عمده الطالب فی انساب آل ابی طالب

اشارة

نام كتاب: عمدة الطالب في أنساب آل أبى طالب

سرشناسه : ابن عنبه، احمد بن علی، 741 - 828ق.

عنوان و نام پديدآور : عمده الطالب فی انساب آل ابی طالب/ جمال الدین احمدبن علی الحسینی المعروف بابن عنبه.

مشخصات نشر : قم: انصاریان، 2006م.= 1427ق.= 1385.

مشخصات ظاهری : 352 ص.

يادداشت : عربی.

يادداشت : چاپ سوم.

یادداشت : نمایه.

موضوع : آل ابوطالب -- نسبنامه --متون قدیمی تا قرن 14

موضوع : آل ابوطالب --سرگذشتنامه

موضوع : سادات (خاندان) -- نسبنامه

موضوع : نسب شناسی

رده بندی کنگره : BP53/7/الف 175ع 8 1385

رده بندی دیویی : 297/98

شماره کتابشناسی ملی : م 83-15875

وفات: 828 ق

تعداد جلد واقعى: 1

سال چاپ: 1417 ق

كلمة الناشر

يسرّ «مؤسسة أنصاريان» أن تقدّم إلى القرّاء الكرام طبعة جديدة من كتاب «عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب» و الذي «يشجّر» لسلالة إنسانية عريقة سطعت نجومها في دنيا الإسلام؛ و كان لها دورها في صنع حقبة من التاريخ؛ من خلال مواقف بعض رجالاتها الخالدين و سيرتهم المجيدة التي أثرت الفكر البشري ثقافيا و اجتماعيا في رقعة جغرافية واسعة.

و في هذه المناسبة تتقدّم المؤسسة بالشكر و التقدير إلى كلّ من الاستاذ كمال السيد و الاستاذ عبد الرضا افتخاري اللذين بذلا جهدا محمودا في اشرافهما على إعادة طبع الكتاب بحلّته المبوّبة، المزدانة بإضافة ما أسمياه ب «دليل البيوتات» الذي يعين من يريد معرفة موقع بعض الاسر العلوية الطالبية و انتسابها؛ سائلة القادر المتعال الموفقية لهما في أعمال أخرى انّه ولي التوفيق.

أنصاريان

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:7

مقدمة [المحقق]

اشارة

النسب أساس الشرف، و جذم الفضيلة؛ و مناط الفخر؛ و مرتكز لواء العظمة و منبثق روائها، و به يعرف الصميم من اللصيق، و المفتعل من العريق فيذاد عن حوزة الخطر من ليس له بكفؤ، و يزوي عن حومته من أقصته الرذائل. جاءت الحنيفية البيضاء باكرام الشريف، و تحري المنابت الكريمة في الزواج و أداء حق الرسالة بالمودة في القربى، الى غيرها من الأحكام، و كلها منوطة بمعرفة الأنساب.

النسب مجلبة للعز، و مدعاة للقوة، فمتى عرفت أفراد من البشر أو قبائل منهم أنه تلفهم جامعة النسب فان قلب كل منهم يحن للآخر؛ و نفسه تنزع للاحتكاك به و التزلف اليه؛ و إدنائه منه و الاخذ بناصره، و القيام بصالحه و دفع الضيم عنه و سد إعوازه؛ و لا تدور هذه الهاجسة في خلد أي منهم إلا و يجد مثلها من صاحبه، قضية

الجبلة البشرية، و قد أكد ذلك دين الإسلام فأمر بصلة الأرحام و وعد لها المثوبات الجزيلة، و توعد على قطعها لئلا تتخاذل الأيدي و تتدابر النفوس فيفشل الإنسان في حاجياته و رقيه، و يفشل في مؤنه و اقتصاده و يفشل في علمه و أدبه، و يفشل في دنياه و آخرته، و هل تعرف الأرحام الموصولة إلا بمعرفة القبائل و الأفخاذ و الفصائل التي هي موضوع علم النسب؟ و قد أمر سبحانه نبيه الأعظم صلّى اللّه عليه و آله في بدء بعثته أن ينذر عشيرته الأقربين ليكونوا ردءا له على دعوته و حصنا عن عادية العتاة من قومه؛ و من ذلك قول المردة من قوم شعيب عليه السّلام يوم عتوا عن أمره: وَ لَوْ لا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ- كما حكاه عنهم القرآن الكريم- ففي متشج الأواصر مناخ العزة و مرتبض الشوكة و مأوى الهيبة.

قال الإمام أمير المؤمنين علي عليه السّلام في وصيته لابنه الإمام الحسن عليه السّلام: «أكرم عشيرتك فانهم جناحك الذي به تطير و أصلك الذي اليه تصير؛ و يدك التي بها تصول؛ و لا

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:8

يستغني الرجل عن عشيرته و إن كان ذا مال، فانه يحتاج الى دفاعهم عنه بأيديهم و ألسنتهم، و هي أعظم الناس حيطة من ورائه و ألمهم لشعثه، و أعظمهم عليه إن نزلت به نازلة أو حلت به مصيبة، و من يقبض يده عن عشيرته فانما يقبض عنهم يدا واحدة و تقبض عنه أيد كثيرة».

و في مشتبك الأنساب سر من أسرار التكوين نوه به القرآن الكريم بقوله عز من قائل:

«وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا»، فما هذا التعارف؟ فهل يريد أنهم يتعارفون فيما بينهم فيعرف كل فرد أنه تجمعه

و أفراد القبيلة و اشجة نسب فيوجب كل على نفسه النهوض بما عليه من رعاية حقوق العشيرة من التعاضد و المناصرة؟ أو أنه يعرف كل من القبائل القبيلة الأخرى فيرعى النواميس الثابتة بين العشائر، و يتحامى عن الجور على أي من أفرادها و البخس لحقه بما هما من جزئيات هاتيك النواميس، او حذار بادرة القبيلة المضامة او المضام فرد منها و في كل من الوجهين قوام العظمة؛ و استقرار الأبهة؛ و جمام النفوس؛ و لا بأس بأن يراد كل منهما فتكون الآية من جوامع الكلم و القرآن كله جوامع الكلم.

إن في معرفة النسب مندفعا الى مكارم الأخلاق كما أن فيها مزدجرا عن الملكات الرذيلة فمتى عرف الإنسان في أصله شرفا، و في عوده صلابة؛ و في منبته طيبا- و لا أقل من أن يحسب هو في نفسه خطرا باتصال نسبه الى أصل معلوم- فانه يأنف عن تعاطي دنايا الامور و ارتكاب الرذائل حيطة على سمعته من التشويه و حذرا على ذكره من شية العار، و تنزيلها لسلفه من سوء الاحدوثة و ربما حاذر لائمة الغير له بعدم ملائمة ما يقترفه شرف الاصل و منعة النسب او تنديد حامته له بألصاقه النقص و العيب بهم باجتراحه السيئات و ربما كاشفوه على منعه عن المخازي. و هذا الإمام السبط الحسين عليه السّلام يوبخ زبانية الالحاد بقوله: «يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين و كنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم و ارجعوا الى أحسابكم إن كنتم أعرابا» فقد أنكر الامام عليه السّلام عليهم أن يكون ما ارتكبوه من خطتهم الخشناء و ركبوه من الطريق الوعر و أبدوه من النفسيات القاسية من شناشن

ذوي الأحساب، أو مشابها لما يؤثر من صفات العرب من النخوة و الشهامة و حماية الجار و الدفاع عن النزيل و الاحتفاء بالشرفاء و الاحتفال بأمرهم و رعاية

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:9

الحرمات و حفظ العهود و خفر الذمم؛ و أمرهم بالرجوع الى أحسابهم و السير على ما يلائم خطر أنسابهم و لكن هل وجد داعية الشرف لقيله مجيبا أو لهتافه واعيا؟ لا، لأنّه لم يكن بين القوم شريف قط فمن خليفة للعواهر، و من أمير للموسمات، و من قائد للبغايا و تحت الرايات كل ابن خنا و حلف الشهوات ألقح الفجور منابتهم بمائه الآسن و حملت البغيات منهم كل ابن جماعة، و لو لا ذلك لما حبذوا قطيعة رحم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، تلك القطيعة الممقوتة التي لم يسبق بمثليها أشقى الأولين و لا لحقهم الى شرواها أشقى الآخرين، قاحتقبوها خزيا سرمدا و جنوا ثمرة غراسهم عذابا أبدا.

و جاء في فقه الشريعة أن دية قتل الخطأ مع شروطه العشرة على العاقلة و هم الأب و المتقرب به من الرجال و الأولاد فيكون الرجل رهن الانفعال منهم لمنتهم عليه بدفع الدية فلا يعود الى مثله، او أنهم إذا فعلوا ذلك يكونون رقباء عليه حتى يردعوه عن مثله و لا يدعوه يتورط في ما يحدوه الى لدته، و هذه إحدى فوائد الأنساب، و الحاكم اذا عرفها ألزمهم الحكم؛ و في باب المواريث فوائد جمة تشبه هذه. و زبدة المخض أن علم الأنساب من أهم ما يجب على العالم أن يتطلبه للدين و الدنيا، للشرف و الفضيلة؛ للأخلاق و التهذيب.

و لهذه كلها و ما يماثلها من فضائل النسب و فوائد المعرفة به بادر العلماء منذ

القرون الأولى لتدوينه علما برأسه و كثر فيه التأليف غير أن أول من أفرده بالتدوين هو النسابة ابو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي المتوفى 206 ه.

كما اعترف به الحلبي في «كشف الظنون» ج 1 ص 157 فانه صنف فيه خمسة كتب: 1- المنزلة 2- الجمهرة 3- الوجيز 4- الفريد 5- الملوك؛ و الكلبي تعلم العلم عن الإمام الصادق عليه السّلام كما في «رجال النجاشي» ص 35 و أخذ شيئا من الانساب عن أبيه ابي النضر محمد بن سعد كاتب الواقدي، و كان ابو النضر من أصحاب الامامين الباقر و الصادق عليهما السّلام كما في «رجال الشيخ الطوسي» مخطوط و توفي سنة 146 ه و أخذ ابو النضر نسب قريش عن ابي صالح عن عقيل بن أبي طالب «رض» و ذكر ابن النديم فهرست كتب الكلبي الكثيرة التي اكثرها في الانساب ص 140 من فهرسته، و أوردها ايضا النجاشي في فهرسته ص 35.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:10

و قد فات سيدنا الحجة المرحوم السيد حسن الصدر الكاظمي في «تأسيس الشيعة الكرام لفنون الإسلام» ان يذكر أول من ألف في علم الأنساب من الشيعة و هو النسابة الكلبي هذا ثم لحق هشاما مؤلفوا الفريقين فاكثروا و أجادوا.

