الغدیر فی الکتاب و السنه و الادب المجلد 1

اشارة

سرشناسه:امینی، عبدالحسین، 1281 - 1349.

عنوان و نام پدیدآور:الغدیر فی الکتاب و السنه و الادب: کتاب دینی ،علمی، فنی،.../ عبدالحسین احمد الامینی النجفی؛ تحقیق مرکز الغدیر للدراسات الاسلامیه.

مشخصات نشر:قم: مرکز الغدیر للدراسات الاسلامیه، 1416ق.-= 1995م.-= 1374-

وضعیت فهرست نویسی:برونسپاری

یادداشت:عربی.

یادداشت:ج.2 (چاپ اول: 1375).

یادداشت:ج. 3، 6 و 8 (چاپ اول: 1416ق. = 1376).

یادداشت:ج. 13 (چاپ اول: 1422ق. = 2002م. = 1380).

یادداشت:کتابنامه.

موضوع:علی بن ابی طالب (ع)، امام اول، 23 قبل از هجرت - 40ق -- اثبات خلافت

موضوع:غدیر خم

شناسه افزوده:موسسه دایرةالمعارف فقه اسلامی بر مذهب اهل بیت (ع). مرکز الغدیر للدراسات الاسلامیه

رده بندی کنگره:BP223/54/الف8غ4 1374

رده بندی دیویی:297/452

شماره کتابشناسی ملی:م 75-8389

ص: 1

اشارة

ص: 2

الغدیر فی الکتاب و السنه و الادب

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

تحقیق مرکز الغدیر للدراسات الاسلامیه

ص: 3

ص: 4

بسم الله الرحمن الرحیم

ص: 5

ص: 6

کلمة المرکز

بِسْمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِیِم

الحمد الله ربّ العالمین والصلاة والسلام علی سیّد المرسلین محمد وآله الطاهرین.

(یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّ-هُ یَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ)

(إِنَّمَا وَلِیُّکُمُ اللَّ-هُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلَاةَ وَیُؤْتُونَ الزَّکَاةَ وَهُمْ رَاکِعُونَ).

صدق الله العلی العظیم

بین یدیک أیّها القارئ الکریم موسوعة علمیة نادرة ، هی موسوعة الغدیر لمؤلّفها الشیخ عبدالحسین أحمد الأمینی النجفی . وهذه الموسوعة کما عرفها أرباب العلم والاختصاص من خبراء البحث والتحقیق التاریخی والروائی والتحلیل الموضوعی ، هی بحث علمی وتحقیق نادر یدور حول مسألة من أهم مسائل التاریخ البشری بصورة عامة والتاریخ الإسلامی بصورة خاصة ، وهو موضوع الإمامة والخلافة والولایة بعد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم .

فقد سجّل المؤرخون محطّتین بارزتین علی امتداد تاریخ الأمة الإسلامیة ، وهما (بیعة الغدیر) و (بیعة السقیفة) ، فکان لهذین الحدثین أثرهما وامتدادهما الفکری والسیاسی والحضاری فی مسار الأمة ، فمنهما انطلق خطّان فکریّان واتجاهان

ص: 7

سیاسیّان : خطّ أهل البیت علیهم السلام والمشایعین لهم ، وخطّ آخر التزمه فریق ثانٍ من المسلمین ، فانطلق الخطّ الأوّل من الغدیر (غدیر خم) لیجری فی عمق الحیاة الإسلامیة ، واندفع الثانی من السقیفة لیسیر إلی جنبه یهادنه تارة ویتقاطع معه تارة أخری ، فتشهد الأُمّة حالات الصراع الفکری والسیاسی حیناً والدموی المؤسف حیناً آخر ، بل لم یشهد المسلمون مسألة أفرزت من الصراعات الفکریة والسیاسیة والعسکریة الداخلیة أکثر من مسألة الصراع بین نظریّتی السقیفة والغدیر .

السقیفة اصطلح علیها المنظّرون والباحثون فیما بعد بنظریة (الشوری) ، وهی التی ولدت فی السقیفة ، وانتهت إلی الرضا بالملک الوراثی وانتزاع السلطة بالقهر والغلبة ، ونظریّة (النصّ) التی صاغها البیان النبوی یوم الغدیر لتکون التفسیر الشرعی لاستحقاق الإمامة والولایة بعد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم .

وحوادث السقیفة ووقائعها لم تنلها محاولات التحریف والإخفاء من حیث وقوعها والنتائج التی خرج بها المجتمعون تحت ذلک السقف ، فقد دعمتها السلطة علی تعاقب أجیالها ، وحتی حین تحوّلت من الشوری إلی الوراثة فی عهد معاویة استفادت منها کأساس لمواجهة تیّار الغدیر الذی تحوّل إلی معارض فکری وسیاسی لحالات الانحراف والتسلّط التی حلّت بالمسیرة الإسلامیة .

أما (بیعة الغدیر) فقد واجهت مشکلتین أساسیتین هما :

مشکلة الإخفاء والتعتیم علیها من قبل البعض ، ومشکلة تفسیرها تفسیراً لا یتطابق وما حوته هذه الحادثة التاریخیة الخالدة من دلالة النصّ والقرینة . وفی ما ورد من أحادیث ومواقف نبویة فی مناسبات متعددة نجد بیاناً وافیاً لإیضاح معنی الولایة الواردة فی هذا الحدیث ، أنّها ولایة أمر الأمة ولیس النصرة والمحبة ، کحدیث الدار ، وحدیث المنزلة ، وحدیث : «لا یؤدّی عنّی إلّا علیّ» .

لذا فإنّ الباحث فی بیعة الغدیر علیه أن ینهض بمهمّتین أساسیتین نهوضاً علمیاً

ص: 8

وهما : مهمّة الإثبات ، ومهمّة ماذا یعنی البیان النبوی المبلّغ یوم الغدیر ؟

ولقد جری الباحث المحقّق الشیخ الأمینی ؛ علی منهج البحث العلمی المتّفق علیه لدی علماء الإسلام جمیعاً فی إثبات ما یراد إثباته وفهم معناه من السنّة المطهّرة ، جری علی هذا المنهج فی إثبات صحّة ما جاء من بیان نبویّ یوم الغدیر ، کما قام ببیان الدلالة والمقصود بهذا البیان ، فقام باستقراء مصادر النصّ المثبت لبیعة الغدیر ، والتحقیق الواسع العمیق والاستقراء الموضوعی الشامل الذی لم یلُذ فی زوایا المصادر

عنه إلّا التزر الیسیر من المؤیّدات لأدلّة الإثبات التی استوفاها فی بحثه وتحقیقه .

إنّ الجهد العلمی الذی حوته موسوعة الغدیر شاهد علی قدرة المؤلف وعلمیّة منهجه ، فقد تتبّع حادثة الغدیر والنصّ النبویّ الملقی فی جمع الحجیج من قبل النبیّ الکریم محمد صلی الله علیه وآله وسلم منذ ساعة الإدلاء بادئاً باستقراء رواة الغدیر منذ جیل الصحابة ثم التابعین ، ثم تابع النقل عن طریق طبقات الرواة والحفّاظ وأئمّة الحدیث المتّصلة بعصر التابعین جمیلاً بعد جیل وقرناً بعد قرن ، معرّفاً برجال السند وموثّقاً بحثه بأدلّة الإثبات المجمع علیها وموظّفاً شهادات علماء الرجال وأئمة الحدیث من غیر الشیعة للاستدلال علی تواتر حدیث الغدیر وبلوغه أعلی مراحل التواتر المعتبرة فی اصطلاح علماء الحدیث .

وکما استوفی البحث أدلّة الإثبات وإقامة الشهود علی صدق بیعة الغدیر ، قام بتحلیل محتوی النصّ وتفسیر دلالة المقام النبوی ، مستعیناً بمنهج البحث العلمی المعتمد لدی الفقهاء وعلماء أصول الفقه فی دراسة النصّ وتحلیله لغویاً وتعضید الفهم والتحلیل بالعدید من القرائن المفسّرة لإثبات المراد النبوی من عبارة : «من کنت مولاه فعلیّ مولاه» بعد أن تحوّل النزاع عند من لم یستطع نفی البیان النبوی ، تحوّل

إلی نزاع حول دلالة الحدیث ، فَفُسِّر بالنصرة والمحبّة ولیس بولایة الأمر التی تعنی الإمامة والخلافة .

ص: 9

وفیما عرضه الباحث من تحلیل ونقاش واستدلال ما یخرج إجمال اللفظ إلی مُبَیَّن الدلالة المساوقة لدلالة النصّ بالوضع اللغوی علی مراد الرسول الهادی محمد صلی الله علیه وآله وسلم ، فاستطاع بما بذل من جهد علمی واستدلال موضوعی أن یقدّم إقناعاً للقارئ مؤهّلاً لتطویق ما جری فی السقیفة من بیعة وامتداد فکری وسیاسی ، سواءً استند علی دعوی غیاب النصّ أو الاجتهاد فی فهم الدلالة ، مستدلّاً بفهم الإمام علیّ ابن أبی طالب علیه السلام وطلیعة من الصحابة ، واحتجاجه بذلک الفهم ومطالبته بالخلافة ومناشدته شهود الغدیر للإدلاء بشهاداتهم .

وفی فصول الکتاب نقرأ الحوار والمناقشة العقیدیة والدفاع عن الفکر الشیعی ومواجهة التهم والشبهات المتراکمة عبر قرون من الصراع الفکری والسیاسی ، ولما حوته هذه الموسوعة العلمیة من ثقافة الفکر والتراث والأدب استطاعت أن تحتلّ مکانتها بین مراجع الفکر والثقافة والمعرفة الإسلامیة .

ومرکز الغدیر الذی أُسِّسَ بقرار وتبنٍّ من قِبل سماحة آیة الله المجاهد قائد الأمّة الإسلامیة وولی أمرها السید علی الحسینی الخامنئی - حفظه الله تعالی - لینهض بمهمة التعریف بمنهج أئمة أهل البیت علیهم السلام وعلومهم ومعارفهم الإسلامیة ، وتسلیط الأضواء علی المساحات المعتمة من مواطن الخلاف بین الفرق والمذاهب الإسلامیة ، لیُسجِّل کلمة الشکر والتقدیر الفائقین لعنایة سماحته وأمره بإعادة طبع وتحقیق وضبط

ومراجعة هذا السِفر القیِّم نظراً لما حوی من بحث علمی ومنهجیة موضوعیة واستدلال رصین وحوار موثّق جعل منه مصدراً علمیاً مؤهّلاً لخدمة الحقیقة وتوفیر رؤیة علمیة مشترکة بین المسلمین لأخطر قضیة واجهتها الأمّة الإسلامیة عبر تأریخها المریر.

عمل المرکز فی موسوعة الغدیر :

لقد ترکز جهد العاملین فی هذه الموسوعة علی المجالات الآتیة :

1 - معالجة لنصّ الکتاب وتقویمه من النواحی اللغویة والنحویة والإملائیة

ص: 10

والعروضیة ، وإصلاح الأخطاء والسقطات الطباعیة ، أو تلک التی سها عنها القلم الشریف للمؤلف قدس سره .

2 - شرح المفردات اللغویة التی رأینا أنها تحتاج إلی إیضاح .

3 - إعادة تقطیع النصّ ووضع علامات ترقیم جدیدة فی بعض الموارد التی رأینا أنّها بحاجة إلی ذلک ، کالفارزة المنقوطة قبل الجمل التعلیلیّة والمفسَّرة .

4 - تخریج وتوثیق المعلومات والنصوص والروایات الواردة فی الکتاب ، وذکر الطبعات الجدیدة والمتداولة للمصادر التی اعتمدها المؤلف .

5 - مقابلة نصوص الکتاب علی ما وردت فی مصادرها من أجل ضبطها ، والتعلیق فی الموارد التی تحتاج إلی ذلک .

منهج العمل :

1 - أدمجنا هوامشنا مع هوامش المؤلف قدس سره مع التنبیه علی هوامش المؤلف بکلمة (المؤلف) وترکنا هوامشنا بدون علامة .

2 - ذکرنا الطبعات الجدیدة للمصادر المعتمدة فی الکتاب ، وإذا لم یکن متداولاً - حسب اطلاعنا - سوی الطبعات القدیمة التی اعتمدها المؤلف فلا یشار إلیها إلّا فی الحالات التی أوردها المؤلف دون ذکر الجزء والصحیفة .

3 - حصرنا الإضافات التی ذکرناها علی متن الغدیر بین معقوفین [] مع الإشارة إلی مصدرها أو سببها . وحصرنا النصوص المنقولة عن المعصومین علیهم السلام بین قوسین صغیرین « » والآیات القرآنیة بین قوسین مزهّرین ( ) ، وترکنا النصوص الأخری المنقولة بدون تعلیم .

4 - أصلحنا الأخطاء والاشتباهات الواردة فی نقل النصوص فی محلّها دون الإشارة إلی ذلک ، إلّا فی حالات نادرة وحسبما تقتضی الضرورة .

ص: 11

5 - اعتمدنا فی عملنا الطبعة الثانیة - الطبعة المتداولة - من کتاب الغدیر لاشتمالها علی إضافات استدرک بها المؤلف علی الطبعة الأولی ، کما أننا رجعنا إلی

الطبعة الأولی فی الحالات التی یُظَنُّ فیها بوجود کلمات أو عبارات ساقطة أو أخطاء فی الطبعة الثانیة .

6 - اشتملت هذه الطبعة علی ملاحظات قیّمة وتعلیقات مهمّة واستدراکات علی المؤلف للمحقّق الخبیر سماحة السیّد عبدالعزیز الطباطبائی الذی واکب العمل وأشرف علی سیره منذ خطواته الأولی ، فکان لجهود سماحته الدور المشکور فی التقاط المؤیِّدات وإضافتها مؤشَّرة فی مواقعها من الکتاب . وقد میّزنا تعلیقات سماحته واستدراکاته بکلمة (الطباطبائی) .

7 - حصرنا إضافاتنا علی هوامش المؤلف بین معقوفین سواء کانت هذه الإضافة تخریجة أو تعلیقة لنا .

8 - أبقینا أرقام الأجزاء والصحائف التی أحال بها المؤلف علی حالها ، ویمکن للقارئ الرجوع فیها إلی رقم التسلسل للطبعات السابقة المذکور فی حاشیة الکتاب ، أمّا إحالاتنا فذکرنا فیها رقم التسلسل للطبعة الجدیدة .

9 - أشرنا إلی طبعات المصادر فی الهامش فی الحالات التی یکون النصّ غیر موجود فی الطبعة المعتمدة لدینا .

10 - الرسائل والتقاریظ الواردة إلی المؤلف بعد صدور الطبعة الأولی والطبعة الثانیة للکتاب موزّعةً علی أجزائه ، قمنا بجمعها لتطبع ضمن الجزء المستقل الذی یحمل رقم صفر ، والذی سیحتوی علی مقدمة وافیة لکتاب الغدیر وحیاة المؤلف قدس سره إن شاء الله .

وفی الختام فإنّنا ندعو أرباب العلم والثقافة من مختلف الاتجاهات والقناعات

ص: 12

الإسلامیة إلی دراسة هذا السَّفر القیّم والتأمّل بما فیه تأمّلاً موضوعیّاً ، راجین أن یکون هذا المشروع الثقافی مصدراً لتصحیح الکثیر من الشبهات والقناعات التی کوّنتها ظروف الإساءة إلی الحقیقة ؛ لیکون هذا الجهد العلمی أساساً للتلاقی والتقریب بین المسلمین .

ولا بدّ لنا من أن نسجّل کلمة الشکر والتقدیر للاهتمام والرعایة الأبویة والمتابعة التی أولاها سماحة آیة الله السید محمود الهاشمی المشرف العام علی مرکز

الغدیر لهذا الکتاب ، والتی ساهمت فی إیصاله إلی المستوی الذی أخرج به .

ونسجّل شکرنا أیضاً لسماحة الشیخ خالد أبا ذر ، الذی کان لإشرافه المباشر وتدخّله فی توجیه العمل الأثر الطیّب فی إنجاز المشروع .

کما ننوّه بالجهود التی بذلها العاملون فی تحقیق هذا الکتاب وإخراج مادّته العلمیة بصیغتها الفنیّة ، ومواصلة العمل وفق الخطة المرسومة لهذا المشروع العلمی .

والله نسأل أن یتقبّل جهد المؤلف بقبولٍ حسن ویمنّ علیه بواسع الرحمة والمغفرة .

مرکز الغدیر للدراسات الاسلامیة

ص: 13

ص: 14

البلاغ المبین بلسان النبی الأعظم صلی الله علیه وآله وسلم

«عنوان صحیفة المؤمن : حبّ علیّ بن أبی طالب»(1)

«من سرّه أن یحیی

حیاتی ویموت مماتی ویسکن جنّة

عدن غرسها ربّی ، فلیوال علیاً من بعدی ، ولیوال ولیّه ،

ولیقتد بالأئمة من بعدی ، فإنَّهم عترتی ، خلقوا من طینتی ،

رُزقوا فهماً وعلماً ، وویل للمکذّبین بفضلهم من أمّتی ،

القاطعین فیهم صلتی ، لا أنالهم الله شفاعتی»(2)ف)

ص: 15


1- أخرجه الحافظ الخطیب البغدادی فی تاریخه : 4 / 410. (المؤلف)
2- أخرجه الحافظ أبو نعیم فی حلیة الأولیاء : 1 / 80. (المؤلف)

ص: 16

الإهداء

لم أجد أحداً أولی بإهداء کتابی هذا إلیه من صاحبه ، حامل عبء الولایة الکبری .. أمیر المؤمنین صلوات الله علیه .

یا صاحب الولایة وسیّد الأُمَّة وأبا الأئمّة ،

(یَا أَیُّهَا الْعَزِیزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْکَیْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَیْنَا إِنَّ اللَّ-هَ یَجْزِی الْمُتَصَدِّقِینَ)

أُهدیک کتابی هذا ، وهو بضاعتی المزجاة ، وصحائف ولائی الخالص ، فتفضّل علیَّ بالقبول ، وأحسن إلیَّ إنَّ الله یحبّ المحسنین.

عبد الحسین أحمد الأمینی

ص: 17

ص: 18

بِسْمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِیِم

الحمد لولیّه ، والصلاة علی نبیّه ، وآله الأئمة ، وأولیاء الأُمّة

(هَ-ذَا کِتَابُنَا یَنطِقُ عَلَیْکُم بِالْحَقِّ)

حدیث النبأ العظیم فی غدیر خُمّ حدیث الدعوة الإلهیّة ، حدیث الولایة الکبری ، حدیث إکمال الدین ، وإتمام النعمة ، ورضا الربّ علی ما نزل به کتاب الله المبین ، وتواترت به السنّة النبویّة ، وتواصلت حلقات أسانیده منذ عهد الصحابة والتابعین إلی الیوم الحاضر ، وما حوله من حقائق ناصعة تتعلّق بالمتن أو الإسناد ،

وإرحاض ما هنالک من جلبة وترکاض ، حتی یتجلّی للقارئ الحقّ الصراح بأجلی مظاهره .

وجُلّ قصدنا من إرداف ذلک بتراجم شعراء الغدیر وشعرهم فیه علی ترتیب القرون الهجریّة إثبات شهرة الحدیث وتواتره فی کلّ جیل ، وأنَّه من أظهر ما تلوکه الأشداق نظماً ونثراً ، وتأتی هذه کلها فی ستّة عشر جزءاً .

وإنّا نعدّ ذلک کله خدمةً للدین ، وإعلاءً لکلمة الحقّ ، وإحیاءً للأُمّة الإسلامیة ، وإشادةً بالذکر العلویّ الخالد ، وولاءً لصاحب الولایة ، وأستمدُّ من المولی سبحانه أن یمدّنی بإنجاز ما أعده ، وتحقیق ما أضمره ، وله الحمد أوّلاً وآخراً .

الأمینی

ص: 19

ص: 20

التاریخ الصحیح

لا یکون انبعاث أیّةِ فِرقة من الفِرق إلی تدوین التاریخ أقلَّ من انبعاث أخواتها إلیه ، فکلٌ یتحرّی منه غایة ، ویرمی إلی غرض یخصّه ، فإن کان المؤرّخ یرید به الحیطة(1) بحوادث الدهر ، والوقوف علی أحوال الأجیال الغابرة ، فالجغرافیّ یطلبه لتحقیق القسم السیاسیّ به ؛ لاختلافه بتغلّبات الدول ، وانعکاف(2) أُمم علی خطط معیّنة وانثیال(2) أُمم عنها.

وإن انبعث الخطیب إلی سَبْر غَور التاریخ لما فیه من عِبَر وعِظات بالغة فی تدهور الأحوال وفناء الأجیال ، وهلاک ملوک واستخلاف آخرین ، وما انتاب أقواماً من جرّاء ما اجترحوه من السیّئات ، وما فاز به آخرون بما جاؤوا به من صالح الأعمال ، فالدینیّ یبتغیه للوقوف علی ما وُطِّد به أُسس المعتقد ؛ وعُلِّیَ علیه صروحُه وعلالیُّه(3) ، وإفرازه عمّا کان حوله من لعب الأهواء ، وتَرکاض أهل المطامع.

وإذا کان الأخلاقیّ یقصد به التجاریب الصالحة فی ملکات النفوس ، التی تحلّی بالصحیحة منها فِرقٌ من الناس فأفلحوا ، وتردّی(4) بالردیئة منها آخرون فخابوا ،

ص: 21


1- و (2) کذا.
2- انثالوا علیه : انصبّوا علیه واجتمعوا ، ومراد المؤلف هنا : التفرّق.
3- العلالیّ : جمع عِلِّیّة وهی الغرفة.
4- تردّی بالرداء : ارتداه ولبسه.

فیَستنتِج من ذلک دستوراً عامّاً للمجتمع لیعمل به متی راقه أن یأخذ حذراً عن سقوط الفرد أو تلاشی المجتمع ، فالسیاسیّ یرید به الوقوف علی مناهج الأُمم التی تقدّم بها الغابرون ، ومساقط الشهوات التی أسفّت بمعتنقیها إلی هوّة البوار والضعة ، فغادَرتْهم کحدیث أمس الدابر ، ویرید به البصیرة فیما سلفت به التجاریب الصحیحة فی المضائق والمآزق الحرجة ، وافتراع عقبات کأداء ، فیتّخذ من ذلک کلّه برنامجاً صالحاً لرُقیّ أمّته ، وتقدّم بیئته.

والأدیب یقتنص شوارد التاریخ ؛ لأنَّ ما یتحرّاه من تنسیق لفظه ، وفخامة معناه ، وما یجب أن یکون فی شعره أو نثره - من محسِّنات الأسلوب ، ومقرِّبات المغزی بإشارة أو استعارة - منوطٌ بالاطّلاع علی أحوال الأُمم والوقوف علی ما قصدوه من دقائق ورقائق.

وإذا عمّمنا التاریخ علی مثل علم الرجال والطبقات ، فحاجة الفقیه إلیه مسیسة فی تصحیح الأسانید ، وإتقان مدارک الفتاوی ، وبه یظهر افتقار المحدِّث إلیه فی مزید الوثوق بروایاته ، علی أنَّ لِفنِّ الحدیث مواضیع متداخلة مع التاریخ ، کما یُروی من قصص الأنبیاء وتحلیل تعالیمهم ؛ حیث یجب علی المحدِّث المحاکمة بین ما یتلقّاه وما

یسرده التاریخ ، أو التطبیق بینهما إن جاءا متّفقَین فی بیان الحقیقة.

والمفسّر لا مُنتدح له من التوغّل فی التاریخ عندما یقف علی آیات کریمة توعز إلی قصص الماضین وأحوالهم ؛ لضربٍ من الحکمة ، ونوعٍ من العِظَة ، وعلی آیات أخری نزلت فی شؤون خاصّة ، یفصِّلها التاریخ تفصیلاً.

والباحث إذا دقّق النظرة فی أیّ علم یجد أنّ له مسیساً بالتاریخ لا یتمّ لصاحبه غایته المتوخّاة إلّا به.

فالتاریخ إذاً ضالّة العالِم ، وطَلِبة المتفنّن ، وبُغیة الباحث ، وأُمنیّة أهل الدین ومقصد الساسة ، وغرض الأدیب. والقول الفصل : إنَّه مأرب المجتمع البشریّ أجمع ،

ص: 22

وهو التاریخ الصحیح الذی لم یُقصد به إلّا ضبط الحقائق علی ما هی علیه ، فلم تعبث به أغراض مستهدفة ، ولم یعِثْ فیه نزعات أهوائیة ، ککثیرٍ ممّا أُلِّف من زُبُر التاریخ التی روعی فی جملة منها جلب مرضاة القادة والأُمراء ، أو تدعیم مبدأ أو فکر مفکّر ، أو أُرید به التحلیق بأشخاص معلومین إلی أوْج العظمة ، والإسفاف بآخرین إلی هُوّة الضعة ؛ لمغازٍ هنالک تختلف باختلاف الظروف والأحوال.

أو اختلط(1) فیه الحابل بالنابل بتوسّع المؤلّفین لما حَسِبوه من أنَّ الإحاطة بکلّ ما قیل توسّعٌ فی العلم ، وإحسانٌ فی السمعة ؛ ذهولاً منهم عن أنَّ مقادیر الرجال بالدرایة لا بالروایة(2) ، فأدخلوا فی التاریخ هفواتٍ لا تُحصی ، غیرَ شاعرین بأنّ رواة تلک السفاسفِ زبائنُ عصبة ، وحنّاقٌ علی عصبة ؛ أو أنّهم قصّاصون غیر مکترثین من الإکثار فی النقل الخرافیّ أو الافتعال ؛ إکباراً لِلسمعة ، أو نزولاً علی حکم النهَمة ، فتلقّتْها عنهم السذّج فی العصور المتأخِّرة کحقائق راهنة ، وتنبّه لها المنقِّب فوجدها أحادیث خرافیّة فرفضها ، غیرَ مُبالٍ بالطعن علی التاریخ ، فلا شعر أولئک أنّها ولیدةُ تقالیدَ أو مطامع ، ولا عرف هذا أنَّ الآفة فی وَرَطات القالة ، وسوء صنیع الکَتَبة ، لا فی أصل الفنّ ، ولو ذهبنا إلی ذکر الشواهد لهذه کلّها لخرج الکتاب عن وضعه.

هکذا خفیت الحقیقة بین مُفرِط ومُفرِّط ، وذهبت ضحیّة المیول والشهوات ،

ص: 23


1- معطوف علی قوله : «روعی» قبل أسطر ، وقد ذکّر الضمیر هنا فی قوله : «اختلط فیه» ؛ لأنَّ المراد من «زبر التاریخ» نفس التاریخ.
2- فی کتاب زید الزرّاد عن أبی عبدالله الصادق علیه السلام قال : قال أبو جعفر علیه السلام : «یا بنیّ اعرف منازل شیعة علیّ علی قَدْر روایتهم ومعرفتهم ، فإنَّ المعرفة هی الدرایة للروایة ، وبالدرایات للروایات یعلو المؤمن إلی أقصی درجة الإیمان. إنّی نظرتُ فی کتابٍ لعلیّ علیه السلام فوجدت فیه : أنَّ زِنة کلّ امریءٍ وقَدْرَه معرفتُه ، إنَّ الله یُحاسب العباد علی قدْر ما آتاهم من العقول». وفی غیبة النعمانی : ص 70 [ص 141 باب 10 ح 2] فی حدیث عن الإمام الصادق علیه السلام : «خبر تدریه خیر من عشْرٍ ترویه ؛ إنَّ لکلّ حقٍّ حقیقةً ، ولکلّ صوابٍ نوراً». وفی کشف الغمّة للشعرانی : 1 / 40 [1 / 22] : کان علیّ بن أبی طالب رضی الله عنه یقول : «کونوا للعلمِ وعاةً ، ولا تکونوا له رواة». (المؤلف)

فواجب الباحث أن یسبر هذا الغور متجرِّداً عن النعرات الطائفیّة ، غیر متحیِّز إلی فئة ، متزحزحاً عن عوامل الحبّ والبغض ، ونصب عینیه مقیاسٌ من أصول مسلَّمة ، یقابل به صفحة التاریخ ، فإن طالته أو قصرت عنه رفضها ، وإن قابلته مقابلة المِثْلِ بالمِثْل اعتمد علیها ، علی تفصیلٍ لا یَسَعه نِطاقُ البحث هاهنا.

ص: 24

أهمیّة الغدیر فی التاریخ

لا یستریب أیّ ذی مُسْکة(1) فی أنَّ شرف الشیء بشرف غایته ، فعلیه أنَّ أوّل ما تکسبه الغایات أهمیّة کبری من مواضیع التاریخ هو ما أُسِّس علیه دین ، أو جرت به نِحلة ، واعتلت علیه دعائمُ مذهب ، فدانت به أُمم ، وقامت به دول ، وجری به ذکرٌ مع الأبد ، ولذلک تجد أئمة التاریخ یتهالکون فی ضبط مبادئ الأدیان وتعالیمها ، وتقیید

ما یتبعها من دعایات ، وحروب ، وحکومات ، وولایات ، التی علیها نَسَلت الحُقُب والأعوام ، ومضت القرون الخالیة (سُنَّةَ اللَّ-هِ فِی الَّذِینَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّ-هِ تَبْدِیلًا)(2) ، وإذا أهمل المؤرِّخ شیئاً من ذلک فقد أوجد فی صحیفته فراغاً لا تسدّه أیّة مهمّة ، وجاء فیها بأمر خِداج(3) ؛ بُتِر أوّلُه ، ولا یُعلم مبدؤه ، وعسی أن یوجب ذلک جهلاً للقارئ فی مصیر الأمر ومنتهاه.

إنَّ واقعة غدیر خُمّ هی من أهمّ تلک القضایا ؛ لما ابتنی علیها - وعلی کثیر من الحُجج الدامغة - مذهبُ المقتصِّین أثر آل الرسول - صلوات الله علیه وعلیهم - وهم معدودون بالملایین ، وفیهم العلم والسؤدد ، والحکماء ، والعلماء ، والأماثل ، ونوابغ فی علوم الأوائل والأواخر ، والملوک ، والساسة ، والأمراء ، والقادة ، والأدب الجمّ ،

ص: 25


1- أی ذی رأی وعقل وافر.
2- الأحزاب : 62.
3- الخِداج : النقصان فی کلّ شیء ، وأصل ذلک من خداج الناقة إذا ولدت ولداً ناقص الخلق.

والفضل الکُثار ، وکتب قیِّمة فی کلّ فنّ ، فإنْ یکن المؤرِّخ منهم فمن واجبه أن یفیض علی أمّته نبأ بَدْء دعوته ، وإن یکن من غیرهم فلا یعدوه أن یذکرها بسیطة عندما یسرُد تاریخ أمّة کبیرة کهذه ، أو یشفعها بما یرتئیه حول القضیّة من غمیزة فی الدلالة ، إن کان مزیج نفسه النزول علی حکم العاطفة ، وما هنالک من نعرات طائفته ، علی حین أنّه لا یتسنّی له غمزٌ فی سندها ، فإنَّ ما ناء به نبیّ الإسلام یومَ الغدیر من الدعوة إلی مفاد حدیثه لم یختلف فیه اثنان ، وإن اختلفوا فی مؤدّاه ؛ لأغراضٍ وشوائبَ غیر خافیة علی النابه البصیر.

فذکرها من أئمّة المؤرِّخین : البلاذری : المتوفّی سنة (279) فی أنساب الأشراف ، وابن قتیبة : المتوفّی (276) فی المعارف والإمامة والسیاسة ، والطبریّ : المتوفّی (310) فی کتاب مفرد ، وابن زولاق اللیثی المصری : المتوفّی (287) فی تألیفه ، والخطیب البغدادی : المتوفّی (463) فی تاریخه ، وابن عبدالبَرّ : المتوفّی (463) فی الاستیعاب ، والشهرستانی : المتوفّی (548) فی الملل والنحل ، وابن عساکر : المتوفّی (571) فی

تاریخه ، ویاقوت الحَمَوی [المتوفّی سنة 626] فی معجم الأدباء (18 / 84) من الطبعة الأخیرة ، وابن الأثیر : المتوفّی (630) فی أُسد الغابة ، وابن أبی الحدید : المتوفّی (656) فی شرح نهج البلاغة ، وابن خلّکان : المتوفّی (681) فی تاریخه ، والیافعی : المتوفّی

(768) فی مرآة الجنان ، وابن الشیخ البَلَوی [المتوفّی سنة 604] فی ألف باء ، وابن کثیر الشامی : المتوفّی (774) فی البدایة والنهایة ، وابن خلدون : المتوفّی (808) فی مقدّمة تاریخه ، وشمس الدین الذهبی [المتوفّی سنة 748] فی تذکرة الحفّاظ ، والنویری : المتوفّی

حدود (833) فی نهایة الأَرَب فی فنون الأَدَب ، وابن حجر العسقلانی : المتوفّی (852) فی الإصابة وتهذیب التهذیب ، وابن الصبّاغ المالکی : المتوفّی (855) فی الفصول المهمّة ، والمقریزی : المتوفّی (845) فی الخطط ، وجلال الدین السیوطی : المتوفّی (910) فی غیر واحد من کتبه ، والقرمانی الدمشقی : المتوفّی (1019) فی أخبار الدول ، ونور الدین الحَلَبی : المتوفّی (1044) فی السیرة الحَلَبیّة ، وغیرهم.

ص: 26

وهذا الشأن فی علم التاریخ لا یقلّ عنه الشأن فی فنّ الحدیث ، فإنَّ المحدِّث إلی أیّ شطرٍ ولّی وجهه من فضاء فنِّه الواسع ، یجد عنده صحاحاً ومسانیدَ تثبت هذه المَأثُرة لولیّ أمر الدین علیه السلام ، ولم یزل الخَلَف یتلقّاه(1) من سلفه حتی ینتهی الدور إلی

جیل الصحابة الوعاة للخبر ، ویجد لها مع تعاقب الطبقات بَلَجاً ونوراً یَذهب بالأبصار ، فإن أغفل المحدِّث ما هذا شأنه ، فقد بخس للأمّة حقّاً ، وحرمها عن الکثیر الطیّب ممّا أسدی إلیها نبیُّها نبیّ الرحمة من برّه الواسع ، وهدایته لها إلی الطریقة المثلی.

فذکرها من أئمّة الحدیث : إمام الشافعیة أبو عبدالله محمد بن إدریس الشافعی : المتوفّی سنة (204) کما فی نهایة ابن الأثیر ، وإمام الحنابلة أحمد بن حنبل : المتوفّی (241) فی مسنده ومناقبه ، وابن ماجة : المتوفّی (273) فی سننه ، والترمذی : المتوفّی (279) فی صحیحه ، والنسائی : المتوفّی (303) فی الخصائص ، وأبو یعلی الموصلی : المتوفّی (307) فی مسنده ، والبغوی : المتوفّی (317) فی السنن ، والدولابی : المتوفّی (320) فی الکنی والأسماء ، والطحاوی : المتوفّی (321) فی مشکل الآثار ، والحاکم : المتوفّی (405) فی المستدرک ، وابن المغازلی الشافعی : المتوفّی (483) فی المناقب ، وابن مندة الأصبهانی : المتوفّی (512) بعدّة طرق فی تألیفه ، والخطیب الخوارزمی : المتوفّی (568) فی المناقب ومقتل الإمام السبط علیه السلام ، والکنجی : المتوفّی (658) فی کفایة الطالب ، ومحبّ الدین الطبریّ : المتوفّی (694) فی الریاض النضرة وذخائر العقبی ، والحمّوئی : المتوفّی (722) فی فرائد السمطین ، والهیثمیّ : المتوفّی (807) فی مجمع الزوائد ، والذهبی : المتوفّی (748) فی التلخیص ، والجَزْری : المتوفّی (830) فی أسنی المطالب ، وأبو العبّاس القسطلانی : المتوفّی (923) فی المواهب اللدنیّة ، والمتّقی الهندی : المتوفّی (975) فی کنز العمّال ، والهَرَویّ القاری : المتوفّی (1014) فی المرقاة فی شرح المشکاة ، وتاج الدین المناوی : المتوفّی (1031) فی کنوز الحقائق فی حدیث خیر الخلائق وفیض القدیر ، والشیخانی القادری فی الصراط

ص: 27


1- ذکّر الضمیر فی «یتلقّاه» بلحاظ أنَّ المأثرة کانت بواسطة الخبر والحدیث المتناقل.

السویّ فی مناقب آل النبیّ ، وباکثیر المکّی : المتوفّی (1047) فی وسیلة المآل فی مناقب الآل ، وأبو عبدالله الزرقانی المالکی : المتوفّی (1122) فی شرح المواهب ، وابن حمزة الدمشقی الحنفی فی کتاب البیان والتعریف ، وغیرهم.

کما أنَّ المفسِّر نُصْبُ عینیه آیٌ(1) من القرآن الکریم نازلة فی هذه المسألة یری من واجبه الإفاضة بما جاء فی نزولها وتفسیرها ، ولا یرضی لنفسه أن یکون عمله مبتوراً ، وسعیه مُخدَجاً ، فذکرها من أئمّة التفسیر : الطبریّ : المتوفّی (310) فی تفسیره ، والثعلبی : المتوفّی (427 ، 437) فی تفسیره ، والواحدی : المتوفّی (468) فی أسباب النزول ، والقرطبی : المتوفّی (567) فی تفسیره ، وأبو السعود فی تفسیره ، والفخر الرازی : المتوفّی (606) فی تفسیره الکبیر ، وابن کثیر الشامی : المتوفّی (774) فی تفسیره ، والنیسابوری : المتوفّی فی القرن الثامن فی تفسیره ، وجلال الدین السیوطی فی تفسیره ، والخطیب الشربینی فی تفسیره ، والآلوسی البغدادی : المتوفّی (1270) فی تفسیره ، وغیرهم.

والمتکلّم حین یقیم البراهین فی کلّ مسألة من مسائل علم الکلام ، إذا انتهی به السیر إلی مسألة الإمامة ، فلا مُنتدح له من التعرّض لحدیث الغدیر حجّةً علی المُدّعی أو نقلاً لحجّة الخصم ، وإن أردفه بالمناقشة فی الحساب عند الدلالة ، کالقاضی أبی بکر الباقلّانی البصری : المتوفّی سنة (403) فی التمهید ، والقاضی عبدالرحمن الإیجی الشافعی : المتوفّی (756) فی المواقف ، والسیِّد الشریف الجرجانی : المتوفّی (816) فی شرح المواقف ، والبیضاوی : المتوفّی (685) فی طوالع الأنوار ، وشمس الدین الأصفهانی فی مطالع الأنظار ، والتفتازانی : المتوفّی (792) فی شرح المقاصد ، والقوْشّجی المولی علاء الدین : المتوفّی (879) فی شرح التجرید. وهذا لفظهم :

ص: 28


1- کقوله تعالی : (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَرَضِیتُ لَکُمُ الْإِسْلَامَ دِینًا) [آیة : 3] فی سورة المائدة وقوله فیها [آیة : 67] : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ) الآیة. وقوله فی المعارج [آیة : 1] : (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ). (المؤلف)

إنَّ النبیّ صلی الله علیه وسلم قد جمع الناس یوم غدیر خُمّ - موضع بین مکة والمدینة بالجُحْفة(1) - وذلک بعد رجوعه من حجّة الوداع ، وکان یوماً صائفاً حتی إنَّ الرجل لَیضع رداءه

تحت قدمیه من شدّة الحرّ ، وجمع الرحال ، وصعد علیها ، وقال مخاطباً : «معاشرَ المسلمین ألستُ أولی بکم من أنفسکم ؟ قالوا : اللّهمّ بلی.

قال : من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصُرْ

من نَصره ، واخذُلْ من خَذله»(2).

ومن المتکلّمین القاضی النجم محمد الشافعی : المتوفّی (876) فی بدیع المعانی ، وجلال الدین السیوطی فی أربعینه ، ومفتی الشام حامد بن علیّ العمادی فی الصلات الفاخرة بالأحادیث المتواترة ، والآلوسی البغدادی : المتوفّی (1324) فی نثر اللآلی ، وغیرهم.

واللغویّ لا یجد مُنتدَحاً من الإیعاز إلی حدیث الغدیر عند إفاضة القول فی معنی (المولی) أو (الخُمّ) أو (الغدیر) أو (الولیّ) ، کابن دُرَید محمد بن الحسن - المتوفّی (321) - فی جمهرته (1 / 71)(3) ، وابن الأثیر فی النهایة(4) ، والحموی فی معجم البلدان(5) فی (خُمّ) ، والزبیدی الحنفی فی تاج العروس(6) ، والنبهانی فی المجموعة النبهانیة.

ص: 29


1- کانت قریة کبیرة علی ثلاث مراحل من مکة فی طریق المدینة ، وهی میقات أهل مصر والشام. معجم البلدان : 2 / 111.
2- ذکرنا لفظهم ؛ لکونه غیر مسند ، بل ذکروه إرسال المسلَّم. (المؤلف)
3- قال : غدیر خُمّ معروف ، وهو الموضع الذی قام فیه رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم خطیباً بفضل أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب. کذا فی المطبوع من الجمهرة [1 / 108] ، وقد حکی عنه ابن شهرآشوب وغیره فی العصور المتقادمة من النسخ المخطوطة من الجمهرة ما نصّه : هو الموضع الذی نصّ النبیُّ صلی الله علیه وآله وسلم فیه علی علیّ علیه السلام. انتهی. وقد حرّفته ید الطبع الأمینة. (المؤلف)
4- النهایة فی غریب الحدیث والأثر : 5 / 228.
5- معجم البلدان : 2 / 389
6- تاج العروس : 10 / 399.

ص: 30

واقعة الغدیر

أجمع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم الخروج إلی الحجّ فی سنة عشْرٍ من مُهاجره ، وأذّن فی الناس بذلک ، فقدم المدینة خلق کثیر یأتمّون به فی حِجّته تلک التی یُقال(1) علیها حجّة الوداع ، وحجّة الإسلام ، وحجّة البلاغ ، وحجّة الکمال ، وحجّة التمام(2) ، ولم یحجّ غیرها منذُ هاجر إلی أن توفّاه الله ، فخرج صلی الله علیه وآله وسلم من المدینة مغتسلاً متدهِّناً مترجِّلاً متجرِّداً فی ثوبینِ صُحاریّین(3) : إزارٍ ، ورداء ، وذلک یوم السبت لخمسِ لیالٍ أو ستٍّ بقینَ من ذی القِعْدة ، وأخرج معه نساءه کلّهنّ فی الهوادج ، وسار معه أهل بیته وعامّة المهاجرین والأنصار ، ومن شاء الله من قبائل العرب وأفناء(4) الناس(5).

وعند خروجه صلی الله علیه وآله وسلم أصاب الناس بالمدینة جُدَریٌّ - بضم الجیم وفتح الدال

ص: 31


1- الظاهر أنّه قدس سره ضمّن (قال) معنی (یطلق) فعدّاه ب- (علی).
2- الذی نظنّه - وظنّ الألمعیّ یقین - أنَّ الوجه فی تسمیة حِجّة الوداع بالبلاغ هو نزول قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ) الآیة ، کما أنَّ الوجه فی تسمیتها بالتمام والکمال هو نزول قوله سبحانه : (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی) الآیة. (المؤلف)
3- صُحار : مدینة عمان أو قصبة عمان ممّا یلی الجبل ، وتوأم قصبتها ممّا یلی الساحل. معجم البلدان : 3 / 393.
4- أفناء : واحدهُ فنو أی أخلاط ، ورجل من أفناء القبائل أی لا یدری من أیّ قبیلة هو.
5- الطبقات لابن سعد : 3 / 225 [2 / 173] ، إمتاع المقریزی : ص 510 ، إرشاد الساری : 6 / 429 [9 / 426]. (المؤلف)

وبفتحهما - أو حصبة منعت کثیراً من الناس من الحجّ معه صلی الله علیه وآله وسلم ، ومع ذلک کان معه جموعٌ لا یعلمها إلّا الله تعالی ، وقد یقال : خرج معه تسعون ألفاً ، ویقال : مائة ألفٍ وأربعةَ عشرَ ألفاً ، وقیل : مائة ألفٍ وعشرونَ ألفاً ، وقیل : مائة ألفٍ وأربعة وعشرون ألفاً ، ویقال : أکثر من ذلک ، وهذه عدّةُ من خرج معه ، وأمّا الذین حجّوا معه فأکثر من ذلک ، کالمقیمین بمکّة ، والذین أتوا من الیمن مع علیٍّ أمیرالمؤمنین وأبی موسی(1).

أصبح صلی الله علیه وآله وسلم یومَ الأحد بیَلَمْلَمَ(2) ، ثمّ راح فتعشّی بشرف السیّالة ، وصلّی هناک المغرب والعشاء ، ثمّ صلّی الصبح بعِرْقِ الظُّبْیة(3) ، ثمّ نزل الروْحاء ، ثمّ سار من الروحاء فصلّی العصر بالمنصرف(4) ، وصلّی المغرب والعشاء بالمتعشّی وتعشّی به ، وصلّی الصبح بالأثایة(5) ، وأصبح یوم الثلاثاء بالعَرْج(6) واحتجم بلَحْیِ جَمَلٍ(7) - وهو عقبة الجُحْفة - ونزل السُّقْیاء(8) یوم الأربعاء ، وأصبح بالأبواء(9) ، وصلّی هناک ، ثمّ

ص: 32


1- السیرة الحلبیّة 3 / 283 [3 / 257] ، سیرة أحمد زینی دَحْلان 3 / 3 [2 / 143] ، تاریخ الخلفاء لابن الجوزی فی الجزء الرابع ، تذکرة خواصّ الأمّة : ص 18 [ص 30] ، دائرة المعارف لفرید وجدی 3 / 542. (المؤلف)
2- یَلَمْلَم : هو میقات أهل الیمن للإحرام بالحجّ ، وهو جبل من جبال تهامة جنوب مکة. معجم البلدان : 5 / 441.
3- عِرق الظُّبیة : موضع علی ثلاثة أمیال من الروحاء به مسجد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم. معجم البلدان : 3 / 58.
4- المُنْصرف : موضع بین مکة وبدر بینهما أربعة بُرُد. معجم البلدان : 5 / 211.
5- هو موضع فی طریق الجُحفة بینه وبین المدینة خمسة وعشرون فرسخاً. معجم البلدان : 1 / 90
6- العَرْج : قریة فی وادٍ من نواحی الطائف ، بینها وبین المدینة ثمانیة وسبعون میلاً. معجم البلدان : 4 / 98.
7- لَحْی جمل : هی عقبة الجُحفة علی سبعة أمیال من السقیاء. معجم البلدان : 5 / 15.
8- السُّقیاء : قریة جامعة من عمل الفُرع ، بینهما ممّا یلی الجحفة تسعة عشر میلاً. معجم البلدان : 3 / 228.
9- الأبْوَاء : قریة من أعمال الفُرع من المدینة ، بینها وبین الجحفة ممّا یلی المدینة ثلاثة وعشرون میلاً. معجم البلدان : 1 / 79.

راح من الأبواء ونزل یوم الجمعة الجُحْفة ، ومنها إلی قُدَیْد(1) وسَبَتَ فیه ، وکان یومَ الأحد بعُسْفان(2) ، ثمّ سار ، فلمّا کان بالغَمیم(3) اعترض المشاة ، فصُفّوا صفوفاً ، فَشکَوا إلیه المشی ، فقال : استعینوا بالنسَلان - مشیٌ سریعٌ دون العدو - ففعلوا فوجدوا لذلک راحة ، وکان یوم الإثنین بمَرِّ الظهْران ، فلم یبرَحْ حتی أمسی ، وغرُبت

له الشمس بسَرِف(4) فلم یصلِّ المغرب حتی دخل مکة ، ولمّا انتهی إلی الثنِیَّتین(5) بات بینهما ، فدخل مکّة نهار الثلاثاء(6).

فلمّا قضی مناسکه ، وانصرف راجعاً إلی المدینة ومعه من کان من الجموع المذکورات ، وصل إلی غدیر خُمّ من الجُحْفة التی تتشعّب فیها طرق المدنیِّین والمصریِّین والعراقیِّین ، وذلک یوم الخمیس(7) الثامن عشر من ذی الحجّة نزل إلیه جبرئیل الأمین عن الله بقوله : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ) الآیة. وأمره أن یقیم علیّاً عَلَماً للناس ، ویبلِّغهم ما نزل فیه من الولایة وفرض الطاعة علی کلّ أحد ، وکان أوائل القوم قریباً من الجُحْفة ، فأمر رسول الله أن یردّ من تقدّم منهم ، ویحبس من تأخّر عنهم فی ذلک المکان ، ونهی عن سَمُراتٍ(8) خمْسٍ متقاربات دَوْحاتٍ عظام أن لا یَنزل تحتهنَّ أحد ، حتی إذا أخذ القوم منازلهم ، فقُمَّ ما تحتهنَّ ، حتی إذا نودی بالصلاة - صلاة الظهر - عمد إلیهنّ ، فصلّی بالناس تحتهنّ ، وکان یوماً

ص: 33


1- قُدَیْد : اسم موضع قرب مکة. معجم البلدان : 4 / 313.
2- عُسفان : قال السکری : عُسفان علی مرحلتین من مکة علی طریق المدینة والجحفة علی ثلاث مراحل. معجم البلدان : 4 / 122.
3- الغمیم : قال نصر : الغمیم موضع قرب المدینة بین رابغ والجحفة. معجم البلدان : 4 / 214.
4- سَرِف : موضع من مکة علی عشرة أمیال ، وقیل : أقل وأکثر. معجم البلدان : 3 / 212.
5- الثنیّتان : مثنی الثنیّة ، وهی طریق العقبة ، أو العقبة ، والثنیّة : الطریقة فی الجبل کالنقب.
6- الإمتاع للمقریزی : ص 513 - 517. (المؤلف)
7- هو المنصوص علیه فی لفظ البراء بن عازب وبعض آخر من رواة حدیث الغدیر ، وسیوافیک کلامنا فیه : ص 42 [من هذا الجزء]. (المؤلف)
8- سَمُرات جمع سمرة : شجرة الطلح.

هاجراً یضع الرجل بعض ردائه علی رأسه ، وبعضه تحت قدمیه ، من شدّة الرمضاء ، وظُلِّل لرسول الله بثوبٍ علی شجرةِ سَمُرةٍ من الشمس ، فلمّا انصرف صلی الله علیه وآله وسلم من صلاته ، قام خطیباً وسط القوم(1) علی أقتاب الإبل(2) ، وأسمع الجمیع ، رافعاً عقیرته ، فقال :

«ألحمد للهِ ونستعینه ونؤمن به ، ونتوکّل علیه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سیّئات أعمالنا ، الذی لا هادی لمن أضلّ(3) ، ولا مُضلّ لمن هدی ، وأشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنَّ محمداً عبده ورسوله.

أمّا بعدُ : أیُّها الناس قد نبّأنی اللطیف الخبیر : أنّه لم یُعمَّر نبیٌّ إلّا مثلَ نصفِ عمر الذی قبلَه. وإنّی أُوشِک أن أُدعی فأُجیب ، وإنّی مسؤول ، وأنتم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون ؟

قالوا : نشهدُ أنّک قد بلّغتَ ونصحتَ وجهدتَ ، فجزاکَ الله خیراً.

قال : ألستم تشهدون أن لا إله إلّا الله ، وأنَّ محمداً عبدهُ ورسوله ، وأنَّ جنّته حقّ وناره حقّ ، وأنَّ الموت حقّ ، وأنَّ الساعة آتیة لا ریبَ فیها وأنَّ الله یبعثُ من فی القبور ؟

قالوا : بلی نشهد بذلک. قال : أللّهمّ اشهد ، ثمّ قال : أیّها الناس ألا تسمعون ؟ قالوا : نعم.

قال : فإنّی فَرَط(4) علی الحوض ، وأنتم واردون علیّ الحوض ، وإنَّ عُرضه ما

ص: 34


1- جاء فی لفظ الحافظ الهیثمی فی مجمع الزوائد : 9 / 106 وغیره. (المؤلف)
2- ثمار القلوب : ص 511 [ص 636 رقم 1068] ، ومصادر أُخر ، کما مرّ ص 8. (المؤلف)
3- فی الأصل (ضلّ) والصحیح ما أثبتناه ، وقد أشار المصنّف فی هامش ص 88 إلی هذا الخطأ الموجود فی النسخ.
4- الفَرَط : المتقدم قومه إلی الماء ، ویستوی فیه الواحد والجمع.

بین صنعاءَ وبُصری(1) ، فیه أقداح عدد النجوم من فضّة ، فانظروا کیف تخلِفونی فی الثقَلَینِ(2).

فنادی منادٍ : وما الثقَلان یا رسول الله ؟

قال : الثقَل الأکبر کتاب الله طرفٌ بید الله عزّ وجلّ وطرفٌ بأیدیکم ، فتمسّکوا به لا تضلّوا ، والآخر الأصغر عترتی ، وإنَّ اللطیف الخبیر نبّأنی أنّهما لن یتفرّقا حتی یردا علیّ الحوض ، فسألت ذلک لهما ربّی ، فلا تَقدموهما فتهلکوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلکوا.

ثمّ أخذ بید علیّ فرفعها حتی رُؤی بیاض آباطهما وعرفه القوم أجمعون ، فقال : أیّها الناس من أولی الناس بالمؤمنین من أنفسهم ؟. قالوا : الله ورسوله أعلم.

قال : إنَّ الله مولای ، وأنا مولی المؤمنین ، وأنا أولی بهم من أنفسهم فمن کنت مولاه فعلیّ مولاه ، یقولها ثلاثَ مرّات - وفی لفظ أحمد إمام الحنابلة : أربع مرّات - ثمّ قال : أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وأحِبَّ من أحبّه ، وأبغِضْ من أبغضه وانصُرْ من نصره ، واخذُلْ من خذله ، وأَدرِ الحقَّ معه حیث دار ، ألا فلیبلّغ الشاهدُ الغائب. ثمّ لم یتفرّقوا حتی نزل أمین وحی الله بقوله : (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی) الآیة. فقال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : الله أکبر علی إکمال الدین ، وإتمام النعمة ، ورضا الربّ برسالتی ، والولایة لعلیٍّ من بعدی».

ثمّ طَفِق القوم یهنِّئون أمیر المؤمنین - صلوات الله علیه - وممّن هنّأه - فی مُقدّم الصحابة - الشیخان : أبو بکر وعمر کلٌّ یقول : بَخٍ بخٍ لک یا ابن أبی طالب أصبحتَ

وأمسیتَ مولایَ ومولی کلّ مؤمن ومؤمنة. وقال ابن عبّاس : وجبت - واللهِ - فی أعناق القوم.

ص: 35


1- صنعاء : عاصمة الیمن الیوم ، وبُصْری : قَصَبة کورة حوران من أعمال دمشق. (المؤلف)
2- الثقَل - بفتح المثلّثة والمثنّاة - : کلّ شیء خطیر نفیس. (المؤلف)

فقال حسّان : ائذنْ لی یا رسول الله أن أقول فی علیٍّ أبیاتاً تسمعهُنّ. فقال : «قُلْ علی برکة الله».

فقام حسّان ، فقال : یا معشر مشیخة قریش أتبعها قولی بشهادةٍ من رسول الله فی الولایة ماضیة ، ثمّ قال :

یُنادیهِمُ یومَ الغدیرِ نبیُّهمْ

بخُمٍّ فأسمِعْ بالرسولِ مُنادیا(1)

هذا مجمل القول فی واقعة الغدیر ، وسیُوافیک تفصیل ألفاظها ، وقد أصفقت الأمّة علی هذا ، ولیست فی العالم کلّه - وعلی مستوی البسیط(2) - واقعة إسلامیّة غدیریّة غیرها ، ولو أُطلق یومه فلا ینصرف إلّا إلیه ، وإن قیل محلّه فهو هذا المحلّ المعروف علی أَمَمٍ(3) من الجُحْفة ، ولم یعرف أحد من البحّاثة والمنقِّبین سواه. نعم ، شذّ عنهم الدکتور ملحم إبراهیم الأسود فی تعلیقه علی دیوان أبی تمام ، فإنّه قال : هی

واقعة حرب معروفة ! ولنا حول ذلک بحثٌ ضافٍ تجده فی ترجمة أبی تمام من الجزء الثانی إن شاء الله.

ص: 36


1- إلی آخر الأبیات الآتیة فی ترجمة حسّان فی شعراء القرن الأوّل فی الجزء الثانی. (المؤلف)
2- البسیط والبسیطة : الأرض العریضة والمکان الواسع.
3- الأَمَم : القُرب.

العنایة بحدیث الغدیر

کان للمولی سبحانه مزید عنایة بإشهار هذا الحدیث ؛ لتتداوله الألسن وتلوکه أشداق الرواة ؛ حتی یکون حجّة قائمة لحامیة دینه الإمام المقتدی - صلوات الله علیه - ولذلک أنجز الأمر بالتبلیغ فی حین مزدَحم الجماهیر عند مُنصَرف نبیّه صلی الله علیه وآله وسلم من الحجّ الأکبر ، فنهض بالدعوة ، وکرادیس الناس وزُرافاتهم من مختلف الدیار محتفّةٌ به ، فردّ

المتقدِّم ، وجعجع بالمتأخِّر ، وأسمع الجمیع(1) ، وأمر بتبلیغ الشاهد الغائب ؛ لیکونوا کلّهم رواة هذا الحدیث ، وهم یرْبونَ علی مائة ألفٍ ، ولم یکتفِ - سبحانه - بذلک کلّه حتی أنزل فی أمره الآیات الکریمة تُتلی مع مرِّ الجدیدین بُکرةً وعَشیّاً ؛ لیکون المسلمون علی ذُکْرٍ من هذه القضیّة فی کلّ حین ، ولیعرفوا رُشدهم ، والمرجع الذی یجب علیهم أن یأخذوا عنه معالم دینهم.

ص: 37


1- روی النسائی فی إحدی طرق حدیث الغدیر عن زید بن أرقم فی الخصائص : ص 21 [ص 96 ح 79 والسنن الکبری : 5 / 130 ح 8464] ، وفیه : قال أبو الطفیل : سمعته من رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ؟ فقال : [نعم] وإنَّه ما کان فی الدوحات أحد إلّا رآه بعینیه ، وسمعه بأُذُنیه. وصحّحه الذهبی کما فی تاریخ ابن کثیر الشامی : 5 / 208 [5 / 228 حوادث سنة 10 ه-]. وفی مناقب الخوارزمی فی أحد أحادیث الغدیر ص 94 : ینادی رسول الله بأعلی صوته. وقال ابن الجوزی فی المناقب : کان معه صلی الله علیه وآله وسلم من الصحابة ومن الأعراب وممّن یسکن حول مکّة والمدینة مائة وعشرون ألفاً ، وهم الذین شهدوا معه حجّة الوداع ، وسمِعوا منه هذه المقالة. (المؤلف)

ولم یزل مثل هذه العنایة لنبیّنا الأعظم صلی الله علیه وآله وسلم حیث استنفر أُمم الناس للحجّ فی سنته تلک ، فالتحقوا به ثُباً ثُباً ، وکرادیس کرادیس ، وهو صلی الله علیه وآله وسلم یعلم أنّه سوف یبلّغهم فی منتهی سفره نبأً عظیماً ، یُقام به صرح الدین ، ویشاد علالیُّه ، وتسود به أُمّته الأُمم ، ویدبُّ ملکها بین المشرق والمغرب ، لو عقَلتْ صالحها ، وأبصرتْ طریق رُشدها(1).

ص: 38


1- أخرج أحمد فی مسنده : 1 / 109 [1 / 175 ح 861] عن زید بن یثیع ، عن علیّ ، عن النبیّ صلی الله علیه وسلم فی حدیث : «وإن تُؤمّروا علیّاً رضی الله عنه - ولا أراکم فاعلین - تجدوه هادیاً مهدیّاً ، یأخذ بکم الطریق المستقیم». وروی الخطیب البغدادی فی تاریخه : 11 / 47 [رقم 5728] بإسناده عن حذیفة فی حدیث - حُرّف صدره ، وزِید علیه - عن النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم : «وإن وَلّیتموها - الخلافة - علیّاً وجدتموه هادیاً مهدیّاً ، یسلک بکم علی الطریق المستقیم». وفی روایة أبی داود : «إن تستخلفوه (علیّاً) - ولن تفعلوا ذلک - یسلُکْ بکم الطریق ، وتجدوه هادیاً مهدیّاً». وفی حدیث أبی نعیم فی الحِلیة : 1 / 64 [رقم 4] عن حذیفة ، قال : قالوا : یا رسول الله ألا تستخلف علیّاً ؟ قال : «إن تُولّوا علیّاً تجدوه هادیاً مهدیّاً ، یسلک بکم الطریق المستقیم». وفی لفظ آخر : «وإن تؤمّروا علیّاً - ولا أراکم فاعلین - تجدوه هادیاً مهدیّاً ، یأخذ بکم الطریق المستقیم». وفی کنز العمّال : 6 / 160 [11 / 630 ح 33072] عن فضائل الصحابة لأبی نعیم ، وفی حِلیته : 1 / 64 [رقم 4] «إن تستخلفوا علیّاً - وما أراکم فاعلین - تجدوه هادیاً مهدیّاً یحملکم علی المحجّة البیضاء». وأخرجه الحافظ الکنجی الشافعی فی الکفایة : ص 67 [ص 163] بهذا اللفظ وبلفظ أبی نعیم الأوّل. وفی الکنز : 6 / 160 [11 / 631 ح 33075] عن الطبرانی ، وفی المستدرک للحاکم [3 / 153 ح 4785] : «إن وَلّیتُموها علیّاً فهادٍ مهدیّ ، یقیمکم علی طریق مستقیم». وروی الخطیب الخوارزمی فی المناقب : ص 68 [ص 114 ح 124] مسنداً عن عبدالله بن مسعود ، قال : کنت مع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وقد أصحر ، فتنفّس الصعَداء ، فقلت : یا رسول الله مالک تتنفّس ؟ قال : «یا ابنَ مسعود نُعِیَتْ إلیّ نفسی. فقلت : یا رسول الله استخلفْ. قال : من ؟ قلت : أبا بکر ، فسکت ، ثمّ تنفّس ، فقلت : ما لی أراک تتنفّس ؟ قال : نُعِیَتْ إلیّ نفسی. فقلت : استخلف

ولکن ولهذه الغایة بعینها لم یبرح أئمّة الدین - سلام الله علیهم - یهتفون بهذه الواقعة ، ویحتجّون بها لإمامة سلفهم الطاهر ، کما لم یفتأ أمیر المؤمنین - صلوات الله علیه - بنفسه یحتجّ بها طیلة حیاته الکریمة ، ویستنشد السامعین لها من الصحابة الحضور فی حجّة الوداع فی المنتدیات ومجتمعات لفائف الناس ؛ کلّ ذلک لتبقی غضّةً طریّةً بالرغم من تعاوُر الحُقُب والأعوام ؛ ولذلک أمروا شیعتهم بالتعیّد فی یوم الغدیر والاجتماع وتبادل التهانی والبشائر ؛ إعادةً لجِدّة هاتیک الواقعة العظیمة ، کما ستمرّ علیک تفاصیل هذه الجمل فی هذا الکتاب - إن شاء الله تعالی - فإلی الملتقی.

وللإمامیّة مجتمع باهر یوم الغدیر عند المرقد العلویّ الأقدس ، یضمّ إلیه رجالات القبائل ووجوه البلاد من الدانین والقاصین ؛ إشادةً بهذا الذکر الکریم ، ویروون

عن أئمّة دینهم ألفاظ زیارةٍ مُطنَبة ، فیها تعدادُ أعلام الإمامة ، وحجج الخلافة الدامغة من کتاب وسنّة ، وتبسّط فی روایة حدیث الغدیر ، فتری کلّ فرد من أفراد تلکم الآلاف المؤلّفة یلهج بها ، رافعاً عقیرته ، مبتهجاً بما اختصّه الله من مِنْحة الولایة والهدایة إلی صراطه المستقیم ، ویری نفسه راویاً لتلک الفضیلة ، مثبتاً لها ، یَدین الله بمفادها ، ومن لم یُتَحْ له الحظوة بالمثول فی ذلک المشعر المقدّس ، فإنّه یتلوها فی نائیة البلاد ، ویُومی إلیه من مستقرّه. ولیوم الغدیر وظائف من صوم وصلاة ودعاء فیها هتاف بذکره ، تقوم بها الشیعة فی أمصارها وحواضرها وأوساطها والقری والرساتیق(1) ، فهناک تجد ما یُعَدُّون بالملایین ، أو یُقدَّرون بثُلُث المسلمین أو نصفهم

ص: 39


1- الرساتیق : فارسی معرّب ، جمع رستاق ، وهی السواد.

رواةً للحدیث ، مخبتین إلیه معتنقین له دیناً ونِحْلة.

وأمّا کتب الإمامیّة فی الحدیث والتفسیر والتاریخ وعلم الکلام ، فضع یدک علی أیٍّ منها تجده مفعماً بإثبات قصّة الغدیر والاحتجاج بمؤدّاها ، فمن مسانید عنعنتها الرواة إلی مُنبثق أنوار النبوّة ، ومراسیل أرسلها المؤلِّفون إرسال المسلّم ، حذفوا

أسانیدها ؛ لتسالم فِرَق المسلمین علیها.

ولا أحسب أنَّ أهل السنّة یتأخّرون بکثیر عن الإمامیّة فی إثبات هذا الحدیث ، والبخوع لصحّته ، والرکون إلیه ، والتصحیح له ، والإذعان بتواتره ، أللّهمّ إلّا شذّاذاً تنکّبت عن الطریقة ، وَحَدتْ بهم العصبیّة العمیاء إلی رمی القول علی عواهنه ، وهؤلاء لا یمثِّلون من جامعة العلماء إلّا أنفسهم ، فإنَّ المثبتین المحقّقین للشأن المتولِّعین فی الفنّ لا تخالجهم أیّة شبهة فی اعتبار أسانیدهم التی أنهوها - متعاضدةً متظافرةً بل متواترة(1) - إلی جماهیر من الصحابة والتابعین. وإلیک أسماء جملة وقفنا علی الطرق المنتهیة إلیهم علی حروف الهجاء :

ص: 40


1- رواه أحمد بن حنبل من أربعین طریقاً ، وابن جریر الطبری من نیّف وسبعین طریقاً ، والجزری المقری من ثمانین طریقاً ، وابن عقدة من مائة وخمس طرق ، وأبو سعید السجستانی من مائة وعشرین طریقاً ، وأبو بکر الجُعابی من مائة وخمس وعشرین طریقاً ، وفی تعلیق هدایة العقول (ص 30) عن الأمیر محمد الیمنی - أحد شعراء الغدیر فی القرن الثانی عشر - : أنَّ له مائةً وخمسین طریقاً. (المؤلف)

رواة حدیث الغدیر من الصحابة

«حرف الألف»

1 - أبو هریرة الدوسیّ : المتوفّی (57 ، 58 ، 59) وهو ابن ثمانٍ وسبعین عاماً.

یوجد حدیثه مسنداً فی(1) تاریخ الخطیب البغدادی (8 / 290) بطریقین عن مطر الورّاق ، عن شهر بن حوشب عنه بلفظه الآتی ، وتهذیب الکمال فی أسماء الرجال لأبی الحجّاج المزّی ، وتهذیب التهذیب (7 / 337) ، ومناقب الخوارزمی (ص 130) ، وعدّه فی کتابه مقتل الإمام السبط الشهید - سلام الله علیه - ممّن روی حدیث الغدیر من الصحابة ، والجزری فی أسنی المطالب (ص 3) ، والدرّ المنثور للسیوطی (2 / 259) عن ابن مردویه ، والخطیب وابن عساکر بطرقهم عنه ، وتاریخ الخلفاء (ص 114) نقلاً عن أبی یعلی الموصلی بطریقه عنه ، وفرائد السمطین للحمّوئی بإسناده عن شهر

ص: 41


1- تهذیب الکمال : 20 / 484 رقم 4089 ، تهذیب التهذیب : 7 / 296 ، المناقب : ص 156 ح 184 ، مقتل الإمام الحسین علیه السلام : 1 / 48 ، أسنی المطالب : ص 48 ، الدرّ المنثور : 3 / 19 ، تاریخ مدینة دمشق : 12 / 234 ، وفی ترجمة الإمام علیّ بن أبی طالب علیه السلام - الطبعة المحققة - : رقم 572 ، تاریخ الخلفاء : ص 158 ، مسند أبی یعلی : 11 / 307 ح 6423 تحت عنوان : حدیث صوم یوم الغدیر ، فرائد السمطین : 1 / 77 ح 44 باب 13 ، کنز العمّال : 11 / 609 ح 32950 و 13 / 157 ح 36486 ، الاستیعاب : القسم الثالث / 1099 رقم 1855 ، البدایة والنهایة : 5 / 232 حوادث سنة 10 ه.

ابن حوشب عنه ، وکنز العمّال للمتّقی الهندی (6 / 154) بطریق ابن أبی شیبة عنه وعن اثنی عشر من الصحابة ، و (6 / 403) عن عمیرة بن سعد عنه ، والاستیعاب لابن عبدالبرّ (2 / 473) ، والبدایة والنهایة لابن کثیر الدمشقی (5 / 214) نقلاً عن الحافظین أبی یعلی وابن جریر ، بإسنادهما عن إدریس وداود ، عن أبیهما یزید عنه ، وعن شهر ابن حوشب عنه ، وعن عمیرة بن سعد عنه ، وحدیث الولایة لابن عقدة(1) ، ونُخب المناقب لأبی بکر الجُعابی(2) ، ونُزُل الأبرار(3) (ص 20) من طرق أبی یعلی الموصلی(4) وابن أبی شیبة(5) عنه.(6)

ص: 42


1- أخذنا طرق ابن عقدة فی کتابه حدیث الولایة من أُسد الغابة والإصابة وطرائف السیِّد الأکبر السیِّد ابن طاووس [ص 140 - 141] وغیرهم. (المؤلف)
2- طرق الجُعابی حکاها العلّامة السروی فی المناقب 1 / 529 [3 / 34] عن الصاحب بن عبّاد ، عن الجُعابی ، ونَقَل طرقه عن کتابه نُخب المناقب العلّامة أبو الحسن الشریف فی ضیاء العالمین ، فنحن نأخذها عنهما. (المؤلف)
3- نُزُل الأبرار : ص 53.
4- مسند أبی یعلی : 11 / 307 ح 6423.
5- مصنّف ابن أبی شیبة : 12 / 68 ح 12141 کتاب فضائل علیّ بن أبی طالب.
6- وممّن أخرج عنه حدیث الغدیر البلاذری فی أنساب الأشراف : ح 45 والبزّار فی مسنده - کشف الأستار : ح 2531 و 2532. وأخرجه أبو یعلی فی مسنده : ح 6423 ، وابن جریر الطبری فی کتابه فی الغدیر وعنه ابن کثیر فی تاریخه : 5 / 213. وأخرجه الطبرانی فی المعجم الصغیر : 1 / 64 وفی الأوسط : ح 1115 و 2275 و 8599 ، أیضاً - کما فی الأحادیث الصحیحة للألبانی : 4 / 342 - وفی المعجم الکبیر أیضاً ، قال الهیثمی فی مجمع الزوائد : 9 / 105 : رواه الطبرانی فی الکبیر والأوسط ، ورجال الأوسط ثقات. وأخرجه الحافظ ابن مردویه کما فی الدرّ المنثور 2 / 259 والبدایة والنهایة : 7 / 349 و 350 ، وأخرجه ابن عدیّ فی الکامل : 948 و 1327 و 2593 ، وعبدالوهاب الکلابی الدمشقی فی مناقب أمیر المؤمنین علیه السلام : ح 31 ، وأبو نعیم فی حلیة الأولیاء : 5 / 26 وفی أخبار أصبهان : 1 / 107 ، وأبو بکر الملحمی فی مجلسه الموجود فی المجموع 79 فی المکتبة الظاهریة ، ومحمد بن طلحة النعالی فی جزء من حدیثه الموجود فی المجموع 21 فی الظاهریة ، والمبارک بن عبدالجبّار الصیرفی فی

2 - أبو لیلی الأنصاریّ : یقال : إنَّه قُتِل بصفّین سنة (37).

یوجد لفظه مسنداً فی مناقب الخوارزمی(1) (ص 35) بالإسناد عن ثویر بن أبی فاختة ، عن عبدالرحمن بن أبی لیلی ، عن والده ، قال : قال أبی :

دفع النبیُّ صلی الله علیه وآله وسلم الرایة یوم خیبر إلی علیّ بن أبی طالب ، ففتح الله تعالی علی یده ، وأوقفه یوم غدیر خُمّ فأعلم الناس أنّه مولی کلّ مؤمن ومؤمنة.

ص: 43


1- المناقب : ص 61 ح 31.

وروی عنه حدیث الغدیر ابن عقدة بإسناده فی حدیث الولایة ، والسیوطی فی تاریخ الخلفاء(1) (ص 114) ، والسمهودی(2) فی جواهر العقدین .(3)

3 - أبو زینب بن عوف الأنصاریّ :

یوجد لفظه فی أُسد الغابة(4) (3 / 307 و 5 / 205) ، والإصابة (2 / 408) عن الأصبغ بن نباتة ، و (4 / 80) عن حدیث الولایة لابن عقدة ، من طریق علیّ بن الحسن العبدی ، عن سعد الأسکاف ، عن الأصبغ ، وذکر حدیث مناشدة أمیر المؤمنین علیه السلام بحدیث الغدیر یوم الرحبة ، وفی المستنشَدین أبو زینب المذکور ، وستقف علی لفظ الحدیث إن شاء الله.(5)

4 - أبو فضالة الأنصاریّ : من أهل بدر قُتل بصفّین مع علیّ علیه السلام.

ممّن شهد لعلیّ علیه السلام بحدیث الغدیر یوم الرحبة فی روایة أصبغ بن نباتة المرویّة فی أُسد الغابة(6) (3 / 307 و 5 / 205) عن حدیث الولایة ، وعدّه القاضی فی تاریخ آل محمد (ص 67) من رواة حدیث الغدیر.

5 - أبو قُدامة الأنصاریّ(7) : أحد المستنشَدین یوم الرحبة کما فی أُسد

ص: 44


1- تاریخ الخلفاء : ص 158.
2- جواهر العقدین : الورقة 171.
3- عدّه الذهبی فی کتاب الغدیر : ح 121 ، والشهاب الإیجی فی توضیح الدلائل : ق 197 / ب ، والسخاوی فی استجلاب ارتقاء الغرف : ق 22 / ب من الصحابة الذین روی عنهم حدیث الغدیر. (الطباطبائی)
4- أُسد الغابة : 3 / 469 رقم 3341و 6 / 130 رقم 5926.
5- عدّه الذهبی فی کتاب الغدیر : ح 123 ممّن شهد لأمیر المؤمنین علیه السلام بحدیث الغدیر عند مناشدته. (الطباطبائی)
6- مرّ تخریجه آنفاً.
7- قال ابن حجر فی الإصابة : 4 / 159 [رقم 927] : لعلّه هو أبو قدامة بن سهیل بن الحارث بن جعدبة بن ثعلبة بن سالم بن مالک بن واقف ، وهو سالم. (المؤلف)

الغابة(1) (5 / 276) عن ابن عقدة ، بإسناده عن محمد بن کثیر ، عن فطر وابن الجارود ، عن أبی الطفیل ، عنه لمّا شهد لعلیّ علیه السلام یوم الرحبة ، وفی حدیث الولایة لابن عقدة ، وجواهر العقدین للسمهودی(2) ، والإصابة فی (4 / 159) عن ابن عقدة فی حدیث الولایة ، من طریق محمد بن کثیر ، عن فطر ، عن أبی الطفیل قال :

کنّا عند علیّ علیه السلام فقال : «أَنشُد الله من شهِد یوم غدیر خُمّ ...» الحدیث کما یأتی ، وفیه : ممّن شهد لعلیّ علیه السلام به أبو قدامة الأنصاری.(3)

6 - أبو عمرة بن عمرو بن محصن الأنصاریّ :

روی ابن الأثیر فی أُسد الغابة(4) (3 / 307) حدیث المناشدة وشهادته لعلیّ علیه السلام فی الکوفة بحدیث الغدیر ، ورواه ابن عقدة فی حدیث الولایة.

7 - أبو الهیثم بن التیِّهان : قُتل بصفّین سنة (37).

یوجد حدیثه فی حدیث الولایة لابن عقدة ، ونُخب المناقب للجُعابی ، وفی مقتل الخوارزمی(5) عدّه ممّن روی حدیث الغدیر من الصحابة ، وفی جواهر العقدین للسمهودی(6) ، عن فطر وأبی الجارود ، عن أبی الطفیل ، عنه شهادته لعلیّ علیه السلام بحدیث الغدیر یوم المناشدة ، وفی تاریخ آل محمد (ص 67) عدّه من رواة حدیث الغدیر.

8 - أبو رافع القِبْطیّ(7) : مولی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم.

ص: 45


1- أُسد الغابة : 6 / 252 رقم 6169.
2- جواهر العقدین : الورقة 171.
3- عدّه الذهبی فی کتاب الغدیر : ح 123 ، ممّن شهد لأمیر المؤمنین علیه السلام بحدیث الغدیر عند مناشدته. (الطباطبائی)
4- أُسد الغابة : 3 / 470 رقم 3341.
5- نسخته موجودة عندنا. (المؤلف)
6- جواهر العقدین : الورقة 171.
7- اختلف فی اسمه بین (إبراهیم) و (أسلم) و (هرمز) و (ثابت) و (یسار) و (قرمان) و (عبدالرحمن) و (یزید). (المؤلف)

روی حدیثه ابن عقدة فی حدیث الولایة ، وأبو بکر الجُعابی فی نُخبه ، وعدّه الخوارزمی فی مقتله(1) ممّن روی حدیث الغدیر من الصحابة.

9 - أبو ذویب خویلد - أو خالد - ابن خالد بن محرث الهُذَلی : الشاعر الجاهلی الإسلامی المتوفّی فی خلافة عثمان.

روی الحدیث عنه ابن عقدة فی حدیث الولایة ، والخطیب الخوارزمی فی الفصل الرابع من مقتل الإمام السبط(2) سلام الله علیه.(3)

10 - أبو بکر بن أبی قحافة التیمیّ : المتوفّی (13).

روی عنه حدیث الغدیر ابن عقدة بإسناده فی حدیث الولایة ، وأبو بکر الجُعابی فی النُخب ، والمنصور الرازی فی کتابه فی حدیث الغدیر(4) ، وعدّه شمس الدین الجزری الشافعی فی أسنی المطالب(5) (ص 3) ممّن روی حدیث الغدیر من الصحابة.

11 - أسامة بن زید بن حارثة الکَلْبیّ : المتوفّی (54) وهو ابن (75) عاماً.

یوجد حدیثه فی حدیث الولایة ، ونُخب المناقب.

12 - أُبیّ بن کعب الأنصاریّ ، الخزرجیّ : سیّد القرّاء المتوفّی (30 ، 32) ، وقیل

غیر ذلک. روی عنه الحدیث أبو بکر الجُعابی بإسناده فی نُخب المناقب.

13 - أسعد بن زرارة الأنصاریّ(6) :

ص: 46


1- مقتل الإمام الحسین علیه السلام : 1 / 48.
2- المصدر السابق.
3- وعدّه الذهبی فی کتاب الغدیر : ح 121 ممّن روی عنهم هذا الحدیث. (الطباطبائی)
4- وکذا الذهبی بدأ به فی کتاب الغدیر : ح 1. (الطباطبائی)
5- أسنی المطالب : ص 48.
6- أقول : وأخرجه الخطیب البغدادی فی موضِّح أوهام الجمع والتفریق : 1 / 191 عن شیخه ابن أبی

روی ابن عقدة فی حدیث الولایة ، عن محمد بن الفضل بن إبراهیم الأشعری ، عن أبیه ، عن المثنّی بن القاسم الحضرمی ، عن هلال أبی أیوب الصیرفی ، عن أبی کثیر

الأنصاری ، عن عبدالله بن أسعد بن زرارة ، عن أبیه ، عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم حدیث الغدیر(1).

وأبو بکر الجُعابی فی النُخب ، وأبو سعید مسعود السجستانی فی کتاب الولایة(2) ، عن أبی الحسن أحمد بن محمد البزّاز الضبّی إملاءً فی صفر سنة (393) ، قال :

حدّثنی أبو العبّاس أحمد بن سعید الکوفی الحافظ سنة (330) ، وأخبرنا أبو الحسین محمد بن محمد بن علیّ الشروطی ، قال : أخبرنا أبو الحسین محمد بن عمر بن بهتة ، وأبو عبدالله الحسین بن هارون بن محمد القاضی الضبّی(3) وأبو محمد عبدالله بن محمد الأکفانی القاضی ، قالوا : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعید ، قال : حدّثنا محمد بن الفضل بن إبراهیم الأشعری ... إلی آخر السند المذکور لابن عقدة.

ص: 47


1- راجع کتاب الیقین فی الباب السابع والثلاثین [ص 183]. (المؤلف)
2- حکاه عنه ابن طاووس فی الیقین [ص 168 باب 17] ، وابن حاتم فی الدرّ النظیم فی الأئمّة اللهامیم [ص 105 باب 2]. (المؤلف)
3- فی الأصل (الصینی) والصواب ما هنا ، وهو صاحب الأمالی المذکور فی المقدّمة : ص 106 سطر 5 ، ترجم له فی تاریخ بغداد : 8 / 146 برقم 4243 ، وصرّح بروایته عن ابن عقدة. (الطباطبائی)

وعدّه شمس الدین الجزری فی أسنی المطالب(1) (ص 4) ممّن روی حدیث الغدیر من الصحابة.

14 - أسماء بنت عُمیس الخَثْعَمیّة :

روی عنها ابن عقدة بالإسناد فی کتاب الولایة.

15 - أُمّ سلمة زوجة النبیّ الطاهر صلی الله علیه وآله وسلم :

أخرج ابن عقدة من طریق عمرو بن سعید بن عمرو بن جُعدة بن هبیرة ، عن أبیه ، عن جدّه ، عن أمّ سلمة ، قالت :

أخذ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بید علیّ بغدیر خُمّ ، فرفعها حتی رأینا بیاض إبْطیه ، فقال : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه. ثمّ قال : أیّها الناس إنّی مخلّف فیکمُ الثقَلین : کتابَ الله وعترتی ، ولن یتفرّقا حتی یردا علیّ الحوض».

ورواه عنها السمهودی الشافعی فی جواهر العقدین ، کما فی ینابیع المودّة (ص 40) ، والشیخ أحمد بن الفضل بن محمد باکثیر المکی الشافعی فی وسیلة المآل من طریق ابن عقدة باللفظ المذکور(2).

16 - أُمّ هانی بنت أبی طالب سلام الله علیهما :

قالت : رجع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم من حجّته حتی نزل بغدیر خُمٍّ ، ثمّ قام خطیباً بالهاجرة فقال : «أیّها الناس ...» الحدیث.

أخرجه عنها البزّار فی مسنده ، ورواه عنه السمهودی الشافعی(3) ، کما ذکره

ص: 48


1- أسنی المطالب : ص 48.
2- جواهر العقدین : الورقة 174 ، ینابیع المودّة : 1 / 38 باب 4 ، وسیلة المآل : ص 117 باب 4. نسخة مصوّرة فی مکتبة المرعشی النجفی.
3- جواهر العقدین : الورقة 174.

القندوزی الحنفی فی ینابیع المودّة(1) (ص 40) ، وأخرجه عنها ابن عقدة فی کتاب حدیث الولایة بإسناده.(2)

17 - أبو حمزة أنس بن مالک الأنصاریّ الخزرجیّ : خادم النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم : المتوفّی (93).

یروی الحدیث عنه الخطیب البغدادی فی تاریخه (7 / 377) ، وابن قتیبة الدینَوَرِی فی المعارف (ص 291) ، وابن عقدة فی حدیث الولایة بإسناده عن مسلم الملائی عن أنس ، وأبو بکر الجُعابی فی نُخبه ، والخطیب الخوارزمی فی المقتل ، والسیوطی فی تاریخ الخلفاء (ص 114) بطریق الطبرانی ، والمتّقی الهندی فی کنز العمّال (6 / 154 و 403) عن عمیرة بن سعد عنه ، والبَدَخشی فی نُزُل الأبرار (ص 20) من طریق الطبرانی والخطیب ، وعُدّ من رواة حدیث الغدیر فی أسنی المطالب للجزری (ص 4)(3).

«حرف الباء الموحّدة»

18 - البراء بن عازب الأنصاریّ ، الأوسیّ : نزیل الکوفة : المتوفّی (72).

یوجد الحدیث بلفظه فی مسند أحمد(4) (4 / 281) رواه عن عفّان ، عن حمّاد بن سلمة ، عن علیّ بن زید ، عن عدیّ بن ثابت ، عن البراء.

وبطریق آخر : عن عدیّ ، عن البراء بلفظ یأتی فی حدیث التهنئة إن شاء الله.

ص: 49


1- ینابیع المودّة : 1 / 38 باب 4.
2- وعدّها الذهبی فی تذهیب تهذیب الکمال : 3 / ق 58 / ب ، والسخاوی فی استجلاب ارتقاء الغرف : ق 22 / ب ، والشهاب الإیجی فی توضیح الدلائل : ق 197 / ب ، ممّن رووا حدیث الغدیر. (الطباطبائی)
3- المعارف : ص 580 ، مقتل الإمام الحسین علیه السلام : 1 / 48 ، تاریخ الخلفاء : ص 158 ، المعجم الأوسط : 3 / 133 ح 2275 ، کنز العمّال : 11 / 609 ح 32950 و 13 / 157 ح 36486 ، نُزُل الأبرار : ص 53 ، أسنی المطالب : ص 48.
4- مسند أحمد : 5 / 355 ح 18011.

وسنن ابن ماجة(1) (1 / 21 و 29) عن ابن جدعان ، عن عدیّ ، عنه قال :

أقبلنا مع رسول الله صلی الله علیه وسلم فی حجّته التی حجّ ، فنزل فی بعض الطریق ، فأمر بالصلاة جامعة ، فأخذ بید علیّ ، فقال : «ألستُ أولی بالمؤمنین من أنفسهم ؟ قالوا : بلی.

قال : ألستُ أولی بکلّ مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلی. قال : فهذا ولیّ من أنا مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

وفی(2) خصائص النسائی (ص 16) عن أبی إسحاق عنه ، وتاریخ الخطیب البغدادی (14 / 236) ، وتفسیر الطبری (3 / 428) ، وتهذیب الکمال فی أسماء الرجال ،

والکشف والبیان للثعلبی یأتی بلفظه وسنده ، واستیعاب ابن عبدالبرّ (2 / 473) ، والریاض النضرة لمحبّ الدین الطبری (2 / 169) من طریق الحافظ ابن السمّان ، ومناقب

الخطیب الخوارزمی (ص 94) بالإسناد عن عدیّ عنه ، والفصول المهمّة لابن الصباغ المالکی (ص 25) نقلاً عن الحافظ أبی بکر أحمد بن الحسین البیهقی والإمام أحمد بن حنبل ، وذخائر العقبی للمحبّ الطبری (ص 67) ، وکفایة الطالب للحافظ الکنجی الشافعی (ص 14) عن عدیّ بن ثابت عنه ، وتفسیر الفخر الرازی (3 / 636) ، وتفسیر النیسابوری (6 / 194) ، ونظم دُرر السمطین لجمال الدین الزرندی ، والجامع

ص: 50


1- سنن ابن ماجة : 1 / 43 ح 116.
2- خصائص أمیر المؤمنین : ص 102 ح 88 ، وفی السنن الکبری للنسائی : 5 / 132 ح 8473 ، تهذیب الکمال فی أسماء الرجال : 20 / 484 رقم 4089 ، الکشف والبیان : الورقة 181 سورة المائدة : الآیة 67 ، الاستیعاب : القسم الثالث / 1099 رقم 1855 ، الریاض النضرة : 3 / 113 ، المناقب : ص 155 ح 183 ، الفصول المهمّة : ص 40 ، کفایة الطالب : ص 58 باب 1 ، التفسیر الکبیر : 12 / 49 - 50 ، نظم درر السمطین : ص 109 ، الجامع الصغیر فی أحادیث البشیر النذیر : 2 / 642 ح 9000 ، مشکاة المصابیح للخطیب التبریزی : 3 / 360 ح 6103 ، شرح دیوان أمیر المؤمنین علیه السلام : ص 406 ، فرائد السمطین للحمّوئی : 1 / 64 باب 9 ح 30 ، کنز العمّال : 11 / 602 ح 32904 و 13 / 133 ح 36420 ، مصنّف ابن أبی شیبة : 12 / 78 ح 12167 ، البدایة والنهایة : 5 / 229 حوادث سنة 10 ه- ، و 7 / 386 حوادث سنة 40 ه.

الصغیر (2 / 555) من طریق أحمد وابن ماجة ، ومشکاة المصابیح (ص 557) ما روی من طریق أحمد عن البراء وزید بن أرقم ، وشرح دیوان أمیر المؤمنین علیه السلام للمیبُذی بطریق أحمد ، وفرائد السمطین بخمس طرق عن عدیّ بن ثابت عنه ، وکنز العمّال (6 / 152) من طریق أحمد عنه ، و (ص 397) نقلاً عن سنن الحافظ ابن أبی شیبة بإسناده عنه ، وفی البدایة والنهایة لابن کثیر (5 / 209) عن عدیّ عنه نقلاً عن ابن

ماجة ، والحافظ عبدالرزّاق ، والحافظ أبی یعلی الموصلی ، والحافظ حسن بن سفیان ، والحافظ ابن جریر الطبری ، وفی (7 / 349) من طریق الحافظ عبدالرزاق ، عن معمر ، عن ابن جدعان ، عن عدیّ ، عن البراء قال :

خرجنا مع رسول الله صلی الله علیه وسلم ، حتی نزلنا غدیر خُمٍّ ، بعث منادیاً ینادی ، فلمّا اجتمعنا قال : «ألستُ أولی بکم من أنفسِکم ؟ قلنا : بلی یا رسول الله. قال : ألست أولی بکم من أمهاتکم ؟ قلنا : بلی یا رسول الله. قال : ألست أولی بکم من آبائکم ؟ قلنا : بلی یا رسول الله. قال : ألستُ ؟ ألستُ ؟ ألستُ ؟ قلنا : بلی یا رسول الله. قال : من کنت مولاه فعلیٌّ مولاه(1) ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه». فقال عمر ابن الخطّاب : هنیئاً لک یا ابن أبی طالب أصبحت الیوم ولیَّ کلّ مؤمن.

وکذا رواه ابن ماجة من حدیث حمّاد بن سلمة ، عن علیّ بن زید وأبی هارون العبدی ، عن عدیّ بن ثابت ، عن البراء ، وهکذا رواه موسی بن عثمان الحضرمی ، عن أبی إسحاق ، عن البراء به. انتهی.

ورواه الحافظ أبو محمد العاصمی فی زین الفتی ، عن أبی بکر الجلاب ، عن أبی أحمد الهمدانی ، عن أبی جعفر محمد بن إبراهیم القهستانی ، عن أبی قریش محمد بن جمعة ، عن أبی یحیی المُقری ، عن أبیه ، عن حمّاد بن سلمة ، عن علیّ بن زید بن

ص: 51


1- کذا فی المطبوع من البدایة ، وفی المخطوط ، کما ینقل عنه فی العبقات [10 / 256 ، وفی تلخیصه نفحات الأزهار : 9 / 179] : «من کنتُ مولاه فإنَّ علیّاً بعدی مولاه». (المؤلف)

جدعان ، عن عدیّ بن ثابت ، عن البراء ، بلفظ یأتی فی حدیث التهنئة.

ویوجد حدیثه فی(1) نُزُل الأبرار (ص 19) من طریق أحمد ، و (ص 21) من طریق أبی نعیم فی فضائل الصحابة عن البراء ، وفی الخطط للمقریزی (2 / 222) بطریق أحمد عنه ، ومناقب الثلاثة من طریق أحمد والحافظ أبی بکر البیهقی عنه ، وفی روح المعانی (2 / 350) عنه ، وتفسیر المنار (6 / 464) من طریق أحمد وابن ماجة عنه ، وعدّه الجزری فی أسنی المطالب (ص 3) من رواة الحدیث.(2)

ص: 52


1- نُزُل الأبرار : ص 52 ، 53 ، المواعظ والاعتبار بذکر الخطط والآثار : 1 / 388 ، مناقب الثلاثة : ص 19 ، روح المعانی : 6 / 194 ، أسنی المطالب : ص 53.
2- وأخرجه عبدالرزاق عن معمر عن علیّ بن زید بن جدعان عن عدیّ بن ثابت عن البراء کما فی تاریخ الإسلام : 3 / 633 ، وفی تاریخ ابن کثیر : 5 / 209 و 7 / 349 ، وفی تاریخ ابن عساکر : ح 2548. وأخرجه ابن أبی شیبة فی المصنّف : ح 12167 عن عفّان عن حمّاد عن علیّ بن زید ... ، وأخرجه ابن راهویه عن عبدالرزّاق ، والبلاذری فی أنساب الأشراف : ح 46 عن ابن راهویه عنه وفی : ح 47 عن عفّان. وأخرجه أحمد فی مناقب علیّ : ح 138 ، وفی فضائل الصحابة : ح 1016 عن عفّان عن حماد وهو الذی فی مسنده : 4 / 281 ، وأخرجه الحارث بن أبی أسامة فی مسنده - وعنه الدیلمی فی مسند الفردوس : ج 3 ق 96 / أ - ، وابن أبی عاصم فی السنّة : ح 1363 ، وعبدالله بن أحمد بن حنبل فی زیاداته فی مسند أبیه : 4 / 281 عن هدبة عن حمّاد ، والنسائی فی السنن الکبری : ح 8472 وفی الخصائص : ح 88. وأخرجه الحسن بن سفیان وأبو یعلی فی مسندیهما وعنهما الذهبی فی کتاب الغدیر ح 93 قال : الحسن بن سفیان وأبو یعلی فی مسندیهما قالا : حدّثنا هدبة ، حدّثنا حمّاد بن سلمة عن علیّ بن زید وأبی هارون عن عدیّ ... قال : فلقیه عمر فقال : هنیئاً لک ....! رواه عفّان وأبو سلمة التبوذکی وغیرهما عن حمّاد ، ورواه عبدالرزاق عن معمر عن ابن جدعان وحده. وأخرجه ابن عساکر فی تاریخه : ح 550 و 551 بإسناده عنهما عن هدبة ، وح 552 عن أبی یعلی ، عن إبراهیم بن الحجّاج الشامی ، عن حمّاد. وأخرجه ابن جریر الطبری وعنه ابن کثیر فی تاریخه : 5 / 210 ، وأخرجه فی تهذیب الآثار ، وعنه السیوطی فی جمع الجوامع : 1 / 831 و 2 / 300.

19 - بریدة بن الحصیب أبو سهل الأسلمیّ : المتوفّی (63).

یوجد حدیثه فی مستدرک الحاکم(1) (3 / 110) عن محمد بن صالح بن هانی ،

ص: 53


1- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 119 ح 4578.

قال : حدّثنا أحمد بن نصر.

وأخبرنا محمد بن علیّ الشیبانی بالکوفة ، حدّثنا أحمد بن حازم الغفاری.

وأنبأ محمد بن عبدالله العمری ، حدّثنا محمد بن اسحاق ، حدّثنا محمد بن یحیی وأحمد بن یوسف ، قالوا : حدّثنا أبو نعیم ، حدثنا ابن أبی غَنیّة ، عن الحکم ، عن سعید ابن جبیر ، عن ابن عبّاس عنه.

وفی(1) حلیة الأولیاء (4 / 23) بإسناده من طریق أبی غنیّة المذکور ، وفی الاستیعاب لابن عبدالبرّ (2 / 473) فی ترجمة أمیر المؤمنین علیه السلام ، وعدّه فی مقتل الخوارزمی ، وأسنی المطالب للجزری الشافعی (ص 3) ممن روی حدیث الغدیر من الصحابة ، وفی تاریخ الخلفاء (ص 114) رواه عنه من طریق البزّار ، وفی الجامع الصغیر (2 / 555) من طریق أحمد ، وفی کنز العمّال (6 / 397) نقلاً عن الحافظ ابن أبی شیبة وابن جریر وأبی نعیم بإسنادهم عنه ، وفی مفتاح النجا ونُزُل الأبرار (ص 20) من طریق البزّار عنه ، وفی تفسیر المنار (6 / 464) من طریق أحمد عنه.(2)

ص: 54


1- الاستیعاب : القسم الثالث / 1099 رقم 1855 ، مقتل الإمام الحسین علیه السلام : 1 / 48 ، أسنی المطالب : ص 48 ، تاریخ الخلفاء : ص 158 ، الجامع الصغیر : 2 / 642 ح 9000 ، کنز العمّال : 13 / 134 ح 36422 ، مصنّف ابن أبی شیبة : 12 / 57 ح 12114 و 84 ح 12181 ، مفتاح النجا : الورقة 45 باب 3 فصل 14 ، نُزُل الأبرار : ص 53.
2- وأخرجه عنه عبدالرزّاق فی المصنّف : ح 20388 ، وأحمد فی مناقب علیّ : ح 70 و 113 و 129 ، وفی فضائل الصحابة : ح 947 و 989 و 1007 ، وفی المسند : 5 / 347 ، 350 ، 356 ، 358 ، 361 ، وقال الألبانی عن الأخیرین : هذا إسناد صحیح علی شرط الشیخین أو مسلم - الأحادیث الصحیحة : 4 / 337. وأخرجه البلاذری فی أنساب الأشراف : ح 49 ، وأبو بشر العبدی سمّویه فی الجزء الثالث من فوائده الموجود فی المجموع 24 فی المکتبة الظاهریة. وأخرجه ابن أبی عاصم فی السنّة : ح 1354 ، والبزّار فی مسنده بثلاثة طرق - کشف الأستار : ح 2533 ، 2534 ، 2535. وأخرجه النسائی فی السنن الکبری بأربعة طرق : ح 8144 و 8145 ، 8466 و 8467 ، وفی الخصائص : ح 80 ، 81 ، 82 ، 98 ، وفی فضائل الصحابة : ح 42. وأخرجه الحسن بن عرفة العبدی ، وعنه ابن کثیر فی تاریخه : 7 / 343 ، وعنه أیضاً وعن أبی یعلی الذهبی فی کتاب الغدیر : ح 93 وقال : الحسن بن عرفة وأبو یعلی فی مسندیهما قالا : حدّثنا هدبة ... ، وأخرجه الرویانی فی مسنده : ج 17 ق 15 / أ. وأخرجه الطبری وعنه الذهبی فی کتاب الغدیر : ح 76 ، وجمع الجوامع : 2 / 304 و 307. وأخرجه أبو سعید ابن الأعرابی فی معجمه : ح 221 ، وفی الورقة 216 / ب : بإسناد آخر ، عن ابن عباس ، عن بریدة ، وابن حبّان فی صحیحه : ح 6930 وقال محقّقه : إسناده صحیح علی شرط مسلم - موارد الظمآن : 2204. وأخرجه الحافظ الطبرانی فی المعجم الصغیر : 1 / 71 وفی الأوسط : ح 348 و 1987 ، وابن عدیّ فی الکامل : 2 / 362 رقم 7442 ، وأبو نعیم فی أخبار أصبهان : 1 / 126 و 2 / 129 ، وفی معرفة الصحابة : 3 / 163 ح 1230 ، وابن المغازلی فی المناقب : ح 28 و 35 و 36. وأخرجه الحافظ ابن عساکر فی تاریخه عن بریدة بالأرقام : 458 ، 461 ، 465 ، 478 ، وهذا الأخیر أخرجه من طریق الحافظ أبی یعلی. وأخرجه الحافظ السلفی فی المشیخة البغدادیة : ج 3 ق 19 ، وأخرجه الضیاء المقدسی فی المختارة ، وعنه السیوطی فی جمع الجوامع : 1 / 831 ، والحافظ المزّی فی تهذیب الکمال : 20 / 484 ، والبری التلمسانی فی الجوهرة فی نسب النبیّ وأصحابه العشرة : 2 / 235 ، وفی ترجمة أمیر المؤمنین علیه السلام المستلّة منه المطبوعة مفردة : ص 67. وأخرجه الذهبی فی تذهیب تهذیب الکمال : ج 3 ق 56 ، وفی تحفة الأشراف : 2 / 84 و 88 و 94 ، وفی تاریخ الإسلام : 3 / 629 ، وفی تلخیص المستدرک : 3 / 119 ح 4578 وصحّحه هو والحاکم. وأخرجه الذهبی أیضاً فی کتاب الغدیر بستّ طرق بالأرقام : 75 - 80 وقال : صحّ عنه. وأورده ابن منظور فی مختصر تاریخ دمشق : 17 / 348 ، وابن کثیر فی تاریخه : 5 / 209 و 7 / 379 عن أحمد والنسائی وقال : هذا إسناد جیّد قویّ ، رجاله کلّهم ثقات ، وفی جواهر المطالب : 1 / 88. وأخرجه ابن حجر فی المطالب العالیة : 3956 وفی المسندة منه : ق 153 / ب ، وفی مختصر زوائد البزّار : 1910 - 1912 ، والبوصیری فی مصباح الزجاجة : 1 / 69 ، وفی إتحاف السادة المهرة : ج 3 ق 56 وقال : رواه أبو بکر بن أبی شیبة والبزّار والنسائی فی الکبری بسند صحیح ، ورواه بلفظ آخر عنهم وعن الحاکم ، قال : وصحّحه. وأورده عنه الصفدی فی الوافی بالوفیات : 21 / 271 ، والفاسی فی العقد الثمین : 6 / 190 ، والنویری فی نهایة الأرب : 20 / 4 ، وابن دقماق فی الجوهر الثمین : 1 / 60 ، والهیثمی فی مجمع الزوائد : 9 / 108 وقال : رواه البزّار ورجاله رجال الصحیح ، والقرافی فی نفحات العبیر الساری : ق 76 / أ ، والسیوطی فی الدرّ المنثور : 5 / 182 ، وفی جمع الجوامع : 2 / 307 ، وفی قطف الأزهار : ص 277 ح 102 ، وشمس الدین الدمشقی فی سبل الهدی والرشاد : ج 2 ق 605 / ب ، والمتّقی الهندی فی کنز العمّال : ح 32905 و 36422 عن ابن أبی شیبة وابن جریر وأبی نعیم ، و 36425 عن ابن جریر الطبری وإسحاق بن یوسف الصنعانی فی تفریج الکروب فی حرف المیم ، والزبیدی فی لقط اللآلی : ص 205 ، والعصامی فی سمط النجوم العوالی : 4 / 484 ، والشوکانی فی درّ السحابة : ص 211 ، والکتّانی فی نظم المتناثر : ص 194 ، والنبهانی فی الفتح الکبیر : 3 / 236 ، والألبانی فی الأحادیث الصحیحة : 4 / 336 وفی 337 عن أحمد ، وقال : وهذا إسناد صحیح علی شرط الشیخین أو مسلم. وعدّه الدیلمی فی الفردوس وابنه فی مسنده : ح 3 ق 96 / أ ، والخوارزمی فی مقتل الحسین علیه السلام : ص 48 ، والشهاب الإیجی فی توضیح الدلائل : ق 197 / ب من الصحابة الذین روی عنهم حدیث الغدیر. (الطباطبائی)

ص: 55

ص: 56

«حرف الثاء المثلّثة»

20 - أبو سعید ثابت بن ودیعة الأنصاریّ ، الخزرجیّ ، المدنیّ :

ممّن شهد لعلیّ علیه السلام بحدیث الغدیر ، کما یأتی فی حدیث المناشدة فی روایة ابن عقدة فی حدیث الولایة ، وابن الأثیر فی أُسد الغابة(1) (3 / 307 و 5 / 205) ، وعُدّ فی تاریخ آل محمد (ص 67) ممّن روی حدیث الغدیر.(2)

«حرف الجیم الموحّدة»

21 - جابر بن سَمُرة بن جنادة ، أبو سلیمان السوائیّ : نزیل الکوفة ، والمتوفّی بها بعد سنة سبعین ، وفی الإصابة(3) : أنّه تُوفِّی سنة (74).

روی الحدیث بلفظه ابن عقدة فی حدیث الولایة ، والخوارزمی فی الفصل الرابع من مقتله(4) عدّه ممّن روی حدیث الغدیر من الصحابة ، وروی المتّقی الهندی فی کنز العمّال(5) (6 / 398) نقلاً عن الحافظ ابن أبی شیبة بإسناده عنه ، قال :

کنّا بالجُحْفة - غدیر خُمٍّ - إذ خرج علینا رسول الله صلی الله علیه وسلم فأخذ بید علیّ ، فقال :

«من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه».

22 - جابر بن عبدالله الأنصاریّ : المتوفّی بالمدینة (73 ، 74 ، 78) وهو ابن (94) عاماً.

ص: 57


1- أُسد الغابة : 3 / 469 رقم 3341.
2- وعدّه الذهبی أیضاً فی کتاب الغدیر : ح 123 ، والشهاب الإیجی فی توضیح الدلائل : ق 198 / ب ، فی الصحابة الذی شهدوا له علیه السلام لمّا ناشدهم. (الطباطبائی)
3- الإصابة : 1 / 212 رقم 1018.
4- مقتل الإمام الحسین علیه السلام : 1 / 48.
5- کنز العمّال : 13 / 136 ح 36430.

روی الحافظ الکبیر ابن عقدة فی حدیث الولایة بإسناده عنه ، قال :

کُنّا مع النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم فی حجّة الوداع ، فلمّا رجع إلی الجُحْفة نزل ، ثمّ خطب الناس ، فقال : «أیُّها الناس إنّی مسؤولٌ ، وأنتم مسؤولون ، فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنک بلّغتَ ونصحتَ وأدّیتَ.

قال : إنّی لکم فَرَطٌ ، وأنتم واردون علیَّ الحوض ، وإنّی مُخلِّفٌ فیکم الثقَلَین إن

تمسّکتم بهما لن تَضِلّوا : کتابَ الله وعترتی أهلَ بیتی ، وإنّهما لن یفترقا حتی یردا علیَّ الحوض.

ثمّ قال : ألستم تعلمون أنّی أولی بکم من أنفسکم ؟ قالوا : بلی. فقال آخذاً بید علیّ : من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه. ثمّ قال : أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

ورواه عنه(1) أبو بکر الجُعابی فی نُخبه ، وابن عبدالبَرّ فی الاستیعاب (2 / 473) ، ویوجد حدیثه فی أسماء الرجال لأبی الحجّاج ، وتهذیب التهذیب (7 / 337) ، وکفایة الطالب (ص 16) بطریق عالٍ عن مشایخه الحفّاظ : الشریف أبی تمّام علیّ بن أبی الفخار الهاشمی ، وأبی طالب عبداللطیف بن محمد بن القُبَّیطی ، وإبراهیم بن عثمان الکاشغری بطرقهم ، عن عبدالله بن محمد بن عقیل قال :

کنت عند جابر بن عبدالله فی بیته وعلیّ بن الحسین ومحمد بن الحنفیّة وأبو جعفر ، فدخل رجل من أهل العراق ، فقال : بالله إلّا ما حدّثتنی مارأیت وما سمعت من

رسول الله ... إلی آخر ما یأتی فی حدیث مناشدة رجلٍ عراقیّ جابرَ بن عبدالله.

ورواه الحافظ الحمّوئی فی فرائد السمطین فی السمط الأوّل فی الباب التاسع(2)

ص: 58


1- الاستیعاب : القسم الثالث / 1099 رقم 1855 ، تهذیب الکمال : 20 / 484 رقم 4089 ، تهذیب : التهذیب : 7 / 296 ، کفایة الطالب : ص 61 باب 1.
2- فرائد السمطین : 1 / 62 ح 29.

من طریق الحافظ ابن البطی ، وابن کثیر فی البدایة والنهایة(1) (5 / 209) بالإسناد عن عبدالله بن محمد بن عقیل عنه ، ثمّ قال :

قال شیخنا الذهبی : هذا حدیثٌ حسنٌ ، وقد رواه ابن لهیعة عن بکر بن سوادة وغیره ، عن أبی سلمة بن عبدالرحمن ، عن جابر بنحوه.

والمتّقی فی کنز العمّال (6 / 398) نقلاً عن البزّار بإسناده عنه ، والسمهودی فی جواهر العقدین ، کما نقله عنه القندوزی الحنفی فی ینابیعه (ص 41) باللفظ المذکور عن ابن عقدة ، والوصّابی الشافعی فی الاکتفاء نقلاً عن الحافظ ابن أبی شیبة فی سننه بإسناده عنه(2).

وأخرج الحافظ ابن المغازلی(3) ، کما فی العمدة لابن البطریق(4) (ص 53) بإسناده عن بکر بن سوادة ، عن قبیصة بن ذؤیب وأبی سلمة بن عبدالرحمن ، عن جابر بن عبدالله :

أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم نزل بخُمّ ، فتنحّی الناس عنه [ونزل معه علیّ بن أبی طالب علیه السلام فشقّ علی النبی تأخّر الناس عنه](5) وأمر علیّاً فجمعهم ، فلمّا اجتمعوا قام فیهم وهو متوسّدٌ ید علیّ بن أبی طالب ، فحمد الله ، وأثنی علیه.

ثمّ قال : «أیّها الناس إنّی قد کرهت تخلُّفکم عنّی ، حتی خُیِّل لی أنّه لیس شجرة أبغض إلیکم من شجرةٍ تلینی.

ص: 59


1- البدایة والنهایة : 5 / 232 حوادث سنة 10 ه-.
2- کنز العمّال : 13 / 137 ح 36430 و 36433 ، جواهر العقدین : الورقة 169 ، ینابیع المودّة : 1 / 39 باب 4 ، مصنّف ابن أبی شیبة : 12 / 59 ح 12121.
3- مناقب علیّ بن أبی طالب علیه السلام : ص 25 ح 37.
4- عمدة عیون الأخبار : ص 107 ح 143.
5- مابین المعقوفین أثبتناه من مناقب ابن المغازلی.

ثمّ قال : لکن علیّ بن أبی طالب أنزله الله منّی بمنزلتی منه ، فرضی الله عنه کما أنا راضٍ عنه ، فإنّه لا یختار علی قربی ومحبّتی شیئاً. ثمّ رفع یدیه ، فقال : من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

قال : فابتدر الناس إلی رسول الله صلی الله علیه وسلم یبکون ویتضرّعون ویقولون : یا رسول الله ما تنحّینا عنک إلّا کراهیة أن نثقل علیک ، فنعوذ بالله من [شرور أنفسنا و](1) سخط رسوله ، فرضی رسول الله صلی الله علیه وسلم عنهم عند ذلک.

ورواه الثعلبی فی تفسیره(2) ، کما فی ضیاء العالمین. وعدّه الخوارزمی فی مقتله(3) ، والجزری فی أسنی المطالب(4) (ص 3) ، والقاضی فی تاریخ آل محمد (ص 67)

من رواة حدیث الغدیر.(5)

ص: 60


1- مابین المعقوفین أثبتناه من مناقب ابن المغازلی.
2- الکشف والبیان : الورقة 181 سورة المائدة : آیة 67.
3- مقتل الإمام الحسین علیه السلام : 1 / 48.
4- أسنی المطالب : ص 48.
5- أخرجه الحافظ ابن أبی عاصم فی کتاب السنّة : ح 1356 ، وأخرجه الحفّاظ : أبو یعلی ، والهیثم بن کلیب الشاشی ، والدارقطنی ، وأبو نعیم ، وأخرجه من طریقهم الحافظ ابن عساکر فی تاریخه بالأرقام : 557 - 564. وأخرجه أبو نعیم فی أخبار أصبهان : 2 / 358 ، والحاکم الحسکانی فی شواهد التنزیل : ح 249 ، وابن الأَبّار فی المعجم : ص 325 ح 304. وأخرجه الحافظ ابن عساکر فی تاریخه بثمان طرق بالأرقام : 557 - 564 ، وفی معجم شیوخه فی ترجمة کافور بن عبدالله اللیثی ، والمزّی فی تهذیب الکمال : 20 / 484 ، والبری التلمسانی فی الجوهرة فی نسب النبیّ وأصحابه العشرة : 2 / 235 ، وفی ترجمة أمیر المؤمنین علیه السلام المستلّة منه المطبوعة مفردة : ص 67 ، والفاسی فی العقد الثمین : 6 / 190 ، وابن الخبّاز فی معجمه. وأخرجه الذهبی فی کتاب الغدیر : ح 88 و 89 وفی کلیهما قال : إسناده جیّد ، وفی تذهیب تهذیب الکمال : ج 3 ق 58 / ب ، وفی سیر أعلام النبلاء : 8 / 297 ، وفی معجم شیوخه فی ترجمة محمد بن علیّ الواسطی : 2 / 234 ، أخرجه عن ستة من شیوخه بأسانیدهم عن جابر ثمّ قال : ورواه ابن

23 - جبلة بن عمرو الأنصاریّ :

رواه عنه ابن عقدة بإسناده فی حدیث الولایة.

24 - جبیر بن مطعم بن عدیّ القرشیّ ، النوفلیّ : المتوفّی (57 ، 58 ، 59).

عدّه القاضی بهلول بهجت فی تاریخ آل محمد (ص 68) ممّن روی حدیث الغدیر ، وروی الهمدانی فی مودّة القربی(1) عنه شطراً من الحدیث ، وذکره الحنفی فی الینابیع(2) (ص 31 و 336).(3)

25 - جریر بن عبدالله بن جابر البجلیّ : المتوفّی (51 ، 54).

توجد روایته الحدیث فی مجمع الزوائد للحافظ الهیثمی (9 / 106) نقلاً عن المعجم الکبیر(4) للطبرانی بإسناده عنه ، قال :

شهدنا الموسم فی حِجّة الوداع ، فبلغنا مکاناً یقال له : غدیر خُمّ ، فنادی :

ص: 61


1- أُنظر : المودّة الثانیة.
2- ینابیع المودّة : 1 / 30 باب 4 و 2 / 71 باب 56.
3- وأخرجه عن ابن أبی عاصم فی کتاب السنّة : ح 1465 بإسقاط واختصار فی لفظه. (الطباطبائی)
4- المعجم الکبیر : 2 / 357 ح 2505.

الصلاة جامعة ، فاجتمع المهاجرون والأنصار ، فقام رسول الله صلی الله علیه وسلم وسطنا ، قال :

«یا أیّها الناس بِمَ تَشهدون ؟ قالوا : نشهد أن لا إله إلّا الله. قال : ثمّ مَهْ ؟ قالوا : وأنَّ محمداً عبده ورسوله. قال : فمن ولیّکم ؟ قالوا : الله ورسوله مولانا.

ثمّ ضرب بیده إلی عضد علیّ ، فأقامه ، فنزع عضده ، فأخذ بذراعیه ، فقال : من یکن الله ورسوله مولاه فإنَّ هذا مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، أللّهمّ من أحبّه من الناس فکن له حبیباً ، ومن أبغضه فکن له مبغضاً ، أللّهمّ إنی لا أجد أحداً استودعه فی الأرض بعد العبدَین الصالحَین(1) [غیرک] ، فاقضِ له بالحسنی».

قال بِشْر : قلتُ : مَنْ هذان العبدان الصالحان ؟ قال : لا أدری.

ورواه عنه(2) السیوطی فی تاریخ الخلفاء (ص 114) بطریق الطبرانی ، وابن کثیر فی البدایة والنهایة (7 / 349) ، والمتّقی الهندی فی کنز العمّال (6 / 154 و 399)

بطریق الطبرانی ، والوصّابی فی کتاب الاکتفاء ، والبَدَخشی فی مفتاح النجا ، وعدّه

ص: 62


1- فی تعلیق هدایة العقول (ص 31) : لعلّه أراد بالعبدین الصالحَین أبا بکر وعمر ، وقیل : الخضر وإلیاس ، وقیل : حمزة وجعفر - رضی الله عنهما - لأنَّ علیّاً علیه السلام کان یقول عند اشتداد الحرب : «واحمزتاه ، ولا حمزة لی ، واجعفراه ، ولا جعفر لی». أقول :هذا رجم بالغیب ؛ إذ لا مجال للنظر فی تفسیر «العبدَین الصالحَین» بمن ذکر ، إلّا أن یُعثر علی نصٍّ ، والظاهر عدم ذلک ؛ لما ذکره سیّدی العلّامة بدر الدین محمد بن إبراهیم بن المفضل رحمه الله لمّا سأله بعضهم عن تفسیر الحدیث ، فأجاب بما لفظه : لم أعثر علیه فی شیء من کتب الحدیث ، إلّا أنَّ فی روایة مجمع الزوائد ما یدلّ علی عدم معرفة الراوی - أیضاً - بالمراد بالرجلین ؛ لأنَّ فیه قال بشر - أی الراوی - عن جریر : قلت : من هذان العبدان الصالحان ؟ قال : لا أدری. قال رحمه الله : ومثل هذا إن لم یَرِد به نقل فلا طریق إلی تفسیره بالنظر. انتهی. (المؤلف)
2- تاریخ الخلفاء : ص 158 ، البدایة والنهایة : 7 / 386 حوادث سنة 40 ه- ، کنز العمّال : 11 / 609 ح 32948 و 13 / 138 ح 36437 ، مفتاح النجا : الورقة 45 باب 3 فصل 14 ، مقتل الإمام الحسین علیه السلام : 1 / 48.

الخوارزمی فی مقتله من رواة الحدیث من الصحابة.(1)

26 - أبو ذرّ جندب بن جنادة الغِفاریّ : المتوفّی (31).

یُروی حدیثه فی حدیث الولایة لابن عقدة ، ونُخب المناقب للجُعابی ، وفرائد السمطین فی الباب الثامن والخمسین(2) ، وعدّه الخطیب الخوارزمی فی مقتله(3) ممّن روی حدیث الغدیر ، وکذلک شمس الدین الجزری الشافعی فی أسنی المطالب(4) (ص 4).(5)

27 - أبو جُنَیدة جندع بن عمرو بن مازن الأنصاریّ :

روی ابن الأثیر فی أُسد الغابة(6) (1 / 308) بالإسناد عن عبدالله بن العلاء ، عن الزهری ، عن سعید بن جناب ، عن أبی عنفوانة المازنی ، عن جندع قال :

سمعت النبیّ صلی الله علیه وسلم یقول : «من کذب علیّ متعمّداً فلیتبوّأ مقعده من النار».

وسمعته - وإلّا صُمّتا - یقول وقد انصرف من حِجّة الوداع ، فلمّا نزل غدیر خُمّ

ص: 63


1- وأخرجه عنه أحمد بن عیسی المقدسی فی الجزء الثانی من فضائل جریر بن عبد الله البجلی الموجود فی المجموع 93 فی المکتبة الظاهریة. أخرجه فی الورقة 240. وأخرجه ابن عساکر فی تاریخه : رقم 587 ، وابن منظور فی مختصر تاریخ دمشق : 17 / 358 ، والقرافی فی نفحات العبیر الساری : ق 76 / ب ، والسیوطی فی جمع الجوامع : 1 / 831 ، وفی قطف الأزهار المتناثرة فی الأحادیث المتواترة : ص 277 ح 102 ، والزبیدی فی لقط اللآلئ المتناثرة فی الأحادیث المتواترة : ص 206 ، والشوکانی فی درّ السحابة : ص 210 ، والکتّانی فی نظم المتناثر فی الحدیث المتواتر : ص 194 ، وإسحاق بن یوسف الصنعانی فی تفریج الکروب فی حرف المیم. (الطباطبائی)
2- فرائد السمطین : 1 / 315 ح 250.
3- مقتل الإمام الحسین علیه السلام : 1 / 48.
4- أسنی المطالب : ص 48.
5- أخرج الذهبی حدیثه فی کتابه فی الغدیر : ح 112 ، وعدّه الصالحانی فی الفضائل ، والشهاب الإیجی فی توضیح الدلائل : ق 197 / ب من رواة حدیث الغدیر. (الطباطبائی)
6- أُسد الغابة : 1 / 364 رقم 812.

قام فی الناس خطیباً ، وأخذ بید علیّ ، وقال : «من کُنتُ مولاه فهذا ولیّه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

وقال عبدالله بن العلاء : فقلت للزُهری : لا تُحدّث بهذا بالشام وأنت تسمع ملء أُذُنیک سبَّ علیّ ! فقال : والله إنَّ عندی من فضائل علیّ ما لو تحدّثتُ [بها]

لَقُتِلتُ !!

أخرجه الثلاثة(1).

وروی الشیخ محمد صدر العالم فی معارج العلی ، من طریق الحافظ أبی نعیم ، بإسناده عن جندع ، وعُدّ فی تاریخ آل محمد (ص 67) من رواة حدیث الغدیر.(2)

«حرف الحاء المهملة»

28 - حبّة - بفتح أوّله وتشدید الموحّدة - ابن جوین ، أبو قُدامة العُرَنیّ - بضمّ العین وفتح الراء - البجلیّ : المتوفّی (76 ، 79).

وثّقه الحافظ الهیثمی فی مجمع الزوائد (9 / 103) ، وحکی الخطیب فی تاریخه (8 / 276) ثقته عن صالح بن أحمد عن أبیه ، وذکر أنّه تابعیّ ، روی عنه ابن عقدة بإسناده فی حدیث الولایة ، والدولابی فی الکنی والأسماء (2 / 88) عن الحسن بن علیّ

ص: 64


1- هم : محمد بن یحیی بن مندة ، وأبو نعیم الأصبهانی ، وأبوعمر بن عبدالبَرّ القرطبی المالکی.
2- وأخرجه عنه أبو أحمد العسکری وابن مندة فی أسماء الصحابة وأبو نعیم فی معرفة الصحابة ، وأورده القرافی فی نفحات العبیر الساری : ق 67 / أ ، والسیوطی فی جمع الجوامع : 1 / 831 ، وفی قطف الأزهار المتناثرة فی الأحادیث المتواترة : رقم 102 ص 278 عن أبی نعیم فی فضائل الصحابة. وأورده شمس الدین الدمشقی فی سبل الهدی والرشاد : ج 2 ق 605 ، وإسحاق بن یوسف الصنعانی فی تفریج الکروب فی حرف المیم (من کنت مولاه ...) ، والزبیدی فی لقط اللآلئ المتناثرة فی الأحادیث المتواترة : ص 206 ، والکتّانی فی نظم المتناثر فی الحدیث المتواتر : ص 194. (الطباطبائی)

ابن عفّان ، قال : حدّثنا الحسن بن عطیّة ، قال : أنبأ یحیی بن سلمة بن کهیل ، عن حبّة العُرَنیّ ، عن أبی قلابة(1) ، قال :

نشد الناسَ علیٌّ فی الرحبة ، فقام بضعةَ عشَرَ رجلاً - فیهم رجل علیه جبّة علیها إزار حضرمیّة - فشهدوا أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم قال : «من کنت مولاه فعلیٌّ مولاه».

وروی الحافظ ابن المغازلی فی المناقب(2) عنه حدیث المناشدة الآتی إن شاء الله ، والخطیب الخوارزمی عدّه فی مقتله ممّن روی حدیث الغدیر من الصحابة.

وقال ابن الأثیر فی أُسد الغابة(3) (1 / 367) فی ترجمة حبّة :

ذکره أبوالعبّاس بن عقدة فی الصحابة ، وروی عن یعقوب بن یوسف بن زیاد وأحمد بن الحسین بن عبدالملک ، قال : أخبرنا نصر بن مزاحم ، أخبرنا عبدالملک بن مسلم الملائی ، عن أبیه ، عن حبّة بن جُوَین العُرَنیّ البجلی ، قال :

لمّا کان یوم غدیر خُمّ دعا النبیّ صلی الله علیه وسلم الصلاة جامعة نصف النهار قال : فحمد الله ، وأثنی علیه ، ثمّ قال : «أیّها الناس أتعلمون أنّی أولی بکم من أنفسکم ؟ قالوا : نعم. قال : فمن کنت مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه». وأخذ بید علیّ ، حتی رفعها حتی نظرت إلی آباطهما ، وأنا یومئذٍ مشرک. أخرجه أبو موسی.

وروی ابن حجر فی الإصابة (1 / 372) من کتاب الموالاة لابن عقدة الحدیث المذکور ، والقندوزی فی ینابیع المودّة(4) (ص 34).

29 - حُبشی - بضمّ المهملة - ابن جنادة السلولیّ : نزیل الکوفة.

ص: 65


1- کذا فی النسخ ، والصحیح : عن حبّة العُرَنیّ أبی قُدامة. (المؤلف)
2- مناقب علیّ بن أبی طالب علیه السلام : ص 20 ح 27.
3- أُسد الغابة : 1 / 439 رقم 1031.
4- ینابیع المودّة : 1 / 32 باب 4.

ممّن شهِد لعلیّ علیه السلام یوم المناشدة ، کما فی حدیث أصبغ الآتی ، رواه(1) ابن عقدة فی حدیث الولایة ، وابن الأثیر فی أُسد الغابة (3 / 307 و 5 / 205) ، ومحبّ الدین الطبری فی الریاض النضرة (2 / 169) نقلاً عن الذهبی ، وروی السیوطی فی جمع الجوامع من طریق الطبرانی فی المعجم الکبیر ، والمتّقی الهندی فی کنز العمّال (6 / 154) ، وابن کثیر الشامی فی البدایة والنهایة (5 / 211) عن أبی إسحاق ، عنه أنّه سَمِع رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول یوم غدیر خُمّ : «من کنتُ مولاهُ فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

ورواه عنه - أیضاً - فی (7 / 349).

وروی الحافظ الهیثمی فی مجمع الزوائد (9 / 106) قال : قال حُبشی :

سَمِعتُ رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول یوم غدیر خُمّ : «أللّهمّ من کنت مولاه فعلیٌّ مولاه أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره ، وأعِن من أعانه».

رواه الطبرانی ، ورجاله وُثِّقوا ، وبهذا الطریق نقلاً عن الطبرانی ذکره السیوطی فی تاریخ الخلفاء(2) (ص 114) ، ولیست فیه کلمة «أللّهمّ» فی صدر الحدیث ، وروی البَدَخشی فی نُزُل الأبرار(3) (ص 20) ومفتاح النجا(4) ، والشیخ إبراهیم الوصّابی الشافعی فی الاکتفاء فی فضل الأربعة الخلفاء من طریق الطبرانی عنه بلفظ السیوطی. وعدّه الجزری فی أسنی المطالب(5) (ص 4) من رواة الحدیث.(6)

ص: 66


1- أُسد الغابة : 3 / 469 رقم 3341 ، الریاض النضرة : 3 / 114 ، جامع الأحادیث : 2 / 102 ح 4190 ، المعجم الکبیر : 4 / 16 ح 3514 ، کنز العمّال : 11 / 609 ح 32946 ، البدایة والنهایة : 5 / 232 حوادث سنة 10 ه ، و 7 / 386 حوادث سنة 40 ه-.
2- تاریخ الخلفاء : ص 158.
3- نُزُل الأبرار : ص 53.
4- مفتاح النجا : الورقة 45 باب 3 فصل 14.
5- أسنی المطالب : ص 48.
6- وأخرجه ابن أبی عاصم فی السنّة : ح 1360 ، وابن عدیّ فی الکامل : 3 / 1107 ، وابن قانع فی

30 - حبیب بن بُدَیل بن ورقاء الخزاعیّ :

روی الحدیث عنه بإسناده ابن عقدة فی حدیث الولایة ، وابن الأثیر فی أُسد الغابة(1) (1 / 368) من کتاب الموالاة لابن عقدة بإسناده عن زرّ بن حُبیش حدیث الرکبان المُسَلِّمینَ علی علیٍّ علیه السلام بقولهم : السلام علیک یا مولانا.

وفیه شهادة حبیب لعلیّ علیه السلام بحدیث الغدیر ، وسیأتی فی حدیث الرکبان ، ورواه ابن حجر ملخَّصاً فی الإصابة (1 / 304).(2)

31 - حذیفة بن أُسَید أبو سَریحة - بفتح السین - الغِفاری : من أصحاب الشجرة توفّی (40 ، 42).

روی عنه حدیث الغدیر ابن عقدة فی کتاب حدیث الموالاة ، کما نقله عن

ص: 67


1- أُسد الغابة : 1 / 441 رقم 1038.
2- وأخرج السیوطی حدیث شهادته لأمیر المؤمنین علیه السلام عند مناشدته بحدیث «من کنتُ مولاه» فی کتابه قطف الأزهار المتناثرة فی الأحادیث المتواترة : ص 278. وعدّه السیوطی فی جمع الجوامع : 1 / 831 ، وشمس الدین الدمشقی الصالحی من الشهود فی کتابه سبل الهدی والرشاد : ج 2 ق 605 ، وکذلک القرافی فی نفحات العبیر الساری : ق 76 / ب ، وکذا الزبیدی مؤلّف تاج العروس فی کتابه لقط اللآلئ المتناثرة : ص 206 ، والکتّانی فی نظم المتناثر : ص 194. (الطباطبائی)

السمهودی(1) عنه صاحب ینابیع المودّة(2) (ص 38) قال :

قال السمهودی : وأخرج ابن عقدة فی (الموالاة) عن عامر بن ضُمرة وحذیفة ابن أُسید قالا : قال النبیّ صلی الله علیه وسلم : «أیّها الناس إنَّ الله مولای ، وأنا أولی بکم من أنفسکم ، ألا ومن کنتُ مولاه فهذا مولاه».

وأخذ بید علیّ فرفعها ، حتی عرفه القوم أجمعون. ثمّ قال : «أللّهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ، ثمّ قال : وإنّی سائلکم حین تَرِدون علیَّ الحوضَ عن الثقَلَینِ ، فانظروا کیف تخلفونی فیهما. قالوا : وما الثقَلان ؟ قال : الثقَل الأکبر کتاب الله سببٌ طرفه بید الله وطرفه بأیدیکم ، والأصغر عترتی». الحدیث.

وأخرجه - أیضاً - بطریق آخر ، ثمّ قال : أخرجه الطبرانی فی الکبیر(3) ، والضیاءُ فی المختارة.

وروی الترمذی فی صحیحه(4) (2 / 298) عن سلمة بن کهیل ، عن أبی الطفیل ، عن حُذیفة أبی سَریحة ، وقال : هذا حدیث حسن صحیح.

وابن الأثیر فی أُسد الغابة(5) بالإسناد عن سلمة بن کهیل عنه ، من طریق الحفّاظ : أبی عمر ، وأبی نعیم ، وأبی موسی ، والحمّوئی فی فرائد السمطین(6) ، وابن الصبّاغ المالکی فی الفصول المهمّة(7) (ص 25) ، نقلاً عن أبی الفتوح أسعد بن أبی الفضائل العجلی فی الموجز فی فضائل الخلفاء الأربعة ، یرفعه بسنده إلی حذیفة بن

ص: 68


1- جواهر العِقدین : الورقة 172.
2- ینابیع المودّة : 1 / 37 باب 4.
3- المعجم الکبیر : 3 / 180 ح 3052.
4- سنن الترمذی : 5 / 591 ح 3713.
5- أُسد الغابة : 6 / 136 رقم 5940.
6- فرائد السمطین : 2 / 274 ح 212 باب 55.
7- الفصول المهمّة : ص 40.

أُسید وعامر بن لیلی بن ضمْرة قالا :

لمّا صدر رسول الله صلی الله علیه وسلم من حجّة الوداع - ولم یحجّ غیرها - أقبل حتی إذا کان بالجُحْفة نهی عن سَمُراتٍ متغادیات(1) بالبطحاء أن لا ینزل تحتهنّ أحد ، حتی إذا أخذ القوم منازلهم أرسل فقُمّ ما تحتهن ، حتی إذا نودی بالصلاة - صلاة الظهر - عَمَد إلیهنّ فصلّی بالناس تحتهنّ ، وذلک یوم غدیر خُمّ ، وبعد فراغه من الصلاة قال : «أیّها الناس إنَّه قد نبّأنی اللطیف الخبیر : أنّه لم یُعمَّر نبیّ إلّا نصف عمر النبیّ الذی کان قبله ! وإنّی لَأظنّ بأنّی أُدعی وأُجیب ، وإنّی مسؤولٌ ، وأنتم مسؤولون : هل بلّغتُ ؟ فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نقول : قد بلّغت ، وجهدتَ ، ونصَحتَ ، وجزاکَ الله خیراً. قال : ألستُم

تشهدون أن لا إله إلّا الله ، وأنَّ محمداً عبده ورسوله ، وأنّ جنّته حقّ ، وأنَّ ناره حقّ ، والبعث بعد الموت حقّ ؟ قالوا : أللّهمّ بلی. قال : أللّهمّ اشهد. ثمّ قال : أیّها الناس ألا تسمعون ، ألا فإنَّ الله مولا ، وأنا أولی بکم من أنفسکم ، ألا ومن کنت مولاه فعلیٌّ مولاه.

وأخذ بید علیّ فرفعها ، حتی نظره القوم. ثمّ قال : أللّهمّ والِ من والاه ، وعاد من عاداه».

ونقله عن کتاب الموجز للحافظ أبی الفتوح - أیضاً - صاحب (مناقب الثلاثة) المطبوع بمصر (ص 19) ، ورواه ابن عساکر فی تاریخه(2) عن أبی الطفیل عنه ، وابن کثیر فی البدایة والنهایة(3) (5 / 209 و 7 / 348) ، قال : وقد رواه معروف بن خربُوذ ، عن أبی الطفیل ، عن حذیفة بن أُسید ، قال :

لمّا قَفَل رسول الله صلی الله علیه وسلم من حجّة الوداع نهی أصحابه عن شَجَرات بالبطحاء

ص: 69


1- کذا فی النسخ ، والصحیح : متقاربات ، کما فی سائر المصادر. (المؤلف)
2- تاریخ مدینة دمشق : 12 / 226 ، وفی ترجمة الإمام علیّ بن أبی طالب علیه السلام الطبعة المحقّقة : رقم 535 و 547.
3- البدایة والنهایة : 5 / 231 حوادث سنة 10 ه ، 7 / 385 حوادث سنة 40 ه.

متقاربات أن ینزلوا حولهنّ ، ثمّ بعث إلیهنّ فصلّی تحتهنّ ، ثمّ قام فقال : «أیّها الناس قد نبّأنی اللطیف الخبیر : أنّه لم یُعمَّر نبیّ إلّا مثل نصف عمر الذی قبله ! وإنّی لَأظنّ أن یوشِک أن أُدعی فأجیب ، وإنّی مسؤولٌ ، وأنتم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون ؟

قالوا : نشهد أنّک قد بلّغتَ ، ونصحتَ ، وجهدتَ ، فجزاکَ الله خیراً.

قال : ألستم تشهدون أن لا إله إلّا الله وأنَّ محمداً عبده ورسوله ، وأنَّ جنّته حقّ ، وأنَّ ناره حقّ ، وأنَّ الموت حقّ ، وأنَّ الساعة آتیةٌ لا ریب فیها ، وأنَّ الله یبعث من فی القبور ؟ قالوا : بلی نشهد بذلک. قال : أللّهمّ اشهدْ.

ثمّ قال : یا أیّها الناس إنَّ الله مولای ، وأنا مولی المؤمنین ، وأنا أولی بهم من أنفسهم ، من کنت مولاه فهذا مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه.

ثمّ قال : أیها الناس إنّی فَرَطُکم ، وإنّکم واردون علیّ الحوض ؛ حوض أعرض ممّا بین بُصری وصنعاء ، فیه آنیةٌ عدد النجوم ؛ قِدحان من فضّة ، وإنّی سائلکم حین تَرِدون علیّ عن الثقَلَینِ ، فانظروا کیف تُخْلِفونی فیهما : الثقَل الأکبر کتاب الله ، سببٌ طرفه بید الله وطرفٌ بأیدیکم ، فاستمسکوا به ، لا تَضِلّوا ولا تبدِّلوا ، والثقَل الأصغر عترتی أهل بیتی ، فإنّه قد نبّأنی اللطیف الخبیر : أنّهما لن یفترقا حتی یرِدا علیّ الحوض». رواه ابن عساکر بطوله من طریق معروف.

وبهذا اللفظ رواه عنه(1) ابن حجر فی الصواعق (ص 25) عن الطبرانی وغیره بسند صحیح عنده ، والحلبی فی السیرة الحلبیّة (3 / 301) نقلاً عن الطبرانی.

ورواه بهذا اللفظ الحکیم الترمذی فی کتابه نوادر الأصول ، والطبرانی فی

ص: 70


1- الصواعق المحرقة : ص 43 ، السیرة الحلبیة : 3 / 274 ، نوادر الأصول : 1 / 163 الأصل الخمسون ، المعجم الکبیر : 3 / 180 ح 3052 ، مفتاح النجا : الورقة 44 باب 3 فصل 14 ، نُزُل الأبرار : ص 51 ، أخبار الدول : 1 / 305 ، تاریخ الخلفاء : ص 158 ، مقتل الإمام الحسین علیه السلام : 1 / 48.

الکبیر بسند صحیح ، کما نقل عنهما صاحب مفتاح النجا فی مناقب آل العبا ، وبهذا التفصیل رواه الحافظ الهیثمی فی مجمع الزوائد (9 / 165) من طریقی الطبرانی ، وقال : رجال أحد الإسنادین ثقات.

وفی نُزُل الأبرار (ص 18) من طریق الترمذی فی نوادر الأصول ، والطبرانی فی الکبیر بإسنادهما عن أبی الطفیل عنه ، والقرمانی فی أخبار الدول (ص 102) عنه ، عن النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم بطریق الترمذی ، والسیوطی فی تاریخ الخلفاء (ص 114) نقلاً عن الترمذی ، وعدّه الخطیب الخوارزمی فی مقتله ، والقاضی فی تاریخ آل محمد (ص 68) ممّن روی حدیث الغدیر من الصحابة.(1)

32 - حُذیفة بن الیمان الیمانیّ : المتوفّی (36)(2).

ص: 71


1- وأخرجه عنه أحمد فی کتاب المناقب : ح 82 ، وفی فضائل الصحابة : ح 959 وقال محقِّقه : إسناده صحیح ، وأخرجه ابن جریر الطبری فی تهذیب الآثار کما فی جمع الجوامع : 2 / 357. وأخرجه عنه أو عن زید بن أرقم ، الترمذی والنسائی والضیاء المقدسی فی المختارة ، وعنهم القرافی فی نفحات العبیر الساری : ق 76 / ب ، والسیوطی فی جمع الجوامع : 1 / 831 ، والمتّقی فی کنز العمّال : ح 32904. وأخرجه المحاملی فی أمالیه عنه أو عن زید : ح 35 وقال محقّقه : إسناده صحیح. وأخرجه الطبرانی فی المعجم الکبیر : ح 3049 عنه أو عن زید بن أرقم ، وأوعز إلیه البخاری فی التاریخ الکبیر ، فأخرجه بهذا الإسناد نفسه فی : 3 / 96 فی ترجمة حذیفة ، وحذف صلة الحدیث وذیله وبدأ من قوله صلی الله علیه وآله وسلم : «وإنکم واردون علیَّ الحوض ...» والذهبی فی کتاب الغدیر : ح 70 ، وفی تاریخ الإسلام : 3 / 632 ، والفاسی فی العقد الثمین : 6 / 190 ، والهیثمی فی مجمع الزوائد : 10 / 363 ، والسخاوی فی استجلاب ارتقاء الغرف : ق 22 / أ ، والسیوطی فی الحاوی للفتاوی : 2 / 79 طبعة المنیریة ، والسمهودی فی الإشراف علی فضائل الأشراف : ق 17 عن الطبرانی وأبی نعیم ، وابن طولون الصالحی فی الشذور الذهبیة : ص 54 عنه أو عن زید بن أرقم ، وأورده عنه الکتّانی فی نظم المتناثر فی الحدیث المتواتر : ص 194. (الطباطبائی)
2- قال ابن حجر فی التقریب : ص 82 [1 / 156 رقم 183] : صحابیّ جلیل من السابقین ، صحّ فی مسلم [5 / 411 ح 24 کتاب الفتن] عنه : أنَّ رسول الله أعلمه بما کان وما یکون إلی أن تقوم

روی الحدیث بلفظه ابن عقدة فی حدیث الولایة ، وأبو بکر الجُعابی فی نُخبه ، والحاکم الحسَکانی فی کتابه دعاء الهداة إلی أداء حقّ الموالاة ، وقال بعد ذکر حدیثه : قرأت حدیثه علی أبی بکر محمد بن محمد الصیدلانی ، فأقرّ به ، وعدّه الجزری فی أسنی المطالب(1) (ص 4) من رواة حدیث الغدیر من الصحابة.(2)

33 - حسّان بن ثابت :

أحد شعراء الغدیر فی القرن الأوّل ، فراجع هناک(3) شعره وترجمته.(4)

34 - الإمام المجتبی الحسن السبط صلوات الله علیه :

روی حدیثه ابن عقدة بإسناده فی حدیث الولایة ، والجُعابی فی النُخب ، وعدّه الخوارزمی من رواة حدیث الغدیر.(5)

35 - الإمام السبط الحسین الشهید سلام الله علیه : رواه عنه ابن عقدة بإسناده فی حدیث الولایة(6) ، والجُعابی فی النُخب ، وعدّه الخطیب الخوارزمی فی

ص: 72


1- أسنی المطالب : ص 48.
2- وأخرجه عنه الحاکم الحسکانی فی شواهد التنزیل : ح 1041 ، والذهبی فی کتاب الغدیر : ح 119 ، وعدّه الشهاب الإیجی فی توضیح الدلائل : ق 197 / ب من رواة حدیث الغدیر من الصحابة. (الطباطبائی)
3- یأتی فی الجزء الثانی.
4- عدّه الذهبی فی کتاب الغدیر : ح 119 ، والشهاب الإیجی فی توضیح الدلائل : ق 197 / ب من الصحابة الذین روی عنهم حدیث الغدیر. (الطباطبائی)
5- وعدّه الذهبی فی کتاب الغدیر : ح 121 ، والصالحانی ، والشهاب الإیجی فی توضیح الدلائل : ق 197 / ب ، من الصحابة الذین روی عنهم حدیث الغدیر. (الطباطبائی)
6- أورده عنه الذهبی فی کتاب الغدیر : ح 64 ، قال ابن عقدة الحافظ - فی جمع طرق هذا الحدیث - : قال : حدّثنا الفضیل بن یوسف الجعفی ، حدّثنا سعید بن عثمان ، حدّثنی محمد بن [علیّ بن] ،

مقتله(1) ممّن روی حدیث الغدیر.

وروی الحافظ العاصمی فی زین الفتی ، عن شیخه أبی بکر الجلّاب ، عن أبی سعید الرازی ، عن أبی الحسن علیّ بن مهرویه القزوینی ، عن داود بن سلیمان ، عن علیّ بن موسی الرضا ، عن أبیه موسی بن جعفر ، عن أبیه جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن أبیه علیّ ، عن الحسین ، عن أمیر المؤمنین علیهم السلام ، قال :

«قال رسول الله صلی الله علیه وسلم : من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، واخذُلْ من خذله ، وانصُر من نصره».

ورواه عن شیخه محمد بن أبی زکریا ، عن أبی الحسن محمد بن علیّ الهمدانی ، عن أحمد بن علیّ بن صدقة الرقّی ، عن أبیه ، عن علیّ بن موسی ، عن أبیه موسی ... إلی آخر السند واللفظ المذکورین.

ورواه الحافظ ابن المغازلی فی المناقب عن أبی الفضل محمد بن الحسین البرجی(2) الأصبهانی ، یرفعه إلی الحسین السبط علیه السلام ، والحافظ أبو نعیم فی حِلیة الأولیاء (9 / 64) بلفظ وسند یأتیان إن شاء الله تعالی ، ویأتی احتجاجه علیه السلام بحدیث الغدیر فی محلّه.

«حرف الخاء المعجمة»

36 - أبو أیّوب خالد بن زید الأنصاریّ : استشهد غازیاً بالروم سنة (50 ، 51 ، 52).

ص: 73


1- مقتل الإمام الحسین علیه السلام : 1 / 48.
2- البُرجی بضم الباء وجیم معجمة ، توفّی سنة 448. توضیح المشتبه : 1 / 421. (الطباطبائی)

روی حدیثه(1) ابن عقدة فی حدیث الولایة ، والجُعابی فی نُخب المناقب ، ومحبّ الدین الطبری فی الریاض النضرة (2 / 169) ، وابن الأثیر فی أُسد الغابة (5 / 6) بالإسناد عن یعلی بن مُرّة عنه و (3 / 307 و 5 / 205) بالإسناد عن أصبغ بن نباتة عنه ، وابن کثیر فی البدایة والنهایة (5 / 209) عن أحمد بن حنبل ، عن ابن آدم ، عن الأشجعی ، عن ریاح بن الحارث ، عنه ، والسیوطی فی جمع الجوامع وتاریخ الخلفاء (ص 114) من طریق أحمد عنه ، والمتّقی الهندی فی کنز العمّال (2 / 154) بطریق أحمد ، والطبرانی فی المعجم الکبیر ، والضیاء المقدسی عنه وعن جمع من الصحابة ، وابن حجر العسقلانی فی الإصابة (7 / 780 و 6 / 223) و (2 / 408 من الطبعة الأولی) ، والسمهودی

فی جواهر العقدین عن أبی الطفیل عنه ، والبَدَخشی فی نُزُل الأبرار (ص 20) من طریقی أحمد والطبرانی. راجع حدیثی الرحبة والرکبان من هذا الکتاب.

وعدّه الجزری فی أسنی المطالب(2) (ص 4) من رواة حدیث الغدیر من الصحابة.(3)

ص: 74


1- الریاض النضرة : 3 / 113 ، أُسد الغابة : 5 / 296 رقم 5162 و 3 / 469 رقم 3341 و 6 / 130 رقم 5926 ، البدایة والنهایة : 5 / 231 حوادث سنة 10 ه ، مسند أحمد : 6 / 583 ح 23051 ، جامع الأحادیث : 7 / 369 ح 23003 ، تاریخ الخلفاء : ص 158 ، کنز العمّال : 11 / 609 ح 32950 ، المعجم الکبیر : 4 / 173 ح 4052 ، الإصابة : 4 / 80 رقم 478 ، جواهر العقدین : الورقة 171 ، نُزُل الأبرار : ص 53.
2- أسنی المطالب : ص 48.
3- وممّن أخرج حدیث الغدیر عن أبی أیّوب : ابن أبی شیبة فی المصنّف : ح 12122 ، وأحمد بن حنبل فی المسند : 5 / 419 ، وفی فضائل الصحابة : ح 967 - وقال محقِّقه : إسناده صحیح - وفی مناقب علیّ علیه السلام : ح 91 ، وسعید بن منصور فی سُنَنه ، وأخرجه ابن منیع البغوی فی مسنده وعنه الدیلمی والبوصیری کما یأتی ، وابن أبی عاصم فی کتاب السنّة : ح 1355 ، وابن دیزیل فی کتاب صفّین وعنه ابن أبی الحدید کما یأتی ، والبغوی فی معجم الصحابة ، وعنه الباعونی فی جواهر المطالب : 1 / 83 ، والطبرانی فی المعجم الکبیر : ح 4053 ، والخرگوشی فی شرف المصطفی : ق 196 وغیره کما یأتی ، والقاضی نعمان المصری فی شرح الأخبار : ح 28 ، وابن المغازلی فی المناقب : ح 30 ، والحافظ ابن عساکر فی تاریخه بالأرقام : 522 ، 530 - 533 ، والدیلمی فی الفردوس وابنه فی مسند الفردوس : ج 3 ق 96 قال : رواه ابن منیع رحمه الله عن أبی أحمد الزبیری عن حنش بن الحارث عن ریاح بن الحارث عن أبی أیّوب. وأخرجه الضیاء المقدسی فی المختارة ، وعنه البوصیری فی إتحاف السادة کما یأتی ، وابن أبی الحدید فی شرح نهج البلاغة : 3 / 208 ، والباعونی فی جواهر المطالب فی الباب : 12 ق 16 / أ ، وقال : أخرجه الإمام أحمد. ثمّ أورده بلفظ آخر وقال : أخرجه البغوی فی معجمه. وأخرجه الذهبی فی کتاب الغدیر بالأرقام : 43 ، 44 ، 116 - 118 ، 123 وقال : أخرجه جماعة ثقات عن شریک ، ویروی عن عثمان بن طالوت : حدّثنا بشر ... ، ورواه یحیی الحمّانی عن شریک ... ، وهذه شواهد عاضدة. وأورده ابن منظور فی مختصر تاریخ دمشق : 17 / 354 ، والهیثمی فی مجمع الزوائد : 9 / 103 - 104 ، والقرافی فی نفحات العبیر الساری فی أحادیث أبی أیّوب الأنصاری : ق 75 / ب وبلفظ آخر فی 76 / أ ، والسیوطی فی جمع الجوامع : 1 / 831 ، وتلمیذه شمس الدین الدمشقی فی سبل الهدی والرشاد ، والرضوانی أبو المواهب الرشیدی المتوفّی سنة 948 فی قوت القلوب فی أحادیث أبی أیّوب : ق 62 / ب ح 64 ، قال : رواه الإمام أحمد وفی روایة له ... ورواه الإمام أبو العبّاس بن مندة. وأورده السخاوی فی استجلاب الغرف : ق 22 / ب ، والبوصیری فی إتحاف السادة المهرة بزوائد المسانید العشرة : ج 3 ق 56 / أ ، قال : رواه أبو بکر بن أبی شیبة وأحمد بن حنبل وأحمد بن منیع [البغوی] واللفظ له ... ورواته ثقات ، وإسماعیل النقشبندی فی مناقب العشرة : ق 334 وقال : أخرجه البغوی فی معجمه ، والقطب البکری فی الصلوات الهامعة طبعة بولاق 1310 : ص 139 ، وإسحاق بن یوسف الصنعانی فی تفریج الکروب فی حرف المیم. وأورده الألبانی فی سلسلة الأحادیث الصحیحة : 4 / 340 عن أحمد والطبرانی وقال : وهذا إسناد جیّد ، رجاله ثقات. وعدّه الخوارزمی فی مقتل الحسین علیه السلام : ص 48 ، والشهاب الإیجی فی توضیح الدلائل : ق 197 / ب ، والسیوطی فی قطف الأزهار : ص 277 ح 102 ، والزبیدی فی لقط اللآلی : ص 194 ، والکتّانی فی نظم المتناثر : ص 206 من الصحابة الذین رووا حدیث الغدیر. (الطباطبائی)

37 - أبو سلیمان خالد بن الولید بن المغیرة المخزومیّ : المتوفّی (21 ، 22).

أخرج الجُعابی حدیثه بإسناده فی النُخب.

38 - خزیمة بن ثابت الأنصاریّ ذو الشهادتین : المقتول بصفّین سنة (37).

روی حدیثه ابن عقدة فی حدیث الولایة ، والجُعابی فی نُخب المناقب ،

ص: 75

والسمهودی فی جواهر العقدین(1) بالإسناد عن أبی الطفیل عنه ، وروی ابن الأثیر فی أُسد الغابة(2) (3 / 307) بطریق أبی موسی عن علیّ بن الحسن العبدی عن الأصبغ بن نباتة حدیث المناشدة یوم الرحبة ، وفیه شهادة خزیمة لعلیّ علیه السلام بحدیث الغدیر ، وعدّه الجزری فی أسنی المطالب(3) (ص 4) ، والقاضی فی تاریخ آل محمد (ص 67) من رواة الحدیث من الصحابة.

39 - أبو شریح خُویلد - علی الأشهر - ابن عمرو الخزاعی ، نزیل المدینة : المتوفّی (68).

أحد الشهود لأمیر المؤمنین علیه السلام بحدیث الغدیر یوم المناشدة ، کما یأتی فی حدیثها.(4)

«حرف الراء المهملة وأُختها المعجمة»

40 - رفاعة بن عبدالمنذر الأنصاریّ :

توجد روایته فی حدیث الولایة بإسناد ابن عقدة ، ونُخب المناقب للجُعابی ، وکتاب الغدیر لمنصور الرازی.

ص: 76


1- جواهر العقدین : الورقة 171.
2- أُسد الغابة : 3 / 469 رقم 3341.
3- أسنی المطالب : ص 48.
4- وعنه الذهبی فی کتاب الغدیر : ح 115 بإسناده عن یعلی بن مرة ، ومناشدة أمیر المؤمنین علیه السلام بالکوفة وشهادة خزیمة بن ثابت فیمن شهد له. وکذا برقم 123 بإسناده عن الأصبغ بن نباتة مناشدته علیه السلام ، وشهادة جمع من الصحابة الحضور له بهذا الحدیث ، ومنهم خزیمة بن ثابت. وعدّه السخاوی أیضا فی استجلاب ارتقاء الغرف : ق 22 / ب من الصحابة الذین شهدوا عند مناشدته علیه السلام. وعدّه الشهاب الإیجی فی توضیح الدلائل : ق 197 / ب من الصحابة الذین رووا حدیث الغدیر. (الطباطبائی)

41 - الزبیر بن العوّام القرشیّ : المقتول سنة (36).

روی الحدیث عنه ابن عقدة فی کتاب الولایة ، والجُعابی فی نُخبه ، والمنصور الرازی فی کتاب الغدیر ، وهو أحد العشرة المبشرة الذین عدّهم الحافظ ابن المغازلی(1) من رواة الغدیر ، وعدّه الجزری الشافعی من رواة حدیث الغدیر فی أسنی المطالب(2) (ص 3).(3)

42 - زید بن أرقم الأنصاریّ ، الخزرجیّ : المتوفّی (66 ، 68).

أخرج أحمد بن حنبل فی مسنده(4) (4 / 368) عن ابن نمیر ، عن عبدالملک بن أبی سلیمان ، عن عطیّة العَوفی ، قال : سألت زید بن أرقم ، فقلت له : إنَّ خَتَناً(5) لی حدّثنی عنک بحدیث فی شأن علیٍّ یوم غدیر خُمّ ، فأنا أحبّ أن أسمعه منک. فقال : إنّکم - معشرَ أهل العراق - فیکم ما فیکم !. فقلت له : لیس علیک منی بأس.

فقال :نعم ، کُنّا بالجُحْفة ، فخرج رسول الله صلی الله علیه وسلم إلینا ظُهراً وهو آخذٌ بعَضُد علیّ ، فقال :

«یا أیّها الناس ألستم تعلمون أنّی أولی بالمؤمنین من أنفسهم ؟ قالوا : بلی. قال : فمن کنتُ مولاه فعلیّ مولاه».

قال : فقلت له : هل قال «أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه» ؟ قال : إنَّما

ص: 77


1- مناقب علیّ بن أبی طالب علیه السلام : ص 27 ح 39.
2- أسنی المطالب : ص 48.
3- وعدّه الذهبی أیضاً فی کتاب الغدیر : ح 121 فی الصحابة الذین روی عنهم حدیث الغدیر ، وهو أحد أصحاب الشوری الذین ناشدهم أمیر المؤمنین علیه السلام بمناقبه وخصائصه فاعترفوا بها ، ومنها حدیث الغدیر. راجع مناشدة یوم الشوری الآتیة فی ص 330. (الطباطبائی)
4- مسند أحمد : 5 / 494 ح 18793.
5- الخَتَن : الصِّهر.

أخبرُک کما سمعت(1).

وفی المسند(2) (4 / 372) عن سفیان ، عن أبی عوانة ، عن المغیرة ، عن أبی عبید ، عن میمون أبی عبدالله قال : قال زید بن أرقم وأنا أسمع :

نزلنا مع رسول الله صلی الله علیه وسلم بوادٍ یقال له : وادی خُمّ ، فأمر بالصلاة فصلّاها بهجیر. قال : فخطبنا ، وظُلّل لرسول الله بثوبٍ علی شجرةِ سَمُرة من الشمس ، فقال :

«ألستم تعلمون ؟ أَوَلستم تشهدون أنّی أولی بکلِّ مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلی.

قال : فمن کنت مولاه فإنَّ علیّاً مولاه ، أللّهمّ عادِ من عاداه ، ووالِ من والاه».

ورواه فی المسند (4 / 372) عن محمد بن جعفر عن شعبة عن میمون ، ورواه النسائی عن زید بإسناده فی الخصائص(3) (ص 16).

وفی الخصائص للنسائی (ص 15) عن محمد بن المثنّی ، قال : حدّثنا یحیی بن حمّاد قال : أخبرنا أبو عوانة ، عن سلیمان ، عن حبیب بن أبی ثابت ، عن أبی الطفیل ، عن زید بن أرقم ، قال : لمّا رجع النبیّ صلی الله علیه وسلم من حجّة الوداع ، ونزل غدیر خُمّ ، أمر بدَوْحات فقُمِمنَ ، ثمّ قال :

«کأنّی دُعِیتُ فأجبتُ ، وإنّی تارک فیکمُ الثقَلَین - أحدهما الأکبر من الآخر - : کتابَ الله ، وعترتی أهل بیتی ، فانظروا کیف تخْلِفونی فیهما ، فإنّهما لن یفترقا حتی یَرِدا علیَّ الحوض. ثمّ قال : إنَّ الله مولای وأنا ولیّ کلّ مؤمن.

ثمّ إنَّه أخذ بید علیّ رضی الله عنه فقال : من کنتُ ولیّه فهذا ولیّه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

ص: 78


1- کتمانُ زیدٍ ذیلَ الحدیث عن عطیّة کان للتقیّة ، کما یعرب عنها نفسُ الحدیث ، وقد رواه عنه غیره کما تری. (المؤلف)
2- مسند أحمد : 5 / 502 ح 18841.
3- خصائص أمیر المؤمنین : ص 100 ح 84 ، وفی السنن الکبری : 5 / 131 ح 8469.

فقلت لزید : سمعتَهُ من رسول الله صلی الله علیه وسلم ؟ فقال : [نعم](1) وإنَّه ما کان فی الدوحات أحدٌ إلّا رآه بعینیه ، وسَمِعه بأُذُنیه.

وفی الخصائص(2) أیضاً (ص 16) عن قتیبة بن سعید ، عن ابن أبی عدیّ ، عن عوف ، عن أبی عبدالله میمون ، قال : قال زید بن أرقم : قام رسول الله صلی الله علیه وسلم فحمدالله وأثنی علیه ، ثمّ قال : «ألستم تعلمون أنّی أولی بکلّ مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلی نشهد لَأنت أولی بکلّ مؤمن من نفسه. قال : فإنّی من کنتُ مولاه فهذا مولاه» ، وأخذ بید علیّ.

وبهذا اللفظ رواه الدولابی فی الکنی والأسماء (2 / 61) عن أحمد بن شعیب ، عن قتیبة بن سعید ، عن ابن أبی عدیّ ، عن عوف ، عن میمون ، عن زید ، قال :

کُنّا مع رسول الله صلی الله علیه وسلم بین مکّة والمدینة إذ نزلنا منزلاً یقال له : غدیر خُمّ ، فنودی أنَّ الصلاة جامعة ، فقام رسول الله صلی الله علیه وسلم فحمد الله وأثنی علیه ... الحدیث.

وروی مسلم فی صحیحه(3) (2 / 325 طبعة سنة 1327) بإسناده عن أبی حیّان ، عن یزید بن حیّان ، عن زید وبطرق أخری شطراً من حدیث الغدیر ، وقال : خطب النبی صلی الله علیه وسلم بماء یُدعی خُمّاً ... ، ولم یَروِ منه ما فی الولایة - مع روایة مشایخه إیّاه - لمرمیً هو أعرف به ، وروی الحافظ البَغَوی فی مصابیح السنّة(4) (2 / 199) حدیث الولایة عن زید ، وعدّه من الحسان ، والحافظ الترمذی رواه فی صحیحه(5) (2 / 298) ، عن أبی عبدالله میمون ، عن زید ، وقال : هذا حدیث حسن صحیح.

وروی الحاکم فی المستدرک(6) (3 / 109) عن أبی الحسین محمد بن أحمد بن تمیم

ص: 79


1- الزیادة من المصدر.
2- خصائص أمیر المؤمنین : ص 100 ح 84 ، وفی السنن الکبری : 5 / 131 ح 8469.
3- صحیح مسلم : 5 / 25 ح 36 کتاب فضائل الصحابة.
4- مصابیح السنّة : 4 / 172 ح 4767.
5- سنن الترمذی : 5 / 591 ح 3713.
6- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 118 ح 4576. وفیه : أبو بکر أحمد بن جعفر البزّار بدلاً من محمد ابن جعفر البزّار.

الحنظلی ببغداد ، عن أبی قلابة عبدالملک بن محمد الرقاشی ، عن یحیی بن حمّاد ، قال : وحدّثنی أبو بکر محمد بن بالویه ومحمد بن جعفر البزّار ، قالا : حدّثنا عبدالله بن أحمد ابن حنبل ، حدّثنی أبی ، حدّثنا یحیی بن حمّاد.

وحدّثنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقیه البخاری ، حدّثنا صالح بن محمد الحافظ البغدادی ، حدّثنا خلف بن سالم المخرّمی ، حدّثنا یحیی بن حمّاد ، حدّثنا أبو عوانة ، عن سلیمان الأعمش ، عن حبیب بن أبی ثابت ، عن أبی الطفیل ، عن زید ، وصحّحه.

وبهذا السند رواه أحمد فی المسند(1) (1 / 118) عن شریک ، عن الأعمش.

وفی (ص 109)(2) عن أبی بکر بن إسحاق ودعلج بن أحمد السجزی ، قالا : أنبأنا محمد بن أیّوب ، حدّثنا الأزرق بن علیّ ، حدّثنا حسّان بن إبراهیم الکرمانی ، حدّثنا محمد بن سلمة بن کهیل ، عن أبیه ، عن أبی الطفیل ، عن زید ، یقول :

نزل رسول الله صلی الله علیه وسلم بین مکّة والمدینة عند سَمُراتٍ(3) ؛ خمس دوحات عظام ، فکنس الناس ما تحت السمُرات ، ثمّ راح رسول الله صلی الله علیه وسلم عشیّةً فصلّی ، ثمّ قام خطیباً فحمد الله وأثنی علیه ، وذکر ووعظ ، فقال ما شاء الله أن یقول ، ثمّ قال :

«أیّها الناس إنّی تارک فیکم أمرین لن تضلّوا إن اتّبعتموهما ، وهما : کتاب الله ، وأهل بیتی عترتی.

ثمّ قال : أتعلمون أنّی أولی بالمؤمنین من أنفسهم ؟ ثلاث مرّات. قالوا : نعم. فقال رسول الله صلی الله علیه وسلم : من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه».

وفی (ص 533)(4) عن محمد بن علیّ الشیبانی بالکوفة ، حدّثنا أحمد بن حازم

ص: 80


1- مسند أحمد : 1 / 190 ح 955.
2- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 118 ح 4577.
3- جمع السمرة - بضم المیم - ضرب من شجر الطلح. (المؤلف)
4- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 613 ح 6272.

الغفاری ، حدّثنا أبو نعیم ، حدّثنا کامل أبو العلاء ، قال : سمعت حبیب بن أبی ثابت ، یخبر عن یحیی بن جُعدة ، عن زید ، قال :

خرجنا مع رسول الله صلی الله علیه وسلم حتی انتهینا إلی غدیر خُمّ ، فأمر بدَوحٍ(1) فکُسِح فی یومٍ ما أتی علینا یومٌ کان أشدّ حرّاً منه ، فحمد الله وأثنی علیه وقال :

«یا أیّها الناس إنَّه لم یُبعَث نبیٌّ قطّ إلّا ما عاش نصف ما عاش الذی کان قبله ، وإنّی أُوشِک أن أُدعی فأجیب ، وإنّی تارک فیکم ما لن تَضِلّوا بعده : کتابَ الله عزّ وجلّ ، ثمّ قام فأخذ بید علیّ رضی الله عنه فقال :

یا أیّها الناس من أولی بکم من أنفسکم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : من کنت مولاه فعلیّ مولاه».

ثمّ قال الحاکم : هذا حدیثٌ صحیح الإسناد ولم یخرجاه.

وروی الحافظ العاصمی فی زین الفتی ، قال : أخبرنی الشیخ أحمد بن محمد بن إسحاق بن جمع ، قال : أخبرنا علیّ بن الحسین بن علیّ الدرسکی ، عن محمد بن الحسین بن القاسم ، عن الإمام أبی عبدالله محمد بن کرام رضی الله عنه ، عن علیّ بن إسحاق ، عن حسیب بن حبیب أخو حمزة الزیّات ، عن أبی إسحاق الهمدانی ، عن عمرو ، عن زید بن أرقم :

أنَّ نبی الله صلی الله علیه وسلم أتی غدیر خُمّ ، فخطب الناس ، فحمد الله وأثنی علیه ، حتی إذا فرغ من خطبته أخذ بید علیّ وبعَضُده ، حتی رُؤی بیاض إبطه ، فقال :

«أیّها الناس من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ، وانصُرْ من نَصره ، وأعِنْ من أعانه ، وأحبّ من أحبّه.

ثمّ قال لعلیّ : یا علیّ ألا أعلّمک کلماتٍ تدعو بهنّ ، لو کانت ذنوبک مثل عدد

ص: 81


1- فی المصدر : بروح.

الذرّ لَغُفر لک ، مع أنّک مغفور(1) ، قل : اللّهمّ لا إله إلّا أنتَ ، تبارکتَ سبحانکَ ربّ العرش العظیم».

ورواه عنه بإسناده(2) صاحب فرائد السمطین فی الباب الثالث والخمسین ، ومحبّ الدین الطبری فی الریاض النضرة (2 / 169) ، والمیبُذی فی شرح دیوان أمیر المؤمنین من طریق أحمد ، والذهبی فی تلخیصه (3 / 533) وصحّحه ، ورواه بطرق أخری عن زید ، وفی میزان الاعتدال (3 / 224) رواه عن غندر ، عن شعبة ، عن میمون أبی عبدالله ، عن زید ، وابن الصبّاغ المالکی فی الفصول المهمّة (ص 24) ، عن

الترمذی والزهری ، عن زید ، وقال :

روی الترمذی عن زید بن أرقم ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وسلم : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه».

هذا اللفظ بمجرّده رواه الترمذی ولم یزد علیه ، وزاد غیره - وهو الزهری - ذکر الیوم والزمان والمکان ، قال :

لمّا حجّ رسول الله صلی الله علیه وسلم حجّة الوداع ، وعاد قاصداً المدینة ، قام بغدیر خُمّ - وهو ماء بین مکّة والمدینة - وذلک فی الیوم الثامن عشر من ذی الحجّة الحرام وقت الهاجرة ، فقال :

«أیّها الناس إنّی مسؤولٌ ، وأنتم مسؤولون : هل بلّغتُ ؟ قالوا : نشهد أنّک قد بلّغتَ ونصحتَ. قال : وأنا أشهد أنّی قد بلّغتُ ونصحتُ.

ثمّ قال : أیّها الناس ألیس تشهدون : أن لا إله إلّا الله وأنّی رسول الله ؟ قالوا :

ص: 82


1- أی : مغفور لک ، والظاهر أنّه اکتُفی عنها بذکرها قبلُ.
2- فرائد السمطین : 1 / 315 ح 250 ، الریاض النضرة : 3 / 113 ، شرح دیوان أمیر المؤمنین علیه السلام : 1 / 406 ، تلخیص المستدرک : 3 / 613 ح 6272 ، میزان الاعتدال : 4 / 235 رقم 8971 ، الفصول المهمّة : ص 39 ، سنن الترمذی : 5 / 591 ح 3713.

نشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنّک رسول الله. قال : وأنا أشهد مثل ما شهدتم.

ثمّ قال : أیُّها الناس قد خلّفتُ فیکم ما إن تمسّکتم به لن تضلّوا بعدی : کتابَ الله ، وأهلَ بیتی ، ألا وإنَّ اللطیف أخبرنی : أنّهما لم یفترقا(1) حتی یردا علیّ الحوض ؛ حوضی ما بین بُصری وصنعاء ، عددُ آنیته عددُ النجوم ، إنَّ الله مُسائِلُکم کیف خلفتمونی فی کتابه وأهل بیتی ؟

ثمّ قال : أیّها الناس من أولی الناس بالمؤمنین ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : أولی الناس بالمؤمنین أهل بیتی.

یقول ذلک ثلاث مرّات ، ثمّ قال فی الرابعة وأخذ بید علیّ : أللّهمّ من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه - یقولها ثلاث مرّات - ألا فلیبلّغ الشاهد الغائب».

ورواه ابن طلحة الشافعی فی مطالب السؤول (ص 16) نقلاً عن الترمذی عن زید ، والحافظ أبو بکر الهیثمی فی مجمع الزوائد (9 / 104) من طریق أحمد(2) والطبرانی(3) والبزّار بإسنادهم عن زید وفی (ص 163) ، ولفظه فی الثانیة ، قال : نزل رسول الله صلی الله علیه وسلم الجُحْفة ثمّ أقبل علی الناس فحمد الله وأثنی علیه ، ثمّ قال :

«إنّی لا أجد لنبیّ إلّا نصف عمر الذی قبله ، وإنّی أُوشِک أن أُدعی فأجیب ، فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نصحت. قال : ألیس تشهدون أن لا إله إلّا الله ، وأنَّ محمداً عبده ورسوله ، وأنَّ الجنّة حقّ ، وأنَّ النار حقّ ؟ قالوا : نشهد. قال : فرفع یده فوضعها علی صدره ، ثمّ قال : وأنا أشهد معکم. ثمّ قال : ألا تسمعون ؟ قالوا : نعم. قال : فإنّی فَرَطٌ علی الحوض ، وأنتم واردون علیَّ الحوض ، وإنَّ عرضه ما بین صنعاءَ وبُصری ، فیه

ص: 83


1- کذا ، ولا یخفی أنَّ المناسب هنا : «لن یفترقا» ، کما فی کثیر من الروایات.
2- مسند أحمد : 5 / 501 ح 18838.
3- المعجم الکبیر : 5 / 166 ح 4971.

أقداح عدد النجوم من فضّة ، فانظروا کیف تخْلِفونی فی الثقلین.

فنادی مُنادٍ : وما الثقَلان یا رسول الله ؟

قال : کتاب الله طرفٌ بید الله عزّ وجلّ وطرفٌ بأیدیکم ، فتمسّکوا به لاتضلّوا ، [و] الآخر عشیرتی(1) ، وإنَّ اللطیف الخبیر نبّأنی : أنّهما لن یتفرّقا حتی یَرِدا علیَّ الحوض ، فسألت ذلک لهما ربّی ، فلا تقدّموهما فتهلکوا ، ولا تَقْصُروا عنهما فتهلکوا ، ولا تُعلّموهما فهم أعلم منکم.

ثمّ أخذ بید علیّ رضی الله عنه فقال : من کنتُ أَولی به من نفسه فعلیٌّ ولیُّه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

وفی روایة أخصر من هذه : «فیه عدد الکواکب من قِدْحان الذهب والفضّة».

وقال فیها أیضاً : «الأکبر کتاب الله والأصغر عترتی».

وفی روایة : لمّا رجع رسول الله صلی الله علیه وسلم من حجّة الوداع ، ونزل غدیر خُمّ أمر بدَوحاتٍ فقُمِمْن ، ثمّ قام فقال : «کأنّی قد دُعیتُ فأَجَبْتُ ...» - وقال فی آخره - : فقلت لزید : أنت سمعته من رسول الله صلی الله علیه وسلم ؟ فقال : ما کان فی الدوْحات أحدٌ إلّا رآه بعینه ، وسمِعه بأُذُنیه.

وروی(2) فی (9 / 105) نقلاً عن الترمذی(3) والطبرانی(4) والبزّار بإسنادهم ، عن زید ، قال : أمر رسول الله صلی الله علیه وسلم بالشجرات ، فقُمَّ ما تحتها ورُشّ ، ، ثمّ خَطَبَنا ، فوالله ما من شیء یکون إلی یوم الساعة إلّا قد أخبرنا به یومئذٍ ، ثمّ قال :

«أیّها الناس من أولی بکم من أنفسکم ؟ قلنا : الله ورسوله أولی بنا من أنفسنا.

ص: 84


1- کذا فی النسخ ، والصحیح : عترتی. (المؤلف)
2- أی الهیثمی فی مجمع الزوائد.
3- مرّ تخریجه آنفاً.
4- المعجم الکبیر : 5 / 212 ح 5128.

قال : فمن کنتُ مولاه فهذا مولاه - یعنی علیّاً ، ثمّ أخذ بیده فبسطها ، ثمّ قال : - أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

ووثّق رجاله. انتهی لفظ الحافظ الهیثمی.

وأخرج ما رواه الترمذی والنسائی(1) بطریقهما عن زید بن أرقم. ورواه عن زید بن أرقم الحافظ الزرقانی المالکی فی شرح المواهب (7 / 13) ، ثمّ قال : وصحّحه الضیاء المقدسی ، وذکر من طریق الطبرانی من الحدیث قوله صلی الله علیه وآله وسلم :

«یا أیّها الناس إنَّ الله مولای ، وأنا مولی المؤمنین ، وأنا أولی بهم من أنفسهم ، فمن کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وأحِبَّ من أحبّه ، وأبغضْ من أبغضه ، وانصُر من نصره ، واخذُل من خذله ، وأدِرِ الحقّ معه حیث دار».

ورواه الخطیب الخوارزمی فی المناقب(2) (ص 93) بإسناده عن الحافظ أبی بکر أحمد بن الحسین البیهقی ، عن أبی عبدالله الحافظ محمد بن یعقوب ، عن الفقیه أبی نصر أحمد بن سهل ، عن الحافظ صالح بن محمد البغدادی ، عن خلف بن سالم ، عن یحیی ابن حمّاد ، عن أبی عوانة ، عن سلیمان الأعمش ، عن حبیب بن أبی ثابت ، عن أبی الطفیل ، عن زید بن أرقم(3) ، بلفظ الحافظ النسائی ، وقد مرّ عن خصائصه فی (ص 30).

ورواه عن زید بن أرقمَ ابنُ عبد البَرّ فی الاستیعاب(4) (2 / 473) ، وأبو الحجّاج فی تهذیب الکمال فی أسماء الرجال(5) ، وابن کثیر الشامی فی البدایة والنهایة(6) (5 / 208)

ص: 85


1- السنن الکبری : 5 / 130 ح 8464.
2- المناقب : ص 154 ح 182.
3- هذا هو سند الحاکم المذکور فی : ص 30 ، وقد صحّحه. (المؤلف)
4- الاستیعاب : القسم الثالث / 1099 رقم 1855.
5- تهذیب الکمال : 20 / 484 رقم 4089.
6- البدایة والنهایة : 5 / 231 حوادث سنة 10 ه.

عن حبیب بن أبی ثابت ، عن أبی الطفیل ، عن زید بطریق النسائی ، وقال : هذا حدیث صحیح ، نقلاً عن الذهبی.

و (5 / 209) عن أبی الطفیل ویحیی بن جعدة وأبی عبدالله میمون ، عن زید ، وقال : هذا إسنادٌ جیِّدٌ رجاله ثِقات.

وفی(1) (7 / 348) من طریق غندر ، عن شعبة ، عن سلمة بن کهیل ، عن أبی الطفیل ، عن أبی مریم أو زید بن أرقم ، ومن طریق أحمد بالسند واللفظ المذکورین (ص 30) ، ثمّ قال :

وقد رواه عن زید بن أرقم جماعة منهم أبو إسحاق السبیعی وحبیب الأسّاف ، وعطیّة العَوفی ، وأبو عبدالله الشامی ، وأبو الطفیل عامر بن واثلة.

ورواه الحافظ الکنجی الشافعی فی کفایة الطالب(2) (ص 14) بطرق ثلاثة لأحمد بن حنبل ، وقال بعد ذکر ألفاظه بطرقه فی (ص 15) : هکذا أخرجه فی مسنده وناهیک به راویاً بسند واحد ، وکیف وقد جمع طرقه مثل هذا الإمام ! ؟

ثمّ روی عن مشایخه الحفّاظ الأربعة ، وهم : شیخ الإسلام أبو محمد عبدالله بن أبی الوفاء محمد الباذرائی ، والقاضی أبو الفضائل عبدالکریم بن عبدالصمد الأنصاری ، وأبو الغیث فرج بن عبدالله القرطبی ، وأبو الفتح نصر الله بن أبی بکر بن أبی إلیاس ، بأسانیدهم إلی جامع الترمذی ، بإسناده عن سَلَمة بن کهیل ، عن أبی الطفیل ، عن زید.

ویوجد حدیث زید فی(3) جمع الجوامع ، وتاریخ الخلفاء للسیوطی (ص 114) ،

ص: 86


1- البدایة والنهایة : 7 / 385 حوادث سنة 40 ه-.
2- کفایة الطالب : ص 58 - 59 باب 1.
3- جامع الأحادیث : 16 / 262 ح 7897 ، تاریخ الخلفاء : ص 158 ، الجامع الصغیر : 2 / 642 ح 9000 ، تهذیب التهذیب : 7 / 296 ، ریاض الصالحین للنووی : ص 156 ح 346.

والجامع الصغیر (2 / 555) نقلاً عن الترمذی والنسائی والضیاء المقدسی ، وتهذیب التهذیب لابن حجر (7 / 337) ، وریاض الصالحین (ص 152) ، والبیان والتعریف(1) (2 / 136) عن الطبرانی والحاکم ، بإسنادهما عن أبی الطفیل عنه ، وفی (ص 230) عن الترمذی والنسائی والضیاء المقدسی بإسنادهم عنه ، قال : قال السیوطی : حدیث متواتر ، وفی کنز العمّال(2) (6 / 152) عن الترمذی والضیاء المقدسی ، و (ص 154) عن أحمد ، والطبرانی فی المعجم الکبیر ، والضیاء المقدسی ، عن زید وعن ثلاثین رجلاً من الصحابة ، و (ص 154) نقلاً عن المعجم الکبیر للطبرانی(3) ، وفی (ص 390)(4) عن أبی الطفیل عامر بن واثلة وأبی عبدالله میمون ، وعطیة العوفی ، وأبی الضحی جمیعاً عن زید ، نقلاً عن محمد بن جریر الطبری فی حدیث الولایة ، و (ص 102) عن یزید ابن أبی حیّان(5) ، عن زید.

وفی مشکاة المصابیح(6) (ص 557) من طریق أحمد ، عن البراء بن عازب وزید ، وتذکرة خواص الأمّة(7) (ص 18) قال : قال أحمد فی الفضائل(8) : حدّثنا ابن نمیر ، حدّثنا عبدالملک عن عطیة العَوفی ، قال :

أتیت زید بن أرقم ، فقلت له : إنَّ خَتَناً لی حدّثنی عنک بحدیثٍ فی شأن علیٍّ علیه السلام یوم الغدیر ، وأنا أُحبّ أن أسمعه منک.

فقال : إنّکم - معشرَ أهل العراق - فیکم ما فیکم. فقلت : لیس علیک منّی

ص: 87


1- البیان والتعریف فی أسباب ورود الحدیث : 3 / 74 ح 1290 ، ص 233 ح 1576.
2- کنز العمّال : 11 / 602 ح 32904 ، ص 609 ح 32950 ، ص 610 ح 32951.
3- المعجم الکبیر : 5 / 166 ح 4971.
4- کنز العمّال : 13 / 104 ح 36340 ، 36342 - 36344.
5- فی المعجم الکبیر وتهذیب الکمال وتهذیب التهذیب : یزید بن حیّان.
6- مشکاة المصابیح : 3 / 360 ح 6103.
7- تذکرة الخواص : ص 29.
8- فضائل الصحابة 2 / 586 ح 992 ، مسند أحمد : 5 / 494 ح 18793.

بأس. فقال : نعم کُنّا بالجُحْفة ، فخرج رسول الله صلی الله علیه وسلم علینا ظهراً وهو آخذٌ بعضُدِ علیّ ابن أبی طالب فقال : «أیّها الناس ألستم تعلمون أنّی أولی بالمؤمنین من أنفسهم ؟ فقالوا : بلی. فقال : من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه». قالها أربع مرّات.

قال محمد بن إسماعیل الیمنی فی الروضة الندیّة شرح التحفة العلویّة(1) - بعد ذکر حدیث الغدیر بشتّی طرقه - : وذکر الخطبة بطولها الفقیه العلّامة الحمید المحلّی فی محاسن الأزهار بسنده إلی زید بن أرقم ، قال :

أقبل النبیّ صلی الله علیه وسلم فی حجّة الوداع حتی نزل بغدیر الجُحْفة بین مکّة والمدینة ، فأمر بالدوحات ، فقُمّ ماتحتهنّ من شوک ، ثمّ نادی : الصلاة جامعة ، فخرجنا إلی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فی یوم شدید الحرّ ، وإنَّ منّا من یضع بعض ردائه علی رأسه وبعضه علی قدمه من شدّة الرمضاء ، حتی أتینا إلی رسول الله صلی الله علیه وسلم فصلّی بنا الظهر ، ثمّ انصرف إلینا ، فقال :

«الحمد لله ، نحمده ، ونستعینه ، ونؤمن به ، ونتوکّل علیه. نعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سیّئات أعمالنا ، الذی لا هادی لمن ضلَّ(2) ، ولا مُضلّ لمن هدی ، وأشهد

أن لا إله إلّا الله وأنَّ محمداً عبده ورسوله.

أمّا بعدُ :

أیّها الناس فإنّه لم یکن لنبیٍّ من العمر إلّا النصف من عمر الذی قبله ، وإنَّ عیسی بن مریم لبث فی قومه أربعین سنة وإنّی شرَعتُ فی العشرین ، ألا وإنّی یُوشک أن أفارقکم ، ألا وإنّی مسؤول ، وأنتم مسؤولون ، فهل بلّغتُکم ؟ فماذا أنتم قائلون ؟

فقام من کلّ ناحیة من القوم مُجیب ، یقولون : نشهد أنّک عبد الله ورسوله قد بلّغتَ رسالته ، وجاهدتَ فی سبیله ، وصدعتَ بأمره ، وعبدتَه حتی أتاک الیقین ،

ص: 88


1- الروضة الندیة شرح التحفة العلویة : ص 157 - 158.
2- کذا فی النسخ ، والصحیح : أضلّ ، ونقلناه (ص 10) علی ما وجدنا. (المؤلف)

جزاک الله خیر ما جزی نبیّاً عن أمّته.

فقال : ألستم تشهدون أن لا إله إلّا الله وأنَّ محمداً عبده ورسوله ، وأنَّ الجنّة حقّ ، وأنَّ النار حقّ ، وتؤمنون بالکتاب کلّه ؟ قالوا : بلی.

قال : فإنّی أشهد أنْ قد صدقتُکُم وصدّقتمونی ، ألا وإنّی فَرَطُکم ، وأنتم تبعی ، تُوشکون أن تَردوا علیَّ الحوض فأسألکم حین تَلْقونی(1) عن الثقَلَین کیف خلفتمونی فیهما ؟

قال : فاعتلّ(2) علینا ، ما ندری ما الثَقَلان ، حتی قام رجل من المهاجرین ،

فقال : بأبی وأمّی أنت یا رسول الله ما الثقَلان ؟

قال : الأکبر منهما کتاب الله ، سببٌ طرف بید الله وطرف بأیدیکم ، تمسّکوا به ولا تولّوا ولا تضلّوا ، والأصغر منهما عترتی ، من استقبل قبلتی ، وأجاب دعوتی ، فلا

تقتلوهم ، ولا تقهروهم ولا تقصّروا عنهم ، فإنّی قد سألت لهم اللطیف الخبیر ، فأعطانی ، وناصرُهما لی ناصر ، وخاذلهما لی خاذل ، وولیّهما لی ولیّ ، وعدوّهما لی

عدوّ ، ألا فإنّها لن تهلک أمّة قبلکم حتی تدین بأهوائها ، وتظاهر علی نُبوّتها ، وتقتل من قام بالقسط.

ثمّ أخذ بید علیّ بن أبی طالب ورفعها ، فقال : من کنتُ ولیّه فهذا ولیّه(3) ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه». قالها ثلاثاً. ع(4) (2 / 236).

ورواه - بهذا اللفظ والتفصیل حرفیّاً - الحافظ أبو الحسن علیّ بن المغازلی الواسطی الشافعی فی المناقب(5) ، قال : أخبرنا أبو یعلی علیّ بن عبیدالله بن العلّاف

ص: 89


1- کذا فی المصدر بنون واحدة.
2- عالنی الشیء یُعیلنی عیلاً ومعیلاً إذا أعجزک.
3- فی عبقات الأنوار والمناقب لابن المغازلی قبل هذه العبارة : من کنتُ مولاه فهذا مولاه.
4- عبقات الأنوار : 7 / 313 - 316 ، وفی تلخیصه نفحات الأزهار : 9 / 208 رقم 11.
5- مناقب علیّ بن أبی طالب علیه السلام : ص 16 ح 23.

البزّار إذناً ، قال : أخبرنی عبدالسلام بن عبدالملک بن حبیب البزّاز ، قال : أخبرنی عبدالله(1) [بن] محمد بن عثمان ، قال : حدّثنی محمد بن بکر بن عبدالرزّاق ، حدّثنی أبو حاتم مغیرة بن محمد المهلّبی ، قال : حدّثنی مسلم بن إبراهیم ، قال : حدّثنی نوح بن قیس الحُدانی - بضمّ المهملة الأولی - حدّثنی الولید بن صالح عن ابن امرأة زید بن

أرقم. الحدیث(2).

وذکر حدیث الغدیر - بلفظ زید بن أرقم - البَدَخشانی فی نُزُل الأبرار(3) (ص 19) من طریق أحمد والطبرانی ، وفی (ص 21) عن أبی نعیم والطبرانی - أیضاً - عن أبی الطفیل عنه ، والآلوسی فی روح المعانی(4) (2 / 350) ویأتی فی التابعین بلفظ أبی لیلی الکندی حدیث عن زید .(5)

ص: 90


1- وهذا هو الحافظ ابن السقّا الواسطی المحدّث المشهور . (الطباطبائی)
2- نقله عن مناقب ابن المغازلی العلّامة ابن البطریق : المتوفّی (600) ، المترجم فی لسان المیزان لابن حجر [6 / 304 رقم 9111] فی العمدة : ص 51 [ص 104 ح 140]. (المؤلف)
3- نُزُل الأبرار : ص 53.
4- روح المعانی : 6 / 194.
5- ورواه الحافظ ابن راهویه ، وأخرجه الطالقانی من طریقه فی الأربعین المنتقی عن زید بن أرقم ، کما یأتی. وأخرجه أحمد فی المناقب : ح 82 و 116 و 139 ، وفی فضائل الصحابة : ح 959 - وقال محقّقه : إسناده صحیح - و 992 و 1017 ، وأسلم بن سهل الملقّب بحشل فی تاریخ واسط : 171 ، والبلاذری فی أنساب الأشراف : ح 48. وأخرجه البخاری فی التاریخ الکبیر فی ترجمة کامل بن العلاء : 7 / 244 وأوعز إلی شیء من لفظه ، وبهذا الإسناد أخرجه ابن عدیّ فی الکامل فی ترجمة کامل بن العلاء : ح 2102 عن زید قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : «من کنت مولاه فعلیّ مولاه». وبالإسناد نفسه رواه الذهبی فی کتاب الغدیر : ح 73 وقال : إسناده حسن قویّ. وأخرجه ابن أبی عاصم فی السنّة بثمان طرق بالأرقام : 1362 ، 1364 ، 1365 ، 1368 ، 1369 ، 1371 ، 1375 و 1555. وأخرجه البزّار فی مسنده بأربعة طرق (کشف الأستار : ح 2537 - 2540) والنسائی فی السنن الکبری بأربعة طرق : ح 8148 ، 8464 ، 8469 ، 8478 وفی الخصائص : ح 79 ، 84 ، 93 ، وفی فضائل الصحابة : ح 45 ، وأخرجه أبو یعلی ، ومن طریقه أخرجه ابن عساکر فی تاریخه : رقم 536 و 537. وأخرجه ابن جریر الطبری فی تهذیب الآثار بعدّة طرق تنتهی إلی میمون أبی عبدالله وعطیّة وأبی الضحی ویزید بن حیّان ، کلّ واحد منهم عن زید بن أرقم کما فی جمع الجوامع : 2 / 395 ، وفی کنز العمّال : ح 36340 ، 36342 - 36344. وأخرجه المحاملی فی أمالیه : ح 35 عن أبی سریحة أو زید بن أرقم ، وقال محقّقه : إسناده صحیح ورواته ثقات ، وفی ج 1 ق 75 عن محمد بن الولید البسری ... عن زید ، وأخرجه ابن عساکر فی تاریخه : رقم 535 من طریق المحاملی بإسناده عن زید ، وأخرجه ابن الأعرابی فی المعجم : ق 161 / ب عن البراء وزید بن أرقم. وأخرجه ابن حبّان فی صحیحه : ح 6931 (موارد الظمآن 2205) ، وأبو بکر الشافعی فی الفوائد الغیلانیات وقال : هذا حدیث حسن ، صحیح المتن ، وإسناده عالٍ. وعنه ابن عساکر فی تاریخه : رقم 542 ، وابن کثیر فی تاریخه : 7 / 346. وأخرجه الحافظ الطبرانی فی المعجم الکبیر فی المجلد الخامس من عشرین طریقاً بالأرقام : 4968 ، 4969 ، 4970 وصحّحه الألبانی علی شرط الشیخین کما یأتی ، 4971 ، 4983 ، 4985 ، 4986 ، 4996 ، 5058 ، 5059 ، 5065 ، 5066 ، 5068 ، 5069 ، 5070 ، 5071 ، 5092 ، 5096 ، 5097 ، 5128. وفی المعجم الأوسط : ح 1987. وأخرجه القطیعی فی زیاداته فی فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل : ح 1048 وفی مناقب علیّ له : 170 ، وابن عدیّ فی الکامل : 2102 ، 2408. وأخرجه أبو القاسم الحُرفی السمسار فی أمالیه الموجود فی المجموع 46 فی المکتبة الظاهریة ، ومحمد بن زید الأنصاری فی جزء من حدیثه فی المجموع 94 فی الظاهریة ، وأبو بکر بن خلّاد النصیبی فی الجزء الثانی من حدیثه عن شیوخه فی المجموع 26 فی الظاهریة. وأخرجه الحافظ أبو نعیم فی أخبار أصبهان : 1 / 235 ، وفی فضائل الصحابة عن البراء وزید بن أرقم ، وعنه السیوطی کما فی جمع الجوامع : 1 / 831 ، کنز العمّال : ح 32945 ، 32950 ، 32951 ، وأخرجه ابن المغازلی فی مناقبه : ح 27 و 33 ، وأبو القاسم هبة الله بن الحصین فی أمالیه فی المجموع 98 فی الظاهریة : ج 2 ق 2 / ب وقال : هذا حدیث حسن صحیح المتن. وأخرجه ابن عساکر فی تاریخه : رقم 503 عن ابن الحصین هذا. وأخرجه المبارک بن عبدالجبّار الصیرفی فی الطیوریات انتخاب الحافظ السلفی : ج 5 ق 87 / ب قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن مقسم المقری ، حدّثنا محمد بن جریر الطبری ، حدّثنا محمد بن عبید المحاربی. وأخرجه الحافظ ابن عساکر فی تاریخه بخمسة عشر طریقاً : رقم 503 ، 504 ، 505 و 535 - 546 ، وأحمد بن إسماعیل الطالقانی فی الأربعین المنتقی فی فضائل علیّ المرتضی : ح 3 ، من طریق الحافظ ابن راهویه. وابن الأثیر فی جامع الأصول : 9 / 468 ح 6476 ، والحافظ المزّی فی تهذیب الکمال : 11 / 90 و 33 / 368 و 20 / 484 ، وفی تحفة الأشراف : 3 / 195 ح 3667 ، والفاریابی فی خالصة الحقائق ، والضیاء المقدسی فی المختارة : 2 / 174 ح 553 وعنه السیوطی فی جمع الجوامع : 1 / 831 ، والألبانی فی الأحادیث الصحیحة : 4 / 331 ، قال : أخرجه أحمد : 4 / 370 وابن حبّان فی صحیحه ... والضیاء فی المختارة : رقم 527 بتحقیقی. قلت : وإسناده صحیح علی شرط البخاری. ورواه ابن أبی الحدید فی شرح نهج البلاغة : 4 / 74 ، وأخرجه ابن العدیم فی بُغیة الطلب : 9 / 3965 ، وأخرجه الذهبی فی کتبه : تاریخ الإسلام : 3 / 629 وقال : هذا حدیث صحیح ، وفی 632 ، وکتاب الغدیر ، وقال : ثابت عنه ، فأخرجه فیه عن زید باثنی عشر طریقاً بالأرقام : 27 و 65 وقال : هذا إسناد قویّ ، أخرجه س أی النسائی ، و 66 وقال : هذا حدیث حسن ، و 67 - 70 عن أبی سریحة أو زید بن أرقم و 71 و 72 عن ابن جریر الطبری ، عن البراء وزید بن أرقم و 73 وقال : هذا إسناد حسن قوی ؛ فإنَّ کاملاً وثّقه ابن معین ، و 74 و 106 ، وفی تلخیص المستدرک : 3 / 109 و 110 ، وفی تذهیب تهذیب الکمال : ج 3 ق 56. وأورده ابن کثیر فی تاریخه : 5 / 210 عن ابن جریر الطبری بإسناده عن البراء بن عازب وزید ابن أرقم ، وفی 5 / 212 عن أبی سریحة أو زید بن أرقم ، وفی 7 / 346 عن النسائی وأبی بکر الشافعی عن زید بن أرقم ، وفی 7 / 348 رواه بأسانید ثلاثة عن زید ، وقال : وقد روی هذا من طرق متعدّدة عن علیّ رضی الله عنه وله طرق متعدّدة عن زید بن أرقم ... إلی أن قال فی ص 349 : وقد روی هذا الحدیث عن سعد وطلحة بن عبیدالله وجابر بن عبدالله وله طرق عنه ، وأبی سعید الخُدری وحبشی بن جنادة وجریر بن عبدالله وعمر بن الخطّاب وأبی هریرة وله عنه طرق منها ... وقال فی ص 350 : وقد روی عن جماعة من الصحابة غیر من ذکرنا ... وأورده عنه الصفدی فی الوافی بالوفیات : 21 / 271 ، والطیبی فی الکاشف عن حقائق السنن : ق 739 ، وزین العرب فی شرح المصابیح : ق 354 ب ، والحافظ العلائی فی تهذیب الأصول ، ومحمد بن الحسن الواسطی فی مجمع الأحباب : ق 78 / ب ، وظهیر الدین الفارقی فی شرح المصابیح : ق 338 ،

ص: 91

ص: 92

43 - أبو سعید زید بن ثابت : المتوفّی (45 ، 48) ، وقیل بعد الخمسین.

رواه عنه ابن عقدة فی حدیث الولایة ، وأبو بکر الجُعابی فی نُخبه ، وعدّه الجزری الشافعی فی أسنی المطالب(1) (ص 4) ممّن روی حدیث الغدیر.(2)

44 - زید - [أو] - یزید بن شراحیل الأنصاریّ :

أحد الشهود لأمیر المؤمنین علیه السلام بحدیث الغدیر یوم المناشدة الآتی حدیثه.

ص: 93


1- أسنی المطالب : ص 48.
2- وأخرجه عنه الحافظ الطبرانی فی المعجم الکبیر : ح 4970 ، والذهبی فی کتاب الغدیر : ح 121. وعُدّه الشهاب الإیجی فی توضیح الدلائل : ق 197 / ب ، ممّن روی حدیث الغدیر. (الطباطبائی)

روی حدیث شهادته الحافظ ابن عقدة فی حدیث الولایة ، ونقله عنه ابن الأثیر فی أُسد الغابة(1) (2 / 233) ، وابن حجر فی الإصابة (1 / 567) ، وعُدَّ فی مقتل الخوارزمی(2) وتاریخ آل محمد (ص 67) ممّن روی حدیث الغدیر من الصحابة.(3)

45 - زید بن عبدالله الأنصاری : أخرج حدیثه ابن عقدة بإسناده فی حدیث الولایة.

«حرف السین المهملة»

46 - أبو إسحاق سعد بن أبی وقّاص : المتوفّی (54 ، 55 ، 56 ، 58). أخرج الحافظ النسائی فی خصائصه(4) (ص 3) بإسناده عن مهاجر بن مسمار بن سلمة عن عائشة بنت سعد ، قالت : سمعت أبی یقول : سمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم یوم الجُحفة فأخذ بید علیّ ، فخطب ، فحمد الله وأثنی علیه ، ثمّ قال : «أیّها الناس إنّی ولیّکم.قالوا : صدقتَ یا رسول الله.

ثمّ أخذ بید علیّ ، فرفعها ، فقال : هذا ولیّی ، ویؤدّی عنّی دَیْنی ، وأنا مُوالی من والاه ، ومعادی من عاداه».

وفی الخصائص(5) (ص 4) بإسناده عن عبدالرحمن بن سابط عن سعد ، قال : کنت جالساً فتنقّصوا علیّ بن أبی طالب رضی الله عنه فقلت : لقد سمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول فی علیّ خصالاً ثلاثاً ، لَأَن یکون لی واحدة منهن أحبّ إلیّ من حُمْر النعم :

ص: 94


1- أُسد الغابة : 2 / 290 رقم 1844.
2- مقتل الإمام الحسین علیه السلام : 1 / 48.
3- عدّ من الشهود عند المناشدة فی جمع الجوامع : 1 / 831 ، وسبل الهدی والرشاد : ج 2 ق 605 ، ونفحات العبیر : ق 76 / ب ، وقطف الأزهار المتناثرة فی الأحادیث المتواترة للسیوطی :ص 278. وفی لقط اللآلئ المتناثرة فی الأحادیث المتواترة للزبیدی : ص 206 ، وفی نظم المتناثر فی الحدیث المتواتر للکتّانی : ص 194. (الطباطبائی)
4- خصائص أمیر المؤمنین : ص 28 ح 9 ، وفی السنن الکبری : 5 / 107 ح 8397.
5- خصائص أمیر المؤمنین : ص 38 ح 12 ، وفی السنن الکبری : 5 / 108 ح 8399.

سمعته یقول : «إنَّه منّی بمنزلة هارون من موسی إلّا أنّه لا نبیّ بعدی».

وسمعته یقول : «لأُعطینّ الرایة غداً رجلاً یحبّ الله ورسوله ویحبّه الله ورسوله».

وسمعته یقول : «من کنت مولاه فعلیٌّ مولاه».

وفی الخصائص(1) (ص 18) وفی طبعة (ص 25) بالإسناد عن مهاجر بن مسمار ، قال : أخبرتنی عائشة بنت سعد ، عن سعد ، قال :

کنا مع رسول الله صلی الله علیه وسلم بطریق مکّة وهو متوجِّهٌ إلیها(2) فلمّا بلغ غدیر خُمّ وقف للناس ، ثمّ ردَّ من تبعه ، ولحقه من تخلّف ، فلمّا اجتمع الناس إلیه قال : «أیُّها الناس [هل بلّغت ؟ قالوا : نعم. قال : اللّهمّ اشهد ، ثلاث مرّات یقولها.

