بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 2

هوية الكتاب

بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.

عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 2: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.

عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].

مظهر: ج - عينة.

ملاحظة: عربي.

ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].

ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).

ملاحظة: فهرس.

محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-

عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق

ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح

تصنيف ديوي: 297/212

رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946

ص: 1

تتمة كتاب العقل و العلم و الجهل

تتمة أبواب العلم

باب 8 ثواب الهدایة و التعلیم و فضلهما و فضل العلماء و ذم إضلال الناس

الآیات؛

هود: «أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الظَّالِمِینَ الَّذِینَ یَصُدُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ وَ یَبْغُونَها عِوَجاً وَ هُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ»(18 ، 19)

إبراهیم: «الَّذِینَ یَسْتَحِبُّونَ الْحَیاةَ الدُّنْیا عَلَی الْآخِرَةِ وَ یَصُدُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ وَ یَبْغُونَها عِوَجاً أُولئِكَ فِی ضَلالٍ بَعِیدٍ»(3) (و قال تعالی): «وَ جَعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً لِیُضِلُّوا عَنْ سَبِیلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِیرَكُمْ إِلَی النَّارِ»(30)

النحل: «لِیَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ مِنْ أَوْزارِ الَّذِینَ یُضِلُّونَهُمْ بِغَیْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما یَزِرُونَ»(25) (و قال تعالی): «ادْعُ إِلی سَبِیلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ»(125)

الأنبیاء: «وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا»(73)

القصص: «وَ لا یَصُدُّنَّكَ عَنْ آیاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَیْكَ وَ ادْعُ إِلی رَبِّكَ»(87)

العنكبوت: «وَ قالَ الَّذِینَ كَفَرُوا لِلَّذِینَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِیلَنا وَ لْنَحْمِلْ خَطایاكُمْ وَ ما هُمْ بِحامِلِینَ مِنْ خَطایاهُمْ مِنْ شَیْ ءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ وَ لَیَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَ أَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ وَ لَیُسْئَلُنَّ یَوْمَ الْقِیامَةِ عَمَّا كانُوا یَفْتَرُونَ»(12 و 13)

التنزیل: «وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَ كانُوا بِآیاتِنا یُوقِنُونَ»(24)

الأحزاب: «یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ قُولُوا قَوْلًا سَدِیداً یُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَ یَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم..»(70 ، 71)

ص: 1

السجدة: «وَ قالَ الَّذِینَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَ الْغَوْا فِیهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ فَلَنُذِیقَنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا عَذاباً شَدِیداً وَ لَنَجْزِیَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِی كانُوا یَعْمَلُونَ... (إلی قوله تعالی): وَ قالَ الَّذِینَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَیْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِیَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِینَ»(26 ،27 ،29) (و قال تعالی): «وَ مَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَی اللَّهِ وَ عَمِلَ صالِحاً وَ قالَ إِنَّنِی مِنَ الْمُسْلِمِینَ»(32)

الذاریات: «وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْری تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِینَ»(55)

الأعلی: «فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْری»(9)

الغاشیة: «فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ»(22)

العصر: «وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ»(3)

«1»- م، تفسیر الإمام علیه السلام ج، الإحتجاج بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ آبَائِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: أَشَدُّ مِنْ یُتْمِ الْیَتِیمِ الَّذِی انْقَطَعَ عَنْ أَبِیهِ یُتْمُ یَتِیمٍ انْقَطَعَ عَنْ إِمَامِهِ وَ لَا یَقْدِرُ عَلَی الْوُصُولِ إِلَیْهِ وَ لَا یَدْرِی كَیْفَ حُكْمُهُ فِیمَا یُبْتَلَی بِهِ مِنْ شَرَائِعِ دِینِهِ أَلَا فَمَنْ كَانَ مِنْ شِیعَتِنَا عَالِماً بِعُلُومِنَا وَ هَذَا الْجَاهِلُ بِشَرِیعَتِنَا الْمُنْقَطِعُ عَنْ مُشَاهَدَتِنَا یَتِیمٌ فِی حِجْرِهِ أَلَا فَمَنْ هَدَاهُ وَ أَرْشَدَهُ وَ عَلَّمَهُ شَرِیعَتَنَا كَانَ مَعَنَا فِی الرَّفِیقِ الْأَعْلَی.

بیان: قال الجزری فی حدیث الدعاء ألحقنی بالرفیق الأعلی الرفیق جماعة الأنبیاء الذین یسكنون أعلی علیین و هو اسم جاء علی فعیل و معناه الجماعة كالصدیق و الخلیط یقع علی الواحد و الجمع و منه قوله تعالی وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً

«2»- م، تفسیر الإمام علیه السلام ج، الإحتجاج بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام مَنْ كَانَ مِنْ شِیعَتِنَا عَالِماً بِشَرِیعَتِنَا فَأَخْرَجَ ضُعَفَاءَ شِیعَتِنَا مِنْ ظُلْمَةِ جَهْلِهِمْ إِلَی نُورِ الْعِلْمِ الَّذِی حَبَوْنَاهُ بِهِ جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ عَلَی رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ نُورٍ یُضِی ءُ لِأَهْلِ جَمِیعِ الْعَرَصَاتِ وَ عَلَیْهِ حُلَّةٌ لَا یَقُومُ لِأَقَلِّ سِلْكٍ مِنْهَا الدُّنْیَا بِحَذَافِیرِهَا ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ یَا عِبَادَ اللَّهِ هَذَا عَالِمٌ مِنْ تَلَامِذَةِ بَعْضِ عُلَمَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ أَلَا فَمَنْ أَخْرَجَهُ فِی الدُّنْیَا مِنْ حَیْرَةِ جَهْلِهِ فَلْیَتَشَبَّثْ بِنُورِهِ لِیُخْرِجَهُ مِنْ حَیْرَةِ ظُلْمَةِ هَذِهِ الْعَرَصَاتِ إِلَی نُزْهِ الْجِنَانِ فَیُخْرِجُ كُلَّ مَنْ كَانَ عَلَّمَهُ فِی الدُّنْیَا خَیْراً أَوْ فَتَحَ عَنْ قَلْبِهِ مِنَ الْجَهْلِ قُفْلًا أَوْ أَوْضَحَ لَهُ عَنْ شُبْهَةٍ.

ص: 2

بیان: لا یقوم بتشدید الواو من التقویم أو بالتخفیف أی لا یقاومها و لا یعادلها و قوله علیه السلام بحذافیرها أی بأجمعها.

«3»- م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیُّ علیه السلام حَضَرَتِ امْرَأَةٌ عِنْدَ الصِّدِّیقَةِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ علیها السلام فَقَالَتْ إِنَّ لِی وَالِدَةً ضَعِیفَةً وَ قَدْ لُبِسَ عَلَیْهَا فِی أَمْرِ صَلَاتِهَا شَیْ ءٌ وَ قَدْ بَعَثَتْنِی إِلَیْكِ أَسْأَلُكِ فَأَجَابَتْهَا فَاطِمَةُ علیها السلام عَنْ ذَلِكَ فَثَنَّتْ فَأَجَابَتْ ثُمَّ ثَلَّثَتْ إِلَی أَنْ عَشَّرَتْ فَأَجَابَتْ ثُمَّ خَجِلَتْ مِنَ الْكَثْرَةِ فَقَالَتْ لَا أَشُقُّ عَلَیْكِ یَا ابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَتْ فَاطِمَةُ هَاتِی وَ سَلِی عَمَّا بَدَا لَكِ أَ رَأَیْتِ مَنِ اكْتُرِیَ یَوْماً یَصْعَدُ إِلَی سَطْحٍ بِحِمْلٍ ثَقِیلٍ وَ كِرَاهُ مِائَةُ أَلْفِ دِینَارٍ یَثْقُلُ عَلَیْهِ فَقَالَتْ لَا فَقَالَتْ اكْتُرِیتُ أَنَا لِكُلِّ مَسْأَلَةٍ بِأَكْثَرَ مِنْ مِلْ ءِ مَا بَیْنَ الثَّرَی إِلَی الْعَرْشِ لُؤْلُؤاً فَأَحْرَی أَنْ لَا یَثْقُلَ عَلَیَّ سَمِعْتُ أَبِی صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّ عُلَمَاءَ شِیعَتِنَا یُحْشَرُونَ فَیُخْلَعُ عَلَیْهِمْ مِنْ خِلَعِ الْكَرَامَاتِ عَلَی قَدْرِ كَثْرَةِ عُلُومِهِمْ وَ جِدِّهِمْ فِی إِرْشَادِ عِبَادِ اللَّهِ حَتَّی یُخْلَعُ عَلَی الْوَاحِدِ مِنْهُمْ أَلْفُ أَلْفِ حُلَّةٍ مِنْ نُورٍ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادِی رَبِّنَا عَزَّ وَ جَلَّ أَیُّهَا الْكَافِلُونَ لِأَیْتَامِ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله النَّاعِشُونَ لَهُمْ عِنْدَ انْقِطَاعِهِمْ عَنْ آبَائِهِمُ الَّذِینَ هُمْ أَئِمَّتُهُمْ هَؤُلَاءِ تَلَامِذَتُكُمْ وَ الْأَیْتَامُ الَّذِینَ كَفَلْتُمُوهُمْ وَ نَعَشْتُمُوهُمْ فَاخْلَعُوا عَلَیْهِمْ خِلَعَ الْعُلُومِ فِی الدُّنْیَا فَیَخْلَعُونَ عَلَی كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ أُولَئِكَ الْأَیْتَامِ عَلَی قَدْرِ مَا أَخَذُوا عَنْهُمْ مِنَ الْعُلُومِ حَتَّی إِنَّ فِیهِمْ یَعْنِی فِی الْأَیْتَامِ لَمَنْ یُخْلَعُ عَلَیْهِ مِائَةُ أَلْفِ خِلْعَةٍ وَ كَذَلِكَ یَخْلَعُ هَؤُلَاءِ الْأَیْتَامُ عَلَی مَنْ تَعَلَّمَ مِنْهُمْ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ أَعِیدُوا عَلَی هَؤُلَاءِ الْعُلَمَاءِ الْكَافِلِینَ لِلْأَیْتَامِ حَتَّی تُتِمُّوا لَهُمْ خِلَعَهُمْ وَ تُضَعِّفُوهَا لَهُمْ فَیَتِمُّ لَهُمْ مَا كَانَ لَهُمْ قَبْلَ أَنْ یَخْلَعُوا عَلَیْهِمْ وَ یُضَاعَفُ لَهُمْ وَ كَذَلِكَ مَنْ یَلِیهِمْ مِمَّنْ خَلَعَ عَلَی مَنْ یَلِیهِمْ وَ قَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام یَا أَمَةَ اللَّهِ إِنَّ سِلْكَةً مِنْ تِلْكَ الْخِلَعِ لَأَفْضَلُ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَیْهِ الشَّمْسُ أَلْفَ أَلْفِ مَرَّةٍ وَ مَا فَضَلَ فَإِنَّهُ مَشُوبٌ بِالتَّنْغِیصِ وَ الْكَدَرِ.

بیان: نعشه أی رفعه و یقال ینغص اللّٰه علیه العیش تنغیصا أی كدرة.

«4»- م، تفسیر الإمام علیه السلام ج، الإحتجاج بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام قَالَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام فَضْلُ كَافِلِ یَتِیمِ آلِ مُحَمَّدٍ الْمُنْقَطِعِ عَنْ مَوَالِیهِ النَّاشِبِ فِی رُتْبَةِ الْجَهْلِ یُخْرِجُهُ مِنْ جَهْلِهِ وَ یُوضِحُ لَهُ مَا اشْتَبَهَ عَلَیْهِ عَلَی فَضْلِ كَافِلِ یَتِیمٍ یُطْعِمُهُ وَ یَسْقِیهِ كَفَضْلِ الشَّمْسِ عَلَی السُّهَا (1).

ص: 3


1- كوكب خفی فی بنات النعش و هو عند الثانیة من البنات.

بیان: قال الجوهری نشب الشی ء فی الشی ء بالكسر نشوبا أی علق فیه.

«5»- م، تفسیر الإمام علیه السلام ج، الإحتجاج بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام قَالَ قَالَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام مَنْ كَفَلَ لَنَا یَتِیماً قَطَعَتْهُ عَنَّا مَحَبَّتُنَا بِاسْتِتَارِنَا فَوَاسَاهُ مِنْ عُلُومِنَا الَّتِی سَقَطَتْ إِلَیْهِ حَتَّی أَرْشَدَهُ وَ هَدَاهُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَا أَیُّهَا الْعَبْدُ الْكَرِیمُ الْمُوَاسِی أَنَا أَوْلَی بِالْكَرَمِ مِنْكَ اجْعَلُوا لَهُ یَا مَلَائِكَتِی فِی الْجِنَانِ بِعَدَدِ كُلِّ حَرْفٍ عَلَّمَهُ أَلْفَ أَلْفِ قَصْرٍ وَ ضُمُّوا إِلَیْهَا مَا یَلِیقُ بِهَا مِنْ سَائِرِ النِّعَمِ.

بیان: قطعته عنا محبتنا باستتارنا أی كان سبب قطعه عنا أنا أحببنا الاستتار عنه لحكمة و فی بعض النسخ محنتنا بالنون و هو أظهر.

«6»- م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیُّ علیه السلام قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَی مُوسَی حَبِّبْنِی إِلَی خَلْقِی وَ حَبِّبْ خَلْقِی إِلَیَّ قَالَ یَا رَبِّ كَیْفَ أَفْعَلُ قَالَ ذَكِّرْهُمْ آلَائِی وَ نَعْمَائِی لِیُحِبُّونِی فَلَأَنْ تَرُدَّ آبِقاً عَنْ بَابِی أَوْ ضَالًّا عَنْ فِنَائِی (1) أَفْضَلُ لَكَ مِنْ عِبَادَةِ مِائَةِ سَنَةٍ بِصِیَامِ نَهَارِهَا وَ قِیَامِ لَیْلِهَا قَالَ مُوسَی وَ مَنْ هَذَا الْعَبْدُ الْآبِقُ مِنْكَ قَالَ الْعَاصِی الْمُتَمَرِّدُ قَالَ فَمَنِ الضَّالُّ عَنْ فِنَائِكَ قَالَ الْجَاهِلُ بِإِمَامِ زَمَانِهِ تُعَرِّفُهُ وَ الْغَائِبُ عَنْهُ بَعْدَ مَا عَرَفَهُ الْجَاهِلُ بِشَرِیعَةِ دِینِهِ تُعَرِّفُهُ شَرِیعَتَهُ وَ مَا یَعْبُدُ بِهِ رَبَّهُ وَ یَتَوَصَّلُ بِهِ إِلَی مَرْضَاتِهِ.

قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَأَبْشِرُوا عُلَمَاءَ شِیعَتِنَا بِالثَّوَابِ الْأَعْظَمِ وَ الْجَزَاءِ الْأَوْفَرِ.

«7»- م، تفسیر الإمام علیه السلام ج، الإحتجاج بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام قَالَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْبَاقِرُ علیهما السلام الْعَالِمُ كَمَنْ مَعَهُ شَمْعَةٌ تُضِی ءُ لِلنَّاسِ فَكُلُّ مَنْ أَبْصَرَ شَمْعَتَهُ دَعَا لَهُ بِخَیْرٍ كَذَلِكَ الْعَالِمُ مَعَ شَمْعَةٍ تُزِیلُ ظُلْمَةَ الْجَهْلِ وَ الْحَیْرَةِ فَكُلُّ مَنْ أَضَاءَتْ لَهُ فَخَرَجَ بِهَا مِنْ حَیْرَةٍ أَوْ نَجَا بِهَا مِنْ جَهْلٍ فَهُوَ مِنْ عُتَقَائِهِ مِنَ النَّارِ وَ اللَّهُ یُعَوِّضُهُ عَنْ ذَلِكَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ لِمَنْ أَعْتَقَهُ مَا هُوَ أَفْضَلُ لَهُ مِنَ الصَّدَقَةِ بِمِائَةِ أَلْفِ قِنْطَارٍ عَلَی غَیْرِ الْوَجْهِ الَّذِی أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ بَلْ تِلْكَ الصَّدَقَةُ وَبَالٌ (2) عَلَی صَاحِبِهَا لَكِنْ یُعْطِیهِ اللَّهُ مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ رَكْعَةٍ بَیْنَ یَدَیِ الْكَعْبَةِ.

ص: 4


1- بكسر الفاء: الساحة أمام البیت.
2- مصدر بمعنی الشدة، و الوخامة، و سوء العاقبة.

بیان: قال الفیروزآبادی القنطار بالكسر وزن أربعین أوقیة من ذهب أو ألف و مائتا دینار أو ألف و مائتا أوقیة أو سبعون ألف دینار أو ثمانون ألف درهم أو مائة رطل من ذهب أو فضة أو ألف دینار أو مل ء مسك ثور ذهبا أو فضة أقول لعله علیه السلام فضل تعلیم العلم أولا علی الصدقة بهذا المقدار الكثیر فی غیر مصرفه لدفع ما یتوهمه عامة الناس من فضل الظلمة الذین یعطون بالأموال المحرمة العطایا الجزیلة علی العلماء الباذلین للعلوم الحقة من یستحقه ثم استدرك علیه السلام بأن تلك الصدقة وبال علی صاحبها لكونها من الحرام فلا فضل لها حتی یفضل علیها شی ء ثم ذكر علیه السلام فضله فی عمل له فضل جزیل لیظهر مقدار فضله و رفعة قدره.

«8»- م، تفسیر الإمام علیه السلام ج، الإحتجاج بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام قَالَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ علیهما السلام عُلَمَاءُ شِیعَتِنَا مُرَابِطُونَ بِالثَّغْرِ الَّذِی یَلِی إِبْلِیسُ وَ عَفَارِیتُهُ یَمْنَعُونَهُمْ عَنِ الْخُرُوجِ عَلَی ضُعَفَاءِ شِیعَتِنَا وَ عَنْ أَنْ یَتَسَلَّطَ عَلَیْهِمْ إِبْلِیسُ وَ شِیعَتُهُ النَّوَاصِبُ أَلَا فَمَنِ انْتَصَبَ لِذَلِكَ مِنْ شِیعَتِنَا كَانَ أَفْضَلَ مِمَّنْ جَاهَدَ الرُّومَ وَ التُّرْكَ وَ الْخَزَرَ أَلْفَ أَلْفِ مَرَّةٍ لِأَنَّهُ یَدْفَعُ عَنْ أَدْیَانِ مُحِبِّینَا وَ ذَلِكَ یَدْفَعُ عَنْ أَبْدَانِهِمْ.

بیان: المرابطة ملازمة ثغر العدو و الثغر ما یلی دار الحرب و موضع المخافة من فروج البلدان و العفریت الخبیث المنكر و النافذ فی الأمر المبالغ فیه مع دهاء و الخزر بالتحریك اسم جبل خزر العیون أی ضیقها.

«9»- ج، الإحتجاج م، تفسیر الإمام علیه السلام بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام قَالَ قَالَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ علیهما السلام فَقِیهٌ وَاحِدٌ یُنْقِذُ یَتِیماً مِنْ أَیْتَامِنَا الْمُنْقَطِعِینَ عَنَّا وَ عَنْ مُشَاهَدَتِنَا بِتَعْلِیمِ مَا هُوَ مُحْتَاجٌ إِلَیْهِ أَشَدُّ عَلَی إِبْلِیسَ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ لِأَنَّ الْعَابِدَ هَمُّهُ ذَاتُ نَفْسِهِ فَقَطْ وَ هَذَا هَمُّهُ مَعَ ذَاتِ نَفْسِهِ ذَاتُ عِبَادِ اللَّهِ وَ إِمَائِهِ لِیُنْقِذَهُمْ مِنْ یَدِ إِبْلِیسَ وَ مَرَدَتِهِ فَذَلِكَ هُوَ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ أَلْفِ أَلْفِ عَابِدٍ وَ أَلْفِ أَلْفِ عَابِدَةٍ.

«10»- ج، الإحتجاج م، تفسیر الإمام علیه السلام بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا علیهما السلام یُقَالُ لِلْعَابِدِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ نِعْمَ الرَّجُلُ كُنْتَ هِمَّتُكَ ذَاتُ نَفْسِكَ وَ كَفَیْتَ النَّاسَ مَئُونَتَكَ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ أَلَا إِنَّ الْفَقِیهَ مَنْ أَفَاضَ عَلَی النَّاسِ خَیْرَهُ وَ أَنْقَذَهُمْ مِنْ أَعْدَائِهِم

ص: 5

وَ وَفَّرَ عَلَیْهِمْ نِعَمَ جِنَانِ اللَّهِ وَ حَصَّلَ لَهُمْ رِضْوَانَ اللَّهِ تَعَالَی وَ یُقَالُ لِلْفَقِیهِ یَا أَیُّهَا الْكَافِلُ لِأَیْتَامِ آلِ مُحَمَّدٍ الْهَادِی لِضُعَفَاءِ مُحِبِّیهِمْ وَ مَوَالِیهِمْ قِفْ حَتَّی تَشْفَعَ لِمَنْ أَخَذَ عَنْكَ (1) أَوْ تَعَلَّمَ مِنْكَ فَیَقِفُ فَیُدْخِلُ الْجَنَّةَ مَعَهُ فِئَاماً وَ فِئَاماً وَ فِئَاماً حَتَّی قَالَ عَشْراً وَ هُمُ الَّذِینَ أَخَذُوا عَنْهُ عُلُومَهُ وَ أَخَذُوا عَمَّنْ أَخَذَ عَنْهُ وَ عَمَّنْ أَخَذَ عَمَّنْ أَخَذَ عَنْهُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَانْظُرُوا كَمْ فَرْقٍ بَیْنَ الْمَنْزِلَتَیْنِ.

بیان: الفئام بالهمز و كسر الفاء الجماعة من الناس و فسر فی خطبة أمیر المؤمنین علیه السلام فی یوم الغدیر بمائة ألف.

«11»- ج، الإحتجاج م، تفسیر الإمام علیه السلام بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام قَالَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْجَوَادُ علیهما السلام مَنْ تَكَفَّلَ بِأَیْتَامِ آلِ مُحَمَّدٍ الْمُنْقَطِعِینَ عَنْ إِمَامِهِمْ الْمُتَحَیِّرِینَ فِی جَهْلِهِمْ الْأُسَرَاءِ فِی أَیْدِی شَیَاطِینِهِمْ وَ فِی أَیْدِی النَّوَاصِبِ مِنْ أَعْدَائِنَا فَاسْتَنْقَذَهُمْ مِنْهُمْ وَ أَخْرَجَهُمْ مِنْ حَیْرَتِهِمْ وَ قَهَرَ الشَّیَاطِینَ بِرَدِّ وَسَاوِسِهِمْ وَ قَهَرَ النَّاصِبِینَ بِحُجَجِ رَبِّهِمْ وَ دَلِیلِ أَئِمَّتِهِمْ لَیُفَضَّلُونَ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَی عَلَی الْعِبَادِ بِأَفْضَلِ الْمَوَاقِعِ بِأَكْثَرَ مِنْ فَضْلِ السَّمَاءِ عَلَی الْأَرْضِ وَ الْعَرْشِ وَ الْكُرْسِیِّ وَ الْحُجُبِ عَلَی السَّمَاءِ وَ فَضْلُهُمْ عَلَی هَذَا الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَیْلَةَ الْبَدْرِ عَلَی أَخْفَی كَوْكَبٍ فِی السَّمَاءِ.

«12»- ج، الإحتجاج م، تفسیر الإمام علیه السلام بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام لَوْ لَا مَنْ یَبْقَی بَعْدَ غَیْبَةِ قَائِمِنَا علیه السلام مِنَ الْعُلَمَاءِ الدَّاعِینَ إِلَیْهِ وَ الدَّالِّینَ عَلَیْهِ وَ الذَّابِّینَ عَنْ دِینِهِ بِحُجَجِ اللَّهِ وَ الْمُنْقِذِینَ لِضُعَفَاءِ عِبَادِ اللَّهِ مِنْ شِبَاكِ إِبْلِیسَ وَ مَرَدَتِهِ وَ مِنْ فِخَاخِ النَّوَاصِبِ لَمَا بَقِیَ أَحَدٌ إِلَّا ارْتَدَّ عَنْ دِینِ اللَّهِ وَ لَكِنَّهُمُ الَّذِینَ یُمْسِكُونَ أَزِمَّةَ قُلُوبِ ضُعَفَاءِ الشِّیعَةِ كَمَا یُمْسِكُ صَاحِبُ السَّفِینَةِ سُكَّانَهَا أُولَئِكَ هُمُ الْأَفْضَلُونَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

بیان: الذب الدفع و الشباك بالكسر جمع الشبكة التی یصاد بها و المردة المتمردون العاصون و الفخ المصیدة و سكان السفینة ذنبها.

«13»- م، تفسیر الإمام علیه السلام ج، الإحتجاج بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: تَأْتِی عُلَمَاءُ شِیعَتِنَا الْقَوَّامُونَ بِضُعَفَاءِ مُحِبِّینَا وَ أَهْلِ وَلَایَتِنَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ الْأَنْوَارُ تَسْطَعُ مِنْ تِیجَانِهِمْ عَلَی رَأْسِ كُلِ

ص: 6


1- و فی نسخة لكل من اخذ عنك.

وَاحِدٍ مِنْهُمْ تَاجُ بَهَاءٍ قَدِ انْبَثَّتْ (1) تِلْكَ الْأَنْوَارُ فِی عَرَصَاتِ الْقِیَامَةِ وَ دَوْرُهَا مَسِیرَةُ ثَلَاثِمِائَةِ أَلْفِ سَنَةٍ فَشُعَاعُ تِیجَانِهِمْ یَنْبَثُّ فِیهَا كُلِّهَا فَلَا یَبْقَی هُنَاكَ یَتِیمٌ قَدْ كَفَلُوهُ وَ مِنْ ظُلْمَةِ الْجَهْلِ أَنْقَذُوهُ وَ مِنْ حَیْرَةِ التِّیهِ أَخْرَجُوهُ إِلَّا تَعَلَّقَ بِشُعْبَةٍ مِنْ أَنْوَارِهِمْ فَرَفَعَتْهُمْ إِلَی الْعُلُوِّ حَتَّی یُحَاذِی بِهِمْ فَوْقَ الْجِنَانِ ثُمَّ یُنْزِلُهُمْ عَلَی مَنَازِلِهِمْ الْمُعَدَّةِ فِی جِوَارِ أُسْتَادِیهِمْ وَ مُعَلِّمِیهِمْ وَ بِحَضْرَةِ أَئِمَّتِهِمُ الَّذِینَ كَانُوا یَدْعُونَ إِلَیْهِمْ وَ لَا یَبْقَی نَاصِبٌ مِنَ النَّوَاصِبِ یُصِیبُهُ مِنْ شُعَاعِ تِلْكَ التِّیجَانِ إِلَّا عَمِیَتْ عَیْنُهُ وَ صَمَّتْ أُذُنُهُ وَ أَخْرَسَ لِسَانُهُ وَ تَحَوَّلَ عَلَیْهِ (2) أَشَدَّ مِنْ لَهَبِ النِّیرَانِ فَیَتَحَمَّلُهُمْ حَتَّی یَدْفَعَهُمْ إِلَی الزَّبَانِیَةِ (3) فَتَدْعُوهُمْ إِلَی سَوَاءِ الْجَحِیمِ.

وَ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ الْعَسْكَرِیُّ علیه السلام إِنَّ مِنْ مُحِبِّی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مَسَاكِینَ مُوَاسَاتُهُمْ أَفْضَلُ مِنْ مساواة [مُوَاسَاةِ] مَسَاكِینِ الْفُقَرَاءِ وَ هُمُ الَّذِینَ سَكَنَتْ جَوَارِحُهُمْ وَ ضَعُفَتْ قُوَاهُمْ عَنْ مُقَابَلَةِ أَعْدَاءِ اللَّهِ الَّذِینَ یُعَیِّرُونَهُمْ بِدِینِهِمْ وَ یُسَفِّهُونَ أَحْلَامَهُمْ أَلَا فَمَنْ قَوَّاهُمْ بِفِقْهِهِ وَ عِلْمِهِ حَتَّی أَزَالَ مَسْكَنَتَهُمْ ثُمَّ سَلَّطَهُمْ عَلَی الْأَعْدَاءِ الظَّاهِرِینَ النَّوَاصِبِ وَ عَلَی الْأَعْدَاءِ الْبَاطِنِینَ إِبْلِیسَ وَ مَرَدَتِهِ حَتَّی یَهْزِمُوهُمْ عَنْ دِینِ اللَّهِ وَ یَذُودُوهُمْ عَنْ أَوْلِیَاءِ آلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَوَّلَ اللَّهُ تَعَالَی تِلْكَ الْمَسْكَنَةَ إِلَی شَیَاطِینِهِمْ فَأَعْجَزَهُمْ عَنْ إِضْلَالِهِمْ قَضَی اللَّهُ تَعَالَی بِذَلِكَ قَضَاءَ حَقٍّ عَلَی لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.

بیان: التیه بالكسر الضلال و التحول التنقل و ضمن معنی التسلط أی انتقل إلیه متسلطا علیه أو معنی الاقتدار فیحملهم أی ذلك الشعاع أو شعبته فتدعوهم أی الزبانیة أو الشعاع إلی سواء الجحیم أی وسطه و یسفهون أحلامهم أی ینسبون عقولهم إلی السفه قوله علیه السلام إلی شیاطینهم أی شیاطین هؤلاء العلماء الهادین.

«14»- م، تفسیر الإمام علیه السلام ج، الإحتجاج بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام مَنْ قَوَّی مِسْكِیناً فِی دِینِهِ ضَعِیفاً فِی مَعْرِفَتِهِ عَلَی نَاصِبٍ مُخَالِفٍ فَأَفْحَمَهُ لَقَّنَهُ اللَّهُ (4) یَوْمَ یُدْلَی فِی

ص: 7


1- أی انتشرت.
2- و فی نسخة: و تحول إلیه.
3- الزبانیة عند العرب الشرط، و سموا بها بعض الملائكة لدفعهم أهل النار إلیها.
4- أی فهمه إیّاه مشافهة.

قَبْرِهِ أَنْ یَقُولَ اللَّهُ رَبِّی وَ مُحَمَّدٌ نَبِیِّی وَ عَلِیٌّ وَلِیِّی وَ الْكَعْبَةُ قِبْلَتِی وَ الْقُرْآنُ بَهْجَتِی وَ عُدَّتِی وَ الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَانِی فَیَقُولُ اللَّهُ أَدْلَیْتَ بِالْحُجَّةِ فَوَجَبَتْ لَكَ أَعَالِی دَرَجَاتِ الْجَنَّةِ فَعِنْدَ ذَلِكَ یَتَحَوَّلُ عَلَیْهِ قَبْرُهُ أَنْزَهَ رِیَاضِ الْجَنَّةِ.

إیضاح: الإفحام الإسكات فی الخصومة و الإدلاء الإرسال و البهجة بالفتح الحسن و السرور.

«15»- م، تفسیر الإمام علیه السلام ج، الإحتجاج بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَ: قَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام وَ قَدِ اخْتَصَمَ إِلَیْهَا امْرَأَتَانِ فَتَنَازَعَتَا فِی شَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِ الدِّینِ إِحْدَاهُمَا مُعَانِدَةٌ وَ الْأُخْرَی مُؤْمِنَةٌ فَفَتَحَتْ عَلَی الْمُؤْمِنَةِ حُجَّتَهَا فَاسْتَظْهَرَتْ عَلَی الْمُعَانِدَةِ فَفَرِحَتْ فَرَحاً شَدِیداً فَقَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام إِنَّ فَرَحَ الْمَلَائِكَةِ بِاسْتِظْهَارِكِ عَلَیْهَا أَشَدُّ مِنْ فَرَحِكِ وَ إِنَّ حُزْنَ الشَّیْطَانِ وَ مَرَدَتِهِ بِحُزْنِهَا أَشَدُّ مِنْ حُزْنِهَا وَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَالَ لِمَلَائِكَتِهِ أَوْجِبُوا لِفَاطِمَةَ بِمَا فَتَحَتْ عَلَی هَذِهِ الْمِسْكِینَةِ الْأَسِیرَةِ مِنَ الْجِنَانِ أَلْفَ أَلْفِ ضِعْفٍ مِمَّا كُنْتُ أَعْدَدْتُ لَهَا وَ اجْعَلُوا هَذِهِ سُنَّةً فِی كُلِّ مَنْ یَفْتَحُ عَلَی أَسِیرٍ مِسْكِینٍ فَیَغْلِبُ مُعَانِداً مِثْلَ أَلْفِ أَلْفِ مَا كَانَ مُعَدّاً لَهُ مِنَ الْجِنَانِ.

«16»- م، تفسیر الإمام علیه السلام ج، الإحتجاج بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ قَدْ حَمَلَ إِلَیْهِ رَجُلٌ هَدِیَّةً فَقَالَ لَهُ أَیُّمَا أَحَبُّ إِلَیْكَ أَنْ أَرُدَّ عَلَیْكَ بَدَلَهَا عِشْرِینَ ضِعْفاً عِشْرِینَ أَلْفَ دِرْهَمٍ أَوْ أَفْتَحَ لَكَ بَاباً مِنَ الْعِلْمِ تَقْهَرُ فُلَانَ النَّاصِبِیِّ فِی قَرْیَتِكَ تُنْقِذُ بِهِ ضُعَفَاءَ أَهْلِ قَرْیَتِكَ إِنْ أَحْسَنْتَ الِاخْتِیَارَ جَمَعْتُ لَكَ الْأَمْرَیْنِ وَ إِنْ أَسَأْتَ الِاخْتِیَارَ خَیَّرْتُكَ لِتَأْخُذَ أَیَّهُمَا شِئْتَ فَقَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَثَوَابِی فِی قَهْرِی ذَلِكَ النَّاصِبَ وَ اسْتِنْقَاذِی لِأُولَئِكَ الضُّعَفَاءِ مِنْ یَدِهِ قَدْرُهُ عِشْرُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ قَالَ بَلْ أَكْثَرُ مِنَ الدُّنْیَا عِشْرِینَ أَلْفَ أَلْفِ مَرَّةٍ فَقَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَكَیْفَ أَخْتَارُ الْأَدْوَنَ بَلْ أَخْتَارُ الْأَفْضَلَ الْكَلِمَةَ الَّتِی أَقْهَرُ بِهَا عَدُوَّ اللَّهِ وَ أَذُودُهُ (1) عَنْ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام قَدْ أَحْسَنْتَ الِاخْتِیَارَ وَ عَلَّمَهُ الْكَلِمَةَ وَ أَعْطَاهُ عِشْرِینَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَذَهَبَ فَأَفْحَمَ الرَّجُلَ فَاتَّصَلَ خَبَرُهُ بِهِ فَقَالَ لَهُ إِذْ حَضَرَهُ یَا عَبْدَ اللَّهِ مَا رَبِحَ أَحَدٌ مِثْلَ رِبْحِكَ وَ لَا اكْتَسَبَ أَحَدٌ مِنَ الْأَوِدَّاءِ مَا اكْتَسَبْتَ

ص: 8


1- أی ادفعه و اطرده.

اكْتَسَبْتَ مَوَدَّةَ اللَّهِ أَوَّلًا وَ مَوَدَّةَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٍّ ثَانِیاً وَ مَوَدَّةَ الطَّیِّبِینَ مِنْ آلِهِمَا ثَالِثاً وَ مَوَدَّةَ مَلَائِكَةِ اللَّهِ رَابِعاً وَ مَوَدَّةَ إِخْوَانِكَ الْمُؤْمِنِینَ خَامِساً فَاكْتَسَبْتَ بِعَدَدِ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ كَافِرٍ مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الدُّنْیَا أَلْفَ مَرَّةٍ فَهَنِیئاً لَكَ هَنِیئاً.

«17»- م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَ: الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا لِرَجُلٍ أَیُّهُمَا أَحَبُّ إِلَیْكَ رَجُلٌ یَرُومُ قَتْلَ مِسْكِینٍ قَدْ ضَعُفَ أَ تُنْقِذُهُ مِنْ یَدِهِ أَوْ نَاصِبٌ یُرِیدُ إِضْلَالَ مِسْكِینٍ مِنْ ضُعَفَاءِ شِیعَتِنَا تَفْتَحُ عَلَیْهِ مَا یَمْتَنِعُ بِهِ وَ یُفْحِمُهُ وَ یَكْسِرُهُ بِحُجَجِ اللَّهِ تَعَالَی قَالَ بَلْ إِنْقَاذُ هَذَا الْمِسْكِینِ الْمُؤْمِنِ مِنْ یَدِ هَذَا النَّاصِبِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ مَنْ أَحْیاها فَكَأَنَّما أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعاً أَیْ وَ مَنْ أَحْیَاهَا وَ أَرْشَدَهَا مِنْ كُفْرٍ إِلَی إِیمَانٍ فَكَأَنَّمَا أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعاً مِنْ قِبَلِ أَنْ یَقْتُلَهُمْ بِسُیُوفِ الْحَدِیدِ.

بیان: إن الإحیاء فی الأول المراد به الهدایة من الضلال و الإحیاء ثانیا الإنجاء من القتل و قوله من قبل بكسر القاف و فتح الباء أی من جهة قتلهم بالسیوف و یحتمل فتح القاف و سكون الباء.

«18»- م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام لِرَجُلٍ أَیُّهُمَا أَحَبُّ إِلَیْكَ صَدِیقٌ كُلَّمَا رَآكَ أَعْطَاكَ بَدْرَةَ دَنَانِیرَ أَوْ صَدِیقٌ كُلَّمَا رَآكَ نَصَرَكَ لِمَصِیدَةٍ مِنْ مَصَایِدِ الشَّیْطَانِ وَ عَرَّفَكَ مَا تُبْطِلُ بِهِ كَیْدَهُمْ وَ تَخْرِقُ شَبَكَتَهُمْ وَ تَقْطَعُ حَبَائِلَهُمْ قَالَ بَلْ صَدِیقٌ كُلَّمَا رَآنِی عَلَّمَنِی كَیْفَ أُخْزِی الشَّیْطَانَ عَنْ نَفْسِی فَأَدْفَعُ عَنِّی بَلَاءَهُ قَالَ فَأَیُّهُمَا أَحَبُّ إِلَیْكَ اسْتِنْقَاذُكَ أَسِیراً مِسْكِیناً مِنْ أَیْدِی الْكَافِرِینَ أَوِ اسْتِنْقَاذُكَ أَسِیراً مِسْكِیناً مِنْ أَیْدِی النَّاصِبِینَ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ سَلِ اللَّهَ أَنْ یُوَفِّقَنِی لِلصَّوَابِ فِی الْجَوَابِ قَالَ اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ قَالَ بَلِ اسْتِنْقَاذِی الْمِسْكِینَ الْأَسِیرَ مِنْ یَدَیِ النَّاصِبِ فَإِنَّهُ تَوْفِیرُ الْجَنَّةِ عَلَیْهِ وَ إِنْقَاذُهُ مِنَ النَّارِ وَ ذَلِكَ تَوْفِیرُ الرُّوحِ عَلَیْهِ فِی الدُّنْیَا وَ دَفْعُ الظُّلْمِ عَنْهُ فِیهَا وَ اللَّهُ یُعَوِّضُ هَذَا الْمَظْلُومَ بِأَضْعَافِ مَا لَحِقَهُ مِنَ الظُّلْمِ وَ یَنْتَقِمُ مِنَ الظَّالِمِ بِمَا هُوَ عَادِلٌ بِحُكْمِهِ قَالَ وُفِّقْتَ لِلَّهِ أَبُوكَ أَخَذْتَهُ مِنْ جَوْفِ صَدْرِی لَمْ تَخْرِمْ مِمَّا قَالَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَرْفاً وَاحِداً.

وَ سُئِلَ الْبَاقِرُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام إِنْقَاذُ الْأَسِیرِ الْمُؤْمِنِ مِنْ مُحِبِّینَا (1)

ص: 9


1- كذا فی النسخ و الظاهر: محبیكم.

مِنْ یَدِ الْغَاصِبِ یُرِیدُ أَنْ یُضِلَّهُ بِفَضْلِ لِسَانِهِ وَ بَیَانِهِ أَفْضَلُ أَمْ إِنْقَاذُ الْأَسِیرِ مِنْ أَیْدِی أَهْلِ الرُّومِ قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام أَخْبِرْنِی أَنْتَ عَمَّنْ رَأَی رَجُلًا مِنْ خِیَارِ الْمُؤْمِنِینَ یَغْرَقُ وَ عُصْفُورَةٌ تَغْرَقُ لَا یَقْدِرُ عَلَی تَخْلِیصِهِمَا بِأَیِّهِمَا اشْتَغَلَ فَاتَهُ الْآخَرُ أَیُّهُمَا أَفْضَلُ أَنْ یُخَلِّصَهُ قَالَ الرَّجُلُ مِنْ خِیَارِ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ علیه السلام فَبُعْدُ مَا سَأَلْتَ فِی الْفَضْلِ أَكْثَرُ مِنْ بُعْدِ مَا بَیْنَ هَذَیْنِ إِنَّ ذَاكَ یُوَفِّرُ عَلَیْهِ دِینَهُ وَ جِنَانَ رَبِّهِ وَ یُنْقِذُهُ مِنْ نِیرَانِهِ وَ هَذَا الْمَظْلُومُ إِلَی الْجِنَانِ یَصِیرُ.

بیان: بما هو عادل بحكمه أی بانتقام هو تعالی عادل بسبب الحكم به أی لا یجور فی الانتقام و قال فی النهایة و فی الحدیث لله أبوك إذا أضیف الشی ء إلی عظیم شریف اكتسی عظما و شرفا كما قیل بیت اللّٰه و ناقة اللّٰه فإذا وجد من الولد ما یحسن موقعه و یحمد قیل لله أبوك فی معرض المدح و التعجب أی أبوك لله خالصا حیث أنجب بك و أتی بمثلك و قال و فیه ما خرمت من صلاة رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله شیئا أی ما تركت و منه الحدیث لم أخرم منه حرفا أی لم أدع.

«19»- م، تفسیر الإمام علیه السلام ج، الإحتجاج بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام مَنْ كَانَ هَمُّهُ فِی كَسْرِ النَّوَاصِبِ عَنِ الْمَسَاكِینِ مِنْ شِیعَتِنَا الْمُوَالِینَ لَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ یَكْسِرُهُمْ عَنْهُمْ وَ یَكْشِفُ عَنْ مَخَازِیهِمْ وَ یُبَیِّنُ عَوْرَاتِهِمْ وَ یُفَخِّمُ أَمْرَ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ جَعَلَ اللَّهُ هِمَّةَ أَمْلَاكِ الْجِنَانِ فِی بِنَاءِ قُصُورِهِ وَ دُورِهِ یَسْتَعْمِلُ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنْ حُرُوفِ حُجَجِهِ عَلَی أَعْدَاءِ اللَّهِ أَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ أَهْلِ الدُّنْیَا أَمْلَاكاً قُوَّةُ كُلِّ وَاحِدٍ تَفْضُلُ عَنْ حَمْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ فَكَمْ مِنْ بِنَاءٍ وَ كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ وَ كَمْ مِنْ قُصُورٍ لَا یَعْرِفُ قَدْرَهَا إِلَّا رَبُّ الْعَالَمِینَ.

«20»- م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ علیهما السلام مَنْ أَعَانَ مُحِبّاً لَنَا عَلَی عَدُوٍّ لَنَا فَقَوَّاهُ وَ شَجَّعَهُ حَتَّی یَخْرُجَ الْحَقُّ الدَّالُّ عَلَی فَضْلِنَا بِأَحْسَنِ صُورَتِهِ وَ یَخْرُجَ الْبَاطِلُ الَّذِی یَرُومُ بِهِ أَعْدَاؤُنَا و دَفْعَ حَقِّنَا فِی أَقْبَحِ صُورَةٍ حَتَّی یُنَبِّهَ الْغَافِلِینَ وَ یَسْتَبْصِرَ الْمُتَعَلِّمُونَ وَ یَزْدَادَ فِی بَصَائِرِهِمُ الْعَالِمُونَ بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی أَعْلَی مَنَازِلِ الْجِنَانِ وَ یَقُولُ یَا عَبْدِیَ الْكَاسِرَ لِأَعْدَائِی النَّاصِرَ لِأَوْلِیَائِی الْمُصَرِّحَ بِتَفْضِیلِ مُحَمَّدٍ خَیْرِ أَنْبِیَائِی وَ بِتَشْرِیفِ عَلِیٍّ أَفْضَلِ أَوْلِیَائِی وَ یُنَاوِی مَنْ نَاوَاهُمَا وَ یُسَمَّی بِأَسْمَائِهِمَا

ص: 10

وَ أَسْمَاءِ خُلَفَائِهِمَا وَ یُلَقَّبُ بِأَلْقَابِهِمْ فَیَقُولُ ذَلِكَ وَ یُبَلِّغُ اللَّهُ جَمِیعَ أَهْلِ الْعَرَصَاتِ فَلَا یَبْقَی كَافِرٌ وَ لَا جَبَّارٌ وَ لَا شَیْطَانٌ إِلَّا صَلَّی عَلَی هَذَا الْكَاسِرِ لِأَعْدَاءِ مُحَمَّدٍ وَ لَعَنَ الَّذِینَ كَانُوا یُنَاصِبُونَهُ فِی الدُّنْیَا مِنَ النَّوَاصِبِ لِمُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا.

«21»- م، تفسیر الإمام علیه السلام ج، الإحتجاج بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا علیهما السلام أَفْضَلُ مَا یُقَدِّمُهُ الْعَالِمُ مِنْ مُحِبِّینَا وَ مَوَالِینَا أَمَامَهُ لِیَوْمِ فَقْرِهِ وَ فَاقَتِهِ وَ ذُلِّهِ وَ مَسْكَنَتِهِ أَنْ یُغِیثَ فِی الدُّنْیَا مِسْكِیناً مِنْ مُحِبِّینَا مِنْ یَدِ نَاصِبٍ عَدُوٍّ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ یَقُومُ مِنْ قَبْرِهِ وَ الْمَلَائِكَةُ صُفُوفٌ مِنْ شَفِیرِ قَبْرِهِ (1) إِلَی مَوْضِعِ مَحَلِّهِ مِنْ جِنَانِ اللَّهِ فَیَحْمِلُونَهُ عَلَی أَجْنِحَتِهِمْ وَ یَقُولُونَ طُوبَاكَ طُوبَاكَ یَا دَافِعَ الْكِلَابِ عَنِ الْأَبْرَارِ وَ یَا أَیُّهَا الْمُتَعَصِّبُ لِلْأَئِمَّةِ الْأَخْیَارِ.

«22»- م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْجَوَادُ علیهما السلام إِنَّ حُجَجَ اللَّهِ عَلَی دِینِهِ أَعْظَمُ سُلْطَاناً یُسَلِّطُ اللَّهُ بِهَا عَلَی عِبَادِهِ فَمَنْ وَفَّرَ مِنْهَا حَظَّهُ فَلَا یَرَیَنَّ (2) أَنَّ مَنْ مَنَعَهُ ذَاكَ فَقَدْ فَضَّلَهُ عَلَیْهِ وَ لَوْ جَعَلَهُ فِی الذِّرْوَةِ (3) الْعُلْیَا مِنَ الشَّرَفِ وَ الْمَالِ وَ الْجَمَالِ فَإِنَّهُ إِنْ رَأَی ذَلِكَ فَقَدْ حَقَّرَ عَظِیمَ نِعَمِ اللَّهِ لَدَیْهِ وَ إِنَّ عَدُوّاً مِنْ أَعْدَائِنَا النَّوَاصِبِ یَدْفَعُهُ بِمَا تَعَلَّمَهُ مِنْ عُلُومِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ لَأَفْضَلُ لَهُ مِنْ كُلِّ مَالٍ لِمَنْ فُضِّلَ عَلَیْهِ وَ لَوْ تَصَدَّقَ بِأَلْفِ ضِعْفِهِ.

«23»- م، تفسیر الإمام علیه السلام ج، الإحتجاج وَ بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ لِبَعْضِ تَلَامِذَتِهِ لَمَّا اجْتَمَعَ قَوْمٌ مِنَ الْمَوَالِی وَ الْمُحِبِّینَ لِآلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِحَضْرَتِهِ وَ قَالُوا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ لَنَا جَاراً مِنَ النُّصَّابِ یُؤْذِینَا وَ یَحْتَجُّ عَلَیْنَا فِی تَفْضِیلِ الْأَوَّلِ وَ الثَّانِی وَ الثَّالِثِ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ یُورِدُ عَلَیْنَا حُجَجاً لَا نَدْرِی كَیْفَ الْجَوَابُ عَنْهَا وَ الْخُرُوجُ مِنْهَا قَالَ مُرَّ بِهَؤُلَاءِ إِذَا كَانُوا مُجْتَمِعِینَ یَتَكَلَّمُونَ فَتَسَمَّعْ عَلَیْهِمْ فَیَسْتَدْعُونَ مِنْكَ الْكَلَامَ فَتَكَلَّمْ وَ أَفْحِمْ صَاحِبَهُمْ وَ اكْسِرْ غِرَّتَهُ وَ فُلَّ حَدَّهُ وَ لَا تُبْقِ لَهُ بَاقِیَةً فَذَهَبَ الرَّجُلُ وَ حَضَرَ الْمَوْضِعَ وَ حَضَرُوا وَ كَلَّمَ الرَّجُلَ فَأَفْحَمَهُ وَ صَیَّرَهُ لَا یَدْرِی فِی السَّمَاءِ هُوَ أَوْ فِی الْأَرْضِ

ص: 11


1- أی ناحیة قبره.
2- أی فلا یغلب و لا یقهر.
3- بضم الذال و كسرها: المكان المرتفع، العلو، أعلی الشی ء.

قَالُوا فَوَقَعَ عَلَیْنَا مِنَ الْفَرَحِ وَ السُّرُورِ مَا لَا یَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَی وَ عَلَی الرَّجُلِ وَ الْمُتَعَصِّبِینَ لَهُ مِنَ الْحُزْنِ وَ الْغَمِّ مِثْلُ مَا لَحِقَنَا مِنَ السُّرُورِ فَلَمَّا رَجَعْنَا إِلَی الْإِمَامِ قَالَ لَنَا إِنَّ الَّذِی فِی السَّمَاوَاتِ مِنَ الْفَرَحِ وَ الطَّرَبِ بِكَسْرِ هَذَا الْعَدُوِّ لِلَّهِ كَانَ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَ بِحَضْرَتِكُمْ وَ الَّذِی كَانَ بِحَضْرَةِ إِبْلِیسَ وَ عُتَاةِ (1) مَرَدَتِهِ مِنَ الشَّیَاطِینِ مِنَ الْحُزْنِ وَ الْغَمِّ أَشَدُّ مِمَّا كَانَ بِحَضْرَتِهِمْ وَ لَقَدْ صَلَّی عَلَی هَذَا الْكَاسِرِ لَهُ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ وَ الْحُجُبِ وَ الْكُرْسِیِّ وَ قَابَلَهَا اللَّهُ بِالْإِجَابَةِ فَأَكْرَمَ إِیَابَهُ وَ عَظَّمَ ثَوَابَهُ وَ لَقَدْ لَعَنَتْ تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ عَدُوَّ اللَّهِ الْمَكْسُورَ وَ قَابَلَهَا اللَّهُ بِالْإِجَابَةِ فَشَدَّدَ حِسَابَهُ وَ أَطَالَ عَذَابَهُ.

بیان: التسمع الاستماع و اكسر غرته أی غلبته و شوكته و الفل الكسر و الحد طرف السیف و غیره و من الرجل بأسه و شدته أی اكسر حدته و بأسه و لا تبق له باقیة أی حجة باقیة فأكرم إیابه أی رجوعه إلی اللّٰه عز و جل.

«24»- م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ الْعَسْكَرِیُّ علیه السلام إِنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام بِرَجُلٍ یَزْعُمُ أَنَّهُ قَاتِلُ أَبِیهِ فَاعْتَرَفَ فَأَوْجَبَ عَلَیْهِ الْقِصَاصَ وَ سَأَلَهُ أَنْ یَعْفُوَ عَنْهُ لِیُعْظِمَ اللَّهُ ثَوَابَهُ فَكَأَنَّ نَفْسَهُ لَمْ تَطِبْ بِذَلِكَ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام لِلْمُدَّعِی لِلدَّمِ الْوَلِیِّ الْمُسْتَحِقِّ لِلْقِصَاصِ إِنْ كُنْتَ تَذْكُرُ لِهَذَا الرَّجُلِ عَلَیْكَ فَضْلًا فَهَبْ لَهُ هَذِهِ الْجِنَایَةَ وَ اغْفِرْ لَهُ هَذَا الذَّنْبَ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَهُ عَلَیَّ حَقٌّ وَ لَكِنْ لَمْ یَبْلُغْ أَنْ أَعْفُوَ عَنْ قَتْلِ وَالِدِی قَالَ فَتُرِیدُ مَا ذَا قَالَ أُرِیدُ الْقَوَدَ (2) فَإِنْ أَرَادَ لِحَقِّهِ عَلَیَّ أَنْ أُصَالِحَهُ عَلَی الدِّیَةِ صَالَحْتُهُ وَ عَفَوْتُ عَنْهُ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَمَا ذَا حَقُّهُ عَلَیْكَ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَقَّنَنِی تَوْحِیدَ اللَّهِ وَ نُبُوَّةَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَ إِمَامَةَ عَلِیٍّ وَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَهَذَا لَا یَفِی بِدَمِ أَبِیكَ بَلَی وَ اللَّهِ هَذَا یَفِی بِدِمَاءِ أَهْلِ الْأَرْضِ كُلِّهِمْ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ سِوَی الْأَنْبِیَاءِ وَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام إِنْ قُتِلُوا فَإِنَّهُ لَا یَفِی بِدِمَائِهِمْ شَیْ ءٌ أَنْ یُقْنَعَ مِنْهُ بِالدِّیَةِ قَالَ بَلَی قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ لِلْقَاتِلِ أَ فَتَجْعَلُ لِی ثَوَابَ تَلْقِینِكَ لَهُ حَتَّی أَبْذُلَ لَكَ الدِّیَةَ فَتَنْجُوَ بِهَا مِنَ الْقَتْلِ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَنَا مُحْتَاجٌ إِلَیْهَا وَ أَنْتَ مُسْتَغْنٍ عَنْهَا فَإِنَ

ص: 12


1- العتاة جمع عات: من استكبر و جاوز الحد.
2- القود بفتح القاف و الواو: القصاص و قتل القاتل بدل القتیل.

ذُنُوبِی عَظِیمَةٌ وَ ذَنْبِی إِلَی هَذَا الْمَقْتُولِ أَیْضاً بَیْنِی وَ بَیْنَهُ لَا بَیْنِی وَ بَیْنَ وَلِیِّهِ هَذَا قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَتَسْتَسْلِمُ لِلْقَتْلِ أَحَبُّ إِلَیْكَ مِنْ نُزُولِكَ عَنْ هَذَا التَّلْقِینِ قَالَ بَلَی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ لِوَلِیِّ الْمَقْتُولِ یَا عَبْدَ اللَّهِ قَابِلْ بَیْنَ ذَنْبِ هَذَا إِلَیْكَ وَ بَیْنَ تَطَوُّلِهِ عَلَیْكَ قَتَلَ أَبَاكَ حَرَمَهُ لَذَّةَ الدُّنْیَا وَ حَرَمَكَ التَّمَتُّعَ بِهِ فِیهَا عَلَی أَنَّكَ إِنْ صَبَرْتَ وَ سَلَّمْتَ فَرَفِیقُكَ أَبُوكَ فِی الْجِنَانِ وَ لَقَّنَكَ الْإِیمَانَ فَأَوْجَبَ لَكَ بِهِ جَنَّةَ اللَّهِ الدَّائِمَةَ وَ أَنْقَذَكَ مِنْ عَذَابِهِ الدَّائِمِ فَإِحْسَانُهُ إِلَیْكَ أَضْعَافُ أَضْعَافِ جِنَایَتِهِ عَلَیْهِ فَإِمَّا أَنْ تَعْفُوَ عَنْهُ جَزَاءً عَلَی إِحْسَانِهِ إِلَیْكَ لِأُحَدِّثَكُمَا بِحَدِیثٍ مِنْ فَضْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَیْرٌ لَكَ مِنَ الدُّنْیَا بِمَا فِیهَا وَ إِمَّا أَنْ تَأْبَی أَنْ تَعْفُوَ عَنْهُ حَتَّی أَبْذُلَ لَكَ الدِّیَةَ لِتُصَالِحَهُ عَلَیْهَا ثُمَّ أَخْبَرْتُهُ بِالْحَدِیثِ دُونَكَ فَلَمَا یَفُوتُكَ مِنْ ذَلِكَ الْحَدِیثِ خَیْرٌ مِنَ الدُّنْیَا بِمَا فِیهَا لَوِ اعْتَبَرْتَ بِهِ فَقَالَ الْفَتَی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ بِلَا دِیَةٍ وَ لَا شَیْ ءٍ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَ لِمَسْأَلَتِكَ فِی أَمْرِهِ فَحَدِّثْنَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ بِالْحَدِیثِ قَالَ عَلِیُّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا بُعِثَ إِلَی النَّاسِ كَافَّةً بِالْحَقِّ بَشِیراً وَ نَذِیراً إِلَی آخِرِ مَا سَیَأْتِی فِی أَبْوَابِ مُعْجِزَاتِهِ صلی اللّٰه علیه و آله.

«25»- م، تفسیر الإمام علیه السلام ج، الإحتجاج بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام أَنَّهُ اتَّصَلَ بِهِ أَنَّ رَجُلًا مِنْ فُقَهَاءِ شِیعَتِهِ كَلَّمَ بَعْضَ النُّصَّابِ فَأَفْحَمَهُ بِحُجَّتِهِ حَتَّی أَبَانَ عَنْ فَضِیحَتِهِ فَدَخَلَ عَلَی عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ فِی صَدْرِ مَجْلِسِهِ دَسْتٌ عَظِیمٌ مَنْصُوبٌ وَ هُوَ قَاعِدٌ خَارِجَ الدَّسْتِ وَ بِحَضْرَتِهِ خَلْقٌ مِنَ الْعَلَوِیِّینَ وَ بَنِی هَاشِمٍ فَمَا زَالَ یَرْفَعُهُ حَتَّی أَجْلَسَهُ فِی ذَلِكَ الدَّسْتِ وَ أَقْبَلَ عَلَیْهِ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَی أُولَئِكَ الْأَشْرَافِ فَأَمَّا الْعَلَوِیَّةُ فَأَجَلُّوهُ عَنِ الْعِتَابِ وَ أَمَّا الْهَاشِمِیُّونَ فَقَالَ لَهُ شَیْخُهُمْ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ هَكَذَا تُؤْثِرُ عَامِّیّاً عَلَی سَادَاتِ بَنِی هَاشِمٍ مِنَ الطَّالِبِیِّینَ وَ الْعَبَّاسِیِّینَ فَقَالَ علیه السلام إِیَّاكُمْ وَ أَنْ تَكُونُوا مِنَ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ أُوتُوا نَصِیباً مِنَ الْكِتابِ یُدْعَوْنَ إِلی كِتابِ اللَّهِ لِیَحْكُمَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ یَتَوَلَّی فَرِیقٌ مِنْهُمْ وَ هُمْ مُعْرِضُونَ أَ تَرْضَوْنَ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَكَماً قَالُوا بَلَی قَالَ أَ لَیْسَ اللَّهُ یَقُولُ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا قِیلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِی الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا یَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ إِلَی قَوْلِهِ وَ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ فَلَمْ یَرْضَ لِلْعَالِمِ الْمُؤْمِنِ إِلَّا أَنْ یُرْفَعَ عَلَی الْمُؤْمِنِ

ص: 13

غَیْرِ الْعَالِمِ كَمَا لَمْ یَرْضَ لِلْمُؤْمِنِ إِلَّا أَنْ یُرْفَعَ عَلَی مَنْ لَیْسَ بِمُؤْمِنٍ أَخْبِرُونِی عَنْهُ قَالَ یَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ أَ وَ قَالَ یَرْفَعُ اللَّهُ الَّذِینَ أُوتُوا شَرَفَ النَّسَبِ دَرَجَاتٍ أَ وَ لَیْسَ قَالَ اللَّهُ هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ فَكَیْفَ تُنْكِرُونَ رَفْعِی لِهَذَا لَمَّا رَفَعَهُ اللَّهُ إِنَّ كَسْرَ هَذَا لِفُلَانٍ النَّاصِبِ بِحُجَجِ اللَّهِ الَّتِی عَلَّمَهُ إِیَّاهَا لَأَفْضَلُ لَهُ مِنْ كُلِّ شَرَفٍ فِی النَّسَبِ فَقَالَ الْعَبَّاسِیُّ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ شَرَّفْتَ عَلَیْنَا وَ قَصَّرْتَنَا عَمَّنْ لَیْسَ لَهُ نَسَبٌ كَنَسَبِنَا وَ مَا زَالَ مُنْذُ أَوَّلِ الْإِسْلَامِ یُقَدَّمُ الْأَفْضَلُ فِی الشَّرَفِ عَلَی مَنْ دُونَهُ فِیهِ فَقَالَ علیه السلام سُبْحَانَ اللَّهِ أَ لَیْسَ الْعَبَّاسُ بَایَعَ لِأَبِی بَكْرٍ وَ هُوَ تَیْمِیٌّ وَ الْعَبَّاسُ هَاشِمِیٌّ أَ وَ لَیْسَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ كَانَ یَخْدُمُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَ هُوَ هَاشِمِیٌّ أَبُو الْخُلَفَاءِ وَ عُمَرُ عَدَوِیٌّ وَ مَا بَالُ عُمَرَ أَدْخَلَ الْبُعَدَاءَ مِنْ قُرَیْشٍ فِی الشُّورَی وَ لَمْ یُدْخِلِ الْعَبَّاسَ فَإِنْ كَانَ رَفْعُنَا لِمَنْ لَیْسَ بِهَاشِمِیٍّ عَلَی هَاشِمِیٍّ مُنْكَراً فَأَنْكِرُوا عَلَی الْعَبَّاسِ بَیْعَتَهُ لِأَبِی بَكْرٍ وَ عَلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ خِدْمَتَهُ لِعُمَرَ بَعْدَ بَیْعَتِهِ فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ جَائِزاً فَهَذَا جَائِزٌ فَكَأَنَّمَا أُلْقِمَ الْهَاشِمِیُّ حَجَراً (1).

بیان: قال الفیروزآبادی الدست من الثیاب و الورق و صدر البیت معربات قوله علیه السلام لما رفعه اللّٰه بالتخفیف و التشدید.

«26»- لی، الأمالی للصدوق جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُدْرِكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ النَّاسَ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ وَ وُضِعَتِ الْمَوَازِینُ فَتُوزَنُ دِمَاءُ الشُّهَدَاءِ مَعَ مِدَادِ الْعُلَمَاءِ فَیَرْجَحُ مِدَادُ الْعُلَمَاءِ عَلَی دِمَاءِ الشُّهَدَاءِ.

لی، الأمالی للصدوق و أنشدنا الشیخ الفقیه أبو جعفر لبعضهم

العالم العاقل ابن نفسه- أغناه جنس علمه عن جنسه

كم بین من تكرمه لغیره- و بین من تكرمه لنفسه

ص: 14


1- مثل یضرب لمن تكلم فاجیب بمسكتة.

«27»- لی، الأمالی للصدوق عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَادِی عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: لَمَّا كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ علیهما السلام قَالَ مُوسَی إِلَهِی مَا جَزَاءُ مَنْ دَعَا نَفْساً كَافِرَةً إِلَی الْإِسْلَامِ قَالَ یَا مُوسَی آذَنُ لَهُ فِی الشَّفَاعَةِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ لِمَنْ یُرِیدُ.

أقول: سیجی ء الخبر بتمامه.

«28»- فس، تفسیر القمی حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ رُشَیْدٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْ لِلَّذِینَ آمَنُوا یَغْفِرُوا لِلَّذِینَ لا یَرْجُونَ أَیَّامَ اللَّهِ قَالَ قُلْ لِلَّذِینَ مَنَنَّا عَلَیْهِمْ بِمَعْرِفَتِنَا أَنْ یُعَرِّفُوا الَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ فَإِذَا عَرَّفُوهُمْ فَقَدْ غَفَرُوا لَهُمْ.

«29»- ب، قرب الإسناد هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: ثَلَاثَةٌ یَشْفَعُونَ إِلَی اللَّهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَیُشَفِّعُهُمُ الْأَنْبِیَاءُ ثُمَّ الْعُلَمَاءُ ثُمَّ الشُّهَدَاءُ.

بیان: فیشفعهم علی صیغة التفعیل أی یقبل شفاعتهم.

«30»- ل، الخصال أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَرَّارٍ عَنْ یُونُسَ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ فِیمَا أَوْصَی بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً یَا عَلِیُّ ثَلَاثٌ مِنْ حَقَائِقِ الْإِیمَانِ الْإِنْفَاقُ مِنَ الْإِقْتَارِ وَ إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ وَ بَذْلُ الْعِلْمِ لِلْمُتَعَلِّمِ.

بیان: الإقتار التضیق فی المعاش.

«31»- ل، الخصال ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ صُهَیْبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ لَا یَجْمَعُ اللَّهُ لِمُنَافِقٍ وَ لَا فَاسِقٍ حُسْنَ السَّمْتِ وَ الْفِقْهَ وَ حُسْنَ الْخُلُقِ أَبَداً.

«32»- ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ حَسُنَ فِقْهُهُ فَلَهُ حَسَنَةٌ.

بیان: لعل المراد أن حصول الحسنة مشروط بحسن الفقه أو أن حسن الفقه فی كل مسألة یوجب حسنة كاملة.

ص: 15

«33»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَیْرِ نَفْسٍ ... فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِیعاً وَ مَنْ أَحْیاها فَكَأَنَّما أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعاً قَالَ مَنْ أَخْرَجَهَا مِنْ ضَلَالٍ إِلَی هُدًی فَقَدْ أَحْیَاهَا وَ مَنْ أَخْرَجَهَا مِنْ هُدًی إِلَی ضَلَالٍ فَقَدْ وَ اللَّهِ أَمَاتَهَا.

«34»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی بِإِسْنَادِ أَخِی دِعْبِلٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: فَقِیهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَی إِبْلِیسَ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ.

«35»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی بِإِسْنَادِ الْمُجَاشِعِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وُزِنَ مِدَادُ الْعُلَمَاءِ بِدِمَاءِ الشُّهَدَاءِ فَیَرْجَحُ مِدَادُ الْعُلَمَاءِ عَلَی دِمَاءِ الشُّهَدَاءِ.

«36»- ع، علل الشرائع الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْعَالِمَ وَ الْعَابِدَ فَإِذَا وَقَفَا بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قِیلَ لِلْعَابِدِ انْطَلِقْ إِلَی الْجَنَّةِ وَ قِیلَ لِلْعَالِمِ قِفْ تَشْفَعْ لِلنَّاسِ بِحُسْنِ تَأْدِیبِكَ لَهُمْ.

یر، بصائر الدرجات الیقطینی عن یونس عمن رواه مثله.

«37»- ع، علل الشرائع أَبُو الْحَسَنِ طَاهِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یُونُسَ الْفَقِیهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْهَرَوِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ تَمِیمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمِیدَةَ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی الدَّرْدَاءِ (1) قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَجْمَعُ الْعُلَمَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ یَقُولُ لَهُمْ لَمْ أَضَعْ نُورِی وَ حِكْمَتِی فِی صُدُورِكُمْ إِلَّا وَ أَنَا أُرِیدُ بِكُمْ خَیْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اذْهَبُوا فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ عَلَی مَا كَانَ مِنْكُمْ.

«38»- مع، معانی الأخبار الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَحْیَی بْنِ عِمْرَانَ عَنْ یُونُسَ عَنْ سَعْدَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الم هُوَ حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ الْمُقَطَّعِ

ص: 16


1- هو عویمر- بضم العین المهملة و فتح الواو و سكون الیاء و كسر المیم- ابن عامر بن زید أبو الدرداء الخزرجی الأنصاریّ المدنیّ، عده الشیخ من أصحاب رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله و مات قبل قتل عثمان بسنة بدمشق، و كأنّها سنة أربع و ثلاثین علی ما قاله البخاری «تنقیح المقال ج 3552».

فِی الْقُرْآنِ الَّذِی یُؤَلِّفُهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَوِ الْإِمَامُ فَإِذَا دَعَا بِهِ أُجِیبَ ذلِكَ الْكِتابُ لا رَیْبَ فِیهِ هُدیً لِلْمُتَّقِینَ قَالَ بَیَانٌ لِشِیعَتِنَا الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِالْغَیْبِ وَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ قَالَ مِمَّا عَلَّمْنَاهُمْ یَبُثُّونَ وَ مِمَّا عَلَّمْنَاهُمْ مِنَ الْقُرْآنِ یَتْلُونَ.

«39»- ل، الخصال فِی الْأَرْبَعِمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلِّمُوا صِبْیَانَكُمْ مَا یَنْفَعُهُمُ اللَّهُ بِهِ لَا یَغْلِبُ عَلَیْهِمُ الْمُرْجِئَةُ بِرَأْیِهَا.

«40»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَاصِمٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ مُعَلِّمَ الْخَیْرِ یَسْتَغْفِرُ لَهُ دَوَابُّ الْأَرْضِ وَ حِیتَانُ الْبَحْرِ وَ كُلُّ ذِی رُوحٍ فِی الْهَوَاءِ وَ جَمِیعُ أَهْلِ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ إِنَّ الْعَالِمَ وَ الْمُتَعَلِّمَ فِی الْأَجْرِ سَوَاءٌ یَأْتِیَانِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ كَفَرَسَیْ رِهَانٍ یَزْدَحِمَانِ.

بیان: أی كفرسی رهان یتسابق علیهما یزحم كل منهما صاحبه أی یجی ء بجنبه و یضیق علیه.

«41»- یر، بصائر الدرجات ابْنُ هَاشِمٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَیْفٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مُعَلِّمُ الْخَیْرِ تَسْتَغْفِرُ لَهُ دَوَابُّ الْأَرْضِ وَ حِیتَانُ الْبَحْرِ وَ كُلُّ صَغِیرَةٍ وَ كَبِیرَةٍ فِی أَرْضِ اللَّهِ وَ سَمَائِهِ.

ثو، ثواب الأعمال أبی عن سعد عن ابن عیسی و ابن هاشم عن الحسین بن سیف مثله.

«42»- یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْمُؤْمِنُ الْعَالِمُ أَعْظَمُ أَجْراً مِنَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْغَازِی فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ إِذَا مَاتَ ثُلِمَ فِی الْإِسْلَامِ ثُلْمَةٌ لَا یَسُدُّهَا شَیْ ءٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

بیان: الثلمة بالضم فرجة المكسور و المهدوم.

«43»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ مَنْ عَلَّمَ خَیْراً فَلَهُ بِمِثْلِ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهِ قُلْتُ فَإِنْ عَلَّمَهُ غَیْرَهُ یَجْرِی ذَلِكَ لَهُ قَالَ إِنْ عَلَّمَهُ النَّاسَ كُلَّهُمْ جَرَی لَهُ قُلْتُ فَإِنْ مَاتَ قَالَ وَ إِنْ مَاتَ.

یر، بصائر الدرجات أحمد عن محمد البرقی عن ابن أبی عمیر عن علی بن یقطین عن أبی بصیر عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام مثله

ص: 17

بیان: قوله فإن علمه غیره أی المتعلم و یحتمل المعلم أیضا.

«44»- یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ الْحَارِثِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَجِی ءُ الرَّجُلُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ لَهُ مِنَ الْحَسَنَاتِ كَالسَّحَابِ الرُّكَامِ أَوْ كَالْجِبَالِ الرَّوَاسِی فَیَقُولُ یَا رَبِّ أَنَّی لِی هَذَا وَ لَمْ أَعْمَلْهَا فَیَقُولُ هَذَا عِلْمُكَ الَّذِی عَلَّمْتَهُ النَّاسَ یَعْمَلُ بِهِ مَنْ بَعْدَكَ.

بیان: الركام بالضم الضخم المتراكم بعضه فوق بعض.

«45»- یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ وَ ابْنُ هَاشِمٍ مَعاً عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: عَالِمٌ یُنْتَفَعُ بِعِلْمِهِ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ سَبْعِینَ أَلْفَ عَابِدٍ.

«46»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَی الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَی سَائِرِ النُّجُومِ لَیْلَةَ الْبَدْرِ.

«47»- یر، بصائر الدرجات بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: فَضْلُ الْعِلْمِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ.

«48»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ (1) عَنْ أَبِی طَاهِرٍ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَبَدٍ عَنِ الدَّوَاوَنْدِیِّ (2) عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: یَأْتِی صَاحِبُ الْعِلْمِ قُدَّامَ الْعَابِدِ بِرَبْوَةٍ مَسِیرَةَ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ.

بیان: الربوة مثلثة ما ارتفع من الأرض و لعل المراد أنه یأتی إلی مكان مرتفع هو محل استقرارهم و موضع شرفهم قبل العابد بخمسمائة عام أو ارتفاع الربوة

ص: 18


1- بتشدید السین المهملة، هو أبو عبد اللّٰه الزبیبی الرازیّ قال النجاشیّ فی ص 239: یعرف و ینكر، بین بین، یروی عنه الضعفاء كثیرا، له كتب منها: كتاب العقاب، كتاب ثواب انا انزلناه، كتاب ثواب الأعمال، كتاب الشیخ و الشیخة، كتاب ثواب القرآن. و عده الشیخ فی رجاله تارة من أصحاب الهادی علیه السلام، و تارة ممن لم یرو عنهم علیهم السلام و قال: روی عنه الصفار و غیره.
2- و فی نسخة: الداروردی. و الاسناد فی البصائر المطبوع هكذا: محمّد بن حسان، عن أبی طاهر أحمد بن عیسی بن عبد اللّٰه بن محمّد بن عمر بن أبی طالب، عن محمّد بن حسان و زید، عن الراوندیّ، عن جعفر بن محمّد علیهما السلام.

خمسمائة عام أو أنهما یسیران فی المحشر و العالم قدام العابد مرتفعا علیه قدر خمس مائة عام.

«49»- یر، بصائر الدرجات عُمَرُ بْنُ مُوسَی عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ زِیَادٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَی الْعَابِدِ كَفَضْلِ الشَّمْسِ عَلَی الْكَوَاكِبِ وَ فَضْلَ الْعَابِدِ عَلَی غَیْرِ الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَی الْكَوَاكِبِ.

«50»- یر، بصائر الدرجات ابْنُ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: عَالِمٌ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ وَ مِنْ أَلْفِ زَاهِدٍ.

وَ قَالَ علیه السلام عَالِمٌ یُنْتَفَعُ بِعِلْمِهِ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ سَبْعِینَ أَلْفَ عَابِدٍ.

ثو، ثواب الأعمال ابن الولید عن الصفار عن ابن عیسی مثله.

«51»- یر، بصائر الدرجات ابْنُ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: رَكْعَةٌ یُصَلِّیهَا الْفَقِیهُ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِینَ أَلْفَ رَكْعَةٍ یُصَلِّیهَا الْعَابِدُ.

«52»- ثو، ثواب الأعمال الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَا یَتَكَلَّمُ الرَّجُلُ بِكَلِمَةِ حَقٍّ یُؤْخَذُ بِهَا إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ أَخَذَ بِهَا وَ لَا یَتَكَلَّمُ بِكَلِمَةِ ضَلَالٍ یُؤْخَذُ بِهَا إِلَّا كَانَ عَلَیْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ أَخَذَ بِهَا.

«53»- سن، المحاسن أَبِی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ أَبَانٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ عَلَّمَ بَابَ هُدًی كَانَ لَهُ أَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهِ وَ لَا یُنْقَصُ أُولَئِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ وَ مَنْ عَلَّمَ بَابَ ضَلَالٍ كَانَ لَهُ وِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهِ وَ لَا یُنْقَصُ أُولَئِكَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ.

«54»- سن، المحاسن أَبِی عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ (1) عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَا تُخَاصِمُوا النَّاسَ فَإِنَّ النَّاسَ لَوِ اسْتَطَاعُوا أَنْ یُحِبُّونَا لَأَحَبُّونَا.

ص: 19


1- بفتح الباء أورده النجاشیّ فی رجاله ص 175 فقال: علی بن أبی حمزة، و اسم أبی حمزة سالم البطائنی أبو الحسن مولی الأنصار كوفیّ، و كان قائد أبی بصیر یحیی بن القاسم، و له أخ یسمی جعفر بن أبی حمزة، روی عن أبی الحسن موسی علیه السلام، و روی عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام، ثمّ وقف، و هو أحد عمد الواقفة، صنف كتبا عدیدة منها: كتاب الصلاة، كتاب الزكاة، كتاب التفسیر، و أكثره عن أبی بصیر، كتاب جامع فی أبواب الفقه.

بیان: لعل المراد النهی عن المجادلة و المخاصمة مع المخالفین إذا لم یؤثر فیهم و لا ینفع فی هدایتهم و علل ذلك بأنهم بسوء اختیارهم بعدوا عن الحق بحیث یعسر علیهم قبول الحق كأنهم لا یستطیعونه أو صاروا بسوء اختیارهم غیر مستطیعین و سیأتی الكلام فیه فی كتاب العدل.

«55»- سن، المحاسن أَخِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ لِی أَهْلَ بَیْتٍ وَ هُمْ یَسْمَعُونَ مِنِّی أَ فَأَدْعُوهُمْ إِلَی هَذَا الْأَمْرِ قَالَ نَعَمْ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِیكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ الْمُرَادُ بِهَا الْأَصْنَامُ أَوْ حِجَارَةُ الْكِبْرِیتِ.

«56»- سن، المحاسن عُثْمَانُ بْنُ عِیسَی عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَیْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِی الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِیعاً وَ مَنْ أَحْیاها فَكَأَنَّما أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعاً فَقَالَ مَنْ أَخْرَجَهَا مِنْ ضَلَالٍ إِلَی هُدًی فَقَدْ أَحْیَاهَا وَ مَنْ أَخْرَجَهَا مِنْ هُدًی إِلَی ضَلَالٍ فَقَدْ قَتَلَهَا.

شی، تفسیر العیاشی عن سماعة مثله.

«57»- سن، المحاسن عَلِیُّ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ فُضَیْلٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَوْلُ اللَّهِ فِی كِتَابِهِ وَ مَنْ أَحْیاها فَكَأَنَّما أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعاً قَالَ مِنْ حَرَقٍ أَوْ غَرَقٍ قُلْتُ فَمَنْ أَخْرَجَهَا مِنْ ضَلَالٍ إِلَی هُدًی فَقَالَ ذَلِكَ تَأْوِیلُهَا الْأَعْظَمُ.

«58»- سن، المحاسن أَبِی عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْقَمَّاطِ عَنْ حُمْرَانَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَسْأَلُكَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ كُنْتُ عَلَی حَالٍ وَ أَنَا الْیَوْمَ عَلَی حَالٍ أُخْرَی كُنْتُ أَدْخُلُ الْأَرْضَ فَأَدْعُو الرَّجُلَ وَ الِاثْنَیْنِ وَ الْمَرْأَةَ فَیُنْقِذُ اللَّهُ مَنْ یَشَاءُ وَ أَنَا الْیَوْمَ لَا أَدْعُو أَحَداً فَقَالَ وَ مَا عَلَیْكَ أَنْ تُخَلِّیَ بَیْنَ النَّاسِ وَ بَیْنَ رَبِّهِمْ فَمَنْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ یُخْرِجَهُ مِنْ ظُلْمَةٍ إِلَی نُورٍ أَخْرَجَهُ ثُمَّ قَالَ وَ لَا عَلَیْكَ إِنْ آنَسْتَ مِنْ أَحَدٍ خَیْراً أَنْ تَنْبِذَ إِلَیْهِ الشَّیْ ءَ نَبْذاً (1) فَقُلْتُ أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ مَنْ أَحْیاها فَكَأَنَّما أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعاً قَالَ مِنْ حَرَقٍ أَوْ غَرَقٍ أَوْ غَدْرٍ ثُمَّ سَكَتَ فَقَالَ تَأْوِیلُهَا الْأَعْظَمُ أَنْ دَعَاهَا

ص: 20


1- نبذ الشی ء: طرحه و رمی به.

فَاسْتَجَابَتْ لَهُ (1)

شی، تفسیر العیاشی عن حمران مثله.

«59»- شی، تفسیر العیاشی عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ (2)عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَیْبَ فِیهِ قَالَ كِتَابُ عَلِیٍّ لَا رَیْبَ فِیهِ هُدیً لِلْمُتَّقِینَ قَالَ الْمُتَّقُونَ شِیعَتُنَا الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِالْغَیْبِ وَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ وَ مِمَّا عَلَّمْنَاهُمْ یَبُثُّونَ.

«60»- شی، تفسیر العیاشی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ مَنْ أَحْیاها فَكَأَنَّما أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعاً قَالَ لَمْ یَقْتُلْهَا (3) أَوْ أَنْجَاهَا مِنْ غَرَقٍ أَوْ حَرَقٍ أَوْ أَعْظَمَ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ یُخْرِجُهَا مِنْ ضَلَالَةٍ إِلَی هُدًی.

«61»- شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ مَنْ أَحْیاها فَكَأَنَّما أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعاً قَالَ مَنِ اسْتَخْرَجَهَا مِنَ الْكُفْرِ إِلَی الْإِیمَانِ.

«62»- سر، السرائر مِنْ كِتَابِ الْمَشِیخَةِ لِابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْفَضْلِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی أَبْلِغْ خَیْراً وَ قُلْ خَیْراً وَ لَا تَكُونَنَّ إِمَّعَةً.

مكسورة الألف مشددة المیم المفتوحة و العین غیر المعجمة.

قَالَ: وَ مَا الْإِمَّعَةُ قَالَ لَا تَقُولَنَّ أَنَا مَعَ النَّاسِ وَ أَنَا كَوَاحِدٍ مِنَ النَّاسِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا هُمَا نَجْدَانِ نَجْدُ خَیْرٍ وَ نَجْدُ شَرٍّ فَمَا بَالُ نَجْدِ الشَّرِّ أَحَبُّ إِلَیْكُمْ مِنْ نَجْدِ الْخَیْرِ.

جا، المجالس للمفید أحمد بن الولید عن أبیه عن الصفار عن أبی معروف عن ابن مهزیار عن ابن محبوب عن الفضل بن یونس مثله

ص: 21


1- أی دعاها من ظلمة الجهالة و الضلالة الی الرشد و الهدایة، فاستجابت نفسه له.
2- قال النجاشیّ فی ص 137: سعدان بن مسلم و اسمه عبد الرحمن بن مسلم أبو الحسن العامری مولی أبی العلاء كرز بن حفید العامری، من عامر ربیعة، روی عن أبی عبد اللّٰه و أبی الحسن علیهما السلام، و عمر عمرا طویلا، قد اختلف فی عشیرته، فقال أستادنا عثمان بن حاتم بن المنتاب: التغلبی، و قال محمّد بن عبده: سعدان بن مسلم الزهری من بنی زهرة بن كلاب عربی أعقب، و اللّٰه أعلم. له كتاب یرویه جماعة. و قال السیّد الداماد قدّس سرّه: سعدان بن مسلم شیخ كبیر القدر، جلیل المنزلة له أصل رواه عنه جماعة من الثقات و الأعیان كصفوان بن یحیی و غیره.
3- أی لم یقتص منه و لم یقتلها بدل قتیله.

بیان: قال فی النهایة اغد عالما أو متعلما و لا تكن إمعة الإمعة بكسر الهمزة و تشدید المیم الذی لا رأی له فهو یتابع كل أحد علی رأیه و الهاء فیه للمبالغة و یقال فیه إمع أیضا و لا یقال للمرأة إمعة و همزته أصلیة لأنه لا یكون أفعل وصفا و قیل هو الذی یقول لكل أحد أنا معك و منه حدیث ابن مسعود لا یكونن أحدكم إمعة قیل و ما الإمعة قال الذی یقول أنا مع الناس انتهی و النجد الطریق الواضح المرتفع و الحاصل أنه لا واسطة بین الحق و الباطل فالخروج عن الحق لمتابعة الناس ینتهی إلی الباطل.

«63»- سر، السرائر مِنْ كِتَابِ الْمَشِیخَةِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ قَالَ: لَقِیَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِینَةِ لَیْلًا فَقَالَ لِی یَا حَارِثُ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ أَمَا لَتَحْمِلُنَّ ذُنُوبَ سُفَهَائِكُمْ عَلَی عُلَمَائِكُمْ ثُمَّ مَضَی قَالَ ثُمَّ أَتَیْتُهُ فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَیْهِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لِمَ قُلْتَ لَتَحْمِلُنَّ ذُنُوبَ سُفَهَائِكُمْ عَلَی عُلَمَائِكُمْ فَقَدْ دَخَلَنِی مِنْ ذَلِكَ أَمْرٌ عَظِیمٌ فَقَالَ نَعَمْ مَا یَمْنَعُكُمْ إِذَا بَلَغَكُمْ عَنِ الرَّجُلِ مِنْكُمْ مَا تَكْرَهُونَهُ مِمَّا یَدْخُلُ بِهِ عَلَیْنَا الْأَذَی وَ الْعَیْبُ عِنْدَ النَّاسِ أَنْ تَأْتُوهُ فَتُؤَنِّبُوهُ (1) وَ تَعِظُوهُ وَ تَقُولُوا لَهُ قَوْلًا بَلِیغاً فَقُلْتُ لَهُ إِذًا لَا یَقْبَلُ مِنَّا وَ لَا یُطِیعُنَا قَالَ فَقَالَ فَإِذًا فَاهْجُرُوهُ عِنْدَ ذَلِكَ وَ اجْتَنِبُوا مُجَالَسَتَهُ.

«64»- سر، السرائر مِنْ كِتَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَیْرٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ دَعَا إِلَی ضَلَالٍ لَمْ یَزَلْ فِی سَخَطِ اللَّهِ حَتَّی یَرْجِعَ مِنْهُ.

«65»- غو، غوالی اللئالی قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا مَاتَ الْمُؤْمِنُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ صَدَقَةٍ جَارِیَةٍ أَوْ عِلْمٍ یُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ یَدْعُو لَهُ.

«66»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ نَوْمُ الْعَالِمِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ رَكْعَةٍ یُصَلِّیهَا الْعَابِدُ یَا عَلِیُّ لَا فَقْرَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ وَ لَا عِبَادَةَ مِثْلُ التَّفَكُّرِ.

«67»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله عُلَمَاءُ أُمَّتِی كَأَنْبِیَاءِ بَنِی إِسْرَائِیلَ.

ص: 22


1- أی فتعنفوه و تلوموه.

«68»- جا، المجالس للمفید أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الزُّرَارِیِّ (1) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ غِیَاثِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ مُصْعَبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ الْعَبْدِیِّ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا أَخَذَ اللَّهُ مِیثَاقاً مِنْ أَهْلِ الْجَهْلِ بِطَلَبِ تِبْیَانِ الْعِلْمِ حَتَّی أَخَذَ مِیثَاقاً مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِبَیَانِ الْعِلْمِ لِلْجُهَّالِ لِأَنَّ الْعِلْمَ قَبْلَ الْجَهْلِ.

بیان: فی الكافی كان قبل الجهل و هذا دلیل علی سبق أخذ العهد علی العالم ببذل العلم علی أخذ العهد علی الجاهل بالتعلم أو بیان لصحته و المراد أن اللّٰه خلق الجاهل من العباد بعد وجود العالم كالقلم و اللوح و سائر الملائكة و كخلیفة اللّٰه آدم بالنسبة إلی أولاده.

«69»- م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ لَكُمْ فِی الْقِصاصِ حَیاةٌ یا أُولِی الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ عِبَادَ اللَّهِ هَذَا قِصَاصُ قَتْلِكُمْ لِمَنْ تَقْتُلُونَهُ فِی الدُّنْیَا وَ تُفْنُونَ رُوحَهُ أَ وَ لَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَعْظَمَ مِنْ هَذَا الْقَتْلِ وَ مَا یُوجِبُ اللَّهُ عَلَی قَاتِلِهِ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا الْقِصَاصِ قَالُوا بَلَی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا الْقَتْلِ أَنْ تَقْتُلَهُ قَتْلًا لَا یَنْجَبِرُ وَ لَا یَحْیَا بَعْدَهُ أَبَداً قَالُوا مَا هُوَ قَالَ أَنْ یُضِلَّهُ عَنْ نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَنْ وَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ یَسْلُكَ بِهِ غَیْرَ سَبِیلِ اللَّهِ وَ یُغْوِیَهُ بِاتِّبَاعِ طَرِیقِ أَعْدَاءِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ الْقَوْلِ بِإِمَامَتِهِمْ وَ دَفْعِ عَلِیٍّ علیه السلام عَنْ حَقِّهِ وَ جَحْدِ فَضْلِهِ فَهَذَا هُوَ الْقَتْلُ الَّذِی هُوَ تَخْلِیدُ هَذَا الْمَقْتُولِ فِی نَارِ جَهَنَّمَ فَجَزَاءُ هَذَا الْقَتْلِ مِثْلُ ذَلِكَ الْخُلُودِ فِی نَارِ جَهَنَّمَ.

«70»- ضه، روضة الواعظین قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ عِلْمٍ یُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ صَدَقَةٍ تَجْرِی لَهُ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ یَدْعُو لَهُ.

«71»- ضه، روضة الواعظین قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله سَاعَةٌ مِنْ عَالِمٍ یَتَّكِئُ عَلَی فِرَاشِهِ یَنْظُرُ فِی عَمَلِهِ خَیْرٌ مِنْ عِبَادَةِ الْعَابِدِ سَبْعِینَ عَاماً.

ص: 23


1- بضم الزای المعجمة و كسر الرای المهملة نسبة إلی زرارة بن أعین، هو محمّد بن سلیمان بن الحسن بن الجهم بن بكیر بن أعین بن سنسن أبو طاهر الزراری، ثقة، عین، حسن الطریقة، و له إلی أبی محمّد علیه السلام مسائل و الجوابات، و له كتب: منها كتاب الآداب و المواعظ، و كتاب الدعاء، ولد سنة 237 و مات سنة 301، قال النجاشیّ فی ص 245: و قال أبو غالب الزراری ابن اینة «المذكور فی أول السند» فی رسالته: و كاتب الصاحب علیه السلام جدی محمّد بن سلیمان بعد موت أبیه الی أن وقعت الغیبة.

«72»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَی الْعَابِدِ سَبْعِینَ دَرَجَةً بَیْنَ كُلِّ دَرَجَتَیْنِ حُضْرُ الْفَرَسِ سَبْعِینَ عَاماً وَ ذَلِكَ أَنَّ الشَّیْطَانَ یَدَعُ الْبِدْعَةَ لِلنَّاسِ فَیُبْصِرُهَا الْعَالِمُ فَیَنْهَی عَنْهَا وَ الْعَابِدُ مُقْبِلٌ عَلَی عِبَادَتِهِ لَا یَتَوَجَّهُ لَهَا وَ لَا یَعْرِفُهَا.

«73»- ضه، روضة الواعظین قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَ لَا أُحَدِّثُكُمْ عَنْ أَقْوَامٍ لَیْسُوا بِأَنْبِیَاءَ وَ لَا شُهَدَاءَ یَغْبِطُهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ الْأَنْبِیَاءُ وَ الشُّهَدَاءُ بِمَنَازِلِهِمْ مِنَ اللَّهِ عَلَی مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ (1) فَقِیلَ مَنْ هُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هُمُ الَّذِینَ یُحَبِّبُونَ عِبَادَ اللَّهِ إِلَی اللَّهِ وَ یُحَبِّبُونَ عِبَادَ اللَّهِ إِلَیَّ قَالَ یَأْمُرُونَهُمْ بِمَا یُحِبُّ اللَّهُ وَ یَنْهَوْنَهُمْ عَمَّا یَكْرَهُ اللَّهُ فَإِذَا أَطَاعُوهُمْ أَحَبَّهُمُ اللَّهُ.

«74»- غو، غوالی اللئالی قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ لَا یَنْتَزِعُ الْعِلْمَ انْتِزَاعاً وَ لَكِنْ یَنْتَزِعُهُ بِمَوْتِ الْعُلَمَاءِ حَتَّی إِذَا لَمْ یَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا فَأَفْتَوُا النَّاسَ بِغَیْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَ أَضَلُّوا.

«75»- ختص، الإختصاص قَالَ الْعَالِمُ علیه السلام مَنِ اسْتَنَّ بِسُنَّةٍ حَسَنَةٍ فَلَهُ أَجْرُهَا وَ أَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَیْرِ أَنْ یَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَیْ ءٌ وَ مَنِ اسْتَنَّ بِسُنَّةٍ سَیِّئَةٍ فَعَلَیْهِ وِزْرُهَا وَ وِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَیْرِ أَنْ یَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَیْ ءٌ.

«76»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ یَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً أَوْ أَمَرَ بِمَعْرُوفٍ أَوْ نَهَی عَنْ مُنْكَرٍ أَوْ دَلَّ عَلَی خَیْرٍ أَوْ أَشَارَ بِهِ فَهُوَ شَرِیكٌ وَ مَنْ أَمَرَ بِسُوءٍ أَوْ دَلَّ عَلَیْهِ أَوْ أَشَارَ بِهِ فَهُوَ شَرِیكٌ.

«77»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَمْ یَمُتْ مَنْ تَرَكَ أَفْعَالًا تُقْتَدَی بِهَا مِنَ الْخَیْرِ وَ مَنْ نَشَرَ حِكْمَةً ذُكِرَ بِهَا.

«78»- وَ مِنْهُ، عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أَرْبَعٌ تَلْزَمُ كُلَّ ذِی حِجًی مِنْ أُمَّتِی قِیلَ وَ مَا هُنَّ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ اسْتِمَاعُ الْعِلْمِ وَ حِفْظُهُ وَ الْعَمَلُ بِهِ وَ نَشْرُهُ.

«79»- عدة، عدة الداعی عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مِنَ الصَّدَقَةِ أَنْ یَتَعَلَّمَ الرَّجُلُ الْعِلْمَ وَ یُعَلِّمَهُ النَّاسَ.

ص: 24


1- یمكن أن یكون المراد بالغبطة السرور دون تمنی المنزلة.

«80»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله زَكَاةُ الْعِلْمِ تَعْلِیمُهُ مَنْ لَا یَعْلَمُهُ.

«81»- وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام لِكُلِّ شَیْ ءٍ زَكَاةٌ وَ زَكَاةُ الْعِلْمِ أَنْ یُعَلِّمَهُ أَهْلَهُ.

«82»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ نَوْمُ الْعَالِمِ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ الْعَابِدِ یَا عَلِیُّ رَكْعَتَانِ یُصَلِّیهِمَا الْعَالِمُ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِینَ رَكْعَةً یُصَلِّیهَا الْعَابِدُ.

«83»- مُنْیَةُ الْمُرِیدِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَحِمَ اللَّهُ خُلَفَائِی فَقِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ خُلَفَاؤُكَ قَالَ الَّذِینَ یُحْیُونَ سُنَّتِی وَ یُعَلِّمُونَهَا عِبَادَ اللَّهِ.

«84»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله فَقِیهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَی الشَّیْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ.

«85»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ مَثَلَ الْعُلَمَاءِ فِی الْأَرْضِ كَمَثَلِ النُّجُومِ فِی السَّمَاءِ یُهْتَدَی بِهَا فِی ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ فَإِذَا طُمِسَتْ أَوْشَكَ أَنْ تَضِلَّ الْهُدَاةُ.

«86»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْعُلَمَاءِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِنِّی لَمْ أَجْعَلْ عِلْمِی وَ حُكْمِی فِیكُمْ إِلَّا وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَغْفِرَ لَكُمْ عَلَی مَا كَانَ مِنْكُمْ وَ لَا أُبَالِی.

«87»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَا تَصَدَّقَ النَّاسُ بِصَدَقَةٍ مِثْلَ عِلْمٍ یُنْشَرُ.

«88»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَا أَهْدَی الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ عَلَی أَخِیهِ هَدِیَّةً أَفْضَلَ مِنْ كَلِمَةِ حِكْمَةٍ یَزِیدُهُ اللَّهُ بِهَا هُدًی وَ یَرُدُّهُ عَنْ رَدًی.

«89»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ أَنْ یَعْلَمَ الْمَرْءُ عِلْماً ثُمَّ یُعَلِّمَهُ أَخَاهُ.

«90»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله الْعَالِمُ وَ الْمُتَعَلِّمُ شَرِیكَانِ فِی الْأَجْرِ وَ لَا خَیْرَ فِی سَائِرِ النَّاسِ.

«91»- وَ قَالَ مُقَاتِلُ بْنُ سُلَیْمَانَ وَجَدْتُ فِی الْإِنْجِیلِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَالَ لِعِیسَی علیه السلام عَظِّمِ الْعُلَمَاءَ وَ اعْرِفْ فَضْلَهُمْ فَإِنِّی فَضَّلْتُهُمْ عَلَی جَمِیعِ خَلْقِی إِلَّا النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ كَفَضْلِ الشَّمْسِ عَلَی الْكَوَاكِبِ وَ كَفَضْلِ الْآخِرَةِ عَلَی الدُّنْیَا وَ كَفَضْلِی عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ (1).

«92»- كِتَابُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَیْحٍ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: دَخَلَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام رَجُلٌ فَقَالَ رَحِمَكَ اللَّهُ أُحَدِّثُ أَهْلِی قَالَ نَعَمْ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِیكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ وَ قَالَ وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَیْها.

ص: 25


1- الجملة و إن أمكن توجیهها بتكلف لكنها ممّا توهن الروایة أشد الوهن فان ظاهر معنی التشبیه لا یرجع إلی محصل. ط.

باب 9 استعمال العلم و الإخلاص فی طلبه و تشدید الأمر علی العالم

الآیات؛

البقرة: «أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ»(44)

آل عمران: «وَ لكِنْ كُونُوا رَبَّانِیِّینَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَ بِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ»(79)

الشعراء: «وَ الشُّعَراءُ یَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ أَ لَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِی كُلِّ وادٍ یَهِیمُونَ وَ أَنَّهُمْ یَقُولُونَ ما لا یَفْعَلُونَ»(224 ،225 ،226)

الزمر: «فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِینَ یَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَیَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِینَ هَداهُمُ اللَّهُ وَ أُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ»(17 ،18)

الصف: «یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ»(2 ، 3)

«1»- لی، الأمالی للصدوق ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام بِمَ یُعْرَفُ النَّاجِی فَقَالَ مَنْ كَانَ فِعْلُهُ لِقَوْلِهِ مُوَافِقاً فَهُوَ نَاجٍ وَ مَنْ لَمْ یَكُنْ فِعْلُهُ لِقَوْلِهِ مُوَافِقاً فَإِنَّمَا ذَلِكَ مُسْتَوْدَعٌ (1).

بیان: المستودع بفتح الدال من استودع الإیمان أو العلم أیاما ثم یسلب منه أی یتركه بأدنی فتنة.

«2»- لی، الأمالی للصدوق فِی كَلِمَاتِ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله زِینَةُ الْعِلْمِ الْإِحْسَانُ.

«3»- فس، تفسیر القمی فِی قَوْلِهِ تَعَالَی فَكُبْكِبُوا فِیها هُمْ وَ الْغاوُونَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام نَزَلَتْ فِی قَوْمٍ وَصَفُوا عَدْلًا ثُمَّ خَالَفُوهُ إِلَی غَیْرِهِ.

«4»- وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ قَالَ: هُمْ بَنُو أُمَیَّةَ وَ الْغاوُونَ بَنُو فُلَانٍ.

بیان: قال الجوهری كبه لوجهه أی صرعه و كبكبه أی كبه و منه قوله تعالی

ص: 26


1- 1 یأتی الحدیث مفصلا عن المحاسن تحت الرقم 17.

فَكُبْكِبُوا فِیها أقول ذكر أكثر المفسرین أن ضمیر هُمْ راجع إلی الآلهة و لا یخفی أن ما ذكره علیه السلام أظهر و العدل كل أمر حق یوافق العدل و الحكمة من الطاعات و الأخلاق الحسنة و العقائد الحقة.

«5»- فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَفْصٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا حَفْصُ مَا أَنْزَلْتُ (1) الدُّنْیَا مِنْ نَفْسِی إِلَّا بِمَنْزِلَةِ الْمَیْتَةِ إِذَا اضْطُرِرْتُ إِلَیْهَا أَكَلْتُ مِنْهَا یَا حَفْصُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَلِمَ مَا الْعِبَادُ عَلَیْهِ عَامِلُونَ وَ إِلَی مَا هُمْ صَائِرُونَ فَحَلُمَ عَنْهُمْ عِنْدَ أَعْمَالِهِمُ السَّیِّئَةِ لِعِلْمِهِ السَّابِقِ فِیهِمْ فَلَا یَغُرَّنَّكَ حُسْنُ الطَّلَبِ مِمَّنْ لَا یَخَافُ الْفَوْتَ ثُمَّ تَلَا قَوْلَهُ تَعَالَی تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ الْآیَةَ وَ جَعَلَ یَبْكِی وَ یَقُولُ ذَهَبَتْ وَ اللَّهِ الْأَمَانِیُّ عِنْدَ هَذِهِ الْآیَةِ ثُمَّ قَالَ فَازَ وَ اللَّهِ الْأَبْرَارُ تَدْرِی مَنْ هُمْ هُمُ الَّذِینَ لَا یُؤْذُونَ الذَّرَّ كَفَی بِخَشْیَةِ اللَّهِ عِلْماً وَ كَفَی بِالاغْتِرَارِ بِاللَّهِ جَهْلًا یَا حَفْصُ إِنَّهُ یُغْفَرُ لِلْجَاهِلِ سَبْعُونَ ذَنْباً قَبْلَ أَنْ یُغْفَرَ لِلْعَالِمِ ذَنْبٌ وَاحِدٌ وَ مَنْ تَعَلَّمَ وَ عَمِلَ وَ عَلَّمَ لِلَّهِ دُعِیَ فِی مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ عَظِیماً فَقِیلَ تَعَلَّمَ لِلَّهِ وَ عَمِلَ لِلَّهِ وَ عَلَّمَ لِلَّهِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا حَدُّ الزُّهْدِ فِی الدُّنْیَا فَقَالَ فَقَدْ حَدَّ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ لِكَیْلا تَأْسَوْا عَلی ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ إِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ بِاللَّهِ أَخْوَفُهُمْ لِلَّهِ وَ أَخْوَفَهُمْ لَهُ أَعْلَمُهُمْ بِهِ وَ أَعْلَمَهُمْ بِهِ أَزْهَدُهُمْ فِیهَا فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَوْصِنِی فَقَالَ اتَّقِ اللَّهَ حَیْثُ كُنْتَ فَإِنَّكَ لَا تَسْتَوْحِشُ.

بیان: ما أنزلت الدنیا من نفسی لفظة من إما بمعنی فی أو للتبعیض أی من منازل نفسی كان للنفس مواطن و منازل للأشیاء تنزل فیها علی حسب درجاتها و منازلها عند الشخص قوله علیه السلام ذهبت و اللّٰه الأمانی أی ما یرجوه الناس و یحكمونه و یتمنونه علی اللّٰه بلا عمل إذ الآیة تدل علی أن الدار الآخرة لیست إلا لمن لا یرید شیئا من العلو فی الأرض و الفساد و كل ظلم علو و كل فسق فساد و الذر النمل الصغار و المراد عدم إیذاء أحد من الناس أو ترك إیذاء جمیع المخلوقات حتی الذر و لا ینافی ما ورد فی بعض الأخبار من جواز قتل النمل و غیرها إذ الجواز لا ینافی الكراهة مع أنه یمكن حملها علی ما إذا كانت موذیة قوله لِكَیْلا تَأْسَوْا أی لكیلا تحزنوا قوله فإنك لا تستوحش أی بل یكون اللّٰه تعالی أنیسك فی كل حال.

ص: 27


1- 1 و فی النسخة المطبوع من التفسیر: ما منزلة الدنیا.

«6»- فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ رَفَعَهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَسَأَلَهُ عَنْ مَسَائِلَ ثُمَّ عَادَ لِیَسْأَلَ عَنْ مِثْلِهَا فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام مَكْتُوبٌ فِی الْإِنْجِیلِ لَا تَطْلُبُوا عِلْمَ مَا لَا تَعْمَلُونَ وَ لَمَّا عَمِلْتُمْ بِمَا عَلِمْتُمْ فَإِنَّ الْعِلْمَ إِذَا لَمْ یُعْمَلْ بِهِ لَمْ یَزْدَدْ مِنَ اللَّهِ إِلَّا بُعْداً.

إیضاح: لعل المراد النهی عن طلب علم لا یكون غرض طالبه العمل به و لا یكون عازما علی الإتیان به و یحتمل أن یكون النهی راجعا إلی القید أی لا تكونوا غیر عاملین بما علمتم حتی إذا طلبتم العلم الذی یلزمكم طلبه یكون بعد عدم العمل بما علمتم فیكون مذموما من حیث عدم العمل لا من حیث الطلب.

«7»- ب، قرب الإسناد ابْنُ سَعْدٍ عَنِ الْأَزْدِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَبْلِغْ مَوَالِیَنَا عَنَّا السَّلَامَ وَ أَخْبِرْهُمْ أَنَّا لَا نُغْنِی عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ شَیْئاً إِلَّا بِعَمَلٍ وَ أَنَّهُمْ لَنْ یَنَالُوا وَلَایَتَنَا إِلَّا بِعَمَلٍ أَوْ وَرَعٍ وَ أَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ حَسْرَةً یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَنْ وَصَفَ عَدْلًا ثُمَّ خَالَفَهُ إِلَی غَیْرِهِ.

تبیین: قال الجزری یقال أغن عنی الشرك أی اصرفه و كفه و منه قوله تعالی لَنْ یُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَیْئاً (1)

«8»- ل، الخصال ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنِ الْقَدَّاحِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا حَقُّ الْعِلْمِ قَالَ الْإِنْصَاتُ لَهُ قَالَ ثُمَّ مَهْ قَالَ الِاسْتِمَاعُ لَهُ قَالَ ثُمَّ مَهْ قَالَ الْحِفْظُ لَهُ قَالَ ثُمَّ مَهْ قَالَ ثُمَّ الْعَمَلُ بِهِ قَالَ ثُمَّ مَهْ قَالَ ثُمَّ نَشْرُهُ.

ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ عَنِ ابْنِ نَهِیكٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْقَدَّاحِ مِثْلَهُ.

بیان: لعل سؤال السائل كان عما یوجب العلم أو عن آداب طلب العلم و یحتمل أن یكون غرضه استعلام حقیقته فأجابه علیه السلام ببیان ما یوجب حصوله لأنه الذی ینفعه فالحمل علی المبالغة و الإنصات السكوت عند الاستماع فإن كثرة المجادلة عند العالم توجب الحرمان عن علمه.

ص: 28


1- 1 الجاثیة: 19.

«9»- ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام الْوَرَّاقُ عَنِ ابْنِ مَهْرَوَیْهِ (1) عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَیْمَانَ الْغَازِی عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: الدُّنْیَا كُلُّهَا جَهْلٌ إِلَّا مَوَاضِعَ الْعِلْمِ وَ الْعِلْمُ كُلُّهُ حُجَّةٌ إِلَّا مَا عُمِلَ بِهِ وَ الْعَمَلُ كُلُّهُ رِیَاءٌ إِلَّا مَا كَانَ مُخْلَصاً وَ الْإِخْلَاصُ عَلَی خَطَرٍ حَتَّی یَنْظُرَ الْعَبْدُ بِمَا یُخْتَمُ لَهُ.

ید، التوحید محمد بن عمرو بن علی البصری عن علی بن الحسن المثنی عن ابن مهرویه مثله بیان لعل المراد بمواضع العلم الأنبیاء و الأئمة و من أخذ عنهم العلم.

«10»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ زِیَادٍ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ قَدْ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ لِلْعَبْدِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَبْدِی أَ كُنْتَ عَالِماً فَإِنْ قَالَ نَعَمْ قَالَ لَهُ أَ فَلَا عَمِلْتَ بِمَا عَلِمْتَ وَ إِنْ قَالَ كُنْتُ جَاهِلًا قَالَ لَهُ أَ فَلَا تَعَلَّمْتَ حَتَّی تَعْمَلَ فَیُخْصَمُ فَتِلْكَ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ.

بیان: قوله فیخصم علی البناء للمفعول یقال خاصمه فخصمه أی غلبه.

«11»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ وَ الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ جَمِیعاً عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَفْصٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ تَعَلَّمَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عَمِلَ لِلَّهِ وَ عَلَّمَ لِلَّهِ دُعِیَ فِی مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ عَظِیماً وَ قِیلَ تَعَلَّمَ لِلَّهِ وَ عَلَّمَ لِلَّهِ(2).

«12»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی بِإِسْنَادِ أَخِی دِعْبِلٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ لِخَیْثَمَةَ أَبْلِغْ شِیعَتَنَا أَنَّهُ لَا یُنَالُ مَا عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا بِالْعَمَلِ وَ أَبْلِغْ شِیعَتَنَا أَنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ حَسْرَةً یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَنْ وَصَفَ عَدْلًا ثُمَّ خَالَفَهُ إِلَی غَیْرِهِ وَ أَبْلِغْ شِیعَتَنَا أَنَّهُمْ إِذَا قَامُوا بِمَا أُمِرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

بیان: من وصف عدلا أی لغیره و لم یعمل به و یحتمل أن یكون المراد أن یقول بحقیة دین و لا یعمل بما قرر فیه من الأعمال.

ص: 29


1- 1 بفتح المیم و سكون الهاء و ضم الراء، هو علیّ بن مهرویه القزوینی، قال الشیخ فی فهرسه ص 97: علی بن مهرویه القزوینی له كتاب رواه أبو نعیم عنه.
2- 2 الظاهر اتّحاده مع الحدیث الخامس من الباب و أنّه قطعة منه.

«13»- مع، معانی الأخبار ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام ابْنُ عُبْدُوسٍ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الْهَرَوِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِیَّ بْنَ مُوسَی الرِّضَا علیهما السلام یَقُولُ رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً أَحْیَا أَمْرَنَا فَقُلْتُ لَهُ وَ كَیْفَ یُحْیِی أَمْرَكُمْ قَالَ یَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ یُعَلِّمُهَا النَّاسَ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا قَالَ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَدْ رُوِیَ لَنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ مَنْ تَعَلَّمَ عِلْماً لِیُمَارِیَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ یُبَاهِیَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ لِیُقْبِلَ بِوُجُوهِ النَّاسِ إِلَیْهِ فَهُوَ فِی النَّارِ فَقَالَ علیه السلام صَدَقَ جَدِّی علیه السلام أَ فَتَدْرِی مَنِ السُّفَهَاءُ فَقُلْتُ لَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ هُمْ قُصَّاصُ مُخَالِفِینَا وَ تَدْرِی مَنِ الْعُلَمَاءُ فَقُلْتُ لَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ هُمْ عُلَمَاءُ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام الَّذِینَ فَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَهُمْ وَ أَوْجَبَ مَوَدَّتَهُمْ ثُمَّ قَالَ وَ تَدْرِی مَا مَعْنَی قَوْلِهِ أَوْ لِیُقْبِلَ بِوُجُوهِ النَّاسِ إِلَیْهِ قُلْتُ لَا قَالَ یَعْنِی وَ اللَّهِ بِذَلِكَ ادِّعَاءَ الْإِمَامَةِ بِغَیْرِ حَقِّهَا وَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ فِی النَّارِ.

«14»- ثو، ثواب الأعمال أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَفْصٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ كُفِیَ مَا لَمْ یَعْلَمْ.

بیان: كفی ما لم یعلم أی علمه اللّٰه بلا تعب.

«15»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ یَزِیدَ الصَّائِغِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: یَا یَزِیدُ أَشَدُّ النَّاسِ حَسْرَةً یَوْمَ الْقِیَامَةِ الَّذِینَ وَصَفُوا الْعَدْلَ ثُمَّ خَالَفُوهُ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ

بیان: فِی جَنْبِ اللَّهِ أی طاعة اللّٰه أو طاعة ولاة أمر اللّٰه الذین هم مقربوا جنابه فكأنهم بجنبه.

«16»- سن، المحاسن فِی رِوَایَةِ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی أَوْ غَیْرِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَكُبْكِبُوا فِیها هُمْ وَ الْغاوُونَ قَالَ مَنْ وَصَفَ عَدْلًا ثُمَّ خَالَفَهُ إِلَی غَیْرِهِ (1).

«17»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْحَسْرَةَ وَ النَّدَامَةَ وَ الْوَیْلَ كُلَّهُ لِمَنْ لَمْ یَنْتَفِعْ بِمَا أَبْصَرَ وَ مَنْ لَمْ یَدْرِ الْأَمْرَ الَّذِی هُوَ عَلَیْهِ مُقِیمٌ أَ نَفْعٌ هُوَ لَهُ أَمْ ضَرَرٌ قَالَ قُلْتُ فَبِمَا یُعْرَفُ النَّاجِی قَالَ مَنْ كَانَ فِعْلُهُ لِقَوْلِهِ مُوَافِقاً

ص: 30


1- 1 لعله متحد مع الحدیث الثالث.

فَأُثْبِتَ لَهُ الشَّهَادَةُ بِالنَّجَاةِ وَ مَنْ لَمْ یَكُنْ فِعْلُهُ لِقَوْلِهِ مُوَافِقاً فَإِنَّمَا ذَلِكَ مُسْتَوْدَعٌ (1).

«18»- ضا، فقه الرضا علیه السلام أَرْوِی مَنْ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ لِیُمَارِیَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ یُبَاهِیَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ یَصْرِفَ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَیْهِ لِیُرَئِّسُوهُ وَ یُعَظِّمُوهُ فَلْیَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.

«19»- شا، الإرشاد فِی خُطْبَةٍ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام تَرَكْنَا صَدْرَهَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدَانَا مِنَ الضَّلَالَةِ وَ بَصَّرَنَا مِنَ الْعَمَی وَ مَنَّ عَلَیْنَا بِالْإِسْلَامِ وَ جَعَلَ فِینَا النُّبُوَّةَ وَ جَعَلَنَا النُّجَبَاءَ وَ جَعَلَ أَفْرَاطَنَا أَفْرَاطَ الْأَنْبِیَاءِ وَ جَعَلَنَا خَیْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ نَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَنْهَی عَنِ الْمُنْكَرِ وَ نَعْبُدُ اللَّهَ وَ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَیْئاً وَ لَا نَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَلِیّاً فَنَحْنُ شُهَدَاءُ اللَّهِ وَ الرَّسُولُ شَهِیدٌ عَلَیْنَا نَشْفَعُ فَنُشَفَّعُ فِیمَنْ شَفَعْنَا لَهُ وَ نَدْعُو فَیُسْتَجَابُ دُعَاؤُنَا وَ یُغْفَرُ لِمَنْ نَدْعُو لَهُ ذُنُوبُهُ أَخْلَصْنَا لِلَّهِ فَلَمْ نَدْعُ مِنْ دُونِهِ وَلِیّاً أَیُّهَا النَّاسُ تَعاوَنُوا عَلَی الْبِرِّ وَ التَّقْوی وَ لا تَعاوَنُوا عَلَی الْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِیدُ الْعِقابِ أَیُّهَا النَّاسُ إِنِّی ابْنُ عَمِّ نَبِیِّكُمْ وَ أَوْلَاكُمْ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ (2)فَاسْأَلُونِی ثُمَّ اسْأَلُونِی وَ كَأَنَّكُمْ بِالْعِلْمِ قَدْ نَفِدَ وَ أَنَّهُ لَا یَهْلِكُ عَالِمٌ إِلَّا یَهْلِكُ بَعْضُ عِلْمِهِ وَ إِنَّمَا الْعُلَمَاءُ فِی النَّاسِ كَالْبَدْرِ فِی السَّمَاءِ یُضِی ءُ نُورُهُ عَلَی سَائِرِ الْكَوَاكِبِ خُذُوا مِنَ الْعِلْمِ مَا بَدَا لَكُمْ وَ إِیَّاكُمْ أَنْ تَطْلُبُوهُ لِخِصَالٍ أَرْبَعٍ لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ تُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ تُرَاءُوا بِهِ فِی الْمَجَالِسِ أَوْ تَصْرِفُوا وُجُوهَ النَّاسِ إِلَیْكُمْ لِلتَّرَؤُّسِ لَا یَسْتَوِی عِنْدَ اللَّهِ فِی الْعُقُوبَةِ الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ الَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ نَفَعَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاكُمْ بِمَا عَلِمْنَا وَ جَعَلَهُ لِوَجْهِهِ خَالِصاً إِنَّهُ سَمِیعٌ مُجِیبٌ.

بیان: الفرط العلم المستقیم یهتدی به و ما لم یدرك من الولد و الذی یتقدم الواردة لیهیئ لهم ما یحتاجون إلیه فقوله علیه السلام و جعل أفراطنا أفراط الأنبیاء أی جعل أولادنا أولاد الأنبیاء أی نحن و أولادنا من سلالة النبیین أو المراد أن الهادی منا أی الإمام إمام للأنبیاء و قدوة لهم أیضا أو شفعاؤنا شفعاء الأنبیاء أیضا

كَمَا قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَی الْحَوْضِ

«20»- مص، مصباح الشریعة قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام الْعِلْمُ أَصْلُ كُلِّ حَالٍ سَنِیٍّ وَ مُنْتَهَی كُلِّ مَنْزِلَة

ص: 31


1- 1 لعله متحد مع الحدیث الثالث.
2- 2 مأخوذ من قول النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله فی حقه: من كنت مولاه فهذا علی مولاه.

رَفِیعَةٍ لِذَلِكَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِیضَةٌ عَلَی كُلِّ مُسْلِمٍ وَ مُسْلِمَةٍ أَیْ عِلْمِ التَّقْوَی وَ الْیَقِینِ.

«21»- وَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام اطْلُبُوا الْعِلْمَ وَ لَوْ بِالصِّینِ وَ هُوَ عِلْمُ مَعْرِفَةِ النَّفْسِ وَ فِیهِ مَعْرِفَةُ الرَّبِّ عَزَّ وَ جَلَّ.

«22»- قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ فَقَدْ عَرَفَ رَبَّهُ ثُمَّ عَلَیْكَ مِنَ الْعِلْمِ بِمَا لَا یَصِحُّ الْعَمَلُ إِلَّا بِهِ وَ هُوَ الْإِخْلَاصُ.

«23»- قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عِلْمٍ لَا یَنْفَعُ وَ هُوَ الْعِلْمُ الَّذِی یُضَادُّ الْعَمَلَ بِالْإِخْلَاصِ وَ اعْلَمْ أَنَّ قَلِیلَ الْعِلْمِ یَحْتَاجُ إِلَی كَثِیرِ الْعَمَلِ لِأَنَّ عِلْمَ سَاعَةٍ یُلْزِمُ صَاحِبَهُ اسْتِعْمَالَهُ طُولَ عُمُرِهِ.

«24»- قَالَ عِیسَی علیه السلام رَأَیْتُ حَجَراً مَكْتُوباً عَلَیْهِ قَلِّبْنِی فَقَلَّبْتُهُ فَإِذَا عَلَی بَاطِنِهِ مَنْ لَا یَعْمَلُ بِمَا یَعْلَمُ مَشُومٌ عَلَیْهِ طَلَبُ مَا لَا یَعْلَمُ وَ مَرْدُودٌ عَلَیْهِ مَا عَلِمَ.

«25»- أَوْحَی اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِلَی دَاوُدَ علیه السلام أَنَّ أَهْوَنَ مَا أَنَا صَانِعٌ بِعَالِمٍ غَیْرِ عَامِلٍ بِعِلْمِهِ أَشَدُّ مِنْ سَبْعِینَ عُقُوبَةً أَنْ أُخْرِجَ مِنْ قَلْبِهِ حَلَاوَةَ ذِكْرِی وَ لَیْسَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ طَرِیقٌ یَسْلُكُ إِلَّا بِعِلْمٍ وَ الْعِلْمُ زَیْنُ الْمَرْءِ فِی الدُّنْیَا وَ سَائِقُهُ إِلَی الْجَنَّةِ وَ بِهِ یَصِلُ إِلَی رِضْوَانِ اللَّهِ تَعَالَی وَ الْعَالِمُ حَقّاً هُوَ الَّذِی یَنْطِقُ عَنْهُ أَعْمَالُهُ الصَّالِحَةُ وَ أَوْرَادُهُ الزَّاكِیَةُ وَ صِدْقُهُ وَ تَقْوَاهُ لَا لِسَانُهُ وَ تَصَاوُلُهُ وَ دَعْوَاهُ وَ لَقَدْ كَانَ یَطْلُبُ هَذَا الْعِلْمَ فِی غَیْرِ هَذَا الزَّمَانِ مَنْ كَانَ فِیهِ عَقْلٌ وَ نُسُكٌ وَ حِكْمَةٌ وَ حَیَاءٌ وَ خَشْیَةٌ وَ أَنَا أَرَی طَالِبَهُ الْیَوْمَ مَنْ لَیْسَ فِیهِ مِنْ ذَلِكَ شَیْ ءٌ وَ الْعَالِمُ یَحْتَاجُ إِلَی عَقْلٍ وَ رِفْقٍ وَ شَفَقَةٍ وَ نُصْحٍ وَ حِلْمٍ وَ صَبْرٍ وَ بَذْلٍ وَ قَنَاعَةٍ وَ الْمُتَعَلِّمُ یَحْتَاجُ إِلَی رَغْبَةٍ وَ إِرَادَةٍ وَ فَرَاغٍ وَ نُسُكٍ وَ خَشْیَةٍ وَ حِفْظٍ وَ حَزْمٍ.

بیان: علم التقوی هو العلم بالأوامر و النواهی و التكالیف التی یتقی بها من عذاب اللّٰه و علم الیقین علم ما یتعلق من المعارف بأصول الدین و یحتمل أن یكون علم التقوی أعم منهما و یكون الیقین معطوفا علی العلم و تفسیرا له أی العلم المأمور به هو الیقین قوله علیه السلام و فیه معرفة الرب أی معرفة الشئون التی جعلها اللّٰه تعالی للنفس و معرفة معایبها و ما یوجب رفعتها و كمالاتها یوجب اكتساب ما یوجب كمال معرفته تعالی

ص: 32

بحسب قابلیة الشخص و یوجب العلم بعظمته و كمال قدرته فإنها أعظم خلق اللّٰه إذا عرفت كما هی أو المراد أن معرفة صفات النفس معیار لمعرفته تعالی إذ لو لا اتصاف النفس بالعلم لم یمكن معرفة علمه بوجه و كذا سائر الصفات أو المراد أنه كل ما عرف صفة فی نفسه نفاه عنه تعالی لأن صفات الممكنات مشوبة بالعجز و النقص و إن الأشیاء إنما تعرف بأضدادها فإذا رأی الجهل فی نفسه و علم أنه نقص نزه ربه عنه و إذا نظر فی علمه و رأی أنه مشوب بأنواع الجهل و مسبوق به و مأخوذ من غیره فنفی هذه الأشیاء عن علمه تعالی و نزهه عن الاتصاف بمثل علمه و قیل إن النفس لما كان مجردا یعرف بالتفكر فی أمر نفسه ربه تعالی و تجرده و قد عرفت ما فیه (1)و قد ورد معنی آخر فی بعض الأخبار لهذا الحدیث النبوی و هو أن المراد أن معرفته تعالی بدیهیة فكل من بلغ حد التمیز و عرف نفسه عرف أن له صانعا قوله علیه السلام العالم حقا إلخ أی العالم یلزم أن یكون أعماله شواهد علمه و دلائله لا دعواه التی تكذبها أعماله القبیحة و التصاول التطاول و المجادلة یقال الفحلان یتساولان أی یتواثبان.

«26»- غو، غوالی اللئالی عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله الْعِلْمُ عِلْمَانِ عِلْمٌ عَلَی اللِّسَانِ فَذَلِكَ حُجَّةٌ عَلَی ابْنِ آدَمَ وَ عِلْمٌ فِی الْقَلْبِ فَذَلِكَ الْعِلْمُ النَّافِعُ (2).

«27»- سر، السرائر مِنْ كِتَابِ الْمَشِیخَةِ لِابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ(3) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ زَهِدَ فِی الدُّنْیَا أَثْبَتَ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فِی قَلْبِهِ وَ أَنْطَقَ بِهَا لِسَانَهُ وَ بَصَّرَهُ عُیُوبَ الدُّنْیَا دَاءَهَا وَ دَوَاءَهَا وَ أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنَ الدُّنْیَا سَالِماً إِلَی دَارِ السَّلَامِ.

«28»- سر، السرائر من كتاب أبی القاسم بن قولویه عن أبی ذر قال مَنْ تَعَلَّمَ عِلْماً مِنْ عِلْمِ الْآخِرَةِ یُرِیدُ بِهِ الدنیا عَرَضاً مِنْ عَرَضِ الدُّنْیَا لَمْ یَجِدْ رِیحَ الْجَنَّةِ.

«29»- غو، غوالی اللئالی عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ الْعِلْمَ یَهْتِفُ بِالْعَمَلِ فَإِنْ أَجَابَهُ وَ إِلَّا ارْتَحَلَ عَنْهُ.

ص: 33


1- 1 إشارة إلی ما تقدم منه أن ظاهر الاخبار عدم كون النفس مجردة. و الحق ان الكتاب و السنة یدلان علی التجرد من غیر شبهة و أمّا اصطلاح التجرد و المادیة و نحوذ لك فمن الأمور المحدثة. ط.
2- 2 تأتی أیضا مرسلة عن الكنز تحت الرقم 46.
3- 3 هیثم علی وزان حیدر قال النجاشیّ فی ص 306 من رجاله: الهیثم بن واقد الجزریّ روی عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام له كتاب یرویه محمّد بن سنان. و عنونه ابن داود فی الباب الأوّل و وثقه.

بیان: یهتف بالعمل أی العلم طالب للعمل و یدعو الشخص إلیه فإن لم یعمل الشخص بما هو مطلوب العلم و مقتضاه فارقه.

«30»- غو، غوالی اللئالی رُوِیَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ حَدَّثَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: الْعُلَمَاءُ رَجُلَانِ رَجُلٌ عَالِمٌ آخِذٌ بِعِلْمِهِ فَهَذَا نَاجٍ وَ رَجُلٌ تَارِكٌ لِعِلْمِهِ فَهَذَا هَالِكٌ وَ إِنَّ أَهْلَ النَّارِ لَیَتَأَذَّوْنَ مِنْ رِیحِ الْعَالِمِ التَّارِكِ لِعِلْمِهِ وَ إِنَّ أَشَدَّ أَهْلِ النَّارِ نَدَامَةً وَ حَسْرَةً رَجُلٌ دَعَا عَبْداً إِلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ فَاسْتَجَابَ لَهُ وَ قَبِلَ مِنْهُ فَأَطَاعَ اللَّهَ فَأَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ وَ أَدْخَلَ الدَّاعِیَ النَّارَ بِتَرْكِهِ عِلْمَهُ (1).

«31»- غو، غوالی اللئالی رَوَی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْهُومَانِ لَا یَشْبَعَانِ طَالِبُ دُنْیَا وَ طَالِبُ عِلْمٍ فَمَنِ اقْتَصَرَ مِنَ الدُّنْیَا عَلَی مَا أُحِلَّ لَهُ سَلِمَ وَ مَنْ تَنَاوَلَهَا مِنْ غَیْرِ حِلِّهَا هَلَكَ إِلَّا أَنْ یَتُوبَ أَوْ یُرَاجِعَ وَ مَنْ أَخَذَ الْعِلْمَ مِنْ أَهْلِهِ وَ عَمِلَ بِهِ نَجَا وَ مَنْ أَرَادَ بِهِ الدُّنْیَا فَهُوَ حَظُّهُ.

بیان: قال الجوهری النهمة بلوغ الهمة فی الشی ء و قد نهم فهو منهوم أی مولع انتهی و قوله علیه السلام أو یراجع یحتمل أن یكون التردید من الراوی أو یكون أو بمعنی الواو أی یتوب إلی اللّٰه و یرد المال الحرام إلی صاحبه أو تخص التوبة بما إذا لم یقدر علی رد المال و المراجعة بما إذا قدر علیه و قرأ بعض الأفاضل علی البناء للمفعول أی یراجع اللّٰه علیه بفضله و یغفر له بلا توبة و قال یمكن أن یقرأ علی البناء للفاعل أی یراجع إلی اللّٰه بالأعمال الصالحة و ترك أكثر الكبائر.

«32»- م، تفسیر الإمام علیه السلام هُدیً لِلْمُتَّقِینَ الَّذِینَ یَتَّقُونَ الْمُوبِقَاتِ وَ یَتَّقُونَ تَسْلِیطَ السَّفَهِ عَلَی أَنْفُسِهِمْ حَتَّی إِذَا عَلِمُوا مَا یَجِبُ عَلَیْهِمْ عِلْمُهُ عَمِلُوا بِمَا یُوجِبُ لَهُمْ رِضَا رَبِّهِمْ.

«33»- ضه، روضة الواعظین رُوِیَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِلَّهِ لَمْ یُصِبْ مِنْهُ بَاباً إِلَّا ازْدَادَ فِی نَفْسِهِ ذُلًّا وَ فِی النَّاسِ تَوَاضُعا.ولله خوفا

ص: 34


1- 1 لعله و الحدیث التی بعده متحدان مع ما یاتی بعد ذلك من حدیث سلیم بن قیس تحت الرقم 38.

وَ فِی الدِّینِ اجْتِهَاداً وَ ذَلِكَ الَّذِی یَنْتَفِعُ بِالْعِلْمِ فَلْیَتَعَلَّمْهُ وَ مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِلدُّنْیَا وَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ النَّاسِ وَ الْحُظْوَةِ (1) عِنْدَ السُّلْطَانِ لَمْ یُصِبْ مِنْهُ بَاباً إِلَّا ازْدَادَ فِی نَفْسِهِ عَظَمَةً وَ عَلَی النَّاسِ اسْتِطَالَةً وَ بِاللَّهِ اغْتِرَاراً وَ مِنَ الدِّینِ جَفَاءً فَذَلِكَ الَّذِی لَا یَنْتَفِعُ بِالْعِلْمِ فَلْیَكُفَّ وَ لْیُمْسِكْ عَنِ الْحُجَّةِ عَلَی نَفْسِهِ وَ النَّدَامَةِ وَ الْخِزْیِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

بیان: الجفاء البعد.

«34»- ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر النَّضْرُ عَنْ دُرُسْتَ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ وَصَفَ عَدْلًا وَ خَالَفَهُ إِلَی غَیْرِهِ كَانَ عَلَیْهِ حَسْرَةً یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

«35»- ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر النَّضْرُ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْمُكَارِی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی فَكُبْكِبُوا فِیها هُمْ وَ الْغاوُونَ قَالَ هُمْ قَوْمٌ وَصَفُوا عَدْلًا بِأَلْسِنَتِهِمْ ثُمَّ خَالَفُوا إِلَی غَیْرِهِ.

«36»- ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَحْرٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی فَكُبْكِبُوا فِیها هُمْ وَ الْغاوُونَ فَقَالَ یَا أَبَا بَصِیرٍ هُمْ قَوْمٌ وَصَفُوا عَدْلًا وَ عَمِلُوا بِخِلَافِهِ (2).

«37»- أَقُولُ وَجَدْتُ فِی كِتَابِ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ الْهِلَالِیِّ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْهُومَانِ لَا یَشْبَعَانِ مَنْهُومٌ فِی الدُّنْیَا لَا یَشْبَعُ مِنْهَا وَ مَنْهُومٌ فِی الْعِلْمِ لَا یَشْبَعُ مِنْهُ فَمَنِ اقْتَصَرَ مِنَ الدُّنْیَا عَلَی مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُ سَلِمَ وَ مَنْ تَنَاوَلَهَا مِنْ غَیْرِ حِلِّهَا هَلَكَ إِلَّا أَنْ یَتُوبَ وَ یُرَاجِعَ وَ مَنْ أَخَذَ الْعِلْمَ مِنْ أَهْلِهِ وَ عَمِلَ بِهِ نَجَا وَ مَنْ أَرَادَ بِهِ الدُّنْیَا هَلَكَ وَ هُوَ حَظُّهُ الْعُلَمَاءُ عَالِمَانِ عَالِمٌ عَمِلَ بِعِلْمِهِ فَهُوَ نَاجٍ وَ عَالِمٌ تَارِكٌ لِعِلْمِهِ فَقَدْ هَلَكَ وَ إِنَّ أَهْلَ النَّارِ لَیَتَأَذَّوْنَ مِنْ نَتْنِ رِیحِ الْعَالِمِ التَّارِكِ لِعِلْمِهِ وَ إِنَّ أَشَدَّ أَهْلِ النَّارِ نَدَامَةً وَ حَسْرَةً رَجُلٌ دَعَا عَبْداً إِلَی اللَّهِ فَاسْتَجَابَ لَهُ فَأَطَاعَ اللَّهَ فَدَخَلَ الْجَنَّةَ وَ أُدْخِلَ الدَّاعِی إِلَی النَّارِ بِتَرْكِهِ عِلْمَهُ وَ اتِّبَاعِهِ هَوَاهُ وَ عِصْیَانِهِ لِلَّهِ إِنَّمَا هُمَا اثْنَانِ اتِّبَاعُ الْهَوَی وَ طُولُ

ص: 35


1- [١]بالحاء المهملة المفتوحة والمكسورة والظاء المعجمة الساكنة : المكانة والمنزلة عندالناس.
2- [٢]الظاهر اتّحاده مع ما قبله و مع المرسلة التی تقدمت فی الرقم الثالث. و تقدم تحت الرقم الرابع حدیث یفسر الآیة بالمعنی الآخر.

الْأَمَلِ فَأَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَی فَیَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ وَ أَمَّا طُولُ الْأَمَلِ فَیُنْسِی الْآخِرَةَ (1).

أقول: تمامه فی باب علة عدم تغییر أمیر المؤمنین علیه السلام بعض البدع من كتاب الفتن.

«38»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْفُقَهَاءُ أُمَنَاءُ الرُّسُلِ مَا لَمْ یَدْخُلُوا فِی الدُّنْیَا قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا دُخُولُهُمْ فِی الدُّنْیَا قَالَ اتِّبَاعُ السُّلْطَانِ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَاحْذَرُوهُمْ عَلَی أَدْیَانِكُمْ.

«39»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَحَبَّ الدُّنْیَا ذَهَبَ خَوْفُ الْآخِرَةِ مِنْ قَلْبِهِ وَ مَا آتَی اللَّهُ عَبْداً عِلْماً فَازْدَادَ لِلدُّنْیَا حُبّاً إِلَّا ازْدَادَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی بُعْداً وَ ازْدَادَ اللَّهُ تَعَالَی عَلَیْهِ غَضَباً.

«40»- كِتَابُ الدُّرَّةِ الْبَاهِرَةِ، قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْعِلْمُ وَدِیعَةُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ الْعُلَمَاءُ أُمَنَاؤُهُ عَلَیْهِ فَمَنْ عَمِلَ بِعِلْمِهِ أَدَّی أَمَانَتَهُ وَ مَنْ لَمْ یَعْمَلْ بِعِلْمِهِ كُتِبَ فِی دِیوَانِ الْخَائِنِینَ.

«41»- نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَا تَجْعَلُوا عِلْمَكُمْ جَهْلًا وَ یَقِینَكُمْ شَكّاً إِذَا عَلِمْتُمْ فَاعْمَلُوا وَ إِذَا تَیَقَّنْتُمْ فَأَقْدِمُوا.

«42»- وَ قَالَ علیه السلام قَطَعَ الْعِلْمُ عُذْرَ الْمُتَعَلِّلِینَ.

«43»- وَ قَالَ علیه السلام الْعِلْمُ مَقْرُونٌ بِالْعَمَلِ فَمَنْ عَلِمَ عَمِلَ وَ الْعِلْمُ یَهْتِفُ بِالْعَمَلِ فَإِنْ أَجَابَهُ وَ إِلَّا ارْتَحَلَ عَنْهُ.

«44»- وَ قَالَ علیه السلام لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ یَا جَابِرُ قِوَامُ الدُّنْیَا بِأَرْبَعَةٍ عَالِمٌ مُسْتَعْمِلٌ عِلْمَهُ وَ جَاهِلٌ لَا یَسْتَنْكِفُ أَنْ یَتَعَلَّمَ وَ جَوَادٌ لَا یَبْخَلُ بِمَعْرُوفِهِ وَ فَقِیرٌ لَا یَبِیعُ آخِرَتَهُ بِدُنْیَاهُ فَإِذَا ضَیَّعَ الْعَالِمُ عِلْمَهُ اسْتَنْكَفَ الْجَاهِلُ أَنْ یَتَعَلَّمَ وَ إِذَا بَخِلَ الْغَنِیُّ بِمَعْرُوفِهِ بَاعَ الْفَقِیرُ آخِرَتَهُ بِدُنْیَاهُ.

«45»- وَ قَالَ علیه السلام فِی بَعْضِ الْخُطَبِ وَ اقْتَدُوا بِهَدْیِ نَبِیِّكُمْ فَإِنَّهُ أَفْضَلُ الْهَدْیِ وَ اسْتَنُّوا بِسُنَّتِهِ فَإِنَّهَا أَهْدَی السُّنَنِ وَ تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ أَحْسَنُ الْحَدِیثِ وَ تَفَقَّهُوا فِیهِ فَإِنَّهُ رَبِیعُ الْقُلُوبِ وَ اسْتَشْفُوا بِنُورِهِ فَإِنَّهُ شِفَاءُ الصُّدُورِ وَ أَحْسِنُوا تِلَاوَتَهُ فَإِنَّهُ أَنْفَعُ الْقِصَصِ فَإِنَّ الْعَالِمَ الْعَامِلَ بِغَیْرِ عِلْمِهِ كَالْجَاهِلِ الْحَائِرِ الَّذِی لَا یَسْتَفِیقُ مِنْ

ص: 36


1- 1 تقدم الحدیث مرسلة عن الغوالی تحت الرقم 30 و 31.

جَهْلِهِ بَلِ الْحُجَّةُ عَلَیْهِ أَعْظَمُ وَ الْحَسْرَةُ لَهُ أَلْزَمُ وَ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ أَلْوَمُ.

«46»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: الْعِلْمُ عِلْمَانِ عِلْمٌ فِی الْقَلْبِ فَذَلِكَ الْعِلْمُ النَّافِعُ وَ عِلْمٌ فِی اللِّسَانِ فَذَلِكَ حُجَّةٌ عَلَی الْعِبَادِ (1).

«47»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَنِ ازْدَادَ فِی الْعِلْمِ رُشْداً فَلَمْ یَزْدَدْ فِی الدُّنْیَا زُهْداً لَمْ یَزْدَدْ مِنَ اللَّهِ إِلَّا بُعْداً.

«48»- وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَوْ أَنَّ حَمَلَةَ الْعِلْمِ حَمَلُوهُ بِحَقِّهِ لَأَحَبَّهُمُ اللَّهُ وَ مَلَائِكَتُهُ وَ أَهْلُ طَاعَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ وَ لَكِنَّهُمْ حَمَلُوهُ لِطَلَبِ الدُّنْیَا فَمَقَتَهُمُ اللَّهُ وَ هَانُوا عَلَی النَّاسِ.

«49»- وَ قَالَ علیه السلام تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ وَ تَعَلَّمُوا لِلْعِلْمِ السَّكِینَةَ وَ الْحِلْمَ وَ لَا تَكُونُوا جَبَابِرَةَ الْعُلَمَاءِ فَلَا یَقُومُ عِلْمُكُمْ بِجَهْلِكُمْ.

«50»- عدة، عدة الداعی عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنِ ازْدَادَ عِلْماً وَ لَمْ یَزْدَدْ هُدًی لَمْ یَزْدَدْ مِنَ اللَّهِ إِلَّا بُعْداً.

«51»- وَ رَوَی حَفْصُ بْنُ الْبَخْتَرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ لِكُمَیْلِ بْنِ زِیَادٍ النَّخَعِیِّ تَبَذَّلْ وَ لَا تُشْهَرْ وَ وَارِ شَخْصَكَ وَ لَا تُذْكَرْ وَ تَعَلَّمْ وَ اعْمَلْ وَ اسْكُتْ تَسْلَمْ تَسُرُّ الْأَبْرَارَ وَ تَغِیظُ الْفُجَّارَ وَ لَا عَلَیْكَ إِذَا عَرَّفَكَ اللَّهُ دِینَهُ أَنْ لَا تَعْرِفَ النَّاسَ وَ لَا یَعْرِفُوكَ.

«52»- وَ رَوَی هِشَامُ بْنُ سَعِیدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ فَكُبْكِبُوا فِیها هُمْ وَ الْغاوُونَ قَالَ الْغَاوُونَ هُمُ الَّذِینَ عَرَفُوا الْحَقَّ وَ عَمِلُوا بِخِلَافِهِ.

«53»- وَ قَالَ علیه السلام أَشَدُّ النَّاسِ عَذَاباً عَالِمٌ لَا یَنْتَفِعُ مِنْ عِلْمِهِ بِشَیْ ءٍ.

«54»- وَ قَالَ علیه السلام تَعَلَّمُوا مَا شِئْتُمْ أَنْ تَعَلَّمُوا فَلَنْ یَنْفَعَكُمُ اللَّهُ بِالْعِلْمِ حَتَّی تَعْمَلُوا بِهِ لِأَنَّ الْعُلَمَاءَ هِمَّتُهُمُ الرِّعَایَةُ وَ السُّفَهَاءُ هِمَّتُهُمُ الرِّوَایَةُ.

«55»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله الْعِلْمُ الَّذِی لَا یُعْمَلُ بِهِ كَالْكَنْزِ الَّذِی لَا یُنْفَقُ مِنْهُ أَتْعَبَ صَاحِبُهُ نَفْسَهُ فِی جَمْعِهِ وَ لَمْ یَصِلْ إِلَی نَفْعِهِ.

ص: 37


1- 1 تقدم مرسلة أیضا عن الغوالی فی الرقم 26.

«56»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَثَلُ الَّذِی یُعَلِّمُ الْخَیْرَ وَ لَا یَعْمَلُ بِهِ مَثَلُ السِّرَاجِ یُضِی ءُ لِلنَّاسِ وَ یُحْرِقُ نَفْسَهُ.

«57»- مُنْیَةُ الْمُرِیدِ، مِنْ كَلَامِ الْمَسِیحِ علیه السلام مَنْ عَلِمَ وَ عَمِلَ فَذَاكَ یُدْعَی عَظِیماً فِی مَلَكُوتِ السَّمَاءِ.

«58»- وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ تَعَلَّمَ عِلْماً مِمَّا یُبْتَغَی بِهِ وَجْهُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَا یَتَعَلَّمُهُ إِلَّا لِیُصِیبَ بِهِ عَرَضاً مِنَ الدُّنْیَا لَمْ یَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ (1) یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

«59»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ تَعَلَّمَ عِلْماً لِغَیْرِ اللَّهِ وَ أَرَادَ بِهِ غَیْرَ اللَّهِ فَلْیَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.

«60»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ وَ تُجَادِلُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ وَ لِتَصْرِفُوا وُجُوهَ النَّاسِ إِلَیْكُمْ وَ ابْتَغُوا بِقَوْلِكُمْ مَا عِنْدَ اللَّهِ فَإِنَّهُ یَدُومُ وَ یَبْقَی وَ یَنْفَدُ مَا سِوَاهُ كُونُوا یَنَابِیعَ الْحِكْمَةِ مَصَابِیحَ الْهُدَی أَحْلَاسَ الْبُیُوتِ (2) سُرُجَ اللَّیْلِ جُدُدَ الْقُلُوبِ(3) خُلْقَانَ الثِّیَابِ (4) تُعْرَفُونَ فِی أَهْلِ السَّمَاءِ وَ تُخْفَوْنَ فِی أَهْلِ الْأَرْضِ.

«61»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِأَرْبَعٍ دَخَلَ النَّارَ لِیُبَاهِیَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ یُمَارِیَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ لِیَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَیْهِ أَوْ یَأْخُذَ بِهِ مِنَ الْأُمَرَاءِ.

«62»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَا ازْدَادَ عَبْدٌ عِلْماً فَازْدَادَ فِی الدُّنْیَا رَغْبَةً إِلَّا ازْدَادَ مِنَ اللَّهِ بُعْداً.

«63»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله كُلُّ عِلْمٍ وَبَالٌ عَلَی صَاحِبِهِ إِلَّا مَنْ عَمِلَ بِهِ.

«64»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَشَدُّ النَّاسِ عَذَاباً یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَالِمٌ لَمْ یَنْفَعْهُ عِلْمُهُ.

«65»- وَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِیُبَاهِیَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ یُمَارِیَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ یَصْرِفَ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَیْهِ فَلْیَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ الرِّئَاسَةَ لَا تَصْلُحُ إِلَّا لِأَهْلِهَا.

«66»- وَ مِنْ كَلَامِ عِیسَی علیه السلام تَعْمَلُونَ لِلدُّنْیَا وَ أَنْتُمْ تُرْزَقُونَ فِیهَا بِغَیْرِ عَمَلٍ وَ لَا تَعْمَلُونَ لِلْآخِرَةِ وَ أَنْتُمْ لَا تُرْزَقُونَ فِیهَا إِلَّا بِالْعَمَلِ وَیْلَكُمْ عُلَمَاءَ السُّوءِ الْأَجْرَ تَأْخُذُونَ

ص: 38


1- 1 العرف بفتح العین و سكون الراء: الرائحة.
2- 2 جمع حلس- بكسر الحاء المهملة و سكون اللام و بالفتحتین-: ما یبسط فی البیت علی الأرض تحت حر الثیاب و المتاع، و لعله كنایة عن التواضع و عدم التشهر فی الناس.
3- 3 الجدد: جمع الجدید، عكس القدیم.
4- 4 الخلقان- بضم الخاء المعجمة و سكون اللام: جمع الخلق- بفتح الخاء و اللام-: ای البالی.

