةِ فَقُلْتُ لِجَبْرَئِیلَ وَ جَبْرَئِیلُ بِالْمَكَانِ الَّذِی وَصَفَهُ اللَّهُ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِینٍ (6) أَ لَا تَأْمُرُنِی أَنْ یُرِیَنِی النَّارَ فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِیلُ یَا مَالِكُ أَرِ مُحَمَّداً النَّارَ فَكَشَفَ عَنْهَا غِطَاءَهَا وَ فَتَحَ بَاباً مِنْهَا فَخَرَجَ مِنْهَا لَهَبٌ سَاطِعٌ فِی السَّمَاءِ وَ فَارَتْ وَ ارْتَفَعَتْ حَتَّی ظَنَنْتُ لَتَتَنَاوَلُنِی مِمَّا رَأَیْتُ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ قُلْ لَهُ فَلْیَرُدَّ عَلَیْهَا غِطَاءَهَا فَأَمَرَهَا فَقَالَ لَهَا ارْجِعِی فَرَجَعَتْ إِلَی مَكَانِهَا الَّذِی خَرَجَتْ مِنْهُ ثُمَّ مَضَیْتُ فَرَأَیْتُ رَجُلًا
ص: 321
آدما (آدَمَ) (1) جَسِیماً فَقُلْتُ مَنْ هَذَا یَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ هَذَا أَبُوكَ آدَمُ فَإِذَا هُوَ یُعْرَضُ عَلَیْهِ ذُرِّیَّتُهُ فَیَقُولُ رُوحٌ طَیِّبٌ وَ رِیحٌ طَیِّبَةٌ مِنْ جَسَدٍ طَیِّبٍ ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سُورَةَ الْمُطَفِّفِینَ (2) عَلَی رَأْسِ سَبْعَ عَشْرَةَ آیَةً كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِی عِلِّیِّینَ وَ ما أَدْراكَ ما عِلِّیُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ یَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (3) إِلَی آخِرِهَا قَالَ فَسَلَّمْتُ عَلَی أَبِی آدَمَ وَ سَلَّمَ عَلَیَّ وَ اسْتَغْفَرْتُ لَهُ وَ اسْتَغْفَرَ لِی وَ قَالَ مَرْحَباً بِالابْنِ الصَّالِحِ وَ النَّبِیِّ الصَّالِحِ وَ الْمَبْعُوثِ فِی الزَّمَنِ الصَّالِحِ ثُمَّ مَرَرْتُ بِمَلَكٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ جَالِسٍ (4) عَلَی مَجْلِسٍ وَ إِذَا جَمِیعُ الدُّنْیَا بَیْنَ رُكْبَتَیْهِ وَ إِذَا بِیَدِهِ لَوْحٌ مِنْ نُورٍ سَطْرٌ فِیهِ مَكْتُوبٌ فِیهِ كِتَابٌ یَنْظُرُ فِیهِ (5) لَا یَلْتَفِتُ یَمِیناً وَ لَا شِمَالًا مُقْبِلًا عَلَیْهِ كَهَیْئَةِ الْحَزِینِ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا یَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ هَذَا مَلَكُ الْمَوْتِ دَائِبٌ (6) فِی قَبْضِ الْأَرْوَاحِ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ أَدْنِنِی مِنْهُ حَتَّی أُكَلِّمَهُ فَأَدْنَانِی مِنْهُ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ قَالَ لَهُ جَبْرَئِیلُ هَذَا مُحَمَّدٌ نَبِیُّ الرَّحْمَةِ الَّذِی أَرْسَلَهُ اللَّهُ إِلَی الْعِبَادِ فَرَحَّبَ بِی وَ حَیَّانِی (7) بِالسَّلَامِ وَ قَالَ أَبْشِرْ یَا مُحَمَّدُ فَإِنِّی أَرَی الْخَیْرَ كُلَّهُ فِی أُمَّتِكَ فَقُلْتُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمَنَّانِ ذِی النِّعَمِ عَلَی عِبَادِهِ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ رَبِّی وَ رَحْمَتِهِ عَلَیَّ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ هُوَ أَشَدُّ الْمَلَائِكَةِ عَمَلًا فَقُلْتُ أَ كُلُّ مَنْ مَاتَ أَوْ هُوَ مَیِّتٌ فِیمَا بَعْدُ هَذَا یَقْبِضُ رُوحَهُ فَقَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَ تَرَاهُمْ حَیْثُ كَانُوا وَ تَشْهَدُهُمْ بِنَفْسِكَ (8) فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ مَلَكُ الْمَوْتِ مَا الدُّنْیَا كُلُّهَا عِنْدِی فِیمَا سَخَّرَهَا اللَّهُ لِی وَ مَكَّنَنِی عَلَیْهَا إِلَّا كَالدِّرْهَمِ فِی كَفِّ الرَّجُلِ یُقَلِّبُهُ كَیْفَ
ص: 322
یَشَاءُ وَ مَا مِنْ دَارٍ إِلَّا وَ أَنَا أَتَصَفَّحُهُ كُلَّ یَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ وَ أَقُولُ إِذَا بَكَی أَهْلُ الْمَیِّتِ عَلَی مَیِّتِهِمْ لَا تَبْكُوا عَلَیْهِ فَإِنَّ لِی فِیكُمْ عَوْدَةً وَ عَوْدَةً حَتَّی لَا یَبْقَی مِنْكُمْ أَحَدٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَفَی بِالْمَوْتِ طَامَّةً (1) یَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ إِنَّ مَا بَعْدَ الْمَوْتِ أَطَمُّ وَ أَطَمُّ مِنَ الْمَوْتِ (2) قَالَ ثُمَّ مَضَیْتُ فَإِذَا أَنَا بِقَوْمٍ (3) بَیْنَ أَیْدِیهِمْ مَوَائِدُ مِنْ لَحْمٍ طَیِّبٍ وَ لَحْمٍ خَبِیثٍ یَأْكُلُونَ اللَّحْمَ الْخَبِیثَ وَ یَدَعُونَ الطَّیِّبَ فَقُلْتُ مَنْ هَؤُلَاءِ یَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ یَأْكُلُونَ الْحَرَامَ وَ یَدَعُونَ الْحَلَالَ وَ هُمْ مِنْ أُمَّتِكَ یَا مُحَمَّدُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ رَأَیْتُ مَلَكاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ جَعَلَ اللَّهُ أَمْرَهُ عَجَباً نِصْفُ جَسَدِهِ النَّارُ (4) وَ النِّصْفُ الْآخَرُ ثَلْجٌ فَلَا النَّارُ تُذِیبُ الثَّلْجَ وَ لَا الثَّلْجُ یُطْفِئُ النَّارَ وَ هُوَ یُنَادِی بِصَوْتٍ رَفِیعٍ وَ یَقُولُ سُبْحَانَ الَّذِی كَفَّ حَرَّ هَذِهِ النَّارِ فَلَا تُذِیبُ الثَّلْجَ وَ كَفَّ بَرْدَ هَذَا الثَّلْجِ فَلَا یُطْفِئُ حَرَّ هَذِهِ النَّارِ اللَّهُمَّ (5) یَا مُؤَلِّفُ بَیْنَ الثَّلْجِ وَ النَّارِ أَلِّفْ بَیْنَ قُلُوبِ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِینَ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا یَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ هَذَا مَلَكٌ وَكَّلَهُ اللَّهُ بِأَكْنَافِ السَّمَاءِ وَ أَطْرَافِ الْأَرَضِینَ وَ هُوَ أَنْصَحُ مَلَائِكَةِ اللَّهِ لِأَهْلِ الْأَرْضِ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِینَ یَدْعُو لَهُمْ بِمَا تَسْمَعُ مُنْذُ خُلِقَ وَ رَأَیْتُ مَلَكَیْنِ یُنَادِیَانِ (6) فِی السَّمَاءِ أَحَدُهُمَا یَقُولُ اللَّهُمَّ أَعْطِ كُلَّ مُنْفِقٍ خَلَفاً وَ الْآخَرُ یَقُولُ اللَّهُمَّ أَعْطِ كُلَّ مُمْسِكٍ تَلَفاً ثُمَّ مَضَیْتُ فَإِذَا أَنَا بِأَقْوَامٍ لَهُمْ مَشَافِرُ كَمَشَافِرِ الْإِبِلِ یُقْرَضُ اللَّحْمُ مِنْ جُنُوبِهِمْ وَ یُلْقَی فِی أَفْوَاهِهِمْ فَقُلْتُ مَنْ هَؤُلَاءِ یَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ هَؤُلَاءِ الْهَمَّازُونَ اللَّمَّازُونَ ثُمَّ مَضَیْتُ فَإِذَا أَنَا بِأَقْوَامٍ تُرْضَخُ رُءُوسُهُمْ بِالصَّخْرِ فَقُلْتُ مَنْ هَؤُلَاءِ یَا جَبْرَئِیلُ
ص: 323
فَقَالَ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ یَنَامُونَ عَنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثُمَّ مَضَیْتُ فَإِذَا أَنَا بِأَقْوَامٍ تُقْذَفُ النَّارُ فِی أَفْوَاهِهِمْ وَ تَخْرُجُ مِنْ أَدْبَارِهِمْ فَقُلْتُ مَنْ هَؤُلَاءِ یَا جَبْرَئِیلُ قَالَ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ یَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْیَتامی ظُلْماً إِنَّما یَأْكُلُونَ فِی بُطُونِهِمْ ناراً وَ سَیَصْلَوْنَ سَعِیراً ثُمَّ مَضَیْتُ فَإِذَا أَنَا بِأَقْوَامٍ یُرِیدُ أَحَدُهُمْ أَنْ یَقُومَ فَلَا یَقْدِرُ مِنْ عِظَمِ بَطْنِهِ فَقُلْتُ مَنْ هَؤُلَاءِ یَا جَبْرَئِیلُ قَالَ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ یَأْكُلُونَ الرِّبا لا یَقُومُونَ إِلَّا كَما یَقُومُ الَّذِی یَتَخَبَّطُهُ الشَّیْطانُ مِنَ الْمَسِّ وَ إِذَا هُمْ بِسَبِیلِ آلِ فِرْعَوْنَ یُعْرَضُونَ عَلَی النَّارِ غُدُوًّا وَ عَشِیًّا یَقُولُونَ رَبَّنَا مَتَی تَقُومُ السَّاعَةُ قَالَ ثُمَّ مَضَیْتُ فَإِذَا أَنَا بِنِسْوَانٍ مُعَلَّقَاتٍ بِثَدْیِهِنَّ فَقُلْتُ مَنْ هَؤُلَاءِ یَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ هَؤُلَاءِ اللَّوَاتِی یُوَرِّثْنَ أَمْوَالَ أَزْوَاجِهِنَّ أَوْلَادَ غَیْرِهِمْ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَی امْرَأَةٍ أَدْخَلَتْ عَلَی قَوْمٍ فِی نَسَبِهِمْ مَنْ لَیْسَ مِنْهُمْ فَاطَّلَعَ عَلَی عَوْرَتِهِمْ وَ أَكَلَ خَزَائِنَهُمْ قَالَ ثُمَّ مَرَرْنَا بِمَلَائِكَةٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَهُمُ اللَّهُ كَیْفَ شَاءَ وَ وَضَعَ وُجُوهَهُمْ كَیْفَ شَاءَ (1) لَیْسَ شَیْ ءٌ مِنْ أَطْبَاقِ أَجْسَادِهِمْ إِلَّا وَ هُوَ یُسَبِّحُ اللَّهَ وَ یُحَمِّدُهُ (2) مِنْ كُلِّ نَاحِیَةٍ بِأَصْوَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ أَصْوَاتُهُمْ مُرْتَفِعَةٌ بِالتَّحْمِیدِ وَ الْبُكَاءِ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ فَسَأَلْتُ جَبْرَئِیلَ عَنْهُمْ فَقَالَ كَمَا تَرَی خُلِقُوا إِنَّ الْمَلَكَ مِنْهُمْ إِلَی جَنْبِ صَاحِبِهِ مَا كَلَّمَهُ قَطُّ وَ لَا رَفَعُوا رُءُوسَهُمْ إِلَی مَا فَوْقَهَا وَ لَا خَفَضُوهَا إِلَی مَا تَحْتَهَا (3) خَوْفاً مِنَ اللَّهِ وَ خُشُوعاً فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِمْ فَرَدُّوا عَلَیَّ إِیمَاءً بِرُءُوسِهِمْ لَا یَنْظُرُونَ إِلَیَّ مِنَ الْخُشُوعِ فَقَالَ لَهُمْ جَبْرَئِیلُ هَذَا مُحَمَّدٌ نَبِیُّ الرَّحْمَةِ أَرْسَلَهُ اللَّهُ إِلَی الْعِبَادِ رَسُولًا وَ نَبِیّاً وَ هُوَ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ (4) وَ سَیِّدُهُمْ أَ فَلَا تُكَلِّمُونَهُ قَالَ فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ جَبْرَئِیلَ أَقْبَلُوا عَلَیَّ بِالسَّلَامِ وَ أَكْرَمُونِی وَ بَشَّرُونِی بِالْخَیْرِ لِی وَ لِأُمَّتِی
ص: 324
قَالَ ثُمَّ صَعِدْنَا (1) إِلَی السَّمَاءِ الثَّانِیَةِ فَإِذَا فِیهَا رَجُلَانِ مُتَشَابِهَانِ فَقُلْتُ مَنْ هَذَانِ یَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ لِی ابْنَا الْخَالَةِ یَحْیَی وَ عِیسَی علیهما السلام فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِمَا وَ سَلَّمَا عَلَیَّ وَ اسْتَغْفَرْتُ لَهُمَا وَ اسْتَغْفَرَا لِی وَ قَالا مَرْحَباً بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَ النَّبِیِّ الصَّالِحِ وَ إِذَا فِیهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ عَلَیْهِمُ الْخُشُوعُ قَدْ وَضَعَ اللَّهُ وُجُوهَهُمْ كَیْفَ شَاءَ لَیْسَ مِنْهُمْ مَلَكٌ إِلَّا یُسَبِّحُ اللَّهَ وَ یُحَمِّدُهُ (2) بِأَصْوَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ ثُمَّ صَعِدْنَا إِلَی السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ فَإِذَا فِیهَا رَجُلٌ فَضْلُ حُسْنِهِ عَلَی سَائِرِ الْخَلْقِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَیْلَةَ الْبَدْرِ عَلَی سَائِرِ النُّجُومِ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا یَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ هَذَا أَخُوكَ یُوسُفُ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ سَلَّمَ عَلَیَّ وَ اسْتَغْفَرْتُ لَهُ وَ اسْتَغْفَرَ لِی وَ قَالَ مَرْحَباً بِالنَّبِیِّ الصَّالِحِ وَ الْأَخِ الصَّالِحِ وَ الْمَبْعُوثِ فِی الزَّمَنِ الصَّالِحِ وَ إِذَا فِیهَا مَلَائِكَةٌ عَلَیْهِمْ مِنَ الْخُشُوعِ مِثْلُ مَا وَصَفْتُ فِی السَّمَاءِ الْأُولَی وَ الثَّانِیَةِ وَ قَالَ لَهُمْ جَبْرَئِیلُ فِی أَمْرِی مَا قَالَ (3) لِلْآخَرِینَ وَ صَنَعُوا بِی مِثْلَ مَا صَنَعَ الْآخَرُونَ ثُمَّ صَعِدْنَا إِلَی السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ وَ إِذَا فِیهَا رَجُلٌ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا یَا جِبْرِیلُ قَالَ هَذَا إِدْرِیسُ رَفَعَهُ اللَّهُ مَكاناً عَلِیًّا فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ سَلَّمَ عَلَیَّ وَ اسْتَغْفَرْتُ لَهُ وَ اسْتَغْفَرَ لِی وَ إِذَا فِیهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ الْخُشُوعِ مِثْلُ مَا فِی السَّمَاوَاتِ الَّتِی عَبَرْنَاهَا فَبَشَّرُونِی بِالْخَیْرِ لِی وَ لِأُمَّتِی ثُمَّ رَأَیْتُ مَلَكاً جَالِساً عَلَی سَرِیرٍ تَحْتَ یَدَیْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ تَحْتَ كُلِّ مَلَكٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ فَوَقَعَ فِی نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ هُوَ فَصَاحَ بِهِ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ قُمْ فَهُوَ قَائِمٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ ثُمَّ صَعِدْنَا إِلَی السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ فَإِذَا فِیهَا رَجُلٌ كَهْلٌ عَظِیمُ الْعَیْنِ لَمْ أَرَ كَهْلًا أَعْظَمَ مِنْهُ حَوْلَهُ ثُلَّةٌ مِنْ (4) أُمَّتِهِ فَأَعْجَبَتْنِی كَثْرَتُهُمْ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا یَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ هَذَا الْمُجِیبُ فِی قَوْمِهِ هَارُونُ بْنُ عِمْرَانَ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ سَلَّمَ عَلَیَّ وَ اسْتَغْفَرْتُ لَهُ وَ اسْتَغْفَرَ لِی وَ إِذَا فِیهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ الْخُشُوعِ مِثْلُ مَا فِی السَّمَاوَاتِ ثُمَّ صَعِدْنَا إِلَی
ص: 325
السَّمَاءِ السَّادِسَةِ وَ إِذَا فِیهَا رَجُلٌ آدَمُ طَوِیلٌ كَأَنَّهُ مِنْ شَبْوَةَ (1) وَ لَوْ أَنَّ عَلَیْهِ قَمِیصَیْنِ لَنَفَذَ شَعْرُهُ فِیهِمَا فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ یَزْعُمُ بَنُو إِسْرَائِیلَ أَنِّی أَكْرَمُ وُلْدِ آدَمَ عَلَی اللَّهِ وَ هَذَا رَجُلٌ أَكْرَمُ عَلَی اللَّهِ مِنِّی فَقُلْتُ مَنْ هَذَا یَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ هَذَا أَخُوكَ مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ سَلَّمَ عَلَیَّ وَ اسْتَغْفَرْتُ لَهُ وَ اسْتَغْفَرَ لِی وَ إِذَا فِیهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ الْخُشُوعِ مِثْلُ مَا فِی السَّمَاوَاتِ قَالَ ثُمَّ صَعِدْنَا إِلَی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَمَا مَرَرْتُ بِمَلَكٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا یَا مُحَمَّدُ احْتَجِمْ وَ أْمُرْ أُمَّتَكَ بِالْحِجَامَةِ وَ إِذَا فِیهَا رَجُلٌ أَشْمَطُ الرَّأْسِ وَ اللِّحْیَةِ جَالِسٌ عَلَی كُرْسِیٍّ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ مَنْ هَذَا الَّذِی فِی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ فِی جِوَارِ اللَّهِ فَقَالَ هَذَا یَا مُحَمَّدُ أَبُوكَ إِبْرَاهِیمُ وَ هَذَا مَحَلُّكَ وَ مَحَلُّ مَنِ اتَّقَی مِنْ أُمَّتِكَ ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ أَوْلَی النَّاسِ بِإِبْراهِیمَ لَلَّذِینَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِیُّ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ اللَّهُ وَلِیُّ الْمُؤْمِنِینَ (2) فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ سَلَّمَ عَلَیَّ وَ قَالَ مَرْحَباً بِالنَّبِیِّ الصَّالِحِ وَ الِابْنِ الصَّالِحِ وَ الْمَبْعُوثِ فِی الزَّمَنِ الصَّالِحِ وَ إِذَا فِیهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ الْخُشُوعِ مِثْلُ مَا فِی السَّمَاوَاتِ فَبَشَّرُونِی بِالْخَیْرِ لِی وَ لِأُمَّتِی (3) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَأَیْتُ فِی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ بِحَاراً مِنْ نُورٍ یَتَلَأْلَأُ (4) تَلَأْلُؤُهَا یَخْطَفُ بِالْأَبْصَارِ وَ فِیهَا بِحَارٌ مُظْلِمَةٌ (5) وَ بِحَارٌ مِنْ ثَلْجٍ (6) تَرْعُدُ فَكُلَّمَا فَزِعْتُ (7) وَ رَأَیْتُ هَؤُلَاءِ سَأَلْتُ جَبْرَئِیلَ فَقَالَ أَبْشِرْ یَا مُحَمَّدُ وَ اشْكُرْ كَرَامَةَ رَبِّكَ وَ اشْكُرِ اللَّهَ بِمَا صَنَعَ إِلَیْكَ قَالَ فَثَبَّتَنِیَ اللَّهُ بِقُوَّتِهِ وَ عَوْنِهِ حَتَّی كَثُرَ قَوْلِی لِجَبْرَئِیلَ وَ تَعَجُّبِی فَقَالَ جَبْرَئِیلُ یَا مُحَمَّدُ تُعَظِّمُ مَا تَرَی إِنَّمَا هَذَا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ رَبِّكَ فَكَیْفَ بِالْخَالِقِ الَّذِی خَلَقَ مَا تَرَی وَ مَا لَا تَرَی أَعْظَمُ مِنْ هَذَا
ص: 326
مِنْ خَلْقِ رَبِّكَ أَنَّ بَیْنَ اللَّهِ وَ بَیْنَ خَلْقِهِ تِسْعِینَ (1) أَلْفَ حِجَابٍ وَ أَقْرَبُ الْخَلْقِ إِلَی اللَّهِ أَنَا وَ إِسْرَافِیلُ وَ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُ أَرْبَعَةُ حُجُبٍ حِجَابٌ مِنْ نُورٍ وَ حِجَابٌ مِنْ ظُلْمَةِ وَ حِجَابٌ مِنَ الْغَمَامِ وَ حِجَابٌ مِنَ الْمَاءِ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَأَیْتُ مِنَ الْعَجَائِبِ الَّتِی خَلَقَ اللَّهُ وَ سَخَّرَ عَلَی مَا أَرَادَهُ دِیكاً رِجْلَاهُ فِی تُخُومِ الْأَرَضِینَ السَّابِعَةِ وَ رَأْسُهُ عِنْدَ الْعَرْشِ وَ هُوَ مَلَكٌ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ تَعَالَی (2) خَلَقَهُ اللَّهُ كَمَا أَرَادَ رِجْلَاهُ فِی تُخُومِ الْأَرَضِینَ السَّابِعَةِ ثُمَّ أَقْبَلَ مُصْعِداً حَتَّی خَرَجَ فِی الْهَوَاءِ إِلَی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَ انْتَهَی فِیهَا مُصْعِداً حَتَّی انْتَهَی قَرْنُهُ إِلَی قُرْبِ الْعَرْشِ وَ هُوَ یَقُولُ سُبْحَانَ رَبِّی حَیْثُ مَا كُنْتُ لَا تَدْرِی أَیْنَ رَبُّكَ مِنْ عِظَمِ شَأْنِهِ وَ لَهُ جَنَاحَانِ فِی مَنْكِبَیْهِ إِذَا نَشَرَهُمَا جَاوَزَ الْمَشْرِقَ وَ الْمَغْرِبَ فَإِذَا كَانَ فِی السَّحَرِ نَشَرَ جَنَاحَیْهِ وَ خَفَقَ بِهِمَا وَ صَرَخَ بِالتَّسْبِیحِ یَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْكَبِیرِ الْمُتَعَالِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَیُّ الْقَیُّومُ وَ إِذَا قَالَ ذَلِكَ سَبَّحَتْ دُیُوكُ الْأَرْضِ كُلُّهَا وَ خَفَقَتْ بِأَجْنِحَتِهَا وَ أَخَذَتْ فِی الصِّیَاحِ (3) فَإِذَا سَكَتَ ذَلِكَ الدِّیكُ فِی السَّمَاءِ سَكَتَتْ دُیُوكُ الْأَرْضِ كُلُّهَا وَ لِذَلِكَ الدِّیكِ زَغَبٌ أَخْضَرُ (4) وَ رِیشٌ أَبْیَضُ كَأَشَدِّ بَیَاضِ مَا رَأَیْتُهُ قَطُّ وَ لَهُ زَغَبٌ أَخْضَرُ أَیْضاً تَحْتَ رِیشِهِ الْأَبْیَضِ كَأَشَدِّ خُضْرَةِ مَا رَأَیْتُهَا قَطُّ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ مَضَیْتُ مَعَ جَبْرَئِیلَ فَدَخَلْتُ الْبَیْتَ الْمَعْمُورَ فَصَلَّیْتُ فِیهَا رَكْعَتَیْنِ وَ مَعِی أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِی عَلَیْهِمْ ثِیَابٌ جُدُدٌ وَ آخَرِینَ عَلَیْهِمْ ثِیَابٌ خُلْقَانٌ فَدَخَلَ أَصْحَابُ الْجُدُدِ وَ حُبِسَ أَصْحَابُ الْخُلْقَانِ ثُمَّ خَرَجْتُ فَانْقَادَ لِی نَهَرَانِ نَهَرٌ یُسَمَّی الْكَوْثَرَ وَ نَهَرٌ یُسَمَّی الرَّحْمَةَ فَشَرِبْتُ مِنَ الْكَوْثَرِ وَ اغْتَسَلْتُ مِنَ الرَّحْمَةِ ثُمَّ انْقَادَا لِی جَمِیعاً حَتَّی دَخَلْتُ الْجَنَّةَ وَ إِذَا عَلَی حَافَتَیْهَا (5) بُیُوتِی وَ بُیُوتُ
ص: 327
أَهْلِی (1) وَ إِذَا تُرَابُهَا كَالْمِسْكِ وَ إِذَا جَارِیَةٌ تَنْغَمِسُ فِی أَنْهَارِ الْجَنَّةِ فَقُلْتُ لِمَنْ أَنْتِ یَا جَارِیَةُ فَقَالَتْ لِزَیْدِ بْنِ حَارِثَةَ فَبَشَّرْتُهُ بِهَا حِینَ أَصْبَحْتُ وَ إِذَا بِطَیْرِهَا كَالْبُخْتِ وَ إِذَا رُمَّانُهَا مِثْلُ دُلِیِّ الْعِظَامِ وَ إِذَا شَجَرَةٌ لَوْ أُرْسِلَ طَائِرٌ فِی أَصْلِهَا مَا دَارَهَا سَبْعَمِائَةِ سَنَةٍ وَ لَیْسَ فِی الْجَنَّةِ مَنْزِلٌ إِلَّا وَ فِیهَا قُتُرٌ (2) مِنْهَا فَقُلْتُ مَا هَذِهِ یَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ هَذِهِ شَجَرَةُ طُوبَی قَالَ اللَّهُ طُوبی لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ (3) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا دَخَلْتُ الْجَنَّةَ رَجَعَتْ إِلَیَّ نَفْسِی فَسَأَلْتُ جَبْرَئِیلَ عَنْ تِلْكَ الْبِحَارِ وَ هَوْلِهَا وَ أَعَاجِیبِهَا فَقَالَ هِیَ سُرَادِقَاتُ الْحُجُبِ الَّتِی احْتَجَبَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بِهَا وَ لَوْ لَا تِلْكَ الْحُجُبُ لَتَهَتَّكَ نُورُ الْعَرْشِ (4) وَ كُلُّ شَیْ ءٍ فِیهِ (5) وَ انْتَهَیْتُ إِلَی سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی فَإِذَا الْوَرَقَةُ مِنْهَا تُظِلُّ أُمَّةً مِنَ الْأُمَمِ فَكُنْتُ مِنْهَا
ص: 328
كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی قابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنی (1) فَنَادَانِی آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَیْهِ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْتُ أَنَا مُجِیباً عَنِّی (2) وَ عَنْ أُمَّتِی وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ فَقُلْتُ (3) سَمِعْنا وَ أَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ فَقَالَ اللَّهُ لا یُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَ عَلَیْها مَا اكْتَسَبَتْ فَقُلْتُ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِینا أَوْ أَخْطَأْنا فَقَالَ اللَّهُ لَا أُؤَاخِذُكَ فَقُلْتُ رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَیْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِنا فَقَالَ اللَّهُ لَا أَحْمِلُكَ فَقُلْتُ رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعْفُ عَنَّا وَ اغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْكافِرِینَ فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قَدْ أَعْطَیْتُكَ ذَلِكَ لَكَ وَ لِأُمَّتِكَ فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام مَا وَفَدَ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی أَحَدٌ أَكْرَمُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَیْثُ سَأَلَ (4) لِأُمَّتِهِ هَذِهِ الْخِصَالَ (5) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا رَبِّ أَعْطَیْتَ أَنْبِیَاءَكَ فَضَائِلَ فَأَعْطِنِی فَقَالَ اللَّهُ قَدْ أَعْطَیْتُكَ فِیمَا أَعْطَیْتُكَ كَلِمَتَیْنِ مِنْ تَحْتِ عَرْشِی لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ (6) وَ لَا مَنْجَی مِنْكَ إِلَّا إِلَیْكَ قَالَ وَ عَلَّمَتْنِی الْمَلَائِكَةُ قَوْلًا أَقُولُهُ إِذَا أَصْبَحْتُ وَ أَمْسَیْتُ اللَّهُمَّ إِنَّ ظُلْمِی أَصْبَحَ مُسْتَجِیراً بِعَفْوِكَ وَ ذَنْبِی أَصْبَحَ مُسْتَجِیراً بِمَغْفِرَتِكَ وَ ذُلِّی أَصْبَحَ مُسْتَجِیراً بِعِزَّتِكَ وَ فَقْرِی
ص: 329
أَصْبَحَ مُسْتَجِیراً بِغِنَاكَ وَ وَجْهِیَ الْبَالِی (1) أَصْبَحَ مُسْتَجِیراً بِوَجْهِكَ الدَّائِمِ الْبَاقِی الَّذِی لَا یَفْنَی وَ أَقُولُ ذَلِكَ إِذَا أَمْسَیْتُ ثُمَّ سَمِعْتُ الْأَذَانَ فَإِذَا مَلَكٌ یُؤَذِّنُ لَمْ یُرَ فِی السَّمَاءِ قَبْلَ تِلْكَ اللَّیْلَةِ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَقَالَ اللَّهُ صَدَقَ عَبْدِی أَنَا أَكْبَرُ (2) فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالَ اللَّهُ صَدَقَ عَبْدِی أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ غَیْرِی فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ اللَّهُ صَدَقَ عَبْدِی إِنَّ مُحَمَّداً عَبْدِی وَ رَسُولِی أَنَا بَعَثْتُهُ وَ انْتَجَبْتُهُ فَقَالَ حَیَّ عَلَی الصَّلَاةِ حَیَّ عَلَی الصَّلَاةِ فَقَالَ صَدَقَ عَبْدِی وَ دَعَا إِلَی فَرِیضَتِی فَمَنْ مَشَی إِلَیْهَا رَاغِباً فِیهَا مُحْتَسِباً كَانَتْ لَهُ كَفَّارَةٌ لِمَا مَضَی مِنْ ذُنُوبِهِ فَقَالَ حَیَّ عَلَی الْفَلَاحِ حَیَّ عَلَی الْفَلَاحِ فَقَالَ اللَّهُ هِیَ الصَّلَاحُ وَ النَّجَاحُ وَ الْفَلَاحُ ثُمَّ أَمَمْتُ الْمَلَائِكَةَ فِی السَّمَاءِ كَمَا أَمَمْتُ الْأَنْبِیَاءَ فِی بَیْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ ثُمَّ غَشِیَتْنِی صَبَابَةٌ فَخَرَرْتُ سَاجِداً فَنَادَانِی رَبِّی أَنِّی قَدْ فَرَضْتُ عَلَی كُلِّ نَبِیٍّ كَانَ قَبْلَكَ خَمْسِینَ صَلَاةً وَ فَرَضْتُهَا عَلَیْكَ وَ عَلَی أُمَّتِكَ فَقُمْ بِهَا أَنْتَ فِی أُمَّتِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَانْحَدَرْتُ حَتَّی مَرَرْتُ عَلَی إِبْرَاهِیمَ فَلَمْ یَسْأَلْنِی عَنْ شَیْ ءٍ حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَی مُوسَی علیه السلام فَقَالَ مَا صَنَعْتَ یَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ قَالَ رَبِّی فَرَضْتُ عَلَی كُلِّ نَبِیٍّ كَانَ قَبْلَكَ خَمْسِینَ صَلَاةً وَ فَرَضْتُهَا عَلَیْكَ وَ عَلَی أُمَّتِكَ فَقَالَ مُوسَی علیه السلام یَا مُحَمَّدُ إِنَّ أُمَّتَكَ آخِرُ الْأُمَمِ وَ أَضْعَفُهَا وَ إِنَّ رَبَّكَ لَا یَزِیدُهُ شَیْ ءٌ (3) وَ إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِیعُ أَنْ تَقُومَ بِهَا فَارْجِعْ إِلَی رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِیفَ لِأُمَّتِكَ فَرَجَعْتُ إِلَی رَبِّی حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَی سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی فَخَرَرْتُ سَاجِداً ثُمَّ قُلْتُ فَرَضْتَ عَلَیَّ وَ عَلَی أُمَّتِی خَمْسِینَ صَلَاةً وَ لَا أُطِیقُ ذَلِكَ وَ لَا أُمَّتِی فَخَفِّفْ عَنِّی فَوَضَعَ عَنِّی عَشْراً فَرَجَعْتُ إِلَی مُوسَی فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ ارْجِعْ لَا تُطِیقُ فَرَجَعْتُ إِلَی رَبِّی فَوَضَعَ عَنِّی عَشْراً فَرَجَعْتُ إِلَی مُوسَی فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ ارْجِعْ وَ فِی كُلِّ رَجْعَةٍ أَرْجِعُ إِلَیْهِ
ص: 330
أَخِرُّ سَاجِداً حَتَّی رَجَعَ إِلَی عَشْرِ صَلَوَاتٍ فَرَجَعْتُ إِلَی مُوسَی وَ أَخْبَرْتُهُ فَقَالَ لَا تُطِیقُ فَرَجَعْتُ إِلَی رَبِّی فَوَضَعَ عَنِّی خَمْساً فَرَجَعْتُ إِلَی مُوسَی علیه السلام وَ أَخْبَرْتُهُ فَقَالَ لَا تُطِیقُ فَقُلْتُ قَدِ اسْتَحْیَیْتُ مِنْ رَبِّی وَ لَكِنْ أَصْبِرُ عَلَیْهَا فَنَادَانِی مُنَادٍ كَمَا صَبَرْتَ عَلَیْهَا فَهَذِهِ الْخَمْسُ بِخَمْسِینَ كُلُّ صَلَاةٍ بِعَشِیرٍ وَ مَنْ هَمَّ مِنْ أُمَّتِكَ بِحَسَنَةٍ یَعْمَلُهَا فَعَمِلَهَا كَتَبْتُ لَهُ عَشْراً وَ إِنْ لَمْ یَعْمَلْ كَتَبْتُ لَهُ وَاحِدَةً وَ مَنْ هَمَّ مِنْ أُمَّتِكَ بِسَیِّئَةٍ فَعَمِلَهَا كَتَبْتُ عَلَیْهِ وَاحِدَةً وَ إِنْ لَمْ یَعْمَلْهَا لَمْ أَكْتُبْ عَلَیْهِ شَیْئاً فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام جَزَی اللَّهُ مُوسَی علیه السلام عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ خَیْراً فَهَذَا تَفْسِیرُ قَوْلِ اللَّهِ سُبْحانَ الَّذِی أَسْری بِعَبْدِهِ لَیْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَی الْمَسْجِدِ الْأَقْصَی الَّذِی بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِیَهُ مِنْ آیاتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ (1).
توضیح: قوله أ تسمع یا محمد الظاهر أنه بیان للصوت المذكور سابقا أنه صلی اللّٰه علیه و آله سمعه فی الطریق فكان الأظهر أن یكون هكذا قلت ثم سمعت صوتا أفزعنی فقال لی جبرئیل سمعت یا محمد و یحتمل أن یكون هذا الصوت غیر الصوت الأول فلم یبین حقیقة الأول فی الخبر و هو بعید (2) قوله كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لعل الاستشهاد بالآیة مبنی علی أن المراد بكتاب الأبرار فی الآیة أرواحهم لأنها محل العلوم و المعارف و یحتمل أن یكون ذكر الآیة للمناسبة أی كما أن أعمالهم تثبت فی علیین فكذا أرواحهم تصعد إلیها و تصفح فی الأمر نظر فیه و قال الجوهری كل شی ء كثر حتی علا و غلب فقد طم یطم یقال فوق كل طامة طامة و منه سمیت القیامة طامة انتهی.
و المشافر جمع المشفر بالكسر و هو شفة البعیر و الرضخ الدق و الكسر قوله صلی اللّٰه علیه و آله یورثن أموال أزواجهن أی یزنین و یلحقن أولاد الزنا بالأزواج فیرثون من أزواجهن و یحتمل علی بعد أن یكون المراد به زوجة یكون لها ولد من زوج آخر تعطیه أموال الزوج الأخیر و الفقرة الثانیة مؤكدة و مؤیدة للمعنی الأول.
قوله من أطباق أجسادهم أی أعضائهم مجازا أو أغشیة أجسادهم من أجنحتهم
ص: 331
و ریشهم قال الفیروزآبادی الطبق محركة غطاء كل شی ء و عظم رقیق یفصل بین كل فقارین و الطابق كهاجر و صاحب العضو قوله من الملائكة الخشوع لعله جمع خاشع كركوع و راكع و فی بعض النسخ من الملائكة و الخشوع فی المواضع و هو أصوب قوله إنه هو أی إنه الملك الذی لیس فوقه ملك أو إنه المدبر لأمور العالم بأمر اللّٰه تعالی قوله صلی اللّٰه علیه و آله كأنه من شبوة أقول شبوة أبو قبیلة و موضع بالبادیة و حصن بالیمن (1) و ذكر الثعلبی فی وصفه علیه السلام كأنه من رجال أزدشنوءة و قال الفیروزآبادی أزدشنوءة و قد تشدد الواو قبیلة سمیت لشنآن بینهم انتهی و علی التقادیر شبهه صلی اللّٰه علیه و آله بإحدی تلك الطوائف فی الأدمة و طول القامة و الشمط بیاض الرأس یخالطه سواد و خفق الطائر طار و أخفق ضرب بجناحیه.
و الزغب محركة صغار الشعر و الریش و لینه و أول ما یبدو منهما و البخت الإبل الخراسانی و الدلی بضم الدال و كسر اللام و تشدید الیاء جمع دلو علی فعول و القتر بالضم و بضمتین الناحیة و الجانب و بالفتح و یحرك القدر قوله علیه السلام لتهتك نور العرش و كل شی ء فیه أی لو لا تلك الحجب لأحرق و هتك النور العظیم الذی خلقه اللّٰه وراء الحجب نور العرش و ما دونه و فی بعض النسخ لهتك نور العرش كل شی ء فیه فالمراد بها الحجب التی تحت العرش و أنه لولاها لأحرق و حرق نور العرش ما دونه و فی التفسیر الصغیر للمصنف لهتك نور اللّٰه العرش و ما دونه و هو یرجع إلی المعنی الأول و الصبابة رقة الشوق و حرارته.
«35»-لی، الأمالی للصدوق أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الْمُكَتِّبُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الدَّامَغَانِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ جَرِیرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَطِیَّةَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ أَخَذَ جَبْرَئِیلُ بِیَدِی فَأَدْخَلَنِی الْجَنَّةَ وَ أَجْلَسَنِی عَلَی دُرْنُوكٍ مِنْ دَرَانِیكِ الْجَنَّةِ فَنَاوَلَنِی سَفَرْجَلَةً فَانْفَلَقَتْ بِنِصْفَیْنِ فَخَرَجَتْ مِنْهَا حَوْرَاءُ كَانَ أَشْفَارُ عَیْنِهَا (2) مَقَادِیمَ النُّسُورِ فَقَالَتِ السَّلَامُ عَلَیْكَ
ص: 332
یَا أَحْمَدُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ مَنْ أَنْتِ یَرْحَمُكِ اللَّهُ قَالَتْ أَنَا الرَّاضِیَةُ الْمَرْضِیَّةُ خَلَقَنِی الْجَبَّارُ مِنْ ثَلَاثَةِ أَنْوَاعٍ أَسْفَلِی مِنَ الْمِسْكِ وَ أَعْلَایَ مِنَ الْكَافُورِ وَ وَسَطِی مِنَ الْعَنْبَرِ وَ عُجِنْتُ بِمَاءِ الْحَیَوَانِ قَالَ الْجَلِیلُ كُونِی فَكُنْتُ خُلِقْتُ لِابْنِ عَمِّكَ وَ وَصِیِّكَ وَ وَزِیرِكَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ (1).
بیان: قال الفیروزآبادی الدرنوك بالضم ضرب من الثیاب (2) أو البسط و الطنفسة.