إلّا أن لخصوص النسب الهاشمي شرفا و ضاحا لا يجارى؛ و شأوا بعيدا لا يلحق، و كرامة ظاهرة لا تدرك؛ و حسبه من المفاخر و المآثر قول النبي الاعظم صلّى اللّه عليه و آله: «كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة إلا سببي و نسبي».

و أكد «صلّى اللّه عليه و آله» في الاصحار بشرف آله الأنجبين بأساليب من البيان و أنحاء من من القول حتى جعل ودهم أجر رسالته فأوجبه

على أمته جمعاء، فهو من فرائض الدين الحنيف و أهم واجباته؛ و به فسر قوله لما بعث أمير المؤمنين عليا عليه السّلام لينادي عنه باللعن على ثلاثة أحدهم «من خان أجيرا على أجرته» فكان هو الأجير على بث الدعوة الالهية، و أجر رسالته محبة سلالته، و تضافرت الأخبار عنه صلّى اللّه عليه و آله في الامر بحبهم و الحض على الأخذ بصالحهم، و سد إعوازهم؛ و إقامة أمرهم، و إكبار مقامهم، و الاحتفاء بهم؛ و قضاء حاجتهم و جعل ذلك كله يدا عنده مشكورة لمن عمل بشي ء منها، و للاشراف من آل محمد صلّى اللّه عليه و آله سهم ذوي القربى المنصوص به في الذكر الحكيم و اليهم يعود سهم مشرفهم الاعظم بعد عود سهم اللّه تعالى اليه، فهي ضرائب مقررة جعلها اللّه لهم بعد أن أربى بهم عن أخذ الصدقات الواجبة أو مطلقا لأنها أوساخ يجب أن يترفع عن التلمظ بها آل محمد صلّى اللّه عليه و آله.

فالعمل بأي من هذه الفرائض يستدعي الوقوف على الأنساب و معرفة الصميم من الدخيل، و قد حمل ذلك علماء الامامية على الاكثار من التأليف في خصوص البيت الهاشمي و أنسابهم؛ و استساغوا له المتاعب بين جفلة و هبوط و اغتراب و إقامة و ضرب في الارض للحصول على الغاية و الاشراف على البيوت و القبائل و أنسابهم و من يمت بهم أو يذاد عنهم، حرصا على الابقاء على هذه الشجرة الطيبة التي «أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ» منزهة عما عسى أن يلم بها من أدناس الملتصقين و تحقيقا لموضوع فرائض صدع بها النبي الأمين صلّى اللّه عليه و آله، و قد أحصى من ألف في أنساب

الطالبيين العلامة البارع السيد

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:11

شهاب الدين الحسيني نزيل قم المشرفة في كتاب مفرد سماه «طبقات النسابين» فجاءت عدتهم تقارب خمسمائة رجل. و تجد ذكرهم مثبوتا على صفحات كتاب «الذريعة الى تصانيف الشيعة» لشيخنا الإمام العلامة الطهراني.

و من أهم هاتيك الكتب كتاب «عمدة الطالب» الذي تزفه «المكتبة الحيدرية» الى القراء الكرام؛ و ليست هذه بباكورة من خدماتها للعلم و الأدب فهي لم تبرح وجهدها المتواصل و سعيها المتتابع و عزمها الفتي و منتها القوية مصروفة الى نشر الآثار المهمة و الكتب القيمة في ابهج حلة و أجمل زي.

و إن مما يقدر لها نهوضها باعادة طبع هذا الكتاب الثمين الذي أتت الطبعات الاولى الهندية- على بهجته و ذهبت بنضارته و أخمدت ضوءه، و كادت أن تودي به بأغلاطها الشائنة و سقطها المخل، فما كان من الجائز الركون اليها لاحتمال الغلط في كل سطر و السقط في كل صفحة فاتيح لهذه المكتبة الحصول على ثلاث نسخ مخطوطة صحيحة تعد من ذخائر المكتبات الراقية.

1- نسخة صحيحة متقنة في مكتبة العلامة المصلح الحجة الشيخ محمد الحسين ابن العلامة الشيخ على ابن العلامة الشيخ محمد رضا آل الفقيه الا وحد المصلح بين الدولتين الشيخ موسى ابن الشيخ الأكبر الشيخ جعفر كاشف الغطاء ابن الفقيه الشيخ خضر الجناجي النجفي رحمه اللّه؛ و لم نعرف تاريخ كتابتها لنقصانها من آخرها و قد تمم نقصانها بخطه المرحوم الشيخ علي المذكور و لكن الذي يظهر من كتابتها أنها اختطت في عصر المؤلف او قريب من عصره، و فيها زيادات مهمة لم تكن في النسختين الأخريين.

2- نسخة صحيحة في مكتبة العلامة الكبيرة ناشر ألوية الفضل و الأدب الاستاذ الشيخ محمد طاهر السماوي النجفي،

كتبها ناسخها عبد القادر العلوي السبزواري و قد طمس تاريخ كتابتها من آخرها غير أن الذي يترجح في النظرانها اختطت في القرن التاسع او العاشر و قد سمح بها- رحمه اللّه- للمكتبة الحيدرية كما انه يرجع اليه الفضل في ظهور هذه المطبوعة بحلة قشيبة و صحة و اتقان و لا زالت المكتبة تستمد منه الآراء في مطبوعاتها

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:12

القيمة فيمدها بآرائه الصائبة و نظرياته المقدرة و معلوماته الواسعة، و إنها لتقدر له جهود العظيمة و همته السامية فجزاه اللّه عن العلم و أهله خيرا.

3- نسخة بخط العلامة الكبير السيد حسين بن مساعد بن حسن بن مخزوم بن ابي القاسم بن عيسى الحسيني الحائري فرغ من نسخها في اليوم 29 من شهر ربيع الأول سنة 893 ه، و قد زينها بتعليقاته الثمينة و فوائده النفيسة؛ و ذكر في آخرها أنه كتبها على نسخة كتبت على نسخة بخط المؤلف فرغ من كتابتها غرة شهر رمضان سنة 812 ه. أي قبل وفاته ب 16 سنة، و كانت من ممتلكات السيد محمد كاظم الشريف الحسيني الحسني العريضي النجفي الحائري كتب بآخرها صورة تملكه- 29 جمادى الثانية سنة 1164- و له عليها تعليقات ثمنية كتبها بخطه في مواضع عديدة نقل اكثرها المصحح في الهامش؛ و هي تمتاز عن النسختين الأوليين بالصحة و الاتقان؛ و قد نقل الاكثر من تعليقاتها المهمة المصحح لهذه المطبوعة في الهامش و رمز اليها- عن هامش المخطوطة- و كانت هذه المخطوطة الثمينة في مكتبة العلامة الكبير الحجة المرحوم الشيخ عبد الرضا ابن الفقيه الشيخ مهدي آل الفقيه الأكبر الشيخ راضي ابن الشيخ محمد ابن الشيخ محسن آل الفقيه الورع الشيخ خضر الجناجي النجفي رحمه

اللّه و قد سمح بها للمكتبة ولداه الفاضلان الأديبان الشيخ محمد كاظم و الشيخ محمد جواد خدمة لنشر العلم و إن المكتبة الحيدرية تشكرهما على هذه الخدمة الجليلة و تقدر لهما هذه الهمة العالية جزاهما اللّه عن العلم خيرا.

و قد جاء الكتاب- بحمد اللّه- غاية في الاتقان و الصحة، و ممن يجب شكره و تقديره العلامة البارع منبثق أنوار الفضل و الشرف السيد محمد صادق آل بحر العلوم لوقوفه على تصحيح الكتاب و النظر فيه و التعليق عليه تعاليق مهمة أبقاها مأثرة له خالدة و يدا مسداة الى الطالبين أجمع، و إن خدماته الجمة للعلم و الأدب في تعاليقه على الكتب القيمة المطبوعة و غيرها، و تقييد أنظاره الراقية و نتائج اطلاعه الواسع فيها كلها مقدرة مشكورة، وفقه اللّه تعالى لنشر العلم و الأدب.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:13

ترجمة المؤلف

هو جمال الدين «1» أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن مهنا بن عنبة الأصغر بن علي عنبة الاكبر «2» ابن محمد- المهاجر من الحجاز الى العراق- ابن يحيى بن عبد اللّه بن محمد بن يحيى بن محمد الشهير بابن الرومية، ابن داود الأمير ابن موسى الثاني ابن عبد اللّه بن موسى الجون بن عبد اللّه المحض بن الحسن المثنى ابن الامام الحسن السبط ابن الإمام امير المؤمنين علي بن ابى طالب عليه السّلام ذكر نسبه بنفسه في هذا الكتاب.

كما أن النسابة النجفي عميد الدين الحسيني ذكره و كتابه هذا و اعتمد عليه، و كذلك كل من تعرض لذكره؛ و ترجمه بحاثة العصر شيخنا العلامة الكبير الشيخ آغا بزرگ الطهراني النجفي في «الضياء اللامع في القرن التاسع» و فرق كتبه على أبواب كتابه «الذريعة الى تصانيف

الشيعة».

و في كتاب «الكنى و الالقاب» تأليف شيخنا البحاثة الثقة الشيخ عباس القمي النجفي ج 1 ص 355 أنه «سيد جليل علامة نسابة صهر السيد تاج الدين بن معية النسابة شيخ الشهيد الاول، و تلميذه.

كان من علماء الامامية بل هو من عظمائها تلمذ على السيد ابن معية اثنتي عشرة سنة فقها و حديثا و نسبا و أدبا و غير ذلك».

______________________________

(1) بهذا لقبه السيد محمد بن أحمد بن عميد الدين علي الحسيني النجفي النسابة في (المشجر الكشاف) المطبوع بمصر، أما جرجي زيدان في (تاريخ آداب اللغة العربية) ج 2 ص 174 فقد ذكر أن نسخة من الكتاب في (المكتبة الخديوية) بمصر كتب عليها كمال الدين، و لكن الأصح في لقبه هو الاول و هو المطرد في المعاجم و ما كتب على النسخة الخديوية من الأغلاط كذكرها في نسبه أنه حسيني و هو حسني بلا خلاف، و أنه ابن عنبسة بالسين و هو المعروف بابن عنبة بالباء بلا ريب، كما أن ابن عبتة بالتاء الفوقانية في مطبوعة بمباي من أغلاطها الكثيرة.

(2) قال الزبيدي في (تاج العروس) بمادة عنب: عنبة الأكبر جد قبيلة من اشراف بني الحسن بالعراق و نواحي الحلة. (الكاتب).

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:14

آثاره

ينص جرجي زيدان في كتابه «تاريخ آداب اللغة العربية» ج 2 ص 174 على اثنين منها. الاول «بحر الانساب» في نسب بني هاشم مرتب على مقدمة و خمسة فصول منه نسخة في «المكتبة الخديوية» في 276 صفحة في آخرها كتابة بخط السيد مرتضى الزبيدي صاحب «تاج العروس» تفيد أنه اطلع عليها و ذكر هذا الكتاب شيخنا في «الذريعة» ج 3 ص 32 عن «فهرس المكتبة الخديوية».

