سرشناسه : ابن بابویه، محمد بن علی، 381 - 311ق.
عنوان قراردادی : [[الامامه و التبصره ]]
عنوان و نام پديدآور : الامامه و التبصره من الحیره/ تالیف ابی الحسن علی بن الحسین بن موسی ابن بابویه القمی؛ حققه و قدم له محمد رضا الحسینی
مشخصات نشر : بیروت : موسسه آل البیت (علیه السّلام) لاحیاآ التراث ، 1407ق. = 1987م. = 1366.
مشخصات ظاهری : ص 304
فروست : (سلسله مصادر بحار الانوار؛ 3)
یادداشت : کتابنامه
عنوان دیگر : الامامه و التبصره
موضوع : امامت -- متون قدیمی تاقرن 14
موضوع : ابن بابویه، محمد بن علی، 311ق - 381ق. -- سرگذشتنامه
شناسه افزوده : حسینی، محمد رضا ، مصحح
رده بندی کنگره : BP223/الف13الف8 1366
شماره کتابشناسی ملی : م 81-23452
قال رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) : الأئمة من بعدي اثنا عشر ، أولهم أنت يا علي ، وآخرهم القائم الذي يفتح الله - تعالى ذكره - على يديه مشارق الأرض ومغاربها (1).
وقالت سيدة النساء (علیها السّلام) : دخل إلي رسول الله(صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) عند ولادتي الحسين ... ثم قال : يا فاطمة ، خذيه [ أي الحسين (علیه السّلام) ] فإنه إمام ، ابن إمام ، وأبو الأئمة ، تسعة من صلبه ، أئمة أبرار ، والتاسع قائمهم (2).
وقال أمير المؤمنين (علیه السّلام) لابنه الحسين (علیه السّلام) : التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق (3).
وقالت الزهراء (علیها السّلام) : أما والله لو تركوا الحق على أهله ، واتبعوا عترة نبيه ، لما اختلف في الله اثنان ، ولورثها سلف عن سلف ، وخلف بعد خلف ، حتى يقوم قائمنا ، التاسع من ولد الحسين (4).
وقال الإمام الحسن (علیه السّلام) : ذاك التاسع من ولد أخي الحسين ، ابن
ص: 1
سيدة الإماء ، يطيل الله عمره في غيبته ، ثم يظهره بقدرته (1).
وقال الإمام الحسين (علیه السّلام) : منا اثنا عشر مهديا ، أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم التاسع من ولدي ، وهو الإمام القائم بالحق (2).
وقال الإمام السجاد (علیه السّلام) : فينا نزلت هذه الآية ( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) والإمامة في عقب الحسين بن علي بن أبي طالب (علیه السّلام) إلى يوم القيامة ، وإن للقائم منا غيبتين (3).
وقال الإمام الباقر (علیه السّلام) : منا اثنا عشر محدثا ، السابع من ولدي القائم (4).
وقال الإمام جعفر الصادق (علیه السّلام) : الإمام من بعدي موسى ، والخلف المأمول المنتظر م ح م د ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى. (5)
وقال الإمام الكاظم (علیه السّلام) : القائم الذي يطهر الأرض من أعداء الله ، ويملأها عدلا كما ملئت جورا ، هو الخامس من ولدي (6).
وقال الإمام الرضا (علیه السّلام) : القائم ... ذاك الرابع من ولدي (7).
وقال الإمام الجواد (علیه السّلام) : القائم ... هو الثالث من ولدي (8).
وقال الإمام الهادي (علیه السّلام) : إن الإمام بعدي الحسن ابني ، وبعد الحسن ابنه القائم (9).
وقال الإمام العسكري (علیه السّلام) : ابني م ح م د هو الإمام والحجة بعدي ، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية (10).
ص: 2
وقال الإمام الغائب المنتظر عجل الله فرجه الشريف : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن جدي محمدا رسول الله ، وأن أبي أمير المؤمنين ، ثم عد إماما إماما إلى أن بلغ إلى نفسه ، ثم قال :
اللهم أنجز لي ما وعدتني ، وأتمم لي أمري ، وثبت وطأتي ، واملأ الأرض بي عدلا وقسطا (1).
ص: 3
قال الله تعالى :
وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات
ليستخلفنهم فى الارض كما استخلف الذين من قبلهم
وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم
وليبد لنهم من بعد خوفهم امناً يعبدونني لايشركون بي شيئاً ....
النور /55
ونريد ان نمن على الذين استضعفوا فى الارض
ونجعلهم ائمةً
ونجعلهم الوارثين
ونمكن لهم في الارض ...
القصص /5 ، 6
ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر
ان الارض يرثها عبادى الصالحون
ان في هذا لبلاغاً لقوم عابدين وما ارسلناك الا رحمةً للعالمين
الأنبياء /105 _ 107
ص: 4
ص: 5
ص: 6
الحمد لله الذي أوجب الحمد على عباده بنعمه عندهم آنفا واستوجب منهم - بما وفقهم لذلك الحمد على تلك النعم - شكرا مستأنفا.
وسبحان من ليس معه لأحد في الآنف من النعمة ، والمستأنف من الشكر صنع في إحداث موهبة ، ولا في إلهام شكر ، بل برأفته أولى النعم ، وبتحننه ألهم الشكر ، وبتفضله بسط في ذلك كله التوفيق ، وبحكمته أرشد إلى الهدى ، وبعدل قضائه لم يجعل ( فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) ، ولم يدع إليه بسبيل غامض ( ولو بان الدال ) (1) عليه عن الكلام المتداول على الألسنة ، بينونته - جل ثناؤه - عن عباده ، لحارت الأسماع عن إصغائه ، وتاهت الأفئدة عن بلوغه ، وغربت الأفهام عن حمله غروبها عن كيفية الله - جلت أسماؤه -.
والحمد لله الذي كان من لطيف صنعه وانفاذ حكمته أن لم يحمل علينا في ذلك إصرا ، وجعل سفيره - فيما دعا إليه - خيرته من خلقه محمدا (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، وبين منه - في أيام الدعوة ، وقبل حدوث النبوة وإظهار الرسالة - عناصر طيبة وأعراقا طاهرة وشيما مرضية (2).
ص: 7
وجعله المقتدى به في مكارم الأخلاق ، والمشار إليه بمجانبة الأعراض التي تمنع التقديم والتأخير ، وتحجزت بالتقديس والتفضيل ، حتى دعانا إلى الله جل جلاله بكلام مفهوم ، وكتاب عزيز ( لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ ، تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) (1).
فجعل الداعي منزها عن دنية تحجزه عن قول معروف ، ومصونا بالعصمة عن أن ينهى عن خلق ويأتي بمثله ، والرسالة مباينة عن أن يأتيها الباطل من بين يديها أو من خلفها.
ومن على خلقه أن جعل الداعي معهودا بالمجاورة ، والدعوة مشهورة بالمجاورة ، وأوكد في ذلك على عباده الحجة أن دعا إلى حق لا يجمع مختلفين ولا يضم إلا متفقين.
وجعل عباده - على اختلاف هممهم واتساع خلائقهم - بمعزل عن السبيل التي ( لَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ ، لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَ ) (2) ومباينة من الحالة التي يملكون فيها لأنفسهم نفعا أو ضرا ، وأوكل عجزهم (3) ، وضعف آرائهم إلى أئمة أصفياء ، وحفظة أتقياء ، عن الله يبلغون ، واليه يدعون ، وبما يأمرون به من الخيرات يعملون ، وعما ينهون عنه ينتهون ( وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضى ، وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ) (4).
فالحمد لله على جميع هذه النعم الحسنة ، حمدا يؤدى به الحق ، ويستجلب به المزيد.
وصلى الله على محمد وآله صلاة ترفع إليه وتزكو عنده ، وتدل على اشتمال الثبات ، واستقرار الطويات على أنهم لله علينا حجة ، وإليه لنا قادة وعليه - تبارك اسمه - أدلة ، وفي دينه القيم شريعة وسالفة ، وأن كلمتهم لا تبطل وحجتهم لا تدحض ، وعددهم لا يختلف ، ونسبهم لا ينقطع ، حتى يرث الله - جل جلاله
ص: 8
( الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها ) وهو ( خَيْرُ الْوارِثِينَ ) ، ويظهرهم ( عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) . « قال الشيخ ابو الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه الفقيه رحمه الله » (1).
اني لما بذلت فيما أخلدت من الكتب وسعي ، وأخرجت فيما لزمنى من ذلك جهدي ، وجدت الصلاة تجمع حدودا كثيرة ، والصوم يشمل امورا وافرة والزكاة تضم معاني مختلفة ، والحج يحوي مناسك جمة.
ووجدت حمل هذه الأشياء الجليلة ، وملابسة هذا الدين القيم ، وتبصرة ما ذكرت من هذه الأحوال ، لا تنال إلا بسابقة إليه وإمام يدل عليه ، وأن من هداه الله لذلك ارتشد سبيله وانتفع بعلمه وعمله ، ومن أضله أضل سبيله وحبط عمله ، و ( خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ ) .
وعلمت أن الامامة حال بها يدرك حدود الصلاة ، وشرائع الصوم ، ومعاني الزكاة ، ومناسك الحج.
ورأيتها أجل عروة محكمة ، وأوثق سبيل منهجة.
ورأيت كثيرا ممن صح عقده ، وثبتت على دين الله وطأته ، وظهرت في الله خشيته ، قد أحادته الغيبة ، وطال عليه الأمد حتى دخلته الوحشة ، وأفكرته (2) الأخبار المختلفة ، والآثار الواردة ، فجمعت أخبارا تكشف الحيرة وتجسم النعمة (3) وتنبئ عن العدد ، وتؤنس من وحشة طول الأمد.
وبالله للصواب أرتشد ، وعلى صالح القول أستعين ، واياه أسأل أن يحرس الحق ويحفظه على أهله ، ويصون مستقره ومستودعه.
« أسباب اختلاف الروايات وموجبات الحيرة والاشتباه »
فلأجل الحاجة إلى الغيبة اتسعت الأخبار ، ولمعاني التقية والمدافعة عن. الأنفس اختلفت الروايات ( وَما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ )
فلأجل الحاجة إلى الغيبة اتسعت الأخبار ، ولمعاني التقية والمدافعة عن. الأنفس اختلفت الروايات ( وَما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ (4)
ص: 9
ولولا التقية والخوف ، لما حار أحد ، ولا اختلف اثنان ، ولا خرج شيء من معالم دين الله - تعالى - إلا على كلمة لا تختلف وحرف لا يشتبه.
ولكن الله - عظمت أسماؤه - عهد إلى أئمة الهدى في حفظ الأمة ، وجعلهم في زمن مأذون لهم باذاعة العلم ، وفي آخر حلماء ( يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ ) (1).
عظم هذا من أمر وجل! ولأمر ما وقع وحل!.
وغير عجب أن يحدث في مثله من الأوقات خبر يحمي خيط الرقبة (2). ويحرس بفضل المداراة جمهور البيضة.
وفي مثل هذا الزمن خولف الأمر في العدد ، حتى أوقع في الظاهر أمر ما لا خلاف في استبطانه ، وكشف عن سبب لا شك في كتمانه.
وليست إشارة مشهورة واذاعة بينة أن يقول ولي من أولياء الله وثقة من خزان أسرار الله أن صاحب هذا الأمر أثبت (3) مني ، وأخف ركابا.
هذا ، مع الروايات المشهورة والأحاديث الكثيرة : أن الوقت غير معلوم ، والزمن غير معروف ،
ولولا كتمان الوقت والمساترة به ، لما استدل عليه بالصحيحة (4) ، والآيات وخروج رايات أهل الضلالات ،
ولقيل : إنه فلان بن فلان ، وإن يومه يوم معلوم بين الأيام ،
ولكن الله - جل اسمه - جعله أمرا منتظرا في كل حين ، وحالا مرجوة عند كل أهل عصر ،
ص: 10
لئلا تقسو - بطول أجل يضربه الله - قلوب ، ويستبطأ(1) في استعمال سيئة وفاحشة ، وموعدة عقاب ،
وليكون كل عامل على أهبة ، ويكون من وراء أعمال الخيرات أمنية ، ومن وراء أهل الخطايا والسيئات خشية وردعة ، وليدفع الله بعضا ببعض ،
والسنة القديمة على هذا قول رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) في أمر الساعة حين أنذر قومه : صبحتكم الساعة ، مستكم الساعة ، بعثت أنا والساعة كهذه من هذه (2).
فلولا ما أراد من المدافعة وتقريب المدة على عامل الخير والشر والثواب والعقاب ، لعلم (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) أن ما جرت إليه الامة الضالة دون وقوع الساعة ، وأن ما وعده الله في أهل بيته من اظهارهم على الدين كله قبل حدوثها يكون.
وعلى هذا مضت الرسل ، ودرج الأخيار ، كل يقرب القيامة ، ويدني الساعة ، ويبشر بسرعة المجازاة على العقاب والثواب.
ولو كان الخبر عن كل شيء بحقيقته مقدما ، والأجل في كل مدة مضروبا ممهدا ، لكان حق الرسالة وفرض البلاغة على عيسى (علیه السّلام) أن يأمر من يعلم أنه يبلغ زمن رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) أن يقتصر على ما يعهده في أيامه ، ثقة بأن شريعته تنسخ الشرايع ، وعلما بأنه خير النبيين وسيد المرسلين.
ولاقترف أهل كل فترة ذنوبا عظيمة وجرايح كثيرة ، ولكنهم كانوا على اقتراب من انتظار عقاب أو ثواب وبذلك دفع الله الناس بعضهم ببعض.
وهذه السنة في الأئمة (علیه السّلام) مستعملة ، وعلى أيامهم جارية ، وفيهم قائمة.
ولو كان أمرهم مهملا عن العدد وغفلا ، لما وردت الأخبار الوافرة بأخذ الله
ص: 11
ميثاقهم على الأنبياء وسالف الصالحين من الأمة.
ويدلك على ذلك قول أبي عبد الله (علیه السّلام) حين سئل عن نوح (علیه السّلام) لما ذكر « استوت سفينته على الجودي بهم » :
هل عرف نوح عددهم؟
فقال : نعم ، وآدم (علیه السّلام) (1).
وكيف يختلف عدد ، يعرفه أبو البشر ومن درج من عترته والأنبياء من عقبه ، على شرذمة من ذريته وبقية يسيرة من ولده؟!
وأي تأويل يدخل على حديث اللوح (2).
وحديث الصحيفة المختومة(3) ؟
والخبر الوارد عن جابر في صحيفة فاطمة (علیها السّلام) (4)؟
وكيف لا يعلم : أن الذي قال [ ه ] العالم (علیه السّلام) : ستة أيام ، أو ستة أشهر أو ست سنين ، غير معلوم؟! (5)
ص: 12
ومن غير شك : يجوز أن أمرا لا يمتنع أن يجوز وقته من ستة أيام إلى ستة أشهر ، ومن ستة أشهر إلى ست سنين ، غير ممتنع أن يجوز إلى سنين.
وهل هذا مفهوم؟
فان كان (علیه السّلام) أراد تسمية الوقت ، فقد علم أنه لم يسم.
وإن أراد الإغماض منه (1) فغير عجب أن يغمضه بأشد ما يقدر عليه ، ويستر عنه بأجهد ما يمكنه ، لأن أمرا يخبر عنه من يوثق بعلمه بالشك بين ستة أيام أو ست سنين ، لا يراد به غير المغامضة والستر.
ص: 13
ولو لا إقحام السؤال عليهم في أوقات غير مسهلة للجواب ، لما خرج حكم إلا على حقيقته ، ولا كلام إلا على جهته.
فأما قوله (علیه السّلام) : إن صاحب هذا الأمر ابن ثلاثين سنة ، أو إحدى وثلاثين سنة ، أو أربعين سنة ، فان جاز الأربعين فليس بصاحب هذا الأمر.
فانه لمعنى المدافعة عن الأنفس ، وليتيقن (1) من لا يشك في إمامة من يحدث بهذا الحديث من أعدائه : أنه ليس بصاحب السيف فيلهو عنه ويشتغل عن طلبه.
ويدلك على هذا قوله : يملك السابع من ولد الخامس ، حتى يملأها عدلا كما ملئت جورا (2).
ولو كان صاحب هذا الأمر لا يجوز أن يجوز أربعين سنة ، لما جاز لأحد من الأئمة : أن تصلح له الإمامة فوق الأربعين ، لأن الإمامة شأن واحد في القيام بالعلم والسيف ، وما كان الله ليجعل هذا الأمر العظيم في رجل يختاره ، ثم ينزعه عنه لمعنى السن.
ولو طويت ما نطقت به من هذا التأويل على هذا الخبر ، لكان فيما يتأوله من يتعلق به للرد أقنع حجة وأبلغ دفعا ، لأن الذي يروي هذا الحديث يتأول : أن امتناع القيام بعد الأربعين سنة من طريق النكير في العقول.
وأعوذ بالله أن أقول : إنهم صلوات الله عليهم بمنزلة سائر الناس ، وإن عقولهم مما يدخلها الفساد في الأربعين وما فوقها.
ص: 14
والأسوة برسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) حسنة ، وهو سيد النبيين والأئمة الراشدين ، وحين أناف على الأربعين نبي ، وبعدها بسنين أظهر الدعوة.
فأما أمر موسى (علیه السّلام) ، وقوله : إنه لا يموت حتى يملأها عدلا كما ملئت جورا ،
فان ذلك قاله عند شدة الطلب وقسوة القلوب ، ليقرب المدة ، ويردع الظلمة.
والحجة ، فيمن قال بالوقف عليه ، قد استقصيت بصحيح الأخبار في باب إمامته.
وإنما أردت بذكر هذا الحديث ايراد قوله : « بدا لله فيما قلت » لأنه خرج في أيام فلان حين اشتد الطلب والخوف ، حتى وقع بعد هذا الحديث من الغيبة والاختفاء ما اتصل بهذا العهد وبلغ هذه المدة ، وما كان الله ليبدو له في إمام تسمية ولا خروجا.
وما أفرق - بعد قولي : إن الإمامة أحد الشرائع الخمسة - بين من يقول بالبداء فيها بالعدد والتسمية ، وبين من يقول بالبداء في الصلاة والصوم وسائر الشرائع الأربعة.
لأن مخرج الأربعة من الواحدة ، وهي الإمامة ، فإن جاز أن ينسخ الله أصل الشرائع ، جاز أن ينسخ فرعها.
وأعوذ بالله أن أقول بنسخ شريعة وتبديل ملة ، بعد أن جعل الله محمدا (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) خاتم النبيين ، وشريعته خاتمة الشرائع ، وواصل القيام على دينه وشريعته بقيام الساعة ، والانتقال منها إلى محشر القيامة فأما الوقت :
فالسنة (1) فيه الكتمان ، والشريعة فيه الإمساك عن الإعلان.
ومما يدل على التقية ويرشد إلى (2) أن الأخبار الكثيرة وردت لعلة ما : قوله (علیه السّلام) : « بدا لله في إسماعيل » (3).
ص: 15
فكيف الحجة الآن في آدم (علیه السّلام) أنه حفظ أسماءهم؟
وما القول في أمر نوح أنه علم عددهم؟ (1)
وكيف يثبت أن الله - عز وجل - أخذ على الامة كلها عهدهم ، وهو ينسخ أمرهم ، ويبدو له في أسمائهم؟.
وبأي دليل يدفع أمر اللوح؟
فأخبار الأظلة ، والآثار الواردة أن الله خلقهم قبل الأمم ،
وما كان الله ليأخذ مولى من أوليائه على قوم ، ثم يبدو له في ذلك وقد قبض إليه منهم العدد الكثير ، إذ هو الحق أن لا يحاسب إلا بحجة ، ولا يعذب إلا بحقيقة بلاغ.
وحاش لله أن يجعل خلفاء في عباده من ينقض أمرهم ويبدل سنتهم وتكون حكمته - سبحانه - بمحل يرشح رجلا لحفظ بيضة المسلمين فيكون بمنزلة ينحى عنها قبل انقضاء أجله وبلوغ مدته ، أو يجعله بمحل من يحدث في عقله الفساد لبلوغه أقصى العمر وأبعد السن ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
والحجة على هذا القول ، مثل الحجة على تسميته :
فسمى إماما ، ولما هو ، وأظهر القول فيه بالبداء لمثله ، أو جعل البداء لمعنى معارضة في موت أو غم أو رزق أو أجل.
والإمامة لا تغير ، والنسب لا ينقطع ، والعدد لا يزيد ولا ينقص.
فان قال قائل : إن الذي انتهى إليه الوقت في الغيبة غاية عمر أهل الدهر ، ونهاية سن خلق هذا العصر ، وان الآيات قبله لم تظهر ، والدلالات المذكورة بين يديه لم تحدث؟!
فهلا يقول بالبداء في هذه الدلالات ، ويحتج بنسخها ، ذا هو جائز عنده
ص: 16
أن يبدو لله في إمام ، فان ذلك أولى وأحق.
وستجده (1) أكثر من يمتنع من هذا ، ويحتج بأنها من المحتوم!
فكيف يجعل هذه الدلالات مما ( لا ) (2) يبدو لله فيها ، لانها من المحتوم ، ويقول بالبداء في الإمامة ولا يشك أنها من المحتوم؟!
وكيف لا يتخذ الحجة في ذلك : أن الله - جل اسمه - يعفو عن عباده فيما يتوعدهم به من عقاب وعذاب محتوما كان ذلك منه أو موقوفا.
فلا يبدو له في وعد خير صغيرا كان أو كبيرا ، حتى تسلم له المدة ويقرب الله عليه الوقت ، ويكفيه أمر الوحشة لطول الغيبة.
وإن (3) ترك هذه العلة في الوقت ، وقال بالعمر : أنه لا يجوز عمر متأخر على عمر متقدم؟! فالخبر شائع أن عمر أبي عبد الله (علیه السّلام) أوفى على عمر من تقدمه.
وكلما جاز أن يكون في واحد ، هو جائز أن يكون في آخر ، لا سيما إذا لم يكن ذلك مما يفسد شريعة أو يبطل سنة.
وعسى أن يعتصم بعد هذه الأحوال مقصر بالتسليم ، فيقول :
إنه واجب استعماله في الأخبار كلها ، ويكره التفقه ، ويرفض القصد فيقول : وردت الأخبار ، ولزم القبول ووجب التسليم.
ويجعل الولي في ذلك بمنزلة العدو ، فيوجب على أولياء الله استعمال خبر خرج من العلماء عن تقية لأعداء الله.