وَ الْعَمَلَ تُضَیِّعُونَ یُوشِكُ رَبُّ الْعَمَلِ أَنْ یَطْلُبَ عَمَلَهُ وَ تُوشِكُونَ أَنْ تَخْرُجُوا مِنَ الدُّنْیَا الْعَرِیضَةِ إِلَی ظُلْمَةِ الْقَبْرِ وَ ضِیقِهِ اللَّهُ نَهَاكُمْ عَنِ الْخَطَایَا كَمَا أَمَرَكُمْ بِالصِّیَامِ وَ الصَّلَاةِ كَیْفَ یَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنْ سَخِطَ رِزْقَهُ وَ احْتَقَرَ مَنْزِلَتَهُ وَ قَدْ عَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ وَ قُدْرَتِهِ وَ كَیْفَ یَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنِ اتَّهَمَ اللَّهَ فِیمَا قَضَی لَهُ فَلَیْسَ یَرْضَی شَیْئاً أَصَابَهُ كَیْفَ یَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنْ دُنْیَاهُ عِنْدَهُ آثَرُ (1)مِنْ آخِرَتِهِ وَ هُوَ مُقْبِلٌ عَلَی دُنْیَاهُ وَ مَا یَضُرُّهُ أَحَبُّ إِلَیْهِ مِمَّا یَنْفَعُهُ كَیْفَ یَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنْ یَطْلُبُ الْكَلَامَ لِیُخْبِرَ بِهِ وَ لَا یَطْلُبُ لِیَعْمَلَ بِهِ.

«67»- وَ مِنْ كَلَامِهِ علیه السلام وَیْلٌ لِلْعُلَمَاءِ السَّوْءِ تُصْلَی (2) عَلَیْهِمُ النَّارُ ثُمَّ قَالَ اشْتَدَّتْ مَئُونَةُ الدُّنْیَا وَ مَئُونَةُ الْآخِرَةِ أَمَّا مَئُونَةُ الدُّنْیَا فَإِنَّكَ لَا تَمُدُّ یَدَكَ إِلَی شَیْ ءٍ مِنْهَا إِلَّا فَاجِرٌ قَدْ سَبَقَكَ إِلَیْهِ وَ أَمَّا مَئُونَةُ الْآخِرَةِ فَإِنَّكَ لَا تَجِدُ أَعْوَاناً یُعِینُونَكَ عَلَیْهَا.

«68»- وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْعَالِمَ إِذَا لَمْ یَعْمَلْ بِعِلْمِهِ زَلَّتْ مَوْعِظَتُهُ عَنِ الْقُلُوبِ كَمَا یَزِلُّ الْمَطَرُ عَنِ الصَّفَا (3).

«69»- وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی كَلَامٍ لَهُ خَطَبَهُ عَلَی الْمِنْبَرِ أَیُّهَا النَّاسُ إِذَا عَلِمْتُمْ فَاعْمَلُوا بِمَا عَلِمْتُمْ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ إِنَّ الْعَالِمَ الْعَامِلَ بِغَیْرِهِ كَالْجَاهِلِ الْحَائِرِ الَّذِی لَا یَسْتَفِیقُ عَنْ جَهْلِهِ بَلْ قَدْ رَأَیْتُ الْحُجَّةَ عَلَیْهِ أَعْظَمَ وَ الْحَسْرَةَ أَدْوَمَ عَلَی هَذَا الْعَالِمِ الْمُنْسَلِخِ عَنْ عِلْمِهِ مِنْهَا عَلَی هَذَا الْجَاهِلِ الْمُتَحَیِّرِ فِی جَهْلِهِ وَ كِلَاهُمَا حَائِرٌ بَائِرٌ (4) لَا تَرْتَابُوا فَتَشُكُّوا وَ لَا تَشُكُّوا فَتَكْفُرُوا وَ لَا تُرَخِّصُوا لِأَنْفُسِكُمْ فَتُدْهِنُوا (5) وَ لَا تُدْهِنُوا فِی الْحَقِّ فَتَخْسَرُوا (6) وَ إِنَّ مِنَ الْحَقِّ أَنْ تَفَقَّهُوا وَ مِنَ الْفِقْهِ أَنْ لَا تَغْتَرُّوا وَ إِنَّ أَنْصَحَكُمْ لِنَفْسِهِ أَطْوَعُكُمْ لِرَبِّهِ

ص: 39


1- 1 آثره إیثارا: اختاره، فضّله.
2- 2 صلی فلانا النار و فیها و علیها: أدخله إیاها و أثواه فیها.
3- 3 الحجر الصلد الضخم.
4- 4 یقال: حائر و بائر. أی لا یطیع مرشدا و لا یتّجه لشی ء.
5- 5 أی تخدعوا و تختلوا.
6- 6 أی فتضلوا و تهلكوا.

وَ أَغَشَّكُمْ لِنَفْسِهِ أَعْصَاكُمْ لِرَبِّهِ وَ مَنْ یُطِعِ اللَّهَ یَأْمَنْ وَ یَسْتَبْشِرْ وَ مَنْ یَعْصِ اللَّهَ یَخِبْ (1) وَ یَنْدَمْ.

«70»- وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ لِمُوسَی بْنِ عِمْرَانَ علیه السلام جَلِیسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ قَدْ وَعَی عِلْماً كَثِیراً فَاسْتَأْذَنَ مُوسَی فِی زِیَارَةِ أَقَارِبَ لَهُ فَقَالَ لَهُ مُوسَی إِنَّ لِصِلَةِ الْقَرَابَةِ لَحَقّاً وَ لَكِنْ إِیَّاكَ أَنْ تَرْكَنَ إِلَی الدُّنْیَا فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَمَّلَكَ عِلْماً فَلَا تُضَیِّعْهُ وَ تَرْكَنْ إِلَی غَیْرِهِ فَقَالَ الرَّجُلُ لَا یَكُونُ إِلَّا خَیْراً وَ مَضَی نَحْوَ أَقَارِبِهِ فَطَالَتْ غَیْبَتُهُ فَسَأَلَ مُوسَی علیه السلام عَنْهُ فَلَمْ یُخْبِرْهُ أَحَدٌ بِحَالِهِ فَسَأَلَ جَبْرَئِیلَ علیه السلام عَنْهُ فَقَالَ لَهُ أَخْبِرْنِی عَنْ جَلِیسِی فُلَانٍ أَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ قَالَ نَعَمْ هُوَ ذَا عَلَی الْبَابِ قَدْ مُسِخَ قِرْداً فِی عُنُقِهِ سِلْسِلَةٌ فَفَزِعَ مُوسَی علیه السلام إِلَی رَبِّهِ وَ قَامَ إِلَی مُصَلَّاهُ یَدْعُو اللَّهَ وَ یَقُولُ یَا رَبِّ صَاحِبِی وَ جَلِیسِی فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ یَا مُوسَی لَوْ دَعَوْتَنِی حَتَّی یَنْقَطِعَ تَرْقُوَتَاكَ (2) مَا اسْتَجَبْتُ لَكَ فِیهِ إِنِّی كُنْتُ حَمَّلْتُهُ عِلْماً فَضَیَّعَهُ وَ رَكِنَ إِلَی غَیْرِهِ.

«71»- وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْعِلْمُ مَقْرُونٌ إِلَی الْعَمَلِ فَمَنْ عَلِمَ عَمِلَ وَ مَنْ عَمِلَ عَلِمَ وَ الْعِلْمُ یَهْتِفُ بِالْعَمَلِ فَإِنْ أَجَابَهُ وَ إِلَّا ارْتَحَلَ.

باب 10 حق العالم

الآیات؛

الكهف: «قالَ لَهُ مُوسی هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلی أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِیعَ مَعِیَ صَبْراً وَ كَیْفَ تَصْبِرُ عَلی ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً قالَ سَتَجِدُنِی إِنْ شاءَ اللَّهُ صابِراً وَ لا أَعْصِی لَكَ أَمْراً قالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِی فَلا تَسْئَلْنِی عَنْ شَیْ ءٍ حَتَّی أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً (إلی قوله تعالی): إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَیْ ءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِی قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّی عُذْراً»(76)

أقول: یظهر من كیفیة معاشرة موسی علیه السلام مع هذا العالم الربانی و تعلمه منه أحكام كثیرة من آداب التعلیم و التعلم من متابعة العالم و ملازمته لطلب العلم و كیفیة

ص: 40


1- 1 أی لم ینجح.
2- 2 الترقوة: مقدم الحلق فی أعلی الصدر حیث یترقی فیه النفس.

طلبه منه هذا الأمر مقرونا بغایة الأدب مع كونه علیه السلام من أولی العزم من الرسل و عدم تكلیفه أن یعلمه جمیع علمه بل قال مِمَّا عُلِّمْتَ و تأدیب المعلم للمتعلم و أخذ العهد منه أولا و عدم معصیة المتعلم للمعلم و عدم المبادرة إلی إنكار ما یراه من المعلم و الصبر علی ما لم یحط علمه به من ذلك و عدم المبادرة بالسؤال فی الأمور الغامضة و عفو العالم عن زلة المتعلم فی قوله لا تُؤاخِذْنِی بِما نَسِیتُ وَ لا تُرْهِقْنِی (1) مِنْ أَمْرِی عُسْراً إلی غیر ذلك مما لا یخفی علی المتدبر.

«1»- لی، الأمالی للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ أَبَانٍ وَ غَیْرِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنِّی لَأَرْحَمُ ثَلَاثَةً وَ حَقٌّ لَهُمْ أَنْ یُرْحَمُوا عَزِیزٌ أَصَابَتْهُ مَذَلَّةٌ بَعْدَ الْعِزِّ وَ غَنِیٌّ أَصَابَتْهُ حَاجَةٌ بَعْدَ الْغِنَی وَ عَالِمٌ یَسْتَخِفُّ بِهِ أَهْلُهُ وَ الْجَهَلَةُ.

ل، الخصال ابن الولید عن الصفار عن ابن عیسی عن ابن محبوب عن عبد اللّٰه بن سنان عنه علیه السلام مثله.

«2»- لی، الأمالی للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقَ علیه السلام یَقُولُ اطْلُبُوا الْعِلْمَ وَ تَزَیَّنُوا مَعَهُ بِالْحِلْمِ وَ الْوَقَارِ وَ تَوَاضَعُوا لِمَنْ تُعَلِّمُونَهُ الْعِلْمَ وَ تَوَاضَعُوا لِمَنْ طَلَبْتُمْ مِنْهُ الْعِلْمَ وَ لَا تَكُونُوا عُلَمَاءَ جَبَّارِینَ فَیَذْهَبَ بَاطِلُكُمْ بِحَقِّكُمْ.

«3»- ب، قرب الإسناد هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: ارْحَمُوا عَزِیزاً ذَلَّ وَ غَنِیّاً افْتَقَرَ وَ عَالِماً ضَاعَ فِی زَمَانِ جُهَّالٍ.

«4»- ل، الخصال ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی بْنِ عُمَرَ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثَةٌ یَشْكُونَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَسْجِدٌ خَرَابٌ لَا یُصَلِّی فِیهِ أَهْلُهُ وَ عَالِمٌ بَیْنَ جُهَّالٍ وَ مُصْحَفٌ مُعَلَّقٌ قَدْ وَقَعَ عَلَیْهِ غُبَارٌ لَا یُقْرَأُ فِیهِ.

«5»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ زِیَادٍ الْمُقْرِی عَنْ جَرِیرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَالِكٍ الْإِیَادِیِّ قَالَ سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ الْمَأْمُونِ یَقُولُ قَالَ لِی عَلِیُّ بْنُ

ص: 41


1- 1 أی لا تكلفنی.

مُوسَی الرِّضَا علیهما السلام ثَلَاثَةٌ مُوَكَّلٌ بِهَا ثَلَاثَةٌ تَحَامُلُ الْأَیَّامِ عَلَی ذَوِی الْأَدَوَاتِ الْكَامِلَةِ وَ اسْتِیلَاءُ الْحِرْمَانِ عَلَی الْمُتَقَدِّمِ فِی صَنَعْتِهِ وَ مُعَادَاةُ الْعَوَامِّ عَلَی أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ.

بیان: قال الفیروزآبادی تحامل علیه كلفه ما لا یطیقه و الأدوات الكاملة كالعقل و العلم و السخاء من الكمالات التی هی وسائل السعادات أو الأعم منها و مما هو من الكمالات الدنیویة كالمناصب و الأموال أی یحمل الأیام و أهلها علیهم فوق طاقتهم و یلتمسون منهم من ذلك ما لا یطیقون و یحتمل أن یكون المراد جور الناس علی أهل الحق و مغلوبیتهم.

«6»- ضه، روضة الواعظین ل، الخصال لی، الأمالی للصدوق سَیَجِی ءُ فِی خَبَرِ الْحُقُوقِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ حَقُّ سَائِسِكَ (1) بِالْعِلْمِ التَّعْظِیمُ لَهُ وَ التَّوْقِیرُ لِمَجْلِسِهِ وَ حُسْنُ الِاسْتِمَاعِ إِلَیْهِ وَ الْإِقْبَالُ عَلَیْهِ وَ أَنْ لَا تَرْفَعَ عَلَیْهِ صَوْتَكَ وَ لَا تُجِیبَ أَحَداً یَسْأَلُهُ عَنْ شَیْ ءٍ حَتَّی یَكُونَ هُوَ الَّذِی یُجِیبُ وَ لَا تُحَدِّثَ فِی مَجْلِسِهِ أَحَداً وَ لَا تَغْتَابَ عِنْدَهُ أَحَداً وَ أَنْ تَدْفَعَ عَنْهُ إِذَا ذُكِرَ عِنْدَكَ بِسُوءٍ وَ أَنْ تَسْتُرَ عُیُوبَهُ وَ تُظْهِرَ مَنَاقِبَهُ وَ لَا تُجَالِسَ لَهُ عَدُوّاً وَ لَا تُعَادِیَ لَهُ وَلِیّاً فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ شَهِدَ لَكَ مَلَائِكَةُ اللَّهِ بِأَنَّكَ قَصَدْتَهُ وَ تَعَلَّمْتَ عِلْمَهُ لِلَّهِ جَلَّ اسْمُهُ لَا لِلنَّاسِ.

«7»- ل، الخصال مع، معانی الأخبار ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله غَرِیبَتَانِ فَاحْتَمِلُوهُمَا كَلِمَةُ حِكْمَةٍ مِنْ سَفِیهٍ فَاقْبَلُوهَا وَ كَلِمَةُ سَفَهٍ مِنْ حَكِیمٍ فَاغْفِرُوهَا.

«8»- ل، الخصال عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسْوَارِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قَیْسٍ عَنْ أَبِی یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ خَشْرَمٍ عَنْ عِیسَی عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّمَا الْخَوْفُ (2)عَلَی أُمَّتِی مِنْ بَعْدِی ثَلَاثُ خِصَالٍ أَنْ یَتَأَوَّلُوا الْقُرْآنَ عَلَی غَیْرِ تَأْوِیلِهِ أَوْ یَتَّبِعُوا زَلَّةَ الْعَالِمِ أَوْ یَظْهَرَ فِیهِمُ الْمَالُ حَتَّی یَطْغَوْا وَ یَبْطَرُوا وَ سَأُنَبِّئُكُمُ الْمَخْرَجَ مِنْ ذَلِكَ أَمَّا الْقُرْآنُ فَاعْمَلُوا بِمُحْكَمِهِ وَ آمِنُوا بِمُتَشَابِهِهِ- وَ أَمَّا الْعَالِمُ فَانْتَظِرُوا فَیْئَهُ (3) وَ لَا تَتَّبِعُوا زَلَّتَهُ وَ أَمَّا الْمَالُ فَإِنَّ الْمَخْرَجَ مِنْهُ شُكْرُ النِّعْمَةِ وَ أَدَاءُ حَقِّهِ.

ص: 42


1- 1 أی مؤدبك.
2- 2 و فی نسخة: أتخوّف.
3- 3 و فی نسخة: فئته.

«9»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ سُلَیْمَانَ الْجَعْفَرِیِّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ مِنْ حَقِّ الْعَالِمِ أَنْ لَا تُكْثِرَ عَلَیْهِ السُّؤَالَ وَ لَا تَجُرَّ بِثَوْبِهِ وَ إِذَا دَخَلْتَ عَلَیْهِ وَ عِنْدَهُ قَوْمٌ فَسَلِّمْ عَلَیْهِمْ جَمِیعاً وَ خُصَّهُ بِالتَّحِیَّةِ دُونَهُمْ وَ اجْلِسْ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ لَا تَجْلِسْ خَلْفَهُ وَ لَا تَغْمِزْ بِعَیْنَیْكَ وَ لَا تُشِرْ بِیَدِكَ وَ لَا تُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ قَالَ فُلَانٌ وَ قَالَ فُلَانٌ خِلَافاً لِقَوْلِهِ وَ لَا تَضْجَرْ بِطُولِ صُحْبَتِهِ فَإِنَّمَا مَثَلُ الْعَالِمِ مَثَلُ النَّخْلَةِ یُنْتَظَرُ بِهَا مَتَی یَسْقُطُ عَلَیْكَ مِنْهَا شَیْ ءٌ وَ الْعَالِمُ أَعْظَمُ أَجْراً مِنَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْغَازِی فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ إِذَا مَاتَ الْعَالِمُ ثُلِمَ فِی الْإِسْلَامِ ثُلْمَةٌ لَا یَسُدُّهَا شَیْ ءٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

بیان: قوله علیه السلام و لا تجر بثوبه كنایة عن الإبرام فی السؤال و المنع عن قیامه عند تبرمه.

«10»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ سَعْدَانَ (1) عَنْ عَبْدِ الرَّحِیمِ بْنِ مُسْلِمٍ (2) عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ تَعْظِیماً لِرَجُلٍ قَالَ مَكْرُوهٌ إِلَّا لِرَجُلٍ فِی الدِّینِ.

«11»- سن، المحاسن بَعْضُ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِذَا جَلَسْتَ إِلَی الْعَالِمِ فَكُنْ عَلَی أَنْ تَسْمَعَ أَحْرَصَ مِنْكَ عَلَی أَنْ تَقُولَ وَ تَعَلَّمْ حُسْنَ الِاسْتِمَاعِ كَمَا تَعَلَّمُ حُسْنَ الْقَوْلِ وَ لَا تَقْطَعْ عَلَی حَدِیثِهِ.

«12»- شا، الإرشاد رَوَی حَارِثٌ الْأَعْوَرُ قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ مِنْ حَقِّ الْعَالِمِ أَنْ لَا یُكْثَرَ عَلَیْهِ السُّؤَالُ وَ لَا یُعَنَّتَ فِی الْجَوَابِ (3) وَ لَا یُلَحَّ عَلَیْهِ إِذَا كَسِلَ وَ لَا یُؤْخَذَ بِثَوْبِهِ إِذَا نَهَضَ وَ لَا یُشَارَ إِلَیْهِ بِیَدٍ فِی حَاجَةٍ وَ لَا یُفْشَی لَهُ سِرٌّ وَ لَا یُغْتَابَ عِنْدَهُ أَحَدٌ وَ یُعَظَّمَ كَمَا حَفِظَ أَمْرَ اللَّهِ وَ یَجْلِسَ الْمُتَعَلِّمُ أَمَامَهُ وَ لَا یُعْرِضَ مِنْ طُولِ صُحْبَتِهِ وَ إِذَا جَاءَهُ طَالِبُ عِلْمٍ وَ غَیْرُهُ فَوَجَدَهُ فِی جَمَاعَةٍ عَمَّهُمْ بِالسَّلَامِ وَ خَصَّهُ بِالتَّحِیَّةِ وَ لْیَحْفَظْ شَاهِداً وَ غَائِباً وَ لْیَعْرِفْ لَهُ حَقَّهُ فَإِنَّ الْعَالِمَ أَعْظَمُ أَجْراً مِنَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْمُجَاهِدِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ

ص: 43


1- 1 هو سعدان بن مسلم المتقدم ذكره.
2- 2 البجلیّ الجریری، كوفیّ عده الشیخ من أصحاب الصادق علیه السلام.
3- 3 أی لا یلزم العالم المتعلم ما یصعب علیه أداؤه، و یشق علی المتعلم تحمله.

فَإِذَا مَاتَ الْعَالِمُ ثُلِمَ فِی الْإِسْلَامِ ثُلْمَةٌ لَا یَسُدُّهَا إِلَّا خَلَفٌ مِنْهُ وَ طَالِبُ الْعِلْمِ یَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ الْمَلَائِكَةِ وَ یَدْعُو لَهُ مَنْ فِی السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ.

«13»- غو، غوالی اللئالی قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام مَنْ أَكْرَمَ فَقِیهاً مُسْلِماً لَقِیَ اللَّهَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ هُوَ عَنْهُ رَاضٍ وَ مَنْ أَهَانَ فَقِیهاً مُسْلِماً لَقِیَ اللَّهَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ هُوَ عَلَیْهِ غَضْبَانُ.

«14»- وَ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ عَلَّمَ شَخْصاً (1) مَسْأَلَةً فَقَدْ مَلَكَ رَقَبَتَهُ فَقِیلَ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ یَبِیعُهُ فَقَالَ لَا وَ لَكِنْ یَأْمُرُهُ وَ یَنْهَاهُ.

«15»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْقِلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ بِنْتِ إِلْیَاسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله غَرِیبَانِ كَلِمَةُ حِكْمَةٍ مِنْ سَفِیهٍ فَاقْبَلُوهَا وَ كَلِمَةُ سَفَهٍ مِنْ حَكِیمٍ فَاغْفِرُوهَا فَإِنَّهُ لَا حَكِیمَ إِلَّا ذُو عَثْرَةٍ وَ لَا سَفِیهَ إِلَّا ذُو تَجْرِبَةِ (2).

«16»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ارْحَمُوا عَزِیزَ قَوْمٍ ذَلَّ وَ غَنِیَّ قَوْمٍ افْتَقَرَ وَ عَالِماً تَتَلَاعَبُ بِهِ الْجُهَّالُ (3).

«17»- نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَا تَجْعَلَنَّ ذَرَبَ لِسَانِكَ عَلَی مَنْ أَنْطَقَكَ وَ بَلَاغَةَ قَوْلِكَ عَلَی مَنْ سَدَّدَكَ.

بیان: الذرابة حدة اللسان و الذرب محركة فساد اللسان و الغرض رعایة حق المعلم و ما ذكره ابن أبی الحدید من أن المراد بمن أنطقه و من سدده هو اللّٰه سبحانه فلا یخفی بعده.

«18»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَا تُحَقِّرَنَّ عَبْداً آتَاهُ اللَّهُ عِلْماً فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ یُحَقِّرْهُ حِینَ آتَاهُ إِیَّاهُ.

«19»- عدة، عدة الداعی رَوَی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ مِنْ حَقِّ الْمُعَلِّمِ عَلَی الْمُتَعَلِّمِ أَنْ لَا یُكْثِرَ السُّؤَالَ عَلَیْهِ وَ لَا یَسْبِقَهُ فِی الْجَوَابِ وَ لَا یُلِحَّ عَلَیْهِ إِذَا أَعْرَضَ وَ لَا یَأْخُذَ بِثَوْبِهِ إِذَا كَسِلَ وَ لَا یُشِیرَ إِلَیْهِ بِیَدِهِ وَ لَا یَغْمِزَهُ بِعَیْنِهِ وَ لَا

ص: 44


1- 1 فی نسخة: مسلما.
2- 2 تقدم الحدیث بإسناد آخر تحت الرقم 7.
3- [٣]تقدم مسندا مع اختلاف تحت الرقم ٣.

یُشَاوِرَ فِی مَجْلِسِهِ وَ لَا یَطْلُبَ وَرَاءَهُ وَ أَنْ لَا یَقُولَ قَالَ فُلَانٌ خِلَافَ قَوْلِهِ وَ لَا یُفْشِیَ لَهُ سِرّاً وَ لَا یَغْتَابَ عِنْدَهُ وَ أَنْ یَحْفَظَهُ شَاهِداً وَ غَائِباً وَ یَعُمَّ الْقَوْمَ بِالسَّلَامِ وَ یَخُصَّهُ بِالتَّحِیَّةِ وَ یَجْلِسَ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ إِنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ سَبَقَ الْقَوْمَ إِلَی خِدْمَتِهِ وَ لَا یَمَلَّ مِنْ طُولِ صُحْبَتِهِ فَإِنَّمَا هُوَ مِثْلُ النَّخْلَةِ تُنْتَظَرُ مَتَی تَسْقُطُ عَلَیْهِ مِنْهَا مَنْفَعَةٌ وَ الْعَالِمُ بِمَنْزِلَةِ الصَّائِمِ الْمُجَاهِدِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ إِذَا مَاتَ الْعَالِمُ انْثَلَمَ (1) فِی الْإِسْلَامِ ثُلْمَةٌ لَا تَنْسَدُّ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ إِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ یُشَیِّعُهُ سَبْعُونَ أَلْفاً مِنْ مُقَرَّبِی السَّمَاءِ.

وَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ذَلَلْتُ طَالِباً فَعَزَزْتُ مَطْلُوباً.

«20»- وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْسَ مِنْ أَخْلَاقِ الْمُؤْمِنِ الْمَلَقُ إِلَّا فِی طَلَبِ الْعِلْمِ.

باب 11 صفات العلماء و أصنافهم

الآیات؛

الكهف: «فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَیْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَ عَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً»(65)

الحج: «وَ لِیَعْلَمَ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَیُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ»(54)

فاطر: «إِنَّما یَخْشَی اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ»(28)

«1»- ب، قرب الإسناد هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: نِعْمَ وَزِیرُ الْإِیمَانِ الْعِلْمُ وَ نِعْمَ وَزِیرُ الْعِلْمِ الْحِلْمُ وَ نِعْمَ وَزِیرُ الْحِلْمِ الرِّفْقُ وَ نِعْمَ وَزِیرُ الرِّفْقِ اللِّینُ.

بیان: الحلم و الرفق و اللین و إن كانت متقاربة فی المعنی لكن بینها فرق یسیر فالحلم هو ترك مكافاة من یسی ء إلیك و السكوت فی مقابلة من یسفه علیك و وزیره و معینه الرفق أی اللطف و الشفقة و الإحسان إلی العباد فإنه یوجب أن لا یسفه علیك و لا یسی ء إلیك أكثر الناس و وزیره و معینه لین الجانب و ترك الخشونة و الغلظة و إضرار الخلق و فی الكافی و نعم وزیر الرفق الصبر و فی بعض نسخه العبرة.

ص: 45


1- 1 كذا فی النسخ.

«2»- ل، الخصال ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ الْفَارِسِیِّ (1) عَنِ الْجَعْفَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا جُمِعَ شَیْ ءٌ إِلَی شَیْ ءٍ أَفْضَلُ مِنْ حِلْمٍ إِلَی عِلْمٍ.

لی، الأمالی للصدوق ابن شاذویه المؤدب عن محمد بن عبد اللّٰه بن جعفر عن أبیه عن هارون عن ابن صدقة عن الصادق عن آبائه عن أمیر المؤمنین علیه السلام مثله.

«3»- ل، الخصال سُلَیْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ اللَّخْمِیُّ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ خَرَاجَةَ عَنْ أَبِی كُرَیْبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَفْصٍ الْعَبْسِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ مَا جُمِعَ شَیْ ءٌ إِلَی شَیْ ءٍ أَفْضَلُ مِنْ حِلْمٍ إِلَی عِلْمٍ.

«4»- لی، الأمالی للصدوق ابْنُ مَسْرُورٍ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ تَغْلِبَ (2) عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهم السلام یَقُولُ طَلَبَةُ هَذَا الْعِلْمِ عَلَی ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ أَلَا فَاعْرِفُوهُمْ بِصِفَاتِهِمْ وَ أَعْیَانِهِمْ صِنْفٌ مِنْهُمْ یَتَعَلَّمُونَ لِلْمِرَاءِ وَ الْجَهْلِ (3)وَ صِنْفٌ مِنْهُمْ یَتَعَلَّمُونَ لِلِاسْتِطَالَةِ وَ الْخَتْلِ وَ صِنْفٌ مِنْهُمْ یَتَعَلَّمُونَ لِلْفِقْهِ وَ الْعَقْلِ (4) فَأَمَّا صَاحِبُ الْمِرَاءِ وَ الْجَهْلِ تَرَاهُ مُؤْذِیاً مُمَارِیاً لِلرِّجَالِ فِی أَنْدِیَةِ الْمَقَالِ قَدْ تَسَرْبَلَ بِالتَّخَشُّعِ وَ تَخَلَّی مِنَ الْوَرَعِ فَدَقَّ اللَّهُ مِنْ هَذَا حَیْزُومَهُ وَ قَطَعَ مِنْهُ خَیْشُومَهُ وَ أَمَّا صَاحِبُ الِاسْتِطَالَةِ وَ الْخَتْلِ

ص: 46


1- 1 هو الحسن بن أبی الحسین الفارسیّ كما صرّح به فی الفصل الرابع، و علی ما هو الموجود فی الخصال المطبوع. و فی نسخة من الخصال: الحسین بن الحسن الفارسیّ، و لعله الصحیح و هو المترجم فی الفهرست، قال الشیخ فی الفهرست ص 55: الحسین بن الحسن الفارسیّ القمّیّ، له كتاب، أخبرنا به عدة من أصحابنا، عن أبی المفضل، عن ابن بطة، عن أحمد بن أبی عبد اللّٰه، عن الحسین بن الحسن الفارسیّ
2- [٢]وزان تضرب ، هو أبان بن تغلب بن رباح ، أبوسعید البكری الجریری ، مولی بنی جریر ابن عبادة بن صبیعة بن قیس بن ثعلبة بن عكاشة بن صعب بن بكربن وائل ، وجلالة قدره ووثاقته وتبحره فی العلوم مسلمة عند العامة والخاصة ، فمن شاء أزید من هذا فلیراجع إلی مظانه.
3- 3 و فی نسخة: یتعلمون العلم للمراء و الجدال.
4- 4 و فی نسخة: العمل.

فَإِنَّهُ یَسْتَطِیلُ عَلَی أَشْبَاهِهِ مِنْ أَشْكَالِهِ وَ یَتَوَاضَعُ لِلْأَغْنِیَاءِ مِنْ دُونِهِمْ فَهُوَ لِحَلْوَائِهِمْ هَاضِمٌ وَ لِدِینِهِ حَاطِمٌ (1) فَأَعْمَی اللَّهُ مِنْ هَذَا بَصَرَهُ وَ قَطَعَ مِنْ آثَارِ الْعُلَمَاءِ أَثَرَهُ وَ أَمَّا صَاحِبُ الْفِقْهِ وَ الْعَقْلِ (2) تَرَاهُ ذَا كَآبَةٍ وَ حَزَنٍ قَدْ قَامَ اللَّیْلَ فِی حِنْدِسِهِ وَ قَدِ انْحَنَی فِی بُرْنُسِهِ یَعْمَلُ وَ یَخْشَی خَائِفاً وَجِلًا مِنْ كُلِّ أَحَدٍ إِلَّا مِنْ كُلِّ ثِقَةٍ مِنْ إِخْوَانِهِ فَشَدَّ اللَّهُ مِنْ هَذَا أَرْكَانَهُ وَ أَعْطَاهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَمَانَهُ.

«5»- ل، الخصال ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عِلَاقَةَ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام طَلَبَةُ إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ وَ فِیهِ یَتَعَلَّمُونَ الْعِلْمَ لِلْمِرَاءِ.

بیان: روی فی الكافی بأدنی تغییر بسند مرفوع عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام و المراء الجدال و الجهل السفاهة و ترك الحلم و الختل بالفتح الخدعة و الأندیة جمع النادی و هو مجتمع القوم و مجلسهم و السربال القمیص و تسربل أی لبس السربال و التخشع تكلف الخشوع و إظهاره و تخلا أی خلا جدا قوله فدق اللّٰه من هذا أی بسبب كل واحدة من تلك الخصال و یحتمل أن تكون الإشارة إلی الشخص فكلمة من تبعیضیة و الحیزوم ما استدار بالظهر و البطن أو ضلع الفؤاد أو ما اكتنف بالحلقوم من جانب الصدر و الخیشوم أقصی الأنف و هما كنایتان عن إذلاله و فی الكافی فدق اللّٰه من هذا خیشومه و قطع منه حیزومه و المراد بالثانی قطع حیاته قوله فهو لحلوائهم أی لأطعمتهم اللذیذة و فی بعض النسخ لحلوانهم أی لرشوتهم و الحطم الكسر و الأثر ما یبقی فی الأرض عند المشی و قطع الأثر إما دعاء علیه بالزمانة كما ذكره الجزری أو بالموت و لعله أظهر و الكأبة بالتحریك و المد و بالتسكین سوء الحال و الإنكار من شدة الهم و الحزن و المراد حزن الآخرة و الحندس بالكسر الظلمة و قوله فی حندسه بدل من اللیل و یحتمل أن یكون فی بمعنی مع و یكون حالا من اللیل و قوله علیه السلام قد انحنی للركوع و السجود كائنا فی برنسه و البرنس قلنسوة طویلة كان یلبسها النساك فی صدر الإسلام كما ذكره

ص: 47


1- 1 كذا فی النسخ، و الظاهر: لدینهم.
2- 2 و فی نسخة: و العمل.

الجوهری أو كل ثوب رأسه منه ملتزق به من دراعة أو جبة أو ممطر أو غیره كما ذكره الجزری و فی الكافی قد تحنك فی برنسه قوله یعمل و یخشی أی أن لا یقبل منه قوله علیه السلام فشد اللّٰه من هذا أركانه أی أعضاءه و جوارحه أو الأعم منها و من عقله و فهمه و دینه و أركان إیمانه و الفرق بین الصنفین الأولین بأن الأول غرضه الجاه و التفوق بالعلم و الثانی غرضه المال و الترفع به أو الأول غرضه إظهار الفضل علی العوام و إقبالهم إلیه و الثانی قرب السلاطین و التسلط علی الناس بالمناصب الدنیویة.

«6»- ل، الخصال ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام أَبِی عَنِ الْكُمَیْدَانِیِّ (1) عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام مِنْ عَلَامَاتِ الْفِقْهِ الْحِلْمُ وَ الْعِلْمُ وَ الصَّمْتُ إِنَّ الصَّمْتَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْحِكْمَةِ إِنَّ الصَّمْتَ یَكْسِبُ الْمَحَبَّةَ إِنَّهُ دَلِیلٌ عَلَی كُلِّ خَیْرٍ.

أقول: فی ل ثلاث من علامات.

«7»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ أَبِی حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْرَوَیْهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَیْمَانَ الْغَازِی عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ الْمُلُوكُ حُكَّامٌ عَلَی النَّاسِ وَ الْعِلْمُ حَاكِمٌ عَلَیْهِمْ وَ حَسْبُكَ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ تَخْشَی اللَّهَ وَ حَسْبُكَ مِنَ الْجَهْلِ أَنْ تُعْجَبَ بِعِلْمِكَ.

بیان: حسبك من العلم أی من علامات حصوله و كذا الفقرة الثانیة.

«8»- مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ عَنْ أَبِی سُمَیْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِالْفَقِیهِ حَقّاً قَالُوا بَلَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ مَنْ لَمْ یُقَنِّطِ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ لَمْ یُؤْمِنْهُمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ وَ لَمْ یُرَخِّصْ لَهُمْ فِی مَعَاصِی اللَّهِ وَ لَمْ یَتْرُكِ الْقُرْآنَ رَغْبَةً عَنْهُ إِلَی

ص: 48


1- هو علیّ بن موسی بن جعفر الكمندانی، كان من العدة التی روی عنهم محمّد بن یعقوب الكلینی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، و روی الصدوق، عن أبیه، عنه. و هو من مشایخ الاجازة. و الكمندان اما بفتح الكاف و المیم و سكون النون و فتح الدال المهملة علی ما هو المنسوب الی النجاشیّ. أو فتح الكاف و كسر المیم و سكون الیاء و فتح الدال المهملة أو المعجمة- و هی المشهورة الیوم- منسوب الی قریة من قری قم.

غَیْرِهِ أَلَا لَا خَیْرَ فِی عِلْمٍ لَیْسَ فِیهِ تَفَهُّمٌ أَلَا لَا خَیْرَ فِی قِرَاءَةٍ لَیْسَ فِیهَا تَدَبُّرٌ أَلَا لَا خَیْرَ فِی عِبَادَةٍ لَیْسَ فِیهَا تَفَقُّهٌ.

«9»- مُنْیَةُ الْمُرِیدِ، رَوَی الْحَلَبِیُّ فِی الصَّحِیحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِالْفَقِیهِ حَقِّ الْفَقِیهِ مَنْ لَمْ یُقَنِّطِ النَّاسَ إِلَی قَوْلِهِ أَلَا لَا خَیْرَ فِی عِبَادَةٍ لَیْسَ فِیهَا تَفَكُّرٌ.

«10»- ل، الخصال الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ غَزْوَانَ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِی إِذَا صَلَحَا صَلَحَتْ أُمَّتِی وَ إِذَا فَسَدَا فَسَدَتْ أُمَّتِی قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ هُمَا قَالَ الْفُقَهَاءُ وَ الْأُمَرَاءُ.

«11»- ل، الخصال أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُوسَی بْنِ أُكَیْلٍ (1) قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ لَا یَكُونُ الرَّجُلُ فَقِیهاً حَتَّی لَا یُبَالِیَ أَیَّ ثَوْبَیْهِ ابْتَذَلَ وَ بِمَا سَدَّ فَوْرَةَ الْجُوعِ.

بیان: ابتذال الثوب امتهانه و عدم صونه و البذلة ما یمتهن من الثیاب و المراد أن لا یبالی أی ثوب لبس سواء كان رفیعا أو خسیسا جدیدا أو خلقا و یمكن أن یقرأ ابتذل علی البناء للمفعول أی لا یبالی أی ثوب من أثوابه بلی و خلق و فورة الجوع غلیانه و شدته.

«12»- ل، الخصال الْعَسْكَرِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أُسَیْدٍ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی الصُّوفِیِّ عَنْ أَبِی غَسَّانَ عَنْ مَسْعُودِ بْنِ سَعْدٍ الْجُعْفِیِّ وَ كَانَ مِنْ خِیَارِ مَنْ أَدْرَكْنَا عَنْ یَزِیدَ بْنِ أَبِی زِیَادٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَشَدُّ مَا یُتَخَوَّفُ عَلَی أُمَّتِی ثَلَاثَةٌ زَلَّةُ عَالِمٍ أَوْ جِدَالُ مُنَافِقٍ بِالْقُرْآنِ أَوْ دُنْیَا تَقْطَعُ رِقَابَكُمْ فَاتَّهِمُوهَا عَلَی أَنْفُسِكُمْ.

«13»- ل، الخصال أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُقْرِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَوْصِلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ الطَّرِیفِیِّ عَنْ عَیَّاشِ بْنِ زَیْدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ یَزِیدَ بْنِ

ص: 49


1- 1 قال النجاشیّ فی رجاله ص 291: موسی بن أكیل النمیری كوفیّ، ثقة، روی عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام. له كتاب یرویه جماعة.

الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنِی مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: النَّاسُ عَلَی أَرْبَعَةِ أَصْنَافٍ جَاهِلٌ مُتَرَدٍّ مُعَانِقٌ لِهَوَاهُ وَ عَابِدٌ مُتَقَوٍّ كُلَّمَا ازْدَادَ عِبَادَةً ازْدَادَ كِبْراً وَ عَالِمٌ یُرِیدُ أَنْ یُوطَأَ عُقْبَاهُ وَ یُحِبُّ مَحْمَدَةَ النَّاسِ وَ عَارِفٌ عَلَی طَرِیقِ الْحَقِّ یُحِبُّ الْقِیَامَ بِهِ فَهُوَ عَاجِزٌ أَوْ مَغْلُوبٌ فَهَذَا أَمْثَلُ أَهْلِ زَمَانِكَ وَ أَرْجَحُهُمْ عَقْلًا.

بیان: التردی الهلاك و الوقوع فی المهالك التی یعسر التخلص منها كالمتردی فی البئر و قوله علیه السلام متقوی أی كثیر القوة فی العبادة أو غرضه من العبادة طلب القوة و الغلبة و العز أو من قوی كرضی إذا جاع شدیدا قوله علیه السلام فهو عاجز أی فی بدنه أو مغلوب من السلاطین خائف فهذا أمثل أی أفضل أهل زمانك.

«14»- ل، الخصال أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُثْمَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَّالِ (1) عَنْ یَحْیَی بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ سَبْعَةٌ یُفْسِدُونَ أَعْمَالَهُمْ الرَّجُلُ الْحَلِیمُ ذُو الْعِلْمِ الْكَثِیرِ لَا یُعْرَفُ بِذَلِكَ وَ لَا یُذْكَرُ بِهِ وَ الْحَكِیمُ الَّذِی یُدَبِّرُ مَالَهُ كُلُّ كَاذِبٍ مُنْكِرٍ لِمَا یُؤْتَی إِلَیْهِ وَ الرَّجُلُ الَّذِی یَأْمَنُ ذَا الْمَكْرِ وَ الْخِیَانَةِ وَ السَّیِّدُ الْفَظُّ الَّذِی لَا رَحْمَةَ لَهُ وَ الْأُمُّ الَّتِی لَا تَكْتُمُ عَنِ الْوَلَدِ السِّرَّ وَ تُفْشِی عَلَیْهِ وَ السَّرِیعُ إِلَی لَائِمَةِ إِخْوَانِهِ وَ الَّذِی یُجَادِلُ أَخَاهُ مُخَاصِماً لَهُ.

إیضاح: قوله لا یعرف بذلك أی لا ینشر علمه لیعرف به و قوله منكر لما یؤتی إلیه صفة للكاذب أی كلما یعطیه ینكره و لا یقر به أو لا یعرف ما أحسن إلیه قال الفیروزآبادی أتی إلیه الشی ء ساقه إلیه و قوله یأمن ذا المكر أی یكون آمنا منه لا یحترز من مكره و خیانته قوله علیه السلام و الذی یجادل أخاه أی فی النسب أو فی الدین

ص: 50


1- بفتح الحاء المهملة و تشدید اللام: بیاع الشیرج و هو دهن السمسم، أورده النجاشیّ فی ص 72 من رجاله و قال: أحمد بن عمر الحلال یبیع الحل یعنی الشیرج، روی عن الرضا علیه السلام، و له عنه مسائل. و قال العلامة فی القسم الأوّل من الخلاصة: أحمد بن علی الحلال- بالحاء غیر المعجمة و اللام المشددة- و كان یبیع الحل و هو الشیرج ثقة، قاله الشیخ الطوسیّ رحمه اللّٰه و قال: انه كان روی الأصل، فعندی توقف فی قبول روایته لقوله هذا، و كان كوفیا أنماطیا من أصحاب الرضا علیه السلام.

فكل هؤلاء یفسدون مساعیهم و أعمالهم بترك متمماتها فالعالم بترك النشر یفسد علمه و ذو المال یفسد ماله بترك الحزم و كذا الذی یأمن ذا المكر یفسد ماله و نفسه و عزه و دینه و السید الفظ الغلیظ یفسد سیادته و دولته أو إحسانه إلی الخلق و الأم تفسد رأفتها و مساعیها بولدها و كذا الأخیران.

«15»- ل، الخصال الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ وَ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُثْمَانَ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَشَرَةٌ یُعَنِّتُونَ أَنْفُسَهُمْ وَ غَیْرَهُمْ ذُو الْعِلْمِ الْقَلِیلِ یَتَكَلَّفُ أَنْ یُعَلِّمَ النَّاسَ كَثِیراً وَ الرَّجُلُ الْحَلِیمُ ذُو الْعِلْمِ الْكَثِیرِ لَیْسَ بِذِی فِطْنَةٍ وَ الَّذِی یَطْلُبُ مَا لَا یُدْرِكُ وَ لَا یَنْبَغِی لَهُ وَ الْكَادُّ غَیْرُ الْمُتَّئِدِ وَ الْمُتَّئِدُ الَّذِی لَیْسَ لَهُ مَعَ تُؤَدَتِهِ عِلْمٌ وَ عَالِمٌ غَیْرُ مُرِیدٍ لِلصَّلَاحِ وَ مُرِیدٌ لِلصَّلَاحِ وَ لَیْسَ بِعَالِمٍ وَ الْعَالِمُ یُحِبُّ الدُّنْیَا وَ الرَّحِیمُ بِالنَّاسِ یَبْخَلُ بِمَا عِنْدَهُ وَ طَالِبُ الْعِلْمِ یُجَادِلُ فِیهِ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ فَإِذَا عَلَّمَهُ لَمْ یَقْبَلْ مِنْهُ.

توضیح: قال الفیروزآبادی العنت محركة الفساد و الإثم و الهلاك و دخول المشقة علی الإنسان و أعنته غیره قوله لیس بذی فطنة أی حصل علما كثیرا لكن لیس بذی فطانة و فهم یدرك حقائقها فهو ناقص فی جمیعها و التؤدة الرزانة و التأنی و الفعل اتأد و توأد أی من یكد و یجد فی تحصیل أمر لكن لا بالتأنی بل بالتسرع و عدم التثبت فهؤلاء لا یحصل لهم فی سعیهم سوی العنت و المشقة.

«16»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ فَضَالَةَ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَ فِیهَا فَقَالَ الرَّجُلُ إِنَّ الْفُقَهَاءَ لَا یَقُولُونَ هَذَا فَقَالَ لَهُ أَبِی وَیْحَكَ إِنَّ الْفَقِیهَ الزَّاهِدُ فِی الدُّنْیَا الرَّاغِبُ فِی الْآخِرَةِ الْمُتَمَسِّكُ بِسُنَّةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله.

«17»- سن، المحاسن الْوَشَّاءُ عَنْ مُثَنَّی بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ كَانَ فِی خُطْبَةِ أَبِی ذَرٍّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَا مُبْتَغِیَ الْعِلْمِ لَا یَشْغَلُكَ أَهْلٌ وَ مَالٌ عَنْ نَفْسِكَ أَنْتَ یَوْمَ تُفَارِقُهُمْ كَضَیْفٍ بِتَّ فِیهِمْ ثُمَّ غَدَوْتَ عَنْهُمْ إِلَی غَیْرِهِمْ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةُ كَمَنْزِلٍ تَحَوَّلْتَ مِنْهُ إِلَی غَیْرِهِ وَ مَا بَیْنَ الْمَوْتِ وَ الْبَعْثِ إِلَّا كَنَوْمَةٍ نِمْتَهَا ثُمَّ اسْتَیْقَظْتَ

ص: 51

مِنْهَا یَا مُبْتَغِیَ الْعِلْمِ إِنَّ قَلْباً لَیْسَ فِیهِ شَیْ ءٌ مِنَ الْعِلْمِ كَالْبَیْتِ الْخَرِبِ لَا عَامِرَ لَهُ.

بیان: لعل المراد بقوله ما بین الموت و البعث أنه مع قطع النظر عن نعیم القبر و عذابه فهو سریع الانقضاء و ینتهی الأمر إلی العذاب أو النعیم بغیر حساب و إلا فعذاب القبر و نعیمه متصلان بالدنیا فهذا كلام علی التنزل (1) أو یكون هذا بالنظر إلی الملهو عنهم لا جمیع الخلق.

«18»- مص، مصباح الشریعة قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام الْخَشْیَةُ مِیرَاثُ الْعِلْمِ وَ الْعِلْمُ شُعَاعُ الْمَعْرِفَةِ وَ قَلْبُ الْإِیمَانِ وَ مَنْ حُرِمَ الْخَشْیَةَ لَا یَكُونُ عَالِماً وَ إِنْ شَقَّ الشَّعْرَ فِی مُتَشَابِهَاتِ الْعِلْمِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّما یَخْشَی اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ وَ آفَةُ الْعُلَمَاءِ ثَمَانِیَةُ أَشْیَاءَ الطَّمَعُ وَ الْبُخْلُ وَ الرِّیَاءُ وَ الْعَصَبِیَّةُ وَ حُبُّ الْمَدْحِ وَ الْخَوْضُ فِیمَا لَمْ یَصِلُوا إِلَی حَقِیقَتِهِ وَ التَّكَلُّفُ فِی تَزْیِینِ الْكَلَامِ بِزَوَائِدِ الْأَلْفَاظِ وَ قِلَّةُ الْحَیَاءِ مِنَ اللَّهِ وَ الِافْتِخَارُ وَ تَرْكُ الْعَمَلِ بِمَا عَلِمُوا.

«19»- قَالَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ علیه السلام أَشْقَی النَّاسِ مَنْ هُوَ مَعْرُوفٌ عِنْدَ النَّاسِ بِعِلْمِهِ مَجْهُولٌ بِعَمَلِهِ.

«20»- قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تَجْلِسُوا عِنْدَ كُلِّ دَاعٍ مُدَّعٍ یَدْعُوكُمْ مِنَ الْیَقِینِ إِلَی الشَّكِّ وَ مِنَ الْإِخْلَاصِ إِلَی الرِّیَاءِ وَ مِنَ التَّوَاضُعِ إِلَی الْكِبْرِ وَ مِنَ النَّصِیحَةِ إِلَی الْعَدَاوَةِ وَ مِنَ الزُّهْدِ إِلَی الرَّغْبَةِ وَ تَقَرَّبُوا إِلَی عَالِمٍ یَدْعُوكُمْ مِنَ الْكِبْرِ إِلَی التَّوَاضُعِ وَ مِنَ الرِّیَاءِ إِلَی الْإِخْلَاصِ وَ مِنَ الشَّكِّ إِلَی الْیَقِینِ وَ مِنَ الرَّغْبَةِ إِلَی الزُّهْدِ وَ مِنَ الْعَدَاوَةِ إِلَی النَّصِیحَةِ وَ لَا یَصْلُحُ لِمَوْعِظَةِ الْخَلْقِ إِلَّا مَنْ خَافَ هَذِهِ الْآفَاتِ بِصِدْقِهِ وَ أَشْرَفَ عَلَی عُیُوبِ الْكَلَامِ وَ عَرَفَ الصَّحِیحَ مِنَ السَّقِیمِ وَ عِلَلَ الْخَوَاطِرِ وَ فِتَنَ النَّفْسِ وَ الْهَوَی.

ص: 52


1- هذا منه رحمه اللّٰه عجیب فان كون الموت نوما و البعث كالانتباه عن النوم لیس مقصورا بكلام أبی ذر رحمه اللّٰه، و الاخبار مستفیضة بذلك علی ما سیأتی فی أبواب البرزخ و سؤال القبر و غیر ذلك، بل المراد ان نسبة الموت و البرزخ الی البعث كنسبة النوم الی الانتباه بعده. و أعجب منه قوله ثانیا: أو یكون هذا بالنظر الی الملهو عنهم لا جمیع الخلق، فان ترك بعض الأموات ملهوا عنه مما یستحیل عقلا و نقلا، و ما یشعر به من الروایات مؤول او مطروح البتة. ط.

«21»- قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كُنْ كَالطَّبِیبِ الرَّفِیقِ(1) الَّذِی یَدَعُ الدَّوَاءَ بِحَیْثُ یَنْفَعُ.

إیضاح: قوله علیه السلام العلم شعاع المعرفة أی هو نور شمس المعرفة و یحصل من معرفته تعالی أو شعاع به یتضح معرفته تعالی و الأخیر أظهر و قلب الإیمان أی أشرف أجزاء الإیمان و شرائطه و بانتفائه ینتفی الإیمان قوله علیه السلام بصدقه أی خوفا صادقا أو بسبب أنه صادق فیما یدعیه و فیما یعظ به الناس.

«22»- شا، الإرشاد رَوَی إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّكُونِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ مَا شِیبَ شَیْ ءٌ أَحْسَنُ مِنْ حِلْمٍ بِعِلْمٍ.

«23»- جا، المجالس للمفید الْجِعَابِیُّ(2) عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ خَاقَانَ عَنْ سُلَیْمٍ الْخَادِمِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: إِنَّ صَاحِبَ الدِّینِ فَكَّرَ فَعَلَتْهُ السَّكِینَةُ وَ اسْتَكَانَ فَتَوَاضَعَ وَ قَنِعَ فَاسْتَغْنَی وَ رَضِیَ بِمَا أُعْطِیَ وَ انْفَرَدَ فَكُفِیَ الْأَحْزَانَ وَ رَفَضَ الشَّهَوَاتِ فَصَارَ حُرّاً وَ خَلَعَ الدُّنْیَا فَتَحَامَی الشُّرُورَ وَ طَرَحَ الْحِقْدَ فَظَهَرَتِ الْمَحَبَّةُ وَ لَمْ یُخِفِ النَّاسَ فَلَمْ یَخَفْهُمْ وَ لَمْ یُذْنِبْ إِلَیْهِمْ فَسَلِمَ مِنْهُمْ وَ سَخِطَ نَفْسَهُ عَنْ كُلِّ شَیْ ءٍ فَفَازَ وَ اسْتَكْمَلَ الْفَضْلَ وَ أَبْصَرَ الْعَاقِبَةَ فَأَمِنَ النَّدَامَةَ.

بیان: فكر أی فی خساسة أصله و معایب نفسه و عاقبة أمره أو فی الدنیا و فنائها و معایبها فعلته أی غلبت علیه السكینة و اطمئنان النفس و ترك العلو و الفساد و عدم الانزعاج عن الشهوات و استكان أی خضع و ذلت نفسه و ترك التكبر فتواضع عند الخالق

ص: 53


1- و فی نسخة: الشفیق.
2- 2 بكسر الجیم و فتح العین المهملة نسبة الی صنع الجعاب و بیعها، و هی جمع الجعبة، و هی كنانة النبل، هو محمّد بن عمر بن محمّد بن سالم بن البراء بن سبرة بن یسار التمیمی، أبو بكر المعروف بالجعابی الحافظ الكوفیّ القاضی، كان من أساتید الشیخ المفید قدّس سرّه، ترجمه العامّة و الخاصّة فی كتبهم مع اكباره و التصدیق بفضله و تبحّره و حفظه و تشیعه، قال السمعانیّ فی أنسابه بعد ما بالغ فی الثناء علی علمه و حفظه: و قال أبو عمرو القاسم بن جعفر الهاشمی: سمعت الجعابی یقول: أحفظ أربعمائة ألف حدیث و أذاكر بستمائة ألف، و كانت ولادته فی صفر سنة 285 و مات ببغداد فی النصف من رجب سنة 344 انتهی، و له فی رجال النجاشیّ و غیره ذكر جمیل و لعلنا نشیر إلیه فیما یأتی.

و الخلق و انفرد عن علائق الدنیا فارتفعت عنه أحزانه التی كانت تلزم لتحصیلها قوله علیه السلام فتحامی الشرور أی اجتنبها قال الجوهری تحاماه الناس أی توقوه و اجتنبوه قوله عن كل شی ء عن للبدل أی بدلا عن سخط كل شی ء و لا یبعد أن یكون و سخت نفسه بالتاء المنقوط فصحف منهم.

«24»- جا، المجالس للمفید أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ مَهْزِیَارَ قَالَ أَخْبَرَنِی ابْنُ إِسْحَاقَ الْخُرَاسَانِیُّ صَاحِبٌ كَانَ لَنَا قَالَ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ لَا تَرْتَابُوا فَتَشُكُّوا وَ لَا تَشُكُّوا فَتَكْفُرُوا وَ لَا تُرَخِّصُوا لِأَنْفُسِكُمْ فَتُدْهِنُوا وَ لَا تُدَاهِنُوا فِی الْحَقِّ فَتَخْسَرُوا وَ إِنَّ مِنَ الْحَزْمِ أَنْ تَتَفَقَّهُوا وَ مِنَ الْفِقْهِ أَنْ لَا تَغْتَرُّوا وَ إِنَّ أَنْصَحَكُمْ لِنَفْسِهِ أَطْوَعُكُمْ لِرَبِّهِ وَ إِنَّ أَغَشَّكُمْ لِنَفْسِهِ أَعْصَاكُمْ لِرَبِّهِ مَنْ یُطِعِ اللَّهَ یَأْمَنْ وَ یَرْشُدْ وَ مَنْ یَعْصِهِ یَخِبْ وَ یَنْدَمْ وَ اسْأَلُوا اللَّهَ الْیَقِینَ وَ ارْغَبُوا إِلَیْهِ فِی الْعَافِیَةِ وَ خَیْرُ مَا دَارَ فِی الْقَلْبِ الْیَقِینُ أَیُّهَا النَّاسُ إِیَّاكُمْ وَ الْكَذِبَ فَإِنَّ كُلَّ رَاجٍ طَالِبٌ وَ كُلَّ خَائِفٍ هَارِبٌ.

بیان: لا ترتابوا أی لا تتفكروا فیما هو سبب للریب من الشبهة أو لا ترخصوا لأنفسكم فی الریب فی بعض الأشیاء فإنه ینتهی إلی الشك فی الدین و الشك فیه كفر و لا ترخصوا لأنفسكم فی ترك الأمر بالمعروف و النهی عن المنكر أو مطلق الطاعات فینتهی إلی المداهنة و المساهلة فی الدین و من الفقه أن لا تغتروا أی بالعلم و العمل أو بالدنیا و زهراتها قوله علیه السلام إیاكم و الكذب أی فی دعوی الخوف و الرجاء بلا عمل فإن كل راج یعمل لما یرجوه و كل خائف یهرب مما یخاف منه.

«25»- ضه، روضة الواعظین قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عُلَمَاءُ هَذِهِ الْأُمَّةِ رَجُلَانِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْماً فَطَلَبَ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ وَ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَ بَذَلَهُ لِلنَّاسِ وَ لَمْ یَأْخُذْ عَلَیْهِ طَمَعاً وَ لَمْ یَشْتَرِ بِهِ ثَمَناً قَلِیلًا فَذَلِكَ یَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِی الْبُحُورِ وَ دَوَابُّ الْبَحْرِ وَ الْبَرِّ وَ الطَّیْرُ فِی جَوِّ السَّمَاءِ وَ یَقْدَمُ عَلَی اللَّهِ سَیِّداً شَرِیفاً وَ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْماً فَبَخِلَ بِهِ عَلَی عِبَادِ اللَّهِ وَ أَخَذَ عَلَیْهِ طَمَعاً وَ اشْتَرَی بِهِ ثَمَناً قَلِیلًا فَذَلِكَ یُلْجَمُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ وَ یُنَادِی مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ عَلَی رُءُوسِ الْأَشْهَادِ هَذَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ آتَاهُ اللَّهُ عِلْماً فِی دَارِ الدُّنْیَا فَبَخِلَ بِهِ عَلَی عِبَادِهِ حَتَّی یَفْرُغَ مِنَ الْحِسَابِ.

ص: 54

مُنْیَةُ الْمُرِیدِ، عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ فَبَخِلَ بِهِ عَلَی عِبَادِ اللَّهِ وَ أَخَذَ عَلَیْهِ طَمَعاً وَ اشْتَرَی بِهِ ثَمَناً وَ كَذَلِكَ حَتَّی یَفْرُغَ مِنَ الْحِسَابِ

«26»- ختص، الإختصاص قَالَ الرِّضَا علیه السلام مِنْ عَلَامَاتِ الْفِقْهِ الْحِلْمُ وَ الْعِلْمُ وَ الصَّمْتُ.

«27»- ختص، الإختصاص فُرَاتُ بْنُ أَحْنَفَ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام تَبَذَّلْ لَا تُشْهَرْ وَ وَارِ شَخْصَكَ لَا تُذْكَرْ وَ تَعَلَّمْ وَ اكْتُمْ وَ اصْمُتْ تَسْلَمْ قَالَ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی صَدْرِهِ فَقَالَ یَسُرُّ الْأَبْرَارَ وَ یَغِیظُ الْفُجَّارَ.

بیان: قال الجزری فی حدیث الاستسقاء فخرج متبذلا التبذل ترك التزین و التهیؤ بالهیئة الحسنة الجمیلة علی جهة التواضع انتهی أقول یحتمل هنا معنی آخر بأن یكون المراد ابتذال النفس بالخدمة و ارتكاب خسائس الأعمال و الإیماء إلی الصدر لبیان تعیین الفرد الكامل من الأبرار.

«28»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ قَیْسٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِی عَیَّاشٍ عَنْ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ قِلَّةُ كَلَامِهِ فِیمَا لَا یَعْنِیهِ.

«29»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْقَزْوِینِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ حَسْرَةً یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَنْ وَصَفَ عَدْلًا ثُمَّ خَالَفَهُ إِلَی غَیْرِهِ.

بیان: أی بین للناس خیرا و لم یعمل به أو قبل دینا حقا و أظهره و لم یعمل بمقتضاه.

«30»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَبْعَثُ اللَّهُ الْمُقَنِّطِینَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مُغَلَّبَةً وُجُوهُهُمْ یَعْنِی غَلَبَةَ السَّوَادِ عَلَی الْبَیَاضِ فَیُقَالُ لَهُمْ هَؤُلَاءِ الْمُقَنِّطُونَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ.

«31»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الضَّرِیرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِیَّا

ص: 55

الْمَكِّیِّ عَنْ كَثِیرِ بْنِ طَارِقٍ عَنْ زَیْدٍ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: سُئِلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام مَنْ أَفْصَحُ النَّاسِ قَالَ الْمُجِیبُ الْمُسْكِتُ عِنْدَ بَدِیهَةِ السُّؤَالِ.

«32»- نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی كَلَامٍ لَهُ وَ النَّاسُ مَنْقُوصُونَ مَدْخُولُونَ إِلَّا مَنْ عَصَمَ اللَّهُ سَائِلُهُمْ مُتَعَنِّتٌ وَ مُجِیبُهُمَ مُتَكَلِّفٌ یَكَادُ أَفْضَلُهُمْ رَأْیاً یَرُدُّهُ عَنْ فَضْلِ رَأْیِهِ الرِّضَاءُ وَ السُّخْطُ وَ یَكَادُ أَصْلَبُهُمْ عُوداً تَنْكَؤُهُ اللَّحْظَةُ وَ تَسْتَحِیلُهُ الْكَلِمَةُ الْوَاحِدَةُ.

«33»- وَ قَالَ علیه السلام مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلنَّاسِ إِمَاماً فَعَلَیْهِ أَنْ یَبْدَأَ بِتَعْلِیمِ نَفْسِهِ قَبْلَ تَعْلِیمِ غَیْرِهِ وَ لْیَكُنْ تَأْدِیبُهُ بِسِیرَتِهِ قَبْلَ تَأْدِیبِهِ بِلِسَانِهِ وَ مُعَلِّمُ نَفْسِهِ وَ مُؤَدِّبُهَا أَحَقُّ بِالْإِجْلَالِ مِنْ مُعَلِّمِ النَّاسِ وَ مُؤَدِّبِهِمْ.

«34»- وَ قَالَ علیه السلام الْفَقِیهُ كُلُّ الْفَقِیهِ مَنْ لَمْ یُقَنِّطِ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ لَمْ یُؤْیِسْهُمْ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ وَ لَمْ یُؤْمِنْهُمْ مِنْ مَكْرِ اللَّهِ.

«35»- وَ قَالَ علیه السلام إِنَّ أَوْضَعَ الْعِلْمِ مَا وَقَفَ عَلَی اللِّسَانِ وَ أَرْفَعَهُ مَا ظَهَرَ فِی الْجَوَارِحِ وَ الْأَرْكَانِ.

«36»- وَ قَالَ علیه السلام إِنَّ مِنْ أَحَبِّ عِبَادِ اللَّهِ إِلَیْهِ عَبْداً أَعَانَهُ اللَّهُ عَلَی نَفْسِهِ فَاسْتَشْعَرَ الْحُزْنَ وَ تَجَلْبَبَ الْخَوْفَ فَزَهَرَ مِصْبَاحُ الْهُدَی فِی قَلْبِهِ وَ أَعَدَّ الْقِرَی لِیَوْمِهِ النَّازِلِ بِهِ فَقَرَّبَ عَلَی نَفْسِهِ الْبَعِیدَ وَ هَوَّنَ الشَّدِیدَ نَظَرَ فَأَبْصَرَ وَ ذَكَرَ فَاسْتَكْثَرَ وَ ارْتَوَی مِنْ عَذْبٍ فُرَاتٍ سُهِّلَتْ لَهُ مَوَارِدُهُ فَشَرِبَ نَهَلًا (1)وَ سَلَكَ سَبِیلًا جَدَداً (2) قَدْ خَلَعَ سَرَابِیلَ الشَّهَوَاتِ وَ تَخَلَّی مِنَ الْهُمُومِ إِلَّا هَمّاً وَاحِداً (3) انْفَرَدَ بِهِ فَخَرَجَ مِنْ صِفَةِ الْعَمَی وَ مُشَارَكَةِ أَهْلِ الْهَوَی وَ صَارَ مِنْ مَفَاتِیحِ أَبْوَابِ الْهُدَی وَ مَغَالِیقِ أَبْوَابِ الرَّدَی قَدْ أَبْصَرَ طَرِیقَهُ وَ سَلَكَ سَبِیلَهُ وَ عَرَفَ مَنَارَهُ وَ قَطَعَ غِمَارَهُ وَ اسْتَمْسَكَ مِنَ الْعُرَی بِأَوْثَقِهَا وَ مِنَ الْحِبَالِ بِأَمْتَنِهَا فَهُوَ مِنَ الْیَقِینِ عَلَی مِثْلِ ضَوْءِ الشَّمْسِ قَدْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ فِی أَرْفَعِ الْأُمُورِ مِنْ إِصْدَارِ كُلِّ وَارِدٍ عَلَیْهِ وَ تَصْیِیرِ كُلِّ فَرْعٍ إِلَی أَصْلِهِ مِصْبَاحُ ظُلُمَاتٍ كَشَّافُ عَشَوَاتٍ (4) مِفْتَاحُ مُبْهَمَاتٍ

ص: 56


1- 1 بفتح النون و الهاء.
2- 2 الجدد بفتح الجیم و الدال: الأرض الغلیظة المستویة.
3- 3 و هو هم الآخرة، و ما یطلب منه الرب تعالی، و ما یوجب سعادته أو شقاوته.
4- 4 أی ظلمات.

دَفَّاعُ (1) مُعْضِلَاتٍ دَلِیلُ فَلَوَاتٍ یَقُولُ فَیُفْهِمُ وَ یَسْكُتُ فَیَسْلَمُ قَدْ أَخْلَصَ لِلَّهِ فَاسْتَخْلَصَهُ فَهُوَ مِنْ مَعَادِنِ دِینِهِ وَ أَوْتَادِ أَرْضِهِ قَدْ أَلْزَمَ نَفْسَهُ الْعَدْلَ فَكَانَ أَوَّلَ عَدْلِهِ نَفْیُ الْهَوَی عَنْ نَفْسِهِ یَصِفُ الْحَقَّ وَ یَعْمَلُ بِهِ لَا یَدَعُ لِلْخَیْرِ غَایَةً إِلَّا أَمَّهَا (2)وَ لَا مَظِنَّةً إِلَّا قَصَدَهَا قَدْ أَمْكَنَ الْكِتَابَ مِنْ زِمَامِهِ فَهُوَ قَائِدُهُ وَ إِمَامُهُ یَحُلُّ حَیْثُ حَلَّ ثَقَلُهُ وَ یَنْزِلُ حَیْثُ كَانَ مَنْزِلُهُ وَ آخَرُ قَدْ تَسَمَّی عَالِماً وَ لَیْسَ بِهِ فَاقْتَبَسَ جَهَائِلَ مِنْ جُهَّالٍ وَ أَضَالِیلَ مِنْ ضُلَّالٍ وَ نَصَبَ لِلنَّاسِ أَشْرَاكاً مِنْ حِبَالِ غُرُورٍ وَ قَوْلِ زُورٍ قَدْ حَمَلَ الْكِتَابَ عَلَی آرَائِهِ وَ عَطَفَ الْحَقَّ عَلَی أَهْوَائِهِ یُؤْمِنُ مِنَ الْعَظَائِمِ وَ یُهَوِّنُ كَبِیرَ الْجَرَائِمِ یَقُولُ أَقِفُ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ وَ فِیهَا وَقَعَ وَ یَقُولُ أَعْتَزِلُ الْبِدَعَ وَ بَیْنَهَا اضْطَجَعَ فَالصُّورَةُ صُورَةُ إِنْسَانٍ وَ الْقَلْبُ قَلْبُ حَیَوَانٍ لَا یَعْرِفُ بَابَ الْهُدَی فَیَتَّبِعَهُ وَ لَا بَابَ الْعَمَی فَیَصُدَّ عَنْهُ فَذَلِكَ مَیِّتُ الْأَحْیَاءِ فَأَیْنَ تَذْهَبُونَ فَأَنَّی تُؤْفَكُونَ وَ الْأَعْلَامُ قَائِمَةٌ وَ الْآیَاتُ وَاضِحَةٌ وَ الْمَنَارُ مَنْصُوبَةٌ إِلَی آخِرِ الْخُطْبَةِ.

بیان: فاستشعر الحزن أی جعله شعارا له و تجلبب الخوف أی جعله جلبابا و هو ثوب یشمل البدن فزهر أی أضاء و القری الضیافة فقرب علی نفسه البعید أی مثل الموت بین عینیه و هون الشدید أی الموت و رضی به و استعد له أو المراد بالبعید أمله الطویل و بتقریبه تقصیره له بذكر الموت و هون الشدید أی كلف نفسه الریاضة علی المشاق من الطاعات و قیل أرید بالبعید رحمة اللّٰه أی جعل نفسه مستعدة لقبولها بالقربات و بالشدید عذاب اللّٰه فهونه بالأعمال الصالحة أو شدائد الدنیا باستحقارها فی جنب ما أعد له من الثواب نظر أی بعینه فاعتبر أو بقلبه فأبصر الحق من عذب فرات أی العلوم الحقة و الكمالات الحقیقیة و قیل من حب اللّٰه فشرب نهلا أی شربا أولا سابقا علی أمثاله سبیلا جددا أی لا غبار فیه و لا وعث و السربال القمیص و الردی الهلاك و قطع غماره أی ما كان مغمورا فیه من شدائد الدنیا من إصدار كل وارد علیه أی هدایة الناس فَأَنَّی تُؤْفَكُونَ أی تصرفون.

ص: 57


1- 1 بفتح الدال و تشدید الفاء: كثیر الدفع.
2- 2 أی قصدها.

«37»- نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْعَالِمُ مَنْ عَرَفَ قَدْرَهُ وَ كَفَی بِالْمَرْءِ جَهْلًا أَنْ لَا یَعْرِفَ قَدْرَهُ وَ إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَی اللَّهِ الْعَبْدُ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَی نَفْسِهِ جَائِراً عَنْ قَصْدِ السَّبِیلِ سَائِراً إِنْ دُعِیَ إِلَی حَرْثِ الدُّنْیَا عَمِلَ وَ إِلَی حَرْثِ الْآخِرَةِ كَسِلَ كَأَنَّ مَا عَمِلَ لَهُ وَاجِبٌ عَلَیْهِ وَ كَأَنَّ مَا وَنَی فِیهِ سَاقِطٌ عَنْهُ.

بیان: قال ابن میثم من عرف قدره أی مقداره و منزلته بالنسبة إلی مخلوقات اللّٰه تعالی و أنه أی شی ء منها و لأی شی ء خلق و ما طوره المرسوم فی كتاب ربه و سنن أنبیائه و كان ما ونی فیه أی ما فتر فیه و ضعف عنه.

«38»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام رَأْسُ الْعِلْمِ الرِّفْقُ وَ آفَتُهُ الْخُرْقُ (1).

«39»- وَ قَالَ علیه السلام زَلَّةُ الْعَالِمِ كَانْكِسَارِ السَّفِینَةِ تَغْرَقُ وَ تُغْرِقُ.

«40»- وَ قَالَ علیه السلام الْآدَابُ تَلْقِیحُ الْأَفْهَامِ وَ نَتَائِجُ الْأَذْهَانِ.

و قال رحمه اللّٰه من عجیب ما رأیت و اتفق لی أنی توجهت یوما لبعض أشغالی و ذلك بالقاهرة فی شهر ربیع الآخر سنة ست و عشرین و أربعمائة فصحبنی فی طریقی رجل كنت أعرفه بطلب العلم و كتب الحدیث فمررنا فی بعض الأسواق بغلام حدث (2) فنظر إلیه صاحبی نظرا استربت منه ثم انقطع عنی و مال إلیه و حادثه فالتفتت انتظارا له فرأیته یضاحكه فلما لحق بی عذلته (3) علی ذلك و قلت له لا یلیق هذا بك فما كان بأسرع من أن وجدنا بین أرجلنا فی الأرض ورقة مرمیة فرفعتها لئلا یكون فیها اسم اللّٰه تعالی فوجدتها قدیمة فیها خط رقیق قد اندرس بعضه و كأنها مقطوعة من كتاب فتأملتها فإذا فیها حدیث ذهب أوله و هذه نسخته قال إنی أنا أخوك فی الإسلام و وزیرك فی الإیمان و قد رأیتك علی أمر لم یسعنی أن أسكت فیه عنك و لست أقبل فیه العذر منك قال و ما هو حتی أرجع عنه و أتوب إلی اللّٰه تعالی منه قال رأیتك تضاحك حدثا غرا جاهلا بأمور اللّٰه و ما یجب من حدود اللّٰه و أنت رجل قد رفع اللّٰه قدرك بما تطلب

ص: 58


1- 1 بضم الخاء و سكون الراء و فتحهما: ضد الرفق.
2- 2 أی شاب.
3- 3 أی لمته.

من العلم و إنما أنت بمنزلة رجل من الصدیقین لأنك تقول حدثنا فلان عن فلان عن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله عن جبرئیل عن اللّٰه فیسمعه الناس منك و یكتبونه عنك و یتخذونه دینا یعولون علیه و حكما ینتهون إلیه و إنما أنهاك أن تعود لمثل الذی كنت علیه فإنی أخاف علیك غضب من یأخذ العارفین قبل الجاهلین و یعذب فساق حملة القرآن قبل الكافرین فما رأیت حالا أعجب من حالنا و لا عظة أبلغ مما اتفق لنا و لما وقف صاحبی اضطرب لها اضطرابا بان فیها أثر لطف اللّٰه تعالی لنا و حدثنی بعد ذلك أنه انزجر عن تفریطات كانت تقع منه فی الدین و الدنیا و الحمد لله.

«41»- عدة، عدة الداعی فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی إِنَّما یَخْشَی اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ قَالَ یَعْنِی مَنْ یُصَدِّقُ قَوْلَهُ فِعْلُهُ وَ مَنْ لَمْ یُصَدِّقْ قَوْلَهُ فِعْلُهُ فَلَیْسَ بِعَالِمٍ.

«42»- مُنْیَةُ الْمُرِیدِ، عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ لِلْعَالِمِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ الْعِلْمَ وَ الْحِلْمَ وَ الصَّمْتَ وَ لِلْمُتَكَلِّفِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ یُنَازِعُ مَنْ فَوْقَهُ بِالْمَعْصِیَةِ وَ یَظْلِمُ مَنْ دُونَهُ بِالْغَلَبَةِ وَ یُظَاهِرُ الظَّلَمَةَ (1).

باب 12 آداب التعلیم

الآیات؛

الكهف: «قالَ لا تُؤاخِذْنِی بِما نَسِیتُ وَ لا تُرْهِقْنِی مِنْ أَمْرِی عُسْراً»(73)

«1»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی أَبُو الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ الْعَبَّادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السَّدُوسِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَوْنِ بْنِ أَبِی حَرْبِ بْنِ أَبِی الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِیِّ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی حَرْبِ بْنِ أَبِی الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِیهِ أَبِی الْأَسْوَدِ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام عَنْ سُؤَالٍ فَبَادَرَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ أَیْنَ السَّائِلُ فَقَالَ الرَّجُلُ هَا أَنَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ مَا مَسْأَلَتُكَ قَالَ كَیْتَ وَ كَیْتَ فَأَجَابَهُ عَنْ سُؤَالِهِ فَقِیلَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ كُنَّا عَهِدْنَاكَ إِذَا سُئِلْتَ عَنِ الْمَسْأَلَةِ كُنْتَ فِیهَا كَالسِّكَّةِ الْمُحْمَاةِ جَوَاباً فَمَا بَالُكَ أَبْطَأْتَ الْیَوْمَ عَنْ جَوَابِ هَذَا

ص: 59


1- 1 أی یعاونهم.

الرَّجُلِ حَتَّی دَخَلْتَ الْحُجْرَةَ ثُمَّ خَرَجْتَ فَأَجَبْتَهُ فَقَالَ كُنْتُ حَاقِناً وَ لَا رَأْیَ لِثَلَاثَةٍ لَا رَأْیَ لِحَاقِنٍ وَ لَا حَازِقٍ ثُمَّ أَنْشَأَ یَقُولُ

إِذَا الْمُشْكِلَاتُ تَصَدَّیْنَ لِی*** كَشَفْتُ حَقَائِقَهَا بِالنَّظَرِ

وَ إِنْ بَرَقَتْ فِی مَخِیلِ الصَّوَابِ*** عَمْیَاءُ لَا یَجْتَلِیهَا الْبَصَرُ

مُقَنَّعَةٌ بِغُیُوبِ الْأُمُورِ*** وَضَعْتُ عَلَیْهَا صَحِیحَ النَّظَرِ(1)

لِسَاناً كَشِقْشِقَةِ الْأَرْحَبِیِ***أَوْ كَالْحُسَامِ الْبَتَّارِ الذَّكَرِ

وَ قَلْباً إِذَا اسْتَنْطَقَتْهُ الْهُمُومُ***أَرْبَی عَلَیْهَا بَوَاهِیَ الدُّرَرِ

وَ لَسْتُ بِإِمَّعَةٍ فِی الرِّجَالِ***أُسَائِلُ هَذَا وَ ذَا مَا الْخَبَرُ (2)

وَ لَكِنَّنِی مُدَرَّبُ الْأَصْغَرَیْنِ*** أُبَیِّنُ مَعَ مَا مَضَی مَا غَبَرَ

بیان: قال الفیروزآبادی كیت و كیت و یكسر آخرهما أی كذا و كذا و التاء فیهما هاء فی الأصل و السكة المسمار و المراد هنا الحدیدة التی یكوی بها و هذا كالمثل فی السرعة فی الأمر أی كالحدیدة التی حمیت فی النار كیف یسرع فی النفوذ فی الوبر عند الكی كذلك كنت تسرع فی الجواب و سیأتی فی الأخبار كالمسمار المحمرة فی الوبر قوله علیه السلام لا رأی لثلاثة الظاهر أنه سقط أحد الثلاثة من النساخ و هو الحاقب قال الجزری فیه لا رأی لحازق الحازق الذی ضاق علیه خفه فخرق رجله أی عصرها و ضغطها و هو فاعل بمعنی مفعول و منه الحدیث الآخر لا یصلی و هو حاقن أو حاقب أو حازق و قال فی حقب فیه لا رأی لحاقب و لا لحاقن الحاقب الذی احتاج إلی الخلاء فلم یتبرز فانحصر غائطه و قال فی حقن فیه لا رأی لحاقن هو الذی حبس بوله كالحاقب للغائط انتهی و یحتمل أن یكون المراد بالحاقن هنا حابس الأخبثین فهو فی موضع اثنین منهما و یقال تصدی له أی تعرض.

و قوله إن برقت أی تلألأت و ظهرت فی مخیل الصواب أی فی محل تخیل الأمر الحق أو التفكر فی تحصیل الصواب من الرأی و عمیاء فاعل برقت و هی المسأ

ص: 60


1- 1 و فی نسخة: الفكر.
2- 2 و فی نسخة: و ما ذا الخبر.

المشتبهة التی یشكل استعلامها یقال عمی علیه الأمر إذا التبس و یقال اجتلیت العروس إذا نظرت إلیها مجلوة و المراد بالبصر بصر القلب و قوله مقنعة صفة أخری لعمیاء أو حال عنها أی مستورة بالأمور المغیبة المستورة عن عقول الخلق و قال الجزری فی حدیث علی علیه السلام إن كثیرا من الخطب من شقاشق الشیطان الشقشقة الجلدة الحمراء التی یخرجها الجمل العربی من جوفه ینفخ فیها فتظهر من شدقه و لا یكون إلا للعربی كذا قال الهروی و فیه نظر شبه الفصیح المنطیق بالفحل الهادر و لسانه بشقشقته ثم قال و منه حدیث علی علیه السلام فی خطبة له تلك شقشقة هدرت ثم قرت و یروی له شعر فیه لسانا كشقشقة الأرحبی أو كالحسام الیمان الذكر انتهی فقوله علیه السلام لسانا لعله مفعول فعل محذوف أی أظهر أو أخرج أو أعطیت و یحتمل عطفها علی صحیح الفكر فحذف العاطف للضرورة و قال الفیروزآبادی بنو رحب محركة بطن من همدان و أرحب قبیلة منهم أو محل أو مكان و منه النجائب الأرحبیات انتهی فشبه علیه السلام لسانه بشقشقة الفحل الأرحبی النجیب و فی النهایة كالحسام الیمان أی السیف الیمنی فإن سیوف الیمن كانت مشهورة بالجودة و فی المنقول عنه البتار قال الفیروزآبادی البتر القطع أو مستأصلا و سیف باتر و بتار و بتار كغراب و قال الذكر أیبس الحدید و أجوده و هو أذكر منه أحد و المذكر من السیف ذو الماء فتارة أخری شبه علیه السلام لسانه بالسیف القاطع الأصیل الحدید الذی هو فی غایة الجودة و قوله علیه السلام أربی أی زاد و ضاعف علیها أی كائنا علی الهموم بواهی الدرر جمع باهیة من البهاء بمعنی الحسن أی الدرر الحسنة و هی مفعول أربی و فاعله الضمیر الراجع إلی القلب.

و قوله مدرب الأصغرین فی بعض النسخ بالذال المعجمة یقال فی لسانه ذرابة أی حدة و فی بعضها بالدال المهملة قال الفیروزآبادی المدرب كمعظم المنجذ المجرب و الذربة بالضم عادة و جرأة علی الأمر و قال الأصغران القلب و اللسان و فی بعض النسخ أقیس بما قد مضی ما غبر.

«2»- غو، غوالی اللئالی ل، الخصال ف، تحف العقول فِی خَبَرِ الْحُقُوقِ عَنْ زَیْنِ الْعَابِدِینَ علیه السلام قَالَ: وَ أَمَّا حَقُّ رَعِیَّتِكَ

ص: 61

بِالْعِلْمِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّمَا جَعَلَكَ قَیِّماً لَهُمْ فِیمَا آتَاكَ مِنَ الْعِلْمِ وَ فَتَحَ لَكَ مِنْ خَزَائِنِهِ فَإِنْ أَحْسَنْتَ فِی تَعْلِیمِ النَّاسِ وَ لَمْ تَخْرَقْ بِهِمْ وَ لَمْ تَضْجَرْ عَلَیْهِمْ زَادَكَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ إِنْ أَنْتَ مَنَعْتَ النَّاسَ عِلْمَكَ وَ خَرِقْتَ بِهِمْ عِنْدَ طَلَبِهِمُ الْعِلْمَ كَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَسْلُبَكَ الْعِلْمَ وَ بَهَاءَهُ وَ یُسْقِطَ مِنَ الْقُلُوبِ مَحَلَّكَ.

بیان: الخرق ترك الرفق و الغلظة و السفاهة و الضجر التبرم و ضیق القلب عن كثرة السؤال.

«3»- أَقُولُ وَجَدْتُ بِخَطِّ الشَّیْخِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْجُبَّائِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ نَقْلًا مِنْ خَطِّ الشَّهِیدِ قُدِّسَ سِرُّهُ عَنْ یُوسُفَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ نَظَرَ إِلَی فَرْجِ امْرَأَةٍ لَا تَحِلُّ لَهُ وَ رَجُلًا خَانَ أَخَاهُ فِی امْرَأَتِهِ وَ رَجُلًا احْتَاجَ النَّاسُ إِلَیْهِ لِیُفَقِّهَهُمْ فَسَأَلَهُمُ الرِّشْوَةَ.

«4»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام مِنْ أَخْلَاقِ الْجَاهِلِ الْإِجَابَةُ قَبْلَ أَنْ یَسْمَعَ وَ الْمُعَارَضَةُ قَبْلَ أَنْ یَفْهَمَ وَ الْحُكْمُ بِمَا لَا یَعْلَمُ.

«5»- مُنْیَةُ الْمُرِیدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ علیه السلام یَا مَعْشَرَ الْحَوَارِیِّینَ(1) لِی إِلَیْكُمْ حَاجَةٌ فَاقْضُوهَا لِی قَالُوا قُضِیَتْ حَاجَتُكَ یَا رُوحَ اللَّهِ فَقَامَ فَغَسَلَ أَقْدَامَهُمْ فَقَالُوا كُنَّا نَحْنُ أَحَقَّ بِهَذَا یَا رُوحَ اللَّهِ فَقَالَ إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِالْخِدْمَةِ الْعَالِمُ إِنَّمَا تَوَاضَعْتُ هَكَذَا لِكَیْمَا تَتَوَاضَعُوا بَعْدِی فِی النَّاسِ كَتَوَاضُعِی لَكُمْ ثُمَّ قَالَ عِیسَی علیه السلام بِالتَّوَاضُعِ تَعْمَرُ الْحِكْمَةُ لَا بِالتَّكَبُّرِ كَذَلِكَ فِی السَّهْلِ یَنْبُتُ الزَّرْعُ لَا فِی الْجَبَلِ.

«6»- وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی هَذِهِ الْآیَةِ وَ لا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ قَالَ لِیَكُنِ النَّاسُ عِنْدَكَ فِی الْعِلْمِ سَوَاءً.

«7»- وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لَیِّنُوا لِمَنْ تُعَلِّمُونَ وَ لِمَنْ تَتَعَلَّمُونَ مِنْهُ.

«8»- وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَصْحَابِهِ إِنَّ النَّاسَ لَكُمْ تَبَعٌ وَ إِنَّ رِجَالًا یَأْتُونَكُمْ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ یَتَفَقَّهُونَ فِی الدِّینِ فَإِذَا أَتَوْكُمْ فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَیْراً.

«9»- وَ قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ یَدْعُو عِنْدَ خُرُوجِهِ مُرِیداً لِلدَّرْسِ بِالدُّعَاءِ الْمَرْوِیِّ عَنِ النَّبِیِّ ص

ص: 62


1- 1 حواری الرجل: خاصته و ناصره و خلیله.

اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضِلَّ وَ أَزِلَّ أَوْ أُزِلَّ وَ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ وَ أَجْهَلَ أَوْ یُجْهَلَ عَلَیَّ عَزَّ جَارُكَ وَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ لَا إِلَهَ غَیْرُكَ ثُمَّ یَقُولُ بِسْمِ اللَّهِ حَسْبِیَ اللَّهُ تَوَكَّلْتُ عَلَی اللَّهِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ اللَّهُمَّ ثَبِّتْ جَنَانِی وَ أَدِرِ الْحَقَّ عَلَی لِسَانِی.

«10»- و قال ناقلا عن بعض العلماء یقول قبل الدرس اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضِلَّ أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزِلَّ أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ أَوْ أَجْهَلَ أَوْ یُجْهَلَ عَلَیَّ اللَّهُمَّ انْفَعْنِی بِمَا عَلَّمْتَنِی وَ عَلِّمْنِی مَا یَنْفَعُنِی وَ زِدْنِی عِلْماً وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی كُلِّ حَالٍ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا یَنْفَعُ وَ مِنْ قَلْبٍ لَا یَخْشَعُ وَ مِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ وَ مِنْ دُعَاءٍ لَا تُسْمَعُ.

«11»- وَ رُوِیَ أَنَّ مَنِ اجْتَمَعَ مَعَ جَمَاعَةٍ وَ دَعَا یَكُونُ مِنْ دُعَائِهِ اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْیَتِكَ مَا یَحُولُ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ مَعْصِیَتِكَ وَ مِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ وَ مِنَ الْیَقِینِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَیْنَا مَصَائِبَ الدُّنْیَا اللَّهُمَّ مَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَ أَبْصَارِنَا وَ قُوَّتِنَا (1) مَا أَحْیَیْتَنَا وَ اجْعَلْهَا الْوَارِثَ مِنَّا وَ اجْعَلْ ثَارَنَا عَلَی مَنْ ظَلَمَنَا وَ انْصُرْنَا عَلَی مَنْ عَادَانَا وَ لَا تَجْعَلْ مُصِیبَتَنَا فِی دِینِنَا وَ لَا تَجْعَلْ دُنْیَانَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَ لَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا وَ لَا تُسَلِّطْ عَلَیْنَا مَنْ لَا یَرْحَمُنَا.

«12»- وَ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الصَّوْتَ الْخَفِیضَ وَ یُبْغِضُ الصَّوْتَ الرَّفِیعَ.

«13»- وَ رُوِیَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ حَدِیثِهِ وَ أَرَادَ أَنْ یَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ یَقُولُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا مَا أَخْطَأْنَا وَ مَا تَعَمَّدْنَا وَ مَا أَسْرَرْنَا وَ مَا أَعْلَنَّا وَ مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنَّا أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَ أَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ یَقُولُ إِذَا قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَ بِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَیْكَ سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا یَصِفُونَ وَ سَلامٌ عَلَی الْمُرْسَلِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ مِنْ فِعْلِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله.

«14»- وَ فِی بَعْضِ الرِّوَایَاتِ أَنَّ الثَّلَاثَ آیَاتٍ كَفَّارَةُ الْمَجْلِسِ.

«15»- وَ رُوِیَ أَنَّ أَنْصَارِیّاً جَاءَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَسْأَلُهُ وَ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ ثَقِیفٍ فَقَالَ

ص: 63


1- 1 و فی نسخة: و قو؟؟؟

رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَخَا ثَقِیفٍ إِنَّ الْأَنْصَارِیَّ قَدْ سَبَقَكَ بِالْمَسْأَلَةِ فَاجْلِسْ كَیْمَا نَبْدَأَ بِحَاجَةِ الْأَنْصَارِیِّ قَبْلَ حَاجَتِكَ.س

باب 13 النهی عن كتمان العلم و الخیانة و جواز الكتمان عن غیر أهله

الآیات؛

البقرة: «وَ لا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَ تَكْتُمُوا الْحَقَّ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ»(42) (و قال تعالی): «إِنَّ الَّذِینَ یَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَیِّناتِ وَ الْهُدی مِنْ بَعْدِ ما بَیَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِی الْكِتابِ أُولئِكَ یَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ یَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ»(159) (و قال تعالی): الَّذِینَ آتَیْناهُمُ الْكِتابَ یَعْرِفُونَهُ كَما یَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ وَ إِنَّ فَرِیقاً مِنْهُمْ لَیَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَ هُمْ یَعْلَمُونَ»(146) (و قال تعالی): «إِنَّ الَّذِینَ یَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتابِ وَ یَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِیلًا أُولئِكَ ما یَأْكُلُونَ فِی بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ»(174)

آل عمران: «یا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَ تَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ»(71) (و قال تعالی): «وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثاقَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَیِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَ لا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَ اشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِیلًا فَبِئْسَ ما یَشْتَرُونَ»(187)

«1»- جا، المجالس للمفید ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ غَزْوَانَ وَ عِیسَی بْنِ أَبِی مَنْصُورٍ عَنِ ابْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: نَفَسُ الْمَهْمُومِ لِظُلْمِنَا تَسْبِیحٌ وَ هَمُّهُ لَنَا عِبَادَةٌ وَ كِتْمَانُ سِرِّنَا جِهَادٌ فِی سَبِیلِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَجِبُ أَنْ یُكْتَبَ هَذَا الْحَدِیثُ بِمَاءِ الذَّهَبِ.

«2»- م، تفسیر الإمام علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی هُدیً لِلْمُتَّقِینَ قَالَ بَیَانٌ وَ شِفَاءٌ لِلْمُتَّقِینَ مِنْ شِیعَةِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا إِنَّهُمُ اتَّقَوْا أَنْوَاعَ الْكُفْرِ فَتَرَكُوهَا وَ اتَّقَوُا الذُّنُوبَ الْمُوبِقَاتِ (1) فَرَفَضُوهَا وَ اتَّقَوْا إِظْهَارَ أَسْرَارِ اللَّهِ تَعَالَی وَ أَسْرَارِ أَزْكِیَاءِ عِبَادِهِ الْأَوْصِیَاءِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَكَتَمُوهَا وَ اتَّقَوْا سَتْرَ الْعُلُومِ عَنْ أَهْلِهَا الْمُسْتَحِقِّینَ لَهَا وَ فِیهِمْ نَشَرُوهَا.

«3»- ج، الإحتجاج عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ

ص: 64


1- [١]الموبقات أی المهلكات.

أَهْلِ الْبَصْرَةِ یُقَالُ لَهُ عُثْمَانُ الْأَعْمَی إِنَّ الْحَسَنَ الْبَصْرِیَّ (1) یَزْعُمُ أَنَّ الَّذِینَ یَكْتُمُونَ الْعِلْمَ یُؤْذِی رِیحُ بُطُونِهِمْ مَنْ یَدْخُلُ النَّارَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَهَلَكَ إِذاً مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ وَ اللَّهُ مَدَحَهُ بِذَلِكَ وَ مَا زَالَ الْعِلْمُ مَكْتُوماً مُنْذُ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رَسُولَهُ نُوحاً فَلْیَذْهَبِ الْحَسَنُ یَمِیناً وَ شِمَالًا فَوَ اللَّهِ مَا یُوجَدُ الْعِلْمُ إِلَّا هَاهُنَا وَ كَانَ علیه السلام یَقُولُ مِحْنَةُ النَّاسِ عَلَیْنَا عَظِیمَةٌ إِنْ دَعَوْنَاهُمْ لَمْ یُجِیبُونَا وَ إِنْ تَرَكْنَاهُمْ لَمْ یَهْتَدُوا بِغَیْرِنَا (2).

«4»- لی، الأمالی للصدوق ابْنُ شَاذَوَیْهِ الْمُؤَدِّبُ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ مُدْرِكِ بْنِ الْهَزْهَازِ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَا مُدْرِكُ رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً اجْتَرَّ مَوَدَّةَ النَّاسِ إِلَیْنَا فَحَدَّثَهُمْ بِمَا یَعْرِفُونَ وَ تَرَكَ مَا یُنْكِرُونَ(3).

ل، الخصال أبی عن سعد عن أیوب بن نوح عن ابن أبی عمیر مثله.

«5»- كش، رجال الكشی آدَمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّقَّاقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی السَّمَّانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ أَخِیهِ جَعْفَرٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام وَ عِنْدَهُ

ص: 65


1- 1 هو الحسن بن یسار أبو سعید بن أبی الحسن البصری الأنصاریّ، نقل عن ابن حجر أنّه قال فی التقریب فی حقه: ثقة فاضل مشهور و كان یرسل كثیرا و یدلس، و كان یروی عن جماعة لم یسمع منهم و یقول: حدّثنا انتهی. و قال تلمیذه ابن أبی العوجاء الدهری فی حقه- لما قیل له: لم تركت مذهب صاحبك؟ و دخلت فیما لا أصل له و لا حقیقة- ما لفظه: إن صاحبی كان مخلطا، كان یقول طورا بالقدر و طورا بالجبر، و ما أعلمه اعتقد مذهبا دام علیه. و قال ابن أبی الحدید: و ممن قیل أنّه كان یبغض علیّا علیه السلام و یذمه: الحسن البصری، روی عنه حماد بن سلمة أنّه قال: لو كان علی یأكل الحشف فی المدینة لكان خیر اله ممّا دخل فیه، و روی عنه أنّه كان من المخذلین عن نصرته. أقول: روی الكشّیّ فی ص 64 من رجاله عن علیّ بن محمّد بن قتیبة قال: سئل أبو محمّد الفضل بن شاذان عن الزهاد الثمانیة فقال: الربیع بن خیثم، و هرم بن حنان، و أویس القرنی، و عامر بن عبد قیس، فكانوا مع علی علیه السلام و من أصحابه، كانوا زهادا أتقیاء، و أمّا أبو مسلم فانه كان فاجرا مرائیا و كان صاحب معاویة، و هو الذی یحث الناس علی قتال علیّ علیه السلام «إلی أن قال»: و الحسن كان یلقی أهل كل فرقة بما یهون، و یتصنع للرئاسة و كان رئیس القدریة. انتهی. و وردت أخبار متعدّدة فی ذمه و تأتی ان شاء اللّٰه فی محله، مات فی رجب 110 و له 89 سنة. و یاتی الحدیث بسند آخر تحت الرقم 27.
2- 2 یأتی الحدیث فی الرقم 13 من الباب الآتی عن البصائر.
3- 3 یأتی الحدیث بتمامه عن أمالی المفید تحت الرقم 15.

یُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِذِ اسْتَأْذَنَ عَلَیْهِ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَأَوْمَأَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام إِلَی یُونُسَ ادْخُلِ الْبَیْتَ فَإِذَا بَیْتٌ مُسْبَلٌ عَلَیْهِ سِتْرٌ وَ إِیَّاكَ أَنْ تَتَحَرَّكَ حَتَّی یُؤْذَنَ لَكَ فَدَخَلَ الْبَصْرِیُّونَ فَأَكْثَرُوا مِنَ الْوَقِیعَةِ وَ الْقَوْلِ فِی یُونُسَ(1) وَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام مُطْرِقٌ حَتَّی لَمَّا أَكْثَرُوا فَقَامُوا وَ وَدَّعُوا وَ خَرَجُوا فَأَذِنَ یُونُسَ بِالْخُرُوجِ فَخَرَجَ بَاكِیاً فَقَالَ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ إِنِّی أُحَامِی عَنْ هَذِهِ الْمَقَالَةِ وَ هَذِهِ حَالِی عِنْدَ أَصْحَابِی فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام یَا یُونُسُ فَمَا عَلَیْكَ مِمَّا یَقُولُونَ إِذَا كَانَ إِمَامُكَ عَنْكَ رَاضِیاً یَا یُونُسُ حَدِّثِ النَّاسَ بِمَا یَعْرِفُونَ وَ اتْرُكْهُمْ مِمَّا لَا یَعْرِفُونَ كَأَنَّكَ تُرِیدُ أَنْ تُكَذَّبَ عَلَی اللَّهِ فِی عَرْشِهِ یَا یُونُسُ وَ مَا عَلَیْكَ أَنْ لَوْ كَانَ فِی یَدِكَ الْیُمْنَی دُرَّةٌ ثُمَّ قَالَ النَّاسُ بَعْرَةٌ أَوْ بَعْرَةٌ وَ قَالَ النَّاسُ دُرَّةٌ هَلْ یَنْفَعُكَ شَیْئاً فَقُلْتُ لَا فَقَالَ هَكَذَا أَنْتَ یَا یُونُسُ إِذَا كُنْتَ عَلَی الصَّوَابِ وَ كَانَ إِمَامُكَ عَنْكَ رَاضِیاً لَمْ یَضُرَّكَ مَا قَالَ النَّاسُ.

«6»- كش، رجال الكشی حَمْدَوَیْهِ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ یُونُسَ قَالَ قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ علیه السلام یَا یُونُسُ ارْفُقْ بِهِمْ فَإِنَّ كَلَامَكَ یَدِقُّ عَلَیْهِمْ قَالَ قُلْتُ إِنَّهُمْ یَقُولُونَ لِی زِنْدِیقٌ قَالَ لِی مَا یَضُرُّكَ أَنْ تَكُونَ فِی یَدَیْكَ لُؤْلُؤَةٌ فَیَقُولَ لَكَ النَّاسُ هِیَ حَصَاةٌ وَ مَا كَانَ یَنْفَعُكَ إِذَا كَانَ فِی یَدِكَ حَصَاةٌ فَیَقُولُ النَّاسُ هِیَ لُؤْلُؤَةٌ.

«7»- مع، معانی الأخبار لی، الأمالی للصدوق الْوَرَّاقُ عَنْ سَعْدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَحْوَلِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ قَامَ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ فَقَالَ یَا بَنِی إِسْرَائِیلَ لَا تُحَدِّثُوا بِالْحِكْمَةِ الْجُهَّالَ فَتَظْلِمُوهَا وَ لَا تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا فَتَظْلِمُوهُمْ وَ لَا تُعِینُوا الظَّالِمَ عَلَی ظُلْمِهِ فَیَبْطُلَ فَضْلُكُمْ الْخَبَرَ.

«8»- لی، الأمالی للصدوق ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ مَرَّارٍ عَنْ یُونُسَ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: قَامَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ علیه السلام خَطِیباً فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ فَقَالَ یَا بَنِی إِسْرَائِیلَ لَا تُحَدِّثُوا الْجُهَّالَ بِالْحِكْمَةِ فَتَظْلِمُوهَا (2) وَ لَا تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا فَتَظْلِمُوهُمْ.

ص: 66


1- أی فاكثروا من السب و العیب و الغیبة.
2- لان الجهال لیست لهم أهلیة ذلك فبیان الحكمة و حدیثها لهم وضعها فی غیر موضعها و محلها.

«9»- ل، الخصال ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قِوَامُ الدِّینِ بِأَرْبَعَةٍ بِعَالِمٍ نَاطِقٍ مُسْتَعْمِلٍ لَهُ وَ بِغَنِیٍّ لَا یَبْخَلُ بِفَضْلِهِ عَلَی أَهْلِ دِینِ اللَّهِ وَ بِفَقِیرٍ لَا یَبِیعُ آخِرَتَهُ بِدُنْیَاهُ وَ بِجَاهِلٍ لَا یَتَكَبَّرُ عَنْ طَلَبِ الْعِلْمِ فَإِذَا كَتَمَ الْعَالِمُ عِلْمَهُ وَ بَخِلَ الْغَنِیُّ بِمَالِهِ وَ بَاعَ الْفَقِیرُ آخِرَتَهُ بِدُنْیَاهُ وَ اسْتَكْبَرَ الْجَاهِلُ عَنْ طَلَبِ الْعِلْمِ رَجَعَتِ الدُّنْیَا إِلَی وَرَائِهَا الْقَهْقَرَی فَلَا تَغُرَّنَّكُمْ كَثْرَةُ الْمَسَاجِدِ وَ أَجْسَادُ قَوْمٍ مُخْتَلِفَةٍ قِیلَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ كَیْفَ الْعَیْشُ فِی ذَلِكَ الزَّمَانِ فَقَالَ خَالِطُوهُمْ بِالْبَرَّانِیَّةِ یَعْنِی فِی الظَّاهِرِ وَ خَالِفُوهُمْ فِی الْبَاطِنِ لِلْمَرْءِ مَا اكْتَسَبَ وَ هُوَ مَعَ مَنْ أَحَبَّ وَ انْتَظِرُوا مَعَ ذَلِكَ الْفَرَجَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

«10»- ل، الخصال ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْعُبَیْدِیِّ عَنِ الدِّهْقَانِ عَنْ دُرُسْتَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَرْبَعَةٌ یَذْهَبْنَ ضَیَاعاً مَوَدَّةٌ تَمْنَحُهَا مَنْ لَا وَفَاءَ لَهُ وَ مَعْرُوفٌ عِنْدَ مَنْ لَا یَشْكُرُ لَهُ وَ عِلْمٌ عِنْدَ مَنْ لَا اسْتِمَاعَ لَهُ وَ سِرٌّ تُودِعُهُ عِنْدَ مَنْ لَا حَصَافَةَ لَهُ.

بیان: قال الفیروزآبادی حصف ككرم استحكم عقله فهو حصیف و أحصف الأمر أحكمه و فی بعض النسخ من لا حفاظ له.

«11»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ نَكَثَ بَیْعَةً أَوْ رَفَعَ لِوَاءَ ضَلَالَةٍ أَوْ كَتَمَ عِلْماً أَوِ اعْتَقَلَ (1)مَالًا ظُلْماً أَوْ أَعَانَ ظَالِماً عَلَی ظُلْمِهِ وَ هُوَ یَعْلَمُ أَنَّهُ ظَالِمٌ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الْإِسْلَامِ.

«12»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَنْ كَتَمَ عِلْماً فَكَأَنَّهُ جَاهِلٌ.

«13»- وَ قَالَ علیه السلام الْجَوَادُ مَنْ بَذَلَ مَا یُضَنُّ بِمِثْلِهِ(2).

«14»- مُنْیَةُ الْمُرِیدِ، عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَرَأْتُ فِی كِتَابِ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّ اللَّهَ لَمْ یَأْخُذْ عَلَی الْجُهَّالِ عَهْداً بِطَلَبِ الْعِلْمِ حَتَّی أَخَذَ عَلَی الْعُلَمَاءِ عَهْداً بِبَذْلِ الْعِلْمِ لِلْجُهَّالِ لِأَنَّ الْعِلْمَ كَانَ قَبْلَ الْجَهْلِ (3).

ص: 67


1- 1 أی حبس.
2- 2 أی ما یبخل بمثله، او ما یختص به لنفاستها.
3- أورده الكلینی مسندا فی كتابه الكافی فی باب بذل العلم بإسناده عن محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن محمّد بن إسماعیل بن بزیع، عن منصور بن حازم، عن طلحة بن زید، عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام

«15»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ الْإِسْكَافِیِّ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ حَدِیدٍ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ مُدْرِكِ بْنِ الْهَزْهَازِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَا مُدْرِكُ إِنَّ أَمْرَنَا لَیْسَ بِقَبُولِهِ فَقَطْ وَ لَكِنْ بِصِیَانَتِهِ وَ كِتْمَانِهِ عَنْ غَیْرِ أَهْلِهِ أَقْرِئْ أَصْحَابَنَا السَّلَامَ وَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَ بَرَكَاتِهِ وَ قُلْ لَهُمْ رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً اجْتَرَّ مَوَدَّةَ النَّاسِ إِلَیْنَا فَحَدَّثَهُمْ بِمَا یَعْرِفُونَ وَ تَرَكَ مَا یُنْكِرُونَ (1).

بیان: قال الفیروزآبادی قرأ علیه أبلغه كأقرأه و لا یقال أقرأه إلا إذا كان السلام مكتوبا.

«16»- كش، رجال الكشی الْقُتَیْبِیُّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَصْرِیِّ (2) قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَی الرِّضَا علیه السلام فَشَكَا إِلَیْهِ مَا یَلْقَی مِنْ أَصْحَابِهِ مِنَ الْوَقِیعَةِ فَقَالَ الرِّضَا علیه السلام دَارِهِمْ فَإِنَّ عُقُولَهُمْ لَا تَبْلُغُ (3).

«17»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ خَالِدٍ الْمَرَاغِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَمْرٍو الْكُوفِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ الدَّلَّالِ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ یَعِیشَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَلَّامٍ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَنَاصَحُوا فِی الْعِلْمِ فَإِنَّ خِیَانَةَ أَحَدِكُمْ فِی عِلْمِهِ أَشَدُّ مِنْ خِیَانَتِهِ فِی مَالِهِ وَ إِنَّ اللَّهَ مُسَائِلُكُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

«18»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی بِإِسْنَادِ أَخِی دِعْبِلٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا خَیْرَ فِی عِلْمٍ إِلَّا لِمُسْتَمِعٍ وَاعٍ أَوْ عَالِمٍ نَاطِقٍ.

«19»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْحَفَّارُ عَنْ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ الْبَزَّازِ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَیْرٍ الْكُوفِیِّ عَنِ الْحَكِیمِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَیُّمَا رَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ عِلْماً فَكَتَمَهُ وَ هُوَ یَعْلَمُهُ لَقِیَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مُلْجَماً بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ.

ص: 68


1- 1 تقدم ذیله تحت الرقم 4.
2- 2 هو محمّد بن الحسن بن شمون.
3- تقدم عن الكشّیّ نحوه مفصلا تحت الرقم 5.

«20»- كش، رجال الكشی جَبْرَئِیلُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ ذَرِیحٍ (1)الْمُحَارِبِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ وَ مَا رَوَی فَلَمْ یُجِبْنِی وَ أَظُنُّهُ قَالَ سَأَلْتُهُ بِجَمْعٍ فَلَمْ یُجِبْنِی فَسَأَلْتُهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ لِی یَا ذَرِیحُ دَعْ ذِكْرَ جَابِرٍ فَإِنَّ السَّفِلَةَ إِذَا سَمِعُوا بِأَحَادِیثِهِ شَنَّعُوا أَوْ قَالَ أَذَاعُوا (2).

«21»- كش، رجال الكشی علی بن محمد عن محمد بن أحمد عن ابن یزید عن عمرو بن عثمان عن أبی جمیلة عن جابر قال رُوِّیتُ خَمْسِینَ أَلْفَ حَدِیثٍ مَا سَمِعَهُ أَحَدٌ مِنِّی.

«22»- كش، رجال الكشی جَبْرَئِیلُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام تِسْعِینَ أَلْفَ حَدِیثٍ لَمْ أُحَدِّثْ بِهَا أَحَداً قَطُّ وَ لَا أُحَدِّثُ بِهَا أَحَداً أَبَداً قَالَ جَابِرٌ فَقُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّكَ قَدْ حَمَلْتَنِی وِقْراً عَظِیماً بِمَا حَدَّثْتَنِی بِهِ مِنْ سِرِّكُمُ الَّذِی لَا أُحَدِّثُ بِهِ أَحَداً فَرُبَّمَا جَاشَ فِی صَدْرِی حَتَّی یَأْخُذَنِی مِنْهُ شِبْهُ الْجُنُونِ قَالَ یَا جَابِرُ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَاخْرُجْ إِلَی الْجِبَالِ (3) فَاحْفِرْ حَفِیرَةً وَ دَلِّ رَأْسَكَ فِیهَا ثُمَّ قُلْ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ بِكَذَا وَ كَذَا.

«23»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ فَیْضٍ الْعِجْلِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّا أُمِرْنَا مَعَاشِرَ الْأَنْبِیَاءِ أَنْ نُكَلِّمَ النَّاسَ بِقَدْرِ عُقُولِهِمْ قَالَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَرَنِی رَبِّی بِمُدَارَاةِ النَّاسِ كَمَا أَمَرَنَا بِإِقَامَةِ الْفَرَائِضِ.

«24»- ید، التوحید ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی الرِّضَا علیه السلام فَقَالَ لِی قُلْ لِلْعَبَّاسِیِّ یَكُفَّ عَنِ الْكَلَامِ فِی التَّوْحِیدِ وَ غَیْرِهِ وَ یُكَلِّمِ النَّاسَ بِمَا یَعْرِفُونَ وَ یَكُفَّ عَمَّا یُنْكِرُونَ وَ إِذَا سَأَلُوكَ عَنِ التَّوْحِیدِ فَقُلْ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ وَ إِذَا سَأَلُوكَ عَنِ الْكَیْفِیَّةِ فَقُلْ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَیْسَ كَمِثْلِهِ

ص: 69


1- وزان أمیر ترجمه النجاشیّ فی ص 117 من رجاله قال: ذریح بن یزید أبو الولید المحاربی عربی من بنی محارب بن خصفة، روی عن أبی عبد اللّٰه و أبی الحسن علیهما السلام، ذكره ابن عقدة و ابن نوح، له كتاب یرویه عدة من أصحابنا.
2- یأتی الحدیث مع اختلاف فی ألفاظه تحت الرقم 50.
3- و فی نسخة الجبان.

شَیْ ءٌ وَ إِذَا سَأَلُوكَ عَنِ السَّمْعِ فَقُلْ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ كَلِّمِ النَّاسَ بِمَا یَعْرِفُونَ.

«25»- شی، تفسیر العیاشی عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سُئِلَ عَنِ الْأُمُورِ الْعِظَامِ الَّتِی تَكُونُ مِمَّا لَمْ تَكُنْ فَقَالَ لَمْ یَأْنِ أَوَانُ كَشْفِهَا بَعْدُ وَ ذَلِكَ قَوْلِهِ بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ یُحِیطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمَّا یَأْتِهِمْ تَأْوِیلُهُ.

«26»- شی، تفسیر العیاشی عَنْ حُمْرَانَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنِ الْأُمُورِ الْعِظَامِ مِنَ الرَّجْعَةِ وَ غَیْرِهَا فَقَالَ إِنَّ هَذَا الَّذِی تَسْأَلُونِّی عَنْهُ لَمْ یَأْتِ أَوَانُهُ قَالَ اللَّهُ بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ یُحِیطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمَّا یَأْتِهِمْ تَأْوِیلُهُ.

«27»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَجُلٌ وَ أَنَا عِنْدَهُ إِنَّ الْحَسَنَ الْبَصْرِیَّ یَرْوِی أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ مَنْ كَتَمَ عِلْماً جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مُلْجَماً بِلِجَامٍ مِنَ النَّارِ قَالَ كَذَبَ وَیْحَهُ فَأَیْنَ قَوْلُ اللَّهِ وَ قالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ یَكْتُمُ إِیمانَهُ أَ تَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ یَقُولَ رَبِّیَ اللَّهُ ثُمَّ مَدَّ بِهَا أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام صَوْتَهُ فَقَالَ لِیَذْهَبُوا حَیْثُ شَاءُوا أَمَا وَ اللَّهِ لَا یَجِدُونَ الْعِلْمَ إِلَّا هَاهُنَا ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام عِنْدَ آلِ مُحَمَّدٍ (1).

أقول: قد أوردنا بعض أسانید هذا الخبر فی باب من یجوز أخذ العلم منه و كثیرا من الأخبار فی باب أن علمهم صعب مستصعب.

«28»- كش، رجال الكشی جَبْرَئِیلُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ الشُّجَاعِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ أَنَا شَابٌّ فَقَالَ مَنْ أَنْتَ قُلْتُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ جِئْتُكَ لِطَلَبِ الْعِلْمِ فَدَفَعَ إِلَیَّ كِتَاباً وَ قَالَ لِی إِنْ أَنْتَ حَدَّثْتَ بِهِ حَتَّی تَهْلِكَ بَنُو أُمَیَّةَ فَعَلَیْكَ لَعْنَتِی وَ لَعْنَةُ آبَائِی وَ إِنْ أَنْتَ كَتَمْتَ مِنْهُ شَیْئاً بَعْدَ هَلَاكِ بَنِی أُمَیَّةَ فَعَلَیْكَ لَعْنَتِی وَ لَعْنَةُ آبَائِی ثُمَّ دَفَعَ إِلَیَّ كِتَاباً آخَرَ ثُمَّ قَالَ وَ هَاكَ هَذَا فَإِنْ حَدَّثْتَ بِشَیْ ءٍ مِنْهُ أَبَداً فَعَلَیْكَ لَعْنَتِی وَ لَعْنَةُ آبَائِی.

«29»- كش، رجال الكشی آدَمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ هَارُونَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ

ص: 70


1- 1 تقدم الحدیث بإسناد آخر تحت الرقم 3.

عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ تَفْسِیرِ جَابِرٍ قَالَ لَا تُحَدِّثْ بِهِ السَّفِلَةَ فَیُذِیعُونَهُ أَ مَا تَقْرَأُ فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِذا نُقِرَ فِی النَّاقُورِ إِنَّ مِنَّا إِمَاماً مُسْتَتِراً فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ إِظْهَارَ أَمْرِهِ نَكَتَ فِی قَلْبِهِ فَظَهَرَ فَقَامَ بِأَمْرِ اللَّهِ.

بیان: لعل المراد أن تلك الأسرار إنما تظهر عند قیام القائم علیه السلام و رفع التقیة و یحتمل أن یكون الاستشهاد بالآیة لبیان عسر فهم تلك العلوم التی یظهرها القائم علیه السلام و شدتها علی الكافرین كما یدل علیه تمام الآیة و ما بعدها.

«30»- یر، بصائر الدرجات سَلَمَةُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: خَالِطُوا النَّاسَ بِمَا یَعْرِفُونَ وَ دَعُوهُمْ مِمَّا یُنْكِرُونَ وَ لَا تَحْمِلُوا عَلَی أَنْفُسِكُمْ وَ عَلَیْنَا إِنَّ أَمْرَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یَحْتَمِلُهُ إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ.

«31»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَمْرَنَا سِرٌّ مُسْتَتِرٌ وَ سِرٌّ لَا یُفِیدُهُ إِلَّا سِرٌّ وَ سِرٌّ عَلَی سِرٍّ وَ سِرٌّ مُقَنَّعٌ بِسِرٍّ.

«32»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ الْكُوفِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی الْیَسَرِ عَنْ زَیْدِ بْنِ الْمُعَدِّلِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ أَمْرَنَا هَذَا مَسْتُورٌ مُقَنَّعٌ بِالْمِیثَاقِ مَنْ هَتَكَهُ أَذَلَّهُ اللَّهُ.

«33»- یر، بصائر الدرجات رُوِیَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُرَازِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ أَمْرَنَا هُوَ الْحَقُّ وَ حَقُّ الْحَقِّ وَ هُوَ الظَّاهِرُ وَ بَاطِنُ الظَّاهِرِ وَ بَاطِنُ الْبَاطِنِ وَ هُوَ السِّرُّ وَ سِرُّ السِّرِّ وَ سِرُّ الْمُسْتَسِرِّ (1) وَ سِرٌّ مُقَنَّعٌ بِالسِّرِّ.

«34»- یر، بصائر الدرجات ابْنُ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ حَفْصٍ التَّمَّارِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَیَّامَ صَلْبِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ قَالَ فَقَالَ لِی یَا حَفْصُ إِنِّی أَمَرْتُ الْمُعَلَّی بْنَ خُنَیْسٍ بِأَمْرٍ فَخَالَفَنِی فَابْتُلِیَ بِالْحَدِیدِ إِنِّی نَظَرْتُ إِلَیْهِ

ص: 71


1- و فی نسخة: و سرّ المستتر.

یَوْماً وَ هُوَ كَئِیبٌ حَزِینٌ فَقُلْتُ لَهُ مَا لَكَ یَا مُعَلَّی كَأَنَّكَ ذَكَرْتَ أَهْلَكَ وَ مَالَكَ وَ وَلَدَكَ وَ عِیَالَكَ قَالَ أَجَلْ قُلْتُ ادْنُ مِنِّی فَدَنَا مِنِّی فَمَسَحْتُ وَجْهَهُ فَقُلْتُ أَیْنَ تَرَاكَ قَالَ أَرَانِی فِی بَیْتِی هَذِهِ زَوْجَتِی وَ هَذَا وَلَدِی فَتَرَكْتُهُ حَتَّی تَمَلَّأَ مِنْهُمْ وَ اسْتَتَرْتُ مِنْهُمْ حَتَّی نَالَ مِنْهَا مَا یَنَالُ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِهِ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ ادْنُ مِنِّی فَدَنَا مِنِّی فَمَسَحْتُ وَجْهَهُ فَقُلْتُ أَیْنَ تَرَاكَ فَقَالَ أَرَانِی مَعَكَ فِی الْمَدِینَةِ هَذَا بَیْتُكَ قَالَ قُلْتُ لَهُ یَا مُعَلَّی إِنَّ لَنَا حَدِیثاً مَنْ حَفِظَ عَلَیْنَا حَفِظَ اللَّهُ عَلَیْهِ دِینَهُ وَ دُنْیَاهُ یَا مُعَلَّی لَا تَكُونُوا أَسْرَی فِی أَیْدِی النَّاسِ بِحَدِیثِنَا إِنْ شَاءُوا مَنُّوا عَلَیْكُمْ وَ إِنْ شَاءُوا قَتَلُوكُمْ یَا مُعَلَّی إِنَّهُ مَنْ كَتَمَ الصَّعْبَ مِنْ حَدِیثِنَا جَعَلَهُ اللَّهُ نُوراً بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ رَزَقَهُ اللَّهُ الْعِزَّةَ فِی النَّاسِ وَ مَنْ أَذَاعَ الصَّعْبَ مِنْ حَدِیثِنَا لَمْ یَمُتْ حَتَّی یَعَضَّهُ السِّلَاحُ أَوْ یَمُوتَ كَبْلًا (1) یَا مُعَلَّی بْنَ خُنَیْسٍ وَ أَنْتَ مَقْتُولٌ فَاسْتَعِدَّ.

كش، رجال الكشی إبراهیم بن محمد بن العباس عن أحمد بن إدریس عن الأشعری عن ابن أبی الخطاب مثله.

«35»- سن، المحاسن ابْنُ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ الْقُمِّیِّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا ظَهَرَتِ الْبِدْعَةُ فِی أُمَّتِی فَلْیُظْهِرِ الْعَالِمُ عِلْمَهُ فَإِنْ لَمْ یَفْعَلْ فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ.

غو، غوالی اللئالی مثله مرسلا.

«36»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ علیه السلام إِنَّ الْعَالِمَ الْكَاتِمَ عِلْمَهُ یُبْعَثُ أَنْتَنَ أَهْلِ الْقِیَامَةِ رِیحاً تَلْعَنُهُ كُلُّ دَابَّةٍ حَتَّی دَوَابُّ الْأَرْضِ الصِّغَارُ.

«37»- م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیُّ علیه السلام قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ حَیْثُ یَجِبُ إِظْهَارُهُ وَ تَزُولُ عَنْهُ التَّقِیَّةُ جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مُلْجَماً بِلِجَامٍ مِنَ النَّارِ.

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ إِذَا كَتَمَ الْعَالِمُ الْعِلْمَ أَهْلَهُ وَ زَهَا (2)لْجَاهِلُ فِی تَعَلُّمِ مَا لَا بُدَّ مِنْهُ وَ بَخِلَ الْغَنِیُّ بِمَعْرُوفِهِ وَ بَاعَ الْفَقِیرُ دِینَهُ بِدُنْیَا غَیْرِهِ جَلَّ الْبَلَاءُ وَ عَظُمَ الْعِقَابُ.

ص: 72


1- الكبل بفتح الكاف و كسر الباء و سكون الواو: القید. الحبس.
2- الزهو: الفخر.

بیان: أقول بهذا الخبر یجمع بین أخبار هذا الباب و الذی یظهر من جمیع الأخبار إذا جمع بعضها مع بعض أن كتمان العلم عن أهله و عمن لا ینكره و لا یخاف منه الضرر مذموم و فی كثیر من الموارد محرم و فی مقام التقیة و خوف الضرر أو الإنكار و عدم القبول لضعف العقل أو عدم الفهم و حیرة المستمع لا یجوز إظهاره بل یجب أن یحمل علی الناس ما تطیقه عقولهم و لا تأبی عنه أحلامهم.

«38»- سن، المحاسن بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَیَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ فَیَكْتُبُ اللَّهُ بِهَا إِیمَاناً فِی قَلْبِ آخَرَ فَیَغْفِرُ لَهُمَا جَمِیعاً.

«39»- غط، الغیبة للشیخ الطوسی قَرْقَارَةُ عَنْ أَبِی حَاتِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَزِیدَ الْآدَمِیِّ بَغْدَادِیٌّ عَابِدٌ عَنْ یَحْیَی بْنِ سُلَیْمٍ الطَّائِفِیِّ عَنْ سمیل [شِبْلِ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَیْلِ یَقُولُ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَقُولُ أَظَلَّكُمْ فِتْنَةٌ مُظْلِمَةٌ عَمْیَاءُ مُكْتَنِفَةٌ لَا یَنْجُو مِنْهَا إِلَّا النُّوَمَةُ قِیلَ یَا أَبَا الْحَسَنِ وَ مَا النُّوَمَةُ قَالَ الَّذِی لَا یَعْرِفُ النَّاسُ مَا فِی نَفْسِهِ.

بیان: قال الجزری فی حدیث علی علیه السلام و ذكر آخر الزمان و الفتن ثم قال خیر ذلك الزمان كل مؤمن نومة النومة بوزن الهمزة الخامل الذكر الذی لا یؤبه له (1) و قیل الغامض فی الناس الذی لا یعرف الشر و أهله و قیل النومة بالتحریك الكثیر النوم فأما الخامل الذی لا یؤبه له فهو بالتسكین و من الأول حدیث ابن عباس أنه قال لعلی علیه السلام ما النومة قال الذی یسكت فی الفتنة فلا یبدو منه شی ء.

«40»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ حُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی أُسَامَةَ زَیْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أُمِرَ النَّاسُ بِخَصْلَتَیْنِ فَضَیَّعُوهُمَا فَصَارُوا مِنْهُمَا عَلَی غَیْرِ شَیْ ءٍ كَثْرَةِ الصَّبْرِ وَ الْكِتْمَانِ.

«41»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی عَنْ حَرِیزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السِّجِسْتَانِیِّ عَنْ مُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا مُعَلَّی اكْتُمْ أَمْرَنَا وَ لَا تُذِعْهُ فَإِنَّهُ مَنْ كَتَمَ أَمْرَنَا وَ لَمْ یُذِعْهُ أَعَزَّهُ اللَّهُ فِی الدُّنْیَا وَ جَعَلَهُ نُوراً بَیْنَ عَیْنَیْهِ فِی الْآخِرَةِ یَقُودُهُ إِلَی الْجَنَّةِ یَا مُعَلَّی مَنْ أَذَاعَ حَدِیثَنَا وَ أَمْرَنَا وَ لَمْ یَكْتُمْهَا أَذَلَّهُ اللَّهُ فِی الدُّنْیَا وَ نَزَعَ النُّورَ مِنْ

ص: 73


1- 1 فی الصحاح: یقال: فلان لا یؤبه به و لا یوبه له ای یبالی به.

بَیْنِ عَیْنَیْهِ فِی الْآخِرَةِ وَ جَعَلَهُ ظُلْمَةً یَقُودُهُ إِلَی النَّارِ یَا مُعَلَّی إِنَّ التَّقِیَّةَ دِینِی وَ دِینُ آبَائِی وَ لَا دِینَ لِمَنْ لَا تَقِیَّةَ لَهُ یَا مُعَلَّی إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ أَنْ یُعْبَدَ فِی السِّرِّ كَمَا یُحِبُّ أَنْ یُعْبَدَ فِی الْعَلَانِیَةِ یَا مُعَلَّی إِنَّ الْمُذِیعَ لِأَمْرِنَا كَالْجَاحِدِ بِهِ.

«42»- كش، رجال الكشی أَحْمَدُ بْنُ عَلِیٍّ السُّكَّرِیُّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ أُورَمَةَ (1) عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَوْمَ صُلِبَ فِیهِ الْمُعَلَّی فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَ لَا تَرَی هَذَا الْخَطْبَ الْجَلِیلَ الَّذِی نَزَلَ بِالشِّیعَةِ فِی هَذَا الْیَوْمِ قَالَ وَ مَا هُوَ قَالَ قُلْتُ قُتِلَ الْمُعَلَّی بْنُ خُنَیْسٍ قَالَ رَحِمَ اللَّهُ الْمُعَلَّی قَدْ كُنْتُ أَتَوَقَّعُ ذَلِكَ لِأَنَّهُ أَذَاعَ سِرَّنَا وَ لَیْسَ النَّاصِبُ لَنَا حَرْباً بِأَعْظَمَ مَئُونَةً عَلَیْنَا مِنَ الْمُذِیعِ عَلَیْنَا سِرَّنَا فَمَنْ أَذَاعَ سِرَّنَا إِلَی غَیْرِ أَهْلِهِ لَمْ یُفَارِقِ الدُّنْیَا حَتَّی یَعَضَّهُ السِّلَاحُ أَوْ یَمُوتَ بِخَبْلٍ(2).

«43»- سن، المحاسن ابْنُ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ وَ مُفَضَّلٍ وَ فُضَیْلٍ قَالَ: كُنَّا جَمَاعَةً عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی مَنْزِلِهِ یُحَدِّثُنَا فِی أَشْیَاءَ فَلَمَّا انْصَرَفْنَا وَقَفَ عَلَی بَابِ مَنْزِلِهِ قَبْلَ أَنْ یَدْخُلَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیْنَا فَقَالَ رَحِمَكُمُ اللَّهُ لَا تُذِیعُوا أَمْرَنَا وَ لَا تُحَدِّثُوا بِهِ إِلَّا أَهْلَهُ فَإِنَّ الْمُذِیعَ عَلَیْنَا سِرَّنَا أَشَدُّ عَلَیْنَا مَئُونَةً مِنْ عَدُوِّنَا انْصَرِفُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ وَ لَا تُذِیعُوا سِرَّنَا.

«44»- سن، المحاسن ابْنُ سِنَانٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: تَلَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَذِهِ الْآیَةَ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا یَكْفُرُونَ بِآیاتِ اللَّهِ وَ یَقْتُلُونَ النَّبِیِّینَ بِغَیْرِ الْحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَ كانُوا یَعْتَدُونَ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا ضَرَبُوهُمْ بِأَیْدِیهِمْ وَ لَا قَتَلُوهُمْ بِأَسْیَافِهِمْ وَ لَكِنْ سَمِعُوا أَحَادِیثَهُمْ فَأَذَاعُوهَا فَأُخِذُوا عَلَیْهَا فَقُتِلُوا فَصَارَ ذَلِكَ قَتْلًا وَ اعْتِدَاءً وَ مَعْصِیَةً.

شی، تفسیر العیاشی عن إسحاق مثله.

«45»- سن، المحاسن ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا قَتَلَنَا مَنْ أَذَاعَ حَدِیثَنَا خَطَأً وَ لَكِنْ قَتَلَنَا قَتْلَ عَمْدٍ.

«46»- سن، المحاسن أَبِی عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبَانٍ عَنْ ضُرَیْسٍ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ

ص: 74


1- 1 بضم الهمزة و سكون الواو و فتح الراء المهملة، هو أحمد بن اورمة أبو جعفر القمّیّ، شیخ، متعبد، كثیر الروایة، ذو تصانیف كثیرة، رماه القمیون بالغلو غیر أن فی كتبه كتاب الرد علی الغلات
2- 2 الخبل بالتحریك: فساد الأعضاء و الفالج و قطع الأیدی و الارجل.

الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَوْ أَنَّ لِأَلْسِنَتِكُمْ أَوْكِیَةً (1) لَحُدِّثَ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا لَهُ.

«47»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا لَنَا لَنْ تُخْبِرَنَا بِمَا یَكُونُ كَمَا كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یُخْبِرُ أَصْحَابَهُ فَقَالَ بَلَی وَ اللَّهِ وَ لَكِنْ هَاتِ حَدِیثاً وَاحِداً حَدَّثْتُكَهُ فَكَتَمْتَهُ فَقَالَ أَبُو بَصِیرٍ فَوَ اللَّهِ مَا وَجَدْتُ حَدِیثاً وَاحِداً كَتَمْتُهُ.

«48»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حُسَیْنِ بْنِ مُخْتَارٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ حَدِیثٍ كَثِیرٍ فَقَالَ هَلْ كَتَمْتَ عَلَیَّ شَیْئاً قَطُّ فَبَقِیتُ أَتَذَكَّرُ فَلَمَّا رَأَی مَا بِی قَالَ أَمَّا مَا حَدَّثْتَ بِهِ أَصْحَابَكَ فَلَا بَأْسَ إِنَّمَا الْإِذَاعَةُ أَنْ تُحَدِّثَ بِهِ غَیْرَ أَصْحَابِكَ.

«49»- شی، تفسیر العیاشی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ عَیَّرَ قَوْماً بِالْإِذَاعَةِ فَقَالَ وَ إِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ فَإِیَّاكُمْ وَ الْإِذَاعَةَ.

«50»- كش، رجال الكشی رُوِیَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ ذَرِیحٍ الْمُحَارِبِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِالْمَدِینَةِ مَا تَقُولُ فِی أَحَادِیثِ جَابِرٍ فَقَالَ تَلْقَانِی بِمَكَّةَ قَالَ فَلَقِیتُهُ بِمِنًی فَقَالَ لِی مَا تَصْنَعُ بِأَحَادِیثِ جَابِرٍ الْهُ عَنْ أَحَادِیثِ جَابِرٍ فَإِنَّهَا إِذَا وَقَعَتْ إِلَی السَّفِلَةِ أَذَاعُوهَا (2).

«51»- كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِیرٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا دَاوُدُ إِذَا حَدَّثْتَ عَنَّا بِالْحَدِیثِ فَاشْتَهَرْتَ بِهِ فَأَنْكِرْهُ.

«52»- كش، رجال الكشی حَمْدَوَیْهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُوَیْدٍ السَّائِیِّ قَالَ: كَتَبَ إِلَیَّ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام وَ هُوَ فِی الْحَبْسِ لَا تُفْشِ مَا اسْتَكْتَمْتُكَ أُخْبِرُكَ أَنَّ مِنْ أَوْجَبِ حَقِّ أَخِیكَ أَنْ لَا تَكْتُمَهُ شَیْئاً یَنْفَعُهُ لَا مِنْ دُنْیَاهُ وَ لَا مِنْ آخِرَتِهِ.

ص: 75


1- 1 جمع الوكاء و هو ربط القربة و نحوها.
2- 2 تقدم الحدیث مع اختلاف فی ألفاظه تحت الرقم 20 و ذكرنا هنا ترجمة مختصرة لذریح.

«53»- شی، تفسیر العیاشی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ الَّذِینَ یَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَیِّناتِ وَ الْهُدی فِی عَلِیٍّ علیه السلام

«54»- شی، تفسیر العیاشی عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِینَ یَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَیِّناتِ وَ الْهُدی مِنْ بَعْدِ ما بَیَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِی الْكِتابِ یَعْنِی بِذَلِكَ نَحْنُ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ

«55»- شی، تفسیر العیاشی عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالَ إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام حَدَّثَنَا أَنَّ رَجُلًا أَتَی سَلْمَانَ الْفَارِسِیَّ فَقَالَ حَدِّثْنِی فَسَكَتَ عَنْهُ ثُمَّ عَادَ فَسَكَتَ فَأَدْبَرَ الرَّجُلُ وَ هُوَ یَقُولُ وَ یَتْلُو هَذِهِ الْآیَةَ إِنَّ الَّذِینَ یَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَیِّناتِ وَ الْهُدی مِنْ بَعْدِ ما بَیَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِی الْكِتابِ فَقَالَ لَهُ أَقْبِلْ إِنَّا لَوْ وَجَدْنَا أَمِیناً لَحَدَّثْنَاهُ وَ لَكِنْ أَعِدَّ لِمُنْكَرٍ وَ نَكِیرٍ إِذَا أَتَیَاكَ فِی الْقَبْرِ فَسَأَلَاكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِنْ شَكَكْتَ أَوِ الْتَوَیْتَ ضَرَبَاكَ عَلَی رَأْسِكَ بِمِطْرَقَةٍ (1) مَعَهُمَا تَصِیرُ مِنْهُ رَمَاداً فَقُلْتُ ثُمَّ مَهْ قَالَ تَعُودُ ثُمَّ تُعَذَّبُ قُلْتُ وَ مَا مُنْكَرٌ وَ نَكِیرٌ قَالَ هُمَا قَعِیدَا الْقَبْرِ قُلْتُ أَ مَلَكَانِ یُعَذِّبَانِ النَّاسَ فِی قُبُورِهِمْ فَقَالَ نَعَمْ.

بیان: قال الجزری القعید الذی یصاحبك فی قعودك فعیل بمعنی مفاعل.

«56»- شی، تفسیر العیاشی عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِهِ إِنَّ الَّذِینَ یَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَیِّناتِ وَ الْهُدی مِنْ بَعْدِ ما بَیَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِی الْكِتابِ قَالَ نَحْنُ یَعْنِی بِهَا وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ إِنَّ الرَّجُلَ مِنَّا إِذَا صَارَتْ إِلَیْهِ لَمْ یَكُنْ لَهُ أَوْ لَمْ یَسَعْهُ إِلَّا أَنْ یُبَیِّنَ لِلنَّاسِ مَنْ یَكُونُ بَعْدَهُ (2).

«57»- وَ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ.

«58»- شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَیْرٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ أُولئِكَ یَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ یَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ قَالَ نَحْنُ هُمْ وَ قَدْ قَالُوا هَوَامُّ الْأَرْضِ.

بیان: ضمیر هم راجع إلی اللاعنین قوله و قد قالوا إما كلامه علیه السلام فضمیر

ص: 76


1- [١]آلة من حدید ونحوه یضرب بها الحدید ونحوه.
2- 2 تقدم مثله عن حمران تحت الرقم 54

الجمع راجع إلی العامة أو كلام المؤلف أو الرواة فیحتمل إرجاعه إلی أهل البیت علیهم السلام أیضا.

«59»- كِتَابُ النَّوَادِرِ، لِعَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام حَمِّلْنِی حَمْلَ الْبَاذِلِ قَالَ فَقَالَ لِی إِذًا تَنْفَسِخَ.

بیان: حمل الباذل أی حملا ثقیلا من العلم إذا تنفسخ أی لا تطیق حمله و تهلك.

«60»- نی، الغیبة للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ جَبَلَةَ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ (1) عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَ تُحِبُّونَ أَنْ یُكَذَّبَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا یَعْرِفُونَ وَ أَمْسِكُوا عَمَّا یُنْكِرُونَ.

«61»- نی، الغیبة للنعمانی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ یُوسُفَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ خَلَفٍ الْبَزَّازِ عَنْ یَزِیدَ بْنِ هَارُونَ عَنْ حُمَیْدٍ الطَّوِیلِ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لَا تُحَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا لَا یَعْرِفُونَ أَ تُحِبُّونَ أَنْ یُكَذَّبَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ.

«62»- نی، الغیبة للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنِ ابْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَا عَبْدَ الْأَعْلَی إِنَّ احْتِمَالَ أَمْرِنَا لَیْسَ مَعْرِفَتَهُ وَ قَبُولَهُ إِنَّ احْتِمَالَ أَمْرِنَا هُوَ صَوْنُهُ وَ سترته [سَتْرُهُ عَمَّنْ لَیْسَ مِنْ أَهْلِهِ فَأَقْرِئْهُمُ السَّلَامَ وَ رَحْمَةَ اللَّهِ یَعْنِی الشِّیعَةَ وَ قُلْ قَالَ لَكُمْ رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً اسْتَجَرَّ مَوَدَّةَ النَّاسِ إِلَی نَفْسِهِ وَ إِلَیْنَا بِأَنْ یُظْهِرَ لَهُمْ مَا یَعْرِفُونَ وَ یَكُفَّ عَنْهُمْ مَا یُنْكِرُونَ (2).

«63»- نی، الغیبة للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: لَیْسَ هَذَا الْأَمْرُ مَعْرِفَتَهُ وَ وَلَایَتَهُ فَقَطْ حَتَّی تَسْتُرَهُ عَمَّنْ لَیْسَ مِنْ أَهْلِهِ وَ بِحَسْبِكُمْ أَنْ تَقُولُوا مَا قُلْنَا وَ تَصْمُتُوا عَمَّا صَمَتْنَا فَإِنَّكُمْ إِذًا قُلْتُمْ مَا نَقُولُ وَ سَلَّمْتُمْ لَنَا فِیمَا سَكَتْنَا عَنْهُ

ص: 77


1- 1 هو معروف بن خربوذ المكی الثقة، اجتمعت العصابة علی تصحیح ما یصحّ عنه، و أقروا له بالفقه.
2- 2 متحد مع الحدیث 64.

فَقَدْ آمَنْتُمْ بِمِثْلِ مَا آمَنَّا وَ قَالَ اللَّهُ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا.

قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا یَعْرِفُونَ وَ لَا تُحَمِّلُوهُمْ مَا لَا یُطِیقُونَ فَتَغُرُّونَهُمْ بِنَا.

«64»- نی، الغیبة للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام إِنَّ احْتِمَالَ أَمْرِنَا سَتْرُهُ وَ صِیَانَتُهُ عَنْ غَیْرِ أَهْلِهِ فَأَقْرِئْهُمُ السَّلَامَ وَ رَحْمَةَ اللَّهِ یَعْنِی الشِّیعَةَ وَ قُلْ لَهُمْ یَقُولُ لَكُمْ رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً اجْتَرَّ مَوَدَّةَ النَّاسِ إِلَیَّ وَ إِلَی نَفْسِهِ یُحَدِّثُهُمْ بِمَا یَعْرِفُونَ وَ یَسْتُرُ عَنْهُمْ مَا یُنْكِرُونَ (1).

«65»- نی، الغیبة للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الدِّینَوَرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ الْكُوفِیِّ عَنْ عَمِیرَةَ بِنْتِ أَوْسٍ قَالَتْ حَدَّثَنِی جَدِّی الْخَضِرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ لِحُذَیْفَةَ بْنِ الْیَمَانِ یَا حُذَیْفَةُ لَا تُحَدِّثِ النَّاسَ بِمَا لَا یَعْلَمُونَ فَیَطْغَوْا وَ یَكْفُرُوا إِنَّ مِنَ الْعِلْمِ صَعْباً شَدِیداً مَحْمَلُهُ لَوْ حُمِّلَتْهُ الْجِبَالُ عَجَزَتْ عَنْ حَمْلِهِ إِنَّ عِلْمَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ یُسْتَنْكَرُ وَ یُبْطَلُ وَ تُقْتَلُ رُوَاتُهُ وَ یُسَاءُ إِلَی مَنْ یَتْلُوهُ بَغْیاً وَ حَسَداً لِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ عِتْرَةَ الْوَصِیِّ وَصِیِّ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله.

«66»- غو، غوالی اللئالی قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ كَتَمَ عِلْماً نَافِعاً أَلْجَمَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ (2).

«67»- وَ رُوِیَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَی الْجُهَّالِ أَنْ یَتَعَلَّمُوا حَتَّی أَخَذَ عَلَی الْعُلَمَاءِ أَنْ یُعَلِّمُوا (3)

«68»- وَ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنِ احْتَاجَ النَّاسُ إِلَیْهِ لِیُفَقِّهَهُمْ فِی دِینِهِمْ فَیَسْأَلُهُمُ الْأُجْرَةَ كَانَ حَقِیقاً عَلَی اللَّهِ تَعَالَی أَنْ یُدْخِلَهُ نَارَ جَهَنَّمَ.

«69»- غو، غوالی اللئالی قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تُؤْتُوا الْحِكْمَةَ غَیْرَ أَهْلِهَا فَتَظْلِمُوهَا وَ لَا تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا فَتَظْلِمُوهُمْ (4).

ص: 78


1- 1 الظاهر اتّحاده مع الحدیث 62.
2- 2 تقدم نحو الحدیث مسندا تحت الرقم 19.
3- تقدم عن منیة المرید تحت الرقم 14، و أوردنا هنا اسناد الحدیث من الكافی. و یأتی بسند آخر تحت الرقم 81.
4- تقدم الحدیث مع اختلاف و زیادة مسندا تحت الرقم 7.

«70»- نی، الغیبة للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَخَوَیْهِ أَحْمَدَ وَ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِمَا عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ أَبِی كَهْمَشٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مِیثَمٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ ضَمْرَةَ قَالَ: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِشِیعَتِهِ كُونُوا فِی النَّاسِ كَالنَّحْلِ فِی الطَّیْرِ لَیْسَ شَیْ ءٌ مِنَ الطَّیْرِ إِلَّا وَ هُوَ یَسْتَضْعِفُهَا وَ لَوْ یَعْلَمُ مَا فِی أَجْوَافِهَا لَمْ یَفْعَلْ بِهَا مَا یَفْعَلُ خَالِطُوا النَّاسَ بِأَبْدَانِكُمْ وَ زَایِلُوهُمْ بِقُلُوبِكُمْ وَ أَعْمَالِكُمْ فَإِنَّ لِكُلِّ امْرِئٍ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَ هُوَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَعَ مَنْ أَحَبَّ أَمَا إِنَّكُمْ لَنْ تَرَوْا مَا تُحِبُّونَ وَ مَا تَأْمُلُونَ یَا مَعْشَرَ الشِّیعَةِ حَتَّی یَتْفُلَ بَعْضُكُمْ فِی وُجُوهِ بَعْضٍ وَ حَتَّی یُسَمِّیَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً كَذَّابِینَ وَ حَتَّی لَا یَبْقَی مِنْكُمْ عَلَی هَذَا الْأَمْرِ إِلَّا كَالْكُحْلِ فِی الْعَیْنِ وَ الْمِلْحِ فِی الزَّادِ وَ هُوَ أَقَلُّ الزَّادِ.

«71»- ختص، الإختصاص قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْمَاضِی علیه السلام قُلِ الْحَقَّ وَ إِنْ كَانَ فِیهِ هَلَاكُكَ فَإِنَّ فِیهِ نَجَاتَكَ وَ دَعِ الْبَاطِلَ وَ إِنْ كَانَ فِیهِ نَجَاتُكَ فَإِنَّ فِیهِ هَلَاكَكَ.

«72»- وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لَیْسَ مِنَّا مَنْ أَذَاعَ حَدِیثَنَا فَإِنَّهُ قَتَلَنَا قَتْلَ عَمْدٍ لَا قَتْلَ خَطَإٍ (1).

«73»- ختص، الإختصاص ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الزَّنْجَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْمَدَائِنِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَقْرِئْ مَوَالِیَنَا السَّلَامَ وَ أَعْلِمْهُمْ أَنْ یَجْعَلُوا حَدِیثَنَا فِی حُصُونٍ حَصِینَةٍ وَ صُدُورٍ فَقِیهَةٍ وَ أَحْلَامٍ رَزِینَةٍ وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ مَا الشَّاتِمُ لَنَا عِرْضاً وَ النَّاصِبُ لَنَا حَرْباً أَشَدَّ مَئُونَةً مِنَ الْمُذِیعِ عَلَیْنَا حَدِیثَنَا عِنْدَ مَنْ لَا یَتَحَمَّلُهُ.

«74»- نی، الغیبة للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْحَسَنِیُّ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَدَّادِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ أَذَاعَ عَلَیْنَا حَدِیثَنَا هُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ جَحَدَنَا حَقَّنَا.

«75»- نی، الغیبة للنعمانی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ السَّرِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی لَأُحَدِّثُ الرَّجُلَ الْحَدِیثَ فَیَنْطَلِقُ فَیُحَدِّثُ بِهِ عَنِّی كَمَا سَمِعَهُ فَأَسْتَحِلُّ بِهِ لَعْنَهُ وَ الْبَرَاءَةَ مِنْهُ.