و الثاني «عمدة الطالب» و أنه فرغ

من تأليفه سنة 814 ه. و قدمه لتيمور لنك، منه نسخة في «الخزانة التيمورية» في 353 صفحة، و يقول الحلبي في «كشف الظنون» ج 2 ص 133 بعد أن ذكر الكتاب و نسبه اليه: «أخذه من مختصر شيخه أبي الحسن علي بن محمد علي الصوفي النسابة؛ و من تأليف شيخه أبي نصر سهل بن عبد اللّه البخاري، و ضم اليهما فوائد علقها من عدة أماكن موشحا ذاكرا لأخبار الولادة و الوفاة». ثم ذكر شيئا من مقدمته الى ان قال: «و أهداه الى تيمور».

و قد عرفت عند ذكر نسخة ابن مساعد أن المؤلف فرغ من كتابتها سنة 812 ه. لا سنة 814، كما أنه ذكر في مقدمة الكتاب أنه الفه بالتماس جلال الدين الحسن الزاهد النقيب النسابة ابن عميد الدين علي بن عز الدين الحسن بن عز الشرف محمد بن أبي الفضل علي نقيب النقباء الحسيني المذكور في هذا الكتاب و لعل الذي قدمه لتيمور لنك هو «عمدة الطالب الصغرى» الذي هو مختصر للأوّل كما ذكر بعض الاعلام الخبيرين، و قد ذكر هذا الكتاب المختصر الجلبي في «كشف الظنون» و ان نسبه الى غير مؤلف الاوّل- راجع ج 2 ص 133. و ذكره ايضا شيخنا في «الكنى و الألقاب» و قال: «رأيت نسخة منه» كما أنه ذكر كتابا فارسيا في الانساب و لعله «كتاب أنساب آل أبي طالب» الذي ذكره شيخنا في «الذريعة» ج 3 ص 375 و أنه على نهج «عمدة الطالب»، و كأنه ترجمة له الى الفارسية بتغيير يسير رآه سيدنا العلامة السيد حسن الصدر الكاظمي في (مكتبة العلامة النوري) او

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:15

انه كتاب (التحفة الجمالية) الفارسي المذكور في «الذريعة» ج 3

ص 424 و احتمل اتحاد الكتابين؛ او أنه «تحفة الطالب» و قد ذكره شيخنا في «الذريعة» ص 448 من هذا الجزء ايضا و نقله عن «المشجر الكشاف».

ولادته و وفاته

ولد المترجم في حدود سنة 748 ه. لأنه ذكر في كتابه هذا أنه ادرك استاذه السيد تاج الدين محمد بن جلال الدين أبي جعفر القاسم ابن معية النسابة الحسني شيخنا و تخرج عليه قريبا من اثنتي عشرة سنة و صاهره على ابنته؛ و قد كانت وفاة استاذه ابن معية سنة 776 ه.

فيكون أول قراءته عليه سنة 764 ه. تقريبا و في مجاري الطبيعة أن يكون أخذه عنه بعد بلوغه مبالغ الرجال عند مشارفته السادسة عشرة من سني عمره؛ فتصادف ولادته ما ذكرناه من التاريخ تقريبا، و توفي في سابع صفر سنة 828 ه. عن عمر يقدر بالثمانين، و كانت وفاته بكرمان من بلاد ايران، و عمدة مشايخه هو ابن معية المذكور، و أما النسابة أحمد بن محمد بن المهنا بن علي بن المهنا الحسيني العبيدلي الذي أدرك إية اللّه العلامة الحلي و شارك السيد ابن معية في التلمذة على جلال الدين ابي القاسم علي بن عبد الحميد بن فخار النسابة فهو و إن كان في طبقة مشايخ المترجم لكنه لم يقرأ عليه و إنما نقل في كتابه هذا مؤلفاته كالمشجر و غيره

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:17

فائدة

تقسيم النسب

قال السيد الشريف تاج الدين بن محمد بن حمزة بن زهرة الحسيني نقيب حلب و ابن نقبائها في مقدمة كتابه «غاية الاختصار في أخبار البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار» بعد أن ذكر أن العرب كان فن علم النسب غالبا عليهم و فاشيا فيهم-: و وضع النسب بين دفتين ينقسم الى نوعين مشجر و مبسوط فأما المشجر.

فلم أدر من ألقى عليه رداءه و لكنه قد سلّ عن ماجد محض قلت ذلك لأني لا اعرف من وضعه و اخترعه، و التشجير صنعة

مستقلة مهر فيها قوم و تخلف آخرون، فمن الحذاق فيها الشريف قثم بن طلحة الزبيدي النسابة كان فاضلا يكتب خطا جيدا، قال شجرت المبسوط و بسطت المشجر و ذلك هو النهاية في ملك رقاب هذا الفن.

و من حذاق المشجرين: عبد الحميد الاول بن عبد اللّه بن اسامة النسابة الكوفي، كتب خطا أحسن من خط العذار؛ و شجر تشجيرا أحسن من الاشجار بأنواع الثمار.

و من حذاقهم ابن عبد السميع الخطيب النسابة صنف الكتاب الحاوي لأنساب الناس مشجرا في مجلدات تتجاوز العشرة ...

و أما المبسوط فقد صنف الناس فيه الكتب الكثيرة المطولة فممن صنف فيه أبو عبيده القاسم بن سلام؛ و يحيى أبو الحسين بن الحسن بن جعفر الحجة العبيدلي النسابة صاحب «مبسوط نسب الطالبيين» و المبسوطات أكثر من المشجرات ... و الفرق بين المشجر و المبسوط هو أن المشجر يبتدأ فيه بالبطن الأسفل ثم يترقى أبا فأبا الى البطن الاعلى؛ و المبسوط يبتدأ فيه بالبطن الاعلى ثم ينحط إبنا فابنا الى البطن الأسفل.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:18

كيفية ثبوت النسب عند النسابة

لذلك ثلاثة طرق «احداها» أن يرى خط نسابة موثوق به و يعرف خطه و يتحققه فحينئذ إذا شهد خط النسابة بشي ء عمل عليه «و ثانيها» أن تقوم عنده البينة الشرعية و هي شهادة رجلين مسلمين حرين بالغين يعرف عدالتهما بخبرة او تزكية فحينئذ يجب العمل بقولهما «و ثالثها» أن يعترف عنده مثلا أب بابن و إقرار العاقل على نفسه جائز فيجب أن يلحقه بقول أبيه.

أوصاف صاحب النسب

يجب أن يكون تقيا لئلا يرتشي على الأنساب «كما قيل عن أبي الحرب ابن المنقذي النسابة قالوا: كان يرتشي على النسب». و صادقا لئلا يكذب فينفي الصريح و يثبت اللصيق، و متجنبا للرذائل و الفواحش ليكون مهيبا في نفوس الخاصة و العامة فاذا نفى أو أثبت لا يعترض عليه. و قوي النفس لئلا يرهب من بعض أهل الشوكة فيأمره بباطل أو ينهاه عن حق فان لم يكن قوي النفس زلت قدمه، و من صفاتها المستحسنة أن يكون جيد الخط فان التشجير لا يليق به إلا الخط الحسن.

محمد صادق آل بحر العلوم

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:19

[خطبة المؤلف]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* الحمد للّه الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً، و رفع بعض الأنام على بعض فصيره أفخم قدرا، و أعظم ذكرا؛ و أحل نبيه محمدا المختار من شريف النسب في المجد الصراح؛ و اصطفاه للإيثار بمنيف الحسب و سرة البطاح، و أطلع شمس فخره في أفق العلى ساطعة الشعاع، و وصل حسبه و نسبه يوم القيامة بعدم الانقطاع. فهذا أكرم البرية نفسا و آلا، و افضلها حالا و مآلها و أتم العالم جمالا؛ و أكمله تفصيلا و إجمالا؛ فصل اللهم عليه صلاة تجاري سابق فخره، و تباري باسق قدره، و على آله المتفرعين من دوحة نبوته، المترفعين الى ذروة الشرف بمنحة نبوته، و على أصحابه المغترفين من شرب العناية، المعترفين بنشر القبول من مهب الرعاية، ما أضحك مدمع السحاب ثغور الروض، و اتصل حبلا العترة و الكتاب حتى يردا على الحوض.

أما بعد: فان علم النسب علم عظيم المقدار، ساطع الأنوار؛ أشار الكتاب الآلهي إليه فقال سبحانه و تعالى: «وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا».

و حث النبي الأمي عليه، فقال:

«تعلموا أنسابكم لتصلوا أرحامكم»

، لا سيما نسب آل الرسول صلّى اللّه عليه و آله، لوجوب توخيهم بالاجلال و الاعظام، كما وضح فيه البرهان، و دل عليه القرآن، و كيف لا وهم خيرة اللّه التي اختارها و رفع في البلاد و العباد منارها، و لم تزل أنسابهم التي اليها يعتزون على تطاول الأيام مضبوطة، و أحسابهم التي بها يتميزون على تداول الأقوام عن الخلل محوطة، إلا أني رأيت أوان تغربي في أكثر البلاد التي وطئتها تشابها عظيما بين الهجان و الهجين. و تساويا

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:20

شديدا بين اللجين «1» و اللجين. يكابر الدعي العلوي فلا ينكر عليه و يتنازعان الشرف فما من عارف بشأنهما يرجعان اليه و كثيرا يتعصب في الظاهر للدعي، توصلا بذلك الى الطعن في آل النبي صلّى اللّه عليه و آله. و كم من قائل: لو عرفت سيدا صحيح النسب لتبركت بترابه، و وضعت خدي تواضعا على عتبة بابه. هذا لعمر اللّه محض اللجاج، و العناد الذي لا يطمع له في علاج هذه بيوتات العلوية العارية عن العار متوافرة، و قبايل الفاطمية الطاهرة عن الغبار متكاثرة.