ولا يعلم أن المجتهد في العمل أفضل من المتكل على الأماني.
ويجهل قول أمير المؤمنين (علیه السّلام) : اللهم إنك تعلم أنه ما ورد علي أمران أحدهما لك رضا ، والآخر لي هوى ، إلا آثرت رضاك على هواي.
ص: 17
وهذا بعيد من هذا النمط ؛ وعميق من القول في هذا الموضع ، لكن لطيف النظر يذهب إليه ، ودقيق الفكر يوجب أنه إذا لزم الإيثار في امرين كلاهما حق ، لفضل رضا الله على هوى ولي من أوليائه.
إن استعمال الإيثار في خبر ورد لمكان حجة ، واستعبار واجب على خبر وقع لمعنى تقية ومكان مدافعة.
جعلنا الله ممن يبصر رشده ، ويهتدي سننه ، ويجتهد في الدين بلغته ويبذل فيه طاقته ، ويخشاه حق خشيته ، ويراقبه مراقبة أهل طاعته ، ويرغب في ثوابه ويخاف معاده ، وختم أعمالنا بالسعادة والزلفى الحسنة.
وقد بينت الأخبار التي ذكرتها من طريق العدد ، وكل ما وقع في عصر إمام من اشارة إلى رجل ، أو دعاية (1) منه بغير حق ، واستحالة مجاوزة العدد وتبديل الأسماء ، بصحيح الأخبار عن الأئمة الهادين (علیه السّلام).
متوكلا على الله تعالى ، ومستغفرا من التقصير ، ومستعيذا به سبحانه أن أريد - بما تكلفته - إلا الاصلاح ( وَما تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللهِ ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ، وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ).
ص: 18
ص: 19
ص: 20
1 - سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب والهيثم بن أبي مسروق النهدي ، عن الحسن بن محبوب السراد ، عن مقاتل بن سليمان عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :
قال النبي (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) : أنا سيد النبيين ، ووصيي سيد الوصيين وأوصياؤه سادة الأوصياء.
إن آدم (علیه السّلام) سأل الله تعالى أن يجعل له وصيا صالحا ، فأوحى الله عز وجل إليه : إني أكرمت الأنبياء بالنبوة ، ثم اخترت خلقي وجعلت خيارهم الأوصياء.
فقال آدم (علیه السّلام) : يا رب اجعل وصيي خير الأوصياء.
فأوحى الله إليه : يا آدم ، أوص إلى شيث فأوصى آدم إلى شيث ، وهو هبة الله بن آدم.
وأوصى شيث إلى ابنه شبان ، وهو ابن نزلة الحوراء التي أنزلها الله على آدم من الجنة ، فزوجها ابنه شيثا (1).
ص: 21
وأوصى شبان إلى مخلث (1).
وأوصى مخلث إلى محوق.
وأوصى محوق الى عثميثا (2).
وأوصى عثميثا إلى أخنوخ ، وهو إدريس النبي (علیه السّلام).
وأوصى إدريس إلى ناحور.
ودفعها ناحور (3) إلى نوح النبي (علیه السّلام).
وأوصى نوح إلى سام.
وأوصى سام إلى عثامر.
وأوصى عثامر إلى برعثباشا (4).
وأوصى برعثباشا إلى يافث.
وأوصى يافث إلى برة.
وأوصى برة إلى حفسه (5).
وأوصى حفسه إلى عمران.
ودفعها عمران إلى إبراهيم الخليل (علیه السّلام).
وأوصى إبراهيم إلى ابنه إسماعيل.
وأوصى إسماعيل إلى إسحاق.
وأوصى إسحاق إلى يعقوب.
وأوصى يعقوب إلى يوسف.
وأوصى يوسف إلى بثريا (6).
ص: 22
وأوصى بثريا إلى شعيب.
ودفعها شعيب إلى موسى بن عمران (علیه السّلام).
وأوصى موسى إلى يوشع بن النون (1).
وأوصى يوشع إلى داود النبي.
وأوصى داود إلى سليمان.
وأوصى سليمان إلى آصف بن برخيا.
وأوصى آصف إلى زكريا.
ودفعها زكريا إلى عيسى بن مريم (علیه السّلام).
وأوصى عيسى إلى شمعون بن حمون الصفا.
وأوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا.
وأوصى يحيى بن زكريا إلى منذر.
وأوصى منذر إلى سليمة.
وأوصى سليمة إلى بردة.
ثم قال رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) : ودفعها إلي بردة.
وأنا أدفعها إليك يا علي.
وأنت تدفعها إلى وصيك ، ويدفعها وصيك إلى أوصيائك من ولدك واحدا بعد واحد ، حتى تدفع إلى خير أهل الأرض بعدك.
ولتكفرن بك الأمة ، ولتختلفن عليك اختلافا كثيرا شديدا.
الثابت عليك كالمقيم معي ، والشاذ عنك في النار « والنار مثوى الكافرين » (2).
ص: 23
ورواه الصدوق في أماليه ( ص 328 ح 3 ) بهذا السند أيضا.
ورواه في إكمال الدين ( ج 1 ص 211 ) عن ابن الوليد ، عن الصفار وسعد والحميري جميعا ، عن ابن عيسى ، وابن ابي الخطاب والنهدي وابراهيم بن هاشم عن الحسن بن محبوب.
ورواه الطوسي في أماليه ( ج 2 ص 57 ) عن الصدوق بسنده في الأمالي. ورواه الطبري في بشارة المصطفى ( ص 99 ) بسنده إلى الصدوق ، و ( ص 100 ) بسنده عن الطوسي.
وأورده المجلسي في بحار الأنوار ( ج 23 ص 57 ) عن أمالي الصدوق واكماله ، وأمالي الطوسي وفي ( ج 11 ص 225 ) و ( ج 17 ص 148 ) عن أمالي الصدوق.
ومن شواهد الحديث : ما رواه الخزاز في كفاية الأثر ( ص 147 ) بسنده إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن علي (علیه السّلام) مرفوعا ، وقد ذكر فيه أسماء الأئمة بعد علي والحسن والحسين واحدا واحدا إلى القائم (علیهم السّلام).
وما رواه البرسي في مشارق الأنوار ( ص 58 ) بسنده إلى ابن عباس عن علي (علیه السّلام).
وقد نقل الحر العاملي هذا الحديث عن كافة مصادره في اثبات الهداة ( ج 2 ص 306 ).
واعلم أن الأسماء المذكورة في الرواية تختلف من حيث رسم الحروف اهمالا واعجاما وتقديما وتأخيرا وزيادة ونقصانا بشكل فاحش حسب تعدد المصادر ، بل في المصدر الواحد في نقوله المختلفة ، فلا بد من ملاحظتها.
ص: 24
2 - محمد بن يحيى ، عن عبد الله بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن إبراهيم ، عن زيد الشحام ، عن داود بن العلا ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال :
قال الباقر (علیه السّلام) : ما خلت الدنيا - منذ خلق الله السماوات والأرض - من إمام عدل إلى أن تقوم الساعة حجة لله فيها على خلقه (1).
3 - سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن نعمان الرازي ، قال :
كنت أنا وبشير الدهان ، عند أبي عبد الله (علیه السّلام) ، فقال :
لما انقضت نبوة آدم (علیه السّلام) وانقطع أجله ، أوحى الله عز وجل إليه أن يا
ص: 25
آدم ، قد انقضت نبوتك ، وانقطع أجلك ، فانظر إلى ما عندك من العلم والإيمان وميراث النبوة وأثرة (1) العلم والاسم الأعظم ، فاجعله في العقب من ذريتك ، عند هبة الله ، فإني لن أدع الأرض بغير عالم يعرف به طاعتي وديني ، ويكون نجاة لمن أطاعه (2).
4 - وعنه ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي إسحاق الهمداني ، قال : حدثني الثقة من أصحابنا : أنه سمع أمير المؤمنين (علیه السّلام) ، يقول :
اللهم ، لا تخل الأرض من حجة لك على خلقك ، ظاهر أو خاف مغمور ، لئلا تبطل حجتك (3) وبيناتك (4).
ص: 26
5 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن يعقوب السراج ، قال : قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام) : تبقى الأرض بلا عالم حي ظاهر (1) يفزع إليه الناس في حلالهم وحرامهم؟ فقال لي : إذا ، لا يعبد الله ، يا أبا يوسف (2).
6 - وعنه ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن الحسين بن أبي العلا :
عن أبي عبد الله (علیه السّلام) : قال : قلت له : تبقى الأرض - يوما - بغير إمام؟ (3) فقال : لا. (4)
7 - وعنه ، عن محمد بن عيسى ، عن بعض الثقات ، عن الحسن بن زياد :
ص: 27
(9) .عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال : الأرض لا تكون إلا وفيها عالم يصلحهم ، ولا يصلح الناس إلا ذلك (1).
8 - سعد ، عن محمد بن عيسى ، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان عن الحسن بن زياد :
عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :
لا يصلح الناس إلا بإمام ، ولا تصلح الأرض إلا بذلك (2).
9 - سعد ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن أبي عمارة بن الطيار (3) قال :
سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) ، يقول :
لو لم يبق في الأرض إلا اثنان ، لكان أحدهما الحجة (4).
ص: 28
10 - وعنه ، عن محمد بن عيسى ، عن رجل ، عن أبي حمزة :
عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، قال :
والله ، ما ترك الله الأرض منذ قبض الله آدم ، إلا وفيها إمام يهتدى به إلى الله ، وهو حجة الله على عباده ، ولا تبقى (1) الأرض بغير إمام ، حجة لله على عباده (2).
11 - سعد ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن محمد بن سنان وصفوان بن
ص: 29
يحيى وعبد الله بن المغيرة و (1) علي بن النعمان ، كلهم : عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي بصير :
عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :
إن الله لم يدع الأرض إلا وفيها عالم يعلم الزيادة والنقصان فإذا زاد المؤمنون ردهم ، وإن نقصوا أكمله لهم ، فقال : خذوه كاملا ، ولو لا ذلك لالتبس على المؤمنين أمرهم ، ولم يفرق بين الحق والباطل (2).
12 - وعنه ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة قال :
قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام) : تبقى الأرض بغير إمام؟
قال : لو بقيت الأرض بغير إمام ، لساخت (3).
13 - أحمد بن إدريس ، عن عبد الله بن محمد ، عن الخشاب ، عن جعفر بن محمد ، عن كرام ، قال :
قال أبو عبد الله (علیه السّلام) :
لو كان الناس رجلين ، لكان أحدهما الإمام.
وقال : إن آخر من يموت الإمام ، لئلا يحتج أحد على الله أنه تركه بغير
ص: 30
حجة (1)
14 - الحميري ، عن السندي بن محمد ، عن العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم :
عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، قال : لا تبقى الأرض بغير إمام ظاهر أو باطن (2).
15 - وعنه ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن حفص ، عن عيثم (3) بن أسلم ، عن ذريح المحاربي :
عن أبي عبد الله (علیه السّلام) : قال : سمعته يقول : والله ، ما ترك الله الأرض - منذ قبض آدم - إلا وفيها إمام يهتدى به إلى الله ، وهو حجة الله على العباد ، من تركه هلك ومن لزمه نجا ، حقا على الله تعالى (4).
16 - سعد ، عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عبد الكريم ، وغيره :
عن أبي عبد الله (علیه السّلام) :
ص: 31
إن جبرئيل (علیه السّلام) نزل على النبي (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) يخبر عن ربه ، فقال له : يا محمد ، إني لم أترك الأرض إلا وفيها عالم يعرف طاعتي وهداي ، ويكون نجاة فيما بين قبض النبي إلى خروج النبي الآخر ، ولم أكن أترك إبليس يضل الناس وليس في الأرض حجة لي ، وداع إلي ، وهاد إلى سبيلي ، وعارف بأمري ، وإني قد قيضت لكل قوم هاديا أهدي به السعداء ويكون حجة على الأشقياء (1).
ص: 32
وقد روى المؤلف حديثا مسندا الى النبي (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) جاءت فيه جملة « من مات ... » نوردها ، قال :
أ - حدثنا سعد بن عبد الله ، وعبد الله بن جعفر الحميري ، جميعا : عن محمد بن عيسى ، ويعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم ، جميعا : عن حماد بن عيسى ، عن عمر بن أذينة ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي ، أنه سمع من سلمان ، ومن أبي ذر ، ومن المقداد حديثا عن رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) أنه قال :
من مات وليس له إمام ، مات ميتة جاهلية.
ثم عرضه على جابر وابن عباس ، فقالا : صدقوا وبروا ، وقد شهدنا ذلك وسمعناه من رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، وإن سلمان قال : يا رسول الله إنك قلت : من مات وليس له إمام ، مات ميتة جاهلية ، من هذا الإمام يا رسول الله؟ قال : من أوصيائي ، يا سلمان ، فمن مات من أمتي وليس له إمام منهم يعرفه فهي ميتة جاهلية ، فإن جهله وعاداه ، فهو مشرك ، وإن جهله ولم يعاده ولم يوال له عدوا فهو جاهل وليس بمشرك « (1) ».
ب - سعد والحميري ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن علي بن مهزيار عن فضالة بن أيوب ، عن أبان بن عثمان ، عن الحارث بن المغيرة ،
قال : سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) ، يقول :
إن الأرض لا تترك إلا بعالم يعلم الحلال والحرام ، وما يحتاج الناس إليه ، ولا يحتاج إلى الناس.
قلت : جعلت فداك ، علم بماذا؟
قال : وراثة من رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، وعلي (علیه السّلام) « (2)».
ج - سعد ، عن ابن عيسى ، ومحمد بن عبد الجبار ، عن البرقي ، عن فضالة بن أيوب ، عن شعيب ، عن أبي حمزة قال :
قال أبو عبد الله (علیه السّلام) : لن تبقى الأرض إلا وفيها من يعرف الحق ، فإذا زاد الناس فيه قال : قد زادوا وإذا نقصوا منه قال : قد نقصوا وإذا جاءوا به صدقهم ، ولو لم يكن كذلك لم يعرف الحق من الباطل « (3) ».
د - سعد والحميري جميعا قالا : حدثنا اليقطيني ، عن يونس ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال : سمعته يقول : لم يترك الله جل وعز الأرض بغير عالم يحتاج الناس إليه ، ولا يحتاج إليهم ، يعلم الحلال والحرام.
قلت : جعلت فداك ، بماذا يعلم؟
ص: 33
قال : بوراثة من رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ومن علي بن أبي طالب (علیه السّلام) « (1) ».
ه- - سعد ، والحميري ، عن اليقطيني وابن أبي الخطاب ، عن أبي عبد الله المؤمن وابن فضال ، عن أبي هراسة.
عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، قال : لو أن الإمام رفع عن الأرض ساعة ، لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله « (2) ».
و - الحميري ، عن محمد بن أحمد ، عن أبي سعيد العصفري ، عن عمرو بن ثابت ، عن أبيه :
عن أبي جعفر (علیه السّلام) :
قال سمعته يقول : لو بقيت الأرض يوما بلا إمام منا لساخت بأهلها ، ولعذبهم الله بأشد عذابه ، إن الله تبارك وتعالى جعلنا حجة في أرضه وأمانا في الأرض لأهل الأرض ، لم يزالوا في أمان من أن تسيخ الأرض بهم ما دمنا بين أظهرهم ، فإذا أراد الله أن يهلكهم ، ثم لا يمهلهم ، ولا ينظرهم ذهب بنا من بينهم ورفعنا إليه ، ثم ( يَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ ) وأحب « (3) ».
ز - سعد ، عن البرقي عن ابن مهران ، عن رجل عن أبي المغرا ، عن ذريح ، عن أبي حمزة :
عن أبي عبد الله (علیه السّلام) قال : منا الإمام المفروض طاعته ، من جحده مات يهوديا أو نصرانيا.
والله ، ما ترك الله الأرض منذ قبض الله عز وجل آدم إلا وفيها إمام يهتدى به إلى الله ، حجة على العباد ، ومن تركه هلك ومن لزمه نجا ، حقا على الله « (4) ».
ح - سعد عن ابن عيسى وعلي بن إسماعيل بن عيسى ، عن ابن معروف عن علي بن مهزيار ، عن محمد بن القاسم عن محمد بن الفضيل :
عن أبي الحسن الرضا (علیه السّلام) :
قال : قلت له : تكون الأرض ، ولا إمام فيها؟
فقال : إذا لساخت بأهلها « (5) ».
ط - سعد والحميري ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن علي بن مهزيار ، عن الحسن بن علي الخزاز ، عن
ص: 34
أحمد بن عمر قال :
سألت أبا الحسن (علیه السّلام) : أتبقى الأرض بغير إمام؟ قال : فقال : لا.
قلت : فإنا نروى أنها لا تبقى إلا أن يسخط الله على العباد؟
قال : لا تبقى ، إذا لساخت « (1) ».
ي - عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حدثنا أحمد بن هلال عن سعيد بن جناح ، عن سليمان الجعفري قال :
سألت أبا الحسن الرضا (علیه السّلام) ، فقلت : أتخلو الأرض من حجة؟
فقال : لو خلت من حجة طرفة عين لساخت بأهلها « (2) ».
ك - سعد بن عبد الله ، قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى وإبراهيم بن مهزيار ، عن علي بن مهزيار ، عن الحسين بن سعيد ، عن أبي علي البجلي عن أبان بن عثمان ، عن زرارة بن أعين :
عن أبي عبد الله ، في حديث له في الحسين بن علي (علیه السّلام) ، أنه قال في آخره :
ولو لا من على الأرض من حجج الله لنفضت الأرض بما فيها ، وألقت ما عليها ، إن الأرض لا تخلو ساعة من الحجة « (3) ».
ل - سعد بن عبد الله والحميري ، عن محمد بن عيسى ، عن علي بن إسماعيل الميثمي ، عن ثعلبة بن ميمون عن عبد الأعلى بن أعين [ مولى آل سام - بحار ] :
عن أبي جعفر (علیه السّلام) :
قال سمعته يقول : ما يترك الله الأرض بغير عالم ، ينقص ما زادوا ، ويزيد ما نقصوا ، ولولا ذلك لاختلطت على الناس أمورهم « (4) ».
م - الحسن بن أحمد المالكي ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن أبي محمود ، قال :
قال الرضا (علیه السّلام) : نحن حجج الله في أرضه ، وخلفاؤه في عباده وأمناؤه على سره ، ونحن كلمة
ص: 35
التقوى ، والعروة الوثقى ، ونحن شهداء الله ، وأعلامه في بريته ، بنا يمسك الله ( السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا ) ، وبنا ( يُنَزِّلُ الْغَيْثَ ) ، وينشر الرحمة.
لا تخلو الأرض من قائم منا ظاهر أو خاف ، ولو خلت يوما ، بغير حجة ، لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله « (1) ».
ص: 36
17 - سعد ، عن علي بن إسماعيل ، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن الحسن بن علي بن فضال ، قال :
سأل إسماعيل بن عمار أبا الحسن الأول (علیه السّلام) ، فقال له :
فرض الله على الإمام أن يوصي - قبل أن يخرج من الدنيا - ويعهد؟
فقال : نعم.
فقال : فريضة من الله؟
قال : نعم (1).
18 - وعنه ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن علي بن فضال وعلي بن أسباط ، عن عبد الله بن بكير ، عن عمرو بن الأشعث :
عن أبي عبد الله (علیه السّلام) :
قال : سمعته يقول - ونحن في البيت معه نحو من عشرين إنسانا - :
لعلكم ترون أن هذا الأمر إلى رجل منا يضعه حيث يشاء؟!
لا ، والله ، إنه لعهد من رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) مسمى رجل فرجل ،
ص: 37
حتى ينتهي الأمر إلى صاحبه (1).
19 وعنه ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن عمرو بن سعيد ، عن يحيى بن مالك :
عن أبي الحسن الرضا (علیه السّلام) قال : سألته عن قول الله عز وجل : ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها ) (2).
فقال : الإمام يؤدي إلى الإمام.
ثم قال : يا يحيى إنه ، والله ، ليس منه ، إنما هو أمر من الله (3).
20 - عبد الله بن جعفر ، عن أبي القاسم الهاشمي ، عن عبيد بن قيس الأنصاري ، قال : حدثنا الحسن بن سماعة ، عن جعفر بن سماعة :
عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :
نزل جبرئيل على النبي (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) بصحيفة من السماء ، لم ينزل الله كتابا مثلها (4) قط قبله ولا بعده ، فيه خواتيم من ذهب فقال له :
يا محمد ، هذه وصيتك إلى النجيب من أهلك ،
قال له : يا جبرئيل ، من النجيب من أهلي؟
ص: 38
قال : علي بن أبي طالب (علیه السّلام) ، مره إذا توفيت : أن يفك خاتما ثم يعمل بما فيه.
فلما قبض النبي (علیه السّلام) ، فك علي خاتما ثم عمل بما فيه ما تعداه ثم دفعها إلى الحسن بن علي (علیه السّلام) ، ففك خاتما وعمل بما فيه ما تعداه ثم دفعها إلى الحسين بن علي (علیه السّلام) ، ففك خاتما ، فوجد فيه : اخرج بقوم إلى الشهادة لهم معك ، واشر (1) نفسك لله ، فعمل بما فيها (2) ما تعداه ثم دفعها إلى رجل بعده ، ففك خاتما ، فوجد فيه : أطرق ، واصمت والزم منزلك ، ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ).
ثم دفعها إلى رجل بعده ، ففك خاتما ، فوجد فيه : أن حدث الناس وأفتهم ، وانشر علم آبائك ، ففعل بما فيه ما تعداه.
ثم دفعها إلى رجل بعده ، ففك خاتما ، فوجد فيه : أن حدث الناس وأفتهم ، وصدق أباك (3) ولا تخافن أحدا إلا الله ، فإنك في حرز من الله وضمان.
وهو يدفعها إلى رجل من بعده.
ويدفعها من بعده إلى من بعده ، إلى يوم القيامة (4).
ص: 39
21 - سعد ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، قال : حدثني بريد (1) بن معاوية العجلي :
عن أبي جعفر (علیه السّلام). في قول الله تعالى : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ) (2).
قال : فنحن المحسودون على ما آتانا الله من الإمامة ، دون خلقه جميعا ،
( فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ) (3) :
فجعلنا منهم الرسل والأنبياء والأئمة ، فكيف يقرون به في آل إبراهيم ، وينكرونه في آل محمد :؟
( فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً ، إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً ، كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ إِنَّ اللهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً. وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلاً ) (4) و (5).