یرید علیه السلام بذلك أن یحدث به من لا یحتمله و لا یصلح أن یسمعه.

ص: 79


1- تقدم نحو الحدیث مسندا تحت الرقم 45

«76»- نی، الغیبة للنعمانی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ الصَّیْرَفِیِّ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَوْمٌ یَزْعُمُونَ أَنِّی إِمَامُهُمْ وَ اللَّهِ مَا أَنَا لَهُمْ بِإِمَامٍ لَعَنَهُمُ اللَّهُ كُلَّمَا سَتَرْتُ سِتْراً هَتَكُوهُ أَقُولُ كَذَا وَ كَذَا فَیَقُولُونَ إِنَّمَا یَعْنِی كَذَا وَ كَذَا إِنَّمَا أَنَا إِمَامُ مَنْ أَطَاعَنِی.

«77»- نی، الغیبة للنعمانی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ سِرٌّ أَسَرَّهُ اللَّهُ إِلَی جَبْرَئِیلَ وَ أَسَرَّهُ جَبْرَئِیلُ إِلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَسَرَّهُ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام وَ أَسَرَّهُ عَلِیٌّ علیه السلام إِلَی مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ وَ أَنْتُمْ تَتَكَلَّمُونَ بِهِ فِی الطُّرُقِ.

«78»- نی، الغیبة للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ سُهَیْلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ الْمَدَائِنِیِّ عَنْ إِدْرِیسَ بْنِ زِیَادٍ الْكُوفِیِّ قَالَ حَدَّثَنَا بَعْضُ شُیُوخِنَا قَالَ قَالَ: أَخَذْتُ بِیَدِكَ كَمَا أَخَذَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بِیَدِی وَ قَالَ لِی یَا مُفَضَّلُ إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَیْسَ بِالْقَوْلِ فَقَطْ لَا وَ اللَّهِ حَتَّی تَصُونَهُ كَمَا صَانَهُ اللَّهُ وَ تُشَرِّفَهُ كَمَا شَرَّفَهُ اللَّهُ وَ تُؤَدِّیَ حَقَّهُ كَمَا أَمَرَ اللَّهُ.

«79»- نی، الغیبة للنعمانی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ حَفْصٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لِی یَا حَفْصُ حَدَّثْتُ الْمُعَلَّی بِأَشْیَاءَ فَأَذَاعَهَا فَابْتُلِیَ بِالْحَدِیدِ إِنِّی قُلْتُ لَهُ إِنَّ لَنَا حَدِیثاً مَنْ حَفِظَهُ عَلَیْنَا حَفِظَهُ اللَّهُ وَ حَفِظَ عَلَیْهِ دِینَهُ وَ دُنْیَاهُ وَ مَنْ أَذَاعَهُ سَلَبَهُ اللَّهُ دِینَهُ وَ دُنْیَاهُ یَا مُعَلَّی إِنَّهُ مَنْ كَتَمَ الصَّعْبَ مِنْ حَدِیثِنَا جَعَلَهُ اللَّهُ نُوراً بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ رَزَقَهُ الْعِزَّ فِی النَّاسِ وَ مَنْ أَذَاعَ الصَّغِیرَ مِنْ حَدِیثِنَا لَمْ یَمُتْ حَتَّی یَعَضَّهُ السِّلَاحُ أَوْ یَمُوتَ مُتَحَیِّراً (1).

«80»- كش، رجال الكشی حَمْدَوَیْهِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی أَقْعُدُ فِی الْمَسْجِدِ فَیَجِی ءُ النَّاسُ فَیَسْأَلُونِّی فَإِنْ لَمْ أُجِبْهُمْ لَمْ یَقْبَلُوا مِنِّی وَ أَكْرَهُ أَنْ أُجِیبَهُمْ بِقَوْلِكُمْ وَ مَا جَاءَ عَنْكُمْ فَقَالَ لِیَ انْظُرْ مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ مِنْ قَوْلِهِمْ فَأَخْبِرْهُمْ بِذَلِكَ.

«81»- أَقُولُ رَوَی الطَّبْرِسِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی مَجْمَعِ الْبَیَانِ عَنِ الثَّعْلَبِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ قَالَ: أَتَیْتُ الزُّهْرِیَّ بَعْدَ أَنْ تَرَكَ الْحَدِیثَ وَ أَلْفَیْتُهُ(2)عَلَی بَابِهِ فَقُلْتُ

ص: 80


1- 1 تقدم الحدیث مفصلا عن البصائر تحت الرقم 34.
2- أی وجدته.

إِنْ رَأَیْتَ أَنْ تُحَدِّثَنِی فَقَالَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنِّی تَرَكْتُ الْحَدِیثَ فَقُلْتُ إِمَّا أَنْ تُحَدِّثَنِی وَ إِمَّا أَنْ أُحَدِّثَكَ فَقَالَ حَدِّثْنِی فَقُلْتُ حَدَّثَنِیَ الْحَكَمُ بْنُ عُتَیْبَةَ عَنْ نَجْمٍ الْجَزَّارِ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَقُولُ مَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَی أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ یَتَعَلَّمُوا حَتَّی أَخَذَ عَلَی أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ یُعَلِّمُوا قَالَ فَحَدَّثَنِی بِأَرْبَعِینَ حَدِیثاً.

«82»- نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَا خَیْرَ فِی الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ كَمَا أَنَّهُ لَا خَیْرَ فِی الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ.

«83»- وَ قَالَ علیه السلام مَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَی أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ یَتَعَلَّمُوا حَتَّی أَخَذَ عَلَی أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ یُعَلِّمُوا (1).

«84»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام شُكْرُ الْعَالِمِ عَلَی عِلْمِهِ أَنْ یَبْذُلَهُ لِمَنْ یَسْتَحِقُّهُ.

باب 14 من یجوز أخذ العلم منه و من لا یجوز و ذم التقلید و النهی عن متابعة غیر المعصوم فی كل ما یقول و وجوب التمسك بعروة اتباعهم علیهم السلام و جواز الرجوع إلی رواة الأخبار و الفقهاء الصالحین

الآیات؛

المائدة: «وَ إِذا قِیلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلی ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَ إِلَی الرَّسُولِ قالُوا حَسْبُنا ما وَجَدْنا عَلَیْهِ آباءَنا أَ وَ لَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا یَعْلَمُونَ شَیْئاً وَ لا یَهْتَدُونَ»(107)

الأعراف: «وَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَیْها آباءَنا»(27)

یونس: «أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لا یَهِدِّی إِلَّا أَنْ یُهْدی فَما لَكُمْ كَیْفَ تَحْكُمُونَ»(35) (و قال تعالی): «قالُوا أَ جِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَیْهِ آباءَنا»(78)

مریم: «یا أَبَتِ إِنِّی قَدْ جاءَنِی مِنَ الْعِلْمِ ما لَمْ یَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِی أَهْدِكَ صِراطاً سَوِیًّا»(43)

الشعراء: «قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ یَفْعَلُونَ»(74)

ص: 81


1- 1 تقدم الحدیث بسند رجاله عامی تحت الرقم 81 و تقدم أیضا تحت الرقم 67، و أوردنا سندا آخر رجاله من الخاصّة ذیل الرقم 14

لقمان: «وَ إِذا قِیلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما وَجَدْنا عَلَیْهِ آباءَنا أَ وَ لَوْ كانَ الشَّیْطانُ یَدْعُوهُمْ إِلی عَذابِ السَّعِیرِ»(21)

الصافات: «إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آباءَهُمْ ضالِّینَ فَهُمْ عَلی آثارِهِمْ یُهْرَعُونَ»(69 ، 70)

الزمر: «وَ الَّذِینَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ یَعْبُدُوها وَ أَنابُوا إِلَی اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْری»(17)

الزخرف: «وَ كَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِی قَرْیَةٍ مِنْ نَذِیرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلی أُمَّةٍ وَ إِنَّا عَلی آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ»(23)

«1»- كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْكَشِّیُّ (1) وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عَوْفٍ الْبُخَارِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْمَرْوَزِیِّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام اعْرِفُوا مَنَازِلَ شِیعَتِنَا بِقَدْرِ مَا یُحْسِنُونَ مِنْ رِوَایَاتِهِمْ عَنَّا فَإِنَّا لَا نَعُدُّ الْفَقِیهَ مِنْهُمْ فَقِیهاً حَتَّی یَكُونَ مُحَدَّثاً فَقِیلَ لَهُ أَ وَ یَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُحَدَّثاً قَالَ یَكُونُ مُفَهَّماً وَ الْمُفَهَّمُ مُحَدَّثٌ.

«2»- كش، رجال الكشی حَمْدَوَیْهِ وَ إِبْرَاهِیمُ ابْنَا نُصَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الرَّازِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَبِیبٍ الْمَدَائِنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُوَیْدٍ السَّائِیِّ قَالَ: كَتَبَ إِلَیَّ أَبُو الْحَسَنِ الْأَوَّلُ وَ هُوَ فِی السِّجْنِ وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ یَا عَلِیُّ مِمَّنْ تَأْخُذُ مَعَالِمَ دِینِكَ لَا تَأْخُذَنَّ مَعَالِمَ دِینِكَ عَنْ غَیْرِ شِیعَتِنَا فَإِنَّكَ إِنْ تَعَدَّیْتَهُمْ أَخَذْتَ دِینَكَ عَنِ الْخَائِنِینَ الَّذِینَ خَانُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ خَانُوا أَمَانَاتِهِمْ إِنَّهُمُ اؤْتُمِنُوا عَلَی كِتَابِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَلَا فَحَرَّفُوهُ وَ بَدَّلُوهُ فَعَلَیْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ لَعْنَةُ رَسُولِهِ وَ مَلَائِكَتِهِ وَ لَعْنَةُ آبَائِیَ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَ لَعْنَتِی وَ لَعْنَةُ شِیعَتِی إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

«3»- كش، رجال الكشی جَبْرَئِیلُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَاتِمِ بْنِ مَاهَوَیْهِ (2)قَالَ: كَتَبْتُ إِلَیْهِ یَعْنِی أَبَا الْحَسَنِ الثَّالِثَ علیه السلام أَسْأَلُهُ عَمَّنْ آخُذُ مَعَالِمَ دِینِی وَ كَتَبَ أَخُوهُ أَیْضاً بِذَلِكَ فَكَتَبَ إِلَیْهِمَا فَهِمْتُ مَا ذَكَرْتُمَا فَاعْتَمِدَا فِی دِینِكُمَا عَلَی مُسِنٍّ فِی حُبِّكُمَا وَ كُلِّ كَثِیرِ الْقَدَمِ فِی أَمْرِنَا فَإِنَّهُمْ كَافُوكُمَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی.

«4»- مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ بِإِسْنَادِهِ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ لَا تَكُونُ إِمَّعَةً (3) تَقُولُ أَنَا مَعَ النَّاسِ وَ أَنَا كَوَاحِدٍ مِنَ النَّاسِ.

ص: 82


1- و فی نسخة: محمّد بن سعید الكشّیّ.
2- بفتح الهاء او بالسكون ثمّ الواو المكسورة.
3- خبر أرید به النهی.

أقول: قد أثبتنا ما یناسب هذا الباب فی باب ذم علماء السوء.

«5»- مع، معانی الأخبار مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ أَیُّوبَ بْنِ أَبِی غُفَیْلَةَ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ كَرَّامٍ الْخَثْعَمِیِّ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِیَّاكَ وَ الرِّئَاسَةَ وَ إِیَّاكَ أَنْ تَطَأَ أَعْقَابَ الرِّجَالِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَمَّا الرِّئَاسَةُ فَقَدْ عَرَفْتُهَا وَ أَمَّا أَنْ أَطَأَ أَعْقَابَ الرِّجَالِ فَمَا ثُلُثَا مَا فِی یَدِی إِلَّا مِمَّا وَطِئْتُ أَعْقَابَ الرِّجَالِ فَقَالَ لَیْسَ حَیْثُ تَذْهَبُ إِیَّاكَ أَنْ تَنْصِبَ رَجُلًا دُونَ الْحُجَّةِ فَتُصَدِّقَهُ فِی كُلِّ مَا قَالَ.

بیان: ظن السائل أن مراده علیه السلام بوطء أعقاب الرجال مطلق أخذ العلم عن الناس فقال علیه السلام المراد أن تنصب رجلا غیر الحجة فتصدقه فی كل ما یقول برأیه من غیر أن یسند ذلك إلی المعصوم علیه السلام فأما من یروی عن المعصوم أو یفسر ما فهمه من كلامه لمن لیس له صلاحیة فهم كلامه من غیر تلقین فالأخذ عنه كالأخذ عن المعصوم و یجب علی من لا یعلم الرجوع إلیه لیعرف أحكام اللّٰه تعالی.

«6»- مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ أَبِی حَفْصٍ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَخِیهِ سُفْیَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا سُفْیَانُ إِیَّاكَ وَ الرِّئَاسَةَ فَمَا طَلَبَهَا أَحَدٌ إِلَّا هَلَكَ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ هَلَكْنَا إِذاً لَیْسَ أَحَدٌ مِنَّا إِلَّا وَ هُوَ یُحِبُّ أَنْ یُذْكَرَ وَ یُقْصَدَ وَ یُؤْخَذَ عَنْهُ فَقَالَ لَیْسَ حَیْثُ تَذْهَبُ إِلَیْهِ إِنَّمَا ذَلِكَ أَنْ تَنْصِبَ رَجُلًا دُونَ الْحُجَّةِ فَتُصَدِّقَهُ فِی كُلِّ مَا قَالَ وَ تَدْعُوَ النَّاسَ إِلَی قَوْلِهِ.

«7»- مع، معانی الأخبار ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ زِیَادٍ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یَعْرِفُنَا وَ هُوَ مُسْتَمْسِكٌ بِعُرْوَةِ غَیْرِنَا.

«8»- م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیُّ علیه السلام حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی عَنْ أَبِیهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ اللَّهَ لَا یَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعاً یَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ وَ لَكِنْ یَقْبِضُهُ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ فَإِذَا لَمْ یُنْزِلْ عَالِمٌ إِلَی عَالِمٍ یَصْرِفُ عَنْهُ طُلَّابُ حُطَامِ الدُّنْیَا (1)وَ حَرَامِهَا وَ یَمْنَعُونَ الْحَقَّ أَهْلَهُ وَ یَجْعَلُونَهُ لِغَیْرِ أَهْلِهِ وَ اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَیْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَ أَضَلُّوا.

ص: 83


1- 1 حطام الدنیا: متاعه و ما فیها من مال كثیر أو قلیل.

«9»- وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَا مَعْشَرَ شِیعَتِنَا وَ الْمُنْتَحِلِینَ مَوَدَّتَنَا إِیَّاكُمْ وَ أَصْحَابَ الرَّأْیِ فَإِنَّهُمْ أَعْدَاءُ السُّنَنِ تَفَلَّتَتْ مِنْهُمُ الْأَحَادِیثُ أَنْ یَحْفَظُوهَا وَ أَعْیَتْهُمُ السُّنَّةُ أَنْ یَعُوهَا فَاتَّخَذُوا عِبَادَ اللَّهِ خَوَلًا وَ مَالَهُ دُوَلًا فَذَلَّتْ لَهُمُ الرِّقَابُ وَ أَطَاعَهُمُ الْخَلْقُ أَشْبَاهُ الْكِلَابِ وَ نَازَعُوا الْحَقَّ أَهْلَهُ وَ تَمَثَّلُوا بِالْأَئِمَّةِ الصَّادِقِینَ وَ هُمْ مِنَ الْكُفَّارِ الْمَلاعِینِ فَسُئِلُوا عَمَّا لَا یَعْلَمُونَ فَأَنِفُوا أَنْ یَعْتَرِفُوا بِأَنَّهُمْ لَا یَعْلَمُونَ فَعَارَضُوا الدِّینَ بِآرَائِهِمْ فَضَلُّوا وَ أَضَلُّوا أَمَا لَوْ كَانَ الدِّینُ بِالْقِیَاسِ لَكَانَ بَاطِنُ الرِّجْلَیْنِ أَوْلَی بِالْمَسْحِ مِنْ ظَاهِرِهِمَا.

«10»- وَ قَالَ الرِّضَا علیه السلام قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِذَا رَأَیْتُمُ الرَّجُلَ قَدْ حَسُنَ سَمْتُهُ وَ هَدْیُهُ وَ تَمَاوَتَ فِی مَنْطِقِهِ وَ تَخَاضَعَ فِی حَرَكَاتِهِ فَرُوَیْداً لَا یَغُرَّنَّكُمْ فَمَا أَكْثَرَ مَنْ یُعْجِزُهُ تَنَاوُلُ الدُّنْیَا وَ رُكُوبُ الْحَرَامِ مِنْهَا لِضَعْفِ نِیَّتِهِ وَ مَهَانَتِهِ وَ جُبْنِ قَلْبِهِ فَنَصَبَ الدِّینَ فَخّاً لَهَا (1) فَهُوَ لَا یَزَالُ یَخْتِلُ النَّاسَ بِظَاهِرِهِ فَإِنْ تَمَكَّنَ مِنْ حَرَامٍ اقْتَحَمَهُ وَ إِذَا وَجَدْتُمُوهُ یَعِفُّ عَنِ الْمَالِ الْحَرَامِ فَرُوَیْداً لَا یَغُرَّنَّكُمْ فَإِنَّ شَهَوَاتِ الْخَلْقِ مُخْتَلِفَةٌ فَمَا أَكْثَرَ مَنْ یَنْبُو (2) عَنِ الْمَالِ الْحَرَامِ وَ إِنْ كَثُرَ وَ یَحْمِلُ نَفْسَهُ عَلَی شَوْهَاءَ قَبِیحَةٍ فَیَأْتِی مِنْهَا مُحَرَّماً فَإِذَا وَجَدْتُمُوهُ یَعِفُّ عَنْ ذَلِكَ فَرُوَیْداً لَا یَغُرَّكُمْ حَتَّی تَنْظُرُوا مَا عَقَدَهُ عَقْلُهُ فَمَا أَكْثَرَ مَنْ تَرَكَ ذَلِكَ أَجْمَعَ ثُمَّ لَا یَرْجِعُ إِلَی عَقْلٍ مَتِینٍ فَیَكُونُ مَا یُفْسِدُهُ بِجَهْلِهِ أَكْثَرَ مِمَّا یُصْلِحُهُ بِعَقْلِهِ فَإِذَا وَجَدْتُمْ عَقْلَهُ مَتِیناً فَرُوَیْداً لَا یَغُرَّكُمْ حَتَّی تَنْظُرُوا أَ مَعَ هَوَاهُ یَكُونُ عَلَی عَقْلِهِ أَوْ یَكُونُ مَعَ عَقْلِهِ عَلَی هَوَاهُ وَ كَیْفَ مَحَبَّتُهُ لِلرِّئَاسَاتِ الْبَاطِلَةِ وَ زُهْدُهُ فِیهَا فَإِنَّ فِی النَّاسِ مَنْ خَسِرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةَ یَتْرُكُ الدُّنْیَا لِلدُّنْیَا وَ یَرَی أَنَّ لَذَّةَ الرِّئَاسَةِ الْبَاطِلَةِ أَفْضَلُ مِنْ لَذَّةِ الْأَمْوَالِ وَ النِّعَمِ الْمُبَاحَةِ الْمُحَلَّلَةِ فَیَتْرُكُ ذَلِكَ أَجْمَعَ طَلَباً لِلرِّئَاسَةِ حَتَّی إِذا قِیلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَ لَبِئْسَ الْمِهادُ فَهُوَ یَخْبِطُ خَبْطَ عَشْوَاءَ یَقُودُهُ أَوَّلُ بَاطِلٍ إِلَی أَبْعَدِ غَایَاتِ الْخَسَارَةِ وَ یُمِدُّهُ رَبُّهُ بَعْدَ طَلَبِهِ لِمَا لَا یَقْدِرُ عَلَیْهِ فِی طُغْیَانِهِ فَهُوَ یُحِلُّ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَ یُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَا یُبَالِی بِمَا فَاتَ مِنْ دِینِهِ إِذَا سَلِمَتْ لَهُ رِئَاسَتُهُ الَّتِی قَدْ یَتَّقِی مِنْ أَجْلِهَا فَأُولَئِكَ الَّذِینَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ وَ لَعَنَهُمْ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِیناً

ص: 84


1- الفخ: آلة یصاد بها.
2- أی من ینفر عنه و لا یقبل إلیه.

وَ لَكِنَّ الرَّجُلَ كُلَّ الرَّجُلِ نِعْمَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِی جَعَلَ هَوَاهُ تَبَعاً لِأَمْرِ اللَّهِ وَ قُوَاهُ مَبْذُولَةً فِی رِضَی اللَّهِ یَرَی الذُّلَّ مَعَ الْحَقِّ أَقْرَبَ إِلَی عِزِّ الْأَبَدِ مِنَ الْعِزِّ فِی الْبَاطِلِ وَ یَعْلَمُ أَنَّ قَلِیلَ مَا یَحْتَمِلُهُ مِنْ ضَرَّائِهَا یُؤَدِّیهِ إِلَی دَوَامِ النَّعِیمِ فِی دَارٍ لَا تَبِیدُ وَ لَا تَنْفَدُ وَ أَنَّ كَثِیرَ مَا یَلْحَقُهُ مِنْ سَرَّائِهَا إِنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ یُؤَدِّیهِ إِلَی عَذَابٍ لَا انْقِطَاعَ لَهُ وَ لَا یَزُولُ فَذَلِكُمُ الرَّجُلُ نِعْمَ الرَّجُلُ فَبِهِ فَتَمَسَّكُوا وَ بِسُنَّتِهِ فَاقْتَدُوا وَ إِلَی رَبِّكُمْ بِهِ فَتَوَسَّلُوا فَإِنَّهُ لَا تُرَدُّ لَهُ دَعْوَةٌ وَ لَا تُخَیَّبُ لَهُ طَلِبَةٌ (1).

«11»- ج، الإحتجاج بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّهُ قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِذَا رَأَیْتُمُ الرَّجُلَ إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ.

بیان: قوله علیه السلام فإذا لم ینزل عالم إلی عالم من باب الإفعال أو التفعیل أی إذا لم یعلم العالم علمه إما للتقیة أو لعدم قابلیة المتعلمین فمات ذلك العالم صرف طلاب حطام الدنیا الناس عن العلم لقلة أعوان العلم و یمنعون الحق أهله لذهاب أنصار الحق قوله علیه السلام المنتحلین مودتنا فیه تعریض بهم إذ الانتحال ادعاء أمر من غیر الاتصاف به حقیقة و یحتمل أن یكون المراد الذین اتخذوا مودتنا نحلتهم و دینهم قوله علیه السلام تفلتت منهم الأحادیث أی فات و ذهب منهم حفظ الأحادیث و أعجزهم ضبط السنة فلم یقدروا علیه قوله علیه السلام فاتخذوا عباد اللّٰه خولا قال الجزری فی حدیث أبی هریرة إذا بلغ بنو أبی العاص ثلاثین كان عباد اللّٰه خولا أی خدما و عبیدا یعنی أنهم یستخدمونهم و یستعبدونهم قوله علیه السلام و ماله دولا أی یتداولونه بینهم و قوله أشباه الكلاب نعت للخلق قوله علیه السلام و تمثلوا أی تشبهوا بهم و ادعوا منزلتهم قوله علیه السلام فأنفوا أی تكبروا و استنكفوا قوله علیه السلام سمته و هدیه قال الفیروزآبادی السمت الطریق و هیئة أهل الخیر و قال الهدی الطریقة و السیرة قوله علیه السلام و تماوت قال الفیروزآبادی المتماوت الناسك المرائی و قال الجزری یقال تماوت الرجل إذا أظهر من نفسه التخافت و التضاعف من العبادة و الزهد و الصوم قوله علیه السلام و تخاضع أی أظهر الخضوع فی جمیع حركاته قوله فرویدا أی أمهل و تأن و لا تبادر إلی متابعته

ص: 85


1- و فی نسخة: و لا تحجب له طلبة.

و الانخداع عن أطواره قوله و مهانته أی مذلته و حقارته قوله یختل الناس أی یخدعهم قوله اقتحمه أی دخله مبادرا من غیر رویة قوله علیه السلام من ینبو عن المال الحرام أی یرتفع عنه و لا یتوجه إلیه قال الجزری یقال نبا عنه بصره ینبو أی تجافی و لم ینظر إلیه قوله علیه السلام علی شوهاء أی یحمل نفسه علی امرأة قبیحة مشوهة الخلقة فیزنی بها و لا یتركها فضلا عن الحسناء قوله علیه السلام ما عقدة عقله یحتمل أن یكون كلمة ما موصولة و عقد فعلا ماضیا أی حتی تنظروا إلی الأمور التی عقدها عقله و نظمها فإن علی العقل إنما یستدل بآثاره و یحتمل أن تكون ما استفهامیة و العقدة اسما بمعنی ما عقد علیه فیرجع إلی المعنی الأول و یحتمل علی الأخیر أن یكون المراد ثبات عقله و استقراره و عدم تزلزله فیما یحكم به عقله قوله علیه السلام أ مع هواه یكون علی عقله حاصله أنه ینبغی أن ینظر هل عقله مغلوب لهواه أم هواه مقهور لعقله.

قوله أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ أی حملته الأنفة و حمیة الجاهلیة علی الإثم الذی یؤمر باتقائه لجاجا من قولك أخذته بكذا إذا حملته علیه و ألزمته إیاه فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ أی كفته جزاء و عقابا وَ لَبِئْسَ الْمِهادُ جواب قسم مقدر و المخصوص بالذم محذوف للعلم به و المهاد الفراش و قیل ما یوطأ للجنب قوله علیه السلام فهو یخبط خبط عشواء قال الجوهری العشواء الناقة التی لا تبصر أمامها فهی تخبط بیدیها كل شی ء و ركب فلان العشواء إذا خبط أمره علی غیر بصیرة و فلان خابط خبط عشواء قوله علیه السلام و یمده ربه أی یقویه من مد الجیش و أمده إذا زاده و قواه أی بعد أن طلب ما لا یقدر علیه من دعوی الإمامة و رئاسة الخلق و إفتاء الناس فعجز عنها لنقصه و جهله استحق منع لطفه تعالی عنه فصار ذلك سببا لتمادیه فی طغیانه و ضلاله قوله لا تبید أی لا تهلك و لا تفنی.

«12»- م، تفسیر الإمام علیه السلام ج، الإحتجاج بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ مِنْهُمْ أُمِّیُّونَ لا یَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِیَّ قَالَ علیه السلام ثُمَّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی یَا مُحَمَّدُ وَ مَنْ هَؤُلَاءِ الْیَهُودُ أُمِّیُّونَ لَا یَقْرَءُونَ الْكِتَابَ وَ لَا یَكْتُبُونَ كَالْأُمِّیِّ مَنْسُوبٌ إِلَی أُمِّهِ أَیْ هُوَ كَمَا خَرَجَ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ لَا یَقْرَأُ وَ لَا یَكْتُبُ لَا یَعْلَمُونَ الْكِتَابَ الْمُنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَ لَا الْمُتَكَذَّبَ بِهِ وَ لَا

ص: 86

یُمَیِّزُونَ بَیْنَهُمَا إِلَّا أَمَانِیَّ أَیْ إِلَّا أَنْ یُقْرَأَ عَلَیْهِمْ وَ یُقَالَ هَذَا كِتَابُ اللَّهِ وَ كَلَامُهُ لَا یَعْرِفُونَ إنْ قُرِئَ مِنَ الْكِتَابِ خِلَافُ مَا فِیهِ وَ إِنْ هُمْ إِلَّا یَظُنُّونَ أَیْ مَا یَقْرَأُ عَلَیْهِمْ رُؤَسَاؤُهُمْ مِنْ تَكْذِیبِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فِی نُبُوَّتِهِ وَ إِمَامَةِ عَلِیٍّ علیه السلام سَیِّدِ عِتْرَتِهِ علیه السلام وَ هُمْ یُقَلِّدُونَهُمْ مَعَ أَنَّهُ مُحَرَّمٌ عَلَیْهِمْ تَقْلِیدُهُمْ فَوَیْلٌ لِلَّذِینَ یَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَیْدِیهِمْ ثُمَّ یَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِیَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِیلًا قَالَ علیه السلام قَالَ اللَّهُ تَعَالَی هَذَا الْقَوْمُ مِنَ الْیَهُودِ كَتَبُوا صِفَةً زَعَمُوا أَنَّهَا صِفَةُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هِیَ خِلَافُ صِفَتِهِ وَ قَالُوا لِلْمُسْتَضْعَفِینَ مِنْهُمْ هَذِهِ صِفَةُ النَّبِیِّ الْمَبْعُوثِ فِی آخِرِ الزَّمَانِ أَنَّهُ طَوِیلٌ عَظِیمُ الْبَدَنِ وَ الْبَطْنِ أَصْهَبُ الشَّعْرِ وَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله بِخِلَافِهِ وَ هُوَ یَجِی ءُ بَعْدَ هَذَا الزَّمَانِ بِخَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ وَ إِنَّمَا أَرَادُوا بِذَلِكَ لِتَبْقَی لَهُمْ عَلَی ضُعَفَائِهِمْ رِئَاسَتُهُمْ وَ تَدُومَ لَهُمْ إِصَابَاتُهُمْ وَ یَكُفُّوا أَنْفُسَهُمْ مَئُونَةَ خِدْمَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خِدْمَةِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ أَهْلِ خَاصَّتِهِ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَوَیْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَیْدِیهِمْ وَ وَیْلٌ لَهُمْ مِمَّا یَكْسِبُونَ مِنْ هَذِهِ الصِّفَاتِ الْمُحَرَّفَاتِ الْمُخَالِفَاتِ لِصِفَةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٍّ علیه السلام الشِّدَّةُ لَهُمْ مِنَ الْعَذَابِ فِی أَسْوَءِ بِقَاعِ جَهَنَّمَ وَ وَیْلٌ لَهُمْ الشِّدَّةُ مِنَ الْعَذَابِ ثَانِیَةً مُضَافَةً إِلَی الْأُولَی مِمَّا یَكْسِبُونَهُ مِنَ الْأَمْوَالِ الَّتِی یَأْخُذُونَهَا إِذَا ثَبَّتُوا أعوامهم [عَوَامَّهُمْ عَلَی الْكُفْرِ بِمُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْجَحْدِ لِوَصِیِّهِ أَخِیهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَلِیِّ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ علیه السلام قَالَ رَجُلٌ لِلصَّادِقِ علیه السلام فَإِذَا كَانَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ مِنَ الْیَهُودِ لَا یَعْرِفُونَ الْكِتَابَ إِلَّا بِمَا یَسْمَعُونَهُ مِنْ عُلَمَائِهِمْ لَا سَبِیلَ لَهُمْ إِلَی غَیْرِهِ فَكَیْفَ ذَمَّهُمْ بِتَقْلِیدِهِمْ وَ الْقَبُولِ مِنْ عُلَمَائِهِمْ وَ هَلْ عَوَامُّ الْیَهُودِ إِلَّا كَعَوَامِّنَا یُقَلِّدُونَ عُلَمَاءَهُمْ فَإِنْ لَمْ یَجُزْ لِأُولَئِكَ الْقَبُولُ مِنْ عُلَمَائِهِمْ لَمْ یَجُزْ لِهَؤُلَاءِ الْقَبُولُ مِنْ عُلَمَائِهِمْ فَقَالَ علیه السلام بَیْنَ عَوَامِّنَا وَ عُلَمَائِنَا وَ بَیْنَ عَوَامِّ الْیَهُودِ وَ عُلَمَائِهِمْ فَرْقٌ مِنْ جِهَةٍ وَ تَسْوِیَةٌ مِنْ جِهَةٍ أَمَّا مِنْ حَیْثُ اسْتَوَوْا فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ ذَمَّ عَوَامَّنَا بِتَقْلِیدِهِمْ عُلَمَاءَهُمْ كَمَا ذَمَّ عَوَامَّهُمْ وَ أَمَّا مِنْ حَیْثُ افْتَرَقُوا فَلَا قَالَ بَیِّنْ لِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ علیه السلام إِنَّ عَوَامَّ الْیَهُودِ كَانُوا قَدْ عَرَفُوا عُلَمَاءَهُمْ بِالْكَذِبِ الصَّرِیحِ وَ بِأَكْلِ الْحَرَامِ وَ الرِّشَاءِ وَ بِتَغْیِیرِ الْأَحْكَامِ عَنْ وَاجِبِهَا بِالشَّفَاعَاتِ وَ الْعِنَایَاتِ وَ الْمُصَانَعَاتِ وَ عَرَفُوهُمْ بِالتَّعَصُّبِ الشَّدِیدِ الَّذِی یُفَارِقُونَ بِهِ أَدْیَانَهُمْ وَ أَنَّهُمْ إِذَا تَعَصَّبُوا أَزَالُوا حُقُوقَ مَنْ تَعَصَّبُوا عَلَیْهِ وَ أَعْطَوْا مَا لَا یَسْتَحِقُّهُ مَنْ تَعَصَبُّوا لَهُ مِنْ أَمْوَالِ غَیْرِهِمْ وَ ظَلَمُوهُمْ مِنْ أَجْلِهِمْ وَ عَرَفُوهُمْ یُقَارِفُونَ الْمُحَرَّمَاتِ وَ اضْطُرُّوا

ص: 87

بِمَعَارِفِ قُلُوبِهِمْ إِلَی أَنَّ مَنْ فَعَلَ مَا یَفْعَلُونَهُ فَهُوَ فَاسِقٌ لَا یَجُوزُ أَنْ یُصَدَّقَ عَلَی اللَّهِ وَ لَا عَلَی الْوَسَائِطِ بَیْنَ الْخَلْقِ وَ بَیْنَ اللَّهِ فَلِذَلِكَ ذَمَّهُمْ لِمَا قَلَّدُوا مَنْ قَدْ عَرَفُوا وَ مَنْ قَدْ عَلِمُوا أَنَّهُ لَا یَجُوزُ قَبُولُ خَبَرِهِ وَ لَا تَصْدِیقُهُ فِی حِكَایَاتِهِ وَ لَا الْعَمَلُ بِمَا یُؤَدِّیهِ إِلَیْهِمْ عَمَّنْ لَمْ یُشَاهِدُوهُ وَ وَجَبَ عَلَیْهِمُ النَّظَرُ بِأَنْفُسِهِمْ فِی أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ كَانَتْ دَلَائِلُهُ أَوْضَحَ مِنْ أَنْ تَخْفَی وَ أَشْهَرَ مِنْ أَنْ لَا تَظْهَرَ لَهُمْ وَ كَذَلِكَ عَوَامُّ أُمَّتِنَا إِذَا عَرَفُوا مِنْ فُقَهَائِهِمُ الْفِسْقَ الظَّاهِرَ وَ الْعَصَبِیَّةَ الشَّدِیدَةَ وَ التَّكَالُبَ عَلَی حُطَامِ الدُّنْیَا وَ حَرَامِهَا وَ إِهْلَاكِ مَنْ یَتَعَصَّبُونَ عَلَیْهِ وَ إِنْ كَانَ لِإِصْلَاحِ أَمْرِهِ مُسْتَحِقّاً وَ التَّرَفْرُفِ بِالْبِرِّ وَ الْإِحْسَانِ عَلَی مَنْ تَعَصَّبُوا لَهُ وَ إِنْ كَانَ لِلْإِذَلَالِ وَ الْإِهَانَةِ مُسْتَحِقّاً فَمَنْ قَلَّدَ مِنْ عَوَامِّنَا مِثْلَ هَؤُلَاءِ الْفُقَهَاءِ فَهُمْ مِثْلُ الْیَهُودِ الَّذِینَ ذَمَّهُمُ اللَّهُ تَعَالَی بِالتَّقْلِیدِ لِفَسَقَةِ فُقَهَائِهِمْ- فَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنَ الْفُقَهَاءِ صَائِناً لِنَفْسِهِ حَافِظاً لِدِینِهِ مُخَالِفاً عَلَی هَوَاهُ مُطِیعاً لِأَمْرِ مَوْلَاهُ فَلِلْعَوَامِّ أَنْ یُقَلِّدُوهُ وَ ذَلِكَ لَا یَكُونُ إِلَّا بَعْضَ فُقَهَاءِ الشِّیعَةِ لَا جَمِیعَهُمْ فَأَمَّا مَنْ رَكِبَ مِنَ الْقَبَائِحِ وَ الْفَوَاحِشِ مَرَاكِبَ فَسَقَةِ فُقَهَاءِ الْعَامَّةِ فَلَا تَقْبَلُوا مِنْهُمْ عَنَّا شَیْئاً وَ لَا كَرَامَةَ وَ إِنَّمَا كَثُرَ التَّخْلِیطُ فِیمَا یُتَحَمَّلُ عَنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ لِذَلِكَ لِأَنَّ الْفَسَقَةَ یَتَحَمَّلُونَ عَنَّا فَیُحَرِّفُونَهُ بِأَسْرِهِ لِجَهْلِهِمْ وَ یَضَعُونَ الْأَشْیَاءَ عَلَی غَیْرِ وُجُوهِهَا لِقِلَّةِ مَعْرِفَتِهِمْ وَ آخَرِینَ یَتَعَمَّدُونَ الْكَذِبَ عَلَیْنَا لِیَجُرُّوا مِنْ عَرَضِ الدُّنْیَا مَا هُوَ زَادُهُمْ إِلَی نَارِ جَهَنَّمَ وَ مِنْهُمْ قَوْمٌ نُصَّابٌ لَا یَقْدِرُونَ عَلَی الْقَدَحِ فِینَا فَیَتَعَلَّمُونَ بَعْضَ عُلُومِنَا الصَّحِیحَةِ فَیَتَوَجَّهُونَ بِهِ عِنْدَ شِیعَتِنَا وَ یَنْتَقِصُونَ بِنَا عِنْدَ نُصَّابِنَا ثُمَّ یُضِیفُونَ إِلَیْهِ أَضْعَافَهُ وَ أَضْعَافَ أَضْعَافِهِ مِنَ الْأَكَاذِیبِ عَلَیْنَا الَّتِی نَحْنُ بُرَآءُ مِنْهَا فَیَقْبَلُهُ الْمُسْتَسْلِمُونَ مِنْ شِیعَتِنَا عَلَی أَنَّهُ مِنْ عُلُومِنَا فَضَلُّوا وَ أَضَلُّوا (1) وَ هُمْ أَضَرُّ عَلَی ضُعَفَاءِ شِیعَتِنَا مِنْ جَیْشِ یَزِیدَ عَلَیْهِ اللَّعْنَةُ عَلَی الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ أَصْحَابِهِ فَإِنَّهُمْ یَسْلُبُونَهُمُ الْأَرْوَاحَ وَ الْأَمْوَالَ وَ هَؤُلَاءِ عُلَمَاءُ السَّوْءِ النَّاصِبُونَ الْمُتَشَبِّهُونَ بِأَنَّهُمْ لَنَا مُوَالُونَ وَ لِأَعْدَائِنَا مُعَادُونَ یُدْخِلُونَ الشَّكَّ وَ الشُّبْهَةَ عَلَی ضُعَفَاءِ شِیعَتِنَا فَیُضِلُّونَهُمْ وَ یَمْنَعُونَهُمْ عَنْ قَصْدِ الْحَقِّ الْمُصِیبِ لَا جَرَمَ أَنَّ مَنْ عَلِمَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ مِنْ هَؤُلَاءِ الْعَوَامِّ أَنَّهُ لَا یُرِیدُ إِلَّا صِیَانَةَ دِینِهِ وَ تَعْظِیمَ وَلِیِّهِ لَمْ یَتْرُكْهُ فِی یَدِ هَذَا الْمُتَلَبِّسِ الْكَافِرِ وَ لَكِنَّهُ یُقَیِّضُ لَهُ مُؤْمِناً یَقِفُ بِهِ عَلَی الصَّوَابِ ثُمَّ یُوَفِّقُهُ اللَّهُ

ص: 88


1- تقسیم نافع لكثرة اختلاف الأحادیث و لما یری من الاخبار التی ینافی المذهب.

لِلْقَبُولِ مِنْهُ فَیَجْمَعُ اللَّهُ لَهُ بِذَلِكَ خَیْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ یَجْمَعُ عَلَی مَنْ أَضَلَّهُ لَعْنَ الدُّنْیَا وَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ثُمَّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله شِرَارُ عُلَمَاءِ أُمَّتِنَا الْمُضِلُّونَ عَنَّا الْقَاطِعُونَ لِلطُّرُقِ إِلَیْنَا الْمُسَمُّونَ أَضْدَادَنَا بِأَسْمَائِنَا الْمُلَقِّبُونَ أَنْدَادَنَا بِأَلْقَابِنَا یُصَلُّونَ عَلَیْهِمْ وَ هُمْ لِلَّعْنِ مُسْتَحِقُّونَ وَ یَلْعَنُونَّا وَ نَحْنُ بِكَرَامَاتِ اللَّهِ مَغْمُورُونَ وَ بِصَلَوَاتِ اللَّهِ وَ صَلَوَاتِ مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِینَ عَلَیْنَا عَنْ صَلَوَاتِهِمْ عَلَیْنَا مُسْتَغْنُونَ ثُمَّ قَالَ قِیلَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَنْ خَیْرُ خَلْقِ اللَّهِ بَعْدَ أَئِمَّةِ الْهُدَی وَ مَصَابِیحِ الدُّجَی قَالَ الْعُلَمَاءُ إِذَا صَلَحُوا قِیلَ وَ مَنْ شَرُّ خَلْقِ اللَّهِ بَعْدَ إِبْلِیسَ وَ فِرْعَوْنَ وَ نُمْرُودَ وَ بَعْدَ الْمُتَسَمِّینَ بِأَسْمَائِكُمْ وَ بَعْدَ الْمُتَلَقِّبِینَ بِأَلْقَابِكُمْ وَ الْآخِذِینَ لِأَمْكِنَتِكُمْ وَ الْمُتَأَمِّرِینَ فِی مَمَالِكِكُمْ قَالَ الْعُلَمَاءُ إِذَا فَسَدُوا هُمُ الْمُظْهِرُونَ لِلْأَبَاطِیلِ الْكَاتِمُونَ لِلْحَقَائِقِ وَ فِیهِمْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أُولئِكَ یَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ یَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إِلَّا الَّذِینَ تابُوا الْآیَةَ.

إیضاح: قوله علیه السلام أی إلا أن یقرأ علیهم قال البیضاوی استثناء منقطع و الأمانی جمع أمنیة و هی فی الأصل ما یقدره الإنسان فی نفسه من منی إذا قدر و لذلك تطلق علی الكذب و علی كل ما یتمنی و ما یقرأ و المعنی و لكن یعتقدون أكاذیب أخذوها تقلیدا من المحرفین أو مواعید فازعة سمعوها منهم من أن الجنة لا یدخلها إلا من كان هودا و أن النار لن تمسهم إلا أیاما معدودة و قیل إلا ما یقرءون قراءة عاریة عن معرفة المعنی و تدبره من قوله

تمنی كتاب اللّٰه أول لیلة تمنی داود الزبور علی رسل.

و هو لا یناسب وصفهم بأنهم أمیون.

أقول: علی تفسیره علیه السلام لا یرد ما أورده فإن المراد حینئذ القراءة علیهم لا قراءتهم و هو أظهر التفاسیر لفظا و معنا قوله أصهب الشعر قال الجوهری الصهبة الشقرة فی شعر الرأس قوله علیه السلام و أهل خاصته أی أهل سره أو الإضافة بیانیة قوله علیه السلام و التكالب قال الفیروزآبادی المكالبة المشارة و المضایقة. و التكالب التواثب قوله و الترفرف هو بسط الطائر جناحیه و هو كنایة عن اللطف و فی بعض النسخ الرفوف یقال رف فلانا أی أحسن إلیه فیتوجهون أی یصیرون

ص: 89

ذوی جاه و وجه معروف قوله و ینتقصون بنا أی یعیبوننا قوله علیه السلام یقیض له أی یسبب له.

«13»- ج، الإحتجاج الْكُلَیْنِیُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ الْعَمْرِیَّ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنْ یُوصِلَ لِی كِتَاباً سَأَلْتُ فِیهِ عَنْ مَسَائِلَ أَشْكَلَتْ عَلَیَّ فَوَرَدَ التَّوْقِیعُ بِخَطِّ مَوْلَانَا صَاحِبِ الزَّمَانِ عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَی فَرَجَهُ وَ أَمَّا الْحَوَادِثُ الْوَاقِعَةُ فَارْجِعُوا فِیهَا إِلَی رُوَاةِ حَدِیثِنَا فَإِنَّهُمْ حُجَّتِی عَلَیْكُمْ وَ أَنَا حُجَّةُ اللَّهِ الْخَبَرَ.

«14»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ صَغِیرٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ رِبْعِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (1) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: أَبَی اللَّهُ أَنْ یُجْرِیَ الْأَشْیَاءَ إِلَّا بِالْأَسْبَابِ فَجَعَلَ لِكُلِّ سَبَبٍ شَرْحاً وَ جَعَلَ لِكُلِّ شَرْحٍ عِلْماً وَ جَعَلَ لِكُلِّ عِلْمٍ بَاباً نَاطِقاً عَرَفَهُ مَنْ عَرَفَهُ وَ جَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَحْنُ.

«15»- یر، بصائر الدرجات الْقَاشَانِیُّ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ یَرْفَعُهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَبَی اللَّهُ أَنْ یُجْرِیَ الْأَشْیَاءَ إِلَّا بِالْأَسْبَابِ فَجَعَلَ لِكُلِّ شَیْ ءٍ سَبَباً وَ جَعَلَ لِكُلِّ سَبَبٍ شَرْحاً وَ جَعَلَ لِكُلِّ شَرْحٍ مِفْتَاحاً وَ جَعَلَ لِكُلِّ مِفْتَاحٍ عِلْماً وَ جَعَلَ لِكُلِّ عِلْمٍ بَاباً نَاطِقاً مَنْ عَرَفَهُ عَرَفَ اللَّهَ وَ مَنْ أَنْكَرَهُ أَنْكَرَ اللَّهَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ وَ نَحْنُ (2).

بیان: لعل المراد بالشی ء ذی السبب القرب و الفوز و الكرامة و الجنة و سببه الطاعة و ما یوجب حصول تلك الأمور و شرح ذلك السبب هو الشریعة المقدسة و المفتاح الوحی النازل لبیان الشرع و علم ذلك المفتاح بالتحریك أی ما یعلم به هو الملك الحامل للوحی و الباب الذی به یتوصل إلی هذا العلم هو رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و الأئمة علیهم السلام.

«16»- یر، بصائر الدرجات السِّنْدِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام وَ عِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ یُقَالُ لَهُ عُثْمَانُ الْأَعْمَی وَ هُوَ یَقُولُ

ص: 90


1- بكسر الراء و سكون الباء هو ربعی بن عبد اللّٰه بن الجارود بن أبی سبرة الهذلی أبو نعیم البصری الثقة، روی عن أبی عبد اللّٰه و أبی الحسن علیهما السلام، و صحب الفضیل بن یسار، و أكثر الاخذ عنه و كان خصیصا به.
2- لا یخفی اتّحاده مع سابقه.

إِنَّ الْحَسَنَ الْبَصْرِیَّ یَزْعُمُ أَنَّ الَّذِینَ یَكْتُمُونَ الْعِلْمَ یُؤْذِی رِیحُ بُطُونِهِمْ أَهْلَ النَّارِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَهَلَكَ إِذاً مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ وَ مَا زَالَ الْعِلْمُ مَكْتُوماً مُنْذُ بَعَثَ اللَّهُ نُوحاً علیه السلام فَلْیَذْهَبِ الْحَسَنُ یَمِیناً وَ شِمَالًا فَوَ اللَّهِ مَا یُوجَدُ الْعِلْمُ إِلَّا هَاهُنَا(1).

«17»- یر، بصائر الدرجات الْفَضْلُ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ وَ سَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَقَالَ إِنَّ عُثْمَانَ الْأَعْمَی یَرْوِی عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ الَّذِینَ یَكْتُمُونَ الْعِلْمَ تُؤْذِی رِیحُ بُطُونِهِمْ أَهْلَ النَّارِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَهَلَكَ إِذاً مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ كَذَبُوا إِنَّ ذَلِكَ مِنْ فُرُوجِ الزُّنَاةِ وَ مَا زَالَ الْعِلْمُ مَكْتُوماً قَبْلَ قَتْلِ ابْنِ آدَمَ فَلْیَذْهَبِ الْحَسَنُ یَمِیناً وَ شِمَالًا لَا یُوجَدُ الْعِلْمُ إِلَّا عِنْدَ أَهْلِ بَیْتٍ نَزَلَ عَلَیْهِمْ جَبْرَئِیلُ.

بیان: قوله علیه السلام إن ذلك أی الریح التی تؤذی أهل النار إنما هی من فروج الزناة.

أقول: قد أوردنا بعض الأخبار فی باب كتمان العلم.

«18»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ مُعَلَّی بْنِ أَبِی عُثْمَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی إِنَّ الْحَكَمَ بْنَ عُتَیْبَةَ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالْیَوْمِ الْآخِرِ وَ ما هُمْ بِمُؤْمِنِینَ فَلْیُشَرِّقِ الْحَكَمُ وَ لْیُغَرِّبْ أَمَا وَ اللَّهِ لَا یُصِیبُ الْعِلْمَ إِلَّا مِنْ أَهْلِ بَیْتٍ نَزَلَ عَلَیْهِمْ جَبْرَئِیلُ.

«19»- یر، بصائر الدرجات السِّنْدِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ شَهَادَةِ وَلَدِ الزِّنَا تَجُوزُ قَالَ لَا فَقُلْتُ إِنَّ الْحَكَمَ بْنَ عُتَیْبَةَ یَزْعُمُ أَنَّهَا تَجُوزُ فَقَالَ اللَّهُمَّ لَا تَغْفِرْ لَهُ ذَنْبَهُ مَا قَالَ اللَّهُ لِلْحَكَمِ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ فَلْیَذْهَبِ الْحَكَمُ یَمِیناً وَ شِمَالًا فَوَ اللَّهِ لَا یُوجَدُ الْعِلْمُ إِلَّا مِنْ أَهْلِ بَیْتٍ نَزَلَ عَلَیْهِمْ جَبْرَئِیلُ.

كش، رجال الكشی محمد بن مسعود عن علی بن الحسن بن فضال عن العباس بن عامر و جعفر بن محمد بن حكیم عن أبان مثله

ص: 91


1- 1 تقدم الحدیث عن الاحتجاج تحت الرقم 3 من باب 13.

بیان: أی إنما خاطب اللّٰه رسوله بهذا الخطاب أن القرآن ذكر أی مذكر أو شرف لك و لقومك و قومه أهل بیته و قد ورد فی الأخبار أن المخاطب فی قوله تعالی وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ هو أهل بیت النبی صلی اللّٰه علیه و آله فإن الناس یسألونهم عن علوم القرآن.

«20»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ ثَعْلَبَةَ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لِسَلَمَةَ بْنِ كُهَیْلٍ (1)وَ الْحَكَمِ بْنِ عُتَیْبَةَ (2)شَرِّقَا وَ غَرِّبَا لَنْ تَجِدَا عِلْماً صَحِیحاً إِلَّا شَیْئاً یَخْرُجُ مِنْ عِنْدِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ.

كش، رجال الكشی محمد بن مسعود عن علی بن محمد بن فیروزان عن الأشعری عن ابن معروف عن الحجال عن أبی مریم مثله.

«21»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی الْبَخْتَرِیِّ وَ سِنْدِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی الْبَخْتَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِیَاءِ وَ ذَلِكَ أَنَّ الْأَنْبِیَاءَ لَمْ یُوَرِّثُوا دِرْهَماً وَ لَا دِینَاراً وَ إِنَّمَا وَرَّثُوا أَحَادِیثَ مِنْ أَحَادِیثِهِمْ فَمَنْ أَخَذَ شَیْئاً مِنْهَا فَقَدْ أَخَذَ حَظّاً وَافِراً فَانْظُرُوا عِلْمَكُمْ هَذَا عَمَّنْ تَأْخُذُونَهُ فَإِنَّ فِینَا أَهْلَ الْبَیْتِ فِی كُلِّ خَلَفٍ عُدُولًا یَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِیفَ الْغَالِینَ وَ انْتِحَالَ الْمُبْطِلِینَ وَ تَأْوِیلَ الْجَاهِلِینَ.

ختص، الإختصاص محمد بن الحسین عن ابن الولید عن الصفار عن السندی مثله- یر، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن ابن فضال رفعه إلی أبی عبد اللّٰه علیه السلام مثله.

«22»- كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فِیرُوزَانَ الْقُمِّیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ

ص: 92


1- هو سلمة بن كهیل بن الحصین أبو یحیی الحضرمی الكوفیّ تبری مذموم. روی الكشّیّ فی ص 152 من رجاله باسناد له عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام قال: لو أن التبریة صف واحد ما بین المشرق الی المغرب ما اعز اللّٰه بهم دینا، و التبریة هم أصحاب كثیر النواء، و الحسن بن صالح بن یحیی، و سالم بن أبی حفصة، و الحكم بن عتیبة، و سلمة بن كهیل، و أبو المقدام ثابت الحداد. و هم الذین دعوا الی ولایة علیّ علیه السلام، ثمّ خلطوها بولایة أبی بكر و عمر، و یثبتون لهما إمامتهما، و یبغضون عثمان و طلحة و الزبیر و عائشة، و یرون الخروج مع بطون علیّ بن أبی طالب یذهبون فی ذلك إلی الامر بالمعروف و النهی عن المنكر، و یثبتون لكل من خرج من ولد علیّ بن أبی طالب علیه السلام عند خروجه الإمامة.
2- بضم العین المهملة و التاء المفتوحة و الیاء الساكنة و الباء المفتوحة. تبری مذموم كان أستاد زرارة و حمران و الطیار قبل استبصارهم، ورد فی رجال الكشّیّ مضافا إلی ما نقلنا فی سلمة بن كهیل روایات تدلّ علی ذمه.

الْبَزَنْطِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَحْمِلُ هَذَا الدِّینَ فِی كُلِّ قَرْنٍ عُدُولٌ یَنْفُونَ عَنْهُ تَأْوِیلَ الْمُبْطِلِینَ وَ تَحْرِیفَ الْغَالِینَ وَ انْتِحَالَ الْجَاهِلِینَ كَمَا یَنْفِی الْكِیرُ خَبَثَ الْحَدِیدِ.

«23»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ النَّضْرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَیْرِ هُدیً مِنَ اللَّهِ قَالَ عَنَی اللَّهُ بِهَا مَنِ اتَّخَذَ دِینَهُ رَأْیَهُ مِنْ غَیْرِ إِمَامٍ مِنْ أَئِمَّةِ الْهُدَی.

«24»- یر، بصائر الدرجات یَعْقُوبُ بْنُ یَزِیدَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ دَانَ اللَّهَ بِغَیْرِ سَمَاعٍ عَنْ صَادِقٍ أَلْزَمَهُ اللَّهُ التِّیهَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ (1).

بیان: التیه الحیرة فی الدین.

«25»- یر، بصائر الدرجات الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّیَّارِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدایَ فَلا یَضِلُّ وَ لا یَشْقی قَالَ مَنْ قَالَ بِالْأَئِمَّةِ وَ اتَّبَعَ أَمْرَهُمْ وَ لَمْ یَجُزْ طَاعَتَهُمْ.

«26»- كِتَابُ زَیْدٍ الزَّرَّادِ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ لَنَا أَوْعِیَةً نَمْلَؤُهَا عِلْماً وَ حُكْماً وَ لَیْسَتْ لَهَا بِأَهْلٍ فَمَا نَمْلَؤُهَا إِلَّا لِتُنْقَلَ إِلَی شِیعَتِنَا فَانْظُرُوا إِلَی مَا فِی الْأَوْعِیَةِ فَخُذُوهَا ثُمَّ صَفُّوهَا مِنَ الْكُدُورَةِ تَأْخُذُونَهَا بَیْضَاءَ نَقِیَّةً صَافِیَةً وَ إِیَّاكُمْ وَ الْأَوْعِیَةَ فَإِنَّهَا وِعَاءُ سَوْءٍ فَتَنَكَّبُوهَا.

«27»- وَ مِنْهُ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ اطْلُبُوا الْعِلْمَ مِنْ مَعْدِنِ الْعِلْمِ وَ إِیَّاكُمْ وَ الْوَلَائِجَ فِیهِمُ الصَّدَّادُونَ عَنِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ ذَهَبَ الْعِلْمُ وَ بَقِیَ غُبَّرَاتُ الْعِلْمِ فِی أَوْعِیَةِ سَوْءٍ فَاحْذَرُوا بَاطِنَهَا فَإِنَّ فِی بَاطِنِهَا الْهَلَاكَ وَ عَلَیْكُمْ بِظَاهِرِهَا فَإِنَّ فِی ظَاهِرِهَا النَّجَاةَ.

بیان: لعل المراد بتصفیتها تخلیصها من آرائهم الفاسدة أو من أخبارهم التی هم متهمون فیها لموافقتها لعقائدهم و المراد بباطنها عقائدها الفاسدة أو فسوقها التی یخفونها عن الخلق.

ص: 93


1- یأتی مثله مع زیادة عن المفضل تحت الرقم 67.

«28»- كِتَابُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَیْحٍ، عَنْ حُمَیْدِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْحِكْمَةَ لَتَكُونُ فِی قَلْبِ الْمُنَافِقِ فَتَجَلْجَلُ فِی صَدْرِهِ حَتَّی یُخْرِجَهَا فَیُوعِیَهَا الْمُؤْمِنُ وَ تَكُونُ كَلِمَةُ الْمُنَافِقِ فِی صَدْرِ الْمُؤْمِنِ فَتَجَلْجَلُ فِی صَدْرِهِ حَتَّی یُخْرِجَهَا فَیَعِیَهَا الْمُنَافِقُ.

«29»- وَ مِنْهُ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَجُلًا دَخَلَ عَلَی أَبِی علیه السلام فَقَالَ إِنَّكُمْ أَهْلُ بَیْتِ رَحْمَةٍ اخْتَصَّكُمُ اللَّهُ بِذَلِكَ قَالَ نَحْنُ كَذَلِكَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ لَمْ نُدْخِلْ أَحَداً فِی ضَلَالَةٍ وَ لَمْ نُخْرِجْ أَحَداً مِنْ بَابِ هُدًی نَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ نُضِلَّ أَحَداً.

«30»- ف، تحف العقول عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام قَالَ: مَنْ أَصْغَی إِلَی نَاطِقٍ فَقَدْ عَبَدَهُ فَإِنْ كَانَ النَّاطِقُ عَنِ اللَّهِ فَقَدْ عَبَدَ اللَّهَ وَ إِنْ كَانَ النَّاطِقُ یَنْطِقُ عَنْ لِسَانِ إِبْلِیسَ فَقَدْ عَبَدَ إِبْلِیسَ.

«31»- سن، المحاسن ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَیْسَ عِنْدَ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ حَقٌّ وَ لَا صَوَابٌ إِلَّا شَیْ ءٌ أَخَذُوهُ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ لَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ یَقْضِی بِحَقٍّ وَ عَدْلٍ وَ صَوَابٍ إِلَّا مِفْتَاحُ ذَلِكَ الْقَضَاءِ وَ بَابُهُ وَ أَوَّلُهُ وَ سَبَبُهُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَإِذَا اشْتَبَهَتْ عَلَیْهِمُ الْأُمُورُ كَانَ الْخَطَأُ مِنْ قِبَلِهِمْ إِذَا أَخْطَئُوا وَ الصَّوَابُ مِنْ قِبَلِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام.

«32»- یر، بصائر الدرجات ابْنُ مَعْرُوفٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ رِبْعِیٍّ عَنْ فُضَیْلٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ كُلُّ مَا لَمْ یَخْرُجْ مِنْ هَذَا الْبَیْتِ فَهُوَ بَاطِلٌ.

«33»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلِمْنَا وَ مِنْ حُكْمِهِ أَخَذْنَا وَ مِنْ قَوْلِ الصَّادِقِ سَمِعْنَا فَإِنْ تَتَّبِعُونَا تَهْتَدُوا.

«34»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ لِی رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ سَلْهُ عَنْ قَوْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام سَلُونِی عَمَّا شِئْتُمْ وَ لَا تَسْأَلُونَنِی عَنْ شَیْ ءٍ إِلَّا أَنْبَأْتُكُمْ بِهِ قَالَ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ إِنَّهُ لَیْسَ أَحَدٌ عِنْدَهُ عِلْمُ شَیْ ءٍ إِلَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَلْیَذْهَبِ النَّاسُ حَیْثُ شَاءُوا فَوَ اللَّهِ لَیَأْتِیَنَّ الْأَمْرُ هَاهُنَا وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی صَدْرِهِ.

ص: 94

بیان: قوله لیأتین بفتح الیاء و رفع الأمر أی یأتی العلم و ما یتعلق بأمور الخلق و یهبط إلی صدورنا و یحتمل نصب الأمر فیكون ضمیر الفاعل راجعا إلی كل أحد من الناس أو كل من أراد اتضاح الأمر له.

«35»- یر، بصائر الدرجات الْعَبَّاسُ بْنُ مَعْرُوفٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّهُ لَیْسَ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ حَقٍّ وَ لَا صَوَابٍ وَ لَیْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ یَقْضِی بِقَضَاءٍ یُصِیبُ فِیهِ الْحَقَّ إِلَّا مِفْتَاحُهُ عَلِیٌّ فَإِذَا تَشَعَّبَتْ بِهِمُ الْأُمُورُ كَانَ الْخَطَأُ مِنْ قِبَلِهِمْ وَ الصَّوَابُ مِنْ قِبَلِهِ أَوْ كَمَا قَالَ.

یر، بصائر الدرجات عبد اللّٰه بن جعفر عن محمد بن عیسی عن یونس عن ابن مسكان عن محمد بن مسلم مثله.

«36»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ أَمَا إِنَّهُ لَیْسَ عِنْدَ أَحَدٍ عِلْمٌ وَ لَا حَقٌّ وَ لَا فُتْیَا إِلَّا شَیْ ءٌ أَخَذَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ عَنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ مَا مِنْ قَضَاءٍ یُقْضَی بِهِ بِحَقٍّ وَ صَوَابٍ إِلَّا بَدْءُ ذَلِكَ وَ مِفْتَاحُهُ وَ سَبَبُهُ وَ عِلْمُهُ مِنْ عَلِیٍّ علیه السلام وَ مِنَّا فَإِذَا اخْتَلَفَ عَلَیْهِمْ أَمْرُهُمْ قَاسُوا وَ عَمِلُوا بِالرَّأْیِ وَ كَانَ الْخَطَأُ مِنْ قِبَلِهِمْ إِذَا قَاسُوا وَ كَانَ الصَّوَابُ إِذَا اتَّبَعُوا الْآثَارَ مِنْ قِبَلِ عَلِیٍّ علیه السلام.

«37»- سن، المحاسن ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ النَّحْوِیِّ (1) قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَدَّبَ نَبِیَّهُ عَلَی مَحَبَّتِهِ فَقَالَ إِنَّكَ لَعَلی خُلُقٍ عَظِیمٍ وَ قَالَ وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَ قَالَ مَنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ وَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَوَّضَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام وَ ائْتَمَنَهُ فَسَلَّمْتُمْ وَ جَحَدَ النَّاسُ فَوَ اللَّهِ لَنُحِبُّكُمْ أَنْ تَقُولُوا إِذَا قُلْنَا وَ تَصْمُتُوا إِذَا صَمَتْنَا وَ نَحْنُ فِیمَا بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَ اللَّهِ.

ص: 95


1- 1 هو ثعلبة بن میمون المترجم فی ص 85 من رجال النجاشیّ بقوله: ثعلبة بن میمون مولی بنی أسد ثمّ مولی بنی سلامة منهم أبو إسحاق النحوی، كان وجها فی أصحابنا، قاریا، فقیها، نحویا، لغویا، راویة، و كان حسن العمل، كثیر العبادة و الزهد، روی عن أبی عبد اللّٰه و أبی الحسن علیهما السلام، له كتاب یختلف الروایة عنه.

توضیح: قوله أدب نبیه علی محبته أی علی نحو ما أحب و أراد فیكون الظرف صفة لمصدر محذوف و یحتمل أن تكون كلمة علی تعلیلیة أی علمه و فهمه ما یوجب تأدبه بآداب اللّٰه و تخلقه بأخلاق اللّٰه لحبه إیاه و أن یكون حالا عن فاعل أدب أی حال كونه محبا له و كائنا علی محبته أو عن مفعوله أو المراد أنه علمه ما یوجب محبته لله أو محبة اللّٰه له قوله علیه السلام و نحن فیما بینكم و بین اللّٰه أی نحن الوسائط فی العلم و سائر الكمالات بینكم و بین اللّٰه فلا تسألوا عن غیرنا أو نحن شفعاؤكم إلی اللّٰه.

«38»- سن، المحاسن أَبِی عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ فَلْیَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلی طَعامِهِ قَالَ قُلْتُ مَا طَعَامُهُ قَالَ عِلْمُهُ الَّذِی یَأْخُذُهُ مِمَّنْ یَأْخُذُهُ.

بیان: هذا أحد بطون الآیة الكریمة و علی هذا التأویل المراد بالماء العلوم الفائضة منه تعالی فإنها سبب لحیاة القلوب و عمارتها و بالأرض القلوب و الأرواح و بتلك الثمرات ثمرات تلك العلوم (1)

ختص، الإختصاص محمد بن الحسین عن ابن الولید عن الصفار عن ابن یزید عن ابن أبی عمیر عن الشحام مثله.

«39»- سن، المحاسن عَلِیُّ بْنُ عِیسَی الْقَاسَانِیُّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ الْمَیْسِرِیِّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ الْمَسِیحُ علیه السلام خُذُوا الْحَقَّ مِنْ أَهْلِ الْبَاطِلِ وَ لَا تَأْخُذُوا الْبَاطِلَ مِنْ أَهْلِ الْحَقِّ كُونُوا نُقَّادَ الْكَلَامِ فَكَمْ مِنْ ضَلَالَةٍ زُخْرِفَتْ بِآیَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ كَمَا زُخْرِفَ الدِّرْهَمُ مِنْ نُحَاسٍ بِالْفِضَّةِ الْمُمَوَّهَةِ النَّظَرُ إِلَی ذَلِكَ سَوَاءٌ وَ الْبُصَرَاءُ بِهِ خُبَرَاءُ.

إیضاح: قال الفیروزآبادی موه الشی ء طلاه بفضة أو ذهب و تحته نحاس أو حدید.

«40»- سن، المحاسن النَّوْفَلِیُّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: غَرِیبَتَانِ كَلِمَةُ حُكْمٍ مِنْ سَفِیهٍ فَاقْبَلُوهَا وَ كَلِمَةُ سَفَهٍ مِنْ حَكِیمٍ فَاغْفِرُوهَا.

بیان: قوله علیه السلام فاغفروها أی لا تلوموه بها أو استروها و لا تذیعوها فإن الغفر فی الأصل بمعنی الستر.

ص: 96


1- 1 یرید من الماء و الأرض و الثمرات ما وقع ذكره فی الآیات التالیة: «أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنا فِیها حَبًّا وَ عِنَباً وَ قَضْباً وَ زَیْتُوناً وَ نَخْلًا»

«41»- سن، المحاسن عَلِیُّ بْنُ سَیْفٍ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام خُذُوا الْحِكْمَةَ وَ لَوْ مِنَ الْمُشْرِكِینَ.

«42»- سن، المحاسن ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ الْمَسِیحُ علیه السلام مَعْشَرَ الْحَوَارِیِّینَ لَمْ یَضُرَّكُمْ مِنْ نَتْنِ الْقَطِرَانِ إِذَا أَصَابَتْكُمْ سِرَاجُهُ خُذُوا الْعِلْمَ مِمَّنْ عِنْدَهُ وَ لَا تَنْظُرُوا إِلَی عَمَلِهِ.

«43»- سن، المحاسن النَّوْفَلِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَیْفٍ رَفَعَهُ قَالَ: سُئِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَنْ أَعْلَمُ النَّاسِ قَالَ مَنْ جَمَعَ عِلْمَ النَّاسِ إِلَی عِلْمِهِ.

«44»- سن، المحاسن مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ وُهَیْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ حَدَّثَنِی الْوَشَّاءُ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ كَلِمَةَ الْحِكْمَةِ لَتَكُونُ فِی قَلْبِ الْمُنَافِقِ فَتَجَلْجَلُ حَتَّی یُخْرِجَهَا.

بیان: فتجلجل بفتح التاء أو ضمها أی تتحرك أو تحرك صاحبها علی التكلم بها.

«45»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ حَمْزَةَ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْهَیْبَةُ خَیْبَةٌ وَ الْفُرْصَةُ خُلْسَةٌ وَ الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ فَاطْلُبُوهَا وَ لَوْ عِنْدَ الْمُشْرِكِ تَكُونُوا أَحَقَّ بِهَا وَ أَهْلَهَا.

«46»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ حُمْرَانَ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَقُولُ لَا تُحَقِّرِ اللُّؤْلُؤَةَ النَّفِیسَةَ أَنْ تَجْتَلِبَهَا مِنَ الْكِبَا الْخَسِیسَةِ فَإِنَّ أَبِی حَدَّثَنِی قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ الْكَلِمَةَ مِنَ الْحِكْمَةِ لَتَتَلَجْلَجُ فِی صَدْرِ الْمُنَافِقِ نِزَاعاً إِلَی مَظَانِّهَا حَتَّی یَلْفَظَ بِهَا فَیَسْمَعَهَا الْمُؤْمِنُ فَیَكُونُ أَحَقَّ بِهَا وَ أَهْلَهَا فَیَلْقَفُهَا.

بیان: الكبا بالكسر و القصر الكناسة.

«47»- سن، المحاسن أَبِی عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ وَ اللَّهِ مَا صَلَّوْا لَهُمْ وَ لَا صَامُوا وَ لَكِنْ أَطَاعُوهُمْ فِی مَعْصِیَةِ اللَّهِ.

ص: 97

«48»- سن، المحاسن مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ رِبْعِیٍّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا صَلَّوْا وَ لَا صَامُوا لَهُمْ وَ لَكِنَّهُمْ أَحَلُّوا لَهُمْ حَرَاماً وَ حَرَّمُوا عَلَیْهِمْ حَلَالًا فَاتَّبَعُوهُمْ.

«49»- كِتَابُ صِفَاتِ الشِّیعَةِ لِلصَّدُوقِ، عَنْ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ أَبِی سُمَیْنَةَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ مِنْ شِیعَتِنَا وَ هُوَ مُتَمَسِّكٌ بِعُرْوَةِ غَیْرِنَا.

«50»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ مَا دَعَوْهُمْ إِلَی عِبَادَةِ أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ دَعَوْهُمْ إِلَی عِبَادَةِ أَنْفُسِهِمْ مَا أَجَابُوهُمْ وَ لَكِنْ أَحَلُّوا لَهُمْ حَرَاماً وَ حَرَّمُوا عَلَیْهِمْ حَلَالًا فَعَبَدُوهُمْ مِنْ حَیْثُ لَا یَشْعُرُونَ.

«51»- سن، المحاسن قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ الْقُرْآنَ شَاهِدُ الْحَقِّ وَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله لِذَلِكَ مُسْتَقَرٌّ فَمَنِ اتَّخَذَ سَبَباً إِلَی سَبَبِ اللَّهِ لَمْ یُقْطَعْ بِهِ الْأَسْبَابُ وَ مَنِ اتَّخَذَ غَیْرَ ذَلِكَ سَبَباً مَعَ كُلِّ كَذَّابٍ فَاتَّقُوا اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْضَحَ لَكُمْ أَعْلَامَ دِینِكُمْ وَ مَنَارَ هُدَاكُمْ فَلَا تَأْخُذُوا أَمْرَكُمْ بِالْوَهْنِ وَ لَا أَدْیَانَكُمْ هُزُواً فَتَدْحَضَ أَعْمَالُكُمْ وَ تُخْطِئُوا (1) سَبِیلَكُمْ وَ لَا تَكُونُوا فِی حِزْبِ الشَّیْطَانِ فَتَضِلُّوا یَهْلِكُ مَنْ هَلَكَ وَ یَحْیَا مَنْ حَیَّ وَ عَلَی اللَّهِ الْبَیَانُ بَیَّنَ لَكُمْ فَاهْتَدُوا وَ بِقَوْلِ الْعُلَمَاءِ فَانْتَفِعُوا وَ السَّبِیلُ فِی ذَلِكَ إِلَی اللَّهِ فَ مَنْ یَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَ مَنْ یُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِیًّا مُرْشِداً

بیان: قوله علیه السلام و محمد لذلك مستقر أی محل استقرار القرآن، و فیه ثبت علمه.

قوله علیه السلام إلی سبب اللّٰه السبب الأول الحجة و السبب الثانی القرآن أو النبی صلی اللّٰه علیه و آله قوله علیه السلام لم یقطع به الأسباب أی لم تنقطع أسبابه عما یرید الوصول إلیه من الحق من قولهم قطع بزید علی المجهول أی عجز عن سفره أو حیل بینه و بین ما یؤمله قوله فاتقوا اللّٰه هو جزاء الشرط أو خبر الموصول أی فاتقوا اللّٰه و احذروا عن مثل فعاله و یحتمل أن یكون فیها سقط و كانت العبارة كان مع كل كذاب قوله علیه السلام فتدحض أی تبطل.

ص: 98


1- فی المحاسن المطبوع هكذا: فتمحض اعمالكم و تخبطوا سبیلكم و لا تكونوا اطعتم اللّٰه ربّكم اثبتوا علی القرآن الثابت و كونوا فی حزب اللّٰه تهتدوا و لا تكونوا إلخ.

«52»- سن، المحاسن بَعْضُ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ لَكُمْ مَعَالِمَ فَاتَّبِعُوهَا وَ نِهَایَةً فَانْتَهُوا إِلَیْهَا.

بیان: المعالم ما یعلم به الحق و المراد بها هنا الأئمة علیهم السلام و المراد بالنهایة إما حدود الشرع و أحكامه أو الغایات المقررة للخلق فی ترقیاتهم بحسب استعداداتهم فی مراتب الكمال.

«53»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، مِنْ وَصِیَّةِ ذِی الْقَرْنَیْنِ لَا تَتَعَلَّمِ الْعِلْمَ مِمَّنْ لَمْ یَنْتَفِعْ بِهِ فَإِنَّ مَنْ لَمْ یَنْفَعْهُ عِلْمُهُ لَا یَنْفَعُكَ.

«54»- وَ مِنْهُ، قَالَ أَبُو عُبَیْدٍ فِی غَرِیبِ الْحَدِیثِ فِی حَدِیثِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله حِینَ أَتَاهُ عُمَرُ فَقَالَ إِنَّا نَسْمَعُ أَحَادِیثَ مِنَ الْیَهُودِ تُعْجِبُنَا فَتَرَی أَنْ نَكْتُبَ بَعْضَهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَ فَتَهَوَّكُونَ أَنْتُمْ كَمَا تَهَوَّكَتِ الْیَهُودُ وَ النَّصَارَی لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَیْضَاءَ نَقِیَّةً وَ لَوْ كَانَ مُوسَی حَیّاً مَا وَسِعَهُ إِلَّا اتِّبَاعِی قَالَ أَبُو عُبَیْدٍ أَ مُتَحَیِّرُونَ أَنْتُمْ فِی الْإِسْلَامِ وَ لَا تَعْرِفُونَ دِینَكُمْ حَتَّی تَأْخُذُوهُ مِنَ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی كَأَنَّهُ كَرِهَ ذَلِكَ مِنْهُ.

«55»- نهج، نهج البلاغة قَالَ علیه السلام إِنَّ كَلَامَ الْحُكَمَاءِ إِذَا كَانَ صَوَاباً كَانَ دَوَاءً وَ إِذَا كَانَ خَطَاءً كَانَ دَاءً.

«56»- وَ قَالَ علیه السلام خُذِ الْحِكْمَةَ أَنَّی كَانَتْ فَإِنَّ الْحِكْمَةَ تَكُونُ فِی صَدْرِ الْمُنَافِقِ فَتَتَخَلَّجُ (1) فِی صَدْرِهِ حَتَّی تَخْرُجَ فَتَسْكُنَ إِلَی صَوَاحِبِهَا فِی صَدْرِ الْمُؤْمِنِ.

«57»- وَ قَالَ علیه السلام فِی مِثْلِ ذَلِكَ الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ فَخُذِ الْحِكْمَةَ وَ لَوْ مِنْ أَهْلِ النِّفَاقِ.

«58»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْمُفِیدِ الْجَرْجَرَائِیِّ عَنِ الْمُعَمَّرِ أَبِی الدُّنْیَا عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَلِمَةُ الْحِكْمَةِ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ فَحَیْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا.

«59»- شا، الإرشاد رَوَی ثِقَاتُ أَهْلِ النَّقْلِ عِنْدَ الْعَامَّةِ وَ الْخَاصَّةِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی كَلَامٍ افْتِتَاحُهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ الصَّلَاةُ عَلَی نَبِیِّهِ أَمَّا بَعْدُ فَذِمَّتِی بِمَا أَقُولُ رَهِینَةٌ وَ

ص: 99


1- أی تضطرب و تتحرك.

أَنَا بِهِ زَعِیمٌ إِنَّهُ لَا یَهِیجُ عَلَی التَّقْوَی زَرْعُ قَوْمٍ وَ لَا یَظْمَأُ عَنْهُ سِنْخُ أَصْلٍ وَ إِنَّ الْخَیْرَ كُلَّهُ فِیمَنْ عَرَفَ قَدْرَهُ وَ كَفَی بِالْمَرْءِ جَهْلًا أَنْ لَا یَعْرِفَ قَدْرَهُ وَ إِنَّ أَبْغَضَ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ رَجُلٌ وَكَلَهُ إِلَی نَفْسِهِ جَائِرٌ عَنْ قَصْدِ السَّبِیلِ مَشْغُوفٌ بِكَلَامِ بِدْعَةٍ قَدْ لَهِجَ فِیهَا بِالصَّوْمِ وَ الصَّلَاةِ فَهُوَ فِتْنَةٌ لِمَنِ افْتَتَنَ بِهِ ضَالٌّ عَنْ هَدْیِ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مُضِلٌّ لِمَنِ اقْتَدَی بِهِ حَمَّالٌ خَطَایَا غَیْرِهِ رَهِینٌ بِخَطِیئَتِهِ قَدْ قَمَشَ جَهْلًا فِی جُهَّالٍ غَشُوهُ غَارٌّ بِأَغْبَاشِ الْفِتْنَةِ عَمًی عَنِ الْهُدَی قَدْ سَمَّاهُ أَشْبَاهُ النَّاسِ عَالِماً وَ لَمْ یَغْنَ فِیهِ یَوْماً سَالِماً بَكَّرَ فَاسْتَكْثَرَ مِمَّا (1)قَلَّ مِنْهُ خَیْرٌ مِمَّا كَثُرَ حَتَّی إِذَا ارْتَوَی مِنْ آجِنٍ وَ اسْتَكْثَرَ مِنْ غَیْرِ طَائِلٍ جَلَسَ لِلنَّاسِ قَاضِیاً ضَامِناً لِتَخْلِیصِ مَا الْتَبَسَ عَلَی غَیْرِهِ إِنْ خَالَفَ مَنْ سَبَقَهُ لَمْ یَأْمَنْ مِنْ نَقْضِ حُكْمِهِ مَنْ یَأْتِی بَعْدَهُ كَفِعْلِهِ بِمَنْ كَانَ قَبْلَهُ وَ إِنْ نَزَلَتْ بِهِ إِحْدَی الْمُهِمَّاتِ هَیَّأَ لَهَا حَشْواً مِنْ رَأْیِهِ ثُمَّ قَطَعَ عَلَیْهِ فَهُوَ مِنْ لَبْسِ الشُّبُهَاتِ فِی مِثْلِ غَزْلِ الْعَنْكَبُوتِ لَا یَدْرِی أَصَابَ أَمْ أَخْطَأَ وَ لَا یَرَی أَنَّ مِنْ وَرَاءِ مَا بَلَغَ مَذْهَباً إِنْ قَاسَ شَیْئاً بِشَیْ ءٍ لَمْ یُكَذِّبْ رَأْیَهُ وَ إِنْ أَظْلَمَ عَلَیْهِ أَمْرٌ اكْتَتَمَ بِهِ لِمَا یَعْلَمُ مِنْ نَفْسِهِ مِنَ الْجَهْلِ وَ النَّقْصِ وَ الضَّرُورَةِ كَیْلَا یُقَالَ إِنَّهُ لَا یَعْلَمُ ثُمَّ أَقْدَمَ بِغَیْرِ عِلْمٍ فَهُوَ خَائِضُ عَشَوَاتٍ رَكَّابُ شُبُهَاتٍ خَبَّاطُ جَهَالاتٍ لَا یَعْتَذِرُ مِمَّا لَا یَعْلَمُ فَیَسْلَمَ وَ لَا یَعَضُّ فِی الْعِلْمِ بِضِرْسٍ قَاطِعٍ فَیَغْنَمَ یَذْرِی الرِّوَایَاتِ ذَرْوَ الرِّیحِ الْهَشِیمَ تَبْكِی مِنْهُ الْمَوَارِیثُ وَ تَصْرُخُ مِنْهُ الدِّمَاءُ وَ یُسْتَحَلُّ بِقَضَائِهِ الْفَرْجُ الْحَرَامُ وَ یُحَرَّمُ بِهِ الْحَلَالُ لَا یَسْلَمُ بِإِصْدَارِ مَا عَلَیْهِ وَرَدَ وَ لَا یَنْدَمُ عَلَی مَا مِنْهُ فَرَّطَ أَیُّهَا النَّاسُ عَلَیْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَ الْمَعْرِفَةِ بِمَنْ لَا تُعْذَرُونَ بِجَهَالَتِهِ فَإِنَّ الْعِلْمَ الَّذِی هَبَطَ بِهِ آدَمُ وَ جَمِیعَ مَا فُضِّلَتْ بِهِ النَّبِیُّونَ إِلَی مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ فِی عِتْرَةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَیْنَ یُتَاهُ بِكُمْ بَلْ أَیْنَ تَذْهَبُونَ یَا مَنْ نُسِخَ مِنْ أَصْلَابِ أَصْحَابِ السَّفِینَةِ فَهَذِهِ مَثَلُهَا فِیكُمْ فَارْكَبُوهَا فَكَمَا نَجَا فِی هَاتِیكَ مَنْ نَجَا كَذَلِكَ یَنْجُو فِی هَذِی (2) مَنْ دَخَلَهَا أَنَا رَهِینٌ بِذَلِكَ قَسَماً حَقّاً وَ مَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِینَ الْوَیْلُ لِمَنْ تَخَلَّفَ ثُمَّ الْوَیْلُ لِمَنْ تَخَلَّفَ أَ مَا بَلَغَكُمْ مَا قَالَ فِیهِمْ نَبِیُّكُمْ صلی اللّٰه علیه و آله حَیْثُ یَقُولُ فِی حَجَّةِ الْوَدَاعِ إِنِّی تَارِكٌ فِیكُمُ الثَّقَلَیْنِ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِی كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِی أَهْلَ بَیْتِی وَ إِنَّهُمَا لَنْ یَفْتَرِقَا حَتَّی یَرِدَا عَلَیَّ الْحَوْضَ فَانْظُرُوا كَیْفَ تَخْلُفُونِّی فِیهِمَا أَلَا هذا عَذْبٌ فُراتٌ فَاشْرَبُوا وَ هذا مِلْحٌ أُجاجٌ فَاجْتَنِبُوا.

ص: 100


1- فی النهج: من جمع ما قلّ منه
2- فی الإرشاد المطبوع المصحّح: هذه.

نهج، نهج البلاغة مرسلا مثله إیضاح فذمتی بما أقول رهینة و أنا به زعیم الذمة العهد و الأمان و الضمان و الحرمة و الحق أی حرمتی أو ضمانی أو حقوقی عند اللّٰه مرهونة لحقیة ما أقوله قال

فی النهایة و فی حدیث علی علیه السلام ذمتی رهینة و أنا به زعیم.

أی ضمانی و عهدی رهن فی الوفاء به و قال الزعیم الكفیل إنه لا یهیج علی التقوی زرع قوم قال الجزری هاج النبت هیاجا أی یبس و اصفر و منه حدیث علی علیه السلام لا یهیج علی التقوی زرع قوم أراد من عمل لله عملا لم یفسد عمله و لا یبطل كما یهیج الزرع فیهلك و لا یظمأ عنه سنخ أصل الظماء شدة العطش قال الجزری و فی حدیث علی علیه السلام و لا یظمأ علی التقوی سنخ أصل السنخ و الأصل واحد فلما اختلف اللفظان أضاف أحدهما إلی الآخر.

أقول: الفقرتان متقاربتان فی المعنی و یحتمل أن یكون المراد بهما عدم فوت المنافع الدنیویة أیضا بالتقوی و یحتمل أن یراد بأحدهما إحداهما و بالأخری الأخری.

و فی نهج البلاغة لا یهلك علی التقوی سنخ أصل و لا یظمأ علیها زرع قوم و إن الخیر كله فیمن عرف قدره.

قال ابن میثم أی مقداره و منزلته بالنسبة إلی مخلوقات اللّٰه تعالی و أنه أی شی ء منها و لأی شی ء خلق و ما طوره المرسوم له فی كتاب ربه و سنن أنبیائه جائر عن قصد السبیل الجائر الضال عن الطریق و القصد استقامة الطریق و وسطه و فی بعض نسخ الكافی حائر بالحاء المهملة من الحیرة مشغوف بكلام بدعة قال الجوهری الشغاف غلاف القلب و هو جلده دون الحجاب یقال شغفه الحب أی بلغ شغافه قد لهج فیها بالصوم و الصلاة قال الجوهری اللّٰهج بالشی ء الولوع به و ضمیر فیها راجع إلی البدعة أی هو حریص فی مبتدعات الصلاة و الصوم و فیها غیر موجود فی الكافی ضال عن هدی من كان قبله هدی بضم الهاء و فتح الدال أو فتح الهاء و سكون الدال. و فی النهج بعد ذلك مضل لمن اقتدی به فی حیاته و بعد وفاته و فی الكافی و بعد موته رهین بخطیئته أی هو مرهون بها قال المطرزی هو رهین بكذا أی مأخوذ به قد قمش جهلا فی جهال و فی الكتابین و رجل قمش جهلا و القمش جمع الشی ء المتفرق غشوه أی أحاطوا به و لیس فیهما غار بأغباش الفتنة قال الجوهری الغبش

ص: 101

ظلمة آخر اللیل و الجمع أغباش أی غفل و انخدع و اغتر بسبب ظلمة الفتن و الجهالات أو فیها و لم یغن فیه یوما سالما قال الجزری و فی حدیث علی علیه السلام و رجل سماه الناس عالما و لم یغن فی العلم یوما تاما من قولك غنیت بالمكان أغنی إذا أقمت به انتهی قوله سالما أی من النقص بأن یكون نعتا للیوم أو سالما من الجهل بأن یكون حالا عن ضمیر الفاعل بكر فاستكثر مما قل منه خیر مما كثر أی خرج فی الطلب بكرة كنایة عن شدة طلبه و اهتمامه فی كل یوم أو فی أول العمر و ابتداء الطلب و ما موصولة و هی مع صلتها صفة لمحذوف أی من شی ء ما قل منه خیر مما كثر و یحتمل أن تكون ما مصدریة أیضا و قیل قل مبتدأ بتقدیر أن و خیر خبره كقولهم تسمع بالمعیدی خیر من أن تراه و المراد بذلك الشی ء أما الشبهات المضلة و الآراء الفاسدة و العقائد الباطلة أو زهرات الدنیا حتی إذا ارتوی من آجن الآجن الماء المتعفن المتغیر استعیر للآراء الباطلة و الأهواء الفاسدة و استكثر من غیر طائل قال الجوهری هذا أمر لا طائل فیه إذا لم یكن فیه غناء و مزیة و إن نزلت به إحدی المهمات و فی الكتابین المبهمات هیأ لها حشوا أی كثیرا لا فائدة فیها ثم قطع علیه أی جزم به فهو من لبس الشبهات فی مثل غزل العنكبوت قال ابن میثم وجه هذا التمثیل أن الشبهات التی تقع علی ذهن مثل هذا الموصوف إذا قصد حل قضیة مبهمة تكثر فتلتبس علی ذهنه وجه الحق منها فلا یهتدی له لضعف ذهنه فتلك الشبهات فی الوهاء تشبه نسج العنكبوت و ذهنه فیها یشبه الذباب الواقع فیه فكما لا یتمكن الذباب من خلاص نفسه من شباك العنكبوت لضعفه كذلك ذهن هذا الرجل لا یقدر علی التخلص من تلك الشبهات.

أقول: و یحتمل أیضا أن یكون المراد تشبیه ما یلبس علی الناس من الشبهات بنسج العنكبوت لضعفها و ظهور بطلانها لكن تقع فیها ضعفاء العقول فلا یقدرون علی التخلص منها لجهلهم و ضعف یقینهم و الأول أنسب بما بعده.

لا یری أن من وراء ما بلغ مذهبا أی أنه لوفور جهله یظن أنه بلغ غایة العلم فلیس بعد ما بلغ إلیه فكره لأحد مذهب و موضع تفكر فهو خائض عشوات أی یخوض و یدخل فی ظلمات الجهالات و الفتن خباط جهالات الخبط المشی علی غیر استواء

ص: 102

أی خباط فی الجهالات أو بسببها و لا یعض فی العلم بضرس قاطع كنایة عن عدم إتقانه للقوانین الشرعیة و إحاطته بها یقال لم یعض فلان علی الأمر الفلانی بضرس إذا لم یحكمه یذری الروایات ذرو الریح الهشیم قال الفیروزآبادی ذرت الریح الشی ء ذروا و أذرته و ذرته أطارته و أذهبته و قال الهشیم نبت یابس متكسر أو یابس كل كلاء و كل شجر و وجه التشبیه صدور فعل بلا رویة من غیر أن یعود إلی الفاعل نفع و فائدة فإن هذا الرجل المتصفح للروایات لیس له بصیرة بها و لا شعور بوجه العمل بها بل هو یمر علی روایة بعد أخری و یمشی علیها من غیر فائدة كما أن الریح التی تذری الهشیم لا شعور لها بفعلها و لا یعود إلیها من ذلك نفع و إنما أتی الذرو مكان الإذراء لاتحاد معنییهما و فی بعض الروایات یذروا الروایة قال الجزری یقال ذرته الریح و أذرته تذروه و تذریه إذا أطارته و منه حدیث علی علیه السلام یذروا الروایة ذرو الریح الهشیم أی یسرد الروایة كما تنسف الریح هشیم النبت تبكی منه المواریث و تصرخ منه الدماء الظاهر أنهما علی المجاز و یحتمل حذف المضاف أی أهل المواریث و أهل الدماء لا یسلم بإصدار ما علیه ورد أی لا یسلم عن الخطإ فی إرجاع ما علیه ورد من المسائل أی فی جوابها و فی الكتابین لا ملی ء و اللّٰه بإصدار ما علیه ورد أی لا یستحق ذلك و لا یقوی علیه قال الجزری الملی ء بالهمز الثقة الغنی و قد ملؤ فهو ملی ء بین الملاءة بالمد و قد أولع الناس بترك الهمزة و تشدید الیاء و منه حدیث علی علیه السلام لا ملی ء و اللّٰه بإصدار ما ورد علیه و لا یندم علی ما منه فرط أی لا یندم علی ما قصر فیه و فی الكافی و لا هو أهل لما منه فرط بالتخفیف أی سبق علی الناس و تقدم علیهم بسببه من ادعاء العلم و لیست هذه الفقرة أصلا فی نهج البلاغة و قال ابن أبی الحدید فی كتاب ابن قتیبة و لا أهل لما فرط به أی لیس بمستحق للمدح الذی مدح به.

ثم اعلم أنه علی نسخة المنقول عنه جمیع تلك الأوصاف لصنف واحد من الناس و علی ما فی الكتابین من زیادة و رجل عند قوله قمش جهلا فالفرق بین الرجلین إما بأن یكون المراد بالأول الضال فی أصول العقائد كالمشبهة و المجبرة و الثانی هو المتفقه فی فروع الشرعیات و لیس بأهل لذلك أو بأن یكون المراد بالأول من نصب نفسه

ص: 103

لسائر مناصب الإفادة دون منصب القضاء و بالثانی من نصب نفسه له.

فأین یتاه بكم من التیه بمعنی التحیر و الضلال أی أین یذهب الشیطان أو الناس بكم متحیرین بل أین تذهبون إضراب عما یفهم سابقا من أن الداعی لهم علی ذلك غیرهم و أنهم مجبورون علی ذلك أی بل أنتم باختیاركم تذهبون عن الحق إلی الباطل یا من نسخ من أصلاب أصحاب السفینة النسخ الإزالة و التغییر أی كنتم فی أصلاب من ركب سفینة نوح فأنزلتم عن تلك الأصلاب فاعتبروا بحال أجدادكم و تفكروا فی كیفیة نجاتهم فإن مثل أهل البیت كمثل سفینة نوح و تی و ذی للإشارة إلی المؤنث قسما حقا أی أقسم قسما حقا و ما أنا من المتكلفین أی المتصنعین بما لست من أهله و لست ممن یدعی الباطل و یقول الشی ء من غیر حقیقة إنی تارك فیكم الثقلین قال الجزری فیه إنی تارك فیكم الثقلین كتاب اللّٰه و عترتی سماهما ثقلین لأن الأخذ بهما و العمل بهما ثقیل و یقال لكل خطیر نفیس ثقیل فسماهما ثقلین إعظاما لقدرهما و تفخیما لشأنهما ما إن تمسكتم بهما بدل من الثقلین و إنهما لن یفترقا یدل علی أن لفظ القرآن و معناه عندهم علیهم السلام (1) إلا هذا أی سبیل الحق الذی أریتكموه عَذْبٌ فُراتٌ أی شدید العذوبة وَ هذا أی سبیل الباطل الذی حذرتكموه مِلْحٌ أُجاجٌ أی مالح شدید الملوحة و المرارة.

«60»- شی، تفسیر العیاشی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ لَیْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُیُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقی وَ أْتُوا الْبُیُوتَ مِنْ أَبْوابِها فَقَالَ آلُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَبْوَابُ اللَّهِ وَ سَبِیلُهُ وَ الدُّعَاةُ إِلَی الْجَنَّةِ وَ الْقَادَةُ إِلَیْهَا وَ الْأَدِلَّاءُ عَلَیْهَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

«61»- شی، تفسیر العیاشی عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ لَیْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُیُوتَ الْآیَةَ قَالَ یَعْنِی أَنْ یَأْتِیَ الْأَمْرُ مِنْ وَجْهِهَا مِنْ أَیِّ الْأُمُورِ كَانَ.

ص: 104


1- 1 الظاهر أن هذه الاستفادة منه رحمه اللّٰه انتصار للاخبار الدالة علی تحریف الكتاب مع أن قوله: لن یفترقا إنّما یدلّ علی أن المعارف القرآنیة بحقائقها عند أهل البیت علیهم السلام، و لا نظر فیه إلی التفرقة بین لفظ القرآن و معناه و عدمها كما هو ظاهر. ط.

«62»- قَالَ وَ رَوَی سَعِیدُ بْنُ مُنَخَّلٍ فِی حَدِیثٍ لَهُ رَفَعَهُ قَالَ: الْبُیُوتُ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام وَ الْأَبْوَابُ أَبْوَابُهَا.

«63»- شی، تفسیر العیاشی عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ أْتُوا الْبُیُوتَ مِنْ أَبْوابِها قَالَ ائْتُوا الْأُمُورَ مِنْ وَجْهِهَا (1).

«64»- غو، غوالی اللئالی قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله خُذُوا الْعِلْمَ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ.

«65»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِیَّاكُمْ وَ أَهْلَ الدَّفَاتِرِ وَ لَا یَغُرَّنَّكُمُ الصَّحَفِیُّونَ.

«66»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ یَأْخُذُهَا حَیْثُ وَجَدَهَا.

«67»- نی، الغیبة للنعمانی رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ دَخَلَ فِی هَذَا الدِّینِ بِالرِّجَالِ أَخْرَجَهُ مِنْهُ الرِّجَالُ كَمَا أَدْخَلُوهُ فِیهِ وَ مَنْ دَخَلَ فِیهِ بِالْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ زَالَتِ الْجِبَالُ قَبْلَ أَنْ یَزُولَ.

«68»- نی، الغیبة للنعمانی سَلَّامُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ (2) عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ زُرَارَةَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ دَانَ اللَّهَ بِغَیْرِ سَمَاعٍ مِنْ عَالِمٍ صَادِقٍ أَلْزَمَهُ اللَّهُ التِّیهَ إِلَی الْفَنَاءِ وَ مَنِ ادَّعَی سَمَاعاً مِنْ غَیْرِ الْبَابِ الَّذِی فَتَحَهُ اللَّهُ لِخَلْقِهِ فَهُوَ مُشْرِكٌ وَ ذَلِكَ الْبَابُ هُوَ الْأَمِینُ الْمَأْمُونُ عَلَی سِرِّ اللَّهِ الْمَكْنُونِ (3).

نی، الغیبة للنعمانی الكلینی عن بعض رجاله عن عبد العظیم الحسنی عن مالك بن عامر عن المفضل مثله.

باب 15 ذم علماء السوء و لزوم التحرز عنهم

الآیات؛

الأعراف: «وَ اتْلُ عَلَیْهِمْ نَبَأَ الَّذِی آتَیْناهُ آیاتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّیْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِینَ وَ لَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَ لكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَی الْأَرْضِ وَ اتَّبَعَ هَواهُ

ص: 105


1- اتّحاده مع الحدیث 61 ظاهر.
2- و فی نسخة: عن ابن أبی طالب.
3- تقدم صدره عن جابر تحت الرقم 24

فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَیْهِ یَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ یَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِینَ كَذَّبُوا بِآیاتِنا»(174 ، 175)

المؤمن: «فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَیِّناتِ فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَ حاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ یَسْتَهْزِؤُنَ»(82)

حمعسق: «وَ ما تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْیاً بَیْنَهُمْ»(13)

الجمعة: «مَثَلُ الَّذِینَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ یَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ یَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِینَ كَذَّبُوا بِآیاتِ اللَّهِ»(4)

«1»- ب، قرب الإسناد هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ: إِیَّاكُمْ وَ الْجُهَّالَ مِنَ الْمُتَعَبِّدِینَ وَ الْفُجَّارَ مِنَ الْعُلَمَاءِ فَإِنَّهُمْ فِتْنَةُ كُلِّ مَفْتُونٍ (1).

«2»- ل، الخصال أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِی عَیَّاشٍ عَنْ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ الْهِلَالِیِّ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ فِی كَلَامٍ لَهُ الْعُلَمَاءُ رَجُلَانِ رَجُلٌ عَالِمٌ آخِذٌ بِعِلْمِهِ فَهَذَا نَاجٍ وَ عَالِمٌ تَارِكٌ لِعِلْمِهِ فَهَذَا هَالِكٌ وَ إِنَّ أَهْلَ النَّارِ لَیَتَأَذَّوْنَ بِرِیحِ الْعَالِمِ التَّارِكِ لِعِلْمِهِ وَ إِنَّ أَشَدَّ أَهْلِ النَّارِ نَدَامَةً وَ حَسْرَةً رَجُلٌ دَعَا عَبْداً إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَاسْتَجَابَ لَهُ وَ قَبِلَ مِنْهُ وَ أَطَاعَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ وَ أَدْخَلَ الدَّاعِیَ النَّارَ بِتَرْكِهِ عِلْمَهُ وَ اتِّبَاعِهِ الْهَوَی ثُمَّ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَلَا إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَیْكُمْ خَصْلَتَانِ اتِّبَاعُ الْهَوَی وَ طُولُ الْأَمَلِ أَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَی فَیَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ وَ طُولُ الْأَمَلِ یُنْسِی الْآخِرَةَ.

«3»- ل، الخصال الْفَامِیُّ عَنِ ابْنِ بُطَّةَ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ بِإِسْنَادِهِ یَرْفَعُهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: قَطَعَ ظَهْرِی رَجُلَانِ مِنَ الدُّنْیَا رَجُلٌ عَلِیمُ اللِّسَانِ فَاسِقٌ وَ رَجُلٌ جَاهِلُ الْقَلْبِ نَاسِكٌ هَذَا یَصُدُّ بِلِسَانِهِ عَنْ فِسْقِهِ وَ هَذَا بِنُسُكِهِ عَنْ جَهْلِهِ فَاتَّقُوا الْفَاسِقَ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَ الْجَاهِلَ مِنَ الْمُتَعَبِّدِینَ أُولَئِكَ فِتْنَةُ كُلِّ مَفْتُونٍ فَإِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ یَا عَلِیُّ هَلَاكُ أُمَّتِی عَلَی یَدَیْ كُلِّ مُنَافِقٍ عَلِیمِ اللِّسَانِ.

بیان: قوله علیه السلام هذا یصد بلسانه عن فسقه أی یمنع الناس عن أن یعلموا

ص: 106


1- لعله قطعة من الحدیث الثالث.

فسقه بما یصور لهم بلسانه و یشبه علیهم ببیانه فیعدون فسقه عبادة أو أنهم لا یعبئون بفسقه بما یسمعون من حسن بیانه و الاحتمالان جاریان فی الفقرة الثانیة.

«4»- ل، الخصال ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ زِیَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْفِتَنُ ثَلَاثٌ حُبُّ النِّسَاءِ وَ هُوَ سَیْفُ الشَّیْطَانِ وَ شُرْبُ الْخَمْرِ وَ هُوَ فَخُّ الشَّیْطَانِ وَ حُبُّ الدِّینَارِ وَ الدِّرْهَمِ وَ هُوَ سَهْمُ الشَّیْطَانِ فَمَنْ أَحَبَّ النِّسَاءَ لَمْ یَنْتَفِعْ بِعَیْشِهِ وَ مَنْ أَحَبَّ الْأَشْرِبَةَ حَرُمَتْ عَلَیْهِ الْجَنَّةُ وَ مَنْ أَحَبَّ الدِّینَارَ وَ الدِّرْهَمَ فَهُوَ عَبْدُ الدُّنْیَا.

«5»- وَ قَالَ قَالَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ علیه السلام الدِّینَارُ دَاءُ الدِّینِ وَ الْعَالِمُ طَبِیبُ الدِّینِ فَإِذَا رَأَیْتُمُ الطَّبِیبَ یَجُرُّ الدَّاءَ إِلَی نَفْسِهِ فَاتَّهِمُوهُ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ غَیْرُ نَاصِحٍ لِغَیْرِهِ.

«6»- ل، الخصال أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ زِیَادٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ: إِنَّ فِی جَهَنَّمَ رَحًی تَطْحَنُ أَ فَلَا تَسْأَلُونِّی مَا طِحْنُهَا فَقِیلَ لَهُ وَ مَا طِحْنُهَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ الْعُلَمَاءُ الْفَجَرَةُ وَ الْقُرَّاءُ الْفَسَقَةُ وَ الْجَبَابِرَةُ الظَّلَمَةُ وَ الْوُزَرَاءُ الْخَوَنَةُ وَ الْعُرَفَاءُ الْكَذِبَةُ وَ إِنَّ فِی النَّارِ لَمَدِینَةً یُقَالُ لَهَا الْحَصِینَةُ أَ فَلَا تَسْأَلُونِّی مَا فِیهَا فَقِیلَ وَ مَا فِیهَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ فِیهَا أَیْدِی النَّاكِثِینَ.

ثو، ثواب الأعمال ماجیلویه عن عمه عن هارون مثله بیان قال الجزری العرفاء جمع عریف و هو القیم بأمور القبیلة أو الجماعة من الناس یلی أمورهم و یتعرف الأمیر منه أحوالهم فعیل بمعنی فاعل و النكث نقض العهد و البیعة.

«7»- ع، علل الشرائع ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْقَاشَانِیِّ عَنِ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِیَاثٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا رَأَیْتُمُ الْعَالِمَ مُحِبّاً لِلدُّنْیَا فَاتَّهِمُوهُ عَلَی دِینِكُمْ فَإِنَّ كُلَّ مُحِبٍّ یَحُوطُ مَا أَحَبَّ.

«8»- وَ قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی دَاوُدَ علیه السلام لَا تَجْعَلْ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ عَالِماً مَفْتُوناً بِالدُّنْیَا فَیَصُدَّكَ عَنْ طَرِیقِ مَحَبَّتِی فَإِنَّ أُولَئِكَ قُطَّاعُ طَرِیقِ عِبَادِیَ الْمُرِیدِینَ إِنَّ أَدْنَی مَا أَنَا صَانِعٌ بِهِمْ أَنْ أَنْزِعَ حَلَاوَةَ مُنَاجَاتِی مِنْ قُلُوبِهِمْ.

ص: 107

«9»- مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی مُحَمَّدٍ الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الشُّعَراءُ یَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ قَالَ هَلْ رَأَیْتَ شَاعِراً یَتَّبِعُهُ أَحَدٌ إِنَّمَا هُمْ قَوْمٌ تَفَقَّهُوا لِغَیْرِ الدِّینِ فَضَلُّوا وَ أَضَلُّوا.

بیان: التعبیر عنهم بالشعراء لأنهم كالشعراء مبنی أحكامهم و آرائهم علی الخیالات الباطلة.

«10»- ل، الخصال ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ الْجَبَلِیِّ (1)بِإِسْنَادِهِ یَرْفَعُهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُعَذِّبُ سِتَّةً بِسِتٍّ الْعَرَبَ بِالْعَصَبِیَّةِ وَ الدَّهَاقِنَةَ بِالْكِبْرِ وَ الْأُمَرَاءَ بِالْجَوْرِ وَ الْفُقَهَاءَ بِالْحَسَدِ وَ التُّجَّارَ بِالْخِیَانَةِ وَ أَهْلَ الرُّسْتَاقِ بِالْجَهْلِ.

بیان: الدهاقنة جمع الدهقان و هو معرب دهبان أی رئیس القریة.

«11»- ل، الخصال مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْخَشَّابِ عَنِ ابْنِ مِهْرَانَ وَ ابْنِ أَسْبَاطٍ فِیمَا أَعْلَمُ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِمَا قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ مِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ یُحِبُّ أَنْ یَخْزُنَ عِلْمَهُ وَ لَا یُؤْخَذَ عَنْهُ فَذَلِكَ فِی الدَّرْكِ الْأَوَّلِ مِنَ النَّارِ وَ مِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ إِذَا وُعِظَ أَنِفَ وَ إِذَا وَعَظَ عَنَّفَ فَذَاكَ فِی الدَّرْكِ الثَّانِی مِنَ النَّارِ وَ مِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ یَرَی أَنْ یَضَعَ الْعِلْمَ عِنْدَ ذَوِی الثَّرْوَةِ وَ الشَّرَفِ وَ لَا یَرَی لَهُ فِی الْمَسَاكِینِ وَضْعاً فَذَاكَ فِی الدَّرْكِ الثَّالِثِ مِنَ النَّارِ وَ مِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ یَذْهَبُ فِی عِلْمِهِ مَذْهَبَ الْجَبَابِرَةِ وَ السَّلَاطِینِ فَإِنْ رُدَّ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ مِنْ قَوْلِهِ أَوْ قُصِّرَ فِی شَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِهِ غَضِبَ فَذَاكَ فِی الدَّرْكِ الرَّابِعِ مِنَ النَّارِ وَ مِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ یَطْلُبُ أَحَادِیثَ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی لِیَغْزُرَ بِهِ عِلْمُهُ وَ یَكْثُرَ بِهِ حَدِیثُهُ فَذَاكَ فِی الدَّرْكِ الْخَامِسِ مِنَ النَّارِ وَ مِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ یَضَعُ نَفْسَهُ لِلْفُتْیَا وَ یَقُولُ سَلُونِی وَ لَعَلَّهُ لَا

ص: 108


1- قال صاحب التنقیح: الجبلی نسبة إلی الجبل- كورة بحمّص- أو الی بلاد الجبل من بلاد الدیالمة و هو المشهور فی النسبة الی الجبل علی الإطلاق، او الی الجبل- بفتح الجیم و ضم الباء الموحدة المشددة و اللام- بلیدة بشاطئ الدجلة من الجانب الشرقی بین النعمانیة و واسط، و منها جمع محدّثون، و النسبة علی الأول بالتخفیف و علی الثالث بالتشدید. أقول: هو محمّد بن أسلم الجبلی الطبریّ أبو جعفر المترجم فی الفهرست و رجال النجاشیّ و غیرهما، قال النجاشیّ «فی ص 260»: أصله كوفیّ یتجر الی طبرستان یقال: إنّه كان غالیا فاسد الحدیث، روی عن الرضا علیه السلام.

یُصِیبُ حَرْفاً وَاحِداً وَ اللَّهُ لَا یُحِبُّ الْمُتَكَلِّفِینَ فَذَاكَ فِی الدَّرْكِ السَّادِسِ مِنَ النَّارِ وَ مِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ یَتَّخِذُ عِلْمَهُ مُرُوءَةً وَ عَقْلًا فَذَاكَ فِی الدَّرْكِ السَّابِعِ مِنَ النَّارِ.

بیان: قوله علیه السلام من إذا وُعظ علی المجهول أنف أی استكبر عن قبول الوعظ و إذا وعظ علی المعلوم عنف أی جاوز الحد و العنف ضد الرفق.

قوله علیه السلام أو قصّر علی المجهول من باب التفعیل أی إن وقع التقصیر من أحد فی شی ء من أمره كإكرامه و الإحسان إلیه غضب قوله علیه السلام لیغزر أی یكثر قوله علیه السلام یتخذ علمه مروءة و عقلا أی یطلب العلم و یبذله لیعدّه الناس من أهل المروءة و العقل.

«12»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْقَاشَانِیِّ عَنِ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَفْصٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَقُولُ قَالَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ لِأَصْحَابِهِ تَعْمَلُونَ لِلدُّنْیَا وَ أَنْتُمْ تُرْزَقُونَ فِیهَا بِغَیْرِ عَمَلٍ وَ لَا تَعْمَلُونَ لِلْآخِرَةِ وَ لَا تُرْزَقُونَ فِیهَا إِلَّا بِالْعَمَلِ وَیْلَكُمْ عُلَمَاءَ السَّوْءِ الْأُجْرَةَ تَأْخُذُونَ وَ الْعَمَلَ لَا تَصْنَعُونَ یُوشِكُ رَبُّ الْعَمَلِ أَنْ یَطْلُبَ عَمَلَهُ وَ تُوشِكُوا أَنْ تَخْرُجُوا مِنَ الدُّنْیَا إِلَی ظُلْمَةِ الْقَبْرِ كَیْفَ یَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنْ مَصِیرُهُ إِلَی آخِرَتِهِ وَ هُوَ مُقْبِلٌ عَلَی دُنْیَاهُ وَ مَا یَضُرُّهُ أَشْهَی إِلَیْهِ مِمَّا یَنْفَعُهُ.

«13»- ثو، ثواب الأعمال أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا ظَهَرَ الْعِلْمُ وَ احْتُرِزَ الْعَمَلُ وَ ائْتَلَفَتِ الْأَلْسُنُ وَ اخْتَلَفَتِ الْقُلُوبُ وَ تَقَاطَعَتِ الْأَرْحَامُ هُنَالِكَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمی أَبْصارَهُمْ

«14»- ثو، ثواب الأعمال بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَیَأْتِی عَلَی أُمَّتِی زَمَانٌ لَا یَبْقَی مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا رَسْمُهُ وَ لَا مِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا اسْمُهُ یُسَمَّوْنَ بِهِ وَ هُمْ أَبْعَدُ النَّاسِ مِنْهُ مَسَاجِدُهُمْ عَامِرَةٌ وَ هِیَ خَرَابٌ مِنَ الْهُدَی فُقَهَاءُ ذَلِكَ الزَّمَانِ شَرُّ فُقَهَاءَ تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ مِنْهُمْ خَرَجَتِ الْفِتْنَةُ وَ إِلَیْهِمْ تَعُودُ.

بیان: لعل المراد عود ضررها إلیهم فی الدنیا و الآخرة أو أنهم مراجع لها

ص: 109

یؤوونها و ینصرونها.

«15»- غو، غوالی اللئالی رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: الْفُقَهَاءُ أُمَنَاءُ الرُّسُلِ مَا لَمْ یَدْخُلُوا فِی الدُّنْیَا قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا دُخُولُهُمْ فِی الدُّنْیَا قَالَ اتِّبَاعُ السُّلْطَانِ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَاحْذَرُوهُمْ عَلَی دِینِكُمْ.

«16»- ختص، الإختصاص قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ تَعَلَّمَ عِلْماً لِیُمَارِیَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ لِیُبَاهِیَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ یَصْرِفَ بِهِ النَّاسَ إِلَی نَفْسِهِ یَقُولُ أَنَا رَئِیسُكُمْ فَلْیَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ الرِّئَاسَةَ لَا تَصْلُحُ إِلَّا لِأَهْلِهَا فَمَنْ دَعَا النَّاسَ إِلَی نَفْسِهِ وَ فِیهِمْ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ لَمْ یَنْظُرِ اللَّهُ إِلَیْهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

«17»- نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام رُبَّ عَالِمٍ قَدْ قَتَلَهُ جَهْلُهُ وَ عِلْمُهُ مَعَهُ لَا یَنْفَعُهُ.

بیان: قیل أراد العلماء بما لا نفع فیه من العلوم كالسحر و النیرنجات و غیر ذلك و یحتمل أن یراد بالجهل الأهواء الباطلة و الشهوات الفاسدة فإنها ربما غلبت العقل و العلم.

«18»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً وَ أَعْظَمُهُمْ عَنَاءً مَنْ بُلِیَ بِلِسَانٍ مُطْلَقٍ وَ قَلْبٍ مُطْبَقٍ فَهُوَ لَا یُحْمَدُ إِنْ سَكَتَ وَ لَا یُحَسَّنُ إِنْ نَطَقَ.

«19»- وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ لَا یَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعاً یَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ وَ لَكِنْ یَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّی إِذَا لَمْ یَبْقَ عَالِمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَیْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَ أَضَلُّوا.

«20»- مُنْیَةُ الْمُرِیدِ، عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنِّی لَا أَتَخَوَّفُ عَلَی أُمَّتِی مُؤْمِناً وَ لَا مُشْرِكاً فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَیَحْجُزُهُ إِیمَانُهُ وَ أَمَّا الْمُشْرِكُ فَیَقْمَعُهُ كُفْرُهُ (1) وَ لَكِنْ أَتَخَوَّفُ عَلَیْكُمْ مُنَافِقاً عَلِیمَ اللِّسَانِ یَقُولُ مَا تَعْرِفُونَ وَ یَعْمَلُ مَا تُنْكِرُونَ.

«21»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَیْكُمْ بَعْدِی كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِیمِ اللِّسَانِ.

«22»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَلَا إِنَّ شَرَّ الشَّرِّ شِرَارُ الْعُلَمَاءِ وَ إِنَّ خَیْرَ الْخَیْرِ خِیَارُ الْعُلَمَاءِ.

«23»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ قَالَ أَنَا عَالِمٌ فَهُوَ جَاهِلٌ.

ص: 110


1- أی فیذله و یقهره كفره.

«24»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله یَظْهَرُ الدِّینُ حَتَّی یُجَاوِزَ الْبِحَارَ وَ یُخَاضُ الْبِحَارُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ ثُمَّ یَأْتِی مِنْ بَعْدِكُمْ أَقْوَامٌ یَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ یَقُولُونَ قَرَأْنَا الْقُرْآنَ مَنْ أَقْرَأُ مِنَّا وَ مَنْ أَفْقَهُ مِنَّا وَ مَنْ أَعْلَمُ مِنَّا ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ هَلْ فِی أُولَئِكَ مِنْ خَیْرٍ قَالُوا لَا قَالَ أُولَئِكَ مِنْكُمْ مِنْ هَذِهِ الْآیَةِ وَ أُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ.

«25»- وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَصَمَ ظَهْرِی عَالِمٌ مُتَهَتِّكٌ وَ جَاهِلٌ مُتَنَسِّكٌ فَالْجَاهِلُ یَغُشُّ النَّاسَ بِتَنَسُّكِهِ وَ الْعَالِمُ یَغُرُّهُمْ بِتَهَتُّكِهِ.

باب 16 النهی عن القول بغیر علم و الإفتاء بالرأی و بیان شرائطه

الآیات؛

البقرة: «فَوَیْلٌ لِلَّذِینَ یَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَیْدِیهِمْ ثُمَّ یَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِیَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِیلًا فَوَیْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَیْدِیهِمْ وَ وَیْلٌ لَهُمْ مِمَّا یَكْسِبُونَ»(78) (و قال تعالی): «أَمْ تَقُولُونَ عَلَی اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ»(79)

آل عمران: «وَ إِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِیقاً یَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ وَ ما هُوَ مِنَ الْكِتابِ وَ یَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ ما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ یَقُولُونَ عَلَی اللَّهِ الْكَذِبَ وَ هُمْ یَعْلَمُونَ»(77) (و قال تعالی): «فَمَنِ افْتَری عَلَی اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ»(93)

النساء: «انْظُرْ كَیْفَ یَفْتَرُونَ عَلَی اللَّهِ الْكَذِبَ وَ كَفی بِهِ إِثْماً مُبِیناً»(49)

المائدة: «وَ مَنْ لَمْ یَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ»(43) (و قال): «وَ مَنْ لَمْ یَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ»(44) (و قال): «وَ مَنْ لَمْ یَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ»(46) (و قال تعالی): «وَ لكِنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا یَفْتَرُونَ عَلَی اللَّهِ الْكَذِبَ وَ أَكْثَرُهُمْ لا یَعْقِلُونَ»(102)

الأنعام: «وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَری عَلَی اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآیاتِهِ إِنَّهُ لا یُفْلِحُ الظَّالِمُونَ»(21) (و قال تعالی): «افْتِراءً عَلَیْهِ سَیَجْزِیهِمْ بِما كانُوا یَفْتَرُونَ»(137) (و قال تعالی): «قَدْ خَسِرَ الَّذِینَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَیْرِ عِلْمٍ وَ حَرَّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِراءً عَلَی اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَ ما كانُوا مُهْتَدِینَ»(139)

ص: 111

الأعراف: «قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّیَ الْفَواحِشَ (إلی قوله) وَ أَنْ تَقُولُوا عَلَی اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ»(132) (و قال تعالی): «وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَری عَلَی اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآیاتِهِ»(36) (و قال تعالی): «أَ لَمْ یُؤْخَذْ عَلَیْهِمْ مِیثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا یَقُولُوا عَلَی اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ»(168)

یونس: «فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَری عَلَی اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآیاتِهِ إِنَّهُ لا یُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ»(16) (و قال تعالی): «قُلْ أَ رَأَیْتُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَ حَلالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَی اللَّهِ تَفْتَرُونَ وَ ما ظَنُّ الَّذِینَ یَفْتَرُونَ عَلَی اللَّهِ الْكَذِبَ یَوْمَ الْقِیامَةِ»(58 ، 59) (و قال): «أَ تَقُولُونَ عَلَی اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ قُلْ إِنَّ الَّذِینَ یَفْتَرُونَ عَلَی اللَّهِ الْكَذِبَ لا یُفْلِحُونَ مَتاعٌ فِی الدُّنْیا ثُمَّ إِلَیْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِیقُهُمُ الْعَذابَ الشَّدِیدَ بِما كانُوا یَكْفُرُونَ»(67 ،68 ،69)

هود: «وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَری عَلَی اللَّهِ كَذِباً أُولئِكَ یُعْرَضُونَ عَلی رَبِّهِمْ وَ یَقُولُ الْأَشْهادُ هؤُلاءِ الَّذِینَ كَذَبُوا عَلی رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الظَّالِمِینَ»(17)

النحل: «إِنَّما یَفْتَرِی الْكَذِبَ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِآیاتِ اللَّهِ»(104) (و قال تعالی): «وَ لا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَ هذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَی اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِینَ یَفْتَرُونَ عَلَی اللَّهِ الْكَذِبَ لا یُفْلِحُونَ مَتاعٌ قَلِیلٌ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ»(116 ، 117)

الكهف: «فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَری عَلَی اللَّهِ كَذِباً»(14)

طه: «قالَ لَهُمْ مُوسی وَیْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَی اللَّهِ كَذِباً فَیُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ وَ قَدْ خابَ مَنِ افْتَری»(60)

النور: «وَ تَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَیْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَ تَحْسَبُونَهُ هَیِّناً وَ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِیمٌ»(16)

العنكبوت: «وَ لَیُسْئَلُنَّ یَوْمَ الْقِیامَةِ عَمَّا كانُوا یَفْتَرُونَ»(12) (و قال تعالی): «وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَری عَلَی اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُ أَ لَیْسَ فِی جَهَنَّمَ مَثْویً لِلْكافِرِینَ»(67)

لقمان: «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یُجادِلُ فِی اللَّهِ بِغَیْرِ عِلْمٍ وَ لا هُدیً وَ لا كِتابٍ مُنِیرٍ»(19)

الزمر: «فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَی اللَّهِ وَ كَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ أَ لَیْسَ فِی جَهَنَّمَ مَثْویً لِلْكافِرِینَ»(31) (و قال تعالی): «وَ یَوْمَ الْقِیامَةِ تَرَی الَّذِینَ كَذَبُوا عَلَی اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَ لَیْسَ فِی جَهَنَّمَ مَثْویً لِلْمُتَكَبِّرِینَ»(59)

ص: 112

الجاثیة: «وَ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا یَظُنُّونَ»(23)

الأحقاف: «أَمْ یَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَیْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِی مِنَ اللَّهِ شَیْئاً»(7)

الصف: «وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَری عَلَی اللَّهِ الْكَذِبَ وَ هُوَ یُدْعی إِلَی الْإِسْلامِ»(6)

الحاقة: «وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَیْنا بَعْضَ الْأَقاوِیلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْیَمِینِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِینَ فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِینَ»(44 ،45 ،46 ،47)

الجن: «وَ أَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلَی اللَّهِ كَذِباً»(4)

«1»- كِتَابُ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ مَوْلًی لِعَبِیدَةَ السَّلْمَانِیِّ قَالَ: خَطَبَنَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَی مِنْبَرٍ لَهُ مِنْ لَبِنٍ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ یَا أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَ لَا تُفْتُوا النَّاسَ بِمَا لَا تَعْلَمُونَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ قَوْلًا آلَ مِنْهُ إِلَی غَیْرِهِ وَ قَالَ قَوْلًا وُضِعَ عَلَی غَیْرِ مَوْضِعِهِ وَ كُذِبَ عَلَیْهِ فَقَامَ إِلَیْهِ عَلْقَمَةُ وَ عَبِیدَةُ السَّلْمَانِیُّ فَقَالا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَمَا نَصْنَعُ بِمَا قَدْ خُبِّرْنَا فِی هَذَا الصُّحُفِ عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ سَلَا عَنْ ذَلِكَ عُلَمَاءَ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله كَأَنَّهُ یَعْنِی نَفْسَهُ.

«2»- لی، الأمالی للصدوق ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنْ مُعَلًّی عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْبَاقِرَ علیه السلام مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَی الْعِبَادِ قَالَ أَنْ یَقُولُوا مَا یَعْلَمُونَ وَ یَقِفُوا عِنْدَ مَا لَا یَعْلَمُونَ.

«3»- لی، الأمالی للصدوق أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ أَبِی یَعْقُوبَ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَیَّرَ عِبَادَهُ بِآیَتَیْنِ مِنْ كِتَابِهِ أَنْ لَا یَقُولُوا حَتَّی یَعْلَمُوا وَ لَا یَرُدُّوا مَا لَمْ یَعْلَمُوا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَ لَمْ یُؤْخَذْ عَلَیْهِمْ مِیثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا یَقُولُوا عَلَی اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَ قَالَ بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ یُحِیطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمَّا یَأْتِهِمْ تَأْوِیلُهُ

شی، تفسیر العیاشی عن إسحاق بن عبد العزیز مثله- شی، تفسیر العیاشی عن أبی السفاتج(1)

مثله

ص: 113


1- جمع سفتجة- بضم السین و سكون الفاء و فتح التاء- معرب سفتة، و أبو السفاتج تكون كنیة إسحاق بن عبد العزیز و إسحاق بن عبد اللّٰه معا، عدهما الشیخ فی رجاله من أصحاب الصادق علیه السلام، و حكی عن ابن الغضائری أنّه قال: إسحاق بن عبد العزیز البزاز كوفیّ، یكنی أبا یعقوب و یلقب أبا السفاتج روی عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام، یعرف حدیثه تارة و ینكر اخری، و یجوز أن یخرج شاهد

بیان: قوله علیه السلام أن لا یقولوا أی لئلا یقولوا.

«4»- ب، قرب الإسناد أَبُو الْبَخْتَرِیِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ لِرَجُلٍ وَ هُوَ یُوصِیهِ خُذْ مِنِّی خَمْساً لَا یَرْجُوَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا بِرَبِّهِ وَ لَا یَخَافُ إِلَّا ذَنْبَهُ وَ لَا یَسْتَحْیِی أَنْ یَتَعَلَّمَ مَا لَمْ یَعْلَمْ (1) وَ لَا یَسْتَحْیِی إِذَا سُئِلَ عَمَّا لَا یَعْلَمُ أَنْ یَقُولَ لَا أَعْلَمُ وَ اعْلَمُوا أَنَّ الصَّبْرَ مِنَ الْإِیمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ.

كتاب المثنی بن الولید، عن میمون بن حمران عنه علیه السلام مثله.

«5»- ل، الخصال أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ أَحْمَدَ وَ عَبْدِ اللَّهِ ابْنَیْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ یَزِیدَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنْهَاكَ عَنْ خَصْلَتَیْنِ فِیهِمَا هَلْكُ الرِّجَالِ أَنْ تَدِینَ اللَّهَ بِالْبَاطِلِ وَ تُفْتِیَ النَّاسَ بِمَا لَا تَعْلَمُ.

بیان: أن تدین اللّٰه أی تعبد اللّٰه بالباطل أی بدین باطل أو بعمل بدعة.

«6»- ل، الخصال أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ یُونُسَ عَنِ ابْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِیَّاكَ وَ خَصْلَتَیْنِ فِیهِمَا هَلَكَ مَنْ هَلَكَ إِیَّاكَ أَنْ تُفْتِیَ النَّاسَ بِرَأْیِكَ أَوْ تَدِینَ بِمَا لَا تَعْلَمُ.

«7»- ل، الخصال ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْوَاسِطِیِّ یَرْفَعُهُ إِلَی زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ مِنْ حَقِیقَةِ الْإِیمَانِ أَنْ تُؤْثِرَ الْحَقَّ وَ إِنْ ضَرَّكَ عَلَی الْبَاطِلِ وَ إِنْ نَفَعَكَ وَ أَنْ لَا یَجُوزَ مَنْطِقُكَ عِلْمَكَ.

سن، المحاسن أحمد عن الواسطی مثله.

«8»- ل، الخصال أَبُو مَنْصُورٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ زَیْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِیِّ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الطَّائِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام خَمْسٌ لَوْ رَحَلْتُمْ فِیهِنَّ مَا قَدَرْتُمْ عَلَی مِثْلِهِنَّ لَا یَخَافُ عَبْدٌ إِلَّا ذَنْبَهُ وَ لَا یَرْجُو إِلَّا رَبَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَا یَسْتَحْیِی الْجَاهِلُ إِذَا سُئِلَ عَمَّا لَا یَعْلَمُ أَنْ یَقُولَ اللَّهُ أَعْلَمُ وَ لَا یَسْتَحْیِی أَحَدٌ إِذَا لَمْ یَعْلَمْ أَنْ یَتَعَلَّمَ وَ الصَّبْرُ مِنَ الْإِیمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ وَ لَا إِیمَانَ لِمَنْ لَا صَبْرَ لَهُ.

«9»- ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّ فِیهِ وَ لَا یَسْتَحْیِی الْجَاهِلُ

ص: 114


1- و فی نسخة: ما لا یعلم.

إِذَا سُئِلَ عَمَّا لَا یَعْلَمُ أَنْ یَتَعَلَّمَ وَ لَا یَسْتَحْیِی أَحَدُكُمْ إِذَا سُئِلَ عَمَّا لَا یَعْلَمُ أَنْ یَقُولَ لَا أَعْلَمُ.

صح، صحیفة الرضا علیه السلام عنه عن آبائه علیهم السلام مثله بیان قوله لو رحلتم فیهن لعل فیه مضافا محذوفا أی سافرتم فی طلب مثلهن أو فی استعلام قدرهن.

«10»- ل، الخصال الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّكُونِیُّ بِالْكُوفَةِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عَمْرٍو الْأَشْعَثِیِّ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ عُیَیْنَةَ عَنِ الشَّعْبِیِّ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام خُذُوا عَنِّی كَلِمَاتٍ لَوْ رَكِبْتُمُ الْمَطِیَّ فَأَنْضَیْتُمُوهَا لَمْ تُصِیبُوا مِثْلَهُنَّ أَلَّا یَرْجُوَ أَحَدٌ إِلَّا رَبَّهُ وَ لَا یَخَافَ إِلَّا ذَنْبَهُ وَ لَا یَسْتَحْیِیَ إِذَا لَمْ یَعْلَمْ أَنْ یَتَعَلَّمَ وَ لَا یَسْتَحْیِیَ إِذَا سُئِلَ عَمَّا لَا یَعْلَمُ أَنْ یَقُولَ اللَّهُ أَعْلَمُ وَ اعْلَمُوا أَنَّ الصَّبْرَ مِنَ الْإِیمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ وَ لَا خَیْرَ فِی جَسَدٍ لَا رَأْسَ لَهُ.

نهج، نهج البلاغة عنه علیه السلام مثله بیان المطی علی فعیل و المطایا هما جمعان للمطیة و هی الدابة تسرع فی سیرها و قال الجزری فیه إن المؤمن لینضی شیطانه كما ینضی أحدكم بعیره أی یهزله و یجعله نضوا و النضو دابة هزلتها الأسفار و منه

حَدِیثُ عَلِیٍّ علیه السلام كَلِمَاتٌ لَوْ رحمتم [رَحَلْتُمْ فِیهِنَّ الْمَطِیَّ لَأَنْضَیْتُمُوهُنَ

«11»- ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام أَبِی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَالِكِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی مَحْمُودٍ عَنِ الرِّضَا علیه السلام فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ قَالَ: یَا ابْنَ أَبِی مَحْمُودٍ إِذَا أَخَذَ النَّاسُ یَمِیناً وَ شِمَالًا فَالْزَمْ طَرِیقَتَنَا فَإِنَّهُ مَنْ لَزِمَنَا لَزِمْنَاهُ وَ مَنْ فَارَقَنَا فَارَقْنَاهُ إِنَّ أَدْنَی مَا یُخْرِجُ الرَّجُلَ مِنَ الْإِیمَانِ أَنْ یَقُولَ لِلْحَصَاةِ هَذِهِ نَوَاةٌ ثُمَّ یَدِینَ بِذَلِكَ وَ یَبْرَأَ مِمَّنْ خَالَفَهُ یَا ابْنَ أَبِی مَحْمُودٍ احْفَظْ مَا حَدَّثْتُكَ بِهِ فَقَدْ جَمَعْتُ لَكَ فِیهِ خَیْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ.

بیان: المراد ابتداع دین أو رأی أو عبادة و الإصرار علیها حتی هذا الأمر المخالف للواقع الذی لا یترتب علیه فساد و الحاصل أن الغرض التعمیم فی كل أمر یخالف الواقع فإن التدین به یخرج الرجل عن الإیمان المأخوذ فیه ترك الكبائر كما هو مصطلح الأخبار و سیأتی تحقیقها.

«12»- ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ

ص: 115

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَفْتَی النَّاسَ بِغَیْرِ عِلْمٍ لَعَنَهُ مَلَائِكَةُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ.

سن، المحاسن أبی عن فضالة عن إسماعیل بن أبی زیاد عن أبی عبد اللّٰه عن أبیه علیه السلام قال قال رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله مثله- سن، المحاسن محمد بن عیسی عن جعفر بن محمد بن أبی الصباح عن إبراهیم بن أبی السماك (1) عن موسی بن بكر عن أبی الحسن علیه السلام مثله- سن، المحاسن الجامورانی عن ابن البطائنی عن الحسین بن أبی العلاء عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام مثله- صح، صحیفة الرضا علیه السلام عن الرضا عن آبائه علیهم السلام مثله.

«13»- ع، علل الشرائع ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام لَیْسَ لَكَ أَنْ تَقْعُدَ مَعَ مَنْ شِئْتَ لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَقُولُ وَ إِذا رَأَیْتَ الَّذِینَ یَخُوضُونَ فِی آیاتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّی یَخُوضُوا فِی حَدِیثٍ غَیْرِهِ وَ إِمَّا یُنْسِیَنَّكَ الشَّیْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْری مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ وَ لَیْسَ لَكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ بِمَا شِئْتَ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ- وَ لا تَقْفُ ما لَیْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ وَ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً قَالَ خَیْراً فَغَنِمَ أَوْ صَمَتَ فَسَلِمَ وَ لَیْسَ لَكَ أَنْ تَسْمَعَ مَا شِئْتَ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا

بیان: الخطاب فی الآیة الأولی إما خطاب عام أو المخاطب به ظاهرا الرسول و المراد به الأمة قوله تعالی وَ لا تَقْفُ أی و لا تتبع قوله تعالی كُلُّ أُولئِكَ أی كل هذه الأعضاء و أجراها مجری العقلاء لما كانت مسئولة عن أحوالها شاهدة علی صاحبها.

«14»- مع، معانی الأخبار الْعِجْلِیُّ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا الْقَطَّانِ عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنِ ابْنِ بُهْلُولٍ

ص: 116


1- قال صاحب تنقیح المقال: قال ابن داود: سمال باللام و تخفیف المیم، و منهم من شددها و بفتح السین، كذا صنع النجاشیّ فی ترجمة غالب بن عثمان المنقریّ و فسره بالكحال. و قال فی إیضاح الاشتباه: إبراهیم بن أبی بكر محمّد بن الربیع یكنی بأبی بكر بن أبی السماك- بالسین المهملة المفتوحة و الكاف أخیرا- و استظهر صاحب التنقیح أن إبراهیم بن أبی السمال هذا هو إبراهیم بن أبی بكر محمّد ابن الربیع الثقة عند النجاشیّ

عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ مَنِ اسْتَأْكَلَ بِعِلْمِهِ افْتَقَرَ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ فِی شِیعَتِكَ وَ مَوَالِیكَ قَوْماً یَتَحَمَّلُونَ عُلُومَكُمْ وَ یَبُثُّونَهَا فِی شِیعَتِكُمْ فَلَا یَعْدَمُونَ عَلَی ذَلِكَ مِنْهُمُ الْبِرَّ وَ الصِّلَةَ وَ الْإِكْرَامَ فَقَالَ علیه السلام لَیْسَ أُولَئِكَ بِمُسْتَأْكِلِینَ إِنَّمَا الْمُسْتَأْكِلُ بِعِلْمِهِ الَّذِی یُفْتِی بِغَیْرِ عِلْمٍ وَ لَا هُدًی مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِیُبْطِلَ بِهِ الْحُقُوقَ طَمَعاً فِی حُطَامِ الدُّنْیَا.

«15»- مع، معانی الأخبار ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ مَنْ أَجَابَ فِی كُلِّ مَا یُسْأَلُ عَنْهُ لَمَجْنُونٌ.

«16»- مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ سَهْلٍ عَنْ جَعْفَرٍ الْكُوفِیِّ عَنِ الدِّهْقَانِ عَنْ دُرُسْتَ عَنِ ابْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ أَبِی إِبْرَاهِیمَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اتَّقُوا تَكْذِیبَ اللَّهِ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ كَیْفَ ذَاكَ قَالَ یَقُولُ أَحَدُكُمْ قَالَ اللَّهُ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ كَذَبْتَ لَمْ أَقُلْهُ وَ یَقُولُ لَمْ یَقُلِ اللَّهُ فَیَقُولُ عَزَّ وَ جَلَّ كَذَبْتَ قَدْ قُلْتُهُ.

«17»- ثو، ثواب الأعمال مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْكُوفِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ أَبِی خَدِیجَةَ (1) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْكَذِبُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عَلَی رَسُولِهِ وَ عَلَی الْأَوْصِیَاءِ عَلَیْهِمُ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ مِنَ الْكَبَائِرِ.

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ قَالَ عَلَیَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْیَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.

سن، المحاسن محمد بن علی و علی بن عبد اللّٰه عن عبد الرحمن بن محمد الأسدی مثله.

«18»- كش، رجال الكشی سَعْدٌ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ أَخِیهِ جَعْفَرِ بْنِ عِیسَی وَ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: وَ اللَّهِ مَا أَحَدٌ یَكْذِبُ عَلَیْنَا إِلَّا وَ یُذِیقُهُ اللَّهُ حَرَّ الْحَدِیدِ.

«19»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ عَنْ أَبِی سُخَیْلَةَ (2) قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام عَلَی مِنْبَرِ الْكُوفَةِ یَقُولُ أَیُّهَا النَّاسُ ثَلَاثٌ لَا دِینَ لَهُمْ لَا دِینَ لِمَنْ دَانَ بِجُحُودِ آیَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَ لَا دِینَ لِمَنْ دَانَ بِفِرْیَةِ بَاطِلٍ عَلَی اللَّهِ وَ لَا دِینَ لِمَنْ دَانَ بِطَاعَةِ مَنْ عَصَی اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی ثُمَّ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ لَا خَیْرَ فِی دِینٍ لَا تَفَقُّهَ فِیهِ

ص: 117


1- هو سالم بن مكرم بن عبد اللّٰه، و كان كنیته أبی سلمة فغیّرها و كنّاه بذلك.
2- بضم السین و فتح الخاء المعجمة هو عاصم بن ظریف.

وَ لَا خَیْرَ فِی دُنْیَا لَا تَدَبُّرَ فِیهَا وَ لَا خَیْرَ فِی نُسُكٍ لَا وَرَعَ فِیهِ.

«20»- سن، المحاسن عَلِیُّ بْنُ حَسَّانَ الْوَاسِطِیُّ وَ الْبَزَنْطِیُّ عَنْ دُرُسْتَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ قَالَ حَقُّ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ أَنْ یَقُولُوا مَا یَعْلَمُونَ وَ یَكُفُّوا عَمَّا لَا یَعْلَمُونَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَدْ وَ اللَّهِ أَدَّوْا إِلَیْهِ حَقَّهُ.

«21»- سن، المحاسن أَبِی عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنِ ابْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِیَّاكَ وَ خَصْلَتَیْنِ مُهْلِكَتَیْنِ أَنْ تُفْتِیَ النَّاسَ بِرَأْیِكَ أَوْ تَقُولَ مَا لَا تَعْلَمُ.

«22»- سن، المحاسن ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنِ ابْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ مُجَالَسَةِ أَصْحَابِ الرَّأْیِ فَقَالَ جَالِسْهُمْ وَ إِیَّاكَ وَ خَصْلَتَیْنِ هَلَكَ فِیهِمَا الرِّجَالُ أَنْ تَدِینَ بِشَیْ ءٍ مِنْ رَأْیِكَ أَوْ تُفْتِیَ النَّاسَ بِغَیْرِ عِلْمٍ.

بیان: أن تدین أی تعتقد أو تعبد اللّٰه.

«23»- سن، المحاسن ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَفْتَی النَّاسَ بِغَیْرِ عِلْمٍ وَ لَا هُدًی مِنَ اللَّهِ لَعَنَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ وَ لَحِقَهُ وِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِفُتْیَاهُ.

بیان: بغیر علم أی من اللّٰه بغیر واسطة بشر كما للنبی و بعض علوم الأئمة علیهم السلام و الهدی كسائر علومهم و علوم سائر الناس و یحتمل أن یكون المراد بالهدی الظنون المعتبرة شرعا و یحتمل التأكید و الفتیا بالضم الفتوی.

«24»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ یُونُسَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُبْرُمَةَ(1)قَالَ: مَا أَذْكُرُ حَدِیثاً سَمِعْتُهُ مِنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام إِلَّا كَادَ یَتَصَدَّعُ قَلْبِی قَالَ قَالَ أَبِی عَنْ جَدِّی عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ وَ أُقْسِمُ بِاللَّهِ مَا كَذَبَ أَبُوهُ عَلَی جَدِّهِ وَ لَا كَذَبَ جَدُّهُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ عَمِلَ بِالْمَقَایِیسِ فَقَدْ هَلَكَ وَ

ص: 118


1- بفتح الشین أو ضمها علی اختلاف و سكون الباء و ضم الراء هو عبد اللّٰه بن شبرمة بن الطفیل بن حسان بن المنذر بن ضرار بن عمرو بن مالك بن زید بن كعب بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة الكوفیّ أبو شبرمة عم عمارة بن القعقاع، و عمارة أكبر منه حكی ذلك عن المقدسی. و الذی یستفاد من التراجم و من أحادیثنا أن الرجل كان من علماء العامّة عاملا بالقیاس، قاضیا للمنصور الدوانیقی علی سواد الكوفة و یأتی فی باب البدع و الرأی و المقائیس ما یدلّ علی ذلك و علی ذمه.

أَهْلَكَ وَ مَنْ أَفْتَی النَّاسَ وَ هُوَ لَا یَعْلَمُ النَّاسِخَ مِنَ الْمَنْسُوخِ وَ الْمُحْكَمَ مِنَ الْمُتَشَابِهِ فَقَدْ هَلَكَ وَ أَهْلَكَ (1).

«25»- سن، المحاسن الْوَشَّاءُ عَنْ أَبَانٍ الْأَحْمَرِ عَنْ زِیَادِ بْنِ أَبِی رَجَاءٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَا عَلِمْتُمْ فَقُولُوا وَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَقُولُوا اللَّهُ أَعْلَمُ إِنَّ الرَّجُلَ لَیَنْتَزِعُ بِالْآیَةِ مِنَ الْقُرْآنِ یَخِرُّ فِیهَا أَبْعَدَ مِنَ السَّمَاءِ.

بیان: فی الكافی لینزع الآیة من القرآن و الخرور السقوط من علو إلی سفل أی یبعد من رحمة اللّٰه بأبعد مما بین السماء و الأرض أو یتضرر فی آخرته بأكثر مما یتضرر الساقط من هذا البعد فی دنیاه أو یبعد عن مراد اللّٰه فیها بأكثر من ذلك البعد من قبیل تشبیه المعقول بالمحسوس.

«26»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنِ الْهَیْثَمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا سُئِلَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ عَمَّا لَا یَعْلَمُ فَلْیَقُلْ لَا أَدْرِی وَ لَا یَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ فَیُوقِعَ فِی قَلْبِ صَاحِبِهِ شَكّاً وَ إِذَا قَالَ الْمَسْئُولُ لَا أَدْرِی فَلَا یَتَّهِمْهُ السَّائِلُ.

«27»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ رِبْعِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام قَالَ: لِلْعَالِمِ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَیْ ءٍ وَ هُوَ لَا یَعْلَمُهُ أَنْ یَقُولَ اللَّهُ أَعْلَمُ وَ لَیْسَ لِغَیْرِ الْعَالِمِ أَنْ یَقُولَ ذَلِكَ.

بیان: لا ینافی الخبر السابق لأن الظاهر أن الخبر السابق مخصوص بغیر العالم علی أنه یمكن أن یخص ذلك بمن یتهمه السائل بالضنة عن الجواب إذا قال اللّٰه أعلم.

«28»- سن، المحاسن أَبِی عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا سُئِلْتَ عَمَّا لَا تَعْلَمُ فَقُلْ لَا أَدْرِی فَإِنَّ لَا أَدْرِی خَیْرٌ مِنَ الْفُتْیَا.

«29»- سن، المحاسن جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فِی كَلَامٍ لَهُ لَا یَسْتَحْیِی الْعَالِمُ إِذَا سُئِلَ عَمَّا لَا یَعْلَمُ أَنْ یَقُولَ لَا عِلْمَ لِی بِهِ.

ص: 119


1- أورد الحدیث عن الأمالی فی باب البدع و الرأی و المقائیس.

«30»- سن، المحاسن ابْنُ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ رَجُلٍ لَمْ یُسَمِّهِ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَجُلَانِ تَدَارَءَا فِی شَیْ ءٍ فَقَالَ أَحَدُهُمَا أَشْهَدُ أَنَّ هَذَا كَذَا وَ كَذَا بِرَأْیِهِ فَوَافَقَ الْحَقَّ وَ كَفَّ الْآخَرُ فَقَالَ الْقَوْلُ قَوْلُ الْعُلَمَاءِ فَقَالَ هَذَا أَفْضَلُ الرَّجُلَیْنِ أَوْ قَالَ أَوْرَعُهُمَا.

بیان: قال الجوهری تدارءوا تدافعوا فی الخصومة.

«31»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَوْ أَنَّ الْعِبَادَ إِذَا جَهِلُوا وَقَفُوا لَمْ یَجْحَدُوا وَ لَمْ یَكْفُرُوا.