«36»-لی، الأمالی للصدوق الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ الْهَاشِمِیُّ عَنْ فُرَاتِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الشَّامِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَرِیرٍ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِیِّ رَفَعَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ قَالَ: جَاءَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِدَابَّةٍ دُونَ الْبَغْلِ وَ فَوْقَ الْحِمَارِ رِجْلَاهَا أَطْوَلُ مِنْ یَدَیْهَا خَطْوُهَا مَدَّ الْبَصَرِ فَلَمَّا أَرَادَ (3) أَنْ یَرْكَبَ امْتَنَعَتْ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام إِنَّهُ مُحَمَّدٌ فَتَوَاضَعَتْ حَتَّی لَصِقَتْ بِالْأَرْضِ قَالَ فَرَكِبَ فَكُلَّمَا هَبَطَتْ ارْتَفَعَتْ یَدَاهَا وَ قَصُرَتْ رِجْلَاهَا (4) فَمَرَّتْ بِهِ فِی ظُلْمَةِ اللَّیْلِ عَلَی عِیرٍ مُحَمَّلَةٍ فَنَفَرَتِ الْعِیرُ مِنْ دَفِیفِ الْبُرَاقِ فَنَادَی رَجُلٌ فِی آخِرِ الْعِیرِ غُلَاماً لَهُ فِی أَوَّلِ الْعِیرِ یَا فُلَانُ إِنَّ الْإِبِلَ قَدْ نَفَرَتْ وَ إِنَّ فُلَانَةَ أَلْقَتْ حَمْلَهَا وَ انْكَسَرَ یَدُهَا وَ كَانَتِ الْعِیرُ لِأَبِی سُفْیَانَ قَالَ ثُمَّ مَضَی حَتَّی إِذَا كَانَ بِبَطْنِ الْبَلْقَاءِ قَالَ یَا جَبْرَئِیلُ قَدْ عَطِشْتُ فَتَنَاوَلَ جَبْرَئِیلُ قَصْعَةً فِیهَا مَاءٌ فَنَاوَلَهُ فَشَرِبَ ثُمَّ مَضَی فَمَرَّ عَلَی قَوْمٍ مُعَلَّقِینَ بِعَرَاقِیبِهِمْ بِكَلَالِیبَ (5) مِنْ نَارٍ فَقَالَ مَا هَؤُلَاءِ یَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ بِالْحَلَالِ فَیَبْتَغُونَ الْحَرَامَ قَالَ ثُمَّ مَرَّ عَلَی قَوْمٍ تُخَاطُ جُلُودُهُمْ بِمَخَایِطَ مِنْ نَارٍ فَقَالَ مَا هَؤُلَاءِ یَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ
ص: 333
هَؤُلَاءِ الَّذِینَ یَأْخُذُونَ عُذْرَةَ النِّسَاءِ بِغَیْرِ حِلٍّ ثُمَّ مَضَی فَمَرَّ عَلَی رَجُلٍ یَرْفَعُ حُزْمَةً (1) مِنْ حَطَبٍ كُلَّمَا لَمْ یَسْتَطِعْ أَنْ یَرْفَعَهَا زَادَ فِیهَا فَقَالَ مَنْ هَذَا یَا جَبْرَئِیلُ قَالَ هَذَا صَاحِبُ الدَّیْنِ یُرِیدُ أَنْ یَقْضِیَ فَإِذَا لَمْ یَسْتَطِعْ زَادَ عَلَیْهِ ثُمَّ مَضَی حَتَّی إِذَا كَانَ بِالْجَبَلِ الشَّرْقِیِّ مِنْ بَیْتِ الْمَقْدِسِ وَجَدَ رِیحاً حَارَّةً وَ سَمِعَ صَوْتاً قَالَ مَا هَذِهِ الرِّیحُ یَا جَبْرَئِیلُ الَّتِی أَجِدُهَا وَ هَذَا الصَّوْتُ الَّذِی أَسْمَعُ قَالَ هَذِهِ جَهَنَّمُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ جَهَنَّمَ ثُمَّ وَجَدَ رِیحاً عَنْ یَمِینِهِ طَیِّبَةً وَ سَمِعَ صَوْتاً فَقَالَ مَا هَذِهِ الرِّیحُ الَّتِی أَجِدُ (2) وَ هَذَا الصَّوْتُ الَّذِی أَسْمَعُ فَقَالَ هَذِهِ الْجَنَّةُ فَقَالَ أَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ قَالَ ثُمَّ مَضَی حَتَّی انْتَهَی إِلَی بَابِ مَدِینَةِ بَیْتِ الْمَقْدِسِ وَ فِیهَا هِرَقْلُ وَ كَانَتْ أَبْوَابُ الْمَدِینَةِ تُغْلَقُ كُلَّ لَیْلَةٍ وَ یُؤْتَی بِالْمَفَاتِیحِ وَ تُوضَعُ عِنْدَ رَأْسِهِ فَلَمَّا كَانَتْ تِلْكَ اللَّیْلَةُ امْتَنَعَ الْبَابُ أَنْ یَنْغَلِقَ فَأَخْبَرُوهُ فَقَالَ ضَاعِفُوا عَلَیْهَا مِنَ الْحَرَسِ قَالَ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَدَخَلَ بَیْتَ الْمَقْدِسِ فَجَاءَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام إِلَی الصَّخْرَةِ فَرَفَعَهَا فَأَخْرَجَ مِنْ تَحْتِهَا ثَلَاثَةَ أَقْدَاحٍ قَدَحاً مِنْ لَبَنٍ وَ قَدَحاً مِنْ عَسَلٍ وَ قَدَحاً مِنْ خَمْرٍ فَنَاوَلَهُ قَدَحَ اللَّبَنِ فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَهُ قَدَحَ الْعَسَلِ فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَهُ قَدَحَ الْخَمْرِ فَقَالَ قَدْ رَوِیتُ یَا جَبْرَئِیلُ قَالَ أَ مَا إِنَّكَ لَوْ شَرِبْتَهُ ضَلَّتْ أُمَّتُكَ وَ تَفَرَّقَتْ عَنْكَ قَالَ ثُمَّ أَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَسْجِدِ بَیْتِ الْمَقْدِسِ بِسَبْعِینَ نَبِیّاً قَالَ وَ هَبَطَ مَعَ جَبْرَئِیلَ علیه السلام مَلَكٌ لَمْ یَطَأِ الْأَرْضَ قَطُّ مَعَهُ مَفَاتِیحُ خَزَائِنِ الْأَرْضِ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ هَذِهِ مَفَاتِیحُ خَزَائِنِ الْأَرْضِ فَإِنْ شِئْتَ فَكُنْ نَبِیّاً عَبْداً وَ إِنْ شِئْتَ نَبِیّاً (3) مَلِكاً فَأَشَارَ إِلَیْهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام أَنْ تَوَاضَعْ یَا مُحَمَّدُ فَقَالَ بَلْ أَكُونُ نَبِیّاً عَبْداً ثُمَّ صَعِدَ إِلَی السَّمَاءِ فَلَمَّا انْتَهَی إِلَی بَابِ السَّمَاءِ اسْتَفْتَحَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالُوا مَنْ هَذَا قَالَ مُحَمَّدٌ قَالُوا نِعْمَ الْمَجِی ءُ جَاءَ فَدَخَلَ فَمَا مَرَّ عَلَی مَلَإٍ مِنَ
ص: 334
الْمَلَائِكَةِ إِلَّا سَلَّمُوا عَلَیْهِ وَ دَعَوْا لَهُ وَ شَیَّعَهُ مُقَرَّبُوهَا فَمَرَّ عَلَی شَیْخٍ قَاعِدٍ تَحْتَ شَجَرَةٍ وَ حَوْلَهُ أَطْفَالٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ هَذَا الشَّیْخُ یَا جَبْرَئِیلُ قَالَ هَذَا أَبُوكَ إِبْرَاهِیمُ قَالَ فَمَا هَؤُلَاءِ الْأَطْفَالُ حَوْلَهُ قَالَ هَؤُلَاءِ أَطْفَالُ الْمُؤْمِنِینَ حَوْلَهُ یَغْذُوهُمْ ثُمَّ مَضَی فَمَرَّ عَلَی شَیْخٍ قَاعِدٍ عَلَی كُرْسِیٍّ إِذَا نَظَرَ عَنْ یَمِینِهِ ضَحِكَ وَ فَرِحَ وَ إِذَا نَظَرَ عَنْ یَسَارِهِ حَزِنَ وَ بَكَی فَقَالَ مَنْ هَذَا یَا جَبْرَئِیلُ قَالَ هَذَا أَبُوكَ آدَمُ إِذَا رَأَی مَنْ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ ضَحِكَ وَ فَرِحَ وَ إِذَا رَأَی مَنْ یَدْخُلُ النَّارَ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ حَزِنَ وَ بَكَی ثُمَّ مَضَی فَمَرَّ عَلَی مَلَكٍ قَاعِدٍ عَلَی كُرْسِیٍّ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ فَلَمْ یَرَ مِنْهُ مِنَ الْبِشْرِ مَا رَأَی مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ یَا جَبْرَئِیلُ مَا مَرَرْتُ بِأَحَدٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا رَأَیْتُ مِنْهُ مَا أُحِبُّ إِلَّا هَذَا فَمَنْ هَذَا الْمَلَكُ قَالَ هَذَا مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَانَ مِنْ أَحْسَنِ الْمَلَائِكَةِ بِشْراً وَ أَطْلَقِهِمْ وَجْهاً فَلَمَّا جُعِلَ خَازِنَ النَّارِ اضْطَلَعَ فِیهَا اضْطِلَاعَةً (1) فَرَأَی مَا أَعَدَّ اللَّهُ فِیهَا لِأَهْلِهَا فَلَمْ یَضْحَكْ بَعْدَ ذَلِكَ ثُمَّ مَضَی حَتَّی إِذَا انْتَهَی حَیْثُ انْتَهَی فُرِضَتْ عَلَیْهِ الصَّلَاةُ خَمْسُونَ صَلَاةً قَالَ فَأَقْبَلَ فَمَرَّ عَلَی مُوسَی علیه السلام فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ كَمْ فُرِضَ عَلَی أُمَّتِكَ قَالَ خَمْسُونَ صَلَاةً قَالَ ارْجِعْ إِلَی رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ أَنْ یُخَفِّفَ عَنْ أُمَّتِكَ قَالَ فَرَجَعَ ثُمَّ مَرَّ عَلَی مُوسَی علیه السلام فَقَالَ كَمْ فُرِضَ عَلَی أُمَّتِكَ قَالَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ أَضْعَفُ الْأُمَمِ ارْجِعْ إِلَی رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ أَنْ یُخَفِّفَ عَنْ أُمَّتِكَ فَإِنِّی كُنْتُ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ فَلَمْ یَكُونُوا یُطِیقُونَ إِلَّا دُونَ هَذَا فَلَمْ یَزَلْ یَرْجِعُ إِلَی رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَتَّی جَعَلَهَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ قَالَ ثُمَّ مَرَّ عَلَی مُوسَی علیه السلام فَقَالَ كَمْ فُرِضَ عَلَی أُمَّتِكَ قَالَ خَمْسُ صَلَوَاتٍ قَالَ ارْجِعْ إِلَی رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ أَنْ یُخَفِّفَ عَنْ أُمَّتِكَ قَالَ قَدِ اسْتَحْیَیْتُ مِنْ رَبِّی مِمَّا أَرْجِعُ إِلَیْهِ ثُمَّ مَضَی فَمَرَّ عَلَی إِبْرَاهِیمَ خَلِیلِ الرَّحْمَنِ فَنَادَاهُ مِنْ خَلْفِهِ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ أَقْرِئْ أُمَّتَكَ عَنِّی السَّلَامَ وَ أَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ مَاؤُهَا عَذْبٌ وَ تُرْبَتُهَا طَیِّبَةٌ قِیعَانٌ بِیضٌ (2) غَرْسُهَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَمُرْ أُمَّتَكَ فَلْیُكْثِرُوا مِنْ غَرْسِهَا ثُمَ
ص: 335
مَضَی حَتَّی مَرَّ بِعِیرٍ یَقْدُمُهَا جَمَلٌ أَوْرَقُ ثُمَّ أَتَی أَهْلَ مَكَّةَ فَأَخْبَرَهُمْ بِمَسِیرِهِ وَ قَدْ كَانَ بِمَكَّةَ قَوْمٌ مِنْ قُرَیْشٍ قَدْ أَتَوْا بَیْتَ الْمَقْدِسِ فَأَخْبَرَهُمْ ثُمَّ قَالَ آیَةُ ذَلِكَ أَنَّهَا تَطْلُعُ عَلَیْكُمُ السَّاعَةَ عِیرٌ مَعَ طُلُوعِ الشَّمْسِ یَقْدُمُهَا جَمَلٌ أَوْرَقُ قَالَ فَنَظَرُوا فَإِذَا هِیَ قَدْ طَلَعَتْ وَ أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ قَدْ مَرَّ بِأَبِی سُفْیَانَ وَ أَنَّ إِبِلَهُ نَفَرَتْ فِی بَعْضِ اللَّیْلِ وَ أَنَّهُ نَادَی غُلَاماً لَهُ فِی أَوَّلِ الْعِیرِ یَا فُلَانُ إِنَّ الْإِبِلَ قَدْ نَفَرَتْ وَ إِنَّ فُلَانَةَ قَدْ أَلْقَتْ حَمْلَهَا وَ انْكَسَرَ یَدُهَا فَسَأَلُوا عَنِ الْخَبَرِ فَوَجَدُوهُ كَمَا قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله (1).
بیان: اضطلع فیها أی تمكن و توجه للعمل بما أمر فیها و الاضطلاع افتعال من الضلاعة و هی القوة یقال اضطلع بحمله أی قوی علیه و نهض به و لا یبعد أن یكون فی الأصل اطلع فیها اطلاعة (2) و القیعان جمع القاع و هی أرض سهلة مطمئنة قد انفرجت عنها الجبال و الآكام.
«37»-لی، الأمالی للصدوق أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا أُسْرِیَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی بَیْتِ الْمَقْدِسِ حَمَلَهُ جَبْرَئِیلُ عَلَی الْبُرَاقِ فَأَتَیَا بَیْتَ الْمَقْدِسِ وَ عَرَضَ عَلَیْهِ مَحَارِیبَ الْأَنْبِیَاءِ وَ صَلَّی بِهَا وَ رَدَّهُ فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی رُجُوعِهِ بِعِیرٍ لِقُرَیْشٍ وَ إِذَا لَهُمْ مَاءٌ فِی آنِیَةٍ وَ قَدْ أَضَلُّوا بَعِیراً لَهُمْ (3) وَ كَانُوا یَطْلُبُونَهُ فَشَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ وَ أَهْرَقَ بَاقِیَهُ فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِقُرَیْشٍ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ قَدْ أَسْرَی بِی إِلَی بَیْتِ الْمَقْدِسِ وَ أَرَانِی آثَارَ الْأَنْبِیَاءِ وَ مَنَازِلَهُمْ وَ إِنِّی مَرَرْتُ بِعِیرٍ لِقُرَیْشٍ فِی مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا وَ قَدْ أَضَلُّوا بَعِیراً لَهُمْ فَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهِمْ وَ أَهْرَقْتُ بَاقِیَ ذَلِكَ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ قَدْ أَمْكَنَتْكُمُ الْفُرْصَةُ مِنْهُ فَاسْأَلُوهُ كَمِ الْأَسَاطِینُ فِیهَا وَ الْقَنَادِیلُ فَقَالُوا یَا مُحَمَّدُ إِنَّ هَاهُنَا مَنْ قَدْ دَخَلَ بَیْتَ الْمَقْدِسِ فَصِفْ لَنَا كَمْ أَسَاطِینُهُ وَ قَنَادِیلُهُ وَ مَحَارِیبُهُ فَجَاءَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَعَلَّقَ صُورَةَ بَیْتِ الْمَقْدِسِ تُجَاهَ وَجْهِهِ فَجَعَلَ یُخْبِرُهُمْ
ص: 336
بِمَا یَسْأَلُونَهُ عَنْهُ فَلَمَّا أَخْبَرَهُمْ قَالُوا حَتَّی یَجِی ءَ الْعِیرُ وَ نَسْأَلَهُمْ عَمَّا قُلْتَ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَصْدِیقُ ذَلِكَ أَنَّ الْعِیرَ تَطْلُعُ عَلَیْكُمْ مَعَ طُلُوعِ الشَّمْسِ یَقْدُمُهَا جَمَلٌ أَوْرَقُ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَقْبَلُوا یَنْظُرُونَ إِلَی الْعَقَبَةِ وَ یَقُولُونَ هَذِهِ الشَّمْسُ تَطْلُعُ السَّاعَةَ فَبَیْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَتْ عَلَیْهِمُ الْعِیرُ حِینَ طَلَعَ الْقُرْصُ یَقْدُمُهَا جَمَلٌ أَوْرَقُ فَسَأَلُوهُمْ عَمَّا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا لَقَدْ كَانَ هَذَا ضَلَّ جَمَلٌ لَنَا فِی مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا وَ وَضَعْنَا مَاءً فَأَصْبَحْنَا وَ قَدْ أُهَرِیقَ الْمَاءُ فَلَمْ یَزِدْهُمْ ذَلِكَ إِلَّا عُتُوّاً.
«38»-فس، تفسیر القمی رَوَی الصَّادِقُ علیه السلام عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: بَیْنَا أَنَا رَاقِدٌ فِی الْأَبْطَحِ (1) وَ عَلِیٌّ عَنْ یَمِینِی وَ جَعْفَرٌ عَنْ یَسَارِی وَ حَمْزَةُ بَیْنَ یَدَیَّ وَ إِذَا أَنَا بِحَفِیفِ (2) أَجْنِحَةِ الْمَلَائِكَةِ وَ قَائِلٍ یَقُولُ إِلَی أَیِّهِمْ بُعِثْتَ یَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ إِلَی هَذَا وَ أَشَارَ إِلَیَّ وَ هُوَ سَیِّدُ وُلْدِ آدَمَ وَ هَذَا وَصِیُّهُ وَ وَزِیرُهُ وَ خَتَنُهُ وَ خَلِیفَتُهُ فِی أُمَّتِهِ وَ هَذَا عَمُّهُ سَیِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ وَ هَذَا ابْنُ عَمِّهِ جَعْفَرٌ لَهُ جَنَاحَانِ خَضِیبَانِ یَطِیرُ بِهِمَا فِی الْجَنَّةِ مَعَ الْمَلَائِكَةِ دَعْهُ فَلْتَنَمْ عَیْنَاهُ وَ لْتَسْمَعْ أُذُنَاهُ وَ یَعِی قَلْبُهُ وَ اضْرِبُوا لَهُ مَثَلًا مَلِكٌ بَنَی دَاراً وَ اتَّخَذَ مَأْدُبَةً وَ بَعَثَ دَاعِیاً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَالْمَلِكُ اللَّهُ وَ الدَّارُ الدُّنْیَا وَ الْمَأْدُبَةُ الْجَنَّةُ وَ الدَّاعِی أَنَا قَالَ ثُمَّ أَرْكَبَهُ جَبْرَئِیلُ الْبُرَاقَ وَ أَسْرَی بِهِ إِلَی بَیْتِ الْمَقْدِسِ وَ عَرَضَ عَلَیْهِ مَحَارِیبَ الْأَنْبِیَاءِ وَ آیَاتِ الْأَنْبِیَاءِ فَصَلَّی وَ رَدَّهُ مِنْ لَیْلَتِهِ إِلَی مَكَّةَ فَمَرَّ فِی رُجُوعِهِ بِعِیرٍ لِقُرَیْشٍ (3) وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی آخِرِهِ كَمَا مَرَّ.
بیان: المأدبة بضم الدال و فتحها طعام صنع لدعوة أو عرس و الأورق من الإبل ما فی لونه بیاض إلی سواد و فی فس جمل أحمر فی الموضعین.
«39»-لی، الأمالی للصدوق السِّنَانِیُّ عَنْ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ أَنْتَ إِمَامُ الْمُسْلِمِینَ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ حُجَّةُ (4)
ص: 337
اللَّهِ بَعْدِی عَلَی الْخَلْقِ أَجْمَعِینَ وَ سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ وَ وَصِیُّ سَیِّدِ النَّبِیِّینَ یَا عَلِیُّ إِنَّهُ لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَ مِنْهَا إِلَی سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی وَ مِنْهَا إِلَی حُجُبِ النُّورِ وَ أَكْرَمَنِی رَبِّی جَلَّ جَلَالُهُ بِمُنَاجَاتِهِ قَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ قُلْتُ لَبَّیْكَ رَبِّی وَ سَعْدَیْكَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ قَالَ إِنَّ عَلِیّاً إِمَامُ أَوْلِیَائِی وَ نُورٌ لِمَنْ أَطَاعَنِی وَ هُوَ الْكَلِمَةُ الَّتِی أَلْزَمْتُهَا الْمُتَّقِینَ مَنْ أَطَاعَهُ أَطَاعَنِی وَ مَنْ عَصَاهُ عَصَانِی فَبَشِّرْهُ بِذَلِكَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ بَلَغَ مِنْ قَدْرِی حَتَّی إِنِّی أُذْكَرُ هُنَاكَ فَقَالَ نَعَمْ یَا عَلِیُّ فَاشْكُرْ رَبَّكَ فَخَرَّ عَلِیٌّ علیه السلام سَاجِداً شُكْراً لِلَّهِ عَلَی مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ارْفَعْ رَأْسَكَ یَا عَلِیُّ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ بَاهَی بِكَ مَلَائِكَتَهُ (1).
«40»-لی، الأمالی للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْعَبْدِیِّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبَایَةَ بْنِ رِبْعِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِهِ إِلَی السَّمَاءِ انْتَهَی بِهِ جَبْرَئِیلُ إِلَی نَهَرٍ یُقَالُ لَهُ النُّورُ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ (2) فَلَمَّا انْتَهَی بِهِ إِلَی ذَلِكَ النَّهَرِ فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِیلُ یَا مُحَمَّدُ اعْبُرْ عَلَی بَرَكَةِ اللَّهِ فَقَدْ نَوَّرَ اللَّهُ لَكَ بَصَرَكَ وَ مَدَّ لَكَ أَمَامَكَ فَإِنَّ هَذَا نَهَرٌ لَمْ یَعْبُرْهُ أَحَدٌ لَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ غَیْرَ أَنَّ لِی فِی كُلِّ یَوْمٍ اغْتِمَاسَةً فِیهِ ثُمَّ أَخْرُجُ مِنْهُ فَأَنْفُضُ أَجْنِحَتِی فَلَیْسَ مِنْ قَطْرَةٍ تَقْطُرُ مِنْ أَجْنِحَتِی إِلَّا خَلَقَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی مِنْهَا مَلَكاً مُقَرَّباً لَهُ عِشْرُونَ أَلْفَ وَجْهٍ وَ أَرْبَعُونَ أَلْفَ لِسَانٍ كُلُّ لِسَانٍ یَلْفَظُ بِلُغَةٍ لَا یَفْقَهُهَا اللِّسَانُ الْآخَرُ فَعَبَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی انْتَهَی إِلَی الْحُجُبِ وَ الْحُجُبُ خَمْسُمِائَةِ حِجَابٍ مِنَ الْحِجَابِ إِلَی الْحِجَابِ مَسِیرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ ثُمَّ قَالَ تَقَدَّمْ یَا مُحَمَّدُ فَقَالَ لَهُ یَا جَبْرَئِیلُ وَ لِمَ لَا تَكُونُ مَعِی قَالَ لَیْسَ لِی أَنْ أَجُوزَ هَذَا الْمَكَانَ فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ یَتَقَدَّمَ حَتَّی سَمِعَ مَا قَالَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَنَا الْمَحْمُودُ وَ أَنْتَ مُحَمَّدٌ شَقَقْتُ اسْمَكَ مِنِ اسْمِی فَمَنْ وَصَلَكَ وَصَلْتُهُ وَ مَنْ قَطَعَكَ بَتَكْتُهُ انْزِلْ إِلَی عِبَادِی فَأَخْبِرْهُمْ
ص: 338
بِكَرَامَتِی إِیَّاكَ وَ أَنِّی لَمْ أَبْعَثْ نَبِیّاً إِلَّا جَعَلْتُ لَهُ وَزِیراً وَ أَنَّكَ رَسُولِی وَ أَنَّ عَلِیّاً وَزِیرُكَ (1).
كتاب المحتضر، للحسن بن سلیمان مما رواه من كتاب المعراج عن الصدوق عن ابن الولید عن الصفار عن محمد بن أبی القاسم عن محمد البرقی عن خلف بن حماد مثله (2) بیان البتك القطع.
«41»-لی، الأمالی للصدوق ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی مَالِكٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیهما السلام فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ یَقُولُ فِیهِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَمَّا أَسْرَی بِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لَهُ یَا مُحَمَّدُ إِنَّهُ قَدِ انْقَضَتْ نُبُوَّتُكَ وَ انْقَطَعَ أَكْلُكَ فَمَنْ لِأُمَّتِكَ مِنْ بَعْدِكَ فَقُلْتُ یَا رَبِّ إِنِّی قَدْ بَلَوْتُ خَلْقَكَ فَلَمْ أَجِدْ أَحَداً أَطْوَعَ لِی مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لِی یَا مُحَمَّدُ فَمَنْ لِأُمَّتِكَ فَقُلْتُ یَا رَبِّ إِنِّی قَدْ بَلَوْتُ خَلْقَكَ فَلَمْ أَجِدْ أَحَداً أَشَدَّ حُبّاً لِی مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لِی یَا مُحَمَّدُ فَأَبْلِغْهُ أَنَّهُ رَایَةُ الْهُدَی وَ إِمَامُ أَوْلِیَائِی وَ نُورٌ لِمَنْ أَطَاعَنِی (3).
«42»-ج، الإحتجاج فِیمَا بَیَّنَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِیَهُودِیِّ الشَّامِ مِنْ مُعْجِزَاتِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مُقَابَلَةِ مُعْجِزَاتِ الْأَنْبِیَاءِ قَالَ لَهُ الْیَهُودِیُّ فَإِنَّ هَذَا سُلَیْمَانُ قَدْ سُخِّرَتْ لَهُ الرِّیَاحُ فَسَارَتْ فِی بِلَادِهِ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَ رَوَاحُهَا شَهْرٌ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام لَقَدْ كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله أُعْطِیَ مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا إِنَّهُ أُسْرِیَ بِهِ مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَی الْمَسْجِدِ الْأَقْصَی مَسِیرَةَ شَهْرٍ وَ عُرِجَ بِهِ فِی مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ مَسِیرَةَ خَمْسِینَ أَلْفَ عَامٍ فِی أَقَلَّ مِنْ ثُلُثِ لَیْلَةٍ حَتَّی انْتَهَی إِلَی سَاقِ الْعَرْشِ فَدَنَا بِالْعِلْمِ فَتَدَلَّی لَهُ مِنَ الْجَنَّةِ (4) رَفْرَفٌ أَخْضَرُ وَ غَشِیَ النُّورُ بَصَرَهُ فَرَأَی عَظَمَةَ رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِفُؤَادِهِ وَ لَمْ یَرَهَا بِعَیْنِهِ فَكَانَ
ص: 339
كَقَابِ قَوْسَیْنِ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهَا أَوْ أَدْنی فَأَوْحی إِلی عَبْدِهِ ما أَوْحی (1) إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ فِی بَابِ جَوَامِعِ الْمُعْجِزَاتِ.
«43»-ج، الإحتجاج عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِیمَا احْتَجَّ عَلَی الْیَهُودِ حُمِلْتُ عَلَی جَنَاحِ جَبْرَئِیلَ علیه السلام حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَجَاوَزْتُ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَی عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوی حَتَّی تَعَلَّقْتُ بِسَاقِ الْعَرْشِ فَنُودِیتُ مِنْ سَاقِ الْعَرْشِ أَنِّی أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ الرَّءُوفُ الرَّحِیمُ فَرَأَیْتُهُ بِقَلْبِی وَ مَا رَأَیْتُهُ بِعَیْنِی الْخَبَرَ (2).
«44»-لی، الأمالی للصدوق الْقَطَّانُ عَنِ السُّكَّرِیِّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام مَنْ أَنْكَرَ ثَلَاثَةَ أَشْیَاءَ فَلَیْسَ مِنْ شِیعَتِنَا الْمِعْرَاجَ وَ الْمُسَاءَلَةَ فِی الْقَبْرِ وَ الشَّفَاعَةَ (3).
«45»-لی، الأمالی للصدوق أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ یُونُسَ عَنْ مَنْصُورٍ الصَّیْقَلِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ عَهِدَ إِلَیَّ رَبِّی فِی عَلِیٍّ ثَلَاثَ كَلِمَاتٍ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ لَبَّیْكَ رَبِّی فَقَالَ إِنَّ عَلِیّاً إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ (4).
«46»-لی، الأمالی للصدوق مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ كَلَّمَنِی رَبِّی جَلَّ جَلَالُهُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ لَبَّیْكَ رَبِّی فَقَالَ إِنَّ عَلِیّاً حُجَّتِی بَعْدَكَ عَلَی خَلْقِی وَ إِمَامُ أَهْلِ طَاعَتِی مَنْ أَطَاعَهُ أَطَاعَنِی وَ مَنْ عَصَاهُ عَصَانِی فَانصِبْهُ عَلَماً لِأُمَّتِكَ یَهْتَدُونَ بِهِ بَعْدَكَ (5).
ص: 340
«47»-لی، الأمالی للصدوق مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ أَبَانٍ عَنْ زُرَارَةَ وَ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبَّادٍ الْقَصْرِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ الْجُعْفِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا أُسْرِیَ بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ انْتَهَی إِلَی حَیْثُ أَرَادَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی نَاجَاهُ رَبُّهُ جَلَّ جَلَالُهُ فَلَمَّا أَنْ هَبَطَ إِلَی السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ نَادَاهُ یَا مُحَمَّدُ قَالَ لَبَّیْكَ رَبِّی قَالَ مَنِ اخْتَرْتَ مِنْ أُمَّتِكَ یَكُونُ مِنْ بَعْدِكَ لَكَ خَلِیفَةً قَالَ اخْتَرْ لِی ذَلِكَ فَتَكُونُ أَنْتَ الْمُخْتَارَ لِی فَقَالَ اخْتَرْتُ لَكَ خِیَرَتَكَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ (1).
«48»-لی، الأمالی للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیهما السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَیْثُ أُسْرِیَ بِهِ (2) لَمْ یَمُرَّ بِخَلْقٍ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ إِلَّا رَأَی مِنْهُ مَا یُحِبُّ مِنَ الْبِشْرِ وَ اللُّطْفِ وَ السُّرُورِ بِهِ حَتَّی مَرَّ بِخَلْقٍ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ فَلَمْ یَلْتَفِتْ إِلَیْهِ وَ لَمْ یَقُلْ لَهُ شَیْئاً فَوَجَدَهُ قَاطِباً عَابِساً فَقَالَ یَا جَبْرَئِیلُ مَا مَرَرْتُ بِخَلْقٍ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ إِلَّا رَأَیْتُ الْبِشْرَ وَ اللُّطْفَ وَ السُّرُورَ مِنْهُ إِلَّا هَذَا فَمَنْ هَذَا قَالَ هَذَا مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ وَ هَكَذَا خَلَقَهُ رَبُّهُ قَالَ فَإِنِّی أُحِبُّ أَنْ تَطْلُبَ إِلَیْهِ أَنْ یُرِیَنِی النَّارَ فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام إِنَّ هَذَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ قَدْ سَأَلَنِی أَنْ أَطْلُبَ إِلَیْكَ أَنْ تُرِیَهُ النَّارَ قَالَ فَأَخْرَجَ لَهُ عُنُقاً (3) مِنْهَا فَرَآهَا فَلَمَّا أَبْصَرَهَا لَمْ یَكُنْ ضَاحِكاً حَتَّی قَبَضَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ (4).
شی، تفسیر العیاشی عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْهُ علیه السلام مِثْلَهُ وَ فِیهِ فَكَشَفَ لَهُ عَنْ طَبَقٍ مِنْ أَطْبَاقِهَا
49- لی، الأمالی للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ سَعْدٍ الْخَفَّافِ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَ مِنْهَا إِلَی سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی وَ مِنَ السِّدْرَةِ إِلَی حُجُبِ النُّورِ نَادَانِی رَبِّی جَلَّ جَلَالُهُ یَا مُحَمَّدُ أَنْتَ عَبْدِی
ص: 341
وَ أَنَا رَبُّكَ فَلِی فَاخْضَعْ وَ إِیَّایَ فَاعْبُدْ وَ عَلَیَّ فَتَوَكَّلْ وَ بِی فَثِقْ فَإِنِّی قَدْ رَضِیتُ بِكَ عَبْداً وَ حَبِیباً وَ رَسُولًا وَ نَبِیّاً وَ بِأَخِیكَ عَلِیٍّ خَلِیفَةً وَ بَاباً فَهُوَ حُجَّتِی عَلَی عِبَادِی وَ إِمَامٌ لِخَلْقِی بِهِ یُعْرَفُ أَوْلِیَائِی مِنْ أَعْدَائِی وَ بِهِ یُمَیَّزُ حِزْبُ الشَّیْطَانِ مِنْ حِزْبِی وَ بِهِ یُقَامُ دِینِی وَ تُحْفَظُ حُدُودِی وَ تُنْفَذُ أَحْكَامِی وَ بِكَ وَ بِهِ وَ بِالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ أَرْحَمُ عِبَادِی وَ إِمَائِی وَ بِالْقَائِمِ مِنْكُمْ أَعْمُرُ أَرْضِی بِتَسْبِیحِی وَ تَقْدِیسِی وَ تحلیلی (تَهْلِیلِی) وَ تَكْبِیرِی وَ تَمْجِیدِی وَ بِهِ أُطَهِّرُ الْأَرْضَ مِنْ أَعْدَائِی وَ أُورِثُهَا أَوْلِیَائِی وَ بِهِ أَجْعَلُ كَلِمَةَ الَّذِینَ كَفَرُوا بِیَ السُّفْلَی وَ كَلِمَتِیَ الْعُلْیَا وَ بِهِ أُحْیِی عِبَادِی وَ بِلَادِی بِعِلْمِی وَ لَهُ أُظْهِرُ الْكُنُوزَ (1) وَ الذَّخَائِرَ بِمَشِیَّتِی وَ إِیَّاهُ أُظْهِرُ عَلَی الْأَسْرَارِ وَ الضَّمَائِرِ بِإِرَادَتِی وَ أَمُدُّهُ بِمَلَائِكَتِی لِتُؤَیِّدَهُ عَلَی إِنْفَاذِ أَمْرِی وَ إِعْلَانِ دِینِی ذَلِكَ وَلِیِّی حَقّاً وَ مَهْدِیُّ عِبَادِی صِدْقاً (2).
«50»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ الْكُوفِیِّ (3) عَنْ یَحْیَی بْنِ سَالِمٍ الْفَرَّاءِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَیْتُ فِیهَا قَصْراً مِنْ یَاقُوتٍ أَحْمَرَ یُرَی بَاطِنُهُ مِنْ ظَاهِرِهِ لِضِیَائِهِ وَ نُورِهِ وَ فِیهِ قُبَّتَانِ مِنْ دُرٍّ وَ زَبَرْجَدٍ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ قَالَ هُوَ لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ وَ أَدَامَ الصِّیَامَ وَ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَ تَهَجَّدَ بِاللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَامٌ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ فِی أُمَّتِكَ مَنْ یُطِیقُ هَذَا فَقَالَ أَ تَدْرِی مَا إِطَابَةُ الْكَلَامِ فَقُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ أَ تَدْرِی مَا إِدَامَةُ الصِّیَامِ قُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ مَنْ صَامَ شَهْرَ الصَّبْرِ (4) شَهْرَ رَمَضَانَ وَ لَمْ یُفْطِرْ مِنْهُ یَوْماً أَ تَدْرِی مَا إِطْعَامُ الطَّعَامِ قُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ مَنْ طَلَبَ لِعِیَالِهِ مَا یَكُفُّ بِهِ وُجُوهَهُمْ عَنِ النَّاسِ أَ تَدْرِی مَا التَّهَجُّدُ بِاللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَامٌ قُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ مَنْ لَمْ یَنَمْ حَتَّی
ص: 342
یُصَلِّیَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ وَ النَّاسُ مِنَ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی وَ غَیْرِهِمْ مِنَ الْمُشْرِكِینَ یَنَامُ بَیْنَهُمَا (1).
فس، تفسیر القمی أبی عن حماد مثله (2).
«51»-ل، الخصال الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّكُونِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِیَّا بْنِ دِینَارٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ جَعْفَرٍ الْأَحْمَرِ عَنْ أُمَیٍّ الصَّیْرَفِیِّ (3) عَنْ أَبِی كَثِیرٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَسْرَی بِی رَبِّی فَأَوْحَی إِلَیَّ فِی عَلِیٍّ علیه السلام بِثَلَاثٍ أَنَّهُ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ سَیِّدُ الْمُؤْمِنِینَ (4) وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ (5).
«52»-لی، الأمالی للصدوق عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّمَاوِنْجِیِّ (6) عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ دَاوُدَ الشَّعِیرِیِّ عَنِ الرَّبِیعِ صَاحِبِ الْمَنْصُورِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ عَهِدَ إِلَیَّ رَبِّی جَلَّ جَلَالُهُ فِی عَلِیٍّ ثَلَاثَ كَلِمَاتٍ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ لَبَّیْكَ رَبِّی وَ سَعْدَیْكَ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ عَلِیّاً إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ فَبَشِّرْهُ بِذَلِكَ (7) الْخَبَرَ.
«53»-مع، معانی الأخبار الْوَرَّاقُ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَزْوِینِیُّ عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَعِیدٍ الْأَزْرَقِ عَنْ أَبِی نَصْرٍ عَنْ عِیسَی بْنِ مِهْرَانَ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْفُرَاتِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ یَعْلَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَزَوَّرِ (8) عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ أَنَّهُ
ص: 343
ذُكِرَ عِنْدَهُ الْأَذَانُ فَقَالَ لَمَّا أُسْرِیَ بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی السَّمَاءِ وَ تَنَاهَی إِلَی السَّمَاءِ السَّادِسَةِ نَزَلَ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ لَمْ یَنْزِلْ قَبْلَ ذَلِكَ الْیَوْمِ قَطُّ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ أَنَا كَذَلِكَ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَا كَذَلِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ عَبْدِی وَ أَمِینِی عَلَی خَلْقِی اصْطَفَیْتُهُ بِرِسَالاتِی ثُمَّ قَالَ حَیَّ عَلَی الصَّلَاةِ قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ فَرَضْتُهَا عَلَی عِبَادِی وَ جَعَلْتُهَا لِی دِیناً ثُمَّ قَالَ حَیَّ عَلَی الْفَلَاحِ قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ أَفْلَحَ مَنْ مَشَی إِلَیْهَا وَ وَاظَبَ عَلَیْهَا ابْتِغَاءَ وَجْهِی ثُمَّ قَالَ حَیَّ عَلَی خَیْرِ الْعَمَلِ قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ هِیَ أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ وَ أَزْكَاهَا عِنْدِی ثُمَّ قَالَ قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ فَتَقَدَّمَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَمَّ أَهْلَ السَّمَاءِ فَمِنْ یَوْمَئِذٍ تَمَّ شَرَفُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله (1).
«54»-مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا أُسْرِیَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَأَذَّنَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَلَمَّا قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَلَمَّا قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ خَلَعَ الْأَنْدَادَ فَلَمَّا قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ نَبِیٌّ بُعِثَ فَلَمَّا قَالَ حَیَّ عَلَی الصَّلَاةِ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ حَثَّ عَلَی عِبَادَةِ رَبِّهِ فَلَمَّا قَالَ حَیَّ عَلَی الْفَلَاحِ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ أَفْلَحَ مَنِ اتَّبَعَهُ (2).
شی، تفسیر العیاشی عن حفص مثله (3).
«55»-مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْمُؤَدِّبِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ یَحْیَی بْنِ یَعْلَی الْأَسْلَمِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ الخزرمی (4) عَنْ شَدَّادٍ الْبَصْرِیِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِی رِیَاحٍ (5) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ
ص: 344
رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ إِذَا أَنَا بِأُسْطُوَانَةٍ أَصْلُهَا مِنْ فِضَّةٍ بَیْضَاءَ وَ وَسَطُهَا مِنْ یَاقُوتَةٍ وَ زَبَرْجَدٍ وَ أَعْلَاهَا ذَهَبَةٌ حَمْرَاءُ (1) فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ مَا هَذِهِ فَقَالَ هَذَا دِینُكَ أَبْیَضُ وَاضِحٌ مُضِی ءٌ قُلْتُ وَ مَا هَذَا وَسَطُهَا قَالَ الْجِهَادُ قُلْتُ فَمَا هَذِهِ الذَّهَبَةُ الْحَمْرَاءُ قَالَ الْهِجْرَةُ وَ لِذَلِكَ عَلَا إِیمَانُ عَلِیٍّ علیه السلام عَلَی إِیمَانِ كُلِّ مُؤْمِنٍ (2).
«56»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام ع، علل الشرائع الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ الْهَاشِمِیُّ عَنْ فُرَاتِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْهَمْدَانِیِّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبُخَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِی الصَّلْتِ الْهَرَوِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ خَلْقاً أَفْضَلَ مِنِّی وَ لَا أَكْرَمَ عَلَیْهِ مِنِّی قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَنْتَ أَفْضَلُ أَوْ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَضَّلَ أَنْبِیَاءَهُ الْمُرْسَلِینَ عَلَی مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِینَ وَ فَضَّلَنِی عَلَی جَمِیعِ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ الْفَضْلُ بَعْدِی لَكَ یَا عَلِیُّ وَ لِلْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِكَ وَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَخُدَّامُنَا وَ خُدَّامُ مُحِبِّینَا یَا عَلِیُّ الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ... وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا بِوَلَایَتِنَا یَا عَلِیُّ لَوْ لَا نَحْنُ مَا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَ لَا حَوَّاءَ وَ لَا الْجَنَّةَ وَ لَا النَّارَ وَ لَا السَّمَاءَ وَ لَا الْأَرْضَ فَكَیْفَ لَا نَكُونُ أَفْضَلَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ قَدْ سَبَقْنَاهُمْ إِلَی مَعْرِفَةِ رَبِّنَا وَ تَسْبِیحِهِ وَ تَهْلِیلِهِ وَ تَقْدِیسِهِ لِأَنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ خَلْقُ أَرْوَاحِنَا فَأَنْطَقَنَا بِتَوْحِیدِهِ وَ تَحْمِیدِهِ ثُمَّ خَلَقَ الْمَلَائِكَةَ فَلَمَّا شَاهَدُوا أَرْوَاحَنَا نُوراً وَاحِداً اسْتَعْظَمُوا أَمْرَنَا فَسَبَّحْنَا لِتَعْلَمَ الْمَلَائِكَةُ أَنَّا خَلْقٌ مَخْلُوقُونَ وَ أَنَّهُ مُنَزَّهٌ عَنْ صِفَاتِنَا فَسَبَّحَتِ الْمَلَائِكَةُ بِتَسْبِیحِنَا وَ نَزَّهَتْهُ عَنْ صِفَاتِنَا فَلَمَّا شَاهَدُوا عِظَمَ شَأْنِنَا هَلَّلْنَا لِتَعْلَمَ الْمَلَائِكَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّا عَبِیدٌ وَ لَسْنَا بِآلِهَةٍ یَجِبُ أَنْ نُعْبَدَ مَعَهُ أَوْ دُونَهُ فَقَالُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَلَمَّا شَاهَدُوا كِبَرَ مَحَلِّنَا كَبَّرْنَا لِتَعْلَمَ الْمَلَائِكَةُ أَنَّ اللَّهَ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ یُنَالَ عِظَمُ الْمَحَلِّ إِلَّا بِهِ فَلَمَّا شَاهَدُوا مَا جَعَلَهُ لَنَا مِنَ الْعِزَّةِ وَ الْقُوَّةِ قُلْنَا لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ لِتَعْلَمَ الْمَلَائِكَةُ أَنْ لَا حَوْلَ لَنَا وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَلَمَّا شَاهَدُوا مَا أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَیْنَا وَ أَوْجَبَهُ لَنَا مِنْ فَرْضِ الطَّاعَةِ
ص: 345
قُلْنَا الْحَمْدُ لِلَّهِ لِتَعْلَمَ الْمَلَائِكَةُ مَا یَحِقُّ لِلَّهِ تَعَالَی ذِكْرُهُ عَلَیْنَا مِنَ الْحَمْدِ عَلَی نِعْمَتِهِ (1) فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَبِنَا اهْتَدَوْا إِلَی مَعْرِفَةِ تَوْحِیدِ اللَّهِ وَ تَسْبِیحِهِ وَ تَهْلِیلِهِ وَ تَحْمِیدِهِ وَ تَمْجِیدِهِ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَ آدَمَ فَأَوْدَعَنَا صُلْبَهُ وَ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ بِالسُّجُودِ لَهُ تَعْظِیماً لَنَا وَ إِكْرَاماً وَ كَانَ سُجُودُهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عُبُودِیَّةً وَ لِآدَمَ إِكْرَاماً وَ طَاعَةً لِكَوْنِنَا فِی صُلْبِهِ فَكَیْفَ لَا نَكُونُ أَفْضَلَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ قَدْ سَجَدُوا لِآدَمَ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ وَ إِنَّهُ لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ أَذَّنَ جَبْرَئِیلُ مَثْنَی مَثْنَی وَ أَقَامَ مَثْنَی مَثْنَی ثُمَّ قَالَ لِی تَقَدَّمْ یَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ لَهُ یَا جَبْرَئِیلُ أَتَقَدَّمُ عَلَیْكَ فَقَالَ نَعَمْ لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَضَّلَ أَنْبِیَاءَهُ عَلَی مَلَائِكَتِهِ أَجْمَعِینَ وَ فَضَّلَكَ خَاصَّةً فَتَقَدَّمْتُ فَصَلَّیْتُ بِهِمْ وَ لَا فَخْرَ فَلَمَّا انْتَهَیْتُ إِلَی حُجُبِ النُّورِ قَالَ لِی جَبْرَئِیلُ تَقَدَّمْ یَا مُحَمَّدُ وَ تَخَلَّفَ عَنِّی فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ فِی مِثْلِ هَذَا الْمَوْضِعِ تُفَارِقُنِی فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ انْتِهَاءَ حَدِّیَ الَّذِی وَضَعَنِی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهِ إِلَی هَذَا الْمَكَانِ فَإِنْ تَجَاوَزْتُهُ احْتَرَقَتْ أَجْنِحَتِی بِتَعَدِّی حُدُودِ رَبِّی جَلَّ جَلَالُهُ فَزُخَّ بِی فِی النُّورِ زَخَّةً حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَی حَیْثُ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ عُلُوِّ مُلْكِهِ فَنُودِیتُ یَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ لَبَّیْكَ رَبِّی وَ سَعْدَیْكَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ فَنُودِیتُ یَا مُحَمَّدُ أَنْتَ عَبْدِی وَ أَنَا رَبُّكَ فَإِیَّایَ فَاعْبُدْ وَ عَلَیَّ فَتَوَكَّلْ فَإِنَّكَ نُورِی فِی عِبَادِی وَ رَسُولِی إِلَی خَلْقِی وَ حُجَّتِی عَلَی بَرِیَّتِی لَكَ وَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ خَلَقْتُ جَنَّتِی وَ لِمَنْ خَالَفَكَ خَلَقْتُ نَارِی وَ لِأَوْصِیَائِكَ أَوْجَبْتُ كَرَامَتِی وَ لِشِیعَتِهِمْ أَوْجَبْتُ ثَوَابِی فَقُلْتُ یَا رَبِّ وَ مَنْ أَوْصِیَائِی فَنُودِیتُ یَا مُحَمَّدُ أَوْصِیَاؤُكَ الْمَكْتُوبُونَ عَلَی سَاقِ عَرْشِی فَنَظَرْتُ وَ أَنَا بَیْنَ یَدَیْ رَبِّی جَلَّ جَلَالُهُ إِلَی سَاقِ الْعَرْشِ فَرَأَیْتُ اثْنَیْ عَشَرَ نُوراً فِی كُلِّ نُورٍ سَطْرٌ أَخْضَرُ عَلَیْهِ اسْمُ وَصِیٍّ مِنْ أَوْصِیَائِی أَوَّلُهُمْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ آخِرُهُمْ مَهْدِیُّ أُمَّتِی فَقُلْتُ یَا رَبِّ هَؤُلَاءِ أَوْصِیَائِی مِنْ بَعْدِی فَنُودِیتُ یَا مُحَمَّدُ هَؤُلَاءِ أَوْلِیَائِی وَ أَوْصِیَائِی وَ أَصْفِیَائِی وَ حُجَجِی بَعْدَكَ عَلَی بَرِیَّتِی وَ هُمْ أَوْصِیَاؤُكَ وَ خُلَفَاؤُكَ وَ خَیْرُ خَلْقِی بَعْدَكَ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَأُظْهِرَنَّ بِهِمْ دِینِی وَ لَأُعْلِیَنَ
ص: 346
بِهِمْ كَلِمَتِی وَ لَأُطَهِّرَنَّ الْأَرْضَ بِآخِرِهِمْ مِنْ أَعْدَائِی وَ لَأُمَكِّنَنَّهُ (1) مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبَهَا وَ لَأُسَخِّرَنَّ لَهُ الرِّیَاحَ وَ لَأُذَلِّلَنَّ لَهُ السَّحَابَ الصِّعَابَ وَ لَأُرَقِّیَنَّهُ فِی الْأَسْبَابِ فَلَأَنْصُرَنَّهُ بِجُنْدِی وَ لَأَمُدَّنَّهُ بِمَلَائِكَتِی حَتَّی تَعْلُوَ دَعْوَتِی وَ تَجْمَعَ الْخَلْقُ عَلَی تَوْحِیدِی ثُمَّ لَأُدِیمَنَّ مُلْكَهُ وَ لَأُدَاوِلَنَّ الْأَیَّامَ بَیْنَ أَوْلِیَائِی إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ (2).