ص: 40
22 - سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى والحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن عبد الرحيم القصير ، قال :
سألت أبا جعفر (علیه السّلام) ، عن قول الله تعالى :
( فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ) (1).
ما الملك العظيم؟
قال : فينا.
قال : قلت : أي شيء؟
قال : افتراض (2).
وليتول وليه ، ويعاد عدوه ، وليأتم بالأوصياء من بعده ، فإنهم عترتي من لحمي ودمي ، أعطاهم الله فهمي وعلمي ، إلى الله أشكو المنكرين لفضلهم ، القاطعين فيهم صلتي ، وأيم الله ليقتلن ابني ، لا أنالهم الله شفاعتي (3).
ص: 41
23 - وعنه ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن يزيد بن إسحاق ، عن هارون بن حمزة الغنوي ، عن أبي عبد الله الحذاء ، عن سعد بن طريف ، عن محمد بن علي بن (1) عمر بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه علي بن أبي طالب (علیه السّلام) ، قال :
قال النبي (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) : من سره أن يحيى حياتي ، ويموت ميتتي ويدخل جنة ربي التي وعدني ، جنة عدن منزلي ، قضيب من قضبانه ، غرسه ربي بيده ، فقال له : كن جنة عدن فكان ، فليتول علي بن أبي طالب (علیه السّلام) والأوصياء من ذريتي ، إنهم الأئمة من بعدي ، وهم عترتي ودمي ولحمي ، رزقهم الله علمي وفهمي ، ويل للمنكرين فضلهم من أمتي ، القاطعين صلتي ، والله ليقتلن ابني ، لا أنالهم الله شفاعتي (2).
ص: 42
24 - وعنه ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن عبد الرحمان بن أبي هاشم ، قال : حدثنا سلام بن أبي عمرة (1) الخراساني ، عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، عن أبيه ، قال :
قال رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) : من أراد أن يحيى حياتي ، ويموت ميتتي ، ويدخل جنة عدن غرسها ربي بيده ، فليتول عليا (علیه السّلام) وليعاد عدوه ، وليأتم بالأوصياء من بعده ، أعطاهم الله علمي وفهمي ، وهم عترتي ، من لحمي ودمي ، إلى الله أشكو من أمتي ؛ المنكرين لفضلهم ، القاطعين فيهم صلتي ، وأيم الله ليقتلن ابني بعدي الحسين (علیه السّلام) لا أنالهم الله شفاعتي (2).
25 - وعنه عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي (3) عن عبد القاهر ، عن جابر بن يزيد الجعفي :
عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، قال :
قال رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) : من سره أن يحيى حياتي ، ويموت ميتتي ويدخل جنة وعدنيها ربي قضيبا (4) غرسه ربي بيده ، فليتول علي بن أبي طالب
ص: 43
(علیه السّلام) وأوصياءه من بعده ، فإنهم لا يدخلونكم في باب ضلال ولا يخرجونكم من باب هدى ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ، فإني سألت ربي ألا يفرق بيني وبينهم وبين الكتاب ، حتى يردا علي الحوض هكذا - وضم بين إصبعيه - وعرض حوضي ما بين صنعاء إلى أيلة (1) فيه قدحان فضة وذهب عدد النجوم (2).
26 - وعنه ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن إبراهيم بن محمد بن ميمون ، قال : حدثنا يحيى بن يعلى الأسدي (3) عن عمار بن رزيق (4) عن أبي إسحاق ، عن زياد (5) بن مطرف ، قال :
قال رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) : من أراد أن يحيى حياتي ، ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي ، وهو قضيب من قضبانه ، غرسه بيده وهي جنة الخلد ، فليتول عليا (علیه السّلام) وذريته من بعده ، فإنهم لا يخرجونكم من باب هدى ولا يدخلونكم في باب ضلال (6)
ص: 44
27 - وعنه ، عن محمد بن عبد الحميد العطار ، عن منصور بن يونس ، عن سعد بن طريف :
عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، قال :
قال النبي عليه وآله السلام : من أحب أن يحيى حياة تشبه حياة الأنبياء : ، ويموت ميتة تشبه ميتة الشهداء ، ويسكن الجنان التي غرسها الرحمان ، فليتول عليا (علیه السّلام) وليوال وليه ، وليقتد بالأئمة من بعده ، فإنهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، اللهم ارزقهم من فهمي وعلمي ، ويل للمخالفين لهم من أمتي ، اللهم لا تنلهم شفاعتي (1)..
28 - وعنه ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن عبد الله بن زرارة ، عن عيسى بن عبد الله الهاشمي ، عن أبيه ، عن جده ، عن عمر بن أبي سلمة ، عن أمه أم سلمة ، قالت :
أقعد رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) عليا (علیه السّلام) في بيته ، ثم دعا بجلد شاة ، فكتب فيه حتى أكارعه (2) ثم دفعه إلي ، من غير أن يعلم أحد فقال : من جاءك بعدي بآية كذا وكذا ، فادفعيه إليه.
قالت : فأقمت حتى توفي رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، وولي أبو بكر أمر الناس.
ص: 45
قال عمر : فبعثتني أمي ، فقالت : اذهب ، فانظر ما يصنع هذا الرجل؟ فجئت فجلست مع الناس ، حتى خطب أبو بكر ، ثم نزل فدخل بيته فجئت ، فأخبرتها ، فأقامت حتى ولي عمر ، فبعثتني ، فصنعت مثل ما صنعت ، وصنع عمر مثل ما صنع صاحبه فجئت ، فأخبرتها ، فأقامت حتى ولي عثمان فبعثتني ، فصنعت مثل ما صنعت ، وصنع مثل ما صنع صاحباه ، فجئت فأخبرتها فأقامت حتى ولي علي فأرسلتني ، فقالت : انظر ما يصنع هذا الرجل؟
فجئت ، فجلست في المسجد ، فجاء علي (علیه السّلام) ، فصعد المنبر ، فخطب ، فلما خطب نزل ، فرآني في الناس ، فقال : اذهب فاستأذن لي على أمك فخرجت حتى جئتها ، فأخبرتها وقلت : قال لي : استأذن لي على أمك وهو [ ذا هو ] (1) خلفي يريدك.
قالت : أنا - والله - أدري (2).
فاستأذن علي (علیه السّلام) ، فدخل ، فقال : أعطيني الكتاب الذي دفعه إليك رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، بآية كذا وكذا.
قال عمر : كأني - والله - أنظر إلى أمي ، حين قامت إلى تابوت لها كبير ، في جوفه تابوت لها صغير ، فاستخرجت من جوفه كتابا ، فدفعته إلى علي (علیه السّلام).
ثم قالت لي أمي : يا بني ، الزمه ، فو الله ما رأيت بعد نبيك إماما غيره (3).
ص: 46
29 - سعد ، عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن علي بن حسان الواسطي ، عن عمه : عبد الرحمان بن كثير ، قال :
قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام) : ما عنى الله تعالى بقوله :
( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (1)؟
قال : نزلت في النبي (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، وأمير المؤمنين ، والحسن ، والحسين ، ( وفاطمة ) (2) (علیهم السّلام).
فلما قبض ( الله ) (3) نبيه ، كان أمير المؤمنين ، ثم الحسن ، ثم الحسين (علیهم السّلام).
ثم وقع تأويل هذه الآية :
( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) (4) فكان علي بن الحسين (علیه السّلام) ، ثم جرت في الأئمة من ولده الأوصياء ، فطاعتهم طاعة الله
ص: 47
ومعصيتهم معصية الله (1).
30 - وعنه ، عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى ، عن أبيهما ، عن عبد الله ابن المغيرة ، عن عبد الله بن مسكان ، عن عبد الرحيم القصير :
عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، قال : سألته عن قول الله تعالى :
( النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ ، وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) (2) ، في من نزلت؟
[ قال : نزلت ] (3) في الإمرة ، إن هذه الآية جرت في ولد الحسين (علیه السّلام) من بعده ، فنحن أولى بالأمر وبرسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ ).
فقلت : ألولد جعفر فيها نصيب؟ فقال : لا.
فقلت : لولد العباس فيها نصيب؟ قال : لا.
قال : فعددت عليه بطون بني عبد المطلب ، كل ذلك يقول : لا.
ونسيت ولد الحسن (علیه السّلام) ، فدخلت عليه بعد ذلك ، فقلت : هل لولد الحسن فيها نصيب؟
فقال : لا ، يا عبد الرحيم (4) ما لمحمدي فيها نصيب غيرنا (5).
31 - سعد ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن حماد بن عيسى ، عن عبد الأعلى بن أعين ، قال :
سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) ، يقول :
ص: 48
إن الله عز وجل خص عليا (علیه السّلام) بوصية رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) وما نصبه له (1) فأقر الحسن والحسين له بذلك.
ثم وصيته للحسن ، وسلم (2) الحسين إلى الحسن (علیهما السّلام) ذلك حتى أفضي الأمر إلى الحسين (علیه السّلام) لا ينازعه فيها أحد ، له من السابقة مثل ما له (3).
فاستحقها علي بن الحسين (علیه السّلام) لقول الله تعالى :
( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) (4).
فلا يكون بعد علي بن الحسين (علیه السّلام) إلا في الأعقاب وأعقاب الأعقاب (5).
32 - عبد الله بن جعفر ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن سنان ، عن أبي سلام ، عن سورة بن كليب عن أبي بصير :
عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، في قول الله تعالى :
( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) (6).
قال : في عقب الحسين (علیه السّلام) ، فلم يزل هذا الأمر - منذ أفضي إلى الحسين (علیه السّلام) - ينتقل من والد إلى ولد ، لا يرجع إلى أخ ، ولا إلى عم ولا يعلم أن أحدا منهم إلا وله ولد.
وإن عبد الله خرج من الدنيا ولا ولد له ، ولم يمكث بين ظهراني أصحابه إلا شهرا (7).
ص: 49
33 - عبد الله بن جعفر ، عن علي بن إسماعيل ، عن محمد بن إسماعيل عن سعدان ، عن بعض رجاله :
عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال : لما علقت فاطمة (علیها السّلام) ، قال لها رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) : يا فاطمة ، إن الله عز وجل قد وهب لك غلاما اسمه الحسين ، تقتله أمتي.
قالت : فلا حاجة لي فيه.
قال : إن الله عز وجل قد وعدني فيه أن يجعل الأئمة (علیهم السّلام) من ولده.
قالت : قد رضيت يا رسول الله (1).
34 - سعد ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، عن عبد الصمد بن بشير ، عن فضيل سكرة ، قال : دخلت على أبي عبد الله (علیه السّلام) ، فقال :
يا فضيل ، أتدري في أي شيء كنت أنظر قبل؟
قلت : لا.
قال : كنت أنظر في كتاب فاطمة (علیها السّلام) ، فليس ملك يملك إلا وهو مكتوب باسمه واسم أبيه ، فما وجدت لولد الحسن (علیه السّلام) فيه شيئا (2).
ص: 50
35 - وعنه ، عن علي بن إسماعيل بن عيسى ، وأيوب بن نوح ، عن صفوان بن يحيى ، عن العيص بن القاسم ، عن المعلى بن خنيس قال :
قال أبو عبد الله (علیه السّلام) :
ما من نبي ولا وصي ، ولا ملك ، إلا وهو في كتاب عندي ، لا والله ما لمحمد بن عبد الله بن الحسن فيه اسم (1).
36 - وعنه ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن الفضيل بن يسار وبريد (2) بن معاوية وزرارة :
أن عبد الملك بن أعين (3) قال لأبي عبد الله (علیه السّلام) : إن الزيدية والمعتزلة قد أطافت لمحمد بن عبد الله بن الحسن ، فهل له سلطان؟
فقال : والله ، إن عندي لكتابا فيه (4) تسمية كل نبي ، وكل ملك يملك ، ولا والله ، ما محمد بن عبد الله في واحد منهما (5).
37 - حمزة بن القاسم ، قال : حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب ، قال : حدثنا تميم بن بهلول قال : حدثنا علي بن حسان الواسطي ، عن عبد الرحمان بن كثير الهاشمي ، قال : قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام) :
جعلت فداك ، من أين جاء لولد الحسين (علیه السّلام) الفضل على ولد الحسن (علیه السّلام) ، وهما يجريان في شرع واحد؟
فقال : لا أراكم تأخذون به ، إن جبرئيل (علیه السّلام) نزل على محمد (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) - وما ولد الحسين (علیه السّلام) بعد (6) - فقال : يولد لك غلام تقتله أمتك
ص: 51
من بعدك!
فقال : يا جبرئيل ، لا حاجة لي فيه.
فخاطبه ثلاثا ، ثم دعا عليا (علیه السّلام) ، فقال له :
إن جبرئيل (علیه السّلام) يخبرني عن الله تعالى أنه يولد لك غلام تقتله أمتك من بعدك ، ( فقلت : لا حاجة لي فيه ) (1).
فقال علي (علیه السّلام) : لا حاجة لي فيه يا رسول الله ، فخاطب عليا ثلاثا ، ثم قال : إنه يكون فيه وفي ولده الإمامة (2) والوراثة والخزانة.
فأرسل إلى فاطمة (علیها السّلام) : أن الله يبشرك بغلام تقتله أمتي من بعدي! قالت فاطمة (علیها السّلام) : لا حاجة لي فيه. فخاطبها فيه ثلاثا ، ثم أرسل إليها : لا بد من أن يكون ، ويكون فيه الإمامة (3) والوراثة والخزانة.
فقالت له : رضيت عن الله.
فعلقت وحملت بالحسين (علیه السّلام) ، فحملته ستة أشهر ، ثم وضعته ، ولم يعش مولود - قط - لستة أشهر غير الحسين (علیه السّلام) ، وعيسى بن مريم ، فكفلته أم سلمة.
وكان رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) يأتيه في كل يوم فيضع لسانه في فم الحسين ، فيمصه حتى يروى ، فأنبت الله لحمه من لحم رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، ولم يرضع من فاطمة (علیها السّلام) ولا من غيرها لبنا قط.
فأنزل الله تعالى فيه :
( حَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ ، وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ) (4).
ص: 52
38 - سعد ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبي الطفيل :
عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، ( عن آبائه ) (1) قال : قال رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، لأمير المؤمنين (علیه السّلام) : اكتب ما أملي عليك ، فقال : يا نبي الله ، وتخاف علي النسيان؟
فقال : لست أخاف عليك النسيان ، وقد دعوت الله لك أن يحفظك ولا ينسيك ، ولكن اكتب لشركائك ، قال : قلت : ومن شركائي يا نبي الله؟!
قال : الأئمة من ولدك ، بهم تسقى أمتي الغيث ، وبهم يستجاب دعاؤهم ، وبهم يصرف الله عنهم البلاء ، وبهم ينزل الرحمة من السماء.
وهذا أولهم ، وأومى إلى الحسن ،
ثم أومى إلى الحسين (علیهما السّلام) ، ثم قال : الأئمة من ولده (علیهم السّلام) (2).
ص: 54
39 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن فضال ، عن مروان ، عن أيوب بن الحر ، عن أبي بصير :
عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :
نزل أمر الحسن والحسين (علیهما السّلام) معا ، فتقدمه الحسن بالكبر (1).
ص: 55
40 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن علي بن محمد ، عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري :
( و) عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن (1) الحسين الواسطي ، عن يونس بن عبد الرحمان ، عن ( الحسين بن ثوير بن ) (2) أبي فاختة :
عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :
لا تكون (3) الإمامة في أخوين (4) بعد الحسن والحسين (علیهما السّلام) وهي جارية
ص: 56
في الأعقاب ، في عقب الحسين (علیه السّلام). (1)
41 - سعد ، عن محمد بن الوليد ، عن يونس بن يعقوب :
عن أبي عبد الله (علیه السّلام) أنه سمعه يقول :
أبى الله أن يجعلها في أخوين بعد الحسن والحسين (علیهما السّلام) (2).
42 - وعنه ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، عن حماد بن عيسى الجهني :
عن أبي عبد الله أنه قال :
لا تجتمع الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين (علیهما السّلام) ، إنما هي في الأعقاب ، وأعقاب الأعقاب (3).
ص: 57
43 - عبد الله بن جعفر ، عن محمد بن إسحاق البغدادي ، عن عمه : محمد بن عبد الله بن حارثة ، عن يونس بن يعقوب ، عن رجل :
عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال : سمعته يقول :
أبى الله أن يجعلها في أخوين بعد الحسن والحسين (علیهما السّلام) (1).
44 - وعنه ، عن محمد بن الحسين ، عن عبد الرحمان بن أبي نجران ، عن سليمان الجعفري ، عن حماد بن عيسى ، عن رجل :
عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، قال :
لا تكون الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين (علیهما السّلام) ، وإنها في الأعقاب وأعقاب الأعقاب (2).
45 - وعنه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن علي بن يقطين ، عن بعض رجاله :
عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :
لا تكون الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين (علیهما السّلام) (3).
ص: 58
46 - سعد ، عن أحمد بن محمد ، و (1) محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع :
عن أبي الحسن الرضا (علیه السّلام) :
أنه سئل أو قيل له : أتكون الإمامة في عم أو خال؟
فقال : لا ،
فقال : ففي أخ؟
قال : لا ،
قال : ففي من؟
قال : في ولدي ،
وهو يومئذ لا ولد له (2).
ص: 59
47 - أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عن العباس بن معروف ، عن الحسن بن محبوب ، عن حنان بن سدير ، قال :
سألت أبا جعفر (علیه السّلام) عن ابن الحنفية : هل كان إماما؟
قال : لا ، ولكنه كان مهديا (1).
48 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم :
عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :
ما مات محمد بن الحنفية حتى آمن بعلي بن الحسين (علیه السّلام) (2).
49 - وعنه ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي عبيدة وزرارة :
عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، قال :
لما قتل الحسين بن علي (علیه السّلام) ، أرسل محمد بن الحنفية إلى علي بن
ص: 60
الحسين (علیه السّلام) ، فخلا به ، ثم قال له : يا ابن أخي ، قد علمت أن رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) كان جعل الوصية والإمامة من بعده لعلي بن أبي طالب (علیه السّلام) ، ثم إلى الحسن ، ثم إلى الحسين (علیهما السّلام).
وقد قتل أبوك (علیه السّلام) ، ولم يوص ، وأنا عمك ، وصنو أبيك وولادتي من علي (علیه السّلام) ، في سني وقدمي أحق بها منك في حداثتك ، فلا تنازعني الوصية والإمامة ولا تخالفني ، فقال له علي بن الحسين (علیه السّلام) :
يا عم اتق الله ، ولا تدع ما ليس لك بحق ، ( إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ ).
يا عم ، إن أبي صلوات الله عليه أوصى إلي قبل أن يتوجه إلى العراق ، وعهد إلي من ( في / خ ) ذلك قبل أن يستشهد بساعة ، وهذا سلاح رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) عندي ، فلا تعرض لهذا ، فإني أخاف عليك نقص العمر ، وتشتت الحال.
إن الله - تعالى - لما صنع مع معاوية ما صنع ، بدا لله فآلى أن لا يجعل الوصية والإمامة إلا في عقب الحسين (علیه السّلام) (1).
فإن أردت أن تعلم ذلك ، فانطلق إلى الحجر الأسود حتى نتحاكم إليه ، ونسأله عن ذلك.
قال أبو جعفر (علیه السّلام) : وكان الكلام بينهما وهما يومئذ بمكة ، فانطلقا حتى أتيا الحجر.
فقال علي (علیه السّلام) لمحمد : ابدأ - فابتهل إلى الله ، وسله أن ينطق ( الحجر ) لك ، ثم سله.
فابتهل محمد في الدعاء ، وسأل الله ، ثم دعا الحجر ، فلم يجبه.
فقال علي (علیه السّلام) : أما إنك - يا عم - لو كنت وصيا وإماما لأجابك.
ص: 61
فقال له محمد : فادع أنت ، يا ابن [ أخي ] (1) وسله.
فدعا الله علي بن الحسين (علیه السّلام) بما أراد ، ثم قال :
أسألك بالذي جعل فيك ميثاق العباد ، وميثاق الأنبياء والأوصياء ، لما أخبرتنا ( بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ) : من الوصي والإمام بعد الحسين بن علي (علیه السّلام)؟! فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول من موضعه ، ثم أنطقه الله ( بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ) ، فقال :
اللهم إن الوصية والإمامة بعد الحسين بن علي ، إلى علي بن الحسين (علیهما السّلام) ، ابن فاطمة (علیها السّلام) ، ابنة رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ).
فانصرف محمد بن علي - ابن الحنفية وهو يتولى علي بن الحسين (علیه السّلام) (2).
ص: 62
50 - سعد ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن حماد بن عيسى ، عن إسماعيل بن جعفر :
عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال : جاء رجل إلى أبي عبد الله (علیه السّلام) ، فسأله عن الأئمة : ، فسماهم حتى انتهى إلى ابنه ، ثم قال : والأمر هكذا يكون ، والأرض لا تصلح إلا بإمام ، قال رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) :
( من مات لا يعرف إمامه ، مات ميتة جاهلية ) ثلاث مرات (1).
51 - أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود : عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، قال :
إن حسينا (علیه السّلام) لما حضره ( الذي حضره ) (2) دعا ابنته الكبرى فاطمة
ص: 63
ابنة الحسين (علیه السّلام) ، فدفع إليها كتابا ملفوفا ، ووصية ظاهرة ، ووصية باطنة.
وكان علي بن الحسين (علیه السّلام) مبطونا معهم ، لا يرون إلا أنه لما به.
فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين (علیه السّلام).
ثم صار ذلك الكتاب - والله - إلينا.
فقلت : ما في ذلك الكتاب؟ جعلني الله فداك.
فقال : فيه - والله - جميع ما احتاج إليه ولد آدم إلى أن تفنى الدنيا (1).
52 - الحسن بن أحمد المالكي ، عن علي بن المؤمل :
عن موسى بن جعفر (علیه السّلام) ، قال : اسم جدي أبي جعفر (علیه السّلام) في التوراة : باقر (2).
53 - حدثني سعد بن عبد الله - يرفع الحديث - قال : قال رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) : إذا مضى الغلامان من ولدي ، جعفر وأبو جعفر (علیهما السّلام) طويت طنفسة العلم (3).