ثمّ قال : أیّها الناس](3) من ولیّکم ؟ قالوا : الله ورسوله - ثلاثاً - ثمّ أخذ بید علیّ فأقامه ، ثمّ قال :

من کان الله ورسوله ولیّه فهذا ولیّه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

ورواه فی (ص 18) عن عامر بن سعد عنه(4). وعن ابن عُیینة ، عن عائشة بنت سعد عنه.

ورواه عبدالله بن أحمد بن حنبل(5) ، کما فی العمدة(6) (ص 48) بالإسناد عن

ص: 95


1- خصائص أمیر المؤمنین : ص 114 ح 96.
2- کذا فی النسخ ، والصحیح : وهو متوجّه إلی المدینة. (المؤلف)
3- مابین المعقوفین أثبتناه من السنن الکبری : 5 / 135 ح 8481.
4- خصائص أمیر المؤمنین : ص 113 ح 94 ، وفی السنن الکبری : 5 / 134 ح 8479.
5- نسب صاحب العمدة کتاب فضائل الصحابة الی عبد الله بن أحمد المتوفّی سنة (290) ، والصحیح أنَّه لأبیه أحمد بن حنبل کما هو مطبوع ، وفیه زیادات لعبد الله وزیادات لتلمیذه القطیعی عن سائر شیوخه. وهذه روایة القطیعی عن عبد الله بن الصقر السکری المتوفّی سنة (302) الذی سیأتی فی ص 221 والحدیث بهذا الإسناد فی فضائل الصحابة. (الطباطبائی)
6- العمدة لابن البطریق : ص 97 ح 128.

عبدالله بن الصقر سنة (299) ، قال : حدّثنا یعقوب بن حمید بن کاسب ، حدّثنا سفیان ، عن ابن أبی نجیح ، عن أبیه ، عن ربیعة الجرشی ، عن سعد.

وأخرج الحافظ الکبیر محمد بن ماجة فی السنن(1) (1 / 30) بإسناده عن عبدالرحمن بن سابط ، عن سعد ، قال :

قدم معاویة فی بعض حجّاته ، فدخل علیه سعد ، فذکروا علیّاً ، فنال منه ، فغضب سعد ، وقال : تقول هذا لرجلٍ سمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول : «من کنتُ مولاه فعلی مولاه».

وسمعته یقول : «أنت منّی بمنزلة هارون من موسی إلّا أنّه لا نبیّ بعدی».

وسمعته یقول : «لأُعطینّ الرایة الیوم رجلاً یحبّ الله ورسوله».

وروی الحافظ الحاکم فی المستدرک(2) (3 / 116) عن أبی زکریّا یحیی بن محمد العنبری ، عن إبراهیم بن أبی طالب ، عن علیّ بن المنذر ، عن أبی فضیل(3) ، عن مسلم الملائی ، عن خیثمة بن عبدالرحمن ، عن سعد : قال له رجل : إنَّ علیّاً یقع فیک أنّک تخلّفتَ عنه.

فقال سعد : والله إنَّه لَرأی رأیته ، وأخطأ رأیی ؛ إنَّ علیّ بن أبی طالب أُعطِیَ ثلاثاً لأن أکون أُعطیتُ إحداهنّ أحبُّ إلیّ من الدنیا وما فیها :

لقد قال له رسول الله صلی الله علیه وسلم یوم غدیر خُمّ بعد حمد الله والثناء علیه : «هل تعلمون أنّی أولی بالمؤمنین ؟ قلنا : بلی. قال : أللّهمّ من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

وجیء به یوم خیبر وهو أرمد ما یبصر ، فقال : «یا رسول الله إنّی أرمد» ،

ص: 96


1- سنن ابن ماجة : 1 / 45 ح 121.
2- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 126 ح 4601.
3- فی المصدر ، وتهذیب التهذیب : 10 / 122 : ابن فضیل.

فتفل فی عینیه ، ودعا له ، فلم یرمَد حتی قُتِل ، وفُتِح علیه خیبر.

وأخرج رسول الله صلی الله علیه وسلم عمّه العبّاس وغیره من المسجد ، فقال له العبّاس : تخرجنا ونحن عُصبتک وعمومتک وتسکن علیاً ؟ فقال : «ما أنا أخرجکم وأسکنه ، ولکن الله أخرجکم وأسکنه».

وروی الحافظ أبو نعیم فی حلیة الأولیاء (4 / 356) بإسناده عن شعبة ، عن الحکم ، عن ابن أبی لیلی ، عن سعد بن أبی وقّاص ، قال :

قال رسول الله صلی الله علیه وسلم فی علیّ بن أبی طالب ثلاث خِلال : «لأُعطینّ الرایة غداً رجلاً یحبّ الله ورسوله» ، وحدیث الطیر ، وحدیث غدیر خُمّ.

وروی حدیثَ الغدیر عن سعد :

الحافظ ابن عقدة فی حدیث الولایة بإسناده ، عن سعید بن المسیّب ، عن سعد(1).

والحافظ أبو محمد العاصمی فی زین الفتی من طریق ابن عقدة ، یأتی لفظه فی حدیث التهنئة.

والحافظ الطحاوی الحنفی فی مشکل الآثار (2 / 309) بإسناده عن مصعب بن سعد ، عن سعد ، من طریق شعبة بن الحجّاج ، وقال : إنَّه المأمون علی الروایة ، الضابط

لها ، الحجّة فیها.

والحمّوئی فی فرائد السمطین(2) بإسناده ، عن عائشة بنت سعد ، عن أبیها.

وعدّه الخطیب الخوارزمی فی مقتله(3) والجزری فی أسنی المطالب(4) (ص 3)

ص: 97


1- نقله عنه الحافظ العاصمی والعلّامة الحلّی فی إجازته الکبیرة [أنظر : بحار الأنوار - کتاب الإجازات : 107 / 117]. (المؤلف)
2- فرائد السمطین : 1 / 70 باب 11 ح 37.
3- مقتل الإمام الحسین علیه السلام : 1 / 48.
4- أسنی المطالب : ص 48.

من رواة حدیث الغدیر من الصحابة.

وروی الحافظ الکنجی الشافعی فی کفایة الطالب(1) (ص 16) بطریق الحافظین یوسف بن خلیل الدمشقی وأبی الغنائم محمد بن علیّ النرسی بإسنادهما ، عن ابن جدعان ، عن سعید بن المسیّب ، عن سعد قال : قلت لسعد ... إلی آخر اللفظ الآتی فی حدیث التهنئة.

وقال فی الکفایة(2) (ص 151) : أخبرنا شیخ الشیوخ عبدالله بن عمر بن حمّویه بدمشق ، أخبرنا الحافظ أبو القاسم علیّ بن الحسن بن هبة الله الشافعی ، أخبرنا أبو

الفضل الفضیلی ، أخبرنا أبو القاسم الخلیلی ، أخبرنا أبو القاسم الخزاعی ، أخبرنا الهیثم ابن کلیب الشاشی أخبرنا أحمد بن شدّاد الترمذی ، أخبرنا علیّ بن قادم ، أخبرنا إسرائیل ، عن عبدالله بن شریک ، عن الحرث بن مالک ، قال :

أتیت مکّة ، فلقیت سعد بن أبی وقّاص ، فقلت : هل سمعت لعلیٍّ منقبة ؟ قال : قد شهدت له أربعاً ، لَأن تکون لی واحدة منهنّ أحبُّ إلیّ من الدنیا أُعمَّر فیها مثل عمر نوح :

إنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم بعث أبا بکر ببراءة إلی مشرکی قریش ، فسار بها یوماً ولیلة. ثمّ قال لعلیّ : «إتبَعْ أبا بکر فخذها وبلّغها». فردَّ علیّ علیه السلام أبا بکر ، فرجع یبکی ، فقال : یا رسول الله أَنَزَلَ فیَّ شیء ؟ قال : «لا إلّا خیراً ؛ إنَّه لیس یبلّغ عنّی إلّا أنا أو رجل منّی. أو قال : من أهل بیتی».

وکنّا مع النبیّ فی المسجد ، فنودی فینا لیلاً : لیخرجْ مَن [فی] المسجد إلّا آل الرسول وآل علیّ.

ص: 98


1- کفایة الطالب : ص 62.
2- المصدر السابق : ص 258.

قال : فخرجنا نجرّ نعالنا ، فلمّا أصبحنا أتی العبّاس النبیّ صلی الله علیه وسلم فقال :

یا رسول الله أخرجتَ أعمامک ، وأسکنت هذا الغلام. فقال رسول الله صلی الله علیه وسلم : «ما أنا أمرتُ بأخراجکم ولا بإسکان هذا الغلام ، إنَّ الله أمر به».

قال : والثالثة : أنَّ نبیّ الله بعث عمر وسعداً إلی خیبر ، فجُرِح سعد ، ورجع عمر.

فقال رسول الله صلی الله علیه وسلم :

«لأُعطیَنَّ الرایة رجلاً یحبّ الله ورسوله ، ویحبُّه الله ورسوله - فی ثناء کثیر أخشی أن أُحصی - فدعا علیّاً. فقالوا : إنَّه أرمد ، فجیء به یُقاد. فقال له : افتح

عینیک. فقال : لا أستطیع». قال : فتفل فی عینیه من ریقه ودلکها بإبهامه ، وأعطاه الرایة.

قال : والرابعة : یوم غدیر خُمّ قال رسول الله صلی الله علیه وسلم وأبلغ ، ثمّ قال : «أیّها الناس ألستُ أولی بالمؤمنین من أنفسهم ؟ ثلاث مرّات. قالوا : بلی.

قال : أُدنُ یا علیُّ ، فرفع یده ، ورفع رسول الله یده - حتی نظرتُ بیاض إبطیه - فقال : من کنت مولاه فعلیٌّ مولاه». حتی قالها ثلاثاً.

ثمّ قال الحافظ الکنجی(1) : هذا حدیثٌ حسنٌ وأطرافه صحیحة - إلی أن قال - :

والرابع : حدیث الغدیر ، رواه ابن ماجة(2) ، والترمذی(3) عن محمد بن بشّار ، عن محمد بن جعفر.

ص: 99


1- کفایة الطالب : ص 287 باب 70.
2- سنن ابن ماجة : 1 / 45 ح 121.
3- سنن الترمذی : 5 / 591 ح 3713.

وروی الحافظ الهیثمی فی مجمع الزوائد (9 / 107) من طریق البزّار(1) عن سعد : أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم أخذ بید علیّ ، فقال : «ألستُ أولی بالمؤمنین من أنفسهم ؟ من کنت ولیّه فعلیّ ولیّه». ثمّ قال الهیثمی : رواه البزّار ، ورجاله ثِقات.

وروی ابن کثیر الشامی فی البدایة والنهایة(2) (5 / 212) عن کتاب الغدیر لابن جریر الطبری ، عن أبی الجوزاء أحمد بن عثمان ، عن محمد بن خالد بن عثمة ، عن موسی بن یعقوب الزمعی - وهو صدوق - عن مهاجر بن مسمار ، عن عائشة بنت سعد ، عن سعد ، قال :

سمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول یوم الجُحْفة وأخذ بید علیّ فخطب ، ثمّ قال :

«أیّها الناس إنّی ولیّکم. قالوا : صدقت. فرفع ید علیّ ، فقال : هذا ولیّی والمؤدّی عنّی ، وإنَّ الله موالی من والاه».

قال شیخنا الذهبی : وهذا حدیث حسن غریب.

ثمّ رواه ابن جریر من حدیث یعقوب بن جعفر بن أبی کثیر ، عن مهاجر بن مسمار ، فذکر الحدیث ، وأنّه علیه السلام وقف حتی لحقه من بعده وأمر بردّ من کان تقدّم ، فخطبهم ....

وفی (7 / 340)(3) قال الحسن بن عرفة العبدی : حدّثنا محمد بن خازم أبو معاویة الضریر ، عن موسی بن مسلم الشیبانی ، عن عبدالرحمن بن سابط ، عن سعد ابن أبی وقّاص ، قال :

قدِم معاویة فی بعض حِجّاته ، فأتاه سعد بن أبی وقّاص ، فذکروا علیّاً ، فقال

ص: 100


1- مسند البزّار : 4 / 41 ح 1203.
2- البدایة والنهایة : 5 / 231 حوادث سنة 10 ه.
3- البدایة والنهایة : 7 / 376 حوادث سنة 40 ه-.

سعد : له ثلاثُ خِصالٍ لَأَنْ [تکون] لی واحدةٌ منهنّ أحبُّ إلیّ من الدنیا وما فیها : سمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ...» .

الحدیث بلفظ ابن ماجة المذکور فی (ص 38) ، ثمّ قال ابن کثیر : لم یخرجوه ، وإسناده حسن.

وبطریق سعد رواه جلال الدین السیوطی فی جمع الجوامع(1) وتاریخ الخلفاء(2) (ص 114) عن الطبرانی.

ورواه المتّقی الهندی فی کنز العمّال(3) (6 / 154) ، عن أبی نعیم فی فضائل الصحابة ، و (ص 405) ، عن ابن جریر الطبری ، والوصّابی فی الاکتفاء فی فضائل الأربعة الخلفاء ، نقلاً عن ابن أبی عاصم(4) وسعید بن منصور فی سننهما بإسنادهما ، والبدَخشانی فی نُزُل الأبرار(5) عن الطبرانی وأبی نعیم فی فضائل الصحابة ، وهو أحد العشرة المبشَّرة الذین عدّهم الحافظ ابن المغازلی(6) فی مناقبه من رواة حدیث الغدیر ، وکذلک الخوارزمی(7) فی مقتله(8).

ص: 101


1- جامع الأحادیث : 11 / 226 ح 33096.
2- تاریخ الخلفاء : ص 158.
3- کنز العمّال : 11 / 609 ح 32950 ، 13 / 162 ح 36495.
4- السنّة لابن أبی عاصم : 2 / 591 ح 1359 باب 202.
5- نُزُل الأبرار : ص 52 - 53.
6- مناقب علیّ بن أبی طالب علیه السلام : ص 27 ح 39.
7- مقتل الإمام الحسین علیه السلام : 1 / 48.
8- وأخرجه عنه ابن أبی شیبة فی المصنّف : ح 12127 ، والبلاذری فی أنساب الأشراف فی ترجمة معاویة من قسم بنی عبد شمس : ص 80 ، وابن أبی عاصم فی السنّة : ح 1359 ، 1376 ، 1386 ، 1189 ، 1387. وأخرجه البزّار فی مسنده : ح 1203 ، والهیثمی فی کشف الأستار : ح 2529 ، والنسائی فی السنن الکبری : ح 8397 ، 8399 ، 8468 ، 8479 ، 8480 ، 8481 وفی خصائص علیّ : ح 9 ، 12 ، 83 ، 94 ، 95 ، 96. وأخرجه الحسن بن عرفة العبدی فی جزئه : ح 49 وعنه ابن عساکر : رقم 277 ، وابن کثیر فی تاریخه : 7 / 340 وقال : لم یخرجوه وإسناده حسن ، ومحمد بن سلیمان الکوفی فی مناقب علیّ علیه السلام : 1 / 444 و 454. وأخرجه الطبری فی کتاب الغدیر عن سعد بعدّة طرق ، وعنه الذهبی فی کتاب الغدیر : ح 57 ، قال : قال محمد بن جریر الطبری فی المجلّد الثانی من کتاب غدیر خُمّ له - وأظنّه بمثل جمع هذا الکتاب نسب إلی التشیّع - : فقال : حدّثنی محمد بن حمید الرازی ... وأورده عن الطبری أیضاً ابن کثیر فی تاریخه : 5 / 212 بطریقین : عن أحمد بن عثمان وعن یعقوب بن جعفر ، وأخرجه الطبری فی تهذیب الآثار أیضاً بطریقین ، وعنه السیوطی فی جمع الجوامع : 2 / 219 ، کنز العمّال : ح 36495. وأخرجه الهیثم بن کلیب الشاشی فی مسنده : 1 / 27 و 165 ح 215 و 63 و 106 ، وأخرجه الحافظ الدارقطنی وعنه السمهودی فی جواهر العقدین ، وأخرجه القطیعی فی زیاداته فی فضائل الصحابة لأحمد : ح 1093 ، وفی مناقب علیّ لأحمد : ح 215 ، وأخرجه الحسین بن هارون الضبّی فی أمالیه ، وأبو نعیم فی فضائل الصحابة کما فی جمع الجوامع : 1 / 831 وکنز العمّال : ح 32950 ، والعاصمی فی زین الفتی : 445. وأخرجه الحافظ ابن عساکر فی تاریخه : رقم 275 ، 279 ، 281 ، 554 ، وأخرجه أیضاً فی الجزء 222 من أمالیه الموجود فی المجموع 16 فی الظاهریة. وأخرجه الضیاء المقدسی فی المختارة ، وعنه السیوطی فی جمع الجوامع : 1 / 831 ، کنز العمّال : ح 32950. وأخرجه الذهبی فی کتاب الغدیر بثلاثة عشر طریقاً عن سعد ، وقال : صحَّ عنه فأخرجه بالأرقام : 1 ، 48 - 59 ، وفی تاریخ الإسلام : 3 / 628. وابن حجر فی مختصر زوائد مسند البزّار : ح 1906 ، والسیوطی فی الدرّ المنثور : 2 / 259 وفی جمع الجوامع : 1 / 831 ، وفی قطف الأزهار المتناثرة : ص 277 ، والشهاب الإیجی فی توضیح الدلائل : ق 195 / أ ، والقطب البکری فی الصلوات الهامعة طبعة بولاق سنة 1310 : ص 139 ، وإسحاق بن یوسف الصنعانی فی تفریج الکروب فی حرف المیم منه ، والألبانی فی سلسلة الأحادیث الصحیحة : 4 / 335 عن عدّة مصادر ، وقال : قال ابن ماجة :إسناده صحیح ، والنسائی فی الخصائص : إسناده صحیح. وعدّه الشهاب الإیجی فی توضیح الدلائل : ق 197 / ب ، والسیوطی فی قطف الأزهار : ص 277 ، والزبیدی فی لقط اللآلئ : ص 206 ، والکتّانی فی نظم المتناثر : ص 194 من الصحابة الذین رووا حدیث الغدیر. (الطباطبائی)

ص: 102

47 - سعد بن جنادة العوفیّ - والد عطیة العوفی.

رواه عنه ابن عقدة فی حدیث الولایة ، والقاضی أبو بکر الجُعابی فی النُخب ، وعدّه الخوارزمی فی مقتله من رواة حدیث الغدیر من الصحابة.

48 - سعد بن عُبادة الأنصاریّ ، الخزرجیّ : المتوفّی (14 ، 15) أحد النقباء الاثنی عشر.

روی الحدیث عنه أبو بکر الجُعابی فی نُخب المناقب.

49 - أبو سعید سعد بن مالک الأنصاریّ ، الخدریّ : المتوفّی (63 ، 64 ، 65 ، 74) ، والمدفون بالبقیع.

أخرج الحافظ ابن عقدة فی حدیث الولایة بالإسناد عن سهم بن حصین الأسدی ، قال :

قَدِمتُ مکّة أنا وعبدالله بن علقمة ، وکان عبدالله سبّابةً لعلیّ علیه السلام دهراً ، فقلت له : هل لک فی هذا - یعنی أبا سعید الخدری - تحدث به عهداً ؟ قال : نعم.

فأتیناه ، فقال : هل سمعت لعلیّ منقبة ؟ قال : نعم إذا حدّثْتُک بها تسأل عنها المهاجرین والأنصار وقریشاً : أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم قال یوم غدیر خُمّ فأبلَغ ، ثمّ قال : «أیّها الناس ألستُ أولی بالمؤمنین من أنفسهم ؟ قالوا : بلی. قالها ثلاثَ مرّات.

قال : أُدنُ یا علیّ ، فرفع رسول الله صلی الله علیه وسلم یدیه حتی نظرتُ إلی بیاض آباطهما. قال : من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه».

قال : فقال عبدالله بن علقمة : أنت سمعت هذا من رسول الله صلی الله علیه وسلم ؟ قال أبو سعید : نعم ، وأشار إلی أُذُنیه وصدره ، فقال : قد سمعتْه أُذُنای ووعاه قلبی.

قال عبدالله بن شریک : فقدم علینا ابن علقمة وابن حصین فلمّا صلّینا الهجیر

ص: 103

قام عبدالله بن علقمة ، فقال : إنّی أتوب إلی الله وأستغفره من سبِّ علیّ. ثلاث مرّات.

وأخرج الحافظ أبو بکر بن مردویه بإسناده عن أبی سعید :

أنَّ النبیّ صلی الله علیه وسلم یوم دعا الناس إلی غدیر خُمّ أمر بما کان تحت الشجرة من الشوک فقُمَّ ، وذلک یوم الخمیس(1) ، ودعا الناس إلی علیّ ... الحدیث یأتی بتمامه فی آیة الإکمال.

وأخرج الحافظ أبو نعیم فی کتابه ما نزل من القرآن فی علیّ(2) بإسناده عن أبی سعید :

أنَّ النبیّ صلی الله علیه وسلم دعا الناس إلی علیّ فی غدیر خُمّ وأمر بما تحت الشجر من الشوک فقُمّ ....

یأتی بسنده وتمام لفظه إن شاء الله ، ووافقه - سنداً ومتناً - الحافظ أبو سعید مسعود بن ناصر السجستانی فی کتاب الولایة فیما أخرجه عن أبی سعید ، کما یأتی ، ویوافقهما فی السند والمتن ما أخرجه الحافظ أبو القاسم عبید الله الحسکانی(3) ، کما یُذکر إن شاء الله.

وروی الحافظ أبوالفتح محمد بن علیّ النطنزی فی الخصائص العلویّة ، عن الحسن ابن أحمد المهری ، عن أحمد بن عبدالله بن أحمد ، قال : حدّثنا محمد بن أحمد بن علیّ ، قال : حدّثنا محمد بن عثمان بن أبی شیبة ، قال : حدّثنا یحیی الحِمّانی ، قال : حدّثنا قیس

ص: 104


1- هکذا ورد فی لفظ غیر واحد من رواة حدیث الغدیر - کما ستقف علیه - وهو لا یوافق إجماع الجمهور علی أنَّ یومَ عرفة تاسعَ ذی الحجّة من حِجّة الوداع کان یوم الجمعة ، فعلیه یکون یوم الغدیر الثامن عشر [من] ذی الحجّة یوم الأحد ، ولا یجتمع مع نصّهم علی أنَّ أوّل ذی الحجّة کان یوم الخمیس. (المؤلف)
2- ما نزل من القرآن فی علیّ علیه السلام : ص 56.
3- شواهد التنزیل : 1 / 201 ح 211.

ابن الربیع ، عن أبی هارون العبدی ، عن أبی سعید الخُدری :

أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم دعا الناس إلی علیّ رضی الله عنه فی غدیر خُمّ ، وأمر بما تحت الشجرة من الشوک فقُمّ ، وذلک یوم الخمیس ، فدعا علیّاً ، فأخذ بضَبْعَیه(1) ، فرفعهما حتی نظر الناس إلی بیاض إبطی رسول الله صلی الله علیه وسلم ثمّ لم یتفرّقوا حتی نزلت هذه الآیة : (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ ...) الآیة ، فقال رسول الله صلی الله علیه وسلم :

«الله أکبر علی إکمال الدین ، وإتمام النعمة ، ورضا الربّ برسالتی والولایة لعلیّ من بعدی. قال : من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصرْ من نصره ، واخذُلْ من خذله». فقال حسّان بن ثابت : ائذن لی یا رسول الله فأقولَ فی علیٍّ أبیاتاً لتسمعها. فقال : «قُلْ علی برکة الله». فقام حسّان ، فقال : یا معشر قریش اسمعوا قولی بشهادة من رسول الله صلی الله علیه وسلم فی الولایة الثابتة :

یُنادیهُمُ یومَ الغدیرِ نبیُّهُمْ ... إلی آخر الأبیات الآتیة فی شعراء القرن الأوّل.

وروی حدیث الغدیر عنه(2) النیسابوری فی تفسیره (6 / 194) ، والحمّوئی فی فرائد السمطین بطریقین عن العبدی عنه ، والخوارزمی فی المناقب (ص 80) عن أبی هارون العبدی عنه ، وابن الصبّاغ المالکی فی الفصول المهمّة (ص 27) ، والحافظ الهیثمی فی مجمع الزوائد (9 / 108) من طریق الطبرانی فی الأوسط ، وابن کثیر فی تفسیره (2 / 14) نقلاً عن ابن مردویه من طریق أبی هارون العبدی ، عن أبی سعید ،

ص: 105


1- تثنیة - الضَّبْع - وهو العَضُد کلّها أو وسطها أو الإبط أو ما بین الإبط إلی نصف العَضُد من أعلاه.
2- فرائد السمطین : 1 / 72 ح 39 ، المناقب : ص 135 ح 152 ، الفصول المهمّة : ص 42 ، المعجم الأوسط : 3 / 133 ح 2275 ، البدایة والنهایة : 7 / 386 حوادث سنة 40 ه- ، تاریخ مدینة دمشق : 12 / 237 ، وفی ترجمة الإمام علیّ بن أبی طالب علیه السلام - الطبعة المحققة - : رقم 565 و 588 ، جامع الأحادیث : 19 / 467 ح 15113 ، تاریخ الخلفاء : ص 158 ، الدرّ المنثور : 3 / 19 ، 117 ، کنز العمّال : 13 / 104 ح 36341 ، ص 157 ح 36486 ، نُزُل الأبرار : ص 53 ، روح المعانی : 6 / 193 ، عمدة القاری فی شرح صحیح البخاری : 18 / 206.

وفی البدایة والنهایة (7 / 349 ، 350) عن ابن مردویه وابن عساکر عن أبی سعید ، والسیوطی فی جمع الجوامع ، وتاریخ الخلفاء (ص 114) ، والدرّ المنثور (2 / 259) ، عن

طریق ابن مردویه وابن عساکر ، و (ص 298) ، عن ابن أبی حاتم وابن مردویه وابن عساکر عنه ، والمتّقی الهندی (6 / 390) ، عن عطیّة العَوفی عنه ، من طریق ابن جریر

الطبری بلفظ زید بن أرقم المذکور فی حدیث زید من طریق النسائی ، وفی (ص 403) عن عمیرة بن سعد شهادة أبی سعید لأمیر المؤمنین علیه السلام بحدیث الغدیر یوم مناشدة الرحبة ، والبدخشانی فی نُزُل الأبرار (ص 20) ، من طریق الطبرانی عنه ، والآلوسی فی روح المعانی (2 / 349) ، عن السیوطی ، عن ابن أبی حاتم وابن مردویه وابن عساکر ، وصاحب تفسیر المنار (6 / 463) ، عن ابن أبی حاتم وابن مردویه وابن عساکر ، وبدر الدین محمود الشهیر بالعینی الحنفی فی عمدة القاری ، من طریق الحافظ الواحدی ، عن عطیّة العَوفی ، عن أبی سعید ، وسیأتی ألفاظ هذا الجمع فی مواضعها إن

شاء الله. وعدّه الجزری فی أسنی المطالب(1) (ص 3) من رواة الحدیث.(2)

ص: 106


1- أسنی المطالب : ص 48.
2- وأخرجه عنه البخاری فی التاریخ الکبیر فی ترجمة سهم بن حصین الأسدی : 4 / 193 رقم 2458 ، والبلاذری فی أنساب الأشراف : ح 50 ، وابن أبی عاصم فی السنّة : ح 1366 و 1555. وأخرجه الطبری فی تهذیب الآثار کما فی جمع الجوامع : 2 / 395 ، وأبو بکر بن خلّاد النصیبی فی الجزء الثانی من حدیثه عن شیوخه. ورواه المحاملی ، وأخرجه من طریقه الحافظ ابن عساکر فی تاریخه ، والحسین بن هارون الضبّی فی أمالیه الموجود فی المجموع 22 فی المکتبة الظاهریة. وأخرجه الحافظ الطبرانی فی المعجم الصغیر : 1 / 64 ح 116 ، وفی الأوسط : ح 2275 و 8429 ، وعنه الألبانی فی الأحادیث الصحیحة : 4 / 342. وأخرجه الحافظ أبو نعیم فی أخبار أصبهان : 1 / 107 وفی حلیة الأولیاء : 5 / 26 وفی فضائل الصحابة. وأخرجه الواحدی فی أسباب النزول : ص 150 ، وابن المغازلی فی المناقب : ح 26 و 38 ، والحسکانی فی شواهد التنزیل : ح 212 ، والخطیب الخوارزمی فی مقتل الحسین علیه السلام : ص 47 وفی

50 - سعید بن زید القرشیّ ، العدویّ : المتوفّی (50 ، 51).

أحد العشرة المبشَّرة الذین عدّهم الحافظ ابن المغازلی فی مناقبه(1) من المائة الرواة لحدیث الغدیر بطرقه.

51 - سعید بن سعد بن عُبادة الأنصاریّ :

رواه عنه الحافظ ابن عقدة فی کتاب الولایة.

52 - أبو عبدالله سلمان الفارسیّ : المتوفّی (36 ، 37) عن عمر یقدّر بثلاثمائة سنة.

أخرج الحدیث بطریقه الحافظ ابن عقدة فی حدیث الولایة(2) ، والجُعابی فی نُخبه ، والحمّوئی الشافعی فی الباب الثامن والخمسین من فرائد السمطین(3) ، وعدّه

ص: 107


1- مناقب علیّ بن أبی طالب علیه السلام : ص 27 ح 39.
2- أخرجه عنه الذهبی فی کتاب الغدیر : ح 113 فقال : قال - ابن عقدة - : حدّثنا أحمد بن یوسف الجُعفی ، حدّثنا محمد بن یزید النخعی ، حدّثنا حسین بن شدّاد ، حدّثنا محمد بن کثیر عن أبی حمزة الثمالی عن سلمان .. (الطباطبائی)
3- فرائد السمطین : 1 / 315 ح 250.

شمس الدین الجزری الشافعی فی أسنی المطالب (1) (ص 4) من رواة حدیث الغدیر من الصحابة.

53 - أبو مسلم سَلَمة بن عمرو بن الأکوَع الأسلمیّ : المتوفّی (74).

یروی عنه ابن عقدة بإسناده فی حدیث الولایة.(2)

54 - أبو سلیمان سمرة بن جُندب الفزاریّ ، حلیف الأنصار : المتوفّی بالبصرة سنة (58 ، 59 ، 60).

هو أحد رواة حدیث الغدیر فی حدیث الولایة لابن عقدة ، ونُخب المناقب للجُعابی ، وعدّه شمس الدین الجزری الشافعی من رواة حدیث الغدیر من الصحابة فی أسنی المطالب(3) (ص 4).(4)

55 - سهل بن حُنَیف الأنصاریّ ، الأوسیّ : المتوفّی (38).

أخرجه بطریقه الحافظ ابن عقدة والجُعابی ، وعدّه ابن الأثیر فی أُسد الغابة(5)

ص: 108


1- أسنی المطالب : ص 48.
2- وعدّه الذهبی فی کتاب الغدیر : ح 121 ، والصالحانی فی الفضائل ، والشهاب الإیجی فی توضیح الدلائل : ق 197 / ب من الصحابة الرواة لحدیث الغدیر ، فقد عدّا بضعة وستین رجلاً من الصحابة الذین رووه. (الطباطبائی)
3- أسنی المطالب : ص 48.
4- أخرج حدیثه الحافظ ابن عساکر فی تاریخه : رقم 570 ، من طریق الخطیب البغدادی عن النصیبی ، عن الحسین بن هارون الضبّی ، عن ابن عقدة ، حدّثنی الحسن بن علیّ الأشعری اللؤلؤی ، حدّثنی غیاث بن کلوب أبو المثنّی من کتابه ، أنبأنا مطرف بن سمرة بن جندب عن أبیه قال : قال رسول الله صلی الله علیه وسلم یوم غدیر خُمّ : «من کنت مولاه فعلیٌّ مولاه ، اللّهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه». وأخرجه الذهبی فی کتاب الغدیر : ح 120 ، عن ابن عقدة بهذا الإسناد ، وعدّه الصالحانی ، والشهاب الإیجی فی توضیح الدلائل : ق 197 / ب ، من الصحابة الذین رووا حدیث الغدیر. (الطباطبائی)
5- أُسد الغابة : 3 / 469 رقم 3341.

(3 / 307) ممّن شهد لعلیّ علیه السلام یوم الرحبة فی حدیث أصبغ بن نباتة الآتی ، وقال : أخرجه أبو موسی ، وعدّه الجزری الشافعی فی أسنی المطالب(1) (ص 4) من رواة حدیث الغدیر من الصحابة.(2)

56 - أبو العبّاس سهل بن سعد الأنصاریّ ، الخزرجیّ ، الساعدیّ : المتوفّی (91) عن مائة سنة.

ممّن شهد لعلیّ - صلوات الله علیه - بحدیث الغدیر فی حدیث المناشدة الآتی بطریق أبی الطفیل ، ورواه السمهودی عنه فی جواهر العقدین(3) ، من طریق ابن عقدة ، والقندوزی الحنفی عن السمهودی فی ینابیع المودّة(4) (ص 38) ، وعدّه فی تاریخ آل محمد (ص 67) من رواة حدیث الغدیر.(5)

«حرف الصاد المهملة وأُختها المعجمة»

57 - أبو أُمامة صُدَیُّ بن عجلان الباهلیّ : نزیل الشام ، والمتوفّی بها سنة (86).

عُدّ ممّن أخرج عنه حدیث الغدیر من الصحابة ابنُ عقدة فی حدیث الولایة.

ص: 109


1- أسنی المطالب : ص 48.
2- أخرج الحافظ الذهبی حدیثه فی کتاب الغدیر : ح 115 ، وشهادته هو وخزیمة بن ثابت ذی الشهادتین فی بضعة عشر رجلاً بالحدیث عند المناشدة بروایة یعلی بن مرة ، وعدّه فی : ح 123 من الجمع الشهود عند المناشدة بالرحبة وهم بضعة عشر رجلاً فی روایة الأصبغ بن نباتة. وعدّه الصالحانی فی الفضائل ، والشهاب الإیجی فی توضیح الدلائل علی ترجیح الفضائل : ق 197 / ب ، من الصحابة الذین روی عنهم حدیث الغدیر. (الطباطبائی)
3- جواهر العقدین : الورقة 171.
4- ینابیع المودّة : 1 / 36 باب 4.
5- وعدّه السخاوی فی استجلاب ارتقاء الغرف بحبّ أقرباء الرسول ذوی الشرف : ق 22 ، من الصحابة الذین قاموا وشهدوا لأمیر المؤمنین علیه السلام بحدیث الغدیر عند مناشدته لهم برحبة الکوفة ، وعدّه الصالحانی فی الفضائل ، والشهاب الإیجی فی توضیح الدلائل : ق 197 / ب ، من الصحابة الذین رووا حدیث الغدیر. (الطباطبائی)

58 - ضُمیرة الأسدیّ :

یُروی لفظه فی حدیث الولایة ، وفی کتاب الغدیر لمنصور الرازی وذُکر اسمه هناک ضمرة بن الحدید ، وأحسبه ضمیرة بن جندب ، أو ابن حبیب ، فراجع.(1)

«حرف الطاء المهملة»

59 - طلحة بن عبیدالله التَّیْمیّ : المقتول یوم الجمل سنة (36) ، وهو ابن (63)

عاماً.

شهد لأمیر المؤمنین علیه السلام یوم الجمل بحدیث الغدیر.

رواه(2) المسعودی فی مروج الذهب (2 / 11) ، والحاکم فی المستدرک (3 / 371) ، والخوارزمی فی المناقب (ص 112) ، والحافظ الهیثمی فی مجمع الزوائد (9 / 107) ، والسیوطی فی جمع الجوامع ، وابن حجر فی تهذیب التهذیب (1 / 391) نقلاً عن الحافظ النسائی ، والمتّقی الهندی فی کنز العمّال (6 / 83) نقلاً عن الحافظ ابن عساکر ، وفی (ص 154) عن مستدرک الحاکم غیر حدیث المناشدة یوم الجمل ، وهناک طرق أخری کثیرة تأتی بألفاظها فی حدیث المناشدة یوم الجمل.

وروی الحافظ العاصمی فی زین الفتی فی شرح سورة (هل أتی) ، عن محمد بن أبی زکریّا ، عن أبی الحسن محمد بن أبی إسماعیل العلوی ، عن محمد بن عمر البزّاز ،

ص: 110


1- وفی جواهر العقدین : ق 85 / أ : ضمرة الأسلمی ، أخرج حدیثه ابن عقدة فی کتاب الولایة. وفی أُسد الغابة : 3 / 59 : ضمرة بن سعد السلمی ، روی عنه حدیثاً وقال : أخرجه ابن منده وأبو نعیم ، إلّا أنَّ أبا نعیم قال : ضمرة بن سعد السلمی ، وقیل : ضمیرة. (الطباطبائی)
2- مروج الذهب : 2 / 382 ، المستدرک علی الصحیحین : 3 / 419 ح 5594 ، المناقب : ص 182 ح 221 ، جامع الأحادیث : 17 / 13 ح 8934 ، تهذیب التهذیب : 1 / 342 ، کنز العمّال : 11 / 332 ح 31662 ، تاریخ مدینة دمشق : 8 / 568 ، وفی ترجمة الإمام علیّ بن أبی طالب علیه السلام - الطبعة المحققة - : رقم 555 ، وفی مختصر تاریخ دمشق : 11 / 204 ، کنز العمّال : 11 / 609 ح 32950.

عن عبدالله بن زیاد المقبری ، عن أبیه ، عن حفص بن عمر العُمَری ، عن غیاث بن إبراهیم ، عن طلحة بن یحیی ، عن عمّه عیسی ، عن طلحة بن عبید الله :

أنَّ النبیّ صلی الله علیه وسلم قال : «من کنت مولاه فعلیٌّ مولاه».

وأخرج ابن کثیر فی البدایة والنهایة(1) (7 / 349) حدیث الغدیر بلفظ البراء بن عازب ، ثمّ قال : وقد رُوی هذا الحدیث عن سعد ، وطلحة بن عبیدالله ، وجابر بن عبدالله ، وله طرق ، وأبی سعید الخُدری ، وحُبشی بن جنادة ، وجریر بن عبدالله ، وعمر بن الخطاب ، وأبی هریرة.

وعدّ الحافظ ابن المغازلی فی مناقبه(2) العشرةَ المبشَّرةَ من المائة الرواة لحدیث الغدیر بطرقه ، وطلحة منهم.

وعدّه الجزری الشافعی فی أسنی المطالب(3) (ص 3) ممّن روی حدیث الغدیر من الصحابة.(4)

ص: 111


1- البدایة والنهایة : 7 / 386 حوادث سنة 40 ه.
2- مناقب علیّ بن أبی طالب علیه السلام : ص 27 ح 39.
3- أسنی المطالب : ص 48.
4- وأخرجه عنه ابن أبی عاصم فی السنّة : ح 1358 ، والبزّار فی مسنده : 3 / 171 ح 958 ، والحسن ابن سفیان ، ومن طریقه أخرجه الحاکم فی المستدرک : 3 / 371. وأخرجه النسائی فی مسند علیّ کما فی تهذیب الکمال : 3 / 440 ، وقال محقّقه : وهو حدیث صحیح ، والمسعودی فی الجزء الثانی من مروج الذهب فی أخبار وقعة الجمل ، والبیهقی فی کتاب الاعتقاد : ص 195. وأخرجه ابن عساکر فی ترجمة طلحة من تاریخه : 8 / 568 بسندین ، وفی ترجمة أمیر المؤمنین علیه السلام : ح 555. وأخرجه الحافظ المزّی فی تهذیب الکمال : 3 / 440 و 9 / 199 و 29 / 333. والذهبی فی تلخیص المستدرک : 3 / 371 وفی کتابه الغدیر : ح 49 ، وابن منظور فی مختصر تاریخ دمشق : 11 / 204 ، وابن حجر فی مختصر زوائد مسند البزّار : ح 1905 وأوعز الی حدیثه فی

«حرف العین المهملة»

60 - عامر بن عُمیر النمیریّ : أخرج الحدیث عنه ابن عقدة فی حدیث الولایة ، وروی عنه ابن حجر فی الإصابة (2 / 255) ، عن موسی بن أکتل بن عُمیر النمیری ، عن عمّه عامر.(1)

61 - عامر بن لیلی بن ضمْرة : أخرج الحافظ ابن عقدة فی حدیث الولایة بإسناده عنه ، وابن الأثیر فی أُسد الغابة(2) (3 / 92) بطریق أبی موسی ، عن أبی الطفیل عنه ، قال :

لمّا صدر رسول الله صلی الله علیه وسلم من حجّة الوداع - ولم یحجّ غیرها - أقبل حتی إذا کان بالجُحفة ، وذلک یوم غدیر خُمّ من الجُحفة ، وله بها مسجد معروف ، فقال : «أیّها الناس ...».

وابن الصبّاغ المالکی(3) ، نقلاً عن کتاب الموجز للحافظ أسعد بن أبی الفضائل بسنده إلی عامر ، وابن حجر فی الإصابة (2 / 257) عن کتاب الموالاة لابن عقدة ، من

طریق عبدالله بن سنان ، عن أبی الطفیل ، عن حذیفة بن أُسید وعامر بن لیلی ، قالا :

ص: 112


1- وعدّه سعد الدین الصالحانی فی الفضائل ، والشهاب الإیجی فی توضیح الدلائل : ق 197 / ب ، من الصحابة الراوین لحدیث الغدیر. (الطباطبائی)
2- أُسد الغابة : 3 / 139 رقم 2727.
3- الفصول المهمّة : ص 40.

لمّا صدر رسول الله صلی الله علیه وسلم من حجّة الوداع ، أقبل حتی إذا کان بالجُحفة ....

قال : وأخرجه أبو موسی ، ورواه السمهودی(1) ، نقلاً عن الحافظ ابن عقدة وأبی موسی وأبی الفتوح العجلی(2) بطرقهم ، عن عامر وحذیفة بن أُسید ، قالا :

لمّا صدر رسول الله صلی الله علیه وسلم من حِجّة الوداع - ولم یحِجَّ غیرها - أقبل حتی إذا کان بالجُحْفة نهی عن شجرات بالبطحاء متقاربات لا ینزلوا تحتهنّ ، حتی إذا نزل القوم ، وأخذوا منازلهم سواهنّ أرسل إلیهنّ ، فَقُمَّ ما تحتهنّ ، وشُذّین(3) عن رؤوس القوم ، حتی إذا نودی للصلاة غدا إلیهنّ ، فصلّی تحتهنّ ، ثمّ انصرف إلی الناس ، وذلک یوم غدیر خُمّ ، وخُمّ من الجُحْفة ، وله بها مسجد معروف ، فقال :

«أیّها الناس إنَّه قد نبّأنی اللطیف الخبیر : أنّه لم یُعَمَّر نبیٌّ إلّا نصف عمر الذی یلیه من قبله ، وإنّی لأظنّ أن أُدعی فأجیب ، وإنّی مسؤول ، وأنتم مسؤولون هل بلّغت ؟ فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نقول : قد بلّغتَ ، وجهدتَ ، ونصحت ، فجزاک الله خیراً. وقال : ألستم تشهدون أن لا إله إلّا الله ، وأنَّ محمداً عبده ورسوله ، وأنَّ جنّته حقّ ، وأنَّ ناره حقّ ، والبعث بعد الموت حقّ ؟ قالوا : بلی. قال : أللّهمّ اشهد.

ثمّ قال : أیّها الناس ألا تسمعون ؟ ألا فإنَّ الله مولای ، وأنا أولی بکم من أنفسکم ، ألا ومن کنتُ مولاه فهذا علیٌّ مولاه.

وأخذ بید علیّ ، فرفعها حتی عرفه القوم أجمعون. ثمّ قال : أللّهمّ والِ من والاه ،

ص: 113


1- جواهر العقدین : الورقة 172.
2- هو أبو الفتوح العجلی الشافعی الأصفهانی المتوفّی سنة 600 ، یأتی فی طبقات الرواة من العلماء برقم 235 ، والحدیث أورده السمهودی فی جواهر العقدین عن عامر بن لیلی بن ضمرة وحذیفة بن أسید. ثم قال : أخرجه ابن عقدة فی الموالاة من طریق عبدالله بن سنان عن أبی الطفیل عنهما ، وأورده أبو موسی المدینی فی الصحابة ، والحافظ أبو الفتوح العجلی فی الموجز. (الطباطبائی)
3- کذا فی النسخ بالیاء المثنّاة ، والصحیح : بالباء الموحّدة من شذّب ، أی : قطع وفرّق. (المؤلف)

وعادِ من عاداه. ثمّ قال : أیّها الناس إنّی فَرَطکم ، وأنتم واردون علیَ الحوض ، أعرض ممّا بین بُصری وصنعاء ، فیه عدد نجوم السماء قِدْحانٌ من فِضّة ، ألا وإنّی سائلکم - حین تَرِدون علیَّ - عن الثَقَلین ، فانظروا کیف تخْلِفونی(1) فیهما حین تلقَونی(2).

قالوا : وما الثقَلان یا رسول الله ؟ قال : الثَقَل الأکبر کتاب الله - سببٌ طرفه بید الله ، وطرفٌ بأیدیکم ، فاستمسکوا به لا تضلّوا بعدی ، ولا تبدّلوا - وعترتی ، فإنّی قد نبّأنی الخبیر أن لا یتفرّقا حتی یلقَیانی ...».

وبهذا اللفظ رواه الشیخ أحمد بن الفضل بن محمد باکثیر المکّی الشافعی فی وسیلة المآل فی مناقب الآل(2) ، عن حذیفة وعامر ، وعدّه الخطیب الخوارزمی فی مقتله ممّن روی حدیث الغدیر من الصحابة ، وروی ابن الأثیر فی أُسد الغابة(3) (3 / 93) - عن عمر بن عبدالله بن یعلی ، عن أبیه ، عن جدّه - شهادته لعلیّ علیه السلام بحدیث الغدیر یوم الرحبة الآتی حدیثه.

62 - عامر بن لیلی الغِفاریّ :

أفرده ابن حجر بالذکر بعد عامر السابق فی الإصابة (2 / 257) وقال : ذکره ابن مندة - أیضاً - وأورد من طریق عمر بن عبدالله بن یعلی بن مرّة ، عن أبیه ، عن جدّه قال :

سمعت النبیّ صلی الله علیه وسلم یقول : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه». فلمّا قدِم علیٌّ الکوفة نشد الناس [فانتشد](4) سبعةَ عشرَ رجلاً ، منهم عامر بن لیلی الغفاری.

وجوّز أبو موسی أن یکون هو الذی قبله ، وتبعه ابن الأثیر(5) ، ووجّهه : بأن

ص: 114


1- و (2) کذا فی المصدر بنون واحدة.
2- وسیلة المآل : ص 116 باب 4.
3- أُسد الغابة : 3 / 139 رقم 2727.
4- الزیادة یقتضیها السیاق ، وأثبتناها من الإصابة.
5- أُسد الغابة : 2 / 139 رقم 2728.

یکون هو عامر بن لیلی من ضمْرة ، فصُحّفت (من) فصارت (ابن) ، ولا شکّ أنَّ کلّ غِفاریّ فهو من ضمْرة ؛ لأنّه غفار بن مَلیل بن ضمْرة.

قلت : إلّا أنَّ اختلاف المُخرَج یرجِّح التعدّد.

63 - أبو الطفیل عامر بن واثلة اللیثیّ : المتوفّی (102 ، 108 ، 110).

أخرج إمام الحنابلة أحمد بن حنبل فی مسنده(1) (1 / 118) - عن علیّ بن حکیم ، عن شریک ، عن الأعمش ، عن حبیب بن أبی ثابت ، عن أبی الطفیل ، عن زید بن أرقم باللفظ المذکور فی حدیث زید (ص 30) ، وفی (4 / 370) ، عن أبی الطفیل - حدیث المناشدة فی الرحبة الآتی بلفظه وسنده.

وأخرج النسائی فی الخصائص(2) (ص 15) بإسناده عنه ، عن زید ، و (ص 17) ، عن ابن المقدام ومحمد بن سلیمان ، عن فطر عنه ، والترمذی فی صحیحه(3) (2 / 298) ، عن سلمة بن کهیل عنه ، عن حذیفة بن أُسید ، کما مرّ (ص 26) ، ومرّ فی (ص 31) ما أخرجه الحاکم فی المستدرک(4) (3 / 109 ، 110 ، 533) بطرق صحّحها عنه ، عن زید.

وأخرج أبو محمد العاصمی - فی زین الفتی بإسناده ، عن فطر ، عنه - حدیث المناشدة الآتی ، وابن الأثیر فی أُسد الغابة(5) (3 / 92 ، 5 / 276) ، وروی الخوارزمی فی المناقب(6) (ص 93) بإسناده عنه حدیثَ زید بن أرقم ، وفی (ص 217) حدیثَ

ص: 115


1- مسند أحمد : 1 / 190 ح 955 و 5 / 498 ح 18815.
2- خصائص أمیر المؤمنین : ص 96 ح 79 ، ص 113 ح 93 ، وفی السنن الکبری : 5 / 130 ح 8464 ، ص 134 ح 8478.
3- سنن الترمذی : 5 / 591 ح 3713.
4- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 118 ح 4576 ، 4577 ، ص 613 ح 6272.
5- أُسد الغابة : 3 / 139 رقم 2727 و 6 / 252 رقم 6169.
6- المناقب : ص 154 ح 182 ، ص 313 ح 314.

الشوری الآتی المتضمِّن للاحتجاج بحدیث الغدیر ، والکنجی الشافعی فی کفایة الطالب(1) (ص 15) حدیثَ زید ، والطبری فی الریاض النضرة(2) (2 / 179) ، وابن حمزة الحنفی الدمشقی فی البیان والتعریف(3) ، نقلاً عن الطبرانی(4) والحاکم(5) ، وابن کثیر فی البدایة والنهایة(6) (5 / 211) من طریق أحمد والنسائی والترمذی ، و (7 / 246) عن أحمد والنسائی ، و (7 / 348) من طریق غندر عن شعبة ، عن سلمة بن کهیل ، عنه ، عن زید ، وابن حجر فی الإصابة(7) (4 / 159) و (2 / 252) عنه ، عن حذیفة وعامر باللفظ الآتی ، والمتّقی فی کنز العمّال(8) (6 / 390) نقلاً عن ابن جریر ، والسمهودی فی جواهر العقدین(9) ، نقله عنه القندوزیّ الحنفی فی ینابیعه(10) (ص 38).(11)

ص: 116


1- کفایة الطالب : ص 56 باب 1.
2- الریاض النضرة : 3 / 114.
3- البیان والتعریف : 3 / 74 ح 1290.
4- المعجم الکبیر : 5 / 166 ح 4969.
5- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 118 ح 4577.
6- البدایة والنهایة : 5 / 231 حوادث سنة 10 ه- ، و 7 / 383 ، 385 حوادث سنة 40 ه.
7- الإصابة : 2 / 257 رقم 4421.
8- کنز العمّال : 13 / 104 ح 36340.
9- جواهر العقدین : الورقة 173.
10- ینابیع المودّة : 1 / 36 باب 4.
11- ولد أبو الطفیل عام واحد للهجرة ، وأدرک من حیاة النبی صلی الله علیه وآله وسلم ثمانی سنین ، وهو آخر أصحابه موتاً. أخرج الطبری عنه حدیث الغدیر فی تهذیب الآثار ، وعنه السیوطی فی جمع الجوامع : 2 / 395. وأخرجه الحافظ الجُعابی ، وأخرجه عنه الذهبی فی کتاب الغدیر : ح 48 ، قال : حدّثنا الجُعابی ، حدّثنی إسحاق بن محمد بن زیاد الکوفی القطّان ، حدّثنا أبی ، حدّثَتنی زینب بنت بسّام الصیرفی ، حدّثنی أبی وعمّی أنّهما دخلا علی أبی الطفیل فقالا له : حدِّثنا عن علیّ ، فأنشأ یحدّث ، قال : أقبل رسول الله صلی الله علیه وسلم من حجّة الوداع حتی نزل بموضع یدعی خُمّ فقال : «من کنت مولاه فإنّ

64 - عائشة بنت أبی بکر بن أبی قحافة : زوجة النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم.

أخرج الحدیث عنها ابن عقدة فی حدیث الولایة.

65 - العبّاس بن عبدالمطّلب بن هاشم : عمّ النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم تُوفِّی (32).

أخرج الحدیث بطریقه ابن عقدة ، وعدّه الجزری فی أسنی المطالب(1) (ص 3) من رواته.(2)

66 - عبدالرحمن بن عبد ربِّ الأنصاریّ : أحد الشهود لعلیّ علیه السلام بحدیث الغدیر یوم الرحبة ، کما یأتی فی حدیث أصبغ بن نباتة.

رواه عنه الحافظ ابن عقدة ، وذکر عنه ابن الأثیر فی أُسد الغابة(3) (3 / 307 و 5 / 205) ، وابن حجر فی الإصابة (2 / 408) ، وعدّه القاضی فی تاریخ آل محمد (ص 67) من رواة حدیث الغدیر.(4)

67 - أبو محمد عبدالرحمن بن عوف القرشیّ ، الزُّهریّ : المتوفّی (31 ، 32).

رواه عنه بإسناده ابن عقدة فی حدیث الولایة ، والمنصور الرازی فی کتاب

ص: 117


1- أسنی المطالب : ص 48.
2- رواه عنه الذهبی فی کتابه فی الغدیر برقم 64 قال : حسین بن حسن الأشقر ، عن منصور بن أبی الأسود ، عن الأجلح عن أبی الضحی ، عن العبّاس بن عبد المطّلب ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وسلم : «من کنت مولاه فعلیّ مولاه». وعدّه الشهاب الإیجی فی توضیح الدلائل من رواة حدیث الغدیر من الصحابة. (الطباطبائی)
3- أُسد الغابة : 3 / 469 رقم 3341 و 6 / 130 رقم 5926.
4- عدّه الذهبی فی کتاب الغدیر : ح 123 من الشهود عند مناشدة أمیر المؤمنین علیه السلام أصحاب رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بحدیث الغدیر. (الطباطبائی)

الغدیر ، وهو من العشرة المبشَّرة الذین عدّهم الحافظ ابن المغازلی(1) من المائة الرواة لحدیث الغدیر بطرقه ، وعدّه الجزری فی أسنی المطالب(2) (ص 3) ممّن روی حدیث الغدیر.(3)

68 - عبدالرحمن بن یعمر الدِّیلیّ(4) : نزیل الکوفة.

رواه عنه ابن عقدة فی حدیث الولایة ، وفی مقتل الخوارزمی(5) عُدّ ممّن رواه.

69 - عبدالله بن أبی عبدالأسد المخزومیّ : رواه عنه ابن عقدة.

70 - عبدالله بن بُدَیل بن وَرْقاء : سیّد خزاعة المقتول بصفّین.

أحد الشهود لأمیر المؤمنین علیه السلام بحدیث الغدیر یوم الرکبان ، کما یأتی حدیثه.

71 - عبدالله بن بشیر(6) المازنیّ : عُدّ ممّن رواه عنه ابن عقدة.

72 - عبدالله بن ثابت الأنصاریّ : شهد لعلیّ بحدیث الغدیر یوم مناشدته بالرحبة فی لفظ الأصبغ الآتی ، وعُدّ فی تاریخ آل محمد (ص 67) من رواة حدیث الغدیر.

ص: 118


1- مناقب علیّ بن أبی طالب علیه السلام : ص 27 ح 39.
2- أسنی المطالب : ص 48.
3- عدّه الذهبی فی کتاب الغدیر : ح 121 ، وسعد الدین الصالحانی فی الفضائل ، والشهاب الإیجی فی توضیح الدلائل : ق 197 / ب من الصحابة الذین روی عنهم حدیث الغدیر. وهو أحد أصحاب الشوری الذین ناشدهم أمیر المؤمنین علیه السلام بفضائله ومنها حدیث الغدیر فأقرّوا له. راجع فیما یأتی مناشدة یوم الشوری ، عدّه الذهبی فی کتاب الغدیر : ح 123 ممّن شهد لأمیر المؤمنین علیه السلام عند مناشدته بحدیث الغدیر. (الطباطبائی)
4- فی النسخ : الدیلمی ، وهو تصحیف ، والصحیح ما ذکر بکسر الدال وسکون المثنّاة. (المؤلف)
5- مقتل الإمام الحسین علیه السلام : 1 / 48.
6- کذا فی النسخ ، والصحیح : بُسْر - بضمّ الموحّدة وسکون المهملة - هو أخو عطیّة الآتی. (المؤلف)

73 - عبدالله بن جعفر بن أبی طالب الهاشمیّ : المتوفّی (80).

أخرج الحدیث عنه ابن عقدة ، ویأتی حدیث احتجاجه علی معاویة بحدیث الغدیر.

74 - عبدالله بن حنطب القرشیّ ، المخزومیّ :

حکی السیوطیّ فی إحیاء المَیْت(1) ، عن الحافظ الطبرانی : أنّه أخرج - بإسناده

عن المطّلب بن عبدالله بن حنطب ، عن أبیه - خطبةَ النبیّ صلی الله علیه وسلم فی الجُحْفة.

75 - عبدالله بن ربیعة : عدّه الخوارزمی فی مقتله(2) ممّن رواه.

76 - عبدالله بن عبّاس : المتوفّی (68).

أخرج الحافظ النسائی فی الخصائص(3) (ص 7) ، عن محمد بن المثنی [قال : حدّثنا یحیی بن حمّاد](4) قال : حدّثنا أبو الوضّاح(5) وهو أبو عوانة قال : حدّثنا أبو بلج بن أبی سلیم ، عن عمرو بن میمون ، عن ابن عبّاس - فی حدیث طویل - قال :

إنّی لَجالسٌ إلی ابن عبّاس إذ أتاه تسعةُ رهطٍ ، فقالوا : یا ابن عبّاس إمّا أن تقوم معنا ، وإمّا أن تخلو بنا من بین هؤلاء. فقال ابن عبّاس : بل أنا أقوم معکم.

قال : وهو یومئذٍ صحیحٌ قبل أن یعمی. قال : فانتدبوا(6) فتحدّثوا فلا ندری ما قالوا.

ص: 119


1- إحیاء المَیْت بفضائل أهل البیت : ص 260 ح 38.
2- مقتل الإمام الحسین علیه السلام : 1 / 48.
3- خصائص أمیر المؤمنین : ص 47 ح 24 ، وفی السنن الکبری : 5 / 112 ح 8409.
4- مابین المعقوفین أثبتناه من المصدر.
5- کلمة (أب) فی (أبی الوضّاح) و (أبی سلیم) زائدة ، والصحیح : الوضّاح وسلیم. (المؤلف)
6- کذا فی النسخ ، والصحیح : (انتَدَوا) ، کما فی بعض المصادر. أی جلسوا فی النادی. (المؤلف)

قال : فجاء ینفض ثوبه ، وهو یقول : أُفٍّ وتُفٍّ(1) ؛ وقعوا فی رجل له بضعَ عشرَ فضائل لیست لأحد غیره :

وقعوا فی رجل قال له النبیّ صلی الله علیه وسلم : «لأَبعثنّ رجلاً لا یُخزیه الله أبداً ، یُحبّ الله ورسوله ، ویُحبّه الله ورسوله». فاستشرف لها مستشرفٌ. فقال : «أین علیّ» ؟ فقالوا : إنَّه فی الرحی یطحن. قال : «وما کان أحدٌ لیطحن !» قال : فجاء وهو أرمد ، لا یکاد أن یبصر. قال : فنفث فی عینیه ، ثمّ هزّ الرایة ثلاثاً ، فأعطاها إیّاه ، فجاء علیّ بصفیّة بنت حییّ.

قال ابن عبّاس : ثمّ بعث رسول الله فلاناً بسورة التوبة ، فبعث علیّاً خلفه ، فأخذها منه. وقال : «لا یذهب بها إلّا رجل هو منّی وأنا منه». وقال ابن عبّاس : وقال النبیّ لبنی عمّه : «أیُّکم یُوالینی فی الدنیا والآخرة ؟ فأبوا. قال : وعلیّ جالس معهم ، فقال علیّ : أنا أُوالیک فی الدنیا والآخرة. قال : فترکه وأقبل علی رجل رجل منهم ، فقال : أیُّکم یُوالینی فی الدنیا والآخرة ؟ فأبوا. فقال علیّ : أنا أُوالیک فی الدنیا والآخرة. فقال لعلیّ : أنت ولیّی فی الدنیا والآخرة».

قال ابن عبّاس : وکان علیّ أوّل من آمن من الناس بعد خدیجة رضی الله عنها.

قال : وأخذ رسول الله ثوبه ، فوضعه علی علیّ وفاطمة وحسن وحسین ، وقال :

(إِنَّمَا یُرِیدُ اللَّ-هُ لِیُذْهِبَ عَنکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَیُطَهِّرَکُمْ تَطْهِیرًا).

قال ابن عبّاس : وشری علیّ نفسه ، فلبس ثوب النبیّ صلی الله علیه وسلم ثمّ نام مکانه. قال ابن عبّاس : وکان المشرکون یرومون رسول الله ، فجاء أبو بکر وعلیّ نائم ، قال : وأبو

بکر یحسَب أنّه رسول الله. قال : فقال : یا نبیّ الله. فقال له علیّ : «إنَّ نبیّ الله قد انطلق

ص: 120


1- أی قذر له ، یقال : أُفٍّ له وتُفّ ، وأفّة وتفّة ، والتنوین فیه ستُّ لغات حکاها الأخفش : (أُفّ أُفّ أُوفّ) بالکسر ، والفتح ، والضم دون تنوین ، وبالثلاثة معها. (المؤلف)

نحو بئر میمون ، فأدرِکْه».

قال : فانطلق أبو بکر ، فدخل معه الغار قال : وجعل علیّ رضی الله عنه یُرمی بالحجارة ، کماکان یُرمی نبیّ الله ، وهو یتضوّر(1) ، وقد لفّ رأسه فی الثوب لا یخرجه حتی أصبح ، ثمّ کشف عن رأسه. فقالوا : إنّک للئیم ، وکان صاحبک لا یتضوّر ونحن نرمیه ، وأنت تتضوّر ، وقد استنکرنا ذلک.

فقال ابن عبّاس : وخرج رسول الله صلی الله علیه وسلم فی غزوة تبوک ، وخرج الناس معه. قال له علیٌّ : «أخرجُ معک ؟ قال : فقال النبی صلی الله علیه وسلم : لا . فبکی علیّ. فقال له : أما ترضی أن تکون منّی بمنزلة هارون من موسی ، إلّا أنّه لیس بعدی نبیّ ؛ إنَّه لا ینبغی أن أذهب إلّا وأنت خلیفتی».

قال ابن عبّاس : وقال له رسول الله صلی الله علیه وسلم : «أنت ولیّ کلّ مؤمن بعدی ومؤمنة».

قال ابن عبّاس : وسدّ رسول الله صلی الله علیه وسلم أبواب المسجد غیرَ باب علیّ ، فکان یدخل المسجد جُنُباً ، وهو طریقه لیس له طریق غیره.

قال ابن عبّاس : وقال رسول الله صلی الله علیه وسلم : «من کنتُ مولاه فإنَّ مولاه علیّ».

هذا الحدیث بطوله أخرجه جمع کثیر من الحفّاظ بأسانیدهم الصحاح منهم :

إمام الحنابلة أحمد فی مسنده(2) (1 / 331) عن یحیی بن حمّاد عن أبی عوانة عن أبی بلج عن عمرو بن میمون عن ابن عبّاس ، والحافظ الحاکم فی المستدرک(3) (3 / 132) وقال : هذا حدیث صحیح الإسناد ، ولم یخرجاه بهذه السیاقة ، والخطیب الخوارزمی فی المناقب(4) (ص 75) رواه بطریق الحافظ البیهقی ، ومحبّ الدین الطبری فی

ص: 121


1- التضوّر : التلوّی والتقلّب ظهراً لبطن. (المؤلف)
2- مسند أحمد : 1 / 544 ح 3052.
3- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 143 ح 4652.
4- المناقب : ص 125 ح 140.

الریاض(1) (2 / 203) ، وفی ذخائر العقبی (ص 87) ، والحافظ الحمّوئی فی فرائده(2) بإسناده عن ضحّاک عنه بطریق الطبرانی(3) أبی القاسم [سلیمان] بن أحمد ، وابن کثیر الشامی فی البدایة والنهایة(4) (7 / 337) عن طریق أحمد بالسند المذکور ، وعن أبی یعلی ، عن یحیی بن عبدالحمید ، عن أبی عوانة ... إلی آخر السند ، والحافظ الهیثمی فی مجمع الزوائد (9 / 119) ، عن أحمد والطبرانی ، وقال : ورجال أحمد رجال الصحیح غیر أبی بلج الفزاری ، وهو ثقةٌ ، وفیه لین ، وروی - أیضاً - حدیث الغدیر عن ابن عبّاس فی (ص 108) ، فقال : رواه البزّار فی أثناء حدیث ، ورجاله ثقاتٌ.

ورواه بطوله الحافظ الکنجی فی الکفایة(5) (ص 115) نقلاً عن أحمد وابن عساکر فی کتابه الأربعین الطوال ، وذکره ابن حجر فی الإصابة (2 / 509).

[و] أخرج الحافظ المحاملی فی أمالیه علی ما نقله عنه الشیخ إبراهیم الوصّابی الشافعی فی کتاب الاکتفاء بإسناده عن ابن عبّاس قال :

لمّا أُمِر النبیّ صلی الله علیه وسلم أن یقوم بعلیّ بن أبی طالب المقام الذی قام به ، فانطلق النبیّ صلی الله علیه وسلم إلی مکّة ، فقال : «رأیت الناس حدیثی عهدٍ بکفر بجاهلیة ، ومتی أفعل هذا به یقولوا صنع هذا بابن عمِّهِ».

ثمّ مضی حتی قضی حجّة الوداع ، ثمّ رجع حتی إذا کان بغدیر خُمٍّ أنزل الله عزوجل : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ) الآیة.

فقام منادٍ فنادی : الصلاة جامعة ، ثمّ قام ، وأخذ بید علیّ رضی الله عنه فقال : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

ص: 122


1- الریاض النضرة : 3 / 153.
2- فرائد السمطین : 1 / 327 ح 255 باب 59.
3- المعجم الکبیر : 12 / 77 ح 12593.
4- البدایة والنهایة : 7 / 373 - 374 حوادث سنة 40 ه.
5- کفایة الطالب : ص 241 باب 62.

ونقله عن المحاملی فی أمالیه المتّقی الهندی فی کنز العمّال(1) (6 / 153) ، وبهذا اللفظ حرفیّاً رواه - بطریق ابن عبّاس - جمال الدین عطاء الله بن فضل الله فی أربعینه(2) ، ورواه عن ابن عبّاس جلال الدین السیوطی فی تاریخ الخلفاء(3) بطریق البزّار (ص 114) ، والقرشی فی شمس الأخبار(4) (ص 38) عن أمالی المرشد بالله(5) ، والبدخشانی فی نُزُل الأبرار(6) (ص 20) بطریق البزّار وابن مردویه ، وفی (ص 21) من طریق أحمد وابن حبّان والحاکم وسمّویه.

وأخرج الحافظ السجستانی فی کتاب الولایة - الذی أفرده فی حدیث الغدیر - بإسناده عن ابن عبّاس قال :

لمّا خرج النبیّ صلی الله علیه وسلم إلی حجّة الوداع نزل بالجُحْفة ، فأتاه جبرئیل علیه السلام فأمره أن یقوم بعلیّ. فقال صلی الله علیه وسلم : «أیّها الناس ألستم تزعمون أنّی أولی بالمؤمنین من أنفسهم ؟ قالوا : بلی یا رسول الله.

قال : من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وأَحِبَّ

من أحبَّه ، وأبغِض من أبغضه ، وانصر من نصره ، وأعزَّ من أعزّه ، وأعنْ من أعانه».

قال ابن عبّاس : وجبت - والله - فی أعناق القوم.

وروی حدیث الغدیر عن سعید بن جبیر عن ابن عبّاس ابنُ کثیر فی تاریخه(7) (7 / 348) ، ویأتی عنه حدیث فی ذکر التابعین فی الضحّاک.

ص: 123


1- کنز العمّال : 11 / 603 ح 32916.
2- الأربعین فی فضائل أمیر المؤمنین : ص 40 ح 13.
3- تاریخ الخلفاء : ص 158.
4- مسند شمس الأخبار : 1 / 101 باب 7.
5- أمالی المرشد بالله : ص 145.
6- نُزُل الأبرار : ص 53 - 54.
7- البدایة والنهایة : 7 / 385 حوادث سنة 40 ه.

وأخرج(1) الحافظ ابن مردویه ، وأبو بکر الشیرازی فی ما نزل من القرآن ، وأبو إسحاق الثعلبی فی الکشف والبیان ، والحاکم الحسکانیّ ، وفخر الدین الرازی فی تفسیره (3 / 636) ، وعزّالدین الموصلی الحنبلی ، ونظام الدین النیسابوری فی تفسیره

(6 / 194) ، والآلوسی فی روح المعانی (2 / 348) ، والبَدَخشانی فی مفتاح النجا ، وغیرهم - بطرقهم - حدیثَ الغدیر عن ابن عبّاس ، یأتی لفظهم فی آیتی التبلیغ وإکمال

الدین إن شاء الله.(2)

ص: 124


1- الکشف والبیان : الورقة 181 سورة المائدة : آیة 67 ، شواهد التنزیل : 1 / 255 ح 249 ، التفسیر الکبیر : 12 / 49 ، روح المعانی : 6 / 193 ، مفتاح النجا : الورقة 44 - 45 باب 3 فصل 14.
2- وأخرجه أحمد فی فضائل الصحابة : ح 1168 وفی المناقب : ح 291 وفی المسند : ح 3062 و 3063 بتحقیق أحمد شاکر ، وصحّحه ، والبلاذری فی أنساب الأشراف : ح 43 و 49 ، وابن أبی عاصم فی السنّة : ح 1351. وأخرجه البزّار فی مسنده کشف الأستار : ح 2531. وأخرجه النسائی فی السنن الکبری : ح 8409 وفی الخصائص : ح 24 ، وخرّجه محقّقه علی مصادر منها عن الطبرانی فی الأوسط کما فی مجمع البحرین : 3 / 341. ورواه الحافظ أبو یعلی ، ومن طریقه أخرجه ابن عساکر فی تاریخه : رقم 249 ، وابن کثیر فی تاریخه : 7 / 737 ، وجامع المسانید والسنن : 19 / 7. وأخرجه المحاملی فی أمالیه عن سعید بن جبیر عن ابن عبّاس فی نهایة الحدیث 35 ، وأخرجه ابن عساکر فی تاریخه : رقم 250 من طریق المحاملی. وأخرجه الطبرانی فی المعجم الکبیر : ح 12593 وفی الأوسط کما تقدم عن مجمع البحرین فی زوائد المعجمین ، وأخرجه الثعلبی فی الکشف والبیان فی تفسیر قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ) بإسناده عن ابن عباس ، قال : نزلت فی علیّ ؛ أمر النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم أن یبلّغ فیه ، فأخذ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بید علیّ ، فقال : «من کنت مولاه فعلیّ مولاه ...». وممّن أخرج حدیث الغدیر عن ابن عبّاس الحاکم الحسکانی فی شواهد التنزیل : ح 245 و 250. وأخرجه ابن عساکر فی تاریخه بالأرقام : 249 - 252 ، 464 وفی الأربعین الطوال کما فی کفایة الطالب : ص 241 ، وأورده سبط ابن الجوزی فی تذکرة خواصّ الأمّة : ص 34 عن أحمد فی الفضائل.

77 - عبدالله بن أبی أَوفی علقمة الأسلمیّ : المتوفّی (86 ، 87).

أخرج الحدیث بطریقه الحافظ ابن عقدة فی حدیث الولایة.(1)

78 - أبو عبدالرحمن عبدالله بن عمر بن الخطّاب العدویّ : المتوفّی (72 ، 73).

أخرج الحافظ الهیثمی فی مجمع الزوائد (9 / 106) من طریق الطبرانی ، عن عبدالله بن عمر ، قال :

قال رسول الله صلی الله علیه وسلم : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

وأخرجه(2) الحافظ ابن أبی شیبة فی سُنَنه ، ونقله عنه الوصّابی الشافعی فی

ص: 125


1- تجد حدیثه فی الکنی للبخاری : ص 66 ، وفی الجرح والتعدیل : 4 / 200 و 9 / 431 ، وفی شواهد التنزیل : ح 247 ، وفی مناقب علیّ علیه السلام لابن المغازلی : ح 34 ، وعدّه الشهاب الإیجی - فی توضیح الدلائل : ق 197 / ب - من رواة حدیث الغدیر من الصحابة ، فقد عدّ نحو السبعین صحابیّاً ممّن رواه نقلاً عن سعد الدین الصالحانی فی کتابه. (الطباطبائی)
2- جامع الأحادیث : 7 / 369ح 23003 ، تاریخ الخلفاء : ص 158 ، کنز العمّال : 11 / 609 ح 32950 ،

الاکتفاء ، ورواه السیوطی فی جمع الجوامع وتاریخ الخلفاء (ص 114) نقلاً عن الطبرانی ، والمتّقی الهندی فی کنز العمّال (6 / 154) بطریق الطبرانی فی المعجم الکبیر ، وبطریقه رواه البَدَخشانی فی نُزُل الأبرار (ص 20) ومفتاح النجا ، وعدّه الخطیب الخوارزمی من الصحابة الراوین لحدیث الغدیر فی الفصل الرابع من مقتله ، وکذلک الجزری فی أسنی المطالب (ص 4).(1)

ص: 126


1- أخرج البخاری فی التاریخ الکبیر فی ترجمة إسماعیل بن نشیط العامری : 1 / 375 رقم 1191 ، قال لی عبید : حدّثنا یونس ، سمع إسماعیل عن جمیل بن عامر أنَّ سالما حدّثه ، سمع من سمع النبی صلی الله علیه وسلم یقول یوم غدیر خُمّ : «من کنت مولاه فعلیّ مولاه». وبهذا السند أخرجه ابن کثیر فی تاریخه : 5 / 213 عن ابن عمر ، وأخرجه الذهبی فی کتاب الغدیر : ح 3 بهذا الإسناد عن عبد الله بن عمر عن أبیه عمر. وممّن أخرج حدیثه ابن أبی عاصم فی السنّة : ح 1357 ، والبزّار فی مسنده - کشف الأستار : ح 2530. وأخرجه الطبری فی الجزء الاول من کتاب غدیر خُمّ ، وعنه الذهبی فی کتابه فی الغدیر : ح 104 ، وابن کثیر فی تاریخه : 5 / 213. وأخرجه ابن عقدة فی کتاب الولایة عن ثلاثة من شیوخه ، وعنه الذهبی فی کتاب الغدیر : ح 104 و 105 وقال : رواه محمد بن جریر فی کتاب الغدیر عن محمد بن عوف الطائی ، حدّثنا عبید الله [بن موسی] ... ورواه ابن عقدة عن أحمد بن یحیی الصوفی والحسن بن علیّ بن عفّان ویعقوب ابن یوسف بن زیاد ، قالوا : حدّثنا عبید الله .. فذکره فی مسند ابن عمر. وأخرجه ابن عدیّ فی الکامل : 1691 ، والطبرانی فی الکبیر وعنه الهیثمی فی مجمع الزوائد : 9 / 106 والسیوطی فی جمع الجوامع : 1 / 831. وأخرجه ابن المغازلی فی المناقب : ح 247. وأخرجه ابن عساکر فی تاریخه : رقم 586 ، والذهبی فی کتاب الغدیر : ح 3 ، 100 ، 104 ، 105 ، وابن حجر العسقلانی فی مختصر زوائد البزّار : ح 1907 ، والسیوطی فی تاریخ الخلفاء وفی جمع الجوامع وفی قطف الأزهار المتناثرة فی الأحادیث المتواترة : ص 277 ، والمتّقی فی کنز العمّال : ح 32950 ، والقطب البکری فی الصلوات الهامعة طبعة بولاق سنة 1310 : ص 139 ،

79 - أبو عبدالرحمن عبدالله بن مسعود الهُذَلیّ : المتوفّی (32 ، 33) ، والمدفون بالبقیع.

أخرج(1) الحافظ ابن مردویه بإسناده عنه نزولَ آیة التبلیغ فی علیّ علیه السلام یوم الغدیر ، ورواه عنه السیوطی فی الدرّ المنثور (2 / 298) ، والقاضی الشوکانی فی تفسیره (2 / 57) ، والآلوسی البغدادی ، عن السیوطی ، عن ابن مردویه فی روح المعانی (2 / 348) وعدّه الخوارزمی ، وشمس الدین الجزری فی أسنی المطالب (ص 4) من رواة حدیث الغدیر من الصحابة.(2)

80 - عبدالله بن یامیل(3) : أخرج الحافظ ابن عقدة فی کتابه المفرد فی الحدیث بسند له إلی إبراهیم بن محمد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه وأیمن بن نابل - بالنون

والموحّدة - عن عبدالله بن یامیل قال : سمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه».

ص: 127


1- الدرّ المنثور : 3 / 117 ، فتح القدیر : 2 / 60 ، روح المعانی : 6 / 193 ، مقتل الإمام الحسین علیه السلام : 1 / 48 ، أسنی المطالب : ص 48.
2- وأخرجه عنه الحافظ الطبرانی فی الأوسط : ح 1173 ، 2204 ، والخطیب البغدادی ، وابن المغازلی فی کتاب مناقب علیّ علیه السلام : ح 32 ، والحافظ ابن عساکر فی تاریخه : رقم 556 من طریق الخطیب البغدادی ، وأخرجه الذهبی فی کتاب الغدیر : ح 100 و 101 و 102 ، وعدّه الدیلمی فی الفردوس ومنتخبه مسند الفردوس : ج 3 ق 96 / أ. وفی فتح البیان لصدّیق حسن خان : 3 / 63 فی تفسیر آیة التبلیغ ، وعن ابن مسعود قال : کنّا نقرأ علی عهد رسول الله صلی الله علیه وسلم : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ أَنَّ علیّاً مولی المؤمنین وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ). (الطباطبائی)
3- کذا فی النسخ ، وفی بعض المصادر : یامین بالنون الموحّدة. (المؤلف)

ورواه عنه بطریق الحافظ أبی موسی المدینی ابن الأثیر فی أُسد الغابة(1) (3 / 274) ، وابن حجر فی الإصابة (2 / 382) من طریق الحافظین ابن عقدة وأبی موسی ، والقندوزی الحنفی فی الینابیع(2) (ص 34).(3)

81 - عثمان بن عفّان : المتوفّی (35).

أخرج عنه بإسناده الحافظ ابن عقدة فی حدیث الولایة ، والمنصور الرازی فی کتاب الغدیر ، وهو أحد العشرة المبشَّرة الذین عدّهم ابن المغازلی(4) من المائة الرواة لحدیث الغدیر بطرقه.

82 - عُبَید بن عازب الأنصاریّ : أخو البراء بن عازب : هو ممّن شهد لعلیّ علیه السلام بحدیث الغدیر یوم المناشدة بالرحبة یأتی فی حدیثها.

83 - أبو طریف عدِیُّ بن حاتم : المتوفّی (68) ، وهو ابن مائة سنة.

من الذین شهدوا لعلیّ علیه السلام بحدیث الغدیر یوم مناشدته بالرحبة فی حدیث أخرجه الحافظ ابن عقدة فی حدیث الولایة ، من طریق محمد بن کثیر ، عن فطر وابن الجارود ، عن أبی الطفیل ، وذکره السیِّد نورالدین السمهودی فی جواهر العقدین(5) ، وعنه القندوزیّ فی ینابیع المودّة(6) (ص 38) ، والشیخ أحمد المکّی الشافعی فی وسیلة المآل فی مناقب الآل(7) ، وعُدّ فی تاریخ آل محمد (ص 67) ممّن روی حدیث

ص: 128


1- أُسد الغابة : 3 / 415 رقم 3243.
2- ینابیع المودّة : 1 / 32 باب 4.
3- وأخرجه عنه الذهبی فی کتابه الغدیر : ح 122 عن ابن عقدة : حدّثنا الحسن بن عتبة ومحمد بن عبید بن عتبة قالا :حدّثنا إبراهیم بن موسی الأنصاریّ ، حدّثنا إبراهیم بن محمد .... (الطباطبائی)
4- مناقب علیّ بن أبی طالب علیه السلام : ص 27 ح 39.
5- جواهر العقدین : الورقة 86.
6- ینابیع المودّة : 1 / 36 باب 4.
7- وسیلة المآل : ص 118 باب 4.

الغدیر.(1)

84 - عطیّة بن بسر(2) المازنیّ : أخرج الحدیث عنه ابن عقدة فی حدیث الولایة.

85 - عقبة بن عامر الجُهَنیّ : وَلِیَ أمر مصر لمعاویة ثلاث سنین ، مات فی قرب الستّین. روی الحافظ ابن عقدة شهادته لعلیّ علیه السلام بحدیث الغدیر یوم الرحبة فی حدیث أوعزنا إلیه فی شهادة عدیّ بن حاتم به ، وعدّه القاضی فی تاریخ آل محمد (ص 67) من رواة حدیث الغدیر.(3)

86 - أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب - صلوات الله علیه - : شعره علیه السلام فی الغدیر مشهور ، رواه الثقات.

یأتی ذکره وذکر رواته فی شعراء القرن الأوّل ، ویأتی حدیث احتجاجه یومی الشوری والجمل بحدیث الغدیر ، واستنشاده به یوم الرحبة.

وأخرج إمام الحنابلة أحمد بن حنبل فی مسنده(4) (1 / 152) عن حجّاج بن الشاعر ، عن شَبابة ، عن نعیم بن حکیم ، قال : حدّثنی أبو مریم ورجل من جلساء علیّ علیه السلام ، عن علیّ : أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم قال یوم غدیر خُمّ : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه».

ص: 129


1- عدّه السخاوی - فی استجلاب ارتقاء الغرف : ق 22 - ممّن شهد لأمیر المؤمنین علیه السلام بحدیث الغدیر عند مناشدته بالکوفة ، وعدّه الشهاب الإیجی - فی توضیح الدلائل ق 197 / ب - من الصحابة الذین رووا حدیث الغدیر. (الطباطبائی)
2- فی النُّسخ : عطیة بن بشیر ، وهو تصحیف. (المؤلف)
3- عدّه السخاوی - فی استجلاب ارتقاء الغرف : ق 22 / ب - من الصحابة الذین شهدوا لأمیر المؤمنین علیه السلام بحدیث الغدیر عند مناشدته لهم بالکوفة ، وعدّه الشهاب الإیجی - فی توضیح الدلائل : ق 197 / ب - من الصحابة الرواة لحدیث الغدیر. (الطباطبائی)
4- مسند أحمد : 1 / 246 ح 1313.

ورواه عنه ابن کثیر فی البدایة والنهایة(1) (7 / 348) ، ثمّ قال : وقد رُوی هذا من طرق متعدّدة عن علیّ رضی الله عنه.

ورواه الهیثمی فی مجمع الزوائد (9 / 107) من طریق أحمد ، وقال : رجاله ثقات.

وذکره - بطریق أحمد - السیوطیُّ فی جمع الجوامع(2) وتاریخ الخلفاء(3) (ص 114) ، وابن حجر فی تهذیب التهذیب(4) (7 / 337) ، والبدخشانی فی نُزُل الأبرار(5) (ص 20) من طریق أحمد والحاکم ، وفی مفتاح النجا(6) بطریق أحمد والحاکم عنه علیه السلام.

وأخرج الحافظ الطحاوی فی مُشکل الآثار (2 / 307) عن یزید بن کثیر(7) ، عن محمد بن عمر بن علیّ - أمیر المؤمنین - عن أبیه ، عن علیّ :

أنَّ النبیّ صلی الله علیه وسلم حضر الشجرة بخُمّ ، فخرج آخذاً بید علیّ ، فقال : «أیّها الناس ألستم تشهدون أنَّ الله ربُّکم ؟ قالوا : بلی.

قال : ألستم تشهدون أنَّ الله ورسوله أولی بکم من أنفسکم ، وأنَّ الله ورسوله مولاکم ؟ قالوا : بلی.

قال : من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، إنّی [قد] ترکتُ فیکم ما إن أخذتم [به] لن تضلّوا بعدی : کتابَ الله بأیدیکم ، وأهلَ بیتی».

ص: 130


1- البدایة والنهایة : 7 / 385 حوادث سنة 40 ه.
2- جامع الأحادیث : 7 / 369 ح 23003.
3- تاریخ الخلفاء : ص 158.
4- تهذیب التهذیب : 7 / 296.
5- نُزُل الأبرار : ص 53.
6- مفتاح النجا : الورقة 45 باب 3 فصل 14.
7- کذا فی مُشْکل الآثار ، وفی غیره : کثیر بن زید ، وهو الصحیح. (المؤلف)

ورواه ابن کثیر فی البدایة والنهایة(1) (5 / 211) بطریق ابن جریر وابن أبی عاصم بإسنادهما عن کثیر بن زید ، عن محمد بن عمر بن علیّ ، عن أبیه ، عن علیّ ، وذکره المتّقی الهندی فی کنز العمّال(2) (6 / 154) عن مستدرک الحاکم(3) وأحمد والطبرانی - فی المعجم الکبیر - والضیاء المقدسی ، وفی (6 / 397)(4) نقلاً عن ابن أبی عاصم ، و (ص 406) عن ابن راهویه وابن جریر ، و (ص 399) عن ابن جریر وابن أبی عاصم والمحاملی فی أمالیه وصحّحه ، وفی لفظهم : «فمن کان الله ورسوله مولاه فإنَّ هذا مولاه» ، ورواه الوصّابی فی الاکتفاء نقلاً عن سُنَنَیْ ابن أبی عاصم وسعید بن منصور - ابن شعبة النسائی.

وأخرج الذهبی فی میزان الاعتدال(5) (2 / 303) عن مخول بن إبراهیم ، عن جابر بن الحرّ ، عن أبی إسحاق [عن] عمرو ذی مرّ ، عن أمیر المؤمنین. ثمّ قال : ورُوی هذا بإسناد أصلح من هذا.

وروی الحمّوئی فی فرائد السمطین(6) عن عمرو ذی مرّ ، عن أمیر المؤمنین ، وعن أبی راشد الحرّانی(7) ، عنه علیه السلام.

وفی حلیة الأولیاء لأبی نعیم الأصبهانی (9 / 64) عن عبدالله بن جعفر ، عن أحمد بن یونس الضبّی ، عن عمّار بن نصر ، عن إبراهیم بن الیسع المکّی ، عن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن جدّه ، عن علیّ - أمیر المؤمنین - قال : «خطب

ص: 131


1- البدایة والنهایة : 5 / 230 حوادث سنة 10 ه.
2- کنز العمّال : 11 / 609 ح 32950.
3- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 419 ح 5594.
4- کنز العمّال : 13 / 131 ح 36418 ، ص 140 ح 36441 ، ص 168 ح 36511.
5- میزان الاعتدال : 3 / 294 رقم 6481.
6- فرائد السمطین : 1 / 67 ح 33 باب 1 ، ص 76 ح 43 باب 14.
7- کذا فی النسخ هنا وفی غیره ، والضبط علی ما فی الخلاصة [3 / 215 رقم 181] والتقریب [2 / 421 رقم 1 حرف الراء] : الحُبْرانی ، بضمّ المهملة وسکون الموحّدة. (المؤلف)

رسول الله صلی الله علیه وسلم بالجُحْفة ...»(1).

وسیأتیک حدیث أخرجه الحافظ العاصمی فی مفاد حدیث الغدیر عنه علیه السلام.(2)

ص: 132


1- فی النسخة سقط ولعب بالحدیث لا یخفی علی القارئ. (المؤلف)
2- لقد رُوی حدیث الغدیر عن أمیر المؤمنین علیه السلام بطرق کثیرة جدّاً ، وقد قال الذهبی فی کتاب الغدیر : متواتر عنه. أقول : وهو متواتر أیضاً عن کلٍّ من أبی هریرة ، والبراء بن عازب ، وزید بن أرقم ، وأبی سعید الخُدری ، وجابر ، وسعد بن أبی وقّاص. وأمّا ما روی عن أمیر المؤمنین علیه السلام فهو علی قسمین ، قسم هو مناشداته بحدیث الغدیر ، وستأتی فی المناشدات ، ونقتصر هنا علی ما روی عنه علیه السلام من غیر مناشدة فنقول : قد أخرجه عنه إسحاق بن راهویه فی مسنده بطریقین أوردهما عنه ابن حجر فی المطالب العالیة : ح 3972 و 3973 ، وقال فی أوّلهما : إسناده صحیح ، وأوردهما فی النسخة المسندة : ق 154 / أ ، وقال : هذا إسناد صحیح ، والثانیة فی 154 / ب. وأوردهما البوصیری فی إتحاف السادة : ج 3 ق 55 / ب عن ابن راهویه ، وصحّح أوّلهما وقال بعد ثانیهما : رواه إسحاق بن راهویه وعبدالله بن أحمد بن حنبل وابن حبّان فی صحیحه وأبو یعلی. وأخرجه أحمد فی مناقب علیّ : ح 334 ، وفی فضائل الصحابة : ح 1206 وقال محقّقه : إسناده صحیح ، وأخرجه ابن أبی عاصم فی السنّة : ح 1361 ، 1367 ، 1370 ، 1371. وأخرجه ابن جریر الطبری فی کتاب الغدیر ، وعنه الذهبی فی کتابه فی الغدیر : ح 33 و 37 ، وقال فی المورد الثانی : ابن جریر الطبری فی کتاب الغدیر ... فأورد عنه علیه السلام ما یخصّ الغدیر من مناشدته یوم الشوری. وأخرجه الطبری فی تهذیب الآثار أیضاً ، وعنه السیوطی فی جمع الجوامع : 2 / 66 و 605 وقال : أخرجه ابن راهویه وابن جریر وابن أبی عاصم والمحاملی فی أمالیه وصُحِّح. وأخرجه الدولابی فی الذرّیة الطاهرة : ح 128 وهو آخر الکتاب ، ورواه أبو بکر بن أبی داود السجستانی ، ومن طریقه أخرجه ابن عساکر فی تاریخه : رقم 528. وأخرجه المحاملی فی أمالیه فی المجلس الثانی ، وفی المجلس 16 منه عنه فی جمع الجوامع کما تقدّم. وأخرجه الحافظ الدارقطنی ، ومن طریقه ومن طریق المحاملی أخرجه ابن عساکر فی تاریخه : رقم 525 و 526. وأخرجه جعفر بن نصیر الخلدی الخوّاص فی فوائده الموجودة فی المجموع رقم 24 من مجامیع المکتبة الظاهریة فی دمشق.

87 - أبو الیقظان عمّار بن یاسر العنسیّ : الشهید بصفّین سنة (37).

یأتی عن کتاب صفّین لنصر بن مزاحم(1) (ص 186) احتجاج عمّار بحدیث الغدیر علی عمرو بن العاص ، ویوجد فی شرح نهج البلاغة(2) (2 / 273) ، وأخرج الحمّوئی بإسناده فی فرائد السمطین(3) فی الباب الأربعین ، والثامن والخمسین حدیث الغدیر بطریقه ، وعدّه الخوارزمی(4) ، وشمس الدین الجزری فی أسنی المطالب(5) (ص 4) ممّن روی حدیث الغدیر من الصحابة ، وهو من الرکبان الشهود لعلیّ علیه السلام بحدیث الغدیر فی حدیثه الآتی.(6)

ص: 133


1- وقعة صفّین : ص 338.
2- شرح نهج البلاغة : 8 / 21 خطبة 124.
3- فرائد السمطین : 1 / 195 ح 153 ، ص 315 ح 250.
4- مقتل الإمام الحسین علیه السلام : 1 / 48.
5- أسنی المطالب : ص 48.
6- وأخرجه عنه الحافظ الطبرانی فی المعجم الاوسط ، والحافظ المزّی فی تهذیب الکمال : 33 / 284 ، والذهبی فی کتاب الغدیر : ح 111 ، والهیثمی فی مجمع الزوائد : 7 / 17 ، والسیوطی فی الدرّ المنثور :

88 - عمارة الخزرجیّ ، الأنصاریّ : المقتول یوم الیمامة.

روی الحافظ الهیثمی فی مجمع الزوائد (9 / 107) من طریق البزّار عن حمید بن عمارة ، قال : سمعت أبی یقول : سمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول - وهو آخذٌ بید علیّ - : «من کنتُ مولاه فهذا مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

ثمّ قال : رواه البزّار ، وحمید لم أعرفه ، وبقیّة رجاله وثّقوا.

ونقله السیوطی عنه فی تاریخ الخلفاء(1) (ص 65) ، والبدخشانی فی مفتاح النجا(2) ونُزُل الأبرار(3) بطریق البزّار عنه.(4)

ص: 134


1- تاریخ الخلفاء : ص 158.
2- مفتاح النجا : الورقة 45 باب 3 فصل 14.
3- نُزُل الأبرار : ص 53.
4- أخرج حدیثه البزّار فی مسنده ، وعنه الهیثمی فی مجمع الزوائد : 9 / 107 قال : وعن حمید بن عمارة قال : سمعت أبی یقول : سمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم وهو آخذ بید علیّ ... رواه البزّار ، وحمید لم أعرفه ، وبقیة رجاله وثقوا. أقول : حمید مصحّف جمیل ، فالحدیث أورده هو فی کشف الأستار عن زوائد البزّار : ح 2530 مسنداً : حدّثنا محمد بن عثمان بن کرامة ، حدّثنا عبید الله بن موسی ، عن إسماعیل بن نشیط ، عن جمیل بن عمارة ، سمعت أبی یقول .... وجمیل هذا مترجم فی التاریخ الکبیر : 2 / 216 ، والجرح والتعدیل : 2 / 518 - ونسبه وادعیٌ - وفی غیرهما ، وفیها کلها : روی عن سالم بن عبد الله ، روی عنه إسماعیل بن نشیط ، إیعازاً إلی حدیثه هذا ، ففی کشف الأستار سقط فی السند ، صوابه : عن جمیل بن عمارة [عن سالم بن عبد الله] سمعت أبی ... کما أخرجه الطبری بهذا الإسناد علی وجه الصواب فی الجزء الاول من کتاب غدیر خُمّ ، وعنه ابن کثیر فی تاریخه : 5 / 213 : حدّثنا محمود (محمد) بن عوف الطائی ، حدّثنا عبید الله ابن موسی ، أنبأنا إسماعیل بن نشیط عن جمیل بن عمارة عن سالم بن عبد الله بن عمر - قال ابن جریر : أحسبه قال عن عمر ، ولیس فی کتابی - : سمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول وهو آخذ بید

89 - عمر بن أبی سلمة بن عبدالأسد المخزومیّ : ربیب النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم ، أُمّه أُمّ سَلَمة زوج النبیّ ، تُوفّی (83).

أخرج الحدیث عنه الحافظ ابن عقدة بإسناده.

90 - عمر بن الخطّاب : المقتول (23).

أخرج الحافظ ابن المغازلی فی المناقب(1) بطریقین ، عن عمران بن مسلم ، عن سهیل بن أبی صالح ، عن أبیه ، عن أبی هریرة ، عن عمر بن الخطاب رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلی الله علیه وسلم : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه».

ورواه السمعانی فی فضائل الصحابة بإسناده عن أبی هریرة عنه ، ومحبّ الدین الطبری فی الریاض النضرة(2) (2 / 161) نقلاً عن مناقب أحمد(3) وابن السمّان بطریقهما عنه ، وأشار إلیه فی (ص 244) ، وفی ذخائر العقبی (ص 67) نقلاً عن مناقب أحمد ومسنده بإسنادهما عنه ، والحافظ محمد خواجه پارسا فی فصل الخطاب ، وعدّه الخطیب الخوارزمی فی مقتله(4) ، وابن کثیر الشامی فی البدایة والنهایة(5) (7 / 349) ، وشمس الدین الجزری فی أسنی المطالب(6) (ص 3) ممّن روی حدیث الغدیر من الصحابة.

ص: 135


1- مناقب علیّ بن أبی طالب علیه السلام : ص 22 ح 31.
2- الریاض النضرة : 3 / 113 - 114 و 4 / 204.
3- مناقب علیّ لأحمد بن حنبل : ص 145 ح 211.
4- مقتل الإمام الحسین علیه السلام : 1 / 48.
5- البدایة والنهایة : 7 / 386 حوادث سنة 40 ه.
6- أسنی المطالب : ص 48.

وفی مودّة القربی(1) لشهاب الدین الهمدانی ، عن عمر بن الخطاب رضی الله عنه قال :

نصب رسول الله صلی الله علیه وسلم علیّاً عَلَماً ، فقال : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، واخذل من خذله ، وانصر من نصره ، أللّهمّ أنت شهیدی علیهم».

قال عمر بن الخطاب : [قلت :] یا رسول الله ، وکان فی جنبی شابٌّ حسن الوجه طیِّب الریح ، قال لی : «یا عمر لقد عقد رسول الله عقداً لا یحلُّه إلّا منافق».

فأخذ رسول الله صلی الله علیه وسلم بیدی ، فقال : «یا عمر إنَّه لیس من ولد آدم ، لکنّه جبرائیل أراد أن یؤکِّد علیکم ما قلته فی علیّ».

ورواه عنه الشیخ القندوزیّ الحنفی فی ینابیعه(2) (ص 249).

وروی ابن کثیر(3) (5 / 213) عن الجزء الأوّل من کتاب غدیر خُمّ لابن جریر : حدّثنا محمود(4) بن عوف الطائی ، حدّثنا عبیدالله بن موسی ، أنبأنا إسماعیل بن کشیط(5) ، عن جمیل بن عمارة(6) ، عن سالم بن عبدالله بن عمر. قال ابن جریر : أحسبه قال : عن عمر ، ولیس فی کتابی :

سمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم وهو آخذٌ بید علیّ یقول : «من کنت مولاه فهذا مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».(7)

ص: 136


1- المودّة الخامسة.
2- ینابیع المودّة : 2 / 73 باب 56.
3- البدایة والنهایة : 5 / 232 حوادث سنة 10 ه.
4- کذا فی النسخ ، والصحیح : محمد. (المؤلف)
5- کذا ، والصحیح : نشیط. (المؤلف)
6- کذا ، وفی تاریخ البخاری [ج1 / ق 1 / 375 رقم 1191] ، کما یأتی (ص 65) : عامر. (المؤلف)
7- وممّن أخرج حدیث الغدیر عن عمر ، البزّار فی مسنده کشف الأستار : ح 2530.

91 - أبو نجید عمران بن حصین الخزاعیّ : المتوفّی (52) بالبصرة.

أخرج الحدیث عنه ابن عقدة فی حدیث الولایة ، والمولوی محمد سالم البخاری ، نقلاً عن الحافظ الترمذی(1) ، وعدّه الخطیب الخوارزمی(2) ، وشمس الدین الجزری فی أسنی المطالب(3) (ص 4) ممّن روی حدیث الغدیر من الصحابة.(4)

92 - عمرو بن الحمق الخزاعی ، الکوفیّ : المتوفّی (50).

رواه عنه ابن عقدة ، وعدّه الخوارزمی من رواة حدیث الغدیر من الصحابة فی مقتله(5).

ص: 137


1- سنن الترمذی : 5 / 590 ح 3712.
2- مقتل الإمام الحسین علیه السلام : 1 / 48.
3- أسنی المطالب : ص 48.
4- وأخرجه عنه الذهبی فی کتاب الغدیر : ح 103 ، وابن کثیر فی تاریخه : 7 / 344 عن أحمد وأبی یعلی ، وعدّه الشهاب الإیجی - فی توضیح الدلائل : ق 197 / ب - من الصحابة الذین روی عنهم حدیث الغدیر. (الطباطبائی)
5- مقتل الإمام الحسین علیه السلام : 1 / 48.

93 - عمرو بن شراحیل :

عدّه الخوارزمی فی مقتله(1) من رواته من الصحابة.

94 - عمرو بن العاص :

أحد شعراء الغدیر یأتی فی شعراء القرن الأوّل ، وسیوافیک حدیث احتجاج بُرْد علیه بحدیث الغدیر واعترافه به(2).

أخرجه ابن قتیبة فی الإمامة والسیاسة(3) (ص 93) ، ویأتی کتابه إلی معاویة ، وفیه حدیث الغدیر ، أخرجه الخوارزمی بالإسناد فی المناقب(4) (ص 126).

95 - عمرو بن مرّة الجُهَنیّ(5) أبو طلحة أو أبو مریم :

أخرج أحمد بن حنبل والطبرانی بالمعجم الکبیر بإسنادهما عن عمرو : أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم قال بغدیر خُمّ : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصُرْ من نصره ، وأعِنْ من أعانه».

ص: 138


1- مقتل الإمام الحسین علیه السلام : 1 / 48.
2- فی الجزء الثانی.
3- الإمامة والسیاسة : 1 / 97.
4- المناقب : ص 199 ح 240.
5- عمرو بن مرة الجُهَنی أسلم قدیماً ، وصحب النبی صلی الله علیه وآله وسلم ، وشهد معه المشاهد ، وقدم علی معاویة ، ومات بالشام فی خلافة عبد الملک. فلابد أنّه حضر حجّة الوداع وشهد غدیر خُمّ ، وربّما روی حدیث الغدیر لغیر واحد من أصحابه ، ولکنّا لم نعثر علی شیء من ذلک إلّا ما أخرجه الطبرانی فی المعجم الکبیر : ح 5059 بإسناده عن عمرو بن ذی مرّ وزید بن أرقم قالا : خطب رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم یوم غدیر خُمّ ... وفی هذا المطبوع وهم لا محالة ؛ فإما أنَّ کلمة (بن) زائدة والصواب عمرو ذی مر ، أو أنَّ کلمة (ذی) زائدة ، والصواب عمرو بن مرّ [ة] ، وهو هذا الجُهَنی الصحابی ، ویؤیّد هذا الثانی أنَّه یروی مباشرة کأحد الصحابة ، وعمرو ذی مرّ تابعیّ مات سنة 116 ، لم یروِ إلّا مناشدة أمیر المؤمنین علیه السلام بحدیث الغدیر. (الطباطبائی)

ونقله عن الطبرانی صاحب کنز العمّال(1) (6 / 154) ، والشیخ إبراهیم الوصّابی الشافعی فی الاکتفاء ، ومحمد صدر العالم فی معارج العُلی ، ونقله البَدَخشانی فی مفتاح النجا(2) ، ونُزُل الأبرار(3) عن أحمد ومعجم الطبرانی.

«حرف الفاء الموحّدة»

96 - الصدّیقة فاطمة بنت النبیّ الأعظم صلی الله علیه وآله وسلم :

رواه ابن عقدة فی حدیث الولایة ، والمنصور الرازی فی کتاب الغدیر ، ویأتی احتجاجها بحدیث الغدیر بطریق الجزری الشافعی(4) ، عن شیخه الحافظ المقدسی.

وروی [علیّ بن] شهاب الدین الهمدانی فی مودّة القربی(5) عنها - سلام الله علیها - قالت : قال رسول الله صلی الله علیه وسلم : «من کنتُ ولیَّه فعلیٌّ ولیُّه ، ومن کنتُ إمامه فعلیٌّ إمامه».(6)

97 - فاطمة بنت حمزة بن عبد المطلبّ :

روی الحدیث عنها ابن عقدة ، والمنصور الرازی فی کتاب الغدیر.

«حرف القاف والکاف»

98 - قیس بن ثابت بن شمّاس الأنصاریّ :

أحد الرکبان الشهود لأمیر المؤمنین علیه السلام بحدیث الغدیر الآتی حدیثهم ، أخرجه

ص: 139


1- کنز العمّال : 11 / 610 ح 32951.
2- مفتاح النجا : الورقة 45 باب 3 فصل 14.
3- نُزُل الأبرار : ص 53.
4- أسنی المطالب : ص 50.
5- أنظر : المودّة الخامسة.
6- وأخرج الحافظ ابن عساکر فی ترجمة أمیر المؤمنین علیه السلام : رقم 457 بإسناده عنها - سلام الله علیها - قالت : قال رسول الله صلی الله علیه وسلم لعلیّ : «من کنت ولیَّه فعلیٌّ ولیُّه». وعدّها الذهبی فی کتاب الغدیر : ح 123 ، والشهاب الإیجی فی توضیح الدلائل : ق 197 / ب ، من رواة هذا الحدیث. (الطباطبائی)

الحافظ ابن عقدة فی حدیث الولایة بإسناده عن أبی مریم زرّ بن حُبیش ، نقله عنه وعن أبی موسی ابنُ الأثیر فی أُسد الغابة(1) (1 / 368) ، وابن حجر فی الإصابة (1 / 305) ، والشیخ محمد صدر العالم فی معارج العُلی.(2)

99 - قیس بن سعد بن عُبادة الأنصاریّ ، الخزرجیّ :

أحد شعراء الغدیر فی القرن الأوّل ، کما أنّه أحد الشهود لعلیّ علیه السلام بحدیث الغدیر فی حدیث الرکبان الآتی ، ویأتی احتجاجه علی معاویة بن أبی سفیان بحدیث الغدیر.

100 - أبو محمد کعب بن عجرة الأنصاریّ ، المدنیّ : المتوفّی (51).

رواه عنه ابن عقدة.

«حرف المیم»

101 - أبو سلیمان مالک بن الحویرث اللیثیّ : المتوفّی (74).

أخرج إمام الحنابلة أحمد بن حنبل فی المناقب(3) ، والحافظ ابن عقدة فی حدیث الولایة بإسنادهما عن مالک بن الحسن بن مالک بن الحویرث ، عن أبیه ، عن جدّه :

أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم قال یوم غدیر خُمّ : «من کنت مولاه فعلیٌّ مولاه».

ورواه الحافظ الهیثمی فی مجمع الزوائد (9 / 108) من طریق الطبرانی بإسناده

ص: 140


1- أُسد الغابة : 1 / 441 رقم 1038.
2- وتجد حدیثه فی جمع الجوامع للسیوطی : 1 / 831 ، وفی قطف الأزهار له : ص 278 ، وفی سبل الهدی والرشاد : ج 2 ق 605 ، ونفحات العبیر الساری : ق 76 / ب ، ولقط اللآلئ المتناثرة فی الأحادیث المتواترة : ص 206 ، وفی نظم المتناثر فی الحدیث المتواتر : ص 194. وعدّه سعد الدین الصالحانی فی الفضائل ، والشهاب الإیجی فی توضیح الدلائل : ق 197 / ب ، من الصحابة الرواة لحدیث الغدیر. (الطباطبائی)
3- مناقب علیّ : ص 111 ح 164.

عن مالک ، ثمّ قال : ورجاله وُثِّقوا ، وفیهم خلاف.

وجلال الدین السیوطی فی تاریخ الخلفاء(1) (ص 114) نقلاً عن الطبرانی(2) ، والبَدَخشانی فی مفتاح النجا(3) ، وفی نُزُل الأبرار(4) (ص 20) بطریق الطبرانی ، والشیخ

محمد صدر العالم فی معارج العُلی عن الطبرانی أیضاً ، والوصّابی الشافعی فی الاکتفاء ، نقلاً عن أبی نعیم فی فضائل الصحابة ، وعدّه الخوارزمی فی مقتله(5)ممّن روی حدیث الغدیر.(6)

102 - المقداد بن عمرو الکندی ، الزُّهریّ : المتوفّی (33) ، وهو ابن سبعین عاماً.

أخرج الحدیث عنه ابن عقدة فی حدیث الولایة ، والحافظ الحمّوئی(7) فی فرائده.(8)

ص: 141


1- تاریخ الخلفاء : ص 158.
2- المعجم الکبیر : 19 / 291 ح 646.
3- مفتاح النجا : الورقة 45 باب 3 فصل14.
4- نُزُل الأبرار : ص 53.
5- مقتل الإمام الحسین علیه السلام : 1 / 48.
6- أخرجه ابن عدیّ فی الکامل : برقم 2378 بطریقین ، وابن عساکر فی تاریخه : رقم 582 ، والهیثمی فی مجمع الزوائد : 9 / 106 ، وقال : رواه الطبرانی ورجاله وُثّقوا. وأورده السیوطی فی جمع الجوامع : 1 / 831 ، وفی قطف الأزهار المتناثرة فی الأحادیث المتواترة : ص 277 ح 102 ، وشمس الدین الدمشقی فی سبل الهدی والرشاد : 2ق 605 ، والقرافی فی نفحات العبیر الساری : ق 76 / أ ، وإسحاق بن یوسف الصنعانی فی تفریج الکروب فی حرف المیم (من کنت مولاه). ورواه الزبیدی فی لقط اللآلئ : ص 206 ، والشوکانی فی دَرّ السحابة : ص 210 ، قال : وأخرجه الطبرانی فی الأوسط بإسناد رجاله ثقات عن مالک بن الحویرث. (الطباطبائی)
7- فرائد السمطین : 1 / 315 ح 250 باب 58.
8- عدّه الذهبی فی کتاب الغدیر : ح 121 ، وسعد الدین الصالحانی فی الفضائل ، وشهاب الدین الإیجی فی توضیح الدلائل : ق 197 / ب ، من الصحابة الذین رووا حدیث الغدیر ، وکذا عدَّ منهم ناجیة بن عمرو الآتی. (الطباطبائی)

«حرف النون»

103 - ناجیة بن عمرو الخزاعی :

ممّن شهد لعلیّ علیه السلام بحدیث الغدیر یوم مناشدته بالکوفة.

أخرجه الحافظ ابن عقدة فی حدیث الولایة بطریق عمرو بن عبدالله بن یعلی ابن مرّة عن أبیه عن جدّه ، ورواه ابن الأثیر فی أُسد الغابة(1) (5 / 6) ، نقلاً عن أبی نعیم وأبی موسی ، وابن حجر فی الإصابة (3 / 542) من طریق ابن عقدة ، وعدّه الخطیب الخوارزمی(2) ممّن روی حدیث الغدیر من الصحابة.

104 - أبو برزة نضلة بن عتبة(3) الأسلمی : المتوفّی بخراسان سنة (65).

أخرج الحدیث عنه بطریقه ابن عقدة فی حدیث الولایة.(4)

105 - نعمان بن عجلان الأنصاریّ :

تأتی شهادته لعلیّ علیه السلام بحدیث الغدیر یوم المناشدة بطریق أصبغ بن نباتة ، وعدّه القاضی فی تاریخ آل محمد (ص 67) من رواة حدیث الغدیر.(5)

«حرف الهاء إلی آخر الحروف»

106 - هاشم المِرْقال ابن عتبة بن أبی وقّاص ، الزُّهریّ ، المدنیّ : المقتول بصفّین سنة (37).

ص: 142


1- أُسد الغابة : 5 / 296 رقم 5162.
2- مقتل الإمام الحسین علیه السلام : 1 / 48.
3- فی الإصابة [3 / 556 رقم 8716] : عبید ، وقد یقال : عبدالله. (المؤلف)
4- عدّه الذهبی فی کتاب الغدیر : ح 121 ، وسعد الدین الصالحانی فی الفضائل ، وشهاب الدین الإیجی فی توضیح الدلائل : ق 197 / ب ، ممّن روی حدیث الغدیر من الصحابة. (الطباطبائی)
5- عدّه الذهبی فی کتاب الغدیر : ح 123 ، من البضعة عشر صحابیاً الذین قاموا وشهدوا عند مناشدة أمیر المؤمنین علیه السلام بحدیث الغدیر. (الطباطبائی)

أخرج الحافظ ابن عقدة بإسناده فی حدیث الولایة عن أبی مریم زرّ بن حُبیش شهادته لعلیّ علیه السلام بحدیث الغدیر بالکوفة یوم الرکبان ، ورواه ابن الأثیر فی أُسد الغابة(1) (1 / 368) علی ما وجده من ابن عقدة ، ورواه ابن حجر فی الإصابة (1 / 305) ، وأسقط شطراً من أوّله ، ولم یذکر اسم هاشم بن عتبة المِرقال ، وکم له من نظیر فی تآلیف ابن حجر.(2)

107 - أبو وَسْمة وحشیّ بن حرب الحَبَشیّ ، الحِمْصیّ :

أخرج ابن عقدة الحدیث بلفظه فی حدیث الولایة ، وعدّه الخطیب الخوارزمی فی مقتله من رواة حدیث الغدیر من الصحابة.

108 - وهب بن حمزة(3) :

عدّه الخوارزمی فی الفصل الرابع من مقتله ممّن روی حدیث الغدیر من الصحابة.(4)

109 - أبو جحیفة وهب بن عبدالله السُّوائی - بضمّ المهملة - یقال له وهب الخیر : المتوفّی (74).

أخرج الحدیث بطریقه الحافظ ابن عقدة فی حدیث الولایة.

ص: 143


1- أُسد الغابة : 1 / 441 رقم 1038.
2- وعدّه سعد الدین الصالحانی فی الفضائل ، وشهاب الدین الإیجی فی توضیح الدلائل : ق 197 / ب ، من الصحابة الذین رووا حدیث الغدیر. (الطباطبائی)
3- فی الإصابة 3 / 641 [رقم 9157] بالإسناد عن رکین ، عن وهب بن حمزة ، قال : سافرت مع علیّ فرأیت منه جفاء ، فقلت : لئن رجعتُ لأشکوَنّه ، فرجعت ، فذکرت علیّاً لرسول الله صلی الله علیه وسلم فنلت منه ، فقال : «لا تقولنَّ هذا لعلیّ ؛ فإنّه ولیّکم بعدی». (المؤلف)
4- أخرج حدیثه الحافظ الطبرانی فی المعجم الکبیر : 22 / 135 عن البزّار وأحمد بن زهیر التستری بالإسناد عن وهب. وأخرجه الحافظ ابن عساکر فی تاریخه : رقم 491 من طریق الحافظین أبی عبد الله بن مندة وخیثمة بن سلیمان ، وأورده ابن کثیر فی تاریخه : 7 / 345 ، والهیثمی فی مجمع الزوائد : 9 / 109. (الطباطبائی)

110 - أبو مُرازم - بضمّ المیم - یعلی بن مرّة بن وهب الثقفی :

أخرج الحدیث عنه الحفّاظ : ابن عقدة ، وأبو موسی ، وأبو نعیم ، بطرقهم ، نقله عنهم ابن الأثیر فی أُسد الغابة(1) (2 / 233 و 3 / 93 و 5 / 6) ، وابن حجر فی الإصابة (3 / 542). یأتی لفظه والطریق إلیه فی حدیث المناشدة یوم الرحبة.(2)

هؤلاء مائة وعشرة من أعاظم الصحابة الذین وجدنا روایتهم لحدیث الغدیر ، ولعلّ فیما ذهب علینا أکثر من ذلک بکثیر ، وطبع الحال یستدعی أن تکون رواة الحدیث أضعاف المذکورین ؛ لأنَّ السامعین الوعاة له کانوا مائة ألف أو یزیدون ، وبقضاء الطبیعة أنّهم حدّثوا به عند مرتجعهم إلی أوطانهم ، شأن کلّ مسافر ینبئ عن

الأحداث الغریبة التی شاهدها فی سفره.

نعم ، فعلوا ذلک إلّا شُذّاذاً منهم صدّتهم الضغائن عن نقله ، والمحدِّثون منهم - وهم الأکثرون - فمنهم هؤلاء المذکورون ، ومنهم من طوت حدیثَه أجواز الفَلا(3) بموت السامعین فی البراری والفلوات قبل أن یُنهوه إلی غیرهم ، ومنهم من أرهبته الظروف والأحوال عن الإشادة بذلک الذکر الکریم ، وقد مرّ تلویح إلی ذلک فی روایة زید بن أرقم ، وجملة من الحضور کانوا من أعراب البوادی لم یُتلَقَّ منهم حدیث ، ولا

انتهی إلیهم الإسناد ، ومع ذلک کلّه ففی من ذکرناه غنیً لإثبات التواتر.(4)

فَالْحَمْدُ للهِ أوَّلاً وَآخِراً

ص: 144


1- أُسد الغابة : 2 / 290 رقم 1844 و 3 / 139 رقم 2728 و 5 / 296 رقم 5162.
2- وأخرج حدیثه الذهبی فی کتاب الغدیر : ح 115 ، وابن حجر فی الإصابة : 1 / 567 ، والسیوطی فی قطف الأزهار : ص 278 ، والزبیدی فی لقط اللآلئ المتناثرة : ص 206. وعدّه سعد الدین الصالحانی فی الفضائل ، وشهاب الدین الإیجی فی توضیح الدلائل : ق 197 / ب ، من الصحابة الذین رووا حدیث الغدیر. (الطباطبائی)
3- أَجواز : جمع جوز ؛ أی الوسط. الفلا والفلوات : جمع فلاة ، وهی القَفْر أو الصحراء الواسعة.
4- وهناک بعض آخر من الصحابة عثرت علی روایتهم لحدیث الغدیر ، أوردتها بألفاظها وطرقها ومصادرها فی کتابی : علی ضفاف الغدیر. (الطباطبائی)

رواة حدیث الغدیر من التابعین

«حرف الألف»

1 - أبو راشد الحُبرانی الشامیّ ، اسمه أخضر ، نعمان :

وثّقه العجلی(1) ، وقال : لم یکن بدمشق فی زمانه أفضل منه ، ووثّقه ابن حجر فی التقریب(2) (ص 419) ، مرّ حدیثه (ص 55).

2 - أبو سلمة - اسمه عبدالله ، وقیل : إسماعیل - بن عبدالرحمن بن عوف الزُّهریّ ، المدنیّ :

فی خلاصة الخزرجیّ(3) (ص 380) عن ابن سعد(4) : کان ثقة فقیهاً ، کثیر الحدیث ، وفی التقریب(5) (ص 422) : ثقةٌ مُکثِر ، مات (94).

تنتهی الطرق إلیه إلی جابر الأنصاریّ ، والطریق صحیحٌ ، رجاله ثقاتٌ. راجع (ص 22).

ص: 145


1- تاریخ الثقات : ص 497 رقم 1944.
2- تقریب التهذیب : 2 / 421 رقم 1 حرف الراء.
3- خلاصة الخزرجی : 3 / 221 رقم 240.
4- الطبقات الکبری : 5 / 157.
5- تقریب التهذیب : 2 / 430 رقم 63 حرف السین.

3 - أبو سلیمان المؤذِّن :

فی التقریب(1) : أبو سلمان من کبار التابعین مقبول.

یأتی عنه حدیث المناشدة فی الرحبة بطریقٍ رجاله ثقات.

4 - أبو صالح السمّان ، ذکوان المدنیّ : مولی جویریة الغطفانیّة.

قال الذهبی فی تذکرته(2) (1 / 78) : ذکره أحمد فقال : ثقة ثقة من أجلّ الناس وأوثقهم. تُوفّی سنة (101).

راجع الطرق المذکورة فی (ص 56) ، ویأتی فی آیة التبلیغ عنه نزولها فی علیّ علیه السلام.

5 - أبو عنفوانة المازنیّ : مرّ الطریق إلیه عن جندع (ص 23).

6 - أبو عبدالرحیم الکندیّ : تأتی الطرق إلیه فی حدیث مناشدة الرحبة بلفظ زاذان.

7 - أبو القاسم أصبغ بن نُباتة - بضمّ النون - التمیمیّ ، الکوفیّ :

تابعیٌّ ثقةٌ ، قاله العجلی(3) وابن معین.

تأتی الطرق إلیه فی مناشدة الرحبة ، ومرّت (ص 28).

8 - أبو لیلی الکندی(4) فی التقریب(5) (ص 435) : ثقةٌ من کبار التابعین ، روی

ص: 146


1- تقریب التهذیب : 2 / 430 حرف السین. وکذلک فی تهذیب الکمال : 33 / 367 وتهذیب التهذیب : 12 / 114 وخلاصة الخزرجی : 3 / 221 ، ففیها کلّها : أبو سلمان وهو الصواب ، قیل اسمه همام. وفی الکنی والأسماء للدولابی : 1 / 195 والکاشف للذهبی : 3 / 342 : أبو سلیمان. (الطباطبائی)
2- تذکرة الحفّاظ : 1 / 89 رقم 78.
3- تاریخ الثقات : ص 71 رقم 109.
4- یقال : اسمه سَلَمَة بن معاویة ، وقیل : سعید بن بشر ، وقیل : المعلّی. (المؤلف)
5- تقریب التهذیب : 2 / 467 رقم 7 حرف اللام.

أحمد بن حنبل فی المناقب(1) عن علیّ بن الحسین ، قال : حدّثنا إبراهیم بن إسماعیل ، عن أبیه ، عن سلمة بن کهیل ، عن أبی لیلی الکندی : أنَّه حدّثه ، قال : سمعت زید بن أرقم یقول ، ونحن ننتظر جنازة ، فسأله رجل من القوم ، فقال :

یا أبا عامر أسمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم یوم غدیر خُمّ یقول لعلیّ : «من کنت مولاه فعلیّ مولاه» ؟

قال : نعم. قال أبو لیلی : فقلت لزید : قالها رسول الله صلی الله علیه وسلم ؟ قال : نعم قالها ، أربع مرّات.

9 - إیاس بن نُذَیر - بضم النون وفتح المعجمة - :

ذکره ابن حبّان فی الثقات(2). ستقف علی الرواة عنه فی حدیث احتجاج علیّ علیه السلام یوم الجمل بحدیث الغدیر.

«حرف الجیم والحاء والخاء»

10 - جمیل بن عمارة : مرَّ عن ابن کثیر من طریق ابن جریر الطبری عنه (ص 57).

11 - حارثة بن مضرِّب : یأتی عنه حدیث المناشدة بالرحبة.

12 - حبیب بن أبی ثابت الأسدیّ ، الکوفیّ :

قال الذهبی : إنَّه فقیه الکوفة من ثقات التابعین.

تُوفّی (117 ، 119) وترجمه فی تذکرته(3) (1 / 103) ، وحکی ابن حجر توثیقه

ص: 147


1- مناقب علیّ : ص 117 ح 170.
2- الثقات : 6 / 65.
3- تذکرة الحفّاظ : 1 / 116 رقم 100.

عن غیر واحد فی تهذیب التهذیب(1) (1 / 178).

مرّت الطرق إلیه (ص 30 ، 31 ، 32 ، 35 ، 48).

13 - الحرث بن مالک : مرّ الطریق إلیه (ص 40).

14 - الحسن بن مالک بن الحویرث : مرّت الطرق إلیه (ص 59).

15 - حکم بن عُتَیبة الکوفیّ ، الکِنْدیّ : ثقة ثَبْت فقیه ، صاحب سنّة وأتباع.

ترجمه الذهبی فی تذکرته(2) (1 / 104). توفّی (114 ، 115).

مرّ الطریق إلیه (ص 20 ، 39) ، وتأتی إلیه طرق کثیرة.

16 - حمید بن عمارة الخزرجیّ ، الأنصاریّ : مرّ حدیثه (ص 56).

17 - حمید الطویل ، أبو عبیدة بن أبی حمید البصریّ : المتوفّی (143).

قال الذهبی فی تذکرته(3) (1 / 136) : حمید الحافظ المحدّث الثقة أحد مشیخة الأثر. یأتی حدیثه فی حدیث التهنئة.

18 - خیثمة بن عبدالرحمن الجُعفیّ ، الکوفیّ : حکی ابن حجر فی التهذیب(4) (3 / 179) - عن ابن معین(5) والنسائی والعجلی(6) - ثقته.

مات بعد سنة (80) ، وأرّخه ابن قانع بالثمانین. مرّ الإسناد إلیه (ص 39).

ص: 148


1- تهذیب التهذیب : 2 / 156.
2- تذکرة الحفّاظ : 1 / 117 رقم 102.
3- المصدر السابق : 1 / 152 رقم 146.
4- تهذیب التهذیب : 3 / 154.
5- التاریخ : 4 / 46 رقم 3067.
6- تاریخ الثقات : ص 145 رقم 391.

«حرف الراء وأُختها المعجمة»

19 - ربیعة الجُرَشیّ(1) - بضمّ الجیم وفتح المهملة - : المقتول سنة (60 ، 61 ، 74).

مختلفٌ فی صحبته. فی التقریب(2) (ص 123) : کان فقیهاً ، وثّقه الدارقطنی وغیره. مرّ الطریق إلیه (ص 39).

20 - أبو المثنّی ریاح بن الحارث النخَعیّ ، الکوفیّ :

وثّقه(3) ابن حجر فی التقریب وعدّه من کبار التابعین ، وحکی ثقته عن العجلی وابن حبّان فی التهذیب (3 / 299).

تأتی الطرق إلیه فی حدیث الرکبان.

21 - أبو عمر زاذان بن عمر الکندیّ البزّار - أو البزّاز - الکوفیّ :

فی میزان الاعتدال : من کبار التابعین ، وحکی ابن حجر ثقته عن غیر واحد فی التهذیب(4) (3 / 303). تُوفِّی (82). راجع حدیث المناشدة.

22 - أبو مریم زِرّ - بکسر المُعجمة وشَدّة المهملة - ابن حُبیش - مصغَّراً - الأسدیّ ، من کبار التابعین : تُوفِّی (81 ، 82 ، 83).

قال الذهبی فی تذکرته(5) (1 / 40) : إنَّه الإمام القدوة ، وفی التقریب(6) : ثقة جلیل مخضرم.

ص: 149


1- فی الخلاصة للخزرجی [1 / 322 رقم 2048] : - الجرسی - بالسین المهملة. (المؤلف)
2- تقریب التهذیب : 1 / 247 رقم 64 حرف الراء.
3- تقریب السابق : 1 / 254 رقم 124 حرف الراء ، تاریخ الثقات : ص 162 رقم 449 ، الثقات : 4 / 238 ، تهذیب التهذیب : 3 / 258.
4- تهذیب التهذیب : 3 / 261.
5- تذکرة الحفّاظ : 1 / 57 رقم 40.
6- تقریب التهذیب : 1 / 259 رقم 33 حرف الزای.

وثّقه غیر واحد ، کما فی التهذیب(1) (3 / 322) ، وعقد له أبو نعیم فی الحلیة (4 / 181 - 191) ترجمة ضافیة.

تأتی الطرق إلیه فی حدیثی المناشدة فی الرحبة والرکبان.

23 - زیاد بن أبی زیاد :

وثّقه الحافظ الهیثمی فی مجمعه(2) ، وابن حجر فی التقریب(3). تأتی الطرق إلیه فی حدیث مناشدة الرحبة.

24 - زید بن یُثَیْع - بالمثنّاة والمثلثة بعدها ، مُصغَّراً - الهَمْدانی ، الکوفی :

فی التقریب(4) (ص 136) : ثقة مخضرم من کبار التابعین.

تأتی طرق کثیرة إلیه فی مناشدة الرحبة.

«حرف السین وأُختها المعجمة»

25 - سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطّاب القرشیّ ، العدَویّ ، المدنیّ :

ترجمه الذهبی فی تذکرته(5) (1 / 77) ، وقال : إنَّه الفقیه الحجّة أحد من جمع بین العلم والعمل والزهد والشرف.

وفی التقریب(6) : أحد الفقهاء السبعة ، کان ثَبْتاً عابداً یُشَبَّهُ بأبیه فی الهدْی والسمت ، من کبار الثالثة ، مات فی آخر سنة (106) علی الصحیح.

ص: 150


1- تهذیب التهذیب : 3 / 277.
2- مجمع الزوائد : 9 / 106.
3- تقریب التهذیب : 1 / 267 رقم 108 حرف الزای.
4- المصدر السابق : 1 / 277 رقم 212 حرف الزای.
5- تذکرة الحفّاظ : 1 / 88 رقم 77.
6- تقریب التهذیب : 1 / 280 رقم 11 حرف السین.

یأتی الطریق إلیه فی حدیث الرکبان ، ومرّ فی (ص 57).

وأخرج البخاری فی تاریخه (ج 1 قسم 1 / 375) من طریق عبید ، عن یونس ابن بکیر ، عن إسماعیل بن نشیط العامری ، عن جمیل بن عامر : أنَّ سالماً حدّثه : سَمِع

منْ سَمِع النبیّ صلی الله علیه وسلم یقول یومَ غدیرِ خمّ : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه».

26 - سعید بن جُبیر الأسدیّ ، الکوفیّ :

ترجمه الذهبی فی تذکرته(1) (1 / 65) ، وبالغ فی الثناء علیه ، وفی خلاصة الخزرجی(2) (ص 116) عن اللالکائی : ثقة إمام حجّة ، وعن ابن مهران : مات سعید وما علی ظهر الأرض أحد إلّا وهو محتاج إلی علمه ، وفی التقریب(3) (ص 133) : ثقة ثبت فقیه من الثالثة ، قُتل بین یدی الحجّاج سنة (95) ، ولم یکمل الخمسین ، وفی تهذیب التهذیب(4) (4 / 13) عن الطبری : أنَّه ثقة حجّة علی المسلمین.

مرّ الطریق إلیه (ص 20 ، 52).

27 - سعید بن أبی حدّان ویقال : ذی حُدّان - بضمّ المهملة وتشدید الدال - الکوفیّ :

فی تهذیب التهذیب(5) : ذکره ابن حبّان فی الثقات(6).

یأتی حدیثه فی مناشدة الرحبة.

28 - سعید بن المُسَیّب القرشیّ ، المخزومیّ ، صهر أبی هریرة : توفِّی (94).

قال الذهبی فی تذکرة الحفّاظ (1 / 47) : قال أحمد بن حنبل وغیره : مرسلات

ص: 151


1- تذکرة الحفّاظ : 1 / 76 رقم 73.
2- خلاصة الخزرجی : 1 / 374 رقم 2425.
3- تقریب التهذیب : 1 / 292 رقم 133 حرف السین.
4- تهذیب التهذیب : 4 / 11.
5- المصدر السابق : 4 / 23.
6- الثقات : 4 / 282.

سعید صحاح ، وقال ابن المدینی : لا أعلم فی التابعین أوسع علماً منه ، هو عندی أجلّ التابعین. وعدّه أبو نعیم من الأولیاء ، وترجمه فی الحلیة (2 / 161).

یأتی بطریق جمع من الحفّاظ عنه حدیث التهنئة ، ومرّ عنه غیره (ص 39 ، 40).

29 - سعید بن وهب الهَمْدانیّ ، الکوفیّ :

فی خلاصة تهذیب الکمال(1) (ص 122) : وثقه ابن معین. مات سنة ستّ وسبعین.

روی بطریقه جمعٌ کثیر من أئمّة الحدیثِ حدیثَ مناشدة الرحبة ، کما یأتی.

30 - أبو یحیی سلمة بن کهیل الحضرمیّ ، الکوفیّ : المتوفّی (121).

وثّقه أحمد(2) والعجلی(3) ، کما فی. خلاصة التهذیب(4) (ص 136) ، والتقریب(5) (ص 154).

مرّت الطرق إلیه (ص 24 ، 26 ، 31 ، 35 ، 48).

31 - أبو صادق سُلَیم بن قیس الهلالی : المتوفّی (90).

وهو ممّن یُحتجّ به وبکتابه عند الفریقین کما یأتی.

روی حدیث الغدیر فی غیر موضع واحد من کتابه الموجود عندنا.(6)

32 - أبو محمد سلیمان بن مهران الأعمش : وثقه الذهبی وغیره ، وکان یُسمّی

ص: 152


1- خلاصة الخزرجی : 1 / 392 رقم 2554.
2- العلل ومعرفة الرجال : 1 / 181 رقم 142 و 2 / 67 رقم 1571.
3- تاریخ الثقات : ص 197 رقم 591.
4- خلاصة الخزرجی : 1 / 405 رقم 2645.
5- تقریب التهذیب : 1 / 318 رقم 381 حرف السین.
6- وطبع غیر مرّة فی کلّ من إیران والعراق ولبنان محقَّقاً ودون تحقیق. (الطباطبائی)

المصحف من صدقه ، ترجمه الذهبی فی تذکرته(1) (1 / 138). توفِّی (147 ، 148) ، ومولده (61).

مرّت الطرق إلیه (ص 30 ، 34 ، 48) ، وتأتی فی حدیث المناشدة ، وفی آیة البلاغ.

33 - سهم بن الحُصَین الأسدیّ : مرّ عنه (ص 42).

34 - شهر بن حوشب : تأتی ترجمته والطرق إلیه فی آیة إکمال الدین وحدیث التهنئة وحدیث صوم [یوم] الغدیر.

«حرف الضاد المُعجمة»

35 - الضحّاک بن مزاحم الهلالیّ ، أبو القاسم : المتوفّی (105).

وثّقه أحمد(2) وابن معین وأبو زرعة.

مرّ عنه عن ابن عبّاس (ص 51) ، وروی الحافظ الحمّوئی فی فرائد السمطین(3) فی الباب العاشر ، نقلاً عن أبی القاسم سلیمان بن أحمد الطبرانی(4) ، عن الحسین النیری ، عن یوسف بن محمد بن سابق ، عن أبی مالک الحسن ، عن جوهر ، عن الضحّاک ، عن عبدالله بن عبّاس قال :

قال رسول الله صلی الله علیه وسلم یوم غدیر خمّ : «أللّهمّ أعنه ، وأَعِن به ، وارحمه ، وارحم به ، وانصره ، وانصر به ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

ورُوی هذا اللفظ بإسناد آخر عن عمرو ذی مرّ ، عن أمیر المؤمنین علیه السلام.

ص: 153


1- تذکرة الحفّاظ : 1 / 154 رقم 149.
2- العلل ومعرفة الرجال : 2 / 309 رقم 2375.
3- فرائد السمطین : 1 / 67 ح 33.
4- المعجم الکبیر : 12 / 95 ح 12653. وفیه : حدّثنا الحسین بن إسحاق التستری ، حدّثنا یوسف بن محمد بن سابق ، حدّثنا أبو مالک الجنبی ، عن جویبر ، عن الضحّاک ، عن ابن عبّاس ....

«حرف الطاء المهملة»

36 - طاووس بن کَیسان الیمانیّ ، الجَنَدیّ - بفتح الجیم والموحّدة - : المتوفّی (106).

عدّه أبو نعیم من الأولیاء ، وترجمه فی حلیته (4 / 3 - 23) وقال فی (ص 23) :

حدّثنا أحمد بن جعفر بن سلم ، حدّثنا العبّاس بن علیّ النسائی ، حدّثنا محمد ابن علیّ بن خلف ، حدّثنا حسین الأشقر ، حدّثنا ابن عیینة(1) ، عن عمرو بن دینار ، عن طاووس ، عن بریدة ، عن النبیّ صلی الله علیه وسلم قال : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه».

37 - طلحة بن مصرِّف الأیامیّ - الیامی - الکوفیّ :

قال ابن حجر(2) : ثقة قارئ فاضل. تُوفّی (112) أو بعدها.

تأتی الطرق إلیه فی حدیث مناشدة الرحبة.

«حرف العین المهملة»

38 - عامر بن سعد بن أبی وقّاص المدنیّ :

فی التقریب(3) (ص 185) : ثقة من الثالثة ، مات (104). راجع (ص 38).

39 - عائشة بنت سعد : تُوفِّیت (117).

وثّقها ابن حجر فی تقریبه(4) (ص 473). مرّ حدیثها (ص 38 ، 40 ، 41).

ص: 154


1- یظهر من هذا السند أنَّ ابن عیینة کابن البیّع ، أخذ الحدیث من مشایخه ولم یبلغ العشرة من عمره ؛ إذ ابن عیینة ولد سنة سبع بعد المائة وتُوفّی عمرو بن دینار سنة 115 ، 116. (المؤلف)
2- تقریب التهذیب : 1 / 379 رقم 41 حرف الطاء.
3- المصدر السابق : 1 / 387 رقم 42 حرف العین.
4- المصدر السابق : 2 / 606 رقم 3 حرف العین ، باب النساء.

40 - عبدالحمید بن المنذر بن الجارود العبدیّ :

وثّقه النسائی وابن حجر فی التقریب(1) (ص 224).

یأتی عنه ، عن أبی الطفیل حدیث مناشدة الرحبة ، بطریقٍ رجالُهُ کلُّهم ثقات.

41 - أبو عمارة عبد خیر بن یزید الهَمْدانیّ ، الکوفیّ ، المخضرم :

وثّقه ابن معین والعجلی(2) ، کما فی الخلاصة(3) (ص 269) ، ووثّقه ابن حجر فی تقریبه(4) (ص 225) ، وعدّه من کبار التابعین.

یأتی الطریق إلیه فی حدیث المناشدة بالرحبة بلفظ سعید.

42 - عبدالرحمن بن أبی لیلی : المتوفّی (82 ، 83 ، 86).

فی المیزان(5) (2 / 115) : من أئمّة التابعین وثقاتهم ، وأثنی علیه فی التذکرة(6) بالفقه ، ووثّقه فی التقریب(7).

یأتی حدیث مناشدة الرحبة عنه بطرق کثیرة ، ومرّ الحدیث عنه (ص 15 ، 39).

43 - عبدالرحمن بن سابط ، ویقال : ابن عبدالله بن سابط الجُمَحی ، المکّی :

وثّقه ابن حجر فی التقریب(8) ، وعدّه من الطبقة الوسطی من التابعین. تُوفِّی (118). مرّت الطرق إلیه (ص 38 ، 39 ، 41).

ص: 155


1- تقریب التهذیب : 1 / 469 رقم 832 حرف العین.
2- تاریخ الثقات : ص 286 رقم 924.
3- خلاصة الخزرجی : 2 / 324 رقم 5627.
4- تقریب التهذیب : 1 / 470 رقم 841 حرف العین.
5- میزان الاعتدال : 2 / 584 رقم 4948.
6- تذکرة الحفّاظ : 1 / 58 رقم 42.
7- تقریب التهذیب : 1 / 496 رقم 1094 حرف العین.
8- المصدر السابق : 1 / 480 رقم 943 حرف العین.

44 - عبدالله بن أسعد بن زرارة : راجع (ص 17).

45 - أبو مریم عبدالله بن زیاد الأسدیّ ، الکوفیّ :

وثّقه ابن حبّان(1) ، کما فی خلاصة الخزرجی(2) (ص 168) ، ووثّقه ابن حجر فی التقریب(3) (ص 130). راجع (ص 54).

46 - عبدالله بن شریک العامریّ ، الکوفیّ :

فی التقریب(4) (ص 202) : صدوقٌ یتشیّع ، أفرط الجوزجانی فکذّبه.

وثّقه أحمد(5) وابن معین وغیرهما ، کما فی میزان الذهبی(6) (2 / 46).

مرّ الطریق إلیه (ص 40).

47 - أبو محمد عبدالله بن محمد بن عقیل الهاشمیّ ، المدنیّ : المتوفّی بعد الأربعین والمائة.

فی خلاصة الخزرجی(7) والتقریب(8) عن الترمذی(9) : أنَّه صدوق ، وکان أحمد وإسحاق والحمیدی یحتجّون بحدیثه. راجع طریق جابر (ص 22).

وفی البدایة والنهایة(10) (5 / 213) عن ابن جریر الطبری ، قال : قال المطّلب

ص: 156


1- الثقات : 5 / 58.
2- خلاصة الخزرجی : 2 / 57 رقم 3504.
3- تقریب التهذیب : 1 / 416 رقم 312 حرف العین.
4- المصدر السابق : 1 / 422 رقم 376 حرف العین.
5- العلل ومعرفة الرجال : 2 / 485 رقم 3193.
6- میزان الاعتدال : 2 / 439 رقم 4379.
7- خلاصة الخزرجی : 2 / 96 رقم 3791.
8- تقریب التهذیب : 1 / 447 رقم 607 حرف العین.
9- سنن الترمذی : 1 / 9 ح 3.
10- البدایة والنهایة : 5 / 232 حوادث سنة 10 ه-.

ابن زیاد عن عبدالله بن محمد بن عقیل ، سمع جابر بن عبدالله یقول : کُنّا بالجُحْفة بغدیر خمّ ، فخرج علینا رسول الله صلی الله علیه وسلم من خِباء أو فسطاط ، فأخذ بید علیّ ، فقال : «من کنت مولاه فعلیّ مولاه».

قال شیخنا الذهبی : هذا حدیث حسن ، وقد رواه ابن لهیعة ... إلی آخر ما مرّ فی (ص 22) ، ویأتی فی مناشدة رجلٍ عراقیٍّ جابرَ الأنصاری.

48 - عبدالله بن یعلی بن مرّة : تأتی الطرق إلیه فی حدیث المناشدة ، ومرّ بعضها فی (ص 47).

49 - عَدیّ بن ثابت الأنصاریّ ، الکوفیّ ، الخَطَمیّ : المتوفّی (116).

قال الذهبی فی میزانه(1) (2 / 193) : عالم الشیعة وصادقهم وقاصّهم وإمام مسجدهم ، ولو کانت الشیعة مثله لقلّ شرّهم ! وثّقه أحمد(2) والعجلی(3) والنسائی.

مرّت الطرق إلیه (ص 18 ، 19) ، وتأتی فی حدیث التهنئة.

50 - أبو الحسن عطیّة بن سعد بن جُنادة - بضم الجیم - العَوْفیّ ، الکوفیّ ، التابعی المشهور : المتوفّی (111).

وثّقه سبط ابن الجوزی فی تذکرته(4) (ص 25) ، والحافظ الهیثمی فی مجمعه (9 / 109) نقلاً عن ابن معین(5).

وفی مرآة الجنان للیافعی (1 / 242) : ضربه الحجّاج أربع مائة سوط علی أن یشتم علیاً رضی الله عنه فلم یشتم.

ص: 157


1- میزان الاعتدال : 3 / 61 رقم 5591.
2- العلل ومعرفة الرجال : 2 / 491 رقم 3233.
3- تاریخ الثقات : ص 330 رقم 1115.
4- تذکرة الخواص : ص 42.
5- التاریخ : 3 / 500 رقم 2446.

مرّت الطرق إلیه (ص 29 ، 35 ، 36 ، 44) وتأتی فی آیة التبلیغ.

51 - علیّ بن زید بن جدعان البصریّ : المتوفّی (129 ، 131).

وثّقه ابن أبی شیبة ، وعن الترمذی : أنَّه صدوقٌ ، وأثنی علیه الذهبی فی تذکرته(1) بالإمامة.

راجع مامرّ عنه (ص 18 ، 19 ، 20) وتأتی طرق کثیرة إلیه فی حدیث التهنئة.

وأخرج الخطیب فی تاریخه (7 / 377) قال :

أخبرنا محمد بن عبدالرحمن المعدّل - بأصبهان - : حدّثنا محمد بن عمر التمیمی الحافظ ، حدّثنا الحسن بن علیّ بن سهل العاقولی ، حدّثنا حمدان بن المختار ، حدّثنا

حفص بن عبدالله بن عمر ، عن سفیان الثوری ، عن علیّ بن زید ، عن أنس قال :

سمعت النبیّ صلی الله علیه وسلم یقول : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

52 - أبو هارون عُمارة بن جُوَین العبدیّ : المتوفّی (134).

سبقت الطرق إلیه (ص 19 ، 43) ، ویأتی بعضها فی آیة إکمال الدین وحدیث التهنئة.

53 - عمر بن عبدالعزیز الخلیفة الأُمویّ : المتوفّی (101).

یأتی احتجاجه به.

54 - عمر بن عبدالغفّار :

یأتی عنه حدیث مناشدة شابٍّ أبا هریرة.

55 - عمر بن علیّ أمیر المؤمنین : فی التقریب(2) (ص 281) : ثقة من الثالثة.

ص: 158


1- تذکرة الحفّاظ : 1 / 140 رقم 133.
2- تقریب التهذیب : 2 / 61 رقم 490 حرف العین.

مات فی زمن الولید ، وقیل قبل ذلک. راجع (ص 55).

56 - عمرو بن جعدة بن هبیرة : مرّ حدیثه (ص 17).

57 - عمرو بن مرّة أبو عبدالله الکوفیّ ، الهَمْدانیّ : المتوفّی (116) ، یقال علیه : ذو مرّة(1).

فی تهذیب التهذیب(2) (ج 8) : تابعیّ ثقة عن العجلی(3) ، وترجمه الذهبی فی تذکرته(4) (1 / 108) ، وأثنی علیه بالثقة والثبت والإمامة.

مرّ حدیثه (ص 55) ، وإلیه طرق کثیرة تأتی فی حدیث المناشدة بالرحبة ، غیر واحد منها صحیح ، رجاله ثقات.

58 - أبو إسحاق عمرو بن عبدالله السبیعیّ ، الهَمْدانیّ :

قال الذهبی فی میزانه(5) : من أئمّة التابعین بالکوفة وأثباتهم ، وترجمه فی تذکرته(6) بالثناء علیه (1 / 101) ، وفی التقریب(7) : مُکثر ثقة عابد. تُوفِّی (127) ، وقیل أکثر.

مرّ حدیثه (ص 32 ، 35) ، وتأتی إلیه طرق کثیرة فی المناشدة وحدیث التهنئة.

59 - أبو عبدالله عمرو بن میمون(8) الأودی : ذکره الذهبی فی التذکرة(9) (1 / 56)

ص: 159


1- قد وقع اشتباه فی معاجم کثیرة بینه وبین عمرو بن مرّة الصحابی المذکور (ص 58). (المؤلف)
2- تهذیب التهذیب : 8 / 89.
3- تاریخ الثقات : ص 372 رقم 1295.
4- تذکرة الحفّاظ : 1 / 121 رقم 105.
5- میزان الاعتدال : 3 / 270 رقم 6393.
6- تذکرة الحفّاظ : 1 / 114 رقم 99.
7- تقریب التهذیب : 2 / 73 رقم 623 حرف العین.
8- فی الخصائص للنسائی : عمرو بن میمونة ، وفی المناقب للخوارزمی [ص 125] : عمر بن میمون ، والصحیح ما ذکر. (المؤلف)
9- تذکرة الحفّاظ : 1 / 65 رقم 55.

بالإمامة والثقة ، وفی التقریب(1) (ص 288) : ثقة ، عابد ، نزل الکوفة ، مات (74) وقیل بعدها.

مرّت الطرق إلیه (ص 50 ، 51) ، ویأتی احتجاجه بحدیث الغدیر.

60 - عُمیرة(2) بن سعد الهَمْدانیّ ، الکوفیّ :

وثّقه ابن حبّان(3) ، وفی التقریب(4) (ص 291) : مقبول.

تأتی طرق الحفّاظ إلیه ، وهی کثیرة فی المناشدة بالرحبة ، ومرّ بعضها (ص 18 ، 44).

61 - عُمیرة بنت سعد بن مالک المدنیّة : أُخت سهل ، أُمّ رفاعة بن مبشِّر :

یأتی الطریق إلیها فی حدیث مناشدة أمیر المؤمنین فی الرحبة ، ولنا فی هذا السند نظر یأتی فی محلّه.

62 - عیسی بن طلحة بن عبیدالله التَّیْمیّ ، أبو محمد المدنی : أحد العلماء.

وثّقه ابن معین. مات فی خلافة عمر بن عبدالعزیز ، کذا ترجمه الخزرجی فی خلاصته(5) (ص 257). مرَّ الطریق إلیه (ص 46).

«حرف الفاء والقاف»

63 - أبو بکر فِطر بن خلیفة المخزومیّ ، مولاهم الحنّاط :

ص: 160


1- تقریب التهذیب : 2 / 80 رقم 690 حرف العین.
2- فی الخصائص للنسائی : عمرو ، وفی مجمع الهیثمی [9 / 108] وغیره : عمیر ، وقال الذهبی [فی میزان الاعتدال : 3 / 298 رقم 6496] : الصحیح عُمَیرة. (المؤلف)
3- الثقات : 5 / 279.
4- تقریب التهذیب : 2 / 87 رقم 772 حرف العین.
5- خلاصة الخزرجی : 2 / 317 رقم 5572.

ثقةٌ صدوقٌ ، وثّقه(1) أحمد ، وابن معین ، والعجلی ، وابن سعد. توفّی (150 ، 153) ، أو أکثر ، کما فی تهذیب التهذیب(2).

یأتی عنه حدیث المناشدة فی الرحبة بطرقٍ کثیرةٍ صحیحةٍ ، رجالها ثقات ، ومرّ الطریق إلیه (ص 48 ، 54).

64 - قبیصة بن ذؤیب : ترجمه الذهبی فی تذکرته(3) (1 / 52) وأثنی علیه ، ووثّقه ابن حبّان(4) ، کما فی الخلاصة(5) (ص 268). مات (86).

مرّ الطریق إلیه (ص 22).

65 - أبو مریم قیس الثقفی ، المدائنی : وثّقه النسائی ، کما فی خلاصة الخزرجی(6) (ص 395).

مرّ الطریق إلیه (ص 54) ، ورجاله ثقات.

«حرف المیم إلی آخر الحروف»

66 - محمد بن عمر بن علیّ أمیر المؤمنین : تُوفّی فی خلافة عمر بن عبدالعزیز ، ویقال : سنة (100).

وثّقه ابن حبّان(7) ، وقال ابن حجر(8) : صدوقٌ من السادسة ، مات

ص: 161


1- العلل ومعرفة الرجال : 1 / 443 رقم 993 ، التاریخ : 3 / 267 رقم 1254 ، تاریخ الثقات : ص 385 رقم 1360 ، الطبقات الکبری : 6 / 364.
2- تهذیب التهذیب : 8 / 270.
3- تذکرة الحفّاظ : 1 / 60 رقم 47.
4- الثقات : 5 / 317.
5- خلاصة الخزرجی : 2 / 349 رقم 5827.
6- المصدر السابق : 3 / 244 رقم 461.
7- الثقات : 5 / 353.
8- تقریب التهذیب : 2 / 194 رقم 562 حرف المیم.

بعد الثلاثین(1).

راجع الطرق إلیه (ص 55).

67 - أبو الضحی مسلم بن صُبَیح - بالتصغیر - الهَمْدانیّ ، الکُوفیّ ، العطّار :

وثّقه ابن معین وأبو زرعة ، کما فی خلاصة التهذیب(2) (ص 321) ، والتقریب(3) (ص 422).

مرّ الطریق إلیه (ص 35).

68 - مسلم المُلائی - بضمّ المیم - : مرّت الطرق إلیه (ص 24 ، 39).

69 - أبو زُرارة مصعب بن سعد بن أبی وقّاص الزُّهریّ ، المدنیّ : فی التقریب(4) (ص 334) : ثقةٌ. تُوفِّی سنة (103). راجع (ص 40).

70 - مطَّلب بن عبدالله القرشی ، المخزومیّ ، المدنیّ : وثّقه أبوزرعة والدارقطنی.

مرّ حدیثه (ص 49).

71 - مطر الورّاق : تأتی ترجمته وحدیثه فی صوم الغدیر وآیة إکمال الدین وحدیث التهنئة.

72 - معروف بن خربُوذ - بضم الموحّدة آخره ذال معجمة(5) - :

وثّقه ابن حبّان(6) راجع (ص 26) ویأتی - أیضاً - فیما بعد إن شاء الله تعالی.

ص: 162


1- فی طبقات ابن سعد : القسم المتمّم / 249 رقم 136 : وقد أدرک أوّل خلافة أبی العبّاس ... ، وکانت خلافته بین سنتی 132 - 136 ه-.
2- خلاصة الخزرجی : 3 / 25 رقم 6972.
3- تقریب التهذیب : 2 / 245 رقم 1087 حرف المیم.
4- المصدر السابق : 2 / 251 رقم 1152 حرف المیم.
5- ضبط الخزرجی فی الخلاصة [3 / 44 رقم 7107] بفتح المعجمة والمهملة المشدّدة والدال المهملة. (المؤلف)
6- الثقات : 5 / 439.

73 - منصور بن المعتمر : یأتی حدیثه وترجمته فی آیة (سَأَلَ سائِلٌ).

74 - مهاجر بن مسمار الزُّهْریّ ، المدنیّ : وثّقه ابن حبّان(1).

مرت الطرق إلیه (ص 38 و 41).

75 - موسی بن أکتل بن عمیر النمیریّ : سلف الطریق إلیه (ص 46).

76 - أبو عبدالله میمون البصریّ : مولی عبدالرحمن بن سَمرة.

وثّقه ابن حبّان(2) کما فی مجمع الزوائد (9 / 111) ، وقال ابن حجر فی القول المسدّد(3) (ص 17) : میمون وثّقه غیر واحد وتکلّم بعضهم فی حفظه ، وقد صحّح له الترمذی حدیثاً.

طرق الحفّاظ إلیه کثیرةٌ مرّت (ص 30 ، 31 ، 32 ، 35) ، وصحّحه ابن کثیر(4).

77 - نذیر الضبّی ، الکوفیّ : من کبار التابعین.

یأتی عنه حدیث مناشدة أمیر المؤمنین علیه السلام یوم الجمل.

78 - هانی بن هانی الهَمْدانیّ ، الکوفیّ : نفی البأس عنه النسائی ، کما فی تهذیب التهذیب(5).

یأتی حدیثه فی مناشدة الرحبة.

79 - أبو بلَج یحیی بن سلیم الفزاریّ ، الواسطیّ :

وثّقه ابن معین والنسائی والدارقطنی ، کما فی خلاصة الخزرجی(6) (ص 383) ،

ص: 163


1- الثقات : 7 / 486.
2- المصدر السابق : 5 / 418.
3- القول المسدّد : ص 21.
4- البدایة والنهایة : 5 / 231 حوادث سنة 10 ه.
5- تهذیب التهذیب : 11 / 22.
6- خلاصة الخزرجی : 3 / 207 رقم 93.

ووثّقه الحافظ الهیثمی فی مجمع الزوائد (9 / 109).

مرّت الطرق إلیه (ص 50 ، 51) ، والحدیث بطریقه عن ابن عبّاس صحیح ، رجاله کلّهم ثقات.

80 - یحیی بن جُعدة بن هُبَیرة المخزومیّ : فی التقریب(1) (ص 389) : ثقةٌ من الثالثة. راجع (ص 32 ، 35).

81 - یزید بن أبی زیاد الکوفیّ : أحد أئمّة الکوفة. توفّی (136) ، وله تسعون عاماً أو دونها بقلیل.

یأتی حدیثه فی مناشدة الرحبة.

82 - یزید بن حیّان التیمیّ ، الکوفیّ : وثّقه العاصمی فی زین الفتی ، والنسائی کما فی خلاصة الخزرجی(2) (ص 370) ، ووثّقه ابن حجر فی تقریبه(3) ، وعدّه من الطبقة الوسطی من التابعین.

مرّت الطرق إلیه (ص 31 ، 35) ، وأخرج الحافظ العاصمی فی زین الفتی بإسناده عن إسحاق بن إبراهیم المروزی الثقة ، عن جریر بن عبدالحمید الضبّی الثقة ،

عن أبی حیّان یحیی بن سعید التیمی الثقة ، عن یزید بن حیّان الکوفی الثقة بالحرم(4) :

قام رسول الله بغدیر خُمّ فوعظ ، وذکّر ، ثمّ قال : «أمّا بعد : أیّها الناس فإنَّما أنا بشرٌ مثلکم ، یوشک أن یأتینی رسول ربّی ، فأُجیب ...» الحدیث.

ص: 164


1- تقریب التهذیب : 2 / 344 رقم 32 حرف الیاء.
2- خلاصة الخزرجی : 3 / 168 رقم 8115.
3- تقریب التهذیب : 2 / 363 رقم 242 حرف الیاء.
4- کذا فی النسخة ، وقد سقط عنها اسم الراوی عن النبیّ صلی الله علیه وآله وهو زید بن أرقم ، فاللفظ لفظه ، والطریق إلیه طریق (مسلم) فیما ذکره من حدیث الغدیر فی صحیحه [5 / 25 ح 36 کتاب فضائل الصحابة] عن زید. (المؤلف)

83 - أبو داود یزید بن عبدالرحمن بن الأسود الأَوْدیّ ، الکوفیّ :

وثّقه ابن حبّان(1) ، کما فی خلاصة الخزرجی(2) (ص 372).

مرّت الطرق إلیه (ص 15) ، وتأتی فی حدیث مناشدة شابٍّ أبا هریرة.

84 - أبو نجیح یسار الثقفیّ : المتوفّی (109).

وثّقه ابن معین ، کما فی خلاصة الخزرجی(3) (ص 384). مرّت الطرق إلیه (ص 39).

آخِرُ دَعْوانا أَنِ ٱلْحَمدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمین

ص: 165


1- الثقات : 5 / 542.
2- خلاصة الخزرجی : 3 / 173 رقم 8155.
3- المصدر السابق : 3 / 180 رقم 8217.

ص: 166

طبقات الرواة من العلماء

علی ترتیب الوفیات

لیست الصحابة والتابعون بالعنایة بحدیث الغدیر بِدْعاً من علماء القرون المتتابعة بعد قرنهم ، فإنّ الباحث یجد فی کلّ قرن زُرافات من الحفّاظ الأثبات ، یروون هذه الأثارة من عِلم الدین ، متلقّین عن سلفهم ، ویُلقُونها إلی الخلَف ، شأن ما یتحقّق عندهم ، ویخضعون لصحّته من الأحادیث ، فإلیک یسیراً من أسمائهم فی کلّ قرن شاهداً علی الدعوی ، ونُحیل الحیطة بجمیعها إلی طول باع القارئ الکریم ، والوقوف علی الأسانید ومعرفة المشیخة.

«القرن الثانی»

1 - أبو محمد عمرو بن دینار الجُمَحی ، المکّی : المتوفّی (115 ، 116).

قال مِسعر : کان ثقةً ثقةً ثقةً کما فی خلاصة الخزرجی(1) (ص 244).

راجع طاووس التابعی (ص 66).

2 - أبو بکر محمد بن مسلم بن عبیدالله القرشیّ ، الزُّهریّ : المتوفّی (124).

أحد الأئمّة الأعلام ، عالم الحجاز والشام ، ترجمه کثیر من أرباب المعاجم بالثناء علیه. وقال الذهبی فی تذکرته(2) (1 / 96) : مناقب الزهری وأخباره تحتمل أربعین

ص: 167


1- خلاصة الخزرجی : 2 / 284 رقم 5288.
2- تذکرة الحفّاظ : 1 / 113 رقم 97.

ورقة. مرّ الحدیث عنه (ص 23 ، 32).

3 - عبدالرحمن بن القاسم بن محمد بن أبی بکر التَیْمیّ ، أبو محمد المدنیّ : المتوفّی (126).

وثّقه أحمد وابن سعد(1) وأبو حاتم(2) ، وأثنی علیه الخزرجی فی خلاصته(3)

(ص 197) بالإمامة والثقة ، روی مناشدة شابٍّ أبا هریرة بحدیث الغدیر.

4 - بکر بن سوادة بن ثُمامة ، أبو ثمامة البصری : المتوفّی (128) ، أحد الفقهاء والأئمّة کما فی خلاصة الخزرجی(4) (ص 44) ، وثّقه ابن معین وابن سعد والنسائی ، طریقه إلی جابر صحیح ، رجاله کلّهم ثقات. مرّ (ص 22).

5 - عبدالله بن أبی نجیح یسار الثقفیّ ، أبو یسار المکّی : المتوفّی (131).

وثّقه أحمد کما فی الخلاصة(5) (ص 183) ، وابن حجر فی التقریب(6) (ص 145).

مرّ حدیثه (ص 39) بطریق صحیح رجاله ثقات.

6 - الحافظ مغیرة بن مَقسم ، أبو هشام الضبّی ، الکوفیّ ، الأعمی - وُلِد أعمی - : المتوفّی (133).

وثّقه العرزمی والعجلی(7) ، کما فی تذکرة الذهبی(8) (1 / 128) ، وخلاصة

ص: 168


1- الطبقات الکبری : القسم المتمّم / 215 رقم 86.
2- الجرح والتعدیل : 5 / 278 رقم 1324.
3- خلاصة الخزرجی : 2 / 149 رقم 4219.
4- المصدر السابق : 1 / 134 رقم 826.
5- المصدر السابق : 2 / 105 رقم 3863.
6- تقریب التهذیب 1 / 456 رقم 690 حرف العین.
7- تاریخ الثقات : ص 437 رقم 1622.
8- تذکرة الحفّاظ : 1 / 143 رقم 136.

الخزرجی(1) (ص 320). مرّ حدیثه (ص 30).

7 - أبو عبدالرحیم خالد بن زید الجُمَحیّ ، المصریّ : المتوفّی (139).

کان فقیهاً مُفتیاً ، وثّقه أبو زرعة ، والعجلی(2) ، ویعقوب بن سفیان ، والنسائی ، وذکره ابن حبّان فی الثقات(3) ، تُرجم فی تهذیب التهذیب(4) (3 / 129).

یأتی عنه حدیث المناشدة بلفظ زاذان بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

8 - الحسن بن الحکم النَّخَعیّ ، الکوفیّ : المتوفّی بعد ال- (140).

وثّقه ابن معین ، کما فی خلاصة الخزرجی(5) (ص 67).

یأتی بطریقه حدیثُ الرکبان ، والطریق صحیح ، رجاله ثقات.

9 - إدریس بن یزید ، أبو عبدالله الأودی ، الکوفیّ : وثّقه النسائی.

مرّ عنه (ص 15) بطریق صحیح رجاله کلّهم ثقات ، ویأتی عنه حدیث مناشدة شابٍّ أبا هریرة بطریق صحیح رجاله ثقات.

10 - یحیی بن سعید بن حیّان التَیْمیّ ، الکوفیّ ، المدنیّ :

قال العجلی(6) : ثقة صالح. وقال ابن حبّان(7) : مات (145) ، کذا فی خلاصة الخزرجی(8) (ص 363).

ص: 169


1- خلاصة الخزرجی : 3 / 51 رقم 7166.
2- تاریخ الثقات : ص 142 رقم 373.
3- الثقات : 6 / 265.
4- تهذیب التهذیب : 3 / 111.
5- خلاصة الخزرجی : 1 / 211 رقم 1333.
6- تاریخ الثقات : ص 471 رقم 1805.
7- الثقات : 7 / 592.
8- خلاصة الخزرجی : 3 / 149 رقم 7956.

مرّ الطریق إلیه فی عمّه التابعی یزید بن حیّان (ص 72) ، سنده سند مسلم فی صحیحه(1) ، رجاله ثقات.

11 - الحافظ عبدالملک بن أبی سلیمان العرزمی ، الکوفی : المتوفّی (145).

وثّقه أحمد بن حنبل(2) والنسائی ، وقال الذهبی فی تذکرته(3) (1 / 139) : کان من الحفّاظ الأثبات.

مرّ عنه (ص 29 ، 36) بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات ، ویأتی عنه حدیث مناشدة الرحبة بلفظ زاذان.

12 - عوف بن أبی جمیلة العبدیّ ، الهجریّ ، البصریّ : المتوفّی (146).

وثّقه النسائی وجماعة ، ذکره الخزرجی فی خلاصته(4) (ص 253) ، وابن حجر فی تقریبه(5) (ص 199). راجع (ص 30) ، رجال إسناده ثقات.

13 - عبیدالله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطّاب العَدَویّ ، العُمریّ ، المدنیّ :

أحد الفقهاء السبعة ، وثّقه ابن معین(6) ، والنسائی ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم(7).

توفّی (147) وقیل غیر ذلک. ترجمه ابن حجر فی تهذیبه(8) (8 / 40).

ص: 170


1- صحیح مسلم : 5 / 25 ح 36 کتاب فضائل الصحابة.
2- العلل ومعرفة الرجال : 1 / 410 رقم 857.
3- تذکرة الحفّاظ : 1 / 155 رقم 151.
4- خلاصة الخزرجی : 2 / 308 رقم 5486.
5- تقریب التهذیب : 2 / 89 رقم 793 حرف العین.
6- معرفة الرجال : 1 / 105 رقم 479.
7- الجرح والتعدیل : 5 / 326 رقم 1545.
8- تهذیب التهذیب : 7 / 35.

أخرج الحافظ العاصمی [حدیث الغدیر] بطریقه عنه فی زین الفتی.

14 - نعیم بن الحکیم المدائنیّ : المتوفّی (148).

یروی عنه الحافظان أبو عوانة والقطان ، وثّقه ابن معین والعجلی(1). ترجمه الخطیب فی تاریخه (13 / 302).

مرّ الطریق إلیه (ص 54) ، وهو صحیح ، رجاله ثقات.

15 - طلحة بن یحیی بن طلحة بن عبیدالله التَّیْمیّ ، الکوفیّ : المتوفّی (148).

وثّقه العجلی(2) وابن معین(3) ، وقال أبو زرعة والنسائی : صالحٌ. ترجمه الخزرجی فی الخلاصة(4) (ص 153) ، وابن حجر فی تهذیب التهذیب(5).

مرّ حدیثه (ص 46).

16 - أبو محمد کثیر بن زید الأسلمیّ : المتوفّی بعد ال- (150). یُعرف بابن ماقَبَة(6) - بفتح القاف والموحّدة .

قال أبو زرعة : صدوق ، وفیه لین. ترجمه الخزرجی فی الخلاصة(7) (ص 283).

مرّ الحدیث عنه (ص 55) بطریق بقیّة رجاله کلّهم ثقات.

ص: 171


1- تاریخ الثقات : ص 451 رقم 1696.
2- المصدر السابق : ص 237 رقم 728.
3- التاریخ : 3 / 158 رقم 668.
4- خلاصة الخزرجی : 2 / 13 رقم 3204.
5- تهذیب التهذیب : 5 / 25.
6- من رجال أبی داود والترمذی وابن ماجة ، ترجم له المزّی فی تهذیب الکمال : 24 / 113 وقال : ویقال له ابن مافنّة وهی أمّه ، وکذا ضبطه فی التقریب : 2 / 131 بفتح الفاء وتشدید النون ، ووقع فی نسخة تهذیب التهذیب 8 / 413 : ابن صافنّة ، فتصحفت المیم إلی الصاد خطأً . وثّقه ابن حبّان وذکره فی الثقات : 7 / 354. (الطباطبائی)
7- خلاصة الخزرجی : 2 / 362 رقم 5929.

17 - الحافظ محمد بن إسحاق المدنی ، صاحب السیرة : المتوفّی (151 ، 152).

أطراه الأعلام بالثقة والإمامة والعلم والحفظ والثبت.

ترجمه الذهبی فی تذکرته(1) (1 / 155) ، والخزرجی فی الخلاصة(2) (ص 279) ، روی الحاکم بطریقه فی المستدرک(3) (3 / 110) ، کما مرّ (ص 20) وغیرها.

18 - الحافظ معمر بن راشد ، أبو عروة الأزدی ، البصری : المتوفّی (153 ، 154).

وثّقه العجلی(4) ، والنسائی ، والسمعانی ، ذکره الذهبی فی تذکرته(5) (1 / 171) معبِّراً عنه بالإمام الحجّة.

مرّ حدیثه (ص 19) بطریق صحیح رجاله ثقات.

19 - الحافظ مسعر بن کِدام - بکسر أوّله - ابن ظهیر الهلالیّ ، الرواسیّ - بفتح أوّله - ، الکوفیّ : المتوفّی (153 ، 155).

قال القطّان : ما رأیت مثله ، کان من أثبت الناس. وقال شعبة : کان یُسمّی المصحف لإتقانه.

وثّقه أحمد وأبو زرعة والعجلی(6) ، راجع تذکرة الذهبی(7) (1 / 169)

ص: 172


1- تذکرة الحفّاظ : 1 / 172 رقم 167.
2- خلاصة الخزرجی : 2 / 379 رقم 6049.
3- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 119 ح 4578. والذی یتراءی لی أنَّ هذا لیس صاحب السیرة ؛ فإنَّ الحاکم روی عنه بواسطة واحدة ، فربما یکون هو الحافظ ابن خزیمة. (الطباطبائی)
4- تاریخ الثقات : ص 435 رقم 1611.
5- تذکرة الحفّاظ : 1 / 190 رقم 184.
6- تاریخ الثقات : ص 426 رقم 1562.
7- تذکرة الحفّاظ : 1 / 188 رقم 183.

وخلاصة الخزرجی(1) (ص 320).

یأتی عنه حدیث المناشدة بلفظ عُمیرة الهمدانی.

20 - أبو عیسی الحکم بن أبان العدَنیّ : المتوفّی (154).

قال العجلی(2) : ثقة صاحب سنّة ، کان إذا هدأت العیون وقف فی البحر إلی رکبتیه یذکر الله تعالی ، کذا ترجمه الخزرجی فی الخلاصة(3) (ص 75). مرّ حدیثه (ص 20).

21 - عبدالله بن شَوْذب البلخیّ ، نزیل البصرة : المتوفّی (157).

ستقف علی ترجمته فی صوم الغدیر ، ویأتیک قول ابن الولید فیه : کان إذا نظرتُ إلیه ذکرتُ الملائکة.

روی حدیث صوم الغدیر بطریق صحیح رجاله کلّهم ثقات.

22 - الحافظ شعبة بن الحجّاج أبو بسطام الواسطیّ ، نزیل البصرة : المتوفّی (160).

عن ابن معین(4) : أنَّه إمام المتّقین ، وعن الحَکم : إمام الأئمّة ، وعن الثوری : شعبة أمیر المؤمنین فی الحدیث.

ترجمه الذهبی فی التذکرة(5) (1 / 174) ، والخزرجی فی الخلاصة(6) (ص 140).

مرّ حدیثه (ص 30) بطریق صحیح رجاله ثقات ، وکذلک ما مرّ فی (ص 32 ،

ص: 173


1- خلاصة الخزرجی : 3 / 22 رقم 6946.
2- تاریخ الثقات : ص 126 رقم 312.
3- خلاصة الخزرجی : 1 / 242 رقم 1536.
4- معرفة الرجال : 1 / 114 رقم 552.
5- تذکرة الحفّاظ : 1 / 193 رقم 187.
6- خلاصة الخزرجی : 1 / 449 رقم 2951.

35 ، 39 ، 48) ، ویأتی عنه حدیث المناشدة بلفظ زید بن یُثیع.

23 - الحافظ أبو العلاء کامل بن العلاء التمیمیّ ، الکوفیّ : المتوفّی حدود (160).

وثّقه ابن معین(1) ، ونفی عنه البأس ابن عدیّ(2) والنسائی ، کما فی خلاصة الخزرجی(3) (ص 272) ، وصحّح حدیثه الحاکم فی المستدرک(4).

مرّ حدیثه (ص 32) بطریق صحیح رجاله کلّهم ثقات.

24 - الحافظ سفیان بن سعید الثوری ، أبو عبدالله الکوفیّ : المتوفّی بالبصرة (161). وکان مولده (77). قال الخطیب فی تاریخه (9 / 152) : کان إماماً من أئمّة المسلمین ، وعَلَماً من أعلام الدین ، مُجمَعاً علی إمامته ؛ بحیث یُستغنی عن تزکیته ، مع الإتقان والضبط والحفظ والمعرفة والزهد والورع.

فی تاریخ الخطیب (7 / 377) : أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسین العطّار - قطیط - أخبرنا محمد بن أحمد بن عبدالرحمن المعدّل - بأصبهان - حدّثنا أبو بکر محمد بن عمر

التمیمی الحافظ الجُعابی ، حدّثنا الحسن بن علیّ بن سهل العاقولی ، حدّثنا حمدان بن المختار ، حدّثنا حفص بن عبیدالله(5) بن عمر ، عن سفیان الثوری ، عن علیّ بن زید ، عن أنس ، قال :

سمعتُ النبیّ صلی الله علیه وسلم یقول : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

25 - الحافظ إسرائیل بن یونس بن أبی إسحاق السبیعیّ ، أبو یوسف الکوفیّ : المتوفّی (162).

ص: 174


1- التاریخ : 3 / 273 رقم 1303.
2- الکامل فی ضعفاء الرجال : 6 / 83 رقم 1615.
3- خلاصة الخزرجی : 2 / 361 رقم 5921.
4- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 613 ح 6272.
5- هو بقرینة حمدان والثوری : حفص بن عبدالله السلمی أبو عمرو. (المؤلف)

وثّقه ابن معین(1) وغیره ، وبالغ فی الثناء علیه الذهبی فی تذکرته(2) (1 / 193).

مرّ الحدیث عنه (ص 40) ، ویأتی عنه بطریق صحیح رجاله ثقات فی حدیث المناشدة.

26 - جعفر بن زیاد الکوفیّ ، الأحمر : المتوفّی (165 ، 167).

قال أبو داود : ثقةٌ ، شیعیٌّ ، وقال أبو زرعة : صدوقٌ ، ونفی النسائی عنه البأس ، کذا فی خلاصة الخزرجی(3) (ص 53).

یأتی عنه حدیث مناشدة الرحبة ، بلفظ عبدالرحمن بطریق صحیح ، رجاله ثقات.

27 - مسلم بن سالم النهدی ، أبو فروة الکوفیّ : المتوفّی فی أواسط القرن الثانی.

وثّقه ابن معین وقال أبو حاتم(4) : صالح الحدیث لیس به بأس.

یأتی عنه - عن عبدالرحمن بن أبی لیلی - حدیث المناشدة بالرحبة بطریق صحیح ، رجاله ثقات.

28 - الحافظ قیس بن الربیع ، أبو محمد الأسدیّ ، الکوفیّ : المتوفّی (165).

قال عفّان : کان ثقةً ، وقال یعقوب بن شیبة : هو عند جمیع أصحابنا صدوق ، وکتابه صالح وهو ردیّ الحفظ.

ترجمه الذهبی فی تذکرته(5) (1 / 205) ، والخزرجی فی الخلاصة(6) (ص 270).

ص: 175


1- التاریخ : 4 / 65 رقم 3169.
2- تذکرة الحفّاظ : 1 / 214 رقم 201.
3- خلاصة الخزرجی : 1 / 167 رقم 1038.
4- الجرح والتعدیل : 8 / 185 رقم 808.
5- تذکرة الحفّاظ : 1 / 226 رقم 211.
6- خلاصة الخزرجی : 2 / 356 رقم 5876.

مرّ عنه (ص 43) ، ویأتی عنه حدیث نزول آیة إکمال الدین فی علیّ علیه السلام یوم الغدیر.

29 - الحافظ حمّاد بن سَلَمة ، أبو سلمة البصریّ : المتوفّی (167).

قال ابن معین(1) : ثقةٌ ، وقال ابن معمر : کان یُعدّ من الأبدال ، وقال القطّان : إذا رأیت الرجل یقع فی حمّاد ، فاتّهمه علی الإسلام ، وقال وُهَیْب : کان حمّاد سیّدنا

وأعلمنا ، وقال الذهبی : کان بارعاً فی العربیّة ، فقیهاً ، فصیحاً مفوّهاً ، صاحب سنّة.

ترجمه الذهبی فی تذکرته(2) (1 / 182) ، والخزرجی فی الخلاصة(3) (ص 78).

راجع (ص 18) ، فالحدیث بطریقه إلی البراء صحیح ، رجاله ثقات ، ویأتی عنه حدیث التهنئة بإسناد صحیح رجاله ثقات.

30 - الحافظ عبدالله بن لهیعة ، أبو عبدالرحمن المصریّ : المتوفّی (174).

ترجمه الذهبی فی تذکرته(4) (1 / 215). وقال :

الإمام الکبیر قاضی الدیار المصریّة وعالمها ومحدّثها ، وقال : قال أحمد بن حنبل : ما کان مثل ابن لهیعة بمصر فی کثرة حدیثه وضبطه وإتقانه ، وقال أحمد بن صالح : کان

صالح الکتاب طَلّاباً للعلم.

راجع (ص 22) ، فالطریق منه إلی جابر الأنصاری صحیح رجاله ثقات.

31 - الحافظ أبو عوانة الوضّاح بن عبدالله الیشکریّ ، الواسطیّ ، البزّاز : المتوفّی (175 ، 176) ، کان صدوقاً ثقةً ، أجمعوا علی حجّیّته فیما حدّث ، کما فی تهذیب

ص: 176


1- معرفة الرجال : 1 / 94 رقم 267.
2- تذکرة الحفّاظ : 1 / 202 رقم 197.
3- خلاصة الخزرجی : 1 / 252 رقم 1602.
4- تذکرة الحفّاظ : 1 / 237 رقم 224.

التهذیب(1) وتذکرة الذهبی(2) (1 / 241).

مرّت الطرق إلیه (ص 30) بأسانید صحیحة و (ص 31 ، 50 ، 51) ، وکثیر من طرقه صحیح.

32 - القاضی شریک بن عبدالله ، أبو عبدالله النخعیّ ، الکوفیّ : المتوفّی (177).

قال الذهبی فی تذکرته(3) (1 / 210) : أحد الأئمّة الأعلام ، کان حسن الحدیث ، إماماً فقیهاً ، ومحدِّثاً مکثراً ، لیس هو فی الإتقان کحمّاد بن زید ، وقد استشهد به البخاری ، وخرّج له مسلم متابعة.

وثّقه یحیی بن معین(4) ، وعدّه محیی الدین بن أبی الوفاء فی الجواهر المضیّة(5) (1 / 256) من الحنفیّة.

مرّ حدیثه (ص 31) بطریق صحیح رجاله ثقات ، وکذلک فی (ص 48) ، ویأتی عنه بطریق صحیح حدیث المناشدة فی الرحبة ، وحدیث مناشدة شابٍّ أبا هریرة.

33 - الحافظ عبدالله - عبیدالله - بن عبیدالرحمن - عبدالرحمن - الکوفیّ ، أبو عبدالرحمن الأشجعیّ : المتوفّی (182).

وثّقه ابن معین(6) والذهبی وابن حجر. راجع تذکرة الحفّاظ(7) (1 / 284) ، والتقریب(8) (ص 170).

ص: 177


1- تهذیب التهذیب : 11 / 103.
2- تذکرة الحفّاظ : 1 / 236 رقم 223.
3- المصدر السابق : 1 / 232 رقم 218.
4- التاریخ : 3 / 369 رقم 1796.
5- الجواهر المضیّة : 2 / 248 رقم 642.
6- معرفة الرجال : 1 / 115 رقم 553.
7- تذکرة الحفّاظ : 1 / 311 رقم 289.
8- تقریب التهذیب : 1 / 536 رقم 1481 حرف العین.

مرّ حدیثه بطریق صحیح رجاله ثقات (ص 28).

34 - نوح بن قیس ، أبو روح الحُدّانی - بضمّ المهملة آخره نون - البصریّ : المتوفّی (183).

وثّقه مُرّة وابن معین(1) ، کما فی الخلاصة(2) وهامشها (ص 347).

مرّ حدیثه (ص 37).

35 - المطَّلب بن زیاد بن أبی زهیر الکوفیّ ، أبو طالب : المتوفّی (185).

اعتمد علی الروایة عنه جمع کثیر من الحفّاظ وأئمّة الحدیث ، ووثّقه ابن معین(3) ، وعند أبی داود وابن حجر صدوقٌ ، وعند غیرهم محدِّثٌ جلیلٌ.

توجد ترجمته فی التقریب(4) (ص 247) ، والخلاصة(5) (ص 324).

یأتی عنه حدیث مناشدة رجل عراقی جابر الأنصاری بطریق صحیح رجاله ثقات.

36 - القاضی حسّان بن إبراهیم العَنَزیّ - بفتح العین والمعجمة الموحّدة - أبو هاشم : المتوفّی (186).

وثّقه أحمد وأبو زرعة وابن معین وابن عدیّ(6) ، کما فی الخلاصة(7) وهامشها (ص 64).

مرّ حدیثه (ص 31) بطریق رجاله کلّهم ثقات.

ص: 178


1- التاریخ : 4 / 123 رقم 3485.
2- خلاصة الخزرجی : 3 / 102 رقم 7571.
3- التاریخ : 3 / 272 رقم 1293.
4- تقریب التهذیب : 2 / 254 رقم 1175 حرف المیم.
5- خلاصة الخزرجی : 3 / 34 رقم 7038.
6- الکامل فی ضعفاء الرجال : 2 / 375 رقم 501.
7- خلاصة الخزرجی : 1 / 205 رقم 1298.

37 - الحافظ جریر بن عبد الحمید ، أبو عبدالله الضبّیّ ، الکوفیّ ، ثمّ الرازیّ : المتوفّی (188) عن (78) عاماً.

ذکره الذهبی فی تذکرته(1) (1 / 247) ، وقال : رحل إلیه المحدِّثون لثقته وحفظه وسعة علمه.

مرّ الحدیث بطریق الحافظ العاصمی عنه (ص 71) بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات. وهو سند مُسلِم فی صحیحه(2) فیما رواه من خطبة الغدیر.

38 - الفضل بن موسی ، أبو عبدالله المروزی ، السِینانی - بمهملة مکسورة وموحّدتین - : المتوفّی (192).

وثّقه ابن معین(3) وأبو حاتم(4) ، کما فی الخلاصة(5) (ص 263) ، وفی التقریب(6) (ص 205) : ثقةٌ ثبت.

یأتی عنه حدیث مناشدة الرحبة بلفظ سعید وزید بطریق صحیح رجاله کلّهم ثقات.

39 - الحافظ محمد بن جعفر المدنی ، البصریّ ، أبو عبدالله غندر(7) : المتوفّی (193).

من الحفّاظ المتقنین ، قال ابن معین : کان أصحّ الناس کتاباً ، أراد بعض أن یُخطِّئه فلم یقدر. ترجمه الذهبی فی تذکرته(8) (1 / 274).

ص: 179


1- تذکرة الحفّاظ : 1 / 271 رقم 257.
2- صحیح مسلم : 5 / 26 ح 36 کتاب فضائل الصحابة.
3- التاریخ : 4 / 354 رقم 4744.
4- الجرح والتعدیل : 7 / 68 رقم 390.
5- خلاصة الخزرجی : 2 / 337 رقم 5728.
6- تقریب التهذیب : 2 / 111 رقم 54 حرف الفاء.
7- محمد بن جعفر غندر من الحفّاظ المشهورین من رجال الصحاح الستّة ، مترجم فی المعاجم وکتب التراجم ، وهو من شیوخ أحمد. وأما الذی تقدّم فی ص 31 عن مستدرک الحاکم فهو فی المستدرک أحمد بن جعفر البزّار ، وهو من شیوخ الحاکم. (الطباطبائی)
8- تذکرة الحفّاظ : 1 / 300 رقم 281 ، وفیه : محمد بن جعفر الهُذَلی. وکذا فی الثقات : 9 / 50.

مرّ الحدیث عنه بإسناد صحیح رجاله ثقات (ص 31) ، وکذلک فی (ص 32 ، 35 ، 48) ، ویأتی عنه حدیث المناشدة فی الرحبة بلفظ سعید بإسناد صحیح رجاله ثقات.

40 - الحافظ إسماعیل بن علیة أبو بشر بن إبراهیم الأسدیّ : المتوفّی (193).

حکی الذهبی فی تذکرته(1) (1 / 295) ، عن أبی داود : أنَّه قال : ما من أحد إلّا وقد أخطأ ، إلّا ابن علیة وبشر ، وقال ابن معین(2) : کان ثقةً ورعاً تقیّاً ، وعن شعبة : أنّه سیّد المحدِّثین.

یأتی حدیثه فی حدیث التهنئة بعنوان ابن أُخت حمید الطویل.

41 - الحافظ محمد بن إبراهیم أبو عمرو بن أبی عَدِیّ السَلَمیّ ، البصریّ : المتوفّی بالبصرة (194) ، وثّقه النسائی وأبو حاتم(3) والذهبی کما فی تذکرة الحفّاظ(4) (1 / 296) ، وخلاصة الخزرجی(5) (ص 276).

مرّ الحدیث بطریقه (ص 30 ، 31) بإسناد صحیح رجاله ثقات.

42 - الحافظ محمد بن خازم - بالمعجمتین - أبو معاویة التمیمیّ ، الضریر : المتوفّی (195).

وثّقه العجلی(6) والنسائی وابن خراش ، کما فی الخلاصة(7) وهامشها (ص 285) ، ترجمه الخطیب فی تاریخه (5 / 242 - 249).

ص: 180


1- تذکرة الحفّاظ : 1 / 322 رقم 303.
2- معرفة الرجال : 1 / 104 رقم 471.
3- الجرح والتعدیل : 7 / 186 رقم 1058.
4- تذکرة الحفّاظ : 1 / 324 رقم 305.
5- خلاصة الخزرجی : 2 / 374 رقم 6019.
6- تاریخ الثقات : ص 403 رقم 1450.
7- خلاصة الخزرجی : 2 / 397 رقم 6174.

مرّ الحدیث عنه (ص 41) بإسناد صحیح.

43 - الحافظ محمد بن فضیل ، أبو عبدالرحمن الکوفیّ : المتوفّی (195).

قال ابن معین : ثقةٌ ، وقال أبو زرعة : صدوقٌ ، والنسائی نفی عنه البأس ، وقال ابن حجر فی التقریب(1) : صدوقٌ عارفٌ ، وذکره الذهبی فی التذکرة(2) (1 / 288) ، وحکی ثقته.

یأتی عنه حدیث الرکبان بطریق صحیح رجاله کلّهم ثقات.

44 - الحافظ وکیع بن الجرّاح الرواسیّ ، أبو سفیان الکوفیّ : المتوفّی (196 ، 197).

وثّقه ابن معین(3) والعجلی(4) وابن سعد(5) ، وقال أحمد : ما رأیت مثله فی العلم والحفظ والإتقان ، مع خشوع وورع.

ترجمه الخطیب فی تاریخه (13 / 496) ، والذهبی فی التذکرة(6) (1 / 280) ، والخزرجی فی الخلاصة(7) (ص 356).

أخرج الإمام أحمد بن حنبل فی مناقبه(8) - علی ما نُقِل - عن الحافظ وکیع ، قال : حدّثنا الأعمش ، عن سعد بن عبیدة ، عن ابن بریدة ، عن أبیه ، قال :

قال رسول الله صلی الله علیه وسلم : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه».

مرّ الإیعاز إلیه (ص 19) عن الجامع الصغیر ، والإسناد صحیح رجاله ثقات.

ص: 181


1- تقریب التهذیب : 2 / 200 رقم 628 حرف المیم.
2- تذکرة الحفّاظ : 1 / 315 رقم 294.
3- التاریخ : 4 / 45 رقم 3061.
4- تاریخ الثقات : ص 464 رقم 1769.
5- الطبقات الکبری : 6 / 394.
6- تذکرة الحفّاظ : 1 / 306 رقم 284.
7- خلاصة الخزرجی : 3 / 128 رقم 7796.
8- مناقب علیّ : ص 54 ح 82.

45 - الحافظ سفیان بن عُیَیْنة ، أبو محمد الهلالیّ ، الکوفیّ : المتوفّی بمکّة (198) ، وکان مولده (107).

قال الذهبی فی تذکرته(1) (1 / 239) : کان إماماً حجّةً حافظاً واسع العلم کبیر القدر. وقال ابن خلّکان فی تاریخه(2) (1 / 226) : کان إماماً عالماً ثبتاً زاهداً ورعاً ، مُجمَعاً علی صحّة حدیثه وروایته. وترجمه کثیر من أرباب المعاجم بالثناء علیه.

یأتی عنه نزول آیة (سَأَلَ سَائِلٌ) حول قضیة الغدیر ، ومرّ عنه الحدیث بطریق صحیح رجاله ثقات (ص 66).

46 - الحافظ عبدالله بن نمیر ، أبو هشام الهمدانیّ ، الخارفیّ :

ترجمه الذهبی فی تذکرته(3) (1 / 299) ، وقال : وثّقه یحیی بن معین(4) وغیره(5) ، وکان من کبار أصحاب الحدیث. توفِّی (199) وله (84) عاماً. راجع (ص 29 ، 36).

وهذا الطریق صحیح رجاله ثقات ، علی ما اختاره ابن سعد(6) ، وابن معین ، والهیثمی(7) : من ثقة عطیّة العوفی ، ویأتی عنه حدیث المناشدة یوم الرحبة بلفظ زاذان.

47 - الحافظ حنش بن الحارث بن لقیط النخعیّ ، الکوفیّ :

وثّقه أبو نعیم والهیثمی ، وقال أبو حاتم(8) : ما به بأس.

ص: 182


1- تذکرة الحفّاظ : 1 / 262 رقم 249.
2- وفیات الأعیان : 2 / 391 رقم 267.
3- تذکرة الحفّاظ : 1 / 327 رقم 311.
4- معرفة الرجال : 1 / 79 رقم 327.
5- أنظر : الثقات 7 / 60 والجرح والتعدیل : 5 / 186 رقم 869 وتهذیب التهذیب : 6 / 52.
6- الطبقات الکبری : 6 / 304.
7- مجمع الزوائد : 9 / 109.
8- الجرح والتعدیل : 3 / 291 رقم 1300.

یأتی عنه حدیث الرکبان بطریق صحیح رجاله ثقات.

48 - أبو محمد موسی بن یعقوب الزمعی ، المدنیّ :

وثّقه ابن معین(1) ، وقال أبو داود : صالحٌ ، تُوفِّی فی آخر خلافة المنصور.

مرّ حدیثه (ص 41) بطریق صحیح رجاله ثقات.

49 - العلاء بن سالم العطّار ، الکوفیّ : شیخ الأشجّ أبی سعید الإمام الثقة.

روی الخطیب(2) وغیره بطریقه حدیث المناشدة الآتی.

50 - الأزرق بن علیّ بن مسلم الحنفیّ ، أبو الجهم الکوفیّ :

وثّقه ابن حبّان(3) ، کما فی الخلاصة(4) (ص 21).

مرّ حدیثه (ص 31) بسند صحیح کلّ رجاله ثقات.

51 - هانی بن أیّوب الحنفی ، الکوفی :

قال ابن کثیر فی تاریخه(5) (5 / 211) : ثقة.

أخرج النسائی(6) عنه حدیث المناشدة بلفظ عُمیرة ، فالطریق صحیح رجاله ثقات.

52 - فضیل بن مرزوق الأغرّ ، الرقاشیّ ، الرواسیّ ، الکوفیّ ، أبو عبدالرحمن : المتوفّی حدود (160).

ص: 183


1- التاریخ : 3 / 158 رقم 672.
2- تاریخ بغداد : 14 / 236 رقم 7545.
3- الثقات : 8 / 136.
4- خلاصة الخزرجی : 1 / 64 رقم 335.
5- البدایة والنهایة : 5 / 230 حوادث سنة 10 ه.
6- خصائص أمیر المؤمنین : ص 100 ح 85 ، وفی السنن الکبری : 5 / 131 ح 8470.

وثّقه الثوری وابن عیینة وابن معین(1) ، وقال الهیثم بن جمیل : کان من أئمّة الهدی زهداً وفضلاً ، وقد أخرج مسلم حدیثه فی صحیحه ، ترجمه ابن حجر فی تهذیب التهذیب(2) (2 / 299).

یأتی عنه حدیث المناشدة بلفظ سعید وعمرو بإسناد صحیح رجاله ثقات.

53 - أبو حمزة سعد بن عُبیدة - بالضمّ - السلمیّ ، الکوفیّ : المتوفّی فی ولایة عمرو بن هُبیرة.

وثّقه النسائی وابن حجر ، کما فی الخلاصة(3) (ص 115) ، والتقریب(4) (ص 89).

مرّ حدیثه (ص 80) بإسناد صحیح رجاله ثقات ، رواه عن عبدالله بن بُرَیدة الثقة ، عن أبیه.

54 - موسی بن مسلم الحزامی ، الشیبانی ، أبو عیسی الکوفیّ ، الطحّان ، المعروف بموسی الصغیر :

وثّقه ابن معین(5) ، وذکره ابن حبّان فی الثقات(6) ، ترجمه ابن حجر فی تهذیب التهذیب(7) (10 / 372).

مرّ حدیثه (ص 41) بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

ص: 184


1- التاریخ : 3 / 273 رقم 1298.
2- تهذیب التهذیب : 8 / 268.
3- خلاصة الخزرجی : 1 / 370 رقم 2394.
4- تقریب التهذیب : 1 / 288 رقم 96 حرف السین.
5- التاریخ : 3 / 335 رقم 1615.
6- الثقات : 7 / 455.
7- تهذیب التهذیب : 10 / 331.

55 - یعقوب بن جعفر بن أبی کثیر الأنصاریّ ، المدنیّ :

یروی عن موسی بن یعقوب الزمعی الثقة المذکور ، وعنه محمد بن یحیی بن أبی عمر الثقة المتوفّی (243).

مرّ حدیثه (ص 41) ، ویأتی.

56 - عثمان بن سعید بن مرّة القرشیّ ، أبو عبدالله - أبو علیّ - الکوفی ، المکفوف :

ذکره ابن حبّان فی الثقات(1) ، ویروی عنه أئمّة الحدیث الحافظ أبو کریب ونظراؤه.

یأتی عنه حدیث المناشدة عن شریک.

«القرن الثالث»

57 - الحافظ ضمْرة بن ربیعة القرشیّ ، المدنیّ : المتوفّی (202).

تأتی ترجمته وحدیثه بطرق کثیرة فی صوم الغدیر ، وتسمع هناک عن أحمد أنَّه قال : کان أحد الثقات المأمونین لم یکن بالشام من یشبهه(2).

جُلّ الطرق الآتیة إلیه فی حدیثه صحیح لو لم یکن کلّها.

58 - الحافظ محمد بن عبدالله الزبیری(3) ، أبو أحمد الکوفیّ : المتوفّی (203).

وثّقه العجلی(4) وغیره ، وأثنی علیه بعض الأعلام بقوله : إنَّه الثقة الحافظ العابد المجتهد. ترجمه الذهبی فی تذکرته(5) (1 / 327).

ص: 185


1- الثقات : 8 / 450.
2- العلل ومعرفة الرجال : 2 / 366 رقم 2624.
3- وقد یقال : العُمَری ، نسبةً إلی جدّه عمر بن درهم الأسدی. (المؤلف)
4- تاریخ الثقات : ص 406 رقم 1469.
5- تذکرة الحفّاظ : 1 / 357 رقم 347.

یأتی عنه حدیث المناشدة بالرحبة بلفظ زیاد بإسناد صحّحه الهیثمی(1) وقال : رجاله ثقات.

59 - مصعب بن المقدام الخثعمی ، أبو عبدالله الکوفیّ : المتوفّی (203).

وثّقه ابن معین والدارقطنی ، ونفی عنه البأس أبو داود ، وقال أبو حاتم(2) : صالح [الحدیث](3). ترجمه الخزرجی فی الخلاصة(4) (ص 323).

یأتی عنه حدیث المناشدة ، بإسناد صحیح ، رجاله کلّهم ثقات ، ومرّ عنه (ص 48).

60 - الحافظ یحیی بن آدم بن سلیمان القرشیّ ، الأمویّ ، أبو زکریّا الکوفیّ : المتوفّی (203).

وثّقه ابن معین والنسائی ویعقوب بن شیبة. ترجمه الذهبی فی تذکرته(5) (1 / 330) - راجع (ص 28) - سنده صحیح رجاله ثقات ، ویأتی بطریقه حدیث الرکبان بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

61 - الحافظ زید بن الحُباب - بضمّ المهملة - أبو حسین الخراسانیّ ، الکوفیّ : المتوفّی (203).

وثّقه ابن المدینی ، والسبتی ، وابن معین ، وأحمد بن صالح ، والدارقطنی(6) ، وابن

ص: 186


1- مجمع الزوائد : 9 / 107.
2- الجرح والتعدیل : 8 / 308 رقم 1426.
3- الزیادة من المصدر.
4- خلاصة الخزرجی : 3 / 32 رقم 7027.
5- تذکرة الحفّاظ : 1 / 359 رقم 351.
6- ذکر أسماء التابعین : 2 / 86 رقم 363 ، ووثّقه أیضاً أبو حاتم فی الجرح والتعدیل : 3 / 561 رقم 2538.

ماکولا(1) ، وابن أبی شیبة. ترجمه ابن حجر فی تهذیبه(2) (3 / 404).

یأتی عنه بطرق شتّی حدیث مناشدة أمیر المؤمنین فی الرحبة ، ومنها ما هو صحیح.

62 - إمام الشافعیّة أبو عبدالله محمد بن إدریس الشافعیّ : المتوفّی (204).

روی حدیث الغدیر(3) ، کما فی نهایة ابن الأثیر(4) (4 / 246).

63 - الحافظ أبو عمرو شَبَابة بن سوار الفزاریّ ، المدائنیّ : المتوفّی (206).

وثّقه ابن معین وغیره ، کما فی خلاصة الخزرجی(5) (ص 142) - راجع (ص 54) - فالحدیث بطریقه عن أمیر المؤمنین علیه السلام صحیح رجاله ثقات.

64 - محمد بن خالد الحنفیّ ، البصریّ :

ذکره ابن حبّان فی الثقات(6) ، وقال أبو حاتم(7) : صالح الحدیث ، وأبو زرعة نفی عنه البأس ، یروی عن أُمّه عثمة(8) - بالمثلّثة الساکنة -. مرّ حدیثه (ص 41).

65 - الحافظ خلف بن تمیم الکوفیّ ، أبو عبدالرحمن ، نزیل المَصِّیصة(9) : المتوفّی (206 ، 213).

ص: 187


1- الإکمال : 2 / 143.
2- تهذیب التهذیب : 3 / 347.
3- أنظر : مناقب الشافعی للبیهقی : 1 / 337. (الطباطبائی)
4- النهایة فی غریب الحدیث والأثر : 5 / 228.
5- خلاصة الخزرجی : 1 / 455 رقم 2992.
6- الثقات : 9 / 55.
7- الجرح والتعدیل : 7 / 243 رقم 2636.
8- قال ابن ماکولا فی الإکمال 6 / 142 : عثمة بفتح العین ، وسکون الثاء المعجمة بثلاث. (الطباطبائی)
9- المَصِّیصة : مدینة علی شاطئ جیحان من ثغور الشام بین أنطاکیة وبلاد الروم تقارب طرسوس ، والمَصِّیصة أیضاً : قریة من قری دمشق قرب بیت لِهیا . معجم البلدان : 5 / 145.

وثّقه یعقوب بن شیبة وأبو حاتم(1) وابن حبّان(2) ، کما فی تذکرة الذهبی(3) (1 / 347).

وقال ابن حجر فی التقریب(4) : صدوقٌ عابدٌ ، روی النسائی(5) بطریقه حدیث المناشدة بلفظ عمرو ذی مرّ ، بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

66 - الحافظ أسود بن عامر ، أبو عبدالرحمن ، المعروف بشاذان الشامی ، نزیل بغداد : المتوفّی (208).

وثّقه ابن المدینی ، وقال الذهبی فی تذکرته(6) (1 / 338) : أحد الأثبات ، وترجمه

الخطیب فی تاریخه (7 / 34).

یأتی بطریقه حدیث المناشدة بلفظ زید بن أرقم ، وحدیثُ مناشدةِ شابٍّ أبا هریرة ، بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

67 - أبو عبدالله الحسین بن الحسن الأشقر ، الفزاریّ ، الکوفیّ : المتوفّی (208).

ذکره ابن حبّان فی الثقات(7) ، ووثّقه الذهبی فی تلخیص المستدرک (3 / 130) ، وحکم بصحّة حدیثه ، کما ذهب إلیه الحاکم فی مستدرکه(8) ، وهو عند غیرهما صدوقٌ ، فلا قیمة لقول من نفی القوّة عنه.

مرّ حدیثه (ص 66) ، ویأتی عنه نزول آیة التبلیغ فی علیّ علیه السلام.