إیضاح:
قال الجزری فی الحدیث مثل أهل بیتی مثل سفینة نوح من تخلف عنها زخ به فی النار.
أی دفع و رمی یقال زخه یزخه زخا.
«57»-ع، علل الشرائع السِّنَانِیُّ وَ الدَّقَّاقُ وَ الْمُكَتِّبُ وَ الْوَرَّاقُ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ دِینَارٍ قَالَ: سَأَلْتُ زَیْنَ الْعَابِدِینَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام عَنِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ هَلْ یُوصَفُ بِمَكَانٍ فَقَالَ تَعَالَی اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ قُلْتُ فَلِمَ أَسْرَی بِنَبِیِّهِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی السَّمَاءِ قَالَ لِیُرِیَهُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَ مَا فِیهَا مِنْ عَجَائِبِ صُنْعِهِ وَ بَدَائِعِ خَلْقِهِ قُلْتُ فَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّی فَكانَ قابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنی (3) قَالَ ذَاكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله دَنَا مِنْ حُجُبِ النُّورِ فَرَأَی مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ ثُمَّ تَدَلَّی صلی اللّٰه علیه و آله فَنَظَرَ مِنْ تَحْتِهِ إِلَی مَلَكُوتِ الْأَرْضِ حَتَّی ظَنَّ أَنَّهُ فِی الْقُرْبِ مِنَ الْأَرْضِ كَقَابِ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنَی.
«58»-ل، الخصال أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ حُكَیْمٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَزْدِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا خَفَّفَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی صَارَتْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ أَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ یَا مُحَمَّدُ إِنَّهَا خَمْسٌ بِخَمْسِینَ (4).
«59»-ع، علل الشرائع الْمُكَتِّبُ وَ الْوَرَّاقُ وَ الْهَمَذَانِیُّ جَمِیعاً عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی عِمْرَانَ وَ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام لِأَیِّ عِلَّةٍ عَرَجَ اللَّهُ بِنَبِیِّهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ مِنْهَا إِلَی سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی وَ مِنْهَا
ص: 347
إِلَی حُجُبِ النُّورِ وَ خَاطَبَهُ وَ نَاجَاهُ هُنَاكَ وَ اللَّهُ لَا یُوصَفُ بِمَكَانٍ فَقَالَ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ لَا یُوصَفُ بِمَكَانٍ وَ لَا یَجْرِی عَلَیْهِ زَمَانٌ وَ لَكِنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَرَادَ أَنْ یُشْرِفَ بِهِ مَلَائِكَتَهُ وَ سُكَّانَ سَمَاوَاتِهِ وَ یُكْرِمَهُمْ بِمُشَاهَدَتِهِ وَ یُرِیَهُ مِنْ عَجَائِبِ عَظَمَتِهِ مَا یُخْبِرُ بِهِ بَعْدَ هُبُوطِهِ وَ لَیْسَ ذَلِكَ عَلَی مَا یَقُولُهُ الْمُشَبِّهُونَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ تَعالی عَمَّا یَصِفُونَ (1).
ید، التوحید علی بن الحسین بن الصلت عن محمد بن أحمد بن علی بن الصلت عن عمه عبد اللّٰه بن الصلت عن یونس مثله (2).
«60»-ید، التوحید لی، الأمالی للصدوق ع، علل الشرائع ابْنُ عِصَامٍ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمِیمِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُ أَبِی سَیِّدَ الْعَابِدِینَ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ یَا أَبَتِ أَخْبِرْنِی عَنْ جَدِّنَا رَسُولِ اللَّهِ لَمَّا عُرِجَ بِهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ أَمَرَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِخَمْسِینَ صَلَاةً كَیْفَ لَمْ یَسْأَلْهُ التَّخْفِیفَ عَنْ أُمَّتِهِ حَتَّی قَالَ لَهُ مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ علیه السلام ارْجِعْ إِلَی رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِیفَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِیقُ ذَلِكَ فَقَالَ یَا بُنَیَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ لَا یَقْتَرِحُ عَلَی رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَا یُرَاجِعُهُ فِی شَیْ ءٍ یَأْمُرُهُ بِهِ فَلَمَّا سَأَلَهُ مُوسَی علیه السلام ذَلِكَ فَكَانَ شَفِیعاً لِأُمَّتِهِ إِلَیْهِ لَمْ یَجُزْ لَهُ رَدُّ شَفَاعَةِ أَخِیهِ مُوسَی علیه السلام فَرَجَعَ إِلَی رَبِّهِ فَسَأَلَهُ التَّخْفِیفَ إِلَی أَنْ رَدَّهَا إِلَی خَمْسِ صَلَوَاتٍ قَالَ قُلْتُ لَهُ یَا أَبَتِ فَلِمَ لَا یَرْجِعُ إِلَی رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یَسْأَلُهُ (3) التَّخْفِیفَ عَنْ خَمْسِ صَلَوَاتٍ وَ قَدْ سَأَلَهُ مُوسَی علیه السلام أَنْ یَرْجِعَ إِلَی رَبِّهِ وَ یَسْأَلَهُ التَّخْفِیفَ فَقَالَ یَا بُنَیَّ أَرَادَ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یُحَصِّلَ لِأُمَّتِهِ التَّخْفِیفَ مَعَ أَجْرِ خَمْسِینَ صَلَاةً یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها (4) أَ لَا تَرَی أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا هَبَطَ إِلَی الْأَرْضِ نَزَلَ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ إِنَّهَا خَمْسٌ بِخَمْسِینَ ما یُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَیَّ وَ ما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِیدِ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ یَا أَبَتِ أَ لَیْسَ اللَّهُ تَعَالَی ذِكْرُهُ لَا یُوصَفُ
ص: 348
بِمَكَانٍ فَقَالَ بَلَی تَعَالَی اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ فَقُلْتُ فَمَا مَعْنَی قَوْلِ مُوسَی علیه السلام لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ارْجِعْ إِلَی رَبِّكَ فَقَالَ مَعْنَاهُ مَعْنَی قَوْلِ إِبْرَاهِیمَ إِنِّی ذاهِبٌ إِلی رَبِّی سَیَهْدِینِ (1) وَ مَعْنَی قَوْلِ مُوسَی علیه السلام وَ عَجِلْتُ إِلَیْكَ رَبِّ لِتَرْضی (2) وَ مَعْنَی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَفِرُّوا إِلَی اللَّهِ (3) یَعْنِی حُجُّوا إِلَی بَیْتِ اللَّهِ یَا بُنَیَّ إِنَّ الْكَعْبَةَ بَیْتُ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ بَیْتَ اللَّهِ فَقَدْ قَصَدَ إِلَی اللَّهِ وَ الْمَسَاجِدُ بُیُوتُ اللَّهِ فَمَنْ سَعَی إِلَیْهَا فَقَدْ سَعَی إِلَی اللَّهِ وَ قَصَدَ إِلَیْهِ وَ الْمُصَلِّی مَا دَامَ فِی صَلَاتِهِ فَهُوَ وَاقِفٌ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ وَ أَهْلَ مَوْقِفِ عَرَفَاتٍ هُمْ وُقُوفٌ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بِقَاعاً فِی سَمَاوَاتِهِ فَمَنْ عُرِجَ بِهِ إِلَی بُقْعَةٍ مِنْهَا فَقَدْ عُرِجَ بِهِ إِلَیْهِ أَ لَا تَسْمَعُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ إِلَیْهِ (4) وَ یَقُولُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی قِصَّةِ عِیسَی بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَیْهِ (5) وَ یَقُولُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ یَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّیِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ یَرْفَعُهُ (6).
بیان: الاقتراح السؤال من غیر رویة قوله ما یبدل القول لدی لعل المعنی أنه كان مرادی بالخمسین أن أعطیهم ثواب الخمسین أو أنه تعالی لما قرر لهم خمسین صلاة فلو بدلها و لم یعطهم هذا الثواب لكان ظلما فی جنب عظمته و قدرته و عجز خلقه و افتقارهم إلیه ثم الغرض من هذه الاستشهادات أن هذا المعنی شائع فی الاستعمالات و قوله فهو واقف بین یدی اللّٰه استشهاد بقول الرسول صلی اللّٰه علیه و آله أو بالمعروف بین الخاص و العام.
تذییل: قال السید المرتضی رضی اللّٰه عنه فی جواب بعض الإشكالات الموردة علی هذا الخبر قلنا أما هذه الروایة فهی من طریق الآحاد التی لا توجب علما و هی
ص: 349
مع ذلك مضعفة و لیس یمتنع لو كانت صحیحة أن تكون المصلحة فی الابتداء تقتضی العبادة بالخمسین من الصلوات فإذا وقعت المراجعة تغیرت المصلحة و اقتضت أقل من ذلك حتی تنتهی إلی هذا العدد المستقر و یكون النبی صلی اللّٰه علیه و آله قد أعلم بذلك فراجع طلبا للتخفیف عن أمته و التسهیل و نظیر ما ذكرناه فی تغیر المصلحة بالمراجعة و تركها أن فعل المنذور قبل النذر غیر واجب فإذا تقدم النذر صار واجبا و داخلا فی جملة العبادات المفترضات و كذلك تسلیم المبیع غیر واجب و لا داخل فی جملة العبادات فإذا تقدم عقد البیع وجب و صار مصلحة و نظائر ذلك فی الشرعیات أكثر من أن تحصی فأما قول موسی علیه السلام له صلی اللّٰه علیه و آله إن أمتك لا تطیق فلیس ذلك بتنبیه له صلی اللّٰه علیه و آله و لیس یمتنع أن یكون النبی صلی اللّٰه علیه و آله أراد أن یسأل مثل ذلك لو لم یقله موسی علیه السلام و یجوز أن یكون قوله قوی دواعیه فی المراجعة التی كانت أبیحت له و فی الناس من استبعد هذا الموضع من حیث یقتضی أن یكون موسی علیه السلام فی تلك الحال حیا كاملا و قد قبض منذ زمان و هذا لیس ببعید لأن اللّٰه تعالی قد خبر أن أنبیاءه علیهم السلام و الصالحین من عباده فی الجنان یرزقون فما المانع من أن یجمع اللّٰه بین نبینا صلی اللّٰه علیه و آله و بین موسی علیه السلام (1).
«61»-ع، علل الشرائع الْقَطَّانُ عَنِ السُّكَّرِیِّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی الْعَبْسِیِّ عَنْ جَبَلَةَ الْمَكِّیِّ عَنْ طَاوُسٍ الْیَمَانِیِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَخَلَتْ عَائِشَةُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یُقَبِّلُ فَاطِمَةَ فَقَالَتْ لَهُ أَ تُحِبُّهَا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ عَلِمْتِ حُبِّی لَهَا لَازْدَدْتِ لَهَا حُبّاً إِنَّهُ لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ أَذَّنَ جَبْرَئِیلُ وَ أَقَامَ مِیكَائِیلُ ثُمَّ قِیلَ لِی ادْنُ یَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ أَتَقَدَّمُ وَ أَنْتَ بِحَضْرَتِی یَا جَبْرَئِیلُ قَالَ نَعَمْ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَضَّلَ أَنْبِیَاءَهُ الْمُرْسَلِینَ عَلَی مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِینَ وَ فَضَّلَكَ أَنْتَ خَاصَّةً (2) فَدَنَوْتُ فَصَلَّیْتُ بِأَهْلِ السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ ثُمَّ الْتَفَتُّ عَنْ یَمِینِی فَإِذَا أَنَا بِإِبْرَاهِیمَ علیه السلام فِی رَوْضَةٍ مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ وَ قَدِ اكْتَنَفَهَا جَمَاعَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ثُمَّ إِنِّی صِرْتُ إِلَی السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ وَ مِنْهَا إِلَی السَّادِسَةِ فَنُودِیتُ یَا مُحَمَّدُ نِعْمَ الْأَبُ أَبُوكَ إِبْرَاهِیمُ وَ نِعْمَ الْأَخُ
ص: 350
أَخُوكَ عَلِیٌّ فَلَمَّا صِرْتُ إِلَی الْحُجُبِ (1) أَخَذَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام بِیَدِی فَأَدْخَلَنِی الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِشَجَرَةٍ مِنْ نُورٍ فِی أَصْلِهَا مَلَكَانِ یَطْوِیَانِ الْحُلَلَ وَ الْحُلِیَّ فَقُلْتُ حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ لِمَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةُ فَقَالَ هَذِهِ لِأَخِیكَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ هَذَانِ الْمَلَكَانِ یَطْوِیَانِ لَهُ الْحُلِیَّ وَ الْحُلَلَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ ثُمَّ تَقَدَّمْتُ أَمَامِی فَإِذَا أَنَا بِرُطَبٍ أَلْیَنَ مِنَ الزُّبْدِ وَ أَطْیَبَ مِنَ الْمِسْكِ وَ أَحْلَی مِنَ الْعَسَلِ فَأَخَذْتُ رُطَبَةً فَأَكَلْتُهَا فَتَحَوَّلَتِ الرُّطَبَةُ نُطْفَةً فِی صُلْبِی فَلَمَّا أَنْ هَبَطْتُ إِلَی الْأَرْضِ وَاقَعْتُ خَدِیجَةَ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ علیها السلام فَفَاطِمَةُ حَوْرَاءُ إِنْسِیَّةٌ فَإِذَا اشْتَقْتُ إِلَی الْجَنَّةِ شَمِمْتُ رَائِحَةَ فَاطِمَةَ علیها السلام (2).
كتاب المحتضر، للحسن بن سلیمان نقلا من كتاب المعراج للصدوق رحمه اللّٰه بهذا الإسناد مثله (3).
«62»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام الْوَرَّاقُ عَنْ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیهم السلام قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ فَاطِمَةُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَوَجَدْتُهُ یَبْكِی بُكَاءً شَدِیداً فَقُلْتُ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الَّذِی أَبْكَاكَ فَقَالَ یَا عَلِیُّ لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ رَأَیْتُ نِسَاءً مِنْ أُمَّتِی فِی عَذَابٍ شَدِیدٍ فَأَنْكَرْتُ شَأْنَهُنَّ فَبَكَیْتُ لِمَا رَأَیْتُ مِنْ شِدَّةِ عَذَابِهِنَّ رَأَیْتُ امْرَأَةً مُعَلَّقَةً بِشَعْرِهَا یَغْلِی دِمَاغُ رَأْسِهَا وَ رَأَیْتُ امْرَأَةً مُعَلَّقَةً بِلِسَانِهَا وَ الْحَمِیمُ یُصَبُّ فِی حَلْقِهَا وَ رَأَیْتُ امْرَأَةً مُعَلَّقَةً بِثَدْیَیْهَا وَ رَأَیْتُ امْرَأَةً تَأْكُلُ لَحْمَ جَسَدِهَا وَ النَّارُ تُوقَدُ مِنْ تَحْتِهَا وَ رَأَیْتُ امْرَأَةً قَدْ شُدَّ رِجْلَاهَا إِلَی یَدَیْهَا وَ قَدْ سُلِّطَ عَلَیْهَا الْحَیَّاتُ وَ الْعَقَارِبُ وَ رَأَیْتُ امْرَأَةً صَمَّاءَ عَمْیَاءَ خَرْسَاءَ فِی تَابُوتٍ مِنْ نَارٍ یَخْرُجُ دِمَاغُ رَأْسِهَا مِنْ مَنْخِرِهَا وَ بَدَنُهَا مُتَقَطِّعٌ مِنَ الْجُذَامِ وَ الْبَرَصِ وَ رَأَیْتُ امْرَأَةً مُعَلَّقَةً بِرِجْلَیْهَا فِی تَنُّورٍ مِنْ نَارٍ وَ رَأَیْتُ امْرَأَةً تُقَطَّعُ لَحْمُ جَسَدِهَا مِنْ مُقَدَّمِهَا وَ مُؤَخَّرِهَا بِمَقَارِیضَ مِنْ نَارٍ وَ رَأَیْتُ امْرَأَةً تُحْرَقُ وَجْهُهَا وَ یَدَاهَا وَ هِیَ تَأْكُلُ أَمْعَاءَهَا وَ رَأَیْتُ امْرَأَةً رَأْسُهَا رَأْسُ خِنْزِیرٍ وَ بَدَنُهَا بَدَنُ الْحِمَارِ وَ عَلَیْهَا أَلْفُ أَلْفِ لَوْنٍ مِنَ الْعَذَابِ وَ رَأَیْتُ امْرَأَةً
ص: 351
عَلَی صُورَةِ الْكَلْبِ وَ النَّارُ تَدْخُلُ فِی دُبُرِهَا وَ تَخْرُجُ مِنْ فِیهَا وَ الْمَلَائِكَةُ یَضْرِبُونَ رَأْسَهَا وَ بَدَنَهَا بِمَقَامِعَ مِنْ نَارٍ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ حَبِیبِی وَ قُرَّةُ عَیْنِی أَخْبِرْنِی مَا كَانَ عَمَلُهُنَّ وَ سِیرَتُهُنَّ حَتَّی وَضَعَ اللَّهُ عَلَیْهِنَّ هَذَا الْعَذَابَ فَقَالَ یَا بِنْتِی (1) أَمَّا الْمُعَلَّقَةُ بِشَعْرِهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ لَا تُغَطِّی شَعْرَهَا مِنَ الرِّجَالِ وَ أَمَّا الْمُعَلَّقَةُ بِلِسَانِهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ تُؤْذِی زَوْجَهَا وَ أَمَّا الْمُعَلَّقَةُ بِثَدْیَیْهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ تَمْتَنِعُ مِنْ فِرَاشِ زَوْجِهَا وَ أَمَّا الْمُعَلَّقَةُ بِرِجْلَیْهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْ بَیْتِهَا بِغَیْرِ إِذْنِ زَوْجِهَا وَ أَمَّا الَّتِی كَانَتْ تَأْكُلُ لَحْمَ جَسَدِهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ تُزَیِّنُ بَدَنَهَا لِلنَّاسِ وَ أَمَّا الَّتِی شُدَّ یَدَاهَا (2) إِلَی رِجْلَیْهَا وَ سُلِّطَ عَلَیْهَا الْحَیَّاتُ وَ الْعَقَارِبُ فَإِنَّهَا كَانَتْ قَذِرَةَ الْوَضُوءِ قَذِرَةَ الثِّیَابِ وَ كَانَتْ لَا تَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ وَ الْحَیْضِ وَ لَا تَتَنَظَّفُ وَ كَانَتْ تَسْتَهِینُ بِالصَّلَاةِ وَ أَمَّا الْعَمْیَاءُ الصَّمَّاءُ الْخَرْسَاءُ فَإِنَّهَا كَانَتْ تَلِدُ مِنَ الزِّنَا فَتُعَلِّقُهُ فِی عُنُقِ زَوْجِهَا وَ أَمَّا الَّتِی كَانَ (3) یُقْرَضُ لَحْمُهَا بِالْمَقَارِیضِ فَإِنَّهَا كَانَتْ تَعْرِضُ نَفْسَهَا عَلَی الرِّجَالِ وَ أَمَّا الَّتِی كَانَ یُحْرَقُ وَجْهُهَا وَ بَدَنُهَا وَ هِیَ تَأْكُلُ أَمْعَاءَهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ قَوَّادَةً وَ أَمَّا الَّتِی كَانَ رَأْسُهَا رَأْسَ خِنْزِیرٍ (4) وَ بَدَنُهَا بَدَنَ الْحِمَارِ فَإِنَّهَا كَانَتْ نَمَّامَةً كَذَّابَةً وَ أَمَّا الَّتِی كَانَتْ عَلَی صُورَةِ الْكَلْبِ وَ النَّارُ تَدْخُلُ فِی دُبُرِهَا وَ تَخْرُجُ مِنْ فِیهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ قَیْنَةً (5) نَوَّاحَةً حَاسِدَةً ثُمَّ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله وَیْلٌ لِامْرَأَةٍ أَغْضَبَتْ زَوْجَهَا وَ طُوبَی لِامْرَأَةٍ رَضِیَ عَنْهَا زَوْجُهَا (6).
«63»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْمُفَسِّرُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْحُسَیْنِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: سَأَلَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام عَنْ بَعْضِ أَهْلِ مَجْلِسِهِ فَقِیلَ عَلِیلٌ فَقَصَدَهُ عَائِداً وَ جَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَوَجَدَهُ دَنِفاً (7) فَقَالَ لَهُ
ص: 352
أَحْسِنْ ظَنَّكَ بِاللَّهِ قَالَ أَمَّا ظَنِّی بِاللَّهِ فَحَسَنٌ وَ لَكِنْ غَمِّی لِبَنَاتِی مَا أَمْرَضَنِی غَیْرُ غَمِّی بِهِنَّ فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام الَّذِی تَرْجُوهُ لِتَضْعِیفِ حَسَنَاتِكَ وَ مَحْوِ سَیِّئَاتِكَ فَارْجُهُ لِإِصْلَاحِ حَالِ بَنَاتِكَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لَمَّا جَاوَزْتُ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَی وَ بَلَغْتُ أَغْصَانَهَا وَ قُضْبَانَهَا رَأَیْتُ بَعْضَ ثِمَارِ قُضْبَانِهَا ثِدَاءً مُعَلَّقَةً یَقْطُرُ مِنْ بَعْضِهَا اللَّبَنُ وَ مِنْ بَعْضِهَا الْعَسَلُ وَ مِنْ بَعْضِهَا الدُّهْنُ وَ یَخْرُجُ عَنْ بَعْضِهَا شِبْهُ دَقِیقِ السَّمِیذِ وَ عَنْ بَعْضِهَا الثِّیَابُ (1) وَ عَنْ بَعْضِهَا كَالنَّبْقِ (2) فَیَهْوِی ذَلِكَ كُلُّهُ نَحْوَ الْأَرْضِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی أَیْنَ مَقَرُّ هَذِهِ الْخَارِجَاتِ عَنْ هَذِهِ الثِّدَاءِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ یَكُنْ مَعِی جَبْرَئِیلُ لِأَنِّی كُنْتُ جَاوَزْتُ مَرْتَبَتَهُ وَ اخْتَزَلَ دُونِی فَنَادَانِی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ فِی سِرِّی یَا مُحَمَّدُ هَذِهِ أَنْبَتُّهَا مِنْ هَذَا الْمَكَانِ الْأَرْفَعِ لِأَغْذُوَ مِنْهَا بَنَاتِ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ أُمَّتِكَ وَ بَنِیهِمْ فَقُلْ لآِبَاءِ الْبَنَاتِ لَا تَضِیقَنَّ صُدُورُكُمْ عَلَی فَاقَتِهِنَّ فَإِنِّی كَمَا خَلَقْتُهُنَّ أَرْزُقُهُنَّ (3).
بیان: السمیذ بالمهملة و المعجمة و الثانی أفصح لباب البر و ما بیض من الطعام.
«64»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ رَأَیْتُ فِی السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ رَجُلًا قَاعِداً رِجْلٌ لَهُ فِی الْمَشْرِقِ وَ رِجْلٌ فِی الْمَغْرِبِ وَ بِیَدِهِ لَوْحٌ یَنْظُرُ فِیهِ وَ یُحَرِّكُ رَأْسَهُ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ مَنْ هَذَا فَقَالَ مَلَكُ الْمَوْتِ (4).
«65»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یُوسُفَ الْبَغْدَادِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ بَكْرِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَصْرِیِّ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ سَمِعْتُ جَدِّی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لَیْلَةَ أَسْرَی بِی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ رَأَیْتُ فِی بُطْنَانِ الْعَرْشِ مَلَكاً بِیَدِهِ سَیْفٌ مِنْ نُورٍ یَلْعَبُ بِهِ كَمَا یَلْعَبُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام بِذِی
ص: 353
الْفَقَارِ وَ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ إِذَا اشْتَاقُوا (1) إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ نَظَرُوا إِلَی وَجْهِ ذَلِكَ الْمَلَكِ فَقُلْتُ یَا رَبِّ هَذَا أَخِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ ابْنُ عَمِّی فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ هَذَا مَلَكٌ خَلَقْتُهُ عَلَی صُورَةِ عَلِیٍّ یَعْبُدُنِی فِی بُطْنَانِ عَرْشِی تُكْتَبُ حَسَنَاتُهُ وَ تَسْبِیحُهُ وَ تَقْدِیسُهُ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ (2).
بیان: قال الجزری فیه ینادی مناد من بطنان العرش أی من وسطه و قیل من أصله و قیل البطنان جمع بطن و هو الغامض من الأرض یرید من دواخل العرش.
«66»-ع، علل الشرائع أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الصَّبَّاحِ الْمُزَنِیِّ وَ سَدِیرٍ الصَّیْرَفِیِّ وَ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ مُؤْمِنِ الطَّاقِ وَ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ وَ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ وَ یَعْقُوبُ بْنُ یَزِیدَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنِ الصَّبَّاحِ الْمُزَنِیِّ وَ سَدِیرٍ الصَّیْرَفِیِّ وَ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَحْوَلِ وَ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُمْ حَضَرُوهُ فَقَالَ یَا عُمَرَ بْنَ أُذَیْنَةَ مَا تَرَی (3) هَذِهِ النَّاصِبَةُ فِی أَذَانِهِمْ وَ صَلَاتِهِمْ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّهُمْ یَقُولُونَ إِنَّ أُبَیَّ بْنَ كَعْبٍ الْأَنْصَارِیَّ رَآهُ فِی النَّوْمِ فَقَالَ علیه السلام كَذَبُوا وَ اللَّهِ إِنَّ دِینَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَعَزُّ مِنْ أَنْ یُرَی فِی النَّوْمِ (4) وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ الْعَزِیزَ الْجَبَّارَ عَرَجَ بِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی سَمَائِهِ (5) سَبْعاً أَمَّا أُولَاهُنَّ فَبَارَكَ عَلَیْهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الثَّانِیَةَ عَلَّمَهُ فِیهَا فَرْضَهُ وَ الثَّالِثَةَ (6) أَنْزَلَ اللَّهُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ عَلَیْهِ مَحْمِلًا مِنْ نُورٍ فِیهِ أَرْبَعُونَ نَوْعاً مِنْ أَنْوَاعِ النُّورِ كَانَتْ مُحْدِقَةً حَوْلَ الْعَرْشِ عَرْشُهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی
ص: 354
تَغْشَی أَبْصَارَ النَّاظِرِینَ أَمَّا وَاحِدٌ مِنْهَا فَأَصْفَرُ فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ اصْفَرَّتِ الصُّفْرَةُ وَ وَاحِدٌ مِنْهَا أَحْمَرُ فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ احْمَرَّتِ الْحُمْرَةُ وَ وَاحِدٌ مِنْهَا أَبْیَضُ فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ ابْیَضَّ الْبَیَاضُ وَ الْبَاقِی عَلَی عَدَدِ سَائِرِ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنَ الْأَنْوَارِ وَ الْأَلْوَانِ فِی ذَلِكَ الْمَحْمِلِ حَلَقٌ وَ سَلَاسِلُ مِنْ فِضَّةٍ فَجَلَسَ فِیهِ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَی السَّمَاءِ الدُّنْیَا (1) فَنَفَرَتِ الْمَلَائِكَةُ إِلَی أَطْرَافِ السَّمَاءِ ثُمَّ خَرَّتْ سُجَّداً فَقَالَتْ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّنَا وَ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ مَا أَشْبَهَ هَذَا النُّورَ بِنُورِ رَبِّنَا فَقَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَسَكَتَتِ الْمَلَائِكَةُ وَ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ اجْتَمَعَتِ الْمَلَائِكَةُ ثُمَّ جَاءَتْ فَسَلَّمَتْ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَفْوَاجاً ثُمَّ قَالَتْ یَا مُحَمَّدُ كَیْفَ أَخُوكَ قَالَ بِخَیْرٍ قَالَتْ فَإِنْ أَدْرَكْتَهُ (2) فَأَقْرِئْهُ مِنَّا السَّلَامَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَ تَعْرِفُونَهُ فَقَالُوا كَیْفَ لَمْ نَعْرِفْهُ وَ قَدْ أَخَذَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِیثَاقَكَ وَ مِیثَاقَهُ مِنَّا وَ إِنَّا لَنُصَلِّی عَلَیْكَ وَ عَلَیْهِ ثُمَّ زَادَهُ أَرْبَعِینَ نَوْعاً مِنْ أَنْوَاعِ النُّورِ لَا یُشْبِهُ شَیْ ءٌ مِنْهُ ذَلِكَ النُّورَ الْأَوَّلَ وَ زَادَهُ فِی مَحْمِلِهِ حَلَقاً وَ سَلَاسِلَ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَی السَّمَاءِ الثَّانِیَةِ فَلَمَّا قَرُبَ مِنْ بَابِ السَّمَاءِ تَنَافَرَتِ الْمَلَائِكَةُ إِلَی أَطْرَافِ السَّمَاءِ وَ خَرَّتْ سُجَّداً وَ قَالَتْ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ مَا أَشْبَهَ هَذَا النُّورَ بِنُورِ رَبِّنَا فَقَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَاجْتَمَعَتِ الْمَلَائِكَةُ وَ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ قَالَتْ یَا جَبْرَئِیلُ مَنْ هَذَا مَعَكَ فَقَالَ هَذَا مُحَمَّدٌ قَالُوا وَ قَدْ بُعِثَ قَالَ نَعَمْ قَالَ رَسُولُ
ص: 355
اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَخَرَجُوا إِلَیَّ شِبْهَ الْمَعَانِیقِ فَسَلَّمُوا عَلَیَّ وَ قَالُوا أَقْرِئْ أَخَاكَ السَّلَامَ فَقُلْتُ هَلْ تَعْرِفُونَهُ قَالُوا نَعَمْ وَ كَیْفَ لَا نَعْرِفُهُ وَ قَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثَاقَكَ وَ مِیثَاقَهُ وَ مِیثَاقَ شِیعَتِهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ عَلَیْنَا وَ إِنَّا لَنَتَصَفَّحُ وُجُوهَ شِیعَتِهِ فِی كُلِّ یَوْمٍ (1) خَمْساً یَعْنُونَ فِی وَقْتِ كُلِّ صَلَاةٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ زَادَنِی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ أَرْبَعِینَ نَوْعاً مِنْ أَنْوَاعِ النُّورِ لَا تُشْبِهُ الْأَنْوَارَ الْأُوَلَ وَ زَادَنِی حَلَقاً وَ سَلَاسِلَ ثُمَّ عَرَجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ فَنَفَرَتِ الْمَلَائِكَةُ إِلَی أَطْرَافِ السَّمَاءِ وَ خَرَّتْ سُجَّداً وَ قَالَتْ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ مَا هَذَا النُّورُ الَّذِی یُشْبِهُ نُورَ رَبِّنَا فَقَالَ جَبْرَئِیلُ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ فَاجْتَمَعَتِ الْمَلَائِكَةُ وَ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ قَالَتْ مَرْحَباً بِالْأَوَّلِ وَ مَرْحَباً بِالْآخِرِ وَ مَرْحَباً بِالْحَاشِرِ وَ مَرْحَباً بِالنَّاشِرِ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ عَلِیٍّ خَیْرِ الْوَصِیِّینَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَلَّمُوا عَلَیَّ وَ سَأَلُونِی عَنْ عَلِیٍّ أَخِی فَقُلْتُ هُوَ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَتِی أَ وَ تَعْرِفُونَهُ فَقَالُوا نَعَمْ كَیْفَ لَا نَعْرِفُهُ وَ قَدْ نَحُجُّ الْبَیْتَ الْمَعْمُورَ فِی كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً وَ عَلَیْهِ رَقٌّ أَبْیَضُ فِیهِ اسْمُ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ الْأَئِمَّةِ وَ شِیعَتِهِمْ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ إِنَّا لَنُبَارِكُ عَلَی رُءُوسِهِمْ بِأَیْدِینَا (2) ثُمَّ زَادَنِی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ أَرْبَعِینَ نَوْعاً مِنْ أَنْوَاعِ النُّورِ لَا تُشْبِهُ شَیْئاً مِنْ تِلْكَ الْأَنْوَارِ الْأُوَلِ وَ زَادَنِی حَلَقاً وَ سَلَاسِلَ (3) ثُمَّ عَرَجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ فَلَمْ تَقُلِ الْمَلَائِكَةُ شَیْئاً وَ سَمِعْتُ دَوِیّاً كَأَنَّهُ فِی الصُّدُورِ وَ اجْتَمَعَتِ الْمَلَائِكَةُ فَفُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ خَرَجَتْ إِلَی مَعَانِیقَ (4) فَقَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام حَیَّ عَلَی الصَّلَاةِ حَیَّ عَلَی
ص: 356
الصَّلَاةِ حَیَّ عَلَی الْفَلَاحِ حَیَّ عَلَی الْفَلَاحِ فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ صَوْتَیْنِ مَقْرُونَیْنِ (1) بِمُحَمَّدٍ تَقُومُ الصَّلَاةُ وَ بِعَلِیٍّ الْفَلَاحُ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ هِیَ لِشِیعَتِهِ أَقَامُوهَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ ثُمَّ اجْتَمَعَتِ الْمَلَائِكَةُ فَقَالُوا لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَیْنَ تَرَكْتَ أَخَاكَ وَ كَیْفَ هُوَ فَقَالَ لَهُمْ أَ تَعْرِفُونَهُ فَقَالُوا نَعَمْ نَعْرِفُهُ وَ شِیعَتَهُ وَ هُوَ نُورٌ حَوْلَ عَرْشِ اللَّهِ وَ إِنَّ فِی الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ لَرَقّاً (2) مِنْ نُورٍ فِیهِ كِتَابٌ مِنْ نُورٍ فِیهِ اسْمُ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام وَ شِیعَتِهِمْ (3) لَا یَزِیدُ فِیهِمْ رَجُلٌ وَ لَا یَنْقُصُ مِنْهُمْ رَجُلٌ إِنَّهُ لَمِیثَاقُنَا الَّذِی أُخِذَ عَلَیْنَا وَ إِنَّهُ لَیُقْرَأُ عَلَیْنَا فِی كُلِّ یَوْمِ جُمُعَةٍ فَسَجَدْتُ لِلَّهِ شُكْراً فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَرَفَعْتُ رَأْسِی فَإِذَا أَطْنَابُ (4) السَّمَاءِ قَدْ خُرِقَتْ وَ الْحُجُبُ قَدْ رُفِعَتْ ثُمَّ قَالَ لِی طَأْطِئْ رَأْسَكَ وَ انْظُرْ مَا تَرَی فَطَأْطَأْتُ رَأْسِی فَنَظَرْتُ إِلَی بَیْتِكُمْ هَذَا- (5) وَ حَرَمِكُمْ هَذَا فَإِذَا هُوَ مِثْلُ حَرَمِ ذَلِكَ الْبَیْتِ یَتَقَابَلُ لَوْ أَلْقَیْتُ شَیْئاً مِنْ یَدِی لَمْ یَقَعْ إِلَّا عَلَیْهِ فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ هَذَا الْحَرَمُ وَ أَنْتَ الْحَرَامُ وَ لِكُلِّ مِثْلٍ مِثَالٌ ثُمَّ قَالَ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ یَا مُحَمَّدُ مُدَّ یَدَكَ فَیَتَلَقَّاكَ مَا یَسِیلُ مِنْ سَاقِ عَرْشِیَ الْأَیْمَنِ فَنَزَلَ الْمَاءُ فَتَلَقَّیْتُهُ بِالْیَمِینِ (6) فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَوَّلُ الْوُضُوءِ بِالْیُمْنَی ثُمَّ قَالَ یَا مُحَمَّدُ خُذْ ذَلِكَ فَاغْسِلْ بِهِ وَجْهَكَ وَ عَلَّمَهُ غَسْلَ الْوَجْهِ فَإِنَّكَ تُرِیدُ أَنْ تَنْظُرَ إِلَی عَظَمَتِی وَ إِنَّكَ طَاهِرٌ ثُمَّ اغْسِلْ ذِرَاعَیْكَ الْیَمِینَ وَ الْیَسَارَ وَ عَلَّمَهُ ذَلِكَ فَإِنَّكَ تُرِیدُ أَنْ تَتَلَقَّی بِیَدَیْكَ كَلَامِی وَ امْسَحْ بِفَضْلِ مَا فِی یَدَیْكَ مِنَ الْمَاءِ رَأْسَكَ وَ رِجْلَیْكَ إِلَی كَعْبَیْكَ وَ عَلَّمَهُ الْمَسْحَ بِرَأْسِهِ وَ
ص: 357
رِجْلَیْهِ وَ قَالَ إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أَمْسَحَ رَأْسَكَ وَ أُبَارِكَ عَلَیْكَ فَأَمَّا الْمَسْحُ عَلَی رِجْلَیْكَ فَإِنِّی أُرِیدُ أَنْ أُوطِئَكَ مَوْطِئاً لَمْ یَطَأْهُ أَحَدٌ قَبْلَكَ وَ لَا یَطَؤُهُ أَحَدٌ غَیْرُكَ فَهَذَا عِلَّةُ الْوُضُوءِ وَ الْأَذَانِ ثُمَّ قَالَ یَا مُحَمَّدُ اسْتَقْبِلِ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ وَ هُوَ بِحِیَالِی وَ كَبِّرْنِی بِعَدَدِ حُجُبِی فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ صَارَ التَّكْبِیرُ سَبْعاً لِأَنَّ الْحُجُبَ سَبْعَةٌ وَ افْتَتِحِ الْقِرَاءَةَ عِنْدَ انْقِطَاعِ الْحُجُبِ فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ صَارَ الِافْتِتَاحُ سُنَّةً وَ الْحُجُبُ مُطَابِقَةً ثَلَاثاً بِعَدَدِ النُّورِ الَّذِی نَزَلَ عَلَی مُحَمَّدٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلِذَلِكَ كَانَ الِافْتِتَاحُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَانَ التَّكْبِیرُ سَبْعاً وَ الِافْتِتَاحُ ثَلَاثاً (1) فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ التَّكْبِیرِ وَ الِافْتِتَاحِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْآنَ وَصَلْتَ إِلَیَّ فَسَمِّ بِاسْمِی فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ جُعِلَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ فِی أَوَّلِ السُّورَةِ ثُمَّ قَالَ لَهُ احْمَدْنِی فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی نَفْسِهِ شُكْراً فَقَالَ اللَّهُ یَا مُحَمَّدُ قَطَعْتَ حَمْدِی فَسَمِّ بِاسْمِی فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ جُعِلَ فِی الْحَمْدِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ مَرَّتَیْنِ فَلَمَّا بَلَغَ وَ لَا الضَّالِّینَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ شُكْراً فَقَالَ اللَّهُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ قَطَعْتَ ذِكْرِی فَسَمِّ بِاسْمِی فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ جُعِلَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ بَعْدَ الْحَمْدِ فِی اسْتِقْبَالِ السُّورَةِ الْأُخْرَی فَقَالَ لَهُ اقْرَأْ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ كَمَا أَنْزَلْتُ فَإِنَّهَا نِسْبَتِی وَ نَعْتِی ثُمَّ طَأْطِئْ یَدَیْكَ وَ اجْعَلْهُمَا عَلَی رُكْبَتَیْكَ فَانْظُرْ إِلَی عَرْشِی قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَنَظَرْتُ إِلَی عَظَمَةٍ ذَهَبَتْ لَهَا نَفْسِی وَ غُشِیَ عَلَیَّ فَأُلْهِمْتُ أَنْ قُلْتُ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْعَظِیمِ وَ بِحَمْدِهِ لِعِظَمِ مَا رَأَیْتُ فَلَمَّا قُلْتُ ذَلِكَ تَجَلَّی الْغَشْیُ عَنِّی حَتَّی قُلْتُهَا سَبْعاً أُلْهِمَ ذَلِكَ فَرَجَعْتُ إِلَی نَفْسِی كَمَا كَانَتْ فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ صَارَ فِی الرُّكُوعِ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْعَظِیمِ وَ بِحَمْدِهِ (2)
ص: 358
فَقَالَ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَرَفَعْتُ رَأْسِی فَنَظَرْتُ إِلَی شَیْ ءٍ ذَهَبَ مِنْهُ عَقْلِی فَاسْتَقْبَلْتُ الْأَرْضَ بِوَجْهِی وَ یَدَیَّ فَأُلْهِمْتُ أَنْ قُلْتُ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْأَعْلَی وَ بِحَمْدِهِ لِعُلُوِّ مَا رَأَیْتُ فَقُلْتُهَا سَبْعاً فَرَجَعْتُ إِلَی نَفْسِی كُلَّمَا قُلْتُ وَاحِدَةً فِیهَا تَجَلَّی عَنِّی الْغَشْیُ فَقَعَدْتُ فَصَارَ السُّجُودُ فِیهِ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْأَعْلَی وَ بِحَمْدِهِ وَ صَارَتِ الْقَعْدَةُ بَیْنَ السَّجْدَتَیْنِ اسْتِرَاحَةً مِنَ الْغَشْیِ وَ عُلُوِّ (1) مَا رَأَیْتُ فَأَلْهَمَنِی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ وَ طَالَبَتْنِی نَفْسِی أَنْ أَرْفَعَ رَأْسِی فَرَفَعْتُ فَنَظَرْتُ إِلَی ذَلِكَ الْعُلْوِ فَغُشِیَ عَلَیَّ فَخَرَرْتُ لِوَجْهِی وَ اسْتَقْبَلْتُ الْأَرْضَ بِوَجْهِی وَ یَدَیَّ وَ قُلْتُ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْأَعْلَی وَ بِحَمْدِهِ فَقُلْتُهَا سَبْعاً ثُمَّ رَفَعْتُ رَأْسِی فَقَعَدْتُ قَبْلَ الْقِیَامِ لِأُثَنِّیَ النَّظَرَ فِی الْعُلْوِ فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ صَارَتْ سَجْدَتَیْنِ وَ رَكْعَةً وَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ صَارَ الْقُعُودُ قَبْلَ الْقِیَامِ قَعْدَةً خَفِیفَةً ثُمَّ قُمْتُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ اقْرَأِ الْحَمْدَ فَقَرَأْتُهَا مِثْلَ مَا قَرَأْتُهَا أَوَّلًا ثُمَّ قَالَ لِی اقْرَأْ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فَإِنَّهَا نِسْبَتُكَ وَ نِسْبَةُ أَهْلِ بَیْتِكَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ ثُمَّ رَكَعْتُ فَقُلْتُ فِی الرُّكُوعِ وَ السُّجُودِ مِثْلَ مَا قُلْتُ أَوَّلًا (2) وَ ذَهَبْتُ أَنْ أَقُومَ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ اذْكُرْ مَا أَنْعَمْتُ عَلَیْكَ وَ سَمِّ بِاسْمِی فَأَلْهَمَنِی اللَّهُ أَنْ قُلْتُ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی كُلُّهَا لِلَّهِ فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ صَلِّ عَلَیْكَ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِكَ فَقُلْتُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیَّ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِی وَ قَدْ فَعَلَ ثُمَّ الْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِصُفُوفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ
ص: 359
وَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ سَلِّمْ فَقُلْتُ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنِّی أَنَا السَّلَامُ وَ التَّحِیَّةُ وَ الرَّحْمَةُ وَ الْبَرَكَاتُ أَنْتَ وَ ذُرِّیَّتُكَ ثُمَّ أَمَرَنِی رَبِّیَ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ أَنْ لَا أَلْتَفِتَ یَسَاراً وَ أَوَّلُ سُورَةٍ (1) سَمِعْتُهَا بَعْدَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَانَ السَّلَامُ مَرَّةً وَاحِدَةً تُجَاهَ الْقِبْلَةِ وَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ صَارَ التَّسْبِیحُ فِی السُّجُودِ وَ الرُّكُوعِ شُكْراً وَ قَوْلُهُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ لِأَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ سَمِعْتُ ضَجَّةَ الْمَلَائِكَةِ فَقُلْتُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ بِالتَّسْبِیحِ وَ التَّهْلِیلِ فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ جُعِلَتِ الرَّكْعَتَانِ الْأَوَّلَتَانِ كُلَّمَا حَدَثَ فِیهَا حَدَثٌ كَانَ عَلَی صَاحِبِهَا إِعَادَتُهَا (2) وَ هِیَ الْفَرْضُ الْأَوَّلُ وَ هِیَ أَوَّلُ مَا فُرِضَتْ عِنْدَ الزَّوَالِ یَعْنِی صَلَاةَ الظُّهْرِ (3).
كا، الكافی علی عن أبیه عن ابن أبی عمیر عن ابن أذینة عنه علیه السلام مثله (4)
بیان: قوله فیه أربعون نوعا من أنواع النور یحتمل أن یكون المراد الأنوار الصوریة أو الأعم منها و من المعنویة و أما نفرة الملائكة فلغلبة النور علی أنوارهم و عجزهم عن إدراك الكمالات المعنویة التی أعطاها اللّٰه تعالی نبینا صلی اللّٰه علیه و آله و یؤیده
قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله لِی مَعَ اللَّهِ وَقْتٌ لَا یَسَعُهُ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ.
و یؤید المعنویة قول الملائكة ما أشبه هذا النور بنور ربنا و علی تقدیر أن یكون المراد الصوریة فالمعنی ما أشبه هذا النور بنور خلقه اللّٰه فی العرش و علی التقدیرین لما كان كلامهم و فعلهم موهما لنوع من التشبیه قال جبرئیل اللّٰه أكبر لنفی تلك المشابهة أی أكبر من أن یشبهه أحد أو یعرفه.