ص: 64
54 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن زرارة :
عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال : ما مضى أبو جعفر حتى صارت الكتب إلي (1).
55 - وعنه ، عن محمد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن فضيل ، عن طاهر ، قال :
كنت قاعدا عند أبي جعفر (2) (علیه السّلام) ، فأقبل جعفر (علیه السّلام) ، فقال : هذا ( خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) (3).
ص: 65
56 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن الحسن بن علي بن مهزيار ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي بن مهزيار ، عن فضالة بن أيوب ، عن أبي جعفر الضرير ، عن أبيه ، قال :
كنت عند أبي عبد الله (علیه السّلام) وعنده إسماعيل ابنه ، فسألته عن قبالة الأرض ، فأجابني فيها (1).
فقال له إسماعيل : يا أبت ، إنك لم تفهم ما قال لك!
قال : فشق ذلك علي ، لأنا كنا يومئذ نأتم به بعد أبيه ، فقال : إني كثيرا ما أقول لك : ( الزمني ، وخذ مني ) فلا تفعل.
قال : فطفق إسماعيل وخرج ، ودارت بي الأرض ، فقلت : إمام يقول لأبيه : ( إنك لم تفهم ) ويقول له أبوه : ( إني كثيرا ما أقول لك أن تقعد عندي ، وتأخذ مني ، فلا تفعل! )
قال : فقلت : بأبي أنت وأمي ، وما على إسماعيل أن لا يلزمك ولا يأخذ عنك ، إذا كان ذلك وأفضت الأمور إليه ، علم منها مثل الذي علمته من أبيك حين كنت مثله؟! قال : فقال : إن إسماعيل ليس مني كأنا من أبي.
قال : قلت : ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ) ، ثم ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ) ، فمن
ص: 66
بعدك؟ - بأبي أنت وأمي - فقد كانت في يدي بقية من نفسي ، وقد كبرت سني ، ودق عظمي ، وجاء أجلي ، وأنا أخاف أن أبقى بعدك.
قال : فرددت عليه هذا الكلام ثلاث مرات ، وهو ساكت لا يجيبني ، ثم نهض في الثالثة ، وقال : لا تبرح.
فدخل بيتا كان يخلو فيه ، فصلى ركعتين ، يطيل فيهما ، ودعا فأطال الدعاء.
ثم دعاني ، فدخلت عليه ، فبينا أنا عنده ، إذ دخل عليه العبد الصالح ، وهو غلام حدث ، وبيده درة ، وهو يبتسم ضاحكا.
فقال له أبوه : بأبي أنت وأمي ، ما هذه المخفقة التي أراها بيدك؟
فقال : كانت مع إسحاق يضرب بها بهيمة له ، فأخذتها منه.
فقال : ادن مني.
فالتزمه ، وقبله ، وأقعده إلى جانبه ، ثم قال : إني لأجد بابني هذا ما كان يعقوب يجد بيوسف.
قال : فقلت : بأبي أنت وأمي ، زدني.
فقال : ما نشأ فينا - أهل البيت - ناشئ مثله.
قال : فقلت : زدني.
قال : فقال : ترى ابني هذا؟ إني لأجد به كما كان أبي يجد بي.
قال : قلت : يا سيدي زدني.
قال : إن أبي كان إذا دعا ، فأحب أن يستجاب له ، وقفني عن يمينه ، ثم دعا وأمنت ، وإني لأفعل ذلك بابني هذا ، ولقد ذكرتك أمس في الموقف فدعوت لك كما كان أبي يدعو لي - وابني هذا يؤمن ، وإني لا أحتشم منه كما كان أبي لا يحتشم مني.
قال : فقلت : يا سيدي زدني.
قال : أترى ابني هذا؟ إني لأئتمنه على ما كان أبي يأتمنني عليه.
فقلت : يا مولاي ، زدني.
فقال : إن أبي كان إذا خرج إلى بعض أرضه ، أخرجني معه فرآني أنعس في
ص: 67
الطريق (1) ، أمرني فأدنيت راحلتي من راحلته ، ثم وسدني ذراعي (2) ، وناقتانا (3) مقترنان ما يفترقان ، فنكون كذلك الليلتين والثلاث ، وإن ابني يصنع هذا ، على ما ترى من حداثة سنه ، كما كنت أصنع.
قال : قلت : يا مولاي ، زدني.
قال : إن أبي كان يأتمنني على كتب رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) بخط علي بن أبي طالب (علیه السّلام) ، وإني لأئتمن ابني هذا عليه ، فهي عنده اليوم.
قال : قلت : يا مولاي ، زدني.
قال : قم ، فخذ بيده فسلم عليه ، فهو مولاك وإمامك من بعدي ، لا يدعيها فيما بيني وبينه - أحد إلا كان مفتريا.
يا فلان ، إن أخذ الناس يمينا وشمالا ، فخذ معه ، فإنه مولاك وصاحبك ، أما إنه لم يؤذن لي في أول ما كان منك.
قال : فقمت إليه ، فأخذت بيده ، فقبلتها وقبلت رأسه ، وسلمت عليه ، وقلت : أشهد أنك مولاي وإمامي.
قال : فقال لي : أجل ، صدقت ، وأصبت ، وقد وفقت ، أما إنه لم يؤذن لي في أول ما كان منك.
قال : قلت له : بأبي أنت وأمي ، أخبر بهذا؟
قال : نعم ، فأخبر به من تثق به ، وأخبر به فلانا وفلانا - رجلين من أهل الكوفة - وارفق بالناس ، ولا تلقين (4) بينهم أذى.
قال : فقمت فأتيت فلانا وفلانا ، وهما في الرحل ، فأخبرتهما الخبر.
وأما فلان : فسلم وقال : سلمت ورضيت ،
وأما فلان : فشق جيبه وقال : لا والله ، لا أسمع ولا أطيع ولا أقر حتى أسمع منه.
ص: 68
ثم نهض مسرعا من فوره - وكانت فيه أعرابية - وتبعته ، حتى انتهى إلى باب أبي عبد الله (علیه السّلام).
قال : فاستأذنا ، فأذن لي قبله ، ثم أذن له ، فدخل.
فقال له أبو عبد الله (علیه السّلام) : يا فلان ( أيريد كل امرئ منكم ( أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً ) ) (1)؟ إن الذي أتاك به فلان الحق ، فخذ به.
قال : فقلت : بأبي أنت وأمي ، أنا أحب أن أسمعه من فيك.
فقال : ابني موسى (علیه السّلام) إمامك ومولاك ( من - خ ) بعدي ، لا يدعيها أحد فيما بيني وبينه إلا كاذب ومفتر.
قال : فالتفت إلي - وكان رجلا (2) له قبالات يتقبل بها ، وكان يحسن كلام النبطية - فالتفت إلي فقال : ( رزقه ) (3).
قال : فقال أبو عبد الله : إن ( رزقه ) بالنبطية : خذ هذا ، أجل خذها (4).
ص: 69
57 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن سليمان بن خالد (1) ، قال : قال أبو عبد الله (علیه السّلام) يوما ، ونحن عنده ، لعبد الله : اذهب في حاجة كذا وكذا ،
فقال له : وجه فلانا ، فإنه لا يمكنني ، ونحو ذلك ،
قال : فرأيت الغضب في وجه أبي عبد الله (علیه السّلام) ، وهو يقول :
اللهم العنه ، أبى الله أن لا يعبد ، وإن رغم أنفك ، يا فاجر.
ثم دعا أبا الحسن موسى (علیه السّلام) ، فقال لنا :
عليكم بهذا بعدي ، فهو - والله - صاحبكم(2) .
58 - وعنه ، عن محمد بن الحسين ، عن أحمد بن حمزة القمي ، عن محمد بن علي بن إبراهيم القرشي ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، قال :
سمعت أبا الحسن موسى (علیه السّلام) ، يقول :
لعن الله عبد الله ، فلقد كذب على أبي (علیه السّلام) ، فادعى أمرا كان لله سخطا في السماء (3).
ص: 70
59 - أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى :
عن محمد بن عبد الجبار ، عن ابن أبي نجران ، عن الحسين بن المختار ، عن الوليد بن صبيح ، قال :
جاءني رجل فقال : تعال ، حتى أريك ابن الرجل ، قال : فذهبت معه.
قال : فجاء بي (1) إلى قوم يشربون ، فيهم إسماعيل بن جعفر.
قال : فخرجت مغموما ، فجئت إلى الحجر ، فإذا إسماعيل بن جعفر متعلق بالبيت ، يبكي ، قد بل أستار الكعبة بدموعه.
قال : فرجعت ، وأسندت (2) فإذا إسماعيل جالس مع القوم ، فرجعت ، فإذا هو آخذ بأستار الكعبة قد بلها بدموعه.
قال : فذكرت ذلك لأبي عبد الله (علیه السّلام) ، فقال :
لقد ابتلي ابني بشيطان يتمثل في صورته (3).
ص: 71
60 - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن محمد بن حمران أو غيره :
عن أبي الحسن موسى (علیه السّلام) : قال : قلت له : أكان عبد الله إماما؟
فقال : لم يكن كذلك ، ولا أهل لذلك ، ولا موضع ذاك (1).
61 - وعنه ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، قال : لما مضى أبو عبد الله (علیه السّلام) ، ارتحلت إلى المدينة ، والناس يدخلون على عبد الله بن جعفر ، فدخلت إليه ، فقلت : أنت الإمام بعد أبيك؟
فقال : نعم.
فقلت : إن الناس قد كتبوا عن أبيك أحاديث كثيرة ، ويسألونك؟
فقال لي : سل.
فقلت : أخبرني كم في مائتي درهم من زكاة؟ قال : خمسة دراهم.
فقلت : ففي مائة؟ فقال : درهمين (2) ونصف.
فخرجت من عنده ، ودخلت مسجد الرسول (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، وأبو الحسن موسى (علیه السّلام) جالس ، فجلست مقابله ، وأنا أقول في نفسي : إلى أين؟ إلى أين؟ إلى المرجئة؟ إلى القدرية؟ إلى الحرورية؟
ص: 72
(2) فقال أبو الحسن (علیه السّلام) : إلي لا إلى المرجئة ، ولا إلى القدرية ، ولا إلى الحرورية.
فقمت ، وقبلت رأسه (1).
62 - وعنه ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن بعض أصحابنا ، قال : قلت لعبد الله بن جعفر : أنت إمام؟
فقال : نعم.
فقلت : إن الشيعة تروي : أن صاحب هذا الأمر يكون عنده سلاح رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، فما عندك منه؟
فقال : عندي رمحه.
ولم يعرف لرسول الله رمح (2).
63 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن فضيل ، عن طاهر :
عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :
كان يلوم عبد الله ، ويعاتبه ، ويعظه (3) ويقول :
ما يمنعك أن تكون مثل أخيك؟ فو الله ، إني لأعرف النور في وجهه.
فقال عبد الله : أليس أبي وأبوه واحدا ، وأمي وأمه واحدة؟ (4)
فقال أبو عبد الله (علیه السّلام) : إنه (5) من نفسي ، وأنت ابني (6).
ص: 73
64 - وعنه ، عن محمد بن الحسين ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، قال : كنت عند أبي عبد الله (علیه السّلام) ، جالسا بمنى ، فسألته عن مسألة ، وعبد الله جالس عنده ، فقال أبو عبد الله (علیه السّلام) :
يا أبا بصير ، هيه الآن.
فلما قام عبد الله ، قال أبو عبد الله (علیه السّلام) : تسألني ، وعبد الله جالس؟! فقال أبو بصير : وما لعبد الله؟
قال : مرجئ صغير. (1)
65 - وعنه ، عن محمد بن أحمد ، عن علي بن إسماعيل ، عن صفوان ، عن عبد الله بن مسكان ، عن سليمان بن خالد (2) ، قال :
كنا عند أبي عبد الله (علیه السّلام) ، فقال : كفوا عما تسألون (3).
فأمرنا بالسكوت ، حتى قام عبد الله وخرج من عنده ، فقال لنا أبو عبد الله (علیه السّلام) :
إنه ليس على شيء مما أنتم عليه ، وإني لبريء منه ، برئ الله منه (4)!
ص: 74
66 - أحمد بن إدريس ، عن عبد الله بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أحمد بن الفضل ، عن يونس بن عبد الرحمان ، قال :
مات أبو الحسن (علیه السّلام) ، وليس من قوامه أحد إلا وعنده المال الكثير ، فكان ذلك سبب وقوفهم وجحودهم موته ،
وكان عند زياد القندي سبعون ألف دينار ،
وعند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار ،
وكان أحد القوام عثمان بن عيسى وكان يكون بمصر ، وكان عنده مال كثير ، وست من الجواري.
قال : فبعث إليه أبو الحسن الرضا (علیه السّلام) فيهن وفي المال.
فكتب إليه : إن أباك لم يمت.
فكتب اليه : « إن أبي قد مات ، وقد اقتسمنا ميراثه ، وقد صحت الأخبار بموته » واحتج عليه.
فكتب إليه : إن لم يكن أبوك مات فليس لك من ذلك شيء ، وإن كان مات فلم يأمرني بدفع شيء إليك ، وقد أعتقت الجواري وتزوجتهن (1).
ص: 75
ص: 76
67 - أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد ، عن العباس بن النجاشي الأسدي ، قال :
قلت للرضا (علیه السّلام) : أنت صاحب هذا الأمر؟
قال : إي - والله - على الإنس والجن (1).
68 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن عبد الله بن محمد الشامي ، عن الحسن بن موسى ، عن علي بن أسباط ، عن الحسن مولى أبي عبد الله ، عن أبي الحكم ، عن عبد الله بن إبراهيم الجعفري (2) عن يزيد بن سليط الزيدي ، قال (3) :
لقينا أبا عبد الله (علیه السّلام) في طريق مكة ، ونحن جماعة ، فقلت له :
بأبي أنت وأمي ، أنتم الأئمة المطهرون ، والموت لا يعرى منه أحد فأحدث إلي
ص: 77
شيئا ألقيه إلى من يخلفني.
فقال لي : نعم هؤلاء ولدي ، وهذا سيدهم - وأشار إلى موسى (علیه السّلام) ابنه - ، وفيه علم الحكم ، والفهم ، والسخاء ، والمعرفة بما يحتاج الناس إليه فيما اختلفوا - من أمر دينهم - ، وفيه حسن الخلق ، وحسن الجوار ، وهو باب من أبواب الله ، وفيه أخرى هي خير من هذا كله.
فقال أبي : ما هي بأبي أنت وأمي؟
قال : يخرج الله منه غوث هذه الأمة وغياثها ، وعلمها ، ونورها ، وفهمها ، وحكمتها ، خير مولود ، خير ناشئ ، يحقن الله به الدماء ، ويصلح به ذات البين ، ويلم به الشعث ، ويشعب به الصدع ، ويكسو به العاري ، ويشبع به الجائع ، ويؤمن به الخائف ، وينزل به القطر ، ويؤمن به العباد (1).
خير كهل ، وخير ناشئ ، تسر (2) به عشيرته قبل أوان حلمه ، قوله حكم ، وصمته علم ، يبين للناس ما يختلفون فيه.
قال : فقال أبي : بأبي أنت ولد بعد؟ (3)
قال : نعم.
ثم قطع الكلام (4).
قال يزيد : ثم لقيت أبا الحسن (علیه السّلام) بعد ، فقلت له :
بأبي أنت وأمي ، إني أريد أن تخبرني بمثل ما أخبرني به أبوك.
قال : فقال : كان أبي في زمن ليس هذا زمانه.
قال يزيد : فقلت : من يرض (5) منك بهذا ، فعليه لعنة الله!
قال : فضحك ، ثم قال : أخبرك يا با عمارة : أني خرجت من منزلي ،
ص: 78
فأوصيت بالظاهر إلى بني ، وأشركتهم مع علي ابني ، وأفردته بوصيتي في الباطن.
ولقد رأيت رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) في المنام ، وأمير المؤمنين (علیه السّلام) معه ، ومعه خاتم وسيف وعصا وكتاب وعمامة.
قلت له : ما هذا؟
فقال : أما العمامة : فسلطان الله.
وأما السيف : فعزة الله.
وأما الكتاب : فنور الله.
وأما العصا : فقوة الله.
وأما الخاتم : فجامع هذه الأمور.
ثم قال رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) : والأمر يخرج إلى علي - (علیه السّلام) ابنك.
قال : ثم قال : يا يزيد ، إنها وديعة عندك ، فلا تخبرها (1) إلا عاقلا ، أو عبدا امتحن الله قلبه ، أو صادقا ، ولا تكفر (2) نعم الله.
وإن سئلت عن الشهادة ، فأدها ، فإن الله - تبارك وتعالى - يقول : ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها ) (3) وقال : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ ). (4)
فقلت : والله ما كنت لأفعل ذلك أبدا.
قال : ثم قال أبو الحسن (علیه السّلام) : ثم وصفه لي رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، فقال : علي ابنك الذي ينظر (5) بنور الله ، ويسمع بفهمه (6) وينطق بحكمته ،
ص: 79
يصيب فلا يخطئ ، ويعلم فلا يجهل ، يعلم (1) حكما وعلما.
وما أقل مقامك معه ، إنما هو شيء كأن لم يكن (2) ، فإذا رجعت من سفرك ، فأوص وأصلح أمرك ، وافرغ مما أردت ، فإنك منتقل عنه ومجاور غيره (3) فاجمع ولدك ، وأشهد الله عليهم جميعا ، ( وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً ).
ثم قال : يا يزيد ، إني أؤخذ في هذه السنة ، والأمر إلى ابني علي ، سمي علي وعلي :
أما علي الأول : فعلي بن أبي طالب.
وأما علي الآخر : فعلي بن الحسين.
أعطي فهم الأول ، وحكمته ، وبصره ووده ، ودينه ومحنة الآخر ، وصبره على ما يكره.
وليس له أن يتكلم إلا بعد هارون بأربع سنين ، فإذا مضت أربع سنين ، فاسأله عما شئت يجبك ، إن شاء الله تعالى. (4)
ثم قال : يا يزيد ، فإذا مررت بهذا الموضع ، ولقيته ، وستلقاه ، فبشره ، أنه سيولد له غلام أمره ميمون (5) مبارك.
وسيعلمك : أنك لقيتني ، فأخبره عند ذلك : أن الجارية التي يكون منها هذا الغلام جارية من أهل بيت مارية القبطية ، جارية رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، وإن قدرت أن تبلغها عني السلام فافعل ذلك.
قال يزيد : فلقيت بعد مضي أبي إبراهيم - عليا (علیه السّلام) - ، فبدأني ، فقال لي : يا يزيد ، ما تقول في العمرة؟
ص: 80
فقلت : فداك أبي وأمي ، ذلك إليك ، وما عندي نفقة.
فقال : سبحان الله ، ما كنا نكلفك ولا نكفيك.
فخرجنا حتى إذا انتهينا إلى ذلك الموضع ، ابتدأني فقال : يا يزيد ، إن هذا الموضع لكثيرا ما لقيت فيه خيرا ، فقلت : نعم ، ثم قصصت عليه الخبر.
فقال لي : أما الجارية فلم تجئ بعد ، فإذا دخلت أبلغتها منك السلام.
فانطلقت (1) إلى مكة واشتراها في تلك السنة ، فلم تلبث إلا قليلا حتى حملت ، فولدت ذلك الغلام.
قال يزيد : وإن كان إخوة علي يرجون أن يرثوه (2) فعادوني من غير ذنب.
فقال لهم إسحاق بن جعفر : والله ، لقد رأيته (3) وإنه ليقعد من أبي إبراهيم (علیه السّلام) المجلس الذي لا أجلس فيه أنا (4).
ص: 81
18 - باب في أن من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية (1)
69 - ... الحذاء (2) قال :
سمعت أبا جعفر (علیه السّلام) ، يقول :
من مات لا يعرف إمامه ، مات ميتة جاهلية كفر ونفاق وضلال.
70 - وعنه ، عن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبي جميلة ، عن أبي بكر الحضرمي :
ص: 82
عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :
من مات وليس له إمام ، مات ميتة جاهلية (1).
71 - وعنه ، عن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي سعيد المكاري ، عن عمار :
عن أبي عبد الله (علیه السّلام) :
قال : سمعته يقول : من مات وليس له إمام ، مات ميتة جاهلية كفر وشرك وضلال (2).
ص: 83
19 - باب معرفة الامام وانتهاء (1) الأمر اليه بعد مضي الأول
72 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن علي بن أسباط :
عن بعض أصحاب (2) أبي عبد الله (علیه السّلام) ،
قال قلت : الإمام متى (3) يعرف إمامته ، وينتهي الأمر إليه؟
قال : آخر دقيقة من حياة الأول (4).
73 - علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه عن محمد بن أبي عمير ، عن حفص بن البختري :
عن أبي عبد الله (علیه السّلام) :
ص: 84
قال : قلت له : إذا مضى الإمام ، يعلم الذي يكون من بعده ، أنه قد مضى؟
فقال : نعم (1).
74 - محمد بن موسى ، عن محمد بن قتيبة ، عن مؤدب كان لأبي جعفر (علیه السّلام) ، أنه قال :
كان بين يدي يوما يقرأ في اللوح ، إذ رمى اللوح من يده ، وقام فزعا ، وهو يقول : ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ) ، مضى - والله - أبي (علیه السّلام).
فقلت : من أين علمت؟
قال : دخلني من إجلال الله و (2) عظمته شيء لم أعهده.
فقلت : وقد مضى؟!
فقال : دع عنك ذا ، ائذن لي أن أدخل البيت وأخرج إليك ، واستعرضني أي القرآن شئت ، أف لك بحفظه.
فدخل البيت ، فقمت ، ودخلت في طلبه ، إشفاقا مني عليه ، فسألت عنه ، فقيل : دخل هذا البيت ورد الباب دونه ، وقال : لا تؤذنوا علي أحدا حتى (3) أخرج إليكم.
فخرج مغبرا ، وهو يقول : ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ) ، مضى - والله - أبي.
فقلت : جعلت فداك ، وقد مضى؟
فقال : نعم ووليت غسله وتكفينه ، وما كان ذلك ليلي منه غيري.
ثم قال لي : دع عنك هذا ، استعرضني أي القرآن شئت ، أف لك بحفظه.
فقلت : الأعراف.