ص: 188


1- الجرح والتعدیل : 3 / 370 رقم 1684.
2- الثقات : 8 / 228.
3- تذکرة الحفّاظ : 1 / 379 رقم 377.
4- تقریب التهذیب : 1 / 225 رقم 135 حرف الخاء.
5- خصائص أمیر المؤمنین : ص 101 ح 87 ، وفی السنن الکبری : 5 / 131 ح 8472.
6- تذکرة الحفّاظ : 1 / 369 رقم 363.
7- الثقات : 8 / 184.
8- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 141 ح 4647 ، وکذا فی تلخیصه.

68 - الحافظ حفص بن عبدالله بن راشد ، أبو عمرو السلمیّ ، قاضی نیسابور : المتوفّی (209).

ذکره ابن حبّان فی الثقات(1) ، ونفی النسائی عنه البأس ، کما فی الخلاصة(2) وهامشها (ص 74) ، ویروی عنه البخاری فی صحیحه.

مرّ حدیثه (ص 68) بإسناد صحیح.

69 - الحافظ عبدالرزّاق بن همام ، أبو بکر الصنعانیّ : المتوفّی (211) ، وکانت ولادته (126).

ترجمه الذهبی فی تذکرته(3) (1 / 334) ، وقال : قلت : وثّقه غیر واحد ، وحدیثه مُخرَج فی الصحاح ، وله ما ینفرد به ، ونَقَموا علیه بالتشیّع ، وما کان یغلو فیه ، بل کان یُحبّ علیّاً رضی الله عنه ویبغض من قاتَله. انتهی.

مرّ الحدیث بطریقه (ص 19) ، بإسناد صحیح ، رجاله کلّهم ثقات ، ویأتی عنه حدیث المناشدة بلفظ سعید وعبد خیر بطریق صحیح رجاله ثقات.

70 - الحسن بن عطیّة بن نجیح القرشی ، الکوفیّ ، أبو علیّ البزّاز : المتوفّی (212).

یروی عنه الحفّاظ ، وقال أبو حاتم(4) : صدوق ، ویروی عنه البخاری فی تاریخه(5).

مرّ حدیثه (ص 24) ، بقیّة رجال سنده ثقات.

ص: 189


1- الثقات : 8 / 199.
2- خلاصة الخزرجی : 1 / 238 رقم 1507.
3- تذکرة الحفّاظ : 1 / 364 رقم 357.
4- الجرح والتعدیل : 3 / 27 رقم 113.
5- التاریخ الکبیر : ج 1 / ق 2 / 301 رقم 2541.

71 - عبدالله بن یزید العدوی ، مولی آل عمر ، أبو عبدالرحمن المُقریّ ، القصیر ، نزیل مکّة : المتوفّی (212 ، 213) ، وهو فی حدود (100) عام.

وثّقه النسائی وابن سعد(1) وابن قانع ، وقال الخلیلی : ثقةٌ حدیثه عن الثقات یُحتجّ به ، ویتفرّد بأحادیث ، وذکره ابن حبّان فی الثقات(2) ، کذا ترجمه ابن حجر فی تهذیبه(3) (6 / 84).

یأتی حدیثه فی حدیث التهنئة بروایة الحافظ العاصمی بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

72 - الحافظ حسین بن محمد بن بهرام ، أبو محمد التمیمیّ ، المروروذیّ ، نزیل بغداد : المتوفّی (213 ، 214).

وثّقه(4) ابن سعد وابن قانع وابن مسعود والعجلی وغیرهم ، قاله ابن حجر فی تهذیبه (2 / 367) ، وترجمه الخطیب فی تاریخه (8 / 88).

یأتی عنه حدیث المناشدة بلفظ أبی الطفیل بسند صحیح رجاله ثقات.

73 - الحافظ أبو محمد عبیدالله بن موسی العبسیّ ، الکوفیّ : المتوفّی (212) ، صاحب المسند.

وثّقه أبو حاتم(5) ، وابن معین ، والعجلی(6) ، وابن عدیّ ، وابن سعد(7) ، وعثمان

ص: 190


1- الطبقات الکبری : 5 / 501.
2- الثقات : 8 / 342.
3- تهذیب التهذیب : 6 / 75.
4- الطبقات الکبری : 7 / 338 ، تاریخ الثقات : ص 121 رقم 294 ، تهذیب التهذیب : 2 / 315. وفیه : - کما فی تاریخ بغداد - أبو أحمد التمیمی بدلاً من أبی محمد التمیمی.
5- الجرح والتعدیل : 5 / 334 رقم 1582.
6- تاریخ الثقات : ص 319 رقم 1070.
7- الطبقات الکبری : 6 / 400.

ابن أبی شیبة. ترجمه الذهبی فی تذکرته(1) (1 / 324) ، وابن حجر فی تهذیبه(2) (7 / 53).

یأتی عنه حدیث المناشدة فی الرحبة بلفظ زید بن یثیع وعمیرة بن سعد بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

74 - أبو الحسن علیّ بن قادم الخزاعیّ ، الکوفیّ : المتوفّی (213).

ذکره ابن حبّان فی الثقات(3) ، ووثّقه ابن خلفون ، وقال ابن قانع : کوفیٌّ صالحٌ.

وقال أبو حاتم(4) : محلّه الصدق ، کذا ترجمه ابن حجر فی تهذیبه(5) (7 / 374).

مرّ حدیثه (ص 40).

75 - محمد بن سلیمان بن أبی داود الحرّانیّ ، أبو عبدالله ، المعروف ببُومة - بضم الموحّدة وسکون الواو - : المتوفّی (213).

وثّقه أبو عوانة الإسفرائینی ، وذکره ابن حبّان فی الثقات(6) ، ووثّقه غیرهما ، ترجمه ابن حجر فی تهذیبه(7) (9 / 199). مرّ حدیثه (ص 48).

76 - عبدالله بن داود بن عامر الهَمْدانیّ ، أبو عبدالرحمن الکوفیّ ، المعروف بالخُرَیبی - بضمّ المعجمة وفتح الراء ، محلّةٌ بالبصرة.

وثّقه ابن سعد(8) وابن معین وأبو زرعة والنسائی والدارقطنی(9) وابن قانع.

ص: 191


1- تذکرة الحفّاظ : 1 / 353 رقم 343.
2- تهذیب التهذیب : 7 / 46.
3- الثقات : 7 / 214.
4- الجرح والتعدیل : 6 / 201 رقم 1107.
5- تهذیب التهذیب : 7 / 327.
6- الثقات : 9 / 69.
7- تهذیب التهذیب : 9 / 177.
8- الطبقات الکبری : 7 / 295.
9- ذکر أسماء التابعین : 1 / 202 رقم 542.

توفّی (213). ترجمه ابن حجر فی تهذیبه(1) (5 / 200).

أخرج النسائی فی خصائصه(2) (ص 22) قال : أخبرنا زکریّا بن یحیی ، قال

حدّثنا نصر بن علیّ ، قال : حدّثنا عبدالله بن داود ، عن عبد الواحد(3) بن أیمن ، عن أبیه : أنَّ سعداً قال : قال رسول الله صلی الله علیه وسلم : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه».

سند الحدیث صحیحٌ ، رجاله کلّهم ثقات.

77 - الحافظ أبو عبدالرحمن علیّ بن الحسن بن دینار العبدیّ ، المروزیّ : المتوفّی (215).

أحد المشایخ ، یروی عنه البخاری وأحمد وابن معین وابن أبی شیبة ، وقال أحمد : لا أعلم فیمن قدم علینا من خراسان أفضل منه ، وذکره ابن حبّان فی الثقات(4) ، کذا ترجمه ابن حجر فی تهذیبه(5) (7 / 298).

مرّ الإیعاز إلی حدیثه (ص 15 ، 29) ، ویأتی عنه حدیث المناشدة فی الرحبة بلفظ الأصبغ(6).

78 - الحافظ یحیی بن حمّاد الشیبانیّ ، البصریّ : المتوفّی (215) ، خَتَنُ أبی عوانة المذکور وراویته.

ص: 192


1- تهذیب التهذیب : 5 / 175.
2- خصائص أمیر المؤمنین : ص 99 ح 83 ، وفی السنن الکبری : 5 / 131 ح 8468.
3- عبدالواحد بن أیمن المخزومی المکّی : وثّقه ابن معین [فی التاریخ : 3 / 95 رقم 386] ، وذکره ابن حبّان فی الثقات [7 / 124] ، وأثنی علیه غیرهما ، ترجمه ابن حجر فی تهذیبه : 6 / 434 [6 / 384 رقم 813]. ووالده أیمن الحبشی مولی ابن عمرو المخزومی ، وثّقه أبو زرعة ، وأخرج حدیثه البخاری فی صحیحه ، مترجم فی تهذیب ابن حجر : 1 / 394 [1 / 345 رقم 726]. (المؤلف)
4- الثقات : 8 / 460.
5- تهذیب التهذیب : 7 / 263.
6- یروی العبدیّ عن الأصبغ بواسطة واحدة ، فما مرّ فی صحیفة (29) ، ویأتی من روایته عنه بلا واسطة ، لا یصحّحه ما فی سائر طرق الحدیث. (المؤلف)

وثّقه(1) العجلی وأبو حاتم وابن سعد وذکره ابن حبّان فی الثقات ، کما فی خلاصة الخزرجی (ص 361) ، وتهذیب التهذیب (11 / 199).

مرّ (ص 30) عنه بطریق صحیح رجاله ثقات ، وکذلک بطریق صحیح (ص 31 ، 34 ، 51).

79 - الحافظ حجّاج بن منهال السلمیّ ، أبو محمد الأنماطیّ ، البصریّ : المتوفّی (217).

وثّقه(2) العجلی وابن قانع وأبو حاتم والنسائی وابن سعد ، وقال الفلاس : ما رأیت مثله فضلاً ودیناً. ترجمه الذهبی فی تذکرته (1 / 370) ، والخزرجی فی الخلاصة (ص 63) ، وابن حجر فی تهذیبه (2 / 206).

یأتی عنه حدیث التهنئة بإسناد صحیح رجاله ثقات.

80 - الحافظ الفضل بن دکین أبو نعیم الکوفیّ : المتوفّی (218).

قال یعقوب بن شیبة : ثقةٌ ثَبْتٌ صدوقٌ ، ووثّقه أحمد وأبو حاتم(3) وابن المدینی والعجلی(4) وابن سعد(5) وابن شاهین(6) والخطیب فی تاریخه(7) ، وقال یعقوب بن

ص: 193


1- تاریخ الثقات : ص 470 رقم 1800 ، الجرح والتعدیل : 9 / 137 رقم 583 ، الطبقات الکبری : 7 / 306 ، الثقات : 9 / 257 ، خلاصة الخزرجی : 3 / 146 رقم 7938 ، تهذیب التهذیب : 11 / 175.
2- تاریخ الثقات : ص 109 رقم 255 ، الجرح والتعدیل : 3 / 167 رقم 711 ، الطبقات الکبری : 7 / 301 ، تذکرة الحفّاظ : 1 / 403 رقم 405 ، خلاصة الخزرجی : 1 / 198 رقم 1249 ، تهذیب التهذیب : 2 / 182.
3- الجرح والتعدیل : 7 / 61 رقم 353.
4- تاریخ الثقات : ص 383 رقم 1351.
5- الطبقات الکبری : 6 / 400.
6- تاریخ أسماء الثقات : ص 264 رقم 1076.
7- تاریخ بغداد : 12 / 346 رقم 6787.

سفیان : أجمع أصحابنا علی أنَّ أبا نعیم کان غایةً فی الإتقان.

ترجمه الذهبی فی تذکرته(1) (1 / 341) ، وابن حجر فی تهذیبه(2) (8 / 270 - 276).

مرّ بطریقه (ص 20 ، 32) ، وکلا السندین صحیح رجالهما ثقات ، ویأتی عنه حدیث مناشدة الرحبة بعدّة طرق ، وحدیث نزول آیة (سَأَلَ سائِلٌ) بعد نصّ الغدیر حوله.

81 - الحافظ عفّان بن مسلم ، أبو عثمان الصفّار ، الأنصاریّ ، البصریّ ، البغدادیّ : المتوفّی (219).

ذکره(3) الذهبی فی تذکرته (1 / 347) ، وقال : قال العجلی : عفّان ثقةٌ ثَبْتٌ صاحب سنّة ، وقال أبو حاتم : ثقة متقن متین ، وحکی ابن حجر فی تهذیبه (7 / 230 - 235) عن ابن عدیّ : أنَّه أشهر وأصدق وأوثق من أن یُقال فیه شیءٌ ، وحکی عن ابن معین وابن سعد وابن خراش وابن قانع ثقته وثبْته.

مرّ الحدیث بطریقه (ص 18) بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

82 - الحافظ علیّ بن عیّاش بن مسلم الألهانیّ ، أبو الحسن الحِمْصیّ : المتوفّی (219).

أحد الأثبات ، وثّقه(4) النسائی والدارقطنی والعجلی ، کما فی تذکرة الذهبی(5)

ص: 194


1- تذکرة الحفّاظ : 1 / 372 رقم 369.
2- تهذیب التهذیب : 8 / 243.
3- تذکرة الحفّاظ : 1 / 379 رقم 378 ، تاریخ الثقات : ص 336 رقم 1145 ، الجرح والتعدیل : 7 / 30 رقم 165 ، تهذیب التهذیب : 7 / 205 ، الکامل فی ضعفاء الرجال : 5 / 384 رقم 1550 ، التاریخ : 4 / 285 رقم 4407 ، الطبقات الکبری : 7 / 298.
4- ذکر أسماء التابعین : 1 / 251 رقم 726 ، تاریخ الثقات : ص 349 رقم 1194.
5- تذکرة الحفّاظ : 1 / 384 رقم 383.

(1 / 352) وتهذیب التهذیب لابن حجر(1) (7 / 368).

روی بطریقه الواحدی نزول آیة التبلیغ فی ولایة علیّ علیه السلام کما یأتی.

83 - الحافظ مالک بن إسماعیل بن درهم ، أبو غسّان النهدیّ ، الکوفیّ : المتوفّی (219).

قال ابن معین(2) : لیس بالکوفة أتقن منه ، وقال ابن شیبة : ثقة صحیح الحدیث من العابدین ، ووثّقه النسائی ومرّة وأبو حاتم(3) ، وذکره ابن حبّان فی الثقات(4) ، وکذلک ابن شاهین(5).

ترجمه ابن حجر فی تهذیبه (10 / 3).

یأتی عنه حدیث المناشدة فی الرحبة بلفظ عبدالرحمن وسعید وعمرو بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

84 - الحافظ قاسم بن سلّام ، أبو عبید الهرویّ : المتوفّی بمکّة (223 ، 224).

کان ربّانیّاً ، متفنّناً فی أصناف علوم الإسلام ، حسن الروایة ، صحیح النقل ، لا أعلم أحداً من الناس طعن علیه فی شیء من أمر دینه ، کذا ترجمه ابن خلّکان فی تاریخه(6) (1 / 457).

یأتی عن تفسیره غریب القرآن حدیث نزول آیة (سَأَلَ سَائِلٌ) حول واقعة الغدیر.

ص: 195


1- تهذیب التهذیب : 7 / 322.
2- التاریخ : 4 / 12 رقم 2888.
3- الجرح والتعدیل : 8 / 206 رقم 905.
4- الثقات : 9 / 164.
5- تاریخ أسماء الثقات : ص 301 رقم 1269.
6- وفیات الأعیان : 4 / 60 رقم 534.

85 - محمد بن کثیر ، أبو عبدالله العبدیّ ، البصریّ : أخو سلیمان بن کثیر ، وکان أکبر منه بخمسین سنة.

قال ابن حبّان(1) : ثقةٌ فاضلٌ ، مات (223) عن مائة سنة ، کذا فی خلاصة الخزرجی(2) (ص 295) ، وقال ابن حجر فی التقریب(3) (ص 232) : ثقةٌ لم یُصِبْ من ضعّفه ، وفی التهذیب(4) عن أحمد : ثقةٌ ، لقد مات علی سنّة.

یأتی عنه حدیث المناشدة فی الرحبة بلفظ أبی الطفیل ، ومرّ الإیعاز إلیه (ص 16) ، فالطریق صحیح رجاله ثقات ، ومرّ عنه (ص 54).

86 - موسی بن إسماعیل المنقریّ ، البصریّ : المتوفّی (223).

عن ابن معین(5) : أنَّه ثقةٌ مأمونٌ ، وعن ابن أبی حاتم(6) عن الطیالسی : أنَّه ثقةٌ صدوقٌ ، ووثّقه ابن سعد(7) ، ترجمه بذلک ابن حجر فی تهذیبه(8) (10 / 334).

یأتی حدیثه فی حدیث التهنئة بروایة ابن کثیر بطریق صحیح رجاله کلّهم ثقات.

87 - قیس بن حفص بن القعقاع ، أبو محمد البصریّ : المتوفّی (227).

وثّقه ابن معین والدارقطنی(9) ، وذکره ابن حبّان فی الثقات(10) روی عنه

ص: 196


1- الثقات : 9 / 77.
2- خلاصة الخزرجی : 2 / 452 رقم 6613.
3- تقریب التهذیب : 2 / 203 رقم 654 حرف المیم.
4- تهذیب التهذیب : 9 / 371.
5- معرفة الرجال : 1 / 119 رقم 584.
6- الجرح والتعدیل : 8 / 136 رقم 615.
7- الطبقات الکبری : 7 / 306.
8- تهذیب التهذیب : 10 / 296.
9- ذکر أسماء التابعین : 1 / 301 رقم 891.
10- الثقات : 9 / 15.

البخاری(1) (ص 12) حدیثاً. ترجمه ابن حجر فی تهذیبه(2) (8 / 390).

یأتی حدیثه فی آیة إکمال الدین بروایة الخطیب الخوارزمی.

88 - الحافظ سعید بن منصور بن شعبة النسائیّ ، أبو عثمان الخراسانیّ ، نزیل مکّة : المتوفّی (227).

قال الخزرجی فی الخلاصة(3) (ص 121) : کان حافظاً جوّالاً ، صنّف السنن ، جمع فیها ما لم یجمعه غیره ، قال أبو حاتم : متقنٌ ثبْتٌ مصنِّفٌ ، وقال ابن حجر فی تقریبه(4) (ص 94) : ثقة مصنِّفٌ ، وحکی ثقته فی تهذیبه(5) (4 / 89) عن ابن نمیر وابن خراش وأبی حاتم وابن قانع والخلیلی ومسلمة بن قاسم.

مرّ الحدیث بطریقه (ص 42 ، 55).

89 - الحافظ یحیی بن عبدالحمید الحِمّانیّ - بکسر المهملة - أبو زکریّا الکوفیّ : المتوفّی (228).

قال مرّة وابن معین(6) : کان صدوقاً ، ووثّقه أحمد وابن نمیر والبوشجنی ، وقال ابن معین : ثقةٌ وبالکوفة رجلٌ یحفظ معه ، هؤلاء یحسدونه ، وعن ابن مرّة : أکثَرَ الناسُ فیه ، وما أدری ذلک إلّا من سلامة صدره ، وقال ابن عدیّ(7) : له مسندٌ صالح ، ولم أرَ شیئاً منکراً فی مسنده ، وأرجو أنَّه لا بأس به.

یقول المؤلِّف الأمینی : هذه الشهادات من هؤلاء الأئمّة تنفی ما هناک من الغمز

ص: 197


1- صحیح البخاری : 1 / 58 ح 125.
2- تهذیب التهذیب : 8 / 348.
3- خلاصة الخزرجی : 1 / 391 رقم 2544.
4- تقریب التهذیب : 1 / 306 رقم 263 حرف السین.
5- تهذیب التهذیب 4 / 78.
6- التاریخ : 3 / 270 رقم 1273 ، معرفة الرجال : 1 / 104 رقم 470.
7- الکامل فی ضعفاء الرجال : 7 / 239 رقم 2138.

فی الرجل. ترجمه ابن حجر فی تهذیبه(1) (11 / 243 - 249).

مرّ الحدیث عنه (ص 43 ، 51) بإسناد رجاله ثقات ، ویأتی عنه نزول آیة إکمال الدین فی علیّ علیه السلام.

90 - الحافظ إبراهیم بن الحجّاج بن زید ، أبو إسحاق السامیّ - بالمهملة - البصریّ : المتوفّی (231 ، 233).

ذکره ابن حبّان فی الثقات(2) ، کما فی الخلاصة(3) (ص 14) ، ووثّقه ابن حجر فی التقریب(4) (ص 12) ، وحکی ثقته عن الدارقطنی(5) وصلاحه عن ابن قانع فی تهذیبه(6) (1 / 113).

یأتی عنه حدیث التهنئة فی روایة الحمّوئی ، بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

91 - الحافظ علیّ بن حکیم بن ذُبیان - بمعجمة مضمومة بعدها الموحّدة الساکنة - الکوفیّ ، الأودیّ : المتوفّی (231).

وثّقه ابن معین والنسائی ومحمد بن عبدالله الحضرمی وابن قانع ، کما فی خلاصة الخزرجی(7) ، وتهذیب ابن حجر(8) (7 / 311).

مرّ حدیثه بطریق صحیح رجاله ثقات (ص 48) ، ویأتی عنه بطریق صحیح حدیث المناشدة بلفظ سعید وزید بن یُثیع.

ص: 198


1- تهذیب التهذیب : 11 / 213.
2- الثقات : 8 / 78.
3- خلاصة الخزرجی : 1 / 43 رقم 194.
4- تقریب التهذیب : 1 / 33 رقم 186 حرف الألف.
5- ذکر أسماء التابعین : 2 / 21 رقم 44.
6- تهذیب التهذیب : 1 / 98.
7- خلاصة الخزرجی : 2 / 247 رقم 4974.
8- تهذیب التهذیب : 7 / 274.

92 - الحافظ خلف بن سالم المُهَلّبیّ المُخَرِّمیّ - بضمّ المیم وفتح المعجمة - البغدادیّ : المتوفّی (231).

وثّقه النسائی وابن شیبة وحمزة الکنانی ، کما فی الخلاصة(1) (ص 90) ، وتهذیب التهذیب(2) (3 / 152) ، وحکی الخطیب فی تاریخه (8 / 328) عن غیر واحد ثقته وصدقه وثبْته.

مرّ الحدیث عنه (ص 31) بطریق صحیح رجاله ثقات ، وکذلک ما مرّ عنه (ص 34).

93 - الحافظ علیّ بن محمد ، أبو الحسن الطنافسیّ ، الکوفیّ ، نزیل الریّ : المتوفّی (233 ، 235).

قال أبو حاتم(3) : کان ثقةً صدوقاً ، وقال الخلیلی : إمامٌ هو وأخوه الحسن بقزوین ، ولهما محلٌّ عظیم ، وارتحل إلیهما الکبار ، وذکره ابن حبّان فی الثقات(4) ، کذا ترجمه ابن حجر فی تهذیبه(5) (7 / 379) ، وقال فی تقریبه(6) (ص 186) : ثقةٌ عابدٌ ، وذکر ثقته الخزرجی فی خلاصته(7) (ص 235).

أخرج الحافظ ابن ماجة فی سننه(8) (1 / 30) عن علیّ بن محمد الطنافسی ، قال : حدّثنا أبو معاویة محمد بن خازم ، حدّثنا موسی بن مسلم الشیبانی ، عن

ص: 199


1- خلاصة الخزرجی : 1 / 292 رقم 1854.
2- تهذیب التهذیب : 3 / 131.
3- الجرح والتعدیل : 6 / 202 رقم 1111.
4- الثقات : 8 / 467.
5- تهذیب التهذیب : 7 / 331.
6- تقریب التهذیب : 2 / 43 رقم 404 حرف العین.
7- خلاصة الخزرجی : 2 / 256 رقم 5042.
8- سنن ابن ماجة : 1 / 45 ح 121.

عبدالرحمن بن سابط ، عن سعد بن أبی وقّاص ، قال :

قدم معاویة ... إلی آخر اللفظ المذکور (ص 39) ، والإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

وأخرج ابن ماجة - أیضاً - فی سننه(1) (1 / 29) قال : حدّثنا علیّ بن محمد ، حدّثنا أبو الحسن زید بن الحباب ، أخبرنی حمّاد بن سلمة ، عن علیّ بن زید بن جدعان ، عن عدیّ بن ثابت ، عن البراء بن عازب رضی الله عنه قال : أقبلنا مع رسول الله صلی الله علیه وسلم ... إلی آخر اللفظ المذکور عنه (ص 18) ، وهذا الإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

94 - الحافظ هُدْبة بن خالد ، أبو خالد القیسیّ ، البصریّ : المتوفّی (235).

وثّقه ابن معین وابن حبّان(2) ومَسلمة بن قاسم وأبو یعلی ، وعن ابن عدیّ(3) : صدوقٌ لا بأس به وقد وثّقه الناس.

ترجمه الذهبی فی تذکرته(4) (2 / 50) ، والخزرجی فی خلاصته(5) (ص 355) ، وابن حجر فی تهذیبه(6) (11 / 25).

یأتی عنه حدیث التهنئة بطریق صحیح رجاله ثقات.

95 - الحافظ عبدالله بن محمد بن أبی شیبة ، أبو بکر العبسیّ ، الکوفیّ : المتوفّی (235).

ص: 200


1- سنن ابن ماجة : 1 / 43 ح 116.
2- الثقات : 9 / 246.
3- الکامل فی ضعفاء الرجال : 7 / 138 رقم 2052.
4- تذکرة الحفّاظ : 2 / 465 رقم 476.
5- خلاصة الخزرجی : 3 / 123 رقم 7757.
6- تهذیب التهذیب : 11 / 24.

وثّقه العجلی(1) وأبو حاتم(2) وابن خراش ، وقال ابن حبّان(3) : کان متقناً حافظاً دیّناً ، ترجمه الذهبی فی تذکرته(4) (2 / 20) ، والخطیب فی تاریخه (10 / 66 - 71) ، وابن حجر فی تهذیبه(5) (6 / 4).

یأتی عنه حدیث مناشدة شابٍّ أبا هریرة بسند صحیح ، وحدیث الرکبان بإسناد رجاله کلّهم ثقات ، وحدیث التهنئة.

96 - الحافظ أبو سعید عبیدالله بن عمر الجشمیّ ، القواریریّ ، البصریّ : المتوفّی (235).

وثّقه ابن معین والعجلی(6) والنسائی والحافظ صالح جزرة ، کما فی تاریخ الخطیب (10 / 320 - 323).

یأتی عنه حدیث مناشدة الرحبة بلفظ عبدالرحمن بن أبی لیلی.

97 - الحافظ أحمد بن عمر بن حفص الجلّاب ، أبو جعفر الوکیعیّ ، الکوفیّ ، نزیل بغداد : المتوفّی (235).

وثّقه ابن معین وعبدالله بن أحمد ومحمد بن عبدوس ، کما فی تاریخ الخطیب (4 / 284). یأتی بطریقه حدیث مناشدة الرحبة بلفظ عبدالرحمن.

98 - الحافظ إبراهیم بن المنذر بن عبدالله الحزامیّ - بالزای - أبو إسحاق المدنیّ : المتوفّی (236).

ص: 201


1- تاریخ الثقات : ص 276 رقم 878.
2- الجرح والتعدیل : 5 / 160 رقم 737.
3- الثقات : 8 / 358.
4- تذکرة الحفّاظ : 2 / 432 رقم 439.
5- تهذیب التهذیب : 6 / 3.
6- تاریخ الثقات : ص 318 رقم 1066.

وثّقه الدارقطنی(1) وابن الوضّاح ، وذکره ابن حبّان فی الثقات(2) ، وقال الخطیب(3) - فی ردّ من قال : عنده مناکیر - : وأمّا المناکیر فقلّما توجد فی حدیثه إلّا أن یکون عن المجهولین ، ومع هذا فإنَّ یحیی بن معین وغیره من الحفّاظ کانوا یرضونه ویوثِّقونه. ترجمه ابن حجر فی تهذیبه(4) (1 / 167).

أخرج الحافظ النسائی فی خصائصه(5) (ص 25) ، قال : أخبرنی أبو عبدالرحمن زکریّا بن یحیی السجستانی ، قال : حدّثنی محمد بن عبدالرحیم ، قال : أخبرنا إبراهیم ، حدّثنا معن(6) ، حدّثنی موسی بن یعقوب ، عن مهاجر بن مسمار ، عن عائشة بنت سعد وعامر بن سعد ، عن سعد : أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم خطب ، فقال : «أیّها الناس فإنّی ولیّکم». قالوا : صدقت.

ثم أخذ بید علیّ فرفعها ، ثمّ قال : «هذا ولیّی ، والمؤدّی عنّی ، والی الله من والاه ، وعادی من عاداه».

والإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

99 - أبو سعید یحیی بن سلیمان الکوفیّ ، الجعفیّ ، المقرئ : المتوفّی (237).

وثّقه الدارقطنی(7) والعقیلی ، وذکره ابن حبّان فی الثقات(8) کما فی تهذیب

ص: 202


1- ذکر أسماء التابعین : 1 / 55 رقم 24.
2- الثقات : 8 / 73.
3- تاریخ بغداد : 6 / 179 رقم 3235.
4- تهذیب التهذیب : 1 / 145.
5- خصائص أمیر المؤمنین : ص 113 ح 94 ، وفی السنن الکبری : 5 / 134 ح 8479.
6- هو معن بن عیسی بن یحیی الأشجعی ، أبو یحیی المدنی : المتوفّی (198). وثّقه ابن معین ، وقال ابن سعد [فی الطبقات الکبری : 5 / 437] : کان ثقة ، کثیر الحدیث ، ثبتاً مأموناً ، کذا ترجمه ابن حجر فی تهذیبه : 10 / 252 [10 / 226]. (المؤلف)
7- ذکر أسماء التابعین : 1 / 408 رقم 1249.
8- الثقات : 9 / 263.

التهذیب(1) (11 / 227) ، والخلاصة(2) (ص 364).

یأتی عنه حدیث الرکبان بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

100 - الحافظ ابن راهویه إسحاق بن إبراهیم الحنظلیّ ، المروزیّ : المتوفّی (237).

قال أحمد : لا أعلم له نظیراً عندنا من أئمّة المسلمین ، ووثّقه جمعٌ ، کما فی خلاصة الخزرجی(3) (ص 23) ، وقال ابن خلّکان فی تاریخه(4) (1 / 68) : جمع بین الحدیث والفقه والورع ، وکان أحد أئمّة الإسلام ، له مسند مشهور.

مرّ عنه (ص 55 ، 72) بإسناد صحیح.

101 - الحافظ عثمان بن محمد بن أبی شیبة ، أبو الحسن العبسیّ ، الکوفیّ ، صاحب المسند والتفسیر : المتوفّی (239).

وثّقه ابن معین والعجلی(5) ، کما فی تاریخ الخطیب (11 / 283 - 288) ، وتذکرة الذهبی(6) (2 / 30).

أخرج الحدیث فی سننه بطرق صحیحة رجالها کلّهم ثقات.

راجع (ص 15 ، 19 ، 20 ، 22 ، 53) ، ویأتی عنه حدیث التهنئة بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

102 - الحافظ قتیبة بن سعید بن جمیل البغلانیّ - بغلان : قریة فی بلخ - أبو رجاء الثقفیّ : المتوفّی (240) عن (92) عاماً.

ص: 203


1- تهذیب التهذیب : 11 / 199.
2- خلاصة الخزرجی : 3 / 150 رقم 7966.
3- المصدر السابق : 1 / 69 رقم 368.
4- وفیات الأعیان : 1 / 199 رقم 85.
5- تاریخ الثقات : ص 329 رقم 1111.
6- تذکرة الحفّاظ : 2 / 444 رقم 450.

قال السمعانی فی أنسابه(1) : إنَّه المحدِّث فی الشرق والغرب ، رحل إلیه أئمّة الدنیا من الأمصار ، وروی عنه الأئمّة الخمسة : البخاری ، ومسلم ، وأبو داود ، وأبو عیسی ، وأبو عبدالرحمن ، ومن لا یُحصی کثرةً. انتهی.

وثّقه ابن معین والنسائی والذهبی فی تذکرته(2) (2 / 33).

مرّ حدیثه (ص 31) بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

103 - إمام الحنابلة أبو عبدالله أحمد بن حنبل الشیبانیّ : المتوفّی (241).

أخرج حدیث الغدیر بطرق کثیرة صحیحة فی المسند والمناقب ، مضت جملةٌ منها ، وهناک بقیّةٌ وافیةٌ تأتی إن شاء الله.

104 - الحافظ یعقوب بن حمید بن کاسب ، أبو یوسف المدنیّ : المتوفّی (241).

وثّقه ابن معین ومصعب بن الزبیر ومسلمة بن قاسم ، وذکره ابن حبّان فی الثقات(3) ، ونفی عنه البأس ابن عدیّ(4) ، وقال البخاری : لم نَرَ فیه إلّا خیراً ، هو فی الأصل صدوقٌ ، فلم یُسمع تضعیف من ضعّفه.

توجد ترجمته فی التذکرة(5) (2 / 51) ، والخلاصة(6) (ص 375) ، وتهذیب التهذیب(7) (11 / 384). مرّ حدیثه (ص 39).

105 - الحافظ الحسن بن حمّاد بن کُسَیب - مُصغّراً - أبو علیّ سجادة البغدادیّ : المتوفّی (241).

ص: 204


1- الأنساب : 1 / 376.
2- تذکرة الحفّاظ : 2 / 446 رقم 453.
3- الثقات : 9 / 285.
4- الکامل فی ضعفاء الرجال : 7 / 151 رقم 2061.
5- تذکرة الحفّاظ : 2 / 466 رقم 477.
6- خلاصة الخزرجی : 3 / 181 رقم 8225.
7- تهذیب التهذیب : 11 / 336.

قال أحمد : صاحب سنّة ، وذکره ابن حبّان فی الثقات(1) ، کما فی خلاصة الخزرجی(2) (ص 66) وهامشها ، ترجمه الخطیب فی تاریخه (7 / 295) ، ووثّقه.

یأتی بطریق الحافظ الواحدی عنه نزول آیة التبلیغ فی ولایة علیّ علیه السلام.

106 - الحافظ هارون بن عبدالله بن مروان ، أبو موسی البزّاز ، المعروف بالحمّال : المتوفّی (243).

وثّقه الدارقطنی(3) والنسائی والذهبی فی التذکرة(4) (2 / 62) ، والخطیب فی تاریخه (14 / 22).

یأتی عنه حدیث المناشدة فی الرحبة بلفظ أبی الطفیل ، بطریق صحیح رجاله ثقات.

107 - أبو عمار الحسین بن حُرَیث المروزیّ : المتوفّی بقصر اللصوص سنة (244) ، وثّقه النسائی ، کما فی تاریخ الخطیب (8 / 36) ، ووثّقه ابن حجر فی تقریبه(5) (ص 57).

یأتی بروایته حدیث المناشدة بلفظ سعید بالإسناد الصحیح رجاله ، کلّهم ثقات.

108 - هلال بن بِشْر بن محبوب أبوالحسن البصریّ الأحدب : المتوفّی (246) ، وثّقه النسائی ، وذکره ابن حبّان فی الثقات(6). أخرج النسائی فی خصائصه(7) (ص 3) ، قال :

ص: 205


1- الثقات : 8 / 175.
2- خلاصة الخزرجی : 1 / 211 رقم 1334.
3- ذکر أسماء التابعین : 2 / 265 رقم 1335.
4- تذکرة الحفّاظ : 2 / 478 رقم 491.
5- تقریب التهذیب : 1 / 175 رقم 352 حرف الحاء.
6- الثقات : 9 / 248.
7- السنن الکبری : 5 / 107 ح 8397.

أخبرنا هلال بن بشر البصری ، قال : حدّثنا محمد بن خالد - ابن عثمة - قال : حدّثنی موسی بن یعقوب الزمعی ، قال : حدّثنا مهاجر بن مسمار ، عن عائشة بنت سعد ، قالت : سمعت أبی یقول ... إلی آخر اللفظ المذکور (ص 38) ، والإسناد صحیح رجاله ثقات.

109 - أبو الجوزاء أحمد بن عثمان البصریّ : المتوفّی (246) ، وثّقه أبو حاتم(1). وقال ابن أبی عاصم : کان من نُسّاک أهل البصرة ، وقال البزّار : ثقة مأمون ، وذکره ابن حبّان فی الثقات. ترجمه ابن حجر فی تهذیبه(2) (1 / 61).

مرّ عنه الحدیث (ص 41) بإسناد رجاله کلّهم ثقات ، غیر عثمة(3) أمّ محمد بن خالد الثقة ولم أعرفها ، وما قرأتُ فیها غمزاً.

أخرج النسائی فی خصائصه(4) (ص 25) قال : أخبرنا أحمد بن عثمان البصری أبو الجوزاء ، قال : أخبرنا ابن عیینة(5) ، بنت سعد ، عن سعد ، قال :

ص: 206


1- الجرح والتعدیل : 2 / 63 رقم 104.
2- تهذیب التهذیب : 1 / 53.
3- والذی یهوّن الخطب أنَّ عثمة لم تقع فی الإسناد ، فالحدیث رواه کلّ من الطبری فی کتاب الولایة - وعنه ابن کثیر : 5 / 212 - والنسائی فی السنن والخصائص : ح 95 ، وابن أبی عاصم فی السنّة : ح 1189 ، کلّهم عن أبی الجوزاء أحمد بن عثمان عن محمد بن خالد بن عثمة ... فکلمة (ابن عثمة) صُحِّفت فی طبعة البدایة والنهایة الی (عن عثمة) والصواب (بن) کما فی الطبعات المحقّقة. (الطباطبائی)
4- خصائص أمیر المؤمنین علیه السلام : ص 114 ح 95 ، وفی السنن الکبری : 5 / 134 ح 8480 ، والسند فیهما : أخبرنا أحمد بن عثمان أبو الجوزاء ، قال حدّثنا ابن عثمة ، قال : حدّثنا موسی بن یعقوب ، عن المهاجر بن مسمار ، عن عائشة بنت سعد. هکذا فی السنن والخصائص فی الطبعات المحقّقة. أما فی الطبعة المصریة القدیمة غیر المحقّقة من الخصائص التی اعتمدها شیخنا المؤلف ففیها فی هذا الإسناد سقط وأخطاء. (الطباطبائی)
5- کذا فی النسخ ، وصحّحها المحشّی علیها ، وقال : بسقوط (أخبرتنا بنت سعد) ، أو (عن بنت

أخذ رسول الله صلی الله علیه وسلم بید علیّ فخطب ، فحمد الله وأثنی علیه ، ثمّ قال : «ألم تعلموا أنَّی أولی بکم من أنفسکم» ؟ قالوا : نعم ، صدقت یا رسول الله.

ثمّ أخذ بید علیّ فرفعها ، فقال : «من کنتُ ولیّه فهذا ولیّه ، وإنَّ الله لَیُوالی من

والاه ، ویُعادی من عاداه». والإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

110 - الحافظ محمد بن العلاء الهمدانیّ ، الکوفیّ ، أبو کُرَیب : المتوفّی (248).

وثّقه الذهبی فی التذکرة(1) (2 / 80).

یأتی بطریقه حدیث مناشدة شابٍّ أبا هریرة بإسناد صحیح رجاله ثقات.

111 - یوسف بن عیسی بن دینار الزُّهریّ ، أبو یعقوب المروزیّ : المتوفّی (249).

فی التقریب(2) : ثقةٌ فاضلٌ ، وثّقه غیر واحد من الحفّاظ ، کما فی خلاصة الخزرجی(3) (ص 378).

روی النسائی بطریقه حدیث المناشدة بلفظ حارثة الآتی ، والإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

112 - نصر بن علیّ بن نصر ، أبو عمرو الجهضمیّ ، البصریّ : المتوفّی (251).

وثّقه أبو حاتم(4) والنسائی وابن خراش ، وقال مَسلمة : ثقةٌ عند جمیعهم ، ترجمه ابن حجر فی تهذیبه(5) (10 / 430).

ص: 207


1- تذکرة الحفّاظ : 2 / 497 رقم 512.
2- تقریب التهذیب : 2 / 382 رقم 446 حرف الیاء.
3- خلاصة الخزرجی : 3 / 189 رقم 8290.
4- الجرح والتعدیل : 8 / 466 رقم 2136.
5- تهذیب التهذیب : 10 / 384.

مرّ حدیثه (ص 85) بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

113 - الحافظ محمد بن بشّار ، الشهیر ب- (بندار) أبو بکر العبدیّ ، البصریّ : المتوفّی (252).

یروی عنه الأئمّة الستّة أصحاب الصحاح ، وثّقه العجلی(1) وابن سیّار ومسلمة ابن قاسم وغیرهم ، وقال الذهبی فی تذکرته(2) (2 / 53) : لا عبرة بقول من ضعّفه.

مرّ عنه (ص 41) بطریق ابن ماجة والترمذی بإسناد صحیح رجاله ثقات.

114 - الحافظ محمد بن المثنّی أبو موسی العَنَزیّ - بالمهملة ثمّ الموحّدة المفتوحتین بعدهما الزای - البصریّ : المتوفّی (252).

ترجمه الخطیب فی تاریخه (3 / 283 - 286) ، وقال : کان ثِقةً ثبتاً ، احتجَّ سائر الأئمة بحدیثه. توجد ثقته والثناء علیه فی کثیر من معاجم التراجم(3).

یأتی عنه حدیث المناشدة بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات بلفظ سعید ، ومرّ عنه بإسناد صحیح (ص 30).

115 - الحافظ یوسف بن موسی ، أبو یعقوب القطّان ، الکوفی : المتوفّی (253).

ترجمه الخطیب فی تاریخه (14 / 304) وقال : قد وصفه غیر واحد من الأئمّة بالثقة ، واحتجّ به البخاری فی صحیحه.

یأتی عنه حدیث المناشدة بلفظ زید بن یُثیع بطریق صحیح رجاله کلّهم ثقات.

116 - الحافظ محمد بن عبدالرحیم ، أبو یحیی البغدادیّ ، البزّاز ، المعروف بصاعقة : المتوفّی (255) ، والمولود (185).

ص: 208


1- تاریخ الثقات : ص 401 رقم 1435.
2- تذکرة الحفّاظ : 2 / 511 رقم 526.
3- أُنظر : الجرح والتعدیل : 8 / 95 رقم 409 ، تهذیب التهذیب : 9 / 377 ، تقریب التهذیب : 2 / 204 رقم 666 حرف المیم ، میزان الاعتدال : 4 / 24 رقم 8115.

وثّقه عبدالله بن أحمد والنسائی وأحمد بن صاعد وابن إسحاق السراج ومسلمة والقرّاب وغیرهم ، وقال الخطیب(1) : کان متقناً ضابطاً عالماً حافظاً. ترجمه ابن حجر فی تهذیب التهذیب(2) (9 / 311).

مرّ الحدیث عنه (ص 89) بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

117 - محمد بن عبدالله المذکور (ص 84) العدویّ ، المقریّ : المتوفّی (256).

قال ابن أبی حاتم(3) : سمعت منه مع أبی سنة (255) ، وهو صدوقٌ ثقةٌ ، سُئِلَ عنه أبی ، فقال : صدوقٌ ، ووثّقه النسائی ومسلمة بن قاسم ، وقال الخلیلی : ثقةٌ متفقٌ علیه ، وذکره ابن حبّان فی الثقات(4). کذا ترجمه ابن حجر فی تهذیبه(5) (9 / 284).

یأتی حدیثه فی حدیث التهنئة بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

118 - الحافظ أبو عبدالله محمد بن إسماعیل البخاریّ : المتوفّی (256).

صاحب الصحیح الدائر السائر ، أحد الصحاح الستّة. ذکره فی تاریخه (ج 1 قسم 1 ص 375) ، کما مرّ فی طریق سالم بن عبدالله بن عمر.

119 - الحافظ الحسن بن عرفة بن یزید ، أبو علیّ العبدیّ ، البغدادیّ : المتوفّی (257) بسامراء ، وقد عاش مائة وعشر سنین.

وثّقه(6) ابن معین وأبو حاتم وابن قاسم وذکره ابن حبّان فی الثقات ،

ص: 209


1- تاریخ بغداد : 2 / 363 رقم 873.
2- تهذیب التهذیب : 9 / 277.
3- الجرح والتعدیل : 7 / 307 رقم 1668.
4- الثقات : 9 / 121.
5- تهذیب التهذیب : 9 / 252.
6- الجرح والتعدیل : 3 / 31 رقم 128 ، الثقات : 8 / 179 ، خلاصة الخزرجی : 1 / 215 رقم 1356 ، تهذیب التهذیب : 2 / 254.

کما فی تاریخ الخطیب (7 / 394) ، وخلاصة الخزرجی (ص 67) ، وتهذیب التهذیب (2 / 239).

مرّ الحدیث بطریقه (ص 41) بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

120 - الحافظ عبدالله بن سعید الکندی ، الکوفیّ ، أبو سعید الأشجّ ، صاحب التفسیر والتصانیف : المتوفّی (257).

ترجمه الذهبی فی تذکرته(1) (2 / 84) ، وأثنی علیه بالإمامة ، وقال : قال أبو حاتم(2) : ثقةٌ إمام أهل زمانه ، وقال النسائی : صدوقٌ ، وقال ابن حجر(3) : وثّقه الخلیلی ومسلمة بن قاسم.

یأتی عنه حدیث المناشدة فی الرحبة بلفظ عبدالرحمن ، وحدیث مناشدة رجل عراقی جابر الأنصاری ، بطریق صحیح رجاله ثقات.

121 - الحافظ محمد بن یحیی بن عبدالله النیسابوریّ ، الذُهلیّ - مولی بنی ذُهل - الزُّهریّ - جامع الزهریات أحادیث الزهری - : المتوفّی (258).

ترجمه الذهبی فی تذکرته(4) (2 / 111) ، وأثنی علیه بالإمامة ، وقال : انتهت إلیه مشیخة العلم بخراسان مع الثقة والصیانة والدین ومتابعة السنن ، وقال الخطیب فی تاریخه (3 / 415) : کان أحد الأئمّة العراقیّین ، والحفّاظ المُتقنین ، والثقات المأمونین.

أخرج النسائی بطریقه حدیث الرحبة بلفظ عُمیرة(5) بإسناد صحیح ، رجاله کلّهم ثقات.

ص: 210


1- تذکرة الحفّاظ : 2 / 502 رقم 517.
2- الجرح والتعدیل : 5 / 73 رقم 342.
3- تهذیب التهذیب : 5 / 208.
4- تذکرة الحفّاظ : 2 / 530 رقم 549.
5- خصائص أمیر المؤمنین : ص 100 ح 85 ، وفی السنن الکبری : 5 / 131 ح 8470.

مرّ عنه (ص 23 ، 32).

122 - الحافظ حجّاج بن یوسف الثقفیّ ، البغدادیّ ، أبو محمد ، الشهیر بابن الشاعر : المتوفّی (259).

ترجمه(1) السمعانی فی أنسابه فی نسبة الشاعر : بالثقة والفهم والحفظ ، والذهبی فی تذکرته (2 / 129) وحکی عن ابن أبی حاتم ثقته ، والخطیب فی تاریخه (8 / 240) ، وحکی ابن حجر فی تهذیبه (2 / 210) ثقته عن غیر واحد.

مرّ عنه (ص 54) بطریق صحیح رجاله ثقات.

123 - أحمد بن عثمان بن حکیم ، أبو عبدالله الأودیّ - بفتح الهمزة وسکون الواو - : المتوفّی (261 ، 262) ، وثّقه النسائی وابن خراش ، وترجمه الخطیب فی تاریخه (4 / 296).

یأتی عنه حدیث المناشدة بلفظ عمیرة بإسنادٍ صحیح رجاله کلّهم ثقات.

124 - الحافظ عمر بن شَبَّة - بفتح أوّله والموحّدة المشدّدة - النمیری ، أبو زید البصریّ ، الأخباری : المتوفّی (262).

وثّقه الدارقطنی کما فی تذکرة الذهبی(2) (2 / 98) ، وخلاصة الخزرجی(3) (ص 240) ، ووثّقه الخطیب فی تاریخه (11 / 208) ، وقال المرزبانی فی معجم الشعراء - کما حکی - : صدوقٌ ثقةٌ.

یأتی عنه حدیث احتجاج عمر بن عبدالعزیز بحدیث الغدیر.

ص: 211


1- الأنساب : 3 / 378 ، تذکرة الحفّاظ : 2 / 549 رقم 569 ، الجرح والتعدیل : 3 / 168 رقم 718 ، تهذیب التهذیب : 2 / 184.
2- تذکرة الحفّاظ : 2 / 516 رقم 533.
3- خلاصة الخزرجی : 2 / 271 رقم 5181.

125 - الحافظ حمدان ، أحمد بن یوسف بن حاتم(1) السلَمی ، أبو الحسن النیسابوریّ : المتوفّی (264) فی عشر التسعین.

وثّقه مسلم والخلیلی والدارقطنی. وقال الحاکم : هو أحد أعلام الحدیث ، کثیر الرحلة ، واسع الفهم ، کذا ترجمه الخزرجی فی الخلاصة(2) (ص 12) ، وابن حجر فی تهذیبه(3) (1 / 92).

مرّ حدیثه (ص 20) بإسناد صحیح رجاله ثقات ، و (ص 65) بسند صحیح أیضاً.

126 - الحافظ عبید الله بن عبدالکریم بن یزید ، أبو زرعة المخزومیّ ، الرازیّ : المتوفّی (264 ، 268).

قال الخطیب (10 / 326 - 337) : کان إماماً ربّانیاً حافظاً مکثراً صادقاً ، وقال أبوحاتم(4) : حدّثنی أبو زرعة ، وما خَلَفَ بعده مثله علماً وفهماً وصیانةً وصدقاً ، ولا أعلم فی المشرق والمغرب من کان یفهم هذا الشأن مثله ، وإذا رأیت الرازی یتنقّص أبا

زرعة فاعلم أنَّه مبتدع ، ووثّقه النسائی ، وأثنی علیه غیره ووثّقه. ترجمه ابن حجر فی تهذیبه(5) (7 / 30 - 34).

یأتی عنه حدیث التهنئة بروایة ابن کثیر بإسناد صحیح ، رجاله کلّهم ثقات.

127 - الحافظ أحمد بن منصور بن سیّار ، أبو بکر البغدادیّ ، صاحب المسند : المتوفّی (265) عن (83) عاماً.

ص: 212


1- فی تهذیب التهذیب والثقات : 8 / 47 : یوسف بن خالد.
2- خلاصة الخزرجی : 1 / 36 رقم 150.
3- تهذیب التهذیب : 1 / 79.
4- الجرح والتعدیل : 5 / 324 رقم 1543.
5- تهذیب التهذیب : 7 / 28.

وثّقه أبو حاتم(1) والدارقطنی ، کما فی تاریخ الخطیب (5 / 151 - 153) ، وحکی ابن حجر فی تهذیبه(2) ثقته عن الخلیلی ومسلمة بن قاسم ، روی حدیث المناشدة بلفظ زید بن یُثیع وعبد خیر الآتی ، بإسناد رجاله کلّهم ثقات.

128 - الحافظ إسماعیل بن عبدالله بن مسعود العبدیّ ، أبو بشر الأصفهانیّ ، الشهیر بسمّویه : المتوفّی (267).

قال أبو الشیخ : کان حافظاً مُتقِناً ، وقال أبو نعیم : کان من الحفّاظ والفقهاء ، وقال

ابن أبی حاتم(3) : صدوقٌ ، کذا ترجمه الذهبی فی تذکرته(4) (2 / 145). راجع (ص 52).

129 - الحافظ الحسن بن علیّ بن عفّان العامریّ ، أبو محمد الکوفیّ : المتوفّی (270).

أحد مشایخ الحافظ الکبیر ابن ماجة ونظرائه ، وثّقه الدارقطنی ومسلمة بن قاسم ، وذکره ابن حبّان فی الثقات(5) ، ترجمه الخزرجی فی الخلاصة(6) (ص 68) ، وابن حجر فی تهذیبه(7) (2 / 302).

مرّ الحدیث عنه (ص 24) بطریق حسن إن لم یکن صحیحاً ؛ لمکان حسن بن عطیّة بن نجیح - وهو صدوقٌ ، یروی عن البخاری - ویأتی عنه حدیث المناشدة بلفظ زید بن یُثیع بطریق صحیح رجاله ثقات.

130 - الحافظ محمد بن عوف بن سفیان ، أبو جعفر الطائیّ ، الحِمْصیّ : المتوفّی (272).

ص: 213


1- الجرح والتعدیل : 2 / 78 رقم 169.
2- تهذیب التهذیب : 1 / 72.
3- الجرح والتعدیل : 2 / 182 رقم 620.
4- تذکرة الحفّاظ : 2 / 566 رقم 591.
5- الثقات : 8 / 181.
6- خلاصة الخزرجی : 1 / 216 رقم 1362.
7- تهذیب التهذیب : 2 / 261.

ترجمه الذهبی فی تذکرته(1) (2 / 159) وقال : وقد وثّقه غیر واحد ، وأثنوا علی معرفته ونبله. مرّ الحدیث بطریقه (ص 57).

131 - الحافظ سلیمان بن سیف بن یحیی الطائیّ ، أبو داود الحرّانیّ : المتوفّی (272).

وثّقه النسائی ، ویروی عنه کثیراً ، وذکره ابن حبّان فی الثقات(2) ، ترجمه ابن حجر فی تهذیبه(3) (4 / 199).

یأتی بطریقه حدیث المناشدة فی الرحبة بلفظ زید بن یُثیع.

132 - الحافظ محمد بن یزید القزوینیّ ، أبو عبدالله بن ماجة ، صاحب السنن : المتوفّی (273).

ترجمه کثیر من الأعلام ، قال الذهبی فی تذکرته(4) (2 / 209) : قال أبو یعلی الخلیلی : ابن ماجة ثقة کبیر ، متّفق علیه ، محتجٌّ به ، له معرفة وحفظ.

مرّ حدیثه (ص 19 ، 20) بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات ، و (ص 39 ، 41).

133 - أبو محمد عبدالله بن مسلم بن قُتیبة الدِینَوَرِیّ(5) ، البغدادیّ : المتوفّی (276).

ترجمه الخطیب فی تاریخه (10 / 170) ، وقال : کان ثقةً دیِّناً فاضلاً ، ووثّقه ابن خلّکان فی تاریخه(6) وذکر فضله.

ص: 214


1- تذکرة الحفّاظ : 2 / 581 رقم 606.
2- الثقات : 8 / 281.
3- تهذیب التهذیب : 4 / 174.
4- تذکرة الحفّاظ : 2 / 636 رقم 659.
5- دِینَوَر - بکسر الدال وفتح النون والواو - بلد عند قرمیسین - کرمنشاه - قاله ابن خلّکان. (المؤلف)
6- وفیات الأعیان : 3 / 42 رقم 328.

یأتی عنه حدیث احتجاج بُرْد علی عمرو بن العاصی ، وحدیث مناشدة شابٍّ أبا هریرة.(1)

134 - الحافظ عبدالملک بن محمد ، أبو قلابة الرقاشیّ ، الزاهد ، محدِّث البصرة : المتوفّی (276) ، والمولود (190).

قال أبو داود : أمین مأمون ، کتبت عنه ، ترجمه الذهبی فی تذکرته(2) (2 / 197) ، وحکی ابن حجر فی تهذیبه(3) (6 / 420) ثقته عن ابن الأعرابی ومسلمة بن قاسم ، وذکره ابن حبّان فی الثقات(4).

مرّ الحدیث عنه (ص 31) بطریق صحیح رجاله کلّهم ثقات.

135 - الحافظ أحمد بن حازم الغِفاریّ ، الکوفیّ ، الشهیر بابن أبی غرزة :

المتوفّی (276) ، صاحب المسند.

ذکره ابن حبّان فی الثقات(5) ، وقال : کان مُتقِناً ، کذا ترجمه الذهبی فی

ص: 215


1- ذکر حدیث الغدیر فی کتابه : تأویل مختلف الحدیث - طبعة القاهرة سنة 1386 - ص 6 و 42 ، وهنا حاول تأویل الحدیث وتحریف معناه فاضطرّ إلی الهذیان ! وناقض ما ذکره هنا فی کتابه الاختلاف فی اللفظ ص 47 - طبعة القدسی بمصر سنة 1349 - حین ذکر الحدیث مرسلاً إیّاه إرسال المسلّمات عند إفاضته فی تعصب السنّیّین علی علیّ علیه السلام قال : وتحامی کثیر من المحدّثین أن یحدّثوا بفضائله - کرم الله وجهه - أو یظهروا ما یجب له ... وأهملوا من ذکره أو روی حدیثاً من فضائله ، حتی تحامی کثیر من المحدّثین ثوابها ، وعُنوا بجمع فضائل عمرو بن العاص ومعاویة !! کأنَّهم لا یریدونهما بذلک وإنَّما یریدونه ، فإن قال قائل : أخو رسول الله صلی الله علیه وسلم علیّ وأبو سبطیه الحسن والحسین ، وأصحاب الکساء : علیّ وفاطمة والحسن والحسین ، تمعّرت الوجوه وتنکّرت العیون ! وطرت حسائک الصدور ! وإن ذکر ذاکر قول النبی صلی الله علیه وسلم «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه» و «أنت منّی بمنزلة هارون من موسی» وأشباه هذا التمسوا لتلک الأحادیث المخارج لینتقصوه ویبخسوه حقّه ... (الطباطبائی)
2- تذکرة الحفّاظ : 2 / 580 رقم 604.
3- تهذیب التهذیب : 6 / 371.
4- الثقات : 8 / 391.
5- المصدر السابق : 8 / 44.

تذکرته(1) (2 / 171).

مرّ الحدیث بطریقه (ص 20) بإسناد صحیح رجاله ثقات ، وکذلک ما مرّ عنه (ص 32) ، ویأتی بإسناده حدیث المناشدة بلفظ عمرو ذی مرّ بطریق صحیح رجاله کلّهم ثقات.

136 - الحافظ محمد بن عیسی ، أبو عیسی الترمذیّ : المتوفّی (279).

أحد الأئمّة الستّة أصحاب الصحاح ، غنیٌّ عن کلّ توثیق.

راجع (ص 27 ، 33 ، 34 ، 35 ، 41 ، 48) وغیرها ، وکثیر من طرقه صحیح رجاله ثقات.

137 - الحافظ أحمد بن یحیی البلاذریّ : المتوفّی (279).

اعتمد علیه وعلی کتابه أئمّة الإسلام فی النقل عنه وعن تآلیفه منذ عصره حتی الیوم. أخرجه فی أنساب الأشراف(2).

138 - الحافظ إبراهیم بن الحسین الکسائیّ ، الهمدانیّ ، أبو إسحاق ، المعروف بابن دیزیل : المتوفّی (280 ، 281).

یروی عن أبی سعید یحیی الجُعْفی المتوفّی (237) کما یأتی.

قال الذهبی فی تذکرته(3) (1 / 183) : قال الحاکم : ثقة مأمون.

روی حدیث الرکبان الآتی فی کتاب صفّین بطریق صحیح رجاله ثقات ، ونزول آیة (سَأَلَ سَائِلٌ) حول واقعة الغدیر.

ص: 216


1- تذکرة الحفّاظ : 2 / 594 رقم 617.
2- أنساب الأشراف : 2 / 108 - 112.
3- تذکرة الحفّاظ : 2 / 608 رقم 633.

139 - الحافظ أحمد بن عمرو ، أبو بکر الشیبانیّ ، الشهیر بابن أبی عاصم :

المتوفّی (287).

ترجمه الذهبی فی تذکرته(1) (2 / 214) ، وأثنی علیه بالإمامة والزهد والصدق والفقه.

مرّ عنه (ص 42 ، 55) ، ویأتی عنه حدیث المناشدة یوم الرحبة بلفظ زاذان.

140 - الحافظ زکریا بن یحیی بن إیاس ، أبو عبدالرحمن السِجْزیّ(2) ، نزیل دمشق ، المعروف بخیّاط السنّة : المتوفّی (289) عن (94) عاماً.

وثّقه النسائی والأزدی والذهبی فی تذکرته(3) (2 / 223).

مرّ عنه (ص 85) بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات ، وأخرج النسائی فی خصائصه(4) (ص 25) قال :

أخبرنا زکریا بن یحیی قال : حدّثنا [محمد بن یحیی قال حدّثنا](5) یعقوب ابن جعفر بن کثیر بن أبی کثیر عن مهاجر بن مسمار قال : أخبرتنی عائشة بنت سعد عن سعد قال : کنّا مع رسول الله صلی الله علیه وسلم بطریق مکّة ... إلی آخر اللفظ المذکور (ص 38).

141 - الحافظ عبدالله بن أحمد بن حنبل ، أبو عبدالرحمن الشیبانیّ : المتوفّی (290).

أطراه الخطیب فی تاریخه (9 / 375) بالثقة والثبت والفهم ، وقال الذهبی فی تذکرته(6) (1 / 237) : ما زلنا نری أکابر شیوخنا یشهدون لعبدالله بمعرفة الرجال

ص: 217


1- تذکرة الحفّاظ : 2 / 640 رقم 663.
2- بمهملة مکسورة وجیم ساکنة ، اسم لسجستان [معجم البلدان : 3 / 189]. (المؤلف)
3- تذکرة الحفّاظ : 2 / 650 رقم 673.
4- السنن الکبری : 5 / 135 ح 8481.
5- أضفناه من طبعة الکویت بتحقیق أحمد میر بن البلوشی : ص 114 ح 96. (الطباطبائی)
6- تذکرة الحفّاظ : 2 / 665 رقم 685.

ومعرفة علل الحدیث والأسماء والمواظبة علی الطلب ، حتی أفرط بعضهم وقدّمه علی أبیه - إمام الحنابلة - فی الکثرة والمعرفة. راجع (ص 31).

مرّ عنه بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات ، وکذلک بسند صحیح (ص 38) ، یأتی عنه حدیث المناشدة بطرق صحیحة.

142 - الحافظ أحمد بن عمرو ، أبو بکر البزّار ، البصریّ : المتوفّی (292) ، صاحب المسند المعلّل.

قال الخطیب فی تاریخه (4 / 334) : کان ثقةً حافظاً ، صنّف المسند ، وتکلّم علی الأحادیث ، وبیّن عللها ، وترجمه الذهبی فی تذکرته(1) (2 / 228) ، وحکی ثقته عن الدارقطنی.

مرّ حدیثه (ص 22 ، 33 ، 41 ، 51 ، 52 ، 56) ، ویأتی عنه بطرق أخری ، وغیر واحد من طرقه صحیح رجاله ثقات ، صحّحه الحافظ الهیثمی(2).

143 - الحافظ إبراهیم بن عبدالله بن مسلم الکجّیّ ، البصریّ ، صاحب السنن : المتوفّی (292).

ترجمه الذهبی فی تذکرته(3) (2 / 195) ، وقال : وثّقه الدارقطنی وغیره ، وکان سَرِیّاً نبیلاً ، عالماً بالحدیث ، مدحه البحتری.

روی حدیث التهنئة ، کما یأتی بإسناد صحیح ، رجاله کلّهم ثقات.

144 - الحافظ صالح بن محمد بن عمرو البغدادیّ ، الملقّب ب- (جزرة) : المتوفّی (293 ، 294). 7.

ص: 218


1- تذکرة الحفّاظ : 2 / 653 رقم 675.
2- مجمع الزوائد : 9 / 105.
3- تذکرة الحفّاظ : 2 / 620 رقم 647.

ترجمه الخطیب فی تاریخه (9 / 322) ، وقال : کان حافظاً عارفاً ، من أئمّة الحدیث ، وممّن یُرجَعُ إلیه فی علم الآثار ، ومعرفة نَقَلَة الأخبار ، وکان صدوقاً ثَبْتاً أمیناً ، وذکره الذهبی فی تذکرته(1) (2 / 215) ، وحکی عن الدارقطنی أنَّه قال : کان ثقةً حافظاً عارفاً(2).

مرّ حدیثه (ص 31) بإسناد صحیح رجاله ثقات ، وکذلک ما مرّ عنه (ص 34) ، إسناده صحیح رجاله ثقات.

145 - الحافظ محمد بن عثمان بن أبی شیبة ، أبو جعفر العبسیّ ، الکوفیّ : المتوفّی (297).

وثّقه الحافظ صالح جزرة ، وصحّح الحاکم والذهبی ما أخرجاه بطریقه فی المستدرک(3) وتلخیصه ، ترجمه الذهبی فی تذکرته(4) (2 / 233).

مرّ الحدیث بإسناده (ص 43) ، ویأتی بإسناده حدیث نزول آیة التبلیغ یوم غدیر خمّ.

146 - القاضی علیّ بن محمدالمَصّیصیّ - بفتح المیم وتشدید المهملة الأولی - شیخ الحافظ النسائی ونظرائه.

وثّقه(5) النسائی فی سننه ، کما فی خلاصة الخزرجی (ص 135) ، وابن حجر فی تقریبه ، وحکی ثقته فی تهذیبه (7 / 380) عن النسائی وابن حبّان ومسلمة بن قاسم. أخرج النسائی عنه حدیث المناشدة بلفظ سعید وزید بإسناد صحیح ، رجاله کلّهم ثقات. 2.

ص: 219


1- تذکرة الحفّاظ : 2 / 641 رقم 664.
2- المؤتلف والمختلف : 2 / 750.
3- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 132 ح 4622 ، وکذا فی تلخیصه.
4- تذکرة الحفّاظ : 2 / 661 رقم 681.
5- خلاصة الخزرجی : 2 / 256 رقم 5046 ، تقریب التهذیب : 2 / 44 رقم 408 حرف العین ، تهذیب التهذیب : 7 / 333 ، الثقات : 8 / 477 ، السنن الکبری : 5 / 131 ح 8472.

147 - إبراهیم بن یونس بن محمد المؤدِّب ، البغدادی ، نزیل طرطوس ، الملقّب ب- (حَرَمی) - بالمهملتین.

ذکره ابن حبّان فی الثقات(1) ، وقال النسائی : صدوقٌ ، وتبعه ابن حجر فی التقریب(2).

أخرج النسائی فی خصائصه(3) (ص 4) قال : أخبرنا حَرَمی بن یونس بن محمد الطرطوسی ، قال : أخبرنا أبو غسان - مالک بن إسماعیل - قال : أخبرنا عبدالسلام(4) ، عن موسی الصغیر المترجم (ص 81) ، عن عبدالرحمن بن سابط ، عن سعد قال : کنت جالساً فتنقصوا ... إلی آخر اللفظ المذکور (ص 38) والسند صحیح ، رجاله کلّهم ثقات.

148 - أبو هریرة محمد بن أیّوب الواسطیّ : قال أبو حاتم(5) : صالحٌ ، کذا ذکره الخزرجی(6) ، وبالصلاح ترجمه ابن حجر فی التقریب(7) ، وقال فی تهذیبه(8) (9 / 69) : ذکره ابن حبّان فی الثقات(9) ، وقال ابن أبی حاتم کتب عنه أبی سنة (214) ، وصحّح 4.

ص: 220


1- الثقات : 8 / 82.
2- تقریب التهذیب : 1 / 47 رقم 308 حرف الألف.
3- خصائص أمیر المؤمنین : ص 38 ح 12 ، وفی السنن الکبری : 5 / 108 ح 8399.
4- هو الحافظ عبدالسلام بن حرب النهدی ، أبو بکر الکوفیّ ، الملّائی : المتوفّی (187) عن (96) عاماً. وثّقه أبو حاتم [فی الجرح والتعدیل : 6 / 47 رقم 246] والترمذی والدارقطنی ویعقوب بن أبی شیبة ، ترجمه ابن حجر فی تهذیبه : 6 / 317 [6 / 282] ، وبقیّة السند قد مرّت تراجم رجالها. (المؤلف)
5- الجرح والتعدیل : 7 / 197 رقم 1113.
6- خلاصة الخزرجی : 2 / 383 رقم 6076.
7- تقریب التهذیب : 2 / 147 رقم 69 حرف المیم.
8- تهذیب التهذیب : 9 / 59.
9- الثقات : 9 / 114.

حدیثه الحاکم فی المستدرک(1) (3 / 109).

مرّ حدیثه (ص 31) بإسناد صحّحه الحاکم ، ویأتی عنه حدیث نزول آیة (سَأَلَ سَائِلٌ) حول قضیّة الغدیر.

«القرن الرابع»

149 - الحافظ عبدالله بن الصقر بن نصر ، أبو العبّاس السکّریّ ، البغدادیّ : المتوفّی (302).

ترجمه الخطیب فی تاریخه (9 / 483) وقال : کان ثقةً ، وقال الدارقطنی : صدوقٌ.

مرّ حدیثه (ص 39) بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

150 - الحافظ أبو عبدالرحمن أحمد بن شعیب النسائیّ ، صاحب السنن : المتوفّی (303) ، وله (88) عاماً.

حکی الذهبی فی تذکرته(2) (2 / 268) عن الدارقطنی أنَّه قال : کان النسائی أفقه مشایخ مصر فی عصره ، وأعلمهم بالحدیث ، وعن النیسابوری : أنَّه الإمام بلا مدافعة ، وحکی السبکی فی طبقاته(3) (2 / 84) عن أبی جعفر الطحاوی أنَّه قال : النسائی إمام من أئمّة المسلمین ، وحکی ابن کثیر فی تاریخه(4) (11 / 123) عن ابن یونس أنَّه قال : کان النسائی إماماً فی الحدیث ثقةً ثبْتاً حافظاً.

أخرج حدیث الغدیر فی سننه وخصائصه بطرق کثیرة جُلّها صحیح ، رجاله .

ص: 221


1- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 118 ح 4577.
2- تذکرة الحفّاظ : 2 / 698 رقم 719.
3- طبقات الشافعیّة الکبری : 3 / 14 رقم 80.
4- البدایة والنهایة : 11 / 140 حوادث سنة 303 ه.

ثقات ، منها مایأتی ، ومنها مامرّ (ص 18، 30، 31، 35، 38، 45، 48، 49، 85، 89، 92).

151 - الحافظ الحسن بن سفیان بن عامر ، أبو العبّاس الشیبانیّ ، النسویّ ، البالوزیّ(1) ، صاحب المسند الکبیر : المتوفّی (303).

قال السمعانی فی أنسابه(2) : کان مقدَّماً فی الفقه والعلم والأدب ، وقال فی موضع آخر : إمام مُتقِن ورع حافظ ، وقال السبکی فی طبقاته(3) (2 / 210) :

قال الحاکم : کان محدّث خراسان فی عصره ، مقدّماً فی الثبت والکثرة والفهم والفقه والأدب.

مرّ عنه (ص 19) ، ویأتی عنه حدیث مناشدة أمیر المؤمنین علیه السلام یوم الجمل ، وحدیث التهنئة بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

152 - الحافظ أحمد بن علیّ الموصلیّ ، أبو یعلی ، صاحب المسند الکبیر : المتوفّی (307).

وثّقه(4) ابن حبّان والحاکم والذهبی فی تذکرته (2 / 274) ، وقال ابن کثیر فی تاریخه(5) (11 / 130) : کان حافظاً خیِّراً ، حسن التصنیف ، عدلاً فیما یرویه ، ضابطاً لِما یحدّث به.

مرّ عنه (ص 15 ، 19 ، 51) ، ویأتی عنه حدیث المناشدة ومناشدة شابٍّ أبا هریرة ، بإسناد صحیح رجاله ثقات ، وحدیث التهنئة بإسناد صحیح.

153 - الحافظ محمد بن جریر الطبریّ ، أبو جعفر ، صاحب التفسیر والتاریخ .

ص: 222


1- البالوز : من قُری (نسا) علی ثلاثة أو أربعة فراسخ منها [معجم البلدان : 1 / 329]. (المؤلف)
2- الأنساب : 1 / 270.
3- طبقات الشافعیة الکبری : 3 / 263 رقم 170.
4- الثقات : 8 / 55 ، تذکرة الحفّاظ : 2 / 707 رقم 726.
5- البدایة والنهایة : 11 / 149 حوادث سنة 307 ه.

السائرین : المتوفّی (310).

ترجمه الخطیب فی تاریخه (2 / 162 - 169) وقال : کان أحد العلماء ، یُحکَم بقوله ، ویُرجَع إلی رأیه ؛ لمعرفته وفضله ، ثمّ أطراه وأکثر.

وذکره الذهبی فی تذکرته(1) (1 / 277 - 283) ، وأثنی علیه بالإمامة والزهد والرفض للدنیا. أفرد کتاباً فی الغدیر.

ومرّ عنه (ص 15 ، 19 ، 20 ، 41 ، 44 ، 48 ، 55 ، 57 ، 68) ، ویأتی عنه بطرق أخری.

154 - أبو جعفر أحمد بن محمد الضبعیّ ، الأحول(2) : المتوفّی (311).

یأتی عنه حدیث مناشدة الرحبة بلفظ عبدالرحمن.

155 - الحافظ محمد بن جمعة بن خلف القهستانیّ ، أبو قریش ، صاحب المسند الکبیر : المتوفّی (313).

قال الخطیب فی تاریخه (2 / 169) : کان ضابطاً حافظاً مُتقِناً کثیر السماع والرحلة ، وحکی الذهبی فی تذکرته(3) (2 / 328) عن أبی علیّ الحافظ أنَّه قال : خیرنا أبو قریش ، الحافظ الثقة الأمین.

مرّ الإیعاز إلی حدیثه (ص 19) ، ویأتی فی حدیث التهنئة بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

156 - الحافظ عبدالله بن محمد البغویّ ، أبو القاسم : المتوفّی (317).

ترجمه الخطیب فی تاریخه (10 / 111 - 117) ، وقال : کان ثقةً ثَبْتاً مکثراً فهماً ).

ص: 223


1- تذکرة الحفّاظ : 2 / 710 رقم 728.
2- ترجمه الخطیب البغدادی فی تاریخه : 5 / 107 رقم 2513 ، وقال : کان صدوقاً.
3- تذکرة الحفّاظ : 2 / 766 رقم 767. وفیه : (أخبرنا) بدلاً من (خیرنا).

عارفاً ، وحکی عن موسی بن هارون : أنَّه قال : لو جاز أن یُقال لإنسان إنَّه فوق الثقة ، لقیل لأبی القاسم.

أخرج فی معجمه حدیث الرکبان الآتی ، ومرّ عنه بإسناد حسن (ص 31).

157 - أبو بشر محمد بن أحمد الدولابیّ(1) : المولود (224) ، والمتوفّی (320).

معتمدٌ علیه فی الروایة عنه ، کما فی تاریخ ابن خلّکان(2) (2 / 85).

مرّ عنه (ص 24 ، 31) بإسنادین صحیحین کلّ رجالهما ثقات.

158 - أبو جعفر أحمد بن عبدالله بن أحمد البزّاز ، المعروف بابن النیریّ : المولود (232) ، والمتوفّی (320).

ترجمه الخطیب فی تاریخه (4 / 226) ، وقال : ثقةٌ.

یأتی حدیثه فی آیة إکمال الدین وفی حدیث التهنئة ، بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

159 - الحافظ أبوجعفر أحمد بن محمد الأزدیّ ، الطحاویّ(3) ، الحنفیّ المصریّ : المولود (229) ، والمتوفّی (321).

شیخ الفقه والحدیث ، انتهت إلیه الرئاسة الدینیّة بمصر ، ترجمه ابن کثیر فی تاریخه(4) (11 / 174) ، وقال : أحد الثقات الأثبات والحفّاظ الجهابذة ، وحکی الذهبی ، عن ابن یونس فی التذکرة(5) (3 / 30) : کان ثقةً ثبْتاً فقیهاً عاقلاً لم یخلف مثله. 7.

ص: 224


1- الدولاب : قریة من أعمال الریّ ، وأخری بأهواز ، وموضع فی شرقی بغداد [معجم البلدان : 2 / 485]. (المؤلف)
2- وفیات الأعیان : 4 / 352 رقم 646.
3- نسبة إلی (طحا) ، وهی قریة بصعید مصر ، وإلی (الأزد) حیّ من الیمن [معجم البلدان : 4 / 22]. (المؤلف)
4- البدایة والنهایة : 11 / 198 حوادث سنة 321 ه.
5- تذکرة الحفّاظ : 3 / 808 رقم 797.

مرّ حدیثه (ص 40) بإسناد صحیح رجاله ثقات ، وکذلک (ص 55).

160 - أبو إسحاق إبراهیم بن عبدالصمد بن موسی الهاشمیّ : المتوفّی (325).

ترجمه الخطیب فی تاریخه (6 / 137).

یأتی بطریقه حدیث مناشدة رجل عراقی جابر الأنصاری بحدیث الغدیر.

161 - الحافظ الحکیم محمد بن علیّ الترمذیّ ، الصوفیّ ، الشافعیّ ، صاحب کتاب الفروق ونوادر الأصول.

یروی عن بعض مشایخه سنة (285) - کما فی ترجمته فی أوّل کتابه نوادر الأصول - أثنی علیه الحافظ أبو نعیم فی حلیته(1) ، وترجمه السبکی فی طبقاته(2) (2 / 20). مرّ الحدیث عنه (ص 27).

162 - الحافظ ابن الحافظ عبدالرحمن بن أبی حاتم محمد بن إدریس التمیمیّ ، الحنظلیّ ، الرازیّ : المتوفّی (327).

ترجمه الذهبی فی تذکرته(3) (3 / 48) ، وأثنی علیه بالإمامة والحفظ والنقد ، وحکی عن أبی الولید الباجی ثقته ، ترجمه السبکی فی طبقاته(4) (2 / 237) ، وحکی عن أبی یعلی الخلیلی : أنَّه قال : کان زاهداً یُعَدّ من الأبدال.

مرّ عنه (ص 44) ، ویأتی عنه نزول آیة التبلیغ فی علیّ علیه السلام.

163 - أبو عمر أحمد بن عبد ربِّه القرطبیّ : المتوفّی (328).

ترجمه ابن خلّکان فی تاریخه(5) (1 / 34) وقال : کان من العلماء المکثرین من 6.

ص: 225


1- حلیة الأولیاء : 10 / 233 رقم 572.
2- طبقات الشافعیة الکبری : 2 / 245 رقم 59.
3- تذکرة الحفّاظ : 3 / 829 رقم 812.
4- طبقات الشافعیة الکبری : 3 / 324 رقم 207.
5- وفیات الأعیان : 1 / 110 رقم 46.

المحفوظات والاطّلاع علی أخبار الناس ، وصنّف کتابه العِقْد ، وهو من الکتب الممتعة. قال فی العقد الفرید(1) (2 / 275) : أسلم علیّ وهو ابن خمس عشرة سنة ، وهو أوّل من شهد أن لا إله إلّا الله ، وأنَّ محمداً رسول الله ، وقال النبیّ - علیه الصلاة والسلام - : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

ویأتی عنه احتجاج المأمون علی أربعین فقیهاً بأحادیث منها حدیث الغدیر.

164 - الفقیه أبو عبدالله الحسین بن إسماعیل بن سعید المحاملیّ ، الضبّیّ : المتوفّی (330) عن (95) سنة.

قال السمعانی فی أنسابه(2) : کان فاضلاً صادقاً دیِّناً ثقةً صدوقاً ، وقال ابن کثیر فی تاریخه(3) (11 / 203) : کان صدوقاً دیِّناً فقیهاً محدِّثاً ، ولی قضاء الکوفة ستّین سنة ، وأُضیف إلیه قضاء فارس وأعمالها ، ثمّ استعفی من ذلک کلّه ، ولزم منزله ، واقتصر علی إسماع الحدیث وسماعه.

مرّ عنه (ص 51 ، 55) بإسناد صحّحه فی أمالیه ، ویأتی عنه حدیث المناشدة بلفظ زید بن یثیع ، بإسناد صحیح رجاله ثقات.

165 - أبو نصر حبشون بن موسی بن أیوب الخلاّل : المتوفّی (331) ، وکان مولده (234).

شیخ الحافظ الدارقطنی ونظرائه ، ترجمه الخطیب فی تاریخه (8 / 290) ، وقال : کان ثقة.

یأتی حدیثه وترجمته فی صوم الغدیر ، وستقف علی صحّة إسناده ، وأنَّ رجاله کلّهم ثقات. .

ص: 226


1- العقد الفرید : 4 / 122.
2- الأنساب : 5 / 208.
3- البدایة والنهایة : 11 / 230 حوادث سنة 330 ه.

166 - الحافظ أبو العبّاس أحمد بن عقدة : المتوفّی (333).

ضع یدک علی أیٍّ من معاجم التراجم تجد هناک ترجمته والثناء علیه(1).

أفرد کتاباً فی حدیث الغدیر ، وستقف فی ذکر المؤلّفین علی تفصیله ، وقد رواه بطرق کثیرة صحیحة ، منها ما مرّ ، ومنها ما یأتی.

167 - أبو عبدالله محمد بن علیّ بن خلف العطّار ، الکوفیّ ، نزیل بغداد :

ترجمه الخطیب فی تاریخه (3 / 57) ، وقال : سمعت محمد بن منصور یقول : کان محمد بن علیّ بن خلف ثقةً مأموناً حسن العقل.

مرّ حدیثه (ص 66) بإسناد صحیح رجاله ثقات.

168 - الحافظ الهیثم بن کلیب ، أبو سعید الشاشیّ : المتوفّی (335) ، صاحب المسند الکبیر.

ترجمه الذهبی فی تذکرته(2) (3 / 66) ، ووثّقه.

مرّ حدیثه (ص 40). قال الکنجی(3) : هذا حدیث حسن وأطرافه صحیحة.

169 - الحافظ محمد بن صالح بن هانی ، أبو جعفر الورّاق ، النیسابوریّ : المتوفّی (340).

ترجمه ابن کثیر فی تاریخه البدایة والنهایة(4) (11 / 225) ، وقال : کان ثقةً زاهداً لا یأکل إلّا من کسب یده ، ولا یقطع صلاة اللیل ، وترجمه السبکی فی طبقاته(5) (2 / 164) ، وأثنی علیه. 0.

ص: 227


1- أُنظر : تذکرة الحفّاظ : 3 / 839 رقم 820 ، لسان المیزان : 1 / 287 رقم 818.
2- تذکرة الحفّاظ : 3 / 848 رقم 827.
3- کفایة الطالب : ص 287 باب 70.
4- البدایة والنهایة : 11 / 255 حوادث سنة 340 ه ، وفیه : محمد بن صالح بن یزید.
5- طبقات الشافعیة الکبری : 3 / 174 رقم 140.

مرّ حدیثه (ص 20) بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

170 - الحافظ أبو عبدالله محمد بن یعقوب بن یوسف الشیبانیّ ، النیسابوریّ ، المعروف بابن الأخرم : المولود (250) ، والمتوفّی (344) ، صاحب المسند الکبیر.

ترجمه الذهبی فی تذکرته(1) (3 / 82) ، وأثنی علیه ، وقال :

وکان من أئمّة هذا الشأن ، وقال الحاکم : کان من أنحی الناس ما أُخذ علیه لَحْنٌ قطّ ، وله کلام حسن فی العلل والرجال ، وسمعت محمد بن صالح بن هانی یقول : کان ابن خزیمة یقدِّم أبا عبدالله بن یعقوب علی کافّة أقرانه ، ویعتمد علی قوله فیما یرد علیه ، وإذا شکّ فی شیء عرضه علیه.

روی الحافظ أبو بکر البیهقی عن الحافظ الحاکم النیسابوری عنه ما مرّ فی (ص 34) بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

171 - الحافظ یحیی بن محمد بن عبدالله ، أبو زکریا العنبریّ ، البغیانیّ : المتوفّی (344) ، وهو ابن (76) سنة.

ترجمه السمعانی فی أنسابه(2) ، وأثنی علیه ، وذکره السبکی فی طبقاته(3) (2 / 321) ، وقال : أحد الأئمّة ، قال الحاکم فیه : العدل الأدیب ، المفسِّر الأوحد بین أقرانه ، وسمعت أبا علیّ الحافظ یقول : الناس یتعجّبون من حفظنا لهذه الأسانید ، وأبو

زکریّا العنبری یحفظ من العلوم ما لو کُلِّفنا حفظ شیء منها لعجزنا عنه ، وما أعلم أنّی رأیت مثله.

مرّ حدیثه (ص 39).

172 - المسعودی علیّ بن الحسین البغدادیّ ، المصریّ : المتوفّی (346) ، ینتهی 3.

ص: 228


1- تذکرة الحفّاظ : 3 / 864 رقم 836.
2- الأنساب : 1 / 377.
3- طبقات الشافعیة الکبری : 3 / 485 رقم 243.

نسبه إلی عبدالله بن مسعود.

ترجمه السبکی فی طبقات الشافعیّة(1) (2 / 307) ، وقال : کان أخباریّاً مُفتیاً علّامةً ، وقیل : إنَّه کان معتزلیّ العقیدة.

یأتی عنه احتجاج أمیر المؤمنین علیه السلام علی طلحة یوم الجمل بحدیث الغدیر.

173 - أبو الحسین محمد بن أحمد بن تمیم الخیّاط ، القنطریُّ - کان ینزل قنطرة البَرَدان(2) - الحنظلیّ : المولود (259) والمتوفّی (348).

ترجمه الخطیب فی تاریخه (1 / 283).

مرّ حدیثه (ص 31) بإسناد کلّ رجاله ثقات.

174 - الحافظ جعفر بن محمد بن نصیر ، أبو محمد الخوّاص ، المعروف بالخلدیّ : المتوفّی (348).

ترجمه الخطیب فی تاریخه (7 / 226 - 231) ، وقال : کان ثقةً صادقاً دیِّناً فاضلاً.

یأتی عنه حدیث نزول آیة الإکمال فی علیٍّ علیه السلام بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

175 - أبو جعفر محمد بن علیّ الشیبانیّ ، الکوفیّ(3) : ممّن ألّف فی الحدیث.

صحّح حدیثه الحاکم فی المستدرک(4) ، والذهبی فی تلخیصه فی غیر موضع.

مرّ حدیثه (ص 20) بإسناد صحیح رجاله ثقات ، وکذلک (ص 32). ه.

ص: 229


1- طبقات الشافعیّة الکبری : 3 / 456 رقم 225.
2- محلّة ببغداد. معجم البلدان 4 / 405.
3- أنظر : سیر أعلام النبلاء : 16 / 36 رقم 23.
4- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 168 ح 4733 ، وکذا فی تلخیصه.

176 - الحافظ دعلج بن أحمد بن دعلج بن عبدالرحمن ، أبو محمد السجستانیّ ، المعدِّل : المتوفّی (351).

ترجمه الخطیب فی تاریخه (8 / 387 - 392) ، وقال : کان ثقةً ثبْتاً ، قَبِل الحکّام شهادته ، وأثبتوا عدالته ، وجمع له المسند. قال الدارقطنی : لم أرَ فی مشایخنا أثبت منه وکان ثقةً مأموناً ، وقال عمر البصری : ما رأیت ببغداد ممّن انتخبت علیهم أصحّ کتباً ولا أحسن سماعاً من دعلج.

مرّ حدیثه (ص 31) بإسناد صحّحه الحاکم فی المستدرک(1) (3 / 109).

177 - أبو بکر محمد بن الحسن بن محمد النقّاش ، المفسِّر ، الموصلیّ ، البغدادیّ : المتوفّی (351).

ترجمه ابن کثیر فی تاریخه (11 / 242) وقال : کان رجلاً صالحاً فی نفسه عابداً ناسکاً ، له تفسیر شفاء الصدور.

یأتی عنه حدیث نزول آیة (سَأَلَ سَائِلٌ) حول نصّ الغدیر.

178 - الحافظ محمد بن عبدالله الشافعیّ ، البزّاز ، البغدادیّ : المتوفّی (354) ، والمولود (260).

ترجمه الخطیب فی تاریخه (5 / 456) ، وقال : کان ثقةً ثبتاً ، کثیر الحدیث ، حسن التصنیف ، وحکی عن الدارقطنی(2) أنَّه قال : کان ثقةً مأموناً.

وذکره الذهبی فی تذکرته(3) (3 / 96) وقال : ثقة ثبت مأمون ، ما کان فی ذلک الوقت أحدٌ أوثق منه. 9.

ص: 230


1- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 118 ح 4577.
2- المؤتلف والمختلف : 2 / 953.
3- تذکرة الحفّاظ : 3 / 880 رقم 849.

وقال ابن کثیر فی تاریخه(1) (11 / 260) : کان ثقةً ثبتاً ، کثیر الروایة.

یأتی عنه حدیث المناشدة فی الرحبة بلفظ زید بن أرقم بإسناد صحیح.

179 - الحافظ أبو حاتم محمد بن حبّان بن أحمد التمیمیّ ، البستیّ : المتوفّی (354).

ترجمه الذهبیُّ فی التذکرة(2) (3 / 133) وقال : کان من فقهاء الدین وحفّاظ الآثار ، قال الحاکم : کان من أوعیة العلم فی الفقه واللغة والحدیث والوعظ ، ومن عقلاء الرجال ، وقال الخطیب : کان ثقةً نبیلاً فهماً.

وذکره ابن کثیر فی تاریخه(3) (11 / 259) وقال : أحد الحفّاظ الکبار المصنِّفین المجتهدین.

روی الحافظ محبّ الدین الطبری فی الریاض النضرة(4) (2 / 169) حدیث المناشدة فی الرحبة الآتی بلفظ أبی الطفیل ، ثمّ قال : خرّجه أبو حاتم.

180 - الحافظ سلیمان بن أحمد بن أیوب اللخمیّ ، أبو القاسم الطبرانیّ : المولود (260) ، والمتوفّی (360).

ترجمه الذهبیّ فی تذکرته(5) (3 / 26 - 31) وقال : الإمام العلّامة الحجّة مسند الدنیا ، حدّث عن ألف شیخ أو یزیدون ، وکان من فرسان هذا الشأن ، مع الصدق والأمانة ، قال أبو العبّاس الشیرازی : ثقةٌ.

روی الحدیث بطرق کثیرة ، جلّها صحیح ، رجال إسناده ثقات. 5.

ص: 231


1- البدایة والنهایة : 11 / 294 حوادث سنة 354 ه.
2- تذکرة الحفّاظ : 3 / 920 رقم 879.
3- البدایة والنهایة : 11 / 293 حوادث سنة 354 ه.
4- الریاض النضرة : 3 / 114.
5- تذکرة الحفّاظ : 3 / 912 رقم 875.

راجع (ص 18، 23، 25، 26 ، 27 ، 28 ، 33 ، 34 ، 35 ، 37 ، 41 ، 42 ، 43 ، 48 ، 49 ، 51 ، 53 ، 55 ، 58 ، 59 ، 66) ، ویأتی عنه حدیث المناشدة بلفظ زید بن یُثیع ، بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

181 - أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم(1) أبو بکر الحنبلیّ(2) ، صاحب المسند الکبیر : المتوفّی (365).

قال ابن کثیر(3) (11 / 283) : کان ثقةً وقد قارب التسعین.

مرّ حدیثه (ص 66) بإسناد صحیح ، رجاله ثقات.

182 - أبو بکر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالک القطیعیّ(4) : المتوفّی (368) عن (96) عاماً.

ترجمه الخطیب فی تاریخه (4 / 74) ، وحکی عن ابن مالک أنَّه قال : کان شیخاً صالحاً ، وعن غیره : أنَّه صدوقٌ ، وعن البرقانی : أنَّه غرقت قطعةٌ من کتبه ، فنسخها

من کتاب ذکروا أنَّه لم یکن سماعه فیه ، فغمزوه لأجل ذلک ، وإلّا فهو ثقةٌ ، وقال ابن کثیر فی تاریخه(5) (11 / 293) : کان ثقةً کثیر الحدیث.

وصحّح حدیثه الحاکم فی المستدرک(6) والذهبی فی تلخیصه.

یأتی حدیث المناشدة فی الرحبة بطریقه عن عبدالرحمن بن أبی لیلی وأبی الطفیل ، بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات. ه.

ص: 232


1- کذا فی تاریخ بغداد : 4 / 71 رقم 1694 ، وفی البدایة والنهایة ، والمنتظم : 14 / 243 حوادث سنة 365 ه : أحمد بن جعفر بن محمد بن مسلم.
2- کذا ، وفی البدایة والنهایة والمنتظم وتاریخ بغداد : الختَّلی.
3- البدایة والنهایة : 11 / 321 حوادث سنة 365 ه.
4- نسبةً إلی قطیعة الرقیق محلّة فی أعلی غربی بغداد [معجم البلدان : 4 / 377]. (المؤلف)
5- البدایة والنهایة : 11 / 332 حوادث سنة 368 ه.
6- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 143 ح 4652 ، وکذا فی تلخیصه.

وأخرج الحاکم فی المستدرک(1) (3 / 132) قال :

أخبرنا أبو بکر أحمد بن جعفر بن حمدان القطیعی ببغداد من أصل کتابه ، حدّثنا عبدالله بن [أحمد بن] حنبل ، حدّثنی أبی ، حدّثنا یحیی بن حمّاد ، حدّثنا أبو عوانة ، حدّثنا أبو بلج ، حدّثنا عمرو بن میمون ، قال : إنّی لَجالس عند ابن عبّاس إذ أتاه

تسعة رهط ... إلی آخر الحدیث المذکور (ص 50) ، والإسناد صحیح ، رجاله کلّهم ثقات.

183 - أبو یعلی الزبیر بن عبدالله(2) بن موسی بن یوسف البغدادیّ ، التَّوَّزیّ(3) ، نزیل نیسابور : المتوفّی (370).

ترجمه الخطیب فی تاریخه (8 / 473) ، وذکره ابن الأثیر فی الکامل(4) (9 / 4).

یأتی عنه حدیث التهنئة بإسناد صحیح.

184 - أبو یعلی - أبو بکر - محمد بن أحمد بن بالویه النیسابوریّ ، المعدِّل : المتوفّی (374) عن (94) عاماً.

ترجمه الخطیب فی تاریخه (1 / 282) ، وحکی ثقته عن البرقانی ، وأکثر الروایة عنه الحاکم فی المستدرک(5) ، وصحّح حدیثه فیه ، والذهبی فی تلخیصه.

مرّ حدیثه (ص 31) بإسناد ، رجاله کلّهم ثقات.

185 - الحافظ علیُّ بن عمر بن أحمد الدارقطنیّ : المتوفّی (385). 6.

ص: 233


1- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 143 ح 4652.
2- فی الکامل : عبدالواحد بن موسی ، وفی المحکیّ عن الحاکم : عبیدالله بن موسی. (المؤلف)
3- تَوّز - بفتح أوّله وتشدید ثانیه - مدینة بفارس قریبة من کازرون. معجم البلدان [2 / 56]. (المؤلف)
4- الکامل فی التاریخ : 5 / 444 حوادث سنة 370 ه.
5- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 146 ح 4661 ، وکذا فی تلخیصه : ص 150 ح 4675 ، ص 165 ح 4726.

توجد ترجمته فی کثیر من معاجم التراجم والتاریخ. قال الخطیب فی تاریخه (12 / 34) : کان فرید عصره وقریع دهره ، ونسیج وحده ، وإمام وقته ، انتهی إلیه علم الأثر والمعرفة بعلل الحدیث وأسماء الرجال وأحوال الرواة ، مع الصدق والأمانة والفقه والعدالة وقبول الشهادة وصحّة الاعتقاد وسلامة المذهب ، والاضطلاع بعلوم سوی علم الحدیث.

یأتی عنه حدیثا صوم الغدیر والمناشدة فی الرحبة ، کلاهما بإسناد صحیح رجاله ثقات(1).

186 - الحافظ الحسن بن إبراهیم بن الحسین أبو محمد المصریّ الشهیر بابن زولاق : المتوفّی (387) عن (81) عاماً.

ترجمه ابن خلّکان فی تاریخه(2) (1 / 146) ، وابن کثیر فی البدایة والنهایة(3) (11 / 321) رواه فی تاریخه ، کما حکاه المقریزیّ فی الخطط(4) (2 / 222).

187 - الحافظ عبیدالله بن محمد العکبریّ ، أبو عبدالله البطّیّ ، الحنبلیّ ، الشهیر بابن بطّة : المتوفّی (387).

ذکره السمعانی فی أنسابه(5) وأثنی علیه بالإمامة والفضل والعلم والحدیث والفقه والزهد.

أخرج حدیث التهنئة ، الآتی بلفظ البراء بن عازب. 8.

ص: 234


1- وله جزء مفرد فی حدیث الغدیر جمع فیه طرقه ، ذکرته فی (أهل البیت فی المکتبة العربیة) وفی (الغدیر فی التراث الإسلامی) ص 56 ، وذکره الکنجی فی کفایة الطالب. قال فی کلامه علی حدیث الغدیر ص 60 : جمع الحافظ الدارقطنی طرقه فی جزء. (الطباطبائی)
2- وفیات الأعیان : 2 / 91 رقم 167.
3- البدایة والنهایة : 11 / 368 حوادث سنة 387 ه.
4- الخطط والآثار : 1 / 388.
5- الأنساب : 1 / 368.

188 - الحافظ محمد بن عبدالرحمن بن العبّاس ، أبو طاهر الشهیر بالمخلّص الذهبیِّ : المتوفّی (393).

ترجمه ابن کثیر فی تاریخه(1) (11 / 333) وقال : شیخ کثیر الروایة ، وکان ثقةً من الصالحین.

روی محبّ الدین الطبری فی الریاض النضرة(2) (2 / 169) حدیث الغدیر بلفظ حبشی المذکور (ص 25) ، وقال : خرّجه المخلّص الذهبی.

189 - الحافظ أحمد بن سهل الفقیه البخاریّ ، أحد مشایخ الحاکم ، قد أکثر الروایة عنه فی مستدرکه(3) وصحّح فیه حدیثه ، وکذلک الذهبیّ فی تلخیصه.

مرّ حدیثه (ص 31) بإسنادین صحیحین ، کلّ رجالهما ثقات.

190 - العبّاس بن علیّ بن العبّاس النسائیّ : ترجمه الخطیب فی تاریخه (12 / 154) وقال : کان ثقة.

مرّ حدیثه (ص 66) بإسناد صحیح ، رجاله ثقات.

191 - یحیی بن محمد الأخباریّ ، أبو عمر البغدادیّ : ترجمه الخطیب فی تاریخه (14 / 236) ، وأخرج هناک بطریقه ، حدیث المناشدة فی الرحبة بلفظ عبدالرحمن بإسناد حسن یأتی.

«القرن الخامس»

192 - المتکلّم القاضی محمد بن الطیّب بن محمد ، أبو بکر الباقلانی : المتوفّی (403) ، من أهل البصرة ، سکن بغداد ، من أکثر الناس کلاماً وتصنیفاً فی الکلام.ص.

ص: 235


1- البدایة والنهایة : 11 / 382 حوادث سنة 393 ه .
2- الریاض النضرة : 3 / 114.
3- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 133 ح 4623 ، ص 151 ح 4677 ، ص 162 ح 4716 ، وکذا فی التلخیص.

وثّقه الخطیب فی تاریخه (5 / 379) ، وأثنی علیه.

روی حدیث الموالاة وحدیث التهنئة الآتی فی کتابه التمهید فی الردّ علی المذاهب (ص 169 ، 171 ، 227).

193 - الحافظ محمد بن عبدالله بن محمد ، أبو عبدالله الحاکم الضبِّیّ ، المعروف بابن البیِّع النیسابوری : المتوفّی (405) ، صاحب المستدرک علی الصحیحین السائر الدائر ، ولد (321) وطلب الحدیث من صغره ، فسمع سنة ثلاثین(1).

وثّقه الخطیب والذهبی وابن کثیر ، فی التاریخ (5 / 473) ، والتذکرة(2) (3 / 242) ، والبدایة والنهایة(3) (11 / 355). أخرج الحدیث فی مستدرکه بطرق شتی صحّح أکثرها.

مرّ منها (ص 20 ، 31 ، 32 ، 35 ، 39 ، 45 ، 48 ، 51 ، 55) ، ویأتی عنه حدیث المناشدة فی الرحبة بلفظ زید بن یُثیع بإسناد صحیح رجاله ثقات ، وحدیث الاحتجاج یوم الجمل.

194 - أحمد بن محمد بن موسی بن القاسم بن الصلت ، أبو الحسن المجبِّر البغدادیّ : المتوفّی (405).

ترجمه الخطیب فی تاریخه (5 / 95) وحکی عن الدقّاق أنَّه قال : کان شیخاً صالحاً دیِّناً.

یأتی عنه حدیث مناشدة رجل عراقی جابر الأنصاری بإسناد صحیح. .

ص: 236


1- ذکره الذهبی فی تذکرته 3 / 243 [3 / 1039 رقم 962] ، وبهذا تصحّ روایته عن المحاملی المتوفّی (330). (المؤلف)
2- تذکرة الحفّاظ : 3 / 1039 رقم 962.
3- البدایة والنهایة : 11 / 409 حوادث سنة 405 ه.

195 - الحافظ عبدالملک بن أبی عثمان ، أبو سعد النیسابوریّ ، الشهیر بخَرکوشیِّ(1) : المتوفّی (407) ، ترجمه الذهبی فی عِبره(2) ، وقال : قال الحاکم : لم أرَ

أجمع منه علماً وزهداً وتواضعاً وإرشاداً إلی الله.

یأتی بطریقین عنه حدیث التهنئة.

196 - الحافظ أحمد بن عبدالرحمن بن أحمد ، أبو بکر الفارسیّ ، الشیرازیّ(3) : المتوفّی (407 ، 411).

ترجمه الذهبی فی تذکرته(4) (3 / 267) ، وقال : الحافظ الإمام الجوّال أبو بکر ، وحکی عن أبی الفرج البجلی أنَّه قال : کان صدوقاً حافظاً یحسن هذا الشأن جیّداً.

أخرج الحدیث عن ابن عبّاس فی ما نزل من القرآن فی أمیر المؤمنین علیه السلام.

مرّ الإیعاز إلیه (ص 52) ، ویأتی فی آیة التبلیغ.

197 - الحافظ محمد بن أحمد بن محمد بن سهل ، أبو الفتح بن أبی الفوارس - جدّه سهل یُکنّی بأبی الفوارس - : وُلد (338) ، وتُوفِّی (412).

ترجمه الخطیب فی تاریخه (1 / 352) ، وقال : کتب الکثیر وجَمع ، وکان ذا حفظٍ ومعرفةٍ وأمانةٍ وثقة ، مشهوراً بالصلاح ، وکتب الناس عنه بانتخابه علی الشیوخ وتخریجه. یأتی عنه حدیث التهنئة. 5.

ص: 237


1- بفتح أوله وسکون المهملة بعد : سکّة بمدینة نیسابور [معجم البلدان : 2 / 360]. (المؤلف)
2- العِبَر فی خبر من غبر : 2 / 214 حوادث سنة 407 ه.
3- أبو بکر الشیرازی اثنان ، أحدهما : هذا وهو مؤلّف کتاب الألقاب ، أخرج فیه حدیث الغدیر بإسناده عن عمر ، ذکرته فی کتابی : علی ضفاف الغدیر. وثانیهما : محمد بن مؤمن الشیرازی مؤلّف (ما نزل من القرآن فی علیّ) یرویه عنه ابن شهرآشوب الذی توفّی سنة 588 ، فهو من أعلام القرن السادس ، وقد ذکرته فی (أهل البیت فی المکتبة العربیة) فراجعه. (الطباطبائی)
4- تذکرة الحفّاظ : 3 / 1065 رقم 975.

198 - الحافظ أحمد بن موسی بن مردویه الأصبهانی ، أبو بکر : المتوفّی (410).

ذکره الذهبی فی تذکرته(1) (3 / 252) وقال : الحافظ الثبْت العلّامة ، کان قیِّماً بمعرفة هذا الشأن ، بصیراً بالرجال طویل الباع ملیح التصانیف.

مرّ الإیعاز إلی حدیثه (ص 15 ، 42 ، 43 ، 52 ، 53) ، ویأتی فی حدیث الرکبان ، وآیة إکمال الدین ، وحدیث التهنئة.

199 - أبو علیّ أحمد بن محمد بن یعقوب ، الملقَّب بمسکویه ، صاحب کتاب التجارب : المتوفّی (421).

أثنی علیه أبو حیّان فی الإمتاع (1 / 35) ، ویاقوت فی معجم الأدباء (5 / 5 - 19) ، والصفدی فی الوافی بالوفیات(2) (2 / 269) ، وغیرهم.

رواه فی ندیم الفرید ، یأتی لفظه فی احتجاج المأمون الخلیفة العبّاسی علی الفقهاء بحدیث الغدیر.

200 - القاضی أحمد بن الحسین بن أحمد ، أبو الحسن المعروف بابن السمّاک البغدادی : المتوفّی (424) عن (95) سنة.

کان رجلاً کبیراً ، وکان له مجلس وعظ یتکلّم فیه فی جامع المنصور ، قاله الخطیب فی تاریخه (4 / 110).

روی حدیث نزول آیة إکمال الدین فی علیّ علیه السلام.

201 - أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهیم الثعلبیّ ، النیسابوریّ ، المفسِّر المشهور : المتوفّی (427 ، 437). 5.

ص: 238


1- تذکرة الحفّاظ : 3 / 1050 رقم 965.
2- الوافی بالوفیات : 8 / 109 رقم 3525.

ترجمه ابن خلّکان فی تاریخه(1) (1 / 22) ، وقال : کان أوحد زمانه فی علم

التفسیر ، وصنّف التفسیر الکبیر الذی فاق غیره من التفاسیر.

وذکره الفارسی فی تاریخ نیسابور ، وقال : هو صحیح النقل موثوقٌ به ، حدّث عن أبی طاهر بن خزیمة والإمام أبی بکر بن مهران المقری ، وکان کثیر الحدیث کثیر الشیوخ(2).

أخرج فی تفسیره الکشف والبیان(3) حدیثَی نزول آیتی التبلیغ و (سَأَلَ سَائِلٌ)

حول واقعة الغدیر.

202 - أبو محمد عبدالله بن علیّ بن محمد بن بشران : المولود (355) ، والمتوفّی (429) :

شیخ الخطیب البغدادیّ ، قال فی تاریخه (10 / 14) : کتبت عنه ، وکان سماعه صحیحاً.

یأتی حدیثه فی حدیث التهنئة وصوم الغدیر ، بإسناد صحیح رجاله کلّهم ثقات.

203 - أبو منصور عبدالملک بن محمد بن إسماعیل الثعالبیّ ، النیسابوریّ : المتوفّی (429) ، صاحب یتیمة الدهر.

ترجمه ابن خلّکان فی تاریخه(4) (1 / 315) ، وأثنی علیه وعلی تآلیفه القیِّمة ، وذکره ابن کثیر فی تاریخه(5) (12 / 44) ، وقال : کان إماماً فی اللغة والأخبار وأیّام الناس ، بارعاً مفیداً. .

ص: 239


1- وفیات الأعیان : 1 / 79 رقم 31.
2- وترجم له الذهبی فی سیر أعلام النبلاء : 17 / 435 وقال : وکان صادقاً موثّقاً.(الطباطبائی)
3- الکشف والبیان : الورقة 181 سورة المائدة : آیه 67 ، والورقة 234 سورة المعارج : آیة 1.
4- وفیات الأعیان 3 / 178 رقم 381.
5- البدایة والنهایة : 12 / 55 حوادث سنة 429 ه.

رواه فی ثمار القلوب(1) (ص 511) ، یأتی لفظه فی عید الغدیر.

204 - الحافظ أحمد بن عبدالله ، أبو نعیم الأصبهانیّ : المولود (336) ، والمتوفّی (430).

توجد ترجمته والثناء علیه فی کثیر من معاجم التراجم والتاریخ.

قال ابن خلّکان فی تاریخه(2) (1 / 27) : کان من الأعلام المحدِّثین وأکابر الحفّاظ الثقات ، أخذ عن الأفاضل ، وأخذوا عنه وانتفعوا به ، وکتابه الحلیة من أحسن الکتب.

وقال الذهبی فی تذکرته(3) (3 / 292) : قال ابن مردویه : کان أبو نعیم فی وقته مرحولاً إلیه لم یکن فی أُفق من الآفاق أحدٌ أحفظ منه ولا أسند ، کان حفّاظ الدنیا قد اجتمعوا عنده ، وکلّ یوم نوبة واحد منهم ، یقرأ ما یریده إلی قریب الظهر.

مر عنه (ص 20 ، 24 ، 26 ، 28 ، 37 ، 39 ، 41 ، 43 ، 55 ، 60 ، 66) ، ویأتی عنه حدیث المناشدة فی الرحبة ، واحتجاج عمر بن عبدالعزیز ، ونزول آیة التبلیغ وإکمال الدین فی علیّ علیه السلام ، وغیر واحد من أسانیده صحیح رجاله ثقات.

205 - أبو علیّ الحسن بن علیّ بن محمد التمیمیّ ، الواعظ المعروف بابن المذهِّب : المتوفّی (444) عن (89) سنة.

ترجمه الخطیب فی تاریخه (7 / 390) ، وقال : کان صحیح السماع لمسند أحمد عن القطیعی ، إلّا فی أجزاء منه ، فإنَّه ألحق اسمه فیها ، قال ابن کثیر(4) :

قال ابن الجوزی : ولیس هذا بقدْحٍ فی سماعه ؛ لأنّه إذا تحقّق سماعه جاز أن ف)

ص: 240


1- ثمار القلوب : ص 636رقم 1068. وفی کتابه لطائف المعارف ، فإنّه أَوعز فی ص 105 إلی مناشدة الرحبة وکتمان أنس ! وابتلائه بالبرص. (الطباطبائی)
2- وفیات الأعیان : 1 / 91 رقم 33.
3- تذکرة الحفّاظ : 3 / 1092 رقم 993.
4- فی البدایة والنهایة : 12 / 94 [12 / 80 حوادث سنة 444 ه]. (المؤلف)

یُلحق اسمه فیما تحقّق سماعه له.

یأتی عنه حدیث المناشدة فی الرحبة بلفظ عبدالرحمن بن أبی لیلی.

206 - الحافظ إسماعیل بن علیّ بن الحسین ، أبو سعید الرازیّ المعروف بابن السمّان : المتوفّی (445).

ترجمه ابن عساکر فی تاریخه(1) (3 / 35) وقال : سمع الحدیث من نحو من أربعمائة شیخ ، وکان إمام المعتزلة فی وقته ، وکان من الحفّاظ الکبار ، وکان فیه زهد وورع. وقال عمر الکلبی : کان شیخ العدلیّة - یعنی المعتزلة - وعالمهم وفقیههم ومتکلّمهم ومحدِّثهم ، وکان إماماً - بلا مدافعة - فی القراءات والحدیث ومعرفة الرجال والأنساب والفرائض والحساب والشروط والمقدورات ، وکان إماماً - أیضاً - فی فقه أبی حنیفة ... إلی کلمات ضافیة فی الثناء علیه.

مرّ الإیعاز إلی حدیثه (ص 19 ، 56).

207 - الحافظ أحمد بن الحسین بن علیّ ، أبو بکر البیهقیّ : المتوفّی (458) عن (74) سنة.

ترجمه جُلّ أرباب معاجم التراجم والتاریخ.

قال السبکی فی طبقاته(2) (3 / 3) : کان الإمام البیهقیّ أحد أئمّة المسلمین وهداة المؤمنین والدعاة إلی حبل الله المتین ، فقیه جلیل ، حافظ کبیر ، أصولیّ نحریر ، زاهد

ورع ، قانت لله ، قائم بنصرة المذهب أصولاً وفروعاً ، جبل من جبال العلم.

وقال ابن الأثیر فی الکامل(3) (10 / 20) : کان إماماً فی الحدیث والفقه علی مذهب الشافعیّ ، وله فیه مصنّفات أحدها السنن الکبیر - عشر مجلّدات - وغیره من .

ص: 241


1- تاریخ مدینة دمشق : 2 / 864 ، وفی مختصر تاریخ دمشق : 4 / 368.
2- طبقات الشافعیة الکبری : 4 / 8 رقم 250.
3- الکامل فی التاریخ : 6 / 238 حوادث سنة 458 ه.

التصانیف الحسنة ، کان عفیفاً زاهداً.

مرّ عنه (ص 19 ، 20 ، 34 ، 51) بأسانیدَ غیرُ واحدٍ منها صحیح ، ویأتی عنه حدیث صوم الغدیر ، وفیه نزول آیة الإکمال بإسناد صحیح رجاله ثقات.

208 - الحافظ أبو عمر یوسف بن عبدالله بن محمد بن عبدالبرِّ النمریّ ، القرطبیّ : المولود (368) ، والمتوفّی (463) صاحب الاستیعاب.

قال الذهبی فی تذکرته(1) (3 / 324) : الإمام شیخ الإسلام حافظ المغرب أبو عمر ، ساد أهل الزمان فی الحفظ والإتقان ، قال أبو الولید الباجی : لم یکن بالأندلس مثلُ أبی عمر فی الحدیث ، دأب فی طلب الحدیث ، وافتنَّ به ، وبرع براعة فاق بها من

تقدّمه من رجال الأندلس ، وکان مع تقدّمه فی علم الأثر وبصره بالفقه والمعانی ، له

بسطة کبیرة فی علم النسب والأخبار ، وکان دیِّناً صیِّناً ثقةً حجّةً ، صاحب سنّة وأتباع ، وکان أوّلاً ظاهریّاً أثریّاً ، ثمّ صار مالکیّاً مع میل کثیر إلی فقه الشافعی.

مرّ حدیثه بطرق شتّی (ص 15 ، 20 ، 21 ، 35) ، وعدّه من الآثار الثابتة.

209 - الحافظ أحمد بن علیّ بن ثابت ، أبو بکر الخطیب البغدادیّ : المتوفّی (463).

قال ابن الأثیر فی الکامل(2) (10 / 26) : کان إمام الدنیا فی عصره. وترجمه السبکی فی طبقاته(3) (3 / 12 - 16) ، وأثنی علیه وأکثر ، وقال : قال ابن ماکولا : کان أبو بکر آخر الأعیان ممّن شاهدناه معرفةً وحفظاً وإتقاناً وضبطاً لحدیث رسول الله صلی الله علیه وسلم وتفنُّناً فی علله وأسانیده ، وعلماً بصحیحه وغریبه وفرده ومنکره ومطروحه ، ولم یکن للبغدادیّین - بعد أبی الحسن الدارقطنی - مثلُه. وتوجد له ترجمة ضافیة فی تاریخ ابن عساکر(4) (1 / 398). 3.

ص: 242


1- تذکرة الحفّاظ : 3 / 1128 رقم 1013.
2- الکامل فی التاریخ : 6 / 249 حوادث سنة 463 ه.
3- طبقات الشافعیة الکبری : 4 / 29 رقم 258.
4- تاریخ مدینة دمشق : 2 / 13 ، وفی مختصر تاریخ دمشق : 3 / 173.

مرّ الحدیث عنه (ص 14 ، 15 ، 18 ، 68 ، 76) ، ویأتی عنه حدیث صوم الغدیر ، وغیر واحد من أسانیده صحیح رجاله ثقات.

210 - المفسِّر الکبیر أبو الحسن علیّ بن أحمد بن محمد بن علیّ بن مَتُّوْیَه(1) الواحدیّ ، النیسابوریّ : المتوفّی (468).

قال ابن خلّکان فی تاریخه(2) (1 / 361) : کان أستاذ عصره فی النحو والتفسیر ، ورُزق السعادة فی تصانیفه ، وأجمع الناس علی حسنها ، وذکرها المدرِّسون فی دروسهم ، منها الوسیط والبسیط والوجیز فی التفسیر ، وله کتاب أسباب النزول.

مرّ الإیعاز إلی حدیثه (ص 44) ، ویأتی بإسناده حدیث نزول آیة التبلیغ فی علیّ علیه السلام حول واقعة الغدیر.

211 - الحافظ مسعود بن ناصر بن عبدالله بن أحمد ، أبو سعید السجْزیّ ، السجستانی : المتوفّی (477).

ترجمه الذهبیُّ فی تذکرته(3) (4 / 16) ، وقال : الحافظ الفقیه الرحّال صاحب المصنفات ، قال محمد بن عبدالواحد الدقّاق : لم أرَ فی المحدِّثین أجود إتقاناً ولا أحسن ضبطاً منه. وقال ابن کثیر فی تاریخه(4) (12 / 127) : رحل فی الحدیث وسمع الکثیر وجمع الکتب النفیسة ، وکان صحیح الخطِّ صحیح النقل حافظاً ضابطاً.

أفرد کتاباً فی حدیث الغدیر ، مرّ الإیعاز إلی بعض طرقه (ص 17 ، 43 ، 52) ویأتی عنه بعض آخر. .

ص: 243


1- بفتح المیم وتشدید المُثنّاة وسکون الواو وفتح الیاء ، کذا ضبط ابن خلّکان ، وأحسبه بفتح الواو وسکون الیاء. (المؤلف)
2- وفیات الأعیان : 3 / 303 رقم 438.
3- تذکرة الحفّاظ : 4 / 1216 رقم 1040.
4- البدایة والنهایة : 12 / 155 حوادث سنة 477 ه.

212 - أبوالحسن علیّ بن محمد الجُلّابی ، الشافعیّ ، المعروف بابن المغازلی(1) : المتوفّی (483).

کتابه المناقب یعرب عن تضلّعه فی الحدیث وفنونه.

مرّ الحدیث عنه (ص 22 ، 24 ، 28 ، 29 ، 37 ، 42 ، 44 ، 49 ، 56) ، ویأتی عنه غیر هذه.

213 - أبو الحسن علیّ بن الحسن بن الحسین القاضی ، الخلعیّ ، موصلیّ الأصل ، مصریّ الدار : ولد بمصر (405) ، وتُوفِّی (492).

ترجمه السبکی فی طبقاته(2) (3 / 296) ، وقال : کان مسند دیار مصر فی وقته ، 9.

ص: 244


1- ابن المغازلی له ترجمة فی سؤالات السلفی ص 33 وفیه : کان مالکیاً ... سمع الحدیث الکثیر عن عالم من الناس ... وفی تکملة الإکمال لابن نقطة 2 / 189 رقم 1396 وفیه : حدّث عن جماعة ... فی خلق کثیر ، وکان من الثقات ... وله ترجمة فی أنساب السمعانی (الجلابی) ، واللباب 1 / 260 ، وذیل تاریخ بغداد لابن النجّار : 4 / 71 ، والمشتبه 1 / 195 ، والوافی بالوفیات 22 / 133 ، وتوضیح المشتبه 2 / 558 ، وتبصیر المنتبه 1 / 380 ، وتاج العروس (جلب) ، ورجال تاج العروس 3 / 234 ، وقال ابن تیمیّة عنه وعن أخطب خوارزم فی منهاج السنّة 4 / 17 : ولسنا نعلم أنَّ أحدهما یتعمّد الکذب فیما ینقله. وکتابه : مناقب علیّ علیه السلام ذکره الذهبی فی معرفة القرّاء الکبار 2 / 566 ، قال : قال ابن قطعة : قال لی أبو طالب بن عبد السمیع : کان ابن الباقلّانی یسمع کتاب مناقب علیّ رضی الله عنه عن مؤلّفه أبی عبد الله الجلابی .... وقد ذکرت کتابه المناقب فی : (أهل البیت فی المکتبة العربیة) ، وترجمت فیه لمؤلفه ، وذکرت مخطوطاته وطبعاته ، فراجع. وقد عقد فی المناقب ص 16 باباً عنوانه : باب قوله صلی الله علیه وآله وسلم «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه» فأخرجه فیه عن تسعة من الصحابة من 17 طریقاً من رقم 23 - 39 ، فأخرجه عن علیّ وابن مسعود ، وجابر ، وابن أبی أوفی ، وبریدة ، وأبی أیوب ، وأبی هریرة ، وأبی سعید الخُدری ، وزید بن أرقم ، وابن امرأة زید بن أرقم. (الطباطبائی)
2- طبقات الشافعیة الکبری : 5 / 253 رقم 499.

قال ابن سکرة : فقیهٌ له تصانیف ، وَلِیَ القضاء ، وحکم یوماً واحداً ، واستعفی وانزوی بالقرافة ، وکان مسند مصر بعد الحبّال.

یأتی عن کتابه الخلعیّات حدیث المناشدة فی الرحبة بلفظ زید بن یُثیع.

214 - الحافظ عبیدالله بن عبدالله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حَسَکان ، أبو القاسم الحاکم ، النیسابوریّ ، الحنفیّ ، المعروف بابن الحذّاء الحسکانی(1).

ترجمه الذهبی فی تذکرته(2) (3 / 390) وقال : شیخ متقن ، ذو عنایة تامّة بعلم الحدیث ، کان معمَّراً عالی الإسناد ، صنّف وجمع.

تُوفِّی بعد (490) ، أفرد کتاباً فی حدیث الغدیر. 2.

ص: 245


1- وفی طبعة حیدر آباد الثانیة من تذکرة الحفّاظ سنة 1375 - وهی الطبعة المصحّحة - ترجمة الحسکانی فی ج 3 ص 1200 وفیه : توفّی بعد السبعین والأربعمائة. وکتابه فی الغدیر سمّاه : دعاء الهداة الی أداء حق الموالاة ، ذکرته فی : أهل البیت فی المکتبة العربیة ، وفی : الغدیر فی التراث الاسلامی : ص 100. وقد أخرج حدیث الغدیر فی کتابه : شواهد التنزیل لقواعد التفضیل ، المطبوع فی بیروت وطهران بطرق متعددة وأسانید کثیرة عن عدّة من الصحابة ، رواه عن أمیر المؤمنین علیه السلام ، وابن عبّاس ، وأبی سعید الخُدری ، وجابر وأبی هریرة ، وعبد الله بن أبی أوفی. أخرجها فی : نزول آیة التبلیغ ، ونزولها فی أمیر المؤمنین علیه السلام ، واستخلافه یوم غدیر خُمّ بالأرقام 243 - 250. وفی نزول آیة الإکمال فی یوم الغدیر بالأرقام 210 - 213 ، وفی نزول آیة سأل سائل بالأرقام 1030 - 1034 ، قال : وفی الباب عن حذیفة ، وسعد بن أبی وقاص ، وأبی هریرة ، وابن عبّاس. وقال بعد الرقم 246 : وطرق هذا الحدیث مستقصاة فی کتاب دعاء الهداة الی أداء حقّ الموالاة من تصنیفی فی عشرة أجزاء. ومن مصادر ترجمة المؤلف : المنتخب من السیاق : 463 رقم 982 ، سیر أعلام النبلاء : 18 / 268 ، الجواهر المضیّة : 2 / 496 رقم 897 ، تاج التراجم : 141 رقم 159 ، الطبقات السنیّة : رقم 1377 ، الوافی بالوفیات : 19 / 384. (الطباطبائی)
2- تذکرة الحفّاظ : 3 / 1200 رقم 1032.

مرّ عنه (ص 27 و 43 و 52) ، ویأتی بإسناده حدیثا نزول آیتی إکمال الدین و (سَأَلَ سَائِلٌ) فی واقعة الغدیر.

215 - أبو محمد أحمد بن محمد بن علیّ العاصمیّ : أحد أئمّة القرن الخامس ، مؤلِّف زین الفتی فی شرح سورة (هَلْ أَتَی) ، وتألیفه هذا ینمُّ عن تضلّعه فی التفسیر والحدیث والأدب ، کما یعرب عن شدّة نکیره علی الرفض والتشیّع(1).

أخرج الحدیث فی زین الفتی بطرق شتّی.

مرّ بعضها (ص 19 ، 28 ، 39 ، 45 ، 48 ، 72) ، ویأتی عنه بطرق أخری.

«القرن السادس»

216 - الحافظ أبو حامد محمد بن محمد الطوسیّ ، الغزالیّ ، الشهیر بحجّة الإسلام : المتوفّی (505).

توجد ترجمته والثناء علیه فی طیّات معاجم التراجم ، وقد ترجمه السبکی فی طبقاته(2) (4 / 101 - 182) ، وأفرد الدکتور أحمد فرید رفاعی المصری کتاباً فی ترجمته فی مجلّدات ثلاث ، وهذا التألیف یُعَدّ من حسنات هذا العصر ، فللباحث عن الغزالی أن یرجع إلیهما.

یأتی لفظه فی الکلمات حول سند الحدیث.

217 - الحافظ أبو الغنائم محمد بن علیّ الکوفیّ ، النرسیّ : المولود (424) ، والمتوفّی (510). 4.

ص: 246


1- ترجم له القفطی فی إنباه الرواة : 1 / 133 رقم 77 ، قال : من أهل خراسان ، أدیب ، فاضل ، تمیّز فی النحو والتصریف ، وله مصنّفات حِسان کالبهجة شرح المفضّلیات ، وله کتاب المهجة فی أصول التصریف ، مولده سنة 378. (الطباطبائی)
2- طبقات الشافعیة الکبری : 6 / 191 رقم 694.

محدِّث الکوفة ، ترجمه الذهبی فی تذکرته(1) (4 / 57) ، وحکی عن ابن ناصر أنَّه قال : کان النرسیّ حافظاً ثقةً مُتقناً ، ما رأینا مثله ، کان یتهجّد ویقوم اللیل.

مرّ الإیعاز إلی حدیثه (ص 40) ، ویأتی فی حدیث التهنئة.

218 - الحافظ یحیی بن عبدالوهاب ، أبو زکریّا الأصبهانیّ ، الشهیر بابن مندة : المتوفّی (512) ، قال ابن خلّکان فی تاریخه(2) (2 / 366) : کان من الحفّاظ المشهورین ، وأحد أصحاب الحدیث المبرَّزین ، وکان جلیل القدر ، وافر الفضل ، واسع الروایة ، ثقةً

حافظاً مُکثِراً صدوقاً ، کثیر التصانیف.

مرّ عنه (ص 47).

219 - الحافظ الحسین بن مسعود ، أبو محمد الفرّاء ، البغویّ ، الشافعیّ : المتوفّی (516).

ترجمه الذهبی فی تذکرته(3) (4 / 54) ، وقال : الإمام الحافظ المجتهد محیی السنّة ، کان من العلماء الربّانیّین ، ذا تعبّد ونُسک وقناعة بالیسیر.

وقال ابن کثیر فی تاریخه(4) (12 / 193) : صاحب التفسیر وشرح السنّة والتهذیب فی الفقه ، والجمع بین الصحیحین ، والمصابیح فی الصحاح والحسان ، وغیر ذلک ، برع فی هذه العلوم ، وکان علّامة زمانه فیها ، وکان دیِّناً وَرِعاً زاهداً عابداً صالحاً.

مرّ الإیعاز إلی حدیثه (ص 31) عن المصابیح. .

ص: 247


1- تذکرة الحفّاظ : 4 / 1260 رقم 1064.
2- وفیات الأعیان : 6 / 168 رقم 795.
3- تذکرة الحفّاظ : 4 / 1257 رقم 1062.
4- البدایة والنهایة : 12 / 238 حوادث سنة 516 ه.

220 - أبو القاسم [بن الحصین] هبةالله بن محمد بن عبدالواحد الشیبانیّ : المتوفّی (525) عن (94) سنة.

قال ابن کثیر فی تاریخه(1) (12 / 203) : راوی المسند عن أبی علیّ بن المذهِّب ، عن أبی بکر بن مالک ، عن عبدالله بن أحمد ، عن أبیه ، وقد روی عنه ابن الجوزی وغیر واحد ، کان ثقةً ثَبْتاً صحیح السماع.

یأتی بطریقه حدیث المناشدة بالرحبة بلفظ عبدالرحمن.

221 - ابن الزاغونی علیّ بن عبیدالله بن نصر بن السریّ الزاغونیّ : المتوفّی (527).

قال ابن کثیر فی تاریخه(2) (12 / 205) : الإمام المشهور(3) قرأ القراءات وسمع الحدیث واشتغل بالفقه والنحو واللغة ، وله المصنّفات الکثیرة فی الأُصول والفروع وله یدٌ فی الوعظ ، واجتمع الناس فی جنازته ، وکانت حافلة جدّاً.

یأتی عنه حدیث مناشدة رجل عراقیّ جابرَ الأنصاری بإسناد صحیح.

222 - أبو الحسن رزین بن معاویة العبدریّ ، الأندلسیّ : المتوفّی (535).

ترجمه الذهبی فی عِبره(4) ، قال فی کتابه الجمع بین الصحاح الستّة : عن أبی سریحة أو زید بن أرقم : إنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم قال : «من کنت مولاه فعلیّ مولاه».

223 - أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشریّ(5) : المتوفّی (538). ف)

ص: 248


1- البدایة والنهایة : 12 / 251 حوادث سنة 525 ه.
2- المصدر السابق : 12 / 254 حوادث سنة 527 ه.
3- وابنا الزاغونی اثنان ، هذا وأخوه أبو بکر محمد المتوفّی سنة (552) وهما بغدادیان حنبلیان. راجع ما یأتی فی المناشدة 17. (الطباطبائی)
4- العِبر فی خبر من غبر : 2 / 447 حوادث سنة 535 ه.
5- زمخشر - بفتح أوّله وثانیه ثمّ السکون - : قریة من قری خوارزم کبیرة [معجم البلدان : 3 / 147]. (المؤلف)

ترجمه ابن خلّکان فی تاریخه(1) (2 / 197) وقال : الإمام الکبیر فی التفسیر والحدیث والنحو وعلم البیان ، کان إمام عصره من غیر مدافع تُشَدُّ إلیه الرحال فی فنونه.

وقال الیافعی فی مرآته(2) : کان متقناً فی التفسیر والحدیث والنحو واللغة والبیان ، إمام عصره فی فنونه ، وله التصانیف الکبیرة البدیعة الممدوحة.

وذکره السیوطی فی بغیة الوعاة(3) (ص 388) ، وقال : کان واسع العلم کثیر الفضل غایة فی الذکاء وجودة القریحة مُتقِناً فی کلِّ علم معتزلیّاً قویّاً فی مذهبه مجاهراً به حنفیّاً. ثمّ ذکر مشایخه وتآلیفه ، وتوجد ترجمته فی الفوائد البهیّة (ص 209) ، وأثنی

علیه ، وعدّ تآلیفه ، وذکره ابن کثیر فی تاریخه(4) (12 / 219).

یأتی عنه حدیث احتجاج دارمیّة علی معاویة بن أبی سفیان ، نقلاً عن کتابه ربیع الأبرار(5) الموجود عندنا ، وقال فیه : لیلة الغدیر معظَّمةٌ عند الشیعة ، مُحیاةٌ عندهم بالتهجّد ، وهی اللیلة التی خطب فیها رسول الله صلی الله علیه وسلم بغدیر خُمّ علی أقتاب الجمال ، وقال فی خطبته : «من کنت مولاه فعلیٌّ مولاه».

224 - الحافظ القاضی عیاض بن موسی الیحصبیّ ، السبتیّ : المتوفّی (544).

ترجمه کثیرٌ من أرباب معاجم التراجم. قال ابن خلّکان فی تاریخه(6) (1 / 428) : کان إمام وقته فی الحدیث وعلومه والنحو واللغة وکلام العرب وأیّامهم وأنسابهم ، وصنّف التصانیف المفیدة ، ثمّ ذکر تآلیفه ونماذج من شعره ، روی حدیث الغدیر فی 1.

ص: 249


1- وفیات الأعیان : 5 / 168 رقم 711.
2- مرآة الجنان : 3 / 269 وفیات سنة 538 ه.
3- بغیة الوعاة : 2 / 279 رقم 1977.
4- البدایة والنهایة : 12 / 272 حوادث سنة 538 ه.
5- ربیع الأبرار : 1 / 84. وأورد حدیث الغدیر أیضاً فی کتابه خصائص العشرة : ص 60. (الطباطبائی)
6- وفیات الأعیان : 3 / 483 رقم 511.

کتابه الدائر السائر الشفاء(1).

225 - أبو الفتح محمد بن أبی القاسم عبدالکریم الشهرستانیّ ، الشافعیّ ، المتکلّم علی مذهب الأشعریّ : المتوفّی (548).

قال ابن خلّکان(2) : کان إماماً مبرَّزاً فقیهاً متکلّماً. وترجمه السبکی فی طبقاته(3) (4 / 78) ، وأثنی علیه وعلی کتابه الملل والنحل.

ذکر حدیث الغدیر فی الملل والنحل ، یأتی لفظه فی حدیث التهنئة.

226 - أبو الفتح محمد بن علیّ بن إبراهیم النطنزیّ : المولود (480) - لم أقف علی وفاته(4).

ذکره السمعانیّ فی أنسابه(5) ، وقال : أفضل من بخراسان والعراق فی اللغة والأدب والقیام بصنعة الشعر ، قدِم علینا مروَ سنة إحدی وعشرین ، وقرأت علیه طرفاً صالحاً من الأدب ، واستفدت منه ، واغترفت من بحره ، ثمّ لقیته بهمدان ، ثمّ قدِم علینا بغدادَ غیر مرّة فی مدّة مقامی بها ، وما لقیته إلّا وکتبت عنه ، واقتبست منه ، ثمّ ذکر مشایخه.

مرّ الحدیث بإسناده (ص 43) ، ویأتی عنه بطریق آخر فی آیة إکمال الدین.

227 - الحافظ أبو سعد عبدالکریم بن محمد السمعانیّ ، الشافعیّ : المولود (506) ، والمتوفّی (562 ، 563) ، صاحب الأنساب ، وفضائل الصحابة(6). ترجمه ابن نی

ص: 250


1- الشفاء : 2 / 107 باب 3 فصل 5.
2- وفیات الأعیان : 4 / 273 رقم 611.
3- طبقات الشافعیة الکبری : 6 / 128 رقم 653.
4- له کتاب الخصائص العلویة علی سائر البریة ، ترجم له الصفدی فی الوافی بالوفیات : 4 / 161 ، وذکر أنَّه توفّی حدود الخمسین والخمسمائة. راجع : أهل البیت فی المکتبة العربیة. (الطباطبائی)
5- الأنساب : 5 / 505.
6- هذا صاحب الأنساب ، وأما فضائل الصحابة فهو لجدّه أبی المظفّر منصور بن محمد السمعانی

خلّکان فی تاریخه(1) (1 / 326) ، وأثنی علیه ، وقال الذهبی فی تذکرته(2) (4 / 111) : کان ثقةً حافظاً حجّةً ، واسع الرحلة ، عدلاً دیِّناً جمیل السیرة حسن الصحبة ، کثیر

المحفوظ ، قال ابن النجّار : سمعت من یذکر أنَّ عدد شیوخه سبعة آلاف شیخ ، وهذا شیءٌ لم یبلغه أحدٌ.

مرّ الإیعاز إلی حدیثه (ص 56).

228 - أبو بکر یحیی بن سعدون بن تمام الأزدیّ ، القرطبیّ ، الملقّب بسابق الدین : المولود (486 ، 487) ، والمتوفّی (567) صاحب التفسیر الکبیر(3).

قال ابن الأثیر فی الکامل(4) (11 / 152) : کان إماماً فی القراءة والنحو وغیره من العلوم ، زاهداً عابداً ، انتفع به الناس فی کثیر من البلاد ، ولا سیّما أهل الموصل ، فإنّه أقام بها ، وفیها توفِّی.

وترجمه یاقوت فی معجمیه ، قال فی البلدان(5) (7 / 54) : قرأ علیه کثیر من شیوخنا ، وکان أدیباً فاضلاً مقرئاً عارفاً بالنحو واللغة ، سمع کثیراً من کتب الأدب ، وقال فی الأدباء (20 / 14) : شیخٌ فاضلٌ عارفٌ بالنحو ووجوه القراءات ، وکان ثقةً صدوقاً ثبْتاً دیِّناً کثیر الخیر.

یأتی عن تفسیره حدیث نزول آیة (سَأَلَ سَائِلٌ) حول قضیة الغدیر.

229 - موفّق بن أحمد أبو المؤیّد ، أخطب الخطباء الخوارزمیّ : المتوفّی (568).4.

ص: 251


1- وفیات الأعیان : 3 / 209 رقم 395.
2- تذکرة الحفّاظ : 4 / 1316 رقم 1090.
3- القرطبی صاحب التفسیر أبو عبدالله محمد بن أحمد بن أبی بکر بن فرح المتوفی سنة 671.
4- الکامل فی التاریخ : 7 / 225 حوادث سنة 567 ه.
5- معجم البلدان : 4 / 324.

أحد شعراء الغدیر ، یأتی شعره وترجمته فی شعراء القرن السادس.

روی الحدیث فی مناقبه ومقتله بطرق کثیرة ، مرّ بعضها (ص 14 ، 15 ، 16 ، 18، 20، 21 ، 22 ، 23 ، 24 ، 27 ، 28 ، 34 ، 38 ، 40 ، 42 ، 48 ، 49) ، یأتی عنه بطرق أخری.

230 - عمر بن محمد بن خضر الإربلی(1) ، المعروف بالملّاء :

رواه فی وسیلة المتعبّدین(2) بلفظ البراء بن عازب ، یأتی فی حدیث التهنئة.

231 - الحافظ علیّ بن الحسن بن هبة الله ، أبو القاسم الدمشقیّ ، الشافعیّ ، الملقّب بثقة الدین ، الشهیر بابن عساکر : المتوفّی (571) ، صاحب التاریخ الکبیر السائر الدائر(3).

ترجمه ابن خلّکان(4) (1 / 363) ، وأثنی علیه ابن الأثیر فی الکامل(5) (11 / 177) ، وابن کثیر فی تاریخه(6) (12 / 294) ، وقال : أحد أکابر حفّاظ الحدیث ، ومن عُنی به .

ص: 252


1- هو معین الدین أبو محمد عمر بن محمد بن خضر الإربلی الموصلی المتوفّی بها سنة 570 والمشتهر بالمَلّاء ، لأنّه کان یملأ تنانیر الآجر ویتقوّت بأجرتها. له ترجمة فی تلخیص مجمع الآداب : ج 5 رقم 1485 ، وفی تاریخ ابن کثیر : 12 / 282 ، وهدیة العارفین : 1 / 784 ، وأعلام الزرکلی : 5 / 60 وفیه تصویر إجازته لمن قرأوا علیه کتابه وسیلة المتعبدین إلی متابعة سید المرسلین ، وکتابه هذا هو المشتهر بسیرة المَلّاء ، وقد طبع فی حیدرآباد فی عدة أجزاء من سنة 1390 - 1400 ، وحدیث الغدیر فیه فی ج 5 ق 2 ص 162 ، رواه عن البراء بن عازب. (الطباطبائی)
2- ذکرها له الچلبی فی کشف الظنون : 2 / 634 [2 / 2010]. (المؤلف)
3- أخرج الحافظ ابن عساکر حدیث الغدیر فی تاریخ مدینة دمشق عن 19 صحابیاً من 88 طریقاً من رقم 503 - 590 ، فی أوّل المجلد الثانی من ترجمة أمیر المؤمنین علیه السلام المطبوعة فی بیروت فی ثلاث مجلدات ضخام بتحقیق زمیلنا العلّامة المحمودی حفظه الله ، وقد تقدّم بعضها فی تعالیقنا علی روایات الصحابة ، ویأتی بعضها الآخر فی تعالیقنا علی المناشدات. (الطباطبائی)
4- وفیات الأعیان : 3 / 309 رقم 441.
5- الکامل فی التاریخ : 7 / 264 حوادث سنة 571 ه.
6- البدایة والنهایة : 12 / 361 حوادث سنة 571 ه.

سماعاً وجمعاً وتصنیفاً واطِّلاعاً ، وحفظاً لأسانیده ومتونه ، وإتقاناً لأسالیبه وفنونه ، صنّف تاریخ الشام فی ثمانین مجلّدة(1) ، ثمّ أطنب فی الثناء علیه وعلی تآلیفه ، وأوفی ترجمة له ما ذکره السبکی فی طبقاته(2) (4 / 273 - 277) ، أکثر فی الثناء علیه وعلی ثقته وإتقانه وتآلیفه ، أورد أحادیث کثیرة فی هذه الخطبة فی تاریخه ، کما ذکره ابن

کثیر.

مرّ منها (ص 15 ، 26 ، 27 ، 40 ، 44 ، 45 ، 51) ، ویأتی عنه حدیث نزول آیتی التبلیغ والإکمال فی علیّ علیه السلام.

232 - الحافظ محمد بن أبی بکر عمر بن أبی عیسی أحمد ، أبو موسی المَدِینیّ(3) ،

الأصبهانیّ ، الشافعیّ : المولود (501) ، والمتوفّی (581).

ترجمه ابن خلّکان فی تاریخه(4) (2 / 161) وقال : کان إمام عصره فی الحفظ

والمعرفة ، وله فی الحدیث وعلومه تآلیف مفیدة ، ثمّ ذکر تآلیفه.

وذکره السبکی فی طبقاته(5) (4 / 90) ، والذهبی فی تذکرته(6) (4 / 128) ، وقال : الحافظ شیخ الإسلام الکبیر ، انتهی إلیه التقدّم فی هذا الشأن مع علوّ الإسناد ، وقال

الدُّبَیْثی : عاش أبو موسی حتی صار وحید وقته وشیخ زمانه إسناداً وحفظاً ، قال السمعانی : سمعت منه وکتب عنّی ، وهو ثقةٌ صدوقٌ ، وقال عبد القادر : حصل له من المسموعات بأصبهان ما لم یحصل لأحد فی زمانه ، وانضمّ إلی ذلک الحفظ والإتقان ، وله التصانیف التی أربی فیها علی المتقدّمین مع الثقة والعفّة. 5.

ص: 253


1- ذکر ابن کثیر فی تاریخه أنَّ ثلاث مجلّدات منها فی ترجمة علیّ أمیر المؤمنین ومناقبه. (المؤلف)
2- طبقات الشافعیة الکبری : 7 / 215 رقم 919.
3- نسبة إلی مدینة أصبهان ، ذکرها السمعانی فی الأنساب [5 / 235]. (المؤلف)
4- وفیات الأعیان : 4 / 286 رقم 618.
5- طبقات الشافعیة الکبری : 6 / 160 رقم 675.
6- تذکرة الحفّاظ : 4 / 1334 رقم 1095.

مرّ الإیعاز إلی طرقه فی الحدیث (ص 24(1) ، 26 ، 29 ، 45 ، 46 ، 53 ، 58 ، 59 ، 60) ، وله غیر ذلک.

233 - الحافظ محمد بن موسی بن عثمان ، أبو بکر الحازمیّ - نسبة إلی جدِّه حازم - الهمدانی ، الشافعی : المولود (548) ، والمتوفّی (584).

ترجمه السبکی فی طبقاته(2) (4 / 189) ، وقال : إمام مُتقن مبرَّزٌ ، وعن ابن الدُّبَیْثی(3) : کان من أحفظ الناس للحدیث وأسانیده ورجاله مع زهد وتعبّد وریاضة وذِکر ، صنّف فی علم الحدیث مصنّفات ، وقال ابن النجّار : کان من الأئمّة الحفّاظ العالمین بفقه الحدیث ومعانیه ورجاله ، وکان ثقةً حجّةً نبیلاً زاهداً ورعاً ملازماً للخلوة والتصنیف ونشر العلم.

صرّح بخطبة النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم فی غدیر خُمّ ، کما فی تاریخ ابن خلّکان(4) (2 / 223) ، ومعجم البلدان(5) (3 / 466).

234 - الحافظ عبدالرحمن بن علیّ بن محمد ، أبو الفرج بن الجوزیّ البکریّ - نسبة إلی جدّه أبی بکر الصدّیق - البغدادیّ ، الحنبلیّ : المتوفّی (597).

قال ابن خلّکان فی تاریخه(6) (1 / 301) : کان علّامة عصره وإمام وقته فی الحدیث وصناعة الوعظ ، صنّف فی فنون عدیدة ، تُرجِم فی غیر واحد من معاجم التراجم والتاریخ.

روی حدیث المناشدة بالرحبة بلفظ زاذان من طریق أحمد ، ویأتی لفظه فی 0.

ص: 254


1- أحد الثلاثة المذکورة هناک سطر 2 ، وهم : هو وابن عقدة وأبو نعیم. (المؤلف)
2- طبقات الشافعیة الکبری : 7 / 13 رقم 710.
3- المختصر المحتاج إلیه : ص 83.
4- وفیات الأعیان : 5 / 231 رقم 728.
5- معجم البلدان : 2 / 389.
6- وفیات الأعیان : 3 / 140 رقم 370.

الکلمات حول سند الحدیث.

235 - الفقیه أسعد بن أبی الفضائل محمود بن خلف العجلیّ ، أبو الفتوح - ویقال :

أبو الفتح - الشافعی ، الأصبهانیّ : المتوفّی (600) عن (85) سنة.

قال ابن الأثیر فی الکامل(1) (12 / 83) : وکان إماماً فاضلاً. وقال ابن کثیر فی تاریخه(2) (13 / 40) : سمع الحدیث وتفقّه وبرع وصنّف ، کان زاهداً عابداً ، وترجمه السبکی فی طبقاته الکبری(3) (5 / 50) وأثنی علیه وأکثر ، وعدّ تآلیفه ، وذکره ابن خلّکان فی تاریخه(4) (1 / 71) ، وأثنی علیه.

مرّ الإیعاز إلی حدیثه عن کتابه الموجز فی فضائل الخلفاء الأربعة (ص 26 و 46).

«القرن السابع»

236 - أبو عبدالله محمد بن عمر بن الحسین ، فخرالدین الرازیّ ، الشافعی : المتوفّی (606) ، صاحب التفسیر الکبیر الشهیر.

ترجمه ابن خلّکان فی تاریخه(5) (2 / 48) وقال : فرید عصره ونسیج وحده ، فاق أهل زمانه فی علم الکلام والمعقولات وعلم الأوائل ، ثمّ ذکر تآلیفه.

وقال ابن الأثیر(6) : کان إمام الدنیا فی عصره ، وذکره ابن کثیر فی تاریخه(7) (13 / 55) ، وبسط القول فی ترجمته السبکی فی طبقاته(8) (5 / 33 - 40) ، وأثنی علیه ، 9.

ص: 255


1- الکامل فی التاریخ : 7 / 470 حوادث سنة 600 ه.
2- البدایة والنهایة : 13 / 48 حوادث سنة 600 ه.
3- طبقات الشافعیة الکبری : 8 / 126 رقم 1115.
4- وفیات الأعیان : 1 / 208 رقم 90.
5- المصدر السابق : 4 / 248 رقم 600.
6- الکامل فی التاریخ : 7 / 525 حوادث سنة 606 ه.
7- البدایة والنهایة : 13 / 66 حوادث سنة 606 ه.
8- طبقات الشافعیة الکبری : 8 / 81 رقم 1089.

وبالغ فی الردِّ علی الذهبی فی غمزه علی المترجم فی میزان الاعتدال.

مرّ الحدیث عنه (ص 19 و 52) ویأتی عنه فی آیة التبلیغ.

237 - أبو السعادات مبارک بن محمد بن عبدالکریم ابن الأثیر الشیبانیّ ، الجزریّ ، الشافعیّ : المتوفّی (606).

ترجمه أخوه ابن الأثیر فی کامله(1) (12 / 120) ، وقال : أخی مجد الدین أبو السعادات کان عالماً فی عدّة علوم منها الفقه والأُصولان والنحو والحدیث واللغة ، وله تصانیف مشهورة فی التفسیر والحدیث والنحو والحساب وغریب الحدیث ، وله رسائل مدوَّنة ، وکان کاتباً مُفْلِقاً(2) یُضرَب به المثل ، ذا دین متین ولزوم طریق مستقیم.

قال فی جامع الأُصول فی أحادیث الرسول(3) : عن زید بن أرقم أو أبی سَریحة - شکّ شعبة - أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم قال : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه» ، أخرجه الترمذیّ(4).

وحکاه عن الشافعیِّ - إمام الشافعیّة - فی نهایته(5) (4 / 246).

238 - أبو الحجّاج یوسف بن محمد البلویّ ، المالکیّ ، الشهیر بابن الشیخ : المتوفّی حدود (605).

مؤلِّف ألف باء ، تألیفه هذا ینمُّ عن فضله الجمِّ وأدبه الکثار ، ذکره الزرکلی فی الأعلام(6) (3 / 1184). 7.

ص: 256


1- الکامل فی التاریخ : 7 / 526 حوادث سنة 606 ه.
2- أی مجیداً ، وأفلق فی الأمر : کان حاذقاً فیه.
3- جامع الأُصول : 9 / 468 ح 6476.
4- سنن الترمذی : 5 / 591 ح 3713.
5- النهایة فی غریب الحدیث والأثر : 5 / 228.
6- الأعلام : 8 / 247.

یأتی لفظه فی المجلّد الثانی فی شعراء القرن الأوّل فی ما یتبع أبیات أمیر المؤمنین علیه السلام.

239 - تاج الدین زید بن الحسن بن زید الکندیّ ، أبو الیمن البغدادیّ المولد والمنشأ : المتوفّی (613).

انتقل إلی الشام ، فأقام بها ، قال ابن الأثیر فی الکامل(1) (12 / 130) : کان إماماً فی النحو واللغة ، وله الإسناد العالی فی الحدیث ، وکان ذا فنون کثیرة من أنواع العلوم.

یأتی بإسناده حدیث المناشدة فی الرحبة بلفظ عبدالرحمن بن أبی لیلی.

240 - الشیخ علیّ بن حمید القرشی : المتوفّی (621).

ذکره فی شمس الأخبار المنتقی من کلام النبیّ المختار(2) ، کما مرّ فی (ص 50) ، ویأتی لفظه فی مفاد الحدیث.

241 - أبو عبدالله یاقوت بن عبدالله ، الرومیّ الجنس ، الحمویّ المولد ، البغدادیّ الدار : المتوفّی (626).

أُسِر من بلاده صغیراً وابتاعه فی بغداد رجل تاجر. له معجم البلدان ومعجم الأدباء ، کانت له أشواطٌ بعیدةٌ فی الأدب ، وکان متعصِّباً علی أمیر المؤمنین علیّ علیه السلام ، بسط القول فی ترجمته - مَحْتِداً وعلماً وأدباً وتألیفاً ومذهباً - ابنُ خلّکان فی

تاریخه(3) (2 / 349 - 355).

ذکر فی معجم البلدان(4) (3 / 466) عن الحازمی : أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم خطب عند 9.

ص: 257


1- الکامل فی التاریخ : 7 / 542 حوادث سنة 613 ه.
2- مسند شمس الأخبار : 1 / 102.
3- وفیات الأعیان : 6 / 127 رقم 790.
4- معجم البلدان : 2 / 389.

غدیر خُمّ ، ویأتی کلامه عن معجم الأدباء فی المؤلِّفین فی حدیث الغدیر.

242 - الحافظ أبو الحسن علیّ بن محمد الشیبانیّ ، المعروف بابن الأثیر الجَزَریّ(1) : المتوفّی (630) ، صاحب التاریخ الکامل ، وأسد الغابة.

ترجمه ابن خلّکان فی تاریخه(2) (2 / 378) ، وقال : کان إماماً فی حفظ الحدیث ومعرفة ما یتعلّق به ، وحافظاً للتواریخ المتقدِّمة والمتأخِّرة ، ثمّ ذکر تآلیفه وأثنی علیها ، وذکره الیافعیّ فی مرآة الجنان (4 / 70) ، وأثنی علیه وعلی تآلیفه ، وعدّه الذهبی من الحفّاظ فی تذکرته(3) (4 / 191) ، وأطراه.

رواه بطرق کثیرة منها ما یأتی ، ومنها ما مرّ (ص 15 ، 20 ، 23 ، 24 ، 25 ، 28 ، 38 ، 45 ، 46 ، 47 ، 49 ، 53 ، 58 ، 59 ، 60).

243 - حنبل بن عبدالله بن الفرج البغدادیّ ، الرصافیّ : المتوفّی (604) عن (90) سنة.

محدِّثٌ مکثرٌ ، یروی بإسناده الآتی مسند أحمد بن حنبل عن ابنه عبدالله ، ترجمه أبو شامة فی ذیل الروضتین(4).

یأتی بإسناده حدیث مناشدة الرحبة بلفظ عبدالرحمن.

244 - الحافظ ضیاء الدین محمد بن عبدالواحد ، أبو عبدالله المقدسیّ ، الدمشقیّ ، الحنبلیّ : المولود (569) ، والمتوفّی (643). ی)

ص: 258


1- نسبة إلی جزیرة ابن عمر : بلدة فوق الموصل بینهما ثلاثة أیام ، کانت تحیط بها دجلة إلّا من ناحیة [معجم البلدان : 2 / 138]. (المؤلف)
2- وفیات الأعیان : 3 / 348 رقم 460.
3- تذکرة الحفّاظ : 4 / 1399 رقم 1124.
4- ذیل الروضتین : ص 62 ، وله ترجمة فی تکملة المنذری :رقم 989 ، وسیر أعلام النبلاء : 21 / 431 وما بهامشهما من مصادر. (الطباطبائی)

ذکره ابن کثیر فی تاریخه(1) (13 / 169) ، وأطراه وأثنی علی تآلیفه ، وترجمه الذهبی فی تذکرته(2) (4 / 197) ، وحکی عن عمر بن الحاجب أنَّه قال :

شیخنا أبو عبدالله شیخ وقته ونسیج وحده علماً وحفظاً وثقةً ودیناً ، من العلماء الربّانیِّین ، کان شدید التحرّی فی الروایة ، مجتهداً فی العبادة ، کثیر الذکر منقطعاً متواضعاً ... إلی أن قال فی الثناء علیه : قال ابن النجار : حافظ متقن حجّة عالم بالرجال ورع تقیّ ، ما رأیت مثله فی نزاهته وعفّته وحسن طریقته ... إلخ.

مرّ حدیثه (ص 26 ، 28 ، 34 ، 35 ، 55 ، 58) ، ویأتی عنه غیر ذلک.

245 - أبو سالم محمد بن طلحة القرشیّ ، النصیبیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (652).

أحد شعراء الغدیر فی القرن السابع ، یأتی هناک شعره وترجمته.

مرّ الإیعاز إلی حدیثه (ص 33) ، ویأتی عنه غیره نقلاً عن کتابه - المطبوع غیر مرّة - مطالب السؤول.

246 - أبو المظفّر یوسف الأمیر حسام الدین قزْأوغلی(3) ابن عبدالله البغدادیّ ، الحنفیّ : المتوفّی (654) ، سبط الحافظ ابن الجوزی الحنبلی من کریمته رابعة.

ترجمه الیافعیُّ فی مرآته (4 / 136) ، وابن کثیر فی تاریخه(4) (13 / 194) ، وأثنی علی علمه وفضله وحسن خطابته.

وذکره أبو الحسنات فی فوائده البهیّة (ص 230) ، وقال : تفقّه وبرع وکان عالماً .

ص: 259


1- البدایة والنهایة : 13 / 198 حوادث سنة 643 ه.
2- تذکرة الحفّاظ : 4 / 1405 رقم 1129.
3- فی تاریخ ابن خلّکان والفوائد البهیّة : (قرغلی). وفی غیرهما (قزغلی) ، والصحیح کما فی تاریخ ابن کثیر : (قِزْأغلی) - بکسر القاف وسکون الزای - کلمة ترکیة معناها : ابن البنت ؛ أی السبط. (المؤلف)
4- البدایة والنهایة : 13 / 226 حوادث سنة 654 ه.

فقیهاً واعظاً حسن المجانسة ، وقال أبو المعالی السلامیّ ، کما فی منتخب المختار (ص 236) :

کان شیخاً صالحاً عالماً بالتفسیر والحدیث والفقه ، له تفسیر کبیر فی تسعة وعشرین مجلّداً ، وذکر مشایخه وتآلیفه.

مرّ عنه (ص 68) ، ویأتی عنه فی عناوین أخری بألفاظ غیر ما مرَّ نقلاً عن تألیفه السائر تذکرة خواصّ الأمّة.

247 - عزّ الدین عبدالحمید بن هبة الله المدائنیّ ، الشهیر بابن أبی الحدید المعتزلیّ(1) : المتوفّی (655). مؤلِّف شرح نهج البلاغة الدائر السائر ، وتألیفه هذا ینمُّ عن تضلّعه فی الحدیث والکلام والتاریخ والأدب ، توجد ترجمته فی شرح النهج له(2) (4 / 575).

مرّ الحدیث عنه (ص 56) ، ویأتی عنه حدیث المناشدة فی الرحبة ، وحدیث الدعوة ، وحدیث الرکبان ، واحتجاج عمّار بحدیث الغدیر ، ومناشدة شابٍّ أبا هریرة.

248 - الحافظ أبو عبدالله محمد بن یوسف الکنجیّ ، الشافعیّ(3) : المتوفّی (658). ،

ص: 260


1- هو عزّ الدین أبو حامد بن أبی الحدید المعتزلیّ الشافعیّ المدائنیّ المولود بها سنة 586 البغدادیّ المتوفّی بها سنة 655. ومن مصادر ترجمته : وفیات الأعیان : 5 / 392 ، ذیل مرآة الزمان : 1 / 62 ، العسجد المسبوک : ص 642 ، تلخیص مجمع الآداب : 1 / 190 ، الوافی بالوفیات : 18 / 79 ، فوات الوفیات : 2 / 259 رقم 246 ، البدایة والنهایة : 13 / 199 ، المنهل الصافی : ص 7. وأوسع ترجمة له ماکتبه عنه معاصره ابن الشعّار الموصلی فی : قلائد الجمان فی شعراء الزمان ، ترجم له فی الجزء الرابع - من طبعة ألمانیا سنة 1410 - فی أربعین صفحة من 214 - 253 ، وأورد کثیراً من نظمه ونثره. (الطباطبائی)
2- شرح نهج البلاغة : 1 / 13 - 19 من المقدمة. وانظر أیضاً : فوات الوفیات : 2 / 259 ، البدایة والنهایة : 13 / 233 حوادث سنة 655 ه ، آداب اللغة : 3 / 43.
3- هو فخر الدین الکنجی محمد بن یوسف بن محمد القرشی النوفلی الشافعی نزیل دمشق ،

صاحب کتاب کفایة الطالب(1) - المطبوع بمصر فی (160) صحیفة محذوف الأسانید ، وفی النجف الأشرف مسنداً علی ما هو فی الأصل - والکتاب یعرب عن تقدّم مؤلِّفه فی الحدیث ، وعن علمه الجمّ ، وفضله الکثار ، وکثرة اعتنائه بشأن الحدیث وفنونه ، ینقل عنه ابن الصبّاغ المالکی فی فصوله المهمّة(2) معبِّراً عن المؤلّف بالإمام الحافظ.

مرّ الحدیث عنه (ص 19 ، 21 ، 35 ، 40 ، 48 ، 51) ، ویأتی عنه حدیث مناشدة الرحبة بطرق شتّی ، ومناشدة رجل عراقیّ جابرَ الأنصاریّ ، وحدیث التهنئة.

249 - الحافظ أبو محمد عبدالرزّاق بن عبدالله بن أبی بکر ، عزّ الدین الرسعنیّ ، الحنبلیّ : المتوفّی (661).

ذکره الذهبی فی تذکرة الحفّاظ(3) (4 / 243) ، وقال : کان إماماً متقناً ذا فنون وأدب ، صنّف کتاب مقتل الحسین علیه السلام وجمع وصنّف تفسیراً حسناً ، رأیته یروی فیه بأسانیده.2.

ص: 261


1- ذکره له الچلبی فی کشف الظنون : 2 / 323 [2 / 1497]. (المؤلف)
2- الفصول المهمّة : ص 124.
3- تذکرة الحفّاظ : 4 / 1452 رقم 1152.

وأثنی علیه ابن کثیر فی تاریخه(1) (13 / 241) ، ویأتی بعض القول فی ترجمته عن زمیله الإربلی.

یأتی عنه حدیث نزول آیة التبلیغ فی علیّ علیه السلام.

250 - فضل الله بن أبی سعید الحسن الشافعی ، التوربشتیّ(2) - بالمثنّاة المضمومة - :

ترجمه السبکی فی طبقاته(3) (4 / 146) ، وقال : رجلٌ محدِّثٌ فقیهٌ ، من أهل شیراز ، شرح مصابیح البغوی شرحاً حسناً ، وروی صحیح البخاری عن عبدالوهاب بن المغرم بإسناده. وأظنُّ هذا الشیخ مات فی حدود الستین والستمائة ، ووقعة التتار أوجبت عدم المعرفة بحاله. ثمّ ذکر من الفوائد المذکورة فی شرح المصابیح له ، رواه فی کتابه المعتمد فی المعتقد(4).

251 - الحافظ محیی الدین یحیی بن شرف بن حسن ، أبو زکریا النوویّ(5) ف)

ص: 262


1- البدایة والنهایة : 13 / 279 حوادث سنة 661 ه.
2- شهاب الدین أبو عبدالله فضل الله بن تاج الدین حسن التورپشتی التوران پشتی الشافعی الیزدی الأصل الشیرازی ، نزیل کرمان المتوفّی بها سنة 661 ه. ومن مصادر ترجمته : طبقات السبکی : 8 / 349 ، مفتاح السعادة : 2 / 148 ، مجمل التواریخ للفصیحی ، شد الإزار للجنید : ص 190 ، سمط العلی لناصر الدین المنشئ ص 41 وفیه ما معرّبه : إنَّه لما تمّ بناء المدرسة الترکانیة فی کرمان سنة 656 ، التی بنتها فنلغ ترکان ملکة کرمان بعثت إلی شیراز وطلبت من التورپشتی أن یتولی التدریس بها ، فهاجر إلی کرمان وأقام مدرّساً بها إلی أن توفّی. وکتابه «المعتمد» فارسی مطبوع فی مدراس بالهند فی مطبعة مظهر العجائب سنة 1286 ، رتّبه علی ثلاثة أبواب ، وحدیث الغدیر فی الفصل الرابع من الباب الثالث منه ص 190 - 191. وتوران بشت من قری مدینة یزد تبعد عنها 25 کیلو متراً فی جنوبها الغربی ، ولازالت عامرة وبهذا الاسم. (الطباطبائی)
3- طبقات الشافعیة الکبری : 8 / 349 رقم 1245.
4- ذکره له الجلبی فی کشف الظنون : 2 / 462 [2 / 1733]. (المؤلف)
5- نوی : قریة من قری حوران [معجم البلدان : 5 / 306]. (المؤلف)

الدمشقیّ ، الشافعیّ : المتوفی (676) ، ترجمه السبکی فی طبقاته(1) (5 / 166 - 168) وبالغ فی الثناء علیه ، وذکره ابن کثیر فی تاریخه(2) (13 / 278) ، وقال :

شیخ المذهب وکبیر الفقهاء فی زمانه ، وقد کان من الزهادة والعبادة والورع والتحرّی والانجماح عن الناس علی جانب کبیر لا یقدر علیه أحد من الفقهاء غیره.

وذکر تآلیفه وأطراه ، وبسط القول فی ترجمته الذهبی فی تذکرته(3) (4 / 259 - 264).

مرّ الحدیث عن تألیفه ریاض الصالحین (ص 35) ، وقال فی تهذیبه الأسماء واللغات(4) : وفی کتاب الترمذیِّ عن أبی سریحة الصحابی أو زید بن أرقم - شکَّ شعبة - عن النبیِّ صلی الله علیه وسلم قال : «من کنت مولاه فعلیٌّ مولاه».

رواه الترمذیّ وقال : حدیثٌ حسنٌ ، والشک فی عین الصحابیِّ لا یقدح فی صحّة الحدیث ؛ لأنّهم کلّهم عدولٌ.

252 - الشیخ مجدالدین عبدالله بن محمود بن مودود الحنفیّ ، الموصلیّ : المولود (599) ، والمتوفّی (683).

ترجمه أبو الحسنات فی الفوائد البهیّة (ص 106) ، وقال : کان من أفراد الدهر فی الفروع والأصول ، ولم یزل یُفتی ویدرِّس إلی أن مات.

یروی عنه ابن حمُّوْیه - صاحب فرائد السمطین(5) - حدیثَ مناشدةِ رجلٍ جابرَ الأنصاریّ الآتی. 9.

ص: 263


1- طبقات الشافعیة الکبری : 8 / 395 رقم 1288.
2- البدایة والنهایة : 13 / 326 حوادث سنة 676 ه.
3- تذکرة الحفّاظ : 4 / 1470 رقم 1162.
4- تهذیب الأسماء واللغات : 1 / 347 رقم 429.
5- فرائد السمطین : 1 / 62 ح 29.

253 - القاضی ناصر الدین عبدالله بن عمر ، أبو الخیر البیضاویّ ، الشافعیّ : المتوفّی (685).

صاحب الطوالع والمصباح فی أصول الدین ، والغایة القصوی فی الفقه ، والمنهاج فی أصول الفقه ، ومختصر الکشاف فی التفسیر ، وشرح المصابیح فی الحدیث.

قال السبکی فی طبقاته(1) (5 / 59) : کان إماماً مبرَّزاً نظّاراً صالحاً متعبِّداً زاهداً ، ولیَ قضاء القضاة بشیراز ودخل تبریز.

وترجمه ابن کثیر فی تاریخه(2) (13 / 309) ، وقال : مات بتبریز.

مرّ عن طوالع أنواره (ص 8).

254 - الحافظ أحمد بن عبدالله فقیه الحرم ، محبُّ الدین أبو العبّاس الطبریّ ، المکّیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (694).

ترجمه السبکی فی طبقاته(3) (5 / 9) ، وأثنی علیه ، وذکره ابن کثیر فی تاریخه(4) (13 / 340) ، وعدّه الذهبی من الحفّاظ فی تذکرته(5) (4 / 264) وقال :

تفقّه ودرّس وأفتی وصنّف ، وکان شیخ الشافعیّة ومحدِّث الحجاز ، وکان إماماً صالحاً زاهداً کبیر الشأن(6).

أخرج حدیث الغدیر فی کتابیه الریاض النضرة ، وذخائر العقبی بعدّة طرق ، یأتی ببعضها حدیث مناشدة الرحبة ، وحدیث الرکبان ، والتهنئة ، ومرّ بعضها فی ی)

ص: 264


1- طبقات الشافعیة الکبری : 8 / 157 رقم 1153.
2- البدایة والنهایة : 13 / 363 حوادث سنة 685 ه.
3- طبقات الشافعیة الکبری : 8 / 18 رقم 1046.
4- البدایة والنهایة : 13 / 402 حوادث سنة 694 ه.
5- تذکرة الحفّاظ : 4 / 1474 رقم 1163.
6- وله ترجمة موسّعة فی العقد الثمین للفاسی : 3 / 61 - 72. (الطباطبائی)

(ص 18 ، 25 ، 28 ، 32 ، 48 ، 51 ، 56).

255 - إبراهیم بن عبدالله الوصّابیّ ، الیمنیّ ، الشافعیّ : مؤلّف کتاب الاکتفاء فی فضل الأربعة الخلفاء.

ذکر حدیث الغدیر بعدّة طرق فی الاکتفاء المذکور.

یأتی بعضها فی حدیثی المناشدة فی الرحبة ، واحتجاج أمیر المؤمنین علیه السلام یوم الجمل ، ونزول آیة (سَأَلَ سَائِلٌ) حول قضیّة الغدیر ، ومرّ منها (ص 22 ، 23 ، 25 ، 41 ، 51 ، 53 ، 55 ، 58 ، 59).

256 - سعید الدین محمد بن أحمد الفَرغانیّ(1) : شارح القصیدة التائیّة لابن الفارض ، توفِّی حدود (700) ، وأرّخ الذهبی وفاته فی العِبَر(2) (699).

وهو أوّل شارح للتائیّة المذکورة ، حُکی أنه قرأها أوّلاً علی جلال الدین الرومی المولویّ ، ثمّ شرحها فارسیّاً ، ثمّ عربیّاً ، وسمّاه منتهی المدارک ، وهو کبیر ، کذا ذکره الچلبی فی کشف الظنون(3) (1 / 209) ، وعن الکفوی : أنَّه کان جامعاً للعلوم الشرعیّة والحقیقیّة ، وکان لسان عصره وبرهان دهره ، ودلیل طریق الحقّ ، وسرّ الله

بین الخلق.

توجد ترجمته فی عبقات الأنوار(4) (1 / 270) ، یأتی لفظه فی الکلمات حول مفاد الحدیث. 1.

ص: 265


1- هو سعید الدین محمد بن أحمد بن محمد الکاسانی الفرغانی الحنفی تلمیذ صدر الدین القونوی المتوفّی فی ذی الحجة سنة 699 عن نحو سبعین سنة ، مترجم فی العِبَر : 5 / 389 ، وشذرات الذهب : 5 / 448 ، وکتائب أعلام الأخیار للکفوی ، ونفحات الأنس للجامی : 559 وهدیة العارفین : 2 / 139. (الطباطبائی)
2- العِبَر فی خبر من غبر : 3 / 399.
3- کشف الظنون : 2 / 1858.
4- عبقات الأنوار : 10 / 381.

«القرن الثامن»

257 - شیخ الإسلام أبو إسحاق إبراهیم بن سعدالدین محمد بن المؤیّد حمُّوْیَه ، الخراسانیّ ، الجوینیّ : المتوفّی (722) عن (78) عاماً.

أطراه الذهبی فی تذکرته(1) (4 / 298) بالإمام المحدِّث الأوحد الأکمل ، وقال :

کان شدید الاعتناء بالروایة وتحصیل الأجزاء وعلی یده أسلم الملک غازان ، وترجمه ابن حجر فی الدرر(2) (1 / 67) ، وأطراه.

أخرج حدیث الغدیر بطرق کثیرة فی کتابه - فرائد السمطین فی فضائل المرتضی والبتول والسبطین - الموجود عندنا(3).

مرّ عنه (ص 15 ، 19 ، 21 ، 23 ، 26 ، 32 ، 40 ، 43 ، 44 ، 55 ، 56 ، 66) ، ویأتی عنه حدیث المناشدة بالرحبة ، ومناشدة رجل عراقی جابر الأنصاری ، واحتجاج عمر بن عبدالعزیز ، ونزول آیة إکمال الدین فی علیّ علیه السلام ، ونزول آیة (سَأَلَ

سَائِلٌ) حول قضیة الغدیر ، وحدیث التهنئة.

258 - علاء الدین أحمد بن محمد بن أحمد السمنانیّ : المولود (659) ، والمتوفّی (736)(4).

ترجمه ابن حجر فی الدرر الکامنة(5) (1 / 250) وقال : تفقّه وطلب الحدیث ، 0.

ص: 266


1- تذکرة الحفّاظ : 4 / 1505 رقم 24.
2- الدرر الکامنة : 1 / 67 رقم 181.
3- طبع قسم منه فی النجف سنة 1383 ، وطبع فی بیروت بتحقیق زمیلنا العلامة الباحث الشیخ محمد باقر المحمودی حفظه الله ، وصدر فی جزءین سنة 1398 - 1400 ، وللکتاب عدّة مخطوطات قدیمة وحدیثة ذکرتها فی (أهل البیت فی المکتبة العربیة). (الطباطبائی)
4- ذکره السلامی ، کما فی منتخب المختار : ص 162 [رقم 136] وأرّخ وفاته بسنة (735). (المؤلف)
5- الدرر الکامنة : 1 / 250 رقم 640.

وشارک فی الفضائل ، وبرع فی العلم. قال الذهبی : کان إماماً جامعاً کثیر التلاوة ، وله وقع فی النفوس. وذکر أنَّ مصنّفاته تزید علی ثلاثمائة ، أخذ عنه صدر الدین بن حمُّوْیَه.(1)

یأتی لفظه - عن کتابه العروة الوثقی - فی ذکر الکلمات حول سند الحدیث.

259 - الحافظ یوسف بن عبدالرحمن بن یوسف بن عبدالرحمن(2) بن یوسف الدمشقی ، أبو الحجّاج المزّیّ(3) ، الشافعیّ : المتوفّی (742).

ترجمه السبکی فی طبقاته(4) (6 / 251 - 267) وقال : شیخنا وأستاذنا وقدوتنا الشیخ جمال الدین ، أبو الحجّاج المزّی ، حافظ زماننا ، حامل رایة السنّة والجماعة ، 7.

ص: 267


1- وله ترجمة فی طبقات الشافعیة للأسنوی : 2 / 73 ، ولابن قاضی شهبة : 2 / 325 رقم 530 ، وشذرات الذهب : 6 / 125 ، والذریعة : 9 / 733 ، وتاریخ العراق بین احتلالین : 1 / 521 ، وأعلام الزرکلی : 1 / 223 ، وهدیة العارفین : 1 / 108. وأمّا المراجع الفارسیة فنجد ترجمته فی کثیر منها وخاصة معاجم الشعراء منها. وللمظفر الصدر الطهرانی کتاب مفرد عن حیاته طبع باسم (آثار وأحوال علاء الدولة سمنانی). وقال فی کتابه مناظر المحاضر للمُناظر الحاضر - الذی نشره المعهد الفرنسی الدمشقی فی نشرته أخبار الدراسات الشرقیة فی المجلد السادس عشر الصادر سنة 1961 - فی ص 67 : إعلم - یا من لیس له فی تیه التقلید مجال - أنَّ النبیّ صلی الله علیه وعلی آله خیر آل ، إذا أُنزل علیه : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّ-هُ یَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ) قام قائماً فی غدیر خُمّ وأخذ بید علیّ - علیه سلام الله وسلام رسوله - علی ملأ من المهاجرین والأنصار وقال : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، اللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه». وهذا حدیث صحیح ، وفیه أمر صریح بالتمسک بحبل موالاته والاجتناب عن ذلّ معاداته ، ولا ینکر هذا إلّا شقیٌّ عنید أو جاحد عتید ، ومن کان سعیداً رشیداً یفهم من فحوی هذه الآیة خطاباً قهریّاً لا محیص له من إبلاغها ولو کره الحاضرون ! ... (الطباطبائی)
2- فی الدرر الکامنة ، وشذرات الذهب : 8 / 236 حوادث سنة 742 ه ، وفوات الوفیات : 4 / 353 رقم 591 ، ومعجم المؤلّفین : 13 / 308 : عبد الملک.
3- نسبة إلی (مزّة) بالتشدید : قریة من قری دمشق [معجم البلدان : 5 / 122]. (المؤلف)
4- طبقات الشافعیة الکبری : 10 / 395 رقم 1417.

والقائم بأعباء هذه الصناعة ، والمتدرِّع بجلباب الطاعة ، إمام الحفّاظ ... إلخ.

وذکره ابن کثیر فی تاریخه(1) (14 / 191) ، وابن حجر فی الدرر الکامنة (4 / 457 - 461) ، وحکی عن ابن سیّد الناس أنَّه قال :

وجدت بدمشق من أهل العلم الإمام المقدَّم ، والحافظ الذی فاق من تأخّر من أقرانه ومن تقدّم ، أبا الحجّاج ، بحر هذا العلم الزاخر وحبره القائل : کم ترک الأوّل للآخر ، أحفظ الناس للتراجم وأعلمهم بالرواة ... إلی آخر الثناء علیه.

روی الحدیث فی تهذیب الکمال(2).

مرّ عنه (ص 14 ، 18 ، 21 ، 35) ، ورواه فی تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف(3) عن الترمذی والنسائی بإسنادهما ، عن أبی الطفیل ، عن زید بن أرقم بالسند واللفظ المذکورین (ص 30) ، وعن ابن ماجة بالسند واللفظ المذکورین فی (ص 39) عن عبدالرحمن عن سعد.

260 - الحافظ شمس الدین محمد بن أحمد بن عثمان الذهبیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (748).

ترجمه الجزری فی طبقات القرّاء (2 / 71) ، وقال : أستاذ ثقة کبیر ... إلی أن قال : واشتغل بالحدیث وأسماء رجاله ، فبلغت شیوخه فی الحدیث وغیره ألفاً.

وذکره السبکی فی طبقاته(4) (5 / 216 - 219) ، وأثنی علیه وبالغ وأطنب.6.

ص: 268


1- البدایة والنهایة : 14 / 224 حوادث سنة 742 ه.
2- أخرج فیه حدیث الغدیر بعدّة أسانید ، أخرجه فی : 11 / 90 عن زید بن أرقم ، وفی : 20 / 484 عن عدّة من الصحابة ، وفی : 33 / 284 عن عمار بن یاسر ، وأخرج حدیث المناشدة فی : 11 / 100 و 22 / 397 و 398. (الطباطبائی)
3- تحفة الأشراف فی معرفة الأطراف : 3 / 195 ح 3667.
4- طبقات الشافعیة الکبری : 9 / 100 رقم 1306.

وذکره ابن کثیر فی تاریخه(1) (14 / 225) وقال : الحافظ الکبیر مؤرِّخ الإسلام وشیخ المحدِّثین ، قد خُتِم به شیوخ الحدیث وحُفّاظه.

وترجمه ابن حجر فی الدرر (3 / 336 - 338) وقال : مَهَرَ فی فنّ الحدیث ، وجمع تاریخ الإسلام ، فأربی فیه علی من تقدّم بتحریر أخبار المحدِّثین خصوصاً. ثمّ ذکر تآلیفه وأثنی علیها.

أفرد کتاباً فی حدیث الغدیر کما یأتی فی المؤلِّفین فیه ، ومرّ عنه (ص 32 ، 35 ، 41 ، 55).

261 - نظام الدین حسن بن محمد القمّیّ ، النیسابوریّ : صاحب التفسیر الکبیر ، المسمّی بغرائب القرآن ، المطبوع غیر مرّة بمصر وإیران.

رواه فی تفسیره(2) ، راجع (ص 19 ، 43 ، 52) ، ویأتی عنه حدیث نزول آیة التبلیغ فی علیّ علیه السلام حول واقعة الغدیر.

262 - ولیُّ الدین محمد بن عبدالله الخطیب ، العمریّ ، التبریزیّ : مؤلّف مشکاة المصابیح سنة (737).

مرّ عنه (ص 19 ، 36) ، ویأتی عنه حدیث التهنئة بطریق أحمد.

263 - تاج الدین أحمد بن عبدالقادر بن مکتوم ، أبو محمد القیسیّ ، الحنفیّ ، النحویّ : المتوفّی (749).

ترجمه الجزری فی طبقات القرّاء (1 / 70) وأثنی علیه ، وابن حجر فی الدرر (1 / 174 - 176) وذکر مشایخه وتآلیفه ، وقال : تقدّم فی الفقه ودرس وناب فی 4.

ص: 269


1- البدایة والنهایة : 14 / 259 حوادث سنة 748 ه.
2- غرائب القرآن ورغائب الفرقان : 6 / 194.

الحکم ، وعدّ من تآلیفه التذکرة.

وذکره السیوطیّ فی بغیة الوعاة(1) (ص 140 - 143) ، وأثنی علیه وذکر تآلیفه

وعدّ منها التذکرة ، وقال : فی ثلاث مجلّدات سمّاها : قید الأوابد ، وقفت علیها بخطِّه من المحمودیّة.

ذکر فی کتابه التذکرة المذکورة أبیات حسّان فی حدیث الغدیر ، تأتی فی شعراء القرن الأوّل.

264 - زین الدین عمر بن مظفّر بن عمر المعرّیّ ، الحَلَبیّ ، الشافعیّ ، المشهور بابن الوردیّ : المتوفّی (749) ، ترجمه السیوطیّ فی بغیة الوعاة(2) وقال : کان إماماً بارعاً فی الفقه والنحو والأدب مفنِّناً فی العلم ، ونظمه فی الذروة العلیا والطبقة القصوی ، وله فضائل مشهورة. ثم ذکر تآلیفه وشطراً من شعره.

وذکره ابن حجر فی الدرر (3 / 195) ، وأثنی علیه وعلی تآلیفه ، وذکر نماذج من شعره.

روی حدیث الولایة فی تتمّة المختصر فی أخبار البشر(3) ، المطبوع بمصر.

265 - جمال الدین محمد بن یوسف بن الحسن بن محمد الزرندیّ ، المدنیّ ، الحنفیّ ، شمس الدین : المتوفّی [فی سنة] بضع وخمسین وسبعمائة.

ترجمه معاصِرُه السلامی ، کما فی منتخب المختار(4) (ص 210) ، وذکر مشایخه واجتماعه به ، وذکره ابن حجر فی الدرر (4 / 295) وقال : 0.

ص: 270


1- بغیة الوعاة : 1 / 326 رقم 622.
2- المصدر السابق : 2 / 226 رقم 1858.
3- تتمة المختصر فی أخبار البشر : 1 / 250 فضائل علیّ علیه السلام.
4- منتخب المختار : ص 210 رقم 180.

صنّف درر السمطین فی مناقب السبطین ، ورأَسَ بعد أبیه بالمدینة ، وصنّف کتباً عدیدة ودرّس فی الفقه والحدیث ، ثمّ رحل إلی شیراز فَوَلِیَ القضاء بها حتی مات سنة سبع أو ثمان وأربعین.

ذکره ابن فرحون ، وحُکی عن مشیخة الجنید : أنَّه أرّخ وفاته بشیراز سنة بضع وخمسین ، وعبّر عنه ابن الصبّاغ المالکیّ فی فصوله المهمّة(1) : بالشیخ الإمام العلّامة المحدِّث بالحرم الشریف النبویِّ.

قال فی نظم درر السمطین فی فضائل المصطفی والمرتضی والبتول والسبطین(2) : روی الإمام الحافظ أبو بکر أحمد بن الحسین البیهقی رحمه الله بسنده إلی البراء بن عازب قال : أقبلنا مع النبیّ صلی الله علیه وسلم ... إلی آخر اللفظ الآتی فی حدیث التهنئة.

266 - القاضی عبدالرحمن بن أحمد الإیجیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (756).

قال السبکی فی طبقاته(3) (6 / 108) : کان إماماً فی المعقولات عارفاً بالأصلین والمعانی والبیان والنحو مشارکاً فی الفقه ، له فی علم الکلام کتاب المواقف ، وذکره ابن حجر فی الدرر (2 / 322) ، وأثنی علیه ، وعَدَّ تآلیفه.

مرّ لفظه عن المواقف(4) (ص 8).

267 - سعید الدین محمد بن مسعود بن محمد بن خواجة مسعود الکازرونیّ : المتوفّی (758).

ترجمه ابن حجر فی الدرر (4 / 255) وذکر مشایخه ثمّ قال : کان سعید الدین 5.

ص: 271


1- الفصول المهمّة : ص 19.
2- نظم درر السمطین : ص 109.
3- طبقات الشافعیة الکبری : 10 / 46 رقم 1369.
4- المواقف : ص 405.

محدِّثاً فاضلاً سمع الکثیر وأجاز له المزّی. انتهی.

وهو تلمیذ ابن حمُّوْیَه ، مؤلِّف فرائد السمطین ، والمذکور (ص 123) ، والراوی عنه ، قال فی کتابه المنتقی فی سیرة المصطفی : قال صلی الله علیه وسلم فی علیٍّ : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه».

268 - أبو السعادات عبدالله بن أسعد بن علیّ الیافعیّ ، الشافعیّ ، الیمنیّ ، ثمّ المکیّ : المتوفّی (768).

ذکره السبکی فی طبقاته(1) (6 / 103) ، وأثنی علیه بالصلاح والتصانیف الکثیرة والنظم الکثیر.

وترجمه ابن حجر فی الدرر (2 / 373) ، وذکر مشایخه فی الحدیث والفقه ، وأطراه ، وقال : له کلام فی ذمّ ابن تیمیّة.

عدّ حدیث الغدیر - إرسال المسلّم - من مناقب أمیر المؤمنین فی تاریخه مرآة الجنان (1 / 109) من طریق أحمد بن حنبل.

269 - الحافظ عماد الدین إسماعیل بن عمر بن کثیر الشافعیّ ، القیسیّ ، الدمشقیّ : المتوفّی (774).

ترجمه ابن حجر فی الدرر (1 / 373) وذکر مشایخه وتآلیفه ، ثمّ قال : قال الذهبی فی المعجم المختصّ(2) : الإمام المفتی المحدِّث البارع ، فقیهٌ متفنِّنٌ ، محدِّث مُتقن ، مفسِّر نقّال ، له تصانیف مفیدة.

روی الحدیث بطرقه الکثیرة فی تاریخه الکبیر ، مرّ منها (ص 15 ، 19 ، 23 ، 25، 26، 28 ، 35 ، 41 ، 43 ، 46 ، 48 ، 51 ، 52 ، 54 ، 55 ، 56 ، 68) ، ویأتی عنه 5.

ص: 272


1- طبقات الشافعیة الکبری : 10 / 33 رقم 1354.
2- المعجم المختص : ص 74 - 75.

حدیث المناشدة بالرحبة ، وحدیث الرکبان ، ومناشدة شابٍّ أبا هریرة ، ومناشدة رجل عراقیّ جابرَ الأنصاری.

270 - أبو حفص عمر بن حسن بن مَزید بن أمیلة المراغیّ(1) ، ثمّ الحلبیّ ، ثمّ الدمشقیّ ، ثمّ المزّی ، الشهیر بابن أمیلة : المولود (679) ، والمتوفّی (778).

ترجمه الجزری فی طبقات القرّاء (1 / 590) ، وابن حجر فی الدرر (3 / 159) وقال : مَسْنَد العصر ، حدّث بالکثیر ، وکثُر الانتفاع به ، وحدّث نحواً من خمسین سنة ، وکان کثیر التلاوة. انتهی.

وأثنی علیه بالثقة والدین والصلاح والخیر ابن الجزری فی طبقات القرّاء ، وعن فضل بن روزبهان : کان ثقةً مُتقناً ، إلیه ینتهی إسناد أکابر المشایخ وأجلّة الأصحاب.

یأتی عنه حدیث المناشدة فی الرحبة بلفظ عبدالرحمن.

271 - شمس الدین أبو عبدالله محمد بن أحمد بن علیّ الهواریّ ، المالکیّ ، الشهیر بابن جابر الأندُلُسی : المتوفّی (780).

أحد شعراء الغدیر ، یأتی شعره وترجمته فی شعراء القرن الثامن.

272 - السیِّد علیّ(2) بن شهاب بن محمد الهَمَدانیّ : المتوفّی (786).

أثنی علیه وعلی تآلیفه ومقاماته وکراماته غیر واحد من الأعلام ، توجد ترجمته فی غدیر العبقات(3) (1 / 241 - 244).

روی حدیث الغدیر بعدّة طرق فی کتابه مودّة القربی(4) ، المطبوع الدائر ، مرّ ة.

ص: 273


1- نسبة إلی مراغة فی آذربیجان قریة من تبریز. أنساب السمعانی [5 / 245]. (المؤلف)
2- یظهر عن بعض المعاجم تلقّبه بشهاب الدین. (المؤلف)
3- عبقات الأنوار : 10 / 334.
4- أُنظر : المودّة الخامسة.

بعضها (ص 22 ، 57 ، 58) ، ویأتی عنه نزول آیة التبلیغ فی علیّ علیه السلام وحدیث التهنئة.

273 - الحافظ شمس الدین أبو بکر محمد بن عبدالله بن أحمد المقدسیّ ، الحنبلیّ ، المعروف بالصامت : المتوفّی (789).

ترجمه الجزری فی طبقاته (2 / 174) ، وقال : إمامنا ومبرَّزنا الحافظ الکبیر شمس الدین. ثمّ ذکر بعض مشایخ قراءته وتآلیفه ، فأثنی علیه نثراً ونظماً.

وترجمه ابن حجر فی الدرر(1) (3 / 465) ، وذکر مشایخه وإجازاته ، وقال : کان مکثراً شیوخاً وسماعاً وطلب بنفسه ، فقرأ الکثیر فأجاد ، وخرّج وأفاد ، وکان عالماً متفنِّناً متقشِّفاً منقطع القرین ، وحدّث دهراً ، مات بالصالحیّة ، وتفقّه إلی أن فاق الأقران ، وأفتی ودرّس ، وکان کثیر المروءة.

یروی عنه الجزری فی أسنی المطالب حدیث احتجاج الصدّیقة الطاهرة - سلام الله علیها - بحدیث الغدیر(2) ، کما یأتی.

274 - سعد الدین مسعود بن عمر بن عبدالله الهرویّ ، التفتازانیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (791) عن نحو (80) عاماً.

ترجمه ابن حجر فی الدرر(3) (4 / 350) وعدّ تآلیفه ، ثمّ قال : وله غیر ذلک من التصانیف فی أنواع العلوم التی تنافسَ الأئمّة فی تحصیلها والاعتناء بها ، وکان قد

انتهت إلیه معرفة علوم البلاغة والمعقول بالمشرق بل بسائر الأمصار ، لم یکن له نظیرٌ فی معرفة هذه العلوم. وأثنی علیه وأطراه ، وعدّ تآلیفه السیوطیّ فی بغیة الوعاة (4) (ص 391). 2.

ص: 274


1- الدرر الکامنة : 3 / 465 رقم 1249.
2- أسنی المطالب : ص 50.
3- الدرر الکامنة : 4 / 350 رقم 953.
4- بغیة الوعاة : 2 / 285 رقم 1992.

مرّ لفظه عن کتابه شرح المقاصد(1) (ص 8).

«القرن التاسع»

275 - الحافظ علیُّ بن أبی بکر بن سلیمان ، أبو الحسن الهیثمیّ - بالمثلّثة - القاهریّ ، الشافعیّ : المولود (735) ، والمتوفّی (807).

ترجمه السخاوی فی الضوء اللامع (5 / 200 - 203) وذکر مشایخه وتآلیفه ، وأثنی علیه وأکثر ، وحکی عن التقیّ الفاسی أنَّه قال : کان کثیر الحفظ للمتون والآثار صالحاً خیِّراً ، وقال الأقفهسی(2) : کان إماماً عالماً حافظاً زاهداً متواضعاً متودِّداً إلی الناس ذا عبادة وتقشّف وورع. انتهی.

ثمّ قال : والثناء علی دینه وزهده وورعه ونحو ذلک کثیر جدّاً ، بل هو فی ذلک کلمة اتّفاقٍ.

وذکره عبدالحیّ الحنبلیّ فی شذراته(3) (7 / 70) ، وأثنی علیه ، وذکر مشایخه وتآلیفه.

أخرج حدیث الغدیر فی کتابه الکبیر مجمع الزوائد بطرقٍ کثیرة صحّح غیر واحدٍ منها ، مرّ بعضها (ص 22، 25 ، 27 ، 33 ، 34 ، 41 ، 43 ، 45 ، 51 ، 53 ، 54 ،

56 ، 59) ، ویأتی عنه حدیث المناشدة بلفظ زاذان ، وزیاد ، وزید بن أرقم ، وأبی الطفیل ، وحدیث الرکبان ، بطریقه الذی صحّحه وقال : رجاله ثِقات.

276 - الحافظ ولیُّ الدین عبدالرحمن بن محمد ، الشهیر بابن خلدون الحضرمیّ ، الإشبیلیّ ، المالکیّ : المولود (732) ، والمتوفّی (808) ، صاحب التاریخ الدائر. .

ص: 275


1- شرح المقاصد : 5 / 273.
2- أبو الخیر محمد بن محمد الزبیری ، المصری ، الشافعی ، المتوفّی (843). (المؤلف)
3- شذرات الذهب : 9 / 105 حوادث سنة 807 ه.

بسط فی ترجمته السخاوی فی ضوئه اللامع (4 / 145 - 149) ، وذکر مشایخه فی العلوم المتنوِّعة معقولاً ومنقولاً ، وعدّ تآلیفه ، وأثنی علیها وعلیه.

ذکر فی مقدّمة تاریخه(1) (ص 138) فی بیان النصّ علی الإمامة عند الإمامیّة : أنَّه جلیٌّ وخفیٌّ : فالجلیُّ مثل قوله صلی الله علیه وسلم : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه». ثمّ قال :

قالوا : ولم تطّرد هذه الولایة إلّا فی علیٍّ ، ولهذا قال عمر : أصبحتَ مولی کلِّ مؤمن ومؤمنة. ثمّ أوعز إلی المناقشة فی مفاده.

277 - السیّد الشریف الجرجانیّ علیّ بن محمد بن علیّ ، أبو الحسن الحسینیّ ، الحنفیّ : المتوفّی (816) بشیراز.

ترجمه السخاوی فی الضوء اللامع (5 / 328 - 330) وأثنی علیه وقال : وصفه العفیف الجرهی فی مشیخته : بالعلّامة فرید عصره ، ووحید دهره ، سلطان العلماء العاملین ، افتخار أعاظم المفسِّرین. ثمّ ذکر جمل الثناء علیه ، وعدّ تآلیفه.

وبسط القول فی ترجمته أبوالحسنات فی الفوائد البهیّة (ص 125 ، 134) بذکر مشایخه وتآلیفه وإطرائه.

روی حدیث الغدیر فی شرح المواقف(2) ، کما مرّ (ص 8).

278 - محمد بن محمد بن محمود الحافظیّ ، البخاریّ ، المعروف بخواجه پارسا :

المولود (756) والمتوفّی (822).

ترجمه السخاوی فی ضوئه اللامع (10 / 20) ، وذکره أبو الحسنات فی فوائده (ص 199) وقال : قرأ علی علماء عصره ، ومهر علی أقرانه ، وحصّل الفروع والأصول ، وبرع فی المعقول والمنقول ، أخذ الفقه عن أبی الطاهر محمد ... إلی أن قال : 0.

ص: 276


1- مقدّمة ابن خلدون : 1 / 246.
2- شرح المواقف : 8 / 360.

وله تصانیف منها الفصول الستّة ، وفصل الخطاب ، وهو تصنیف لطیف شریف حافل بحقائق العلم اللدنّی ، وکافل لدقائق الطریق النقشبندی ... إلخ.

وترجمه طاش کبری زاده فی الشقائق(1) (1 / 286).

یأتی ذِکْرُهُ حدیثَ الغدیر عن کتابه المذکور فصل الخطاب.

279 - أبو عبدالله محمد بن خلیفة الوشتانی ، المالکی : المتوفّی (827 ، 828).

یأتی عن شرحه صحیح مسلم احتجاج أمیرالمؤمنین یوم الجمل بحدیث الغدیر.

280 - شمس الدین محمد بن محمد بن محمد ، أبو الخیر الدمشقیّ ، المقرئ ، الشافعیّ ، المعروف بابن الجزریّ : المتوفّی (833).

توجد له ترجمة ضافیة فی الضوء اللامع (9 / 255 - 260) ، وذکر مشایخه فی الفقه وأصوله والحدیث والمعانی والبیان وقال : أذن له غیرُ واحدٍ بالإفتاء والتدریس والإقراء. وعدّ تصانیفه فی شتّی العلوم ، وأثنی علیها ، وذکر منها أسنی المطالب فی مناقب علیّ بن أبی طالب.

وله ترجمة مفصّلة فی الشقائق النعمانیّة(2) (1 / 39 - 49) ، وفی تعالیق الفوائد البهیّة (ص 140).

ذکر حدیث الغدیر بطرقٍ شتّی فی کتابه المذکور : أسنی المطالب ، مرّ الإیعاز إلی بعضها (ص 17، 18، 20، 22، 23 ، 25 ، 28 ، 29 ، 37 ، 40 ، 44 ، 45 ، 46 ، 49 ، 53 ، 56 ، 57) ، ویأتی عنه احتجاج الصدّیقة - صلوات الله علیها - بحدیث الغدیر.

281 - تقیّ الدین أحمد بن علیّ بن عبدالقادر الحسینیّ ، القاهریّ ، المقریزیّ(3) ، الحنفیّ : المتوفّی (845). ف)

ص: 277


1- الشقائق النعمانیّة : ص 155.
2- المصدر السابق : ص 25 - 30.
3- نسبة إلی حارة ببعلبک کانت تعرف بحارة المقارزة. (المؤلف)

توجد ترجمته ضافیة فی الضوء اللامع (2 / 21 - 25) ، وقال : نظر فی عدّة فنون ، وشارک فی الفضائل ، وخطّ بخطه الکثیر وانتقی ، وقال الشعر والنثر ، وحصّل وأفاد ، وناب فی الحکم ، وکتب التوقیع ، وولی الحسبة بالقاهرة غیر مرّة ، والخطابة

بجامع عمرو ، والإمامة بجامع الحاکم ، وقراءة الحدیث بالمؤیّدیّة. ثمّ عدّ تآلیفه ، وأثنی علیها ، وقال : قرأت بخطه :أنَّ تصانیفه زادت علی مائتی مجلّدة کبار ، وأنَّ شیوخه بلغت ستّمائة نفس.

مرّ الإیعاز إلی حدیثه (ص 20) ، ویأتی عنه حدیث التهنئة.

282 - القاضی شهاب الدین أحمد بن شمس الدین عمر الدولت آبادی : المتوفّی (849) صاحب الإرشاد فی النحو ، وهدایة السعداء ، والبحر الموّاج فی التفسیر ، توجد له ترجمةٌ ضافیةٌ فی العبقات(1) (2 / 29 - 33).

یأتی لفظه فی الکلمات حول مفاد الحدیث ، ونزول آیة (سَأَلَ سَائِلٌ) حول قضیّة الغدیر.

283 - الحافظ أحمد بن علیّ بن محمد ، أبو الفضل العسقلانیّ ، المصریّ ، الشافعیّ ، المعروف بابن حجر : المولود (773) والمتوفّی (852) ، صاحب الإصابة وتهذیب التهذیب.

بسط القول فی ترجمته السخاوی فی ضوئه اللامع (2 / 36 - 40) ، وذکر مشایخه وتآلیفه وأطراه وقال : إمام الأئمّة ، قد شهد له القدماء بالحفظ والثقة والأمانة والمعرفة التامّة والذهن الوقّاد والذکاء المفرط وسعة العلم فی فنونٍ شتّی ، وشهد له شیخه العراقی بأنّه أعلم أصحابه بالحدیث. وقال کلٌّ من التقیّ الفاسی والبرهان الحلبی : ما رأینا مثله.

وذکره عبدالحیّ فی شذراته(2) (7 / 270 - 273) ، وقال : برع فی الفقه والعربیّة ، .

ص: 278


1- عبقات الأنوار : 9 / 394.
2- شذرات الذهب : 9 / 395 حوادث سنة 852 ه.

وصار حافظ الإسلام. ثمّ أطنب فی الثناء علیه ، وذکر تآلیفه وأطراها.

مرّ الإیعاز إلی حدیثه (ص 14 ، 15 ، 21 ، 25 ، 28 ، 35 ، 38 ، 45 ، 46 ، 47 ، 48 ، 53 ، 54 ، 58 ، 59 ، 60) ، ویأتی عنه حدیثا مناشدة الرحبة والرکبان.

284 - نور الدین علیّ بن محمد بن أحمد الغزِّیّ الأصل ، المکیّ ، المالکیّ ، المعروف بابن الصبّاغ : المولود (784) والمتوفّی (855).

یروی عنه السخاوی بالإجازة وترجمه فی ضوئه اللامع (5 / 283) ، وذکر مشایخه فی الفقه وغیره ، ثمّ قال : له مؤلَّفات منها الفصول المهمّة لمعرفة الأئمّة ، وهم اثنا عشر ، والعِبَر فیمن شفَّه النظر. انتهی.

ینقل عن فصوله المهمّة الصفوریّ فی نزهة المجالس ، والشیخ أحمد بن عبدالقادر الشافعیّ فی ذخیرة المآل ، والشبلنجیّ فی نور الأبصار.

مرّ حدیثه (ص 19 ، 26 ، 32 ، 43 ، 46) ، ویأتی عنه فی آیة التبلیغ وحدیث التهنئة.

285 - محمود بن أحمد بن موسی بن أحمد قاضی القضاة بدر الدین ، الشهیر بالعینیّ(1) ، الحنفیّ : المولود بمصر (762) والمتوفّی (855).