قد قام بتصحيح اتصالهم في كل زمان علامون من الأمة و نهض بتنقيح حالاتهم في كل أوان فهّامون من الأئمة. فحركتني العصبية و بعثتني النفس الأبية. على أن اصنف في أنساب الطالبيين كتابا يجمع بين الفروع و الأصول. و يضم الأجذام الى الذيول، و يستوعب شعب هذا العلم و يستقصيها و لا يغادر من فوائده صغيرة و لا كبيرة إلا و يحصيها، و الأيام بذلك المطلب تماطل، و تحول دون ما أحاول حتى بعد ذلك الفن عهدي. و لم يبق منه غير

أثارة عندي، و كيف لا و أنا في زمان ظاهر الغباوة مجاهر العلم و الشرف بالعداوة. قد ارتفعت فيه إرادة العلم من القلوب. و عد النسب الفاطمي من أعظم العيوب، بحيث أشرفت أنوار الشرف على الانطماس. و آذنت آثار دروس العلم بالاندراس، فالتمس مني أعز الناس علي و اكرمهم لدي و هو المولى الأعظم؛ و الماجد الأكرم. مرتضى ممالك الإسلام. مبين مناهج الحلال و الحرام، ناظم درر المواهب. في سلوك الرغايب، و مقلد جيد الوجود بوشاح المناقب، ملاذ قروم آل أبي طالب في المشارق و المغارب مفيض لجج الحقايق بجواهر المطالب، على الأباعد و الأقارب. الغني عن الاطناب في الألقاب، بكمال النفس و علو الجناب:

تجاوز قدر المدح حتى كأنه بأحسن ما يثنى عليه يعاب المؤيد بكواكب العز و التمكين، نور الحقيقة و الدين، جلال الدين الحسن «2» بن على بن الحسن بن علي بن الحسن بن محمد بن علي بن أحمد بن علي بن علي بن الحسن بن

______________________________

(1) الأول بضم اللام و فتح الجيم كالحسين بمعنى الفضة و الثاني بفتح اللام و كسر الجيم كالامير زبد أفواه الابل. م ص

(2) جلال الدين الحسن كان كريما زاهدا و له فضائل كثيرة. و كان يسكن جزيرة بني مالك و له عقب من ولده ناصر الدين محمد. ذكره في الكتاب في أعقاب زين العابدين عليه السّلام تحت عنوان (ذكر جلال الدين حسن الزاهد).

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:21

الحسن بن يحيى بن الحسين بن أحمد المحدث بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي زين العابدين المعصوم بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام زيدت فضائله و إفضاله، أن أهز صارم الصريمة و أوجه وجه العزيمة الى

جمع مختصر يجمع نسب الطالبية و قواعده، و يحوي خفي أسراره و يضبط معاقده، منبها على ما وقفت عليه من خلاف مشيرا الى ما كان من نفي أو غمز بانصاف، أنقل كلام الرواة كما وقع إليّ؛ و أتحرى نصوص الثقات كما يجب علي، لم أتعمد إثباتا لمنفي و لا نفيا لثابت، و لم أقصد من عندي إيضاحا لخفي و لا طعنا في غير متهافت، بل اعتمد على الحق الصريح، و أتحرى الصدق في إبطال و تصحيح، فجاء بحمد اللّه كتابا نفيس المطالب، كما يفرح الطالب في أنساب آل أبي طالب. قرب الى إيجاز الالفاظ إطناب المعاني و احتوى على مهمات الضوابط مع سهولة المباني يحتاج المبتدي الى مطالعته، و لا يستغني المنتهي عن مراجعته، و حيث وجب التوفيق بين المسمى و اسمه انتخبت له اسما علما مني بأنه نعم علما موافقا فسميته «عمدة الطالب» في نسب آل أبي طالب ثم أهديته الى الحضرة العلية. علماء مني بأنه نعم الهدية فانه لا ينبغي لأحد بعده و «معاذ اللّه أن نأخذ إِلَّا مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ». و آنا أرجو أن يتلقاه من القبول قبائل و ييسر منه الى السؤل وسائل:

و ما أنا بالباغي على الحب رشوةضعيف هوى يبغي عليه ثواب

و ما شئت إلا أن أدل عواذلي على أن رأيي في هواك صواب

و أعلم قوما خالفوني و يممواسواك بأني قد ظفرت و خابوا «1» فما أجود ذلك المجلس الشريف بالاعجاب بهذا الكتاب، و ما أجدر هناك المحل المنيف بأن يحقق لديه الانتساب، و قد رتبته على مقدمة و ثلاثة أصول و جعلت كل أصل فصولا إعانة للسالك على الوصول، و هذا أوان الشروع في المرام، متوكلا على الملك العلام،

إنه باغاثة من توكل عليه كفيل و هو سبحانه حسبنا وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ، أما المقدمة ففي:

______________________________

(1) هذه الأبيات لأبي الطيب المتنبي من قصيدة يمدح بها كافور و أنشده إياها في شوال سنة 349 ه. و هي آخر ما أنشده و لم يلقه بعدها، و من هذه القصيدة البيت السابق (تجاوز قدر المدح حتى كأنه ... الخ).

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:22

[نسب آباء النبي ص و من ألحق بهم]

1 نسب أبي طالب و أخباره

اشارة

أما اسمه فقيل: إنه عمران. و هي رواية ضعيفة رواها أبو بكر محمد بن عبد اللّه العبسي الطرطوسي النسابة. و قيل: اسمه كنيته «1» و يروى ذلك عن أبي علي محمد بن ابراهيم بن عبد اللّه بن جعفر الأعرج ابن عبد اللّه بن جعفر قتيل الحرة ابن أبي القاسم محمد بن على بن أبي طالب النسابة و له مبسوط في علم النسب، و زعم: أنه رأى خط أمير المؤمنين علي عليه السّلام في آخره: «و كتب علي بن أبو طالب».

مصحف بخط علي «ع» احترق

و قد كان بالمشهد الشريف الغروي مصحف في ثلاث مجلدات بخط أمير المؤمنين علي عليه السّلام احترق حين احترق المشهد سنة خمس و خمسين و سبعمائة؛ يقال انه كان في آخره: و كتب على بن أبو طالب. و لكن حدثني السيد النقيب السعيد تاج الدين أبو عبد اللّه محمد بن القاسم بن معية الحسني النسابة؛ و جدي لأمي المولى الشيخ العلامة فخر الدين أبو جعفر محمد بن الحسين بن حديد الأسدي رحمه اللّه: أن الذي كان في آخر ذلك المصحف علي بن أبي طالب؛ و لكن الياء مشتبهة بالواو في الخط الكوفي الذي كان يكتبه علي عليه السّلام «2».

و قد رأيت أنا مصحفا بالمذار في مشهد عبيد اللّه بن علي بخط أمير المؤمنين عليه السّلام في مجلد واحد و في إخره بعد تمام كتابة القرآن المجيد: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* كتبه علي بن أبي طالب». و لكن الواو تشتبه بالياء في ذلك الخط كما حكياه لي عن المصحف بالمشهد الغروي، و اتصل بي بعد ذلك أن مشهد عبيد اللّه احترق و احترق المصحف الذي فيه،

______________________________

(1) في (الاصابة) لابن حجر عن الحاكم إن اكثر المتقدمين على

أن اسمه كنيته.

(2) و منشأ الاشتباه هو أن كلا من الواو و الياء يكتب بالخط الكوفي مربعا، غير أن رأس الياء منفتح و رأس الواو منضم، و لعله انطمست مربعة رأس الياء فاشتبهت بالواو فقرأها القاري ء واوا و اللّه الاعلم. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:23

و الصحيح أن اسم أبي طالب عبد مناف و بذلك نطقت وصية أبيه عبد المطلب حين أوصى اليه برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و هو قوله:

أوصيك يا عبد مناف بعدي بواحد بعد أبيه فرد و قوله:

وصيت من كنيته بطالب عبد مناف و هو ذو تجارب و كان أبو طالب مع شرفه و تقدمه جم المناقب غزير الفضائل؛ و من أعظم مناقبه كفالته رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و قيامه دونه و منعه إياه من كفار قريش حتى حصروه في الشعب ثلاث سنين مع بني هاشم عدا أبي لهب، و كتبوا صحيفة أن لا يبايعوا بني هاشم و لا يناكحوهم و لا يوادوهم و علقوها في الكعبة «1» و القصة مشهورة لا يليق ذكرها بهذا المختصر؛ و من أشعاره في ذلك:

ألا أبلغا عني على ذات رأيهاقريشا، و خصّا من لؤيّ بني كعب

أ لم تعلموا أنا وجدنا محمدانبيا كموسى خط في اول الكتب و له من أخرى:

تريدون أن نسخو بقتل محمدو لم تختضب سمر العوالي من الدم

و ترجون منا خطة دون نيلهاضراب و طعن بالوشيج المقوم

كذبتم و بيت اللّه لا تقتلونه و أسيافنا في هامكم لم تحطم الى غير ذلك، و لما اجتمعت قريش على عداوة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سألت أبا طالب أن يدفعه اليهم و تحالفوا على ذلك و خشي أبو طالب دهماء العرب أن يركبوه

مع قومه قال قصيدته التي يعوذ فيها بحرم مكة الشريف و يذكر مكانه منها؛ و يذكر فيها أشراف قريش و هو مع ذلك يخبرهم و غيرهم أنه غير مسلّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و لا تاركه لشي ء أبدا؛ و هي طويلة جدا «2»

______________________________

(1) و لما علقوها بالكعبة أرسل اللّه اليها دابة من الأرض فأكلت ما كان فيها من قطيعة و عقوق و أبقت ما كان فيها من (بسمك اللهم) فاعلم جبرئيل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بحالها و أعلم النبي أبا طالب فجذل بذلك و أخبر به قريشا فقالوا له هذا سحر فعله محمد و زادهم طغيانا و نفورا.

(2) تبلغ مائة و أحد عشر بيتا تجدها مثبتة في ديوانه المطبوع؛ قال ابن كثير: «هي افحل من المعلقات السبع و أبلغ في تأديه المعنى»، و قد ذكرها أكثر المؤرخين و إن زاد بعضهم منها و نقص آخر.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:24

منها:

كذبتم و بيت اللّه يبزي محمدو لما نطاعن دونه و نناضل

و نسلمه حتى نصرع حوله و نذهل عن أبنائنا و الحلائل

فأيده رب العباد بنصره و أظهر دينا حقه غير باطل و من قوله لابنيه علي و جعفر:

إن عليا و جعفرا ثقتي عند ملم الخطوب و الكرب

لا تخذلا و انصرا ابن عمكماأخي لأمي من بينهم، و أبي إلى غير ذلك. و من مناقبه: انه أستسقى بعد وفاة ابيه عبد المطلب «1» فسقى و أم أبي طالب فاطمة بنت عمرو بن عايذ بن عمران «2» بن مخزوم «3» بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب. و فاطمة هذه ايضا أم عبد اللّه بن عبد المطلب والد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و لم

يشركهما في ولادتها غير الزبير بن عبد المطلب و قد انقرض الزبير؛ و هذه فضيلة عظيمة إختص بها أبو طالب و ولده دون باقي بني عبد المطلب. و أما نسبه: فهو ابن عبد المطلب 2.

1 نسب عبد المطلب و اخباره

و اسمه شيبة و يقال: شيبة الحمد، و قد قيل: إن اسمه عامر، و الصحيح الأول، و يقال:

سمّي شيبة لأنه ولد و في رأسه شعرة بيضاء. و يكنى أبا الحارث؛ و يلقب الفياض لجوده؛ و إنما سمّي عبد المطلب لأن أباه هاشما مر بيثرب في بعض أسفاره فنزل على عمرو بن زيد، و قيل زيد بن عمرو بن خداش بن امية بن لبيد بن غنم بن عدي بن النجار و راوي الأول يقول: عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار و هو تيم اللّه بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج و هو المعتمد، فرأى ابنته سلمى فخطبها اليه فزوجه إياها و شرط

______________________________

(1) أنظر (السيرة الحلبية) ج 1 ص 138 و (تاريخ الحميس) ج 1 ص 287.