فاستعاذ بالله من الشيطان الرجيم ، ثم قرأ : ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) :
( وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ ) (4).
ص: 85
فقلت : ( المص ) (1)
فقال : هذا أول السورة ، وهذا ناسخ ، وهذا منسوخ ، وهذا محكم ، وهذا متشابه ، وهذا خاص ، وهذا عام ، وهذا ما غلط به الكتاب ، وهذا ما اشتبه على الناس (2).
ص: 86
75 - عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن البرقي والحسين بن سعيد جميعا :
عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن بريد بن معاوية ، عن محمد بن مسلم ، قال :
قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام) : أصلحك الله ، بلغنا شكواك ، فأشفقنا ، فلو أعلمتنا : من بعدك؟
فقال : إن عليا (علیه السّلام) كان عالما ، والعلم يتوارث ، ولا يهلك عالم إلا بقي من بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله.
قلت : أفيسع الناس (1) - إذا مات العالم - أن لا يعرفوا الذي بعده؟!
فقال : أما أهل البلدة (2) فلا ، - يعني المدينة - وأما غيرهم من البلدان فقدر مسيرهم ، إن الله يقول :
( فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ ، لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) (3).
قال : قلت : أرأيت من مات في ذلك؟ (4).
ص: 87
فقال : هو (1) بمنزلة : ( مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ ، فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ ) (2).
قال : قلت : فإذا قدموا ، بأي شيء يعرفون صاحبهم؟
قال : يعطى السكينة والوقار والهيبة (3).
76 - وعنه ، عن علي بن إسماعيل ، وعبد الله بن محمد بن عيسى ، عن صفوان بن يحيى ، عن يعقوب بن شعيب ،
عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال : قلت له : إذا هلك الإمام ، فبلغ قوما بحضرتهم؟ (4).
قال : يخرجون في الطلب ، ( فإنهم لا يزالون في عذر ما داموا في الطلب ) (5).
قلت : يخرجون كلهم ، أو يكفيهم أن يخرج بعضهم؟
( قال )(6) : إن الله عز وجل يقول :
( فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ ، وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ ، لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) (7).
قال : فهؤلاء المقيمون في سعة ، حتى يرجع إليهم أصحابهم (8).
ص: 88
77 - وعنه ، عن محمد بن عبد الجبار ، عمن ذكره ، عن يونس بن يعقوب ، عن عبد الأعلى ، قال :
قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام) :
إن بلغنا وفاة الإمام ، كيف نصنع؟
قال : عليكم النفير ،
قلت : النفير جميعا؟
قال : إن الله يقول :
( فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ ) الآية (1).
قلت : نفرنا ، فمات بعضهم في الطريق؟
قال : فقال : إن الله يقول :
( وَمَنْ يَخْرُجْ ) (2) ( مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً ) (3) ( إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ ) (4).
ص: 89
21 - باب في من أنكر واحدا من الأئمة عليهم السلام (1)
78 - سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عيسى ، عن إسماعيل بن مهران عن محمد بن سعيد ، عن أبان بن تغلب ، قال :
قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام) : من عرف الأئمة ولم يعرف الإمام الذي في زمانه ، أمؤمن هو؟
قال : لا ،
قلت : أمسلم؟
قال : مسلم (2).
79 - وعنه (3) عن محمد بن عيسى ، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان :
عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :
من أنكر واحدا من الأحياء ، فقد أنكر الأموات (4).
ص: 90
80 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن طلحة بن زيد : عن جعفر ، عن أبيه (علیهما السّلام) ، قال :
من أشرك مع إمام - إمامته من عند الله - من ليس إمامته من عند الله كان مشركا بالله (1).
ص: 91
81 - عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمد بن عبد الحميد ، عن منصور بن يونس ، عن عبد الرحمان بن سليمان ، عن أبيه :
عن أبي جعفر (علیه السّلام) :
عن الحارث بن نوفل :
قال : قال علي (علیه السّلام) لرسول الله (1) : يا رسول الله ، أمنا الهداة؟ أو من غيرنا؟
قال : بل منا الهداة إلى يوم القيامة ، بنا استنقذهم الله من ضلالة الشرك ، وبنا استنقذهم الله من ضلالة الفتنة ، وبنا يصبحون إخوانا بعد ضلالة الفتنة ، كما أصبحوا إخوانا بعد ضلالة الشرك ، وبنا يختم الله ، كما بنا فتح الله (2).
82 وعنه ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن منصور بن يونس ، عن جليس له (3) ، عن أبي حمزة :
عن أبي جعفر (علیه السّلام) : قال : قلت له : قول الله تعالى :
( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) (4)؟
قال : يا فلان ، فيهلك كل شيء ، ويبقى الوجه؟ الله أعظم من أن يوصف (5)
ص: 92
ولكن معناها : كل شيء هالك إلا دينه ، ونحن (1) الوجه الذي يؤتى الله منه (2) لن يزال في عباد الله ما كانت له فيهم روية (3) فإذا لم تكن فيهم روية ، رفعنا ، فصنع ما أحب (4).
83 - وعنه ، عن محمد بن (5) عمرو الكاتب ، عن علي بن محمد الصيمري ، عن علي بن مهزيار :
قال : كتبت إلى أبي الحسن ( صاحب العسكر ) (6) (7) : أسأله عن الفرج؟
فكتب (8) :
إذا غاب صاحبكم عن دار الظالمين ، فتوقعوا الفرج (9).
84 - وعنه ، عن محمد بن عيسى ، عن سليمان بن داود ، عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا جعفر (علیه السّلام) يقول :
ص: 93
في صاحب هذا الأمر أربعة سنن من أربعة أنبياء :
سنة من موسى ، وسنة من عيسى ، وسنة من يوسف ، وسنة من محمد (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) :
فأما من موسى : فخائف يترقب ،
وأما من يوسف : فالسجن (1) ، وأما من عيسى : فقيل : إنه مات ، ولم يمت ، وأما من محمد (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) : فالسيف (2).
85 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عمن ذكره ، عن صفوان بن يحيى ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبيدة الحذاء ، قال : سألت أبا جعفر (علیه السّلام) عن هذا الأمر ، متى يكون؟
قال : إن كنتم تؤملون أن يجيئكم من وجه ، ثم جاءكم من وجه فلا تنكرونه (3).
86 - محمد بن يحيى ، وأحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عمن ذكره ، عن محمد بن الفضيل ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :
كان في بني إسرائيل نبي وعده الله أن ينصره إلى خمس عشرة ليلة ، فأخبر بذلك قومه.
فقالوا : والله إذا كان ، ليفعلن وليفعلن.
فأخره الله إلى خمس عشرة سنة.
ص: 94
وكان فيهم من وعده الله النصرة إلى خمس عشرة سنة.
فأخبر بذلك النبي (علیه السّلام) قومه.
فقالوا : ما شاء الله.
فعجله الله لهم في خمس عشرة ليلة (1).
87 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ،
قال : كنت عنده ، إذ دخل عليه مهزم ، فقال له :
جعلت فداك ، أخبرني عن هذا الأمر الذي ننتظره ، متى هو؟
قال : يا مهزم ، كذب الوقاتون ، وهلك المستعجلون ، ونجا المسلمون ، وإلينا يصيرون (2).
تم كتاب الإمامة ، بحمد الله ، وحسن توفيقه ، ومعونته وصلى الله على خير خلقه محمد وعترته الطاهرين.
ص: 95
ص: 96
المستدرك.
لامامة والتبصرة من الحيرة في ما رواه الصدوق عن والده ( المؤلف (رحمه الله) ) في تمام هذا الموضوع.
ص: 97
ص: 98
لاحظ ح 46 من كتابنا في نص أبي الحسن الرضا (علیه السّلام) في ولده.
وح 94 « حديث اللوح » وفيه : « وعلي وليي وناصري ... لأقرن عينه بمحمد ابنه وخليفته من بعده فهو وارث علمي ومعدن حكمتي وموضع سري وحجتي على خلقي جعلت الجنة مثواه وشفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار.
وأختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري والشاهد في خلقي وأميني على وحيي ، أخرج منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن ثم أكمل ذلك بأنه رحمة للعالمين ... الخ ».
ولاحظ ح 93 « حديث الخضر » وفيه :
« وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى وأشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي وأشهد على الحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد ... الخ ».
و ح 103 وفيه : « بعد الحسن والحسين في الأعقاب بعد الأعقاب ».
ص: 99
88 - عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : دخلت على مولانا أبي محمد الحسن بن علي العسكري (علیه السّلام) ، فقال :
يا أحمد ، ما كان حالكم فيما كان فيه الناس من الشك والارتياب؟
فقلت له : يا سيدي ، لما ورد الكتاب لم يبق منا رجل ولا امرأة ولا غلام بلغ الفهم ، إلا قال بالحق ،
فقال : - احمد الله على ذلك - يا أحمد ، أما علمتم أن الأرض لا تخلو من حجة ، وأنا ذلك الحجة ، أو قال : أنا الحجة(1).
89 - سعد بن عبد الله قال : حدثنا من حضر موت الحسن بن علي بن محمد العسكري : ودفنه ممن لا يوقف على إحصاء عددهم ولا يجوز على مثلهم التواطؤ بالكذب (2).
ص: 100
90 - سعد والحميري معا ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي بن مهزيار ، عن فضالة بن أيوب ، عن أبان بن عثمان ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ،
قال : قلت له : تكون الأرض بغير إمام؟ قال : لا (1).
قلت : أفيكون إمامان في وقت واحد؟ قال : لا ، إلا وأحدهما صامت.
قلت : فالإمام يعرف الإمام الذي من بعده؟ قال نعم.
قال : قلت القائم إمام؟
قال : نعم ، إمام ابن إمام ، قد اؤتم به قبل ذلك (2).
91 - سعد بن عبد الله قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) أنه قال في قول الله عز وجل : ( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ) (3).
ص: 101
فقال : الآيات هم الأئمة ، والآية المنتظرة هو القائم (علیه السّلام) فيومئذ ( لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلِ ) قيامه بالسيف ، وإن آمنت بمن تقدمه من آبائه (علیهم السّلام) (1).
ص: 102
92 - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا ، عن أبي الحسن صالح بن أبي حماد ، والحسن بن طريف جميعا : عن بكر بن صالح (1) ،
عن عبد الرحمن بن سالم ، عن أبي بصير ،
عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :
قال أبي (علیه السّلام) لجابر بن عبد الله الأنصاري : إن لي إليك حاجة ، فمتى يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها؟
فقال له جابر : في أي الأوقات شئت ،
فخلى به أبو جعفر (علیه السّلام) ، قال له : يا جابر ، أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد ( ي ) أمي فاطمة بنت رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) وما أخبرتك به أنه في ذلك اللوح مكتوبا ،
فقال جابر : أشهد بالله ، أني دخلت على أمك فاطمة (علیها السّلام) في حياة رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) أهنئها بولادة الحسين (علیه السّلام) ، فرأيت في يدها لوحا أخضر ، ظننت أنه من زمرد ، ورأيت فيه كتابة بيضاء شبيهة بنور الشمس ، فقلت لها : بأبي أنت وأمي ، يا بنت رسول الله ما هذا اللوح؟
ص: 103
فقالت : هذا اللوح أهداه الله عز وجل إلى رسوله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) فيه اسم أبي ، واسم بعلي ، واسم ابني ، وأسماء الأوصياء من ولدي ، فأعطانيه أبي ليسرني بذلك.
قال جابر : فأعطتنيه أمك فاطمة (علیها السّلام) ، فقرأته وانتسخته ،
فقال له أبي (علیه السّلام) : فهل لك - يا جابر - أن تعرضه علي؟
فقال : نعم ، فمشى معه أبي (علیه السّلام) ، حتى انتهى إلى منزل جابر فأخرج إلى أبي صحيفة من رق ،
فقال : يا جابر ، انظر أنت في كتابك ، لأقرأه أنا عليك.
فنظر جابر في نسخته فقرأه عليه أبي (علیه السّلام) ، فو الله ما خالف حرف حرفا قال جابر : فإني أشهد بالله أني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا :
( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ؛ هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لمحمد نوره وسفيره وحجابه ودليله ، ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ) من عند رب العالمين عظم يا محمد أسمائي ، واشكر نعمائي ، ولا تجحد آلائي.
إني ( أَنَا اللهُ ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا ) ، قاصم الجبارين ( ومبير المتكبرين ) ومذل الظالمين ، وديان يوم الدين ، إني ( أَنَا اللهُ ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا ) ، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي ، عذبته ( عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ ) فإياي فاعبد ، وعلي فتوكل ،
إني لم أبعث نبيا ، فأكملت أيامه وانقضت مدته ، إلا جعلت له وصيا ، وإني فضلتك على الأنبياء ، وفضلت وصيك على الأوصياء وأكرمتك بشبليك بعده وبسبطيك الحسن والحسين ، وجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه ،
وجعلت حسينا خازن وحيي ، وأكرمته بالشهادة ، وختمت له بالسعادة فهو أفضل من استشهد ، وأرفع الشهداء درجة ، جعلت كلمتي التامة معه ، والحجة البالغة عنده ، بعترته أثيب وأعاقب ،
أولهم علي سيد العابدين ، وزين أوليائي الماضين ، وابنه سمي (1) جده المحمود ،
ص: 104
محمد الباقر لعلمي والمعدن لحكمتي ، سيهلك المرتابون في جعفر ، الراد عليه كالراد علي ،
حق القول مني لأكرمن مثوى جعفر ، ولأسرنه في أوليائه وأشياعه وأنصاره ، وانتجبت « بعد » (1) موسى « فتنة » (2) عمياء حندس ، لأن خيط فرضي لا ينقطع ، وحجتي لا تخفى ، وأن أوليائي لا يشقون أبدا ،
ألا ومن جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي ، ومن غير آية من كتابي فقد افترى علي ، وويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة عبدي موسى وحبيبي وخيرتي ،
ألا إن المكذب بالثامن مكذب بكل أوليائي ، وعلي وليي وناصري ، ومن أضع عليه أعباء النبوة ، وأمتحنه بالاضطلاع ، يقتله عفريت مستكبر ، يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح ذو القرنين ، إلى جنب شر خلقي ، حق القول مني لأقرن عينه بمحمد ابنه وخليفته من بعده ، فهو وارث علمي ومعدن حكمتي وموضع سري وحجتي على خلقي ، جعلت الجنة مثواه وشفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار ، وأختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري ، والشاهد في خلقي ، وأميني على وحيي ، أخرج منه الداعي إلى سبيلي ، والخازن لعلمي الحسن ، ثم أكمل ذلك بابنه ، رحمة للعالمين ، عليه كمال موسى ، وبهاء عيسى وصبر أيوب ، ستذل أوليائي في زمانه ، ويتهادون رؤوسهم كما تهادى رؤوس الترك والديلم ، فيقتلون ويحرقون ، ويكونون خائفين مرعوبين وجلين ، تصبغ الأرض من دمائهم ، ويفشو الويل والرنين في نسائهم ، أولئك أوليائي حقا ، بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس ، وبهم أكشف الزلازل ، وأرفع عنهم الآصار والأغلال
ص: 105
( أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) (1).
قال عبد الرحمن بن سالم : قال أبو بصير : لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك ، فصنه إلا عن أهله (2).
93 - سعد بن عبد الله ، وعبد الله بن جعفر الحميري ، ومحمد بن يحيى العطار ، وأحمد بن إدريس ، جميعا قالوا : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، قال : حدثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري ، عن أبي جعفر الثاني محمد بن علي (علیها السّلام) قال : أقبل أمير المؤمنين (علیه السّلام) ذات يوم ومعه الحسن بن علي وسلمان الفارسي (رضی الله عنه) ، وأمير المؤمنين متكئ ، على يد سلمان ، فدخل المسجد الحرام فجلس ، إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس ، فسلم على أمير المؤمنين (علیه السّلام) فرد (علیه السّلام) فجلس ، ثم قال : يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم ولا في آخرتهم ، وإن تكن الأخرى علمت أنك وهم شرع سواء.
فقال له أمير المؤمنين (علیه السّلام) : سلني عما بدا لك؟ فقال : أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسى؟ وعن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام والأخوال؟
فالتفت أمير المؤمنين إلى أبي محمد الحسن فقال : يا با محمد أجبه.
فقال : أما ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه ، فإن روحه متعلقة بالريح والريح متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة ، فإن أذن الله عز وجل برد تلك الروح إلى صاحبها جذبت تلك الروح الريح ، وجذبت تلك
ص: 106
الريح الهواء ، فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها ، وإن لم يأذن الله عز وجل برد تلك الروح إلى صاحبها جذب الهواء الريح ، وجذبت الريح الروح ، فلم ترد إلى صاحبها إلى وقت ما يبعث ،
وأما ما ذكرت من أمر الذكر والنسيان : فإن قلب الرجل في حق ، على الحق طبق فإن صلى الرجل عند ذلك على محمد وآل محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق فأضاء القلب وذكر الرجل ما كان نسيه ، وإن هو لم يصل على محمد وآل محمد أو نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق فأظلم القلب ونسي الرجل ما كان ذكر.
وأما ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه وأخواله ، فإن الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن وعروق هادئة وبدن غير مضطرب فأسكنت تلك النطفة في جوف الرحم خرج الولد يشبه أباه وأمه ،
وإن هو أتاها بقلب غير ساكن وعروق غير هادئة وبدن مضطرب ، اضطربت تلك النطفة فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق فإن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الرجل أخواله ،
فقال الرجل : أشهد أن لا إله إلا الله ، ولم أزل أشهد بها ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، ولم أزل أشهد بها ، وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته بعده - وأشار بيده إلى أمير المؤمنين (علیه السّلام) - ولم أزل أشهد بها ، وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته - وأشار إلى الحسن (علیه السّلام) - وأشهد أن الحسين بن علي وصي أبيك والقائم بحجته بعدك ، وأشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده ، وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين ، وأشهد على جعفر بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي ، وأشهد على موسى بن جعفر أنه القائم بأمر جعفر بن محمد ، وأشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر ، وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى ، وأشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي ، وأشهد على الحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد ، وأشهد على رجل من ولد الحسن بن علي لا يكنى ولا يسمى حتى يظهر أمره فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ،
ص: 107
والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، ثم قام فمضى.
فقال أمير المؤمنين (علیه السّلام) : يا أبا محمد اتبعه فانظر أين يقصد؟ فخرج الحسن (علیه السّلام) في أثره ، قال : فما كان إلا أن وضع رجله خارج المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله ، فرجعت إلى أمير المؤمنين (علیه السّلام) ، فأعلمته.
فقال : يا أبا محمد أتعرفه؟ فقلت : الله ورسوله وأمير المؤمنين أعلم ، فقال : هو الخضر (علیه السّلام) (1).
ص: 108
94 - سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا الحسن بن موسى الخشاب عن إسحاق بن محمد بن أيوب ، قال :
سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى (علیه السّلام) يقول : صاحب هذا الأمر من يقول الناس : لم يولد بعد (1).
95 - سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا المعلى بن محمد البصري عن محمد بن جمهور وغيره ( عن « محمد » بن أبي عمير ) (2) عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) قال : سمعته يقول :
في القائم (علیه السّلام) سنة من موسى بن عمران (علیه السّلام).
فقلت : وما سنته من موسى بن عمران؟
قال : خفاء مولده ، وغيبته عن قومه.
فقلت : وكم غاب موسى عن أهله وقومه؟
فقال : ثماني وعشرين سنة (3).
ص: 109
96 - سعد بن عبد الله قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن حماد بن عيسى عن عبد الله بن مسكان ، عن أبان بن تغلب ، عن سليم بن قيس الهلالي ، عن سلمان الفارسي (رضی الله عنه) ، قال :
دخلت على النبي (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، فإذا الحسين بن علي على فخذه ، وهو يقبل عينيه ويلثم فاه ، ويقول :
أنت سيد ، ابن سيد ، أنت إمام ابن إمام أبو أئمة ، أنت حجة الله ابن حجته ، وأبو حجج تسعة من صلبك ، تاسعهم قائمهم (1).
97 - سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي ، قال :
سمعت عبد الله بن جعفر الطيار ، يقول : كنا عند معاوية والحسن والحسين (علیهما السّلام) ، وعبد الله بن عباس ، وعمر بن أبي سلمة ، وأسامة بن زيد - فذكر حديثا جرى بينه وبينه ، أنه قال لمعاوية بن أبي سفيان - :
سمعت رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، يقول :
إني ( أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ).
ص: 110
ثم أخي علي بن أبي طالب (علیه السّلام) ( أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) ،
فإذا استشهد ، فابني الحسن ( أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) ،
ثم ابني الحسين ( أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) ، فإذا استشهد ، فابنه علي ( أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) ، وستدركه يا علي ، ثم ابنه محمد بن علي ( أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) ، وستدركه يا حسين ، ثم تكمله اثنى عشر إماما ، تسعة من ولد الحسين.
قال عبد الله : ثم استشهدت الحسن والحسين صلوات الله عليهما ، وعبد الله بن عباس وعمر بن أبي سلمة وأسامة بن زيد ، فشهدوا لي عند معاوية.
قال سليم بن قيس : وقد كنت سمعت ذلك من سلمان وأبي ذر والمقداد وأسامة بن زيد ، فحدثوني أنهم سمعوا ذلك من رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) (1).
98 - سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر الجعفي ، عن جابر الجعفي من أبي جعفر ، عن أبيه ، عن جده (علیهم السّلام) ، قال :
قال رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) لعلي بن أبي طالب (علیه السّلام) :
يا علي أنا وأنت وابناك : الحسن والحسين ، وتسعة من ولد الحسين أركان الدين ودعائم الإسلام ، من تبعنا نجا ، ومن تخلف عنا فإلى النار (2).
99 - سعد ، عن ابن عيسى ، عن موسى بن القاسم البجلي ، عن جعفر بن محمد بن سماعة ، عن عبد الله بن مسكان ، عن الحكم بن الصلت ،
عن أبي جعفر الباقر ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال :
قال رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) : خذوا بحجزة هذا الأنزع يعني عليا - فإنه الصديق الأكبر ، وهو الفاروق ، يفرق بين الحق والباطل ، من أحبه هداه الله ،
ص: 111
ومن أبغضه أبغضه الله ، ومن تخلف عنه محقه الله ، ومنه سبطا أمتي : الحسن والحسين ، هما ابناي ، ومن الحسين أئمة هداة ، أعطاهم الله علمي وفهمي.