توجد ترجمته فی الضوء اللامع (10 / 131 - 135) ذکر أساتذته فی الفقه وأصوله والحدیث والأدب ، وعدّ تآلیفه وأثنی علیها ، وقال : حدّث وأفتی ودرّس ، وأخذ عنه الأئمّة من کلِّ مذهب طبقة بعد أخری ، بل أخذ عنه أهل الطبقة الثالثة ، وکنت ممّن قرأ علیه أشیاء.

ذکره ابن خطیب الناصریّة فی تاریخه فقال : إمام عالم فاضل ، مشارک فی علوم ، وعنده حشمة ومروءة وعصبیّة ودیانة. ف)

ص: 279


1- نسبة إلی عین تاب : بلدة کبیرة علی ثلاث مراحل من حلب [معجم البلدان : 4 / 176]. (المؤلف)

وترجمه السیوطیّ فی بغیة الوعاة(1) (ص 386) وأثنی علیه ، وذکر مشایخ قراءته وتآلیفه وقال : کان إماماً عالماً علّامة عارفاً بالعربیّة والتصریف وغیرهما ، وذکره أبو الحسنات فی فوائده (ص 207).

مرّ الإیعاز إلی حدیثه (ص 44) ، ویأتی لفظه فی آیة التبلیغ.

286 - نجم الدین محمد ابن القاضی عبدالله بن عبدالرحمن الأذرعیّ - الزرعیّ - الدمشقیّ ، الشافعیّ ، المعروف بابن عجلون : المولود (831) والمتوفّی (876).

قال السخاوی فی ضوئه اللامع (8 / 96) : کان إماماً علّامةً مُتقناً حجّةً ضابطاً جیِّد الفهم ، لکنَّ حافظته أجود ، دیِّناً عفیفاً وافر العقل. وذکر مشایخ قراءته فی الفقه وأصوله والحدیث والتفسیر والمنطق والعربیة ، وعدّ تصانیفه.

وترجمه عبدالحیّ فی شذراته(2) (7 / 322) ، وقال : إنَّه الإمام العلّامة ، أخذ عن علماء عصره ، وبرع ومهر ، أخذ عنه من لا یُحصی.

وتوجد ترجمته فی البدر الطالع (2 / 197).

یأتی لفظه فی شعر أبی عبدالله الشیبانی فی شعراء الغدیر.

287 - علاء الدین علیُّ بن محمد القوشجیّ(3) : المتوفّی (879).

ترجمه بدر الدین فی تعالیق الفوائد البهیّة (ص 214) ، وذکر تآلیفه ، وقال : کان ماهراً فی العلوم الریاضیّة. وعبّر عنه الکاتب الچلبی فی کشف الظنون(4) - فی ذکر شرح التجرید له - : بالمولی المحقِّق ، أثنی علی شرحه. 8.

ص: 280


1- بغیة الوعاة : 2 / 275 رقم 1967.
2- شذرات الذهب : 9 / 480 حوادث سنة 876 ه.
3- کلمة ترکیة معناها : صاحب الطیر ، لقّب بها والده خادم ألغ بیک ملک ما وراء النهر ، حافظ البازی له. (المؤلف)
4- کشف الظنون : 1 / 348.

وترجمه طاش کبری زاده فی الشقائق النعمانیّة(1) (1 / 177 - 181) ، وأثنی علیه بالمولی الفاضل. وترجمه الشوکانی فی البدر الطالع (1 / 495).

ذکره فی شرح التجرید(2) ، کما مرّ (ص 8).

288 - عبدالله بن أحمد بن محمد ، الشهیر بالسیّد أصیل الدین الحسینیّ ، الإیجیّ ، الشافعیّ ، نزیل مکّة : المتوفّی (883).

ترجمه المؤرِّخ الکبیر غیاث الدین فی حبیب السِّیَر(3) التاریخ الکبیر ، وأثنی علیه وأکثر ، وقال بالفارسیة ما معناه : له تقدّم علی علماء العالم وسادات بنی آدم بالجلالة والنباهة والتقوی والدین والورع ، له کتاب درج الدرر فی سیرة سیّد البشر.

وذکره السخاوی فی ضوئه اللامع (5 / 12) ، وقال : هو من الأفاضل الذین أخذوا عنّی بمکّة ، مع الدین والتواضع والتقنّع والأدب وجودة الخطِّ والضبط والمحاسن الجمّة.

ذکر ترجمة حدیث الغدیر المرویّ بلفظ البراء الآتی فی حدیث التهنئة فی کتابه المذکور درج الدرر ، وعدّه من الأمور الکلّیة الواقعة فی حجّة الوداع.

289 - أبو عبدالله محمد بن محمد بن یوسف الحسینیّ(4) ، السنوسیّ ، التلمسانیّ : المتوفّی (895).

أفرد تلمیذه الملالی کتاباً فی أحواله وسِیَره وفوائده أسماه ، بالمواهب القدسیة فی المناقب السنوسیة ، أثنی علیه وأکثر. راجع معجم المطبوعات (1 / 1058).

یأتی - عن شرحه صحیح مسلم - احتجاج أمیر المؤمنین علیه السلام علی طلحة یوم الجمل بحدیث الغدیر. ف.

ص: 281


1- الشقائق النعمانیّة : ص 97 - 99.
2- شرح التجرید : ص 477.
3- تاریخ حبیب السیر : 4 / 334.
4- فی معجم المطبوعات ، والأعلام 7 / 154 ، ومعجم المؤلّفین 12 / 132 : أبو عبدالله محمد بن یوسف.

290 - أبو الخیر فضل الله بن رُوزْبَهان بن فضل الله الخنجیّ ، الشیرازیّ ، الشافعیّ ، المعروف بخواجه ملا.

ترجمه السخاوی فی الضوء اللامع (6 / 171) ، وذکر مشایخه ، وقال : تقدّم فی فنون : من عربیّة ، ومعانٍ ، وأصلین ، وغیرها ، مع حسن سلوک وتوجّه ... إلی أن قال : وبلغنی فی سنة سبع وتسعین أنَّه کان کاتباً فی دیوان السلطان یعقوب لبلاغته وحسن إشارته.

یأتی لفظه عن کتابه إبطال الباطل فی الکلمات حول سند الحدیث.

«القرن العاشر»

291 - کمال الدین حسین بن معین الدین الیزدیّ ، المَیْبُذیّ(1) :

شارح الدیوان المنسوب إلی أمیر المؤمنین علیه السلام ، شرحه سنة (890) ، وألّف کتاباً فی الحکمة والفلسفة بشیراز سنة (897) ، وله شرح حدیث(2) ألّفه (908) ، فما فی بعض المعاجم من أنَّه تُوفِّی (870) لیس فی محلّه. وتآلیفه تنمّ عن مشارکته فی العلوم. مرّ الإیعاز إلی حدیثه (ص 18 و 31) ، ویأتی عنه فی حدیث التهنئة وآیة إکمال الدین(3).

292 - الحافظ جلال الدین عبدالرحمن بن کمال الدین المصریّ ، السیوطیّ(4) ، الشافعیّ : المتوفّی سنة (911). ف)

ص: 282


1- نسبة إلی مَیْبُذ - معجمة الآخر - قریة کبیرة علی رأس عشرة فراسخ من یزد [معجم البلدان : 5 / 240]. (المؤلف)
2- هو حدیث «صعدنا ذری الحقائق» المروی عن الإمام العسکری علیه السلام . ریاض العلماء : 2 / 181.
3- أُنظر مصادر ترجمته : روضات الجنات : 3 / 235 رقم 276 ، طبقات أعلام الشیعة - إحیاء الدائر من القرن العاشر : ص 74 ، الذریعة : 9 / 254 رقم 1535 ، أعیان الشیعة : 6 / 174 .
4- نسبة إلی أسیوط ، مدینة فی غربی النیل من نواحی الصعید [معجم البلدان : 1 / 193]. (المؤلف)

ترجمه عبدالحیّ فی شذراته(1) (8 / 51 - 55) ، وقال : المسند المحقِّق المدقِّق ، صاحب المؤلّفات الفائقة النافعة. وأثنی علیه وأکثر ، وذکر تآلیفه ، وقال : إنَّه رأی النبیّ صلی الله علیه وسلم بضعاً وسبعین مرّة یقظة. وحکی له کرامة طیّ الأرض ، وأخذ صاحبه معه من القرّافة إلی مکّة ذهاباً وإیاباً بخطوات عدیدة.

وذکره ابن العیدروس فی النور السافر(2) (ص 54 - 57) ، وأثنی علیه ، وذکر بعض کراماته وتآلیفه.

مرّ الإیعاز إلی حدیثه (ص 15 ، 18 ، 20 ، 23 ، 25 ، 27 ، 28 ، 35 ، 41 ، 43 ، 44 ، 45 ، 52 ، 53 ، 54 ، 65) ، ویأتی عنه حدیث مناشدة أمیر المؤمنین علیه السلام یومَی الشوری والرحبة بحدیث الغدیر ، ونزول آیتی التبلیغ وإکمال الدین فی علیّ علیه السلام حول واقعة الغدیر.

293 - نور الدین علیّ بن عبدالله بن أحمد الحسنیّ ، المدنیّ ، السمهودیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (911).

ترجمه عبدالحیّ فی شذرات الذهب(3) (8 / 50) وقال : نزیل المدینة المنوّرة ،

وعالمها ومفتیها ومدرِّسها ومؤرّخها الشافعی ، الإمام القدوة ، والحجّة المفنِّن. ثمّ عدّ مشایخه وتآلیفه ، وأثنی علیها.

وذکره ابن العیدروس فی النور السافر(4) (ص 58 - 60) ، وذکر مشایخه ، وعدّ تآلیفه وأطراها ، وترجمه الشوکانی فی البدر الطالع (1 / 470).

مرّ الإیعاز إلی حدیثه (ص 15 ، 16 ، 17 ، 22 ، 25 ، 29 ، 45 ، 46 ، 48 ، .

ص: 283


1- شذرات الذهب : 10 / 74 حوادث سنة 911 ه.
2- النور السافر : ص 51 - 54 حوادث سنة 911 ه.
3- شذرات الذهب : 10 / 73 حوادث سنة 911 ه.
4- النور السافر : ص 54 - 57 حوادث سنة 911 ه.

54) ، ویأتی عنه احتجاج عمر بن عبدالعزیز بحدیث الغدیر ، وحدیث التهنئة.

294 - الحافظ أحمد بن محمد بن أبی بکر ، أبو العبّاس القسطلانیّ ، المصریّ ، الشافعیّ : المتوفّی (923).

توجد ترجمته فی النور السافر(1) (ص 113 - 115) ، ذکر مشایخه ، وعدَّ تآلیفه ، وقال : کان إماماً حافظاً متقناً ، جلیل القدر ، حسن التقریر والتحریر ، لطیف

الإشارة ، بلیغ العبارة ، حسن الجمع والتألیف ، لطیف الترتیب والترصیف ، کان زینة أهل عصره ، ونقاوة ذوی دهره. وذکر من تآلیفه : المواهب اللدنیّة بالمنح المحمدیّة ، وشرح

صحیح البخاری - کلاهما موجودان عندنا - وترجمه الشوکانی فی البدر الطالع (1 / 102).

یأتی لفظه عن مواهبه اللدنیّة فی الکلمات حول سند الحدیث.

295 - السیّد عبدالوهاب بن محمد بن رفیع الدین أحمد الحسینیّ ، البخاریّ : المتوفّی (932).

توجد ترجمته والثناء علیه وذکره الجمیل بالعلم والعمل فی أخبار الأخیار للشیخ عبدالحقّ الدهلوی ، وتذکرة الأبرار للسید محمد(2).

یأتی عن تفسیره نزول آیة التبلیغ فی علیّ علیه السلام حول واقعة الغدیر.

296 - الحافظ عبدالرحمن بن علیّ ، المعروف بابن الدیبع(3) أبو محمد الشیبانیّ ، الشافعیّ : المولود (866) والمتوفّی (944).

ترجمه ابن العیدروس فی النور السافر(4) (ص 212 - 221) ، وأکثر فی الثناء .

ص: 284


1- النور السافر : ص 106 - 107 حوادث سنة 923 ه.
2- راجع العبقات : 1 / 534 - 537[9 / 210 - 215 ، وفی نفحات الأزهار : 8 / 247 رقم 19]. (المؤلف)
3- معناه بلغة النوبیة : الأبیض. (المؤلف)
4- النور السافر : ص 191 - 199 حوادث سنة 944 ه.

علیه ، وذکر تآلیفه ، وقال : الإمام الحافظ الحجّة المُتقِن شیخ الإسلام ، علّامة الأنام ، الجهبذ الإمام ، مسند الدنیا ، أمیر المؤمنین فی حدیث سیّد المرسلین ، خاتمة المحقِّقین ، شیخ مشایخنا المبرَّزین.

وذکره الشوکانی فی البدر الطالع (1 / 335) ، وعدّ مشایخه فی الفقه والحدیث والتفسیر والحساب والهندسة ، وذکر تآلیفه.

ذَکَرَه فی تیسیر الوصول إلی جامع الأصول(1) (3 / 271).

297 - الحافظ شهاب الدین أحمد بن محمد بن علیّ بن حجر الهیتمیّ ، السعدیّ ، الأنصاریّ ، الشافعیّ : المولود (909) والمتوفّی بمکّة المکرّمة (974).

بسط القول فی ترجمته ابن العیدروس فی النور السافر(2) (ص 287 - 292) وقال : الشیخ الإمام شیخ الإسلام خاتمة أهل الفتیا والتدریس ، کان بحراً فی علم الفقه وتحقیقه لا تدرکه الدلاء ، إمام الحرمین ، کما أجمع علی ذلک العارفون ، وانعقدت علیه خناصر(3) الملأ ، إمام اقتدت به الأئمّة ، وهمام صار فی إقلیم الحجاز أمّة ، مصنّفاته فی العصر آیة یعجز عن الإتیان بمثلها المعاصرون ، فهم عنها قاصرون.

ثمّ عدّ مشایخه وتآلیفه ، وأثنی علیها ، وتوجد ترجمته فی البدر الطالع (1 / 109).

مرّ الحدیث عنه (ص 27) ، ویأتی عنه تفصیل ما ذکره فی الکلمات حول سند الحدیث.

298 - المتّقی علیّ بن حسام الدین ابن القاضی عبدالملک القرشیّ ، الهندیّ ، نزیل مکّة المشرّفة : والمتوفّی بها سنة (975) ، صاحب الکتاب القیّم الکبیر کنز العمّال.ه.

ص: 285


1- تیسیر الوصول إلی جامع الأصول : 3 / 315 ح 3.
2- النور السافر : ص 258 - 263 حوادث سنة 974 ه.
3- أمر انعقدت علیه الخناصر : أی یُعتَدُّ ویُحتفظ به.

توجد له ترجمة ضافیة فی النور السافر(1) (ص 315 - 319) ، قال : کان من

العلماء العاملین وعباد الله الصالحین علی جانب عظیم من الورع والتقوی والاجتهاد

فی العبادة ورفض السوء ، له مصنّفات عدیدة ، وذکروا عنه أخباراً حمیدة. ثمّ ذکر من

مناقبه قول النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم له فی المنام : إنَّه أفضل الناس فی زمانه ، فقال :

مؤلّفاته کثیرة - نحو مائة مؤلَّف ما بین صغیر وکبیر - ومحاسنه جمّة ، ومناقبه ضخمة ، قد أفردها العلّامة عبدالقادر بن أحمد الفاکهیّ المکّیّ فی تألیف لطیف سمّاه : القول النقیّ فی مناقب المتّقیّ ، ذکر فیه من سیرته الحمیدة وریاضاته العظیمة ومجاهداته الشاقّة ما یبهر العقول ... إلی أن قال :

وبالجملة : فما کان هذا الرجل إلّا من حسنات الدهر ، وخاتمة أهل الورع ، ومفاخر الهند ، وشهرته تغنی عن ترجمته ، وتعظیمه فی القلوب یغنی عن مدحه.

مرّ الإیعاز إلی حدیثه (ص 15 ، 18 ، 20 ، 22 ، 23 ، 25 ، 28 ، 41 ، 44 ، 48 ، 52 ، 55 ، 58) ، ویأتی عنه حدیث المناشدة فی الرحبة بطرق شتّی.

299 - شمس الدین محمد بن أحمد - فی الشذرات : محمد - الشربینیّ ، القاهریّ ، الشافعیّ : المتوفّی (977).

صاحب التألیفین الضخمین : تفسیره السراج المنیر - طُبِعَ بأربعة أجزاء - المؤلَّف سنة (968) ، والإقناع فی حلِّ ألفاظ أبی شجاع - طُبِعَ بجزءین - ، وعُدّ له فی المعاجم من مطبوع تآلیفه ثمانیة.

ترجمه عبدالحیّ فی شذراته(2) (8 / 384) ، وقال : الخطیب الإمام العلّامة - الشربینیّ - قال فی الکواکب : أخذ عن الشیخ أحمد البرلسی ... فعدَّ مشایخه إلی أن

قال : .

ص: 286


1- النور السافر : ص 283 - 286 حوادث سنة 975 ه.
2- شذرات الذهب : 10 / 561 حوادث سنة 977 ه.

وأجازوه بالإفتاء والتدریس ، فدرّس وأفتی فی حیاة أشیاخه ، وانتفع به خلائق لا یُحصَون ، وأجمع أهل مصر علی صلاحه ، ووصفوه بالعلم والعمل والزهد والورع وکثرة النسک والعبادة. ثمّ ذکر بعض تآلیفه وخطواته فی الإصلاح ، فقال : وبالجملة : کان آیةً من آیات الله تعالی وحجّةً من حججه علی خلقه.

یأتی عن تفسیره حدیث نزول آیة (سَأَلَ سَائِلٌ) فی علیٍّ علیه السلام حول واقعة الغدیر.

300 - ضیاء الدین أبو محمد أحمد بن محمد الوتریّ ، الشافعیّ : المتوفّی بمصر عشر الثمانین والتسعمائة.

ذکر حدیث الولایة - إرسال المسلّم - فی کتابه روضة الناظرین(1) (ص 2).

301 - الحافظ جمال الدین محمد طاهر ، الملقّب بملک المحدِّثین ، الهندیّ ، الفتَّنیّ(2) : المقتول (986) ، من تلامذة ابن حجر الهیتمی والشیخ علیّ المتّقی الهندیّ.

ترجمه ابن العیدروس فی النور السافر(3) (ص 361) ، وأثنی علیه وأکثر وبالغ ، وعدّ جمعاً من مشایخه ، وقال : برع فی فنون عدیدة ، وفاق الأقران حتی لم یُعلَم أنَّ أحداً من علماء کجرات بلغ مبلغه فی فنِّ الحدیث ، کذا قاله بعض مشایخنا ، وله تصانیف نافعة ، منها مجمع بحار الأنوار فی غرائب التنزیل ولطائف الأخبار.

وتوجد ترجمته فی تعالیق الفوائد البهیّة (ص 164) ، قال بعد الثناء علیه : وقد طالعتُ من تصانیفه مجمع البحار فی غریب الحدیث ، والمغنی فی ضبط أسماء الرجال(4) ، وقانون الموضوعات فی ذکر الضعفاء والوضّاعین ، وتذکرة الموضوعات فی ].

ص: 287


1- روضة الناظرین : ص 16 فصل 1.
2- نسبة إلی (فَتَّن) - بفتح أوّله والمُثنّاة المشدّدة المفتوحة - بلدة من بلاد الکجرات. (المؤلف)
3- النور السافر : ص 323 حوادث سنة 986 ه.
4- طبع فی هامش التقریب لابن حجر بالهند فی المطبع الفاروقی الدهلوی سنة (1290). (المؤلف) [وطبعته وحده دار الکتاب العربی فی بیروت سنة 1402 ه / 1982 م].

الأحادیث الموضوعة ، وکلّها مشتملة علی فوائد جلیلة.

وذکره عبد الحیّ فی الشذرات(1) (8 / 410) ، وذکر مشایخه ، وقال : کان عالماً عاملاً متضلّعاً متبحِّراً ورعاً ، وله مصنَّفات ، منها مجمع بحار الأنوار ... إلخ.

ذکر فی مجمع البحار(2) المذکور ما ذکره ابن الأثیر فی النهایة(3) حول حدیث الغدیر.

302 - میرزا مخدوم بن عبد الباقی : المتوفّی حدود (995).

ذکر تواتر حدیث الغدیر ، ونفی الجزم بدلالته علی إمامة أمیر المؤمنین علیه السلام فی تألیفه نواقض الروافض.

303 - الشیخ عبدالرحمن بن عبدالسلام الصفوریّ ، الشافعیّ : مؤلِّف نزهة المجالس ، المطبوع بمصر عدّة طبعات.

یأتی عنه نزول آیة (سَأَلَ سَائِلٌ) فی علیّ علیه السلام نقلاً عن القرطبی(4).

304 - جمال الدین عطاء الله بن فضل الله الحسینیّ ، الشیرازیّ : المتوفّی (1000).

له کتاب الأربعین فی مناقب أمیر المؤمنین ، وروضة الأحباب فی سیرة النبیّ والآل والأصحاب(5) ، ذکر تفصیل فصوله الکاتب الچلبی فی کشف الظنون(6) (1 / 582).

مرّ الحدیث عنه (ص 52) ، ورواه فی أربعینه(7) بلفظ حذیفة بن أُسید المذکور 3.

ص: 288


1- شذرات الذهب : 10 / 601 حوادث سنة 986 ه.
2- مجمع بحار الأنوار : 1 / 380 ، 3 / 465.
3- النهایة فی غریب الحدیث والأثر : 5 / 228.
4- الجامع لأحکام القرآن : 18 / 181.
5- فارسی طبع بالهند علی الحجر مرتین :سنة 1297 وسنة 1310 ، وتوفّی مؤلّفه سنة 926. (الطباطبائی)
6- کشف الظنون : 1 / 922.
7- الأربعین فی فضائل أمیر المؤمنین : ص 41 ح 13.

(ص 25) ، ویأتی عنه نزول آیة التبلیغ فی علیٍّ علیه السلام وحدیث الرکبان ، ونصّه بتواتر الحدیث ، فی الکلمات حول سند الحدیث.

«القرن الحادی عشر»

305 - الملّا علیّ بن سلطان محمد الهرویّ ، المعروف بالقاری ، الحنفیّ ، نزیل مکّة المشرّفة : المتوفّی (1014) ، صاحب تآلیف کثیرة قیِّمة.

ترجمه المحبّی فی خلاصة الأثر (3 / 185) ، وقال : أحد صدور العلم ، فرد عصره ، الباهر السمت فی التحقیق وتنقیح العبارات ، وشهرته کافیة عن الإطراء فی وصفه ، ولد بهراة ، ورحل إلی مکّة ، وأخذ بها عن الأستاذ أبی الحسن البکری. ثمّ عدّ مشایخه ، فقال :

واشتهر ذکره ، وطار صیته ، وألّف التآلیف الکثیرة اللطیفة المحتویة علی الفوائد الجلیلة ، منها شرحه علی المشکاة فی مجلّدات أسماه المرقاة ، وهو أکبرها وأجلّها ،

وشرح الشفاء ، وشرح الشمائل ، فعدّ تآلیفه ، وأرّخ وفاته ، وقال : ولمّا بلغ خبر وفاته علماء مصر صلّوا علیه بجامع الأزهر صلاة الغیبة فی مجمع حافل یجمع أربعة آلاف نسمة فأکثر.

وترجمه الزرکلی فی أعلامه(1) (2 / 697) ، وعدّ تآلیفه ، وذُکِر فی معجم المطبوعات (2 / 1792) عشرون من تآلیفه المطبوعة.

قال فی المرقاة شرح المشکاة(2) - فی شرح قول المصنّف : رواه أحمد والترمذی - :

وفی الجامع : رواه أحمد وابن ماجة عن البراء ، وأحمد عن بریدة ، والترمذی والنسائی والضیاء عن زید بن أرقم ، ففی إسناد المصنِّف الحدیث عن زید بن أرقم إلی 1.

ص: 289


1- الأعلام : 5 / 12.
2- المرقاة فی شرح المشکاة : 10 / 463 ح 6091.

أحمد والترمذی مسامحة لا تخفی ، وفی روایة لأحمد والنسائی والحاکم عن بریدة بلفظ : «من کنتُ ولیَّه فعلیٌّ ولیّه» ، وروی المحاملی فی أمالیه عن ابن عبّاس ، ولفظه : «علیّ

ابن أبی طالب مولی من کنتُ مولاه».

ویأتی عنه فی الکلمات حول سند الحدیث.

306 - أبو العبّاس أحمد چلبی بن یوسف بن أحمد ، الشهیر بابن سنان القرمانیّ ، الدمشقیّ : المتوفّی (1019) ، مؤلِّف التاریخ المشهور أخبار الدول وآثار الأُول ، المطبوع غیر مرّة.

ترجمه المحبّی فی خلاصته (1 / 209).

مرّ الإیعاز إلی حدیثه (ص 27).

307 - زین الدین عبدالرؤوف بن تاج العارفین بن علیّ الحدّادیّ ، المناویّ ، القاهریّ ، الشافعیّ : المتوفّی (1031) عن (79) عاماً.

بسط القولَ فی ترجمته المحبّی فی خلاصة الأثر (2 / 412) ، وقال : الإمام الکبیر الحجّة الثبت القدوة صاحب التصانیف السائرة ، أجلُّ أهل عصره من غیر ارتیاب ، وکان إماماً فاضلاً زاهداً عابداً قانتاً لله خاشعاً له ، کثیر النفع ، وکان متقرِّباً بحسن العمل ، مثابراً علی التسبیح والأذکار ، صابراً صادقاً ، وکان یقتصر یومه ولیلته علی أکلة واحدة من الطعام ، وقد جمع من العلوم والمعارف علی اختلاف أنواعها وتباین أقسامها ما لم یجتمع فی أحد ممّن عاصره. ثمّ ذکر مشایخه فی الفقه والأصول والتفسیر

والحدیث والأدب والطریقة والخلوة ، وعدّ تآلیفه الکثیرة ، وأثنی علیها وأکثر.

روی فی کنوز الحقائق(1) (ص 147) : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه» و «من کنت ولیّه فعلیٌّ ولیُّه» و «علیٌّ مولی من کنتُ مولاه». 6.

ص: 290


1- کنوز الحقائق : 2 / 118 ، 119 ، 16.

ویأتی عن کتابه فیض القدیر فی شرح الجامع الصغیر حدیث نزول آیة (سَأَلَ

سَائِلٌ) فی واقعة الغدیر ، کما یأتی ما أفاده فی صحّة الحدیث فی الکلمات حول سنده.

308 - الفقیه شیخ بن عبدالله بن شیخ بن عبدالله بن شیخ بن عبدالله العیدروس ، الحسینیّ ، الیمنیّ : المولود (933) والمتوفّی (1041).

ترجمه المحبّی فی الخلاصة (2 / 235) ، وأثنی علیه : بالأستاذ الکبیر المحدّث الصوفی الفقیه ، وعدّ مشایخه فی القراءة بالیمن والحرمین والهند ، وذکر له کرامة بُرءِ جُرحِ السلطان إبراهیم المقعد له بأمر منه ، واعتناق السلطان مذهب أهل السنّة والجماعة بیده بعد ما کان رافضیّاً.

وأثنی علیه السیّد محمود القادریّ المدنیّ فی کتابه الصراط السویِّ عند النقل عن تألیف المترجم العقد النبویّ والسرّ المصطفویّ بقوله : الشیخ الإمام والغوث الهمام بحر الحقائق والمعارف ، السیّد السند ، والفرد الأمجد.

یأتی عن تألیفه المذکور - العقد النبویّ - نزولُ آیة (سَأَلَ سَائِلٌ) حول واقعة الغدیر.

309 - محمود بن محمد بن علیّ الشیخانیّ ، القادریّ ، المدنیّ : مؤلّف الصراط السویِّ فی مناقب آل النبیّ ، وکتاب حیاة الذاکرین.

یأتی عنه نزول آیة (سَأَلَ سَائِلٌ) حول قضیّة الغدیر.ع(1) (1 / 214).

310 - نور الدین علیُّ بن إبراهیم بن أحمد الحلبیّ ، القاهریّ ، الشافعیّ : المتوفّی (1044) ، صاحب السیرة النبویّة الشهیرة.

ترجمه المحبّی فی الخلاصة (3 / 122) ، وقال : الإمام الکبیر أجلّ أعلام المشایخ وعلّامة الزمان ، کان جبلاً من جبال العلم ، وبحراً لا ساحلَ له ، واسع الحلم ، علّامةً 1.

ص: 291


1- عبقات الأنوار : 10 / 21 ، وفی نفحات الأزهار : 8 / 350 رقم 11.

جلیل المقدار ، جامعاً لأشتات العلی ، صارفاً نقد عمره فی بثِّ العلم النافع ونشره ، وحَظِیَ فیه حُظوة لم یحظَ بها أحد مثله ، فکان درسه مجمع الفضلاء ، ومحطّ رحال النبلاء ، وکان غایةً فی التحقیق ، حادَّ الفهم ، قویَّ الفکرة ، متحرِّیاً فی الفتاوی ، جامعاً بین العلم والعمل ، صاحب جدٍّ واجتهاد ، عمَّ نفعه الناس ، فکانوا یأتونه لأخذ العلم عنه من البلاد. ثمّ أطنب فی الثناء علیه ، وذکر مشایخه وتآلیفه ، وأثنی علیها ، وهی

کثیرة.

مرّ الحدیث عنه (ص 27) ، ویأتی عنه حدیث نزول آیة (سَأَلَ سَائِلٌ) حول واقعة الغدیر ، کما تأتی کلمته فی الکلمات حول سند الحدیث.

311 - الشیخ أحمد بن الفضل بن محمد باکثیر المکیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (1047).

ذکره المحبّی فی الخلاصة (1 / 271) ، وقال :

من أدباء الحجاز وفضلائها المتمکِّنین ، کان فاضلاً أدیباً ، له مقدارٌ علیّ ، وفضلٌ جلیّ ، وکان له فی العلوم الفلکیّة وعلم الآفاق والزایرجات ید عالیة ، وکان له عند

أشراف مکّة منزلة وشهرة ... إلی أن قال :

ومن مؤلَّفاته حسن المآل فی مناقب الآل ، جعله باسم الشریف إدریس أمیر مکّة. ثمّ ذکر له قصیدة یمدح بها الشریف الحسنیَّ علیّ بن برکات.

یأتی عنه نزول آیة (سَأَلَ سَائِلٌ) حول واقعة الغدیر ، ومرّ عنه (ص 18 ، 47 ، 54) ، وله کلام حول صحّة الحدیث یأتی فی الکلمات ، کما یأتی کلامه فی مفاده فی الکلمات حول المفاد.

312 - الحسین ابن الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد بن علیّ الیمنیّ : المتوفّی (1050) ، صاحب التألیف القیّم المطبوع فی مجلّدین ضخمین فی الهند ، أسماه

غایة السؤول فی علم الأصول ، وشرحه هدایة العقول ، فرغ منه سنة (1049).

ص: 292

ترجمه المحبّی فی الخلاصة (2 / 104) ، وقال : قال القاضی الحسین المُهَلّا فی حقِّه : إمام علوم محمد الذی اعترف أولو التحقیق بتحقیقه ، وأذعن أرباب التدقیق لتدقیقه ، واشتهر فی جمیع الأقطار الیمنیّة بالعلوم السنیّة ، أخذ عن والده الإمام المنصور. وذکر بقیّة مشایخه ، وعدّ من تصانیفه الغایة المذکورة وشرحها ، وکتاباً فی آداب العلماء

والمتعلّمین ، ثمّ قال : اختصره من کتاب جواهر العقدین للسیّد السمهودی. ثمّ ذکر قطعةً من نماذج شعره.

ذکر فی کتابه المذکور هدایة العقول - الموجود عندنا - حدیث الغدیر بطرق کثیرة لو أُفردت تأتی رسالة ، وتأتی له کلمة فی الکلمات حول سند الحدیث.

313 - الشیخ أحمد بن محمد بن عمر قاضی القضاة ، الملقَّب بشهاب الدین الخفاجیّ ، المصریّ ، الحنفی : المتوفّی (1069) ، وقد أناف علی التسعین.

بسط القول فی ترجمته المولی المحبّی فی خلاصة الأثر (1 / 331 - 343) بالثناء علیه ، وذکر مشایخه ، وعدّ تآلیفه وتولّیه القضاء ونزوله بدمشق ونماذج من شعره ، قال :

صاحب التصانیف السائرة ، وأحد أفراد الدنیا ، المجمع علی تفوّقه وبراعته ، وکان فی عصره بدر سماء العلم ، ونیّر أُفق النثر والنظم ، رأس المؤلّفین ، ورئیس المصنّفین ، سار ذکره سیر المَثَل ، وطلعت أخباره طلوع الشُّهُب فی الفلک ، وکلُّ من رأیناه وسمعنا به ممّن أدرک وقته معترفون له بالتفرّد فی التقریر والتحریر وحسن الإنشاء ، ولیس فیهم من یلحق شأوه ، وتآلیفه کثیرة ممتعة مقبولة ، وانتشرت فی البلاد ، ورُزِق فیها سعادة عظیمة ...

ذکر الحدیث فی کتابه شرح الشفاء للقاضی عیاض ، الموسوم بنسیم الریاض(1) ، المطبوع فی أربع مجلّدات فی (3 / 456) قال - عند قول المصنّف : قال 2.

ص: 293


1- نسیم الریاض : 3 / 412.

رسول الله صلی الله علیه وسلم فی علیّ : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه» - : وهو عند غدیر خُمّ ، وقد خطب الناس.

314 - عبدالحقِّ بن سیف الدین الدهلویّ ، البخاریّ : المتوفّی (1052) ، صاحب التآلیف القیِّمة ، منها : اللمعات فی شرح المشکاة ، رجال المشکاة ، ترجمة فصل الخطاب ، جذْبُ القلوب ، أخبار الأخیار ، مدارج النبوّة.

یأتی لفظه فی الکلمات حول سند الحدیث.

315 - محمد بن محمد المصریّ ، مؤلّف الدرر العوال بحلِّ ألفاظ بدء المآل.

قال فی کتابه المذکور عند ذکر أمیر المؤمنین علیه السلام : ورد فی فضله أحادیث کثیرة ، منها قوله صلی الله علیه وسلم : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه» ع(1) (1 / 222).

316 - محمد محبوب العالم ابن صفیّ الدین جعفر بدر العالم : مؤلّف التفسیر الشهیر بتفسیر شاهی.

یأتی عن تفسیره المذکور نزول آیة التبلیغ فی علیّ علیه السلام ونزول آیة (سَأَلَ سَائِلٌ)

حول قضیّة الغدیر.

«القرن الثانی عشر»

317 - السیّد محمد بن عبدالرسول بن عبدالسیّد بن عبدالرسول الحسینیّ ، الشافعیّ ، البرزنجیّ : المولود (1040) والمتوفّی (1103).

ترجمه المرادیّ فی سلک الدرر (4 / 65) ، وذکر مشایخه فی القراءة ، وقد دخل همدان وبغداد ودمشق وقسطنطینیّة ومصر ، وأخذ عن علمائها ، وقطن بالمدینة المنوّرة ، 6.

ص: 294


1- عبقات الأنوار : 7 / 248 ، وفی نفحات الأزهار : 7 / 210 رقم 146.

وکان من رؤسائها ، وعدَّ له تآلیف ، منها : النواقض للروافض. ومن تآلیفه التی لم یذکرها المرادیّ کتاب فی نجاة أَبَوَی النبیّ وعمّه أبی طالب ، لخَّص منه ما فی نجاة أبی طالب العلّامةُ زینی دحلان وأسماه : أسنی المطالب فی نجاة أبی طالب(1). وقال فی أوّله :

وقد وقفت علی تألیفٍ جلیلٍ للعلّامة النبیل مولانا السیّد محمد بن رسول البرزنجیّ - المتوفّی سنة ألف ومائة - فی نجاة أَبَوَی النبیّ صلی الله علیه وسلم ، وذیّله فی آخره بخاتمة فی نجاة أبی طالب عمِّ النبیّ صلی الله علیه وسلم ، وأثْبتَ نجاته وأقام أدلّةً علی ذلک وبراهین من الکتاب والسنّة وأقوال العلماء ، یحصل لمن تأمّلها أنَّه ناجٍ بیقین ، مع بیان معانٍ صحیحة للنصوص التی تقتضی خلاف ذلک ، حتی صارت جمیع النصوص صریحةً فی نجاته ، وسلک فی ذلک مسلکاً ما سبقه إلیه أحد ؛ بحیث ینقاد لأدلّته کلُّ من أنکر نجاته وجحد ، وکلُّ دلیل استدلَّ به القائلون بعدم نجاته قلبه علیهم ، وجعله دلیلاً لنجاته ، وتتبّع کلَّ شبهة تمسّک بها القائلون بعدم النجاة ، وأزال ما أشتبه علیهم بسببها ، وأقام دلیلاً علی دعواه ، وکان فی بعض تلک المباحث مواضع دقیقة لا یفهمها إلّا الفحول من العلماء ، ویعسر فهمها علی القاصرین من طلبة العلم ، وبعض تلک المباحث زائدة عن إثبات المطلوب ، ذکرها تقویةً لما أثبته ، وکشفاً لحجاب کلّ محجوب ، فأردت أن ألخِّص .. إلخ.

یأتی لفظه فی الکلمات حول سند الحدیث.

318 - برهان الدین إبراهیم بن مرعی بن عطیّة الشبرخیتیّ ، المصریّ ، المالکیّ : المتوفّی (1106).

من أعلام مصر وأفاضلها ، تفقّه علی الشیخ الأجهوری والشیخ یوسف الفیشی ، وألّف فی الحدیث والنحو وغیرهما ، له الفتوحات الوهبیّة بشرح الأربعین حدیثاً للنووی - طبع بمصر - تُوفّی غریقاً فی النیل ، وهو متوجِّه إلی رشید. 3.

ص: 295


1- أسنی المطالب فی نجاة أبی طالب : ص 3.

ذکر فی الفتوحات الوهبیّة(1) المذکورة فی الحدیث الحادی عشر اسم أمیر المؤمنین علیه السلام وقال : القائل فیه المصطفی صلی الله علیه وسلم : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

319 - ضیاء الدین صالح بن مهدی بن علیِّ بن عبدالله المقبلیّ(2) ، ثمّ الصنعانیّ ثمّ المکّیّ : المولود (1047) والمتوفّی بمکّة (1108).

ترجمه الشوکانی فی البدر الطالع (1 / 288 - 292) ، قال : هو ممّن برع فی جمیع علوم الکتاب والسنّة ، وحقّق الأصولین والعربیّة والمعانی والبیان والحدیث والتفسیر ، وفاق فی جمیع ذلک ، وله مؤلّفات مقبولةٌ کلّها عند العلماء ، محبوبةٌ إلیهم ، یتنافسون

فیها ، ویحتجّون بترجیحاته ، وهو حقیقٌ بذلک.

ثمّ ذکر مؤلّفاته ، وعدّ منها : الأبحاث المسدّدة فی الفنون المتعدِّدة.

یأتی لفظه فی الکلمات حول سند الحدیث ونصّه علی تواتره.

320 - إبراهیم بن محمد بن محمد کمال الدین الحنفیّ ، المعروف بابن حمزة الحرّانیّ الدمشقیّ : المتوفّی (1120).

ترجمه المرادیّ فی سلک الدرر (1 / 22 - 24) وقال : العالم الإمام المشهور المحدِّث النحویّ العلّامة ، کان وافر الحرمة ، مشهوراً بالفضل الوافر ، أحد الأعلام المحدِّثین والعلماء الجهابذة ، السیّد الشریف الحسیب النسیب ، ولد فی دمشق ، وبها

نشأ.

ثمّ ذکر مشایخ أخذه وروایته ، وقال :

رأیت بخطّه فی إجازته : أنَّ مشایخه یبلغون ثمانین شیخاً. ثمّ ذکر تآلیفه ووفاته. ف)

ص: 296


1- الفتوحات الوهبیّة : ص 140.
2- المقبل : قریة من أعمال بلاد کوکبان بالیمن. (المؤلف)

ذکر الحدیث فی تألیفه البیان والتعریف(1) ، مرّ الإیعاز إلی حدیثه (ص 35 ، 48).

321 - أبو عبدالله محمد بن عبدالباقیّ بن یوسف الزرقانیّ ، المصریّ ، المالکیّ : المولود بمصر (1055) والمتوفّی (1122).

خاتمة المحدِّثین بالدیار المصریّة ، مشارکٌ فی العلوم ، ترجمه المرادیّ فی سلک الدرر (4 / 32) ، وذکر مشایخه وتآلیفه القیِّمة کشرح المواهب اللدنیّة - طبعة بولاق بثمانیة أجزاء - وشرح الموطَّأ - طبع بمصر بأربعة أجزاء - ویثنی علیه الچلبی فی کشف الظنون(2) : بالمولی العلّامة خاتمة المحدِّثین.

مرّ حدیثه (ص 34) ، ویأتی عنه حدیث التهنئة بلفظ سعد ، وله کلمة فی صحّة الحدیث وتواتره ، تأتی فی الکلمات حول سند الحدیث.

322 - حسام الدین بن محمد بایزید ، السهارنپوریّ : صاحب مرافض الروافض.

قال فی تألیفه المذکور : عن البراء بن عازب وزید بن أرقم : إنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم لمّا نزل بغدیر خُمّ أخذ بید علیّ ، فقال : «ألستم تعلمون أنّی أولی بالمؤمنین من أنفسهم ؟ قالوا : بلی. قال : ألستم تعلمون أنّی أولی بکلِّ مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلی.

فقال : أللّهمّ من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

فلقیه عمر بعد ذلک ، فقال له : هنیئاً یا ابن أبی طالب ، أصبحتَ وأمسیتَ مولی کلِّ مؤمن ومؤمنة رواه أحمد. ع(3) (1 / 225).

323 - میرزا محمد بن معتمد خان البَدَخشیّ : مؤلِّف مفتاح النجا فی مناقب 0.

ص: 297


1- البیان والتعریف : 3 / 74 ح 1290.
2- کشف الظنون : 2 / 1908.
3- عبقات الأنوار : 7 / 261 ، وفی نفحات الأزهار : 7 / 212 رقم 150.

آل العبا ، ونُزُل الأبرار بما صحَّ من مناقب أهل البیت الأطهار - طبعة بمبی - والکتابان ینمّان عن طول باع مؤلّفهما فی علم الحدیث وفنونه والتضلّع فی مسانیده(1).

روی الحدیث فی کتابیه المذکورین بطرق کثیرة ، مرّ نقلاً عنهما (ص 15 ، 18 ، 20 ، 21 ، 23 ، 25 ، 27 ، 29 ، 37 ، 44 ، 52 ، 53 ، 55 ، 58) ، ویأتی عنه حدیث المناشدة فی الرحبة ، له کلمة حول صحّة الحدیث تأتی فی الکلمات حول سنده.

324 - محمد صدر العالم : مؤلِّف معارج العلی فی مناقب المرتضی.

ذکر الحدیث بعدّة طرقه فی کتابه المعارج ، مرّ بعض منها (ص 24 ، 58 ، 59) ، ویأتی عنه حدیث نزول آیة (سَأَلَ سَائِلٌ) حول قضیّة الغدیر وحدیث التهنئة ، وله کلمة فی تواتره وصحّته تأتی فی الکلمات حول سند الحدیث.ع(2) (1 / 229 - 232).

325 - حامد بن علیّ بن إبراهیم بن عبد الرحیم الحنفیّ ، الدمشقیّ ، المعروف بالعمادی : المولود بدمشق (1103) والمتوفّی (1171).

ترجمه المرادیّ فی سلک الدرر (2 / 11 - 19) وقال :

مفتی الحنفیّة بدمشق وابن مفتیها ، وصدرها وابن صدرها ، الصدر المُهاب المحتشم الأجلّ المبجّل العالم الفقیه الفاضل الفرضیّ ، کان عالماً محقِّقاً أدیباً عارفاً نبیهاً کاملاً مهذَّباً. ثمّ عدَّ مشایخه وتآلیفه الکثیرة القیِّمة ، منها : الصِّلات الفاخرة بالأحادیث المتواترة - طبعة مصر - وذکر نماذج من نظمه ونثره المُعرِبینِ عن تضلّعه

فی الأدب.

رواه من طرق کثیرة ، وعدّه من الأحادیث المتواترة فی تألیفه : الصلات 2.

ص: 298


1- ترجم له عبد الحیّ فی نزهة الخواطر : 6 / 259 رقم 486 وقال : أحد الرجال المشهورین فی الحدیث والرجال ... وصنّف ردّ البدعة ... ومنها مفتاح النجا فی مناقب آل العبا صنّفه سنة 1124 ... ومنها نُزُل الأبرار بما صحّ من مناقب أهل البیت الأطهار ... (الطباطبائی)
2- عبقات الأنوار : 7 / 280 - 295 ، وفی نفحات الأزهار : 7 / 215 رقم 152.

الفاخرة. یأتی لفظه فی الکلمات حول سند الحدیث.

326 - عبدالعزیز أبو ولیّ الله أحمد بن عبدالرحیم العمریّ ، الدهلویّ : المتوفّی (1176)(1).

أحد المؤلِّفین المکثرین ، طبع من تآلیفه الممتعة : أجوبة المسائل الثلاث ، الإنصاف فی بیان سبب الاختلاف ، تنویر العینین ، رسائل الدهلوی ، حجّة الله البالغة فی أسرار الأحادیث ، وعلل الأحکام ، شرح تراجم أبواب صحیح البخاری ، عقد الجید فی الاجتهاد والتقلید ، فتح الخبیر بما لا بدّ من حفظه فی علم التفسیر ، الفوز

الکبیر مع فتح الخبیر فی أصول التفسیر ، القول الجمیل فی التصوّف ، وله قرّة العینین ، وإزالة الخفاء.

قال فی قرّة العینین(2) : عن البراء بن عازب وزید بن أرقم : إنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم لمّا نزل بغدیر خُمّ أخذ بید علیّ ، فقال : «ألستم تعلمون أنّی أولی بکلِّ مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلی.

فقال : أللّهمّ من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

فلقیه عمر بعد ذلک ، فقال له : هنیئاً یا ابن أبی طالب أصبحتَ وأمسیتَ مولی کلِّ مؤمن ومؤمنة أخرجه أحمد.

وروی فی إزالة الخفاء(3) ما أخرجه الحاکم عن زید بن أرقم من حدیث الغدیر بلفظیه وطریقیه اللذین مرّا فی (ص 31). 9.

ص: 299


1- ترجم له عبد الحیّ اللکهنوی ترجمة مطوّلة فی نزهة الخواطر : 7 / 275 - 283 وبالغ فی إطرائه ، وأرّخ ولادته سنة 1159 ، ووفاته سنة 1239 ، وترجم لأبیه وأرّخ وفاته سنة 1176.(الطباطبائی)
2- قرّة العینین : ص 168.
3- إزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء : 2 / 259.

327 - محمد بن سالم بن أحمد المصریّ ، الحفنیّ(1) ، شمس الدین الشافعیّ : المولود (1101) والمتوفّی (1181).

أحد الفقهاء ، مشارِک فی العلوم ، من أساتذة القاهرة الفنّیّین ، توجد ترجمته فی سلک الدرر (4 / 49) ، والخطط الجدیدة (10 / 74) ، له تآلیف قیّمة ، منها : أنفس نفائس الدرر ، طبع بهامش المنح المکیّة ، وحاشیته علی شرح العزیزی علی الجامع الصغیر ، والثمرة البهیّة فی أسماء الصحابة البدریّة.

ذکر الحدیث فی حاشیة الجامع الصغیر(2) المطبوع.

328 - السیّد محمد بن إسماعیل بن صلاح الأمیر الیمانیّ ، الصنعانیّ ، الحسینیّ : المولود (1059) ، المتوفّی (1182).

أحد شعراء الغدیر ، یأتی شعره وترجمته فی شعراء القرن الثانی عشر.

مرّ عنه الحدیث (ص 36) ، ویأتی عنه حدیث التهنئة ، وله کلمة تأتی فی الکلمات حول سند الحدیث.

329 - شهاب الدین أحمد بن عبدالقادر الحفظیّ ، الشافعیّ :

أحد شعراء الغدیر. یأتی شعره وترجمته فی شعراء القرن الثانی عشر.

یأتی لفظه فی الکلمات حول سند الحدیث وفی ترجمته.

«القرن الثالث عشر»

330 - أبو الفیض محمد بن محمد المرتضی الحسینیّ ، الزَّبِیدیّ ، الحنفیّ : المولود (1145) والمتوفّی (1205). 7.

ص: 300


1- نسبة إلی حفنة من أعمال بلبیس بمصر [معجم البلدان : 2 / 276]. (المؤلف)
2- حاشیة السراج المنیر فی شرح الجامع الصغیر : 2 / 459 و 3 / 387.

مؤلِّف تاج العروس فی شرح القاموس المرجع الوحید فی اللغة ، مَحتِدُه واسط العراق ، ولد فی الهند ، ونشأ فی زبید - بالیمن - ورحل إلی الحجاز ، وأقام بمصر ، وشارک فی العلوم ، وتضلّع فیها ، وطار صیته ، واشتهر فضله وألّف الکتب القیِّمة النفیسة جدّاً منها : إتحاف السادة المتّقین فی شرح إحیاء العلوم للغزالی - مطبوع بعشرة أجزاء - وأسانید الصحاح الستّ ، وطبعت جملةٌ من تآلیفه. قال فی تاج العروس (10 / 399) فی عدّ معانی المولی :

وأیضاً الولیّ : الذی یلی علیک أمرک ، وهما بمعنیً واحد ، ومنه الحدیث : وأیّما امرأةٍ نکحت بغیر إذن مولاها ... ، ورواه بعضهم : بغیر إذن ولیّها ، وروی ابن سلام

عن یونس : أنَّ المولی فی الدین هو الولیّ ، وذلک قوله تعالی : (ذَلِکَ بِأَنَّ اللَّ-هَ مَوْلَی الَّذِینَ آمَنُوا وَأَنَّ الْکَافِرِینَ لَا مَوْلَی لَهُمْ)(1) ؛ أی لا ولیّ لهم ، ومنه الحدیث : «من کنتُ مولاه» ؛ أی من کنت ولیَّه ، وقال الشافعیُّ : یُحمل علی ولاء الإسلام ، وأیضاً الناصر ، نقله الجوهری ، وبه فسّر - أیضاً - من کنت مولاه(2).

331 - أبو العرفان الشیخ محمد بن علیّ الصبّان الشافعیّ : المتوفّی (1206).

ولد بمصر ، ونشأ بها ، وتخرّج علی علمائها ، حتی برع فی العلوم العقلیّة والنقلیّة ، واشتهر بالتحقیق والتدقیق ، وشاع ذکره فی مصر والشام ، وألّف تآلیف کثیرة ممتعة ، طبع منها ما یربو علی عشرة ، منها : إسعاف الراغبین فی سیرة المصطفی وفضائل أهل بیته الطاهرین المؤلَّف (1185).

قال فی الإسعاف المذکور - طبع فی هامش نور الأبصار - (ص 152) :

قال صلی الله علیه وسلم یوم غدیر خُمّ : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وأحِبَّ من أحبّه ، وأبغض من أبغضه ، وانصر من نصره ، واخذل من ف)

ص: 301


1- محمد : 11.
2- العبرة بروایته للحدیث ، لا ما سرده حول مفاده. (المؤلف)

خذله ، وأدرِ الحقّ معه حیث دار» ، رواه عن النبیّ صلی الله علیه وسلم ثلاثون صحابیّاً ، وکثیرٌ من طرقه صحیحٌ أو حسنٌ.

332 - رشید الدین خان الدهلویّ : قال فی رسالته الفتح المبین فی فضائل أهل بیت سیّد المرسلین : أخرج الطبرانی عن ابن عمر وغیره : أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم قال بغدیر خُمّ : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».ع(1) (1 / 238).

333 - المولوی محمد مبین اللکهنویّ(2) : ذکر الحدیث فی وسیلة النجاة(3) من طریق الحاکم(4) بلفظ زید بن أرقم وابن عبّاس ، ومن طریق الطبرانی(5) بسند صحیح عن أبی الطفیل ، عن حذیفة بن أُسید ، ومن طریق أحمد(6) عن البراء بن عازب وزید ابن أرقم ، ومن طریق ابن حبّان والحاکم عن ابن عبّاس ، وبطریق أحمد(7) والطبرانی(8) عن أبی أیّوب وجمع من الصحابة عن علیٍّ وزید بن أرقم وثلاثین رجلاً من الصحابة ، وعن مسند الطبرانی(9) عن أبی الطفیل عن زید بن أرقم ، وعن المشکاة(10) عن البراء ابن عازب وزید من طریق أحمد والترمذی ، وعن الصواعق(11) لابن حجر 4.

ص: 302


1- عبقات الأنوار : 7 / 321 ، وفی نفحات الأزهار : 7 / 219 رقم 158.
2- هو ملّا مبین بن محبّ أحمد الأنصاری الحنفی المتوفّی سنة 1225 ، له ترجمة فی الأغصان الأربعة ، وعنها فی نزهة الخواطر 7 / 413 رقم 741 ، وعدّ مؤلفاته وذکر له رسالة فی فضائل أهل البیت علیهم السلام. (الطباطبائی)
3- وسیلة النجاة : ص 101 - 103.
4- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 118 ح 4576 ، 143 ح 4652.
5- المعجم الکبیر : 3 / 180 ح 3052.
6- مسند أحمد : 5 / 355 ح 18011 ، 501 ح 18838.
7- المصدر السابق : 6 / 583 ح 23051.
8- المعجم الکبیر : 4 / 173 ح 4053.
9- المصدر السابق : 5 / 165 - 166 ح 4968 - 4971.
10- مشکاة المصابیح : 3 / 356 ح 6091 و 360 ح 6103 ، سنن الترمذی : 5 / 591 ح 3713.
11- الصواعق المحرقة : ص 122 باب 9 ح 4.

مرسلاً.ع(1) (1 / 239).

334 - المولوی محمد سالم البخاری ، الدهلویّ(2) : ذکر فی رسالته أصول الإیمان ما رواه أحمد عن البراء بن عازب وزید بن أرقم.ع(3) (1 / 240).

مرّ عنه (ص 57).

335 - المولوی ولیُّ الله اللکهنوی(4) : ذکر فی مرآة المؤمنین فی مناقب أهل بیت سیّد المرسلین ما ذکره ابن حجر فی الصواعق عن الطبرانی ، وما مرّ عن عامر بن سعد وعائشة بنت سعد عن سعد ، وما یأتی عن الخصائص للنسائی من حدیث المناشدة بالرحبة بلفظ زید بن یُثیع وأبی الطفیل عامر ، ثمّ أورد کلام ابن حجر فی صحّة الحدیث ، وأنَّه لا التفات لمن قدح فی صحّته.ع(5) (1 / 240 - 244).

336 - المولوی حیدر علیّ الفیض آبادی(6) : ذکر الحدیث فی منتهی الکلام(7) نقلاً عن أحمد بن حنبل وابن ماجة(8)(9) (1 / 244). 1.

ص: 303


1- عبقات الأنوار : 7 / 322 ، وفی نفحات الأزهار : 7 / 219 رقم 159.
2- هو محمد سالم بن سلام الله الحنفی البخاری الدهلوی ، ترجم له عبد الحیّ فی نزهة الخواطر : 7 / 451 وقال : له مصنّفات عدیدة أشهرها أصول الإیمان فی حبّ النبی وآله من أهل السعادة والإیقان ... طبع بدهلی سنة 1259 فی حیاة المصنّف .... (الطباطبائی)
3- عبقات الأنوار : 7 / 329 ، وفی نفحات الأزهار : 7 / 220 رقم 160.
4- هو ولیّ الله بن حبیب الله الأنصاری المتوفّی سنة 1270 عن 88 سنة ، ترجم له عبد الحیّ فی نزهة الخواطر : 7 / 542 ، وعدّ مؤلّفاته ، ومنها مرآة المؤمنین وتنبیه الغافلین فی مناقب آل سیّد المرسلین صلوات الله علیه وعلیهم أجمعین. (الطباطبائی)
5- عبقات الأنوار : 7 / 332 - 346 ، وفی نفحات الأزهار : 7 / 220 رقم 161.
6- هو حیدر علی بن محمد حسن الهندی الفیض آبادی المتوفّی سنة 1299 ، ترجم له عبدالحیّ فی نزهة الخواطر : 7 / 156 ، ووصفه بالعالم الکبیر ، وعدّد مؤلفاته ومنها منتهی الکلام. (الطباطبائی)
7- منتهی الکلام : ص 72.
8- سنن ابن ماجة : 1 / 43 ح 116.
9- عبقات الأنوار : 7 / 346 ، وفی نفحات الأزهار 7 / 220 رقم 161.

337 - القاضی محمد بن علیّ بن محمد الشوکانیّ ، الصنعانیّ : المولود (1173)(1) والمتوفّی (1250).

فقیه متضلّع ، مشارک فی العلوم ، بارع فی الفضائل ، ألّف وأکثر ، وأحسن فی تألیفه وأجاد ، توجد له ترجمة ضافیة بقلمه فی کتابه البدر الطالع (2 / 214 - 225) ، ذکر مشایخه فی الحکمة والکلام والفقه وأصوله والحدیث وفنونه والمعانی والبیان والعلوم العربیّة ، وعدّ من رسالاته وکتاباته ما یبلغ المائة ، وهناک تآلیف أخری لم یذکرها فی عدِّ کتبه ، استدرکها من علّق علی کتابه البدر الطالع فی هامشه ، وقد طُبع کثیر من تآلیفه ، وهی تعرب عن تضلّعه فی الفنون ، وطول باعه فی العلوم الشرعیّة کتاباً وسنّة وما یتعلق بهما من معرفة المشیخة والمسانید. وله ترجمة فی مقدِّمة کتابه نیل الأوطار(2) - طبع ببولاق بثمانیة أجزاء - بقلم حسین بن محسن السبعی.

یأتی عن تفسیره فتح القدیر نزول آیة التبلیغ فی أمیر المؤمنین علیه السلام حول قضیّة الغدیر.

338 - السیّد محمود بن عبدالله الحسینیّ ، الآلوسیّ ، شهاب الدین أبو الثناء البغدادیّ ، الشافعیّ : المولود بالکرخ (1217) والمتوفّی (1270).

أحد نوابغ العراق وأعلامها ، الطائر الصیت فی الآفاق ، المتضلّع فی الفنون المشارک فی العلوم ، من أسرة عراقیّة شهیرة عریقة فی العلم والأدب ، له تآلیف قیِّمة کثیرة لا یُستهان بعدّتها(3).

مرّ الإیعاز إلی حدیثه (ص 20 ، 37 ، 44 ، 52 ، 53) ، ویأتی عنه نزول آیة ف)

ص: 304


1- کذا أرّخ ولادته هو نفسه فی البدر الطالع ، نقلاً عن والده ، وأرّخها غیره (1172). (المؤلف)
2- نیل الأوطار : 1 / 3.
3- توجد ترجمته فی أعلام العراق : ص 21 ، ومشاهیر العراق : 2 / 198 ، وجلاء العینین : ص 27 و 28 وغیرها. (المؤلف)

التبلیغ فی أمیر المؤمنین ، وله کلمة حول صحّة الحدیث تأتی فی الکلمات حول سنده.

339 - الشیخ محمد بن درویش الحوت ، البیروتیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (1276).

قال فی أسنی المطالب فی أحادیث مختلفة المراتب(1) - طبعة بیروت - :

حدیثُ : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه» رواه أصحاب السنن غیر أبی داود ، ورواه أحمد وصحّحوه ، ورُوی بلفظ : «من کنتُ ولیَّه فعلیٌّ ولیّه» ، رواه أحمد والنسائی والحاکم وصحّحه.

340 - الشیخ سلیمان ابن الشیخ إبراهیم ، المعروف بخواجه کلان ابن الشیخ محمد المعروف ببابا خواجه الحسینیّ ، البلخیّ ، القندوزیّ ، الحنفیّ : من أهل بلخ ، تُوفِّی فی القسطنطینیة (1293)(2).

کان من الأعلام الأفذاذ ، من نوابغ الحدیث وفنونه ، ألّف کتاب أجمع الفوائد ، ومشرق الأکوان ، وینابیع المودّة الدائر السائر المکرّر طبعه فی شتّی الأقطار.

مرّ حدیثه (ص 18 ، 22 ، 24 ، 25 ، 45 ، 48 ، 53).

341 - السیّد أحمد بن مصطفی القادین خانی : مؤلِّف هدایة المرتاب فی فضائل الأصحاب - طبعة الآستانة.

یأتی عنه شعر أمیر المؤمنین علیه السلام فی الغدیر.

«القرن الرابع عشر»

342 - السیّد أحمد بن زینی بن أحمد دحلان المکیّ ، الشافعیّ : المولود بمکّة (1232) والمتوفّی بالمدینة المنوَّرة (1304). ف)

ص: 305


1- أسنی المطالب : ص 461 ح 1481.
2- أرّخ الزرکلی وفاته فی الأعلام : 2 / 390 [3 / 125] بسنة (1270). (المؤلف)

مفتی الشافعیّة بمکّة المشرّفة وشیخ الإسلام بها ، عالم متفنِّن ، فقیه مشارک فی العلوم ، مؤرِّخ متضلّع ، له تآلیف کثیرة ، طبع منها ما یربو علی عشرین.

أفرد أبو بکر عثمان بن محمد البکری الدمیاطی فی ترجمته کتاباً أسماه نفحة الرحمن فی مناقب السیّد أحمد زینی دحلان - طبع بمصر - یأتی عنه حدیث التهنئة.

343 - الشیخ یوسف بن إسماعیل النبهانیّ ، البیروتیّ : رئیس محکمة الحقوق فی بیروت ، مؤلّف منتخب الصحیحین من کلام سیّد الکونین - طبع بمصر عام 1329.

بحّاثة کبیر ، له فی الأدب نصیبه الأوفی ، یُعبِّر عنه الحدّاد فی القول الفصل (1 / 444) : بعالم العصر الشیخ العلّامة ، ألّف فی الحدیث والأدب وأکثر ، وقد طبع فی مصر وبیروت من تآلیفه ما یناهز الخمسین. کتب ترجمته بقلمه فی کتابه الشرف المؤبَّد (ص 140 - 143).

یأتی عنه حدیث المناشدة فی الرحبة.

344 - السیّد مؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجیّ(1) : مؤلِّف نور الأبصار فی مناقب آل بیت النبیّ المختار - المطبوع خمس مرّات أو أکثر - له فی أوّله ترجمة ذکر فیها مشایخه فی شتّی العلوم ، وعدّ بعض تآلیفه.

وُلد سنة (بضع و 1250) ، ولم أقف علی تاریخ وفاته(2).

یأتی عنه نزول آیة (سَأَلَ سَائِلٌ) حول قضیّة الغدیر.

345 - الشیخ محمد عبده بن حسن خیر الله المصریّ : المتوفّی (1323).

مفتی الدیار المصریّة وعلّامتها الکبیر ، له شهرةٌ طائلةٌ فی العلم ، وقدمٌ راسخة فی الإصلاح والسعی وراء صالح الأمّة ، سجّلها له التاریخ فی صحائف مشاهیر .

ص: 306


1- نسبة إلی شبلنجا قریة من قری مصر.(المؤلف)
2- فی معجم المؤلّفین : 13 / 53 : کان حیّا سنة 1322 ه.

الشرق(1) (1 / 300) ، وتاریخ الأدب العربی(2) (ص 434 - 439) وغیرهما.

مرّ الإیعاز إلی حدیثه (ص 19 ، 20 ، 44) ، ویأتی عنه نزول آیة التبلیغ فی أمیر المؤمنین علیه السلام حول قضیّة الغدیر.

346 - السیّد عبدالحمید ابن السیّد محمود الآلوسی ، البغدادیّ ، الشافعیّ ، الضریر(3) : المولود (1232) والمتوفّی (1324).

علاّمة عاصمة العراق بغداد وأدیبها الفذّ ، طبع له نثر اللآلی فی شرح نظم الأمالی.

عَدّ حدیث الغدیر فی کتابه المذکور (ص 166) من فضائل أمیر المؤمنین علیه السلام ، وفی (ص 170) تکلّم فی مفاده مسلِّماً صدوره عن مصدر الوحی الإلهی ، وفی (ص 172) عیَّن غدیر خُمّ ، وأشار إلی الحدیث.

347 - الشیخ محمد بن حبیب الله بن عبدالله الیوسفیّ(4) نسباً ، المدنیّ مهاجراً ، الشنقیطیّ إقلیماً : بحّاثة مصر ومحدِّثها العلّامة.

له إکمال المنّة باتّصال سند المصافحة المدخلة للجنّة ، وإیقاظ الأعلام لوجوب اتّباع رسم مصحف الإمام ، وثَبْت الشیخ الأمیر الکبیر ، والخلاصة النافعة ، ویلیها

أُرجوزة له تُسمّی بالنصائح الدینیّة ، کلّها مطبوعة فی المعاهد سنة (1345).

ذکر فی کتابه کفایة الطالب لمناقب علیّ بن أبی طالب - طبعة مصر - (ص 28 - 30) ما أخرج الترمذی(5) عن أبی سریحة أو زید ، وما أخرجه ابن 3.

ص: 307


1- مؤلّفات جرجی زیدان الکاملة - مشاهیر الشرق - : مج 16 / 21.
2- تاریخ الأدب العربی : ص 443.
3- ذهب الجُدَریّ بنور عینیه ، وکان لم یبلغ من عمره عاماً. (المؤلف)
4- تُوفِّی سنة 1363 ه. الأعلام : 6 / 97.
5- سنن الترمذی : 5 / 591 ح 3713.

السمّان عن البراء بن عازب ، وأحمد عن زید فی مسنده(1) ، وعن عمر فی مناقبه ، ومن طریق أبی حاتم حدیث المناشدة فی الرحبة ، ومن طریق أحمد(2) عن سعید بن وهب حدیث المناشدة أیضاً ، ومن طریق أحمد(3) والبغویّ حدیث الرکبان ، وما ذکره ابن عبدالبَرّ فی الاستیعاب(4) عن بریدة وأبی هریرة وجابر والبراء وزید من حدیث الغدیر.

348 - القاضی بهلول بهجت الشافعی ، قاضی زنکه زور : مؤلِّف تاریخ آل محمد باللغة الترکیّة ، ترجمه إلی الفارسیّة الأدیب میرزا مهدی التبریزی ، وإلی العربیّة الفاضل البارع الشیخ میرزا علیّ القمشهی. وکتابه هذا من حسنات العصر ، یعرب عن تضلّع مؤلّفه فی الحدیث والتاریخ ، وطول باعه فی المباحث الدینیّة ، ومن تآلیفه

مائة یوم فی واقعة صفّین روائیّ ، والإرشاد الحمزوی ، وحجر بن عدیّ نظماً ، والحقوق

الإرثیّة ، وآثار آذربیجان أدبیّ تاریخیّ جغرافیّ.

مرّ الإیعاز إلی طرق ذکرها لحدیث الغدیر (ص 16 ، 20 ، 22 ، 24 ، 27 ، 29 ، 38 ، 45 ، 49).

349 - الکاتب الشهیر عبدالمسیح الأنطاکیّ ، المصریّ : أحد شعراء الغدیر فی القرن الرابع عشر ، یأتی هناک شعره وترجمته.

350 - الدکتور أحمد فرید رفاعی : ذکر فی تعلیق معجم الأدباء (14 / 48) بیتَی أمیر المؤمنین علیه السلام فی الغدیر.

351 - الأستاذ أحمد زکی العدویّ ، المصریّ : رئیس قسم التصحیح بدار الکتب المصریّة ، له آثار قیّمة خالدة فی تعالیق الکتب. 5.

ص: 308


1- مسند أحمد : 5 / 501 ح 18838.
2- المصدر السابق : 1 / 189 ح 953.
3- المصدر السابق : 6 / 583 ح 23051.
4- الاستیعاب : القسم الثالث / 1099 رقم 1855.

ذکره فی تعلیقات الأغانی (7 / 263) من الطبعة الأخیرة(1).

352 - الأستاذ أحمد نسیم المصریّ : عضو القسم الأدبی بدار الکتب المصریّة.

ذکره فی تعلیقة دیوان مهیار (2 / 182).

353 - الأستاذ حسین علیّ الأعظمیّ ، البغدادیّ : مدیر کلّیة الحقوق بها.

أحد شعراء الغدیر ، یأتی شعره وترجمته فی شعراء القرن الرابع عشر ، وأخبرنی شفهیّاً بأنَّ له کتاباً فی الإمام أمیر المؤمنین علیه السلام ذکر فیه حدیث الغدیر أیضاً.

354 - السیّد علیّ جلال الدین الحسینیّ ، المصریّ : بحّاثة متضلّع أدیب شاعر ، طبع له دیوانه الموسوم بحدیث النفس ، وکتابه الحسین علیه السلام - فی جزءین - طبع فی القاهرة.

ذکر حدیث الولایة فی تألیفه المذکور (1 / 132).

355 - الأستاذ محمد محمود الرافعیّ ، المصریّ : ینمُّ عن تضلّعه فی التاریخ والأدب شرحُه هاشمیّات الکمیت ، المطبوع بمصر غیر مرّة.

قال فی شرح قول الکمیت (ص 81) :

ویومَ الدوحِ دوحِ غدیرِ خُمٍ

أبانَ له الولایةَ لو أُطیعا

الدوح : الشجر العظیم ، الواحدة : دوحة ، وغدیر خُمّ : موضع بین مکّة والمدینة ، أبان : بیَّن.

قال رسول الله صلی الله علیه وسلم : «أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله» ، وقال : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه» ، فقال عمر : طوبی لک یا علیُّ أصبحت مولی کلِّ مؤمن ومؤمنة. ة.

ص: 309


1- طبعة دار الکتب المصریة.

356 - الأستاذ محمد شاکر الخیّاط ، النابلسیّ ، الأزهریّ ، المصریّ : شارح الهاشمیات للکمیت المطبوع بمصر (1321) قال فی الشرح المذکور (ص 60) فی شرح قول الکمیت :

ویومَ الدوحِ دَوْحِ غدیر خُمٍّ

أبانَ له الولایةَ لو أُطیعا

غدیر خُمّ : موضع بین مکّة والمدینة بالجحفة. أبان له الولایة : روی الإمام أحمد عن أبی الطفیل قال : «جمع علیٌّ الناس سنة خمس وثلاثین فی الرحبة ، ثمّ قال لهم :

أَنشُد بالله کلَّ امریءٍ مسلم سمع رسول الله صلی الله علیه وسلم یوم غدیر خُمّ ما قال لمّا قام.

فقام إلیه ثلاثون من الناس ، فشهدوا : أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم قال : من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

357 - الأستاذ عبدالفتّاح عبد المقصود المصریّ : صاحب کتاب الإمام علیّ - فی أربع مجلّدات .

أخبت إلی الحدیث فی تقریظه کتابنا هذا ، وسیأتیک لفظه فی مقدِّمة الجزء السادس.

358 - الأستاذ الشیخ محمد سعید دحدوح : أحد أئمّة الجماعة فی حلب.

أثبته فی کتاب له إلی العلّامة الحجّة الشیخ محمد حسین المظفّری ، وسیوافیک بنصّه وفصّه فی مفتتح الجزء الثامن.

359 - الأستاذ صفاء خلوصی : نزیل لندن ، وخرّیج جامعتها والمدرّس بها.

رآه من المقطوع به فی کتاب له إلینا ، سیأتی بنصِّه فی أوّل الجزء الخامس.

360 - الحافظ المجتهد ناصر السنّة شهاب الدین أبو الفیض أحمد بن محمد بن الصدِّیق : صاحب التآلیف القیِّمة.

ص: 310

ذکره فی کتابه الفخم تشنیف الآذان (ص 77) ، نقلاً عن جمع کثیر من الحفّاظ بأسانیدهم ، عن أربعة وخمسین صحابیّاً ، وهم : علیٌّ أمیر المؤمنین ، الإمام الحسن

السبط ، الإمام الحسین السبط ، عبدالله بن عبّاس ، البراء بن عازب ، زید بن أرقم ،

بریدة ، أبو أیّوب ، حذیفة بن أُسید ، سعد بن أبی وقّاص ، أنس بن مالک ، أبو سعید الخُدری ، جابر بن عبدالله ، عمرو بن ذی مرّ ، عبدالله بن عمر ، مالک بن الحویرث ،

حُبشی بن جنادة ، جریر بن عبدالله البجلیُّ ، عمارة ، عمّار بن یاسر ، ریاح بن الحارث ، عمر بن الخطاب ، نُبیط بن شُریط ، سمرة بن جندب ، أبو لیلی ، جندب الأنصاری ، حبیب بن بُدَیل ، قیس بن ثابت ، زید بن شرحبیل ، العبّاس بن عبد المطّلب ، عبدالله

ابن جعفر ، سلمة بن الأکوع ، زید بن ثابت ، أبو ذرّ الغفاری ، سلمان الفارسی ، یعلی

ابن مرّة ، خزیمة بن ثابت ، سهل بن حنیف ، أبو رافع ، زید بن حارثة ، جابر بن سمرة ، ضمرة الأسلمیّ ، عبدالله بن أبی أوفی ، عبدالله بن بسر المازنی ، عبدالرحمن بن یعمر الدئلی ، أبو الطفیل عامر ، سعد بن جنادة ، عامر بن عُمیرة ، حبّة العرنی ، أبو أُمامة ، عامر بن لیلی ، وحشیّ بن حرب ، عائشة ، أمُّ سلمة ، طلحة بن عبیدالله.(1)

وسیُوافیک لفظه فی الکَلِم عند البحث عن سند الحدیث إن شاء الله.

(إِنَّ فِی ذَلِکَ لَذِکْرَی لِمَن کَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَی السَّمْعَ وَهُوَ شَهِیدٌ)(2) 7.

ص: 311


1- وهناک حشد کبیر من التابعین وأتباعهم ورجال الإسناد والمحدّثین والعلماء والمؤلّفین ومحقّقی التراث من المعاصرین ، رووا حدیث الغدیر وأدرجوه فی کتبهم وأخبتوا إلی صحّته ، لم یسبق لهم ذکر هنا ، فجمعت منه ذلک ممّا نالته یدی وبلغه علمی ، ورتّبتهم حسب التسلسل الزمنی علی نهج شیخنا رحمه الله هنا واستدرکت بها علیه وسمّیته علی ضفاف الغدیر. وإلی الله سبحانه ابتهل أن یوفّقنی لإنجازه ونشره إنَّه سمیع مجیب. (الطباطبائی)
2- سورة ق : 37.

ص: 312

المؤلّفون فی حدیث الغدیر

بلغ اهتمام العلماء بهذا الحدیث إلی غایة غیر قریبة ، فلم یُقنعهم إخراجه بأسانید مبثوثة خلال الکتب حتی أفرده جماعة بالتألیف ، فدوّنوا ما انتهی إلیهم من أسانیده ، وضبطوا ما صحَّ لدیهم من طریقه ؛ کلُّ ذلک حرصاً علی کلاءة متنه من الدثور ، وعن تطرّق ید التحریف إلیه ، فمنهم :

1 - أبو جعفر محمد بن جریر بن یزید بن خالد الطبریّ ، الآملیّ : المولود (224) والمتوفّی (310) ، المترجم (ص 100).

له کتاب الولایة فی طرق حدیث الغدیر ، رواه فیه من نیّف وسبعین طریقاً. قال الحموی فی معجم الأدباء (18 / 80) فی ترجمة الطبری : له کتاب فضائل علیِّ بن أبی طالب رضی الله عنه تکلّم فی أوّله بصحّة الأخبار الواردة فی غدیر خُمّ ثمّ تلاه بالفضائل ولم یتمّ.

وقال فی (ص 84) : وکان إذا عَرَف من إنسان بدعة أبعده واطّرحه ، وکان قد قال بعض الشیوخ ببغداد بتکذیب غدیر خُمّ ! وقال : إنَّ علیّ بن أبی طالب کان بالیمن فی الوقت الذی کان رسول الله صلی الله علیه وسلم بغدیر خُمّ ، وقال هذا الإنسان فی قصیدة مزدوجة - یصف فیها بلداً بلداً ومنزلاً منزلاً - أبیاتاً یلوّح فیها إلی معنی حدیث غدیر خُمّ ، فقال :

ص: 313

ثمَّ مررنا بغدیرِ خُمِّ

کم قائل فیه بزورٍ جمِّ

علی علیٍّ والنبیّ الأُمّیّ

وبلغ أبا جعفر ذلک ، فابتدأ بالکلام فی فضائل علیِّ بن أبی طالب وذکر طرق حدیث خُمّ فکثر الناس لاستماع ذلک ، واجتمع قومٌ من الروافض ممّن بسط لسانه بما لا یصلح فی الصحابة رضی الله عنهم ، فابتدأ بفضائل أبی بکر وعمر رضی الله عنهما.

وقال الذهبی فی طبقاته(1) (2 / 254) : لمّا بلغ محمد بن جریر أنَّ ابن أبی داود تکلّم فی حدیث غدیر خُمّ عمل کتاب الفضائل ، وتکلّم علی تصحیح الحدیث ، ثمّ قال : قلت : رأیت مجلّداً من طرق الحدیث لابن جریر ، فاندهشت له ولکثرة تلک الطرق !!

وقال ابن کثیر فی تاریخه(2) (11 / 146) فی ترجمة الطبری : إنّی رأیت له کتاباً جمع فیه أحادیث غدیر خُمّ فی مجلّدین ضخمین ، وکتاباً جمع فیه طرق حدیث الطیر.

ونسبه إلیه ابن حجر فی تهذیب التهذیب(3) (7 / 339). وذکره له شیخ الطائفة الطوسی فی فهرسته(4) وقال : أخبرنا به أحمد بن عبدون ، عن أبی بکر الدوری ، عن ابن کامل عنه.

وقال السیّد ابن طاووس فی الإقبال(5) : ومن ذلک ما رواه محمد بن جریر الطبریّ - صاحب التاریخ الکبیر - صنّفه وسمّاه کتاب الردّ علی الحرقوصیّة ، روی فیه حدیث یوم الغدیر ، وروی ذلک من خمس وسبعین طریقاً. 3.

ص: 314


1- تذکرة الحفّاظ : 2 / 713 رقم 728.
2- البدایة والنهایة : 11 / 167 حوادث سنة 310 ه.
3- تهذیب التهذیب : 7 / 297.
4- الفهرست : ص 150 رقم 640.
5- الإقبال : ص 453.

2 - أبو العبّاس أحمد بن محمد بن سعید الهمدانیّ ، الحافظ المعروف بابن عقدة : المتوفّی (333).

له کتاب الولایة فی طرق حدیث الغدیر ، رواه بمائة وخمس طرق ، أکثر النقل عنه ابن الأثیر فی أُسد الغابة ، وابن حجر فی الإصابة کما مرّ.

وقال الثانی فی تهذیب التهذیب(1) (7 / 339) بعد ذکر حدیث الغدیر : صحّحه واعتنی بجمع طرقه أبو العبّاس بن عقدة ، فأخرجه من حدیث سبعین صحابیّاً أو أکثر.

وقال فی فتح الباری(2) : أمّا حدیث : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه» ، فقد أخرجه الترمذی والنسائی ، وهو کثیر الطرق جدّاً ، وقد استوعبها ابن عقدة فی کتاب مفرد ، وکثیر من أسانیدها صحیح وحسان.

وذکره له شمس الدین المناویّ الشافعیّ فی فیض القدیر (6 / 218) ، وحکی قول ابن حجر : حدیثٌ کثیر الطرق صحّحه ... إلخ.

ونسبه إلیه الحافظ الکنجیّ الشافعیّ فی کفایة الطالب(3) (ص 15) ، وذکره له النجاشی فی فهرسته(4) (ص 67).

وقال السیّد ابن طاووس فی الإقبال(5) (ص 663) : وجدتُه قد کُتِب فی زمن أبی العبّاس مصنِّفه فی سنة (330) وعلیه خطُّ الشیخ الطوسیّ وجماعة من شیوخ الإسلام ، وقد روی فیه نصَّ النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم بولایة علیٍّ علیه السلام من مائة وخمس طرق ، د.

ص: 315


1- تهذیب التهذیب : 7 / 297.
2- فتح الباری : 7 / 74.
3- کفایة الطالب : ص 60 باب 1.
4- رجال النجاشی : ص 94 رقم 233.
5- الإقبال : ص 453. وفیه : أحمد بن سعید.

والآن موجود عندی.

وقال الهدّار فی القول الفصل (1 / 445) : أخرج الحدیث ابن عقدة عن مائة وخمسة من الصحابة.

3 - أبو بکر محمد بن عمر بن محمد بن سالم التمیمیّ ، البغدادیّ ، المعروف بالجُعابیّ : المتوفّی (355)(1).

له کتاب من روی حدیث غدیر خُمّ ، عدّه النجاشیّ من کتبه فی فهرسته(2) (ص 281) ، وقال السرویّ فی مناقبه(3) (1 / 529) : ذکره أبو بکر الجُعابیّ من مائة وخمس وعشرین طریقاً ، وذکر عن الصاحب الکافی أنَّه قال : روی لنا قصّة غدیر خُمّ القاضی أبو بکر الجُعابی عن أبی بکر وعمر وعثمان ، إلی أن عدّ ثمانیة وسبعین صحابیّاً ، کما مرّ الإیعاز إلیهم ، وفی ضیاء العالمین : أنَّه روی حدیث الغدیر فی کتابه نخب المناقب من مائة وخمس وعشرین طریقاً. 4.

ص: 316


1- توجد ترجمته فی تاریخ بغداد : 3 / 26 - 31 [رقم 953] ، وتذکرة الذهبی : 3 / 138 - 141 [3 / 925 رقم 881] ، وغیرهما ، وذکروه من مُقدّمی الحفّاظ ، وأنَّه کان یحفظ مائتی ألف حدیث بأسانیدها ، ویجیب عن مثلها ، وأنَّه فاق حفّاظ عصره علی کثرتهم وحفظهم ، وروی عنه الدارقطنی وابن شاهین ، وابن رزقویه ، وابن الفضل القطّان ، وعلیّ المُقری ، وعلیّ الرزّاز ، ومحمد ابن طلحة النعالی ، وأبو نعیم الحافظ ، وابن حسنویه ، وأبو عبدالله الحاکم ، وغیرهم ، وعن أبی علیّ المعدّل : أنَّه کان إماماً فی المعرفة بعلل الحدیث ، وثِقات الرجال من معتلّیهم وضعفائهم ، وأسمائهم وأنسابهم ، وکناهم ، وموالیدهم ، وأوقات وفیاتهم ، ومذاهبهم ، وما یطعن به علی کلّ واحد ، وما یوصف به من السداد ، وکان فی آخر عمره قد انتهی هذا العلم إلیه حتی لم یبقَ فی زمانه من یتقدّمه فیه فی الدنیا. انتهی. هکذا کان ابن الجُعابی مسلّم الفضیلة عند الکلّ ، تهتف المعاجم بعلمه ، وتعترف العلماء برفعة مقامه ، غیر أنَّ ما کان مزیج نفسیّته من حبّ أهل البیت علیهم السلام حدا حُثالة من الناس إلی الطعن علیه بقذائف وطامّات لا یوصم بها ساقة من المسلمین ، فکیف بالأعالی منهم من المترجَم وأمثاله ؟! (المؤلف)
2- رجال النجاشی : ص 394 رقم 1055.
3- مناقب آل أبی طالب : 3 / 34.

4 - أبو طالب عبیدالله(1) بن أحمد بن زید الأنباریّ ، الواسطیّ : المتوفّی بواسط (356).

له کتاب طرق حدیث الغدیر ، ذکره له النجاشی فی فهرسته(2) (ص 161).

5 - أبو غالب أحمد بن محمد بن محمد الزُّراریّ : المتوفّی (368).

له جزء فی خطبة الغدیر ، نصَّ علیه هو بنفسه فی رسالته(3) فی آل أعین ، التی ألّفها لحفیده أبی طاهر الزُّراری.

6 - أبو المفضّل محمد بن عبدالله بن المطّلب الشیبانی : المتوفّی (372).

له کتاب من روی حدیث غدیر خُمّ ، ذکره له معاصره النجاشی فی فهرسته(4) (ص 282).

7 - الحافظ علیّ بن عمر الدارقطنی ، البغدادی : المتوفّی (385).

قال الکنجیّ الشافعیّ فی کفایته(5) (ص 15) عند ذکر حدیث الغدیر : جمع الحافظ الدارقطنی طرقه فی جزء.

8 - الشیخ محسن بن الحسین بن أحمد النیسابوریّ ، الخزاعیّ ، عمّ شیخنا عبدالرحمن النیسابوری.

له کتاب بیان حدیث الغدیر ، ذکره له الشیخ منتجب الدین فی فهرسته(6). 0.

ص: 317


1- فی فهرست شیخ الطائفة : عبدالله [ص 103 رقم 434. وفیه : أحمد بن أبی زید بدلاً من : ابن زید]. (المؤلف)
2- رجال النجاشی : ص 232 رقم 617. وفیه : عبید الله بن أبی زید أحمد.
3- رسالة أبی غالب الزُّراریّ : ص 180.
4- رجال النجاشی : ص 396 رقم 1059.
5- کفایة الطالب : ص 60 باب 1.
6- الفهرست : ص 156 رقم 360.

9 - علیّ بن عبدالرحمن بن عیسی بن عروة بن الجرّاح القنانی : المتوفّی (413).

له کتاب طرق خبر الولایة ، عدّه النجاشی من تآلیفه فی فهرسته(1) (ص 192).

10 - أبو عبدالله الحسین بن عبیدالله بن إبراهیم الغضائریّ : المتوفّی (15 صفر سنة 411).

له کتاب یوم الغدیر ، ذکره له النجاشی فی فهرسته(2) (ص 15).

11 - الحافظ أبو سعید مسعود بن ناصر بن أبی زید السجستانی(3) : المتوفّی (477) مرّت ترجمته (ص 112).

له کتاب الدرایة فی حدیث الولایة فی (17) جزءاً جمع فیه طرق حدیث الغدیر ، ورواه عن مائة وعشرین صحابیاً ، ذکره له ابن شهرآشوب فی المناقب(4) (1 / 529) ، وقال رضی الدین السیّد ابن طاووس فی الإقبال(5) (ص 663) : إنَّه کان یوجد عنده ، وإنَّه مجلّد أکثر من عشرین کرّاساً.

وینقل عنه فی کتاب الیقین(6) ، ویروی عنه ابن حاتم الشامی فی الدرّ النظیم فی [مناقب] الأئمّة اللهامیم(7) ، وکان یوجد عند الشیخ عماد الدین الطبریِّ ، ینقل عنه 2.

ص: 318


1- رجال النجاشی : 269 رقم 706.
2- المصدر السابق : ص 69 رقم 166.
3- یقال فی النسبة إلی سِجستان : السِّجزیّ علی غیر قیاس ، أو : أنَّ سِجْزاً اسمه الآخر کما فی المعجم ، قد توهّم بعضٌ التعدّد بین مسعود السجستانی والسِّجزی ، وذکر لکلّ واحد منهما کتاباً فی حدیث الغدیر ، وما فی المناقب والمعالم لابن شهرآشوب - من قوله فی الأوّل : مسعود الشجری. وفی الثانی : معاویة السِّجزی - تصحیف. (المؤلف)
4- مناقب آل أبی طالب : 3 / 34.
5- إقبال الأعمال : ص 457.
6- الیقین : ص 168 باب 27.
7- الدرّ النظیم فی مناقب الأئمّة اللهامیم : 1 / 105 باب 2.

فی کتابه بشارة المصطفی لشیعة المرتضی(1) ، معبِّراً عنه بکتاب الولایة.

12 - أبو الفتح محمد بن علیّ بن عثمان الکراجکیّ : المتوفّی (449).

له کتاب عدّة البصیر فی حجج یوم الغدیر ، قال العلّامة النوری فی المستدرک (3 / 498) :

هذا کتاب مفیدٌ یختصّ بإثبات إمامة أمیر المؤمنین علیه السلام فی یوم الغدیر ، جزء واحد مائتا ورقة ، بلغ الغایة فیه حتی حصل فی الإمامة کافیاً للشیعة ، عمله بطرابلس للشیخ الجلیل أبی الکتائب عمّار.

13 - علیّ بن بلال(2) بن معاویة بن أحمد المُهلّبیّ : له کتاب حدیث الغدیر.

ذکره له شیخ الطائفة فی فهرسته (ص 96) ، وابن شهرآشوب فی المناقب(3) (1 / 529) وفی المعالم(4) (ص 59).

14 - الشیخ منصور اللائی(5) ، الرازیّ : له کتاب حدیث الغدیر ، ذکر فیه أسماء رواته علی ترتیب الحروف.

ذکره له ابن شهرآشوب فی المناقب(6) (1 / 529) ، والشیخ أبو الحسن الشریف فی ضیاء العالمین. 5.

ص: 319


1- بشارة المصطفی لشیعة المرتضی : ص 211.
2- فی مناقب ابن شهرآشوب : هلال ، وفی فهرست الشیخ : بلال. (المؤلف)
3- مناقب آل أبی طالب : 3 / 25.
4- معالم العلماء : ص 67 رقم 457.
5- أظنّ اللائی مصحّفاً عن الآبی ، وصوابه منصور الآبی ، وهو أبو سعد منصور بن الحسین الآبی الرازی الوزیر العالم الأدیب المشهور من أعلام القرن الخامس مؤلّف کتاب نثر الدرّ. ذکرته فی کتابی : الغدیر فی التراث الإسلامی ص 80 ، فراجع. (الطباطبائی)
6- مناقب آل أبی طالب : 3 / 25.

15 - الشیخ علیّ بن الحسن الطاطریّ ، الکوفیّ : صاحب کتاب فضائل أمیر المؤمنین علیه السلام.

له کتاب الولایة ، ذکره له شیخ الطائفة فی فهرسته (ص 92).

16 - أبو القاسم عبیدالله بن عبدالله الحَسکانیّ - المترجم (ص 112) - :

له کتاب دعاء الهداة إلی أداء حقّ الموالاة ، یذکر فیه حدیث الغدیر ، ذکره له السیّد فی الإقبال(1) (ص 663) ، وقال : إنَّه یوجد عندنا ، ونسبه إلیه الشیخ أبو الحسن الشریف فی ضیاء العالمین.

17 - شمس الدین محمد بن أحمد الذهبیُّ : المتوفّی (748). مرّت ترجمته (ص 124).

له کتاب طرق حدیث الولایة ، ذکره لنفسه هو فی کتابه تذکرة الحفّاظ(2) (3 / 231) ، وقال : أمّا حدیث الطیر فله طرق کثیرة جدّاً ، قد أفردتُها بمصنَّف ، ومجموعها یوجب أن یکون الحدیث له أصل ، وأمّا حدیث : «من کنتُ مولاه» ، فله طرق جیّدة ، وقد أفردتُ ذلک أیضاً(3).

18 - شمس الدین محمد بن محمد الجزریّ ، الدمشقیّ ، المقریّ ، الشافعیّ : المتوفّی (833).

مرّت ترجمته (ص 129).

أفرد رسالة فی إثبات تواتر حدیث الغدیر ، وأسماها أسنی المطالب فی مناقب ی)

ص: 320


1- إقبال الأعمال : ص 453.
2- تذکرة الحفّاظ : 3 / 1042 رقم 962.
3- مخطوطة فریدة منه فی المکتبة المرکزیة بجامعة طهران وعملت فی تحقیقه ، وأسأل الله أن یوفّقنی لإنجاز تحقیقه وتقدیمه للطبع ، وهو الموفّق والمعین. (الطباطبائی)

علیّ بن أبی طالب(1) ، ورواه من ثمانین طریقاً ونسب مُنکره إلی الجهل والعصبیّة ، عدّه من تآلیفه السخاوی فی الضوء اللامع(2) ، کما مرّ (ص 129).

توجد منه نسختان فی مکتبة السیّد میر حامد حسین اللکهنوی الهندی صاحب العبقات ، وذکره له الشیخ أبو الحسن الشریف فی ضیاء العالمین(3).

19 - المولی عبدالله بن شاه منصور القزوینی ، الطوسیّ : من معاصری شیخنا صاحب الوسائل ، له الرسالة الغدیریّة ، کما فی أمل الآمل(4).

20 - السیّد سبط الحسن الجایسیّ ، الهندیّ ، اللکهنویّ : له کتاب حدیث الغدیر بلغة أُردو طبع فی الهند(5).

21 - السیّد میر حامد حسین ابن السیّد محمد قلی الموسویّ ، الهندیّ ، اللکهنویّ : المتوفّی (1306) عن (60 سنة).

ذکر حدیث الغدیر وطرقه وتواتره ومفاده فی مجلّدین ضخمین فی ألف وثمان صحائف ، وهما من مجلّدات کتابه الکبیر العبقات.

وهذا السیّد الطاهر العظیم - کوالده المقدّس - سیف من سیوف الله المشهورة علی أعدائه ، ورایة ظفر الحقّ والدین ، وآیة کبری من آیات الله سبحانه ، قد أتمّ به ی)

ص: 321


1- أسنی المطالب : ص 48.
2- الضوء اللامع : 9 / 255 رقم 608.
3- طُبِع الکتاب فی مکة المکرّمة فی المطبعة الأمیریة سنة 1324 ، وطُبع فی طهران سنة 1402 بتحقیق الأستاذ الشیخ محمد هادی الأمینی. وطبع ملخّصاً فی بیروت سنة 1403 ، لخّصه العلّامة الشیخ محمد باقر المحمودی وأسماه أسمی المناقب فی تهذیب أسنی المطالب ، وذکرته فی (أهل البیت فی المکتبة العربیة) وذکرت طبعاته ومخطوطاته ، وعثرت له علی مخطوطات ثلاثة. (الطباطبائی)
4- أمل الآمل : 2 / 161 رقم 468.
5- ولد سنة 1296 وتوفی سنة 1354 ، واسم کتابه : حدیث غدیرکی سرگذشت. (الطباطبائی)

الحجّة ، وأوضح المحجّة. وأمّا کتابه العبقات(1) فقد فاح أریجه بین لابتی العالم ، وطبّق حدیثه المشرق والمغرب ، وقد عرف من وقف علیه أنَّه ذلک الکتاب المعجز المبین الذی لا یأتیه الباطل من بین یدیه ولا من خلفه ، وقد استفدنا کثیراً من علومه المودعة فی هذا السفر القیّم ، فله ولوالده الطاهر منّا الشکر المتواصل ، ومن الله تعالی لهما أجزل الأجور.

22 - السیّد مهدی ابن السیّد علیّ الغُریفیّ ، البحرانیّ ، النجفیّ : المتوفّی (1343).

له کتاب حدیث الولایة فی حدیث الغدیر ، عدّه شیخنا الرازی من تآلیفه فی الذریعة(2) ، وذکره له ولده فی ترجمة والده التی کتبها لنا. 7.

ص: 322


1- عبقات الأنوار طُبِع منه عدّة مجلّدات ، کلّ مجلّد یخصّ حدیثاً من الأحادیث الدالّة علی خلافة أمیر المؤمنین علیه السلام ، کحدیث الغدیر والمنزلة والثقلین ونحوها فیشبعها دراسةً إسناداً ودلالة. فالمجلّد الأوّل منه فی حدیث الغدیر ، طُبِع فی لکهنو طبعة حجریة سنة 1293 فی 1251 صفحة بالحجم الکبیر ، ثم طبع بها سنة 1294 فی مجلّدین فی 609 صفحات و 399 صفحة ، فالمجموع 1008 صفحات. وطُبِع قسم من أوّله فی طهران سنة 1369 طبعةً حروفیة فی 600 صفحة ، ثم طبع فی قم بتحقیق العلّامة الشیخ غلام رضا مولانا فی عشر مجلدات ضخام سنة 1404 - 1411. ونقله العلّامة البحّاثه السیّد علیّ المیلانی - حفظه الله ورعاه - إلی اللغة العربیة ملخّصاً له ، محافظاً علی مادته العلمیة ضمن عملیة تعریب کلّ مجلدات الکتاب ، وخرّجه علی مصادره بعد جهد کبیر وسعی مشکور ، وصدر منه عشرة أجزاء فی قم سنة 1405 - 1408 باسم خلاصة عبقات الأنوار ، والأجزاء 6 - 9 خاصّة بحدیث الغدیر ، ثمّ جدّد فیه النظر وأضاف إلیه مصادر کثیرة سنة 1415 وسمّاه نفحات الأزهار فی تلخیص عبقات الأنوار ، طبعه فی قم سنة 1415 طبعة أنیقة رائعة وصدر منه 12 جزءاً. أربعة أجزاء منها تخصّ حدیث الغدیر بدراسة شاملة ومستوعبة من الجزء 6 - 9 ، وقدّم له مقدمة ضافیة باسم دراسات فی العبقات. وراجع الذریعة 15 / 214 ، الغدیر فی التراث الإسلامی : 142 - 147 و 211 - 212 ، ومقالنا : موقف الشیعة عند هجمات الخصوم المنشور فی مجلة (تراثنا) الصادرة عن مؤسّسة آل البیت لإحیاء التراث ، فی قم العدد 6 ص 32 - 61. (الطباطبائی)
2- الذریعة إلی تصانیف الشیعة : 25 / 143 رقم 837.

23 - الحاج الشیخ عبّاس بن محمد رضا القمّی : المتوفّی فی النجف الأشرف لیلة الثلاثاء (23 ذی الحجّة 1359).

له کتاب فیض القدیر فی حدیث الغدیر ، فیما ینوف علی الثلاثمائة صحیفة(1) ، وقد جمع فیه فأوعی ؛ وهو من نوابغ الحدیث والتألیف فی القرن الحاضر ، وأیادیه المشکورة علی الأمّة لا تخفی.

24 - السیّد مرتضی حسین الخطیب الفتحپوریّ ، الهندیّ :

له کتاب تفسیر التکمیل فی آیة (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ) النازلة فی واقعة الغدیر ، طبع بالهند.

25 - الشیخ محمد رضا ابن الشیخ طاهر آل فرج الله ، النجفیّ ، زمیلنا العلّامة الفذّ :

له کتاب الغدیر فی الإسلام ، طبع فی النجف الأشرف ، وقد أدّی فیه حقّ المقال(2).

26 - الحاج السیّد مرتضی الخسروشاهی التبریزیّ المعاصر(3) : أفرد کتاباً فی دلالة الحدیث وأسماه إهداء الحقیر فی معنی حدیث الغدیر ، طبع فی العراق ، أغرق نزعاً فی التحقیق ، ولم یُبقِ فی القوس منزعاً.(4) رن

ص: 323


1- لخّص فیه مجلّدَی کتاب عبقات الأنوار فی حدیث الغدیر ، وفرغ من التلخیص سنة 1321 ، وطبع فی قم سنة 1405. (الطباطبائی)
2- وُلد سنة 1319 ، وتوفّی سنة 1386 ، وطبع کتابه هذا فی النجف سنة 1362. (الطباطبائی)
3- وُلد فی النجف سنة 1299 ، وتوفّی فی تبریز لیلة السادس من رجب 1372 ، وکان من أعلام تبریز البارزین ، وطُبِع الکتاب فی قم ثانیة سنة 1398 باسم معنی حدیث الغدیر مع مقدمة لحفیده السیّد هادی فی ترجمة المؤلّف. راجع الغدیر فی التراث الإسلامی :ص 167. (الطباطبائی)
4- وقد جمعت ما وقفتُ علیه ممّا أُلِّف فی الغدیر من کتب مفردة منذ القرن الثانی وحتی القرن

تکملة

قال ابن کثیر فی البدایة والنهایة(1) (5 / 208) : وقد اعتنی بأمر هذا الحدیث أبو جعفر محمد بن جریر الطبری صاحب التفسیر والتاریخ ، فجمع فیه مجلّدین ، أورد فیهما طرقه وألفاظه ، وکذلک الحافظ الکبیر أبو القاسم بن عساکر(2) أورد أحادیث کثیرة فی هذه الخطبة ، نحن نورد عیون ما رُوی فی ذلک(3).

وقال الشیخ سلیمان الحنفیّ فی ینابیع المودّة(4) (ص 36) : حُکی عن أبی المعالی

الجُوینی(5) ، الملقّب بإمام الحرمین ، أستاذ أبی حامد الغزالی یتعجّب ویقول : رأیت مجلّداً فی بغداد فی ید صحّافٍ فیه روایات خبر غدیر خُمّ مکتوباً علیه المجلّدة الثامنة والعشرون من طرق قوله صلی الله علیه وسلم : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه» ، ویتلوه المجلّدة التاسعة والعشرون. انتهی.

وقال العلویّ الهدّار الحدّاد فی القول الفصل (1 / 445) : کان الحافظ أبو العلاء العطّار الهمدانیّ(6) یقول : أروی هذا الحدیث بمائتین وخمسین طریقاً. ،

ص: 324


1- البدایة والنهایة : 5 / 227 حوادث سنة 10 ه.
2- تاریخ مدینة دمشق : 12 / 224 - 237.
3- ذکر من عیون ما رُوی فیه ما یأتی رسالة. (المؤلف)
4- ینابیع المودّة : 1 / 34 باب 4.
5- قال ابن خلّکان فی تاریخه : 1 / 312 [3 / 167 رقم 378] : إنَّه أعلم المتأخّرین من أصحاب الإمام الشافعی علی الإطلاق ، المجمع علی إمامته ، المتّفق علی غزارة مادّته وتفنّنه فی العلوم من الأصول والفروع والأدب وغیر ذلک ، ولد (419) وتُوفِّی (478) ، أکثر المترجمون فی الثناء علیه وإطراء تآلیفه. (المؤلف)
6- وُلد (488) وتُوفِّی (569) ، توجد ترجمته فی تذکرة الذهبی : 4 / 118 [4 / 1324 رقم 1093] ،

وهناک تآلیف أخری تخصُّ هذا الموضوع یأتی ذکرها فی صلاة الغدیر إن شاء الله.

(... إِنَّهَا تَذْکِرَةٌ * فَمَن شَاءَ ذَکَرَهُ * فِی صُحُفٍ مُّکَرَّمَةٍ)(1) 3.

ص: 325


1- عبس : 11 - 13.

ص: 326

المناشدة والاحتجاج بحدیث الغدیر الشریف

اشارة

لم یفتأ هذا الحدیث منذ الصدر الأوّل وفی القرون الأولی حتی القرن الحاضر من الأصول المسلّمة ، یؤمن به القریب ، ویرویه المناوئ من غیر نکیر فی صدوره ، وکان ینقطع المجادل إذا خصمه مناظره بإنهاء القضیّة إلیه ، ولذلک کثر الحِجاج به ،

وتوفّرت مناشدته بین الصحابة والتابعین ، وعلی العهد العلویِّ وقبله.

وإنَّ أوّل حِجاجٍ وقع بهذا الحدیث ما کان من أمیر المؤمنین علیه السلام بمسجد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بعد وفاته ، ذکره سلیم بن قیس الهلالی فی کتابه المطبوع(1) ، من أراده فلیراجعه ، ونحن نذکر ما وقع بعده من المناشدات :

1- مناشدة أمیر المؤمنین علیه السلام یوم الشوری سنة (23 ه) أو أوّل (24)

قال أخطب الخطباء الخوارزمیّ الحنفیّ فی المناقب(2) (ص 217) :

أخبرنی الشیخ الإمام شهاب الدین أفضل الحفّاظ أبو النجیب سعد بن عبدالله ابن الحسن الهمدانیّ - المعروف بالمروزیّ - فیما کتب إلیَّ من همدان ، أخبرنی الحافظ ه.

ص: 327


1- کتاب سلیم بن قیس : 2 / 780 ح 39.
2- المناقب : ص 313 ح 314. وکلّ ما بین المعقوفین فی سلسلة السند منه.

أبو علیّ الحسن بن أحمد بن الحسن [الحداد بأصبهان] فیما أذن لی فی الروایة عنه ، أخبرنا الشیخ الأدیب أبو یعلی عبدالرزّاق بن عمر بن إبراهیم الطهرانی سنة ثلاث وسبعین وأربعمائة ، أخبرنی الإمام الحافظ طراز المحدِّثین أبو بکر أحمد بن موسی بن

مردویه [الأصبهانی]. قال الشیخ الإمام شهاب الدین أبو النجیب سعد بن عبدالله الهمدانیّ ، وأخبرنا بهذا الحدیث عالیاً الإمام الحافظ سلیمان بن [إبراهیم الأصفهانیّ فی کتابه إلیّ من أصبهان سنة ثمان وثمانین وأربعمائة عن أبی بکر أحمد بن موسی بن مردویه ، حدثنا سلیمان] بن أحمد ، حدّثنی علیّ بن سعید الرازی ، حدّثنی محمد بن حمید ، حدّثنی

زافر بن سلیمان ، حدّثنی الحارث بن محمد عن أبی الطفیل عامر بن واثلة ، قال :

کنتُ علی الباب یوم الشوری مع علیّ علیه السلام فی البیت ، وسمعتُه یقول لهم : «لأَحتجّنَّ علیکم بما لا یستطیعُ عربیُّکم ولا عجمیُّکم تغییر ذلک. ثمّ قال :

أَنشُدکُمُ اللهَ أیُّها النفر جمیعاً : أفیکم أحدٌ وحّد الله قبلی ؟ قالوا : لا. قال : فأَنشُدکُمُ اللهَ : هل منکم أحدٌ له أخٌ مثل جعفر الطیّار فی الجنّة مع الملائکة ؟ قالوا : أللّهمّ لا. قال : فأَنشُدکُمُ اللهَ : هل فیکم أحدٌ له عمٌّ کعمّی حمزة أسد الله وأسد رسوله سیّد الشهداء غیری ؟ قالوا : أللّهمّ لا. قال : فأَنشُدکُمُ الله : هل فیکم أحدٌ له زوجةٌ مثلُ زوجتی فاطمةَ بنت محمد سیّدة نساء أهل الجنّة ، غیری ؟ قالوا : أللّهمّ لا. قال : أَنشُدُکُمْ بالله : هل فیکم أحدٌ له سِبطانِ مثلُ سِبطیَّ الحسن والحسین سیِّدَیْ شبابِ أهلِ الجنّة غیری ؟ قالوا : أللّهمّ لا. قال : فأَنشُدکُمْ بالله : هل فیکم أحدٌ ناجی رسول الله مرّاتٍ - قدّمَ بین یدَی نجواهُ صدقةً - قبلی ؟ قالوا : أللّهمّ لا. قال : فأَنشُدکُمْ بالله : هل فیکم أحد قال له رسول الله صلی الله علیه وسلم : من کنتُ مولاه ، فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره ، لیبلِّغ الشاهد الغائب ، غیری ؟» قالوا : أللّهمّ لا.

وأخرجه الإمام الحمّوئی فی فرائد السمطین فی الباب الثامن والخمسین(1) قال : 1.

ص: 328


1- فرائد السمطین : 1 / 319 ح 251.

أخبرنی الشیخ الإمام تاج الدین علیّ بن أنجب بن عبدالله الخازن البغدادیّ - المعروف بابن الساعی - قال : أنبأ الإمام برهان الدین أبو المظفّر ناصر بن أبی المکارم المطرزیّ الخوارزمیّ قال : أنبأ أَخطبُ خوارزم ضیاء الدین أبو المؤیّد الموفَّق ابن أحمد المکّی ... إلی آخر السند بطریقیه المذکورین.

ورواه ابن حاتم الشامی فی الدرّ النظیم(1) من طریق الحافظ ابن مردویه بسند

آخر له ، قال : حدّث أبو المظفّر عبدالواحد بن حمد بن محمد بن شیذه المقرئ ، قال :

حدّثنا عبدالرزّاق بن عمر الطهرانی ، قال : حدّثنا أبو بکر أحمد بن موسی الحافظ - ابن مردویه - قال : حدّثنا أبو بکر أحمد بن محمد بن أبی دام(2) ، قال : حدّثنا المنذر بن محمد ، قال : حدّثنی عمّی قال : حدّثنی أبی ، عن أبان بن تغلب ، عن عامر بن واثلة ، قال : کنتُ علی الباب یوم الشوری وعلیٌّ فی البیت ، فسمعته یقول ... باللفظ المذکور إلی أن قال : قال : «أَنشُدکم بالله أَمنکُمْ من نصبه رسول الله یوم غدیر خُمّ للولایة غیری ؟» قالوا : أللّهمّ لا.

وحدیث الشوری هذا أخرجه الحافظ الکبیر الدارقطنی ، ینقل عنه بعض فصوله ابن حجر فی الصواعق(3) ، قال (ص 75) : أخرج الدارقطنی : أنَّ علیّاً قال للستّة الذین جعل عمر الأمر شوری بینهم کلاماً طویلاً من جملته :

«أَنشُدُکُمُ الله : هل فیکم أحدٌ قال له رسول الله صلی الله علیه وسلم : یا علیُّ أنت قسیم الجنّة والنار یوم القیامة ، غیری ؟» قالوا : أللّهمّ لا.

وقال (ص 93) : أخرج الدارقطنی : أنَّ علیّاً یوم الشوری احتجّ علی أهلها ، فقال لهم : 6.

ص: 329


1- الدرّ النظیم : 1 / 116.
2- کذا فی النسخ ، والصحیح : أبی دارم ، هو ابن أبی دارم الکوفیّ ، سمع منه التلعکبری سنة (330) ، وله منه إجازة. (المؤلف)
3- الصواعق المحرقة : ص 126.

«أَنشدُکُم بالله : هل فیکم أحد أقرب إلی رسول الله صلی الله علیه وسلم فی الرحم منّی ؟»(1).

وأخرجه الحافظ الأکبر ابن عقدة قال : حدّثنا علیّ بن محمد بن حبیبة الکندی ، قال : حدّثنا حسن بن حسین ، حدّثنا أبو غیلان سعد بن طالب الشیبانی ، عن إسحاق ، عن أبی الطفیل ، قال : کنتُ فی البیت یوم الشوری ، وسمعت علیّاً یقول ... الحدیث. ومنه المناشدة بحدیث الغدیر.

وقال الحافظ ابن عقدة أیضاً : حدّثنا أحمد بن یحیی بن زکریّا الأزدیّ الصوفیّ ، قال : حدّثنا عمرو بن حمّاد بن طلحة القنّاد ، قال : حدّثنا إسحاق بن إبراهیم الأزدیّ ، عن معروف بن خربوذ ، وزیاد بن المنذر ، وسعید بن محمد الأسلمی ، عن أبی الطفیل ، قال :

لمّا احتُضر عمر بن الخطاب جعلها - الخلافة - شوری بین ستّة : بین علیّ بن أبی طالب ، وعثمان بن عفّان ، وطلحة ، والزبیر ، وسعد بن أبی وقّاص ، وعبدالرحمن ابن عوف رضی الله عنهم ، وعبدالله بن عمر فیمن یشاوَر ولا یُولّی.

قال أبو الطفیل : فلمّا اجتمعوا أجلسونی علی الباب أردُّ عنهم الناس ، فقال علیٌّ ... الحدیث. وفیه المناشدة بحدیث الغدیر(2).

وأخرجه الحافظ العقیلی(3) ، قال : حدّثنا محمد بن أحمد الورامینیّ ، حدّثنا یحیی ابن المغیرة الرازی ، حدّثنا زافر ، عن رجل ، عن الحارث بن محمد ، عن أبی الطفیل ، ف)

ص: 330


1- الصواعق المحرقة : ص 156.
2- نقله عن ابن عقدة شیخ الطائفة فی أمالیه : ص 7 و 212 [ص 332 ح 667 ، ص 554 ح 1169]. (المؤلف)
3- أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسی صاحب کتاب الضعفاء. قال الحافظ القطّان : أبو جعفر ثقة جلیل القدر عالم بالحدیث مُقدَّم فی الحفظ تُوفِّی (322) ، ترجمه الذهبیّ فی التذکرة : 3 / 52 [3 / 833 رقم 814]. (المؤلف)

قال : کنتُ علی الباب یومَ الشوری ... (1) ، وذکر من الحدیث جملةً ضافیةً(2).

وقال ابن أبی الحدید فی شرح نهج البلاغة(3) (2 / 61) : نحن نذکر فی هذا الموضع ما استفاض فی الروایات من مناشدته أصحاب الشوری ، وتعدیده فضائله وخصائصه التی بان بها منهم ومن غیرهم ، قد روی الناس ذلک فأکثروا ، والذی صحّ عندنا أَنّه لم یکن الأمر کما روی من تلک التعدیدات الطویلة ، ولکنّه قال لهم بعد أن بایع عبدالرحمن والحاضرون عثمان وتلکّأ هو علیه السلام عن البیعة : «إنَّ لنا حقّاً إنْ نُعْطَه نأخذْه ، وإن نُمَنَعْه نرکبْ أَعجاز الإبل وإن طال السُّری ...» فی کلام قد ذکره أهل السیرة ، وقد أوردنا بعضه فیما تقدّم. ثمّ قال لهم :

«أنشدُکُمُ الله : أفیکم أحد آخی رسول الله صلی الله علیه وسلم بینه وبین نفسه ، حیث آخی بین بعض المسلمین وبعض ، غیری ؟ فقالوا : لا. فقال : أفیکم أحدٌ قال له رسول الله : من

کنتُ مولاه فهذا مولاه ، غیری ؟» فقالوا : لا.

وذکر شطراً منه ابن عبد البرّ فی الاستیعاب(4) (3 / 35) هامش الإصابة مسنداً

قال : حدّثنا عبدالوارث ، حدّثنا قاسم ، حدّثنا أحمد بن زهیر ، قال : حدّثنا عمرو بن حمّاد القنّاد قال : حدّثنا إسحاق بن إبراهیم الأزدی عن معروف بن خربوذ عن زیاد ابن المنذر عن سعید بن محمد الأزدی عن أبی الطفیل ...(5) اه

ص: 331


1- الضعفاء الکبیر : 1 / 211 ح 258.
2- حکاه عن العقیلیِّ الذهبیُّ فی میزانه : 1 / 205 [1 / 441 رقم 1643] ، وابن حجر فی لسانه : 2 / 157 [2 / 198 رقم 2212]. (المؤلف)
3- شرح نهج البلاغة : 6 / 167 خطبة 73.
4- الاستیعاب : القسم الثالث / 1098 رقم 1855.
5- حدیث مناشدة یوم الشوری أخرجه عدّة من الحفّاظ بطرق شتّی تنتهی إلی أبی ذرّ وأبی الطفیل ، إلّا أنَّ منهم من أوعز إلیه إیعازاً کالبخاری فی التاریخ الکبیر : 2 / 382 ، ومنهم من اقتطع منه محلّ حاجته کالذهبی فی کتاب الغدیر ، روی منه ما یخصّ حدیث الغدیر کما یأتی ، ومنهم من رواه

وقال الرازی فی تفسیره(1) (3 / 418) فی قوله تعالی : (إِنَّمَا وَلِیُّکُمُ اللَّ-هُ وَرَسُولُهُ ...) الآیة :

إنَّ علیَّ بن أبی طالب کان أعرف بتفسیر القرآن من هؤلاء الروافض ، فلو 8.

ص: 332


1- التفسیر الکبیر : 12 / 28.

کانت هذه الآیة دالّة علی إمامته لاحتجَّ بها فی محفل من المحافل ، ولیس للقوم أن یقولوا : إنَّه ترکه للتقیّة ؛ فإنّهم ینقلون عنه أنَّه تمسّک یوم الشوری بخبر الغدیر وخبر المباهلة وجمیع فضائله ومناقبه ، ولم یتمسّک البتّة بهذه الآیة فی إثبات إمامته. انتهی.

وأنت تعلم أنَّ الرازی فی إسناد روایة الاحتجاج بحدیث الغدیر وغیره إلی الروافض فحسب ، مندفع إلی ما یتحرّاه بدافع العصبیة ، فقد عرفت إسناد الخوارزمی الحنفی عن مشایخه الأئمّة الحفّاظ ، وهم عن مثل أبی یعلی وابن مردویه من حفّاظ الحدیث وأئمّة النقل ، کما أنَّا أوقفناک علی تصریح ابن حجر بإخراج الحافظ الدارقطنی من غیر غمز فیه ، وإخراج الحافظ ابن عقدة ، والحافظ العقیلی ، وسمعت کلمة ابن أبی الحدید وحکمه باستفاضة حدیث الاحتجاج وما صحّ منه عنده.

ومن ذلک کلّه تعرف قیمة ما جنح إلیه السیوطیّ فی اللآلئ المصنوعة(1) (1 / 187) من الحکم بوضع الحدیث ؛ لمکان زافر ورجل مجهول فی إسناد العقیلی ، وقد أوقفناک علی أسانید لیس فیها زافر ولا مجهول ، وهب أنَّا غاضیناه علی الضعف فی زافر ، فهل الضعف بمجرّده یحدو إلی الحکم الباتِّ بالوضع ؟ کما حسبه السیوطیّ فی جمیع الموارد من لآلیه ، خلاف ما ذهب إلیه المؤلِّفون فی الموضوعات غیره ؟ لا ، وإنَّما

هو من ضعف الرأی وقلّة البصیرة ؛ فإنّ أقصی ما فی روایة الضعفاء عدم الاحتجاج بها وإن کان التأیید بها ممّا لا بأس به ، علی أنَّا نجد الحفّاظ الثقات المتثبِّتین فی النقل ربّما أخرجوا عن الضعفاء لتوفّر قرائن الصحّة المحفوفة بخصوص الروایة أو بکتاب الرجل الخاصّ عندهم ، فیروونها لاعتقادهم بخروجها عن حکم الضعیف العامّ أو لاعتقادهم بالثقة فی نقل الرجل وإن کان غیر مرضیٍّ فی بقیّة أعماله ، راجع صحیحی البخاری ومسلم وبقیّة الصحاح والمسانید تجدها مفعمة بالروایة عن الخوارج والنواصب ، وهل ذلک إلّا للمزعمة التی ذکرناها ؟ 3.

ص: 333


1- اللآلئ المصنوعة : 1 / 361 - 363.

علی أنَّ زافراً وثّقه أحمد(1) وابن معین ، وقال أبو داود : ثقةٌ کان رجلاً صالحاً ، وقال أبو حاتم(2) : محلّه الصدق(3).

وقلّد السیوطیّ فی طعنه هذا الذهبیَّ فی میزانه(4) ، حیث رأی الحدیث منکراً غیر صحیح ، وجاء بعده ابن حجر ، وقلّده فی لسانه(5) ، واتّهم زافراً بوضعه ، وقد عرف الذهبی وابن حجر من عرفهما بالمیزان الذی فیه ألف عین ، وباللسان الذی لا یبارحه الطعن لأغراض مستهدفة ، وهلمّ إلی تلخیص الذهبیِّ مستدرکَ الحاکم تجده طعّاناً فی الصحاح ممّا رُوی فی فضائل آل الله ، وما الحجّة فیه إلّا عداؤه المحتدم وتحیّزه إلی من عداهم ، وحذا حذوه ابن حجر فی تآلیفه.

2 - مناشدة أمیر المؤمنین علیه السلام أیّام عثمان بن عفّان

روی شیخ الإسلام أبو إسحاق إبراهیم بن سعد الدین بن حمُّوْیَه - المترجم (ص 123) - بإسناده فی فرائد السمطین(6) فی السمط الأوّل فی الباب الثامن والخمسین عن التابعیّ الکبیر سلیم بن قیس الهلالی ، قال :

رأیت علیّاً - صلوات الله علیه - فی مسجد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فی خلافة عثمان وجماعة یتحدّثون ویتذاکرون العلم والفقه ، فذکروا قریشاً وفضلها وسوابقها وهجرتها ، وما قال فیها رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم من الفضل ، مثل قوله صلی الله علیه وآله وسلم : «الأئمّة من

ص: 334


1- العلل ومعرفة الرجال : 2 / 381 رقم 2699.
2- الجرح والتعدیل : 3 / 624 رقم 2825.
3- راجع تهذیب التهذیب : 3 / 304 [3 / 262]. (المؤلف)
4- میزان الاعتدال : 1 / 441 رقم 1643.
5- لسان المیزان : 2 / 198 - 199 رقم 2212.
6- فرائد السمطین : 1 / 312 ح 250.

قریش» ، وقوله : «الناس تبعٌ لقریش» ، «وقریش أئمّة العرب ...» إلی أنَّ قال - بعد ذکر مفاخرة کلّ حیّ برجال قومه - :

وفی الحلقة أکثر من مائتی رجل فیهم علیُّ بن أبی طالب ، وسعد بن أبی وقّاص ، وعبدالرحمن بن عوف ، وطلحة ، والزبیر ، والمقداد ، وهاشم بن عتبة ، وابن عمر ، والحسن ، والحسین ، وابن عبّاس ، ومحمد بن أبی بکر ، وعبدالله بن جعفر.

ومن الأنصار أُبیّ بن کعب ، وزید بن ثابت ، وأبو أیّوب الأنصاری ، وأبو الهیثم ابن التیّهان ، ومحمد بن سلمة ، وقیس بن سعد بن عبادة ، وجابر بن عبدالله ، وأنس بن مالک ، وزید بن أرقم ، وعبدالله بن أبی أوفی ، وابو لیلی ومعه ابنه عبدالرحمن قاعدٌ بجنبه ، غلامٌ صبیح الوجه أمرد ، فجاء أبو الحسن البصری ومعه الحسن البصری ، غلامٌ أمرد صبیح الوجه معتدل القامة ، قال : فجعلت أنظر إلیه وإلی عبدالرحمن بن أبی لیلی ، فلا أدری أیّهما أجمل ، غیر أنَّ الحسن أعظمهما وأطولهما ، فأکثر القوم ، وذلک من بُکرة إلی حین الزوال ، وعثمان فی داره لا یعلم بشیء ممّا هم فیه ، وعلیُّ بن أبی

طالب علیه السلام ساکت لا ینطق ولا أحدٌ من أهل بیته ، فأقبل القوم علیه ، فقالوا : یا أبا الحسن ما یمنعک أن تتکلّم ؟

فقال : «ما من الحیّین إلّا وقد ذکر فضلاً ، وقال حقّاً ، فأنا أسألکم یا معشر قریش والأنصار : بمن أعطاکُمُ الله هذا الفضل بأنفسکم وعشائرکم وأهل بیوتاتکم أم بغیرکم ؟»

قالوا : بل أعطانا الله ومنَّ به علینا بمحمد صلی الله علیه وآله وسلم وعشیرته ، لا بأنفسنا وعشائرنا ولا بأهل بیوتاتنا.

قال : «صدقتم یا معشر قریش والأنصار ، ألستم تعلمون أنَّ الذی نلتم من خیر الدنیا والآخرة منّا أهل البیت خاصّة دون غیرهم ؟ وأنَّ ابن عمّی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم قال : وإنّی وأهل بیتی کنّا نوراً یسعی بین یدی الله تعالی قبل أن یخلق الله عزّ وجلّ

ص: 335

آدم علیه السلام بأربعة عشر ألف سنة ، فلمّا خلق الله تعالی آدم علیه السلام وضع ذلک النور فی صلبه وأهبطه إلی الأرض ، ثمّ حمله فی السفینة فی صلب نوح علیه السلام ، ثمّ قذف به فی النار فی صلب إبراهیم علیه السلام ، ثمّ لم یزل الله عزّ وجلّ ینقلنا فی الأصلاب الکریمة إلی الأرحام الطاهرة من الآباء والأمّهات ، لم یُلقَ واحد منهم علی سِفاحٍ قطُّ ؟».

فقال أهل السابقة والقُدْمة(1) وأهل بدر وأهل أُحد : نعم قد سمعنا من رسول الله صلی الله علیه وسلم.

ثمّ قال : «أَنشُدُکم الله : إنَّ الله عزّ وجلّ فضّل فی کتابه السابق علی المسبوق فی غیر آیة ، وإنّی لم یسبقنی إلی الله عزّ وجلّ وإلی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أحدٌ من أهل الأمّة». قالوا : أللّهمّ نعم.

قال : فأَنشدُکُمُ الله : أتعلمون حیث نزلت (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَالْأَنصَارِ ...)(2) ، (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَ-ئِکَ الْمُقَرَّبُونَ)(3) سُئِل عنها رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فقال : أنزلها الله تعالی ذکره فی الأنبیاء وأوصیائهم ، فأنا أفضل أنبیاء الله ورسله ، وعلیّ بن أبی طالب وصیّی أفضل الأوصیاء ؟» ثمّ قالوا : أللّهمّ نعم.

قال : «فأَنشدُکُم الله : أتعلمون حیث نزلت (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللَّ-هَ وَأَطِیعُوا الرَّسُولَ وَأُولِی الْأَمْرِ مِنکُمْ ...)(4) ، وحیث نزلت (إِنَّمَا وَلِیُّکُمُ اللَّ-هُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلَاةَ ...)(5) ، وحیث نزلت (... وَلَمْ یَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّ-هِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِینَ وَلِیجَةً ...)(6) قال الناس : یا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أخاصّة فی

ص: 336


1- أی السابقة فی الأمر.
2- التوبة : 100.
3- الواقعة : 10 - 11.
4- النساء : 59.
5- المائدة : 55.
6- التوبة : 16.

بعض المؤمنین ، أم عامّة لجمیعهم ؟ فأمر الله عزّ وجلّ نبیّه صلی الله علیه وآله وسلم أن یُعلمهم ولاة أمرهم ، وأن یفسِّر لهم من الولایة ما فسّر لهم من صلاتهم وزکاتهم وحجِّهم ، بنصبی

للناس بغدیر خُمّ ، ثمّ خطب ، وقال :

أیّها الناس إنَّ الله أرسلنی برسالةٍ ضاق بها صدری وظننت أنَّ الناس مُکذِّبیّ ، فأوعدنی لَأُبلّغُها أو لَیعذّبنی. ثمّ أمر ، فنودی بالصلاة جامعة ، ثمّ خطب ، فقال :

أیّها الناس أتعلمون أنَّ الله عزّ وجلّ مولای وأنا مولی المؤمنین ، وأنا أولی بهم من أنفسهم ؟ قالوا : بلی یا رسول الله. قال : قُم یا علیّ ، فقمت ، فقال : من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه.

فقام سلمان ، فقال : یا رسول الله ولاءٌ کماذا ؟ فقال : ولاءٌ کولای ، من کنتُ أولی به من نفسه فعلیٌّ أولی به من نفسه.

فأنزل الله - تعالی ذکره - : (... الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ ...)(1) الآیة.

فکبّر رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وقال : الله أکبر ، تمامُ نبوّتی وتمام دین الله ولایة علیّ بعدی.

فقام أبو بکر وعمر ، فقالا : یا رسول الله هؤلاء الآیات خاصّة فی علیٍّ علیه السلام ؟ قال : بلی فیه وفی أوصیائی إلی یوم القیامة. قالا : یا رسول الله بیِّنهم لنا. قال : علیٌّ أخی ووزیری ووارثی ووصیّی ، وخلیفتی فی أمّتی ، وولیّ کلّ مؤمن بعدی ، ثمّ ابنی الحسن ، ثمّ الحسین ، ثمّ تسعة من ولد ابنی الحسین ، واحد بعد واحد ، القرآن معهم ، وهم مع القرآن ، لا یفارقونه ولا یفارقهم حتی یردوا علیَّ الحوض». فقالوا کلّهم :

أللّهمّ نعم ، قد سمعنا ذلک ، وشهدنا کما قلت. وقال بعضهم : قد حفظنا جلّ ما قلت ،

ولم نحفظ کلّه ! وهؤلاء الذین حفظوا أخیارنا وأفاضلنا.

ص: 337

فقال علیّ علیه السلام : «صدقتم لیس کلّ الناس یستوون فی الحفظ ، أَنشُد الله عزّ وجلّ من حفظ ذلک من رسول الله صلی الله علیه وسلم لَمّا قام فأخبر به».

فقام زید بن أرقم ، والبراء بن عازب ، وسلمان ، وأبو ذر ، والمقداد ، وعمّار ، فقالوا : نشهد لقد حفظنا قول رسول الله ، وهو قائم علی المنبر وأنت إلی جنبه ، وهو

یقول :

«أیّها الناس إنَّ الله عزّ وجلّ أمرنی أن أنصب لکم إمامکم والقائم فیکم بعدی ووصیّی وخلیفتی ، والذی فرض الله عزّ وجلّ علی المؤمنین فی کتابه طاعته فقرن بطاعته طاعتی ، وأمرکم بولایته ، وإنّی راجعتُ ربّی ؛ خشیة طعن أهل النفاق وتکذیبهم ، فأوعدنی لَأُبلِّغُها أو لَیُعذِّبُنی.

یا أیّها الناس إنَّ الله أمرکم فی کتابه بالصلاة ، فقد بیّنها لکم ، والزکاة والصوم والحجّ ، فبیّنتها لکم ، وفسّرتُها ، وأمرکم بالولایة ، وإنّی أُشهدکم أنَّها لهذا خاصّة ، - ووضع یده علی علیِّ بن أبی طالب - ثمّ لابنیه بعده ، ثمّ للأوصیاء من بعدهم من ولدهم ، لا یُفارقون القرآن ، ولا یفارقهم القرآن ؛ حتی یَرِدوا علیَّ حوضی.

أیّها الناس قد بیّنتُ لکم مفزعکم بعدی وإمامکم وولیّکم وهادیکم ، وهو أخی علیّ بن أبی طالب ، وهو فیکم بمنزلتی فیکم ، فقلّدوه دینکم ، وأطیعوه فی جمیع أُمورکم ، فإنّ عنده جمیع ما علّمنی الله من علمه وحکمته ، فسلوه وتعلّموا منه ومن

أوصیائه بعده ، ولا تُعلّموهم ، ولا تتقدّموهم ، ولا تَخلّفوا عنهم ؛ فإنّهم مع الحقِّ والحقُّ معهم ، لا یُزایلونه ولا یُزایلهم ، ثمّ جلسوا». الحدیث.

هذا لفظ الحمّوئی ، وفی کتاب سلیم(1) نفسِهِ اختلافٌ یسیر وزیادات. ویأتیک کلامنا حول سلیم وکتابه. 1.

ص: 338


1- کتاب سلیم بن قیس : 2 / 636 ح 11.

3 - مناشدة أمیر المؤمنین علیه السلام یوم الرحبة سنة (35)(1)

اشارة

إنَّ أمیر المؤمنین علیه السلام لَمّا بلغه اتِّهام الناس له فیما کان یرویه من تقدیم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إیّاه علی غیره ، ونوزع فی خلافته ، حضر فی مجتمع الناس بالرحبة فی الکوفة ، واستنشدهم بحدیث الغدیر ؛ ردّاً علی من نازعه فیها ، وقد بلغ الاهتمام بهذه المناشدة إلی أن رواها غیرُ یسیر من التابعین ، وتظافرت إلیها الأسانید فی کتب العلماء ، ونحن وقفنا علی روایة أربعة صحابیین ، وأربعة عشر تابعیّاً(1) ، فإلی الملتقی :

1 - أبو سلیمان المؤذِّن - المترجم (ص 62) - :

قال ابن أبی الحدید فی شرح نهج البلاغة(2) (1 / 362) : روی أبو إسرائیل(3) ، عن الحکم(4) ، عن أبی سلیمان المؤذِّن - هذا سند أحمد الآتی - :

أنَّ علیّاً علیه السلام نشد الناس : «من سَمِع رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول : من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ؟» فشهد له قومٌ ، وأمسک زید بن أرقم ، - فلم یشهد ، وکان یعلمها ! - فدعا علیّ علیه السلام علیه بذهاب البصر فعَمِیَ ، فکان یحدِّث الناس بالحدیث بعد ما کُفَّ بصره.

ویأتی بطرق أخری عنه عن زید بن أرقم ، ولعلّ هذا من ذلک ، وفیه سقط(5). عن

ص: 339


1- کثیر من طرق هذه المناشدة صحیح رجاله ثقات. (المؤلف)
2- شرح نهج البلاغة : 4 / 74 خطبة 56.
3- إسماعیل بن خلیفة الملّائی المتوفّی (169) ، وثّقه الحافظ الهیثمی فی مجمعه وصحّح حدیثه. (المؤلف)
4- هو ابن عتیبة الثقة ، المترجم (ص 63). (المؤلف)
5- بل السقط متیقّن ؛ فالطرق والمصادر الکثیرة الآتیة فی زید بن أرقم فیها کلّها عن أبی سلمان عن

2 - أبو القاسم أصبغ بن نُباتة - المترجم (ص 62) - : روی ابن الأثیر فی أُسد الغابة(1) (3 / 307 و 5 / 205) عن الحافظ ابن عقدة عن محمد بن إسماعیل بن إسحاق الراشدی ، حدّثنا محمد بن خلف النمیری ، حدّثنا علیّ بن الحسن العبدی عن الأصبغ قال :

نشد علیٌّ الناس فی الرحبة : «من سمِع النبیّ صلی الله علیه وسلم یوم غدیر خُمّ ما قال إلّا قام ، ولا یقوم إلّا من سمع رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول».

فقام بضعة عشر رجلاً فیهم أبو أیّوب الأنصاریّ ، وأبو عمرة بن عمرو بن محصن ، وأبو زینب - بن عوف الأنصاری - وسهل بن حنیف ؛ وخزیمة بن ثابت ، وعبدالله بن ثابت الأنصاریّ ، وحُبشی بن جنادة السلولی ، وعُبید بن عازب الأنصاریّ ، والنعمان بن عجلان الأنصاریّ ، وثابت بن ودیعة الأنصاریّ ، وأبو فضالة

الأنصاریّ ، وعبدالرحمن بن عبد ربّ الأنصاریّ ، فقالوا :

نشهد أنَّا سمعنا رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول : «ألا من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وأحبَّ من أحبّه وأبغض من أبغضه ، وأعن من أعانه».

وفی أُسد الغابة(2) عن الأصبغ بن نباتة : قال : 6.

ص: 340


1- أُسد الغابة : 3 / 469 رقم 3341.
2- المصدر السابق : 6 / 130 رقم 5926.

نشد علیٌّ الناس من سمع رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول یوم غدیر خُمّ ما قال إلّا قام.

فقام بضعة عشر فیهم أبو أیّوب الأنصاریّ ، وأبو زینب ، فقالوا : نشهد أنَّا سمعنا رسول الله صلی الله علیه وسلم وأخذ بیدک یوم غدیر خُمّ ، فرفعها ، فقال :

«ألستم تشهدون أنّی بلّغت ونصحت ؟ [قالوا : نشهد أنَّک قد بلّغت ونصحت.](1) قال : ألا إنَّ الله عزّ وجلّ ولیّی وأنا ولیّ المؤمنین ، فمن کنتُ مولاه فهذا علیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وأحِبَّ من أحبّه ، وأعِن من أعانه ، وأبغض من أبغضه». أخرجه أبو موسی.

ورواه ابن حجر العسقلانی فی الإصابة (2 / 408) من طریق ابن عقدة عن الأصبغ قال :

لمّا نشد علیٌّ الناس فی الرحبة من سمِع [النبیّ صلی الله علیه وسلم یقول یوم غدیر خُمّ ما قال إلّا قام ، ولا یقوم إلّا من سمع](2) ، فقام بضعة عشر رجلاً ، منهم : أبو أیّوب وأبو زینب ، وعبدالرحمن بن عبد ربّ ، فقالوا : نشهد أنَّا سمعنا رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول وأخذ بیدک یوم غدیر خُمّ فرفعها فقال : «ألستُم تشهدون أنّی قد بلّغت ؟» قالوا : نشهد.

قال : «فمن کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه».

ورواه فی الإصابة (4 / 80) وقال : قال أبو موسی : ذکره أبو العبّاس بن عقدة فی کتاب الموالاة من طریق علیّ بن الحسن العبدیّ ، عن سعد هو الإسکاف ، عن الأصبغ ابن نباتة ، قال :

نشد علیٌّ الناسَ فی الرحبة من سمع رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول یوم غدیر خُمّ ما قال ، إلّا قام ، فقام بضعة عشر رجلاً منهم أبو أیّوب ، وأبو زینب بن عوف ، فقالوا : ر.

ص: 341


1- ما بین المعقوفین أثبتناه من المصدر.
2- ما بین المعقوفین أثبتناه من المصدر.

نشهد أنَّا سمعنا رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول ، وأخذ بیدک یوم غدیر خُمّ فرفعها ، فقال : «ألستم تشهدون أنّی قد بلّغت ؟» قالوا : نشهد. قال : «فمن کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه».(1)

3 - حَبَّة بن جُوَیْن العُرَنی ، أبو قُدامة البجلیّ ، الصحابیّ : المتوفّی (76 ، 79).

روی الحافظ ابن المغازلی الشافعی فی المناقب(2) عن أبی طالب محمد بن أحمد ابن عثمان ، عن أبی عیسی الحافظ ، یرفعه إلی حبّة العُرَنی ، یذکر یوم الغدیر واستنشاد علیٍّ به ، فقال : فقام اثنا عشر رجلاً من أهل بدر منهم : زید بن أرقم فقالوا : نشهد أنَّا سمعنا رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول یوم غدیر خُمّ : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه». الحدیث.

ومرّ (ص 24) عن الدولابیّ بإسناده عن أبی قُدامة ، قال : نشد الناسَ علیٌّ فی الرحبة ، فقام بضعة عشر رجلاً ، فیهم رجل علیه جبّة علیها إزارٌ حضرمیّة ، فشهدوا .... الحدیث.(3)

4 - زاذان بن عمر - المترجم (ص 64) - :

أخرج أحمد إمام الحنابلة فی مسنده(4) (1 / 84) قال : حدّثنا ابن نمیر ، حدّثنا 2.

ص: 342


1- وأخرجه عنه الذهبی فی کتابه فی الغدیر :برقم 123 وهو قبل آخر الکتاب بحدیث ، قال : أنبأ أحمد بن أبی الخیر عن عبد الغنیّ بن سرور الحافظ ... عن الأصبغ بن نباتة قال : نشد علیّ الناس فی الرحبة .... (الطباطبائی)
2- مناقب علیّ بن أبی طالب علیه السلام : ص 20 ح 27.
3- وممّن أخرج حدیث المناشدة عن حبّة بن جُوَین العرنی الحافظ الطبرانی فی المعجم الکبیر : ح 5058 ، والدارقطنی فی العلل : 3 / 225 سؤال 375 وفی ص 226 أیضاً . وأخرجه ابن عدیّ فی الکامل : ص 216 فی ترجمة محمد بن سلمة بن کهیل بإسناده عنه ، عن أبیه ، عن حبّة . ولا یضرّنا تضعیف القوم لبعض هؤلاء ، فقد قال الذهبی فی تاریخ الإسلام فی ترجمة أمیر المؤمنین علیه السلام بعد إیراد حدیث الغدیر والمناشدة بعدّة طرق قال فی ص 632 : وله طرق أخری ساقها الحافظ ابن عساکر فی ترجمة علیّ یصدّق بعضها بعضاً. (الطباطبائی)
4- مسند أحمد : 1 / 135 ح 642.

عبدالملک ، عن أبی عبدالرحیم الکندی ، عن زاذان بن عمر ، قال :

سمعتُ علیّاً فی الرحبة ، وهو ینشد الناس من شهد رسول الله صلی الله علیه وسلم یوم غدیر خُمّ وهو یقول ما قال.

فقام ثلاثة عشر رجلاً ، فشهدوا أنَّهم سَمِعوا رسول الله صلی الله علیه وسلم وهو یقول : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه».

ورواه عن زاذان(1) الحافظ الهیثمیّ فی مجمع الزوائد (9 / 107) من طریق أحمد باللفظ المذکور ، وأبو الفرج ابن الجوزی فی صفة الصفوة (1 / 121) ، وأبو سالم محمد

ابن طلحة الشافعیّ فی مطالب السؤول (ص 54) - المطبوع سنة (1302) - وابن کثیر الشامیّ فی البدایة والنهایة (5 / 210 ، 7 / 348) من طریق أحمد ، وسبط ابن الجوزی فی تذکرته (ص 17) ، والسیوطیّ فی جمع الجوامع نقلاً عن أحمد ، وابن أبی عاصم فی السنّة ، کما فی کنز العمّال (6 / 407).(2) ی)

ص: 343


1- صفة الصفوة : 1 / 313 ، مطالب السؤول : ص 16 ، البدایة والنهایة : 5 / 229 حوادث سنة 10 ه و 7 / 385 حوادث سنة 40 ه ، تذکرة خواص الأمّة : ص 28 باب 2 ، جامع الأحادیث : 16 / 271 ح 7925 ، کتاب السنّة : ص 593 ح 1372 باب 202 ، کنز العمّال : 13 / 170 ح 36514.
2- زاذان بن عمر : صوابُه : زاذان أبو عمر ، وهو ثقة من رجال مسلم والأربعة والبخاری فی الأدب المفرد ، توفّی سنة 82. راجع تهذیب الکمال : 9 / 263 ، تاریخ الإسلام : 6 / 62. وممّن أخرج عنه حدیث المناشدة أحمد بن حنبل فی مناقب علیّ : ح 115 ، وفی فضائل الصحابة : ح 991 ، وقال محقّقه : إسناده صحیح. وابن عساکر فی تاریخه : رقم 524 ، وابن سیّد الکلّ فی الأنباء المستطابة : ص 60 ، والذهبی فی کتابه فی الغدیر : ح 45 و 46. والسیوطیّ فی مسند علیّ : ح 144 ، وفی جمع الجوامع ، والمتّقی فی کنز العمّال : 13 / 170 والشوکانی فی درّ السحابة : ص 211. (الطباطبائی)

5 - زِرّ بن حُبیش الأسدی - المترجم (ص 64) - :

قال الحافظ أبو عبدالله الزرقانیّ المالکیّ فی شرح المواهب (7 / 13) : أخرج ابن عقدة عن زرّ بن حُبیش قال :

قال علیٌّ : «من هاهنا من أصحاب محمد ؟» فقام اثنا عشر رجلاً ، فشهدوا أنَّهم سَمِعوا رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه»(1).

6 - زیاد بن أبی زیاد - المترجم (ص 64) - :

أخرج أحمد بن حنبل فی مسنده(2) (1 / 88) قال : حدّثنا محمد بن عبد الله ، حدثنا الربیع - یعنی ابن أبی صالح الأسلمی - حدّثنا زیاد بن أبی زیاد :

سمعت علیّ بن أبی طالب رضی الله عنه یَنشُد الناس فقال : «أَنشُدُ الله رجلاً مسلماً سمع رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول یوم غدیر خُمّ ما قال». قال : فقام اثنا عشر بدریّاً ، فشهدوا.

ورواه الحافظ الهیثمی فی مجمع الزوائد (9 / 106) من طریق أحمد ، وقال : رجاله ثقات ، وابن کثیر فی البدایة(3) (7 / 348) عن أحمد ، والحافظ محبّ الدین الطبری فی الریاض النضرة(4) (2 / 170) ، وذخائر العقبی (ص 67).(5)

7 - زید بن أرقم الأنصاریّ ، الصحابیّ :

أخرج أحمد(6) ، عن أسود بن عامر ، عن أبی إسرائیل ، عن الحکم ، عن أبی ا.

ص: 344


1- وممّن روی حدیث المناشدة عن زرّ بن حُبیش أبو موسی المدینی فی أسماء الصحابة وعنه ابن الأثیر فی أُسد الغابة : 1 / 441 ، وابن حجر فی الإصابة : 1 / 305 ، وعطاء الله بن فضل الله الهروی فی الأربعین حدیثاً : ح 13 ، والسیوطیّ فی قطف الأزهار المتناثرة : ص 278. (الطباطبائی)
2- مسند أحمد : 1 / 142 ح 672.
3- البدایة والنهایة : 7 / 384 حوادث سنة 40 ه.
4- الریاض النضرة : 3 / 114.
5- وممّن أخرجه عن زیاد ، الحافظ ابن عساکر فی تاریخه : رقم 532 ، والحافظ الضیاء فی المختارة : 2 / 80 ح 458 ، والشوکانی فی درّ السحابة : ص 211 . (الطباطبائی)
6- مسند أحمد : 6 / 510 ح 22633. وفیه : فقام ستة عشر رجلاً فشهدوا.

سلیمان ، عن زید بن أرقم قال :

نشد علیٌّ الناس فقال : «أَنشُد الله رجلاً سمع النبیّ صلی الله علیه وسلم یقول : من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

فقام اثنا عشر رجلاً بدریّاً ، فشهدوا بذلک ، وکنت فیمن کتم ، فذهب بصری.

وأخرجه الهیثمی فی مجمع الزوائد (9 / 106) عن أحمد والطبرانی فی الکبیر(1) باللفظ المذکور ، ووثّق رجاله ، وقال : وفی روایة عنده : وکان علیٌّ دعا علی من کتم(2).

ورواه ابن المغازلی فی المناقب(3) عن أبی الحسین علیّ بن عمر بن عبدالله بن

شوذب ، عن أبیه ، عن محمد بن الحسین الزعفرانی ، عن أحمد(4) بن یحیی بن عبدالحمید ، عن أبی إسرائیل ، عن الحکم ، عن أبی سلیمان ، عن زید باللفظ المذکور ،

وفیه :

وکنت أنا ممّن کتم ، فذهب الله ببصری ، وکان علیّ - کرّم الله وجهه - دعا علی من کتم.

ورواه الشیخ إبراهیم الوصّابی فی الاکتفاء باللفظ المذکور عن الطبرانی فی المعجم الکبیر.

وروی الحافظ محبّ الدین الطبری فی ذخائر العقبی (ص 67) عن زید أنَّه قال :

نشد علیٌّ الناس فقال : «أَنشُد الله رجلاً سمع النبیّ صلی الله علیه وسلم یقول یوم غدیر خم : من ی)

ص: 345


1- المعجم الکبیر : 5 / 175 ح 4996.
2- المصدر السابق : 5 / 171 ح 4985.
3- مناقب علیّ بن أبی طالب علیه السلام : ص 23 ح 33.
4- الإسناد محرّف ، وصوابه أحمد عن یحیی ... وأحمد هذا هو ابن أبی خیثمة النسائی المتوفّی سنة 279 من شیوخ الزعفرانی. (الطباطبائی)

کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

فقام ستة عشر رجلاً فشهدوا بذلک.

وبهذا اللفظ رواه الهیثمی فی مجمعه (ص 107) من طریق أحمد ، ورواه السیوطی فی جمع الجوامع کما فی کنز العمّال(1) (6 / 403) نقلاً عن المعجم الأوسط للطبرانی(2) ، وفیه : فقام اثنا عشر رجلاً ، فشهدوا بذلک.

وأخرج الحافظ محمد بن عبدالله(3) - المترجم (ص 104) - فی فوائده - الموجودة فی مکتبة الحرم الإلهی - قال :

حدّثنا محمد بن سلیمان بن الحرث ، حدّثنا عبیدالله بن موسی ، حدّثنا أبو إسرائیل الملّائی ، عن الحکم ، عن أبی سلیمان المؤذِّن ، عن زید :

أنَّ علیّاً انتشد الناس من سمِع رسول الله یقول : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه»

فقام ستة عشر رجلاً ، فشهدوا بذلک وکنتُ فیهم(4). ف)

ص: 346


1- کنز العمّال : 13 / 157 ح 36485.
2- المعجم الأوسط : 2 / 576 ح 1987.
3- هو أبو بکر الشافعی المتوفّی سنة 354 وفوائده هی المعروفة بالغیلانیّات ، مخطوطة منها فی مکة المکرّمة فی مکتبة الحرم المکی من مخطوطات القرن السادس مقروّة علی الوزیر ابن هبیرة ، ومنها مخطوطة فی المکتبة الظاهریة فی المجموع رقم 49 ، قرأها کلّها شیخنا المؤلّف رحمه الله ، واستخرج فوائدها وأدرجها فی کتابه القیم : ثمرات الأسفار. وهنا علّق شیخنا المؤلّف رحمه الله بخطّه فی نسخته الخاصة ما یلی : هذه الفوائد فی أحد عشر جزءاً تعرف بالغیلانیّات لکونها مستفادة من روایة أبی طالب محمد بن محمد بن إبراهیم بن غیلان البزّاز ، سمع منه سنة 352 ، وقد وقفنا علیها - ولله الحمد - فی المکتبة الظاهریة بدمشق. (الطباطبائی)
4- المراد من قوله : وکنت فیهم : أنَّه کان فی المخاطَبین المقصودین بالمناشدة ، لا فی الشهود منهم ، لما مرّ عن زید نفسه من أنَّه کان ممّن کَتَم ، وأنَّه من جرّاء ذلک ذهب بصره ، فما یؤثر عنه من روایته للحدیث فهو بعد إصابة الدعوة ، کما سیأتی تفصیله ، أو قبل أن تخالجه الهواجس المُردیة. (المؤلف)

وحکاه عنه ابن کثیر فی البدایة والنهایة(1) (7 / 346).(2)

8 - زید بن یُثیع - المترجم (ص 64) - :

أخرج أحمد بن حنبل فی المسند(3) (1 / 118) قال : حدّثنا علیّ بن حکیم الأودی ، أنبأنا شریک عن أبی إسحاق ، عن سعید بن وهب وزید بن یُثیع قالا :

نشد علیٌّ الناس فی الرحبة : «من سمع رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول یوم غدیر خُمّ إلّا قام».3.

ص: 347


1- البدایة والنهایة : 7 / 383 حوادث سنة 40 ه.
2- وتجد حدیث المناشدة من روایة زید بن أرقم فی مسند أحمد بن حنبل : 1 / 118 من زیادات ابنه عبدالله ، وفی طبعة أحمد شاکر ، برقم 952 وقال : إسناده صحیح . وأخرجه ابن جریر الطبری فی کتابه فی حدیث الغدیر ، وعنه الذهبی فی کتابه فی الغدیر : برقم 21. وأخرجه الحافظ الطبرانی فی المعجم الأوسط : ح 1987 وفی الکبیر : ح 5058 و 4996 وفیه : فقام اثنا عشر بدریّاً فشهدوا ... ، وکنت فیمن کتم ؛ فذهب بصری و 4985 وفیه : فقام ستّة عشر رجلا فشهدوا. قال زید بن أرقم : فکنت فیمن کتم ؛ فذهب بصری [وکان علیّ رضی الله عنه دعا علی من کتم]. انتهی . وأخرجه أبو القاسم هبة الله بن الحصین فی الجزء الثانی من أمالیه الموجود فی المجموع 98 من مجامیع الظاهریة فی مکتبة الأسد الوطنیة فی دمشق ، وقال : هذا حدیث حسن صحیح المتن وإسناده عال . وأخرجه السیّد أبو المعالی العلوی السمرقندی فی عیون الأخبار : ق 25 ظ وفیه : وکنت أنا ممّن کتم ! قال أبو إسرائیل : فبلغنی أنَّه علیه السلام دعا علیه فذهب بصره. وأخرجه إبراهیم بن عبدالرحمن بن إبراهیم المقدسی فی فضائل الصحابة الموجود فی المجموع 91 من مجامیع المکتبة الظاهریة فی مکتبة الأسد ، وأخرجه الحافظ ابن عساکر فی تاریخه : برقم 503 و 519 ، والمزّی فی تهذیب الکمال : 33 / 368 فی ترجمة أبی سلمان فی الکنی ، وابن العدیم فی بغیة الطلب : 9 / 3965 وفیه : فقام ستّة عشر رجلاً فشهدوا. والباعونی فی جواهر المطالب : ق 86 / ب ، والشهاب الإیجی فی توضیح الدلائل : ق 197. وأخرجه الذهبی فی کتابه فی الغدیر : ح 21 ، 68 ، 69 ، وأورده الألبانی فی سلسلة الأحادیث الصحیحة : 4 / 333. (الطباطبائی)
3- مسند أحمد : 1 / 189 ح 953.

قال : فقام من قِبَل سعد ستّة ، ومن قِبَل زید ستّة ، فشهدوا أنَّهم سمعوا رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول لعلیّ یوم غدیر خمّ : «ألیس رسول الله أولی بالمؤمنین ؟ قالوا : بلی.

قال : أللّهمّ من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

ورواه من طریق أحمد بهذا اللفظ ابن کثیر فی البدایة والنهایة(1) (5 / 210) ، والکنجیّ الشافعیّ فی کفایة الطالب(2) (ص 17) ، والجزریّ فی أسنی المطالب(3) (ص 4).

وروی النسائی فی الخصائص(4) (ص 22) ، عن القاضی علیّ بن محمد بن علیّ ، عن خلف - بن تمیم - عن شعبة(5) ، عن أبی إسحاق ، عن سعید وزید. وفی (ص 23)

عن أبی داود - سلیمان الحرّانی - ، عن عمران بن أبان المتوفّی (205) عن شریک ، عن

أبی إسحاق ، عن زید قال :

سمعت علیّ بن أبی طالب رضی الله عنه یقول علی منبر الکوفة : «إنّی أَنشُدُ الله رجلاً - ولا یشهد إلّا أصحاب محمد - سمع رسول الله صلی الله علیه وسلم یوم غدیر خُمّ یقول : من کنتُ مولاه فعلیٌ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

فقام ستّة من جانب المنبر الآخر(6) ، فشهدوا أنَّهم سمعوا رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول ذلک.

قال شریک : فقلت لأبی إسحاق : هل سمعت البراء بن عازب یحدِّث بهذا عن ف)

ص: 348


1- البدایة والنهایة : 5 / 229 حوادث سنة 10 ه.
2- کفایة الطالب : ص 63.
3- أسنی المطالب : ص 49.
4- خصائص أمیر المؤمنین : ص 101 ح 87 ، ص 102 ح 88 ، وفی السنن الکبری : 5 / 131 ح 8472 ، 132 ح 8473.
5- فی الطبعة التی بین أیدینا من السنن الکبری : ... عن خلف عن إسرائیل عن أبی إسحاق ....
6- فیه سقط ولعلّه کذا : فقام ستّة من جانب المنبر ، وستّة من جانبه الآخر. (المؤلف)

رسول الله ؟ قال : نعم.

وأخرج ابن جریر الطبری ، عن أحمد بن منصور ، عن عبیدالله بن موسی ، عن فطر بن خلیفة ، عن أبی إسحاق ، عن سعید بن وهب وزید بن یُثیع وعمرو ذی مرّ :

أنَّ علیّاً أنشد الناس بالکوفة ... وذکر الحدیث. حکاه عن ابن جریر ابن کثیر فی تاریخه(1) (5 / 210).

وأخرجه الحافظ ابن عقدة ، عن الحسن بن علیّ بن عفّان العامری ، عن عبیدالله بن موسی ، عن فطر ، عن أبی إسحاق ، عن عمرو بن مرّة وسعید بن وهب وزید بن یُثیع ، قالوا : سمعنا علیّاً یقول فی الرحبة ... فذکر الحدیث ، وفیه :

فقام ثلاثة عشر رجلاً ، فشهدوا أنَّ رسول الله قال : «من کنت مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وأحبَّ من أحبّه ، وأبغض من أبغضه ، وانصُر من نصره واخذُل من خذله».

قال أبو إسحاق حین فرغ من هذا الحدیث : یا أبا بکر أیّ أشیاخ هم ؟!

رواه عن ابن عقدة ، ابن کثیر فی تاریخه(2) (7 / 347).

ورواه الحافظ الهیثمی فی مجمع الزوائد (9 / 105) من طریق البزّار وقال : رجاله رجال الصحیح غیر فطر وهو ثقة ، وفی (ص 107) رواه من طریق البزّار وعبدالله بن أحمد.

ورواه السیوطیّ فی جمع الجوامع(3) کما فی کنز العمّال(4) (6 / 403) عن أبی 7.

ص: 349


1- البدایة والنهایة : 5 / 229 حوادث سنة 10 ه.
2- المصدر السابق : 7 / 384 حوادث سنة 40 ه.
3- جامع الأحادیث : 16 / 263 ح 7899.
4- کنز العمّال : 13 / 158 ح 36487.

إسحاق ، عن عمرو ذی مرّ وسعید بن وهب وزید بن یثیع نقلاً عن الحفّاظ : البزّار ، وابن جریر ، والخلعی فی الخلعیّات ، ثمّ قال : قال الهیثمی : رجالُ إسناده ثقاتٌ ،

ولفظهم : قالوا : سمعنا علیّاً یقول : «نشدتُ الله رجلاً سمع رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول یوم غدیر خُمّ ما قالَ لمّا قام».

فقام ثلاثة عشر رجلاً ، فشهدوا أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم قال : «ألستُ أولی بالمؤمنین من أنفسهم ؟ قالوا : بلی یا رسول الله.

فأخذ بید علیّ ، وقال : من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وأحبَّ من أحبّه وأبغض من أبغضه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله».

وذکره الشیخ یوسف النبهانی فی الشرف المؤبّد(1) (ص 113) من طریق ابن أبی شیبة(2) ، عن زید بن یُثیع.(3) ی)

ص: 350


1- الشرف المؤبّد : ص 269.
2- مصنّف ابن أبی شیبة : 12 / 68 ح 12141.
3- توجد روایة زید بن یثیع حدیثَ المناشدة فی مسند البزّار : رقم 786 ، کشف الأستار : ح 2541. وأخرجه النسائی فی السنن الکبری : ح 8472 و 8483 وفی الخصائص : ح 87 ، 98 ، 88 ، وقال محقّقة : صحیح ، رجال إسناده ثقات سوی خلف بن تمیم فهو صدوق وقد توبع . وأخرجه ابن أبی عاصم فی کتاب السنّة : ح 1370 ، 1374 ، والطبری فی کتاب الغدیر وعنه الذهبی فی کتابه فی الغدیر : رقم 20 ، قال : هکذا روی الحدیث بتمامه ابن جریر الطبری : حدّثنا عبید ابن غنّام ، حدّثنا الأودی .. وأخرجه الطبری بإسناد آخر وعنه الذهبی : برقم 41. والدارقطنی فی العلل : 3 / 224 سؤال 225 وأخرجه : الحسن بن رشیق فی المنتقی من حدیثه عن شیوخه الموجود فی المجموع 115 من مخطوطات الظاهریة فی مکتبة الأسد الوطنیة . وأخرجه ابن عساکر فی تاریخه : رقم 517 - 519 ، والضیاء المقدسی فی المختارة : رقم 464 و 480. والمزّی فی تهذیب الکمال : 11 / 100 ، والذهبی فی کتابه فی الغدیر : برقم 23 و 24 و 41 و 19 وفیه : صعد علیّ المنبر . (الطباطبائی)

9 - سعید بن أبی حدّان - المترجم (ص 65) - :

روی شیخ الإسلام الحمّوئی فی فرائد السمطین فی الباب العاشر(1) قال :

أخبرنا الشیخ عماد الدین عبدالحافظ بن بدران بقراءتی علیه ، قلت له : أخبرک القاضی محمد بن عبدالصمد بن أبی الفضل الحرستائی إجازةً ؟ [فأقرَّ به] ، قال : أنبأنا

أبو عبدالله محمد بن الفضل الغراوی إجازةً ، قال : أنبأنا أبو بکر أحمد بن الحسین البیهقی الحافظ ، قال : أنبأنا أبو بکر أحمد بن الحسین القاضی ، قال : أنبأنا أبو جعفر محمد بن علیّ بن دحیم ، قال : أنبأنا أحمد بن حازم بن أبی غرزة ، قال : أنبأنا أبو غسّان - مالک - قال : أنبأنا فضیل بن مرزوق ، عن أبی إسحاق ، عن سعید بن أبی حدّان وعمرو ذی مرّ ، قالا :

قال علیّ : «أَنشُد الله ، ولا أَنشُد إلّا أصحاب رسول الله ، من سمع خطبة رسول الله صلی الله علیه وسلم یوم غدیر خمّ».

قال : فقام اثنا عشر رجلاً : ستّة من قِبَل سعید وستّة من قِبَل عمرو ذی مرّ ، فشهدوا : أنَّهم سمعوا رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول(2) : «أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره ، وأحبّ من أحبّه ، وأبغض من أبغضه».

10 - سعید بن وهب - المترجم (ص 65) - :

أخرج ابن حنبل فی مسنده(3) (1 / 118) عن علیّ بن حکیم الأودی ، عن شریک ، عن أبی إسحاق ، عن سعید وزید بن یُثیع بلفظ أسلفناه (ص 156) ، وروی فی (5 / 366) عن محمد بن جعفر ، عن شعبة ، عن أبی إسحاق ، قال : سمعت سعید بن وهب ، قال : 7.

ص: 351


1- فرائد السمطین : 1 / 68 ح 34.
2- کذا لفظه فی النسخة ، ولا یخفی علیک ما فیه من السقط. (المؤلف)
3- مسند أحمد : 1 / 189 ح 953 و 6 / 504 ح 22597.

نشد علیٌّ الناس ، فقام خمسة أو ستّة من أصحاب النبیِّ صلی الله علیه وسلم فشهدوا : أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم قال : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه».

وروی النسائی فی الخصائص(1) (ص 26) عن الحسین بن حریث المروزی ، قال : أخبرنا الفضل بن موسی ، عن الأعمش - سلیمان - عن أبی إسحاق - عمرو - عن سعید ، قال :

قال علیٌّ - کرّم الله وجهه - فی الرحبة : «أَنشُدُ بالله من سمِع رسول الله صلی الله علیه وسلم یوم غدیر خُمّ یقول : إنَّ الله ورسوله ولیُّ المؤمنین ، ومن کنتُ ولیّه فهذا ولیّه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره».

قال : فقال سعید : قام إلی جنبی ستّة ، وقال زید بن یُثیع : قام عندی ستّة ، وقال عمرو ذی مرّ : «أحبّ من أحبّه ، وأبغض من أبغضه». وساق الحدیث.

رواه إسرائیل ، عن أبی إسحاق ، عن عمرو ذی مرّ. ورواه(2) (ص 40) عن یوسف بن عیسی ، عن الفضل بن موسی ، عن الأعمش ... إلی آخر السند واللفظ.

وقال فی الخصائص(3) (ص 22) : أخبرنا محمد بن المثنی ، قال : حدّثنا محمد بن جعفر غندر ، قال : حدّثنا شعبة عن أبی إسحاق ، قال : حدّثنی سعید بن وهب ، قال :

قام خمسة أو ستّة من أصحاب رسول الله صلی الله علیه وسلم فشهدوا : أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم قال : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه».

وأخرج العلّامة العاصمی فی زین الفتی ، عن أبی بکر الجلاب ، عن أبی سعید عبدالله بن محمد الرازی ، عن أبی أحمد بن مُنّة النیسابوریّ ، عن أبی جعفر الحضرمیّ ، 1.

ص: 352


1- خصائص أمیر المؤمنین : ص 117 ح 98 ، وفی السنن الکبری : 5 / 136 ح 8483.
2- المصدر السابق : ص 167 ح 157 ، وفی السنن الکبری : 5 / 154 ح 8542.
3- المصدر السابق : ص 101 ح 86 ، وفی السنن الکبری : 5 / 131 ح 8471.

عن علیّ بن سعید الکندی ، عن جریر بن السریّ الهمدانیّ ، عن سعید ، قال :

نَشَدَ أمیرُ المؤمنین - کرّم الله وجهه - الناس بالرحبة ، فقال : «أَنشُد الله رجلاً سمع رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول : من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه». فقام اثنا عشر رجلاً فشهدوا.

وروی ابن الأثیر فی أُسد الغابة(1) (3 / 321) عن أبی العبّاس بن عقدة ، من طریق موسی بن النضر ، عن أبی غیلان سعد بن طالب ، عن أبی إسحاق ، عن سعید ابن وهب ، وعمرو ذی مرّ ، وزید بن یُثیع ، وهانی بن هانی ، وقال : قال أبو إسحاق :

وحدّثنی من لا أُحصی : أنَّ علیّاً نَشَدَ الناسَ فی الرحبة : «من سمع قولَ رسول الله صلی الله علیه وسلم : من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

فقام نفر ، فشهدوا أنَّهم سمعوا ذلک من رسول الله صلی الله علیه وسلم وکتم قومٌ ، فما خرجوا من الدنیا حتی عَمُوا ، وأصابتهم آفة ، منهم : یزید بن ودیعة ، وعبدالرحمن بن مدلج. أخرجه أبو موسی.

وحدیث بن عقدة هذا ذکره ابن حجر فی الإصابة (2 / 421) ، قال فی ترجمة عبدالرحمن بن مُدلج : ذکره أبو العبّاس بن عقدة فی کتاب الموالاة ، وأخرج من طریق موسی بن النضر بن الربیع الحمصی ، حدّثنی سعد بن طالب أبو غیلان ، حدّثنی أبو إسحاق ، حدّثنی من لا أُحصی :

أنَّ علیّاً نَشَد الناس فی الرحبة : «من سمِع قول رسول الله صلی الله علیه وسلم : من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه».

فقام نفر - منهم عبدالرحمن بن مُدلج - فشهدوا : أنَّهم سمِعوا ذاک من رسول الله صلی الله علیه وسلم ، وأخرجه ابن شاهین عن ابن عقدة ، واستدرکه أبو موسی. 2.

ص: 353


1- أُسد الغابة : 3 / 492 رقم 3382.

وأنت تری کیف لعب ابن حجر بالحدیث سنداً ومتناً ، فقلبه ظهراً لبطن بإسقاط أسماء رواته الأربعة المذکورین فیه ، وحذف قصّة الکاتمین وإصابة الدعوة علیهم ، وعدّ عبدالرحمن بن مُدلج الکاتم للحدیث راویاً له ، وعدم ذکر یزید بن ودیعة رأساً. حیّا الله الأمانة فی النقل ، وکم لابن حجر نظیر ذلک فی خصوص الإصابة ؟!

ورواه الحافظ الهیثمی فی مجمع الزوائد (9 / 104) من طریق أحمد ، وقال : رجاله رجال الصحیح ، غیر فطر ، وهو ثقةٌ.

وابن کثیر فی تاریخه(1) (5 / 209) ، نقلاً عن أحمد بطریقیه والنسائی ، ومن طریق ابن جریر ، عن أحمد بن منصور ، عن عبدالرزّاق ، عن إسرائیل ، عن أبی إسحاق ، عن سعید وعبد خیر ، وفی (7 / 347) من طریق ابن عقدة بسند أسلفناه فی زید بن یُثیع ، ومن طریق الحافظ عبدالرزاق عن إسرائیل عن أبی إسحاق عن سعید ، ومن طریق أحمد عن محمد - غندر - عن شعبة عن أبی إسحاق عنه.

والخوارزمی فی المناقب(2) (ص 94) بإسناده إلی الحافظ عبدالرزّاق عن إسرائیل عن أبی إسحاق عنه وعن عبد خیر أنَّهما قالا :

سمعنا علیّاً برحبة الکوفة یقول : «أَنشُد الله من سمع رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول : من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ؟».

قال : فقام عدّةٌ من أصحاب النبیّ صلی الله علیه وسلم فشهدوا جمیعاً : أنَّهم سمعوا رسول الله یقول ذلک.

وهناک طرق أخری مرّت فی زید بن یُثیع.(3) فی

ص: 354


1- البدایة والنهایة : 5 / 229 حوادث سنة 10 ه ، 7 / 384 حوادث سنة 40 ه.
2- المناقب : ص 156 ح 185.
3- وأخرج المناشدة من روایة سعید بن وهب أحمد فی کتاب مناقب علیّ علیه السلام : رقم 143 ، وفی

11 - أبو الطفیل عامر بن واثلة اللیثی الصحابی : المتوفّی (100 ، 102 ، 108 ، 110).

روی أحمد فی مسنده(1) (4 / 370) ، عن حسین بن محمد وأبی نعیم المعنی ، قالا : حدثنا فطر ، عن أبی الطفیل قال : جمع علیٌّ رضی الله عنه الناس فی الرحبة ، ثمّ قال لهم : «أَنشُد الله کلّ امرئ مسلم سمع رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول یوم غدیر خُمّ ما سمع لمّا قام» فقام ثلاثون من الناس.

وقال أبو نعیم - المترجم (ص 85) - : فقام ناسٌ کثیرٌ ، فشهدوا حین أخذه بیده ، فقال للناس : «أتعلمون أنّی أولی بالمؤمنین من أنفسهم ؟ قالوا : نعم یا رسول الله.

قال : من کنتُ مولاه فهذا مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه». 5.

ص: 355


1- مسند أحمد : 5 / 498 ح 18815.

قال : فخرجتُ وکأنّ فی نفسی(1) شیئاً ، فلقیت زید بن أرقم ، فقلت له : إنّی

سمعت علیّاً - رضی الله تعالی عنه - یقول : کذا وکذا. قال : فما تنکر ؟ قد سمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول له ذلک.

وحکاه عن أحمد سنداً ومتناً الحافظ الهیثمی فی مجمعه (9 / 104) ، ثمّ قال : رجاله رجال الصحیح غیر فطر بن خلیفة ، وهو ثقة.

وأخرجه النسائی فی الخصائص(2) (ص 17) ، قال : أخبرنی هارون بن عبدالله البغدادی الحمّال ، قال : حدّثنا مصعب بن المقدام ، قال : حدّثنا فطر بن خلیفة ، عن أبی الطفیل.

وعن أبی داود قال : حدّثنا محمد بن سلیمان ، عن فطر ، عن أبی الطفیل باللفظ المذکور.

ورواه باللفظ المذکور أبو محمد أحمد بن محمد العاصمی فی زین الفتی ، عن شیخه ابن الجلاب ، عن أبی أحمد الهمدانی ، عن أبی عبدالله محمد الصفّار ، عن أحمد بن مهران ، عن علیّ بن قادم ، عن فطر ، عن أبی الطفیل.

وعن شیخه محمد بن أحمد ، عن علیّ بن إبراهیم بن علیّ الهمدانی ، عن محمد ابن عبدالله ، عن أحمد بن محمد اللبّاد ، عن أبی نعیم ، عن فطر ، عن أبی الطفیل.

وبهذا اللفظ رواه الکنجی فی کفایته(3) (ص 13) ، عن شیخه یحیی بن أبی المعالی محمد بن علیّ القرشی ، عن أبی علیّ حنبل بن عبد الله البغدادی ، عن أبی القاسم بن الحصین ، عن أبی علیّ بن المذهِّب ، عن أبی بکر القطیعی ، عن عبد الله بن أحمد ، عن أبیه ... إلی آخر سند أحمد. 5.

ص: 356


1- فی الریاض لمحبّ الدین الطبری [3 / 114] : فخرجت وفی نفسی من ریبةٍ شیء. (المؤلف)
2- خصائص أمیر المؤمنین : ص 113 ح 93 ، وفی السنن الکبری 5 / 134 ح 8478.
3- کفایة الطالب : ص 55.

وباللفظ المذکور رواه محبّ الدین الطبری فی الریاض النضرة(1) (2 / 169) وفی آخره : قلت لفطر - یعنی الذی روی عنه الحدیث - : کم بین القول وبین موته ؟ قال : مائة یوم.

أخرجه أبو حاتم وقال : یرید موت علیِّ بن أبی طالب(2).

ومن طریق أحمد ولفظه رواه ابن کثیر فی البدایة والنهایة(3) (5 / 211) ، والبَدَخشی فی نُزُل الأبرار(4) (ص 20).

وروی ابن الأثیر فی أُسد الغابة(5) (5 / 276) عن شیخه أبی موسی ، عن الشریف أبی محمد حمزة العلوی ، عن أحمد الباطرقانی ، عن أبی مسلم بن شهدل ، عن أبی العبّاس بن عقدة ، عن محمد الأشعری ، عن رجاء بن عبدالله ، عن محمد بن کثیر ، عن فطر وأبی الجارود ، عن أبی الطفیل قال :

کنّا عند علیّ رضی الله عنه فقال : «أَنشُد الله تعالی من شهد یوم غدیر خُمّ إلّا قام».

فقام سبعة عشر رجلاً ، منهم : أبو قدامة الأنصاری ، فقالوا :

نشهد أنَّا أقبلنا مع رسول الله صلی الله علیه وسلم من حجّة الوداع ، حتی إذا کان الظهر خرج رسول الله صلی الله علیه وسلم فأمر بشجرات فَشُدِدْنَ ، وأُلقی علیهنّ ثوبٌ ، ثمّ نادی الصلاة ، فخرجنا فصلّینا ، ثمّ قام ، فحمد الله ، وأثنی علیه ، ثمّ قال : 9.

ص: 357


1- الریاض النضرة 3 / 114.
2- وفی لفظ العاصمی : کم بین قول رسول الله إلی وفاته. وهذا التقدیر لا یلائم أیّاً من وفاة النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم وأمیر المؤمنین - صلوات الله علیه - : أمّا الثانی فلأنّ المناشدة کانت فی أولیات خلافته الصوریّة سنة (35) ، وقد عاش بعدها ما یقرب من خمسة أعوام. وأمّا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فتُوفِّی بعد یوم الغدیر بسبعین یوماً ، لکنّه إلی التقریب أقرب. (المؤلف)
3- البدایة والنهایة : 5 / 231 حوادث سنة 10 ه.
4- نُزُل الأبرار : ص 52.
5- أُسد الغابة : 6 / 252 رقم 6169.

«یا أیّها الناس أتعلمون أنَّ الله عزّ وجلّ مولای وأنا مولی المؤمنین ، وأنّی أولی بکم من أنفسکم ؟» یقول ذلک مراراً.

قلنا : نعم ، وهو آخذٌ بیدک یقول : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه». ثلاث مرّات.

أخرجه أبو موسی ، ورواه من طریق ابن عقدة عن کتابه الموالاة فی حدیث الغدیر ابن حجر فی الإصابة (4 / 159).

وروی السیّد نور الدین السمهودی فی جواهر العقدین(1) ، نقلاً عن الحافظ أبی نعیم الأصبهانی فی حلیة الأولیاء ، عن أبی الطفیل ، قال :

إنَّ علیّاً رضی الله عنه قام ، فحمد الله ، وأثنی علیه ، ثمّ قال : «أَنشُد الله من شهد یوم غدیر خُمّ إلّا قام ، ولا یقوم رجل یقول : إنّی نُبِّئتُ أو بلغنی ، إلّا رجل سمعت أُذُناه ، ووعاه قلبه».

فقام سبعة عشر رجلاً ، منهم : خزیمة بن ثابت ، وسهل بن سعد ، وعدیُّ بن حاتم ، وعقبة بن عامر ، وأبو أیّوب الأنصاری ، وأبو سعید الخُدری ، وأبو شریح الخزاعی ، وأبو قدامة الأنصاری ، وأبو لیلی(2) ، وأبو الهیثم بن التیّهان ، ورجالٌ من قریش ، فقال علیّ رضی الله عنه وعنهم : «هاتوا ما سمعتم».

فقالوا : نشهد أنَّا أقبلنا مع رسول الله صلی الله علیه وسلم من حجّة الوداع ، حتی إذا کان الظهر خرج رسول الله صلی الله علیه وسلم فأمر بشجرات فشُذِّبنَ وأُلقی علیهنّ ثوبٌ ، ثمّ نادی بالصلاة ، فخرجنا ، فصلّینا ، ثمّ قام ، فحمد الله ، وأثنی علیه ، ثمّ قال :

«أیّها الناس ما أنتم قائلون ؟ قالوا : قد بلّغت. قال : أللّهمّ اشهد. ثلاث مرّات. ف)

ص: 358


1- جواهر العقدین : الورقة 170.
2- فی ینابیع المودّة : أبو یعلی ، وهو شدّاد بن أوس المتوفّی (58). (المؤلف)

قال : إنّی أُوشِک أن أُدعی ، فأجیب ، وإنّی مسؤولٌ ، وأنتم مسؤولون.

ثمّ قال : أیّها الناس إنّی تارکٌ فیکم الثّقَلَین : کتاب الله ، وعترتی أهل بیتی ، إن

تمسّکتم بهما لن تَضِلّوا ، فانظروا کیف تخلفون(1) فیهما ، وإنَّهما لن یفترقا حتی یردا علیَّ الحوض ، نبّأنی بذلک اللطیف الخبیر.

ثمّ قال : إنَّ الله مولای ، وأنا مولی المؤمنین ، ألستم تعلمون أنّی أولی بکم من أنفسکم ؟ قالوا : بلی ذلک. ثلاثاً. ثمّ أخذ بیدک یا أمیر المؤمنین فرفعها ، وقال : من کنتُ مولاه فهذا علیٌّ مولاه : أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه.

فقال علیٌّ : صدقتم وأنا علی ذلک من الشاهدین».

وحکاه عن السمهودی صاحب ینابیع المودّة(2) (ص 38) ، وذکره بهذا اللفظ عن أبی الطفیل الشیخ أحمد بن الفضل بن محمد باکثیر المکیّ الشافعیّ فی وسیلة المآل

فی عدِّ مناقب الآل(1).


1- کذا.

12 - أبو عمارة عبد خیر بن یزید الهمدانیّ ، الکوفیّ - المترجم (ص 67) - :

أخرج الخوارزمی فی المناقب(1) (ص 94) بإسناده عن الحافظ أحمد بن الحسین

البیهقی ، قال : أخبرنی أبو محمد عبدالله بن یحیی بن هارون بن عبدالجبار السکری ببغداد ، أخبرنی إسماعیل بن محمد الصفّار ، حدّثنا أحمد بن منصور الرمادی ، حدّثنی

عبدالرزّاق ، حدّثنی إسرائیل عن أبی إسحاق قال : حدّثنی سعید بن وهب وعبد خیر .. ، إلی آخر ما مرّ (ص 174) ، ومرّ هناک عن ابن کثیر من طریق ابن جریر ، عن سعید وعبدخیر ، فراجع.(2)ی)

ص: 360


1- المناقب : ص 156 ح 185.
2- وأخرج حدیث المناشدة عن عبد خیر ، الطبری فی کتاب الغدیر ، وعنه ابن کثیر فی البدایة والنهایة 5 / 210 : حدّثنا أحمد بن منصور الرمادی ، حدّثنا عبدالرزّاق ... وأخرجه الدارقطنی فی العلل : 3 / 224 : عبد الرزّاق ، عن إسرائیل ، عن أبی إسحاق ، عن سعید بن وهب وعبد خیر . وفی ص 226 : الجرّاح بن الضحّاک ، عن أبی إسحاق ، عن عبدخیر وعمرو ذی مرّ وحبّة العرنی . وأخرجه ابن المغازلی فی کتاب مناقب أمیر المؤمنین علیه السلام : برقم 27 ، وأخرجه الحافظ ابن عساکر فی تاریخه : رقم 520 ، والذهبی فی کتابه فی الغدیر : برقم 38 وقال : إسناده قوی. ورواه ابن کثیر فی تاریخه کما تقدّم . (الطباطبائی)

13 - عبدالرحمن بن أبی لیلی - المترجم (ص 67) - : أخرج أحمد بن حنبل فی مسنده(1) (1 / 119) ، عن عبیدالله بن عمر القواریری ، حدّثنا یونس بن أرقم ، عن یزید بن أبی زیاد ، عن عبدالرحمن بن أبی لیلی ، قال :

شهدتُ علیّاً رضی الله عنه فی الرحبة ینشد الناس : «أَنشُد الله من سمع رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول یوم غدیر خُمّ : من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، لمّا قام فشهد».

قال عبدالرحمن : فقام اثنا عشر بدریّاً کأنّی أنظر إلی أحدهم(2) ، فقالوا : نشهد أنَّا سمعنا رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول یوم غدیر خُمّ :

«ألستُ أولی بالمؤمنین من أنفسهم وأزواجی أمّهاتهم ؟

فقلنا : بلی یا رسول الله.

قال : فمن کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

وأخرج أیضاً(3) (ص 119) عن أحمد بن عمر الوکیعی ، حدّثنا زید بن الحباب ، حدّثنا الولید بن عقبة بن نزار العبسی ، حدّثنی سماک بن عبید بن الولید العبسی ، قال : دخلت علی عبدالرحمن بن أبی لیلی ، فحدّثنی : أنَّه شهد علیّاً رضی الله عنه فی الرحبة ، قال : «أَنشُد الله رجلاً سمع رسول الله صلی الله علیه وسلم وشهده یوم غدیر خُمّ إلّا قام ، ولا یقوم إلّا من قد رآه».

فقام اثنا عشر رجلاً ، فقالوا : قد رأیناه وسمعناه حیث أخذ بیده یقول : «أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله». 7.

ص: 361


1- مسند أحمد : 1 / 191 ح 964.
2- فی اللفظ سقط ، راجع ما یأتی بُعیدَ هذا حکایةً عن ابن الأثیر فی أُسد الغابة : 4 / 28 [4 / 108 رقم 3783]. (المؤلف)
3- مسند أحمد : 1 / 192 ح 967.

فقام(1) إلّا ثلاثة لم یقوموا ، فدعا علیهم ، فأصابتهم دعوته.

وروی أحمد بن محمد العاصمی فی زین الفتی ، عن الشیخ الزاهد أبی عبدالله أحمد بن المهاجر ، عن الشیخ الزاهد أبی علیّ الهروی ، عن عبدالله بن عروة ، عن یوسف بن موسی القطّان ، عن مالک بن إسماعیل ، عن جعفر بن زیاد الأحمر ، عن یزید بن أبی زیاد ، وعن مسلم بن سالم ، عن عبدالرحمن بلفظه الأوّل من حدیثَی أحمد المذکور.

وبذلک اللفظ رواه الخطیب البغدادی فی تاریخه (14 / 236) ، عن محمد بن عمر ابن بکیر ، قال : أخبرنا أبو عمر یحیی بن محمد بن عمر الأخباری سنة (363) عن أبی جعفر أحمد بن محمد الضبعی ، حدّثنا عبدالله بن سعید الکندی أبو سعید الأشجّ ، حدّثنا العلاء بن سالم العطّار ، عن یزید بن أبی زیاد ، عن عبدالرحمن ، قال : سمعتُ

علیّاً بالرحبة ... الحدیث.

وأخرج الطحاوی فی مشکل الآثار (2 / 308) عن عبدالرحمن ، قال :

سمعت علیّاً ینشد یقول : «أُشهد الله کلَّ امرئ سمع رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول یوم غدیر خُمّ إلّا قام».

فقام اثنا عشر بدریّاً ، فقالوا : أخذ رسول الله بید علیّ فرفعها ، فقال : «یا أیّها الناس ألستُ أولی بالمؤمنین من أنفسهم ؟ قالوا : بلی یا رسول الله.

قال : أللّهمّ من کنتُ مولاه فهذا مولاه ...» وذکر الحدیث.

وروی ابن الأثیر فی أُسد الغابة(2) (4 / 28) ، عن أبی الفضل بن عبیدالله الفقیه بإسناده إلی أبی یعلی أحمد بن علیّ ، أنبأنا القواریری ، حدّثنا یونس بن أرقم ، حدّثنا 3.

ص: 362


1- کذا فی المصدر.
2- أُسد الغابة : 4 / 108 رقم 3783.

یزید بن أبی زیاد ، عن عبدالرحمن بن أبی لیلی ، قال : شهدتُ علیّاً فی الرحبة یناشد الناس : «أَنشُد الله مَن سمِع رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول یوم غدیر خم : من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، لمّا قام».

قال عبدالرحمن : فقام اثنا عشر بدریّاً ، کأنّی أنظر إلی أحدهم علیه سراویل ، فقالوا : نشهد أنَّا سَمِعنا رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول یوم غدیر خُمّ : «ألستُ أولی بالمؤمنین من أنفسهم وأزواجی أمّهاتهم ؟ قلنا : بلی یا رسول الله.

فقال : من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

ثمّ قال : وقد رُوی مثل هذا عن البراء بن عازب ، وزاد : فقال عمر بن الخطّاب : یا ابن أبی طالب أصبحت الیوم ولیّ کلّ مؤمن.

وروی الحمّوئی فی فرائد السمطین(1) فی الباب العاشر قال : أخبرنی الشیخ أبو الفضل إسماعیل بن أبی عبدالله بن حمّاد العسقلانی فی کتابه ، أنبأنا الشیخ حنبل بن

عبدالله بن سعادة المکّی الرصافیّ سماعاً علیه ، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبدالواحد بن الحصین سماعاً علیه ، أنبأنا أبو علیّ بن المذهِّب سماعاً علیه ، أنبأنا أبو بکر القطیعی ، أنبأنا أبو عبدالرحمن عبدالله بن أحمد بن حنبل ... إلی آخر سنده ولفظه المذکورَین.

ورواه شمس الدین الجزری فی أسنی المطالب(2) فی (ص 3) قال : أخبرنی فیما شافهنی به أبو حفص عمر بن الحسن المراغی ، عن أبی الفتح یوسف بن یعقوب الشیبانی ، عن أبی الیمن زید الکندی ، عن أبی منصور القزّاز ، عن أبی بکر بن ثابت ، عن محمد بن عمر ، عن أبی عمر ... إلی آخر سند الخطیب البغدادی المذکور قُبیل هذا.8.

ص: 363


1- فرائد السمطین : 1 / 69 ح 36.
2- أسنی المطالب : ص 47 - 48.

ثمّ قال : هذا حدیث حسن من هذا الوجه ، وصحیح من وجوه کثیرة ، تواتر عن أمیر المؤمنین علیٍّ ، وهو متواتر أیضاً عن النبیّ صلی الله علیه وسلم ...

ورواه الحافظ أبو بکر الهیثمی باللفظ المذکور عن ابن الأثیر فی مجمعه (9 / 105) عن عبدالله بن أحمد ، والحافظ أبی یعلی ، ووثّق رجاله.

ورواه ابن کثیر فی تاریخه(1) (5 / 211) من طریق أحمد ولفظیه المذکورَین ، وقال بعد اللفظ الثانی : وروی أیضاً عن عبد الأعلی بن عامر الثعلبی - بالمثلّثة ثمّ المهملة - وغیره عن عبدالرحمن بن أبی لیلی به.

وفی (7 / 346) رواه من طریق أبی یعلی وأحمد بإسنادیه ، ثمّ قال : وهکذا رواه أبو داود الطُهوی - بضمّ الطاء واسمه عیسی بن مسلم - عن عمرو بن عبدالله بن هند الجملی ، وعبدالأعلی بن عامر الثعلبی ، کلاهما عن عبدالرحمن ، فذکره بنحوه.

ورواه السیوطی فی جمع الجوامع کما فی کنز العمّال(2) (6 / 397) عن الدارقطنی ، ولفظه :

خطب علیٌّ فقال : «أَنشُدُ الله امرءاً نِشدةَ الإسلام سمع رسول الله صلی الله علیه وسلم یوم غدیر خُمّ - أخذ بیدی - یقول : ألست أولی بکم یا معشر المسلمین من أنفسکم ؟ قالوا : بلی

یا رسول الله.

قال : من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، إلّا قام فشهد».

فقام بضعة عشر رجلاً ، فشهدوا ، وکتم قومٌ ، فما فَنُوا من الدنیا إلّا عَمُوا وبَرِصوا.7.

ص: 364


1- البدایة والنهایة : 5 / 230 حوادث سنة 10 ه ، 7 / 384 حوادث سنة 40 ه.
2- کنز العمّال : 13 / 131 ح 36417.

ورواه فی(1) (6 / 407) بلفظ أحمد الأوّل من طریق عبدالله بن أحمد ، وأبی یعلی الموصلی ، وابن جریر الطبری ، والخطیب البغدادی ، والضیاء المقدسی.

ورواه الوصّابی فی الاکتفاء باللفظ الأوّل من لفظی أحمد ، نقلاً عن زوائد المسند(2) لعبدالله بن أحمد ، ومن طریق أبی یعلی فی مسنده(3) ، وابن جریر الطبری فی تهذیب الآثار ، والخطیب فی تاریخه ، والضیاء فی المختارة. ع(4) (2 / 132).(5) 9

ص: 365


1- کنز العمّال : 13 / 170 ح 36515.
2- زوائد المسند : ص 413 ح 197 باب 10.
3- مسند أبی یعلی : 1 / 428 ح 567.
4- عبقات الأنوار : 7 / 71.
5- وممّن أخرج حدیث المناشدة من روایة عبدالرحمن بن أبی لیلی البزّار فی مسنده رقم 632 ، کشف الأستار : ح 2543. وأخرجه الطبری وعنه السیوطی فی مسند علیّ : ص 46 ، وأخرجه أبو یعلی فی مسنده رقم 567 ، وأخرجه ابن عقده فی کتاب الموالاة وعنه أبو طالب فی أمالیه تیسیر المطالب : ص 48. وأخرجه المحاملی فی أمالیه : ص 162 رقم 133. وأخرجه الدارقطنی فی الأفراد ، وعنه السیوطی فی جمع الجوامع : 2 / 155 ، ومن طریقه أخرجه الحافظ ابن عساکر فی تاریخه رقم 510 ، عن ابن البنّاء ، عن ابن المأمون ، عن الدارقطنی بإسناده ، وفیه : فقام بضعة عشر رجلاً فشهدوا ، وکتم قوم فما فنوا من الدنیا حتی عموا وبرصوا. وأخرجه القاضی الحسین بن هارون الضبّی فی أمالیه عن ابن عقدة ، وکذا أبو علیّ الصوّاف فی الجزء الثالث من فوائده الموجود فی المجموع 105 فی الظاهریة ، وفیه : فقام اثنا عشر بدریاً. وأخرجه الحافظ أبو نعیم فی أخبار أصبهان : 2 / 227 ، والخطیب فی المتّفق والمفترق فی ترجمة العلاء بن سالم العطار ، وکذا ابن المغازلی فی المناقب : رقم 27. وأخرجه الحافظ ابن عساکر فی تاریخه بخمس طرق عن عبدالرحمن بن أبی لیلی بالأرقام 506 - 510 ، وفی 506 - 508 : فقام اثنا عشر بدریاً فشهدوا. وأخرجه الضیاء المقدسی فی المختارة : 2 / 273 برقم 654 وفیه : فقام إلّا ثلاثة لم یقوموا ؛ فدعا علیهم فأصابتهم دعوته. وأوعز إلیه أیضاً فی المختارة : 2 / 107 و 274. وأخرجه الذهبی فی کتابه فی الغدیر : برقم 4 ، وفیه : فقام اثنا عشر رجلاً کلّهم من أهل بدر ، منهم زید بن أرقم ، وبرقم 5 نحوه ، وبرقم 6 : فقام اثنا عشر بدریاً فشهدوا ... وبالأرقام 7 و 8 و 9

14 - عمرو ذی مرّ - المترجم (ص 69) - :

أخرج أحمد بن حنبل فی مسنده(1) (1 / 118) قال : حدّثنا علیّ بن حکیم ، أنبأنا

شریک عن أبی إسحاق ، عن عمرو بمثل حدیث أبی إسحاق عن سعید وزید المذکور (ص 171) ، وزاد فیه : «وانصر من نصره ، واخذل من خذله».

وروی النسائی فی الخصائص(2) (ص 19) - وفی طبعة (ص 26) - قال :

أخبرنا علیّ بن محمد بن علیّ ، قال : حدّثنا خلف بن تمیم ، قال : حدّثنا إسرائیل ، حدّثنا أبو إسحاق ، عن عمرو ذی مرّ ، قال :

شهدتُ علیّاً بالرحبة ینشُد أصحاب محمد صلی الله علیه وسلم : «أیُّکم سمِع رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول یوم غدیر خُمّ ما قال ؟».

فقام أُناس ، فشهِدوا أنَّهم سمِعوا رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وأحبَّ من أحبّه ، وأبغض من أبغضه ، وانصر من نصره».

ورواه فی(3) (ص 41) بإسناد آخر عنه.

ورواه الحمّوئی فی فرائد السمطین(4) الباب العاشر عنه بالسند واللفظ 4.

ص: 366


1- مسند أحمد : 1 / 189 ح 954.
2- خصائص أمیر المؤمنین : ص 117 ح 99 ، وفی السنن الکبری : 5 / 136 ح 8484.
3- المصدر السابق : ص 101 ح 87 ، وفی السنن الکبری : 5 / 154 ح 8542.
4- فرائد السمطین : 1 / 68 ح 34.

المذکورَین (ص 171) ، والحافظ الهیثمی فی مجمع الزوائد (9 / 105) عنه وعن زید بن یُثیع وسعید بلفظ ابن عقدة المذکور (ص 171) من طریق البزّار ، ومرّ هناک قوله : رجاله رجال الصحیح ... والکنجیّ الشافعیّ فی کفایته(1) (ص 17) بإسناد عن عمرو ، وزید بن یُثیع ، وسعید بن وهب ، والذهبی فی میزانه(2) (2 / 303) عن أبی إسحاق عن عمرو ، وابن کثیر فی تاریخه(3) (5 / 211) من طریق أحمد والنسائی وابن جریر ، و (7 / 347) من طریق ابن عقدة عن الحسن بن علیّ بن عفّان العامری ، عن عبیدالله بن موسی ، عن فطر ، عن عمرو بلفظه المذکور (ص 171) ، وذکر قول أبی إسحاق : یا أبا بکر أیُّ أَشیاخٍ هم !. والسیوطی فی تاریخ الخلفاء(4) (ص 114) ، وجمع الجوامع کما فی کنز العمّال(5) (6 / 403) عن أبی إسحاق عن عمرو وسعید وزید بلفظ أسلفناه ، عن طریق البزّار(6) وابن جریر والخلعی ، والجزری فی أسنی المطالب(7) (ص 4) بلفظ أحمد.(8) 7.

ص: 367


1- کفایة الطالب : ص 63.
2- میزان الاعتدال : 3 / 294 رقم 6481.
3- البدایة والنهایة : 5 / 230 حوادث سنة 10 ه ، 7 / 384 حوادث سنة 40 ه.
4- تاریخ الخلفاء : ص 158.
5- کنز العمّال : 13 / 158 ح 36487.
6- مسند البزّار : 3 / 35 رقم 766.
7- أسنی المطالب : ص 49.
8- وأخرج حدیث المناشدة عن عمرو ذی مرّ ، أحمد بن حنبل فی فضائل الصحابة : 1022 وفی کتاب مناقب علیّ : رقم 144. وأخرجه البزّار فی مسنده : رقم 786 ، کشف الأستار : ح 2542 . وفی مجمع الزوائد : 9 / 105 قال : أخرجه البزّار ، ورجاله رجال الصحیح. وأخرجه النسائی فی السنن الکبری : ح 8483 و 8484 ، وفی الخصائص : ح 98 و 99 و 157. وأخرجه الطبری بعدّة طرق وعنه الذهبی فی کتابه فی الغدیر برقم : 19 و 20 و 41 و 107 ، وأورده عن الطبری ابن کثیر أیضاً فی البدایة والنهایة : 5 / 210 و 7 / 347.

15 - عُمیرة بن سعد - المترجم (ص 69) - :

أخرج الحافظ أبو نعیم الأصفهانی فی حِلیة الأولیاء (5 / 26) قال :

حدّثنا سلیمان بن أحمد - الطبرانی - ، حدّثنا أحمد بن إبراهیم بن کیسان ، حدّثنا إسماعیل بن عمرو البجلی(1) ، حدثنا مسعر بن کدام ، عن طلحة بن مصرّف ، عن عُمیرة بن سعد قال :

شهدت علیّاً علی المنبر ناشداً أصحاب رسول الله صلی الله علیه وسلم وفیهم : أبو سعید ، وأبو هریرة ، وأنس بن مالک ، وهم حول المنبر ، وعلیٌّ علی المنبر ، وحول المنبر اثنا عشر رجلاً هؤلاء منهم ، فقال علیٌّ : «نشدتکم بالله : هل سمعتم رسول الله یقول : من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ؟»

فقاموا کلّهم ، فقالوا : أللّهمّ نعم. وقعد رجلٌ ، فقال : «ما منعک أن تقوم ؟» قال : یا أمیر المؤمنین کَبِرتُ ونَسِیتُ ! ف)

ص: 368


1- ذکره ابن حجر فی تهذیبه : 1 / 320 [1 / 278] ، وقال : وما أظنّه الّا تصحیفاً من إسماعیل بن عمر الواسطی ، وحکی فی إسماعیل بن عمر الواسطی ثقته عن الخطیب [تاریخ بغداد : 6 / 242 رقم 3279] وابن المَدِینی وابن حبّان [الثقات : 8 / 94] ، وقال : مات بعد المائتین. انتهی. وفی سند ابن المغازلی وابن کثیر - کما یأتی - : عمر ، وهو الصحیح. (المؤلف)

فقال : «أللّهمّ إن کان کاذباً فاضربه ببلاء حسن(1)».

قال : فما مات حتی رأینا بین عینیه نکتة بیضاء لا تواریها العمامة.

غریب ، من حدیث طلحة ، تفرّد به مسعر عنه مطوّلاً ، ورواه ابن عائشة عن إسماعیل مثله ، ورواه الأجلح(2) وهانی(3) بن أیوب عن طلحة مختصراً.

وروی النسائی فی خصائصه(4) (ص 16) عن محمد بن یحیی بن عبدالله النیسابوری ، وأحمد بن عثمان بن حکیم ، عن عبیدالله بن موسی ، عن هانی بن أیوب ، عن طلحة ، عن عُمیرة بن سعد :

أنَّه سمِع علیّاً رضی الله عنه وهو ینشد فی الرحبة من سمِع رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه» فقام ستّةُ نفرٍ فشهدوا.

وروی أبو الحسن ابن المغازلی فی مناقبه(5) ، قال : حدّثنی أبو القاسم الفضل بن محمد بن عبدالله الأصفهانی ، قدم علینا واسطاً ، إملاء من کتابه لعشر بقین من شهر رمضان سنة أربع وثلاثین وأربع مائة ، قال : حدّثنا محمد بن علیّ بن عمر بن المهدیّ ، قال : حدّثنی سلیمان بن أحمد بن أیّوب الطبرانی ، قال : حدّثنی أحمد بن إبراهیم 8.

ص: 369


1- لفظة (حسن) من زیادات الرواة أو النّسّاخ ، فإنّ ما أصاب الرجل - وهو أنس ، بمعونة بقیّة الأحادیث - من العمی أو البرص کانت نقمة علیه من جرّاء دعواه الکاذبة من النسیان المسبّب عن الکبر ، لا بلاء حسناً ، کیف وقد أُرید به الفضیحة ، وکان هو یلهج بذلک ؟! (المؤلف)
2- یقال : اسمه یحیی بن عبدالله بن حُجَیّة - بالتصغیر - الکوفی ، المکنّی بأبی حُجیّة : توفّی (140 ، 145) ، وثّقه ابن معین [فی التاریخ : 3 / 270 رقم 127] والعجلی ، وقال ابن عدیّ [فی الکامل فی ضعفاء الرجال : 1 / 429 رقم 238] : یعدّ فی الشیعة ، مستقیم الحدیث ، وقال ابن حجر [فی تقریب التهذیب : 1 / 49 رقم 323] : صدوق شیعی. (المؤلف)
3- قال ابن کثیر فی تاریخه : 5 / 211 [5 / 230 حوادث سنة 10 ه] : ثقة. (المؤلف)
4- خصائص أمیر المؤمنین : ص 100 ح 85 ، وفی السنن الکبری : 5 / 131 ح 8470.
5- مناقب علیّ بن أبی طالب علیه السلام : ص 26 ح 38.