(2) أثبته الديار بكري في (تاريخ الخميس) ج 1 ص 180 (عمرو) و أما ابن هشام في (السيرة) و ابن قتيبة في (المعارف) فأثبتاه كما هنا.

(3) يوافقه على ذكر هذا النسب المحب الطبري في (ذخائر العقبى) ص 55 و أما ابن هشام في السيرة فزاد (يقظة) بين مخزوم و مرة. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:25

عليه أنها إذا حملت أتى بها لتلد في دار قومها و بني عليها هاشم بيثرب و مضى بها إلى مكة فلما أثقلت أتى بها إلى يثرب في السفرة التي مات فيها، و ذهب الى الشام فمات هناك بغزة من أرض الشام.

و ولدت

سلمى عبد المطلب و شب عند أمه فمر به رجل من بني الحارث بن عبد مناف و هو مع صبيان يتناضلون فرآه أجملهم و أحسنهم إصابة و كلما رمى فأصاب قال: أنا ابن هاشم، سيد البطحاء، فاعجب الرجل ما رأى منه و دنا اليه و قال: من أنت؟ قال: أنا شيبة بن هاشم، أنا ابن سيد البطحاء بن عبد مناف. قال: بارك اللّه فيك و كثر فينا مثلك. قال: و من أنت يا عم؟ قال: رجل من قومك. قال: حياك اللّه و مرحبا بك. و سأله عن أحواله و حاجته فرأى الرجل منه ما أعجبه فلما أتى مكة لم يبدأ بشي ء حتى أتى المطلب بن عبد مناف فأصابه جالسا في الحجر فخلا به و أخبره خبر الغلام و ما رأى منه فقال المطلب: و اللّه لقد اغفلته. ثم ركب قلوصا و لحق بالمدينة و قصد محلة بنى النجار فاذا هو بالغلام في غلمان منهم فلما رآه عرفه و أناخ قلوصه و قصد اليه فأخبره بنسبه «بنفسه خ ل» و انه قد جاء للذهاب به؛ فما كذب ان جلس على عجز الرحل و ركب المطلب القلوص و مضى به؛ و قيل:

بل كانت امه قد علمت بمجي ء المطلب و نازعته فيه فغلبها عليه و مضى به الى مكة و هو خلفه، فلما رأته قريش قامت اليه و سلمت عليه و قالوا: من أين أقبلت؟ قال من يثرب.

قالوا: و من هذا الذي معك. قال: عبد ابتعته. فلما أتى محله اشترى له حلة ألبسه إياها و أتى به مجلس بني عبد مناف، فقال: هذا ابن أخيكم هاشم. و أخبرهم خبره فغلب عليه المطلب لقول عمه إنه عبد ابتعته. و

ساد عبد المطلب قريشا و أذعنت له سائر العرب بالسيادة و الرياسة و أخباره مشهورة مع أصحاب الفيل و في حفر زمزم و في سقياه حين استسقى مرتين مرة لقريش و مرة لقيس «1» الى غير ذلك من فضائله و أخباره و أشعاره تدل على أنه كان يعلم أن سبطه محمدا نبي «2» و هو ابن «هاشم» 2.

______________________________

(1) انظر القصة في (السيرة الحلبية) ج 1 ص 133.

(2) في (تاريخ الخميس) ج 1 ص 270 و (السيرة الحلبية) ج 1 ص 129 كان عبد المطلب يخبر أهله و قومه بما يكون للنبي من ملك شامل و نبوة عامة فيقول حينما يجي ء النبي صلّى اللّه عليه و آله ليجلس على بساط عبد المطلب و يريد أعمامه أن ينحّوه: «دعوا ابني هذا إن له شأنا و إنه ليؤسس ملكا».

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:26

أخبار 1 هاشم و عبد مناف و قصي

و اسمه عمرو و يقال له عمرو العلا، و يكني ابا نضلة، و إنما سمّي هاشما لهشمه الثريد للحاج و كانت اليه الوفادة و الرفادة؛ و هو الذي سن الرحلتين رِحْلَةَ الشِّتاءِ الى اليمن و العراق، و رحلة الصيف الى الشام، و مات بغزة من أرض الشام؛ و فيه يقول مطرود بن كعب الخزاعي:

عمرو العلا هشم الثريد لقومه و رجال مكة مسنتون عجاف و كان هاشم يدعى القمر و يسمى زاد الركب و قد سمّي بهذا آخرون «1» من قريش ايضا 2، و هو ابن 1 «عبد مناف» و اسمه المغيرة؛ و إنما سمته عبد مناف أمه؛ و مناف اسم صنم كان مستقبل الركن الأسود، و كان يدعى القمر لجماله، و يدعى السيد لشرفه و سؤدده 2، و هو ابن 1 «قصي» و اسمه زيد، و

انما سمّي قصيا لأن امه فاطمة بنت سعد بن شبل الازدية من أزد شنؤه، تزوجت بعد أبيه كلاب بن ربيعة بن حزام بن سعد بن زيد القضاعي، فمضى بها إلى قومه، و كان زهرة بن كلاب كبيرا فتركته عند قومه و حملت زيدا معها لأنه كان فطيما فسمي قصيا، لأنه أقصي عن داره و شب في حجر ربيعة بن حزام بن سعد لا يرى إلا أنه أبوه إلى أن كبر فتنازع مع بعض بنى عذرة فقال له العذري: الحق بقومك فانك لست منا! قال: و ممن أنا؟ قال: سل أمك تخبرك. فسألها فقالت: و اللّه أنت اكرم منهم نفسا و والدا و نسبا، أنت ابن كلاب بن مرة و قومك آل اللّه في حرمه و عند بيته؛ فكره قصي المقام دون مكة فأشارت عليه أمه أن يقيم حتى يدخل الشهر الحرام ثم يخرج مع حجاج قضاعة ففعل.

و لما صار إلى مكة تزوج إلى حليل بن حبشة الخزاعي ابنته جي و كان حليل يلي أمر

______________________________

(1) و هم ثلاثة مسافر بن أبي عمرو بن أمية؛ و زمعة بن الأسود ابن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي؛ و أبو أمية بن المغيرة بن عبد اللّه ابن عمرو بن مخزوم والد أم سلمة زوج النبي صلّى اللّه عليه و آله سموا بذلك لأنه لم يكن يتزود معهم أحد في سفر، يطعمونه و يكفونه الزاد و يغنونه. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:27

الكعبة؛ و عظم أمر قصي حتى استخلص البيت من خزاعة و حاربهم و أجلاهم عن الحرم و صارت اليه السدانه و الرفادة و السقاية، و جمع قبائل قريش و كانت متفرقة في البوادي فاسكنها الحرم و

لذلك سمّي مجمعا قال الشاعر:

ابوكم قصي كان يدعى مجمعابه جمع اللّه القبائل من فهر و بنى دار الندوة، و هي أول دار بنيت بمكة فلم يكن يعقد أمرا تجتمع فيه قريش إلا فيها؛ فصار له مع السدانة و الرفادة و السقاية النداوة و اللواء 2 و هو ابن «كلاب»

أخبار 1 كلاب الى النضر

و أسمه حكيم، و انما سمّي كلابا لأنه كان يحب الصيد فجمع كلابا كثيرة يصطاد بها و كانت اذا مرت على قريش قالوا هذا كلاب بن مرة يعنون حكيما فغلبت عليه، و فيه يقول الشاعر:

حكيم بن مرة ساد الورى ببذل النوال و كف الأذى

أباح العشيرة افضاله و جنبها طارقات الردى 2 و هو ابن «مرة» بن «كعب» بن «لؤي» بن «غالب» بن 1 «فهر» و هو في كثير من الأقوال جماع قريش فكل من ولده فهو قرشي 2 و هو ابن 1 (مالك) و هو جامع قريش في قول آخر 2؛ و هو ابن 1 «النضر» و اسمه قيس، و إنما سمّي النضر لوضاءته و جماله؛ و هو جامع قريش في أصح الأقوال 2، و انما سميت هذه القبيلة قريشا لتجمعها و التجمع و التقرش بمعنى واحد و قيل:

لا بل لجمعها لانهم كانوا تجارا. و قيل: بل التقرش التفحص و التفتيش، 1 و كان النضر* او ابنه مالك* او فهر* يتفحص عن الرجال المحتاجين و المضطرين ليعينهم 2، و قيل: بل كان دليلهم الى الشام رجل منهم يقال له قريش بن يخلد، و كانت قافلتهم إذا قدمت قيل قدم قريش ثم غلبت على القبيلة؛ و القول الأشهر: أنهم سموا باسم دابة في البحر عظيمة لا تذر شيئا الا أتت عليه يسميها أهل الحجاز القرش و تصغر و ذلك

لشدة هذه القبيلة و شوكتها، و في ذلك

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:28

يقول الشاعر «1»:

و قريش هي التي تسكن البحربها سميت قريش قريشا

سلطت بالعلو في لجة البحرعلى ساكني البحور جيوشا

يأكل الغث و السمين و لا يترك فيها لذي الجناحين ريشا

هكذا في الأنام حي قريش يأكلون الأنام أكلا كشيشا

و لهم آخر الزمان نبي يكثر القتل فيهم و الخموشا

تملأ الأرض خيله برجال يحشرون المطي حشرا كميشا

نسب النضر الى عدنان

و هو ابن 1 «كنانة» و يكنى أبا قيس 2، و هو ابن «خزيمة» بن 1 «مدركة» و اسمه عمرو؛ و إنما سمّي مدركة لأن إبلا لهم نفرت فتفرقت فذهب عمرو في إثرها فأدركها فسمّي مدركة 2:

و صاد أخوه 1 عامر أرنبا فطبخه فسمّي طابخة 2، و انقمع أخوهما 1 عمير في البيت فسمّي قمعة 2، و خرجت أمهم خلف ابنيها تسعى فقال لها ابوهم: ما لك تخندفين؟ فسميت خندف، و الخندفة نوع من المشي و كان 1 مدركة* يكنى أبا الهذيل، و قيل: أبا حزيمة 2. و هو ابن «الياس» بن 1 «مضر» و يقال لعقبه: مضر الحمراء «2» و ربما قيل له ذلك أيضا، بل هو الأصل في هذه التسمية و لها قصة عجيبة مشهورة 2 تركناها خوف الاطالة، و هو ابن «نزار» ابن «معد» بن 1 «عدنان» اليه انتهى النبي صلوات اللّه و سلامه عليه في الانتساب ثم

قال «صلى اللّه عليه و آله و سلم»: كذب النسابون «3».

2

______________________________

(1) هو المشمرج الحميري كما في (تاج العروس) مادة قرش. م ص.