«32»- سن، المحاسن أَبِی عَمَّنْ حَدَّثَهُ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّهُ لَا یَسَعُكُمْ فِیمَا یَنْزِلُ بِكُمْ مِمَّا لَا تَعْلَمُونَ إِلَّا الْكَفُّ عَنْهُ وَ التَّثَبُّتُ فِیهِ وَ الرَّدُّ إِلَی أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِینَ حَتَّی یُعَرِّفُوكُمْ فِیهِ الْحَقَّ وَ یَحْمِلُوكُمْ فِیهِ عَلَی الْقَصْدِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ

«33»- سن، المحاسن ابْنُ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الطَّیَّارِ أَنَّهُ عَرَضَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بَعْضَ خُطَبِ أَبِیهِ حَتَّی إِذَا بَلَغَ مَوْضِعاً مِنْهَا قَالَ لَهُ كُفَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام اكْتُبْ فَأَمْلَی عَلَیْهِ أَنَّهُ لَا یَنْفَعُكُمْ فِیمَا یَنْزِلُ بِكُمْ مِمَّا لَا تَعْلَمُونَ إِلَّا الْكَفُّ عَنْهُ وَ التَّثَبُّتُ فِیهِ وَ رَدُّهُ إِلَی أَئِمَّةِ الْهُدَی حَتَّی یَحْمِلُوكُمْ فِیهِ عَلَی الْقَصْدِ.

بیان: الأمر بالكف و السكوت إما لأن من عرض الخطبة فسر هذا الموضع برأیه و أخطأ أو لأنه كان فی هذا الموضع غموض و لم یتثبت عنده و لم یطلب تفسیره أو لأنه علیه السلام أراد إنشاء ذلك فاستعجل لشدة الاهتمام.

«34»- مص، مصباح الشریعة قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لَا تَحِلُّ الْفُتْیَا لِمَنْ لَا یَسْتَفْتِی مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِصَفَاءِ سِرِّهِ وَ إِخْلَاصِ عَمَلِهِ وَ عَلَانِیَتِهِ وَ بُرْهَانٍ مِنْ رَبِّهِ فِی كُلِّ حَالٍ لِأَنَّ مَنْ أَفْتَی فَقَدْ حَكَمَ وَ الْحُكْمُ لَا یَصِحُّ إِلَّا بِإِذْنٍ مِنَ اللَّهِ وَ بُرْهَانِهِ وَ مَنْ حَكَمَ بِالْخَبَرِ بِلَا مُعَایَنَةٍ فَهُوَ جَاهِلٌ مَأْخُوذٌ بِجَهْلِهِ مَأْثُومٌ بِحُكْمِهِ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَجْرَؤُكُمْ بِالْفُتْیَا أَجْرَؤُكُمْ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَ وَ لَا یَعْلَمُ الْمُفْتِی أَنَّهُ هُوَ الَّذِی یَدْخُلُ بَیْنَ اللَّهِ تَعَالَی وَ بَیْنَ عِبَادِهِ وَ هُوَ الْحَاجِزُ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ (1).

ص: 120


1- یحتمل أن یكون هو تتمة كلام الصادق علیه السلام أو حدیثا مستقلا رواه صاحب المصباح، و الاحتمالان یجریان فی قوله بعد ذلك: قال أمیر المؤمنین علیه السلام، فعلی الاحتمال الأول أدرج صاحب المصباح كلاما لنفسه بین الجملتین و هو قوله: قال سفیان إلخ.

قَالَ سُفْیَانُ بْنُ عُیَیْنَةَ یَنْتَفِعُ بِعِلْمِی غَیْرِی وَ أَنَا قَدْ حَرَمْتُ نَفْسِی نَفْعَهَا وَ لَا تَحِلُّ الْفُتْیَا فِی الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ بَیْنَ الْخَلْقِ إِلَّا لِمَنْ كَانَ أَتْبَعَ الْخَلْقِ مِنْ أَهْلِ زَمَانِهِ وَ نَاحِیَتِهِ وَ بَلَدِهِ بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله (1).

قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِقَاضٍ هَلْ تَعْرِفُ النَّاسِخَ مِنَ الْمَنْسُوخِ قَالَ لَا قَالَ فَهَلْ أَشْرَفْتَ عَلَی مُرَادِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی أَمْثَالِ الْقُرْآنِ قَالَ لَا قَالَ إِذاً هَلَكْتَ وَ أَهْلَكْتَ وَ الْمُفْتِی یَحْتَاجُ إِلَی مَعْرِفَةِ مَعَانِی الْقُرْآنِ وَ حَقَائِقِ السُّنَنِ وَ بَوَاطِنِ الْإِشَارَاتِ وَ الْآدَابِ وَ الْإِجْمَاعِ وَ الِاخْتِلَافِ وَ الِاطِّلَاعِ عَلَی أُصُولِ مَا أَجْمَعُوا عَلَیْهِ وَ مَا اخْتَلَفُوا فِیهِ ثُمَّ حُسْنِ الِاخْتِیَارِ ثُمَّ الْعَمَلِ الصَّالِحِ ثُمَّ الحِكْمَةِ ثُمَّ التَّقْوَی ثُمَّ حِینَئِذٍ إِنْ قَدَرَ (2).

بیان: قوله و من حكم بالخبر بلا معاینة أی بلا علم بمعنی الخبر و وجه صدوره و كیفیة الجمع بینه و بین غیره.

«35»- غو، غوالی اللئالی قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَفْتَی النَّاسَ بِغَیْرِ عِلْمٍ كَانَ مَا یُفْسِدُهُ مِنَ الدِّینِ أَكْثَرَ مِمَّا یُصْلِحُهُ.

«36»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ عَمِلَ بِالْمَقَایِیسِ فَقَدْ هَلَكَ وَ أَهْلَكَ وَ مَنْ أَفْتَی النَّاسَ وَ هُوَ لَا یَعْلَمُ النَّاسِخَ مِنَ الْمَنْسُوخِ وَ الْمُحْكَمَ مِنَ الْمُتَشَابِهِ فَقَدْ هَلَكَ وَ أَهْلَكَ (3).

«37»- جا، المجالس للمفید الْجِعَابِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْبَغَوِیِّ عَنْ أَبِی قَطْرٍ عَنْ هِشَامٍ الدمتوانی [الدَّسْتُوَائِیِ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی كَثِیرٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ لَا یَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعاً یَنْزِعُهُ بَیْنَ النَّاسِ (4) وَ لَكِنْ یَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ وَ إِذَا لَمْ یَبْقَ عَالِمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا فَسَأَلُوهُمْ فَقَالُوا بِغَیْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَ أَضَلُّوا.

«38»- جا، المجالس للمفید أَبُو غَالِبٍ الزُّرَارِیُّ عَنْ عَمِّهِ عَلِیِّ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الطَّیَالِسِیِّ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ لَا دِینَ لِمَنْ دَانَ بِطَاعَةِ مَنْ عَصَی اللَّهَ وَ لَا دِینَ لِمَنْ

ص: 121


1- الظاهر أن جملة «قال سفیان إلخ» تكون لصاحب مصباح الشریعة، لانهم علیهم السلام معادن العلوم و الحكم، ینحدر عنهم السیل و لا یرقی إلیهم الطیر، لم یحتاجوا إلی نقل كلام من الغیر و الاستشهاد به. كما أن المحتمل كون جملة «و المفتی یحتاج إلخ» منه لا من الإمام علیه السلام
2- و فی نسخة: ثم الحكم حینئذ ان قدر.
3- تقدم الحدیث مسندا تحت الرقم 24
4- و فی نسخة: عن الناس.

دَانَ بِفِرْیَةِ بَاطِلٍ عَلَی اللَّهِ وَ لَا دِینَ لِمَنْ دَانَ بِجُحُودِ شَیْ ءٍ مِنْ آیَاتِ اللَّهِ.

«39»- كش، رجال الكشی حَمْدَوَیْهِ وَ إِبْرَاهِیمُ ابْنَا نُصَیْرٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ أَبِیهِ مُعَاذِ بْنِ مُسْلِمٍ النَّحْوِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی بَلَغَنِی أَنَّكَ تَقْعُدُ فِی الْجَامِعِ فَتُفْتِی النَّاسَ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ وَ قَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ إِنِّی أَقْعُدُ فِی الْجَامِعِ فَیَجِی ءُ الرَّجُلُ فَیَسْأَلُنِی عَنِ الشَّیْ ءِ فَإِذَا عَرَفْتُهُ بِالْخِلَافِ لَكُمْ أَخْبَرْتُهُ بِمَا یَقُولُونَ وَ یَجِی ءُ الرَّجُلُ أَعْرِفُهُ بِحُبِّكُمْ أَوْ بِمَوَدَّتِكُمْ فَأُخْبِرُهُ بِمَا جَاءَ عَنْكُمْ وَ یَجِی ءُ الرَّجُلُ لَا أَعْرِفُهُ وَ لَا أَدْرِی مَنْ هُوَ فَأَقُولُ جَاءَ عَنْ فُلَانٍ كَذَا وَ جَاءَ عَنْ فُلَانٍ كَذَا فَأُدْخِلُ قَوْلَكُمْ فِیمَا بَیْنَ ذَلِكَ قَالَ فَقَالَ لِیَ اصْنَعْ كَذَا فَإِنِّی أَصْنَعُ كَذَا.

«40»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَفْتَی بِغَیْرِ عِلْمٍ لَعَنَتْهُ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ (1)وَ مَلَائِكَةُ الْأَرْضِ.

«41»- نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَنْ تَرَكَ قَوْلَ لَا أَدْرِی أُصِیبَتْ مَقَاتِلُهُ.

بیان: أی من أجاب عن كل سؤال هلك و فی بعض النسخ أصبیت كلمته بتقدیم الموحدة أی أمیلت كلمته فی الجواب إلی الجهل.

«42»- نهج، نهج البلاغة لَا تَقُلْ مَا لَا تَعْلَمُ بَلْ لَا تَقُلْ كُلَّ مَا تَعْلَمُ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدْ فَرَضَ عَلَی جَوَارِحِكَ كُلِّهَا فَرَائِضَ یَحْتَجُّ بِهَا عَلَیْكَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

«43»- وَ قَالَ علیه السلام عَلَامَةُ الْإِیمَانِ أَنْ تُؤْثِرَ الصِّدْقَ حَیْثُ یَضُرُّكَ عَلَی الْكَذِبِ حَیْثُ یَنْفَعُكَ وَ أَنْ لَا یَكُونَ فِی حَدِیثِكَ فَضْلٌ عَنْ عِلْمِكَ وَ أَنْ تَتَّقِیَ اللَّهَ فِی حَدِیثِ غَیْرِكَ.

بیان: لعل الضرر محمول علی ما لا یبلغ حدا یجب فیه التقیة و حدیث الغیر یحتمل الروایة و الغیبة و أشباههما أو المراد عدم مبادرة كلام الغیر بالرد و إنكاره مع العلم بحقیته حسدا و مراء.

«44»- نهج، نهج البلاغة فِی وَصِیَّتِهِ لِلْحَسَنِ علیه السلام لَا تَقُلْ مَا لَا تَعْلَمُ وَ إِنْ قَلَّ مَا تَعْلَمُ.

«45»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَوْ سَكَتَ مَنْ لَا یَعْلَمُ سَقَطَ الِاخْتِلَافُ.

ص: 122


1- و فی نسخة: ملائكة السماوات.

«46»- مُنْیَةُ الْمُرِیدِ، عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ یُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَیْ زُورٍ.

بیان: قال فی النهایة فیه المتشبع بما لا یملك كلابس ثوبی زور أی المتكثر بأكثر مما عنده و یتجمل بذلك كالذی یری أنه شبعان و لیس كذلك و من فعله فإنما یسخر من نفسه و هو من أفعال ذوی الزور بل هو فی نفسه زور أی كذب.

«47»- مُنْیَةُ الْمُرِیدِ، عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ أَفْتَی بِفُتْیَا مِنْ غَیْرِ تَثَبُّتٍ وَ فِی لَفْظٍ بِغَیْرِ عِلْمٍ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَی مَنْ أَفْتَاهُ.

«48»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَجْرَؤُكُمْ عَلَی الْفَتْوَی أَجْرَؤُكُمْ عَلَی النَّارِ.

«49»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَشَدُّ النَّاسِ عَذَاباً یَوْمَ الْقِیَامَةِ رَجُلٌ قَتَلَ نَبِیّاً أَوْ قَتَلَهُ نَبِیٌّ أَوْ رَجُلٌ یُضِلُّ النَّاسَ بِغَیْرِ عِلْمٍ أَوْ مُصَوِّرٌ یُصَوِّرُ التَّمَاثِیلَ.

«50»- و روی عن القاسم بن محمد بن أبی بكر(1) أحد فقهاء المدینة المتفق علی

ص: 123


1- أورد ابن خلّكان ترجمته فی «ج 1 من وفیات الأعیان ص 456 ط ایران» و قال: أبو محمّد القاسم بن محمّد بن أبی الصدیق نسبه معروف فلا حاجة الی رفعه، كان من سادات التابعین و أحد الفقهاء السبعة بالمدینة، و كان أفضل أهل زمانه، روی عن جماعة من الصحابة رضی اللّٰه عنهم، و روی عنه جماعة من كبار التابعین. قال یحیی بن سعید: ما أدركنا أحدا نفضّله علی القاسم بن محمّد. و قال مالك: كان القاسم من فقهاء هذه الأمة. و قد تقدم فی ترجمة زین العابدین علیّ بن الحسین علیهما السلام أنهما كانا ابنی خالة، و أن القاسم بن محمّد والدته ابنة یزدجرد آخر ملوك الفرس و كذلك زین العابدین و سالم بن عمر، و القصة مستوفاة هناك، توفّی سنة احدی او اثنتین و مائة، و قیل: سنة ثمان و قیل: سنة اثنتا عشرة و مائة «بقدید» و كان عمره سبعین سنة او اثنتین و سبعین سنة. و قدید- بضم القاف و فتح الدال المهملة و سكون الیاء المثناة من تحتها و بعدها دال مهملة- هو منزل بین مكّة و مدینة. انتهی كلامه. أقول: عده الشیخ من أصحاب السجّاد و الباقر علیهما السلام فی رجاله و روی الحمیری فی قرب الإسناد عن ابن عیسی البزنطی قال: ذكر عند الرضا علیه السلام القاسم بن محمّد خال أبیه و سعید بن المسیب فقال: كانا علی هذا الامر. و قال الكلینی فی كتابه الأصول الكافی فی باب مولد جعفر بن محمّد علیهما السلام: ولد أبو عبد اللّٰه علیه السلام «الی أن قال»: و كان أمّه أمّ فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبی بكر، و امها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبی بكر «ثم قال»: محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، عن عبد اللّٰه بن أحمد، عن إبراهیم بن الحسن قال: حدّثنی وهب بن حفص، عن إسحاق بن جریر، قال: قال أبو عبد اللّٰه علیه السلام: كان سعید بن المسیّب و القاسم بن محمّد بن أبی بكر و أبو خالد الكابلی من ثقاة علیّ بن الحسین علیهما السلام، و كانت امی ممن آمنت و اتقت و أحسنت و اللّٰه یحب المحسنی

علمه و فقهه بین المسلمین أنه سئل عن شی ء فقال لا أحسنه فقال السائل إنی جئت إلیك لا أعرف غیرك فقال القاسم لا تنظر إلی طول لحیتی و كثرة الناس حولی و اللّٰه ما أحسنه فقال شیخ من قریش جالس إلی جنبه یا ابن أخی الزمها [الْزِمْهُ فقال فو اللّٰه ما رأیتك فی مجلس أنبل منك الیوم فقال القاسم و اللّٰه لأن یقطع لسانی أحب إلی أن أتكلم بما لا علم لی به.

باب 17 ما جاء فی تجویز المجادلة و المخاصمة فی الدین و النهی عن المراء

الآیات؛

آل عمران: «ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ حاجَجْتُمْ فِیما لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِیما لَیْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَ اللَّهُ یَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ»(65)

الأعراف: «أَ تُجادِلُونَنِی فِی أَسْماءٍ سَمَّیْتُمُوها أَنْتُمْ وَ آباؤُكُمْ ما نَزَّلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ الأنفال یُجادِلُونَكَ فِی الْحَقِّ بَعْدَ ما تَبَیَّنَ»(5)

النحل: «وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ»(124)

الكهف: «فَلا تُمارِ فِیهِمْ إِلَّا مِراءً ظاهِراً وَ لا تَسْتَفْتِ فِیهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً»(21) (و قال تعالی): «وَ كانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَیْ ءٍ جَدَلًا»(53) (و قال تعالی): «وَ یُجادِلُ الَّذِینَ كَفَرُوا بِالْباطِلِ لِیُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَ اتَّخَذُوا آیاتِی وَ ما أُنْذِرُوا هُزُواً»(55)

مریم: «وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا»(96)

الحج: «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یُجادِلُ فِی اللَّهِ بِغَیْرِ عِلْمٍ وَ یَتَّبِعُ كُلَّ شَیْطانٍ مَرِیدٍ»(2) (و قال تعالی): «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یُجادِلُ فِی اللَّهِ بِغَیْرِ عِلْمٍ وَ لا هُدیً وَ لا كِتابٍ مُنِیرٍ ثانِیَ عِطْفِهِ لِیُضِلَّ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ لَهُ فِی الدُّنْیا خِزْیٌ وَ نُذِیقُهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ عَذابَ الْحَرِیقِ»(7 ، 8) (و قال تعالی): «وَ إِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ»(67)

الفرقان: «فَلا تُطِعِ الْكافِرِینَ وَ جاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِیراً»(51)

النمل: «قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ»(63)

العنكبوت: «وَ لا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِینَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ»(45)

ص: 124

المؤمن: «ما یُجادِلُ فِی آیاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِینَ كَفَرُوا»(3) (و قال سبحانه): «وَ جادَلُوا بِالْباطِلِ لِیُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ»(4) (و قال تعالی): «الَّذِینَ یُجادِلُونَ فِی آیاتِ اللَّهِ بِغَیْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ وَ عِنْدَ الَّذِینَ آمَنُوا»(35) (و قال سبحانه): «إِنَّ الَّذِینَ یُجادِلُونَ فِی آیاتِ اللَّهِ بِغَیْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِی صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِیهِ»(55) (و قال تعالی): «أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ یُجادِلُونَ فِی آیاتِ اللَّهِ أَنَّی یُصْرَفُونَ»(68) حمعسق: «وَ الَّذِینَ یُحَاجُّونَ فِی اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِیبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ عَلَیْهِمْ غَضَبٌ وَ لَهُمْ عَذابٌ شَدِیدٌ»(15) (و قال تعالی): «أَلا إِنَّ الَّذِینَ یُمارُونَ فِی السَّاعَةِ لَفِی ضَلالٍ بَعِیدٍ»(17) (و قال تعالی): «وَ یَعْلَمَ الَّذِینَ یُجادِلُونَ فِی آیاتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِیصٍ»(34)

الزخرف: «ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ»(57)

«1»- ج، الإحتجاج رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: نَحْنُ الْمُجَادِلُونَ فِی دِینِ اللَّهِ.

«2»- ج، الإحتجاج بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ الصَّادِقِ علیه السلام الْجِدَالُ فِی الدِّینِ وَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْأَئِمَّةَ الْمَعْصُومِینَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ قَدْ نَهَوْا عَنْهُ فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لَمْ یُنْهَ عَنْهُ مُطْلَقاً لَكِنَّهُ نُهِیَ عَنِ الْجِدَالِ بِغَیْرِ الَّتِی هِیَ أَحْسَنُ أَ مَا تَسْمَعُونَ اللَّهَ یَقُولُ وَ لا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ وَ قَوْلَهُ تَعَالَی ادْعُ إِلی سَبِیلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ فَالْجِدَالُ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ قَدْ قَرَنَهُ الْعُلَمَاءُ بِالدِّینِ وَ الْجِدَالُ بِغَیْرِ الَّتِی هِیَ أَحْسَنُ مُحَرَّمٌ وَ حَرَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَی عَلَی شِیعَتِنَا وَ كَیْفَ یُحَرِّمُ اللَّهُ الْجِدَالَ جُمْلَةً وَ هُوَ یَقُولُ وَ قالُوا لَنْ یَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصاری قَالَ اللَّهُ تَعَالَی تِلْكَ أَمانِیُّهُمْ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ فَجَعَلَ عِلْمَ الصِّدْقِ وَ الْإِیمَانَ بِالْبُرْهَانِ وَ هَلْ یُؤْتَی بِالْبُرْهَانِ إِلَّا فِی الْجِدَالِ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ قِیلَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَمَا الْجِدَالُ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ وَ الَّتِی لَیْسَتْ بِأَحْسَنَ قَالَ أَمَّا الْجِدَالُ بِغَیْرِ الَّتِی هِیَ أَحْسَنُ أَنْ تُجَادِلَ مُبْطِلًا فَیُورِدَ عَلَیْكَ بَاطِلًا فَلَا تَرُدَّهُ بِحُجَّةٍ قَدْ نَصَبَهَا اللَّهُ تَعَالَی وَ لَكِنْ تَجْحَدُ قَوْلَهُ أَوْ تَجْحَدُ حَقّاً یُرِیدُ ذَلِكَ الْمُبْطِلُ أَنْ یُعِینَ بِهِ بَاطِلَهُ فَتَجْحَدُ ذَلِكَ الْحَقَّ مَخَافَةَ أَنْ یَكُونَ لَهُ عَلَیْكَ فِیهِ حُجَّةٌ لِأَنَّكَ لَا تَدْرِی كَیْفَ الْمَخْلَصُ مِنْهُ فَذَلِكَ حَرَامٌ عَلَی شِیعَتِنَا أَنْ یَصِیرُوا فِتْنَةً عَلَی ضُعَفَاءِ إِخْوَانِهِمْ وَ عَلَی الْمُبْطِلِینَ

ص: 125

أَمَّا الْمُبْطِلُونَ فَیَجْعَلُونَ ضَعْفَ الضَّعِیفِ مِنْكُمْ إِذَا تَعَاطَی مُجَادَلَتَهُ وَ ضَعُفَ فِی یَدِهِ حُجَّةً لَهُ عَلَی بَاطِلِهِ وَ أَمَّا الضُّعَفَاءُ مِنْكُمْ فَتُغَمُّ قُلُوبُهُمْ لِمَا یَرَوْنَ مِنْ ضَعْفِ الْمُحِقِّ فِی یَدِ الْمُبْطِلِ وَ أَمَّا الْجِدَالُ الَّتِی هِیَ أَحْسَنُ فَهُوَ مَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَی بِهِ نَبِیَّهُ أَنْ یُجَادِلَ بِهِ مَنْ جَحَدَ الْبَعْثَ بَعْدَ الْمَوْتِ وَ إِحْیَاءَهُ لَهُ فَقَالَ اللَّهُ حَاكِیاً عَنْهُ وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَ نَسِیَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ یُحْیِ الْعِظامَ وَ هِیَ رَمِیمٌ فَقَالَ اللَّهُ فِی الرَّدِّ عَلَیْهِ قُلْ یَا مُحَمَّدُ یُحْیِیهَا الَّذِی أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِیمٌ الَّذِی جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ فَأَرَادَ اللَّهُ مِنْ نَبِیِّهِ أَنْ یُجَادِلَ الْمُبْطِلَ الَّذِی قَالَ كَیْفَ یَجُوزُ أَنْ یُبْعَثُ هَذِهِ الْعِظَامُ وَ هِیَ رَمِیمٌ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی قُلْ یُحْیِیهَا الَّذِی أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ أَ فَیَعْجِزُ مَنِ ابْتَدَأَ بِهِ لَا مِنْ شَیْ ءٍ أَنْ یُعِیدَهُ بَعْدَ أَنْ یَبْلَی بَلِ ابْتِدَاؤُهُ أَصْعَبُ عِنْدَكُمْ مِنْ إِعَادَتِهِ ثُمَّ قَالَ الَّذِی جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً أَیْ إِذَا كَمَنَ النَّارَ الْحَارَّةَ فِی الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ الرَّطْبِ یَسْتَخْرِجُهَا فَعَرَّفَكُمْ أَنَّهُ عَلَی إِعَادَةِ مَا بَلِیَ أَقْدَرُ ثُمَّ قَالَ أَ وَ لَیْسَ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلی أَنْ یَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلی وَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِیمُ أَیْ إِذَا كَانَ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ أَعْظَمَ وَ أَبْعَدَ فِی أَوْهَامِكُمْ وَ قَدَرِكُمْ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَیْهِ مِنْ إِعَادَةِ الْبَالِی فَكَیْفَ جَوَّزْتُمْ مِنَ اللَّهِ خَلْقَ هَذَا الْأَعْجَبِ عِنْدَكُمْ وَ الْأَصْعَبِ لَدَیْكُمْ وَ لَمْ تُجَوِّزُوا مِنْهُ مَا هُوَ أَسْهَلُ عِنْدَكُمْ مِنْ إِعَادَةِ الْبَالِی قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام فَهَذَا الْجِدَالُ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ لِأَنَّ فِیهَا قَطْعَ عُذْرِ الْكَافِرِینَ وَ إِزَالَةَ شُبَهِهِمْ وَ أَمَّا الْجِدَالُ بِغَیْرِ الَّتِی هِیَ أَحْسَنُ بِأَنْ تَجْحَدَ حَقّاً لَا یُمْكِنُكَ أَنْ تُفَرِّقَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ بَاطِلِ مَنْ تُجَادِلُهُ وَ إِنَّمَا تَدْفَعُهُ عَنْ بَاطِلِهِ بِأَنْ تَجْحَدَ الْحَقَّ فَهَذَا هُوَ الْمُحَرَّمُ لِأَنَّكَ مِثْلُهُ جَحَدَ هُوَ حَقّاً وَ جَحَدْتَ أَنْتَ حَقّاً آخَرَ.

م، تفسیر الإمام علیه السلام فَقَالَ: فَقَامَ إِلَیْهِ رَجُلٌ وَ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَ فَجَادَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ الصَّادِقُ مَهْمَا ظَنَنْتَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ شَیْ ءٍ فَلَا تَظُنَّ بِهِ مُخَالَفَةَ اللَّهِ أَ وَ لَیْسَ اللَّهُ تَعَالَی قَالَ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ وَ قَالَ قُلْ یُحْیِیهَا الَّذِی أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ لِمَنْ ضَرَبَ لِلَّهِ مِثْلًا أَ فَتَظُنُّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَالَفَ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ فَلَمْ یُجَادِلْ بِمَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ وَ لَمْ یُخْبِرْ عَنِ اللَّهِ بِمَا أَمَرَهُ أَنْ یُخْبِرَ بِهِ.

بیان: الشجر الأخضر الذی ینقدح منه النار هو شجر المرخ و العفار نوعان من

ص: 126

الشجر فی البادیة یسحق المرخ علی العفار و هما خضراوان یقطر منهما الماء فینقدح النار و یظهر من تفسیره علیه السلام أنه تظهر منه النار الكامنة فیه لا أنها تحصل من سحقهما بالاستحالة كما هو المشهور بین الحكماء و سیأتی تفصیل القول فیه فی كتاب السماء و العالم قوله علیه السلام و قدركم محركة أی طاقتكم أو بسكون الدال أی قوتكم ذكرهما الفیروزآبادی.

«3»- لی، الأمالی للصدوق فِی رِوَایَةِ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام فِیمَا رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ جَوَامِعِ كَلِمَاتِهِ أَنَّهُ قَالَ: أَوْرَعُ النَّاسِ مَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَ إِنْ كَانَ مُحِقّاً.

بیان: المراء الجدال و یظهر من الأخبار أن المذموم منه هو ما كان الغرض فیه الغلبة و إظهار الكمال و الفخر أو التعصب و ترویج الباطل و أما ما كان لإظهار الحق و رفع الباطل و دفع الشبه عن الدین و إرشاد المضلین فهو من أعظم أركان الدین لكن التمیز بینهما فی غایة الصعوبة و الإشكال و كثیرا ما یشتبه أحدهما بالآخر فی بادی النظر و للنفس فیه تسویلات خفیة لا یمكن التخلص منها إلا بفضله تعالی.

«4»- لی، الأمالی للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ النَّهْدِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْخَزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سُئِلَ الصَّادِقُ علیه السلام عَنِ الْخَمْرِ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ أَوَّلَ مَا نَهَانِی عَنْهُ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ وَ شُرْبِ الْخَمْرِ وَ مُلَاحَاةِ الرِّجَالِ الْخَبَرَ.

بیان: قال الجزری فیه نهیت عن ملاحاة الرجال أی مقاولتهم و مخاصمتهم تقول لاحیته ملاحاة و لحاء إذا نازعته.

«5»- لی، الأمالی للصدوق أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنِ الْحَذَّاءِ (1) قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا زِیَادُ إِیَّاكَ وَ الْخُصُومَاتِ فَإِنَّهَا تُورِثُ الشَّكَّ وَ تُحْبِطُ الْعَمَلَ وَ تُرْدِی صَاحِبَهَا وَ عَسَی أَنْ یَتَكَلَّمَ الرَّجُلُ بِالشَّیْ ءِ لَا یُغْفَرُ لَهُ الْخَبَرَ.

بیان: لعل المراد الخصومة فیما نهی عن التكلم فیه من التفكر فی ذاته تعالی أو فی كنه صفاته أو فی مسألة القضاء و القدر و الجبر و الاختیار و أمثالها كما یومی إلیه آخر الكلام.

ص: 127


1- بفتح الحاء المهملة و الذال المعجمة المشددة هو زیاد بن عیسی أبو عبیدة الحذاء الكوفیّ الثقة، روی عن أبی جعفر و أبی عبد اللّٰه علیهما السلام.

«6»- لی، الأمالی للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَنْبَسَةَ الْعَابِدِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِیَّاكُمْ وَ الْخُصُومَةَ فِی الدِّینِ فَإِنَّهَا تَشْغَلُ الْقَلْبَ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تُورِثُ النِّفَاقَ وَ تَكْسِبُ الضَّغَائِنَ وَ تَسْتَجِیرُ الْكَذِبَ.

إیضاح: الضغائن جمع الضغینة و هی الحقد و العداوة و البغضاء قوله تستجیر فی بعض النسخ بالزای المعجمة أی یضطر فی المجادلة إلی الكذب و قول الباطل فیظنه جائزا للضرورة بزعمه و فی بعضها بالمهملة أی یطلب الإجارة و الأمان من الكذب و یلجأ إلیه للتخلص من غلبة الخصم.

«7»- لی، الأمالی للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ الدِّهْقَانِ عَنْ دُرُسْتَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ لَاحَی الرِّجَالَ ذَهَبَتْ مُرُوءَتُهُ الْخَبَرَ.

«8»- ل، الخصال الْخَلِیلُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ السَّرَّاجِ عَنْ قُتَیْبَةَ عَنْ قُرْعَةَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أُسَیْدٍ عَنْ جَبَلَةَ الْإِفْرِیقِیِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أَنَا زَعِیمٌ بِبَیْتٍ فِی رَبَضِ الْجَنَّةِ وَ بَیْتٍ فِی وَسَطِ الْجَنَّةِ وَ بَیْتٍ فِی أَعْلَی الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَ إِنْ كَانَ مُحِقّاً وَ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَ إِنْ كَانَ هَازِلًا وَ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ.

بیان: الزعیم الكفیل و الضامن و ربض الجنة أی سافلها و ما قرب من بابها و سورها قال فی النهایة فیه أنا زعیم ببیت فی ربض الجنة هو بفتح الباء ما حولها خارجا عنها تشبیها بالأبنیة التی تكون حول المدن و تحت القلاع انتهی و الهزل نقیض الجد.

«9»- ل، الخصال ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ یَضْمَنُ لِی أَرْبَعَةً بِأَرْبَعَةِ أَبْیَاتٍ فِی الْجَنَّةِ مَنْ أَنْفَقَ وَ لَمْ یَخَفْ فَقْراً وَ أَنْصَفَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ وَ أَفْشَی السَّلَامَ فِی الْعَالَمِ وَ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَ إِنْ كَانَ مُحِقّاً.

سن، المحاسن أبی عن محمد بن سنان مثله.

«10»- ل، الخصال ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَرْبَعٌ یُمِتْنَ الْقُلُوبَ الذَّنْبُ عَلَی الذَّنْبِ وَ كَثْرَةُ مُنَاقَشَةِ النِّسَاءِ یَعْنِی مُحَادَثَتَهُنَّ وَ مُمَارَاةُ الْأَحْمَقِ تَقُولُ وَ یَقُولُ وَ لَا یَرْجِعُ إِلَی

ص: 128

خَیْرٍ وَ مُجَالَسَةُ الْمَوْتَی فَقِیلَ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا الْمَوْتَی قَالَ كُلُّ غَنِیٍّ مُتْرَفٍ.

«11»- ل، الخصال ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی وَلَّادٍ (1) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَقُولُ إِنَّ الْمَعْرِفَةَ بِكَمَالِ دِینِ الْمُسْلِمِ تَرْكُهُ الْكَلَامَ فِیمَا لَا یَعْنِیهِ وَ قِلَّةُ الْمِرَاءِ وَ حِلْمُهُ وَ صَبْرُهُ وَ حُسْنُ خُلُقِهِ.

بیان: أی سبب المعرفة.

«12»- ل، الخصال أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ وَ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ مَعاً عَنِ الْأَشْعَرِیِّ قَالَ حَدَّثَنِی بَعْضُ أَصْحَابِنَا یَعْنِی جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی یَحْیَی الْوَاسِطِیِّ عَمَّنْ ذَكَرَهُ أَنَّهُ قَالَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ تَرَی هَذَا الْخَلْقَ كُلَّهُ مِنَ النَّاسِ فَقَالَ أَلْقِ مِنْهُمُ التَّارِكَ لِلسِّوَاكِ وَ الْمُتَرَبِّعَ فِی مَوْضِعِ الضَّیِّقِ وَ الدَّاخِلَ فِیمَا لَا یَعْنِیهِ وَ الْمُمَارِیَ فِیمَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ وَ الْمُتَمَرِّضَ مِنْ غَیْرِ عِلَّةٍ وَ الْمُتَشَعِّثَ مِنْ غَیْرِ مُصِیبَةٍ وَ الْمُخَالِفَ عَلَی أَصْحَابِهِ فِی الْحَقِّ وَ قَدِ اتَّفَقُوا عَلَیْهِ وَ الْمُفْتَخِرَ یَفْتَخِرُ بِآبَائِهِ وَ هُوَ خِلْوٌ مِنْ صَالِحِ أَعْمَالِهِمْ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْخَلَنْجِ یُقْشَرُ لِحاً مِنْ لِحاً حَتَّی یُوصَلَ إِلَی جَوْهَرِیَّتِهِ وَ هُوَ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِیلًا.

بیان: الخلنج كسمند شجر فارسی معرب و كانوا ینحتون منه القصاع و الظاهر أنه شبه من یفتخر بآبائه مع كونه خالیا عن صالح أعمالهم بلحا شجر الخلنج فإن لحاه فاسد و لا ینفع اللحاء كون لبه صالحا لأن ینحت منه الأشیاء بل إذا أرادوا ذلك قشروا لحاه و نبذوها و انتفعوا بلبه و أصله فكما لا ینفع صلاح اللب للقشر مع مجاورته له فكذا لا ینفع صلاح الآباء للمفتخر بهم مع كونه فاسدا- ل، الخصال فی الأربعمائة ما یناسب الباب.

«13»- ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: لَعَنَ اللَّهُ الَّذِینَ یُجَادِلُونَ فِی دِینِهِ أُولَئِكَ مَلْعُونُونَ عَلَی لِسَانِ نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.

«14»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی فِی وَصِیَّةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عِنْدَ وَفَاتِهِ دَعِ الْمُمَارَاةَ وَ مُجَارَاةَ مَنْ لَا عَقْلَ لَهُ وَ لَا عِلْمَ.

ص: 129


1- بفتح الواو و اللام المشددة هو حفص بن سالم أبو ولاد الحناط الكوفیّ مولی حنفی الثقة، و حكی عن ابن الغضائری أن اسم أبیه یونس.

بیان: المجاراة الجری مع الخصم فی المناظرة.

«15»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمْزَةَ الْحَسَنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ (1) عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ اسْمَعُوا مِنِّی كَلَاماً هُوَ خَیْرٌ لَكُمْ مِنَ الدُّهْمِ الْمُوقَفَةِ لَا یَتَكَلَّمْ أَحَدُكُمْ بِمَا لَا یَعْنِیهِ وَ لْیَدَعْ كَثِیراً مِنَ الْكَلَامِ فِیمَا یَعْنِیهِ حَتَّی یَجِدَ لَهُ مَوْضِعاً فَرُبَّ مُتَكَلِّمٍ فِی غَیْرِ مَوْضِعِهِ جَنَی عَلَی نَفْسِهِ بِكَلَامِهِ وَ لَا یُمَارِیَنَّ أَحَدُكُمْ سَفِیهاً وَ لَا حَلِیماً فَإِنَّهُ مَنْ مَارَی حَلِیماً أَقْصَاهُ وَ مَنْ مَارَی سَفِیهاً أَرْدَاهُ وَ اذْكُرُوا أَخَاكُمْ إِذَا غَابَ عَنْكُمْ بِأَحْسَنِ مَا تُحِبُّونَ أَنْ تُذْكَرُوا بِهِ إِذَا غِبْتُمْ عَنْهُ وَ اعْمَلُوا عَمَلَ مَنْ یَعْلَمُ أَنَّهُ مُجَازًی بِالْإِحْسَانِ مَأْخُوذٌ بِالْإِجْرَامِ.

إیضاح:، الدهم بالضم جمع أدهم أی خیر لكم من الخیول السود التی أوقفت و هیأت لكم و لحوائجكم أو بالفتح أی العدد الكثیر من الناس أوقفت عندكم یطیعونكم فیما تأمرونهم و الأول أظهر قوله علیه السلام أقصاه أی أبعده عن نفسه أی هو موجب لقطع محبته و رفع الفتنة أو أبعده عن الحق قوله علیه السلام أرداه أی أهلكه بأن صار سببا لصدور السفاهة عنه فأهلكه أو صار سببا لرسوخه فی باطله.

«16»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی بِإِسْنَادِ أَبِی قَتَادَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: وَصِیَّةُ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ لِخَدِیجَةَ بِنْتِ خُوَیْلِدٍ علیها السلام إِذَا دَخَلَ عَلَیْهَا یَقُولُ لَهَا یَا بِنْتَ أَخِی لَا تُمَارِی جَاهِلًا وَ لَا

ص: 130


1- بفتح الباء و كسر الزای، قال النجاشیّ فی ص 233: محمّد بن إسماعیل بن بزیع أبو جعفر مولی المنصور أبی جعفر، و ولد بزیع بیت منهم حمزة بن بزیع، كان من صالحی هذه الطائفة و ثقاتهم، كثیر العمل، له كتب منها كتاب ثواب الحجّ و كتاب الحجّ «الی أن قال»: قال محمّد بن عمر الكشّیّ: كان محمّد بن إسماعیل بن بزیع من رجال أبی الحسن موسی علیه السلام و أدرك أبا جعفر الثانی علیه السلام. و قال أبو العباس بن سعید فی تاریخه: ان محمّد بن إسماعیل بن بزیع سمع منصور بن یونس و حماد بن عیسی و یونس بن عبد الرحمن و هذه الطبقة كلها. و قال: سألت عنه علیّ بن الحسن فقال: ثقة، ثقة. و قال محمّد بن یحیی العطاء: أخبرنا محمّد بن أحمد بن یحیی قال: كنت بفید فقال لی محمّد بن علیّ بن بلال: مرّ بنا الی قبر محمّد بن إسماعیل بن بزیع لنزوره فلما أتیناه جلس عند راسه مستقبل القبلة و القبر امامه ثمّ قال: أخبرنی صاحب هذا القبر- یعنی محمّد بن إسماعیل- أنه سمع أبا جعفر علیه السلام یقول: من زار قبر أخیه و وضع یده علی قبره و قرأ انا أنزلناه فی لیلة القدر امن من فزع الأكبر

عَالِماً فَإِنَّكِ مَتَی مَارَیْتِ جَاهِلًا أَذَلَّكِ وَ مَتَی مَارَیْتِ عَالِماً مَنَعَكِ عِلْمَهُ وَ إِنَّمَا یَسْعَدُ بِالْعُلَمَاءِ مَنْ أَطَاعَهُمْ الْخَبَرَ.

«17»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْقِلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ بِنْتِ إِلْیَاسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِیَّاكُمْ وَ مُشَارَّةَ النَّاسِ فَإِنَّهَا تُظْهِرُ الْعُرَّةَ وَ تَدْفِنُ الْغُرَّةَ.

بیان: الأولی بالعین المهملة و الثانیة بالمعجمة و كلتاهما مضمومتان قال الجزری فی المهملة فیه إیاكم و مشارة الناس فإنها تظهر العرة العرة هی القذر و عذرة الناس فاستعیر للمساوی و المثالب و قال فی المعجمة و منه الحدیث إیاكم و مشارة الناس فإنها تدفن الغرة و تظهر العرة الغرة هاهنا الحسن و العمل الصالح شبهه بغرة الفرس و كل شی ء ترفع قیمته فهو غرة انتهی و فی بعض النسخ و مشارة الناس و هی إیصال الشر إلی الغیر لتحوجه إلی أن یوصله إلیك و فی بعضها و مشاجرة الناس أی منازعتهم.

«18»- ع، علل الشرائع أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ الْغِفَارِیِّ (1) عَنْ أَبِی جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ (2)عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِیَّاكُمْ وَ جِدَالَ كُلِّ مَفْتُونٍ فَإِنَّ كُلَّ مَفْتُونٍ مُلَقَّنٌ حُجَّتَهُ إِلَی انْقِضَاءِ مُدَّتِهِ فَإِذَا انْقَضَتْ مُدَّتُهُ أَحْرَقَتْهُ فِتْنَتُهُ بِالنَّارِ (3)

بیان: أی یلقنه الشیطان حجته:

- ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر محمد بن سنان عن جعفر بن إبراهیم مثله.

«19»- مع، معانی الأخبار فِی كَلِمَاتِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِرِوَایَةِ الثُّمَالِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَوْرَعُ النَّاسِ مَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَ إِنْ كَانَ مُحِقّاً (4).

«20»- أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: إِنَّ مِنَ التَّوَاضُعِ أَنْ یَرْضَی الرَّجُلُ بِالْمَجْلِسِ دُونَ الْمَجْلِسِ وَ أَنْ یُسَلِّمَ

ص: 131


1- لعله عبد اللّٰه بن إبراهیم بن أبی عمرو الأنصاریّ الغفاری.
2- لعل الصحیح جعفر بن إبراهیم كما یأتی عن «ین» و هو جعفر بن إبراهیم الجعفری الهاشمی المدنیّ، نقل عن جامع الروات روایة عبد اللّٰه بن إبراهیم الغفاری عنه.
3- یأتی الحدیث تحت الرقم 35 عن أبی محمّد الغفاری عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام.
4- و تقدم بطریق آخر تحت الرقم 3 و یأتی فی الحدیث التالی.

عَلَی مَنْ یَلْقَی وَ أَنْ یَتْرُكَ الْمِرَاءَ وَ إِنْ كَانَ مُحِقّاً وَ لَا یُحِبَّ أَنْ یُحْمَدَ عَلَی التَّقْوَی.

بیان: قوله علیه السلام بالمجلس دون المجلس أی بمجلس دون مجلس آخر أی بأی مجلس كان أو دون المجلس الذی ینبغی فی العرف أن یجلس فیه أی أدون منه أو أدون من مجلس غیره.

«21»- سن، المحاسن أَبِی عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَا تُخَاصِمُوا النَّاسَ فَإِنَّ النَّاسَ لَوِ اسْتَطَاعُوا أَنْ یُحِبُّونَا لَأَحَبُّونَا إِنَّ اللَّهَ أَخَذَ مِیثَاقَ النَّاسِ فَلَا یَزِیدُ فِیهِمْ أَحَدٌ أَبَداً وَ لَا یَنْقُصُ مِنْهُمْ أَحَدٌ أَبَداً (1).

بیان: سیأتی الكلام فی تحقیق هذه الأخبار فی كتاب العدل و المعاد.

«22»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یَهْلِكُ أَصْحَابُ الْكَلَامِ وَ یَنْجُو الْمُسَلِّمُونَ إِنَّ الْمُسَلِّمِینَ هُمُ النُّجَبَاءُ.

«23»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنِ الْحَضْرَمِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ یَهْلِكُ أَصْحَابُ الْكَلَامِ وَ یَنْجُو الْمُسَلِّمُونَ إِنَّ الْمُسَلِّمِینَ هُمُ النُّجَبَاءُ یَقُولُونَ هَذَا یَنْقَادُ وَ هَذَا لَا یَنْقَادُ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ عَلِمُوا كَیْفَ كَانَ أَصْلُ الْخَلْقِ مَا اخْتَلَفَ اثْنَانِ (2).

بیان: یقولون أی یقول المتكلمون لما أسسوه بعقولهم الناقصة هذا ینقاد أی یستقیم علی أصولنا و هذا لا ینقاد أی لا یجری علی الأصول الكلامیة و یحتمل أن یكون إشارة إلی ما یقوله أهل المناظرة فی مجادلاتهم سلمنا هذا و لكن لا نسلم ذلك و الأول أظهر قوله علیه السلام لو علموا كیف كان بدء الخلق لعل المراد أن مناظراتهم فی حقائق الأشیاء و كیفیاتها و كیفیة صدورها عن اللّٰه تعالی إنما هو لجهلهم بأصل الخلق و إنما یقولون بعقولهم و یثبتون بأصولهم مقدمات فاسدة و یبنون علیها تلك الأمور التی یرجع جل علم الكلام إلیها فلو كانوا عالمین بكیفیة الخلق و أصله لما اختلفوا و یحتمل أن یكون المراد العلم بكیفیة خلق أفراد البشر و اختلاف أفهامهم و استعداداتهم فلو علموا ذلك لم

ص: 132


1- یأتی الخبر بهذا الاسناد عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام تحت الرقم 28.
2- أتی الحدیث بطریق آخر تحت الرقم 34

یتنازعوا و لم یتشاجروا و لم یكلفوا أحدا التصدیق بما هو فوق طاقته و لم یتعرضوا لفهم ما لم یكلفوا بفهمه و لا یحیط به علمهم و اعترفوا بالعجز و قصور المدارك و لم یعرضوا أنفسهم للوقوع فی المهالك.

«24»- سن، المحاسن ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ لِلَّهِ وَ لَا تَجْعَلُوهُ لِلنَّاسِ فَإِنَّ مَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ لِلَّهِ وَ مَا كَانَ لِلنَّاسِ فَلَا یَصْعَدُ إِلَی اللَّهِ فَلَا تُخَاصِمُوا النَّاسَ لِدِینِكُمْ فَإِنَّ الْمُخَاصَمَةَ مَمْرَضَةٌ لِلْقَلْبِ إِنَّ اللَّهَ قَالَ لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّكَ لا تَهْدِی مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ یَهْدِی مَنْ یَشاءُ وَ قَالَ أَ فَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّی یَكُونُوا مُؤْمِنِینَ ذَرُوا النَّاسَ فَإِنَّ النَّاسَ أَخَذُوا عَنِ النَّاسِ وَ إِنَّكُمْ أَخَذْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٍّ علیه السلام وَ لَا سَوَاءٌ إِنِّی سَمِعْتُ أَبِی علیه السلام یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ إِذَا كَتَبَ عَلَی عَبْدٍ أَنْ یَدْخُلَ فِی هَذَا الْأَمْرِ كَانَ أَسْرَعَ إِلَیْهِ مِنَ الطَّیْرِ إِلَی وَكْرِهِ (1)

«25»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ صَفْوَانَ وَ فَضَالَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ قَالَ كَانَ أَبِی یَقُولُ مَا لَكُمْ وَ لِدُعَاءِ النَّاسِ إِنَّهُ لَا یَدْخُلُ فِی هَذَا الْأَمْرِ إِلَّا مَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ.

«26»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ ثَابِتٍ (2)

قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا ثَابِتُ مَا لَكُمْ وَ لِلنَّاسِ.

«27»- سن، المحاسن أَبِی عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ الْحُرِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ رَجُلًا أَتَی أَبِی فَقَالَ إِنِّی رَجُلٌ خَصِمٌ أُخَاصِمُ مَنْ أُحِبُّ أَنْ

ص: 133


1- الوكر: عش الطائر و موضعه
2- هو ثابت بن سعید علی ما یستفاد من الحدیث الأول من باب الهدایة من الكافی، و الحدیث هكذا: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن محمّد بن إسماعیل السرّاج، عن ابن مسكان، عن ثابت بن سعید قال: قال أبو عبد اللّٰه علیه السلام: یا ثابت ما لكم و للناس؟ كفوا عن الناس و لا تدعوا أحدا الی أمركم، فو اللّٰه لو أن أهل السماوات و أهل الأرضین اجتمعوا علی أن یهدوا عبدا یرید اللّٰه ضلالته ما استطاعوا علی أن یهدوه، و لو أن أهل السماوات و أهل الأرضین اجتمعوا علی أن یضلوا عبدا یرید اللّٰه هدایته ما استطاعوا أن یضلّوه، كفوا عن الناس و لا یقول أحد: عمی و أخی و ابن عمی و جاری فان اللّٰه إذا أراد بعبد خیرا طیب روحه فلا یسمع معروفا الا عرفه، و لا منكرا الا أنكره، ثمّ یقذف اللّٰه فی قلبه كلمة یجمع بها أمره.

یَدْخُلَ فِی هَذَا الْأَمْرِ فَقَالَ لَهُ أَبِی لَا تُخَاصِمْ أَحَداً فَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَیْراً نَكَتَ فِی قَلْبِهِ حَتَّی إِنَّهُ لَیُبْصِرُ بِهِ الرَّجُلَ مِنْكُمْ یَشْتَهِی لِقَاءَهُ.

قال و حدثنی عن عبد اللّٰه بن یحیی عن ابن مسكان عن ثابت عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام بیان النكت أن تضرب فی الأرض بخشب فیؤثر فیها و النقش فی الأرض و المراد إلقاء الحق فیه و إثباته بحیث تنتقش به و تقبله و الظاهر أن الغرض من تلك الأخبار ترك مجادلة من لا یؤثر الحق فیه و تجب التقیة منه و لما كانوا فی غایة الحرص علی دخول الناس فی الإیمان كانوا یتعرضون للمهالك فبیّن علیه السلام أنه لیس كل من تلقون إلیه شیئا من الخیر یقبله بل لا بد من شرائط یفقدها كثیر من الناس و إن كان فقدها بسوء اختیارهم و سنفصل القول فیها فی محله إن شاء اللّٰه.

«28»- سن، المحاسن أَبِی عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا تُخَاصِمُوا النَّاسَ فَإِنَّ النَّاسَ لَوِ اسْتَطَاعُوا أَنْ یُحِبُّونَا لَأَحَبُّونَا إِنَّ اللَّهَ أَخَذَ مِیثَاقَ شِیعَتِنَا یَوْمَ أَخَذَ مِیثَاقَ النَّبِیِّینَ فَلَا یَزِیدُ فِیهِمْ أَحَدٌ أَبَداً وَ لَا یَنْقُصُ مِنْهُمْ أَحَدٌ أَبَداً (1)

«29»- سن، المحاسن أَبِی عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَدْعُو النَّاسَ إِلَی مَا فِی یَدِی فَقَالَ لَا قُلْتُ إِنِ اسْتَرْشَدَنِی أَحَدٌ أُرْشِدُهُ قَالَ نَعَمْ إِنِ اسْتَرْشَدَكَ فَأَرْشِدْهُ فَإِنِ اسْتَزَادَكَ فَزِدْهُ فَإِنْ جَاحَدَكَ فَجَاحِدْهُ.

بیان: فجاحده أی لا تظهر له معتقدك و إن سألك عنه فلا تعترف به أو المعنی إن أنكر و رد علیك فی شی ء من دینك فأنكر علیه و الأول أوفق بصدر الخبر.

«30»- ضا، فقه الرضا علیه السلام إِیَّاكَ وَ الْخُصُومَةَ فَإِنَّهَا تُورِثُ الشَّكَّ وَ تُحْبِطُ الْعَمَلَ وَ تُرْدِی بِصَاحِبِهَا وَ عَسَی أَنْ یَتَكَلَّمَ بِشَیْ ءٍ فَلَا یُغْفَرَ لَهُ.

«31»- مص، مصباح الشریعة قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام الْمِرَاءُ دَاءٌ رَدِیٌّ وَ لَیْسَ لِلْإِنْسَانِ خَصْلَةٌ شَرٌّ مِنْهُ وَ هُوَ خُلُقُ إِبْلِیسَ وَ نِسْبَتُهُ فَلَا یُمَارِی فِی أَیِّ حَالٍ كَانَ إِلَّا مَنْ كَانَ جَاهِلًا بِنَفْسِهِ وَ بِغَیْرِهِ مَحْرُوماً مِنْ حَقَائِقِ الدِّینِ.

ص: 134


1- تقدم الحدیث بالاسناد عن أبی جعفر علیه السلام تحت الرقم 21.

«32»- رُوِیَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام اجْلِسْ حَتَّی نَتَنَاظَرَ فِی الدِّینِ فَقَالَ یَا هَذَا أَنَا بَصِیرٌ بِدِینِی مَكْشُوفٌ عَلَیَّ هُدَایَ فَإِنْ كُنْتَ جَاهِلًا بِدِینِكَ فَاذْهَبْ وَ اطْلُبْهُ مَا لِی وَ لِلْمُمَارَاةِ وَ إِنَّ الشَّیْطَانَ لَیُوَسْوِسُ لِلرَّجُلِ وَ یُنَاجِیهِ وَ یَقُولُ نَاظِرِ النَّاسَ فِی الدِّینِ كَیْلَا یَظُنُّوا بِكَ الْعَجْزَ وَ الْجَهْلَ ثُمَّ الْمِرَاءُ لَا یَخْلُو مِنْ أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ إِمَّا أَنْ تَتَمَارَی أَنْتَ وَ صَاحِبُكَ فِیمَا تَعْلَمَانِ فَقَدْ تَرَكْتُمَا بِذَلِكَ النَّصِیحَةَ وَ طَلَبْتُمَا الْفَضِیحَةَ وَ أَضَعْتُمَا ذَلِكَ الْعِلْمَ أَوْ تَجْهَلَانِهِ فَأَظْهَرْتُمَا جَهْلًا وَ خَاصَمْتُمَا جَهْلًا أَوْ تَعْلَمُهُ أَنْتَ فَظَلَمْتَ صَاحِبَكَ بِطَلَبِكَ عَثْرَتَهُ أَوْ یَعْلَمُهُ صَاحِبُكَ فَتَرَكْتَ حُرْمَتَهُ وَ لَمْ تُنْزِلْهُ مَنْزِلَتَهُ وَ هَذَا كُلُّهُ مُحَالٌ فَمَنْ أَنْصَفَ وَ قَبِلَ الْحَقَّ وَ تَرَكَ الْمُمَارَاةَ فَقَدْ أَوْثَقَ إِیمَانَهُ وَ أَحْسَنَ صُحْبَةَ دِینِهِ وَ صَانَ عَقْلَهُ (1).

«33»- سر، السرائر مِنْ كِتَابِ الْمَشِیخَةِ لِابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ إِنَّمَا شِیعَتُنَا الْخُرْسُ.

«34»- سر، السرائر مِنْ كِتَابِ الْمَشِیخَةِ لِابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ یَقُولُونَ یَنْقَادُ وَ لَا یَنْقَادُ یَعْنِی أَصْحَابَ الْكَلَامِ أَمَا لَوْ عَلِمُوا كَیْفَ كَانَ بَدْءُ الْخَلْقِ وَ أَصْلُهُ لَمَا اخْتَلَفَ اثْنَانِ (2).

«35»- نی، الغیبة للنعمانی عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یُونُسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقُرَشِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْغِفَارِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِیَّاكُمْ وَ جِدَالَ كُلِّ مَفْتُونٍ فَإِنَّهُ مُلَقَّنٌ حُجَّتَهُ إِلَی انْقِضَاءِ مُدَّتِهِ فَإِذَا انْقَضَتْ مُدَّتُهُ أَلْهَبَتْهُ خَطِیئَتُهُ وَ أَحْرَقَتْهُ (3).

«36»- جا، المجالس للمفید الْحَسَنُ بْنُ حَمْزَةَ الطَّبَرِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَاتِمٍ الْقَزْوِینِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَخْزُومِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَمُّونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَعَانَنَا بِلِسَانِهِ عَلَی عَدُوِّنَا أَنْطَقَهُ اللَّهُ بِحُجَّتِهِ یَوْمَ مَوْقِفِهِ بَیْنَ یَدَیْهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

ص: 135


1- من قوله: ثم المراء إلی آخر ما نقل لیس من الروایة كما هو ظاهر. ط.
2- تقدم الحدیث بطریق آخر تحت الرق 23.
3- تقدم الحدیث تحت الرقم 18 عن الغفاری، عن أبی جعفر بن إبراهیم، عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام فالسند لا یخلو عن احتمال ارسال، و ذیلناه هنا بما یناسب المقام ایضا.

«37»- جا، المجالس للمفید الْجِعَابِیُّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یُوسُفَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ عَنْ أَبِی زِیَادٍ الْفُقَیْمِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ الْكَلَامَ فِیمَا لَا یَعْنِیهِ.

«38»- كش، رجال الكشی حَمْدَوَیْهِ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ النَّاسَ یَعِیبُونَ عَلَیَّ بِالْكَلَامِ وَ أَنَا أُكَلِّمُ النَّاسَ فَقَالَ أَمَّا مِثْلُكَ مَنْ یَقَعُ ثُمَّ یَطِیرُ فَنَعَمْ وَ أَمَّا مَنْ یَقَعُ ثُمَّ لَا یَطِیرُ فَلَا.

«39»- كش، رجال الكشی حَمْدَوَیْهِ وَ مُحَمَّدٌ ابْنَا نُصَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبَانٍ الْأَحْمَرِ عَنِ الطَّیَّارِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بَلَغَنِی أَنَّكَ كَرِهْتَ مُنَاظَرَةَ النَّاسِ فَقَالَ أَمَّا كَلَامُ مِثْلِكَ فَلَا یُكْرَهُ مَنْ إِذَا طَارَ یُحْسِنُ أَنْ یَقَعَ وَ إِنْ وَقَعَ یُحْسِنُ أَنْ یَطِیرَ فَمَنْ كَانَ هَكَذَا لَا نَكْرَهُهُ.

«40»- كش، رجال الكشی حَمْدَوَیْهِ وَ مُحَمَّدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا فَعَلَ ابْنُ الطَّیَّارِ قَالَ قُلْتُ مَاتَ قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ لَقَّاهُ نَضْرَةً وَ سُرُوراً فَقَدْ كَانَ شَدِیدَ الْخُصُومَةِ عَنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ (1).

«41»- كش، رجال الكشی حَمْدَوَیْهِ وَ مُحَمَّدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْأَحْوَلِ (2) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا فَعَلَ ابْنُ الطَّیَّارِ فَقُلْتُ تُوُفِّیَ فَقَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ الرَّحْمَةَ وَ النَّضْرَةَ فَإِنَّهُ كَانَ یُخَاصِمُ عَنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ.

«42»- كش، رجال الكشی نضر [نَصْرُ] بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ یَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ كَلِّمْ أَهْلَ الْمَدِینَةِ فَإِنِّی أُحِبُّ أَنْ یُرَی فِی رِجَالِ الشِّیعَةِ مِثْلُكَ.

«43»- كش، رجال الكشی حَمْدَوَیْهِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِیمٍ قَالَ: ذُكِرَ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام أَصْحَابُ الْكَلَامِ فَقَالَ أَمَّا ابْنُ حَكِیمٍ فَدَعُوهُ.

ص: 136


1- كأن الخصومة ضمنت معنی الدفع و لذلك عدی بعن، و كذلك فی الخبر التالی
2- هو محمّد بن علیّ بن النعمان بن أبی طریفة البجلیّ مولی الأحوال أبو جعفر الكوفیّ الصیرفی الملقب عندنا بمؤمن الطاق و شاء الطاق و صاحب الطاق و عند المخالفون بشیطان الطاق كان متكلما حاذقا، حاضر الجواب، له مناظرات مع زید بن علیّ و أبی حنیفة و الضحّاك الشاری و ابن أبی العوجاء فافحمهم

«44»- كش، رجال الكشی حَمْدَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ حَمَّادٍ قَالَ: كَانَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام یَأْمُرُ مُحَمَّدَ بْنَ حَكِیمٍ أَنْ یُجَالِسَ أَهْلَ الْمَدِینَةِ فِی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنْ یُكَلِّمَهُمْ وَ یُخَاصِمَهُمْ حَتَّی كَلَّمَهُمْ فِی صَاحِبِ الْقَبْرِ وَ كَانَ إِذَا انْصَرَفَ إِلَیْهِ قَالَ مَا قُلْتَ لَهُمْ وَ مَا قَالُوا لَكَ وَ یَرْضَی بِذَلِكَ مِنْهُ.

كش، رجال الكشی محمد بن مسعود عن علی بن محمد بن یزید عن الأشعری عن ابن هاشم عن یحیی بن عمران عن یونس عن محمد بن حكیم مثله.

«45»- ختص، الإختصاص قَالَ الرِّضَا علیه السلام لَا تُمَارِیَنَّ الْعُلَمَاءَ فَیَرْفُضُوكَ وَ لَا تُمَارِیَنَّ السُّفَهَاءَ فَیَجْهَلُوا عَلَیْكَ.

«46»- أَقُولُ قَالَ السَّیِّدُ بْنُ طَاوُسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی كَشْفِ الْمَحَجَّةِ رَوَیْتُ مِنْ كِتَابِ أَبِی مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِیِّ وَ نَقَلْتُهُ مِنْ أَصْلٍ قُرِئَ عَلَی الشَّیْخِ هَارُونَ بْنِ مُوسَی التَّلَّعُكْبَرِیِّ رَوَاهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: أَرَدْتُ الدُّخُولَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لِی مُؤْمِنُ الطَّاقِ اسْتَأْذِنْ لِی عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ نَعَمْ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ فَأَعْلَمْتُهُ مَكَانَهُ فَقَالَ لَا تَأْذَنْ لَهُ عَلَیَّ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ انْقِطَاعُهُ إِلَیْكُمْ وَ وَلَاؤُهُ لَكُمْ وَ جِدَالُهُ فِیكُمْ وَ لَا یَقْدِرُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ أَنْ یَخْصِمَهُ فَقَالَ بَلْ یَخْصِمُهُ صَبِیٌّ مِنْ صِبْیَانِ الْكُتَّابِ (1) فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هُوَ أَجْدَلُ مِنْ ذَلِكَ وَ قَدْ خَاصَمَ جَمِیعَ أَهْلِ الْأَدْیَانِ فَخَصَمَهُمْ فَكَیْفَ یَخْصِمُهُ غُلَامٌ مِنَ الْغِلْمَانِ وَ صَبِیٌّ مِنَ الصِّبْیَانِ فَقَالَ یَقُولُ لَهُ الصَّبِیُّ أَخْبِرْنِی عَنْ إِمَامِكَ أَمَرَكَ أَنْ تُخَاصِمَ النَّاسَ فَلَا یَقْدِرُ أَنْ یَكْذِبَ عَلَیَّ فَیَقُولُ لَا فَیَقُولُ لَهُ فَأَنْتَ تُخَاصِمُ النَّاسَ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَأْمُرَكَ إِمَامُكَ فَأَنْتَ عَاصٍ لَهُ فَیَخْصِمُهُ یَا ابْنَ سِنَانٍ لَا تَأْذَنْ لَهُ عَلَیَّ فَإِنَّ الْكَلَامَ وَ الْخُصُومَاتِ تُفْسِدُ النِّیَّةَ وَ تَمْحَقُ الدِّینَ.

«47»- وَ مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ عَنْ عَاصِمٍ الْحَنَّاطِ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ أَنَا عِنْدَهُ إِیَّاكَ وَ أَصْحَابَ الْكَلَامِ وَ الْخُصُومَاتِ وَ مُجَالَسَتَهُمْ فَإِنَّهُمْ تَرَكُوا مَا أُمِرُوا بِعِلْمِهِ وَ تَكَلَّفُوا مَا لَمْ یُؤْمَرُوا بِعِلْمِهِ حَتَّی تَكَلَّفُوا عِلْمَ السَّمَاءِ یَا أَبَا عُبَیْدَةَ خَالِطِ النَّاسَ بِأَخْلَاقِهِمْ وَ زَائِلْهُمْ بِأَعْمَالِهِمْ یَا أَبَا عُبَیْدَةَ إِنَّا لَا نَعُدُّ الرَّجُلَ فَقِیهاً عَالِماً حَتَّی یَعْرِفَ

ص: 137


1- بضم الكاف و فتح التاء المشددة: موضع التعلیم

لَحْنَ الْقَوْلِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِی لَحْنِ الْقَوْلِ (1).

«48»- وَ مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ عَنْ جَمِیلٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ مُتَكَلِّمُو هَذِهِ الْعِصَابَةِ مِنْ شِرَارِ مَنْ هُمْ مِنْهُمْ.

قال السید رحمه اللّٰه و یحتمل أن یكون المراد بهذا الحدیث یا ولدی المتكلمین الذین یطلبون بكلامهم و علمهم ما لا یرضاه اللّٰه جل جلاله أو یكونون ممن یشغلهم الاشتغال بعلم الكلام عما هو واجب علیهم من فرائض اللّٰه جل جلاله ثم قال رحمه اللّٰه و مما یؤكد تصدیق الروایات بالتحذیر من علم الكلام و ما فیه من الشبهات أننی وجدت الشیخ العالم سعید بن هبة اللّٰه الراوندی قد صنف كراسا و هی عندی الآن فی الخلاف الذی تجدد بین الشیخ المفید و المرتضی رحمهما اللّٰه و كانا من أعظم أهل زمانهما و خاصة شیخنا المفید فذكر فی الكراس نحو خمس و تسعین مسألة قد وقع الخلاف بینهما فیها من علم الأصول و قال فی آخرها لو استوفیت ما اختلفا فیه لطال الكتاب و هذا یدلك علی أنه طریق بعید عن معرفة رب الأرباب.

«49»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِیَّاكُمْ وَ الْجِدَالَ فَإِنَّهُ یُورِثُ الشَّكَّ فِی دِینِ اللَّهِ.

«50»- مُنْیَةُ الْمُرِیدِ، قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ذَرُوا الْمِرَاءَ فَإِنَّهُ لَا تُفْهَمُ حِكْمَتُهُ وَ لَا تُؤْمَنُ فِتْنَتُهُ.

«51»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَ هُوَ مُحِقٌّ بُنِیَ لَهُ بَیْتٌ فِی أَعْلَی الْجَنَّةِ وَ مَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَ هُوَ مُبْطِلٌ یُبْنَی لَهُ بَیْتٌ فِی رَبَضِ الْجَنَّةِ.

«52»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَا ضَلَّ قَوْمٌ إِلَّا أَوْثَقُوا الْجَدَلَ.

«53»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یَسْتَكْمِلُ عَبْدٌ حَقِیقَةَ الْإِیمَانِ حَتَّی یَدَعَ الْمِرَاءَ وَ إِنْ كَانَ مُحِقّاً.

«54»- وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی الدَّرْدَاءِ وَ أَبِی أُمَامَةَ وَ وَاثِلَةَ وَ أَنَسٍ قَالُوا خَرَجَ عَلَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْماً وَ نَحْنُ نَتَمَارَی فِی شَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِ الدِّینِ فَغَضِبَ غَضَباً شَدِیداً لَمْ یَغْضَبْ مِثْلَهُ ثُمَّ قَالَ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِهَذَا ذَرُوا الْمِرَاءَ فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا یُمَارِی ذَرُوا الْمِرَاءَ فَإِنَ

ص: 138


1- أتی عن كتاب عاصم تحت الرقم 58

الْمُمَارِیَ قَدْ تَمَّتْ خَسَارَتُهُ ذَرُوا الْمِرَاءَ فَإِنَّ الْمُمَارِیَ لَا أَشْفَعُ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ذَرُوا الْمِرَاءَ فَأَنَا زَعِیمٌ بِثَلَاثَةِ أَبْیَاتٍ فِی الْجَنَّةِ فِی رِیَاضِهَا(1)وَ أَوْسَطِهَا وَ أَعْلَاهَا لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَ هُوَ صَادِقٌ ذَرُوا الْمِرَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ مَا نَهَانِی عَنْهُ رَبِّی بَعْدَ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ الْمِرَاءُ.

«55»- وَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: ثَلَاثٌ مَنْ لَقِیَ اللَّهَ بِهِنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ مِنْ أَیِّ بَابٍ شَاءَ مَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ وَ خَشِیَ اللَّهَ فِی الْمَغِیبِ وَ الْمَحْضَرِ وَ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَ إِنْ كَانَ مُحِقّاً.

«56»- وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِیَّاكُمْ وَ الْمِرَاءَ وَ الْخُصُومَةَ فَإِنَّهُمَا یُمْرِضَانِ الْقُلُوبَ عَلَی الْإِخْوَانِ وَ یَنْبُتُ عَلَیْهِمَا النِّفَاقُ.

«57»- وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِیَّاكَ وَ مُلَاحَاةَ الرِّجَالِ.

«58»- كِتَابُ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ، عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ إِیَّاكُمْ وَ أَصْحَابَ الْخُصُومَاتِ وَ الْكَذَّابِینَ فَإِنَّهُمْ تَرَكُوا مَا أُمِرُوا بِعِلْمِهِ وَ تَكَلَّفُوا مَا لَمْ یُؤْمَرُوا بِعِلْمِهِ حَتَّی تَكَلَّفُوا عِلْمَ السَّمَاءِ یَا أَبَا عُبَیْدَةَ خَالِقِ النَّاسَ بِأَخْلَاقِهِمْ یَا أَبَا عُبَیْدَةَ إِنَّا لَا نَعُدُّ الرَّجُلَ فِینَا عَاقِلًا حَتَّی یَعْرِفَ لَحْنَ الْقَوْلِ ثُمَّ قَرَأَ علیه السلام وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِی لَحْنِ الْقَوْلِ وَ اللَّهُ یَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ تقدم الحدیث عن كشف المحجة تحت الرقم 47.

ص: 139


1- و فی نسخة: فی ربضها

«59»- كِتَابُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَیْحٍ، عَنْ حُمَیْدِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ أُنَاساً دَخَلُوا عَلَی أَبِی رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَذَكَرُوا لَهُ خُصُومَتَهُمْ مَعَ النَّاسِ فَقَالَ لَهُمْ هَلْ تَعْرِفُونَ كِتَابَ اللَّهِ مَا كَانَ فِیهِ نَاسِخٌ أَوْ مَنْسُوخٌ قَالُوا لَا فَقَالَ لَهُمْ وَ مَا حَمَلَكُمْ عَلَی الْخُصُومَةِ لَعَلَّكُمْ تُحِلُّونَ حَرَاماً أَوْ تُحَرِّمُونَ حَلَالًا وَ لَا تَدْرُونَ إِنَّمَا یَتَكَلَّمُ فِی كِتَابِ اللَّهِ مَنْ یَعْرِفُ حَلَالَ اللَّهِ وَ حَرَامَهُ قَالُوا لَهُ أَ تُرِیدُ أَنْ نَكُونَ مُرْجِئَةً قَالَ لَهُمْ أَبِی وَیْحَكُمْ مَا أَنَا بِمُرْجِئِیٍّ وَ لَكِنْ أَمَرْتُكُمْ بِالْحَقِّ.

«60»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ یَدْعُو أَصْحَابَهُ مَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَیْراً سَمِعَ وَ عَرَفَ مَا یَدْعُوهُ إِلَیْهِ وَ مَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ شَرّاً طَبَعَ عَلَی قَلْبِهِ فَلَا یَسْمَعُ وَ لَا یَعْقِلُ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا

باب 18 ذم إنكار الحق و الإعراض عنه و الطعن علی أهله

الآیات؛

البقرة: «ثُمَّ تَوَلَّیْتُمْ إِلَّا قَلِیلًا مِنْكُمْ وَ أَنْتُمْ مُعْرِضُونَ»(82)

الأنعام: «فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآیاتِ اللَّهِ وَ صَدَفَ عَنْها سَنَجْزِی الَّذِینَ یَصْدِفُونَ عَنْ آیاتِنا سُوءَ الْعَذابِ بِما كانُوا یَصْدِفُونَ»(157)

یونس: «فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّی تُصْرَفُونَ»(32)

الرعد: «وَ لَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِیٍّ وَ لا واقٍ»(36)

الكهف: «وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآیاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها»(56)

طه: «وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِی فَإِنَّ لَهُ مَعِیشَةً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ أَعْمی قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِی أَعْمی وَ قَدْ كُنْتُ بَصِیراً قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آیاتُنا فَنَسِیتَها وَ كَذلِكَ الْیَوْمَ تُنْسی»(123 ،124 ،125)

النمل: «حَتَّی إِذا جاؤُ قالَ أَ كَذَّبْتُمْ بِآیاتِی وَ لَمْ تُحِیطُوا بِها عِلْماً»(84)

العنكبوت: «وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَری عَلَی اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُ أَ لَیْسَ فِی جَهَنَّمَ مَثْویً لِلْكافِرِینَ»(68)

التنزیل: «وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآیاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِینَ مُنْتَقِمُونَ»(22)

الزمر: «فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَی اللَّهِ وَ كَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ أَ لَیْسَ فِی جَهَنَّمَ

ص: 140

مَثْویً لِلْكافِرِینَ وَ الَّذِی جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ»(32 ، 33)

الجاثیة: «وَیْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِیمٍ یَسْمَعُ آیاتِ اللَّهِ تُتْلی عَلَیْهِ ثُمَّ یُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ یَسْمَعْها فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِیمٍ وَ إِذا عَلِمَ مِنْ آیاتِنا شَیْئاً اتَّخَذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِینٌ»(8 ، 9)

الأحقاف: «وَ الَّذِینَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ»(3)

«1»- مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَنْ یَدْخُلَ الْجَنَّةَ عَبْدٌ فِی قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ وَ لَا یَدْخُلُ النَّارَ عَبْدٌ فِی قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِیمَانٍ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ الرَّجُلَ لَیَلْبَسُ الثَّوْبَ أَوْ یَرْكَبُ الدَّابَّةَ فَیَكَادُ یُعْرَفُ مِنْهُ الْكِبْرُ قَالَ لَیْسَ بِذَاكَ إِنَّمَا الْكِبْرُ إِنْكَارُ الْحَقِّ وَ الْإِیمَانُ الْإِقْرَارُ بِالْحَقِّ.

«2»- مع، معانی الأخبار ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ مَرَّارٍ عَنْ یُونُسَ عَنِ الْخَزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا یَعْنِی أَبَا جَعْفَرٍ وَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِی قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ قَالَ قُلْتُ إِنَّا نَلْبَسُ الثَّوْبَ الْحَسَنَ فَیَدْخُلُنَا الْعُجْبُ فَقَالَ إِنَّمَا ذَاكَ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ(1).

بیان: أی التكبر علی اللّٰه بعدم قبول الحق و الإعجاب فیما بینه و بین اللّٰه بأن یعظم عنده عمله و یمن علی اللّٰه به.

«3»- مع، معانی الأخبار ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ ابْنِ فَرْقَدٍ عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ فِی قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنَ الْكِبْرِ وَ لَا یَدْخُلُ النَّارَ مَنْ فِی قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِیمَانٍ قَالَ فَاسْتَرْجَعْتُ فَقَالَ مَا لَكَ تَسْتَرْجِعُ فَقُلْتُ لِمَا أَسْمَعُ مِنْكَ فَقَالَ لَیْسَ حَیْثُ تَذْهَبُ إِنَّمَا أَعْنِی الْجُحُودَ إِنَّمَا هُوَ الْجُحُودُ.

ص: 141


1- لظاهر أن المراد به: أن ذلك سیئة بینه و بین ربّه إن شاء اخذه به و إن شاء غفر له، و هو غیر الكبر الذی ذكره و هو استكبار علی اللّٰه و لا یغفر له، علی ما یفسره الخبر السابق و اللاحق. و أمّا ما ذكره رحمه اللّٰه فظاهر أنّه غیر منطبق علی الخبر ان كان أراد بذلك تفسیر تمام الخبر. ط

«4»- مع، معانی الأخبار بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ حُرٍّ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْكِبْرُ أَنْ یَغْمِصَ النَّاسَ وَ یَسْفَهَ الْحَقَّ.

«5»- مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَیْفٍ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ أَعْظَمَ الْكِبْرِ غَمْصُ الْخَلْقِ وَ سَفَهُ الْحَقِّ قُلْتُ وَ مَا غَمْصُ الْخَلْقِ وَ سَفَهُ الْحَقِّ قَالَ یَجْهَلُ الْحَقَّ وَ یَطْعُنُ عَلَی أَهْلِهِ وَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ نَازَعَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِی رِدَائِهِ.

«6»- مع، معانی الأخبار مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْكُوفِیِّ عَنِ ابْنِ بَقَّاحٍ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ دَخَلَ مَكَّةَ مُبَرَّأً مِنَ الْكِبْرِ غُفِرَ ذَنْبُهُ قُلْتُ وَ مَا الْكِبْرُ قَالَ غَمْصُ الْخَلْقِ وَ سَفَهُ الْحَقِّ قُلْتُ وَ كَیْفَ ذَاكَ قَالَ یَجْهَلُ الْحَقَّ وَ یَطْعُنُ عَلَی أَهْلِهِ.

أقول: قال الصدوق رحمة اللّٰه علیه بعد هذا الخبر فی كتاب الخلیل بن أحمد یقال فلان غمص الناس و غمص النعمة إذا تهاون بها و بحقوقهم و یقال إنه لمغموص علیه فی دینه أی مطعون علیه و قد غمص النعمة و العافیة إذا لم یشكرها قال أبو عبیدة فی قوله علیه السلام سفه الحق هو أن یری الحق سفها و جهلا و قال اللّٰه تبارك و تعالی وَ مَنْ یَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِیمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ و قال بعض المفسرین إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ یقول سفهها و أما قوله غمص الناس فإنه الاحتقار لهم و الإزراء بهم و ما أشبه ذلك قال و فیه لغة أخری غیر هذا الحدیث و غمص بالصاد غیر معجمة و هو بمعنی غمط و الغمص فی العین و القطعة منه غمصة و الغمیصاء كوكب و المغمص فی المعاء غلظة و تقطیع و وجع.

بیان: قال الجزری فیه إنما البغی من سفه الحق أی من جهله و قیل جهل نفسه و لم یفكر فیها و فی الكلام محذوف تقدیره إنما البغی فعل من سفه الحق و السفه فی الأصل الخفة و الطیش و سفه فلان رأیه إذا كان مضطربا لا استقامة له و السفیه الجاهل و رواه الزمخشری من سفه الحق علی أنه اسم مضاف إلی الحق قال و فیها وجهان أحدهما أن یكون علی حذف الجار و إیصال الفعل كأن الأصل سفه علی الحق و الثانی أن یضمن معنی فعل متعد كجهل و المعنی الاستخفاف بالحق و أن لا یراه

ص: 142

علی ما هو علیه من الرجحان و الرزانة و قال فی غمص بالغین المعجمة و الصاد المهملة فیه إنما ذلك من سفه الحق و غمص الناس أی احتقرهم و لم یرهم شیئا تقول منه غمص الناس یغمصهم غمصا و قال فیه الكبر أن تسفه الحق و تغمط الناس الغمط الاستهانة و الاستحقار و هو مثل الغمص یقال غَمَطَ یَغْمِطُ و غَمِطَ یَغْمَطُ و أما قول الصدوق و الغمص فی العین أی یطلق الغمص علی وسخ أبیض تجتمع فی مؤق العین و یقال للجاری منه غمص و للیابس رمص و أما قوله و المغمص ففیما عندنا من النسخ بالمیمین و لم یرد بهذا المعنی و إنما یطلق علی هذا الداء المغص بالمیم الواحدة و بناؤه مخالف لبناء هذه الكلمة فإن فی إحداهما الفاء میم و العین غین و فی الأخری الفاء غین و العین میم.

«7»- نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَنْ أَبْدَی صَفْحَتَهُ لِلْحَقِّ هَلَكَ.

بیان: أی صار معارضا للحق أو تجرد لنصرة الحق فی مقابلة كل أحد و یؤیده أن فی روایة أخری هلك عند جهلة الناس.

«8»- نهج، نهج البلاغة قَالَ علیه السلام مَنْ صَارَعَ الْحَقَّ صَرَعَهُ.

«9»- مُنْیَةُ الْمُرِیدِ، قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ فِی قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ كِبْرٍ فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا هَلَكْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَحَدَنَا یُحِبُّ أَنْ یَكُونَ نَعْلُهُ حَسَناً وَ ثَوْبُهُ حَسَناً فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْسَ هَذَا الْكِبْرَ إِنَّمَا الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَ غَمْصُ النَّاسِ.

بیان: قال فی النهایة بطر الحق أن یجعل ما جعله اللّٰه حقا من توحیده و عبادته باطلا و قیل هو أن یتجبر عند الحق فلا یراه حقا و قیل هو أن یتكبر عن الحق فلا یقبله.

ص: 143

باب 19 فضل كتابة الحدیث و روایته

«1»- لی، الأمالی للصدوق عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمُؤْمِنُ إِذَا مَاتَ وَ تَرَكَ وَرَقَةً وَاحِدَةً عَلَیْهَا عِلْمٌ تَكُونُ تِلْكَ الْوَرَقَةُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ سِتْراً فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ النَّارِ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بِكُلِّ حَرْفٍ مَكْتُوبٍ عَلَیْهَا مَدِینَةً أَوْسَعَ مِنَ الدُّنْیَا سَبْعَ مَرَّاتٍ.

«2»- وَ نُقِلَ مِنْ خَطِّ الشَّهِیدِ الثَّانِی قُدِّسَ سِرُّهُ نَقْلًا مِنْ خَطِّ قُطْبِ الدِّینِ الْكَیْدُرِیِّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ وَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یَقْعُدُ سَاعَةً عِنْدَ الْعَالِمِ إِلَّا نَادَاهُ رَبُّهُ جَلَسْتَ إِلَی حَبِیبِی وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَأُسْكِنَنَّكَ الْجَنَّةَ مَعَهُ وَ لَا أُبَالِی.

وَ رَوَاهُ فِی كِتَابِ الدُّرَّةِ الْبَاهِرَةِ مِنَ الْأَصْدَافِ الطَّاهِرَةِ.

«3»- لی، الأمالی للصدوق ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیِّ الْعُمَرِیِّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ ارْحَمْ خُلَفَائِی ثَلَاثاً قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ خُلَفَاؤُكَ قَالَ الَّذِینَ یَتَّبِعُونَ حَدِیثِی وَ سُنَّتِی ثُمَّ یُعَلِّمُونَهَا أُمَّتِی.

«4»- ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ ارْحَمْ خُلَفَائِی ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قِیلَ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ خُلَفَاؤُكَ قَالَ الَّذِینَ یَأْتُونَ مِنْ بَعْدِی وَ یَرْوُونَ أَحَادِیثِی وَ سُنَّتِی فَیُسَلِّمُونَهَا النَّاسَ مِنْ بَعْدِی.

صح، صحیفة الرضا علیه السلام عنه علیه السلام مثله

غو، غوالی اللئالی عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ أُولَئِكَ رُفَقَائِی فِی الْجَنَّةِ

«5»- لی، الأمالی للصدوق ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ خَطَّابِ بْنِ مَسْلَمَةَ عَنِ الْفُضَیْلِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا فُضَیْلُ إِنَّ حَدِیثَنَا یُحْیِی الْقُلُوبَ.

«6»- ل، الخصال أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ خَیْثَمَةَ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام تَزَاوَرُوا فِی بُیُوتِكُمْ فَإِنَّ ذَلِكَ حَیَاةٌ لِأَمْرِنَا رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً أَحْیَا أَمْرَنَا.

ص: 144

«7»- مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ دَاوُدَ الْیَعْقُوبِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ ارْحَمْ خُلَفَائِی اللَّهُمَّ ارْحَمْ خُلَفَائِی اللَّهُمَّ ارْحَمْ خُلَفَائِی قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ خُلَفَاؤُكَ قَالَ الَّذِینَ یَأْتُونَ مِنْ بَعْدِی یَرْوُونَ حَدِیثِی وَ سُنَّتِی (1).

«8»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَجُلٌ رَاوِیَةٌ لِحَدِیثِكُمْ یَبُثُّ ذَلِكَ إِلَی النَّاسِ وَ یُشَدِّدُهُ فِی قُلُوبِ شِیعَتِكُمْ وَ لَعَلَّ عَابِداً مِنْ شِیعَتِكُمْ لَیْسَتْ لَهُ هَذِهِ الرِّوَایَةُ أَیُّهُمَا أَفْضَلُ قَالَ رَاوِیَةٌ لِحَدِیثِنَا یَبُثُّ فِی النَّاسِ وَ یُشَدِّدُ فِی قُلُوبِ شِیعَتِنَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ.

بیان: الراویة صیغة مبالغة أی كثیر الروایة.

«9»- یر، بصائر الدرجات ابْنُ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ رَجُلَیْنِ أَحَدُهُمَا فَقِیهٌ رَاوِیَةٌ لِلْحَدِیثِ وَ الْآخَرُ لَیْسَ لَهُ مِثْلُ رِوَایَتِهِ فَقَالَ الرَّاوِیَةُ لِلْحَدِیثِ الْمُتَفَقِّهُ فِی الدِّینِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ لَا فِقْهَ لَهُ وَ لَا رِوَایَةَ.

«10»- سن، المحاسن الْقَاسِمُ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ذِكْرُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ شِفَاءٌ مِنَ الْوَعْكِ (2) وَ الْأَسْقَامِ وَ وَسْوَاسِ الرَّیْبِ وَ حُبُّنَا رِضَی الرَّبِّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی.

«11»- یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُوسَی بْنِ طَلْحَةَ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُعْفِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی الرِّضَا علیه السلام وَ مَعِی صَحِیفَةٌ أَوْ قِرْطَاسٌ فِیهِ عَنْ جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ الدُّنْیَا مُثِّلَتْ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ فِی مِثْلِ فِلْقَةِ الْجَوْزَةِ فَقَالَ یَا حَمْزَةُ ذَا وَ اللَّهِ حَقٌّ فَانْقُلُوهُ إِلَی أَدِیمٍ.

«12»- یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَعْفَرِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ قَالَ: كَتَبْتُ فِی ظَهْرِ قِرْطَاسٍ أَنَّ الدُّنْیَا مُمَثَّلَةٌ لِلْإِمَامِ كَفِلْقَةِ الْجَوْزَةِ فَدَفَعْتُهُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام وَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ أَصْحَابَنَا رَوَوْا حَدِیثاً مَا أَنْكَرْتُهُ غَیْرَ أَنِّی أَحْبَبْتُ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْكَ قَالَ فَنَظَرَ فِیهِ ثُمَّ طَوَاهُ حَتَّی ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ شَقَّ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ هُوَ حَقٌّ فَحَوِّلْهُ فِی أَدِیمٍ.

ص: 145


1- تقدم عن الأمالی تحت الرقم 3.
2- بالفتح و السكون: شدة الحمی

بیان: فلقة الجوزة بالكسر بعضها أو نصفها قال الجوهری الفلقة أیضا الكسرة یقال أعطنی فلقة الجفنة و هی نصفها و المعنی أن جمیع الدنیا حاضرة عند علم الإمام یعلم ما یقع فیها كنصف جوزة یكون فی ید أحدكم ینظر إلیه و إنما قال علیه السلام فحوله فی أدیم و فی بعض النسخ إلی أدیم لیكون أدوم و أكثر بقاء من القرطاس لاهتمامه بضبط هذا الحدیث و یظهر منه استحباب كتابة الحدیث و ضبطه و الاعتناء به و كون ما یكتب فیه الحدیث شیئا لا یسرع إلیه الاضمحلال لا سیما الأخبار المتعلقة بفضائلهم و مناقبهم علیهم السلام.

«13»- سن، المحاسن أَبِی عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ الْحَلَبِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا أَرَدْتُ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ وَ لَأُحَدِّثَنَّكُمْ وَ لَأَنْصَحَنَّ لَكُمْ وَ كَیْفَ لَا أَنْصَحُ لَكُمْ وَ أَنْتُمْ وَ اللَّهِ جُنْدُ اللَّهِ وَ اللَّهِ مَا یَعْبُدُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَهْلُ دِینٍ غَیْرُكُمْ فَخُذُوهُ وَ لَا تُذِیعُوهُ وَ لَا تَحْبِسُوهُ عَنْ أَهْلِهِ فَلَوْ حَبَسْتُ عَنْكُمْ یُحْبَسُ عَنِّی.

بیان: لعل المراد أنی قبل ذلك ما كنت أرید أن أحدثكم إما لعدم قابلیتكم أو للتقیة و لكن الآن أحدثكم لرفع هذا المانع و حمله علی الاستفهام الإنكاری بعید و قوله علیه السلام و لا تذیعوه أی عند غیر أهله و قوله فلو حبست عنكم لحبس عنی حث علی بذله لأهله بأن الحبس عنهم یوجب الحبس عنكم.

«14»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ یُونُسَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَارِعُوا فِی طَلَبِ الْعِلْمِ فَوَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَحَدِیثٌ وَاحِدٌ فِی حَلَالٍ وَ حَرَامٍ تَأْخُذُهُ عَنْ صَادِقٍ خَیْرٌ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا حَمَلَتْ مِنْ ذَهَبٍ وَ فِضَّةٍ وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ یَقُولُ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَ إِنْ كَانَ عَلِیٌّ لَیَأْمُرُ بِقِرَاءَةِ الْمُصْحَفِ.

بیان: یظهر من استشهاده بالآیة أن الأخذ فیها شامل للتعلم و العمل و إن احتمل أن یكون الاستشهاد من جهة أن العمل یتوقف علی العلم و إن فی قوله و إن كان مخففة.

«15»- سن، المحاسن بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی یَا جَابِرُ وَ اللَّهِ لَحَدِیثٌ تُصِیبُهُ مِنْ

ص: 146

صَادِقٍ فِی حَلَالٍ وَ حَرَامٍ خَیْرٌ لَكَ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَیْهِ الشَّمْسُ حَتَّی تَغْرُبَ.

«16»- جا، المجالس للمفید ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ غَزْوَانَ وَ عِیسَی بْنِ أَبِی مَنْصُورٍ (1) عَنِ ابْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: نَفَسُ الْمَهْمُومِ لِظُلْمِنَا تَسْبِیحٌ وَ هَمُّهُ لَنَا عِبَادَةٌ وَ كِتْمَانُ سِرِّنَا جِهَادٌ فِی سَبِیلِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَجِبُ أَنْ یُكْتَبَ هَذَا الْحَدِیثُ بِمَاءِ الذَّهَبِ.

«17»- حة، فرحة الغری یَحْیَی بْنُ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْبَرَكَاتِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ الصَّنْعَانِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَطْبَةَ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ عَنْ شَیْخِ الطَّائِفَةِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّازِیِّ عَنْ أَبِی مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِیرَةِ (2) عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَخِیهِ جَعْفَرٍ عَنْ رِجَالِهِ یَرْفَعُهُ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الصَّادِقِ علیه السلام وَ قَدْ ذُكِرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ یَا ابْنَ مَارِدٍ مَنْ زَارَ جَدِّی عَارِفاً بِحَقِّهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَجَّةً مَقْبُولَةً وَ عُمْرَةً مَبْرُورَةً یَا ابْنَ مَارِدٍ وَ اللَّهِ مَا یُطْعِمُ اللَّهُ النَّارَ قَدَماً تَغَبَّرَتْ فِی زِیَارَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَاشِیاً كَانَ أَوْ رَاكِباً یَا ابْنَ مَارِدٍ اكْتُبْ هَذَا الْحَدِیثَ بِمَاءِ الذَّهَبِ.

بیان: یمكن الاستدلال بهما علی جواز كتابة الحدیث بالذهب بل علی استحباب كتابة غرر الأخبار بها لكن الظاهر أن الغرض بیان رفعة شأن الخبر و المعنی الحقیقی غیر منظور فی أمثال تلك الإطلاقات.

«18»- غو، غوالی اللئالی رَوَی ابْنُ جُرَیْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أُقَیِّدُ الْعِلْمَ قَالَ نَعَمْ وَ قِیلَ مَا تَقْیِیدُهُ قَالَ كِتَابَتُهُ.

«19»- غو، غوالی اللئالی حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَكْتُبُ كُلَّ مَا أَسْمَعُ مِنْكَ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فِی الرِّضَا وَ الْغَضَبِ قَالَ نَعَمْ فَإِنِّی لَا أَقُولُ فِی ذَلِكَ كُلِّهِ إِلَّا الْحَقَّ.

ص: 147


1- هو عیسی بن أبی منصور شلقان أورد الكشّیّ عن الصادق علیه السلام روایتین تدلان علی وثاقته، و هو عیسی بن صبیح من أصحاب الباقر و الصادق علیهما السلام علی ما یستفاد من كتب الرجال.
2- هو عبد اللّٰه بن المغیرة أبو محمّد البجلیّ، مولی جندب بن عبد اللّٰه بن سفیان العلقمی، ممن اجتمعت العصابة علی تصحیح ما یصحّ عنه، و أقروا له بالفقه، ثقة ثقة لا یعدل به أحد من جلالته و دینه و ورعه، روی عن أبی الحسن موسی علیه السلام و قیل: أنه صنف ثلاثین كتابا

«20»- نی، الغیبة للنعمانی قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام اعْرِفُوا مَنَازِلَ شِیعَتِنَا عَلَی قَدْرِ رِوَایَتِهِمْ عَنَّا وَ فَهْمِهِمْ مِنَّا.

«21»- جا، المجالس للمفید ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِذَا حَدَّثْتَنِی بِحَدِیثٍ فَأَسْنِدْهُ لِی فَقَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ جَبْرَئِیلَ علیه السلام عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كُلُّ مَا أُحَدِّثُكَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَ قَالَ یَا جَابِرُ لَحَدِیثٌ وَاحِدٌ تَأْخُذُهُ عَنْ صَادِقٍ خَیْرٌ لَكَ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا.

«22»- جا، المجالس للمفید أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْقَمَّاطِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ مِنًی فَقَالَ نَضَّرَ اللَّهُ عَبْداً سَمِعَ مَقَالَتِی فَوَعَاهَا وَ بَلَّغَهَا مَنْ لَمْ یَسْمَعْهَا فَكَمْ مِنْ حَامِلِ فِقْهٍ غَیْرُ فَقِیهٍ وَ كَمْ مِنْ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَی مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ثَلَاثٌ لَا یُغِلُّ عَلَیْهِنَّ قَلْبُ عَبْدٍ مُسْلِمٍ إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَ النَّصِیحَةُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِینَ وَ اللُّزُومُ لِجَمَاعَتِهِمْ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ مُحِیطَةٌ مِنْ وَرَائِهِمْ الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَ هُمْ یَدٌ عَلَی مَنْ سِوَاهُمْ یَسْعَی بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ.

بیان: قال الجزری فیه نضر اللّٰه امرأ سمع مقالتی فوعاها نضره و نضره و أنضره أی نعمه و یروی بالتخفیف و التشدید من النضارة و هی فی الأصل حسن الوجه و البریق و إنما أراد حسن خاتمته و قدره انتهی و قیل المراد البهجة و السرور و فی بعض الروایات فأداها كما سمعها إما بعدم التغییر أصلا أو بعدم التغییر المخل بالمعنی و سیأتی الكلام فیه و قوله فكم من حامل فقه بهذه الروایة أنسب أی ینبغی أن ینقل اللفظ فرب حامل روایة لم یعرف معناها أصلا و رب حامل روایة یعرف بعض معناها و ینقلها إلی من هو أعرف بمعناها منه و قال الجزری فیه ثلاث لا یغل علیهن قلب مؤمن هو من الإغلال الخیانة فی كل شی ء و یروی یغل بفتح الیاء من الغل و هو الحقد و الشحناء أی لا یدخله حقد یزیله عن الحق و یروی یغل بالتخفیف من الوغول فی الشر و المعنی أن هذه الخلال الثلاث تستصلح بها القلوب فمن تمسك بها طهر قلبه من

ص: 148

الخیانة و الدغل و الشر و علیهن فی موضع الحال تقدیره لا یغل كائنا علیهن قلب مؤمن انتهی.

أقول: إخلاص العمل هو أن یجعل عمله خالصا عن الشرك الجلی من عبادة الأوثان و كل معبود دون اللّٰه و اتباع الأدیان الباطلة و الشرك الخفی من الریاء بأنواعها و العجب.

و النصیحة لأئمة المسلمین متابعتهم و بذل الأموال و الأنفس فی نصرتهم قوله صلی اللّٰه علیه و آله و اللزوم لجماعتهم المراد جماعة أهل الحق و إن قلوا كما ورد به الأخبار الكثیرة قوله صلی اللّٰه علیه و آله فإن دعوتهم محیطة من ورائهم لعل المراد أن الدعاء الذی دعا لهم الرسول محیطة بالمسلمین من ورائهم بأن یكون بالإضافة إلی المفعول و یحتمل أن یكون من قبیل الإضافة إلی الفاعل أی دعاء المسلمین بعضهم لبعض یحیط بجمیعهم و علی التقدیرین هو تحریض علی لزوم جماعتهم و عدم المفارقة عنهم و یحتمل أن یكون المراد بالدعوة دعوة الرسول إیاهم إلی دین الحق و یكون من بفتح المیم اسم موصول أی لا یختص دعوة الرسول صلی اللّٰه علیه و آله بمن كان فی زمانه صلی اللّٰه علیه و آله بل أحاطت بمن بعدهم و قال الجزری و فی الحدیث فإن دعوتهم تحیط من ورائهم أی تحوطهم و تكفهم و تحفظهم قوله صلی اللّٰه علیه و آله تتكافأ دماؤهم أی یقاد لكل من المسلمین من كل منهم و لا یترك قصاص الشریف لشرفه إذا قتل أو جرح وضیعا قوله صلی اللّٰه علیه و آله و هم ید علی من سواهم قال الجزری فیه المسلمون تتكافأ دماؤهم و هم ید علی من سواهم أی هم مجتمعون علی أعدائهم لا یسع التخاذل بل یعاون بعضهم بعضا علی جمیع الأدیان و الملل كأنه جعل أیدیهم یدا واحدة و فعلهم فعلا واحدا قوله صلی اللّٰه علیه و آله یسعی بذمتهم أدناهم أی فی ذمتهم و السعی فیه كنایة عن تقریره و عقده أی یعقد الذمة علی جمیع المسلمین أدناهم قال الجزری و منه الحدیث یسعی بذمتهم أدناهم أی إذا أعطی أحد الجیش العدو أمانا جاز ذلك علی جمیع المسلمین و لیس لهم أن یخفروه (1) و لا أن ینقضوا علیه عهده.

ص: 149


1- أی لیس لهم أن یأخذوا منه مالا لأن یجیروه

«23»- كش، رجال الكشی حَمْدَوَیْهِ بْنُ نُصَیْرٍ (1) عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: اعْرِفُوا مَنَازِلَ الرِّجَالِ مِنَّا عَلَی قَدْرِ رِوَایَاتِهِمْ عَنَّا.

«24»- كش، رجال الكشی إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ الْخَطَّابِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ الْعِجْلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَنْظَلَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: اعْرِفُوا مَنَازِلَ النَّاسِ مِنَّا عَلَی قَدْرِ رِوَایَاتِهِمْ عَنَّا.

«25»- جش، الفهرست للنجاشی قَالَ شَیْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ فِی كِتَابِهِ مَصَابِیحِ النُّورِ أَخْبَرَنِی الصَّدُوقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: عَرَضْتُ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ صَاحِبِ الْعَسْكَرِ علیه السلام كِتَابَ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ لِیُونُسَ فَقَالَ لِی تَصْنِیفُ مَنْ هَذَا فَقُلْتُ تَصْنِیفُ یُونُسَ مَوْلَی آلِ یَقْطِینٍ فَقَالَ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ حَرْفٍ نُوراً یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

«26»- ختص، الإختصاص ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ مُیَسِّرِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حَدِیثٌ یَأْخُذُهُ صَادِقٌ عَنْ صَادِقٍ خَیْرٌ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا.

«27»- أَقُولُ رَوَی السَّیِّدُ بْنُ طَاوُسٍ فِی كَشْفِ الْمَحَجَّةِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ مِنْ كِتَابِ الْجَامِعِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام اكْتُبْ وَ بُثَّ عِلْمَكَ فِی إِخْوَانِكَ فَإِنْ مِتَّ فَوَرِّثْ كُتُبَكَ بَنِیكَ فَإِنَّهُ یَأْتِی عَلَی النَّاسِ زَمَانُ هَرْجٍ مَا یَأْنَسُونَ فِیهِ إِلَّا بِكُتُبِهِمْ.

«28»- وَ وَجَدْتُ بِخَطِّ الشَّیْخِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْجُبَّائِیِّ نَقْلًا مِنْ خَطِّ الشَّهِیدِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ

ص: 150


1- ضبطه ابن داود بقوله: حمدویه بفتح الحاء و الدال المهملتین و الصوت «أی ویه» ابن نصیر- بفتح النون- ابن شاهی- بالمعجمة-. و عده الشیخ فی رجاله ممن لم یرو عنهم علیهم السلام و قال: سمع یعقوب بن یزید، روی عن العیّاشیّ، یكنی أبا الحسن، عدیم النظیر فی زمانه، كثیر العلم و الروایة، حسن المذهب.

هُوَ نَقَلَ مِنْ خَطِّ قُطْبِ الدِّینِ الْكَیْدُرِیِّ(1) عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: أَعْرِبُوا كَلَامَنَا فَإِنَّا قَوْمٌ فُصَحَاءُ.

بیان: أی أظهروه و بینوه أو لا تتركوا فیه قوانین الإعراب أو أعربوا لفظه عند الكتابة.

«29»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ حَدِیثَنَا یُحْیِی الْقُلُوبَ وَ قَالَ مَنْفَعَتُهُ فِی الدِّینِ أَشَدُّ عَلَی الشَّیْطَانِ مِنْ عِبَادَةِ سَبْعِینَ أَلْفَ عَابِدٍ.

«30»- وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام حَدِّثُوا عَنَّا وَ لَا حَرَجَ رَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَحْیَا أَمْرَنَا.

«31»- وَ قَالَ: إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِیَاءِ وَ ذَلِكَ أَنَّ الْأَنْبِیَاءَ لَمْ یُورِثُوا دِرْهَماً وَ لَا دِینَاراً وَ إِنَّمَا أَوْرَثُوا أَحَادِیثَ مِنْ أَحَادِیثِهِمْ فَمَنْ أَخَذَ بِشَیْ ءٍ مِنْهَا فَقَدْ أَخَذَ حَظّاً وَافِراً فَانْظُرُوا عِلْمَكُمْ عَمَّنْ تَأْخُذُونَهُ.

مُنْیَةُ الْمُرِیدِ، عَنْهُ علیه السلام مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ فَإِنَّ فِینَا أَهْلَ الْبَیْتِ فِی كُلِّ خَلَفٍ عُدُولًا یَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِیفَ الْغَالِینَ وَ انْتِحَالَ الْمُبْطِلِینَ وَ تَأْوِیلَ الْجَاهِلِینَ

«32»- مَجْمَعُ الْبَیَانِ، فِی تَفْسِیرِ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَی الطَّرِیقَةِ لَأَسْقَیْناهُمْ ماءً غَدَقاً فِی تَفْسِیرِ أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَوْلُ اللَّهِ إِنَّ الَّذِینَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا قَالَ هُوَ وَ اللَّهِ مَا أَنْتُمْ عَلَیْهِ وَ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَی الطَّرِیقَةِ لَأَسْقَیْناهُمْ ماءً غَدَقاً.

«33»- وَ عَنْ بُرَیْدٍ الْعِجْلِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَعْنَاهُ لَأَفَدْنَاهُ عِلْماً كَثِیراً یَتَعَلَّمُونَهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام.

«34»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام تَزَاوَرُوا وَ تَذَاكَرُوا الْحَدِیثَ إِنْ لَا تَفْعَلُوا یَدْرُسْ.

«35»- مُنْیَةُ الْمُرِیدِ، رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: قَیِّدُوا الْعِلْمَ قِیلَ وَ مَا تَقْیِیدُهُ

ص: 151


1- هو أبو الحسن محمّد بن الحسین بن الحسن البیهقیّ النیسابوریّ، الامامی الشیخ الفقیه الفاضل الماهر، و الادیب البحر الذاخر صاحب الاصباح فی الفقه، و أنوار العقول فی جمع أشعار أمیر المؤمنین علیه السلام، و شرح النهج، و غیر ذلك، و له أشعار لطیفة، و كان معاصرا للقطب الدین الراوندیّ، و تلمیذا لابن حمزة الطوسیّ، فرغ من شرحه علی النهج سنة 576. قاله فی الكنی و الألقاب ج 3 ص 60

قَالَ كِتَابَتُهُ (1).

«36»- وَ رُوِیَ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ یَجْلِسُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَسْمَعُ مِنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله الْحَدِیثَ فَیُعْجِبُهُ وَ لَا یَحْفَظُهُ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اسْتَعِنْ بِیَمِینِكَ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ أَیْ خُطَّ.

«37»- وَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام أَنَّهُ دَعَا بَنِیهِ وَ بَنِی أَخِیهِ فَقَالَ إِنَّكُمْ صِغَارُ قَوْمٍ وَ یُوشِكُ أَنْ تَكُونُوا كِبَارَ قَوْمٍ آخَرِینَ فَتَعَلَّمُوا الْعِلْمَ فَمَنْ یَسْتَطِعْ مِنْكُمْ أَنْ یَحْفَظَهُ فَلْیَكْتُبْهُ وَ لْیَضَعْهُ فِی بَیْتِهِ.

«38»- وَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ اكْتُبُوا فَإِنَّكُمْ لَا تَحْفَظُونَ حَتَّی تَكْتُبُوا.

«39»- وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: الْقَلْبُ یَتَّكِلُ عَلَی الْكِتَابَةِ(2).

«40»- وَ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام احْتَفِظُوا بِكُتُبِكُمْ فَإِنَّكُمْ سَوْفَ تَحْتَاجُونَ إِلَیْهَا.

«41»- وَ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ لِبَعْضِ كُتَّابِهِ أَلِقِ الدَّوَاةَ وَ حَرِّفِ الْقَلَمَ وَ انْصِبِ الْبَاءَ وَ فَرِّقِ السِّینَ وَ لَا تُعَوِّرِ الْمِیمَ وَ حَسِّنِ اللَّهَ وَ مُدَّ الرَّحْمَنَ وَ جَوِّدِ الرَّحِیمَ وَ ضَعْ قَلَمَكَ عَلَی أُذُنِكَ الْیُسْرَی فَإِنَّهُ أَذْكَرُ لَكَ.

«42»- وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِیُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَإِنَّ الشَّاهِدَ عَسَی أَنْ یُبَلِّغَ مَنْ هُوَ أَوْعَی لَهُ مِنْهُ.

«43»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَدَّی إِلَی أُمَّتِی حَدِیثاً یُقَامُ بِهِ سُنَّةٌ أَوْ یُثْلَمُ بِهِ بِدْعَةٌ فَلَهُ الْجَنَّةُ.

«44»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ تَعَلَّمَ حَدِیثَیْنِ اثْنَیْنِ یَنْفَعُ بِهِمَا نَفْسَهُ أَوْ یُعَلِّمُهُمَا غَیْرَهُ فَیَنْتَفِعُ بِهِمَا كَانَ خَیْراً مِنْ عِبَادَةِ سِتِّینَ سَنَةً.

«45»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله تَذَاكَرُوا وَ تَلَاقَوْا وَ تَحَدَّثُوا فَإِنَّ الْحَدِیثَ جِلَاءُ الْقُلُوبِ إِنَّ الْقُلُوبَ لَتَرِینُ كَمَا یَرِینُ السَّیْفُ وَ جِلَاؤُهُ الْحَدِیثُ.

ص: 152


1- تقدم الحدیث فی الباب مسندا عن الغوالی تحت الرقم 18.
2- و فی نسخة: یتكلم علی الكتابة.

«46»- كِتَابُ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ، عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام اكْتُبُوا فَإِنَّكُمْ لَا تَحْفَظُونَ إِلَّا بِالْكِتَابِ.

«47»- وَ مِنْهُ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ دَخَلَ عَلَیَّ أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَسَأَلُونِی عَنْ أَحَادِیثَ وَ كَتَبُوهَا فَمَا یَمْنَعُكُمْ مِنَ الْكِتَابِ أَمَا إِنَّكُمْ لَنْ تَحْفَظُوا حَتَّی تَكْتُبُوا الْخَبَرَ.س

باب 20 من حفظ أربعین حدیثا

«1»- لی، الأمالی للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُعَلًّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّیِّ (1) عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ ابْنِ حُمَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ حَفِظَ مِنْ شِیعَتِنَا أَرْبَعِینَ حَدِیثاً بَعَثَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَالِماً فَقِیهاً وَ لَمْ یُعَذِّبْهُ.

«2»- ختص، الإختصاص ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا (2)» رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ حَفِظَ مِنْ أَحَادِیثِنَا أَرْبَعِینَ حَدِیثاً بَعَثَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَالِماً فَقِیهاً.

«3»- ل، الخصال ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الدِّهْقَانِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُوسَی الْمَرْوَزِیِّ (3) عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ حَفِظَ مِنْ أُمَّتِی أَرْبَعِینَ حَدِیثاً مِمَّا یَحْتَاجُونَ إِلَیْهِ مِنْ أَمْرِ دِینِهِمْ بَعَثَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَقِیهاً عَالِماً.

(4)

ص: 153


1- بالعین المهملة ینسب إلی بنی العم من تمیم. یكنی أبا عبد اللّٰه. قال النجاشیّ: ضعیف فی الحدیث. فاسد المذهب، و قیل فیه أشیاء اللّٰه أعلم بها من عظمها، روی عن الرضا علیه السلام، و له كتاب الملاحم الكبیر، كتاب نوادر الحجّ، كتاب أدب العلم.
2- لعله ابن حمید المتقدم فی الحدیث السابق، و لا یخفی اتّحاد الحدیثین.
3- بفتح المیم و سكون الرای المهملة و فتح الواو بعده زای معجمة، نسبة الی مرو، قال النجاشیّ موسی بن إبراهیم المروزی أبو حمران روی عن موسی بن جعفر علیه السلام، له كتاب ذكر أنّه سمعه و أبو الحسن محبوس عند السندی بن شاهك. و هو معلم ولد السندی بن شاهك
4- بفتح المیم و سكون الرای المهملة و فتح الواو بعده زای معجمة، نسبة الی مرو، قال النجاشیّ موسی بن إبراهیم المروزی أبو حمران روی عن موسی بن جعفر علیه السلام، له كتاب ذكر أنّه سمعه و أبو الحسن محبوس عند السندی بن شاهك. و هو معلم ولد السندی بن شاهك

ثو، ثواب الأعمال العطار عن أبیه عن أحمد بن محمد عن علی بن إسماعیل عن عبد اللّٰه الدهقان عن موسی بن إبراهیم المروزی عنه علیه السلام مثله- ختص، الإختصاص ابن الولید عن الصفار عن ابن عیسی عن بعض أصحابنا عن الدهقان مثله.

«4»- ل، الخصال طَاهِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْهَرَوِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَوَّارٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حُجْرٍ السَّعْدِیِّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ نَجِیحٍ عَنِ ابْنِ جَرِیحٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ حَفِظَ مِنْ أُمَّتِی أَرْبَعِینَ حَدِیثاً مِنَ السُّنَّةِ كُنْتُ لَهُ شَفِیعاً یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

«5»- ل، الخصال بِالْإِسْنَادِ الْمُقَدَّمِ عَنِ ابْنِ سَوَّارٍ عَنْ عِیسَی بْنِ أَحْمَدَ الْعَسْقَلَانِیِّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مَرْوَانَ الْبَرْقِیِّ عَنْ رَبِیعِ بْنِ بَدْرٍ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ حَفِظَ عَنِّی مِنْ أُمَّتِی أَرْبَعِینَ حَدِیثاً فِی أَمْرِ دِینِهِ یُرِیدُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الدَّارَ الْآخِرَةَ بَعَثَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَقِیهاً عَالِماً.

«6»- ل، الخصال الْعِجْلِیُّ وَ الصَّائِغُ وَ الْوَرَّاقُ جَمِیعاً عَنْ حَمْزَةَ الْعَلَوِیِّ عَنِ ابْنِ مَتِّیلٍ عَنْ عَلِیٍّ السَّاوِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یُوسُفَ عَنْ حَنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ مَنْ حَفِظَ عَنِّی أَرْبَعِینَ حَدِیثاً مِنْ أَحَادِیثِنَا فِی الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ بَعَثَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَقِیهاً عَالِماً وَ لَمْ یُعَذِّبْهُ.

«7»- ل، الخصال الدَّقَّاقُ وَ الْمُكَتِّبُ وَ السِّنَانِیُّ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنْ عَمِّهِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ ابْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِیِّ وَ السَّكُونِیِّ جَمِیعاً عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَوْصَی إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ كَانَ فِیمَا أَوْصَی بِهِ أَنْ قَالَ لَهُ یَا عَلِیُّ مَنْ حَفِظَ مِنْ أُمَّتِی أَرْبَعِینَ حَدِیثاً یَطْلُبُ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الدَّارَ الْآخِرَةَ حَشَرَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَعَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِی مَا هَذِهِ الْأَحَادِیثُ فَقَالَ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ تَعْبُدَهُ وَ لَا تَعْبُدَ غَیْرَهُ وَ تُقِیمَ الصَّلَاةَ بِوُضُوءٍ سَابِغٍ فِی مَوَاقِیتِهَا وَ لَا تُؤَخِّرَهَا فَإِنَّ فِی تَأْخِیرِهَا مِنْ

ص: 154

غَیْرِ عِلَّةٍ غَضَبَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تُؤَدِّیَ الزَّكَاةَ وَ تَصُومَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَ تَحُجَّ الْبَیْتَ إِذَا كَانَ لَكَ مَالٌ وَ كُنْتَ مُسْتَطِیعاً وَ أَنْ لَا تَعُقَّ وَالِدَیْكَ وَ لَا تَأْكُلَ مَالَ الْیَتِیمِ ظُلْماً وَ لَا تَأْكُلَ الرِّبَا وَ لَا تَشْرَبَ الْخَمْرَ وَ لَا شَیْئاً مِنَ الْأَشْرِبَةِ الْمُسْكِرَةِ وَ لَا تَزْنِیَ وَ لَا تَلُوطَ وَ لَا تَمْشِیَ بِالنَّمِیمَةِ وَ لَا تَحْلِفَ بِاللَّهِ كَاذِباً وَ لَا تَسْرِقَ وَ لَا تَشْهَدَ شَهَادَةَ الزُّورِ لِأَحَدٍ قَرِیباً كَانَ أَوْ بَعِیداً وَ أَنْ تَقْبَلَ الْحَقَّ مِمَّنْ جَاءَ بِهِ صَغِیراً كَانَ أَوْ كَبِیراً وَ أَنْ لَا تَرْكَنَ (1)» إِلَی ظَالِمٍ وَ إِنْ كَانَ حَمِیماً قَرِیباً (2) وَ أَنْ لَا تَعْمَلَ بِالْهَوَی وَ لَا تَقْذِفَ الْمُحْصَنَةَ وَ لَا تُرَائِیَ فَإِنَّ أَیْسَرَ الرِّیَاءِ شِرْكٌ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَنْ لَا تَقُولَ لِقَصِیرٍ یَا قَصِیرُ وَ لَا لِطَوِیلٍ یَا طَوِیلُ تُرِیدُ بِذَلِكَ عَیْبَهُ وَ أَنْ لَا تَسْخَرَ مِنْ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ وَ أَنْ تَصْبِرَ عَلَی الْبَلَاءِ وَ الْمُصِیبَةِ وَ أَنْ تَشْكُرَ نِعَمَ اللَّهِ الَّتِی أَنْعَمَ بِهَا عَلَیْكَ وَ أَنْ لَا تَأْمَنَ عِقَابَ اللَّهِ عَلَی ذَنْبٍ تُصِیبُهُ وَ أَنْ لَا تَقْنَطَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ أَنْ تَتُوبَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ ذُنُوبِكَ فَإِنَّ التَّائِبَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ وَ أَنْ لَا تُصِرَّ عَلَی الذُّنُوبِ مَعَ الِاسْتِغْفَارِ فَتَكُونَ كَالْمُسْتَهْزِئِ بِاللَّهِ وَ آیَاتِهِ وَ رُسُلِهِ وَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ یَكُنْ لِیُخْطِئَكَ وَ أَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ یَكُنْ لِیُصِیبَكَ وَ أَنْ لَا تَطْلُبَ سَخَطَ الْخَالِقِ بِرِضَی الْمَخْلُوقِ وَ أَنْ لَا تُؤْثِرَ الدُّنْیَا عَلَی الْآخِرَةِ لِأَنَّ الدُّنْیَا فَانِیَةٌ وَ الْآخِرَةَ بَاقِیَةٌ وَ أَنْ لَا تَبْخَلَ عَلَی إِخْوَانِكَ بِمَا تَقْدِرُ عَلَیْهِ وَ أَنْ یَكُونَ سَرِیرَتُكَ كَعَلَانِیَتِكَ وَ أَنْ لَا تَكُونَ عَلَانِیَتُكَ حَسَنَةً وَ سَرِیرَتُكَ قَبِیحَةً فَإِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ كُنْتَ مِنَ الْمُنَافِقِینَ وَ أَنْ لَا تَكْذِبَ وَ لَا تُخَالِطَ الْكَذَّابِینَ وَ أَنْ لَا تَغْضَبَ إِذَا سَمِعْتَ حَقّاً وَ أَنْ تُؤَدِّبَ نَفْسَكَ وَ أَهْلَكَ وَ وُلْدَكَ وَ جِیرَانَكَ عَلَی حَسَبِ الطَّاقَةِ وَ أَنْ تَعْمَلَ بِمَا عَلِمْتَ وَ لَا تُعَامِلَنَّ أَحَداً مِنْ خَلْقِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا بِالْحَقِّ وَ أَنْ تَكُونَ سَهْلًا لِلْقَرِیبِ وَ الْبَعِیدِ وَ أَنْ لَا تَكُونَ جَبَّاراً عَنِیداً وَ أَنْ تُكْثِرَ مِنَ التَّسْبِیحِ وَ التَّهْلِیلِ وَ الدُّعَاءِ وَ ذِكْرِ الْمَوْتِ وَ مَا بَعْدَهُ مِنَ الْقِیَامَةِ وَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ أَنْ تُكْثِرَ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَ تَعْمَلَ بِمَا فِیهِ وَ أَنْ تَسْتَغْنِمَ الْبِرَّ وَ الْكَرَامَةَ بِالْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَی كُلِّ مَا لَا تَرْضَی فِعْلَهُ لِنَفْسِكَ فَلَا تَفْعَلَهُ بِأَحَدٍ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَنْ لَا تَمَلَّ مِنْ فِعْلِ الْخَیْرِ وَ لَا تُثَقِّلَ عَلَی أَحَدٍ إِذَا أَنْعَمْتَ عَلَیْهِ وَ أَنْ تَكُونَ الدُّنْیَا عِنْدَكَ سِجْناً حَتَّی یَجْعَلَ اللَّهُ لَكَ جَنَّةً فَهَذِهِ أَرْبَعُونَ حَدِیثاً مَنِ اسْتَقَامَ عَلَیْهَا وَ حَفِظَهَا عَنِّی مِنْ أُمَّتِی

ص: 155


1- أی أن لا تثق بالظالم و لا تستأمنه.
2- الحمیم: القریب الذی تهتم بامره. الصدیق.

دَخَلَ الْجَنَّةَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَ كَانَ مِنْ أَفْضَلِ النَّاسِ وَ أَحَبِّهِمْ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بَعْدَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ حَشَرَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَعَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً

بیان: ظاهر هذا الخبر أنه لا یشترط فی حفظ الأربعین حدیثا كونها منفصلة بعضها عن بعض فی النقل بل یكفی لذلك حفظ خبر واحد یشتمل علی أربعین حكما إذ كل منها یصلح لأن یكون حدیثا برأسه و یحتمل أن یكون المراد بیان مورد هذه الأحادیث أی أربعین حدیثا یتعلق بهذه الأمور و شرح هذه الخصال سیأتی فی أبوابها و تصحیح عدد الأربعین إنما یتیسر بجعل بعض الفقرات المكررة ظاهرا تفسیرا و تأكیدا لبعض (1).

«8»- صح، صحیفة الرضا علیه السلام عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ حَفِظَ عَلَی أُمَّتِی أَرْبَعِینَ حَدِیثاً یَنْتَفِعُونَ بِهَا بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَقِیهاً عَالِماً.

«9»- غو، غوالی اللئالی رَوَی مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ حَفِظَ عَلَی أُمَّتِی أَرْبَعِینَ حَدِیثاً مِنْ أَمْرِ دِینِهَا بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی زُمْرَةِ الْفُقَهَاءِ وَ الْعُلَمَاءِ.

«10»- غو، غوالی اللئالی قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ حَفِظَ عَلَی أُمَّتِی أَرْبَعِینَ حَدِیثاً یَنْتَفِعُونَ بِهَا فِی أَمْرِ دِینِهِمْ بَعَثَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَقِیهاً عَالِماً.

بیان: هذا المضمون مشهور مستفیض بین الخاصة و العامة بل قیل إنه متواتر و اختلف فیما أرید بالحفظ فیها فقد قیل إن المراد الحفظ عن ظهر القلب فإنه هو المتعارف المعهود فی الصدر السالف فإن مدارهم كان علی النقش علی الخواطر لا علی الرسم فی الدفاتر حتی منع بعضهم من الاحتجاج بما لم یحفظه الراوی عن ظهر القلب

ص: 156


1- كقوله علیه السلام: تعبده إلخ و قوله: و تقیم الصلاة تكونان تفسیرا لسابقهما لأنّهما من لوازم الایمان باللّٰه. و كقوله: أن لا تسخر من أحد تكون بیانا لحكم كلی تكون الفقرة السابقة من افراده.

و قد قیل إن تدوین الحدیث من المستحدثات فی المائة الثانیة من الهجرة و قیل المراد الحراسة عن الاندراس بما یعم الحفظ عن ظهر القلب و الكتابة و النقل من الناس و لو من كتاب و أمثال ذلك و قیل المراد تحمله علی أحد الوجوه المقررة التی سیأتی ذكرها فی باب آداب الروایة و الحق أن للحفظ مراتب یختلف الثواب بحسبها فأحدها حفظ لفظها سواء كان فی الخاطر أو فی الدفاتر و تصحیح لفظها و استجازتها و إجازتها و روایتها و ثانیها حفظ معانیها و التفكر فی دقائقها و استنباط الحكم و المعارف منها و ثالثها حفظها بالعمل بها و الاعتناء بشأنها و الاتعاظ بمودعها و یومئ إلیه خبر السكونی (1) و فی روایة من حفظ علی أمتی (2) الظاهر أن علی بمعنی اللام أی حفظ لأجلهم كما قالوه فی قوله وَ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلی ما هَداكُمْ أی لأجل هدایته إیاكم و یحتمل أن یكون بمعنی من كما قیل فی قوله تعالی إِذَا اكْتالُوا عَلَی النَّاسِ یَسْتَوْفُونَ و یؤیده روایة المروزی (3) و أضرابها و الحدیث فی اللغة یرادف الكلام سمی به لأنه یحدث شیئا فشیئا و فی اصطلاح عامة المحدثین كلام خاص منقول عن النبی أو الإمام أو الصحابی أو التابعی (4) أو من یحذو حذوه یحكی قولهم أو فعلهم أو تقریرهم و عند أكثر محدثی الإمامیة لا یطلق اسم الحدیث إلا علی ما كان عن المعصوم علیه السلام و ظاهر أكثر الأخبار تخصیص الأربعین بما یتعلق بأمور الدین من أصول العقائد و العبادات القلبیة و البدنیة لا ما یعمها و سائر المسائل من المعاملات و الأحكام بل یظهر من بعضها كون تلك الأربعین جامعة لأمهات العقائد و العبادات و الخصال الكریمة و الأفعال الحسنة فیكون المراد ببعثه فقیها عالما أن یوفقه اللّٰه لأن یصیر بالتدبر فی هذه الأحادیث و العمل بها لله من الفقهاء العالمین العاملین و علی سائر الاحتمالات یكون

ص: 157


1- المتقدم تحت الرقم 7.
2- هی الروایة الثامنة و التاسعة و العاشرة 9.
3- و هی الروایة الثالثة، و بمعناها الروایات السابقة علیها و اللاحقة بها.
4- الصحابیّ: من لقی النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله مؤمنا به و مات علی الإیمان و الإسلام، و فیه أقوال اخری یطلب من مظانها. و التابعی: من لقی الصحابیّ مؤمنا بالنبی صلّی اللّٰه علیه و آله و مات علی الإیمان و الإسلام

المراد بعثه فی القیامة فی زمرتهم لتشبهه بهم و إن لم یكن منهم و یطلق الفقیه غالبا فی الأخبار علی العالم العامل الخبیر بعیوب النفس و آفاتها التارك للدنیا الزاهد فیها الراغب إلی ما عنده تعالی من نعیمه و قربه و وصاله و استدل بعض الأفاضل بهذا الخبر علی حجیة خبر الواحد و توجیهه ظاهر.

باب 21 آداب الروایة

الآیات؛

الحاقة: «وَ تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ»(11)

«1»- ختص، الإختصاص جَعْفَرُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمُؤْمِنُ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِینَ یَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَیَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ قَالَ هُمُ الْمُسَلِّمُونَ لِآلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا سَمِعُوا الْحَدِیثَ أَدَّوْهُ كَمَا سَمِعُوهُ لَا یَزِیدُونَ وَ لَا یَنْقُصُونَ.

«2»- مُنْیَةُ الْمُرِیدِ، عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَرَادَ الْحَدِیثَ لِمَنْفَعَةِ الدُّنْیَا لَمْ یَكُنْ لَهُ فِی الْآخِرَةِ نَصِیبٌ وَ مَنْ أَرَادَ بِهِ خَیْرَ الْآخِرَةِ أَعْطَاهُ اللَّهُ خَیْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ.

«3»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی حَمَّوَیْهِ (1) عَنْ أَبِی الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِی خَلِیفَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الْحَكَمِ عَنِ ابْنِ أَبِی لَیْلَی عَنْ سَمُرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ رَوَی عَنِّی حَدِیثاً وَ هُوَ یَرَی أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِینَ.

بیان: یدل علی عدم جواز روایة الخبر الذی علم أنه كذب و إن أسنده إلی راویه.

«4»- مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِیَّاكُمْ وَ الْكَذِبَ الْمُفْتَرَعَ قِیلَ لَهُ وَ مَا الْكَذِبُ الْمُفْتَرَعُ قَالَ أَنْ یُحَدِّثَكَ الرَّجُلُ بِالْحَدِیثِ فَتَرْوِیَهُ عَنْ غَیْرِ الَّذِی حَدَّثَكَ بِهِ.

بیان: لم وصف هذا النوع من الكذب بالمفترع قیل لأنه حاجز بین الرجل و بین قبول روایته من فرع فلان بین الشیئین إذا حجز بینهما و قیل لأنه یرید أن

ص: 158


1- بفتح الحاء و تشدید المیم المضمومة. قال فی القاموس: حمویه كشنویه

یرفع حدیثه بإسقاط الواسطة من فرع الشی ء أی ارتفع و علا و فرعت الجبل أی صعدته و قیل لأنه یزیل عن الراوی ما یوجب قبول روایته و العمل بها أی العدالة من افترعت البكر أی اقتضضتها و قیل لأنه قال كذب أزیل بكارته أی صدر مثله من السابقین كثیرا و قیل لأنه الكذب المستحدث أی لم یقع مثله من السابقین و قیل لأنه ابتدأ بذكر من ینبغی أن یذكره أخیرا من قولهم بئس ما افترعت به أی ابتدأت به و قیل لأنه كذب فرع كذب رجل آخر فإنك إن أسندته إلیه فإن كان كاذبا أیضا فلست بكاذب بخلاف ما إذا أسقطته فإنه إن كان كاذبا فأنت أیضا كاذب فعلی الثلاثة الأولی و الاحتمال الأخیر اسم فاعل و علی البواقی اسم مفعول.

«5»- مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَیْفٍ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَارِدٍ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ حَدِیثٌ یَرْوِیهِ النَّاسُ (1) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ حَدِّثْ عَنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ لَا حَرَجَ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَنُحَدِّثُ عَنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ بِمَا سَمِعْنَاهُ وَ لَا حَرَجَ عَلَیْنَا قَالَ أَ مَا سَمِعْتَ مَا قَالَ كَفَی بِالْمَرْءِ كَذِباً أَنْ یُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ فَقُلْتُ وَ كَیْفَ هَذَا قَالَ مَا كَانَ فِی الْكِتَابِ أَنَّهُ كَانَ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ فَحَدِّثْ أَنَّهُ كَانَ فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ لَا حَرَجَ.

ص: 159


1- المراد من الناس العامّة، أورد الحدیث أبی داود فی سننه بإسناده عن أبی بكر بن أبی شیبة قال: حدّثنی علیّ بن مسهر، عن محمّد بن عمرو، عن أبی سلمة، عن أبی هریرة قال: قال رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله و سلم: حدثوا عن بنی إسرائیل و لا حرج. قال الخطابی: لیس معناه إباحة الكذب فی أخبار بنی إسرائیل و رفع الحرج عمن نقل عنهم الكذب و لكن معناه الرخصة فی الحدیث عنهم علی معنی البلاغ و ان لم یتحقّق صحة ذلك بنقل الاسناد، و ذلك لانه أمر قد تعذر فی أخبارهم لبعد المسافة و طول المدة و وقوع الفترة بین زمانی النبوّة، و فیه دلیل علی أن الحدیث لا یجوز عن النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله الا بنقل الاسناد و التثبت فیه. و قد روی الدراوردی هذا الحدیث عن محمّد بن عمرو بزیادة لفظ دل بها علی صحة هذا المعنی لیس فی روایة علیّ بن مسهر الذی رواها أبو داود عن أبی هریرة قال: قال رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله: حدثوا عن بنی إسرائیل و لا حرج، حدثوا عنی و لا تكذبوا علیّ. و معلوم أن الكذب علی بنی إسرائیل لا یجوز بحال فانما أراد بقوله: و حدثوا عنی و لا تكذبوا علی ای تحرزوا من الكذب علی بأن لا تحدثوا عنی الا بما یصحّ عندكم من جهة الاسناد و الذی به یقع التحرز عن الكذب علیّ. «معالم السنن ج 3 ص 187

بیان: لأنه أخبر النبی صلی اللّٰه علیه و آله أنه كل ما وقع فی بنی إسرائیل یقع فی هذه الأمة (1) و یدل علی أنه لا ینبغی نقل كلام لا یوثق به.

«6»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ فَضَالَةَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ مَنْ یَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِیها حُسْناً قَالَ فَقَالَ الِاقْتِرَافُ التَّسْلِیمُ لَنَا وَ الصِّدْقُ عَلَیْنَا وَ أَنْ لَا یَكْذِبَ عَلَیْنَا.

«7»- كش، رجال الكشی وَجَدْتُ فِی كِتَابِ جَبْرَئِیلَ بْنِ أَحْمَدَ بِخَطِّهِ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ مَیْمُونِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ كَذَبَ عَلَیْنَا أَهْلَ الْبَیْتِ حَشَرَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَعْمَی یَهُودِیّاً وَ إِنْ أَدْرَكَ الدَّجَّالَ آمَنَ بِهِ فِی قَبْرِهِ.

«8»- نهج، نهج البلاغة سَأَلَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام رَجُلٌ أَنْ یُعَرِّفَهُ مَا الْإِیمَانُ فَقَالَ إِذَا كَانَ غَدٌ فَأْتِنِی حَتَّی أُخْبِرَكَ عَلَی أَسْمَاعِ النَّاسِ فَإِنْ نَسِیتَ مَقَالَتِی حَفِظَهَا عَلَیْكَ غَیْرُكَ فَإِنَّ الْكَلَامَ كَالشَّارِدَةِ یَثْقَفُهَا هَذَا وَ یُخْطِئُهَا هَذَا.

«9»- وَ قَالَ علیه السلام فِیمَا كَتَبَ إِلَی الْحَارِثِ الْهَمْدَانِیِّ وَ لَا تُحَدِّثِ النَّاسَ بِكُلِّ مَا سَمِعْتَ فَكَفَی بِذَلِكَ كَذِباً وَ لَا تَرُدَّ عَلَی النَّاسِ كُلَّ مَا حَدَّثُوكَ بِهِ فَكَفَی بِذَلِكَ جَهْلًا.

«10»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْمُفِیدِ الْجَرْجَرَائِیِّ عَنِ الْمُعَمَّرِ أَبِی الدُّنْیَا عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ مَنْ كَذَبَ عَلَیَّ مُتَعَمِّداً فَلْیَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.

«11»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِیثاً فَأَدَّاهُ كَمَا سَمِعَ فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَی مِنْ سَامِعٍ.

«12»- وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَیْكُمْ بِالدِّرَایَاتِ لَا بِالرِّوَایَاتِ.

«13»- وَ قَالَ علیه السلام هِمَّةُ السُّفَهَاءِ الرِّوَایَةُ وَ هِمَّةُ الْعُلَمَاءِ الدِّرَایَةُ.

ص: 160


1- هذا المعنی یدلّ علی انه رحمه اللّٰه حمل قوله: هذه الأمة علی امة محمّد صلّی اللّٰه علیه و آله فارتكب هذا التكلف، مع أن الظاهر أن المراد بهذه الأمة بنو إسرائیل و المعنی: أن ما قصّه اللّٰه عن بنی إسرائیل فی كتابه یجوز نقله فی صورة الخبر ط.

«14»- مُنْیَةُ الْمُرِیدِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَیْدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رُوَاةُ الْكِتَابِ كَثِیرٌ وَ رُعَاتُهُ قَلِیلٌ فَكَمْ مِنْ مُسْتَنْصِحٍ لِلْحَدِیثِ مُسْتَغِشٌّ لِلْكِتَابِ وَ الْعُلَمَاءُ تَحْزُنُهُمُ الدِّرَایَةُ وَ الْجُهَّالُ تَحْزُنُهُمُ الرِّوَایَةُ.

«15»- وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِذَا حَدَّثْتُمْ بِحَدِیثٍ فَأَسْنِدُوهُ إِلَی الَّذِی حَدَّثَكُمْ فَإِنْ كَانَ حَقّاً فَلَكُمْ وَ إِنْ كَانَ كَذِباً فَعَلَیْهِ.

«16»- كِتَابُ الْإِجَازَاتِ، لِلسَّیِّدِ بْنِ طَاوُسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، مِمَّا أَخْرَجَهُ مِنْ كِتَابِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ بِإِسْنَادِهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَسْمَعُ الْحَدِیثَ فَلَا أَدْرِی مِنْكَ سَمَاعُهُ أَوْ مِنْ أَبِیكَ قَالَ مَا سَمِعْتَهُ مِنِّی فَارْوِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.

«17»- وَ مِنْهُ، نَقْلًا مِنْ كِتَابِ مَدِینَةِ الْعِلْمِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ زَعْلَانَ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنِ ابْنِ الْمُخْتَارِ أَوْ غَیْرِهِ رَفَعَهُ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَسْمَعُ الْحَدِیثَ مِنْكَ فَلَعَلِّی لَا أَرْوِیهِ مَا سَمِعْتُهُ فَقَالَ إِنْ أَصَبْتَ فِیهِ فَلَا بَأْسَ إِنَّمَا هُوَ بِمَنْزِلَةِ تَعَالَ وَ هَلُمَّ وَ اقْعُدْ وَ اجْلِسْ.

«18»- كِتَابُ حُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَصَبْتَ الْحَدِیثَ فَأَعْرِبْ عَنْهُ بِمَا شِئْتَ.

«19»- غو، غوالی اللئالی قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله اتَّقُوا الْحَدِیثَ عَنِّی إِلَّا مَا عَلِمْتُمْ فَمَنْ كَذَبَ عَلَیَّ مُتَعَمِّداً فَلْیَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.

بیان: قال الجزری فیه من كذب علی متعمدا فلیتبوأ مقعده من النار قد تكررت هذه اللفظة فی الحدیث و معناه لینزل منزله فی النار یقال بوأه اللّٰه منزلا أی أسكنه إیاه و تبوأت منزلا اتخذته و المباءة المنزل.

«20»- غو، غوالی اللئالی رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِی فَوَعَاهَا فَأَدَّاهَا كَمَا سَمِعَهَا فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَیْسَ بِفَقِیهٍ.

وَ فِی رِوَایَةٍ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَی مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ.

«21»- نهج، نهج البلاغة ضه، روضة الواعظین قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام اعْقِلُوا الْخَبَرَ إِذَا سَمِعْتُمُوهُ عَقْلَ رِعَایَةٍ لَا عَقْلَ رِوَایَةٍ فَإِنَّ رُوَاةَ الْعِلْمِ كَثِیرٌ وَ رُعَاتَهُ قَلِیلٌ.

ص: 161

بیان: أی ینبغی أن یكون مقصودكم الفهم للعمل لا محض الروایة ففیه شیئان الأول فهمه و عدم الاقتصار علی لفظه و الثانی العمل به.

«22»- كش، رجال الكشی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُتَیْبَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ أَظُنُّهُ الْبَرْقِیَّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ (1) قَالَ: كُنْتُ أَتَرَدَّدُ بَیْنَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ بَیْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ وَ كُنْتُ آتِی هَذَا مَرَّةً وَ هَذَا مَرَّةً قَالَ وَ لَقِیتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ فَقَالَ لِی یَا هَذَا إِیَّاكَ أَنْ تَأْتِیَ أَهْلَ الْعِرَاقِ فَتُخْبِرَهُمْ أَنَّا اسْتَوْدَعْنَاكَ عِلْماً فَإِنَّا وَ اللَّهِ مَا فَعَلْنَا ذَلِكَ وَ إِیَّاكَ أَنْ تَتَرَأَّسَ بِنَا فَیَضَعَكَ اللَّهُ وَ إِیَّاكَ أَنْ تَسْتَأْكِلَ بِنَا فَیَزِیدَكَ اللَّهُ فَقْراً وَ اعْلَمْ أَنَّكَ إِنْ تَكُنْ ذَنَباً فِی الْخَیْرِ خَیْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَكُونَ رَأْساً فِی الشَّرِّ وَ اعْلَمْ أَنَّهُ مَنْ یُحَدِّثُ عَنَّا بِحَدِیثٍ سَأَلْنَاهُ یَوْماً فَإِنْ حَدَّثَ صِدْقاً كَتَبَهُ اللَّهُ صِدِّیقاً وَ إِنْ حَدَّثَ كَذِباً كَتَبَهُ اللَّهُ كَذَّاباً وَ إِیَّاكَ أَنْ تَشُدَّ رَاحِلَةً تَرْحَلُهَا تَأْتِی هَاهُنَا تَطْلُبُ الْعِلْمَ حَتَّی یَمْضِیَ لَكُمْ بَعْدَ مَوْتِی سَبْعُ حِجَجٍ ثُمَّ یَبْعَثُ اللَّهُ لَكُمْ غُلَاماً مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ علیها السلام تَنْبُتُ الْحِكْمَةُ فِی صَدْرِهِ كَمَا یُنْبِتُ الطَّلُّ (2)الزَّرْعَ قَالَ فَلَمَّا مَضَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام حَسَبْنَا الْأَیَّامَ وَ الْجُمَعَ وَ الشُّهُورَ وَ السِّنِینَ فَمَا زَادَتْ یَوْماً وَ لَا نَقَصَتْ حَتَّی تَكَلَّمَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ بَاقِرُ الْعِلْمِ.

«23»- سر، السرائر السَّیَّارِیُّ (3) عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا

ص: 162


1- بفتح العین المهملة و سكون الواو، هو القاسم بن عوف الشیبانی، عده الشیخ فی رجاله من أصحاب السجّاد علیه السلام، و قال: كان یختلف بین علیّ بن الحسین علیهما السلام و محمّد بن الحنفیة.
2- الطل: المطر الضعیف. الندی.
3- بفتح السین المهملة و تشدید الیاء. عنونه النجاشیّ فی ص 58 من رجاله قال: أحمد بن محمّد ابن سیار أبو عبد اللّٰه الكاتب بصری، كان من كتاب آل طاهر فی زمن أبی محمّد علیه السلام، و یعرف بالسیاری، ضعیف الحدیث، فاسد المذهب- ذكر ذلك لنا الحسین بن عبید اللّٰه- مجفو الروایة، كثیر المراسیل، له كتب وقع إلینا، منها: كتاب ثواب القرآن، كتاب الطبّ، كتاب القراءة، كتاب النوادر، كتاب الغارات، أخبرنا الحسین بن عبید اللّٰه، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن یحیی، و أخبرنا أبو عبد اللّٰه القزوینی، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن یحیی، عن أبیه قال: حدّثنا السیاری إلّا ما كان خالیا من غلو و تخلیط. انتهی كلامه. و قال الغضائری فیما حكی عنه: ضعیف متهالك، غال منحرف، استثنی من كتبه شیوخ القمیین روایته من كتاب نوادر الحكمة، و حكی عن محمّد بن علیّ بن محبوب فی كتاب النوادر المصنّف أنّه قال بالتناسخ. و روی الكشّیّ فی ص 372 من رجاله باسناد ذكره عن إبراهیم بن محمّد بن حاجب قال: قرأت فی رقعة مع الجواد علیه السلام یعلم من سأل عن السیاری: أنه لیس فی المكان الذی ادعاه لنفسه و ألا تدفعوا إلیه شیئا. و أتبعهم فی ذلك الشیخ فی الفهرست، و العلامة فی الخلاصة و كل من تصدی لترجمته سوی العلامة النوریّ فانه تجشم فی اثبات وثاقته بما یجتهد فی قبال نصوص هولاء الاساطین من الفن، و استطرف الحلی من روایاته و أورده فی آخر السرائر و قال: صاحب الرضا و موسی علیهما السلام. أقول: مصاحبته موسی بن جعفر علیه السلام لا یخلو عن التامل.

أَصَبْتَ مَعْنَی حَدِیثِنَا فَأَعْرِبْ عَنْهُ بِمَا شِئْتَ.

«24»- وَ قَالَ بَعْضُهُمْ لَا بَأْسَ إِنْ نَقَصْتَ أَوْ زِدْتَ أَوْ قَدَّمْتَ أَوْ أَخَّرْتَ إِذَا أَصَبْتَ الْمَعْنَی وَ قَالَ هَؤُلَاءِ یَأْتُونَ الْحَدِیثَ مُسْتَوِیاً كَمَا یَسْمَعُونَهُ وَ إِنَّا رُبَّمَا قَدَّمْنَا وَ أَخَّرْنَا وَ زِدْنَا وَ نَقَصْنَا فَقَالَ ذَلِكَ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً إِذَا أَصَبْتُمُ الْمَعْنَی فَلَا بَأْسَ.

بیان: الإعراب الإبانة و الإفصاح و ضمیر بعضهم راجع إلی الأئمة علیهم السلام و فاعل قال فی قوله قال هؤلاء أحد الرواة و فی قوله فقال الإمام علیه السلام قوله ذلك أی الذی ترویه العامة زخرف القول أی الأباطیل المموهة من زخرفه إذا زینه یغرون به الناس غرورا و هو داخل فیما قال اللّٰه تعالی فی شأن المبطلین وَ كَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِیٍّ عَدُوًّا شَیاطِینَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ یُوحِی بَعْضُهُمْ إِلی بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً و الحاصل أن أخبارهم موضوعة و إنما یزینونها لیغتر الناس بها.

ثم اعلم أن هذا الخبر من الأخبار التی تدل علی جواز نقل الحدیث بالمعنی و تفصیل القول فی ذلك أنه إذا لم یكن المحدث عالما بحقائق الألفاظ و مجازاتها و منطوقها و مفهومها و مقاصدها لم تجز له الروایة بالمعنی بغیر خلاف بل یتعین اللفظ الذی سمعه إذا تحققه و إلا لم تجز له الروایة و أما إذا كان عالما بذلك فقد قال طائفة من العلماء لا یجوز إلا باللفظ أیضا و جوز بعضهم فی غیر حدیث النبی صلی اللّٰه علیه و آله فقط فقال لأنه أفصح من نطق بالضاد و فی تراكیبه أسرار و دقائق لا یوقف علیها إلا بها كما هی لأن لكل تركیب معنی بحسب الوصل و الفصل و التقدیم و التأخیر و غیر ذلك لو لم یراع ذلك لذهبت مقاصدها بل لكل كلمة مع صاحبتها خاصیة مستقلة كالتخصیص

ص: 163

و الاهتمام و غیرهما و كذا الألفاظ المشتركة و المترادفة و لو وضع كل موضع الآخر لفات المعنی المقصود

وَ مِنْ ثَمَّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله نَضَّرَ اللَّهُ عَبْداً سَمِعَ مَقَالَتِی وَ حَفِظَهَا وَ وَعَاهَا وَ أَدَّاهَا فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَیْرُ فَقِیهٍ وَ رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَی مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ.

و كفی هذا الحدیث شاهدا بصدق ذلك و أكثر الأصحاب جوزوا ذلك مطلقا مع حصول الشرائط المذكورة و قالوا كلما ذكرتم خارج عن موضوع البحث لأنا إنما جوزنا لمن یفهم الألفاظ و یعرف خواصها و مقاصدها و یعلم عدم اختلال المراد بها فیما أداه و قد ذهب جمهور السلف و الخلف من الطوائف كلها إلی جواز الروایة بالمعنی إذا قطع بأداء المعنی بعینه لأنه من المعلوم أن الصحابة و أصحاب الأئمة علیهم السلام لم یكونوا یكتبون الأحادیث عند سماعها و یبعد بل یستحیل عادة حفظهم جمیع الألفاظ علی ما هی علیه و قد سمعوها مرة واحدة خصوصا فی الأحادیث الطویلة مع تطاول الأزمنة و لهذا كثیرا ما یروی عنهم المعنی الواحد بألفاظ مختلفة و لم ینكر ذلك علیهم و لا یبقی لمن تتبع الأخبار فی هذا شبهة و یدل علیه أیضا

مَا رَوَاهُ الْكُلَیْنِیُّ (1)عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَسْمَعُ الْحَدِیثَ مِنْكَ فَأَزِیدُ وَ أَنْقُصُ قَالَ إِنْ كُنْتَ تُرِیدُ مَعَانِیَهُ فَلَا بَأْسَ.