ابن کیسان الثقفی الأصفهانی ، قال : حدّثنی إسماعیل بن عمرو البجلی ، قال : حدّثنی مسعر بن کدام ، عن طلحة بن مصرّف ، عن عمیرة بن سعد ، قال :

شهدت علیّاً علی المنبر ناشداً أصحاب رسول الله صلی الله علیه وسلم : «[من سمع رسول الله صلی الله علیه وسلم](1) یوم غدیر خُمّ یقول ما قال ، فلیشهد».

فقام اثنا عشر رجلاً ، منهم : أبو سعید الخُدری ، وأبو هریرة ، وأنس بن مالک(2) ، فشهِدوا : أنَّهم سمِعوا رسول الله یقول : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ

والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

ورواه ابن کثیر فی تاریخه(3) (5 / 211) من طریق إسماعیل بن عمرو البجلی ، عن مسعر ، عن طلحة ، عن عمیرة.

ومن طریق عبیدالله بن موسی ، عن هانی بن أیّوب ، عن طلحة ، عن عمیرة ، وفی (7 / 347) من طریق الطبرانی المذکور.

ورواه السیوطی فی جمع الجوامع ، کما فی کنز العمّال(4) (6 / 403) من طریق الطبرانی فی الأوسط بلفظیه ، وفی أحدهما : فقام ثمانیة عشر رجلاً فشهدوا ، وفی الثانی : اثنا عشر رجلاً.

والشیخ إبراهیم الوصّابی فی کتاب الاکتفاء ، نقلاً عن المعجم الأوسط للطبرانی بلفظیه.6.

ص: 370


1- مابین المعقوفین ساقط من الطبعتین ، وأثبتناه من المصدر.
2- إنَّ أَنَساً ممّن کان حول المنبر ، لا من شهود الحدیث ، کما مرّ فی هذه الروایة بلفظ أبی نعیم فی الحلیة ، وکذلک فی بقیّة الأحادیث ، وهو الذی أصابته دعوة الإمام علیه السلام ، ففی هذا المتن تحریف واضح. (المؤلف)
3- البدایة والنهایة : 5 / 230 حوادث سنة 10 ه ، 7 / 384 حوادث سنة 40 ه.
4- کنز العمّال : 13 / 154 ح 36480 ، ص 157 ح 36486.

فائدة : أخرج الحافظ الهیثمی فی مجمع الزوائد (9 / 108) من طریق الطبرانی فی الأوسط(1) والصغیر(2) ، عن عمیرة بنت سعد حدیث المناشدة بلفظ عمیرة بن سعد المذکور عن ابن المغازلی ، ثمّ جاء بعض المتأخِّرین ، وذکر الحدیث عن عُمیرة بنت سعد ، وترجمها وعرّفها بما مرّ (ص 69) ، وقد خفی علیه أنَّه تصحیف ، وأنَّه هو

الحدیث الذی نقله الحفّاظ من طریق الطبرانی ، عن عمیرة بن سعد.(3)

16 - یعلی بن مرّة بن وهب الثقفیّ ، الصحابیّ :

روی ابن الأثیر فی أُسد الغابة(4) (5 / 6) من طریق أبی نعیم وأبی موسی المَدِینی بإسنادهما إلی أبی العبّاس بن عقدة ، عن عبدالله بن إبراهیم بن قتیبة ، عن الحسن بن زیاد ، عن عمرو بن سعید البصری(5) ، عن عمرو بن عبدالله بن یعلی بن مرّة ، عن 4.

ص: 371


1- المعجم الأوسط : 3 / 133 ح 2275.
2- المعجم الصغیر : 1 / 64.
3- وممّن أخرج حدیث المناشدة من روایة عمیرة بن سعد الحافظ ابن راهویه فی المطالب العالیة : 3972 ، والنسائی فی السنن الکبری : ح 8470 وفی الخصائص : ح 85 ، وفی مسند علیّ علیه السلام ، کما فی تهذیب الکمال : 22 / 397 وغدیر الذهبی : رقم 108. وأخرجه ابن أبی عاصم فی السنّة : 1373 ، والطحاوی فی مشکل الآثار : 2 / 307 ، والدارقطنی فی العلل : 4 / 91 سؤال 446 ، وأبو القاسم الحرفی فی المجلس العاشر من أمالیه فی المجموع 73 من مجامیع المکتبة الظاهریة بدمشق. وأخرجه الطبرانی فی المعجم الأوسط : ح 2275 و 3131 و 6878 و 7025 ، وأبو نعیم فی أخبار أصبهان : 1 / 107. وأخرجه الحافظ ابن عساکر فی تاریخه بالأرقام : 511 - 514 ، والمزّی فی تهذیب الکمال : 22 / 397 و 398 ، والذهبی فی کتابه فی الغدیر بالأرقام : 28 و 29 و 30 و 34. والسیوطی فی جمع الجوامع : 2 / 70 وفی مسند علیّ : رقم 682 ، والشوکانی فی درّ السحابة : 211 ، والألبانی فی الأحادیث الصحیحة : 4 / 342. (الطباطبائی)
4- أُسد الغابة : 5 / 297 رقم 5162.
5- فی الطبعة المحقّقة : عمر بن سعد النصری ، وهو ما أثبته أبو حاتم فی الجرح والتعدیل : 6 / 112 رقم 594.

أبیه ، عن جدّه یعلی ، قال :

سمِعتُ رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

فلمّا قدِم علیّ علیه السلام الکوفة نشد الناس ، فانتشد له بضعة عشر رجلاً ، فیهم : أبو أیّوب صاحب منزل رسول الله صلی الله علیه وسلم وناجیة بن عمرو الخزاعی.

ورواه ابن حجر عن کتاب الموالاة لابن عقدة فی الإصابة (3 / 542).

وفی أُسد الغابة(1) (2 / 233) من طریق الحافظ ابن عقدة وأبی موسی المَدِینی بالإسناد واللفظ المذکورین ، غیر أنَّ فیه : فانتشد له بضعة عشر رجلاً ، منهم : یزید - أو زید - بن شراحیل الأنصاری.

ورواه عنه حرفیّاً ابن حجر فی الإصابة (1 / 567) ، نقلاً عن کتاب الموالاة لابن عقدة ، ورواه ابن الأثیر فی أُسد الغابة(2) (3 / 93) بالإسناد وباللفظ المذکور ، بَیْدَ أنَّ فیه : فانتشد له بضعة عشر رجلاً ، فیهم عامر بن لیلی الغِفاری.(3)

17 - هانی بن هانی الهمدانیّ ، الکوفیّ ، التابعیّ :

روی ابن الأثیر فی أُسد الغابة(4) (3 / 321) من طریق ابن عقدة وأبی موسی ،

عن أبی غیلان ، عن أبی إسحاق ، عن عمرو ذی مرّ ، وزید بن یُثیع ، وسعید بن 2.

ص: 372


1- أُسد الغابة : 2 / 290 رقم 1844.
2- المصدر السابق : 3 / 139 رقم 2728.
3- وأخرجه عنه الذهبی فی کتابه فی الغدیر :برقم 115 وفیه : فشهد بضعة عشر رجلاً ، منهم خزیمة ابن ثابت ذو الشهادتین وسهل بن حنیف. وأورده عنه السیوطی فی قطف الأزهار المتناثرة فی الأحادیث المتواترة : ص 278 ، وفیه : فانتدب له بضعة عشر رجلاً ، منهم یزید أو زید بن شراحیل الأنصاری. (الطباطبائی)
4- أُسد الغابة : 3 / 492 رقم 3382.

وهب ، وهانی بن هانی بلفظ مرّ (ص 173) ، وسمعتَ هناک تحریف ابن حجر فی إصابته الحدیث.(1)

18 - حارثة بن مضرِّب التابعی :

أخرج النسائی فی الخصائص(2) (ص 40) ، قال : أخبرنا یوسف بن عیسی ، قال : أخبرنا الفضل بن موسی ، قال : حدّثنا الأعمش ، عن أبی إسحاق ، عن سعید بن وهب ، قال :

قال علیّ رضی الله عنه فی الرحبة :

«أَنشُد بالله من سمع رسول الله صلی الله علیه وسلم یوم غدیر خُمّ یقول : الله ولیّی ، وأنا ولیّ المؤمنین ، ومن کنتُ ولیّه فهذا ولیّه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره».

فقال سعید : قام إلی جنبی ستّة ، وقال حارثة بن مضرِّب : قام [عندی](3) ستّة. وقال زید بن یُثَیع : قام عندی ستّة.

وقال عمرو ذی مرّ : أحبّ من أحبّه ، وأبغض من أبغضه. ر.

ص: 373


1- وأخرجه الذهبی فی جزء له فی - حدیث «من کنت مولاه فعلیّ مولاه» - کتابه فی الغدیر ، عن ابن عقدة برقم 24 : ابن عقدة ، حدّثنا أحمد بن محمد بن عبدالرحمن بن الأسود الکندی ، حدّثنا جعفر ابن محمد بن یحیی ، حدّثنی موسی بن النضر الحمصی ، حدّثنی أبو غیلان سعد بن طالب ، حدّثنا أبو إسحاق عن عمرو ذی مرّ ، وزید بن یثیع ، وسعید بن وهب ، وهانی بن هانی ومن لا أحصی : أنَّ علیّاً نشدّ الناس عند الرحبة : «من سمع قول رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : من کنت مولاه فعلیّ مولاه اللّهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه» فقام نفر ، فقال بعضهم : ستّة ، وقال بعضهم : ثلاثة ، فشهدوا بذلک ، وکتم قوم ، فما خرجوا من الدنیا حتی عموا أو أصابتهم آفة ، منهم یزید بن ودیعة ، وعبدالرحمن بن مدلج. (الطباطبائی)
2- خصائص أمیر المؤمنین : ص 167 ح 57 ، وفی السنن الکبری : 5 / 154 ح 8542.
3- ما بین المعقوفین أثبتناه من المصدر.

قال ابن أبی الحدید فی شرح نهج البلاغة(1) (1 / 209) : روی عثمان بن سعید ، عن شریک بن عبدالله - القاضی المتوفّی (177) - قال :

لمّا بلغ علیّاً علیه السلام أنَّ الناس یتّهمونه فیما یذکره من تقدیم النبیّ له وتفضیله [إیّاه](2) علی الناس ، قال :

«أَنشُدُ الله من بَقیَ ممّن لَقیَ رسول الله ، وسَمِع مقاله فی یوم غدیر خُمّ إلّا قام ، فشهد بما سمع».

فقام ستّة ممّن عن یمینه من أصحاب رسول الله ، وستّة ممّن علی شماله من الصحابة أیضاً ، فشهدوا أنَّهم سمِعوا رسول الله یقول ذلک الیومَ - وهو رافعٌ بیدَی علیٍّ علیه السلام - :

«من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذُل من خذله ، وأحبّ من أحبّه ، وأبغض من أبغضه».

وقال برهان الدین الحلبیّ فی سیرته(3) (3 / 302) :

قد جاء أنَّ علیّاً - کرّم الله وجهه - قام خطیباً ، فحمد الله ، وأثنی علیه ، ثمّ قال :

«أَنشُد الله من ینشد(4) یوم غدیر خُمّ إلّا قام ، ولا یقوم رجلٌ یقول : أُنبئتُ أو بلغنی ، إلّا رجلٌ سَمِعت أُذُناه ووعی قلبه».

فقام سبعة عشر صحابیّاً ، وفی روایة ثلاثون صحابیّاً ، وفی المعجم الکبیر ستّة عشر ، وفی روایة اثنا عشر. د.

ص: 374


1- شرح نهج البلاغة : 2 / 288 خطبة 37.
2- الزیادة من المصدر.
3- السیرة الحلبیة : 3 / 274.
4- کذا فی المصدر أیضاً ، والصحیح ظاهراً : شهد.

فقال : «هاتوا ما سَمِعتم». فذکروا الحدیث ومن جملته : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، وفی روایة : فهذا مولاه».

وعن زید بن أرقم رضی الله عنه : وکنت ممّن کتم ، فذهب الله ببصری ، وکان علیٌّ - کرّم الله وجهه - دعا علی من کتم. انتهی.

وهناک جمعٌ آخرون من متأخِّری المحدِّثین رووا هذه المناشدة نضرب عن ذکرهم صفحاً ، ونقتصر علی ما ذکر.(1) ی)

ص: 375


1- وقد روی حدیث المناشدة عن جماعة آخرین ، منهم : 1 - هبیرة بن یریم : حدیثه عند الطبری ، وعند الطبرانی فی المعجم الکبیر : ح 8058 ، والدارقطنی فی العلل : 3 / 225 ، والذهبی فی کتابه فی الغدیر : برقم 107 نقلاً عن الطبری. 2 - أبو رملة عبدالله بن أبی أمامة الأنصاری البلوی : أخرج الطبری فی کتابه فی الغدیر (کتاب الموالاة) حدّثنا أحمد بن منصور الرمادی ، حدّثنا عبیدالله بن موسی ، أخبرنا یوسف بن صهیب ، عن حبیب بن یسار ، عن أبی رملة : أنَّ رکباً أتوا علیّاً فقالوا : السلام علیک ... فقال علیّ : «أنشد الله رجلاً سمع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم یقول یوم غدیر خم ..» فقام اثنا عشر رجلاً فشهدوا بذلک.. 3 - أبو مجلز لاحق بن حمید السدوسی البصری : رواه الذهبی فی کتابه فی الغدیر - وهو جزء فی حدیث : من کنت مولاه - برقم 11 ورقم 110. 4 - أبو وائل شقیق بن سلمة : أخرجه البلاذری فی أنساب الأشراف فی ترجمة أمیر المؤمنین علیه السلام : رقم 169 بإسناده عنه ، قال : قال علیّ علی المنبر : «نشدت الله رجلاً سمع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم یقول یوم غدیر خم : اللّهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه إلّا قام فشهد» - وتحت المنبر أنس بن مالک والبراء بن عازب وجریر بن عبدالله - فأعادها ، فلم یجبه أحد !! فقال : «اللّهمّ من کتم هذه الشهادة وهو یعرفها فلا تخرجه من الدنیا حتی تجعل به آیة یعرف بها». قال : فبرص أنس ، وعمی البراء ، ورجع جریر أعرابیاً بعد هجرته ، فأتی الشراة فمات فی بیت أمة فیها. 5 - الحارث الأعور : حدیثه عند الدارقطنی فی العلل : 3 / 226 ، وفی لسان المیزان : 2 / 379 ملخّصاً. (الطباطبائی)

أعلام الشهود لأمیر المؤمنین علیه السلام یوم الرحبة بحدیث الغدیر

1 - أبو زینب بن عوف الأنصاریّ.

2 - أبو عمرة بن عمرو بن محصن الأنصاریّ.

3 - أبو فضالة الأنصاریّ : استُشهد بصفّین مع أمیر المؤمنین علیه السلام - بدریٌّ.

4 - أبو قُدامة الأنصاریّ : الشهید بصفّین مع أمیر المؤمنین علیه السلام.

5 - أبو لیلی الأنصاریّ : یُقال : استُشهد بصفّین(1).

6 - أبو هریرة الدوسیّ : المتوفّی (57 ، 58 ، 59).

7 - أبو الهیثم بن التیِّهان : الشهید بصفّین - بدریٌّ.

8 - ثابت بن ودیعة الأنصاریّ ، الخزرجیّ ، المدنیّ.

9 - حُبشی بن جنادة السلولیّ : شهد مع علیٍّ مشاهده.

10 - أبوأیّوب خالد الأنصاریّ : المستشهد غازیاً بالروم (50 ، 51 ، 52) - بدریٌّ.

11 - خزیمة بن ثابت الأنصاریّ ، ذو الشهادتین : الشهید بصفّین - بدریٌّ.

12 - أبو شریح خویلد بن عمرو الخزاعیّ : المتوفّی (68).

13 - زید أو یزید بن شراحیل الأنصاریّ.

14 - سهل بن حنیف الأنصاریّ ، الأوسیّ : المتوفّی (38) - بدریٌّ.

15 - أبو سعید سعد بن مالک الخُدریّ الأنصاریّ : المتوفّی (63 ، 64 ، 65).

16 - أبو العبّاس سهل بن سعد الأنصاریّ : المتوفّی (91).

17 - عامر بن لیلی الغفاریّ.

18 - عبدالرحمن بن عبدربّ الأنصاریّ.

19 - عبدالله بن ثابت الأنصاریّ : خادم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم.

20 - عبید بن عازب الأنصاریّ : من العشرة الدعاة إلی الإسلام(2). ف)

ص: 376


1- فی بعض الألفاظ : أبو یعلی الأنصاریّ ، وهو شدّاد بن أوس ، المتوفّی (58). (المؤلف)
2- الذین وجّههم عمر إلی الکوفة مع عمّار بن یاسر. (المؤلف)

21 - أبو طریف عدیّ بن حاتم : المتوفّی (68) عن (100) عام.

22 - عقبة بن عامر الجهنی : المتوفّی قرب ال- (60) ، کان ممّن یمتُّ إلی معاویة.

23 - ناجیة بن عمرو الخزاعیّ.

24 - نعمان بن عجلان الأنصاریّ : لسان الأنصار وشاعرهم.

هذا ما أوقفنا السِّیَرُ علیه من أعلام الشهود لأمیر المؤمنین علیه السلام بحدیث الغدیر یوم مناشدة الرحبة حسب ما مرّ من الأحادیث المتقدّمة.

وقد نصّ الإمام أحمد فی حدیثٍ مرّ (ص 174) علی أنَّ عدّة الشهود فی ذلک الیوم کانت ثلاثین ، وأخرجه الحافظ الهیثمی فی مجمعه(1) - کما مرّ - وصحّحه ، وتجده فی تذکرة سبط ابن الجوزی(2) (ص 17) ، وتاریخ الخلفاء للسیوطی(3) (ص 65) ، والسیرة الحلبیّة(4) (3 / 302) ، وفی لفظ أبی نعیم - فضل بن دکین - : فقام ناس کثیر فشهدوا ، کما مرّ (ص 174).

لفت نظر :

وأنت جِدُّ علیمٍ بأنّ تاریخ هذه المناشدة - وهو السنة ال- (35) الهجریّة - کان یبعد عن وقت صدور الحدیث بما یربو علی خمسة وعشرین عاماً ، وفی خلال هذه المدّة کان کثیر من الصحابة الحضور یومَ الغدیر قد قضوا نحبهم ، وآخرون قُتِلوا فی المغازی ، وکثیرون منهم مبثوثین فی البلاد ، وکانت الکوفة بمنتأیً عن مجتمع الصحابة - المدینة

المنوّرة - ولم یکُ فیها إلّا شراذم منهم تبعوا الحقّ ، فهاجروا إلیها فی العهد العلویّ.

وکانت هذه القصّة من ولائد الاتّفاق من غیر أیّة سابقة لها ؛ حتی یقصدها القاصدون ، فتکثر الشهود ، وتتوفّر الرواة. 4.

ص: 377


1- مجمع الزوائد : 9 / 104.
2- تذکرة الخواص : ص 29.
3- تاریخ الخلفاء : ص 158.
4- السیرة الحلبیة : 3 / 274.

وکان فی الحاضرین من یُخفی شهادته حَنَقاً أو سَفَهاً ، کما مرّت الإشارة إلیه فی غیر واحد من الأحادیث وسیمرُّ علیک التفصیل ، وقد بلغ من رواه - والحال هذه - هذا العدد الجمّ ، فکیف به لو تُزاح عنه تلکم الحواجز ؟! فبذلک کلّه تعلم مقدار شهرة الحدیث وتواتره فی هاتیک العصور المتقادمة.

وأمّا اختلاف عدد الشهود فی الأحادیث فیحمل علی أنَّ کلّاً من الرواة ذکر من عرفه أو التفت إلیه ، أو من کان إلی جنبه ، أو أنَّه ذکر من کان فی جانبی المنبر ، أو فی أحدهما ولم یلتفت إلی غیرهم ، أو أنَّه ذکر من کان بدریّاً ، أو أراد من کان من الأنصار ، أو أنَّه لمّا علت عقیرةُ القوم بالشهادة ، وشخصت الأبصار والأسماع للتلقّی ، ووقعت اللجَبَة(1) ، کما هو طبع الحال فی أمثاله من المجتمعات ، ذهل بعض عن بعض ، وآخر عن آخرین ، فنقل کلّ من یضبطه من الرجال.(2)

4 - مناشدة أمیر المؤمنین علیه السلام یوم الجمل سنة (36) علی طلحة

أخرج الحافظ الکبیر أبو عبدالله الحاکم فی المستدرک(3) (3 / 371) عن أبی الولید وأبی بکر بن قریش ، قالا : حدّثنا الحسن بن سفیان ، حدّثنا محمد بن عبدة ، 4.

ص: 378


1- اللَّجَبَة : ارتفاع الأصوات واختلاطها.
2- والروایات بمجموعها توعز إلی أنَّ المناشدة قد تکرّرت ، فتارة کانت من علی المنبر ، ولا تکون إلّا داخل المسجد : فقام من کلّ جانب ستّة ، أو قام شهود کان اثنا عشر منهم بدریّاً ، کما فی مسند أحمد : 4 / 370 - الطبعة القدیمة - وفضائل الصحابة : 1167 ، والمختارة للضیاء : ج 1 ق 82 / أ ، والبدایة والنهایة : 5 / 211. وتارةً کانت بالرحبة أمام المسجد ، وهذه المرّة : قام ثلّة من الناس أو ناس من الناس أو ناس کثیر أو ثلاثون من الناس ، کما وردت الروایات بکلّ منها. راجع مسند أحمد : 1 / 88 و 119 من الطبعة القدیمة ، وأمالی المحاملی : ص 162 رقم 133 ، والبدایة والنهایة : 7 / 348 ، وراجع الغدیر فی التراث الاسلامی : ص 11. (الطباطبائی)
3- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 419 ح 5594.

حدّثنا الحسن بن الحسین(1) ، حدّثنا رفاعة بن إیاس الضبّی ، عن أبیه ، عن جدّه(2) ، قال :

کنّا مع علیّ یوم الجمل ، فبعث إلی طلحة بن عبیدالله أن القنی ، فأتاه طلحة.

فقال : «نشدتُک الله هل سمعتَ رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول : من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ؟»

قال : نعم. قال : «فلِمَ تُقاتِلُنی ؟» قال : لم أذکر. قال : فانصرف طلحة.

ورواه المسعودی فی مروج الذهب(3) (2 / 11) ولفظه : ثمّ نادی علیٌّ رضی الله عنه طلحة - حین رجع الزبیر - : «یا أبا محمد ما الذی أخرجک ؟»

قال : الطلب بدم عثمان !!

قال علیٌّ : «قتل الله أولانا بدم عثمان ، أما سمعتَ رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول : أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ؟ وأنت أوّل من بایعنی ، ثمّ نکثت ، وقد قال الله عزّ وجلّ : (فَمَن نَّکَثَ فَإِنَّمَا یَنکُثُ عَلَی نَفْسِهِ)(4)».

فقال : أستغفرُ الله ، ثمّ رجع.

ورواه الخطیب الخوارزمی الحنفی فی المناقب(5) (ص 112) بإسناده من طریق الحافظ أبی عبدالله الحاکم ، عن رفاعة ، عن أبیه ، عن جدِّه قال : 1.

ص: 379


1- کذا فی النسخ ، والصحیح - بمکان رفاعة - : حسین بن حسن الأشقر المترجم (ص 83) ، [وکما هو فی إسناد ابن عساکر فی ترجمة طلحة]. (المؤلف)
2- هو نُذَیر - بالتصغیر - الضبّی الکوفی : من کبار التابعین ، وحفیده رفاعة المذکور ، ثقة ، کما فی التقریب [1 / 251 رقم 94] : تُوفِّی بعد (180). (المؤلف)
3- مروج الذهب : 2 / 382.
4- الفتح : 10.
5- المناقب : ص 182 ح 221.

کنّا مع علیّ یوم الجمل ، فبعث إلی طلحة بن عبیدالله التیمیّ ، فأتاه ، فقال :

«نشدتُک الله هل سمِعتَ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم یقول : من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، واخذُل من خذله ، وانصر من نصره ؟»

قال : نعم. قال : «فلِمَ تقاتلنی ؟» قال : نسیت ولم أذکر. قال : فانصرف طلحة ولم یردّ جواباً.

ورواه(1) الحافظ الکبیر ابن عساکر فی تاریخ الشام (7 / 83) ، وسبط ابن الجوزیّ فی تذکرته (ص 42) ، والحافظ أبو بکر الهیثمی فی مجمع الزوائد (9 / 107) من طریق البزّار ، وابن حجر فی تهذیبه (1 / 391) بإسناده من طریق النسائیّ ، والسیوطیّ فی جمع الجوامع کما فی کنز العمّال (6 / 83) قریباً من لفظ الخوارزمیّ من طریق ابن عساکر ، وأبو عبدالله محمد بن محمد بن یوسف السنوسیّ فی شرح مسلم (6 / 236) ، وأبو عبدالله محمد بن خلیفة الوشتانیّ المالکیّ فی شرح مسلم (6 / 236) ، والشیخ إبراهیم الوصّابی فی الاکتفاء من طریق ابن عساکر.(2) ی)

ص: 380


1- تاریخ مدینة دمشق : 8 / 568 ، وفی مختصر تاریخ دمشق : 11 / 204 ، تذکرة الخواص : ص 72 ، تهذیب التهذیب : 1 / 342 ، کنز العمّال : 11 / 332 ح 31662.
2- وأخرجه ابن أبی عاصم فی السنّة : 1358 موجزاً ، ولفظه : أنَّ علیّاً رضی الله عنه قال لطلحة : «أنشدک بالله أسمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول : من کنت مولاه فعلیّ مولاه ؟» قال : نعم. وأخرجه البزّار فی مسنده : رقم 958 وقال محقّقه : هو حدیث صحیح ، وأخرجه النسائی فی مسند علیّ علیه السلام کما فی تهذیب الکمال : 3 / 440 و 9 / 200 ، والبیهقی فی الاعتقاد : ص 195 ، وابن عساکر فی تاریخه فی ترجمة طلحة : 8 / 568 وفی ترجمة أمیر المؤمنین علیه السلام : رقم 555. وأخرجه المزّی فی تهذیب الکمال : 3 / 340 و 9 / 200 و 29 / 333 ، والذهبی فی تلخیص المستدرک : 3 / 371 وفی کتابه فی الغدیر - جزء فی حدیث من کنت مولاه - برقم 49. وأورده ابن منظور فی مختصر تاریخ دمشق : 11 / 204 ، وابن حجر فی مختصر زوائد مسند البزّار : رقم 1905 ، والهیثمی فی کشف الأستار : ح 2528 ، والسیوطی فی جمع الجوامع : 1 / 831 و 2 / 95. (الطباطبائی)

5 - حدیث الرکبان فی الکوفة سنة (36 - 37 ه)

اشارة

أخرج إمام الحنابلة أحمد بن حنبل(1) ، عن یحیی بن آدم ، عن حنش بن الحارث ابن لقیط النخعی الأشجعی ، عن ریاح - بالمُثنّاة - ابن الحارث(2) ، قال : جاء رَهْطٌ إلی علیّ بالرحبة ، فقالوا : السلام علیک یا مولانا. قال : «وکیف أکون مولاکم وأنتم عرب ؟ قالوا : سمعنا رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول یوم غدیر خُمّ : من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه».

قال ریاح : فلمّا مضوا تبعتُهم فسألتُ من هؤلاء ؟ قالوا : نفرٌ من الأنصار فیهم أبو أیّوب الأنصاری.

وبإسناده عن ریاح قال : رأیت قوماً من الأنصار قَدِموا علی علیٍّ فی الرحبة ، فقال : «من القوم ؟» فقالوا : موالیک یا أمیر المؤمنین ... الحدیث.

وعنه قال : بینما علیٌّ جالس إذ جاء رجلٌ فدخل - علیه أثر السفر - فقال : السلامُ علیک یا مولای. قال : «من هذا ؟» قال : أبو أیّوب الأنصاری. فقال علیّ : «أفرجوا له» ، ففرجوا.

فقال أبو أیّوب : سمعتُ رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه».

وقال إبراهیم بن الحسین(3) بن علیّ الکسائی - المعروف بابن دیزیل ، المترجم

(ص 97) - فی کتاب صفّین(4) : ف)

ص: 381


1- مسند أحمد : 6 / 583 ح 23051 و 23052.
2- رجال الحدیث من طریق أحمد وابن أبی شیبة والهیثمیّ وابن دیزیل کلّهم ثقات ، کما مرّت تراجمهم فی التابعین وطبقات العلماء. (المؤلف)
3- فی النسخ : الحسن وهو تصحیف. (المؤلف)
4- کما فی شرح نهج البلاغة : 1 / 289 [3 / 208 خطبة 48] ، قال ابن کثیر فی تاریخه : 11 / 71 [11 / 81 حوادث سنة 281 ه] : کتاب ابن دیزیل فی وقعة صفّین مجلّد کبیر. (المؤلف)

حدّثنا یحیی بن سلیمان الجعفی قال : حدّثنا ابن فضیل محمد الکوفی ، قال : حدّثنا الحسن بن الحکم النخعی ، عن ریاح بن الحارث النخعی قال :

کنتُ جالساً عند علیّ علیه السلام إذ قدم علیه قوم متلثّمون فقالوا : السلام علیک یا مولانا. فقال لهم : «أوَلستم قوماً عرباً ؟ قالوا : بلی ، ولکنّا سمِعنا رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول یوم غدیر خُمّ : من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصُرْ من نصره ، واخذُلْ من خذله. فقال : لقد رأیتُ علیّاً علیه السلام ضحک حتی بدت نواجذه ، ثمّ قال : اشهدوا».

ثمّ إنَّ القوم مضوا إلی رحالهم ، فتبعتُهم ، فقلتُ لرجل منهم : من القومُ ؟ قالوا : نحنُ رهطٌ من الأنصار ، وذلک - یعنون رجلاً منهم - أبو أیّوب صاحب منزل رسول الله صلی الله علیه وسلم. قال : فأتیته وصافحته.

وروی الحافظ أبو بکر بن مردویه - کما فی کشف الغمّة(1) (ص 93) - عن ریاح بن الحارث قال :

کنت فی الرحبة مع أمیرالمؤمنین إذ أقبل رکب یسیرون ، حتی أناخوا بالرحبة ، ثمّ أقبلوا یمشون حتی أتوا علیّاً علیه السلام فقالوا : السلام علیک یا أمیر المؤمنین ورحمة الله وبرکاته. قال : «من القوم ؟ قالوا : موالیک یا أمیر المؤمنین.

قال : فنظرتُ إلیه وهو یضحک ویقول : من أین وأنتم قومٌ عرب ؟ قالوا : سمِعنا رسول الله یقول یوم غدیر خُمّ وهو آخذٌ بعَضُدک : أیّها الناس ألستُ أولی بالمؤمنین من أنفسهم ؟ قلنا : بلی یا رسول الله.

فقال : إنَّ الله مولای ، وأنا مولی المؤمنین ، وعلیّ مولی من کنتُ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه. 4.

ص: 382


1- کشف الغمّة : 1 / 324.

فقال : أنتم تقولون ذلک ؟ قالوا : نعم. قال : وتشهدون علیه ؟ قالوا : نعم. قال : صدقتم».

فانطلق القوم وتبعتهم ، فقلت لرجل منهم : من أنتم یا عبدالله ؟ قالوا : نحن رهطٌ من الأنصار ، وهذا أبو أیّوب صاحب منزل رسول الله صلی الله علیه وسلم ، فأخذت بیده ، فسلّمت علیه ، وصافحته.

وروی عن حبیب بن یسار ، عن أبی رمیلة : أنَّ رکباً أربعة أتوا علیّاً علیه السلام حتی أناخوا بالرحبة ، ثمّ أقبلوا إلیه ، فقالوا : السلامُ علیک یا أمیرَ المؤمنین ورحمةُ الله وبرکاته. قال : «وعلیکم السلام ، أنّی أقبلَ الرکبُ ؟ قالوا : أقبل موالیک من أرض کذا وکذا. قال : أنّی أنتم موالیَّ ؟

قالوا : سمعنا رسول الله صلی الله علیه وسلم یوم غدیر خُمّ یقول : من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

وروی ابن الأثیر فی أُسد الغابة(1) (1 / 368) عن کتاب الموالاة لابن عقدة بإسناده عن أبی مریم زِرّ بن حُبیش ، قال :

خرج علیٌّ من القصر ، فاستقبله رکبانٌ متقلّدو السیوف ، فقالوا : السلامُ علیک یا أمیر المؤمنین ، السلامُ علیک یا مولانا ورحمة الله وبرکاته.

فقال علیٌّ علیه السلام : «من هاهنا من أصحاب النبیّ صلی الله علیه وسلم ؟»

فقام اثنا عشر ، منهم : قیس بن ثابت بن شمّاس ، وهاشم بن عتبة ، وحبیب بن بدیل بن ورقاء ، فشهدوا أنَّهم سمعوا النبی صلی الله علیه وسلم یقول : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه». وأخرجه أبو موسی المَدینی.

ورواه عن کتاب الموالاة لابن عقدة ابن حجر فی الإصابة (1 / 304) ، وأسقط صدره إلی قوله : فقال علیٌّ ، ولم یذکر من الشهود هاشم بن عتبة ، جریاً علی عادته 8.

ص: 383

بتنقیص فضائل آل الله.

وروی محبُّ الدین الطبریّ فی الریاض النضرة(1) (2 / 169) من طریق أحمد بلفظه الأوّل ، وعن معجم الحافظ البَغَویّ أبی القاسم بلفظ أحمد الثانی ، وابن کثیر فی تاریخه(2) (5 / 212) عن أحمد بطریقیه ولفظیه الأوّلین ، وفی (7 / 347) عن أحمد بلفظه الأوّل ، وقال فی (ص 348) : قال أبو بکر بن أبی شیبة : حدّثنا شریک ، عن حنش ، عن ریاح بن الحارث ، قال :

بینا نحن جلوسٌ فی الرحبة مع علیّ إذ جاء رجلٌ علیه أثر السفر ، فقال : السلام علیک یا مولای. قالوا : من هذا ؟ فقال أبو أیّوب : سَمِعتُ رسولَ الله یقول : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه».

ورواه الحافظ الهیثمی فی مجمع الزوائد (9 / 104) بلفظ أحمد الأوّل ، ثمّ قال : رواه أحمد والطبرانیّ(3) ، إلّا أنَّه قال :

قالوا : سمعنا رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه». وهذا أبو أیّوب بیننا ، فحَسَر أبو أیّوب العمامة عن وجهه ، ثمّ قال : سمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول : «من کُنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه». ورجال أحمد ثقات. انتهی.

وقال جمال الدین عطاء الله بن فضل الله الشیرازی فی کتابه الأربعین فی مناقب أمیر المؤمنین(4) - عند ذکر حدیث الغدیر - : ورواه زِرّ بن حُبیش فقال :

خرج علیٌّ من القصر ، فاستقبله رکبان متقلّد والسیوف ، علیهم العمائم ، حدیثو عهدٍ بسفرٍ ، فقالوا : السلام علیک یا أمیر المؤمنین ورحمة الله وبرکاته ، السلام علیک یا 3.

ص: 384


1- الریاض النضرة : 3 / 113.
2- البدایة والنهایة : 5 / 231 حوادث سنة 10 ه و 7 / 384 ، 385 حوادث سنة 40 ه.
3- المعجم الکبیر : 4 / 173 ح 4053.
4- الأربعین فی فضائل أمیر المؤمنین : ص 42 ح 13.

مولانا. فقال علیٌّ - بعد ما ردَّ السلامَ - : «من هاهنا من أصحاب رسول الله صلی الله علیه وسلم ؟»

فقام اثنا عشر رجلاً ، منهم خالد بن زید أبو أیّوب الأنصاریّ ، وخزیمة بن ثابت ذو الشهادتین ، وقیس بن ثابت بن شمّاس ، وعمّار بن یاسر ، وأبو الهیثم بن التیّهان ، وهاشم بن عتبة بن أبی وقّاص ، وحبیب بن بدیل بن ورقاء ، فشهدوا أنَّهم سمعوا رسول الله یوم غدیر خُمّ یقول : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ...» الحدیث.

فقال علیٌّ لأنس بن مالک والبراء بن عازب : «ما منعکما أن تقوما فتشهدا ، فقد سمِعتُما کما سَمِع القوم ؟(1) فقال : أللّهمّ إن کانا کَتَماها مُعاندةً فابْلِهما».

فأمّا البراء فعمی ، فکان یسأل عن منزله ، فیقول : کیف یرشُد من أدرکتْه الدعوة ؟! وأمّا أنس فقد بَرِصت قدماه.

وقیل : لمّا استشهد علیٌّ علیه السلام قولَ النبیّ صلی الله علیه وسلم : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه» ، اعتذر بالنسیان ! فقال : «أللّهمّ إن کان کاذباً فاضربْهُ ببیاضٍ لا تُواریه العمامة». فَبَرِص وجهُه ، فسَدَل بعد ذلک بُرقُعاً علی وجهه. ع(2) (1 / 211 ، 2 / 137).

وقال أبو عمرو الکشّی فی فهرسته(3) (ص 30) : فیما روی من جهة العامّة ، روی عبدالله بن إبراهیم قال : أخبرنا أبو مریم الأنصاری ، عن المِنهال بن عمرو ، عن

زِرّ بن حُبیش ، قال :

خرج علیُّ بن أبی طالب علیه السلام من القصر ، فاستقبله رکبان متقلّدون بالسیوف علیهم العمائم ، فقالوا : السلام علیکَ یا أمیرَ المؤمنین ورحمة الله وبرکاته ، السلام علیک یا مولانا. فقال علیٌّ : «من هاهنا من أصحاب رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ؟»

فقام خالد بن زید أبو أیّوب ، وخزیمة بن ثابت ذو الشهادتین ، وقیس بن سعد ابن عبادة ، وعبدالله بن بدیل بن ورقاء ، فشهدوا جمیعاً : أنَّهم سَمِعوا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم 5.

ص: 385


1- وهنا سقط ظاهر ، وهو کلمة (نسینا) ونحوها. (الطباطبائی)
2- عبقات الأنوار : 7 / 192 و 10 / 149 ، وفی نفحات الأزهار : 9 / 196 رقم 133.
3- رجال الکشّی : 1 / 245 ح 95.

یقول یوم غدیر خُمّ : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه».

فقال علیّ علیه السلام لأنس بن مالک والبراء بن عازب : «ما منعکما أن تقوما فتشهدا ، فقد سمعتُما کما سمِع القوم ؟ ثمّ قال : أللّهمّ إن کانا کَتَماها معاندةً فابْتَلِهِما». فعمی البراء بن عازب ، وبَرِص قَدَما أنس بن مالک. فحلف أنس بن مالک أن لا یکتم منقبةً لعلیّ بن أبی طالب ولا فضلاً أبداً.

أمّا البراء بن عازب فکان یسأل عن منزله فیقال : هو فی موضع کذا وکذا. فیقول : کیف یرشُد من أصابته الدعوة ؟!

وهناک غیر واحد من محدّثی المتأخِّرین ذکروا هذه الأثارة لا نطیل بذکرهم المقال.(1)ی)

ص: 386


1- وممّن أخرجه من المحدّثین القدامی ابن أبی شیبة فی المصنّف : ح 2122 ، وأحمد فی المسند : 5 / 419 وفی کتاب مناقب علیّ : برقم 91 وفی فضائل الصحابة : 967 ، وقال محقّقه : إسناده صحیح. وأخرجه الطبرانی فی المعجم الکبیر : ح 4053 ، والخرگوشی فی شرف المصطفی : ق 196 ، وابن عساکر بالأرقام : 522 ، 530 ، 531 ، 532 ، 533 ، وابن المغازلی فی کتاب المناقب : برقم 30 ، والدیلمی فی مسند الفردوس : ج 3 ق 96 وقال : رواه ابن منیع ، والضیاء المقدسی فی المختارة ، وعنه البوصیری فی إتحاف السادة المهرة ، وأورده ابن أبی الحدید فی شرح نهج البلاغة : 3 / 208 ، والباعونی فی جواهر المطالب فی الباب 12 ق 16 / أ عن أحمد والبغوی فی معجمه. والذهبی فی کتابه فی الغدیر بالأرقام : 43 ، 44 ، 116 ، 117 ، 118 ، 123 وقال : أخرجه جماعة ثقات عن شریک. وأورده ابن منظور فی مختصر تاریخ دمشق : 17 / 354 ، والقرافی فی نفحات العبیر الساری فی أحادیث أبی أیوب الأنصاری : ق 75 / ب ، وبلفظ آخر فی ق 76. وأبو المواهب الرشیدی المتوفّی سنة 948 فی قوت القلوب فی أحادیث أبی أیوب : ق 62 / ب ح 64 ، والسخاوی فی استجلاب ارتقاء الغرف : ق 22 ، والبوصیری فی إتحاف السادة المهرة بزوائد المسانید العشرة : ج 3 ق 56 / أ ، قال : رواه أبو بکر بن أبی شیبة وأحمد بن حنبل وأحمد بن منیع البغوی واللفظ له ... ورواته ثقات. وإسماعیل النقشبندی فی مناقب العشرة : ق 334 وقال : أخرجه البغوی فی معجمه ، وأورده الألبانی فی سلسلة الأحادیث الصحیحة : 4 / 340 عن أحمد والطبرانی ، وقال : وهذا إسناد جیّد ، رجاله ثقات. (الطباطبائی)

أعلام الشهود لأمیر المؤمنین علیه السلام بحدیث الغدیر یوم الرکبان حسب ما مرّ من الأحادیث

1 - أبو الهیثم بن التیّهان - بدریّ.

2 - أبو أیّوب خالد بن زید الأنصاریّ.

3 - حبیب بن بدیل بن ورقاء الخزاعیّ.

4 - خزیمة بن ثابت ذو الشهادتین الشهید بصفّین - بدریّ.

5 - عبد الله بن بدیل بن ورقاء الشهید بصفّین.

6 - عمّار بن یاسر قتیل الفئة الباغیة بصفّین - بدری.

7 - قیس بن ثابت بن شمّاس الأنصاریّ.

8 - قیس بن سعد بن عبادة الخزرجی - بدریّ.

9 - هاشم المرقال ابن عتبة صاحب رایة علیٍّ والشهید بصفّین.

من أصابته الدعوة بإخفاء حدیث الغدیر

قد مرّ الإیعاز فی غیر واحد من أحادیث المناشدة یومی الرحبة والرکبان إلی أنَّ قوماً من أصحاب النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم الحضور فی یوم غدیر خُمّ قد کَتَموا شهادتهم لأمیر المؤمنین علیه السلام بالحدیث ، فدعا علیهم ، فأخذتهم الدعوة ، کما وقع النصّ بذلک فی غیر واحد من المعاجم ، والقوم هم :

1 - أبو حمزة أنس بن مالک : المتوفّی (90 ، 91 ، 93).

2 - البراء بن عازب الأنصاریّ : المتوفّی (71 ، 72).

3 - جریر بن عبدالله البجلیّ : المتوفّی (51 ، 54).

4 - زید بن أرقم الخزرجیّ : المتوفّی (66 ، 68).

5 - عبدالرحمن بن مدلج(1).

6 - یزید بن ودیعة.».

ص: 387


1- کذا فی أُسد الغابة : 3 / 492 ، وفی الإصابة : 2 / 421 رقم 197 : أنَّه کان ممّن شهد یوم الرحبة أنَّه سمع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم یقول «من کنت مولاه فعلیّ مولاه ...».

نظرة فی حدیث إصابة الدعوة

ربّما یقف فی صدر القارئ الاختلاف بین الأحادیث الناصّة بأنّ أَنَساً قد أصابته الدعوة بکتمان الشهادة ، وما جاء موهماً بشهادته ، لکن : عرفتَ أنَّ الفریق

الأخیر منهما محرَّفُ المتن فیه تصحیفٌ ، وعلی تقدیر سلامته لا یقاوم الأوّل کثرةً وصحّةً وصراحةً ، مع ما هناک من نصوصٍ أخری غیر ما ذکر ، منها :

قال أبو محمد بن قتیبة - المترجم (ص 96) - فی المعارف(1) (ص 251) :

أنس بن مالک کان بوجهه برصٌ ، وذکر قومٌ : أنَّ علیّاً رضی الله عنه سأله عن قول رسول الله : «أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، فقال : کبرتْ سنّی ونسیت ، فقال علیٌّ : إن کنتَ کاذباً فضربَکَ الله ببیضاءَ لا تُواریها العمامة».

قال الأمینی : هذا نصُّ ابن قتیبة فی الکتاب ، وهو الذی اعتمد علیه ابن أبی الحدید فی شرح نهج البلاغة(2) (4 / 388) حیث قال :

قد ذکر ابن قتیبة حدیث البرص والدعوة التی دعا بها أمیر المؤمنین علیه السلام علی أنس بن مالک فی کتاب المعارف فی باب البرص من أعیان الرجال ، وابن قتیبة غیر متَّهم فی حقّ علیّ علیه السلام علی المشهور من انحرافه عنه. انتهی.

وهو یکشف عن جزمه بصحّة العبارة وتطابق النسخ علی ذلک ، کما یظهر من غیره ممّن نقل هذه الکلمة عن کتاب المعارف.

لکن الید الأمینة علی ودائع العلماء فی کتبهم فی المطابع المصریّة ، دسّت فی الکتاب ما لیس منه ، فزادت بعد القصّة ما لفظه : قال أبو محمد : لیس لهذا أصلٌ. ذهولاً عن أنَّ سیاق الکتاب یُعرب عن هذه الجنایة ، ویأبی هذه الزیادة ؛ إذ المؤلّف 7.

ص: 388


1- المعارف : ص 580.
2- شرح نهج البلاغة : 19 / 218 الأصل 317.

یذکر فیه من مصادیق کلّ موضوع ما هو المُسلَّم عنده ، ولا یوجد من أوّل الکتاب إلی آخره حکمٌ فی موضوع بنفی شیء من مصادیقه بعد ذکره إلّا هذه ، فأوّل رجل یذکره فی عدِّ من کان علیه البرص هو أنس ثمّ یعدُّ من دونه ، فهل یمکن أن یذکر مؤلّفٌ فی إثبات ما یرتئیه مصداقاً ، ثمّ ینکره بقوله : لا أصل له ؟!

ولیس هذا التحریف فی کتاب المعارف بأوّل فی بابه ، فسیُوافیک فی المناشدة الرابعة عشرة حذفها منه ، وقد وجدنا فی ترجمة المهلّب بن أبی صفرة من تاریخ ابن خلّکان(1) (2 / 273) نقلاً عن المعارف ما حَذَفتْه المطابع.

وقال أحمد بن جابر البلاذری المتوفّی (279) فی الجزء الأوّل من أنساب الأشراف(2) :

قال علیٌّ علی المنبر : «أَنشُد اللهَ رجلاً سَمِع رسول الله یقول یوم غدیر خُمّ : أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، إلّا قام وشهد».

وتحت المنبر أنس بن مالک ، والبراء بن عازب ، وجریر بن عبدالله البجلی ، فأعادها فلم یُجبه أحدٌ ، فقال :

«أللّهمّ من کَتم هذه الشهادة وهو یعرفها ، فلا تُخرجه من الدنیا حتی تجعل به آیةً یُعرَفُ بها».

قال [أبو وائل](3) : فبَرِصَ أنس ، وعَمی البراء ، ورجع جریر أَعرابیّاً بعد هجرته ، فأتی الشُّراة(4) ، فمات فی بیت أمّه(5). ٍ.

ص: 389


1- وفیات الأعیان : 5 / 351 رقم 754.
2- أنساب الأشراف : 2 / 156 ح 169.
3- أثبتنا الزیادة من المصدر.
4- الشُّراة : صقع بالشام بین دمشق ومدینة الرسول صلی الله علیه وآله وسلم. معجم البلدان : 3 / 332.
5- ولعلّه : فی بیت أمّةٍ.

وقال ابن أبی الحدید فی شرح نهج البلاغة(1) (4 / 488) : المشهور أنَّ علیّاً علیه السلام ناشد الناس فی الرحبة بالکوفة ، فقال : «أَنشُدُکُمُ اللهَ رجلاً سَمِع رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول لی وهو منصرفٌ من حجّة الوداع : من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

فقام رجالٌ ، فشهدوا بذلک. فقال علیه السلام لأنس بن مالک : «ولقد حضرتَها ، فما لک ؟» فقال : یا أمیر المؤمنین کَبرت سِنّی ، وصار ما أنساه أکثر ممّا أذکره. فقال له : «إن کنتَ کاذباً فضربک الله بها بیضاء لا تُواریها العمامة». فما مات حتی أصابه البَرَص.

وقال فی(2) (1 / 361) : وذکر جماعة من شیوخنا البغدادیّین : أنَّ عدّةً من الصحابة والتابعین والمحدِّثین کانوا منحرفین عن علیّ علیه السلام قائلین فیه السوء ، ومنهم من کتم مناقبه ، وأعان أعداءه میلاً مع الدنیا وإیثاراً للعاجلة ، فمنهم : أنس بن مالک.

ناشدَ علیٌّ علیه السلام فی رحبة القصر - أو قالوا : برحبة الجامع بالکوفة - : «أیُّکم سَمِع رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول : من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ؟».

فقام اثنا عشر رجلاً ، فشهِدوا بها وأنس بن مالک فی القوم لم یقم ! فقال له : «یا أنس ما یمنعک أن تقوم فتشهد ، ولقد حضرتها ؟ فقال : یا أمیر المؤمنین کبرتُ ونَسِیتُ ! فقال : أللّهمّ إن کان کاذباً فارْمه بیضاءَ لا تُواریها العمامة».

قال طلحة بن عُمیر : فوالله لقد رأیت الوَضَح به بعد ذلک أبیض بین عینیه.

وروی عثمان بن مطرف : أنَّ رجلاً سأل أنس بن مالک فی آخر عمره عن علیّ ابن أبی طالب. 6.

ص: 390


1- شرح نهج البلاغة : 19 / 217 الأصل 317.
2- المصدر السابق : 4 / 74 خطبة 56.

فقال : إنّی آلیتُ أن لا أکتُمَ حدیثاً سُئِلتُ عنه فی علیٍّ بعد یوم الرحبة : ذاک رأس المتّقین یوم القیامة ، سمعته - والله - من نبیّکم.

وفی تاریخ ابن عساکر(1) (3 / 150) : قال أحمد بن صالح العجلی : لم یُبتَلَ أحد من أصحاب النبی صلی الله علیه وسلم إلّا رجلین : مُعیقیب(2) کان به داء الجُذام ، وأنس بن مالک کان به وَضَحٌ ؛ یعنی البَرَص.

وقال أبو جعفر : رأیتُ أنساً یأکل ، فرأیته یلقَم لُقَماً کباراً ، ورأیت به وضَحاً ، وکان یتخلّق بالخلوق.

وقول العجلی المذکور حکاه أبو الحجّاج المزّی فی تهذیبه(3) ، کما فی خلاصة الخزرجی(4) (ص 35).(5)..

ص: 391


1- تاریخ مدینة دمشق : 3 / 174.
2- معیقیب - مُصَغّراً - هو ابن أبی فاطمة الدوسی الأَزدی من أُمناء عمر بن الخطّاب علی بیت المال. ترجمه ابن قتیبة فی المعارف : ص 137 [ص 316]. (المؤلف)
3- تهذیب الکمال : 3 / 374رقم 568.
4- خلاصة الخزرجی : 1 / 105 رقم 630.
5- حدیث الدعوة وإصابتها فی مسند أحمد : 1 / 119 - فی طبعة أحمد شاکر برقم 964 - وفیه : فقام إلّا ثلاثة لم یقوموا ! فدعا علیهم ، فأصابتهم دعوته. وأخرجه الدارقطنی ولفظه : فقام بضعة عشر رجلاً فشهدوا ، وکتم قوم ! فما فنوا من الدنیا حتی عموا وبرصوا ... وأخرجه ابن عساکر : 510 من طریق الدارقطنی. وبهذا اللفظ أخرجه الخطیب البغدادی فی الأفراد ، وعنه السیوطی فی جمع الجوامع ، والمتّقی فی کنز العمّال : ح 36417. وأخرجه ابن عساکر : 509 ، والضیاء المقدسی فی المختارة : 654 ، وابن کثیر فی تاریخه : 5 / 211 من طریق عبدالله بن أحمد ، باللفظ المتقدم عن المسند ، وکرّره ابن کثیر فی : 7 / 347 بالإسناد واللفظ ، وحذف منه الکتمان والدعوة وإصابتها ! وتقدّمت فی ص 389 روایة البلاذری وفیها : فبرص أنس ، وعمی البراء ، ورجع جریر أعرابیاً .. فأمّا أنس بن مالک : فقد اشتهر بالبرص ، وعدّه ابن حبیب فی المحبّر : ص 301 فی البُرص الأشراف ، وعدّه الثعالبی فی ثمار القلوب : ص 206 فی أدواء الأشراف وعاهاتهم - کما قیل : لقوة معاویة ... وبخر عبدالملک وبرص أنس بن مالک. ویبدو أنَّ البرص توارثه بعض ولده ، فقد ذکره الجاحظ. وذکر ابنه وحفیده ثمامة فی کتاب البرصان والعرجان : ص 79 وقال : قال أبو عبیدة : کان ثمامة بن عبدالله بن أنس أسلع ابن أسلع ابن أسلع (والأسلع هو الأبرص کما فی کتاب البرصان : ص 63). وقال ابن رسته فی الأعلاق النفیسة : ص 221 : أنس بن مالک ، کان بوجهه برص ، ویذکر قوم أنَّ علیّ بن أبی طالب رضی الله عنه سأله عن شیء فقال : کبرت سنّی ونسیت ! فقال علیّ : إن کنت کاذباً فضربک الله ببیضاء لاتواریها العمامة. وقال الثعالبی فی لطائف المعارف : ص 105 : وکان أنس بن مالک رضی الله عنه أبرص ، وذکر قوم أنَّ علیّ ابن أبی طالب - کرم الله وجهه - سأله عن قول النبی صلی الله علیه وسلم فیه : «اللّهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه» فقال : قد کبرت ونسیت ! فقال علیّ : «إن کنت کاذباً فضربک الله ببیضاء لا تواریها العمامة» فأصابه برص ، وبرص أنس مشهور مذکور فی ترجمته فی الکتب الکبار کتهذیب الکمال : 3 / 375 وتاریخ الإسلام : 6 / 295 وسیر أعلام النبلاء : 3 / 405. وأخرج أبو نعیم فی حلیة الأولیاء : 5 / 26 - 27 عن شیخه الحافظ الطبرانی حدیث المناشدة وفیه : فقاموا کلهم فقالوا : نعم ، وقعد رجل : فقال : «ما منعک أن تقوم ؟» فقال : یا أمیر المؤمنین کبرت ونسیت ! فقال : «اللّهمّ إن کان کاذباً فاضربه ببلاء حسن» : قال : فما مات حتی رأینا بین عینیه نکتة بیضاء لا تواریها العمامة. وکرّر هذا الحدیث فی أخبار أصبهان : 1 / 107 بالإسناد واللفظ إلی قوله : «وعادِ من عاداه». فحذف منه کتمان أنس وابتلائه بالبرص ! وقد جمع أنس بین کتمان الشهادة وکذبتین : کبرت ، ونسیت. فإنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لما هاجر إلی المدینة کان أنس طفلاً ابن عشر سنین أو ثمان سنین ، أخذت أمّه بیده وذهبت به إلیه صلی الله علیه وآله وسلم وطلبت منه أن یقبله خادماً ، والمناشدات کانت بین سنتی 36 و 40 ، فأنس عند المناشدة کان فی الأربعینات من عمره ، له دون الخمسین سنة ، فأین الکبر المورث للنسیان ؟! ولقد جرّبنا علیه الکذب فی قصّة الطیر عندما دعا النبی صلی الله علیه وآله وسلم أن یأتیه الله بأحبّ الخلق إلیه یأکل معه من الطیر ، فبعث الله إلیه علیّاً علیه السلام ثلاث مرّات فی کلّ ذلک یقول له أنس : إنَّ النبیّ عنک مشغول ! وأما البراء بن عازب :

ص: 392

وقد نظم السیّد الحمیریّ(1) إصابة الدعوة علیه فی لامیّته الآتیة بقوله :

فی ردِّهِ سیِّدَ کلِّ الوری

مولاهُمُ فی الُمحکَمِ المُنْزَلِ

فَصَدَّه ذو العرشِ عن رُشدِهِ

وشانَهُ بالبَرَصِ الأنْکَلِ

وقال الزاهی(2) فی قصیدته التی تأتی :

ذاک الذی استوحَشَ منهُ أنسٌ

أنْ یشهدَ الحقَّ فشاهدَ البَرَصْ

إذ قال من یشهَدُ بالغدیرِ لی ؟

فبادَرَ السامعُ وهو قد نَکَصْ

فقال أُنسیتُ ، فقال کاذبٌ

سوفَ تری ما لا تُواریهِ القُمُصْ

وهناک حدیثٌ مجملٌ أحسبه إجمال هذا التفصیل :

أخرج الخوارزمی من طریق الحافظ ابن مردویه فی مناقبه(3) عن زاذان أبی عمرو : أنَّ علیّاً سأل رجلاً فی الرحبة عن حدیث فکذّبه ! فقال علیّ : «إنَّک قد کذّبتَنی.

فقال : ما کذّبتُک !! فقال : أدعو الله علیک إن کنتَ کذّبتَنی أن یُعمیَ بصرَک». قال : ادْعُ الله. فدعا علیه ، فلم یخرج من الرحبة حتی قُبِضَ بصره. 6.

ص: 393


1- أحد شعراء الغدیر فی القرن الثانی ، یأتی هناک شعره وترجمته. (المؤلف)
2- أحد شعراء الغدیر فی القرن الرابع ، یأتی هناک شعره وترجمته. (المؤلف)
3- المناقب : ص 378 ح 396.

ورواه خواجه پارسا فی فصل الخطاب من طریق الإمام المستغفری(1) ، وکذلک نور الدین عبدالرحمن الجامی عن المستغفری ، وعدّه ابن حجر فی الصواعق(2) (ص 77) من کرامات أمیر المؤمنین علیه السلام ، ورواه الوصّابی فی محکیّ الاکتفاء عن زاذان من طریق الحافظ عمر بن محمد الملّا فی سیرته ، وجمعٌ آخرون.(3)

6 - مناشدة أمیر المؤمنین علیه السلام یوم صفّین سنة (37)

قال أبو صادق سُلَیم بن قیس الهلالی(4) التابعی الکبیر فی کتابه(5) : م.

ص: 394


1- جعفر بن محمد النسفی المستغفری - المولود (350) والمتوفّی (432) - صاحب التآلیف القیّمة. ترجمه الذهبی فی تذکرته : 3 / 300 [3 / 1102 رقم 996]. (المؤلف)
2- الصواعق المحرقة : ص 129.
3- منهم عبدالله بن أحمد بن حنبل فی زیاداته فی فضائل الصحابة لأبیه : 900 ، وفی کتاب الزهد له : ص 132 ، وفی کتاب مناقب علیّ علیه السلام له : برقم 23. وأخرجه ابن أبی الدنیا فی کتاب مجابی الدعوة ، والحافظ أبو نعیم فی أخبار أصبهان : 1 / 210. وأخرجه ابن عساکر فی تاریخه : 1272 و 1273 ، والمحبّ الطبری فی ذخائر العقبی : ص 96. (الطباطبائی)
4- کتاب سُلَیم بن قیس : 2 / 757 ح 25.
5- کتاب سُلَیم من الأصول المشهورة المتداولة فی العصور القدیمة المعتمد علیها عند محدِّثی الفریقین وحملة التاریخ : قال ابن الندیم فی الفهرست : ص 307 [ص 275] : إنَّ سُلیماً لمّا حضرته الوفاة قال لأبان : إنَّ لک علیَّ حقّاً ، وقد حضرتنی الوفاة ، یا ابن أخی إنَّه کان من أمر رسول الله کیت وکیت. وأعطاه کتاباً ، وهو کتاب سُلَیم بن قیس الهلالی المشهور ... - إلی أن قال - : وأوّل کتاب ظهر للشیعة کتابُ سُلَیم. وفی التنبیه والأشراف للمسعودی : ص 198 ما نصّه : والقطعیة بالإمامة الاثنا عشریّة منهم الذین أصلهم فی حصر العدد ما ذکره سُلیم بن قیس الهلالی فی کتابه. وقال السبکی فی محاسن الرسائل فی معرفة الأوائل : إن أوّل کتاب صُنِّف للشیعة هو کتاب سُلَیم. واللام فی کلام ابن الندیم والسبکی للمنفعة ، فمفادها أنَّهم کانوا یحتجّون به ، فیخصمون المجادل لاقتناعه بما فیه ثقة بأمانة سُلَیم فی النقل ، لا محض أنَّ الشیعة تقتنع بما فیه ، وهو الذی یعطیه کلام المسعودیّ حیث أسند احتجاج الإمامیّة الاثنی عشریة فی حصر العدد بما فیه ، فإنّ الاقتناع بمجرّده غیر مُجدٍ فی عصور قام الحِجاج فیها علی أشدّه ، ولذلک أسند إلیه وروی عنه غیرُ واحد من أعلام العامّة : منهم الحاکم الحسکانیّ - المترجم (ص 112) - فی شواهد التنزیل لقواعد التفضیل [1 / 47 ح 41] ، والإمام الحمّوئی - المترجم (ص 123) - فی فرائد السمطین [1 / 312 ح 250] ، والسیّد ابن شهاب الهمَدانی (المذکور ص 127) فی مودّة القربی [المودّة العاشرة] ، والقندوزی الحنفی - المترجم (ص 147) - فی ینابیع المودّة [1 / 27 - 32 ، 114 باب 38] ، وغیرهم ، وحول الکتاب کلمات درّیّة أفردناها فی رسالة ، وإنَّما ذکرنا هذا الإجمال ؛ لتعلم أنَّ التعویل علی الکتاب ممّا تسالم علیه الفریقان ، وهو الذی حدانا إلی النقل عنه فی کتابنا هذا. (المؤلف)

صعد علیٌّ علیه السلام المنبر - فی صفّین - فی عسکره ، وجمع الناس ومن بحضرته من النواحی والمهاجرین والأنصار ، ثمّ حمد الله وأثنی علیه ، ثمّ قال :

«معاشر الناس ، إنَّ مناقبی أکثر من أن تُحصی ، وبعد ما أنزل الله فی کتابه من ذلک ، وما قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، أکتفی بها عن جمیع مناقبی وفضلی :

أتعلمون أنَّ الله فضّل فی کتابه السابق علی المسبوق ، وأنَّه لم یسبقنی إلی الله ورسوله أحدٌ من الأمّة ؟ قالوا : نعم.

قال : أَنشُدُکُمُ الله : سُئِل رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم عن قوله : (السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَ-ئِکَ الْمُقَرَّبُونَ) فقال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : أنزلها الله فی الأنبیاء وأوصیائهم ، وأنا أفضل أنبیاء الله ورسله ، ووصیّی علیّ بن أبی طالب أفضل الأوصیاء ؟»

فقام نحو من سبعینَ بدریّاً جُلّهم من الأنصار وبقیّتهم من المهاجرین ، منهم : أبو الهیثم بن التیّهان ، وخالد بن زید أبو أیّوب الأنصاری ، وفی المهاجرین عمّار بن یاسر ، فقالوا : نشهد أنَّا قد سمعنا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم قال ذلک.

قال : «فأَنشدُکُم بالله فی قول الله : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللَّ-هَ وَأَطِیعُوا الرَّسُولَ وَأُولِی الْأَمْرِ مِنکُمْ) وقوله : (إِنَّمَا وَلِیُّکُمُ اللَّ-هُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِینَ آمَنُوا ...) الآیة ، ثمّ

ص: 395

قال : (وَلَمْ یَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّ-هِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِینَ وَلِیجَةً). فقال الناس : یا رسولَ الله ، أخاصٌّ لبعض المؤمنین ، أم عامٌّ لجمیعهم ؟

فأمر الله عزّ وجلّ رسوله أن یعلِّمهم ، وأن یفسِّر لهم من الولایة ما فسّر لهم من صلاتهم وصیامهم وزکاتهم وحجِّهم ، فنصبنی بغدیر خُمّ ، وقال :

إنَّ الله أرسلنی برسالةٍ ضاقَ بها صدری وظننتُ أنَّ الناس مُکذِّبیَّ ، فأوعدنی : لَأُبلِّغُها أو یعذِّبنی ، قم یا علیُّ. ثمّ نادی بالصلاة جامعةً فصلّی بهم الظهر ، ثمّ قال :

أیُّها الناس إنَّ الله مولای ، وأنا مولی المؤمنین ، وأولی بهم من أنفسهم ، من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصُر من نَصَره ، واخذُل من خَذَله. فقام إلیه سلمان الفارسی ، فقال : یا رسولَ الله ولاءٌ کماذا ؟

فقال : ولاء کولای ، من کنتُ أولی به من نفسه ، فعلیّ أولی به من نفسه ، وأنزل الله (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَرَضِیتُ لَکُمُ الْإِسْلَامَ دِینًا) ...» إلی أن قال :

فقام اثنا عشر رجلاً من البدریِّین ، فقالوا : نشهد أنَّا سَمِعنا ذلک من رسول الله کما قلت ... الحدیث ، وهو طویلٌ ، وفیه فوائد جمّة.

7 - احتجاج الصدّیقة فاطمة بنت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم

قال شمس الدین أبو الخیر الجزریّ الدمشقیّ المقری الشافعیّ - المترجم (ص 129) - فی کتابه أسنی المطالب(1) فی مناقب علیّ بن أبی طالب(2) :

وألطف طریق وقع لهذا الحدیث - یعنی حدیث الغدیر - وأغربه ما حدّثنا به ف)

ص: 396


1- أسنی المطالب : ص 49.
2- ذکره له السخاوی فی الضوء اللامع : 9 / 256 [رقم 806] ، والشوکانی فی البدر الطالع : 2 / 297 [رقم 513]. (المؤلف)

شیخنا خاتمة الحفّاظ أبو بکر محمد بن عبدالله بن المحبّ المقدسی مشافهةً ، أخبرتنا الشیخة أُمّ محمد زینب ابنة أحمد بن عبدالرحیم المقدسیة ، عن أبی المظفّر محمد بن فتیان بن المثنّی ، أخبرنا أبو موسی محمد بن أبی بکر الحافظ ، أخبرنا ابن عمّة والدی القاضی أبو القاسم عبدالواحد بن محمد بن عبدالواحد المدنی بقراءتی علیه ، أخبرنا ظفر بن داعی العلوی باستراباد ، أخبرنا والدی وأبو أحمد بن مطرف المطرفی قالا : حدّثنا أبو سعید الإدریسی إجازة فیما أخرجه فی تاریخ استراباد ، حدّثنی محمد بن محمد بن الحسن أبو العبّاس الرشیدی من ولد هارون الرشید بسمرقند - وما کتبناه إلّا

عنه - حدّثنا أبو الحسن محمد بن جعفر الحلوانی ، حدّثنا علیّ بن محمد بن جعفر الأهوازی مولی الرشید ، حدّثنا بکر بن أحمد القصری ، حدّثتنا فاطمة وزینب وأُمّ کلثوم بنات موسی بن جعفر علیه السلام ، قلن : حدّثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمد الصادق ، حدّثتنی فاطمة بنت محمد بن علیّ ، حدّثتنی فاطمة بنت علیّ بن الحسین ، حدّثتنی فاطمة وسکینة ابنتا الحسین بن علیّ ، عن أُمّ کلثوم بنت فاطمة بنت النبیّ ، عن فاطمة بنت رسول الله - صلّی الله علیه ورضی عنها - قالت :

«أَنسیتُم قول رسول الله صلی الله علیه وسلم یوم غدیر خُمّ : من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، وقوله صلی الله علیه وسلم : أنت منّی بمنزلة هارون من موسی علیهما السلام ؟».

وهکذا أخرجه الحافظ الکبیر أبو موسی المَدِینی فی کتابه المسلسل بالأسماء ، وقال : هذا الحدیث مسلسلٌ من وجه ، وهو أنَّ کلَّ واحدة من الفواطم تروی عن عمّة لها ، فهو روایة خمس بناتِ أخٍ ، کلّ واحدة منهنّ عن عمّتها.

8 - احتجاج الإمام السبط أبی محمد الحسن علیه السلام سنة (41)

أخرج الحافظ الکبیر أبو العبّاس بن عقدة : أنَّ الحسن بن علیٍّ علیهما السلام لمّا أجمع علی صلح معاویة قام خطیباً ، وحمد الله وأثنی علیه ، وذکر جدّه المصطفی بالرسالة

ص: 397

والنبوّة ، ثمّ قال :

«إنَّا أهل بیت أکرمنا الله بالإسلام واختارنا واصطفانا ، وأذهب عنّا الرجسَ وطهّرَنا تطهیراً ، لم تفترق الناس فرقتین إلّا جعلنا الله فی خیرهما من آدم إلی جدّی محمد.

فلمّا بعث الله محمداً للنبوّة واختاره للرسالة ، وأنزل علیه کتابه ، ثمّ أمره بالدعاء إلی الله عزّ وجلّ ، فکان أبی أوّل من استجاب لله ولرسوله ، وأوّل من آمن وصدّق الله ورسوله صلی الله علیه وسلم ، وقد قال الله فی کتابه المنزل علی نبیّه المرسل : (أَفَمَن کَانَ عَلَی بَیِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَیَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ)(1) ، فجدّی الذی علی بیِّنةٍ من ربّه ، وأبی الذی یتلوه وهو شاهدٌ منه ... - إلی أن قال - :

وقد سَمِعت هذه الأمّة جدّی صلی الله علیه وسلم یقول : ما ولّت أمّةٌ أمرَها رجلاً وفیهم من هو أعلم منه ، إلّا لم یزل یذهبُ أمرُهم سَفالاً حتی یرجعوا إلی ما ترکوه.

وسمِعوه یقول لأبی : أنت منّی بمنزلةِ هارونَ من موسی إلّا أنَّه لا نبیَّ بعدی.

وقد رأوه وسمِعوه حین أخذ بید أبی بغدیر خُمّ وقال لهم : من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه. ثمّ أمرهم أن یبلّغ الشاهد الغائب».

وذکر شطراً من هذه الخطبة القندوزی الحنفی فی ینابیع المودّة(2) (ص 482) ، وفیه الحِجاجُ بحدیث الغدیر.

9 - مناشدة الإمام السبط الحسین علیه السلام بحدیث الغدیر سنة (58 ، 59)

ذکر التابعیّ الکبیر أبو صادق سُلَیم بن قیس الهلالی فی کتابه(3) جُملاً ضافیة 6.

ص: 398


1- هود : 17.
2- ینابیع المودّة : 3 / 150 باب 90.
3- کتاب سُلَیم بن قیس : 2 / 788 ح 26.

حول شدّة نکیر معاویة بن أبی سفیان علی شیعة أمیر المؤمنین علیه السلام وموالیه بعد شهادته ثمّ قال :

فلمّا کان قبل موت معاویة بسنتین(1) حجّ الحسین بن علیّ علیهما السلام ، وعبدالله بن عبّاس ، وعبدالله بن جعفر ، فجمع الحسین علیه السلام بنی هاشم رجالهم ونساءهم وموالیهم وشیعتهم ، من حجّ منهم ومن لم یحجّ ، ومن الأنصار ممّن یعرف الحسین وأهل بیته ، ثمّ

لم یترک أحداً حجّ ذلک العام من أصحاب رسول الله ومن التابعین من الأنصار المعروفین بالصلاح والنسک إلّا جمعهم ، واجتمع علیه بمنی أکثر من سبعمائة رجل ، وهم فی سرادقه عامّتهم من التابعین ، ونحو من مائتی رجل من أصحاب النبیّ ، فقام فیهم ، فحمد الله ، وأثنی علیه ، ثمّ قال :

«أمّا بعد : فإنَّ هذا الطاغیة قد صنع بنا وبشیعتنا ما علمتم ورأیتم وشهدتم وبلغکم ، وإنّی أرید أن أسألکم عن شیء فإن صدقت فصدِّقونی ، وإن کذبت فکذِّبونی ، واسمعوا مقالتی ، واکتبوا قولی ، ثمّ ارجعوا إلی أمصارکم وقبائلکم ، ومن

ائتمنتموه من الناس ووثِقتم به ، فادعوه إلی ما تعلمون من حقِّنا فإنّا نخاف أن یدرُسَ(2) هذا الحقّ ، ویذهَبَ ویغلب ، (... وَاللَّ-هُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ)(3)».

وما ترک شیئاً ممّا أنزل الله فی القرآن فیهم إلّا تلاه وفسّره ، ولا شیئاً ممّا قاله رسول الله صلی الله علیه وسلم فی أبیه وأمّه ونفسه وأهل بیته إلّا رواه ، وکلُّ ذلک یقولون : أللّهمّ نعم قد سمعنا وشهدنا ، ویقول التابعون : أللّهمّ نعم قد حدّثنی به من أصدِّقه وأئتمنه من الصحابة ...

إلی أن قال : قال علیه السلام : 8.

ص: 399


1- فی بعض النسخ : بسنة. (المؤلف)
2- دَرَسَ الأثر : إمّحی.
3- الصفّ : 8.

«أنشدُکُمُ الله أتعلمون أنَّ رسول الله نصبه یوم غدیر خُمّ ، فنادی له بالولایة ، وقال : لیبلِّغ الشاهدُ الغائبَ ؟» قالوا : أللّهمّ نعم ... الحدیث.

وفیه طُرَفٌ ممّا تواترت أَسانیده من فضائل أمیر المؤمنین علیه السلام ، فراجع.

10 - احتجاج عبدالله بن جعفر علی معاویة

بعد شهادة أمیر المؤمنین علیه السلام

قال عبدالله بن جعفر بن أبی طالب : کنت عند معاویة ومعنا الحسن والحسین علیهما السلام ، وعنده عبدالله بن العبّاس والفضل بن عبّاس ، فالتفت إلیَّ معاویة ، فقال :

یا عبدالله ما أشدّ تعظیمک للحسن والحسین وما هما بخیر منک ، ولا أبوهما خیر من أبیک ، ولولا أنَّ فاطمة بنت رسول الله صلی الله علیه وسلم لقلتُ : ما أمّک أسماء بنت عمیس بدونها.

فقلت : والله إنَّک لقلیل العلم بهما وبأبیهما وبأمّهما ، بل والله لَهما خیرٌ منّی ، وأبوهما

خیرٌ من أبی ، وأمُّهما خیرٌ من أمّی. یا معاویة إنَّک لغافلٌ عمّا سمعته أنا من رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول فیهما وفی أبیهما وأمِّهما ، قد حفظته ووعیته ورویته.

قال : هاتِ یا ابن جعفر ، فو الله ما أنتَ بکذّاب ولا متَّهم.

فقلت : إنَّه أعظم ممّا فی نفسک.

قال : وإن کان أعظم من أُحد وحِراء - بکسر المُهملة - جمیعاً ، فلست أبالی إذا قتل الله صاحبک ، وفرّق جمعکم ، وصار الأمر فی أَهله ، فحدِّثنا فما نبالی بما قلتم ولا یضرُّنا ما عدّدتم.

قلت : سمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم وقد سُئِل عن هذه الآیة (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْیَا الَّتِی

ص: 400

أَرَیْنَاکَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِی الْقُرْآنِ)(1) فقال :

«إنّی رأیت اثنی عشر رجلاً من أئمّة الضلالة یصعدون منبری ، وینزلون ، یردّون أمّتی علی أدبارهم القهقری».

وسمعته یقول : «إنَّ بنی أبی العاص إذا بَلغوا خمسة عشر رجلاً جعلوا کتاب الله دَخَلاً ، وعبادَ الله خِوَلاً ، ومال الله دُوَلاً».

یا معاویة إنّی سمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول علی المنبر وأنا بین یدیه وعمر بن أبی سلمة ، وأُسامة بن زید ، وسعد بن أبی وقّاص ، وسلمان الفارسی ، وأبو ذرّ ، والمقداد ، والزبیر بن العوّام ، وهو یقول :

«ألستُ أولی بالمؤمنین من أنفسهم ؟ فقلنا : بلی یا رسول الله. قال : ألیس أزواجی أمّهاتِکم ؟ قلنا : بلی یا رسول الله.

قال : من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أولی به من نفسه. وضرب بیده علی منکب علیٍّ ، فقال : أللّهمَّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه.

أیّها الناس أنا أولی بالمؤمنین من أنفسهم لیس لهم معی أمر ، وعلیٌّ من بعدی أولی بالمؤمنین من أنفسهم لیس لهم معه أمر ، ثمّ ابنی الحسن أولی بالمؤمنین من أنفسهم لیس لهم معه أمر».

ثمّ عاد فقال : «أیّها الناس إذا أنا استشهدتُ فعلیٌّ أولی بکم من أنفسکم ، فإذا استشهد علیٌّ فابنی الحسن أولی بالمؤمنین منهم بأنفسهم ، وإذا استشهد الحسن فابنی

الحسین أولی بالمؤمنین منهم بأنفسه ...» إلی أن قال :

فقال معاویة : یا ابن جعفر لقد تکلّمت بعظیم ، ولئن کان ما تقول حقّاً لقد هلکَتْ أمّة محمد من المهاجرین والأنصار غیرَکم - أهلَ البیت - وأولیائکم وأنصارکم.0.

ص: 401


1- الإسراء : 60.

فقلت : والله إنَّ الذی قلتُ حقٌّ سمعته من رسول الله صلی الله علیه وسلم.

قال معاویة : یا حسن ویا حسین ویا ابن عبّاس ما یقول ابن جعفر ؟

فقال ابن عبّاس : إن کنتَ لا تؤمن بالذی قال ، فأَرسل إلی الذین سمّاهم فاسألهم عن ذلک.

فأرسل معاویة إلی عمر بن أبی سلمة وإلی أُسامة بن زید ، فسألهما فشهدا أنَّ الذی قال ابن جعفر قد سمعناه من رسول الله صلی الله علیه وسلم کما سمعه ... إلی أن قال - من کلام ابن جعفر - :

ونبیّنا صلی الله علیه وسلم قد نصب لأمّته أفضل الناس وأولاهم وخیرهم بغدیر خُمّ وفی غیر موطن ، واحتجَّ علیهم به وأمرهم بطاعته ، وأخبرهم أنَّه منه بمنزلة هارون من موسی ، وأنَّه ولیُّ کلِّ مؤمن من بعده ، وأنَّه کلّ من کان هو ولیَّه فعلیٌّ ولیّه ، ومن کان أولی به من نفسه فعلیٌّ أولی به ، وأنَّه خلیفته فیهم ووصیّه ، وأنَّ من أطاعه أطاع الله ومن عصاه عصی الله. ومن والاه والی الله ومن عاداه عادی الله. الحدیث ، وفیه فوائد

کثیرة قیِّمةٌ جدّاً. کتاب سُلَیم(1).

11 - احتجاج بُردٍ علی عمرو بن العاص

بحدیث الغدیر

قال أبو محمد بن قتیبة - المترجم (ص 96) - فی الإمامة والسیاسة(2) (ص 93) :

وذکروا أنَّ رجلاً من همْدان یقال له : بُرد ، قدم علی معاویة فسمع عَمْراً یقع فی علیٍّ علیه السلام فقال له : یا عمرو إنَّ أشیاخنا سمعوا رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه» ، فحقٌّ ذلک أم باطل ؟ 7.

ص: 402


1- کتاب سُلَیم بن قیس : 2 / 834 ح 42.
2- الإمامة والسیاسة : 1 / 97.

فقال عمرو : حقٌّ وأنا أزیدک : إنَّه لیس أحدٌ من صحابة رسول الله له مناقب مثل مناقب علیٍّ !

ففزِع الفتی. فقال عمرو : إنَّه أفسدها بأمره فی عثمان. فقال برد : هل أمر أو قتل ؟ قال : لا ، ولکنّه آوی ومنع. قال : فهل بایعه الناس علیها ؟ قال : نعم. قال : فما أخرجک من بیعته ؟ قال : اتّهامی إیّاه فی عثمان. قال له : وأنت - أیضاً - قد اتُّهِمتَ. قال : صدقتَ ، فیها خرجتُ إلی فلسطین.

فرجع الفتی إلی قومه ، فقال : إنَّا أتینا قوماً أخذنا الحجّة علیهم من أفواههم ؛ علیٌّ علی الحقّ فاتّبعوه.

12 - احتجاج عمرو بن العاص علی معاویة

بحدیث الغدیر

ذکر الخطیب الخوارزمیّ الحنفیّ فی المناقب(1) (ص 124) کتاباً لمعاویة کتبه إلی عمرو بن العاص یستهویه لنصرته فی حرب صفّین ، ثمّ ذکر کتاباً لعمرو مُجیباً به معاویة - وستقف علی الکتابین فی ترجمة عمرو بن العاص - ومن کتاب عمرو قوله :

وأمّا ما نسبتَ أبا الحسن أخا رسول الله ووصیّه إلی البغی والحسد علی عثمان وسمّیت الصحابة فسَقةً ، وزعمت أنَّه أشلاهم(2) علی قتله ، فهذا کذب وغوایة.

ویحک یا معاویة ، أما علمت أنَّ أبا الحسن بذل نفسه بین یدی رسول الله صلی الله علیه وسلم وبات علی فراشه ؟! وهو صاحب السبق إلی الإسلام والهجرة ، وقد قال فیه رسول الله صلی الله علیه وسلم : «هو منّی وأنا منه». و «هو منّی بمنزلة هارون من موسی إلّا أنَّه لا نبیّ بعدی».

وقال فی یوم غدیر خُمّ : «ألا من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، ه.

ص: 403


1- المناقب : ص 199 ح 240.
2- أشلاهم علیه : أغراهم به.

وعادِ من عاداه ، وانصُر من نصره ، واخذُل من خَذَله».

13 - احتجاج عمّار بن یاسر یوم صفِّین علی

عمرو بن العاص سنة (37)

روی نصر بن مزاحم الکوفی(1) فی کتاب صفِّین(2) (ص 176) فی حدیث طویل عن عمّار بن یاسر یخاطب عمرو بن العاص یوم صفّین ، قال :

أمرنی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أن أقاتل الناکثین ، وقد فعلت ، وأمرنی أن أقاتل القاسطین ، فأنتم هم ، وأمّا المارقون فما أدری أُدرکهم أم لا ، أیّها الأبتر ألستَ تعلم أنَّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم قال لعلیّ : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه» وأنا مولی الله ورسوله وعلیٍّ بعده ، ولیس لک مولی. فقال له عمرو : لِمَ

تشتمنی یا أبا الیقظان ؟

یأتی تمام الحدیث فی ترجمة عمرو بن العاص فراجع ، وذکره ابن أبی الحدید فی شرح نهج البلاغة(1) (2 / 273). (2)

14 - احتجاج أصبغ بن نباتة بحدیث الغدیر فی مجلس معاویة سنة (37)

کتب أمیر المؤمنین - صلوات الله علیه - أیّام صفِّین کتاباً إلی معاویة بن أبی سفیان ، وأرسله إلیه بید أصبغ بن نباتة - المترجم (ص 62) - قال الأصبغ : 4.

ص: 404


1- قال ابن أبی الحدید فی شرح النهج 1 / 183 [2 / 206 خطبة 35] : ونحن نذکر ما أورده نصر بن مزاحم من کتاب صفّین فی هذا المعنی ، فهو ثقة ثبت صحیح النقل غیر منسوب إلی هویً ولا إدغال ، وهو من رجال أصحاب الحدیث. (المؤلف)
2- شرح نهج البلاغة : 8 / 21 خطبة 124.

فدخلت علی معاویة وهو جالسٌ علی نَطعٍ من الأَدَم متّکئاً علی وسادتین خضراوین ، وعن یمینه عمرو بن العاص ، وحَوْشب ، وذو الکلاع(1) ، وعن شماله أخوه عتبة المتوفّی (43 ، 44) وابن عامر بن کریز عبدالله المتوفّی (57 ، 58) والولید ابن عقبة الفاسق بنصِّ القرآن ، وعبدالرحمن بن خالد المتوفّی (47) ، وشرحبیل بن السمط المتوفّی (40 ، 41) ، وبین یدیه أبو هریرة ، وأبو الدرداء(2) والنعمان بن بشیر المتوفّی (65) ، وأبو أمامة الباهلی صُدَیّ المتوفّی (81) فلمّا قرأ الکتاب قال : إنَّ علیّاً لا یدفع إلینا قتلة عثمان.

قال الأصبغ : فقلت له : یا معاویة لا تعتلَّ بدم عثمان ، فإنّک تطلب الملک والسلطان ، ولو کُنتَ أردتَ نصره حیّاً لنصرته ، ولکنّک تربّصت به ؛ لتجعل ذلک سبباً إلی وصول الملک. فغضب من کلامی ، فأردت أن یزید غضبه ، فقلت لأبی هریرة :

یا صاحب رسول الله إنّی أُحلّفک بالذی لا إله إلّا هو عالم الغیب والشهادة ، وبحقِّ حبیبه المصطفی - علیه وآله السلام - إلّا أخبرتَنی أشهدتَ یوم غدیر خُمّ ؟

قال : بلی شهدتُه. قلت : فما سمعته یقول فی علیّ ؟

قال : سمعته یقول : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصُر من نصره ، واخذُل من خَذَله».

فقلت له : فإذاً أنت - یا أبا هریرة - والیتَ عدوَّه ، وعادیت ولیَّه.

فتنفّس أبو هریرة الصعداء ، وقال : إنَّا لله وإنَّا إلیه راجعون.

رواه الحنفیّ فی مناقبه(3) (ص 130) ، وسبط ابن الجوزی فی تذکرته(4) (ص 48). 5.

ص: 405


1- حَوْشب الحمیری وذو الکلاع کانا مع معاویة فی حرب صفّین وقُتلا بها. (المؤلف)
2- عویمر الأنصاری : قال ابن عبدالبَرّ فی الاستیعاب فی الکنی [القسم الثالث / 1229 رقم 2006] : قال أهل الأخبار : إنَّه تُوفّی بعد صفّین. (المؤلف)
3- مناقب الخوارزمی : ص 205 ح 240.
4- تذکرة الخواص : ص 85.

15 - مناشدة شابّ أبا هریرة بحدیث الغدیر

فی مسجد الکوفة(*)

أخرج الحافظ أبو یعلی الموصلی(1) - المترجم (ص 100) - قال : حدّثنا أبو بکر ابن أبی شیبة ، أنبأنا شریک ، عن أبی یزید داود الأودی المتوفّی (150) عن أبیه یزید الأودی.

وأخرج الحافظ ابن جریر الطبری ، عن أبی کریب ، عن شاذان ، عن شریک ، عن إدریس وأخیه داود ، عن أبیهما یزید الأودی قال :

دخل أبو هریرة المسجد فاجتمع إلیه الناس ، فقام إلیه شابّ ، فقال : أنشُدُک بالله سمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه» ؟

قال : فقال : إنّی أشهد أنّی سمعت رسول الله یقول : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

ورواه الحافظ أبو بکر الهیثمی فی مجمع الزوائد (9 / 105) نقلاً عن أبی یعلی والطبرانی والبزّار بطریقیه ، وصحّح أحدهما ووثّق رجاله ، وذکره ابن کثیر فی تاریخه(2) (5 / 213) من طریق أبی یعلی الموصلی ، وابن جریر الطبری.

وقال ابن أبی الحدید فی شرح نهج البلاغة(3) (1 / 360) : روی سفیان الثوری عن عبدالرحمن بن القاسم ، عن عمر بن عبدالغفّار : أنَّ أبا هریرة لَمّا قدِم الکوفة مع 6.

ص: 406


1- مسند أبی یعلی الموصلی : 11 / 307 ح 6423.
2- البدایة والنهایة : 5 / 232 حوادث سنة 10 ه.
3- شرح نهج البلاغة : 4 / 68 خطبة 56.

معاویة کان یجلس بالعشیّات بباب کندة ، ویجلس الناس إلیه ، فجاء شابّ من الکوفة فجلس إلیه فقال :

یا أبا هریرة أَنشُدُک الله أسمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول لعلیّ بن أبی طالب : «أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه» ؟.

فقال : أللّهمّ نعم. قال : فأشهد بالله لقد والیتَ عدوَّه وعادیتَ ولیَّه. ثمّ قام عنه.(1)

وروت الرواة أنَّ أبا هریرة کان یؤاکل الصبیان فی الطریق ویلعب معهم ، وکان یخطب وهو أمیر المدینة ، فیقول : الحمد لله الذی جعل الدین قیاماً ، وأبا هریرة إماماً ، یُضحِک الناس بذلک. وکان یمشی وهو أمیر المدینة فی السوق ، فإذا انتهی إلی رجل یمشی أمامه ضرب برجلیه الأرض ویقول : الطریق الطریق ، قد جاء الأمیر. یعنی نفسه. ی)

ص: 407


1- وأخرجه ابن أبی شیبة فی المصنّف : ح 12141 ، والبزّار فی مسنده کشف الأستار : ح 2531 ، وأخرجه الحافظ الطبرانی ، وعنه فی مجمع الزوائد : 9 / 105. وأخرجه المبارک بن عبد الجبّار الصیرفی فی الطیوریات : ج 9 / ق 160 / ب ، وأخرجه الذهبی فی کتابه فی الغدیر - جزء فی حدیث من کنت مولاه - بالأرقام : 82 - 88 ، وابن حجر العسقلانی فی المطالب العالیة : ح 3958 ، وفی مختصر زوائد مسند البزّار : ح 1903 ، والبوصیری فی إتحاف السادة المهرة : ج 3 ق 56 / أ. وفی روایة للذهبی فی غدیره رقم 84 : قدم علینا معاویة [الکوفة] فنزل النخیلة ، فدخل أبو هریرة المسجد بالکوفة ، فکان یقصّ علی الناس ویذکّرهم ! فقام إلیه شابّ ، فقال : یا أبا هریرة نشدتک بالله أنت سمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول لعلیّ : «من کنت مولاه فعلیّ مولاه ، اللّهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه» ؟ قال : اللّهمّ نعم . وفی مصنّف ابن أبی شیبة : ح 12141 : فقال الشابّ : أنا منک بریء ، أشهد أنَّک قد عادیت من والاه ، ووالیت من عاداه ، قال : فحصبه الناس بالحصی. فیبدو أنَّ معاویة لما قدم الکوفة بعث جهاز إعلامه شیخ المضیرة إلی المسجد یمجّده ویطریه ویحرّض الناس علی إکرامه وتبجیله ! ولعلّه نال من أمیر المؤمنین علیه السلام وتنقّصه !! مما أثار حفیظة هذا الشابّ ، فقام إلیه وناشده وأفحمه ، وقال له : فأشهد بالله لقد والیت عدوّه وعادیت ولیّه. وأنت تعلم أنَّ مجرد القصص والتذکیر لا یؤدّی إلی مثل هذا. (الطباطبائی)

قلت : قد ذکر ابن قتیبة هذا کلّه فی کتاب المعارف(1) فی ترجمة أبی هریرة ، وقوله فیه حجّة لأنّه غیر متّهم علیه.

قال الأمینی : هذا کلّه قد أسقطته عن کتاب المعارف - طبعة مصر (1353 ه-) - ید التحریف اللاعبة به ، وکم فعلت هذه الید الأمینة لدة(2) هذه فی عدّة موارد منه ، کما أنَّها أدخلت فیه ما لیس منه ، وقد مرّ الإیعاز إلیه (ص 192).

16 - مناشدة رجل زید بن أرقم بحدیث الغدیر

رُوی عن أبی عبدالله الشیبانی رضی الله عنه(3) قال : بینما أنا جالسٌ عند زید بن أرقم إذ جاء رجلٌ ، فقال : أیّکم زید بن أرقم ؟ فقال القوم : هذا زید.

فقال : أَنشدُک بالذی لا إله إلّا هو سمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه» ؟ قال : نعم.

مودّة القربی(4) ، وینابیع المودّة(5) (ص 249).(6) )

ص: 408


1- المعارف : ص 277 - 278.
2- لِدة الصبی : من وُلِد أو تربّی معه.
3- کذا فی النسخ ولعلّ الصحیح : أبو عمرو الشیبانی ، وهو التابعیّ الکبیر [سعد بن إیاس من بنی] شیبان بن ثعلبة ، الکوفی المتوفّی (98) ، کان یقرأ القرآن فی المسجد الأعظم بالکوفة ، ترجمه الذهبی فی تذکرته : 1 / 59 [1 / 68 رقم 62]. (المؤلف)
4- أنظر المودّة الخامسة.
5- ینابیع المودّة : 2 / 73 باب 56.
6- وأخرجه الحافظ أبو یعلی ، ومن طریقه أخرجه الحافظ ابن عساکر فی تاریخه : 537 ، وأخرجه الحافظ الطبرانی فی المعجم الکبیر : ح 5065. وهناک صورة أخری وسؤال آخر رواه القطیعی فی زیاداته فی کتاب مناقب علیّ علیه السلام لأحمد بن حنبل برقم 170 وفی فضائل الصحابة له برقم 1048 عن أبی لیلی الکندی أنّه حدّثه ، قال : سمعت زید بن أرقم یقول - ونحن ننتظر جنازة - فسأله رجل من القوم فقال : أبا عامر أسمعت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم یقول یوم غدیر خُمّ لعلیّ : «من کنت مولاه فعلیّ مولاه» ؟ قال : نعم. قال أبو لیلی : فقلت لزید بن أرقم : قالها رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ؟ قال : نعم ؛ قد قالها له ، أربع مرات ، فقال : نعم. صورة ثالثة أخرجها أحمد فی المسند : 4 / 372 : عن میمون أبی عبدالله قال : کنت عند زید بن أرقم ، فجاء رجل من أقصی الفسطاط فسأله عن ذا ، فقال : إنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم قال : «ألست أولی بالمؤمنین من أنفسهم ؟ قالوا : بلی ، قال : من کنت مولاه فعلیٌّ مولاه ...» وأخرجه الحافظ ابن عساکر فی تاریخه فی ترجمة أمیر المؤمنین علیه السلام برقم 544. وصورة رابعة أخرجها أحمد فی المسند : 4 / 368 ، وفی فضائل الصحابة : ح 992 ، وفی کتاب مناقب علیّ علیه السلام برقم 116 عن عطیّة العوفی قال : سألت زید بن أرقم ، فقلت له : إنَّ ختناً حدّثنی عنک بحدیث فی شأن علیّ ؟ .. فأنا أحبّ أن أسمعه منک فقال : إنَّکم معشر أهل العراق فیکم ما فیکم ، فقلت : لیس علیک منّی بأس ، فقال : نعم کنّا بالجحفة ... (الطباطبائی)

17 - مناشدة رجل عراقی جابر الأنصاری

بحدیث الغدیر(1)

أخرج العلّامة الکنجیّ الشافعیّ فی کفایة الطالب(2) (ص 16) قال :

أخبرنی بذلک - عالیاً - المشایخ منهم : الشریف الخطیب أبو تمام علیُّ بن أبی الفخار بن أبی منصور الهاشمی بکرخ بغداد ، وأبو طالب عبداللطیف بن محمد بن علیّ ابن حمزة القبیطی بنهر معلّی ، وإبراهیم بن عثمان بن یوسف بن أیوب الکاشغری ، قالوا

جمیعاً :

أخبرنا أبوالفتح محمد بن عبدالباقی بن سلیمان المعروف بنسیب ابن البطّی ، وقال الکاشغری أیضاً : أخبرنا أبو الحسن علیّ بن أبی القاسم الطوسی المعروف بابن تاج 1.

ص: 409


1- سند هذه المناشدة صحیح رجاله کلّهم ثقات. (المؤلف)
2- کفایة الطالب : ص 61.

القرّاء ، قالا : أخبرنا أبو عبدالله مالک بن أحمد بن علیّ البانیاسی ، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسی بن الصلت ، حدّثنا إبراهیم بن عبدالصمد الهاشمی ، حدّثنا أبو

سعید الأشجّ ، حدّثنا مطّلب بن زیاد ، عن عبدالله بن محمد بن عقیل ، قال : کنت عند جابر بن عبد الله فی بیته و [عنده] علیّ بن الحسین ، ومحمد بن الحنفیّة ، وأبو

جعفر ، فدخل رجلٌ من أهل العراق ، فقال : بالله(1) إلّا ما حدّثتنی ما رأیتَ وما سمعتَ من رسول الله صلی الله علیه وسلم ، فقال :

کنّا بالجُحفة بغدیر خُمّ ، وثَمَّ ناس کثیر من جُهینة ومُزینة وغِفار ، فخرج علینا رسول الله صلی الله علیه وسلم من خِباء - فی الفرائد : أو فسطاط - فأشار بیده ثلاثاً ، فأخذ بید علیّ ابن أبی طالب ، وقال : «من کنت مولاه فعلیٌّ مولاه».

ورواه الحمّوئی فی فرائد السمطین فی الباب التاسع(2) قال : أخبرنی الشیخ مجد الدین عبدالله بن محمود بن مودود الحنفی بقراءتی علیه ببغداد ثالث رجب سنة اثنتین وسبعین وستمائة : قال : أنبأنا الشیخ أبو بکر المسمار بن عمر بن العویس البغدادی سماعاً علیه ، قال : أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبدالباقی المعروف بابن البطّی سماعاً علیه.

وأخبرنا الإمام الفقیه کمال الدین أبو غالب هبة الله [بن أبی القاسم بن أبی غالب](3) السامریّ بقراءتی علیه بجامع النصر(4) ببغداد لیلة الأحد السابع والعشرین من شهر رمضان سنة اثنتین وثمانین وستمائة ، قال : أنبأنا الشیخ محاسن بن عمر بن رضوان الخزائنی سماعاً علیه فی الحادی والعشرین من المحرّم سنة اثنتین وعشرین ف)

ص: 410


1- فی لفظ شیخ الإسلام الحمّوئی : أَنشُدُک الله الأحد. (المؤلف)
2- فرائد السمطین : 1 / 62 ح 29 ، وذکره الذهبی فی معجم شیوخه : ص 532 رقم 793.
3- ما بین المعقوفین أثبتناه من المصدر.
4- کتب إلینا الدکتور مصطفی جواد البغدادی : والصواب : بجامع القصر ، وهو جامع سوق الغزل الحالی. (المؤلف)

وستمائة ، قال : أنبأنا أبو بکر محمد بن عبیدالله بن نصر الزاغونی سماعاً علیه فی السادس عشر من شهر رجب سنة خمسین وخمسمائة ، قالا(1) : أنبأنا أبو عبدالله مالک ابن أحمد بن علیِّ بن إبراهیم الفرّاء البانیاسی سماعاً علیه ، قال : أنبأنا ابن الزاغونی(2) - المترجم (ص 113) - فی شهر شعبان سنة ثلاث وستِّین(3) وأربعمائة ، قال : أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسی بن القاسم بن الصلت قراءة علیه وأنا أسمع فی رجب ثالث عشر من الشهر سنة خمس وأربعمائة ، قال : أنبأنا إبراهیم بن عبدالصمد الهاشمی المکنّی بأبی إسحاق ، قال : أنبأنا أبو سعید الأشجّ ، قال : أنبأنا أبو طالب المطّلب بن زیاد ، عن عبدالله بن محمد بن عقیل ، قال : کنت عند جابر ... الحدیث بلفظه.

ورواه ابن کثیر فی تاریخه(4) (5 / 213) قال : قال المطّلب بن زیاد عن عبدالله ابن محمد بن عقیل ، سمع جابر بن عبدالله یقول :

کنّا بالجُحفة بغدیر خُمّ ، فخرج علینا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم من خِباء أو فساط ، فأخذ بید علیٍّ ، فقال : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه». قال شیخنا الذهبی : هذا حدیث حسن.(5)

قال الأمینی : لا یهمّنا إسقاط ابن کثیر من الحدیث شطراً فیه الجمع الحضور عند جابر ومناشدة العراقیّ إیّاه ، وذکره الحدیث بصورة مصغَّرة ، إذ صحائف تاریخه ی)

ص: 411


1- هما ابنا البطّی والزاغونی.
2- راجع ترجمته ص 248.
3- التاریخ مصحّف ؛ فابن الزاغونی ولد سنة 468 والبانیاسی توفّی سنة 485 ، فیبدو أنَّ سماع ابن الزاغونی من البانیاسی کان سنة 483 ، فصحّف ثمانین إلی ستین. (الطباطبائی)
4- البدایة والنهایة : 5 / 232 حوادث سنة 10 ه.
5- وأخرجه ابن الأبّار فی معجم الشیوخ : ص 325 رقم 384 ، والذهبی فی سیر أعلام النبلاء : 8 / 296 ، وفی معجم شیوخه : 2 / 234 ، کلّ منهما عن عدّة من شیوخه بطرقهم. وأخرجه ابن عساکر فی تاریخه بعدّة طرق : 558 و 559 و 560 عن عدّة من شیوخه. (الطباطبائی)

- البدایة والنهایة - تنمُّ عن لسانه البذیِّ ، ویده الجانیة علی ودائع النبیّ الأعظم فضائل آل الله ، وعن قلبه المحتدم بعدائهم ، فتراه یسبُّ ویشتم من والاهم ویمدح ویثنی علی من ناواهم ، وینبز الصحاح من مناقبهم بالوضع ، ویقذف الراوی لها علی ثقته بالضعف ، کل ذلک تحکّماً منه بلا دلیل ، ویحرِّف الکَلِم عن مواضعها ، ولو ذهبنا لنذکر کلَّ ما فیه من هذا القبیل لجاء منه کتاب ضخم ، وحسبک من تحریفه ما ذکره من حدیث بدء الدعوة النبویّة عند نزول قوله تعالی : (وَأَنذِرْ عَشِیرَتَکَ الْأَقْرَبِینَ)(1) قال فی تاریخه(2) (3 / 40) بعد ذکر الحدیث الوارد فی الآیة الشریفة من طریق البیهقی :

وقد رواه أبو جعفر بن جریر عن محمد بن حمید الرازی ... وساق إلی آخر السند ثمّ قال : وزاد بعد قوله :

«وإنّی قد جئتُکم بخیر الدنیا والآخرة ، وقد أمرنی الله أن أدعوَکم إلیه ، فأیُّکم یُؤازرنی علی هذا الأمر علی أن یکون أخی وکذا وکذا ؟ قال :

فأحجم القوم عنها جمیعاً ، وقلت - وَلَأنّی لَأحدثهم سنّاً وأرمصهم عیناً ، وأعظمهم بطناً ، وأحمشهم ساقاً - : أنا یا نبیَّ الله أکون وزیرک علیه ، فأخذ برقبتی ، فقال : إنَّ هذا أخی وکذا وکذا ، فاسمعوا له وأطیعوا.

قال : فقام القوم یضحکون ، ویقولون لأبی طالب : قد أمرک أن تسمع لابنک وتُطیع».

وبهذا اللفظ ذکره فی تفسیره (3 / 351) ، وقال : وقد رواه أبو جعفر بن جریر عن ابن حمید ... إلی آخره حرفیّاً.

وها نحن نذکر لفظ الطبریِّ بنصِّه حتی یتبیّن الرشد من الغیِّ : 3.

ص: 412


1- الشعراء : 214.
2- البدایة والنهایة : 3 / 53.

قال فی تاریخه(1) (2 / 217) من الطبعة الأولی :

«إنّی قد جئتُکم بخیر الدنیا والآخرة ، وقد أمرنی الله تعالی أن أدعوکم إلیه ، فأیُّکم یُؤازرنی علی هذا الأمر علی أن یکون أخی ووصیّی وخلیفتی فیکم ؟

قال : فأحجم القوم عنها جمیعاً ، وقلت : - وإنّی لأحدثهم سنّاً ، وأرمصهم عیناً ، وأعظمهم بطناً ، وأحمشهم ساقاً - : أنا یا نبیّ الله أکون وزیرک علیه ، فأخذ برقبتی ، ثمّ قال : إنَّ هذا أخی ووصیّی وخلیفتی فیکم ، فاسمعوا له وأطیعوا.

قال : فقام القوم یضحکون ، ویقولون لأبی طالب : قد أمرک أن تسمع لابنک وتطیع». فإلی الله المشتکی.

نعم ؛ رواه الطبری فی تفسیره(2) (19 / 74) محرّفاً ، فهلّا وقف ابن کثیر علی ما فی تاریخه وقد أخرجه غیر محرَّفٍ ، أو علی ما أخرجه غیر الطبریّ من أئمّة الحدیث والتاریخ فی تآلیفهم ، أو حدَته ضغینته علی اختیار المحرَّف من الکَلِم ، والله یعلم ما تکِنُّ صدورهم.(3)بن

ص: 413


1- تاریخ الأُمم والملوک : 2 / 321.
2- جامع البیان : مج 11 / ج 19 / 122.
3- وأخرجه الطبری فی تهذیب الآثار فی مسند علیّ بن أبی طالب وصحّح سنده. قال فی ص 60 : حدّثنا أحمد بن منصور ، قال : حدّثنا الأسود بن عامر ، قال : حدّثنا شریک ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن عبّاد بن عبدالله الأسدی ، عن علیّ قال : لما نزلت هذه الآیة (وَأَنذِرْ عَشِیرَتَکَ الْأَقْرَبِینَ) قال : جمع رسول الله صلی الله علیه وسلم علیة أهل بیته فاجتمعوا ثلاثین رجلاً. فأکلوا وشربوا وقال لهم : «من یضمن عنّی ذمّتی ومواعیدی وهو معی فی الجنّة ، ویکون خلیفتی فی أهلی». قال : فعرض ذلک علیهم ، فقال رجل : أنت یا رسول الله کنت بحراً ، من یطیق هذا ؟ حتی عرض علی واحد واحد. فقال علیّ : «أنا». وأخرج فی ص 62 : حدّثنا ابن حمید ، قال : حدّثنا سلمة بن الفضل ، قال : حدّثنی محمد بن إسحاق ، عن عبدالغفّار بن القاسم ، عن المنهال بن عمرو ، عن عبدالله بن الحارث بن نوفل بن

18 - احتجاج قیس بن سعد بحدیث الغدیر

علی معاویة سنة (50 ، 56)

قدم معاویة بن أبی سفیان حاجّاً إلی المدینة فی أیّام خلافته بعد ما توفّی الإمام السبط الحسن - صلوات الله علیه - فاستقبله أهل المدینة ، فجری بینه وبین قیس بن سعد بن عبادة الأنصاری الخزرجیّ الصحابیّ الکبیر حدیث یأتی ذکره بطوله فی ترجمة قیس فی شعراء القرن الأوّل ، وفیه بعد قول قیس : ولَعمری ما لأحد من الأنصار ولا لقریش ولا لِأَحدٍ من العرب فی الخلافة حقٌّ مع علیٍّ وولده من بعده ما نصّه :

فغضب معاویة ، وقال : یا ابن سعد ممّن أخذت هذا ؟ وعمّن رویته ؟ وعمّن سمعته ؟ أبوک أخبرک بذلک وعنه أخذته ؟

فقال قیس : سمعتُه وأخذتُه ممّن هو خیرٌ من أبی وأعظم حقّاً من أبی. قال : من ؟

قال : علیُّ بن أبی طالب عالم هذه الأمّة وصِدِّیقها الذی أنزل الله فیه (قُلْ کَفَی بِاللَّ-هِ شَهِیدًا بَیْنِی وَبَیْنَکُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْکِتَابِ)(1) فلم یَدَعْ آیةً نزلت فی علیّ علیه السلام إلّا ذکرها.

قال معاویة : فإنَّ صدِّیقها أبو بکر ، وفاروقها عمر ، والذی عنده علم الکتاب .

ص: 414


1- الرعد : 43 .

عبدالله بن سلام.

قال قیس : أحقُّ هذه(1) الأسماء وأولی بها الذی أنزل الله فیه : (أَفَمَن کَانَ عَلَی بَیِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَیَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ)(2) ، والذی نصبه رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بغدیر خُمّ ، فقال :

«من کنتُ مولاه أولی به من نفسه فعلیٌّ أولی به من نفسه» ، وفی غزوة تبوک :

«أنت منّی بمنزلة هارون من موسی إلّا أنَّه لا نبیَّ بعدی». کتاب سُلَیم الهِلالی(3).

19 - احتجاج دارمیّة الحجونیّة علی معاویة سنة (50 ، 56)

قال الزمخشری - المترجم (ص 114) - فی ربیع الأبرار فی الباب الحادی والأربعین(4) :

حجَّ معاویة ، فطلب امرأة یقال لها : دارمیّة(5) الحجونیّة من شیعة علیّ ، وکانت

سوداء ضخمة ، فقال : کیف حالک یا بنتَ حام ؟ فقالت : بخیر ولست بحامٍ ، إنَّما أنا

امرأة من بنی کنانة.

فقال : صدقتِ ، هل تعلمین لِمَ دعوتُکِ ؟ قالت : یا سبحان الله ، وإنِّی لم أعلم ف)

ص: 415


1- کذا فی المصدر أیضاً.
2- هود : 17.
3- کتاب سُلَیم بن قیس : 2 / 777 ح 26.
4- ربیع الأبرار : 2 / 599.
5- نسبة إلی (داروم) قلعة بعد غزّة للقاصد إلی مصر علی ساحل البحر ، نزل بها بنوحام ، کما یظهر من قول معاویة : یا بنت حام. والحجون مکان معروف بمکّة [معجم البلدان : 2 / 225] ، کانت دارمیّة تنزل بها ، فنسبت إلیها. (المؤلف)

الغیب. قال : لِأسألک لِمَ أحببتِ علیّاً وأبغضتِنی ، ووالیتِه وعادیتِنی ؟ قالت : أوَ تَعفِنی ؟ قال : لا.

قالت : أمّا إذا أبیتَ فإنّی أحببتُ علیّاً علی عدله فی الرعیّة ، وقَسْمه بالسویّة ، وأبغضتک علی قتال من هو أولی بالأمر منک ، وطلبک ما لیس لک ، ووالیتُ علیّاً علی

ما عَقَد له رسول الله صلی الله علیه وسلم من الولایة یوم خُمّ بمشهدٍ منک ، وحبِّه للمساکین ، وإعظامه لأهل الدین ، وعادیتُک علی سفکک الدماء ، وشقِّک العصا ، وجورک فی القضاء ، وحکمک بالهوی. الحدیث(1).

20 - احتجاج عمرو الأودی علی مناوئی

أمیر المؤمنین علیه السلام

روی مفتی الکوفة وقاضیها شریک بن عبدالله النخعی - المترجم (ص 78) - عن أبی إسحاق السبیعی - المترجم (ص 69) - عن عمرو بن میمون الأودی - المترجم (ص 69) - أنَّه ذُکر عنده علیّ بن أبی طالب أمیر المؤمنین ، فقال :

إنَّ قوماً یَنالُون منه أولئک هم وقود النار ، ولقد سمعتُ عدّة من أصحاب محمد صلی الله علیه وآله وسلم منهم : حذیفة بن الیمان ، وکعب بن عجرة ، یقول کلّ رجل منهم : لقد أُعطی علیٌّ ما لم یُعطَهُ بشرٌ : هو زوج فاطمة سیِّدة نساء الأوّلین والآخرین ، فمن رأی مثلها ؟ أو سمع أنَّه تزوّج بمثلها أحدٌ فی الأوّلین والآخرین ؟ وهو أبو الحسن والحسین سیّدا شباب أهل الجنّة من الأوّلین والآخرین ، فمن له - أیّها الناس - مثلهما ؟ ورسول الله حَمُوه وهو وصیّ رسول الله فی أهله وأزواجه ، وسُدّت الأبواب التی فی المسجد کلّها

غیر بابه ، وهو صاحب باب خیبر ، وهو صاحب الرایة یوم خیبر ، وتفل رسول الله ف)

ص: 416


1- یوجد هذا الاحتجاج بألفاظ أخری فی بلاغات النساء : ص 72 [ص 105] ، والعقد الفرید : 1 / 162 [1 / 222] ، وصبح الأعشی : 1 / 259 [1 / 306]. (المؤلف)

- یومئذٍ - فی عینیه وهو أرمد ، فما اشتکاهما من بعدُ ، ولا وجد حَرّاً ولا برداً بعد یوم ذلک ، وهو صاحب یوم الغدیر إذْ نوّهَ رسول الله باسمه وألزم أمّته ولایته وعرّفهم بخطره ، وبیَّن لهم مکانه ، فقال :

«أیّها الناس من أولی بکم من أنفسکم ؟» قالوا : الله ورسوله أعلم.

قال : «فمن کنتُ مولاه فهذا علیٌّ مولاه». الکلام.

21 - احتجاج عمر بن عبدالعزیز الخلیفة الأمویِّ المتوفّی (101)

روی الحافظ أبو نعیم فی حلیة الأولیاء (5 / 364) عن أبی بکر محمد التستری عن یعقوب ، وعن عمر بن محمد السریّ - المتوفّی (378) - عن ابن أبی داود ، قالا : حدّثنا عمر بن شبّة ، عن عیسی ، عن یزید بن عمر بن مورق قال :

کنت بالشام وعمر بن عبدالعزیز یعطی الناس ، فتقدّمتُ إلیه ، فقال لی : ممّن أنت ؟ قلت : من قریش. قال : من أیِّ قریش ؟ قلت : من بنی هاشم [قال : من أیّ بنی هاشم ؟](1) قال : فسکتُّ. فقال : من أیِّ بنی هاشم ؟ قلت : مولی علیّ. قال : من علیّ ؟

فسکتُّ ، قال : فوضع یده علی صدره ، فقال : وأنا والله مولی علیّ بن أبی طالب - کرّم الله وجهه.

ثمّ قال : حدّثنی عدّة أنَّهم سمِعوا النبیّ صلی الله علیه وسلم یقول : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه».

ثمّ قال : یا مزاحم(2) کم تُعطی أمثاله ؟ قال : مائة أو مائتی درهم. قال : أعطه خمسین دیناراً. ف)

ص: 417


1- ما بین المعقوفین غیر موجود فی طبعتی (الغدیر) ، وأثبتناه من المصدر.
2- مزاحم بن أبی مزاحم المکّی مولی عمر بن عبدالعزیز ، وثّقه ابن حبّان [الثقات 7 / 511]. (المؤلف)

وقال ابن أبی داود : ستّین دیناراً لولایته علیَّ بن أبی طالب. ثمّ قال : إلحق ببلدک ، فسیأتیک مثلُ ما یأتی نظراءک(1).

وأخرجه أبو الفرج فی الأغانی(2) (8 / 156) من طریق عمر بن شبّة ، عن عیسی بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علیّ ، عن یزید بن عیسی بن مورق.

وأخرجه ابن عساکر فی تاریخه(3) (5 / 320) عن رزیق القرشیّ المدنیّ مولی

أمیر المؤمنین علیِّ بن أبی طالب.

ورواه الحمّوئی فی فرائد السمطین فی الباب العاشر(4) عن شیخه أبی عبدالله بن یعقوب الحنبلی بإسناده عن الحافظ أبی نعیم بالسند واللفظ المذکورین ، وذکره الحافظ

جمال الدین الزرندی فی نظم درر السمطین(5) ، والسمهودی فی جواهر العقدین(6) ، عن یزید بن عمرو بن مرزوق - فیه تصحیف.

22 - احتجاج المأمون الخلیفة علی الفقهاء

بحدیث الغدیر

روی أبو عمر بن عبدربِّه - المترجم (ص 102) - فی العقد الفرید(7) (3 / 42) عن إسحاق بن إبراهیم بن إسماعیل بن حمّاد بن زید قال : بعث إلیّ یحیی بن أکثم وإلی

عدّة من أصحابی وهو - یومئذٍ - قاضی القضاة ، فقال : 1.

ص: 418


1- فی نسخة الحلیة أغلاط لاتخفی علی من راجع ، فقد صحّحناها من لفظ الحمّوئی. (المؤلف)
2- الأغانی : 9 / 301.
3- تاریخ مدینة دمشق : 6 / 251.
4- فرائد السمطین : 1 / 66 ح 32.
5- نظم درر السمطین : ص 112.
6- جواهر العقدین : الورقة 303.
7- العقد الفرید : 5 / 56 - 61.

إنَّ أمیر المؤمنین أمرنی أن أُحضر معی غداً مع الفجر أربعین رجلاً ، کلّهم فقیهٌ یفقه ما یُقال له ، ویحسن الجواب ، فسمّوا من تظنّونه یصلح لِما یطلب أمیر المؤمنین ، فسمّینا له عدّة ، وذکر هو عدّة ، حتی تمّ العدد الذی أراد ، وکتب تسمیة القوم وأمر بالبکور فی السحر ، وبعث إلی من یحضر فأمره بذلک ، فغدونا علیه قبل طلوع الفجر ، فوجدناه قد لبس ثیابه وهو جالس ینتظرنا ، فرکب ورکبنا معه حتی صرنا إلی الباب ، فإذا بخادم واقف ، فلمّا نظر إلینا قال : یا أبا محمد أمیر المؤمنین ینتظرک ، فأُدخِلنا ، فأمرنا بالصلاة فأخذنا فیها ، فلم نستتمّها حتی خرج الرسول ، فقال : ادخلوا ، فدخلنا فإذا أمیر المؤمنین جالس علی فراشه ... إلی أن قال :

ثمّ قال : إنّی لم أبعث فیکم لهذا ، ولکنّنی أحببتُ أن أبسطکم أنَّ أمیر المؤمنین أراد مناظرتکم فی مذهبه الذی هو علیه ، والذی یدین الله به. قلنا : فلیفعل أمیر المؤمنین وفّقه الله.

فقال : إنَّ أمیر المؤمنین یَدین الله علی أنَّ علیّ بن أبی طالب خیر خلفاء الله بعد رسول الله صلی الله علیه وسلم ، وأولی الناس بالخلافة له.

قال إسحاق : فقلت : یا أمیر المؤمنین إنَّ فینا من لا یعرف ما ذکر أمیر المؤمنین فی علیّ ، وقد دعانا أمیر المؤمنین للمناظرة.

فقال : یا إسحاق اختر ، إن شئت سألتک أسألک ، وإن شئت أن تسأل فقل.

قال إسحاق : فاغتنمتها منه ، فقلت : بل أسألک یا أمیر المؤمنین. قال : سل.

قلت : من أین قال أمیر المؤمنین : إنَّ علیّ بن أبی طالب أفضل الناس بعد رسول الله وأحقّهم بالخلافة بعده ؟

قال : یا إسحاق خبِّرنی عن الناس بِمَ یتفاضلون ؛ حتی یُقال : فلانٌ أفضل من فلان ؟ قلت : بالأعمال الصالحة. قال : صدقت.

ص: 419

قال : فأخبرنی عمّن فضل صاحبه علی عهد رسول الله صلی الله علیه وسلم ، ثمّ إنَّ المفضول إن عمل بعد وفاة رسول الله بأفضل من عمل الفاضل علی عهد رسول الله أیلحق به ؟ قال : فأطرقت ، فقال لی : یا إسحاق لا تقل : نعم ؛ فإنّک إن قلت : نعم ، أوجدتک فی

دهرنا هذا من هو أکثر منه جهاداً وحجّاً وصیاماً وصلاةً وصدقةً. فقلت : أجل ، یا أمیر المؤمنین لا یلحق المفضول علی عهد رسول الله صلی الله علیه وسلم الفاضل أبداً.

قال : یا إسحاق هل تروی حدیث الولایة ؟ قلت : نعم ؛ یا أمیر المؤمنین. قال : اروِه ، ففعلت. قال : یا إسحاق أرأیت هذا الحدیث هل أوجب علی أبی بکر وعمر ما لم یوجب لهما علیه ؟ قلت : إنَّ الناس ذکروا أنَّ الحدیث إنَّما کان بسبب زید بن حارثة لشیء جری بینه وبین علیّ ، وأنکر ولاء علیّ ، فقال رسول الله صلی الله علیه وسلم : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

قال : فی أیّ موضع قال هذا ؟ ألیس بعد منصرفه من حجّة الوداع ؟ قلت : أجل.

قال : فإنّ قتل زید بن حارثة قبل الغدیر ، کیف رضیتَ لنفسک بهذا ؟!

أخبرنی لو رأیت ابناً لک قد أتت علیه خمس عشرة سنة یقول : مولای مولی ابن عمّی ، أیّها الناس فاعلموا ذلک. أکنت منکراً ذلک علیه تعریفه الناس ما لا ینکرون ولا یجهلون ؟

فقلت : أللّهمّ نعم. قال : یا إسحاق أفتنزِّه ابنک عمّا لا تنزِّه عنه رسول الله صلی الله علیه وسلم ؟

ویحکم لا تجعلوا فقهاءکم أربابکم ، إنَّ الله - جلَّ ذکره - قال فی کتابه : (اتَّخَذُوا

أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّ-هِ ...)(1) ، ولم یصلّوا لهم ولا صاموا ولا زعموا أنَّهم أرباب ، ولکن أمروهم فأطاعوا أمرهم(2). ف)

ص: 420


1- التوبة : 31.
2- أخذنا من الحدیث محلّ الحاجة ، وهو طویل غزیر الفائدة جدّاً. (المؤلف)

وروی ابن مسکویه - المترجم (ص 108) - للمأمون الخلیفة فی تألیفه ندیم الفرید کتاباً کتبه إلی بنی هاشم ، وذکر منه قوله :

فلم یقم مع رسول الله صلی الله علیه وسلم أحد من المهاجرین کقیام علیِّ بن أبی طالب ، فإنّه آزره ووقاه بنفسه ، ونام فی مضجعه ، ثمّ لم یزل بعدُ متمسِّکاً بأطراف الثغور ، ینازل

الأبطال ، ولا یَنکُل عن قِرْن ، ولا یُولّی عن جیش ، منیع القلب ، یؤمَّر علی الجمیع ، ولا یؤمَّر علیه أحدٌ ، أشدّ الناس وطأةً علی المشرکین ، وأعظمهم جهاداً فی الله ،

وأفقههم فی دین الله ، وأقرأهم لکتاب الله ، وأعرفهم بالحلال والحرام ، وهو صاحب الولایة فی حدیث غدیر خُمّ. وصاحب قوله صلی الله علیه وسلم : «أنت منّی بمنزلة هارون من موسی إلّا أنَّه لا نبیّ بعدی»(1).

کلمة المسعودی :

قال أبو الحسن المسعودیّ الشافعیّ - المترجم (ص 103) - فی مروج الذهب(2) (2 / 49) :

والأشیاء التی استحقَّ بها أصحاب رسول الله صلی الله علیه وسلم الفضل هی السبق إلی الإیمان والهجرة ، والنصرة لرسول الله صلی الله علیه وسلم والقربی منه ، والقناعة ، وبذل النفس له ، والعلم بالکتاب والتنزیل ، والجهاد فی سبیل الله ، والورع ، والزهد ، والقضاء ، والحکم ، والعفّة ، والعلم ، وکلُّ ذلک لعلیّ علیه السلام منه النصیب الأوفر والحظّ الأکبر ، إلی ما ینفرد به من قول رسول الله صلی الله علیه وسلم حین آخی بین أصحابه : «أنت أخی» ، وهو صلی الله علیه وسلم لا ضدَّ له ولا ندّ.

وقوله - صلوات الله علیه - : «أنت منِّی بمنزلة هارون من موسی إلّا أنَّه لا نبیّ 5.

ص: 421


1- ینابیع المودّة : ص 484 [3 / 157 باب 92] ، والعبقات : 1 / 147 [6 / 285 ، وفی نفحات الأزهار : 8 / 119 رقم 68]. (المؤلف)
2- مروج الذهب : 2 / 445.

بعدی» ، وقوله علیه الصلاة والسلام : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

ثمّ دعاؤه علیه السلام وقد قدّم إلیه أنس الطائر : «أللّهمّ أدْخِلْ إلیَّ أحبّ خلقک إلیک یأکل معی من هذا الطائر» ، فدخل علیه علیٌّ ... الکلام.

(إِنَّ هَ-ذِهِ تَذْکِرَةٌ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَی رَبِّهِ سَبِیلًا)(1) 9.

ص: 422


1- المزمِّل : 19.

الغدیر فی الکتاب العزیز

سلف الإیعاز منّا إلی أنَّ المولی سبحانه شاء أن یبقی حدیث الغدیر غضّاً طریّاً لا یُبلیه المَلَوان(1) ، ولا یأتی علی جِدَّته مَرُّ الحقب والأعوام ، فأنزل حوله آیات ناصعة البیان ، ترتِّله الأمّة صباحاً ومساءً ، فکأنّه سبحانه فی کلّ ترتیلة لآیٍ منها یَلفت نظر القارئ ، وینکت فی قلبه ، أو ینقر فی أُذُنه ما یجب علیه أن یدین الله تعالی به فی باب خلافته الکبری ، فمن الآیات الکریمة قوله تعالی فی سورة المائدة :

(یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّ-هُ

یَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ)(2).

نزلت هذه الآیة الشریفة یوم الثامن عشر من ذی الحجّة سنة حجّة الوداع (10 ه) لمّا بلغ النبیُّ الأعظم صلی الله علیه وآله وسلم غدیرَ خمّ ، فأتاه جبرئیل بها علی خمس ساعات مضت من النهار ، فقال :

یا محمد إنَّ الله یُقرِئک السلام ، ویقول لک : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ) فی علیٍّ (وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) الآیة.

وکان أوائل القوم - وهم مائة ألف أو یزیدون - قریباً من الجُحفة فأمره أن یردّ 7.

ص: 423


1- المَلَوان : اللیل والنهار.
2- المائدة : 67.

من تقدّم منهم ، ویحبس من تأخَّر عنهم فی ذلک المکان ، وأن یُقیم علیّاً علیه السلام عَلَماً للناس ، ویبلِّغهم ما أنزل الله فیه ، وأخبره بأنَّ الله عزوجل قد عصمه من الناس. وما ذکرناه من المتسالم علیه عند أصحابنا الإمامیة ، غیرَ أنَّا نحتجُّ فی المقام بأحادیث أهل السنّة فی ذلک ، فإلیک البیان :

1 - الحافظ أبو جعفر محمد بن جریر الطبری : المتوفّی (310) ، المترجم (ص 100).

أخرج بإسناده - فی کتاب الولایة فی طرق حدیث الغدیر - عن زید بن أرقم ، قال :

لَمّا نزل النبیّ صلی الله علیه وسلم بغدیر خُمّ فی رجوعه من حجّة الوداع ، وکان فی وقت الضحی وحرّ شدید ، أمر بالدوحات فقُمَّت ، ونادی الصلاة جامعة ، فاجتمعنا فخطب خطبة بالغة ، ثمّ قال :

«إنَّ الله تعالی أنزل إلیَّ : (بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّ-هُ یَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ) ، وقد أمرنی جبرئیل عن ربِّی أن أقوم فی هذا المشهد ، وأُعلم کلَّ أبیض وأسود : أنَّ علیَّ بن أبی طالب أخی ووصیّی وخلیفتی والإمام بعدی ، فسألت جبرئیل أن یستعفیَ لی ربِّی ؛ لعلمی بقلّة المتّقین ، وکثرة المُؤذینَ لی ، واللائمین لکثرةِ ملازمتی لعلیٍّ ، وشدّة إقبالی علیه ، حتی سَمَّونی أُذُناً ، فقال تعالی : (وَمِنْهُمُ الَّذِینَ یُؤْذُونَ النَّبِیَّ وَیَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَیْرٍ لَّکُمْ ...)(1) ، ولو شئت أن أُسمِّیَهم وأدلَّ علیهم لفعلتُ ، ولکنّی بسترهم قد تکرّمتُ ، فلم یرضَ الله إلّا بتبلیغی فیه.

فاعلموا معاشرَ الناس ذلک ؛ فإنّ الله قد نصبه لکم ولیّاً وإماماً ، وفرض طاعته علی کلّ أحد ، ماضٍ حکمه ، جائز قوله ، ملعونٌ من خالفه ، مرحومٌ من صدّقه ، اسمعوا وأَطیعوا ، فإنَّ اللهَ مولاکم وعلیٌّ إمامکم ، ثمَّ الإمامة فی ولدی من صلبه إلی 1.

ص: 424


1- التوبة : 61.

القیامة ، لا حلال إلّا ما أحلّه الله ورسوله ، ولا حرام إلّا ما حرّم الله ورسوله وهم ، فما من علم إلّا وقد أحصاه الله فیَّ ، ونقلتُه إلیه ، فلا تضلّوا عنه ، ولا تستنکفوا منه ، فهو الذی یهدی إلی الحقِّ ویعمل به ، لن یتوبَ الله علی أحد أنکره ، ولن یغفر له ، حتماً علی الله أن یفعل ذلک أن یعذِّبه عذاباً نُکراً أبد الآبدین ، فهو أفضل الناس بعدی ما نزل الرزق وبقی الخلق ، ملعونٌ من خالفه ، قولی عن جبرئیل عن الله ، فلتنظر نفسٌ ما قدّمت لغد.

إفهموا محکم القرآن ، ولا تتّبِعوا مُتشابهه ، ولن یفسِّر ذلک لکم إلّا من أنا آخذٌ بیده وشائلٌ بعَضُده ومُعلِمکم : أنَّ من کنتُ مولاه فهذا - فعلیٌّ - مولاه ، وموالاته من الله عزّ وجلّ أنزلها علیَّ.

ألا وقد أدّیتُ ، ألا وقد بلّغتُ ، ألا وقد أسمعتُ ، ألا وقد أوضحتُ ، لا تحلُّ إمرةُ المؤمنین بعدی لأحد غیره.

ثمّ رفعه إلی السماء حتی صارت رجله مع رکبة النبیّ صلی الله علیه وسلم وقال :

معاشرَ الناس هذا أخی ووصیّی وواعی علمی وخلیفتی علی من آمن بی وعلی تفسیر کتاب ربّی - وفی روایة - : أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، والعَنْ من أنکره ، واغضَبْ علی من جحد حقّه ، أللّهمّ إنَّک أنزلت عند تبیین ذلک فی علیٍّ (الْیَوْمَ

أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ) بإمامته ، فمن لم یأتمَّ به وبمن کان من ولدی من صلبه إلی القیامة ، فأولئک حبطت أعمالهم وفی النار هم خالدون.

إنَّ إبلیس أخرج آدم علیه السلام من الجنّة ، مع کونه صفوة الله ، بالحسد ، فلا تحسدوا فتحبطَ أعمالُکم وتزلَّ أقدامکم ، فی علیّ نزلت سورة (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِی خُسْرٍ)

ص: 425

معاشرَ الناس آمنوا بِالله ورسوله والنور الذی أُنزِل معه (مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَی أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ کَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ)(1). النور من الله فیَّ ، ثمَّ فی علیٍّ ، ثمَّ فی النسل منه إلی القائم المهدیّ.

معاشرَ الناس سیکون من بعدی أئمّة یدعون إلی النار ویوم القیامة لا یُنصرون ، وإنَّ الله وأنا بریئان منهم ، إنَّهم وأنصارهم وأتباعهم فی الدرک الأسفل من النار ، وسیجعلونها ملکاً اغتصاباً ، فعندها یُفرغ لکم أیُّها الثَّقَلان ، و (یُرْسَلُ عَلَیْکُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ)(2) ...» ضیاء العالمین.

2 - الحافظ ابن أبی حاتم أبو محمد الحنظلی ، الرازی : المتوفّی (327) ، المترجم (ص 101).

أخرج بإسناده عن أبی سعید الخُدری : أنَّ الآیة نزلت علی رسول الله صلی الله علیه وسلم یوم غدیر خُمّ فی علیّ بن أبی طالب(1).

3 - الحافظ أبو عبدالله المحاملی : المتوفّی (330) ، المترجم (ص 102).

أخرج فی أمالیه بإسناده عن ابن عبّاس حدیثاً مرَّ (ص 51) ، وفیه :

حتی إذا کان رسول الله بغدیر خُمّ أنزل الله عزوجل : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ) الآیة ، فقام منادٍ فنادی الصلاة جامعة .... (2)

4 - الحافظ أبو بکر الفارسی ، الشیرازی : المتوفّی (407 ، 411) ، المترجم (ص 108).

روی فی کتابه ما نزل من القرآن فی أمیر المؤمنین ، بالإسناد عن ابن عبّاس : ف)

ص: 426


1- النساء : 47.
2- الدرّ المنثور : 2 / 298 [3 / 117] ، وفتح القدیر : 2 / 57 [2 / 60]. (المؤلف)

أنَّ الآیة نزلت یوم غدیر خُمّ فی علیّ بن أبی طالب.

5 - الحافظ ابن مردویه : المولود (323) والمتوفّی (410) ، المترجم (ص 108).

أخرج بإسناده عن أبی سعید الخُدریّ : أنَّها نزلت یوم غدیر خُمّ فی علیِّ بن أبی طالب.

وبإسناد آخر عن ابن مسعود أنَّه قال : کنّا نقرأ علی عهد رسول الله صلی الله علیه وسلم (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ إنَّ علیّاً مولی المؤمنین وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّ-هُ یَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ)(1).

وروی بإسناده عن ابن عبّاس قال : لَمّا أمر اللهُ رسوله صلی الله علیه وآله وسلم أن یقوم بعلیٍّ ، فیقول له ما قال.

فقال : «یا ربّ إنَّ قومی حدیثو عهد بجاهلیّة» ، ثمّ مضی بحجِّه ، فلمّا أقبل راجعاً نزل بغدیر خُمّ أنزل الله علیه : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ ...) الآیة.

فأخذ بعَضُدِ علیٍّ ، ثمّ خرج إلی الناس ، فقال : «أیُّها الناس ألستُ أولی بکم من أنفسکم ؟ قالوا : بلی یا رسول الله.

قال : أللّهمّ من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه. أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وأعنْ من أعانه ، واخذُلْ من خذله ، وانصُرْ من نصره ، وأحبَّ من أحبَّه ، وأبغض من أبغضه».

قال ابن عبّاس : فوجبت - والله - فی رقاب القوم.

وقال حسّان بن ثابت : ف)

ص: 427


1- روی الحدیثین عنه السیوطی فی الدرّ المنثور : 2 / 298 ، والشوکانی فی فتح القدیر ، والإربلی فی کشف الغمّة : ص 94 [1 / 326] عنه ، عن زِرّ ، عن ابن مسعود. (المؤلف)

یُنادِیهُمُ یومَ الغدیرِ نَبیُّهُمْ

بخُمٍّ وأَسمِعْ بالرّسولِ مُنادیا

یقولُ : فمَن مَولاکُمُ وولیُّکُمْ

فقالوا ولم یُبدوا هُناک التعامیا

إلهُک مولانا وأنتَ ولیُّنا

ولم تَرَ منّا فی الولایةِ عاصیا

فقال له : قمْ یا علیُّ فإنّنی

رَضِیتُکَ من بعدی إماماً وهادیا

وروی عن زید بن علیّ أنَّه قال :

لمّا جاء جبرئیل بأمر الولایة ضاق النبیُّ صلی الله علیه وآله وسلم بذلک ذرعاً وقال : «قومی حدیثو عهدٍ بالجاهلیّة» ، فنزلت الآیة ... کشف الغمّة(1) (ص 94).

6 - أبو إسحاق الثعلبیّ ، النیسابوریّ : المتوفّی (427 ، 437) المترجم (ص 109).

روی فی تفسیره(2) - الکشف والبیان - عن أبی جعفر محمد بن علیّ - الإمام الباقر علیه السلام - :

«أنَّ معناها : بلِّغ ما أُنزِل إلیک من ربِّک فی فضل علیٍّ ، فلمّا نزلت أخذ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بید علیّ ، فقال : من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه».

وقال : أخبرنی أبو محمد عبدالله بن محمد القاینی ، أخبرنا أبو الحسین محمد بن عثمان النصیبی ، أخبرنا أبو بکر محمد بن الحسن السبیعی ، أخبرنا علیّ بن محمد الدهّان والحسین بن إبراهیم الجصّاص ، أخبرنا حسین بن حکم ، أخبرنا حسن بن حسین ، عن حبّان عن الکلبی ، عن أبی صالح ، عن ابن عبّاس فی قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ ...) الآیة ، قال : نزلت فی علیٍّ ، أُمِر النبیُّ صلی الله علیه وآله وسلم أن یُبلِّغ فیه ، فأخذ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بید علیّ ، فقال : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ مَن عاداه»(3).ئف

ص: 428


1- کشف الغمّة : 1 / 324.
2- الکشف والبیان : الورقة 234 سورة المائدة : الآیة 67.
3- روی الحدیثین عنه ابن بطریق فی العمدة : ص 49 [ص 100] ، والسیّد ابن طاووس فی الطرائف

7 - الحافظ أبو نعیم الأصبهانیّ : المتوفّی (430) ، المترجم (ص 109).

روی فی تألیفه ما نزل من القرآن فی علیّ(1) : عن أبی بکر بن خلّاد ، عن محمد ابن عثمان بن أبی شیبة ، عن إبراهیم بن محمد بن میمون ، عن علیّ بن عابس ، عن أبی الجحاف والأعمش ، عن عطیة ، قال :

نزلت هذه الآیة علی رسول الله صلی الله علیه وسلم فی علیٍّ یوم غدیر خمّ. الخصائص(2) [لابن البطریق] (ص 29).

8 - أبو الحسن الواحدیّ ، النیسابوریّ : المتوفّی (468) ، المترجم (ص 111).

روی فی أسباب النزول(3) (ص 150) عن أبی سعید محمد بن علیّ الصفّار ، عن الحسن بن أحمد المخلدی ، عن محمد بن حمدون بن خالد ، عن محمد بن إبراهیم الحلوانی ، عن الحسن بن حمّاد سجادة ، عن علیّ بن عابس ، عن الأعمش وأبی الجحّاف ، عن عطیّة ، عن أبی سعید الخُدریّ قال :

نزلت هذه الآیة یوم غدیر خُمّ فی علیّ بن أبی طالب رضی الله عنه.

9 - الحافظ أبو سعید السجستانیّ : المتوفّی (477) ، المترجم (ص 112).

فی کتاب الولایة بإسناده من عدّة طرق ، عن ابن عبّاس ، قال :

أُمِر رسول الله صلی الله علیه وسلم أن یبلّغ بولایة علیٍّ فأنزل الله عزوجل : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ) الآیة ، فلمّا کان یوم غدیر خُمّ قام ، فحمد الله وأثنی علیه ، 5.

ص: 429


1- ما نزل من القرآن فی علیّ علیه السلام : ص 86.
2- خصائص الوحی المبین : ص 53 ح 21.
3- أسباب النزول : ص 135.

وقال صلی الله علیه وسلم : «ألست أولی بکم من أنفسکم ؟ قالوا : بلی یا رسول الله.

قال صلی الله علیه وسلم : فمن کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وأحبَّ من أحبّه ، وأبغضْ من أبغضه ، وانصُرْ من نصره ، وأعزَّ من أعزّه ، وأعِنْ من أعانه». الطرائف(1).

10 - الحافظ الحاکم الحَسّکانی ، أبو القاسم : المترجم (ص 112).

روی فی شواهد التنزیل لقواعد التفضیل والتأویل(2) بإسناده ، عن الکلبی ، عن أبی صالح ، عن ابن عبّاس وجابر الأنصاری ، قالا :

أمر الله تعالی محمداً صلی الله علیه وسلم أن ینصب علیّاً للناس ، فیخبرهم بولایته فتخوّف النبیّ أن یقولوا : حابی ابن عمِّه ، وأن یطعنوا فی ذلک علیه ، فأوحی الله (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ) الآیة ، فقام رسول الله صلی الله علیه وسلم بولایته یوم غدیر خُمّ. مجمع البیان(3) (2 / 223).

11 - الحافظ أبوالقاسم بن عساکر ، الشافعیّ : المتوفّی (571) ، المترجم (ص 116).

أخرج بإسناده عن أبی سعید الخُدری(4) : أنَّها نزلت یوم غدیر خُمّ فی علیّ بن أبی طالب(5).

12 - أبو الفتح النطنزیّ : المترجم (ص 115).

أخرج فی الخصائص العلویّة بإسناده عن الإمامین محمد بن علیّ الباقر وجعفر ف)

ص: 430


1- الطرائف : 1 / 121 ح 184 و 185.
2- شواهد التنزیل : 1 / 255 ح 249.
3- مجمع البیان : 3 / 344.
4- تاریخ مدینة دمشق : 12 / 237. وفی ترجمة الإمام علیّ بن أبی طالب من تاریخ دمشق - الطبعة المحقّقة - : 2 / 86 ح 589.
5- الدرّ المنثور : 2 / 298 [3 / 117] وفتح القدیر : 2 / 57 [2 / 60]. (المؤلف)

ابن محمد الصادق - صلوات الله علیهم - قالا :

«نزلت هذه الآیة یوم غدیر خمّ». ضیاء العالمین.

13 - أبو عبدالله فخر الدین الرازیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (606) ، المترجم (ص 118).

قال فی تفسیره الکبیر(1) (3 / 636) :

العاشر(2) : نزلت الآیة فی فضل علیّ ولمّا نزلت هذه الآیة أخذ بیده وقال : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

فلقیه عمر رضی الله عنه فقال : هنیئاً لک یا ابن أبی طالب ، أصبحت مولای ومولی کلِّ مؤمن ومؤمنة.

وهو قول ابن عبّاس ، والبراء بن عازب ، ومحمد بن علیّ.

14 - أبو سالم النصیبیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (652) ، تأتی ترجمته فی شعراء القرن السابع. قال فی مطالب السؤول (ص 16) :

نقل الإمام أبو الحسن علیّ الواحدیّ فی کتابه المسمّی بأسباب النزول(3) یرفعه بسنده إلی أبی سعید الخدریّ رضی الله عنه قال : نزلت هذه الآیة یوم غدیر خُمّ فی علیِّ بن أبی طالب.

15 - الحافظ عزّ الدین الرَّسْعَنیّ(4) ، الموصلیّ ، الحنبلیّ : المولود (589) والمتوفّی (661) ، المترجم (ص 121). ف)

ص: 431


1- التفسیر الکبیر : 12 / 49.
2- من أسباب نزول الآیة ، وسیوافیک الکلام علیها. (المؤلف)
3- أسباب النزول : ص 135.
4- بفتح المهملة ، وسکون السین ، وفتح المهملة الثالثة ، ثمّ النون : نسبة إلی مدینة رأس عین بدیار بکر یخرج منها ماء دجلة [معجم البلدان : 3 / 13]. شرح المواهب : 7 / 14. (المؤلف)

روی فی تفسیره - مرّ الثناء علیه - عن الذهبی ، عن ابن عبّاس رضی الله عنه ، قال : لَمّا نزلت هذه الآیة أخذ النبیُّ بید علیٍّ فقال : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه»(1).

16 - شیخ الإسلام أبو إسحاق الحمّوئیّ : المتوفّی (722) ، المترجم (ص 123).

أخرج فی فرائد السمطین(2) عن مشایخه الثلاثة : السیّد برهان الدین إبراهیم ابن عمر الحسینی المدنی ، والشیخ الإمام مجد الدین عبدالله بن محمود الموصلی ، وبدر

الدین محمد بن محمد بن أسعد البخاری بإسنادهم عن أبی هریرة : أنَّ الآیة نزلت فی علیٍّ.

17 - السیّد علیّ الهمدانی : المتوفّی (786) ، المترجم (ص 127).

قال فی مودّة القربی(3) : عن البراء بن عازب رضی الله عنه قال :

أقبلتُ مع رسول الله صلی الله علیه وسلم فی حجّة الوداع ، فلمّا کان بغدیر خُمّ نودی : الصلاة جامعة ، فجلس رسول الله صلی الله علیه وسلم تحت شجرة ، وأخذ بید علیٍّ ، وقال : «ألستُ أولی بالمؤمنین من أنفسهم ؟ قالوا : بلی یا رسول الله.

فقال : ألا من أنا مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

فلقیه عمر رضی الله عنه فقال : هنیئاً لک یا علیّ بن أبی طالب ، أصبحت مولای ومولی کلِّ مؤمن ومؤمنة. ة.

ص: 432


1- نقله عنه البَدَخشانی فی مفتاح النجا فی مناقب آل العبا [ص 34 باب 3 فصل 11] ، وزمیله الإربلی فی کشف الغمّة : ص 92 [1 / 325] مرفوعاً إلی ابن عبّاس ومحمد بن علیّ الباقر علیه السلام. ثمّ قال فی ص 96 [1 / 332] : کان صدیقنا ، وکنّا نعرفه ، وکان حنبلیّ المذهب. وقال فی ص 25 [1 / 84] : کان رجلاً فاضلاً أدیباً ، حسن المعاشرة ، حلو الحدیث ، فصیح العبارة ، اجتمعتُ به فی الموصل. (المؤلف)
2- فرائد السمطین : 1 / 158 ح 120.
3- اُنظر : المودّة الخامسة.

وفیه نزلت : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ) الآیة.

18 - بدر الدین العینیّ ، الحنفیّ : المولود (762) والمتوفّی (855) ، المترجم (ص 131).

ذکر فی عمدة القاری فی شرح صحیح البخاری(1) (8 / 584) فی قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ) عن الحافظ الواحدی ما مرّ عنه من حدیث حسن بن حمّاد سجادة سنداً ومتناً ، ثمّ حکی عن مقاتل والزمخشری بعض الوجوه الأخری المذکورة فی سبب نزول الآیة ، فقال : قال أبو جعفر محمد بن علیّ بن الحسین :

«معناه بلِّغ ما أُنزِلَ إلَیکَ من ربِّک فی فضلِ علیِّ بن أبی طالب رضی الله عنه ، فلمّا نزلت هذه الآیة أخذ بید علیٍّ ، وقال : من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه».

19 - نور الدین بن الصبّاغ المالکیّ ، المکیّ : المتوفّی (855) ، المترجم (ص 131).

ذکر فی الفصول المهمّة(2) (ص 27) ما رواه الواحدی فی أسباب النزول من حدیث أبی سعید.

20 - نظام الدین القمّی ، النیسابوریّ : قال فی تفسیره(3) السائر الدائر (6 / 170) :

عن أبی سعید الخُدری : أنَّها نزلت فی فضل علیّ بن أبی طالب رضی الله عنه فأخذ رسول الله صلی الله علیه وسلم بیده ، وقال : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

فلقیه عمر وقال : هنیئاً لک یا ابن أبی طالب ، أصبحت مولای ومولی کلِّ مؤمن ومؤمنة. 4.

ص: 433


1- عمدة القاری فی شرح صحیح البخاری : 18 / 206.
2- الفصول المهمة : ص 42.
3- غرائب القرآن ورغائب الفرقان : 6 / 194.

وهو قول ابن عبّاس والبراء بن عازب ومحمد بن علیّ. ثمّ ذکر أقوالاً أُخر فی سبب نزولها.

21 - کمال الدین المیبذی : المتوفّی بعد (908) ، المذکور (ص 133).

قال فی شرح دیوان أمیر المؤمنین علیه السلام(1) (ص 415) : روی الثعلبی أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم قال ما قال فی غدیر خُمّ بعد ما نزل علیه قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ) ، ولا یخفی علی أهل التوفیق أن قوله تعالی : (النَّبِیُّ أَوْلَی بِالْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَنفُسِهِمْ)(2) یلائم حدیث الغدیر. والله أعلم.

22 - جلال الدین السیوطیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (911) ، المترجم (ص 133).

قال فی الدرِّ المنثور(3) (2 / 298) : أخرج أبو الشیخ ، عن الحسن : أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم قال : «إنَّ الله بعثنی برسالة ، فضقتُ بها ذَرْعاً ، وعرفت أنَّ الناس مُکذِّبیّ ، فوعدنی لأُبلِّغنَّ أو لَیُعذِّبنی» ، فأنزل (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ).

وأخرج عبد بن حمید ، وابن جریر ، وابن أبی حاتم ، وأبو الشیخ ، عن مجاهد ، قال : لمّا نزلت (بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ) قال :

«یا ربِّ إنَّما أنا واحدٌ ، کیف أصنع ، یجتمع علیَّ الناس ؟» فنزلت (وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ).

وأخرج ابن أبی حاتم وابن مردویه وابن عساکر(4) عن أبی سعید الخُدری قال :

نزلت هذه الآیة (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ) علی رسول الله صلی الله علیه وسلم 9.

ص: 434


1- شرح دیوان أمیر المؤمنین : ص 406.
2- الأحزاب : 6.
3- الدرّ المنثور : 3 / 116.
4- تاریخ مدینة دمشق : 12 / 237 ، وفی ترجمة الإمام علیّ بن أبی طالب من تاریخ دمشق - الطبعة المحقّقة - : 2 / 86 ح 589.

یوم غدیر خُمّ فی علیّ بن أبی طالب.

وأخرج ابن مردویه عن ابن مسعود قال : کنّا نقرأ علی عهد رسول الله صلی الله علیه وسلم (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ أنَّ علیّاً مولی المؤمنین وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّ-هُ یَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ).

23 - السیّد عبدالوهاب البخاریّ : المولود (869) والمتوفّی (932) ، المترجم (ص 134) فی تفسیره عند قوله تعالی : (قُل لَّا أَسْأَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبَی)(1) قال :

عن البراء بن عازب رضی الله عنه ، قال فی قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ) : أی بلِّغ من فضائل علیٍّ ، نزلت فی غدیر خُمّ ، فخطب رسول الله صلی الله علیه وسلم ثمّ قال : «من کنتُ مولاه فهذا علیٌّ مولاه».

فقال عمر رضی الله عنه : بخٍ بخٍ یا علیُّ ، أصبحت مولای ومولی کلّ مؤمن ومؤمنة.

رواه أبو نعیم(2) ، وذکره - أیضاً - الثعالبیُّ فی کتابه(3).

24 - السیّد جمال الدین الشیرازیّ : المتوفّی (1000) کما مرّ (ص 137).

روی فی أربعینه نزول الآیة فی غدیر خُمّ عن ابن عبّاس بلفظٍ مرّ فی (ص 52).

25 - محمد محبوب العالم : المذکور (ص 140).

حکی فی تفسیره الشهیر بتفسیر شاهی ما مرَّ عن تفسیر نظام الدین النیسابوری.

26 - میرزا محمد البَدَخشانیّ : المذکور (ص 143). 8.

ص: 435


1- الشوری : 23.
2- ما نزل من القرآن فی علیّ : ص 86.
3- ثمار القلوب : ص 636رقم 1068.

قال فی مفتاح النجا(1) : الآیات النازلة فی شأن أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب - کرّم الله وجهه - کثیرة جدّاً لا أستطیع استیعابها ، فأوردت فی هذا الکتاب لُبَّها ولُبابها ... إلی أن قال :

وأخرج ابن مردویه عن زِرّ عن عبدالله رضی الله عنه قال : کنّا نقرأ علی عهد رسول الله ... وذکر إلی آخر ما مرَّ عن ابن مردویه (ص 216).

ثمّ روی من طریقه عن أبی سعید الخُدری ، وفی آخره : فنزلت (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ) ، وروی ما أخرجه الحافظ الرسعنی بلفظه المذکور (ص 221).

27 - القاضی الشوکانیّ : المتوفّی (1250) ، المترجم (ص 146) فی تفسیره فتح القدیر(2) (3 / 57) قال :

أخرج ابن أبی حاتم ، وابن مردویه ، وابن عساکر ، عن أبی سعید الخُدری قال :

نزلت هذه الآیة (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ ...) علی رسول الله یوم غدیر خُمّ فی علیّ بن أبی طالب رضی الله عنه.

وأخرج ابن مردویه ، عن ابن مسعود ، قال : کنّا نقرأ علی عهد رسول الله صلی الله علیه وسلم (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ أنَّ علیّاً مولی المؤمنین وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّ-هُ یَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ).

28 - السیّد شهاب الدین الآلوسیّ ، الشافعیّ ، البغدادیّ : المتوفّی (1270) ، المترجم (ص 147).

قال فی روح المعانی(3) (2 / 348) : زعمت الشیعة(4) أنَّ المراد من الآیة : بما ّة

ص: 436


1- مفتاح النجا : الورقة 34 - 36 باب 3 فصل 11.
2- فتح القدیر : 2 / 60.
3- روح المعانی : 6 / 192.
4- لیس قوله : زعمت الشیعة ... تخصیصاً للروایة بهم ، فقد اعترف بعد ذلک بروایة أهل السنّة

أنزل الله إلیک خلافة علیّ - کرّم الله وجهه - فقد رووا بأسانیدهم عن أبی جعفر وأبی عبدالله علیهما السلام : أنَّ الله تعالی أَوحی إلی نبیّه صلی الله علیه وسلم أن یستخلف علیّاً - کرّم الله تعالی وجهه - فکان یخاف أن یشقّ ذلک علی جماعة من أصحابه ، فأنزل الله تعالی هذه الآیة تشجیعاً له علیه السلام بما أمره بادائه.

وعن ابن عبّاس رضی الله عنه قال : نزلت هذه الآیة فی علیٍّ - کرّم اللهُ وجهَهُ - حیث أمر سبحانه أن یخبر الناس بولایته ، فتخوّف رسول الله صلی الله علیه وسلم أن یقولوا : حابی ابن عمّه ، وأن یطعنوا فی ذلک علیه ، فأوحی الله تعالی إلیه هذه الآیة ، فقامَ بولایته یوم غدیر خمّ ، وأخذ بیده ، فقال - علیه الصلاة والسلام - : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ

والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

وأخرج الجلال السیوطی فی الدرِّ المنثور(1) عن ابن أبی حاتم ، وابن مردویه ، وابن عساکر(2) راوین عن أبی سعید الخُدری قال : نزلت هذه الآیة علی رسول الله صلی الله علیه وسلم یوم غدیر خُمّ فی علیِّ بن أبی طالب - کرم الله وجهه.

وأخرج ابن مردویه عن ابن مسعود قال : کُنّا نقرأ علی عهد رسول الله صلی الله علیه وسلم (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ أنَّ علیّاً ولیُّ المؤمنین وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ).

29 - الشیخ سلیمان القندوزیّ ، الحنفی : المتوفّی (1293) ، المترجم (ص 147). 9.

ص: 437


1- الدرّ المنثور : 3 / 117.
2- تاریخ مدینة دمشق : 12 / 237 ، وفی ترجمة الإمام علیّ بن أبی طالب من تاریخ دمشق - الطبعة المحقّقة - : 2 / 86 ح 589.

قال فی ینابیع المودّة(1) (ص 120) : أخرج الثعلبی(2) عن أبی صالح ، عن ابن عبّاس ، وعن محمد الباقر رضی الله عنهما قالا :

«نزلت هذه الآیة فی علیٍّ».

أیضاً الحمّوئی فی فرائد السمطین(3) أخرجه عن أبی هریرة.

أیضاً المالکی أخرج فی الفصول المهمّة(4) عن أبی سعید الخُدری قال : نزلت

هذه الآیة فی علیٍّ فی غدیر خُمّ.

هکذا ذکره الشیخ محیی الدین النووی.

30 - الشیخ محمد عبده المصریّ : المتوفّی (1323) ، المترجم (ص 148).

قال فی تفسیر المنار (6 / 463) : روی ابن أبی حاتم وابن مردویه وابن عساکر عن أبی سعید الخُدری : أنَّها نزلت یوم غدیر خُمّ فی علیّ بن أبی طالب.

القول الفصل

هذا ما وَسِعنا من الحیطة(5) بأحادیث الباب وأقواله فی نزول الآیة الکریمة حول قصّة الغدیر.

وذکر المتوسِّعون فی النقل وجوهاً أُخَر لنزولها ، وأوّل من عرفناه ممّن ذکرها الطبری فی تفسیره(6) (6 / 198) ، ثمّ تَبِعه مَن تأخّر عنه ، وأنهاها الفخر الرازی(7) إلی 9.

ص: 438


1- ینابیع المودّة : 1 / 119 باب 39.
2- الکشف والبیان : الورقة 234 سورة المائدة : آیة 67.
3- فرائد السمطین : 1 / 158 ح 120 باب 32.
4- الفصول المهمّة : ص 42.
5- کذا.
6- جامع البیان : مج 4 / ج 6 / 307.
7- التفسیر الکبیر : 12 / 49.

تسعة أوجه ، وعاشرها ما ذکرناه فی هذا الکتاب.

أمّا ما ذکره الطبریّ : فعن ابن عبّاس : یعنی إن کتمتَ آیةً ممّا أُنزِل علیک من ربِّک لم تبلِّغ رسالتی.

وهو غیر مُنافٍ لنزولها فی قصّة الغدیر ، سواء أخذنا لفظة (آیة) فی قوله نکرة محضة ، أو نکرة مخصّصة.

فعلی الثانی یُراد بها ما نحاول إثباته بمعونة ما ذکرناه من الأحادیث والنقول.

وعلی الأوّل فهو تأکید لإنجاز ما أُمر بتبلیغه بلفظ مطلق ، ویکون حدیث الغدیر أحد المصادیق المؤکّدة.

وعن قتادة : أنَّه سیکفیه الناس ، ویعصمه منهم ، وأمره بالبلاغ.

وهو - أیضاً - غیر مضادٍّ لما نقوله ، إذ لیس فیه غیر أنَّ الله سبحانه ضمن له العصمة والکفایة فی تبلیغ أمرٍ کان یحاذر فیه اختلاف أمّته ومناکرتهم(1) له ، ولا یمتنع أن یکون ذلک الأمر هو نصّ الغدیر ، ویتعیّن ذلک بنصّ هذه الأحادیث.

وعن سعید بن جبیر ، وعبدالله بن شقیق ، ومحمد بن کعب القرظی ، وعائشة ، واللفظ لها :

کان النبیّ صلی الله علیه وسلم یُحرَس حتی نزلت هذه الآیة (وَاللَّ-هُ یَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ) قالت : فأخرج النبیُّ رأسه من القبّة فقال : «أیُّها الناس انصرفوا ؛ فإنّ الله قد عصمنی».

ولیس فیه إلّا أنَّه صلی الله علیه وآله وسلم فرّق الحرس عنه بعد نزول الوعد بالعصمة من غیر أیّ تعرّض للأمر الذی کان یخشی لأجله بادرة الناس فی هذه القصّة أو مطلقاً ، ولیس من الممتنع أن یکون ذلک مسألة یوم الغدیر ، وتعیِّنه الروایات المذکورة فی هذا الکتاب

وغیره.ة.

ص: 439


1- المُناکرة : المعاداة والمحاربة.

وذکر الطبری - أیضاً - فی سبب نزول الآیة عن القرظی : أنَّه کان النبیّ إذا نزل منزلاً اختار له أصحابه شجرة ظلیلة یَقیل تحتها ، فأتاه أعرابیّ ، فاخترط سیفه ، ثمّ

قال : من یمنعک منی ؟ قال : «الله». فرعدت ید الأعرابیّ ، وسقط السیف منها.

قال : وضرب برأسه الشجرة حتی انتثر دماغه ، فأنزل الله (وَاللَّ-هُ یَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ). انتهی.

وهو یناقض ما تقدّم من أنَّه صلی الله علیه وآله وسلم کان یحتفّ به الحرس إلی نزول الآیة ، فمن المستبعد جدّاً وصول الأعرابی إلیه وهو نائم ، والسیف معلَّق عنده ، والحرس حول قبّة النبیّ. علی أنَّ لازمَ هذا التفریقُ فی نزول الآیة ؛ فإنّه ینصّ علی أنَّ النازل بعد قصّة الأعرابی هو قوله تعالی : (وَاللَّ-هُ یَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ) ، ولا مسانخة بین هذه القصّة وصدر الآیة ، ومن المستصعب البخوع لما تفرّد به القرظی فی مثل هذا.

ولیس من المستحیل أن یکون قصّة الأعرابیّ من ولائد الاتّفاق(1) حول نصِّ الغدیر ونزول الآیة ، فحسب السذَّج أنَّها نزلت لأجلها ، وفی الحقیقة لنزولها سببٌ

عظیمٌ هو أمر الولایة الکبری ، ولم تکُ هاتیک الحادثة بمهمّة تنزل لأجلها الآیات ، وکم سبقت لها ضروب وأمثال لم یُحتفل بها ، غیرَ أنَّ المقارنة بینها وبین نصّ الولایة - علی تقدیر صحّة الروایة - أوقعت البسطاء فی الوهم.

وروی الطبریّ(2) عن ابن جریج : أنَّ النبیّ صلی الله علیه وسلم کان یهاب قریشاً ، فلمّا نزلت : (وَاللَّ-هُ یَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ) استلقی ، ثمّ قال : «من شاء فلیخذلنی». مرّتین أو ثلاثاً.

وأیّ وازعٍ من أن یکون الأمر الذی کان رسول الله صلی الله علیه وسلم یهاب قریشاً لأجله هو نصّ الخلافة ، کما فصّلته الأحادیث الآنفة ؟ فلیس هو بمضادّ لما نقوله. 8.

ص: 440


1- یرید قدس سره أنَّها ولیدة الصدفة التی حدثت عند نصّ الغدیر ونزول الآیة.
2- جامع البیان : مج 4 / ج 6 / 308.

وروی الطبریّ(1) بأربعة أسانید عن عائشة : من زعم أنَّ محمداً صلی الله علیه وسلم کتم شیئاً من کتاب الله فقد أعظم علی الله الفریة ، والله یقول : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ).

وما کانت عائشة بقولها فی صدد بیان سبب النزول ، وإنَّما احتجّت بالآیة الکریمة علی أنَّه صلی الله علیه وسلم قد أغرق نزعاً بالتبلیغ ، ولم یدَعْ آیة من الکتاب إلّا وبثّها ، وهذا ما لا یُشَکّ فیه ، ونحن نقول به قبل هذه الآیة وبعدها.

وأمّا ما حشده الرازی فی تفسیره(2) (3 / 635) من الوجوه العشرة(3) - وجعل نصَّ الغدیر عاشرها ، وقصّة الأعرابیّ المذکور فی تفسیر الطبریّ ثامنها ، وهیبة قریش مع زیادة الیهود والنصاری تاسعها ، وقد عرفت حقّ القول فیهما - فهی مراسیل مقطوعة عن الإسناد غیر معلومة القائل ، ولذا عُزی جمیعها فی تفسیر نظام الدین ف)

ص: 441


1- جامع البیان : مج 4 / ج 6 / 308.
2- التفسیر الکبیر : 12 / 49.
3- 1 - نزلت فی قصّة الرجم والقِصاص علی ما تقدّم فی قصّة الیهود. 2 - نزلت فی عیب الیهود واستهزائهم بالدین. 3 - لمّا نزلت آیة التخییر ، وهی قوله : (یَا أَیُّهَا النَّبِیُّ قُل لِّأَزْوَاجِکَ ...) الآیة ، فلم یَعْرِضْها علیهنّ خوفاً من اختیارهنّ الدنیا. 4 - نزلت فی أمر زید وزینب. 5 - نزلت فی الجهاد ، فإنّه کان یمسک أحیاناً عن حثّ المنافقین علی الجهاد. 6 - لمّا سکت النبیّ عن عیب آلهة الوثنیّین فنزلت. 7 - لمّا قال فی حجّة الوداع - بعد بیان الشرائع والمناسک - : «هل بلّغتُ ؟». قالوا : نعم. قال : «اللّهمّ فاشهد». فنزلت الآیة. 8 - نزلت فی أعرابیّ أراد قتله وهو نائم تحت شجرة. 9 - کان یهاب قریشاً والیهود والنصاری ، فأزال الله عن قلبه تلک الهیبة بالآیة. 10 - نزلت فی قصّة الغدیر. هذه ملخّص الوجوه التی ذکرها. (المؤلف)

النیسابوریّ(1) إلی القیل ، وجعل ما رُوی فی نصِّ الولایة أوّل الوجوه ، وأسنده إلی ابن عبّاس والبراء بن عازب وأبی سعید الخُدریّ ومحمد بن علیّ علیهما السلام.

والطبریّ الذی هو أقدم وأعرف بهذه الشؤون أهملها رأساً ، وهو وإن لم یذکر حدیث الولایة - أیضاً - لکنّه أفرد له کتاباً أخرجه فیه بنیِّف وسبعین طریقاً ، کما سبق ذکرُه وذکرُ من عزاه إلیه فی هذا الکتاب ، وروی هناک نزول الآیة - عندئذٍ - بإسناده عن زید بن أرقم ، والرازی نفسه لم یعتبر منها إلّا ما زاد علی روایة الطبریّ فی تاسع الوجوه من التهیّب من الیهود والنصاری ، وستقف علی حقیقة الحال فیه.

فهی غیر صالحة للاعتماد علیها ، ولا ناهضة لمجابهة الأحادیث المعتبرة السابق ذکرها التی رواها من قدّمنا ذکرهم من أعاظم العلماء کالطبریّ ، وابن أبی حاتم ، وابن

مردویه ، وابن عساکر ، وأبی نعیم ، وأبی إسحاق الثعلبیّ ، والواحدیّ ، والسجستانیّ

والحَسکانیّ ، والنطنزیّ ، والرسعنیّ وغیرهم بأسانید جمّة ، فما ظنّک بحدیث یعتبره

هؤلاء الأئمّة ؟

علی أنَّ اللائح علی غیر واحد من الوجوه - [مع] لوائح الافتعال السائد علیها - عدم التلاؤم بین سیاق الآیة وسبب النزول ، فلا یعدو جمیعها أن یکون تفسیراً بالرأی ، أو استحساناً من غیر حجّة ، أو تکثیراً لِلَّغط أمام حدیث الولایة ، فتّاً فی عضده ، وتخذیلاً عن تصدیقه ، ویأبی الله إلّا أن یتمّ نوره.

قال الرازی(2) بعد عدّ الوجوه :

إعلم أنَّ هذه الروایات وإن کثرت ، إلّا أنَّ الأولی حمله علی أنَّه تعالی آمنه من مکر الیهود والنصاری وأمره بإظهار التبلیغ من غیر مبالاة منه بهم ؛ وذلک لأنّ ما قبل هذه الآیة بکثیر وما بعدها بکثیر ، لمّا کان کلاماً مع الیهود والنصاری امتنع إلقاء هذه 0.

ص: 442


1- غرائب القرآن : 6 / 194.
2- التفسیر الکبیر : 12 / 50.

الآیة الواحدة فی البین علی وجه تکون أجنبیّة عمّا قبلها وما بعدها. انتهی .

وأنت تری أنَّ ترجیحه لهذا الوجه مجرّد استنباط منه بملاءمة سیاق الآیات من غیر استناد إلی أیّة روایة ، ونحن إذا علمنا أنَّ ترتیب الآیات فی الذکر غیر ترتیبها فی النزول نوعاً ، فلا یهمّنا مراعاة السیاق تجاه النقل الصحیح ، وتزید إخباتاً إلی ذلک بملاحظة ترتیب نزول السور المخالف لترتیبها فی القرآن ، والآیات المکیة فی السّور المدنیّة وبالعکس ، قال السیوطی فی الإتقان(1) (1 / 24) :

فصلٌ : الإجماع والنصوص المترادفة علی أنَّ ترتیب الآیات توقیفیّ لا شبهة فی ذلک ، أمّا الإجماع فنقله غیر واحد منهم : الزرکشی فی البرهان(2) ، وأبو جعفر بن الزبیر فی مناسباته ، وعبارته : ترتیب الآیات فی سورها واقع بتوقیفه صلی الله علیه وسلم وأمره من غیر خلاف فی هذا بین المسلمین.

ثمّ ذکر نصوصاً علی أنَّ النبیّ صلی الله علیه وسلم کان یلقِّن أصحابه ویعلِّمهم ما نزل علیه من القرآن علی الترتیب الذی هو الآن فی مصاحفنا بتوقیف جبرئیل إیّاه علی ذلک ، وإعلامه عند نزول کلّ آیة : أنَّ هذه الآیة تکتب عقب آیة کذا فی سورة کذا. انتهی.

علی أنَّ طبع الحال یستدعی أن یکون تهیّبه صلی الله علیه وآله وسلم من الیهود والنصاری فی أُولَیات البعثة ، وعلی فرض التنازل بعد الهجرة بیسیر ، لا فی أُخریات أیّامه التی کان یهدِّد فیها دول العالم ، وتهابه الأُمم ، وقد فتح خیبر ، واستأصل شأفة بنی قریضة والنضیر ، وعنت له الوجوه ، وخضعت له الرقاب طوعاً وکرهاً ، وفیها کانت حجّة الوداع التی نزلت فیها الآیة ، کما عرفت ذلک من الأحادیث السابقة ، ویعلمنا القرطبی فی تفسیره(3) (6 / 30) بالإجماع علی أنَّ سورة المائدة مدنیّة ثمّ نقل عن النقّاش نزولها 2.

ص: 443


1- الإتقان فی علوم القرآن : 1 / 172.
2- تفسیر البرهان : 1 / 64.
3- الجامع لأحکام القرآن : 6 / 22.

فی عام الحدیبیّة سنة (6) ، فأتبعه بالنقل عن ابن العربی : بأنّ هذا حدیثٌ موضوعٌ لا یحلُّ لمسلم اعتقاده ... إلی أن قال :

ومن هذه السورة ما نزل فی حجّة الوداع ، ومنها ما نزل عام الفتح ، وهو قوله تعالی : (وَلَا یَجْرِمَنَّکُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ ...)(1) الآیة. وکلُّ ما نزل بعد هجرة النبیّ صلی الله علیه وسلم فهو مدنی ، سواءٌ نزل بالمدینة أو فی سفر من الأسفار ، إنَّما یرسم بالمکّی ما نزل قبل

الهجرة.

وقال الخازن فی تفسیره(2) (1 / 448) : سورة المائدة نزلت بالمدینة إلّا قوله تعالی : (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ) فإنّها نزلت بعرفة فی حجّة الوداع.

وأخرجا - القرطبی والخازن - عن النبیّ صلی الله علیه وسلم قوله فی حجّة الوداع : إنَّ سورة المائدة من آخر القرآن نزولاً.

وقال السیوطی فی الإتقان(3) (1 / 20) : عن محمد بن کعب من طریق أبی عبید : إنَّ سورة المائدة نزلت فی حجّة الوداع فیما بین مکّة والمدینة.

وفی (1 / 11) : عن فضائل القرآن لابن الضریس ، عن محمد بن عبدالله بن أبی جعفر الرازی ، عن عمرو بن هارون ، عن عثمان بن عطا الخراسانی ، عن أبیه ، عن ابن عبّاس :

إنَّ أوّل ما أُنزل من القرآن : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّکَ) ثمَّ (ن) ثمَّ (یَا أَیُّهَا الْمُزَّمِّلُ) إلی أن عدَّ الفتح ، ثمّ المائدة ، ثمّ البراءة ، فجعل البراءة آخر سورة نزلت المائدة قبلها.

وروی ابن کثیر فی تفسیره (2 / 2) عن عبدالله بن عمر : أنَّ آخر سورة أُنزِلت 6.

ص: 444


1- المائدة : 2.
2- تفسیر الخازن : 1 / 429.
3- الإتقان فی علوم القرآن : 1 / 52 و 26.

سورة المائدة والفتح - یعنی سورة النصر - ونقل من طریق أحمد والحاکم والنسائی عن عائشة : أنَّ المائدة آخر سورة نزلت.

وبهذه کلّها تعرف قیمة ما رواه القرطبی فی تفسیره(1) (6 / 244) ، وذکره السیوطی فی لباب النقول(2) (ص 117) من طریق ابن مردویه والطبرانی عن ابن عبّاس من أنَّ أبا طالب کان یرسل کلَّ یوم رجالاً من بنی هاشم یحرسون النبیّ حتی نزلت هذه الآیة (وَاللَّ-هُ یَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ) ، فأراد أن یرسل معه من یحرسه ، فقال : «یا عمّ إنَّ الله عصمنی من الجن والإنس».

فإنّه یستدعی أن تکون الآیة مکیة ، وهو أضعف من أن یقاوم الأحادیث المتقدّمة والإجماع الآنف ونصوص المفسِّرین.

ذیلٌ فی المقام :

قال القرطبی فی تفسیره(3) (6 / 242) فی قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ) :

هذا تأدیب للنبیّ صلی الله علیه وسلم وتأدیب لحَمَلة العلم من أمّته ألّا یکتموا شیئاً من أمر شریعته ، وقد علم الله تعالی من أمر نبیّه أنَّه لا یکتم شیئاً من وحیه ، وفی صحیح مسلم(4) عن مسروق عن عائشة أنَّها قالت : من حدّثک أنَّ محمداً صلی الله علیه وسلم کتم شیئاً من الوحی فقد کذب ، والله تعالی یقول : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ) الآیة.

وقبّح الله الروافض حیث قالوا : إنَّه علیه السلام کتم شیئاً ممّا أَوحی الله إلیه کان بالناس حاجة إلیه. انتهی. ن.

ص: 445


1- الجامع لأحکام القرآن : 6 / 158.
2- لباب النقول فی أسباب النزول : ص 83.
3- الجامع لأحکام القرآن : 6 / 157.
4- صحیح مسلم : 1 / 208 ح 287 کتاب الإیمان.

وزاد القسطلانی فی إرشاد الساری(1) (7 / 101) ضغثاً علی إبّالة فقال : قالت

الشیعة : إنَّه قد کتم أشیاء علی سبیل التقیّة.

ولیتهما أوعزا إلی مصدر هذه الفِرْیة علی الشیعة من عالم ذکرها ، أو مؤلَّف تضمّنها ، أو فرقة تنتحلها ، نعم لم یجدا شیئاً من ذلک ، بل حَسِبا أنَّهما مصدَّقان فی کلِّ ما ینبزان به أمّةً من الأُمم علی أیّ حال ، أو أنَّه لیس للشیعة تآلیف محتویة علی معتقداتهم هی مقاییس فی کلّ ما یُعزی إلیهم ، أو أنَّ جیلهم المستقبل لا ینتج رجالاً یناقشون المفترین الحساب ، فمن هنا وهنا راقهما تشویه سمعة الشیعة ، کما راق غیرهم ، فتحرَّوا الوقیعة فیهم بالمفتریات ؛ لیثیروا علیهم عواطف ، ویخذِّلوا عنهم أُمماً ، فحدّثوا عنهم کما یحدِّثون عن الأُمم البائدة الذین لا مُدافع عنهم ، والشیعة لم تجرؤ قطُّ علی قُدس صاحب الرسالة بإسناد کتمان ما یجب علیه تبلیغه إلیه صلی الله علیه وآله وسلم إلّا أن یکون للتبلیغ ظرف معیّن ، فما کان یسبق الوحی الإلهی بتقدیم المظاهرة به قبل میعاده.

أللّهمّ إن کانا - الرجلان - یُمعِنان النظر فی أقاویل أصحابهم المقولة فی الآیة الکریمة من الوجوه العشرة التی ذکرها الرازی لَوقفا علی قائل ما قذفا الشیعة به ، فإنَّ منهم من یقول : إنَّ الآیة نزلت فی الجهاد ، فإنَّه صلی الله علیه وآله وسلم کان یُمسک أحیاناً من حثِّ المنافقین علی الجهاد.

وآخر منهم یقول : إنَّها نزلت لمّا سکت النبیّ عن عیب آلهة الوثنیِّین !.

وثالث یقول : کتم آیة التخییر عن أزواجه - کما مرّ (ص 225) - فنزول الآیة علی هذه الوجوه ینبئ عن قعود النبیّ عمّا أُرسِل إلیه ، حاشا نبیّ العظمة والقداسة.

(وَإِنَّهُ لَتَذْکِرَةٌ لِّلْمُتَّقِینَ * وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنکُم مُّکَذِّبِینَ)(2) 9.

ص: 446


1- إرشاد الساری لشرح صحیح البخاری : 10 / 210.
2- الحاقّة : 48 - 49.

إکمال الدین بالولایة

ومن الآیات النازلة یوم الغدیر فی أمیر المؤمنین علیه السلام قوله تعالی :

(الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَرَضِیتُ لَکُمُ الْإِسْلَامَ دِینًا)(1)

أصفقت الإمامیّة عن بَکْرَةِ أبیهم علی نزول هذه الآیة الکریمة حول نصّ الغدیر بعد إصحار النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم بولایة مولانا أمیر المؤمنین علیه السلام بألفاظ دُرِّیّة صریحة ، تتضمّن نصّاً جلیّاً عرفته الصحابة وفهمته العرب ، فاحتجَّ به من بلغه الخبر ، وصافق الإمامیّة علی ذلک کثیرون من علماء التفسیر وأئمّة الحدیث وحفظة الآثار من أهل السنّة ، وهو

الذی یساعده الاعتبار ویؤکِّده النقل الثابت فی تفسیر الرازی(2) (3 / 529) عن أصحاب الآثار :

أنَّه لَمّا نزلت هذه الآیة علی النبیّ صلی الله علیه وسلم لم یُعمَّر بعد نزولها إلّا أحداً وثمانین یوماً ، أو اثنین وثمانین. وعیّنه أبو السعود فی تفسیره(3) بهامش تفسیر الرازی (3 / 523).

وذکر المؤرِّخون منهم(4) : أنَّ وفاته صلی الله علیه وآله وسلم فی الثانی عشر من ربیع الأوّل ، وکأنّ فیه تسامحاً بزیادة یوم واحد علی الاثنین وثمانین یوماً بعد إخراج یومی الغدیر والوفاة ، وعلی أیٍّ فهو أقرب إلی الحقیقة من کون نزولها یوم عرفة ، کما جاء فی صحیحی البخاری ومسلم(5) وغیرهما لزیادة الأیّام حینئذٍ ، علی أنَّ ذلک معتضدٌ ر.

ص: 447


1- المائدة : 3 .
2- التفسیر الکبیر : 11 / 139.
3- إرشاد العقل السلیم إلی مزایا القرآن الکریم : 3 / 7.
4- راجع تاریخ الکامل : 2 / 134 [2 / 9 حوادث سنة 11 ه] ، وإمتاع المقریزی : ص 548 ، وتاریخ ابن کثیر : 6 / 332 [البدایة والنهایة : 6 / 365 حوادث سنة 11 ه] وعدّه مشهوراً ، والسیرة الحلبیّة : 3 / 382 [3 / 353]. (المؤلف)
5- صحیح البخاری : 4 / 1600 ح 4145 ، صحیح مسلم : 5 / 517 ح 3 کتاب التفسیر.

بنصوصٍ کثیرة لا محیص عن الخضوع لمفادها ، فإلی الملتقی :

1 - الحافظ أبو جعفر محمد بن جریر الطبریّ : المتوفّی (310).

روی فی کتاب الولایة بإسناده عن زید بن أرقم نزول الآیة الکریمة یوم غدیر خُمّ فی أمیر المؤمنین علیه السلام فی الحدیث الذی مرّ (ص 215).

2 - الحافظ ابن مردویه الأصفهانیّ : المتوفّی (410) ، روی من طریق أبی هارون العبدی عن أبی سعید الخُدریّ :

أنَّها نزلت علی رسول الله صلی الله علیه وسلم یوم غدیر خُمّ حین قال لعلیٍّ : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه».

ثمّ رواه عن أبی هریرة ، وفیه : أنَّه الیوم الثامنَ عشَرَ من ذی الحجّة ؛ یعنی مرجعه علیه السلام من حجّة الوداع. تفسیر ابن کثیر (2 / 14).

وقال السیوطی فی الدرّ المنثور(1) (2 / 259) : أخرج ابن مردویه وابن عساکر(2) بسند ضعیف عن أبی سعید الخُدری قال :

لمّا نصب رسول الله صلی الله علیه وسلم علیّاً یوم غدیر خُمّ ، فنادی له بالولایة هبط جبرئیل علیه بهذه الآیة (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ).

وأخرج ابن مردویه والخطیب(3) وابن عساکر(4) بسند ضعیف(5) عن أبی ف)

ص: 448


1- الدرّ المنثور : 3 / 19.
2- تاریخ مدینة دمشق : 12 / 237 ، وفی ترجمة الإمام علیّ بن أبی طالب من تاریخ دمشق ، - الطبعة المحقّقة - : 2 / 85 ح 588.
3- تاریخ بغداد : 8 / 290 رقم 4392.
4- تاریخ مدینة دمشق : 12 / 235 ، وفی ترجمة الإمام علیّ بن أبی طالب من تاریخ دمشق ، - الطبعة المحقّقة - : 2 / 76 ح 577.
5- ستعرف صحّته فی صوم الغدیر ، وأنَّ تضعیفه تحکّم ، والحدیث واضح ، ورجال إسناده کلّهم ثقات. (المؤلف)

هریرة قال : لمّا کان غدیر خُمّ - وهو الیوم الثامن عشر من ذی الحجّة - قال النبیُّ صلی الله علیه وسلم :

«من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه» ، فأنزل الله (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ).

وروی عنه فی الإتقان(1) (1 / 31) - طبع سنة (1360) - بطریقیه.

وذکر البَدَخشی فی مفتاح النجا(2) عن عبدالرزّاق الرسعنی ، عن ابن عبّاس ما

مرّ (ص 220).

ثمّ قال : وأخرج ابن مردویه عن أبی سعید الخُدری رضی الله عنه مثله ، وفی آخره :

فنزلت (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ) الآیة ، فقال النبیّ صلی الله علیه وسلم : «الله أکبر علی إکمال الدین ، وإتمام النعمة ، ورضا الربّ برسالتی ، والولایة لعلیّ بن أبی طالب».

ونقله بهذا اللفظ عن تفسیره الإربلی فی کشف الغمّة(3) (ص 95).

وقال القطیفی فی الفرقة الناجیة : روی أبو بکر بن مردویه الحافظ بإسناده إلی أبی سعید الخُدریّ :

أنَّ النبیَّ صلی الله علیه وآله وسلم یوم دعا الناس إلی غدیر خُمّ أمر بما کان تحت الشجرة من شوک فقُمَّ ، وذلک یوم الخمیس ودعا الناس إلی علیٍّ ، فأخذ بضَبْعیه(4) ، فرفعهما حتی نظر الناس إلی بیاض إبط رسول الله ، فلم یفترقا حتی نزلت هذه الآیة : (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ) ، فقال ... إلی آخر ما یأتی عن أبی نعیم الأصبهانی حرفیاً.

3 - الحافظ أبو نعیم الأصبهانیّ : المتوفّی (430).

روی فی کتابه ما نزل من القرآن فی علیّ(5) قال : 6.

ص: 449


1- الإتقان : 1 / 53.
2- مفتاح النجا : الورقة 34 باب 3 فصل 11.
3- کشف الغمّة : 1 / 330.
4- مثنّی ضبع ، وهو وسط العَضُد أو العَضُد کلّها.
5- ما نزل من القرآن فی علیّ علیه السلام : ص 56.

حدّثنا محمد بن أحمد بن علیّ بن مخلد المحتسب ، المتوفّی (357) ، قال : حدّثنا محمد بن عثمان بن أبی شیبة ، قال : حدّثنی یحیی الحِمّانی ، قال : حدّثنی قیس بن الربیع ، عن أبی هارون العبدی ، عن أبی سعید الخُدری رضی الله عنه :

أنَّ النبیّ صلی الله علیه وسلم دعا الناس إلی علیٍّ فی غدیر خُمّ وأمر بما تحت الشجرة من الشوک فقُمّ ، وذلک یوم الخمیس ، فدعا علیّاً ، فأخذ بضَبعیه ، فرفعهما حتی نظر الناس إلی بیاض إبطی رسول الله ، ثمّ لم یتفرّقوا حتی نزلت هذه الآیة : (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ) الآیة. فقال رسول الله صلی الله علیه وسلم : «الله أکبر علی إکمال الدین ، وإتمام النعمة ، ورضا الربّ برسالتی وبالولایة لعلیٍّ علیه السلام من بعدی.

ثمّ قال : من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصُرْ من نَصَره ، واخذُلْ من خَذَله».

فقال حسّان : ائذن لی یا رسول الله أن أقول فی علیٍّ أبیاتاً تسمعهنّ. فقال : «قُل علی برکة الله».

فقام حسّان ، فقال : یا معشر مشیخة قریش أُتبعها قولی بشهادة من رسول الله فی الولایة ماضیة. ثمّ قال :

یُنادیهمُ یومَ الغدیرِ نَبیُّهُمْ

بخُمٍّ فَأَسْمِعْ بالرسول منادیا

یقول فمَن مولاکُمُ ووَلیُّکُم

فقالوا ولم یُبدوا هناک التعامیا

إلهک مولانا وأنت ولیُّنا

ولم تَرَ منّا فی الولایة عاصیا

فقال له قم یا علیُّ فإنّنی

رَضِیتُک منْ بعدی إماماً وهادیا

فمَن کنتُ مولاهُ فهذا ولیُّه

فکونوا له أنصارَ صدقٍ مَوالیا

هناک دعا أللّهمّ والِ ولیَّه

وکُن للذی عادی علیّاً مُعادیا

وبهذا اللفظ رواه الشیخ التابعی سُلَیم بن قیس الهلالی فی کتابه(1) ، عن أبی 9.

ص: 450


1- کتاب سُلَیم بن قیس : 2 / 828 ح 39.

سعید الخُدری ، قال :

إنَّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم دعا الناس بغدیر خمّ ، فأمر بما کان تحت الشجر من الشوک فقمّ ، وکان ذلک یوم الخمیس ، ثمّ دعا الناس إلیه ، وأخذ بضَبْعِ علیّ بن أبی طالب ، فرفعها حتی نظرتُ إلی بیاض إبط رسول الله. الحدیث بلفظه.

4 - الحافظ أبو بکر الخطیب البغدادیّ : المتوفّی (463).

روی فی تاریخه (8 / 290) عن عبدالله بن علیّ بن محمد بن بشران ، عن الحافظ علیّ بن عمر الدارقطنی ، عن حبشون الخلّال ، عن علیّ بن سعید الرملی ، عن ضمرة ، عن ابن شوذب ، عن مطر الورّاق ، عن ابن حوشب ، عن أبی هریرة ، عن النبیّ صلی الله علیه وسلم.

وعن أحمد بن عبدالله النیری ، عن علیِّ بن سعید ، عن ضمرة ، عن ابن شوذب ، عن مطر ، عن ابن حوشب ، عن أبی هریرة ، عن النبیّ صلی الله علیه وسلم أنَّه قال :

«من صام یوم الثامن عشَرَ من ذی الحجّة کُتب له صیام ستّین شهراً» ، وهو یوم غدیر خُمّ لمّا أخذ النبیّ صلی الله علیه وسلم بید علیّ بن أبی طالب ، فقال : «ألستُ أولی بالمؤمنین ؟ قالوا : بلی یا رسول الله. قال : من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه».

فقال عمر بن الخطّاب : بخٍ بخٍ یا ابن أبی طالب أصبحت مولای ومولی کلِّ مسلم. فأنزل الله (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ) الآیة.

5 - الحافظ أبو سعید السجستانیّ : المتوفّی (477).

فی کتاب الولایة بإسناده عن یحیی بن عبدالحمید الحِمّانی الکوفی ، عن قیس ابن الربیع ، عن أبی هارون ، عن أبی سعید الخُدری :

أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم لمّا دعا الناس بغدیر خُمّ أمر بما کان تحت الشجرة من الشوک فقُمّ وذلک یوم الخمیس ... إلی آخر اللفظ المذکور بطریق أبی نعیم الأصبهانی.

ص: 451

6 - أبو الحسن ابن المغازلیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (483).

روی فی مناقبه(1) عن أبی بکر أحمد بن محمد بن طاوان ، قال : أخبرنا أبو الحسین أحمد بن الحسین بن السمّاک ، قال : حدّثنی أبو محمد جعفر بن محمد بن نصیر الخلدی ، حدّثنی علیّ بن سعید بن قتیبة الرملی ، قال : حدّثنی ضمرة بن ربیعة القرشی ، عن ابن شوذب ، عن مطر الورّاق ، عن شهر بن حوشب ، عن أبی هریرة ... إلی آخر اللفظ المذکور بطریق الخطیب البغدادی.

العمدة(2) (ص 52). وذکره جمع آخرون.

7 - الحافظ أبو القاسم الحاکم الحسکانیّ : المترجم (ص 112).

قال(3) : أخبرنا أبو عبدالله الشیرازی ، قال : أخبرنا أبو بکر الجرجرائی ، قال : حدّثنا أبو أحمد البصری ، قال : حدّثنا أحمد بن عمّار بن خالد ، قال : حدّثنا یحیی بن عبدالحمید الحِمّانی ، قال : حدّثنا قیس بن الربیع ، عن أبی هارون العبدی ، عن أبی

سعید الخُدری : أنَّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لمّا نزلت هذه الآیة (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ)

قال :

«الله أکبر علی إکمال الدین ، وإتمام النعمة ، ورضا الربّ برسالتی ، وولایة علیّ ابن أبی طالب من بعدی.

وقال : من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصُر من نصره ، واخذُل من خذله».

8 - الحافظ أبو القاسم بن عساکر الشافعیّ ، الدمشقیّ : المتوفّی (571). 1.

ص: 452


1- مناقب علیّ بن أبی طالب علیه السلام : ص 18 ح 24.
2- العمدة لابن البطریق : ص 106.
3- شواهد التنزیل : 1 / 201 ح 211.

روی الحدیث المذکور بطریق ابن مردویه عن أبی سعید وأبی هریرة ، کما فی الدرّ المنثور(1) (2 / 259).

9 - أخطب الخطباء الخوارزمیّ : المتوفّی (568).

قال فی المناقب(2) (ص 80) :

أخبرنا سیّد الحفّاظ أبو منصور شهردار بن شیرویه بن شهردار الدیلمی فیما کتب إلیّ من همدان ، أخبرنی أبو الفتح عبدوس بن عبدالله بن عبدوس الهمدانی کتابةً [أخبرنی الشریف أبو طالب المفضّل بن محمد الجعفری بأصبهان ، أخبرنی الحافظ أبو بکر بن مردویه إجازة ، حدّثنی جدّی](3) ، حدّثنی عبدالله بن إسحاق البغوی ، حدّثنی الحسن بن علیل الغنوی ، حدّثنی محمد بن عبدالرحمن الزرّاع ، حدّثنی قیس بن حفص ، حدّثنی علیّ بن الحسن العبدی ، عن أبی هارون العبدی ، عن أبی سعید الخُدری أنَّه قال :

إنَّ النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم یوم دعا الناس إلی غدیر خُمّ أمر بما کان تحت الشجرة من الشوک فقمَّ ، وذلک یوم الخمیس ، ثمّ دعا الناس إلی علیٍّ ، فأخذ بضَبْعه ، فرفعها حتی نظر الناس إلی إبطیه(4) ، حتی نزلت هذه الآیة (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ). الآیة ... إلی آخر الحدیث بلفظٍ مرّ بطریق أبی نعیم الأصفهانی.

وروی فی المناقب(5) (ص 94) بالإسناد عن الحافظ أحمد بن الحسین البیهقی ، عن الحافظ أبی عبدالله الحاکم ، عن أبی یعلی الزبیر بن عبدالله الثوری ، عن أبی جعفر 4.

ص: 453


1- الدرّ المنثور : 3 / 19.
2- المناقب : ص 135 ح 152.
3- مابین المعقوفین أثبتناه من المصدر.
4- فی فرائد السمطین [1 / 74 باب 12 ح 40] نقلاً عن الخوارزمی : ثمّ لم یتفرّقا حتی نزلت ... ، وفی لفظه الآخر عنه : ثمّ لم یتفرّقوا حتی نزلت ... مثل لفظ أبی نعیم. (المؤلف)
5- المناقب : ص 156 ح 184.

أحمد بن عبدالله البزّاز ، عن علیّ بن سعید الرملی ، عن ضمرة ، عن ابن شوذب ، عن مطر الورّاق ... إلی آخر ما مرّ عن الخطیب البغدادی سنداً ومتناً.

10 - أبو الفتح النطَنْزی : روی فی کتابه الخصائص العلویّة عن أبی سعید الخُدری بلفظ مرّ (ص 43) ، وعن الخُدری وجابر الأنصاری أنَّهما قالا :

لمّا نزلت (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ) الآیة ، قال النبیُّ صلی الله علیه وسلم : «الله أکبر علی إکمال الدین ، وإتمام النعمة ، ورضا الربّ برسالتی ، وولایة علیّ بن أبی طالب بعدی».

وفی الخصائص بإسناده عن الإمامین الباقر والصادق علیهما السلام قالا : «نزلت هذه الآیة - یعنی آیة التبلیغ - یوم الغدیر ، وفیه نزلت (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ) قال : وقال الصادق علیه السلام :أی (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ) بإقامة حافظه ، (وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی) ؛ أی بولایتنا (وَرَضِیتُ لَکُمُ الْإِسْلَامَ دِینًا) أی تسلیم النفس لأمرنا».

وبإسناده فی خصائصه - أیضاً - عن أبی هریرة حدیث صوم الغدیر بلفظ مرّ بطریق الخطیب البغدادی ، وفیه نزول الآیة فی علیٍّ یوم الغدیر.

11 - أبو حامد سعد الدین الصالحانیّ :

قال شهاب الدین أحمد فی توضیح الدلائل علی ترجیح الفضائل :

وبالإسناد المذکور عن مجاهد رضی الله عنه قال : نزلت هذه الآیة (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ) بغدیر خُمّ ، فقال رسول الله - صلّی الله علیه وعلی آله وبارک وسلّم - : «الله أکبر علی إکمال الدین ، وإتمام النعمة ، ورضا الربّ برسالتی ، والولایة لعلیّ».رواه الصالحانی(1).ف)

ص: 454


1- قال شهاب الدین فی توضیح دلائله : قال الإمام العالم الأدیب الأریب ، المحلّی بسجایا المکارم ، الملقّب بین الأجلّة الأئمّة الأعلام بمحیی السنّة ، وناصر الحدیث ، ومجدّد الإسلام ، العالم الربّانی ، والعارف السبحانی سعد الدین أبو حامد محمود بن محمد بن حسین بن یحیی الصالحانی فی عباراته الفائقة وإشاراته الرائقة من کتابه ، شکر الله تعالی مسعاه ، وأکرم بفضله مثواه ... إلخ. (المؤلف)

12 - أبو المظفّر سبط ابن الجوزیّ الحنفیّ ، البغدادیّ : المتوفّی (654).

ذکر فی تذکرته(1) (ص 18) ما أخرجه الخطیب البغدادی المذکور (ص 232) من طریق الحافظ الدارقطنی.

13 - شیخ الإسلام الحمّوئیّ ، الحنفیّ : المتوفّی (722).

روی فی فرائد السمطین فی الباب الثانی عشر(2) قال :

أنبأنی الشیخ تاج الدین أبو طالب علیّ بن أنجب بن عثمان بن عبیدالله الخازن ، قال : أنبأنا الإمام برهان الدین ناصر بن أبی المکارم المطرزی إجازة قال : أنبأنا الإمام أخطب خوارزم أبو المؤیّد الموفَّق بن أحمد المکی الخوارزمی ، قال : أخبرنی سیّد الحفّاظ فیما کتب إلیَّ من همدان ... إلی آخر ما مرّ عن أخطب الخطباء الخوارزمی سنداً ومتناً.

وروی عن سیّد الحفّاظ أبی منصور شهردار بن شیرویه بن شهردار الدیلمی قال : أخبرنا الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد المقری الحافظ قال : نبّأنا أحمد(3) ابن عبدالله بن أحمد قال : نبّأنا محمد بن أحمد ، قال : نبّأنا محمد بن عثمان بن أبی شیبة ، قال : نبّأنا یحیی الحِمّانی قال : نبّأنا قیس بن الربیع ، عن أبی هارون العبدی ، عن أبی سعید الخُدری :

أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم دعا الناس إلی علیٍّ ... إلی آخر الحدیث بلفظ مرّ بطریق أبی نعیم (ص 232).

ثمّ قال : حدیثٌ له طرق کثیرة إلی أبی سعید سعد بن مالک الخُدری الأنصاریّ. ی.

ص: 455


1- تذکرة الخواص : ص 30.
2- فرائد السمطین : 1 / 72 ح 39.
3- هو الحافظ أبو نعیم الأصفهانی.

14 - عماد الدین بن کثیر القرشیّ ، الدمشقیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (774).

روی فی تفسیره (2 / 14) من طریق ابن مردویه عن أبی سعید الخُدری وأبی هریرة : أنَّهما قالا : إنَّ الآیة نزلت یوم غدیر خُمّ فی علیّ.

وروی فی تاریخه(1) (5 / 210) حدیث أبی هریرة المذکور بطریق الخطیب البغدادی. وله هناک کلامٌ یأتی بیانه فی صوم الغدیر.

15 - جلال الدین السیوطیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (911).

رواه فی الدرّ المنثور(2) (2 / 259) من طریق ابن مردویه والخطیب وابن عساکر بلفظ مرّ فی روایة ابن مردویه.

وقال فی الإتقان(3) (1 / 31) فی عدّ الآیات السفریّة :

منها (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ) فی الصحیح عن عمر أنَّها نزلت عشیّة عرفة یوم الجمعة عام حجّة الوداع ، له طرقٌ کثیرةٌ ، لکن أخرج ابن مردویه عن أبی سعید الخُدری : أنَّها نزلت یوم غدیر خُمّ. وأخرج مثله من حدیث أبی هریرة ، وفیه : أنَّه

الیوم الثامن عَشَرَ من ذی الحجّة مرجعه من حجّة الوداع وکلاهما لا یصحّ. انتهی.

قلنا : إن کان مراده من عدم الصحّة غمیزة فی الإسناد ، ففیه أنَّ روایة أبی هریرة صحیحة الإسناد عند أساتذة الفنّ ، منصوصٌ علی رجالها بالتوثیق ، وسنفصِّل ذلک عند ذکر صوم الغدیر ، وحدیث أبی سعید له طرق کثیرة ، کما مرّ فی کلام الحمّوئی فی فرائده ، علی أنَّ الروایة لم تختصّ بأبی سعید وأبی هریرة ، فقد عرفت أنَّها رواها جابر بن عبدالله ، والمفسّر التابعیّ مجاهد المکّی ، والإمامان الباقر والصادق - صلوات الله علیهما - وأسند إلیهم العلماء مُخبتین إلیها. 3.

ص: 456


1- البدایة والنهایة : 5 / 232 حوادث سنة 10 ه.
2- الدرّ المنثور : 3 / 19.
3- الإتقان فی علوم القرآن : 1 / 53.

کما أنَّها لم تختصّ روایتها من العلماء وحفّاظ الحدیث بابن مردویه ، وقد سمعت عن السیوطی نفسه فی دُرّه المنثور روایة الخطیب وابن عساکر ، وعرفت أنَّ هناک جمعاً آخرین أخرجوها بأسانیدهم ، وفیهم مثل الحاکم النیسابوری ، والحافظ البیهقی ،

والحافظ ابن أبی شیبة ، والحافظ الدارقطنی ، والحافظ الدیلمی ، والحافظ [أبی علیّ]

الحدّاد ، وغیرهم. کلُّ ذلک من دون غمز فیها عن أیٍّ منهم.

وإن کان یرید عدم الصحّة من ناحیة معارضتها لما رُوی من نزول الآیة یوم عرفة فهو مجازِفٌ فی الحکم الباتّ بالبطلان علی أحد الجانبین ، وهب أنَّه ترجّح فی نظره الجانب الآخر ، لکنّه لا یستدعی الحکم القطعی ببطلان هذا الجانب ، کما هو الشأن عند تعارض الحدیثین ، لا سیّما مع إمکان الجمع بنزول الآیة مرّتین ، کما احتمله سبط ابن الجوزی فی تذکرته(1) (ص 18) ، کغیر واحدةٍ من الآیات الکریمة النازلة غیر مرّةٍ واحدةٍ ، ومنها البسملة النازلة فی مکّة مرّة ، وفی المدینة أخری ، وغیرها ممّا یأتی.