و قال الجزری سبوح قدوس یرویان بالضم و الفتح أقیس و الضم أكثر
ص: 360
استعمالا و هو من أبنیة المبالغة و المراد بهما التنزیه و قال فیه فانطلقنا إلی الناس معانیق أی مسرعین و قال الفیروزآبادی المعناق الفرس الجید العنق و الجمع المعانیق انتهی.
أقول: العنق بالتحریك ضرب من سیر الدابة و هو سیر مسبطر و هو المراد هنا و التشبیه من الإسراع قوله بالأول أی خلقا و رتبة قوله بالآخر أی بعثة و قد مر تفسیر الحاشر و الناشر مثله أو المراد به ناشر العلوم و الخیرات و الرق بالفتح و الكسر جلد رقیق یكتب فیه و الصحیفة البیضاء و دوی الریح و الطائر و النحل صوتها قوله مقرونین أی متقاربین فی المعنی فإن الصلاة سبب للفلاح و یحتمل أن تكون الفقرتان اللتان بعدها تفسیرا للاقتران و فی الكافی صوتان مقرونان و هو أظهر و الضمیر فی قوله لشیعته راجع إلی الرسول صلی اللّٰه علیه و آله أو إلی علی علیه السلام و الأخیر أظهر فالمراد أن صلاة غیر الشیعة غیر متقبلة قوله أطناب السماء لعله كنایة عن الأطباق و الجوانب.
قال الجزری فیه ما بین طنبی المدینة أحوج منی إلیها أی ما بین طرفیها و الطنب أحد أطناب الخیمة فاستعاره للطرف و الناحیة انتهی.
و فی الكافی أطباق السماء.
أقول: یحتمل أن یكون خرق الأطناب و الحجب من تحته صلی اللّٰه علیه و آله (1) أو من فوقه أو منهما معا و أن یكون هذا فی السماء الرابعة أو بعد عروجه إلی السابعة و الأخیر أوفق بما بعده فعلی الأول خرق الحجب من تحته لینظر إلی الكعبة و علی الثانی لینظر إلی الكعبة و إلی البیت المعمور معا فوجدهما متحاذیین متطابقین متماثلین و لذا قال و لكل مثل مثال أی كل شی ء فی الأرض له مثال فی السماء فعلی الثانی یحتمل أن یكون الصلاة تحت العرش محاذیا للبیت المعمور أو بعد نزوله فی البیت المعمور و علی التقدیرین استقبال الحجر مجاز أی استقبل ما یحاذیه أو یشاكله قوله و أنت الحرام أی المحترم المكرم و لعله إشارة إلی أن حرمة البیت إنما هی لحرمتك.
ص: 361
أقول: فی الكافی هنا زیادة هكذا فرفعت رأسی فإذا أطباق السماء قد خرقت و الحجب قد رفعت ثم قیل لی طأطئ رأسك انظر ما تری فطأطأت رأسی فنظرت إلی بیت مثل بیتكم هذا و حرم مثل حرم هذا البیت لو ألقیت شیئا من یدی لم یقع إلا علیه فقیل لی یا محمد إن هذا الحرم و أنت الحرام و لكل مثل مثال ثم أوحی اللّٰه إلی یا محمد ادن من صاد و اغسل مساجدك و طهرها و صل لربك فدنا رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله من صاد و هو ماء یسیل من ساق العرش الأیمن فتلقی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله الماء بیده الیمنی فمن أجل ذلك صار الوضوء بالیمین ثم ساق الحدیث إلی أن قال و الحجب متطابقة بینهن بحار النور و ذلك النور الذی أنزله اللّٰه تعالی علی محمد صلی اللّٰه علیه و آله فمن أجل ذلك صار الافتتاح ثلاث مرات لافتتاح الحجب ثلاث مرات فصار التكبیر سبعا و الافتتاح ثلاثا.
أقول: الظاهر أن المراد بالحجب غیر السماوات و أن ثلاثة منها ملتصقة ثم بعد ذلك بحار الأنوار ثم اثنان منها ملتصقان ثم تفصل بینهما بحار النور ثم اثنان ملتصقان فلذا استحب التوالی بین ثلاث من التكبیرات ثم الفصل بالدعاء ثم بین اثنتین ثم الفصل بالدعاء ثم اثنتین فكل شروع فی التكبیر ابتداء افتتاح.
قوله قطعت ذكری لعله لما كانت سورة الفاتحة بالوحی فلما انقطع الوحی عند تمامها حمد اللّٰه من قبل نفسه فأوحی إلیه لما قطعت القرآن بالحمد فاستأنف البسملة فالمراد بالذكر القرآن قوله و علو ما رأیت لعله منصوب بنزع الخافض أی لعلو ما رأیت قعدت لأنظر إلیه مرة أخری و لعله كان فی الأصل و عودا إلی ما رأیت قوله إنی أنا السلام و التحیة لعل التحیة معطوفة علی السلام تفسیرا له قوله و الرحمة مبتدأ أی المراد بالرحمة أنت و البركات ذریتك علی اللف و النشر أو المراد أن كلا منهم رحمة و بركة فالمعنی سلام اللّٰه و تحیته أو رحمته و شفاعة محمد و أهل بیته صلوات اللّٰه علیهم و هدایتهم و إعانتهم علیكم أی لكم.
قوله عند الزوال (1) لعل المعنی أن هذه الصلاة التی فرضت و علمها نبیه فی
ص: 362
السماء إنما فرضت و أوقعت أولا فی الأرض عند الزوال فلا یلزم أن یكون إیقاعها فی السماء عند الزوال مع أنه صلی اللّٰه علیه و آله یحتمل أن یكون محاذیا فی ذلك الوقت لموضع یكون فی الأرض وقت الزوال لكنه بعید لأن الظاهر من الخبر أنها أوقعت فی موضع كان محاذیا لمكة و یحتمل أن یكون بعض المعارج فی الیوم و هذا وجه جمع بین الأخبار المختلفة الواردة فی المعراج.
أقول: فی الخبر علی ما رواه فی الكافی مخالفة كثیرة لما هنا و شرح هذا الخبر یحتاج إلی مزید بسط فی الكلام لا یسعه المقام و سیأتی بعض الكلام فیه فی أبواب الصلاة إن شاء اللّٰه تعالی.
«67»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی الرَّبِیعِ قَالَ: سَأَلَ نَافِعٌ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَ جَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً یُعْبَدُونَ (1) مَنْ ذَا الَّذِی سَأَلَهُ مُحَمَّدٌ وَ كَانَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ عِیسَی خَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ قَالَ فَتَلَا أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هَذِهِ الْآیَةَ سُبْحانَ الَّذِی أَسْری بِعَبْدِهِ لَیْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَی الْمَسْجِدِ الْأَقْصَی الَّذِی بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِیَهُ مِنْ آیاتِنا (2) فَكَانَ مِنَ الْآیَاتِ الَّتِی أَرَاهَا اللَّهُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله حَیْثُ أَسْرَی بِهِ (3) إِلَی بَیْتِ الْمَقْدِسِ أَنَّهُ حَشَرَ اللَّهُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ ثُمَّ أَمَرَ جَبْرَئِیلَ علیه السلام فَأَذَّنَ شَفْعاً وَ أَقَامَ شَفْعاً وَ قَالَ فِی إِقَامَتِهِ حَیَّ عَلَی خَیْرِ الْعَمَلِ ثُمَّ تَقَدَّمَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله فَصَلَّی بِالْقَوْمِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا (4) مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَ جَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً یُعْبَدُونَ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی مَا تَشْهَدُونَ وَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ قَالُوا نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ أُخِذَتْ عَلَی ذَلِكَ عُهُودُنَا وَ مَوَاثِیقُنَا فَقَالَ نَافِعٌ صَدَقْتَ یَا بَا جَعْفَرٍ الْخَبَرَ (5).
ص: 363
«68»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُكْثِرُ تَقْبِیلَ فَاطِمَةَ علیها السلام فَأَنْكَرَتْ ذَلِكَ عَائِشَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَائِشَةُ إِنِّی لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَأَدْنَانِی جَبْرَئِیلُ مِنْ شَجَرَةِ طُوبَی وَ نَاوَلَنِی مِنْ ثِمَارِهَا فَأَكَلْتُهُ فَحَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ مَاءً فِی ظَهْرِی فَلَمَّا هَبَطْتُ إِلَی الْأَرْضِ وَاقَعْتُ خَدِیجَةَ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ فَمَا قَبَّلْتُهَا قَطُّ إِلَّا وَجَدْتُ رَائِحَةَ شَجَرَةِ طُوبَی مِنْهَا (1).
«69»-ج، الإحتجاج فِی أَجْوِبَةِ الزِّنْدِیقِ الْمُنْكِرِ لِلْقُرْآنِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا (2) فَهَذَا مِنْ بَرَاهِینِ نَبِیِّنَا صلی اللّٰه علیه و آله الَّتِی آتَاهُ اللَّهُ إیَّاهَا وَ أَوْجَبَ بِهِ الْحُجَّةَ عَلَی سَائِرِ خَلْقِهِ لِأَنَّهُ لَمَّا خَتَمَ بِهِ الْأَنْبِیَاءَ وَ جَعَلَهُ اللَّهُ رَسُولًا إِلَی جَمِیعِ الْأُمَمِ وَ سَائِرِ الْمِلَلِ خَصَّهُ بِالارْتِقَاءِ إِلَی السَّمَاءِ عِنْدَ الْمِعْرَاجِ وَ جَمَعَ لَهُ یَوْمَئِذٍ الْأَنْبِیَاءَ فَعَلِمَ مِنْهُمْ مَا أُرْسِلُوا بِهِ وَ حَمَلُوا (3) مِنْ عَزَائِمِ اللَّهِ وَ آیَاتِهِ وَ بَرَاهِینِهِ وَ أَقَرُّوا أَجْمَعِینَ (4) بِفَضْلِهِ وَ فَضْلِ الْأَوْصِیَاءِ وَ الْحُجَجِ فِی الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِ وَ فَضْلِ شِیعَةِ وَصِیِّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ الَّذِینَ سَلَّمُوا لِأَهْلِ الْفَضْلِ فَضْلَهُمْ وَ لَمْ یَسْتَكْبِرُوا عَنْ أَمْرِهِمْ وَ عَرَفَ مَنْ أَطَاعَهُمْ وَ عَصَاهُمْ مِنْ أُمَمِهِمْ وَ سَائِرِ مَنْ مَضَی وَ مَنْ غَبَرَ (5) أَوْ تَقَدَّمَ أَوْ تَأَخَّرَ (6).
«70»-ع، علل الشرائع أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عُیَیْنَةَ عَنْ حَبِیبٍ السِّجِسْتَانِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّی فَكانَ قابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنی فَأَوْحی إِلی عَبْدِهِ ما أَوْحی فَقَالَ لِی یَا حَبِیبُ لَا تَقْرَأْ هَكَذَا اقْرَأْ ثُمَّ دَنَا فَتَدَانَی فَكَانَ قَابَ قَوْسَیْنِ (7) أَوْ أَدْنَی فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَی عَبْدِهِ یَعْنِی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا
ص: 364
أَوْحَی (1) یَا حَبِیبُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا فَتَحَ مَكَّةَ أَتْعَبَ نَفْسَهُ فِی عِبَادَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الشُّكْرِ لِنِعَمِهِ فِی الطَّوَافِ بِالْبَیْتِ وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام مَعَهُ فَلَمَّا غَشِیَهُمُ اللَّیْلُ انْطَلَقَا إِلَی الصَّفَا وَ الْمَرْوَةِ یُرِیدَانِ السَّعْیَ قَالَ فَلَمَّا هَبَطَا مِنَ الصَّفَا إِلَی الْمَرْوَةِ وَ صَارَا فِی الْوَادِی دُونَ الْعَلَمِ الَّذِی رَأَیْتَ غَشِیَهُمَا مِنَ السَّمَاءِ نُورٌ فَأَضَاءَتْ لَهُمَا جِبَالُ مَكَّةَ وَ خَشَعَتْ أَبْصَارُهُمَا قَالَ فَفَزِعَا لِذَلِكَ فَزَعاً شَدِیداً قَالَ فَمَضَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی ارْتَفَعَ عَنِ الْوَادِی وَ تَبِعَهُ عَلِیٌّ علیه السلام فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَأْسَهُ إِلَی السَّمَاءِ فَإِذَا هُوَ بِرُمَّانَتَیْنِ عَلَی رَأْسِهِ قَالَ فَتَنَاوَلَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی مُحَمَّدٍ یَا مُحَمَّدُ إِنَّهَا مِنْ قِطْفِ الْجَنَّةِ فَلَا یَأْكُلْ مِنْهَا إِلَّا أَنْتَ وَ وَصِیُّكَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ قَالَ فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ إِحْدَاهُمَا وَ أَكَلَ عَلِیٌّ الْأُخْرَی ثُمَّ أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مَا أَوْحَی قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا حَبِیبُ وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْری عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهی عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوی یَعْنِی عِنْدَهَا وَافَی بِهِ جَبْرَئِیلُ حِینَ صَعِدَ إِلَی السَّمَاءِ قَالَ فَلَمَّا انْتَهَی إِلَی مَحَلِّ السِّدْرَةِ وَقَفَ جَبْرَئِیلُ دُونَهَا وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ هَذَا مَوْقِفِیَ الَّذِی وَضَعَنِیَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهِ وَ لَنْ أَقْدِرَ عَلَی أَنْ أَتَقَدَّمَهُ وَ لَكِنِ امْضِ أَنْتَ أَمَامَكَ إِلَی السِّدْرَةِ فَوَقَفَ عِنْدَهَا قَالَ فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی السِّدْرَةِ وَ تَخَلَّفَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّمَا سُمِّیَتْ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَی لِأَنَّ أَعْمَالَ أَهْلِ الْأَرْضِ تَصْعَدُ بِهَا الْمَلَائِكَةُ الْحَفَظَةُ إِلَی مَحَلِّ السِّدْرَةِ وَ الْحَفَظَةُ الْكِرَامُ الْبَرَرَةُ دُونَ السِّدْرَةِ یَكْتُبُونَ مَا تَرْفَعُ إِلَیْهِمُ الْمَلَائِكَةُ مِنْ أَعْمَالِ الْعِبَادِ فِی الْأَرْضِ قَالَ فَیَنْتَهُونَ بِهَا إِلَی مَحَلِّ السِّدْرَةِ قَالَ فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ فَرَأَی أَغْصَانَهَا تَحْتَ الْعَرْشِ وَ حَوْلَهُ قَالَ فَتَجَلَّی لِمُحَمَّدٍ نُورُ الْجَبَّارِ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَمَّا غَشِیَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله النُّورُ شَخَصَ بِبَصَرِهِ وَ ارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُ قَالَ فَشَدَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِمُحَمَّدٍ قَلْبَهُ وَ قَوَّی لَهُ بَصَرَهُ حَتَّی رَأَی مِنْ آیَاتِ رَبِّهِ مَا رَأَی وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَقَدْ
ص: 365
رَآهُ نَزْلَةً أُخْری عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهی عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوی قَالَ یَعْنِی الْمُوَافَاةَ قَالَ فَرَأَی مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله مَا رَأَی بِبَصَرِهِ مِنْ آیاتِ رَبِّهِ الْكُبْری یَعْنِی أَكْبَرَ الْآیَاتِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ إِنَّ غِلَظَ السِّدْرَةِ بِمَسِیرَةِ مِائَةِ عَامٍ مِنْ أَیَّامِ الدُّنْیَا وَ إِنَّ الْوَرَقَةَ مِنْهَا تُغَطِّی أَهْلَ الدُّنْیَا وَ إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَلَائِكَةً وَكَّلَهُمْ بِنَبَاتِ الْأَرْضِ مِنَ الشَّجَرِ وَ النَّخْلِ فَلَیْسَ مِنْ شَجَرَةٍ وَ لَا نَخْلَةٍ إِلَّا وَ مَعَهَا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَلَكٌ یَحْفَظُهَا وَ مَا كَانَ فِیهَا وَ لَوْ لَا أَنَّ مَعَهَا مَنْ یَمْنَعُهَا لَأَكَلَهَا السِّبَاعُ وَ هَوَامُّ الْأَرْضِ إِذَا كَانَ فِیهَا ثَمَرُهَا قَالَ وَ إِنَّمَا نَهَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یَضْرِبَ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِینَ خَلَاهُ تَحْتَ شَجَرَةٍ أَوْ نَخْلَةٍ قَدْ أَثْمَرَتْ لِمَكَانِ الْمَلَائِكَةِ الْمُوَكَّلِینَ بِهَا قَالَ وَ لِذَلِكَ یَكُونُ لِلشَّجَرِ وَ النَّخْلِ أُنْساً إِذَا كَانَ فِیهِ حَمْلُهُ لِأَنَّ الْمَلَائِكَةَ تَحْضُرُهُ (1).
بیان: قطف الثمرة قطعها و القطف بالكسر العنقود و اسم للثمار المقطوفة و شخص الرجل بصره فتح لا یطرف و الفریصة لحمة بین جنبی الدابة و كتفها لا تزال ترعد قوله یعنی الموافاة أی المراد بقوله رَآهُ رؤیة النبی صلی اللّٰه علیه و آله جبرئیل بعد مفارقته عند السدرة و موافاته له فاللام للعهد أی الموافاة التی مرت الإشارة إلیه.
«71»-ع، علل الشرائع حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِأَیِّ عِلَّةٍ یُجْهَرُ فِی صَلَاةِ الْفَجْرِ وَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ وَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ وَ سَائِرُ الصَّلَوَاتِ مِثْلِ الظُّهْرِ وَ الْعَصْرِ لَا یُجْهَرُ فِیهَا وَ لِأَیِّ عِلَّةٍ صَارَ التَّسْبِیحُ فِی الرَّكْعَتَیْنِ الْأَخِیرَتَیْنِ أَفْضَلَ مِنَ الْقُرْآنِ (2) قَالَ لِأَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِهِ إِلَی السَّمَاءِ كَانَ أَوَّلُ صَلَاةٍ فَرَضَهُ اللَّهُ عَلَیْهِ صَلَاةَ الظُّهْرِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَضَافَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ الْمَلَائِكَةَ تُصَلِّی خَلْفَهُ وَ أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِیَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یَجْهَرَ بِالْقِرَاءَةِ لِیُبَیِّنَ لَهُمْ فَضْلَهُ ثُمَّ افْتَرَضَ عَلَیْهِ الْعَصْرَ وَ لَمْ یُضِفْ إِلَیْهِ أَحَداً مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ أَمَرَهُ أَنْ یُخْفِیَ الْقِرَاءَةَ لِأَنَّهُ لَمْ یَكُنْ وَرَاءَهُ أَحَدٌ ثُمَّ افْتَرَضَ عَلَیْهِ الْمَغْرِبَ ثُمَّ أَضَافَ إِلَیْهِ الْمَلَائِكَةَ فَأَمَرَهُ بِالْإِجْهَارِ وَ كَذَلِكَ الْعِشَاءُ الْآخِرَةُ فَلَمَّا كَانَ قُرْبُ الْفَجْرِ افْتَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ
ص: 366
الْفَجْرَ (1) وَ أَمَرَهُ بِالْإِجْهَارِ لِیُبَیِّنَ لِلنَّاسِ فَضْلَهُ كَمَا بَیَّنَ لِلْمَلَائِكَةِ فَلِهَذِهِ الْعِلَّةِ یُجْهَرُ فِیهَا فَقُلْتُ لِأَیِّ شَیْ ءٍ صَارَ التَّسْبِیحُ فِی الْأَخِیرَتَیْنِ أَفْضَلَ مِنَ الْقِرَاءَةِ قَالَ لِأَنَّهُ لَمَّا كَانَ فِی الْأَخِیرَتَیْنِ ذَكَرَ مَا یَظْهَرُ مِنْ عَظَمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَدَهِشَ وَ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ فَلِذَلِكَ الْعِلَّةِ صَارَ التَّسْبِیحُ أَفْضَلَ مِنَ الْقِرَاءَةِ (2).
«72»-ع، علل الشرائع مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ صَبَّاحٍ الْحَذَّاءِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ علیهما السلام كَیْفَ صَارَتِ الصَّلَاةُ رَكْعَةً وَ سَجْدَتَیْنِ وَ كَیْفَ إِذَا صَارَتْ سَجْدَتَیْنِ لَمْ تَكُنْ رَكْعَتَیْنِ فَقَالَ إِذَا سَأَلْتَ عَنْ شَیْ ءٍ فَفَرِّغْ قَلْبَكَ (3) لِتَفْهَمَ إِنَّ أَوَّلَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّمَا صَلَّاهَا فِی السَّمَاءِ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قُدَّامَ عَرْشِهِ جَلَّ جَلَالُهُ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا أُسْرِیَ بِهِ وَ صَارَ عِنْدَ عَرْشِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قَالَ یَا مُحَمَّدُ ادْنُ مِنْ صَادٍ فَاغْسِلْ مَسَاجِدَكَ وَ طَهِّرْهَا وَ صَلِّ لِرَبِّكَ فَدَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی حَیْثُ أَمَرَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَتَوَضَّأَ فَأَصْبَغَ وُضُوءَهُ ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْجَبَّارَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قَائِماً فَأَمَرَهُ بِافْتِتَاحِ الصَّلَاةِ فَفَعَلَ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ اقْرَأْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ إِلَی آخِرِهَا فَفَعَلَ ذَلِكَ ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ یَقْرَأَ نِسْبَةَ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ ثُمَّ أَمْسَكَ عَنْهُ الْقَوْلَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ فَقَالَ قُلْ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ فَأَمْسَكَ عَنْهُ الْقَوْلَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَذَلِكَ اللَّهُ رَبِّی كَذَلِكَ اللَّهُ رَبِّی (4) فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ قَالَ ارْكَعْ یَا مُحَمَّدُ لِرَبِّكَ فَرَكَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ وَ هُوَ رَاكِعٌ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْعَظِیمِ وَ بِحَمْدِهِ فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثاً ثُمَّ قَالَ ارْفَعْ رَأْسَكَ
ص: 367
یَا مُحَمَّدُ فَفَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَامَ مُنْتَصِباً بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ فَقَالَ اسْجُدْ یَا مُحَمَّدُ لِرَبِّكَ فَخَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَاجِداً فَقَالَ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْأَعْلَی وَ بِحَمْدِهِ فَفَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثَلَاثاً فَقَالَ لَهُ اسْتَوِ جَالِساً یَا مُحَمَّدُ فَفَعَلَ فَلَمَّا اسْتَوَی جَالِساً ذَكَرَ جَلَالَ رَبِّهِ جَلَّ جَلَالُهُ فَخَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَاجِداً مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ لَا لِأَمْرٍ أَمَرَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَسَبَّحَ أَیْضاً ثَلَاثاً فَقَالَ انْتَصِبْ قَائِماً فَفَعَلَ فَلَمْ یَرَ مَا كَانَ رَأَی مِنْ عَظَمَةِ رَبِّهِ جَلَّ جَلَالُهُ فَقَالَ لَهُ اقْرَأْ یَا مُحَمَّدُ وَ افْعَلْ كَمَا فَعَلْتَ فِی الرَّكْعَةِ الْأُولَی فَفَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَةً وَاحِدَةً فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ ذَكَرَ جَلَالَةَ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی (1) فَخَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَاجِداً مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ لَا لِأَمْرٍ أَمَرَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَسَبَّحَ أَیْضاً ثُمَّ قَالَ لَهُ ارْفَعْ رَأْسَكَ ثَبَّتَكَ اللَّهُ وَ اشْهَدْ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِیَةٌ لا رَیْبَ فِیها وَ أَنَّ اللَّهَ یَبْعَثُ مَنْ فِی الْقُبُورِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْحَمْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ وَ بَارَكْتَ وَ تَرَحَّمْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ (2) وَ ارْفَعْ دَرَجَتَهُ فَفَعَلَ فَقَالَ سَلِّمْ یَا مُحَمَّدُ وَ اسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَبَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَجْهَهُ مُطْرِقاً فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ فَأَجَابَهُ الْجَبَّارُ جَلَّ جَلَالُهُ فَقَالَ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ یَا مُحَمَّدُ بِنِعْمَتِی قَوَّیْتُكَ عَلَی طَاعَتِی وَ بِعِصْمَتِی إِیَّاكَ اتَّخَذْتُكَ نَبِیّاً وَ حَبِیباً ثُمَّ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام وَ إِنَّمَا كَانَتِ الصَّلَاةُ الَّتِی أُمِرَ بِهَا رَكْعَتَیْنِ وَ سَجْدَتَیْنِ وَ هُوَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّمَا سَجَدَ سَجْدَتَیْنِ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ عَمَّا أَخْبَرْتُكَ مِنْ تَذَكُّرِهِ لِعَظَمَةِ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَجَعَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَرْضاً قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا صَادٌ الَّذِی أُمِرَ أَنْ یَغْتَسِلَ مِنْهُ فَقَالَ عَیْنٌ تَنْفَجِرُ مِنْ رُكْنٍ مِنْ أَرْكَانِ الْعَرْشِ یُقَالُ لَهُ مَاءُ الْحَیَاةِ وَ هُوَ مَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْقُرْآنِ ذِی الذِّكْرِ إِنَّمَا أَمَرَهُ أَنْ یَتَوَضَّأَ وَ یَقْرَأَ وَ یُصَلِّیَ (3).
«73»-ع، علل الشرائع عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِیِّ عَنِ الْبَرْمَكِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ
ص: 368
عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَبْدِ الْعَرْشِ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ عِلَّةِ الصَّلَاةِ كَیْفَ صَارَتْ رَكْعَتَیْنِ وَ أَرْبَعَ سَجَدَاتٍ أَلَا كَانَتْ رَكْعَتَیْنِ وَ سَجْدَتَیْنِ فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِیثِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام یَزِیدُ اللَّفْظَ وَ یَنْقُصُ (1).
«74»-ید، التوحید أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ بَلَغَ بِی جَبْرَئِیلُ مَكَاناً لَمْ یَطَأْهُ جَبْرَئِیلُ قَطُّ فَكَشَفَ لِی فَأَرَانِیَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ مَا أَحَبَّ (2).
«75»-ع، علل الشرائع عَلِیُّ بْنُ حَاتِمٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ لِأَیِّ عِلَّةٍ صَارَ التَّكْبِیرُ فِی الِافْتِتَاحِ سَبْعُ تَكْبِیرَاتٍ أَفْضَلَ وَ لِأَیِّ عِلَّةٍ یُقَالُ فِی الرُّكُوعِ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْعَظِیمِ وَ بِحَمْدِهِ وَ یُقَالُ فِی السُّجُودِ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْأَعْلَی وَ بِحَمْدِهِ قَالَ یَا هِشَامُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَ السَّمَاوَاتِ سَبْعاً وَ الْأَرَضِینَ سَبْعاً وَ الْحُجُبَ سَبْعاً فَلَمَّا أَسْرَی بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ مِنْ رَبِّهِ كَقَابِ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنَی (3) رُفِعَ لَهُ حِجَابٌ مِنْ حُجُبِهِ فَكَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ جَعَلَ یَقُولُ الْكَلِمَاتِ الَّتِی تُقَالُ فِی الِافْتِتَاحِ فَلَمَّا رُفِعَ لَهُ الثَّانِی كَبَّرَ فَلَمْ یَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّی بَلَغَ سَبْعَ حُجُبٍ وَ كَبَّرَ سَبْعَ تَكْبِیرَاتٍ فَلِذَلِكَ الْعِلَّةِ تُكَبَّرُ لِلِافْتِتَاحِ فِی الصَّلَاةِ سَبْعُ تَكْبِیرَاتٍ فَلَمَّا ذَكَرَ مَا رَأَی مِنْ عَظَمَةِ اللَّهِ ارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُ فَانْبَرَكَ (4) عَلَی رُكْبَتَیْهِ وَ أَخَذَ یَقُولُ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْعَظِیمِ وَ بِحَمْدِهِ فَلَمَّا اعْتَدَلَ مِنْ رُكُوعِهِ قَائِماً نَظَرَ إِلَیْهِ فِی مَوْضِعٍ أَعْلَی مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ خَرَّ عَلَی وَجْهِهِ وَ هُوَ یَقُولُ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْأَعْلَی وَ بِحَمْدِهِ فَلَمَّا قَالَ سَبْعَ مَرَّاتٍ سَكَنَ ذَلِكَ الرُّعْبُ فَلِذَلِكَ جَرَتْ بِهِ السُّنَّةُ (5).
ص: 369
«76»-ع، علل الشرائع عَلِیُّ بْنُ حَاتِمٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِأَیِّ عِلَّةٍ أَحْرَمَ رَسُولُ اللَّهِ مِنَ الشَّجَرَةِ (1) وَ لَمْ یُحْرِمْ مِنْ مَوْضِعٍ دُونَهُ قَالَ لِأَنَّهُ لَمَّا أُسْرِیَ بِهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ صَارَ بِحِذَاءِ الشَّجَرَةِ وَ كَانَتِ الْمَلَائِكَةُ تَأْتِی إِلَی الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ بِحِذَاءِ الْمَوَاضِعِ الَّتِی هِیَ مَوَاقِیتُ سِوَی الشَّجَرَةِ فَلَمَّا كَانَ فِی الْمَوْضِعِ الَّذِی بِحِذَاءِ الشَّجَرَةِ نُودِیَ یَا مُحَمَّدُ قَالَ لَبَّیْكَ قَالَ أَ لَمْ أَجِدْكَ یَتِیماً فَآوَیْتُ وَ وَجَدْتُكَ ضَالًّا فَهَدَیْتُ (2) قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ الْحَمْدَ وَ النِّعْمَةَ لَكَ وَ الْمُلْكَ لَا شَرِیكَ لَكَ لَبَّیْكَ فَلِذَلِكَ أَحْرَمَ مِنَ الشَّجَرَةِ دُونَ الْمَوَاضِعِ كُلِّهَا (3).
«77»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَرْزَمِیِّ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ هِلَالٍ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ أَعْطَانِی اللَّهُ تَعَالَی خَمْساً وَ أَعْطَی عَلِیّاً خَمْساً أَعْطَانِی جَوَامِعَ الْكَلِمِ وَ أَعْطَی عَلِیّاً جَوَامِعَ الْعِلْمِ وَ جَعَلَنِی نَبِیّاً وَ جَعَلَهُ وَصِیّاً وَ أَعْطَانِی الْكَوْثَرَ وَ أَعْطَاهُ السَّلْسَبِیلَ وَ أَعْطَانِی الْوَحْیَ وَ أَعْطَاهُ الْإِلْهَامَ وَ أَسْرَی بِی إِلَیْهِ وَ فَتَحَ لَهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ وَ الْحُجُبَ حَتَّی نَظَرَ إِلَیَّ وَ نَظَرْتُ إِلَیْهِ قَالَ ثُمَّ بَكَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ لَهُ مَا یُبْكِیكَ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی فَقَالَ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ إِنَّ أَوَّلَ مَا كَلَّمَنِی بِهِ أَنْ قَالَ یَا مُحَمَّدُ انْظُرْ تَحْتَكَ فَنَظَرْتُ إِلَی الْحُجُبِ قَدِ انْخَرَقَتْ وَ إِلَی أَبْوَابِ السَّمَاءِ قَدْ فُتِحَتْ وَ نَظَرْتُ إِلَی عَلِیٍّ وَ هُوَ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَیَّ فَكَلَّمَنِی وَ كَلَّمْتُهُ وَ كَلَّمَنِی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ بِمَ كَلَّمَكَ رَبُّكَ قَالَ قَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ إِنِّی جَعَلْتُ عَلِیّاً وَصِیَّكَ وَ وَزِیرَكَ وَ خَلِیفَتَكَ مِنْ بَعْدِكَ فَأَعْلِمْهُ فَهَا هُوَ یَسْمَعُ كَلَامَكَ فَأَعْلَمْتُهُ وَ أَنَا بَیْنَ یَدَیْ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ لِی قَدْ قَبِلْتُ وَ أَطَعْتُ فَأَمَرَ اللَّهُ الْمَلَائِكَةَ أَنْ تُسَلِّمَ عَلَیْهِ فَفَعَلَتْ فَرَدَّ عَلَیْهِمُ السَّلَامَ وَ رَأَیْتُ الْمَلَائِكَةَ یَتَبَاشَرُونَ بِهِ وَ مَا مَرَرْتُ بِمَلَائِكَةٍ مِنْ مَلَائِكَةِ السَّمَاءِ إِلَّا هَنَّئُونِی وَ قَالُوا لِی یَا مُحَمَّدُ
ص: 370
وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ دَخَلَ السُّرُورُ عَلَی جَمِیعِ الْمَلَائِكَةِ بِاسْتِخْلَافِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَكَ ابْنَ عَمِّكَ وَ رَأَیْتُ حَمَلَةَ الْعَرْشِ قَدْ نَكَسُوا رُءُوسَهُمْ إِلَی الْأَرْضِ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ لِمَ نَكَسَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ رُءُوسَهُمْ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ مَا مِنْ مَلَكٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا وَ قَدْ نَظَرَ إِلَی وَجْهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ اسْتِبْشَاراً بِهِ مَا خَلَا حَمَلَةَ الْعَرْشِ فَإِنَّهُمُ اسْتَأْذَنُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِی هَذِهِ السَّاعَةِ فَأَذِنَ لَهُمْ أَنْ یَنْظُرُوا إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَنَظَرُوا إِلَیْهِ فَلَمَّا هَبَطْتُ جَعَلْتُ أُخْبِرُهُ بِذَلِكَ وَ هُوَ یُخْبِرُنِی بِهِ فَعَلِمْتُ أَنِّی لَمْ أَطَأْ مَوْطِئاً إِلَّا وَ قَدْ كُشِفَ لِعَلِیٍّ عَنْهُ حَتَّی نَظَرَ إِلَیْهِ الْخَبَرَ (1).أقول: روی بعض هذا الخبر فی موضع آخر بهذا السند- المفید عن أحمد بن الولید عن أبیه عن سعد عن عبد اللّٰه بن هارون عن محمد بن عبد الرحمن (2)- و رواه الحسن بن سلیمان فی كتاب المحتضر عن الصدوق عن أبیه عن سعد (3).
«78»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الْهَاشِمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الأبرر (الْأَبْرَدِ) النَّخَعِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَیْلِ بْنِ غَزْوَانَ الضَّبِّیِّ عَنْ مَالِكٍ (4) الْجُهَنِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ ثُمَّ مِنَ السَّمَاءِ إِلَی السَّمَاءِ ثُمَّ إِلَی سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی أُوقِفْتُ بَیْنَ یَدَیْ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ لَبَّیْكَ رَبِّی وَ سَعْدَیْكَ قَالَ قَدْ بَلَوْتُ خَلْقِی فَأَیَّهُمْ وَجَدْتَ أَطْوَعَ لَكَ قَالَ قُلْتُ رَبِّ عَلِیّاً قَالَ صَدَقْتَ یَا مُحَمَّدُ فَهَلِ اتَّخَذْتَ لِنَفْسِكَ خَلِیفَةً یُؤَدِّی عَنْكَ وَ یُعَلِّمُ عِبَادِی مِنْ كِتَابِی مَا لَا یَعْلَمُونَ قَالَ قُلْتُ اخْتَرْ لِی فَإِنَّ خِیَرَتَكَ خَیْرٌ لِی قَالَ قَدِ اخْتَرْتُ لَكَ عَلِیّاً فَاتَّخِذْهُ لِنَفْسِكَ خَلِیفَةً وَ وَصِیّاً وَ نحتله (نَحَلْتُهُ) عِلْمِی وَ حِلْمِی وَ هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ حَقّاً لَمْ یَنَلْهَا أَحَدٌ قَبْلَهُ وَ لَا أَحَدٌ بَعْدَهُ یَا مُحَمَّدُ عَلِیٌّ رَایَةُ الْهُدَی وَ إِمَامُ مَنْ أَطَاعَنِی وَ نُورُ أَوْلِیَائِی وَ هُوَ الْكَلِمَةُ الَّتِی أَلْزَمْتُهَا الْمُتَّقِینَ مَنْ
ص: 371
أَحَبَّهُ فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَهُ فَقَدْ أَبْغَضَنِی فَبَشِّرْهُ بِذَلِكَ یَا مُحَمَّدُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله رَبِّ فَقَدْ بَشَّرْتُهُ فَقَالَ عَلِیٌّ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ فِی قَبْضَتِهِ إِنْ یُعَذِّبْنِی فَبِذُنُوبِی لَمْ یَظْلِمْنِی شَیْئاً وَ إِنْ یُتِمَّ لِی مَا وَعَدَنِی فَاللَّهُ أَوْلَی بِی فَقَالَ اللَّهُمَّ أَخْلِ قَلْبَهُ (1) وَ اجْعَلْ رَبِیعَهُ الْإِیمَانَ بِكَ قَالَ قَدْ فَعَلْتُ ذَلِكَ بِهِ یَا مُحَمَّدُ غَیْرَ أَنِّی مُخْتَصُّهُ بِشَیْ ءٍ مِنَ الْبَلَاءِ لَمْ أَخْتَصَّ بِهِ أَحَداً مِنْ أَوْلِیَائِی قَالَ قُلْتُ رَبِّ أَخِی وَ صَاحِبِی قَالَ إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ فِی عِلْمِی أَنَّهُ مُبْتَلًی وَ مُبْتَلًی بِهِ وَ لَوْ لَا عَلِیٌّ لَمْ یُعْرَفْ أَوْلِیَائِی (2) وَ لَا أَوْلِیَاءُ رُسُلِی.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَالِكٍ فَلَقِیتُ نَصْرَ بْنَ مُزَاحِمٍ الْمِنْقَرِیَّ فَحَدَّثَنِی عَنْ غَالِبٍ الْجُهَنِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَالِكٍ فَلَقِیتُ عَلِیَّ بْنَ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام فَذَكَرْتُ لَهُ هَذَا الْحَدِیثَ فَقَالَ حَدَّثَنِی بِهِ أَبِی مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ ثُمَّ مِنَ السَّمَاءِ إِلَی السَّمَاءِ ثُمَّ إِلَی سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی وَ ذَكَرَ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ (3)- كتاب المحتضر، للحسن بن سلیمان نقلا من كتاب المعراج عن الصدوق عن محمد بن عمر الحافظ البغدادی عن محمد بن هارون مثله (4).
«79»-فس، تفسیر القمی خَالِدٌ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَیَّارٍ (5) عَنْ أَبِی مَالِكٍ الْأَزْدِیِّ (6) عَنْ إِسْمَاعِیلَ الْجُعْفِیِّ قَالَ: كُنْتُ فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَاعِداً وَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فِی نَاحِیَةٍ (7) فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَی السَّمَاءِ مَرَّةً وَ إِلَی الْكَعْبَةِ مَرَّةً ثُمَّ قَالَ سُبْحانَ الَّذِی أَسْری بِعَبْدِهِ
ص: 372
لَیْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَی الْمَسْجِدِ الْأَقْصَی وَ كَرَّرَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ أَیَّ شَیْ ءٍ یَقُولُ أَهْلُ الْعِرَاقِ فِی هَذِهِ الْآیَةِ یَا عِرَاقِیُّ قُلْتُ یَقُولُونَ أُسْرِیَ بِهِ مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ (1) إِلَی الْبَیْتِ الْمُقَدَّسِ فَقَالَ لَیْسَ هُوَ كَمَا یَقُولُونَ وَ لَكِنَّهُ أُسْرِیَ بِهِ مِنْ هَذِهِ إِلَی هَذِهِ (2) وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ قَالَ مَا بَیْنَهُمَا حَرَمٌ قَالَ فَلَمَّا انْتُهِیَ بِهِ إِلَی سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی تَخَلَّفَ عَنْهُ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا جَبْرَئِیلُ أَ فِی مِثْلِ هَذَا الْمَوْضِعِ تَخْذُلُنِی فَقَالَ تَقَدَّمْ أَمَامَكَ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ بَلَغْتَ مَبْلَغاً لَمْ یَبْلُغْهُ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ قَبْلَكَ فَرَأَیْتُ رَبِّی (3) وَ حَالَ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ السُّبْحَةُ قَالَ قُلْتُ وَ مَا السُّبْحَةُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَأَوْمَأَ بِوَجْهِهِ إِلَی الْأَرْضِ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ هُوَ یَقُولُ جَلَالٌ رَبِّی جَلَالٌ رَبِّی ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ قُلْتُ لَبَّیْكَ یَا رَبِّ قَالَ فِیمَ اخْتَصَمَ الْمَلَأُ الْأَعْلَی قَالَ قُلْتُ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لِی إِلَّا مَا عَلَّمْتَنِی قَالَ فَوَضَعَ یَدَهُ (4) بَیْنَ ثَدْیَیَّ فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا بَیْنَ كَتِفَیَّ قَالَ فَلَمْ یَسْأَلْنِی عَمَّا مَضَی وَ لَا عَمَّا بَقِیَ إِلَّا عَلِمْتُهُ (5) فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ فِیمَ اخْتَصَمَ الْمَلَأُ الْأَعْلَی قَالَ قُلْتُ یَا رَبِّ فِی الدَّرَجَاتِ وَ الْكَفَّارَاتِ وَ الْحَسَنَاتِ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّهُ قَدِ انْقَضَتْ نُبُوَّتُكَ وَ انْقَطَعَ أَكْلُكَ فَمَنْ وَصِیُّكَ فَقُلْتُ یَا رَبِّ إِنِّی قَدْ بَلَوْتُ خَلْقَكَ فَلَمْ أَرَ فِیهِمْ مِنْ خَلْقِكَ أَحَداً أَطْوَعَ لِی مِنْ عَلِیٍّ فَقَالَ وَ لِی یَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ یَا رَبِّ إِنِّی قَدْ بَلَوْتُ خَلْقَكَ فَلَمْ أَرَ مِنْ خَلْقِكَ أَحَداً أَشَدَّ حُبّاً لِی مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ وَ لِی یَا مُحَمَّدُ فَبَشِّرْهُ بِأَنَّهُ رَایَةُ الْهُدَی وَ إِمَامُ أَوْلِیَائِی وَ نُورٌ لِمَنْ أَطَاعَنِی وَ الْكَلِمَةُ الْبَاقِیَةُ الَّتِی أَلْزَمْتُهَا الْمُتَّقِینَ مَنْ أَحَبَّهُ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَهُ أَبْغَضَنِی مَعَ مَا أَنِّی أَخُصُّهُ بِمَا لَمْ أَخُصَّ بِهِ أَحَداً (6) فَقُلْتُ یَا رَبِّ أَخِی وَ صَاحِبِی
ص: 373
وَ وَزِیرِی وَ وَارِثِی فَقَالَ إِنَّهُ أَمْرٌ قَدْ سَبَقَ أَنَّهُ مُبْتَلًی وَ مُبْتَلًی بِهِ مَعَ مَا أَنِّی قَدْ نَحَلْتُهُ وَ نَحَلْتُهُ وَ نَحَلْتُهُ وَ نَحَلْتُهُ أَرْبَعَةُ أَشْیَاءَ عَقَدَهَا بِیَدِهِ وَ لَا یُفْصِحْ بِهَا عَقْدُهَا (1).
بیان: قوله علیه السلام من هذه إلی هذه أی المراد بالمسجد الأقصی البیت المعمور لأنه أقصی المساجد و لا ینافی ذهابه أولا إلی بیت المقدس قوله فرأیت ربی أی بالقلب أو عظمته و یحتمل أن یكون رأیت بمعنی وجدت و قوله و حال حالا (2) أی ألفیته و قد حیل بینی و بینه و فی بعض النسخ من نور ربی و لعل المراد بالسبحة تنزهه و تقدسه (3) تعالی أی حال بینی و بینه تنزهه عن المكان و الرؤیة و إلا فقد حصل غایة ما یمكن من القرب.
قال الجزری سبحات اللّٰه جلاله و عظمته و هی فی الأصل جمع سبحة و قیل أضواء وجهه (4) و قیل سبحات الوجه محاسنه انتهی و إیماؤه إلی الأرض و حط رأسه كان خضوعا لجلاله تعالی و وضع الید كنایة عن غایة اللطف و الرحمة و إفاضة العلوم و المعارف علی صدره الأشرف و البرد عن الراحة و السرور و فی بعض النسخ یده أی ید القدرة.
قوله تعالی فیم اختصم الملأ الأعلی إشارة إلی قوله تعالی ما كانَ لِی مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلی إِذْ یَخْتَصِمُونَ (5) قال الطبرسی رحمه اللّٰه یعنی ما ذكر من قوله إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً (6) إلی آخر القصة أی فما علمت ما كانوا فیه إلا بوحی من اللّٰه تعالی.
ص: 374
وَ رُوِیَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: قَالَ لِی رَبِّی أَ تَدْرِی فِیمَ یَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَی فَقُلْتُ لَا قَالَ اخْتَصَمُوا فِی الْكَفَّارَاتِ وَ الدَّرَجَاتِ فَأَمَّا الْكَفَّارَاتُ فَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِی السَّبَرَاتِ (1) وَ نَقْلُ الْأَقْدَامِ إِلَی الْجَمَاعَاتِ وَ انْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ وَ أَمَّا الدَّرَجَاتُ فَإِفْشَاءُ السَّلَامِ وَ إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَ الصَّلَاةُ بِاللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَامٌ انْتَهَی.