وَ رَوَی أَیْضاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی أَسْمَعُ الْكَلَامَ مِنْكَ فَأُرِیدُ أَنْ أَرْوِیَهُ كَمَا سَمِعْتُهُ مِنْكَ فَلَا یَجِی ءُ ذَلِكَ قَالَ فَتَتَعَمَّدُ ذَلِكَ قُلْتُ لَا قَالَ تُرِیدُ الْمَعَانِیَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَلَا بَأْسَ.

نعم لا مریة فی أن روایته بلفظه أولی علی كل حال لا سیما فی هذه الأزمان لبعد العهد و فوت القرائن و تغیر المصطلحات.

وَ قَدْ رَوَی الْكُلَیْنِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ

ص: 164


1- فی الأصول من الكافی فی الحدیث الثانی من باب روایة الكتب، و أورد الحدیثین الآتیین بعد ذلك فی 1 و 6 من الباب

مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَوْلُ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ الَّذِینَ یَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَیَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ قَالَ هُوَ الرَّجُلُ یَسْمَعُ الْحَدِیثَ فَیُحَدِّثُ بِهِ كَمَا سَمِعَهُ لَا یَزِیدُ فِیهِ وَ لَا یَنْقُصُ.

و بالغ بعضهم فقال لا یجوز تغییر قال النبی صلی اللّٰه علیه و آله إلی قال رسول اللّٰه و لا عكسه و هو عنت بیّن بغیر ثمرة.

تذنیب: قال بعض الأفاضل نقل المعنی إنما جوزوه فی غیر المصنفات أما المصنفات فقد قال أكثر الأصحاب لا یجوز حكایتها و نقلها بالمعنی و لا تغییر شی ء منها علی ما هو المتعارف.

«25»- شی، تفسیر العیاشی عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ: الْوُقُوفُ عِنْدَ الشُّبْهَةِ خَیْرٌ مِنَ الِاقْتِحَامِ فِی الْهَلَكَةِ وَ تَرْكُكَ حَدِیثاً لَمْ تُرْوَهُ خَیْرٌ مِنْ رِوَایَتِكَ حَدِیثاً لَمْ تُحْصِهِ إِنَّ عَلَی كُلِّ حَقٍّ حَقِیقَةً وَ عَلَی كُلِّ صَوَابٍ نُوراً فَمَا وَافَقَ كِتَابَ اللَّهِ فَخُذُوا بِهِ وَ مَا خَالَفَ كِتَابَ اللَّهِ فَدَعُوهُ.

بیان: الفعل فی قوله علیه السلام لم تروه إما مجرد معلوم یقال روی الحدیث روایة أی حمله أو مزید معلوم من باب التفعیل أو الإفعال یقال رویته الحدیث ترویة و أرواه أی حملته علی روایته أو مزید مجهول من البابین و منه روینا فی الأخبار و لنذكر ما به یتحقق تحمل الروایة و الطرق التی تجوز بها روایة الأخبار.

اعلم أن لأخذ الحدیث طرقا أعلاها سماع الراوی لفظ الشیخ أو إسماع الراوی لفظه إیاه بقراءة الحدیث علیه و یدخل فیه سماعه مع قراءة غیره علی الشیخ و یسمی الأول بالإملاء و الثانی بالعرض و قد یقید الإملاء بما إذا كتب الراوی ما یسمع من شیخه و فی ترجیح أحدهما علی الآخر و التسویة بینهما أوجه و مما یستدل به علی ترجیح السماع من الشیخ علی إسماعه ما

رَوَاهُ الْكُلَیْنِیُّ بِسَنَدٍ صَحِیحٍ (1) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَجِیئُنِی الْقَوْمُ فَیَسْمَعُونَ مِنِّی حَدِیثَكُمْ فَأَضْجَرُ وَ لَا أَقْوَی قَالَ فَاقْرَأْ عَلَیْهِمْ مِنْ أَوَّلِهِ حَدِیثاً وَ مِنْ آخِرِهِ حَدِیثاً.

ص: 165


1- و السند هكذا: محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، و محمّد بن الحسین، عن ابن محبوب، عن عبد اللّٰه بن سنان. أورده فی الخامس من باب روایة الكتب.

فلو لا ترجیح قراءة الشیخ علی قراءة الراوی لأمره بترك القراءة عند التضجر و قراءة الراوی مع سماعه إیاه و لا خلاف فی أنه یجوز للسامع أن یقول فی الأول حدثنا و أنبأنا و سمعته یقول و قال لنا و ذكر لنا هذا كان فی الصدر الأول ثم شاع تخصیص أخبرنا بالقراءة علی الشیخ و أنبأنا و نبأنا بالإجازة و فی الثانی المشهور جواز قول أخبرنی و حدثنی مقیدین بالقراءة علی الشیخ و ما ینقل عن السید من منعه مقیدا أیضا بعید و اختلف فی الإطلاق فجوزه بعضهم و منعه آخرون و فصل ثالث فجوز أخبرنی و منع حدثنی و استند إلی أن الشائع فی استعمال أخبرنی هو قراءته علی الشیخ و فی استعمال حدثنی هو سماعه عنه و فی كون الشیاع دلیلا علی المنع من غیر الشائع نظر.

ثم إن صیغة حدثنی و شبهها فیما یكون الراوی متفردا فی المجلس و حدثنا و أخبرنا فیما یكون مجتمعا مع غیره و هذان قسمان من أقسامها.

و بعدهما الإجازة سواء كان معینا لمعین كإجازة الكافی لشخص معین أو معینا لغیر معین كإجازته لكل أحد أو غیر معین لمعین كأجزتك مسموعاتی أو غیر معین لغیر معین كأجزت كل أحد مسموعاتی كما حكی عن بعض أصحابنا أنه أجاز علی هذا الوجه.

و فی إجازة المعدوم نظر إلا مع عطفه علی الموجود و أما غیر الممیز كالأطفال الصغیرة فالمشهور الجواز (1) و فی جواز إجازة المجاز وجهان للأصحاب و الأصح الجواز.

و أفضل أقسامها ما كانت علی وفق صحیحة ابن سنان المتقدمة بأن یقرأ علیه من أوله حدیثا و من وسطه حدیثا و من آخره حدیثا ثم یجیزه بل الأولی الاقتصار علیه و یحتمل أن یكون المراد بالأول و الوسط و الآخر الحقیقی منها أو الأعم منه و من الإضافی و الثانی أظهر و إن كان رعایة الأول أحوط و أولی.

ص: 166


1- لیس فرق بین بین الصبی غیر الممیز و المعدوم فی ذلك.

و بعدها المناولة و هی مقرونة بالإجازة و غیر مقرونة و الأولی هی أن یناوله كتابا و یقول هذا روایتی فاروه عنی أو شبهه و الثانیة أن یناوله إیاه و یقول هذا سماعی و یقتصر علیه و فی جواز الروایة بالثانی قولان و الأظهر الجواز

لِمَا رَوَاهُ الْكُلَیْنِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَّالِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام الرَّجُلُ مِنْ أَصْحَابِنَا یُعْطِینِی الْكِتَابَ وَ لَا یَقُولُ ارْوِهِ عَنِّی یَجُوزُ لِی أَنْ أَرْوِیَهُ عَنْهُ قَالَ فَقَالَ إِذَا عَلِمْتَ أَنَّ الْكِتَابَ لَهُ فَارْوِهِ عَنْهُ.

(1)و هل یجوز إطلاق حدثنا و أخبرنا فی الإجازة و المناولة قولان و أما مع التقیید بمثل قولنا إجازة و مناولة فالأصح جوازه و اصطلح بعضهم علی قولنا أنبأنا.

و بعدها المكاتبة و هی أن یكتب مسموعه لغائب بخطه و یقرنه بالإجازة أو یعریه عنها و الكلام فیه كالكلام فی المناولة.

و الظاهر عدم الفرق بین الكتابة التفصیلیة و الإجمالیة كأن یكتب الشیخ مشیرا إلی مجموع محدود إشارة یأمن معها اللبس و الاشتباه هذا مسموعی و مرویی فاروه عنی و الحق أنه مع العلم بالخط و المقصود بالقرائن لا فرق یعتد به بینه و بین سائر الأقسام ككتابة النبی إلی كسری و قیصر، مع أنها كانت حجة علیهم، و كتابة أئمتنا علیهم السلام الأحكام إلی أصحابهم فی الأعصار المتطاولة و الظاهر أنه یكفی الظن الغالب أیضا فی ذلك.

و بعدها الإعلام و هو أن یعلم الشیخ الطالب أن هذا الحدیث أو الكتاب سماعه و فی جواز الروایة به قولان و الأظهر الجواز لما مر فی خبر أحمد بن عمر

وَ لِمَا رَوَاهُ الْكُلَیْنِیُّ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِی خَالِدٍ شَیْنُولَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ مَشَایِخَنَا رَوَوْا عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ كَانَتِ التَّقِیَّةُ شَدِیدَةً فَكَتَمُوا كُتُبَهُمْ فَلَمْ تُرْوَ عَنْهُمْ فَلَمَّا مَاتُوا صَارَتِ الْكُتُبُ إِلَیْنَا فَقَالَ حَدِّثُوا بِهَا فَإِنَّهَا حَقٌّ.

ص: 167


1- أورده فی كتاب فضل العلم فی الحدیث السادس من باب روایة الكتب و الحدیث

و یقرب منه الوصیة و هی أن یوصی عند سفره أو موته بكتاب یرویه فلان بعد موته و قد جوز بعض السلف للموصی له روایته و یدل علیه الخبر السالف.

و الثامن من تلك الأقسام الوجادة و هی أن یقف الإنسان علی أحادیث بخط راویها أو فی كتابه المروی له معاصرا كان أو لا فله أن یقول وجدت أو قرأت بخط فلان أو فی كتابه حدثنا فلان و یسوق الإسناد و المتن و هذا هو الذی استمر علیه العمل حدیثا و قدیما و هو من باب المنقطع و فیه شوب اتصال و یجوز العمل به و روایته عند كثیر من المحققین عند حصول الثقة بأنه خط المذكور و روایته و إلا قال بلغنی عنه أو وجدت فی كتاب أخبرنی فلان أنه خط فلان أو روایته أو أظن أنه خطه أو روایته لوجود آثار روایته له بالبلاغ و نحوه و یدل علی جواز العمل بها خبر أبی جعفر علیه السلام الذی تقدم ذكره.

و ربما یلحق بهذا القسم ما إذا وجد كتابا بتصحیح الشیخ و ضبطه و الأظهر جواز العمل بالكتب المشهورة المعروفة التی یعلم انتسابها إلی مؤلفیها كالكتب الأربعة و سائر الكتب المشهورة و إن كان الأحوط تصحیح الإجازة و الإسناد فی جمیعها و سنفصل القول فی تلك الأنواع و فروعها فی المجلد الخامس و العشرین من الكتاب بعون الملك الوهاب.

باب 22 أن لكل شی ء حدا و أنه لیس شی ء إلا ورد فیه كتاب أو سنة و علم ذلك كله عند الإمام

الآیات؛

الأنعام: «ما فَرَّطْنا فِی الْكِتابِ مِنْ شَیْ ءٍ»(37)

«1»- یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَبَی اللَّهُ أَنْ یُجْرِیَ الْأَشْیَاءَ إِلَّا بِالْأَسْبَابِ فَجَعَلَ لِكُلِّ شَیْ ءٍ سَبَباً وَ جَعَلَ لِكُلِّ سَبَبٍ شَرْحاً وَ جَعَلَ لِكُلِّ شَرْحٍ مِفْتَاحاً وَ جَعَلَ لِكُلِّ مِفْتَاحٍ عَلَماً وَ جَعَلَ لِكُلِّ عَلَمٍ بَاباً نَاطِقاً مَنْ عَرَفَهُ عَرَفَ اللَّهَ وَ مَنْ أَنْكَرَهُ أَنْكَرَ اللَّهَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَحْنُ.

ص: 168

«2»- یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ عَنْ فَضَالَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ مِیرَاثِ الْعِلْمِ مَا بَلَغَ أَ جَوَامِعُ مِنَ الْعِلْمِ أَمْ یُفَسِّرُ كُلَّ شَیْ ءٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ الَّتِی یَتَكَلَّمُ فِیهَا النَّاسُ مِنَ الطَّلَاقِ وَ الْفَرَائِضِ فَقَالَ إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَتَبَ الْعِلْمَ كُلَّهُ وَ الْفَرَائِضَ فَلَوْ ظَهَرَ أَمْرُنَا لَمْ یَكُنْ مِنْ شَیْ ءٍ إِلَّا وَ فِیهِ سُنَّةٌ یُمْضِیهَا.

بیان: قوله ما بلغ بدل من میراث العلم أی ما بلغ منه إلیكم أ جوامع أی ضوابط كلیة یستنبط منها خصوصیات الأحكام أو ورد فی كل من تلك الخصوصیات نص مخصوص قوله علیه السلام یمضیها علی الغیبة أی صاحب الأمر أو علی التكلم.

«3»- یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی أُسَامَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عِنْدَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُغِیرِیَّةِ (1) فَسَأَلَهُ عَنْ شَیْ ءٍ مِنَ السُّنَنِ فَقَالَ مَا مِنْ شَیْ ءٍ یَحْتَاجُ إِلَیْهِ وُلْدُ آدَمَ إِلَّا وَ قَدْ خَرَجَتْ فِیهِ السُّنَّةُ مِنَ اللَّهِ وَ مِنْ رَسُولِهِ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ مَا احْتَجَّ عَلَیْنَا بِمَا احْتَجَّ فَقَالَ الْمُغِیرِیُّ وَ بِمَا احْتَجَّ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَوْلُهُ الْیَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِینَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْكُمْ نِعْمَتِی حَتَّی فَرَغَ مِنَ الْآیَةِ فَلَوْ لَمْ یُكْمِلْ سُنَّتَهُ وَ فَرَائِضَهُ وَ مَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ النَّاسُ مَا احْتَجَّ بِهِ (2).

«4»- سن، المحاسن بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْمِیثَمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِیمٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: أَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِمَا اكْتَفَوْا بِهِ فِی عَهْدِهِ وَ اسْتَغْنَوْا بِهِ مِنْ بَعْدِهِ.

ص: 169


1- هم اتباع المغیرة بن سعید لعنه اللّٰه و لعنهم، أورده أصحابنا فی تراجمهم و بالغوا فی ذمه و لعنوه و تبرءوا منه. قال صاحب منتهی المقال: المغیریة اتباع المغیرة بن سعید لعنه اللّٰه قالوا: ان اللّٰه جسم علی صورة رجل من نور علی راسه تاج من نور، و قلبه منبع الحكمة. و نقل عن الوحید أنّه قال: و ربما یظهر من التراجم كونهم من الغلاة و بعضهم نسبوه الیهم. أقول: و أورد ترجمتهم البغدادیّ فی الفرق بین الفرق، و الشهرستانی فی كتابه الملل و النحل، قال البغدادیّ فی ص 36: كان المغیرة بن سعید العجلیّ فی صلاته فی التشبیه یقول لاصحابه: ان المهدی المنتظر محمّد بن عبد اللّٰه بن الحسن بن الحسن بن علیّ، و یستدل علی ذلك بان اسمه محمّد كاسم رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله و اسم أبیه عبد اللّٰه كاسم أبی رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله، و قال: فی الحدیث عن النبیّ صلوات اللّٰه علیه و آله قوله فی المهدی: ان اسمه یوافق اسمی، و اسم أبیه اسم أبی. و أورد الشهرستانی ما قال فی التشبیه فی كتابه
2- یاتی بقیة المباحثة الواقعة بین أبی عبد اللّٰه علیه السلام و الرجل فی الحدیث 12

«5»- سن، المحاسن إِسْمَاعِیلُ الْمِیثَمِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِیمٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: أَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِمَا یَسْتَغْنُونَ بِهِ فِی عَهْدِهِ وَ مَا یَكْتَفُونَ بِهِ مِنْ بَعْدِهِ كِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِیِّهِ.

«6»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ وَ رِبْعِیٍّ عَنِ الْفُضَیْلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ لِلدِّینِ حَدّاً كَحُدُودِ بَیْتِی هَذَا وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی جِدَارٍ فِیهِ.

«7»- سن، المحاسن أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ شَیْ ءٍ إِلَّا وَ لَهُ حَدٌّ كَحُدُودِ دَارِی هَذِهِ فَمَا كَانَ فِی الطَّرِیقِ فَهُوَ مِنَ الطَّرِیقِ وَ مَا كَانَ فِی الدَّارِ فَهُوَ مِنَ الدَّارِ.

«8»- سن، المحاسن الْوَشَّاءُ عَنْ أَبَانٍ الْأَحْمَرِ عَنْ سُلَیْمِ بْنِ أَبِی حَسَّانَ الْعِجْلِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ مَا خَلَقَ اللَّهُ حَلَالًا وَ لَا حَرَاماً إِلَّا وَ لَهُ حَدٌّ كَحُدُودِ دَارِی هَذِهِ مَا كَانَ مِنْهَا مِنَ الطَّرِیقِ فَهُوَ مِنَ الطَّرِیقِ وَ مَا كَانَ مِنَ الدَّارِ فَهُوَ مِنَ الدَّارِ حَتَّی أَرْشُ الْخَدْشِ فَمَا سِوَاهُ وَ الْجَلْدَةِ وَ نِصْفِ الْجَلْدَةِ.

«9»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ یُونُسَ عَنْ حَفْصِ بْنِ قُرْطٍ (1) قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَعْلَمُ الْخَیْرَ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ وَ یَعْلَمُ الْقُرْآنَ وَ لِكُلِّ شَیْ ءٍ مِنْهُمَا حَدٌّ.

بیان: فی بعض النسخ الخیر بالیاء المنقطة بنقطتین أی جمیع الخیرات من الحلال و الحرام و فی بعضها بالباء الموحدة أی أخبار الرسول صلی اللّٰه علیه و آله فی الحلال و الحرام.

«10»- سن، المحاسن ابْنُ بَزِیعٍ عَنْ أَبِی إِسْمَاعِیلَ السَّرَّاجِ (2) عَنْ خَیْثَمَةَ (3) بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی لَبِیدٍ الْبَحْرَانِیِّ (4) عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ أَتَاهُ رَجُلٌ بِمَكَّةَ فَقَالَ لَهُ یَا

ص: 170


1- بضم القاف و سكون الراء بعدها طاء مهملة. أورد الشیخ فی رجاله فی أصحاب الصادق علیه السلام رجلین مسمیین بحفص بن قرط: أحدهما حفص بن قرط الأعور كوفیّ عربی جمال، و الآخر حفص بن قرط النخعیّ الكوفیّ، و لم یزد فی ترجمتها علی كونهما من أصحاب الصادق علیه السلام، و حكی عن جامع الرواة أن النخعیّ الكوفیّ یروی عنه ابن أبی عمیر و یونس بن عبد الرحمن، و ابن سنان، و إسحاق بن عمار.
2- صرح جماعة بأن اسمه عبد اللّٰه بن عثمان بن عمرو بن خالد الفزاری و خالف بعض، و لعله یأتی الكلام فیه بعد إن شاء اللّٰه.
3- بضم الخاء و سكون الیاء و فتح الثاء
4- فی المحاسن المطبوع ص 274 أبو الولید النجرانی و لكنه مصحف، و الصحیح أبو لبید كما فی ص 270 من المحاسن و وصفه هنا بالمراء الهجرین و أورد هنا روایته التی وردت فی تفسیر «المص» و الرجل مجهول اسمه و حاله، لم یذكره الرجالیون فی كتبهم نعم أورد الشیخ فی رجاله أبا لبید الهجری من أصحاب الباقر علیه السلام و لعله متحد مع هذا و لكن هذا أیضا مجهول مثله.

مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ أَنْتَ الَّذِی تَزْعُمُ أَنَّهُ لَیْسَ شَیْ ءٌ إِلَّا وَ لَهُ حَدٌّ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام نَعَمْ أَنَا أَقُولُ إِنَّهُ لَیْسَ شَیْ ءٌ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ صَغِیراً وَ كَبِیراً إِلَّا وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ حَدّاً إِذَا جُوِّزَ بِهِ ذَلِكَ الْحَدُّ فَقَدْ تُعُدِّیَ حَدُّ اللَّهِ فِیهِ فَقَالَ فَمَا حَدُّ مَائِدَتِكَ هَذِهِ قَالَ تَذْكُرُ اسْمَ اللَّهِ حِینَ تُوضَعُ وَ تَحْمَدُ اللَّهَ حِینَ تُرْفَعُ وَ تَقُمُّ مَا تَحْتَهَا قَالَ فَمَا حَدُّ كُوزِكَ هَذَا قَالَ لَا تَشْرَبْ مِنْ مَوْضِعِ أُذُنِهِ وَ لَا مِنْ مَوْضِعِ كَسْرِهِ فَإِنَّهُ مَقْعَدُ الشَّیْطَانِ وَ إِذَا وَضَعْتَهُ عَلَی فِیكَ فَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ وَ إِذَا رَفَعْتَهُ عَنْ فِیكَ فَاحْمَدِ اللَّهَ وَ تَنَفَّسْ فِیهِ ثَلَاثَةَ أَنْفَاسٍ فَإِنَّ النَّفَسَ الْوَاحِدَ یُكْرَهُ.

«11»- سن، المحاسن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنِ ابْنِ حُمَیْدٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی خُطْبَتِهِ فِی حَجَّةِ الْوَدَاعِ أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ مَا مِنْ شَیْ ءٍ یُقَرِّبُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ وَ یُبَاعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلَّا وَ قَدْ نَهَیْتُكُمْ عَنْهُ وَ أَمَرْتُكُمْ بِهِ.

«12»- سن، المحاسن صَالِحُ بْنُ السِّنْدِیِّ عَنِ ابْنِ بَشِیرٍ عَنْ صَبَّاحٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی أُسَامَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُغِیرِیَّةِ عَنْ شَیْ ءٍ مِنَ السُّنَنِ فَقَالَ مَا مِنْ شَیْ ءٍ یَحْتَاجُ إِلَیْهِ أَحَدٌ مِنْ وُلْدِ آدَمَ إِلَّا وَ قَدْ جَرَتْ فِیهِ مِنَ اللَّهِ وَ مِنْ رَسُولِهِ سُنَّةٌ عَرَفَهَا مَنْ عَرَفَهَا وَ أَنْكَرَهَا مَنْ أَنْكَرَهَا قَالَ الرَّجُلُ فَمَا السُّنَّةُ فِی دُخُولِ الْخَلَاءِ قَالَ تَذْكُرُ اللَّهَ وَ تَتَعَوَّذُ مِنَ الشَّیْطَانِ فَإِذَا فَرَغْتَ قُلْتَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی مَا أَخْرَجَ عَنِّی مِنَ الْأَذَی فِی یُسْرٍ مِنْهُ وَ عَافِیَةٍ فَقَالَ الرَّجُلُ فَالْإِنْسَانُ یَكُونُ عَلَی تِلْكَ الْحَالِ فَلَا یَصْبِرُ حَتَّی یَنْظُرَ إِلَی مَا خَرَجَ مِنْهُ فَقَالَ إِنَّهُ لَیْسَ فِی الْأَرْضِ آدَمِیٌّ إِلَّا وَ مَعَهُ مَلَكَانِ مُوَكَّلَانِ بِهِ فَإِذَا كَانَ عَلَی تِلْكَ الْحَالِ ثَنَیَا رَقَبَتَهُ (1) ثُمَّ قَالا ابْنَ آدَمَ انْظُرْ إِلَی مَا كُنْتَ تَكْدَحُ (2) لَهُ فِی الدُّنْیَا إِلَی مَا هُوَ صَائِرٌ(3).

«13»- جا، المجالس للمفید الْجِعَابِیُّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ حُمْدُونٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ظَرِیفٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ مَا رَأَیْتُ عَلِیّاً علیه السلام قَضَی قَضَاءً إِلَّا وَجَدْتُ لَهُ أَصْلًا

ص: 171


1- أی لوّیا رقبته إلی ما خرج منه.
2- أی تسعی و تكسب و تجهد نفسك فیه.
3- هذا الحدیث و الحدیث الثالث یكشفان عن مباحثة طویلة وقعت بین أبی عبد اللّٰه علیه السلام و رجل من المغیریة، و أبو أسامة نقل بعضها لحماد و بعضها لصباح.

فِی السُّنَّةِ قَالَ وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَقُولُ لَوِ اخْتَصَمَ إِلَیَّ رَجُلَانِ فَقَضَیْتُ بَیْنَهُمَا ثُمَّ مَكَثَا أَحْوَالًا كَثِیرَةً ثُمَّ أَتَیَانِی فِی ذَلِكَ الْأَمْرِ لَقَضَیْتُ بَیْنَهُمَا قَضَاءً وَاحِداً لِأَنَّ الْقَضَاءَ لَا یَحُولُ وَ لَا یَزُولُ أَبَداً.

باب 23 أنهم علیهم السلام عندهم مواد العلم و أصوله و لا یقولون شیئا برأی و لا قیاس بل ورثوا جمیع العلوم عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله و أنهم أمناء اللّٰه علی أسراره

الآیات؛

النجم: «وَ ما یَنْطِقُ عَنِ الْهَوی إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحی»(3 ، 4)

«1»- ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات حَمْزَةُ بْنُ یَعْلَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: یَا جَابِرُ إِنَّا لَوْ كُنَّا نُحَدِّثُكُمْ بِرَأْیِنَا وَ هَوَانَا لَكُنَّا مِنَ الْهَالِكِینَ وَ لَكِنَّا نُحَدِّثُكُمْ بِأَحَادِیثَ نَكْنِزُهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَمَا یَكْنِزُ هَؤُلَاءِ ذَهَبَهُمْ وَ فِضَّتَهُمْ (1).

«2»- یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَوْ أَنَّا حَدَّثْنَا بِرَأْیِنَا ضَلَلْنَا كَمَا ضَلَّ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا وَ لَكِنَّا حَدَّثْنَا بِبَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّنَا بَیَّنَهَا لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَبَیَّنَهُ لَنَا.

«3»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا جَابِرُ لَوْ كُنَّا نُفْتِی النَّاسَ بِرَأْیِنَا وَ هَوَانَا لَكُنَّا مِنَ الْهَالِكِینَ وَ لَكِنَّا نُفْتِیهِمْ بِآثَارٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أُصُولِ عِلْمٍ عِنْدَنَا نَتَوَارَثُهَا كَابِراً عَنْ كَابِرٍ نَكْنِزُهَا كَمَا یَكْنِزُ هَؤُلَاءِ ذَهَبَهُمْ وَ فِضَّتَهُمْ.

بیان: قال الجزری فی حدیث الأقرع و الأبرص ورثته كابرا عن كابر أی ورثته عن آبائی و أجدادی كبیرا عن كبیر فی العز و الشرف- یر، بصائر الدرجات عبد اللّٰه بن عامر عن الحجال عن داود بن أبی یزید عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام مثله.

ص: 172


1- لعله متحد مع الثالث و الرابع.

«4»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا جَابِرُ وَ اللَّهِ لَوْ كُنَّا نُحَدِّثُ النَّاسَ أَوْ حَدَّثْنَاهُمْ بِرَأْیِنَا لَكُنَّا مِنَ الْهَالِكِینَ وَ لَكِنَّا نُحَدِّثُهُمْ بِآثَارٍ عِنْدَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَتَوَارَثُهَا كَابِرٌ عَنْ كَابِرٍ نَكْنِزُهَا كَمَا یَكْنِزُ هَؤُلَاءِ ذَهَبَهُمْ وَ فِضَّتَهُمْ (1)

«5»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَیْحٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ وَ اللَّهِ لَوْ لَا أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ وَلَایَتَنَا وَ مَوَدَّتَنَا وَ قَرَابَتَنَا مَا أَدْخَلْنَاكُمْ بُیُوتَنَا وَ لَا أَوْقَفْنَاكُمْ عَلَی أَبْوَابِنَا وَ اللَّهِ مَا نَقُولُ بِأَهْوَائِنَا وَ لَا نَقُولُ بِرَأْیِنَا وَ لَا نَقُولُ إِلَّا مَا قَالَ رَبُّنَا.

جا، المجالس للمفید عمر بن محمد الصیرفی عن محمد بن همام الإسكافی عن أحمد بن إدریس عن أحمد بن محمد عن علی بن النعمان مثله- یر، بصائر الدرجات محمد بن هارون عن أبی الحسن موسی عن موسی بن القاسم عن علی بن النعمان عن محمد بن شریح عنه علیه السلام مثله:

یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَیْحٍ مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ أُصُولٌ عِنْدَنَا نَكْنِزُهَا كَمَا یَكْنِزُ هَؤُلَاءِ ذَهَبَهُمْ وَ فِضَّتَهُمْ

«6»- یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی عِمْرَانَ عَنْ یُونُسَ عَنْ عَنْبَسَةَ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَهُ فِیهَا فَقَالَ الرَّجُلُ إِنْ كَانَ كَذَا وَ كَذَا مَا كَانَ الْقَوْلُ فِیهَا فَقَالَ لَهُ مَهْمَا أَجَبْتُكَ فِیهِ بِشَیْ ءٍ فَهُوَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَسْنَا نَقُولُ بِرَأْیِنَا مِنْ شَیْ ءٍ (2).

«7»- ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ جَمِیلٍ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّا عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّنَا بَیَّنَهَا لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَبَیَّنَهَا نَبِیُّهُ لَنَا فَلَوْ لَا ذَلِكَ كُنَّا كَهَؤُلَاءِ النَّاسِ.

«8»- ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات ابْنُ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِی الْمِعْزَی عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ كُلُّ شَیْ ءٍ تَقُولُ بِهِ فِی

ص: 173


1- تقدم احتمال اتّحاده مع الأول و الثالث.
2- أی شیئا، فهو فی موضع المفعول

كِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّتِهِ أَوْ تَقُولُونَ بِرَأْیِكُمْ قَالَ بَلْ كُلُّ شَیْ ءٍ نَقُولُهُ فِی كِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّتِهِ.

«9»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ النَّضْرِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عِلْمُ عَالِمِكُمْ أَیُّ شَیْ ءٍ وَجْهُهُ قَالَ وِرَاثَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ وَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا یَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَیْنَا وَ لَا نَحْتَاجُ إِلَیْهِمْ.

«10»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ بَشِیرٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ أَخْبِرْنِی عَنْ عِلْمِ عَالِمِكُمْ قَالَ وِرَاثَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقُلْتُ إِنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ یُقْذَفُ فِی قَلْبِهِ أَوْ یُنْكَتُ فِی أُذُنِهِ فَقَالَ أَوْ ذَاكَ (1).

بیان: قوله علیه السلام أو ذاك أی قد یكون ذاك أیضا و سیأتی شرحه فی كتاب الإمامة.

«11»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله دَعَا عَلِیّاً علیه السلام فِی الْمَرَضِ الَّذِی تُوُفِّیَ فِیهِ فَقَالَ یَا عَلِیُّ ادْنُ مِنِّی حَتَّی أُسِرَّ إِلَیْكَ مَا أَسَرَّ اللَّهُ إِلَیَّ وَ أَئْتَمِنَكَ عَلَی مَا ائْتَمَنَنِیَ اللَّهُ عَلَیْهِ فَفَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِعَلِیٍّ علیه السلام وَ فَعَلَهُ عَلِیٌّ علیه السلام بِالْحَسَنِ علیه السلام وَ فَعَلَهُ حَسَنٌ علیه السلام بِالْحُسَیْنِ علیه السلام وَ فَعَلَهُ الْحُسَیْنُ علیه السلام بِأَبِی علیه السلام وَ فَعَلَهُ أَبِی علیه السلام بِی صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ.

یر، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن ابن أبی عمیر عن عبد الصمد مثله- یر، بصائر الدرجات أحمد بن موسی عن ابن یزید عمن رواه عن عبد الصمد مثله.

«12»- یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ أَسَرَّ اللَّهُ سِرَّهُ إِلَی جَبْرَئِیلَ علیه السلام وَ أَسَرَّ جَبْرَئِیلُ علیه السلام إِلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَسَرَّ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی مَنْ شَاءَ اللَّهُ (2).

(3)

ص: 174


1- تردیده علیه السلام إبهام منه لما سأله و ذلك أن السائل لما كان یزعم أن القذف فی القلب غیر هذا الذی ذكره علیه السلام و أن هذه الوراثة إنّما هی بالتحمل مثل روایة أحدنا عن مثله و لم یرق ذهنه إلی أزید من ذلك صدق علیه السلام ما ذكره بطریق الإبهام، و حقیقة الامر أن الطریقان فیهم واحد كما یدلّ علیه الروایات الآتیة ط.
2- لعله قطعة من الحدیث 14
3- لعله قطعة من الحدیث 14

«13»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ أَسَرَّ اللَّهُ سِرَّهُ إِلَی جَبْرَئِیلَ علیه السلام وَ أَسَرَّهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام إِلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَسَرَّهُ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام وَ أَسَرَّهُ عَلِیٌّ علیه السلام إِلَی مَنْ شَاءَ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ.

«14»- یر، بصائر الدرجات بُنَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: لَا یَقْدِرُ الْعَالِمُ أَنْ یُخْبِرَ بِمَا یَعْلَمُ فَإِنَّ سِرَّ اللَّهِ أَسَرَّهُ إِلَی جَبْرَئِیلَ علیه السلام وَ أَسَرَّهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام إِلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَسَرَّهُ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی مَنْ شَاءَ اللَّهُ.

«15»- یر، بصائر الدرجات ابْنُ مَعْرُوفٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ رِبْعِیٍّ عَنْ سَوْرَةَ بْنِ كُلَیْبٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِأَیِّ شَیْ ءٍ یُفْتِی الْإِمَامُ قَالَ بِالْكِتَابِ قُلْتُ فَمَا لَمْ یَكُنْ فِی الْكِتَابِ قَالَ بِالسُّنَّةِ قُلْتُ فَمَا لَمْ یَكُنْ فِی الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ قَالَ لَیْسَ شَیْ ءٌ إِلَّا فِی الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ قَالَ فَكَرَّرْتُ مَرَّةً أَوِ اثْنَتَیْنِ قَالَ یُسَدَّدُ وَ یُوَفَّقُ فَأَمَّا مَا تَظُنُّ فَلَا.

«16»- یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ رِبْعِیٍّ عَنْ خَیْثَمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ یَكُونُ شَیْ ءٌ لَا یَكُونُ فِی الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ قَالَ لَا قَالَ قُلْتُ فَإِنْ جَاءَ شَیْ ءٌ قَالَ لَا حَتَّی أَعَدْتُ عَلَیْهِ مِرَاراً فَقَالَ لَا یَجِی ءُ ثُمَّ قَالَ بِإِصْبَعِهِ بِتَوْفِیقٍ وَ تَسْدِیدٍ لَیْسَ حَیْثُ تَذْهَبُ لَیْسَ حَیْثُ تَذْهَبُ.

بیان: قوله علیه السلام بتوفیق و تسدید أی بإلهام من اللّٰه و إلقاء من روح القدس كما یأتی فی كتاب الإمامة و لیس حیث تذهب من الاجتهاد و القول بالرأی (1)

یر، بصائر الدرجات أحمد بن الحسین بن سعید عن المیثمی (2) عن ربعی مثله.

«17»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلَهُ سَوْرَةُ (3) وَ أَنَا شَاهِدٌ فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ بِمَا یُفْتِی الْإِمَامُ قَالَ بِالْكِتَابِ قَالَ فَمَا لَمْ یَكُنْ فِی الْكِتَابِ قَالَ بِالسُّنَّةِ قَالَ فَمَا لَمْ یَكُنْ فِی الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ

ص: 175


1- و یحتمل أن السائل كان یظن أن أمر تشریع الاحكام مفوض إلیهم فنفاه علیه السلام أن افتاءه لم یكن الا بما ورد فی الكتاب و السنة مع توفیق و تسدید من اللّٰه تعالی بحیث لا یخطأ فی ذلك، و لعل المراد من التوفیق و التسدید عصمته عن السهو و النسیان و الخطاء.
2- هو علیّ بن إسماعیل.
3- هو سورة بن كلیب الذی روی الحدیث أیضا و تقدم تحت الرقم 15 و یأتی تحت الرقم 18

فَقَالَ لَیْسَ مِنْ شَیْ ءٍ إِلَّا فِی الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ قَالَ ثُمَّ مَكَثَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ یُوَفَّقُ وَ یُسَدَّدُ وَ لَیْسَ كَمَا تَظُنُّ.

بیان: قوله علیه السلام یوفق و یسدد أی لأن یعلم ذلك من الكتاب و السنة لئلا ینافی الأخبار السابقة و أول هذا الخبر أیضا (1)

«18»- یر، بصائر الدرجات ابْنُ مَعْرُوفٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ سَوْرَةَ بْنِ كُلَیْبٍ (2) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: دَخَلْتُ عَلَیْهِ بِمِنًی فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ الْإِمَامُ بِأَیِّ شَیْ ءٍ یَحْكُمُ قَالَ قَالَ بِالْكِتَابِ قُلْتُ فَمَا لَیْسَ فِی الْكِتَابِ قَالَ بِالسُّنَّةِ قُلْتُ فَمَا لَیْسَ فِی السُّنَّةِ وَ لَا فِی الْكِتَابِ قَالَ فَقَالَ بِیَدِهِ قَدْ أَعْرِفُ الَّذِی تُرِیدُ یُسَدَّدُ وَ یُوَفَّقُ وَ لَیْسَ كَمَا تَظُنُّ (3).

«19»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْخَثْعَمِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحِیمِ الْقَصِیرِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام إِذَا وَرَدَ عَلَیْهِ أَمْرٌ مَا نَزَلَ بِهِ كِتَابٌ وَ لَا سُنَّةٌ قَالَ بِرَجْمٍ فَأَصَابَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ هِیَ الْمُعْضِلَاتُ.

ص: 176


1- [١]بل المراد أن له طریقا من العلم إلیه، و لیس كما تظن أی بالطرق العادیة، فهو القاء فی الفهم و قذف فی القلب معا من غیر طریق الفهم العادی، و لا ینافی ذلك لا صدر الخبر و لا غیره من الاخبار فافهم ط
2- [٢]بضم السین المهملة وسكون الواو وفتح الرای المهملة. وكلیب وزان (زبیر) هو سورة بن كلیب بن معاویة الاسدی. كان من أصحاب الباقر والصادق 8. روی الكشی فی ص ٢٣٩ من رجاله باسناده عن محمد بن مسعود ، عن الحسین بن اشكیب ، عن عبدالرحمن بن حماد ، عن محمد بن اسماعیل المیثمی ، عن حذیفة بن منصور ، عن سورة بن كلیب قال : قال لی زید بن علی : یاسورة كیف علمتم أن صاحبكم علی ما تذكرونه؟ قال : قلت : علی الخبیر سقطت ، قال : فقال : هات ، فقلت له : كنا نأتی أخاك محمد بن علی 8 نسأله فیقول : قال رسول اللّٰه 9 وقال اللّٰه عزوجل فی كتابه ، حتی مضی أخوك فأتینا كم وأنت فیمن أتینا ، فتخبرونا ببعض ولا تخبرونا بكل الذی نسالكم عنه حتی أتینا ابن أخیك جعفرا فقال لنا : كل ماقال أبوه : قال رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه وآله وقال تعالی ، فتبسم وقال : أما واللّٰه إن قلت بذا ، فان كتب علی صلوات اللّٰه علیه عنده. یستفاد من ذلك قوته فی الحجاج ، وأنه كان مشهورا بالتشیع ، وأنه كان أهلا لسؤال مثل زید بن علی عنه.
3- [٣] الحدیث متحد مع 15، و رواه حماد عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام كما تقدم تحت الرقم 17.

بیان: لیس المراد بالرجم هنا القول بالظن بل القول بإلهامه تعالی- یر، بصائر الدرجات علی بن إسماعیل بن عیسی عن صفوان بن یحیی عن عبد اللّٰه بن مسكان عن عبد الرحیم مثله- یر، بصائر الدرجات أحمد بن موسی عن أیوب بن نوح عن صفوان مثله- یر، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الأهوازی عن القاسم بن محمد عن محمد بن یحیی عن عبد الرحیم مثله.

«20»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ وَ الْبَرْقِیِّ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحِیمِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام إِذَا وَرَدَ عَلَیْهِ أَمْرٌ لَمْ یَجِئْ بِهِ كِتَابٌ وَ لَا سُنَّةٌ رَجَمَ بِهِ یَعْنِی سَاهَمَ فَأَصَابَ ثُمَّ قَالَ یَا عَبْدَ الرَّحِیمِ وَ تِلْكَ الْمُعْضِلَاتُ.

بیان: قوله علیه السلام ساهم أی استعلم ذلك بالقرعة و هذا یحتمل وجهین الأول أن یكون المراد الأحكام الجزئیة المشتبهة التی قرر الشارع استعلامها بالقرعة فلا یكون هذا من الاشتباه فی أصل الحكم بل فی مورده و لا ینافی الأخبار السابقة لأن القرعة أیضا من أحكام القرآن و السنة و الثانی أن یكون المراد الأحكام الكلیة التی یشكل علیهم استنباطها من الكتاب و السنة فیستنبطون منهما بالقرعة و یكون هذا من خصائصهم علیهم السلام لأن قرعة الإمام لا تخطئ أبدا و الأول أوفق بالأصول و سائر الأخبار و إن كان الأخیر أظهر (1).

«21»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُوسَی عَنْ أَبِی یُوسُفَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ الرَّحِیمِ الْقَصِیرِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام إِذَا سُئِلَ فِیمَا لَیْسَ فِی كِتَابٍ وَ لَا سُنَّةٍ رَجَمَ فَأَصَابَ وَ هِیَ الْمُعْضِلَاتُ (2).

«22»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَی عَنْ مُوسَی الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِذَا وَرَدَ عَلَیْهِ مَا لَیْسَ فِی كِتَابِ اللَّهِ وَ لَا سُنَّةِ نَبِیِّهِ فَیَرْجُمُهُ فَیُصِیبُ ذَلِكَ وَ هِیَ الْمُعْضِلَاتُ.

ص: 177


1- لا یخفی أنّه احتمال فاسد لا یمكن اقامة دلیل علیه قطعا. ط.
2- الظاهر اتّحاد الحدیث مع الحدیث 19 و 20

«23»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ مُرَازِمٍ وَ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ قَالا سَمِعْنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ لَمْ یَزَلِ اللَّهُ یَبْعَثُ مِنَّا مَنْ یَعْلَمُ كِتَابَهُ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَی آخِرِهِ وَ إِنَّ عِنْدَنَا مِنْ حَلَالِ اللَّهِ وَ حَرَامِهِ مَا یَسَعُنَا كِتْمَانُهُ مَا نَسْتَطِیعُ أَنْ نُحَدِّثَ بِهِ أَحَداً.

«24»- یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ (1) عَنْ مُحَسِّنٍ (2) عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ الْعِلْمُ الَّذِی یَعْلَمُهُ عَالِمُكُمْ بِمَا یَعْلَمُ قَالَ وِرَاثَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَیْهِ وَ لَا یَحْتَاجُ إِلَی النَّاسِ.

«25»- یر، بصائر الدرجات الْحَجَّالُ عَنْ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ بُرَیْدٍ الْعِجْلِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی صُحُفاً مُطَهَّرَةً فِیها كُتُبٌ قَیِّمَةٌ قَالَ هُوَ حَدِیثُنَا فِی صُحُفٍ مُطَهَّرَةٍ مِنَ الْكَذِبِ.

«26»- سن، المحاسن عَبَّاسُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْخَثْعَمِیِّ عَنْ أَبِی غَیْلَانَ عَنْ أَبِی إِسْمَاعِیلَ الْجُعْفِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ بَرَّأَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ ثَلَاثٍ أَنْ یَتَقَوَّلَ عَلَی اللَّهِ أَوْ یَنْطِقَ عَنْ هَوَاهُ أَوْ یَتَكَلَّفَ.

بیان: إشارة إلی قوله تعالی وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَیْنا بَعْضَ الْأَقاوِیلِ (3)» و سمی الافتراء تقولا لأنه قول متكلف و إلی قوله تعالی وَ ما یَنْطِقُ عَنِ الْهَوی (4) و إلی قوله تعالی وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِینَ (5)و التكلف التصنع و ادعاء ما لیس من أهله.

«27»- جا، المجالس للمفید ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِذَا حَدَّثْتَنِی بِحَدِیثٍ فَأَسْنِدْهُ لِی فَقَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ عَنْ جَبْرَئِیلَ علیه السلام عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كُلُّ مَا أُحَدِّثُكَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ (6).

«28»- مُنْیَةُ الْمُرِیدِ، رَوَی هِشَامُ بْنُ سَالِمٍ وَ حَمَّادُ بْنُ عُثْمَانَ وَ غَیْرُهُمَا قَالُوا سَمِعْنَا

ص: 178


1- حكی عن جامع الرواة روایة الصفار عن عبد اللّٰه بن الحسن العلوی؛ و لعله هذا.
2- ضبطه فی التنقیح بتشدید السین وزان «محدث» و لعله محسن بن أحمد البجلیّ أبو محمّد من أصحاب الرضا علیه السلام بقرینة روایته عن یونس بن یعقوب.
3- الحاقّة: 44
4- النجم: 3.
5- ص: 86.
6- تقدم الحدیث مع زیادة فی باب فضل كتابة الحدیث تحت الرقم 20

أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ حَدِیثِی حَدِیثُ أَبِی وَ حَدِیثُ أَبِی حَدِیثُ جَدِّی وَ حَدِیثُ جَدِّی حَدِیثُ الْحُسَیْنِ وَ حَدِیثُ الْحُسَیْنِ حَدِیثُ الْحَسَنِ وَ حَدِیثُ الْحَسَنِ حَدِیثُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ حَدِیثُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ حَدِیثُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ حَدِیثُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

باب 24 أن كل علم حق هو فی أیدی الناس فمن أهل البیت علیهم السلام وصل إلیهم

«1»- جا، المجالس للمفید ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْخَزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَیْسَ عِنْدَ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ حَقٌّ وَ لَا صَوَابٌ إِلَّا شَیْ ءٌ أَخَذُوهُ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ لَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ یَقْضِی بِحَقٍّ وَ لَا عَدْلٍ إِلَّا وَ مِفْتَاحُ ذَلِكَ الْقَضَاءِ وَ بَابُهُ وَ أَوَّلُهُ وَ سُنَنُهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَإِذَا اشْتَبَهَتْ عَلَیْهِمُ الْأُمُورُ كَانَ الْخَطَاءُ مِنْ قِبَلِهِمْ إِذَا أَخْطَئُوا وَ الصَّوَابُ مِنْ قِبَلِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام إِذَا أَصَابُوا.

«2»- جا، المجالس للمفید أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَقُولُ وَ عِنْدَهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ عَجَباً لِلنَّاسِ یَقُولُونَ أَخَذُوا عِلْمَهُمْ كُلَّهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَعَمِلُوا بِهِ وَ اهْتَدَوْا وَ یَرَوْنَ أَنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ لَمْ نَأْخُذْ عِلْمَهُ وَ لَمْ نَهْتَدِ بِهِ وَ نَحْنُ أَهْلُهُ وَ ذُرِّیَّتُهُ فِی مَنَازِلِنَا أُنْزِلَ الْوَحْیُ وَ مِنْ عِنْدِنَا خَرَجَ إِلَی النَّاسِ الْعِلْمُ أَ فَتَرَاهُمْ عَلِمُوا وَ اهْتَدَوْا وَ جَهِلْنَا وَ ضَلَلْنَا إِنَّ هَذَا مُحَالٌ.

أقول: سیأتی أخبار كثیرة فی ذلك فی كتاب الإمامة.

باب 25 تمام الحجة و ظهور المحجة

الآیات؛

الأنعام: «قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ»(108) (و قال تعالی): «وَ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآیاتِ وَ لِتَسْتَبِینَ سَبِیلُ الْمُجْرِمِینَ»(55)

ص: 179

الجاثیة: «فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْیاً بَیْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ یَقْضِی بَیْنَهُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ فِیما كانُوا فِیهِ یَخْتَلِفُونَ»(16)

«1»- نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی خُطْبَةٍ لَهُ انْتَفِعُوا بِبَیَانِ اللَّهِ وَ اتَّعِظُوا بِمَوَاعِظِ اللَّهِ وَ اقْبَلُوا نَصِیحَةَ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْذَرَ إِلَیْكُمْ بِالْجَلِیَّةِ وَ أَخَذَ عَلَیْكُمُ الْحُجَّةَ وَ بَیَّنَ لَكُمْ مَحَابَّهُ مِنَ الْأَعْمَالِ وَ مَكَارِهَهُ مِنْهَا لِتَبْتَغُوا هَذِهِ وَ تَجْتَنِبُوا هَذِهِ.

«2»- لی، الأمالی للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ كَثِیراً

عَلَمُ الْمَحَجَّةِ وَاضِحٌ لِمُرِیدِهِ- وَ أَرَی الْقُلُوبَ عَنِ الْمَحَجَّةِ فِی عَمًی (1) وَ لَقَدْ عَجِبْتُ لِهَالِكٍ وَ نَجَاتُهُ-

مَوْجُودَةٌ وَ لَقَدْ عَجِبْتُ لِمَنْ نَجَا

بیان: العجب من الهلاك لكثرة بواعث الهدایة و وضوح الحجة و العجب من النجاة لندورها و كثرة الهالكین و كل أمر نادر مما یتعجب منه.

«3»- قبس، قبس المصباح أَخْبَرَنِی جَمَاعَةٌ مِنْ مَشَایِخِی الَّذِینَ قَرَأْتُ عَلَیْهِمْ مِنْهُمُ الشَّرِیفُ الْمُرْشِدُ أَبُو یَعْلَی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ حَمْزَةَ الْجَعْفَرِیُّ وَ الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِیُّ وَ الشَّیْخُ الصَّدُوقُ أَبُو الْحُسَیْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِیٍّ النَّجَاشِیُّ بِبَغْدَادَ وَ الشَّیْخُ الزَّكِیُّ أَبُو الْفَرَجِ الْمُظَفَّرُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ حَمْدَانَ الْقَزْوِینِیُّ بِقَزْوِینَ قَالُوا جَمِیعاً أَخْبَرَنَا الشَّیْخُ الْجَلِیلُ الْمُفِیدُ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ الْحَارِثِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ یَوْمَ السَّبْتِ الثَّالِثِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ الْمُعَظَّمِ سَنَةَ عَشْرٍ وَ أَرْبَعِمِائَةٍ قَالَ أَخْبَرَنِی الشَّیْخُ أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَیْهِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیُّ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی قَالَ حَدَّثَنِی هَارُونُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ حَدَّثَنِی مَسْعَدَةُ بْنُ زِیَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ قَدْ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی لِلْعَبْدِ أَ كُنْتَ عَالِماً فَإِنْ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَ فَلَا عَمِلْتَ بِمَا عَلِمْتَ وَ إِنْ قَالَ كُنْتُ جَاهِلًا قَالَ لَهُ أَ فَلَا تَعَلَّمْتَ فَتِلْكَ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ لِلَّهِ تَعَالَی (2).

ص: 180


1- المحجة: وسط الطریق.
2- تقدم الحدیث من أمالی المفید فی الباب التاسع «استعمال العلم» تحت الرقم 10

«4»- یج، الخرائج و الجرائح قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الْهَرَوِیُّ خَرَجَ تَوْقِیعٌ مِنْ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام إِلَی بَعْضِ بَنِی أَسْبَاطٍ قَالَ كَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ أُخْبِرُهُ مِنِ اخْتِلَافِ الْمَوَالِی وَ أَسْأَلُهُ بِإِظْهَارِ دَلِیلٍ فَكَتَبَ إِنَّمَا خَاطَبَ اللَّهُ الْعَاقِلَ وَ لَیْسَ أَحَدٌ یَأْتِی بِآیَةٍ وَ یُظْهِرُ دَلِیلًا أَكْثَرَ مِمَّا جَاءَ بِهِ خَاتَمُ النَّبِیِّینَ وَ سَیِّدُ الْمُرْسَلِینَ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا كَاهِنٌ وَ سَاحِرٌ وَ كَذَّابٌ وَ هُدِیَ مَنِ اهْتَدَی غَیْرَ أَنَّ الْأَدِلَّةَ یَسْكُنُ إِلَیْهَا كَثِیرٌ مِنَ النَّاسِ وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ یَأْذَنُ لَنَا فَنَتَكَلَّمُ وَ یَمْنَعُ فَنَصْمُتُ وَ لَوْ أَحَبَّ اللَّهُ أَنْ لَا یُظْهِرَ حَقَّنَا مَا ظَهَرَ بَعَثَ اللَّهُ النَّبِیِّینَ مُبَشِّرِینَ وَ مُنْذِرِینَ یَصْدَعُونَ بِالْحَقِّ فِی حَالِ الضَّعْفِ وَ الْقُوَّةِ وَ یَنْطِقُونَ فِی أَوْقَاتٍ لِیَقْضِیَ اللَّهُ أَمْرَهُ وَ یُنْفِذَ حُكْمَهُ وَ النَّاسُ عَلَی طَبَقَاتٍ مُخْتَلِفِینَ شَتَّی فَالْمُسْتَبْصِرُ عَلَی سَبِیلِ نَجَاةٍ مُتَمَسِّكٌ بِالْحَقِّ فَیَتَعَلَّقُ بِفَرْعٍ أَصِیلٍ غَیْرُ شَاكٍّ وَ لَا مُرْتَابٍ لَا یَجِدُ عَنِّی مَلْجَأً وَ طَبَقَةٌ لَمْ یَأْخُذِ الْحَقَّ مِنْ أَهْلِهِ فَهُمْ كَرَاكِبِ الْبَحْرِ یَمُوجُ عِنْدَ مَوْجِهِ وَ یَسْكُنُ عِنْدَ سُكُونِهِ وَ طَبَقَةٌ اسْتَحْوَذَ عَلَیْهِمُ الشَّیْطَانُ شَأْنُهُمُ الرَّدُّ عَلَی أَهْلِ الْحَقِّ وَ دَفْعُ الْحَقِّ بِالْبَاطِلِ حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ فَدَعْ مَنْ ذَهَبَ یَمِیناً وَ شِمَالًا كَالرَّاعِی إِذَا أَرَادَ أَنْ یَجْمَعَ غَنَمَهُ جَمَعَهَا بِأَدْوَنِ السَّعْیِ ذَكَرْتَ مَا اخْتَلَفَ فِیهِ مَوَالِیَّ فَإِذَا كَانَتِ الْوَصِیَّةُ وَ الْكِبَرُ فَلَا رَیْبَ وَ مَنْ جَلَسَ بِمَجَالِسِ الْحُكْمِ فَهُوَ أَوْلَی بِالْحُكْمِ أَحْسِنْ رِعَایَةَ مَنِ اسْتَرْعَیْتَ فَإِیَّاكَ وَ الْإِذَاعَةَ وَ طَلَبَ الرِّئَاسَةِ فَإِنَّهُمَا تَدْعُوَانِ إِلَی الْهَلَكَةِ ذَكَرْتَ شُخُوصَكَ إِلَی فَارِسَ (1) فَاشْخَصْ عَافَاكَ اللَّهُ خَارَ اللَّهُ لَكَ (2) وَ تَدْخُلُ مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِناً فَأَقْرِئْ مَنْ تَثِقُ بِهِ مِنْ مَوَالِیَّ السَّلَامَ وَ مُرْهُمْ بِتَقْوَی اللَّهِ الْعَظِیمِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَ أَعْلِمْهُمْ أَنَّ الْمُذِیعَ عَلَیْنَا حَرْبٌ لَنَا فَلَمَّا قَرَأْتُ وَ تَدْخُلُ مِصْرَ لَمْ أَعْرِفْ لَهُ مَعْنًی وَ قَدِمْتُ بَغْدَادَ وَ عَزِیمَتِیَ الْخُرُوجُ إِلَی فَارِسَ فَلَمْ یَتَهَیَّأْ لِیَ الْخُرُوجُ إِلَی فَارِسَ وَ خَرَجْتُ إِلَی مِصْرَ.

بیان: لعل قوله علیه السلام و ذلك أن اللّٰه تعلیل لما یفهم من كلامه علیه السلام من الآباء عن إظهار الدلیل و الحجة و المعجزة و قوله علیه السلام و لو أحب اللّٰه لعل المراد أنه لو أمرنا ربنا بأن لا نظهر دعوی الإمامة أصلا لما أظهرنا ثم بین علیه السلام الفرق بین النبی و الإمام فی ذلك بأن النبی إنما یبعث فی حال اضمحلال الدین و خفاء الحجة فیلزمه

ص: 181


1- أی ذهابك من بلدك الی فارس
2- أی جعل اللّٰه لك فی شخوصك خیرا.

أن یصدع بالحق علی أی حال فلما ظهر للناس سبیلهم و تمت الحجة علیهم لم یلزم الإمام أن یظهر المعجزة و یصدع بالحق فی كل حال بل یظهره حینا و یتقی حینا علی حسب ما یؤمر قوله علیه السلام كالراعی أی نحن كالراعی إذا أردنا جمعهم و أمرنا بذلك جمعناهم بأدنی سعی قوله علیه السلام فإذا كانت الوصیة و الكبر فلا ریب أی بعد أن أوصی أبی إلی و كونی أكبر أولاد أبی لا یبقی ریب فی إمامتی و قوله علیه السلام و من جلس مجالس الحكم لعله تقیة منه علیه السلام أی الخلیفة أولی بالحكم أو المراد أنه أولی بالحكم عند الناس و یحتمل أن یكون المراد بالجلوس فی مجالس الحكم بیان الأحكام للناس أی من بین الأحكام للناس من غیر خطاء فهو أولی بالحكم و الإمامة فیكون الغرض إظهار حجة أخری علی إمامته صلوات اللّٰه علیه.

باب 26 أن حدیثهم علیهم السلام صعب مستصعب و أن كلامهم ذو وجوه كثیرة و فضل التدبر فی أخبارهم علیهم السلام و التسلیم لهم و النهی عن رد أخبارهم

الآیات؛

النساء: «فَلا وَ رَبِّكَ لا یُؤْمِنُونَ حَتَّی یُحَكِّمُوكَ فِیما شَجَرَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ لا یَجِدُوا فِی أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَیْتَ وَ یُسَلِّمُوا تَسْلِیماً»(64)

یونس: «بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ یُحِیطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمَّا یَأْتِهِمْ تَأْوِیلُهُ كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَیْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِینَ»(38)

الكهف: «قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِیعَ مَعِیَ صَبْراً وَ كَیْفَ تَصْبِرُ عَلی ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً»(66 ، 67)

النور: «إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِینَ إِذا دُعُوا إِلَی اللَّهِ وَ رَسُولِهِ لِیَحْكُمَ بَیْنَهُمْ أَنْ یَقُولُوا سَمِعْنا وَ أَطَعْنا وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»(50)

الأحزاب: «وَ ما زادَهُمْ إِلَّا إِیماناً وَ تَسْلِیماً»(22) (و قال سبحانه): «وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَی اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ یَكُونَ لَهُمُ الْخِیَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَ مَنْ یَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ

ص: 182

فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِیناً»(35) (و قال عز و جل): «یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً»(35)

«1»- مع، معانی الأخبار ل، الخصال لی، الأمالی للصدوق عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ شُقَیْرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ یُوسُفَ الْأَزْدِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ بُزُرْجَ الْحَنَّاطِ (1) عَنْ عَمْرِو بْنِ الْیَسَعِ عَنْ شُعَیْبٍ الْحَدَّادِ قَالَ سَمِعْتُ الصَّادِقَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَقُولُ إِنَّ حَدِیثَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یَحْتَمِلُهُ إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ أَوْ مَدِینَةٌ حَصِینَةٌ قَالَ عَمْرٌو فَقُلْتُ لِشُعَیْبٍ یَا أَبَا الْحَسَنِ وَ أَیُّ شَیْ ءٍ الْمَدِینَةُ الْحَصِینَةُ قَالَ فَقَالَ سَأَلْتُ الصَّادِقَ علیه السلام عَنْهَا فَقَالَ لِی الْقَلْبُ الْمُجْتَمِعُ.

بیان: المراد بالقلب المجتمع القلب الذی لا یتفرق بمتابعة الشكوك و الأهواء و لا یدخل فیه الأوهام الباطلة و الشبهات المضلة و المقابلة بینه و بین الثالث إما بمحض التعبیر أی إن شئت قل هكذا و إن شئت هكذا أو یكون المراد بالأول الفرد الكامل من المؤمنین و بالثانی من دونهم فی الكمال.

«2»- ل، الخصال فِی الْأَرْبَعِمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام خَالِطُوا النَّاسَ بِمَا یَعْرِفُونَ وَ دَعُوهُمْ مِمَّا یُنْكِرُونَ وَ لَا تَحْمِلُوهُمْ عَلَی أَنْفُسِكُمْ وَ عَلَیْنَا إِنَّ أَمْرَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یَحْتَمِلُهُ إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ قَدِ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ.

یج، الخرائج و الجرائح روی جماعة منهم القاسم عن جده عن أبی بصیر و محمد بن مسلم عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام مثله.

«3»- مع، معانی الأخبار أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنْ سَعْدٍ وَ الْحِمْیَرِیِّ وَ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ وَ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ جَمِیعاً عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ الْوَاسِطِیِّ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ

ص: 183


1- الظاهر أن بزرج هو معرب «بزرگ» و لعله هو علیّ بن أبی صالح، قال النجاشیّ فی ص 181 من رجاله: علی بن أبی صالح و اسم أبی صالح محمّد یلقب بزرج و یكنی أبا الحسن، كوفیّ، حناط و لم یكن بذاك فی المذهب و الحدیث و إلی الضعف ما هو، و قال حمید فی فهرسه: سمعت عنه كتبا عدیدة منها: كتاب ثواب انا انزلناه، كتاب الاظلة، كتاب البداء و المشیة، كتاب الثلاث و الاربع كتاب الجنة و النار، كتاب النوادر، كتاب الملاحم، و لیس أعلم أن هذه الكتب له، او رواها عن الرجال

قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ أَنْتُمْ أَفْقَهُ النَّاسِ إِذَا عَرَفْتُمْ مَعَانِیَ كَلَامِنَا إِنَّ الْكَلِمَةَ لَتَنْصَرِفُ عَلَی وُجُوهٍ فَلَوْ شَاءَ إِنْسَانٌ لَصَرَفَ كَلَامَهُ كَیْفَ شَاءَ وَ لَا یَكْذِبُ.

«4»- مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ زَیْدٍ الزَّرَّادِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا بُنَیَّ اعْرِفْ مَنَازِلَ الشِّیعَةِ عَلَی قَدْرِ رِوَایَتِهِمْ وَ مَعْرِفَتِهِمْ فَإِنَّ الْمَعْرِفَةَ هِیَ الدِّرَایَةُ لِلرِّوَایَةِ وَ بِالدِّرَایَاتِ لِلرِّوَایَاتِ یَعْلُو الْمُؤْمِنُ إِلَی أَقْصَی دَرَجَاتِ الْإِیمَانِ إِنِّی نَظَرْتُ فِی كِتَابٍ لِعَلِیٍّ علیه السلام فَوَجَدْتُ فِی الْكِتَابِ أَنَّ قِیمَةَ كُلِّ امْرِئٍ وَ قَدْرَهُ مَعْرِفَتُهُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یُحَاسِبُ النَّاسَ عَلَی قَدْرِ مَا آتَاهُمْ مِنَ الْعُقُولِ فِی دَارِ الدُّنْیَا.

كتاب زید الزراد، عنه علیه السلام مثله.

«5»- مع، معانی الأخبار ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ الْكَرْخِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: حَدِیثٌ تَدْرِیهِ خَیْرٌ مِنْ أَلْفٍ تَرْوِیهِ وَ لَا یَكُونُ الرَّجُلُ مِنْكُمْ فَقِیهاً حَتَّی یَعْرِفَ مَعَارِیضَ كَلَامِنَا وَ إِنَّ الْكَلِمَةَ مِنْ كَلَامِنَا لَتَنْصَرِفُ عَلَی سَبْعِینَ وَجْهاً لَنَا مِنْ جَمِیعِهَا الْمَخْرَجُ.

بیان: لعل المراد ما یصدر عنهم تقیة و توریة و الأحكام التی تصدر عنهم لخصوص شخص لخصوصیة لا تجری فی غیره فیتوهم لذلك تناف بین أخبارهم.

«6»- مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْمَدَائِنِ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام رُوِیَ لَنَا عَنْ آبَائِكُمْ علیهم السلام أَنَّ حَدِیثَكُمْ صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یَحْتَمِلُهُ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ قَالَ فَجَاءَهُ الْجَوَابُ إِنَّمَا مَعْنَاهُ أَنَّ الْمَلَكَ لَا یَحْتَمِلُهُ فِی جَوْفِهِ حَتَّی یُخْرِجَهُ إِلَی مَلَكٍ مِثْلِهِ وَ لَا یَحْتَمِلُهُ نَبِیٌّ حَتَّی یُخْرِجَهُ إِلَی نَبِیٍّ مِثْلِهِ وَ لَا یَحْتَمِلُهُ مُؤْمِنٌ حَتَّی یُخْرِجَهُ إِلَی مُؤْمِنٍ مِثْلِهِ إِنَّمَا مَعْنَاهُ أَنْ لَا یَحْتَمِلَهُ فِی قَلْبِهِ مِنْ حَلَاوَةِ مَا هُوَ فِی صَدْرِهِ حَتَّی یُخْرِجَهُ إِلَی غَیْرِهِ.

بیان: هذا الاحتمال غیر الاحتمال الوارد فی الأخبار الأخر و لذا لم یستثن فیه أحد.

«7»- مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ (1) عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ

ص: 184


1- هو محمّد بن سنان أبو جعفر الزاهری، من ولد زاهر مولی عمرو بن الحمق الخزاعیّ.

أَبِی الْبِلَادِ عَنْ سَدِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِنْ قَوْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنَّ أَمْرَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یُقِرُّ بِهِ إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ فَقَالَ إِنَّ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُقَرَّبِینَ وَ غَیْرَ مُقَرَّبِینَ وَ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ مُرْسَلِینَ وَ غَیْرَ مُرْسَلِینَ وَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ مُمْتَحَنِینَ وَ غَیْرَ مُمْتَحَنِینَ فَعَرَضَ أَمْرَكُمْ هَذَا عَلَی الْمَلَائِكَةِ فَلَمْ یُقِرَّ بِهِ إِلَّا الْمُقَرَّبُونَ وَ عَرَضَ عَلَی الْأَنْبِیَاءِ فَلَمْ یُقِرَّ بِهِ إِلَّا الْمُرْسَلُونَ وَ عَرَضَ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ فَلَمْ یُقِرَّ بِهِ إِلَّا الْمُمْتَحَنُونَ قَالَ ثُمَّ قَالَ لِی مُرَّ فِی حَدِیثِكَ.

بیان: لعل المراد الإقرار التام الذی یكون عن معرفة تامة بعلو قدرهم و غرائب شأنهم فلا ینافی عدم إقرار بعض الملائكة و الأنبیاء هذا النوع من الإقرار عصمتهم و طهارتهم (1).

«8»- ج، الإحتجاج عَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ فِی أَخْبَارِنَا مُتَشَابِهاً كَمُتَشَابِهِ الْقُرْآنِ وَ مُحْكَماً كَمُحْكَمِ الْقُرْآنِ فَرُدُّوا مُتَشَابِهَهَا دُونَ مُحْكَمِهَا.

بیان: قوله علیه السلام دون محكمها أی إلیه أی انظروا إلی محكمات الأخبار التی لا تحتمل إلا وجها واحدا و ردوا المتشابهات التی تحتمل وجوها إلیها بأن تعملوا بما یوافق تلك المحكمات من الوجوه أو المراد ردوا علم المتشابه إلینا و لا تتفكروا فیه دون المحكم فإنه یلزمكم التفكر فیه و العمل به و یؤید الأول الخبر الذی بعده بل الظاهر أن هذا الخبر مختصر ذلك.

«9»- ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَیُّونٍ مَوْلَی الرِّضَا عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: مَنْ رَدَّ مُتَشَابِهَ الْقُرْآنِ إِلَی مُحْكَمِهِ هُدِیَ إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ ثُمَّ قَالَ علیه السلام إِنَّ فِی أَخْبَارِنَا مُتَشَابِهاً كَمُتَشَابِهِ الْقُرْآنِ وَ مُحْكَماً كَمُحْكَمِ الْقُرْآنِ فَرُدُّوا مُتَشَابِهَهَا إِلَی مُحْكَمِهَا وَ لَا تَتَّبِعُوا مُتَشَابِهَهَا دُونَ مُحْكَمِهَا فَتَضِلُّوا.

بیان: ینبغی تقدیر ضمیر الشأن فی قوله إن فی أخبارنا و فی بعض النسخ بالنصب

ص: 185


1- بل المراد بالإقرار نیل ما عندهم علیهم السلام من حقیقة الدین و هو كمال التوحید الذی هو الولایة فانه أمر ذو مراتب، و لا ینال المرتبة الكاملة منها إلّا من ذكروه بل یظهر من بعض الأخبار ما هو أعلی من ذلك و أغلی، و لشرح ذلك مقام آخر. ط.

و رواه الحسن بن سلیمان فی كتاب المحتضر من كتاب الشفاء و الجلاء مثله.

«10»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ ابْنِ بَشِیرٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ أَوْ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا تُكَذِّبُوا بِحَدِیثٍ آتَاكُمْ أَحَدٌ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ لَعَلَّهُ مِنَ الْحَقِّ فَتُكَذِّبُوا اللَّهَ فَوْقَ عَرْشِهِ.

«11»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ عَلِیٍّ السَّائِیِّ(1)

عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام أَنَّهُ كَتَبَ إِلَیْهِ فِی رِسَالَةٍ وَ لَا تَقُلْ لِمَا بَلَغَكَ عَنَّا أَوْ نُسِبَ إِلَیْنَا هَذَا بَاطِلٌ وَ إِنْ كُنْتَ تَعْرِفُ خِلَافَهُ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِی لِمَ قُلْنَا وَ عَلَی أَیِّ وَجْهٍ وَ صِفَةٍ.

«12»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ أَمَا وَ اللَّهِ إِنَّ أَحَبَّ أَصْحَابِی إِلَیَّ أَوْرَعُهُمْ وَ أَفْقَهُهُمْ وَ أَكْتَمُهُمْ لِحَدِیثِنَا وَ إِنَّ أَسْوَأَهُمْ عِنْدِی حَالًا وَ أَمْقَتَهُمْ إِلَیَّ الَّذِی إِذَا سَمِعَ الْحَدِیثَ یُنْسَبُ إِلَیْنَا وَ یُرْوَی عَنَّا فَلَمْ یَعْقِلْهُ وَ لَمْ یَقْبَلْهُ قَلْبُهُ اشْمَأَزَّ مِنْهُ وَ جَحَدَهُ وَ كَفَّرَ بِمَنْ دَانَ بِهِ وَ هُوَ لَا یَدْرِی لَعَلَّ الْحَدِیثَ مِنْ عِنْدِنَا خَرَجَ وَ إِلَیْنَا أُسْنِدَ فَیَكُونُ بِذَلِكَ خَارِجاً مِنْ وَلَایَتِنَا.

سر، السرائر من كتاب المشیخة لابن محبوب عن جمیل عن أبی عبیدة مثله.

«13»- یر، بصائر الدرجات الْهَیْثَمُ النَّهْدِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ یُونُسَ عَنْ أَبِی یَعْقُوبَ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (2) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی حَصَّنَ عِبَادَهُ بِآیَتَیْنِ مِنْ كِتَابِهِ أَنْ لَا یَقُولُوا حَتَّی یَعْلَمُوا وَ لَا یَرُدُّوا مَا لَمْ یَعْلَمُوا إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَقُولُ أَ لَمْ یُؤْخَذْ عَلَیْهِمْ مِیثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا یَقُولُوا عَلَی اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَ قَالَ بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ یُحِیطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمَّا یَأْتِهِمْ تَأْوِیلُهُ

بیان: التحصین المنع أی منعهم و جعلهم فی حصن لا یجوز لهم التعدی عنه

ص: 186


1- [١]قال صاحب التنقیح نسبة : إلی سایه من قری المدینة المشرفة ، وقیل : انها قریة بمكة زادها اللّٰه شرفا ، وقیل : واد بین الحرمین ، وقال ابن سیده : هو واد عظیم به أكثر من سبعین نهرا تجری تنزله بنو سلیم ومزینة. انتهی. واختارا لنجاشی الاول ، والظاهر بقرینة روایة حمزة بن بزیع عنه أنه علی بن سوید السائی من أصحاب موسی بن جعفر والرضا علیهما السلام.
2- [٢]هوإسحاق بن عبداللّٰه بن سعد بن مالك الاشعری القمی الثقة ، نص علی ذلك المولی صالح فی شرحه علی الكافی ، ولعل یونس الراوی عنه هو یونس بن یعقوب علی ما یظهر من مشتركات الكاظمی.

بسبب آیتین و قوله علیه السلام أن لا یقولوا بیان للتحصین لا مفعوله و فی أكثر نسخ الكافی خص بالخاء المعجمة و الصاد المهملة فقوله أن لا یقولوا متعلق بخص بتقدیر الباء و فی بعضها حض بالحاء المهملة و الضاد المعجمة أی حث و رغب بتقدیر علی.

«14»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ السِّمْطِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ الرَّجُلَ لَیَأْتِینَا مِنْ قِبَلِكَ فَیُخْبِرُنَا عَنْكَ بِالْعَظِیمِ مِنَ الْأَمْرِ فَیَضِیقُ بِذَلِكَ صُدُورُنَا حَتَّی نُكَذِّبَهُ قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ لَیْسَ عَنِّی یُحَدِّثُكُمْ قَالَ قُلْتُ بَلَی قَالَ فَیَقُولُ لِلَّیْلِ إِنَّهُ نَهَارٌ وَ لِلنَّهَارِ إِنَّهُ لَیْلٌ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ لَا قَالَ فَقَالَ رُدَّهُ إِلَیْنَا فَإِنَّكَ إِنْ كَذَّبْتَ فَإِنَّمَا تُكَذِّبُنَا.

بیان: فیما وجدنا من النسخ فتقول بتاء الخطاب و لعل المراد أنك بعد ما علمت أنه منسوب إلینا فإذا أنكرته فكأنك قد أنكرت كون اللیل لیلا و النهار نهارا أی ترك تكذیب هذا الأمر و قبحه ظاهر لا خفاء فیه و یحتمل أن یكون بالیاء علی الغیبة كما سیأتی أی هل یروی هذا الرجل شیئا یخالف بدیهة العقل قال لا فقال فإذا احتمل الصدق فلا تكذبه و رد علمه إلینا و یحتمل أن یكون بالنون علی صیغة التكلم أی هل تظن بنا أنا نقول ما یخالف العقل فإذا وصل إلیك عنا مثل هذا فاعلم أنا أردنا به أمرا آخر غیر ما فهمت أو صدر عنا لغرض فلا تكذبه.

«15»- ل، الخصال أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُنْذِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی هَارُونَ الْمَكْفُوفِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی آلَی عَلَی نَفْسِهِ أَنْ لَا یُسْكِنَ جَنَّتَهُ أَصْنَافاً ثَلَاثَةً رَادّاً عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْ رَادّاً عَلَی إِمَامٍ هُدًی أَوْ مَنْ حَبَسَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ الْخَبَرَ.

بیان: آلی أی حلف.

«16»- ع، علل الشرائع أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنِ ابْنِ بَشِیرٍ عَنْ أَبِی حُصَیْنٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام قَالَ: لَا تُكَذِّبُوا بِحَدِیثٍ آتَاكُمْ مُرْجِئِیٌّ (1)

ص: 187


1- قال صاحب منتهی المقال: المرجئة هم المعتقدون بان الایمان لا یضر المعصیة كما لا ینفع مع الكفر طاعة، سموا بذلك؟ لاعتقادهم ان اللّٰه تعالی أرجأ تعذیبهم أی أخّره عنهم، و عن ابن قتیبة: هم الذین یقولون: الایمان قول بلا عمل. و فی الاخبار: المرجئی یقول: من لم یصل و لم یصم و لم یغتسل عن جنابة و هدم الكعبة و نكح أمه فهو علی ایمان جبرئیل و میكائیل، و قیل: هم الذین یقولون: كل الافعال من اللّٰه تعالی، و ربما فسر المرجئی بالاشعری. اه.

وَ لَا قَدَرِیٌّ (1) وَ لَا خَارِجِیٌّ (2) نَسَبَهُ إِلَیْنَا فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ لَعَلَّهُ شَیْ ءٌ مِنَ الْحَقِّ فَتُكَذِّبُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَوْقَ عَرْشِهِ.

سن، المحاسن ابن بزیع عن ابن بشیر عن أبی بصیر مثله بیان أی مستولیا علی عرشه أو كائنا علی عرش العظمة و الجلال لا العرش الجسمانی.

«17»- مع، معانی الأخبار أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْجَازِیِّ قَالَ: حَدَّثَنِی مَنْ سَأَلَهُ یَعْنِی الصَّادِقَ علیه السلام هَلْ یَكُونُ كُفْرٌ لَا یَبْلُغُ الشِّرْكَ قَالَ إِنَّ الْكُفْرَ هُوَ الشِّرْكُ ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَالْتَفَتَ إِلَیَّ وَ قَالَ نَعَمْ الرَّجُلُ یَحْمِلُ الْحَدِیثَ إِلَی صَاحِبِهِ فَلَا یَعْرِفُهُ فَیَرُدُّهُ عَلَیْهِ فَهِیَ نِعْمَةٌ كَفَرَهَا وَ لَمْ یَبْلُغِ الشِّرْكَ.

بیان: الجواب الأول مبنی علی ما هو المتبادر من لفظ الكفر و الجواب الثانی علی معنی آخر للكفر فلا تنافی بینهما و إنما أفاده ثانیا لئلا یتوهم السائل أن الكفر بجمیع معانیه یرادف الشرك.

«18»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی لی، الأمالی للصدوق مع، معانی الأخبار فِی خَبَرِ الشَّیْخِ الشَّامِیِّ أَنَّهُ سَأَلَ زَیْدُ بْنُ صُوحَانَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَیُّ الْأَعْمَالِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ التَّسْلِیمُ وَ الْوَرَعُ.

«19»- مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الدِّهْقَانِ عَنْ دُرُسْتَ عَنِ ابْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ أَبِی إِبْرَاهِیمَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَلَا هَلْ عَسَی رَجُلٌ یُكَذِّبُنِی وَ هُوَ عَلَی حَشَایَاهُ مُتَّكِئٌ قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنِ الَّذِی یُكَذِّبُكَ قَالَ الَّذِی یَبْلُغُهُ الْحَدِیثُ فَیَقُولُ مَا قَالَ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ قَطُّ فَمَا جَاءَكُمْ عَنِّی مِنْ حَدِیثٍ مُوَافِقٍ لِلْحَقِّ فَأَنَا قُلْتُهُ وَ مَا أَتَاكُمْ عَنِّی مِنْ حَدِیثٍ لَا یُوَافِقُ الْحَقَّ فَلَمْ أَقُلْهُ وَ لَنْ أَقُولَ إِلَّا الْحَقَّ.

ص: 188


1- 1 منسوب الی القدریة و هم قائلون: أن كل أفعالهم مخلوقة لهم و لیس لله تعالی فیها قضاء و لا قدر، و فی الحدیث: لا یدخل الجنة قدری، و هم الذین یقولون: لا یكون ما شاء اللّٰه و یكون ما شاء إبلیس و ربما فسر القدری بالمعتزلی. نقل ذلك صاحب منتهی المقال عن الوحید قدّس سرّه.
2- الخوارج هم الذین خرجوا علی علیّ علیه السلام و للفرقة الثلاثة ابحاث ضائفة فی كتاب الملل و النحل للشهرستانی، و الفرق بین الفرق للبغدادیّ فلیراجع.

بیان: علی حشایاه أی علی فرشه المحشوة و یظهر من آخر الخبر أن المراد التكذیب الذی یكون بمحض الرأی من غیر أن یعرضه علی الآیات و الأخبار المتواترة و یحتمل أن یكون المراد لا تعملوا بما لا یوافق الحق الذی فی أیدیكم و لا تكذبوا الخبر أیضا إذ لعله كان موافقا للحق و لم تعرفوا معناه بل ردوا علمه إلی من یعلمه.

«20»- فِی الْأَرْبَعِمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِذَا سَمِعْتُمْ مِنْ حَدِیثِنَا مَا لَا تَعْرِفُونَ فَرُدُّوهُ إِلَیْنَا وَ قِفُوا عِنْدَهُ وَ سَلِّمُوا حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَكُمُ الْحَقُّ وَ لَا تَكُونُوا مَذَایِیعَ عَجْلَی.

بیان: المذاییع جمع مذیاع من أذاع الشی ء إذا أفشاه.

«21»- یر، بصائر الدرجات ابْنُ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْمُنَخَّلِ (1) عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ حَدِیثَ آلِ مُحَمَّدٍ صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یُؤْمِنُ بِهِ إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ فَمَا وَرَدَ عَلَیْكُمْ (2) مِنْ حَدِیثِ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ فَلَانَتْ لَهُ قُلُوبُكُمْ وَ عَرَفْتُمُوهُ فَاقْبَلُوهُ (3) وَ مَا اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُكُمْ وَ أَنْكَرْتُمُوهُ فَرُدُّوهُ إِلَی اللَّهِ وَ إِلَی الرَّسُولِ وَ إِلَی الْعَالِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام وَ إِنَّمَا الْهَالِكُ أَنْ یُحَدَّثَ بِشَیْ ءٍ مِنْهُ لَا یَحْتَمِلُهُ فَیَقُولَ وَ اللَّهِ مَا كَانَ هَذَا شَیْئاً(4)وَ الْإِنْكَارُ هُوَ الْكُفْرُ.

یج، الخرائج و الجرائح أخبرنا الشیخ علی بن عبد الصمد عن أبیه عن علی بن الحسین الجوزی عن الصدوق عن أبیه عن سعد عن ابن أبی الخطاب مثله بیان الاشمئزاز الانقباض و الكراهة.

«22»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمَّادٍ الطَّائِیِ

ص: 189


1- بضم المیم و فتح النون و فتح الخاء المعجمة المشددة و اللام، هكذا فی القسم الثانی من الخلاصة و حكی ذلك أیضا عن إیضاح الاشتباه مع زیادة قوله: و قیل: بضم المیم و سكون النون هو منخل بن جمیل الأسدی بیاع الجواری، ضعیف فاسد الروایة روی عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام له كتاب التفسیر. قاله النجاشیّ فی ص 298
2- و فی نسخة: فما عرض علیكم
3- و فی نسخة: فخذوه.
4- و فی نسخة: فیقول: و لا و اللّٰه هذا بشی ء

عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: حَدِیثُنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یَحْتَمِلُهُ إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ مُؤْمِنٌ مُمْتَحَنٌ أَوْ مَدِینَةٌ حَصِینَةٌ فَإِذَا وَقَعَ أَمْرُنَا وَ جَاءَ مَهْدِیُّنَا علیه السلام كَانَ الرَّجُلُ مِنْ شِیعَتِنَا أَجْرَأَ مِنْ لَیْثٍ وَ أَمْضَی مِنْ سِنَانٍ یَطَأُ عَدُوَّنَا بِرِجْلَیْهِ وَ یَضْرِبُهُ بِكَفَّیْهِ وَ ذَلِكَ عِنْدَ نُزُولِ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ فَرَجِهِ عَلَی الْعِبَادِ.

«23»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَیْثَمِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ حَدِیثَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یَحْتَمِلُهُ إِلَّا ثَلَاثٌ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا حَمْزَةَ أَ لَا تَرَی أَنَّهُ اخْتَارَ لِأَمْرِنَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ وَ مِنَ النَّبِیِّینَ الْمُرْسَلِینَ وَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ الْمُمْتَحَنِینَ (1).

«24»- یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ أَوْ غَیْرِهِ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ حَدِیثَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یَحْتَمِلُهُ إِلَّا صُدُورٌ مُنِیرَةٌ أَوْ قُلُوبٌ سَلِیمَةٌ وَ أَخْلَاقٌ حَسَنَةٌ إِنَّ اللَّهَ أَخَذَ مِنْ شِیعَتِنَا الْمِیثَاقَ كَمَا أَخَذَ عَلَی بَنِی آدَمَ حَیْثُ یَقُولُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِی آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلی أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلی فَمَنْ وَفَی لَنَا وَفَی اللَّهُ لَهُ بِالْجَنَّةِ وَ مَنْ أَبْغَضَنَا وَ لَمْ یُؤَدِّ إِلَیْنَا حَقَّنَا فَفِی النَّارِ خَالِداً مُخَلَّداً.

«25»- یر، بصائر الدرجات عِمْرَانُ بْنُ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ غَیْرِهِ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: ذُكِرَ التَّقِیَّةُ یَوْماً عِنْدَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقَالَ وَ اللَّهِ لَوْ عَلِمَ أَبُو ذَرٍّ مَا فِی قَلْبِ سَلْمَانَ لَقَتَلَهُ وَ لَقَدْ آخَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَهُمَا فَمَا ظَنُّكُمْ بِسَائِرِ الْخَلْقِ إِنَّ عِلْمَ الْعَالِمِ صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یَحْتَمِلُهُ إِلَّا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ قَالَ وَ إِنَّمَا صَارَ سَلْمَانُ مِنَ الْعُلَمَاءِ لِأَنَّهُ امْرُؤٌ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ فَلِذَلِكَ نَسَبَهُ إِلَیْنَا.

«26»- یر، بصائر الدرجات ابْنُ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ (2) عَنِ الْمُحَارِبِیِّ (3) عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ

ص: 190


1- الظاهر اتّحاده مع الحدیث 26
2- الكوفیّ الثقة جلیل القدر.
3- هو ذریح بن محمّد بن یزید؛ أبو الولید المحاربی الكوفیّ الثقة من أصحاب أبی عبد اللّٰه و أبی الحسن علیهما السلام.

عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: إِنَّ حَدِیثَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یَحْتَمِلُهُ إِلَّا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ غَیْرُ مُقَرَّبٍ (1).

«27»- یر، بصائر الدرجات ابْنُ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ حَدِیثَ آلِ مُحَمَّدٍ صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ ثَقِیلٌ مُقَنَّعٌ أَجْرَدُ ذَكْوَانُ لَا یَحْتَمِلُهُ إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ أَوْ مَدِینَةٌ حَصِینَةٌ فَإِذَا قَامَ قَائِمُنَا نَطَقَ وَ صَدَّقَهُ الْقُرْآنُ.

«28»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ وُهَیْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام حَدِیثُنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یُؤْمِنُ بِهِ إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ فَمَا عَرَفَتْ قُلُوبُكُمْ فَخُذُوهُ وَ مَا أَنْكَرَتْ فَرُدُّوهُ إِلَیْنَا.

یر، بصائر الدرجات عبد اللّٰه بن عامر عن البرقی عن الحسین بن عثمان عن محمد بن الفضیل عن الثمالی عن أبی جعفر علیه السلام مثله- كتاب جعفر بن محمد بن شریح، عن حمید بن شعیب عن جابر الجعفی عنه علیه السلام مثله.

«29»- وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مَا أَحَدٌ أَكْذَبَ عَلَی اللَّهِ وَ لَا عَلَی رَسُولِ اللَّهِ مِمَّنْ كَذَّبَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ، أَوْ كَذَبَ عَلَیْنَا لِأَنَّا نَتَحَدَّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَ عَنِ اللَّهِ فَإِذَا كَذَّبَنَا فَقَدْ كَذَّبَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ.

«30»- وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ جَابِرٍ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَمْرَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ عَلَی الْكَافِرِینَ لَا یُقِرُّ بِأَمْرِنَا إِلَّا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ.

«31»- یر، بصائر الدرجات سَلَمَةُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّی عَنْ أَبِی عِمْرَانَ النَّهْدِیِّ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ حَدِیثُنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یَحْتَمِلُهُ إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ.

«32»- یر، بصائر الدرجات سَلَمَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هِشَامٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ حَدِیثُنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ قَالَ قُلْتُ فَسِّرْ

ص: 191


1- الظاهر اتّحاده مع ما تقدم تحت الرقم 23 و ما یأتی فی ذیل 28 و ما یأتی تحت الرقم 30.

لِی جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ ذَكْوَانُ ذَكِیٌّ أَبَداً قُلْتُ أَجْرَدُ قَالَ طَرِیٌّ أَبَداً قُلْتُ مُقَنَّعٌ قَالَ مَسْتُورٌ.

بیان: الذكاء التوقد و الالتهاب أی ینور الخلق دائما و الأجرد الذی لا شعر علی بدنه و مثل هذا یكون طریا حسنا فاستعیر للطراوة و الحسن.

«33»- یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ حَدِیثَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ أَجْرَدُ ذَكْوَانُ وَعْرٌ شَرِیفٌ كَرِیمٌ فَإِذَا سَمِعْتُمْ مِنْهُ شَیْئاً وَ لَانَتْ لَهُ قُلُوبُكُمْ فَاحْتَمِلُوهُ وَ احْمَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ وَ إِنْ لَمْ تَحْتَمِلُوهُ وَ لَمْ تُطِیقُوهُ فَرُدُّوهُ إِلَی الْإِمَامِ الْعَالِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام فَإِنَّمَا الشَّقِیُّ الْهَالِكُ الَّذِی یَقُولُ وَ اللَّهِ مَا كَانَ هَذَا ثُمَّ قَالَ یَا جَابِرُ إِنَّ الْإِنْكَارَ هُوَ الْكُفْرُ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ.

بیان: الوعر ضد السهل من الأرض.

«34»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ أَبِی الصَّامِتِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ حَدِیثَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ شَرِیفٌ كَرِیمٌ ذَكْوَانُ ذَكِیٌّ وَعْرٌ لَا یَحْتَمِلُهُ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا مُؤْمِنٌ مُمْتَحَنٌ قُلْتُ فَمَنْ یَحْتَمِلُهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ مَنْ شِئْنَا یَا أَبَا الصَّامِتِ قَالَ أَبُو الصَّامِتِ فَظَنَنْتُ أَنَّ لِلَّهِ عِبَاداً هُمْ أَفْضَلُ مِنْ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ.

بیان: لعل المراد الإمام الذی بعدهم فإنه أفضل من الثلاثة و استثناء نبینا صلی اللّٰه علیه و آله ظاهر و المراد بهذا الحدیث الأمور الغریبة التی لا یحتملها غیرهم علیهم السلام (1).

«35»- یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِیِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ (2) عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَ

ص: 192


1- و هذا الخبر هو الذی أشرنا فی الحاشیة المكتوبة علی الخبر المرقم 8 ان للامر الذی عندهم مرتبة علیا من فهم هولاء الفرق الثلاث، و هو حقیقة التوحید الخاصّة بالنبی و آله لا ما ذكره من الأمور الغریبة. ط
2- هو أبو النعمان الأزدیّ الكوفیّ التابعی، حكی عن ابن حجر أنّه قال فی تقریبه: صدوق یخطئ، و یرمی بالرفض و عنونه الشیخ فی رجاله فی باب أصحاب أمیر المؤمنین علیه السلام.

حَدِیثَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ خَشِنٌ مَخْشُوشٌ فَانْبِذُوا إِلَی النَّاسِ نَبْذاً فَمَنْ عَرَفَ فَزِیدُوهُ وَ مَنْ أَنْكَرَ فَأَمْسِكُوا لَا یَحْتَمِلُهُ إِلَّا ثَلَاثٌ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ.

بیان: الخشاش بالكسر ما یدخل فی عظم أنف البعیر من خشب فالبعیر الذی فعل به ذلك مخشوش و هذا الوصف أیضا لبیان صعوبته بأنه یحتاج فی انقیاده إلی الخشاش و لعل الأصوب مخشوشن كما فی بعض النسخ فهو تأكید و مبالغة قال الجوهری الخشونة ضد اللین و قد خشن الشی ء بالضم فهو خشن و اخشوشن الشی ء اشتدت خشونته و هو للمبالغة كقولك أعشب الأرض و اعشوشب.

«36»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ عِیسَی الْفَرَّاءِ عَنْ أَبِی الصَّامِتِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ مِنْ حَدِیثِنَا مَا لَا یَحْتَمِلُهُ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ قُلْتُ فَمَنْ یَحْتَمِلُهُ قَالَ نَحْنُ نَحْتَمِلُهُ.

«37»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ الْكُوفِیِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ الْأَسَدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ فُرَاتِ بْنِ أَحْمَدَ(1) قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام إِنَّ حَدِیثَنَا تَشْمَئِزُّ مِنْهُ الْقُلُوبُ فَمَنْ عَرَفَ فَزِیدُوهُمْ وَ مَنْ أَنْكَرَ فَذَرُوهُمْ.

«38»- یر، بصائر الدرجات عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ سَالِمٍ الْفَرَّاءِ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ یَخْدُمُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَرَجَعَ إِلَی أَهْلِهِ فَقَالُوا لَهُ كَیْفَ كُنْتَ تَخْدُمُ أَهْلَ هَذَا الْبَیْتِ فَهَلْ أَصَبْتَ مِنْهُمْ عِلْماً قَالَ فَنَدِمَ الرَّجُلُ وَ كَتَبَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَسْأَلُهُ عَنْ عِلْمٍ یَنْتَفِعُ بِهِ فَكَتَبَ إِلَیْهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ حَدِیثَنَا حَدِیثٌ هَیُوبٌ ذَعُورٌ فَإِنْ كُنْتَ تَرَی أَنَّكَ تَحْتَمِلُهُ فَاكْتُبْ إِلَیْنَا وَ السَّلَامُ.

«39»- یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ عِمْرَانَ عَنْ یُونُسَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ صَالِحٍ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ حَدِیثَنَا هَذَا تَشْمَئِزُّ مِنْهُ قُلُوبُ الرِّجَالِ فَمَنْ أَقَرَّ بِهِ

ص: 193


1- و فی نسخة: عن فرات بن احنف

فَزِیدُوهُ وَ مَنْ أَنْكَرَهُ فَذَرُوهُ إِنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ تَكُونَ فِتْنَةٌ یَسْقُطُ فِیهَا كُلُّ بِطَانَةٍ وَ وَلِیجَةٍ حَتَّی یَسْقُطُ فِیهَا مَنْ كَانَ یَشُقُّ الشَّعْرَ بِشَعْرَتَیْنِ حَتَّی لَا یَبْقَی إِلَّا نَحْنُ وَ شِیعَتُنَا.

و ذكر أبو جعفر محمد بن الحسن أنه وجد فی بعض الكتب و لم یروه بخط آدم بن علی بن آدم قال عمیر الكوفی فی معنی حدیثنا صعب مستصعب لا یحتمله ملك مقرب و لا نبی مرسل فهو ما رویتم أن اللّٰه تبارك و تعالی لا یوصف و رسوله لا یوصف و المؤمن لا یوصف فمن احتمل حدیثهم فقد حدهم و من حدهم فقد وصفهم و من وصفهم بكمالهم فقد أحاط بهم و هو أعلم منهم و قال نقطع الحدیث عمن دونه فنكتفی به لأنه قال صعب فقد صعب علی كل أحد حیث قال صعب فالصعب لا یركب و لا یحمل علیه لأنه إذا ركب و حمل علیه فلیس بصعب.

وَ قَالَ الْمُفَضَّلُ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ حَدِیثَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ ذَكْوَانُ أَجْرَدُ لَا یَحْتَمِلُهُ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا عَبْدٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ أَمَّا الصَّعْبُ فَهُوَ الَّذِی لَمْ یُرْكَبْ بَعْدُ وَ أَمَّا الْمُسْتَصْعَبُ فَهُوَ الَّذِی یَهْرُبُ مِنْهُ إِذَا رَأَی وَ أَمَّا الذَّكْوَانُ فَهُوَ ذَكَاءُ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَمَّا الْأَجْرَدُ فَهُوَ الَّذِی لَا یَتَعَلَّقُ بِهِ شَیْ ءٌ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ لَا مِنْ خَلْفِهِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِیثِ فَأَحْسَنُ الْحَدِیثِ حَدِیثُنَا لَا یَحْتَمِلُ أَحَدٌ مِنَ الْخَلَائِقِ أَمْرَهُ بِكَمَالِهِ حَتَّی یَحُدَّهُ لِأَنَّ مَنْ حَدَّ شَیْئاً فَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ.

بیان: قوله و ذكر أبو جعفر كلام تلامذة الصفار أو كلام الصفار كما هو دأب القدماء و أبو جعفر هو الصفار و حاصل ما نقل عن عمیر الكوفی هو رفع الاستبعاد عن أن حدیثهم لا یحتمله ملك مقرب و لا نبی مرسل بأن من أحاط بكنه علم رجل و جمیع كمالاته فلا محالة یكون متصفا بجمیع ذلك علی وجه الكمال إذ ظاهر أن من لم یتصف بكمال علی وجه الكمال لا یمكنه معرفة ذلك الكمال علی هذا الوجه و لا بد فی الاطلاع علی كنه أحوال الغیر من مزیة كما یحكم به الوجدان فلا استبعاد فی قصور الملائكة و سائر الأنبیاء الذین هم دونهم فی الكمال عن الإحاطة بكنه كمالاتهم و غرائب حالاتهم ثم قال نحذف من الحدیث آخره الذی تأبون عن التصدیق به و نأخذ أوله و نحتج علیكم به لكونه مذكورا فی أخبار كثیرة و لا یمكنكم إنكاره و هو قوله علیه السلام صعب مستصعب فنقول هذا یكفی لإثبات ما یدل علیه آخر الخبر لأن الصعب هو الجمل الذی یأبی

ص: 194

عن الركوب و الحمل و ظاهر أن المراد به هنا الامتناع عن الإدراك و الفهم و ظاهره شمول كل من هو غیرهم فقوله نقطع الحدیث أی صدر الحدیث عمن ذكر بعده من الملك المقرب و النبی المرسل و لا یبعد أن یكون من مستعملا بمعنی ما و یحتمل أن یكون المراد بقطع الحدیث عمن دونه عدم المبالاة بإنكار من لا یفهمه و ینكره فالمراد بمن دون الحدیث من لا یدركه عقله و الأول أظهر و قول المفضل لا یتعلق به شی ء المراد به إما عدم تعلق الفهم و الإدراك به أو عدم ورود شبهة و اعتراض علیه هذا غایة ما وصل إلیه نظری القاصر فی حل تلك العبارات التی تحیرت الأفهام الثاقبة فیها.

«40»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ سَدِیرٍ الصَّیْرَفِیِّ(1)قَالَ: كُنْتُ بَیْنَ یَدَیْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَعْرِضُ عَلَیْهِ مَسَائِلَ قَدْ أَعْطَانِیهَا أَصْحَابُنَا إِذْ خَطَرَتْ بِقَلْبِی مَسْأَلَةٌ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَسْأَلَةٌ خَطَرَتْ بِقَلْبِی السَّاعَةَ قَالَ أَ لَیْسَتْ فِی الْمَسَائِلِ قُلْتُ لَا قَالَ وَ مَا هِیَ قُلْتُ قَوْلُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنَّ أَمْرَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یَعْرِفُهُ إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ فَقَالَ نَعَمْ إِنَّ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُقَرَّبِینَ وَ غَیْرَ مُقَرَّبِینَ وَ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ مُرْسَلِینَ وَ غَیْرَ مُرْسَلِینَ وَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ مُمْتَحَنِینَ وَ غَیْرَ مُمْتَحَنِینَ وَ إِنَّ أَمْرَكُمْ هَذَا عُرِضَ عَلَی الْمَلَائِكَةِ فَلَمْ یُقِرَّ بِهِ إِلَّا الْمُقَرَّبُونَ وَ عُرِضَ عَلَی الْأَنْبِیَاءِ فَلَمْ یُقِرَّ بِهِ إِلَّا الْمُرْسَلُونَ وَ عُرِضَ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ فَلَمْ یُقِرَّ بِهِ إِلَّا الْمُمْتَحَنُونَ.

«41»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَمْرَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یَحْتَمِلُهُ إِلَّا مَنْ كَتَبَ اللَّهُ فِی قَلْبِهِ الْإِیمَانَ.

«42»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ وَ أَبُو طَالِبٍ جَمِیعاً عَنْ حَنَانٍ (2) عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: یَا أَبَا الْفَضْلِ لَقَدْ أَمْسَتْ شِیعَتُنَا وَ أَصْبَحَتْ عَلَی أَمْرٍ مَا أَقَرَّ بِهِ إِلَّا مَلَكٌ

ص: 195


1- بفتح السین المهملة و كسر الدال المهملة و سكون الیاء بعدها راء مهملة هو سدیر بن حكیم ابن صهیب أبو الفضل، عده الشیخ فی رجاله من أصحاب السجّاد و الباقر و الصادق علیهم السلام. و فی الكشّیّ روایتان تدلّ علی مدحه فلیراجع.
2- هو حنان بن سدیر بن حكیم بن صهیب.

مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ.

«43»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ فُضَیْلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَمْرَكُمْ هَذَا لَا یَعْرِفُهُ وَ لَا یُقِرُّ بِهِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ.

«44»- یر، بصائر الدرجات ابْنُ مَعْرُوفٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَمْرَنَا هَذَا لَا یَعْرِفُهُ وَ لَا یُقِرُّ بِهِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُصْطَفًی أَوْ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ.

«45»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِی عَیَّاشٍ عَنْ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنَّ أَمْرَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یَعْرِفُهُ وَ لَا یُقِرُّ بِهِ إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ مُؤْمِنٌ نَجِیبٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ.

«46»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ وُهَیْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ أَمْرَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ عَلَی الْكَافِرِ لَا یُقِرُّ بِأَمْرِنَا إِلَّا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ.

«47»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَالِكٍ الْكُوفِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ زِیَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ زِیَادِ بْنِ سُوقَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَسَنِ فَذَكَرْنَا مَا أَتَی إِلَیْهِمْ فَبَكَی حَتَّی ابْتَلَّتْ لِحْیَتُهُ مِنْ دُمُوعِهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ أَمْرَ آلِ مُحَمَّدٍ أَمْرٌ جَسِیمٌ مُقَنَّعٌ لَا یُسْتَطَاعُ ذِكْرُهُ وَ لَوْ قَدْ قَامَ قَائِمُنَا عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَی فَرَجَهُ لَتَكَلَّمَ بِهِ وَ صَدَّقَهُ الْقُرْآنُ.

«48»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ اللُّؤْلُؤِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَیْثَمِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ أَمْرَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یَحْتَمِلُهُ إِلَّا ثَلَاثَةٌ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا حَمْزَةَ أَ لَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ فِی الْمَلَائِكَةِ مُقَرَّبِینَ وَ غَیْرَ مُقَرَّبِینَ وَ فِی النَّبِیِّینَ مُرْسَلِینَ وَ غَیْرَ مُرْسَلِینَ وَ فِی الْمُؤْمِنِینَ مُمْتَحَنِینَ وَ غَیْرَ مُمْتَحَنِینَ قُلْتُ بَلَی قَالَ أَ لَا تَرَی إِلَی صَفْوَةِ أَمْرِنَا إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَ لَهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُقَرَّبِینَ وَ مِنَ النَّبِیِّینَ مُرْسَلِینَ وَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ مُمْتَحَنِینَ.

بیان: إلی صفوة أمرنا أی خالصه و یحتمل أن یكون مصدرا.

ص: 196

«49»- یر، بصائر الدرجات یَعْقُوبُ بْنُ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُخَلَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ نَصْرٍ عَنْ أَبِی الرَّبِیعِ الشَّامِیِّ (1) عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ مَعَهُ جَالِساً فَرَأَیْتُ أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام قَدْ قَامَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَ هُوَ یَقُولُ یَا أَبَا الرَّبِیعِ حَدِیثٌ تَمْضَغُهُ الشِّیعَةُ بِأَلْسِنَتِهَا لَا تَدْرِی مَا كُنْهُهُ قُلْتُ مَا هُوَ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ قَالَ قَوْلُ أَبِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام إِنَّ أَمْرَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یَحْتَمِلُهُ إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ یَا أَبَا الرَّبِیعِ أَ لَا تَرَی أَنَّهُ یَكُونُ مَلَكٌ وَ لَا یَكُونُ مُقَرَّباً وَ لَا یَحْتَمِلُهُ إِلَّا مُقَرَّبٌ وَ قَدْ یَكُونُ نَبِیٌّ وَ لَیْسَ بِمُرْسَلٍ وَ لَا یَحْتَمِلُهُ إِلَّا مُرْسَلٌ وَ قَدْ یَكُونُ مُؤْمِنٌ وَ لَیْسَ بِمُمْتَحَنٍ وَ لَا یَحْتَمِلُهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ قَدِ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ.

یج، الخرائج و الجرائح محمد بن علی بن المحسن عن الشیخ أبی جعفر الطوسی عن أحمد بن الولید عن أبیه عن الصفار عن ابن یزید مثله.

«50»- ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ عَلِیُّ بْنُ حَنْظَلَةَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَسَأَلَهُ عَلِیُّ بْنُ حَنْظَلَةَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَ فِیهَا فَقَالَ عَلِیٌّ فَإِنْ كَانَ كَذَا وَ كَذَا فَأَجَابَهُ فِیهَا بِوَجْهٍ آخَرَ وَ إِنْ كَانَ كَذَا وَ كَذَا فَأَجَابَهُ بِوَجْهٍ آخَرَ حَتَّی أَجَابَهُ فِیهَا بِأَرْبَعَةِ وُجُوهٍ فَالْتَفَتَ إِلَیَّ عَلِیُّ بْنُ حَنْظَلَةَ قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَدْ أَحْكَمْنَاهُ فَسَمِعَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَا تَقُلْ هَكَذَا یَا أَبَا الْحَسَنِ فَإِنَّكَ رَجُلٌ وَرِعٌ إِنَّ مِنَ الْأَشْیَاءِ أَشْیَاءَ ضَیِّقَةً وَ لَیْسَ تَجْرِی إِلَّا عَلَی وَجْهٍ وَاحِدٍ مِنْهَا وَقْتُ الْجُمُعَةِ لَیْسَ لِوَقْتِهَا إِلَّا وَاحِدٌ حِینَ تَزُولُ الشَّمْسُ وَ مِنَ الْأَشْیَاءِ أَشْیَاءَ مُوَسَّعَةً تَجْرِی عَلَی وُجُوهٍ كَثِیرَةٍ وَ هَذَا مِنْهَا وَ اللَّهِ إِنَّ لَهُ عِنْدِی سَبْعِینَ وَجْهاً (2)».

بیان: لعل ذكر وقت الجمعة علی سبیل التمثیل و الغرض بیان أنه لا ینبغی مقایسة

ص: 197


1- اختلفوا فی اسمه فبعض سمّاه خالد بن أوفی و بعض سمّاه خلیل بن أوفی، و المحكی عن إیضاح الاشتباه و رجال ابن داود و الموجود فی رجال النجاشیّ هو خلید بن أوفی قال النجاشیّ فی ص 111 خلید بن أوفی أبو الربیع الشامیّ العنزی روی عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام، له كتاب یرویه عبد اللّٰه بن مسكان اه. و الرجل إمامی ممدوح، من أصحاب الباقر و الصادق علیهما السلام، یروی عنه ابن محبوب و ابن مسكان و هما من أصحاب الإجماع.
2- یاتی الحدیث عن المحاسن من باب علل اختلاف الأحادیث.

بعض الأمور ببعض فی الحكم فكثیرا ما یختلف الحكم فی الموارد الخاصة و قد یكون فی شی ء واحد سبعون حكما بحسب الفروض المختلفة.

«51»- یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ عَنِ اللُّؤْلُؤِیِّ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ أَبُو بَصِیرٍ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَبَیْنَا نَحْنُ قُعُودٌ إِذْ تَكَلَّمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِحَرْفٍ فَقُلْتُ أَنَا فِی نَفْسِی هَذَا مِمَّا أَحْمِلُهُ إِلَی الشِّیعَةِ هَذَا وَ اللَّهِ حَدِیثٌ لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَهُ قَطُّ قَالَ فَنَظَرَ فِی وَجْهِی ثُمَّ قَالَ إِنِّی لَأَتَكَلَّمُ بِالْحَرْفِ الْوَاحِدِ لِی فِیهِ سَبْعُونَ وَجْهاً إِنْ شِئْتُ أَخَذْتُ كَذَا وَ إِنْ شِئْتُ أَخَذْتُ كَذَا.

«52»- ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْجَازِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنِّی لَأَتَكَلَّمُ عَلَی سَبْعِینَ وَجْهاً لِی فِی كُلِّهَا الْمَخْرَجُ.

«53»- ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّا لَنَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لَهَا سَبْعُونَ وَجْهاً لَنَا مِنْ كُلِّهَا الْمَخْرَجُ.

«54»- ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ أَیُّوبَ أَخِی أُدَیْمٍ عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنِّی لَأَتَكَلَّمُ عَلَی سَبْعِینَ وَجْهاً لِی مِنْ كُلِّهَا الْمَخْرَجُ.

یر، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الأهوازی عن فضالة و علی بن الحكم معا عن عمر بن أبان عن أیوب مثله- یر، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن ابن أبی نجران عن محمد بن حمران عن محمد بن مسلم عنه علیه السلام مثله- یر، بصائر الدرجات أحمد عن الأهوازی عن فضالة عن حمران مثله.

«55»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنِ ابْنِ جَبَلَةَ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَیَابَةَ عَنْهُ علیه السلام مِثْلَهُ.

«56»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ فَضَالَةَ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنِّی لَأُحَدِّثُ النَّاسَ عَلَی سَبْعِینَ وَجْهاً لِی فِی كُلِّ وَجْهٍ مِنْهَا الْمَخْرَجُ.

ص: 198

«57»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْأَحْوَلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَنْتُمْ أَفْقَهُ النَّاسِ مَا عَرَفْتُمْ مَعَانِیَ كَلَامِنَا إِنَّ كَلَامَنَا لَیَنْصَرِفُ عَلَی سَبْعِینَ وَجْهاً.

ختص، الإختصاص أحمد و عبد اللّٰه ابنا محمد بن عیسی عن ابن محبوب مثله.

«58»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنِّی لَأَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ الْوَاحِدَةِ لَهَا سَبْعُونَ وَجْهاً إِنْ شِئْتُ أَخَذْتُ كَذَا وَ إِنْ شِئْتُ أَخَذْتُ كَذَا.

ختص، الإختصاص ابن أبی الخطاب و محمد بن عیسی عن عبد الكریم مثله.

«59»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنِّی لَأَتَكَلَّمُ بِالْكَلَامِ یَنْصَرِفُ عَلَی سَبْعِینَ وَجْهاً كُلُّهَا لِی مِنْهُ الْمَخْرَجُ.

«60»- یر، بصائر الدرجات الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ كَامِلٍ التَّمَّارِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا كَامِلُ تَدْرِی مَا قَوْلُ اللَّهِ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَفْلَحُوا وَ فَازُوا وَ أُدْخِلُوا الْجَنَّةَ قَالَ قَدْ أَفْلَحَ الْمُسَلِّمُونَ إِنَّ الْمُسَلِّمِینَ هُمُ النُّجَبَاءُ (1).

«61»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْكَاهِلِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ فَلا وَ رَبِّكَ لا یُؤْمِنُونَ حَتَّی یُحَكِّمُوكَ فِیما شَجَرَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ لا یَجِدُوا فِی أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَیْتَ وَ یُسَلِّمُوا تَسْلِیماً فَقَالَ لَوْ أَنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللَّهَ وَ وَحَّدُوهُ ثُمَّ قَالُوا لِشَیْ ءٍ صَنَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَوْ صَنَعَ كَذَا وَ كَذَا أَوْ وَجَدُوا ذَلِكَ فِی أَنْفُسِهِمْ كَانُوا بِذَلِكَ مُشْرِكِینَ ثُمَّ قَالَ فَلا وَ رَبِّكَ لا یُؤْمِنُونَ حَتَّی یُحَكِّمُوكَ فِیما شَجَرَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ لا یَجِدُوا فِی أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَیْتَ وَ یُسَلِّمُوا تَسْلِیماً قَالَ هُوَ التَّسْلِیمُ فِی الْأُمُورِ(2).

بیان: لو فی قوله لو صنع للتمنی.

ص: 199


1- الظاهر اتّحاده مع ما یاتی تحت الرقم 66 و 68 و 84 و 85 و ان اختلف التعابیر و زاد فیها و نقص.
2- یاتی الحدیث عن المحاسن عن عبد اللّٰه الكاهلیّ مع اختلاف و تقدیم و تأخیر فی ألفاظه تحت الرقم 90 و عن البصائر لسعد بن عبد اللّٰه تحت الرقم 108

«62»- یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ مَنْ یَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِیها حُسْناً قَالَ الِاقْتِرَافُ التَّسْلِیمُ لَنَا وَ الصِّدْقُ عَلَیْنَا وَ أَنْ لَا یَكْذِبَ عَلَیْنَا.

«63»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ أَبِی أَحْمَدَ وَ جَمَّالٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ غَزْوَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ وَ اللَّهِ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَ آتَوُا الزَّكَاةَ ثُمَّ لَمْ یُسَلِّمُوا لَكَانُوا بِذَلِكَ مُشْرِكِینَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ فَلا وَ رَبِّكَ لا یُؤْمِنُونَ حَتَّی یُحَكِّمُوكَ فِیما شَجَرَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ لا یَجِدُوا فِی أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَیْتَ وَ یُسَلِّمُوا تَسْلِیماً.

«64»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ وَ یُسَلِّمُوا تَسْلِیماً قَالَ هُوَ التَّسْلِیمُ فِی الْأُمُورِ.

یر، بصائر الدرجات محمد بن عیسی عن الحسن عن جعفر بن زهیر عن عمرو بن حمران عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام مثله.

«65»- یر، بصائر الدرجات ابْنُ مَعْرُوفٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ (1) عَنْ رِبْعِیٍّ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ وَ یُسَلِّمُوا تَسْلِیماً قَالَ التَّسْلِیمُ فِی الْأُمُورِ وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی ثُمَّ لا یَجِدُوا فِی أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَیْتَ وَ یُسَلِّمُوا تَسْلِیماً

«66»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ كَامِلٍ التَّمَّارِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا كَامِلُ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الْمُسَلِّمُونَ یَا كَامِلُ إِنَّ الْمُسَلِّمِینَ هُمُ النُّجَبَاءُ یَا كَامِلُ النَّاسُ أَشْبَاهُ الْغَنَمِ إِلَّا قَلِیلًا مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنُ قَلِیلٌ.

«67»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ یُسَلِّمُوا تَسْلِیماً قَالَ التَّسْلِیمُ فِی الْأَمْرِ.

«68»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ أَبِی عُثْمَانَ الْأَحْوَلِ عَنْ كَامِلٍ التَّمَّارِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَحْدِی فَنَكَسَ رَأْسَهُ إِلَی الْأَرْضِ فَقَالَ قَدْ أَفْلَحَ الْمُسَلِّمُونَ إِنَّ الْمُسَلِّمِینَ هُمُ النُّجَبَاءُ یَا كَامِلُ النَّاسُ كُلُّهُمْ بَهَائِمُ إِلَّا قَلِیلٌ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنُ غَرِیبٌ وَ الْمُؤْمِنُ غَرِیبٌ.

بیان: أی لا یجد من یأنس به لقلة من یوافقه فی دینه.

ص: 200


1- و فی نسخة: عن حماد بن عیسی

«69»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِأَیِّ شَیْ ءٍ عَلِمَتِ الرُّسُلُ أَنَّهَا رُسُلٌ قَالَ قَدْ كُشِفَ لَهَا عَنِ الْغِطَاءِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِأَیِّ شَیْ ءٍ عَلِمَ الْمُؤْمِنُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ قَالَ بِالتَّسْلِیمِ لِلَّهِ فِی كُلِّ مَا وَرَدَ عَلَیْهِ.

«70»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ ضُرَیْسٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَ رَأَیْتَ إِنْ لَمْ یَكُنِ الصَّوْتُ الَّذِی قُلْنَا لَكُمْ إِنَّهُ یَكُونُ مَا أَنْتَ صَانِعٌ قَالَ قُلْتُ أَنْتَهِی فِیهِ وَ اللَّهِ إِلَی أَمْرِكَ فَقَالَ هُوَ وَ اللَّهِ التَّسْلِیمُ وَ إِلَّا فَالذَّبْحُ وَ أَهْوَی بِیَدِهِ إِلَی حَلْقِهِ.

بیان: الصوت هو الذی ینادی به من السماء عند قیام القائم عجل اللّٰه فرجه و لعل المراد أنه إن أبطأ علیكم هذا الصوت الذی تنتظرونه عن قریب ما أنتم صانعون هل تخرجون بالسیف بدون سماع ذلك الصوت فقال الراوی أنتهی فیه إلی أمرك فقال علیه السلام هو أی الانتهاء إلی أمری أو الأمر الواجب اللازم التسلیم و إن لم تفعلوا و تعجلوا فی طلب الفرج قبل أوانه فهو موجب لذبحكم أو لذبحنا.

«71»- یر، بصائر الدرجات بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَمَّنْ رَوَی عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ زُرَارَةَ وَ حُمْرَانَ قَالا كَانَ یُجَالِسُنَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا(1) فَلَمْ یَكُنْ یَسْمَعُ بِحَدِیثٍ إِلَّا قَالَ سَلِّمُوا حَتَّی لُقِّبَ فَكَانَ كُلَّمَا جَاءَ قَالُوا قَدْ جَاءَ سَلِّمْ فَدَخَلَ حُمْرَانُ وَ زُرَارَةُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ إِنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِنَا إِذَا سَمِعَ شَیْئاً مِنْ أَحَادِیثِكُمْ قَالَ سَلِّمُوا حَتَّی لُقِّبَ وَ كَانَ إِذَا جَاءَ قَالُوا جَاءَ سَلِّمْ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام قَدْ أَفْلَحَ الْمُسَلِّمُونَ إِنَّ الْمُسَلِّمِینَ هُمُ النُّجَبَاءُ.

«72»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ عَنِ الْبَرْقِیِّ وَ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ الْحُرِّ أَخِی أُدَیْمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ رَجُلًا مِنْ مَوَالِی عُثْمَانَ كَانَ شَتَّاماً لِعَلِیٍّ علیه السلام فَحَدَّثَنِی مَوْلًی لَهُمْ یَأْتِینَا وَ یُبَایِعُنَا أَنَّهُ حِینَ أُحْضِرَ قَالَ مَا لِی وَ لَهُمْ قَالَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا آمَنَ هَذَا قَالَ فَقَالَ أَ مَا تَسْمَعُ قَوْلَ اللَّهِ فَلا وَ رَبِّكَ لا یُؤْمِنُونَ حَتَّی یُحَكِّمُوكَ فِیما شَجَرَ بَیْنَهُمْ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ لَا وَ اللَّهِ حَتَّی یَكُونَ الشَّكُّ فِی الْقَلْبِ وَ إِنْ صَامَ وَ صَلَّی.

ص: 201


1- لعله كلیب بن معاویة الآتی تحت الرقم 80.

«73»- یر، بصائر الدرجات عَنْهُ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ النَّضْرِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ ضُرَیْسٍ (1) عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَدْ أَفْلَحَ الْمُسَلِّمُونَ إِنَّ الْمُسَلِّمِینَ هُمُ النُّجَبَاءُ.

«74»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ سَدِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام تَرَكْتَ مَوَالِیَكَ مُخْتَلِفِینَ یَتَبَرَّأُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ قَالَ مَا أَنْتَ وَ ذَاكَ إِنَّمَا كُلِّفَ النَّاسُ ثَلَاثَةً مَعْرِفَةَ الْأَئِمَّةِ وَ التَّسْلِیمَ لَهُمْ فِیمَا یَرِدُ عَلَیْهِمْ وَ الرَّدَّ إِلَیْهِمْ فِیمَا اخْتَلَفُوا فِیهِ.

«75»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ السَّمَنْدَلِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَالِمٍ الْأَشَلِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا سَالِمُ إِنَّ الْإِمَامَ هَادٍ مَهْدِیٌّ لَا یُدْخِلُهُ اللَّهُ فِی عَمَاءٍ وَ لَا یَحْمِلُهُ عَلَی هَیْئَةٍ (2) لَیْسَ لِلنَّاسِ النَّظَرُ فِی أَمْرِهِ وَ لَا التَّخَیُّرُ عَلَیْهِ وَ إِنَّمَا أُمِرُوا بِالتَّسْلِیمِ.

«76»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی إِنَّ الَّذِینَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَیْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا قَالَ هُمُ الْأَئِمَّةُ وَ یَجْرِی فِیمَنِ اسْتَقَامَ مِنْ شِیعَتِنَا وَ سَلَّمَ لِأَمْرِنَا وَ كَتَمَ حَدِیثَنَا عِنْدَ عَدُوِّنَا فَتَسْتَقْبِلُهُمُ الْمَلَائِكَةُ بِالْبُشْرَی مِنَ اللَّهِ بِالْجَنَّةِ وَ قَدْ وَ اللَّهِ مَضَی أَقْوَامٌ كَانُوا عَلَی مِثْلِ مَا أَنْتُمْ عَلَیْهِ مِنَ الدِّینِ فَاسْتَقَامُوا وَ سَلَّمُوا لِأَمْرِنَا وَ كَتَمُوا حَدِیثَنَا وَ لَمْ یُذِیعُوهُ عِنْدَ عَدُوِّنَا وَ لَمْ یَشُكُّوا كَمَا شَكَكْتُمْ فَاسْتَقْبَلَهُمُ الْمَلَائِكَةُ بِالْبُشْرَی مِنَ اللَّهِ بِالْجَنَّةِ.

«77»- یر، بصائر الدرجات أَیُّوبُ بْنُ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مَنْ سَمِعَ مِنْ رَجُلٍ أَمْراً لَمْ یُحِطْ بِهِ عِلْماً فَكَذَّبَ بِهِ وَ مِنْ أَمْرِهِ الرِّضَا بِنَا وَ التَّسْلِیمُ لَنَا فَإِنَّ ذَلِكَ لَا یُكْفِرُهُ.

بیان: لعل المراد أنه إذا كان تكذیبه للمعنی الذی فهمه و علم أنه مخالف لما علم

ص: 202


1- لعله كلیب بن معاویة الآتی تحت الرقم 80.
2- و فی نسخة: و لا یحمله علی سیئة

صدوره عنا و یكون فی مقام الرضا و التسلیم و یقر بأنه بأی معنی صدر عن المعصوم فهو الحق فذلك لا یصیر سببا لكفره.

«78»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ مَنْصُورٍ الصَّیْقَلِ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ الْحَارِثُ بْنُ الْمُغِیرَةِ وَ غَیْرُهُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ الْحَارِثُ إِنَّ هَذَا یَعْنِی مَنْصُورَ الصَّیْقَلِ لَا یُرِیدُ إِلَّا أَنْ یَسْمَعَ حَدِیثَنَا فَوَ اللَّهِ مَا یَدْرِی مَا یَقْبَلُ مِمَّا یَرُدُّ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَذَا الرَّجُلُ مِنَ الْمُسَلِّمِینَ إِنَّ الْمُسَلِّمِینَ هُمُ النُّجَبَاءُ.

«79»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ حَیَّانَ (1) عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ الْكِنَانِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ یَا أَبَا الصَّبَّاحِ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَدْ أَفْلَحَ الْمُسَلِّمُونَ قَالَهَا ثَلَاثاً وَ قُلْتُهَا ثَلَاثاً ثُمَّ قَالَ إِنَّ الْمُسَلِّمِینَ هُمُ الْمُنْتَجَبُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ هُمْ أَصْحَابُ الْحَدِیثِ.

«80»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِنَّ عِنْدَنَا رَجُلًا یُسَمَّی كُلَیْباً (2)

فَلَا نَتَحَدَّثُ عَنْكُمْ شَیْئاً إِلَّا قَالَ أَنَا أُسَلِّمُ فَسَمَّیْنَاهُ كُلَیْبَ التَّسْلِیمِ قَالَ فَتَرَحَّمَ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ أَ تَدْرُونَ مَا التَّسْلِیمُ فَسَكَتْنَا فَقَالَ هُوَ وَ اللَّهِ الْإِخْبَاتُ قَوْلُ اللَّهِ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ أَخْبَتُوا إِلی رَبِّهِمْ.

كش، رجال الكشی علی بن إسماعیل عن حماد مثله.

«81»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ بَشِیرٍ الدَّهَّانِ قَالَ سَمِعْتُ كَلَاماً یَقُولُ (3) قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ أَ تَدْرِی مَنْ هُمْ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنْتَ أَعْلَمُ قَالَ قَدْ أَفْلَحَ الْمُسَلِّمُونَ إِنَّ الْمُسَلِّمِینَ هُمُ النُّجَبَاءُ.

ص: 203


1- و فی نسخة: عن سلمة بن حنان
2- بضم الكاف و فتح اللام و سكون الیاء هو كلیب بن معاویة بن جبلة الأسدی الصیداوی أبو محمّد و قیل: أبو الحسین، روی عن أبی جعفر و أبی عبد اللّٰه علیهما السلام، و ابنه محمّد بن كلیب روی عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام، له كتاب رواه جماعة منهم عبد الرحمن بن أبی هاشم. قاله النجاشیّ فی ص 223، و روی الكشّیّ فیه روایات تدلّ علی مدحه.
3- [٣]كذا فی النسخ والظاهر : سمعت كاملا یقول.

«82»- یر، بصائر الدرجات عَنْهُ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ مِنْ قُرَّةِ الْعَیْنِ التَّسْلِیمَ إِلَیْنَا أَنْ تَقُولُوا لِكُلِّ مَا اخْتَلَفَ عَنَّا أَنْ تَرُدُّوا إِلَیْنَا.

«83»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ زَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَ تَدْرِی بِمَا أُمِرُوا أُمِرُوا بِمَعْرِفَتِنَا وَ الرَّدِّ إِلَیْنَا وَ التَّسْلِیمِ لَنَا.

«84»- سن، المحاسن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی وَ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ بَشِیرٍ الدَّهَّانِ عَنْ كَامِلٍ التَّمَّارِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ أَ تَدْرِی مَنْ هُمْ قُلْتُ أَنْتَ أَعْلَمُ قَالَ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الْمُسَلِّمُونَ إِنَّ الْمُسَلِّمِینَ هُمُ النُّجَبَاءُ وَ الْمُؤْمِنُ غَرِیبٌ ثُمَّ قَالَ طُوبَی لِلْغُرَبَاءِ.

«85»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ كَامِلٍ التَّمَّارِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا كَامِلُ الْمُؤْمِنُ غَرِیبٌ الْمُؤْمِنُ غَرِیبٌ ثُمَّ قَالَ أَ تَدْرِی مَا قَوْلُ اللَّهِ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ قُلْتُ قَدْ أَفْلَحُوا فَازُوا وَ دَخَلُوا الْجَنَّةَ فَقَالَ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الْمُسَلِّمُونَ إِنَّ الْمُسَلِّمِینَ النُّجَبَاءُ (1).

«86»- سن، المحاسن أَبِی عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ حَیَّانَ (2) عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ الْكِنَانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ یَا أَبَا الصَّبَّاحِ إِنَّ الْمُسَلِّمِینَ هُمُ الْمُنْتَجَبُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ هُمْ أَصْحَابُ النَّجَائِبِ.

«87»- سن، المحاسن بَعْضُ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كُلُّ مَنْ تَمَسَّكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَی فَهُوَ نَاجٍ قُلْتُ مَا هِیَ قَالَ التَّسْلِیمُ.

«88»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً قَالَ الصَّلَاةُ عَلَیْهِ وَ التَّسْلِیمُ لَهُ فِی كُلِّ شَیْ ءٍ جَاءَ بِهِ.

«89»- سن، المحاسن عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ فَلا وَ رَبِّكَ لا یُؤْمِنُونَ حَتَّی یُحَكِّمُوكَ فِیما شَجَرَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ لا یَجِدُوا فِی أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَیْتَ وَ یُسَلِّمُوا تَسْلِیماً قَالَ التَّسْلِیمُ الرِّضَا وَ الْقُنُوعُ بِقَضَائِهِ.

ص: 204


1- الظاهر اتّحاده مع ما تقدم تحت الرقم 84 و 68 و 66 و اختلاف التعابیر جاءت من قبل النقل بالمعنی
2- و فی نسخة: عن سلمة بن حنّان.

«90»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی وَ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْكَاهِلِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَوْ أَنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَ آتَوُا الزَّكَاةَ وَ حَجُّوا الْبَیْتَ وَ صَامُوا شَهْرَ رَمَضَانَ ثُمَّ قَالُوا لِشَیْ ءٍ صَنَعَهُ اللَّهُ أَوْ صَنَعَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَلَّا صَنَعَ خِلَافَ الَّذِی صَنَعَ أَوْ وَجَدُوا ذَلِكَ فِی قُلُوبِهِمْ لَكَانُوا بِذَلِكَ مُشْرِكِینَ ثُمَّ تَلَا فَلا وَ رَبِّكَ لا یُؤْمِنُونَ حَتَّی یُحَكِّمُوكَ فِیما شَجَرَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ لا یَجِدُوا فِی أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَیْتَ وَ یُسَلِّمُوا تَسْلِیماً ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عَلَیْكُمْ بِالتَّسْلِیمِ (1).

شی، تفسیر العیاشی عن الكاهلی مثله بیان أی فو ربك و لا مزیدة لتوكید القسم.

و قوله تعالی شَجَرَ بَیْنَهُمْ أی اختلف بینهم و اختلط و منه الشجر لتداخل أغصانه قوله تعالی حَرَجاً مِمَّا قَضَیْتَ أی ضیقا مما حكمت به أو من حكمك أو شكا من أجله فإن الشاك فی ضیق من أمره وَ یُسَلِّمُوا تَسْلِیماً أی ینقادوا لك انقیادا بظاهرهم و باطنهم.

«91»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً فَقَالَ أَثْنُوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا لَهُ قُلْتُ فَكَیْفَ عَلِمَتِ الرُّسُلُ أَنَّهَا رُسُلٌ قَالَ كُشِفَ عَنْهَا الْغِطَاءُ قُلْتُ بِأَیِّ شَیْ ءٍ عَلِمَ الْمُؤْمِنُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ قَالَ بِالتَّسْلِیمِ لِلَّهِ وَ الرِّضَا بِمَا وَرَدَ عَلَیْهِ مِنْ سُرُورٍ وَ سَخَطٍ.

«92»- یج، الخرائج و الجرائح أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ مِنْهُمُ السَّیِّدَانِ الْمُرْتَضَی وَ الْمُجْتَبَی ابْنَا الدَّاعِی وَ الْأُسْتَادَانِ أَبُو الْقَاسِمِ وَ أَبُو جَعْفَرٍ ابْنَا كُمَیْحٍ عَنِ الشَّیْخِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْیَمَانِیِّ عَنْ مَنِیعِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ فَضَّلَ أُولِی الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ بِالْعِلْمِ عَلَی الْأَنْبِیَاءِ وَ وَرَّثَنَا عِلْمَهُمْ وَ فَضَّلَنَا عَلَیْهِمْ فِی فَضْلِهِمْ وَ عَلَّمَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا لَا یَعْلَمُونَ وَ عَلَّمَنَا عِلْمَ رَسُولِ اللَّهِ فَرَوَیْنَا لِشِیعَتِنَا

ص: 205


1- تقدم الحدیث مع اختلاف فی الفاظه تحت الرقم 61 و یاتی تحت الرقم 108

فَمَنْ قَبِلَ مِنْهُمْ فَهُوَ أَفْضَلُهُمْ وَ أَیْنَمَا نَكُونُ فَشِیعَتُنَا مَعَنَا.

«93»- شی، تفسیر العیاشی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْأَوَّلُ علیه السلام كَیْفَ تَقْرَأُ هَذِهِ الْآیَةَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ مَا ذَا قُلْتُ مُسْلِمُونَ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ یُوقِعُ عَلَیْهِمُ الْإِیمَانَ فَسَمَّاهُمْ مُؤْمِنِینَ ثُمَّ یَسْأَلُهُمُ الْإِسْلَامَ وَ الْإِیمَانُ فَوْقَ الْإِسْلَامِ قُلْتُ هَكَذَا یُقْرَأُ فِی قِرَاءَةِ زَیْدٍ قَالَ إِنَّمَا هِیَ فِی قِرَاءَةِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ هُوَ التَّنْزِیلُ الَّذِی نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِیلُ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسَلِّمُونَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ الْإِمَامِ مِنْ بَعْدِهِ.

بیان: فی قراءته علیه السلام بالتشدید و علی التقدیرین المراد أنكم لا تكونوا علی حال سوی حال الإسلام أو التسلیم إذا أدرككم الموت فالنهی متوجه نحو القید.

«94»- شی، تفسیر العیاشی عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَلا وَ رَبِّكَ لا یُؤْمِنُونَ حَتَّی یُحَكِّمُوكَ فِیما شَجَرَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ لا یَجِدُوا فِی أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَی مُحَمَّدٌ وَ آلُ مُحَمَّدٍ وَ یُسَلِّمُوا تَسْلِیماً

«95»- شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَیُّوبَ بْنِ حُرٍّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ فِی قَوْلِهِ فَلا وَ رَبِّكَ لا یُؤْمِنُونَ حَتَّی یُحَكِّمُوكَ فِیما شَجَرَ بَیْنَهُمْ إِلَی قَوْلِهِ وَ یُسَلِّمُوا تَسْلِیماً فَحَلَفَ ثَلَاثَةَ أَیْمَانٍ مُتَتَابِعاً لَا یَكُونُ ذَلِكَ حَتَّی یَكُونَ تِلْكَ النُّكْتَةُ السَّوْدَاءُ فِی الْقَلْبِ وَ إِنْ صَامَ وَ صَلَّی.

«96»- سر، السرائر مِنْ كِتَابِ أُنْسِ الْعَالِمِ لِلصَّفْوَانِیِّ رُوِیَ عَنْ مَوْلَانَا الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ خَبَرٌ تَدْرِیهِ خَیْرٌ مِنْ أَلْفٍ تَرْوِیهِ.

«97»- وَ قَالَ علیه السلام فِی حَدِیثٍ آخَرَ عَلَیْكُمْ بِالدِّرَایَاتِ لَا بِالرِّوَایَاتِ.

«98»- وَ رُوِیَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَیْدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رُوَاةُ الْكِتَابِ كَثِیرٌ وَ رُعَاتُهُ قَلِیلٌ فَكَمْ مِنْ مُسْتَنْسِخٍ لِلْحَدِیثِ مُسْتَغِشٌّ لِلْكِتَابِ وَ الْعُلَمَاءُ تَحْزُنُهُمُ الدِّرَایَةُ وَ الْجُهَّالُ تَحْزُنُهُمُ الرِّوَایَةُ.

بیان: فی نسخ الكافی مستنصح للحدیث و هو أظهر للمقابلة قوله علیه السلام تحزنهم أی تهمهم و یهتمون به و یحزنون لفقده.

«99»- شی، تفسیر العیاشی فِی رِوَایَةِ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قِیلَ لَهُ وَ أَنَا عِنْدَهُ

ص: 206

إِنَّ سَالِمَ بْنَ أَبِی حَفْصَةَ (1) یَرْوِی عَنْكَ أَنَّكَ تَتَكَلَّمُ عَلَی سَبْعِینَ وَجْهاً لَكَ مِنْهَا الْمَخْرَجُ فَقَالَ مَا یُرِیدُ سَالِمٌ مِنِّی أَ یُرِیدُ أَنْ أَجِی ءَ بِالْمَلَائِكَةِ فَوَ اللَّهِ مَا جَاءَ بِهِمُ النَّبِیُّونَ وَ لَقَدْ قَالَ إِبْرَاهِیمُ إِنِّی سَقِیمٌ وَ اللَّهِ مَا كَانَ سَقِیماً وَ مَا كَذَبَ وَ لَقَدْ قَالَ إِبْرَاهِیمُ بَلْ فَعَلَهُ كَبِیرُهُمْ وَ مَا فَعَلَهُ كَبِیرُهُمْ وَ مَا كَذَبَ وَ لَقَدْ قَالَ یُوسُفُ أَیَّتُهَا الْعِیرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ وَ اللَّهِ مَا كَانُوا سَرَقُوا وَ مَا كَذَبَ (2).

«100»- ختص، الإختصاص شی، تفسیر العیاشی عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّمَا مَثَلُ عَلِیٍّ وَ مَثَلُنَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمَثَلِ مُوسَی النَّبِیِّ عَلَی نَبِیِّنَا وَ آلِهِ وَ عَلَیْهِ السَّلَامُ وَ الْعَالِمِ حِینَ لَقِیَهُ وَ اسْتَنْطَقَهُ وَ سَأَلَهُ الصُّحْبَةَ فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِمَا مَا اقْتَصَّهُ اللَّهُ لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی كِتَابِهِ وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ قَالَ لِمُوسَی إِنِّی اصْطَفَیْتُكَ عَلَی النَّاسِ بِرِسالاتِی وَ بِكَلامِی فَخُذْ ما آتَیْتُكَ وَ كُنْ مِنَ الشَّاكِرِینَ ثُمَّ قَالَ وَ كَتَبْنا لَهُ فِی الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ مَوْعِظَةً وَ تَفْصِیلًا لِكُلِّ شَیْ ءٍ وَ قَدْ كَانَ عِنْدَ الْعَالِمِ عِلْمٌ لَمْ یُكْتَبْ لِمُوسَی فِی الْأَلْوَاحِ وَ كَانَ مُوسَی یَظُنُّ أَنَّ جَمِیعَ الْأَشْیَاءِ الَّتِی یَحْتَاجُ إِلَیْهَا وَ جَمِیعَ الْعِلْمِ قَدْ كُتِبَ لَهُ فِی الْأَلْوَاحِ كَمَا یَظُنُّ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ یَدَّعُونَ أَنَّهُمْ فُقَهَاءُ وَ عُلَمَاءُ وَ أَنَّهُمْ قَدْ أَثْبَتُوا جَمِیعَ الْعِلْمِ وَ الْفِقْهِ فِی الدِّینِ مِمَّا یَحْتَاجُ هَذِهِ الْأُمَّةُ إِلَیْهِ وَ صَحَّ لَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِمُوهُ وَ لَفَظُوهُ وَ لَیْسَ كُلُّ عِلْمِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِمُوهُ وَ لَا صَارَ إِلَیْهِمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَا عَرَفُوهُ وَ ذَلِكَ أَنَّ الشَّیْ ءَ مِنَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ وَ الْأَحْكَامِ یَرِدُ عَلَیْهِمْ فَیُسْأَلُونَ عَنْهُ وَ لَا یَكُونُ عِنْدَهُمْ فِیهِ أَثَرٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یَسْتَحْیُونَ أَنْ یَنْسُبَهُمُ النَّاسُ إِلَی الْجَهْلِ وَ یَكْرَهُونَ أَنْ یُسْأَلُوا فَلَا یُجِیبُوا فَیَطْلُبَ النَّاسُ الْعِلْمَ مِنْ مَعْدِنِهِ فَلِذَلِكَ اسْتَعْمَلُوا الرَّأْیَ وَ الْقِیَاسَ فِی دِینِ اللَّهِ وَ تَرَكُوا الْآثَارَ وَ دَانُوا لِلَّهِ بِالْبِدَعِ وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ فَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ سُئِلُوا عَنْ شَیْ ءٍ مِنْ

ص: 207


1- قال النجاشیّ فی ص 134: سالم بن أبی حفصة مولی بنی عجل كوفیّ، روی عن علیّ بن الحسین و أبی جعفر و أبی عبد اللّٰه علیهم السلام یكنی أبا الحسن و أبا یونس، و اسم أبی حفصة زیاد مات سنة 137 فی حیاة أبی عبد اللّٰه علیه السلام، له كتاب اه. و فی المحكی من رجال ابن داود: أنه زیدی تبری كان یكذب علی أبی جعفر علیه السلام، و لعنه الصادق علیه السلام. و روی الكشّیّ فی رجاله روایات تدلّ علی ذمه منها: ما یأتی تحت الرقم 107 و حكی عن أبان بن عثمان أنّه قال: سالم بن أبی حفصة كان مرجئیا.
2- یأتی مثله تحت الرقم 103.

دِینِ اللَّهِ فَلَمْ یَكُنْ عِنْدَهُمْ مِنْهُ أَثَرٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَدُّوهُ إِلَی اللَّهِ وَ إِلَی الرَّسُولِ وَ إِلی أُولِی الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِینَ یَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَ الَّذِینَ مَنَعَهُمْ مِنْ طَلَبِ الْعِلْمِ مِنَّا الْعَدَاوَةُ وَ الْحَسَدُ لَنَا وَ لَا وَ اللَّهِ مَا حَسَدَ مُوسَی الْعَالِمَ وَ مُوسَی نَبِیُّ اللَّهِ یُوحَی إِلَیْهِ حَیْثُ لَقِیَهُ وَ اسْتَنْطَقَهُ وَ عَرَفَهُ بِالْعِلْمِ وَ لَمْ یَحْسُدْهُ كَمَا حَسَدَتْنَا هَذِهِ الْأُمَّةُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِلْمَنَا وَ مَا وَرِثْنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَمْ یَرْغَبُوا إِلَیْنَا فِی عِلْمِنَا كَمَا رَغِبَ مُوسَی إِلَی الْعَالِمِ وَ سَأَلَهُ الصُّحْبَةَ لِیَتَعَلَّمَ مِنْهُ الْعِلْمَ وَ یُرْشِدَهُ فَلَمَّا أَنْ سَأَلَ الْعَالِمَ ذَلِكَ عَلِمَ الْعَالِمُ أَنَّ مُوسَی لَا یَسْتَطِیعُ صُحْبَتَهُ وَ لَا یَحْتَمِلُ عِلْمَهُ وَ لَا یَصْبِرُ مَعَهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ الْعَالِمُ وَ كَیْفَ تَصْبِرُ عَلی ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً فَقَالَ لَهُ مُوسَی وَ هُوَ خَاضِعٌ لَهُ یَسْتَنْطِقُهُ عَلَی نَفْسِهِ كَیْ یَقْبَلَهُ سَتَجِدُنِی إِنْ شاءَ اللَّهُ صابِراً وَ لا أَعْصِی لَكَ أَمْراً وَ قَدْ كَانَ الْعَالِمُ یَعْلَمُ أَنَّ مُوسَی لَا یَصْبِرُ عَلَی عِلْمِهِ فَكَذَلِكَ وَ اللَّهِ یَا إِسْحَاقَ بْنَ عَمَّارٍ قُضَاةُ هَؤُلَاءِ وَ فُقَهَاؤُهُمْ وَ جَمَاعَتُهُمُ الْیَوْمَ لَا یَحْتَمِلُونَ وَ اللَّهِ عِلْمَنَا وَ لَا یَقْبَلُونَهُ وَ لَا یُطِیقُونَهُ وَ لَا یَأْخُذُونَ بِهِ وَ لَا یَصْبِرُونَ عَلَیْهِ كَمَا لَمْ یَصْبِرْ مُوسَی عَلَی عِلْمِ الْعَالِمِ حِینَ صَحِبَهُ وَ رَأَی مَا رَأَی مِنْ عِلْمِهِ وَ كَانَ ذَلِكَ عِنْدَ مُوسَی مَكْرُوهاً وَ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ رِضًا وَ هُوَ الْحَقُّ وَ كَذَلِكَ عِلْمُنَا عِنْدَ الْجَهَلَةِ مَكْرُوهٌ لَا یُؤْخَذُ وَ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ الْحَقُّ.

«101»- نی، الغیبة للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ جُمْهُورٍ مَعاً عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام خَبَرٌ تَدْرِیهِ خَیْرٌ مِنْ عَشَرَةٍ (1) تَرْوِیهِ إِنَّ لِكُلِّ حَقِیقَةٍ حَقّاً وَ لِكُلِّ صَوَابٍ نُوراً ثُمَّ قَالَ إِنَّا وَ اللَّهِ لَا نَعُدُّ الرَّجُلَ مِنْ شِیعَتِنَا فَقِیهاً حَتَّی یُلْحَنَ لَهُ فَیَعْرِفَ اللَّحْنَ.

«102»- كش، رجال الكشی جَبْرَئِیلُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا جَابِرُ حَدِیثُنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ أَمْرَدُ ذَكْوَانُ وَعْرٌ أَجْرَدُ لَا یَحْتَمِلُهُ وَ اللَّهِ إِلَّا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ مُؤْمِنٌ مُمْتَحَنٌ فَإِذَا وَرَدَ عَلَیْكَ یَا جَابِرُ شَیْ ءٌ مِنْ أَمْرِنَا فَلَانَ لَهُ قَلْبُكَ فَاحْمَدِ اللَّهَ وَ إِنْ أَنْكَرْتَهُ فَرُدَّهُ إِلَیْنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ لَا تَقُلْ كَیْفَ جَاءَ هَذَا وَ كَیْفَ كَانَ وَ كَیْفَ هُوَ فَإِنَّ هَذَا وَ اللَّهِ الشِّرْكُ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ.