(2) في (تاريخ الخميس) ج 1 ص 198: الوجه فيه أن نزارا لما حضرته الوفاة قسم بين بنيه أمواله فأعطى مضرا القبة و كانت من أدم حمراء، و في (تاريخ اليعقوبي) ج 1 ص

255 طبع ليدن أعطى مضرا ناقته الحمراء و ما أشبهها من الحمرة.

(3) و لعل السر في قوله صلّى اللّه عليه و آله: كذب النسابون كثرة وقوع الاضطراب في الاسماء بعد عدنان لما فيها من التخليط و التغيير في الالفاظ و عواصة تلك الأسماء، لأن النسابين أخذوه من الكتب العبرانية مضافا الى قلة الفائدة في تحصيلها، و قد روي عنه صلّى اللّه عليه و آله أنه كان إذا انتهى الى معد بن عدنان أمسك و قال: كذب النسابون، قال تعالى: «و قرونا بين ذلك كثيرا». و هذا هو السر في كثرة وقوع الاختلاف بين النسابين فيما بعد عدنان. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:29

1 نسب عدنان الى ابراهيم الخليل

و فيما بعد عدنان و ابراهيم عليه السّلام اختلاف كثير، و قد اشتهر فيما بين النساب: أنه ابن أد ابن ادد بن اليسع ابن الهميسع بن سلامان بن النبت بن حمل بن قيذار بن اسماعيل بن ابراهيم. و روى الكلبي: أنه ابن ادد بن هميذع بن سلامان بن عوض بن ثور بن قوال بن أبيّ ابن العوام بن ناشد بن حذار بن تدلاس بن تدلاف بن صالح بن حاجم بن ناخش بن ماحي ابن عبقى بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن احمد بن سنتين بن تبرز بن بحرز بن محلس بن أرغون بن عبق بن ريسان بن عبصر بن اقتاد بن ابهامي بن مقصر بن ناحث بن رازخ بن شما ابن مزي بن عوض بن عرام بن قيذار 2. و عن بعض أهل الكتاب ان بورخ بن باريا كاتب أرميا قال: قال عدنان بن أدد بن هميذع بن هميسع بن سلامان بن عوض بن لواري بن شوخي بن نعماني بن كداني

بن قلدساني بن يدلافي بن طهبي بن بحش بن معحاكي بن عاوني بن عافادي بن ابداعي بن همداني بن بشناني بن بتراني بن عراني بن ملحاني بن رعواني بن عاقاني بن ديشاني بن عاصاري بن ميادي ابن ثاماني بن مقصاري بن فاحث بن رازخ بن شما بن يزي بن صفا بن جعم بن قيذار.

و قد روي غير ذلك، ففي هاتين الروايتين قد بلغ ما بين عدنان و ابراهيم (على نبينا و عليه الصلاة و السلام) أربعين رجلا، و في الرواية الأولى تسعة رجال و ربما روي ستة رجال الى أكثر من ذلك، فربما وصل الى خمسة عشر و إلى عشرين، و يشبه أن تكون الروايات التي دلت على ما قل عن الأربعين مختصرة أو مصنوعة، فان بين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و بين عدنان عشرين ابا و بضعا، فروايات المقلين تقتضي أن يكون بين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و بين ابراهيم عليه السّلام أقل من أربعين أبا، و بعضها يوجب أقل من ثلاثين، و بين وفاة اسماعيل عليه السّلام و مولد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ألفان و ستمائة و بضع عشرة سنة، و تناسق هذه الولادات في مقدار

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:30

هذه المدة مستنكر فان أحالوا على طول الأعمار اعتبرنا من ضبط نسبه من بني اسرائيل و هم رؤوس رجالاتهم الذين تنتهي أنسابهم الى سليمان بن داود عليهما السلام، فان تلك الأنساب محفوظة مدونه رواية و كتابة متواترا، فقد وجدنا بين من لحق عصر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله منهم و بين ابراهيم عليه السّلام بضعا و ستين أبا، و هذا الاعتبار يوجب أن

يكون بين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و بين ابراهيم عليه السّلام هذا القدر او ما يقاربه لأن الطرافة و العقود- و إن كانا يتفقان بقدر العادة- فيهما مضبوطة؛ و انما يقع مثل ذلك ايضا في الواحد من القبيلة و في القبيلة من الأئمة كما وقع لعبد الصمد بن عبد اللّه بن عباس، فانه ادرك أولاد الرشيد و هو هارون بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن عباس، و متى روي في نسب عدنان روايات يوجب بعضها اتفاق ولادات بني اسماعيل و اسحاق و أوجبت الأخرى بعد التفاوت الخارج عن العادة، فالموافق لا محاولة أولى بالتقديم و لعل الاختلاف الواقع في الأسماء الواقعة في الروايتين اللتين توجبان أن بين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و إبراهيم عليه السّلام و بين عدنان أربعين ابا لاختلاف اللغتين، و يقوي هذا ايضا اعتبارات اخر تركناها للاختصار.

نسب إبراهيم الخليل عليه السلام

و أما نسب ابراهيم خليل الرحمن (على نبينا و عليه السلام) الى نوح «عليه السّلام» ففيه ثلاث روايات أشهرها: أنه ابن «تارخ» بن ناحور بن شروغ بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد ابن سام بن 1 نوح صاحب السفينة 2. ثم اختلف فيما بين نوح و آدم على نبينا و عليه السلام على خمسة أقوال أشهرها أنه نوح بن مشخد ابن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ بن اليارذ بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم (على نبينا و عليه السلام). فهذا ما أردنا ذكره في هذه المقدمة.

[الأصول الثلاث]

اشارة

و قد كان أبو طالب أولد أربعة بنين 1 طالبا و عقيلا و جعفرا و عليا رضوان اللّه عليهم أجمعين، و كان كل منهم أكبر من الآخر بعشر سنين فيكون طالب أسن من علي بثلاثين سنة، 2 و به كان يكنى أبوه، و أمهم أجمع فاطمة بنت أسد ابن هاشم بن عبد مناف بن قصي، و هي

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:31

أول هاشمية ولدت لهاشمي و كانت جليلة القدر

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يدعوها امي، و لما توفيت صلى عليها و دخل قبرها و ترحم عليها.

أما 1 طالب* فأكرهته قريش على الخروج الى بدر ففقد فلم يعرف له خبر و يقال أنه اكره فرسه بالبحر حتى اغرق و هو القائل حين أخرجته قريش كرها:

يا رب إما خرجوا بطالب في مقنب من هذه المقانب

فليكن المطلوب غير الطالب و الرجل المغلوب غير الغالب الى آخره، و ليس لطالب عقب 2 و لكل من إخوته عقب متصل ذكرناه في أصل فصارت الأصول ثلاثة:

الأصل الأول في ذكر عقب 1 عقيل* بن أبي طالب

و يكنى أبا يزيد، و كان أبو طالب يحبه حبا شديدا و لذا

قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: إني لأحبك حبين حبا لك؛ و حبا لحب أبي طالب

«1» و كان عقيل نسابة عالما بأنساب العرب و قريش، و كان أعور يكاد يخفى ذلك على متأمله، و خرج الى بدر فأسر و فداه عمه العباس، و فارق أخاه عليا أمير المؤمنين في أيام خلافته و هرب إلى معاوية و شهد صفين معه غير أنه لم يقاتل و لم يترك نصح أخيه و التعصب له. فروي أن معاوية قال يوم صفين: لا

______________________________

(1) ولد عقيل بعد ولادة النبي صلّى اللّه عليه و آله بعشر سنين،

و كان أكبر من علي بعشرين سنة و من جعفر بعشر سنين و أصغر من طالب بعشر سنين، و لقد أهمل أكثر المؤرخين إسلامه و أرخه ابن حجر في (الإصابة) بما بعد الحديبية. و لا بدع إن أهملوا مثله و قد طعنوا في أبيه من قبل، و نحن إذا قرأنا في (تاريخ الطبري) ج 2 ص 282 قول النبي صلّى اللّه عليه و آله لأصحابه:

«إني قد عرفت رجالا من بني هاشم قد خرجوا الى بدر كرها فمن لقي منكم أحدا منهم فلا يقتله» يمكننا أن نستفيد إيمان عقيل بالنبوة قبل الهجرة غير أن سياسته قريشا اضطرته الى التستر و الاستخفاء، كيف لا و هو يشاهد أباه و أمه و أخوته مصدقين بالنبوة خاضعين للدعوة الآلهية و هم أعضاد الحنيفية البيضاء و حضنة الدين المبين، فلم يكن الغصن الباسق من ذلك الدوح اليانع بدعا من أصله الكريم، و لا حائدا عن خطة رجالات بيته الرفيع، و لو تنازلنا عن ذلك لدلنا ابن قتيبة في (المعارف) ص 68 على اسلامه يوم بدر بامر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله. توفي سنة 60 من الهجرة. م ص.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:32

نبالي و أبو يزيد معنا. فقال عقيل: و قد كنت معكم يوم بدر فلم أغن عنكم من اللّه شيئا، و كان عقيل حاضر الجواب و له في ذلك أخبار كثيرة و أضر في آخر عمره. 2

«و العقب» منه ليس إلا في محمد بن عقيل، 1 فأما مسلم بن عقيل قتيل الكوفة فمنقرض. 2

1 «و العقب» من محمد بن عقيل في رجل واحد و هو أبو محمد عبد اللّه «1» كان فقيها محدثا جليلا و أمه زينب الصغرى

بنت أمير المؤمنين علي عليه السّلام و أمها أم ولد، و كان لمحمد ابن عقيل ولدان آخران 2 هما 1 القاسم و عبد الرحمن أعقبا ثم انقرضا. 2

«و أعقب» عبد اللّه بن محمد من رجلين 1 محمد، و أمه حميدة بنت مسلم بن عقيل، و أمها أم كلثوم بنت علي بن ابي طالب عليه السّلام 2 و 1 مسلم أمه أم ولد. 2

«أما» محمد بن عبد اللّه بن محمد بن عقيل فأعقب من خمسة رجال القاسم و عقيل و علي و طاهر و ابراهيم.