فتولوهم ولا تتخذوا وليجة من دونهم ، فيحل عليكم غضب من ربكم ومن يحلل عليه غضب من ربه ( فَقَدْ هَوى ) ، ( وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ ) (1) و (2).
ص: 112
100 - سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر عن أبيه ، عن جده محمد بن علي ، عن علي بن جعفر ،
عن أخيه موسى بن جعفر (علیهما السّلام) ، قال :
إذا فقد الخامس من ولد السابع ، فالله الله في أديانكم لا يزيلنكم أحد عنها يا بني : إنه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به ، إنما هي محنة من الله عز وجل امتحن بها خلقه ، ولو علم آباؤكم وأجدادكم دينا أصح من هذا لاتبعوه.
فقلت : يا سيدي ، وما الخامس من ولد السابع؟
فقال : يا بني عقولكم تضعف عن ذلك وأحلامكم تضيق عن حمله ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه (1).
101 - سعد بن عبد الله عن الحسن بن علي الزيتوني ، ومحمد بن أحمد بن أبي قتادة ، عن أحمد بن هلال ، عن أمية بن علي ، عن أبي الهيثم بن أبي حية عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :
ص: 113
إذا اجتمعت ثلاثة أسماء متوالية : محمد ، وعلي ، والحسن فالرابع القائم (1).
102 - عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن هلال العبرتائي ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (علیهما السّلام).
قال : قال لي : لا بد من فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل بطانة ووليجة وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي ، يبكي عليه أهل السماء وأهل الأرض ، وكل حرى وحران ، وكل حزين ولهفان ،
ثم قال (علیه السّلام) : بأبي وأمي سمي جدي (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) وشبيه موسى بن عمران (علیه السّلام) ، عليه جيوب النور ، يتوقد من شعاع ضياء القدس ،
كم من حرى مؤمنة ، وكم من مؤمن متأسف حيران حزين عند فقدان الماء المعين (2).
ص: 114
103 - محمد بن يحيى العطار ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك ، قال : حدثني حمدان بن منصور ، عن سعد بن محمد ، عن عيسى الخشاب قال :
قلت للحسين بن علي (علیه السّلام) : أنت صاحب هذا الأمر؟
قال : لا ، ولكن صاحب الأمر الطريد الشريد ، الموتور بأبيه ، المكنى بعمه ، يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر (1).
104 - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ، عن يعقوب بن يزيد ، عن عبد الله الغفاري ، عن جعفر بن إبراهيم والحسين بن زيد جميعا ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه : ، قال :
قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : لا يزال في ولدي مأمون مأمول (2).
105 - تسعد بن عبد الله قال : حدثني موسى بن عمر بن يزيد الصيقل ، عن علي بن أسباط ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ،
عن أبي جعفر (علیه السّلام) في قول الله عز وجل : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ ) (3).
فقال : هذه الآية نزلت في القائم ، يقول : إن أصبح إمامكم غائبا عنكم
ص: 115
لا تدرون أين هو ، فمن يأتيكم بإمام ظاهر ، يأتيكم بأخبار السماء والأرض وحلال الله جل وعز وحرامه.
ثم قال (علیه السّلام) : والله ما جاء تأويل هذه الآية ، ولا بد أن يجيء تأويلها (1).
106 - سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عبيد ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن أبي عمير ، عن جميل بن صالح ،
عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال : يبعث القائم وليس في عنقه بيعة لأحد (2).
107 - سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد والحسن بن ظريف جميعا ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ،
عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال : يقوم القائم (علیه السّلام) وليس لأحد في عنقه بيعة (3).
108 - محمد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطاب ، عن عبد الله بن محمد ، عن منيع بن الحجاج البصري ، عن مجاشع ، عن معلى عن محمد بن الفيض ، عن أبي جعفر ، قال :
كانت عصا موسى لآدم (علیهما السّلام) ، فصارت إلى شعيب ، ثم صارت إلى موسى بن عمران ، وإنها لعندنا ، وإن عهدي بها آنفا ،
وهي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها وانها لتنطق إذا استنطقت أعدت لقائمنا (علیه السّلام) يصنع بها ما كان يصنع بها موسى بن عمران (علیه السّلام) ، وإنها تصنع ما تؤمر ، وإنها حيث ألقيت ( تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ ) بلسانها (4).
ص: 116
109 - سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) قال : صاحب هذا الأمر رجل لا يسميه باسمه إلا كافر (1).
110 - سعد بن عبد الله ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن علي بن الحسن بن فضال عن الريان بن الصلت ، قال :
سئل الرضا (علیه السّلام) عن القائم (علیه السّلام) فقال : لا يرى جسمه ولا يسمى باسمه (2).
111 - سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن إسماعيل بن أبان ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، قال : سمعت أبا جعفر (علیه السّلام) يقول : سأل عمر أمير المؤمنين (علیه السّلام) عن المهدي ، فقال : يا ابن أبي طالب أخبرني عن المهدي ما اسمه؟
قال : أما اسمه فلا ، إن حبيبي وخليلي عهد إلي أن لا أحدث باسمه حتى
ص: 117
يبعثه الله عز وجل وهو مما استودع الله عز وجل رسوله في علمه (1).
112 - سعد بن عبد الله ، عن محمد بن أحمد العلوي ، عن أبي هاشم الجعفري ، قال : سمعت أبا الحسن العسكري (علیه السّلام) ، يقول :
الخلف ( من بعدي ابني الحسن ) (2) فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟
قلت : ولم؟ جعلني الله فداك.
قال : لأنكم لا ترون شخصه ، ولا يحل لكم ذكره باسمه.
قلت : فكيف نذكره؟
فقال : قولوا الحجة من آل محمد صلوات الله عليه وسلامه (3).
ص: 118
113 - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ، قالا :
حدثنا أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد ، عن الحسين بن الربيع المدائني قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، عن أسيد بن ثعلبة ، عن أم هانئ ، قالت :
لقيت أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب : ، فسألته عن هذه الآية : ( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ، الْجَوارِ الْكُنَّسِ ) (1).
فقال : إمام يخنس في زمانه ، عند انقضاء من علمه سنة ستين ومائتين ، ثم يبدو كالشهاب الوقاد في ظلمة الليل ، فإن أدركت ذلك قرت عيناك (2).
114 - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ومحمد بن يحيى العطار جميعا ،
قالوا : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم وأحمد بن أبي عبد الله البرقي ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب جميعا قالوا : حدثنا أبو علي الحسن بن محبوب السراد ، عن داود بن الحصين ، عن أبي بصير ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن آبائه (علیهم السّلام) ، قال :
قال رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) :
ص: 119
المهدي من ولدي ، اسمه اسمي ، وكنيته كنيتي ، أشبه الناس بي خلقا وخلقا ، تكون له غيبة وحيرة حتى تضل الخلق عن أديانهم ، فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب ، فيملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا (1).
115 - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ومحمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس جميعا ،
عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد البرقي ، وإبراهيم بن هاشم جميعا ،
عن الحسن بن علي بن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن مالك الجهني ، وحدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضی الله عنه) ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبد الله ، عن عبد الله بن محمد الطيالسي عن منذر بن محمد بن قابوس ، عن النصر بن أبي السري ، عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن مالك الجهني ، عن الحارث بن المغيرة النصري ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال :
أتيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السّلام) ، فوجدته متفكرا ينكت في الأرض ، فقلت :
يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكرا تنكت في الأرض ، أرغبت فيها؟!
فقال : لا والله ، ما رغبت فيها ، ولا في الدنيا يوما قط ، ولكن فكرت في مولود يكون من ظهري ، الحادي عشر من ولدي ، هو المهدي ، يملؤها عدلا كما ملئت جورا وظلما ، تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام ، ويهتدي فيها آخرون.
فقلت : يا أمير المؤمنين ، وإن هذا لكائن؟
فقال : نعم ، كما إنه مخلوق ، وأنى لك بالعلم بهذا الأمر ، يا أصبغ ، أولئك
ص: 120
خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة.
قلت : وما يكون بعد ذلك؟
قال : ثم ( يَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ ) ، فإن له إرادات وغايات ونهايات (1).
116 - سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر (علیه السّلام) قال : إن ذا القرنين لم يكن نبيا ، ولكنه كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه الله ، وناصح لله فناصحه الله ، أمر قومه بتقوى الله ، فضربوه على قرنه ، فغاب عنهم زمانا ، ثم رجع إليهم ، فضربوه على قرنه الآخر ،
وفيكم من هو على سنته (2).
117 - عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن هلال ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن فضالة بن أيوب ، عن سدير قال : سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول : إن في القائم سنة من يوسف (علیه السّلام).
قلت : كأنك تذكر خبره أو غيبته؟
فقال لي : وما تنكر من ذلك هذه الأمة ، أشباه الخنازير ، إن إخوة يوسف كانوا أسباطا أولاد أنبياء ، تاجروا يوسف وبايعوه ، وهم إخوته وهو أخوهم فلم يعرفوه حتى قال لهم : ( أَنَا يُوسُفُ ).
ص: 121
فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله عز وجل - في وقت من الأوقات - يريد أن يستر حجته؟!
لقد كان يوسف (علیه السّلام) إليه ملك مصر ، وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما ، فلو أراد الله عز وجل أن يعرفه مكانه لقدر على ذلك ، والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة مسيرة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر.
فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله عز وجل يفعل بحجته ما فعل بيوسف أن يكون يسير في أسواقهم ، ويطأ بسطهم ، وهم لا يعرفونه؟ حتى يأذن الله عز وجل أن يعرفهم بنفسه كما أذن ليوسف حتى قال لهم : ( هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ ، قالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ وَهذا أَخِي ) (1) و (2).
118 - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن خالد ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، قال : سمعت الصادق جعفر بن محمد (علیهما السّلام) يقول :
من مات منتظرا لهذا الأمر كان كمن كان مع القائم في فسطاطه ، لا ، بل كان كالضارب بين يدي رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) بالسيف (3).
119 - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن زياد المكفوف ، عن عبد الله بن أبي عقبة (4) الشاعر ، قال : سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السّلام) يقول :
كأني بكم تجولون جولان الإبل تبتغون المرعى ، فلا تجدونه يا معشر الشيعة. ورواه عن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد
ص: 122
سنان ، عن أبي الجارود ، زياد بن المنذر ، عن عبد الله الشاعر مثله (1).
120 - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن خالد ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال : أقرب ما يكون العباد من الله عز وجل وأرضى ما يكون عنهم إذا افتقدوا حجة الله عز وجل ، فلم يظهر لهم ، ولم يعلموا بمكانه ، وهم في ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجج الله عنهم وبيناته ، فعندها فتوقعوا الفرج صباحا ومساء ، وإن أشد ما يكون غضب الله تعالى على أعدائه إذا افتقدوا حجة الله فلم يظهر لهم وقد علم أن أولياءه لا يرتابون ، ولو علم أنهم يرتابون لما غيب حجته طرفة عين ، ولا يكون ذلك إلا على رأس شرار الناس (2).
121 - عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم ، عن المفضل بن عمر ، قال : سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن تفسير جابر؟
فقال : لا تحدث به السفل ، فيذيعوه ، أما تقرأ في كتاب الله عز وجل : ( فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ) (3).
إن منا إماما مستترا ، فإذا أراد الله عز وجل إظهار أمره نكت في قلبه نكتة ، فظهر وأمر بأمر الله عز وجل (4) و (5).
ص: 123
122 - محمد بن الحسن الصفار ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، ومحمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، جميعا ،
عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ،
عن خاله الصادق جعفر بن محمد (علیه السّلام) ، قال :
قلت له : إن كان كون - لا أراني الله يومك - فبمن أئتم؟
فأومأ إلى موسى (علیه السّلام) ،
فقلت : فإن مضى موسى فإلى من؟ قال : إلى ولده ،
قلت : فإن مضى ولده ، وترك أخا كبيرا وابنا صغيرا ، فبمن أئتم؟ قال : بولده ، ثم قال : هكذا أبدا ،
قلت : فإن أنا لم أعرفه ولم أعرف موضعه ، فما أصنع؟
قال : تقول : ( اللهم إني أتولى من بقي من حججك من ولد الإمام الماضي ) فإن ذلك يجزيك.
ورواه عن سعد والحميري عن ابن أبي الخطاب وابن عبيد (1).
ص: 124
123 - عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أيوب بن نوح ، عن محمد بن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن زرارة قال : قال أبو عبد الله (علیه السّلام) :
يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم.
فقلت له : ما يصنع الناس في ذلك الزمان؟
قال : يتمسكون بالأمر الذي هم عليه حتى يتبين لهم (1).
124 - سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن موسى بن القاسم ، عن معاوية بن وهب البجلي ، وأبي قتادة علي بن محمد بن حفص ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر (علیهما السّلام) ، قال :
قلت : ما تأويل قول الله عز وجل : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ ) (2).
فقال : إذا فقدتم إمامكم فلم تروه ، فما ذا تصنعون؟ (3).
125 - سعد والحميري وابن إدريس ، قالوا : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ومحمد بن عبد الجبار ، وعبد الله بن عامر ابن سعد الأشعري ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن محمد بن المساور ، عن المفضل بن عمر الجعفي ،
عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :
سمعته يقول : إياكم والتنويه ، أما والله ليغيبن إمامكم سنينا من دهركم ، ولتمحصن حتى يقال : « مات أو هلك ، بأي واد سلك » ، ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ، ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر ، ولا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه ، وكتب في قلبه الإيمان وأيده ( بِرُوحٍ مِنْهُ ).
ص: 125
ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي.
قال : فبكيت ،
فقال لي : ما يبكيك ، يا أبا عبد الله؟
فقلت : وكيف لا أبكي ، وأنت تقول : اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي ، فكيف نصنع؟
قال : فنظر إلى شمس داخلة في الصفة ، فقال : يا أبا عبد الله ترى هذه الشمس؟ قلت : نعم.
قال : والله لأمرنا أبين من هذه الشمس (1).
126 - محمد بن يحيى العطار ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي ، عن إسحاق بن محمد الصيرفي ، عن يحيى بن المثنى العطار ، عن عبد الله بن بكير ، عن عبيد بن زرارة ، قال :
سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول : يفقد الناس إمامهم فيشهد الموسم فيراهم ولا يرونه (2).
127 - عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن صالح بن محمد ، عن هانئ التمار ، قال : قال أبو عبد الله (علیه السّلام) :
إن لصاحب هذا الأمر غيبة ، المتمسك فيها بدينه كالخارط للقتاد ، ثم قال - هكذا بيده - ثم قال : إن لصاحب هذا الأمر غيبة ، فليتق الله
ص: 126
عبد ، وليتمسك بدينه (1).
128 - سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ويعقوب بن يزيد جميعا ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن جعفر بن محمد بن منصور ، عن رجل - واسمه عمر بن عبد العزيز - عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :
قال : إذا أصبحت وأمسيت ، لا ترى إماما تأتم به ، فأحبب من كنت تحب ، وأبغض من كنت تبغض حتى يظهره الله عز وجل (2).
129 - حمد بن الحسن الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن الحسن بن محبوب ، عن حماد بن عيسى ، عن إسحاق بن جرير ، عن عبد الله بن سنان ، قال : دخلت أنا وأبي على أبي عبد الله (علیه السّلام) ،
فقال : فكيف أنتم إذا صرتم في حال لا ترون فيها إمام هدى؟ ولا علما يرى؟ ولا ينجو منها إلا من دعا دعاء الغريق؟
فقال له أبي : إذا وقع هذا ليلا (3) فكيف نصنع؟
فقال : أما أنت فلا تدركه ، فإذا كان ذلك ، فتمسكوا بما في أيديكم ، حتى يتضح لكم الأمر(4).
ص: 127
130 - سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ،
عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، أنه قال في قول الله عز وجل : ( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ) (1).
فقال (علیه السّلام) : الآيات هم الأئمة ، والآية المنتظرة هو القائم (علیه السّلام) ، فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسيف ، وإن آمنت بمن تقدم من آبائه : (2).
131 - عبد الله بن جعفر الحميري ، عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن محمد بن حكيم ، عن ميمون البان ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :
خمس قبل قيام القائم : ( خروج ) (3) اليماني ، والسفياني ، والمنادي ينادي من السماء ، وخسف بالبيداء ، وقتل النفس الزكية (4).
ص: 128
132 - عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن هلال ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب الخزاز ، والعلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم قال :
سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) : يقول : إن قدام القائم علامات تكون من الله عز وجل للمؤمنين.
قلت : وما هي؟ جعلني الله فداك.
قال : ذلك قول الله عز وجل : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ ) يعني المؤمنين قبل خروج القائم (علیه السّلام) ( بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) (1).
قال : يبلوهم (2) بشيء من الخوف ، من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم والجوع بغلاء أسعارهم.
( وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ ) » قال : كساد التجارات وقلة الفضل.
ونقص من الأنفس ، قال : موت ذريع.
ونقص من الثمرات ، قال : قلة ريع ما يزرع.
( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) » عند ذلك بتعجيل خروج القائم (علیه السّلام).
ثم قال لي : يا محمد ، هذا تأويله ، إن الله تعالى يقول : « ( وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (3) و (4).
133 - سعد بن عبد الله ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن جعفر بن بشير ، عن هشام بن سالم ، عن زرارة :
عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال : ينادي مناد باسم القائم (علیه السّلام) ، قلت : خاص أو عام؟ قال : عام ، كل قوم بلسانهم.
ص: 129
قلت : فمن يخالف القائم (علیه السّلام) وقد نودي باسمه؟
قال : لا يدعهم إبليس حتى ينادي في آخر الليل (1) ويشكك الناس (2).
134 - حدثنا محمد بن أبي القاسم ماجيلويه ، عن محمد بن علي الكوفي ، قال : حدثنا الحسين بن سفيان ، عن قتيبة بن محمد ، عن عبد الله بن أبي منصور البجلي قال : سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن اسم السفياني؟
فقال : وما تصنع باسمه؟ إذا ملك كور (3) الشام الخمس ؛ دمشق ، وحمص ، وفلسطين ، والأردن ، وقنسرين ، فتوقعوا عند ذلك الفرج.
قلت : يملك تسعة أشهر؟
قال : لا ، ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوما (4).
135 - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن الفضيل (5) ، عن أبيه ، عن منصور ، قال : قال أبو عبد الله (علیه السّلام) : يا منصور ، إن هذا الأمر لا يأتيكم إلا بعد [ إ ] يأس ، لا والله ، لا يأتيكم حتى تميزوا ، لا والله لا يأتيكم حتى تمحصوا ، ولا والله لا يأتيكم حتى يشقى من شقي ، ويسعد من سعد (6).
136 - سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم ، عن الحسين بن المختار القلانسي ، عن عبد الرحمن بن سيابة ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) أنه قال :
كيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدى ولا علم؟ يتبرأ بعضكم من بعض؟ فعند ذلك تميزون وتمحصون وتغربلون ، وعند ذلك اختلاف السيفين ، وإمارة أول من النهار،
ص: 130
وقتل وخلع (1) من آخر النهار (2).
137 - سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي غانم القزويني ، قال : حدثني إبراهيم بن محمد بن فارس ، قال : كنت أنا [ ونوح ] وأيوب بن نوح في طريق مكة فنزلنا على وادي زبالة ، فجلسنا نتحدث فجرى ذكر ما نحن فيه ، وبعد الأمر علينا ،
فقال أيوب بن نوح : (3) كتبت في هذه السنة أذكر شيئا من هذا ، فكتب إلي : إذا رفع علمكم من بين أظهركم ، فتوقعوا الفرج من تحت أقدامكم (4).
138 - سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن جمهور ، عن أحمد بن أبي هراسة ، عن أبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن حماد الأنصاري ، قال : حدثنا عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد :
عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، قال : كأني بأصحاب القائم (علیه السّلام) وقد أحاطوا بما بين الخافقين ، فليس من شيء إلا وهو مطيع لهم حتى سباع الأرض وسباع الطير ، يطلب رضاهم في كل شيء ، حتى تفخر الأرض على الأرض وتقول : مر بي اليوم رجل من أصحاب القائم (علیه السّلام) (5).
139 - سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ويعقوب بن يزيد جميعا ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز بن عبد الله ، عن محمد بن
ص: 131
مسلم قال : قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام) :
في قول الله عز وجل : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) (1)
فقال : كل إمام هاد لكل قوم في زمانهم (2).
140 - سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن بريد بن معاوية العجلي قال : قلت لأبي جعفر (علیه السّلام) : ما معنى ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) (3)
فقال : المنذر رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، وعلي الهادي ، وفي كل وقت وزمان إمام منا يهديهم إلى ما جاء به رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) (4).
141 - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن عبيد بن كرب ، قال :
سمعت عليا يقول : إن لنا أهل البيت راية ، من تقدمها مرق ، ومن تأخر عنها محق ، ومن تبعها لحق (5).
142 - سعد ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن أبان عن محمد بن مسلم ، قال : سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) ، يقول :
إن لله عز وجل خلقا خلقهم من نوره ورحمته ، فهم عين الله الناظرة ، وأذنه السامعة ، ولسانه الناطق في خلقه بإذنه وأمناؤه على ما أنزل من عذر أو نذر أو حجة.
فبهم يمحو الله السيئات ، وبهم يدفع الضيم ، وبهم ينزل الرحمة ، وبهم يحيي ميتا ، ويميت حيا ، وبهم يبتلي خلقه ، وبهم يقضي في خلقه قضية.
قلت : جعلت فداك ، من هؤلاء؟ قال : الأوصياء (6).
ص: 132
143 - سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن أسباط ، عن البطائني ، عن أبي بصير ، عن الصادق جعفر بن محمد (علیه السّلام) ، أنه قال :
يا أبا بصير ، نحن شجرة العلم ، ونحن أهل بيت النبي (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، وفي دارنا مهبط جبرئيل ، ونحن خزان علم الله ، ونحن معادن وحي الله ، من تبعنا نجا ، ومن تخلف عنا هلك ، حقا على الله عز وجل (1).