ص: 208


1- و فی نسخة: من الف عشرة

«103»- كش، رجال الكشی ابْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ وَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِیمٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قِیلَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ أَنَا عِنْدَهُ إِنَّ سَالِمَ بْنَ أَبِی حَفْصَةَ یَرْوِی عَنْكَ أَنَّكَ تَتَكَلَّمُ عَلَی سَبْعِینَ وَجْهاً لَكَ مِنْ كُلِّهَا الْمَخْرَجُ قَالَ فَقَالَ مَا یُرِیدُ سَالِمٌ مِنِّی أَ یُرِیدُ أَنْ أَجِی ءَ بِالْمَلَائِكَةِ فَوَ اللَّهِ مَا جَاءَ بِهَا النَّبِیُّونَ وَ لَقَدْ قَالَ إِبْرَاهِیمُ إِنِّی سَقِیمٌ وَ اللَّهِ مَا كَانَ سَقِیماً وَ مَا كَذَبَ وَ لَقَدْ قَالَ إِبْرَاهِیمُ بَلْ فَعَلَهُ كَبِیرُهُمْ هذا وَ مَا فَعَلَهُ وَ مَا كَذَبَ وَ لَقَدْ قَالَ یُوسُفُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ وَ اللَّهِ مَا كَانُوا سَارِقِینَ وَ مَا كَذَبَ (1).

بیان: لما كان سبب هذا الاعتراض عدم إذعان سالم بإمامته علیه السلام إذ بعد الإذعان بها یجب التسلیم فی كل ما یصدر عنهم علیهم السلام ذكر علیه السلام أولا أن سالما أی شی ء یرید منی من البرهان حتی یرجع إلی الإذعان فإن كان یكفی فی ذلك إلقاء البراهین و الحجج و إظهار المعجزات فقد سمع و شاهد فوق ما یكفی لذلك و إن كان یرید أن أجی ء بالملائكة لیشاهدهم و یشهدوا علی صدقی فهذا مما لم یأت به النبیون أیضا ثم رجع علیه السلام إلی تصحیح خصوص هذا الكلام بأن المراد إلقاء معاریض الكلام علی وجه التقیة و المصلحة و لیس هذا بكذب و قد صدر مثله عن الأنبیاء علیهم السلام.

«104»- كش، رجال الكشی حَمْدَوَیْهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُوَیْدٍ السَّائِیِّ قَالَ: كَتَبَ إِلَیَّ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام وَ هُوَ فِی الْحَبْسِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكَ امْرُؤٌ نَزَّلَكَ اللَّهُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ بِمَنْزِلَةٍ خَاصَّةٍ بِمَا أَلْهَمَكَ مِنْ رُشْدِكَ وَ بَصَّرَكَ مِنْ أَمْرِ دِینِكَ بِتَفْضِیلِهِمْ وَ رَدِّ الْأُمُورِ إِلَیْهِمْ وَ الرِّضَا بِمَا قَالُوا فِی كَلَامٍ طَوِیلٍ وَ قَالَ وَ ادْعُ إِلَی صِرَاطِ رَبِّكَ فِینَا مَنْ رَجَوْتَ إِجَابَتَهُ وَ وَالِ آلَ مُحَمَّدٍ وَ لَا تَقُلْ لِمَا بَلَغَكَ عَنَّا أَوْ نُسِبَ إِلَیْنَا هَذَا بَاطِلٌ وَ إِنْ كُنْتَ تَعْرِفُ خِلَافَهُ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِی لِمَ قُلْنَاهُ وَ عَلَی أَیِّ وَجْهٍ وَصَفْنَاهُ آمِنْ بِمَا أَخْبَرْتُكَ وَ لَا تُفْشِ مَا اسْتَكْتَمْتُكَ أُخْبِرُكَ أَنَّ مِنْ أَوْجَبِ حَقِّ أَخِیكَ أَنْ لَا تَكْتُمَهُ شَیْئاً یَنْفَعُهُ لَا مِنْ دُنْیَاهُ وَ لَا مِنْ آخِرَتِهِ.

«105»- مِنْ كِتَابِ رِیَاضِ الْجِنَانِ، لِفَضْلِ اللَّهِ بْنِ مَحْمُودٍ الْفَارِسِیِّ رَوَی الْمُفَضَّلُ بْنُ

ص: 209


1- تقدم مثله تحت الرقم 99

عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ أَمْرَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یَحْتَمِلُهُ إِلَّا صُدُورٌ مُشْرِقَةٌ وَ قُلُوبٌ مُنِیرَةٌ وَ أَفْئِدَةٌ سَلِیمَةٌ وَ أَخْلَاقٌ حَسَنَةٌ لِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَخَذَ عَلَی شِیعَتِنَا الْمِیثَاقَ فَمَنْ وَفَی لَنَا وَفَی اللَّهُ لَهُ بِالْجَنَّةِ وَ مَنْ أَبْغَضَنَا وَ لَمْ یُؤَدِّ إِلَیْنَا حَقَّنَا فَهُوَ فِی النَّارِ وَ إِنَّ عِنْدَنَا سِرّاً مِنَ اللَّهِ مَا كَلَّفَ اللَّهُ بِهِ أَحَداً غَیْرَنَا ثُمَّ أَمَرَنَا بِتَبْلِیغِهِ فَبَلَّغْنَاهُ فَلَمْ نَجِدْ لَهُ أَهْلًا وَ لَا مَوْضِعاً وَ لَا حَمَلَةً یَحْمِلُونَهُ حَتَّی خَلَقَ اللَّهُ لِذَلِكَ قَوْماً خُلِقُوا مِنْ طِینَةِ مُحَمَّدٍ وَ ذُرِّیَّتِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ وَ مِنْ نُورِهِمْ صَنَعَهُمُ اللَّهُ بِفَضْلِ صُنْعِ رَحْمَتِهِ فَبَلَّغْنَاهُمْ عَنِ اللَّهِ مَا أَمَرَنَا فَقَبِلُوهُ وَ احْتَمَلُوا ذَلِكَ وَ لَمْ تَضْطَرِبْ قُلُوبُهُمْ وَ مَالَتْ أَرْوَاحُهُمْ إِلَی مَعْرِفَتِنَا وَ سِرِّنَا وَ الْبَحْثِ عَنْ أَمْرِنَا وَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ أَقْوَاماً لِلنَّارِ وَ أَمَرَنَا أَنْ نُبَلِّغَهُمْ ذَلِكَ فَبَلَّغْنَاهُ فَاشْمَأَزَّتْ قَلْبُهُمْ مِنْهُ وَ نَفَرُوا عَنْهُ وَ رَدُّوهُ عَلَیْنَا وَ لَمْ یَحْتَمِلُوهُ وَ كَذَّبُوا بِهِ وَ طَبَعَ اللَّهُ عَلی قُلُوبِهِمْ ثُمَّ أَطْلَقَ أَلْسِنَتَهُمْ بِبَعْضِ الْحَقِّ فَهُمْ یَنْطِقُونَ بِهِ لَفْظاً وَ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ لَهُ ثُمَّ بَكَی علیه السلام وَ رَفَعَ یَدَیْهِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّ هَذِهِ الشِّرْذِمَةَ الْمُطِیعِینَ لِأَمْرِكَ قَلِیلُونَ اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ مَحْیَاهُمْ مَحْیَانَا وَ مَمَاتَهُمْ مَمَاتَنَا وَ لَا تُسَلِّطْ عَلَیْهِمْ عَدُوّاً فَإِنَّكَ إِنْ سَلَّطْتَ عَلَیْهِمْ عَدُوّاً لَنْ تُعْبَدَ.

«106»- بشا، بشارة المصطفی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الطَّیِّبِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْهَاشِمِیِّ عَنْ عِیسَی عَنْ فَرَجِ بْنِ فَرْوَةَ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ صَالِحِ بْنِ مِیثَمٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: بَیْنَمَا أَنَا فِی السُّوقِ إِذْ أَتَانِی أَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ فَقَالَ وَیْحَكَ یَا مِیثَمُ لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام حَدِیثاً صَعْباً شَدِیداً فَأَیُّنَا نَكُونُ كَذَلِكَ قُلْتُ وَ مَا هُوَ قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ حَدِیثَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یَحْتَمِلُهُ إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ فَقُمْتُ مِنْ فَوْرَتِی فَأَتَیْتُ عَلِیّاً علیه السلام فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ حَدِیثٌ أَخْبَرَنِی بِهِ الْأَصْبَغُ عَنْكَ قَدْ ضِقْتُ بِهِ ذَرْعاً قَالَ وَ مَا هُوَ فَأَخْبَرْتُهُ قَالَ فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ اجْلِسْ یَا مِیثَمُ أَ وَ كُلُّ عِلْمٍ یَحْتَمِلُهُ عَالِمٌ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَالَ لِمَلَائِكَتِهِ إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً قالُوا أَ تَجْعَلُ فِیها مَنْ یُفْسِدُ فِیها وَ یَسْفِكُ الدِّماءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّی أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ فَهَلْ رَأَیْتَ الْمَلَائِكَةَ احْتَمَلُوا الْعِلْمَ قَالَ قُلْتُ هَذِهِ وَ اللَّهِ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ وَ الْأُخْرَی أَنَّ مُوسَی علیه السلام أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ التَّوْرَاةَ فَظَنَّ أَنْ لَا أَحَدَ

ص: 210

أَعْلَمُ مِنْهُ فَأَخْبَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّ فِی خَلْقِی مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ وَ ذَاكَ إِذْ خَافَ عَلَی نَبِیِّهِ الْعُجْبَ قَالَ فَدَعَا رَبَّهُ أَنْ یُرْشِدَهُ إِلَی الْعَالِمِ قَالَ فَجَمَعَ اللَّهُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْخَضِرِ فَخَرَقَ السَّفِینَةَ فَلَمْ یَحْتَمِلْ ذَاكَ مُوسَی وَ قَتَلَ الْغُلَامَ فَلَمْ یَحْتَمِلْهُ وَ أَقَامَ الْجِدَارَ فَلَمْ یَحْتَمِلْهُ وَ أَمَّا الْمُؤْمِنُونَ فَإِنَّ نَبِیَّنَا صلی اللّٰه علیه و آله أَخَذَ یَوْمَ غَدِیرِ خُمٍّ بِیَدِی قَالَ اللَّهُمَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَإِنَّ عَلِیّاً مَوْلَاهُ فَهَلْ رَأَیْتَ احْتَمَلُوا ذَلِكَ إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ مِنْهُمْ فَأَبْشِرُوا ثُمَّ أَبْشِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَدْ خَصَّكُمْ بِمَا لَمْ یَخُصَّ بِهِ الْمَلَائِكَةَ وَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ فِیمَا احْتَمَلْتُمْ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عِلْمِهِ.

«107»- أَقُولُ وَجَدْتُ فِی كِتَابِ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ أَنْ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ لِأَبَانِ بْنِ أَبِی عَیَّاشٍ یَا أَخَا عَبْدِ قَیْسٍ فَإِنْ وَضَحَ لَكَ أَمْرٌ فَاقْبَلْهُ وَ إِلَّا فَاسْكُتْ تَسْلَمْ وَ رُدَّ عِلْمَهُ إِلَی اللَّهِ فَإِنَّكَ فِی أَوْسَعَ مِمَّا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ.

«108»- وَ وَجَدْتُ بِخَطِّ الشَّیْخِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْجُبَاعِیِّ قُدِّسَ سِرُّهُ نَقْلًا مِنْ كِتَابِ الْبَصَائِرِ لِسَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی خَلَفٍ الْقُمِّیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْكَاهِلِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ فَلا وَ رَبِّكَ لا یُؤْمِنُونَ الْآیَةَ فَقَالَ لَوْ أَنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ ثُمَّ قَالُوا لِشَیْ ءٍ صَنَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِمَ صَنَعَ كَذَا وَ كَذَا أَوْ لَوْ صَنَعَ كَذَا وَ كَذَا خِلَافَ الَّذِی صَنَعَ لَكَانُوا بِذَلِكَ مُشْرِكِینَ ثُمَّ قَالَ لَوْ أَنَّهُمْ عَبَدُوا اللَّهَ وَ وَحَّدُوهُ ثُمَّ قَالُوا لِشَیْ ءٍ صَنَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِمَ صَنَعَ كَذَا وَ كَذَا وَ وَجَدُوا ذَلِكَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ لَكَانُوا بِذَلِكَ مُشْرِكِینَ ثُمَّ قَرَأَ الْآیَةَ (1).

«109»- وَ رُوِیَ بِعِدَّةِ أَسَانِیدَ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ الْمُسْلِمِینَ هُمُ النُّجَبَاءُ.

«110»- وَ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ السِّمْطِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ رَجُلًا یَأْتِینَا مِنْ قِبَلِكُمْ یُعْرَفُ بِالْكَذِبِ فَیُحَدِّثُ بِالْحَدِیثِ فَنَسْتَبْشِعُهُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ لَكَ إِنِّی قُلْتُ لِلَّیْلِ إِنَّهُ نَهَارٌ أَوْ لِلنَّهَارِ إِنَّهُ لَیْلٌ قَالَ لَا قَالَ فَإِنْ

ص: 211


1- تقدم الحدیث مع اختلاف فی الفاظه تحت الرقم 61 و 90

قَالَ لَكَ هَذَا إِنِّی قُلْتُهُ فَلَا تُكَذِّبْ بِهِ فَإِنَّكَ إِنَّمَا تُكَذِّبُنِی (1).

«111»- وَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ لَا تُكَذِّبْ بِحَدِیثٍ أَتَاكُمْ بِهِ مُرْجِئِیٌّ وَ لَا قَدَرِیٌّ وَ لَا خَارِجِیٌّ نَسَبَهُ إِلَیْنَا فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ لَعَلَّهُ شَیْ ءٌ مِنَ الْحَقِّ فَتُكَذِّبُونَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَوْقَ عَرْشِهِ.

انتهی ما أخرجه من كتاب البصائر (2).

«112»- وَ بِخَطِّهِ أَیْضاً قَالَ رَوَی الصَّفْوَانِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ مُرْسَلًا عَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّ الْعِبَادَةَ عَلَی سَبْعِینَ وَجْهاً فَتِسْعَةٌ وَ سِتُّونَ مِنْهَا فِی الرِّضَا وَ التَّسْلِیمِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِأُولِی الْأَمْرِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ.

«113»- نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنَّ أَمْرَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یَحْتَمِلُهُ إِلَّا عَبْدٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ وَ لَا تَعِی حَدِیثَنَا إِلَّا صُدُورٌ أَمِینَةٌ وَ أَحْلَامٌ رَزِینَةٌ.

«114»- مُنْیَةُ الْمُرِیدِ، قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ رَدَّ حَدِیثاً بَلَغَهُ عَنِّی فَأَنَا مُخَاصِمُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَإِذَا بَلَغَكُمْ عَنِّی حَدِیثٌ لَمْ تَعْرِفُوا فَقُولُوا اللَّهُ أَعْلَمُ.

«115»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ كَذَبَ عَلَیَّ مُتَعَمِّداً أَوْ رَدَّ شَیْئاً أَمَرْتُ بِهِ فَلْیَتَبَوَّأْ بَیْتاً فِی جَهَنَّمَ.

«116»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ بَلَغَهُ عَنِّی حَدِیثٌ فَكَذَّبَ بِهِ فَقَدْ كَذَّبَ ثَلَاثَةً اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِی حَدَّثَ بِهِ.

باب 27 العلة التی من أجلها كتم الأئمة علیهم السلام بعض العلوم و الأحكام

«1»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ ذَرِیحٍ الْمُحَارِبِیِّ وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ ذَرِیحٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ أَبِی نِعْمَ الْأَبُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ كَانَ یَقُولُ لَوْ أَجِدُ ثَلَاثَةَ رَهْطٍ أَسْتَوْدِعُهُمُ الْعِلْمَ وَ هُمْ أَهْلٌ لِذَلِكَ لَحَدَّثْتُ بِمَا لَا یُحْتَاجُ فِیهِ إِلَی نَظَرٍ فِی حَلَالٍ وَ لَا حَرَامٍ وَ مَا یَكُونُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ إِنَّ حَدِیثَنَا

ص: 212


1- 1 قد تقدم الحدیث مسندا عن البصائر تحت الرقم 14.
2- تقدم الحدیث مسندا تحت الرقم 16

صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یُؤْمِنُ بِهِ إِلَّا عَبْدٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ.

بیان: فیه أی معه إلی نظر أی فكر و تأمل.

«2»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ مُصْعَبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَوْ لَا أَنْ یَقَعَ عِنْدَ غَیْرِكُمْ كَمَا قَدْ وَقَعَ غَیْرُهُ لَأَعْطَیْتُكُمْ كِتَاباً لَا تَحْتَاجُونَ إِلَی أَحَدٍ حَتَّی یَقُومَ الْقَائِمُ عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَی فَرَجَهُ.

«3»- یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ ذَرِیحٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ أَبِی نِعْمَ الْأَبُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَقُولُ لَوْ وَجَدْتُ ثَلَاثَةَ رَهْطٍ أَسْتَوْدِعُهُمُ الْعِلْمَ وَ هُمْ أَهْلٌ لِذَلِكَ لَحَدَّثْتُ بِمَا لَا یُحْتَاجُ فِیهِ بَعْدِی إِلَی حَلَالٍ وَ لَا حَرَامٍ وَ مَا یَكُونُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ (1).

«4»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُرَازِمٍ وَ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ قَالا سَمِعْنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ عِنْدَنَا مِنْ حَلَالِ اللَّهِ وَ حَرَامِهِ مَا یَسَعُنَا كِتْمَانُهُ مَا نَسْتَطِیعُ یَعْنِی أَنْ نُخْبِرَ بِهِ أَحَداً (2).

«5»- یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا أَجِدُ مَنْ أُحَدِّثُهُ وَ لَوْ أَنِّی أُحَدِّثُ رَجُلًا مِنْكُمْ بِالْحَدِیثِ فَمَا یَخْرُجُ مِنَ الْمَدِینَةِ حَتَّی أُوتَی بِعَیْنِهِ فَأَقُولُ لَمْ أَقُلْهُ.

«6»- نی، الغیبة للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْحَسَنِیُّ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ خَیْرٍ عَنْ كَرَّامٍ الْخَثْعَمِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ كَانَتْ عَلَی أَفْوَاهِكُمْ أَوْكِیَةٌ لَحَدَّثْتُ كُلَّ امْرِئٍ مِنْكُمْ بِمَا لَهُ وَ اللَّهِ لَوْ وَجَدْتُ أَتْقِیَاءَ لَتَكَلَّمْتُ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ

«7»- كش، رجال الكشی طَاهِرُ بْنُ عِیسَی الْوَرَّاقُ رَفَعَهُ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا سَلْمَانُ لَوْ عُرِضَ عِلْمُكَ عَلَی مِقْدَادٍ لَكَفَرَ یَا مِقْدَادُ لَوْ عُرِضَ عِلْمُكَ عَلَی سَلْمَانَ لَكَفَرَ.

ص: 213


1- تقدم الحدیث مع ذیل عن ذریح عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام تحت الرقم الأول.
2- كذا فی النسخ و فی البصائر المطبوع: ما نستطیع- یعنی ان نخبر به أحدا

باب 28 ما ترویه العامة من أخبار الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و أن الصحیح من ذلك عندهم علیهم السلام و النهی عن الرجوع إلی أخبار المخالفین و فیه ذكر الكذابین

«1»- یر، بصائر الدرجات الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَالَ فِی النَّاسِ وَ أَنَالَ وَ أَنَالَ وَ إِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ مَعَاقِلُ الْعِلْمِ وَ أَبْوَابُ الْحُكْمِ وَ ضِیَاءُ الْأَمْرِ.

بیان: أنال أی أعطی و أفاد فی الناس العلوم الكثیرة لكن عند أهل البیت معیار ذلك و الفصل بین ما هو حق أو مفتری و عندهم تفسیر ما قاله الرسول صلی اللّٰه علیه و آله فلا ینتفع بما فی أیدی الناس إلا بالرجوع إلیهم صلوات اللّٰه علیهم و المعاقل جمع معقل و هو الحصن و الملجأ أی نحن حصون العلم و بنا یلجأ الناس فیه و بنا یوصل إلیه و بنا یضی ء الأمر للناس.

«2»- یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنْ زِیَادٍ الْقَنْدِیِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ عِنْدَ الْعَامَّةِ مِنْ أَحَادِیثِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله شَیْ ءٌ یَصِحُّ قَالَ فَقَالَ نَعَمْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَالَ وَ أَنَالَ وَ أَنَالَ وَ عِنْدَنَا مَعَاقِلُ الْعِلْمِ وَ فَصْلُ مَا بَیْنَ النَّاسِ.

«3»- یر، بصائر الدرجات الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَالَ فِی النَّاسِ وَ أَنَالَ وَ أَنَالَ وَ إِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ عُرَی الْأَمْرِ وَ أَوَاخِیهِ وَ ضِیَاؤُهُ.

یر، بصائر الدرجات محمد بن عبد الجبار عن البرقی عن فضالة عن ابن مسكان مثله بیان العروة ما یتمسك به من الحبل و غیره و الْأَخِیَّةُ كَأَبِیَّةِ و یخفف عود فی حائط أو فی حبل یدفن طرفاه فی الأرض و یبرز وسطه كالحلقة تشد فیها الدابة و الجمع أخایا و أواخی ذكره الفیروزآبادی أی بنا یشد و یستحكم أمر الدین و لا یفارقنا علمه.

ص: 214

«4»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنِ النَّضْرِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ یَحْیَی قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ عِنْدَنَا مَعَاقِلُ الْعِلْمِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ عِلْمُ الْكِتَابِ وَ فَصْلُ مَا بَیْنَ ذَلِكَ.

«5»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْمُؤْمِنِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ وَ أَبِی خَالِدٍ وَ أَبِی أَیُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَالَ فِی النَّاسِ وَ أَنَالَ وَ عِنْدَنَا عُرَی الْأَمْرِ وَ أَبْوَابُ الحِكْمَةِ وَ مَعَاقِلُ الْعِلْمِ وَ ضِیَاءُ الْأَمْرِ وَ أَوَاخِیهِ فَمَنْ عَرَفَنَا نَفَعَتْهُ مَعْرِفَتُهُ وَ قُبِلَ مِنْهُ عَمَلُهُ وَ مَنْ لَمْ یَعْرِفْنَا لَمْ تَنْفَعْهُ مَعْرِفَتُهُ وَ لَمْ یُقْبَلْ مِنْهُ عَمَلُهُ (1)

«6»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْحَجَّالِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ أَنَالَ وَ أَنَالَ وَ أَنَالَ یُشِیرُ كَذَا وَ كَذَا وَ عِنْدَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ أُصُولُ الْعِلْمِ وَ عُرَاهُ وَ ضِیَاؤُهُ وَ أَوَاخِیهِ.

«7»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَیُّوبَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ: خَطَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِالنَّاسِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَی مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله بِالرِّسَالَةِ وَ أَنْبَأَهُ بِالْوَصِیِّ وَ أَنَالَ فِی النَّاسِ وَ أَنَالَ وَ فِینَا أَهْلَ الْبَیْتِ مَعَاقِلُ الْعِلْمِ وَ أَبْوَابُ الحِكْمَةِ وَ ضِیَاؤُهُ وَ ضِیَاءُ الْأَمْرِ فَمَنْ یُحِبَّنَا مِنْكُمْ نَفَعَهُ إِیمَانُهُ وَ یُقْبَلُ عَمَلُهُ (2) وَ مَنْ لَمْ یُحِبَّنَا مِنْكُمْ لَمْ یَنْفَعْهُ إِیمَانُهُ وَ لَا یُتَقَبَّلُ عَمَلُهُ.

«8»- یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّا نَجِدُ الشَّیْ ءَ مِنْ أَحَادِیثِنَا فِی أَیْدِی النَّاسِ قَالَ فَقَالَ لِی لَعَلَّكَ لَا تَرَی أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَالَ وَ أَنَالَ ثُمَّ أَوْمَأَ بِیَدِهِ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ

ص: 215


1- تقدم عن محمّد بن مسلم عن أبی جعفر علیه السلام حدیثان تحت الرقم 1 و 3 مثل ذلك مع اختلاف فی ألفاظه، فیحتمل سماعه عنه علیه السلام مرة واحدة و الاختلاف نشأ عن نقله أو نقل راویه بالمعنی أو أنّه سمعه عنه علیه السلام مكرّرا و اختلاف التعابیر كان فی كلامه علیه السلام، و یأتی عنه عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام حدیثان آخران مثل ذلك تحت الرقم 6 و 8.
2- و فی نسخة: و یتقبل عمله

مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ إِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ عِنْدَنَا مَعَاقِلُ الْعِلْمِ وَ ضِیَاءُ الْأَمْرِ وَ فَصْلُ مَا بَیْنَ النَّاسِ.

بیان: الإشارة لبیان أنه صلی اللّٰه علیه و آله نشر العلم فی كل جانب و علمه كل أحد فكیف لا یكون فی الناس علمه.

«9»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: ذَكَرَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَجُلٌ حَدِیثاً وَ أَنَا عِنْدَهُ فَقَالَ إِنَّهُمْ یَرْوُونَ عَنِ الرِّجَالِ فَرَأَیْتُهُ كَأَنَّهُ غَضِبَ فَجَلَسَ وَ كَانَ مُتَّكِئاً وَ وَضَعَ الْمِرْفَقَةَ (1) تَحْتَ إِبْطَیْهِ فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ إِنَّا نَسْأَلُهُمْ وَ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِهِ مِنْهُمْ وَ لَكِنْ إِنَّمَا نَسْأَلُهُمْ لِنُوَرِّكَهُ عَلَیْهِمْ ثُمَّ قَالَ أَمَا لَوْ رَأَیْتَ رَوَغَانَ أَبِی جَعْفَرٍ حَیْثُ یُرَاوِغُ یَعْنِی الرَّجُلَ لَعَجِبْتَ مِنْ رَوَغَانِهِ.

بیان: قال الفیروزآبادی وركه توریكا أوجبه و الذنب علیه حمله و قال الجوهری راغ إلی كذا أی مال إلیه سرّا و حاد و قوله تعالی فَراغَ عَلَیْهِمْ ضَرْباً بِالْیَمِینِ أی أقبل قال الفراء مال علیهم و قال الجزری فلان یریغنی علی أمر و عن أمر أی یراودنی و یطلبه منی و الحاصل أن السائل عظم ما كان یرویه عنده علیه السلام فغضب و قال إنا لا نحتاج إلی السؤال و إن سألنا أحیانا فما هو إلا للاحتجاج و الإلزام علی الخصم بما لا یستطیع إنكاره ثم ذكر علیه السلام قدرة أبیه علیه السلام علی الاحتجاج و المغالبة بأنه كان یقبل علی الخصم فی إقامة الدلیل علیه إقبالا علی غایة القوة و القدرة علی الغلبة أو كان علیه السلام یستخرج الحجة من الخصم و یحمله علی الإقرار بالحق بحیث لو رأیته لعجبت من ذلك و قوله علیه السلام یعنی الرجل أی أی رجل كان یخاصمه و یناظره (2).

«10»- سر، السرائر أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّا نَأْتِی هَؤُلَاءِ الْمُخَالِفِینَ فَنَسْمَعُ مِنْهُمُ الْحَدِیثَ یَكُونُ حُجَّةً لَنَا عَلَیْهِمْ قَالَ لَا تَأْتِهِمْ وَ لَا تَسْمَعْ مِنْهُمْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَ لَعَنَ مِلَلَهُمُ الْمُشْرِكَةَ.

ص: 216


1- المرفقة: المخدّة
2- و یحتمل أن یكون من كلام الراوی

«11»- ل، الخصال الطَّالَقَانِیُّ عَنِ الْجَلُودِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَقُولُ ثَلَاثَةٌ كَانُوا یَكْذِبُونَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَبُو هُرَیْرَةَ وَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ وَ امْرَأَةٌ.

بیان: یعنی عائشة.

«12»- كش، رجال الكشی سَعْدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الطَّیَالِسِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ صَادِقُونَ لَا نَخْلُو مِنْ كَذَّابٍ یَكْذِبُ عَلَیْنَا وَ یُسْقِطُ صِدْقَنَا بِكَذِبِهِ عَلَیْنَا عِنْدَ النَّاسِ- كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَصْدَقَ الْبَرِیَّةِ لَهْجَةً وَ كَانَ مُسَیْلِمَةُ یَكْذِبُ عَلَیْهِ وَ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَصْدَقَ مَنْ بَرَأَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ الَّذِی یَكْذِبُ عَلَیْهِ وَ یَعْمَلُ فِی تَكْذِیبِ صِدْقِهِ بِمَا یَفْتَرِی عَلَیْهِ مِنَ الْكَذِبِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَبَإٍ لَعَنَهُ اللَّهُ (1) وَ كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام قَدِ ابْتُلِیَ بِالْمُخْتَارِ (2) ثُمَّ ذَكَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْحَارِثَ الشَّامِیَّ وَ بُنَانَ (3) فَقَالَ كَانَا یَكْذِبَانِ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام ثُمَّ ذَكَرَ الْمُغِیرَةَ بْنَ سَعِیدٍ (4) وَ بَزِیعاً (5) وَ السَّرِیَّ وَ أَبَا الْخَطَّابِ (6) وَ مَعْمَراً (7)وَ

ص: 217


1- روی الكشّیّ فی ص 70 روایات كثیرة تدلّ علی ذمه و لعنه. و كل من ترجمه من الشیعة لعنوه و أبرءوا من مقالته الباطلة فی أمیر المؤمنین علیه السلام، و هذا هو الذی استتابه أمیر المؤمنین علیه السلام ثلاثة أیّام فلم یتب فأحرقه بالنار.
2- هو المختار بن أبی عبیدة الثقفی، ینسب إلیه الفرقة الكیسانیة و المختاریة القائلین بامامة محمّد بن علیّ بن أبی طالب ابن الحنفیة، اختلف الأقوال و الاخبار فیه
3- ورد فی ذمهما روایات منها: ما رواه هشام بن الحكم عن الصادق علیه السلام أنّه قال: إن بنانا و السری و بزیعا لعنهم اللّٰه تراءی لهم الشیطان فی أحسن ما یكون صورة آدمی من قرنه إلی سرته. الخبر.
4- تقدم منا عند ذكر المغیریة ما یدلّ علی ذمه و یاتی فی الباب الآتی ما یدلّ علی ذمه
5- ینتسب إلیه البزیعیة و هم یزعمون أن الأئمّة علیهم السلام كلهم أنبیاء و أنهم لا یموتون و لكنهم یرفعون، و زعم بزیع أنّه صعد إلی السماء و أن اللّٰه تعالی مسح علی رأسه و مج فی فیه. فان الحكمة تثبت فی صدره. هكذا قیل، و نسب إلی تعلیقة الوحید أنهم فرقة من الخطّابیة یقولون: إن الامام بعد ابی الخطّاب بزیع، و أن كل مؤمن یوحی إلیه و أن الإنسان إذا بلغ الكمال لا یقال له مات بل رفع إلی الملكوت، و ادعوا معاینة أمواتهم بكرة و عشیّة. و علی أی حال فهم مذمومون كما نطق به الاخبار
6- هو محمّد بن مقلاص أبی زینب الأسدی ینسب إلیه الفرقة الخطابیة فیه روایات كثیرة تدل علی ذمه و یأتی بعضها فی الباب الآتی.
7- قال العلامة فی القسم الثانی من الخلاصة: اظنه ابن خیثم، و علل ذلك بأن معمر بن خیثم كان من دعاة زید.

بَشَّاراً الْأَشْعَرِیَّ (1) وَ حَمْزَةَ الْبَرْبَرِیَّ (2) وَ صَائِدَ النَّهْدِیِّ (3)فَقَالَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ إِنَّا لَا نَخْلُو مِنْ كَذَّابٍ یَكْذِبُ عَلَیْنَا أَوْ عَاجِزِ الرَّأْیِ كَفَانَا اللَّهُ مَئُونَةَ كُلِّ كَذَّابٍ وَ أَذَاقَهُمْ حَرَّ الْحَدِیدِ.

«13»- كِتَابُ صِفَاتِ الشِّیعَةِ لِلصَّدُوقِ، بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ زِیَادٍ الْعَبْدِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: هَمُّكُمْ مَعَالِمُ دِینِكُمْ وَ هَمُّ عَدُوِّكُمْ بِكُمْ وَ أُشْرِبَ قُلُوبُهُمْ لَكُمْ بُغْضاً یُحَرِّفُونَ مَا یَسْمَعُونَ مِنْكُمْ كُلَّهُ وَ یَجْعَلُونَ لَكُمْ أَنْدَاداً ثُمَّ یَرْمُونَكُمْ بِهِ بُهْتَاناً فَحَسْبُهُمْ بِذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ مَعْصِیَةً.

«14»- أَقُولُ وَجَدْتُ فِی كِتَابِ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ الْهِلَالِیِّ، أَنَّ أَبَانَ بْنَ أَبِی عَیَّاشٍ رَاوِی الْكِتَابِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ علیه السلام لَمْ نَزَلْ أَهْلَ الْبَیْتِ مُنْذُ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نُذَلُّ وَ نُقْصَی وَ نُحْرَمُ وَ نُقْتَلُ وَ نُطْرَدُ وَ وَجَدَ الْكَذَّابُونَ لِكَذِبِهِمْ مَوْضِعاً یَتَقَرَّبُونَ إِلَی أَوْلِیَائِهِمْ وَ قُضَاتِهِمْ وَ عُمَّالِهِمْ فِی كُلِّ بَلْدَةٍ یُحَدِّثُونَ عَدُوَّنَا وَ وُلَاتِهِمُ الْمَاضِینَ بِالْأَحَادِیثِ الْكَاذِبَةِ الْبَاطِلَةِ وَ یُحَدِّثُونَ وَ یَرْوُونَ عَنَّا مَا لَمْ نَقُلْ تَهْجِیناً مِنْهُمْ لَنَا وَ كَذِباً مِنْهُمْ عَلَیْنَا وَ تَقَرُّباً إِلَی وُلَاتِهِمْ وَ قُضَاتِهِمْ بِالزُّورِ وَ الْكَذِبِ وَ كَانَ عُظْمُ ذَلِكَ وَ كَثْرَتُهُ فِی زَمَنِ مُعَاوِیَةَ بَعْدَ مَوْتِ الْحَسَنِ علیه السلام ثُمَّ قَالَ علیه السلام بَعْدَ كَلَامٍ تَرَكْنَاهُ وَ رُبَّمَا رَأَیْتَ الرَّجُلَ یُذْكَرُ بِالْخَیْرِ وَ لَعَلَّهُ أَنْ یَكُونُ وَرِعاً صَدُوقاً یُحَدِّثُ بِأَحَادِیثَ عَظِیمَةٍ عَجِیبَةٍ مِنْ تَفْضِیلِ بَعْضِ مَنْ قَدْ مَضَی مِنَ الْوُلَاةِ لَمْ یَخْلُقِ اللَّهُ مِنْهَا شَیْئاً قَطُّ وَ هُوَ یَحْسَبُ أَنَّهَا حَقٌّ لِكَثْرَةِ مَنْ قَدْ سَمِعَهَا مِنْهُ مِمَّنْ لَا یُعْرَفُ بِكَذِبٍ وَ لَا بِقِلَّةِ وَرَعٍ وَ یَرْوُونَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَشْیَاءَ قَبِیحَةً وَ عَنِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیه السلام مَا یَعْلَمُ اللَّهُ أَنَّهُمْ رَوَوْا فِی ذَلِكَ الْبَاطِلَ وَ الْكَذِبَ وَ الزُّورَ قُلْتُ لَهُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ سَمِّ لِی مِنْ ذَلِكَ شَیْئاً قَالَ رِوَایَتُهُمْ هُمَا سَیِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ أَنَّ عُمَرَ مُحَدَّثٌ وَ أَنَّ الْمَلَكَ یُلَقِّنُهُ وَ أَنَّ السَّكِینَةَ تَنْطِقُ عَلَی لِسَانِهِ وَ أَنَّ عُثْمَانَ الْمَلَائِكَةُ تَسْتَحْیِی مِنْهُ وَ اثْبُتْ حَرَی فَمَا عَلَیْكَ إِلَّا نَبِیٌّ وَ صِدِّیقٌ وَ شَهِیدٌ حَتَّی عَدَّدَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَكْثَرَ مِنْ مِائَتَیْ رِوَایَةٍ (4) یَحْسَبُونَ أَنَّهَا حَقٌّ فَقَالَ هِیَ وَ اللَّهِ كُلُّهَا كَذِبٌ وَ زُورٌ قُلْتُ أَصْلَحَكَ

ص: 218


1- الصحیح بشار الشعیری
2- هو حمزة بن عمّار البربری
3- و لیراجع لترجمته و ترجمة من قبله كتب التراجم، و یكفیك ما ورد من الاخبار فی ذمهم فی رجال الكشّیّ فی ص 145- 149 و 187- 198 و 252 و 353
4- فی كتاب سلیم بن قیس: اكثر من مائة روایة.

اللَّهُ لَمْ یَكُنْ مِنْهَا شَیْ ءٌ قَالَ مِنْهَا مَوْضُوعٌ وَ مِنْهَا مُحَرَّفٌ فَأَمَّا الْمُحَرَّفُ فَإِنَّمَا عَنَی أَنَّ عَلَیْكَ نَبِیٌّ وَ صِدِّیقٌ وَ شَهِیدٌ یَعْنِی عَلِیّاً علیه السلام وَ مِثْلَهُ وَ كَیْفَ لَا یُبَارَكُ لَكَ وَ قَدْ عَلَاكَ نَبِیٌّ وَ صِدِّیقٌ وَ شَهِیدٌ یَعْنِی عَلِیّاً علیه السلام وَ عَامُّهَا كَذِبٌ وَ زُورٌ وَ بَاطِلٌ.

أقول: سیأتی تمام الخبر فی كتاب الإمامة فی باب مظلومیتهم علیهم السلام.

باب 29 علل اختلاف الأخبار و كیفیة الجمع بینها و العمل بها و وجوه الاستنباط و بیان أنواع ما یجوز الاستدلال به

الآیات؛

الأنعام: «وَ إِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِی الْأَرْضِ یُضِلُّوكَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ إِنْ یَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَ إِنْ هُمْ إِلَّا یَخْرُصُونَ»(115) (و قال تعالی): «وَ إِنَّ كَثِیراً لَیُضِلُّونَ بِأَهْوائِهِمْ بِغَیْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِینَ»(118) (و قال تعالی): «فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَری عَلَی اللَّهِ كَذِباً لِیُضِلَّ النَّاسَ بِغَیْرِ عِلْمٍ»(143) (و قال تعالی): «قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ»(148)

الأعراف: «أَ تَقُولُونَ عَلَی اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ»(28)

التوبة: «فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِیَتَفَقَّهُوا فِی الدِّینِ وَ لِیُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَیْهِمْ لَعَلَّهُمْ یَحْذَرُونَ»(121)

یونس: «وَ ما یَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا یُغْنِی مِنَ الْحَقِّ شَیْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِیمٌ بِما یَفْعَلُونَ»(35) (و قال تعالی): «وَ ما یَتَّبِعُ الَّذِینَ یَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكاءَ إِنْ یَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَ إِنْ هُمْ إِلَّا یَخْرُصُونَ»(65)

الأسری: «وَ لا تَقْفُ ما لَیْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا»(35)

الزخرف: «ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا یَخْرُصُونَ أَمْ آتَیْناهُمْ كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلی أُمَّةٍ وَ إِنَّا عَلی آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ»(20 ،21 ،22)

ص: 219

الجاثیة: «وَ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا یَظُنُّونَ»(23)

الحجرات: «إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَیَّنُوا أَنْ تُصِیبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلی ما فَعَلْتُمْ نادِمِینَ»(6)

النجم: «إِنْ یَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَ إِنَّ الظَّنَّ لا یُغْنِی مِنَ الْحَقِّ شَیْئاً»(28)

«1»- قَالَ الشَّیْخُ الطَّبْرِسِیُّ فِی كِتَابِ الْإِحْتِجَاجَاتِ، رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَا وَجَدْتُمْ فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَالْعَمَلُ بِهِ لَازِمٌ وَ لَا عُذْرَ لَكُمْ فِی تَرْكِهِ وَ مَا لَمْ یَكُنْ فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَانَ فِی سُنَّةٍ مِنِّی (1) فَلَا عُذْرَ لَكُمْ فِی تَرْكِ سُنَّتِی وَ مَا لَمْ یَكُنْ فِیهِ سُنَّةٌ مِنِّی فَمَا قَالَ أَصْحَابِی فَقُولُوا بِهِ(2) فَإِنَّمَا مَثَلُ أَصْحَابِی فِیكُمْ كَمَثَلِ النُّجُومِ بِأَیِّهَا أُخِذَ اهْتَدَی (3)وَ بِأَیِّ أَقَاوِیلِ أَصْحَابِی أَخَذْتُمُ اهْتَدَیْتُمْ وَ اخْتِلَافُ أَصْحَابِی لَكُمْ رَحْمَةٌ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَصْحَابُكَ قَالَ أَهْلُ بَیْتِی.

قال محمد بن الحسین بن بابویه القمی رضوان اللّٰه علیه إن أهل البیت لا یختلفون و لكن یفتون الشیعة بمر الحق و ربما أفتوهم بالتقیة فما یختلف من قولهم فهو للتقیة و التقیة رحمة للشیعة.

- أقول روی الصدوق فی كتاب معانی الأخبار عن ابن الولید عن الصفار عن الخشاب عن ابن كلوب عن إسحاق بن عمار عن الصادق عن آبائه علیهم السلام إلی آخر ما نقل و رواه الصفار فی البصائر ثم قال الطبرسی رحمه اللّٰه و یؤید تأویله رضی اللّٰه عنه أخبار كثیرة

مِنْهَا مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ نَصْرٍ الْخَثْعَمِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ مَنْ عَرَفَ مِنْ أَمْرِنَا أَنْ لَا نَقُولَ إِلَّا حَقّاً فَلْیَكْتَفِ بِمَا یَعْلَمُ مِنَّا فَإِنْ سَمِعَ مِنَّا خِلَافَ مَا یَعْلَمُ فَلْیَعْلَمْ أَنَّ ذَلِكَ مِنَّا دِفَاعٌ وَ اخْتِیَارٌ لَهُ (4)

وَ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ رَجُلَیْنِ مِنْ أَصْحَابِنَا بَیْنَهُمَا

ص: 220


1- فی یر و مع: و كانت فیه سنة منی
2- فی یر: فخدوا به.
3- و فی نسخة: بایهما اقتدیتم اهدیتم.
4- و فی نسخة: و اختبار له.

مُنَازَعَةٌ فِی دَیْنٍ أَوْ مِیرَاثٍ فَتَحَاكَمَا إِلَی السُّلْطَانِ أَوْ إِلَی الْقُضَاةِ أَ یَحِلُّ ذَلِكَ قَالَ علیه السلام مَنْ تَحَاكَمَ إِلَیْهِمْ فِی حَقٍّ أَوْ بَاطِلٍ فَإِنَّمَا تَحَاكَمَ إِلَی الْجِبْتِ وَ الطَّاغُوتِ الْمَنْهِیِّ عَنْهُ وَ مَا حَكَمَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا یَأْخُذُ سُحْتاً (1) وَ إِنْ كَانَ حَقُّهُ ثَابِتاً لِأَنَّهُ أَخَذَهُ بِحُكْمِ الطَّاغُوتِ وَ مَنْ أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُكْفَرَ بِهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یُرِیدُونَ أَنْ یَتَحاكَمُوا إِلَی الطَّاغُوتِ وَ قَدْ أُمِرُوا أَنْ یَكْفُرُوا بِهِ قُلْتُ فَكَیْفَ یَصْنَعَانِ وَ قَدِ اخْتَلَفَا قَالَ یَنْظُرَانِ إِلَی مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مِمَّنْ قَدْ رَوَی حَدِیثَنَا وَ نَظَرَ فِی حَلَالِنَا وَ حَرَامِنَا وَ عَرَفَ أَحْكَامَنَا فَلْیَرْضَ (2)بِهِ حَكَماً فَإِنِّی قَدْ جَعَلْتُهُ عَلَیْكُمْ حَاكِماً فَإِذَا حَكَمَ بِحُكْمٍ وَ لَمْ یَقْبَلْهُ مِنْهُ فَإِنَّمَا بِحُكْمِ اللَّهِ اسْتَخَفَّ وَ عَلَیْنَا رَدَّ وَ الرَّادُّ عَلَیْنَا كَافِرٌ رَادٌّ عَلَی اللَّهِ وَ هُوَ عَلَی حَدٍّ مِنَ الشِّرْكِ بِاللَّهِ فَقُلْتُ فَإِنْ كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا اخْتَارَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِنَا فَرَضِیَا أَنْ یَكُونَا النَّاظِرَیْنِ فِی حَقِّهِمَا فَاخْتَلَفَا فِیمَا حَكَمَا فَإِنَّ الْحَكَمَیْنِ اخْتَلَفَا فِی حَدِیثِكُمْ قَالَ إِنَّ الْحُكْمَ مَا حَكَمَ بِهِ أَعْدَلُهُمَا وَ أَفْقَهُهُمَا وَ أَصْدَقُهُمَا فِی الْحَدِیثِ وَ أَوْرَعُهُمَا وَ لَا یُلْتَفَتُ إِلَی مَا یَحْكُمُ بِهِ الْآخَرُ قُلْتُ فَإِنَّهُمَا عَدْلَانِ مَرْضِیَّانِ عُرِفَا بِذَلِكَ لَا یَفْضُلُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ قَالَ یُنْظَرُ الْآنَ إِلَی مَا كَانَ مِنْ رِوَایَتِهِمَا عَنَّا فِی ذَلِكَ الَّذِی حَكَمَا الْمُجْمَعَ عَلَیْهِ بَیْنَ أَصْحَابِكَ فَیُؤْخَذُ بِهِ مِنْ حُكْمِهِمَا وَ یُتْرَكُ الشَّاذُّ الَّذِی لَیْسَ بِمَشْهُورٍ عِنْدَ أَصْحَابِكَ فَإِنَّ الْمُجْمَعَ عَلَیْهِ لَا رَیْبَ فِیهِ فَإِنَّمَا الْأُمُورُ ثَلَاثَةٌ أَمْرٌ بَیِّنٌ رُشْدُهُ فَیُتَّبَعُ وَ أَمْرٌ بَیِّنٌ غَیُّهُ فَیُجْتَنَبُ وَ أَمْرٌ مُشْكِلٌ یُرَدُّ حُكْمُهُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِلَی رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَلَالٌ بَیِّنٌ وَ حَرَامٌ بَیِّنٌ وَ شُبُهَاتٌ تَتَرَدَّدُ بَیْنَ ذَلِكَ فَمَنْ تَرَكَ الشُّبُهَاتِ نَجَا مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ وَ مَنْ أَخَذَ بِالشُّبُهَاتِ ارْتَكَبَ الْمُحَرَّمَاتِ وَ هَلَكَ مِنْ حَیْثُ لَا یَعْلَمُ قُلْتُ فَإِنْ كَانَ الْخَبَرَانِ عَنْكُمَا مَشْهُورَیْنِ قَدْ رَوَاهُمَا الثِّقَاتُ عَنْكُمْ قَالَ یُنْظَرُ مَا وَافَقَ (3)حُكْمُهُ حُكْمَ الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ وَ خَالَفَ الْعَامَّةَ فَیُؤْخَذُ بِهِ وَ یُتْرَكُ مَا خَالَفَ حُكْمُهُ حُكْمَ الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ وَ وَافَقَ الْعَامَّةَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَ رَأَیْتَ إِنْ كَانَ الْفَقِیهَانِ عَرَفَا حُكْمَهُ (4) مِنَ الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ ثُمَّ وَجَدْنَا أَحَدَ

ص: 221


1- السحت: الحرام.
2- و فی نسخة: فلیرضوا.
3- و فی نسخة: فیما وافق.
4- و فی نسخة: عمی علیهما معرفة حكم من كتاب و سنة و وجدا.

الْخَبَرَیْنِ یُوَافِقُ الْعَامَّةَ وَ الْآخَرَ یُخَالِفُ بِأَیِّهِمَا نَأْخُذُ مِنَ الْخَبَرَیْنِ قَالَ یُنْظَرُ إِلَی مَا هُمْ إِلَیْهِ یَمِیلُونَ فَإِنَّ مَا خَالَفَ الْعَامَّةَ فَفِیهِ الرَّشَادُ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَإِنْ وَافَقَهُمُ الْخَبَرَانِ جَمِیعاً قَالَ انْظُرُوا إِلَی مَا یَمِیلُ إِلَیْهِ حُكَّامُهُمْ وَ قُضَاتُهُمْ فَاتْرُكُوهُ جَانِباً وَ خُذُوا بِغَیْرِهِ قُلْتُ فَإِنْ وَافَقَ حُكَّامُهُمُ الْخَبَرَیْنِ جَمِیعاً قَالَ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَأَرْجِهِ وَ قِفْ عِنْدَهُ حَتَّی تَلْقَی إِمَامَكَ فَإِنَّ الْوُقُوفَ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ خَیْرٌ مِنَ الِاقْتِحَامِ فِی الْهَلَكَاتِ وَ اللَّهُ الْمُرْشِدُ.

غو، غوالی اللئالی روی محمد بن علی بن محبوب عن محمد بن عیسی عن صفوان عن داود بن الحصین عن عمرو بن حنظلة مثله بیان- رواه الصدوق فی الفقیه و ثقة الإسلام فی الكافی بسند موثق لكنه من المشهورات و ضعفه منجبر بعمل الأصحاب قوله تعالی یُرِیدُونَ أَنْ یَتَحاكَمُوا إِلَی الطَّاغُوتِ الطاغوت مشتق من الطغیان و هو الشیطان أو الأصنام أو كل ما عبد من دون اللّٰه أو صد عن عبادة اللّٰه و المراد هنا من یحكم بالباطل و یتصدی للحكم و لا یكون أهلا له سمی به لفرط طغیانه أو لتشبهه بالشیطان أو لأن التحاكم إلیه تحاكم إلی الشیطان من حیث إنه الحامل علیه و الآیة بتأیید الخبر تدل علی عدم جواز الترافع إلی حكام الجور مطلقا قوله علیه السلام ممن قد روی حدیثنا أی كلها بحسب الإمكان أو القدر الوافی منها أو الحدیث المتعلق بتلك الواقعة و كذا فی نظائره و الأحوط أن لا یتصدی لذلك إلا من تتبع ما یمكنه الوصول إلیه من أخبارهم لیطلع علی المعارضات و یجمع بینها بحسب الإمكان قوله علیه السلام فإنی قد جعلته علیكم حاكما استدل به علی أنه نائب للإمام فی كل أمر إلا ما أخرجه الدلیل و لا یخلو من إشكال بل الظاهر أنه رخص له فی الحكم فیما رفع إلیه لا أنه یمكنه جبر الناس علی الترافع إلیه أیضا نعم یجب علی الناس الترافع إلیه و الرضا بحكمه قوله علیه السلام فیما حكما ظاهره أن اختلافهما بحسب اختلاف الروایة لا الفتوی قوله علیه السلام أعدلهما و أفقههما فی الجواب إشعار بأنه لا بد من كونهما عادلین فقیهین صادقین ورعین و الفقه هو العلم بالأحكام الشرعیة كما هو الظاهر و هل یعتبر كونه أفقه فی خصوص تلك الواقعة أو فی مسائل المرافعة و الحكم أو فی مطلق المسائل الأوسط أظهر معنی و إن كان الأخیر أظهر لفظا و الظاهر أن مناط الترجیح الفضل

ص: 222

فی جمیع تلك الخصال و یحتمل أن تكون كلمة الواو بمعنی أو فعلی الأول لا یظهر الحكم فیما إذا كان الفضل فی بعضها و علی الثانی فیما إذا كان أحدهما فاضلا فی إحداهما و الآخر فی الأخری و فی سؤال السائل إشعار بفهم المعنی الثانی قوله علیه السلام المجمع علیه استدل به علی حجیة الإجماع و ظاهر السیاق أن المراد الاتفاق فی النقل لا الفتوی و یدل علی أن شهرة الخبر بین الأصحاب و تكرره فی الأصول من المرجحات و علیه كان عمل قدماء الأصحاب رضوان اللّٰه علیهم قوله علیه السلام و شبهات تتردد بین ذلك المراد الأمور التی اشتبه الحكم فیها و یحتمل شموله لما كان فیه احتمال الحرمة و إن كان حلالا بظاهر الشریعة.

قوله علیه السلام ارتكب المحرمات أی الحرام واقعا فیكون محمولا علی الأولویة و الفضل و یحتمل أن یكون المراد الحكم فی المشتبهات و یكون الهلاك من حیث الحكم بغیر علم و یدل علی رجحان الاحتیاط بل وجوبه قوله علیه السلام قد رواهما الثقات عنكم استدل به علی جواز العمل بالخبر الموثق و فیه نظر لانضمام قید الشهرة و لعل تقریره علیه السلام لمجموع القیدین علی أنه یمكن أن یقال الكافر لا یوثق بقوله شرعا لكفره و إن كان عادلا بمذهبه قوله علیه السلام و السنة أی السنة المتواترة قوله علیه السلام فأرجه بكسر الجیم و الهاء من أرجیت الأمر بالیاء أو من أرجأت الأمر بالهمزة و كلاهما بمعنی أخرته فعلی الأول حذفت الیاء فی الأمر و علی الثانی أبدلت الهمزة یاء ثم حذفت الیاء و الهاء ضمیر راجع إلی الأخذ بأحد الخبرین أو بسكون الهاء لتشبیه المنفصل بالمتصل أو من أرجه الأمر أی أخره عن وقته كما ذكره الفیروزآبادی لكنه تفرد به و لم أجده فی كلام غیره ثم قال الطبرسی رحمه اللّٰه جاء هذا الخبر علی سبیل التقدیر لأنه قل ما یتفق فی الآثار أن یرد خبران مختلفان فی حكم من الأحكام موافقین للكتاب و السنة و ذلك مثل الحكم فی غسل الوجه و الیدین فی الوضوء لأن الأخبار جاءت بغسلها مرة مرة و بغسلها مرتین مرتین و ظاهر القرآن لا یقتضی خلاف ذلك بل یحتمل كلتا الروایتین و مثل ذلك یوجد فی أحكام الشرع و أما قوله علیه السلام للسائل أرجه و قف عنده حتی تلقی إمامك أمره بذلك عند تمكنه من الوصول إلی الإمام فأما إذا كان غائبا و لا

ص: 223

یتمكن من الوصول إلیه و الأصحاب كلهم مجمعون علی الخبرین و لم یكن هناك رجحان لرواة أحدهما علی رواة الآخر بالكثرة و العدالة كان الحكم بهما من باب التخییر یدل علی ما قلناه ما

رُوِیَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَهْمٍ عَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام تَجِیئُنَا الْأَحَادِیثُ عَنْكُمْ مُخْتَلِفَةً قَالَ مَا جَاءَكَ عَنَّا فَقِسْهُ عَلَی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَحَادِیثِنَا فَإِنْ كَانَ یُشْبِهُهُمَا فَهُوَ مِنَّا وَ إِنْ لَمْ یُشْبِهْهُمَا فَلَیْسَ مِنَّا قُلْتُ یَجِیئُنَا الرَّجُلَانِ وَ كِلَاهُمَا ثِقَةٌ بِحَدِیثَیْنِ مُخْتَلِفَیْنِ فَلَا نَعْلَمُ أَیُّهُمَا الْحَقُّ فَقَالَ إِذَا لَمْ تَعْلَمْ فَمُوَسَّعٌ عَلَیْكَ بِأَیِّهِمَا أَخَذْتَ.

وَ مَا رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا سَمِعْتَ مِنْ أَصْحَابِكَ الْحَدِیثَ وَ كُلُّهُمْ ثِقَةٌ فَمُوَسَّعٌ عَلَیْكَ حَتَّی تَرَی الْقَائِمَ عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَی فَرَجَهُ فَتَرُدَّهُ إِلَیْهِ.

وَ رُوِیَ عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قُلْتُ یَرِدُ عَلَیْنَا حَدِیثَانِ وَاحِدٌ یَأْمُرُنَا بِالْأَخْذِ بِهِ وَ الْآخَرُ یَنْهَانَا عَنْهُ قَالَ لَا تَعْمَلْ بِوَاحِدٍ مِنْهُمَا حَتَّی تَلْقَی صَاحِبَكَ فَتَسْأَلَهُ قَالَ قُلْتُ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ نَعْمَلَ بِأَحَدِهِمَا قَالَ خُذْ بِمَا فِیهِ خِلَافُ الْعَامَّةِ.

أمر علیه السلام بترك ما وافق العامة لأنه یحتمل أن یكون قد ورد مورد التقیة و ما خالفهم لا یحتمل ذلك.

وَ رُوِیَ أَیْضاً عَنْهُمْ علیهم السلام أَنَّهُمْ قَالُوا إِذَا اخْتَلَفَتْ أَحَادِیثُنَا عَلَیْكُمْ فَخُذُوا بِمَا اجْتَمَعَتْ عَلَیْهِ شِیعَتُنَا فَإِنَّهُ لَا رَیْبَ فِیهِ.

و أمثال هذه الأخبار كثیرة لا یحتمل ذكره هاهنا و ما أوردناه عارض لیس هذا موضعه إلی هنا كلام الطبرسی و الأخبار التی نقلها مع ما أورد بینها من كلامه.

أقول: ما ذكره فی الجمع بین الخبرین من حمل الإرجاء علی ما إذا تمكن من الوصول إلی إمامه و الرجوع إلیه و التخییر علی عدمه هو أظهر الوجوه و أوجهها و جمع بینهما بعض الأفاضل بحمل التخییر علی ما ورد فی العبادات و تخصیص الإرجاء بما إذا تعلق بالمعاملات و الأحكام و یمكن الجمع بحمل الإرجاء علی عدم الحكم بأحدهما بخصوصه فلا ینافی جواز العمل بأیهما شاء أو بحمل الإرجاء علی الاستحباب

ص: 224

و التخییر علی الجواز أو بحمل الإرجاء علی ما یمكن الإرجاء فیه بأن لا یكون مضطرا إلی العمل بأحدهما و التخییر علی ما إذا لم یكن له بد من العمل بأحدهما كما یومئ إلیه خبر سماعة و یظهر من خبر المیثمی فیما سیأتی وجه جمع آخر بینهما و سنفصل القول فی ذلك فی رسالة مفردة إن شاء اللّٰه تعالی.

«2»- ج، الإحتجاج عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام فِی مُنَاظَرَتِهِ مَعَ یَحْیَی بْنِ أَكْثَمَ وَ سَیَجِی ءُ بِتَمَامِهِ فِی مَوْضِعِهِ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی حَجَّةِ الْوَدَاعِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَیَّ الْكَذَّابَةُ وَ سَتَكْثُرُ فَمَنْ كَذَبَ عَلَیَّ مُتَعَمِّداً فَلْیَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ فَإِذَا أَتَاكُمُ الْحَدِیثُ فَاعْرِضُوهُ عَلَی كِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّتِی فَمَا وَافَقَ كِتَابَ اللَّهِ وَ سُنَّتِی فَخُذُوا بِهِ وَ مَا خَالَفَ كِتَابَ اللَّهِ وَ سُنَّتِی فَلَا تَأْخُذُوا بِهِ الْخَبَرَ.

بیان: الكذابة بكسر الكاف و تخفیف الذال مصدر كذب یكذب أی كثرت علی كذابة الكذابین و یصح أیضا جعل الكذاب بمعنی المكذوب و التاء للتأنیث أی الأحادیث المفتراة أو بفتح الكاف و تشدید الذال بمعنی الواحد الكثیر الكذب و التاء لزیادة المبالغة و المعنی كثرت علی أكاذیب الكذابة أو التاء للتأنیث و المعنی كثرت الجماعة الكذابة و لعل الأخیر أظهر و علی التقادیر الظاهر أن الجار و المجرور متعلق بالكذابة و یحتمل تعلقه بكثرت علی تضمین اجتمعت و نحوه و هذا الخبر علی تقدیری صدقه و كذبه یدل علی وقوع الكذب علیه صلی اللّٰه علیه و آله (1).

«3»- ج، الإحتجاج وَ مِمَّا أَجَابَ بِهِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیُّ علیه السلام فِی رِسَالَتِهِ إِلَی أَهْلِ الْأَهْوَازِ حِینَ سَأَلُوهُ عَنِ الْجَبْرِ وَ التَّفْوِیضِ أَنْ قَالَ اجْتَمَعَتِ الْأُمَّةُ قَاطِبَةً لَا اخْتِلَافَ بَیْنَهُمْ فِی ذَلِكَ أَنَّ الْقُرْآنَ حَقٌّ لَا رَیْبَ فِیهِ عِنْدَ جَمِیعِ فِرَقِهَا فَهُمْ فِی حَالَةِ الِاجْتِمَاعِ عَلَیْهِ مُصِیبُونَ وَ عَلَی تَصْدِیقِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مُهْتَدُونَ لِقَوْلِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تَجْتَمِعُ أُمَّتِی عَلَی ضَلَالَةٍ فَأَخْبَرَ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ مَا اجْتَمَعَتْ عَلَیْهِ الْأُمَّةُ وَ لَمْ یُخَالِفْ بَعْضُهَا بَعْضاً هُوَ الْحَقُّ فَهَذَا مَعْنَی الْحَدِیثِ لَا مَا تَأَوَّلَهُ الْجَاهِلُونَ وَ لَا مَا قَالَهُ الْمُعَانِدُونَ مِنْ إِبْطَالِ حُكْمِ الْكِتَابِ وَ اتِّبَاعِ حُكْمِ الْأَحَادِیثِ الْمُزَوَّرَةِ وَ الرِّوَایَاتِ الْمُزَخْرَفَةِ وَ اتِّبَاعِ

ص: 225


1- أما علی تقدیر صدقه فواضح و أمّا علی تقدیر كذبه فنفس الخبر كذب علیه.

الْأَهْوَاءِ الْمُرْدِیَةِ الْمُهْلِكَةِ الَّتِی تُخَالِفُ نَصَّ الْكِتَابِ وَ تَحْقِیقَ الْآیَاتِ الْوَاضِحَاتِ النَّیِّرَاتِ وَ نَحْنُ نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ یُوَفِّقَنَا لِلثَّوَابِ وَ یَهْدِیَنَا إِلَی الرَّشَادِ ثُمَّ قَالَ علیه السلام فَإِذَا شَهِدَ الْكِتَابُ بِتَصْدِیقِ خَبَرٍ وَ تَحْقِیقِهِ فَأَنْكَرَتْهُ طَائِفَةٌ مِنَ الْأُمَّةِ وَ عَارَضَتْهُ بِحَدِیثٍ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِیثِ الْمُزَوَّرَةِ صَارَتْ بِإِنْكَارِهَا وَ دَفْعِهَا الْكِتَابَ كُفَّاراً ضُلَّالًا وَ أَصَحُّ خَبَرٍ مَا عُرِفَ تَحْقِیقُهُ مِنَ الْكِتَابِ مِثْلُ الْخَبَرِ الْمُجْمَعِ عَلَیْهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَیْثُ قَالَ إِنِّی مُسْتَخْلِفٌ فِیكُمْ خَلِیفَتَیْنِ كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِی مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِی وَ إِنَّهُمَا لَنْ یَفْتَرِقَا حَتَّی یَرِدَا عَلَیَّ الْحَوْضَ وَ اللَّفْظَةُ الْأُخْرَی عَنْهُ فِی هَذَا الْمَعْنَی بِعَیْنِهِ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله إِنِّی تَارِكٌ فِیكُمُ الثَّقَلَیْنِ كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِی أَهْلَ بَیْتِی وَ إِنَّهُمَا لَنْ یَفْتَرِقَا حَتَّی یَرِدَا عَلَیَّ الْحَوْضَ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَمْ تَضِلُّوا (1) فَلَمَّا وَجَدْنَا شَوَاهِدَ هَذَا الْحَدِیثِ نَصّاً فِی كِتَابِ اللَّهِ مِثْلَ قَوْلِهِ إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ ثُمَّ اتَّفَقَتْ رِوَایَاتُ الْعُلَمَاءِ فِی ذَلِكَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ تَصَدَّقَ بِخَاتَمِهِ وَ هُوَ رَاكِعٌ فَشَكَرَ اللَّهُ ذَلِكَ لَهُ وَ أَنْزَلَ الْآیَةَ فِیهِ ثُمَّ وَجَدْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ أَبَانَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ بِهَذِهِ اللَّفْظَةِ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِیٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ قَوْلِهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیٌّ یَقْضِی دَیْنِی وَ یُنْجِزُ مَوْعِدِی وَ هُوَ خَلِیفَتِی عَلَیْكُمْ بَعْدِی وَ قَوْلِهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَیْثُ اسْتَخْلَفَهُ عَلَی الْمَدِینَةِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ تُخْلِفُنِی عَلَی النِّسَاءِ وَ الصِّبْیَانِ (2) فَقَالَ أَ مَا تَرْضَی أَنْ تَكُونَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی فَعَلِمْنَا أَنَّ الْكِتَابَ شَهِدَ بِتَصْدِیقِ هَذِهِ الْأَخْبَارِ وَ تَحْقِیقِ هَذِهِ الشَّوَاهِدِ فَیَلْزَمُ الْأُمَّةَ الْإِقْرَارُ بِهَا إِذْ كَانَتْ هَذِهِ الْأَخْبَارُ وَافَقَتِ الْقُرْآنَ وَ وَافَقَ الْقُرْآنُ هَذِهِ الْأَخْبَارَ فَلَمَّا وَجَدْنَا ذَلِكَ مُوَافِقاً لِكِتَابِ اللَّهِ وَ وَجَدْنَا كِتَابَ اللَّهِ مُوَافِقاً لِهَذِهِ الْأَخْبَارِ وَ عَلَیْهَا دَلِیلًا كَانَ الِاقْتِدَاءُ بِهَذِهِ الْأَخْبَارِ فَرْضاً لَا یَتَعَدَّاهُ إِلَّا أَهْلُ الْعِنَادِ وَ الْفَسَادِ ثُمَّ قَالَ علیه السلام وَ مُرَادُنَا وَ قَصْدُنَا الْكَلَامُ فِی الْجَبْرِ وَ التَّفْوِیضِ وَ شَرْحِهِمَا وَ بَیَانِهِمَا وَ إِنَّمَا قَدَّمْنَا مَا قَدَّمْنَا لِكَوْنِ اتِّفَاقِ الْكِتَابِ وَ الْخَبَرِ إِذَا اتَّفَقَا دَلِیلًا لِمَا أَرَدْنَاهُ وَ قُوَّةً لِمَا نَحْنُ مُبَیِّنُوهُ مِنْ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ الْخَبَرُ طَوِیلٌ

ص: 226


1- و فی نسخة: ما انكم ان كنتم تمسكتم و فی أخری: أما انكم ان تمسكتم.
2- و فی نسخة: مع النساء و الصبیان

نَذْكُرُهُ بِتَمَامِهِ فِی بَابِ الْجَبْرِ وَ التَّفْوِیضِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی.

«4»- لی، الأمالی للصدوق أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام إِنَّ عَلَی كُلِّ حَقٍّ حَقِیقَةً وَ عَلَی كُلِّ صَوَابٍ نُوراً فَمَا وَافَقَ كِتَابَ اللَّهِ فَخُذُوهُ وَ مَا خَالَفَ كِتَابَ اللَّهِ فَدَعُوهُ.

بیان: الحقیقة ماهیة الشی ء التی بها یتحصل ذلك الشی ء و المراد بالحقیقة هنا ما به یتحقق ذلك الشی ء من العلة الواقعیة كحكمه تعالی و أمره فی الأحكام الشرعیة و كالتحقق فی نفس الأمر فی الأحكام الخبریة أطلقت علیه مجازا و النور الدلیل و البرهان الذی به یظهر حقیقة الأشیاء و الغرض أن اللّٰه تعالی جعل لكل شی ء دلیلا و برهانا فی كتابه و سنة نبیه صلی اللّٰه علیه و آله فیجب عرض الأخبار علی كتاب اللّٰه.

«5»- ب، قرب الإسناد ابْنُ ظَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: قَرَأْتُ فِی كِتَابٍ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ إِنَّهُ سَیُكْذَبُ عَلَیَّ كَمَا كُذِبَ عَلَی مَنْ كَانَ قَبْلِی فَمَا جَاءَكُمْ عَنِّی مِنْ حَدِیثٍ وَافَقَ كِتَابَ اللَّهِ فَهُوَ حَدِیثِی وَ أَمَّا مَا خَالَفَ كِتَابَ اللَّهِ فَلَیْسَ مِنْ حَدِیثِی.

«6»- كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی وَ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ جَمِیعاً عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ اخْتَلَفَ عَلَیْهِ رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ دِینِهِ فِی أَمْرٍ كِلَاهُمَا یَرْوِیهِ أَحَدُهُمَا یَأْمُرُ بِأَخْذِهِ وَ الْآخَرُ یَنْهَاهُ عَنْهُ كَیْفَ یَصْنَعُ قَالَ یُرْجِئُهُ حَتَّی یَلْقَی مَنْ یُخْبِرُهُ فَهُوَ فِی سَعَةٍ حَتَّی یَلْقَاهُ.

وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی بِأَیِّهِمَا أَخَذْتَ مِنْ بَابِ التَّسْلِیمِ وَسِعَكَ.

«7»- كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَ رَأَیْتَكَ لَوْ حَدَّثْتُكَ بِحَدِیثٍ الْعَامَ ثُمَّ جِئْتَنِی مِنْ قَابِلٍ فَحَدَّثْتُكَ بِخِلَافِهِ فَبِأَیِّهِمَا كُنْتَ تَأْخُذُ قَالَ كُنْتُ آخُذُ بِالْأَخِیرِ فَقَالَ لِی رَحِمَكَ اللَّهُ.

«8»- كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَرَّارٍ عَنْ یُونُسَ عَنِ ابْنِ فَرْقَدٍ عَنِ ابْنِ خُنَیْسٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذَا جَاءَ حَدِیثٌ عَنْ أَوَّلِكُمْ وَ حَدِیثٌ عَنْ آخِرِكُمْ

ص: 227

بِأَیِّهِمَا نَأْخُذُ قَالَ خُذُوا بِهِ حَتَّی یَبْلُغَكُمْ عَنِ الْحَیِّ فَإِنْ بَلَغَكُمْ عَنِ الْحَیِّ فَخُذُوا بِقَوْلِهِ قَالَ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّا وَ اللَّهِ لَا نُدْخِلُكُمْ إِلَّا فِیمَا یَسَعُكُمْ.

وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ خُذُوا بِالْأَحْدَثِ

«9»- كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ مَا بَالُ أَقْوَامٍ یَرْوُونَ عَنْ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یُتَّهَمُونَ بِالْكَذِبِ فَیَجِی ءُ مِنْكُمْ خِلَافُهُ قَالَ إِنَّ الْحَدِیثَ یُنْسَخُ كَمَا یُنْسَخُ الْقُرْآنُ.

«10»- كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ ابْنِ حُمَیْدٍ عَنِ ابْنِ حَازِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا بَالِی أَسْأَلُكَ عَنِ الْمَسْأَلَةِ فَتُجِیبُنِی فِیهَا بِالْجَوَابِ ثُمَّ یَجِیئُكَ غَیْرِی فَتُجِیبُهُ فِیهَا بِجَوَابٍ آخَرَ فَقَالَ إِنَّا نُجِیبُ النَّاسَ عَلَی الزِّیَادَةِ وَ النُّقْصَانِ قَالَ قُلْتُ فَأَخْبِرْنِی عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صَدَقُوا عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَمْ كَذَبُوا قَالَ بَلْ صَدَقُوا قُلْتُ فَمَا بَالُهُمُ اخْتَلَفُوا فَقَالَ أَ مَا تَعْلَمُ أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ یَأْتِی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَسْأَلُهُ عَنِ الْمَسْأَلَةِ فَیُجِیبُهُ فِیهَا بِالْجَوَابِ ثُمَّ یُجِیبُهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِمَا یَنْسَخُ ذَلِكَ الْجَوَابَ فَنَسَخَتِ الْأَحَادِیثُ بَعْضُهَا بَعْضاً.

«11»- كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی یَا زِیَادُ مَا تَقُولُ لَوْ أَفْتَیْنَا رَجُلًا مِمَّنْ یَتَوَلَّانَا بِشَیْ ءٍ مِنَ التَّقِیَّةِ قَالَ قُلْتُ لَهُ أَنْتَ أَعْلَمُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ إِنْ أَخَذَ بِهِ فَهُوَ خَیْرٌ لَهُ وَ أَعْظَمُ أَجْراً.

«12»- وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی إِنْ أَخَذَ بِهِ أُوجِرَ وَ إِنْ تَرَكَهُ وَ اللَّهِ أَثِمَ.

«13»- ل، الخصال أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ الْیَمَانِیِّ وَ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِی عَیَّاشٍ عَنْ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ الْهِلَالِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی سَمِعْتُ مِنْ سَلْمَانَ وَ الْمِقْدَادِ وَ أَبِی ذَرٍّ شَیْئاً مِنْ تَفْسِیرِ الْقُرْآنِ وَ أَحَادِیثَ عَنْ نَبِیِّ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله غَیْرَ مَا فِی أَیْدِی النَّاسِ ثُمَّ سَمِعْتُ مِنْكَ تَصْدِیقَ مَا سَمِعْتُ مِنْهُمْ وَ رَأَیْتُ فِی أَیْدِی النَّاسِ أَشْیَاءَ كَثِیرَةً مِنْ تَفْسِیرِ الْقُرْآنِ وَ مِنَ الْأَحَادِیثِ عَنْ نَبِیِّ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْتُمْ تُخَالِفُونَهُمْ فِیهَا وَ تَزْعُمُونَ أَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ بَاطِلٌ أَ فَتَرَی النَّاسَ یَكْذِبُونَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُتَعَمِّدِینَ

ص: 228

وَ یُفَسِّرُونَ الْقُرْآنَ بِآرَائِهِمْ قَالَ فَأَقْبَلَ عَلِیٌّ علیه السلام عَلَیَّ فَقَالَ قَدْ سَأَلْتَ فَافْهَمِ الْجَوَابَ إِنَّ فِی أَیْدِی النَّاسِ حَقّاً وَ بَاطِلًا وَ صِدْقاً وَ كَذِباً وَ نَاسِخاً وَ مَنْسُوخاً وَ عَامّاً وَ خَاصّاً وَ مُحْكَماً وَ مُتَشَابِهاً وَ حِفْظاً وَ وَهَماً وَ قَدْ كُذِبَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی عَهْدِهِ حَتَّی قَامَ خَطِیباً فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ قَدْ كَثُرَتْ عَلَیَّ الْكَذَّابَةُ فَمَنْ كَذَبَ عَلَیَّ مُتَعَمِّداً فَلْیَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ثُمَّ كُذِبَ عَلَیْهِ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّمَا أَتَاكُمُ الْحَدِیثُ مِنْ أَرْبَعَةٍ لَیْسَ لَهُمْ خَامِسٌ رَجُلٌ مُنَافِقٌ یُظْهِرُ الْإِیمَانَ مُتَصَنِّعٍ بِالْإِسْلَامِ لَا یَتَأَثَّمُ وَ لَا یَتَحَرَّجُ أَنْ یَكْذِبَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُتَعَمِّداً فَلَوْ عَلِمَ النَّاسُ أَنَّهُ مُنَافِقٌ كَذَّابٌ لَمْ یَقْبَلُوا مِنْهُ وَ لَمْ یُصَدِّقُوهُ وَ لَكِنَّهُمْ قَالُوا هَذَا قَدْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَآهُ وَ سَمِعَ مِنْهُ فَأَخَذُوا مِنْهُ وَ هُمْ لَا یَعْرِفُونَ حَالَهُ وَ قَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنِ الْمُنَافِقِینَ بِمَا أَخْبَرَهُ وَ وَصَفَهُمْ بِمَا وَصَفَهُمْ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِذا رَأَیْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَ إِنْ یَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ثُمَّ بَقُوا بَعْدَهُ فَتَقَرَّبُوا إِلَی أَئِمَّةِ الضَّلَالِ وَ الدُّعَاةِ إِلَی النَّارِ بِالزُّورِ وَ الْكَذِبِ وَ الْبُهْتَانِ فَوَلَّوْهُمُ الْأَعْمَالَ وَ حَمَلُوهُمْ عَلَی رِقَابِ النَّاسِ وَ أَكَلُوا مِنْهُمُ الدُّنْیَا (1)وَ إِنَّمَا النَّاسُ مَعَ الْمُلُوكِ وَ الدُّنْیَا إِلَّا مَنْ عَصَمَ اللَّهُ فَهَذَا أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ وَ رَجُلٌ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ شَیْئاً لَمْ یَحْفَظْهُ عَلَی وَجْهِهِ وَ وَهِمَ فِیهِ وَ لَمْ یَتَعَمَّدْ كَذِباً فَهُوَ فِی یَدِهِ یَقُولُ بِهِ وَ یَعْمَلُ بِهِ وَ یَرْوِیهِ وَ یَقُولُ أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَوْ عَلِمَ الْمُسْلِمُونَ أَنَّهُ وَهِمَ لَمْ یَقْبَلُوهُ وَ لَوْ عَلِمَ هُوَ أَنَّهُ وَهِمَ لَرَفَضَهُ وَ رَجُلٌ ثَالِثٌ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله شَیْئاً أَمَرَ بِهِ ثُمَّ نَهَی عَنْهُ وَ هُوَ لَا یَعْلَمُ أَوْ سَمِعَهُ یَنْهَی عَنْ شَیْ ءٍ ثُمَّ أَمَرَ بِهِ وَ هُوَ لَا یَعْلَمُ فَحَفِظَ مَنْسُوخَهُ وَ لَمْ یَحْفَظِ النَّاسِخَ فَلَوْ عَلِمَ أَنَّهُ مَنْسُوخٌ لَرَفَضَهُ وَ لَوْ عَلِمَ الْمُسْلِمُونَ أَنَّهُ مَنْسُوخٌ لَرَفَضُوهُ وَ آخَرُ رَابِعٌ لَمْ یَكْذِبْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُبْغِضٌ لِلْكَذِبِ خَوْفاً مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَعْظِیماً لِرَسُولِ اللَّهِ لَمْ یَسْهُ(2) بَلْ حَفِظَ مَا سَمِعَ عَلَی وَجْهِهِ فَجَاءَ بِهِ كَمَا سَمِعَ لَمْ یَزِدْ فِیهِ وَ لَمْ یَنْقُصْ مِنْهُ وَ عَلِمَ النَّاسِخَ مِنَ الْمَنْسُوخِ فَعَمِلَ بِالنَّاسِخِ وَ رَفَضَ الْمَنْسُوخَ وَ إِنَّ أَمْرَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مِثْلُ الْقُرْآنِ نَاسِخٌ وَ مَنْسُوخٌ وَ خَاصٌّ وَ عَامٌّ وَ مُحْكَمٌ وَ مُتَشَابِهٌ وَ قَدْ كَانَ یَكُونُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْكَلَامُ لَهُ وَجْهَانِ وَ كَلَامٌ عَامٌّ وَ كَلَامٌ خَاصٌّ مِثْلُ الْقُرْآنِ وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا فَیَشْتَبِهُ عَلَی مَنْ لَمْ یَعْرِفْ وَ لَمْ یَدْرِ مَا عَنَی اللَّهُ بِهِ

ص: 229


1- و فی نسخة: و اكلوا بهم الدنیا.
2- فی الخصال: لم ینسه.

وَ رَسُولُهُ وَ لَیْسَ كُلُّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَسْأَلُهُ عَنِ الشَّیْ ءِ فَیَفْهَمُ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ یَسْأَلُهُ وَ لَا یَسْتَفْهِمُهُ حَتَّی إِنْ كَانُوا لَیُحِبُّونَ أَنْ یَجِی ءَ الْأَعْرَابِیُّ وَ الطَّارِی فَیَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی یَسْمَعُوا وَ كُنْتُ أَدْخُلُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كُلَّ یَوْمٍ دَخْلَةً وَ كُلَّ لَیْلَةٍ دَخْلَةً فَیُخْلِینِی فِیهَا أَدُورُ مَعَهُ حَیْثُمَا دَارَ وَ قَدْ عَلِمَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ أَنَّهُ لَمْ یَصْنَعْ ذَلِكَ بِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ غَیْرِی وَ رُبَّمَا كَانَ ذَلِكَ فِی بَیْتِی (1) یَأْتِینِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَكْثَرَ ذَلِكَ فِی بَیْتِی وَ كُنْتُ إِذَا دَخَلْتُ عَلَیْهِ بَعْضَ مَنَازِلِهِ أَخْلَانِی وَ أَقَامَ عَنِّی نِسَاءَهُ فَلَا یَبْقَی عِنْدَهُ غَیْرِی وَ إِذَا أَتَانِی لِلْخَلْوَةِ مَعِی فِی بَیْتِی لَمْ تَقُمْ عَنْهُ فَاطِمَةُ وَ لَا أَحَدٌ مِنْ بَنِیَّ وَ كُنْتُ إِذَا سَأَلْتُهُ أَجَابَنِی وَ إِذَا سَكَتُّ عَنْهُ وَ فَنِیَتْ مَسَائِلِی ابْتَدَأَنِی فَمَا نَزَلَتْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله آیَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا أَقْرَأَنِیهَا وَ أَمْلَاهَا عَلَیَّ فَكَتَبْتُهَا بِخَطِّی وَ عَلَّمَنِی تَأْوِیلَهَا وَ تَفْسِیرَهَا وَ نَاسِخَهَا وَ مَنْسُوخَهَا وَ مُحْكَمَهَا وَ مُتَشَابِهَهَا وَ خَاصَّهَا وَ عَامَّهَا وَ دَعَا اللَّهَ لِی أَنْ یُعْطِیَنِی فَهْمَهَا وَ حِفْظَهَا فَمَا نَسِیتُ آیَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَ لَا عِلْماً أَمْلَاهُ عَلَیَّ وَ كَتَبْتُهُ مُنْذُ دَعَا اللَّهَ لِی بِمَا دَعَاهُ وَ مَا تَرَكَ شَیْئاً عَلَّمَهُ اللَّهُ مِنْ حَلَالٍ وَ لَا حَرَامٍ أَمْرٍ وَ لَا نَهْیٍ كَانَ أَوْ یَكُونُ وَ لَا كِتَابٍ مُنْزَلٍ عَلَی أَحَدٍ قَبْلَهُ فِی أَمْرٍ بِطَاعَةٍ أَوْ نَهْیٍ عَنْ مَعْصِیَةٍ إِلَّا عَلَّمَنِیهِ وَ حَفَّظَنِیهِ فَلَمْ أَنْسَ حَرْفاً وَاحِداً ثُمَّ وَضَعَ صلی اللّٰه علیه و آله یَدَهُ عَلَی صَدْرِی وَ دَعَا اللَّهَ لِی أَنْ یَمْلَأَ قَلْبِی عِلْماً وَ فَهْماً وَ حُكْماً وَ نُوراً فَقُلْتُ یَا نَبِیَّ اللَّهِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی إِنِّی مُنْذُ دَعَوْتَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لِی بِمَا دَعَوْتَ لَمْ أَنْسَ شَیْئاً وَ لَمْ یَفُتْنِی شَیْ ءٌ لَمْ أَكْتُبْهُ أَ فَتَتَخَوَّفُ عَلَیَّ النِّسْیَانَ فِیمَا بَعْدُ فَقَالَ لَا لَسْتُ أَخَافُ عَلَیْكَ النِّسْیَانَ وَ لَا الْجَهْلَ.

نهج، نهج البلاغة ف، تحف العقول مرسلا مثله- نی، الغیبة للنعمانی ابن عقدة و محمد بن همام و عبد العزیز و عبد الواحد ابنا عبد اللّٰه بن یونس عن رجالهم عن عبد الرزاق و همام عن معمر بن راشد عن أبان بن أبی عیاش عن سلیم مثله:

ج، الإحتجاج عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: خَطَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ إِنِّی سَمِعْتُ مِنْ سَلْمَانَ وَ أَبِی ذَرٍّ الْغِفَارِیِ

ص: 230


1- و فی نسخة: فی شی ء

وَ الْمِقْدَادِ أَشْیَاءَ مِنْ تَفْسِیرِ الْقُرْآنِ وَ الْأَحَادِیثِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ ذَكَرَ نَحْواً مِمَّا مَرَّ إِلَی قَوْلِهِ حَتَّی إِنْ كَانُوا لَیُحِبُّونَ أَنْ یَجِی ءَ الْأَعْرَابِیُّ أَوِ الطَّارِی فَیَسْأَلَهُ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی یَسْمَعُوا وَ كَانَ لَا یَمُرُّ بِی مِنْ ذَلِكَ شَیْ ءٌ إِلَّا سَأَلْتُ عَنْهُ وَ حَفِظْتُهُ فَهَذِهِ وُجُوهُ مَا عَلَیْهِ النَّاسُ فِی اخْتِلَافِهِمْ وَ عِلَلِهِمْ فِی رِوَایَاتِهِمْ.

إیضاح: سیأتی الخبر بتمامه فی باب العلة التی من أجلها لم یغیر أمیر المؤمنین علیه السلام بعض البدع قوله علیه السلام حقا و باطلا و صدقا و كذبا ذكر الصدق و الكذب بعد الحق و الباطل من قبیل ذكر الخاص بعد العام لأن الصدق و الكذب من خواص الخبر و الحق و الباطل یصدقان علی الأفعال أیضا و قیل الحق و الباطل هنا من خواص الرأی و الاعتقاد و الصدق و الكذب من خواص النقل و الروایة قوله علیه السلام محكما و متشابها المحكم فی اللغة هو المضبوط المتقن و یطلق فی الاصطلاح علی ما اتضح معناه و علی ما كان محفوظا من النسخ أو التخصیص أو منهما معا و علی ما كان نظمه مستقیما خالیا عن الخلل و ما لا یحتمل من التأویل إلا وجها واحدا و یقابله بكل من هذه المعانی المتشابهة قوله علیه السلام و وهما بفتح الهاء مصدر قولك وهمت بالكسر أی غلطت و سهوت و قد روی وهما بالتسكین مصدر وهمت بالفتح إذا ذهب وهمك إلی شی ء و أنت ترید غیره و المعنی متقارب قوله علیه السلام فلیتبوأ صیغة الأمر و معناه الخبر كقوله تعالی قُلْ مَنْ كانَ فِی الضَّلالَةِ فَلْیَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا قوله علیه السلام متصنع بالإسلام أی متكلف له و متدلس به غیر متصف به فی نفس الأمر قوله علیه السلام لا یتأثم أی لا یكف نفسه عن موجب الإثم أو لا یعد نفسه آثما بالكذب علی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و كذا قوله لا یتحرج من الحرج بمعنی الضیق قوله علیه السلام و قد أخبر اللّٰه عز و جل عن المنافقین أی كان ظاهرهم ظاهرا حسنا و كلامهم كلاما مزیفا مدلسا یوجب اغترار الناس بهم و تصدیقهم فیما ینقلونه عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله و یرشد إلی ذلك أنه سبحانه خاطب نبیه صلی اللّٰه علیه و آله بقوله وَ إِذا رَأَیْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ أی لصباحتهم و حسن منظرهم وَ إِنْ یَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ أی تصغی إلیه لذلاقة ألسنتهم قوله علیه السلام فولوهم الأعمال أی أئمة الضلال بسبب وضع الأخبار أعطوا هؤلاء المنافقین الولایات و سلطوهم علی

ص: 231

الناس و یحتمل العكس أیضا أی بسبب مفتریات هؤلاء المنافقین صاروا والین علی الناس و صنعوا ما شاءوا و ابتدعوا ما أرادوا و لكنه بعید قوله علیه السلام ناسخ و منسوخ قال الشیخ البهائی رحمه اللّٰه خبر ثان لإن أو خبر مبتدأ محذوف أی بعضه ناسخ و بعضه منسوخ أو بدل من مثل و جره علی البدلیة من القرآن ممكن فإن قیام البدل مقام المبدل منه غیر لازم عند كثیر من المحققین قوله علیه السلام و قد كان یكون اسم كان ضمیر الشأن و یكون تامة و هی مع اسمها الخبر و له وجهان نعت للكلام لأنه فی حكم النكرة أو حال منه و إن جعلت یكون ناقصة فهو خبرها قوله علیه السلام و قال اللّٰه لعل المراد أنهم لما سمعوا هذه الآیة علموا وجوب اتباعه صلی اللّٰه علیه و آله و لما اشتبه علیهم مراده عملوا بما فهموا منه و أخطئوا فیه فهذا بیان لسبب خطاء الطائفة الثانیة و الثالثة و یحتمل أن یكون ذكر الآیة لبیان أن هذه الفرقة الرابعة المحقة إنما تتبعوا جمیع ما صدر عنه صلی اللّٰه علیه و آله من الناسخ و المنسوخ و العام و الخاص لأن اللّٰه تعالی أمرهم باتباعه فی كل ما یصدر عنه قوله علیه السلام فیشتبه متفرع علی ما قبل الآیة أی كان یشتبه كلام الرسول صلی اللّٰه علیه و آله علی من لا یعرف و یحتمل أن یكون المراد أن اللّٰه تعالی إنما أمرهم بمتابعة الرسول صلی اللّٰه علیه و آله فیما یأمرهم به من اتباع أهل بیته و الرجوع إلیهم فإنهم كانوا یعرفون كلامه و یعلمون مرامه فاشتبه ذلك علی من لم یعرف مراد اللّٰه تعالی و ظنوا أنه یجوز لهم العمل بما سمعوا منه بعده صلی اللّٰه علیه و آله من غیر رجوع إلی أهل بیته قوله علیه السلام ما عنی اللّٰه به الموصول مفعول لم یدر و یحتمل أن یكون فاعل یشتبه قوله علیه السلام و لا یستفهمه أی إعظاما له قوله علیه السلام و الطاری أی الغریب الذی أتاه عن قریب من غیر أنس به و بكلامه و إنما كانوا یحبون قدومهما إما لاستفهامهم و عدم استعظامهم إیاه أو لأنه صلی اللّٰه علیه و آله كان یتكلم علی وفق عقولهم فیوضحه حتی یفهم غیرهم قوله علیه السلام فیخلینی فیها من الخلوة یقال استخلی الملك فأخلاه أی سأله أن یجتمع به فی خلوة ففعل أو من التخلیة أی یتركنی أدور معه قوله علیه السلام أدور معه حیثما دار أی لا أمنع عن شی ء من خلواته أدخل معه أی مدخل یدخل فیه و أسیر معه أینما سار أو المراد أنی كنت محرما لجمیع أسراره قابلا لعلومه أخوض معه فی كل ما یخوض فیه من

ص: 232

المعارف و كنت أوافقه فی كل ما یتكلم فیه و أفهم مراده قوله علیه السلام تأویلها و تفسیرها أی بطنها و ظهرها.

«14»- ع، علل الشرائع ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَی الْبَرْقِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ هِشَامٍ وَ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی الْمُجَاوِرُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالُوا حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّیَّارِیِّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ أَسْبَاطٍ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام یَحْدُثُ الْأَمْرُ لَا أَجِدُ بُدّاً مِنْ مَعْرِفَتِهِ وَ لَیْسَ فِی الْبَلَدِ الَّذِی أَنَا فِیهِ أَحَدٌ أَسْتَفْتِیهِ مِنْ مَوَالِیكَ قَالَ فَقَالَ علیه السلام ائْتِ فَقِیهَ الْبَلَدِ فَاسْتَفْتِهِ فِی أَمْرِكَ فَإِذَا أَفْتَاكَ بِشَیْ ءٍ فَخُذْ بِخِلَافِهِ فَإِنَّ الْحَقَّ فِیهِ.

بیان: لعله محمول علی ما إذا كان عنده خبران لا یدری بأیهما یأخذ و إن كان بعیدا.

«15»- ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْمِسْمَعِیِّ عَنِ الْمِیثَمِیِّ أَنَّهُ سَأَلَ الرِّضَا علیه السلام یَوْماً وَ قَدِ اجْتَمَعَ عِنْدَهُ قَوْمٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ قَدْ كَانُوا تَنَازَعُوا فِی الْحَدِیثَیْنِ الْمُخْتَلِفَیْنِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الشَّیْ ءِ الْوَاحِدِ فَقَالَ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ حَرَّمَ حَرَاماً وَ أَحَلَّ حَلَالًا وَ فَرَضَ فَرَائِضَ فَمَا جَاءَ فِی تَحْلِیلِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ أَوْ تَحْرِیمِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ أَوْ دَفْعِ فَرِیضَةٍ فِی كِتَابِ اللَّهِ رَسْمُهَا بَیِّنٌ قَائِمٌ بِلَا نَاسِخٍ نَسَخَ ذَلِكَ فَذَلِكَ مَا لَا یَسَعُ الْأَخْذُ بِهِ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یَكُنْ لِیُحَرِّمَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ وَ لَا لِیُحَلِّلَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَا لِیُغَیِّرَ فَرَائِضَ اللَّهِ وَ أَحْكَامَهُ كَانَ فِی ذَلِكَ كُلِّهِ مُتَّبِعاً مُسَلِّماً مُؤَدِّیاً عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما یُوحی إِلَیَّ فَكَانَ صلی اللّٰه علیه و آله مُتَّبِعاً لِلَّهِ مُؤَدِّیاً عَنِ اللَّهِ مَا أَمَرَهُ بِهِ مِنْ تَبْلِیغِ الرِّسَالَةِ قُلْتُ فَإِنَّهُ یَرِدُ عَنْكُمُ الْحَدِیثُ فِی الشَّیْ ءِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِمَّا لَیْسَ فِی الْكِتَابِ وَ هُوَ فِی السُّنَّةِ ثُمَّ یَرِدُ خِلَافُهُ فَقَالَ وَ كَذَلِكَ قَدْ نَهَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ أَشْیَاءَ نَهْیَ حَرَامٍ فَوَافَقَ فِی ذَلِكَ نَهْیُهُ نَهْیَ اللَّهِ تَعَالَی وَ أَمَرَ بِأَشْیَاءَ فَصَارَ ذَلِكَ الْأَمْرُ وَاجِباً لَازِماً كَعِدْلِ فَرَائِضِ اللَّهِ تَعَالَی وَ وَافَقَ فِی ذَلِكَ أَمْرُهُ أَمْرَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَا جَاءَ فِی النَّهْیِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَهْیَ حَرَامٍ ثُمَّ جَاءَ خِلَافُهُ لَمْ یَسَعِ اسْتِعْمَالُ ذَلِكَ وَ كَذَلِكَ فِیمَا أَمَرَ بِهِ لِأَنَّا لَا نُرَخِّصُ فِیمَا لَمْ یُرَخِّصْ فِیهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَا نَأْمُرُ بِخِلَافِ مَا أَمَرَ

ص: 233

رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا لِعِلَّةِ خَوْفِ ضَرُورَةٍ فَأَمَّا أَنْ نَسْتَحِلَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَوْ نُحَرِّمَ مَا اسْتَحَلَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَا یَكُونُ ذَلِكَ أَبَداً لِأَنَّا تَابِعُونَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُسَلِّمُونَ لَهُ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَابِعاً لِأَمْرِ رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مُسَلِّماً لَهُ وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَهَی عَنْ أَشْیَاءَ لَیْسَ نَهْیَ حَرَامٍ بَلْ إِعَافَةٍ وَ كَرَاهَةٍ وَ أَمَرَ بِأَشْیَاءَ لَیْسَ بِأَمْرِ فَرْضٍ وَ لَا وَاجِبٍ بَلْ أَمْرُ فَضْلٍ وَ رُجْحَانٍ فِی الدِّینِ ثُمَّ رَخَّصَ فِی ذَلِكَ لِلْمَعْلُولِ وَ غَیْرِ الْمَعْلُولِ فَمَا كَانَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَهْیَ إِعَافَةٍ أَوْ أَمْرَ فَضْلٍ فَذَلِكَ الَّذِی یَسَعُ اسْتِعْمَالُ الرُّخَصِ فِیهِ إِذَا وَرَدَ عَلَیْكُمْ عَنَّا فِیهِ الْخَبَرُ بِاتِّفَاقٍ یَرْوِیهِ مَنْ یَرْوِیهِ فِی النَّهْیِ وَ لَا یُنْكِرُهُ وَ كَانَ الْخَبَرَانِ صَحِیحَیْنِ مَعْرُوفَیْنِ بِاتِّفَاقِ النَّاقِلَةِ فِیهِمَا یَجِبُ الْأَخْذُ بِأَحَدِهِمَا أَوْ بِهِمَا جَمِیعاً أَوْ بِأَیِّهِمَا شِئْتَ وَ أَحْبَبْتَ مُوَسَّعٌ ذَلِكَ لَكَ مِنْ بَابِ التَّسْلِیمِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الرَّدِّ إِلَیْهِ وَ إِلَیْنَا وَ كَانَ تَارِكُ ذَلِكَ مِنْ بَابِ الْعِنَادِ وَ الْإِنْكَارِ وَ تَرْكِ التَّسْلِیمِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُشْرِكاً بِاللَّهِ الْعَظِیمِ فَمَا وَرَدَ عَلَیْكُمْ مِنْ خَبَرَیْنِ مُخْتَلِفَیْنِ فَاعْرِضُوهُمَا عَلَی كِتَابِ اللَّهِ فَمَا كَانَ فِی كِتَابِ اللَّهِ مَوْجُوداً حَلَالًا أَوْ حَرَاماً فَاتَّبِعُوا مَا وَافَقَ الْكِتَابَ وَ مَا لَمْ یَكُنْ فِی الْكِتَابِ فَاعْرِضُوهُ عَلَی سُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَا كَانَ فِی السُّنَّةِ مَوْجُوداً مَنْهِیّاً عَنْهُ نَهْیَ حَرَامٍ أَوْ مَأْمُوراً بِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمْرَ إِلْزَامٍ فَاتَّبِعُوا مِمَّا وَافَقَ نَهْیَ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَمْرَهُ وَ مَا كَانَ فِی السُّنَّةِ نَهْیَ إِعَافَةٍ أَوْ كَرَاهَةٍ ثُمَّ كَانَ الْخَبَرُ الْآخَرُ خِلَافَهُ فَذَلِكَ رُخْصَةٌ فِیمَا عَافَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَرِهَهُ وَ لَمْ یُحَرِّمْهُ فَذَلِكَ الَّذِی یَسَعُ الْأَخْذُ بِهِمَا جَمِیعاً أَوْ بِأَیِّهِمَا شِئْتَ وَسِعَكَ الِاخْتِیَارُ مِنْ بَابِ التَّسْلِیمِ وَ الِاتِّبَاعِ وَ الرَّدِّ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا لَمْ تَجِدُوهُ فِی شَیْ ءٍ مِنْ هَذِهِ الْوُجُوهِ فَرُدُّوا إِلَیْنَا عِلْمَهُ فَنَحْنُ أَوْلَی بِذَلِكَ وَ لَا تَقُولُوا فِیهِ بِآرَائِكُمْ وَ عَلَیْكُمْ بِالْكَفِّ وَ التَّثَبُّتِ وَ الْوُقُوفِ وَ أَنْتُمْ طَالِبُونَ بَاحِثُونَ حَتَّی یَأْتِیَكُمُ الْبَیَانُ مِنْ عِنْدِنَا.

قال الصدوق رحمه اللّٰه كان شیخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید رضی اللّٰه عنه سیئ الرأی فی محمد بن عبد اللّٰه المسمعی راوی هذا الحدیث و إنما أخرجت هذا الخبر فی هذا الكتاب لأنه كان فی كتاب الرحمة و قد قرأته علیه فلم ینكره و رواه لی.

ص: 234

«16»- یب، تهذیب الأحكام بِسَنَدِهِ الصَّحِیحِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ قَالَ: قَرَأْتُ فِی كِتَابٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام اخْتَلَفَ أَصْحَابُنَا فِی رِوَایَاتِهِمْ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی رَكْعَتَیِ الْفَجْرِ فِی السَّفَرِ فَرَوَی بَعْضُهُمْ أَنْ صَلِّهِمَا فِی الْمَحْمِلِ وَ رَوَی بَعْضُهُمْ لَا تُصَلِّهِمَا إِلَّا عَلَی الْأَرْضِ فَأَعْلِمْنِی كَیْفَ تَصْنَعُ أَنْتَ لِأَقْتَدِیَ بِهِ فِی ذَلِكَ فَوَقَّعَ علیه السلام مُوَسَّعٌ عَلَیْكَ بِأَیَّةٍ عَمِلْتَ.

«17»- أَقُولُ رَوَی الشَّیْخُ قُطْبُ الدِّینِ الرَّاوَنْدِیُّ فِی رِسَالَةِ الْفُقَهَاءِ عَلَی مَا نَقَلَ عَنْهُ بَعْضُ الثِّقَاتِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ رَجُلٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ السَّرِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذَا وَرَدَ عَلَیْكُمْ حَدِیثَانِ مُخْتَلِفَانِ فَخُذُوا بِمَا خَالَفَ الْقَوْمَ.

«18»- وَ عَنْهُ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنِ ابْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَهْمٍ قَالَ: قُلْتُ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ علیه السلام هَلْ یَسَعُنَا فِیمَا یَرِدُ عَلَیْنَا مِنْكُمْ إِلَّا التَّسْلِیمُ لَكُمْ فَقَالَ علیه السلام لَا وَ اللَّهِ لَا یَسَعُكُمْ إِلَّا التَّسْلِیمُ لَنَا قُلْتُ فَیُرْوَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام شَیْ ءٌ وَ یُرْوَی عَنْهُ خِلَافُهُ فَبِأَیِّهِمَا نَأْخُذُ قَالَ خُذْ بِمَا خَالَفَ الْقَوْمَ وَ مَا وَافَقَ الْقَوْمَ فَاجْتَنِبْهُ.

«19»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام كَیْفَ نَصْنَعُ بِالْخَبَرَیْنِ الْمُخْتَلِفَیْنِ فَقَالَ إِذَا وَرَدَ عَلَیْكُمْ حَدِیثَانِ مُخْتَلِفَانِ فَانْظُرُوا مَا یُخَالِفُ مِنْهُمَا الْعَامَّةَ فَخُذُوهُ وَ انْظُرُوا مَا یُوَافِقُ أَخْبَارَهُمْ فَدَعُوهُ.

«20»- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا وَرَدَ عَلَیْكُمْ حَدِیثَانِ مُخْتَلِفَانِ فَاعْرِضُوهُمَا عَلَی كِتَابِ اللَّهِ فَمَا وَافَقَ كِتَابَ اللَّهِ فَخُذُوهُ وَ مَا خَالَفَ كِتَابَ اللَّهِ فَذَرُوهُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوهُمَا فِی كِتَابِ اللَّهِ فَاعْرِضُوهُمَا عَلَی أَخْبَارِ الْعَامَّةِ فَمَا وَافَقَ أَخْبَارَهُمْ فَذَرُوهُ وَ مَا خَالَفَ أَخْبَارَهُمْ فَخُذُوهُ.

عد، العقائد اعتقادنا فی الحدیث المفسر أنه یحكم علی المجمل كما قال الصادق علیه السلام.

«21»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْیَقْطِینِیِ

ص: 235

عَنْ یُونُسَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ نَحْنُ جَمَاعَةٌ بَعْدَ مَا قَضَیْنَا نُسُكَنَا فَوَدَّعْنَاهُ وَ قُلْنَا لَهُ أَوْصِنَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ لِیُعِنْ قَوِیُّكُمْ ضَعِیفَكُمْ وَ لْیَعْطِفْ غَنِیُّكُمْ عَلَی فَقِیرِكُمْ وَ لْیَنْصَحِ الرَّجُلُ أَخَاهُ كَنُصْحِهِ لِنَفْسِهِ وَ اكْتُمُوا أَسْرَارَنَا وَ لَا تَحْمِلُوا النَّاسَ عَلَی أَعْنَاقِنَا وَ انْظُرُوا أَمْرَنَا وَ مَا جَاءَكُمْ عَنَّا فَإِنْ وَجَدْتُمُوهُ لِلْقُرْآنِ مُوَافِقاً فَخُذُوا بِهِ وَ إِنْ لَمْ تَجِدُوهُ مُوَافِقاً فَرُدُّوهُ وَ إِنِ اشْتَبَهَ الْأَمْرُ عَلَیْكُمْ فَقِفُوا عِنْدَهُ وَ رُدُّوهُ إِلَیْنَا حَتَّی نَشْرَحَ لَكُمْ مِنْ ذَلِكَ مَا شُرِحَ لَنَا فَإِذَا كُنْتُمْ كَمَا أَوْصَیْنَاكُمْ لَمْ تَعَدَّوْا إِلَی غَیْرِهِ فَمَاتَ مِنْكُمْ مَیِّتٌ قَبْلَ أَنْ یَخْرُجَ قَائِمُنَا عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَی فَرَجَهُ كَانَ شَهِیداً وَ مَنْ أَدْرَكَ قَائِمَنَا عَجَّلَ اللَّهُ فَرَجَهُ فَقُتِلَ مَعَهُ كَانَ لَهُ أَجْرُ شَهِیدَیْنِ وَ مَنْ قَتَلَ بَیْنَ یَدَیْهِ عَدُوّاً لَنَا كَانَ لَهُ أَجْرُ عِشْرِینَ شَهِیداً.

«22»- ع، علل الشرائع أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ وَ السِّنْدِیِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشِیرٍ وَ حَرِیزٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِنَّهُ لَیْسَ شَیْ ءٌ أَشَدَّ عَلَیَّ مِنِ اخْتِلَافِ أَصْحَابِنَا قَالَ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِی.

بیان:، أی بما أخبرتهم به من جهة التقیة و أمرتهم به للمصلحة.

«23»- ع، علل الشرائع ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنِ الْخَزَّازِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: اخْتِلَافُ أَصْحَابِی لَكُمْ رَحْمَةٌ وَ قَالَ إِذَا كَانَ ذَلِكَ جَمَعْتُكُمْ عَلَی أَمْرٍ وَاحِدٍ وَ سُئِلَ عَنِ اخْتِلَافِ أَصْحَابِنَا فَقَالَ علیه السلام أَنَا فَعَلْتُ ذَلِكَ بِكُمْ لَوِ اجْتَمَعْتُمْ عَلَی أَمْرٍ وَاحِدٍ لَأُخِذَ بِرِقَابِكُمْ.

بیان: إذا كان ذلك أی ظهور الحق و قیام القائم عجل اللّٰه فرجه.

«24»- ع، علل الشرائع أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَنِی قَالَ ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْهَا فَأَجَابَهُ بِخِلَافِ مَا أَجَابَنِی ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ آخَرُ فَأَجَابَهُ بِخِلَافِ مَا أَجَابَنِی وَ أَجَابَ صَاحِبِی فَلَمَّا خَرَجَ الرَّجُلَانِ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ مِنْ شِیعَتِكَ قَدِمَا یَسْأَلَانِ فَأَجَبْتَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِغَیْرِ مَا أَجَبْتَ بِهِ الْآخَرَ قَالَ فَقَالَ یَا زُرَارَةُ إِنَّ هَذَا خَیْرٌ لَنَا وَ أَبْقَی لَنَا وَ لَكُمْ وَ لَوِ اجْتَمَعْتُمْ عَلَی أَمْرٍ وَاحِدٍ لَقَصَدَكُمُ النَّاسُ وَ لَكَانَ

ص: 236

أَقَلَّ لِبَقَائِنَا وَ بَقَائِكُمْ قَالَ فَقُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام شِیعَتُكُمْ لَوْ حَمَلْتُمُوهُمْ عَلَی الْأَسِنَّةِ أَوْ عَلَی النَّارِ لَمَضَوْا وَ هُمْ یَخْرُجُونَ مِنْ عِنْدِكُمْ مُخْتَلِفِینَ قَالَ فَسَكَتَ فَأَعَدْتُ عَلَیْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَأَجَابَنِی بِمِثْلِ جَوَابِ أَبِیهِ.

«25»- ع، علل الشرائع أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ الْأَرَّجَائِیِّ رَفَعَهُ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ تَدْرِی لِمَ أُمِرْتُمْ بِالْأَخْذِ بِخِلَافِ مَا تَقُولُ الْعَامَّةُ فَقُلْتُ لَا نَدْرِی فَقَالَ إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام لَمْ یَكُنْ یَدِینُ اللَّهَ بِدِینٍ إِلَّا خَالَفَ عَلَیْهِ الْأُمَّةُ إِلَی غَیْرِهِ إِرَادَةً لِإِبْطَالِ أَمْرِهِ وَ كَانُوا یَسْأَلُونَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنِ الشَّیْ ءِ لَا یَعْلَمُونَهُ فَإِذَا أَفْتَاهُمْ جَعَلُوا لَهُ ضِدّاً مِنْ عِنْدِهِمْ لِیَلْبِسُوا عَلَی النَّاسِ.

«26»- ع، علل الشرائع جَعْفَرُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُعَاذٍ (1) قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی أَجْلِسُ فِی الْمَجْلِسِ فَیَأْتِینِی الرَّجُلُ فَإِذَا عَرَفْتُ أَنَّهُ یُخَالِفُكُمْ أَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِ غَیْرِكُمْ وَ إِنْ كَانَ مِمَّنْ یَقُولُ بِقَوْلِكُمْ أُخْبِرُهُ بِقَوْلِكُمْ فَإِنْ كَانَ مِمَّنْ لَا أَدْرِی أَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِكُمْ وَ قَوْلِ غَیْرِكُمْ فَیَخْتَارُ لِنَفْسِهِ قَالَ رَحِمَكَ اللَّهُ هَكَذَا فَاصْنَعْ.

«27»- ع، علل الشرائع أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كُنْتُمْ فِی أَئِمَّةِ الْجَوْرِ فَامْضُوا فِی أَحْكَامِهِمْ وَ لَا تَشْهَرُوا أَنْفُسَكُمْ فَتُقْتَلُوا وَ إِنْ تَعَامَلْتُمْ بِأَحْكَامِهِمْ كَانَ خَیْراً لَكُمْ.

«28»- یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام حَدِّثْ عَنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ یَا زُرَارَةُ لَا حَرَجَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فِی حَدِیثِ الشِّیعَةِ مَا هُوَ أَعْجَبُ مِنْ أَحَادِیثِهِمْ قَالَ فَأَیُّ شَیْ ءٍ هُوَ یَا زُرَارَةُ قَالَ فَاخْتَلَسَ مِنْ قَلْبِی فَمَكَثْتُ سَاعَةً لَا أَذْكُرُ مَا أُرِیدُ قَالَ لَعَلَّكَ تُرِیدُ التَّقِیَّةَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ صَدِّقْ بِهَا فَإِنَّهَا حَقٌّ (2)

«29»- كِتَابُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَیْحٍ، عَنْ حُمَیْدِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِ

ص: 237


1- هو معاذ بن مسلم النحوی و قد تقدم حدیثه هذا فی آخر باب النهی عن القول بغیر علم عن رجال الكشّیّ
2- قد تقدم فی باب آداب الروایة سؤال عبد الأعلی بن أعین أبا عبد اللّٰه علیه السلام عن صحة هذا الخبر و جوابه علیه السلام عن صحته و معناه فلیراجع.

قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ الْقُرْآنَ فِیهِ مُحْكَمٌ وَ مُتَشَابِهٌ فَأَمَّا الْمُحْكَمُ فَنُؤْمِنُ بِهِ وَ نَعْمَلُ بِهِ وَ نَدِینُ بِهِ وَ أَمَّا الْمُتَشَابِهُ فَنُؤْمِنُ بِهِ وَ لَا نَعْمَلُ بِهِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ فِی كِتَابِهِ فَأَمَّا الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ زَیْغٌ فَیَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغاءَ تَأْوِیلِهِ وَ ما یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ (1)

«30»- كِتَابُ مُثَنَّی بْنِ الْوَلِیدِ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقُلْتُ أَسْأَلُكَ عَنْهَا ثُمَّ یَسْأَلُكَ غَیْرِی فَتُجِیبُهُ بِغَیْرِ الْجَوَابِ الَّذِی أَجَبْتَنِی بِهِ فَقَالَ إِنَّ الرَّجُلَ یَسْأَلُنِی عَنِ الْمَسْأَلَةِ یَزِیدُ فِیهَا الْحَرْفَ فَأُعْطِیهِ عَلَی قَدْرِ مَا زَادَ وَ یَنْقُصُ الْحَرْفَ فَأُعْطِیهِ عَلَی قَدْرِ مَا یَنْقُصُ.

«31»- ف، تحف العقول كَانَ لِأَبِی یُوسُفَ (2)كَلَامٌ مَعَ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام فِی مَجْلِسِ الرَّشِیدِ فَقَالَ الرَّشِیدُ بَعْدَ كَلَامٍ طَوِیلٍ لِمُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام بِحَقِّ آبَائِكَ لَمَّا اخْتَصَرْتَ كَلِمَاتٍ جَامِعَةً لِمَا تَجَارَیْنَاهُ فَقَالَ نَعَمْ وَ أُتِیَ بِدَوَاةٍ وَ قِرْطَاسٍ فَكَتَبَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ جَمِیعُ أُمُورِ الْأَدْیَانِ أَرْبَعَةٌ أَمْرٌ لَا اخْتِلَافَ فِیهِ وَ هُوَ إِجْمَاعُ الْأُمَّةِ عَلَی الضَّرُورَةِ الَّتِی یُضْطَرُّونَ إِلَیْهَا الْأَخْبَارِ الْمُجْمَعِ عَلَیْهَا وَ هِیَ الْغَایَةُ الْمَعْرُوضُ عَلَیْهَا كُلُّ شُبْهَةٍ وَ الْمُسْتَنْبَطُ مِنْهَا كُلُّ حَادِثَةٍ وَ أَمْرٌ یَحْتَمِلُ الشَّكَّ وَ الْإِنْكَارَ فَسَبِیلُهُ اسْتِنْصَاحُ أَهْلِهِ لِمُنْتَحِلِیهِ بِحُجَّةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مُجْمَعٍ عَلَی تَأْوِیلِهَا وَ سُنَّةٍ مُجْمَعٍ عَلَیْهَا لَا اخْتِلَافَ فِیهَا أَوْ قِیَاسٍ تَعْرِفُ الْعُقُولُ عَدْلَهُ وَ لَا یَسَعُ خَاصَّةَ الْأُمَّةِ وَ عَامَّتَهَا الشَّكُّ فِیهِ وَ الْإِنْكَارُ لَهُ وَ هَذَانِ الْأَمْرَانِ مِنْ أَمْرِ التَّوْحِیدِ فَمَا دُونَهُ وَ أَرْشِ الْخَدْشِ فَمَا فَوْقَهُ فَهَذَا الْمَعْرُوضُ الَّذِی یُعْرَضُ عَلَیْهِ أَمْرُ الدِّینِ فَمَا ثَبَتَ لَكَ بُرْهَانُهُ اصْطَفَیْتَهُ وَ مَا غَمَضَ عَلَیْكَ صَوَابُهُ نَفَیْتَهُ فَمَنْ أَوْرَدَ وَاحِدَةً مِنْ هَذِهِ

ص: 238


1- أقول: لا شك أن الأئمّة صلوات اللّٰه علیهم عالمون بمتشابهات القرآن و وجوه تأویلها، و عاملون بمقتضاها فالكلام جری مجری التعلیم لجابر
2- هو یعقوب بن إبراهیم بن حبیب أحد علماء العامّة و قاضی القضاة فی زمان الرشید، عنونه ابن خلكان فی وفیات الأعیان، و الخطیب فی تاریخ بغداد، و الیافعی فی تاریخه، و بالغوا فی مدحه، جالس محمّد بن عبد الرحمن بن أبی لیلی ثمّ جالس أبا حنیفة و استفاد منهما، و كان الغالب علیه مذهب أبی حنیفة و خالفه فی مواضع كثیرة و لم یكن فی أصحاب أبی حنیفة مثله و كان تتولی القضاء من قبل الرشید و الرشید یكرمه و یجلّه ولد سنة 113 و مات 182 و قیل 192

الثَّلَاثِ فَهِیَ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ الَّتِی بَیَّنَهَا اللَّهُ فِی قَوْلِهِ لِنَبِیِّهِ قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِینَ یَبْلُغُ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ الْجَاهِلَ فَیَعْلَمُهَا بِجَهْلِهِ كَمَا یَعْلَمُهُ الْعَالِمُ بِعِلْمِهِ لِأَنَّ اللَّهَ عَدْلٌ لَا یَجُورُ یَحْتَجُّ عَلَی خَلْقِهِ بِمَا یَعْلَمُونَ یَدْعُوهُمْ إِلَی مَا یَعْرِفُونَ لَا إِلَی مَا یَجْهَلُونَ وَ یُنْكِرُونَ فَأَجَازَهُ الرَّشِیدُ وَ رَدَّهُ وَ الْخَبَرُ طَوِیلٌ.

توضیح: قسّم علیه السلام أمور الأدیان إلی أربعة أقسام ترجع إلی أمرین أحدهما ما لا یكون فیه اختلاف بین جمیع الأمة من ضروریات الدین التی لا یحتاج فی العلم بها إلی نظر و استدلال و قوله علیه السلام علی الضرورة إما صلة للإجماع أی علی الأمر الضروری أو تعلیل له أی إنما أجمعوا للضرورة التی اضطروا إلیها و قوله الأخبار بدل من الضرورة و لا یبعد أن یكون فی الأصل للأخبار و هی أی الأخبار المجمع علیها كذلك غایة جمیع الاستدلالات التی تنتهی إلیها و تعرض علیها كل شبهة و تستنبط منها كل حادثة.

و ثانیهما ما لا یكون من ضروریات الدین فیحتاج فی إثباته إلی نظر و استدلال و مثله یحتمل الشك و الإنكار فسبیل مثل هذا الأمر استنصاح أهل هذا الأمر من العالمین به لمنتحلیه أی لمن أذعن به من غیر علم و بصیرة و الاستنصاح لعله مبالغة من النصح أی یلزمهم أن یبینوا لهم بالبرهان علی سبیل النصح و الإرشاد و یحتمل أن یكون فی الأصل الاستیضاح أی طلب الوضوح لهم.

ثم قسم علیه السلام ذلك الأمر باعتبار ما یستنبط منه إلی ثلاثة أقسام فتصیر بانضمام الأول أربعة الأول ما یستنبط بحجة من كتاب اللّٰه لكن إذا كانت بحیث أجمعت الأمة علی معناها و لم یختلفوا فی مدلولها لا من المتشابهات التی تحتمل وجوها و اختلفت الأمة فی مفادها و الثانی السنة المتواترة التی أجمعت الأمة علی نقلها أو علی معناها و الثالث قیاس عقلی برهانی تعرف العقول عدله أی حقّیّته و لا یسع لأحد إنكاره لا القیاس الفقهی الذی لا ترتضیه العقول السلیمة و هذا إنما یجری فی أصول الدین لا فی الشرائع و الأحكام التی لا تعلم إلا بنص الشارع و لذا قال علیه السلام و هذان الأمران أی بالقسمة الأولیة یكون من جمیع الأمور دینیة أصولها و فروعها من أمر التوحید الذی هو أعلی المسائل الأصولیة إلی أرش الخدش الذی هو أدنی الأحكام الفرعیة و الغرض

ص: 239

أن هذا التقسیم یتعلق بمجموع أمور الدین و لا یختص بنوع منها.

قوله علیه السلام فمن أورد واحدة من هذه الثلاث أی الثلاث الداخلة فی القسم الأخیر و إنما خصها لأن القسم الأول لا یكون مورد المخاصمة و الاحتجاج و فسّر علیه السلام الحجة البالغة بما یبلغ كل أحد و یتم الاحتجاج بها علی جمیع الخلق قوله فأجازه الرشید أی أعطاه الجائزة.

هذا ما خطر بالبال و قرر علی الاستعجال فی حل هذا الخبر المشتمل علی إغلاق و إجمال و اللّٰه أعلم بحقیقة الحال.

و وجدت هذا الخبر بعد ذلك فی كتاب الإختصاص و هو أوضح مما سبق فأوردته

رَوَاهُ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ الدَّامَغَانِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: قَالَ لِیَ الرَّشِیدُ أَحْبَبْتُ أَنْ تَكْتُبَ لِی كَلَاماً مُوجَزاً لَهُ أُصُولٌ وَ فُرُوعٌ یُفْهَمُ تَفْسِیرُهُ وَ یَكُونُ ذَلِكَ سَمَاعَكَ مِنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَكَتَبْتُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أُمُورُ الْأَدْیَانِ أَمْرَانِ أَمْرٌ لَا اخْتِلَافَ فِیهِ وَ هُوَ إِجْمَاعُ الْأُمَّةِ عَلَی الضَّرُورَةِ الَّتِی یُضْطَرُّونَ إِلَیْهَا وَ الْأَخْبَارِ الْمُجْتَمَعِ عَلَیْهَا الْمَعْرُوضِ عَلَیْهَا كُلُّ شُبْهَةٍ وَ الْمُسْتَنْبَطِ مِنْهَا كُلُّ حَادِثَةٍ وَ أَمْرٌ یَحْتَمِلُ الشَّكَّ وَ الْإِنْكَارَ وَ سَبِیلُ اسْتِیضَاحِ أَهْلِهِ الْحُجَّةُ عَلَیْهِ فَمَا ثَبَتَ لِمُنْتَحِلِیهِ مِنْ كِتَابٍ مُسْتَجْمِعٍ عَلَی تَأْوِیلِهِ أَوْ سُنَّةٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لَا اخْتِلَافَ فِیهَا أَوْ قِیَاسٍ تَعْرِفُ الْعُقُولُ عَدْلَهُ ضَاقَ عَلَی مَنِ اسْتَوْضَحَ تِلْكَ الْحُجَّةَ رَدُّهَا وَ وَجَبَ عَلَیْهِ قَبُولُهَا وَ الْإِقْرَارُ وَ الدِّیَانَةُ بِهَا وَ مَا لَمْ یَثْبُتْ لِمُنْتَحِلِیهِ بِهِ حُجَّةٌ مِنْ كِتَابٍ مُسْتَجْمِعٍ عَلَی تَأْوِیلِهِ أَوْ سُنَّةٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لَا اخْتِلَافَ فِیهَا أَوْ قِیَاسٍ تَعْرِفُ الْعُقُولُ عَدْلَهُ وَسِعَ خَاصَّ الْأُمَّةِ وَ عَامَّهَا الشَّكُّ فِیهِ وَ الْإِنْكَارُ لَهُ كَذَلِكَ هَذَانِ الْأَمْرَانِ مِنْ أَمْرِ التَّوْحِیدِ فَمَا دُونَهُ إِلَی أَرْشِ الْخَدْشِ فَمَا دُونَهُ فَهَذَا الْمَعْرُوضُ الَّذِی یُعْرَضُ عَلَیْهِ أَمْرُ الدِّینِ فَمَا ثَبَتَ لَكَ بُرْهَانُهُ اصْطَفَیْتَهُ وَ مَا غَمَضَ عَنْكَ ضَوْؤُهُ نَفَیْتَهُ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ

أقول: تمامه فی أبواب تاریخه علیه السلام.

«32»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُوسَی

ص: 240

بْنِ أَشْیَمَ (1) قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَنِی فَبَیْنَا أَنَا جَالِسٌ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْهَا بِعَیْنِهَا فَأَجَابَهُ بِخِلَافِ مَا أَجَابَنِی ثُمَّ جَاءَهُ رَجُلٌ آخَرُ فَسَأَلَهُ عَنْهَا بِعَیْنِهَا فَأَجَابَهُ بِخِلَافِ مَا أَجَابَنِی وَ أَجَابَ صَاحِبِی فَفَزِعْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ عَظُمَ عَلَیَّ فَلَمَّا خَرَجَ الْقَوْمُ نَظَرَ إِلَیَّ فَقَالَ یَا ابْنَ أَشْیَمَ كَأَنَّكَ جَزِعْتَ قُلْتُ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ إِنَّمَا جَزِعْتُ مِنْ ثَلَاثِ أَقَاوِیلَ فِی مَسْأَلَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَالَ یَا ابْنَ أَشْیَمَ إِنَّ اللَّهَ فَوَّضَ إِلَی سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ أَمْرَ مُلْكِهِ فَقَالَ هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَیْرِ حِسابٍ وَ فَوَّضَ إِلَی مُحَمَّدٍ أَمْرَ دِینِهِ فَقَالَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَوَّضَ أَمْرَهُ إِلَی الْأَئِمَّةِ مِنَّا وَ إِلَیْنَا مَا فَوَّضَ إِلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَا تَجْزَعْ.

بیان: هذا أحد معانی التفویض و هو أنه فوض اللّٰه إلیهم بیان الحكم الواقعی فی موضعه و بیان حكم التقیة فی محله و السكوت فیما لم یروا المصلحة فی بیان شی ء و سیأتی تفصیله فی كتاب الإمامة.

«33»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی قَالَ: أَقْرَأَنِی دَاوُدُ بْنُ فَرْقَدٍ الْفَارِسِیُّ كِتَابَهُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ علیه السلام وَ جَوَابَهُ بِخَطِّهِ فَقَالَ نَسْأَلُكَ عَنِ الْعِلْمِ الْمَنْقُولِ إِلَیْنَا عَنْ آبَائِكَ وَ أَجْدَادِكَ قَدِ اخْتَلَفُوا عَلَیْنَا فِیهِ كَیْفَ الْعَمَلُ بِهِ عَلَی اخْتِلَافِهِ إِذَا نَرُدُّ إِلَیْكَ (2) فَقَدِ اخْتُلِفَ فِیهِ فَكَتَبَ وَ قَرَأْتُهُ مَا عَلِمْتُمْ أَنَّهُ قَوْلُنَا فَالْزَمُوهُ وَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَرُدُّوهُ إِلَیْنَا.

«34»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَخْتَلِفُ أَصْحَابُنَا فَأَقُولُ قَوْلِی هَذَا قَوْلُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ بِهَذَا نَزَلَ جَبْرَئِیلُ.

بیان: بهذا أی بما أقول لك أو بالتسلیم الذی صدر منك.

ص: 241


1- هو من أصحاب محمّد بن مقلاص، روی الكشّیّ فی رجاله ص 221 ما یدلّ علی ذمه و علی كونه خطابیا قتل مع أبی الخطاب. قال: حمدویه بن نصیر قال: حدّثنا أیوب بن نوح، عن حنان بن سدیر عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام قال: إنی لا نفس علی اجساد اصیبت معه- یعنی أبا الخطاب- النار، ثمّ ذكر ابن الاشیم فقال: كان یاتینی فیدخل علی هو و صاحبه و حفص بن میمون و یسألونی فاخبرهم بالحق ثمّ یخرجون من عندی الی أبی الخطاب فیخبرهم بخلاف قولی فیأخذون بقوله و یذرون قولی
2- و فی نسخة: إذا أفرد إلیك.

«35»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ سُلَیْمَانَ الْجَعْفَرِیِّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّا مَعَاشِرَ الْأَنْبِیَاءِ نُكَلِّمُ النَّاسَ عَلَی قَدْرِ عُقُولِهِمْ.

«36»- سن، المحاسن أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ دَاوُدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ لَمْ یَعْرِفِ الْحَقَّ مِنَ الْقُرْآنِ لَمْ یَتَنَكَّبِ الْفِتَنَ(1)

«37»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ ِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ الْحُرِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ كُلُّ شَیْ ءٍ مَرْدُودٌ إِلَی كِتَابِ اللَّهِ وَ السُّنَّةِ وَ كُلُّ حَدِیثٍ لَا یُوَافِقُ كِتَابَ اللَّهِ فَهُوَ زُخْرُفٌ.

شی، تفسیر العیاشی عن أیوب مثله.

«38»- سن، المحاسن أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ كُلَیْبِ بْنِ مُعَاوِیَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا أَتَاكُمْ عَنَّا مِنْ حَدِیثٍ لَا یُصَدِّقُهُ كِتَابُ اللَّهِ فَهُوَ بَاطِلٌ.

شی، تفسیر العیاشی عن كلیب مثله.

«39»- سن، المحاسن أَبُو أَیُّوبَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْهِشَامَیْنِ جَمِیعاً وَ غَیْرِهِمَا قَالَ: خَطَبَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِمِنًی فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ مَا جَاءَكُمْ عَنِّی فَوَافَقَ كِتَابَ اللَّهِ فَأَنَا قُلْتُهُ وَ مَا جَاءَكُمْ یُخَالِفُ الْقُرْآنَ فَلَمْ أَقُلْهُ.

«40»- سن، المحاسن ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا حُدِّثْتُمْ عَنِّی بِالْحَدِیثِ فَأَنْحِلُونِی أَهْنَأَهُ وَ أَسْهَلَهُ وَ أَرْشَدَهُ فَإِنْ وَافَقَ كِتَابَ اللَّهِ فَأَنَا قُلْتُهُ وَ إِنْ لَمْ یُوَافِقْ كِتَابَ اللَّهِ فَلَمْ أَقُلْهُ.

بیان: النحلة العطیة و لعل المراد إذا ورد علیكم أخبار مختلفة فخذوا بما هو أهنأ و أسهل و أقرب إلی الرشد و الصواب مما علمتم منا فالنحلة كنایة عن قبول قوله صلی اللّٰه علیه و آله و الأخذ به و یحتمل أن تكون تلك الصفات قائمة مقام المصدر أی أنحلونی أهنأ نحل و أسهله و أرشده و الحاصل أن كل ما یرد منی علیكم فاقبلوه أحسن القبول فیكون ما ذكره بعده فی قوة الاستثناء منه.

«41»- سن، المحاسن الْوَاسِطِیُّ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی

ص: 242


1- أی لم یجتنب و لم یعدل عنه.

حَدِیثٍ لَهُ قَالَ: كُلُّ مَنْ تَعَدَّی السُّنَّةَ رُدَّ إِلَی السُّنَّةِ.

«42»- وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مَنْ جَهِلَ السُّنَّةَ رُدَّ إِلَی السُّنَّةِ.

«43»- سن، المحاسن عَلِیُّ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ عَلِیٌّ وَ حَدَّثَنِی الْحُسَیْنُ بْنُ أَبِی الْعَلَاءِ أَنَّهُ حَضَرَ ابْنُ أَبِی یَعْفُورٍ فِی هَذَا الْمَجْلِسِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ اخْتِلَافِ الْحَدِیثِ یَرْوِیهِ مَنْ یَثِقُ بِهِ (1) فَقَالَ إِذَا وَرَدَ عَلَیْكُمْ حَدِیثٌ فَوَجَدْتُمُوهُ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَوْ مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِلَّا فَالَّذِی جَاءَكُمْ بِهِ أَوْلَی.

«44»- سن، المحاسن النَّوْفَلِیُّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: إِنَّ عَلَی كُلِّ حَقٍّ حَقِیقَةً وَ عَلَی كُلِّ صَوَابٍ نُوراً فَمَا وَافَقَ كِتَابَ اللَّهِ فَخُذُوا بِهِ وَ مَا خَالَفَ كِتَابَ اللَّهِ فَدَعُوهُ.

شی، تفسیر العیاشی عن السكونی مثله.

«45»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام كَیْفَ اخْتَلَفَ أَصْحَابُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْمَسْحِ عَلَی الْخُفَّیْنِ فَقَالَ كَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ یَسْمَعُ مِنَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله الْحَدِیثَ فَیَغِیبُ عَنِ النَّاسِخِ وَ لَا یَعْرِفُهُ فَإِذَا أَنْكَرَ مَا خَالَفَ مَا فِی یَدَیْهِ كَبُرَ عَلَیْهِ تَرْكُهُ وَ قَدْ كَانَ الشَّیْ ءُ یُنْزَلُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَعَمِلَ بِهِ زَمَاناً ثُمَّ یُؤْمَرُ بِغَیْرِهِ فَیَأْمُرُ بِهِ أَصْحَابَهُ وَ أُمَّتَهُ حَتَّی قَالَ أُنَاسٌ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تَأْمُرُنَا بِالشَّیْ ءِ حَتَّی إِذَا اعْتَدْنَاهُ وَ جَرَیْنَا عَلَیْهِ أَمَرْتَنَا بِغَیْرِهِ فَسَكَتَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْهُمْ فَأُنْزِلَ عَلَیْهِ قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ ... إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما یُوحی إِلَیَّ وَ ما أَنَا إِلَّا نَذِیرٌ مُبِینٌ.

«46»- سن، المحاسن عَلِیُّ بْنُ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی قَالَ: سَأَلَ عَلِیُّ بْنُ حَنْظَلَةَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ مَسْأَلَةٍ وَ أَنَا حَاضِرٌ فَأَجَابَهُ فِیهَا فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ فَإِنْ كَانَ كَذَا وَ كَذَا فَأَجَابَهُ بِوَجْهٍ آخَرَ حَتَّی أَجَابَهُ بِأَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ حَنْظَلَةَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ هَذَا بَابٌ قَدْ أَحْكَمْنَاهُ فَسَمِعَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ لَا تَقُلْ هَكَذَا یَا أَبَا الْحَسَنِ فَإِنَّكَ رَجُلٌ وَرِعٌ إِنَّ مِنَ الْأَشْیَاءِ أَشْیَاءَ مُضَیَّقَةً لَیْسَ تَجْرِی إِلَّا عَلَی وَجْهٍ وَاحِدٍ مِنْهَا وَقْتُ الْجُمُعَةِ لَیْسَ لِوَقْتِهَا إِلَّا حَدٌّ وَاحِدٌ حِینَ تَزُولُ الشَّمْسُ وَ مِنَ الْأَشْیَاءِ مُوَسَّعَةً تَجْرِی عَلَی وُجُوهٍ كَثِیرَةٍ وَ هَذَا مِنْهَا وَ اللَّهِ إِنَّ لَهُ عِنْدِی لَسَبْعِینَ وَجْهاً (2).

ص: 243


1- (1)و زاد فی المحاسن: و فیهم من لا یثق به
2- (2) تقدم الحدیث عن «ختص» و «یر» تحت الرقم 50 من باب أن حدیثهم علیهم السلام صعب مستصعب.

«47»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ (1) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ مَنْ عَلِمَ أَنَّا لَا نَقُولُ إِلَّا حَقّاً فَلْیَكْتَفِ مِنَّا بِمَا نَقُولُ فَإِنْ سَمِعَ مِنَّا خِلَافَ مَا یَعْلَمُ فَلْیَعْلَمْ أَنَّ ذَلِكَ دِفَاعٌ مِنَّا عَنْهُ.

كا، الكافی محمد بن یحیی عن ابن عیسی عن ابن سنان (2) عن نصر الخثعمی عنه علیه السلام مثله.

«48»- نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی عَهْدِهِ إِلَی الْأَشْتَرِ وَ ارْدُدْ إِلَی اللَّهِ وَ رَسُولِهِ مَا یُضْلِعُكَ مِنَ الْخُطُوبِ وَ یَشْتَبِهُ عَلَیْكَ مِنَ الْأُمُورِ فَقَدْ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِقَوْمٍ أَحَبَّ إِرْشَادَهُمْ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِی شَیْ ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَی اللَّهِ وَ الرَّسُولِ فَالرَّدُّ إِلَی اللَّهِ الْأَخْذُ بِمُحْكَمِ كِتَابِهِ وَ الرَّدُّ إِلَی الرَّسُولِ الْأَخْذُ بِسُنَّتِهِ الْجَامِعَةِ غَیْرِ الْمُفَرِّقَةِ.

بیان: ما یضلعك أی یثقلك و فی بعض النسخ بالظاء أی یمیلك و یعجزك و ظلعوا أی تأخروا و انقطعوا و لعل المراد بالجامعة غیر المفرقة المتواترة و قیل أی یصیر نیاتهم بالأخذ بالسنة واحدة.

«49»- شی، تفسیر العیاشی عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی خُطْبَةٍ بِمِنًی أَوْ مَكَّةَ یَا أَیُّهَا النَّاسُ مَا جَاءَكُمْ عَنِّی یُوَافِقُ الْقُرْآنَ فَأَنَا قُلْتُهُ وَ مَا جَاءَكُمْ عَنِّی لَا یُوَافِقُ الْقُرْآنَ فَلَمْ أَقُلْهُ.

«50»- شی، تفسیر العیاشی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا مُحَمَّدُ مَا جَاءَكَ فِی رِوَایَةٍ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ یُوَافِقُ الْقُرْآنَ فَخُذْ بِهِ وَ مَا جَاءَكَ فِی رِوَایَةٍ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ یُخَالِفُ الْقُرْآنَ فَلَا تَأْخُذْ بِهِ.

«51»- شی، تفسیر العیاشی عَنْ سَدِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَا تُصَدِّقْ عَلَیْنَا إِلَّا بِمَا یُوَافِقُ كِتَابَ اللَّهِ وَ سُنَّةَ نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.

«52»- شی، تفسیر العیاشی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ عَنِ الْعَبْدِ الصَّالِحِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ جَاءَكَ

ص: 244


1- لعله نصر الخثعمیّ فی الخبر الآتی بعد ذلك
2- هو محمّد بن سنان

الْحَدِیثَانِ الْمُخْتَلِفَانِ فَقِسْهُمَا عَلَی كِتَابِ اللَّهِ وَ عَلَی أَحَادِیثِنَا فَإِنْ أَشْبَهَهُمَا فَهُوَ حَقٌّ وَ إِنْ لَمْ یُشْبِهْهُمَا فَهُوَ بَاطِلٌ.

«53»- سر، السرائر مِنْ جَامِعِ الْبَزَنْطِیِّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: عَلَیْنَا إِلْقَاءُ الْأُصُولِ إِلَیْكُمْ وَ عَلَیْكُمُ التَّفَرُّعُ.

«54»- سر، السرائر مِنْ جَامِعِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّمَا عَلَیْنَا أَنْ نُلْقِیَ إِلَیْكُمُ الْأُصُولَ وَ عَلَیْكُمْ أَنْ تُفَرِّعُوا.

غو، غوالی اللئالی روی زرارة و أبو بصیر عن الباقر و الصادق علیهما السلام مثله بیان یدل علی جواز استنباط الأحكام من العمومات.

«55»- سر، السرائر مِنْ كِتَابِ الْمَسَائِلِ مِنْ مَسَائِلِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عِیسَی حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ وَ مُوسَی بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام أَسْأَلُهُ عَنِ الْعِلْمِ الْمَنْقُولِ إِلَیْنَا عَنْ آبَائِكَ وَ أَجْدَادِكَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَدِ اخْتُلِفَ عَلَیْنَا فِیهِ فَكَیْفَ الْعَمَلُ بِهِ عَلَی اخْتِلَافِهِ وَ الرَّدُّ إِلَیْكَ فِیمَا اخْتُلِفَ فِیهِ فَكَتَبَ علیه السلام مَا عَلِمْتُمْ أَنَّهُ قَوْلُنَا فَالْزَمُوهُ وَ مَا لَمْ تَعْلَمُوهُ فَرُدُّوهُ إِلَیْنَا.

بیان: ظاهره عدم جواز العمل بالأخبار التی هی مظنونة الصدور عن المعصوم لكنه بظاهره مختص بالأخبار المختلفة فیجمع بینه و بین خبر التخییر بما مر علی أن إطلاق العلم علی ما یعم الظن شائع و عمل أصحاب الأئمة علیهم السلام علی أخبار الآحاد التی لا تفید العلم فی أعصارهم متواتر بالمعنی لا یمكن إنكاره (1).

«56»- نهج، نهج البلاغة مِنْ وَصِیَّتِهِ علیه السلام لِابْنِ عَبَّاسٍ لَمَّا بَعَثَهُ لِلِاحْتِجَاجِ عَلَی الْخَوَارِجِ لَا تُخَاصِمْهُمْ بِالْقُرْآنِ فَإِنَّ الْقُرْآنَ حَمَّالٌ ذُو وُجُوهٍ تَقُولُ وَ یَقُولُونَ وَ لَكِنْ حَاجِّهِمْ بِالسُّنَّةِ فَإِنَّهُمْ لَنْ یَجِدُوا عَنْهَا مَحِیصاً.

«57»- غو، غوالی اللئالی رَوَی الْعَلَّامَةُ قُدِّسَتْ نَفْسُهُ مَرْفُوعاً إِلَی زُرَارَةَ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: سَأَلْتُ الْبَاقِرَ علیه السلام فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَأْتِی عَنْكُمُ الْخَبَرَانِ أَوِ الْحَدِیثَانِ الْمُتَعَارِضَانِ فَبِأَیِّهِمَا آخُذُ فَقَالَ علیه السلام یَا زُرَارَةُ خُذْ بِمَا اشْتَهَرَ بَیْنَ أَصْحَابِكَ وَ دَعِ الشَّاذَّ النَّادِرَ فَقُلْتُ یَا

ص: 245


1- و الحاصل أن اطلاق العلم علی الظنون المعتبرة عند العقلاء التی یعاملون معها معاملة العلم كثیر جدا

سَیِّدِی إِنَّهُمَا مَعاً مَشْهُورَانِ مَرْوِیَّانِ مَأْثُورَانِ عَنْكُمْ فَقَالَ علیه السلام خُذْ بِقَوْلِ أَعْدَلِهِمَا عِنْدَكَ وَ أَوْثَقِهِمَا فِی نَفْسِكَ فَقُلْتُ إِنَّهُمَا مَعاً عَدْلَانِ مَرْضِیَّانِ مُوَثَّقَانِ- فَقَالَ انْظُرْ مَا وَافَقَ مِنْهُمَا مَذْهَبَ الْعَامَّةِ فَاتْرُكْهُ وَ خُذْ بِمَا خَالَفَهُمْ قُلْتُ رُبَّمَا كَانَا مُوَافِقَیْنِ لَهُمْ أَوْ مُخَالِفَیْنِ فَكَیْفَ أَصْنَعُ فَقَالَ إِذَنْ فَخُذْ بِمَا فِیهِ الْحَائِطَةُ لِدِینِكَ وَ اتْرُكْ مَا خَالَفَ الِاحْتِیَاطَ فَقُلْتُ إِنَّهُمَا مَعاً مُوَافِقَانِ لِلِاحْتِیَاطِ أَوْ مُخَالِفَانِ لَهُ فَكَیْفَ أَصْنَعُ فَقَالَ علیه السلام إِذَنْ فَتَخَیَّرْ أَحَدَهُمَا فَتَأْخُذُ بِهِ وَ تَدَعُ الْآخَرَ.

وَ فِی رِوَایَةٍ أَنَّهُ علیه السلام قَالَ: إِذَنْ فَأَرْجِهْ حَتَّی تَلْقَی إِمَامَكَ فَتَسْأَلَهُ.

بیان: هذا الخبر یدل علی أن موافقة الاحتیاط من جملة مرجحات الخبرین المتعارضین.

«58»- كش، رجال الكشی ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَوْماً وَ دَخَلَ عَلَیْهِ الْفَیْضُ بْنُ الْمُخْتَارِ فَذَكَرَ لَهُ آیَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یُأَوِّلُهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ الْفَیْضُ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ مَا هَذَا الِاخْتِلَافُ الَّذِی بَیْنَ شِیعَتِكُمْ قَالَ وَ أَیُّ الِاخْتِلَافِ یَا فَیْضُ فَقَالَ لَهُ الْفَیْضُ إِنِّی لَأَجْلِسُ فِی حَلَقِهِمْ بِالْكُوفَةِ فَأَكَادُ أَنْ أَشُكَّ فِی اخْتِلَافِهِمْ فِی حَدِیثِهِمْ حَتَّی أَرْجِعَ إِلَی الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ فَیُوقِفُنِی (1)مِنْ ذَلِكَ عَلَی مَا تَسْتَرِیحُ إِلَیْهِ نَفْسِی وَ تَطْمَئِنُّ إِلَیْهِ قَلْبِی فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَجَلْ هُوَ كَمَا ذَكَرْتَ یَا فَیْضُ إِنَّ النَّاسَ أُولِعُوا بِالْكَذِبِ عَلَیْنَا إِنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَیْهِمْ لَا یُرِیدُ مِنْهُمْ غَیْرَهُ وَ إِنِّی أُحَدِّثُ أَحَدَهُمْ بِالْحَدِیثِ فَلَا یَخْرُجُ مِنْ عِنْدِی حَتَّی یَتَأَوَّلَهُ عَلَی غَیْرِ تَأْوِیلِهِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُمْ لَا یَطْلُبُونَ بِحَدِیثِنَا وَ بِحُبِّنَا مَا عِنْدَ اللَّهِ وَ إِنَّمَا یَطْلُبُونَ الدُّنْیَا وَ كُلٌّ یُحِبُّ أَنْ یُدْعَی رَأْساً إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ عَبْدٍ یَرْفَعُ نَفْسَهُ إِلَّا وَضَعَهُ اللَّهُ وَ مَا مِنْ عَبْدٍ وَضَعَ نَفْسَهُ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ وَ شَرَّفَهُ فَإِذَا أَرَدْتَ حَدِیثَنَا فَعَلَیْكَ بِهَذَا الْجَالِسِ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَسَأَلْتُ أَصْحَابَنَا عَنْهُ فَقَالُوا زُرَارَةُ بْنُ أَعْیَنَ.