(2) و قوله عقدها ثانیا تأكید للأول أو مصدر فاعل لقوله یفصح و الأصوب أنه تصحیف قوله بما عقدها و فاعل عقد الرسول صلی اللّٰه علیه و آله.
«80»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَیْتُ فِیهَا قیعان (قِیعَاناً) بَیْضَاءَ (3) وَ رَأَیْتُ فِیهَا مَلَائِكَةً یَبْنُونَ لَبِنَةً مِنْ ذَهَبٍ وَ لَبِنَةً مِنْ فِضَّةٍ وَ رُبَّمَا أَمْسَكُوا فَقُلْتُ لَهُمْ مَا لَكُمْ رُبَّمَا بَنَیْتُمْ وَ رُبَّمَا أَمْسَكْتُمْ فَقَالُوا حَتَّی تَجِیئَنَا النَّفَقَةُ فَقُلْتُ لَهُمْ وَ مَا نَفَقَتُكُمْ فَقَالُوا قَوْلُ الْمُؤْمِنِ فِی الدُّنْیَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ فَإِذَا قَالَ بَنَیْنَا وَ إِذَا أَمْسَكَ أَمْسَكْنَا (4).
«81»-ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ الصَّادِقَ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام احْتَمَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی انْتَهَی بِهِ إِلَی مَكَانٍ مِنَ السَّمَاءِ ثُمَّ تَرَكَهُ وَ قَالَ مَا وَطِئَ نَبِیٌّ قَطُّ مَكَانَكَ وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَانِی جَبْرَئِیلُ وَ أَنَا بِمَكَّةَ فَقَالَ قُمْ یَا مُحَمَّدُ فَقُمْتُ مَعَهُ وَ خَرَجْتُ إِلَی الْبَابِ فَإِذَا جَبْرَئِیلُ وَ مَعَهُ مِیكَائِیلُ وَ إِسْرَافِیلُ فَأَتَی جَبْرَئِیلُ بِالْبُرَاقِ وَ كَانَ فَوْقَ الْحِمَارِ وَ دُونَ الْبَغْلِ خَدُّهُ كَخَدِّ الْإِنْسَانِ وَ ذَنَبُهُ كَذَنَبِ الْبَقَرِ وَ عُرْفُهُ كَعُرْفِ الْفَرَسِ وَ قَوَائِمُهُ كَقَوَائِمِ الْإِبِلِ عَلَیْهِ رَحْلٌ مِنَ الْجَنَّةِ وَ لَهُ جَنَاحَانِ مِنْ فَخِذَیْهِ خَطْوُهُ مُنْتَهَی طَرْفِهِ
ص: 375
فَقَالَ ارْكَبْ فَرَكِبْتُ وَ مَضَیْتُ حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَی بَیْتِ الْمَقْدِسِ وَ لَمَّا انْتَهَیْتُ إِلَیْهِ إِذَا الْمَلَائِكَةُ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ بِالْبِشَارَةِ وَ الْكَرَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْعِزَّةِ وَ صَلَّیْتُ فِی بَیْتِ الْمَقْدِسِ وَ فِی بَعْضِهَا بَشَّرَنِی إِبْرَاهِیمُ فِی رَهْطٍ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ ثُمَّ وَصَفَ مُوسَی وَ عِیسَی صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا ثُمَّ أَخَذَ جَبْرَئِیلُ بِیَدِی إِلَی الصَّخْرَةِ فَأَقْعَدَنِی عَلَیْهَا فَإِذَا مِعْرَاجٌ إِلَی السَّمَاءِ (1) لَمْ أَرَ مِثْلَهَا حُسْناً وَ جَمَالًا فَصَعِدْتُ إِلَی السَّمَاءِ الدُّنْیَا وَ رَأَیْتُ عَجَائِبَهَا وَ مَلَكُوتَهَا وَ مَلَائِكَهَا یُسَلِّمُونَ عَلَیَّ ثُمَّ صُعِدَ بِی إِلَی السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ (2) فَرَأَیْتُ بِهَا یُوسُفَ علیه السلام ثُمَّ صَعِدْتُ إِلَی السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ فَرَأَیْتُ فِیهَا إِدْرِیسَ علیه السلام ثُمَّ صُعِدَ بِی إِلَی السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ فَرَأَیْتُ فِیهَا هَارُونَ علیه السلام ثُمَّ صُعِدَ بِی إِلَی السَّمَاءِ السَّادِسَةِ فَإِذَا فِیهَا خَلْقٌ كَثِیرٌ یَمُوجُ بَعْضُهُمْ فِی بَعْضٍ وَ فِیهَا الْكَرُوبِیُّونَ قَالَ ثُمَّ صُعِدَ بِی إِلَی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَأَبْصَرْتُ فِیهَا خَلْقاً وَ مَلَائِكَةً.
وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله رَأَیْتُ فِی السَّمَاءِ السَّادِسَةِ مُوسَی علیه السلام وَ رَأَیْتُ فِی السَّابِعَةِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام ثُمَّ قَالَ جَاوَزْنَا مُتَصَاعِدَیْنِ إِلَی أَعْلَی عِلِّیِّینَ وَ وَصَفَ ذَلِكَ إِلَی أَنْ قَالَ ثُمَّ كَلَّمَنِی رَبِّی وَ كَلَّمْتُهُ وَ رَأَیْتُ الْجَنَّةَ وَ النَّارَ وَ رَأَیْتُ الْعَرْشَ وَ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَی ثُمَّ قَالَ رَجَعْتُ إِلَی مَكَّةَ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ حَدَّثْتُ بِهِ النَّاسَ فَأَكْذَبَنِی أَبُو جَهْلٍ وَ الْمُشْرِكُونَ وَ قَالَ مُطْعِمُ بْنُ عَدِیٍّ أَ تَزْعُمُ أَنَّكَ سِرْتَ مَسِیرَةَ شَهْرَیْنِ فِی سَاعَةٍ أَشْهَدُ أَنَّكَ كَاذِبٌ ثُمَّ قَالَتْ قُرَیْشٌ أَخْبِرْنَا عَمَّا رَأَیْتَ فَقَالَ مَرَرْتُ بِعِیرِ بَنِی فُلَانٍ وَ قَدْ أَضَلُّوا بَعِیراً لَهُمْ وَ هُمْ فِی طَلَبِهِ وَ فِی رَحْلِهِمْ قَعْبٌ مِنْ مَاءٍ مَمْلُوٍّ فَشَرِبْتُ الْمَاءَ فَغَطَّیْتُهُ كَمَا كَانَ فَسَأَلُوهُمْ هَلْ وَجَدُوا الْمَاءَ فِی الْقَدَحِ قَالُوا هَذِهِ آیَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَرَرْتُ بِعِیرِ بَنِی فُلَانٍ فَنَفَرَ بَعِیرُ فُلَانٍ فَانْكَسَرَتْ یَدُهُ فَسَأَلُوهُمْ عَنْ ذَلِكَ فَقَالُوا هَذِهِ آیَةٌ أُخْرَی قَالُوا فَأَخْبِرْنَا عَنْ عِیرِنَا قَالَ مَرَرْتُ بِهَا بِالتَّنْعِیمِ وَ بَیَّنَ لَهُمْ أَحْوَالَهَا وَ هَیْئَاتِهَا قَالُوا هَذِهِ آیَةٌ أُخْرَی (3).
ص: 376
بیان: قوله علیه السلام خطوه منتهی طرفه أی كان یضع كل خطوة منه علی منتهی مد بصره.
«82»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ وَ غَیْرِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَقَدْ أَسْرَی بِی رَبِّی فَأَوْحَی إِلَیَّ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ مَا أَوْحَی وَ كَلَّمَنِی وَ كَانَ مِمَّا كَلَّمَنِی أَنْ قَالَ یَا مُحَمَّدُ عَلِیٌّ الْأَوَّلُ وَ عَلِیٌّ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْبَاطِنُ وَ هُوَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ فَقَالَ یَا رَبِّ أَ لَیْسَ ذَلِكَ أَنْتَ (1) قَالَ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یُشْرِكُونَ إِنِّی أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لِیَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی یُسَبِّحُ لِی مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ أَنَا الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ یَا مُحَمَّدُ إِنِّی أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا الْأَوَّلُ وَ لَا شَیْ ءَ قَبْلِی وَ أَنَا الْآخِرُ فَلَا شَیْ ءَ بَعْدِی وَ أَنَا الظَّاهِرُ فَلَا شَیْ ءَ فَوْقِی وَ أَنَا الْبَاطِنُ فَلَا شَیْ ءَ تَحْتِی وَ أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ یَا مُحَمَّدُ عَلِیٌّ الْأَوَّلُ أَوَّلُ مَنْ أَخَذَ مِیثَاقِی مِنَ الْأَئِمَّةِ یَا مُحَمَّدُ عَلِیٌّ الْآخِرُ آخِرُ مَنْ أَقْبِضُ رُوحَهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ وَ هِیَ الدَّابَّةُ الَّتِی تُكَلِّمُهُمْ یَا مُحَمَّدُ عَلِیٌّ الظَّاهِرُ أُظْهِرُ عَلَیْهِ جَمِیعَ مَا أَوْحَیْتُهُ (2) إِلَیْكَ لَیْسَ لَكَ أَنْ تَكْتُمَ مِنْهُ شَیْئاً یَا مُحَمَّدُ عَلِیٌّ الْبَاطِنُ أَبْطَنْتُهُ سِرِّیَ الَّذِی أَسْرَرْتُهُ إِلَیْكَ فَلَیْسَ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَكَ سِرٌّ أَزْوِیهِ (3) یَا مُحَمَّدُ عَنْ عَلِیٍّ مَا خَلَقْتُ مِنْ حَلَالٍ أَوْ حَرَامٍ إِلَّا وَ عَلِیٌّ عَلِیمٌ بِهِ (4).
«83»-صح، صحیفة الرضا علیه السلام عَنِ الرِّضَا علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام لَمَّا بَدَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِتَعْلِیمِ الْأَذَانِ أَتَی جَبْرَئِیلُ علیه السلام بِالْبُرَاقِ (5) فاسْتَعْصَتْ عَلَیْهِ ثُمَّ أَتَی بِدَابَّةٍ یُقَالُ لَهَا بَرْقَةُ فاسْتَعْصَتْ (6) فَقَالَ لَهَا جَبْرَئِیلُ اسْكُنِی بَرْقَةُ فَمَا رَكِبَكِ
ص: 377
أَحَدٌ أَكْرَمُ عَلَی اللَّهِ مِنْهُ (1) قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله فَرَكِبْتُهَا حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَی الْحِجَابِ الَّذِی یَلِی الرَّحْمَنَ عَزَّ وَ جَلَّ فَخَرَجَ مَلَكٌ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ مَنْ هَذَا الْمَلَكُ قَالَ وَ الَّذِی أَكْرَمَكَ بِالنُّبُوَّةِ مَا رَأَیْتُ هَذَا الْمَلَكَ قَبْلَ سَاعَتِی هَذِهِ فَقَالَ الْمَلَكُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَنُودِیَ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ صَدَقَ عَبْدِی أَنَا أَكْبَرُ أَنَا أَكْبَرُ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ الْمَلَكُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَنُودِیَ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ صَدَقَ عَبْدِی أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ الْمَلَكُ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ فَنُودِیَ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ صَدَقَ عَبْدِی أَنَا أَرْسَلْتُ مُحَمَّداً رَسُولًا قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ الْمَلَكُ حَیَّ عَلَی الصَّلَاةِ حَیَّ عَلَی الصَّلَاةِ فَنُودِیَ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ صَدَقَ عَبْدِی وَ دَعَا إِلَی عِبَادَتِی قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ الْمَلَكُ حَیَّ عَلَی الْفَلَاحِ حَیَّ عَلَی الْفَلَاحِ فَنُودِیَ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ صَدَقَ عَبْدِی وَ دَعَا إِلَی عِبَادَتِی فَقَالَ الْمَلَكُ (2) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ وَاظَبَ عَلَیْهَا قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَوْمَئِذٍ أَكْمَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِیَ الشَّرَفَ عَلَی الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ (3).
«84»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَمَّا أُسْرِیَ بِی نَزَلَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام بِالْبُرَاقِ وَ هُوَ أَصْغَرُ مِنَ الْبَغْلِ وَ أَكْبَرُ مِنَ الْحِمَارِ مُضْطَرِبُ الْأُذُنَیْنِ عَیْنَاهُ فِی حَوَافِرِهِ خُطَاهُ مَدَّ بَصَرِهِ (4) لَهُ جَنَاحَانِ یَحْفِزَانِهِ مِنْ خَلْفِهِ (5) عَلَیْهِ سَرْجٌ مِنْ یَاقُوتٍ فِیهِ مِنْ كُلِّ لَوْنٍ أَهْدَبُ الْعُرْفِ الْأَیْمَنِ فَوَقَّفَهُ عَلَی بَابِ خَدِیجَةَ وَ دَخَلَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَرِحَ الْبُرَاقُ فَخَرَجَ إِلَیْهِ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ اسْكُنْ فَإِنَّمَا یَرْكَبُكَ خَیْرُ الْبَشَرِ أَحَبُّ خَلْقِ اللَّهِ إِلَیْهِ فَسَكَنَ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَرَكِبَ لَیْلًا وَ تَوَجَّهَ نَحْوَ بَیْتِ الْمَقْدِسِ فَاسْتَقْبَلَ شیخا (شَیْخٌ) فَقَالَ (6) هَذَا أَبُوكَ إِبْرَاهِیمُ فَثَنَّی رِجْلَهُ وَ هَمَّ بِالنُّزُولِ
ص: 378
فَقَالَ جَبْرَئِیلُ كَمَا أَنْتَ فَجَمَعَ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ أَنْبِیَائِهِ بِبَیْتِ الْمَقْدِسِ فَأَذَّنَ جَبْرَئِیلُ فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَصَلَّی بِهِمْ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ فَإِنْ كُنْتَ فِی شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَیْكَ فَسْئَلِ الَّذِینَ یَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ هَؤُلَاءِ الْأَنْبِیَاءُ الَّذِینَ جُمِعُوا فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِینَ (1) قَالَ فَلَمْ یَشُكَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَمْ یَسْأَلْ.
وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی أَنَّ الْبُرَاقَ لَمْ یَكُنْ یَسْكُنُ لِرُكُوبِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا بَعْدَ شَرْطِهِ أَنْ یَكُونَ مَرْكُوبَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ (2).
توضیح: قال الجزری الحفز الحث و الإعجال و منه حدیث البراق و فی فخذیه جناحان یحفز بهما رجلیه قوله أهدب العرف أی طویله و كثیره مرسلا من الجانب الأیمن و المرح شدة الفرح و النشاط.
«85»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ لَمَّا كَانَ بَعْدَ ثَلَاثِ سِنِینَ مِنْ مَبْعَثِهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُسْرِیَ بِهِ إِلَی بَیْتِ الْمَقْدِسِ وَ عُرِجَ بِهِ مِنْهُ إِلَی السَّمَاءِ لَیْلَةَ الْمِعْرَاجِ فَلَمَّا أَصْبَحَ مِنْ لَیْلَتِهِ حَدَّثَ قُرَیْشاً بِخَبَرِ مِعْرَاجِهِ فَقَالَ جُهَّالُهُمْ مَا أَكْذَبَ هَذَا الْحَدِیثَ وَ قَالَ أَمْثَالُهُمْ (3) یَا أَبَا الْقَاسِمِ فَبِمَ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ فِی قَوْلِكَ هَذَا قَالَ أُخْبِرُكُمْ وَ قَالَ مَرَرْتُ بِعِیرِكُمْ فِی مَوْضِعِ كَذَا وَ قَدْ ضَلَّ لَهُمْ بَعِیرٌ فَعَرَّفْتُهُمْ مَكَانَهُ وَ صِرْتُ إِلَی رِحَالِهِمْ وَ كَانَتْ لَهُمْ قِرَبٌ مَمْلُوَّةٌ فَصُبَّتْ (4) قِرْبَةٌ وَ الْعِیرُ تُوَافِیكُمْ فِی الْیَوْمِ الثَّالِثِ مِنْ هَذَا الْمَوْضِعِ (5) مَعَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فِی أَوَّلِ الْعِیرِ جَمَلٌ أَحْمَرُ وَ هُوَ جَمَلُ فُلَانٍ فَلَمَّا كَانَ الْیَوْمُ الثَّالِثُ خَرَجُوا إِلَی بَابِ مَكَّةَ لِیَنْظُرُوا صِدْقَ مَا أَخْبَرَ بِهِ مُحَمَّدٌ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فَهُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَتِ الْعِیرُ عَلَیْهِمْ بِطُلُوعِ الشَّمْسِ فِی أَوَّلِهَا الْجَمَلُ الْأَحْمَرُ وَ سَأَلُوا الَّذِینَ كَانُوا مَعَ الْعِیرِ فَقَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ مُحَمَّدٌ فِی إِخْبَارِهِ عَنْهُمْ فَقَالُوا أَیْضاً هَذَا مِنْ سِحْرِ مُحَمَّدٍ.
ص: 379
«86»-قب، المناقب لابن شهرآشوب اخْتَلَفَ النَّاسُ فِی الْمِعْرَاجِ فَالْخَوَارِجُ یُنْكِرُونَهُ وَ قَالَتِ الْجَهْمِیَّةُ عُرِجَ بِرُوحِهِ دُونَ جِسْمِهِ عَلَی طَرِیقِ الرُّؤْیَا وَ قَالَتِ الْإِمَامِیَّةُ (1) وَ الزَّیْدِیَّةُ وَ الْمُعْتَزِلَةُ بَلْ عُرِجَ بِرُوحِهِ وَ بِجِسْمِهِ إِلَی بَیْتِ الْمَقْدِسِ لِقَوْلِهِ تَعَالَی إِلَی الْمَسْجِدِ الْأَقْصَی وَ قَالَ آخَرُونَ بَلْ عُرِجَ بِرُوحِهِ وَ بِجِسْمِهِ إِلَی السَّمَاوَاتِ رُوِیَ ذَلِكَ- عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ ابْنِ مَسْعُودٍ وَ جَابِرٍ وَ حُذَیْفَةَ وَ أَنَسٍ وَ عَائِشَةَ وَ أُمِّ هَانِئٍ وَ نَحْنُ لَا نُنْكِرُ ذَلِكَ إِذَا قَامَتِ الدَّلَالَةُ وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ مِعْرَاجَ مُوسَی علیه السلام إِلَی الطُّورِ وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ (2) وَ لِإِبْرَاهِیمَ إِلَی السَّمَاءِ الدُّنْیَا وَ كَذلِكَ نُرِی إِبْراهِیمَ (3) وَ لِعِیسَی علیه السلام إِلَی الرَّابِعَةِ بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَیْهِ (4) وَ لِإِدْرِیسَ إِلَی الْجَنَّةِ وَ رَفَعْناهُ مَكاناً (5) عَلِیًّا وَ مُحَمَّدٍ فَكانَ قابَ قَوْسَیْنِ (6) وَ ذَلِكَ لِعُلُوِّ هِمَّتِهِ فَلِذَلِكَ یُقَالُ الْمَرْءُ یَطِیرُ بِهِمَّتِهِ فَتَعَجَّبَ اللَّهُ مِنْ عُرُوجِهِ سُبْحانَ الَّذِی أَسْری بِعَبْدِهِ وَ أَقْسَمَ بِنُزُولِهِ وَ النَّجْمِ إِذا هَوی فَیَكُونُ عُرُوجُهُ وَ نُزُولُهُ بَیْنَ تَأْكِیدَیْنِ- السُّدِّیُّ وَ الْوَاقِدِیُّ (7) الْإِسْرَاءُ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ بِمَكَّةَ فِی السَّابِعَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ لَیْلَةَ السَّبْتِ بَعْدَ الْعَتَمَةِ مِنْ دَارِ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِی طَالِبٍ وَ قِیلَ مِنْ بَیْتِ خَدِیجَةَ وَ رُوِیَ مِنْ شِعْبِ أَبِی طَالِبٍ
ص: 380
- الْحُسَیْنُ (1) وَ قَتَادَةُ كَانَ مِنْ نَفْسِ الْمَسْجِدِ- ابْنُ عَبَّاسٍ هِیَ لَیْلَةُ الْإِثْنَیْنِ فِی شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ بَعْدَ النُّبُوَّةِ بِسَنَتَیْنِ فَالْأَوَّلُ مِعْرَاجُ الْعَجَائِبِ وَ الثَّانِی مِعْرَاجُ الْكَرَامَةِ.
ابْنُ عَبَّاسٍ فِی خَبَرٍ أَنَّ جَبْرَئِیلَ أَتَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ إِنَّ رَبِّی بَعَثَنِی إِلَیْكَ وَ أَمَرَنِی أَنْ آتِیَهُ بِكَ فَقُمْ فَإِنَّ اللَّهَ یُكْرِمُكَ كَرَامَةً لَمْ یُكْرِمْ بِهَا أَحَداً قَبْلَكَ وَ لَا بَعْدَكَ فَأَبْشِرْ وَ طِبْ نَفْساً فَقَامَ وَ صَلَّی رَكْعَتَیْنِ فَإِذَا هُوَ بِمِیكَائِیلَ وَ إِسْرَافِیلَ وَ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ فَسَلَّمَ عَلَیْهِمْ فَبَشَّرُوهُ فَإِذَا مَعَهُمْ دَابَّةٌ فَوْقَ الْحِمَارِ وَ دُونَ الْبَغْلِ خَدُّهُ كَخَدِّ الْإِنْسَانِ وَ قَوَائِمُهُ كَقَوَائِمِ الْبَعِیرِ وَ عُرْفُهُ كَعُرْفِ الْفَرَسِ وَ ذَنَبُهُ كَذَنَبِ الْبَقَرِ رِجْلَاهَا أَطْوَلُ مِنْ یَدَیْهَا وَ لَهَا جَنَاحَانِ مِنْ فَخِذَیْهِ خُطْوَتُهَا مَدَّ الْبَصَرِ وَ إِذَا عَلَیْهَا لِجَامٌ مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ یَرْكَبَ امْتَنَعَتْ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ إِنَّهُ مُحَمَّدٌ فَتَوَاضَعَتْ حَتَّی لَصِقَتْ بِالْأَرْضِ فَأَخَذَ جَبْرَئِیلُ بِلِجَامِهَا وَ مِیكَائِیلُ بِرِكَابِهَا فَرَكِبَ فَلَمَّا هَبَطَتْ (2) ارْتَفَعَتْ یَدَاهَا وَ إِذَا صَعِدَتْ ارْتَفَعَتْ رِجْلَاهَا فَنَفَرَتِ الْعِیرُ مِنْ دَفِیفِ الْبُرَاقِ یُنَادِی رَجُلٌ فِی آخِرِ الْعِیرِ أَنْ یَا فُلَانُ إِنَّ الْإِبِلَ قَدْ نَفَرَتْ وَ إِنَّ فُلَانَةَ أَلْقَتْ حَمْلَهَا وَ انْكَسَرَ یَدُهَا فَلَمَّا كَانَ بِبَطْنِ الْبَلْقَاءِ عَطِشَ فَإِذَا لَهُمْ مَاءٌ فِی آنِیَةٍ فَشَرِبَ مِنْهُ وَ أَلْقَی الْبَاقِیَ فَبَیْنَا هُوَ فِی مَسِیرِهِ إِذْ نُودِیَ عَنْ یَمِینِ الطَّرِیقِ یَا مُحَمَّدُ عَلَی رِسْلِكَ ثُمَّ نُودِیَ عَنْ یَسَارِهِ عَلَی رِسْلِكَ فَإِذَا هُوَ بِامْرَأَةٍ اسْتَقْبَلَتْهُ وَ عَلَیْهَا مِنَ الْحُسْنِ وَ الْجَمَالِ مَا لَمْ یُرَ لِأَحَدٍ وَ قَالَتْ قِفْ مَكَانَكَ حَتَّی أُخْبِرَكَ فَفَسَّرَ لَهُ إِبْرَاهِیمُ الْخَلِیلُ علیه السلام لَمَّا رَآهُ جَمِیعَ ذَلِكَ فَقَالَ مُنَادِی الْیَمِینِ دَاعِیَةُ الْیَهُودِ فَلَوْ أَجَبْتَهُ لَتَهَوَّدَتْ أُمَّتُكَ وَ مُنَادِی الْیَسَارِ دَاعِیَةُ النَّصَارَی فَلَوْ أَجَبْتَهُ لَتَنَصَّرَتْ أُمَّتُكَ وَ الْمَرْأَةُ الْمُتَزَیِّنَةُ هِیَ الدُّنْیَا تَمَثَّلَتْ لَكَ لَوْ أَجَبْتَهَا لَاخْتَارَتْ أُمَّتُكَ الدُّنْیَا عَلَی الْآخِرَةِ فَجَاءَ جَبْرَئِیلُ إِلَی بَیْتِ الْمَقْدِسِ (3) فَرَفَعَهَا فَأَخْرَجَ مِنْ تَحْتِهَا ثَلَاثَةَ أَقْدَاحٍ قَدَحاً مِنْ لَبَنٍ وَ قَدَحاً مِنْ عَسَلٍ وَ قَدَحاً مِنْ خَمْرٍ فَنَاوَلَهُ قَدَحَ اللَّبَنِ فَشَرِبَ ثُمَ
ص: 381
نَاوَلَهُ قَدَحَ الْعَسَلِ فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَهُ قَدَحَ الْخَمْرِ فَقَالَ قَدْ رَوِیتُ یَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ أَمَا إِنَّكَ لَوْ شَرِبْتَهُ ضَلَّتْ أُمَّتُكَ.
ابْنُ عَبَّاسٍ فِی خَبَرٍ وَ هَبَطَ مَعَ جَبْرَئِیلَ مَلَكٌ لَمْ یَطَأِ الْأَرْضَ قَطُّ مَعَهُ مَفَاتِیحُ خَزَائِنِ الْأَرْضِ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ هَذِهِ مَفَاتِیحُ خَزَائِنِ الْأَرْضِ فَإِنْ شِئْتَ فَكُنْ نَبِیّاً عَبْداً وَ إِنْ شِئْتَ فَكُنْ نَبِیّاً مَلِكاً فَقَالَ بَلْ أَكُونُ نَبِیّاً عَبْداً فَإِذَا سُلَّمٌ مِنْ ذَهَبٍ قَوَائِمُهُ مِنْ فِضَّةٍ مُرَكَّبٌ بِاللُّؤْلُؤِ وَ الْیَاقُوتِ یَتَلَأْلَأُ نُوراً وَ أَسْفَلُهُ عَلَی صَخْرَةِ بَیْتِ الْمَقْدِسِ وَ رَأْسُهُ فِی السَّمَاءِ فَقَالَ لِیَ اصْعَدْ یَا مُحَمَّدُ فَلَمَّا صَعِدَ السَّمَاءَ (1) رَأَی شَیْخاً قَاعِداً تَحْتَ الشَّجَرَةِ وَ حَوْلَهُ أَطْفَالٌ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ هَذَا أَبُوكَ آدَمُ إِذَا رَأَی مَنْ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ ضَحِكَ وَ فَرِحَ وَ إِذَا رَأَی مَنْ یَدْخُلُ النَّارَ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ حَزِنَ وَ بَكَی وَ رَأَی مَلَكاً بَاسِرَ الْوَجْهِ وَ بِیَدِهِ لَوْحٌ مَكْتُوبٌ بِخَطٍّ مِنَ النُّورِ وَ خَطٍّ مِنَ الظُّلْمَةِ فَقَالَ هَذَا مَلَكُ الْمَوْتِ ثُمَّ رَأَی مَلَكاً قَاعِداً عَلَی كُرْسِیٍّ فَلَمْ یَرَ مِنْهُ مِنَ الْبِشْرِ مَا رَأَی مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ هَذَا مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ كَانَ طَلْقاً بِشْراً فَلَمَّا اطَّلَعَ عَلَی النَّارِ لَمْ یَضْحَكْ بَعْدُ فَسَأَلَهُ أَنْ یَعْرِضَ عَلَیْهِ النَّارَ فَرَأَی فِیهَا مَا رَأَی ثُمَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ رَأَی مَا فِیهَا وَ سَمِعَ صَوْتاً آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِینَ قَالَ هَؤُلَاءِ سَحَرَةُ فِرْعَوْنَ وَ سَمِعَ لَبَّیْكَ اللَّهُمَّ لَبَّیْكَ قَالَ هَؤُلَاءِ الْحُجَّاجُ وَ سَمِعَ التَّكْبِیرَ قَالَ هَؤُلَاءِ الْغُزَاةُ وَ سَمِعَ التَّسْبِیحَ قَالَ هَؤُلَاءِ الْأَنْبِیَاءُ فَلَمَّا بَلَغَ إِلَی سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی فَانْتَهَی إِلَی الْحُجُبِ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ تَقَدَّمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَیْسَ لِی أَنْ أَجُوزَ هَذَا الْمَكَانَ وَ لَوْ دَنَوْتُ أَنْمُلَةً لَاحْتَرَقْتُ.
أَبُو بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ جَبْرَئِیلَ احْتَمَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی انْتَهَی بِهِ إِلَی مَكَانٍ مِنَ السَّمَاءِ ثُمَّ تَرَكَهُ وَ قَالَ لَهُ مَا وَطِئَ نَبِیٌّ قَطُّ مَكَانَكَ.
وَ رُوِیَ أَنَّهُ رَأَی فِی السَّمَاءِ الثَّانِیَةِ عِیسَی وَ یَحْیَی وَ فِی الثَّالِثَةِ یُوسُفَ وَ فِی الرَّابِعَةِ إِدْرِیسَ وَ فِی الْخَامِسَةِ هَارُونَ وَ فِی السَّادِسَةِ الْكَرُوبِیِّینَ وَ فِی السَّابِعَةِ خَلْقاً وَ مَلَائِكَةً.
وَ فِی حَدِیثِ أَبِی هُرَیْرَةَ رَأَیْتُ فِی السَّمَاءِ السَّادِسَةِ مُوسَی وَ فِی السَّابِعَةِ إِبْرَاهِیمَ.
ابْنُ عَبَّاسٍ وَ رَأَی مَلَائِكَةَ الْحُجُبِ یَقْرَءُونَ سُورَةَ النُّورِ وَ خُزَّانَ الْكُرْسِیِّ یَقْرَءُونَ
ص: 382
آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ یَقْرَءُونَ حم الْمُؤْمِنَ قَالَ فَلَمَّا بَلَغْتُ قَابَ قَوْسَیْنِ نُودِیتُ بِالْقُرْبِ.
وَ فِی رِوَایَةٍ أَنَّهُ نُودِیتُ أَلْفَ مَرَّةٍ بِالدُّنُوِّ وَ فِی كُلِّ مَرَّةٍ قُضِیَتْ لِی حَاجَةٌ ثُمَّ قَالَ لِی سَلْ تُعْطَ فَقُلْتُ یَا رَبِّ اتَّخَذْتَ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلًا وَ كَلَّمْتَ مُوسَی تَكْلِیماً وَ أَعْطَیْتَ سُلَیْمَانَ مُلْكاً عَظِیماً فَمَا ذَا أَعْطَیْتَنِی فَقَالَ اتَّخَذْتُ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلًا وَ اتَّخَذْتُكَ حَبِیباً وَ كَلَّمْتُ مُوسَی تَكْلِیماً عَلَی بِسَاطِ الطُّورِ وَ كَلَّمْتُكَ عَلَی بِسَاطِ النُّورِ وَ أَعْطَیْتُ سُلَیْمَانَ مُلْكاً فَانِیاً وَ أَعْطَیْتُكَ مُلْكاً بَاقِیاً فِی الْجَنَّةِ.
وَ رُوِیَ أَنَا الْمَحْمُودُ وَ أَنْتَ مُحَمَّدٌ شَقَقْتُ اسْمَكَ مِنِ اسْمِی فَمَنْ وَصَلَكَ وَصَلْتُهُ وَ مَنْ قَطَعَكَ بَتَلْتُهُ انْزِلْ إِلَی عِبَادِی فَأَخْبِرْهُمْ بِكَرَامَتِی إِیَّاكَ وَ أَنِّی لَمْ أَبْعَثْ نَبِیّاً إِلَّا جَعَلْتُ لَهُ وَزِیراً وَ أَنَّكَ رَسُولِی وَ أَنَّ عَلِیّاً وَزِیرُكَ.
وَ رُوِیَ أَنَّهُ لَمَّا بَلَغَ إِلَی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ نُودِیَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ لَتَمْشِی فِی مَكَانٍ مَا مَشَی عَلَیْهِ بَشَرٌ فَكَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَی فَقَالَ آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَیْهِ مِنْ رَبِّهِ قَالَ نَعَمْ یَا رَبِّ وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ فَقَالَ اللَّهُ لا یُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً الْآیَةَ فَقَالَ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا السُّورَةَ (1) فَقَالَ قَدْ فَعَلْتُ ثُمَّ قَالَ مَنْ خَلَّفْتَ لِأُمَّتِكَ مِنْ بَعْدِكَ فَقَالَ اللَّهُ أَعْلَمُ قَالَ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ:
وَ یُقَالُ أَعْطَاهُ اللَّهُ تِلْكَ اللَّیْلَةَ أَرْبَعَةً رَفَعَ عَنْهَا عِلْمَ الْخَلْقِ فَكانَ قابَ قَوْسَیْنِ وَ الْمُنَاجَاةَ فَأَوْحی إِلی عَبْدِهِ وَ السِّدْرَةَ إِذْ یَغْشَی السِّدْرَةَ وَ إِمَامَةَ عَلِیٍّ علیه السلام.
و قالوا المعراج خمسة أحرف فالمیم مقام الرسول عند الملك الأعلی و العین عزه عند شاهد كل نجوی و الراء رفعته عند خالق الوری و الألف انبساطه مع عالم السر و أخفی و الجیم جاهه فی ملكوت العلی.
وَ رُوِیَ أَنَّهُ فَقَدَهُ أَبُو طَالِبٍ فِی تِلْكَ اللَّیْلَةِ فَلَمْ یَزَلْ یَطْلُبُهُ وَ وَجَّهَ إِلَی بَنِی هَاشِمٍ وَ هُوَ یَقُولُ یَا لَهَا مِنْ عَظِیمَةٍ إِنْ لَمْ أَرَ رَسُولَ اللَّهِ إِلَی الْفَجْرِ فَبَیْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ تَلَقَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ وَ قَدْ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ عَلَی بَابِ أُمِّ هَانِئٍ فَقَالَ لَهُ انْطَلِقْ مَعِی فَأُدْخِلَ بَیْنَ یَدَیْهِ الْمَسْجِدَ
ص: 383
فَدَخَلَ بَنُو هَاشِمٍ فَسَلَّ أَبُو طَالِبٍ سَیْفَهُ عِنْدَ الْحِجْرِ ثُمَّ قَالَ أَخْرِجُوا مَا مَعَكُمْ یَا بَنِی هَاشِمٍ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی قُرَیْشٍ فَقَالَ وَ اللَّهِ لَوْ لَمْ أَرَهُ مَا بَقِیَ مِنْكُمْ عَیْنٌ تَطْرِفُ فَقَالَتْ قُرَیْشٌ لَقَدْ رَكِبْتَ مِنَّا عَظِیماً وَ أَصْبَحَ صلی اللّٰه علیه و آله یُحَدِّثُهُمْ بِالْمِعْرَاجِ فَقِیلَ لَهُ صِفْ لَنَا بَیْتَ الْمَقْدِسِ فَجَاءَ جَبْرَئِیلُ بِصُورَةِ بَیْتِ الْمَقْدِسِ تُجَاهَ وَجْهِهِ فَجَعَلَ یُخْبِرُهُمْ بِمَا یَسْأَلُونَهُ عَنْهُ فَقَالُوا أَیْنَ بَیْتُ فُلَانٍ وَ مَكَانُ كَذَا فَأَجَابَهُمْ فِی كُلِّ مَا سَأَلُوهُ عَنْهُ فَلَمْ یُؤْمِنْ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِیلٌ وَ هُوَ قَوْلُهُ وَ ما تُغْنِی الْآیاتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا یُؤْمِنُونَ (1).
بیان: الباسر العابس.
«87»-شی، تفسیر العیاشی لَقَدْ صَلَّی فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَیْثُ انْطَلَقَ بِهِ جَبْرَئِیلُ عَلَی الْبُرَاقِ فَلَمَّا انْتَهَی بِهِ إِلَی وَادِی السَّلَامِ وَ هُوَ ظَهْرُ الْكُوفَةِ وَ هُوَ یُرِیدُ بَیْتَ الْمَقْدِسِ قَالَ لَهُ یَا مُحَمَّدُ هَذَا مَسْجِدُ أَبِیكَ آدَمَ علیه السلام وَ مُصَلَّی الْأَنْبِیَاءِ فَانْزِلْ فَصَلِّ فِیهِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ فَصَلَّی ثُمَّ انْطَلَقَ بِهِ إِلَی بَیْتِ الْمَقْدِسِ فَصَلَّی ثُمَّ إِنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام عَرَجَ بِهِ إِلَی السَّمَاءِ (2).
«88»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ أُسْرِیَ بِهِ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ قَدْ ظَفِرْتُمْ بِهِ فَاسْأَلُوهُ عَنْ أَیْلَةَ قَالَ فَسَأَلُوهُ عَنْهَا قَالَ فَأَطْرَقَ وَ مَكَثَ فَأَتَاهُ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ رَفَعَ لَكَ أَیْلَةَ وَ قَدْ أَمَرَ اللَّهُ كُلَّ مُنْخَفِضٍ مِنَ الْأَرْضِ فَارْتَفَعَ وَ كُلَّ مُرْتَفِعٍ فَانْخَفَضَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَإِذَا أَیْلَةُ قَدْ رُفِعَتْ لَهُ قَالَ فَجُعِلَتْ یَسْأَلُونَهُ وَ یُخْبِرُهُمْ وَ هُوَ یَنْظُرُ إِلَیْهَا ثُمَّ قَالَ إِنَّ عَلَامَةَ ذَلِكَ عِیرٌ لِأَبِی سُفْیَانَ یَحْمِلُ نِدّاً (3) یَقْدُمُهَا جَمَلٌ أَحْمَرُ یَدْخُلُ غَداً مَعَ الشَّمْسِ فَأَرْسَلُوا الرُّسُلَ وَ قَالُوا لَهُمْ حَیْثُ مَا لَقِیتُمُ الْعِیرَ فَاحْبِسُوهَا لِیُكَذِّبُوهُ بِذَلِكَ قَالَ فَضَرَبَ اللَّهُ وُجُوهَ الْإِبِلِ فَأَقَرَّتْ (4) عَلَی السَّاحِلِ وَ أَصْبَحَ النَّاسُ فَأَشْرَفُوا فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَمَا رُئِیَتْ مَكَّةُ قَطُّ أَكْثَرَ مُشْرِفاً وَ لَا مُشْرِفَةً
ص: 384
مِنْهَا یَوْمَئِذٍ لِیَنْظُرُوا مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَقْبَلَتِ الْإِبِلُ مِنْ نَاحِیَةِ السَّاحِلِ فَكَانَ یَقُولُ قَائِلٌ الْإِبِلُ الشَّمْسُ الشَّمْسُ الْإِبِلُ قَالَ فَطَلَعَتَا جَمِیعاً (1).
بیان: قال الفیروزآبادی إیلیاء بالكسر و یقصر و یشدد فیهما و إلیاء بیاء واحدة و یقصر مدینة القدس و أیلة جبل بین مكة و المدینة قرب ینبع و بلد بین ینبع و مصر و إیلة بالكسر قریة بباحوز (2) و موضعان آخران انتهی.
أقول: لعله كان إیلیا علی وفق الأخبار الأخر فصحف و الند طیب معروف و یكسر أو هو العنبر و فی بعض النسخ قدا و هو بالفتح جلد السخلة و بالكسر إناء من جلد و السوط و السیر یقد من جلد غیر مدبوغ و كان یحتمل بزا أی متاعا.
«89»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صَلَّی الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ وَ صَلَّی الْفَجْرَ فِی اللَّیْلَةِ الَّتِی أُسْرِیَ بِهِ بِمَكَّةَ (3).
«90»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ زُرَارَةَ وَ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ حَدَّثَ أَبُو سَعِیدٍ الْخُدْرِیُّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ جَبْرَئِیلَ أَتَانِی لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی فَحِینَ رَجَعْتُ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ هَلْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ فَقَالَ حَاجَتِی أَنْ تَقْرَأَ عَلَی خَدِیجَةَ مِنَ اللَّهِ وَ مِنِّی السَّلَامَ وَ حَدَّثَنَا عِنْدَ ذَلِكَ أَنَّهَا قَالَتْ حِینَ لَقِیَهَا نَبِیُّ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ فَقَالَ لَهَا الَّذِی قَالَ جَبْرَئِیلُ قَالَتْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلَامُ وَ مِنْهُ السَّلَامُ وَ إِلَیْهِ السَّلَامُ وَ عَلَی جَبْرَئِیلَ السَّلَامُ (4).
«91»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ سَلَّامٍ الْحَنَّاطِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْمَسَاجِدِ الَّتِی لَهَا الْفَضْلُ فَقَالَ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ وَ مَسْجِدُ الرَّسُولِ قُلْتُ وَ الْمَسْجِدُ الْأَقْصَی جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ ذَاكَ فِی السَّمَاءِ إِلَیْهِ أُسْرِیَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ إِنَّ النَّاسَ یَقُولُونَ إِنَّهُ بَیْتُ الْمَقْدِسِ فَقَالَ مَسْجِدُ الْكُوفَةِ أَفْضَلُ مِنْهُ (5).
«92»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ لَمَّا أُسْرِیَ
ص: 385
بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَانْتَهَی إِلَی مَوْضِعٍ قَالَ لَهُ جَبْرَئِیلُ قِفْ فَإِنَّ رَبَّكَ یُصَلِّی قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا كَانَ صَلَاتُهُ فَقَالَ كَانَ یَقُولُ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ سَبَقَتْ رَحْمَتِی غَضَبِی (1).
«93»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَمَّا أُسْرِیَ بِهِ رَفَعَهُ جَبْرَئِیلُ بِإِصْبَعَیْهِ وَ وَضَعَهُمَا فِی ظَهْرِهِ حَتَّی وَجَدَ بَرْدَهُمَا فِی صَدْرِهِ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله دَخَلَهُ شَیْ ءٌ فَقَالَ یَا جَبْرَئِیلُ أَ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ (2) قَالَ نَعَمْ إِنَّ هَذَا الْمَوْضِعَ لَمْ یَطَأْهُ أَحَدٌ قَبْلَكَ وَ لَا یَطَؤُهُ أَحَدٌ بَعْدَكَ قَالَ وَ فَتَحَ اللَّهُ لَهُ مِنَ الْعَظَمَةِ مِثْلَ سَمِّ الْإِبْرَةِ فَرَأَی مِنَ الْعَظَمَةِ مَا شَاءَ اللَّهُ فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِیلُ یَا مُحَمَّدُ وَ ذَكَرَ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ (3).
«94»-إِرْشَادُ الْقُلُوبِ، مِنْ كِفَایَةِ الطَّالِبِ لِلْحَافِظِ الشَّافِعِیِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَرَرْتُ لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ وَ إِذَا أَنَا بِمَلَكٍ جَالِسٍ عَلَی مِنْبَرٍ مِنْ نُورٍ وَ الْمَلَائِكَةُ تَحْدِقُ بِهِ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ مَنْ هَذَا الْمَلَكُ فَقَالَ ادْنُ مِنْهُ فَسَلِّمْ عَلَیْهِ فَدَنَوْتُ مِنْهُ وَ سَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَإِذَا أَنَا بِأَخِی وَ ابْنِ عَمِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ سَبَقَنِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ إِلَی السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ فَقَالَ لَا یَا مُحَمَّدُ وَ لَكِنِ الْمَلَائِكَةُ شَكَتْ حُبَّهَا لِعَلِیٍّ فَخَلَقَ اللَّهُ هَذَا الْمَلَكَ مِنْ نُورِ عَلِیٍّ وَ صُورَةِ (4) عَلِیٍّ فَالْمَلَائِكَةُ تَزُورُهُ فِی كُلِّ لَیْلَةِ جُمُعَةٍ سَبْعِینَ مَرَّةً (5) وَ یُسَبِّحُونَ اللَّهَ تَعَالَی وَ یُقَدِّسُونَهُ وَ یُهْدُونَ ثَوَابَهُ لِمُحِبِّ عَلِیٍّ علیه السلام.
وَ مِنْ كِتَابِ الْمَنَاقِبِ لِلْخُوَارَزْمِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ وَ قَدْ سُئِلَ بِأَیِّ لُغَةٍ خَاطَبَكَ رَبُّكَ لَیْلَةَ الْمِعْرَاجِ فَقَالَ خَاطَبَنِی بِلُغَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ أَلْهَمَنِی أَنْ قُلْتُ یَا رَبِّ أَ خَاطَبْتَنِی أَنْتَ أَمْ عَلِیٌّ فَقَالَ یَا أَحْمَدُ أَنَا شَیْ ءٌ لَیْسَ كَالْأَشْیَاءِ وَ لَا أُقَاسُ بِالنَّاسِ وَ لَا أُوصَفُ بِالْأَشْیَاءِ خَلَقْتُكَ مِنْ نُورِی وَ خَلَقْتُ عَلِیّاً مِنْ نُورِكَ فَاطَّلَعْتُ عَلَی سَرَائِرِ قَلْبِكَ فَلَمْ أَجِدْ عَلَی قَلْبِكَ (6) أَحَبَّ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَخَاطَبْتُكَ بِلِسَانِهِ كَیْمَا
ص: 386
یَطْمَئِنَّ قَلْبُكَ (1).