144 - محمد بن معقل القرميسيني ، عن محمد بن زيد الجزري ، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، عن عبد الله بن حماد ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) :
قال : قلت : لم سميت فاطمة الزهراء ، زهراء؟
فقال : لأن الله عز وجل خلقها من نور عظمته ، فلما أشرقت أضاءت السموات والأرض بنورها ، وغشيت أبصار الملائكة ، وخرت الملائكة لله ساجدين ، وقالوا : إلهنا وسيدنا ، ما هذا النور؟
فأوحى الله إليهم : هذا نور من نوري ، وأسكنته في سمائي ، خلقته من عظمتي أخرجه من صلب نبي من أنبيائي ، أفضله على جميع الأنبياء وأخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمري ، يهدون إلى حقي ، وأجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وحيي (2).
145 - الحميري ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن عبد الله بن محمد الحجال ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي بصير ،
عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، في قول الله عز وجل : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (3).
ص: 133
قال : الأئمة من ولد علي وفاطمة (علیها السّلام) ، إلى أن تقوم الساعة (1).
146 - سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، قال :
إن الله تبارك وتعالى أرسل محمدا (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) إلى الجن والإنس وجعل من بعده الاثني عشر وصيا منهم من مضى ومنهم من بقي ، وكل وصي جرت فيه سنة من الأوصياء الذين بعد محمد (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) على سنة أوصياء عيسى (علیه السّلام) ، وكانوا اثني عشر.
وكان أمير المؤمنين (علیه السّلام) على سنة المسيح (2) ،
147 - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ، قالا : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن أحمد بن هلال - في حال استقامته - عن محمد بن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن زرارة ، قال :
قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام) : يمضي الإمام وليس له عقب؟
قال : لا يكون ذلك ،
قلت : فيكون ماذا؟
قال : لا يكون ذلك إلا أن يغضب الله عز وجل على خلقه ، فيعاجلهم (3).
148 - الحميري ، عن محمد بن عيسى ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن أبي يحيى المديني ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال : جاء يهودي إلى عمر ، يسأله عن مسائل فأرشده إلى علي (علیه السّلام) ليسأله ، فقال له علي (علیه السّلام) : سل.
ص: 134
قال : أخبرني ، كم بعد نبيكم من إمام عادل؟ وفي أي جنة هو؟ ومن يسكن معه في جنته؟
فقال له علي (علیه السّلام) : يا هاروني! لمحمد (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) بعده اثنا عشر إماما عدلا ، لا يضرهم خذلان من خذلهم ، ولا يستوحشون بخلاف من خالفهم ، أثبت في دين الله من الجبال الرواسي.
ومنزل محمد (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) جنة عدن ، والذين يسكنون معه هؤلاء الاثنا عشر.
فأسلم الرجل وقال : أنت أولى بهذا المجلس من هذا ، أنت الذي تفوق ولا تفاق ، وتعلو ولا تعلى (1).
149 - سعد ، عن النهدي ، عن محمد بن خالد البرقي ، عن خلف بن حماد عن أبان بن تغلب قال : قال أبو عبد الله (علیه السّلام) :
الحجة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق (2).
150 - علي بن محمد بن قتيبة ، قال : حدثنا الفضل بن شاذان ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن جرير ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن أبي الضحى ، عن زيد بن أرقم ،
عن النبي (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، قال : إني تارك فيكم كتاب الله ، وأهل بيتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض (3).
151 - سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن داود
ص: 135
بن فرقد ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) قال : من ادعى الإمامة وليس بإمام فقد افترى على الله وعلى رسوله وعلينا.(1)
152 - سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن سنان ، عن يحيى أخي أديم عن الوليد بن صبيح قال : سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول : إن هذا الأمر لا يدعيه غير صاحبه ، إلا بتر الله عمره. (2)
ص: 136
153 - محمد العطار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن البزنطي قال : سئل أبو الحسن (علیه السّلام) : الإمام بأي شيء يعرف بعد الإمام؟
قال : إن للإمام علامات ؛
أن يكون أكبر ولد أبيه بعده ، ويكون فيه الفضل ،
وإذا قدم الراكب المدينة ، قال : إلى من أوصى؟ قالوا : إلى فلان ،
والسلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل ، يدور مع السلاح حيث كان (1).
154 - أحمد بن إدريس ، عن ابن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، قال :
قلت له : جعلت فداك ، إذا مضى عالمكم أهل البيت ، فبأي شيء يعرفون من يجيء بعده؟
قال : بالهدى ، والإطراق ، وإقرار آل محمد له بالفضل ، ولا يسأل عن شيء مما بين صدفيها ، إلا أجاب فيه (2).
155 - سعد ، عن ابن عيسى ، عن محمد بن أبي عمير ، عن محمد بن حمران عن الفضل بن السكن ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :
ص: 137
قال أمير المؤمنين (علیه السّلام) : اعرفوا الله بالله ، والرسول بالرسالة وأولي الأمر بالمعروف والعدل والإحسان (1).
156 - محمد العطار ، عن الأشعري ، عن عبد الصمد بن محمد ، عن حنان بن سدير ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، عن أبيه ، قال :
إن الإمامة لا تصلح إلا لرجل فيه ثلاث خصال : ورع يحجزه عن المحارم ، وحلم يملك به غضبه ، وحسن الخلافة على من ولي عليه حتى يكون له كالوالد الرحيم (2).
157 - محمد العطار ، عن الأشعري ، عن محمد بن الوليد ، عن حماد بن عثمان ، عن الحارث بن المغيرة النضري ، قال :
قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام) : بما يعرف صاحب هذا الأمر؟
قال : بالسكينة والوقار ، والعلم ، والوصية (3).
158 - محمد العطار ، عن الأشعري ، عن الخشاب ، عن يزيد بن إسحاق شعر ، عن الغنوي ، عن عبد الأعلى ، قال : قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام) :
ما الحجة على المدعي لهذا الأمر بغير حق؟
قال : ثلاثة من الحجة لم يجتمعن في رجل إلا كان صاحب هذا الأمر.
أن يكون أولى الناس بمن قبله.
ويكون عنده سلاح رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ).
ويكون صاحب الوصية الظاهرة ، الذي إذا قدمت المدينة سألت العامة والصبيان : إلى من أوصى فلان؟ فيقولون : إلى فلان (4).
ص: 138
159 - أحمد بن إدريس ، ومحمد العطار معا : عن الأشعري ، عن ابن هاشم ، عن محمد بن حماد ، عن الحسن بن إبراهيم ، عن يونس ، عن هشام بن الحكم - في خبر طويل - قال :
جاء ( بريهة ) جاثليق النصارى ، فقال لأبي الحسن (علیه السّلام) :
جعلت فداك ، أنى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء؟
قال : هي عندنا وراثة من عندهم ، نقرؤها كما قرؤوها ، ونقولها كما قالوها ، إن الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شيء؟ فيقول : لا أدري ، الخبر (1).
160 - سعد ، عن علي بن محمد ، عن حمدان بن سليمان ، عن عبد الله بن محمد اليماني ، عن منيع بن الحجاج ، عن حسين بن علوان ،
عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال : إن الله فضل أولي العزم من الرسل بالعلم على الأنبياء.
وورثنا علمهم ، وفضلنا عليهم في فضلهم ،
وعلم رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ما لا يعلمون ، وعلمنا علم رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) فروينا لشيعتنا.
فمن قبل منهم فهو أفضلهم ، وأينما نكون فشيعتنا معنا (2).
ص: 139
161 - عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حدثني محمد بن صالح الهمداني ، قال :
كتبت إلى صاحب الزمان (علیه السّلام) : إن أهل بيتي يؤذونني ويقرعونني بالحديث الذي روي عن آبائك : أنهم قالوا : « قوامنا وخدامنا شرار خلق الله ».
فكتب (علیه السّلام) : ويحكم أما تقرؤون ما قال عز وجل : ( وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً ) (1).
ونحن - والله - القرى التي بارك الله فيها ، وأنتم القرى الظاهرة ،
قال عبد الله بن جعفر : وحدثنا بهذا الحديث علي بن محمد الكليني عن محمد بن صالح ، عن صاحب الزمان (علیه السّلام) (2).
162 - سعد بن عبد الله ، عن إسحاق بن يعقوب ، قال : سمعت الشيخ العمري (رضی الله عنه) يقول : صحبت رجلا من أهل السواد ومعه مال للغريم (علیه السّلام) ، فأنفذه ، فرد عليه ، وقيل له :
((أخرج حق ولد عمك منه ، وهو أربعمائة درهم)).
ص: 140
فبقي الرجل متحيرا باهتا متعجبا ، ونظر في حساب المال ، وكانت في يده ضيعة لولد عمه ، قد كان رد عليهم بعضها وزوى عنهم بعضها ، فإذا الذي نص لهم من ذلك المال : أربعمائة درهم ، كما قال (علیه السّلام) ، فأخرجه وأنفذ الباقي فقبل (1).
163 - سعد بن عبد الله ، عن علي بن محمد الرازي ، قال : حدثني جماعة من أصحابنا أنه بعث إلى أبي عبد الله بن الجنيد - وهو بواسط - غلاما وأمر ببيعه ، فباعه ، وقبض ثمنه ، فلما عير الدنانير نقصت من التعيير ثمانية عشر قيراطا وحبة ، فوزن من عنده ثمانية عشر قيراطا وحبة وأنفذها.
فرد عليه دينارا وزنه ثمانية عشر قيراطا وحبة (2).
164 - سعد بن عبد الله ، عن علي بن محمد الرازي ، قال : حدثني نصر بن الصباح قال : أنفذ رجل من أهل بلخ خمسة دنانير إلى حاجز ، وكتب رقعة ، وغير فيها اسمه ، فخرج إليه الوصول باسمه ونسبه والدعاء له (3).
165 - سعد بن عبد الله ، عن أبي حامد المراغي ، عن محمد بن شاذان بن نعيم ، قال : بعث رجل من أهل بلخ بمال ورقعة ليس فيها كتابة ، قد خط فيها بإصبعه كما تدور من غير كتابة ، وقال للرسول : احمل هذا المال ، فمن أخبرك بقصته ، وأجاب عن الرقعة ، فأوصل إليه المال.
فصار الرجل إلى العسكر ، وقد قصد جعفرا ، وأخبره الخبر ، فقال له جعفر : تقر بالبداء؟
قال الرجل : نعم.
قال له : فإن صاحبك قد بدا له وأمرك أن تعطيني المال ،
فقال له الرسول : لا يقنعني هذا الجواب.
ص: 141
فخرج من عنده ، وجعل يدور على أصحابنا ، فخرجت إليه رقعة قال : « هذا مال قد كان غرر به ».
وكان فوق صندوق فدخل اللصوص البيت وأخذوا ما في الصندوق وسلم المال وردت عليه الرقعة ، وقد كتب فيها كما تدور ، « وسألت الدعاء فعل الله بك وفعل » (1).
166 - سعد بن عبد الله ، عن محمد بن الصالح قال : كتبت أسأله الدعاء لباداشاله (2) وقد حبسه ابن عبد العزيز ، وأستأذن في جارية لي أستولدها ، فخرج : « استولدها ، و ( يَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ ) ، والمحبوس يخلصه الله ».
فاستولدت الجارية فولدت فماتت ، وخلي عن المحبوس يوم خرج إلي التوقيع (3).
ص: 142
الموضوع
الصفحة
المقدمة... 7
الإمامة والتبصرة... 19
باب الوصية من لدن آدم (علیه السّلام)... 21
باب أن الأرض لا تخلو من حجة... 25
باب في أن الإمامة عهد من الله تعالى... 37
باب أن الله عز وجل خص آل محمد (علیهم السّلام) بالإمامة دون غيرهم... 40
باب أن الإمامة لا تصلح إلا في ولد الحسين من دون ولد الحسن عليهما وعلى أبيهما السلام... 47
باب العلة في اجتماع الإمامة في الحسن والحسين (علیهما السّلام)... 55
باب في أن الإمامة لا تكون في أخوين بعد الحسن والحسين (علیه السّلام)... 56
باب أن الإمامة لا تكون في عم ولا خال ولا أخ... 59
باب إمامة علي بن الحسين (علیه السّلام) وابطال إمامة محمد بن الحنفية... 60
باب إمامة الباقر : أبي جعفر محمد بن علي (علیه السّلام)... 63
باب إمامة أبي عبد الله (علیه السّلام)... 65
باب إمامة موسى بن جعفر (علیه السّلام)... 66
باب إبطال إمامة إسماعيل بن جعفر... 71
باب إبطال إمامة عبد الله بن جعفر... 72
ص: 143
الموضوع
الصفحة
باب السبب الذي من أجله قيل بالوقف... 75
باب إمامة أبي الحسن علي بن موسى (علیه السّلام)... 77
باب في أن من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية... 82
باب معرفة الامام انتهاء الأمر إليه بعد مضي الأول... 84
باب ما يلزم الناس عند مضي الإمام (علیه السّلام)... 87
باب في من أنكر واحدا من الأئمة (علیهم السّلام)... 90
باب من أشرك مع إمام هدى إماما ليس من الله تعالى... 91
باب النوادر... 92
المستدرك... 97
باب إمامة أبي جعفر محمد بن علي الجواد وأبى الحسن علي الهادي (علیه السّلام)... 99
باب إمامة أبي محمد الحسن بن علي العسكري (علیه السّلام)... 100
باب إمامة القائم (علیه السّلام)... 101
باب في ذكر حديث اللوح ، وان الامام الثاني عشر هو الحجة ابن الحسن العسكري... 103
باب في ولادة المهدي (علیه السّلام)... 109
باب أن المهدي من ولد الحسين (علیه السّلام)... 110
باب أن المهدى هو الخامس من ولد السابع ونحو ذلك... 113
باب في أوصاف المهدي (علیه السّلام)... 115
باب في النهي عن تسميته (علیه السّلام)... 117
باب في الغيبة... 119
باب ما يصنع الناس في الغيبة ... 124
باب في آيات ظهوره... 128
باب أن لديهم الكتب التي أنزلت على الأنبياء... 139
باب أنهم القرى الظاهرة... 140
ص: 144
رقم الحديث
رقم الايات
68 وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ ... البقرة_140
132 وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ و ... البقرة_155
92 أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ ... البقرة_157
99 وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ... ال عمران_185
132 وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ... ال عمران_7
21 أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ... النساء_54
21 فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ النساء_54
21 فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ النساء_55
68 إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا النساء_58
145
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ
النساء_59
91 يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا الانعام_158
74 المص الاعراف_1
73 وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ ... الاعراف_171
73 وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ ... التوبة_115
75 فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ التوبة_122
117 أَنَا يُوسُفُ يوسف_90
140 إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ الرعد_7
82 كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ القصص_88
30 النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ الاحزاب_6
ص: 145
وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ الاحزاب_6
29 إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا الاحزاب_33
161 وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً سبأ_18
32 وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ الزخرف_28
37 وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا الاحقاف_15
105 قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا الملك_30
121 فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ المدثر_1
113 فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ التكوير_15 ، 16
ص: 146
1 ، 23 ، 24 ، 25 ، 26 ، 27 ، 28 ، 29 ، 31 ، 33 ، 37 ، 38 ، 50 ، 53 ، 81 ، 96 ، 97 ، 98 ، 99 ، 114 ، 146 ، 150
4 ، 23 ، 28 ، 29 ، 31 ، 37 ، 38 ، 81 ، 93 ، 97 ، 81 ، 104 ، 111 ، 115 ، 119 ، 141 ، 16 ، 148 ، 155.
29 ، 33 ، 34 ، 37 ، 92 ، 144.
29 ، 31 ، 33 ، 38 ، 93 ، 97 ، 98
29 ، 31 ، 37 ، 38 ، 49 ، 97 ، 98 ، 103.
29 ، 31 ، 49 ، 74 ، 98
2 ، 10 ، 14 ، 21 ، 22 ، 24 ، 25 ، 27 ، 30 ، 32 ، 38 ، 44 ، 47 ، 49 ، 51 ، 54 ، 55 ، 69 ، 74 ، 80 ، 81 ، 82 ، 84 ، 85 ، 92 ، 98 ، 99 ، 105 ، 108 ، 111 ، 113 ، 116 ، 138 ، 140 ، 145 ، 146 ، 154 ، 156.
1 ، 3 ، 5 ، 6 ، 7 ، 8 ، 9 ، 11 ، 12 ، 13 ، 15 ، 16 ، 18 ، 20 ، 24 ، 29 ، 31 ، 33 ، 34 ، 35 ، 36 ، 37 ، 39 ، 40 ، 41 ، 42 ، 43 ، 45 ، 48 ، 50 ، 54 ، 56 ، 57 ، 59 ، 61 ، 63 ، 64 ، 65 ، 68 ، 70 ، 71 ، 72 ، 73 ، 75 ، 76 ، 77 ، 78 ، 79 ، 80 ، 86 ، 87 ، 90 ، 91 ، 92 ، 95 ، 101 ، 104 ، 106 ، 107 ، 109 ، 114 ، 117 ، 118 ، 120 ، 121 ، 122 ، 123 ، 125 ، 126 ، 127 ، 128 ، 129 ، 130 ، 131 ، 132 ، 133 ، 134 ، 135 ، 136 ، 139 ، 142 ، 143 ، 144 ، 147 ، 149 ، 151 ، 152 ، 155 ، 156 ، 157 ، 158 ، 160.
ص: 147
17 ، 52 ، 56 ، 58 ، 60 ، 61 ، 66 ، 68 ، 100 ، 124.
153 ، 159 ،
19 ، 46 ، 66 ، 67 ، 68 ، 94 ، 102 ، 110
93.
83 ، 112.