«59»- كش، رجال الكشی حَمْدَوَیْهِ بْنُ نُصَیْرٍ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ یُونُسَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ وَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُولَوَیْهِ وَ الْحُسَیْنُ بْنُ الْحَسَنِ مَعاً عَنْ سَعْدٍ عَنْ هَارُونَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ

ص: 246


1- و فی نسخة: فیوفقنی

مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ وَ ابْنَیْهِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام اقْرَأْ مِنِّی عَلَی وَالِدِكَ السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُ إِنِّی أَعِیبُكَ دِفَاعاً مِنِّی عَنْكَ فَإِنَّ النَّاسَ وَ الْعَدُوَّ یُسَارِعُونَ إِلَی كُلِّ مَنْ قَرَّبْنَاهُ وَ حَمِدْنَا مَكَانَهُ لِإِدْخَالِ الْأَذَی فِیمَنْ نُحِبُّهُ وَ نُقَرِّبُهُ وَ یَذُمُّونَهُ لِمَحَبَّتِنَا لَهُ وَ قُرْبِهِ وَ دُنُوِّهِ مِنَّا وَ یَرَوْنَ إِدْخَالَ الْأَذَی عَلَیْهِ وَ قَتْلَهُ وَ یَحْمَدُونَ كُلَّ مَنْ عَیَّبْنَاهُ نَحْنُ وَ إِنْ یُحْمَدُ أَمْرُهُ فَإِنَّمَا أَعِیبُكَ لِأَنَّكَ رَجُلٌ اشْتَهَرْتَ بِنَا وَ بِمَیْلِكَ إِلَیْنَا وَ أَنْتَ فِی ذَلِكَ مَذْمُومٌ عِنْدَ النَّاسِ غَیْرُ مَحْمُودِ الْأَثَرِ بِمَوَدَّتِكَ لَنَا وَ لِمَیْلِكَ إِلَیْنَا فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَعِیبَكَ لِیَحْمَدُوا أَمْرَكَ فِی الدِّینِ بِعَیْبِكَ وَ نَقْصِكَ وَ یَكُونَ بِذَلِكَ مِنَّا دَفْعُ شَرِّهِمْ عَنْكَ یَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ أَمَّا السَّفِینَةُ فَكانَتْ لِمَساكِینَ یَعْمَلُونَ فِی الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِیبَها وَ كانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ یَأْخُذُ كُلَّ سَفِینَةٍ غَصْباً هَذَا التَّنْزِیلُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ صَالِحَةٌ لَا وَ اللَّهِ مَا عَابَهَا إِلَّا لِكَیْ تَسْلَمَ مِنَ الْمَلِكِ وَ لَا تَعْطَبَ عَلَی یَدَیْهِ وَ لَقَدْ كَانَتْ صَالِحَةً لَیْسَ لِلْعَیْبِ فِیهَا مَسَاغٌ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَافْهَمِ الْمَثَلَ یَرْحَمُكَ اللَّهُ فَإِنَّكَ وَ اللَّهِ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَیَّ وَ أَحَبُّ أَصْحَابِ أَبِی علیه السلام حَیّاً وَ مَیِّتاً فَإِنَّكَ أَفْضَلُ سُفُنِ ذَلِكَ الْبَحْرِ الْقَمْقَامِ الزَّاخِرِ وَ إِنَّ مِنْ وَرَائِكَ مَلِكاً ظَلُوماً غَصُوباً یَرْقُبُ عُبُورَ كُلِّ سَفِینَةٍ صَالِحَةٍ تَرِدُ مِنْ بَحْرِ الْهُدَی لِیَأْخُذَهَا غَصْباً ثُمَّ یَغْصِبَهَا وَ أَهْلَهَا وَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْكَ حَیّاً وَ رَحْمَتُهُ وَ رِضْوَانُهُ عَلَیْكَ مَیِّتاً وَ لَقَدْ أَدَّی إِلَیَّ ابْنَاكَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ رِسَالَتَكَ أَحَاطَهُمَا اللَّهُ وَ كَلَأَهُمَا وَ رَعَاهُمَا وَ حَفِظَهُمَا بِصَلَاحِ أَبِیهِمَا كَمَا حَفِظَ الْغُلَامَیْنِ فَلَا یَضِیقَنَّ صَدْرُكَ مِنَ الَّذِی أَمَرَكَ أَبِی علیه السلام وَ أَمَرْتُكَ بِهِ وَ أَتَاكَ أَبُو بَصِیرٍ بِخِلَافِ الَّذِی أَمَرْنَاكَ بِهِ فَلَا وَ اللَّهِ مَا أَمَرْنَاكَ وَ لَا أَمَرْنَاهُ إِلَّا بِأَمْرٍ وَسِعَنَا وَ وَسِعَكُمُ الْأَخْذُ بِهِ وَ لِكُلِّ ذَلِكَ عِنْدَنَا تَصَارِیفُ وَ مَعَانٍ تُوَافِقُ الْحَقَّ وَ لَوْ أُذِنَ لَنَا لَعَلِمْتُمْ أَنَّ الْحَقَّ فِی الَّذِی أَمَرْنَاكُمْ فَرُدُّوا إِلَیْنَا الْأَمْرَ وَ سَلِّمُوا لَنَا وَ اصْبِرُوا لِأَحْكَامِنَا وَ ارْضَوْا بِهَا وَ الَّذِی فَرَّقَ بَیْنَكُمْ فَهُوَ رَاعِیكُمُ الَّذِی اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ خَلْقَهُ وَ هُوَ أَعْرَفُ بِمَصْلَحَةِ غَنَمِهِ فِی فَسَادِ أَمْرِهَا فَإِنْ شَاءَ فَرَّقَ بَیْنَهَا لِتَسْلَمَ ثُمَّ یَجْمَعُ بَیْنَهَا لِیَأْمَنَ مِنْ فَسَادِهَا وَ خَوْفِ عَدُوِّهَا فِی آثَارِ مَا یَأْذَنُ اللَّهُ وَ یَأْتِیهَا بِالْأَمْنِ مِنْ مَأْمَنِهِ وَ الْفَرَجِ مِنْ عِنْدِهِ عَلَیْكُمْ بِالتَّسْلِیمِ وَ الرَّدِّ إِلَیْنَا وَ انْتِظَارِ أَمْرِنَا وَ أَمْرِكُمْ وَ فَرَجِنَا وَ فَرَجِكُمْ فَلَوْ قَدْ قَامَ قَائِمُنَا عَجَّلَ اللَّهُ فَرَجَهُ وَ تَكَلَّمَ بِتَكَلُّمِنَا (1) ثُمَّ اسْتَأْنَفَ بِكُمْ تَعْلِیمَ الْقُرْآنِ وَ شَرَائِعِ الدِّینِ وَ الْأَحْكَامِ وَ الْفَرَائِضِ كَمَا أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله لَأَنْكَرَ أَهْلُ التَّصَابُرِ فِیكُمْ ذَلِكَ الْیَوْمَ إِنْكَاراً شَدِیداً ثُمَّ لَمْ تَسْتَقِیمُوا_

ص: 247


1- و فی نسخة: و تكلم متكلمنا.

عَلَی دِینِ اللَّهِ وَ طَرِیقَتِهِ إِلَّا مِنْ تَحْتِ حَدِّ السَّیْفِ فَوْقَ رِقَابِكُمْ إِنَّ النَّاسَ بَعْدَ نَبِیِّ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَكِبَ اللَّهُ بِهِ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَغَیَّرُوا وَ بَدَّلُوا وَ حَرَّفُوا وَ زَادُوا فِی دِینِ اللَّهِ وَ نَقَصُوا مِنْهُ فَمَا مِنْ شَیْ ءٍ عَلَیْهِ النَّاسُ الْیَوْمَ إِلَّا وَ هُوَ مُحَرَّفٌ عَمَّا نَزَلَ بِهِ الْوَحْیُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَأَجِبْ یَرْحَمُكَ اللَّهُ مِنْ حَیْثُ تُدْعَی إِلَی حَیْثُ تَرْعَی حَتَّی یَأْتِیَ مَنْ یَسْتَأْنِفُ بِكُمْ دِینَ اللَّهِ اسْتِئْنَافاً وَ عَلَیْكَ بِالصَّلَاةِ السِّتَّةِ وَ الْأَرْبَعِینَ وَ عَلَیْكَ بِالْحَجِّ أَنْ تُهِلَّ بِالْإِفْرَادِ وَ تَنْوِیَ الْفَسْخَ إِذَا قَدِمْتَ مَكَّةَ وَ طُفْتَ وَ سَعَیْتَ فَسَخْتَ مَا أَهْلَلْتَ بِهِ وَ قَلَّبْتَ الْحَجَّ عُمْرَةً أَحْلَلْتَ إِلَی یَوْمِ التَّرْوِیَةِ ثُمَّ اسْتَأْنِفِ الْإِهْلَالَ بِالْحَجِّ مُفْرِداً إِلَی مِنًی وَ تَشْهَدُ الْمَنَافِعَ بِعَرَفَاتٍ وَ الْمُزْدَلِفَةِ فَكَذَلِكَ حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هَكَذَا أَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ یَفْعَلُوا أَنْ یَفْسَخُوا مَا أَهَلُّوا بِهِ وَ یُقَلِّبُوا الْحَجَّ عُمْرَةً وَ إِنَّمَا أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی إِحْرَامِهِ لِیَسُوقَ الَّذِی سَاقَ مَعَهُ فَإِنَّ السَّائِقَ قَارِنٌ وَ الْقَارِنُ لَا یُحِلُّ حَتَّی یَبْلُغَ هَدْیُهُ مَحِلَّهُ وَ مَحِلُّهُ الْمَنْحَرُ بِمِنًی فَإِذَا بَلَغَ أَحَلَّ فَهَذَا الَّذِی أَمَرْنَاكَ بِهِ حَجُّ التَّمَتُّعِ فَالْزَمْ ذَلِكَ وَ لَا یَضِیقَنَّ صَدْرُكَ وَ الَّذِی أَتَاكَ بِهِ أَبُو بَصِیرٍ مِنْ صَلَاةِ إِحْدَی وَ خَمْسِینَ وَ الْإِهْلَالِ بِالتَّمَتُّعِ بِالْعُمْرَةِ إِلَی الْحَجِّ وَ مَا أَمَرْنَا بِهِ مِنْ أَنْ یُهِلَّ بِالتَّمَتُّعِ فَلِذَلِكَ عِنْدَنَا مَعَانٍ وَ تَصَارِیفُ لِذَلِكَ مَا یَسَعُنَا وَ یَسَعُكُمْ وَ لَا یُخَالِفُ شَیْ ءٌ مِنْهُ الْحَقَّ وَ لَا یُضَادُّهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ

بیان: قوله علیه السلام و إن یحمد أمره كلمة إن وصلیة أی و إن حمد أمره كما فی بعض النسخ و فی بعض النسخ و إن لم یحمد و هو الظاهر كما لا یخفی قوله هذا التنزیل أی إنما نزل من عند اللّٰه كل سفینة صالحة و قد ذكر المفسرون أنها قراءة أهل البیت علیهم السلام و القمقام البحر و المراد هنا الكبیر منه و زخر البحر طمی و تملأ قوله علیه السلام فی آثار ما یأذن اللّٰه أی یجمع الراعی بینها بعد أن یأذن اللّٰه له و المرفوع فی یأتیها راجع إلی اللّٰه أو إلی الراعی و المنصوب إلی الغنم و الباء للتعدیة قوله علیه السلام لأنكر أهل التصابر فی بعض النسخ لأنكم أهل التصابر فیكم ذلك الیوم إنكار شدید و ظاهر أنه تصحیف و یمكن أن یتكلف بتقدیر جزاء الشرط أی لرأیتم أمرا عظیما ثم علل ذلك بأنكم تتكلفون الصبر فی هذا الیوم و فی ذلك الیوم تنكرون إنكارا شدیدا و قال السید الداماد قدس سره لام التعلیل الداخلة علی أن باسمها و خبرها علی ما فی أكثر النسخ

ص: 248

متعلقة باستئناف التعلیم و فتكم (1) بفتح الفاء و تشدید التاء المثناة من فوق جملة فعلیة علی جواب لو و ذلك الیوم منصوب علی الظرف و إنكار شدید مرفوع علی الفاعلیة و المعنی شق عصاكم و كسر قوة اعتقادكم و بدد جمعكم و فرق كلمتكم و فی بعض النسخ إنكارا شدیدا نصبا علی التمیز أو علی نزع الخافض و ذلك الیوم بالرفع علی الفاعلیة و ربما یوجد فی النسخ لأنكر بفتح اللام للتأكید و أنكر علی الفعل من الإنكار و أهل البصائر بالرفع علی الفاعلیة و فیكم بحرف الجر المتعلقة بمجرورها بأهل البصائر للظرفیة أو بمعنی منكم و ذلك الیوم بالنصب علی الظرف و إنكارا شدیدا منصوبا علی المفعول المطلق أو علی التمیز فلیعرف انتهی قوله علیه السلام ركب اللّٰه به الباء للتعدیة و الظاهر بهم كما فی بعض النسخ و یحتمل أن یكون إفراد الضمیر لإفراد لفظ الناس و الإرجاع إلی النبی بعید و المعنی أن اللّٰه تعالی خلاهم و أنفسهم و فتنهم كما فتن الذین من قبلهم قوله علیه السلام لذلك ما یسعنا الموصول مبتدأ و الظرف خبره و سیأتی الكلام فی الحج و النوافل فی محالهما.

«60»- كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ قُولَوَیْهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْحَجَّالِ عَنِ الْعَلَاءِ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّهُ لَیْسَ كُلَّ سَاعَةٍ أَلْقَاكَ وَ لَا یُمْكِنُ الْقُدُومُ وَ یَجِی ءُ الرَّجُلُ مِنْ أَصْحَابِنَا فَیَسْأَلُنِی وَ لَیْسَ عِنْدِی كُلُّ مَا یَسْأَلُنِی عَنْهُ قَالَ فَمَا یَمْنَعُكَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الثَّقَفِیِّ فَإِنَّهُ قَدْ سَمِعَ مِنْ أَبِی وَ كَانَ عِنْدَهُ وَجِیهاً.

«61»- كش، رجال الكشی حَمْدَوَیْهِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ شُعَیْبٍ الْعَقَرْقُوفِیِّ (2) قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رُبَّمَا احْتَجْنَا أَنْ نَسْأَلَ عَنِ الشَّیْ ءِ فَمَنْ نَسْأَلُ قَالَ عَلَیْكَ بِالْأَسَدِیِّ یَعْنِی أَبَا بَصِیرٍ.

«62»- كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ قُولَوَیْهِ وَ الْحُسَیْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارَ مَعاً عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ بَعْضَ أَصْحَابِنَا سَأَلَهُ وَ أَنَا حَاضِرٌ فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا أَشَدَّكَ فِی الْحَدِیثِ وَ أَكْثَرَ إِنْكَارَكَ لِمَا یَرْوِیهِ أَصْحَابُنَا فَمَا الَّذِی یَحْمِلُكَ عَلَی رَدِّ الْأَحَادِیثِ

ص: 249


1- لم نجد لفظ «فتّكم» فی الحدیث و لعلّ كان فی نسخة: «لانكر أهل التصابر فتكم».
2- هو شعیب بن یعقوب العقرقوفی، أبو یعقوب، ابن اخت یحیی بن القاسم أبی بصیر، وثّقه النجاشیّ فقال: ثقة عین له كتاب یرویه حماد بن عیسی و غیره.

فَقَالَ حَدَّثَنِی هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ لَا تَقْبَلُوا عَلَیْنَا حَدِیثَنَا إِلَّا مَا وَافَقَ الْقُرْآنَ وَ السُّنَّةَ أَوْ تَجِدُونَ مَعَهُ شَاهِداً مِنْ أَحَادِیثِنَا الْمُتَقَدِّمَةِ فَإِنَّ الْمُغِیرَةَ بْنَ سَعِیدٍ لَعَنَهُ اللَّهُ دَسَّ فِی كُتُبِ أَصْحَابِ أَبِی أَحَادِیثَ لَمْ یُحَدِّثْ بِهَا أَبِی فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ لَا تَقْبَلُوا عَلَیْنَا مَا خَالَفَ قَوْلَ رَبِّنَا تَعَالَی وَ سُنَّةَ نَبِیِّنَا مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِنَّا إِذَا حَدَّثْنَا قُلْنَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.

قَالَ یُونُسُ وَافَیْتُ الْعِرَاقَ فَوَجَدْتُ بِهَا قِطْعَةً مِنْ أَصْحَابِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ وَجَدْتُ أَصْحَابَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مُتَوَافِرِینَ فَسَمِعْتُ مِنْهُمْ وَ أَخَذْتُ كُتُبَهُمْ فَعَرَضْتُهَا بَعْدُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام فَأَنْكَرَ مِنْهَا أَحَادِیثَ كَثِیرَةً أَنْ یَكُونَ مِنْ أَحَادِیثِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ قَالَ لِی إِنَّ أَبَا الْخَطَّابِ كَذَبَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَعَنَ اللَّهُ أَبَا الْخَطَّابِ وَ كَذَلِكَ أَصْحَابُ أَبِی الْخَطَّابِ یَدُسُّونَ هَذِهِ الْأَحَادِیثَ إِلَی یَوْمِنَا هَذَا فِی كُتُبِ أَصْحَابِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَلَا تَقْبَلُوا عَلَیْنَا خِلَافَ الْقُرْآنِ فَإِنَّا إِنْ تَحَدَّثْنَا (1) حَدَّثْنَا بِمُوَافَقَةِ الْقُرْآنِ وَ مُوَافَقَةِ السُّنَّةِ إِنَّا عَنِ اللَّهِ وَ عَنْ رَسُولِهِ نُحَدِّثُ وَ لَا نَقُولُ قَالَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ فَیَتَنَاقَضُ كَلَامُنَا إِنَّ كَلَامَ آخِرِنَا مِثْلُ كَلَامِ أَوَّلِنَا وَ كَلَامَ أَوَّلِنَا مِصْدَاقٌ لِكَلَامِ آخِرِنَا وَ إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ یُحَدِّثُكُمْ بِخِلَافِ ذَلِكَ فَرُدُّوهُ عَلَیْهِ وَ قُولُوا أَنْتَ أَعْلَمُ وَ مَا جِئْتَ بِهِ فَإِنَّ مَعَ كُلِّ قَوْلٍ مِنَّا حَقِیقَةً وَ عَلَیْهِ نُورٌ فَمَا لَا حَقِیقَةَ مَعَهُ وَ لَا نُورَ عَلَیْهِ فَذَلِكَ قَوْلُ الشَّیْطَانِ.

«63»- كش، رجال الكشی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ یُونُسَ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ كَانَ الْمُغِیرَةُ بْنُ سَعِیدٍ یَتَعَمَّدُ الْكَذِبَ عَلَی أَبِی علیه السلام وَ یَأْخُذُ كُتُبَ أَصْحَابِهِ وَ كَانَ أَصْحَابُهُ الْمُسْتَتِرُونَ بِأَصْحَابِ أَبِی یَأْخُذُونَ الْكُتُبَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِی فَیَدْفَعُونَهَا إِلَی الْمُغِیرَةِ فَكَانَ یَدُسُّ فِیهَا الْكُفْرَ وَ الزَّنْدَقَةَ وَ یُسْنِدُهَا إِلَی أَبِی علیه السلام ثُمَّ یَدْفَعُهَا إِلَی أَصْحَابِهِ فَیَأْمُرُهُمْ أَنْ یَبُثُّوهَا فِی الشِّیعَةِ فَكُلُّ مَا كَانَ فِی كُتُبِ أَصْحَابِ أَبِی علیه السلام مِنَ الْغُلُوِّ فَذَاكَ مِمَّا دَسَّهُ الْمُغِیرَةُ بْنُ سَعِیدٍ فِی كُتُبِهِمْ.

«64»- كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ یَعْنِی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ نَزَلَ فِیهِمْ كَذَّابٌ أَمَّا الْمُغِیرَةُ فَإِنَّهُ یَكْذِبُ عَلَی أَبِی یَعْنِی أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ حَدَّثَهُ أَنَ

ص: 250


1- و فی نسخة: إن محدّثنا.

نِسَاءَ آلِ مُحَمَّدٍ إِذَا حِضْنَ قَضَیْنَ الصَّلَاةَ وَ أَنَّ وَ اللَّهِ عَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ شَیْ ءٌ وَ لَا حَدَّثَهُ وَ أَمَّا أَبُو الْخَطَّابِ فَكَذَبَ عَلَیَّ وَ قَالَ إِنِّی أَمَرْتُهُ أَنْ لَا یُصَلِّیَ هُوَ وَ أَصْحَابُهُ الْمَغْرِبَ حَتَّی یَرَوْا كَوَاكِبَ (1) كَذَا فَقَالَ الْقُنْدَانِیُّ وَ اللَّهِ إِنَّ ذَلِكَ لَكَوْكَبٌ مَا أَعْرِفُهُ.

«65»- كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی یَا جَمِیلُ لَا تُحَدِّثْ أَصْحَابَنَا بِمَا لَمْ یُجْمِعُوا عَلَیْهِ فَیُكَذِّبُوكَ.

«66»- كش، رجال الكشی الْقُتَیْبِیُّ عَنِ الْفَضْلِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ الْمُهْتَدِی وَ كَانَ خَیْرَ قُمِّیٍّ رَأَیْتُهُ وَ كَانَ وَكِیلَ الرِّضَا علیه السلام وَ خَاصَّتَهُ قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا علیه السلام فَقُلْتُ إِنِّی لَا أَلْقَاكَ كُلَّ وَقْتٍ فَعَمَّنْ آخُذُ مَعَالِمَ دِینِی قَالَ خُذْ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.

«67»- كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ یُونُسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ الْمُهْتَدِی قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ نُصَیْرٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی وَ حَدَّثَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ بِذَلِكَ أَیْضاً قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ لَا أَكَادُ أَصِلُ إِلَیْكَ لِأَسْأَلَكَ عَنْ كُلِّ مَا أَحْتَاجُ إِلَیْهِ مِنْ مَعَالِمِ دِینِی أَ فَیُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثِقَةٌ آخُذُ عَنْهُ مَا أَحْتَاجُ إِلَیْهِ مِنْ مَعَالِمِ دِینِی فَقَالَ نَعَمْ.

كش، رجال الكشی جبرئیل بن أحمد عن محمد بن عیسی عن عبد العزیز مثله.

«68»- كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ قُولَوَیْهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْمُسَیَّبِ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام شُقَّتِی بَعِیدَةٌ (2) وَ لَسْتُ أَصِلُ إِلَیْكَ فِی كُلِّ وَقْتٍ فَمِمَّنْ آخُذُ مَعَالِمَ دِینِی قَالَ مِنْ زَكَرِیَّا بْنِ آدَمَ الْقُمِّیِّ الْمَأْمُونِ عَلَی الدِّینِ وَ الدُّنْیَا قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْمُسَیَّبِ فَلَمَّا انْصَرَفْتُ قَدِمْنَا عَلَی زَكَرِیَّا بْنِ آدَمَ فَسَأَلْتُهُ عَمَّا احْتَجْتُ إِلَیْهِ.

ختص، الإختصاص أحمد بن محمد عن أبیه و سعد عن أحمد بن محمد بن عیسی عن أحمد بن الولید مثله.

«69»- یب، تهذیب الأحكام مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ الْبَجَلِیِ

ص: 251


1- و فی نسخة: حتی یروا كوكبا
2- الشّقة بضم الشین و فتحها و تشدید القاف: الناحیة یقصدها المسافر، و المسافة التی یشقّها السائر

عَنْ سَالِمٍ أَبِی خَدِیجَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلَ إِنْسَانٌ وَ أَنَا حَاضِرٌ فَقَالَ رُبَّمَا دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا یُصَلِّی الْعَصْرَ وَ بَعْضُهُمْ یُصَلِّی الظُّهْرَ فَقَالَ أَنَا أَمَرْتُهُمْ بِهَذَا لَوْ صَلَّوْا عَلَی وَقْتٍ وَاحِدٍ لَعُرِفُوا فَأُخِذَ بِرِقَابِهِمْ.

«70»- یب، تهذیب الأحكام الْحَسَنُ بْنُ أَیُّوبَ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا سَمِعْتَ مِنِّی یُشْبِهُ قَوْلَ النَّاسِ فِیهِ التَّقِیَّةُ وَ مَا سَمِعْتَ مِنِّی لَا یُشْبِهُ قَوْلَ النَّاسِ فَلَا تَقِیَّةَ فِیهِ.

«71»- یب، تهذیب الأحكام عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ مُحَمَّدٍ وَ أَحْمَدَ ابْنَیِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِمَا عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ یَحْیَی بْنِ سَالِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَمَّا یَرْوِی النَّاسُ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنْ أَشْیَاءَ مِنَ الْفُرُوجِ لَمْ یَكُنْ یَأْمُرُ بِهَا وَ لَا یَنْهَی عَنْهَا إِلَّا نَفْسَهُ وَ وُلْدَهُ فَقُلْتُ كَیْفَ یَكُونُ ذَلِكَ قَالَ أَحَلَّتْهَا آیَةٌ وَ حَرَّمَتْهَا أُخْرَی فَقُلْنَا هَلْ إِلَی أَنْ تَكُونَ إِحْدَاهُمَا نَسَخَتِ الْأُخْرَی أَمْ هُمَا مُحْكَمَتَانِ یَنْبَغِی أَنْ یُعْمَلَ بِهِمَا فَقَالَ قَدْ بَیَّنَ لَهُمْ إِذْ نَهَی نَفْسَهُ عَنْهَا وَ وُلْدَهُ قُلْنَا مَا مَنَعَهُ أَنْ یُبَیِّنَ ذَلِكَ لِلنَّاسِ قَالَ خَشِیَ أَنْ لَا یُطَاعَ وَ لَوْ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ثَبَتَتْ قَدَمَاهُ أَقَامَ كِتَابَ اللَّهِ كُلَّهُ وَ الْحَقَّ كُلَّهُ.

كِتَابُ الْمَسَائِلِ لِعَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ، سَأَلَ أَخَاهُ مُوسَی علیه السلام عَنِ الِاخْتِلَافِ فِی الْقَضَاءِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی أَشْیَاءَ مِنَ الْمَعْرُوفِ أَنَّهُ لَمْ یَأْمُرْ بِهَا وَ لَمْ یَنْهَ عَنْهَا إِلَّا أَنَّهُ نَهَی عَنْهَا نَفْسَهُ وَ وُلْدَهُ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ مِثْلَ مَا مَرَّ

«72»- غط، الغیبة للشیخ الطوسی أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُحَمَّدِیُّ عَنْ أَبِی الْحُسَیْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ بْنِ تَمَّامٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِیِّ خَادِمِ الشَّیْخِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سُئِلَ الشَّیْخُ یَعْنِی أَبَا الْقَاسِمِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ كُتُبِ ابْنِ أَبِی الغراقر [الْعَزَاقِرِ](1) بَعْدَ مَا ذُمَّ وَ خَرَجَتْ فِیهِ اللَّعْنَةُ فَقِیلَ لَهُ فَكَیْفَ نَعْمَلُ

ص: 252


1- بفتح الغین و كسر القاف هو محمّد بن علی الشلمغانی أبو جعفر، قال النجاشیّ: محمّد بن علی ابن الشلمغانی أبو جعفر المعروف بابن أبی الغراقر، كان متقدما فی أصحابنا فحمله الحسد لابی القاسم الحسین بن روح علی ترك المذهب و الدخول فی المذاهب الردیة، حتی خرجت فیه توقیعات فأخذه السلطان و قتله و صلبه، له كتب منها: كتاب التكلیف و رسالة الی ابن همام، و كتاب ماهیة العصمة كتاب الزاهر بالحجج العقلیّة، كتاب المباهلة، كتاب الأوصیاء، كتاب المعارف، كتاب الإیضاح، كتاب فضل النطق علی الصمت، كتاب فضائل العمرتین، كتاب الأنوار، و كتاب التسلیم، كتاب الزهاد «البرهان خ ل» و التوحید، كتاب البداء و المشیئة، كتاب الإمامة الكبیر، كتاب الإمامة الصغیر كتاب أبو الفرج محمّد بن علی الكاتب القنانی. قال لنا أبو المفضل محمّد بن عبد اللّٰه بن المطلب: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علی الشلمغانی فی استتاره بمعلثایا بكتبه. أقول: یأتی ذكره فی محله مفصلا

بِكُتُبِهِ وَ بُیُوتُنَا مِنْهَا مَلِی ءٌ فَقَالَ أَقُولُ فِیهَا مَا قَالَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا وَ قَدْ سُئِلَ عَنْ كُتُبِ بَنِی فَضَّالٍ فَقَالُوا كَیْفَ نَعْمَلُ بِكُتُبِهِمْ وَ بُیُوتُنَا مِنْهَا مَلِی ءٌ فَقَالَ علیه السلام خُذُوا بِمَا رَوَوْا وَ ذَرُوا مَا رَأَوْا.

أقول: قال الشیخ رحمة اللّٰه علیه فی العدة و أما العدالة المراعاة فی ترجیح أحد الخبرین علی الآخر فهو أن یكون الراوی معتقدا للحق مستبصرا ثقة فی دینه متحرجا عن الكذب غیر متهم فیما یرویه فأما إذا كان مخالفا فی الاعتقاد لأصل المذهب و روی مع ذلك عن الأئمة علیهم السلام نظر فیما یرویه فإن كان هناك بالطریق الموثوق به ما یخالفه وجب اطراح خبره و إن لم یكن هناك ما یوجب اطراح خبره و یكون هناك ما یوافقه وجب العمل به و إن لم یكن من الفرقة المحقة خبر یوافق ذلك و لا یخالفه و لا یعرف لهم قول فیه وجب أیضا العمل به لما

رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِذَا نَزَلَتْ بِكُمْ حَادِثَةٌ لَا تَجِدُونَ حُكْمَهَا فِیمَا رَوَوْا عَنَّا فَانْظُرُوا إِلَی مَا رَوَوْهُ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام فَاعْمَلُوا بِهِ.

و لأجل ما قلناه عملت الطائفة بما رواه حفص بن غیاث و غیاث بن كلوب و نوح بن دراج و السكونی و غیرهم من العامة عن أئمتنا علیهم السلام و لم ینكروه و لم یكن عندهم خلافه و إذا كان الراوی من فرق الشیعة مثل الفطحیة و الواقفیة و الناووسیة و غیرهم نظر فیما یروونه فإن كان هناك قرینة تعضده أو خبر آخر من جهة الموثوقین بهم وجب العمل به و إن كان هناك خبر یخالفه من طرق الموثوقین وجب إطراح ما اختصوا بروایته و العمل بما رواه الثقة و إن كان ما رووه لیس هناك ما یخالفه و لا یعرف من الطائفة العمل بخلافه وجب أیضا العمل به إذا كان متحرجا فی روایته موثوقا به فی أمانته و إن كان مخطئا فی أصل الاعتقاد و لأجل ما قلناه عملت الطائفة بأخبار الفطحیة مثل عبد اللّٰه بن بكیر و غیره و أخبار الواقفة مثل سماعة بن مهران و علی بن أبی حمزة و عثمان بن عیسی و من بعد هؤلاء بما رواه بنو فضال و بنو سماعة و الطاطریون و غیرهم فیما لم یكن عندهم فیه خلافه و أما ما یرویه الغلاة و المتهمون و المضعفون و غیر هؤلاء فما یختص الغلاة بروایته فإن كانوا ممن عرف لهم حال الاستقامة و حال الغلو

ص: 253

عمل بما رووه فی حال الاستقامة و ترك ما رووه فی حال خطائهم و لأجل ذلك عملت الطائفة بما رواه أبو الخطاب فی حال استقامته و تركوا ما رواه فی حال تخلیطه و كذا القول فی أحمد بن هلال العبرتائی و ابن أبی غراقر فأما ما یروونه فی حال تخلیطهم فلا یجوز العمل به علی حال و كذا القول فیما یرویه المتهمون و المضعفون إن كان هناك ما یعضد روایتهم و یدل علی صحتها وجب العمل به و إن لم یكن هنا ما یشهد لروایتهم بالصحة وجب التوقف فی أخبارهم و لأجل ذلك توقف المشایخ فی أخبار كثیرة هذه صورتها و لم یرووها و استثنوها فی فهارسهم من جملة ما یروونه من المصنفات و أما من كان مخطئا فی بعض الأفعال أو فاسقا فی أفعال الجوارح و كان ثقة فی روایته متحرزا فیها فإن ذلك لا یوجب رد خبره و یجوز العمل به لأن العدالة المطلوبة فی الروایة حاصلة فیه و إنما الفسق بأفعال الجوارح یمنع من قبول شهادته و لیس بمانع من قبول خبره و لأجل ذلك قبلت الطائفة أخبار جماعة هذه صفتهم.

ثم قال رحمه اللّٰه و إذا كان أحد الراویین مسندا و الآخر مرسلا نظر فی حال المرسل فإن كان ممن یعلم أنه لا یرسل إلا عن ثقة یوثق به فلا ترجیح لخبر غیره علی خبره و لأجل ذلك سوت الطائفة بین ما یرویه محمد بن أبی عمیر و صفوان بن یحیی و أحمد بن محمد بن أبی نصر و غیرهم من الثقات الذین عرفوا بأنهم لا یروون و لا یرسلون إلا ممن یوثق به و بین ما أسنده غیرهم و لذلك عملوا بمرسلهم إذا انفرد عن روایة غیرهم فأما إذا لم یكن كذلك و یكون لمن یرسل عن ثقة و غیر ثقة فإنه یقدم خبر غیره علیه فإذا انفرد وجب التوقف فی خبره إلی أن یدل دلیل علی وجوب العمل به فأما إذا انفردت المراسیل فیجوز العمل بها علی الشرط الذی ذكرناه و دلیلنا علی ذلك الأدلة التی سنذكرها علی جواز العمل بأخبار الآحاد فإن الطائفة كما عملت بالمسانید عملت بالمراسیل فما یطعن فی واحد منهما یطعن فی الآخر و ما أجاز أحدهما أجاز الآخر فلا فرق بینهما علی حال.

ثم قال نور اللّٰه ضریحه فما اخترته من المذهب و هو أن خبر الواحد إذا كان واردا من طریق أصحابنا القائلین بالإمامة و كان ذلك مرویا عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله و عن أحد من

ص: 254

الأئمة علیهم السلام و كان ممن لا یطعن فی روایته و یكون سدیدا فی نقله و لم یكن هناك قرینة تدل علی صحة ما تضمنه الخبر لأنه إذا كان هناك قرینة تدل علی صحة ذلك كان الاعتبار بالقرینة و كان ذلك موجبا للعلم كما تقدمت القرائن جاز العمل به و الذی یدل علی ذلك إجماع الفرقة المحقة فإنی وجدتها مجتمعة علی العمل بهذه الأخبار التی رووها فی تصانیفهم و دونوها فی أصولهم لا یتناكرون ذلك و لا یتدافعون حتی إن واحدا منهم إذا أفتی بشی ء لا یعرفونه سألوه من أین قلت هذا فإذا أحالهم علی كتاب معروف و أصل مشهور و كان راویه ثقة لا ینكر حدیثه سكتوا و سلموا الأمر فی ذلك و قبلوا قوله هذه عادتهم و سجیتهم من عهد النبی صلی اللّٰه علیه و آله و من بعده من الأئمة علیهم السلام و من زمان الصادق جعفر بن محمد علیهما السلام الذی انتشر العلم عنه و كثرت الروایة من جهته فلو لا أن العمل بهذه الأخبار كان جائزا لما أجمعوا علی ذلك و لا یكون لأن إجماعهم فیه معصوم لا یجوز علیه الغلط و السهو و الذی یكشف عن ذلك أنه لما كان العمل بالقیاس محظورا فی الشریعة عندهم لم یعملوا به أصلا و إذا شذ منهم واحد عمل به فی بعض المسائل و استعمل علی وجه المحاجة لخصمه و إن لم یكن اعتقاده ردوا قوله و أنكروا علیه و تبرءوا من قولهم حتی إنهم یتركون تصانیف من وصفناه و روایاته لما كان عاملا بالقیاس فلو كان العمل بخبر الواحد یجری ذلك المجری لوجب أیضا فیه مثل ذلك و قد علمنا خلافه انتهی كلامه قدس سره و لما كان فی غایة المتانة و مشتملا علی الفوائد الكثیرة أوردناه و سنفصل القول فی ذلك فی المجلد الآخر من الكتاب إن شاء اللّٰه تعالی.

ص: 255

باب 30 من بلغه ثواب من اللّٰه علی عمل فأتی به

«1»- ثو، ثواب الأعمال أَبِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ هِشَامٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ بَلَغَهُ شَیْ ءٌ مِنَ الثَّوَابِ عَلَی شَیْ ءٍ مِنَ الْخَیْرِ فَعَمِلَهُ كَانَ لَهُ أَجْرُ ذَلِكَ وَ إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یَقُلْهُ.

«2»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ بَلَغَهُ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله شَیْ ءٌ مِنَ الثَّوَابِ فَفَعَلَ ذَلِكَ طَلَبَ قَوْلِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ لَهُ ذَلِكَ الثَّوَابُ وَ إِنْ كَانَ النَّبِیُّ لَمْ یَقُلْهُ.

«3»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ بَلَغَهُ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله شَیْ ءٌ مِنَ الثَّوَابِ فَعَمِلَهُ كَانَ أَجْرُ ذَلِكَ لَهُ وَ إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یَقُلْهُ.

بیان: هذا الخبر من المشهورات رواه الخاصة و العامة بأسانید- و رواه ثقة الإسلام فی الكافی عن علی بن إبراهیم عن أبیه عن ابن أبی عمیر عن هشام بن سالم مثل ما مر.

«4»- وَ رُوِیَ أَیْضاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عِمْرَانَ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ مَنْ بَلَغَهُ ثَوَابٌ مِنَ اللَّهِ عَلَی عَمَلٍ فَعَمِلَ ذَلِكَ الْعَمَلَ الْتِمَاسَ ذَلِكَ الثَّوَابِ أُوتِیَهُ وَ إِنْ لَمْ یَكُنِ الْحَدِیثُ كَمَا بَلَغَهُ.

و قال السید ابن طاوس رحمه اللّٰه بعد إیراد روایة هشام بن سالم من الكافی بالسند المذكور و وجدنا هذا الحدیث فی أصل هشام بن سالم رحمه اللّٰه عن الصادق علیه السلام.

أقول: و لورود هذه الأخبار تری الأصحاب كثیرا ما یستدلون بالأخبار الضعیفة و المجهولة عن السنن و الآداب و إثبات الكراهة و الاستحباب و أورد علیه بوجوه الأول أن الاستحباب أیضا حكم شرعی كالوجوب فلا وجه للفرق بینهما و الاكتفاء فیه بالضعاف و الجواب أن الحكم بالاستحباب فیما ضعف مستنده لیس فی ب

ص: 256

الحقیقة بذلك المستند الضعیف بل بالأخبار الكثیرة التی بعضها صحیح.

و الثانی تلك الروایات لا تشمل العمل الوارد فی خبر ضعیف من غیر ذكر ثواب فیه و الجواب أن الأمر بشی ء من العبادات یستلزم ترتب الثواب علی فعله و الخبر یدل علی ترتب الثواب التزاما و هذا یكفی فی شمول تلك الأخبار له و فیه نظر.

و الثالث أن الثواب كما یكون للمستحب كذلك یكون للواجب فلم خصصوا الحكم بالمستحب و الجواب أن غرضهم أن بتلك الروایات لا تثبت إلا ترتب الثواب علی فعل ورد فیه خبر یدل علی ترتب الثواب علیه لا أنه یعاقب علی تركه و إن صرح فی الخبر بذلك لقصوره من إثبات ذلك الحكم و تلك الروایات لا تدل علیه فالحكم الثابت لنا من هذا الخبر بانضمام تلك الروایات لیس إلا الحكم الاستحبابی.

و الرابع أن بین تلك الروایات و بین ما یدل علی عدم العمل بقول الفاسق من قوله تعالی إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَیَّنُوا عموما من وجه فلا ترجیح لتخصیص الثانی بالأول بل العكس أولی لقطعیة سنده و تأیده بالأصل إذ الأصل عدم التكلیف و براءة الذمة منه و یمكن أن یجاب بأن الآیة تدل علی عدم العمل بقول الفاسق بدون التثبت و العمل به فیما نحن فیه بعد ورود الروایات لیس عملا بلا تثبت فلم تخصص الآیة بالأخبار بل بسبب ورودها خرجت تلك الأخبار الضعیفة عن عنوان الحكم المثبت فی الآیة الكریمة.

ثم اعلم أن بعض الأصحاب یرجعون فی المندوبات إلی أخبار المخالفین و روایاتهم و یذكرونها فی كتبهم و هو لا یخلو من إشكال لورود النهی فی كثیر من الأخبار عن الرجوع إلیهم و العمل بأخبارهم لا سیما إذا كان ما ورد فی أخبارهم هیئة مخترعة و عبادة مبتدعة لم یعهد مثلها فی الأخبار المعتبرة و اللّٰه تعالی یعلم.

ص: 257

باب 31 التوقف عند الشبهات و الاحتیاط فی الدین

الآیات؛

حمعسق: «وَ مَا اخْتَلَفْتُمْ فِیهِ مِنْ شَیْ ءٍ فَحُكْمُهُ إِلَی اللَّهِ»(10)

«1»- لی، الأمالی للصدوق الْوَرَّاقُ عَنْ سَعْدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ (1) عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَحْوَلِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْأُمُورُ ثَلَاثَةٌ أَمْرٌ تَبَیَّنَ لَكَ رُشْدُهُ فَاتَّبِعْهُ وَ أَمْرٌ تَبَیَّنَ لَكَ غَیُّهُ فَاجْتَنِبْهُ وَ أَمْرٌ اخْتُلِفَ فِیهِ فَرُدَّهُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْخَبَرَ.

ل، الخصال أبی عن محمد العطار عن الحسین بن إسحاق التاجر عن علی بن مهزیار عن الحسن بن سعید عن الحارث إلی آخر ما نقلنا یه، من لا یحضره الفقیه عن علی بن مهزیار مثله.

«2»- ل، الخصال مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ أَبِی شُعَیْبٍ (2) یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوْرَعُ النَّاسِ مَنْ وَقَفَ عِنْدَ الشُّبْهَةِ الْخَبَرَ.

«3»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی فِی وَصِیَّةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عِنْدَ وَفَاتِهِ أُوصِیكَ یَا بُنَیَّ بِالصَّلَاةِ عِنْدَ وَقْتِهَا وَ الزَّكَاةِ فِی أَهْلِهَا عِنْدَ مَحَلِّهَا وَ الصَّمْتِ عِنْدَ الشُّبْهَةِ الْخَبَرَ.

«4»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبِ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ زَكَرِیَّا بْنِ یَحْیَی عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِیِّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ لِكُمَیْلِ بْنِ زِیَادٍ فِیمَا قَالَ یَا كُمَیْلُ أَخُوكَ دِینُكَ فَاحْتَطْ لِدِینِكَ بِمَا شِئْتَ.

جا، المجالس للمفید الكاتب مثله.

«5»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی فِی وَصِیَّةِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ قَدْ أَثْبَتْنَاهَا فِی بَابِ اخْتِلَافِ الْأَخْبَارِ أَنَّهُ قَالَ: وَ إِنِ اشْتَبَهَ الْأَمْرُ عَلَیْكُمْ فَقِفُوا عِنْدَهُ وَ رُدُّوهُ إِلَیْنَا حَتَّی نَشْرَحَ لَكُمْ مِنْ ذَلِكَ مَا شُرِحَ لَنَا.

«6»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی شَیْخُ الطَّائِفَةِ عَنِ ابْنِ الْحَمَّامِیِّ عَنْ أَبِی سَهْلٍ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِیَادٍ

ص: 258


1- هو أخو الحسین بن سعید الأهوازی المتقدم
2- هو صالح بن خالد أبو شعیب المحاملی الكوفیّ ثقة من رجال أبی الحسن موسی علیه السلام.

الْقَطَّانِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی كَثِیرٍ الْقَاضِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ السَّرِیِّ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: صَعِدَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِیرٍ عَلَی الْمِنْبَرِ بِالْكُوفَةِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًی وَ إِنَّ حِمَی اللَّهِ حَلَالُهُ وَ حَرَامُهُ وَ الْمُشْتَبِهَاتُ بَیْنَ ذَلِكَ كَمَا لَوْ أَنَّ رَاعِیاً رَعَی إِلَی جَانِبِ الْحِمَی لَمْ تَلْبَثْ غَنَمُهُ أَنْ تَقَعَ فِی وَسَطِهِ فَدَعُوا الْمُشْتَبِهَاتِ.

«7»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الزُّهْرِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ أَوْ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْوُقُوفُ عِنْدَ الشُّبْهَةِ خَیْرٌ مِنَ الِاقْتِحَامِ فِی الْهَلَكَةِ وَ تَرْكُكَ حَدِیثاً لَمْ تُرْوَهُ خَیْرٌ مِنْ رِوَایَتِكَ حَدِیثاً لَمْ تُحْصِهِ.

ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر علی بن النعمان مثله- شی، تفسیر العیاشی عن السكونی عن جعفر عن أبیه عن علی علیه السلام مثله- شی، تفسیر العیاشی عن عبد الأعلی عن الصادق علیه السلام مثله:

غو، غوالی اللئالی فِی أَحَادِیثَ رَوَاهَا الشَّیْخُ شَمْسُ الدِّینِ مُحَمَّدُ بْنُ مَكِّیٍّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله دَعْ مَا یُرِیبُكَ إِلَی مَا لَا یُرِیبُكَ

«8»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَنِ اتَّقَی الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِدِینِهِ.

«9»- وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لَكَ أَنْ تَنْظُرَ الْحَزْمَ وَ تَأْخُذَ الْحَائِطَةَ لِدِینِكَ.

«10»- یب، تهذیب الأحكام عَلِیُّ بْنُ السِّنْدِیِّ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام عَنْ رَجُلَیْنِ أَصَابَا صَیْداً وَ هُمَا مُحْرِمَانِ الْجَزَاءُ بَیْنَهُمَا أَمْ عَلَی كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا جَزَاءٌ فَقَالَ علیه السلام لَا بَلْ عَلَیْهِمَا جَمِیعاً وَ یَجْزِی كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا الصَّیْدَ فَقُلْتُ إِنَّ بَعْضَ أَصْحَابِنَا سَأَلَنِی عَنْ ذَلِكَ فَلَمْ أَدْرِ مَا عَلَیْهِ فَقَالَ إِذَا أَصَبْتُمْ مِثْلَ هَذَا فَلَمْ تَدْرُوا فَعَلَیْكُمْ بِالاحْتِیَاطِ حَتَّی تَسْأَلُوا عَنْهُ فَتَعْلَمُوا.

«11»- یب، تهذیب الأحكام الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَضَّاحٍ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی الْعَبْدِ الصَّالِحِ علیه السلام یَتَوَارَی الْقُرْصُ وَ یُقْبِلُ اللَّیْلُ ارْتِفَاعاً وَ تَسْتُرُ عَنَّا الشَّمْسُ وَ تَرْتَفِعُ فَوْقَ الْجَبَلِ حُمْرَةٌ وَ یُؤَذِّنُ عِنْدَنَا الْمُؤَذِّنُونَ فَأُصَلِّی حِینَئِذٍ وَ أُفْطِرُ إِنْ كُنْتُ صَائِماً أَوْ أَنْتَظِرُ حَتَّی تَذْهَبَ الْحُمْرَةُ فَكَتَبَ إِلَیَّ أَرَی لَكَ أَنْ تَنْتَظِرَ حَتَّی تَذْهَبَ الْحُمْرَةُ

ص: 259

وَ تَأْخُذَ بِالْحَائِطَةِ لِدِینِكَ.

أقول: قد مر فی باب آداب طلب العلم (1) عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام فَاسْأَلِ الْعُلَمَاءَ مَا جَهِلْتَ وَ إِیَّاكَ أَنْ تَسْأَلَهُمْ تَعَنُّتاً وَ تَجْرِبَةً وَ إِیَّاكَ أَنْ تَعْمَلَ بِرَأْیِكَ شَیْئاً وَ خُذْ بِالاحْتِیَاطِ فِی جَمِیعِ مَا تَجِدُ إِلَیْهِ سَبِیلًا وَ اهْرُبْ مِنَ الْفُتْیَا هَرَبَكَ مِنَ الْأَسَدِ وَ لَا تَجْعَلْ رَقَبَتَكَ لِلنَّاسِ جِسْراً.

«12»- الطُّرَفُ، لِلسَّیِّدِ عَلِیِّ بْنِ طَاوُسٍ قُدِّسَ سِرُّهُ نَقْلًا مِنْ كِتَابِ الْوَصِیَّةِ لِعِیسَی بْنِ الْمُسْتَفَادِ (2) عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَ عَدِّ شُرُوطِ الْإِسْلَامِ وَ عُهُودِهِ وَ الْوُقُوفُ عِنْدَ الشُّبْهَةِ وَ الرَّدُّ إِلَی الْإِمَامِ فَإِنَّهُ لَا شُبْهَةَ عِنْدَهُ.

«13»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلَی أَنْ تُحَلِّلُوا حَلَالَ الْقُرْآنِ وَ تُحَرِّمُوا حَرَامَهُ وَ تَعْمَلُوا بِالْأَحْكَامِ وَ تَرُدُّوا الْمُتَشَابِهَ إِلَی أَهْلِهِ فَمَنْ عَمِیَ عَلَیْهِ مِنْ عَمَلِهِ شَیْ ءٌ لَمْ یَكُنْ عَلِمَهُ مِنِّی وَ لَا سَمِعَهُ فَعَلَیْهِ بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَإِنَّهُ قَدْ عَلِمَ كَمَا قَدْ عَلِمْتُهُ ظَاهِرَهُ وَ بَاطِنَهُ وَ مُحْكَمَهُ وَ مُتَشَابِهَهُ.

«14»- نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَیْكُمْ فَرَائِضَ فَلَا تُضَیِّعُوهَا وَ حَدَّ لَكُمْ حُدُوداً فَلَا تَعْتَدُوهَا وَ نَهَاكُمْ عَنْ أَشْیَاءَ فَلَا تَنْتَهِكُوهَا وَ سَكَتَ لَكُمْ عَنْ أَشْیَاءَ وَ لَمْ یَدَعْهَا نِسْیَاناً فَلَا تَتَكَلَّفُوهَا.

«15»- وَ قَالَ علیه السلام لَا وَرَعَ كَالْوُقُوفِ عِنْدَ الشُّبْهَةِ.

«16»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله دَعْ مَا یُرِیبُكَ إِلَی مَا لَا یُرِیبُكَ فَإِنَّكَ لَنْ تَجِدَ فَقْدَ شَیْ ءٍ تَرَكْتَهُ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

«17»- وَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ طَالِبٍ الْبَلَدِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ النُّعْمَانِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ شُیُوخِهِ الْأَرْبَعَةِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَحْوَلِ عَنْ سَلَّامِ بْنِ الْمُسْتَنِیرِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ قَالَ جَدِّی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَیُّهَا النَّاسُ حَلَالِی حَلَالٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ حَرَامِی حَرَامٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ أَلَا وَ قَدْ بَیَّنَهُمَا

ص: 260


1- فی حدیث عنوان البصری المتقدم تحت الرقم 17
2- هو أبو موسی البجلیّ الضریر. قال النجاشیّ: لم یكن بذاك، له كتاب الوصیة اه. و ضعّفه الصدوق فی باب الأموال و الدماء من الفقیه

اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الْكِتَابِ وَ بَیَّنْتُهُمَا فِی سِیرَتِی وَ سُنَّتِی وَ بَیْنَهُمَا شُبُهَاتٌ مِنَ الشَّیْطَانِ وَ بِدَعٌ بَعْدِی مَنْ تَرَكَهَا صَلَحَ أَمْرُ دِینِهِ وَ صَلَحَتْ لَهُ مُرُوءَتُهُ وَ عِرْضُهُ وَ مَنْ تَلَبَّسَ بِهَا وَ وَقَعَ فِیهَا وَ اتَّبَعَهَا كَانَ كَمَنْ رَعَی غَنَمَهُ قُرْبَ الْحِمَی وَ مَنْ رَعَی مَاشِیَتَهُ قُرْبَ الْحِمَی نَازَعَتْهُ نَفْسُهُ إِلَی أَنْ یَرْعَاهَا فِی الْحِمَی أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًی أَلَا وَ إِنَّ حِمَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَحَارِمُهُ فَتَوَقَّوْا حِمَی اللَّهِ وَ مَحَارِمَهُ الْخَبَرَ (1).

باب 32 البدعة و السنة و الفریضة و الجماعة و الفرقة و فیه ذكر قلة أهل الحق و كثرة أهل الباطل

«1»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی ابْنُ مَخْلَدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ النَّحْوِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ سَهْلٍ الْوَشَّاءِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عُلَیَّةَ عَنْ یُونُسَ بْنِ عُبَیْدٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَمَلٌ قَلِیلٌ فِی سُنَّةٍ خَیْرٌ مِنْ عَمَلٍ كَثِیرٍ فِی بِدْعَةٍ.

«2»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی ابْنُ مَخْلَدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْمَرْوَزِیِّ مُحَمَّدِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ عُثْمَانَ عَنْ ثَقْبَةَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عُلَیَّةَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یُقْبَلُ قَوْلٌ إِلَّا بِعَمَلٍ وَ لَا یُقْبَلُ قَوْلٌ وَ عَمَلٌ إِلَّا بِنِیَّةٍ وَ لَا یُقْبَلُ قَوْلٌ وَ عَمَلٌ وَ نِیَّةٌ إِلَّا بِإِصَابَةِ السُّنَّةِ.

«3»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی بِإِسْنَادِ الْمُجَاشِعِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ عَلَیْكُمْ بِسُنَّةٍ فَعَمَلٌ قَلِیلٌ فِی سُنَّةٍ خَیْرٌ مِنْ عَمَلٍ كَثِیرٍ فِی بِدْعَةٍ.

بیان: لعل التفضیل هنا علی سبیل المماشاة مع الخصم أی لو كان فی البدعة خیر فالقلیل من السنة خیر من كثیر البدعة.

«4»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِی عُثْمَانَ الْعَبْدِیِّ (2) عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا قَوْلَ إِلَّا بِعَمَلٍ

ص: 261


1- لحمی: ما یحمی و یدافع عنه
2- لم نجد له اسما فی كتب الرجال

وَ لَا عَمَلَ إِلَّا بِنِیَّةٍ وَ لَا نِیَّةَ إِلَّا بِإِصَابَةِ السُّنَّةِ.

سن، المحاسن أبی عن إبراهیم بن إسحاق مثله- غو، غوالی اللئالی عن الرضا علیه السلام مثله بیان القول هنا الاعتقاد أی لا ینفع الإیمان و الاعتقاد بالحق نفعا كاملا إلا إذا كان مقرونا بالعمل و لا ینفعان معا أیضا إلا مع خلوص النیة عما یشوبها من أنواع الرئاء و الأغراض الفاسدة و لا تنفع الثلاثة أیضا إلا إذا كان العمل موافقا للسنة و لم تكن بدعة و السنة هنا مقابل البدعة أعم من الفریضة.

«5»- ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: أُمِرَ إِبْلِیسُ بِالسُّجُودِ لآِدَمَ فَقَالَ یَا رَبِّ وَ عِزَّتِكَ إِنْ أَعْفَیْتَنِی مِنَ السُّجُودِ لآِدَمَ لَأَعْبُدَنَّكَ عِبَادَةً مَا عَبَدَكَ أَحَدٌ قَطُّ مِثْلَهَا قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ إِنِّی أُحِبُّ أَنْ أُطَاعَ مِنْ حَیْثُ أُرِیدُ.

«6»- سن، المحاسن أَبِی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَیْفٍ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ تَمَسَّكَ بِسُنَّتِی فِی اخْتِلَافِ أُمَّتِی كَانَ لَهُ أَجْرُ مِائَةِ شَهِیدٍ.

سن، المحاسن علی بن سیف عن أبی حفص الأعشی (1) عن الصادق عن آبائه عن النبی صلوات اللّٰه علیهم مثله.

«7»- سن، المحاسن ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُرَازِمِ بْنِ حَكِیمٍ (2) قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ مَنْ خَالَفَ سُنَّةَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَدْ كَفَرَ.

«8»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ وَ أْتُوا الْبُیُوتَ مِنْ أَبْوابِها قَالَ یَعْنِی أَنْ یَأْتِیَ الْأَمْرَ مِنْ وَجْهِهِ أَیَّ الْأُمُورِ كَانَ._

ص: 262


1- لم نجد له ذكرا فی كتب الرجال و لم یتبین اسمه.
2- بضم المیم و كسر الزای. عنونه النجاشیّ فی رجاله قال: مرازم بن حكیم الأزدیّ المدائنی مولی ثقة، و أخواه محمّد بن حكیم و جدید بن حكیم، یكنی أبا محمّد روی عن أبی عبد اللّٰه و أبی الحسن علیهما السلام و مات فی أیّام الرضا علیه السلام، و هو أحد من بلی باستدعاء الرشید له و أخوه أحضرهما الرشید مع عبد الحمید الغواص فقتله و سلما، و لهم حدیث لیس هنا موضعه، له كتاب یرویه جماعة اه

«9»- سن، المحاسن بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَصْرِیِّ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: مَرَّ مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ عَلَی نَبِیِّنَا وَ آلِهِ وَ عَلَیْهِ السَّلَامُ بِرَجُلٍ وَ هُوَ رَافِعٌ یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ یَدْعُو اللَّهَ فَانْطَلَقَ مُوسَی فِی حَاجَتِهِ فَغَابَ سَبْعَةَ أَیَّامٍ ثُمَّ رَجَعَ إِلَیْهِ وَ هُوَ رَافِعٌ یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ فَقَالَ یَا رَبِّ هَذَا عَبْدُكَ رَافِعٌ یَدَیْهِ إِلَیْكَ یَسْأَلُكَ حَاجَتَهُ وَ یَسْأَلُكَ الْمَغْفِرَةَ مُنْذُ سَبْعَةِ أَیَّامٍ لَا تَسْتَجِیبُ لَهُ قَالَ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ یَا مُوسَی لَوْ دَعَانِی حَتَّی تَسْقُطَ یَدَاهُ أَوْ تَنْقَطِعَ یَدَاهُ أَوْ یَنْقَطِعَ لِسَانُهُ مَا اسْتَجَبْتُ لَهُ حَتَّی یَأْتِیَنِی مِنَ الْبَابِ الَّذِی أَمَرْتُهُ.

«10»- سن، المحاسن الْقَاسِمُ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِیَاثٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَانَ یَقُولُ لَا خَیْرَ فِی الدُّنْیَا إِلَّا لِأَحَدِ رَجُلَیْنِ رَجُلٍ یَزْدَادُ كُلَّ یَوْمٍ إِحْسَاناً وَ رَجُلٍ یَتَدَارَكُ مَنِیَّتَهُ بِالتَّوْبَةِ وَ أَنَّی لَهُ بِالتَّوْبَةِ وَ اللَّهِ أَنْ لَوْ سَجَدَ حَتَّی یَنْقَطِعَ عُنُقُهُ مَا قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ إِلَّا بِمَعْرِفَةِ الْحَقِّ.

«11»- جا، المجالس للمفید عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ صَبِیحٍ عَنْ خَلَفِ بْنِ خَلِیفَةَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عُبَیْدٍ الطَّائِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ رَبِیعَةَ الْوَالِبِیِّ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی حَدَّ لَكُمْ حُدُوداً فَلَا تَعْتَدُوهَا وَ فَرَضَ عَلَیْكُمْ فَرَائِضَ فَلَا تُضَیِّعُوهَا وَ سَنَّ لَكُمْ سُنَناً فَاتَّبِعُوهَا وَ حَرَّمَ عَلَیْكُمْ حُرُمَاتٍ فَلَا تَنْتَهِكُوهَا وَ عَفَا لَكُمْ عَنْ أَشْیَاءَ رَحْمَةً مِنْهُ مِنْ غَیْرِ نِسْیَانٍ فَلَا تَتَكَلَّفُوهَا.

«12»- جا، المجالس للمفید أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِی یَحْیَی قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمِنْبَرَ فَتَغَیَّرَتْ وَجْنَتَاهُ وَ الْتُمِعَ لَوْنُهُ (1) ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ فَقَالَ یَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِینَ إِنَّمَا بُعِثْتُ أَنَا وَ السَّاعَةُ كَهَاتَیْنِ قَالَ ثُمَّ ضَمَّ السَّبَّاحَتَیْنِ ثُمَّ قَالَ یَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِینَ إِنَّ أَفْضَلَ الْهَدْیِ هَدْیُ مُحَمَّدٍ وَ خَیْرَ الْحَدِیثِ كِتَابُ اللَّهِ وَ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا أَلَا وَ كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ أَلَا وَ كُلُّ ضَلَالَةٍ فَفِی النَّارِ أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ وَ لِوَرَثَتِهِ وَ مَنْ تَرَكَ كَلًّا أَوْ ضَیَاعاً فَعَلَیَّ وَ إِلَیَّ._

ص: 263


1- الوجنة: ما ارتفع من الخدین. و التمع لونه ای ذهب و تغیر

جا، المجالس للمفید أبو غالب الزراری عن محمد بن سلیمان عن ابن أبی الخطاب عن محمد بن یحیی الخزاز عن غیاث بن إبراهیم عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام مثله بیان قال الجزری السباحة و المسبحة الإصبع التی تلی الإبهام سمیت بذلك لأنها یشار بها عند التسبیح انتهی و الغرض بیان كون دینه صلی اللّٰه علیه و آله متصلا بقیام الساعة لا ینسخه دین آخر و أن الساعة قریبة قوله صلی اللّٰه علیه و آله و شر الأمور محدثاتها أی مبتدعاتها قوله صلی اللّٰه علیه و آله و كل بدعة ضلالة البدعة كل رأی أو دین أو حكم أو عبادة لم یرد من الشارع بخصوصها و لا فی ضمن حكم عام و به یظهر بطلان ما ذكره بعض أصحابنا تبعا للعامة من انقسام البدعة بانقسام الأحكام الخمسة.

و قال الجزری الكلّ العیال و منه الحدیث من ترك كلّا فإلیّ و علیّ و قال فیه من ترك ضیاعا فإلی الضیاع العیال و أصله مصدر ضاع یضیع ضیاعا فسمی العیال بالمصدر كما تقول من مات و ترك فقرا أی فقراء و إن كسرت الضاد كان جمع ضائع كجائع و جیاع.

«13»- ل، الخصال أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: السُّنَّةُ سُنَّتَانِ سُنَّةٌ فِی فَرِیضَةٍ الْأَخْذُ بِهَا هُدًی وَ تَرْكُهَا ضَلَالَةٌ وَ سُنَّةٌ فِی غَیْرِ فَرِیضَةٍ الْأَخْذُ بِهَا فَضِیلَةٌ وَ تَرْكُهَا إِلَی غَیْرِ خَطِیئَةٍ.

سن، المحاسن النوفلی مثله- ما، الأمالی للشیخ الطوسی جماعة عن أبی المفضل عن علی بن أحمد بن نصر البندنیجی عن عبید اللّٰه بن موسی الرویانی عن عبد العظیم الحسنی عن أبی جعفر محمد بن علی عن أبیه عن جده عن جعفر بن محمد علیهما السلام عن آبائه عن علی علیه السلام قال قال رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و ذكر مثله.

«14»- نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا اخْتَلَفَتْ دَعْوَتَانِ إِلَّا كَانَتْ إِحْدَاهُمَا ضَلَالَةً.

«15»- وَ قَالَ علیه السلام مَا أُحْدِثَتْ بِدْعَةٌ إِلَّا تُرِكَ بِهَا سُنَّةٌ فَاتَّقُوا الْبِدَعَ وَ الْزَمُوا الْمَهْیَعَ(1) إِنَّ عَوَازِمَ الْأُمُورِ أَفْضَلُهَا وَ إِنَّ مُحْدَثَاتِهَا شِرَارُهَا.

ص: 264


1- بفتح المیم و سكون الهاء و فتح الیاء: الطریق الواسع البین.

«16»- وَ قَالَ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ رَسُولًا هَادِیاً بِكِتَابٍ نَاطِقٍ وَ أَمْرٍ قَائِمٍ لَا یَهْلِكُ عَنْهُ إِلَّا هَالِكٌ وَ إِنَّ الْمُبْتَدَعَاتِ الْمُشَبَّهَاتِ هُنَّ الْمُهْلِكَاتُ إِلَّا مَا حَفِظَ اللَّهُ مِنْهَا.

«17»- مص، مصباح الشریعة قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام الِاقْتِدَاءُ نِسْبَةُ الْأَرْوَاحِ فِی الْأَزَلِ وَ امْتِزَاجُ نُورِ الْوَقْتِ بِنُورِ الْأَزَلِ وَ لَیْسَ الِاقْتِدَاءُ بِالتَّوَسُّمِ (1) بِحَرَكَاتِ الظَّاهِرِ وَ التَّنَسُّبِ إِلَی أَوْلِیَاءِ الدِّینِ مِنَ الْحُكَمَاءِ وَ الْأَئِمَّةِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ أَیْ مَنْ كَانَ اقْتَدَی بِمُحِقٍّ قُبِلَ وَ زَكَی قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِذا نُفِخَ فِی الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَیْنَهُمْ یَوْمَئِذٍ وَ لا یَتَساءَلُونَ

«18»- قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٌّ علیه السلام الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَ مَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ.

«19»- و قیل لمحمد بن الحنفیة رضی اللّٰه عنه من أدبك قال أدبنی ربی فی نفسی فما استحسنته من أولی الألباب و البصیرة تبعتهم به فاستعملته و ما استقبحت من الجهال اجتنبته و تركته مستنفرا فأوصلنی ذلك إلی كنوز العلم و لا طریق للأكیاس من المؤمنین أسلم من الاقتداء لأنه المنهج الأوضح و المقصد الأصح قال اللّٰه عز و جل لأعز خلقه محمد صلی اللّٰه علیه و آله أُولئِكَ الَّذِینَ هَدَی اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ و قال عز و جل ثُمَّ أَوْحَیْنا إِلَیْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِیمَ حَنِیفاً فلو كان لدین اللّٰه مسلك أقوم من الاقتداء لندب أنبیاءه و أولیاءه إلیه (2)

«20»- وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْقَلْبِ نُورٌ لَا یُضِی ءُ إِلَّا مِنِ اتِّبَاعِ الْحَقِّ وَ قَصْدِ السَّبِیلِ وَ هُوَ نُورٌ مِنَ الْمُرْسَلِینَ الْأَنْبِیَاءِ مُوَدَّعٌ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ.

«21»- مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ جَمَاعَةِ أُمَّتِهِ فَقَالَ جَمَاعَةُ أُمَّتِی أَهْلُ الْحَقِّ وَ إِنْ قَلُّوا.

سن، المحاسن أبی عن هارون مثله.

ص: 265


1- فی نسخة: بالرسم
2- الظاهر أن جملة «و لا طریق إلخ» لیست من الحدیث بل من كلام صاحب المصباح

«22»- مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِی یَحْیَی الْوَاسِطِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیِّ رَفَعَهُ قَالَ: قِیلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا جَمَاعَةُ أُمَّتِكَ قَالَ مَنْ كَانَ عَلَی الْحَقِّ وَ إِنْ كَانُوا عَشَرَةً.

سن، المحاسن أبو یحیی الواسطی مثله.

«23»- مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْحَجَّالِ عَنِ ابْنِ حُمَیْدٍ رَفَعَهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ أَخْبِرْنِی عَنِ السُّنَّةِ وَ الْبِدْعَةِ وَ عَنِ الْجَمَاعَةِ وَ عَنِ الْفِرْقَةِ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ السُّنَّةُ مَا سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْبِدْعَةُ مَا أُحْدِثَ مِنْ بَعْدِهِ وَ الْجَمَاعَةُ أَهْلُ الْحَقِّ وَ إِنْ كَانُوا قَلِیلًا وَ الْفِرْقَةُ أَهْلُ الْبَاطِلِ وَ إِنْ كَانُوا كَثِیراً.

«24»- سن، المحاسن فِی رِوَایَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ خَلَعَ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِینَ قَدْرَ شِبْرٍ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِیمَانِ مِنْ عُنُقِهِ (1)

«25»- سن، المحاسن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِیٍّ الْعَمْرِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: ثَلَاثٌ مُوبِقَاتٌ نَكْثُ الصَّفْقَةِ وَ تَرْكُ السُّنَّةِ وَ فِرَاقُ الْجَمَاعَةِ.

سن، المحاسن النوفلی عن السكونی عن الصادق عن آبائه عن أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیهم مثله بیان نكث الصفقة نقض البیعة و إنما سمیت البیعة صفقة لأن المتبایعین یضع أحدهما یده فی ید الآخر عندها.

«26»- سن، المحاسن الْوَشَّاءُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ الْقَلِیلَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ كَثِیرٌ.

«27»- نی، الغیبة للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَمَّدِیِّ عَنْ یَزِیدَ بْنِ إِسْحَاقَ شَعِرٍ عَنْ مُخَوَّلٍ عَنْ فُرَاتِ بْنِ أَحْنَفَ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَی مِنْبَرِ الْكُوفَةِ یَقُولُ أَیُّهَا النَّاسُ أَنَا أَنْفُ الْهُدَی وَ عَیْنَاهُ أَیُّهَا النَّاسُ لَا تَسْتَوْحِشُوا فِی طَرِیقِ الْهُدَی لِقِلَّةِ مَنْ یَسْلُكُهُ إِنَّ النَّاسَ اجْتَمَعُوا عَلَی مَائِدَةٍ قَلِیلٍ شِبَعُهَا كَثِیرٍ جُوعُهَا وَ اللَّهُ _

ص: 266


1- الربقة بفتح الراء و كسرها و سكون الباء و فتح القاف، حبل مستطیل فیه عری تربط فیها البهائم، و فیه استعارة للحكم الجامع للمؤمنین و هو استحقاق الثواب و التعظیم الدائم. كذا قیل

الْمُسْتَعَانُ وَ إِنَّمَا مجمع [یَجْمَعُ النَّاسَ الرِّضَا وَ الْغَضَبُ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا عَقَرَ نَاقَةَ صَالِحٍ وَاحِدٌ فَأَصَابَهُمْ بِعَذَابِهِ بِالرِّضَا وَ آیَةُ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَنادَوْا صاحِبَهُمْ فَتَعاطی فَعَقَرَ فَكَیْفَ كانَ عَذابِی وَ نُذُرِ وَ قَالَ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَیْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها وَ لا یَخافُ عُقْباها أَلَا وَ مَنْ سُئِلَ عَنْ قَاتِلِی فَزَعَمَ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَقَدْ قَتَلَنِی أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ سَلَكَ الطَّرِیقَ وَرَدَ الْمَاءَ وَ مَنْ حَادَ عَنْهُ وَقَعَ فِی التِّیهِ ثُمَّ نَزَلَ.

وَ رَوَاهُ لَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ مَعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ نُوحٍ عَنِ ابْنِ عُلَیْمٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ فُرَاتِ بْنِ أَحْنَفَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ لَا تَسْتَوْحِشُوا فِی طَرِیقِ الْهُدَی لِقِلَّةِ أَهْلِهِ

«28»- سن، المحاسن ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ خَلَعَ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِینَ قَدْرَ شِبْرٍ خَلَعَ رِبْقَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ وَ مَنْ نَكَثَ صَفْقَةَ الْإِمَامِ جَاءَ إِلَی اللَّهِ أَجْذَمَ.

بیان: الخلع هنا مجاز كأنه شبه جماعة المسلمین عند كونه بینهم بثوب شمله و المراد المفارقة و یحتمل أن یكون أصله فارق فصحف كما فی الكافی و ورد كذلك فی أخبار العامة أیضا قال الجزری فیه من فارق الجماعة قدر شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه مفارقة الجماعة ترك السنة و اتباع البدعة و الربقة فی الأصل عروة فی حبل تجعل فی عنق البهیمة أو یدها تمسكها فاستعارها للإسلام یعنی ما یشد المسلم به نفسه من عری الإسلام أی حدوده و أحكامه و أوامره و نواهیه و یجمع الربقة علی ربق مثل كسرة و كسر و یقال للحبل الذی فیه الربقة ربق و تجمع علی رباق و أرباق و قال فیه من تعلم القرآن ثم نسیه لقی اللّٰه یوم القیامة و هو أجذم أی مقطوع الید من الجذم القطع

وَ مِنْهُ حَدِیثُ عَلِیٍّ علیه السلام مَنْ نَكَثَ بَیْعَتَهُ لَقِیَ اللَّهَ وَ هُوَ أَجْذَمُ لَیْسَتْ لَهُ یَدٌ.

قال القتیبی الأجذم هاهنا الذی ذهبت أعضاؤه كلها و لیست الید أولی بالعقوبة من باقی الأعضاء یقال رجل أجذم و مجذوم إذا تهافتت أطرافه من الجذام و هو الداء المعروف و قال الجوهری لا یقال للمجذوم أجذم و قال ابن الأنباری ردا علی ابن قتیبة لو كان العقاب لا یقع إلا بالجارحة التی باشرت المعصیة

ص: 267

لما عوقب الزانی بالجلد و الرجم فی الدنیا و بالنار فی الآخرة و قال ابن الأنباری معنی الحدیث أنه لقی اللّٰه و هو أجذم الحجة لا لسان له یتكلم و لا حجة فی یده و قول علی علیه السلام لیست له ید أی لا حجة له و قیل معناه لقیه منقطع السبب

یَدُلُّ عَلَیْهِ قَوْلُهُ علیه السلام الْقُرْآنُ سَبَبٌ بِیَدِ اللَّهِ وَ سَبَبٌ بِأَیْدِیكُمْ فَمَنْ نَسِیَهُ فَقَدْ قَطَعَ سَبَبَهُ.

و قال الخطابی معنی الحدیث ما ذهب إلیه ابن الأعرابی و هو أن من نسی القرآن لقی اللّٰه خالی الید من الخیر صفرها من الثواب فكنی بالید عما تحویه و تشتمل علیه من الخیر قلت و فی تخصیص علی علیه السلام بذكر الید معنی لیس فی حدیث نسیان القرآن لأن البیعة تباشرها الید من بین الأعضاء و هو أن یضع المبایع یده فی ید الإمام عند عقد البیعة و أخذها علیه.

باب 33 ما یمكن أن یستنبط من الآیات و الأخبار من متفرقات مسائل أصول الفقه

الآیات؛

البقرة: «الَّذِی جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وَ السَّماءَ بِناءً وَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ»(22) (و قال تعالی): «هُوَ الَّذِی خَلَقَ لَكُمْ ما فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً»(29) (و قال تعالی): «وَ لَكُمْ فِی الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَ مَتاعٌ إِلی حِینٍ»(36) (و قال لبنی إسرائیل): «كُلُوا وَ اشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ»(60) (و قال تعالی): «فَافْعَلُوا ما تُؤْمَرُونَ»(68) (و قال تعالی): «یا أَیُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِی الْأَرْضِ حَلالًا طَیِّباً»(168) (و قال تعالی): «یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَیِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ»(172) (و قال سبحانه): «فَمَنِ اضْطُرَّ غَیْرَ باغٍ وَ لا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَیْهِ»(173) (و قال تعالی): «وَ لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَیْنَكُمْ بِالْباطِلِ»(188) (و قال تعالی): «وَ لا تُلْقُوا بِأَیْدِیكُمْ إِلَی التَّهْلُكَةِ وَ أَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُحْسِنِینَ»(195) (و قال تعالی): «فَمَنِ اعْتَدی عَلَیْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَیْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدی عَلَیْكُمْ»(194)

النساء: «یُرِیدُ اللَّهُ أَنْ یُخَفِّفَ عَنْكُمْ»(28) (و قال تعالی): «لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَیْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ وَ لا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِیماً»(29) (و قال سبحانه): «وَ یَتَّبِعْ غَیْرَ سَبِیلِ الْمُؤْمِنِینَ»(115) (و قال تعالی): «وَ لَنْ یَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكافِرِینَ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ سَبِیلًا»(141) (و قال تعالی): «ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِ»(157)

ص: 268

المائدة: «یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ»(1) (و قال تعالی): «وَ تَعاوَنُوا عَلَی الْبِرِّ وَ التَّقْوی وَ لا تَعاوَنُوا عَلَی الْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ»(2) (و قال تعالی): «فَمَنِ اضْطُرَّ فِی مَخْمَصَةٍ غَیْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ»(3) (و قال تعالی): «ما یُرِیدُ اللَّهُ لِیَجْعَلَ عَلَیْكُمْ مِنْ حَرَجٍ»(6) (و قال تعالی): «یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَیِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَ لا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا یُحِبُّ الْمُعْتَدِینَ وَ كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالًا طَیِّباً»(87 ، 88)

الأنعام: «وَ قَدْ فَصَّلَ لَكُمْ ما حَرَّمَ عَلَیْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَیْهِ و قال تعالی كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ»(141) (و قال سبحانه): «كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ»(142) (و قال تعالی): «فَمَنِ اضْطُرَّ غَیْرَ باغٍ وَ لا عادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِیمٌ»(145)

الأعراف: «وَ لَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِی الْأَرْضِ وَ جَعَلْنا لَكُمْ فِیها مَعایِشَ قَلِیلًا ما تَشْكُرُونَ»(10) (و قال تعالی): «ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ»(12) (و قال تعالی): «وَ لَكُمْ فِی الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَ مَتاعٌ إِلی حِینٍ»(24) (و قال سبحانه): «یا بَنِی آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَیْكُمْ لِباساً یُوارِی سَوْآتِكُمْ وَ رِیشاً وَ لِباسُ التَّقْوی ذلِكَ خَیْرٌ»(26) (و قال تعالی): «وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا وَ لا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا یُحِبُّ الْمُسْرِفِینَ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِینَةَ اللَّهِ الَّتِی أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطَّیِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِیَ لِلَّذِینَ آمَنُوا فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا خالِصَةً یَوْمَ الْقِیامَةِ»(31 ، 32) (و قال تعالی): «وَ یُحِلُّ لَهُمُ الطَّیِّباتِ وَ یُحَرِّمُ عَلَیْهِمُ الْخَبائِثَ وَ یَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الْأَغْلالَ الَّتِی كانَتْ عَلَیْهِمْ»(157)

التوبة: «یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِنَّ كَثِیراً مِنَ الْأَحْبارِ وَ الرُّهْبانِ لَیَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ»(34) (و قال تعالی): «وَ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ یُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِینَ»(61) (و قال تعالی): «وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِیاءُ بَعْضٍ»(71) (و قال تعالی): «ما عَلَی الْمُحْسِنِینَ مِنْ سَبِیلٍ»(91) (و قال تعالی): «وَ ما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِیَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِیَتَفَقَّهُوا فِی الدِّینِ وَ لِیُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَیْهِمْ لَعَلَّهُمْ یَحْذَرُونَ»(122)

إبراهیم: «فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ وَ سَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِیَ فِی الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَ سَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ»(32)

الحجر: «وَ جَعَلْنا لَكُمْ فِیها مَعایِشَ وَ مَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِینَ (إلی قوله تعالی) فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَیْناكُمُوهُ وَ ما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِینَ»(22)

ص: 269

النحل: «وَ الْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِیها دِفْ ءٌ وَ مَنافِعُ وَ مِنْها تَأْكُلُونَ وَ لَكُمْ فِیها جَمالٌ حِینَ تُرِیحُونَ وَ حِینَ تَسْرَحُونَ وَ تَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلی بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِیهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِیمٌ وَ الْخَیْلَ وَ الْبِغالَ وَ الْحَمِیرَ لِتَرْكَبُوها وَ زِینَةً (إلی قوله تعالی): هُوَ الَّذِی أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَ مِنْهُ شَجَرٌ فِیهِ تُسِیمُونَ (إلی قوله تعالی): وَ ما ذَرَأَ لَكُمْ فِی الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیَةً لِقَوْمٍ یَذَّكَّرُونَ وَ هُوَ الَّذِی سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِیًّا وَ تَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْیَةً تَلْبَسُونَها وَ تَرَی الْفُلْكَ مَواخِرَ فِیهِ وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ»(5-14) (و قال تعالی): «یَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَ یَفْعَلُونَ ما یُؤْمَرُونَ»(50) (و قال تعالی): «وَ اللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُیُوتِكُمْ سَكَناً وَ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُیُوتاً تَسْتَخِفُّونَها یَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَ یَوْمَ إِقامَتِكُمْ وَ مِنْ أَصْوافِها وَ أَوْبارِها وَ أَشْعارِها أَثاثاً وَ مَتاعاً إِلی حِینٍ وَ اللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالًا وَ جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً وَ جَعَلَ لَكُمْ سَرابِیلَ تَقِیكُمُ الْحَرَّ وَ سَرابِیلَ تَقِیكُمْ بَأْسَكُمْ كَذلِكَ یُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَیْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ»(81) (و قال تعالی): «فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالًا طَیِّباً»(114)

طه: «فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّی كُلُوا وَ ارْعَوْا أَنْعامَكُمْ»(53 ، 54) (و قال تعالی): «كُلُوا مِنْ طَیِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَ لا تَطْغَوْا فِیهِ»(81)

الحج: «أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِی الْأَرْضِ وَ الْفُلْكَ تَجْرِی فِی الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ»(65) (و قال تعالی): «وَ ما جَعَلَ عَلَیْكُمْ فِی الدِّینِ مِنْ حَرَجٍ»(78)

المؤمنون: «وَ أَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِی الْأَرْضِ وَ إِنَّا عَلی ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِیلٍ وَ أَعْنابٍ لَكُمْ فِیها فَواكِهُ كَثِیرَةٌ وَ مِنْها تَأْكُلُونَ وَ شَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَیْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَ صِبْغٍ لِلْآكِلِینَ وَ إِنَّ لَكُمْ فِی الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِیكُمْ مِمَّا فِی بُطُونِها وَ لَكُمْ فِیها مَنافِعُ كَثِیرَةٌ وَ مِنْها تَأْكُلُونَ وَ عَلَیْها وَ عَلَی الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ»(16-21) (و قال تعالی): «یا أَیُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّیِّباتِ»(51)

النور: «فَلْیَحْذَرِ الَّذِینَ یُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِیبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ یُصِیبَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ»(63)

الشعراء: «أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَ بَنِینَ وَ جَنَّاتٍ وَ عُیُونٍ»(133)

لقمان: «أَ لَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرض»(20)

ص: 270

التنزیل: «أَ وَ لَمْ یَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَی الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَ أَنْفُسُهُمْ أَ فَلا یُبْصِرُونَ»(27)

الأحزاب: «لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِی رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ یَرْجُوا اللَّهَ وَ الْیَوْمَ الْآخِرَ»(21)

یس: «وَ أَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ یَأْكُلُونَ (إلی قوله): لِیَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَ ما عَمِلَتْهُ أَیْدِیهِمْ أَ فَلا تَشْكُرُونَ»(35) (و قال تعالی): «أَ وَ لَمْ یَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَیْدِینا أَنْعاماً فَهُمْ لَها مالِكُونَ وَ ذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَ مِنْها یَأْكُلُونَ وَ لَهُمْ فِیها مَنافِعُ وَ مَشارِبُ أَ فَلا یَشْكُرُونَ»(71 ، 72 ،73)

السجدة: «وَ وَیْلٌ لِلْمُشْرِكِینَ الَّذِینَ لا یُؤْتُونَ الزَّكاةَ»(7)

حمعسق: «وَ جَزاءُ سَیِّئَةٍ سَیِّئَةٌ مِثْلُها»(40)

الجاثیة: «اللَّهُ الَّذِی سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِیَ الْفُلْكُ فِیهِ بِأَمْرِهِ وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً مِنْهُ إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَتَفَكَّرُونَ»(12 ، 13)

محمد: «وَ لا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ»(33)

الحجرات: «إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَیَّنُوا»(6)

ق: «وَ نَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَ حَبَّ الْحَصِیدِ وَ النَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِیدٌ رِزْقاً لِلْعِبادِ»(9)

النجم: «أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْری وَ أَنْ لَیْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعی»(38 ، 39)

الرحمن: «وَ الْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ (إلی آخر الآیات)»(10)

الحدید: «وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِیدَ فِیهِ بَأْسٌ شَدِیدٌ وَ مَنافِعُ لِلنَّاسِ»(25)

الحشر: «وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا»(7)

الملك: «هُوَ الَّذِی جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِی مَناكِبِها وَ كُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَ إِلَیْهِ النُّشُورُ»(15)

نوح: «وَ اللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلًا فِجاجاً»(19 ، 20)

المدثر: «یَتَساءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِینَ ما سَلَكَكُمْ فِی سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّینَ»(40)

ص: 271

القیامة: «بَلِ الْإِنْسانُ عَلی نَفْسِهِ بَصِیرَةٌ وَ لَوْ أَلْقی مَعاذِیرَهُ»(14 ، 15)

المرسلات: «أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْیاءً وَ أَمْواتاً (إلی قوله تعالی): وَ أَسْقَیْناكُمْ ماءً فُراتاً»(27)

النازعات: «وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَ مَرْعاها وَ الْجِبالَ أَرْساها مَتاعاً لَكُمْ وَ لِأَنْعامِكُمْ»(30-33)

عبس: «فَأَنْبَتْنا فِیها حَبًّا وَ عِنَباً وَ قَضْباً وَ زَیْتُوناً وَ نَخْلًا وَ حَدائِقَ غُلْباً وَ فاكِهَةً وَ أَبًّا مَتاعاً لَكُمْ وَ لِأَنْعامِكُمْ»(27-32)

«1»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الرَّجُلُ یُغْمَی عَلَیْهِ الْیَوْمَ أَوْ یَوْمَیْنِ أَوْ ثَلَاثَةً أَوْ أَكْثَرَ ذَلِكَ كَمْ یَقْضِی مِنْ صَلَاتِهِ فَقَالَ أَ لَا أُخْبِرُكَ بِمَا یَنْتَظِمُ هَذَا وَ أَشْبَاهُهُ فَقَالَ كُلُّ مَا غَلَبَ اللَّهُ عَلَیْهِ مِنْ أَمْرٍ فَاللَّهُ أَعْذَرُ لِعَبْدِهِ.

وَ زَادَ فِیهِ غَیْرُهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هَذَا مِنَ الْأَبْوَابِ الَّتِی یَفْتَحُ كُلُّ بَابٍ مِنْهَا أَلْفَ بَابٍ

«2»- شا، الإرشاد قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَنْ كَانَ عَلَی یَقِینٍ فَأَصَابَهُ شَكٌّ فَلْیَمْضِ عَلَی یَقِینِهِ فَإِنَّ الْیَقِینَ لَا یُدْفَعُ بِالشَّكِّ.

«3»- غو، غوالی اللئالی قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام كُلُّ شَیْ ءٍ مُطْلَقٌ حَتَّی یَرِدَ فِیهِ نَصٌّ.

«4»- وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله حُكْمِی عَلَی الْوَاحِدِ حُكْمِی عَلَی الْجَمَاعَةِ.

«5»- وَ رَوَی إِسْحَاقُ بْنُ عَمَّارٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ یَقُولُ أَبْهِمُوا مَا أَبْهَمَهُ اللَّهُ.

«6»- وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا اجْتَمَعَ الْحَرَامُ وَ الْحَلَالُ إِلَّا غَلَبَ الْحَرَامُ الْحَلَالَ.

«7»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ النَّاسَ مُسَلَّطُونَ عَلَی أَمْوَالِهِمْ.

«8»- ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر حَمَّادٌ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُلُّ شَیْ ءٍ فِی الْقُرْآنِ أَوْ فَصَاحِبُهُ بِالْخِیَارِ یَخْتَارُ مَا شَاءَ (1).

«9»- ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر عَنْ سَمَاعَةَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: لَیْسَ شَیْ ءٌ مِمَّا حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا وَ قَدْ أَحَلَّهُ لِمَنِ اضْطُرَّ إِلَیْهِ.

ص: 272


1- أی كل شی ء ورد فی القرآن بینه و بین غیره كلمة «أو» فصاحبه بالخیار

«10»- كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ عَنْ مُرَازِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الْمَرِیضِ لَا یَقْدِرُ عَلَی الصَّلَاةِ قَالَ فَقَالَ كُلُّ مَا غَلَبَ اللَّهُ عَلَیْهِ فَاللَّهُ أَوْلَی بِالْعُذْرِ.

«11»- كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَمِعْتُهُ یَقُولُ فِی الْمُغْمَی عَلَیْهِ مَا غَلَبَ اللَّهُ عَلَیْهِ فَاللَّهُ أَوْلَی بِالْعُذْرِ.

«12»- كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ كُلُّ شَیْ ءٍ هُوَ لَكَ حَلَالٌ حَتَّی تَعْلَمَ أَنَّهُ حَرَامٌ بِعَیْنِهِ فَتَدَعَهُ مِنْ قِبَلِ نَفْسِكَ وَ ذَلِكَ مِثْلُ الثَّوْبِ یَكُونُ قَدِ اشْتَرَیْتَهُ وَ هُوَ سَرِقَةٌ أَوِ الْمَمْلُوكِ عِنْدَكَ وَ لَعَلَّهُ حُرٌّ قَدْ بَاعَ نَفْسَهُ أَوْ خُدِعَ فَبِیعَ أَوْ قُهِرَ أَوِ امْرَأَةٍ تَحْتَكَ وَ هِیَ أُخْتُكَ أَوْ رَضِیعَتُكَ وَ الْأَشْیَاءُ كُلُّهَا عَلَی هَذَا حَتَّی یَسْتَبِینَ لَكَ غَیْرُ ذَلِكَ أَوْ تَقُومَ بِهِ الْبَیِّنَةُ.

«13»- كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ قَالَ: كَانَتْ لِإِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ دَنَانِیرُ وَ أَرَادَ رَجُلٌ مِنْ قُرَیْشٍ أَنْ یَخْرُجَ إِلَی الْیَمَنِ فَقَالَ إِسْمَاعِیلُ یَا أَبَتِ إِنَّ فُلَاناً یُرِیدُ الْخُرُوجَ إِلَی الْیَمَنِ وَ عِنْدِی كَذَا وَ كَذَا دِینَاراً أَ فَتَرَی أَنْ أَدْفَعَهَا إِلَیْهِ یَبْتَاعُ لِی بِهَا بِضَاعَةً مِنَ الْیَمَنِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا بُنَیَّ أَ مَا بَلَغَكَ أَنَّهُ یَشْرَبُ الْخَمْرَ فَقَالَ هَكَذَا یَقُولُ النَّاسُ فَقَالَ یَا بُنَیَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ یُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِینَ یَقُولُ یُصَدِّقُ لِلَّهِ وَ یُصَدِّقُ لِلْمُؤْمِنِینَ فَإِذَا شَهِدَ عِنْدَكَ الْمُؤْمِنُونَ فَصَدِّقْهُمْ.

«14»- یب، تهذیب الأحكام أَخْبَرَنِی الشَّیْخُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ وَ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی وَ ابْنِ أَبَانٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْجُنُبِ یَجْعَلُ الرَّكْوَةَ أَوِ التَّوْرَ (1) فَیُدْخِلُ إِصْبَعَهُ فِیهِ قَالَ إِنْ كَانَتْ یَدُهُ قَذِرَةً فَلْیُهَرِقْهُ وَ إِنْ كَانَ لَمْ یُصِبْهَا قَذَرٌ فَلْیَغْتَسِلْ مِنْهُ هَذَا_

ص: 273


1- الركوة مثلثة الراء مع سكون الواو: زورق صغیر. إناء صغیر من جلد یشرب فیه الماء. و التور بفتح التاء و سكون الواو: إناء صغیر

مِمَّا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی ما جَعَلَ عَلَیْكُمْ فِی الدِّینِ مِنْ حَرَجٍ.

«15»- كا، الكافی یب، تهذیب الأحكام بِالْإِسْنَادِ عَنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنِ الْفُضَیْلِ قَالَ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الْجُنُبِ یَغْتَسِلُ فَیَنْتَضِحُ الْمَاءُ مِنَ الْأَرْضِ فِی الْإِنَاءِ فَقَالَ لَا بَأْسَ هَذَا مِمَّا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی ما جَعَلَ عَلَیْكُمْ فِی الدِّینِ مِنْ حَرَجٍ.

«16»- یب، تهذیب الأحكام كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِیعاً عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام تَابِعْ بَیْنَ الْوُضُوءِ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ابْدَأْ بِالْوَجْهِ ثُمَّ بِالْیَدَیْنِ ثُمَّ امْسَحِ الرَّأْسَ وَ الرِّجْلَیْنِ وَ لَا تُقَدِّمَنَّ شَیْئاً بَیْنَ یَدَیْ شَیْ ءٍ تُخَالِفْ مَا أُمِرْتَ بِهِ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ ابْدَأْ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ.

«17»- یب، تهذیب الأحكام الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: قُلْتُ لَهُ الرَّجُلُ یَنَامُ وَ إِنْ حُرِّكَ إِلَی جَنْبِهِ شَیْ ءٌ لَمْ یَعْلَمْ بِهِ قَالَ لَا حَتَّی یَسْتَیْقِنَ أَنَّهُ قَدْ نَامَ فَإِنَّهُ عَلَی یَقِینٍ مِنْ وُضُوئِهِ وَ لَا یَنْقُضُ الْیَقِینَ بِالشَّكِّ وَ لَكِنْ یَنْقُضُهُ بِیَقِینٍ آخَرَ وَ الْحَدِیثُ مُخْتَصَرٌ.

«18»- ختص، الإختصاص قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رُفِعَ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ سِتٌّ الْخَطَأُ وَ النِّسْیَانُ وَ مَا اسْتُكْرِهُوا عَلَیْهِ وَ مَا لَا یَعْلَمُونَ وَ مَا لَا یُطِیقُونَ وَ مَا اضْطُرُّوا إِلَیْهِ.

«19»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْقَزْوِینِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَبَشِیٍّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی غُنْدَرٍ (1) عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْأَشْیَاءُ مُطْلَقَةٌ مَا لَمْ یَرِدْ عَلَیْكَ أَمْرٌ وَ نَهْیٌ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ یَكُونُ فِیهِ حَلَالٌ وَ حَرَامٌ فَهُوَ لَكَ حَلَالٌ أَبَداً مَا لَمْ تَعْرِفِ الْحَرَامَ مِنْهُ فَتَدَعَهُ.

«20»- یه، من لا یحضره الفقیه رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ شَیْ ءٍ مُطْلَقٌ حَتَّی یَرِدَ فِیهِ نَهْیٌ.

«21»- كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ الْعَبْدِیِّ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْیَصُمْهُ قَالَ مَا أَبْیَنَهَا مَنْ شَهِدَ فَلْیَصُمْهُ وَ مَنْ سَافَرَ فَلَا یَصُمْهُ.

ص: 274


1- غندر كقنفذ. أورده النجاشیّ فی رجاله و قال: كوفیّ یروی عن أبیه عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام و یقال: هو عن موسی بن جعفر علیه السلام. له كتاب اه.

«22»- كا، الكافی یب، تهذیب الأحكام الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّا نُرِیدُ أَنْ نَتَعَجَّلَ السَّیْرَ وَ كَانَتْ لَیْلَةُ النَّفْرِ حِینَ سَأَلْتُهُ فَأَیَّ سَاعَةٍ نَنْفِرُ فَقَالَ لِی أَمَّا الْیَوْمَ الثَّانِیَ فَلَا تَنْفِرْ حَتَّی تَزُولَ الشَّمْسُ وَ كَانَتْ لَیْلَةُ النَّفْرِ (1) فَأَمَّا الْیَوْمَ الثَّالِثَ فَإِذَا ابْیَضَّتِ الشَّمْسُ فَانْفِرْ عَلَی كِتَابِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِی یَوْمَیْنِ فَلا إِثْمَ عَلَیْهِ وَ مَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَیْهِ فَلَوْ سَكَتَ لَمْ یَبْقَ أَحَدٌ إِلَّا تَعَجَّلَ وَ لَكِنَّهُ قَالَ وَ مَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَیْهِ.

«23»- كا، الكافی أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِیعاً عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِی إِبْرَاهِیمَ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ فِی عِدَّتِهَا بِجَهَالَةٍ أَ هِیَ مِمَّنْ لَا تَحِلُّ لَهُ أَبَداً فَقَالَ لَهُ أَمَّا إِذَا كَانَ بِجَهَالَةٍ فَلْیَتَزَوَّجْهَا بَعْدَ مَا تَنْقَضِی عِدَّتُهَا وَ قَدْ یُعْذَرُ النَّاسُ فِی الْجَهَالَةِ بِمَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ فَقُلْتُ بِأَیِّ الْجَهَالَتَیْنِ یُعْذَرُ بِجَهَالَتِهِ أَنْ یَعْلَمَ أَنَّ ذَلِكَ مُحَرَّمٌ عَلَیْهِ أَمْ بِجَهَالَتِهِ أَنَّهَا فِی عِدَّةٍ فَقَالَ إِحْدَی الْجَهَالَتَیْنِ أَهْوَنُ مِنَ الْأُخْرَی الْجَهَالَةُ بِأَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ ذَلِكَ عَلَیْهِ وَ ذَلِكَ بِأَنَّهُ لَا یَقْدِرُ عَلَی الِاحْتِیَاطِ مَعَهَا فَقُلْتُ فَهُوَ فِی الْأُخْرَی مَعْذُورٌ قَالَ نَعَمْ إِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا فَهُوَ مَعْذُورٌ فِی أَنْ یَتَزَوَّجَهَا فَقُلْتُ فَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمَا مُتَعَمِّداً وَ الْآخَرُ بِجَهْلٍ فَقَالَ الَّذِی تَعَمَّدَ لَا یَحِلُّ لَهُ أَنْ یَرْجِعَ إِلَی صَاحِبِهِ أَبَداً.

«24»- كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ السَّیَّارِیِّ قَالَ: سَأَلَ ابْنُ أَبِی لَیْلَی مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ فَقَالَ لَهُ أَیَّ شَیْ ءٍ تَرْوُونَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی الْمَرْأَةِ لَا یَكُونُ عَلَی رَكَبِهَا شَعْرٌ أَ یَكُونُ ذَلِكَ عَیْباً فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَمَّا هَذَا نَصّاً فَلَا أَعْرِفُهُ وَ لَكِنْ حَدَّثَنِی أَبُو جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ- عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ كُلُّ مَا كَانَ فِی أَصْلِ الْخِلْقَةِ فَزَادَ أَوْ نَقَصَ فَهُوَ عَیْبٌ فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِی لَیْلَی حَسْبُكَ ثُمَّ رَجَعَ.

«25»- كا، الكافی یب، تهذیب الأحكام عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ صَفْوَانَ وَ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حِینَ فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ وَ رَكْعَتَیْهِ قَالَ ابْدَءُوا بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ.

ص: 275


1- كذا فی النسخ و الظاهر أن جملة «و كانت لیلة النفر» زائدة كما یظهر من الكافی.

«26»- یه، من لا یحضر الفقیه بِأَسَانِیدِهِ عَنْ زُرَارَةَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ أَنَّهُمَا قَالا قُلْنَا لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مَا تَقُولُ فِی الصَّلَاةِ فِی السَّفَرِ كَیْفَ هِیَ وَ كَمْ هِیَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ وَ إِذا ضَرَبْتُمْ فِی الْأَرْضِ فَلَیْسَ عَلَیْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ فَصَارَ التَّقْصِیرُ فِی السَّفَرِ وَاجِباً كَوُجُوبِ التَّمَامِ فِی الْحَضَرِ قَالا قُلْنَا لَهُ إِنَّمَا قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَیْسَ عَلَیْكُمْ جُناحٌ وَ لَمْ یَقُلْ افْعَلُوا فَكَیْفَ أَوْجَبَ ذَلِكَ فَقَالَ علیه السلام أَ وَ لَیْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الصَّفَا وَ الْمَرْوَةِ فَمَنْ حَجَّ الْبَیْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَیْهِ أَنْ یَطَّوَّفَ بِهِما أَ لَا تَرَوْنَ أَنَّ الطَّوَافَ بِهِمَا وَاجِبٌ مَفْرُوضٌ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ذَكَرَهُ فِی كِتَابِهِ وَ صَنَعَهُ نَبِیُّهُ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَذَلِكَ التَّقْصِیرُ فِی السَّفَرِ شَیْ ءٌ صَنَعَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَی فِی كِتَابِهِ الْحَدِیثَ.

«27»- كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدَبٍ كَانَ لَهُ عَذْقٌ (1)فِی حَائِطٍ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَ كَانَ مَنْزِلُ الْأَنْصَارِیِّ بِبَابِ الْبُسْتَانِ فَكَانَ یَمُرُّ بِهِ إِلَی نَخْلَتِهِ وَ لَا یَسْتَأْذِنُ فَكَلَّمَهُ الْأَنْصَارِیُّ أَنْ یَسْتَأْذِنَ إِذَا جَاءَ فَأَبَی سَمُرَةُ فَلَمَّا تَأَبَّی جَاءَ الْأَنْصَارِیُّ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَشَكَا إِلَیْهِ وَ خَبَّرَهُ الْخَبَرَ فَأَرْسَلَ إِلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَبَّرَهُ بِقَوْلِ الْأَنْصَارِیِّ وَ مَا شَكَا وَ قَالَ إِذَا أَرَدْتَ الدُّخُولَ فَاسْتَأْذِنْ فَأَبَی- فَلَمَّا أَبَی سَاوَمَهُ حَتَّی بَلَغَ مِنَ الثَّمَنِ مَا شَاءَ اللَّهُ فَأَبَی أَنْ یَبِیعَ فَقَالَ لَكَ بِهَا عَذْقٌ مُذَلَّلٌ فِی الْجَنَّةِ فَأَبَی أَنْ یَقْبَلَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِلْأَنْصَارِیِّ اذْهَبْ فَاقْلَعْهَا وَ ارْمِ بِهَا إِلَیْهِ فَإِنَّهُ لَا ضَرَرَ وَ لَا ضِرَارَ.

كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله مِثْلَهُ وَ فِیهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّكَ رَجُلٌ مُضَارٌّ وَ لَا ضَرَرَ وَ لَا ضِرَارَ عَلَی مُؤْمِنٍ (2)

«28»- كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَضَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَ أَهْلِ الْمَدِینَةِ فِی مَشَارِبِ النَّخْلِ أَنَّهُ لَا یُمْنَعْ نَقْعُ الشَّیْ ءِ وَ قَضَی بَیْنَ أَهْلِ الْبَادِیَةِ أَنَّهُ لَا یُمْنَعْ فَضْلُ مَاءٍ لِیُمْنَعَ بِهِ فَضْلُ كَلَإٍ وَ قَالَ لَا ضَرَرَ وَ لَا ضِرَارَ._

ص: 276


1- بفتح العین و سكون الذال: النخلة بحملها
2- الظاهر أنّه متحد مع ما قبله و أن الأول مختصر منه

بیان: أقول لهذا الأصل أی عدم الضرر شواهد كثیرة من الأخبار مذكورة فی مواضعها و قد أورد كثیرا منها الكلینی فی باب مفرد.

«29»- وَ رَوَی الشَّیْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی كِتَابِ الْغَیْبَةِ، وَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِی طَالِبٍ الطَّبْرِسِیُّ وَ أَبُو عَلِیٍّ الطَّبْرِسِیُّ بِأَسَانِیدِهِمُ الْمُعْتَبَرَةِ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیَّ كَتَبَ إِلَی النَّاحِیَةِ الْمُقَدَّسَةِ فَسَأَلَ عَنِ الْمُصَلِّی إِذَا قَامَ مِنَ التَّشَهُّدِ الْأَوَّلِ لِلرَّكْعَةِ الثَّالِثَةِ هَلْ یَجِبُ عَلَیْهِ أَنْ یُكَبِّرَ فَإِنَّ بَعْضَ أَصْحَابِنَا قَالَ لَا یَجِبُ عَلَیْهِ التَّكْبِیرُ وَ یُجْزِیهِ أَنْ یَقُولَ بِحَوْلِ اللَّهِ وَ قُوَّتِهِ أَقُومُ وَ أَقْعُدُ فَخَرَجَ الْجَوَابُ أَنَّ فِیهِ حَدِیثَیْنِ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَإِنَّهُ إِذَا انْتَقَلَ مِنْ حَالَةٍ إِلَی حَالَةٍ أُخْرَی فَعَلَیْهِ تَكْبِیرٌ وَ أَمَّا الْآخَرُ فَإِنَّهُ رُوِیَ أَنَّهُ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَةِ الثَّانِیَةِ فَكَبَّرَ ثُمَّ جَلَسَ ثُمَّ قَامَ فَلَیْسَ عَلَیْهِ لِلْقِیَامِ بَعْدَ الْقُعُودِ تَكْبِیرٌ وَ كَذَلِكَ التَّشَهُّدُ الْأَوَّلُ یَجْرِی هَذَا الْمَجْرَی وَ بِأَیِّهِمَا أَخَذْتَ مِنْ بَابِ التَّسْلِیمِ كَانَ صَوَاباً.

«30»- یه، من لا یحضر الفقیه عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله الْمُسْلِمُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ.

«31»- كِتَابُ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَیْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَ جاهِدُوا فِی اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَ ما جَعَلَ عَلَیْكُمْ فِی الدِّینِ مِنْ حَرَجٍ فَقَالَ فِی الصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ الصِّیَامِ وَ الْخَیْرِ أَنْ تَفْعَلُوهُ.

بیان: الظاهر أن الغرض تعمیم نفی الحرج.

«32»- كا، الكافی یب، تهذیب الأحكام أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ رِبَاطٍ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی مَوْلَی آلِ سَامٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَثَرْتُ فَانْقَطَعَ ظُفُرِی فَجَعَلْتُ عَلَی إِصْبَعِی مَرَارَةً فَكَیْفَ أَصْنَعُ بِالْوُضُوءِ قَالَ تُعْرَفُ هَذَا وَ أَشْبَاهُهُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ما جَعَلَ عَلَیْكُمْ فِی الدِّینِ مِنْ حَرَجٍ امْسَحْ عَلَیْهِ.

«33»- یب، تهذیب الأحكام الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبَانٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِی الْوَرْدِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ أَبَا ظَبْیَانَ (1) حَدَّثَنِی أَنَّهُ رَأَی عَلِیّاً علیه السلام أَرَاقَ الْمَاءَ ثُمَّ مَسَحَ عَلَی الْخُفَّیْنِ

ص: 277


1- قال فی التنقیح: اسمه الحصین بن جندب، عده ابن مندة و أبو نعیم من الصحابة و كنّوه بأبی جندب، و عده الشیخ رحمه اللّٰه فی رجاله من أصحاب علیّ علیه السلام، و قد كذبه مولانا الباقر علیه السلام ثمّ ذكر هذا الخبر

فَقَالَ كَذَبَ أَبُو ظَبْیَانَ أَ مَا بَلَغَكَ قَوْلُ عَلِیٍّ علیه السلام فِیكُمْ سَبَقَ الْكِتَابُ الْخُفَّیْنِ فَقُلْتُ فَهَلْ فِیهِمَا رُخْصَةٌ قَالَ لَا إِلَّا مِنْ عَدُوٍّ تَتَّقِیهِ أَوْ ثَلْجٍ تَخَافُ عَلَی رِجْلَیْكَ.

«34»- یب، تهذیب الأحكام بِسَنَدٍ فِیهِ جَهَالَةٌ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام عَنْ مَیِّتٍ وَ جُنُبٍ اجْتَمَعَا وَ مَعَهُمَا مِنَ الْمَاءِ مَا یَكْفِی أَحَدَهُمَا أَیُّهُمَا یَغْتَسِلُ بِهِ قَالَ إِذَا اجْتَمَعَتْ سُنَّةٌ وَ فَرِیضَةٌ بُدِئَ بِالْفَرْضِ وَ رُوِیَ هَذَا الْمَضْمُونُ بِسَنَدَیْنِ آخَرَیْنِ أَیْضاً.

«35»- یب، تهذیب الأحكام الصَّفَّارُ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ نُوحِ بْنِ شُعَیْبٍ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: قُلْتُ هَلْ عَلَی الْمَرْأَةِ غُسْلٌ مِنْ جَنَابَتِهَا إِذَا لَمْ یَأْتِهَا الرَّجُلُ قَالَ لَا وَ أَیُّكُمْ یَرْضَی أَنْ یَرَی وَ یَصْبِرُ عَلَی ذَلِكَ أَنْ یَرَی ابْنَتَهُ أَوْ أُخْتَهُ أَوْ أَمَتَهُ أَوْ زَوْجَتَهُ أَوْ أَحَداً مِنْ قَرَابَتِهِ قَائِمَةً تَغْتَسِلُ فَیَقُولَ مَا لَكِ فَتَقُولَ احْتَلَمْتُ وَ لَیْسَ لَهَا بَعْلٌ ثُمَّ قَالَ لَا لَیْسَ عَلَیْهِنَّ ذَاكَ وَ قَدْ وَضَعَ اللَّهُ ذَلِكَ عَلَیْكُمْ قَالَ تَعَالَی وَ إِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَ لَمْ یَقُلْ ذَلِكَ لَهُنَّ (1).

«36»- یب، تهذیب الأحكام ابْنُ أَبِی جِیدٍ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ ابْنِ أَبَانٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: سُئِلَ أَحَدُهُمَا علیهما السلام عَنْ رَجُلٍ بَدَأَ بِیَدِهِ قَبْلَ وَجْهِهِ وَ بِرِجْلَیْهِ قَبْلَ یَدَیْهِ قَالَ یَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ وَ لْیُعِدْ عَلَی مَا كَانَ.

«37»- كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ مَمْلُوكٍ تَزَوَّجَ بِغَیْرِ إِذْنِ سَیِّدِهِ فَقَالَ ذَاكَ إِلَی سَیِّدِهِ إِنْ شَاءَ أَجَازَهُ وَ إِنْ شَاءَ فَرَّقَ بَیْنَهُمَا قُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِنَّ الْحَكَمَ بْنَ عُتَیْبَةَ وَ إِبْرَاهِیمَ النَّخَعِیَّ وَ أَصْحَابَهُمَا یَقُولُونَ إِنَّ أَصْلَ النِّكَاحِ فَاسِدٌ وَ لَا یَحِلُّ بِإِجَازَةِ السَّیِّدِ لَهُ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّهُ لَمْ یَعْصِ اللَّهَ إِنَّمَا عَصَی سَیِّدَهُ فَإِذَا أَجَازَهُ فَهُوَ لَهُ جَائِزٌ.

«38»- كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام یَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا تَقُولُ فِی رَجُلٍ یَتَزَوَّجُ نَصْرَانِیَّةً عَلَی مُسْلِمَةٍ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا قَوْلِی بَیْنَ یَدَیْكَ قَالَ لَتَقُولَنَّ فَإِنَّ ذَلِكَ یُعْلَمُ بِهِ قَوْلِی قُلْتُ لَا یَجُوزُ تَزْوِیجُ النَّصْرَانِیَّةِ عَلَی مُسْلِمَةٍ وَ عَلَی غَیْرِ مُسْلِمَةٍ قَالَ وَ لِمَ قُلْتُ لِقَوْلِ

ص: 278


1- الاخذ به مشكل لا بد من تأویله، و لذا حمله الشیخ علی أنّها رأت فی منامها و إذا انتبهت لم تر شیئا

اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّی یُؤْمِنَّ قَالَ فَمَا تَقُولُ فِی هَذِهِ الْآیَةِ وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ قُلْتُ فَقَوْلُهُ وَ لا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ نَسَخَتْ هَذِهِ الْآیَةَ فَتَبَسَّمَ ثُمَّ سَكَتَ.

«39»- كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ عَنْ دُرُسْتَ الْوَاسِطِیِّ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَا یَنْبَغِی نِكَاحُ أَهْلِ الْكِتَابِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ أَیْنَ تَحْرِیمُهُ قَالَ قَوْلُهُ وَ لا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ.

«40»- كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ فَقَالَ هَذِهِ مَنْسُوخَةٌ بِقَوْلِهِ وَ لا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ.

«41»- یب، تهذیب الأحكام الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْمَذْیِ فَأَمَرَنِی بِالْوُضُوءِ مِنْهُ ثُمَّ أَعَدْتُ عَلَیْهِ سَنَةً أُخْرَی فَأَمَرَنِی بِالْوُضُوءِ مِنْهُ وَ قَالَ إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام أَمَرَ الْمِقْدَادَ أَنْ یَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ اسْتَحْیَا أَنْ یَسْأَلَهُ فَقَالَ فِیهِ الْوُضُوءُ فَقُلْتُ وَ إِنْ لَمْ أَتَوَضَّأْ قَالَ لَا بَأْسَ بِهِ.

«42»- كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: لَوْ لَمْ یُحَرَّمْ عَلَی النَّاسِ أَزْوَاجُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَ لا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً حُرِّمَ عَلَی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام بِقَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی اسْمُهُ وَ لا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ وَ لَا یَصْلُحُ لِلرَّجُلِ أَنْ یَنْكِحَ امْرَأَةَ جَدِّهِ.

«43»- كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ سَعْدَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمُنْذِرُ وَ عَلِیٌّ علیه السلام الْهَادِی یَا أَبَا مُحَمَّدٍ هَلْ مِنْ هَادٍ الْیَوْمَ قُلْتُ بَلَی جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا زَالَ مِنْكُمْ هَادٍ مِنْ بَعْدِ هَادٍ حَتَّی دُفِعَتْ إِلَیْكَ فَقَالَ رَحِمَكَ اللَّهُ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَوْ كَانَتْ إِذَا نَزَلَتْ آیَةٌ عَلَی رَجُلٍ ثُمَّ مَاتَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مَاتَتِ الْآیَةُ مَاتَ الْكِتَابُ وَ السُّنَّةُ وَ لَكِنَّهُ حَیٌّ یَجْرِی فِیمَنْ بَقِیَ كَمَا جَرَی فِیمَنْ مَضَی.

ص: 279

«44»- ع، علل الشرائع سَیَأْتِی عَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ علیه السلام أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا بَالُ الْقُرْآنِ لَا یَزْدَادُ عَلَی النَّشْرِ وَ الدَّرْسِ إِلَّا غَضَاضَةً فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَمْ یَجْعَلْهُ لِزَمَانٍ دُونَ زَمَانٍ وَ لِنَاسٍ دُونَ نَاسٍ فَهُوَ فِی كُلِّ زَمَانٍ جَدِیدٌ وَ عِنْدَ كُلِّ قَوْمٍ غَضٌّ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

«45»- كا، الكافی یب، تهذیب الأحكام عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ بُرَیْدٍ عَنْ أَبِی عَمْرٍو الزُّبَیْرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حِینَ سَأَلَهُ عَنْ أَحْكَامِ الْجِهَادِ فَسَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ علیه السلام فَمَنْ كَانَ قَدْ تَمَّتْ فِیهِ شَرَائِطُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الَّتِی قَدْ وُصِفَ بِهَا أَهْلُهَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ مَظْلُومٌ فَهُوَ مَأْذُونٌ لَهُ فِی الْجِهَادِ كَمَا أُذِنَ لَهُمْ لِأَنَّ حُكْمَ اللَّهِ فِی الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ فَرَائِضَهُ عَلَیْهِمْ سَوَاءٌ إِلَّا مِنْ عِلَّةٍ أَوْ حَادِثٍ یَكُونُ وَ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ أَیْضاً فِی مَنْعِ الْحَوَادِثِ شُرَكَاءُ وَ الْفَرَائِضُ عَلَیْهِمْ وَاحِدَةٌ یُسْأَلُ الْآخِرُونَ عَنْ أَدَاءِ الْفَرَائِضِ كَمَا یُسْأَلُ عَنْهُ الْأَوَّلُونَ وَ یُحَاسَبُونَ كَمَا یُحَاسَبُونَ بِهِ.

«46»- كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبَانٍ الْأَحْمَرِ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الطَّیَّارِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی اكْتُبْ فَأَمْلَی عَلَیَّ إِنَّ مِنْ قَوْلِنَا إِنَّ اللَّهَ یَحْتَجُّ عَلَی الْعِبَادِ بِمَا آتَاهُمْ وَ عَرَّفَهُمْ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَیْهِمْ رَسُولًا وَ أَنْزَلَ عَلَیْهِمُ الْكِتَابَ فَأَمَرَ فِیهِ وَ نَهَی أَمَرَ فِیهِ بِالصَّلَاةِ وَ الصِّیَامِ الْخَبَرَ.

«47»- ید، التوحید الْعَطَّارُ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رُفِعَ عَنْ أُمَّتِی تِسْعَةٌ الْخَطَأُ وَ النِّسْیَانُ وَ مَا أُكْرِهُوا عَلَیْهِ وَ مَا لَا یُطِیقُونَ وَ مَا لَا یَعْلَمُونَ وَ مَا اضْطُرُّوا إِلَیْهِ وَ الْحَسَدُ وَ الطِّیَرَةُ وَ التَّفَكُّرُ فِی الْوَسْوَسَةِ فِی الْخَلْقِ مَا لَمْ یَنْطِقْ بِشَفَةٍ.

كا، الكافی بالإسناد مثله.

«48»- ید، التوحید الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ فَرْقَدٍ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا حَجَبَ اللَّهُ عِلْمَهُ عَنِ الْعِبَادِ فَهُوَ مَوْضُوعٌ عَنْهُمْ.

«49»- ید، التوحید أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَفْصٍ قَالَ قَالَ

ص: 280

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ كُفِیَ مَا لَمْ یَعْلَمْ.

«50»- ید، التوحید أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَمَّنْ لَا یَعْرِفُ شَیْئاً هَلْ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ قَالَ لَا.

«51»- یب، تهذیب الأحكام الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ سَأَلَ عَنْ سِبَاعِ الطَّیْرِ وَ الْوَحْشِ حَتَّی ذُكِرَ لَهُ الْقَنَافِذُ وَ الْوَطْوَاطُ وَ الْحَمِیرُ وَ الْبِغَالُ فَقَالَ لَیْسَ الْحَرَامُ إِلَّا مَا حَرَّمَهُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ الْخَبَرَ.

«52»- كا، الكافی یب، تهذیب الأحكام الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذَا اسْتَیْقَنْتَ أَنَّكَ قَدْ أَحْدَثْتَ فَتَوَضَّأْ وَ إِیَّاكَ أَنْ تُحْدِثَ وُضُوءاً أَبَداً حَتَّی تَسْتَیْقِنَ أَنَّكَ قَدْ أَحْدَثْتَ.

«53»- كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ مَنْ لَمْ یَدْرِ فِی أَرْبَعٍ هُوَ أَمْ فِی ثِنْتَیْنِ وَ قَدْ أَحْرَزَ ثِنْتَیْنِ قَالَ یَرْكَعُ رَكْعَتَیْنِ وَ أَرْبَعَ سَجَدَاتٍ وَ هُوَ قَائِمٌ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَ یَتَشَهَّدُ وَ لَا شَیْ ءَ عَلَیْهِ وَ إِذَا لَمْ یَدْرِ فِی ثَلَاثٍ هُوَ أَوْ فِی أَرْبَعٍ وَ قَدْ أَحْرَزَ الثَّلَاثَ قَامَ فَأَضَافَ إِلَیْهَا أُخْرَی وَ لَا شَیْ ءَ عَلَیْهِ وَ لَا یَنْقُضُ الْیَقِینَ بِالشَّكِّ وَ لَا یُدْخِلُ الشَّكَّ فِی الْیَقِینِ وَ لَا یَخْلِطُ أَحَدَهُمَا بِالْآخَرِ وَ لَكِنَّهُ یَنْقُضُ الشَّكَّ بِالْیَقِینِ وَ یَتِمُّ عَلَی الْیَقِینِ فَیَبْنِی عَلَیْهِ وَ لَا یَعْتَدُّ بِالشَّكِّ فِی حَالٍ مِنَ الْحَالاتِ.

«54»- یب، تهذیب الأحكام مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ یَأْتِی السُّوقَ فَیَشْتَرِی جُبَّةَ فِرَاءٍ لَا یَدْرِی أَ ذَكِیَّةٌ هِیَ أَمْ غَیْرُ ذَكِیَّةٍ أَ یُصَلِّی فِیهَا فَقَالَ نَعَمْ لَیْسَ عَلَیْكُمُ الْمَسْأَلَةُ إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام كَانَ یَقُولُ إِنَّ الْخَوَارِجَ ضَیَّقُوا عَلَی أَنْفُسِهِمْ بِجَهَالَتِهِمْ إِنَّ الدِّینَ أَوْسَعُ مِنْ ذَلِكَ.

یه، من لا یحضر الفقیه عن سلیمان الجعفری عن العبد الصالح علیه السلام مثله.

«55»- یب، تهذیب الأحكام الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: قُلْتُ لَهُ أَصَابَ ثَوْبِی دَمُ رُعَافٍ أَوْ غَیْرُهُ أَوْ شَیْ ءٌ مِنَ الْمَنِیِّ إِلَی أَنْ قَالَ فَإِنْ ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ أَصَابَهُ وَ لَمْ أَتَیَقَّنْ ذَلِكَ فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَ شَیْئاً ثُمَّ صَلَّیْتُ فَرَأَیْتُ فِیهِ قَالَ تَغْسِلُهُ وَ لَا تُعِیدُ الصَّلَاةَ قُلْتُ لِمَ ذَاكَ

ص: 281

قَالَ لِأَنَّكَ كُنْتَ عَلَی یَقِینٍ مِنْ طَهَارَتِكَ ثُمَّ شَكَكْتَ فَلَیْسَ یَنْبَغِی لَكَ أَنْ تَنْقُضَ الْیَقِینَ بِالشَّكِّ أَبَداً قُلْتُ فَهَلْ عَلَیَّ إِنْ شَكَكْتُ فِی أَنَّهُ أَصَابَهُ شَیْ ءٌ أَنْ أَنْظُرَ فِیهِ قَالَ لَا وَ لَكِنَّكَ تُرِیدُ أَنْ تُذْهِبَ الشَّكَّ الَّذِی وَقَعَ فِی نَفْسِكَ قُلْتُ فَإِنِّی قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ قَدْ أَصَابَهُ وَ لَمْ أَدْرِ أَیْنَ هُوَ فَأَغْسِلَهُ قَالَ تَغْسِلُ مِنْ ثَوْبِكَ النَّاحِیَةَ الَّتِی تَرَی أَنَّهُ قَدْ أَصَابَهَا حَتَّی تَكُونَ عَلَی یَقِینٍ مِنْ طَهَارَتِكَ الْخَبَرَ.

ع، علل الشرائع أبی عن علی عن أبیه عن حماد مثله.

«56»- یب، تهذیب الأحكام سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: سَأَلَ أَبِی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ أَنَا حَاضِرٌ إِنِّی أُعِیرُ الذِّمِّیَّ ثَوْبِی وَ أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ یَشْرَبُ الْخَمْرَ وَ یَأْكُلُ لَحْمَ الْخِنْزِیرِ فَیَرُدُّهُ عَلَیَّ فَأَغْسِلُهُ قَبْلَ أَنْ أُصَلِّیَ فِیهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام صَلِّ فِیهِ وَ لَا تَغْسِلْهُ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ فَإِنَّكَ أَعَرْتَهُ إِیَّاهُ وَ هُوَ طَاهِرٌ وَ لَمْ تَسْتَیْقِنْ أَنَّهُ نَجَّسَهُ فَلَا بَأْسَ أَنْ تُصَلِّیَ فِیهِ حَتَّی تَسْتَیْقِنَ أَنَّهُ نَجَّسَهُ.

«57»- یب، تهذیب الأحكام الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ ضُرَیْسٍ الْكُنَاسِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنِ السَّمْنِ وَ الْجُبُنِّ نَجِدُهُ فِی أَرْضِ الْمُشْرِكِینَ بِالرُّومِ أَ نَأْكُلُهُ فَقَالَ أَمَّا مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ قَدْ خَلَطَهُ الْحَرَامُ فَلَا تَأْكُلْ وَ أَمَّا مَا لَمْ تَعْلَمْ فَكُلْهُ حَتَّی تَعْلَمَ أَنَّهُ حَرَامٌ.

«58»- یب، تهذیب الأحكام ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كُلُّ شَیْ ءٍ یَكُونُ فِیهِ حَرَامٌ وَ حَلَالٌ فَهُوَ لَكَ حَلَالٌ أَبَداً حَتَّی تَعْرِفَ الْحَرَامَ مِنْهُ بِعَیْنِهِ فَتَدَعَهُ.

«59»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، وَ الْكَافِی، عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: حَضَرَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام جَنَازَةَ رَجُلٍ مِنْ قُرَیْشٍ وَ أَنَا مَعَهُ وَ كَانَ عَطَاءٌ فِیهَا فَصَرَخَتْ صَارِخَةٌ فَقَالَ- عَطَاءٌ لَتَسْكُتَنَّ أَوْ لَنَرْجِعَنَّ قَالَ فَلَمْ تَسْكُتْ فَرَجَعَ عَطَاءٌ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ عَطَاءً قَدْ رَجَعَ قَالَ وَ لِمَ قُلْتُ كَانَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ امْضِ بِنَا فَلَوْ أَنَّا إِذَا رَأَیْنَا شَیْئاً مِنَ الْبَاطِلِ تَرَكْنَا الْحَقَّ لَمْ نَقْضِ حَقَّ مُسْلِمٍ الْخَبَرَ.

«60»- كِتَابُ الْمَسَائِلِ، لِعَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَخِی مُوسَی علیه السلام عَمَّنْ یَرْوِی تَفْسِیراً أَوْ رِوَایَةً عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی قَضَاءٍ أَوْ طَلَاقٍ أَوْ عِتْقٍ أَوْ شَیْ ءٍ لَمْ نَسْمَعْهُ قَطُّ مِنْ مَنَاسِكَ أَوْ شِبْهِهِ مِنْ غَیْرِ أَنْ یُسَمَّی لَكُمْ عَدُوّاً أَ یَسَعُنَا أَنْ نَقُولَ فِی قَوْلِهِ اللَّهُ أَعْلَمُ إِنْ كَانَ

ص: 282

آلُ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ یَقُولُونَهُ قَالَ لَا یَسَعُكُمْ حَتَّی تَسْتَیْقِنُوا.

«61»- كا، الكافی یب، تهذیب الأحكام سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ أُمِّی كَانَتْ جَعَلَتْ عَلَیْهَا نَذْراً إِنِ اللَّهُ رَدَّ عَلَیْهَا بَعْضَ وُلْدِهَا مِنْ شَیْ ءٍ كَانَتْ تَخَافُ عَلَیْهِ أَنْ تَصُومَ ذَلِكَ الْیَوْمَ الَّذِی یَقْدَمُ فِیهِ مَا بَقِیَتْ فَخَرَجَتْ مَعَنَا مُسَافِرَةً إِلَی مَكَّةَ فَأَشْكَلَ عَلَیْنَا لِمَكَانِ النَّذْرِ أَ تَصُومُ أَوْ تُفْطِرُ فَقَالَ لَا تَصُومُ وَضَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْهَا حَقَّهُ وَ تَصُومُ هِیَ مَا جَعَلَتْ عَلَی نَفْسِهَا الْخَبَرَ.

«62»- كِتَابُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَیْحٍ، عَنْ حُمَیْدِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ بَرَكَةٌ عَلَی الْمُؤْمِنِ وَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ حُجَّةُ اللَّهِ.

أقول: سیأتی كثیر من أخبار هذا الباب فی كتاب العدل و كثیر منها متفرقة فی الأبواب الماضیة و الآتیة و سنورد جمیعها مع ما یتیسر من القول فیها فی المجلد الخامس و العشرین إن شاء اللّٰه تعالی.

باب 34 البدع و الرأی و المقاییس

الآیات؛

الكهف: «وَ لا یُشْرِكُ فِی حُكْمِهِ أَحَداً»(26)

القصص: «وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَیْرِ هُدیً مِنَ اللَّهِ»(50)

الروم: «بَلِ اتَّبَعَ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَهْواءَهُمْ بِغَیْرِ عِلْمٍ»(29)

ص: «وَ لا تَتَّبِعِ الْهَوی فَیُضِلَّكَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِینَ یَضِلُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِیدٌ بِما نَسُوا یَوْمَ الْحِسابِ»(26)

حمعسق: «وَ اسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَ قُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتابٍ»(15) (و قال تعالی): «أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّینِ ما لَمْ یَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ»(21)

الجاثیة: «ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلی شَرِیعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ إِنَّهُمْ لَنْ یُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَیْئاً»(18 ، 19)

ص: 283

محمد: «أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُیِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَ اتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ»(14)

النجم: «إِنْ یَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَ ما تَهْوَی الْأَنْفُسُ وَ لَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدی»(23)

«1»- نهج، نهج البلاغة ج، الإحتجاج رُوِیَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: تَرِدُ عَلَی أَحَدِهِمُ الْقَضِیَّةُ فِی حُكْمٍ مِنَ الْأَحْكَامِ فَیَحْكُمُ فِیهَا بِرَأْیِهِ ثُمَّ تَرِدُ تِلْكَ الْقَضِیَّةُ بِعَیْنِهَا عَلَی غَیْرِهِ فَیَحْكُمُ فِیهَا بِخِلَافِ قَوْلِهِ ثُمَّ تَجْتَمِعُ الْقُضَاةُ بِذَلِكَ عِنْدَ الْإِمَامِ الَّذِی اسْتَقْضَاهُمْ فَیُصَوِّبُ آرَاءَهُمْ جَمِیعاً وَ إِلَهُهُمْ وَاحِدٌ وَ كِتَابُهُمْ وَاحِدٌ أَ فَأَمَرَهُمُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِالاخْتِلَافِ فَأَطَاعُوهُ أَمْ نَهَاهُمْ عَنْهُ فَعَصَوْهُ أَمْ أَنْزَلَ اللَّهُ دِیناً نَاقِصاً فَاسْتَعَانَ بِهِمْ عَلَی إِتْمَامِهِ أَمْ كَانُوا شُرَكَاءَ لَهُ فَلَهُمْ أَنْ یَقُولُوا وَ عَلَیْهِ أَنْ یَرْضَی أَمْ أَنْزَلَ اللَّهُ دِیناً تَامّاً فَقَصَّرَ الرَّسُولُ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ تَبْلِیغِهِ وَ أَدَائِهِ وَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ یَقُولُ ما فَرَّطْنا فِی الْكِتابِ مِنْ شَیْ ءٍ وَ فِیهِ تِبْیَانُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ ذَكَرَ أَنَّ الْكِتَابَ یُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضاً وَ أَنَّهُ لَا اخْتِلَافَ فِیهِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَ لَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَیْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِیهِ اخْتِلافاً كَثِیراً وَ إِنَّ الْقُرْآنَ ظَاهِرُهُ أَنِیقٌ وَ بَاطِنُهُ عَمِیقٌ لَا تَفْنَی عَجَائِبُهُ وَ لَا تَنْقَضِی غَرَائِبُهُ وَ لَا تُكْشَفُ الظُّلُمَاتُ إِلَّا بِهِ.

بیان: هذا تشنیع علی من یحكم برأیه و عقله من غیر رجوع إلی الكتاب و السنة و إلی أئمة الهدی علیهم السلام فإن حقیة هذا إنما یكون إما بإله آخر بعثهم أنبیاء و أمرهم بعدم الرجوع إلی هذا النبی المبعوث و أوصیائه علیهم السلام أو بأن یكون اللّٰه شرك بینهم و بین النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی النبوة أو بأن لا یكون اللّٰه عز و جل بین لرسوله صلی اللّٰه علیه و آله جمیع ما یحتاج إلیه الأمة أو بأن بینه له لكن النبی قصر فی تبلیغ ذلك و لم یترك بین الأمة أحدا یعلم جمیع ذلك و قد أشار علیه السلام إلی بطلان جمیع تلك الصور فلم یبق إلا أن یكون بین الأمة من یعرف جمیع ذلك و یلزمهم الرجوع إلیه فی جمیع أحكامهم.

و أما الاختلاف الناشئ من الجمع بین الأخبار بوجوه مختلفة أو العمل بالأخبار المتعارضة باختلاف المرجحات التی تظهر لكل عالم بعد بذل جهدهم و عدم تقصیرهم فلیس من ذلك فی شی ء و قد عرفت ذلك فی باب اختلاف الأخبار و یندفع بذلك إذا أمعنت النظر كثیر من التشنیعات التی شنعها بعض المتأخرین علی أجلة العلماء الأخیار.

«2»- ج، الإحتجاج رُوِیَ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: إِنَّ أَبْغَضَ الْخَلَائِقِ إِلَی اللَّهِ

ص: 284

تَعَالَی رَجُلَانِ رَجُلٌ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَی نَفْسِهِ فَهُوَ جَائِرٌ عَنْ قَصْدِ السَّبِیلِ مَشْعُوفٌ بِكَلَامِ بِدْعَةٍ وَ دُعَاءِ ضَلَالَةٍ فَهُوَ فِتْنَةٌ لِمَنِ افْتَتَنَ بِهِ ضَالٌّ عَنْ هَدْیِ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مُضِلٌّ لِمَنِ اقْتَدَی بِهِ فِی حَیَاتِهِ وَ بَعْدَ وَفَاتِهِ حَمَّالٌ خَطَایَا غَیْرِهِ رَهْنٌ بِخَطِیئَتِهِ وَ رَجُلٌ قَمَشَ جَهْلًا فَوَضَعَهُ فِی جُهَّالِ الْأُمَّةِ غَارّاً فِی أَغْبَاشِ الْفِتْنَةِ عَمٍ بِمَا فِی عَقْدِ الْهُدْنَةِ قَدْ سَمَّاهُ أَشْبَاهُ الرِّجَالِ عَالِماً وَ لَیْسَ بِهِ بَكَّرَ فَاسْتَكْثَرَ مِنْ جَمْعٍ مَا قَلَّ مِنْهُ خَیْرٌ مِمَّا كَثُرَ حَتَّی إِذَا ارْتَوَی مِنْ آجِنٍ وَ أَكْثَرَ مِنْ غَیْرِ طَائِلٍ جَلَسَ بَیْنَ النَّاسِ قَاضِیاً ضَامِناً لِتَخْلِیصِ مَا الْتَبَسَ عَلَی غَیْرِهِ إِنْ خَالَفَ مَنْ سَبَقَهُ لَمْ یَأْمَنْ مِنْ نَقْضِ حُكْمِهِ مَنْ یَأْتِی مِنْ بَعْدِهِ كَفِعْلِهِ بِمَنْ كَانَ قَبْلَهُ وَ إِنْ نَزَلَ بِهِ إِحْدَی الْمُبْهَمَاتِ هَیَّأَ لَهَا حَشْواً رَثّاً مِنْ رَأْیِهِ ثُمَّ قَطَعَ بِهِ فَهُوَ مِنْ لَبْسِ الشُّبُهَاتِ فِی مِثْلِ نَسْجِ الْعَنْكَبُوتِ لَا یَدْرِی أَصَابَ أَمْ أَخْطَأَ إِنْ أَصَابَ خَافَ أَنْ یَكُونَ قَدْ أَخْطَأَ وَ إِنْ أَخْطَأَ رَجَا أَنْ یَكُونَ قَدْ أَصَابَ جَاهِلٌ خَبَّاطُ جَهَلَاتٍ غَاشٌّ رَكَّابُ عَشَوَاتٍ لَمْ یَعَضَّ عَلَی الْعِلْمِ بِضِرْسٍ قَاطِعٍ یُذْرِی الرِّوَایَاتِ إِذْرَاءَ الرِّیحِ الْهَشِیمَ لَا مَلِی ءٌ وَ اللَّهِ بِإِصْدَارِ مَا وَرَدَ عَلَیْهِ لَا یَحْسَبُ الْعِلْمَ فِی شَیْ ءٍ مِمَّا أَنْكَرَهُ وَ لَا یَرَی أَنَّ مِنْ وَرَاءِ مَا بَلَغَ مِنْهُ مَذْهَباً لِغَیْرِهِ وَ إِنْ قَاسَ شَیْئاً بِشَیْ ءٍ لَمْ یُكَذِّبْ رَأْیَهُ وَ إِنْ أَظْلَمَ عَلَیْهِ أَمْرٌ اكْتَتَمَ بِهِ لِمَا یَعْلَمُ مِنْ جَهْلِ نَفْسِهِ یَصْرُخُ مِنْ جَوْرِ قَضَائِهِ الدِّمَاءُ وَ تَعِجُّ مِنْهُ الْمَوَارِیثُ إِلَی اللَّهِ أَشْكُو مِنْ مَعْشَرٍ یَعِیشُونَ جُهَّالًا وَ یَمُوتُونَ ضُلَّالًا.

وَ رُوِیَ أَنَّهُ علیه السلام قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ أَیُّهَا النَّاسُ عَلَیْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَ الْمَعْرِفَةِ بِمَنْ لَا تَعْتَذِرُونَ بِجَهَالَتِهِ فَإِنَّ الْعِلْمَ الَّذِی هَبَطَ بِهِ آدَمُ وَ جَمِیعَ مَا فُضِّلَتْ بِهِ النَّبِیُّونَ إِلَی خَاتَمِ النَّبِیِّینَ فِی عِتْرَةِ نَبِیِّكُمْ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَنَّی یُتَاهُ بِكُمْ بَلْ أَیْنَ تَذْهَبُونَ یَا مَنْ نَسَخَ مِنْ أَصْلَابِ السَّفِینَةِ هَذِهِ مِثْلُهَا فِیكُمْ فَارْكَبُوهَا فَكَمَا نَجَا فِی هَاتِیكَ مَنْ نَجَا فَكَذَلِكَ یَنْجُو فِی هَذِهِ مَنْ دَخَلَهَا أَنَا رَهِینٌ بِذَلِكَ قَسَماً حَقّاً وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِینَ وَ الْوَیْلُ لِمَنْ تَخَلَّفَ ثُمَّ الْوَیْلُ لِمَنْ تَخَلَّفَ أَ مَا بَلَغَكُمْ مَا قَالَ فِیكُمْ نَبِیُّكُمْ صلی اللّٰه علیه و آله حَیْثُ یَقُولُ فِی حَجَّةِ الْوَدَاعِ إِنِّی تَارِكٌ فِیكُمُ الثَّقَلَیْنِ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِی أَهْلَ بَیْتِی وَ إِنَّهُمَا لَنْ یَفْتَرِقَا حَتَّی یَرِدَا عَلَیَّ الْحَوْضَ فَانْظُرُوا كَیْفَ تَخْلُفُونِّی فِیهِمَا أَلَا هذا عَذْبٌ فُراتٌ فَاشْرَبُوا وَ هذا مِلْحٌ أُجاجٌ فَاجْتَنِبُوا.

ص: 285

بیان: قد سبق مثله بتغییر ما فی باب من یجوز أخذ العلم منه و قد شرحناه هناك و الرث الضعیف البالی.

«3»- ج، الإحتجاج عَنْ بَشِیرِ بْنِ یَحْیَی الْعَامِرِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی لَیْلَی قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ النُّعْمَانُ أَبُو حَنِیفَةَ عَلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَرَحَّبَ بِنَا فَقَالَ یَا ابْنَ أَبِی لَیْلَی مَنْ هَذَا الرَّجُلُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ لَهُ رَأْیٌ وَ بَصِیرَةٌ وَ نَفَاذٌ (1) قَالَ فَلَعَلَّهُ الَّذِی یَقِیسُ الْأَشْیَاءَ بِرَأْیِهِ ثُمَّ قَالَ یَا نُعْمَانُ هَلْ تُحْسِنُ أَنْ تَقِیسَ رَأْسَكَ قَالَ لَا قَالَ مَا أَرَاكَ تُحْسِنُ أَنْ تَقِیسَ شَیْئاً وَ لَا تَهْتَدِی إِلَّا مِنْ عِنْدِ غَیْرِكَ فَهَلْ عَرَفْتَ الْمُلُوحَةَ فِی الْعَیْنَیْنِ وَ الْمَرَارَةَ فِی الْأُذُنَیْنِ وَ الْبُرُودَةَ فِی الْمَنْخِرَیْنِ وَ الْعُذُوبَةَ فِی الْفَمِ قَالَ لَا قَالَ فَهَلْ عَرَفْتَ كَلِمَةً أَوَّلُهَا كُفْرٌ وَ آخِرُهَا إِیمَانٌ قَالَ لَا قَالَ ابْنُ أَبِی لَیْلَی فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَا تَدَعْنَا فِی عَمْیَاءَ مِمَّا وَصَفْتَ لَنَا قَالَ نَعَمْ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ آبَائِی علیهم السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ عَیْنَیِ ابْنِ آدَمَ شَحْمَتَیْنِ فَجَعَلَ فِیهِمَا الْمُلُوحَةَ فَلَوْ لَا ذَلِكَ لَذَابَتَا وَ لَمْ یَقَعْ فِیهِمَا شَیْ ءٌ مِنَ الْقَذَی إِلَّا أَذَابَهُمَا وَ الْمُلُوحَةُ تَلْفِظُ مَا یَقَعُ فِی الْعَیْنَیْنِ مِنَ الْقَذَی وَ جَعَلَ الْمَرَارَةَ فِی الْأُذُنَیْنِ حِجَاباً لِلدِّمَاغِ وَ لَیْسَ مِنْ دَابَّةٍ تَقَعُ فِی الْأُذُنِ إِلَّا الْتَمَسَتِ الْخُرُوجَ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَوَصَلَتْ إِلَی الدِّمَاغِ وَ جَعَلَ الْبُرُودَةَ فِی الْمَنْخِرَیْنِ حِجَاباً لِلدِّمَاغِ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَسَالَ الدِّمَاغُ وَ جَعَلَ الْعُذُوبَةَ فِی الْفَمِ مَنّاً مِنَ اللَّهِ تَعَالَی عَلَی ابْنِ آدَمَ لِیَجِدَ لَذَّةَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ أَمَّا كَلِمَةٌ أَوَّلُهَا كُفْرٌ وَ آخِرُهَا إِیمَانٌ فَقَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَوَّلُهَا كُفْرٌ وَ آخِرُهَا إِیمَانٌ ثُمَّ قَالَ یَا نُعْمَانُ إِیَّاكَ وَ الْقِیَاسَ فَإِنَّ أَبِی حَدَّثَنِی عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ مَنْ قَاسَ شَیْئاً مِنَ الدِّینِ بِرَأْیِهِ قَرَنَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی مَعَ إِبْلِیسَ فِی النَّارِ فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ قَاسَ حَیْثُ قَالَ خَلَقْتَنِی مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِینٍ فَدَعُوا الرَّأْیَ وَ الْقِیَاسَ فَإِنَّ دِینَ اللَّهِ لَمْ یُوضَعْ عَلَی الْقِیَاسِ.