«أما» 1 القاسم* بن محمد فكان عالما فاضلا و يقال له القاسم الجيزي 2 «و أعقب» من ولديه عبد الرحمن بن القاسم و عقيل بن القاسم «فمن» ولد عبد الرحمن بن القاسم 1 محمد المرقوع بن عبد الرحمن، له عقب يقال لهم بنو المرقوع بطبرستان. 2

«و أما» 1 عقيل* بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن عقيل و كان صاحب حديث ثقة جليلا 2 فولد القاسم و أحمد و عبد اللّه و مسلما «فولد» القاسم بن عقيل بن محمد محمدا ابن الأنصارية. كان له أربعة ذكور منهم 1 علي بن محمد بن القاسم بن عقيل بن محمد، يقال له ابن القرشيه «أعقب» بمصر ولدين 2 أحدهما 1 أبو عبد اللّه الحسين كان صبيا عفيفا و خلف أربعة ذكور 2 و الآخر 1 أبو الحسن محمد ترك ولدا بمصر 2 اسمه 1 عبد اللّه و يكنى أبا الحسين. مات بها سنة احدى و أربعين و ثلاثمائة. 2

______________________________

(1) جزم الترمذي في جامعه بصدقه و وثاقته لذا خرّج حديثه، كما احتج به أحمد بن حنبل و اسحاق و الحميدي و البخاري و ابو داود

و ابن ماجة القزويني كما عن (تهذيب التهذيب) ج 6 ص 15 و عده الشيخ الطوسي من رجال الامام الصادق عليه السّلام و أصحابه، و كفاه فضلا و تقدما، توفي بعد سنة 140 ه. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:33

«و من» ولد احمد بن عقيل بن محمد، 1 محمد و جعفر إبنا عبد اللّه بن جعفر بن احمد بن عقيل المذكور كانا باليمن 2 «و ولد» عبد اللّه بن عقيل بن محمد إبنا و 1 كان نسابة و يكنى أبا جعفر «ولد» خمسة ذكور 2 و هم 1 علي و محمد و الحسن و أحمد و عقيل «أما» الثلاثة الأول فلم يذكر لهم عقب و عسى هم درجوا أو انقرضوا 2 «و خلف» 1 أحمد بن عبد اللّه بن عقيل و كان نسابة ايضا بنصيبين- ثلاثة ذكور 2 عليا و حسينا و ابراهيم «و أما» 1 عقيل بن عبد اللّه بن عقيل؛ و كان نسابة مشجرا فاضلا يكنى أبا القاسم «فولد» ولدين 2 أحدهما 1 محمد وقع الى قم 2 و الآخر عبد اللّه الاصفهاني كان له ولدان أحدهما 1 القاسم؛ و يكنى أبا أحمد مات بفسا «1» عن ولدين 2 هما محمد و عبد اللّه ابنا القاسم بن عبد اللّه الاصفهاني، و الآخر 1 أبو محمد جعفر العالم النسابة شيخ شبل بن تكين النسابة، مات سنة أربع و ثلاثين و ثلاثمائة، و له عقب كانوا بحلب و بيروت و مصر. 2

«و ولد» مسلم بن عقيل بن محمد، 1 محمدا كان أمير المدينة و يعرف بابن المزنية، قتله ابن أبي الساج «و له عقب» 2 منهم 1 أبو القاسم مسلم بن أحمد بن محمد أمير

المدينة المذكور، كان متأدبا حسن الصورة، مات سنة ثلاثين و ثلاثمائة و له عقب. 2

«و أما» علي بن محمد بن عبد اللّه فأعقب من عبد اللّه و الحسن لهما عقب.

«و أما» طاهر بن محمد بن عبد اللّه فأعقب من 1 محمد و علي كان لهما اولاد بمصر. 2

1 «و أما» ابراهيم* بن محمد بن عبد اللّه فكان له عقب بفارس. 2

«و أما» مسلم بن عبد اللّه بن محمد بن عقيل ابن أبي طالب فأعقب من ثلاثة رجال عبد الرحمن و محمد و 1 عبد اللّه، يعرف بابن الجمحية 2، و قد كان 1 سليمان بن مسلم أعقب أيضا و لكنه انقرض 2 «فمن ولده» 1 عبد الرحمن بن مسلم بن عبد اللّه بن محمد بن عقيل بن جعفر بن عبد الرحمن بن مسلم المذكور، وقع الى طبرستان 2 «و منهم» 1 أبو العباس أحمد بن محمد بن ابراهيم ابن عبد الرحمن بن مسلم بن عبد اللّه بن محمد بن عقيل، عمّر مائة سنة و مات عن ولد 2 اسمه 1 علي و يكني أبا القاسم 2.

______________________________

(1) فسا بالفتح و القصر مدينة بفارس بينها و بين شيراز أربع مراحل. (مراصد الاطلاع).

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:34

«و من» ولد محمد بن مسلم بن عبد اللّه بن محمد بن عقيل 1 عبد اللّه بن الحسين بن محمد ابن مسلم كانت له بقية بالكوفة. 2

«و من» ولد عبد اللّه* بن مسلم بن عبد اللّه بن محمد بن عقيل، 1 الأمير همام بن جعفر بن اسماعيل بن احمد بن عبد اللّه بن مسلم بن عبد اللّه بن محمد بن عقيل، كان له بقية بنصيبين يقال لهم بنو همام. 2

«و من» بني

عبد اللّه بن مسلم بن عبد اللّه بن محمد، 1 ابراهيم الملقب دخنة بن عبد اللّه بن مسلم المذكور، له أعقاب «منهم» بنو الغلق 2 و هو 1 ابراهيم بن علي بن ابراهيم دخنة، كانوا بنصيبين 2، و قد قال الشيخ أبو الحسن علي بن محمد العلوي العمري النسابة أن شيخ الشرف العبيدلي النسابة ذكر في ابراهيم دخنة غمزا و لم يثبته.

«و منهم» عيسى الأوقص، و سليمان ابنا عبد اللّه بن مسلم بن عبد اللّه بن محمد لهما عقب «منهم» 1 محمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن احمد بن سليمان بن عبد اللّه بن مسلم يلقب بقمرية. مات بمصر عن ولد 2، و كذا أخوه 1 عقيل بن علي بن محمد، كان له ولد بمصر. 2

«و منهم» 1 الحسن بن عقيل بن محمد بن الحسين بن احمد بن سليمان المذكور له بقية بالمدينة. 2

«و منهم» 1 يحيى بن الحسين بن احمد بن سليمان المذكور كان له أيضا بقية بالمدينة. 2

«و منهم» 1 عبد اللّه بن مسلم بن عبد اللّه بن مسلم له بقية بالكوفة يقال لهم بنو جعفر كانت منهم فاطمة النائحة بالحلة معروفة ببنت الهريش، رآها شيخي النقيب تاج الدين أبو عبد اللّه محمد بن معية الحسني النسابة رحمه اللّه 2 «و من» بني عيسى الأوقص بن عبد اللّه بن مسلم 1 العباس بن عيسى الأوقص، ولي القضاء للداعي الكبير الحسن بن زيد الحسني على جرجان؛ و كان قد أولد بكرمان، قال الشيخ العمري و من بني الأوقص قوم بطبرستان و خراسان 2؛ و هذا آخر ولد عقيل بن أبي طالب و هم قليلون.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:35

الاصل الثاني في ذكر عقب جعفر بن أبي طالب

و كان

1 جعفر* يكنى أبا عبد اللّه، و أبا المساكين لرأفته عليهم و إحسانه اليهم؛

و كان قد هاجر إلى الحبشة فيمن هاجر اليها و رجع منها فوصل الى رسول اللّه يوم فتح خيبر فقال «صلى اللّه عليه و آله»: ما أدري بأيهما أنا أشدّ فرحا بفتح خيبر أم بقدوم جعفر؟.

و لهذا يقال لجعفر ذو الهجرتين يعنى هجرة الحبشة و هجرة المدينة.

و

لما جهز النبي صلّى اللّه عليه و آله أصحابه الى مؤتة من أرض الشام أمّر عليهم زيد بن حارثة فان قتل فجعفر بن أبى طالب «1» فان قتل فعبد اللّه بن رواحة فاستشهد الثلاثة الأمراء، و لما رأى جعفر الحرب قد اشتدت و الرّوم قد غلبت اقتحم عن فرس له أشقر ثم عقره، و هو أول من عقر في الاسلام و قاتل حتى قطعت يده اليمنى فأخذ الراية بيده اليسرى و قاتل الى ان قطعت اليسرى ايضا فاعتنق الراية و ضمها الى صدره حتى قتل، و وجد به نيف و سبعون و قيل نيف و ثمانون ما بين طعنة و ضربة و رمية، و رأى النبي صلّى اللّه عليه و آله مصرعه و مصرع أصحابه، و قال:

«زارني جعفر في نفر من الملائكة له جناحان يطير بهما». و لهذا يقال لجعفر ذو الجناحين و الطيار في الجنة.

و كان مقتله سنة ثمان من الجهرة، و قيل سنة سبع؛ و حزن عليه النبي صلّى اللّه عليه و آله حزنا شديدا

و دفن جعفر و زيد بن حارثة و عبد اللّه بن رواحة في قبر واحد و عمي القبر.

أولد جعفر بن أبي طالب ثمانية بنين 2 و هم 1 عبد اللّه و عون و محمد الاكبر و محمد الأصغر و حميد

و حسين و عبد اللّه الأصغر و عبد اللّه الأكبر و أمهم أجمع أسماء بنت عميس الخثعمية 2

______________________________

(1) ينافيه جلالة جعفر و حزمه و إصابته في الرأي و بسالته و مثله لا يتقدم عليه أحد؛ و يشهد لتقديمه في الامارة في هذه الغزوة دون غيره ما في (تاريخ اليعقوبي) ج 2 ص 66 طبع ليدن سنة 1883 م كان جعفر هو المقدم ثم زيد ثم عبد اللّه بن رواحة. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:36

«أما 1 محمد*» الأكبر فقتل مع عمه أمير المؤمنين علي عليه السّلام بصفين 2؛ و أما 1 عون* و محمد* الأصغر فقتلا مع ابن عمهما الحسين عليه السّلام يوم الطف 2، و أما 1 عبد اللّه الأكبر* فهو أبو جعفر الجواد أحد أجواد بني هاشم الأربعة و هم الحسن و الحسين و عبد اللّه بن العباس و هو الرابع، و

لم يبايع رسول اللّه طفلا غيره و غير ابني بنته الحسن و الحسين و عبد اللّه بن العباس

، و عاش تسعين سنة و قيل غير ذلك.

و

روي عنه أنه قال: اتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بنعي أبينا جعفر فدخل علينا و قال لأمنا أسماء بنت عميس أين بنو أخي؟ فدعانا و أجلسنا بين يديه و ذرفت عيناه فقالت أسماء: هل بلغك يا رسول اللّه عن جعفر شي ء؟ قال: نعم استشهد رحمه اللّه.

فبكت و ولولت و خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فلما كان بعد ثلاثة أيام دخل علينا صلوات اللّه عليه و دعانا فأجلسنا بين يديه كأننا أفراخ و قال: لا تبكين على أخي- يعني جعفرا- بعد اليوم- ثم دعا بالحلاق فحلق رؤوسنا و عقّ عنا ثم أخذ

بيد محمد، و قال: هذا شبيه عمنا أبي طالب، و قال لعون: هذا شبيه أبيه خلقا و خلقا. و أخذ بيدي فشالهما، و قال: اللهم احفظ جعفرا في أهله و بارك لعبد اللّه في صفقته.

فجاءته أمنا تبكي و تذكر يتمنا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أ تخافين عليهم و أنا وليهم في الدنيا و الآخرة؟.