88 ، 89
161
ص: 148
ابان 142
ابان ين ابي عياش 97
ابان بن تغلب 149 ، 96 ، 78 ، 24
ابان بن عثمان 90
ابراهيم بن ابي البلاد 58
ابراهيم بن ابي محمود
ابراهيم بن اسحق = ابي اسحاق
ابراهيم بن اسحاق النهاوندي 144
ابراهيم بن محمد بن فارس 137
ابراهيم بن محمد بن ميمون 26
ابراهيم بن محمد الثقفي 24 ، 26
ابراهيم بن مهزيار 32 ، 56 ، 90 ، 131
ابراهيم بن هاشم 15 ، 114 ، 115 ، 118 ، 120، 135
ابراهيم اليماني 38
ابن سنان 152
ابن ادريس = احمد بن ادريس 125
ابن عباس
ابن عبد العزيز 166
ابن عيسى = احمد بن محمد بن عيسى 99 ، 142 ، 154 ، 155
ابن فضال = الحسن بن علي بن فضال 39 ، 54
ابن محبوب = الحسن بن محبوب 132
ابن مهران ابن نعيم 165
ابن هاشم = ابراهيم بن هاشم 159
ابي اسحاق 26
ابي اسحاق ابراهيم بن اسحاق 138
ابي اسحاق الهمداني 4
ابي ايوب الخزاز 87 ، 132
ابي بصير 11 ، 32 ، 39 ، 64 ، 84 ، 92 ، 105 ، 114 ، 116، 143
ابي الجارود 51 ، 154
ابي جعفر الضرير 56
ابي جميلة 70
ابي حامد المراغي 165
ابي الحسن صالح بن ابي حماد 92
ابي الحكم 68
ابي حمزة 10 ، 12 ، 82 ، 146
ابي حمزة الثمالي 2
ابي داود سليمان بن سفيان المسترق 115
ابي ذر 97
ابي سعيد العصفري
ابي سعيد المكاري 71
ابي سلام 32
ابي الضحى 150
ابي الطفيل 38
ابي عبدالله بن جنيد 163
ص: 149
ابي عبدالله الحذاء 23
ابي عبدالله المؤمن
ابي عبيدة 49
ابي عبيدة الحذاء 85
ابي علي البجلي
ابي علي الحسن بن محبوب السراد 114
ابي عمارة ين الطيار 9
ابي القاسم الهاشمي 20
ابي قتادة علي بن محمد بن حفص 124
ابي المغرا
ابي هاشم داود بن القاسم الجعفري 93
ابي هاشم الجعفري 112
ابي هراسة
ابي الهيثم بن ابي حية 101
ابي يحيى المديني 148
احمد بن ابي هراسة 138
احمد ابن ادريس 13 ، 47 ، 51 ، 59 ، 66 ، 67 ، 86 ، 93 ، 115 ، 154 ، 159
احمد بن اسحاق 88
احمد بن الحسين بن سعيد 138
احمد بن الحسين بن عمر بن يزيد 113
احمد بن حمزة القمي 58
احمد بن عمر الحلال
احمد بن محمد 19 ، 36 ، 46 ، 51 ، 67
احمد بن محمد بن خالد البرقي 115
احمد بن محمد بن عيسى 1 ، 3 ، 18 ، 21 ، 22 ، 30 ، 34 ، 38 ، 75 ، 97 ، 114 ، 115 ، 116 ، 124 ، 125 ، 128 ، 140
احمد بن الفضل 66
احمد بن هلال 101 ، 117 ، 132 ، 147
احمد المالكي
اسامة بن زيد 97
اسحاق بن ابراهيم 150
اسحاق بن جرير 129
اسحاق بن محمد بن أيوب 94
اسحاق بن محمد الصيرفي 126
اسحاق بن يعقوب 162
اسماعيل 63
اسماعيل بن أبان 111
اسماعيل بن جعفر 50
اسماعيل بن عمار 17
اسماعيل ثعلبة 113
الاشعري 156 ، 157 ، 158 ، 159
أصبغ بن نباتة 115
ام سلمة 28
ام هانئ 113
امية بن علي 101
ايوب بن الحر 39
ايوب بن نوح 35 ، 123 ، 137
ص: 150
البرقي = محمد بن خالد البرقي 75
بريد بن معاوية 36
بريد بن معاوية العجلي 21
بريهة جاثليق النصارى 159
البزنطي 153
بشير الدهان 3
البطائني 143
بكر بن صالح 92
بكر بن عبد الله بن حبيب 37
تميم بن بهلول 37
ثابت
ثعلبة بن ميمون 22
جابر 144
جابر ( تفسير ) 121
جابر بن عبدالله الانصاري 92
جابر بن يزيد 138
جابر بن يزيد الجعفي 25 ، 98
جرير 150
جعفر بن ابراهيم 104
جعفر بن بشير 55 ، 63 ، 133
جعفر بن ( محمد بن ) سماعة 20 ، 99
جعفر بن محمد 13
جعفر بن محمد بن مالك ( الفزاري الكوفي ) 103 ، 110 ، 126
جعفر بن محمد بن منصور 128
بن دراج 123
جميل بن صالح 106
حارث بن المغيرة النصري 115 ، 157
حارث بن نوفل 81
الحذاء= أبي عبيدة الحذاء 69
جريز بن عبدالله 139
حسن بن ابراهيم 159 ، 160
حسن بن احمد المالكي 52
حسن بن زياد 7 ، 8
حسن بن سماعة 20
حسن بن طريف 92 ، 107
حسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة 22
حسن بن عبيدالله 150
حسن بن علي بن فضال 17 ، 18 ، 22 ، 70 ، 115 ، 128
حسن بن علي بن مهزيار 56
حسن بن علي بن يقطين 45
حسن بن علي الزيتوني 101
حسن بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر 100
حسن بن محبوب 4 ، 5 ، 47 ، 49 ، 71 ، 91 ، 102 ، 109 ، 129 ، 130
حسن بن محبوب السراد 1
حسن بن موسى 68
حسن بن موسى الخشاب 13 ، 6 ، 29 ، 94 ، 158
حسن مولى أبي عبدالله 68
حسين بن أبي العلا 6 ، 90
ص: 151
حسين بن ثوير بن أبي فاختة 40
حسين بن الربيع المدائني 113
حسين بن زيد 104
حسين بن سعيد 32 ، 34 ، 36 ، 38 ، 75 ، 131 ، 142
حسين بن سفيان 134
حسين بن علوان 160
حسين بن المختار القلانسي 59 ، 136
حفص بن البختري 73
حكم بن الصلت 99
حماد بن عثمان 145 ، 157
حماد بن عيسى 28 ، 31 ، 38 ، 44 ، 50 ، 96 ، 129 ، 139
حماد بن عيسى الجهني 42
حمدان بن سليمان 160
حمدان بن منصور 103
حمزة بن القاسم 37
حنان بن سديز 47 ، 156
داود بن الحصين 114
داود بن العلا 2
داود بن فرقد 151
داود بن القاسم = ابي هاشم
ذريح المحاربي 15
ريان بن الصلت 110
زرارة بن اعين 36 ، 49 ، 54 ، 123 ، 133 ، 147
زياد بن مطرف 26
زياد القندي 66
زياد المكفوف 119
زيد بن ارقم 150
زيد الشحام 2
سدير 117
سعد 8 ، 9 ، 10 ، 11 ، 12 ، 16 ، 17 ، 18 ، 19 ، 21 ، 29 ، 30 ، 31 ، 34 ، 35 ، 36 ، 38 ، 41 ، 42 ، 46 ، 50 ، 90 ، 98 ، 99 ، 125 ، 142 ، 143 ، 149 ، 151 ، 152 ، 155 ، 160
سعدان 33
سعد بن طريف 23 ، 27
سعد بن عبدالله 1 ، 3 ، 4 ، 22 ، 23 ، 24 ، 25 ، 26 ، 27 ، 28 ، 53 ، 78 ، 79 ، 89 ، 91 ، 92 ، 93 ، 94 ، 95 ، 96 ، 97 ، 100 ، 101 ، 104 ، 105 ، 106 ، 107 ، 109 ، 110 ، 111 ، 112 ، 113 ، 114 ، 115 ، 116 ، 118 ، 120 ، 124 ، 128 ، 130 ، 133 ، 136 ، 137 ، 138 ، 139 ، 140 ، 146 ، 147 ، 162 ، 163 ، 164 ، 165 ، 166 ،
سعد بن محمد 103
سعيد بن جناح
سلام بن ابي عمرة الخراساني 24
سلمان الفارسي 96
سلمة بن الخطاب 108
سليمان 81
سليمان 81
سليمان بن جعفر الجعفري 42 ، 44
سليمان بن خالد 57 ، 65
ص: 152
سليمان بن داود المنقري 40 ، 84
سليم بن قيس الهلالي 96 ، 97
سندي بن محمد 14
سورة بن كليب 32
شعيب
صالح بن محمد 127
صفوان 57 ، 65
صفوان بن يحيى 8 ، 11 ، 35 ، 76 ، 79 ، 85 ، 87 ، 131
طاهر 55 ، 63
طلحة بن زيد 80
عباس بن معروف 17 ، 47 ، 129
عباس بن النخاشي الاسدي 67
عبدالاعلى بن اعين 31 ، 77 ، 158
عبد الرحمن بن ابي نجران 16 ، 44 ، 59 ، 117 ، 122 ، 125
عبدالرحمن بن ابي هاشم 24 ، 148 ، 151
عبدالرحمن بن سليمان 81
عبدالرحمن بن سيابه 136
عبدالرحمن بن كثيرالهاشمي 29 ، 37
عبد الرحمن القصير 22 ، 30
عبد الصمد بن بشير 34
عبد الصمد بن محمد 156
عبد الكريم 16
عبد الله بن ابراهيم الجعفري 68
عبد الله بن ابي عقبة الشاعر 119
عبد الله بن بكير 18 ، 54 ، 126
عبد الله بن جعفر 62
عبد الله بن جعفر = الحميري 14 ، 15 ، 20 ، 32 ، 33 ، 43 ، 44 45 ، 75 ، 76 ، 77 ، 81 ، 82 ، 83 ، 84 ، 88 ، 90 ، 92 ، 93 ، 102 ، 104 ، 113 ، 114 ، 115، 117 ، 118 ، 120 ، 121 ، 123 ، 125 ، 127 ، 131 ، 132 ، 145 ، 147 ، 148 ، 161
عبدالله بن جعفر الطيار 97
عبد الله بن حماد = الانصاري 138 ، 144
عبد الله بن سنان 95 ، 129
عبدالله بن عامر بن سعد الاشعري 125
عبد الله بن عباس 97
عبد الله بن عبدالرحمن الاصم 136
عبد الله بن القاسم 121
عبد الله بن القاسم الحضرمي 25
عبد الله بن محمد 13 ، 108
عبد الله بن محمد بن عيسى 2 ، 30 ، 66 ، 76
عبد الله بن محمد الحجال 145
عبد الله بن محمد الشامي 68
عبد الله بن محمد الطياسي 115
عبد الله بن محمد اليماني 160
( عبد الله ) ابن مسكان 8 ، 11 ، 30 ، 57 ، 65 ، 79 ، 96 ، 99
ص: 153
عبد الله بن المغيرة 11 ، 30
عبد الله الغفاري 104
عبد القاهر 25
عبد الملك بن اعين 36
عبيد بن زرارة 126
عبيد بن قيس الانصاري 20
عبيد بن كرب 141
عثمان بن عيسى 66
علاء بن رزين 14 ، 132
علي بن ابراهيم = بن هاشم 60 ، 61 ، 62 ، 73 ، 119 ، 135 ، 141
علي بن اسباط 18 ، 68 ، 72 ، 105 ، 143
علي بن ابي حمزة 105
علي بن اسماعيل 17 ، 33 ، 65 ، 76
علي بن اسماعيل بن عيسى 35
علي بن اسماعيل الميثمي
علي بن جعفر 100 ، 124
علي بن حسان الواسطي 29 ، 37
علي بن الحسن بن فضال 110
علي بن رئاب 49 ، 91 ، 109 ، 130
علي بن المؤمل 52
علي بن محمد بن قتيبة 150
علي بن محمد الرازي 163 ، 164
علي بن محمد الصيمري 83
علي بن مهزيار 17 ، 56 ، 83 ، 90 ، 129 ، 131
علي بن النعمان 11 ،116
عمار 71
عمار بن رزيق 26
عمر 148
عمر بن ابي سلمة 28 ، 97
عمر بن عبد العزيز 128
عمرو بن ابي المقدام 141
عمرو بن الاشعث 18
عمرو بن ثابت
عمرو بن شمر 111 ، 138 ، 144
الشيخ العمري 162
عيثم بن أسلم 15
عيسى الخشاب 103
عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن ابي طالب 122
عيسى بن عبدالله الهاشمي عن ابيه عن جده 28
عيسى بن محمد 100
عيص بن القاسم 35
الغنوي 158
فضالة بن ايوب 56 ، 90 ، 117 ، 142
فضل بن السكن 155
فضل بن شاذان 150
ص: 154
فضيل 55 ، 63 ، 135
فضيل بن يسار 36
فضيل سكرة 34
قاسم بن محمد 34 ، 40
قتيبة بن محمد 134
كرام 13
مؤدب 74
مالك الجهني 115
مجاشع 108
محمد بن ابراهيم 2 ، 66
محمد بن ابي عمير 6 ، 21 ، 36 ، 48 ، 60 ، 61 ، 62 ، 73 ، 90 ، 95 ، 97 ، 106 ، 107 ، 123 ، 140 ، 141 ، 147 ، 155
محمد بن ابي القاسم ما جيلويه 134
محمد بن احمد 39 ، 40 ، 47 ، 48 ، 56 ، 57 ، 65 ، 85 ، 86 ، 87
محمد بن احمد بن ابي قتادة 101
محمد بن احمد بن يحيى 68
محمد بن احمد العلوي 112
محمد بن اسحاق البغدادي 43
محمد بن اسماعيل 33
محمد بن اسماعيل بن بزيع 46 ، 82 ، 136
محمد بن جمهور 95 ، 138
محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد 41 ، 115 ، 157
محمد بن الحسن الصفار 115 ، 122 ، 129
محمد بن الحسين 44 ، 46 ، 55 ، 58 ، 63 ، 64
محمد بن الحسين بن ابي الخطاب 1 ، 5 ، 18 ، 22 ، 23 ، 25 ، 28 ، 42 ، 49 ، 54 ، 72 ، 80 ، 91 ، 98 ، 106 ، 114 ، 115 ، 121 ، 122 ، 125 ، 130 ، 133 ، 136 ، 139 ، 143 ، 145 ، 151 ، 152 ، 153
محمد بن الحسين الواسطي 40
محمد بن حفص 15
محمد بن حكيم 131
محمد بن حماد 159
محمد بن حمران 60 ، 155
محمد بن خالد 118 ، 120
محمد بن خالد ( البرقي ) 75 ، 149
محمد ين زيد الجزري 144
محمد بن سعيد 78
محمد بن سنان 3 ، 9 ، 11 ، 32 ، 51 ، 80 ، 98 ، 118 ، 119 ، 120 ، 154
محمد بن شاذان بن نعيم 165
محمد بن صالح ( الهمداني ) 161 ، 166
محمد بن عبد الجبار 59 ، 77 ، 125
محمد بن عبد الحميد ( العطار ) 27 ، 81
محمد بن عبد الله بن ابي غانم القزويني 137
محمد بن عبد الله بن حارثه 43
محمد بن عبدالله بن زرارة 28
محمد بن عبيد 106
محمد بن علي 100
محمد بن علي بن ابراهيم القرشي 58
ص: 155
محمد بن علي بن عمر بن علي ابي طالب 23
محمد بن علي الكوفي 134
محمد بن عمروسعيد 19
محمد بن عمروالكاتب 83
محمد بن عيسى 7 ، 8 ، 9 ، 10 ، 12 ، 21 ، 30 ، 70 ، 71 ، 78 ، 79 ، 82 ، 84 ، 140 ، 148
محمد عيسى بن عبيد ( اليقطيني ) 4 ، 6 ، 11 ، 31 ، 50 ، 111 ، 122 ، 127 ، 146
محمد بن الفضيل 12 ، 86 ، 135 ، 146
محمد بن الفيض 108
محمد بن القاسم
محمد بن قتيبة 74
محمد بن المساور 125
محمد بن مسلم 14 ، 75 ، 87 ، 132 ، 139 ، 142
محمد بن معقل القرميسيني 144
محمد بن موسى 74
محمد بن يحيى 2 ، 5 ، 6 ، 7 ، 39 ، 40 ، 48 ، 49 ، 54 ، 55 ، 56 ، 57 ، 58 ، 59 ، 63 ، 64 ، 65 ، 68 ، 72 ، 80 ، 85 ، 86 ، 87 ، 108
محمد بن يحيى العطار 93 ، 103 ، 114 ، 115 ، 126
محمد العطار 153 ، 156 ، 157 ، 158 ، 159
مروان 39
معاوية بن ابي سفيان 97
معاوية بن عمار 85
معاوية بن وهب البجلي 124
معلى 108
معلى بن خنيس 35
معلى بن محمد البصري 95
مفضل بن عمر الجعفي 98 ، 118 ، 120 ، 121 ، 125
مقاتل بن سليمان 1
مقداد 97
موسى بن سعدان 25 ، 121
موسى عمر بن يزيد الصقيل 105
موسى بن القاسم ( البجلي ) 99 ، 124
منذر بن محمد بن قابوس 115
منصور 135
منصور بن يونس 27 ، 81 ، 82
منيع بن الحجاج 160
منيع بن الحجاج البصري 108
مهزم 87
ميمون البان 131
نصر بن ابي السري 115
نصر بن الصباح 164
نضر بن سويد 75
نعمان الرازي 3
النهدي = الهيثم بن ابي مسروق 149
وليد بن صبيح 59 ، 152
وهيب بن حفص 64
ص: 156
هارون بن حمزة الغنوي 23
هارون بن خارجة 116
هاني التمار 127
هشام بن الحكم 159
هشام بن سالم 4 ، 48 ، 61 ، 107 ، 133
هيثم بن ابي مسروق النهدي 1
يحيى أخو أديم 152
يحيى بن مالك 19
يحيى بن المثنى العطار 126
يحيى بن يعلى الأسدي 26
يحيى الحلبي 75
يزيد بن اسحاق 23
يزيد بن اسحاق شعر 158
يزيد بن سليط الزيدي 68
يعقوب بن شعيب 76
يعقوب بن يزيد 39 ، 45 ، 48 ، 57 ، 96 ، 104 ، 107 ، 109 ، 128 ، 139 ، 147
يعقوب السراج 5
يونس 159
يونس عبد الرحمن 40 ، 66
يونس بن يعقوب 41 ، 43 ، 77
ص: 157
1 _ إثبات الهداة للعالم النحرير والمحدث الخبير محمد بن الحسن الحر العالمي المتوفى سنة 1104 ه- - المطبعة العلمية - قم.
2 _ إثبات الوصية للعلامة الجليل والمورخ النسابة الرحالة أبي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي المتوفى سنة 346 ه- مكتبة بصيرتي - قم.
3 _ الاحتجاج لأبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي - مطبعة النعمان النجف الاشرف.
4 _ إحقاق الحق للقاضي السيد نور الله الحسيني المرعشي التستري الشهيد سنة 1019 ه- - المطبعة الاسلامية - طهران.
5 _الاختصاص لفخر الشيعة أبي عبدالله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي الملقب بالشيخ المفيد المتوفى سنة 413 ه- النجف الاشرف : 1390 ه-.
6 _ الاشارد للشيخ المفيد النجف الاشرف : 1392 ه-
7_ ارشاد القلوب للشيخ أبي محمد الحسن بن محمد الديلمي موسسة الا علمي - بيروت : 1398 ه-
8 _ اعلام الورى لامين الاسلام ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي - المطبعة الحيدرية - النجف الاشرف : 1390ه- - 1970 م.
9 _ اقبال الاعمال لركن الاسلام رضي الدين ابي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس المتوفى سنة 664 ه-.
10_ الامالي للشيخ الجليل الاقدم والمحدث الفقية الاعظم الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المتوفى سنة 381 ه- بيروت : 1400 ه-.
11 _ الامالي للعلامة الفقية المتكلم الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان المتوفى سنة 413 ه- - المطبعة الحيدرية - النجف الاشرف.
12 _ الامالي لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفى سنة 460 ه- وابنه ابو علي - مطبعة النعمان - النجف الاشرف : 1384 ه-.
13 _بحار الانوار لشيخ الاسلام ومحيي مذهب الحق العلامة محمد باقر بن محمد تقي المجلسي المتوفى سنة 1111 ه- طهران : الاخوندي
14 _ البرهان للعلامة الثقة الثبت المحدث الخبير والناقد البصير السيد هاشم الحسيني البحراني التوبلي الكتكاني المتوفى سنة 1107 ه- - طهران
15 _ بشارة الاسلام لعمدة العلماء الاعلام وزبدة الفقهاء الفخام العالم الجليل السيد مصطفى ال السيد حيدر الكاظمي المتوفى سنة 1336 ه- النجف الاشرف
16 _ بشارة المصطفى لابي جعفر محمد بن ابي القاسم محمد بن علي الطبري المطبعة الحيدرية - النجف الاشرف : 1369 ه-.
ص: 158
17_ بصائر الدرجات للثقة الجليل والمحدث النبيل شيخ القميين ابي جعفر محمد بن الحسن بن فروخ ( الصفار ) المتوفى سنة 290 ه- - ايران : 1380 ه-.
18 _ تاريخ دمشق للعالم الحافظ ابي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي المعروف با بن عساكر المتوفى سنة 573 ه-.
19 _ تاويل الايات للشيخ شرف الدين النجفي - مخطوط.
20 _ التفسير المنسوب إلى الامام الحسن العسكري علیه السلام
21 _ تفسير العياشي للمحدث الجليل ابي النضر محمد بن مسعود عياش السلمي السمرقندي المعروف بالعياشي - طهران : 1380 ه-.
22 _ التهذيب لشيخ الطايفة الطوسي مطبعة النعمان - النجف الاشرف : 1380 ه-.
23 _ التوحيد للشيخ الصدوق - مطبعة الحيدري - طهران 1387 ه-.
24 _ ثواب الاعمال للشيخ الصدوق - مطبعة الحيدري - طهران 1391 ه-.
25 _ جامع الاخبار المنسوب الي الشيخ الصدوق - قدم له حسن الصطفوي طهران : 1382.
26 _ حلية الاولياء للحافظ ابي نعيم احمد بن عبدالله الاصبهاني المتوفى سنة 420 ه-.
27 _ الخرائج والجرائح للشيخ الاجل قطب الدين ابو الحسن سعيد بن هبة الله الرواندي المتوفى 573 ه-
28 _ الخصال للشيخ الصدوق - المطبعة الحيدري - طهران : 1389 ه-.
29_ دلائل الامامة لابي جعفر محمد بن جريربن رستم الطبري الاملي - المطبعة الحيدرية 1383 ه-
30 _ رجال الطوسي لشيخ الطائفة الطوسي المطبعة الحيدرية - النجف الاشرف : 1381 ه-
31 _ رجال الكشي ( اختيار معرفة الرجال ) لشيخ الطائفة الطوسي جامعة مشهد - ايران.
32 _ رجال النجاشي للشيخ الجليل ابو العباس احمد بن علي بن احمد بن العباس النجاش المتوفى سنة 450 ه-
33 _ روضة المتقين لعلم الاعلام العلامة المولى محمد تقي المجلسي ( 1003 - 1070 ه- ) المطبعة العلمية - قم.
34 _ الطرائف لرضي الدين السيد ابي القاسم علي بن موسى بن طاووس الحسبني الحسيني المتوفى سنة 664 ه- - مطبعة الخيام - قم : 1400 ه-.
35 _ علل الشرائع للشيخ الصدوق ابن بابويه القمي - النجف الاشرف : 1385 ه-.
36 _ عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) للشيخ الصدوق ابن بابويه القمي - طهران : 1377 ه-.
37 _ الغيبة للشيخ الاجل ابن ابي زينب محمد بن ابرهيم النعماني - مكتبة الصدوق - طهران.
38 _ الغيبة لشيخ الطائفة الطوسي - مطبعة النعمان - النجف الاشرف : 1385 ه-.
39 _ فرائد السمطين لشيخ الاسلام المحدث الكبير ابراهيم بن محمد بن المؤيد الجويني الخراساني ( 644 - 730 ه- )
ص: 159
40 _ قصص الانبياء للشيخ الاجل قطب الدين ابو الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي المتوفى سنة 573 ه- - مخطوط في مكتبتنا.
41 _ الكافي لثقة الاسلام ابي جعفر محمد بن يعقوب بن اسحاق الكليني الرازي - مطبعة الحيدري - طهران : 1379 ه-.
42 _ كامل الزيارات لشيخ الطائفة وفقيهها المقدم ابي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه المتوفى سنة 367 ه- - المطبعة المرتضوية - النجف الاشرف : 1365 ه-.
43 _ كتاب ابي سعيد العصفري مطبعة الحيدري - طهران : 1371 ه-.
44 _ كتاب سليم بن قيس الكوفي دارالكتب الاسلامية - قم.
45 _ كشف الغمة للعلامةالمحقق ابي الحسن علي بن عيسى ابي الفتح الاربلي المتوفى سنة 693 ه- - المطبعة العلمية - قم : 1381 ه-.
46 _ كفاية الاثر لابي القاسم علي بن محمد بن علي الخزاز القمي الرازي - مطبعة الخيام : 1401ه-.
47 _ كمال الدين للشيخ الصدوق ابن بابويه القمي - مطبعة الحيدري - طهران : 1390 ه-.
48 _ كنز العمال لعلاء الدين علي بن حسام الدين الشهير بالمتقي الهندي الجونپوري المتوفى سنة 975 ه-.
49 _المحاسن للشيخ الثقة الجليل الاقدم ابي جعفر احمد بن محمد بن خالد البرقي - دار الكتب الاسلامية - طهران : 1370 ه-.
50 _ مختصر بصائر الدرجات للشيخ الجليل الحسن بن سليمان احلي - المطبعة الحيدرية - النجف الاشرف : 1370 ه-.
51 _ مشارق انوار اليقين للحافظ رجب البرسي - دار الاندلس - بيروت
52 _ معاني الاخبار للشيخ الصدوق ابن بابويه القمي - مطبعة الحيدري - طهران 1379 ه-.
53 _ مناقب ال ابي طالب لرشيد الدين ابي عبدالله محمد بن علي بن شهراشوب السروي المازندارني المتوفى سنة 588 ه- - المطبعة الحيدرية - النجف الاشرف : 1376 ه-.
54 _ مناقب الخوارزمي للحافظ ابي المؤيد الموفق بن احمد بن محمد البكري المكي الحنفي المعروف بأخطب خوارزم المتوفى سنة 568 ه- - المطبعة الحيدرية - النجف الاشرف : 1385 ه-.
55 _ من لا يحضره الفقية للشيخ الصدوق ابن بابويه القمي - مكتبة الصدوق - طهران 1392 ه-.
56 _ وسائل الشيعة للمحدث المتبحر الامام المحقق العلامة الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي المتوفى سنة 1104 ه- المطبعة الاسلامية - طهران : 1383 ه-.
ص: 160