ع، علل الشرائع أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ بِشْرِ بْنِ یَحْیَی الْعَامِرِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی لَیْلَی مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّ مَكَانَ بَصِیرَةٍ نَظَرٌ وَ بَعْدَ قَوْلِهِ أَنْ تَقِیسَ شَیْئاً قَوْلُهُ وَ لَا تَهْتَدِی إِلَّا مِنْ عِنْدِ غَیْرِكَ فَهَلْ عَرَفْتَ مِمَّا الْمُلُوحَةُ وَ مَكَانَ عَمْیَاءَ عَمًی وَ عَلَی

ص: 286


1- و فی نسخة: و نقاد

شَحْمَتَیْنِ وَ لَذَاذَةَ الطَّعَامِ وَ حِینَ قَالَ خَلَقْتَنِی فَدَعُوا الرَّأْیَ وَ الْقِیَاسَ وَ مَا قَالَ قَوْمٌ لَیْسَ لَهُ فِی دِینِ اللَّهِ بُرْهَانٌ فَإِنَّ دِینَ اللَّهِ لَمْ یُوضَعْ بِالْآرَاءِ وَ الْمَقَایِیسِ

«4»- ج، الإحتجاج فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی أَنَّ الصَّادِقَ علیه السلام قَالَ لِأَبِی حَنِیفَةَ لَمَّا دَخَلَ عَلَیْهِ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَبُو حَنِیفَةَ قَالَ علیه السلام مُفْتِی أَهْلِ الْعِرَاقِ قَالَ نَعَمْ قَالَ بِمَا تُفْتِیهِمْ قَالَ بِكِتَابِ اللَّهِ قَالَ علیه السلام وَ إِنَّكَ لَعَالِمٌ بِكِتَابِ اللَّهِ نَاسِخِهِ وَ مَنْسُوخِهِ وَ مُحْكَمِهِ وَ مُتَشَابِهِهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَدَّرْنا فِیهَا السَّیْرَ سِیرُوا فِیها لَیالِیَ وَ أَیَّاماً آمِنِینَ أَیُّ مَوْضِعٍ هُوَ قَالَ أَبُو حَنِیفَةَ هُوَ مَا بَیْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِینَةِ فَالْتَفَتَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَی جُلَسَائِهِ وَ قَالَ نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ تَسِیرُونَ بَیْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِینَةِ وَ لَا تَأْمَنُونَ عَلَی دِمَائِكُمْ مِنَ الْقَتْلِ وَ عَلَی أَمْوَالِكُمْ مِنَ السَّرَقِ فَقَالُوا اللَّهُمَّ نَعَمْ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَیْحَكَ یَا أَبَا حَنِیفَةَ إِنَّ اللَّهَ لَا یَقُولُ إِلَّا حَقّاً أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً أَیُّ مَوْضِعٍ هُوَ قَالَ ذَلِكَ بَیْتُ اللَّهِ الْحَرَامُ فَالْتَفَتَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَی جُلَسَائِهِ وَ قَالَ نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زُبَیْرٍ وَ سَعِیدَ بْنَ جُبَیْرٍ دَخَلَاهُ فَلَمْ یَأْمَنَا الْقَتْلَ قَالُوا اللَّهُمَّ نَعَمْ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَیْحَكَ یَا أَبَا حَنِیفَةَ إِنَّ اللَّهَ لَا یَقُولُ إِلَّا حَقّاً فَقَالَ أَبُو حَنِیفَةَ لَیْسَ لِی عِلْمٌ بِكِتَابِ اللَّهِ إِنَّمَا أَنَا صَاحِبُ قِیَاسٍ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَانْظُرْ فِی قِیَاسِكَ إِنْ كُنْتَ مُقِیساً أَیُّمَا أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ الْقَتْلُ أَوِ الزِّنَا قَالَ بَلِ الْقَتْلُ قَالَ فَكَیْفَ رَضِیَ فِی الْقَتْلِ بِشَاهِدَیْنِ وَ لَمْ یَرْضَ فِی الزِّنَا إِلَّا بِأَرْبَعَةٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ الصَّلَاةُ أَفْضَلُ أَمِ الصِّیَامُ قَالَ بَلِ الصَّلَاةُ أَفْضَلُ قَالَ علیه السلام فَیَجِبُ عَلَی قِیَاسِ قَوْلِكَ عَلَی الْحَائِضِ قَضَاءُ مَا فَاتَهَا مِنَ الصَّلَاةِ فِی حَالِ حَیْضِهَا دُونَ الصِّیَامِ وَ قَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ تَعَالَی عَلَیْهَا قَضَاءَ الصَّوْمِ دُونَ الصَّلَاةِ ثُمَّ قَالَ لَهُ الْبَوْلُ أَقْذَرُ أَمِ الْمَنِیُّ قَالَ الْبَوْلُ أَقْذَرُ قَالَ علیه السلام یَجِبُ عَلَی قِیَاسِكَ أَنْ یَجِبَ الْغُسْلُ مِنَ الْبَوْلِ دُونَ الْمَنِیِّ وَ قَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ تَعَالَی الْغُسْلَ مِنَ الْمَنِیِّ دُونَ الْبَوْلِ قَالَ إِنَّمَا أَنَا صَاحِبُ رَأْیٍ قَالَ علیه السلام فَمَا تَرَی فِی رَجُلٍ كَانَ لَهُ عَبْدٌ فَتَزَوَّجَ وَ زَوَّجَ عَبْدَهُ فِی لَیْلَةٍ وَاحِدَةٍ فَدَخَلَا بِامْرَأَتَیْهِمَا فِی لَیْلَةٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ سَافَرَا وَ جَعَلَا امْرَأَتَیْهِمَا فِی بَیْتٍ وَاحِدٍ فَوَلَدَتَا غُلَامَیْنِ فَسَقَطَ الْبَیْتُ عَلَیْهِمْ فَقَتَلَ الْمَرْأَتَیْنِ وَ بَقِیَ الْغُلَامَانِ أَیُّهُمَا فِی رَأْیِكَ الْمَالِكُ وَ أَیُّهُمَا الْمَمْلُوكُ وَ أَیُّهُمَا الْوَارِثُ وَ أَیُّهُمَا الْمَوْرُوثُ قَالَ إِنَّمَا أَنَا صَاحِبُ حُدُودٍ قَالَ فَمَا تَرَی فِی رَجُلٍ أَعْمَی

ص: 287

فَقَأَ عَیْنَ صَحِیحٍ (1) وَ أَقْطَعَ قَطَعَ یَدَ رَجُلٍ كَیْفَ یُقَامُ عَلَیْهِمَا الْحَدُّ قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ عَالِمٌ بِمَبَاعِثِ الْأَنْبِیَاءِ قَالَ فَأَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی لِمُوسَی وَ هَارُونَ حِینَ بَعَثَهُمَا إِلَی فِرْعَوْنَ لَعَلَّهُ یَتَذَكَّرُ أَوْ یَخْشی وَ لَعَلَّ مِنْكَ شَكٌّ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَكَذَلِكَ مِنَ اللَّهِ شَكٌّ إِذْ قَالَ لَعَلَّهُ قَالَ أَبُو حَنِیفَةَ لَا عِلْمَ لِی قَالَ تَزْعُمُ أَنَّكَ تُفْتِی بِكِتَابِ اللَّهِ وَ لَسْتَ مِمَّنْ وَرِثَهُ وَ تَزْعُمُ أَنَّكَ صَاحِبُ قِیَاسٍ وَ أَوَّلُ مَنْ قَاسَ إِبْلِیسُ وَ لَمْ یُبْنَ دَیْنُ الْإِسْلَامِ عَلَی الْقِیَاسِ وَ تَزْعُمُ أَنَّكَ صَاحِبُ رَأْیٍ وَ كَانَ الرَّأْیُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صَوَاباً وَ مِنْ دُونِهِ خَطَأً لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَالَ احْكُمْ بَیْنَهُمْ بِما أَراكَ اللَّهُ وَ لَمْ یَقُلْ ذَلِكَ لِغَیْرِهِ وَ تَزْعُمُ أَنَّكَ صَاحِبُ حُدُودٍ وَ مَنْ أُنْزِلَتْ عَلَیْهِ أَوْلَی بِعِلْمِهَا مِنْكَ وَ تَزْعُمُ أَنَّكَ عَالِمٌ بِمَبَاعِثِ الْأَنْبِیَاءِ وَ لَخَاتَمُ الْأَنْبِیَاءِ أَعْلَمُ بِمَبَاعِثِهِمْ مِنْكَ لَوْ لَا أَنْ یُقَالَ دَخَلَ عَلَی ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ فَلَمْ یَسْأَلْهُ عَنْ شَیْ ءٍ مَا سَأَلْتُكَ عَنْ شَیْ ءٍ فَقِسْ إِنْ كُنْتَ مُقِیساً قَالَ لَا تَكَلَّمْتُ بِالرَّأْیِ وَ الْقِیَاسِ فِی دِینِ اللَّهِ بَعْدَ هَذَا الْمَجْلِسِ قَالَ كَلَّا إِنَّ حُبَّ الرِّئَاسَةِ غَیْرُ تَارِكِكَ كَمَا لَمْ یَتْرُكْ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ تَمَامَ الْخَبَرِ.

بیان: غرضه علیه السلام بیان جهله و عجزه عن استنباط الأحكام الشرعیة بدون الرجوع إلی إمام الحق و المقیس لعله اسم آلة أو اسم مكان و سیأتی شرح كل جزء من أجزاء الخبر فی المقام المناسب لذكره و ذكرها هناك موجب للتكرار.

«5»- ج، الإحتجاج عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِیِّ قَالَ: دَخَلَ أَبُو حَنِیفَةَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ یَا أَبَا حَنِیفَةَ قَدْ بَلَغَنِی أَنَّكَ تَقِیسُ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ لَا تَقِسْ فَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ قَاسَ إِبْلِیسُ لَعَنَهُ اللَّهُ حِینَ قَالَ خَلَقْتَنِی مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِینٍ فَقَاسَ مَا بَیْنَ النَّارِ وَ الطِّینِ وَ لَوْ قَاسَ نُورِیَّةَ آدَمَ بِنُورِیَّةِ النَّارِ عَرَفَ مَا بَیْنَ النُّورَیْنِ وَ ضِیَاءَ أَحَدِهِمَا عَلَی الْآخَرِ.

إیضاح: یحتمل أن یكون المراد بالقیاس هنا أعم من القیاس الفقهی من الاستحسانات العقلیة و الآراء الواهیة التی لم تؤخذ من الكتاب و السنة و یكون المراد أن طریق العقل مما یقع فیه الخطأ كثیرا فلا یجوز الاتكال علیه فی أمور الدین بل یجب الرجوع فی جمیع ذلك إلی أوصیاء سید المرسلین صلوات اللّٰه علیهم أجمعین و هذا هو الظاهر فی أكثر أخبار هذا الباب فالمراد بالقیاس هنا القیاس اللغوی و یرجع قیاس

ص: 288


1- أی قلع عین صحیح.

إبلیس إلی قیاس منطقی مادته مغالطة لأنه استدل أولا علی خیریته بأن مادته من نار و مادة آدم من طین و النار خیر من الطین فاستنتج من ذلك أن مادته خیر من مادة آدم ثم جعل ذلك صغری و رتب القیاس هكذا مادته خیر من مادة آدم و كل من كان مادته خیرا من مادة غیره یكون خیرا منه فاستنتج أنه خیر من آدم و یرجع كلامه علیه السلام إلی منع كبری القیاس الثانی بأنه لا یلزم من خیریة مادة أحد علی غیره كونه خیرا منه إذ لعله تكون صورة الغیر فی غایة الشرافة و بذلك یكون ذلك الغیر أشرف كما أن آدم لشرافة نفسه الناطقة التی جعلها اللّٰه محل أنواره و مورد أسراره أشد نورا و ضیاء من النار إذ نور النار لا یظهر إلا فی المحسوسات و مع ذلك ینطفئ بالماء و الهواء و یضمحل بضوء الكواكب و نور آدم نور به یظهر علیه أسرار الملك و الملكوت و لا ینطفئ بهذه الأسباب و الدواعی و یحتمل أن یكون المراد بنور آدم عقله الذی به نور اللّٰه نفسه و به شرفه علی غیره و یحتمل إرجاع كلامه علیه السلام إلی إبطال كبری القیاس الأول بأن إبلیس نظر إلی النور الظاهر فی النار و غفل عن النور الذی أودعه اللّٰه فی طین آدم لتواضعه و مذلته فجعله لذلك محل رحمته و مورد فیضه و أظهر منه أنواع النباتات و الریاحین و الثمار و المعادن و الحیوان و جعله قابلا لإفاضة الروح علیه و جعله محلا لعلمه و حكمته فنور التراب نور خفی لا یطلع علیه إلا من كان له نور و نور النار نور ظاهر بلا حقیقة و لا استقرار و لا ثبات و لا یحصل منها إلا الرماد و كل شیطان مرید و یمكن حمل القیاس هنا علی القیاس الفقهی أیضا لأنه لعنه اللّٰه استنبط أولا علة إكرام آدم فجعل علة ذلك كرامة طینته ثم قاس بأن تلك العلة فیه أكثر و أقوی فحكم بذلك أنه بالمسجودیة أولی من الساجدیة فأخطأ العلة و لم یصب و صار ذلك سببا لشركه و كفره و یدل علی بطلان القیاس بطریق أولی علی بعض معانیه و سیأتی تمام الكلام فی ذلك و فی كیفیة خلق آدم و إبلیس فی كتاب السماء و العالم و كتاب قصص الأنبیاء علیهم الصلاة و السلام إن شاء اللّٰه.

«6»- ج، الإحتجاج سَأَلَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ (1) أَبَا الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام بِمَحْضَرٍ مِنَ الرَّشِیدِ وَ هُمْ

ص: 289


1- هو محمّد بن الحسن الشیبانی الفقیه الحنفیّ نشأ بالكوفة فطلب الحدیث و لقی جماعة من الاعلام و حضر مجلس أبی حنیفة سنین ثمّ تفقه علی أبی یوسف صاحب أبی حنیفة، و صنف الكتب الكثیرة النادرة و نشر علم أبی حنیفة، و كان الرشید قد ولاه قضاء الرقة ثمّ عزله عنها، و قدم بغداد و لم یزل محمد

بِمَكَّةَ فَقَالَ لَهُ أَ یَجُوزُ لِلْمُحْرِمِ أَنْ یُظَلِّلَ عَلَیْهِ مَحْمِلَهُ فَقَالَ لَهُ مُوسَی علیه السلام لَا یَجُوزُ لَهُ ذَلِكَ مَعَ الِاخْتِیَارِ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ أَ فَیَجُوزُ أَنْ یَمْشِیَ تَحْتَ الظِّلَالِ مُخْتَاراً فَقَالَ لَهُ نَعَمْ فَتَضَاحَكَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ ذَلِكَ- فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام أَ فَتَعْجَبُ مِنْ سُنَّةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَسْتَهْزِئُ بِهَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَشَفَ ظِلَالَهُ فِی إِحْرَامِهِ وَ مَشَی تَحْتَ الظِّلَالِ وَ هُوَ مُحْرِمٌ إِنَّ أَحْكَامَ اللَّهِ تَعَالَی -یَا مُحَمَّدُ- لَا تُقَاسُ فَمَنْ قَاسَ بَعْضَهَا عَلَی بَعْضٍ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِیلِ فَسَكَتَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ لَا یَرْجِعُ جَوَاباً.

«7»- وَ قَدْ جَرَی لِأَبِی یُوسُفَ مَعَ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام بِحَضْرَةِ الْمَهْدِیِّ مَا یَقْرُبُ مِنْ ذَلِكَ وَ هُوَ أَنَّ مُوسَی علیه السلام سَأَلَ أَبَا یُوسُفَ عَنْ مَسْأَلَةٍ لَیْسَ عِنْدَهُ فِیهَا شَیْ ءٌ فَقَالَ لِأَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ شَیْ ءٍ قَالَ هَاتِ فَقَالَ مَا تَقُولُ فِی التَّظْلِیلِ لِلْمُحْرِمِ قَالَ لَا یَصْلُحُ قَالَ فَیَضْرِبُ الْخِبَاءَ فِی الْأَرْضِ فَیَدْخُلُ فِیهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَمَا فَرْقٌ بَیْنَ هَذَا وَ ذَاكَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام مَا تَقُولُ فِی الطَّامِثِ تَقْضِی الصَّلَاةَ قَالَ لَا قَالَ تَقْضِی الصَّوْمَ قَالَ نَعَمْ قَالَ وَ لِمَ قَالَ إِنَّ هَذَا كَذَا جَاءَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام وَ كَذَلِكَ هَذَا قَالَ الْمَهْدِیُّ لِأَبِی یُوسُفَ مَا أَرَاكَ صَنَعْتَ شَیْئاً قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ رَمَانِی بِحُجَّةٍ.

«8»- نهج، نهج البلاغة مِنْ خُطْبَةٍ لَهُ علیه السلام إِنَّمَا بَدْءُ وُقُوعِ الْفِتَنِ أَهْوَاءٌ تُتَّبَعُ وَ أَحْكَامٌ تُبْتَدَعُ یُخَالَفُ فِیهَا كِتَابُ اللَّهِ وَ یَتَوَلَّی عَلَیْهَا رِجَالٌ رِجَالًا عَلَی غَیْرِ دِینِ اللَّهِ فَلَوْ أَنَّ الْبَاطِلَ خَلَصَ مِنْ مِزَاجِ الْحَقِّ لَمْ یَخْفَ عَلَی الْمُرْتَادِینَ(1) وَ لَوْ أَنَّ الْحَقَّ خَلَصَ مِنْ لُبْسِ الْبَاطِلِ انْقَطَعَتْ عَنْهُ أَلْسُنُ الْمُعَانِدِینَ وَ لَكِنْ یُؤْخَذُ مِنْ هَذَا ضِغْثٌ وَ مِنْ هَذَا ضِغْثٌ (2) فَیُمْزَجَانِ فَهُنَالِكَ یَسْتَوْلِی الشَّیْطَانُ عَلَی أَوْلِیَائِهِ وَ یَنْجُو الَّذِینَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ الْحُسْنَی.

ابن الحسن ملازما للرشید حتّی خرج الی الری خرجته الأولی فخرج معه و مات برنبویه- قریة من قری الری- سنة تسع و ثمانین و مائة، و مولده سنة خمس و ثلاثین. و قیل: احدی و ثلاثین. و قیل:

اثنتین و ثلاثین و مائة. قال ابن خلّكان فی وفیات الأعیان.

ص: 290


1- المرتادین: الطالبین للحقیقة.
2- الضغث بالكسر: قبضة حشیش مختلط فیها الرطب بالیابس، و هو مستعار للنصیب من الحق و الباطل.

كتاب عاصم بن حمید، عن محمد بن مسلم عن أبی جعفر علیه السلام عن أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه مثله.

«9»- ع، علل الشرائع أَبِی رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعُقَیْلِیِّ الْقُرَشِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِیِّ رَفَعَ الْحَدِیثَ قَالَ: دَخَلَ أَبُو حَنِیفَةَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا حَنِیفَةَ بَلَغَنِی أَنَّكَ تَقِیسُ قَالَ نَعَمْ أَنَا أَقِیسُ قَالَ لَا تَقِسْ فَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ قَاسَ إِبْلِیسُ حِینَ قَالَ خَلَقْتَنِی مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِینٍ فَقَاسَ مَا بَیْنَ النَّارِ وَ الطِّینِ وَ لَوْ قَاسَ نُورِیَّةَ النَّارِ عَرَفَ فَضْلَ مَا بَیْنَ النُّورَیْنِ وَ صَفَاءَ أَحَدِهِمَا عَلَی الْآخَرِ وَ لَكِنْ قِسْ لِی رَأْسَكَ أَخْبِرْنِی عَنْ أُذُنَیْكَ مَا لَهُمَا مُرَّتَانِ قَالَ لَا أَدْرِی قَالَ فَأَنْتَ لَا تُحْسِنُ تَقِیسُ رَأْسَكَ فَكَیْفَ تَقِیسُ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَخْبِرْنِی مَا هُوَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ الْأُذُنَیْنِ مُرَّتَیْنِ لِئَلَّا یَدْخُلَهُمَا شَیْ ءٌ إِلَّا مَاتَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَقَتَلَ ابْنَ آدَمَ الْهَوَامُّ وَ جَعَلَ الشَّفَتَیْنِ عَذْبَتَیْنِ لِیَجِدَ ابْنُ آدَمَ طَعْمَ الْحُلْوِ وَ الْمُرِّ وَ جَعَلَ الْعَیْنَیْنِ مَالِحَتَیْنِ لِأَنَّهُمَا شَحْمَتَانِ وَ لَوْ لَا مُلُوحَتُهُمَا لَذَابَتَا وَ جَعَلَ الْأَنْفَ بَارِداً سَائِلًا لِئَلَّا یَدَعَ فِی الرَّأْسِ دَاءً إِلَّا أَخْرَجَهُ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَثَقُلَ الدِّمَاغُ وَ تَدَوَّدَ.

ع، علل الشرائع أبی عن سعد عن البرقی عن محمد بن علی عن عیسی بن عبد اللّٰه مثله.

«10»- ع، علل الشرائع مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی حَاتِمٍ عَنْ أَبِی زُرْعَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِیِّ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ أَبُو حَنِیفَةَ عَلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَقَالَ لِأَبِی حَنِیفَةَ اتَّقِ اللَّهَ وَ لَا تَقِسِ الدِّینَ بِرَأْیِكَ فَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ قَاسَ إِبْلِیسُ أَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِالسُّجُودِ لآِدَمَ فَقَالَ أَنَا خَیْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِی مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِینٍ ثُمَّ قَالَ أَ تُحْسِنُ أَنْ تَقِیسَ رَأْسَكَ مِنْ بَدَنِكَ قَالَ لَا قَالَ جَعْفَرٌ علیه السلام فَأَخْبِرْنِی لِأَیِّ شَیْ ءٍ جَعَلَ اللَّهُ الْمُلُوحَةَ فِی الْعَیْنَیْنِ وَ الْمَرَارَةَ فِی الْأُذُنَیْنِ وَ الْمَاءَ الْمُنْتِنَ فِی الْمَنْخِرَیْنِ وَ الْعُذُوبَةَ فِی الشَّفَتَیْنِ قَالَ لَا أَدْرِی قَالَ جَعْفَرٌ علیه السلام لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَ الْعَیْنَیْنِ فَجَعَلَهُمَا شَحْمَتَیْنِ وَ جَعَلَ الْمُلُوحَةَ فِیهِمَا مَنّاً مِنْهُ عَلَی ابْنِ آدَمَ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَذَابَتَا وَ جَعَلَ الْأُذُنَیْنِ مُرَّتَیْنِ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَهَجَمَتِ الدَّوَابُّ وَ أَكَلَتْ دِمَاغَهُ وَ جَعَلَ الْمَاءَ فِی الْمَنْخِرَیْنِ لِیَصْعَدَ مِنْهُ النَّفَسُ وَ یَنْزِلَ وَ یَجِدَ مِنْهُ الرِّیحَ الطَّیِّبَةَ مِنَ الْخَبِیثَةِ وَ جَعَلَ الْعُذُوبَةَ

ص: 291

فِی الشَّفَتَیْنِ لِیَجِدَ ابْنُ آدَمَ لَذَّةَ مَطْعَمِهِ وَ مَشْرَبِهِ ثُمَّ قَالَ جَعْفَرٌ علیه السلام لِأَبِی حَنِیفَةَ أَخْبِرْنِی عَنْ كَلِمَةٍ أَوَّلُهَا شِرْكٌ وَ آخِرُهَا إِیمَانٌ قَالَ لَا أَدْرِی قَالَ هِیَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَوْ قَالَ لَا إِلَهَ كَانَ شِرْكٌ وَ لَوْ قَالَ إِلَّا اللَّهُ كَانَ إِیمَانٌ ثُمَّ قَالَ جَعْفَرٌ علیه السلام وَیْحَكَ أَیُّهُمَا أَعْظَمُ قَتْلُ النَّفْسِ أَوِ الزِّنَا قَالَ قَتْلُ النَّفْسِ قَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ قَبِلَ فِی قَتْلِ النَّفْسِ شَاهِدَیْنِ وَ لَمْ یَقْبَلْ فِی الزِّنَا إِلَّا أَرْبَعَةً ثُمَّ أَیُّهُمَا أَعْظَمُ الصَّلَاةُ أَمِ الصَّوْمُ قَالَ الصَّلَاةُ قَالَ فَمَا بَالُ الْحَائِضِ تَقْضِی الصِّیَامَ وَ لَا تَقْضِی الصَّلَاةَ فَكَیْفَ یَقُومُ لَكَ الْقِیَاسُ فَاتَّقِ اللَّهَ وَ لَا تَقِسْ.

«11»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْحُسَیْنُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ الْغَضَائِرِیُّ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ مُعَافَا عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ التَّیِّهَانِ قَالَ: قَالَ لِیَ ابْنُ شُبْرُمَةَ دَخَلْتُ أَنَا وَ أَبُو حَنِیفَةَ عَلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ كُنْتُ لَهُ صَدِیقاً ثُمَّ أَقْبَلْتُ عَلَی جَعْفَرٍ فَقُلْتُ أَمْتَعَ اللَّهُ بِكَ هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ لَهُ فِقْهٌ وَ عَقْلٌ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ علیه السلام لَعَلَّهُ الَّذِی یَقِیسُ الدِّینَ بِرَأْیِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیَّ فَقَالَ هَذَا النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ فَقَالَ أَبُو حَنِیفَةَ نَعَمْ أَصْلَحَكَ اللَّهُ فَقَالَ اتَّقِ اللَّهَ وَ لَا تَقِسِ الدِّینَ بِرَأْیِكَ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ نَحْوَ مَا مَرَّ إِلَی قَوْلِهِ علیه السلام وَ لَا تَقْضِی الصَّلَاةَ اتَّقِ اللَّهَ یَا عَبْدَ اللَّهِ فَإِنَّا نَحْنُ وَ أَنْتُمْ غَداً إِذَا خُلِقْنَا بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ نَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَقُولُ أَنْتَ وَ أَصْحَابُكَ أُسْمِعْنَا وَ أُرِینَا فَیَفْعَلُ بِنَا وَ بِكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ.

«12»- ع، علل الشرائع أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ شُعَیْبِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ غُلَامُ كِنْدَةَ فَاسْتَفْتَاهُ فِی مَسْأَلَةٍ فَأَفْتَاهُ فِیهَا فَعَرَفْتُ الْغُلَامَ وَ الْمَسْأَلَةَ فَقَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی حَنِیفَةَ فَإِذَا ذَاكَ الْغُلَامُ بِعَیْنِهِ یَسْتَفْتِیهِ فِی تِلْكَ الْمَسْأَلَةِ بِعَیْنِهَا فَأَفْتَاهُ فِیهَا بِخِلَافِ مَا أَفْتَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُمْتُ إِلَیْهِ فَقُلْتُ وَیْلَكَ یَا أَبَا حَنِیفَةَ إِنِّی كُنْتُ الْعَامَ حَاجّاً فَأَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مُسَلِّماً عَلَیْهِ فَوَجَدْتُ هَذَا الْغُلَامَ یَسْتَفْتِیهِ فِی هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ بِعَیْنِهَا فَأَفْتَاهُ بِخِلَافِ مَا أَفْتَیْتَهُ فَقَالَ وَ مَا یَعْلَمُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنَا أَعْلَمُ مِنْهُ أَنَا لَقِیتُ الرِّجَالَ وَ سَمِعْتُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ صُحُفِیٌّ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی وَ اللَّهِ لَأَحُجَّنَّ وَ لَوْ حَبْواً قَالَ فَكُنْتُ فِی طَلَبِ حَجَّةٍ فَجَاءَتْنِی حَجَّةٌ فَحَجَجْتُ فَأَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَحَكَیْتُ لَهُ الْكَلَامَ فَضَحِكَ

ص: 292

ثُمَّ قَالَ عَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ أَمَّا فِی قَوْلِهِ إِنِّی رَجُلٌ صُحُفِیٌّ فَقَدْ صَدَقَ قَرَأْتُ صُحُفَ إِبْرَاهِیمَ وَ مُوسَی فَقُلْتُ لَهُ وَ مَنْ لَهُ بِمِثْلِ تِلْكَ الصُّحُفِ قَالَ فَمَا لَبِثْتُ أَنْ طَرَقَ الْبَابَ طَارِقٌ وَ كَانَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ لِلْغُلَامِ انْظُرْ مَنْ ذَا فَرَجَعَ الْغُلَامُ فَقَالَ أَبُو حَنِیفَةَ قَالَ أَدْخِلْهُ فَدَخَلَ فَسَلَّمَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَرَدَّ عَلَیْهِ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ أَ تَأْذَنُ لِی فِی الْقُعُودِ فَأَقْبَلَ عَلَی أَصْحَابِهِ یُحَدِّثُهُمْ وَ لَمْ یَلْتَفِتْ إِلَیْهِ ثُمَّ قَالَ الثَّانِیَةَ وَ الثَّالِثَةَ فَلَمْ یَلْتَفِتْ إِلَیْهِ فَجَلَسَ أَبُو حَنِیفَةَ مِنْ غَیْرِ إِذْنِهِ فَلَمَّا عَلِمَ أَنَّهُ قَدْ جَلَسَ الْتَفَتَ إِلَیْهِ فَقَالَ أَیْنَ أَبُو حَنِیفَةَ فَقَالَ هُوَ ذَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ فَقَالَ أَنْتَ فَقِیهُ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَبِمَا تُفْتِیهِمْ قَالَ بِكِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِیِّهِ قَالَ یَا أَبَا حَنِیفَةَ تَعْرِفُ كِتَابَ اللَّهِ حَقَّ مَعْرِفَتِهِ وَ تَعْرِفُ النَّاسِخَ وَ الْمَنْسُوخَ قَالَ نَعَمْ قَالَ یَا أَبَا حَنِیفَةَ وَ لَقَدْ ادَّعَیْتَ عِلْماً وَیْلَكَ مَا جَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا عِنْدَ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِینَ أُنْزِلَ عَلَیْهِمْ وَیْلَكَ وَ لَا هُوَ إِلَّا عِنْدَ الْخَاصِّ مِنْ ذُرِّیَّةِ نَبِیِّنَا صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا وَرَّثَكَ اللَّهُ مِنْ كِتَابِهِ حَرْفاً فَإِنْ كُنْتَ كَمَا تَقُولُ وَ لَسْتَ كَمَا تَقُولُ فَأَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ سِیرُوا فِیها لَیالِیَ وَ أَیَّاماً آمِنِینَ أَیْنَ ذَلِكَ مِنَ الْأَرْضِ قَالَ أَحْسَبُهُ مَا بَیْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِینَةِ فَالْتَفَتَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ تَعْلَمُونَ أَنَّ النَّاسَ یُقْطَعُ عَلَیْهِمْ بَیْنَ الْمَدِینَةِ وَ مَكَّةَ فَتُؤْخَذُ أَمْوَالُهُمْ وَ لَا یَأْمَنُونَ عَلَی أَنْفُسِهِمْ وَ یُقْتَلُونَ قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَسَكَتَ أَبُو حَنِیفَةَ فَقَالَ یَا أَبَا حَنِیفَةَ أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً أَیْنَ ذَلِكَ مِنَ الْأَرْضِ قَالَ الْكَعْبَةُ قَالَ أَ فَتَعْلَمُ أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ یُوسُفَ حِینَ وَضَعَ الْمَنْجَنِیقَ عَلَی ابْنِ الزُّبَیْرِ فِی الْكَعْبَةِ فَقَتَلَهُ كَانَ آمِناً فِیهَا قَالَ فَسَكَتَ ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا حَنِیفَةَ إِذَا وَرَدَ عَلَیْكَ شَیْ ءٌ لَیْسَ فِی كِتَابِ اللَّهِ وَ لَمْ تَأْتِ بِهِ الْآثَارُ وَ السُّنَّةُ كَیْفَ تَصْنَعُ فَقَالَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ أَقِیسُ وَ أَعْمَلُ فِیهِ بِرَأْیِی قَالَ یَا أَبَا حَنِیفَةَ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ قَاسَ إِبْلِیسُ الْمَلْعُونُ قَاسَ عَلَی رَبِّنَا تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَقَالَ أَنَا خَیْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِی مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِینٍ فَسَكَتَ أَبُو حَنِیفَةَ فَقَالَ یَا أَبَا حَنِیفَةَ أَیُّمَا أَرْجَسُ الْبَوْلُ أَوِ الْجَنَابَةُ فَقَالَ الْبَوْلُ فَقَالَ النَّاسُ یَغْتَسِلُونَ مِنَ الْجَنَابَةِ وَ لَا یَغْتَسِلُونَ مِنَ الْبَوْلِ فَسَكَتَ فَقَالَ یَا أَبَا حَنِیفَةَ أَیُّمَا أَفْضَلُ الصَّلَاةُ أَمِ الصَّوْمُ قَالَ الصَّلَاةُ فَقَالَ فَمَا بَالُ الْحَائِضِ تَقْضِی صَوْمَهَا وَ لَا تَقْضِی صَلَاتَهَا فَسَكَتَ قَالَ یَا أَبَا حَنِیفَةَ أَخْبِرْنِی عَنْ رَجُلٍ كَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ وَ لَهُ مِنْهَا ابْنَةٌ وَ كَانَتْ لَهُ حُرَّةٌ لَا تَلِدُ فَزَارَتِ الصَّبِیَّةُ

ص: 293

بِنْتُ أُمِّ الْوَلَدِ أَبَاهَا فَقَامَ الرَّجُلُ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ فَوَاقَعَ أَهْلَهُ الَّتِی لَا تَلِدُ وَ خَرَجَ إِلَی الْحَمَّامِ فَأَرَادَتِ الْحُرَّةُ أَنْ تَكِیدَ أُمَّ الْوَلَدِ وَ ابْنَتَهَا عِنْدَ الرَّجُلِ فَقَامَتْ إِلَیْهَا بِحَرَارَةِ ذَلِكَ الْمَاءِ فَوَقَعَتْ إِلَیْهَا وَ هِیَ نَائِمَةٌ فَعَالَجَتْهَا كَمَا یُعَالِجُ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ فَعَلِقَتْ أَیُّ شَیْ ءٍ عِنْدَكَ فِیهَا قَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا عِنْدِی فِیهَا شَیْ ءٌ فَقَالَ یَا أَبَا حَنِیفَةَ أَخْبِرْنِی عَنْ رَجُلٍ كَانَتْ لَهُ جَارِیَةٌ فَزَوَّجَهَا مِنْ مَمْلُوكٍ لَهُ وَ غَابَ الْمَمْلُوكُ فَوُلِدَ لَهُ مِنْ أَهْلِهِ مَوْلُودٌ وَ وُلِدَ لِلْمَمْلُوكِ مَوْلُودٌ مِنْ أُمِّ وَلَدٍ لَهُ فَسَقَطَ الْبَیْتُ عَلَی الْجَارِیَتَیْنِ وَ مَاتَ الْمَوْلَی مَنِ الْوَارِثُ فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَا وَ اللَّهِ مَا عِنْدِی فِیهَا شَیْ ءٌ فَقَالَ أَبُو حَنِیفَةَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِنَّ عِنْدَنَا قَوْماً بِالْكُوفَةِ یَزْعُمُونَ أَنَّكَ تَأْمُرُهُمْ بِالْبَرَاءَةِ مِنْ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ (1) فَقَالَ وَیْلَكَ یَا أَبَا حَنِیفَةَ لَمْ یَكُنْ هَذَا مَعَاذَ اللَّهِ فَقَالَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِنَّهُمْ یُعَظِّمُونَ الْأَمْرَ فِیهِمَا (2)قَالَ فَمَا تَأْمُرُنِی قَالَ تَكْتُبُ إِلَیْهِمْ قَالَ بِمَا ذَا قَالَ تَسْأَلُهُمْ الْكَفَّ عَنْهُمَا(3) قَالَ لَا یُطِیعُونِّی قَالَ بَلَی أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِذَا كُنْتَ أَنْتَ الْكَاتِبَ وَ أَنَا الرَّسُولُ أَطَاعُونِی قَالَ یَا أَبَا حَنِیفَةَ أَبَیْتَ إِلَّا جَهْلًا كَمْ بَیْنِی وَ بَیْنَ الْكُوفَةِ مِنَ الْفَرَاسِخِ قَالَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ مَا لَا یُحْصَی فَقَالَ كَمْ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ قَالَ لَا شَیْ ءَ قَالَ أَنْتَ دَخَلْتَ عَلَیَّ فِی مَنْزِلِی فَاسْتَأْذَنْتَ فِی الْجُلُوسِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمْ آذَنْ لَكَ فَجَلَسْتَ بِغَیْرِ إِذْنِی خِلَافاً عَلَیَّ كَیْفَ یُطِیعُونِّی أُولَئِكَ وَ هُمْ ثَمَّ وَ أَنَا هَاهُنَا قَالَ فَقَنَّعَ رَأْسَهُ وَ خَرَجَ وَ هُوَ یَقُولُ أَعْلَمُ النَّاسِ وَ لَمْ نَرَهُ عِنْدَ عَالِمٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْحَضْرَمِیُّ جُعِلْتُ فِدَاكَ الْجَوَابُ فِی الْمَسْأَلَتَیْنِ الْأَوَّلَتَیْنِ فَقَالَ یَا أَبَا بَكْرٍ سِیرُوا فِیها لَیالِیَ وَ أَیَّاماً آمِنِینَ فَقَالَ مَعَ قَائِمِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً فَمَنْ بَایَعَهُ وَ دَخَلَ مَعَهُ وَ مَسَحَ عَلَی یَدِهِ وَ دَخَلَ فِی عَقْدِ أَصْحَابِهِ كَانَ آمِناً.

بیان: قوله علیه السلام و لست كما تقول جملة حالیة اعترضت بین الشرط و الجزاء لرفع توهم أن هذا الشرط و التقدیر محتمل الصدق و أما قوله تعالی سِیرُوا فِیها لَیالِیَ وَ أَیَّاماً آمِنِینَ فهو فی القرآن مذكور بین الآیات التی أوردت فی ذكر قصة أهل سبأ حیث قال وَ جَعَلْنا بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ الْقُرَی الَّتِی بارَكْنا فِیها قُریً ظاهِرَةً وَ قَدَّرْنا فِیهَا السَّیْرَ سِیرُوا

ص: 294


1- و فی نسخة: من فلان و فلان و فلان.
2- و فی نسخة: انّهم یعظمون الامر فیهم.
3- و فی نسخة: تسألهم الكف عنهم.

فِیها لَیالِیَ وَ أَیَّاماً آمِنِینَ فعلی تأویله علیه السلام تكون هذه الجملة معترضة بین تلك القصة لبیان أن هذا الأمن الذی كان لهم فی تلك القری و قد زال عنهم بكفرانهم سیعود فی لیالی و أیام زمان القائم علیه السلام و لذا قال تعالی وَ قَدَّرْنا و أما قوله تعالی وَ مَنْ دَخَلَهُ فعلی تأویله علیه السلام یكون المراد الدخول فی ذلك الزمان مع بیعته علیه السلام فی الحرم أو أنه لما كانت حرمة البیت مقرونة بحرمتهم علیهم السلام راجعة إلیها فیكون الدخول فیها كنایة عن الدخول فی بیعتهم و متابعتهم علی هذا البطن من الآیة.

و أما قوله علیه السلام أیما أرجس لعله ذكره إلزاما علیه لأنه كان یقول بأن البول أرجس حتی إنه نسب إلیه أنه قال بطهارة المنی بعد الفرك و أما فی مسألة السحق و إن لم یذكر علیه السلام جوابه هاهنا فقد قال الشیخ فی النهایة إن علی المرأة الرجم و یلحق الولد بالرجل و یلزم المرأة المهر و علیه دلت صحیحة محمد بن مسلم و غیرها و قد خالف بعض الأصحاب فی لزوم الرجم بل اكتفوا بالجلد و بعضهم فی تحقق النسب و سیأتی الكلام فیه فی محله.

و أما سقوط البیت علی الجاریتین فالظاهر أن السؤال عن اشتباه ولد المملوك و ولد المولی كما مر و فرض سقوط البیت علی الجاریتین لتقریب فرض الاشتباه و المشهور بین الأصحاب فیه القرعة كما تقتضیه أصولهم و كلاهما مرویان فی الكافی.

«13»- ع، علل الشرائع الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الدَّارِیُّ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ سُفْیَانَ الْحَرِیرِیِّ عَنْ مُعَاذٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ یَحْیَی الْعَامِرِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی لَیْلَی قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ مَعِی نُعْمَانُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَنِ الَّذِی مَعَكَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ لَهُ نَظَرٌ وَ نَفَاذُ رَأْیٍ(1) یُقَالُ لَهُ نُعْمَانُ قَالَ فَلَعَلَّ هَذَا الَّذِی یَقِیسُ الْأَشْیَاءَ بِرَأْیِهِ فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ یَا نُعْمَانُ هَلْ تُحْسِنُ أَنْ تَقِیسَ رَأْسَكَ فَقَالَ لَا فَقَالَ مَا أَرَاكَ تُحْسِنُ شَیْئاً وَ لَا فَرْضَكَ إِلَّا مِنْ عِنْدِ غَیْرِكَ فَهَلْ عَرَفْتَ كَلِمَةً أَوَّلُهَا كُفْرٌ وَ آخِرُهَا إِیمَانٌ قَالَ لَا قَالَ فَهَلْ عَرَفْتَ مَا الْمُلُوحَةُ فِی الْعَیْنَیْنِ وَ الْمَرَارَةُ

ص: 295


1- و فی نسخة و نقادر أی

فِی الْأُذُنَیْنِ وَ الْبُرُودَةُ فِی الْمَنْخِرَیْنِ وَ الْعُذُوبَةُ فِی الشَّفَتَیْنِ قَالَ لَا قَالَ ابْنُ أَبِی لَیْلَی فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَسِّرْ لَنَا جَمِیعَ مَا وَصَفْتَ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَ عَیْنَیِ ابْنِ آدَمَ مِنْ شَحْمَتَیْنِ (1) فَجَعَلَ فِیهِمَا الْمُلُوحَةَ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَذَابَتَا فَالْمُلُوحَةُ تَلْفِظُ مَا یَقَعُ فِی الْعَیْنِ مِنَ الْقَذَی(2)وَ جَعَلَ الْمَرَارَةَ فِی الْأُذُنَیْنِ حِجَاباً مِنَ الدِّمَاغِ فَلَیْسَ مِنْ دَابَّةٍ تَقَعُ فِیهِ إِلَّا الْتَمَسَتِ الْخُرُوجَ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَوَصَلَتْ إِلَی الدِّمَاغِ وَ جُعِلَتِ الْعُذُوبَةُ فِی الشَّفَتَیْنِ مَنّاً مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی ابْنِ آدَمَ یَجِدُ بِذَلِكَ عُذُوبَةَ الرِّیقِ وَ طَعْمَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ جَعَلَ الْبُرُودَةَ فِی الْمَنْخِرَیْنِ (3) لِئَلَّا تَدَعَ فِی الرَّأْسِ شَیْئاً إِلَّا أَخْرَجَتْهُ فَقُلْتُ فَمَا الْكَلِمَةُ الَّتِی أَوَّلُهَا كُفْرٌ وَ آخِرُهَا إِیمَانٌ قَالَ قَوْلُ الرَّجُلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَأَوَّلُهَا كُفْرٌ وَ آخِرُهَا إِیمَانٌ ثُمَّ قَالَ یَا نُعْمَانُ إِیَّاكَ وَ الْقِیَاسَ فَقَدْ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ مَنْ قَاسَ شَیْئاً بِشَیْ ءٍ قَرَنَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَعَ إِبْلِیسَ فِی النَّارِ فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ قَاسَ عَلَی رَبِّهِ فَدَعِ الرَّأْیَ وَ الْقِیَاسَ فَإِنَّ الدِّینَ لَمْ یُوضَعْ بِالْقِیَاسِ وَ بِالرَّأْیِ.

بیان: قوله علیه السلام و لا فرضك معطوف علی قوله شیئا أو علی الضمیر المنصوب فی أراك و الأول أظهر.

«14»- ع، علل الشرائع ابْنُ مَسْرُورٍ عَنْ ابْنِ عَامِرٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْجُمْهُورِ الْعَمِّیِّ بِإِسْنَادِهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَبَی اللَّهُ لِصَاحِبِ الْبِدْعَةِ بِالتَّوْبَةِ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ كَیْفَ ذَاكَ قَالَ إِنَّهُ قَدْ أُشْرِبَ قَلْبُهُ حُبَّهَا.

ثو، ثواب الأعمال ابن الولید عن الصفار عن ابن یزید عن العمی مثله بیان لعل المراد أنه لا یوفق للتوبة كما یظهر من التعلیل أو لا تقبل توبته قبولا كاملا.

ص: 296


1- الشحم: ما ابیضّ و خف من لحم الحیوان كالذی یغشی الكراش و الامعاء و نحوها و بالفارسیة «پیه
2- القذی: ما یقع فی العین او فی الشراب من تبنة أو نحوها
3- المنخر الانف.

«15»- ع، علل الشرائع أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ نُوحٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَجُلٌ فِی الزَّمَنِ الْأَوَّلِ طَلَبَ الدُّنْیَا مِنْ حَلَالٍ فَلَمْ یَقْدِرْ عَلَیْهَا وَ طَلَبَهَا مِنْ حَرَامٍ فَلَمْ یَقْدِرْ عَلَیْهَا فَأَتَاهُ الشَّیْطَانُ فَقَالَ لَهُ یَا هَذَا إِنَّكَ قَدْ طَلَبْتَ الدُّنْیَا مِنْ حَلَالٍ فَلَمْ تَقْدِرْ عَلَیْهَا وَ طَلَبْتَهَا مِنْ حَرَامٍ فَلَمْ تَقْدِرْ عَلَیْهَا أَ فَلَا أَدُلُّكَ عَلَی شَیْ ءٍ تَكْثُرُ بِهِ دُنْیَاكَ وَ یَكْثُرُ بِهِ تَبَعُكَ قَالَ بَلَی قَالَ تَبْتَدِعُ دِیناً وَ تَدْعُو إِلَیْهِ النَّاسَ فَفَعَلَ فَاسْتَجَابَ لَهُ النَّاسُ وَ أَطَاعُوهُ وَ أَصَابَ مِنَ الدُّنْیَا ثُمَّ إِنَّهُ فَكَّرَ فَقَالَ مَا صَنَعْتُ ابْتَدَعْتُ دِیناً وَ دَعَوْتُ النَّاسَ مَا أَرَی لِی تَوْبَةً إِلَّا أَنْ آتِیَ مَنْ دَعَوْتُهُ إِلَیْهِ فَأَرُدَّهُ عَنْهُ فَجَعَلَ یَأْتِی أَصْحَابَهُ الَّذِینَ أَجَابُوهُ فَیَقُولُ لَهُمْ إِنَّ الَّذِی دَعَوْتُكُمْ إِلَیْهِ بَاطِلٌ وَ إِنَّمَا ابْتَدَعْتُهُ فَجَعَلُوا یَقُولُونَ لَهُ كَذَبْتَ وَ هُوَ الْحَقُّ وَ لَكِنَّكَ شَكَكْتَ فِی دِینِكَ فَرَجَعْتَ عَنْهُ فَلَمَّا رَأَی ذَلِكَ عَمَدَ إِلَی سِلْسِلَةٍ فَوَتَّدَ لَهَا وَتِداً ثُمَّ جَعَلَهَا فِی عُنُقِهِ وَ قَالَ لَا أَحُلُّهَا حَتَّی یَتُوبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیَّ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی نَبِیٍّ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ قُلْ لِفُلَانٍ وَ عِزَّتِی لَوْ دَعَوْتَنِی حَتَّی تَنْقَطِعَ أَوْصَالُكَ مَا اسْتَجَبْتُ لَكَ حَتَّی تَرُدَّ مَنْ مَاتَ عَلَی مَا دَعَوْتَهُ إِلَیْهِ فَیَرْجِعَ عَنْهُ.

سن، المحاسن أبی عن ابن أبی عمیر مثله- ضا، فقه الرضا علیه السلام مثله.

«16»- ید، التوحید ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام لی، الأمالی للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرَّیَّانِ (1) عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ مَا آمَنَ بِی مَنْ فَسَّرَ بِرَأْیِهِ كَلَامِی وَ مَا عَرَفَنِی مَنْ شَبَّهَنِی بِخَلْقِی وَ مَا عَلَی دِینِی مَنِ اسْتَعْمَلَ الْقِیَاسَ فِی دِینِی.

ج، الإحتجاج مرسلا مثله.

ص: 297


1- بفتح الراء المهملة و الیاء المشددة، مشترك بین الرجلین: أحدهما ابن شبیب الثقة خال المعتصم، و الآخر ابن الصلت البغدادیّ الأشعریّ القمّیّ الثقة الصدوق، و یعسر تمیزهما و لكن لما كان كلاهما عدلان فلا إشكال فی روایتهما. و یحتمل أن یكون الواقع فی السند ابن الصلت لمكان روایة إبراهیم بن هاشم عنه، حیث قال الشیخ فی الفهرست: الریان بن الصلت له كتاب أخبرنا به الشیخ أبو عبد اللّٰه محمّد بن محمّد بن النعمان و الحسین بن عبید اللّٰه، عن محمّد بن علیّ بن الحسین، عن أبیه، و حمزة بن محمّد، و محمّد بن علی، عن علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن الریان بن الصلت

«17»- لی، الأمالی للصدوق أَبِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ یُونُسَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ قَالَ: مَا ذَكَرْتُ حَدِیثاً سَمِعْتُهُ مِنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام إِلَّا كَادَ أَنْ یَتَصَدَّعَ لَهُ قَلْبِی سَمِعْتُهُ یَقُولُ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ وَ أُقْسِمُ بِاللَّهِ مَا كَذَبَ عَلَی أَبِیهِ وَ لَا كَذَبَ أَبُوهُ عَلَی جَدِّهِ وَ لَا كَذَبَ جَدُّهُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ عَمِلَ بِالْمَقَایِیسِ فَقَدْ هَلَكَ وَ أَهْلَكَ وَ مَنْ أَفْتَی النَّاسَ وَ هُوَ لَا یَعْلَمُ النَّاسِخَ مِنَ الْمَنْسُوخِ وَ الْمُحْكَمَ مِنَ الْمُتَشَابِهِ فَقَدْ هَلَكَ وَ أَهْلَكَ (1).

«18»- لی، الأمالی للصدوق فِی كَلِمَاتِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِرِوَایَةِ أَبِی الصَّبَّاحِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام شَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاثُهَا.

«19»- فس، تفسیر القمی فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ الَّذِینَ كَسَبُوا السَّیِّئاتِ جَزاءُ سَیِّئَةٍ بِمِثْلِها وَ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ هَؤُلَاءِ أَهْلُ الْبِدَعِ وَ الشُّبُهَاتِ وَ الشَّهَوَاتِ یُسَوِّدُ اللَّهُ وُجُوهَهُمْ ثُمَّ یَلْقَوْنَهُ.

«20»- فس، تفسیر القمی وَ الشُّعَراءُ یَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ قَالَ نَزَلَتْ فِی الَّذِینَ غَیَّرُوا دِینَ اللَّهِ وَ خَالَفُوا أَمْرَ اللَّهِ هَلْ رَأَیْتُمْ شَاعِراً قَطُّ یَتَّبِعُهُ أَحَدٌ إِنَّمَا عَنَی بِذَلِكَ الَّذِینَ وَضَعُوا دِیناً بِآرَائِهِمْ فَتَبِعَهُمُ النَّاسُ عَلَی ذَلِكَ.

«21»- شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی تَفْسِیرِ هَذِهِ الْآیَةِ قَالَ هُمْ قَوْمٌ تَعَلَّمُوا وَ تَفَقَّهُوا بِغَیْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَ أَضَلُّوا (2).

بیان: علی هذا التأویل إنما عبر عنهم بالشعراء لأنهم بنوا دینهم و أحكامهم علی المقدمات الشعریة الباطلة.

«22»- فس، تفسیر القمی فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِینَ أَعْمالًا الَّذِینَ ضَلَّ سَعْیُهُمْ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ هُمْ یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ یُحْسِنُونَ صُنْعاً قَالَ هُمُ النَّصَارَی وَ الْقِسِّیسُونَ وَ الرُّهْبَانُ وَ أَهْلُ الشُّبُهَاتِ وَ الْأَهْوَاءِ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ وَ الْحَرُورِیَّةُ وَ أَهْلُ الْبِدَعِ.

ص: 298


1- تقدم الحدیث عن المحاسن فی باب النهی عن القول بغیر علم تحت الرقم 24. بواسطة بین داود بن فرقد و ابن شبرمة
2- تقدم الحدیث مسندا عن المعانی فی باب ذمّ علماء السوء تحت الرقم 9

بیان: الحروریة هم الخوارج.

«23»- ب، قرب الإسناد هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ: مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلْقِیَاسِ لَمْ یَزَلْ دَهْرَهُ فِی الْتِبَاسٍ وَ مَنْ دَانَ اللَّهَ بِالرَّأْیِ لَمْ یَزَلْ دَهْرَهُ فِی ارْتِمَاسٍ.

بیان: أی یرتمس دائما فی الضلالة و الجهالة.

«24»- ب، قرب الإسناد هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ قَالَ: قَالَ لِی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام مَنْ أَفْتَی النَّاسَ بِرَأْیِهِ فَقَدْ دَانَ بِمَا لَا یَعْلَمُ وَ مَنْ دَانَ بِمَا لَا یَعْلَمُ فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ حَیْثُ أَحَلَّ وَ حَرَّمَ فِیمَا لَا یَعْلَمُ.

«25»- ب، قرب الإسناد عَنْهُمَا عَنْ حَنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلَنِی ابْنُ شُبْرُمَةَ مَا تَقُولُ فِی الْقَسَامَةِ فِی الدَّمِ فَأَجَبْتُهُ بِمَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ أَ رَأَیْتَ لَوْ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یَصْنَعْ هَذَا كَیْفَ كَانَ یَكُونُ الْقَوْلُ فِیهِ (1) قَالَ قُلْتُ لَهُ أَمَّا مَا صَنَعَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَدْ أَخْبَرْتُكَ وَ أَمَّا مَا لَمْ یَصْنَعْ فَلَا عِلْمَ لِی بِهِ.

«26»- ب، قرب الإسناد ابْنُ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ حَدَّثَنِی زَیْدُ بْنُ أَسْلَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سُئِلَ عَمَّنْ أَحْدَثَ حَدَثاً أَوْ آوَی مُحْدِثاً مَا هُوَ فَقَالَ مَنِ ابْتَدَعَ بِدْعَةً فِی الْإِسْلَامِ أَوْ مَثَّلَ بِغَیْرِ حَدٍّ أَوْ مَنِ انْتَهَبَ نُهْبَةً یَرْفَعُ الْمُسْلِمُونَ إِلَیْهَا أَبْصَارَهُمْ أَوْ یَدْفَعُ عَنْ صَاحِبِ الْحَدَثِ أَوْ یَنْصُرُهُ أَوْ یُعِینُهُ.

بیان: التمثیل التنكیل و التعذیب البلیغ كان یقطع بعض أعضائه مثلا أی إذا فعل ذلك فی غیر حد من الحدود الشرعیة.

«27»- ب، قرب الإسناد ابْنُ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ بَعْضَ أَصْحَابِنَا یَقُولُونَ نَسْمَعُ الْأَمْرَ یُحْكَی عَنْكَ وَ عَنْ آبَائِكَ علیهم السلام فَنَقِیسُ عَلَیْهِ وَ نَعْمَلُ بِهِ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ لَا وَ اللَّهِ مَا هَذَا مِنْ دِینِ جَعْفَرٍ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا حَاجَةَ بِهِمْ إِلَیْنَا قَدْ خَرَجُوا مِنْ طَاعَتِنَا وَ صَارُوا فِی مَوْضِعِنَا فَأَیْنَ التَّقْلِیدُ الَّذِی كَانُوا یُقَلِّدُونَ جَعْفَراً وَ

ص: 299


1- أراد تقریره علی القیاس و الرأی بأن النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله لو لم یقله لكان لك القول بالقیاس و رأیك.

أَبَا جَعْفَرٍ قَالَ جَعْفَرٌ لَا تَحْمِلُوا عَلَی الْقِیَاسِ فَلَیْسَ مِنْ شَیْ ءٍ یَعْدِلُهُ الْقِیَاسُ إِلَّا وَ الْقِیَاسُ یَكْسِرُهُ.

بیان: قوله علیه السلام و صاروا فی موضعنا أی رفعوا أنفسهم عن تقلید الإمام و ادعوا الإمامة حقیقة حیث زعموا أنهم یقدرون علی العلم بأحكام اللّٰه من غیر نص و قوله فلیس من شی ء یعدله القیاس أی لیس شی ء یحكم القیاس بعدله و صدقه إلا و یكسره قیاس آخر یعارضه فلا عبرة به و لا یصلح أن یكون مستندا لشی ء لوهنه.

«28»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ خَالِدٍ الْمَرَاغِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ حَاجِبِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الْوَصَّافِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ خَالِدِ بْنِ طَلِیقٍ قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَقُولُ ذِمَّتِی بِمَا أَقُولُ رَهِینَةٌ وَ أَنَا بِهِ زَعِیمٌ إِنَّهُ لَا یَهِیجُ عَلَی التَّقْوَی زَرْعُ قَوْمٍ وَ لَا یَظْمَأُ عَلَی التَّقْوَی سِنْخُ أَصْلٍ أَلَا إِنَّ الْخَیْرَ كُلَّ الْخَیْرِ فِیمَنْ عَرَفَ قَدْرَهُ وَ كَفَی بِالْمَرْءِ جَهْلًا أَنْ لَا یَعْرِفَ قَدْرَهُ إِنَّ أَبْغَضَ خَلْقِ اللَّهُ إِلَی اللَّهِ رَجُلٌ قَمَشَ عِلْماً مِنْ أَغْمَارِ غَشْوَةٍ وَ أَوْبَاشِ فِتْنَةٍ فَهُوَ فِی عَمًی عَنِ الْهُدَی الَّذِی أُتِیَ بِهِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ وَ ضَالٌّ عَنْ سُنَّةِ نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَظُنُّ أَنَّ الْحَقَّ فِی صُحُفِهِ كَلَّا وَ الَّذِی نَفْسُ ابْنِ أَبِی طَالِبٍ بِیَدِهِ قَدْ ضَلَّ وَ أَضَلَّ مَنِ افْتَرَی سَمَّاهُ رَعَاعُ النَّاسِ عَالِماً وَ لَمْ یَكُنْ فِی الْعِلْمِ یَوْماً سَالِماً فَكَّرَ فَاسْتَكْثَرَ مَا قَلَّ مِنْهُ خَیْرٌ مِمَّا كَثُرَ حَتَّی إِذَا ارْتَوَی مِنْ غَیْرِ حَاصِلٍ وَ اسْتَكْثَرَ مِنْ غَیْرِ طَائِلٍ جَلَسَ لِلنَّاسِ مُفْتِیاً ضَامِناً لِتَخْلِیصِ مَا اشْتَبَهَ عَلَیْهِمْ فَإِنْ نَزَلَتْ بِهِ إِحْدَی الْمُهِمَّاتِ هَیَّأَ لَهَا حَشْواً مِنْ رَأْیِهِ ثُمَّ قَطَعَ عَلَی الشُّبُهَاتِ خَبَّاطُ جَهَالاتٍ رَكَّابُ عَشَوَاتٍ وَ النَّاسُ مِنْ عِلْمِهِ فِی مِثْلِ غَزْلِ الْعَنْكَبُوتِ لَا يَعْتَذِرُ مِمَّا لَا یَعْلَمُ فَیَسْلَمَ وَ لَا یَعَضُّ عَلَی الْعِلْمِ بِضِرْسٍ قَاطِعٍ فَیَغْنَمَ تَصْرُخُ مِنْهُ الْمَوَارِیثُ وَ تَبْكِی مِنْ قَضَائِهِ الدِّمَاءُ وَ تُسْتَحَلُّ بِهِ الْفُرُوجُ الْحَرَامُ غَیْرُ مَلِی ءٍ وَ اللَّهِ بِإِصْدَارِ مَا وَرَدَ عَلَیْهِ وَ لَا نَادِمٍ عَلَی مَا فَرَّطَ مِنْهُ أُولَئِكَ الَّذِینَ حَلَّتْ عَلَیْهِمُ النِّیَاحَةُ وَ هُمْ أَحْیَاءٌ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَمَنْ نَسْأَلُ بَعْدَكَ وَ عَلَی مَا نَعْتَمِدُ فَقَالَ اسْتَفْتِحُوا كِتَابَ اللَّهِ فَإِنَّهُ إِمَامٌ مُشْفِقٌ وَ هَادٍ مُرْشِدٌ وَ وَاعِظٌ نَاصِحٌ وَ دَلِیلٌ یُؤَدِّی إِلَی جَنَّةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

بیان: الأغمار جمع غمر بالضم و هو الجاهل الغر الذی لم یجرب الأمور

ص: 300

و العشوة بالمهملة الظلمة و العمی و بالمعجمة أیضا یرجع إلی معنی العمی و الأوباش أخلاط الناس و رذالهم و سائر الفقرات قد مر تفسیرها و إنما ذكرناها مكررا للاختلاف الكثیر بین الروایات.

«29»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی عبد الواحد بن محمد عن ابن عقدة عن أحمد بن یحیی عن عبد الرحمن عن أبیه عن الأعمش عن تمیم بن سلمة عن أبی عبیدة عن عبد اللّٰه أنه قال اقتصاد فی سنة خیر من اجتهاد فی بدعة قال عبد اللّٰه تعلموا ممن علم فعمل.

«30»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ هَارُونَ بْنِ عِیسَی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ أَخْبَرَنِی عَلِیُّ بْنُ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فِی خُطْبَتِهِ إِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِیثِ كِتَابُ اللَّهِ وَ خَیْرَ الْهَدْیِ هَدْیُ مُحَمَّدٍ وَ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَ كُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَ كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَ كَانَ إِذَا خَطَبَ قَالَ فِی خُطْبَتِهِ أَمَّا بَعْدُ فَإِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ اشْتَدَّ صَوْتُهُ وَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ ثُمَّ یَقُولُ صَبَّحَتْكُمُ السَّاعَةُ أَوْ مَسَّتْكُمْ ثُمَّ یَقُولُ بُعِثْتُ أَنَا وَ السَّاعَةُ كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ وَ یُشِیرُ بِإِصْبَعَیْهِ.

بیان: یقال صبحهم -بالتخفیف و التشدید- أی أتاهم صباحا.

«31»- مع، معانی الأخبار ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی الرَّبِیعِ قَالَ: قُلْتُ مَا أَدْنَی مَا یَخْرُجُ بِهِ الرَّجُلُ مِنَ الْإِیمَانِ قَالَ الرَّأْیُ یَرَاهُ مُخَالِفاً لِلْحَقِّ فَیُقِیمُ عَلَیْهِ.

سن، المحاسن أبی عن حماد مثله.

«32»- مع، معانی الأخبار بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا أَدْنَی مَا یَكُونُ بِهِ الْعَبْدُ كَافِراً قَالَ أَنْ یَبْتَدِعَ شَیْئاً فَیَتَوَلَّی عَلَیْهِ وَ یَبْرَأَ مِمَّنْ خَالَفَهُ.

«33»- مع، معانی الأخبار بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ بُرَیْدٍ الْعِجْلِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا أَدْنَی مَا یَصِیرُ بِهِ الْعَبْدُ كَافِراً قَالَ فَأَخَذَ

ص: 301

حَصَاةً مِنَ الْأَرْضِ فَقَالَ أَنْ یَقُولُ لِهَذِهِ الْحَصَاةِ إِنَّهَا نَوَاةٌ وَ یَبْرَأَ مِمَّنْ خَالَفَهُ عَلَی ذَلِكَ وَ یَدِینَ اللَّهَ بِالْبَرَاءَةِ مِمَّنْ قَالَ بِغَیْرِ قَوْلِهِ فَهَذَا نَاصِبٌ قَدْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ وَ كَفَرَ مِنْ حَیْثُ لَا یَعْلَمُ.

بیان: التمثیل بالحصاة لبیان أن كل من أبدع شیئا و اعتقد باطلا و إن كان فی شی ء حقیر و اتخذ ذلك رأیه و دینه و أحب علیه و أبغض علیه فهو فی حكم الكافر فی شدة العذاب و الحرمان عن الزلفی یوم الحساب.

«34»- ید، التوحید الطَّالَقَانِیُّ عَنِ الْجَلُودِیِّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنِ الضَّبِّیِّ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْهُذَلِیِّ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ قَالَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام مَنْ وَضَعَ دِینَهُ عَلَی الْقِیَاسِ لَمْ یَزَلِ الدَّهْرَ فِی الِارْتِمَاسِ مَائِلًا عَنِ الْمِنْهَاجِ ظَاعِناً فِی الِاعْوِجَاجِ (1) ضَالًّا عَنِ السَّبِیلِ قَائِلًا غَیْرَ الْجَمِیلِ الْخَبَرَ.

«35»- یر، بصائر الدرجات ابْنُ عِیسَی عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ النَّضْرِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ (2) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَیْرِ هُدیً مِنَ اللَّهِ یَعْنِی مَنْ یَتَّخِذُ دِینَهُ رَأْیَهُ بِغَیْرِ هُدَی إِمَامٍ مِنْ أَئِمَّةِ الْهُدَی.

«36»- یر، بصائر الدرجات ابْنُ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَیْرِ هُدیً مِنَ اللَّهِ یَعْنِی مَنِ اتَّخَذَ دِینَهُ رَأْیَهُ بِغَیْرِ هُدَی إِمَامٍ مِنْ أَئِمَّةِ الْهُدَی.

«37»- یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ غَالِبٍ النَّحْوِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَیْرِ هُدیً مِنَ اللَّهِ قَالَ اتَّخَذَ رَأْیَهُ دِیناً.

ص: 302


1- و فی نسخة: طاغیا فی الاعوجاج
2- بضم الخاء المعجمة و فتح النون و سكون الیاء قال النجاشیّ فی ص 296: معلی بن خنیس أبو عبد اللّٰه، مولی جعفر بن محمّد علیهما السلام، و من قبله كان مولی بنی أسد، كوفیّ، بزاز، ضعیف جدا، لا یعول علیه، له كتاب یرویه جماعة اه. و قال العلامة فی القسم الثانی من الخلاصة بعد نقل كلام النجاشیّ: قال ابن الغضائری: إنّه كان فی أول أمره مغیریا، ثمّ دعی إلی محمّد بن عبد اللّٰه المعروف بالنفس الزكیة و فی هذه الظنة أخذه داود بن علی فقتله، و الغلاة یضیفون إلیه، و قال: لا أری الاعتماد علی شی ء من حدیثه، و روی فیه أحادیث تقتضی الذم و اخری تقتضی المدح و قد ذكرناها فی الكتاب الكبیر. و قال الشیخ أبو جعفر الطوسیّ فی كتاب الغیبة بغیر اسناد: أنه كان من قوام أبی عبد اللّٰه علیه السلام، و كان محمودا عنده، و مضی علی منهاجه و هذا یقتضی وصفه بالعدالة. انتهی كلامه

«38»- یر، بصائر الدرجات عَبَّادُ بْنُ سُلَیْمَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَیْلٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَیْرِ هُدیً مِنَ اللَّهِ یَعْنِی اتَّخَذَ هَوَاهُ دِینَهُ بِغَیْرِ هُدًی مِنْ أَئِمَّةِ الْهُدَی.

«39»- ثو، ثواب الأعمال ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ: یُجَاءُ بِأَصْحَابِ الْبِدَعِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَتَرَی الْقَدَرِیَّةَ مِنْ بَیْنِهِمْ كَالشَّامَةِ الْبَیْضَاءِ فِی الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَا أَرَدْتُمْ فَیَقُولُونَ أَرَدْنَا وَجْهَكَ فَیَقُولُ قَدْ أَقَلْتُكُمْ عَثَرَاتِكُمْ وَ غَفَرْتُ لَكُمْ زَلَّاتِكُمْ إِلَّا الْقَدَرِیَّةَ فَإِنَّهُمْ دَخَلُوا فِی الشِّرْكِ مِنْ حَیْثُ لَا یَعْلَمُونَ.

بیان: یطلق القدریة علی المجبرة و علی المفوضة المنكرین لقضاء اللّٰه و قدره و الظاهر أن المراد هنا هو الثانی و سیأتی تحقیقه و المراد بسائر أرباب البدع من عمل بدعة علی جهالة یعذر بها من غیر أن یكون ذلك سببا لفساد دینه و كفره كما یومی إلیه آخر الخبر.

«40»- ك، إكمال الدین ابْنُ عِصَامٍ (1) عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ حُمَیْدٍ (2) عَنِ ابْنِ قَیْسٍ(3)عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِنَّ دِینَ اللَّهِ لَا یُصَابُ بِالْعُقُولِ النَّاقِصَةِ وَ الْآرَاءِ الْبَاطِلَةِ وَ الْمَقَایِیسِ الْفَاسِدَةِ وَ لَا یُصَابُ إِلَّا بِالتَّسْلِیمِ فَمَنْ سَلَّمَ لَنَا سَلِمَ وَ مَنِ اهْتَدَی بِنَا هُدِیَ وَ مَنْ دَانَ بِالْقِیَاسِ وَ الرَّأْیِ هَلَكَ وَ مَنْ وَجَدَ فِی نَفْسِهِ شَیْئاً مِمَّا نَقُولُهُ أَوْ نَقْضِی بِهِ حَرَجاً كَفَرَ بِالَّذِی أَنْزَلَ السَّبْعَ الْمَثَانِیَ وَ الْقُرْآنَ الْعَظِیمَ وَ هُوَ لَا یَعْلَمُ.

بیان: حرجا بدل من قوله شیئا و لفظة من فی قوله مما نقوله تعلیلیة.

«41»- ثو، ثواب الأعمال ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ رَفَعَهُ قَالَ: كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَ كُلُّ ضَلَالَةٍ سَبِیلُهَا إِلَی النَّارِ.

سن، المحاسن ابن یزید مثله.

ص: 303


1- بكسر العین المهملة بعدها صاد مهملة
2- هو عاصم بن حمید.
3- هو محمّد بن قیس أبو عبد اللّٰه البجلیّ

«42»- ثو، ثواب الأعمال أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَدْنَی الشِّرْكِ أَنْ یَبْتَدِعَ الرَّجُلُ رَأْیاً فَیُحِبَّ عَلَیْهِ وَ یُبْغِضَ عَلَیْهِ.

سن، المحاسن بعض أصحابنا عن ابن یزید مثله.

«43»- ثو، ثواب الأعمال ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ (1) عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مَا أَدْنَی النَّصْبِ فَقَالَ أَنْ یَبْتَدِعَ الرَّجُلُ شَیْئاً فَیُحِبَّ عَلَیْهِ وَ یُبْغِضَ عَلَیْهِ.

«44»- ثو، ثواب الأعمال أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ مَشَی إِلَی صَاحِبِ بِدْعَةٍ فَوَقَّرَهُ فَقَدْ مَشَی فِی هَدْمِ الْإِسْلَامِ.

سن، المحاسن أبی عن هارون مثله.

«45»- ابْنُ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّیِّ رَفَعَهُ قَالَ: مَنْ أَتَی ذَا بِدْعَةٍ فَعَظَّمَهُ فَإِنَّمَا سَعَی فِی هَدْمِ الْإِسْلَامِ.

«46»- ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ سَعِیدٍ الْأَعْرَجِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ مَنْ عِنْدَنَا مِمَّنْ یَتَفَقَّهُ یَقُولُونَ یَرِدُ عَلَیْنَا مَا لَا نَعْرِفُهُ فِی كِتَابِ اللَّهِ وَ لَا فِی السُّنَّةِ نَقُولُ فِیهِ بِرَأْیِنَا فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَذَبُوا لَیْسَ شَیْ ءٌ إِلَّا وَ قَدْ جَاءَ فِی الْكِتَابِ وَ جَاءَتْ فِیهِ السُّنَّةُ.

«47»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْمَغْرَاءِ عَنْ سَمَاعَةَ عَنِ الْعَبْدِ الصَّالِحِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ فَقُلْتُ إِنَّ أُنَاساً مِنْ أَصْحَابِنَا قَدْ لَقُوا أَبَاكَ وَ جَدَّكَ وَ سَمِعُوا مِنْهُمَا الْحَدِیثَ فَرُبَّمَا كَانَ الشَّیْ ءُ یُبْتَلَی بِهِ بَعْضُ أَصْحَابِنَا وَ لَیْسَ عِنْدَهُمْ فِی ذَلِكَ شَیْ ءٌ یُفْتِیهِ وَ عِنْدَهُمْ مَا یُشْبِهُهُ یَسَعُهُمْ أَنْ یَأْخُذُوا بِالْقِیَاسِ فَقَالَ لَا إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالْقِیَاسِ فَقُلْتُ لَهُ لِمَ تَقُولُ ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّهُ لَیْسَ بِشَیْ ءٍ إِلَّا وَ قَدْ جَاءَ فِی الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ.

ص: 304


1- و فی نسخة: عبد اللّٰه بن سنان

ختص، الإختصاص ابن عیسی عن الحسن بن فضال مثله بیان قوله لم تقول ذلك لعل مراده به أن هذا یضیق الأمر علی الناس فأجاب علیه السلام بأنه لا إشكال فیه إذ ما من شی ء إلا و قد ورد فیه كتاب أو سنة أو مراده السؤال عن علة عدم جواز القیاس فأجاب علیه السلام بأنه لا حاجة إلیه أو یصیر سببا لمخالفة ما ورد فی الكتاب و السنة و یؤید الثانی ما فی الإختصاص فقلت له لم لا یقبل ذلك (1)

«48»- ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات السِّنْدِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِیمٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ تَفَقَّهْنَا فِی الدِّینِ وَ رُوِّینَا وَ رُبَّمَا وَرَدَ عَلَیْنَا رَجُلٌ قَدِ ابْتُلِیَ بِشَیْ ءٍ صَغِیرٍ الَّذِی مَا عِنْدَنَا فِیهِ بِعَیْنِهِ شَیْ ءٌ وَ عِنْدَنَا مَا هُوَ یُشْبِهُ مِثْلَهُ أَ فَنُفْتِیهِ بِمَا یُشْبِهُهُ قَالَ لَا وَ مَا لَكُمْ وَ الْقِیَاسَ فِی ذَلِكَ هَلَكَ مَنْ هَلَكَ بِالْقِیَاسِ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَتَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِمَا یَكْتَفُونَ بِهِ قَالَ أَتَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِمَا اسْتَغْنَوْا بِهِ فِی عَهْدِهِ وَ بِمَا یَكْتَفُونَ بِهِ مِنْ بَعْدِهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ قَالَ قُلْتُ ضَاعَ مِنْهُ شَیْ ءٌ قَالَ لَا هُوَ عِنْدَ أَهْلِهِ.

بیان: لعل قوله بالقیاس بیان لقوله فی ذلك و یحتمل أن یكون فی ذلك متعلقا بالقیاس و لیس فی الإختصاص قوله بالقیاس.

«49»- سن، المحاسن ابْنُ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِی الْمَغْرَاءِ عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام إِنَّ عِنْدَنَا مَنْ قَدْ أَدْرَكَ أَبَاكَ وَ جَدَّكَ وَ إِنَّ الرَّجُلَ یُبْتَلَی بِالشَّیْ ءِ لَا یَكُونُ عِنْدَنَا فِیهِ شَیْ ءٌ فَنَقِیسُ فَقَالَ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حِینَ قَاسُوا (2)

«50»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِیمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ قَوْماً مِنْ أَصْحَابِنَا قَدْ تَفَقَّهُوا وَ أَصَابُوا عِلْماً وَ رَوَوْا أَحَادِیثَ فَیَرِدُ عَلَیْهِمُ الشَّیْ ءُ فَیَقُولُونَ بِرَأْیِهِمْ فَقَالَ لَا وَ هَلْ هَلَكَ مَنْ مَضَی إِلَّا بِهَذَا وَ أَشْبَاهِهِ.

«51»- سن، المحاسن أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِیمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ

ص: 305


1- و یؤید الأول ما یأتی بعده من قوله: أتی رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله بما یكتفون به؟.
2- الظاهر اتّحاده مع ما تقدم تحت الرقم 48 و ان اختلفا بالاجمال و التفصیل

مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ فُقِّهْنَا فِی الدِّینِ وَ أَغْنَانَا اللَّهُ بِكُمْ عَنِ النَّاسِ حَتَّی إِنَّ الْجَمَاعَةَ مِنَّا لَیَكُونُ فِی الْمَجْلِسِ مَا یَسْأَلُ رَجُلٌ صَاحِبَهُ یَحْضُرُهُ الْمَسْأَلَةُ وَ یَحْضُرُهُ جَوَابُهَا مَنّاً مِنَ اللَّهِ عَلَیْنَا بِكُمْ فَرُبَّمَا وَرَدَ عَلَیْنَا الشَّیْ ءُ لَمْ یَأْتِنَا فِیهِ عَنْكَ وَ عَنْ آبَائِكَ شَیْ ءٌ فَنَنْظُرُ إِلَی أَحْسَنِ مَا یَحْضُرُنَا وَ أَوْفَقِ الْأَشْیَاءِ لِمَا جَاءَنَا مِنْكُمْ فَنَأْخُذُ بِهِ فَقَالَ هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ فِی ذَلِكَ وَ اللَّهِ هَلَكَ مَنْ هَلَكَ یَا ابْنَ حَكِیمٍ ثُمَّ قَالَ لَعَنَ اللَّهُ أَبَا حَنِیفَةَ یَقُولُ (1) قَالَ عَلِیٌّ وَ قُلْتُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَكِیمٍ لِهِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ وَ اللَّهِ مَا أَرَدْتُ إِلَّا أَنْ یُرَخِّصَ لِی فِی الْقِیَاسِ (2).

بیان: قوله ما یسأل رجل صاحبه فی بعض النسخ إلا یحضره و هو ظاهر و فی أكثر النسخ یحضره بغیر أداة الاستثناء فتكون كلمة ما نافیة أیضا أی لا یحتاج أحد من أهل المجلس أن یسأل صاحبه عن مسألة و جملة یحضره مستأنفة أو موصولة و هی مع صلتها مبتدأ و قوله یحضره خبر أو الجملة استئنافیة أو صفة للمجلس و الأول أظهر.

«52»- سن، المحاسن الْوَشَّاءُ عَنِ الْمُثَنَّی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَرِدُ عَلَیْنَا أَشْیَاءُ لَیْسَ نَعْرِفُهَا فِی كِتَابٍ وَ لَا سُنَّةٍ فَنَنْظُرُ فِیهَا (3) فَقَالَ لَا أَمَا إِنَّكَ إِنْ أَصَبْتَ لَمْ تُؤْجَرْ وَ إِنْ كَانَ خَطَأً كَذَبْتَ عَلَی اللَّهِ.

سن، المحاسن ابن محبوب أو غیره عن المثنی مثله.

«53»- سن، المحاسن أَبِی عَنِ النَّضْرِ عَنْ دُرُسْتَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِیمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام إِنَّا نَتَلَاقَی فِیمَا بَیْنَنَا فَلَا یَكَادُ یَرِدُ عَلَیْنَا إِلَّا وَ عِنْدَنَا فِیهِ شَیْ ءٌ وَ ذَلِكَ شَیْ ءٌ أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَیْنَا بِكُمْ وَ قَدْ یَرِدُ عَلَیْنَا الشَّیْ ءُ وَ لَیْسَ عِنْدَنَا فِیهِ شَیْ ءٌ وَ عِنْدَنَا مَا یُشْبِهُهُ فَنَقِیسُ عَلَی أَحْسَنِهِ فَقَالَ لَا وَ مَا لَكُمْ وَ لِلْقِیَاسِ ثُمَّ قَالَ لَعَنَ اللَّهُ أَبَا فُلَانٍ كَانَ یَقُولُ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ قُلْتُ وَ قَالَ الصَّحَابَةُ وَ قُلْتُ ثُمَّ قَالَ لِی أَ كُنْتَ تَجْلِسُ إِلَیْهِ قُلْتُ لَا وَ لَكِنْ هَذَا قَوْلُهُ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام إِذَا جَاءَكُمْ مَا تَعْلَمُونَ فَقُولُوا وَ إِذَا جَاءَكُمْ مَا لَا تَعْلَمُونَ

ص: 306


1- و فی نسخة: كان یقول
2- الظاهر اتّحاده مع ما یأتی تحت الرقم 54
3- أی برأینا و قیاسنا

فَهَا وَ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی فَمِهِ فَقُلْتُ وَ لِمَ ذَاكَ قَالَ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَی النَّاسَ بِمَا اكْتَفَوْا بِهِ عَلَی عَهْدِهِ وَ مَا یَحْتَاجُونَ إِلَیْهِ مِنْ بَعْدِهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

بیان: الظاهر أن ها حرف تنبیه و وضع الید علی الفم إشارة إلی السكوت و ما قیل من أنه اسم فعل بمعنی خذ و الإشارة لتعیین موضع الأخذ فلا یخفی بعده.

«54»- سن، المحاسن ابْنُ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الطَّیَّارِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام تُخَاصِمُ النَّاسَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ وَ لَا یَسْأَلُونَكَ عَنْ شَیْ ءٍ إِلَّا قُلْتَ فِیهِ شَیْئاً قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَأَیْنَ بَابُ الرَّدِّ إِذاً.

«55»- سن، المحاسن الْبَزَنْطِیُّ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام نَقِیسُ عَلَی الْأَثَرِ نَسْمَعُ الرِّوَایَةَ فَنَقِیسُ عَلَیْهَا فَأَبَی ذَلِكَ وَ قَالَ فَقَدْ رَجَعَ الْأَمْرُ إِذاً إِلَیْهِمْ فَلَیْسَ مَعَهُمْ لِأَحَدٍ أَمْرٌ.

بیان: ضمیرا الجمع راجعان إلی المعصومین علیهم السلام أی یجب إرجاع الأمر إلیهم إذا أشكل علیكم إذ لیس لأحد معهم أمر و یحتمل رجوعهما إلی أصحاب القیاس بل هو أظهر.

«56»- سن، المحاسن عُثْمَانُ بْنُ عِیسَی قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام عَنِ الْقِیَاسِ فَقَالَ وَ مَا لَكُمْ وَ لِلْقِیَاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا یُسْأَلُ كَیْفَ أَحَلَّ وَ كَیْفَ حَرَّمَ.

«57»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ الْأَسْلَمِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ وَرَقَةُ یَسْأَلُهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنْتُمْ قَوْمٌ تَحْمِلُونَ الْحَلَالَ عَلَی السُّنَّةِ وَ نَحْنُ قَوْمٌ نَتَّبِعُ عَلَی الْأَثَرِ.

بیان: قوله علیه السلام تحملون الحلال كذا فی النسخ و لعله كان بالخاء المعجمة أی تحملون الخصال و الأحكام علی السنة من غیر أن یكون فیها أی تقیسون الأشیاء بما ورد فی السنة و علی المهملة لعل المراد أنكم تحملون الشی ء الحلال الذی لم یرد فیه أمر و لا نهی علی ما ورد فی السنة فیه أمر أو نهی بالقیاس الباطل.

«58»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ فَضَالَةَ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنْ فُضَیْلٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع

ص: 307

قَالَ: إِنَّ السُّنَّةَ لَا تُقَاسُ وَ كَیْفَ تُقَاسُ السُّنَّةُ وَ الْحَائِضُ تَقْضِی الصِّیَامَ وَ لَا تَقْضِی الصَّلَاةَ.

«59»- سن، المحاسن الْقَاسِمُ بْنُ یَحْیَی عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی كِتَابِ آدَابِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَا تَقِیسُوا الدِّینَ فَإِنَّ أَمْرَ اللَّهِ لَا یُقَاسُ وَ سَیَأْتِی قَوْمٌ یَقِیسُونَ وَ هُمْ أَعْدَاءُ الدِّینِ.

«60»- ضا، فقه الرضا علیه السلام أَرْوِی عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَ كُلُّ ضَلَالَةٍ إِلَی النَّارِ (1)

«61»- وَ نَرْوِی أَنَّ أَدْنَی الشِّرْكِ أَنْ یَبْتَدِعَ الرَّجُلُ رَأْیاً فَیُحِبَّ عَلَیْهِ وَ یُبْغِضَ.

«62»- وَ نَرْوِی مَنْ رَدَّ صَاحِبَ بِدْعَةٍ عَنْ بِدْعَتِهِ فَهُوَ سَبِیلٌ مِنْ سُبُلِ اللَّهِ.

«63»- وَ أَرْوِی مَنْ دَعَا النَّاسَ إِلَی نَفْسِهِ وَ فِیهِمْ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ ضَالٌّ.

«64»- وَ نَرْوِی مَنْ طَلَبَ الرِّئَاسَةَ لِنَفْسِهِ هَلَكَ فَإِنَّ الرِّئَاسَةَ لَا تَصْلُحُ إِلَّا لِأَهْلِهَا.

«65»- سر، السرائر مِنْ كِتَابِ الْمَشِیخَةِ لِابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ عِنْدَنَا بِالْجَزِیرَةِ رَجُلًا رُبَّمَا أَخْبَرَ مَنْ یَأْتِیهِ یَسْأَلُهُ عَنِ الشَّیْ ءِ یُسْرَقُ أَوْ شِبْهِ ذَلِكَ أَ فَنَسْأَلَهُ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ مَشَی إِلَی سَاحِرٍ أَوْ كَاهِنٍ أَوْ كَذَّابٍ یُصَدِّقُهُ بِمَا یَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ.

«66»- سر، السرائر مِنْ كِتَابِ الْمَشِیخَةِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مَا أَدْنَی النَّصْبِ قَالَ أَنْ تَبْتَدِعَ شَیْئاً فَتُحِبَّ عَلَیْهِ وَ تُبْغِضَ عَلَیْهِ.

«67»- غو، غوالی اللئالی قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله تَعْمَلُ هَذِهِ الْأُمَّةُ بُرْهَةً بِالْكِتَابِ وَ بُرْهَةً بِالسُّنَّةِ وَ بُرْهَةً بِالْقِیَاسِ (2) فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَدْ ضَلُّوا.

«68»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِیَّاكُمْ وَ أَصْحَابَ الرَّأْیِ فَإِنَّهُمْ أَعْیَتْهُمُ السُّنَنُ أَنْ یَحْفَظُوهَا فَقَالُوا فِی الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ بِرَأْیِهِمْ فَأَحَلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَ حَرَّمُوا مَا أَحَلَّ اللَّهُ فَضَلُّوا وَ أَضَلُّوا.

«69»- جا، المجالس للمفید الصَّدُوقُ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ

ص: 308


1- یأتی مثله مسندا تحت الرقم 72 و تقدم مثله فی باب البدعة و السنة
2- البرهة بضم الباء و فتحها مع سكون الراء: قطعة من الزمان طویلة أو عموما

عُثْمَانَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا زُرَارَةُ إِیَّاكَ وَ أَصْحَابَ الْقِیَاسِ فِی الدِّینِ فَإِنَّهُمْ تَرَكُوا عِلْمَ مَا وُكِّلُوا بِهِ (1) وَ تَكَلَّفُوا مَا قَدْ كُفُوهُ یَتَأَوَّلُونَ الْأَخْبَارَ وَ یَكْذِبُونَ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَأَنِّی بِالرَّجُلِ مِنْهُمْ یُنَادَی مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ قَدْ تَاهُوا وَ تَحَیَّرُوا فِی الْأَرْضِ وَ الدِّینِ.

«70»- جا، المجالس للمفید الصَّدُوقُ عَنِ ابْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَعَنَ اللَّهُ أَصْحَابَ الْقِیَاسِ فَإِنَّهُمْ غَیَّرُوا كَلَامَ اللَّهِ وَ سُنَّةَ رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ اتَّهَمُوا الصَّادِقِینَ علیهم السلام فِی دِینِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ(2)

«71»- جا، المجالس للمفید أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِی یَحْیَی قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمِنْبَرَ فَتَغَیَّرَتْ وَجْنَتَاهُ وَ الْتُمِعَ لَوْنُهُ ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ فَقَالَ یَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِینَ إِنَّمَا بُعِثْتُ أَنَا وَ السَّاعَةُ كَهَاتَیْنِ قَالَ ثُمَّ ضَمَّ السَّبَّاحَتَیْنِ ثُمَّ قَالَ یَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِینَ إِنَّ أَفْضَلَ الْهَدْیِ هَدْیُ مُحَمَّدٍ وَ خَیْرَ الْحَدِیثِ كِتَابُ اللَّهِ وَ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا أَلَا وَ كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ أَلَا وَ كُلُّ ضَلَالَةٍ فَفِی النَّارِ أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ وَ لِوَرَثَتِهِ وَ مَنْ تَرَكَ كَلًّا أَوْ ضَیَاعاً فَعَلَیَّ وَ إِلَیَّ (3).

«72»- كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ قُولَوَیْهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمِسْمَعِیِّ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنِّی لَأُحَدِّثُ الرَّجُلَ الْحَدِیثَ وَ أَنْهَاهُ عَنِ الْجِدَالِ وَ الْمِرَاءِ فِی دِینِ اللَّهِ وَ أَنْهَاهُ عَنِ الْقِیَاسِ فَیَخْرُجُ مِنْ عِنْدِی فَیُأَوِّلُ حَدِیثِی عَلَی غَیْرِ تَأْوِیلِهِ إِنِّی أَمَرْتُ قَوْماً أَنْ یَتَكَلَّمُوا وَ نَهَیْتُ قَوْماً فَكُلٌّ یُأَوِّلُ لِنَفْسِهِ یُرِیدُ الْمَعْصِیَةَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ فَلَوْ سَمِعُوا وَ أَطَاعُوا لَأَوْدَعْتُهُمْ مَا أَوْدَعَ أَبِی أَصْحَابَهُ إِنَّ أَصْحَابَ أَبِی كَانُوا زَیْناً أَحْیَاءً وَ أَمْوَاتاً.

ص: 309


1- لعل المراد أنهم تركوا علم ما یجب معرفته أی معرفة الامام و من یجب الرجوع إلیه فی أمر الدین و تكلفوا ما قد بینوه الأئمّة و من عندهم علم الكتاب
2- لانهم لم یقبلوا من الصادقین ما یروی عن رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله. و یلجئون إلی القیاس و الرأی زعما عدم ورود النصّ منه صلّی اللّٰه علیه و آله
3- تقدم الحدیث مع شرح ألفاظه فی باب البدعة و السنة

«73»- كش، رجال الكشی جَبْرَئِیلُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ یُونُسَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحِیمِ الْقَصِیرِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ائْتِ زُرَارَةَ وَ بُرَیْداً وَ قُلْ لَهُمَا مَا هَذِهِ الْبِدْعَةُ أَ مَا عَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ فَقُلْتُ لَهُ إِنِّی أَخَافُ مِنْهُمَا فَأَرْسَلَ مَعِی لَیْثَ الْمُرَادِیِّ فَأَتَیْنَا زُرَارَةَ فَقُلْنَا لَهُ مَا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ وَ اللَّهِ لَقَدْ أَعْطَانِیَ الِاسْتِطَاعَةَ وَ مَا شَعَرَ وَ أَمَّا بُرَیْدٌ فَقَالَ وَ اللَّهِ لَا أَرْجِعُ عَنْهَا أَبَداً.

بیان: كان بدعتهما فی القول بالاستطاعة و سیأتی تحقیقها.

«74»- ختص، الإختصاص عَلَاءٌ (1) عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام (2) یَقُولُ لَا دِینَ لِمَنْ دَانَ بِطَاعَةِ مَنْ یَعْصِی اللَّهَ وَ لَا دِینَ لِمَنْ دَانَ بِفِرْیَةِ بَاطِلٍ عَلَی اللَّهِ وَ لَا دِینَ لِمَنْ دَانَ بِجُحُودِ شَیْ ءٍ مِنْ آیَاتِ اللَّهِ.

أقول: قال أبو الفتح الكراجكی فی كنز الفوائد بعد إقامة الدلائل علی مخاصم كان یجوز القیاس فی الشرعیات و لو فرضنا جواز تكلیف العباد بالقیاس فی السمعیات لم یكن بد من ورود السمع بذلك إما فی القرآن أو فی صحیح الأخبار و فی خلو السمع من تعلق التكلیف به دلالة علی أن اللّٰه تعالی لم یكلف خلقه به قال فإنا نجد ذلك فی آیات القرآن و صحیح الأخبار قال اللّٰه عز و جل فَاعْتَبِرُوا یا أُولِی الْأَبْصارِ (3) فأوجب الاعتبار و هو الاستدلال و القیاس و قال فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ یَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ (4) فأوجب بالمماثلة المقایسة

وَ رُوِیَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أَرْسَلَ مَعَاذاً إِلَی الْیَمَنِ قَالَ لَهُ بِمَا ذَا تَقْضِی قَالَ بِكِتَابِ اللَّهِ قَالَ فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فِی كِتَابِ اللَّهِ قَالَ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فِی سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ أَجْتَهِدُ رَأْیِی فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ لِمَا یَرْضَاهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ.

وَ رُوِیَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام أَنَّهُ سُئِلَ فَقِیلَ بِمَا ذَا كَانَ یَحْكُمُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ بِكِتَابِ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ یَجِدْ فَسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ یَجِدْ رَجَمَ فَأَصَابَ.

فهذا كله دلیل علی صحة القیاس و الأخذ بالاجتهاد و الظن و الرأی

ص: 310


1- هو العلاء بن رزین.
2- و فی نسخة: سمعت أبا عبد اللّٰه علیه السلام
3- الحشر: 2.
4- المائدة: 95

فقلت له أما قول اللّٰه فَاعْتَبِرُوا یا أُولِی الْأَبْصارِ فلیس لك حجة علی موضع القیاس لأن اللّٰه تعالی ذكر أمر الیهود و جنایتهم علی أنفسهم فی تخریب بیوتهم بأیدیهم و أیدی المؤمنین ما یستدل به علی حقیة رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و أن اللّٰه تعالی أمده بالتوفیق و نصره و خذل عدوه و أمر الناس باعتبار ذلك لیزدادوا بصیرة فی الإیمان و لیس هذا بقیاس فی المشروعات و لا فیه أمر بالتعویل علی الظنون فی استنباط الأحكام.

و أما قوله سبحانه یَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ لیس فیه أن العدلین یحكمان فی جزاء الصید بالقیاس و إنما تعبد اللّٰه عباده بإنفاذ الحكم فی الجزاء عند حكم العدلین بما علماه من نص اللّٰه تعالی و لو كان حكمهما قیاسا لكانا إذا حكما فی جزاء النعامة بالبدنة قد قاسا مع وجود النص بذلك فیجب أن یتأمل هذا.

و أما الخبران اللذان أوردتهما فهما من أخبار الآحاد التی لا تثبت بهما الأصول المعلومة فی العبادات علی أن رواة خبر معاذ مجهولون و هم فی لفظه أیضا مختلفون فمنهم

رَوَی أَنَّهُ لَمَّا قَالَ أَجْتَهِدُ رَأْیِی قَالَ لَهُ علیه السلام لَا اكْتُبْ إِلَیَّ أَكْتُبْ إِلَیْكَ.

و لو سلمنا صیغة الخبر علی ما ذكرت لاحتمل أن یكون معنی أجتهد رأیی أنی أجتهد حتی أجد حكم اللّٰه تعالی فی الحادثة من الكتاب و السنة.

و أما روایة الحسن علیه السلام ففیه تصحیف ممن رواه و الخبر المعروف

أَنَّهُ قَالَ: فَإِنْ لَمْ یَجِدْ شَیْئاً فِی السُّنَّةِ زَجَرَ فَأَصَابَ.

یعنی بذلك القرعة بالسهام و هو مأخوذ من الزجر و الفال و القرعة عندنا من الأحكام المنصوص علیها و لیست بداخلة فی القیاس و الآیات و الأخبار دالة علی نفیه(1) قال اللّٰه تعالی وَ مَنْ لَمْ یَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ (2)» لسنا نشك أن الحكم بالقیاس حكم بغیر التنزیل و قال سبحانه وَ لا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَ هذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَی اللَّهِ الْكَذِبَ(3)و مستخرج الحكم فی الحادثة بالقیاس لا یصح أن یضیفه إلی اللّٰه و لا إلی رسوله و إذا لم یصح إضافته إلیهما فإنما هو مضاف إلی القائس و هو المحلل و المحرم فی الشرع من عنده و كذب

ص: 311


1- تقدم روایات فی حكایة ذلك عن علیّ علیه السلام فی باب أنهم علیهم السلام عندهم مواد العلم.
2- المائدة: 44.
3- النحل: 116

وصفه بلسانه و قال سبحانه وَ لا تَقْفُ ما لَیْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ الآیة (1) و نحن نعلم أن القائس معول علی الظن دون العلم.

و أما الأخبار

فَمِنْهُ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَتَفْتَرِقُ أُمَّتِی عَلَی بِضْعٍ وَ سَبْعِینَ فِرْقَةً أَعْظَمُهَا فِتْنَةً عَلَی أُمَّتِی قَوْمٌ یَقِیسُونَ الْأُمُورَ بِرَأْیِهِمْ فَیُحَرِّمُونَ الْحَلَالَ وَ یُحَلِّلُونَ الْحَرَامَ.

وَ قَوْلُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِیَّاكُمْ وَ الْقِیَاسَ فِی الْأَحْكَامِ فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ قَاسَ إِبْلِیسُ.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام إِیَّاكُمْ وَ تَقَحُّمَ الْمَهَالِكِ بِاتِّبَاعِ الْهَوَی وَ الْمَقَایِیسِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِلْقُرْآنِ أَهْلًا أَغْنَاكُمْ بِهِمْ عَنْ جَمِیعِ الْخَلَائِقِ لَا عِلْمَ إِلَّا مَا أُمِرُوا بِهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (2) إِیَّانَا عَنَی.

و جمیع أهل البیت علیهم السلام أفتوا بتحریم القیاس و روی عن سلمان رحمة اللّٰه علیه أنه قال ما هلكت أمة حتی قاست فی دینها (3)و كان ابن مسعود یقول هلك القائسون.

و قد روی هشام بن عروة عن أبیه قال كان أمر بنی إسرائیل لم یزل معتدلا حتی نشأ فیهم أبناء سبایا الأمم فقالوا فیهم بالرأی فأضلوهم.

و قال ابن عیینة فما زال أمر الناس مستقیما حتی نشأ فیهم ربیعة الرأی بالمدینة و أبو حنیفة بالكوفة و عثمان بالبصرة و أفتوا الناس و فتنوهم فنظرناهم فإذا هم أولاد سبایا الأمم و فی هذا القدر من الأخبار غنی عن الإطالة و الإكثار.

«75»- نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّ الْمُؤْمِنَ یَسْتَحِلُّ الْعَامَ مَا اسْتَحَلَّ عَاماً أَوَّلَ وَ یُحَرِّمُ الْعَامَ مَا حَرَّمَ عَاماً أَوَّلَ وَ أَنَّ مَا أَحْدَثَ النَّاسُ لَا یُحِلُّ لَكُمْ شَیْئاً مِمَّا حُرِّمَ عَلَیْكُمْ وَ لَكِنَّ الْحَلَالَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ وَ الْحَرَامَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَقَدْ جَرَّبْتُمُ الْأُمُورَ وَ ضَرَّسْتُمُوهَا وَ وُعِظْتُمْ بِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ضُرِبَتِ الْأَمْثَالُ لَكُمْ وَ دُعِیتُمْ إِلَی الْأَمْرِ الْوَاضِحِ فَلَا یَصَمُّ عَنْ ذَلِكَ إِلَّا أَصَمُّ وَ لَا یَعْمَی عَنْ ذَلِكَ إِلَّا أَعْمَی وَ مَنْ لَمْ یَنْفَعْهُ اللَّهُ بِالْبَلَاءِ وَ التَّجَارِبِ لَمْ یَنْتَفِعْ بِشَیْ ءٍ مِنَ الْعِظَةِ وَ أَتَاهُ التَّقْصِیرُ مِنْ أَمَامِهِ حَتَّی یَعْرِفَ مَا أَنْكَرَ وَ یُنْكِرَ مَا عَرَفَ وَ إِنَّمَا النَّاسُ رَجُلَانِ مُتَّبِعٌ شِرْعَةً وَ مُتَّبِعٌ بِدْعَةً لَیْسَ مَعَهُ مِنَ اللَّهِ بُرْهَانُ سُنَّةٍ وَ لَا ضِیَاءُ حُجَّةٍ وَ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ یَعِظْ أَحَداً بِمِثْلِ الْقُرْآنِ

ص: 312


1- الاسری: 36
2- النحل: 43، الأنبیاء: 7.
3- و قوله رحمه اللّٰه یكشف عن ورود النصّ فیه لانه لا یقول شیئا برأیه.

فَإِنَّهُ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِینُ وَ سَبَبُهُ الْأَمِینُ وَ فِیهِ رَبِیعُ الْقَلْبِ وَ یَنَابِیعُ الْعِلْمِ وَ مَا لِلْقَلْبِ جِلَاءٌ غَیْرُهُ وَ سَاقَ الْخُطْبَةَ إِلَی قَوْلِهِ فَإِیَّاكُمْ وَ التَّلَوُّنَ فِی دِینِ اللَّهِ فَإِنَّ جَمَاعَةً فِیمَا تَكْرَهُونَ مِنَ الْحَقِّ خَیْرٌ مِنْ فُرْقَةٍ فِیمَا تُحِبُّونَ مِنَ الْبَاطِلِ وَ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ یُعْطِ أَحَداً بِفُرْقَةٍ خَیْراً مِمَّنْ مَضَی وَ لَا مِمَّنْ بَقِیَ.

بیان: أول الكلام إشارة إلی المنع من العمل بالآراء و المقاییس و الاجتهادات الباطلة و التضریس الإحكام حتی یعرف ما أنكر أی یتخیل أنه عرفه و لم یعرفه بدلیل و برهان و لا ضیاء حجة تعمیم بعد التخصیص و التلون أیضا العمل بالآراء و المقاییس فإنها تستلزم اختلاف الأحكام.

«76»- سن، المحاسن أَبِی عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی رِسَالَتِهِ إِلَی أَصْحَابِ الرَّأْیِ وَ الْقِیَاسِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ مَنْ دَعَا غَیْرَهُ إِلَی دِینِهِ بِالارْتِیَاءِ وَ الْمَقَایِیسِ لَمْ یُنْصِفْ وَ لَمْ یُصِبْ حَظَّهُ لِأَنَّ الْمَدْعُوَّ إِلَی ذَلِكَ لَا یَخْلُو أَیْضاً مِنَ الِارْتِیَاءِ وَ الْمَقَایِیسِ وَ مَتَی مَا لَمْ یَكُنْ بِالدَّاعِی قُوَّةٌ فِی دُعَائِهِ عَلَی الْمَدْعُوِّ لَمْ یُؤْمَنْ عَلَی الدَّاعِی أَنْ یَحْتَاجَ إِلَی الْمَدْعُوِّ بَعْدَ قَلِیلٍ لِأَنَّا قَدْ رَأَیْنَا الْمُتَعَلِّمَ الطَّالِبَ رُبَّمَا كَانَ فَائِقاً لِلْمُعَلِّمِ وَ لَوْ بَعْدَ حِینٍ وَ رَأَیْنَا الْمُعَلِّمَ الدَّاعِیَ رُبَّمَا احْتَاجَ فِی رَأْیِهِ إِلَی رَأْیِ مَنْ یَدْعُو وَ فِی ذَلِكَ تَحَیَّرَ الْجَاهِلُونَ وَ شَكَّ الْمُرْتَابُونَ وَ ظَنَّ الظَّانُّونَ وَ لَوْ كَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ جَائِزاً لَمْ یَبْعَثِ اللَّهُ الرُّسُلَ بِمَا فِیهِ الْفَصْلُ وَ لَمْ یَنْهَ عَنِ الْهَزْلِ وَ لَمْ یَعِبِ الْجَهْلَ وَ لَكِنَّ النَّاسَ لَمَّا سَفِهُوا الْحَقَّ وَ غَمَطُوا النِّعْمَةَ وَ اسْتَغْنَوْا بِجَهْلِهِمْ وَ تَدَابِیرِهِمْ عَنْ عِلْمِ اللَّهِ وَ اكْتَفَوْا بِذَلِكَ دُونَ رُسُلِهِ وَ الْقُوَّامِ بِأَمْرِهِ وَ قَالُوا لَا شَیْ ءَ إِلَّا مَا أَدْرَكَتْهُ عُقُولُنَا وَ عَرَفَتْهُ أَلْبَابُنَا فَوَلَّاهُمُ اللَّهُ مَا تَوَلَّوْا وَ أَهْمَلَهُمْ وَ خَذَلَهُمْ حَتَّی صَارُوا عَبَدَةَ أَنْفُسِهِمْ مِنْ حَیْثُ لَا یَعْلَمُونَ وَ لَوْ كَانَ اللَّهُ رَضِیَ مِنْهُمُ اجْتِهَادَهُمْ وَ ارْتِیَاءَهُمْ فِیمَا ادَّعَوْا مِنْ ذَلِكَ لَمْ یَبْعَثِ اللَّهُ إِلَیْهِمْ فَاصِلًا لِمَا بَیْنَهُمْ وَ لَا زَاجِراً عَنْ وَصْفِهِمْ وَ إِنَّمَا اسْتَدْلَلْنَا أَنَّ رِضَی اللَّهِ غَیْرُ ذَلِكَ بِبِعْثَةِ الرُّسُلِ بِالْأُمُورِ الْقَیِّمَةِ الصَّحِیحَةِ وَ التَّحْذِیرِ عَنِ الْأُمُورِ الْمُشْكِلَةِ الْمُفْسِدَةِ ثُمَّ جَعَلَهُمْ أَبْوَابَهُ وَ صِرَاطَهُ وَ الْأَدِلَّاءَ عَلَیْهِ بِأُمُورٍ مَحْجُوبَةٍ عَنِ الرَّأْیِ وَ الْقِیَاسِ فَمَنْ طَلَبَ مَا عِنْدَ اللَّهِ بِقِیَاسٍ وَ رَأْیٍ لَمْ یَزْدَدْ مِنَ اللَّهِ إِلَّا بُعْداً وَ لَمْ یَبْعَثْ رَسُولًا قَطُّ وَ إِنْ طَالَ عُمُرُهُ قَابِلًا مِنَ النَّاسِ خِلَافَ مَا جَاءَ بِهِ حَتَّی یَكُونَ مَتْبُوعاً مَرَّةً وَ تَابِعاً أُخْرَی وَ لَمْ یُرَ أَیْضاً فِیمَا جَاءَ بِهِ اسْتَعْمَلَ

ص: 313

رَأْیاً وَ لَا مِقْیَاساً حَتَّی یَكُونَ ذَلِكَ وَاضِحاً عِنْدَهُ كَالْوَحْیِ مِنَ اللَّهِ وَ فِی ذَلِكَ دَلِیلٌ لِكُلِّ ذِی لُبٍّ وَ حِجًی إِنَّ أَصْحَابَ الرَّأْیِ وَ الْقِیَاسِ مُخْطِئُونَ مُدْحِضُونَ وَ إِنَّمَا الِاخْتِلَافُ فِیمَا دُونَ الرُّسُلِ لَا فِی الرُّسُلِ فَإِیَّاكَ أَیُّهَا الْمُسْتَمِعُ أَنْ تَجْمَعَ عَلَیْكَ خَصْلَتَیْنِ إِحْدَاهُمَا الْقَذْفُ بِمَا جَاشَ بِصَدْرِكَ وَ اتِّبَاعُكَ لِنَفْسِكَ إِلَی غَیْرِ قَصْدٍ وَ لَا مَعْرِفَةِ حَدٍّ وَ الْأُخْرَی اسْتِغْنَاؤُكَ عَمَّا فِیهِ حَاجَتُكَ وَ تَكْذِیبُكَ لِمَنْ إِلَیْهِ مَرَدُّكَ وَ إِیَّاكَ وَ تَرْكَ الْحَقِّ سَأْمَةً وَ مَلَالَةً وَ انْتِجَاعَكَ الْبَاطِلَ جَهْلًا وَ ضَلَالَةً لِأَنَّا لَمْ نَجِدْ تَابِعاً لِهَوَاهُ جَائِزاً عَمَّا ذَكَرْنَا قَطُّ رَشِیداً فَانْظُرْ فِی ذَلِكَ.

بیان: جاش أی غلا و یقال انتجعت فلانا إذا أتیته تطلب معروفه و لا یخفی علیك بعد التدبر فی هذا الخبر و أضرابه أنهم سدوا باب العقل بعد معرفة الإمام (1) و أمروا بأخذ جمیع الأمور منهم و نهوا عن الاتكال علی العقول الناقصة فی كل باب.

«77»- سن، المحاسن بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ مَیْسَرَةَ بْنِ شُرَیْحٍ قَالَ شَهِدْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی مَسْجِدِ الْخَیْفِ وَ هُوَ فِی حَلْقَةٍ فِیهَا نَحْوٌ مِنْ مِائَتَیْ رَجُلٍ وَ فِیهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّا نَقْضِی بِالْعِرَاقِ فَنَقْضِی مِنَ الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ وَ تَرِدُ عَلَیْنَا الْمَسْأَلَةُ فَنَجْتَهِدُ فِیهَا بِالرَّأْیِ قَالَ فَأَنْصَتَ النَّاسُ جَمِیعُ مَنْ حَضَرَ لِلْجَوَابِ وَ أَقْبَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَلَی مَنْ عَلَی یَمِینِهِ یُحَدِّثُهُمْ فَلَمَّا رَأَی النَّاسُ ذَلِكَ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ إِلَی بَعْضٍ وَ تَرَكُوا الْإِنْصَاتَ ثُمَّ تَحَدَّثُوا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ إِنَّ ابْنَ شُبْرُمَةَ قَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّا قُضَاةُ الْعِرَاقِ وَ إِنَّا نَقْضِی بِالْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ وَ إِنَّهُ تَرِدُ عَلَیْنَا أَشْیَاءُ وَ نَجْتَهِدُ فِیهَا الرَّأْیَ قَالَ فَأَنْصَتَ جَمِیعُ النَّاسِ لِلْجَوَابِ وَ أَقْبَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَلَی مَنْ عَلَی یَسَارِهِ یُحَدِّثُهُمْ فَلَمَّا رَأَی النَّاسُ ذَلِكَ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَی بَعْضٍ وَ تَرَكُوا الْإِنْصَاتَ ثُمَّ إِنَّ ابْنَ شُبْرُمَةَ سَكَتَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ عَادَ لِمِثْلِ قَوْلِهِ فَأَقْبَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ أَیَّ رَجُلٍ كَانَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَقَدْ كَانَ

ص: 314


1- هذا ما یراه الاخباریون و كثیر من غیرهم و هو من أعجب الخطاء، و لو ابطل حكم العقل بعد معرفة الامام كان فیه ابطال التوحید و النبوّة و الإمامة و سائر المعارف الدینیة، و كیف یمكن أن ینتج من العقل نتیجة ثمّ یبطل بها حكمه و تصدق النتیجة بعینها، و لو أرید بذلك أن حكم العقل صادق حتّی ینتج ذلك تمّ یسدّ بابه كان معناه تبعیّة العقل فی حكمه للنقل و هو أفحش فسادا فالحق: أن المراد من جمیع هذه الأخبار النهی عن اتباع العقلیات فیما لا یقدر الباحث علی تمیز المقدمات الحقة من المموّهة الباطلة. ط

عِنْدَكُمْ بِالْعِرَاقِ وَ لَكُمْ بِهِ خَبَرٌ قَالَ فَأَطْرَاهُ ابْنُ شُبْرُمَةَ وَ قَالَ قَوْلًا عَظِیماً فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَإِنَّ عَلِیّاً علیه السلام أَبَی أَنْ یُدْخِلَ فِی دِینِ اللَّهِ الرَّأْیَ وَ أَنْ یَقُولَ فِی شَیْ ءٍ مِنْ دِینِ اللَّهِ بِالرَّأْیِ وَ الْمَقَایِیسِ فَقَالَ أَبُو سَاسَانَ فَلَمَّا كَانَ اللَّیْلُ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لِی یَا أَبَا سَاسَانَ لَمْ یَدَعْنِی صَاحِبُكُمْ ابْنُ شُبْرُمَةَ حَتَّی أَجَبْتُهُ ثُمَّ قَالَ لَوْ عَلِمَ ابْنُ شُبْرُمَةَ مِنْ أَیْنَ هَلَكَ النَّاسُ مَا دَانَ بِالْمَقَایِیسِ وَ لَا عَمِلَ بِهَا.

بیان: الإطراء مجاوزة الحد فی المدح.

«78»- سن، المحاسن ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ لِلَّهِ عِنْدَ كُلِّ بِدْعَةٍ تَكُونُ بَعْدِی یُكَادُ بِهَا الْإِیمَانُ وَلِیّاً مِنْ أَهْلِ بَیْتِی مُوَكَّلًا بِهِ یَذُبُّ عَنْهُ یَنْطِقُ بِإِلْهَامٍ مِنَ اللَّهِ وَ یُعْلِنُ الْحَقَّ وَ یُنَوِّرُهُ وَ یَرُدُّ كَیْدَ الْكَائِدِینَ وَ یُعَبِّرُ عَنِ الضُّعَفَاءِ فَاعْتَبِرُوا یَا أُولِی الْأَبْصَارِ وَ تَوَكَّلُوا عَلَی اللَّهِ.

بیان: قوله یكاد من الكید بمعنی المكر و الخدعة و الحرب و یحتمل أن یكون المراد أن یزول بها الإیمان و قوله علیه السلام و یعبر عن الضعفاء أی یتكلم من جانب الضعفاء العاجزین عن دفع الفتن و الشبه الحادثة فی الدین.

«79»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَا رَأْیَ فِی الدِّینِ.

«80»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ فَضَالَةَ عَنْ أَبَانٍ الْأَحْمَرِ عَنْ أَبِی شَیْبَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ أَصْحَابَ الْمَقَایِیسِ طَلَبُوا الْعِلْمَ بِالْمَقَایِیسِ فَلَمْ تَزِدْهُمُ الْمَقَایِیسُ مِنَ الْحَقِّ إِلَّا بُعْداً وَ إِنَّ دِینَ اللَّهِ لَا یُصَابُ بِالْمَقَایِیسِ.

«81»- سن، المحاسن أَبِی عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِأَبِی حَنِیفَةَ وَیْحَكَ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ قَاسَ إِبْلِیسُ فَلَمَّا أَمَرَهُ بِالسُّجُودِ لآِدَمَ قَالَ خَلَقْتَنِی مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِینٍ

«82»- سن، المحاسن ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: خَطَبَ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام النَّاسَ فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَدْءُ وُقُوعِ الْفِتَنِ أَهْوَاءٌ تُتَّبَعُ وَ أَحْكَامٌ تُبْتَدَعُ یُخَالَفُ فِیهَا كِتَابُ اللَّهِ یُقَلِّدُ فِیهَا رِجَالٌ رِجَالًا وَ لَوْ أَنَّ الْبَاطِلَ

ص: 315

خَلَصَ لَمْ یَخْفَ عَلَی ذِی حِجًی وَ لَوْ أَنَّ الْحَقَّ خَلَصَ لَمْ یَكُنِ اخْتِلَافٌ وَ لَكِنْ یُؤْخَذُ مِنْ هَذَا ضِغْثٌ وَ مِنْ هَذَا ضِغْثٌ فَیُمْزَجَانِ فَیَجِیئَانِ مَعاً فَهُنَالِكَ اسْتَحْوَذَ الشَّیْطَانُ عَلَی أَوْلِیَائِهِ وَ نَجَا الَّذِینَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ الْحُسْنَی.

بیان: الحجی كإلی العقل و الضغث قطعة من حشیش مختلطة الرطب بالیابس و قوله سبقت لهم من اللّٰه الحسنی أی العاقبة الحسنی أو المشیئة الحسنی فی سابق علمه و قضائه.

«83»- سر، السرائر مِنْ كِتَابِ أَبِی الْقَاسِمِ بْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ دَعَا إِلَی ضَلَالٍ لَمْ یَزَلْ فِی سَخَطِ اللَّهِ حَتَّی یَرْجِعَ مِنْهُ وَ مَنْ مَاتَ بِغَیْرِ إِمَامٍ مَاتَ مِیتَةً جَاهِلِیَّةً.

باب 35 غرائب العلوم من تفسیر أبجد و حروف المعجم و تفسیر الناقوس و غیرها

«1»- مع، معانی الأخبار لی، الأمالی للصدوق ید، التوحید الطَّالَقَانِیُّ عَنْ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِیِّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ حَدَّثَنَا كَثِیرُ بْنُ عَیَّاشٍ الْقَطَّانُ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا وُلِدَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ عَلَی نَبِیِّنَا وَ آلِهِ وَ عَلَیْهِ السَّلَامُ كَانَ ابْنَ یَوْمٍ كَأَنَّهُ ابْنُ شَهْرَیْنِ فَلَمَّا كَانَ ابْنَ سَبْعَةِ أَشْهُرٍ أَخَذَتْ وَالِدَتُهُ بِیَدِهِ وَ جَاءَتْ بِهِ إِلَی الْكُتَّابِ وَ أَقْعَدَتْهُ بَیْنَ یَدَیِ الْمُؤَدِّبِ فَقَالَ لَهُ الْمُؤَدِّبُ قُلْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ فَقَالَ عِیسَی عَلَی نَبِیِّنَا وَ آلِهِ وَ عَلَیْهِ السَّلَامُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ فَقَالَ لَهُ الْمُؤَدِّبُ قُلْ أَبْجَدْ فَرَفَعَ عِیسَی عَلَی نَبِیِّنَا وَ آلِهِ وَ عَلَیْهِ السَّلَامُ رَأْسَهُ فَقَالَ وَ هَلْ تَدْرِی مَا أَبْجَدْ فَعَلَاهُ بِالدِّرَّةِ لِیَضْرِبَهُ (1)فَقَالَ یَا مُؤَدِّبُ لَا تَضْرِبْنِی إِنْ كُنْتَ تَدْرِی وَ إِلَّا فَاسْأَلْنِی حَتَّی أُفَسِّرَ ذَلِكَ فَقَالَ فَسِّرْ لِی فَقَالَ عِیسَی عَلَی نَبِیِّنَا وَ آلِهِ وَ عَلَیْهِ السَّلَامُ أَمَّا الْأَلِفُ آلَاءُ اللَّهِ وَ الْبَاءُ بَهْجَةُ اللَّهِ- وَ الْجِیمُ جَمَالُ اللَّهِ وَ الدَّالُ دِینُ اللَّهِ هَوَّزْ الْهَاءُ هِیَ هَوْلُ جَهَنَّمَ وَ الْوَاوُ وَیْلٌ

ص: 316


1- لعل تأخیره علیه السلام السؤال كان لتحقیر الكلام الباطل و عدم الاعتناء بشأنه، أو لتهیئة جمیع الحاضرین للجواب و حصول توجه تام إلیه حتّی یقع الكلام موقعه و یغلب الحق علی الباطل و یفحم الخصم المكابر

لِأَهْلِ النَّارِ وَ الزَّایُ زَفِیرُ جَهَنَّمَ حُطِّی حُطَّتِ الْخَطَایَا عَنِ الْمُسْتَغْفِرِینَ كَلَمَنْ كَلَامُ اللَّهِ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ سَعْفَصْ صَاعٌ بِصَاعٍ وَ الْجَزَاءُ بِالْجَزَاءِ قَرَشَتْ قَرَشَهُمْ فَحَشَرَهُمْ فَقَالَ الْمُؤَدِّبُ أَیَّتُهَا الْمَرْأَةُ خُذِی بِیَدِ ابْنِكِ فَقَدْ عُلِّمَ وَ لَا حَاجَةَ فِی الْمُؤَدِّبِ.

بیان: قال الفیروزآبادی الكتاب كرمان الكاتبون و المكتب كمقعد موضع التعلیم و قول الجوهری المكتب و الكتاب واحد غلط و قال قرشه یقرشه و یقرشه قطعه و جمعه من هاهنا و هاهنا و ضم بعضه إلی بعض.

أقول: هذا الخبر و الأخبار الآتیة تدل علی أن للحروف المفردة وضعا و دلالة علی معان و لیست فائدتها منحصرة فی تركب الكلمات منها و لا استبعاد فی ذلك و قد روت العامة فی الم عن ابن عباس أن الألف آلاء اللّٰه و اللام لطفه و المیم ملكه و تأویلها بأن المراد التنبیه علی أن هذه الحروف منبع الأسماء و مبادی الخطاب و تمثیل بأمثلة حسنة تكلف مستغنی عنه.

«2»- مع، معانی الأخبار لی، الأمالی للصدوق ید، التوحید ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ وَ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام سَأَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَفْسِیرُ أَبْجَدْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَعَلَّمُوا تَفْسِیرَ أَبْجَدْ فَإِنَّ فِیهِ الْأَعَاجِیبَ كُلَّهَا وَیْلٌ لِعَالِمٍ جَهِلَ تَفْسِیرَهُ فَقِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَفْسِیرُ أَبْجَدْ قَالَ أَمَّا الْأَلِفُ فَآلَاءُ اللَّهِ حَرْفٌ مِنْ أَسْمَائِهِ وَ أَمَّا الْبَاءُ فَبَهْجَةُ اللَّهِ وَ أَمَّا الْجِیمُ فَجَنَّةُ اللَّهِ وَ جَلَالُ اللَّهِ وَ جَمَالُهُ وَ أَمَّا الدَّالُ فَدِینُ اللَّهِ وَ أَمَّا هَوَّزْ فَالْهَاءُ هَاءُ الْهَاوِیَةِ فَوَیْلٌ لِمَنْ هَوَی فِی النَّارِ وَ أَمَّا الْوَاوُ فَوَیْلٌ لِأَهْلِ النَّارِ وَ أَمَّا الزَّایُ فَزَاوِیَةٌ فِی النَّارِ فَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِمَّا فِی الزَّاوِیَةِ یَعْنِی زَوَایَا جَهَنَّمَ وَ أَمَّا حُطِّی فَالْحَاءُ حُطُوطُ الْخَطَایَا عَنِ الْمُسْتَغْفِرِینَ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ مَا نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِیلُ مَعَ الْمَلَائِكَةِ إِلَی مَطْلَعِ الْفَجْرِ وَ أَمَّا الطَّاءُ فَطُوبَی لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ وَ هِیَ شَجَرَةٌ غَرَسَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ نَفَخَ فِیهَا مِنْ رُوحِهِ وَ إِنَّ أَغْصَانَهَا لَتُرَی مِنْ وَرَاءِ سُورِ الْجَنَّةِ تَنْبُتُ بِالْحُلِیِّ وَ الْحُلَلِ مُتَدَلِّیَةً عَلَی أَفْوَاهِهِمْ وَ أَمَّا الْیَاءُ فَیَدُ اللَّهِ فَوْقَ خَلْقِهِ سُبْحانَهُ وَ تَعالی عَمَّا یُشْرِكُونَ وَ أَمَّا كَلَمَنْ فَالْكَافُ كَلَامُ اللَّهِ لَا تَبْدِیلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَ لَنْ تَجِدَ

ص: 317

مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً وَ أَمَّا اللَّامُ فَإِلْمَامُ أَهْلِ الْجَنَّةِ بَیْنَهُمْ فِی الزِّیَارَةِ وَ التَّحِیَّةِ وَ السَّلَامِ وَ تَلَاوُمُ أَهْلِ النَّارِ فِیمَا بَیْنَهُمْ وَ أَمَّا الْمِیمُ فَمُلْكُ اللَّهِ الَّذِی لَا یَزُولُ وَ دَوَامُ اللَّهِ الَّذِی لَا یَفْنَی وَ أَمَّا النُّونُ فَ ن وَ الْقَلَمِ وَ ما یَسْطُرُونَ فَالْقَلَمُ قَلَمٌ مِنْ نُورٍ وَ كِتَابٌ مِنْ نُورٍ فِی لَوْحٍ مَحْفُوظٍ یَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ وَ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً وَ أَمَّا سَعْفَصْ فَالصَّادُ صَاعٌ بِصَاعٍ وَ فَصٌّ بِفَصٍّ یَعْنِی الْجَزَاءَ بِالْجَزَاءِ وَ كَمَا تَدِینُ تُدَانُ إِنَّ اللَّهَ لَا یُرِیدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ وَ أَمَّا قَرَشَتْ یَعْنِی قَرَشَهُمْ فَحَشَرَهُمْ وَ نَشَرَهُمْ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَ قُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ.

ل، الخصال مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ وَ أَحْمَدَ إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ إِلَّا أَنَّ فِیهِ غَرَسَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِیَدِهِ وَ الْحُلَلُ وَ الثِّمَارُ مُتَدَلِّیَةً.

قَالَ الصَّدُوقُ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی كِتَابِ مَعَانِی الْأَخْبَارِ، بَعْدَ رِوَایَةِ هَذَا الْخَبَرِ حَدَّثَنَا بِهَذَا الْحَدِیثِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ حَامِدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ یَزِیدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبُخَارِیُّ بِبُخَارَی قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ یَعْقُوبَ ابْنِ أَخِی سَهْلِ بْنِ یَعْقُوبَ الْبَزَّازِ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ حَمْزَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عِیسَی بْنُ مُوسَی الْغُنْجَارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ السُّكَّرِیِّ عَنِ الْفُرَاتِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَعَلَّمُوا تَفْسِیرَ أَبِی جَادٍ فَإِنَّ فِیهِ الْأَعَاجِیبَ كُلَّهَا-.

و ذكر الحدیث مثله سواء حرفا بحرف انتهی بیان الإلمام النزول و قوله فص بفص أی یجزی بقدر الفص إذا ظلم أحد بمثله أی یجزی لكل حقیر و خطیر و قوله كما تدین تدان علی سبیل مجاز المشاكلة أی كما تفعل تجازی.

«3»- مع، معانی الأخبار ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام لی، الأمالی للصدوق ید، التوحید حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرَانَ النَّقَّاشُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِینَ وَ ثَلَاثَ مِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِیُّ مَوْلَی بَنِی هَاشِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا علیهما السلام قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ خَلْقِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِیُعَرِّفَ بِهِ خَلْقَهُ الْكِتَابَةَ حُرُوفُ الْمُعْجَمِ وَ إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا ضُرِبَ عَلَی رَأْسِهِ بِعَصًا فَزَعَمَ أَنَّهُ لَا یُفْصِحُ بِبَعْضِ الْكَلَامِ فَالْحُكْمُ فِیهِ أَنْ تُعْرَضَ عَلَیْهِ حُرُوفُ الْمُعْجَمِ ثُمَّ یُعْطَی الدِّیَةَ بِقَدْرِ مَا لَمْ یُفْصِحْ مِنْهَا وَ لَقَدْ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی «أ ب ت ث» قَالَ الْأَلِفُ آلَاءُ اللَّهِ وَ الْبَاءُ بَهْجَةُ اللَّهِ

ص: 318

وَ التَّاءُ تَمَامُ الْأَمْرِ بِقَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام وَ الثَّاءُ ثَوَابُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَی أَعْمَالِهِمُ الصَّالِحَةِ «ج ح خ» فَالْجِیمُ جَمَالُ اللَّهِ وَ جَلَالُ اللَّهِ وَ الْحَاءُ حِلْمُ اللَّهِ عَنِ الْمُذْنِبِینَ وَ الْخَاءُ خُمُولُ ذِكْرِ أَهْلِ الْمَعَاصِی عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ «د ذ» فَالدَّالُ دِینُ اللَّهِ وَ الذَّالُ مِنْ ذِی الْجَلَالِ ر ز فَالرَّاءُ مِنَ الرَّءُوفِ الرَّحِیمِ وَ الزَّایُ زَلَازِلُ الْقِیَامَةِ «س ش» فَالسِّینُ سَنَاءُ اللَّهِ وَ الشِّینُ شَاءَ اللَّهُ مَا شَاءَ وَ أَرَادَ مَا أَرَادَ وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ «ص ض» فَالصَّادُ مِنْ صَادِقِ الْوَعْدِ فِی حَمْلِ النَّاسِ عَلَی الصِّرَاطِ وَ حَبْسِ الظَّالِمِینَ عِنْدَ الْمِرْصَادِ وَ الضَّادُ ضَلَّ مَنْ خَالَفَ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ «ص ط ظ» فَالطَّاءُ طُوبَی لِلْمُؤْمِنِینَ وَ حُسْنُ مَآبٍ وَ الظَّاءُ ظَنُّ الْمُؤْمِنِینَ بِهِ خَیْراً وَ ظَنُّ الْكَافِرِینَ بِهِ سُوءاً «ع غ» فَالْعَیْنُ مِنَ الْعَالِمِ وَ الْغَیْنُ مِنَ الْغَیِّ «ف ق» فَالْفَاءُ فَوْجٌ مِنْ أَفْوَاجِ النَّارِ وَ الْقَافُ قُرْآنٌ عَلَی اللَّهِ جَمْعُهُ وَ قُرْآنُهُ «ك ل» فَالْكَافُ مِنَ الْكَافِی وَ اللَّامُ لَغْوُ الْكَافِرِینَ فِی افْتِرَائِهِمْ عَلَی اللَّهِ الْكَذِبَ «م ن» فَالْمِیمُ مُلْكُ اللَّهِ یَوْمَ لَا مَالِكَ غَیْرُهُ وَ یَقُولُ عَزَّ وَ جَلَّ لِمَنِ الْمُلْكُ الْیَوْمَ ثُمَّ یُنْطِقُ أَرْوَاحَ أَنْبِیَائِهِ وَ رُسُلِهِ وَ حُجَجِهِ فَیَقُولُونَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ فَیَقُولُ جَلَّ جَلَالُهُ الْیَوْمَ تُجْزی كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْیَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِیعُ الْحِسابِ وَ النُّونُ نَوَالُ اللَّهِ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ نَكَالُهُ بِالْكَافِرِینَ «و ه» فَالْوَاوُ وَیْلٌ لِمَنْ عَصَی اللَّهَ وَ الْهَاءُ هَانَ عَلَی اللَّهِ مَنْ عَصَاهُ «لا ی» فَلَامُ أَلِفٍ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ هِیَ كَلِمَةُ الْإِخْلَاصِ مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَهَا مُخْلِصاً إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَ الْیَاءُ یَدُ اللَّهِ فَوْقَ خَلْقِهِ بَاسِطَةً بِالرِّزْقِ سُبْحانَهُ وَ تَعالی عَمَّا یُشْرِكُونَ ثُمَّ قَالَ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَنْزَلَ هَذَا الْقُرْآنَ بِهَذِهِ الْحُرُوفِ الَّتِی یَتَدَاوَلُهَا جَمِیعُ الْعَرَبِ ثُمَّ قَالَ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلی أَنْ یَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا یَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِیراً

«4»- ید، التوحید مع، معانی الأخبار أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِی الْحَاكِمُ عَنْ أَبِی عَمْرٍو مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُقْرِی الْجُرْجَانِیِّ عَنْ أَبِی بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَوْصِلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ الطَّرِیفِیِّ عَنْ أَبِی زَیْدٍ عَبَّاسِ بْنِ یَزِیدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ النَّخَّالِ مَوْلَی زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ أَخْبَرَنِی أَبِی یَزِیدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنِی مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ: جَاءَ یَهُودِیٌّ إِلَی

ص: 319

النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عِنْدَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ لَهُ مَا الْفَائِدَةُ فِی حُرُوفِ الْهِجَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام أَجِبْهُ وَ قَالَ اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ وَ سَدِّدْهُ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام مَا مِنْ حَرْفٍ إِلَّا وَ هُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ قَالَ أَمَّا الْأَلِفُ فَاللَّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ وَ أَمَّا الْبَاءُ فَبَاقٍ بَعْدَ فَنَاءِ خَلْقِهِ وَ أَمَّا التَّاءُ فَالتَّوَّابُ یَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ (1) وَ أَمَّا الثَّاءُ فَالثَّابِتُ الْكَائِنُ یُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ وَ أَمَّا الْجِیمُ فَجَلَّ ثَنَاؤُهُ وَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ وَ أَمَّا الْحَاءُ فَحَقٌّ حَیٌّ حَلِیمٌ وَ أَمَّا الْخَاءُ فَخَبِیرٌ بِمَا یَعْمَلُ الْعِبَادُ وَ أَمَّا الدَّالُ فَدَیَّانٌ یَوْمَ الدِّینِ وَ أَمَّا الذَّالُ فَ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ وَ أَمَّا الرَّاءُ فَرَءُوفٌ بِعِبَادِهِ وَ أَمَّا الزَّایُ فَزَیْنُ الْمَعْبُودِینَ وَ أَمَّا السِّینُ فَالسَّمِیعُ الْبَصِیرُ وَ أَمَّا الشِّینُ فَالشَّاكِرُ لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَمَّا الصَّادُ فَصَادِقٌ فِی وَعْدِهِ وَ وَعِیدِهِ وَ أَمَّا الضَّادُ فَالضَّارُّ النَّافِعُ وَ أَمَّا الطَّاءُ فَالطَّاهِرُ الْمُطَهِّرُ وَ أَمَّا الظَّاءُ فَالظَّاهِرُ الْمُظْهِرُ لِآیَاتِهِ وَ أَمَّا الْعَیْنُ فَعَالِمٌ بِعِبَادِهِ وَ أَمَّا الْغَیْنُ فَغِیَاثُ الْمُسْتَغِیثِینَ وَ أَمَّا الْفَاءُ فَ فالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوی وَ أَمَّا الْقَافُ فَقَادِرٌ عَلَی جَمِیعِ خَلْقِهِ وَ أَمَّا الْكَافُ فَالْكَافِی الَّذِی لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ وَ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ أَمَّا اللَّامُ فَ لَطِیفٌ بِعِبادِهِ أَمَّا الْمِیمُ فَمَالِكُ الْمُلْكِ وَ أَمَّا النُّونُ فَ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مِنْ نُورِ عَرْشِهِ وَ أَمَّا الْوَاوُ فَوَاحِدٌ صَمَدٌ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ أَمَّا الْهَاءُ فَهَادِی لِخَلْقِهِ أَمَّا اللَّامُ أَلِفٌ فَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَمَّا الْیَاءُ فَیَدُ اللَّهِ بَاسِطَةً عَلَی خَلْقِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَذَا هُوَ الْقَوْلُ الَّذِی رَضِیَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَفْسِهِ مِنْ جَمِیعِ خَلْقِهِ فَأَسْلَمَ الْیَهُودِیُّ.

بیان: قوله علیه السلام و أما الضاد فالضار النافع ذكر النافع إما علی الاستطراد أو لبیان أن ضرره تعالی عین النفع لأنه خیر محض مع أنه یحتمل أن یكون موضوعا لهما معا و كذا الواو یحتمل أن یكون موضوعا للواحد و ذكر ما بعده لبیان أن واحدیته تعالی تستلزم تلك الصفات و أن یكون موضوعا للجمیع.

«5»- مع، معانی الأخبار وَ رُوِیَ فِی خَبَرٍ آخَرَ أَنَّ شَمْعُونَ سَأَلَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ أَخْبِرْنِی مَا أَبُو جَادٍ وَ مَا هَوَّزْ وَ مَا حُطِّی وَ مَا كَلَمَنْ وَ مَا سَعْفَصْ وَ مَا قَرَشَتْ وَ مَا كَتَبَ

ص: 320


1- و زاد فی نسخة: و یعفو عن السیئات

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَّا أَبُو جَادٍ فَهُوَ كُنْیَةُ آدَمَ عَلَی نَبِیِّنَا وَ آلِهِ وَ عَلَیْهِ السَّلَامُ أَبَی أَنْ یَأْكُلَ مِنَ الشَّجَرَةِ فَجَادَ فَأَكَلَ وَ أَمَّا هَوَّزْ هَوًی مِنَ السَّمَاءِ فَنَزَلَ إِلَی الْأَرْضِ وَ أَمَّا حُطِّی أَحاطَتْ بِهِ خَطِیئَتُهُ وَ أَمَّا كَلَمَنْ كَلِمَاتُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَمَّا سَعْفَصْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ صَاعٌ بِصَاعٍ كَمَا تَدِینُ تُدَانُ وَ أَمَّا قَرَشَاتْ أَقَرَّ بِالسَّیِّئَاتِ فَغَفَرَ لَهُ وَ أَمَّا كَتَبَ فَكَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَهُ فِی اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ آدَمَ بِأَلْفَیْ عَامٍ إِنَّ آدَمَ خُلِقَ مِنَ التُّرَابِ وَ عِیسَی خُلِقَ بِغَیْرِ أَبٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ تَصْدِیقَهُ إِنَّ مَثَلَ عِیسی عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ قَالَ صَدَقْتَ یَا مُحَمَّدُ.

بیان: لعلهم كانوا یقولون مكان أبجد أبو جاد إشعارا بمبدإ اشتقاقه فبین صلی اللّٰه علیه و آله ذلك لهم و قوله صلی اللّٰه علیه و آله جاد إما من الجود بمعنی العطاء أی جاد بالجنة حیث تركها بارتكاب ذلك أو من جاد إلیه أی اشتاق و أما قرشات فیحتمل أن یكون معناه فی لغتهم الإقرار بالسیئات أو یكون من القرش بمعنی الجمع أی جمعها فاستغفر لها أو بمعنی القطع أی بالاستغفار قطعها عن نفسه و إنما اكتفی بهذه الكلمات لأنه لم یكن فی لغتهم أكثر من ذلك علی ما هو المشهور قال الفیروزآبادی و أبجد إلی قرشت و رئیسهم كلمن ملوك مدین وضعوا الكتابة العربیة علی عدد حروف أسمائهم هلكوا یوم الظلة ثم وجدوا بعدهم ثخذ ضظغ فسموها الروادف و أما كتب فلعله كان هذا اللفظ مجملا فی كتبهم أو علی ألسنتهم و لم یعرفوا ذلك فسأله صلی اللّٰه علیه و آله عن ذلك.

«6»- لی، الأمالی للصدوق مع، معانی الأخبار صَالِحُ بْنُ عِیسَی الْعِجْلِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْفَقِیهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ الشَّعْرَانِیُّ فِی مَسْجِدِ حُمَیْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْوَضَّاحِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی إِسْرَائِیلَ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ قَالَ: بَیْنَا أَنَا أَسِیرُ مَعَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فِی الْحِیرَةِ إِذاً نَحْنُ بِدَیْرَانِیٍّ یَضْرِبُ بِالنَّاقُوسِ قَالَ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَا حَارِثُ أَ تَدْرِی مَا یَقُولُ هَذَا النَّاقُوسُ قُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ ابْنُ عَمِّ رَسُولِهِ أَعْلَمُ قَالَ إِنَّهُ یَضْرِبُ مَثَلَ الدُّنْیَا وَ خَرَابِهَا وَ یَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حَقّاً حَقّاً صِدْقاً صِدْقاً إِنَّ الدُّنْیَا قَدْ غَرَّتْنَا وَ شَغَلَتْنَا وَ اسْتَهْوَتْنَا وَ اسْتَغْوَتْنَا یَا ابْنَ الدُّنْیَا مَهْلًا مَهْلًا یَا ابْنَ الدُّنْیَا دَقّاً دَقّاً یَا ابْنَ الدُّنْیَا جَمْعاً جَمْعاً

ص: 321

تَفْنَی الدُّنْیَا قَرْناً قَرْناً مَا مِنْ یَوْمٍ یَمْضِی عَنَّا إِلَّا وَ هِیَ أَوْهَی مِنَّا رُكْناً قَدْ ضَیَّعْنَا دَاراً تَبْقَی وَ اسْتَوْطَنَّا دَاراً تَفْنَی لَسْنَا نَدْرِی مَا فَرَّطْنَا فِیهَا إِلَّا لَوْ قَدْ مِتْنَا قَالَ الْحَارِثُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ النَّصَارَی یَعْلَمُونَ ذَلِكَ قَالَ لَوْ عَلِمُوا ذَلِكَ لَمَا اتَّخَذُوا الْمَسِیحَ إِلَهاً مِنْ دُونِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ فَذَهَبْتُ إِلَی الدَّیْرَانِیِّ فَقُلْتُ لَهُ بِحَقِّ الْمَسِیحِ عَلَیْكَ لَمَّا ضَرَبْتَ بِالنَّاقُوسِ عَلَی الْجِهَةِ الَّتِی تَضْرِبُهَا قَالَ فَأَخَذَ یَضْرِبُ وَ أَنَا أَقُولُ حَرْفاً حَرْفاً حَتَّی بَلَغَ إِلَی قَوْلِهِ إِلَّا لَوْ قَدْ مِتْنَا فَقَالَ بِحَقِّ نَبِیِّكُمْ مَنْ أَخْبَرَكَ بِهَذَا قُلْتُ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِی كَانَ مَعِی أَمْسِ قَالَ وَ هَلْ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ النَّبِیِّ مِنْ قَرَابَةٍ قُلْتُ هُوَ ابْنُ عَمِّهِ قَالَ بِحَقِّ نَبِیِّكُمْ أَ سَمِعَ هَذَا مِنْ نَبِیِّكُمْ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ فَأَسْلَمَ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ إِنِّی وَجَدْتُ فِی التَّوْرَاةِ أَنَّهُ یَكُونُ فِی آخِرِ الْأَنْبِیَاءِ نَبِیٌّ وَ هُوَ یُفَسِّرُ مَا یَقُولُ النَّاقُوسُ.

إلی هنا تمّ الجزء الثانی من بحار الأنوار من هذه الطبعة المزدانة بتعالیق نفیسة قیّمة و فوائد جمّة ثمینة؛ و به ینتهی الجزء الأول من الطبع الكمپانی، و یبدء الجزء الثالث من هذه الطبعة من ثانی أجزاء الكمپانی- و اللّٰه المستعان- و یحوی هذا الجزء 1076 حدیثاً فی 28 باباً جمادی الأولی 1376 ه

ص: 322

فهرست ما فی هذا الجزء

الموضوع/ الصفحه

باب 8 ثواب الهدایة و التعلم و فضلها و فضل العلماء، و ذمّ إضلال الناس؛ و فیه 92 حدیثاً. 1

باب 9 استعمال العلم و الإخلاص فی طلبه، و تشدید الأمر علی العالم؛ و فیه 71

حدیثاً. 26

باب 10 حقّ العالم؛ و فیه 20 حدیثاً. 40

باب 11 صفات العلماء و أصنافهم؛ و فیه 42 حدیثاً. 45

باب 12 آداب التعلیم؛ و فیه 15 حدیثاً. 59

باب 13 النهی عن كتمان العلم و الخیانة و جواز الكتمان عن غیر أهله؛ و فیه 84 حدیثاً. 64

باب 14 من یجوز أخذ العلم منه و من لا یجوز، و ذمّ التقلید و النهی عن متابعة غیر المعصوم فی كل ما یقول، و وجوب التمسّك بعروة اتّباعهم علیهم السلام، و جواز الرجوع إلی رواة الأخبار و الفقهاء و الصالحین؛ و فیه 68 حدیثاً. 81

باب 15 ذمّ علماء السوء و لزوم التحرّز عنهم؛ و فیه 25 حدیثاً. 105

باب 16 النهی عن القول بغیر علم، و الإفتاء بالرأی، و بیان شرائطه؛ و فیه 50 حدیثاً. 111

باب 17 ما جاء فی تجویز المجادلة و المخاصمة فی الدین و النهی عن المراء؛

و فیه 61 حدیثاً. 124

باب 18 ذمّ إنكار الحقّ و الإعراض عنه و الطعن علی أهله؛ و فیه 9 حدیثاً. 140

باب 19 فضل كتابة الحدیث و روایته؛ و فیه 47 حدیثاً. 144

باب 20 من حفظ أربعین حدیثاً؛ و فیه 10 أحادیث. 153

باب 21 آداب الروایة؛ و فیه 25 حدیثاً. 158

باب 22 إن لكلّ شی ء حدّاً، و أنه لیس شی ء إلا ورد فیه كتاب أو سنة، و علم ذلك كلّه عند الإمام؛ و فیه. 13 حدیثاً. 168

باب 23 إنهم علیهم السلام عندهم موادّ العلم و أصوله، و لا یقولون شیئاً برأی و لا قیاس

ص: 323

بل ورثوا جمیع العلوم عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله و أنهم أمناء اللّٰه علی أسراره؛ و فیه 28 حدیثاً. 172

باب 24 أنّ كلّ علم حقّ هو فی أیدی الناس فمن أهل البیت علیهم السلام وصل إلیهم؛ و فیه 2 حدیثان. 179

باب 25 تمام الحجةو ظهور الحجة؛ و فیه 4 أحادیث. 179

باب 26 إن حدیثهم علیهم السلام صعب مستصعب، و أن كلامهم ذو وجوه كثیرة و فضل التدبّر فی أخبارهم علیهم السلام و التسلیم لهم، و النهی عن ردّ أخبارهم؛ و فیه 116 حدیثاً. 182

باب 27 العلة التی من أجلها كتم الأئمة علیهم السلام بعض العلوم و الأحكام؛ و فیه 7 أحادیث. 212

باب 28 ما ترویه العامة من أخبار الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و أن الصحیح من ذلك عندهم علیهم السلام و النهی عن الرجوع إلی أخبار المخالفین، و فیه ذكر الكذّابین؛ و فیه 14 حدیثاً. 214

باب 29 علل اختلاف الأخبار و كیفیة الجمع بینها و العمل بها و وجوه الاستنباط، و بیان أنواع ما یجوز الاستلال به؛ و فیه 72 حدیثاً. 219

باب 30 من بلغه ثواب من اللّٰه علی عمل فأتی به؛ و فیه 4 احادیث. 256

باب 31 التوقف عند الشبهات و الاحتیاط فی الدین؛ و فیه 17 حدیثاً. 258

باب 32 البدعة و السنة و الفریضة و الجماعة و الفرقة و فیه دذكر قلة أهل الحقّ و كثرة أهل الباطل؛ و فیه 28 حدیثاً. 261

باب 33 ما یمكن أن یستنبط من الآیات و الأخبار من متفرّقات مسائل أصول الفقه؛ و فیه 62 حدیثاً. 268

باب 34 البدع و الرأی و المقائیس؛ و فیه 84 حدیثاً. 283

باب 35 غرائب العلوم من تفسیر أبجد و حروف المعجم و تفسیر الناقوس و غیرها؛ و فیه 6 أحادیث. 316

ص: 324

رموز الكتاب

ب: لقرب الإسناد.

بشا: لبشارة المصطفی.

تم: لفلاح السائل.

ثو: لثواب الأعمال.

ج: للإحتجاج.

جا: لمجالس المفید.

جش: لفهرست النجاشیّ.

جع: لجامع الأخبار.

جم: لجمال الأسبوع.

جُنة: للجُنة.

حة: لفرحة الغریّ.

ختص: لكتاب الإختصاص.

خص: لمنتخب البصائر.

د: للعَدَد.

سر: للسرائر.

سن: للمحاسن.

شا: للإرشاد.

شف: لكشف الیقین.

شی: لتفسیر العیاشیّ

ص: لقصص الأنبیاء.

صا: للإستبصار.

صبا: لمصباح الزائر.

صح: لصحیفة الرضا علیه السلام .

ضا: لفقه الرضا علیه السلام .

ضوء: لضوء الشهاب.

ضه: لروضة الواعظین.

ط: للصراط المستقیم.

طا: لأمان الأخطار.

طب: لطبّ الأئمة.

ع: لعلل الشرائع.

عا: لدعائم الإسلام.

عد: للعقائد.

عدة: للعُدة.

عم: لإعلام الوری.

عین: للعیون و المحاسن.

غر: للغرر و الدرر.

غط: لغیبة الشیخ.

غو: لغوالی اللئالی.

ف: لتحف العقول.

فتح: لفتح الأبواب.

فر: لتفسیر فرات بن إبراهیم.

فس: لتفسیر علیّ بن إبراهیم.

فض: لكتاب الروضة.

ق: للكتاب العتیق الغرویّ

قب: لمناقب ابن شهر آشوب.

قبس: لقبس المصباح.

قضا: لقضاء الحقوق.

قل: لإقبال الأعمال.

قیة: للدُروع.

ك: لإكمال الدین.

كا: للكافی.

كش: لرجال الكشیّ.

كشف: لكشف الغمّة.

كف: لمصباح الكفعمیّ.

كنز: لكنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة معا.

ل: للخصال.

لد: للبلد الأمین.

لی: لأمالی الصدوق.

م: لتفسیر الإمام العسكریّ علیه السلام .

ما: لأمالی الطوسیّ.

محص: للتمحیص.

مد: للعُمدة.

مص: لمصباح الشریعة.

مصبا: للمصباحین.

مع: لمعانی الأخبار.

مكا: لمكارم الأخلاق.

مل: لكامل الزیارة.

منها: للمنهاج.

مهج: لمهج الدعوات.

ن: لعیون أخبار الرضا علیه السلام .

نبه: لتنبیه الخاطر.

نجم: لكتاب النجوم.

نص: للكفایة.

نهج: لنهج البلاغة.

نی: لغیبة النعمانیّ.

هد: للهدایة.

یب: للتهذیب.

یج: للخرائج.

ید: للتوحید.

یر: لبصائر الدرجات.

یف: للطرائف.

یل: للفضائل.

ین: لكتابی الحسین بن سعید او لكتابه و النوادر.

یه: لمن لا یحضره الفقیه.

ص: 325

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.