علی أنَّ حدیث نزولها یوم الغدیر معتضد بما قدّمناه عن الرازی وأبی السعود وغیرهما من أنَّ النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم لم یعمّر بعد نزولها إلّا أحداً أو اثنین وثمانین یوماً. فراجع (ص 230) ، والسیوطی فی تحکّمه هذا قلّد ابن کثیر ، فإنّه قال فی تفسیره (2 / 14) بعد ذکر الحدیث بطریقیه : لا یصح هذا ولا هذا. فالبادی أظلم.

16 - میرزا محمد البَدَخْشیّ ، ذکر فی مفتاح النجا(2) ما أخرجه ابن مردویه کما مرّ فی (ص 231).

وبعد هذا کلّه ، فإن تعجب فعجبٌ قول الآلوسی فی روح المعانی(3) (2 / 249) : 1.

ص: 457


1- تذکرة الخواص : ص 30.
2- مفتاح النجا : الورقة 34 باب 3 فصل 11.
3- روح المعانی : 6 / 61.

أخرج الشیعة عن أبی سعید الخُدری أنَّ هذه الآیة نزلت بعد أن قال النبیّ صلی الله علیه وسلم لعلیٍّ - کرّم الله وجهه - فی غدیر خُمّ : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه». فلمّا نزلت قال - علیه الصلاة والسلام - : «الله أکبر علی إکمال الدین ، وإتمام النعمة ، ورضا الربِّ برسالتی ، وولایة علیّ - کرّم الله تعالی وجهه - بعدی» ، ولا یخفی أنَّ هذا من مُفتریاتهم ، ورکاکة الخبر شاهدٌ علی ذلک فی مبتدأ الأمر. انتهی.

ونحن لا نحتمل أنَّ الآلوسی لم یقف علی طرق الحدیث ورواته حتی حداه الجهل الشائن إلی عَزْو الروایة إلی الشیعة فحسب ، لکن بواعثه دعته إلی التمویه والجَلَبة أمام تلک الحقیقة الراهنة ، وهو لا یحسب أنَّ وراءه من یناقشه الحساب بعد الاطّلاع علی کتب أهل السنّة وروایاتهم.

ألا مُسائِلٌ هذا الرجل عن تخصیصه الروایة بالشیعة ؟ وقد عرفت من رواها من أئمّة الحدیث وقادة التفسیر وحملة التاریخ من غیرهم.

ثمّ عن حصره إسناد الحدیث بأبی سعید ؟ وقد مضت روایة أبی هریرة وجابر ابن عبدالله ومجاهد والإمامین الباقر والصادق علیهما السلام له.

ثمّ عن الرکاکة التی حسبها فی الحدیث ، وجعلها شاهداً علی کونه من مُفتریات الشیعة : أهی فی لفظه ؟ ولا یعدوه أن یکن لِدَةَ سائرِ الأحادیث المرویّة ، وهو خالٍ عن أیّ تعقید ، أو ضعف فی الأسلوب ، أو تکلّف فی البیان ، أو تنافر فی الترکیب ، جارٍ علی مجاری العربیّة المحضة.

أو فی معناه ؟ ولیس فیه منها شیء ، غیر أن یقول الآلوسی : إنَّ ما یُروی فی فضل أمیر المؤمنین علیه السلام وما یُسند إلیه من فضائل کلّها رکیکة ؛ لأنّها فی فضله ، وهذا هو النّصب المُسِفُّ بصاحبه إلی هُوّة الهلکة ، ولیت شعری ما ذنب الشیعة إن رووا صحیحاً وعضدتهم علی ذلک روایات أهل السنّة ؟ غیرَ أنَّ الناصب مع ذلک یتیه فی

ص: 458

غلوائه ، ویجاثیک علی العناد ، فیقول : أخرج الشیعة ... ولا یخفی أنَّ هذا من مُفتریاتهم ...

وبوسعنا الآن أن نسرد لک الأحادیث الرکیکة التی شحن بها کتابه الضخم ؛ حتی یمیز الناقد المنصفُ الرکیکَ من غیره ، لکنّا نمرُّ علیها کراماً.

(کَلَّا إِنَّهُ تَذْکِرَةٌ * فَمَن شَاءَ ذَکَرَهُ * وَمَا یَذْکُرُونَ إِلَّا أَن یَشَاءَ اللَّ-هُ)(1) 6.

ص: 459


1- المدَّثِّر : 54 - 56.

العذاب الواقع

ومن الآیات النازلة بعد نصِّ الغدیر قوله تعالی من سورة المعارج :

(سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْکَافِرِینَ لَیْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِّنَ اللَّ-هِ ذِی الْمَعَارِجِ)(1)

وقد أذعنت له الشیعة ، وجاء مثبتاً فی کتب التفسیر والحدیث لمن لا یُستهان بهم من علماء أهل السنّة ، ودونک نصوصها :

1 - الحافظ أبو عُبید الهرویّ : المتوفّی بمکّة (223 ، 224) ، المترجم (ص 86).

روی فی تفسیره غریب القرآن قال : لمّا بلّغ رسول الله صلی الله علیه وسلم فی غدیر خُمّ ما بلّغ ، وشاع ذلک فی البلاد أتی جابر(2) بن النضر بن الحارث بن کلدة العبدری. فقال :

یا محمد أمرتَنا من الله أن نشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنَّک رسول الله ، وبالصلاة ، والصوم ، والحجّ ، والزکاة ، فقبلنا منک ، ثمّ لم ترضَ بذلک حتی رفعتَ بضَبْع ابن عمِّک ففضّلته علینا ، وقلت : من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، فهذا شیء منک ، أم من الله ؟ فقال رسول الله : «والذی لا إله إلّا هو إنَّ هذا من الله».

فولّی جابر یرید راحلته ، وهو یقول : أللّهمّ إن کان ما یقول محمد حقّاً فَأَمْطِرْ عَلَیْنا حجارةً من السماء ، أَو ائْتِنا بعذاب أَلیم.

فما وصل إلیها حتی رماه الله بحجر ، فسقط علی هامته ، وخرج من دبره ، ف)

ص: 460


1- المعارج : 1 - 3.
2- فی روایة الثعلبی الآتیة التی أصفق العلماء علی نقلها أسمته : الحارث بن النعمان الفِهْری ، ولا یبعد صحّة ما فی هذه الروایة من کونه جابر بن النضر ؛ حیث إنَّ جابراً قتل أمیرُ المؤمنین علیه السلام والدَه النضر صبراً بأمر من رسول الله ، لمّا أُسِر یوم بدر الکبری ، کما یأتی (ص 241) ، وکانت الناس - یومئذٍ - حدیثی عهد بالکفر ، ومن جرّاء ذلک کانت البغضاء محتدمةً بینهم علی الأوتار الجاهلیّة. (المؤلف)

وقتله ، وأنزل الله تعالی : (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ) الآیة.

2 - أبو بکر النقّاش الموصلیّ ، البغدادیّ : المتوفّی (351) ، المترجم (ص 104).

روی فی تفسیره شفاء الصدور حدیث أبی عبید المذکور ، إلّا أنَّ فیه مکان جابرِ ابن النضر الحارثَ بنَ النعمان الفهری ، کما یأتی فی روایة الثعلبی ، وأحسبه تصحیحاً منه.

3 - أبو إسحاق الثعلبیّ ، النیسابوریّ : المتوفّی (427 ، 437).

قال فی تفسیره الکشف والبیان(1) : إنَّ سفیان بن عیینة سُئل عن قوله - عزوجل - : (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ) فی منْ نزلت ؟

فقال للسائل(2) : سألتنی عن مسألة ما سألنی أحد قبلک ، حدّثنی أبی ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه - صلوات الله علیهم - قال :

لمّا کان رسول الله بغدیر خُمّ نادی الناس ، فاجتمعوا فأخذ بید علیٍّ ، فقال : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه» ، فشاع ذلک وطار فی البلاد ، فبلغ ذلک الحارث بن النعمان الفهری ، فأتی رسول الله صلی الله علیه وسلم علی ناقة له حتی أتی الأبطح(3) ، فنزل عن ناقته فأناخها ، فقال :

یا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنَّک رسول الله فقبلناه ، وأمرتنا أن نصلّی خمساً فقبلناه منک ، وأمرتنا بالزکاة فقبلنا ، وأمرتنا أن نصوم شهراً فقبلنا ، وأمرتنا بالحجّ فقبلنا ، ثمّ لم ترضَ بهذا حتی رفعتَ بضَبعَیْ ابن عمِّک ففضّلته علینا ، وقلت : من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، فهذا شیءٌ منک ، أم من الله ؟ ف)

ص: 461


1- الکشف والبیان : الورقة 234 سورة المعارج آیة : 1 - 2.
2- فی روایة فرات بن إبراهیم الکوفی فی تفسیره [ص 190] ، والکراجکی فی کنز الفوائد : إنَّ السائل هو الحسین بن محمد الخارقی. (المؤلف)
3- یأتی الکلام فیه بأبسط وجه إن شاء الله تعالی. (المؤلف)

فقال : «والذی لا إله إلّا هو إنَّ هذا من الله». فولّی الحارث بن النعمان یرید راحلته وهو یقول :

أللّهمّ إن کان ما یقول محمد حقّاً فأمطر علینا حجارة من السّماء أو ائتنا بعذاب ألیم ، فما وصل إلیها حتی رماه الله تعالی بحجر ، فسقط علی هامته ، وخرج من دُبُره وقتله ، وأنزل الله (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ) الآیات.

4 - الحاکم أبو القاسم الحَسکانیّ : المترجم (ص 112).

روی فی کتاب دعاء الهداة إلی أداء حقّ الموالاة(1) ، فقال :

قرأت علی أبی بکر محمد بن محمد الصیدلانی فأقرَّ به ، حدّثکم أبو محمد عبدالله ابن أحمد بن جعفر الشیبانی ، حدّثنا عبدالرحمن بن الحسین الأسدی ، حدّثنا إبراهیم ابن الحسین الکسائی - ابن دیزیل - حدّثنا الفضل بن دکین ، حدّثنا سفیان بن سعید الثوری ، حدّثنا منصور(2) ، عن ربعی(3) ، عن حذیفة بن الیمان ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وسلم لعلیّ علیه السلام : «من کنتُ مولاه فهذا علیّ مولاه».

قال النعمان بن المنذر - فیه تصحیفٌ - الفهری : هذا شیء قلتَه من عندک ، أو شیء أمرک به ربّک ؟

قال : «لا ، بل أمرنی به ربّی».

فقال : أللّهمّ أنزل - کذا فی النسخ - علینا حِجارةً من السماء ! فما بلغ رَحْله حتی ف)

ص: 462


1- ورواه فی کتابه شواهد التنزیل أیضاً : 2 / 383 برقم 1033 بطریقین عن ابن دیزیل. (الطباطبائی)
2- منصور بن المعتمر بن ربیعة الکوفی ، یروی عن ربعی بن حراش ، مُجمَع علی ثقته ، تُوفِّی (132) ، ذکره الذهبی فی تذکرته : 1 / 127 [1 / 142 رقم 135] ، وأثنی علیه بالإمام الحافظ الحجّة. (المؤلف)
3- ربعی بن حراش أبو مریم الکوفی المتوفّی (100 ، 101 ، 104) من رجال الصحیحین ، قال الذهبی فی تذکرته : 1 / 60 [1 / 69 رقم 65] : متفق علی ثقته وإمامته والاحتجاج به. (المؤلف)

جاءه حجرٌ فأدماه ، فخرّ میِّتاً ، فأنزل الله تعالی : (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ)(1).

وقال : حدّثنا أبو عبدالله الشیرازی ، قال : حدّثنا أبو بکر الجرجرائی ، قال : حدّثنا أبو أحمد البصری ، قال : حدّثنا محمد بن سهل ، قال : حدّثنا زید بن إسماعیل

مولی الأنصار ، قال : حدّثنا محمد بن أیّوب الواسطی ، قال : حدّثنا سفیان بن عیینة ، عن جعفر بن محمد الصادق ، عن آبائه علیهم السلام :

لمّا نصب رسول الله علیّاً یوم غدیر خُمّ ، وقال : من کنتُ مولاه ، طار ذلک فی البلاد ، فقدم علی النبیِّ صلی الله علیه وسلم النعمان بن الحارث الفهری قال : أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنَّک رسول الله ، وأمرتنا بالجهاد والحجّ والصوم والصلاة والزکاة ، فقبلناها ، ثمّ لم ترضَ حتی نصبتَ هذا الغلام فقلت : من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه. فهذا شیء منک ، أو أَمرٌ من عند الله ؟

فقال : «والله الذی لا إله إلّا هو إنَّ هذا من الله».

فولّی النعمان بن الحارث وهو یقول : أللّهمّ إن کان هذا هو الحقّ من عندک فأمطِرْ عَلَینا حجارَةً من السماء ! فرماه الله بحجر علی رأسه ، فقتله ، وأنزل الله تعالی : (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ) الآیات(2).

5 - أبو بکر یحیی القرطبیّ(3) : المتوفّی (567) ، المترجم (ص 115) قال فی فی

ص: 463


1- إسناد هذا الحدیث صحیح رجاله کلّهم ثقات. (المؤلف)
2- وأخرجه فی کتابه شواهد التنزیل : 2 / 381 رقم 1030 ، کما رواه بطرق أخری بالأرقام : 1031 و 1032 و 1034 أیضاً. (الطباطبائی)
3- القرطبی صاحب التفسیر هو أبو عبدالله محمد بن أحمد بن أبی بکر بن فرح المتوفّی سنة 671 ، له الجامع لأحکام القرآن ، المطبوع المشتهر بتفسیر القرطبی ، والقصّة مذکورة فیه فی سورة المعارج : 18 / 278 وإلیک نصّه : قیل إنَّ السائل هنا هو الحارث بن النعمان الفهری ، وذلک أنَّه لمّا بلغه قول النبیّ صلی الله علیه وسلم فی

تفسیره(1) فی سورة المعارج :

لمّا قال النبیّ صلی الله علیه وسلم : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه» قال النضر بن الحارث(2) لرسول الله صلی الله علیه وسلم : أمرتنا بالشهادتین عن الله فقبلنا منک ، وأمرتنا بالصلاة والزکاة ، ثمّ لم ترضَ حتی فضّلتَ علینا ابن عمّک ، آلله أمرک ، أم من عندک ؟

فقال : «والذی لا إله إلّا هو إنَّه من عند الله».

فولّی وهو یقول : أللّهمّ إن کان هذا هو الحقّ من عندک فأَمطر علینا حجارةً من السماءِ ! فوقع علیه حجر من السماء فقتله.

6 - شمس الدین أبو المظفّر سبط ابن الجوزیّ الحنفیّ : المتوفّی (654).

رواه فی تذکرته(3) (ص 19) قال : ذکر أبو إسحاق الثعلبی فی تفسیره بإسناده : أنَّ النبیّ صلی الله علیه وسلم لمّا قال ذلک - یعنی حدیث الولایة - طار فی الأقطار ، وشاع فی البلاد 0.

ص: 464


1- الجامع لأحکام القرآن : 18 / 181.
2- هو النضر بن الحارث بن کلدة بن عبدمناف بن کلدار ، وفی الحدیث تصحیف ؛ إذ النضر أُخذ أسیراً یوم بدر الکبری ، وکان شدید العداوة لرسول الله ، فأمر بقتله ، فقتله أمیر المؤمنین صبراً ، کما فی سیرة ابن هشام : 2 / 286 [2 / 298] ، وتاریخ الطبری : 2 / 286 [2 / 459] ، وتاریخ الیعقوبی : 2 / 34 [2 / 46] ، وغیرها. (المؤلف)
3- تذکرة الخواص : ص 30.

والأمصار ، فبلغ ذلک الحارث بن النعمان الفهری ، فأتاه علی ناقة له ، فأناخها علی باب المسجد(1) ، ثمّ عقلها وجاء فدخل فی المسجد ، فجثا بین یدی رسول الله صلی الله علیه وسلم فقال :

یا محمد إنَّک أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنَّک رسول الله ، فقبلنا منک ذلک ، وإنَّک أمرتنا أن نصلّی خمس صلوات فی الیوم واللیلة ، ونصوم رمضان ، ونحجّ البیت ، ونزکّی أموالنا ، فقبلنا منک ذلک ، ثمّ لم ترضَ بهذا حتی رفعت بضَبْعی ابن عمِّک وفضّلته علی الناس ، وقلت : من کنت مولاه فعلیّ مولاه ، فهذا شیء منک ، أو من الله ؟

فقال رسول الله صلی الله علیه وسلم وقد احمرّت عیناه : «والله الذی لا إله إلّا هو إنَّه من الله ، ولیس منّی». قالها ثلاثاً.

فقام الحارث وهو یقول : أللّهمّ إن کان ما یقول محمد حقّاً فأرسل من السماء علینا حجارةً أو ائتنا بعذاب ألیم !

قال : فوالله ما بلغ ناقته حتی رماه الله من السماء بحجر ، فوقع علی هامته ، فخرج من دُبره ومات ، وأنزل الله تعالی : (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ) الآیات.

7 - الشیخ إبراهیم بن عبدالله الیمنیّ ، الوصّابیّ ، الشافعیّ :

روی فی کتابه الاکتفاء فی فضل الأربعة الخلفاء حدیث الثعلبی المذکور (ص 240).

8 - شیخ الإسلام الحمّوئی : المتوفّی (722). ی)

ص: 465


1- لعلّه مسجد رسول الله بغدیر خُمّ بقرینة سائر الأحادیث. (المؤلف) بل الظاهر أنَّه مسجده صلی الله علیه وآله وسلم بالمدینة المنوّرة ؛ لأنّ الروایات تقول إنَّه أتی بعدما طار النبأ فی الأقطار وشاع فی البلاد والأمصار ، وذلک لا یکون إلَّا بعد عدّة أیام ، وبعد رجوع الحاجّ کلٌّ إلی أرضه ووطنه ، وبعد انتشار نبأ هذا الحادث الجلل فی الأحیاء والقبائل. (الطباطبائی)

روی فی فرائد السمطین فی الباب الخامس عشر(1) قال : أخبرنی الشیخ عماد الدین [عبد] الحافظ بن بدران بمدینة نابلس فیما أجاز لی أن أرویه عنه ، إجازةً عن القاضی جمال الدین عبدالقاسم بن عبدالصمد الأنصاری ، إجازةً عن عبدالجبار بن محمد الخواری البیهقی ، إجازةً عن الإمام أبی الحسن علیّ بن أحمد الواحدی ، قال : قرأت علی شیخنا الأستاذ أبی إسحاق الثعلبی فی تفسیره : أنَّ سفیان بن عیینة سُئل عن قوله عزوجل (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ) فی من نزلت ؟ فقال ... الحدیث إلی آخر لفظ الثعلبی المذکور (ص 240).

9 - الشیخ محمد الزرَندیّ ، الحنفیّ : المترجم (ص 125).

ذکره فی کتابیه معراج الوصول ونظم درر السمطین(2).

10 - شهاب الدین أحمد الدولت آبادیّ : المتوفّی (849).

روی فی کتابه : هدایة السعداء فی الجلوة الثانیة من الهدایة الثامنة : أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم قال یوماً : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصُر من نَصَره ، واخذُل من خذله».

فسمع ذلک واحد من الکفرة من جملة الخوارج(3) ، فجاء إلی النبیّ صلی الله علیه وسلم فقال : یا محمد هذا من عندک أو من عند الله ؟ فقال صلی الله علیه وسلم : «هذا من عند الله».

فخرج الکافر من المسجد ، وقام علی عتبة الباب وقال : إن کان ما یقوله محمد حقّاً فأنزِلْ علیَّ حجراً من السماء !

قال : فنزل حجر ، ورضخ رأسه فنزلت (سَأَلَ سَائِلٌ ...).

11 - نور الدین ابن الصبّاغ المالکیّ ، المکیّ : المتوفّی (855).ف)

ص: 466


1- فرائد السمطین : 1 / 82 ح 53.
2- نظم درر السمطین : ص 93.
3- أراد من الخوارج المعنی الأعمّ من محاربٍ لحجّة وقته أو مجابهه بردّ ، نبیّاً کان أو خلیفة. (المؤلف)

رواه فی کتابه الفصول المهمّة(1) (ص 26).

12 - السیِّد نور الدین الحسنیّ ، السمهودیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (911) ، المترجم (ص 133).

رواه فی جواهر العقدین(2).

13 - أبو السعود العمادیّ(3) : المتوفّی (982).

قال فی تفسیره(4) (8 / 292) : قیل : هو - أی سائل العذاب - الحارث بن النعمان الفهری ، وذلک أنَّه لَمّا بلغه قول رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فی علیّ رضی الله عنه : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه» ، قال : أللّهمّ إن کان ما یقول محمد حقّاً فأَمطِرْ علینا حجارةً من ٱلسماء ! فما لبث حتی رماه تعالی بحجر ، فوقع علی دماغه ، فخرج من أسفله ، فهلک من ساعته.

14 - شمس الدین الشربینیّ ، القاهریّ ، الشافعیّ : المتوفّی (977) ، المترجم (ص 135).

قال فی تفسیره السراج المنیر(5) (4 / 364) : اختلف فی هذا الداعی : فقال ابن عبّاس : هو النضر بن الحارث. وقیل : هو الحارث بن النعمان.

وذلک أنَّه لمّا بلغه قول النبیّ صلی الله علیه وسلم : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه» ، رکب ناقته ، فجاء حتی أناخ راحلته بالأبطح ، ثمّ قال : یا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلّا الله وأنَّک رسول الله فقبلناه منک ، وأن نصلّی خمساً ونزکّی أموالنا فقبلناه منک ، وأن 0.

ص: 467


1- الفصول المهمّة : ص 41.
2- جواهر العقدین : الورقة 179.
3- المولی محمد بن محمد بن مصطفی الحنفیّ ، ولد (898) بقریة قریبة من قسطنطینیة ، وأخذ العلم ، وقُلّد القضاء والفتیا ، وتُوفِّی بالقسطنطینیة مُفتیاً (982). ترجمه أبو الفلاح فی شذرات الذهب : 8 / 398 - 400 [10 / 584 حوادث سنة 982 ه]. (المؤلف)
4- إرشاد العقل السلیم إلی مزایا القرآن الکریم : 9 / 29.
5- السراج المنیر : 4 / 380.

نصوم شهر رمضان فی کلِّ عام فقبلناه منک ، وأن نحجّ فقبلناه منک ، ثمّ لم ترضَ حتی فضّلتَ ابن عمک علینا ، أفهذا شیء منک أم من الله تعالی ؟

فقال النبیّ صلی الله علیه وسلم : «والذی لا إله إلّا هو ما هو إلّا من الله». فولّی الحرث وهو یقول : أللّهمّ إن کان ما یقول محمد حقّاً فأَمطر علینا حجارةً من ٱلسماء أَو ائْتِنا بعذابٍ أَلیمٍ !

فوالله ما وصل إلی ناقته حتی رماه الله تعالی بحجر ، فوقع علی دماغه ، فخرج من دُبره ، فقتله ، فنزلت : (سَأَلَ سَائِلٌ) الآیات.

15 - السیِّد جمال الدین الشیرازی : المتوفّی (1000).

قال فی کتابه الأربعین فی مناقب أمیر المؤمنین : الحدیث الثالث عشر(1) عن جعفر بن محمد ، عن آبائه الکرام :

أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم لمّا کان بغدیر خُمّ نادی الناس ، فاجتمعوا فأخذ بید علیٍّ ، وقال : من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذُل من خذله ، وأدر الحقَّ معه حیث کان - وفی روایة - أللّهمّ أَعِنْهُ وأعِنْ به ، وارحمه وارحم به ، وانصره وانصر به».

فشاع ذلک ، وطار فی البلاد ، فبلغ ذلک الحارث بن النعمان الفهری ، فأتی رسول الله صلی الله علیه وسلم علی ناقة له ... ، وذکر إلی آخر حدیث الثعلبی.

16 - الشیخ زین الدین المناویّ ، الشافعیّ : المتوفّی (1031) ، المترجم (ص 138).

رواه فی کتابه فیض القدیر فی شرح الجامع الصغیر (6 / 218) فی شرح حدیث الولایة.0.

ص: 468


1- الأربعین فی فضائل أمیر المؤمنین : ص 40.

17 - السیّد ابن العیدروس الحسینیّ ، الیمنیّ : المتوفّی (1041) ، المترجم (ص 138).

ذکره فی کتابه العقد النبویّ والسرّ المصطفویّ.

18 - الشیخ أحمد بن باکثیر المکیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (1047) ، المترجم (ص 139).

نقله فی تألیفه وسیلة المآل فی عدّ مناقب الآل(1).

19 - الشیخ عبدالرحمن الصفّوریّ :

روی فی نزهته(2) (2 / 242) حدیث القرطبی.

20 - الشیخ برهان الدین علیّ الحلبیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (1044).

روی فی السیرة الحلبیة(3) (3 / 302) وقال : لمّا شاع قوله صلی الله علیه وسلم : «من کنت مولاه فعلیٌّ مولاه» فی سائر الأمصار ، وطار فی جمیع الأقطار ، بلغ الحارث بن النعمان الفهریّ ، فقدم المدینة ، فأناخ راحلته عند باب المسجد ، فدخل والنبیُّ جالسٌ وحوله أصحابه ، فجاء حتی جثا بین یدیه ، ثمّ قال : یا محمد ... إلی آخر لفظ سبط ابن الجوزی المذکور (ص 242).

21 - السیّد محمود بن محمد القادری ، المدنیّ :

قال فی تألیفه الصراط السویّ فی مناقب آل النبیّ : قد مرّ مراراً قوله صلی الله علیه وسلم : «من کنت مولاه فعلیٌّ مولاه». الحدیث.

قالوا : وکان الحارث بن النعمان مسلماً ، فلمّا سمع حدیث «من کنتُ مولاه فعلیٌّ 4.

ص: 469


1- وسیلة المآل : ص 119 - 120.
2- نزهة المجالس : 2 / 209.
3- السیرة الحلبیة : 3 / 274.

مولاه» شکّ فی نبوّة النبیّ ، ثمّ قال : أللّهمّ إن کان ما یقوله محمد حقّاً فأمطر علینا حجارة من السماء أو ائتنا بعذابٍ ألیم ! ثمّ ذهب لیرکب راحلته فما مشی نحو ثلاث خطوات حتی رماه الله عزوجل بحجر فسقط علی هامته ، وخرج من دُبره فقتله ، فأنزل الله تعالی : (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ). الآیات.

22 - شمس الدین الحفنیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (1181) ، المترجم (ص 144).

قال فی شرح الجامع الصغیر للسیوطی (2 / 387) فی شرح قوله صلی الله علیه وآله وسلم : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه» : لمّا سمِع ذلک بعض الصحابة ، قال : أما یکفی رسول الله أن نأتی بالشهادة وإقام الصلاة وإیتاء الزکاة ... حتی یرفع علینا ابن أبی طالب ، فهل هذا من عندک أم من عند الله ؟ فقال صلی الله علیه وسلم : «والله الذی لا إله إلّا هو إنَّه من عند الله» ، فهو دلیل علی عظم فضل علیٍّ علیه السلام.

23 - الشیخ محمد صدرالعالم سبط الشیخ أبی الرضا :

قال فی کتابه معارج العُلی فی مناقب المرتضی : إنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم قال یوماً : «أللّهمّ من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه». فسمع ذلک واحد من الکفرة من جملة الخوارج ، فجاء إلی النبیّ صلی الله علیه وسلم فقال : یا محمد هذا من عندک أو من عند الله ؟ فقال النبیُّ صلی الله علیه وسلم : «هذا من عند الله».

فخرج الکافر من المسجد ، وقام علی عتبة الباب ، وقال : إن کان ما یقوله حقّاً فأنزِلْ علیَّ حجراً من السماء ! قال : فنزل حجر ، فرضخ رأسه.

24 - الشیخ محمد محبوب العالم :

رواه فی تفسیره الشهیر بتفسیر شاهی.

25 - أبو عبدالله الزرقانیّ ، المالکیّ : المتوفّی (1122).

حکاه فی شرح المواهب اللدنیّة (7 / 13).

ص: 470

26 - الشیخ أحمد بن عبدالقادر الحفظیّ ، الشافعیّ :

ذکره فی کتابه ذخیرة المآل فی شرح عقد جواهر اللآل.

27 - السیّد محمد بن إسماعیل الیمانیّ : المتوفّی (1182).

ذکره فی کتابه الروضة الندیّة فی شرح التحفة العلویّة(1).

28 - السیّد مؤمن الشبلنجیّ ، الشافعیّ ، المدنیّ :

ذکره فی کتابه نور الأبصار فی مناقب آل بیت النبیّ المختار(2) (ص 78).

29 - الأستاذ الشیخ محمد عبده المصریّ : المتوفّی (1323).

ذکره فی تفسیر المنار (6 / 464) عن الثعلبیّ ، ثمّ استشکل علیه بمختصر ما أورد علیه ابن تیمیّة ، وستقف علی بطلانه وفساده.

(وَإِن تُکَذِّبُوا فَقَدْ کَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِکُمْ وَمَا عَلَی الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِینُ)(3) 8.

ص: 471


1- الروضة الندیة فی شرح التحفة العلویة : ص 156.
2- نور الأبصار : ص 159.
3- العنکبوت : 18.

نظرة فی الحدیث

قد عرفت مصافقة التفسیر والخبر فی سبب نزول الآیة الکریمة ، ومطابقة النصوص والأسانید فی إثبات الحدیث والإخبات إلیه ، وقد أفرغته الشعراء فی بوتقة النظم منذ عهد متقادم کأبی محمد العَونی الغسّانی ، المترجَم فی شعراء القرن الرابع فی قوله :

یقول رسول الله : هذا لأمّتی

هو الیومَ مولیً ربِّ ما قلتُ فاسمعِ

فقال جَحودٌ ذو شقاقٍ منافقٌ

یُنادی رسولَ الله من قلبِ مُوجَعِ

أَعَن ربِّنا هذا ، أَمَ ٱنتَ ٱخْتَرعتَهُ ؟

فقال : معاذَ الله لستُ بمُبدِعِ

فقال عدوُّ الله : لا هُمَّ إن یکنْ

کما قالَ حقّاً بی عذاباً فَأوقعِ

فعُوجلَ من أُفْق السماءِ بکفرِهِ

بجندلةٍ فانکبّ ثاوٍ بمصرعِ

وقال آخر فی أُرجوزته :

وما جری لحارث النعمانِ

فی أمره من أوضح البرهانِ

علی اختیارِهِ لأمرِ الأُمّهْ

فمِن هناک ساءه وغَمَّهْ

حتی أتی النبیَّ بالمدینه

مُحْبَنْطِئاً من شدّة الضغینهِ

وقال ما قال من المقالِ

فباءَ بالعذابِ والنکالِ

ولم نجد من قریبٍ أو مناویءٍ غمزاً فیه أو وقیعةً فی نقله ، مهما وجدوا رجال إسناده ثقات فأخبتوا إلیه ، عدا ما یُؤثر عن ابن تیمیّة(1) فی منهاج السنّة (4 / 13) فقد ری

ص: 472


1- ابن تیمیة الدائب علی إنکار الضروریات ، والمتجرّئ علی الوقیعة فی المسلمین ، وعلی تکفیرهم وتضلیلهم ، ولذلک عاد غرضاً لنبال الجرح من فطاحل علماء أهل السنّة منذ ظهرت مخاریقه وإلی هذا الیوم ، وحسبک قول الشوکانی فی البدر الطالع : 2 / 260 [رقم 515] : صرّح محمد البخاری

ذکر وجوهاً فی إبطال الحدیث کشف بها عن سوأته ، کما هو عادته فی کلِّ مسألة تفرّد بالتحذلق فیها عند مناوأة فِرق المسلمین ، ونحن نذکرها مختصرةً ونجیب عنها :

الوجه الأوّل : أنَّ قصّة الغدیر کانت فی مرتجع رسول الله صلی الله علیه وسلم من حجّة الوداع ، وقد أجمع الناس علی هذا ، وفی الحدیث : أنَّها لَمّا شاعت فی البلاد جاءه الحارث وهو بالأبطح بمکّة ، وطبع الحال یقتضی أن یکون ذلک بالمدینة فالمفتعِل للروایة کان یجهل تاریخ قصّة الغدیر.

الجواب :

أوّلاً : ما سلف - فی روایة الحلبی فی السیرة(1) ، وسبط ابن الجوزی فی التذکرة(2) ، والشیخ محمد صدر العالم فی معارج العُلی - من أنَّ مجیء السائل کان فی المسجد - إن أُرید منه مسجد المدینة - ونصَّ الحلبی علی أنَّه کان بالمدینة ، لکن ابن تیمیّة عزب عنه ذلک کلّه ، فطفِق یُهملج فی تفنید الروایة بصورة جزمیّة.

ثانیاً : فإنّ مفاضاة الرجل عن الحقائق اللغویّة ، أو عصبیّته العمیاء التی أسدلت بینه وبینها ستور العمی ورّطته فی هذه الغمرة ، فحسب اختصاص الأبطح بحوالی مکّة ، ولو کان یراجع کتب الحدیث ومعاجم اللغة والبلدان ، والأدب لَوجد فیها نصوص أربابها بأنّ الأبطح : کلُّ مسیل فیه دِقاق الحصی ، وقولهم فی الإشارة إلی بعض مصادیقه : ومنه بطحاء مکّة ، وعَرف أنَّه یطلق علی کلِّ مسیل یکون بتلک الصفة ، ولیس حِجْراً علی أطراف البلاد وأکناف المفاوز أن تکون فیها أباطح.

روی البخاری فی صحیحه(2) (1 / 181) ، ومسلم فی صحیحه(3) (1 / 382) عن ّ.

ص: 473


1- و (2) السیرة الحلبیة : 3 / 274 ، تذکرة الخواص : ص 30.
2- صحیح البخاری : 2 / 556 ح 1459.
3- صحیح مسلم : 3 / 154 ح 430 کتاب الحجّ.

عبدالله بن عمر : أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم أناخ بالبطحاء بذی الحُلَیفة فصلّی بها.

وفی الصحیحین(1) عن نافع : أنَّ ابن عمر کان إذا صدر عن الحجّ أو العمرة أناخ

بالبطحاء التی بذی الحلیفة التی کان النبیُّ صلی الله علیه وسلم یُنیخ بها.

وفی صحیح مسلم(2) (1 / 382) عن عبدالله بن عمر : أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم أتی فی مُعرَّسه(3) بذی الحُلیفة(4) فقیل له : إنَّک ببطحاء مبارکة.

وفی إمتاع المقریزی(5) وغیره : أنَّ النبیّ إذا رجع من مکّة دخل المدینة من معرَّس الأبطح ، فکان فی معرَّسه فی بطن الوادی ، فقیل له : إنَّک ببطحاء مبارکة.

وفی صحیح البخاری(6) (1 / 175) عن ابن عمر : أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم کان ینزل بذی الحُلیفة حین یعتمر ، وفی حجّته حین حجَّ تحت سَمُرةٍ فی موضع المسجد الذی بذی الحُلیفة ، وکان إذا رجع من غزوٍ - کان فی تلک الطریق - أو حجٍّ أو عمرةٍ هبط ببطن وادٍ ، فإذا ظهر من بطنٍ أناخ بالبطحاء التی علی شفیر الوادی الشرقیّة ، فعرّس

ثَمَّ حتی یصبح. وکان ثَمَّ خلیجٌ یصلّی عبدالله عنده ، وفی بطنه کُثُبٌ کان رسول الله صلی الله علیه وسلم ثَمَّ یُصلّی ، فدحا فیه السیل بالبطحاء. الحدیث.

وفی روایة ابن زبالة : فإذا ظهر النبیُّ من بطن الوادی أناخ بالبطحاء التی علی شفیر الوادی الشرقیّة.

وفی مصابیح البغوی(7) (1 / 83) : قال القاسم بن محمد : دخلت علی عائشة رضی الله عنها 8.

ص: 474


1- صحیح مسلم : 3 / 154 ح 432 کتاب الحجّ ، صحیح البخاری : 2 / 556 ح 1459.
2- صحیح مسلم : 3 / 155 ح 433 کتاب الحجّ.
3- التعریس : نزول المسافر آخر اللیل نزلة للنوم والاستراحة. (المؤلف)
4- ذو الحُلَیْفة : قریة بینها وبین المدینة ستة أمیال أو سبعة. معجم البلدان : 2 / 295.
5- إمتاع الأسماع : ص 534.
6- صحیح البخاری : 1 / 183 ح 470.
7- مصابیح السنّة : 1 / 560 ح 1218.

فقلت : یا أُمّاه اکشفی لی عن قبر النبیّ صلی الله علیه وسلم ، فکشفت لی عن ثلاثة قبور لا مشرفة(1) ولا لاطئة ، مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء.

وروی السمهودی فی وفاء الوفا(2) (2 / 212) من طریق ابن شبّة والبزّار عن عائشة عن النبیّ صلی الله علیه وسلم أنَّه قال : بطحان علی ترعةٍ من ترع الجنّة.

وقبل هذه الأحادیث کلّها ما ورد فی حدیث الغدیر من طریق حذیفة بن أُسَید وعامر بن لیلی قالا : لمّا صدر رسول الله من حجّة الوداع ولم یحجّ غیرها ، أقبل حتی کان بالجُحْفة ، نهی عن سَمُرات مُتقاربات بالبطحاء ؛ أن لا ینزل تحتهنّ أحدٌ ...

الحدیث. راجع (ص 26 ، 46).

وأمّا معاجم اللغة والبلدان :

ففی معجم البلدان(3) (2 / 213) : البطحاء فی اللغة مسیلٌ فیه دقاق الحصی ، والجمع : الأباطح والبِطاح علی غیر قیاس ، إلی أن قال : قال أبو الحسن محمد بن علیّ ابن نصر الکاتب : سمعت عوّادة تغنّی فی أبیات طریح بن إسماعیل الثقفی فی الولید بن

یزید بن عبدالملک وکان من أخواله :

أنت ابنُ مُسْلَنْطِحِ(4) البطاحِ ولم

تطرقْ علیک الحنیُّ والولجُ(5)

فقال بعض الحاضرین : لیس غیر بطحاء مکّة ، فما معنی الجمع ؟

فثار البطحاوی العلویّ ، فقال : بطحاء المدینة ، وهو أجلُّ من بطحاء مکّة ، ف)

ص: 475


1- أصله من الشرف : العلوّ ، واللاطئة من لطئ بالأرض : لزق. (المؤلف)
2- وفاء الوفا : 3 / 1071.
3- معجم البلدان : 1 / 444.
4- المسلنطح : الفضاء الواسع.
5- الحنیّ : ما انخفض من الأرض ، الولج جمع وِلاج بالکسر : النواحی ، الأزقة ، ما اتّسع من الأودیة ؛ أی لم تکن بینهما فیخفی حسبک. (المؤلف)

وجدّی منه ، وأنشد له :

وبَطْحا المدینةِ لی منزلٌ

فیا حبَّذا ذاک من منزلِ

فقال : فهذان بطحاوان فما معنی الجمع ؟

قلنا : العرب تتوسّع فی کلامها وشعرها فتجعل الاثنین جمعاً ، وقد قال بعض الناس : إنَّ أقلّ الجمع اثنان ، وممّا یؤکّد أنَّهما بطحاوان قول الفرزدق :

وأنت ابنُ بَطْحاوَیْ قریشٍ فإن تشأْ

تکن فی ثقیفٍ سیلَ ذی أدبٍ عَفْرِ

ثمّ قال :

قلت أنا : وهذا کلّه تعسّفٌ. وإذا صحَّ بإجماع أهل اللغة أنَّ البطحاء : الأرض ذات الحصی فکلُّ قطعة من تلک الأرض بطحاء ، وقد سُمِّیت قریش البطحاء ، وقریش الظواهر ، فی صدر الجاهلیّة ولم یکن بالمدینة منهم أحد.

وأمّا قول الفرزدق وابن نباتة ، فقد قالت العرب : الرقمتان ورامتان ، وأمثال ذلک کثیرٌ تمرُّ فی هذا الکتاب ، قصدهم بها إقامة الوزن فلا اعتبار به.

البُطاح - بالضمّ - : منزل لبنی یربوع ، وقد ذکره لبید ، فقال :

تربّعتِ الأشرافُ ثمّ تصیّفتْ

حِساءَ البطاحِ وانْتجعْنَ السلائلا

وقیل : البُطاح ماءٌ فی دیار بنی أسد ، وهناک کانت الحرب بین المسلمین - وأمیرُهم خالد بن الولید - وأهل الردّة ، وکان ضرار بن الأزور الأسدی قد خرج طلیعة لخالد بن الولید ، وخرج مالک بن نویرة طلیعة لأصحابه ، فالتقیا بالبُطاح فقتل ضرار مالکاً ، فقال أخوه متمِّم یرثیه :

سأبکی أخی ما دام صوتُ حمامةٍ

توَرّقُ فی وادی البُطاح حماما

وقال وکیع بن مالک یذکر یوم البُطاح :

ص: 476

فلمّا أتانا خالدٌ بلوائِهِ

تخطّتْ إلیه بالبطاحِ الودائعُ

وقال فی(1) (ص 215) :

البطحاء : أصله المسیل الواسع فیه دقاق الحصی. وقال النضر : الأبطح والبطحاء بطن المیثاء والتلعة والوادی ، هو التراب السهل فی بطونها ممّا قد جرّته السیول ، یقال : أتینا أبطح الوادی ، وبطحاؤه مثله ، وهو ترابه وحصاه السهل اللیّن. والجمع الأباطح.

وقال بعضهم : البطحاء کلّ موضع متّسع. وقول عمر رضی الله عنه : بطِّحوا المسجد ؛ أی ألقوا فیه الحصی الصغار ، وهو موضع بعینه قریب من ذی قار. وبطحاء مکّة وأبطحها ممدودٌ ، وکذلک بطحاء ذی الحُلیفة.

قال ابن إسحاق : خرج النبیُّ صلی الله علیه وسلم غازیاً فسلک نقب بنی دینار ، فنزل تحت شجرة ببطحاء ابن أزهر یقال لها ذات الساق ، فصلّی تحتها فثَمَّ مسجده.

وبطحاء - أیضاً - مدینة بالمغرب قرب تلمسان.

بُطْحان - روی فیه الضمّ والفتح - وادٍ بالمدینة ، وهو أحد أودیتها الثلاثة ، وهی : العقیق ، وبطحان ، وقتاة ، قال الشاعر - وهو یقوّی روایة من سکّن الطاء - :

أبا سعیدٍ لم أزلْ بعدکُمْ

فی کُرَبٍ للشوق تغشانی

کم مجلسٍ ولّی بلذّاتِهِ

لم یهننی إذ غاب نُدْمانی

سقیاً لسَلْعٍ ولساحاتِها

والعیشِ فی أکْنافِ بُطْحانِ

وقال ابن مقبل فی قول من کسر الطاء :

عَفی بَطِحانٌ من سُلیمی فیثربُ

فملقی الرمالِ من منی فالمحصَّب6.

ص: 477


1- معجم البلدان : 1 / 446.

وقال أبو زیاد : بطحان من میاه الضباب.

وقال فی(1) (ص 222) : البَطیحة - بالفتح ثمّ الکسر - وجمعها البطائح ، والبطیحة والبطحاء واحد. وتبطّح السیل إذا اتّسع فی الأرض ، وبذلک سُمِّیت بطائح واسط ؛ لأنّ المیاه تبطّحت فیها أی سالت ، واتّسعت فی الأرض ، وهی أرضٌ واسعةٌ بین واسط والبصرة ، وکانت قدیماً قریً متّصلة وأرضاً عامرة ، فاتّفق فی أیّام کسری

ابرویز أن زادت دجلة زیادة مفرطة ، وزاد الفرات أیضاً بخلاف العادة ، فعجز عن سدّها فتبطّح الماء فی تلک الدیار والعمارات والمزارع فطرد أهلها عنها ... الخ.

وقال ابن منظور فی لسان العرب(2) (3 / 236) ، والزبیدی فی تاج العروس (2 / 124) ما ملخّصه : بطحاء الوادی تراب لیِّن ممّا جرّته السیول.

وقال ابن الأثیر(3) : بطحاء الوادی وأبطحه حصاه اللیِّن فی بطن المسیل ، ومنه الحدیث : أنَّه صلّی بالأبطح ؛ یعنی أبطح مکّة. قال : هو مسیل وادیها.

وعن أبی حنیفة : الأبطح لا یُنبت شیئاً ، إنَّما هو بطن المسیل.

وعن النضر : البطحاء بطن التلعة والوادی ، وهو التراب السهل فی بطونها ممّا قد جرّته السیول ، یقال : أتینا أبطح الوادی فنمنا علیه. وبطحاؤه مثله وهو ترابه وحصاه السهل اللیّن.

وقال أبو عمرو : سُمّی المکان أبطح ؛ لأنّ الماء ینبطح فیه ؛ أی یذهب یمیناً وشمالاً ، الجمع أباطح وبطائح.

وفی الصحاح(4) : تبطّح السیل : اتّسع فی البطحاء. وقال ابن سیدة(5) : سال سیلاً عریضاً ، قال ذو الرّمّة : ع.

ص: 478


1- معجم البلدان : 1 / 450.
2- لسان العرب : 1 / 428.
3- النهایة فی غریب الحدیث والأثر : 1 / 134.
4- الصحاح للجوهری : 1 / 356.
5- المخصّص : 2 / 129 السفر التاسع.

ولا زال من نَوْءِ السِّماکِ علیکما

ونَوْءِ الثریّا وابلٌ متبطِّحُ

وقال لبید :

یزع الهیام عن الثری ویمدّه

بطحٌ یهایلُهُ عن الکُثْبانِ

وقال آخر :

إذا تبطَّحنَ علی المحاملِ

تبطُّحَ البطِّ بجنب الساحلِ

وبطحاء مکّة وأبطحها معروفة لانبطاحها ، بُطْحان - بالضمّ وسکون الطاء - وهو الأکثر ، قال ابن الأثیر فی النهایة(1) : ولعلّه الأصحّ. وقال عیاض فی المشارق(2) : هکذا یرویه المحدِّثون. وکذا سمعناه من المشایخ ، والصواب الفتح وکسر الطاء کقَطران کذا قیَّد القالی فی البارع(3) ، وأبو حاتم والبکری فی المعجم ، وزاد الأخیر : ولا یجوز غیره. هو أحد أودیة المدینة الثلاثة : وهو العقیق وبَطحان وقتاة ، وروی ابن الأثیر

فیه الفتح أیضاً وغیره بالکسر ، وفی الحدیث کان عمر أوّل من بطّح المسجد وقال : ابطحوه من الوادی المبارک. تبطیح المسجد إلقاء الحصی فیه وتوثیره ، وفی حدیث ابن الزبیر : فأهاب بالناس إلی بطحه ، أی تسویته. وانبطح الوادی فی هذا المکان واستبطح ، أی استوسع فیه ، ویقال فی النسبة إلی بطحان المدینة : البطحانیون. انتهی(4).

وقال الیعقوبی فی کتاب البلدان (ص 84) : ومن واسط إلی البصرة فی البطائح ؛ لأنّه تجمع فیها عدّة میاه ، ثمّ یصیر من البطائح فی دجلة العوراء ، ثمّ یصیر إلی البصرة ف)

ص: 479


1- النهایة فی غریب الحدیث والأثر : 1 / 135.
2- مشارق الأنوار إلی صحیح الآثار : 1 / 87.
3- البارع فی اللغة : ص 712.
4- ولهذه المذکورات شواهد فی الصحاح والقاموس والنهایة والصراح والطراز وغیرها من معاجم اللغة. (المؤلف)

فیرسی فی شط نهر ابن عمر. انتهی.

ویوم البطحاء : من أیّام العرب المعروفة منسوب إلی بطحاء ذی قار ، وقعت الحرب فیها بین کسری وبکر بن وائل.

وهناک شواهد کثیرة من الشعر لمن یُحتج بقوله فی اللغة العربیّة ، منها ما یُعزی إلی مولانا أمیر المؤمنین علیه السلام من قوله یخاطب به الولید بن المغیرة :

یُهدِّدنی بالعظیمِ الولیدُ

فقلتُ : أنا ابنُ أبی طالبِ

أنا ابنُ المُبجَّلِ بالأبطَحَیْنِ

وبالبیت من سَلَفی غالبِ

وذکر المَیْبُذی فی شرحه(1) : أنَّه علیه السلام یرید أبطح مکّة والمدینة.

وقال نابغة بنی شیبان(2) - فی دیوانه (ص 104) من قصیدةٍ یمدح بها عبدالملک ابن مروان - :

والأرضُ جمُّ النباتِ منهُ بها

مثل الزرابیّ للونه صبحُ

وارتدّت الأکمُ من تهاویل ذی

نورٍ عمیمٍ والأسهل البطحُ

وللسیّد الحمیری یصف الکوثر الذی یسقی منه أمیر المؤمنین علیه السلام شیعته یوم القیامة قوله من قصیدة تأتی فی ترجمته فی شعراء القرن الثانی :

بطحاؤه مسکٌ وحافاتُهُ

یهتزُّ منها مونِقٌ مربعُ

وقال أبو تمام المترجَم فی شعراء القرن الثالث فی المدیح فی دیوانه (ص 68) :

قومٌ همُ آمنوا قبل الحمام بها

من بین ساجعِها الباکی ونائحِها

کانوا الجبالَ لها قبل الجبالِ وهمْ

سالوا ولم یکُ سیلٌ فی أَباطحِهاف)

ص: 480


1- شرح دیوان أمیر المؤمنین علیه السلام : ص 197.
2- عبدالله بن المخارق بن سلیم. (المؤلف)

وقال الشریف الرضی(1) من قصیدة فی دیوانه(2) (1 / 205) :

دَعُوا وِرْدَ ماءٍ لستُمُ من حلاله

وحُلّوا الروابی قبلَ سَیْلِ الأباطحِ

وله من قصیدة أخری توجد فی دیوانه (ص 198) قوله :

متی أری البیضَ وقد أمطرتْ

سیلَ دمٍ یغلبُ سیل البطاحْ

ویقول من أخری (ص 194) :

فَلَرُبَّ عیشٍ فیک رقَّ نسیمُهُ

کالماء رقَّ علی جُنُوبِ بِطاحِ

وله من أخری (ص 191) :

بکلِّ فلاةٍ تقودُ الجیادَ

تَعثّرُ فیها ببیض الأداحی(3)

فَیُلْجِمُ أعناقَها بالجبالِ

ویُنْعِلُ أرساغَها بالبطاحِ

وقال مهیار الدیلمی(4) فی قصیدة کتبها إلی النهروانی یهنِّئه بعقد نکاح(5) :

فما اتَّفق السعدان حتی تکافآ

أَعزُّ بطونٍ فی أعزِّ بطاحِ

ولو قیل : غیر الشمس سِیقَتْ هدیّةً

إلی البدر لم أفرحْ له بنکاحِ

وله فی دیوانه (1 / 199) من قصیدة کتبها إلی الصاحب أبی القاسم قوله :

فکن سامعاً فی کلّ نادی مسرّةٍ

شواردَ فی الدنیا ولسنَ بَوارحا

حوامل أعباء الثناءِ خفائفاً

صعدن الهضابَ أو هبطنَ الأباطحا6.

ص: 481


1- أحد شعراء الغدیر فی القرن الرابع ، تأتی هناک ترجمته. (المؤلف)
2- دیوان الشریف الرضی : 1 / 265 ، 255 ، 250 ، 247.
3- الدحیة - بکسر المهملة - : رئیس الجند. (المؤلف)
4- أحد شعراء الغدیر فی القرن الخامس ، تأتی هناک ترجمته. (المؤلف)
5- دیوان مهیار الدیلمی : 1 / 186.

وقال(1) فی مستهلّ قصیدة کتبها إلی ناصر الدولة بعمّان :

لمن صاغیاتٌ(2) فی الجبالِ طلائحُ(3)

تسیلُ علی نُعمانَ منها الأباطحُ

وقال أبو إسحاق بن خفاجة الأندُلسی : المتوفّی (533) من مقطوعة :

فإن أنا لم أشکُرْکَ والدارُ غَرْبةٌ(4)

فلا جادنی غادٍ من المُزْن رائحُ

ولا استشرفَتْ یوماً إلیَّ به الربی

جلالاً ولا هشّتْ إلیَّ الأباطحُ

وله من قصیدة أخری فی دیوانه (ص 37) :

تَخایلُ نَخْوةً بهمُ المذاکی(5)

وتعسلُ هزّةً لهُمُ الرماحُ

لهم هِممٌ کما شَمَختْ جبالٌ

وأخلاقٌ کما دَمِثَتْ بِطاحُ

ومن مقطوعة له یصف الکلب والأرنب فی دیوانه (ص 37) :

یجول بحیثُ یکشّر عن نصالٍ

مؤلّلةٍ وتحملُه رماحُ

وطوراً یرتقی حُدْبَ الروابی

وآونةً تسیلُ به البطاحُ

ویقول فی قصیدة یهنِّئ بها قاضی القضاة :

بشری کما أسفرَ وجهُ الصباحْ

واستشرف الرائدُ برقاً ألاحْ

وارتجزَ الرعدُ بلجِّ الندی

ریّاً ویحدو بمطایا الریاحْ

فدنَّرَ الزهرُ متونَ الربی

ودَرْهَمَ القَطْرُ بُطونَ البِطاحْ(6)ه.

ص: 482


1- دیوان مهیار الدیلمی : 1 / 221.
2- الصاغیات : المائلات. (المؤلف)
3- طلح البعیر طلحاً : إذا أعیا وکلّ ، والطلح : الإعیاء والسقوط من السفر.
4- غَربة : نائیة.
5- المذاکی : الخیل.
6- دَنَّر الزهر : أی صار یشبه الدینار فی حمرة لونه ، وَدَرْهَمَ القطر : أی یشبه الدرهم فی نصاعته وبیاض لونه.

وله من قصیدة یصف معرکاً قوله :

زَحمتْ مناکبه الأعادی زحمةً

بَسَطَتْهُمُ فوق البطاحِ بِطاحا

وله من أخری قوله :

غلامٌ کما استخشنت جانب هضبة

ولان علی طشٍ(1) من المزنِ أبطح

وللأرّجانی المتوفّی (544) من قصیدة یمدح بها الوزیر شمس الملک فی دیوانه (ص 80) قوله :

لا غرو إن فاضت دماً مقلتی

وقد غدت ملءَ فؤادی جِراحْ

بل یا أخا الحیِّ إذا زرتَهُ

فحیِّ عنّی ساکناتِ البطاحْ

ولشهاب الدین المعروف بحیص بیص - المتوفّی (574) المدفون فی مقابر قریش - فی رثاء أهل البیت علیهم السلام عن لسانهم یخاطب من ناوأهم ، وتجرّأ علی الله بقتلهم قوله(2) :

مَلکْنا فکانَ العفوُ منّا سجیّةً

فلمّا مَلکتمْ سالَ بالدمِ أبطحُ

وحلّلتمُ قتلَ الأساری وطالما

غدونا عن الأسری نعِفُّ ونصفحُ(3)

وأنت جدّ علیم أنَّ مصارع أهل البیت علیهم السلام نوعاً کانت بالعراق فی مشهد الطفّ ی)

ص: 483


1- الطشّ : المطر الضعیف ، وهو فوق الرذاذ.
2- دیوان حیص بیص : 3 / 404.
3- هذه الأبیات خمّسها جماعة وشطّرتْها ، فممّن خمّسها : السیّد راضی ابن السیّد صالح القزوینی المتوفّی سنة (1287) ، والعلّامة الأکبر السیّد ناصر بن أحمد بن عبدالصمد الغریفی المتوفّی سنة (1331) ، والشیخ عبدالحسین بن القاسم الحلّی النجفی المعاصر ، وله تشطیرها أیضاً .(المؤلف) وطبع دیوانه فی بغداد سنة 1394 فی ثلاثة أجزاء بتحقیق مکی السیّد جاسم وشاکر هادی شکر ، والأبیات موجودة فی الجزء الثالث منه. (الطباطبائی)

وغیره ، ومنهم مَن قُتِل بفخّ من أعمال مکّة ، غیر أنَّه واقعٌ بینها وبین المدینة یبعد عنها نحو ستّة أمیال ، لا فی جهة الأبطح الذی هو وادی المحصّب بمقربة من منی فی شرقی مکّة. ولبعضهم یرثی الإمام السبط الشهید علیه السلام قوله من قصیدة :

تئنُ نفسی للربوعِ وقد غدا

بیتُ النبیِّ مقطَّعَ الأطنابِ

بیتٌ لآل المصطفی فی کربلا

ضربوه بین أباطحٍ وروابی

الوجه الثانی : أنَّ سورة المعارج مکیّة باتّفاق أهل العلم ، فیکون نزولها قبل واقعة الغدیر بعشر سنین ، أو أکثر من ذلک.

الجواب :

إنَّ المتیقّن من معقد الإجماع المذکور هو نزول مجموع السورة مکیّاً ، لا جمیع آیاتها ، فیمکن أن یکون خصوص هذه الآیة مدنیّاً کما فی کثیر من السور.

ولا یرد علیه : أنَّ المتیقّن من کون السورة مکیّة أو مدنیّة هو کون مفاتیحها کذلک ، أو الآیة التی انتزع منها اسم السورة ؛ لِما قدّمناه من أنَّ هذا الترتیب هو ما اقتضاه التوقیف ، لا ترتیب النزول ، فمن الممکن نزول هذه الآیة أخیراً وتقدّمها علی النازلات قبلها بالتوقیف ، وإن کنّا جهلنا الحکمة فی ذلک کما جهلناها فی أکثر موارد الترتیب فی الذکر الحکیم ، وکم لها من نظیر ، ومن ذلک :

1 - سورة العنکبوت : فإنّها مکیّة ، إلّا من أوّلها عشر آیات ، کما رواه الطبری فی تفسیره(1) فی الجزء العشرین (ص 86) ، والقرطبی فی تفسیره(2) (13 / 323) ، والشربینی فی السراج المنیر(3) (3 / 116). 3.

ص: 484


1- جامع البیان : مج 11 / ج 20 / 133.
2- الجامع لأحکام القرآن : 13 / 214.
3- السراج المنیر : 3 / 123.

2 - سورة الکهف : فإنّها مکیّة ، إلّا من أوّلها سبع آیات ، فهی مدنیّة وقوله : (وَاصْبِرْ نَفْسَکَ) الآیة. کما فی تفسیر القرطبی(1) (10 / 346) ، وإتقان السیوطی(2) (1 / 16).

3 - سورة هود : مکیّة ، إلّا قوله : (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَیِ النَّهَارِ) ، کما فی تفسیر القرطبی(3) (9 / 1) وقوله : (فَلَعَلَّکَ تَارِکٌ بَعْضَ مَا یُوحَی إِلَیْکَ) ، کما فی السراج المنیر(4) (2 / 40).

4 - سورة مریم : مکیّة إلّا آیة السجدة ، وقوله : (وَإِن مِّنکُمْ إِلَّا وَارِدُهَا) ، کما فی إتقان السیوطی(5) (1 / 16).

5 - سورة الرعد : فإنَّها مکیّة إلّا قوله : (وَلَا یَزَالُ الَّذِینَ کَفَرُوا) وبعض آیها الأُخَر ، أو بالعکس ، کما نصَّ علیه القرطبی فی تفسیره(6) (9 / 278) ، والرازی فی تفسیره(7) (6 / 258) ، والشربینی فی تفسیره(8) (2 / 137).

6 - سورة إبراهیم : مکیّة إلّا قوله : (أَلَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّ-هِ ...) الآیتین.

نصّ به القرطبی فی تفسیره(9) (9 / 338) ، والشربینی فی السراج 2.

ص: 485


1- الجامع لأحکام القرآن : 10 / 225.
2- الإتقان فی علوم القرآن : 1 / 41.
3- الجامع لأحکام القرآن : 9 / 3.
4- السراج المنیر : 2 / 42.
5- الإتقان فی علوم القرآن : 1 / 42.
6- الجامع لأحکام القرآن : 9 / 183.
7- التفسیر الکبیر : 18 / 230.
8- السراج المنیر : 2 / 143.
9- الجامع لأحکام القرآن : 9 / 222.

المنیر(1) (2 / 159).

7 - سورة الإسراء : مکیّة إلّا قوله (وَإِن کَادُوا لَیَسْتَفِزُّونَکَ مِنَ الْأَرْضِ) إلی قوله : (وَاجْعَل لِّی مِن لَّدُنکَ سُلْطَانًا نَّصِیرًا) ، کما فی تفسیر القرطبی(2) (10 / 203) ، والرازی(3) (5 / 540) ، والسراج المنیر(4) (2 / 261).

8 - سورة الحجّ : مکیّة إلّا قوله : (وَمِنَ النَّاسِ مَن یَعْبُدُ اللَّ-هَ عَلَی حَرْفٍ) ، کما فی تفسیر القرطبی(5) (12 / 1) ، والرازی(6) (6 / 206) ، والسراج المنیر(7) (2 / 511).

9 - سورة الفرقان : مکیّة إلّا قوله : (وَالَّذِینَ لَا یَدْعُونَ مَعَ اللَّ-هِ إِلَ-هًا آخَرَ) ، کما فی تفسیر القرطبی(8) (13 / 1) ، والسراج المنیر(9) (2 / 617).

10 - سورة النحل : مکیّة إلّا قوله : (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا) الآیة. إلی آخر السورة.

نصّ علی ذلک القرطبی فی تفسیره(10) (15 / 65) ، والشربینی فی تفسیره(11) (2 / 205).

11 - سورة القصص : مکیّة إلّا قوله : (الَّذِینَ آتَیْنَاهُمُ الْکِتَابَ مِن قَبْلِهِ) ، وقیل : 4.

ص: 486


1- السراج المنیر : 2 / 167.
2- الجامع لأحکام القرآن : 10 / 134.
3- التفسیر الکبیر : 20 / 145.
4- السراج المنیر : 2 / 273.
5- الجامع لأحکام القرآن : 12 / 3.
6- التفسیر الکبیر : 23 / 2.
7- السراج المنیر : 2 / 535.
8- الجامع لأحکام القرآن : 13 / 3.
9- السراج المنیر : 2 / 646.
10- الجامع لأحکام القرآن : 10 / 44.
11- السراج المنیر : 2 / 214.

إلّا آیة : (إِنَّ الَّذِی فَرَضَ عَلَیْکَ الْقُرْآنَ) الآیة ، کما فی تفسیری القرطبی(1) (13 / 247) ، والرازی(2) (6 / 585).

12 - سورة المدّثّر : مکیّة غیر آیة من آخرها علی ما قیل ، کما فی تفسیر الخازن(3) (4 / 343).

13 - سورة القمر : مکیّة إلّا قوله : (سَیُهْزَمُ الْجَمْعُ وَیُوَلُّونَ الدُّبُرَ).

قاله الشربینی فی السراج المنیر(4) (4 / 136).

14 - سورة الواقعة : مکیّة إلّا أربع آیات ، کما فی السراج المنیر(5) (4 / 171).

15 - سورة المطفّفین : مکیّة إلّا الآیة الأولی ، ومنها انتزع اسم السورة ، کما أخرجه الطبری فی الجزء الثلاثین من تفسیره(6) (ص 58).

16 - سورة اللیل : مکیّة إلّا أوّلها ، ومنها اسم السورة ، کما فی الإتقان(7) (1 / 17).

17 - سورة یونس : مکیّة إلّا قوله : (فَإِن کُنتَ فِی شَکٍّ ...) الآیتین ، أو الثلاث ، أو قوله : (وَمِنْهُم مَّن یُؤْمِنُ بِهِ) ، کما فی تفسیر الرازی(8) (4 / 774) ، وإتقان السیوطی(9) (1 / 15) ، وتفسیر الشربینی (2 / 2). 0.

ص: 487


1- الجامع لأحکام القرآن : 13 / 164.
2- التفسیر الکبیر : 24 / 224.
3- تفسیر الخازن : 4 / 326.
4- السراج المنیر : 4 / 142.
5- المصدر السابق : 4 / 178.
6- جامع البیان : مج 15 / ج 30 / 91.
7- الإتقان فی علوم القرآن : 1 / 47.
8- التفسیر الکبیر : 17 / 2.
9- الإتقان فی علوم القرآن : 1 / 40.

کما أنَّ غیر واحد من السور المدنیّة فیها آیات مکیّة :

منها : سورة المجادلة ، فإنّها مدنیّة إلّا العشر الأُوَل ، ومنها تسمیة السورة ، کما فی تفسیر أبی السعود(1) فی هامش الجزء الثامن من تفسیر الرازی (ص 148) ، والسراج المنیر(2) (4 / 210).

ومنها : سورة البلد مدنیّة إلّا الآیة الأولی - وبها تسمیتها بالبلد - إلی غایة الآیة الرابعة کما قیل فی الإتقان(3) (1 / 17) وسور أخری لا نُطیل بذکرها المجال.

علی أنَّ من الجائز نزول الآیة مرّتین ، کآیات کثیرة نصَّ العلماء علی نزولها مرّةً بعد أخری عظةً وتذکیراً ، أو اهتماماً بشأنها ، أو اقتضاء موردین لنزولها غیر مرّة ، نظیر البسملة ، وأوّل سورة الروم ، وآیة الروح ، وقوله : (مَا کَانَ لِلنَّبِیِّ وَالَّذِینَ آمَنُوا أَن یَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِکِینَ)(4) وقوله : (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ)(5) ... إلی آخر النحل. وقوله : (مَن کَانَ عَدُوًّا لِّلَّ-هِ)(6) الآیة ، وقوله : (أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَیِ النَّهَارِ)(7) ، وقوله : (أَلَیْسَ اللَّ-هُ بِکَافٍ عَبْدَهُ)(8) ، وسورة الفاتحة ، فإنّها نزلت مرّةً بمکّة حین فرضت الصلاة ، ومرّة بالمدینة حین حُوِّلت القبلة. ولتثنیة نزولها سُمِّیت بالمثانی(9).

الوجه الثالث : إنَّ قوله تعالی : (وَإِذْ قَالُوا اللَّ-هُمَّ إِن کَانَ هَ-ذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِکَ ف)

ص: 488


1- إرشاد العقل السلیم : 8 / 215.
2- السراج المنیر : 4 / 219.
3- الإتقان فی علوم القرآن : 1 / 47.
4- التوبة : 113.
5- النحل : 126.
6- البقرة : 98.
7- هود : 114.
8- الزمر : 36.
9- راجع إتقان السیوطی 1 / 60 [1 / 31] ، وتاریخ الخمیس 1 / 11. (المؤلف)

فَأَمْطِرْ عَلَیْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ)(1) نزلت عقیب بدر بالاتفاق قبل یوم الغدیر بسنین.

الجواب :

کأنّ هذا الرجل یحسب أنَّ من یروی تلک الأحادیث المتعاضدة یری نزول ما لهج به الحارث بن النعمان الکافر - من الآیة الکریمة السابق نزولها ، وأفرغها فی قالب الدعاء - فی الیوم المذکور ، والقارئ لهاتیک الأخبار جِدّ علیم بمَیْنه فی هذا الحسبان ، أو أنَّه یری حَجراً علی الآیات السابق نزولها أن ینطق بها أحد ، فهل فی هذه الروایة غیر أنَّ الرجل المرتدّ - الحارث أو جابر - تفوّه بهذه الکلمات ؟ وأین هو من وقت نزولها ؟ فدعْها یکن نزولها فی بدر أو أُحد ، فالرجل أبدی کفره بها ، کما أبدی الکفّار قبله إلحادهم بها. لکن ابن تیمیّة یرید تکثیر الوجوه فی إبطال الحقِّ الثابت.

الوجه الرابع : أنَّها نزلت بسبب ما قاله المشرکون بمکّة ، ولم ینزل علیهم العذاب هناک لوجود النبیّ صلی الله علیه وسلم بینهم ؛ لقوله تعالی : (وَمَا کَانَ اللَّ-هُ لِیُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِیهِمْ وَمَا کَانَ اللَّ-هُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ یَسْتَغْفِرُونَ)(2).

الجواب :

لا ملازمة بین عدم نزول العذاب فی مکّة علی المشرکین ، وبین عدم نزوله هاهنا علی الرجل ؛ فإنّ أفعال المولی سبحانه تختلف باختلاف وجوه الحکمة ، فکان فی سابق علمه إسلام جماعة من أولئک بعد حین ، أو وجود مسلمین فی أصلابهم ، فلو أبادهم بالعذاب النازل لأُهملت الغایة المتوخّاة من بعث الرسول صلی الله علیه وآله وسلم.

ولمّا لم یرَ سبحانه ذلک الوجه فی هذا المنتکس علی عقبه عن دین الهدی بقیله ذلک ، ولم یکن لِیَلِدَ مؤمناً ، کما عرف ذلک نوح علیه السلام من قومه ، فقال : (وَلَا یَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا ی)

ص: 489


1- الأنفال : 32.
2- الأنفال : 33. ویمکن القول إنَّ الآیة فی عصاة المسلمین ، وأما من ارتدّ عن الإسلام وکذّب النبیَّ صلی الله علیه وآله وسلم وطلب العذاب من الله تحدّیاً واستخفافاً فعلی الله أن یعجّل علیه نقمته. (الطباطبائی)

کَفَّارًا)(1) ، قطع جرثومة فساده بما تمنّاه من العذاب الواقع.

وکم فرق بین أولئک الذین عوملوا بالرفق رجاء هدایتهم ، وتشکیل أمّةٍ مرحومةٍ منهم ومن أعقابهم ، مع العلم بأنّ الخارج منهم عن هاتین الغایتین سوف یُقضی علیه فی حروب دامیة ، أو یأتی علیه الخزی المبیر ، فلا یسعه بثُّ ضلالةٍ ، أو

إقامة عیثٍ ، وبین هذا الذی أخذته الشدّة ، مع العلم بأنّ حیاته مثار فتن ، ومنزع إلحاد ، وما عساه یتوفّق لهدایته ، أو یُستفاد بعقبه.

ووجود الرسول صلی الله علیه وآله وسلم رحمةٌ تَدْرأ العذاب عن الأُمّة ، إلّا أنَّ تمام الرحمة أن یکون فیها مکتسح للعراقیل أمام السیر فی لاحب الطریق المَهْیع ، ولذلک قمَّ سبحانه

ذلک الجَذْم(2) الخبیث ، للخلاف عمّا أبرمه النبیُّ الأعظم فی أمر الخلافة ، کما أنَّه فی حروبه ومغازیه کان یجتاح أصول الغیّ بسیفه الصارم ، وکان یدعو علی من شاهد عتوّه ، ویئس من إیمانه ، فتُجاب دعوته :

أخرج مسلم فی صحیحه(3) (2 / 468) بالإسناد عن ابن مسعود : أنَّ قریشاً لمّا استعصت علی رسول الله صلی الله علیه وسلم وأبطئوا عن الإسلام ، قال : «أللّهمّ أعنّی علیهم بسبعٍ کسبع یوسف» ، فأصابتهم سنةٌ فحصّت کلّ شیء ، حتی أکلوا الجِیَف والمَیْتة ، حتی إنَّ أحدهم کان یری ما بینه وبین السماء کهیئة الدخان من الجوع ، فذلک قوله : (یَوْمَ

تَأْتِی السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِینٍ)(4) ، ورواه البخاری(5) (2 / 125).

وفی تفسیر الرازی(6) (7 / 467) : أن النبیّ صلی الله علیه وسلم دعا علی قومه بمکّة لمّا کذّبوه ، فقال : 2.

ص: 490


1- نوح : 27.
2- جذْم الشیء : أصله.
3- صحیح مسلم : 5 / 342 ح 39 کتاب صفة القیامة والجنّة والنار.
4- الدخان : 10.
5- صحیح البخاری : 4 / 1730 ح 4416.
6- التفسیر الکبیر : 27 / 242.

«أللّهمّ اجعل سنیّهم کسنیّ یوسف» ، فارتفع المطر ، وأجدبت الأرض ،

وأصابت قریشاً شدّة المجاعة حتی أکلوا العظام والکلاب والجِیَف ، فکان الرجل لما به من الجوع یری بینه وبین السماء کالدخان ، وهذا قول ابن عبّاس ومقاتل ومجاهد واختیار الفرّاء والزجّاج ، وهو قول ابن مسعود.

وروی ابن الأثیر فی النهایة(1) (3 / 124) : أنَّ النبیّ صلی الله علیه وسلم قال : «أللّهمّ اشدد وطأتک علی مضر مثل سنی یوسف» ، فجهدوا حتی أکلوا العَلْهَز(2).

ورواه السیوطی فی الخصائص الکبری(3) (1 / 257) من طریق البیهقی(4) عن عروة ومن طریقه وطریق أبی نعیم(5) عن أبی هریرة. وقال ابن الأثیر فی الکامل(6) (2 / 27) :

کان أبو زمعة الأسود بن المطّلب بن أسد بن عبدالعزّی وأصحابه یتغامزون بالنبیّ صلی الله علیه وسلم فدعا علیه رسول الله صلی الله علیه وسلم أن یعمی ویثکل ولده ، فجلس فی ظلِّ شجرةٍ ، فجعل جبریل یضرب وجهه وعینیه بورقة من ورقها وبشوکها حتی عمی.

وقال : دعا رسول الله صلی الله علیه وسلم علی مالک بن الطلالة بن عمرو بن غبشان ، فأشار جبریل إلی رأسه ، فامتلأ قیحاً فمات.

وروی ابن عبدالبَرّ فی الاستیعاب(7) هامش الإصابة (1 / 318) : أنَّ النبیّ صلی الله علیه وسلم کان إذا مشی یتکفّأ ، وکان الحکم بن أبی العاص یحکیه ، فالتفت النبیّ صلی الله علیه وسلم یوماً فرآه 9.

ص: 491


1- النهایة فی غریب الحدیث الأثر : 3 / 293 ، 5 / 200.
2- دم کانوا یخلطونه بأوبار الإبل ، ثمّ یشوونه بالنار ، ویأکلونه. (المؤلف)
3- الخصائص الکبری : 1 / 246.
4- دلائل النبوّة : 2 / 324.
5- دلائل النبوّة لأبی نعیم : ص 575 ح 369.
6- الکامل فی التاریخ : 1 / 495.
7- الاستیعاب : القسم الأوّل / 359 رقم 529.

یفعل ذلک ، فقال صلی الله علیه وآله وسلم : «فکذلک فلْتکن» ، فکان الحکم مختلجاً یرتعش من یومئذٍ ، فعیّره عبدالرحمن بن حسان بن ثابت ، فقال فی عبدالرحمن بن الحکم یهجوه :

إنَّ اللعینَ أبوکَ فارمِ عظامَهُ

إنْ ترْمِ ترْمِ مُخَلَّجاً مجنونا

یُمسی خَمیصَ البطنِ من عملِ التقی

ویظلُّ من عملِ الخبیثِ بَطینا

وروی ابن الأثیر فی النهایة(1) (1 / 345) من طریق عبدالرحمن بن أبی بکر :

أنَّ الحکم بن أبی العاص بن أمیّة - أبا مروان - کان یجلس خلف النبیّ صلی الله علیه وسلم فإذا تکلّم اختلج بوجهه ، فرآه فقال له : «کن کذلک» ، فلم یزل یختلج حتی مات.

وفی روایة : فضرب به شهرین ثمّ أفاق خلیجاً : أی صرع ، ثمّ أفاق مختلجاً(2) ، قد أُخذ لحمه وقوّته. وقیل : مرتعشاً.

وروی ابن حجر فی الإصابة (1 / 345) من طریق الطبرانی(3) ، والبیهقی فی الدلائل(4) ، والسیوطی فی الخصائص الکبری(5) (2 / 79) عن الحاکم(6) وصحّحه ، وعن البیهقی والطبرانی عن عبدالرحمن بن أبی بکر الصدّیق قال :

کان الحکم بن أبی العاص یجلس إلی النبیّ صلی الله علیه وسلم فإذا تکلّم النبیّ صلی الله علیه وسلم اختلج بوجهه ، فقال له النبیّ : «کن کذلک». فلم یزل یختلج حتی مات. وروی مثله بطریق آخر.

وفی الإصابة (1 / 346) : أخرج البیهقی(7) من طریق مالک بن دینار : 0.

ص: 492


1- النهایة فی غریب الحدیث والأثر : 2 / 60.
2- الحَلَج بالمهملة ، والخَلَج بالمعجمة :بمعنیً واحد ؛ أی الحرکة والاضطراب. (المؤلف)
3- المعجم الکبیر : 3 / 214 ح 3167.
4- دلائل النبوّة : 6 / 239.
5- الخصائص الکبری : 2 / 132.
6- المستدرک علی الصحیحین : 2 / 678 ح 4241.
7- دلائل النبوّة : 6 / 240.

حدّثنی هند بن خدیجة زوج النبیّ صلی الله علیه وسلم : مرّ النبیّ صلی الله علیه وسلم بالحکم ، فجعل الحکم یغمز النبیّ صلی الله علیه وسلم بإصبعه فالتفت فرآه ، فقال : «أللّهمّ اجعله وزغاً» ، فزحف مکانه.

وفی الإصابة (1 / 276) ، والخصائص الکبری(1) (2 / 79) :

ذکر ابن فتحون عن الطبری : أنَّ النبیّ صلی الله علیه وسلم خطب إلی الحارث بن أبی الحارثة ابنته جمرة بنت الحارث ، فقال : إنَّ بها سوءً. ولم تکن کما قال ، فرجع فوجدها قد برصت.

وفی الخصائص الکبری(2) (2 / 78) من طریق البیهقی(3) عن أُسامة بن زید قال :

بعث رسول الله صلی الله علیه وسلم رجلاً ، فکذب علیه ، فدعا علیه رسول الله صلی الله علیه وسلم ، فوجد میّتاً قد انشقّ بطنه ، ولم تقبله الأرض.

وفی الخصائص(4) (1 / 147) : أخرج البیهقی(5) وأبو نعیم من طریق أبی نوفل بن أبی عقرب عن أبیه قال :

أقبل لهب بن أبی لهب یسبُّ النبیّ ، فقال النبیّ صلی الله علیه وسلم : «أللّهمّ سلِّط علیه کلبک».

قال : وکان أبو لهب یحتمل البزَّ إلی الشام ، ویبعث بولده مع غلمانه ووکلائه ، ویقول : إنَّ ابنی أخاف علیه دعوة محمد فتعاهدوه.

فکانوا إذا نزلوا المنزل ألزقوه إلی الحائط وغطّوا علیه الثیاب والمتاع ، ففعلوا ذلک به زماناً ، فجاء سبع ، فتلّه فقتله. 8.

ص: 493


1- الخصائص الکبری : 2 / 133.
2- المصدر السابق : 2 / 130.
3- دلائل النبوّة : 6 / 245.
4- الخصائص الکبری : 1 / 244.
5- دلائل النبوّة : 2 / 338.

وأخرج البیهقی عن قتادة : أنَّ عتبة(1) بن أبی لهب تسلّط علی رسول الله صلی الله علیه وسلم ، فقال رسول الله : «أما إنِّی أسأل الله أن یسلِّط علیه کلبه» ، فخرج فی نفر من قریش حتی نزلوا فی مکان من الشام یقال له الزرقاء لیلاً ، فأطاف بهم الأسد ، فغدا - أی

وثب - علیه الأسد من بین القوم ، وأخذ برأسه فضغمه(2) ضغمة فذبحه.

وأخرج البیهقی(3) عن عروة : أنَّ الأسد لمّا کان بهم تلک اللیلة انصرف عنهم ، فقاموا وجعلوا عتبة فی وسطهم ، فأقبل الأسد یتخطّاهم ، حتی أخذ برأس عتبة ففدغه(4).

وروی عن أبی نعیم(5) وابن عساکر(6) من طریق عروة مثله ، وأخرجه ابن إسحاق وأبو نعیم(7) من طریق آخر عن محمد بن کعب القرظی وغیره. وزاد : أنَّ حسّان بن ثابت قال فی ذلک :

سائلْ بنی الأشقرِ إن جئتَهم(8)

ما کان أنباءُ أبی واسعِ(9)

لا وسّع الله له قبرَهُ

بل ضیّقَ اللهُ علی القاطعِ

رحْمَ نبیٍّ جدُّهُ ثابتٌ

یدعو إلی نورٍ له ساطعِ

أسبل بالحجرِ لتکذیبهِ

دون قریشٍ نهزة القارعِ

فاستوجب الدعوةَ منه ما

بیّنَ للناظر والسامعِف)

ص: 494


1- ورواه ابن الأثیر فی النهایة : 3 / 21 [3 / 91] فی عتبة بن عبدالعزّی. (المؤلف)
2- ضغم ضغماً : عضّ بملء فمه ، یقال : ضغمه ضِغمة الأسد. (المؤلف)
3- دلائل النبوّة : 2 / 339.
4- الفدغ - معجمة الآخر ومهملته - : الشّدْخ والکسر. (المؤلف)
5- دلائل النبوّة لأبی نعیم : ص 585 ح 380.
6- تاریخ مدینة دمشق : 11 / 65.
7- دلائل النبوّة لأبی نعیم : ص 586 ح 381.
8- فی دیوان حسّان [ص 145] : بنی الأشعر. (المؤلف)
9- أبو واسع : کنیة عتبة بن أبی لهب. (المؤلف)

أنْ سلّطَ اللهُ بها کلبَهُ

یمشی الهُوَینا مِشیة الخادعِ

حتی أتاهُ وسْطَ أصحابه

وقد علتهمْ سِنةُ الهاجعِ

فالتقم الرأسَ بیافوخه

والنحر منه فغرةَ الجائعِ

قلت : لا یوجد فی دیوان حسّان من هذه الأبیات إلّا البیت الأوّل ، وفیه بعده قوله :

إذ ترکوهُ وهو یدعوهُمُ

بالنسب الأقصی وبالجامعِ

واللیثُ یعلوه بأنیابهِ

مُنْعفِراً وسْط دمٍ ناقعِ

لا یرفعِ الرحمنُ مصروعَهُمْ

ولا یُوَهِّنْ قُوّة الصارعِ

وأخرج أبو نعیم(1) عن طاووس قال :

لمّا تلا رسول الله صلی الله علیه وسلم (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَی) قال عتبة بن أبی لهب : کفرتُ بربِّ النجم. فقال رسول الله صلی الله علیه وسلم : «سلّط الله علیک کلباً من کلابه» ... الحدیث.

وأخرج أبو نعیم عن أبی الضحی قال : قال ابن أبی لهب : هو یکفر بالذی قال (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَی) فقال النبیّ صلی الله علیه وسلم ... الحدیث.

وبهذه کلِّها تعلم أنَّ العذاب المنفیّ فی الآیتین بسبب وجوده المقدّس یراد به النفی فی الجملة لا بالجملة ، وهو الذی تقتضیه الحکمة ، ویستدعیه الصالح العام ، فإنّ

فی الضرورة ملزماً لقطع العضو الفاسد ، اتّقاء سرایة الفساد منه إلی غیره ، بخلاف

الجثمان الدنف(2) بعضه ؛ بحیث لا یُخشی بِدارُه إلی غیره ، أو المُضنی کلّه ویؤمّل فیه الصحّة ، فإنّه یعالج حتی یبرأ.

وإنَّ الله سبحانه هدّد قریشاً بمثل صاعقة عاد وثمود إن مردوا عن الدین جمیعاً ، ض.

ص: 495


1- دلائل النبوّة : ص 588 ح 383.
2- الدَّنِف : المریض.

وقال : (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُکُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ)(1) ، وإذ کان مناط الحکم إعراض الجمیع لم تأتِهم الصاعقة بحصول المؤمنین فیهم ، ولو کانوا استمرّوا علی الضلال جمیعاً لأتاهم ما هُدّدوا به ، ولو کان وجود الرسول صلی الله علیه وآله وسلم مانعاً عن جمیع أقسام العذاب بالجملة لما صحَّ ذلک التهدید ، ولَما أُصیب النفر الذین ذکرناهم بدعوته ، ولَما قُتل أحدٌ فی مغازیه بعضبه الرهیف ، فإنَّ کلّ هذه أقسام العذاب أعاذنا الله منها.

الوجه الخامس : أنَّه لو صحَّ ذلک لکان آیةً کآیة أصحاب الفیل ، ومثلها تتوفّر الدواعی لنقله ، ولَما وجدنا المصنِّفین فی العلم من أرباب المسانید والصحاح والفضائل والتفسیر والسیر ونحوها قد أهملوه رأساً ، فلا یُروی إلّا بهذا الإسناد المنکر ، فعُلِم أنَّه کذبٌ باطلٌ.

الجواب :

إنَّ قیاس هذه التی هی حادثة فردیّة لا تُحدِث فی المجتمع فراغاً کبیراً یؤبه له ، ووراءها أغراض مستهدفة تحاول إسدال ستور الإنساء علیها ، کما أسدلوها علی نصِّ الغدیر نفسه ، وهملجوا(2) وراء إبطاله حتی کادوا أن یبلغوا الأمل بصور خلّابة ، وتلفیقات مموّهة ، وأحادیث مائنة ، بیدَ أنَّ الله أبی إلّا أن یُتمّ نوره.

إنَّ قیاسها بواقعة أصحاب الفیل تلک الحادثة العظیمة التی عدادها فی الإرهاصات النبویّة ، وفیها تدمیر أُمّة کبیرة یشاهد العالم کلّه فراغها الحادث ، وإنقاذ

أُمّةٍ هی من أرقی الأُمم ، والإبقاء علیها وعلی مقدّساتها ، وبیتها الذی هو مطاف

الأُمم ، ومقصد الحجیج ، وتعتقد الناس فیه الخیر کلّه والبرکات بأسرها ، وهو یومئذٍ أکبر مظهر من مظاهر الصقع الربوبیّ.

إنَّ قیاس تلک بهذه فی توفّر الدواعی لِنقلها مجازفةٌ ظاهرةٌ ، فإنّ من حکم ع.

ص: 496


1- فصّلت : 13.
2- هملج : أسرع.

الضرورة أنَّ الدواعی فی الأولی دونها فی الثانیة ، کما تجد هذا الفرق لائحاً بین معاجز النبیّ صلی الله علیه وسلم ، فمنها ما لم یُنقل إلّا بأخبار آحاد ، ومنها ما تجاوز حدّ التواتر ، ومنها ما هو المتسالم علیه بین المسلمین بلا اعتناء بسنده ، وما ذلک إلّا لاختلاف موارد العظمة فیها أو المقارنات المحتفّة بها.

وأمّا ما ادّعاه ابن تیمیّة من إهمال طبقات المصنِّفین لها فهو مجازفة أخری ؛ لما أسلفناه من روایة المصنِّفین لها من أئمّة العلم وحملة التفسیر ، وحفّاظ الحدیث ، ونقلة

التاریخ الذین تضمّنت المعاجم فضائلهم الجمّة ، وتعاقب من العلماء إطراؤهم.

وإلی الغایة لم نعرف المشار إلیه فی قوله : بهذا الإسناد المنکر ، فإنّه لا ینتهی إلّا إلی حذیفة بن الیمان - المترجم (ص 27) - الصحابیِّ العظیم ، وسفیان بن عیینة المعروف إمامته فی العلم والحدیث والتفسیر وثقته فی الروایة - المترجم (ص 80).

وأمّا الإسناد إلیهما فقد عرفه الحفّاظ والمحدِّثون والمفسِّرون المنقِّبون فی هذا الشأن ، فوجدوه حریّاً بالذکر والاعتماد ، وفسّروا به آیةً من الذکر الحکیم من دون أیِّ نکیر ، ولم یکونوا بالذین یفسِّرون الکتاب بالتافهات. نعم ، هکذا سبق العلماء وفعلوا ، لکن ابن تیمیّة استنکر السند ، وناقش فی المتن ؛ لأنّ شیئاً من ذلک لا یلائم دعارة خطّته.

الوجه السادس : أنَّ المعلوم من هذا الحدیث أنَّ حارثاً المذکور کان مسلماً باعترافه بالمبادئ الخمسة الإسلامیّة ، ومن المعلوم بالضرورة أنَّ أحداً من المسلمین لم یصبه عذابٌ علی العهد النبویّ.

الجواب :

إنَّ الحدیث کما أثبت إسلام الحارث فکذلک أثبت ردّته بردّه قول النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم وتشکیکه فیما أخبر به عن الله تعالی ، والعذاب لم یأته علی حین إسلامه ، وإنَّما جاءه بعد الکفر والارتداد ، وقد مرّ - فی (ص 245) - أنَّه بعد سماعه الحدیث شکّ فی نبوّة

ص: 497

النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم علی أنَّ فی المسلمین من شملتْه العقوبة لمّا تجرّؤوا علی قدس صاحب الرسالة کجمرة ابنة الحارث التی أسلفنا حدیثها (ص 260) ، وبعض آخر مرّ حدیثه فی جواب الوجه الرابع. وروی مسلم فی صحیحه(1) عن سلمة بن الأکوع : أنَّ رجلاً أکل عند النبیّ صلی الله علیه وسلم بشماله ، فقال : «کُلْ بیمینک».

قال : لا أستطیع. قال : «لا استطعت». قال : فما رفعها إلی فیه بعدُ.

وفی صحیح البخاری(2) (5 / 227) : إنَّ النبیّ دخل علی أعرابی یعوده ، قال : وکان النبیُّ صلی الله علیه وسلم إذا دخل علی مریض یعوده قال : «لا بأس طهورٌ».

قال : قلتَ : طهور ، کلّا بل هی حُمّیً تفور - أو تثور - علی شیخ کبیر تُزیره القبور.

فقال النبیّ صلی الله علیه وسلم : «فنعم إذاً». فما أمسی من الغد إلّا میِّتاً.

وفی أعلام النبوّة للماوردی(3) (ص 81) قال : «نهی رسول الله صلی الله علیه وسلم أن یُنقّی الرجل شعره فی الصلاة ، فرأی رجلاً یُنقّی شعره فی الصلاة ، فقال : «قبّح الله شعرک» فصلع مکانه.

الوجه السابع : أنَّ الحارث بن النعمان غیر معروف فی الصحابة ، ولم یذکره ابن عبدالبَرّ فی الاستیعاب ، وابن مندة وأبو نعیم الأصبهانی وأبو موسی فی تآلیف ألّفوها فی أسماء الصحابة ، فلم نتحقّق وجوده.

الجواب :

إنَّ معاجم الصحابة غیر کافلة لاستیفاء أسمائهم ، فکلّ مؤلِّف من أربابها جمع 4.

ص: 498


1- صحیح مسلم : 4 / 259 ح 107 کتاب الأشربة.
2- صحیح البخاری : 3 / 1324 ح 3420.
3- أعلام النبوّة : ص 134.

ما وسعته حیطته(1) ، وأحاط به اطِّلاعه ، ثمّ جاء المتأخِّر عنه فاستدرک علی من قبله بما أوقفه السیر فی غضون الکتب وتضاعیف الآثار ، وأوفی ما وجدناه من ذلک کتاب الإصابة فی تمییز الصحابة لابن حجر العسقلانی ، ومع ذلک فهو یقول فی مستهلّ کتابه(2) :

فإنّ من أشرف العلوم الدینیّة علم الحدیث النبویِّ ، ومن أجلِّ معارفه تمییز أصحاب رسول الله صلی الله علیه وسلم ممّن خلف بعدهم ، وقد جمع فی ذلک جمعٌ من الحفّاظ تصانیف بحسب ما وصل إلیه اطلاع کلٍّ منهم.

فأوّل من عرفته صنّف فی ذلک أبو عبدالله البخاری ، أفرد فی ذلک تصنیفاً ، فنقل منه أبو القاسم البغوی وغیره ، وجمع أسماء الصحابة مضمومةً إلی من بعدهم جماعة من طبقة مشایخه ، کخلیفة بن خیّاط ، ومحمد بن سعد ، ومن قرنائه کیعقوب بن سفیان ، وأبی بکر بن أبی خیثمة.

وصنّف فی ذلک جمعٌ بعدهم کأبی القاسم البغوی ، وأبی بکر بن أبی داود ، وعبدان ، ومن قبلهم بقلیل کمطین ، ثمّ کأبی علیّ بن السکن ، وأبی حفص بن شاهین ، وأبی منصور الماوردی ، وأبی حاتم بن حبّان ، وکالطبرانی ضمن معجمه الکبیر ، ثمّ کأبی عبدالله بن مندة ، وأبی نعیم ، ثمّ کأبی عمر بن عبد البَرّ ، وسمّی کتابه الاستیعاب ؛ لظنِّه أنَّه استوعب ما فی کتب من قبله ، ومع ذلک ففاته شیءٌ کثیر ، فذیّل علیه أبو بکر ابن فتحون ذیلاً حافلاً ، وذیّل علیه جماعة فی تصانیف لطیفة ، وذیّل أبو موسی المَدِینی علی ابن مندة ذیلاً کبیراً.

وفی أعصار هؤلاء خلائق یتعسّر حصرهم ممّن صنّف فی ذلک - أیضاً - إلی أن کان فی أوائل القرن السابع ، فجمع عزّ الدین بن الأثیر کتاباً حافلاً سمّاه أُسد الغابة ، 4.

ص: 499


1- کذا.
2- الإصابة : 1 / 2 - 4.

جمع فیه کثیراً من التصانیف المتقدِّمة إلّا أنَّه تبع من قبله ، فخلط من لیس صحابیّاً بهم ، وأغفل کثیراً من التنبیه علی کثیر من الأوهام الواقعة فی کتبهم.

ثمّ جرّد الأسماء التی فی کتابه - مع زیادات علیها - الحافظ أبو عبدالله الذهبیّ ، وعلّم لمن ذکر غلطاً ولمن لا تصحّ صحبته ، ولم یستوعب ذلک ولا قارب.

وقد وقع لی بالتتبّع کثیرٌ من الأسماء التی لیست فی کتابه ولا أصله علی شرطهما ، فجمعتُ کتاباً کبیراً فی ذلک میّزتُ فیه الصحابة من غیرهم ، ومع ذلک فلم یحصل لنا من ذلک جمیعاً الوقوف علی العُشر من أسامی الصحابة بالنسبة إلی ما جاء عن أبی زرعة الرازی :

قال : تُوفِّی النبیُّ صلی الله علیه وسلم ومن رآه وسمِع منه زیادةٌ علی مائة ألف إنسان من رجل وامرأة ، کلّهم قد روی عنه سماعاً أو رؤیةً.

قال ابن فتحون فی ذیل الاستیعاب بعد أن ذکر ذلک : أجاب أبو زرعة بهذا سؤالَ من سأله عن الرواة خاصّة ، فکیف بغیرهم ؟! ومع هذا فجمیع من فی الاستیعاب - یعنی بمن ذکر فیه باسم أو کنیة - وهما ثلاثة آلاف وخمسمائة ، وذکر أنَّه استدرک علیه علی شرطه قریباً ممّن ذکر.

قلت : وقرأت بخطّ الحافظ الذهبی من ظهر کتابه التجرید : لعلّ الجمیع ثمانیة آلاف إن لم یزیدوا لم ینقصوا. ثمّ رأیت بخطّه : أنَّ جمیع من فی أُسد الغابة سبعة آلاف وخمسمائة وأربعة وخمسون نفساً.

وممّا یؤیّد قول أبی زرعة ما ثبت فی الصحیحین(1) عن کعب بن مالک فی قصّة تبوک : والناس کثیرٌ لا یحصیهم دیوان.

وثبت عن الثوری فیما أخرجه الخطیب(2) بسنده الصحیح إلیه قال : من قدّم 2.

ص: 500


1- صحیح البخاری : 4 / 1603 ح 4156 ، صحیح مسلم : 5 / 301 ح 53 کتاب التوبة.
2- تاریخ بغداد : 4 / 29رقم 1632.

علیّاً علی عثمان فقد أزری علی اثنی عشر ألفاً مات رسول الله صلی الله علیه وسلم وهو عنهم راض.

فقال النووی : وذلک بعد النبیّ باثنی عشر عاماً بعد أن مات فی خلافة أبی بکر فی الردّة والفتوح الکثیر ممّن لم یضبط أسماؤهم ، ثمّ مات فی خلافة عمر فی الفتوح وفی الطاعون العامّ وعمواس(1) وغیر ذلک من لا یُحصی کثرةً ، وسبب خفاء أسمائهم أنَّ أکثرهم أعراب وأکثرهم حضروا حجّة الوداع. والله أعلم. انتهی.

وقد أسلفنا فی (ص 9) :

أنَّ الحضور فی حجّة الوداع مع رسول الله کانوا مائة ألف أو یزیدون ، إذاً فأین لهذه الکتب استیفاء ذلک العدد الجمِّ ؟ ولیس فی مجاری الطبیعة الخبرة بجمیع هاتیک التراجم بحذافیرها ، فإنّ أکثر القوم کانوا مبثوثین فی البراری والفلوات تُقِلّهم مهابط الأودیة وقُلل الجبال ، ویقطنون المفاوز والحُزوم(2) ، ولا یختلفون إلی الأوساط والحواضر إلّا لغایات وقتیّة تقع عندها الصحبة والروایة فی أیّام ولیالٍ تُبطئ بهم

الحاجات فیها ، ولیس هناک دیوانٌ تُسَجَّل فیه الأسماء ، ویتعرّف أحوال الوارد والصادر.

إذاً فلا یسع أیّ باحث الإحاطةُ بأحوال أُمّة هذه شئونها ، وإنَّما قیّد المصنِّفون أسماء کَثُر تداولها فی الروایة ، أو لأربابها أهمیّة فی الحوادث ، وبعد هذا کلّه فالنافی لشخص لم یجد اسمه فی کتب هذا شأنها خارجٌ عن میزان النصفة ، ومتحایدٌ عن نوامیس البحث. علی أنَّ من المحتمل قریباً أنَّ مؤلفی معاجم الصحابة أهملوا ذکره لردّته الأخیرة.

(وَمِنَ النَّاسِ مَن یُجَادِلُ فِی اللَّ-هِ بِغَیْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًی وَلَا کِتَابٍ مُّنِیرٍ)(3) 0.

ص: 501


1- کورة علی ستّة أمیال من الرملة علی طریق بیت المقدس ، منها کان ابتداء الطاعون فی سنة (18 ه) ، ثمّ فشا فی أرض الشام ، فمات فیه خلق کثیر لا یحصی من الصحابة [معجم البلدان : 4 / 157]. (المؤلف)
2- الحزوم : جمع حزم ، وهو الغلیظ المرتفع من الأرض.
3- لقمان : 20.

ص: 502

عید الغدیر فی الإسلام

وممّا هیّأ من جهته لحدیث الغدیر الخلود والنشور ، ولمفاده التحقّق والثبوت ، اتّخاذه عیداً یُحتفل به وبلیلته بالعبادة والخشوع ، وإدرار وجوه البرِّ ، وصلة الضعفاء ، والتوسّع علی النفس والعائلات ، واتّخاذ الزینة والملابس القشیبة ، فمتی کان للملأ الدینی نزوعٌ إلی تلکُمُ الأحوال ، فبطبع الحال یکون له اندفاعٌ إلی تحرّی أسبابها ، والتثبّت فی شؤونها ، فیفحص عن رواتها ، أو أنَّ الاتّفاق المقارن لهاتیک الصفات یوقفه علی من ینشدها ویرویها ، وتتجدّد له وللأجیال فی کلِّ دور لفتةٌ إلیها فی کلِّ عام ، فلا تزال الأسانید متواصلة ، والطرق محفوظة ، والمتون مقروءة والأنباء بها متکرّرة.

إنَّ الذی یتجلّی للباحث حول تلک الصفة أمران :

الأوّل : أنَّه لیس صلة هذا العید بالشیعة فحسب ، وإنْ کانت لهم به علاقة خاصّة ، وإنَّما اشترک معهم فی التعیّد به غیرهم من فِرق المسلمین فقد عدّه البیرونی فی الآثار الباقیة عن القرون الخالیة (ص 334) ممّا استعمله أهل الإسلام من الأعیاد ، وفی مطالب السؤول(1) لابن طلحة الشافعی (ص 53) : یوم غدیر خُمّ ذکره - أمیر المؤمنین علیه السلام - فی شعره ، وصار ذلک الیوم عیداً وموسماً ؛ لکونه کان وقتاً خصّه 6.

ص: 503


1- مطالب السؤول : ص 16.

رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بهذه المنزلة العلیّة ، وشرّفه بها دون الناس کلِّهم.

وقال (ص 56) :

وکلّ معنیً أمکن إثباته ممّا دلّ علیه لفظ المولی لرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فقد جعله لعلیّ ، وهی مرتبة سامیة ، ومنزلة سامقة ، ودرجة علیّة ، ومکانة رفیعة ، خصّصه بها

دون غیره ، فلهذا صار ذلک الیوم یوم عید وموسم سرور لأولیائه. انتهی.

تفیدنا هذه الکلمة اشتراک المسلمین قاطبة فی التعیّد بذلک الیوم سواء رجع الضمیر - فی أولیائه - إلی النبیِّ أو الوصیِّ صلّی الله علیهما وآلهما :

أمّا علی الأوّل : فواضح.

وأمّا علی الثانی : فکلّ المسلمین یُوالون أمیر المؤمنین علیّاً شرع سواء فی ذلک من یُوالیه بما هو خلیفة الرسول بلا فصل ، ومن یراه رابع الخلفاء ، فلن تجد فی المسلمین من ینصب له العداء ، إلّا شذّاذاً من الخوارج مرقوا عن الدین الحنیف.

وتُقرئنا کتب التاریخ دروساً من هذا العید ، وتسالم الأمّة الإسلامیّة علیه فی الشرق والغرب ، واعتناء المصریِّین والمغاربة والعراقیِّین بشأنه فی القرون المتقادمة وکونه عندهم یوماً مشهوداً للصلاة والدعاء والخطبة وإنشاد الشعر علی ما فُصِّل فی

المعاجم.

ویظهر من غیر مورد من الوفیات لابن خلّکان(1) التسالم علی تسمیة هذا الیوم

عیداً ، ففی ترجمة المستعلی بن المستنصر (1 / 60) : فبویع فی یوم عید غدیر خُمّ ، وهو

الثامن عشر من ذی الحجّة سنة (487).

وقال فی ترجمة المستنصر بالله العبیدی (2 / 223) : وتوفِّی لیلة الخمیس لاثنتی عشرة لیلةً بقیت من ذی الحجّة سنة سبع وثمانین وأربعمائة رحمه الله تعالی. 8.

ص: 504


1- وفیات الأعیان : 1 / 180 رقم 74 ، 5 / 230 رقم 728.

قلت : وهذه اللیلة هی لیلة عید الغدیر ؛ أعنی لیلة الثامن عشر من ذی الحجّة ، وهو غدیر خُمّ - بضمّ الخاء وتشدید المیم - ورأیت جماعة کثیرة یسألون عن هذه اللیلة متی کانت من ذی الحجّة ، وهذا المکان بین مکّة والمدینة ، وفیه غدیر ماء ویقال : إنَّه غیضة هناک ، ولمّا رجع النبیّ صلی الله علیه وسلم من مکّة شرّفها الله تعالی عام حجّة الوداع ، ووصل إلی هذا المکان وآخی علیّ بن أبی طالب رضی الله عنه قال : «علیٌّ منی کهارون من موسی ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصُرْ من نصره ، واخذُلْ من خذله».وللشیعة به تعلّقٌ کبیر. وقال الحازمی : وهو وادٍ بین مکّة والمدینة عند الجُحْفة غدیر عنده خطب النبیّ صلی الله علیه وسلم وهذا الوادی موصوفٌ بکثرة الوخامة وشدّة الحرّ. انتهی.

وهذا الذی یذکره ابن خلّکان من کبر تعلّق الشیعة بهذا الیوم هو الذی یعنیه المسعودی فی التنبیه والإشراف(1) (ص 221) بعد ذکر حدیث الغدیر بقوله : وولد

علیٍّ رضی الله عنه وشیعته یعظِّمون هذا الیوم. ونحوه الثعالبی فی ثمار القلوب(2) بعد أن عدَّ لیلة الغدیر من اللیالی المضافات المشهورة عند الأمّة بقوله (ص 511) :

وهی اللیلة التی خطب رسول الله صلی الله علیه وسلم فی غدها بغدیر خُمّ علی أقتاب الإبل ، فقال فی خطبته : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله». فالشیعة یعظِّمون هذه اللیلة ، ویُحیونها قیاماً.

انتهی.

وذلک لاعتقادهم وقوع النصِّ علی الخلافة بلا فصل فیه ، وهم وإن انفردوا عن غیرهم بهذه العقیدة لکنّهم لم یبرحوا مشاطرین الأمّة التی لم تزل لیلة الغدیر عندهم من اللیالی المضافة المشهورة ، ولیست شهرة هذه الإضافة إلّا لاعتقاد خطر عظیم 8.

ص: 505


1- التنبیه والإشراف : ص 221 - 222 ذکر السنة السادسة للهجرة.
2- ثمار القلوب : ص 636 رقم 1068.

وفضیلة بارزة فی صبیحتها ، ذلک الذی جعله یوماً مشهوداً وعیداً مبارکاً.

ومن جرّاء هذا الاعتقاد فی فضیلة یوم الغدیر ولیلته وقع التشبیه بهما فی الحسن والبهجة ، قال تمیم بن المعزّ صاحب الدیار المصریّة المتوفّی (374) من قصیدة له ذکرها الباخرزی فی دمیة القصر(1) (ص 38) :

تروح علینا بأحداقِها

حِسانٌ حَکَتْهنَّ من نشرِهنّهْ

نواعمُ لا یستطعْنَ النهوضَ

إذا قمنَ من ثِقْلِ أردافِهنّهْ

حَسُنَّ کحُسنِ لیالی الغدیرِ

وجئنَ ببهجةِ أیّامِهنّهْ

وممّا یدلُّ علی ذلک : التهنئة لأمیر المؤمنین علیه السلام من الشیخین وأمّهات المؤمنین وغیرهم من الصحابة بأمر من رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، کما ستقف علی ذلک مفصَّلاً إن شاء الله ، والتهنئة من خواصِّ الأعیاد والأفراح.

الأمر الثانی : إنَّ عهد هذا العید یمتدُّ إلی أمد قدیم متواصلٍ بالدور النبویّ ، فکانت البدأة به یوم الغدیر من حجّة الوداع بعد أن أصحر نبیُّ الإسلام صلی الله علیه وآله وسلم بمرتکز خلافته الکبری ، وأبان للملإ الدینیِّ مستقرَّ إمرته من الوجهة الدینیّة والدنیویّة ، وحدّد لهم مستوی أمر دینه الشامخ ، فکان یوماً مشهوداً یسرُّ موقعه کلّ معتنق للإسلام ، حیث وَضح له فیه مُنتَجع الشریعة ، ومُنبَثق أنوار أحکامها ، فلا تلویه من بعده الأهواء یمیناً وشمالاً ، ولا یسفُّ به الجهل إلی هوّة السفاسف ، وأیّ یوم یکون أعظم منه ؟ وقد لاح فیه لاحب السنن ، وبان جَدَد الطریق ، وأُکمل فیه الدین ، وتمّت

فیه النعمة ، ونَوّه بذلک القرآن الکریم.

وإن کان حقّاً اتّخاذ یوم تسنّم فیه الملوک عرش السلطنة عیداً یحتفل به بالمسرّة والتنویر ، وعقد المجتمعات وإلقاء الخطب وسرد القریض وبسط الموائد ، کما جرت به 3.

ص: 506


1- دُمیة القصر وعصرة أهل العصر : 1 / 111 - 113.

العادات بین الأُمم والأجیال ، فیوم استقرّت فیه الملوکیّة الإسلامیّة والولایة الدینیّة العظمی ، لمن جاء النصُّ به من الصادع بالدین الکریم الذی لَا ینْطقُ عَن الهوی إنْ هُوَ إِلَّا وحیٌ یُوحی ، أولی أن یُتَّخذ عیداً یُحتفل به بکلِّ حفاوةٍ وتبجیلٍ ، وبما أنَّه من الأعیاد الدینیّة یجب أن یزاد فیه علی ذلک بما یقرِّب إلی الله زُلفی ؛ من صومٍ وصلاة ودعاء وغیرها من وجوه البرِّ ، کما سنوقفک علیه فی الملتقی إن شاء الله تعالی.

ولذلک کلّه أمر رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم من حضر المشهد من أُمّته ، ومنهم الشیخان ومشیخة قریش ووجوه الأنصار ، کما أمر أمّهات المؤمنین بالدخول علی أمیر المؤمنین علیه السلام وتهنئته علی تلک الحظوة الکبیرة بإشغاله منصّة الولایة ومرتبع الأمر والنهی فی دین الله.

ص: 507

حدیث التهنئة

أخرج الإمام الطبری محمد بن جریر فی کتاب الولایة حدیثاً بإسناده عن زید ابن أرقم ، مرّ شطر کبیر منه (ص 214 - 216) ، وفی آخره : فقال :

«معاشر الناس قولوا : أعطیناک علی ذلک عهداً عن أنفسنا ، ومیثاقاً بألسنتنا ، وصفقةً بأیدینا ، نؤدِّیه إلی أولادنا وأهالینا ، لا نبغی بذلک بدلاً ، وأنت شهیدٌ علینا ، وکفی بالله شهیداً.

قولوا ما قلتُ لکم ، وسلِّموا علی علیّ بإمرة المؤمنین ، وقولوا : (الْحَمْدُ لِلَّ-هِ الَّذِی هَدَانَا لِهَ-ذَا وَمَا کُنَّا لِنَهْتَدِیَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّ-هُ)(1) ، فإنّ الله یعلم کلّ صوت وخائنة کلّ نفس (فَمَن نَّکَثَ فَإِنَّمَا یَنکُثُ عَلَی نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَی بِمَا عَاهَدَ عَلَیْهُ اللَّ-هَ فَسَیُؤْتِیهِ أَجْرًا عَظِیمًا)(2). قولوا ما یُرضی الله عنکم ف- (إِن تَکْفُرُوا فَإِنَّ اللَّ-هَ غَنِیٌّ عَنکُمْ)(3)».

قال زید بن أرقم : فعند ذلک بادر الناس بقولهم : نعم سمعنا وأطعنا علی أمر الله ورسوله بقلوبنا ، وکان أوّل من صافق النبیَّ صلی الله علیه وآله وسلم وعلیّاً : أبو بکر وعمر وعثمان وطلحة والزبیر وباقی المهاجرین والأنصار وباقی الناس إلی أن صلّی الظهرین فی وقت واحد ، وامتدّ ذلک إلی أن صلّی العشاءین فی وقت واحد ، وأوصلوا البیعة والمصافقة

ثلاثاً.

ورواه أحمد بن محمد الطبریّ الشهیر بالخلیلیِّ فی کتاب مناقب علیّ بن أبی طالب المؤلَّف سنة (411) بالقاهرة من طریق شیخه محمد بن أبی بکر بن عبدالرحمن ، وفیه : 7.

ص: 508


1- الأعراف : 43.
2- الفتح : 10.
3- الزمر : 7.

فتبادر الناس إلی بیعته ، وقالوا : سمعنا وأطعنا لما أمرنا الله ورسوله بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وجمیع جوارحنا ، ثمّ انکبّوا علی رسول الله وعلی علیٍّ بأیدیهم ، وکان أوّل من صافق رسول الله(1) أبو بکر وعمر وطلحة والزبیر ، ثمّ باقی المهاجرین والناس علی طبقاتهم ومقدار منازلهم إلی أن صُلّیت الظهر والعصر فی وقت واحد والمغرب والعشاء الآخرة فی وقت واحد ، ولم یزالوا یتواصلون البیعة والمصافقة ثلاثاً ، ورسول الله کلّما بایعه فوجٌ بعد فوج یقول : «الحمدُ لله الذی فضّلنا علی جمیع العالمین». وصارت المصافقة سنّةً ورسماً ، واستعملها من لیس له حقٌّ فیها.

وفی کتاب النشر والطیّ : فبادر الناس بنعم نعم ، سمعنا وأطعنا أمر الله وأمر رسوله ، آمنّا به بقلوبنا ، وتداکّوا علی رسول الله وعلیٍّ بأیدیهم إلی أن صُلِّیت الظهر والعصر فی وقت واحد وباقی ذلک الیوم إلی أن صُلّیت العشاءان فی وقت احد ، ورسول الله کان یقول کلّما أتی فوجٌ : «الحمد لله الذی فضّلنا علی العالمین».

وقال المولوی ولیّ الله اللکهنوی فی مرآة المؤمنین(2) فی ذکر حدیث الغدیر ما معرّبه : فلقیه عمر بعد ذلک ، فقال له : هنیئاً یا ابن أبی طالب أصبحت وأمسیت ... وکان یهنّئ أمیر المؤمنین کلُّ صحابیّ لاقاه.

وقال المؤرِّخ ابن خاوند شاه(3) المتوفّی (903) فی روضة الصفا(4) فی الجزء الثانی من (مج1 / 173) بعد ذکر حدیث الغدیر ما ترجمته :

ثمّ جلس رسول الله فی خیمة تختصّ به ، وأمر أمیر المؤمنین علیّاً علیه السلام أن یجلس فی خیمة أخری ، وأمر إطباق(5) الناس بأن یهنِّئوا علیّاً فی خیمته. ولمّا فرغ الناس عن ا.

ص: 509


1- فیه سقط تعرفه بروایة الطبری الأولی. (المؤلف)
2- مرآة المؤمنین : ص 41.
3- تاریخ روضة الصفا : 2 / 541.
4- ینقل عنه عبدالرحمن الدهلوی فی مرآة الأسرار وغیره معتمدین علیه. (المؤلف)
5- کذا.

التهنئة له أمر رسول الله أمّهات المؤمنین بأن یَسِرنَ إلیه ویهنِّئنه ففعلن ، وممّن هنّأه من الصحابة عمر بن الخطّاب ، فقال : هنیئاً لک یا ابن أبی طالب أصبحت مولای ومولی جمیع المؤمنین والمؤمنات.

وقال المؤرِّخ غیاث الدین(1) المتوفّی (942) فی حبیب السِّیَر(2) فی الجزء الثالث من (مج 1 / 144) ما معرّبه :

ثمّ جلس أمیر المؤمنین بأمر من النبیِّ صلی الله علیه وآله وسلم فی خیمة تختصّ به یزوره الناس

ویهنِّئونه ، وفیهم عمر بن الخطّاب ، فقال : بخٍ بخٍ یاابن أبی طالب أصبحت مولای ومولی کلِّ مؤمن ومؤمنة. ثمّ أمر النبیّ أمّهات المؤمنین بالدخول علی أمیر المؤمنین والتهنئة له.

وخصوص حدیث تهنئة الشیخین رواه من أئمّة الحدیث والتفسیر والتاریخ من رجال السنّة کثیرٌ لا یستهان بعدّتهم بین راوٍ مرسلاً له إرسال المسلّم ، وبین راوٍ إیّاه بمسانید صحاح برجال ثقات تنتهی إلی غیر واحد من الصحابة ، کابن عبّاس ، وأبی هریرة ، والبراء بن عازب ، وزید بن أرقم ، فممّن رواه :

1 - الحافظ أبو بکر عبدالله بن محمد بن أبی شیبة : المتوفّی (235) ، المترجم (ص 89).

أخرج بإسناده - فی المصنّف(3) - عن البراء بن عازب قال : کنّا مع رسول الله صلی الله علیه وسلم فی سفر ، فنزلنا بغدیر خمّ ، فنودی : الصلاة جامعة ، وکُسح لرسول الله صلی الله علیه وسلم تحت شجرة فصلّی الظهر ، فأخذ بید علیّ ، فقال : «ألستم تعلمون أنّی أولی بکلّ مؤمن من 7.

ص: 510


1- حبیب السِّیَر : مج 1 / 411.
2- فی کشف الظنون 1 / 19 [1 / 629] : إنَّه من الکتب الممتعة المعتبرة. وعدّه حسام الدین فی مرافض الروافض من الکتب المعتبرة ، واعتمد علیه أبو الحسنات الحنفی فی الفوائد البهیّة ، وینقل عنه فی ص 86 ، 87 ، 90 ، 91 وغیرها. (المؤلف)
3- المصنّف لابن أبی شیبة : 12 / 78 ح 12167.

نفسه ؟ قالوا : بلی.

فأخذ بید علیّ ، فقال : أللّهمّ من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

فلقیه عمر بعد ذلک ، فقال : هنیئاً لک یا ابن أبی طالب أصبحت وأمسیت مولی کلّ مؤمن ومؤمنة.

2 - إمام الحنابلة أحمد بن حنبل : المتوفّی (241).

فی مسنده(1) (4 / 281) عن عفّان ، عن حمّاد بن سلمة ، عن علیّ بن زید ، عن عدیِّ بن ثابت ، عن البراء بن عازب قال : کنّا مع رسول الله ... إلی آخر اللفظ المذکور من طریق ابن أبی شیبة غیر أنَّه لیست فیه کلمة (أللّهمّ) الأُولی.

3 - الحافظ أبو العبّاس [الحسن بن سفیان] الشیبانیّ ، النسویّ : المتوفّی (303) ، المترجم (ص 100).

قال : حدّثنا هدبة ، حدّثنا حمّاد بن سلمة عن زید ، وأبو هارون عن عدیّ بن ثابت ، عن البراء قال : کنّا مع رسول الله صلی الله علیه وسلم فی حجّة الوداع ، فلمّا أتینا علی غدیر خُمّ کُسح لرسول الله تحت شجرتین ، ونُودی فی الناس : الصلاة جامعة ، ودعا رسول الله علیّاً ، وأخذ بیده ، فأقامه عن یمینه ، فقال : «ألستُ أولی بکلّ امرئ من نفسه ؟ قالوا : بلی.

قال : فإنّ هذا مولی من أنا مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

فلقیه عمر بن الخطّاب ، فقال : هنیئاً لک أصبحت وأمسیت مولی کلِّ مؤمن ومؤمنة.

4 - الحافظ أبو یعلی الموصلیّ : المتوفّی (307) ، المترجم (ص 100). 1.

ص: 511

رواه فی مسنده عن هدبة عن حمّاد .. إلی آخر السند والمتن المذکورین فی طریق الشیبانیِّ.

5 - الحافظ أبو جعفر محمد بن جریر الطبریّ : المتوفّی (310) فی تفسیره (3 / 428).

قال - بعد ذکر حدیث الغدیر - : فلقیه عمر ، فقال : هنیئاً لک یا ابن أبی طالب أصبحت مولای ومولی کلِّ مؤمن ومؤمنة. وهو قول ابن عبّاس ، والبراء بن عازب ، ومحمد بن علیّ.

6 - الحافظ أحمد بن عقدة الکوفیّ : المتوفّی (333).

أخرج فی کتاب الولایة - وهو أوّل الکتاب - عن شیخه إبراهیم بن الولید بن حمّاد ، عن یحیی بن یعلی ، عن حرب بن صبیح ، عن ابن أخت حمید الطویل ، عن ابن جدعان ، عن سعید بن المسیّب ، قال :

قلت لسعد بن أبی وقّاص : إنّی أُرید أن أسألک عن شیءٍ ، وإنّی أتّقیک.

قال : سل عمّا بدا لک ، فإنّما أنا عمّک. قال : قلت : مقام رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فیکم یوم غدیر خُمّ ؟

قال : نعم قام فینا بالظهیرة ، فأخذ بید علیّ بن أبی طالب ، فقال : «من کنتُ مولاهُ فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

قال : فقال أبو بکر وعمر : أمسیت یا ابن أبی طالب مولی کلِّ مؤمن ومؤمنة.

7 - الحافظ أبو عبدالله المرزبانیّ ، البغدادیّ : المتوفّی (384).

رواه بإسناده عن أبی سعید الخُدریّ فی کتابه سرقات الشعر.

8 - الحافظ علیّ بن عمر الدارقطنیّ ، البغدادیّ : المتوفّی (385).

أخرج بإسناده حدیث الغدیر ، وفیه : أنَّ أبا بکر وعمر لمّا سمعا قالا له : أمسیت یا ابن أبی طالب مولی کلِّ مؤمن ومؤمنة.

ص: 512

حکاه عنه ابن حجر فی الصواعق(1) (ص 26) ، ومرّ عنه من طریق الخطیب البغدادی بلفظ آخر (ص 232).

9 - الحافظ أبو عبدالله بن بطّة الحنبلیّ : المتوفّی (387).

أخرجه بإسناده فی کتابه الإبانة عن البراء بن عازب بلفظ الحافظ أبی العبّاس الشیبانیّ المذکور بإسقاط کلمة : أمسیت.

10 - القاضی أبو بکر الباقلانیّ ، البغدادیّ : المتوفّی (403) ، المترجم (ص 107).

أخرجه فی کتابه التمهید فی أُصول الدین (ص 171).

11 - الحافظ أبو سعید الخرکوشیّ ، النیسابوریّ : المتوفّی (407).

رواه فی تألیفه شرف المصطفی بإسناده عن البراء بن عازب بلفظ أحمد بن حنبل ، وبإسناد آخر عن أبی سعید الخُدری ، ولفظه : ثمّ قال النبیُّ صلی الله علیه وآله وسلم : «هنِّئونی هنِّئونی إنّ الله تعالی خصّنی بالنبوّة ، وخصّ أهل بیتی بالإمامة».

فلقی عمر بن الخطّاب أمیر المؤمنین ، فقال : طوبی لک یا أبا الحسن أصبحت مولای ومولی کلِّ مؤمن ومؤمنة.

12 - الحافظ أحمد بن مردویه الأصبهانیّ : المتوفّی (410).

أخرجه فی تفسیره عن أبی سعید الخُدریّ ، وفیه : فلقی علیّاً علیه السلام عمرُ بن الخطّاب بعد ذلک ، فقال : هنیئاً لک یا ابن أبی طالب أصبحت وأمسیت مولای ومولی کلّ مؤمن ومؤمنة.

13 - أبو إسحاق الثعلبیّ : المتوفّی (427).

أخرج فی تفسیره الکشف والبیان(2) ، قال : أخبرنا أبو القاسم یعقوب بن أحمد 7.

ص: 513


1- الصواعق المحرقة : ص 44.
2- الکشف والبیان : الورقة 181 سورة المائدة : آیة 67.

السری ، أخبرنا أبو بکر محمد بن عبدالله بن محمد ، حدّثنا أبو مسلم إبراهیم بن عبدالله الکجی ، حدّثنا حجّاج بن منهال ، حدّثنا حمّاد بن سلمة ، عن علیّ بن زید ،

عن عدیِّ بن ثابت ، عن البراء بن عازب ، قال :

لمّا نزلنا مع رسول الله صلی الله علیه وسلم فی حجّة الوداع کنّا بغدیر خُمّ فنادی : أنَّ الصلاة جامعة ، وکُسح للنبیّ تحت شجرتین ، فأخذ بید علیّ ، فقال :

«ألستُ أولی بالمؤمنین من أنفسهم ؟ قالوا : بلی. قال : هذا مولی من أنا مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

قال : فلقیه عمر فقال : هنیئاً لک یا ابن أبی طالب أصبحت مولی کلِّ مؤمن ومؤمنة.

14 - الحافظ ابن السمّان الرازیّ : المتوفّی (445).

أخرجه بإسناده عن البراء بن عازب باللفظ المذکور عن أحمد بن حنبل ، حکاه عنه محبّ الدین الطبریّ فی الریاض النضرة(1) (2 / 69) ، والشنقیطیّ فی حیاة علیّ بن أبی طالب (ص 28).

15 - الحافظ أبو بکر البیهقیّ : المتوفّی (458).

رواه مرفوعاً إلی البراء بن عازب ، کما فی الفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالکی المکّی(2) (ص 25) ، ونظم درر السمطین لجمال الدین الزرندیّ الحنفیّ(3) ، بسند یأتی عنه عن أبی هریرة ، ویأتی من طریق الخوارزمی عنه عن البراء وأبی هریرة.

16 - الحافظ أبو بکر الخطیب البغدادیّ : المتوفّی (463).

مرّ عنه بسندین صحیحین عن أبی هریرة (ص 232 ، 233). 9.

ص: 514


1- الریاض النضرة : 3 / 113.
2- الفصول المهمّة : ص 40.
3- نظم درر السمطین : ص 109.

17 - الفقیه أبو الحسن بن المغازلیّ : المتوفّی (483).

فی کتاب المناقب(1) قال : أخبرنا أبو بکر أحمد بن محمد بن طاوان ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن الحسین بن السمّاک ، قال : حدّثنی أبو محمد جعفر بن محمد بن نصیر الخلدی ، حدّثنی علیّ بن سعید بن قتیبة الرملی ، قال : حدّثنی ضمرة ... إلی آخر السند واللفظ المذکورین من طریق الخطیب البغدادیِّ (ص 232 ، 233). وقال :

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر العطّار ، قال : أخبرنا أبو محمد بن السقّاء ، وأخبرنا أبو الحسن علیّ بن عبدالله القصّاب البیِّع الواسطی ممّا أذن لی فی روایته أنَّه قال : حدّثنی أبو بکر محمد بن الحسن بن محمد البیاسری ، قال : حدّثنی أبو الحسن علیّ بن محمد بن الحسن الجوهری ، قال : حدّثنی محمد بن زکریا العبدی ، قال : حدّثنی حمید الطویل ، عن أنس فی حدیث :

فأخذ بیده ، وأرقاه المنبر. فقال : «أللّهمّ هذا منّی ، وأنا منه ، ألا إنَّه منّی بمنزلة هارون من موسی ، ألا من کنتُ مولاه فهذا علیٌّ مولاه». قال : فانصرف علیّ قریر العین ، فاتبعه عمر بن الخطاب ، فقال : بخٍ بخٍ یا أبا الحسن أصبحت مولای ومولی کلِّ مسلم.

18 - أبو محمد أحمد العاصمیّ :

قال فی تألیفه - زین الفتی - : أخبرنی شیخی محمد بن أحمد رحمه الله ، قال : أخبرنا أبو أحمد الهمدانی ، قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن إبراهیم بن محمد بن عبدالله(2) بن جبلة القهستانی ، قال : حدّثنا أبو قریش محمد بن جمعة بن خلف القاینی ، قال : حدّثنا

أبو یحیی محمد بن عبدالله بن یزید المقری ، قال : حدّثنا أبی ، قال : حدّثنا حمّاد بن ف)

ص: 515


1- مناقب علیّ بن أبی طالب علیه السلام : ص 18 ح 24.
2- فی تاریخ الخطیب : 1 / 411 [رقم 403] : عبدان بن حبلة. (المؤلف)

سلمة عن علیِّ بن زید بن جدعان ، عن عدیِّ بن ثابت ، عن البراء بن عازب ، قال :

لمّا قال رسول الله صلی الله علیه وسلم : «من کنتُ مولاهُ فعلیٌّ مولاه». قال عمر : هنیئاً لک یا أبا الحسن أصبحت مولی کلِّ مسلم.

وقال : أخبرنا محمد بن أبی زکریّا رحمه الله قال : أخبرنا أبو الحسن محمد(1) بن عمر ابن بهته البزّاز بقراءة أبی الفتح بن أبی الفوارس الحافظ علیه ببغداد ، فأقرَّ به ، قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمد بن سعید بن عبدالرحمن بن عقدة الهمدانی مولی بنی

هاشم ، قراءة علیه من أصل کتابه سنة ثلاثین وثلاثمائة ، لمّا قَدِم علینا بغداد ، قال : حدّثنا إبراهیم بن الولید بن حمّاد قال : أخبرنا أبی قال : أخبرنا یحیی بن یعلی ... إلی آخر المذکور (ص 273) من طریق الحافظ ابن عقدة سنداً ومتناً.

19 - الحافظ أبو سعد السمعانیّ : المتوفّی (562).

فی کتابه - فضائل الصحابة - بالإسناد عن البراء بن عازب بلفظ أحمد بن حنبل المذکور (ص 272).

20 - حجّة الإسلام أبو حامد الغزالیّ : المتوفّی (505).

قال فی تألیفه سرِّ العالمین(2) (ص 9) : أجمع الجماهیر علی متن الحدیث من خطبته صلی الله علیه وسلم فی یوم غدیر خُمّ باتّفاق الجمیع وهو یقول : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه».

فقال عمر : بخٍ بخٍ لک یا أبا الحسن لقد أصبحت مولای ومولی کلِّ مؤمن ومؤمنة.1.

ص: 516


1- من أهل باب الطاق ، تُوفِّی (374) ، ترجمه الخطیب فی تاریخه : 3 / 35 [رقم 962] ، وحکی عن العتیق ثقته ، وعنه عن البرقانی : نفی البأس عنه ، وأنَّه طالبی ؛ یعنی بذلک أنَّه شیعی. (المؤلف)
2- سرّ العالمین : ص 21.

21 - أبو الفتح الأشعریّ ، الشهرستانیّ : المتوفّی (548).

قال فی الملل والنحل المطبوع فی هامش الفِصَل لابن حزم(1) (1 / 220) : ومثل ما جری فی کمال الإسلام وانتظام الحال حین نزل قوله تعالی : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) ، فلمّا وصل إلی غدیر خُمّ أمر بالدرجات(2) فقُمِمْنَ ، ونادوا : الصلاة جامعة ، ثمّ قال علیه السلام وهو علی الرحال : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدرِ الحقّ معه حیث دار ، ألا هل بلّغت ؟». ثلاثاً.

فادّعت الإمامیّة أنَّ هذا نصٌّ صریحٌ ، فإنّا ننظر : من کان النبی مولیً له ؟ وبأیّ معنیً ؟ فیطَّرد ذلک فی حقِّ علیٍّ ، وقد فهمت الصحابة من التولیة ما فهمناه(3) حتی قال عمر حین استقبل علیّاً : طوبی لک یا علیٍّ أصبحت مولی کلِّ مؤمن ومؤمنة.

22 - أخطب الخطباء الخوارزمیّ ، الحنفیّ : المتوفّی (568).

أخرج فی مناقبه(4) (ص 94) عن أبی الحسن علیّ بن أحمد العاصمیّ الخوارزمیّ ، عن إسماعیل بن أحمد الواعظ ، عن الحافظ أبی بکر البیهقی ، عن علیّ بن

أحمد بن حمدان ، عن أحمد بن عبید ، عن أحمد بن سلیمان المؤدِّب ، عن عثمان بن أبی شیبة ، عن زید بن الحباب ، عن حمّاد بن سلمة ، عن علیّ بن زید بن جدعان ، عن عدیِّ بن ثابت ، عن البراء بن عازب قال :

أقبلنا مع رسول الله صلی الله علیه وسلم فی حجِّه ، حتی إذا کنّا بین مکّة والمدینة نزل النبیّ صلی الله علیه وسلم ، فأمر منادیاً بالصلاة جامعة ، قال : فأخذ بید علیٍّ ، فقال : «ألست أولی بالمؤمنین من أنفسهم ؟ قالوا : بلی. ی.

ص: 517


1- الملل والنحل : 1 / 145.
2- کذا فی النسخ ، والصحیح : بالدوحات. (المؤلف)
3- سنوقفک علی حقّ القول فی المفاد ، وأنَّ الصحابة ما فهمت إلّا ما ترتئیه الإمامیّة. (المؤلف)
4- المناقب : ص 94 فصل 14 ، إصدار مکتبة نینوی.

قال : فهذا ولیُّ من أنا ولیّه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه». ینادی رسول الله صلی الله علیه وسلم بأعلی صوته ، فلقیه عمر بن الخطّاب بعد ذلک فقال : هنیئاً لک یا ابن أبی طالب أصبحت مولای ومولی کلِّ مؤمن ومؤمنة.

وبالإسناد المذکور عن الحافظ أبی بکر البیهقیّ ، عن الحافظ أبی عبدالله الحاکم ، عن أبی یعلی الزبیر بن عبدالله الثوریّ(1) ، عن أبی جعفر أحمد بن عبدالله البزّاز ، عن علیِّ بن سعید ، عن ضمرة ، عن ابن شوذب ... إلی آخر الحدیث المذکور من طریق الخطیب البغدادیّ(2) (ص 232 ، 233) سنداً ومتناً.

23 - أبو الفرج ابن الجوزیّ ، الحنبلیّ : المتوفّی (597).

أخرج فی مناقبه من طریق أحمد بن حنبل بالإسناد عن البراء بن عازب بلفظه المذکور.

24 - فخر الدین الرازیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (606).

رواه فی تفسیره الکبیر(3) (3 / 636) وفی طبعةٍ (ص 443) بلفظ مرّ (ص 219).

25 - أبو السعادات مجد الدین بن الأثیر ، الشیبانیّ : المتوفّی (606). (1)

قال فی النهایة(4) (4 / 246) بعد عدِّ معانی المولی : ومنه الحدیث : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه» ... - إلی أن قال - : وقول عمر لعلیٍّ : أصبحت مولی کلِّ مؤمن.

26 - أبو الفتح محمد بن علیِّ النطنزیّ : (2)

أخرج فی کتابه - الخصائص العلویّة - بإسناده حدیث أبی هریرة بلفظه المذکور 8.

ص: 518


1- تاریخ بغداد : 8 / 290 رقم 4392.
2- النهایة فی غریب الحدیث والأثر : 5 / 228.

من طریق الخطیب البغدادی (ص 232).

27 - عزُّالدین أبو الحسن بن الأثیر ، الشیبانیّ : المتوفّی (630).

أخرجه(1) بإسناده عن البراء بن عازب بلفظ مرّ (ص 178).

28 - الحافظ أبو عبدالله الکنجیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (658).

قال فی کفایة الطالب(2) (ص 16) :

أخبرنا الحافظ یوسف بن خلیل الدمشقی بحلب ، قال : أخبرنا الشریف أبو المعمّر محمد بن حیدرة الحسینی الکوفی ببغداد ، وأخبرنا أبو الغنائم محمد بن علیّ بن میمون النرسی بالکوفة ، أخبرنا أبو المثنّی دارم بن محمد بن زید النهشلی ، حدّثنا أبو حکیم محمد بن إبراهیم بن السریِّ التمیمی ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمد بن سعید الهمدانی - الشهیر بابن عقدة - حدّثنا إبراهیم بن الولید بن حمّاد ، أخبرنا أبی ، أخبرنا

یحیی بن یعلی ، عن حرب بن صبیح ، عن ابن أُخت حمید الطویل ... إلی آخر ما مرّ (ص 273) عن ابن عقدة سنداً ومتناً.

29 - شمس الدین أبو المظفر سبط ابن الجوزیّ ، الحنفیّ : المتوفّی (654).

حکی فی تذکرته(3) (ص 18) عن فضائل أحمد بن حنبل بإسناده عن البراء ابن عازب باللفظ والسند المذکورین (ص 272).

30 - عمر بن محمد الملّا :

رواه فی وسیلة المتعبّدین(4) عن البراء بلفظ أحمد.

31 - الحافظ أبو جعفر محبّ الدین الطبریّ ، الشافعیّ : المتوفّی (694). 2.

ص: 519


1- أُسد الغابة : 4 / 108 رقم 3783.
2- کفایة الطالب : ص 62.
3- تذکرة الخواص : ص 29.
4- وسیلة المتعبّدین : ج 5 / ق 2 / 162.

أخرج فی الریاض النضرة(1) (2 / 169) بطریق أحمد بن حنبل عن البراء وزید ابن أرقم بلفظه المذکور ، ورواه فی ذخائر العقبی (ص 67) من طریق أحمد بلفظ البراء

ابن عازب.

32 - شیخ الإسلام الحمّوئی : المتوفّی (722).

قال فی فرائد السمطین فی الباب الثالث عشر(2) :

أخبرنا الشیخ الإمام عمادالدین عبدالحافظ بن بدران بقراءتی علیه بمدینة نابلس فی مسجده ، قلت له : أخبرک القاضی أبوالقاسم عبدالصمد بن محمد بن أبی الفضل الأنصاری الحرستانی إجازةً ، فأقرّ به ، قال : أنبأنا أبو عبدالله محمد بن أبی الفضل الفراوی إجازةً ، قال : أنبأنا شیخ السنّة أبو بکر أحمد بن الحسین البیهقیّ الحافظ ، قال : أنبأنا الحاکم أبو یعلی الزبیر بن عبدالله النوریّ ، نبّأنا أبو جعفر أحمد بن عبدالله البزّاز ، نبّأنا علیُّ بن سعید البرقی ، نبّأنا ضمرة بن ربیعة ، عن ابن شوذب ، عن مطر الورّاق ، عن شهر بن حوشب ، عن أبی هریرة ... بلفظ الخطیب البغدادی المذکور (ص 233).

وقال : أخبرنا الإمام الزاهد وحید الدین محمد بن أبی بکر بن أبی یزید الجوینی بقراءتی علیه بخیر آباد فی جمادی الأوّل(3) سنة ثلاث وستّین وستمائة ، قال : أنبأنا الإمام سراج الدین محمد بن أبی الفتوح الیعقوبی سماعاً ، قال : أنبأنا والدی الإمام فخر الدین أبو الفتوح بن أبی عبدالله محمد بن عمر بن یعقوب ، قال : أنبأنا الشیخ الإمام محمد بن علیِّ بن الفضل القارئ.

وأخبرنی السیّد الإمام الأطهر فخر الدین المرتضی بن محمود الحسینیّ ا.

ص: 520


1- الریاض النضرة : 3 / 113.
2- فرائد السمطین : 1 / 77 ح 44.
3- کذا.

الأشتریّ ، إجازةً فی سنة إحدی وسبعین وستمائة بروایته عن والده ، قال : أخبرنی الإمام مجدالدین أبو القاسم عبدالله بن محمد القزوینی ، قال : أنبأنا جمال السنّة أبو عبدالله محمد بن حمّویه بن محمد الجوینی ، قال : أنبأنا جمال الإسلام أبو المحاسن علیّ ابن شیخ الإسلام الفضل بن محمد الفارندی ، قال : أنبأنا الإمام عبدالله بن علیّ شیخ وقته المشار إلیه فی الطریقة ومقدَّم أهل الإسلام فی الشریعة ، قال : نبّأنا أبو الحسن علیّ بن محمد بن بندار القزوینیّ بمکّة نبّأنا علیّ بن عمر بن محمد الحبری قراءة علیه ، نبّأنا محمد بن عبیدة القاضی ، نبّأنا إبراهیم بن الحجّاج ، نبّأنا حمّاد عن علیِّ بن زید وأبی هارون العبدی ، عن عدیّ بن ثابت ، عن البراء بن عازب ، قال :

أقبلنا مع النبیّ صلی الله علیه وسلم فی حجّة الوداع ، حتی إذا کنّا بغدیر خُمّ ، فنادی فینا : الصلاة جامعة ، وکُسِح للنبیّ تحت شجرتین ، فأخذ النبیّ صلی الله علیه وسلم بید علیّ ، وقال :

«ألست أولی بالمؤمنین من أنفسهم ؟ قالوا : بلی. قال ألستُ أولی بکلّ مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلی. قال : ألیس أزواجی أمّهاتِهم ؟ قالوا : بلی.

فقال رسول الله : فإنَّ هذا مولی من أنا مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

ولقیه عمر بن الخطّاب بعد ذلک ، فقال له : هنیئاً لک یا ابن أبی طالب ، أصبحتَ وأمسیتَ مولی کلّ مؤمن ومؤمنة.

ثمّ قال : أورده الإمام الحافظ شیخ السنّة أبو بکر أحمد بن الحسین البیهقیّ فی فضائل أمیر المؤمنین علیّ رضی الله عنه ونقلتُهُ من خطّه المبارک.

وقال : أخبرنا الشیخ الإمام عماد الدین عبدالحافظ بن بدران بن شبل بن طرحان المقدسیّ ، بقراءتی علیه بمدینة نابلس ، والشیخ الصالح محمد بن عبدالله الأنصاریّ الحَرَسْتانی(1) إجازةً ، بروایته عن أبی عبدالله محمد بن الفضل الفراوی إذناً ، ف)

ص: 521


1- نسبة إلی حَرَسْتا - بالتحریک وسکون السین - : قریة علی نحو فرسخ من دمشق [معجم البلدان : 2 / 241]. (المؤلف)

بروایته عن الشیخ الإمام أبی بکر أحمد بن الحسین ، قال : أنبأنا علیّ بن أحمد بن عبید ، قال : نبّأنا أحمد بن سلیمان المؤدّب ، قال : حدّثنا عثمان ، قال : حدّثنا زید بن الحباب ، قال : حدّثنا حمّاد بن سلمة ، عن علیّ بن زید بن جدعان ، عن عدیِّ بن ثابت ، عن البراء ، قال : أقبلنا مع رسول الله ... (1) الحدیث.

33 - نظام الدین القمیّ ، النیسابوریّ :

مرت روایته بلفظ أبی سعید الخُدریّ (ص 221).

34 - ولیّ الدین الخطیب :

أخرج فی مشکاة المصابیح(2) - المؤلَّف سنة (737) - (ص 557) بطریق أحمد عن البراء بن عازب وزید بن أرقم بلفظه المذکور ص (272).

35 - جمال الدین الزرندیّ ، المدنیّ : المتوفّی سنة بضع وخمسین وسبعمائة.

رواه فی کتابه نظم درر السمطین(3) من طریق الحافظ أبی بکر البیهقیّ بإسناده

عن البراء بن عازب باللفظ المذکور عن الحمّوئی ، وفیه : حتی إذا کنّا بغدیر خُمّ یوم الخمیس ثامن عشر من ذی الحجّة ، فنودی فینا : الصلاة جامعة ...

36 - أبو الفدا إسماعیل بن کثیر الشامیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (744).

روی فی کتابه البدایة والنهایة(4) (5 / 209 - 210) بلفظ أحمد بن حنبل عن البراء بن عازب من طریق الحافظین أبی یعلی الموصلیّ والحسن بن سفیان المذکورین ، وعن البراء - أیضاً - من طریق ابن جریر ، عن أبی زرعة ، عن موسی بن إسماعیل المنقری ، عن حمّاد بن سلمة ، عن علیّ بن زید وأبی هارون العبدی ، عن .

ص: 522


1- فرائد السمطین : 1 / 64 ح 30 ، ص 65 ح 31.
2- مشکاة المصابیح : 3 / 360 ح 6103.
3- نظم درر السمطین : ص 109.
4- البدایة والنهایة : 5 / 229 ، 232 حوادث سنة 10 ه.

عدیّ بن ثابت ، عن البراء ، ومن حدیث موسی بن عثمان الحضرمی عن أبی إسحاق السبیعی ، عن البراء وزید بن أرقم ، وأخرج فی (ص 212) عن أبی هریرة بلفظ الخطیب البغدادیّ.

37 - تقیّ الدین المقریزیّ ، المصریّ : المتوفّی (845).

ذکره فی الخطط(1) (2 / 223) بطریق أحمد عن البراء بن عازب بلفظه المذکور.

38 - نور الدین بن الصبّاغ المالکیّ ، المکّیّ : المتوفّی (855).

حکاه فی الفصول المهمّة(2) (ص 25) عن أحمد والحافظ البیهقی ، عن البراء بن عازب بلفظهما المذکور.

39 - القاضی نجم الدین الأذرعیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (876).

قال فی بدیع المعانی (ص 75) : وقد ورد أنَّ عمر بن الخطّاب رضی الله عنه حین سمع قول النبیّ صلی الله علیه وسلم : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه» ، قال لعلیٍّ رضی الله عنه : هنیئاً لک أصبحت مولی کلّ مؤمن ومؤمنة.

40 - کمال الدین المیبُذی :

ذکر فی شرح الدیوان المعزوّ إلی أمیر المؤمنین (ص 406) حدیث أحمد عن البراء بن عازب وزید بن أرقم بلفظه المذکور.

41 - جلال الدین السیوطی : المتوفّی (911). رواه فی جمع الجوامع ، کما فی کنز العمّال(3) (6 / 397) نقلاً عن الحافظ ابن أبی شیبة بلفظه المذکور (ص 272).

42 - نور الدین السمهودیّ ، المدنیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (911).0.

ص: 523


1- الخطط : 1 / 388.
2- الفصول المهمّة : ص 40.
3- کنز العمّال : 13 / 133 ح 36420.

رواه فی کتابه - وفاء الوفا بأخبار دار المصطفی(1) (2 / 173) ، نقلاً عن أحمد بطریقه عن البراء وزید.

43 - أبو العبّاس شهاب الدین القسطلانیّ : المتوفّی (923).

قال فی المواهب اللدنیّة(2) (2 / 13) - فی معنی المولی ، وقولِ عمر : أصبحت مولی کلِّ مؤمن - : أی ولیّ کلِّ مؤمن.

44 - السیّد عبدالوهاب الحسینیّ ، البخاریّ : المتوفّی (932).

مرّ لفظه (ص 221).

45 - ابن حجر الهیتمیّ : المتوفّی (973).

قال فی الصواعق المحرقة(3) (ص 26) فی مفاد الحدیث : سلّمنا أنَّه أولی ، لکن لا نسلِّم أنَّ المراد أنَّه أولی بالإمامة ، بل بالاتّباع والقرب منه ... إلی أن قال : وهو الذی فهمه(4) أبو بکر وعمر - وناهیک بهما - من الحدیث ؛ فإنّهما لمّا سمعاه قالا له : أمسیت یا ابن أبی طالب مولی کلِّ مؤمن ومؤمنة. أخرجه الدارقطنی.

46 - السیِّد علیّ بن شهاب الدین الهمدانیّ :

رواه فی مودّة القربی(5) بلفظ البراء.

47 - السیِّد محمود الشیخانی ، القادریّ ، المدنیّ :

قال فی کتابه - الصراط السویِّ فی مناقب آل النبیّ - : أخرج أبو یعلی والحسن ابن سفیان فی مسندیهما عن البراء بن عازب رضی الله عنه قال : کنّا مع رسول الله صلی الله علیه وسلم فی حجّة ة.

ص: 524


1- وفاء الوفا بأخبار دار المصطفی : 3 / 1018.
2- المواهب اللدنیّة : 3 / 365.
3- الصواعق المحرقة : ص 44.
4- ستقف علی حقّ القول فی المفاد ، وأنَّ الملأ الحضور ما فهم إلّا ماترتئیه الإمامیة. (المؤلف)
5- اُنظر : المودّة الخامسة.

الوداع ... إلی آخر اللفظ المذکور عنهما.

ثمّ قال : قال الحافظ الذهبی : هذا حدیثٌ حسنٌ اتّفق علی ما ذکرنا جمهور أهل السنّة. انتهی.

ثمّ قال : فی بیان ما هو الصحیح من خطبة الغدیر : والصحیح ممّا ذکرنا - أیضاً - قوله صلی الله علیه وسلم : «ألستُ أولی بکلِّ مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلی.

قال : فإنّ هذا مولی من کنتُ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه» فلقیه عمر رضی الله عنه فقال : هنیئاً لک أصبحت وأمسیت مولی کلِّ مؤمن ومؤمنة. انتهی ما هو الصحیح والحسان ، ولیس فی ذلک من مخترعات المدّعی ومفتریاته ...

یأتی تمام کلامه فی الکلمات حول سند الحدیث.

48 - شمس الدین المناویّ ، الشافعیّ : المتوفّی (1031).

قال فی فیض القدیر (6 / 218) : لمّا سمع أبو بکر وعمر ذلک - حدیث الولایة - قالا فیما أخرجه الدارقطنی عن سعد بن أبی وقّاص : أمسیت یا ابن أبی طالب

مولی کلِّ مؤمن ومؤمنة.

49 - الشیخ أحمد باکثیر المکیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (1047).

رواه فی وسیلة المآل فی عدِّ مناقب الآل(1) بلفظ البراء بن عازب.

50 - أبو عبدالله الزرقانیّ ، المالکیّ : المتوفّی (1122).

قال فی شرح المواهب (7 / 13) : روی الدارقطنی عن سعد قال : لمّا سمع أبو بکر وعمر ذلک قالا : أمسیت یا ابن أبی طالب مولی کلِّ مؤمن ومؤمنة.

51 - حسام الدین بن محمد بایزید السهارنپوریّ :

ذکره فی مرافض الروافض بلفظ مرَّ (ص 143). 7.

ص: 525


1- وسیلة المآل : ص 117.

52 - میرزا محمد البَدَخشانیّ :

ذکره فی کتابیه - مفتاح النجا فی مناقب آل العبا(1) ونُزُل الأبرار بما صحّ فی أهل البیت الأطهار(2) - عن البراء وزید من طریق أحمد.

53 - الشیخ محمد صدرالعالم :

ذکره فی معارج العلی فی مناقب المرتضی من طریق أحمد عن البراء وزید.

54 - أبو ولیّ الله أحمد العمریّ ، الدهلویّ : المتوفّی (1176).

مرّ لفظه (ص 144).

55 - السیِّد محمد الصنعانیّ : المتوفّی (1182).

ذکر فی الروضة الندیّة شرح التحفة العلویّة(3) عن محبّ الدین الطبری ما أخرجه من طریق أحمد عن البراء.

56 - المولوی محمد مبین اللکهنویّ :

ذکره فی وسیلة النجاة(4) عن البراء وزید.

57 - المولوی ولیّ الله اللکهنویّ :

ذکره فی مرآة المؤمنین(5) فی مناقب أهل بیت سیِّد المرسلین بلفظ أحمد ، ثمّ قال : وفی روایة : بخٍ بخٍ لک یا علیُّ أصبحت وأمسیت ... 1.

ص: 526


1- مفتاح النجا : الورقة 57 - المخطوطة المرقّمة 4842 فی مکتبة المرعشی النجفی فی قم المقدّسة.
2- نُزُل الأبرار : ص 52.
3- الروضة الندیة شرح التحفة العلویة : ص 155.
4- وسیلة النجاة : ص 102.
5- مرآة المؤمنین : ص 41.

58 - محمد محبوب العالم :

ذکر فی تفسیر شاهی عن أبی سعید الخُدریّ ما مرّ فی (ص 221) بلفظ النیسابوری.

59 - السیّد أحمد زینیّ دحلان المکیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (1304).

قال فی الفتوحات الإسلامیّة (2 / 306) : وکان عمر رضی الله عنه یحبُّ علیَّ بن أبی طالب وأهل بیت رسول الله صلی الله علیه وسلم ، وقد جاء عنه فی ذلک شیء کثیر ، فمن ذلک : أنَّه لمّا قال النبیُّ صلی الله علیه وسلم : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه» ، قال أبو بکر وعمر رضی الله عنهما : أمسیت یا ابن أبی طالب مولی کلِّ مؤمن ومؤمنة.

60 - الشیخ محمد حبیب الله الشنقیطیّ ، المدنیّ ، المالکیّ :

ذکره فی کفایة الطالب فی حیاة علیّ بن أبی طالب (ص 28) من طریق ابن السمّان عن البراء بن عازب ، ومن طریق أحمد عن زید بن أرقم باللفظ المذکور.(1)

عودٌ إلی البدء

إنَّ هذه التهنئة المشفوعة بأمر من مصدر النبوّة ، والمصافقة بالبیعة المذکورة مع ی)

ص: 527


1- حدیث التهنئة أخرجه عبدالرزّاق ، وعنه الذهبی فی کتابه فی الغدیر برقم 95 وابن کثیر أیضاً : 7 / 349 ، وأخرجه أحمد فی المناقب رقم 138 وفی فضائل الصحابة : 1016 ، وأخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل فی زیادته فی مسند أبیه : 4 / 281. وأخرجه الحسن بن سفیان ، وأبو یعلی فی مسندیهما ، وعنهما الذهبی : برقم 93. وأخرجه ابن جریر الطبری ، وعنه ابن کثیر فی تاریخه : 5 / 210 ، وأخرجه القطیعی فی زیاداته فی مناقب علیّ لأحمد رقم 164 وفی فضائل الصحابة لأحمد : 1042 . وأخرجه ابن عساکر فی تاریخه بعدّة طرق بالأرقام : 548 - 553 ، وأخرجه الذهبی فی کتابه فی الغدیر - جزء له فی حدیث من کنت مولاه - برقم 93 ، وفی تاریخ الإسلام : 3 / 633 ، وابن کثیر فی البدایة والنهایة : 7 / 349 بعدّة طرق ، وابن منظور فی مختصر تاریخ دمشق : 17 / 354 ، والباعونی فی جواهر المطالب : 1 / 84 ، والسیوطی فی جمع الجوامع : 2 / 300 ، والعصامی فی سمط النجوم العوالی : 2 / 483. (الطباطبائی)

ابتهاج النبیّ بها بقوله : «الحمد لله الذی فضّلنا علی جمیع العالمین» ، علی ما عرفته من نزول الآیة الکریمة فی هذا الیوم المشهود الناصّة بإکمال الدین ، وإتمام النعمة ، ورضا

الربِّ بما وقع فیه.

وقد عرف ذلک طارق بن شهاب الکتابیُّ الذی حضر مجلس عمر بن الخطاب فقال : لو نزلت فینا هذه الآیة(1) لاتّخذنا یوم نزولها عیداً(2) ، ولم ینکرها علیه أحدٌ من الحضور ، وصدر من عمر ما یشبه التقریر لکلامه.

وذلک بعد نزول آیة التبلیغ ، وفیها ما یشبه التهدید إن تأخّر عن تبلیغ ذلک النصِّ الجلیِّ ؛ حذار بوادر الدهماء من الأمّة.

کلُّ هذه لا محالة قد أکسب هذا الیوم منعةً وبذخاً ورفعةً وشموخاً ، سرَّ موقعها صاحب الرسالة الخاتمة وأئمّة الهدی ومن اقتصّ أثرهم من المؤمنین ، وهذا هو الذی نعنیه من التعیید به ، وقد نوّه به رسول الله فیما رواه فرات بن إبراهیم الکوفی فی القرن الثالث ، عن محمد بن ظهیر ، عن عبدالله بن الفضل الهاشمیّ ، عن الإمام الصادق ، عن

أبیه ، عن آبائه ، قال :

قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : «یوم غدیر خُمّ أفضل أعیاد أُمّتی ، وهو الیوم الذی أمرنی الله تعالی ذکره بنصب أخی علیّ بن أبی طالب عَلَماً لأُمّتی یهتدون به من بعدی ، وهو الیوم الذی أکمل الله فیه الدین. وأتمَّ علی أُمّتی فیه النعمة ، ورضیَ لهم الإسلام دیناً».کما یُعرب عنه قوله صلی الله علیه وآله وسلم فی حدیث أخرجه الحافظ الخرکوشیّ ، کما مرّ (ص 274) : «هنِّئونی هنِّئونی». ف)

ص: 528


1- یعنی قوله تعالی : (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ) الآیة. راجع (ص 230 - 238). (المؤلف)
2- أخرجه الأئمة الخمسة : مسلم [فی صحیحه : 5 / 517 ح 3 کتاب التفسیر] ، ومالک ، والبخاری ، والترمذی [فی سننه : 5 / 233 ح 3043 و 3044] ، والنسائی [فی سننه : 2 / 420 ح 3997] کما فی تیسیر الوصول : 1 / 122 [1 : 145 ح 1] ، ورواه الطحاوی فی مشکل الآثار : 3 / 196 ، والطبری فی تفسیره : 6 / 46 [مج 4 / ج 6 / 82] ، وابن کثیر فی تفسیره : 2 / 14 عن أحمد [فی مسنده 1 / 65 ح 274] والبخاری. ورواه جمع آخر. (المؤلف)

واقتفی أثر النبیّ الأعظم أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب علیه السلام نفسه فاتّخذه عیداً ، وخطب فیه سنةً اتّفق فیها الجمعة والغدیر ، ومن خطبته قوله :

«إنّ الله عزّ وجلّ جمع لکم - معشر المؤمنین - فی هذا الیوم عیدین عظیمین کبیرین ، ولا یقوم أحدهما إلّا بصاحبه ؛ لیکمل عندکم جمیل صنعه ، ویقفکم علی طریق رشده ، ویقفو بکم آثار المستضیئین بنور هدایته ، ویسلککم منهاج قصده ، ویوفِّر علیکم هنیء رِفده ، فجعل الجمعة مجمعاً ندب إلیه لتطهیر ما کان قبله وغسل ما أوقعته مکاسب السوء من مثله إلی مثله ، وذکری للمؤمنین ، وتبیان خشیة المتّقین ، ووهب من ثواب الأعمال فیه أضعاف ما وهب لأهل طاعته فی الأیّام قبله ، وجعله لا یتمّ إلّا بالائتمار لما أمر به ، والانتهاء عمّا نهی عنه ، والبخوع بطاعته فیما حثَّ علیه وندب إلیه ، فلا یُقبل توحیده إلّا بالاعتراف لنبیّه صلی الله علیه وآله وسلم بنبوّته ، ولا یقبل دیناً إلّا بولایة من أمر بولایته ، ولا تنتظم أسباب طاعته إلّا بالتمسّک بعصمه وعصم أهل ولایته ، فأنزل علی نبیّه صلی الله علیه وآله وسلم فی یوم الدوح ما بیّن به عن إرادته فی خلصائه وذوی اجتبائه ، وأمره بالبلاغ وترْکِ الحفْل بأهل الزیغ والنفاق وضمن له عصمته منهم ...»

إلی أنَّ قال :

«عودوا رحمکم الله بعد انقضاء مجمعکم بالتوسعة علی عیالکم ، وبالبرّ بإخوانکم ، والشکر لله عزَّ وجلّ علی ما منحکم ، واجمعوا یجمع الله شملکم ، وتبارّوا

یصل الله أُلفتکم ، وتهادَوا نعمة الله کما منّاکم بالثواب فیه علی أضعاف الأعیاد قبله أو بعده إلّا فی مثله ، والبرّ فیه یُثمر المال ویزید فی العمر ، والتعاطف فیه یقتضی رحمة الله وعطفه ، وهیّئوا لإخوانکم وعیالکم عن فضله بالجهد من وجودکم ، وبما تناله القدرة من استطاعتکم ، وأظهروا البِشْر فیما بینکم والسرور فی ملاقاتکم». الخطبة(1).

وعرفه أئمّة العترة الطاهرة - صلوات الله علیهم - فسَمَّوه عیداً ، وأمروا بذلک ف)

ص: 529


1- ذکرها شیخ الطائفة بإسناده فی مصباح المتهجّد : ص 524 [ص 698]. (المؤلف)

عامّة المسلمین ونشروا فضل الیوم ومثوبةَ من عمل البرّ فیه ، ففی تفسیر فرات بن إبراهیم الکوفی(1) فی سورة المائدة ، عن جعفر بن محمد الأزدی ، عن محمد بن الحسین الصائغ ، عن الحسن بن علیّ الصیرفی ، عن محمد البزّاز ، عن فرات بن أحنف ، عن أبی عبدالله علیه السلام قال :

قلت : جعلت فداک للمسلمین عید أفضل من الفطر والأضحی ویوم الجمعة ویوم عرفة ؟

قال : فقال لی : «نعم ، أفضلها وأعظمها وأشرفها عند الله منزلة هو الیوم الذی أکمل الله فیه الدین وأنزل علی نبیّه محمد (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَرَضِیتُ لَکُمُ الْإِسْلَامَ دِینًا)».

قال : قلت : وأیُّ یوم هو ؟ قال : فقال لی : «إنّ أنبیاء بنی إسرائیل کانوا إذا أراد أحدهم أن یعقد الوصیّة والإمامة من بعده ، ففعل ذلک ، جعلوا ذلک الیوم عیداً ، وإنَّه

الیوم الذی نصب فیه رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم علیّاً للناس عَلَماً وأنزل فیه ما أنزل ، وکمُل فیه الدین ، وتمّت فیه النعمة علی المؤمنین».

قال : قلت : وأیّ یوم هو فی السنة ؟ قال : فقال لی : «إنّ الأیّام تتقدّم وتتأخّر ، وربّما کان یوم السبت والأحد والإثنین إلی آخر الأیام السبعة»(2).

قال : قلت : فما ینبغی لنا أن نعمل فی ذلک الیوم ؟ قال : «هو یوم عبادة وصلاة وشکر لله وحمد له وسرور لما منَّ الله به علیکم من ولایتنا. فإنّی أُحبّ لکم أن تصوموه».ف)

ص: 530


1- تفسیر فرات الکوفی : ص 117 ح 123.
2- الظاهر أنَّ فی لفظ الحدیث سقْطاً ، ولعلّه ما سیأتی فی لفظ الکُلَینی عن الإمام نفسه من تعیینه بالیوم الثامن عشر من ذی الحجّة. (المؤلف)

وفی الکافی لثقة الإسلام الکلینی(1) (1 / 203) عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن القاسم بن یحیی ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبی عبدالله علیه السلام قال : قلت : جعلت فداک ، للمسلمین عید غیر العیدین ؟ قال : «نعم یا حسن ، أعظمهما وأشرفهما».

قلت : وأیّ یوم هو ؟ قال : «یوم نصب أمیر المؤمنین علیه السلام عَلَماً للناس». قلت : جعلت فداک وما ینبغی لنا أن نصنع فیه ؟

قال : «تصوم یا حسن ، وتکثر الصلاة علی محمد وآله ، وتبرأ إلی الله ممّن ظلمهم ، فإنّ الأنبیاء - صلوات الله علیهم - کانت تأمر الأوصیاء بالیوم الذی کان یُقام فیه الوصیّ أن یُتّخذ عیداً».

قال : قلت : فما لمن صامه ؟ قال : «صیام ستّین شهراً»(2).

وفی الکافی أیضاً(3) (1 / 204) عن سهل بن زیاد ، عن عبدالرحمن بن سالم ، عن أبیه ، قال :

سألت أبا عبدالله علیه السلام هل للمسلمین عیدٌ غیر یوم الجمعة والأضحی والفطر ؟ قال : «نعم ، أعظمها حرمةً».

قلت : وأیّ عید هو جعلت فداک ؟ قال : «الیوم الذی نصّب فیه رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أمیر المؤمنین ، وقال : من کنت مولاه فعلیٌّ مولاه».

قلت : وأیّ یوم هو ؟ قال : «وما تصنع بالیوم ؟ إنّ السنة تدور ، ولکنّه یوم ثمانیة عشر من ذی الحجّة». 3.

ص: 531


1- الکافی : 4 / 148 ح 1.
2- ستُوافیک هذه المثوبة من روایة الحفّاظ بإسناد رجاله کلّهم ثقات. (المؤلف)
3- الکافی : 4 / 149 ح 3.

فقلت : ما ینبغی لنا أن نفعل فی ذلک الیوم ؟ قال : «تذکرون الله - عزّ ذکره - فیه بالصیام والعبادة والذکر لمحمد وآل محمد ، فإنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أوصی أمیر المؤمنین علیه السلام أن یتّخذوا ذلک الیوم عیداً ، وکذلک کانت الأنبیاء تفعل ، کانوا یوصون أوصیاءهم بذلک فیتّخذونه عیداً».

وبإسناده عن الحسین بن الحسن الحسینی ، عن محمد بن موسی الهمدانی ، عن علیّ بن حسّان الواسطیّ ، عن علیّ بن الحسین العبدیّ ، قال : سمعت أبا عبدالله علیه السلام یقول : «صیام یوم غدیر خُمّ یعدل عند الله فی کلّ عام مائة حجّة ومائة عمرة مبرورات متقبّلات ، وهو عید الله الأکبر». الحدیث.

وفی الخصال - لشیخنا الصدوق(1) - بإسناده عن المفضّل بن عمر قال : قلت لأبی عبدالله علیه السلام : کم للمسلمین من عید ؟ فقال : «أربعة أعیاد».

قال : قلت : قد عرفت العیدین والجمعة. فقال لی : «أعظمها وأشرفها یوم الثامن عشر من ذی الحجّة ، وهو الیوم الذی أقام فیه رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أمیر المؤمنین علیه السلام ونصبه للناس عَلَماً».

قال : قلت : ما یجب علینا فی ذلک الیوم ؟ قال : «یجب(2) علیکم صیامه شکراً لله وحمداً له ، مع أنَّه أهل أن یُشکَر کلَّ ساعة ، کذلک أمرت الأنبیاء أوصیاءها أن یصوموا الیوم الذی یُقام فیه الوصیّ ، ویتّخذونه(3) عیداً». الحدیث.

وفی المصباح(4) لشیخ الطائفة الطوسی (ص 513) عن داود الرقّی ، عن أبی 0.

ص: 532


1- الخصال : ص 264 ح 145.
2- المراد بالوجوب هو الثبوت فی السنّة الشامل للندب - أیضاً - کما یکشف عنه التعبیر ب- (ینبغی) فی بقیّة الأحادیث ، وله فی أحادیث الفقه نظائر جمّة. (المؤلف)
3- کذا فی المصدر بإثبات النون.
4- مصباح المتهجّد : ص 680.

هارون عمّار بن حریز العبدی ، قال : دخلت علی أبی عبدالله علیه السلام فی الیوم الثامن عشر من ذی الحجّة ، فوجدته صائماً. فقال لی : «هذا یومٌ عظیمٌ عظّم الله حرمته علی المؤمنین ، وأکمل لهم فیه الدین ، وتمّم علیهم النعمة ، وجدّد لهم ما أخذ علیهم من العهد والمیثاق».

فقیل له : ما ثواب صوم هذا الیوم ؟ قال : «إنَّه یوم عید وفرح وسرور ، ویوم صوم شکراً لله ، وإنَّ صومه یعدل ستّین شهراً من أشهر الحُرُم». الحدیث.

وروی عبدالله بن جعفر الحمیری ، عن هارون بن مسلم ، عن أبی الحسن اللیثی ، عن أبی عبدالله علیه السلام أنَّه قال لمن حضره من موالیه وشیعته :

«أتعرفون یوماً شیّد الله به الإسلام ، وأظهر به منار الدین ، وجعله عیداً لنا ولموالینا وشیعتنا ؟»

فقالوا : الله ورسوله وابن رسوله أعلم ، أیوم الفطر هو یا سیّدنا ؟ قال : «لا». قالوا : أفَیَومُ الأضحی هو ؟ قال : «لا ، وهذان یومان جلیلان شریفان ، ویوم منار

الدین أشرف منهما ، وهو الیوم الثامن عشر من ذی الحجّة ، وإنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لمّا انصرف من حجّة الوداع وصار بغدیر خمّ ...».

وفی حدیث الحمیری بعد ذکر صلاة الشکر یوم الغدیر : «وتقول فی سجودک : أللّهمّ إنَّا نفرّج وجوهنا فی یوم عیدنا الذی شرّفتنا فیه بولایة مولانا أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب صلّی الله علیه».

وقال الفیّاض بن محمد بن عمر الطوسی سنة تسع وخمسین ومائتین وقد بلغ التسعین : إنَّه شهد أبا الحسن علیّ بن موسی الرضا علیه السلام فی یوم الغدیر وبحضرته جماعة من خاصّته قد احتبسهم للإفطار ، وقد قدّم إلی منازلهم الطعام والبرّ والصِّلات والکسوة حتی الخواتیم والنعال ، وقد غیّر من أحوالهم وأحوال حاشیته ، وجُدِّدت لهم

آلة غیر الآلة التی جری الرسم بابتذالها قبل یومه ، وهو یذکر فضل الیوم وقدمه.

ص: 533

وفی مختصر بصائر الدرجات بالإسناد عن محمد بن العلاء الهمدانی الواسطی ویحیی بن جریح البغدادیِّ ، قالا - فی حدیث - : قصدنا جمیعاً أحمد بن إسحاق القمّی

صاحب الإمام أبی محمد العسکری - المتوفّی (260) - بمدینة قمّ ، وقرعنا علیه الباب ، فخرجت إلینا من داره صبیّة عراقیّة ، فسألناها عنه ، فقالت : هو مشغولٌ بعیده ، فإنّه

یوم عید ، فقلنا سبحان الله أعیاد الشیعة أربعة : الأضحی ، والفطر ، والغدیر ، والجمعة ... الحدیث.

ما عشتَ أراکَ الدهرُ عَجباً

إلی هنا أوقفک البحث والتنقیب علی حقیقة هذا العید وصلته بالأمّة جمعاء ، وتقادم عهده المتّصل بالدور النبویِّ ، ثمّ جاء من بعده متواصل العُری من وصیّ إلی وصیّ ، یُعلم به أئمّة الدین ، ویُشید بذکره أُمناء الوحی ، کالإمامین أبی عبدالله الصادق وأبی الحسن الرضا بعد أبیهم أمیر المؤمنین - صلوات الله علیهم - وقد توفِّی هذان الإمامان ونُطَف البویهیّین لم تنعقد بعدُ ، وقد جاءت أخبارهما مرویّةً فی تفسیر فرات والکافی المؤلَّفین فی القرن الثالث ، وهذه الأخبار هی مصادر الشیعة ومدارکها فی اتّخاذ یوم الغدیر عیداً منذ عهد طائل فی القِدَم ، ومنذ صدور تلکم الکَلِم الذهبیّة من معادن الحُکْم والحِکَم.

إذا عرفت هذا فهلمّ معی نسائل النویری والمقریزی عن قولهما : إنّ هذا العید ابتدعه معزّ الدولة علیّ بن بویه سنة (352). قال الأوّل فی نهایة الأَرَب فی فنون الأَدَب(1) (1 / 177) فی ذکر الأعیاد الإسلامیّة :

وعید ابتدعته الشیعة ، وسمّوه عید الغدیر ، وسبب اتّخاذهم له مؤاخاة النبی صلی الله علیه وسلم علیَّ بن أبی طالب یوم غدیر خُمّ ، والغدیر : تصبّ فیه عین وحوله شجر کثیر ملتفّ بعضها ببعض ، وبین الغدیر والعین مسجد رسول الله صلی الله علیه وسلم ، والیوم الذی ابتدعوا فیه هذا 4.

ص: 534


1- نهایة الأَرَب : 1 / 184.

العید هو الثامن عشر من ذی الحجّة ؛ لأنّ المؤاخاة کانت فیه فی سنة عشر من الهجرة ، وهی حجّة الوداع ، وهم یُحیون لیلتها بالصّلاة ، ویُصلّون فی صبیحتها رکعتین قبل الزوال ، وشعارهم فیه لبس الجدید وعتق الرقاب وبرّ الأجانب والذبائح.

وأوّل من أحدثه معزُّ الدولة أبو الحسن علیّ بن بویه علی ما نذکره إن شاء الله فی أخباره فی سنة (352) ، ولمّا ابتدع الشیعة هذا العید واتّخذوه من سننهم عمل عوامّ السنّة یوم سرور نظیر عید الشیعة فی سنة (389) ، وجعلوه بعد عید الشیعة بثمانیة أیام ، وقالوا : هذا یوم دخول رسول الله صلی الله علیه وسلم الغار هو وأبو بکر الصدّیق ، وأظهروا فی هذا الیوم الزینة ونصب القباب وإیقاد النیران. انتهی.

وقال المقریزی فی الخطط(1) (2 / 222) : عید الغدیر لم یکن عیداً مشروعاً ، ولا عمله أحد من سالف الأمّة المقتدی بهم ، وأوّل ما عرف فی الإسلام بالعراق أیّام معزّ الدولة علیّ بن بُوَیه ، فإنّه أحدثه سنة (352) فاتّخذه الشیعة من حینئذٍ عیداً. انتهی.

وما عسانی أن أقول فی بحّاثة یکتب عن تاریخ الشیعة قبل أن یقف علی حقیقته ، أو أنَّه عرف نفس الأمر فنسیها عند الکتابة ، أو أغضی عنها لأمرٍ دُبِّر بلیل ، أو أنَّه یقول ولا یعلم ما یقول ، أو أنَّه ما یبالی بما یقول ، أوَلیس المسعودی المتوفّی (346) یقول فی التنبیه والإشراف (ص 221) : وولدُ علیّ رضی الله عنه وشیعته یعظِّمون هذا الیوم ؟ أوَلیس الکُلینی الراوی لحدیث عید الغدیر فی الکافی(2) توفِّی سنة (329) ؟ وقبله فرات بن إبراهیم الکوفی المفسِّر الراوی لحدیثه الآخر فی تفسیره(3) - الموجود عندنا - الذی هو فی طبقة مشایخ ثقة الإسلام الکلینی المذکور ، فالکتب هذه أُلِّفت قبل ما ذَکَراه - النویری والمقریزی - من التاریخ (352). 3.

ص: 535


1- الخطط : 1 / 388.
2- الکافی : 4 / 149 ح 3.
3- تفسیر فرات الکوفی : ص 117 ح 123.

أوَلیس الفیّاض بن محمد بن عمر الطوسی قد أخبر به سنة (259) ، وذکر أنَّه شاهد الإمام الرضا - سلام الله علیه - المتوفّی سنة (203) یعیِّد فی هذا الیوم ، ویذکر

فضله وقِدَمه ، ویروی ذلک عن آبائه عن أمیر المؤمنین علیهم السلام ؟

والإمام الصادق المتوفّی سنة (148) قد علّم أصحابه بذلک کلّه ، وأخبرهم بما جرت علیه سنن الأنبیاء من اتّخاذ یوم نصبوا فیه خلفاءهم عیداً ، کما جرت به العادة

عند الملوک والأُمراء من التعیید فی أیّام تسنّموا فیها عرش الملک ، وقد أمر أئمة الدین علیهم السلام فی عصورهم القدیمة شیعتهم بأعمال بِرِّیّة ودعوات مخصوصة بهذا الیوم وأعمال وطاعات خاصّة به. والحدیث الذی مرَّ عن مختصر بصائر الدرجات یعرب عن کونه من أعیاد الشیعة الأربعة المشهورة فی أوائل القرن الثالث الهجری.

هذه حقیقة عید الغدیر ، لکنّ الرجلین أرادا طعناً بالشیعة ، فأنکرا ذلک السلف الصالح ، وصوّراه بدعةً معزوَّةً إلی مُعزِّ الدولة ، وهما یحسبان أنَّه لا یقف علی کلامهما من یعرف التاریخ ، فیناقشهما الحساب.

(فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا کَانُوا یَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِکَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِینَ)(1) 9.

ص: 536


1- الأعراف : 118 ، 119.

التتویج یوم الغدیر

ولما عرفت من تعیین صاحب الخلافة الکبری للملوکیّة الإسلامیّة ونیله ولایة العهد النبویّ ، کان من الحریّ تتویجه بما هو شارة الملوک ، وسِمة الأُمراء ، ولمّا

کانت التیجان المکلّلة بالذهب المرصَّعة بالجواهر من شناشن ملوک الفرس ، ولم یکن للعرب منها بدلٌ إلّا العمائم ، فکان لا یلبسها إلّا العظماء والأشراف منهم ، ولذلک جاء عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم قوله : «العمائم تیجان العرب». رواه القضاعی والدیلمی ، وصحّحه السیوطیّ فی الجامع الصغیر(1) (2 / 155) ، وأورده ابن الأثیر فی النهایة(2).

وقال المرتضی الحنفیّ الزبیدیّ فی تاج العروس (2 / 12) : التاج : الإکلیل ، والفضّة والعمامة ، والأخیر علی التشبیه : - جمع تیجان وأتواج - والعرب تسمّی العمائم : التاج. وفی الحدیث : «العمائم تیجان العرب». جمع تاج ، وهو ما یُصاغ للملوک من الذهب والجوهر ، أراد أنَّ العمائم [للعرب] بمنزلة التیجان للملوک ؛ لأنّهم

أکثر ما یکونون فی البوادی مکشوفی الرؤوس أو بالقلانس ، والعمائم فیهم قلیلة ، والأکالیل تیجان ملوک العجم ، وتوّجَهُ : أی سوّده وعمّمه.

وفی (8 / 410) : ومن المجاز : عُمِّم - بالضمّ - أی سُوِّد ؛ لأنّ تیجان العرب العمائم ، فکلّما قیل فی العجم : تُوِّج من التاج ، قیل فی العرب : عمّم. قال :

وَفیهمُ إذ عُمِّم المُعمَّمُ.

وکانوا إذا سوّدوا رجلاً عمّموه عمامةً حمراء ، وکانت الفرس تُتوِّج ملوکها ، فیقال له : المُتوَّج. 9.

ص: 537


1- الجامع الصغیر : 2 / 193 ح 5723.
2- النهایة فی غریب الحدیث والأثر : 1 / 199.

وعدَّ الشبلنجی فی نور الأبصار(1) (ص 25) من ألقاب رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : صاحب التاج ، فقال : المراد العمامة ؛ لأنّ العمائم تیجان العرب کما جاء فی الحدیث.

فعلی هذا الأساس عمّمه رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم هذا الیوم بهیئة خاصّة تُعرب عن العظمة والجلال ، وتوّجه بیده الکریمة بعمامته - السحاب - فی ذلک الُمحتَشد العظیم ، وفیه تلویحٌ أنَّ المتوَّج بها مقیَّضٌ - بالفتح - لإمرة کإمرته صلی الله علیه وآله وسلم غیر أنَّه مبلّغ عنه وقائم مقامه من بعده.

روی الحافظ عبدالله بن أبی شیبة ، وأبو داود الطیالسی(2) ، وابن منیع البغوی ، وأبو بکر البیهقی ، کما فی کنز العمّال(3) (8 / 60) عن علیّ ، قال :

«عمّمنی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم یوم غدیر خُمّ بعمامة ، فسدلها خلفی». وفی لفظ : «فسدل طرفها علی منکبی». ثمّ قال : «إنّ الله أمدَّنی یوم بدر وحنین بملائکة یعتمّون هذه العمّة». وقال : «إنّ العمامة حاجزةٌ بین الکفر والإیمان».

ورواه من طریق السیوطی عن الأعلام الأربعة السیِّد أحمد القشاشی(4) فی السمط المجید(5).

وفی کنز العمّال(6) (8 / 60) عن مسند عبدالله بن الشخیر ، عن عبدالرحمن بن عدیِّ البحرانی ، عن أخیه عبدالأعلی بن عدیّ :

أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم دعا علیّ بن أبی طالب ، فعمّمه وأرخی عَذَبَةَ(7) العمامة ف)

ص: 538


1- نور الأبصار : ص 58.
2- مسند أبی داود الطیالسی : ص 23 ح 154.
3- کنز العمّال : 15 / 482 ح 41909.
4- المتوفّی (1071) ترجمه المحبّی فی خلاصة الأثر : 1 / 343 - 346 وأثنی علیه. (المؤلف)
5- السمط المجید : ص 99.
6- کنز العمّال : 15 / 483 ح 41911.
7- العَذَبة - بفتح المهملة - : طرف الشیء. (المؤلف)

من خلفه. الدیلمی.

وعن الحافظ الدیلمی(1) عن ابن عبّاس قال : لمّا عمّم رسول الله صلی الله علیه وسلم علیّاً بالسحاب(2) ، قال له : «یا علیُّ العمائم تیجان العرب».

وعن ابن شاذان فی مشیخته عن علیّ : أنَّ النبیّ صلی الله علیه وسلم عمّمه بیده ، فذنّب العمامة من ورائه ومن بین یدیه ، ثمّ قال له النبیُّ صلی الله علیه وسلم : «أدبر» ، فأدبر ، ثمّ قال له : «أقبل» ، فأقبل ، وأقبل علی أصحابه ، فقال النبیّ صلی الله علیه وسلم : «هکذا تکون تیجان الملائکة».

وأخرج الحافظ أبو نعیم فی معرفة الصحابة(3) ، ومحبّ الدین الطبری فی الریاض النضرة(4) (2 / 217) عن عبدالأعلی بن عدیّ النهروانی : أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم دعا علیّاً یوم غدیر خُمّ ، فعمّمه وأرخی عَذَبَةَ العمامة من خلفه.

وذکره العلّامة الزرقانی فی شرح المواهب (5 / 10).

وأخرج شیخ الإسلام الحمّوئی فی الباب الثانی عشر من فرائد السمطین(5) من طریق أحمد بن منیع بإسناد فیه عدّة من الحفّاظ الأثبات ، عن أبی راشد ، عن علیٍّ قال : «قال رسول الله صلی الله علیه وسلم : إنّ الله عزّ وجلّ أیّدنی یوم بدر وحنین بملائکة معتمّین هذه العمّة ، والعمّة الحاجز بین المسلمین والمشرکین». قاله لعلیّ لمّا عمّمه یوم غدیر خُمّ بعمامة سدل طرفها علی منکبه.

وأخرج بإسناد آخر من طریق الحافظ أبی سعید الشاشی(6) المترجم (ص 103) : أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم عمّم علیّ بن أبی طالب رضی الله عنه عمامته السحاب ، فأرخاها من بین یدیه 2.

ص: 539


1- الفردوس بمأثور الخطاب : 3 / 87 ح 4246.
2- قال ابن الأثیر فی النهایة 2 / 160 [2 / 345] : کان اسم عمامة النبیّ صلی الله علیه وسلم السحاب. (المؤلف)
3- معرفة الصحابة : 1 / 301.
4- الریاض النضرة : 3 / 170.
5- فرائد السمطین : 1 / 75 باب 12 ح 41.
6- فرائد السمطین : 1 / 76 باب 12 ح 42.

ومن خلفه ثمّ قال : «أقبل». فأقبل ، ثمّ قال : «أدبر» ، فأدبر ، قال : «هکذا جاءتنی الملائکة».

وبهذا اللفظ رواه جمال الدین الزرندی الحنفی فی نظم درر السمطین(1) ، وجمال الدین الشیرازی فی أربعینه ، وشهاب الدین أحمد فی توضیح الدلائل ، وزادوا : ثمّ قال صلی الله علیه وسلم : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله».

وأخرج الحمّوئی بإسناد آخر من طریق الحافظ أبی عبدالرحمن بن عائشة(2) عن علیٍّ قال : «عمّمنی رسول الله صلی الله علیه وسلم یوم غدیر خُمّ بعمامة ، فسدل نمرقها علی منکبی ، وقال : إنَّ الله أیّدنی یوم بدر وحنین بملائکة معتمّین بهذه العمامة».

وبهذا اللفظ رواه ابن الصبّاغ المالکیّ فی الفصول المهمّة(3) (ص 27) ، والحافظ الزرندی فی نظم درر السمطین ، والسیّد محمود القادریّ المدنیّ فی الصراط السویِّ.

فائدةٌ : قال أبو الحسین الملطی(4) فی التنبیه والردّ(5) (ص 26) :

قولهم - یعنی الروافض - : علیٌّ فی السحاب ، فإنّما ذلک قول النبیّ صلی الله علیه وسلم لعلیّ : أقبل ، وهو معتمّ بعمامة للنبیّ صلی الله علیه وسلم کانت تدعی السحاب ، فقال صلی الله علیه وسلم : «قد أقبل علیّ فی السحاب» ؛ یعنی فی تلک العمامة التی تسمّی السحاب ، فتأوّلوه هؤلاء علی غیر تأویله.

وقال الغزالی(6) کما فی البحر الزخّار (1 / 215) : کانت له عمامة تسمّی 5.

ص: 540


1- نظم درر السمطین : ص 112.
2- فرائد السمطین : 1 / 76 باب 12 ح 43.
3- الفصول المهمة : ص 41.
4- محمد بن أحمد بن عبدالرحمن الملطی الشافعی : المتوفّی (377). (المؤلف)
5- التنبیه والردّ علی أهل الأهواء والبدع : ص 19.
6- إحیاء علوم الدین : 2 / 345.

السحاب ، فوهبها من علیٍّ ، فربّما طلع علیٌّ فیها ، فیقول صلی الله علیه وسلم : «أتاکم علیٌّ فی السحاب».

وقال الحلبی فی السیرة(1) (3 / 369) : کان له صلی الله علیه وسلم عمامة تسمّی السحاب کساها علیّ بن أبی طالب - کرّم الله وجهه - فکان ربّما طلع علیه علیٌّ - کرّم الله وجهه - فیقول صلی الله علیه وسلم : «أتاکم علیٌّ فی السحاب» ، یعنی عمامته التی وهبها له صلی الله علیه وسلم.

قال الأمینی : هذا معنی ما یُعزی إلی الشیعة من قولهم : إنّ علیّاً فی السحاب ، ولم یؤوّله أیُّ أحد منهم قطُّ من أوّل یومهم علی غیر تأویله ، کما حسبه الملطی ، وإنَّما أوّله الناس افتراءً علینا ، والله من ورائهم حسیب.

فیوم التتویج هذا أسعد یوم فی الإسلام ، وأعظم عید لموالی أمیر المؤمنین علیه السلام کما أنَّه مثار حَنَق وأحقاد لمن ناوأه من النواصب.

(وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِکَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ عَلَیْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ)(2) 1.

ص: 541


1- السیرة الحلبیة : 3 / 341.
2- عَبَس : 38 - 41.

ص: 542

کلمات حول سند الحدیث للحفّاظ الأثبات والأعلام الفطاحل

لم نندفع إلی عقد هذا البحث بدافع الحاجة إلی إثبات صحّة الحدیث ، ولا دعانا إلیه الإعواز إلی إثبات تواتره ؛ فإنّ ذات الحدیث وجوهریّتها القائمة بنفسها فی غنیً عن أی تحویر فی ذلک ، ومن ذا الذی یسعه إنکار صحّته ، ورجال کثیر من أسانیده رجال الصحیحین ، وأیّ معاند یمکنه ردُّ تواتره اللفظی فی الجملة والمعنویِّ فی تفاصیله والإجمالیّ فی جملة من شؤونه ، وقد شهد به القریب والبعید ، ورواه القاصی والدانی ، وأثبته أکثر المؤلِّفین فی الحدیث والتاریخ والتفسیر والکلام ، وأفرده بالتألیف آخرون ، فلن تجد له إلّا رنّةً تصکُّ المسامع منذ هتف به داعی الرشاد حتی عصرنا الحاضر ، وسیبقی ذکره مخلَّداً ما تعاقب المَلَوان ، فلیس من یجابهه بالإنکار إلّا کمن یتعامی عن الشمس الضاحیة ، وإنَّما راقنا البحث عمّا قیل فی ذلک إصحاراً بحقیقةٍ راهنةٍ ، ألا وهی إصفاق علماء الفریقین علی صحّة الحدیث وتواتره ؛ لیعلم القارئ أنَّ من یحید عن تلکم الخطّة شاذٌّ عن الطریقة المثلی ، خارج تجاه ما اجتمعت علیه الأمّة ، وهو یقول : إنّ الأمّة لا تجتمع علی خطأ. فمنهم :

1 - الحافظ أبو عیسی الترمذیّ : المتوفّی (279).

قال فی صحیحه(1) (2 / 298) بعد ذکر الحدیث : هذا حدیث حسن صحیح. 3.

ص: 543


1- سنن الترمذی : 5 / 591 ح 3713.

2 - الحافظ أبو جعفر الطحاویّ : المتوفّی (279).

قال فی مشکل الآثار (2 / 308) : قال أبو جعفر : فدفع دافع هذا الحدیث ، وزعم أنَّه مستحیل ، وذکر أنَّ علیّاً لم یکن مع النبیّ صلی الله علیه وسلم فی خروجه إلی الحجّ من المدینة الذی مرّ فی طریقه بغدیر خُمّ بالجُحفة ، وذکر فی ذلک ما قد حدّثنا أحمد بإسناده ، قال : حدّثنا جعفر بن محمد ، عن أبیه ، قال : دخلنا علی جابر بن عبدالله ، فذکر حدیثه فی حجّة النبیّ صلی الله علیه وسلم فقال : فقدم علیٌّ من الیمن ببُدْن النبیّ ... ، ثمّ ذکر بقیّة الحدیث.

قال أبو جعفر : فهذا الحدیث صحیح الإسناد ، ولا طعن لأحد فی رواته ، وفیه : أنَّ ذلک القول کان من رسول الله صلی الله علیه وسلم لعلیٍّ بغدیر خُمّ فی رجوعه من حجّه إلی المدینة ، لا فی خروجه لحجّه من المدینة.

فقال هذا القائل : فإنّ هذا الحدیث رُوی عن سعد بن أبی وقّاص فی هذه القصّة ، وإنّ ذلک القول إنَّما کان من رسول الله صلی الله علیه وسلم بغدیر خُمّ فی خروجه من المدینة إلی الحجِّ ، لا فی رجوعه من الحجّ إلی المدینة.

قال أبو جعفر : وکان الصحیح فی ذلک أنَّ الحکم(1) ما أخذ هذا عن عائشة ابنة سعد ، وإنَّما أخذه عن مصعب بن سعد ، کذلک رواه غیر اللیث فی روایته المأمون علیها ، الضابط لها ، الحجّة فیها ، وهو شعبة بن الحجّاج.

3 - الفقیه أبو عبدالله المحاملی ، البغدادیّ : المتوفّی (330).

صحّحه فی أمالیه ، کما مرّ (ص 55).

4 - أبو عبدالله الحاکم : المتوفّی (405).

رواه بعدّة طرق وصحّحها فی المستدرک ، کما مرّ فی محلّها. ف)

ص: 544


1- راجع حدیث سعد بن أبی وقّاص فی رواة الحدیث من الصحابة. (المؤلف)

5 - أبو محمد أحمد بن محمد العاصمیّ :

قال فی زین الفتی : قال النبیّ صلی الله علیه وسلم : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه» ، وهذا حدیثٌ تلقّته الأمّة بالقبول ، وهو موافق بالأصول.

ثمّ رواه بطرق شتّی کما مرّت فی محلّها.

6 - الحافظ ابن عبد البَرّ القرطبیّ : المتوفّی (463).

قال فی الاستیعاب(1) (2 / 373) بعد ذکر حدیث المؤاخاة وحدیثَی الرایة والغدیر : هذه کلّها آثارٌ ثابتةٌ.

7 - الفقیه أبو الحسن بن المغازلیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (483).

قال فی کتابه المناقب(2) - بعد روایته الحدیث عن شیخه أبی القاسم الفضل بن محمد الأصبهانی - : قال أبو القاسم : هذا حدیث صحیح عن رسول الله صلی الله علیه وسلم ، وقد رواه نحو مائة نفس منهم العشرة المبشَّرة ، وهو حدیثٌ ثابتٌ لا أعرف له علّة ، تفرّد علیٌّ بهذه الفضیلة لم یشرکه فیها أحد.

8 - حجّة الإسلام أبو حامد الغزالیّ : المتوفّی (505).

قال فی سرّ العالمین(3) (ص 9) : أسفرت الحجّة وجهها ، وأجمع الجماهیر علی متن الحدیث من خطبته فی یوم غدیر خُمّ باتّفاق الجمیع ، وهو یقول : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه» ، فقال عمر : بخٍ بخٍ ... إلخ. یأتی تمام الکلام فی المفاد إن شاء الله.

9 - الحافظ أبو الفرج ابن الجوزیّ ، الحنبلیّ : المتوفّی (597).

قال فی المناقب : اتّفق علماء السِّیَر علی أنَّ قصّة الغدیر کانت بعد رجوع 1.

ص: 545


1- الاستیعاب : القسم الثالث / 1098 - 1100 رقم 1855.
2- مناقب علیّ بن أبی طالب علیه السلام : ص 27 ح 39.
3- سرّ العالمین : ص 21.

النبی صلی الله علیه وسلم من حجّة الوداع فی الثامن عشر من ذی الحجّة ، وکان معه من الصحابة ومن الأعراب وممّن یسکن حوالی مکّة والمدینة مائة وعشرون ألفاً ، وهم الذین شهدوا معه حجّة الوداع ، وسمِعوا منه هذه المقالة ، وقد أکثر الشعراء فی ذلک فی تلک الحکایة.

10 - أبو المظفّر سبط ابن الجوزیّ الحنفیّ : المتوفّی (654).

قال فی تذکرته(1) (ص 18) - بعد ذکره الحدیث مع صدره وذیله وتهنئة عمر بعدّة طرق - : وکلُّ هذه الروایات خرّجها أحمد بن حنبل فی الفضائل(2) بزیادات.

فإن قیل : فهذه الروایة التی فیها قول عمر رضی الله عنه : أصبحتَ مولایَ ومولی کلّ مؤمن ومؤمنة ، ضعیفةٌ.

فالجواب : أنَّ هذه الروایة صحیحة ، وإنَّما الضعیف حدیث رواه أبو بکر أحمد ابن ثابت الخطیب ، عن عبدالله بن علیّ بن بشر ، عن علیّ بن عمر الدارقطنی ، عن أبی

نصر حبشون(3) بن موسی بن أیوب الخلّال یرفعُه الی أبی هریرة ، وقال فی آخرهِ : لمّا قال النبی صلی الله علیه وسلم «من کنت مولاه فعلیٌّ مولاه» نزل قوله (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی) الآیة.

قالوا وقد انفرد بهذا الحدیث حبشون.

ونحن نقول : نحن ما استدللنا بحدیث حبشون ، بل بالحدیث الذی رواه أحمد فی الفضائل عن البراء بن عازب وإسناده صحیح ... إلی أن قال :

اتّفق علماء السِّیَر علی أنَّ قصة الغدیر کانت بعد رجوع النبیّ صلی الله علیه وسلم من حجّة الوداع فی الثامن عشر من ذی الحجّة ، جمع الصحابة ، وکانوا مائة وعشرین ألفاً ، وقال : «من کنت مولاه فعلیٌّ مولاه». الحدیث. نصّ صلی الله علیه وسلم علی ذلک بصریح العبارة ف)

ص: 546


1- تذکرة الخواص : ص 29 - 30.
2- فضائل علیّ بن أبی طالب علیه السلام : ص 32 - 35.
3- فی التذکرة : أبی نضیر خیشون ، وفیه تصحیف. وسنوقفک علی صحّة حدیث حبشون. (المؤلف)

دون التلویح والإشارة. انتهی.

وسیأتی تمام کلامه فی المفاد إن شاء الله.

11 - ابن أبی الحدید المعتزلیّ : المتوفّی (655).

عدّه فی شرح نهج البلاغة(1) (2 / 449) من الأخبار العامّة الشائعة من فضائل أمیر المؤمنین ، ومرّ عنه (ص 162) استفاضة حدیث احتجاج أمیر المؤمنین علیه السلام یوم الشوری ، وفیه حدیث الغدیر.

12 - الحافظ أبو عبدالله الکنجیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (658).

قال فی کفایة الطالب(2) (ص 15) بعد ذکر الحدیث من طرق أحمد :

أقول : هکذا أخرجه فی مسنده ، وناهیک به راویاً بسند واحد ، وکیف وقد جمع طرقه مثل هذا الإمام. وقال بعد روایته من طرق الحافظ أبی عیسی الترمذی فی جامعه(3) :

وجمع الدارقطنی الحافظ طرقه فی جزء ، وجمع الحافظ ابن عقدة الکوفی کتاباً مفرداً فیه ، وروی أهل السِّیَر والتواریخ قصّة غدیر خمّ ، وذکره محدِّث الشام(4) فی کتابه بطرق شتّی عن غیر واحد من الصحابة والتابعین ، أخبرنی بذلک عالیاً المشایخ(5). وروی بإسناده (ص 17) عن المحاملی ثمّ قال : قلت : هذا حدیثٌ مشهورٌ حسنٌ روته الثقات ، وانضمام هذه الأسانید بعضها إلی بعض حجّة فی صحّة النقل(6). 4.

ص: 547


1- شرح نهج البلاغة : 9 / 166 خطبة 154.
2- کفایة الطالب : ص 59.
3- سنن الترمذی : 5 / 591 ح 3713.
4- محدّث الشام هو الحافظ ابن عساکر ، وکتابه تاریخ مدینة دمشق. ذکر طرق حدیث الغدیر فی 12 / 224 - 237 من کتابه المذکور. (الطباطبائی)
5- کفایة الطالب : ص 60 - 61.
6- المصدر السابق : ص 64.

13 - الشیخ أبو المکارم علاء الدین السمنانیّ : المتوفّی (736).

قال فی العروة(1) : وقال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لعلیّ علیه السلام وسلام الملائکة الکرام : «أنت منّی بمنزلة هارون من موسی ، ولکن لا نبیّ بعدی». وقال فی غدیر خُمّ بعد حجّة الوداع علی ملأ من المهاجرین والأنصار آخذاً بکتفه : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه» ، وهذا حدیثٌ متّفقٌ علی صحّته ، فصار سیّد الأولیاء ، وکان قلبه علی قلب محمد - علیه التحیّة والسلام - ، وإلی هذا السرّ أشار سیّد الصدّیقین صاحب غار النبیّ صلی الله علیه وسلم أبو بکر حین بعث أبا عبیدة بن الجراح إلی علیّ لاستحضاره قال : یا أبا عبیدة أنت أمین هذه الأمّة أبعثک إلی من هو فی مرتبة من فقدناه بالأمس ، ینبغی أن تتکلّم عنده بحسن الأدب ... إلی آخر مقالته بطولها.

14 - شمس الدین الذهبیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (748).

مرّ (ص 156) : أنَّه أفرد کتاباً فی حدیث الغدیر ، وذکره بطرق شتّی فی تلخیص المستدرک(2) ، وصحّح غیر واحد منها ، ویأتیک قوله : صدر الحدیث متواترٌ ، أتیقّن أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم قاله ، وأمّا «أللّهمّ والِ من والاه» فزیادةٌ قویّةُ الإسناد. واعتمدّ علی تصحیحه جمعٌ من أعلام أصحابه ، کما ستقف علی کلمات بعضهم.

15 - الحافظ عماد الدین بن کثیر الشافعیّ ، الدمشقیّ : المتوفّی (774).

روی فی تاریخه(3) (5 / 209) عن سنن الحافظ النسائیّ(4) ، عن محمد بن المثنّی ، عن یحیی بن حمّاد ، عن أبی عوانة ، عن الأعمش سلیمان ، عن حبیب بن أبی ثابت ، عن أبی الطفیل ، عن زید بن أرقم بلفظه المذکور بطریق النسائی (ص 30) ، ثمّ قال : 8.

ص: 548


1- العروة لأهل الخلوة : ص 422 من طبعة طهران سنة (1404).
2- تلخیص المستدرک : 3 / 613 ح 6272.
3- البدایة والنهایة : 5 / 228 حوادث سنة 10 ه.
4- خصائص أمیر المؤمنین : ص 96 ح 79 ، وفی السنن الکبری : 5 / 45 ح 8148.

تفرّد به النسائی من هذا الوجه(1). قال شیخنا أبو عبدالله الذهبی : وهذا حدیثٌ صحیح. وروی حدیث المناشدة فی الرحبة وقال : هذا إسناد جیّد.

ورواه بطرق أحمد عن زید وقال : هذا إسناد جیّد رجاله ، ثقات علی شرط السنن ، وقد صحّح الترمذی بهذا السند حدیثاً فی الریث(2).

ورواه بطریق ابن جریر الطبری عن سعد بن أبی وقّاص ، وقال : قال شیخنا الذهبی : وهذا حدیث حسن غریب(3).

ورواه بطریق آخر عن جابر بن عبدالله ، وقال : قال شیخنا الذهبی : هذا حدیثٌ حسنٌ.

ورواه بطرق أخری ، ثمّ قال : قال الذهبی : وصدرُ الحدیث متواترٌ ، أتیقّن أنَّ رسول الله قاله. وأمّا : «أللّهمّ والِ من والاه ...» فزیادةٌ قویّةُ الإسناد.

16 - الحافظ نور الدین الهیثمیّ : المتوفّی (807).

روی فی مجمع الزوائد (9 / 104 - 109) حدیث الرکبان المذکور من طریق أحمد(4) والطبرانی(5) ، فقال : رجال أحمد ثقات.

وروی حدیث المناشدة من طریق أحمد عن أبی الطفیل ، وقال : رجاله رجال الصحیح إلّا فطر ، وهو ثقة.