«95»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِیرٍ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ بَدْءُ الْأَذَانِ وَ قِصَّةُ الْأَذَانِ فِی إِسْرَاءِ النَّبِیِّ حَتَّی انْتَهَی إِلَی السِّدْرَةِ الْمُنْتَهَی قَالَ فَقَالَتِ السِّدْرَةُ الْمُنْتَهَی مَا جَازَنِی مَخْلُوقٌ قَبْلَكَ قَالَ ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّی فَكانَ قابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنی فَأَوْحی إِلی عَبْدِهِ ما أَوْحی قَالَ فَدَفَعَ إِلَیْهِ كِتَابَ أَصْحَابِ الْیَمِینِ وَ أَصْحَابَ الشِّمَالِ قَالَ وَ أَخَذَ كِتَابَ أَصْحَابِ الْیَمِینِ بِیَمِینِهِ فَفَتَحَهُ فَنَظَرَ إِلَیْهِ فَإِذَا فِیهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ أَسْمَاءُ آبَائِهِمْ وَ قَبَائِلِهِمْ قَالَ فَقَالَ لَهُ آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَیْهِ مِنْ رَبِّهِ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِینا أَوْ أَخْطَأْنا قَالَ فَقَالَ اللَّهُ قَدْ فَعَلْتُ قَالَ رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعْفُ عَنَّا (2) إِلَی آخِرِ السُّورَةِ وَ كُلَّ ذَلِكَ یَقُولُ اللَّهُ قَدْ فَعَلْتُ قَالَ ثُمَّ طَوَی الصَّحِیفَةَ فَأَمْسَكَهَا بِیَمِینِهِ وَ فَتَحَ صَحِیفَةَ أَصْحَابِ الشِّمَالِ فَإِذَا فِیهَا أَسْمَاءُ أَهْلِ النَّارِ وَ أَسْمَاءُ آبَائِهِمْ وَ قَبَائِلِهِمْ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا یُؤْمِنُونَ قَالَ فَقَالَ اللَّهُ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَ قُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ یَعْلَمُونَ (3) قَالَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ مُنَاجَاةِ رَبِّهِ رُدَّ إِلَی الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ ثُمَّ قَصَّ قِصَّةَ الْبَیْتِ وَ الصَّلَاةَ فِیهِ ثُمَّ نَزَلَ وَ مَعَهُ الصَّحِیفَتَانِ فَدَفَعَهُمَا إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (4).
«96»-ع، علل الشرائع ل، الخصال ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَتِّیلٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ مَنِیعِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ یُونُسَ عَنِ الصَّبَّاحِ الْمُزَنِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: عُرِجَ بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی السَّمَاءِ مِائَةً وَ عِشْرِینَ مَرَّةً مَا مِنْ مَرَّةٍ إِلَّا وَ قَدْ أَوْصَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهَا النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله بِالْوَلَایَةِ لِعَلِیٍّ وَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام أَكْثَرَ مِمَّا أَوْصَاهُ بِالْفَرَائِضِ (5).
ص: 387
یر، بصائر الدرجات علی بن محمد بن سعید عن حمدان بن سلیمان عن عبد اللّٰه بن محمد الیمانی عن منیع مثله.
«97»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُوسَوِیِّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ نَهِیكٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ: قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ إِنَّهُ لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ تَلَقَّتْنِی الْمَلَائِكَةُ بِالْبِشَارَاتِ فِی كُلِّ سَمَاءٍ حَتَّی لَقِیَنِی جَبْرَئِیلُ فِی مَحْفِلٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ لَوِ اجْتَمَعَتْ أُمَّتُكَ عَلَی حُبِّ عَلِیٍّ مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ النَّارَ یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَشْهَدَكَ (1) مَعِی فِی سَبْعَةِ مَوَاطِنَ حَتَّی آنَسْتُ بِكَ أَمَّا أَوَّلُ ذَلِكَ فَلَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ قَالَ لِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام أَیْنَ أَخُوكَ یَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ خَلَّفْتُهُ وَرَائِی فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَلْیَأْتِكَ بِهِ فَدَعَوْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِذَا مِثَالُكَ مَعِی وَ إِذَا الْمَلَائِكَةُ وُقُوفٌ صُفُوفاً فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ مَنْ هَؤُلَاءِ قَالَ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ یُبَاهِی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَدَنَوْتُ فَنَطَقْتُ بِمَا كَانَ وَ بِمَا یَكُونُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ الثَّانِیَةُ حِینَ أُسْرِیَ بِی إِلَی ذِی الْعَرْشِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ جَبْرَئِیلُ أَیْنَ أَخُوكَ یَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ خَلَّفْتُهُ وَرَائِی فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَلْیَأْتِكَ بِهِ فَدَعَوْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِذَا مِثَالُكَ مَعِی وَ كُشِطَ (2) لِی عَنْ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ حَتَّی رَأَیْتُ سُكَّانَهَا وَ عُمَّارَهَا وَ مَوْضِعَ كُلِّ مَلَكٍ مِنْهَا وَ الثَّالِثَةُ حَیْثُ بُعِثْتُ إِلَی الْجِنِّ فَقَالَ لِی جَبْرَئِیلُ أَیْنَ أَخُوكَ فَقُلْتُ خَلَّفْتُهُ وَرَائِی فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَلْیَأْتِكَ بِهِ فَدَعَوْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِذَا أَنْتَ مَعِی فَمَا قُلْتُ لَهُمْ شَیْئاً وَ لَا رَدُّوا عَلَیَّ شَیْئاً إِلَّا سَمِعْتُهُ وَ وَعَیْتُهُ وَ الرَّابِعَةُ خَصَّصْنَا بِلَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ أَنْتَ مَعِی فِیهَا وَ لَیْسَتْ لِأَحَدٍ غَیْرِنَا وَ الْخَامِسَةُ نَاجَیْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مِثَالُكَ مَعِی فَسَأَلْتُ فِیكَ (3) فَأَجَابَنِی إِلَیْهَا إِلَّا
ص: 388
النُّبُوَّةَ فَإِنَّهُ قَالَ خَصَّصْتُهَا بِكَ وَ خَتَمْتُهَا بِكَ وَ السَّادِسَةُ لَمَّا طُفْتُ بِالْبَیْتِ الْمَعْمُورِ كَانَ مِثَالُكَ مَعِی وَ السَّابِعَةُ هَلَاكُ الْأَحْزَابِ عَلَی یَدِی وَ أَنْتَ مَعِی یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ أَشْرَفَ إِلَی الدُّنْیَا (1) فَاخْتَارَنِی عَلَی رِجَالِ الْعَالَمِینَ ثُمَّ اطَّلَعَ الثَّانِیَةَ فَاخْتَارَكَ عَلَی رِجَالِ الْعَالَمِینَ ثُمَّ اطَّلَعَ الثَّالِثَةَ فَاخْتَارَ فَاطِمَةَ عَلَی نِسَاءِ الْعَالَمِینَ ثُمَّ اطَّلَعَ الرَّابِعَةَ فَاخْتَارَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِهَا (2) عَلَی رِجَالِ الْعَالَمِینَ یَا عَلِیُّ إِنِّی رَأَیْتُ اسْمَكَ مَقْرُوناً بِاسْمِی فِی أَرْبَعَةِ مَوَاطِنَ فَآنَسْتُ بِالنَّظَرِ إِلَیْهِ إِنِّی لَمَّا بَلَغْتُ بَیْتَ الْمَقْدِسِ فِی مَعَارِجِی إِلَی السَّمَاءِ وَجَدْتُ عَلَی صَخْرَتِهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَیَّدْتُهُ بِوَزِیرِهِ وَ نَصَرْتُهُ بِهِ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ وَ مَنْ وَزِیرِی فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَلَمَّا انْتَهَیْتُ إِلَی سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی وَجَدْتُ مَكْتُوباً (3) لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَنَا وَحْدِی وَ مُحَمَّدٌ صَفْوَتِی مِنْ خَلْقِی أَیَّدْتُهُ بِوَزِیرِهِ وَ نَصَرْتُهُ بِهِ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ وَ مَنْ وَزِیرِی فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَلَمَّا جَاوَزْتُ السِّدْرَةَ وَ انْتَهَیْتُ إِلَی عَرْشِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَجَدْتُ مَكْتُوباً عَلَی قَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَنَا وَحْدِی (4) مُحَمَّدٌ حَبِیبِی وَ صَفْوَتِی مِنْ خَلْقِی أَیَّدْتُهُ بِوَزِیرِهِ وَ أَخِیهِ وَ نَصَرْتُهُ بِهِ یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَعْطَانِی فِیكَ سَبْعَ خِصَالٍ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یَنْشَقُّ الْقَبْرُ عَنْهُ (5) وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یَقِفُ مَعِی عَلَی الصِّرَاطِ فَتَقُولُ لِلنَّارِ خُذِی هَذَا فَهُوَ لَكِ وَ ذَرِی هَذَا فَلَیْسَ هُوَ لَكِ وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یُكْسَی إِذَا كُسِیتُ وَ یَجِی ءُ إِذَا جِئْتُ (6) وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یَقِفُ مَعِی عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ وَ أَوَّلُ مَنْ یَقْرَعُ مَعِی بَابَ الْجَنَّةِ وَ أَوَّلُ مَنْ یَسْكُنُ مَعِی عِلِّیِّینَ
ص: 389
وَ أَوَّلُ مَنْ یَشْرَبُ مَعِی مِنَ الرَّحِیقِ الْمَخْتُومِ الَّذِی خِتامُهُ مِسْكٌ وَ فِی ذلِكَ فَلْیَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ (1).
بیان: یحتمل أن یكون المراد بالأحزاب أحزاب الأمم السالفة الذین كذبوا الرسل (2) أو الأحزاب فی الرجعة و یحتمل أن یكون إشارة إلی غزوة الأحزاب.
«98»-شف، كشف الیقین مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مَرْوَانَ الثِّقَةُ فِی كِتَابِ الْمُعْتَمَدِ عَلَیْهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ مَاجِیلَوَیْهِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ قَالَ وَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الْكُوفِیُّ عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ أَبِی دَاوُدَ الطُّهْرِیِّ (3) عَنْ ثَابِتِ بْنِ أَبِی صَخْرَةَ عَنِ الرِّعْلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ عَجْلَانَ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ قَالا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كُنْتُ نَائِماً فِی الْحِجْرِ إِذْ أَتَانِی جَبْرَئِیلُ فَحَرَّكَنِی تَحْرِیكاً لَطِیفاً ثُمَّ قَالَ لِی عَفَا اللَّهُ عَنْكَ یَا مُحَمَّدُ قُمْ وَ ارْكَبْ فَفِدْ إِلَی رَبِّكَ فَأَتَانِی بِدَابَّةٍ دُونَ الْبَغْلِ وَ فَوْقَ الْحِمَارِ خَطْوُهَا مَدَّ الْبَصَرِ لَهُ جَنَاحَانِ مِنْ جَوْهَرٍ یُدْعَی الْبُرَاقَ قَالَ فَرَكِبْتُ حَتَّی طَعَنْتُ فِی الثَّنِیَّةِ (4) إِذْ أَنَا بِرَجُلٍ قَائِمٍ مُتَّصِلٍ شَعْرُهُ إِلَی كَتِفَیْهِ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیَّ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَوَّلُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا آخِرُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حَاشِرُ قَالَ فَقَالَ لِی جَبْرَئِیلُ رُدَّ عَلَیْهِ یَا مُحَمَّدُ قَالَ فَقُلْتُ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ قَالَ فَلَمَّا أَنْ جُزْتُ الرَّجُلَ فَطَعَنْتُ فِی وَسَطِ الثَّنِیَّةِ إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ أَبْیَضِ الْوَجْهِ جَعْدِ الشَّعْرِ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیَّ سَلَّمَ مِثْلَ تَسْلِیمِ الْأَوَّلِ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ رُدَّ عَلَیْهِ یَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ قَالَ فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ احْتَفِظْ بِالْوَصِیِّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ الْمُقَرَّبِ مِنْ رَبِّهِ قَالَ فَلَمَّا جُزْتُ الرَّجُلَ وَ انْتَهَیْتُ إِلَی بَیْتِ الْمَقْدِسِ إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهاً
ص: 390
وَ أَتَمِّ النَّاسِ جِسْماً وَ أَحْسَنِ النَّاسِ بَشَرَةً فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیَّ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا بُنَیَّ وَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَوَّلُ مِثْلَ تَسْلِیمِ الْأَوَّلِ قَالَ فَقَالَ لِی جَبْرَئِیلُ یَا مُحَمَّدُ رُدَّ عَلَیْهِ فَقُلْتُ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ قَالَ فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ احْتَفِظْ بِالْوَصِیِّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ الْمُقَرَّبِ مِنْ رَبِّهِ الْأَمِینِ عَلَی حَوْضِكَ صَاحِبِ شَفَاعَةِ الْجَنَّةِ قَالَ فَنَزَلْتُ عَنْ دَابَّتِی عَمْداً قَالَ فَأَخَذَ جَبْرَئِیلُ بِیَدِی فَأَدْخَلَنِی الْمَسْجِدَ فَخَرَقَ بِی الصُّفُوفَ وَ الْمَسْجِدُ غَاصٌّ بِأَهْلِهِ (1) قَالَ فَإِذَا بِنِدَاءٍ مِنْ فَوْقِی تَقَدَّمْ یَا مُحَمَّدُ قَالَ فَقَدَّمَنِی جَبْرَئِیلُ فَصَلَّیْتُ بِهِمْ قَالَ ثُمَّ وُضِعَ لَنَا مِنْهُ سُلَّمٌ إِلَی السَّمَاءِ الدُّنْیَا مِنْ لُؤْلُؤٍ فَأَخَذَ بِیَدِی جَبْرَئِیلُ فَرَقِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِیداً وَ شُهُباً قَالَ فَقَرَعَ جَبْرَئِیلُ الْبَابَ فَقَالُوا لَهُ مَنْ هَذَا قَالَ أَنَا جَبْرَئِیلُ قَالُوا مَنْ مَعَكَ قَالَ مَعِی مُحَمَّدٌ قَالُوا وَ قَدْ أُرْسِلَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَفَتَحُوا لَنَا ثُمَّ قَالُوا مَرْحَباً بِكَ مِنْ أَخٍ وَ مِنْ خَلِیفَةٍ فَنِعْمَ الْأَخُ وَ نِعْمَ الْخَلِیفَةُ وَ نِعْمَ الْمُخْتَارُ خَاتَمُ النَّبِیِّینَ لَا نَبِیَّ بَعْدَهُ ثُمَّ وُضِعَ لَنَا مِنْهَا سُلَّمٌ مِنْ یَاقُوتٍ مُوَشَّحٍ بِالزَّبَرْجَدِ الْأَخْضَرِ قَالَ فَصَعِدْنَا إِلَی السَّمَاءِ الثَّانِیَةِ فَقَرَعَ جَبْرَئِیلُ الْبَابَ فَقَالُوا مِثْلَ الْقَوْلِ الْأَوَّلِ وَ قَالَ جَبْرَئِیلُ مِثْلَ الْقَوْلِ الْأَوَّلِ فَفُتِحَ لَنَا ثُمَّ وُضِعَ لَنَا سُلَّمٌ مِنْ نُورٍ مَحْفُوفٌ حَوْلَهُ بِالنُّورِ قَالَ فَقَالَ لِی جَبْرَئِیلُ یَا مُحَمَّدُ تَثَبَّتْ وَ اهْتَدِ هُدِیتَ ثُمَّ ارْتَفَعْنَا إِلَی الثَّالِثَةِ وَ الرَّابِعَةِ وَ الْخَامِسَةِ وَ السَّادِسَةِ وَ السَّابِعَةِ بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا بِصَوْتٍ وَ صَیْحَةٍ شَدِیدَةٍ قَالَ قُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ مَا هَذَا الصَّوْتُ فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ هَذَا صَوْتُ طُوبَی قَدِ اشْتَاقَتْ إِلَیْكَ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَغَشِیَنِی عِنْدَ ذَلِكَ مَخَافَةٌ شَدِیدَةٌ قَالَ ثُمَّ قَالَ لِی جَبْرَئِیلُ یَا مُحَمَّدُ تَقَرَّبْ إِلَی رَبِّكَ فَقَدْ وَطِئْتُ الْیَوْمَ مَكَاناً بِكَرَامَتِكَ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا وَطِئْتُهُ قَطُّ وَ لَوْ لَا كَرَامَتُكَ لَأَحْرَقَنِی هَذَا النُّورُ الَّذِی بَیْنَ یَدَیَّ قَالَ فَتَقَدَّمْتُ فَكُشِفَ لِی عَنْ سَبْعِینَ حِجَاباً قَالَ فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ فَخَرَرْتُ سَاجِداً وَ قُلْتُ لَبَّیْكَ رَبَّ الْعِزَّةِ لَبَّیْكَ قَالَ فَقِیلَ لِی یَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَ سَلْ تُعْطَ وَ اشْفَعْ تُشَفَّعْ یَا مُحَمَّدُ أَنْتَ حَبِیبِی وَ صَفِیِّی وَ رَسُولِی إِلَی خَلْقِی وَ أَمِینِی فِی عِبَادِی مَنْ خَلَّفْتَ فِی قَوْمِكَ حِینَ وَفَدْتَ إِلَیَّ قَالَ فَقُلْتُ
ص: 391
مَنْ أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّی أَخِی وَ ابْنُ عَمِّی وَ نَاصِرِی وَ وَزِیرِی وَ عَیْبَةُ عِلْمِی (1) وَ مُنْجِزُ عِدَاتِی قَالَ فَقَالَ لِی رَبِّی وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی وَ جُودِی وَ مَجْدِی وَ قُدْرَتِی عَلَی خَلْقِی لَا أَقْبَلُ الْإِیمَانَ بِی وَ لَا بِأَنَّكَ نَبِیٌّ إِلَّا بِالْوَلَایَةِ لَهُ یَا مُحَمَّدُ أَ تُحِبُّ أَنْ تَرَاهُ فِی مَلَكُوتِ السَّمَاءِ قَالَ فَقُلْتُ رَبِّی وَ كَیْفَ لِی بِهِ وَ قَدْ خَلَّفْتُهُ فِی الْأَرْضِ قَالَ فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ قَالَ فَرَفَعْتُ رَأْسِی وَ إِذَا أَنَا بِهِ (2) مَعَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ مِمَّا یَلِی السَّمَاءَ الْأَعْلَی قَالَ فَضَحِكْتُ حَتَّی بَدَتْ نَوَاجِذِی قَالَ فَقُلْتُ یَا رَبِّ الْیَوْمَ قَرَّتْ عَیْنِی قَالَ ثُمَّ قِیلَ لِی یَا مُحَمَّدُ قُلْتُ لَبَّیْكَ ذَا الْعِزَّةِ لَبَّیْكَ قَالَ إِنِّی أَعْهَدُ إِلَیْكَ فِی عَلِیٍّ عَهْداً فَاسْمَعْهُ قَالَ قُلْتُ مَا هُوَ یَا رَبِّ فَقَالَ عَلِیٌّ رَایَةُ الْهُدَی وَ إِمَامُ الْأَبْرَارِ وَ قَاتِلُ الْفُجَّارِ وَ إِمَامُ مَنْ أَطَاعَنِی وَ هُوَ الْكَلِمَةُ الَّتِی أَلْزَمْتُهَا الْمُتَّقِینَ أَوْرَثْتُهُ عِلْمِی وَ فَهْمِی فَمَنْ أَحَبَّهُ فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَهُ فَقَدْ أَبْغَضَنِی إِنَّهُ مُبْتَلًی وَ مُبْتَلًی بِهِ فَبَشِّرْهُ بِذَلِكَ یَا مُحَمَّدُ قَالَ ثُمَّ أَتَانِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام قَالَ فَقَالَ لِی یَقُولُ اللَّهُ لَكَ یَا مُحَمَّدُ وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوی وَ كانُوا أَحَقَّ بِها وَ أَهْلَها وَلَایَةَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ تَقَدَّمْ بَیْنَ یَدَیَّ یَا مُحَمَّدُ فَتَقَدَّمْتُ فَإِذَا أَنَا بِنَهَرٍ حَافَتَاهُ (3) قِبَابُ الدُّرِّ وَ الْیَوَاقِیتِ أَشَدُّ بَیَاضاً مِنَ الْفِضَّةِ وَ أَحْلَی مِنَ الْعَسَلِ وَ أَطْیَبُ رِیحاً مِنَ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ قَالَ فَضَرَبْتُ بِیَدِی فَإِذَا طِینَةٌ مِسْكَةٌ ذَفِرَةٌ قَالَ فَأَتَانِی جَبْرَئِیلُ فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ أَیُّ نَهَرٍ هَذَا قَالَ قُلْتُ أَیُّ نَهَرٍ هَذَا یَا جَبْرَئِیلُ (4) قَالَ هَذَا نَهَرُكَ وَ هُوَ الَّذِی یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّا أَعْطَیْناكَ الْكَوْثَرَ إِلَی مَوْضِعِ الْأَبْتَرُ (5) عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ هُوَ الْأَبْتَرُ قَالَ ثُمَّ الْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِرِجَالٍ یُقْذَفُ بِهِمْ فِی نَارِ جَهَنَّمَ قَالَ فَقُلْتُ مَنْ هَؤُلَاءِ یَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ لِی هَؤُلَاءِ الْمُرْجِئَةُ وَ الْقَدَرِیَّةُ وَ الْحَرُورِیَّةُ وَ بَنُو أُمَیَّةَ وَ النَّوَاصِبُ لِذُرِّیَّتِكَ
ص: 392
الْعَدَاوَةَ هَؤُلَاءِ الْخَمْسَةُ لَا سَهْمَ لَهُمْ فِی الْإِسْلَامِ قَالَ ثُمَّ قَالَ لِی أَ رَضِیتَ عَنْ رَبِّكَ بِمَا قَسَمَ لَكَ قَالَ فَقُلْتُ سُبْحَانَ رَبِّی اتَّخَذَ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلًا وَ كَلَّمَ مُوسَی تَكْلِیماً وَ أَعْطَی سُلَیْمَانَ مُلْكاً عَظِیماً وَ كَلَّمَنِی رَبِّی وَ اتَّخَذَنِی خَلِیلًا وَ أَعْطَانِی فِی عَلِیٍّ أَمْراً عَظِیماً یَا جَبْرَئِیلُ مَنِ الَّذِی لَقِیتُ فِی أَوَّلِ الثَّنِیَّةِ قَالَ ذَاكَ أَخُوكَ مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ علیه السلام قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَوَّلُ فَكُنْتَ مُبَشِّراً (1) أَوَّلَ الْبَشَرِ وَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا آخِرُ فَأَنْتَ تُبْعَثُ آخِرَ النَّبِیِّینَ وَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حَاشِرُ فَأَنْتَ عَلَی حَشْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَالَ فَمَنِ الَّذِی لَقِیتُ فِی وَسَطِ الثَّنِیَّةِ قَالَ ذَاكَ أَخُوكَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ یُوصِیكَ بِأَخِیكَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَإِنَّهُ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَنْتَ سَیِّدُ وُلْدِ آدَمَ قَالَ فَمَنِ الَّذِی لَقِیتُ عِنْدَ الْبَابِ بَابِ بَیْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ ذَاكَ أَبُوكَ آدَمُ یُوصِیكَ بِوَصِیِّكَ بِابْنِهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام خَیْراً وَ یُخْبِرُكَ أَنَّهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ قَالَ فَمَنِ الَّذِی صَلَّیْتُ بِهِمْ قَالَ أُولَئِكَ الْأَنْبِیَاءُ وَ الْمَلَائِكَةُ علیهم السلام كَرَامَةً مِنَ اللَّهِ أَكْرَمَكَ (2) یَا مُحَمَّدُ ثُمَّ هَبَطَ إِلَی الْأَرْضِ قَالَ فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَعَثَ إِلَی أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَدَعَاهُ فَلَمَّا جَاءَهُ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ادْعُ عَلِیّاً فَأَتَاهُ فَقَالَ یَا عَلِیُّ أُبَشِّرُكَ قَالَ بِمَا ذَا قَالَ أَخُوكَ مُوسَی وَ أَخُوكَ عِیسَی وَ أَبُوكَ آدَمُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ فَكُلُّهُمْ یُوصِی بِكَ قَالَ فَبَكَی عَلِیٌّ وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَجْعَلْنِی عِنْدَهُ مَنْسِیّاً ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ أَ لَا أُبَشِّرُكَ قَالَ قُلْتُ بَشِّرْنِی یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ یَا عَلِیُّ نَظَرْتُ بِعَیْنِی إِلَی عَرْشِ رَبِّی جَلَّ وَ عَزَّ فَرَأَیْتُ مِثْلَكَ فِی السَّمَاءِ الْأَعْلَی وَ عَهِدَ إِلَیَّ فِیكَ عَهْداً قَالَ بِأَبِی وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ وَ كُلُّ ذَلِكَ كَانُوا یَذْكُرُونَ إِلَیْكَ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ إِنَّ الْمَلَأَ الْأَعْلَی لَیَدْعُونَ لَكَ وَ إِنَّ الْمُصْطَفَیْنَ الْأَخْیَارَ لَیَرْغَبُونَ إِلَی رَبِّهِمْ جَلَّ وَ عَزَّ أَنْ یَجْعَلَ لَهُمُ السَّبِیلَ إِلَی النَّظَرِ
ص: 393
إِلَیْكَ وَ إِنَّكَ لَتَشْفَعُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ إِنَّ الْأُمَمَ كُلَّهُمْ مَوْقُوفُونَ عَلَی حَرْفِ (1) جَهَنَّمَ قَالَ فَقَالَ عَلِیٌّ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنِ الَّذِی كَانُوا یُقْذَفُ بِهِمْ فِی نَارِ جَهَنَّمَ قَالَ أُولَئِكَ الْمُرْجِئَةُ وَ الْحَرُورِیَّةُ وَ الْقَدَرِیَّةُ وَ بَنُو أُمَیَّةَ وَ مُنَاصِبُكَ الْعَدَاوَةَ یَا عَلِیُّ هَؤُلَاءِ الْخَمْسَةُ لَیْسَ لَهُمْ فِی الْإِسْلَامِ نَصِیبٌ (2).
«99»-شف، كشف الیقین مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ فَضَالَةَ عَنِ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَتَی رَجُلٌ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هُوَ فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَ قَدِ احْتَبَی (3) بِحَمَائِلِ سَیْفِهِ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ فِی الْقُرْآنِ آیَةً قَدْ أَفْسَدَتْ عَلَیَّ دِینِی وَ شَكَّكَتْنِی فِی دِینِی قَالَ وَ مَا ذَلِكَ قَالَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَ جَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً یُعْبَدُونَ (4) فَهَلْ كَانَ فِی ذَلِكَ الزَّمَانِ نَبِیٌّ غَیْرُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَسْأَلُهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام اجْلِسْ أُخْبِرْكَ بِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ سُبْحانَ الَّذِی أَسْری بِعَبْدِهِ لَیْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَی الْمَسْجِدِ الْأَقْصَی الَّذِی بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِیَهُ مِنْ آیاتِنا فَكَانَ مِنْ آیَاتِ اللَّهِ الَّتِی أَرَاهَا مُحَمَّداً أَنَّهُ انْتَهَی بِهِ جَبْرَئِیلُ إِلَی الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ وَ هُوَ الْمَسْجِدُ الْأَقْصَی فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ أَتَی جَبْرَئِیلُ عَیْناً فَتَوَضَّأَ مِنْهَا ثُمَّ قَالَ یَا مُحَمَّدُ تَوَضَّأْ ثُمَّ قَامَ جَبْرَئِیلُ فَأَذَّنَ ثُمَّ قَالَ لِلنَّبِیِّ تَقَدَّمْ فَصَلِّ وَ اجْهَرْ بِالْقِرَاءَةِ فَإِنَّ خَلْفَكَ أُفُقاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَا یَعْلَمُ عِدَّتَهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ وَ فِی الصَّفِّ الْأَوَّلِ آدَمُ وَ نُوحٌ وَ إِبْرَاهِیمُ وَ هُودٌ وَ مُوسَی وَ عِیسَی وَ كُلُّ نَبِیٍّ بَعَثَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ إِلَی أَنْ بَعَثَ مُحَمَّداً فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَصَلَّی بِهِمْ غَیْرَ هَائِبٍ وَ لَا مُحْتَشِمٍ فَلَمَّا انْصَرَفَ أَوْحَی إِلَیْهِ كَلَمْحِ الْبَصَرِ سَلْ یَا مُحَمَّدُ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا
ص: 394
أَ جَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً یُعْبَدُونَ فَالْتَفَتَ إِلَیْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِجَمِیعِهِ فَقَالَ بِمَ تَشْهَدُونَ قَالُوا نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّ عَلِیّاً أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَصِیُّكَ وَ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ سَیِّدُ النَّبِیِّینَ وَ أَنَّ عَلِیّاً سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ أُخِذَتْ عَلَی ذَلِكَ مَوَاثِیقُنَا لَكُمَا بِالشَّهَادَةِ فَقَالَ الرَّجُلُ أَحْیَیْتَ قَلْبِی وَ فَرَّجْتَ عَنِّی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ (1).
«100»-شف، كشف الیقین مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامِ بْنِ سُهَیْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْعَلَوِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ دَاوُدَ النَّجَّارِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوی إِلَی قَوْلِهِ إِذْ یَغْشَی السِّدْرَةَ ما یَغْشی (2) فَإِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِهِ إِلَی رَبِّهِ جَلَّ وَ عَزَّ قَالَ وَقَفَ بِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام عِنْدَ شَجَرَةٍ عَظِیمَةٍ لَمْ أَرَ مِثْلَهَا عَلَی كُلِّ غُصْنٍ مِنْهَا (3) وَ عَلَی كُلِّ وَرَقَةٍ مِنْهَا مَلَكٌ وَ عَلَی كُلِّ ثَمَرَةٍ مِنْهَا مَلَكٌ وَ قَدْ كَلَّلَهَا نُورٌ مِنْ نُورِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ هَذِهِ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَی كَانَ یَنْتَهِی الْأَنْبِیَاءُ مِنْ قَبْلِكَ إِلَیْهَا ثُمَّ لَا یُجَاوِزُونَهَا وَ أَنْتَ تَجُوزُهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لِیُرِیَكَ مِنْ آیَاتِهِ الْكُبْرَی فَاطْمَئِنَّ أَیَّدَكَ اللَّهُ بِالثَّبَاتِ حَتَّی تَسْتَكْمِلَ كَرَامَاتِ اللَّهِ وَ تَصِیرَ إِلَی جِوَارِهِ ثُمَّ صَعِدَ بِی حَتَّی صِرْتُ تَحْتَ الْعَرْشِ فَدُلِّیَ لِی رَفْرَفٌ أَخْضَرُ مَا أُحْسِنُ أَصِفُهُ فَرَفَعَنِی الرَّفْرَفُ بِإِذْنِ اللَّهِ إِلَی رَبِّی فَصِرْتُ عِنْدَهُ وَ انْقَطَعَ عَنِّی أَصْوَاتُ الْمَلَائِكَةِ وَ دَوِیُّهُمْ وَ ذَهَبَتْ عَنِّی الْمَخَاوِفُ وَ الرَّوْعَاتُ (4) وَ هَدَأَتْ نَفْسِی وَ اسْتَبْشَرْتُ وَ ظَنَنْتُ أَنَّ جَمِیعَ الْخَلَائِقِ قَدْ مَاتُوا أَجْمَعِینَ وَ لَمْ أَرَ عِنْدِی أَحَداً مِنْ خَلْقِهِ فَتَرَكَنِی مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ رَدَّ عَلَیَّ رُوحِی فَأَفَقْتُ فَكَانَ تَوْفِیقاً مِنْ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ غَمَّضْتُ عَیْنِی وَ كَلَّ بَصَرِی وَ غَشِیَ عَنِّی النَّظَرُ فَجَعَلْتُ أُبْصِرُ بِقَلْبِی كَمَا أُبْصِرُ بِعَیْنِی بَلْ أَبْعُدُ وَ أَبْلُغُ فَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ وَ عَزَّ ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغی لَقَدْ رَأی مِنْ آیاتِ رَبِّهِ الْكُبْری (5) وَ إِنَّمَا كُنْتُ أَرَی فِی مِثْلِ
ص: 395
مَخِیطِ الْإِبْرَةِ وَ نُورٍ بَیْنَ یَدَیْ رَبِّی لَا تُطِیقُهُ الْأَبْصَارُ فَنَادَانِی رَبِّی جَلَّ وَ عَزَّ فَقَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَا مُحَمَّدُ قُلْتُ لَبَّیْكَ رَبِّی وَ سَیِّدِی وَ إِلَهِی لَبَّیْكَ قَالَ هَلْ عَرَفْتَ قَدْرَكَ عِنْدِی وَ مَنْزِلَتَكَ وَ مَوْضِعَكَ قُلْتُ نَعَمْ یَا سَیِّدِی قَالَ یَا مُحَمَّدُ هَلْ عَرَفْتَ مَوْقِفَكَ مِنِّی وَ مَوْضِعَ ذُرِّیَّتِكَ قُلْتُ نَعَمْ یَا سَیِّدِی قَالَ فَهَلْ تَعْلَمُ یَا مُحَمَّدُ فِیمَا اخْتَصَمَ الْمَلَأُ الْأَعْلَی فَقُلْتُ یَا رَبِّ أَنْتَ أَعْلَمُ وَ أَحْكَمُ وَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُیُوبِ قَالَ اخْتَصَمُوا فِی الدَّرَجَاتِ وَ الْحَسَنَاتِ فَهَلْ تَدْرِی مَا الدَّرَجَاتُ وَ الْحَسَنَاتُ قُلْتُ أَنْتَ أَعْلَمُ یَا سَیِّدِی وَ أَحْكَمُ قَالَ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِی الْمَكْرُوهَاتِ (1) وَ الْمَشْیُ عَلَی الْأَقْدَامِ إِلَی الْجُمُعَاتِ مَعَكَ وَ مَعَ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ وَ انْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ وَ إِفْشَاءُ السَّلَامِ وَ إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَ التَّهَجُّدُ بِاللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَامٌ قَالَ آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَیْهِ مِنْ رَبِّهِ قُلْتُ نَعَمْ یَا رَبِّ وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَ قالُوا سَمِعْنا وَ أَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ قَالَ صَدَقْتَ یَا مُحَمَّدُ لا یُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَ عَلَیْها مَا اكْتَسَبَتْ وَ أَغْفِرُ لَهُمْ وَ قُلْتُ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِینا أَوْ أَخْطَأْنا إِلَی آخِرِ السُّورَةِ (2) قَالَ ذَلِكَ لَكَ وَ لِذُرِّیَّتِكَ یَا مُحَمَّدُ قُلْتُ رَبِّی وَ سَیِّدِی وَ إِلَهِی قَالَ أَسْأَلُكَ عَمَّا أَنَا أَعْلَمُ بِهِ مِنْكَ مَنْ خَلَّفْتَ فِی الْأَرْضِ بَعْدَكَ قُلْتُ خَیْرَ أَهْلِهَا لَهَا أَخِی وَ ابْنُ عَمِّی وَ نَاصِرُ دِینِكَ یَا رَبِّ وَ الْغَاضِبُ لِمَحَارِمِكَ إِذَا اسْتَحَلَّتْ وَ لِنَبِیِّكَ غَضِیبُ النَّمِرِ إِذَا جَدَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ قَالَ صَدَقْتَ یَا مُحَمَّدُ إِنِّی اصْطَفَیْتُكَ بِالنُّبُوَّةِ وَ بَعَثْتُكَ بِالرِّسَالَةِ وَ امْتَحَنْتُ عَلِیّاً بِالْبَلَاغِ وَ الشَّهَادَةِ إِلَی أُمَّتِكَ وَ جَعَلْتُهُ حُجَّةً فِی الْأَرْضِ مَعَكَ وَ بَعْدَكَ وَ هُوَ نُورُ أَوْلِیَائِی وَ وَلِیُّ مَنْ أَطَاعَنِی وَ هُوَ الْكَلِمَةُ الَّتِی أَلْزَمْتُهَا الْمُتَّقِینَ یَا مُحَمَّدُ وَ زَوْجَتُهُ فَاطِمَةُ وَ إِنَّهُ وَصِیُّكَ وَ وَارِثُكَ وَ وَزِیرُكَ وَ غَاسِلُ عَوْرَتِكَ وَ نَاصِرُ دِینِكَ وَ الْمَقْتُولُ عَلَی سُنَّتِی وَ سُنَّتِكَ یَقْتُلُهُ شَقِیُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ أَمَرَنِی رَبِّی بِأُمُورٍ وَ أَشْیَاءَ أَمَرَنِی أَنْ أَكْتُمَهَا وَ لَمْ یُؤْذَنْ لِی فِی إِخْبَارِ أَصْحَابِی بِهَا ثُمَّ هَوَی بِیَ الرَّفْرَفُ فَإِذَا
ص: 396
أَنَا بِجَبْرَئِیلَ فَتَنَاقَلَنِی مِنْهُ حَتَّی صِرْتُ إِلَی سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی فَوَقَفَ بِی تَحْتَهَا ثُمَّ أَدْخَلَنِی إِلَی جَنَّةِ الْمَأْوَی فَرَأَیْتُ مَسْكَنِی وَ مَسْكَنَكَ یَا عَلِیُّ فِیهَا فَبَیْنَا جَبْرَئِیلُ یُكَلِّمُنِی إِذْ تَجَلَّی لِی نُورٌ مِنْ نُورِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ فَنَظَرْتُ إِلَی مِثْلِ مَخِیطِ الْإِبْرَةِ إِلَی مِثْلِ مَا كُنْتُ نَظَرْتُ إِلَیْهِ فِی الْمَرَّةِ الْأُولَی فَنَادَانِی رَبِّی جَلَّ وَ عَزَّ یَا مُحَمَّدُ قُلْتُ لَبَّیْكَ رَبِّی وَ سَیِّدِی وَ إِلَهِی قَالَ سَبَقَتْ رَحْمَتِی غَضَبِی لَكَ وَ لِذُرِّیَّتِكَ أَنْتَ مُقَرَّبِی مِنْ خَلْقِی وَ أَنْتَ أَمِینِی وَ حَبِیبِی وَ رَسُولِی وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَوْ لَقِیَنِی جَمِیعُ خَلْقِی یَشُكُّونَ فِیكَ طَرْفَةَ عَیْنٍ أَوْ یُبْغِضُونَ صَفْوَتِی مِنْ ذُرِّیَّتِكَ لَأُدْخِلَنَّهُمْ نَارِی وَ لَا أُبَالِی یَا مُحَمَّدُ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ إِلَی جَنَّاتِ النَّعِیمِ أَبُو السِّبْطَیْنِ سَیِّدَیْ شَبَابِ أَهْلِ جَنَّتِی الْمَقْتُولَیْنِ ظُلْماً ثُمَّ حَرَّضَ عَلَی الصَّلَاةِ (1) وَ مَا أَرَادَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ قَدْ كُنْتُ قَرِیباً مِنْهُ فِی الْمَرَّةِ الْأُولَی مِثْلَ مَا بَیْنَ كَبِدِ الْقَوْسِ إِلَی سِیَتِهِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ وَ عَزَّ قابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنی مِنْ ذَلِكَ ثُمَّ ذَكَرَ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَی فَقَالَ وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْری عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهی عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوی إِذْ یَغْشَی السِّدْرَةَ ما یَغْشی ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغی یَعْنِی مَا غَشِیَ السِّدْرَةَ مِنْ نُورِ اللَّهِ وَ عَظَمَتِهِ (2).
بیان: قال الجوهری الرفرف ثیاب خضر تتخذ منها المحابس (3) الواحدة رفرفة و الرفرف أیضا كسر الخباء و جوانب الدرع و ما تدلی منها.
أقول- روی هذا الخبر الشیخ حسن بن سلیمان فی كتاب المحتضر من تفسیر محمد بن العباس مثله سواء (4).
«101»-شف، كشف الیقین عَنْ أَبِی جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَیْهِ بِرِجَالِ الْمُخَالِفِینَ رَوَیْنَاهُ مِنْ كِتَابِهِ كِتَابِ أَخْبَارِ الزَّهْرَاءِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فُرَاتِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ خَلَفِ بْنِ مُوسَی عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی (5) الصَّنْعَانِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَبِی یَحْیَی
ص: 397
عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا زَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام فَاطِمَةَ تَحَدَّثْنَ نِسَاءُ قُرَیْشٍ وَ غَیْرُهُنَّ وَ عَیَّرَتْهَا وَ قُلْنَ زَوَّجَكِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ عَائِلٍ لَا مَالَ لَهُ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا فَاطِمَةُ أَ مَا تَرْضَیْنَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی اطَّلَعَ اطِّلَاعَةً إِلَی الْأَرْضِ فَاخْتَارَ مِنْهَا رَجُلَیْنِ أَحَدُهُمَا أَبُوكِ وَ الْآخَرُ بَعْلُكِ یَا فَاطِمَةُ كُنْتُ أَنَا وَ عَلِیٌّ نُوراً (1) بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ مُطِیعَیْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ آدَمَ علیه السلام بِأَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفَ عَامٍ فَلَمَّا خَلَقَ آدَمَ قَسَمَ ذَلِكَ النُّورَ بِجُزْءَیْنِ جُزْءٌ أَنَا وَ جُزْءٌ عَلِیٌ ثُمَّ إِنَّ قُرَیْشاً تَكَلَّمَتْ فِی ذَلِكَ وَ فَشَا الْخَبَرُ فَبَلَغَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَمَرَ بِلَالًا فَجَمَعَ النَّاسَ وَ خَرَجَ إِلَی مَسْجِدِهِ وَ رَقِیَ مِنْبَرَهُ یُحَدِّثُ النَّاسَ مَا خَصَّهُ اللَّهُ تَعَالَی مِنَ الْكَرَامَةِ وَ بِمَا خَصَّ بِهِ عَلِیّاً علیه السلام وَ فَاطِمَةَ علیها السلام فَقَالَ یَا مَعْشَرَ النَّاسِ إِنَّهُ بَلَغَنِی مَقَالَتُكُمْ وَ إِنِّی مُحَدِّثُكُمْ حَدِیثاً فَعُوهُ وَ احْفَظُوا مِنِّی وَ اسْمَعُوهُ (2) فَإِنِّی مُخْبِرُكُمْ بِمَا خَصَّ اللَّهُ بِهِ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ بِمَا خَصَّ بِهِ عَلِیّاً مِنَ الْفَضْلِ وَ الْكَرَامَةِ وَ فَضَّلَهُ عَلَیْكُمْ فَلَا تُخَالِفُوهُ فَتَنْقَلِبُوا عَلَی أَعْقَابِكُمْ وَ مَنْ یَنْقَلِبْ عَلی عَقِبَیْهِ فَلَنْ یَضُرَّ اللَّهَ شَیْئاً وَ سَیَجْزِی اللَّهُ الشَّاكِرِینَ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ قَدِ اخْتَارَنِی مِنْ خَلْقِهِ فَبَعَثَنِی إِلَیْكُمْ رَسُولًا وَ اخْتَارَ لِی عَلِیّاً خَلِیفَةً وَ وَصِیّاً (3) مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنِّی لَمَّا أُسْرِیَ (4) بِی إِلَی السَّمَاءِ فَمَا مَرَرْتُ بِمَلَإٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فِی سَمَاءٍ مِنَ السَّمَاوَاتِ إِلَّا سَأَلُونِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ قَالُوا یَا مُحَمَّدُ إِذَا رَجَعْتَ إِلَی الدُّنْیَا فَأَقْرِئْ عَلِیّاً وَ شِیعَتَهُ مِنَّا السَّلَامَ فَلَمَّا وَصَلْتُ إِلَی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَ تَخَلَّفَ عَنِّی جَمِیعُ مَنْ كَانَ مَعِی مِنْ مَلَائِكَةِ السَّمَاوَاتِ وَ جَبْرَئِیلَ علیه السلام وَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ (5) وَ وَصَلْتُ إِلَی حُجُبِ رَبِّی دَخَلْتُ سَبْعِینَ أَلْفَ حِجَابٍ بَیْنَ كُلِّ حِجَابٍ إِلَی حِجَابٍ مِنْ حُجُبِ الْعِزَّةِ وَ الْقُدْرَةِ وَ الْبَهَاءِ وَ الْكَرَامَةِ وَ الْكِبْرِیَاءِ وَ الْعَظَمَةِ وَ النُّورِ وَ الظُّلْمَةِ وَ الْوَقَارِ (6) حَتَّی وَصَلْتُ إِلَی حِجَابِ الْجَلَالِ
ص: 398
فَنَاجَیْتُ رَبِّی تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ قُمْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ تَقَدَّمَ إِلَیَّ عَزَّ ذِكْرُهُ بِمَا أَحَبَّهُ وَ أَمَرَنِی بِمَا أَرَادَ وَ لَمْ أَسْأَلْهُ لِنَفْسِی شَیْئاً وَ فِی عَلِیٍّ علیه السلام (1) إِلَّا أَعْطَانِی وَ وَعَدَنِی الشَّفَاعَةَ فِی شِیعَتِهِ وَ أَوْلِیَائِهِ ثُمَّ قَالَ لِیَ الْجَلِیلُ جَلَّ جَلَالُهُ یَا مُحَمَّدُ مَنْ تُحِبُّ مِنْ خَلْقِی قُلْتُ أُحِبُّ الَّذِی تُحِبُّهُ أَنْتَ یَا رَبِّی فَقَالَ لِی جَلَّ جَلَالُهُ فَأَحِبَّ عَلِیّاً فَإِنِّی أُحِبُّهُ وَ أُحِبُّ مَنْ یُحِبُّهُ وَ أُحِبُّ مَنْ أَحَبَّ مَنْ یُحِبُّهُ فَخَرَرْتُ لِلَّهِ سَاجِداً مُسَبِّحاً شَاكِراً لِرَبِّی تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ عَلِیٌّ وَلِیِّی وَ خِیَرَتِی بَعْدَكَ مِنْ خَلْقِی اخْتَرْتُهُ لَكَ أَخاً وَ وَصِیّاً وَ وَزِیراً وَ صَفِیّاً وَ خَلِیفَةً وَ نَاصِراً لَكَ عَلَی أَعْدَائِی یَا مُحَمَّدُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَا یُنَاوِی عَلِیّاً جَبَّارٌ إِلَّا قَصَمْتُهُ وَ لَا یُقَاتِلُ عَلِیّاً عَدُوٌّ مِنْ أَعْدَائِی إِلَّا هَزَمْتُهُ وَ أَبَدْتُهُ (2) یَا مُحَمَّدُ إِنِّی اطَّلَعْتُ عَلَی قُلُوبِ عِبَادِی فَوَجَدْتُ عَلِیّاً أَنْصَحُ خَلْقِی لَكَ وَ أَطْوَعُهُمْ لَكَ فَاتَّخِذْهُ أَخاً وَ خَلِیفَةً وَ وَصِیّاً وَ زَوِّجْهُ ابْنَتَكَ فَإِنِّی سَأَهِبُ لَهُمَا غُلَامَیْنِ طَیِّبَیْنِ طَاهِرَیْنِ تَقِیَّیْنِ نَقِیَّیْنِ فَبِی حَلَفْتُ وَ عَلَی نَفْسِی حَتَمْتُ إِنَّهُ لَا یَتَوَلِّیَنَّ عَلِیّاً وَ زَوْجَتَهُ وَ ذُرِّیَّتَهُمَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِی إِلَّا رَفَعْتُ (3) لِوَاءَهُ إِلَی قَائِمَةِ عَرْشِی وَ جَنَّتِی وَ بُحْبُوحَةِ (4) كَرَامَتِی وَ سَقَیْتُهُ (5) مِنْ حَظِیرَةِ قُدْسِی وَ لَا یُعَادِیهِمْ أَحَدٌ أَوْ یَعْدِلُ عَنْ وَلَایَتِهِمْ یَا مُحَمَّدُ إِلَّا سَلَبْتُهُ وُدِّی وَ بَاعَدْتُهُ مِنْ قُرْبِی وَ ضَاعَفْتُ عَلَیْهِمْ عَذَابِی وَ لَعْنَتِی یَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولِی إِلَی جَمِیعِ خَلْقِی وَ إِنَّ عَلِیّاً وَلِیِّی وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ عَلَی ذَلِكَ أَخَذْتُ مِیثَاقَ مَلَائِكَتِی وَ أَنْبِیَائِی وَ جَمِیعِ خَلْقِی وَ هُمْ أَرْوَاحٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ أَخْلُقَ خَلْقاً فِی سَمَائِی وَ أَرْضِی مَحَبَّةً مِنِّی لَكَ یَا مُحَمَّدُ وَ لِعَلِیٍّ وَ لِوُلْدِكُمَا وَ لِمَنْ أَحَبَّكُمَا وَ كَانَ مِنْ شِیعَتِكُمَا وَ لِذَلِكَ خَلَقْتُهُ مِنْ طِینَتِكُمَا فَقُلْتُ إِلَهِی وَ سَیِّدِی فَاجْمَعِ الْأُمَّةَ فَأَبَی عَلَیَّ وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّهُ الْمُبْتَلَی وَ الْمُبْتَلَی بِهِ وَ إِنِّی جَعَلْتُكُمْ مِحْنَةً لِخَلْقِی أَمْتَحِنُ بِكُمْ جَمِیعَ عِبَادِی وَ خَلْقِی فِی سَمَائِی وَ أَرْضِی وَ مَا فِیهِنَّ لِأُكْمِلَ الثَّوَابَ
ص: 399
لِمَنْ أَطَاعَنِی فِیكُمْ وَ أُحِلَّ عَذَابِی وَ لَعْنَتِی عَلَی مَنْ خَالَفَنِی فِیكُمْ وَ عَصَانِی وَ بِكُمْ أُمَیِّزُ الْخَبِیثَ مِنَ الطَّیِّبِ یَا مُحَمَّدُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَوْلَاكَ مَا خَلَقْتُ آدَمَ وَ لَوْ لَا عَلِیٌّ مَا خَلَقْتُ الْجَنَّةَ لِأَنِّی بِكُمْ أَجْزِی الْعِبَادَ یَوْمَ الْمَعَادِ بِالثَّوَابِ وَ الْعِقَابِ وَ بِعَلِیٍّ وَ بِالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ أَنْتَقِمُ مِنْ أَعْدَائِی فِی دَارِ الدُّنْیَا ثُمَّ إِلَیَّ الْمَصِیرُ لِلْعِبَادِ وَ الْمَعَادِ (1) وَ أُحَكِّمُكُمَا (2) فِی جَنَّتِی وَ نَارِی فَلَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَكُمَا عَدُوٌّ وَ لَا یَدْخُلُ النَّارَ لَكُمَا وَلِیٌّ وَ بِذَلِكَ أَقْسَمْتُ عَلَی نَفْسِی ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَجَعَلْتُ لَا أَخْرُجُ مِنْ حِجَابٍ مِنْ حُجُبِ رَبِّی ذِی الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ إِلَّا سَمِعْتُ النِّدَاءَ مِنْ وَرَائِی یَا مُحَمَّدُ أَحْبِبْ عَلِیّاً یَا مُحَمَّدُ أَكْرِمْ عَلِیّاً (3) یَا مُحَمَّدُ قَدِّمْ عَلِیّاً یَا مُحَمَّدُ اسْتَخْلِفْ عَلِیّاً یَا مُحَمَّدُ أَوْصِ إِلَی عَلِیٍّ یَا مُحَمَّدُ وَاخِ عَلِیّاً یَا مُحَمَّدُ أَحِبَّ مَنْ یُحِبُّ عَلِیّاً یَا مُحَمَّدُ اسْتَوْصِ بِعَلِیٍّ وَ شِیعَتِهِ خَیْراً فَلَمَّا وَصَلْتُ إِلَی الْمَلَائِكَةِ جَعَلُوا یُهَنِّئُونِّی فِی السَّمَاوَاتِ وَ یَقُولُونَ هَنِیئاً لَكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ كَرَامَةً (4) لَكَ وَ لِعَلِیٍّ مَعَاشِرَ النَّاسِ عَلِیٌّ أَخِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ وَصِیِّی وَ أَمِینِی عَلَی سِرِّی وَ سِرِّ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ وَزِیرِی وَ خَلِیفَتِی عَلَیْكُمْ فِی حَیَاتِی وَ بَعْدَ وَفَاتِی لَا یَتَقَدَّمُهُ أَحَدٌ غَیْرِی وَ خَیْرُ مَنْ أُخَلِّفُ بَعْدِی وَ لَقَدْ أَعْلَمَنِی رَبِّی تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَنَّهُ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثِی وَ وَارِثُ النَّبِیِّینَ وَ وَصِیُّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ مِنْ شِیعَتِهِ وَ أَهْلُ وَلَایَتِهِ إِلَی جَنَّاتِ النَّعِیمِ بِأَمْرِ رَبِّ الْعَالَمِینَ یَبْعَثُهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَقَاماً مَحْمُوداً یَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ بِیَدِهِ لِوَائِی لِوَاءُ الْحَمْدِ یَسِیرُ بِهِ أَمَامِی وَ تَحْتَهُ آدَمُ وَ جَمِیعُ مَنْ وُلِدَ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الشُّهَدَاءِ وَ الصَّالِحِینَ إِلَی جَنَّاتِ النَّعِیمِ حَتْماً مِنَ اللَّهِ مَحْتُوماً مِنْ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَعْدٌ وَعَدَنِیهِ رَبِّی فِیهِ وَ لَنْ یُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَ أَنَا عَلَی ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدَیْنِ (5).
كتاب المحتضر، للحسن بن سلیمان مما رواه من كتاب المعراج عن الصدوق عن
ص: 400
الحسن بن محمد بن سعید مثله (1).
«14»-102 شف، كشف الیقین مُحَمَّدُ بْنُ (2) أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَنْبَسَةَ عَنْ بَكْرِ بْنِ أَحْمَدَ وَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرَّاحُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ بَكْرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهَا الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ حَدَّثَنَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا دَخَلْتُ الْجَنَّةَ رَأَیْتُ فِیهَا شَجَرَةً تَحْمِلُ الْحُلِیَّ وَ الْحُلَلَ أَسْفَلُهَا خَیْلٌ بُلْقٌ وَ أَوْسَطُهَا حُورٌ عِینٌ وَ فِی أَعْلَاهَا الرِّضْوَانُ قُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ لِمَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةُ قَالَ هَذِهِ لِابْنِ عَمِّكَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَإِذَا أَمَرَ اللَّهُ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ یُؤْتَی بِشِیعَةِ عَلِیٍّ حَتَّی یَنْتَهِیَ بِهِمْ إِلَی هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَیَلْبَسُونَ الْحُلِیَّ وَ الْحُلَلَ وَ یَرْكَبُونَ الْخَیْلَ الْبُلْقَ (3) وَ یُنَادِی مُنَادٍ هَؤُلَاءِ شِیعَةُ عَلِیٍّ صَبَرُوا فِی الدُّنْیَا عَلَی الْأَذَی فَحُبُوا (4) فِی هَذَا الْیَوْمَ بِهَذَا (5).
«103»-شف، كشف الیقین مِنْ كِتَابِ الْخَصَائِصِ الْعَلَوِیَّةِ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْفَتْحِ (6) عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَّانِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ یَحْیَی بْنِ بُكَیْرٍ عَنْ جَعْفَرٍ الْأَحْمَرِ عَنْ هِلَالٍ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ أَبِی كَثِیرٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ انْتُهِیَ بِی إِلَی قَصْرٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ فِرَاشُهُ مِنْ ذَهَبٍ یَتَلَأْلَأُ فَأَوْحَی اللَّهُ
ص: 401
إِلَیَّ أَنَّهُ لِعَلِیٍّ علیه السلام وَ أَوْحَی إِلَیَّ فِی عَلِیٍّ بِثَلَاثِ خِصَالٍ أَنَّهُ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ (1).
بشا، بشارة المصطفی محمد بن علی بن عبد الصمد عن أبیه عن جده عن محمد بن القاسم الفارسی عن أحمد بن مروان الضبی عن محمد بن أحمد عن ابن البلخی عن محمد بن علی بن خلف عن نصر بن مزاحم عن جعفر الأحول عن هلال بن مقلاص عن عبد اللّٰه بن أسعد عن أبیه مثله (2).
«104»-شف، كشف الیقین مِنْ كِتَابِ الْمَنَاقِبِ (3) تَأْلِیفِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الطَّبِیبِ الشَّافِعِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ أَبِی دَاوُدَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبَّادٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی بَكْرٍ عَنْ مَعَدِّ بْنِ زِیَادٍ عَنْ هِلَالٍ الْوَزَّانِ عَنْ أَبِی كَثِیرٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ (4) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله انْتَهَیْتُ لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی إِلَی السِّدْرَةِ الْمُنْتَهَی وَ أُوحِیَ إِلَیَّ فِی عَلِیٍّ ثَلَاثٌ أَنَّهُ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ إِلَی جَنَّاتِ النَّعِیمِ (5).
«105»-شف، كشف الیقین عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الطَّبِیبِ بِإِسْنَادِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ لَمَّا كَانَ لَیْلَةُ أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ إِذَا قَصْرٌ أَحْمَرُ مِنْ یَاقُوتٍ یَتَلَأْلَأُ فَأُوحِیَ إِلَیَّ فِی عَلِیٍّ أَنَّهُ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ (6).
«106»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ أَتَی جَبْرَئِیلُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ بِالْأَبْطَحِ بِالْبُرَاقِ أَصْغَرَ مِنَ الْبَغْلِ وَ أَكْبَرَ مِنَ الْحِمَارِ عَلَیْهِ أَلْفُ أَلْفِ مِحَفَّةٍ مِنْ نُورٍ فشَمَسَ الْبُرَاقُ (7) حِینَ أَدْنَاهُ مِنْهُ لِیَرْكَبَهُ فَلَطَمَهُ جَبْرَئِیلُ علیها السلام لَطْمَةً
ص: 402
عَرِقَ الْبُرَاقُ مِنْهَا ثُمَّ قَالَ اسْكُنْ فَإِنَّهُ مُحَمَّدٌ ثُمَّ رَفَّ بِهِ مِنْ بَیْتِ الْمَقْدِسِ إِلَی السَّمَاءِ فَتَطَایَرَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ عَبْدٌ مَخْلُوقٌ (1) قَالَ ثُمَّ لَقُوا جَبْرَئِیلَ فَقَالُوا یَا جَبْرَئِیلُ مَنْ هَذَا قَالَ هَذَا مُحَمَّدٌ فَسَلَّمُوا عَلَیْهِ ثُمَّ رَفَّ بِهِ إِلَی السَّمَاءِ الثَّانِیَةِ فَتَطَایَرَتِ الْمَلَائِكَةُ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ عَبْدٌ مَخْلُوقٌ فَلَقُوا جَبْرَئِیلَ فَقَالُوا مَنْ هَذَا فَقَالَ مُحَمَّدٌ فَسَلَّمُوا عَلَیْهِ فَلَمْ یَزَلْ كَذَلِكَ فِی سَمَاءٍ سَمَاءٍ ثُمَّ أَتَمَّ الْأَذَانَ ثُمَّ صَلَّی بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ فِی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَ أَمَّهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ مَضَی بِهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام حَتَّی انْتَهَی بِهِ إِلَی مَوْضِعٍ فَوَضَعَ إِصْبَعَهُ عَلَی مَنْكِبِهِ ثُمَّ رَفَعَهُ فَقَالَ لَهُ امْضِ یَا مُحَمَّدُ فَقَالَ لَهُ یَا جَبْرَئِیلُ تَدَعُنِی فِی هَذَا الْمَوْضِعِ قَالَ فَقَالَ لَهُ یَا مُحَمَّدُ لَیْسَ لِی أَنْ أَجُوزَ هَذَا الْمَقَامَ وَ لَقَدْ وَطِئْتَ مَوْضِعاً مَا وَطِئَهُ أَحَدٌ قَبْلَكَ وَ لَا یَطَؤُهُ أَحَدٌ بَعْدَكَ قَالَ فَفَتَحَ اللَّهُ لَهُ مِنَ الْعَظِیمِ مَا شَاءَ اللَّهُ قَالَ فَكَلَّمَهُ اللَّهُ آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَیْهِ مِنْ رَبِّهِ قَالَ نَعَمْ یَا رَبِّ وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَ قالُوا سَمِعْنا وَ أَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ قَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لا یُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَ عَلَیْها مَا اكْتَسَبَتْ قَالَ مُحَمَّدٌ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِینا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَیْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعْفُ عَنَّا وَ اغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْكافِرِینَ (2) قَالَ قَالَ اللَّهُ یَا مُحَمَّدُ مَنْ لِأُمَّتِكَ بَعْدَكَ (3) فَقَالَ اللَّهُ أَعْلَمُ قَالَ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ اللَّهِ مَا كَانَتْ وَلَایَتُهُ إِلَّا مِنَ اللَّهِ مُشَافَهَةً لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (4).
«107»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ جَبْرَئِیلَ احْتَمَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی أَتَی بِهِ إِلَی مَكَانٍ مِنَ السَّمَاءِ ثُمَّ تَرَكَهُ وَ قَالَ لَهُ مَا وَطِئَ
ص: 403
نَبِیٌّ قَطُّ مَكَانَكَ (1).
«108»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا أُسْرِیَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَأَذَّنَ وَ أَقَامَ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ تَقَدَّمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ تَقَدَّمْ یَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ لَهُ إِنَّا لَا نَتَقَدَّمُ الْآدَمِیِّینَ مُنْذُ أُمِرْنَا بِالسُّجُودِ لآِدَمَ علیه السلام (2).
«109»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا هَارُونُ كَمْ بَیْنَ مَنْزِلِكَ وَ بَیْنَ الْمَسْجِدِ الْأَعْظَمِ فَقُلْتُ قَرِیبٌ قَالَ یَكُونُ مِیلًا فَقُلْتُ أَظُنُّهُ أَقْرَبَ (3) فَقَالَ فَمَا تَشْهَدُ الصَّلَاةَ كُلَّهَا فِیهِ فَقُلْتُ لَا وَ اللَّهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ رُبَّمَا شُغِلْتُ فَقَالَ لِی أَمَا إِنِّی لَوْ كُنْتُ بِحَضْرَتِهِ مَا فَاتَتْنِی فِیهِ صَلَاةٌ قَالَ ثُمَّ قَالَ هَكَذَا بِیَدِهِ مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَ لَا نَبِیٍّ مُرْسَلٍ وَ لَا عَبْدٍ صَالِحٍ إِلَّا وَ قَدْ صَلَّی فِی مَسْجِدِ كُوفَانَ حَتَّی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِهِ مَرَّ بِهِ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ هَذَا مَسْجِدُ كُوفَانَ فَقَالَ اسْتَأْذِنْ لِی حَتَّی أُصَلِّیَ فِیهِ رَكْعَتَیْنِ فَاسْتَأْذَنَ لَهُ فَهَبَطَ بِهِ وَ صَلَّی فِیهِ رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ قَالَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ عَنْ یَمِینِهِ رَوْضَةً مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ وَ عَنْ یَسَارِهِ رَوْضَةً مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ فِیهِ تَعْدِلُ أَلْفَ صَلَاةٍ فِی غَیْرِهِ وَ النَّافِلَةَ خَمْسَمِائَةِ صَلَاةٍ وَ الْجُلُوسَ فِیهِ مِنْ غَیْرِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ عِبَادَةٌ قَالَ ثُمَّ قَالَ هَكَذَا بِإِصْبَعِهِ فَحَرَّكَهَا مَا بَعْدَ الْمَسْجِدَیْنِ أَفْضَلُ مِنْ مَسْجِدِ كُوفَانَ (4).
«110»-فس، تفسیر القمی أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوی یَقُولُ مَا ضَلَّ فِی عَلِیٍّ وَ مَا غَوَی وَ ما یَنْطِقُ فِیهِ عَنِ الْهَوی وَ مَا كَانَ مَا قَالَ فِیهِ إِلَّا بِالْوَحْیِ الَّذِی أُوحِیَ إِلَیْهِ ثُمَّ قَالَ عَلَّمَهُ شَدِیدُ الْقُوی ثُمَّ أَذِنَ لَهُ فَوَفَدَ إِلَی السَّمَاءِ وَ قَالَ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوی وَ هُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلی ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّی فَكانَ قابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنی وَ كَانَ بَیْنَ لَفْظِهِ وَ بَیْنَ سَمَاعِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله كَمَا بَیْنَ وَتَرِ الْقَوْسِ وَ عُودِهَا فَأَوْحی إِلی عَبْدِهِ ما أَوْحی فَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ ذَلِكَ
ص: 404
الْوَحْیِ فَقَالَ أُوحِیَ إِلَیَّ أَنَّ عَلِیّاً سَیِّدُ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ أَوَّلُ خَلِیفَةٍ یَسْتَخْلِفُهُ خَاتَمُ النَّبِیِّینَ (1).
«111»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ أَوْ غَیْرِهِ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ بَشَّارٍ عَنْ أَبِی دَاوُدَ عَنْ بُرَیْدَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٌّ مَعَهُ إِذْ قَالَ یَا عَلِیُّ أَ لَمْ أُشْهِدْكَ مَعِی سَبْعَ مَوَاطِنَ حَتَّی ذَكَرَ الْمَوْطِنَ الرَّابِعَ لَیْلَةَ الْجُمُعَةِ أُرِیتُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضُ رُفِعَتْ لِی حَتَّی نَظَرْتُ إِلَی مَا فِیهَا فَاشْتَقْتُ إِلَیْكَ فَدَعَوْتُ اللَّهَ فَإِذَا أَنْتَ مَعِی فَلَمْ أَرَ مِنْ ذَلِكَ شَیْئاً إِلَّا وَ قَدْ رَأَیْتَ (2).
«112»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی دَاوُدَ عَنْ أَبِی بُرْدَةَ الْأَسْلَمِیِّ (3) قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَلِیٍّ یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ أَشْهَدَكَ مَعِی فِی سَبْعِ مَوَاطِنَ أَمَّا أَوَّلُ ذَلِكَ فَلَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ قَالَ لِی جَبْرَئِیلُ أَیْنَ أَخُوكَ قُلْتُ خَلَّفْتُهُ وَرَائِی قَالَ ادْعُ اللَّهَ فَلْیَأْتِكَ بِهِ فَدَعَوْتُ وَ إِذَا مِثَالُكَ مَعِی وَ إِذَا الْمَلَائِكَةُ وُقُوفٌ صُفُوفٌ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ مَنْ هَؤُلَاءِ قَالَ هُمُ الَّذِینَ یُبَاهِیهِمُ اللَّهُ بِكَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَدَنَوْتُ فَنَطَقْتُ بِمَا كَانَ وَ بِمَا یَكُونُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ الثَّانِی حِینَ أُسْرِیَ بِی فِی الْمَرَّةِ الثَّانِیَةِ فَقَالَ لِی جَبْرَئِیلُ أَیْنَ أَخُوكَ قُلْتُ خَلَّفْتُهُ وَرَائِی قَالَ ادْعُ اللَّهَ فَلْیَأْتِكَ بِهِ فَدَعَوْتُ اللَّهَ فَإِذَا مِثَالُكَ مَعِی فَكُشِطَ لِی عَنْ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ حَتَّی رَأَیْتُ سُكَّانَهَا وَ عُمَّارَهَا وَ مَوْضِعَ كُلِّ مَلَكٍ مِنْهَا وَ الثَّالِثُ حِینَ بُعِثْتُ إِلَی الْجِنِّ فَقَالَ لِی جَبْرَئِیلُ أَیْنَ أَخُوكَ قُلْتُ خَلَّفْتُهُ وَرَائِی فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ فَلْیَأْتِكَ بِهِ فَدَعَوْتُ اللَّهَ فَإِذَا أَنْتَ مَعِی فَمَا قُلْتُ لَهُمْ شَیْئاً وَ لَا رَدُّوا عَلَیَّ شَیْئاً إِلَّا سَمِعْتَهُ
ص: 405
وَ الرَّابِعُ خُصِّصْنَا بِلَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ لَیْسَتْ لِأَحَدٍ غَیْرِنَا وَ الْخَامِسُ دَعَوْتُ اللَّهَ فِیكَ وَ أَعْطَانِی (1) فِیكَ كُلَّ شَیْ ءٍ إِلَّا النُّبُوَّةَ فَإِنَّهُ قَالَ خَصَّصْتُكَ بِهَا وَ خَتَمْتُهَا بِكَ وَ أَمَّا السَّادِسُ لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ جَمَعَ اللَّهُ لِیَ النَّبِیِّینَ فَصَلَّیْتُ بِهِمْ وَ مِثَالُكَ خَلْفِی وَ السَّابِعُ هَلَاكُ الْأَحْزَابِ بِأَیْدِینَا (2).
«113»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْمُؤْمِنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ أَبِی دَاوُدَ السَّبِیعِیِّ عَنْ بُرَیْدَةَ الْأَسْلَمِیِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ أَشْهَدَكَ مَعِی سَبْعَ مَوَاطِنَ حَتَّی ذَكَرَ الْمَوْطِنَ الثَّانِیَ أَتَانِی جَبْرَئِیلُ فَأُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ فَقَالَ أَیْنَ أَخُوكَ فَقُلْتُ وَدَعْتُهُ خَلْفِی قَالَ فَقَالَ فَادْعُ اللَّهَ یَأْتِیكَ بِهِ قَالَ فَدَعَوْتُ اللَّهَ فَإِذَا أَنْتَ (3) مَعِی فَكُشِطَ لِی عَنِ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ حَتَّی رَأَیْتُ سُكَّانَهَا وَ عُمَّارَهَا وَ مَوْضِعَ كُلِّ مَلَكٍ مِنْهَا فَلَمْ أَرَ مِنْ ذَلِكَ شَیْئاً إِلَّا وَ قَدْ رَأَیْتَهُ كَمَا رَأَیْتُهُ (4).
«114»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْحَفَّارُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَجَبٍ الْأَنْصَارِیِّ (5) عَنْ خَلَفِ بْنِ دُرُسْتَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ هَارُونَ عَنْ سَهْلِ بْنِ سُفْیَانَ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ دَنَوْتُ (6) مِنْ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ حَتَّی كَانَ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ قَابُ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنَی فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ مَنْ تُحِبُّ مِنَ الْخَلْقِ قُلْتُ یَا رَبِّ عَلِیّاً قَالَ الْتَفِتْ یَا مُحَمَّدُ فَالْتَفَتُّ عَنْ یَسَارِی فَإِذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ (7).
ص: 406
«115»-ع، علل الشرائع الْوَرَّاقُ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی وَ الْفَضْلِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ مُقْبِلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ حَمَلَنِی جَبْرَئِیلُ عَلَی كَتِفِهِ الْأَیْمَنِ فَنَظَرْتُ إِلَی بُقْعَةٍ بِأَرْضِ الْجَبَلِ حَمْرَاءَ أَحْسَنَ لَوْناً مِنَ الزَّعْفَرَانِ وَ أَطْیَبَ رِیحاً مِنَ الْمِسْكِ فَإِذَا فِیهَا شَیْخٌ عَلَی رَأْسِهِ بُرْنُسٌ فَقُلْتُ لِجَبْرَئِیلَ مَا هَذِهِ الْبُقْعَةُ الْحَمْرَاءُ الَّتِی هِیَ أَحْسَنُ لَوْناً مِنَ الزَّعْفَرَانِ وَ أَطْیَبُ رِیحاً مِنَ الْمِسْكِ قَالَ بُقْعَةُ شِیعَتِكَ وَ شِیعَةُ وَصِیِّكَ عَلِیٍّ فَقُلْتُ مَنِ الشَّیْخُ صَاحِبُ الْبُرْنُسِ قَالَ إِبْلِیسُ قُلْتُ فَمَا یُرِیدُ مِنْهُمْ قَالَ یُرِیدُ أَنْ یَصُدَّهُمْ عَنْ وَلَایَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ یَدْعُوَهُمْ إِلَی الْفِسْقِ وَ الْفُجُورِ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ أَهْوِ بِنَا إِلَیْهِمْ فَأَهْوَی بِنَا إِلَیْهِمْ أَسْرَعَ مِنَ الْبَرْقِ الْخَاطِفِ وَ الْبَصَرِ اللَّامِحِ فَقُلْتُ قُمْ یَا مَلْعُونُ فَشَارِكْ أَعْدَاءَهُمْ فِی أَمْوَالِهِمْ وَ أَوْلَادِهِمْ وَ نِسَائِهِمْ فَإِنَّ شِیعَتِی وَ شِیعَةَ عَلِیٍّ لَیْسَ لَكَ عَلَیْهِمْ سُلْطَانٌ فَسُمِّیَتْ قُمْ (1).
«116»-ع، علل الشرائع أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الصَّفَّارِ وَ لَمْ یَحْفَظْ إِسْنَادَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ سَقَطَ مِنْ عَرَقِی فَنَبَتَ مِنْهُ الْوَرْدُ فَوَقَعَ فِی الْبَحْرِ فَذَهَبَ السَّمَكُ لِیَأْخُذَهَا وَ ذَهَبَ الدُّعْمُوصُ لِیَأْخُذَهَا فَقَالَتِ السَّمَكَةُ هِیَ لِی وَ قَالَ الدُّعْمُوصُ هِیَ لِی فَبَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِمَا مَلَكاً یَحْكُمُ بَیْنَهُمَا فَجَعَلَ نِصْفَهَا لِلسَّمَكَةِ وَ جَعَلَ نِصْفَهَا لِلدُّعْمُوصِ (2).
قال الصدوق رحمه اللّٰه: قال أبی رضی اللّٰه عنه و تری أوراق الورد تحت جلناره و هی خمسة اثنتان منها علی صفة السمك و اثنتان منها علی صفة الدعموص و واحدة منها نصفها علی صفة السمك و نصفها علی صفة الدعموص.
بیان: المراد بأوراق الورد الأوراق الخضر الملتصقة بالأوراق الحمر المحیطة بها قبل انفتاحها فاثنتان منها لیس علی طرفیهما ریشة علی مثال ذنب الدعموص و اثنتان منها علی طرفیهما ریاش علی مثال ذنب السمك و واحدة منها علی أحد طرفیها ریاش دون الطرف
ص: 407
الآخر فنصفها یشبه السمك و نصفها یشبه الدعموص و الدعموص دویبة أو دودة سوداء تكون فی الغدران إذا نشت ذكره الفیروزآبادی.
«117»-ع، علل الشرائع مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبُنْدَارُ عَنْ سَعِیدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی سَالِمٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْفَضْلِ الْوَرَّاقِ عَنْ یَحْیَی بْنِ مُوسَی عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: فُرِضَتْ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِهِ الصَّلَاةُ خَمْسِینَ ثُمَّ نُقِصَتْ فَجُعِلَتْ خَمْساً ثُمَّ نُودِیَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّهُ لَا یُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَیَّ فَإِنَّ لَكَ بِهَذِهِ الْخَمْسِ خمسون (خَمْسِینَ) (1).
«118»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِفَاطِمَةَ إِنَّهُ لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ وَجَدْتُ مَكْتُوباً عَلَی صَخْرَةِ بَیْتِ الْمَقْدِسِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَیَّدْتُهُ بِوَزِیرِهِ وَ نَصَرْتُهُ بِوَزِیرِهِ فَقُلْتُ لِجَبْرَئِیلَ وَ مَنْ وَزِیرِی فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَلَمَّا انْتَهَیْتُ إِلَی سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی وَجَدْتُ مَكْتُوباً عَلَیْهَا أَنِّی أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِی مُحَمَّدٌ صَفْوَتِی مِنْ خَلْقِی (2) أَیَّدْتُهُ بِوَزِیرِهِ وَ نَصَرْتُهُ بِوَزِیرِهِ فَقُلْتُ لِجَبْرَئِیلَ وَ مَنْ وَزِیرِی قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَلَمَّا جَاوَزْتُ السِّدْرَةَ انْتَهَیْتُ إِلَی عَرْشِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَجَدْتُ مَكْتُوباً عَلَی كُلِّ قَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا مُحَمَّدٌ حَبِیبِی أَیَّدْتُهُ بِوَزِیرِهِ وَ نَصَرْتُهُ بِوَزِیرِهِ فَلَمَّا دَخَلْتُ الْجَنَّةَ رَأَیْتُ فِی الْجَنَّةِ شَجَرَةَ طُوبَی أَصْلُهَا فِی دَارِ عَلِیٍّ وَ مَا فِی الْجَنَّةِ قَصْرٌ وَ لَا مَنْزِلٌ إِلَّا وَ فِیهَا فِتْرٌ (3) مِنْهَا وَ أَعْلَاهَا أَسْفَاطٌ (4) حُلَلٌ مِنْ سُنْدُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ یَكُونُ لِلْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ أَلْفُ أَلْفِ سَفَطٍ فِی كُلِّ سَفَطٍ مِائَةُ أَلْفِ حُلَّةٍ مَا فِیهَا حُلَّةٌ یُشْبِهُ الْأُخْرَی عَلَی أَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ وَ هِیَ ثِیَابُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَسَطُهَا ظِلٌّ مَمْدُودٌ عَرْضُ الْجَنَّةِ كَعَرْضِ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ یَسِیرُ الرَّاكِبُ فِی ذَلِكَ الظِّلِّ مَسِیرَةَ مِائَةِ عَامٍ
ص: 408
فَلَا یَقْطَعُهُ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ (1) وَ أَسْفَلُهَا ثِمَارُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ طَعَامُهُمْ متدلی (مُتَدَلٍ) فِی بُیُوتِهِمْ یَكُونُ فِی الْقَضِیبِ مِنْهَا مِائَةُ لَوْنٍ مِنَ الْفَاكِهَةِ مِمَّا رَأَیْتُمْ فِی دَارِ الدُّنْیَا (2) وَ مِمَّا لَمْ تَرَوْهُ وَ مَا سَمِعْتُمْ بِهِ وَ مَا لَمْ تَسْمَعُوا مِثْلَهَا وَ كُلَّمَا یُجْتَنَی مِنْهَا شَیْ ءٌ نَبَتَتْ مَكَانَهَا أُخْرَی لا مَقْطُوعَةٍ وَ لا مَمْنُوعَةٍ وَ تَجْرِی نَهَرٌ فِی أَصْلِ تِلْكَ الشَّجَرَةِ تَنْفَجِرُ (3) مِنْهَا الْأَنْهَارُ الْأَرْبَعَةُ نَهَرٌ مِنْ ماءٍ غَیْرِ آسِنٍ وَ نَهَرٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ یَتَغَیَّرْ طَعْمُهُ وَ نَهَرٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِینَ وَ نَهَرٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّی الْخَبَرَ (4).
«119»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ وَ انْتَهَیْتُ إِلَی سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی نُودِیتُ یَا مُحَمَّدُ اسْتَوْصِ بِعَلِیٍّ خَیْراً فَإِنَّهُ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ (5).
«120»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَیْتُ فِیهَا قِیعَانَ یَقَقٍ وَ رَأَیْتُ فِیهَا مَلَائِكَةً یَبْنُونَ لَبِنَةً مِنْ ذَهَبٍ وَ لَبِنَةً مِنْ فِضَّةٍ وَ رُبَّمَا أَمْسَكُوا فَقُلْتُ لَهُمْ مَا بَالُكُمْ رُبَّمَا بَنَیْتُمْ وَ رُبَّمَا أَمْسَكْتُمْ فَقَالُوا حَتَّی تَجِیئَنَا النَّفَقَةُ فَقُلْتُ وَ مَا نَفَقَتُكُمْ فَقَالُوا قَوْلُ الْمُؤْمِنِ فِی الدُّنْیَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ فَإِذَا قَالَ بَنَیْنَا وَ إِذَا أَمْسَكَ أَمْسَكْنَا (6).
«121»-وَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أَسْرَی بِی رَبِّی إِلَی سَبْعِ سَمَاوَاتِهِ أَخَذَ بِیَدِی جَبْرَئِیلُ فَأَدْخَلَنِی الْجَنَّةَ فَأَجْلَسَنِی عَلَی دُرْنُوكٍ مِنْ دَرَانِیكِ الْجَنَّةِ فَنَاوَلَنِی سَفَرْجَلَةً فَانْفَلَقَتْ نِصْفَیْنِ فَخَرَجَتْ مِنْ بَیْنِهَا حَوْرَاءُ فَقَامَتْ بَیْنَ یَدَیَّ فَقَالَتِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مُحَمَّدُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَحْمَدُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقُلْتُ وَ عَلَیْكِ السَّلَامُ مَنْ أَنْتِ فَقَالَتْ
ص: 409
أَنَا الرَّاضِیَةُ الْمَرْضِیَّةُ خَلَقَنِی الْجَبَّارُ (1) مِنْ ثَلَاثَةِ أَنْوَاعٍ أَسْفَلِی مِنَ الْمِسْكِ وَ وَسَطِی مِنَ الْعَنْبَرِ وَ أَعْلَایَ مِنَ الْكَافُورِ وَ عُجِنْتُ بِمَاءِ الْحَیَوَانِ ثُمَّ قَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ لِی كُونِی فَكُنْتُ لِأَخِیكَ وَ وَصِیِّكَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (2).
بیان: قال الجزری الیقق المتناهی فی البیاض یقال أبیض یقق و قد تكسر القاف الأولی أی شدید البیاض.
«122»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ حُمْرَانَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّی فَكانَ قابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنی فَقَالَ أَدْنَی اللَّهُ مُحَمَّداً مِنْهُ فَلَمْ یَكُنْ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُ إِلَّا قَنَصُ لُؤْلُؤٍ فِیهِ فِرَاشٌ (3) یَتَلَأْلَأُ فَأُرِیَ صُورَةً فَقِیلَ لَهُ یَا مُحَمَّدُ أَ تَعْرِفُ هَذِهِ الصُّورَةَ فَقَالَ نَعَمْ هَذِهِ صُورَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ أَنْ زَوِّجْهُ فَاطِمَةَ وَ اتَّخِذْهُ وَصِیّاً (4).
أَقُولُ سَیَأْتِی خَبَرٌ طَوِیلٌ فِی وَصْفِ الْمِعْرَاجِ فِی بَابِ جَوَامِعِ الْآیَاتِ النَّازِلَةِ فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَكْثَرُ أَخْبَارِهَا مَبْثُوثَةٌ عَلَی الْأَبْوَابِ السَّابِقَةِ وَ اللَّاحِقَةِ.
(5)رحمه اللّٰه
الآیات؛
آل عمران: «وَ إِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَیْكُمْ وَ ما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ خاشِعِینَ لِلَّهِ لا یَشْتَرُونَ بِآیاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِیلًا أُولئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ
ص: 410
إِنَّ اللَّهَ سَرِیعُ الْحِسابِ»(199)
المائدة: «لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِینَ آمَنُوا الْیَهُودَ وَ الَّذِینَ أَشْرَكُوا وَ لَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ قالُوا إِنَّا نَصاری ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّیسِینَ وَ رُهْباناً وَ أَنَّهُمْ لا یَسْتَكْبِرُونَ* وَ إِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَی الرَّسُولِ تَری أَعْیُنَهُمْ تَفِیضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ یَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِینَ* وَ ما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ ما جاءَنا مِنَ الْحَقِّ وَ نَطْمَعُ أَنْ یُدْخِلَنا رَبُّنا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِینَ* فَأَثابَهُمُ اللَّهُ بِما قالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها وَ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِینَ»(82-85)
تفسیر: قوله تعالی وَ إِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ
قال الطبرسی رحمه اللّٰه اختلفوا فی نزولها فقیل نزلت فی النجاشی ملك الحبشة و اسمه أصحمة و هو بالعربیة عطیة و ذلك أنه لما مات نعاه جبرئیل لرسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فی الیوم الذی مات فیه فقال رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله اخرجوا فصلوا علی أخ لكم مات بغیر أرضكم قالوا و من هو قال النجاشی فخرج رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله إلی البقیع و كشف له من المدینة إلی أرض الحبشة فأبصر سریر النجاشی و صلی علیه.
فقال المنافقون انظروا إلی هذا یصلی علی علج نصرانی حبشی لم یره قط و لیس علی دینه فأنزل اللّٰه هذه الآیة- عن جابر بن عبد اللّٰه و ابن عباس و أنس و قتادة.
و قیل نزلت فی أربعین رجلا من أهل نجران من بنی الحارث بن كعب و اثنین و ثلاثین من أرض الحبشة و ثمانیة من الروم كانوا علی دین عیسی علیه السلام فآمنوا بالنبی صلی اللّٰه علیه و آله عن عطاء و قیل نزلت فی جماعة من الیهود كانوا أسلموا منهم عبد اللّٰه بن سلام و من معه عن ابن جریح و ابن زید و ابن إسحاق و قیل نزلت فی مؤمنی أهل الكتاب كلهم لأن الآیة قد نزلت علی سبب و تكون عامة فی كل ما یتناوله عن مجاهد. (1) و قال رحمه اللّٰه فی قوله وَ لَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً قال (2) المفسرون ائتمرت قریش أن یفتنوا المؤمنین عن دینهم فوثبت كل قبیلة علی من فیها من المسلمین یؤذونهم
ص: 411
و یعذبونهم فافتتن من افتتن و عصم اللّٰه منهم من شاء و منع اللّٰه رسوله بعمه أبی طالب فلما رأی رسول اللّٰه ما بأصحابه و لم یقدر علی منعهم و لم یؤمر بعد بالجهاد أمرهم بالخروج إلی أرض الحبشة و قال إن بها ملكا صالحا لا یظلم و لا یظلم عنده أحد فاخرجوا إلیه حتی یجعل اللّٰه عز و جل للمسلمین فرجا و أراد به النجاشی و اسمه أصحمة (1) و إنما النجاشی اسم الملك كقولهم كسری و قیصر فخرج إلیها سرا أحد عشر رجلا و أربع نسوة و هم عثمان بن عفان و امرأته رقیة بنت رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و الزبیر بن العوام و عبد اللّٰه بن مسعود و عبد الرحمن بن عوف و أبو حذیفة بن عتبة و امرأته سهلة بنت سهیل بن عمرو و مصعب بن عمیر و أبو سلمة بن عبد الأسد و امرأته أم سلمة بنت أبی أمیة و عثمان بن مظعون و عامر بن ربیعة و امرأته لیلی بنت أبی خیثمة و حاطب بن عمرو و سهیل بن بیضاء فخرجوا إلی البحر و أخذوا سفینة إلی أرض الحبشة بنصف دینار و ذلك فی رجب فی السنة الخامسة من مبعث رسول اللّٰه و هذه هی الهجرة الأولی ثم خرج جعفر بن أبی طالب رضی اللّٰه عنه و تتابع المسلمون إلیها و كان جمیع من هاجر من المسلمین إلی الحبشة اثنین و ثمانین رجلا سوی النساء و الصبیان فلما علمت قریش بذلك وجهوا عمرو بن العاص و صاحبه عمارة بن الولید بالهدایا إلی النجاشی و إلی بطارقته (2) لیردوهم إلیهم و كان عمارة بن الولید شابا حسن الوجه و أخرج عمرو بن العاص أهله معه فلما ركبوا السفینة شربوا الخمر فقال عمارة لعمرو بن العاص قل لأهلك تقبلنی فأبی فلما انتشی (3) عمرو دفعه عمارة فی الماء و نشب (4) عمرو فی صدر السفینة و أخرج من الماء و ألقی اللّٰه بینهما العداوة فی مسیرهما قبل أن یقدما إلی النجاشی ثم وردا علی النجاشی فقال عمرو بن العاص أیها الملك إن قوما خالفونا فی دیننا و سبوا آلهتنا و صاروا إلیك فردهم إلینا فبعث النجاشی إلی جعفر فجاء و قال أیها الملك سلهم أ نحن عبید لهم فقال لا بل أحرار فقال سلهم أ لهم علینا دیون یطالبوننا بها قال لا ما لنا
ص: 412
علیكم دیون قال فلكم فی أعناقنا دماء تطالبوننا بها قال عمرو لا قال فما تریدون منا آذیتمونا فخرجنا من دیاركم ثم قال أیها الملك بعث اللّٰه فینا نبیا أمرنا بخلع الأنداد و ترك الاستقسام بالأزلام و أمرنا بالصلاة و الزكاة و العدل و الإحسان و إیتاء ذی القربی و نهانا عن الفحشاء و المنكر و البغی فقال النجاشی بهذا بعث اللّٰه عیسی علیه السلام ثم قال النجاشی لجعفر هل تحفظ مما أنزل اللّٰه علی نبیك شیئا قال نعم فقرأ سورة مریم (1) فلما بلغ قوله وَ هُزِّی إِلَیْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَیْكِ رُطَباً جَنِیًّا (2) قال هذا و اللّٰه هو الحق فقال عمرو إنه مخالف لنا فرده إلینا فرفع النجاشی یده و ضرب وجه عمرو قال اسكت و اللّٰه إن ذكرته بسوء لأفعلن بك و قال أرجعوا إلی هذا هدیته و قال لجعفر و أصحابه امكثوا فإنكم سیوم و السیوم الآمنون و أمر لهم بما یصلحهم من الرزق فانصرف عمرو و أقام المسلمون هناك بخیر دار و أحسن جوار إلی أن هاجر رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و علا أمره و هادن قریشا و فتح خیبر
فوافی جعفر إلی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله بجمیع من كانوا معه فقال رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله لا أدری أنا بفتح خیبر أسر أم بقدوم جعفر و وافی جعفر و أصحاب رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فی سبعین رجلا منهم اثنان و ستون من الحبشة و ثمانیة من أهل الشام فیهم بحیرا الراهب فقرأ علیهم رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله سورة یس (3) إلی آخرها فبكوا حین سمعوا القرآن و آمنوا و قالوا ما أشبه هذا بما كان ینزل علی عیسی علیه السلام فأنزل اللّٰه فیهم هذه الآیات.