ورواه من طریق أحمد الآخر عن سعید بن وهب وقال : رجاله رجال الصحیح.2.

ص: 549


1- تحکّم باطل یظهر علی [کذا] من راجع طرق زید من کتابنا (ص 29 - 37). (المؤلف)
2- البدایة والنهایة : 5 / 231 حوادث سنة 10 ه.
3- لا أعرف للحدیث غرابة إلّا کونه فی فضل أمیر المؤمنین علیه السلام. (المؤلف)
4- مسند أحمد : 6 / 583 ح 23051 ، 23052.
5- المعجم الکبیر : 4 / 173 ح 4052.

ورواه من طریق البزّار عن سعید وزید ، ثمّ قال : رجاله رجال الصحیح إلّا فطر ، وهو ثقة.

ورواه من طریق أبی یعلی عن عبدالرحمن بن أبی یعلی ، ووثّق رجاله.

ورواه من طریق أحمد عن زیاد بن أبی زیاد ، ووثّق رجاله.

ورواه عن حُبشی بن جنادة من طریق الطبرانی ، ووثّق رجاله.

ورواه بطرق وأسانید أخری وصحّحها ووثّق رجالها ، کما مرّت فی محلّها.

17 - شمس الدین الجزریّ ، الشافعیّ : المتوفّی (833).

روی حدیث الغدیر بثمانین طریقاً ، وأفرد فی إثبات تواتره رسالته - أسنی المطالب - المطبوعة ، وقال بعد ذکر مناشدة أمیر المؤمنین یوم الرحبة :

هذا حدیث حسن من هذا الوجه ، صحیح من وجوه کثیرة تواتر عن أمیر المؤمنین علیّ رضی الله عنه وهو متواترٌ - أیضاً - عن النبیّ صلی الله علیه وسلم ، رواه الجمُّ الغفیر عن الجمِّ الغفیر ، ولا عبرة بمن حاول تضعیفه ممّن لا اطِّلاع له فی هذا العلم ، فقد ورد مرفوعاً عن أبی بکر الصدّیق ، وعمر بن الخطّاب ، وطلحة بن عبیدالله ، والزبیر بن العوّام ، وسعد بن أبی وقّاص ، وعبدالرحمن بن عوف ، والعبّاس بن عبدالمطّلب ، وزید بن أرقم ، والبراء

ابن عازب ، وبریدة بن الحصیب ، وأبی هریرة ، وأبی سعید الخُدری ، وجابر بن عبدالله ، وعبدالله بن عبّاس ، وحُبشی بن جنادة ، وعبدالله بن مسعود ، وعمران بن حصین ، وعبدالله بن عمر ، وعمّار بن یاسر ، وأبی ذرّ الغِفاری ، وسلمان الفارسی ، وأسعد بن زرارة ، وخُزیمة بن ثابت ، وأبی أیّوب الأنصاری ، وسهل بن حنیف ، وحذیفة بن الیمان ، وسمرةَ بن جُنْدب ، وزید بن ثابت ، وأنس بن مالک ، وغیرهم من الصحابة - رضوان الله علیهم - وصحّ عن جماعة منهم ممّن یحصل القطع بخبرهم.

وثبت - أیضاً - أنَّ هذا القول کان منه صلی الله علیه وسلم یوم غدیر خُمّ ، کما أخبرنا شیخنا أبو

ص: 550

عمر محمد بن أحمد بن قدامة المقدسی قراءةً علیه ، أخبرنا الإمام فخر الدین علیّ بن أحمد المقدسی(1). ثمّ ذکر حدیث المناشدة بعدّة طرق.

18 - الحافظ ابن حجر العسقلانیّ : المتوفّی (852).

رواه فی تهذیب التهذیب(2) فی مواضع بعدّة طرق منها (7 / 337) ، وقال (ص 339) :

قلت : لم یجاوز المؤلّف - أبو الحجّاج المزّی : المتوفّی (742) - ما ذکر ابن عبدالبَرّ وفیه مقنعٌ ، ولکنّه ذکر حدیث الموالاة عن نفر سمّاهم فقط ، وقد جمعه ابن جریر الطبری فی مؤلَّف فیه أضعاف من ذکر ، وصحّحه واعتنی بجمع طرقه أبو العبّاس بن عقدة ، فأخرجه من حدیث سبعین صحابیّاً أو أکثر.

وقال فی فتح الباری(3) (7 / 61) : وأوعب من جمع مناقبه - یعنی علیّاً - من الأحادیث الجیاد النسائی فی کتاب الخصائص ، وأمّا حدیث : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه» فقد أخرجه الترمذی والنسائی ، وهو کثیر الطرق جدّاً ، وقد استوعبها ابن عقدة فی کتاب مفرد ، وکثیر من أسانیدها صحاح وحسان.

وقد روینا عن الإمام أحمد قال : ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علیّ بن أبی طالب.

19 - أبو الخیر الشیرازیّ ، الشافعیّ : المترجم (ص 132).

قال فی إبطال الباطل الذی ردَّ به علی نهج الحقّ : وأمّا ما رُوی من أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم ذکره یوم غدیر خُمّ حین أخذ بید علیّ وقال : «ألست أولی ... ؟» فقد ثبت هذا فی الصحاح ، وقد ذکرنا سرّه فی ترجمة کتاب کشف الغمّة فی معرفة الأئمّة. 4.

ص: 551


1- أسنی المطالب : ص 48.
2- تهذیب التهذیب : 7 / 297.
3- فتح الباری : 7 / 74.

20 - الحافظ جلال الدین السیوطیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (911).

قال : إنَّه حدیثٌ متواترٌ ، وحکاه عنه غیر واحد ممّن تأخّر عنه کما یأتی.

21 - الحافظ أبو العبّاس شهاب الدین القسطلانیّ : المتوفّی (923).

قال فی المواهب اللدنیّة(1) (7 / 13) : وأمّا حدیث الترمذی والنسائی : «من کنت مولاه فعلیٌّ مولاه» فقال الشافعیّ : یرید بذلک ولاء الإسلام ، کقوله تعالی :

(ذَلِکَ بِأَنَّ اللَّ-هَ مَوْلَی الَّذِینَ آمَنُوا وَأَنَّ الْکَافِرِینَ لَا مَوْلَی لَهُمْ)(2) وقول عمر : أصبحت مولی کلِّ مؤمن ؛ أی ولیَّ کلِّ مؤمن ، وطرق هذا الحدیث کثیرةٌ جدّاً استوعبها ابن عقدة فی کتاب مُفرد له ، وکثیرٌ من أسانیدها صحاح وحسان.

22 - الحافظ شهاب الدین بن حجر الهیتمیّ ، المکّیّ : المتوفّی (974).

قال فی الصواعق المحرقة(3) (ص 25) عند ردِّ استدلال الشیعة بحدیث الغدیر : وجواب هذه الشبهة التی هی أقوی شُبَهِهم یحتاج إلی مقدِّمة ، وهی بیان الحدیث ومُخرجه.

وبیانه : أنَّه حدیثٌ صحیحٌ لا مِرْیة فیه ، وقد أخرجه جماعة کالترمذی والنسائی وأحمد ، فطرقه کثیرة جدّاً ، ومن ثمّ رواه ستة عشر صحابیّاً ، وفی روایة لأحمد أنَّه سمعه من النبیّ صلی الله علیه وسلم ثلاثون صحابیّاً ، وشهدوا به لعلیّ لمّا نوزع أیّام خلافته ، کما مرّ وسیأتی ، وکثیرٌ من أسانیدها صحاح وحسان ، ولا التفات لمن قدح فی صحّته ، ولا لمن ردّه بأنّ علیّاً کان بالیمن لثبوت رجوعه منها وإدراکه الحجَّ مع النبیّ صلی الله علیه وسلم. وقولُ بعضهم : إنَّ زیادة «أللّهمّ والِ من والاه ...» إلی آخره ، موضوعةٌ ، مردودٌ ، فقد ورد ذلک من طرق صحّح الذهبیّ کثیراً منها. 3.

ص: 552


1- المواهب اللدنیّة : 3 / 365.
2- محمد : 11.
3- الصواعق المحرقة : ص 42 ، 43.

ثمّ تکلّم فی مقام الردّ علیه فی تواتره تارةً ، وفی مفاده أخری ، فقال : ولفظه عند الطبرانی وغیره بسند صحیح أنَّه صلی الله علیه وسلم خطب بغدیر خُمّ تحت شجرات ، فقال : «أیُّها الناس إنَّه قد نبّأنی اللطیف الخبیر ...» إلی آخر ما مرّ (ص 27 ، 26).

وقال فی (ص 73) فی عدِّ مناقب أمیر المؤمنین علیه السلام :

الحدیث الرابع : قال صلی الله علیه وسلم یوم غدیر خُمّ : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه». الحدیث ، وقد مرّ فی حادی عشر الشُبَه ، وأنَّه رواه عن النبیّ صلی الله علیه وسلم ثلاثون صحابیّاً(1) ، وأنَّ کثیراً من طرقه صحیحٌ أو حسنٌ ، ومرّ الکلام ثَمّ علی معناه مستوفیً(2).

وقال فی شرح همزیّة البوصیری(3) (ص 221) فی شرح قوله :

وعلیٌّ صِنْوُ النبیِّ ومن

دینُ فؤادی ودادُه والولاءُ

أی مناصرته والذبُّ عنه والردّ علی من نازع فی خلافته ، ولم یبالِ بوقوع الإجماع علیها وعلی من خرجوا علیه ، ونازعوه الأمر ، ورموه بما هو بریءٌ منه ، وذلک عملاً بما صحّ عنه صلی الله علیه وسلم وهو : «أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، إنّ علیّاً منّی وأنا منه ، وهو ولیُّ کلِّ مؤمنٍ بعدی» ، ولتأکید الذبّ عنه لکثرة أعدائه من بنی أمیّة والخوارج الذین بالغوا فی سبّه وتنقیصه مدّة ألف شهر علی المنابر ، خصّه الناظم بذلک ، ولهذا اشتغل جهابذة الحفّاظ ببثّ فضائله رضی الله عنه نصحاً للأُمّة ونصرةً للحقّ ، ومن ثَمّ قال أحمد : ما جاء لأحد من الفضائل ما جاء لعلیّ. وقال إسماعیل القاضی والنسائی وأبو علیّ النیسابوری : لم یَرِدْ فی حقّ أحد من الصحابة بالأسانید الصحاح الحسان أکثر ممّا ورد فی حقّ علیّ ، فمن ذلک ما صحّ : أنَّ الله تعالی یحبّه ، وأنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم یحبّه ، 5.

ص: 553


1- هؤلاء هم الشهود لعلیّ علیه السلام یوم الرحبة ، لا کلّ رواة الحدیث. (المؤلف)
2- الصواعق المحرقة : ص 122.
3- شرح متن الهمزیّة فی مدح خیر البریّة : ص 245.

بل روی الترمذی : أنَّه کان أحبّ الناس إلی رسول الله صلی الله علیه وسلم ... إلی أن قال :

وإنّ آیة المباهلة (سورة آل عمران 60) لمّا نزلت دعا صلی الله علیه وسلم علیّاً وفاطمة وابنیها ، وقال : «أللّهمّ هؤلاء أهلی» ، وأنَّه قال : «أنا سیّد ولد آدم وعلیٌّ سیّد العرب» ، لکن اعترض تصحیح الحاکم لهذا ، وأنَّه قال : «من کنتُ مولاه فعلیٌ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه» ، رواه ثلاثون صحابیّاً ، وأنَّ الله تعالی أمره أن یحبّ أربعة ، وأخبره بأنّه یحبّهم منهم علیّ ، وأنَّه لا یحبّه إلّا مؤمن ولا یبغضه إلّا منافق. وأنَّ من سبّه فقد سبّ النبیّ صلی الله علیه وسلم ، وأنَّه یقاتل علی تأویل القرآن کما قاتل صلی الله علیه وسلم علی تنزیله ، وأنَّه یَهلک فیه اثنان : محبّ مفرط ، ومبغض مبهت ، وأنَّ قاتله اللعین ابن ملجم أشقی الآخرین ، کما أنَّ عاقر الناقة أشقی الأوّلین.

23 - جمال الدین الحسینیّ ، الشیرازیّ : المتوفّی (1000).

قال فی أربعینه بعد ذکر حدیث الغدیر ونزول آیة (سَأَلَ سَائِلٌ) فی القضیة : أصل هذا الحدیث - سوی قصّة الحارث - تواتر عن أمیر المؤمنین علیه السلام وهو متواترٌ عن النبیّ صلی الله علیه وسلم أیضاً ، رواه جمع کثیر وجمٌّ غفیر من الصحابة ، فرواه ابن عبّاس.

ثمّ روی لفظ ابن عبّاس وحذیفة بن أُسید الغفاری وحدیث الرکبان.

24 - جمال الدین أبو المحاسن یوسف بن صلاح الدین الحنفیّ :

قال فی المعتصر من المختصر(1) (ص 413) : روی أبو الطفیل واثلة بن الأسقع(2) ، قال : جمع الناسَ علیُّ بن أبی طالب فی الرحبة ، فقال : «أَنشُد بالله عزّ وجلّ کلّ امرئ سمع رسول الله صلی الله علیه وسلم یوم غدیر خُمّ یقول ما سمِع» ، فقام أُناس من الناس ، فشهدوا : أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم قال یوم غدیر خُمّ : «ألستم تعلمون أنّی أولی بالمؤمنین من أنفسهم ؟» وهو قائمٌ ، ثمّ أخذ بید علیّ فقال : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ ف)

ص: 554


1- المعتصر من المختصر : 2 / 301.
2- کذا فی المعتصر ، والصحیح : أبو الطفیل عامر بن واثلة. (المؤلف)

من والاه ، وعادِ من عاداه».

قال أبو الطفیل : فخرجت وفی نفسی منه شیء ، فلقیت زید بن أرقم فأخبرته ، فقال : ما تتّهم ؟! أنا سمعته من رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم.

لا یُلتفَت إلی من أنکر خروج علیّ إلی الحجِّ مع النبیّ صلی الله علیه وسلم ومروره فی طریقه بغدیر خمّ ، وقال : قدم علیّ من الیمن بالبُدْن ؛ لأنّه وإن لم یکن معه فی خروجه إلی الحجّ ، فکان معه فی رجوعه علی طریقه الذی کان مروره به بغدیر خمّ ، فیحتمل أنَّه کان هذا الکلام فی الرجعة ، یؤیِّده الحدیث الصحیح : أنَّه کان هذا القول من رسول الله صلی الله علیه وسلم بغدیر خُمّ فی رجوعه إلی المدینة من حجّه.

عن زید بن أرقم ، قال : لمّا رجع رسول الله صلی الله علیه وسلم من حجّة الوداع ، ونزل بغدیر خُمّ ، أمر بدوحاته فقُمِمن ...

وذکر الحدیث بلفظ زید المذکور من طریق النسائی (ص 30).

25 - الشیخ نور الدین الهرویّ ، القاریّ ، الحنفیّ : المتوفّی (1014).

قال فی المرقاة شرح المشکاة(1) (5 / 568) بعد روایة الحدیث بطرق شتّی :

والحاصل : أنَّ هذا حدیث صحیح لا مِرْیة فیه ، بل بعض الحفّاظ عدّه متواتراً ؛ إذ فی روایة لأحمد أنَّه سمِعه من النبیِّ ثلاثون صحابیّاً ، وشهدوا به لعلیِّ لمّا نوزع أیّام خلافته(2).

وقال (ص 584) : رواه أحمد فی مسنده(1) ، وأقلُّ مرتبته أن یکون حسناً ،(2) فلا 1.

ص: 555


1- المرقاة فی شرح المشکاة : 10 / 464 ح 6091.
2- مسند أحمد بن حنبل : 5 / 355 ح 18011.

التفات لمن قدح فی ثبوت هذا الحدیث ، وأبعدَ من ردّه بأنّ علیّاً کان بالیمن لثبوت رجوعه منها وإدراکه الحجّ مع النبیّ صلی الله علیه وسلم ، ولعلّ سبب قول هذا القائل أنَّه وهم أنَّ النبیّ صلی الله علیه وسلم قال هذا القول عند وصوله من المدینة إلی غدیر خُمّ.

ثمّ قول بعضهم : إنّ زیادة «أللّهمّ والِ من والاه» موضوعةٌ مردودٌ ، فقد ورد من طرق صحّح الذهبیّ کثیراً منها(1).

26 - زین الدین المناویّ ، الشافعیّ : المتوفّی (1031).

قال فی فیض القدیر (6 / 218) :

قال ابن حجر : حدیثٌ کثیر الطرق جدّاً قد استوعبها ابن عقدة فی کتاب مُفرد ، منها صحاح ، ومنها حسانٌ. وفی بعضها : قال ذلک یوم غدیر خُمّ ، وزاد البزّار(2) فی روایته : «أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وأحبّ من أحبّه ، وأبغضْ من أبغضه ، وانصُرْ من نصره ، واخذُلْ من خذله» ، ولمّا سمِع أبو بکر وعمر ذلک قالا - فیما أخرجه الدارقطنی عن سعد بن أبی وقّاص - : أمسیت یا ابن أبی طالب مولی کلِّ مؤمن ومؤمنة.

وأخرج - أیضاً - : قیل لعمر : إنَّک تصنع بعلیٍّ شیئاً لا تصنعه بأحد من الصحابة ؟ قال : إنَّه مولای !

ثمّ قال - بعد روایة حدیث نزول آیة (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ) یوم الغدیر - : قال الهیثمیّ(3) : رجال أحمد ثقات. وقال فی موضع آخر : رجاله رجال الصحیح. وقال المصنِّف - السیوطی - : حدیث متواتر. 4.

ص: 556


1- المرقاة فی شرح المشکاة : 10 / 476 ح 6103.
2- إضافةُ هذه الزیادة إلی البزّار فحسْبُ تحکّمٌ باطل ، وقد أخرجها زرافات من الحفّاظ ، کما أوقفناک علیه. (المؤلف)
3- مجمع الزوائد : 9 / 104.

27 - نور الدین الحلبیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (1044).

ذکر فی السیرة الحلبیّة(1) (3 / 302) ما مرّ عن ابن حجر من صحّة الحدیث ووروده بأسانید صحاحٍ وحسانٍ وعدم الالتفات إلی القادح فی صحّته ، وعدم کون ذیله موضوعاً ، ووروده من طرق صحّح الذهبیُّ کثیراً منها.

28 - الشیخ أحمد بن باکثیر المکیّ : المتوفّی (1047).

قال فی وسیلة المآل فی مناقب الآل(2) - بعد روایة الحدیث بلفظ حذیفة بن أُسید ، وعامر بن لیلی ، وابن عبّاس ، والبراء بن عازب - :

أخرج هذه الروایة البزّار برجال الصحیح عن فطر بن خلیفة وهو ثقةٌ ، وعن أُمّ سلمة فذکر لفظها ، ثمّ لفظ سعد بن أبی وقاص ، فقال : أخرج الدارقطنی فی الفضائل عن معقل بن یسار رضی الله عنه قال : سمعت أبا بکر رضی الله عنه یقول : علیّ بن أبی طالب عترة رسول الله صلی الله علیه وسلم ؛ أی الذی حثَّ النبیّ صلی الله علیه وسلم علی التمسّک بهم والأخذ بهدیهم ، فإنّهم نجوم الهدی من اقتدی بهم اهتدی ، وخصّه أبو بکر بذلک رضی الله عنه لأنّه الإمام فی هذا الشأن وباب مدینة العلم والعرفان ، فهو إمام الأئمّة وعالم الأمّة ، وکأنّه أخذ ذلک من تخصیصه صلی الله علیه وسلم له من بینهم یوم غدیر خُمّ بما سبق ، وهذا حدیثٌ صحیحٌ لا مِرْیة فیه ، ولا شکّ ینافیه ، ورُوی عن الجمّ الغفیر من الصحابة ، وشاع واشتهر ، وناهیک بمجمع حجّة الوداع ، قال شیخ الإسلام العسقلانی رحمه الله تعالی(3) : حدیث «من کنتُ مولاه ...» أخرجه الترمذی والنسائی ، وهو کثیر الطرق جدّاً ، وقد استوعبها ابن عقدة فی کتاب مفرد ، وکثیرٌ من أسانیدها صحاحٌ وحسانٌ. ویدلّ علی ذلک ما روی أبو الطفیل رضی الله عنه : أنَّ علیّاً - رضی الله عنه وکرّم وجهه - جمع الناس وهو 4.

ص: 557


1- السیرة الحلبیة : 3 / 274.
2- وسیلة المآل فی عَدِّ مناقب الآل : ص 117 ، 118.
3- فتح الباری : 7 / 74.

خلیفة فی الرحبة - موضع بالعراق - ثمّ قام فحمد الله وأثنی علیه ... إلی آخر اللفظ المذکور (ص 176).

29 - الشیخ عبدالحقّ الدهلویّ ، البخاریّ : المتوفّی (1052).

قال فی شرح المشکاة ما تعریبه : وهذا الحدیث صحیحٌ بلا شکّ ، رواه جمعٌ مثل الترمذی والنسائی وأحمد ، وطرقه کثیرة رواه ستة عشر صحابیّاً ، وفی روایة : سمعه عن النبی صلی الله علیه وسلم ثلاثون صحابیّاً ، وشهدوا به لعلیٍّ لمّا نوزع أیّام خلافته ، وکثیرٌ من أسانیده صحاحٌ وحسانٌ ، ولا یُلتفت إلی قول من تکلّم فی صحّته ، ولا إلی قول بعضهم : إنّ زیادة «أللّهمّ والِ من والاه» موضوعة ؛ لأنّها رُویت بطرق شتّی صحّح

أکثرها الذهبی.

وقال فی لمعاته : هذا حدیث صحیح لا مریة فیه ، وقد أخرجه جماعة کالترمذی ... إلی آخر کلامه المذکور. ثمّ قال : کذا قال الشیخ ابن حجر فی الصواعق

المحرقة(1).

30 - الشیخ محمود بن محمد الشیخانیّ ، القادریّ ، المدنیّ :

قال فی الصراط السویِّ فی مناقب آل النبیّ : ومن تلک الأحادیث الواردة الصحیحة قوله صلی الله علیه وسلم لعلیٍّ رضی الله عنه : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه» أخرجه الترمذی والنسائی والإمام أحمد وغیرهم ، وکم حدیث صحیح ما أخرجه الشیخان.

ثمّ روی حدیث الرحبة بلفظ سعید بن وهب فقال : قال الذهبیّ : هذا حدیثٌ صحیحٌ ، ثمّ ذکر روایة أحمد حدیثَ الرحبة عن أبی الطفیل وزید بن أرقم ، فقال : قال

الحافظ الذهبیُّ : هذا الحدیث صحیحٌ غریبٌ(2). ف)

ص: 558


1- مرّ تخریجه آنفاْ.
2- لیس لغرابته وجه بالمعنی الاصطلاحی ولا بغیره ، إلّا کونه فی فضل أمیر المؤمنین علیه السلام. (المؤلف)

ثمّ رواه من طریق أبی عوانة ، عن أبی الطفیل ، عن زید فقال : قال الحافظ الذهبیّ : هذا حدیث صحیح.

ثمّ رواه من طریق الحافظین أبی یعلی والحسن بن سفیان ، فقال : قال الحافظ الذهبیّ : هذا حدیثٌ حسن اتّفق علی ما ذکرنا جمهور أهل السنّة.

وأمّا ما انفرد به أهلُ البدع من الإسماعیلیّة(1) ببلاد الیمن ، وخالف به أهلَ الجمعة والجماعة والسنن ، فإنّهم قالوا فی قوله صلی الله علیه وسلم یوم غدیر خُمّ - أی مرجعه من حجّة الوداع - بعد أن جمع أصحابه ، وکرّر علیهم قوله : «ألستُ أولی بکم من أنفسکم ؟». ثلاثاً ، وهم یجیبونه بالتصدیق والاعتراف ، ثمّ رفع ید علیٍّ رضی الله عنه وقال : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، اللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، واخذُل من خذله ، وانصر من نصره ، وأدرِ الحقَّ معه حیث دار». معنی (المولی) فی هذا الحدیث : الأولی ، لا الناصر وغیرهما من المعانی المشترکة.

قال المدّعی من الإسماعیلیّة : وإنَّما أراد النبیّ صلی الله علیه وسلم أنَّ لعلیٍّ رضی الله عنه ما لرسول الله من الولاء علیهم ، وجعل قوله أوّلاً : ألست أولی بکم من أنفسکم ؟ سنداً. وقال المدّعی أیضاً : لو کان المولی بمعنی الناصر والسیِّد وغیرهما لما احتاج إلی جمع الصحابة

وإشهادهم ، ولا أن یأخذ بید علیٍّ ویرفعها ؛ لأنّ ذلک یعرفه کلُّ أحد ، ولا یحتاج إلی الدعاء له بقوله : «أللّهمّ والِ من والاه ...» إلی آخره ، وقال المدّعی أیضاً : ولا یکون هذا الدعاء إلّا لإمام معصوم مفترض الطاعة بعده ، وبدلیل جعله الحقّ تابعاً لعلیٍّ لا متبوعاً له ، ولا یکون ذلک إلّا لمن وجبت طاعته وعصمته.

وقال المدّعی : فصحّ بهذا أنَّ علیّاً رضی الله عنه هو الوصیُّ ، وأنَّه نصٌّ من رسول الله صلی الله علیه وسلم وأنَّ خلافة من تقدّمه معصیة. انتهی افتراء المدّعی. ف)

ص: 559


1- سیُوافیک فی بیان مفاد الحدیث أنَّ هذه البرهنة لم تختصّ بالإسماعیلیّة ، وإنَّما هی مقتضی الحقّ الصراح ، وقد قال به کلّ من یری ولاءً لأمیر المؤمنین بعد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم کولائه خلافةً عنه. (المؤلف)

أقول : قد مرّ الأحادیث الصحاح والحسان ولیس فیها جمیع ما ذکره المدّعی بل الصحیح ممّا ذکرنا : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه» ، والصحیح ما ذکرناه أیضاً :

«أللّهمّ والِ من والاه» ، والصحیح ما ذکرناه أیضاً : «إنّ الله ولیُّ المؤمنین ، ومن کنت ولیَّه فهذا ولیُّه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصُر من نصره».

والصحیح ممّا ذکرنا أیضاً قوله صلی الله علیه وسلم للناس : «أتعلمون أنّی أولی بالمؤمنین من أنفسهم ؟ قالوا : نعم یا رسول الله.

قال : من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، اللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

والصحیح ممّا ذکرنا أیضاً : قوله صلی الله علیه وسلم : «کأنّی دُعیتُ فأجبتُ ، وإنّی قد ترکت فیکم الثَّقَلَین : کتابَ الله ، وعترتی أهل بیتی ، فانظروا کیف تخلفونی فیهما ، لن یفترقا حتی یَرِدا علیَّ الحوض». ثمّ قال : «إنّ الله مولای ، وأنا ولیّ کلِّ مؤمن» ، ثمّ أخذ بید علیّ ، فقال : «من کنتُ مولاه فهذا ولیّه ، اللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه».

والصحیح ممّا ذکرنا أیضاً : قوله صلی الله علیه وسلم : «ألست أولی بکلِّ مؤمن من نفسه ؟

قالوا : بلی. قال : فإنّ هذا مولی من أنا مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه». فلقیه عمر رضی الله عنه فقال : هنیئاً لک أصبحتَ وأمسیتَ مولی کلّ مؤمن ومؤمنة.

انتهی ما هو الصحیح والحسن ، ولیس فی ذلک من مُخترعات المدّعی ومفتریاته(1) ، وقد استوعب طرق الأحادیث المذکورة وغیرها ابن عقدة فی کتاب

مفرد.

31 - السیّد محمد البرزنجیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (1103).ف)

ص: 560


1- لم یأتِ المدّعی إلّا بشیء ممّا صحّحه هذا الرجل ، ولم یزدْ علیه إلّا بیاناً فی سرد الاحتجاج به ، ولا مناصّ له من ذلک ، فإن کان له نظر فی الحجّة فلماذا لم یُبدِه ؟ وستقف علی لُباب القول فی هذه کلّها إن شاء الله تعالی. (المؤلف)

قال فی تألیفه - النواقض(1) - : إعلم أنَّ الشیعة یدّعون أنَّ هذا الحدیث نصّ جلیّ فی إمامة علیّ رضی الله عنه وهو أقوی شبههم. والقدر الذی ذکرناه وهو : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه» - من دون تلک الزیادة من الحدیث - صحیحٌ ، ورُوی من طرق کثیرة(2).

32 - ضیاء الدین المقبلیّ : المتوفّی (1108).

عدّ حدیث الغدیر فی کتابه - الأبحاث المسدّدة فی الفنون المتعدِّدة - من الأحادیث المتواترة المفیدة للعلم.

وفی تعلیق هدایة العقول إلی غایة السؤول (2 / 30) : نقل العلّامة السیِّد عبدالله ابن علیّ الوزیر فی طبق الحلوی - تاریخه المعروف - عن السیِّد محمد إبراهیم : أنَّ

حدیث «من کنتُ مولاه» له مائة وخمسون طریقاً ، لکن لم یعرف کلّ ذلک من حفّاظ الحدیث إلّا الأفراد.

وقال السیِّد العلّامة محمد بن إسماعیل الأمیر رحمه الله(3) : إنّ له مائة وخمسین طریقاً.

قال العلّامة المقبلی - المترجم (ص 142) - بعد سرده لبعض طرق هذا الحدیث : فإن لم یکن هذا معلوماً فما فی الدین معلومٌ.

وجعل هذا فی الفصول من المتواتر لفظاً ، وکذلک حدیث المنزلة ، وأقرّ الجلال کلام الفصول فی تواتر حدیث الغدیر ، ولم یسلّمه فی حدیث المنزلة ، قال : وإنَّما هو - یعنی حدیث المنزلة - صحیح مشهور ، لا متواتر(4).

وقال السیِّد الأمیر محمد الصنعانی المذکور فی الروضة الندیّة شرح التحفة ف)

ص: 561


1- النواقض للروافض : الورقة 8.
2- مرّ الإیعاز إلی نصّ الحفّاظ علی صحّة صدر الحدیث وذیله ، وأنَّهما قویّا الإسناد ، وسیوافیک القول الفصل فی القرائن المعیّنة من الکتاب إن شاء الله تعالی. (المؤلف)
3- أحد شعراء الغدیر فی القرن الثانی عشر تأتی هناک ترجمته. (المؤلف)
4- خفی علیه تواتر حدیث المنزلة ، وأنَّه من المتّفق علیه. (المؤلف)

العلویّة(1) : وحدیث الغدیر متواتر عند أکثر أئمّة الحدیث. قال الحافظ الذهبیّ فی تذکرة الحفّاظ(2) فی ترجمة الطبری : ألَّف محمد بن جریر فیه کتاباً ، وقال الذهبیّ : وقفت علیه فاندهشت لکثرة طرقه.

وقال الذهبیّ(3) فی ترجمة الحاکم : فله طرق جیدة أفردتها بمصنّف. قلت : عدّه الشیخ المجتهد نزیل حرم الله ضیاء الدین صالح بن مهدی المقبلی فی الأحادیث المتواترة التی جمعها فی أبحاثه ، وهو من أئمّة العلم والتقوی والإنصاف ، ومع إنصاف الأئمّة بتواتره ، فلا یُمَلّ بإیراد طرقه ، بل یُتبرّک ببعض منها.

33 - الشیخ محمد صدر العالَم قال فی معارج العلی فی مناقب المرتضی :

ثمّ اعلم أنَّ حدیث الموالاة متواتر عند السیوطی رحمه الله کما ذکره فی قطف الأزهار(4) ، فأردت أن أسوق طرقه ؛ لیتّضح التواتر ، فأقول : أخرج أحمد والحاکم عن ابن عبّاس ، وابن أبی شیبة وأحمد عنه عن بریدة ، وأحمد وابن ماجة عن البراء ، والطبرانی عن جریر ، وأبو نعیم عن جندع الأنصاری ، وابن قانع عن حُبشی بن جَنادة والترمذی ، وقال : حسنٌ غریبٌ ، والنسائی والطبرانی والضیاء المقدسی عن أبی

الطفیل عن زید بن أرقم أو حذیفة بن أُسید ، وابن أبی شیبة والطبرانی عن أبی أیّوب ، وابن أبی شیبة وابن أبی عاصم والضیاء عن سعد بن أبی وقّاص ، والشیرازیّ فی الألقاب عن عمر ، والطبرانیّ عن مالک بن الحویرث ، وأبو نعیم فی فضائل الصحابة عن یحیی بن جعدة عن زید بن أرقم ، وابن عقدة فی کتاب الموالاة عن حبیب بن بدیل بن ورقاء وقیس بن ثابت وزید بن شراحیل الأنصاری ، وأحمد عن علیّ وثلاثة عشر رجلاً ، وابن أبی شیبة عن جابر ، وأخرج أحمد وابن أبی عاصم فی السنّة عن 2.

ص: 562


1- الروضة الندیة شرح التحفة العلویة : ص 154.
2- تذکرة الحفّاظ : 2 / 713 رقم 728.
3- المصدر السابق : 3 / 1043 رقم 962.
4- قطف الأزهار : ص 277 ح 102.

زاذان بن عمر قال : سمعتُ علیّاً فی الرحبة ... فذکر إلی آخر الحدیث ، ثمّ قال : وأخرج أحمد عن البراء بن عازب وزید بن أرقم ... فذکر لفظهما ثمّ قال :

وأخرج الطبرانی عن ابن عمر ، وابن أبی شیبة عن أبی هریرة واثنی عشر من الصحابة ، وأحمد والطبرانی والضیاء عن أبی أیّوب وجَمْع من الصحابة ، والحاکم عن علیّ وطلحة ، وأحمد والطبرانی والضیاء عن علیّ وزید بن أرقم وثلاثین رجلاً من الصحابة ، وأبو نعیم فی فضائل الصحابة عن سعد ، والخطیب عن أنس ، وأخرج عبدالله بن أحمد وأبو یعلی وابن جریر والخطیب والضیاء عن عبدالرحمن بن أبی لیلی ، قال : شهدت علیّاً فی الرحبة ... فذکر الحدیث بتمامه ، ثمّ قال : وأخرج الطبرانی عن عمرو بن مرّة وزید بن أرقم معاً ، وأخرج الطبرانی والحاکم عن أبی الطفیل عن زید بن

أرقم ... فذکر الحدیث باللفظ الذی أسلفناه ، فقال : وأخرج الطبرانی عن حُبشی بن جنادة ، وأخرج أبو نعیم فی فضائل الصحابة عن زید بن أرقم والبراء بن عازب.

34 - السیّد ابن حمزة الحرّانیّ ، الدمشقیّ ، الحنفیّ : المتوفّی (1120).

روی حدیث الغدیر فی کتاب البیان والتعریف(1) (2 / 136 و 230) من طرق الترمذی والنسائی والطبرانی والحاکم والضیاء المقدسی ، ثمّ قال : قال السیوطی حدیثٌ متواترٌ.

35 - أبو عبدالله الزرقانیّ ، المالکیّ : المتوفّی (1122).

قال فی شرح المواهب (7 / 13) بعد ذکر کلام المصنّف المذکور (ص 300) :

وخصّه لمزید علمه ، ودقائق استنباطه وفهمه ، وحسن سیرته ، وصفاء سریرته ، وکرم شِیَمه ، ورسوخ قدمه ... إلی أن قال :

وللطبرانی وغیره بإسناد صحیح : أنَّه صلی الله علیه وسلم خطب بغدیر خُمّ - وهو موضعٌ 6.

ص: 563


1- البیان والتعریف : 3 / 75 ح 1290 ، ص 233 ح 1576.

بالجحفة - مرجَعه من حجّة الوداع ... فذکر الحدیث ، وفیه : «أیّها الناس إنّ الله مولای وأنا مولی المؤمنین وأنا أولی بهم من أنفسهم ، فمن کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وأحبّ من أحبّه ، وأبغض من أبغضه ، وانصر

من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحقَّ معه حیث دار».

وزعْمُ بعضٍ - أنَّ زیادةَ : «أللّهمّ والِ ...» إلخ موضوعةٌ مردودٌ بأنّ ذلک جاء من طرق صحّح الذهبیّ کثیراً منها ، وروی الدارقطنی عن سعد قال : لمّا سمع أبو بکر وعمر ذلک قالا : أمسیت یا ابن أبی طالب مولی کلِّ مؤمن ومؤمنة.

ثمّ ذکر حدیث نزول آیة (سَأَلَ سَائِلٌ ...) حول القضیّة ، وترجم ابن عقدة وأثنی علیه ، فقال : وهو متواترٌ ، رواه ستّة عشر صحابیّاً(1) ، وفی روایة لأحمد أنَّه سمعه من النبی صلی الله علیه وسلم ثلاثون صحابیاً ، وشهدوا به لعلیٍّ لَمّا نوزع أیّام خلافته ، فلا التفات إلی من قدح فی صحّته ، ولا لمن ردّه بأنّ علیّاً کان بالیمن ؛ لثبوت رجوعه منها وإدراکه الحجّ معه صلی الله علیه وسلم.

36 - شهاب الدین الحفظیّ ، الشافعیّ :

أحد شعراء الغدیر فی القرن الثانی عشر ، قال فی ذخیرة المآل فی شرح عقد جواهر اللآل : هذا حدیث صحیح لا مِرْیة فیه ، أخرجه الترمذی والنسائی وأحمد ، وطرقه کثیرةٌ. قال الإمام أحمد رحمه الله(2) : وشهد به لعلیٍّ ثلاثون صحابیّاً ، لمّا نوزع فی أیّام خلافته.

37 - میرزا محمد البَدَخْشیّ :

قال فی نُزُل الأبرار(3) (ص 21) : هذا حدیث صحیح مشهور ، ولم یتکلّم فی 4.

ص: 564


1- هذا ما وصلت إلیه إحاطته ، وهو یری تواتر الحدیث به ، وقد أسلفنا أنَّ رواته من الصحابة تربو علی المائة. (المؤلف)
2- مسند أحمد : 5 / 498 ح 18815.
3- نُزُل الأبرار : ص 54.

صحّته إلّا متعصِّب جاحد لا اعتبار بقوله ، فإنّ الحدیث کثیر الطرق جدّاً ، وقد استوعبها ابن عقدة فی کتاب مفرد ، وقد نصَّ الذهبیّ علی کثیر من طرقه بالصحّة ، ورواه من الصحابة عدد کثیر.

وقال فی مفتاح النجا فی مناقب آل العبا(1) : أخرج الحکیم فی نوادر الأصول والطبرانی بسند صحیح فی الکبیر عن أبی الطفیل عن حذیفة بن أُسید رضی الله عنه : أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم خطب بغدیر خُمّ تحت شجرة ، فقال : یا أیّها الناس قد نبّأنی اللطیف الخبیر ... - إلی آخر ما مرَّ (ص 27) - فقال : وأخرج أحمد عن البراء بن عازب وزید بن أرقم رضی الله عنهما ... - باللفظ الذی أسلفناه (ص 30) - ثمّ قال : وأخرج أحمد عن علیّ وأبی أیّوب الأنصاری وعمرو بن مرّة ، وأبو یعلی عن أبی هریرة ، وابن أبی شیبة عنه وعن اثنی عشر من الصحابة ، والبزّار عن ابن عبّاس وعمارة وبریدة ، والطبرانی عن ابن عمر ومالک بن الحویرث وأبی أیّوب وجریر وسعد بن أبی وقّاص وأبی سعید الخُدری وأنس ، والحاکم عن علیّ وطلحة ، وأبو نعیم فی فضائل الصحابة عن سعد ، والخطیب عن أنس رضی الله عنهم .... ثمّ ذکر الحدیث فقال :

وفی روایة أخری للطبرانی عن عمرو بن مرّة وزید بن أرقم وحُبشی بن جنادة رضی الله عنهم مرفوعاً بلفظ : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره ، وأعن من أعانه».

وعند ابن مردویه عن ابن عبّاس رضی الله عنهما مرفوعاً : «أللّهمّ من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، واخذُلْ من خذله ، وانصُرْ من نصره ، وأحبَّ من أحبّه ، وأبغض من أبغضه».

وفی أخری لأبی نعیم فی فضائل الصحابة عن زید بن أرقم والبراء بن عازب معاً مرفوعاً : «ألا إنّ الله ولیّی ، وأنا ولیُّ کلِّ مؤمن ، من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه». 4.

ص: 565


1- مفتاح النجا : الورقة 44 ، 45 باب 3 فصل 14.

ولأحمد فی روایة أخری ، ولابن حبّان والحاکم والحافظ أبی بشر إسماعیل بن عبدالله العبدی الأصبهانی المشهور بسمّویه عن ابن عبّاس عن بریدة - وذکر لفظه - وللطبرانی فی روایة أخری عن أبی الطفیل عن زید بن أرقم - وذکر لفظه - وعند الترمذی والحاکم عن زید بن أرقم - وذکر لفظه - ثمّ قال :

أقول : هذا حدیث صحیح مشهور ، نصّ الحافظ أبو عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبی - الترکمانیّ الفارقیّ ثمّ الدمشقیّ - علی کثیر من طرقه بالصحّة ، وهو کثیر الطرق جدّاً ، وقد استوعبها الحافظ أبو العبّاس أحمد بن محمد بن سعید الکوفی المعروف بابن عقدة فی کتاب مُفرد.

وأخرج أحمد عن أبی الطفیل قال : جَمَعَ علیٌّ - کرّم الله وجهه - الناس فی الرحبة .... ثمّ ذکر حدیث الرحبة.

38 - مفتی الشام العمادیّ ، الحنفیّ ، الدمشقیّ : المتوفّی (1171).

عدّه فی الصِّلات الفاخرة (ص 49) من الأحادیث المتواترة ، یرویه - کما قال فی أوّل کتابه - من عشرة مشایخ فأکثر ، نقلاً عن الترمذیّ والبزّار وأحمد والطبری وأبی نعیم وابن عساکر وابن عقدة وأبی یعلی.

39 - أبو العرفان الصبّان ، الشافعیّ : المتوفّی (1206).

قال فی إسعاف الراغبین فی هامش نور الأبصار (ص 153) بعد روایة الحدیث : رواه عن النبیِّ ثلاثون صحابیّاً ، وکثیر من طرقه صحیح أو حسن.

40 - السیّد محمود الآلوسیّ ، البغدادیّ : المتوفّی (1270).

قال فی روح المعانی(1) (2 / 249) : نعم ثبت عندنا أنَّه صلی الله علیه وسلم قال فی حقِّ الأمیر هناک - یعنی غدیر خُمّ - : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه» ، وزاد علی ذلک کما فی بعض 1.

ص: 566


1- روح المعانی : 6 / 61.

الروایات ، لکن لا دلالة(1) فی الجمیع علی ما یدّعونه من الإمامة الکبری والزعامة العظمی.

وقال فی (2 / 350) : قال الذهبیّ : إنَّه صحیحٌ ، ونقل عن الذهبیِّ أیضاً أنَّه قال : إنّ «من کنتُ مولاه» متواتر یُتیقّن أنَّ رسول الله قاله ، وأمّا «أللّهمّ والِ من والاه» فزیادةٌ قویّة الإسناد(2).

41 - الشیخ محمد الحوت ، البیروتیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (1276).

قال فی أسنی المطالب(3) (ص 227) : حدیث «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه» رواه أصحاب السنن غیر أبی داود ، ورواه أحمد ، وصحّحوه. ورُوی بلفظ : «من کنت ولیّه فعلیٌّ ولیّه» ، ورواه أحمد والنسائی والحاکم وصحّحه.

42 - المولوی ولیّ الله اللکهنوی :

قال فی مرآة المؤمنین فی مناقب أهل بیت سیّد المرسلین(4) - بعد ذکر الحدیث بغیر واحد من طرقه - ما تعریبه : ولیعلم أنَّ هذا الحدیث صحیح ، وله طرق عدیدة ، وقد أخطأ من تکلّم فی صحّته ؛ إذ أخرجه جمع من علماء الحدیث ، مثل الترمذی والنسائی ، ورواه جمع من الصحابة ، وشهدوا به لعلیٍّ فی أیّام خلافته ... ثمّ ذکر حدیث المناشدة وإصابة الدعوة.

43 - الحافظ المعاصر شهاب الدین أبو الفیض أحمد بن محمد بن الصدّیق الحضرمیّ(5) :

قال فی کتابه تشنیف الآذان (ص 77) : وأمّا حدیث : «من کنت مولاه فعلیّ ً.

ص: 567


1- ستقف علی دلالته فی بیان مفاد الحدیث ، وإنَّما الغرض من کلامه هو البخوع لصحّة السند. (المؤلف)
2- روح المعانی : 6 / 195.
3- أسنی المطالب : ص 461 ح 1481.
4- مرآة المؤمنین : ص 40.
5- صوابه : الغماری المغربی ، ولم یکن حضرمیّاً.

مولاه» فتواتر عن النبیّ صلی الله علیه وسلم من روایة نحو ستّین شخصاً ، لو أوردنا أسانید الجمیع لطال بنا ذلک جدّاً ، ولکن نشیر إلی مُخرجیها تتمیماً للفائدة ، ومن أراد الوقوف علی طرقها وأسانیدها فلیرجع إلی کتابنا فی المتواتر ، فنقول :

رواه أحمد فی مسنده(1) ، وابن أبی عاصم فی السنّة(2) عن علیّ وثلاثةَ عشرَ رجلاً من الصحابة ، ورواه النسائی فی الخصائص(3) عن علیّ وبضعةَ عشرَ رجلاً.

ورواه عنه وعن جماعة معه - أیضاً - الطحاویّ فی مشکل الآثار(4) والبزّار فی المسند(5) وابن عساکر وآخرون.

ورواه ابن راهویه فی المسند ، وابن جریر فی تهذیب الآثار ، وابن أبی عاصم فی السنّة ، والطحاوی فی مشکل الآثار ، والمحاملی فی الأمالی(6) ، وابن عقدة ، والخطیب(7) من حدیث ابن عبّاس.

ورواه(8) أحمد ، والنسائی فی الکبری والخصائص ، وابن ماجة ، والحسن بن سفیان ، والدولابی فی الکنی ، وابن عساکر فی التاریخ ، من حدیث البراء بن عازب.

ورواه(9) أحمد والترمذی ، والنسائی فی الکبری ، وابن حبّان فی الصحیح ، 45

ص: 568


1- مسند أحمد : 1 / 135 ح 642.
2- کتاب السنّة : ص 590 - 593 ح 1354 - 1376 باب 202.
3- خصائص أمیر المؤمنین : ص 100 ح 85 ، وفی السنن الکبری : 5 / 131 ح 8470.
4- مشکل الآثار : 2 / 307 - 308.
5- مسند البزّار (البحر الزخّار) : 2 / 133 ، 235 ح 492 ، 632 و 3 / 34ح 786.
6- الأمالی : ص 85 ح 35.
7- تاریخ بغداد : 12 / 344 رقم 6785.
8- مسند أحمد : 5 / 355 ح 18011 ، خصائص أمیر المؤمنین : ص 102 ح 88 ، وفی السنن الکبری : 5 / 132 ح 8473 ، سنن ابن ماجة : 1 / 43 ح 116 ، الکنی والأسماء : 2 / 61 ، تاریخ مدینة دمشق : 12 / 227.
9- مسند أحمد : 5 / 501 ح 18838 ، سنن الترمذی : 5 / 591 ح 3713 ، السنن الکبری : 5 / 45

والبزّار ، والدولابی فی الکنی ، والطبرانی ، والحاکم ، وآخرون عن زید بن أرقم.

ورواه(1) أحمد والنسائی فی الکبری والخصائص ، وسمَّویه فی فوائده ، وعثمان بن أبی شیبة ، وابن جریر فی التهذیب ، وابن حبّان ، والحاکم ، والطبرانی فی الصغیر ، وأبو

نعیم فی الحلیة وتاریخ أصبهان والفضائل ، وابن عقدة وابن عساکر(2) من طرق تبلغ حدّ التواتر عن بریدة.

ورواه أحمد(3) ، والنسائی فی الکبری ، والطبرانی(4) ، من حدیث أبی أیّوب.

ورواه الترمذی(5) ، وابن عقدة ، والطبرانی(6) ، والدارقطنی ، ومن طریقه ابن

عساکر(7) من حدیث حذیفة بن أُسید ، إلّا أنَّه عند الترمذی علی الشکّ.

ورواه النسائی(8) ، وابن ماجة(9) ، وسعید بن منصور ، وابن جریر فی التهذیب ، والبزّار ، وابن عقدة ، وابن عساکر(10) ، من حدیث سعد بن أبی وقّاص. 1.

ص: 569


1- مسند أحمد : 6 / 476 ح 22436 ، السنن الکبری : 5 / 45 ح 8145 کتاب المناقب ، وفی خصائص أمیر المؤمنین : ص 99 ح 82 ، مصنّف ابن أبی شیبة : 12 / 83 ح 12181 ، الإحسان فی تقریب صحیح ابن حبّان : 15 / 375 ح 6930 ، المستدرک علی الصحیحین : 3 / 119 ح 4578 ، المعجم الصغیر : 1 / 71 ، حلیة الأولیاء : 4 / 23 رقم 255.
2- تاریخ مدینة دمشق : 12 / 209.
3- مسند أحمد : 6 / 583 ح 23051.
4- المعجم الکبیر : 4 / 173 ح 4052.
5- سنن الترمذی : 5 / 591 ح 3713.
6- المعجم الکبیر : 3 / 180 ح 3052.
7- تاریخ مدینة دمشق : 12 / 226.
8- خصائص أمیر المؤمنین : ص 99 ح 83 ، وفی السنن الکبری : 5 / 131 ح 8468.
9- سنن ابن ماجة : 1 / 45 ح 121.
10- تاریخ مدینة دمشق : 12 / 228 و 6 / 251.

ورواه ابن أبی شیبة(1) والبزّار فی مسندیهما ، وأبو یعلی والطبرانی فی الأوسط(2) وابن عقدة.

ورواه الطبرانی فی الصغیر(3) وابن عقدة وأبو نعیم فی الحلیة والتاریخ ، والخطیب(4) وابن عساکر(5) من حدیث أنس بن مالک.

ورواه الحاکم والطبرانی فی الأوسط ، وأبو نعیم فی التاریخ ، وابن عساکر(6) من حدیث أبی سعید.

ورواه عثمان بن أبی شیبة(7) والنسائی فی سننهما ، وابن عقدة ، وأبو یعلی ، والطبرانی ، والبانیاسی فی جزئه ، وأبو نعیم فی تاریخ أصبهان(8) ، وابن عساکر(9) فی تاریخ دمشق من حدیث جابر بن عبدالله.

ورواه الطبرانی(10) من حدیث عمرو بن ذی مرّ.

ورواه عثمان بن أبی شیبة فی سننه ، وابن عقدة ، والطبرانی ، وابن عدیّ(11) ومن طریقه ابن عساکر(12) من حدیث ابن عمر. 6.

ص: 570


1- مصنّف ابن أبی شیبة : 12 / 61 ح 12127.
2- المعجم الأوسط : 3 / 133 - 134 ح 2275.
3- المعجم الصغیر : 1 / 64.
4- تاریخ بغداد : 7 / 377 رقم 3905.
5- تاریخ مدینة دمشق : 12 / 236.
6- المصدر السابق : 12 / 232.
7- مصنّف ابن أبی شیبة : 12 / 59 ح 12121.
8- ذکر أخبار أصبهان : 2 / 358.
9- تاریخ مدینة دمشق : 12 / 231.
10- المعجم الکبیر : 5 / 192 ح 5059.
11- الکامل فی ضعفاء الرجال : 5 / 33 رقم 1204.
12- تاریخ مدینة دمشق : 12 / 236.

ورواه ابن عقدة والطبرانی(1) وابن عساکر من حدیث مالک بن الحویرث.

ورواه أبو نعیم فی الحلیة ، والطبرانی(2) ، وأبو طاهر المخلّص ، وابن قانع ، وابن عساکر(3) عن حُبشی بن جنادة.

ورواه الطبرانی(4) ، وابن عقدة من حدیث جریر بن عبدالله البجلی.

ورواه البزّار من حدیث عمارة ، والطبرانی وابن عقدة وابن عساکر(5) من حدیث عمّار بن یاسر ، وابن عساکر(6) من حدیث رباح بن الحارث ، ومن حدیث عمر بن الخطّاب ، ومن حدیث نُبیط بن شُریط.

ورواه ابن عقدة وابن عساکر(7) من حدیث سمرةَ بن جُندب ، ورواه الطوسی فی أمالیه(8) من حدیث أبی لیلی ، ورواه أبو نعیم فی الصحابة من حدیث جُندب الأنصاری.

ورواه ابن عقدة فی کتاب الموالاة من حدیث جماعة بأسانید متعدِّدة منهم : حبیب بن بدیل ، وقیس بن ثابت ، وزید بن شرحبیل ، والعبّاس بن عبدالمطّلب ، والحسن بن علیّ ، وأخوه ، وعبدالله بن جعفر ، وسلمة بن الأکوع ، وزید بن أبی ثابت ، وأبو ذر ، وسلمان الفارسیّ ، ویعلی بن مُرّة ، وخُزیمة بن ثابت ، وسهل بن حنیف ، وأبو

رافع ، وزید بن حارثة ، وجابر بن سمرة ، وضمرة الأسلمی ، وعبدالله بن أبی أوفی ، 3.

ص: 571


1- المعجم الکبیر : 19 / 291 ح 646.
2- المصدر السابق : 4 / 17 ح 3514.
3- تاریخ مدینة دمشق : 12 / 233.
4- المعجم الکبیر : 2 / 357 ح 2505.
5- تاریخ مدینة دمشق : 12 / 238.
6- المصدر السابق : 12 / 224.
7- المصدر السابق : 12 / 233.
8- الأمالی : ص 247 ح 433.

وعبدالله بن بُسْر المازنی ، وعبدالرحمن بن یَعْمُر الدیلی ، وأبو الطفیل ، وسعد بن جنادة ، وعامر بن عمیرة ، وحبّة بن جوین ، وأبو أمامة ، وعامر بن لیلی ، ووحشی بن

حرب ، وعائشة ، وأُمّ سلمة ، ورواه الحاکم من حدیث طلحة بن عبیدالله ...

(وَتَمَّتْ کَلِمَتُ رَبِّکَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَّا مُبَدِّلَ لِکَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ * وَإِن تُطِعْ أَکْثَرَ مَن فِی الْأَرْضِ یُضِلُّوکَ عَن سَبِیلِ اللَّ-هِ إِن یَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا یَخْرُصُونَ)(1) 6.

ص: 572


1- الأنعام : 115 ، 116.

محاکمة حول سند الحدیث

(وَأَنِ احْکُم بَیْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّ-هُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ)(1)

لقد أوقفک البحث والتنقیب البالغان علی زُرافات من علماء الأمّة وحفّاظ الحدیث ورؤساء المذهب - السنّة والجماعة - رووا حدیث الغدیر ، وأخبتوا وسکنوا إلیه ، وعلی آخرین زووا عنه کلّ ریبة وشکّ ، وحکموا بصحّة أسانید جمّة من طرقه ، وحسن طرق أخری ، وقوّة طائفة منها ، وهناک أُمّة من فطاحل العلماء حکموا بتواتر الحدیث ، وشنّعوا علی من أنکر ذلک ، ولقد علمت أنَّ من رواه من الصحابة فی ما وقفنا علی روایته مائة وعشرة صحابی ، ومرَّ (ص 155) أَنَّ الحافظ السجستانی رواه عن مائة وعشرین صحابیاً ، وأَسلَفْنا (ص 158) عن الحافظ أبی العلاء الهمدانی : أنَّه

رواه بمائتین وخمسین طریقاً ، وعلیه فقس روایة التابعین ومن بعدهم فی الأجیال المتأخّرة ، فلن تجد فیما یُؤثر عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم حدیثاً یبلغ هذا المبلغ من الثبوت والیقین والتواتر.

وقد أفرد شمس الدین الجزری المترجم (ص 129) رسالة فی إثبات تواتره ، ونسب منکره إلی الجهل ، فهو کما مرّ (ص 307) عن الفقیه ضیاء الدین المقبلی : إن لم

یکن معلوماً فما فی الدین معلومٌ. و (ص 295) عن العاصمی : حدیثٌ تلقّته الأمّة 9.

ص: 573


1- المائدة : 49.

بالقبول ، وهو موافقٌ بالأصول. و (ص 296) عن الغزالی : أنَّه أجمع الجمهور علی متنه. و (ص 295) : اتّفق علیه جمهور أهل السنّة. و (ص 309) عن البدخشی : حدیث صحیح مشهور ، ولم یتکلّم فی صحّته إلّا متعصِّبٌ جاحد لا اعتبار بقوله. و (ص 297) : أنَّه حدیث متّفق علی صحّته ، وأنَّ صدره متواتر یُتیقّن أنَّ رسول الله قاله ، وذیله زیادة قویّة الإسناد. و (ص 311) : أنَّه حدیث صحیح قد أخطأ من تکلّم فی صحّته ، و (ص 310) : أنَّه حدیث مشهور کثیر الطرق جدّاً ، و (ص 310) من قول الآلوسی : نعم ثبت عندنا أنَّه صلی الله علیه وسلم قاله فی حقّ علیّ ، و (ص 302) : حدیث صحیح لا مِرْیة فیه ، و (ص 299 ، 301) : أنَّه متواترٌ عن النبیّ صلی الله علیه وسلم ومتواترٌ عن أمیر المؤمنین أیضاً ، رواه الجمّ الغفیر ، ولا عبرة بمن حاول تضعیفه ممّن لا اطِّلاع له فی هذا العلم ؛ یعنی علم الحدیث ، و (ص 304) : أنَّه حدیث صحیح لا مِرْیة فیه ولا شکّ ینافیه ، ولا

یُلتفت إلی قول من تکلّم فی صحّته ، ولا إلی قول من نفی الزیادة ، و (ص 299) : أنَّه

متواترٌ لا یُلتفت إلی من قدح فی صحّته ، وصحّ عن جماعة ممّن یحصل القطع بخبرهم ،

و (ص 295) عن الأصبهانی : حدیثٌ صحیح ثابت ، لا أعرف له علّةً ، قد رواه نحو مائة نفس منهم العشرة المبشَّرة ... إلی کلمات أخری ذُکرت مفصّلة.

لکن بین ثنایا العصبیّة ومن وراء ربوات الأحقاد حُثالة حدا بهم الانحیاز عن مولانا أمیر المؤمنین - صلوات الله علیه - إلی تعکیر هذا الصفو وإقلاق تلک الطمأنینة بکلّ جَلَبة ولَغَط ، فمن منکر صحّة صدور الحدیث(1) ؛ معلّلاً بأنّ علیّاً کان بالیمن ، وما کان مع رسول الله فی حجّته تلک ... إلی آخر ینکر صحّة صدر الحدیث(2) ویقول : لم یروه أکثر من رواه ، إلی ثالث یضعّف ذیله(3) ویقول : لا ریب أنَّه کذبٌ ، ورابع یطعن ف)

ص: 574


1- حکاه الطحاوی [مشکل الآثار : 2 / 308] وغیره عن بعض وأجابوا عنه کما سبق (ص 294 و 300). (المؤلف)
2- التفتازانی فی المقاصد : ص 290 [5 / 274] وقلّده بعض من تأخّر عنه. (المؤلف)
3- ابن تیمیة فی منهاج السنّة : 4 / 85. (المؤلف)

فی أصله ، ویعتبر الدعاء الملحق به(1) ، ویقول : لم یخرِّج غیر أحمد إلّا الجزء الأخیر من قوله صلی الله علیه وسلم - : «أللّهمّ والِ من والاه ...» إلخ.

وقد عرفت تواتر الجمیع والاتّفاق علی صحّته ونصوص العلماء علی اعتبار هذه کلّها ، غیر آبهین بکلِّ ما هناک من الصخب واللَغَب ، فالإجماع قد سبق المهملجین ولحقهم ، حتی لم یُبقِ لهم فی مستوی الاعتبار مقیلاً.

وهناک من یقول تارةً : إنَّه لم یروه علماؤنا(2) ، وأخری : إنَّه لا یصحُّ من طریق الثقات(3) ، وقلّده بعض مقلّدی المتأخِّرین ، وقال : لم یذکره الثقات من المحدِّثین(4) ، وهو بنفسه یقول بتواتره فی موضع آخر من کتابه. ونحنُ لا نقابل البادی والتابع إلّا

بالسلام ، کما أمرنا الله سبحانه بذلک(5).

وأنا لا أدری أنَّ قِصر الباع لم یدع البادی یعرف علماء أصحابه ، أو أن یقف علی الصحاح والمسانید ، أو أنَّه لا یقول بثقة کلِّ أولئک الأعلام !

فإن کان لا یدری فتلک مصیبةٌ

وإن کان یدری فالمصیبةُ أعظمُ

وفی القوم من یلوک بین أشداقه أنَّه ما أخرجه إلّا أحمد فی مسنده(6) ، وهو مشتملٌ علی الصحیح والضعیف. فکأنّه لم یقف علی تألیف غیر مسند أحمد ، أو أنَّه لم

یوقفه السیر علی الأسانید الجمّة الصحیحة والقویّة فی الصحاح والمسانید والسنن وغیرها ، وکأنّه لم یطّلع علی ما أفرده الأعلام بالتألیف حول أحمد ومسنده ، أو لم ف)

ص: 575


1- محمد محسن الکشمیری فی نجاة المؤمنین. (المؤلف)
2- قاله ابن حزم فی المفاضلة بین الصحابة. (المؤلف)
3- حکاه عن ابن حزم [الفصل : 4 / 148] ابن تیمیّة فی منهاج السنّة : 4 / 86. (المؤلف)
4- الهروی سبط میرزا مخدوم بن عبدالباقی فی السهام الثاقبة. (المؤلف)
5- فی محکم کتابه بقوله : (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا). (المؤلف)
6- قاله محمد محسن الکشمیری فی نجاة المؤمنین. (المؤلف)

یطرق سمعه ما یقوله السبکی فی طبقاته(1) (1 / 201) من أنَّه ألَّف - أحمد - مسنده ، وهو أصلٌ من أصول هذه الأمّة.

قال الإمام الحافظ أبو موسی المدینی المترجم (ص 116) : مسند الإمام أحمد أصل کبیر ومرجع وثیق لأصحاب الحدیث ، انتُقی من أحادیث کثیرة ومسموعات وافرة ، فجُعل إماماً ومعتمداً ، وعند التنازع ملجأً ومستنداً ، علی ما أخبرنا والدی وغیره بأنّ المبارک بن عبدالجبّار کتب إلیهما من بغداد قال : أخبرنا ... ، ثمّ ذکر السند من طریق الحافظ ابن بطّة إلی أحمد أنَّه قال : إنّ هذا الکتاب قد جمعته وانتقیته من أکثر من سبعمائة وخمسین ألفاً ، فما اختلف فیه المسلمون من حدیث رسول الله فارجعوا إلیه ، فإن کان فیه ، وإلّا لیس بحجّة.

وقال عبدالله : قلت لأبی : لِمَ کرهتَ وضع الکتب وقد عملت المسند ، فقال : عملت هذا الکتاب إماماً ، إذا اختلف الناس فی سنّةٍ عن رسول الله رُجِع إلیه.

وقال : قال أبو موسی المدینی : ولم یُخرج إلّا عمّن ثبت عنده صدقه ودیانته ، دون من طعن فی أمانته.

وقال أبو موسی : ومن الدلیل علی أنَّ ما أودعه الإمام أحمد قد احتاط فیه إسناداً ومتناً لم یورد فیه إلّا ما صحّ سنده ... ثمّ ذکر دلیل مدّعاه. انتهی ملخّصاً.

وکأنّه لم یقف علی ما یقول الحافظ الجزری المترجم (ص 129) من قصیدة له یمدح بها الإمام أحمد ومسنده ، وذکرها فی المصعد الأحمد فی ختم مسند أحمد (ص 45) :

وإنّ کتابَ المُسْندِ البحرِ للرضا

فتی حنبلٍ للدین أیّةُ مُسندِ

حوی من حدیث المصطفی کلَّ جوهرٍ

وجمّعَ فیه کلَّ دُرٍّ مُنضَّدِ7.

ص: 576


1- طبقات الشافعیة : 2 / 27 رقم 7.

فما من صحیحٍ کالبخاریِّ جامعاً

ولا مسندٍ یُلفی کمُسندِ أحمدِ

وهذا الحافظ السیوطی یقول فی دیباجة جمع الجوامع کما فی کنز العمّال(1) (1 / 3) : وکلُّ ما فی مسند أحمد فهو مقبولٌ ، فإنّ الضعیف الذی فیه یقرب من الحسن.

فهب أنَّا سالمنا الرجل علی ما یقول ، ولکن ما ذنب أحمد ؟ وما التبعة علی المسند إن کان هذا الحدیث من قسم الصحاح من روایاته ؟ علی أنَّه لیس من الممکن مسالمته علی تخصیص الروایة بأحمد ، وأولئک رواته أُمم من الأئمّة أدرجوه فی الصحاح والمسانید ، وأخرجوه ثقة عن ثقة ، ورجال کثیر من أسانیده رجال الصحیحین.

وجاء آخر یقول(2) : نقل - حدیث الغدیر - فی غیر الکتب الصحاح. ذاهلاً عن أنَّ الحدیث أخرجه الترمذی فی صحیحه ، وابن ماجة فی سننه ، والدارقطنی بعدّة طرق ، وضیاء الدین المقدسی فی المختارة ووو ...

وسمعت فی (ص 311) قول الشیخ محمد الحوت : رواه أصحاب السنن غیر أبی داود ، ورواه أحمد وصحّحوه ، وأصحابه یقولون : إنَّها کتبٌ صحاحٌ ، فالعزو إلیها مُعلِمٌ بالصحّة.

وبهذا تعرف قیمة قول من قدح فی صحّته(3) بعدم روایة الشیخین فی صحیحیهما. وجاء آخر یصحِّحه ویُثبت حسنه وینقل اتّفاق جمهور أهل السنّة علیه ، ویقول : وکم حدیث صحیح ما أخرجه الشیخان ، کما مرّ (ص 304).

ونحن نقول : حتی إنّ الحاکم النیسابوری استدرک علیهما کتاباً ضخماً لا یقلُّ عن الصحیحین فی الحجم ، وصافقه علی کثیر ممّا أخرجه الذهبیّ فی الملخّص ، وتجد فی

تراجم العلماء مستدرکات أخری علی الصحیحین. ف)

ص: 577


1- کنز العمّال : 1 / 10.
2- حسام الدین السهارنپوری فی مرافض الروافض. (المؤلف)
3- القاضی عضد الإیجی فی المواقف [ص 405] ، والتفتازانی فی شرح المقاصد [5 / 274]. (المؤلف)

وهذا الحاکم النیسابوری یقول فی المستدرک(1) (1 / 2) : لم یحکما - یعنی البخاری ومسلم - ولا واحدٌ منهما بأنّه لم یصحّ من الحدیث غیر ما أخرجاه ، وقد نبغ

فی عصرنا هذا جماعةٌ من المبتدعة یشمتون برواة الآثار بأنّ جمیع ما یصحّ عندکم من الحدیث لا یبلغ عشرة آلاف حدیث ، وهذه الأسانید المجموعة المشتملة علی ألف جزء أو أقلّ أو أکثر منه کلّها سقیمة غیر صحیحة.

وقد سألنی جماعةٌ من أعیان أهل العلم بهذه المدینة وغیرها أن أجمع کتاباً یشتمل علی الأحادیث المرویّة بأسانید یحتجُّ محمد بن إسماعیل - البخاری - ومسلم ابن الحجّاج بمثلها ؛ إذ لا سبیل إلی إخراج ما لا علّة له ، فإنّهما - رحمهما الله - لم یدّعیا ذلک لأنفسهما.

وقد خرّج جماعة من علماء عصرهما ومن بعدهما علیهما أحادیث قد أخرجاها وهی معلولة ، وقد جهدتُ فی الذبِّ عنها فی المدخل إلی الصحیح بما رضیه أهل الصنعة ، وأنا أستعین الله علی إخراج أحادیث رُواتها ثقاتٌ قد احتجّ بمثلها الشیخان رضی الله عنهما أو أحدهما ، وهذا شرط الصحیح عند کافّة فقهاء أهل الإسلام ، أنَّ الزیادة فی الأسانید والمتون من الثقات مقبولةٌ. انتهی.

وقال الحافظ الکبیر العراقی فی فتح المغیث(2) (ص 17) فی شرح قوله فی ألفیّة الحدیث :

ولم یَعُمّاه ولکنْ قلَّ ما

عند ابن الاخرم منه قد فاتهما

أی لم یعمَّ البخاری ومسلم کلّ الصحیح ؛ یرید لم یستوعباه فی کتابیهما ، ولم یلتزما ذلک ، وإلزام الدارقطنی وغیره إیّاهما بأحادیث لیس بلازم ، قال الحاکم فی خطبة المستدرک : ولم یحکما ولا واحد منهما أنه لم یصحّ من الحدیث غیر ما أخرجاه. انتهی. قال البخاری : 0.

ص: 578


1- المستدرک علی الصحیحین : 1 / 41.
2- فتح المغیث : ص 14 رقم البیت 24 ، ص 16 رقم 29 و 30.

ما أدخلت فی کتاب الجامع إلّا ما صحّ ، وترکت من الصحاح لحال الطول. وقال مسلم :

لیس کلّ صحیح وضعته هنا ، إنَّما وضعت هنا ما أجمعوا علیه ؛ یرید ما وجد عنده فیها شرائط المجمع علیه ، وإن لم یظهر اجتماعها فی بعضها عند بعضهم.

وقال العراقیّ أیضاً (ص 19) فی شرح قوله :

وخذ زیادة الصحیح إذ تُنصّ

صحّتُهُ أو من مصنِّف ینصّ(1)

یجمعه نحو ابن حبّان الزکی

وابنِ خُزیمةٍ وکالمستدرک

لمّا تقدّم أنَّ البخاری ومسلماً لم یستوعبا إخراج الصحیح ، فکأنّه قیل : فمن أین یعرف الصحیح الزائد علی ما فیهما ؟ فقال : خذه إذ تُنصّ صحّته ؛ أی حیث ینصّ علی

صحّته إمام معتمد ، کأبی داود ، والترمذی ، والنسائی ، والدارقطنی ، والخطابی ، والبیهقی ، فی مصنّفاتهم المعتمدة ، کذا قیّده ابن الصلاح بمصنّفاتهم ، ولم أقیِّده بها ، بل إذا صحّ الطریق إلیهم أنَّهم صحّحوه ولو فی غیر مصنّفاتهم ، أو صحّحه من لم یشتهر له تصنیف من الأئمّة ، کیحیی بن سعید القطّان ، وابن معین ، ونحوهما ، فالحکم کذلک علی الصواب ، وإنَّما قیّده ابن الصلاح بالمصنّفات ؛ لأنّه ذهب إلی أنَّه لیس لأحد فی هذه الأعصار أن یصحِّح الأحادیث ، فلهذا لم یعتمد علی صحّة السند إلی من صحّحه فی غیر تصنیف مشهور. ویُؤخذ الصحیح - أیضاً - من المصنّفات المختصّة بجمع الصحیح فقط ، کصحیح أبی بکر محمد بن إسحاق بن خزیمة ، وصحیح أبی حاتم محمد بن حبّان ، وکتاب المستدرک علی الصحیحین لأبی عبدالله الحاکم ، وکذلک ما یوجد فی المستخرجات علی الصحیحین من زیادة أو تتمّة لمحذوف فهو محکومٌ بصحّته. انتهی.

ولا یخفی علی الباحث أنَّ القرون الأولی لم یکن یوجد فیها شیء من کلِّ هذا اللغط أمام ما أصحر به نبیُّ الإسلام یوم الغدیر. نعم ، کان هناک شِرذمةٌ من أهل ّ.

ص: 579


1- فی المصدر : یخصّ.

الحَنَق والأحقاد علی آل الله ، وکانوا ینحتون له قضیّة شخصیّة واقعة بین أمیر المؤمنین وزید بن حارثة ، کلّ ذلک تصغیراً لموقعه العظیم فی النفوس ، إلی أن جاء المأمون الخلیفة العبّاسی ، وأحضر أربعین من فقهاء عصره ، وناظرهم فی ذلک ، وأثبت علیهم حقّ القول فی الحدیث ، کما مرّ (ص 210) ، ثمّ فی القرن الرابع تلقّته الأمّة بالقبول ، وأخبت له الحُفّاظ الأثبات من دون غمز فیه رادّین عنه قول من یقدح فیه ممّن لا یُعرف باسمه ورسمه : بأنّ علیّاً ما کان مع رسول الله فی حجّته تلک ، کما مرّ (ص 295).

وقد أسلفنا لک صریح کلمات الأعلام باتّفاق جمهور أهل السنّة علی صحّة الحدیث وأقوالهم فی تواتره ، وهناک أعاظم مشایخ الشیخین - البخاری ومسلم - قد رووه بأسانید صحاح وحسان مخبتین إلیه ، وفیهم جمع من الذین یروی عنهم الشیخان بأسانیدهم فی الصحیحین من مشیخة القرن الثالث ، ألا وهم :

یحیی بن آدم : المتوفّی (203)

عبدالله بن أبی شیبة : المتوفّی (235)

شبابة بن سوار : المتوفّی (206)

عبیدالله بن عمر : المتوفّی (235)

أسود بن عامر : المتوفّی (208)

إبراهیم بن المنذر : المتوفّی (236)

عبدالرزّاق بن همام : المتوفّی (211)

ابن راهویه إسحاق : المتوفّی (237)

عبدالله بن یزید : المتوفّی (212)

عثمان بن أبی شیبة : المتوفّی (239)

عبیدالله بن موسی : المتوفّی (213)

قتیبة بن سعید : المتوفّی (240)

حجّاج بن منهال : المتوفّی (217)

حسین بن حریث : المتوفّی (244)

فضل بن دکین : المتوفّی (218)

أبو الجوزاء أحمد : المتوفّی (246)

عفّان بن مسلم : المتوفّی (219)

أبو کریب محمد : المتوفّی (248)

علیّ بن عیّاش : المتوفّی (219)

یوسف بن عیسی : المتوفّی (249)

محمد بن کثیر : المتوفّی (223)

نصر بن علیّ : المتوفّی (251)

موسی بن إسماعیل : المتوفّی (223)

محمد بن بشّار : المتوفّی (252)

قیس بن حفص : المتوفّی (227)

محمد بن المثنّی : المتوفّی (252)

هدبة بن خالد : المتوفّی (235)

یوسف بن موسی : المتوفّی (253)

ص: 580

محمد صاعقة : المتوفّی (255). وغیرهم(1).

فعدم إخراج البخاری ومسلم هذا الحدیث المتّفق علی صحّته وتواتره والحال هذه لا یکون قدحاً فی الحدیث إن لم یکن نقصاً فی الکتابین ومؤلِّفیهما ، وکأنّ الشیخ محمود القادری فطن لهذا وحاول بقوله المذکور (ص 304) - : وکم حدیث صحیح ما أخرجه الشیخان - تقدیس ساحة الکتابین ومؤلِّفیهما عن هذا النقص. لا أنَّه أراد إثبات صحّة الحدیث بذلک ، کیف ؟ وهو یقول : اتّفق علی ما ذکرنا جمهور أهل السنّة.

وغیر خافٍ علی النابه البصیر أنَّ البادی بخلاف الإجماع فی ردِّ الحدیث هو ابن حزم الأندلسی(2) ، وهو یقول : إنّ الأمّة لا تجتمع علی خطأ. ثمّ تبعه فی ذلک ابن تیمیّة ، وجعل قوله مدرک قدحه فی الحدیث ، ولم یجد غمیزة فیه غیره بیدَ أنَّه زاد علیه قوله : نقل عن البخاری وإبراهیم الحرّانی وطائفة من أهل العلم بالحدیث أنَّهم طعنوا فیه وضعّفوه ، ذاهلاً عن قوله فی منهاج السنّة (4 / 13) : إنّ قصّة الغدیر کانت فی

مرتجع رسول الله صلی الله علیه وسلم من حجّة الوداع ، وقد أجمع الناس علی هذا.

ثمّ قلّدهما من راقه الانحیاز عن الحقّ الثابت من نظراء التفتازانی والقاضی الإیجی والقوشجی والسیِّد الجرجانی ، وزادوا ضغثاً علی إبّالة ، فلم یکتفوا فی ردِّ الحدیث بعدم إخراج الصحیحین ، ولم یقفوا علی فِریة ابن تیمیّة فی عزوه الطعن إلی البخاری والحرّانی ، أو ما راقتهم النسبة إلی البخاری والحرّانی لمکان ضعف الناقل - ابن تیمیّة - عندهم ، فقالوا بإرسال المسلّم : قد طعن فیه ابن أبی داود وأبو حاتم السجستانی. ثمّ جاء ابن حجر فزاد علی أبی داود والسجستانی قوله : وغیرهم ... إلی

أن جاد الدهرُ بالهروی ، فزحزح السجستانی ، ووضع فی محله الواقدی وابن خزیمة ، فقال فی السهام الثاقبة : قدح فی صحّة الحدیث کثیر من أئمّة الحدیث ، کأبی داود ، ف)

ص: 581


1- سبقت تراجم هؤلاء جمیعاً من (ص 82 - 93). (المؤلف)
2- ستقف علی الرأی العام فیه بعد تمام المحاکمة. (المؤلف)

والواقدی ، وابن خزیمة ، وغیرهم من الثقات.

لا أدری ما أجرأهم علی الرحمن (وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَی)(1) ، وما عسانی أن أقول فی بحّاثة یذکر هذه النِّسب المفتعلة علی أئمّة الحدیث وحفّاظ السنّة فی کتابه ؟ ألا مسائل هؤلاء عن مصدر هذه النقول والإضافات ؟ أفی مؤلَّف وجدوها ؟ فما هو ؟ وأین هو ؟ ولِمَ لم یسمّوه ؟ أم عن المشایخ رووها ؟ فلِمَ لم یسندوها ؟ ألا مسائل هؤلاء کیف خفی طعن مثل البخاری وقرنائه فی الحدیث علی ذلک الجمّ الغفیر من الحفّاظ والأعلام ومَهَرة الفنّ فی القرون الأولی إلی القرن السابع والثامن قرن ابن تیمیّة ومقلِّدیه ، فلم یَفُهْ به أحد ، ولا یوجد منه أثر فی أیّ تألیف ومسند ، أو أنَّهم أوقفهم السیر علیه ، ولکنّهم لم یروا فی سوق الحقّ له قیمة ، فضربوا عنه صفحاً ؟

وبعد هذا کلّه فأین تجد مقیل القول بإنکار تواتره من مستوی الحقیقة ؟ والقول بأنّ الشیعة اتّفقوا علی اعتبار التواتر فیما یُستدَلُّ به علی الإمامة ، فکیف یسوغ لهم الاحتجاج بحدیث الغدیر وهو من الآحاد ؟(2) یقول الرجل ذلک وهو یری الحدیث متواتراً لروایة ثمانیة صحابة(3) ، وأنَّ فی القوم من یری الحدیث متواتراً لروایة أربعة من الصحابة له ، ویقول : لا تحلّ مخالفته(4) ، ویجزم بتواتر حدیث «الأئمّة من قریش»(5) ، ویقول : رواه أنس بن مالک ، وعبدالله بن عمر ، ومعاویة ، وروی معناه جابر بن عبدالله ، وجابر بن سمرة ، وعبادة بن الصامت.

وآخر یقول ذلک فی حدیث آخر رواه علیّ عن النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم ویرویه عن علیّ اثنا ف)

ص: 582


1- طه : 61.
2- التفتازانی فی المقاصد : ص 290 [5 / 272] ، وابن حجر فی الصواعق : ص 25 [ص 42] ، ومقلّدیهما. (المؤلف)
3- راجع الصواعق : ص 13 [ص 23]. (المؤلف)
4- قال ابن حزم فی المحلّی [9 / 6 مسألة 1511] فی مسألة عدم جواز بیع الماء : فهؤلاء أربعة من الصحابة رضی الله عنهم ، فهو نقل تواتر لا تحلّ مخالفته. (المؤلف)
5- راجع الفِصَل : 4 / 89. (المؤلف)

عشر رجلاً فیقول(1) : هذه اثنتا عشرة طریقاً إلیه ، ومثل هذا یبلغ حدّ التواتر.

وآخر یری حدیث : «تقتلک الفئة الباغیة» متواتراً ، ویقول(2) : تواترت الروایات به ، روی ذلک عن عمّار وعثمان وابن مسعود وحذیفة وابن عبّاس فی آخرین ، وجوّد السیوطی قول من حدّد التواتر بعشرة ، وقال فی ألفیّته(3) (ص 16) :

وما رواه عددٌ جمٌّ یجبْ

إحالة اجتماعهم علی الکذبْ

فمتواترٌ وقومٌ حدّدوا

بعشرةٍ وهو لدیَّ أجودُ

هذه نظریّتهم المشهورة فی تحدید التواتر ، لکنّهم إذا وقفوا علی حدیث الغدیر اتّخذوا له حدّاً أعلی لم تبلغه روایة مائةٍ وعشرة صحابی أو أکثر بالغاً ما بلغ.

ومن غرائب الیوم ما جاء به أحمد أمین فی کتابه ظهر الإسلام تعلیق (ص 194) : من أنَّه یرویه الشیعة عن البراء بن عازب.

وأنت تعلم أنَّ نصیب روایة البراء - من إخراج علماء أهل السنّة - أوفر من کثیر من روایات الصحابة ، فقد عرفت (ص 18 ، 19 ، 20) و (ص 272 - 283) : أنَّه أخرجها ما یربو علی الأربعین رجلاً من فطاحل علمائهم ، وفیهم مثل أحمد وابن ماجة والترمذی والنسائی وابن أبی شیبة ونظرائهم ، وجملة من أسانیدها صحیحة رجالها کلّهم ثقات ، لکن أحمد أمین راقه أن تکون الروایة معزوَّةً إلی الشیعة فحسب ، إسقاطاً

للاحتجاج بها ، ولیس هذا ببدعٍ من تقوّلاته فی صحائف إسلامه صبحاً وضحیً وظهراً.

(کَبُرَتْ کَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن یَقُولُونَ إِلَّا کَذِبًا * فَلَعَلَّکَ بَاخِعٌ نَّفْسَکَ عَلَی آثَارِهِمْ إِن لَّمْ یُؤْمِنُوا بِهَ-ذَا الْحَدِیثِ أَسَفًا)(4) 6.

ص: 583


1- راجع تاریخ ابن کثیر : 7 / 289 [البدایة والنهایة : 7 / 321 حوادث سنة 37 ه]. (المؤلف)
2- تهذیب التهذیب : 7 / 409 [7 / 358 رقم 665] ، والإصابة : 2 / 512 [رقم 5704]. (المؤلف)
3- ألفیّة السیوطی فی علم الحدیث : ص 44.
4- الکهف : 5 - 6.

ص: 584

الرأی العام فی ابن حزم الأندلسی

المتوفّی (456)

ما عسانی أن أکتب عن شخصیّة أجمع فقهاء عصره علی تضلیله والتشنیع علیه ونهی العوام عن الاقتراب منه ، وحکموا بإحراق تآلیفه ومدوّناته مهما وجدوا الضلال فی طیّاتها کما فی لسان المیزان(1) (4 / 200) ، ویعرِّفه الآلوسی عند ذکره بقوله : الضالّ المضلّ ، کما فی تفسیره (21 / 76).

ما عسانی أن أقول فی مؤلِّف لا یتحاشی عن الکذب علی الله ورسوله ، ولا یبالی بالجرأة علی مقدَّسات الشرع النبویِّ ، وقذف المسلمین بکلّ فاحشة ، والأخذ بمخاریق القول وسقطات الرأی.

ما عسانی أن أذکر عن بحّاثة لا یُعرَف مبدؤه فی أقواله ، ولا یستند علی مصدر من الکتاب والسنّة فی آرائه ، غیر أنَّه إذا أفتی تحکّم ، وإذا حکم مان ، یعزو إلی الأمّة الإسلامیّة ما هی بریئة منه ، ویضیف إلی الأئمّة وحفّاظ المذهب ما هم بُعداء منه ،

تعرب تآلیفه عن حقّ القول من الرأی العام فی ضلاله ، وإلیک نماذج من آرائه :

قال فی فقهه المُحلّی (10 / 482) :

مسألة : مقتول کان فی أولیائه غائب أو صغیر أو مجنون ، اختلف الناس فی 7.

ص: 585


1- لسان المیزان : 4 / 229 رقم 5737.

هذا. ثمّ نقل عن أبی حنیفة أنَّه یقول : إنّ للکبیر أن یقتل ولا ینتظر الصغار. وعن الشافعی : أنَّ الکبیر لا یستقید حتی یبلغ الصغیر ، ثمّ أورد علی الشافعیة بأنّ الحسن ابن علیّ قد قتل عبدالرحمن بن ملجم ولعلیٍّ بنون صغار ، ثمّ قال : هذه القصّة - یعنی

قتل ابن ملجم - عائدةٌ علی الحنفیّین بمثل ما شنّعوا علی الشافعیّین سواء سواء ؛ لأنّهم

والمالکیین لا یختلفون فی أنَّ من قتل آخر علی تأویل فلا قَوَد فی ذلک ، ولا خلاف بین أحد من الأمّة فی أنَّ عبدالرحمن بن ملجم لم یقتل علیّاً رضی الله عنه إلّا متأوِّلاً مجتهداً مقدِّراً أنَّه علی صواب ، وفی ذلک یقول عمران بن حطّان شاعر الصفریّة :

یا ضربةً من تقیٍّ ما أراد بها

إلّا لیبلغَ من ذی العرش رضوانا

إنّی لأذکره حیناً فأحسبه

أوفی البریّة عند الله میزانا

أی لَأُفکّر فیه ثمّ أحسبه ... ، فقد حصل الحنفیّون فی خلاف الحسن بن علیّ علی مثل ما شنّعوا به علی الشافعیّین ، وما ینقلون أبداً من رجوع سهامهم علیهم ، ومن الوقوع فیما حفروه(1).

فهلمّ معی نسائل کلّ معتنق للإسلام ، أین هذه الفتوی المجرّدة من قول النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم فی حدیث صحیح لعلیّ علیه السلام : «قاتلک أشقی الآخرین» ؟ وفی لفظ : «أشقی

الناس». وفی الثالث : «أشقی هذه الأمّة کما أنَّ عاقر الناقة أشقی ثمود».

أخرجه الحفّاظ الأثبات والأعلام الأئمّة بغیر طریق ، ویکاد أن یکون متواتراً علی ما حدّد ابن حزم التواتر به. منهم :

إمام الحنابلة أحمد فی المسند(2) (4 / 263) ، والنسائی فی الخصائص(3) (ص 39) ، 8.

ص: 586


1- وحکاه عنه ابن حجر فی تلخیص الحبیر فی تخریج أحادیث الرافعی الکبیر - طبعة الهند سنة (1303 ه) - : ص 416 [4 / 46]. (المؤلف)
2- مسند أحمد : 5 / 326 ح 17857.
3- خصائص أمیر المؤمنین : ص 162 ح 153 ، وفی السنن الکبری : 5 / 153 ح 8538.

وابن قتیبة فی الإمامة والسیاسة(1) (1 / 135) ، والحاکم فی المستدرک عن عمّار(2) (3 / 140) والذهبیُّ فی تلخیصه وصحّحاه ، ورواه الحاکم(3) عن ابن سنان الدؤلی (ص 113) وصحّحه وذکره الذهبیُّ فی تلخیصه ، والخطیب فی تاریخه عن جابر بن سَمُرة (1 / 135) ، وابن عبدالبَرّ فی الاستیعاب هامش الإصابة (3 / 60) ذکره عن النسائی ، ثمّ قال : وذکره الطبری وغیره أیضاً ، وذکره ابن إسحاق فی السیرة ، وهو معروف من روایة محمد بن کعب القرظی ، عن یزید(4) بن جشم ، عن عمّار بن یاسر ، وذکره ابن أبی خیثمة من طرق.

وأخرجه محبُّ الدین الطبریّ فی ریاضه(5) عن علیٍّ من طریق أحمد وابن الضحّاک ، وعن صهیب من طریق أبی حاتم والملا ، ورواه ابن کثیر فی تاریخه(6) (7 / 323) من طریق أبی یعلی ، و (ص 325) من طریق الخطیب ، والسیوطی فی جمع الجوامع کما فی ترتیبه(7) (6 / 411) عن ابن عساکر والحاکم والبیهقی ، و (ص 412) بعدّة طرق عن ابن عساکر(8) ، و (ص 413) من طریق ابن مردویه ، و (ص 157) من طریق الدارقطنی ، و (ص 399) من طریق أحمد والبغوی والطبرانی والحاکم وابن مردویه وأبی نعیم وابن عساکر وابن النجّار.

وأین هذا من قوله الآخر صلی الله علیه وآله وسلم لعلیّ : «ألا أخبرک بأشدِّ الناس عذاباً یوم 1.

ص: 587


1- الإمامة والسیاسة : 1 / 139.
2- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 151 ح 4679 ، وکذا فی التلخیص.
3- المصدر السابق : 3 / 122 ح 4590 ، وکذا فی التلخیص.
4- کذا فی النسخ ، والصحیح : عن أبی یزید بن خثیم. (المؤلف)
5- الریاض النضرة : 3 / 208.
6- البدایة والنهایة : 7 / 358 حوادث سنة 40 ه.
7- کنز العمّال : 13 / 192 ح 36571 ، ص 193 ح 36577 و 36578 ، ص 196 ح 36587 ، 11 / 617 ح 32998 ، 13 / 140 ح 36442 ، ص 141 ح 36443.
8- تاریخ مدینة دمشق : 12 / 409 ، وفی ترجمة الإمام علیّ بن أبی طالب علیه السلام من تاریخ دمشق - الطبعة المحقّقة - : 3 / 335 ح 1381.

القیامة ؟ قال : أخبرنی یا رسول الله.

قال : فإنّ أشدّ الناس عذاباً یوم القیامة عاقر ناقة ثمود ، وخاضب لحیتک بدم رأسک» ؟ رواه ابن عبد ربّه فی العقد الفرید(1) (2 / 298).

وأین هذا من قوله الثالث صلی الله علیه وآله وسلم : «قاتلک شبه الیهود ، وهو یهود» ؟ أخرجه ابن عدیّ فی الکامل ، وابن عساکر کما فی ترتیب جمع الجوامع(2) (6 / 412).

وأین هذا ممّا ذکره ابن کثیر فی تاریخه(3) (7 / 323) من أنَّ علیّاً کان یکثر أن یقول : «ما یحبس أشقاها ؟» وأخرجه السیوطی فی جمع الجوامع کما فی ترتیبه(4) (6 / 411) بطریقین عن ابن سعد وأبی نعیم وابن أبی شیبة ، و (ص 413) من طریق ابن عساکر.

وأین هذا من قول أمیر المؤمنین الآخر لابن ملجم : «لا أراک إلّا من شرّ خلق الله» ؟ رواه الطبری فی تاریخه(5) (6 / 85) ، وابن الأثیر فی الکامل(6) (3 / 169).

وقوله الآخر علیه السلام : «ما ینظر بی الأشقی ؟» أخرجه أحمد بإسناده کما فی البدایة والنهایة(7) (7 / 324).

وقوله الرابع لأهله : «والله لَوددت لو انبعث أشقاها» ، أخرجه أبو حاتم والملّا فی سیرته کما فی الریاض(8) (2 / 248). 8.

ص: 588


1- العقد الفرید : 4 / 155.
2- کنز العمّال : 13 / 195 ح 36582.
3- البدایة والنهایة : 7 / 358 حوادث سنة 40 ه.
4- کنز العمّال : 13 / 187 ح 36557 ، ص 194 ح 36580.
5- تاریخ الأُمم والملوک : 5 / 145 حوادث سنة 40 ه.
6- الکامل فی التاریخ : 2 / 435 حوادث سنة 40 ه.
7- البدایة والنهایة : 7 / 359 حوادث سنة 40 ه.
8- الریاض النضرة : 3 / 208.

وقوله الخامس : «ما یمنع أشقاکم ؟» کما فی الکامل(1) (3 / 168) ، وفی کنز العمّال(2) (6 / 412) من طریق عبدالرزّاق وابن سعد.

وقوله السادس : «ما ینتظر أشقاها ؟». أخرجه المحاملی(3) کما فی الریاض النضرة(4) (2 / 248).

لیت شعری أیّ اجتهاد یؤدِّی إلی وجوب قتل الإمام المفترض طاعته ؟ أو أیّ اجتهاد یسوِّغ جعل قتله مهراً لنکاح(5) امرأة خارجیّة عشقها أشقی مراد ؟ أو أیّ مجال للاجتهاد فی مقابل النصّ النبویّ الأغرّ ؟ ولو فتح هذا الباب لتسرّب الاجتهاد منه إلی قتلة الأنبیاء والخلفاء جمیعاً ، لکن ابن حزم لا یرضی أن یکون قاتل عمر أو قتلة عثمان مجتهدین ، ونحن - أیضاً - لا نقول به.

ثمّ لیتنی أدری أیّ أُمّة من الأُمم أطبقت علی تعذیر عبدالرحمن بن ملجم فی ما ارتکبه ؟ لیته دلّنا علیها ؛ فإنّ الأمّة الإسلامیّة لیس عندها شیء من هذا النقل المائن ، أللّهمّ إلّا الخوارج المارقین عن الدین ، وقد اقتصّ الرجل أثرهم ، واحتجّ بشعر قائلهم عمران.

أللّهمّ ما عمران بن حطّان وحکمه فی تبریر عمل ابن ملجم من إراقة دم ولیّ الله الإمام الطاهر أمیر المؤمنین ؟ ما قیمة قوله حتّی یُستدَلّ به ویُرکَن إلیه فی أحکام الإسلام ؟ وما شأن فقیه - ابن حزم - من الدین یحذو حذو مثل عمران ، ویأخذ قوله ف)

ص: 589


1- الکامل فی التاریخ : 2 / 434 حوادث سنة 40 ه.
2- کنز العمّال : 13 / 191 ح 36570.
3- الأمالی : ص 178 ح 150.
4- الریاض النضرة : 3 / 208.
5- راجع الإمامة والسیاسة : 1 / 134 [1 / 137] ، تاریخ الطبری : 6 / 83 [5 / 144] ، المستدرک : 3 / 143 [3 / 154 ح 4690] ، والکامل : 3 / 168 [2 / 435] ، والبدایة والنهایة : 7 / 328 [7 / 361 حوادث سنة 40 ه]. (المؤلف)

فی دین الله ، ویخالف به النبیّ الأعظم فی نصوصه الصحیحة الثابتة ، ویردّها ویقذف الأمّة الإسلامیّة بسَخَبِ خارجیٍّ مارق ؟ وهذا معاصره القاضی أبو الطیّب طاهر بن عبدالله الشافعی(1) یقول فی عمران ومذهبه هذا :

إنّی لَأَبرأ ممّا أنت قائلُهُ

عن ابنِ مُلْجمٍ الملعون بُهتانا

یا ضربةً من شقیٍّ ما أراد بها

إلّا لیهدمَ للإسلامِ أرکانا

إنّی لأذکرُه یوماً فألعنُهُ

دنیاً وألعنُ عمراناً وحطّانا

علیه ثمّ علیه الدهرَ متّصلاً

لعائنُ الله إسراراً وإعلانا

فأنتُما من کلابِ النار جاء به

نصُّ الشریعةِ برهاناً وتبیانا(2)

وقال بکر بن حسّان الباهلی :

قل لابن ملجمَ والأقدارُ غالبةٌ

هدّمت - ویلَکَ - للإسلامِ أرکانا

قتلتَ أفضلَ من یمشی علی قدمٍ

وأوّلَ الناسِ إسلاماً وإیمانا

وأعلمَ الناسِ بالقرآنِ ثمّ بما

سنَّ الرسولُ لنا شرعاً وتبیانا

صهرَ النبیِّ ومولانا وناصرَهُ

أضحت مناقبُهُ نوراً وبُرهانا

وکان منه علی رغم الحسود له

مکانَ هارونَ من موسی بن عمرانا

وکان فی الحرب سیفاً صارماً ذَکَراً

لیثاً إذا ما لقی الأقرانُ أقرانا

ذکرتُ قاتلَهُ والدمعُ منحدرٌ

فقلتُ : سُبحانَ ربِّ الناسِ سُبحانا

إنِّی لأحسبُهُ ما کان من بشرٍ

یخشی المعادَ ولکن کان شیطانا

أشقی مُرادٍ إذا عُدّتْ قبائلها

وأخسرُ الناسِ عند اللهِ میزانا

کعاقر الناقة الأُولی التی جَلَبتْ

علی ثمودَ بأرضِ الحِجْر خُسراناف)

ص: 590


1- من فقهاء الشافعیة ، قال ابن خلّکان فی تاریخه 1 / 253 [2 / 512 رقم 307] : کان ثقة صادقاً دیّناً ورعاً عارفاً بأُصول الفقه وفروعه ، محقِّقاً فی علمه ، سلیم الصدر ، حسن الخلق ، صحیح المذهب ، یقول الشعر علی طریقة الفقهاء ، ولد بآمل (348) ، وتُوفِّی ببغداد (450). (المؤلف)
2- مروج الذهب 2 / 43 [2 / 435]. (المؤلف)

قد کان یُخبرُهُم أنْ سوفَ یخْضِبُها

قبل المنیّةِ أزماناً فأزمانا

فلا عفا اللهُ عنه ما تحمّله(1)

ولا سقی قبرَ عمرانَ بنِ حَطّانا

لقولِهِ فی شقیٍّ ظلَّ مجترماً

ونالَ ما ناله ظلماً وعدوانا

(یا ضربةً من تقیٍّ ما أراد بها

إلّا لیبلغَ من ذی العرشِ رِضْوانا)

بل ضربةً من غویٍّ أورثَتْهُ لَظیً(2)

وسوف یلقی به الرحمنَ غضبانا

کأنّه لم یرد قصداً بضربتِهِ

إلّا لَیَصلی عذابَ الخُلدِ نیرانا(3)

وقال ابن حجر فی الإصابة (3 / 179) : صاحب الأبیات بکر بن حمّاد التاهرتی ، وهو من أهل القیروان فی عصر البخاری ، وأجازه عنها السیّد الحمیری الشاعر المشهور الشیعیّ وهی فی دیوانه. انتهی.

وفی الاستیعاب(4) (2 / 472) : أبو بکر بن حمّاد التاهرتی ، وذکر له أبیاتاً فی رثاء مولانا أمیر المؤمنین علیه السلام أوّلها :

وهزَّ علیٌّ بالعراقینِ لحیةً(5)

مُصیبتها جلّتْ علی کلّ مسلم

وقال محمد بن أحمد الطیّب(6) ردّا علی عمران بن حطّان :

یا ضربةً من غَدورٍ صار ضاربُها

أشقی البریّةِ عند الله إنساناف)

ص: 591


1- فی الکامل [2 / 439 حوادث سنة 40 ه] : فلا عفا اللهُ عنهُ سوءَ فِعْلتِهِ. (المؤلف)
2- فی الکامل : بل ضربة من غویٍّ أوْردَتْهُ لَظیً. (المؤلف)
3- مروج الذهب : 2 / 43 [2 / 435] ، الاستیعاب [القسم الثالث / 1128] فی ترجمة أمیر المؤمنین ، الکامل لابن الأثیر : 3 / 171 [2 / 439] ، تمام المتون للصفدی : ص 152 [ص 201]. (المؤلف)
4- الاستیعاب : القسم الثالث / 1131 رقم 1855.
5- إشارة إلی قوله علیه السلام : «ما یحبس أشقاها یخضبها من أعلاها ، یخضب هذه - یعنی لحیتهُ - من هذه - یعنی هامتهُ -».
6- یوجد البیتان فی کامل المبرد : 3 / 90 [2 / 146] طبعة محمد بن علیّ صبیح وأولاده ، ولیسا من أصل الکتاب کما لا یخفی. (المؤلف)

إذا تفکّرتُ فیهِ ظَلْتُ ألعنُهُ

وألعنُ الکلبَ عمرانَ بنَ حطّانا

علی أنَّ قتل الإمام المجتبی لابن ملجم وتقریر المسلمین له علی ذلک صحابیّهم وتابعیّهم ، حتی إن کلَّ أحدٍ منهم کان یودُّ أنَّه هو المباشر لقتله ، یدلّنا علی أنَّ فعل اللعین لم یکن ممّا یتطرّق إلیه الاجتهاد فضلاً عن أن یبرّره ، ولو کان هناک اجتهاد فهو فی مقابلة النصوص المتضافرة ، فکان من الصالح العامّ لکافّة المسلمین اجتیاح تلک الجرثومة الخبیثة ، وهو واجب أیِّ أحد من الأمّة الإسلامیّة ، غیر أنَّ إمام الوقت

السیِّد المجتبی تقدّم إلی تلک الفضیلة کتقدّمه إلی غیرها من الفضائل.

فلیس هو من المواضیع التی حرّرها ابن حزم فتحکّم أو تهکّم علی الشافعیة والحنفیّة والمالکیّة ، وإنَّما هو من ضروریّات الإسلام فی قاتل کلِّ إمامِ حقٍّ ، ولذلک تری أنَّ القائلین بإمامة عمر بن الخطاب لم یشکّوا فی وجوب قتل قاتله ، ولم یرَ أحد منهم للاجتهاد هناک مجالاً ، کما سیأتی فی کلام ابن حزم نفسه : أنَّه لم یرَ له مجالاً لقَتَلَة عثمان.

فشتّان بین ابن حزم وبین ابن حجر ، هذا یبرِّر عمل عبدالرحمن ، وذاک یعتذر عن ذکر اسمه فی کتابه لسان المیزان(1) ، ویصفه بالفتک وأنَّه من بقایا الخوارج فی تهذیب التهذیب(2) (7 / 338).

وابن حجر فی کلامه هذا اتّبع أثر الحافظ أبی زرعة العراقیِّ فی قوله فی طرح التثریب (1 / 86) :

انتدب له - لعلیٍّ - قومٌ من الخوارج فقاتلهم فظفر بهم ثمّ انتدب له من بقایاهم أشقی الآخرین عبدالرحمن بن ملجم المرادی ، وکان فاتکاً ملعوناً فطعنه. 7.

ص: 592


1- لسان المیزان : 3 / 534 رقم 5077.
2- تهذیب التهذیب : 7 / 297.

ومن نماذج آرائه :

قوله فی الفِصَل (4 / 161) فی المجتهد المخطئ :

وعمّار رضی الله عنه قتله أبو الغادیة یسار بن سبع السلمی ، شهد عمّار بیعة الرضوان فهو من شهداء الله له بأنّه علم ما فی قلبه ، وأنزل السکینة علیه ، ورضی عنه ، فأبو الغادیة رضی الله عنه متأوِّل مجتهد مخطئ فیه باغٍ علیه مأجور أجراً واحداً ، ولیس هذا کقتلة عثمان رضی الله عنه لأنّهم لا مجال للاجتهاد فی قتله ؛ لأنّه لم یقتل أحداً ولا حارب ولا قاتل ولا دافع ولا زنی بعد إحصان ولا ارتدَّ فیسوِّغ المحاربةَ تأویلٌ ، بل هم فسّاقٌ محاربون سافکون دماً حراماً عمداً بلا تأویل علی سبیل الظلم والعدوان ، فهم فسّاقٌ ملعونون. انتهی.

لم أجد معنیً لاجتهاد أبی الغادیة - بالمعجمة - وهو من مجاهیل الدنیا ، وأفناء الناس ، وحُثالة العهد النبویّ ، ولم یُعرَّف بشیء غیر أنَّه جُهنیٌّ ، ولم یُذکَر فی أیِّ معجم بما یعرب عن اجتهاده ، ولم یُروَ منه شیءٌ من العلم الإلهیّ سوی قول النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم : «دماؤکم وأموالکم حرام» وقوله : «لا ترجعوا بعدی کفّاراً یضرب بعضکم رقاب بعض» ، وکان أصحاب رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم یتعجّبون من أنَّه سمع هذا ویقتل عمّاراً(1) ، ولم یَفُهْ أیُّ أحد من أعلام الدین إلی یوم مجیء ابن حزم باجتهاد مثل أبی الغادیة.

ثمّ لم أدرِ معنی هذا الاجتهاد فی مقابل النصوص النبویّة فی عمّار ، ولست أعنی بها قوله صلی الله علیه وآله وسلم فی الصحیح الثابت المتواتر(2) لعمّار : «تقتلک الفئة الباغیة» ، وفی لفظ : «الناکبة عن الطریق» ، وإن کان لا یدع مجالاً للاجتهاد فی تبریر قتله ، فإنّ ف)

ص: 593


1- الاستیعاب : 2 / 680 [القسم الرابع / 1725 رقم 3109] ، والإصابة : 4 / 150 [رقم 881]. (المؤلف)
2- ذکر تواتره ابن حجر فی الإصابة : 2 / 512 [رقم 5704] ، وتهذیب التهذیب : 7 / 409 [7 / 358 رقم 665]. (المؤلف)

قاتله مهما تأوّل فهو عادٍ علیه ناکبٌ عن الطریق ، ونحن لا نعرف اجتهاداً یسوِّغ العدوان الذی استقلَّ العقل بقبحه ، وعاضده الدین الإلهیّ الأقدس ، وإن کان أوّله

معاویة أو ردّه - لمّا حدّث به عبدالله بن عمرو ، وقال عمرو بن العاص : یا معاویة أما تسمع ما یقول عبدالله ؟! - بقوله :

إنَّک شیخٌ أخرق ، ولا تزال تُحدِّث بالحدیث ، وأنت ترحض فی بولک ، أنحن قتلناه ؟ إنَّما قتله علیٌّ وأصحابه جاءوا به حتی ألقوه بین رماحنا(1) ، وبقوله : أفسدت علیَّ أهل الشام ، أکلّ ما سمعت من رسول الله تقوله ؟

فقال عمرو : قُلتها ولستُ أعلم الغیب ، ولا أدری أنَّ صفّین تکون ، قلتها وعمّار یومئذٍ لک ولیّ ، وقد رَویتَ أنت فیه مثل ما رَویتُ.

ولهما فی القضیّة معاتبة مشهورة وشعر منقول ، منه قول عمرو :

تعاتبُنی أنْ قلتُ شیئاً سَمعتُهُ

وقد قلتَ لو أنصفتَنی مثلَهُ قبلی

أنعلُکَ فیما قُلْتَ نعلٌ ثَبیتةٌ

وتزلقُ بی فی مثل ما قُلتَه نعلی

وما کان لی علمٌ بصفّینَ أنَّها

تکون وعمّارٌ یحثُّ علی قتلی

ولو کان لی بالغیب علمٌ کتمتُها

وکابدتُ أقواماً مراجلُهم تغلی

أبی الله إلّا أنَّ صدرَکَ واغرٌ

علیَّ بلا ذنبٍ جَنَیْتُ ولا ذَحْلِ

سوی أنَّنی والراقصاتِ عشیّةً

بنصرک مدخولُ الهوی ذاهلُ العقلِ

وأجابه معاویة بأبیات منها :

فیا قبّحَ الله العتابَ وأهلَهُ

ألم تَرَ ما أصبحتُ فیه من الشغلِ

فدع ذا ولکن هل لک الیومَ حیلةٌ

تردُّ بها قوماً مراجلهم تغلیف)

ص: 594


1- تاریخ الطبری : 6 / 23 [5 / 41] ، وتاریخ ابن کثیر : 7 / 369 [7 / 299 حوادث سنة 37 ه]. (المؤلف)

دعاهم علیٌّ فاستجابوا لدعوةٍ

أحبَّ إلیهم من ثَری المال والأهل(1)

کما لستُ أعنی ما أخرجه الطبرانیّ(2) عن ابن مسعود عن النبی صلی الله علیه وآله وسلم : «إذا اختلف الناس کان ابن سمیّة مع الحقِّ»(3) ، وإن کان قاطعاً للحِجاج ، فإنّ المُناوئ لابن سمیّة - عمار - علی الباطل لا محالة ، ولا تجد اجتهاداً یبرِّر مناصرة المبطل علی المُحقّ بعد ذلک النصّ الجلیّ.

وإنَّما أعنی ما أخرجه الحاکم فی المستدرک(4) (3 / 387) وصحّحه ، وکذلک الذهبیّ فی تلخیصه ، بالإسناد عن عمرو بن العاص : إنّی سمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول : «أللّهمّ أولعت قریش بعمّار ، إنّ قاتل عمّار وسالبه فی النار».

وأخرجه السیوطیّ من طریق الطبرانیّ فی الجامع الصغیر(5) (2 / 193) ، وابن حجر فی الإصابة (4 / 151).

وأخرج السیوطیّ فی جمع الجوامع کما فی ترتیبه(6) (7 / 73) قوله صلی الله علیه وآله وسلم لعمّار : «یدخل سالبک وقاتلک فی النار». من طریق ابن عساکر(7) ، و (6 / 184) من طریق الطبرانیّ فی الأوسط ، و (ص 184) من طریق الحاکم.

وأخرج الحافظ أبو نعیم وابن عساکر(8) کما فی ترتیب جمع الجوامع(9) (7 / 72) 7.

ص: 595


1- شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید : 2 / 274 [8 / 27 خطبة 124]. (المؤلف)
2- جمع الجوامع للسیوطی کما فی ترتیبه : 6 / 184 [کنز العمّال : 11 / 721 ح 33525]. (المؤلف)
3- المعجم الکبیر : 10 / 96 ح 10071.
4- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 437 ح 5661 ، وکذا فی تلخیصه.
5- الجامع الصغیر : 2 / 233 ح 5998.
6- کنز العمّال : 13 / 531 ح 37382 ، ص 721 ح 33522 ، ص 724 ح 33544.
7- تاریخ مدینة دمشق : 12 / 661 ، وفی مختصر تاریخ دمشق : 18 / 219.
8- مختصر تاریخ دمشق : 18 / 219.
9- کنز العمّال : 13 / 528 ح 37367.

عن زید بن وهب قال : کان عمّار بن یاسر قد ولع بقریش وولعت به ، فغدوا علیه فضربوه ، فجلس فی بیته ، فجاء عثمان بن عفّان یعوده ، فخرج عثمان ، وصعد المنبر ، فقال : سمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول : «تقتلک الفئة الباغیة ، قاتل عمّار فی النار».

وأخرج الحافظ أبو یعلی وابن عساکر(1) کما فی ترتیب جمع الجوامع(2) (7 / 74) عن عبدالله بن عمر قال : سمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول لعمّار : «تقتلک الفئة الباغیة ، بشِّر قاتل عمّار بالنار».

وفی جمع الجوامع کما فی ترتیبه(3) (7 / 75 و 6 / 184) من طریق الحافظ ابن عساکر(4) ، عن أُسامة بن زید قال : قال النبیّ صلی الله علیه وسلم : «ما لهم ولعمّار ، یدعوهم إلی الجنّة ، ویدعونه إلی النار ؟ قاتله وسالبه فی النار».

أخرجه ابن کثیر فی تاریخه(5) (7 / 268).

وفی ترتیب الجمع(6) (7 / 75) من طریق ابن عساکر(7) عن مسند علیّ :

«إنّ عمّاراً مع الحقِّ ، والحقُّ معه ، یدور عمّار مع الحقّ أینما دار ، وقاتل عمّار فی النار».

وأخرج أحمد وابن عساکر(8) عن عثمان ، وابن عساکر عن أُمّ سلمة عن 6.

ص: 596


1- تاریخ مدینة دمشق : 12 / 637.
2- کنز العمّال : 13 / 537 ح 37406.
3- المصدر السابق : 11 / 724 ح 33545 و 13 / 540 ح 37415.
4- تاریخ مدینة دمشق : 12 / 626.
5- البدایة والنهایة : 7 / 298 حوادث سنة 37 ه.
6- کنز العمّال : 13 / 538 ح 37411.
7- تاریخ مدینة دمشق : 12 / 622.
8- المصدر السابق : 12 / 636.

رسول الله صلی الله علیه وسلم لعمّار : «تقتلک الفئة الباغیة ، قاتلک فی النار». کنز العمّال(1) (6 / 184) ، وأخرجه عن أُمّ سلمة ابن کثیر فی تاریخه(2) (7 / 270) من طریق أبی بکر بن أبی شیبة.

وأخرج أحمد فی مسنده(3) (4 / 89) عن خالد بن الولید قال : قال رسول الله صلی الله علیه وسلم : «من عادی عمّاراً عاداه الله ، ومن أبغض عمّاراً أبغضه الله» ، وأخرجه(4) الحاکم فی المستدرک (3 / 391) بطریقین صحّحهما هو والذهبیُّ ، والخطیب فی تاریخه (1 / 152) ، وابن الأثیر فی أُسد الغابة (4 / 45) ، وابن کثیر فی تاریخه (7 / 311) ، وابن حجر فی الإصابة (2 / 512) ، والسیوطیّ فی جمع الجوامع کما فی ترتیبه (7 / 73) من طریق ابن أبی شیبة وأحمد ، وفی (6 / 184) من طرق أحمد وابن حبّان والحاکم.

وأخرج الحاکم فی المستدرک(5) (3 / 390) بإسناد صحّحه هو والذهبیّ عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بلفظ : «من یسبُّ عمّاراً یسبّه الله ، ومن یبغض عمّاراً یبغضه الله ، ومن یسفّه عمّاراً یسفِّهه الله» ، ورواه السیوطیّ فی الجمع کما فی ترتیبه(6) (7 / 73) من طریق ابن النجّار والطبرانیّ بلفظ «من سبّ عمّاراً سبّه الله ، ومن حقّر عمّاراً حقّره الله ، ومن سفّه عمّاراً سفّهه الله».

وأخرج الحاکم فی المستدرک(7) (3 / 391) بإسناده بلفظ : «من یحقِّر عمّاراً 5.

ص: 597


1- کنز العمّال : 11 / 725 ح 33549.
2- البدایة والنهایة : 7 / 300 حوادث سنة 37 ه.
3- مسند أحمد : 5 / 50 ح 16373.
4- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 441 ح 5674 ، أُسد الغابة : 4 / 132 رقم 3798 ، البدایة والنهایة : 7 / 345 حوادث سنة 37 ه ، کنز العمّال : 13 / 532 ح 37387 و 11 / 722 ح 33534 ، مصنّف ابن أبی شیبة : 12 / 120 ح 12302 ، الإحسان فی تقریب صحیح ابن حبّان : 15 / 556 ح 7081.
5- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 439 ح 5670.
6- کنز العمّال : 13 / 533 ح 37388 و 37390.
7- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 441 ح 5675.

یحقِّره الله ، ومن یسبّ عمّاراً یسبّه الله ، ومن یبغض عمّاراً یبغضه الله».

وأخرجه السیوطیّ فی جمع الجوامع کما فی ترتیبه(1) (7 / 73) من طریق أبی یعلی وابن عساکر(2) ، وفی (6 / 185) عن أبی یعلی وابن قانع والطبرانیّ والضیاء المقدسیّ فی المختارة.

وأخرج الحاکم فی المستدرک(3) (3 / 389) بإسناد صحّحه هو والذهبیّ فی تلخیصه بلفظ : «من یسب عمّاراً یسبّه الله ، ومن یعادِ عمّاراً یعادِهِ الله».

وأخرج أحمد فی المسند(4) (4 / 90) بإسناده بلفظ «من یعادِ عمّاراً یعادِهِ الله عزَّ وجلَّ ، ومن یبغضه یبغضه الله عزَّ وجلَّ ومن یسبّه یسبّه الله عزَّ وجلَّ».

فأین هذه النصوص الصحیحة المتواترة(5) من اجتهاد أبی الغادیة ؟ أو أین هو من تبریر ابن حزم عملَ أبی الغادیة ؟ أو أین هو من رأیه فی اجتهاده ، ومحاباته له بالأجر الواحد ؟ وهو فی النار لا محالة بالنصِّ النبویِّ الشریف ، وهل تجد بغضاً أو تحقیراً أعظم من القتل ؟

وهناک دروس فی هذه کلّها یقرأها علینا التاریخ. قال ابن الأثیر فی الکامل(5) (3 / 134) :

إنّ أبا الغادیة قتل عمّاراً ، وعاش إلی زمن الحجّاج ، ودخل علیه فأکرمه الحجّاج ، وقال له : أنت قتلت ابن سمیّة ؟ یعنی عمّاراً. قال : نعم. .

ص: 598


1- تاریخ مدینة دمشق : 12 / 625.
2- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 439 ح 5667 ، وکذا فی تلخیصه.
3- مسند أحمد : 5 / 52 ح 16380.
4- علی ما اختاره ابن حزم من حدّ التواتر فی سائر الأحادیث. (المؤلف)
5- الکامل فی التاریخ : 2 / 382 حوادث سنة 37 ه.

فقال : من سرّه أن ینظر إلی عظیم الباع یوم القیامة ، فلینظر إلی هذا الذی قتل ابن سمیّة.

ثمّ سأله أبو الغادیة حاجته ، فلم یجبه إلیها ، فقال : نُوطّئ لهم الدنیا ، ولا یُعطونا(1) منها ، ویزعم أنّی عظیم الباع یوم القیامة.

فقال الحجّاج : أجل والله من کان ضرسه مثل أُحد وفخذه مثل جبل ورقان ومجلسه مثل المدینة والربذة إنَّه لعظیم الباع یوم القیامة ، والله لو أنَّ عمّاراً قتله أهل الأرض کلّهم لدخلوا کلّهم النار. وذکره ابن حجر فی الإصابة (4 / 151).

وفی الاستیعاب(2) هامش الإصابة (4 / 151) : أبو الغادیة کان محبّاً فی عثمان ،

وهو قاتل عمّار ، وکان إذا استأذن علی معاویة وغیره یقول : قاتل عمّار بالباب ، وکان

یصف قتله له إذا سُئل عنه لا یُبالیه ، وفی قصّته عجب عند أهل العلم ، روی عن النبیّ قوله : «لا ترجعوا بعدی کُفّاراً یضرب بعضکم رقاب بعض» ، وسمعه منه ، ثمّ قتل عمّاراً.

وهذه کلّها تنمُّ عن غایته المتوخّاة فی قتل عمّار ، واطِّلاعه ووقوفه علی ما أخبر به النبیُّ الأقدس فی قاتل عمّار ، وعدم ارتداعه ومبالاته بقتله بعدهما ، غیر أنَّه کان بطبع الحال علی رأی إمامه معاویة ، ویقول لمحدّثی قول النبیّ بمقاله المذکور : إنَّک شیخ أخرق ، ولا تزال تحدّث بالحدیث ، وأنت ترحض فی بولک.

وأنت أعرف منّی بمغزی هذا الکلام ومقدار أخذ صاحبه بالسنّة النبویّة واتِّباعه لما یُروی عن مصدر الوحی الإلهی ، وبأمثال هذه کان اجتهاد أبی الغادیة فیما ارتکبه أو ارتبک فیه. 9.

ص: 599


1- کذا فی المصدر.
2- الاستیعاب : القسم الرابع / 1725 رقم 3109.

وغایة ما عند ابن حزم فی قتلة عثمان : أنَّ اجتهادهم فی مقابلة النّص : «لا یحلُّ دم امرئ مسلم یشهد أن لا إله إلّا الله وأنّی رسول الله إلّا بإحدی ثلاث : الثیّب الزانی ، والنفس بالنفس ، والتارک لدینه المفارق للجماعة»(1).

لکنّه لا یقول ذلک فی قاتل علیّ علیه السلام ومقاتلیه وقاتل عمّار ، وقد عرفت أنَّ الحالة فیهم عین ما حسبه فی قتلة عثمان.

ثمّ إنّ ذلک علی ما أصّله هو فی غیر مورد لا یؤدّی إلّا إلی خطأ القوم فی اجتهادهم ، فَلِمَ لَم یُحابِهِم الأجر الواحد ، کما حابی عبدالرحمن بن ملجم ونظراءه ؟ نعم ، له أن یعتذر بأنّ هذا قاتل علیّ ، وأولئک قتلة عثمان !

علی أنَّ نفیه المجال للاجتهاد هناک إنَّما یصحُّ علی مزعمته فی الاجتهاد المصیب ، وأمّا المخطئ منه فهو جارٍ فی المورد کأمثاله من مجاریه عنده.

ثمّ إنّ الرجل فی تدعیم ما ارتآه من النظریّات الفاسدة وقع فی ورطة لا تروقه ، ألا وهی سبُّ الصحابة بقوله : فهم فسّاقٌ ملعونون ، وذهب جمهور أصحابه إلی تضلیل من سبّهم بین مُکفِّر ومفُسِّق ، وأنَّه موجب للتعزیر عند کثیر من الأئمّة بقول مطلق من غیر تفکیک بین فرقة وأخری أو استثناء أحد منهم ، وهو إجماعهم علی عدالة الصحابة أجمعین(2).ف)

ص: 600


1- أخرجه البخاری [فی صحیحه : 6 / 2521 ح 6484] ، ومسلم [فی صحیحه : 3 / 506 ح 25] ، وأبو داود [فی سننه : 4 / 126 ح 4352] ، والترمذی [فی سننه : 4 / 12 ح 1402] ، والنسائی [فی السنن الکبری : 2 / 291 ح 3479] ، وابن ماجة [فی سننه : 2 / 847 ح 2534] ، والدارمی فی السنن [2 / 172] ، وابن سعد فی الطبقات [3 / 67] ، وأحمد [1 / 631 ح 3614] ، والطیالسی [ص 37 ح 289] فی المسندین ، وابن هشام فی السیرة ، والواقدی فی المغازی : ص 430 و 432. (المؤلف)
2- راجع الصارم المسلول علی شاتم الرسول : ص 572 - 592 ، والإحکام فی أصول الأحکام [للآمدی] : 2 / 631 [2 / 102] ، والشرف المؤبّد : ص 112 - 119 [ص 232 - 247]. (المؤلف)

وهو بنفسه یقول فی الفِصَل (3 / 257) : وأمّا من سبّ أحداً من الصحابة رضی الله عنهم

فإن کان جاهلاً فمعذور ، وإن قامت علیه الحجة فتمادی غیر معاند فهو فاسق ، کمن زنی وسرق ، وإن عاند الله تعالی فی ذلک ورسوله صلی الله علیه وسلم فهو کافر ، وقد قال عمر رضی الله عنه

بحضرة النبیّ صلی الله علیه وسلم عن حاطب - وحاطب مهاجر بدریٌّ - : دعنی أضرب عنق هذا المنافق ، فما کان عمر بتکفیره حاطباً کافراً ، بل کان مخطئاً متأوّلاً ، وقد قال رسول الله صلی الله علیه وسلم «آیة النفاق بغض الأنصار». وقال لعلیّ : «لا یبغضک إلّا منافق». انتهی.

وکم عند ابن حزم من المجتهدین نظراء عبدالرحمن بن ملجم وأبی الغادیة حَکم فی الفِصَل بأنّهم مجتهدون ، وهم مأجورون فیما أخطؤوا ، قال فی (4 / 161) : قطعنا أنَّ معاویة رضی الله عنه ومن معه مخطئون مجتهدون مأجورون أجراً واحداً !!

وعدّ فی (ص 160) معاویة وعمرو بن العاص من المجتهدین. ثمّ قال : إنَّما اجتهدوا فی مسائل دماء کالتی اجتهد فیها المفتون ، وفی المُفتین من یری قتل الساحر ، وفیهم من لا یراه ، وفیهم من یری قتل الحرّ بالعبد ، وفیهم من لا یراه ، وفیهم من یری قتل المؤمن بالکافر ، وفیهم من لا یراه ، فأیُّ فرق بین هذه الاجتهادات واجتهاد معاویة وعمرو وغیرهما لولا الجهل والعمی والتخلیط بغیر علم ؟ انتهی.

وشتّان بین المُفتین الذین التبست علیهم الأدلّة فی الفتیا ، أو اختلفت عندهم بالنصوصیّة والظهور ولو بمبلغ فهم ذلک المُفتی ، أو أنَّه وجد إحدی الطائفتین من الأدلّة أقوی من الأخری لصحّة الطریق عنده أو تضافر الإسناد ، فجنح إلی جانب القوّة ، وارتأی مقابله بضرب من الاستنباط تقویة الجانب الآخر ، فأفتی کلٌّ علی مذهبه. کلّ ذلک إخباتاً إلی الدلیل من الکتاب والسنّة.

فشتّان بین هؤلاء وبین محاربی علیّ علیه السلام ، وبمرأی الملأ الإسلامی ومسمعهم کتاب الله العزیز ، وفیه آیة التطهیر الناطقة بعصمة النبیّ وصنوه وصفیّته وسبطیه ،

ص: 601

وفیه آیة المباهلة النازلة فیهم ، وعلیٌّ فیها نفس النبیّ ، وغیرهما ممّا یناهز ثلاثمائة آیة(1) النازلة فی الإمام أمیر المؤمنین.

وهذه نصوص الحفّاظ الأثبات ، والأعلام الأئمّة ، وبین یدیهم الصحاح والمسانید ، وفیها حدیث التطهیر ، وحدیث المنزلة ، وحدیث البراءة ذلک الهتاف النبویّ المبین المتواتر ، کلّ ذلک کانت تلوکه أشداق الصحابة وأُنهی إلی التابعین.

أفتری من الممکن أن یهتف المولی سبحانه فی المجتمع بطهارة ذاتٍ وقدسه من الدنس ، وعصمته من کلّ رجس ، أو ینزِّله منزلة نفس النبیّ الأعظم ، ویُسمع به عباده ، أو یوجب بنصّ کتابه المقدّس علی أُمّة نبیّه الأقدس مودّة ذی قرباه - وأمیر

المؤمنین سیّدهم - ویجعل ولاءهم أجر ذلک العبء الفادح ، الرسالةِ الخاتمة العظمی ، ویُخبر بلسان نبیّه أمّته بأنّ طاعة علیٍّ طاعته ومعصیته معصیته(2) ، ویکون مع ذلک کلِّه هناک مجال للاجتهاد بأن یُقاتَل ، أو یُقتَل ، أو یُنفی من الأرض ، أو یُسبّ علی رؤس الأشهاد ، أو یُلعَن علی المنابر ، أو تُعلَن علیه الدعایات ؟ وهل یحکم شعورک الحرُّ بأنّ الاجتهاد فی کلِّ ذلک کاجتهاد المُفتین واختلافهم فی قتل الساحر وأمثاله ؟

وابن حزم نفسه یقول فی الفِصَل (3 / 258) : ومن تأوّل من أهل الإسلام فأخطأ ، فإن کان لم تقم علیه الحجّة ، ولا تبیّن له الحقّ ، فهو معذورٌ مأجورٌ أجراً واحداً لطلبه الحقّ وقصده إلیه ، مغفورٌ له خطؤه إذ لم یتعمّد ؛ لقول الله تعالی : (وَلَیْسَ ف)

ص: 602


1- راجع تاریخَی الخطیب : 6 / 221 [رقم 3275] ، وابن عساکر [12 / 309 ، وفی ترجمة الإمام علیّ ابن أبی طالب من تاریخ دمشق - الطبعة المحقّقة - : 1 / 273 ح 322] ، وکفایة الکنجی : ص 108 [ص 231] والصواعق : ص 76 [ص 127] وتاریخ الخلفاء للسیوطی : ص 115 [ص 161] والفتوحات الإسلامیة : 2 / 342 ، ونور الأبصار : ص 81 [ص 164] ، وهناک مصادر کثیرة أخری. (المؤلف)
2- أخرجه الحاکم فی المستدرک : 3 / 121 ، 128 [3 / 131 ح 4617 ، ص 139 ح 4641] ، والذهبی فی تلخیصه وصحّحاه. (المؤلف)

عَلَیْکُمْ جُنَاحٌ فِیمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَ-کِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُکُمْ)(1) وإن کان مصیباً فله أجران : أجر لإصابته ، وأجر آخر لطلبه إیّاه ، وإن کان قد قامت الحجّة علیه ، وتبیّن له الحقّ فَعَنَدَ عن الحقّ غیر معارض له تعالی ولا لرسوله صلی الله علیه وسلم فهو فاسق ؛ لجرأته علی الله تعالی بإصراره علی الأمر الحرام ، فإن عَنَدَ عن الحقّ مُعارضاً لله ولرسوله صلی الله علیه وسلم فهو کافر مرتدّ حلال الدم والمال ، لا فرق فی هذه الأحکام بین الخطأ فی الاعتقاد فی أیّ شیء

کان من الشریعة وبین الخطأ فی الفُتیا فی أیّ شیء کان. انتهی.

فهل من الممکن إنکار حجّیة کتاب الله العزیز ، أو نفی ما تلوناه منه ، أو احتمال خفاء هذه الحجج الدامغة کلِّها علی أهل الخطأ من أُولئک المجتهدین ، وعدم تبیُّن الحقِّ لهم ، وعدم قیام الحجّة علیهم ، أو تسرّب الاجتهاد والتأویل فی تلک النصوص أیضاً ؟

علی أنَّ هناک نصوصاً نبویّة حول حربه وسلمه ، منها :

ما أخرجه الحاکم فی المستدرک(2) (3 / 149) عن زید بن أرقم عن النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم أنَّه قال لعلیّ وفاطمة والحسن والحسین : «أنا حربٌ لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم».

وذکره(3) الذهبیّ فی تلخیصه ، وأخرجه الکنجی فی الکفایة (ص 189) من طریق الطبرانیّ ، والخوارزمی فی المناقب (ص 90) ، والسیوطی فی جمع الجوامع کما فی ترتیبه (6 / 216) من طریق الترمذی وابن ماجة وابن حبّان والحاکم.

وأخرجه(4) الخطیب بإسناده عن زید فی تاریخه (7 / 137) بلفظ : «أنا حربٌ :

ص: 603


1- الأحزاب : 5.
2- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 161 ح 4714 : وکذا فی التلخیص.
3- کفایة الطالب : ص 331 باب 93 ، المعجم الکبیر : 3 / 40 ح 2620 ، المناقب : ص 149 ح 177 ، کنز العمّال : 12 / 96 ح 34159 ، سنن الترمذی : 5 / 656 ح 3870 ، سنن ابن ماجة : 1 / 52 ح 145 ، الإحسان فی تقریب صحیح ابن حبّان : 15 / 433 ح 6977.
4- تاریخ مدینة دمشق : 5 / 29 ، وفی ترجمة الإمام الحسین علیه السلام من تاریخ دمشق - الطبعة المحقّقة - :

لمن حاربکم ، وسلمٌ لمن سالمکم» ، والحافظ ابن عساکر فی تاریخه (4 / 316) ، ورواه الکنجی فی کفایته (ص 189) من طریق الترمذی ، وابن حجر فی الصواعق (ص 112) من طریق الترمذی وابن ماجة وابن حبّان والحاکم ، وابن الصبّاغ المالکی فی فصوله (ص 11) ، ومحبّ الدین فی الریاض (2 / 189) ، والسیوطی فی جمع الجوامع کما فی ترتیبه (7 / 102) من طریق ابن أبی شیبة والترمذی والطبرانی والحاکم والضیاء

المقدسی فی المختارة.

وأخرجه ابن کثیر فی تاریخه(1) (8 / 36) باللفظ الأوّل عن أبی هریرة من طریق النسائی من حدیث أبی نعیم الفضل بن دکین ، وابن ماجة من حدیث وکیع ، کلاهما عن سفیان الثوری.

وأخرج أحمد فی مسنده(2) (2 / 442) عن أبی هریرة بلفظ : «أنا حربٌ لمن حاربکم وسلمٌ لمن سالمکم» ، والحاکم فی المستدرک(3) (3 / 149) ، والخطیب فی تاریخه (4 / 208) ، والکنجی فی الکفایة(4) (ص 189) من طریق أحمد وقال : حدیث

حسن صحیح. والمتّقی فی الکنز(5) (6 / 216) من طریق أحمد والطبرانی والحاکم.

وأخرج محبّ الدین الطبری فی الریاض(6) (2 / 189) عن أبی بکر الصدِّیق :

رأیت رسول الله صلی الله علیه وسلم خیّم خیمة ، وهو متّکئ علی قوسٍ عربیّة ، وفی الخیمة علیّ وفاطمة والحسن والحسین ، فقال : «معشرَ المسلمین أنا سلمٌ لمن سالم أهل 6.

ص: 604


1- البدایة والنهایة : 8 / 40 حوادث سنة 49 ه.
2- مسند أحمد : 3 / 187 ح 9405.
3- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 161 ح 4713.
4- کفایة الطالب : ص 331 باب 93.
5- کنز العمّال : 12 / 97 ح 34164.
6- الریاض النضرة : 3 / 136.

الخیمة ، حربٌ لمن حاربهم ، ولیٌّ لمن والاهم ، لا یُحبّهم إلّا سعید الجدِّ طیِّب المولد ، ولا یبغضهم إلّا شقیّ الجدّ ردیء الولادة».

وأخرج الحاکم فی المستدرک(1) (3 / 129) عن جابر بن عبدالله قال :

سمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم وهو آخذٌ بضَبْع علیِّ بن أبی طالب وهو یقول : «هذا أمیر البررة ، قاتل الفَجَرة ، منصورٌ من نصره ، مخذولٌ من خذله». ثمّ مدَّ بها صوته. وأخرجه ابن طلحة الشافعی فی مطالب السؤول (ص 31) عن أبی ذرّ بلفظ : «قائد البررة ، وقاتل الکفرة ...». ورواه ابن حجر فی الصواعق(2) (ص 75) عن الحاکم ، وأحمد زینی دحلان فی الفتوحات الإسلامیّة(3) (2 / 338) إلی أحادیث کثیرة لو جمعت لتأتّی مجلّدات ضخمة.

علی أنَّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم کان یبثّ الدعایة بین أصحابه حول تلک المقاتلة التی زعم ابن حزم فیها اجتهاد معاویة وعمرو بن العاص ومن کان معهما ، وکان صلی الله علیه وآله وسلم یأمرهم ویأمر أمیرهم - ولیّ الله الطاهر - بحربهم وقتالهم ، وبطبع الحال ما کان ذلک یخفی علی أیِّ أحد من أصحابه ، وإلیک نماذج من تلک(4) الدعایة النبویّة :

أخرج الحاکم فی المستدرک(5) (3 / 139) والذهبیُّ فی تلخیصه عن أبی أیّوب الأنصاری : أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم أمر علیّ بن أبی طالب بقتال الناکثین والقاسطین والمارقین.

ورواه الکنجی فی کفایته(6) (ص 70). 7.

ص: 605


1- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 140 ح 4644.
2- الصواعق المحرقة : ص 125.
3- الفتوحات الإسلامیّة : 2 / 342.
4- لم نذکرها بجمیع طرقها التی وقفنا علیها روماً للاختصار ، وستوافیک فی الجزء الثالث. (المؤلف)
5- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 150 ح 4674 ، وکذا فی التلخیص.
6- کفایة الطالب : ص 168 باب 37.

وأخرج الحاکم فی المستدرک(1) (3 / 140) عن أبی أیوب قال : سمعت رسول الله یقول لعلیّ : «تقاتل الناکثین والقاسطین والمارقین».

وأخرج الخطیب فی تاریخه (8 / 340 و 13 / 187) ، وابن عساکر(2) عن أمیر المؤمنین علیه السلام قال : «أمرنی رسول الله صلی الله علیه وسلم بقتال الناکثین والمارقین والقاسطین».

وأخرجه الحمّوئی فی فرائد السمطین فی الباب الثالث والخمسین(3) ، والسیوطی فی جمع الجوامع کما فی ترتیبه(4) (6 / 392). وأخرج الحاکم وابن عساکر کما فی ترتیب جمع الجوامع(5) (6 / 391) عن ابن مسعود قال :

خرج رسول الله صلی الله علیه وسلم فأتی منزل أُمّ سلمة ، فجاء علیّ ، فقال رسول الله صلی الله علیه وسلم : «یا أُمّ سلمة هذا - والله - قاتل القاسطین والناکثین والمارقین من بعدی».

وأخرجه الحمّوئی فی فرائد السمطین فی الباب الرابع والخمسین(6) بطریقین عن سعد بن عبادة عن علیٍّ قال : «أُمِرت بقتال الناکثین والمارقین والقاسطین».

وأخرج البیهقی فی المحاسن والمساوئ(7) (1 / 31) والخوارزمی فی المناقب(8) (ص 52 و 58) عن ابن عبّاس قال :

قال رسول الله صلی الله علیه وسلم لأُمِّ سلمة : «هذا علیّ بن أبی طالب لحمه من لحمی ودمه 7.

ص: 606


1- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 150 ح 4675.
2- تاریخ مدینة دمشق : 12 / 367 ، وفی ترجمة الإمام علیّ بن أبی طالب من تاریخ دمشق - الطبعة المحقّقة - : 3 / 200 ح 1206.
3- فرائد السمطین : 1 / 278 ح 217.
4- کنز العمّال : 13 / 112 ح 36367.
5- المصدر السابق : 13 / 110 ح 36361.
6- فرائد السمطین : 1 / 284 ح 224.
7- المحاسن والمساوئ : ص 44 - 45.
8- المناقب : ص 86 ح 77.

من دمی ، وهو منّی بمنزلة هارون من موسی إلّا أنَّه لا نبیّ بعدی ، یا أُمّ سلمة هذا أمیر المؤمنین وسیّد المسلمین ووعاء علمی ووصیّی وبابی الذی أُؤتی منه ، أخی فی الدنیا

والآخرة ومعی فی المقام الأعلی ، علیٌّ یقتل القاسطین والناکثین والمارقین».

ورواه الحمّوئی فی الفرائد(1) فی الباب السابع والعشرین والتاسع والعشرین بطرق ثلاث ، وفیه : «وعیبة علمی» مکان «وعاء علمی» ، والکنجی فی الکفایة(2) (ص 69) ، والمتّقی فی الکنز(3) (6 / 154) من طریق الحافظ العقیلی.

وأخرج شیخ الإسلام الحمّوئی فی فرائده(4) عن أبی أیّوب قال : أمرنی رسول الله صلی الله علیه وسلم بقتال الناکثین والقاسطین ، من طریق الحاکم ، ومن طریقه الآخر عن غیاث بن ثعلبة عن أبی أیّوب ، قال غیاث : قاله أبوأیّوب فی خلافة عمر بن الخطّاب.

وأخرج فی الفرائد فی الباب الثالث والخمسین(5) عن أبی سعید الخدری ، قال : أمرَنا رسول الله صلی الله علیه وسلم بقتال الناکثین والقاسطین والمارقین ، قلنا : یا رسول الله أمرتَنا بقتال هؤلاء فمع من ؟ قال : «مع علیّ بن أبی طالب».

وقال ابن عبدالبَرّ فی الاستیعاب(6) (3 / 53) هامش الإصابة :

ورُوی من حدیث علیّ ، ومن حدیث ابن مسعود ، ومن حدیث أبی أیّوب الأنصاری : أنَّه أمر بقتال الناکثین والقاسطین والمارقین.

فلعلّک باخِعٌ بما ظهرت علیه من الحقِّ الجلیِّ ، غیر أنَّک باحثٌ عن القول 5.

ص: 607


1- فرائد السمطین : 1 / 332 ح 257 باب 61 ، ص 150 ح 113 باب 30.
2- کفایة الطالب : ص 168 باب 37.
3- کنز العمّال : 11 / 607 ح 32936.
4- فرائد السمطین : 1 / 282 ح 222 باب 53.
5- المصدر السابق : 1 / 280 ح 220.
6- الاستیعاب : القسم الثالث / 1117 رقم 1855.

الفصل فی معاویة وعمرو بن العاص ، فعلیک بما فی طیّات کتب التاریخ من کلماتهما ، وسنوقفک علی ما یبیِّن الرشد من الغیّ فی ترجمة عمرو بن العاص ، وعند البحث عن معاویة فی الجزء العاشر.

هذا مجمل القول فی آراء ابن حزم وضلالاته وتحکّماته ، فأنت - کما یقول هو - لو لا الجهل والعمی والتخلیط بغیر علم ، لوجدتَ الرأی العامّ فی ضلاله قد صدر من أهله فی محلّه ، ولیس هناک مجال نسبة الحسد والحَنَق إلی من حکم بذلک من المالکیّین أو غیرهم ، ممّن عاصره أو تأخّر عنه ، وکتابه الفِصَل أقوی دلیل علی حقِّ القول وصواب الرأی.

قال ابن خلّکان فی تاریخه(1) (1 / 370) : کان کثیر الوقوع فی العلماء المتقدِّمین لا یکاد أحد یسلم من لسانه ، قال ابن العریف : کان لسان ابن حزم وسیف الحجّاج شقیقین ، قاله لکثرة وقوعه فی الأئمّة ، فنفرت منه القلوب ، واستهدف لفقهاء وقته ،

فتمالؤوا علی بغضه ، وردّوا قوله ، واجتمعوا علی تضلیله ، وشنّعوا علیه ، وحذّروا

سلاطینهم من فتنته ، ونهوا عوامّهم من الدنوِّ إلیه ، والأخذ عنه ، فأقصته الملوک ، وشرّدته عن بلاده ، حتی انتهی إلی بادیة لبلة(2) ، فتوفّی بها فی آخر نهار الأحد للیلتین بقیتا من شعبان سنة ستّ وخمسین وأربعمائة.

(أَفَمَنْ حَقَّ عَلَیْهِ کَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِی النَّارِ)(3) 9.

ص: 608


1- وفیات الأعیان : 3 / 327 رقم 448.
2- فتح اللامین من بلاد الأندلس. (المؤلف)
3- الزّمر : 19.

مفاد حدیث الغدیر

لعلّ إلی هنا لم یبق مسلک للشکِّ فی صدور الحدیث عن المصدر النبویِّ المقدّس. وأمّا دلالته علی إمامة مولانا أمیر المؤمنین علیه السلام فإنّا مهما شککنا فی شیء ، فلا نشکُّ فی أنَّ لفظة (المولی) سواءٌ کانت نصّاً فی المعنی الذی نحاوله بالوضع اللغویِّ أو مجملةً فی مفادها لاشتراکها بین معانٍ جمّة ، وسواء کانت عریّة عن القرائن لإثبات ما ندّعیه من معنی الإمامة أو محتفّة بها ، فإنّها فی المقام لا تدلّ إلّا علی ذلک لِفَهْم من وعاه من الحضور فی ذلک الُمحتَشد العظیم ، ومن بلغه النبأ بعد حین ممّن یحتجُّ بقوله فی اللغة من غیر نکیر بینهم ، وتتابع هذا الفهم فیمن بعدهم من الشعراء ورجالات الأدب حتی عصرنا الحاضر ، وذلک حجّة قاطعة فی المعنی المراد :

وفی الطلیعة من هؤلاء مولانا أمیر المؤمنین علیه السلام حیث کتب إلی معاویة فی جواب کتاب له من أبیات ستسمعها ما نصّه :

وأوجبَ لی ولایتَهُ علیکُمْ

رسولُ اللهِ یومَ غدیرِ خُمِ

ومنهم : حسّان بن ثابت الحاضر مشهد الغدیر ، وقد استأذن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أن ینظم الحدیث فی أبیات منها قوله :

فقال له : قمْ یا علیُّ فإنّنی

رَضِیتُکَ من بعدی إماماً وهادیا

ص: 609

ومن أولئک : الصحابیّ العظیم قیس بن سعد بن عبادة الأنصاری الذی یقول :

وعلیٌّ إمامنا وإمامٌ

لسوانا أتی به التنزیلُ

یوم قال النبیُّ : من کنت مولا

هُ فهذا مولاه خطبٌ جلیلُ

ومن القوم : محمد بن عبدالله الحمیری القائل :

تناسَوا نصبَه فی یوم خُمٍّ

من الباری ومن خیر الأنامِ

ومنهم : عمرو بن العاص الصحابیُّ القائل :

وکم قد سمعنا من المصطفی

وصایا مُخصَّصةً فی علی

وفی یوم خُمٍّ رقی منبرا

وبلّغَ والصحْبُ لم ترحلِ

فأمنحه إمْرة المؤمنین

من الله مستخلف المنحلِ

وفی کفِّهِ کفُّهُ مُعلناً

یُنادی بأمر العزیز العَلِی

وقال فمن کنتُ مولیً له

علیٌّ له الیوم نِعْم الولی

ومن أولئک : کمیت بن زید الأسدی الشهید (126) حیث یقول :

ویوم الدوحِ دوحِ غدیرِ خُمٍ

أبانَ له الولایةَ لو أُطیعا

ولکنّ الرجالَ تبایعوها

فلم أرَ مثلَها خطراً مَبیعا

ومنهم : السیّد إسماعیل الحمیری المتوفّی (179) فی شعره الکثیر الآتی ، ومنه :

لذلک ما اختاره ربُّهُ

لخیرِ الأنامِ وصیّاً ظهیرا

فقام بخُمٍّ بحیثُ الغدیرُ

وحطَّ الرحالَ وعافَ المسیرا

وقُمَّ له الدوحُ ثمّ ارتقی

علی منبرٍ کان رحْلاً وکورا

ونادی ضحیً باجتماعِ الحجیجِ

فجاؤوا إلیه صغیراً کبیرا

فقال وفی کفِّه حیدرٌ

یُلیح إلیه مُبیناً مشیرا

ص: 610

ألا إنَّ من أنا مولیً له

فمولاه هذا قضاً لن یجورا

فهل أنا بلّغتُ قالوا نعم

فقال اشهدوا غُیَّباً أو حضورا

یُبلِّغ حاضرُکم غائباً

وأُشهِدُ ربّی السمیعَ البصیرا

فقوموا بأمرِ ملیکِ السما

یبایعْه کلٌّ علیه أمیرا

فقاموا لبیعته صافقین

أکفّاً فأوجس منهم نکیرا

فقال إلهیَ والِ الولیَّ

وعادِ العدوَّ له والکفورا

وکن خاذلاً للأُلی یخذُلون

وکن للأُلی ینصرون نصیرا

فکیف تری دعوةَ المصطفی

مُجاباً بها أم هباءً نثیرا

أُحبّکَ یا ثانیَ المصطفی

ومن أُشْهِدَ الناسُ فیه الغدیرا

ومنهم : العبدی الکوفی من شعراء القرن الثانی فی بائیّته الکبیرة بقوله :

وکان عنها لهمْ فی خُمّ مُزدَجرٌ

لَمّا رقی أحمدُ الهادی علی قَتَبِ

وقال والناسُ من دانٍ إلیه ومن

ثاوٍ لدیه ومن مُصغٍ ومُرتقبِ

قم یا علیُّ فإنّی قد أُمِرتُ بأن

أُبلِّغَ الناسَ والتبلیغُ أجدرُ بی

إنّی نصبتُ علیّاً هادیاً علماً

بعدی وإنَّ علیّاً خیرُ مُنتصَبِ

فبایعوک وکلٌّ باسطٌ یَدَهُ

إلیک من فوقِ قلبٍ عنک مُنقلبِ

ومنهم : شیخ العربیّة والأدب أبو تمام المتوفّی (231) فی رائیّته بقوله :

ویومَ الغدیرِ استوضح الحقَّ أهلُهُ

بصحیاءَ لا فیها حجاب ولا سترُ

أقام رسول الله یدعوهُمُ بها

لیقْرَبَهُمْ عُرفٌ وینآهُمُ نُکْرُ

یمدّ بضَبْعیهِ ویُعلِمُ أنَّه

ولیٌّ ومولاکمْ فهل لَکُمُ خُبْرُ

یروحُ ویغدو بالبیان لِمَعْشَرٍ

یروحُ بهم غَمْرٌ ویغدو بهم غَمْرُ

فکان لهم جهرٌ بإثباتِ حقِّهِ

وکان لهم فی بَزِّهمْ حقّه جهرُ

ص: 611

وتبع هؤلاء جماعة من بواقع(1) العلم والعربیّة الذین لا یَعْدون مواقع اللغة ، ولا یجهلون وضع الألفاظ ، ولا یتحرّون إلّا الصحّة فی تراکیبهم وشعرهم ، کدعبل الخزاعی ، والحِمّانی الکوفی ، والأمیر أبی فراس ، وعلم الهدی المرتضی ، والسیِّد

الشریف الرضیّ ، والحسین بن الحجّاج ، وابن الرومیِّ ، وکشاجم ، والصنوبری ، والمفجّع ، والصاحب بن عبّاد ، والناشئ الصغیر ، والتنوخی ، والزاهی ، وأبی العلاء

السروی ، والجوهری ، وابن علویّة ، وابن حمّاد ، وابن طباطبا ، وأبی الفرج ، ومهیار ، والصولی النیلی ، والفنجکردی ... إلی غیرهم من أساطین الأدب وأعلام اللغة ، ولم یزل أثرهم مقتصّاً فی القرون المتتابعة إلی یومنا هذا ، ولیس فی وسع الباحث أن یحکم بخطأ هؤلاء جمیعاً وهم مصادره فی اللغة ، ومراجع الأمّة فی الأدب.

وهنالک زرافات من الناس فهموا من اللفظ هذا المعنی وإن لم یُعربوا عنه بقریض ، لکنّهم أبدوه فی صریح کلماتهم ، أو أنَّه ظهر من لوائح خطابهم ، ومن أولئک

الشیخان وقد أتیا أمیر المؤمنین علیه السلام مهنِّئَین ومبایعَین وهما یقولان : أمسیت یاابن أبی طالب مولی کلِّ مؤمن ومؤمنة(2). فلیت شعری أیّ معنیً من معانی (المولی) الممکن تطبیقه علی مولانا لم یکن قبل ذلک الیوم ، حتی تجدّد به ، فأتیا یهنِّئانه لأجله ، ویصارحانه بأنّه أصبح متلفِّعاً به یوم ذاک ؟ أهو معنی النصرة أو المحبّة اللتین لم یزل أمیر المؤمنین علیه السلام متّصفاً بهما منذ رضع ثُدِیَّ الإیمان مع صنوه المصطفی صلی الله علیه وآله وسلم ؟ أم غیرهما ممّا لا یمکن أن یراد فی خصوص المقام ؟ لاها الله لا ذلک ولا هذا ، وإنَّما أرادا معنیً فهمه کلّ الحضور من أنَّه أولی بهما وبالمسلمین أجمع من أنفسهم ، وعلی ذلک

بایعاه وهنّآه.

ومن أولئک : الحارث بن النعمان الفهری - أو جابر - المنتقَم منه بعاجل العقوبة یوم جاء رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وهو یقول : یا محمد أمرتنا بالشهادتین والصلاة والزکاة ف)

ص: 612


1- البواقع : جمع باقعة ، وهو الرجل الذکیّ العارف.
2- مرّ حدیث التهنئة بأسانیده وتفاصیله (ص 270 - 283). (المؤلف)

والحجّ ثمّ لم ترضَ بهذا حتی رفعتَ بضَبْعَی ابن عمّک ففضّلته علینا ، وقلت : من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ... وقد سبق حدیثه (ص 239 - 247) ، فهل المعنی الملازم للتفضیل الذی استعظمه هذا الکافر الحاسد ، وطَفِق یشکّ أنَّه من الله أم أنَّه مُحاباة من الرسول ، یمکن أن یراد به أحد ذینک المعنیین أو غیرهما ؟

أحسب أنَّ ضمیرک الحرَّ لا یستبیح لک ذلک ، ویقول لک بکلِّ صراحة : إنَّه هو تلک الولایة المطلقة التی لم یؤمن بها طاحنة قریش فی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إلّا بعد قهر من آیات باهرة ، وبراهین دامغة ، وحروب طاحنة ، حتی جاء نصر الله والفتح ورأیت الناس یدخلون فی دین الله أفواجاً ، فکانت هی فی أمیر المؤمنین أثقل علیهم وأعظم ،

وقد جاهر بما أضمره غیره الحارث بن النعمان ، فأخذه الله أخذ عزیز مقتدر.

ومن أولئک : النفرُ الذین وافوا أمیر المؤمنین علیه السلام فی رحبة الکوفة قائلین : السلام علیک یا مولانا. فاستوضح الإمام علیه السلام الحالة لإیقاف السامعین علی المعنی الصحیح ، وقال : «کیف أکون مولاکم وأنتم رهطٌ من العرب ؟»

فأجابوه : إنَّا سمعنا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم یقول یوم غدیر خُمِّ : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه»(1).

عرف القارئ الکریم أنَّ المولویّة المستعظمة عند العرب - الذین لم یکونوا یتنازلون بالخضوع لکلِّ أحد - لیست هی المحبّة والنصرة ولا شیئاً من معانی الکلمة ، وإنَّما هی الرئاسة الکبری التی کانوا یستصعبون حمل نیرها إلّا بموجبٍ یُخضعهم لها ، وهی التی استوضحها أمیر المؤمنین علیه السلام للملأ باستفهام ، فکان من جواب القوم : أنَّهم فهموها من نصِّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم.

وهذا المعنی غیر خافٍ حتی علی المخدّرات فی الحجال ، فقد أسلفنا (ص 208) ف)

ص: 613


1- راجع ما أسلفناه من أسانید هذا الحدیث ومتنه (ص 187 - 191). (المؤلف)

عن الزمخشری فی ربیع الأبرار عن دارمیّة الحجونیّة التی سألها معاویة عن سبب حبّها لأمیر المؤمنین علیه السلام وبغضها له ، فاحتجّت علیه بأشیاء منها : أنَّ رسول الله عقد له الولایة بمشهد منه یوم غدیر خمّ ، وأسندت بغضها له إلی أنَّه قاتَل من هو أولی

بالأمر منه وطلب ما لیس له ، ولم یُنکره علیها معاویة.

وقبل هذه کلّها مناشدة أمیر المؤمنین علیه السلام واحتجاجه به یوم الرحبة ، وقد

أوقفناک علی تفصیل أسانیده وطرقه الصحیحة المتواترة (ص 166 - 185) ، وکان ذلک لمّا نوزع فی خلافته ، وبلغه اتّهام الناس له فیما کان یرویه من تفضیل رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم له وتقدیمه إیّاه علی غیره ، کما مرّ (ص 183 ، 300 ، 301 ، 304 ، 309) ، وقال برهان الدین الحلبی فی سیرته(1) (3 / 303) : احتجَّ به بعد أن آلت إلیه الخلافة ردّاً علی من نازعه فیها.

أفتری - والحالة هذه - معنیً معقولاً للمولی غیر ما نرتئیه ، وفهمه هو علیه السلام ومن شهد له من الصحابة ومن کتم الشهادة إخفاءً لفضله حتی رُمی بفاضح من البلاء ، ومن نازعه حتی أُفحم بتلک الشهادة ؟ وإلّا فأیّ شاهد له فی المنازعة بالخلافة فی معنی الحبِّ والنصرة ، وهما یعمّان سائر المسلمین ؟ إلّا أن یکونا علی الحدّ الذی سنصفه إن شاء الله ، وهو معنی الأولویّة المطلوبة.

والواقف علی موارد الحِجاج بین أفراد الأمّة وفی مجتمعاتها ، وفی تضاعیف الکتب منذ ذلک العهد المتقادم إلی عصورنا هذه جِدُّ علیم بأنّ القوم لم یفهموا من

الحدیث إلّا المعنی الذی یُحتجُّ به للإمامة المطلقة ، وهو الأولویّة من کلِّ أحد بنفسه وماله فی دینه ودنیاه ، الثابت ذلک لرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وللخلفاء المنصوص علیهم من بعده ، نحیل الوقوف علی ذلک علی إحاطة الباحث وطول باع المتتبِّع فلا نطیل بإحصائها المقام. 5.

ص: 614


1- السیرة الحلبیة : 3 / 275.

مفعل بمعنی أفعل

أمّا أنَّ لفظ (مولی) یراد به لغةً الأولی ، أو أنَّه أحد معانیه ، فناهیک من البرهنة

علیه ما تجده فی کلمات المفسِّرین والمحدِّثین من تفسیر قوله تعالی فی سورة الحدید : (فَالْیَوْمَ لَا یُؤْخَذُ مِنکُمْ فِدْیَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِینَ کَفَرُوا مَأْوَاکُمُ النَّارُ هِیَ مَوْلَاکُمْ وَبِئْسَ الْمَصِیرُ) ، فمنهم من حصر التفسیر بأنّها أولی بکم ، ومنهم من جعله أحد المعانی فی الآیة ، فمن الفریق الأوّل :

1 - ابن عبّاس فی تفسیره(1) ، من تفسیر الفیروزآبادی (ص 242).

2 - الکلبی(2) ، حکاه عنه الفخر الرازی فی تفسیره(3) (8 / 93).

3 - الفرّاء یحیی بن زیاد الکوفیّ ، النحویّ(4) : المتوفّی (207).

حکاه عنه الفخر الرازیّ فی تفسیره (8 / 93).

4 - أبو عبیدة معمر بن المثنّی البصریّ : المتوفّی (210).

ذکره عنه الرازی فی تفسیره (8 / 93) ، وذکر استشهاده ببیت لبید :

فغدت کلا الفرجین تحسبُ أنَّه

مولی المخافة خلفها وأمامها(5)

وذکره عنه شیخنا المفید فی رسالته فی معنی المولی(6) ، والشریف المرتضی فی 7.

ص: 615


1- تفسیر ابن عبّاس : ص 458.
2- محمد بن سائب المفسِّر النسّابة : المتوفّی (146) بالکوفة [ذکره فی تفسیره التسهیل لعلوم التنزیل : 4 / 97]. (المؤلف)
3- التفسیر الکبیر : 29 / 227.
4- معانی القرآن : 3 / 134.
5- الفرج : ما بین قوائم الدواب ، والمراد أنَّها تحسب أن کلّ فرج من فرجیها هو الأولی بالمخافة منه.
6- رسالة فی معنی المولی ، المطبوع ضمن مصنّفات الشیخ المفید : 8 / 37.

الشافی(1) من کتابه غریب القرآن وذکر استشهاده ببیت لبید ، واحتج الشریف الجرجانی فی شرح المواقف(2) (3 / 271) بنقل ذلک عنه ردّاً علی الماتن.

5 - الأخفش الأوسط أبو الحسن سعید بن مسعدة النحویّ : المتوفّی (215).

نقله عنه الفخر الرازی فی نهایة العقول ، وذکر استشهاده ببیت لبید.

6 - أبو زید سعید بن أوس اللغویّ ، البصریّ : المتوفّی (215).

حکاه عنه صاحب الجواهر العبقریّة.

7 - البخاری أبو عبدالله محمد بن إسماعیل : المتوفّی (215).

قاله فی صحیحه(3) (7 / 240).

8 - ابن قتیبة : المتوفّی (276) ، المترجم (ص 96).

قاله فی القرطین (2 / 164) ، واستشهد ببیت لبید.

9 - أبو العبّاس ثعلب أحمد بن یحیی النحویّ ، الشیبانیّ : المتوفّی (291).

قال القاضی الزَّوْزَنی حسین بن أحمد المتوفّی (486) فی شرح السبع المعلّقة(4) فی بیت لبید المذکور : قال ثعلب : إنَّ المولی فی هذا البیت بمعنی الأَولی بالشیء کقوله (مَأْوَاکُمُ النَّارُ هِیَ مَوْلَاکُمْ) أی هی أولی بکم.

10 - أبو جعفر الطبری : المتوفّی (310).

ذکره فی تفسیره(5) (9 / 117). 8.

ص: 616


1- الشافی فی الإمامة : 2 / 269.
2- شرح المواقف : 8 / 361.
3- صحیح البخاری : 4 / 1815.
4- شرح المعلّقات السبع : ص 106.
5- جامع البیان : مج 13 / ج 27 / 228.

11 - أبو بکر الأنباری محمد بن القاسم اللغویّ ، النحویّ : المتوفّی (328).

قاله فی تفسیره - مشکل القرآن - نقله عنه الشریف المرتضی فی الشافی(1) ، وذکر استشهاده ببیت لبید ، وابن البطریق فی العمدة(2) (ص 55).

12 - أبو الحسن الرمّانی علیّ بن عیسی المشهور بالورّاق ، النحویّ : المتوفّی (382 ، 384).

ذکره عنه الفخر الرازی فی نهایة العقول.

13 - أبو الحسن الواحدی : المتوفّی (468) ، المترجم (ص 111).

ففی الوسیط(3) : (مَأْوَاکُمُ النَّارُ هِیَ مَوْلَاکُمْ) هی أولی بکم لما أسلفتم من الذنوب ، والمعنی : أنَّها هی التی تلی علیکم ؛ لأنّها قد ملکت أمرکم ، فهی أولی بکم من کلِّ شیء.

14 - أبو الفرج ابن الجوزی : المتوفّی (597) ، المترجم (ص 117).

نقله فی تفسیره زاد المسیر(4) عن أبی عبیدة مرتضیاً له.

15 - أبو سالم محمد بن طلحة الشافعیّ : المتوفّی (652).

قاله فی مطالب السؤول (ص 16).

16 - شمس الدین سبط ابن الجوزیّ ، الحنفیّ : المتوفّی (654).

قاله فی التذکرة(5) (ص 19). 2.

ص: 617


1- الشافی فی الإمامة : 2 / 272.
2- العمدة : ص 113.
3- تفسیر الوسیط : 4 / 249.
4- زاد المسیر : 8 / 167.
5- تذکرة الخواص : ص 32.

17 - محمد بن أبی بکر الرازیّ صاحب مختار الصحاح.

قال فی غریب القرآن - فرغ منه (668) - : المولی : الذی هو أولی بالشیء ، ومنه قوله : (مَأْوَاکُمُ النَّارُ هِیَ مَوْلَاکُمْ) ؛ أی هی أولی بکم ، والمولی فی اللغة علی ثمانیة أوجه - وعدّ منها - الأَولی بالشیء.

18 - التفتازانیّ : المتوفّی (791).

ذکره فی شرح المقاصد(1) (ص 288) نقلاً عن أبی عبیدة.

19 - ابن الصبّاغ المالکیّ : المتوفّی (855) ، المترجم (ص 131).

عدّ فی الفصول المهمّة(2) (ص 28) الأَولی بالشیء من معانی المولی المستعملة فی الکتاب العزیز.

20 - جلال الدین محمد بن أحمد المحلّی ، الشافعیّ : المتوفّی (854).

فی تفسیر الجلالین(3).

21 - جلال الدین أحمد الخجندی ، ففی توضیح الدلائل علی ترجیح الفضائل عنه أنَّه قال : المولی یطلق علی معانٍ ، ومنها : الأَولی فی قوله تعالی : (هِیَ مَوْلَاکُمْ) ؛ أی أَولی بکم.

22 - علاء الدین القوشجی : المتوفّی (879).

ذکره فی شرح التجرید(4).

23 - شهاب الدین أحمد بن محمد الخفاجیّ ، الحنفیّ : المتوفّی (1069). 7.

ص: 618


1- شرح المقاصد : 5 / 273.
2- الفصول المهمّة : ص 42.
3- تفسیر الجلالین : ص 721.
4- شرح التجرید : ص 477.

قاله فی حاشیة تفسیر البیضاوی مستشهداً ببیت لبید.

24 - السیّد الأمیر محمد الصنعانی : قاله فی الروضة الندیّة(1) نقلاً عن الفقیه حمید المحلّی.

25 - السیّد عثمان الحنفیّ ، المکیّ : المتوفّی (1268).

قاله فی تاج التفاسیر(2) (2 / 196).

26 - الشیخ حسن العدوی ، الحمزاویّ ، المالکیّ : المتوفّی (1303).

قال فی النور الساری. هامش صحیح البخاری (7 / 240) : (هِیَ مَوْلَاکُمْ) : أَولی بکم من کلِّ منزل علی کفرکم وارتیابکم.

27 - السیّد محمد مؤمن الشبلنجیّ : ذکره فی نور الأبصار(3) (ص 78).

ومن الفریق الثانی :

28 - أبو إسحاق أحمد الثعلبی : المتوفّی (427).

قال فی الکشف والبیان : (مَأْوَاکُمُ النَّارُ هِیَ مَوْلَاکُمْ) ؛ أی صاحبتکم وأولی وأحقُّ بأن تکون مسکناً لکم. ثمّ استشهد ببیت لبید المذکور.

29 - أبو الحجّاج یوسف بن سلیمان الشنتمری : المتوفّی (476).

قاله فی تحصیل عین الذهب - تعلیق کتاب سیبویه - (1 / 202) فی قول لبید واستشهد بالآیة الکریمة.

30 - الفرّاء حسین بن مسعود البغوی : المتوفّی (510). 0.

ص: 619


1- الروضة الندیّه شرح التحفة العلویّة : ص 158.
2- تاج التفاسیر : 2 / 182.
3- نور الأبصار : ص 160.

قاله فی معالم التنزیل(1).

31 - الزمخشری : المتوفّی (538).

ذکره فی الکشّاف(2) (2 / 435) ، واستشهد ببیت لبید ، ثمّ قال : یجوز أن یراد هی ناصرکم ... إلخ.

32 - أبو البقاء محبّ الدین العکبریّ ، البغدادیّ : المتوفّی (616).

قاله فی تفسیره(3) (ص 135).

33 - القاضی ناصر الدین البیضاویّ : المتوفّی (692).

ذکره فی تفسیره(4) (2 / 497) واستشهد ببیت لبید.

34 - حافظ الدین النسفی : المتوفّی (701 ، 710).

ذکره فی تفسیره(5) هامش تفسیر الخازن (4 / 229).

35 - علاء الدین علیّ بن محمد الخازن ، البغدادیّ : المتوفّی (741).

قاله فی تفسیره (4 / 229).

36 - ابن سمین أحمد بن یوسف الحلبی : المتوفّی (856).

قال فی تفسیره المصون فی علم الکتاب المکنون : (هِیَ مَوْلَاکُمْ) یجوز أن یکون مصدراً ؛ أی ولایتکم ؛ أی ذات ولایتکم ، وأن یکون مکاناً أی مکان ولایتکم ، وأن یکون أولی بکم ، کقولک : هو مولاه. 6.

ص: 620


1- معالم التنزیل : 4 / 297.
2- الکشّاف : 4 / 476.
3- إملاء ما منّ به الرحمن : 2 / 256.
4- تفسیر البیضاوی : 2 / 469.
5- تفسیر النسفی : 4 / 226.

37 - نظام الدین النیسابوری : قاله فی تفسیره(1) هامش تفسیر الرازی.

38 - الشربینی الشافعیّ : المتوفّی (977).

قاله فی تفسیره(2) (4 / 200) واستشهد ببیت لبید.

39 - أبو السعود محمد بن محمد الحنفیّ ، القسطنطینیّ : المتوفّی (972).

ذکره فی تفسیره(3) هامش تفسیر الرازی (8 / 72) ، ثمّ ذکر بقیّة المعانی.

40 - الشیخ سلیمان جمل : ذکر فی تعلیقه علی تفسیر الجلالین الذی أسماه بالفتوحات الإلهیّة(4) ، وفرغ منه سنة (1198).

41 - المولی جارالله ألله آبادی.

قال فی حاشیة تفسیر البیضاوی : المولی مشتقٌّ من الأولی بحذف الزائد.

42 - محبّ الدین أفندی. قاله فی شرح بیت لبید فی کتابه تنزیل الآیات علی الشواهد من الأبیات(5) سنة (1281).

ولولا أنَّ هؤلاء - وهم أئمّة العربیّة وبواقع اللغة - عرفوا أنَّ هذا المعنی من معانی اللفظ اللغویّة لما صحّ لهم تفسیره ، وأمّا قول البیضاوی - بعد أن ذکر معنی الأَولی - : وحقیقته محراکم ؛ أی مکانکم الذی یقال فیه : هو أولی بکم ، کقولک : هو

مئنة الکرم ، أی مکان قول القائل : إنَّه الکریم ، أو مکانکم عمّا قریب ، من الولی وهو القرب ، أو ناصرکم علی طریقة قوله : 1.

ص: 621


1- غرائب القرآن : 27 / 130.
2- السراج المنیر : 4 / 208.
3- إرشاد العقل السلیم إلی مزایا القرآن الکریم : 8 / 208.
4- الفتوحات الإلهیة : 4 / 290.
5- تنزیل الآیات علی الشواهد من الأبیات : ص 201.

تحیّة بینهم ضربٌ وجیعُ. أو متولّیکم یتولّاکم کما تولّیتم موجباتها فی الدنیا(1). انتهی.

فإنّه لا یعنی به الحقیقة اللغویّة التی نصّ بها أوّلاً ، وإنَّما یرید الحاصل من المعنی ، ویشعر إلی(2) ذلک تقدیم قوله : (هِیَ أَولی بکُم) واستشهاده ببیت لبید الذی لم یحتمل فیه غیر هذا المعنی ، وقوله أخیراً : مکانکم الذی یقال فیه ... إلخ. وأنَّه أخذ فی تقریب بقیّة المعانی بأنحاء من العنایة یناسب کلٌ منها واحداً منهنّ إلّا معنی (الأَولی) ، فإنّه لم یقرِّبْه من الوجهة اللغویّة ، بل أثبته بتقدیمه والاستشهاد بالشعر ، وإنَّما طفِق یقرّبُه من وجهة القصد والإرادة. ویقرب منه ما فی تفسیر النسفی.

وقال الخازن(3) : (هِیَ مَوْلَاکُمْ) أی ولیّکم ، وقیل : أَولی بکم لِما أسلفتم من الذنوب ، والمعنی هی التی تلی علیکم لأنّها ملکت أمرکم وأُسلِمتم إلیها ، فهی أَولی بکم من کلِّ شیء ، وقیل : معنی الآیة : لا مولی لکم ولا ناصر ؛ لأنّ من کانت النار مولاه فلا مولی له. انتهی.

أمّا تفسیره بالولیّ ، فلا منافاة فیه لما نرتئیه لما ثبت من مساوقة (الولیّ) مع (المولی) فی جملة من المعانی.

ومنها : الأَولی بالأمر ، وسیوافیک إیضاح ذلک إن شاء الله ، فیکون القولان محض تغایر فی التعبیر ، لا تبایناً فی الحقیقة. وما استرسل بعد ذلک من البیان فهو تقریب لإرادة المعنی کما أسلفناه. والقول الثالث هو ذکر لازم المعنی سواءٌ کان هو الولیّ أو الأَولی ، فلا معاندة بینه وبین ما تقدّمه من تفسیر اللفظ.

وهناک آیات أخری استعمل فیها المولی أیضاً بمعنی الأَولی بالأمر منها : 9.

ص: 622


1- أنوار التنزیل : 2 / 469.
2- الظاهر أنَّه قدس سره ضمّن «یشعر» معنی «یشیر» فعدّاه ب- «إلی».
3- تفسیر الخازن : 4 / 229.

قوله تعالی فی سورة البقرة : (أَنتَ مَوْلَانَا) : قال الثعلبی فی الکشف والبیان(1) : أی ناصرنا وحافظنا وولیّنا وأَولی بنا.

وقوله تعالی فی سورة آل عمران : (بَلِ اللَّ-هُ مَوْلَاکُمْ) : قال أحمد بن الحسن الزاهد الدرواجکی فی تفسیره المشهور بالزاهدی : أی الله أَولی بأن یطاع.

وقوله تعالی فی سورة التوبة : (مَا کَتَبَ اللَّ-هُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَی اللَّ-هِ فَلْیَتَوَکَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) :

قال أبو حیّان فی تفسیره (5 / 52) : قال الکلبی : أی أَولی بنا من أنفسنا فی الموت والحیاة. وقیل : مالکنا وسیّدنا فلهذا یتصرّف کیف یشاء.

وقال السجستانی العزیزی فی غریب القرآن(2) (ص 154) : أی ولیّنا ، والمولی

علی ثمانیة أوجه : المعتِق - بالکسر - والمعتَق - بالفتح - والولیّ ، والأَولی بالشیء ، وابن العمّ ، والصهر ، والجار ، والحلیف.

کلام الرازی فی مفاد الحدیث

أقبل الرازی یتتعتع ویتلعثم بشُبَهٍ یبتلعها طوراً ، ویجترّها تارةً ، وأخذ یصعِّد ویصوِّب فی الإتیان بالشُّبه بصورةٍ مکبَّرة ، فقال بعد نقله معنی الأولی عن جماعة ما نصّه :

قال تعالی : (مَأْوَاکُمُ النَّارُ هِیَ مَوْلَاکُمْ وَبِئْسَ الْمَصِیرُ) ، وفی لفظ (المولی) هاهُنا أقوال :

أحدها : قال ابن عبّاس : مولاکم ؛ أی مصیرکم ، وتحقیقه : أنَّ المولی موضع 1.

ص: 623


1- الکشف والبیان : الورقة 92 سورة الحدید : آیة 15.
2- غریب القرآن : ص 311.

الولیّ وهو القرب ، فالمعنی : أنَّ النار هی موضعکم الذی تقربون منه وتصلون إلیه.

والثانی : قال الکلبی : یعنی أَولی بکم ، وهو قول الزجّاج والفرّاء وأبی عبیدة.

واعلم أنَّ هذا الذی قالوه معنیً ، ولیس بتفسیر اللفظ ؛ لأنّه لو کان (مولی) و (أَولی) بمعنیً واحد فی اللغة لصحّ استعمال کلِّ واحد منهما فی مکان الآخر ، فکان

یجب أن [یصح أن](1) یقال : هذا مولیً من فلان [کما یقال هذا أَولی من فلان ، ویصح أن یقال هذا أَولی فلان کما یقال هذا مولی فلان](2) ، ولمّا بطل ذلک علمنا أنَّ الذی قالوه معنیً ، ولیس بتفسیر.

وإنَّما نبّهنا علی هذه الدقیقة ؛ لأنّ الشریف المرتضی - لمّا تمسّک فی إمامة علیّ بقوله علیه السلام : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه» - قال : أحد معانی (مولی) أنَّه (أَولی) ، واحتجَّ فی ذلک بأقوال أئمّة اللغة فی تفسیر هذه الآیة بأنَّ (مولیً) معناه (أَولی) وإذا ثبت أنَّ اللفظ محتمِلٌ له وجب حمله علیه ؛ لأنَّ ما عداه إمّا بیِّن الثبوت ککونه ابن العمّ(2) والناصر ، أو بیّن الانتفاء کالمُعتِق والمُعتَق ، فیکون علی التقدیر الأوّل عبثاً ، وعلی التقدیر الثانی کذباً.

وأمّا نحن فقد بینّا بالدلیل أنَّ قول هؤلاء فی هذا الموضع معنیً لا تفسیر ، وحینئذٍ یسقط الاستدلال به. تفسیر الرازی(3) (8 / 93).

وقال فی نهایة العقول : إنَّ المولی لو کان یجیء بمعنی (الأَولی) لصحّ أن یقرن بأحدهما کلّ ما یصحُّ قرنه بالآخر ، لکنّه لیس کذلک ، فامتنع کون المولی بمعنی الأَولی. .

ص: 624


1- و (2) الزیادة من المصدر.
2- هذه غفلة عجیبة ، وسیُوافیک أنَّ النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم کان ابن عمّ جعفر وعقیل وطالب وآل أبی طالب کلّهم ، ولم یکن أمیر المؤمنین ابن عمّ لهم ، فإنّه کان أخاهم ، فهذا ممّا یلزم منه الکذب لو أُرید من لفظ (المولی) ، لا ممّا هو بیّن الثبوت. (المؤلف)
3- التفسیر الکبیر : 29 / 227 .

بیان الشرطیّة : إنَّ تصرّف الواضع لیس إلّا فی وضع الألفاظ المفردة للمعانی المفردة ، فأمّا ضمُّ بعض تلک الألفاظ إلی البعض بعد صیرورة کلِّ واحد منهما موضوعاً لمعناه المفرد فذلک أمر عقلیّ ، مثلاً إذا قلنا : الإنسان حیوان فإفادة لفظ الإنسان للحقیقة المخصوصة بالوضع ، وإفادة لفظ الحیوان للحقیقة المخصوصة أیضاً بالوضع ، فأمّا نسبة الحیوان إلی الإنسان - بعد المساعدة علی کون کلِّ واحد من هاتین اللفظتین موضوعة للمعنی المخصوص - فذلک بالعقل لا بالوضع ، وإذا ثبت ذلک فلفظة (الأَولی) إذا کانت موضوعةً لمعنیً ولفظة (من) موضوعة لمعنیً آخر ، فصحّة دخول أحدهما علی الآخر لا تکون بالوضع بل بالعقل.

وإذا ثبت ذلک ، فلو کان المفهوم من لفظة (الأَولی) بتمامه من غیر زیادة ولا نقصان هو المفهوم من لفظة (المولی) ، والعقل حکَمَ بصحّة اقتران المفهوم من لفظة (من) بالمفهوم من لفظة (الأَولی) ، وجب صحّة اقترانه أیضاً بالمفهوم من لفظة (المولی) ؛ لأنّ صحّة ذلک الاقتران لیست بین اللفظین ، بل بین مفهومیهما.

بیان أنَّه لیس کلُّ ما یصحّ دخوله علی أحدهما صحّ دخوله علی الآخر : إنَّه لا یقال : هو مولیً من فلان ، ویصحّ أن یقال : هو مولیً ، وهما مولَیان ، ولا یصحّ أن

یقال : هو أَولی - بدون من - وهما أَولیان. وتقول : هو مولی الرجل ومولی زید ، ولا تقول : هو أَولی الرجل وأَولی زید. وتقول : هما أَولی رجلین وهم أَولی رجال ، ولا تقول : هما مولی رجلین ، ولا هم مولی رجال ، ویقال : هو مولاه ومولاک ، ولا یقال : هو أولاه وأولاک. لا یقال : ألیس یقال : ما أَولاه ! لأنّا نقول : ذاک أفعل

التعجّب ، لا أفعل التفضیل ، علی أنَّ ذاک فعل ، وهذا اسم ، والضمیر هناک منصوب ،

وهنا مجرورٌ ، فثبت أنَّه لا یجوز حمل المولی علی الأَولی. انتهی.

وإن تعجب فعجب أن یعزب عن الرازی اختلاف الأحوال فی المشتقّات لزوماً وتعدیةً بحسب صِیَغها المختلفة . إنَّ اتحاد المعنی أو الترادف بین الألفاظ إنَّما یقع فی جوهریّات المعانی ، لا عوارضها الحادثة من أنحاء الترکیب وتصاریف الألفاظ

ص: 625

وصیغها ، فالاختلاف الحاصل بین (المولی) و (الأَولی) - بلزوم مصاحبة الثانی للباء وتجرّد الأوّل منه - إنَّما حصل من ناحیة صیغة (أفعل) من هذه المادّة ، کما أنَّ مصاحبة (من) هی مقتضی تلک الصیغة مطلقاً. إذن فمفاد (فلانٌ أَولی بفلان) و (فلانٌ مولی

فلان) واحدٌ ، حیث یراد به الأولی به من غیره ، کما أنَّ (أفعل) بنفسه یستعمل مضافاً إلی المثنّی والجمع أو ضمیرهما بغیر أداة فیقال : زید أفضل الرجلین أو أفضلهما ، وأفضل

القوم أو أفضلهم ، ولا یستعمل کذلک إذا کان ما بعده مفرداً ، فلا یقال : زید أفضل عمرو ، وإنَّما هو أفضل منه ، ولا یرتاب عاقل فی اتّحاد المعنی فی الجمیع ، وهکذا الحال فی بقیّة صیغ (أفعل) کأعلم وأشجع وأحسن وأسمح وأجمل إلی نظائرها.

قال خالد بن عبدالله الأزهری فی باب التفضیل من کتابه التصریح : إنَّ صحّة وقوع المرادف موقع مرادفه إنَّما یکون إذا لم یمنع من ذلک مانعٌ ، وهاهنا منع مانع ، وهو الاستعمال ، فإنَّ اسم التفضیل لا یصاحب من حروف الجرّ إلّا (من) خاصّة ، وقد تُحذَف مع مجرورها للعلم بها نحو (وَالْآخِرَةُ خَیْرٌ وَأَبْقَی)(1).

علی أنَّ ما تشبّث به الرازی یطّرد فی غیر واحد من معانی المولی التی ذکرها هو وغیره ، منها ما اختاره معنیً للحدیث وهو (الناصر) ، فلم یستعمل هو مولی دین الله مکان ناصره ، ولا قال عیسی - علی نبیِّنا وآله وعلیه السلام - : من موالیَّ إلی الله ؟ مکان قوله : (مَنْ أَنصَارِی إِلَی اللَّ-هِ)(2) ، ولا قال الحواریّون : نحن موالی الله ؟ بدل قولهم : (نَحْنُ أَنصَارُ اللَّ-هِ).

ومنها الولیُّ فیقال للمؤمن : هو ولیُّ الله ، ولم یرد من اللغة مولاه ، ویقال : الله ولیُّ المؤمنین ومولاهم ، کما نصَّ به الراغب فی مفرداته(3) (ص 555). 3.

ص: 626


1- الأعلی : 17.
2- الصف : 14.
3- المفردات فی غریب القرآن : ص 533.

وهلمّ معی إلی أحد معانی (المولی) المتّفق علی إثباته وهو المنعم علیه ، فإنّک تجده مخالفاً لأصله فی مصاحبة (علی) فیجب علی الرازی أن یمنعه إلّا أن یقول : إنَّ

مجموع اللفظ وأداته هو معنی المولی لکن ینکمش منه فی الأَولی به لأمر ما دبّره بلیل.

وهذه الحالة مطّردة فی تفسیر الألفاظ والمشتقّات وکثیر من المترادفات علی فرض ثبوت الترادف ، فیقال : أجحف به وجحفه ، أکبّ لوجهه وکبّه الله ، أحرس به وحرسه ، زریت علیه زریاً وأزریت به ، نسأ الله فی أجله وأنسأ أجله ، رفقت به وأرفقته ، خرجت به وأخرجته ، غفلت عنه وأغفلته ، أبذیت القوم وبذوت علیهم ، أشلتُ الحجر وشلتُ به. کما یقال : رأمت الناقة ولدها أی عطفت علیه ، اختتأ له أی خدعه ، صلّی علیه أی دعا له ، خنقته العبرة أی غصّ بالبکاء ، احتنک الجراد الأرض ، وفی القرآن (لَأَحْتَنِکَنَّ ذُرِّیَّتَهُ)(1) ؛ أی أستولی علیها وأستولیَنّ علیهم ، ویقال : استولی علیه ؛ أی غلبه وتمکّن منه ، وکلّها بمعنیً واحد ، ویقال : أجحف فلان بعبده أی کلّفه ما لا یُطاق.

وقال شاه صاحب فی الحدیث : إنَّ (أَولی) فی قوله صلی الله علیه وسلم : «ألستُ أَولی بالمؤمنین من أنفسهم» مشتقٌّ من الولایة بمعنی الحبّ. انتهی. فیقال : أَولی بالمؤمنین ؛ أی أحبّ إلیهم ، ویقال بصر به ونظر إلیه ورآه ، وکلّها واحدٌ.

وأنت تجد هذا الاختلاف یطّرد فی جلّ الألفاظ المترادفة التی جمعها الرمّانی - المتوفّی (384) - فی تألیف مفرد فی (45) صحیفة - طبع مصر (1321) - ولم ینکر أحدٌ من اللغویّین شیئاً من ذلک لمحض اختلاف الکیفیّة فی أداة الصحبة ، کما لم ینکروا بسائر الاختلافات الواردة من الترکیب ، فإنّه یقال : عندی درهمٌ غیر جیّد ، ولم یجُز : عندی درهمٌ إلّا جیِّد ، ویقال : إنَّک عالمٌ ، ولا یقال : إنَّ أنت عالم ، ویدخل (إلی) علی المضمر ، دون حتی مع وحدة المعنی ، ولاحظ (أم) و (أو) فإنّهما للتردید ، ویفرقان فی 2.

ص: 627


1- الإسراء : 62.

الترکیب بأربعة أوجه ، وکذلک هل والهمزة ، فإنّهما للاستفهام ، ویفرقان بعشرة فوارق ، و (أیّان) و (حتی) مع اتِّحادهما فی المعنی یفرقان بثلاث ، و (کم) و (کأیّن)

بمعنیً واحد ، ویفرقان بخمسة ، و (أیّ) و (من) یفرقان بستّة مع اتحادهما ، و (عند)

و (لَدُن) و (لدی) مع وحدة المعنی فیها تفرق بستّة أوجه.

ولعلّ إلی هذا التهافت الواضح فی کلام الرازی أشار نظام الدین النیسابوری فی تفسیره(1) بعد نقل محصّل کلامه إلی قوله : وحینئذٍ یسقط الاستدلال به ، فقال : قلت : فی هذا الإسقاط بحث لا یخفی.

الشبهة عند العلماء

لم تکن هذه الشبهة الرازیّة الداحضة بالتی تخفی علی العرب والعلماء ، لکنّهم عرفوها قبل الرازی وبعده ، وما عرفوها إلّا فی مَدحرة البطلان ، ولذلک تراها لم تزحزحهم عن القول بمجیء (المولی) بمعنی (الأَولی).

قال التفتازانی فی شرح المقاصد(2) (ص 289) ، والقوشجی فی شرح التجرید(3) ولفظهما واحد :

إنَّ المولی قد یراد به المُعتَق والحلیف والجار وابن العمّ والناصر والأَولی بالتصرّف ، قال الله تعالی : (مَأْوَاکُمُ النَّارُ هِیَ مَوْلَاکُمْ) ؛ أی أوَلی بکم ، ذکره أبو عبیدة ، وقال النبیُّ صلی الله علیه وسلم : «أیّما امرأة نُکِحت بغیر إذن مولاها ...» ؛ أی الأَولی بها والمالک لتدبیر أمرها ، ومثله فی الشعر کثیر.

وبالجملة : استعمال (المولی) بمعنی المتولّی والمالک للأمر والأَولی بالتصرّف شائعٌ فی کلام العرب ، منقول عن کثیر من أئمّة اللغة ، والمراد أنَّه اسمٌ لهذا المعنی ، لا أنَّه 7.

ص: 628


1- غرائب القرآن : 27 / 133.
2- شرح المقاصد : 5 / 273.
3- شرح التجرید : ص 477.

صفة بمنزلة الأَولی ؛ لیُعترَض بأنّه لیس من صیغة أفعل التفضیل وأنَّه لا یستعمل استعماله. انتهی.

ذکرا ذلک عند تقریب الاستدلال بالحدیث علی الإمامة ثمّ طفقا یردّانه من شتّی النواحی ، عدا هذه الناحیة ، فأبقیاها مقبولةً عندهما ، کما أنَّ الشریف الجرجانی فی شرح المواقف حذا حذوهما فی القبول ، وزاد بأنّه ردّ بذلک مناقشة القاضی عضد بأنّ (مفعلاً) بمعنی (أفعل) لم یذکره أحدٌ ، فقال :

أُجیب عنه بأنّ المولی بمعنی المتولّی والمالک للأمر والأَولی بالتصرّف شائع فی کلام العرب منقول من أئمّة اللغة ، قال أبو عبیدة : (هِیَ مَوْلَاکُمْ) أی أَولی بکم ، وقال علیه السلام : «أیّما امرأةٍ نُکحت بغیر إذن مولاها ...» ؛ أی الأَولی بها والمالک لتدبیر أمرها(1).انتهی.

وابن حجر فی الصواعق(2) (ص 24) علی تصلّبه فی ردّ الاستدلال بالحدیث سلّم مجیء المولی بمعنی الأَولی بالشیء ، لکنّه ناقش فی متعلّق الأولویّة فی أنَّه هل هی عامّة الأمور ، أو أنَّها الأَولویّة من بعض النواحی ؟ واختار الأخیر ، ونسب فهم هذا المعنی من الحدیث إلی الشیخین أبی بکر وعمر فی قولهما : أمسیت مولی کلِّ مؤمن ومؤمنة ، وحکاه عنه الشیخ عبدالحقّ فی لمعاته ، وکذا حذا حذوه الشیخ شهاب الدین أحمد بن عبدالقادر الشافعی فی ذخیرة المآل ، فقال :

التولّی : الولایة ، وهو الصدیق والناصر ، أو الأولی بالاتّباع والقرب منه ، کقوله تعالی : (إِنَّ أَوْلَی النَّاسِ بِإِبْرَاهِیمَ لَلَّذِینَ اتَّبَعُوهُ)(3) ، وهذا الذی فهمه عمر رضی الله عنه من الحدیث ، فإنّه لمّا سمعه قال : هنیئاً یا ابن أبی طالب أمسیتَ ولیَّ کلِّ مؤمن ومؤمنة.

انتهی.8.

ص: 629


1- حاشیة السیالکوتی علی شرح المواقف : 8 / 361.
2- الصواعق المحرقة : ص 44.
3- آل عمران : 68.

وسبق عن الأنباری فی مشکل القرآن : أنَّ للمولی ثمانیة معانٍ ، أحدها : الأَولی بالشیء ، وحکاه الرازی عنه وعن أبی عبیدة ، فقال فی نهایة العقول :

لا نُسلّم أنَّ کلّ من قال :إنَّ لفظة (المولی) محتملةٌ للأَولی قال بدلالة الحدیث علی إمامة علیٍّ رضی الله عنه. ألیس أنَّ أبا عبیدة وابن الأنباری حکما بأنّ لفظة (المولی) للأَولی مع کونهما قائلین(1) بإمامة أبی بکر رضی الله عنه ؟

ونقل الشریف المرتضی(2) عن أبی العبّاس المبرّد : أنَّ أصل تأویل الولیّ ؛ أی الذی هو أَولی وأحقّ ، ومثله المولی.

وقال أبو نصر الفارابی الجوهری المتوفّی (393) فی صحاح اللغة(3) (2 / 564) مادّة (ولی) فی قول لبید : إنَّه یرید أَولی موضع أن یکون فیه الخوف.

وأبو زکریا الخطیب التبریزی فی شرح دیوان الحماسة(4) (1 / 22) فی قول جعفر بن عُلْبة الحارثی :

ألهفا بقرّی سحبل(5) حین أحلبت

علینا الولایا والعدوّ المباسل ش

عدّ من وجوه معانی المولی الثمانیة(6) الولیّ والأَولی بالشیء ، وعن عمر بن عبدالرحمن الفارسی القزوینی فی کشف الکشّاف فی بیت لبید : أنَّ مولی المخافة ؛ أی أولی وأحری بأن یکون فیه الخوف. وعدّ سبط ابن الجوزی فی التذکرة(7) (ص 19) ذلک من معانی المولی العشرة المستندة إلی علماء العربیّة ، ومثله ابن طلحة الشافعی فی 2.

ص: 630


1- لا یهمّنا ما یرتئیه فی الإمامة ، وإنَّما الغرض تنصیصهما بمعنی اللفظ اللغوی. (المؤلف)
2- الشافی فی الإمامة : 2 / 219.
3- الصحاح : 6 / 2529.
4- شرح دیوان الحماسة : 1 / 9.
5- سحبل : موضع فی دیار بنی الحارث بن کعب. معجم البلدان : 3 / 194.
6- وهی : العبد ، والسیّد ، وابن العمّ ، والصهر ، والجار ، والحلیف ، والولیّ ، والأَولی بالشیء. (المؤلف)
7- تذکرة الخواص : ص 31 - 32.

مطالب السؤول (ص 16) ، وذکر الأَولی فی طلیعة المعانی التی جاء بها الکتاب ، وتبعه الشبلنجی فی نور الأبصار(1) (ص 78) ، وأسند ذلک إلی العلماء ، وقال شارحا المعلّقات السبع - عبدالرحیم بن عبدالکریم(2) ، ورشید النبیّ - فی بیت لبید : إنَّه أراد ب- (ولیّ المخافة) الأَولی بها.

وبذلک کلّه تعرف حال ما أسنده صاحب التحفة الاثنا عشریّة(3) إلی أهل العربیّة قاطبة من إنکار استعمال (المولی) بمعنی الأَولی بالشیء أَوَ یحسبُ الرجل أنَّ من ذکرناهم من أئمّة الأدب الفارسی ؟ أو أنَّهم لم یقفوا علی موارد لغة العرب ، کما

وقف علیها الشاه صاحب الهندی ؟ ولیس الحَکَم فی ذلک إلّا ضمیرک الحرّ.

مضافاً إلی أنَّ إنکار الرازی عدم استعمال (أَولی) مضافاً ، ممنوع علی إطلاقه ؛ لما عرفت من إضافته إلی المثنّی والمجموع ، وجاءت فی السنّة إضافته إلی النکرة ، ففی

صحیح البخاری(4) فی الجزء العاشر (ص 7 ، 9 ، 10 ، 13) بأسانید جمّة قد اتّفق فیها اللفظ عن ابن عبّاس عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم قال : «ألحقوا الفرائض بأهلها فما ترکت الفرائض فلأَولی رجل ذکر». ورواه مسلم فی صحیحه(5) (2 / 2) وفیما أخرجه أحمد فی المسند(6) (1 / 313) : «فلأَولی ذکر» ، وفی (ص 325) : «فلأَولی رجل ذکر» ، وفی نهایة ابن الأثیر(7) (2 / 49) : «لأَولی رجل ذکر».

ویعرب عمّا نرتئیه فی حدیث الغدیر ما یماثله فی سیاقه جدّاً عن 9.

ص: 631


1- نور الأبصار : ص 160.
2- شرح المعلّقات السبع : ص 54.
3- التحفة الاثنا عشریّة : ص 209.
4- صحیح البخاری : 6 / 2476 ح 6351 ، ص 2477 ح 6354 ، ص 2478 ح 6356 ، ص 2480 ح 6365.
5- صحیح مسلم : 3 / 425 ح 3 کتاب الفرائض.
6- مسند أحمد : 1 / 515 ح 2857 ، ص 534 ح 2986.
7- النهایة فی غریب الحدیث والأثیر : 5 / 229.

رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : «ما من مؤمن إلّا أنا أَولی الناس به فی الدنیا والآخرة ؛ إقرأوا إن شئتم : (النَّبِیُّ أَوْلَی بِالْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَنفُسِهِمْ) فأیّما مؤمنٍ ترک مالاً فلْیرثه عصبته من کانوا ، فإن ترک دَیناً أو ضیاعاً فلیأتنی وأنا مولاه». أخرجه البخاری فی صحیحه(1) (7 / 190) ، وأخرجه مسلم فی صحیحه(2) (2 / 4) بلفظ : «إن علی الأرض من مؤمنٍ إلّا أنا أَولی الناس به ، فأیُّکم ما ترک دَیناً أو ضیاعاً فأنا مولاه».

کلمة أخری للرازی

وللرازی کلمة أخری صعّد فیها وصوّب ، فحسب فی کتابه نهایة العقول أنَّ أحداً من أئمّة النحو واللغة لم یذکر مجیء (مفعل) الموضوع للحدثان أو الزمان أو المکان بمعنی (أفعل) الموضوع لإفادة التفضیل. وأنت إذا عرفت ما تلوناه لک من النصوص علی مجیء (مولی) بمعنی الأَولی بالشیء علمت الوهن فی إطلاق ما یقوله هو ومن تبعه ، کالقاضی عضد الإیجی فی المواقف(3) ، وشاه صاحب الهندی فی التحفة

الاثنی عشریّة(4) والکابلی فی الصواقع ، وعبدالحقّ الدهلوی فی لمعاته ، والقاضی سناء الله الپانی پتی فی سیفه المسلول ، وفیهم من بالغ فی النکیر حتی أسند ذلک إلی إنکار أهل العربیة ، وأنت تعلم أنَّ أساس الشبهة من الرازی ولم یسندها إلی غیره ، وقلّده

أولئک عمیً ، مهما وجدوا طعناً فی دلالة الحدیث علی ما ترتئیه الإمامیّة.

أنا لا ألوم القوم علی عدم وقوفهم علی کلمات أهل اللغة واستعمالات العرب لألفاظها ؛ فإنّهم بعداء عن الفنِّ ، بعداء عن العربیّة ، فمن رازیٍّ إلی إیجیٍّ ، ومن هندیٍّ إلی کابلیٍّ ، ومن دهلویٍّ إلی پانی پتیٍّ ، وأین هؤلاء من العرب الأقحاح ؟ وأین هم من 9.

ص: 632


1- صحیح البخاری : 4 / 1795 ح 4503.
2- صحیح مسلم : 3 / 430 ح 15 کتاب الفرائض.
3- المواقف : ص 405.
4- التحفة الاثنا عشریة : ص 209.

العربیة ؟ نعم حَنَّ قِدحٌ لیس منها(1) ، وإذا اختلط الحابل بالنابل طَفِق یحکّم فی لغة العرب من لیس منها فی حِلٍّ ولا مرتَحَلٍ.

إذا ما فُصِّلتْ علیا قریشٍ

فلا فی العِیرِ أنت ولا النفیر

أوَما کان الذین نصّوا بأنّ لفظ (المولی) قد یأتی بمعنی الأَولی بالشیء أعرف بمواقع اللغة من هذا الذی یخبط فیها خبط عشواء ؟ کیف لا ؟ وفیهم من هو من مصادر اللغة ، وأئمّة الأدب ، وحُذّاق العربیّة ، وهم مراجع التفسیر ، أولیس فی مصارحتهم هذه حجّة قاطعة علی أنَّ (مَفعلاً) یأتی بمعنی (أفعل) فی الجملة ؟ إذن فما المبرِّر لذلک الإنکار المطلق ؟ نعم ، لأمرٍ ما جَدَعَ قَصیرٌ أنفَه !

وحَسبُ الرازی مبتدع هذه السفسطة قولُ أبی الولید بن الشُّحنة الحنفی الحلبی فی روض المناظر(2) فی حوادث سنة ستّ وستّمائة : من أنَّ الرازی کانت له الید الطولی فی العلوم خلا العربیّة ، وقال أبو حیّان فی تفسیره (4 / 149) بعد نقل کلام الرازی : إنَّ تفسیره خارجٌ عن مناحی کلام العرب ومقاصدها ، وهو فی أکثره شبیهٌ بکلام الذین یُسمّون أنفسهم حکماء.

وقال الشوکانی فی تفسیره(3) (4 / 163) فی قوله تعالی : (لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ) القصص : 25 :

وللرازی فی هذا الموضع إشکالات باردة جدّاً لا تستحقّ أن تُذکر فی تفسیر کلام الله عزوجل ، والجواب علیها یظهر للمقصّر فضلاً عن الکامل.

ثمّ إنَّ الدلالة علی الزمان والمکان فی (مَفعل) کالدلالة علی التفضیل فی (أفعل) 8.

ص: 633


1- مثل یُضرَب لمن یتمدّح بما لا یوجد فیه. مجمع الأمثال : 1 / 341 رقم 1018.
2- روض المناظر : 2 / 199.
3- فتح القدیر : 4 / 168.

وکخاصّة کلٍّ من المشتقّات من عوارض الهیئات لا من جوهریّات الموادّ ، وذلک أمر غالبیّ یُسار معه علی القیاس ما لم یرد خلافه عن العرب ، وأمّا عند ذلک فإنّهم المحکّمون فی معانی ألفاظهم ، ولو صفا للرازی اختصاص (المولی) بالحدثان أو الواقع

منه فی الزمان أو المکان لوجب علیه أن ینکر مجیئه بمعنی الفاعل والمفعول وفعیل ، وها هو یصرّح بإتیانه بمعنی الناصر والمعتِق - بالکسر - والمعتَق - بالفتح - والحلیف.