و قال مقاتل و الكلبی كانوا أربعین رجلا اثنان و ثلاثون من الحبشة (4) و ثمانیة رومیون من أهل الشام لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ وصف الیهود و المشركین بأنهم أشد الناس عداوة للمؤمنین لأن الیهود ظاهروا المشركین علی المؤمنین مع أن المؤمنین یؤمنون بنبوة موسی و التوراة التی أتی بها فكان ینبغی أن یكونوا إلی من وافقهم فی الإیمان بنبیهم و كتابهم أقرب و إنما
ص: 413
فعلوا ذلك حسدا للنبی صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ إلی قوله إِنَّا نَصاری یعنی النجاشی و أصحابه أو الذین جاءوا مع جعفر مسلمین قِسِّیسِینَ أی عبادا أو علماء وَ رُهْباناً أی أصحاب الصوامع وَ أَنَّهُمْ لا یَسْتَكْبِرُونَ عن اتباع الحق و الانقیاد له مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ أی لمعرفتهم أن المتلو علیهم كلام اللّٰه تعالی و أنه الحق مَعَ الشَّاهِدِینَ أی مع محمد و أمته الذین یشهدون بالحق و قیل مع الذین یشهدون بالإیمان وَ ما لَنا لا نُؤْمِنُ معناه لأی عذر لا نؤمن باللّٰه و هذا جواب لمن قال لهم من قومهم تعنیفا لهم لم آمنتم أو عن سؤال مقدر (1).
«1»-فس، تفسیر القمی لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِینَ آمَنُوا الْیَهُودَ وَ الَّذِینَ أَشْرَكُوا وَ لَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ قالُوا إِنَّا نَصاری فَإِنَّهُ كَانَ سَبَبُ نُزُولِهَا أَنَّهُ لَمَّا اشْتَدَّتْ قُرَیْشٌ فِی أَذَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَصْحَابِهِ الَّذِینَ آمَنُوا بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ أَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یَخْرُجُوا إِلَی الْحَبَشَةِ وَ أَمَرَ جَعْفَرَ بْنَ أَبِی طَالِبٍ أَنْ یَخْرُجَ مَعَهُمْ فَخَرَجَ جَعْفَرٌ وَ مَعَهُ سَبْعُونَ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِینَ حَتَّی رَكِبُوا الْبَحْرَ فَلَمَّا بَلَغَ قُرَیْشاً خُرُوجُهُمْ بَعَثُوا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَ عُمَارَةَ بْنَ الْوَلِیدِ إِلَی النَّجَاشِیِّ لِیَرُدَّهُمْ إِلَیْهِمْ وَ كَانَ عَمْرٌو وَ عُمَارَةُ مُتَعَادِیَیْنِ فَقَالَتْ قُرَیْشٌ كَیْفَ نَبْعَثُ رَجُلَیْنِ مُتَعَادِیَیْنِ فَبَرِئَتْ بَنُو مَخْزُومٍ مِنْ جِنَایَةِ عُمَارَةَ وَ بَرِئَتْ بَنُو سَهْمٍ مِنْ جِنَایَةِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَخَرَجَ عُمَارَةُ وَ كَانَ حَسَنَ الْوَجْهِ شَابّاً مُتْرَفاً فَأَخْرَجَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ أَهْلَهُ مَعَهُ فَلَمَّا رَكِبُوا السَّفِینَةَ شَرِبُوا الْخَمْرَ فَقَالَ عُمَارَةُ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قُلْ لِأَهْلِكَ تُقَبِّلُنِی فَقَالَ عَمْرٌو أَ یَجُوزُ (2) سُبْحَانَ اللَّهِ فَسَكَتَ عُمَارَةُ فَلَمَّا انْتَشَی عَمْرٌو وَ كَانَ عَلَی صَدْرِ السَّفِینَةِ فَدَفَعَهُ عُمَارَةُ وَ أَلْقَاهُ فِی الْبَحْرِ فَتَشَبَّثَ عَمْرٌو بِصَدْرِ السَّفِینَةِ وَ أَدْرَكُوهُ وَ أَخْرَجُوهُ فَوَرَدُوا عَلَی النَّجَاشِیِّ وَ قَدْ كَانُوا حَمَلُوا إِلَیْهِ هَدَایَا فَقَبِلَهَا مِنْهُمْ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ أَیُّهَا الْمَلِكُ إِنَّ قَوْماً مِنَّا خَالَفُونَا فِی دِینِنَا وَ سَبُّوا آلِهَتَنَا وَ صَارُوا إِلَیْكَ فَرُدَّهُمْ إِلَیْنَا فَبَعَثَ النَّجَاشِیُّ إِلَی جَعْفَرٍ فَجَاءَ فَقَالَ یَا جَعْفَرُ مَا یَقُولُ هَؤُلَاءِ فَقَالَ جَعْفَرٌ أَیُّهَا الْمَلِكُ وَ مَا یَقُولُونَ قَالَ یَسْأَلُونَ أَنْ أَرُدَّكُمْ إِلَیْهِمْ قَالَ أَیُّهَا الْمَلِكُ سَلْهُمْ أَ عَبِیدٌ نَحْنُ لَهُمْ قَالَ عَمْرٌو لَا بَلْ أَحْرَارٌ
ص: 414
كِرَامٌ قَالَ فَاسْأَلْهُمْ أَ لَهُمْ عَلَیْنَا دُیُونٌ یُطَالِبُونَنَا بِهَا فَقَالَ لَا مَا لَنَا عَلَیْكُمْ دُیُونٌ قَالَ فَلَكُمْ فِی أَعْنَاقِنَا دِمَاءٌ تُطَالِبُونَنَا بِذُحُولٍ فَقَالَ عَمْرٌو لَا قَالَ فَمَا تُرِیدُونَ مِنَّا آذَیْتُمُونَا فَخَرَجْنَا مِنْ بِلَادِكُمْ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ أَیُّهَا الْمَلِكُ خَالَفُونَا فِی دِینِنَا وَ سَبُّوا آلِهَتَنَا وَ أَفْسَدُوا شُبَّانَنَا وَ فَرَّقُوا جَمَاعَتَنَا فَرُدَّهُمْ إِلَیْنَا لِنَجْمَعَ أَمْرَنَا فَقَالَ جَعْفَرٌ نَعَمْ أَیُّهَا الْمَلِكُ خَالَفْنَاهُمْ بَعَثَ اللَّهُ فِینَا نَبِیّاً أَمَرَنَا بِخَلْعِ الْأَنْدَادِ وَ تَرْكِ الِاسْتِقْسَامِ بِالْأَزْلَامِ وَ أَمَرَنَا بِالصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ حَرَّمَ الظُّلْمَ وَ الْجَوْرَ وَ سَفْكَ الدِّمَاءِ بِغَیْرِ حَقِّهَا وَ الزِّنَا وَ الرِّبَا وَ الْمَیْتَةَ وَ الدَّمَ وَ أَمَرَنَا بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِیتاءِ ذِی الْقُرْبی وَ نَهَانَا عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْیِ فَقَالَ النَّجَاشِیُّ بِهَذَا بَعَثَ اللَّهُ عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ علیه السلام ثُمَّ قَالَ النَّجَاشِیُّ یَا جَعْفَرُ هَلْ تَحْفَظُ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَی نَبِیِّكَ شَیْئاً قَالَ نَعَمْ فَقَرَأَ عَلَیْهِ سُورَةَ مَرْیَمَ (1) فَلَمَّا بَلَغَ إِلَی قَوْلِهِ وَ هُزِّی إِلَیْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَیْكِ رُطَباً جَنِیًّا فَكُلِی وَ اشْرَبِی وَ قَرِّی عَیْناً (2) فَلَمَّا سَمِعَ النَّجَاشِیُّ بِهَذَا بَكَی بُكَاءً شَدِیداً وَ قَالَ هَذَا وَ اللَّهِ هُوَ الْحَقُّ وَ قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ أَیُّهَا الْمَلِكُ إِنَّ هَذَا مُخَالِفٌ لَنَا فَرُدَّهُ إِلَیْنَا فَرَفَعَ النَّجَاشِیُّ یَدَهُ فَضَرَبَ بِهَا وَجْهَ عَمْرٍو ثُمَّ قَالَ اسْكُتْ وَ اللَّهِ لَئِنْ ذَكَرْتَهُ بِسُوءٍ لَأَفْقِدَنَّكَ نَفْسَكَ فَقَامَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ مِنْ عِنْدِهِ وَ الدِّمَاءُ تَسِیلُ عَلَی وَجْهِهِ وَ هُوَ یَقُولُ إِنْ كَانَ هَذَا كَمَا تَقُولُ أَیُّهَا الْمَلِكُ فَإِنَّا لَا نَتَعَرَّضُ لَهُ وَ كَانَتْ عَلَی رَأْسِ النَّجَاشِیِّ وَصِیفَةٌ لَهُ تَذُبُّ عَنْهُ فَنَظَرَتْ إِلَی عُمَارَةَ بْنِ الْوَلِیدِ وَ كَانَ فَتًی جَمِیلًا فَأَحَبَّتْهُ فَلَمَّا رَجَعَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِلَی مَنْزِلِهِ قَالَ لِعُمَارَةَ لَوْ رَاسَلْتَ (3) جَارِیَةَ الْمَلِكِ فَرَاسَلَهَا فَأَجَابَتْهُ فَقَالَ عَمْرٌو قُلْ لَهَا تَبْعَثُ إِلَیْكَ مِنْ طِیبِ الْمَلِكِ شَیْئاً فَقَالَ لَهَا فَبَعَثَتْ إِلَیْهِ فَأَخَذَ عَمْرٌو مِنْ ذَلِكَ الطِّیبِ وَ كَانَ الَّذِی فَعَلَ بِهِ عُمَارَةُ فِی قَلْبِهِ حِینَ أَلْقَاهُ فِی الْبَحْرِ فَأَدْخَلَ الطِّیبَ عَلَی النَّجَاشِیِّ فَقَالَ أَیُّهَا الْمَلِكُ إِنَّ حُرْمَةَ الْمَلِكِ عِنْدَنَا وَ طَاعَتَهُ عَلَیْنَا عَظِیمٌ وَ یَلْزَمُنَا إِذَا دَخَلْنَا بِلَادَهُ وَ نَأْمَنُ فِیهِ أَنْ لَا نَغُشَّهُ وَ لَا نُرِیبَهُ وَ إِنَّ صَاحِبِی هَذَا الَّذِی مَعِی قَدْ رَاسَلَ إِلَی حُرْمَتِكَ وَ خَدَعَهَا وَ بَعَثَتْ إِلَیْهِ مِنْ طِیبِكَ ثُمَ
ص: 415
وَضَعَ الطِّیبَ بَیْنَ یَدَیْهِ فَغَضِبَ النَّجَاشِیُّ وَ هَمَّ بِقَتْلِ عُمَارَةَ ثُمَّ قَالَ لَا یَجُوزُ قَتْلُهُ فَإِنَّهُمْ دَخَلُوا بِلَادِی بِأَمَانٍ فَدَعَا النَّجَاشِیُّ السَّحَرَةَ فَقَالَ لَهُمُ اعْمَلُوا بِهِ شَیْئاً أَشَدَّ عَلَیْهِ مِنَ الْقَتْلِ فَأَخَذُوهُ وَ نَفَخُوا فِی إِحْلِیلِهِ الزِّئْبَقَ فَصَارَ مَعَ الْوَحْشِ یَغْدُو وَ یَرُوحُ وَ كَانَ لَا یَأْنَسُ بِالنَّاسِ فَبَعَثَتْ قُرَیْشٌ بَعْدَ ذَلِكَ فَكَمَنُوا لَهُ فِی مَوْضِعٍ حَتَّی وَرَدَ الْمَاءَ مَعَ الْوَحْشِ فَأَخَذُوهُ فَمَا زَالَ یَضْطَرِبُ فِی أَیْدِیهِمْ وَ یَصِیحُ حَتَّی مَاتَ وَ رَجَعَ عَمْرٌو إِلَی قُرَیْشٍ فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ جَعْفَراً فِی أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِی أَكْرَمِ كَرَامَةٍ فَلَمْ یَزَلْ بِهَا حَتَّی هَادَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُرَیْشاً وَ صَالَحَهُمْ وَ فَتَحَ خَیْبَرَ أَتَی بِجَمِیعِ مَنْ مَعَهُ (1) وَ وُلِدَ لِجَعْفَرٍ بِالْحَبَشَةِ مِنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَیْسٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ وَ وُلِدَ لِلنَّجَاشِیِّ ابْناً فَسَمَّاهُ النَّجَاشِیُّ مُحَمَّداً وَ كَانَتْ أُمُّ حَبِیبٍ بِنْتُ أَبِی سُفْیَانَ تَحْتَ عَبْدِ اللَّهِ فَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی النَّجَاشِیِّ یَخْطُبُ أُمَّ حَبِیبٍ فَبَعَثَ إِلَیْهَا النَّجَاشِیُّ فَخَطَبَهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَجَابَتْهُ فَزَوَّجَهَا مِنْهُ وَ أَصْدَقَهَا أَرْبَعَمِائَةِ دِینَارٍ وَ سَاقَهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بَعَثَ إِلَیْهَا بِثِیَابٍ وَ طِیبٍ كَثِیرٍ وَ جَهَّزَهَا وَ بَعَثَهَا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بَعَثَ إِلَیْهِ بِمَارِیَةَ الْقِبْطِیَّةِ أُمِّ إِبْرَاهِیمَ وَ بَعَثَ إِلَیْهِ بِثِیَابٍ وَ طِیبٍ وَ فَرَسٍ وَ بَعَثَ ثَلَاثِینَ رَجُلًا مِنَ الْقِسِّیسِینَ فَقَالَ لَهُمُ انْظُرُوا إِلَی كَلَامِهِ وَ إِلَی مَقْعَدِهِ (2) وَ مَشْرَبِهِ وَ مُصَلَّاهُ فَلَمَّا وَافَوُا الْمَدِینَةَ دَعَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی الْإِسْلَامِ وَ قَرَأَ عَلَیْهِمُ الْقُرْآنَ إِذْ قالَ اللَّهُ یا عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِی عَلَیْكَ وَ عَلی والِدَتِكَ إِلَی قَوْلِهِ فَقالَ الَّذِینَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِینٌ (3) فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ بَكَوْا وَ آمَنُوا وَ رَجَعُوا إِلَی النَّجَاشِیِّ وَ أَخْبَرُوهُ خَبَرَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَرَءُوا عَلَیْهِ مَا قَرَأَ عَلَیْهِمْ فَبَكَی النَّجَاشِیُّ وَ بَكَی الْقِسِّیسُونَ وَ أَسْلَمَ النَّجَاشِیُّ وَ لَمْ یُظْهِرْ لِلْحَبَشَةِ إِسْلَامَهُ وَ خَافَهُمْ عَلَی نَفْسِهِ وَ خَرَجَ مِنْ بِلَادِ الْحَبَشَةِ یُرِیدُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا عَبَرَ الْبَحْرَ تُوُفِّیَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَی رَسُولِهِ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِینَ آمَنُوا الْیَهُودَ إِلَی قَوْلِهِ وَ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِینَ.
ص: 416
عم، إعلام الوری لَمَّا اشْتَدَّ قُرَیْشٌ فِی أَذَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی قَوْلِهِ فَسَمَّاهُ مُحَمَّداً وَ سَقَتْهُ أَسْمَاءُ مِنْ لَبَنِهَا (1).
بیان: المترف الذی أترفته النعمة و سعة العیش أی أطغته و أبطرته و الانتشاء أول السكر و الذحل الوتر و طلب المكافاة بجنایة (2) جنیت علیه من قتل أو جرح و المهادنة المصالحة و عبد اللّٰه زوج أم حبیب هو عبد اللّٰه بن جحش الأسدی كان قد هاجر إلی الحبشة مع زوجته فتنصر هناك و مات.
«2»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أُسَامَةَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام أَنَّهُ قَالَ: أَرْسَلَ النَّجَاشِیُّ مَلِكُ الْحَبَشَةِ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ أَصْحَابِهِ فَدَخَلُوا عَلَیْهِ وَ هُوَ فِی بَیْتٍ لَهُ جَالِسٌ عَلَی التُّرَابِ وَ عَلَیْهِ خُلْقَانُ الثِّیَابِ قَالَ فَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَأَشْفَقْنَا مِنْهُ حِینَ رَأَیْنَاهُ عَلَی تِلْكَ الْحَالِ فَلَمَّا رَأَی مَا بِنَا وَ تَغَیُّرَ وُجُوهِنَا قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی نَصَرَ مُحَمَّداً وَ أَقَرَّ عَیْنِی بِهِ أَ لَا أُبَشِّرُكُمْ فَقُلْتُ بَلَی أَیُّهَا الْمَلِكُ فَقَالَ إِنَّهُ جَاءَنِی السَّاعَةَ مِنْ نَحْوِ أَرْضِكُمْ عَیْنٌ مِنْ عُیُونِی هُنَاكَ وَ أَخْبَرَنِی أَنَّ اللَّهَ قَدْ نَصَرَ نَبِیَّهُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَهْلَكَ عَدُوَّهُ وَ أُسِرَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ قُتِلَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ (3) الْتَقَوْا بِوَادٍ یُقَالُ لَهُ بَدْرٌ كَأَنِّی (4) أَنْظُرُ إِلَیْهِ حَیْثُ كُنْتُ أَرْعَی لِسَیِّدِی (5) هُنَاكَ وَ هُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِی ضَمْرَةَ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ أَیُّهَا الْمَلِكُ الصَّالِحُ مَا لِی أَرَاكَ جَالِساً عَلَی التُّرَابِ وَ عَلَیْكَ هَذِهِ الْخُلْقَانُ (6) فَقَالَ یَا جَعْفَرُ إِنَّا نَجِدُ فِیمَا أُنْزِلَ (7) عَلَی عِیسَی صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ أَنَّ مِنْ حَقِّ اللَّهِ عَلَی عِبَادِهِ أَنْ یُحْدِثُوا لِلَّهِ تَوَاضُعاً عِنْدَ مَا یُحْدِثُ لَهُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَلَمَّا أَحْدَثَ اللَّهُ تَعَالَی لِی نِعْمَةً بِنَبِیِّهِ
ص: 417
مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَحْدَثْتُ لِلَّهِ هَذَا التَّوَاضُعَ قَالَ فَلَمَّا بَلَغَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله ذَلِكَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ إِنَّ الصَّدَقَةَ تَزِیدُ صَاحِبَهَا كَثْرَةً فَتَصَدَّقُوا یَرْحَمْكُمُ اللَّهُ وَ إِنَّ التَّوَاضُعَ یَزِیدُ صَاحِبَهُ رِفْعَةً فَتَوَاضَعُوا یَرْفَعْكُمُ اللَّهُ وَ إِنَّ الْعَفْوَ یَزِیدُ صَاحِبَهُ عِزّاً فَاعْفُوا یُعِزَّكُمُ اللَّهُ (1).
كا، الكافی علی عن أبیه عن هارون مثله (2).
«3»-ل، الخصال ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام الْمُفَسِّرُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أَتَاهُ جَبْرَئِیلُ بِنَعْیِ (3) النَّجَاشِیِّ بَكَی بُكَاءَ حَزِینٍ عَلَیْهِ وَ قَالَ إِنَّ أَخَاكُمْ أَصْحَمَةَ وَ هُوَ اسْمُ النَّجَاشِیِّ مَاتَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَی الْجَبَّانَةِ (4) وَ كَبَّرَ سَبْعاً فَخَفَضَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ مُرْتَفِعٍ حَتَّی رَأَی جِنَازَتَهُ وَ هُوَ بِالْحَبَشَةِ (5).
«4»-عم، إعلام الوری ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام قَالَ أَبُو طَالِبٍ یَحُضُّ النَّجَاشِیَّ عَلَی نُصْرَةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَتْبَاعِهِ وَ أَشْیَاعِهِ:
تَعَلَّمْ مَلِیكَ الْحَبَشِ أَنَّ مُحَمَّداً*** نَبِیٌّ كَمُوسَی وَ الْمَسِیحِ ابْنِ مَرْیَمَ
أَتَی بِالْهُدَی مِثْلَ الَّذِی أَتَیَا بِهِ*** وَ كُلٌّ بِحَمْدِ اللَّهِ یَهْدِی وَ یَعْصِمُ (6)
وَ أَنَّكُمْ تَتْلُونَهُ فِی كِتَابِكُمْ***بِصِدْقِ حَدِیثٍ لَا حَدِیثِ الْمُرَجَّمِ (7)
وَ لَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ نِدّاً وَ أَسْلِمُوا*** فَإِنَّ طَرِیقَ الْحَقِّ لَیْسَ بِمُظْلَمٍ (8)
«5»-عم، إعلام الوری ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام فِیمَا رَوَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَعَثَ عَمْرَو بْنَ أُمَیَّةَ الضَّمْرِیَّ إِلَی النَّجَاشِیِّ فِی شَأْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ أَصْحَابِهِ وَ كَتَبَ مَعَهُ كِتَاباً بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَی النَّجَاشِیِّ الْأَصْحَمِ صَاحِبِ
ص: 418
الْحَبَشَةِ (1) سَلَامٌ عَلَیْكَ إِنِّی أَحْمَدُ إِلَیْكَ اللَّهَ (2) الْمَلِكَ الْقُدُّوسَ الْمُؤْمِنَ الْمُهَیْمِنَ وَ أَشْهَدُ أَنَّ عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ رُوحُ اللَّهِ وَ كَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلی مَرْیَمَ الْبَتُولِ الطَّیِّبَةِ الْحَصِینَةِ فَحَمَلَتْ بِعِیسَی فَخَلَقَهُ مِنْ رُوحِهِ وَ نَفَخَهُ كَمَا خَلَقَ آدَمَ بِیَدِهِ وَ نَفَخَهُ فِیهِ وَ إِنِّی أَدْعُوكَ إِلَی اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ الْمُوَالاةِ عَلَی طَاعَتِهِ وَ أَنْ تَتَّبِعَنِی وَ تُؤْمِنَ بِی وَ بِالَّذِی جَاءَنِی فَإِنِّی رَسُولُ اللَّهِ قَدْ بَعَثْتُ إِلَیْكُمُ ابْنَ عَمِّی جَعْفَرَ بْنَ أَبِی طَالِبٍ مَعَهُ نَفَرٌ مِنَ الْمُسْلِمِینَ فَإِذَا جَاءُوكَ فَاقْرِهِمْ (3) وَ دَعِ التَّجَبُّرَ فَإِنِّی أَدْعُوكَ وَ جِیرَتَكَ (4) إِلَی اللَّهِ تَعَالَی وَ قَدْ بَلَّغْتُ وَ نَصَحْتُ فَاقْبَلُوا نَصِیحَتِی وَ السَّلَامُ عَلَی مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَی فَكَتَبَ إِلَیْهِ النَّجَاشِیُّ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ إِلَی مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ مِنَ النَّجَاشِیِّ الْأَصْحَمِ بْنِ أبحر (أَبْجَرَ) سَلَامٌ عَلَیْكَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ مِنَ اللَّهِ (5) وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الَّذِی هَدَانِی إِلَی الْإِسْلَامِ وَ قَدْ بَلَغَنِی كِتَابُكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فِیمَا ذَكَرْتَ مِنْ أَمْرِ عِیسَی فَوَ رَبِّ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّ عِیسَی مَا یَزِیدُ عَلَی مَا ذَكَرْتَ وَ قَدْ عَرَفْنَا مَا بَعَثْتَ بِهِ إِلَیْنَا وَ قَدْ قَرَیْنَا ابْنَ عَمِّكَ وَ أَصْحَابَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ صَادِقاً مُصَدَّقاً (6) وَ قَدْ بَایَعْتُكَ وَ بَایَعْتُ ابْنَ عَمِّكَ وَ أَسْلَمْتُ عَلَی یَدَیْهِ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ قَدْ بَعَثْتُ إِلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَرِیحَا بْنَ الْأَصْحَمِ بْنِ أبحر (أَبْجَرَ) فَإِنِّی لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِی إِنْ شِئْتَ أَنْ آتِیَكَ فَعَلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی أَشْهَدُ أَنَّ مَا تَقُولُ حَقٌّ ثُمَّ بَعَثَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ هَدَایَا (7) وَ بَعَثَ إِلَیْهِ بِمَارِیَةَ الْقِبْطِیَّةِ أُمِّ إِبْرَاهِیمَ وَ بَعَثَ إِلَیْهِ بِثِیَابٍ وَ طِیبٍ كَثِیرٍ وَ فَرَسٍ وَ بَعَثَ إِلَیْهِ بِثَلَاثِینَ رَجُلًا مِنَ الْقِسِّیسِینَ لِیَنْظُرُوا إِلَی كَلَامِهِ
ص: 419
وَ مَقْعَدِهِ وَ مَشْرَبِهِ فَوَافَوُا الْمَدِینَةَ وَ دَعَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی الْإِسْلَامِ فَآمَنُوا وَ رَجَعُوا إِلَی النَّجَاشِیِّ (1).
«6»-عم، إعلام الوری وَ فِی حَدِیثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صَلَّی عَلَی النَّجَاشِیِّ (2).
«7»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ یَوْماً تُوُفِّیَ أَصْحَمَةُ رَجُلٌ صَالِحٌ مِنَ الْحَبَشَةِ فَقُومُوا وَ صَلُّوا عَلَیْهِ فَكَانَ كَذَلِكَ.
«8»-یج، الخرائج و الجرائح وَ رُوِیَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی أَرْضِ النَّجَاشِیِّ وَ نَحْنُ ثَمَانُونَ رَجُلًا وَ مَعَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ بَعَثَ قُرَیْشٌ خَلْفَنَا عُمَارَةَ بْنَ الْوَلِیدِ وَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ مَعَ هَدَایَا فَأَتَوْهُ بِهَا فَقَبِلَهَا وَ سَجَدُوا لَهُ وَ قَالُوا إِنَّ قَوْماً مِنَّا رَغِبُوا عَنْ دِینِنَا وَ هُمْ فِی أَرْضِكَ فَابْعَثْ إِلَیْنَا فَقَالَ لَنَا جَعْفَرٌ لَا یَتَكَلَّمُ أَحَدٌ مِنْكُمْ أَنَا خَطِیبُكُمُ الْیَوْمَ فَانْتَهَیْنَا إِلَی النَّجَاشِیِّ فَقَالَ عَمْرٌو وَ عُمَارَةُ إِنَّهُمْ لَا یَسْجُدُونَ لَكَ فَلَمَّا انْتَهَیْنَا إِلَیْهِ زَبَرَنَا (3) الرُّهْبَانُ أَنِ اسْجُدُوا لِلْمَلِكِ فَقَالَ لَهُمْ جَعْفَرٌ لَا نَسْجُدُ إِلَّا لِلَّهِ فَقَالَ النَّجَاشِیُّ وَ مَا ذَلِكَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ فِینَا رَسُولَهُ وَ هُوَ الَّذِی بَشَّرَ بِهِ عِیسَی اسْمُهُ أَحْمَدُ فَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَ لَا نُشْرِكَ بِهِ شَیْئاً وَ أَنْ نُقِیمَ الصَّلَاةَ وَ أَنْ نُؤْتِیَ الزَّكَاةَ وَ أَمَرَنَا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَانَا عَنِ الْمُنْكَرِ فَأَعْجَبَ النَّجَاشِیَّ قَوْلُهُ فَلَمَّا رَأَی ذَلِكَ عَمْرٌو قَالَ أَصْلَحَ اللَّهُ الْمَلِكَ إِنَّهُمْ یُخَالِفُونَك فِی ابْنِ مَرْیَمَ فَقَالَ النَّجَاشِیُّ مَا یَقُولُ صَاحِبُكَ فِی ابْنِ مَرْیَمَ قَالَ یَقُولُ فِیهِ قَوْلَ اللَّهِ هُوَ رُوحُ اللَّهِ وَ كَلِمَتُهُ أَخْرَجَهُ مِنَ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ الَّتِی لَمْ یَقْرَبْهَا بَشَرٌ فَتَنَاوَلَ النَّجَاشِیُّ عُوداً مِنَ الْأَرْضِ فَقَالَ یَا مَعْشَرَ الْقِسِّیسِینَ وَ الرُّهْبَانِ مَا یَزِیدُ هَؤُلَاءِ عَلَی مَا تَقُولُونَ فِی ابْنِ مَرْیَمَ مَا یَزِنُ (4) هَذَا ثُمَّ قَالَ النَّجَاشِیُّ لِجَعْفَرٍ أَ تَقْرَأُ شَیْئاً مِمَّا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ لَهُ اقْرَأْ وَ أَمَرَ الرُّهْبَانَ أَنْ یَنْظُرُوا فِی كُتُبِهِمْ فَقَرَأَ جَعْفَرٌ كهیعص (5) إِلَی آخِرِ قِصَّةِ عِیسَی علیه السلام (6) فَكَانُوا
ص: 420
یَبْكُونَ ثُمَّ قَالَ النَّجَاشِیُّ مَرْحَباً بِكُمْ وَ بِمَنْ جِئْتُمْ مِنْ عِنْدِهِ فَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّهُ الَّذِی بَشَّرَ بِهِ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ وَ لَوْ لَا مَا أَنَا فِیهِ مِنَ الْمُلْكِ لَأَتَیْتُهُ حَتَّی أَحْمِلَ نَعْلَیْهِ اذْهَبُوا أَنْتُمْ سُیُومٌ أَیْ آمِنُونَ وَ أَمَرَ لَنَا بِطَعَامٍ وَ كِسْوَةٍ وَ قَالَ رُدُّوا عَلَی هَذَیْنِ هَدِیَّتَهُمَا وَ كَانَ عَمْرٌو قَصِیراً وَ عُمَارَةُ جَمِیلًا وَ شَرِبَا فِی الْبَحْرِ (1) فَقَالَ عُمَارَةُ لِعَمْرٍو قُلْ لِامْرَأَتِكَ تُقَبِّلُنِی وَ كَانَتْ مَعَهُ فَلَمْ یَفْعَلْ عَمْرٌو فَرَمَی بِهِ عُمَارَةُ فِی الْبَحْرِ فَنَاشَدَهُ حَتَّی خَلَّاهُ فَحَقَدَ عَلَیْهِ عَمْرٌو فَقَالَ لِلنَّجَاشِیِّ إِذَا خَرَجْتَ خَلَفَ عُمَارَةُ فِی أَهْلِكَ فَنَفَخَ فِی إِحْلِیلِهِ فَطَارَ (2) مَعَ الْوَحْشِ (3).
«9»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِجَعْفَرٍ یَا جَعْفَرُ أَ لَا أَمْنَحُكَ أَ لَا أُعْطِیكَ أَ لَا أَحْبُوكَ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَظَنَّ النَّاسُ أَنَّهُ یُعْطِیهِ ذَهَباً أَوْ فِضَّةً فَتَشَرَّفَ (4) النَّاسُ لِذَلِكَ فَقَالَ لَهُ إِنِّی أُعْطِیكَ شَیْئاً إِنْ أَنْتَ صَنَعْتَهُ فِی كُلِّ یَوْمٍ كَانَ خَیْراً لَكَ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا وَ إِنْ صَنَعْتَهُ بَیْنَ یَوْمَیْنِ غُفِرَ لَكَ مَا بَیْنَهُمَا (5) أَوْ كُلَّ جُمْعَةٍ أَوْ كُلَّ شَهْرٍ أَوْ كُلَّ سَنَةٍ غُفِرَ لَكَ مَا بَیْنَهُمَا فَعَلَّمَهُ صَلَاةَ جَعْفَرٍ.
عَلَی مَا سَیَأْتِی فِی أَخْبَارٍ كَثِیرَةٍ فِی كِتَابِ الصَّلَاةِ.
«10»-ین، (6) كتاب حسین بن سعید و النوادر مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ بِسْطَامَ الزَّیَّاتِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا قَدِمَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِی طَالِبٍ مِنَ الْحَبَشَةِ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُحَدِّثُكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ دَخَلْتُ عَلَی النَّجَاشِیِّ یَوْماً مِنَ الْأَیَّامِ وَ هُوَ فِی غَیْرِ مَجْلِسِ الْمُلْكِ وَ فِی غَیْرِ رِیَاشِهِ (7) وَ فِی غَیْرِ
ص: 421
زِیِّهِ قَالَ فَحَیَّیْتُهُ بِتَحِیَّةِ الْمَلِكِ وَ قُلْتُ لَهُ یَا أَیُّهَا الْمَلِكُ مَا لِی أَرَاكَ فِی غَیْرِ مَجْلِسِ الْمَلِكِ وَ فِی غَیْرِ رِیَاشِهِ وَ فِی غَیْرِ زِیِّهِ فَقَالَ إِنَّا نَجِدُ فِی الْإِنْجِیلِ مَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِ بِنِعْمَةٍ فَلْیَشْكُرِ اللَّهَ وَ نَجِدُ فِی الْإِنْجِیلِ أَنْ لَیْسَ مِنَ الشُّكْرِ لِلَّهِ شَیْ ءٌ یَعْدِلُهُ مِثْلُ التَّوَاضُعِ وَ أَنَّهُ وَرَدَ عَلَیَّ فِی لَیْلَتِی هَذِهِ أَنَّ ابْنَ عَمِّكَ محمد (مُحَمَّداً) قَدْ أَظْفَرَهُ اللَّهُ بِمُشْرِكِی أَهْلِ بَدْرٍ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَشْكُرَ اللَّهَ بِمَا تَرَی.
«11»-أَقُولُ قَالَ فِی الْمُنْتَقَی، مِنْ جُمْلَةِ مَا كَانَ فِی السَّنَةِ الْخَامِسَةِ الْهِجْرَةُ إِلَی أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا ظَهَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِالنُّبُوَّةِ لَمْ یُنْكِرْ عَلَیْهِ قُرَیْشٌ فَلَمَّا سَبَّ آلِهَتَهُمْ أَنْكَرُوا وَ بَالَغُوا فِی أَذَی الْمُسْلِمِینَ فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِالْخُرُوجِ إِلَی الْحَبَشَةِ فَخَرَجَ قَوْمٌ وَ سَتَرَ الْبَاقُونَ إِسْلَامَهُمْ فَخَرَجَ فِی الْهِجْرَةِ الْأُولَی أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا وَ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ مُتَسَلِّلِینَ (1) سِرّاً فَصَادَفَ وُصُولُهُمْ إِلَی الْبَحْرِ سَفِینَتَیْنِ لِلتُّجَارِ فَحَمَلُوهُمْ فِیهَا (2) إِلَی أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَ كَانَ مَخْرَجُهُمْ فِی رَجَبٍ فِی الْخَامِسَةِ وَ خَرَجَتْ قُرَیْشٌ فِی آثَارِهِمْ فَفَاتُوهُمْ فَأَقَامُوا عِنْدَ النَّجَاشِیِّ آمِنِینَ فَأَقَامُوا شَعْبَانَ وَ رَمَضَانَ وَ قَدِمُوا فِی شَوَّالٍ فَلَمْ یَدْخُلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ مَكَّةَ إِلَّا بِجَوَازٍ إِلَّا ابْنُ مَسْعُودٍ فَإِنَّهُ مَكَثَ قَلِیلًا ثُمَّ رَجَعَ إِلَی أَرْضِ الْحَبَشَةِ فَسَطَتْ (3) بِهِمْ عَشَائِرُهُمْ وَ آذُوهُمْ فَأَذِنَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْخُرُوجِ مَرَّةً أُخْرَی إِلَی أَرْضِ الْحَبَشَةِ فَخَرَجَ خَلْقٌ كَثِیرٌ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ جَمِیعُ مَنْ لَحِقَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ مِنَ الْمُسْلِمِینَ سِوَی أَبْنَائِهِمُ الَّذِینَ خَرَجُوا بِهِمْ صِغَاراً أَوْ وُلِدُوا بِهَا نَیِّفٌ وَ ثَمَانُونَ رَجُلًا وَ مِنَ النِّسَاءِ إِحْدَی عَشْرَةَ فَلَمَّا سَمِعُوا بِمُهَاجَرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی الْمَدِینَةِ رَجَعَ مِنْهُمْ ثَلَاثَةٌ وَ ثَلَاثُونَ رَجُلًا وَ ثَمَانُ نِسْوَةٍ فَمَاتَ مِنْهُمْ رَجُلَانِ بِمَكَّةَ وَ حُبِسَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ وَ شَهِدَ بَدْراً مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ وَ عِشْرُونَ (4).
ص: 422
بسمه تعالی و تقدّس
نحمد اللّٰه و نشكره علی توفیقه لتصحیح الكتاب و تخریجه و تنمیقه، و إخراجه بهذه الصورة البهیّة الموشّحة.
اعتمدنا فی مقابلة قطعة منه و تصحیحها علی نسخة المصنّف- قدسّ سرّه- الثمینة الفریدة التی أوعزت إلی مزایاها فی المجلّدات السابقة تفضّل بإرسالها العالم العامل حجّة الإسلام الحاجّ السیّد مهدیّ الصدر العاملیّ الأصبهانیّ صاحب الوعظ و إمام الجماعة فی عاصمة طهران و هی ممّا ورثه من أبیه الفقید السعید الخطیب المشهور الحاجّ السیّد صدر الدین العاملیّ رحمة اللّٰه علیه. و قطعة أخری منه إلی آخر باب المعراج علی نسخة مخطوطة كانت علیها البلاغات و كان فی آخرها: بلغ قبالًا فی مجالس عدیدة آخرها یوم الأربعاء السادس و العشرون من شوّال المكرّم من شهور سنة ستّ و عشرین و مأتین و ألف من الهجرة النبویّة المصطفویّة و أنا الفقیر الحقیر ابن أبی تراب محمّد محسن الشهیر بآقا بابا عفی اللّٰه عن جرائمهما بمحمّد و آله صّلی الّله علی محمّد و آله و الحمد للّٰه أوّلًا و آخراً.
و من باب الهجرة إلی الحبشة إلی آخر الكتاب علی نسخة مخطوطة كتبه نعمة اللّٰه بن محمّد مهدیّ الإصطهباناتیّ یوم الثامن من شهر رجب سنة 1278 و هاتان النسختان تفضّل بهما الفاضل البارع الأستاد المعظّم السیّد جلال الدین الأرمویّ الشهیر بالمحدّث أدام اللّٰه توفیقاته و راجعنا أیضا الطبعة المعروفة بطبعة أمین الضرب و الطبعة الحروفیّة و اعتمدنا فی تخریجه علی كتب تقدّم ذكر بعضها فی صدر المجلّدات السابقة و سیأتی الإیعاز إلی سائرها فی المجلّدات الآتیة.
نسأل اللّٰه تعالی لنا و لإخواننا الذین وازرونا فی مشروعنا هذا المقدّس التوفیق و التسدید، إنّه خیر موفّق و معین، و الحمد له أوّلًا و آخراً.
قم المشرّفة مهبط علوم أهل البیت: خادم العلم و الشریعة عبد الرحیم الربّانیّ الشیرازیّ عفی عنه و عن والدیه من لجنة التحقیق و التصحیح لدار الكتب السلامیة
ص: 423
تصویر
صورة فتوغرافیّة من نسخة المؤلّف (قده) و هی الصحیفة التی یبتدء بها هذا الجزء
ص: 424
الموضوع/ الصفحه
تتمة أبواب معجزاته صلی اللّٰه علیه و آله 1
الباب 6 معجزاته فی استجابة دعائه فی إحیاء الموتی و التكلّم معهم و شفاء المرضی و غیرها زائداً عمّا تقدّم فی باب الجوامع 1- 23
الباب 7 و هو من الباب الأوّل و فیه ما ظهر من إعجازه صّلی الّله علیه و آله فی بركة أعضائه الشریفة و تكثیر الطعام و الشراب 23- 45
الباب 8 معجزاته صّلی الّله علیه و آله فی كفایة شرّ الأعداء 45- 75
الباب 9 معجزاته صّلی الّله علیه و آله فی استیلائه علی الجنّ و الشیاطین و إیمان بعض الجنّ 76- 91
الباب 10 و هو الباب من الأوّل فی الهواتف من الجنّ و غیرهم بنبوّته صّلی الّله علیه و آله 91- 105
الباب 11 معجزاته فی إخباره صّلی الّله علیه و آله بالمغیبات. و فیه كثیر ممّا یتعلق بباب إعجازالقرآن 105- 144
الباب 12 فیما أخبر بوقوعه بعده صّلی الّله علیه و آله 144- 147
أبواب أحواله صّلی الّله علیه و آله من البعثة إلی نزول المدینة
الباب 1 المبعث و إظهار الدعوة و ما لقی صّلی الّله علیه و آله من القوم و ما جری بینه و بینهم و جمل أحواله إلی دخول الشعب و فیه إسلام حمزة رضی اللّٰه عنه و أحوال كثیر من أصحابه و أهل زمانه 148- 243
الباب 2 فی كیفیّة صدور الوحی و نزول جبرئیل علیه السلام و علّة احتباس الوحی و بیان أنّه صّلی الّله علیه و آله هل كان قبل البعثة متعبّداً بشریعة أم لا 244- 281
باب 3 إثبات المعراج و معناه و كیفیّته و صفته و ما جری فیه و وصف البراق 282- 409
الباب 4 الهجرة إلی الحبشة و ذكر بعض أحوال جعفر والنجاشی رحمهما اللّٰه 410- 422
ص: 425
أصلحو هذه الألفاظ:
الصفحة 28 السطر 14 الخطاء ودّیة الصواب ودیّة
الصفحة 30 السطر 10 الخطاء إ الصواب إلّا
الصفحة 40 السطر 11 الخطاء «فیاطب ما عینی و یا طیب ما یدی» هكذا فی النسخ و الصحیح كما فی المناقب الطبعة الحروفیّة الحدیثة «فیاطیب ما عین و یا طیب ما ید»
الصفحة 48 السطر 9 الخطاء فنن الصواب كأنه مصحف فیتن
الصفحة 63 السطر 19 الخطاء ما مكث الناس: الصواب كذا فی النسخ و الصحیح كما فی مجمع البیان ج 4 ص 528: مالت الناس، فراجع حتّی تعرف تفصیل ذاك الاختصار المخلّ.
الصفحة 291 الخطاء «عدم دلیل الامتناع» الصواب كذا فی النسخ و الظاهر دلیل عدم الامتناع
ص: 426
ب: لقرب الإسناد.
بشا: لبشارة المصطفی.
تم: لفلاح السائل.
ثو: لثواب الأعمال.
ج: للإحتجاج.
جا: لمجالس المفید.
جش: لفهرست النجاشیّ.
جع: لجامع الأخبار.
جم: لجمال الأسبوع.
جُنة: للجُنة.
حة: لفرحة الغریّ.
ختص: لكتاب الإختصاص.
خص: لمنتخب البصائر.
د: للعَدَد.
سر: للسرائر.
سن: للمحاسن.
شا: للإرشاد.
شف: لكشف الیقین.
شی: لتفسیر العیاشیّ
ص: لقصص الأنبیاء.
صا: للإستبصار.
صبا: لمصباح الزائر.
صح: لصحیفة الرضا (علیه السلام).
ضا: لفقه الرضا (علیه السلام).
ضوء: لضوء الشهاب.
ضه: لروضة الواعظین.
ط: للصراط المستقیم.
طا: لأمان الأخطار.
طب: لطبّ الأئمة.
ع: لعلل الشرائع.
عا: لدعائم الإسلام.
عد: للعقائد.
عدة: للعُدة.
عم: لإعلام الوری.
عین: للعیون و المحاسن.
غر: للغرر و الدرر.
غط: لغیبة الشیخ.
غو: لغوالی اللئالی.
ف: لتحف العقول.
فتح: لفتح الأبواب.
فر: لتفسیر فرات بن إبراهیم.
فس: لتفسیر علیّ بن إبراهیم.
فض: لكتاب الروضة.
ق: للكتاب العتیق الغرویّ
قب: لمناقب ابن شهر آشوب.
قبس: لقبس المصباح.
قضا: لقضاء الحقوق.
قل: لإقبال الأعمال.
قیة: للدُروع.
ك: لإكمال الدین.
كا: للكافی.
كش: لرجال الكشیّ.
كشف: لكشف الغمّة.
كف: لمصباح الكفعمیّ.
كنز: لكنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة معا.
ل: للخصال.
لد: للبلد الأمین.
لی: لأمالی الصدوق.
م: لتفسیر الإمام العسكریّ (علیه السلام).
ما: لأمالی الطوسیّ.
محص: للتمحیص.
مد: للعُمدة.
مص: لمصباح الشریعة.
مصبا: للمصباحین.
مع: لمعانی الأخبار.
مكا: لمكارم الأخلاق.
مل: لكامل الزیارة.
منها: للمنهاج.
مهج: لمهج الدعوات.
ن: لعیون أخبار الرضا (علیه السلام).
نبه: لتنبیه الخاطر.
نجم: لكتاب النجوم.
نص: للكفایة.
نهج: لنهج البلاغة.
نی: لغیبة النعمانیّ.
هد: للهدایة.
یب: للتهذیب.
یج: للخرائج.
ید: للتوحید.
یر: لبصائر الدرجات.
یف: للطرائف.
یل: للفضائل.
ین: لكتابی الحسین بن سعید او لكتابه و النوادر.
یه: لمن لا یحضره الفقیه.
ص: 427