وقد صافقه علی ذلک جمیع أهل العربیّة وَهَتَفَ الکلُّ بمجیء (المولی) بمعنی الولیّ ، وذکر غیر واحد من معانیه : الشریک ، والقریب ، والمحبّ ، والعتیق ، والعقید ، والمالک ، والملیک. علی أنَّ من یذکر الأَولی فی معانی المولی ، وهم الجماهیر ممن یُحتجُّ بأقوالهم ، لا یعنون أنَّه صفة له حتی یناقش بأنّ معنی التفضیل خارج عن مفاد (المولی) مزیدٌ

علیه فلا یتّفقان ، وإنَّما یریدون أنَّه اسم لذلک المعنی ، إذن فلا شیء یفتُّ فی عضدهم.

وهبْ أنَّ الرازی ومن لفّ لفّه لم یقفوا علی نظیر هذا الاستعمال فی غیر المولی ، فإنّ ذلک لا یوجب إنکاره فیه بعد ما عرفته من النصوص ، فکم فی لغة العرب من استعمال مخصوص بمادّة واحدة ، فمنها : کلمة (عجاف) جمع (أعجف) ، فلم یجمع أفعل علی فِعال إلّا فی هذه المادّة کما نصّ علیه الجوهری فی الصحاح(1) ، والرازی نفسه فی التفسیر(2) ، والسیوطی فی المزهر(3) (2 / 63) ، وقد جاء بالقرآن الکریم : (وَقَالَ الْمَلِکُ إِنِّی أَرَی سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ یَأْکُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ) سورة یوسف : 43. ومنه شعر العرب فی مدح سیِّد مضر هاشم بن عبدمناف.

عمرو العُلی هشم الثریدَ لقومه

ورجالُ مکّةَ مُسنتونَ عِجافُ

ومنها : أنَّ ما کان علی فعَلتُ - مفتوح العین - من ذوات التضعیف متعدِّیاً مثل 6.

ص: 634


1- الصحاح : 4 / 1399.
2- التفسیر الکبیر : 18 / 147.
3- المزهر فی علوم اللغة : 2 / 116.

(رددت وعددت) یکون المضارع منه مضموم العین إلّا ثلاثة أحرف تأتی مضمومة ومکسورة وهی : شدّ ، ونمّ ، وعلّ ، وزاد بعضٌ : بثّ. أدب الکاتب(1) (ص 361).

ومنها : أنَّ ضمیر المثنّی والمجموع لا یظهر فی شیء من أسماء الأفعال ک- (صه ومه) إلّا : (ها) بمعنی خذ فیقال : هاؤما ، وهاؤم ، وهاؤنّ ، وفی الذکر الحکیم قوله سبحانه : (هَاؤُمُ اقْرَءُوا کِتَابِیَهْ)(2). راجع التذکرة لابن هشام ، والأشباه والنظائر للسیوطی(3).

ومنها : أنَّ القیاس المطّرد فی مصدر تَفَاعَل هو التفاعُل بضمِّ العین إلّا فی مادّة التفاوت ، فذکر الجوهری فیها ضمّ الواو أوّلاً ، ثمّ نقل عن ابن السکِّیت عن الکلابیّین فتحه ، وعن العنبری کسره ، وحُکی عن أبی زید الفتح والکسر ، کما فی أدب الکاتب(4) (ص 593) ، ونقل السیوطی فی المزهر(5) (2 / 39) : الحرکات الثلاث.

ومنها : أنَّ المطّرد فی مضارع (فَعَلَ) - بفتح العین - الذی مضارعه (یفعِل) - بکسره - أنَّه لا یستعمل مضموم العین إلّا فی (وجَد) ، فإنّ العامریّین ضمّوا عینه ، کما فی الصحاح(6) ، وقال شاعرهم لبید :

لو شئتِ قد نَقَعَ الفؤاد بشربةٍ

فدعِ الصوادیَ لا یجُدنَ غلیلا(7)3.

ص: 635


1- أدب الکاتب : ص 369.
2- الحاقّة : 19.
3- الأشباه والنظائر فی النحو : 2 / 113.
4- أدب الکاتب : ص 510.
5- المُزهر فی علوم اللغة : 2 / 81.
6- الصحاح : 2 / 547.
7- البیت لجریر ولیس للبید . وهو الثانی من قصیدة له مطلعها : لم أَرَ مثلَکِ یا أُمام خلیلا أنأی بحاجتنا وأحسن قیلا راجع دیوان جریر رقم القصیدة 213.

وصرّح به ابن قتیبة فی أدب الکاتب(1) (ص 361) ، والفیروزآبادی فی القاموس(2) (1 / 343).

وفی المزهر(3) (2 / 49) عن ابن خالویه فی شرح الدریدیّة أنَّه قال : لیس فی کلام العرب فَعَل یفعُل ممّا فاؤه واو إلّا حرفٌ واحد وَجَدَ یَجُدُ.

ومنها : أنَّ اسم الفاعل من (أفعل) لم یأتِ علی فاعل إلّا (أبقل) ، و (أورس) ، و (أیفع) فیقال : (أَیْقَل الموضع فهو یاقل) و (أوْرسَ الشجر فهو وارس) و (أیفعَ الغلام فهو یافع) کذا فی المزهر(4) (2 / 40) ، وفی الصحاح(5) : بلد عاشب ولا یقال فی ماضیه

إلّا : أعشبت الأرض.

ومنها : أنَّ اسم المفعول من أفعل لم یأتِ علی فاعل إلّا فی حرف واحد ، وهو قول العرب : أسأمت الماشیة فی المرعی فهی سائمة. ولم یقولوا : مُسئمة. قال تعالی : (فِیهِ تُسِیمُونَ)(6) من أسام یسیم. ذکره السیوطی فی المزهر(7) (2 / 47).

وتجد کثیراً من أمثال هذه من النوادر فی المخصّص لابن سیدة ، ولسان العرب ، وذکر السیوطی فی المزهر (ج 2) منها أربعین صحیفة.

جواب الرازی عمّا أثبتناه

هناک للرازی جوابٌ عن هذه کلِّها یکشف عن سوأة نفسه ، قال فی نهایة العقول : 8.

ص: 636


1- أدب الکاتب : ص 369.
2- القاموس المحیط : ص 413.
3- المزهر : 2 / 93.
4- المصدر السابق : 2 / 76.
5- الصحاح : 1 / 182.
6- النحل : 10.
7- المزهر : 2 / 88.

وأمّا الذی نقلوا عن أئمّة اللغة : من أنَّ (المولی) بمعنی الأَولی ، فلا حجّة لهم ؛ إذ

أمثال هذا النقل لا یصلح أن یحتجَّ به فی إثبات اللغة ، فنقول : إنَّ أبا عبیدة وإن قال فی قوله تعالی : (مَأْوَاکُمُ النَّارُ هِیَ مَوْلَاکُمْ) ؛ معناه هی أولی بکم ، وذکر هذا - أیضاً - الأخفش ، والزجّاج ، وعلیّ بن عیسی ، واستشهدوا ببیت لبید ، ولکن ذلک تساهل من هؤلاء الأئمّة ، لا تحقیق ؛ لأنّ الأکابر من النقلة مثل الخلیل وأضرابه لم یذکروه إلّا فی تفسیر هذه الآیة أو آیة أخری مرسلاً غیر مسند ، ولم یذکروه فی الکتب الأصلیّة من اللغة. انتهی.

لیت شعری من ذا الذی أخبر الرازی أنَّ ذلک تساهل من هؤلاء الأئمّة لا تحقیق ؟ وهل یطّرد عنده قوله فی کلِّ ما نقل عنهم من المعانی اللغویّة ، أو أنَّ له مع لفظ (المولی) حساباً آخر ؟ وهل علی اللغویِّ إذا أثبت معنیً إلّا الاستشهاد ببیت للعرب ، أو آیة من القرآن الکریم ؟ وقد فعلوه.

وکیف اتخذ عدم ذکر الخلیل وأضرابه حجّةً علی التسامح ، بعد بیان نقله عن أئمّة اللغة ؟ ولیس من شرط اللغة أن یکون المعنی مذکوراً فی جمیع الکتب ، وهل الرازی یقتصر فیها علی کتاب العین وأضرابه ؟

ومن ذا الذی شرط فی نقل اللغة عنعنة الإسناد ؟ وهل هو إلّا رکونٌ إلی بیت شعر ، أو آیة کریمة ، أو سنّة ثابتة ، أو استعمال مسموع ؟ وهل یجد الرازی خیراً من

هؤلاء لتلقّی هاتیک کلِّها ؟ وما باله لا یقول مثل قوله هنا إذا جاءه أحد من القوم بمعنیً من المعانی العربیّة ؟ أقول : لأنّ له فی المقام مرمیً لا یعدوه.

وهل یشترط الرجل فی ثبوت المعنی اللغویِّ وجوده فی المعاجم اللغویّة فحسب ؟ بحیث لا یقیم له وزناً إذا ذُکر فی تفسیر آیة ، أو معنی حدیث ، أو حلّ بیت

من الشعر ، ونحن نری العلماء یعتمدون فی اللغة علی قول أیِّ ضلیع فی العربیّة حتی

ص: 637

الجاریة الأعرابیّة(1) ، ولا یشترط عند الأکثر بشیء من الإیمان والعدالة والبلوغ ، فهذا القسطلانی یقول فی شرح البخاری(2) (7 / 75) : قول الشافعی نفسه حجّة فی اللغة. وقال السیوطی فی المزهر(3) (1 / 77) : حُکم نقل واحد من أهل اللغة القبول. وحکی فی (ص 83) عن الأنباری قبول نقل العدل الواحد ، ولا یشترط أن یوافقه غیره فی النقل ، وفی (ص 87) بقول شیخ أو عربیّ یثبت اللغة ، وحکی فی (ص 27) عن الخصائص لابن جنّی قوله :

من قال : إنَّ اللغة لا تُعرف إلّا نقلاً فقد أخطأ ، فإنّها قد تعلم بالقرائن أیضاً ،

فإنّ الرجل إذا سمع قول الشاعر :

قومٌ إذا الشرُّ أبدی ناجذیهِ لهمْ

طاروا إلیه زُرافاتٍ ووُحدانا

یعلم أنَّ الزرافات بمعنی الجماعات.

وذکر أیضاً ثبوت اللغة بالقرینة وبقول شاعر عربیّ ، فهذه المصادر کلّها موجودةٌ فی لفظ (المولی) غیر أنَّ الرازی لا یعلم أنَّ اللغة بماذا تثبت ، ولذلک تراه یتلجلج ویُرعد ویُبرق من غیر جدوی أو عائدة ، ولا أحسبه یحیرُ جواباً عن واحد من الأسئلة التی وجّهناها إلیه.

وکأنّه فی احتجاجه بخلوِّ کتاب العین عن ذلک نسی أو تناسی ما لهج به فی المحصول(4) من إطباق الجمهور من أهل اللغة علی القدح فی کتاب العین کما نقله عنه السیوطی فی المزهر(5) (2 / 47 ، 48). 9.

ص: 638


1- راجع المزهر : 1 / 83 ، 84 [1 / 139]. (المؤلف)
2- إرشاد الساری : 10 / 157.
3- المزهر : 1 / 129 ، 138 ، 144 ، 59.
4- المحصول فی علم الأصول : 1 / 195.
5- المزهر : 1 / 79.

وأنا لا أدری ما المراد من الکتب الأصلیّة من اللغة ؟ ومن الذی خصّ هذا الاسم بالمعاجم التی یقصد فیها سرد الألفاظ وتطبیقها علی معانیها فی مقام الحجّیّة ، وأخرج عنها ما أُلِّف فی غریب القرآن أو الحدیث أو الأدب العربی ؟

وهل نیّة أَرباب المعاجم دخیلة فی صحة الاحتجاج بها ، أو أنَّ لغةَ أرباب الکتب وتضلّعهم فی الفنّ وتحرِّیهم موارد استعمال العرب هی التی تکسبها الحجّیّة ؟

وهذه کلّها موجودة فی کتب الأئمّة والأعلام الذین نُقل عنهم مجیء (المولی) بمعنی (الأَولی).

مفعل بمعنی فعیل

هلمّ معی إلی صخبٍ وهیاجٍ تهجّم بهما علی العربیّة - ومن العزیز علی العروبة والعرب ذلک - الشاه ولیُّ الله صاحب الهندی فی تحفته الاثنی عشریة(1) ، فحسب فی ردّ دلالة الحدیث أنَّها لا تتمّ إلّا بمجیء (المولی) بمعنی (الولیّ) وأنَّ (مَفعلاً) لم یأت بمعنی (فعیل) یرید به دحض ما نصّ علیه أهل اللغة من مجیء (المولی) بمعنی (الولیّ)

الذی یراد به ولیّ الأمر کما [جاء] ولیّ المرأة ، وولیّ الیتیم ، وولیّ العبد ، وولایة

السلطان ، وولیّ العهد لمن یقیِّضه الملک عاهل مملکته بعده.

نعم عزب عن الدهلوی قول الفرّاء المتوفّی (207) فی معانی القرآن(2) وأبی العبّاس المبرّد : بأنّ الولیّ والمولی فی لغة العرب واحد ، وذهل عن إطباق أئمّة اللغة علی هذا ، وعدِّهم الولیّ من معانی المولی فی معاجم اللغة وغیرها ، کما فی مشکل القرآن للأنباری ، والکشف والبیان(3) للثعلبی فی قوله تعالی : (أَنتَ مَوْلَانَا)(4) ، 6.

ص: 639


1- التحفة الاثنا عشریة : ص 209.
2- معانی القرآن : 2 / 161.
3- الکشف والبیان : الورقة 92 سورة البقرة : آیة 286.
4- البقرة : 286.

الصحاح للجوهری(1) (2 / 564) ، وغریب القرآن للسجستانی(2) (ص 154) ، وقاموس الفیروزآبادی(3) (4 / 401) ، والوسیط للواحدی ، وتفسیر القرطبی(4) (3 / 431) ، ونهایة ابن الأثیر(5) (4 / 246) وقال : ومنه قول عمر لعلیّ : أصبحتَ مولی کلِّ مؤمن ، وتاج العروس (10 / 399) ، واستشهد بقوله تعالی : (بِأَنَّ اللَّ-هَ مَوْلَی الَّذِینَ آمَنُوا وَأَنَّ الْکَافِرِینَ لَا مَوْلَی لَهُمْ)(6) ، وبقوله صلی الله علیه وآله وسلم : «وَأیُّما امرأة نُکحت بغیر إذن مولاها ...» ، وبحدیث الغدیر : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه»(7).

نظرة فی معانی المولی

ذکر علماء اللغة من معانی المولی السیّد غیر المالک والمعتق ، کما ذکروا من معانی الولیِّ الأمیر والسلطان ، مع إطباقهم علی اتّحاد معنی الولیّ والمولی ، وکلٌّ من المعنیین لا یبارح معنی الأولویّة بالأمر ، فالأمیر أولی من الرعیّة فی تخطیط الأنظمة الراجعة إلی جامعتهم ، وبإجراء الطقوس المتکفِّلة لتهذیب أفرادهم ، وکبح عادیة کلٍّ منهم عن الآخر ، وکذلک السیِّد أولی ممّن یسوده بالتصرّف فی شؤونهم ، وتختلف دائرة هذین الوصفین سعةً وضیقاً باختلاف مقادیر الإمارة والسیادة ، فهی فی والی المدینة أوسع منها فی رؤساء الدواوین ، وأوسع من ذلک فی ولاة الأقطار ، ویفوق الجمیع ما فی الملوک والسلاطین ، ومنتهی السعة فی نبیٍّ مبعوث علی العالم کلّه وخلیفةٍ یخلفُهُ علی ما جاء به من نوامیس وطقوس. ف)

ص: 640


1- الصحاح : 6 / 2529.
2- غریب القرآن : ص 311.
3- القاموس المحیط : ص 1732.
4- الجامع لأحکام القرآن : 16 / 155.
5- النهایة فی غریب الحدیث والأثر : 5 / 228.
6- محمد : 11.
7- لا یسعنا ذکر المصادر کلّها أو جلّها لکثرتها جدّاً ولا یهمّنا مثل هذا التافه. (المؤلف)

ونحن إذا غاضینا القوم علی مجیء (الأَولی) بالشیء من معانی (المولی) فلا نغاضیهم علی مجیئه بهذین المعنیین ، وأنَّه لا ینطبق فی الحدیث إلّا علی أرقی المعانی وأوسع الدوائر ، بعد أن علمنا أنَّ شیئاً من معانی (المولی) المنتهیة إلی سبعة وعشرین معنیً لا یمکن إرادته فی الحدیث إلّا ما یطابقهما من المعانی ، ألا وهی :

1 - الربّ ، 2 - العمّ ، 3 - ابن العمّ ، 4 - الابن ، 5 - ابن الأُخت ، 6 - المعتِق ، 7 - المعتَق ، 8 - العبد ، 9 - المالک(1) ، 10 - التابع ، 11 - المنعَم علیه ، 12 - الشریک ، 13 - الحلیف ، 14 - الصاحب ، 15 - الجار ، 16 - النزیل ، 17 - الصهر ، 18 - القریب ، 19 - المنعِم ، 20 - العقید ، 21 - الولیّ ، 22 - الأَولی بالشیء ، 23 - السیّد غیر المالک والمعتِق ، 24 - المحبّ ، 25 - الناصر ، 26 - المتصرِّف فی الأمر ، 27 - المتولّی فی الأمر.

فالمعنی الأوّل یلزم من إرادته الکفر ؛ إذ لا ربّ للعالمین سوی الله.

وأمّا الثانی والثالث إلی الرابع عشر فیلزم من إرادة شیء منها فی الحدیث الکذب ، فإنّ النبیّ عمُّ أولاد أخیه إن کان له أخ ، وأمیر المؤمنین ابن عمّ أبیهم ، وهو صلی الله علیه وآله وسلم ابن عبدالله ، وأمیر المؤمنین ابن أخیه أبی طالب ، ومن الواضح اختلاف أُمّهما فی النسب فخُؤولة کلّ منهما غیر خؤولة الآخر ، فلیس هو علیه السلام بابن أُخت لمن کان صلی الله علیه وآله وسلم ابن أُخته. وأنت جدُّ علیم بأنّ من أعتقه رسول الله لم یُعتقه أمیر المؤمنین مرّةً أخری ، وأنَّ کلّاً منهما سیِّد الأحرار من الأوّلین والآخرین ، فلم یکونا معتَقین لأیّ ابن أنثی ، واعطف علیه العبد فی السخافة والشناعة.

ومن المعلوم أنَّ الوصیّ - صلوات الله علیه - لم یملک ممالیک رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، فلا یمکن إرادة المالک منه. ف)

ص: 641


1- فی صحیح البخاری : 7 / 57 [4 / 1671] : الملیک. وقال القسطلانی فی شرح الصحیح : 7 / 77 [10 / 160] : المولی الملیک ؛ لأنّه یلی أمور الناس. وشرحه کذلک أبو محمد العینی فی عمدة القاری [18 / 170] ، وکذا قال لفظیّاً العدوی الحمزاوی فی النور الساری [7 / 57]. (المؤلف)

ولم یکن النبیّ تابعاً لأیّ أحد غیر مُرسله جلّت عظمته ، فلا معنی لهتافه بین الملأ بأنّ من هو تابعه فَعلیٌّ تابعٌ له.

ولم یکن علی رسول الله لأیِّ أحد من نعمة ، بل له المِنن والنعم علی الناس أجمعین ، فلا یستقیم المعنی بإرادة المنعَم علیه.

وما کان النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم یشارک أحداً فی تجارة أو غیرها حتی یکون وصیّه مشارکاً له أیضاً ، علی أنَّه معدود من التافهات إن تحقّقت هناک شراکة ، وتجارته لأُمّ المؤمنین خدیجة قبل البعثة کانت عملاً لها لا شراکة معها ، ولو سلّمناها فالوصیّ - سلام الله علیه - لم یکن معه فی سفره ، ولا له دخلٌ فی تجارته.

ولم یکن نبیُّ العظمة محالفاً لأحد لیعتزَّ به ، وإنَّما العزّة لله ولرسوله وللمؤمنین ، وقد اعتزّ به المسلمون أجمع ، إذن فکیف یمکن قصده فی المقام ؟ وعلی فرض ثبوته فلا

ملازمة بینهما.

وأمّا الصاحب والجار والنزیل والصهر والقریب سواء أُرید منه قُربی الرحم أو قرب المکان فلا یمکن إرادة شیء من هذه المعانی لسخافتها ، لا سیّما فی ذلک المحتشد

الرهیب فی أثناء المسیر ، ورمضاء الهجیر ، وقد أمر صلی الله علیه وآله وسلم بحبس المقدّم فی السیر ، ومنع التالی منه فی محلّ لیس بمنزل له ، غیر أنَّ الوحیَ الإلهیّ - المشفوع بما یشبه التهدید إن لم یبلِّغ - حبَسه هنالک ، فیکون صلی الله علیه وآله وسلم قد عقد هذا المحتفَل والناس قد أنهکهم وعثاء السفر ، وحرُّ الهجیر ، وحراجةُ الموقف حتی إنَّ أحدهم لَیضع رداءه تحت قدمیه ، فیرقی هنالک منبر الأحداج(1) ، ویُعلمهم عن الله تعالی أنَّ نفسه نُعِیت إلیه ، وهو مهتمٌّ بتبلیغ أمر یخاف فوات وقته بانتهاء أیّامه ، وأنَّ له الأهمّیة الکبری فی الدین والدنیا ، فیخبرهم عن ربِّه بأمور لیس للإشادة بها أیّ قیمة ، وهی أنَّ من کان هو صلی الله علیه وآله وسلم مصطحباً أو جاراً أو مصاهراً له أو نزیلاً عنده أو قریباً منه بأیّ المعنیین فعلیٌّ کذلک ، ا.

ص: 642


1- الأحداج : الإبل برحلها.

لا ها الله لا نحتمل هذا فی أحد من أهل الحلوم الخائرة ، والعقلیّات الضعیفة ، فضلاً عن العقل الأوّل ، والإنسان الکامل نبیّ الحکمة ، وخطیب البلاغة ، فمن الإفک الشائن أن یُعزی إلی نبیّ الإسلام إرادة شیء منها ، وعلی تقدیر إرادة شیء منها فأی فضیلةٍ فیها لأمیر المؤمنین علیه السلام حتی یُبَخْبَخ(1) ویُهنَّأ بها ، ویفضّلها سعد بن أبی وقّاص فی حدیثه(2) علی حُمر النَّعَم لو کانت ، أو تکون أحبّ إلیه من الدنیا وما فیها ، عمّر فیها مثل عمر نوح.

وأمّا المُنعِم : فلا ملازمة فی أن یکون کلُّ من أنعم علیه رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم یکون أمیر المؤمنین علیه السلام مُنعِماً علیه أیضاً بل من الضروریِّ خلافه ، إلّا أن یراد أنَّ من کان النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم منعماً علیه بالدین والهدی والتهذیب والإرشاد والعزّة فی الدنیا والنجاة فی الآخرة فعلیّ علیه السلام منعِمٌ علیه بذلک کلِّه ؛ لأنّه القائم مقامه ، والصادع عنه ، وحافظ شرعه ، ومبلِّغ دینه ، ولذلک أکمل الله به الدین ، وأتمّ النعمة بذلک الهتاف المبین ، فهو - حینئذٍ - لا یبارح معنی الإمامة الذی نتحرّاه ، ویساوق المعانی التی نحاول إثباتها

فحسب.

وأمّا العقید : فلا بدّ أن یراد به المعاقدة والمعاهدة مع بعض القبائل للمهادنة أو النصرة فلا معنی لکون أمیر المؤمنین علیه السلام کذلک إلّا أنَّه تبعٌ له فی کلِّ أفعاله وتروکه ، فیساوقه حینئذٍ المسلمون أجمع ، ولا معنی لتخصیصه بالذکر مع ذلک الاهتمام الموصوف ، إلّا أن یُراد أنَّ لعلیٍّ علیه السلام دخلاً فی تلک المعاهدات التی عقدها رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لتنظیم السلطنة الإسلامیّة ، وکلاءة الدولة عن التلاشی بالقلاقل والحرج ، فله التدخّل فیها کنفسه صلی الله علیه وآله وسلم وإن أمکن إرادة معاقدة الأوصاف والفضائل ، کما یقال : عقید الکرم ، وعقید الفضل ؛ أی کریم وفاضل ، ولو بتمحّل لا یقبله الذوق العربیّ ، ف)

ص: 643


1- أی یقال له : بخٍ بخٍ .
2- راجع ص 38 - 41.(المؤلف)

فیقصد أنَّ من کنتُ عقید الفضائل عنده فلیعتقد فی علیٍّ مثله ، فهو والحالة هذه مقارب لما نرتئیه من المعنی ، وأقرب المعانی أن یراد به العهود التی عاهدها صلی الله علیه وآله وسلم مع من بایعه من المسلمین علی اعتناق دینه ، والسعی وراء صالحه ، والذبّ عنه ، فلا مانع أن یراد من اللفظ والحالة هذه ، فإنّه عبارة أخری عن أن یقول : إنَّه خلیفتی والإمام من بعدی.

المُحبّ والناصر

علی فرض إرادة هذین المعنیین لا یخلو إمّا أن یُراد بالکلام حث الناس علی محبّته ونصرته بما أنَّه من المؤمنین به والذابّین عنه ، أو أمْرُه علیه السلام بمحبّتهم ونصرتهم. وعلی کلٍّ فالجملة إمّا إخباریّة أو إنشائیّة.

فالاحتمال الأوّل وهو الإخبار بوجوب حبِّه علی المؤمنین فممّا لا طائل تحته ، ولیس بأمر مجهول عندهم لم یسبقه التبلیغ حتی یؤمر به فی تلک الساعة ویناط التوانی

عنه بعدم تبلیغ شیء من الرسالة کما فی نصِّ الذکر الحکیم ، فیحبس له الجماهیر ، ویعقد له ذلک المنتدی الرهیب ، فی موقف حرج لا قرار به ، ثمّ یکمل به الدین ، وتتمّ

به النعمة ، ویرضی الربّ ، کأنّه قد أتی بشیء جدید ، وشرّع ما لم یکن وما لایعلمه

المسلمون ، ثمّ یهنِّئه من هنّأه بأصبحت مولای ومولی کلِّ مؤمن ومؤمنة ، مؤذناً بحدوث أمر عظیم فیه لم یعلمه القائل قبل ذلک الحین ، کیف ؟ وهم یتلون فی آناء اللیل وأطراف النهار قوله سبحانه : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِیَاءُ بَعْضٍ)(1) ، وقوله تعالی : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)(2) مشعراً بلزوم التوادد بینهم کما یکون بین الأخوین ، نُجلّ نبیّنا الأعظم عن تبلیغ تافه مثله ، ونُقدِّس إلهنا الحکیم عن عبث یشبهه.0.

ص: 644


1- التوبة : 71.
2- الحجرات : 10.

والثانی : وهو إنشاء وجوب حبّه ونصرته بقوله ذلک ، وهو لا یقلُّ عن المحتمل الأوّل فی التفاهة ، فإنّه لم یکن هناک أمرٌ لم یُنشأ وحکمٌ لم یُشرّع حتی یحتاج إلی بیانه الإنشائی کما عرفت ، علی أنَّ حقّ المقام علی هذین الوجهین أن یقول صلی الله علیه وآله وسلم : من کان مولای فهو مولی علیٍّ أی محبّه وناصره ، فهذان الاحتمالان خارجان عن مفاد اللفظ ،

ولعلّ سبط ابن الجوزی نظر إلی هذا المعنی ، وقال فی تذکرته(1) (ص 19) : لم یجز حمل لفظ المولی فی هذا الحدیث علی الناصر. وسیأتی لفظه بتمامه.

علی أنَّ وجوب المحبّة والمناصرة علی هذین الوجهین غیر مختصّ بأمیر المؤمنین علیه السلام وإنَّما هو شرع سواء بین المسلمین أجمع ، فما وجه تخصیصه به والاهتمام بأمره ؟ وإن أُرید محبّة أو نصرة مخصوصة له تربو علی درجة الرعیّة کوجوب المتابعة ، وامتثال الأوامر ، والتسلیم له ، فهو معنی الحجّیة والإمامة ، لاسیّما بعد مقارنتها بما هو مثلها فی النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم بقوله : «من کنت مولاه» ، والتفکیک بینهما فی سیاق واحد إبطال للکلام.

والثالث : وهو إخباره بوجوب حبّهم أو نصرتهم علیه ، فکان الواجب - عندئذٍ - إخباره صلی الله علیه وآله وسلم علیّاً والتأکید علیه بذلک ، لا إلقاء القول به علی السامعین ، وکذلک إنشاء الوجوب علیه وهو المحتمل الرابع ، فکان صلی الله علیه وآله وسلم فی غنیً عن ذلک الاهتمام وإلقاء الخطبة واستسماع الناس والمناشدة فی التبلیغ ، إلّا أن یرید جلب عواطف الملأ وتشدید حبّهم له علیه السلام إذا علموا أنَّه محبّهم أو ناصرهم لیتّبعوه ، ولا یُخالفوا له أمراً ، ولا یردّوا له قولاً.

وبتصدیره صلی الله علیه وآله وسلم الکلام بقوله : «من کنت مولاه» نعلم أنَّه علی هذا التقدیر لا یُرید من المحبّة أو النصرة إلّا ما هو علی الحدّ الذی فیه صلی الله علیه وآله وسلم منهما ، فإنّ حبّه ونصرته لأُمّته لیس کمثلهما فی أفراد المؤمنین ، وإنَّما هو صلی الله علیه وآله وسلم یحبّ أُمّته فینصرهم ، بما أنَّه زعیم 2.

ص: 645


1- تذکرة الخواص : ص 32.

دینهم ودنیاهم ، ومالک أمرهم وکالئ حوزتهم ، وحافظ کیانهم ، وأولی بهم من أنفسهم ، فإنّه لو لم یفعل بهم ذلک لأجفلتهم الذئاب العادیة ، وانتَأَشتْهم(1) الوحوش الکواسر ، ومُدّت إلیهم الأیدی من کلِّ صَوب وحَدب ، فمن غارات تُشَنّ ، وأموال تُباح ، ونفوس تُزهَق ، وحُرمات تُهتَک ، فینتقض غرض المولی من بثِّ الدعوة ، وبسط أدیم الدین ، ورفع کلمة الله العلیا ، بتفرّق هاتیک الجامعة ، فمن کان فی المحبّة والنصرة علی هذا الحدّ فهو خلیفة الله فی أرضه وخلیفة رسوله ، والمعنی علی هذا الفرض لا یحتمل غیر ما قلناه.

المعانی التی یمکن إرادتها من الحدیث

لم یبقَ من المعانی إلّا الولیّ والأَولی بالشیء والسیِّد - غیر قسیمیه : المالک والمُعتِق - والمتصرِّف فی الأمر ومتولّیه.

أمّا الولیّ فیجب أن یراد منه خصوص ما یراد فی (الأَولی) لعدم صحّة بقیّة المعانی کما عرّفناکه ، وأمّا السیّد(2) بالمعنی المذکور فلا یبارح معنی الأَولی بالشیء ؛ لأنّه المتقدّم علی غیره ، لا سیّما فی کلمة یصف بها النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم نفسه ، ثمّ ابن عمِّه علی حذو ذلک ، فمن المستحیل حمله علی سیادة حصل علیها السائد بالتغلّب والظلم ، وإنَّما

هی سیادة دینیّة عامّة یجب اتِّباعها علی المسُودین أجمع.

وکذلک المتصرِّف فی الأمر ، ذکره الرازی فی تفسیره(3) (6 / 210) عن القفّال عند قوله تعالی : (وَاعْتَصِمُوا بِاللَّ-هِ هُوَ مَوْلَاکُمْ) الحج [78] : فقال : قال القفّال : هو مولاکم ، سیّدکم والمتصرّف فیکم. وذکرهما سعید الچلبی مفتی الروم وشهاب الدین 4.

ص: 646


1- انتأشتهم : انتزعتهم.
2- عدّه من معانی المولی جمع کثیر من أئمّة التفسیر والحدیث واللغة ، لا یُستهان بعدّتهم. (المؤلف)
3- التفسیر الکبیر : 23 / 74.

أحمد الخفاجی فی تعلیقیهما علی البیضاوی ، وعدّه فی الصواعق(1) (ص 25) من معانیه الحقیقیّة ، وحذا حذوه کمال الدین الجهرمی فی ترجمة الصواعق ، ومحمد بن عبدالرسول البرزنجیّ فی النواقض(2) ، والشیخ عبدالحقّ فی لمعاته ، فلا یمکن فی المقام إلّا أن یُراد به المتصرِّف الذی قیّضه الله سبحانه لأن یُتّبع ، فیحدو البشر إلی سَنن النجاح فهو أَولی من غیره بأنحاء التصرّف فی الجامعة الإنسانیة ، فلیس هو إلّا نبیّاً مبعوثاً ، أو إماماً مفترض الطاعة منصوصاً به من قِبَله بأمر إلهیّ لا یبارحه فی أقواله وأفعاله ، (وَمَا یَنطِقُ عَنِ الْهَوَی * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحَی)(3).

وکذلک متولّی الأمر الذی عدّه من معانی المولی أبو العبّاس المبرّد ، قال فی قوله : (بِأَنَّ اللَّ-هَ مَوْلَی الَّذِینَ آمَنُوا)(4) : والولیُّ والمولی معناهما سواء ، وهو الحقیق بخلقه المتولّی لأمورهم(5) ، وأبو الحسن الواحدی فی تفسیره الوسیط ، والقرطبیّ فی تفسیره(6) (4 / 232) فی قوله تعالی فی آل عمران [150] (بَلِ اللهُ مَوْلاکُمْ) ، وابن الأثیر فی النهایة(7) (4 / 246) ، والزبیدی فی تاج العروس (10 / 398) ، وابن منظور فی لسان العرب(8) ، وقالوا : ومنه الحدیث : «أیَّما امرأة نُکحت بغیر إذن مولاها فنکاحها باطل» ، وفی روایة : (ولیّها) ؛ أی متولّی أمرها ، والبیضاوی(9) فی تفسیر قوله تعالی : (مَا کَتَبَ اللَّ-هُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا) التوبة [51] فی تفسیره (1 / 505) ، وفی قوله تعالی : 5.

ص: 647


1- الصواعق المحرقة : ص 43.
2- النواقض للروافض : الورقة 8 - 9.
3- النجم : 3 ، 4.
4- محمد : 11.
5- حکاه عنه الشریف المرتضی فی الشافی [2 / 219]. (المؤلف)
6- الجامع لأحکام القرآن : مج 2 / ج 4 / 149.
7- النهایة فی غریب الحدیث والأثر : 5 / 229.
8- لسان العرب : 15 / 401.
9- تفسیر البیضاوی : 1 / 408 و 2 / 98 ، 505.

(وَاعْتَصِمُوا بِاللَّ-هِ هُوَ مَوْلَاکُمْ) الحجّ [78] (2 / 114) ، وفی قوله تعالی : (وَاللَّ-هُ مَوْلَاکُمْ) التحریم [2] (2 / 530) ، وأبو السعود العمادی(1) فی تفسیر قوله تعالی : (وَاللَّ-هُ مَوْلَاکُمْ) التحریم هامش تفسیر الرازی (8 / 183) ، وفی قوله تعالی : (هِیَ مَوْلَاکُمْ) ، والراغب فی المفردات(2) ، وعن أحمد بن الحسن الزاهد الدرواجکی فی تفسیره : المولی فی اللغة من یتولّی مصالحک ، فهو مولاک ، یلی القیام بأمورک ، وینصرک علی أعدائک ، ولهذا سُمّی ابن العمّ والمعتِق مولیً ، ثمّ صار اسماً لمن لزم الشیء ، والزمخشری فی الکشّاف(3) ، وأبو العبّاس أحمد بن یوسف الشیبانی الکواشی - المتوفّی سنة (680) - فی تلخیصه ، والنسفی(4) فی تفسیر قوله تعالی : (أَنتَ مَوْلَانَا)(5) ، والنیسابوری فی غرائب القرآن(6) فی قوله تعالی : (أَنتَ مَوْلَانَا) وقوله تعالی : (فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّ-هَ مَوْلَاکُمْ)(7) ، وقوله تعالی : (هِیَ مَوْلَاکُمْ) ، وقال القسطلانی(8) فی حدیث مرّ فی (ص 318) عن البخاری ومسلم فی قوله صلی الله علیه وآله وسلم : «أنا مولاه» - : أی ولیّ المیِّت أتولّی عنه أموره ، والسیوطی فی تفسیر الجلالین(9) فی قوله تعالی : (أَنتَ مَوْلَانَا) ، وقوله : (فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّ-هَ مَوْلَاکُمْ) ، وقوله : (لَّن یُصِیبَنَا إِلَّا مَا کَتَبَ اللَّ-هُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا) ، فهذا المعنی لا یبارح أیضاً معنی الأَولی ، لا سیّما بمعناه الذی یصف به صاحب الرسالة صلی الله علیه وآله وسلم نفسه علی تقدیر إرادته.

علی أنَّ الذی نرتئیه فی خصوص المقام - بعد الخوض فی غِمار اللغة ، ومجامیع 8.

ص: 648


1- إرشاد العقل السلیم : 8 / 266 ، 208.
2- المفردات فی غریب القرآن : ص 533.
3- الکشّاف : 4 / 476.
4- مدارک التنزیل وحقائق التأویل : 1 / 144.
5- البقرة : 286.
6- غرائب القرآن : 28 / 101.
7- الأنفال : 40.
8- إرشاد الساری : 5 / 438 ح 2399.
9- تفسیر الجلالین : ص 64 ، 348.

الأدب ، وجوامع العربیّة - : أنَّ الحقیقة من معانی المولی لیس إلّا الأَولی بالشیء ، وهو الجامع لهاتیک المعانی جمعاء ، ومأخوذ فی کلٍّ منها بنوعٍ من العنایة ، ولم یطلق لفظ المولی علی شیء منها إلّا بمناسبة هذا المعنی :

1 - فالربّ سبحانه هو أَولی بخلقه من أیّ قاهر علیهم ؛ خلق العالمین کما شاءت حکمته ، ویتصرّف بمشیئته.

2 - والعمّ أَولی الناس بکلاءة ابن أخیه والحنان علیه ، وهو القائم مقام والده الذی کان أَولی به.

3 - وابن العمّ أَولی بالاتحاد والمعاضدة مع ابن عمّه لأنّهما غصنا شجرة واحدة.

4 - والابن أَولی الناس بالطاعة لأبیه والخضوع له ، قال الله تعالی : (وَاخْفِضْ

لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ)(1).

5 - وابن الأُخت أیضاً أَولی الناس بالخضوع لخاله الذی هو شقیق أُمّه.

6 - والمعتِق - بالکسر - أَولی بالتفضّل علی من أعتقه من غیره.

7 - والمعتَق - بالفتح - أَولی بأن یعرف جمیل من أعتقه علیه ، ویشکره بالخضوع بالطاعة.

8 - والعبد أیضاً أَولی بالانقیاد لمولاه من غیره ، وهو واجبه الذی نیطت سعادته به.

9 - والمالک أَولی بکلاءة ممالیکه وأمرهم والتصرّف فیهم بما دون حدّ الظلم.

10 - والتابع أَولی بمُناصرة متبوعه ممّن لا یتبعه.

11 - والمنعَم علیه أَولی بشکر مُنعِمه من غیره.

12 - والشریک أَولی برعایة حقوق الشرکة وحفظ صاحبه عن الإضرار. 4.

ص: 649


1- الإسراء : 24.

13 - والأمر فی الحلیف واضح ، فهو أَولی بالنهوض بحفظ من حالفه ودفع عادیة الجور عنه.

14 - وکذلک الصاحب أَولی بأن یؤدّی حقوق الصحبة من غیره.

15 - کما أنَّ الجار أَولی بالقیام بحفظ حقوق الجوار کلّها من البعداء.

16 - ومثلها النزیل ، فهو أَولی بتقدیر من آوی إلیهم ولجأ إلی ساحتهم وأَمِن فی جوارهم.

17 - والصهر أَولی بأن یرعی حقوق من صاهره ، فشدّ بهم أزره ، وقَوّی أمره ، وفی الحدیث : «الآباء ثلاثة : أبٌ ولدک ، وأبٌ زوّجک ، وأبٌ علّمک».

18 - واعطف علیها القریب الذی هو أولی بأمر القریبین منه والدفاع عنهم والسعی وراء صالحهم.

19 - والمنعِم أَولی بالفضل علی من أنعم علیه ، وأن یُتبع الحسنة بالحسنة.

20 - والعقید کالحلیف فی أولویّة المناصرة له مع عاقده ، ومثلهما.

21 ، 22 - المحبّ والناصر ، فإنّ کلّاً منهما أَولی بالدفاع عمّن أحبّه ، أو التزم بنصرته.

23 - وقد عرفت الحال فی الولیّ.

24 - والسیِّد.

25 - والمتصرِّف فی الأمر.

26 - والمتولّی له.

إذن فلیس للمولی إلّا معنیً واحد وهو الأَولی بالشیء ، وتختلف هذه الأولویّة بحسب الاستعمال فی کلٍّ من موارده ، فالاشتراک معنویٌّ ، وهو أَولی من الاشتراک اللفظیِّ المستدعی لأوضاع کثیرة غیر معلومة بنصٍّ ثابت ، والمنفیّة بالأصل المحکّم.

ص: 650

وقد سبقنا إلی بعض هذه النظریّة شمس الدین بن البطریق فی العمدة(1) (ص 56) ، وهو أحد أعلام الطائفة فی القرن السادس ، وتطفح بشیء من ذلک کلمات غیر واحد من علماء أهل السنّة(2) ؛ حیث ذکروا المناسبات فی جملة من معانی المولی تشبه ما ذکرنا.

ویکشف عن کون المعنی المقصود (الأَولی) هو المتبادر من المولی إذا أُطلق ، کما یأتی بیانه عن بعض فی الکلمات حول المفاد ما رواه مسلم بإسناده فی صحیحه(3) (ص 197) عن رسول الله صلی الله علیه وسلم : «لا یقل العبد لسیِّده مولای» ، وزاد فی حدیث أبی معاویة : «فإنّ مولاکم الله» ، وأخرجه غیر واحد من أئمّة الحدیث فی تآلیفهم.

القرائن المعیِّنة متّصلة ومنفصلة

اشارة

إلی هنا لم یبقَ للباحث ملتحد عن البخوغ لمجیء المولی بمعنی الأَولی بالشیء وإن تنازلنا إلی أنَّه أحد معانیه ، وأنَّه من المشترک اللفظیِّ ، فإنّ للحدیث قرائن متّصلة وأخری منفصلة تنفی إرادة غیره ، فإلیک البیان :

القرینة الأولی : مقدّمة الحدیث ، وهی قوله صلی الله علیه وآله وسلم : «ألستُ أولی بکم من أنفسکم»

القرینة الأولی : مقدّمة الحدیث ، وهی قوله صلی الله علیه وآله وسلم : «ألستُ أولی بکم من أنفسکم» ، أو ما یؤدّی مؤدّاه من ألفاظ متقاربة ، ثمّ فرّع علی ذلک قوله : «فمن کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه» ، وقد رواها الکثیرون من علماء الفریقین ، فمن حفّاظ أهل السنّة وأئمّتهم :

1 - أحمد بن حنبل.

2 - ابن ماجة.

3 - النسائی.

ص: 651


1- العمدة : ص 112.
2- راجع ما أسلفناه عن الدرواجکی وغیره ، وما یأتی عن سبط ابن الجوزی وغیره ، فتجد هناک کثیراً من نظرائهما فی مطاوی کلمات القوم. (المؤلف)
3- صحیح مسلم : 4 / 436 ح 14 کتاب الألفاظ من الأدب وغیرها.

4 - الشیبانی.

5 - أبو یعلی.

6 - الطبری.

7 - الترمذی.

8 - الطحاوی.

9 - ابن عقدة.

10 - العنبری.

11 - أبو حاتم.

12 - الطبرانی.

13 - القطیعی.

14 - ابن بطّة.

15 - الدارقطنی.

16 - الذهبی.

17 - الحاکم.

18 - الثعلبی.

19 - أبو نعیم.

20 - ابن السمان.

21 - البیهقی.

22 - الخطیب.

23 - السجستانی.

24 - ابن المغازلی.

25 - الحسَکانی.

26 - العاصمی.

27 - الخلعی.

28 - السمعانی.

29 - الخوارزمی.

30 - البیضاوی.

31 - الملّا.

32 - ابن عساکر.

33 - أبو موسی.

34 - أبو الفرج.

35 - ابن الأثیر.

36 - ضیاء الدین.

37 - قزأوغلی.

38 - الکنجی.

39 - التفتازانی.

40 - محبّ الدین.

41 - الوصّابی.

42 - الحمّوئی.

43 - الإیجی.

44 - ولیّ الدین.

45 - الزرندی.

46 - ابن کثیر.

47 - الشریف.

48 - شهاب الدین.

49 - الجزری.

50 - المقریزی.

51 - ابن الصبّاغ.

52 - الهیثمی.

53 - المیبُذی.

54 - ابن حجر.

55 - أصیل الدین.

56 - السمهودی.

57 - کمال الدین.

58 - البَدَخشی.

59 - الشیخانی.

60 - السیوطی.

61 - الحلبی.

62 - ابن باکثیر.

63 - السهارنپوری.

64 - ابن حجر المکّی.

وقد ألمعنا إلی موارد ذکر المقدّمة بتعیین الجزء والصفحات من کتب هؤلاء الأعلام فیما أسلفناه عند بیان طرق الحدیث عن الصحابة والتابعین ، وهناک جمعٌ

ص: 652

آخرون من رواتها لا یُستهان بعدّتهم لا نطیل بذکرهم المقال ، أضف إلی ذلک من رواها من علماء الشیعة الذین لا یُحصی عددهم.

فهذه المقدّمة من الصحیح الثابت الذی لا محید عن الاعتراف به ، کما صرّح بذلک غیر واحد من الأعلام المذکورین(1) فلو کان صلی الله علیه وآله وسلم یرید فی کلامه غیر المعنی الذی صرّح به فی المقدّمة لعاد لفظه - ونُجلّه عن کلِّ سقطة - محلول العُری ، مختزلاً

بعضه عن بعض ، وکان فی معزل عن البلاغة وهو أفصح البلغاء ، وأبلغ من نطق بالضاد ، فلا مساغ فی الإذعان بارتباط أجزاء کلامه ، وهو الحقّ فی کلِّ قول یلفظه عن وحی یوحی ، إلّا أن نقول باتّحاد المعنی فی المقدّمة وذیها.

ویزیدک وضوحاً وبیاناً ما فی التذکرة لسبط ابن الجوزی الحنفی(2) (ص 20) ، فإنّه بعد عدِّ معانٍ عشرة للمولی وجعل عاشرها الأولی ، قال :

والمراد من الحدیث : الطاعة المخصوصة ، فتعیّن الوجه العاشر وهو الأَولی ، ومعناه : من کنت أَولی به من نفسه فعلیٌ أولی به ، وقد صرّح بهذا المعنی الحافظ أبو الفرج یحیی بن سعید الثقفی الأصبهانی فی کتابه المسمّی بمرج البحرین ، فإنّه روی هذا الحدیث بإسناده إلی مشایخه ، وقال فیه : فأخذ رسول الله صلی الله علیه وسلم بید علیّ فقال : «من کنتُ ولیّه وأَولی به من نفسه فعلیٌّ ولیّه» ، فعُلِم أنَّ جمیع المعانی راجعة إلی الوجه العاشر ، ودلّ علیه أیضاً قوله علیه السلام : «ألست أَولی بالمؤمنین من أنفسهم» وهذا نصٌّ صریحٌ فی إثبات إمامته وقبول طاعته.

ونصّ ابن طلحة الشافعی فی مطالب السؤول (ص 16) علی ذهاب طائفة إلی حمل اللفظ فی الحدیث علی الأَولی ، وسیوافیک نظیر هذه الجمل فی محلّه إن شاء الله تعالی.

ص: 653


1- راجع رواة الحدیث من الصحابة والکلمات حول سند الحدیث. (المؤلف)
2- تذکرة الخواص : ص 32.

القرینة الثانیة : ذیل الحدیث ، وهو قوله صلی الله علیه وآله وسلم : «أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه»

القرینة الثانیة : ذیل الحدیث ، وهو قوله صلی الله علیه وآله وسلم : «أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه» وفی جملة من طرقه بزیادة قوله : «وانصُر من نصره ، واخذُلْ من خذله» أو ما یؤدّی مؤدّاه ، وقد أسلفنا ذکر الجماهیر الراوین له ، فلا موجب إلی التطویل بإعادة ذکرهم ، ومرّ علیک فی ذکر الکلمات المأثورة حول سند الحدیث (ص 266 - 281) بأنّ تصحیح کثیر من العلماء له مصبُّه الحدیث مع ذیله ، وفی وسع الباحث أن یقرّب کونه قرینةً للمدّعی بوجوه لا تلتئم إلّا مع معنی الأولویّة الملازمة للإمامة :

أحدها : أنَّه صلی الله علیه وآله وسلم لمّا صدع بما خوّل الله سبحانه وصیّه من المقام الشامخ بالرئاسة العامّة علی الأمّة جمعاء ، والإمامة المطلقة من بعده ، کان یعلم بطبع الحال أنَّ تمام هذا الأمر بتوفّر الجنود والأعوان وطاعة أصحاب الولایات والعمّال مع علمه بأنّ فی الملأ من یحسده ، کما ورد فی الکتاب العزیز(1) ، وفیهم من یحقد علیه ، وفی زُمَر المنافقین من یضمر له العداء لأوتار جاهلیّة ، وستکون من بعده هنات تجلبها النهمة والشرَه من أرباب المطامع لطلب الولایات والتفضیل فی العطاء ، ولا یدع الحقّ علیّاً علیه السلام أن یسعفهم بمبتغاهم ؛ لعدم الحنکة والجدارة فیهم فیقلبون علیه ظهر المجنّ ، وقد أخبر صلی الله علیه وآله وسلم مجمل الحال بقوله : «إن تُؤمّروا علیّاً - ولا أراکم فاعلین - تجدوه هادیاً مهدیّاً» ، وفی لفظ : «إن تستخلفوا علیّاً - وما أراکم فاعلین - تجدوه هادیاً مهدیّاً» راجع (ص 12 و 13) من هذا الکتاب.

فطفق صلی الله علیه وآله وسلم یدعو لمن والاه ونصره ، وعلی من عاداه وخذله ؛ لیتمّ له أمر الخلافة ، ولِیعلم الناس أنَّ موالاته مَجلبة لموالاة الله سبحانه ، وأنَّ عداءه وخذلانه مدعاة لغضب الله وسخطه ، فیزدلف إلی الحقّ وأهله ، ومثل هذا الدعاء بلفظ العامّ لا

یکون إلّا فی من هذا شأنه ، ولذلک إنَّ أفراد المؤمنین الذین أوجب الله محبّة بعضهم ف)

ص: 654


1- فی قوله : (أَمْ یَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَی مَا آتَاهُمُ اللَّ-هُ مِن فَضْلِهِ) [النساء : 54]. أخرج ابن المغازلی فی المناقب [ص 267 ح 314] ، وابن أبی الحدید فی شرحه : 2 / 236 [7 / 220 خطبة 108] ، والحضرمی الشافعی فی الرشفة : ص 27 : أنَّها نزلت فی علیّ وما خُصّ به من العلم. (المؤلف)

لبعض لم یؤثّر فیهم هذا القول ، فإنّ منافرة بعضهم لبعض جزئیات لا تبلغ هذا المبلغ ، وإنَّما یحصل مثله فیما إذا کان المدعوّ له دعامة الدین ، وعلم الإسلام ، وإمام الأمّة ، وبالتثبیط عنه یکون فتٌّ فی عضد الحقِّ وانحلالٌ لِعُری الإسلام.

ثانیها : أنَّ هذا الدعاء - بعمومه الأفرادیِّ بالموصول ، والأزمانیّ والأحوالیّ بحذف المتعلّق - یدلُّ علی عصمة الإمام علیه السلام لإفادته وجوب موالاته ونصرته والانحیاز عن العداء له وخذلانه علی کلّ أحد فی کلِّ حین وعلی کلّ حال ، وذلک یوجب أن یکون علیه السلام فی کلّ تلک الأحوال علی صفة لا تصدر منه معصیة ، ولا یقول إلّا الحقّ ، ولا یعمل إلّا به ، ولا یکون إلّا معه ؛ لأنّه لو صدر منه شیء من المعصیة لوجب الإنکار علیه ونصب العداء له ؛ لعمله المنکر والتخذیل عنه ، فحیث لم یستثنِ صلی الله علیه وآله وسلم من لفظه العام شیئاً من أطواره وأزمانه علمنا أنَّه لم یکن علیه السلام فی کلِّ تلک المدد والأطوار إلّا علی الصفة التی ذکرناها ، وصاحب هذه الصفة یجب أن یکون إماماً

لقبح أن یؤمّه من هو دونه علی ما هو المقرّر فی محلّه ، وإذا کان إماماً فهو أولی بالناس منهم بأنفسهم.

ثالثها : أنَّ الأنسب بهذا الدعاء الذی ذیّل صلی الله علیه وآله وسلم به کلامه ، ولا بدّ أنَّه مرتبط بما قبله أن یکون غرضه صلی الله علیه وآله وسلم بیان تکلیف علی الحاضرین من فرض الطاعة ووجوب الموالاة ، فیکون فی الدعاء ترغیب لهم علی الطاعة والخضوع له ، وتحذیر عن التمرّد والجموح تجاه أمره ، وذلک لا یکون إلّا إذا نزّلنا المولی بمعنی الأولی ، بخلاف ما إذا کان المراد به المحبّ أو الناصر ؛ فإنّه - حینئذٍ - لم یُعلم إلّا أنَّ علیّاً علیه السلام محبّ من یحبّه رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أو ینصر من ینصره ، فیناسب إذن أن یکون الدعاء له إن قام بالمحبّة أو النصرة ، لا للناس عامّة إن نهضوا بموالاته ، وعلیهم إن تظاهروا بنصب العداء له ، إلّا

أن یکون الغرض بذلک توکید الصلات الودِّیة بینه وبین الأمّة إذا علموا أنَّه یحبّ وینصر کلّ فرد منهم فی کلِّ حال وفی کلِّ زمان ، کما أنَّ النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم کذلک ، فهو یخلفه علیهم ، وبذلک یکون لهم منجاة من کلّ هَلَکَة ، ومأویً من کلِّ خوف ، وملجأ من کلِّ

ص: 655

ضَعة ، شأن الملوک ورعایاهم ، والأمراء والسُّوقة ، فإنّهما فی النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم علی هذه الصفة ، فلا بدّ أن یکونا فیمن یحذو حذوه أیضاً کذلک ، وإلّا لاختلَّ سیاق الکلام ، فالمعنی علی ما وصفناه بعد المماشاة مع القوم متّحد مع معنی الإمامة ، ومؤدٍّ مفاد الأَولی.

وللحدیث ألفاظ أثبتها حفّاظ الحدیث متّصلة به فی مختلف تخریجاتهم لا تلتئم إلّا مع المعنی الذی حاولنا من المولی.

القرینة الثالثة : قوله صلی الله علیه وآله وسلم : «یا أیُّها الناس بمَ تشهدون ؟

القرینة الثالثة : قوله صلی الله علیه وآله وسلم : «یا أیُّها الناس بمَ تشهدون ؟ قالوا : نشهد أن لا إله إلّا الله. قال : ثمّ مَهْ ؟ قالوا : وأنَّ محمداً عبده ورسوله. قال : فمن ولیُّکم ؟ قالوا : الله ورسوله مولانا.

ثمّ ضرب بیده إلی عضد علیٍّ ، فأقامه ، فقال : من یکن الله ورسوله مولاه فإنّ هذا مولاه ...».

هذا لفظ جریر ، وقریب منه لفظ أمیر المؤمنین علیه السلام ولفظ زید بن أرقم وعامر ابن لیلی ، وفی لفظ حذیفة بن أُسید بسند صحیح :

«ألستم تشهدون أن لا إله إلّا الله وأنَّ محمداً عبده ورسوله ؟ ... - إلی أن قال - :

قالوا : بلی نشهد بذلک.

قال : أللّهمّ اشهد ، ثمّ قال : یا أیّها الناس إنَّ الله مولای وأنا مولی المؤمنین ، وأنا

أَولی بهم من أنفسهم ، فمن کنتُ مولاه فهذا مولاه». یعنی علیّاً(1).

فإنّ وقوع الولایة فی سیاق الشهادة بالتوحید والرسالة وسردها عقیب المولویّة المطلقة لله سبحانه ولرسوله من بعده لا یمکن إلّا أن یُراد بها معنی الإمامة الملازمة للأولویّة علی الناس منهم بأنفسهم. ف)

ص: 656


1- راجع ص 22 ، 26 ، 27 ، 33 ، 36 ، 47 ، 55. (المؤلف)

القرینة الرابعة : قوله صلی الله علیه وآله وسلم عقیب لفظ الحدیث : «الله أکبر علی إکمال الدین

القرینة الرابعة : قوله صلی الله علیه وآله وسلم عقیب لفظ الحدیث : «الله أکبر علی إکمال الدین ، وإتمام النعمة ، ورضا الربِّ برسالتی ، والولایة لعلیّ بن أبی طالب».

وفی لفظ شیخ الإسلام الحمّوئی(1) : «الله أکبر ، تمام نبوّتی وتمام دین الله ولایة علیٍّ بعدی»(2).

فأیّ معنیً تراه یکمل به الدین ، ویُتمّ النعمة ، ویُرضی الربَّ فی عداد الرسالة غیر الإمامة التی بها تمام أمرها وکمال نشرها وتوطید دعائمها ؟ إذن فالناهض بذلک العبء المقدّس أَولی الناس منهم بأنفسهم.

القرینة الخامسة : قوله صلی الله علیه وآله وسلم قبل بیان الولایة : «کأنّی دُعیتُ فأَجبتُ»

القرینة الخامسة : قوله صلی الله علیه وآله وسلم قبل بیان الولایة : «کأنّی دُعیتُ فأَجبتُ» ، أو : «أنَّه یُوشِک أن أُدعی فأُجیب» ، أو : «ألا وإنّی أُوشِک أن أُفارقَکم» ، أو : «یوشِک أن یأتی رسول ربّی فأُجیب» ، وقد تکرّر ذکره عند حفّاظ الحدیث کما مرّ(3).

وهو یُعطینا علماً بأنّه صلی الله علیه وآله وسلم کان قد بقی من تبلیغه مهمّة یُحاذر أن یدرکه الأجل قبل الإشادة بها ، ولولا الهتاف بها بقی ما بلّغه مُخدَجاً ، ولم یذکر صلی الله علیه وآله وسلم بعد هذا الاهتمام إلّا ولایة أمیر المؤمنین وولایة عترته الطاهرة الذین یَقْدِمهم هو - صلوات الله علیه - کما فی نقل مسلم(4) ، فهل من الجائز أن تکون تلک المهمّة المنطبقة علی هذه الولایة إلّا معنی الإمامة المصرّح بها فی غیر واحد من الصحاح ؟ وهل صاحبها إلّا أولی الناس بأنفسهم ؟

القرینة السادسة : قوله صلی الله علیه وآله وسلم بعد بیان الولایة لعلیٍّ علیه السلام

القرینة السادسة : قوله صلی الله علیه وآله وسلم بعد بیان الولایة لعلیٍّ علیه السلام :

«هنِّئونی هنِّئونی إنَّ الله تعالی خصّنی بالنبوّة ، وخصّ أهل بیتی بالإمامة» کما ة.

ص: 657


1- فرائد السمطین : 1 / 315 باب 58 ح 250.
2- راجع ص 43 ، 165 ، 231 ، 232 ، 233 ، 235. (المؤلف)
3- راجع ص 26 ، 27 ، 30 ، 32 ، 33 ، 34 ، 36 ، 47 ، 176. (المؤلف)
4- صحیح مسلم : 5 / 25 ح 36 کتاب فضائل الصحابة.

مرّ (ص 274) ، فصریح العبارة هو الإمامة المخصوصة بأهل بیته الذین سیّدهم والمقدّم فیهم هو أمیر المؤمنین علیه السلام ، وکان هو المراد فی الوقت الحاضر.

ثمّ نفس التهنئة والبیعة والمصافقة والاحتفال بها واتِّصالها ثلاثة أیّام ، کما مرّت هذه کلّها (ص 269 - 283) لا تلائم غیر معنی الخلافة والأولویّة ، ولذلک تری الشیخین أبا بکر وعمر لقیا أمیر المؤمنین فهنّآهُ بالولایة. وفیها بیان لمعنی المولی الذی لهج به صلی الله علیه وآله وسلم ، فلا یکون المتحلّی به إلّا أَولی الناس منهم بأنفسهم.

القرینة السابعة : قوله صلی الله علیه وآله وسلم بعد بیان الولایة : «فلیبلّغ الشاهد الغائب»

القرینة السابعة : قوله صلی الله علیه وآله وسلم بعد بیان الولایة : «فلیبلّغ الشاهد الغائب» ، کما مرّ (ص 33 ، 160 ، 198) ، أوَتحسب أنَّه صلی الله علیه وآله وسلم یؤکّد هذا التأکید فی تبلیغ الغائبین أمراً علِمه کلُّ فرد منهم بالکتاب والسنّة من الموالاة والمحبّة والنصرة بین أفراد المسلمین مشفوعاً بذلک الاهتمام والحرص علی بیانه ؟ لا أحسب أنَّ ضُؤولة الرأی یُسفُّ بک إلی هذه الخطّة ، لکنّک ولا شکّ تقول : إنَّه صلی الله علیه وآله وسلم لم یُرد إلّا مهمّة لم تُتَحِ الفرص لتبلیغها ولا عرفته الجماهیر ممّن لم یشهدوا ذلک المجتمع ، وما هی إلّا مهمّة الإمامة التی بها کمال الدین ، وتمام النعمة ، ورضا الربِّ ، وما فهم الملأ الحضور من لفظه صلی الله علیه وآله وسلم إلّا تلک ، ولم یؤثر له صلی الله علیه وآله وسلم لفظ آخر فی ذلک المشهد یلیق أن یکون أمره بالتبلیغ له ، وتلک المهمّة لا تساوق إلّا معنی الأَولی من معانی المولی.

القرینة الثامنة : قوله صلی الله علیه وآله وسلم بعد بیان الولایة فی لفظ أبی سعید وجابر المذکور

القرینة الثامنة : قوله صلی الله علیه وآله وسلم بعد بیان الولایة فی لفظ أبی سعید وجابر المذکور (ص 43 ، 232 ، 233 ، 234 ، 237) : «الله أکبر علی إکمال الدین ، وإتمام النعمة ، ورضا الربّ برسالتی ، والولایة لعلیٍّ من بعدی» ، وفی لفظ وهب المذکور (ص 60) : «إنَّه ولیّکم بعدی». وفی لفظ علیّ الذی أسلفناه (ص 165) : «ولیُّ کلِّ مؤمن بعدی».

وکذلک ما أخرجه(1) الترمذی ، وأحمد ، والحاکم ، والنسائی ، وابن أبی شیبة :

ص: 658


1- سنن الترمذی : 5 / 590 ح 3712 ، مسند أحمد : 6 / 489 ح 22503 ، المستدرک علی الصحیحین :

والطبری ، وکثیرون آخرون من الحفّاظ بطرق صحیحة من قوله صلی الله علیه وآله وسلم :

«إنَّ علیّاً منّی وأنا منه ، وهو ولیُّ کلّ مؤمن بعدی» ، وفی آخر : «هو ولیّکم بعدی».

وما أخرجه أبو نعیم فی حلیة الأولیاء (1 / 86) وآخرون(1) بإسناد صحیح من قوله صلی الله علیه وآله وسلم :

«من سرّه أن یحیی حیاتی ، ویموت مماتی ، ویسکن جنّة عدن غرسها ربّی ، فلْیوالِ علیّاً من بعدی ، ولْیقتدِ بالأئمّة من بعدی ، فإنّهم عترتی خُلِقوا من طینتی». الحدیث.

وما أخرجه أبو نعیم فی الحلیة (1 / 86) بإسناد صحیح رجاله ثقات عن حذیفة وزید وابن عبّاس عنه صلی الله علیه وآله وسلم :

«من سرّه أن یحیی حیاتی ویموت میتتی ، ویتمسّک بالقصبة الیاقوتة التی خلقها الله بیده ثمّ قال لها : کونی ، فکانت ، فلیتولَّ علیَّ بن أبی طالب من بعدی».

فإنّ هذه التعابیر تعطینا خُبراً بأنّ الولایة الثابتة لأمیر المؤمنین علیه السلام مرتبة تساوق ماثبت لصاحب الرسالة مع حفظ التفاوت بین المرتبتین بالأوّلیّة والأولویّة ، سواءٌ أُرید من لفظ (بعدی) البعدیّة الزمانیّة أو البعدیّة فی الرتبة ، فلا یمکن أن یراد إذن من المولی إلّا الأولویّة علی الناس فی جمیع شؤونهم ، إذ فی إرادة معنی النصرة

والمحبّة من المولی بهذا القید ینقلب الحدیث ویُعَدُّ منقصة دون مفخرة کما لا یخفی.

القرینة التاسعة : قوله صلی الله علیه وآله وسلم بعد إبلاغ الولایة

القرینة التاسعة : قوله صلی الله علیه وآله وسلم بعد إبلاغ الولایة : 2.

ص: 659


1- المستدرک علی الصحیحین : 3 / 139 ح 4642.

«أللّهمّ أنت شهید علیهم أنّی قد بلّغت ونصحت». فالإشهاد علی الأمّة بالبلاغ والنصح یستدعی أن یکون ما بلّغه صلی الله علیه وآله وسلم ذلک الیوم أمراً جدیداً لم یکن قد بلّغه قبل. مضافاً إلی أنَّ بقیة معانی المولی العامّة بین أفراد المسلمین من الحبّ والنصرة لا تُتصوّر فیها أیُّ حاجة إلی الإشهاد علی الأمّة فی علیٍّ خاصّة ، إلّا أن تکون فیه علی الحدِّ الذی بینّاه.

القرینة العاشرة : قوله صلی الله علیه وآله وسلم قبل بیان الحدیث وقد مرّ (ص 165 و 196) :

«إنَّ الله أرسلنی برسالة ضاق بها صدری ، وظننت أنَّ الناس مُکذِّبیَّ فأوعدنی لَأُبلّغها أو لَیعذِّبنی».

ومرّ فی (ص 221) بلفظ : «إنَّ الله بعثنی برسالة ، فضقت بها ذرعاً ، وعرفت أنَّ الناس مکذِّبیَّ ، فوعدنی لَأُبلّغنَّ ، أو لَیعذِّبنی».

و (ص 166) بلفظ : «إنّی راجعت ربّی خشیة طعن أهل النفاق ومکذِّبیهم فأوعدنی لأُبلّغها أو لَیعذِّبنی».

ومرّ (ص 51) : «لمّا أُمر النبیُّ أن یقوم بعلیّ بن أبی طالب المقام الذی قام به فانطلق النبیّ صلی الله علیه وسلم إلی مکّة ، فقال : رأیت الناس حدیثی عهد بکفر بجاهلیّة ، ومتی أفعل هذا به یقولوا : صنع هذا بابن عمّه. ثمّ مضی حتی قضی حجّة الوداع». الحدیث.

ومرّ (ص 219) : إنَّ الله أمر محمداً أن ینصب علیّاً للناس ، فیخبرهم بولایته ، فتخوّف النبیّ صلی الله علیه وسلم أن یقولوا : حابی ابن عمّه ، وأن یطعنوا فی ذلک علیه. الحدیث.

ومرّ (ص 217) : لمّا أمر الله رسوله صلی الله علیه وسلم أن یقوم بعلیّ ، فیقول له ما قال ، فقال : «یا ربّ إنَّ قومی حدیثو عهد بجاهلیّة» - کذا فی النسخ - ثمّ مضی بحجّه ، فلمّا أقبل راجعاً نزل بغدیر خُمّ. الحدیث.

ومرّ (ص 217) : لمّا جاء جبرئیل بأمر الولایة ضاق النبیّ صلی الله علیه وسلم بذلک ذرعاً ،

ص: 660

وقال : «قومی حدیثو عهدٍ بالجاهلیّة» ، فنزلت : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ) الآیة.

هذه کلّها تنمُّ عن نبأ عظیم کان یخشی فی بثِّه بوادر أهل النفاق وتکذیبهم ، فالذی کان یحاذره صلی الله علیه وآله وسلم ویتحقّق به القول بأنّه حابی ابن عمِّه یستدعی أن یکون أمراً یخصُّ أمیر المؤمنین ، لا شیئاً یشارکه فیه المسلمون أجمع من النصرة والمحبّة ، وما هو إلّا الأولویّة بالأمر وما جری مجراها من المعانی.

القرینة الحادیة عشرة : جاء فی أسانید متکثِّرة : التعبیر عن موقوف یوم الغدیر بلفظ النصب

القرینة الحادیة عشرة : جاء فی أسانید متکثِّرة : التعبیر عن موقوف یوم الغدیر بلفظ النصب ، فمرّ (ص 57) عن عمر بن الخطّاب : نصب رسول الله علیّاً عَلَماً ، و (165) عن علیّ علیه السلام «أمر الله نبیّه أن ینصبنی للناس ...» وفی قوله الآخر فی روایة العاصمی کما تأتی : «نَصَبنی عَلَماً» ، ومرّ (ص 199) عن الإمام الحسن السبط : «أتعلمون أنَّ رسول الله نصبه یوم غدیر خُمّ» و (ص 200) عن عبدالله بن جعفر : ونبیّنا قد نصب لأُمّته أفضل الناس وأولاهم وخیرهم بغدیر خُمّ ، و (ص 208) عن قیس بن سعد : نصبه رسول الله بغدیر خمّ ، و (ص 219) عن ابن عبّاس وجابر : أمر الله محمداً أن ینصب علیّاً للناس ، فیخبرهم بولایته ، و (ص 231) عن أبی سعید الخدری : لمّا نصب رسول الله علیّاً یوم غدیر خُمّ ، فنادی له بالولایة.

فإنّ هذا اللفظ یعطینا خُبراً بإیجاد مرتبةٍ للإمام علیه السلام فی ذلک الیوم لم تکن تُعَرف له من قبلُ غیر المحبّة والنصرة ، المعلومتین لکلِّ أحد ، والثابتتین لأیّ فرد من أفراد المسلمین ، علی ما ثبت من اطِّراد استعماله فی جعل الحکومات وتقریر الولایات ، فیقال : نصب السلطان زیداً والیاً علی القارّة الفلانیّة ، ولا یقال : نصبه رعیّة له أو محبّاً أو ناصراً أو محبوباً أو منصوراً به علی زنة ما یتساوی به أفراد المجتمع الذین هم تحت سیطرة ذلک السلطان.

مضافاً إلی مجیء هذا اللفظ فی غیر واحد من الطرق مقروناً بلفظ الولایة أو متلوّاً بکونه للناس أو للأُمّة.

ص: 661

وبذلک کلّه تعرف أنَّ المرتبة المثبتة له هی الحاکمیّة المطلقة علی الأمّة جمعاء ، وهی معنی الإمامة الملازمة للأولویّة المُدّعاة فی معنی المولی ، ویستفاد هذا المعنی من لفظ ابن عبّاس الآخر الذی مرّ (ص 51 و 217) ، قال :

لمّا أُمر النبیّ صلی الله علیه وسلم أن یقوم بعلیّ المقام الذی قام به ....

ویُصرِّح بالمعنی المراد ما مرّ (ص 165) من قوله صلی الله علیه وآله وسلم :

«إنَّ الله أمر أن أنصب لکم إمامکم والقائم فیکم بعدی ووصیّی وخلیفتی ، والذی فرض الله علی المؤمنین فی کتابه طاعته ، فقرن بطاعته طاعتی ، وأمرکم بولایته».

وقوله المذکور (ص 215) : «فإنّ الله قد نصبه لکم ولیّاً وإماماً ، وفرض طاعته علی کلِّ أحد ، ماضٍ حکمه ، جائزٌ قوله».

القرینة الثانیة عشرة : ما مرّ (ص 52 و 217) من قول ابن عبّاس بعد ذکره الحدیث

القرینة الثانیة عشرة : ما مرّ (ص 52 و 217) من قول ابن عبّاس بعد ذکره الحدیث : فوجبت والله فی رقاب القوم ، فی لفظ. وفی أعناق القوم ، فی آخر ، فهو یُعطی ثبوت معنیً جدید مستفاد من الحدیث غیر ما عرفه المسلمون قبل ذلک وثبت لکلِّ فرد منهم ، وأکّد ذلک بالیمین وهو معنیً عظیم یلزم الرقاب ، ویأخذ بالأعناق لدة الإقرار بالرسالة ، لم یساوِ الإمام علیه السلام فیه غیره ، ولیس هو إلّا الخلافة التی امتاز بها من بین المجتمع الإسلامی ، ولا یبارحه معنی الأولویّة.

القرینة الثالثة عشرة : ما أخرجه شیخ الإسلام الحمّوئی فی فرائد السمطین عن أبی هریرة

القرینة الثالثة عشرة : ما أخرجه شیخ الإسلام الحمّوئی فی فرائد السمطین عن أبی هریرة قال :

لمّا رجع رسول الله عن حجة الوداع نزلت آیة : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ) ولمّا سمع قوله تعالی : (وَاللَّ-هُ یَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ) اطمأنّ قلبه - إلی أن قال بعد ذکر الحدیث - : وهذه آخر فریضة أوجب الله علی عباده ، فلمّا بلّغ رسول الله صلی الله علیه وسلم نزل

ص: 662

قوله : (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ) الآیة.

یُعطینا هذا اللفظُ خُبراً بأنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم صدع فی کلمته هذه بفریضة لم یسبقها التبلیغ ، ولا یجوز أن یکون ذلک معنی المحبّة والنصرة لسبق التعریف بهما منذ دهر کتاباً وسنّة ، فلم یبقَ إلّا أن یکون معنی الإمامة الذی أخّر أمره حتی تُکتسح عنه العراقیل ، وتُمرّن النفوس بالخضوع لکلِّ وحی یوحی ، فلا تتمرّد عن مثلها من عظیمة تجفل عنها النفوس الجامحة ، وهی الملائمة لمعنی الأَولی.

القرینة الرابعة عشرة : تقدّم (ص 29 و 36) فی حدیث زید بن أرقم بطرقه الکثیرة

القرینة الرابعة عشرة : تقدّم (ص 29 و 36) فی حدیث زید بن أرقم بطرقه الکثیرة :

إنَّ ختَناً له سأله عن حدیث غدیر خمّ ، فقال له : أنتم أهل العراق فیکم ما فیکم.

فقلت له : لیس علیک منّی بأس.

فقال : نعم ، کنّا بالجُحفة فخرج رسول الله ....

ومرّ (ص 24) عن عبدالله بن العلاء أنَّه قال للزهری لمّا حدّثه بحدیث الغدیر : لا تحدّث بهذا بالشام. وأسلفناک (ص 273) عن سعید بن المسیّب أنَّه قال : قلت لسعد بن أبی وقّاص : إنّی أرید أن أسألک عن شیء وإنّی أتّقیک. قال : سل عمّا بدا لک فإنّما أنا عمّک ....

فإنّ الظاهر من هذه کلّها أنَّه کان بین الناس للحدیث معنیً لا یأمن معه راویه من أن یصیبه سوءٌ أولدته العداوة للوصیِّ - صلوات الله علیه - فی العراق وفی الشام ، ولذلک إنَّ زیداً اتّقی خَتَنه العراقیّ ، وهو یعلم ما فی العراقیِّین من النفاق والشقاق یوم ذاک ، فلم یُبدِ بسرِّه حتی أمن من بوادره ، فحدّثه بالحدیث ، ولیس من الجائز أن یکون المعنی - حینئذٍ - هو ذلک المبتذل لکلّ مسلم ، وإنَّما هو معنیً ینوء بعبئه

ص: 663

الإمام علیه السلام بمفرده ، فیفضل بذلک علی من سواه ، وهو معنی الخلافة المتّحدة مع الأولویّة المرادة.

القرینة الخامسة عشرة : احتجاج أمیر المؤمنین علیه السلام بالحدیث یوم الرحبة

القرینة الخامسة عشرة : احتجاج أمیر المؤمنین علیه السلام بالحدیث یوم الرحبة بعد أن آلت إلیه الخلافة ردّاً علی من نازعه فیها - کما مرّ (ص 344) - وإفحام القوم به لمّا شهدوا ، فأیّ حجّة له فی المنازعة بالخلافة فی المعنی الذی لا یلازم الأولویّة علی

الناس من الحبِّ والنصرة ؟

القرینة السادسة عشرة : مرّ فی حدیث الرکبان

القرینة السادسة عشرة : مرّ فی حدیث الرکبان (ص 187 - 191) : أنَّ قوماً منهم أبو أیّوب الأنصاری سلّموا علی أمیر المؤمنین علیه السلام بقولهم : السلام علیک یا مولانا. فقال علیه السلام : «کیف أکون مولاکم وأنتم رهطٌ من العرب ؟»

فقالوا : إنَّا سمعنا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم یقول : «من کنت مولاه فعلیٌّ مولاه».

فأنت جدّ علیمٍ بأنّ أمیر المؤمنین لم یتعجّب أو لم یُرد کشف الحقیقة للملأ الحضور لمعنیً مبذول هو شرع سواء بین أفراد المسلمین - وهو أن یکون معنی قولهم : السلامُ علیک یا محبّنا أو ناصرنا - لا سیّما بعد تعلیل ذلک بقوله : «وأنتم رهط من

العرب». فما کانت النفوس العربیّة تستنکف من معنی المحبّة والنصرة بین أفراد جامعتها ، وإنَّما کانت تستکبر أن یخصَّ واحدٌ منهم بالمولویّة علیهم بالمعنی الذی

نحاوله ، فلا ترضخ له إلّا بقوّة قاهرة عامّتهم ، أو نصٍّ إلهیّ یُلزم المسلمین منهم ، وما ذلک إلّا معنی الأولی المرادف للإمامة ، والولایة المطلقة التی استحفی علیه السلام خبرها منهم ، فأجابوه باستنادهم فی ذلک إلی حدیث الغدیر.

القرینة السابعة عشرة : قد سلفت فی (ص 191) إصابة دعوة مولانا أمیر المؤمنین علیه السلام

القرینة السابعة عشرة : قد سلفت فی (ص 191) إصابة دعوة مولانا أمیر المؤمنین علیه السلام أُناساً کتموا شهادتهم بحدیث الغدیر فی یومی مناشدة الرحبة والرکبان ، فأصابهم العمی والبرص ، والتعرّب بعد الهجرة ، أو آفة أخری ، وکانوا من الملأ الحضور فی مشهد یوم الغدیر.

ص: 664

فهل یجد الباحث مساغاً لاحتمال وقوع هاتیک النقم علی القوم ، وتشدید الإمام علیه السلام بالدعاء علیهم لمحض کتمانهم معنی النصرة والحبِّ العامّین بین أفراد المجتمع الدینیّ ، فکان من الواجب إذن أن تصیب کثیراً من المسلمین الذین تشاحنوا ، وتلاکموا ، وقاتلوا ، فقمّوا جذوم(1) تَینِک الصفتین ، وقلعوا جذورهما ، فضلاً عن کتمان ثبوتهما بینهم ، لکنّ المنقِّب لا یری إلّا أنَّهم وُسموا بِشِیَةِ العار ، وأصابتهم الدعوة بکتمانهم نبأً عظیماً یختصّ به هذا المولی العظیم - صلوات الله علیه - وما هو إلّا ما أصفقت علیه النصوص ، وتراکمت القرائن من إمامته وأولویّته علی الناس منهم بأنفسهم.

ثمّ إنَّ نفس کتمانهم للشهادة لا تکون لأمر عادیّ هو شرع سواء بینه وبین غیره ، وإنَّما الواجب أن تکون فیه فضیلة یختصُّ بها ، فکأنّهم لم یرُقْهم أن یتبجّح الإمام بها ، فکتموها ، لکن الدعوة الصالحة فضحتهم بإظهار الحقِّ ، وأبقت علیهم مثلبة لائحة علی جبهاتهم وجنوبهم وعیونهم ما داموا أحیاء ، ثمّ تضمّنتها طیّات الکتب فعادت تلوکها الأشداق ، وتتناقلها الألسن حتی یرث الله الأرض ومن علیها.

القرینة الثامنة عشرة : مرّ بإسناد صحیح فی حدیث مناشدة الرحبة من طریق أحمد و...

القرینة الثامنة عشرة : مرّ بإسناد صحیح (ص 174 و 175) فی حدیث مناشدة الرحبة من طریق أحمد والنسائی والهیثمی ومحبّ الدین الطبری :

أنَّ أمیر المؤمنین علیه السلام لمّا ناشد القوم بحدیث الغدیر فی الرحبة شهد نفر من أصحاب رسول الله صلی الله علیه وسلم بأنّهم سمعوه منه.

قال أبو الطفیل : فخرجت وکأنّ فی نفسی شیئاً(2) ، فلقیت زید بن أرقم ، فقلت له : إنّی سمعت علیّاً رضی الله عنه یقول : کذا وکذا ، قال : فما تنکر ؟ قد سمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول له ذلک. ف)

ص: 665


1- جمع جذم ، وهو الأصل.
2- کذا فی لفظ أحمد ، وفی لفظ النسائی : وفی نفسی منه شیء ، وفی لفظ محبّ الدین : وفی نفسی من ریبة شیء. (المؤلف)

فما الذی تراه یستکبره أو یستنکره أبو الطفیل من ذلک ؟ أهو صدور الحدیث ؟ ولا یکون ذلک ؛ لأنّ الرجل شیعیٌّ متفانٍ فی حبِّ أمیر المؤمنین علیه السلام ومن ثقاته ، فلا یشکُّ فی حدیث رواه مولاه ، لا ، بل هو معناه الطافح بالعظمة ، فکان عجبه من نکوس القوم عنه وهم عرب أقحاح یعرفون اللفظ وحقیقته ، وهم أتباع الرسول صلی الله علیه وآله وسلم وأصحابه ، فاحتمل أنَّه لم یسمعه جلّهم ، أو حجزت العراقیل بینهم وبین ذلک ، فطمّنه زید بن أرقم بالسماع ، فعلم أنَّ الشهوات حالت بینهم وبین البخوع له ،

وما ذلک المعنی المستعظم إلّا الخلافة المساوقة للأولویّة دون غیرها من الحبِّ والنصرة ، وکلٌّ منهما منبسطٌ علی أیِّ فرد من أفراد الجامعة الإسلامیّة.

القرینة التاسعة عشرة : سبق أیضاً حدیث إنکار الحارث الفهری معنی قول النبیّ ...

القرینة التاسعة عشرة : سبق أیضاً (ص 239 - 246) حدیث إنکار الحارث الفهری معنی قول النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم فی حدیث الغدیر ، وشرحنا (ص 343) تأکّد عدم التئامه مع غیر الأَولی من معانی المولی.

القرینة العشرون : أخرج الحافظ ابن السمّان کما فی الریاض النضرة

القرینة العشرون : أخرج الحافظ ابن السمّان کما فی الریاض النضرة(1) (2 / 170) ، وذخائر العقبی للمحبّ الطبری (ص 68) ، ووسیلة المآل للشیخ أحمد بن باکثیر المکّی(2) ، ومناقب الخوارزمی(3) (ص 97) ، والصواعق(4) (ص 107) عن الحافظ الدارقطنی عن عمر وقد جاءه أعرابیّان یختصمان ، فقال لعلیّ : اقض بینهما ، فقال أحدهما : هذا یقضی بیننا ؟ فوثب إلیه عمر وأخذ بتلبیبه وقال : ویحک ما تدری من هذا ؟ هذا مولای ومولی کلّ مؤمن ، ومن لم یکن مولاه فلیس بمؤمن.

وعنه وقد نازعه رجل فی مسألة ، فقال : بینی وبینک هذا الجالس ، وأشار إلی علیّ بن أبی طالب ، فقال الرجل : هذا الأبطن ؟ فنهض عمر عن مجلسه ، وأخذ بتلبیبه

ص: 666


1- الریاض النضرة : 3 / 115.
2- وسیلة المآل : ص 119 باب 4.
3- المناقب : ص 160 ح 191.
4- الصواعق المحرقة : ص 179.

حتی شاله من الأرض ، ثمّ قال : أتدری من صغّرت ؟ هذا مولای ومولی کلِّ مسلم.

وفی الفتوحات الإسلامیّة (3 / 307) : حکم علیّ مرّة علی أعرابیّ بحکم ، فلم یرضَ بحکمه ، فتلبّبه عمر بن الخطّاب ، وقال له : ویلک إنَّه مولاک ومولی کلّ مؤمن ومؤمنة.

وأخرج الطبرانی : أنَّه قیل لعمر : إنَّک تصنع بعلیّ - أی من التعظیم - شیئاً لا تصنع مع أحد من أصحاب النبی صلی الله علیه وسلم فقال : إنَّه مولای. وذکره الزرقانی المالکی فی شرح المواهب (7 / 13) عن الدارقطنی.

فإنّ المولویّة الثابتة لأمیر المؤمنین التی اعترف بها عمر علی نفسه وعلی کلِّ مؤمن زِنَة ما اعترف به یوم غدیر خمّ ، وشفع ذلک بنفی الإیمان عمّن لا یکون الوصیّ

مولاه ، أی لم یعترف له بالمولویّة ، أو لم یکن هو مولیً له أی محبّاً أو ناصراً ، ولکن علی حدٍّ ینفی عنه الإیمان إن انتفی عنه ذلک الحبّ والنصرة ، لا ترتبط(1) إلّا مع ثبوت الخلافة له ، فإنّ الحبّ والنصرة العادیّین المندوب إلیهما بین عامّة المسلمین لا ینفی بانتفائه الإیمان ، ولا یمکن القول بذلک نظراً إلی ما شجر من الخلاف والتباغض بین الصحابة والتابعین حتی آل فی بعض الموارد إلی التشاتم ، والتلاکم ، وإلی المقاتلة ، والمناضلة ، وکان بعضها بمشهد من النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم فلم ینفِ عنهم الإیمان ، ولا غمز القائلون بعدالة الصحابة أجمع فی أحد منهم بذلک ، فلم یبق إلّا أن تکون الولایة التی هذه صفتها معناها الإمامة الملازمة للأولویة المقصودة ، سواء أوعز عمر بکلمته هذه إلی حدیث الغدیر کما تومی إلیه روایة الحافظ محبّ الدین الطبری لها فی ذیل أحادیث الغدیر ، أو أنَّه أرسلها حقیقة راهنة ثابتة عنده من شتّی النواحی.

تذییل :

عزا ابن الأثیر فی النهایة(2) (4 / 246) ، والحلبی فی السیرة(3) (3 / 304)

ص: 667


1- الجملة الفعلیة خبر ل- (إنَّ) فی قوله السابق أوّل الفقرة : فإنّ المولویّة ....
2- النهایة فی غریب الحدیث والأثر : 5 / 228.
3- السیرة الحلبیة : 3 / 277.

وبعض آخر إلی القیل ، وذکروا أنَّ السبب فی قوله صلی الله علیه وآله وسلم : «من کنت مولاه» : أنَّ أُسامة بن زید قال لعلیّ : لست مولای ، إنَّما مولای رسول الله ، فقال صلی الله علیه وآله وسلم : «من کنت مولاه فعلیّ مولاه».

إنَّ من روی هذه الروایة المجهولة أراد حطّاً من عظمة الحدیث ، وتحطیماً لمنعته فصوّره بصورة مصغّرةٍ لا تعدو عن أن تکون قضیّة شخصیّة ، وحواراً بین اثنین من أفراد الأمّة ، أصلحه رسول الله بکلمته هذه ، وهو یجهل أو یتجاهل عن أنَّه تَخْصمه علی تلک المزعمة الأحادیثُ المتضافرة فی سبب الإشادة بذلک الذکر الحکیم من نزول آیة التبلیغ إلی مقدّمات ومقارنات أخری لا یلتئم شیء منها مع هذه الأکذوبة ، ومثلها الآیة الکریمة الناصّة بکمال الدین ، وتمام النعمة ، ورضا الربّ بذلک الهتاف المبین ، ولیست هذه العظمة من قیمة الإصلاح بین رجلین تلاحیا ، لکن ذهب علی الرجل أنَّه لم یزد إلّا تأکیداً فی المعنی وحجّة علی الخصم علی تقدیر الصحّة.

فهب أنَّ السبب لذلک البیان الواضح هو ما ذکر ، لکنّا نقول : إنَّ ما أنکره أُسامة علی أمیر المؤمنین علیه السلام من معنی المولی ، وأثبته لرسول الله خاصّة دون أیّ أحد ، لا بدّ أن یکون شیئاً فیه تفضیل لا معنیً ینوء به کلُّ أحد حتی أُسامة نفسه ، ولا تفاضل بین المسلمین من ناحیته فی الجملة ، وذلک المعنی المستنکر المثبت لا یکون إلّا الأولویّة أو ما یجری مجراها من معانی المولی.

ونقول : إنَّ النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم لمّا علم أنَّ فی أُمّته من لا یلاحی ابن عمّه ویناوئه بالقول ، ویخشی أن یکون له مغبّة وخیمة تؤول إلی مضادّته ، ونصْب العراقیل أمام سیره الإصلاحیّ من بعده ، عقد ذلک المحتشد العظیم فنوّه بموقف وصیّه من الدین ، وزلفته منه ، ومکانته من الجلالة ، وأنَّه لیس لأحد من أفراد الأمّة أن یقابله بشیء من القول أو العمل ، وإنَّما علیهم الطاعة له ، والخضوع لأمره ، والرضوخ لمقامه ، وأنَّه

یجری فیهم مجراه من بعده ، فاکتسح بذلک المعاثر عن خطّته ، وألحب السَّنَن إلی

ص: 668

طاعته ، وقطع المعاذیر عن محادّته بخطبته التی ألقاها ، ونحن لم نألُ جُهداً فی إفاضة القول فی مفاده.

ویشبه هذا ما أخرجه أحمد بن حنبل فی مسنده(1) (5 / 347) وآخرون عن بُریدة قال : غزوت مع علیٍّ الیمن ، فرأیت منه جَفوةً ، فلمّا قدمتُ علی رسول الله صلی الله علیه وسلم ذکرت علیّاً فتنقّصتُه ، فرأیت وجه رسول الله یتغیّر ، فقال : «یا بریدة ألستُ أولی بالمؤمنین من أنفسهم ؟ قلت : بلی یا رسول الله.

قال : من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه».

فکأنّ راوی هذه القصّة کراوی سابقتها أراد تصغیراً من صورة الأمر ، فصبّها فی قالب قضیّة شخصیّة ، ونحن لا یهمّنا ثبوت ذلک بعد ما أثبتنا حدیث الغدیر بطرقه المُرْبیة علی التواتر ، فإنّ غایة ما هنالک تکریره صلی الله علیه وآله وسلم اللفظ بصورة نوعیّة تارة ، وفی صورة شخصیّة أخری ، لتفهیم بُریدة أنَّ ما حسبه جَفوة من أمیر المؤمنین لا یسوغ له الوقیعة فیه علی ما هو شأن الحکّام المفوّض إلیهم أمر الرعیّة ، فإذا جاء الحاکم بحکم فیه الصالح العامّ ، ولم یرُقْ ذلک لفرد من السُّوقة ، لیس له أن یتنقّصه ؛ فإنّ الصالح العامّ لا یدحضه النظر الفردیُّ ، ومرتبة الولایة حاکمة علی المبتغیات الشخصیّة ، فأراد صلی الله علیه وآله وسلم أن یُلزم بُریدة حدّه ، فلا یتعدّی طوره بما أثبته لأمیر المؤمنین من الولایة العامّة نظیر ما ثبت له صلی الله علیه وآله وسلم بقوله صلی الله علیه وآله وسلم : «ألست أولی بالمؤمنین من أنفسهم ؟»

(هَ-ذَا بَیَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًی وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِینَ)(2)

ص: 669


1- مسند أحمد : 6 / 476 ح 22436.
2- آل عمران : 138.

ص: 670

الأحادیث المُفَسِّرة لمعنی المولی والولایة

وقبل هذه القرائن کلّها تفسیر رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم نفسه معنی لفظه وبعده مولانا أمیر المؤمنین علیه السلام حذو القذّة بالقذّة.

أخرج القرشیّ علیّ بن حمید فی شمس الأخبار(1) (ص 38) ، نقلاً عن سلوة العارفین - للموفّق بالله الحسین بن إسماعیل الجرجانی ، والد المرشد بالله - بإسناده عن النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم أنَّه لمّا سُئل عن معنی قوله : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه» ، قال :

«الله مولای ؛ أَولی بی من نفسی لا أمرَ لی معه ، وأنا مولی المؤمنین ؛ أَولی بهم من أنفسهم لا أمرَ لهم معی ، ومن کنتُ مولاه أَولی به من نفسه لا أمرَ له معی ، فعلیٌّ مولاه أَولی به من نفسه لا أمرَ له معه».

ومرّ فی صفحة (200) فی حدیث احتجاج عبدالله بن جعفر علی معاویة قوله : یا معاویة إنّی سمعتُ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم یقول علی المنبر وأنا بین یدیه ، وعمر بن أبی سلمة ، وأُسامة بن زید ، وسعد بن أبی وقّاص ، وسلمان الفارسی ، وأبو ذرّ ، والمقداد ، والزبیر بن العوّام ، وهو یقول :

«ألستُ أَولی بالمؤمنین من أنفسهم ؟ فقلنا : بلی یا رسول الله.

ص: 671


1- مسند شمس الأخبار : 1 / 102 باب 7. نقلاً عن الأنوار وأمالی المؤیّد.

قال : ألیس أزواجی أمّهاتکم ؟ قلنا : بلی یا رسول الله.

قال : من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أَولی به من نفسه» ، وضرب بیده علی منکب علیّ ، فقال : «أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، أیُّها الناس أنا أَولی بالمؤمنین من أنفسهم لیس لهم معی أمر ، وعلیّ من بعدی أولی بالمؤمنین من أنفسهم لیس لهم معه أمر ...» - إلی أن قال عبدالله - :

ونبیّنا صلی الله علیه وآله وسلم قد نصب لأُمّته أفضل الناس وأَولاهم وخیرهم بغدیر خُمّ وفی غیر موطن ، واحتجّ علیهم به ، وأمرهم بطاعته ، وأخبرهم أنَّه منه بمنزلة هارون من موسی ، وأنَّه ولیّ کلّ مؤمن من بعده ، وأنَّه کلُّ من کان هو ولیّه فعلیّ ولیّه ، ومن کان أَولی به من نفسه فعلیّ أَولی به ، وأنَّه خلیفته فیهم ووصیّه. الحدیث.

ومرّ (ص 165) فیما أخرجه شیخ الإسلام الحمّوئی فی حدیث احتجاج أمیر المؤمنین علیه السلام أیّام عثمان قوله : «ثمّ خطب رسول الله صلی الله علیه وسلم فقال :

أیّها الناس أتعلمون أنَّ الله عزّ وجلّ مولای ، وأنا مولی المؤمنین ، وأنا أَولی بهم من أنفسهم ؟ قالوا : بلی یا رسول الله.

قال : قم یا علیُّ ، فقمت ، فقال : من کنتُ مولاهُ فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه.

فقام سلمان ، فقال : یا رسول الله ولاءٌ کمَاذا ؟ قال : ولاءٌ کَوِلای ؛ من کنتُ أَولی

به من نفسه فعلیٌّ أَولی به من نفسه».

وسبق (ص 196) فی حدیث مناشدة أمیر المؤمنین علیه السلام یوم صفِّین قوله : ثمّ قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : «أیّها الناس إنَّ الله مولای وأنا مولی المؤمنین وأَولی بهم من أنفسهم ، من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله.

ص: 672

فقام إلیه سلمان الفارسی ، فقال : یا رسول الله ولاءٌ کماذا ؟ فقال : ولاءٌ کَوِلای ؛ من کنت أَولی به من نفسه فعلیّ أَولی به من نفسه».

وروی الحافظ العاصمی فی زین الفتی قال : سُئل علیُّ بن أبی طالب عن قول النبیِّ صلی الله علیه وسلم : «من کنت مولاه فعلیٌّ مولاه». فقال : «نصبنی عَلماً إذ أنا قمت ، فمن خالفنی فهو ضالٌّ».

یرید علیه السلام بالقیام قیامه فی ذلک المشهد - یوم الغدیر - لمّا أمره به رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لیرفعه فیعرِّفه ، وینصبه عَلَماً للأُمّة ، وقد مرّ ذلک (ص 15 ، 23 ، 165 ، 217) ، وأشار إلیه حسّان فی ذلک الیوم بقوله :

فقال له قم یا علیُّ فإنّنی

رضیتُکَ من بعدی إماماً وهادیاً

وفی حدیث رواه السیّد الهمدانی فی مودّة القربی(1) : فقال - رسول الله - : «معاشر الناس ألیس الله أَولی بی من نفسی یأمرنی وینهانی ، ما لی علی الله أمر ولا نهی ؟ قالوا : بلی یا رسول الله.

قال : من کان الله وأنا مولاه فهذا علیٌّ مولاه ؛ یأمرکم وینهاکم ما لکم علیه من أمر ولا نهی ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصُر من نصره ، واخذُل من خذله ، أللّهمّ أنت شهید علیهم ، أنِّی قد بلّغت ونصحت».

وقال الإمام الحافظ الواحدی بعد ذکر حدیث الغدیر : هذه الولایة التی أثبتها النبیّ صلی الله علیه وسلم لعلیٍّ مسؤولٌ عنها یوم القیامة ، رُوی فی قوله تعالی : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)(1) أی عن ولایة علیّ علیه السلام والمعنی : أنَّهم یُسألون هل والوه حقّ الموالاة کما أوصاهم النبیُّ صلی الله علیه وسلم أم أضاعوها وأهملوها فتکون علیهم المطالبة والتبعة ؟

ص: 673


1- الصافّات : 24.

وذکره وأخرج حدیثه شیخ الإسلام الحمّوئی فی فرائد السمطین فی الباب الرابع عشر(1) ، وجمال الدین الزرندی فی نظم درر السمطین(2) ، وابن حجر فی الصواعق(3) (ص 89) ، والحضرمی فی الرشفة (ص 24).

وأخرج الحمّوئی(4) من طریق الحاکم أبی عبدالله بن البیِّع(5) عن محمد بن المظفّر قال : حدّثنا عبدالله بن محمد بن غزوان ، حدّثنا علیّ بن جابر ، حدّثنا محمد بن خالد بن عبدالله ، حدّثنا محمد بن فضیل ، حدّثنا محمد بن سوقة عن إبراهیم عن الأسود عن عبدالله بن مسعود قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم :

«أتانی ملک فقال : یا محمد سَلْ من أرسلنا قبلک من رسلنا علی ما بُعثوا ؟

[قال : قلت : علی ما بعثوا ؟ قال](6) : علی ولایتک وولایة علیّ بن أبی طالب».

وقال(7) : ورُوی عن علیّ علیه السلام أنَّه قال : «جُعلت الموالاة أصلاً من أصول الدین» ، وأخرج(8) من طریق الحاکم ابن البیِّع : حدّثنا محمد بن علیّ ، حدّثنا أحمد بن حازم ، حدّثنا عاصم بن یوسف الیربوعی ، عن سفیان بن إبراهیم الحرنوی ، عن أبیه ، عن أبی صادق ، قال : قال علیّ :

«أصول الإسلام ثلاثة لا ینفع واحد منها دون صاحبه : الصلاة ، والزکاة ، والموالاة».

ومرّ (ص 382) عن عمر بن الخطّاب نفی الإیمان عمّن لا یکون أمیرالمؤمنین مولاه.

ص: 674


1- فرائد السمطین : 1 / 79 ح 47.
2- نظم درر السمطین : ص 109.
3- الصواعق المحرقة : ص 149.
4- فرائد السمطین : 1 / 81 ح 52.
5- معرفة علوم الحدیث : ص 96.
6- ما بین المعقوفین أثبتناه من المصدر.
7- و (8) فرائد السمطین : 1 / 79 ح 48 و 49.

وقال الآلوسی فی تفسیره(1) (23 / 74) فی قوله تعالی (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) بعد عدّ الأقوال فیها :

وأَولی هذه الأقوال أنَّ السؤال عن العقائد والأعمال ، ورأس ذلک لا إله إلّا الله ، ومن أجلّه ولایة علیٍّ کرّم الله تعالی وجهه.

ومن طریق البیهقی عن الحافظ الحاکم النیسابوری بإسناده عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم :

«إذا جمع الله الأوّلین والآخرین یوم القیامة ، ونصب الصراط علی جسر جهنّم لم یَجُزها أحدٌ إلّا من کانت معه براءة بولایة علیّ بن أبی طالب». وأخرجه محبّ الدین الطبری فی الریاض(2) (2 / 172).

ولا یسعنا المجال لذکر ما وقفنا علیه من المصادر الکثیرة المذکور فیها ما ورد فی قوله تعالی : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) ، وقوله : (وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِکَ مِن رُّسُلِنَا)(3) ، وما أخرجه الحفّاظ عن النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم من حدیث البراءة والجواز ، فلا

أحسب أنَّ ضمیرک الحرّ یحکم بملاءمة هذه کلّها مع معنیً أجنبیٍّ عن الخلافة والأولویّة علی الناس من أنفسهم ، ویراه مع ذلک أصلاً من أصول الدین ، ویُنفی الإیمان بانتفائه ، ولا یری صحّة عمل عامل إلّا به.

وهذه الأولویّة المعدودة من أصول الدین والمولویّة التی یُنفی الإیمان بانتفائها - کما مرّ فی کلام عمر (ص 382) - صرّح بها عمر لابن عبّاس فی کلامه الآخر ، ذکره الراغب فی محاضراته(4) (2 / 213) عن ابن عبّاس قال :

کنت أسیر مع عمر بن الخطّاب فی لیلة وعمر علی بغل وأنا علی فرس ، فقرأ

ص: 675


1- روح المعانی : 23 / 80.
2- الریاض النضرة : 3 / 116.
3- الزخرف : 45.
4- محاضرات الأدباء : مج 2 / ج 4 / 478.

آیة فیها ذکر علیّ بن أبی طالب ، فقال : أما والله یا بنی عبدالمطّلب لقد کان علیٌّ فیکم أَولی بهذا الأمر منّی ومن أبی بکر.

فقلت فی نفسی : لا أقالنی الله إن أَقَلْته ، فقلت : أنت تقول ذلک یا أمیر المؤمنین ، وأنت وصاحبک وَثَبْتُما وأفرغتما(1) الأمر منّا دون الناس.

فقال : إلیکم یا بنی عبدالمطّلب ، أما إنَّکم أصحاب عمر بن الخطّاب ، فتأخّرتُ وتقدّم هنیهة ، فقال : سِر ، لا سرتَ ، وقال : أعد علیّ کلامک.

فقلت : إنَّما ذکرتَ شیئاً فرددتُ علیک جوابه ، ولو سکتَّ سکتنا.

فقال : إنَّا والله ما فعلنا الذی فعلنا عن عداوة ، ولکن استصغرناه ، وخشینا أن لا یجتمع علیه العرب وقریش لِمَا قد وترها.

قال : فأردتُ أن أقول : کان رسول الله صلی الله علیه وسلم یبعثه ، فینطح کبشها ، فلم یستصغره ، أفتستصغره أنت وصاحبک ؟

فقال : لا جرم ، فکیف تری ؟ والله ما نقطع أمراً دونه ، ولا نعمل شیئاً حتی نستأذنه.

وفی شرح نهج البلاغة(2) (2 / 20) قال عمر : یا ابن عبّاس أما والله إنَّ صاحبک هذا لأَولی الناس بالأمر بعد رسول الله صلی الله علیه وسلم إلّا أنَّا خفناه علی اثنین .... - إلی أن قال ابن عبّاس - : فقلت : وما هما یا أمیر المؤمنین ؟

قال : خفناه علی حداثة سنِّه ، وحبِّه بنی عبدالمطّلب ، وفی (2 / 115) : کرهناه علی حداثة السنِّ وحبِّه بنی عبدالمطّلب.

والشهادة بولایة أمیر المؤمنین بالمعنی المقصود هی نور وحکمة مودوعة فی

ص: 676


1- فی المصدر : وافترعتما.
2- شرح نهج البلاغة : 6 / 50 خطبة 66 و 12 / 82 خطبة 223.

قلوب موالیه علیه السلام ودونها کانت تُشَدُّ الرحال ، ولتعیین حامل عبئها کانت تبعث الرسل ، کما ورد فیما أخرجه البیهقی فی المحاسن والمساوئ(1) (1 / 30) فی حدیث طویل جری بین ابن عبّاس ورجل من أهل الشام من حمص ففیه :

قال الشامیّ : یا ابن عبّاس إنَّ قومی جمعوا لی نفقة ، وأنا رسولهم إلیک وأمینهم ، ولا یسعک أن تردّنی بغیر حاجتی ، فإنّ القوم هالکون فی أمر علیّ ، ففرّج

عنهم فرّج الله عنک.

فقال ابن عبّاس : یا أخا أهل الشام إنَّ مَثَل علیٍّ فی هذه الأمّة فی فضله وعلمه کمثل العبد الصالح الذی لقیه موسی علیه السلام - ثمّ ذکر حدیث أمّ سلمة ، وفیه لعلیٍّ فضائل جمّة - فقال الشامیّ یا ابن عبّاس ملأتَ صدری نوراً وحکمةً ، وفرّجتَ عنّی فرّج الله عنک ، أشهد أنَّ علیّاً رضی الله عنه مولای ومولی کلّ مؤمن ومؤمنة.

(وَهَ-ذَا صِرَاطُ رَبِّکَ مُسْتَقِیمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآیَاتِ لِقَوْمٍ یَذَّکَّرُونَ)(2)

ص: 677


1- المحاسن والمساوئ : ص 43 - 45.
2- الأنعام : 126.

ص: 678

کلمات حول مفاد الحدیث للأعلام الأئمّة فی تآلیفهم

لقد تمخّضت الحقیقة عن معنی المولی ، وظهرت بأجلی مظاهرها ؛ بحیث لم یبقَ للخصم مُنتَدَح عن الخضوع لها ، إلّا من یبغی لِداداً ، أو یرتاد انحرافاً عن الطریقة المُثلی ، ولقد أوقَفَنا السیر علی کلمات دُرِّیة لجمع من العلماء حداهم التنقیب إلی صُراح الحقّ ، فلهجوا به غیر آبهین بما هنالک من جلبة ولغط ، فإلیک عیون ألفاظهم :

1 - قال ابن زولاق الحسن بن إبراهیم ، أبو محمد المصریّ : المتوفّی (387) فی تاریخ مصر :

وفی ثمانیة عشر من ذی الحجّة سنة (362) - وهو یوم الغدیر - تجمّع خلق من أهل مصر والمغاربة ومن تبعهم للدعاء ؛ لأنّه یوم عید ؛ لأنّ رسول الله صلی الله علیه وسلم عهد إلی أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب فیه واستخلفه(1).

یعرب هذا الکلام عن أنَّ ابن زولاق - وهو ذلک العربیّ المتضلِّع - لم یفهم من الحدیث إلّا المعنی الذی نرتئیه ، ولم یر ذلک الیوم إلّا یوم عهدٍ إلی أمیر المؤمنین واستخلاف.

ص: 679


1- وحکاه عنه المقریزی فی الخطط : 2 / 222 [1 / 389]. (المؤلف)

2 - قال الإمام أبو الحسن الواحدیّ : المتوفّی (468) بعد ذکر حدیث الغدیر : هذه الولایة التی أثبتها النبیّ صلی الله علیه وسلم لعلیّ مسؤول عنها یوم القیامة.

راجع تمام العبارة (ص 387).

3 - قال حجّة الإسلام أبو حامد الغزالی : المتوفّی (505) فی کتابه سرّ العالمین(1) (ص 9) :

اختلف العلماء فی ترتیب الخلافة وتحصیلها لمن آل أمرها إلیه ، فمنهم من زعم أنَّها بالنصّ ، ودلیلهم فی المسألة قوله تعالی : (قُل لِّلْمُخَلَّفِینَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَی قَوْمٍ أُولِی بَأْسٍ شَدِیدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ یُسْلِمُونَ فَإِن تُطِیعُوا یُؤْتِکُمُ اللَّ-هُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِن تَتَوَلَّوْا کَمَا تَوَلَّیْتُم مِّن قَبْلُ یُعَذِّبْکُمْ عَذَابًا أَلِیمًا)(2) وقد دعاهم أبو بکر رضی الله عنه بعد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إلی الطاعة فأجابوا ، وقال بعض المفسِّرین فی قوله تعالی : (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِیُّ إِلَی بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِیثًا)(3) قال فی الحدیث : إنَّ أباکِ هو الخلیفة من بعدی یا حُمیراء. وقالت امرأة : إذا فقدناک فإلی من نرجع ؟ فأشار إلی أبی بکر. ولأنّه أمَّ بالمسلمین(4) علی بقاء رسول الله ، والإمامة عماد الدین.

هذا جملةُ ما یتعلّق به القائلون بالنصوص ، ثمّ تأوّلوا وقالوا : لو کان علیٌّ أوّل الخلفاء لانسحب علیهم ذیل الفناء ، ولم یأتوا بفتوح ولا مناقب ، ولا یقدح فی کونه رابعاً ، کما لا یقدح فی نبوّة رسول الله صلی الله علیه وسلم إذا کان آخراً ، والذین عدلوا عن هذا الطریق زعموا أنَّ هذا وما یتعلّق به فاسد وتأویل بارد جاء علی زعمکم وأهویتکم ، وقد وقع

ص: 680


1- لا شکّ فی نسبة الکتاب إلی الغزالی ، فقد نصّ علیه الذهبی فی میزان الاعتدال [1 / 500 رقم 1872] فی ترجمة الحسن بن صباح الإسماعیلی ، وینقل عنه قصّته - وصرّح بها سبط ابن الجوزی فی التذکرة : ص 36 [ص 62] - وشطراً من الکلام المذکور. (المؤلف)
2- الفتح : 16 .
3- التحریم : 3.
4- کذا فی المصدر.

المیراث فی الخلافة والأحکام مثل داود ، وزکریا ، وسلیمان ، ویحیی. قالوا : کان لأزواجه ثُمن الخلافة ، فبهذا تعلّقوا ، وهذا باطل إذ لو کان میراثاً لکان العبّاس أولی.

لکن أسفرت الحجّة وجهها ، وأجمع الجماهیر علی متن الحدیث من خطبته فی یوم غدیر خُمّ باتِّفاق الجمیع ، وهو یقول : «من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه». فقال عمر : بخٍ بخٍ [لک] یا أبا الحسن لقد أصبحت مولای ومولی کلِّ مؤمن ومؤمنة ، فهذا تسلیم ، ورضا وتحکیم ، ثمّ بعد هذا غلب الهوی لحبِّ الرئاسة ، وحمل عمود الخلافة ، وعقود البنود ، وخفقان الهوی فی قعقعة الرایات ، واشتباک ازدهام(1) الخیول ، وفتح الأمصار سقاهم کأس الهوی ، فعادوا إلی الخلاف الأوّل فنبذوه وراء ظهورهم ، واشتروا به ثمناً قلیلاً فبئس ما یشترون(2).

4 - قال شمس الدین سبط ابن الجوزی الحنفیّ : المتوفّی (654) فی تذکرة خواص الأمّة(3) (ص 18) :

اتّفق علماء السِّیَر أنَّ قصّة الغدیر کانت بعد رجوع النبیّ صلی الله علیه وسلم من حجّة الوداع فی الثامن عشر من ذی الحجّة ، جمع الصحابة وکانوا مائة وعشرین ألفاً ، وقال : «من کنت مولاه فعلیٌّ مولاه». الحدیث. نصّ صلی الله علیه وسلم علی ذلک بصریح العبارة دون التلویح والإشارة.

وذکر أبو إسحاق الثعلبی فی تفسیره(4) بإسناده : أنَّ النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم لمّا قال ذلک طار فی الأقطار ، وشاع فی البلاد والأمصار. ثمّ ذکر ما مرّ فی آیة (سَأَلَ) ، فقال :

فأمّا قوله : «من کنت مولاه» فقال علماء العربیّة : لفظ المولی ترد علی وجوه.

ص: 681


1- الازدهام : القرب.
2- سرّ العالمین : ص 20.
3- تذکرة الخواص : ص 30.
4- الکشف والبیان : الورقة 234 سورة المعارج : آیة 1.

ثمّ ذکر من معانی المولی تسعة(1) ، فقال :

والعاشر بمعنی الأَولی ، قال الله تعالی : (فَالْیَوْمَ لَا یُؤْخَذُ مِنکُمْ فِدْیَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِینَ کَفَرُوا مَأْوَاکُمُ النَّارُ هِیَ مَوْلَاکُمْ)(2). ثمّ طفق یبطل إرادة کلٍّ من المعانی المذکورة واحداً واحداً فقال :

والمراد من الحدیث الطاعة المحضة المخصوصة ، فتعیّن الوجه العاشر ، وهو : الأَولی ومعناه : من کنت أولی به من نفسه فعلیٌّ أَولی به ، وقد صرّح بهذا المعنی الحافظ أبو الفرج یحیی بن سعید الثقفی الأصبهانی فی کتابه المسمّی ب- (مرج البحرین) فإنّه روی هذا الحدیث بإسناده إلی مشایخه وقال فیه : فأخذ رسول الله صلی الله علیه وسلم بید علیٍّ علیه السلام فقال : «من کنتُ ولیّه وأَولی به من نفسه فعلیٌّ ولیّه» ، فعلم أنَّ جمیع المعانی راجعة إلی الوجه العاشر ، ودلّ علیه أیضاً قوله علیه السلام : «ألست أَولی بالمؤمنین من أنفسهم ؟» ، وهذا نصّ صریح فی إثبات إمامته وقبول طاعته ، وکذا قوله صلی الله علیه وسلم : «وأَدِرِ الحقّ معه حیثما دار وکیفما دار».

5 - قال کمال الدین بن طلحة الشافعیّ : المتوفّی (652) فی مطالب السؤول (ص 16) بعد ذکر حدیث الغدیر ونزول آیة التبلیغ فیه :

فقوله صلی الله علیه وسلم : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه» قد اشتمل علی لفظة (من) وهی موضوعة للعموم ، فاقتضی أنَّ کلّ إنسان کان رسول الله صلی الله علیه وسلم مولاه کان علیٌّ مولاه ، واشتمل علی لفظه (المولی) وهی لفظةٌ مستعملةٌ بإزاء معانٍ متعدِّدة قد ورد القرآن الکریم بها ، فتارةً تکون بمعنی (أَولی) ، قال الله تعالی فی حقّ المنافقین : (مَأْوَاکُمُ النَّارُ هِیَ مَوْلَاکُمْ) معناه : أَولی بکم.

ص: 682


1- وهی المالک ، المعتِق - بالکسر - ، المعتَق - بالفتح - ، الناصر ، ابن العمّ ، الحلیف ، المتولّی لضمان الجریرة ، الجار ، السیّد المطاع. (المؤلف)
2- الحدید : 15.

ثمّ ذکر من معانیها : الناصر والوارث والعصبة والصدیق والحمیم والمعتِق ، فقال :

وإذا کانت واردةً لهذه المعانی فعلی أیِّها حملت ؟ أمّا علی کونه أَولی ، کما ذهب إلیه طائفة ، أو علی کونه صدیقاً حمیماً ، فیکون معنی الحدیث : من کنت أَولی به أو ناصره أو وارثه أو عصبته أو حمیمه أو صدیقه فإنّ علیّاً منه کذلک. وهذا صریح فی تخصیصه لعلیٍّ علیه السلام بهذه المنقبة العلیّة وجعله لغیره کنفسه بالنسبة إلی من دخلت علیهم کلمة (من) التی هی للعموم بما لا یجعله لغیره.

ولیُعلَم أنَّ هذا الحدیث هو من أسرار قوله تعالی فی آیة المباهلة : (قُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَکُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَکُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَکُمْ)(1) ، والمراد نفس علیٍّ علی ما تقدّم ، فإنّ الله تعالی لمّا قرن بین نفس رسول الله صلی الله علیه وسلم وبین نفس علیٍّ وجمعهما بضمیر مضافٍ إلی رسول الله صلی الله علیه وسلم أثبت رسول الله لنفس علیّ بهذا الحدیث ما هو ثابت لنفسه علی المؤمنین عموماً ، فإنّه صلی الله علیه وسلم أَولی بالمؤمنین ، وناصر المؤمنین ، وسیّد المؤمنین ، وکلّ معنیً أمکن إثباته ممّا دلّ علیه لفظ المولی لرسول الله فقد جعله

لعلیٍّ علیه السلام وهی مرتبة سامیة ، ومنزلة سامقة ، ودرجة علیّة ، ومکانة رفیعة ، خصّصه بها دون غیره ، فلهذا صار ذلک الیوم یوم عید وموسم سرور لأولیائه.

تقریر ذلک وشرحه وبیانه : إعلم أظهرک الله بنوره علی أسرار التنزیل ، ومنحک بلطفه تبصرةً تهدیک إلی سواء السبیل ، أنَّه لَمّا کان من محامل لفظة (المولی)

الناصرُ ، وأنَّ معنی الحدیث : من کنتُ مولاه فعلیٌّ ناصره ، فیکون النبیُّ صلی الله علیه وسلم قد وصفِ علیّاً بکونه ناصراً لکلّ من کان النبیُّ ناصره ، فإنّه ذکر ذلک بصیغة العموم ، وإنَّما أثبت النبیُّ هذه الصفة - وهی الناصریّة - لعلیٍّ لَمّا أثبتها الله عزوجل لعلیٍّ ، فإنّه نقل الإمام أبو

ص: 683


1- آل عمران : 61.

إسحاق الثعلبی یرفعه بسنده فی تفسیره(1) إلی أسماء بنت عمیس قالت : لمّا نزل قوله تعالی : (وَإِن تَظَاهَرَا عَلَیْهِ فَإِنَّ اللَّ-هَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِیلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِینَ)(2) سمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول : «صالح المؤمنین علیُّ بن أبی طالب علیه السلام» ، فلمّا أخبر الله فیما أنزله علی رسوله ، وأنَّ ناصره هو الله وجبریل وعلیٌّ ، یثبت الناصریّة لعلیّ ، فأثبتها

النبیُّ صلی الله علیه وسلم اقتداءً بالقرآن الکریم فی إثبات هذه الصفة له.

ثمّ وصفه صلی الله علیه وسلم بما هو من لوازم ذلک بصریح قوله ، رواه الحافظ أبو نعیم فی حلیته (1 / 66) بسنده : إنَّ علیّاً دخل علیه ، فقال : «مرحباً بسیِّد المسلمین ، وإمام المتّقین» فسیادة المسلمین وإمامة المتّقین لمّا کانت من صفات نفسه صلی الله علیه وسلم وقد عبّر الله تعالی عن نفس علیّ بنفسه ووصفه بما هو من صفاته ، فافهم ذلک.

ثمّ لم یزل صلی الله علیه وسلم یخصِّصه بعد ذلک بخصائص من صفاته نظراً إلی ما ذکرناه ، حتی روی الحافظ أیضاً فی حلیته (1 / 67) بسنده عن أنس بن مالک قال : قال رسول الله لأبی برزة وأنا أسمع : «یا أبا برزة إنَّ الله عهد إلیَّ فی علیّ بن أبی طالب أنَّه رایة الهدی ، ومنار الإیمان ، وإمام أولیائی ، ونور جمیع من أطاعنی ، یا أبا برزة علیٌّ إمام المتّقین ، من أحبّه أحبّنی ، ومن أبغضه أبغضنی ، فبشِّره بذلک» ، فإذا وضح لک هذا المستند ظهرت حکمة تخصیصه صلی الله علیه وسلم علیّاً بکثیر من الصفات دون غیره ، (وَفِی ذَلِکَ فَلْیَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)(3).

6 - قال صدر الحفّاظ فقیه الحرمین أبو عبدالله الکنجیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (658) فی کفایة الطالب(4) (ص 69) بعد ذکر قول رسول الله صلی الله علیه وسلم لعلیّ : «لو کنت

ص: 684


1- الکشف والبیان : الورقة 216 سورة التحریم : آیة 4.
2- التحریم : 4.
3- نقلنا هذا الکلام علی علّاته وإن کان لنا نظر فی بعض أجزائه. (المؤلف)
4- کفایة الطالب : ص 166 باب 36.

مستخلفاً أحداً لم یکن أحدٌ أحقّ منک لِقِدْمتک فی الإسلام ، وقرابتک من رسول الله ، وصهرک ، عندک فاطمة سیّدة نساء العالمین» :

وهذا الحدیث وإن دلّ علی عدم الاستخلاف ، لکن حدیث غدیر خُمّ دلیل علی التولیة ، وهی الاستخلاف ، وهذا الحدیث - أعنی حدیث غدیر خمّ - ناسخٌ ؛ لأنّه کان فی آخر عمره صلی الله علیه وسلم.

7 - قال سعید الدین الفرغانیّ : المتوفّی (699) - کما ذکره الذهبیُّ فی العبر(1) - فی شرح تائیّة ابن الفارض الحموی(2) المتوفّی (576) التی أوّلها :

سقتنی حُمیّا الحبِّ راحةُ مقلتی

وکأسی مُحَیّا من عن الحسن جلّتِ

فی شرح قوله :

وأوضح بالتأویل ما کان مشکلاً

علیٌّ بعلمٍ ناله بالوصیّة

وکذا هذا البیت مبتدأ محذوف الخبر تقدیره : وبیان علیّ - کرّم الله وجهه - وإیضاحه بتأویل ما کان مشکلاً من الکتاب والسنّة بواسطة علم ناله ؛ بأن جعله النبیُّ صلی الله علیه وسلم وصیّه ، وقائماً مقام نفسه بقوله : «من کنت مولاه فعلیٌّ مولاه» وذلک کان یوم غدیر خُمٍّ علی ما قاله - کرّم الله وجهه - فی جملة أبیات منها قوله :

وأوصانی النبیُّ علی اختیاری

لأمّته رضاً منه بحکمی

وأوجب لی ولایتَهُ علیکمْ

رسولُ اللهِ یومَ غدیرِ خُمِ

وغدیر خُمّ ماء علی منزل من المدینة علی طریق یقال له الآن طریق المشاة إلی

ص: 685


1- للفرغانی علی التائیة شرحان : فارسی سمّاه مشارق الدراری مطبوع فی إیران ، وعربی اسمه منتهی المدارک ، طبع فی مطبعة الصنائع فی اسطنبول سنة 1293 ، وکلامه هذا فی شرح البیت رقم 620 من التائیّة ، ویقع فی هذه الطبعة فی : 2 / 145. (الطباطبائی)

مکّة ، کان هذا البیان بالتأویل بالعلم الحاصل بالوصیّة من جملة الفضائل التی لا تُحصی خصّه بها رسول الله صلی الله علیه وسلم فورثها - علیه الصلاة والسلام - وقال :

وأمّا حصّة علیّ بن أبی طالب - کرّم الله وجهه - من العلم والکشف ، وکشف معضلات الکلام العظیم ، والکتاب الکریم الذی هو من أخصّ معجزاته صلی الله علیه وسلم بأوضح بیان بما ناله بقوله صلی الله علیه وسلم : «أنا مدینة العلم وعلیّ بابها» ، وبقوله : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه» ، مع فضائل أُخر لا تُعَدُّ ولا تُحصی.

8 - قال علاء الدین أبو المکارم السمنانیّ ، البیاضیّ ، المکیّ : المتوفّی (736) فی

العروة الوثقی :

وقال لعلیّ - علیه السلام وسلام الملائکة الکرام - : «أنت منّی بمنزلة هارون من موسی ولکن لا نبیّ بعدی» ، وقال فی غدیر خُمّ بعد حجّة الوداع علی ملأ من المهاجرین والأنصار آخذاً بکتفه : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه» ، وهذا حدیث متّفق علی صحّته فصار سیّد الأولیاء ، وکان قلبه علی

قلب محمد - علیه التحیة والسلام - وإلی هذا السرِّ أشار سیّد الصدِّیقین صاحب غار

النبیِّ صلی الله علیه وسلم أبو بکر حین بعث أبا عبیدة بن الجراح إلی علیّ لاستحضاره بقوله : یا أبا عبیدة أنت أمین هذه الأمّة أبعثک إلی من هو فی مرتبة من فقدناه بالأمس ، ینبغی أن

تتکلّم عنده بحسن الأدب.

9 - قال الطیبیّ حسن بن محمد : المتوفّی (743) فی الکاشف فی شرح حدیث الغدیر :

قوله : «إنّی أَولی بالمؤمنین من أنفسهم» یعنی به قوله تعالی : (النَّبِیُّ أَوْلَی بِالْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَنفُسِهِمْ)(1) أطلق فلم یُعرِّف بأیّ شیء هو أَولی بهم من أنفسهم ، ثمّ

ص: 686


1- الأحزاب : 6 .

قیّد بقوله : (وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) ؛ لیؤذن بأنّه بمنزلة الأب ، ویؤیِّده قراءة ابن مسعود رضی الله عنه : (النَّبِیُّ أَوْلَی بِالْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَنفُسِهِمْ) ، وهو أبٌ لهم. وقال مجاهد : کلّ نبیّ فهو أبو أُمّته ، ولذلک صار المؤمنون إخوة ، فإذن وقع التشبیه فی قوله : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه» فی کونه کالأب ، فیجب علی الأمّة احترامه وتوقیره وبرُّه ، وعلیه رضی الله عنه أن یشفق علیهم ویرأف بهم رأفة الوالد علی الأولاد ، ولذا هنّأ عمر بقوله : یا ابن أبی طالب أصبحت وأمسیت مولی کلِّ مؤمن ومؤمنة.

10 - قال شهاب الدین بن شمس الدین دولت آبادی : المتوفّی (1049) فی هدایة السعداء :

وفی التشریح قال أبو القاسم رحمه الله : من قال : إنَّ علیّاً أفضل من عثمان فلا شیء علیه ؛ لأنّه قال أبو حنیفة رضی الله عنه وقال ابن مبارک : من قال : إنَّ علیّاً أفضل العالمین ، أو أفضل الناس ، وأکبر الکبراء فلا شیء علیه ؛ لأنّ المراد منه أفضل الناس فی عصره وزمان خلافته ، کقوله صلی الله علیه وسلم : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه» ؛ أی فی زمان خلافته ، ومثل هذا الکلام قد ورد فی القرآن والأحادیث وفی أقوال العلماء بقدر لا یُحصی ولا

یُعدُّ.

وقال أیضاً فی هدایة السعداء وفی حاصل التمهید فی خلافة أبی بکر ودستور الحقائق :

إنَّ النبیَّ صلی الله علیه وسلم لمّا رجع من مکّة نزل فی غدیر خُمّ ، فأمر أن یُجمَع رحال الإبل ، فجعلها کالمنبر ، فصعد علیها ، فقال : «ألستُ أَولی بالمؤمنین من أنفسهم ؟».

فقالوا : نعم.

فقال النبیُّ صلی الله علیه وسلم : «من کنت مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله» ، وقال الله عزوجل : (إِنَّمَا وَلِیُّکُمُ اللَّ-هُ وَرَسُولُهُ

ص: 687

وَالَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلَاةَ وَیُؤْتُونَ الزَّکَاةَ وَهُمْ رَاکِعُونَ) قال أهل السنّة : المراد من الحدیث : «من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه» ؛ أی فی وقت خلافته وإمامته(1).

11 - قال أبو شکور محمد بن عبدالسعید بن محمد الکشّی ، السالمیّ ، الحنفیّ فی التمهید فی بیان التوحید(2) :

قالت الروافض : الإمامة منصوصةٌ لعلیِّ بن أبی طالب رضی الله عنه بدلیل أنَّ النبیَّ صلی الله علیه وسلم جعله وصیّاً لنفسه وجعله خلیفةً من بعده ، حیث قال : «أما ترضی أن تکون منّی بمنزلة هارون من موسی إلّا أنَّه لا نبیّ بعدی» ، ثمّ هارون علیه السلام کان خلیفة موسی علیه السلام فکذلک علیٌّ رضی الله عنه. والثانی : وهو أن النبیّ علیه السلام جعله والیاً للناس لمّا رجع من مکّة ونزل

فی غدیر خُمّ ، فأمر النبیُّ أن یجمع رحال الإبل ، فجعلها کالمنبر ، وصعد علیها ، فقال :

«ألست بأولی المؤمنین(3) من أنفسهم ؟ فقالوا : نعم.

فقال صلی الله علیه وسلم : من کنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله» ، والله - جلَّ جلاله - یقول : (إِنَّمَا وَلِیُّکُمُ اللَّ-هُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلَاةَ وَیُؤْتُونَ الزَّکَاةَ وَهُمْ رَاکِعُونَ) نزلت فی شأن علیّ رضی الله عنه ، دلّ علی أنَّه کان أَولی الناس بعد رسول الله صلی الله علیه وسلم.

ثمّ قال فی الجواب عمّا ذکر :

وأمّا قوله : بأنّ النبیّ علیه السلام جعله ولیّاً ، قلنا : أراد به فی وقته یعنی بعد عثمان رضی الله عنه ، وفی زمن معاویة رضی الله عنه ونحن کذا نقول ، وکذا الجواب عن قوله تعالی : (إِنَّمَا وَلِیُّکُمُ اللَّ-هُ

ص: 688


1- قصدنا من إیراد هذا القول وما یأتی بعده محض الموافقة فی المفاد ، وأمّا ظرف الولایة والأفضلیة فلا نصافق الرجل علیه ، وقد قدّمنا البحث عن ذلک مستقصیً ، وسیأتی فیه بیاننا الواضح. (المؤلف)
2- التمهید فی بیان التوحید : ص 167.
3- کذا فی المصدر.

وَرَسُولُهُ وَالَّذِینَ آمَنُوا ...) الآیة. فنقول : إنَّ علیّاً رضی الله عنه کان ولیّاً وأمیراً بهذا الدلیل فی أیّامه ووقته ، وهو بعد عثمان رضی الله عنه ، وأمّا قبل ذلک فلا.

12 - قال ابن باکثیر المکیّ ، الشافعیّ : المتوفّی (1047) فی وسیلة المآل فی عدِّ مناقب الآل(1) - بعد ذکر حدیث الغدیر بعدّة طرق - :

وأخرج الدارقطنی فی الفضائل عن معقل بن یسار رضی الله عنه قال : سمعت أبا بکر رضی الله عنه یقول : علیّ بن أبی طالب عترة رسول الله صلی الله علیه وسلم أی : الذین حثَّ النبیُّ صلی الله علیه وسلم علی التمسک بهم ، والأخذ بهدیهم ، فإنّهم نجوم الهدی من اقتدی بهم اهتدی ، وخصّه أبو بکر بذلک رضی الله عنه لأنّه الإمام فی هذا الشأن ، وباب مدینة العلم والعرفان ، فهو إمام الأئمّة ، وعالم الأمّة ، وکأنّه أخذ ذلک من تخصیصه صلی الله علیه وسلم له من بینهم یوم غدیر خُمّ بما سبق ، وهذا حدیث صحیح لا مِرْیة فیه ولا شکّ ینافیه ، ورُوی عن الجمِّ الغفیر من الصحابة ، وشاع واشتهر ، وناهیک بمجمع حِجّة الوداع.

13 - قال السیّد الأمیر محمد الیمنیّ : المتوفّی (1182) فی الروضة الندیّة شرح التحفة العلویّة(2) - بعد ذکر حدیث الغدیر بعدّة طرق - :

وتکلّم الفقیه حمید علی معانیه وأطال ، وننقل بعض ذلک ... - إلی أن قال - : ومنها قوله : أخذ بیده ورفعها ، وقال : «من کنت مولاه فهذا مولاه» ، والمولی إذا أُطلق من غیر قرینة فُهم منه أنَّه المالک المتصرِّف ، وإذا کان فی الأصل یُستعمل لمعانٍ عدّة منها : المالک للتصرّف ، ولذا إذا قیل : هذا مولی القوم سبق إلی الأفهام أنَّه المالک للتصرّف فی أُمورهم - ثمّ عدّ منها : الناصر وابن العمّ والمعتِق والمعتَق ، فقال - : ومنها : بمعنی الأَولی ، قال تعالی : (مَأْوَاکُمُ النَّارُ هِیَ مَوْلَاکُمْ) أی أولی بکم وبعذابکم.

وبعدُ فلو لم یکن السابق إلی الأفهام من لفظة (مولی) السابق المالک للتصرّف

ص: 689


1- وسیلة المآل فی عدّ مناقب الآل : ص 118 باب 4.
2- الروضة الندیّة شرح التحفة العلویّة : ص 159.

لکانت منسوبة إلی المعانی کلّها علی سواء ، وحملناها علیها جمیعاً ، إلّا ما یتعذّر فی حقّه علیه السلام من المُعتِق والمُعتَق ، فیدخل فی ذلک المالک للتصرّف ، والأَولی المفید ملک التصرّف علی الأمّة ، وإذا کان أَولی بالمؤمنین من أنفسهم کان إماماً ، ومنها قوله صلی الله علیه وسلم : «من کنت ولیّه فهذا ولیّه» ، والولیّ المالک للتصرّف بالسبق إلی الفهم ، وإن استعمل فی غیره ، وعلی هذا قال صلی الله علیه وسلم : «والسلطان ولیُّ من لا ولیَّ له» یرید ملک التصرّف فی عقد النکاح ، یعنی أنَّ الإمام له الولایة فیه حیث لا عصبة بطریق الحقیقة ، فإنّه یجب حملها علیها أجمع إذا لم یدلّ دلیل علی التخصیص.

14 - قال الشیخ أحمد العجیلیّ ، الشافعیّ فی ذخیرة المآل شرح عقد جواهر اللآل فی فضائل الآل - بعد ذکر حدیث الغدیر وقصّة الحارث بن النعمان الفهری - :

وهو من أقوی الأدلّة علی أنَّ علیّاً رضی الله عنه أَولی بالإمامة والخلافة والصداقة والنصرة والاتّباع باعتبار الأحوال والأوقات والخصوص والعموم ، ولیس فی هذا مناقضة لما سبق وما سیأتی - إن شاء الله تعالی - من أنَّ علیاً رضی الله عنه تکلّم فیه بعض من کان معه فی الیمن ، فلمّا قضی حجّه خطب بهذا تنبیهاً علی قدره وردّاً علی من تکلّم فیه کبُرَیدة ، فإنّه کان یُبغضه ، ولَمّا خرج إلی الیمن رأی جَفوةً فقصّه للنبیّ صلی الله علیه وسلم فجعل یتغیّر وجهه ، ویقول : «یا بُرَیدة ألست أَولی بالمؤمنین من أنفسهم ؟ من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه ، لا تقع یا بُریدة فی علیّ ، فإنّ علیّاً منّی وأنا منه ، وهو ولیّکم بعدی»(1).

(وَهُدُوا إِلَی الطَّیِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَی صِرَاطِ الْحَمِیدِ)(2)

ص: 690


1- مرّ الکلام حول هذا الحدیث وأمثاله ص 383 ، 384. (المؤلف)
2- الحجّ : 24.

توضیح للواضح فی ظرف مفاد الحدیث

دعانا إلیه إغضاء غیر واحد(1) ممّن اعترف بالحقِّ فی مفاد الحدیث ؛ حیث وجده کالشمس الضاحیة بلجاً ونوراً ، أو تسالم علیه(2) عن لازم هذا الحقِّ ، وهو : أنَّه إذا ثبتت لمولانا أمیر المؤمنین خلافة الرسول صلی الله علیه وآله وسلم فإنّ لازمه الذی لا ینفکُّ عنه أن تکون الخلافة بلا فصل ، کما هو الشأن فی قول الملک الذی نصب أحدَ من یمتُّ إلیه

ولیَّ عهده من بعده ، أو من حضره الموت أوصی إلی أحد ، وأشهد علی ذلک ، فهل یحتمل الشهداء أو غیرهم أنَّ الملوکیّة للأوّل والوصایة للثانی تثبتان بعد ردحٍ من

الزمن مضی علی موت الملک والموصی ، أو بعد قیام أُناس آخرین بالأمر بعدهما ممّن لم یکن لهم ذکر عند عقد الولایة ، أو بیان الوصیّة ؟ وهل من المعقول مع هذا النصّ أن ینتخبوا للملوکیّة بعد الملک ، ولتنفیذ مقاصد الموصی بعده ، رجالاً ینهضون بذلک ، کما

هو المطّرد فیمن لا وصیّة له ولا عهد إلی أحد ؟ أللّهمّ لا ، لا یفعل ذلک إلّا من عزب عن الرأی ، فصدف عن الحقِّ الصراح.

وهلّا یوجد هناک من یجابه المنتخِبین - بالکسر - بأنّه لو کان للملِک نظر إلی غیر من عهد إلیه ، وللموصی جنوح إلی سوی من أفضی إلیه أمره ، فلماذا لم ینصّا علیه

ص: 691


1- راجع من کتابنا هذا ص 397 و 398. (المؤلف)
2- راجع شرح المواقف : 3 / 271 [8 / 361] ، والمقاصد : ص 290 [5 / 273] ، والصواعق : ص 26 [ص 43] ، والسیرة الحلبیة : 3 / 303 [3 / 274]. (المؤلف)

وهما یشهدانه ویعرفانه ؟ فأین أولئک الرجال لیجابهوا من مرّت علیک کلماتهم من أنَّ الولایة الثابتة لمولانا بنصِّ یوم الغدیر تثبت له فی ظرف خلافته الصوریّة بعد عثمان ؟ أوَ ما کان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم یعرف المتقدِّمین علی ابن عمّه ، ویشهد موقفهم ، ویعلم بمقادیرهم من الحنکة ؟ فلماذا خصّ النصّ بعلیّ علیه السلام بعدما خاف أن یُدعی فیجیب ، وأمر الملأ الحضور أن یبایعوه ، ویبلّغ الشاهد الغائب(1) ؟ ولو کان یری لهم نصیباً من الأمر فلماذا أخّر البیان عن وقت الحاجة ؟ وهو أهمُّ فرائض الدین ، وأصلٌ من أصوله ، وبطبع الحال أنَّ الآراء فی مثله تتضارب - کما تضاربت - وقد یتحوّل الجدال

جلاداً ، والحوار قتالاً ، فبأیِّ مبرِّرٍ ترک نبیُّ الرحمة أُمّته سُدیً فی أعظم معالم الدین ؟

لم یفعل نبیّ الرحمة ذلک ، ولکن حسن ظنِّ القوم بالسلف الماضین العاملین فی أمر الخلافة ، المتوثّبین علی صاحبها لحداثة سنّه وحبّه بنی عبدالمطّلب - کما مرّ

(ص 389) - حداهم إلی أن یزحزحوا مفاد النصّ إلی ظرف الخلافة الصوریّة ، ولکن حسن الیقین برسول الله صلی الله علیه وآله وسلم یُلزمنا بالقول بأنّه لم یترک واجبه من البیان الوافی لحاجة الأمّة. هدانا الله إلی سواء السبیل.

القربات یوم الغدیر

بما أنَّ هذا الیوم یوم أکمل الله به الدین ، وأتمّ النعمة علی عباده ، حیث رضی بمولانا أمیر المؤمنین إماماً علیهم ، ونصبه علماً للهدی ، یحدو بالأمّة إلی سَنَن السعادة وصراط حقٍّ مستقیم ، ویقیهم عن مساقط الهلَکَة ومهاوی الضلال ، فلن تجد بعد یوم المبعث النبویِّ یوماً قد أُسبغت فیه النعم ظاهرة وباطنة ، وشملت الرحمة الواسعة ،

أعظم من هذا الیوم الذی هو فرع ذلک الأساس المقدّس ومسدّد تلک الدعوة القدسیّة.

ص: 692


1- تجد هذه الجمل الثلاث فی غیر واحد من الأحادیث فیما تقدّم. (المؤلف)

کان من واجب کلِّ فرد من أفراد الملأ الدینی القیام بشکر تلکم النعم بأنواع من مظاهر الشکر ، والتزلّف إلیه سبحانه بما یتسنّی له من القُرَب من صلاة وصوم وبرٍّ وصلة رحم وإطعام واحتفال بالیوم بما یناسب الوقت والمجتمع ، وفی المأثور من ذلک أشیاء ، منها : الصوم.

حدیث صوم یوم الغدیر :

أخرج الحافظ أبو بکر الخطیب البغدادیّ : المتوفّی (463) فی تاریخه (8 / 290) عن عبدالله بن علیّ بن محمد بن بشران ، عن الحافظ علیّ بن عمر الدارقطنی ، عن أبی نصر حبشون الخلّال ، عن علیّ بن سعید الرملی ، عن ضمرة بن ربیعة ، عن عبدالله بن شوذب ، عن مطر الورّاق ، عن شهر بن حوشب ، عن أبی هریرة ، قال : من صام یوم ثمان عشر من ذی الحجّة کُتب له صیام ستین شهراً ، وهو یوم غدیر خُمّ لمّا أخذ النبیّ صلی الله علیه وسلم بید علیِّ بن أبی طالب ، فقال :

«ألستُ ولیَّ المؤمنین ؟ قالوا : بلی یا رسول الله.

قال : من کنتُ مولاه فعلیّ مولاه». فقال عمر بن الخطّاب : بَخٍ بَخٍ لک یا ابن أبی طالب أصبحت مولای ومولی کلِّ مسلم فأنزل الله : (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ) ، ومن صام یوم سبعة وعشرین من رجب ، کتب له صیام ستین شهراً ، وهو أوّل یوم نزل جبریل علیه السلام علی محمد صلی الله علیه وسلم بالرسالة.

ورواه بطریق آخر عن علیّ بن سعید الرملی. وأخرج العاصمی فی زین الفتی قال : أخبرنا محمد بن أبی زکریا ، أخبرنا أبو إسماعیل بن محمد الفقیه ، أخبرنا أبو محمد یحیی بن محمد العلویّ الحسینیّ ، أخبرنا إبراهیم بن محمد العامّی ، أخبرنا حبشون بن موسی البغدادیّ ، حدّثنا علیّ بن سعید الشامیّ ، حدّثنا ضمرة عن ابن شوذب ... إلی

آخر السند والمتن المذکورین من دون ذکر صوم المبعث.

ص: 693

وأخرجه ابن المغازلی الشافعیّ فی مناقبه(1) عن أبی بکر أحمد بن محمد بن طاوان ، قال : أخبرنا أبو الحسین أحمد بن الحسین بن السمّاک ، حدّثنی أبو محمد جعفر بن محمد بن نصیر الخلدی ، حدّثنی علیّ بن سعید الرملی ... إلی آخر السند والمتن.

ورواه سبط ابن الجوزی فی تذکرته(2) (ص 18) ، والخطیب الخوارزمی فی مناقبه(3) (ص 94) من طریق الحافظ البیهقی عن الحافظ الحاکم النیسابوری ابن البیّع صاحب المستدرک عن أبی یعلی الزبیری ، عن أبی جعفر أحمد بن عبدالله البزّاز ، عن علیّ بن سعید الرملی ... ، وشیخ الإسلام الحمّوئی فی فرائد السمطین فی الباب الثالث عشر(4) من طریق الحافظ البیهقی.

رجال سند الحدیث :

1 - أبو هریرة : أجمع الجمهور علی عدالته وثقته ، فلا نحتاج إلی بسط المقال فیه.

2 - شهر بن حوشب الأشعری : عدّه الحافظ أبو نعیم من الأولیاء وأفرد له ترجمة ضافیة فی حلیته (6 / 59 - 67) ، وحکی الذهبیّ فی میزانه(5) ثناء البخاری علیه ، وذکر عن أحمد بن عبدالله العجلی(6) ویحیی وابن شیبة وأحمد والنسوی ثقته ، وترجمه الحافظ ابن عساکر فی تاریخه(7) (6 / 343) وقال : 5.

ص: 694


1- مناقب علیّ بن أبی طالب علیه السلام : ص 18 ح 24.
2- تذکرة الخواص : ص 30.
3- المناقب : ص 156 ح 184.
4- فرائد السمطین : 1 / 77 ح 44.
5- میزان الاعتدال : 2 / 283 رقم 3756.
6- تاریخ الثقات : ص 223 رقم 677.
7- تاریخ مدینة دمشق : 8 / 137 - 148 ، وفی مختصر تاریخ دمشق : 11 / 5.

سُئل عنه الإمام أحمد ، فقال : ما أحسن حدیثه. ووثّقه وأثنی علیه ، وقال مرّة : لیس به بأس ، وقال العجلی : هو شامیّ تابعیّ ثقة ، ووثّقه یحیی بن معین ، وقال یعقوب بن شیبة : هو ثقةٌ علی أنَّ بعضهم طعن فیه.

وترجمه ابن حجر فی تهذیب التهذیب(1) (4 / 370) وحکی عن أحمد ثقته وحسن حدیثه والثناء علیه ، وعن البخاری حسن حدیثه وقوّة أمره ، وعن ابن معین ثقته وثبته ، وعن العجلی ویعقوب والنسوی ثقته ، وعن أبی جعفر الطبری : أنَّه کان فقیهاً قارئاً عالماً.

وهناک من ضعّفه ، فهو کما قال أبو الحسن القطّان : لم یُسمع له حجّة. وقد أخرج الحدیث عنه البخاری ومسلم والأئمّة الأربعة الآخرون أرباب الصحاح : الترمذی ، أبو داود ، النسائی ، ابن ماجة.

3 - مطر بن طهمان الورّاق ، أبو رجاء الخراسانی : مولی علیّ سکن البصرة وأدرک أنساً ، عدّه الحافظ أبو نعیم من الأولیاء ، وأفرد له ترجمة فی حلیته (3 / 75) ، وروی عن أبی عیسی أنَّه قال : ما رأیت مثل مطر فی فقهه وزهده.

وترجمه ابن حجر فی تهذیبه(2) (10 / 167) ، ونقل قول أبی نعیم المذکور ، وذکر ابن حبّان له فی الثقات(3) ، وعن العجلی(4) صدقه ونفی البأس عنه ، وعن البزّاز : لیس به بأس رأی أنساً ، ولا نعلم أحداً یترک حدیثه ، مات (125) ، وقیل : (129). وقیل : قتله المنصور قرب (140). أخرج عنه الحدیث البخاری ومسلم وبقیّة الأئمّة الستّة أرباب الصحاح.

ص: 695


1- تهذیب التهذیب : 4 / 324.
2- تهذیب التهذیب : 10 / 152.
3- الثقات : 5 / 435.
4- تاریخ الثقات : ص 430 رقم 1584.

4 - أبو عبدالرحمن [عبدالله] بن شوذب : ذکره الحافظ أبو نعیم من الأولیاء فی حلیته (6 / 129 - 135) ، وروی عن کثیر بن الولید أنَّه قال : کنت إذا رأیت ابن

شوذب ذکرت الملائکة. وحکی الخزرجی فی خلاصته(1) (ص 170) عن أحمد وابن معین ثقته ، وفی تهذیب ابن حجر(2) (5 / 255) ما ملخّصه :

سمع الحدیث وتفقّه ، کان من الثقات ، قال سفیان الثوری : کان من ثقات مشایخنا. ونقل ابن خلفون توثیقه عن ابن نمیر وغیره ، وعن أبی طالب والعجلی وابن عمّار وابن معین والنسائی : أنَّه ثقة ، وُلد (86) ، وتُوفّی (144 ، 156 ، 157) أخرج حدیثه الأئمّة الستّة غیر مسلم ، وصحّح حدیثه الحاکم فی المستدرک والذهبیّ فی تلخیصه.

5 - ضمرة بن ربیعة القرشیّ ، أبو عبدالله الدمشقیّ : المتوفّی (182 ، 200 ، 202). ترجمه الحافظ ابن عساکر فی تاریخه(3) (7 / 36) ، وحکی عن أحمد(4) أنَّه قال : بلغنی أنَّه کان شیخاً صالحاً ، وقال لمّا سُئل عنه : ذلک الثقة المأمون رجل صالح ملیح الحدیث ، ونقل عن ابن معین ثقته ، وعن ابن سعد(5) : کان ثقةً مأموناً خیِّراً لم یکن هناک أفضل منه ، وعن ابن یونس : کان فقیهاً فی زمانه.

وذکر الخزرجی فی خلاصته(6) (ص 150) ثقته عن أحمد والنسائی وابن معین

وابن سعد.

وفی تهذیب ابن حجر(7) ما ملخّصه : عن أحمد : رجل صالح الحدیث من

ص: 696


1- خلاصة الخزرجی : 2 / 66 رقم 3566.
2- تهذیب التهذیب : 5 / 225.
3- تاریخ مدینة دمشق : 8 / 475 ، وفی مختصر تاریخ دمشق : 11 / 159.
4- العلل ومعرفة الرجال : 2 / 366 رقم 2624.
5- الطبقات الکبری : 7 / 471.
6- خلاصة الخزرجی : 2 / 6 رقم 3154.
7- تهذیب التهذیب : 4 / 403.

الثقات المأمونین لم یکن بالشام رجل یشبهه ، وعن ابن معین والنسائی وابن حبّان(1) والعجلی : ثقة ، وعن أبی حاتم(2) : صالح ، وعن ابن سعد وابن یونس ما مرّ عنهما.

أخرج الحدیث من طریقه الأئمّة أرباب الصحاح غیر مسلم ، وصحّح حدیثه الحاکم فی المستدرک والذهبیُّ فی تلخیصه.

6 - أبو نصر علیّ بن سعید أبی حملة الرملیّ : المتوفّی (216) کذا أرّخه البخاریّ(3). وثّقه الذهبیّ فی میزان الاعتدال(4) (2 / 224) وقال : ما علمت به بأساً ، ولا رأیت أحداً إلی الآن تکلّم فیه ، وهو صالح الأمر ، ولم یُخرج له أحدٌ من أصحاب

الکتب الستّة مع ثقته. وترجمه بعنوان علیِّ بن سعید أیضاً وقال : یُتثبّت فی أمره کأنَّه صدوق. واختار ابن حجر ثقته فی لسانه(5) (4 / 227) وأورد علی الذهبی ، وقال : إذا کان ثقة ولم یتکلّم فیه أحد ، فکیف تذکره فی الضعفاء ؟!

7 - أبو نصر حبشون بن موسی بن أیوب الخلّال : المتوفّی (331).

ترجمه الخطیب البغدادیّ فی تاریخه (8 / 289 - 291) ، وقال : کان ثقةً یسکن باب البصرة من بغداد. وحُکی عن الحافظ الدارقطنیِّ : أنَّه صدوق.

8 - الحافظ علیّ بن عمر ، أبو الحسن البغدادیّ الشهیر بالدارقطنی : صاحب

السنن : المتوفّی (385). ترجمه الخطیب البغدادیّ فی تاریخه (12 / 34 - 40) ، وقال : کان فرید عصره ، وقریع دهره ، ونسیج وحده ، وإمام وقته ، انتهی إلیه علم الأثر والمعرفة بعلل الحدیث وأسماء الرجال وأحوال الرواة مع الصدق والأمانة والفقه

ص: 697


1- الثقات : 8 / 324.
2- الجرح والتعدیل : 4 / 467 رقم 2052.
3- التاریخ الکبیر : مج 3 / ق 2 / 271 رقم 2377.
4- میزان الاعتدال : 4 / 125 رقم 5833 ، ص 131 رقم 5851.
5- لسان المیزان : 4 / 260 رقم 5806.

والعدالة وقبول الشهادة وصحّة الاعتقاد وسلامة المذهب والاضطلاع بعلوم سوی علم الحدیث.

وحکی عن أبی الطیّب طاهر بن عبدالله الطبری أنَّه قال : کان الدارقطنی أمیر المؤمنین فی الحدیث ، وما رأیت حافظاً ورد بغداد إلّا مضی إلیه وسلّم له ؛ یعنی : فسلّم له التقدمة فی الحفظ وعلو المنزلة فی العلم.

ثمّ بسط القول فی ترجمته والثناء علیه.

وترجمه ابن خلکان فی تاریخه(1) (1 / 359) وأثنی علیه ، والذهبیُّ فی تذکرته(2) (3 / 199 - 203) ، وقال : قال الحاکم : صار الدارقطنیُّ أوحد عصره فی الحفظ والفهم والورع ، وإماماً فی القرّاء والنحویِّین ، وأقمت فی سنة سبعٍ وستین ببغداد أربعة أشهر ، وکثر اجتماعنا ، فصادفته فوق ما وُصف لی ، وسألته عن العلل والشیوخ ،

وله مصنّفات یطول ذکرها ، فأشهد أنَّه لم یخلف علی أدیم الأرض مثله ...

وهناک توجد فی کثیر من المعاجم جمل الثناء علیه فی تراجم ضافیة لا نطیل بذکرها المقام ، ولقد أطلنا القول فی إسناد هذا الحدیث لأن نوقفک علی مکانته من الصحّة وأنَّ رجاله کلّهم ثقات ، وبلغت ثقتهم من الوضوح حدّاً لا یسع معه أیّ مُحوِّر للقول أو مُتمحِّل فی الجدل أن یغمز فیها ، فتلک معاجم الرجال حافلة بوصفهم بکلِّ جمیل.

علی أنَّ ما فیه من نزول الآیة الکریمة (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ) یوم غدیر خُمّ معتضد بکلِّ ما أسلفناه من الأحادیث الناصّة بذلک ، وفی رواتها مثل الطبری وابن مردویه وأبی نعیم والخطیب والسجستانی وابن عساکر والحسکانی وأضرابهم من الأئمّة والحفّاظ. راجع (ص 230 - 238).

ص: 698


1- وفیات الأعیان : 3 / 297 رقم 434.
2- تذکرة الحفّاظ : 3 / 991 رقم 925.

فإذا وضح لدیک ذلک فهلمَّ معی إلی ما یتعقّبه ابن کثیر(1) هذا الحدیث ، ویحسب أنَّه حدیث منکَر بل کذب ؛ لما رُوی من نزول الآیة یوم عرفة من حجّة الوداع ، وإن تعجب فعجب أن یجزم جازمٌ بمنکریَّة أحد الفریقین فی الروایات المتعارضة وهما متکافئان فی الصحّة ، فلیت شعری أیّ مرجِّح فی الکفّة المقابلة لحدیثنا بالصحّة ؟ وما المطفِّف فی المیزان فی کفّة هذا الحدیث ؟ مع إمکان معارضة ابن کثیر بمثل قوله فی الجانب الآخر لمخالفته لما أثبتناه من نزول الآیة الکریمة ، وهل لمزعمة ابن کثیر مبرِّر غیر أنَّه یهوی أن یزحزح القرآن الکریم عن هذا النبأ العظیم ؟ وإلّا لکان فی وسعه أن یقول کما قال سبط ابن الجوزی فی تذکرته(2) (ص 18) بإمکان نزولها مرّتین ، کما وقع فی البسملة وآیات أخری قدّمنا ذکرها (ص 257).

ولابن کثیر فی تاریخه(3) (5 / 214) شبهة أخری فی تدعیم إنکاره للحدیث ، وهی حسبان أنَّ ما فیه من أنَّ صوم یوم الغدیر یعدل ستین شهراً یستدعی تفضیل المستحبّ علی الواجب ؛ لأنّ الوارد فی صوم شهر رمضان کله أنَّه یقابل بعشرة أشهر ،

وهذا منکَرٌ من القول باطلٌ.

ویُقال فی دحض هذه المزعمة بالنقض تارةً ، وبالحلِّ أخری :

أمّا النقض : فبما جاء من أحادیث جمّة لا یسعنا ذکر کلِّها بل جلّها(4) ، ونقتصر منها علی عدّة أحادیث ، وهی :

1 - حدیث «من صام رمضان ثمّ أتبعه بستٍّ من شوّال فکأنّما صام الدهر» ، أخرج(5) مسلم بعدّة طرق فی صحیحه (1 / 323) ، وأبو داود فی سننه (1 / 381) ،

ص: 699


1- قلّد الذهبیّ فی قوله هذا ، کما یظهر من تاریخه : 5 / 214 [5 / 233 حوادث سنة 10 ه]. (المؤلف)
2- تذکرة الخواص : ص 30.
3- البدایة والنهایة : 5 / 233 حوادث سنة 10 ه.
4- راجع نزهة المجالس 1 / 151 - 158 ، ص 167 - 176. (المؤلف)
5- صحیح مسلم : 2 / 524 ح 204 کتاب الصیام ، سنن أبی داود : 2 / 324 ح 2433 ، سنن ابن

وابن ماجة فی سننه (1 / 524) ، والدارمی فی سننه (2 / 21) ، وأحمد فی مسنده (5 / 417 و 419) ، وابن الدیبع فی تیسیر الوصول (2 / 329) نقلاً عن الترمذی ومسلم ، وعلیه أسند قوله کلُّ من ذهب إلی استحباب صوم هذه الأیّام الستّة.

2 - حدیث «من صام ستّة أیّام بعد الفطر کان تمام السنة» ، أخرجه(1) ابن ماجة فی سننه (1 / 524) ، والدارمی فی سننه (2 / 21) ، وأحمد فی مسنده (3 / 308 ، 324 ، 344 و 5 / 280) ، والنسائی وابن حبّان فی سننهما ، وصحّحه السیوطی فی الجامع

الصغیر(2) (2 / 79).

3 - کان رسول الله صلی الله علیه وسلم یأمر بصیام الأیّام البیض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة ، ویقول : «هو کصوم الدهر أو کهیئة الدهر» ، أخرجه ابن ماجة فی سننه(3) (1 / 522) ، والدارمی فی سننه (2 / 19).

4 - «ما من أیّام الدنیا أیّام أحبّ إلی الله سبحانه أن یُتعبّد له فیها من أیّام العشر - فی ذی الحجّة - وإنَّ صیام یوم فیها لیعدل صیام سنة ، ولیلة فیها بلیلة القدر» ، أخرجه ابن ماجة فی سننه(4) (1 / 527) ، والغزالی فی إحیاء العلوم(5) (1 / 227) وفیه : «من صام ثلاثة أیّام من شهرٍ حرامٍ : الخمیس ، والجمعة ، والسبت ، کتب الله له بکلِّ یوم عبادة تسعمائة عام».

ص: 700


1- سنن ابن ماجة : 1 / 547 ح 1715 ، مسند أحمد : 4 / 243 ح 13890 ، ص 271 ح 14068 ، ص 306 ح 14300 و 6 / 377 ح 21906 ، السنن الکبری : 2 / 163 ح 2861 ، الإحسان فی تقریب صحیح ابن حبّان : 8 / 398 ح 3635.
2- الجامع الصغیر : 2 / 111 ح 5117.
3- سنن ابن ماجة : 1 / 544 ح 1707.
4- المصدر السابق : 1 / 551 ح 1728.
5- إحیاء علوم الدین : 1 / 212.

5 - عن أنس بن مالک قال :

کان یقال فی أیّام العشر : بکلّ یوم ألف یوم ، ویوم عرفة عشرة آلاف یوم. قال : یعنی فی الفضل.

أخرجه المنذری فی الترغیب والترهیب(1) (2 / 66) نقلاً عن البیهقی والأصبهانی.

6 - «صیام ثلاثة أیّام من کلِّ شهر صیام الدهر وإفطاره». أخرجه(2) أحمد فی مسنده (5 / 34) ، وابن حبّان فی صحیحه ، وصحّحه السیوطی فی الجامع الصغیر (2 / 78) ، وأخرجه النسائی وأبو یعلی فی مسنده والبیهقی عن جریر بلفظ : «صیام ثلاثة أیام من کلِّ شهرٍ صیام الدهر» ، کما فی الجامع الصغیر (2 / 78) ، وأخرج الترمذی والنسائی کما فی تیسیر الوصول (2 / 330) : «من صام من کلّ شهرٍ ثلاثة أیّام فذلک صیام الدهر» ، فأنزل الله تعالی تصدیق ذلک فی کتابه : (مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا)(3) ، الیوم بعشرة أیّام ، وأخرجه بلفظ یقرب من هذا مسلمٌ فی صحیحه (1 / 319 و 321) ، وأخرج النسائی من حدیث جریر : «صیامُ ثلاثة أیّام من کلِّ شهرٍ کصیام الدهر ثلاث أیّام البیض» ، وأخرجه الحافظ المنذری فی الترغیب والترهیب (2 / 33) ، وذکره ابن حجر فی سُبُل السلام (2 / 234) ، وصحّحه.

ص: 701


1- الترغیب والترهیب : 2 / 200.
2- مسند أحمد : 6 / 13 ح 19858 ، الإحسان فی تقریب صحیح ابن حبّان : 8 / 413 ح 3653 ، الجامع الصغیر : 2 / 111 ح 5115 ، السنن الکبری : 2 / 136 ح 2728 ، مسند أبی یعلی : 13 / 492 ح 7504 ، الجامع الصغیر : 2 / 111 ح 5114 ، سنن الترمذی : 3 / 135 ح 762 ، السنن الکبری : 2 / 134 ح 2717 ، تیسیر الوصول إلی جامع الأصول : 2 / 394 ، صحیح مسلم : 2 / 520 - 522 ح 196 - 197 کتاب الصیام ، السنن الکبری : 2 / 136 ح 2728 ، الترغیب والترهیب : 2 / 124 ، سُبُل السلام : 2 / 168.
3- الأنعام : 160.

7 - «صیام یوم عرفة کصیام ألف یوم».

أخرجه ابن حبّان عن عائشة ، کما فی الجامع الصغیر(1) (2 / 78) ، وأخرجه الطبرانی فی الأوسط والبیهقی ، کما فی الترغیب والترهیب(2) (2 / 27 و 66).

8 - عن عبدالله بن عمر قال : کنّا ونحن مع رسول الله صلی الله علیه وسلم نعدل صوم یوم عرفة بسنتین.

رواه الطبرانی فی الأوسط(3) ، وهو عند النسائی(4) بلفظ : (سنة) ، کما فی الترغیب والترهیب(5) (2 / 27).

9 - «من صام یوم سبع وعشرین من رجب کتب الله تعالی له صیام ستین شهراً».

أخرجه الحافظ الدمیاطی(6) فی سیرته ، کما فی السیرة الحلبیّة(7) (1 / 254) ، ورواه الصفوری فی نزهة المجالس (1 / 154).

10 - عن أبی هریرة وسلمان عن رسول الله صلی الله علیه وسلم : «إنَّ فی رجب یوماً ولیلة من صام ذلک الیوم وقام تلک اللیلة کان له من الأجر کمن صام مائة سنة وقامها ، وهی : لثلاثٍ بقینَ من رجب».

ص: 702


1- الجامع الصغیر : 2 / 111 ح 5119.
2- الترغیب والترهیب : 2 / 112 و 200.
3- المعجم الأوسط : 1 / 421 ح 755.
4- السنن الکبری : 2 / 155 ح 2828.
5- الترغیب والترهیب : 2 / 113.
6- قال الذهبی فی تذکرته : 4 / 268 [4 / 1477 رقم 1166] : شیخنا الإمام العلّامة الحافظ الحجّة الفقیه النسّابة شیخ المحدّثین شرف الدین أبو محمد عبدالمؤمن الدمیاطی الشافعی. ثمّ أکثر فی الثناء علیه ، وقال : توفّی (705). (المؤلف)
7- السیرة الحلبیة : 1 / 238.

رواه الشیخ عبدالقادر الجیلانی فی غُنیة الطالبین(1) ، کما فی نزهة المجالس للصفوری (1 / 154).

11 - «شهر رجب شهر عظیم من صام منه یوماً کتب الله له صوم ثلاثة آلاف سنة».

رواه الکیلانی فی غُنیته ، کما فی نزهة المجالس للصفوری (1 / 153).

12 - «من صام یوم عاشوراء فکأنّما صام الدهر کلّه ، مکتوبٌ فی التوراة».

ذکره الصفوری فی نزهته (1 / 174).

13 - «من صام یوماً من المحرّم فله بکلّ یوم ثلاثون یوماً».

رواه الطبرانی فی الصغیر(2) ، کما ذکره الحافظ المنذری فی الترغیب والترهیب(3)(2 / 28).

وأمّا الحلّ :

فلیس عندنا أصلٌ مسلّم یُرکَن إلیه فی لزوم زیادة أجر الفرائض علی المثوبة فی المستحبّات ، بل أمثال الأحادیث السابقة فی النقض ترشدنا إلی إمکان العکس ، بل وقوعه ، وتؤکِّد ذلک الأحادیث الواردة فی غیر الصیام من الأعمال المرغَّب فیها.

علی أنَّ المثوبة واقعة تجاه حقائق الأعمال ومقتضیاتها الطبیعیّة ، لا ما یعروها من عوارض کالوجوب والندب حسب المصالح المقترنة بها ، فلیس من المستحیل أن یکون فی طبع المندوب - فی ماهیّات مختلفة ، أو بحسب المقارنات المحتفّة به فی المتّحدة منها - ما یوجب المزید له.

ص: 703


1- غنیة الطالبین : ص 288.
2- المعجم الصغیر : 2 / 71.
3- الترغیب والترهیب : 2 / 114.

ویقال فی المقام : إنَّ ترتّب المثوبة علی العمل إنَّما هو بمقدار کشفه عن حقیقة الإیمان ، وتوغّله فی نفس العبد ، وممّا لا شکّ فیه أنَّ الإتیان بما هو زائد علی الوظائف المقرّرة من الواجبات وترک المحرّمات من المستحبّات والتجنّب عن المکروهات أکشفُ عن ثبات العبد فی مقام الامتثال ، وخضوعه لمولاه ، وحبّه له ، وبه یکمل الإیمان ، ولم یزل العبد یتقرّب به إلی المولی سبحانه حتی یحبّه ، کما ورد فیما أخرجه البخاری فی صحیحه(1) (9 / 214) عن أبی هریرة ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وسلم :

«إنَّ الله عزّ وجلّ قال : ما یزال عبدی یتقرّب إلیّ بالنوافل حتی أُحبّه ، فإذا أحببتُه کنتُ سمْعَهُ الذی یسمع به ، وبصره الذی یبصر به ، ویده التی یبطش بها ، ورجله التی یمشی بها» الحدیث(2).

بل من الممکن أن یقال : إنَّه لیس فی نوامیس العدل ما یحتِّم ترتیب أجر علی إقامة الواجب وترک المحرّم ، زائداً علی ما منح به من الحیاة والعقل والعافیة ومُؤن الحیاة ، ومعدّات العمل ، والنجاة من النار فی الآخرة ، بل إنَّ کلاً من هاتیک النعم الجزیلة یصغر عنه صالحات العبد جمعاء ، ولیس هناک إلّا الفضل.

وهذا الذی یستفاد من غیر واحد من آیات الکتاب العزیز نظیر قوله تعالی : (إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی مَقَامٍ أَمِینٍ * فِی جَنَّاتٍ وَعُیُونٍ * یَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِینَ * کَذَلِکَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِینٍ * یَدْعُونَ فِیهَا بِکُلِّ فَاکِهَةٍ آمِنِینَ * لَا یَذُوقُونَ فِیهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَی وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِیمِ * فَضْلًا مِّن رَّبِّکَ ذَلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ)(3) فکلّ ما هناک من النعیم والمثوبات إنَّما هو بفضله وإحسانه سبحانه وتعالی.

ص: 704


1- صحیح البخاری : 5 / 2384 ح 6137.
2- وأخرجه البیهقی فی الأسماء والصفات : ص 416 [ص 577] ، والذهبیّ فی میزانه : 1 / 301 [1 / 641 رقم 2463]. (المؤلف)
3- الدخان : 51 - 57.

قال الفخر الرازی فی تفسیره(1) (7 / 459) :

احتجّ أصحابنا بهذه الآیة علی أنَّ الثواب یحصل تفضّلاً من الله تعالی ، لا بطریق الاستحقاق ؛ لأنّه تعالی لمّا عدّ أقسام ثواب المتّقین بیّن أنَّها بأسرها إنَّما حصلت علی سبیل الفضل والإحسان من الله تعالی ، ثمّ قال تعالی : (ذَلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ) ، واحتجّ أصحابنا بهذه الآیة علی أنَّ التفضیل أعلی درجة من الثواب المستحَقّ ، فإنّه تعالی وصفه بکونه فضلاً من الله ، ثمّ وصف الفضل من الله بکونه فوزاً عظیماً ، ویدلّ علیه أیضاً أنَّ الملِک العظیم إذا أعطی الأجیر أجرته ، ثمّ خلع علی إنسان آخر ، فإنّ تلک الخلعة أعلی حالاً من إعطاء تلک الأجرة. انتهی.

وقال ابن کثیر نفسه فی الآیة الشریفة فی تفسیره (4 / 147) : ثبت فی الصحیح عن رسول الله صلی الله علیه وسلم أنَّه قال :

«اعملوا وسدِّدوا وقاربوا ، واعلموا أنَّ أحداً لن یدخله عملُه الجنّة. قالوا : ولا أنت یا رسول الله ؟ قال : ولا أنا إلّا أن یتغمّدنی الله برحمة منه وفضل». انتهی.

وبوسعک استشعار هذا المعنی من الصحیح الذی أخرجه البخاری فی صحیحه(2) (4 / 264) عن رسول الله صلی الله علیه وسلم أنَّه قال :

«حقُّ الله علی العباد أن یعبدوه ولا یشرکوا به شیئاً ، وحقُّ العباد علی الله أن لا یعذِّب من لا یشرک به شیئاً» ، وأنت جِدُّ علیم بأنّ هذا المقدار من الحقِّ الثابت علی الله للعباد إنَّما هو بتقریر العقل السلیم ، وأمّا الزائد علیه من النعیم الساکت عنه نبیّ البیان فلیس إلّا الفضل والإحسان من المولی سبحانه.

وأنت تجد فی معاملات الدول مع أفراد الموظّفین أنَّه لیس بإزاء واجباتهم

ص: 705


1- التفسیر الکبیر : 27 / 254.
2- صحیح البخاری : 3 / 1049 ح 2701.

وعدم الخیانة فیها من الأجر إلّا الرتبة والراتب ، وإنَّما یحظی أحدهم بترفیع فی المرتبة أو زیادة فی الرتبة بخدمة زائدة علی مقرّراتها علیهم ، ولیس فی الناس من ینقم علی

الحکومات ذلک ، وهذه الحالة عیناً جاریة بین الموالی والعبید ، وهی من الارتکازات المرتسخة فی نفسیّات البشر کلّهم ، غیر أنَّ الله سبحانه بفضله المتواصل یثیب العاملین بواجبهم بأُجور جزیلة.

وهاهنا کلمة قدسیّة لسیِّدنا ومولانا زین العابدین الإمام الطاهر علیّ بن الحسین - صلوات الله علیهما وآلهما - لا مُنتدح عن إثباتها ، وهی قوله فی دعائه إذا اعترف بالتقصیر عن تأدیة الشکر من صحیفته الشریفة :

«أللّهمّ إنَّ أحداً لا یبلُغ من شکرک غایةً إلّا حصل علیه من إحسانک ما یلزمه شکراً ، ولا یبلغ مبلغاً من طاعتک وإن اجتهد إلّا کان مقصِّراً دون استحقاقک بفضلک ، فأَشْکَرُ عبادک عاجزٌ عن شکرک وأَعبدُهم مقصِّرٌ عن طاعتک ، لا یجب لأحد أن تغفر له باستحقاقه ، ولا أن تَرضی عنه باستیجابه ، فمن غفرتَ له فبطَولک ؛ ومن رضِیتَ عنه فبفضلک ، تشکر یسیر ما شُکِرتَ به ، وتثیب علی قلیل ما تطاع فیه ، حتی کأنّ شکر عبادک الذی أوجبتَ علیه ثوابهم ، وأعظمت عنه جزاءهم ، أمرٌ ملکوا استطاعة الامتناع منه دونک فکافیتهم ، أو لم یکن سببه بیدک فجازیتهم ، بل ملکتَ یا إلهی أمرهم قبل أن یملکوا عبادتک ، وأعددتَ ثوابهم قبل أن یفیضوا فی طاعتک ، وذلک أنَّ سنّتک الإفضال ، وعادتک الإحسان ، وسبیلک العفو ، فکلّ البریّة معترفة بأنّک غیر ظالم لمن عاقبتَ ، وشاهدة بأنّک متفضِّل علی من عافیتَ ، وکلّ مُقِرّ علی نفسه بالتقصیر عمّا استوجبت ، فلو أنَّ الشیطان لم یختدعهم عن طاعتک ، ما عصاک عاصٍ ، ولولا أنَّه صوّر لهم الباطل فی مثال الحق ، ما ضلّ عن طریقک ضالٌّ ، فسبحانک ما أبینَ کرمَک فی معاملة من أطاعک أو عصاک ، تشکر للمطیع ما أنت تولّیته له ، وتُملی للعاصی فیما تملک معاجلته فیه ، أعطیتَ کلّاً منهما ما لم یجبْ له ،

ص: 706

وتفضّلتَ علی کلٍّ منهما بما یقصر عمله عنه ، ولو کافأتَ المطیعَ علی ما أنتَ تولّیته لَأوشک أن یفقد ثوابک ، وأن تزول عنه نعمتک ، ولکنّک بکرمک جازیتَه علی المدّة القصیرة الفانیة بالمدّة الطویلة الخالدة ، وعلی الغایة القریبة الزائلة بالغایة المدیدة الباقیة.

ثمّ لم تَسمْه القِصاص فیما أکل من رزقک الذی یقوی به علی طاعتک ، ولم تَحمِلْه علی المناقشات فی الآلات التی تسبّب باستعمالها إلی مغفرتک ، ولو فعلتَ ذلک به لَذهب بجمیع ما کدَح له ، وجملةِ ما سعی فیه ، جزاءً للصغری من أیادیک ومننک ، ولبقی رهیناً بین یدیک بسائر نعمک ، فمتی کان یستحقُّ شیئاً من ثوابک ، لا متی ؟ ...» إلخ.

وفی یوم الغدیر صلاة ألَّف فیها أبو النضر العیّاشی والصابونی المصری کتاباً مفرداً ، راجع فیها وفی الأدعیة المأثورة یوم ذاک التآلیف المعدّة لها.

(وَهَ-ذَا کِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَکٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّکُمْ تُرْحَمُونَ)(1)

ص: 707


1- الأنعام : 155.

ص: 708

مُحْتَویَاتُ الْکِتابْ

ص: 709

ص: 710

مقدمة المرکز ...................................................................................... 1

الإهداء ......................................................................................... 17

التاریخ الصحیح ................................................................................ 21

أهمیّة الغدیر فی التاریخ ........................................................................... 25

واقعة الغدیر .................................................................................... 31

العنایة بحدیث الغدیر ............................................................................. 37

رواة حدیث الغدیر من الصحابة .................................................................. 41

رواة حدیث الغدیر من التابعین ................................................................. 145

طبقات الرواة من العلماء ...................................................................... 167

رواة القرن الثانی من العلماء ................................................................... 167

رواة القرن الثالث من العلماء .................................................................. 185

رواة القرن الرابع من العلماء .................................................................. 221

رواة القرن الخامس من العلماء ................................................................ 235

رواة القرن السادس من العلماء ................................................................ 246

رواة القرن السابع من العلماء ................................................................. 255

رواة القرن الثامن من العلماء .................................................................. 266

رواة القرن التاسع من العلماء .................................................................. 275

رواة القرن العاشر من العلماء ................................................................. 282

رواة القرن الحادی عشر من العلماء ............................................................ 289

رواة القرن الثانی عشر من العلماء .............................................................. 294

رواة القرن الثالث عشر من العلماء ............................................................ 300

رواة القرن الرابع عشر من العلماء ............................................................. 305

المؤلّفون فی حدیث الغدیر ...................................................................... 313

المناشدة والاحتجاج بحدیث الغدیر .............................................................. 327

مناشدة أمیر المؤمنین علیه السلام یوم الشوری ........................................................ 327

مناشدة أمیر المؤمنین علیه السلام أیّام عثمان .......................................................... 334

مناشدة أمیر المؤمنین علیه السلام یوم الرحبة سنة (35 ه) .............................................. 339

أعلام الشهود لأمیر المؤمنین یوم الرحبة بحدیث الغدیر ........................................... 376

مناشدة أمیر المؤمنین علیه السلام یوم الجمل سنة (36 ه) علی طلحة .................................... 378

حدیث الرکبان فی الکوفة وقولهم فی حدیث الغدیر ........................................... 381

أعلام الشهود لأمیر المؤمنین علیه السلام بحدیث الغدیر یوم الرکبان ..................................... 387

مَن أصابته الدعوة بإخفاء حدیث الغدیر ........................................................ 387

نظرة فی حدیث إصابة الدعوة ................................................................. 388

مناشدة أمیر المؤمنین علیه السلام یوم صفّین سنة (37 ه) .............................................. 394

احتجاج الصدّیقة فاطمة بحدیث الغدیر ...................................................... 396

مناشدة الإمام السبط الحسن علیه السلام ............................................................. 397

مناشدة الإمام السبط الحسین علیه السلام ............................................................ 398

احتجاج عبدالله بن جعفر علی معاویة بحدیث الغدیر .......................................... 400

احتجاج بُرد علی عمرو بن العاصی بحدیث الغدیر .............................................. 402

احتجاج عمرو بن العاصی علی معاویة بحدیث الغدیر ........................................... 403

احتجاج عمّار بن یاسر یوم صفِّین بحدیث الغدیر ................................................ 404

احتجاج أصبغ بن نباتة فی مجلس معاویة بحدیث الغدیر ......................................... 404

مناشدة شابٍّ أبا هریرة بحدیث الغدیر بالکوفة .................................................. 406

مناشدة رجل زید بن أرقم بحدیث الغدیر ....................................................... 408

مناشدة رجل عراقی جابر الأنصاری بحدیث الغدیر .............................................. 409

تحریف الطبری وابن کثیر حدیث الدار .................................................... 412

احتجاج قیس الأنصاری علی معاویة بالمدینة بحدیث الغدیر .................................... 414

احتجاج دارمیّة الحجونیّة علی معاویة بحدیث الغدیر ............................................. 415

احتجاج عمرو الأودی بحدیث الغدیر .......................................................... 416

احتجاج عمر بن عبدالعزیز الخلیفة الأموی بالحدیث ............................................. 417

احتجاج المأمون الخلیفة عباسی علی الفقهاء بالحدیث .......................................... 418

کلمة المسعودی .............................................................................. 421

الغدیر فی الکتاب العزیز ....................................................................... 423

نزول آیة : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ) فی علیّ حول الولایة ........................ 423

القول الفصل فی آیة التبلیغ ................................................................. 438

فریة القرطبی والقسطلانی علی شیعة ......................................................... 445

نزول آیة : (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی) یوم الغدیر ................. 447

نقد علی السیوطی والآلوسی.................................................................. 458

نزول آیة : (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ) حول حدیث الغدیر یوم الغدیر ................... 460

نظرة فی الحدیث آیة : (سَأَلَ سَائِلٌ) والنقد علی ابن تیمیّة ................................. 472

عید الغدیر فی الإسلام ........................................................................ 503

حدیث التهنئة یوم الغدیر ................................................................... 507

حدیث تهنئة الشیخین لأمیر المؤمنین یوم الغدیر ........................................ 509

عید الغدیر عند العترة الطاهرة (عود إلی البدء) ............................................... 527

نقد علی النویری والمقریزی فی أن عید الغدیر ابتدعه معزّ الدولة ............................. 534

التتویج یوم الغدیر ومعنی قول الشیعة : علیٌّ فی السحاب ....................................... 537

کلمات حول سند الحدیث ................................................................... 534

محاکمة حول سند الحدیث الغدیر ............................................................. 573

الرأی العام فی ضلال ابن حزم الأندلسی ....................................................... 585

نقدٌ علی ابن حزم فی قوله باجتهاد ابن ملجم قاتل أمیرالمؤمنین

وأنّه مأجور .................................................................................. 585

نقدٌ آخر علی ابن حزم فی قوله باجتهاد أبی الغادیة قاتل عمّار

وأنّه مأجور .................................................................................. 592

نقدٌ ثالث علی ابن حزم فی قوله باجتهاد معاویة وعمرو بن العاص

فی مقاتلة علیّ علیه السلام وبأنّهما مأجوران ......................................................... 601

کلمة ابن خلّکان فی ترجمة ابن حزم الظاهری .................................................. 608

مفاد حدیث الغدیر ومعنی المفهوم منه ........................................................... 609

مجیء «مَفعَل» بمعنی «أفعَل» .................................................................. 615

کلام الرازی فی الحدیث ...................................................................... 623

الشبهة الرازی عند العلماء .................................................................... 628

کلمة أخری للرازی .......................................................................... 632

جواب الرازی عمّا أثبتناه ..................................................................... 636

نقد علی الشاه ولیّ الله ....................................................................... 639

نظرة فی معانی المولی وهی اثنان وعشرون معنی ................................................. 640

المعانی التی یمکن إرادتها من الحدیث ............................................................ 646

الحقیقة من معانی المولی لیس إلّا الأولی بالشیء ............................................... 649

القرائن المعیّنة لمعنی الحدیث متّصلة ومنفصلة ................................................... 651

القرینة الأولی : مقدمة الحدیث المتّفق علیها ................................................ 651

القرینة الثانیة : ذیل الحدیث المتسالم علیه ................................................ 654

القرینة الثالثة : الاستشهاد الواقع فی صدر الحدیث ............................................ 656

القرینة الرابعة والخامسة والسادسة ............................................................ 657

القرینة السابعة والثامنة : أقواله صلی الله علیه وآله وسلم بعد الحدیث ........................................... 658

القرینة التاسعة والعاشرة : قوله قبل البلاغ وبعده ..................................... 659 - 660

القرینة الحادیة عشرة : کلمة «نصب» الواردة فی الحدیث ................................... 661

القرینة الثانیة عشرة : کلمة : وجبت فی أعناق القوم ......................................... 662

القرینة الثالثة عشرة : آخر فریضة أوجب الله ................................................. 662

القرینة الرابعة عشرة : کتمان الناس روایة الحدیث .......................................... 663

القرینة الخامسة عشرة والسادسة عشرة : ما ورد فی حدیثی

الرحبة والرکبان ............................................................................. 664

القرینة السابعة عشرة : ما فی حدیث إصابة الدعوة ........................................... 664

القرینة الثامنة عشرة : ما فی حدیث أبی الطفیل ............................................. 665

القرینة التاسعة عشرة : إنکار الفهری ......................................................... 666

القرینة العشرون : کلمة عمر ................................................................ 666

نظرة فی حدیثی أسامة وبریدة (تذییل) .................................................... 667

الأحادیث المُفَسِّرة لمعنی المولی ................................................................... 671

کلمات حول مفاد الحدیث الغدیر للأعلام ..................................................... 679

توضیح للواضح فی ظرف مفاد حدیث الغدیر ................................................. 691

القربات یوم الغدیر ........................................................................... 692

حدیث صوم یوم الغدیر ...................................................................... 693

رجال إسناد حدیث یوم الغدیر ................................................................ 694

نقد علی ابن کثیر فی تزییفه حدیث یوم الغدیر 699

ص: 711

رواة القرن الثامن من العلماء .................................................................. 266

رواة القرن التاسع من العلماء .................................................................. 275

رواة القرن العاشر من العلماء ................................................................. 282

رواة القرن الحادی عشر من العلماء ............................................................ 289

رواة القرن الثانی عشر من العلماء .............................................................. 294

رواة القرن الثالث عشر من العلماء ............................................................ 300

رواة القرن الرابع عشر من العلماء ............................................................. 305

المؤلّفون فی حدیث الغدیر ...................................................................... 313

المناشدة والاحتجاج بحدیث الغدیر .............................................................. 327

مناشدة أمیر المؤمنین علیه السلام یوم الشوری ........................................................ 327

مناشدة أمیر المؤمنین علیه السلام أیّام عثمان .......................................................... 334

مناشدة أمیر المؤمنین علیه السلام یوم الرحبة سنة (35 ه) .............................................. 339

أعلام الشهود لأمیر المؤمنین یوم الرحبة بحدیث الغدیر ........................................... 376

مناشدة أمیر المؤمنین علیه السلام یوم الجمل سنة (36 ه) علی طلحة .................................... 378

حدیث الرکبان فی الکوفة وقولهم فی حدیث الغدیر ........................................... 381

أعلام الشهود لأمیر المؤمنین علیه السلام بحدیث الغدیر یوم الرکبان ..................................... 387

مَن أصابته الدعوة بإخفاء حدیث الغدیر ........................................................ 387

نظرة فی حدیث إصابة الدعوة ................................................................. 388

مناشدة أمیر المؤمنین علیه السلام یوم صفّین سنة (37 ه) .............................................. 394

احتجاج الصدّیقة فاطمة بحدیث الغدیر ...................................................... 396

مناشدة الإمام السبط الحسن علیه السلام ............................................................. 397

مناشدة الإمام السبط الحسین علیه السلام ............................................................ 398

ص: 712

احتجاج عبدالله بن جعفر علی معاویة بحدیث الغدیر .......................................... 400

احتجاج بُرد علی عمرو بن العاصی بحدیث الغدیر .............................................. 402

احتجاج عمرو بن العاصی علی معاویة بحدیث الغدیر ........................................... 403

احتجاج عمّار بن یاسر یوم صفِّین بحدیث الغدیر ................................................ 404

احتجاج أصبغ بن نباتة فی مجلس معاویة بحدیث الغدیر ......................................... 404

مناشدة شابٍّ أبا هریرة بحدیث الغدیر بالکوفة .................................................. 406

مناشدة رجل زید بن أرقم بحدیث الغدیر ....................................................... 408

مناشدة رجل عراقی جابر الأنصاری بحدیث الغدیر .............................................. 409

تحریف الطبری وابن کثیر حدیث الدار .................................................... 412

احتجاج قیس الأنصاری علی معاویة بالمدینة بحدیث الغدیر .................................... 414

احتجاج دارمیّة الحجونیّة علی معاویة بحدیث الغدیر ............................................. 415

احتجاج عمرو الأودی بحدیث الغدیر .......................................................... 416

احتجاج عمر بن عبدالعزیز الخلیفة الأموی بالحدیث ............................................. 417

احتجاج المأمون الخلیفة عباسی علی الفقهاء بالحدیث .......................................... 418

کلمة المسعودی .............................................................................. 421

الغدیر فی الکتاب العزیز ....................................................................... 423

نزول آیة : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ) فی علیّ حول الولایة ........................ 423

القول الفصل فی آیة التبلیغ ................................................................. 438

فریة القرطبی والقسطلانی علی شیعة ......................................................... 445

نزول آیة : (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی) یوم الغدیر ................. 447

نقد علی السیوطی والآلوسی.................................................................. 458

نزول آیة : (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ) حول حدیث الغدیر یوم الغدیر ................... 460

ص: 713

نظرة فی الحدیث آیة : (سَأَلَ سَائِلٌ) والنقد علی ابن تیمیّة ................................. 472

عید الغدیر فی الإسلام ........................................................................ 503

حدیث التهنئة یوم الغدیر ................................................................... 507

حدیث تهنئة الشیخین لأمیر المؤمنین یوم الغدیر ........................................ 509

عید الغدیر عند العترة الطاهرة (عود إلی البدء) ............................................... 527

نقد علی النویری والمقریزی فی أن عید الغدیر ابتدعه معزّ الدولة ............................. 534

التتویج یوم الغدیر ومعنی قول الشیعة : علیٌّ فی السحاب ....................................... 537

کلمات حول سند الحدیث ................................................................... 534

محاکمة حول سند الحدیث الغدیر ............................................................. 573

الرأی العام فی ضلال ابن حزم الأندلسی ....................................................... 585

نقدٌ علی ابن حزم فی قوله باجتهاد ابن ملجم قاتل أمیرالمؤمنین

وأنّه مأجور .................................................................................. 585

نقدٌ آخر علی ابن حزم فی قوله باجتهاد أبی الغادیة قاتل عمّار

وأنّه مأجور .................................................................................. 592

نقدٌ ثالث علی ابن حزم فی قوله باجتهاد معاویة وعمرو بن العاص

فی مقاتلة علیّ علیه السلام وبأنّهما مأجوران ......................................................... 601

کلمة ابن خلّکان فی ترجمة ابن حزم الظاهری .................................................. 608

مفاد حدیث الغدیر ومعنی المفهوم منه ........................................................... 609

مجیء «مَفعَل» بمعنی «أفعَل» .................................................................. 615

کلام الرازی فی الحدیث ...................................................................... 623

الشبهة الرازی عند العلماء .................................................................... 628

کلمة أخری للرازی .......................................................................... 632

ص: 714

جواب الرازی عمّا أثبتناه ..................................................................... 636

نقد علی الشاه ولیّ الله ....................................................................... 639

نظرة فی معانی المولی وهی اثنان وعشرون معنی ................................................. 640

المعانی التی یمکن إرادتها من الحدیث ............................................................ 646

الحقیقة من معانی المولی لیس إلّا الأولی بالشیء ............................................... 649

القرائن المعیّنة لمعنی الحدیث متّصلة ومنفصلة ................................................... 651

القرینة الأولی : مقدمة الحدیث المتّفق علیها ................................................ 651

القرینة الثانیة : ذیل الحدیث المتسالم علیه ................................................ 654

القرینة الثالثة : الاستشهاد الواقع فی صدر الحدیث ............................................ 656

القرینة الرابعة والخامسة والسادسة ............................................................ 657

القرینة السابعة والثامنة : أقواله صلی الله علیه وآله وسلم بعد الحدیث ........................................... 658

القرینة التاسعة والعاشرة : قوله قبل البلاغ وبعده ..................................... 659 - 660

القرینة الحادیة عشرة : کلمة «نصب» الواردة فی الحدیث ................................... 661

القرینة الثانیة عشرة : کلمة : وجبت فی أعناق القوم ......................................... 662

القرینة الثالثة عشرة : آخر فریضة أوجب الله ................................................. 662

القرینة الرابعة عشرة : کتمان الناس روایة الحدیث .......................................... 663

القرینة الخامسة عشرة والسادسة عشرة : ما ورد فی حدیثی

الرحبة والرکبان ............................................................................. 664

القرینة السابعة عشرة : ما فی حدیث إصابة الدعوة ........................................... 664

القرینة الثامنة عشرة : ما فی حدیث أبی الطفیل ............................................. 665

القرینة التاسعة عشرة : إنکار الفهری ......................................................... 666

القرینة العشرون : کلمة عمر ................................................................ 666

نظرة فی حدیثی أسامة وبریدة (تذییل) .................................................... 667

ص: 715

مقدمة المرکز ...................................................................................... 1

الإهداء ......................................................................................... 17

التاریخ الصحیح ................................................................................ 21

أهمیّة الغدیر فی التاریخ ........................................................................... 25

واقعة الغدیر .................................................................................... 31

العنایة بحدیث الغدیر ............................................................................. 37

رواة حدیث الغدیر من الصحابة .................................................................. 41

رواة حدیث الغدیر من التابعین ................................................................. 145

طبقات الرواة من العلماء ...................................................................... 167

رواة القرن الثانی من العلماء ................................................................... 167

رواة القرن الثالث من العلماء .................................................................. 185

رواة القرن الرابع من العلماء .................................................................. 221

رواة القرن الخامس من العلماء ................................................................ 235

رواة القرن السادس من العلماء ................................................................ 246

رواة القرن السابع من العلماء ................................................................. 255

رواة القرن الثامن من العلماء .................................................................. 266

رواة القرن التاسع من العلماء .................................................................. 275

رواة القرن العاشر من العلماء ................................................................. 282

رواة القرن الحادی عشر من العلماء ............................................................ 289

رواة القرن الثانی عشر من العلماء .............................................................. 294

رواة القرن الثالث عشر من العلماء ............................................................ 300

رواة القرن الرابع عشر من العلماء ............................................................. 305

المؤلّفون فی حدیث الغدیر ...................................................................... 313

المناشدة والاحتجاج بحدیث الغدیر .............................................................. 327

مناشدة أمیر المؤمنین علیه السلام یوم الشوری ........................................................ 327

مناشدة أمیر المؤمنین علیه السلام أیّام عثمان .......................................................... 334

مناشدة أمیر المؤمنین علیه السلام یوم الرحبة سنة (35 ه) .............................................. 339

أعلام الشهود لأمیر المؤمنین یوم الرحبة بحدیث الغدیر ........................................... 376

مناشدة أمیر المؤمنین علیه السلام یوم الجمل سنة (36 ه) علی طلحة .................................... 378

حدیث الرکبان فی الکوفة وقولهم فی حدیث الغدیر ........................................... 381

أعلام الشهود لأمیر المؤمنین علیه السلام بحدیث الغدیر یوم الرکبان ..................................... 387

مَن أصابته الدعوة بإخفاء حدیث الغدیر ........................................................ 387

نظرة فی حدیث إصابة الدعوة ................................................................. 388

مناشدة أمیر المؤمنین علیه السلام یوم صفّین سنة (37 ه) .............................................. 394

احتجاج الصدّیقة فاطمة بحدیث الغدیر ...................................................... 396

مناشدة الإمام السبط الحسن علیه السلام ............................................................. 397

مناشدة الإمام السبط الحسین علیه السلام ............................................................ 398

احتجاج عبدالله بن جعفر علی معاویة بحدیث الغدیر .......................................... 400

احتجاج بُرد علی عمرو بن العاصی بحدیث الغدیر .............................................. 402

احتجاج عمرو بن العاصی علی معاویة بحدیث الغدیر ........................................... 403

احتجاج عمّار بن یاسر یوم صفِّین بحدیث الغدیر ................................................ 404

احتجاج أصبغ بن نباتة فی مجلس معاویة بحدیث الغدیر ......................................... 404

مناشدة شابٍّ أبا هریرة بحدیث الغدیر بالکوفة .................................................. 406

مناشدة رجل زید بن أرقم بحدیث الغدیر ....................................................... 408

مناشدة رجل عراقی جابر الأنصاری بحدیث الغدیر .............................................. 409

تحریف الطبری وابن کثیر حدیث الدار .................................................... 412

احتجاج قیس الأنصاری علی معاویة بالمدینة بحدیث الغدیر .................................... 414

احتجاج دارمیّة الحجونیّة علی معاویة بحدیث الغدیر ............................................. 415

احتجاج عمرو الأودی بحدیث الغدیر .......................................................... 416

احتجاج عمر بن عبدالعزیز الخلیفة الأموی بالحدیث ............................................. 417

احتجاج المأمون الخلیفة عباسی علی الفقهاء بالحدیث .......................................... 418

کلمة المسعودی .............................................................................. 421

الغدیر فی الکتاب العزیز ....................................................................... 423

نزول آیة : (یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ) فی علیّ حول الولایة ........................ 423

القول الفصل فی آیة التبلیغ ................................................................. 438

فریة القرطبی والقسطلانی علی شیعة ......................................................... 445

نزول آیة : (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی) یوم الغدیر ................. 447

نقد علی السیوطی والآلوسی.................................................................. 458

نزول آیة : (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ) حول حدیث الغدیر یوم الغدیر ................... 460

نظرة فی الحدیث آیة : (سَأَلَ سَائِلٌ) والنقد علی ابن تیمیّة ................................. 472

عید الغدیر فی الإسلام ........................................................................ 503

حدیث التهنئة یوم الغدیر ................................................................... 507

حدیث تهنئة الشیخین لأمیر المؤمنین یوم الغدیر ........................................ 509

عید الغدیر عند العترة الطاهرة (عود إلی البدء) ............................................... 527

نقد علی النویری والمقریزی فی أن عید الغدیر ابتدعه معزّ الدولة ............................. 534

التتویج یوم الغدیر ومعنی قول الشیعة : علیٌّ فی السحاب ....................................... 537

کلمات حول سند الحدیث ................................................................... 534

محاکمة حول سند الحدیث الغدیر ............................................................. 573

الرأی العام فی ضلال ابن حزم الأندلسی ....................................................... 585

نقدٌ علی ابن حزم فی قوله باجتهاد ابن ملجم قاتل أمیرالمؤمنین

وأنّه مأجور .................................................................................. 585

نقدٌ آخر علی ابن حزم فی قوله باجتهاد أبی الغادیة قاتل عمّار

وأنّه مأجور .................................................................................. 592

نقدٌ ثالث علی ابن حزم فی قوله باجتهاد معاویة وعمرو بن العاص

فی مقاتلة علیّ علیه السلام وبأنّهما مأجوران ......................................................... 601

کلمة ابن خلّکان فی ترجمة ابن حزم الظاهری .................................................. 608

مفاد حدیث الغدیر ومعنی المفهوم منه ........................................................... 609

مجیء «مَفعَل» بمعنی «أفعَل» .................................................................. 615

کلام الرازی فی الحدیث ...................................................................... 623

الشبهة الرازی عند العلماء .................................................................... 628

کلمة أخری للرازی .......................................................................... 632

جواب الرازی عمّا أثبتناه ..................................................................... 636

نقد علی الشاه ولیّ الله ....................................................................... 639

نظرة فی معانی المولی وهی اثنان وعشرون معنی ................................................. 640

المعانی التی یمکن إرادتها من الحدیث ............................................................ 646

الحقیقة من معانی المولی لیس إلّا الأولی بالشیء ............................................... 649

القرائن المعیّنة لمعنی الحدیث متّصلة ومنفصلة ................................................... 651

القرینة الأولی : مقدمة الحدیث المتّفق علیها ................................................ 651

القرینة الثانیة : ذیل الحدیث المتسالم علیه ................................................ 654

القرینة الثالثة : الاستشهاد الواقع فی صدر الحدیث ............................................ 656

القرینة الرابعة والخامسة والسادسة ............................................................ 657

القرینة السابعة والثامنة : أقواله صلی الله علیه وآله وسلم بعد الحدیث ........................................... 658

القرینة التاسعة والعاشرة : قوله قبل البلاغ وبعده ..................................... 659 - 660

القرینة الحادیة عشرة : کلمة «نصب» الواردة فی الحدیث ................................... 661

القرینة الثانیة عشرة : کلمة : وجبت فی أعناق القوم ......................................... 662

القرینة الثالثة عشرة : آخر فریضة أوجب الله ................................................. 662

القرینة الرابعة عشرة : کتمان الناس روایة الحدیث .......................................... 663

القرینة الخامسة عشرة والسادسة عشرة : ما ورد فی حدیثی

الرحبة والرکبان ............................................................................. 664

القرینة السابعة عشرة : ما فی حدیث إصابة الدعوة ........................................... 664

القرینة الثامنة عشرة : ما فی حدیث أبی الطفیل ............................................. 665

القرینة التاسعة عشرة : إنکار الفهری ......................................................... 666

القرینة العشرون : کلمة عمر ................................................................ 666

نظرة فی حدیثی أسامة وبریدة (تذییل) .................................................... 667

الأحادیث المُفَسِّرة لمعنی المولی ................................................................... 671

کلمات حول مفاد الحدیث الغدیر للأعلام ..................................................... 679

توضیح للواضح فی ظرف مفاد حدیث الغدیر ................................................. 691

القربات یوم الغدیر ........................................................................... 692

حدیث صوم یوم الغدیر ...................................................................... 693

رجال إسناد حدیث یوم الغدیر ................................................................ 694

نقد علی ابن کثیر فی تزییفه حدیث یوم الغدیر 699

ص: 716

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.