2

«و أعقب» من ولد جعفر بن أبي طالب 1 محمد الاكبر* ولد عبد اللّه و القاسم و بنات «فولد» القاسم بنتا أمها بنت عمه عبد اللّه بن جعفر و أمها زينب بنت علي بن ابي طالب و أمها فاطمة بنت رسول اللّه و أمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن عبد مناف. خرجت ابنة القاسم بن محمد بن جعفر المذكور الى طلحة بن عمر بن عبد اللّه بن معمر التيمي فولدت له ابراهيم بن طلحة كان يقال له: ابن الخمس يعنون أمهاته الخمس المذكورات. 2

و ولد عون بن جعفر بن أبي طالب شهيد الطف ابنا اسمه مساور له ذيل لم يطل و انقرض محمد الأكبر و عون، و درج الخمسة الأخر أعني أولاد جعفر ما عدا عبد اللّه الأكبر.

و العقب من 1 جعفر* الطيار في عبد اللّه الأكبر الجواد وحده ليس له عقب إلا منه 2، و كان 1 عبد

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:37

اللّه* قد ولد «1» بأرض الحبشة؛ و له في الجود أخبار كثيرة تركناها حذر التطويل، و يروي أنه ليم في جوده فقال:

لست أخشى قلة العدم ما اتقيت اللّه في كرمي

كلما أنفقت يخلفه لي رب واسع النعم و مات عبد اللّه بالمدينة سنة ثمانين و صلى عليه ابان بن عثمان بن عفان و دفن بالبقيع،

و قيل: مات بالأبواء سنة تسعين و صلى عليه سليمان بن عبد الملك أيام خلافته و دفن بالأبواء.

و قال شيخنا أبو الحسن العمري؛ مات عبد اللّه في زمان عبد الملك بن مروان و له تسعون سنة، «فولد» عبد اللّه عشرين ذكرا و قيل أربعة و عشرين 2 منهم 1 معاوية بن عبد اللّه كان وصي أبيه و إنما سمّي معاوية لأن معاوية بن أبي سفيان طلب منه ذلك فبذل له مائة ألف درهم، 2 و قيل ألف ألف «و منهم» 1 علي الزينبي أمه زينب بنت علي بن ابي طالب عليه السّلام و أمها فاطمة بنت رسول اللّه 2 «و منهم» 1 اسحاق العريضي أمه أم ولد 2 «و منهم» 1 اسماعيل الزاهد قتيل بني أمية 2، و هؤلاء الأربعة هم المعقبون من ولد عبد اللّه بن جعفر.

«أما» 1 معاوية* بن عبد اللّه الجواد فأعقب من عبد اللّه بن معاوية الشاعر الفارس*؛ و كان قد ظهر سنة خمس و عشرين و مائة في أيام مروان الحمار و دعا الى نفسه و بايعه الناس و عظم

______________________________

(1) كانت ولادته بعد النبوة بثلاث سنين و كان عمره يوم هجرة النبي صلّى اللّه عليه و آله الى المدينة عشر سنين، و مات سنة 80 عن تسعين سنة و دفن بالمدينة او بالأبواء و اشتهر بالجود حتى لقب بقطب السخاء، و أنما كثر خيره و اتسع ماله بدعاء النبي له يوم رآه يساوم بشاة فقال: «اللهم بارك له في صفقته». و لازم عمه عليا عليه السّلام فاستفاد منه علما و تبصرا في دقائق الأمور فحضر معه صفين و عقد له يوم الجمل على عشرة آلاف؛ و حظى بعده باماميه الحسن

و الحسين عليهما السّلام و كم مرة استماله معاوية فما وجد إلا رجلا صلب الايمان عارفا بالحق و الهدى مائلا عن سفاسف الملحدين فكثرت فيه القالة و توسع أتباع الهوى في الحط من قدره بأحاديث لا نصيب لها من الحقيقة، و يكفينا في القناعة بذلك ما يحدثه ابن الأثير في (الكامل) في حوادث سنة 60 ج 4 ص 37 من قوله لغلامه لما ورد نعي ابنيه و قال هذا ما لقينا من الحسين فخذفه بالنعل و قال له: «يابن اللخناء أتقول هذا للحسين؟ و اللّه لو شهدته لما فارقته حتى أقتل معه و اللّه إنه لمما يسخى بنفسي عنهما و يهون عليّ المصاب بهما أنهما أصيبا مع أخي و ابن عمي مواسيين له صابرين معه و إن لم تكن آست الحسين يدي فقد آساه ولدي». و كان تأخره عن حضور الطف ذهاب بصره. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:38

أمره و اتسعت مقدرته و ملك الجبل بأسره؛ و كان أبو جعفر المنصور الدوانيقي عامله على أبذج و بقي على حاله الى سنة تسع و عشرين و مائة فاوقع عليه أبو مسلم المروزي الحيل حتى أخذه و حبسه بهرات و لم يزل محبوسا الى السنة ثلاث و ثمانين و مائة؛ و قبره بهرات في المشرق يزار الى الآن، رأيت قبره سنة ست و سبعون و سبعمائة 2 و كان لمعاوية محمد و يزيد و علي و صالح ايضا؛ فمن ولد صالح بن معاوية ابن الجواد «1» و من ولد علي بن معاوية «2» و قد نص الشيخ أبو الحسن العمري و شيخه شيخ الشرف العبيدلي على انقراض معاوية بن عبد اللّه بن الجواد بن جعفر بن أبي

طالب و أنه لم يبق له بقية.

و قال الشيخ أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن طباطبا الحسني: بل له بقية من ولده باصفهان و غيرها من الجبال.

قال: و رأيت مع الصوفية رجلا صوفيا من أهل اصفهان له ذؤابتان يذكر أنه من ولد محمد بن صالح بن معاوية بن عبد اللّه الجواد و لم يتسع لي الزمان في مسألته عن سلفه و ما بقي من قومه و أهل بيته. هذا كلامه و العجب منه كيف يرد كلام شيخ الشرف بحكاية رجل ذكر أنه من ولد محمد بن صالح بن معاوية.

فأما الآن فالظاهر أنه لم يبق منهم أحد: فقد نص على انقراض معاوية النقيب تاج الدين محمد بن معية الحسني و غيره من النسابين المتأخرين «و أما» اسماعيل «3» بن عبد اللّه بن جعفر فمن ولده عبد اللّه بن الحسين بن 1 عبد اللّه بن اسماعيل المذكور؛ و هو الشاعر الملقب

______________________________

(1) كذا في الاصل و في العبارة نقص.

(2) كذا في الأصل و في العبارة نقص. م ص

(3) اسماعيل بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب كان من ثقات التابعين عده الشيخ في رجاله من أصحاب الإمام الصادق عليه السّلام قتل سنة 145 و قد قارب التسعين، كما ذكره ابن حجر في (التقريب) و من الغريب ما ذكره في الكتاب آنفا من أن اسماعيل هذا قتيل بن أمية و من العلوم انقراض بني امية يومئذ و استظهر العلامة المامقاني في (تنقيح المقال) أن في العبارة تصحيف (بني أخيه) ببني أمية لأنه قتله بنو أخيه معاوية بن عبد اللّه بن جعفر لما أبى أن يبايع محمد بن عبد اللّه بن الحسن المثنى فانهم دخلوا عليه في الحبس

و وطئوه حتى قتلوه، ثم أطلق الامام الصادق عليه السّلام من الحبس و كان محبوسا معه؛ انظر القصد بطولها في (أصول الكافي) للكليني في باب ما يفصل به بين المحق و المبطل في أمر الامامة. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:39

بكلب الجنة. 2

و عقب اسماعيل بن عبد اللّه الجواد قليل جدا.

قال أبو عبد اللّه بن طباطبا: له بقية بجرجان.

و قال الشيخ العمري: لم يبق من أولاد 1 اسماعيل* بن عبد اللّه بن جعفر الطيار اليوم الا امرأة صوفية ببغداد أمها بنت النبطية المغنية و ابوها ابو الحسين بن عبد الوهاب بن علي بن الحسين بن محمد بن عبد اللّه بن الحسين بن عبد اللّه بن اسماعيل بن عبد اللّه بن جعفر الطيار، اذا ماتت انقرض ولد اسماعيل من العراق.

و قد نص النقيب تاج الدين رحمه اللّه على انقراض اسماعيل 2 «فعقب» عبد اللّه الجواد الباقي من اثنين علي الزينبي و إسحاق العريضي لا عقب له من غيرهما 1 «و العقب» من اسحاق العريضي* بن الجواد و نسبته الى العريض و هو موضع بقرب المدينة و له ذيل إلى الآن- من ثلاثة رجال محمد و جعفر و 1 القاسم الأمير باليمن الجليل. 2

أمه أم حكيم بنت القاسم الفقيه بن محمد بن أبي بكر فهو ابن خالة الامام جعفر الصادق عليه السّلام و في ولده البقية من بني العريضي و انقرض أخواه محمد و جعفر. 2

«اعقب» القاسم الأمير من سبعة رجال جعفر و اسحاق و عبد الرحمن و عبد اللّه و أحمد و زيد و حمزة «أما» جعفر بن القاسم الأمير بن العريضي فأعقب من ولده محمد و فيه العدد.

و اسحاق و القاسم.

و عن أبي نصر سهل

البخاري و عبد اللّه «فالعقب» من محمد بن جعفر ابن القاسم الأمير في ابراهيم و الحسن و علي.

«أما» ابراهيم بن محمد فقال شيخ الشرف أبو الحسن محمد بن محمد العبيدلي رحمه اللّه: أعقب من ولده القاسم بن ابراهيم قال أبو عبد اللّه بن طباطبا: و هو سهو إنما عقبه من عيسى و يحيى و أحمد و القاسم الذي ذكره شيخ الشرف هو ابن عيسى بن ابراهيم من ولده نقيب البطيحة أيام الأمير عمران بن شاهين، و هو أبو علي عيسى بن يحيى بن القاسم ابن عيسى* بن ابراهيم أسود عاقل فيه خير، هذا كلام ابن طباطبا، و لكن الشيخ العمري

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:40

موافق لشيخ الشرف فانه قال: أبو علي عيسى بن يحيى بن القاسم بن ابراهيم بن محمد و قال: هو نقيب عمان كان أسود الجلد فاضلا و لعل هذا الشريف تولى نقابة الموضعين أعني البطيحة و عمان إحداهما بعد الأخرى.

«و منهم» 1 موهوب بن عبد اللّه بن عباس بن عيسى له ولد بالحجاز 2 «و منهم» الحسن بن عيسى بن ابراهيم له عقب. و أما 1 يحيى بن محمد بن جعفر بن القاسم الأمير فله عقب من ابنه جعفر كانوا ببخارى 2 «و أما» أحمد بن ابراهيم بن محمد فله عدة أولاد «و أما» الحسن بن محمد بن جعفر بن القاسم الأمير فأعقب من ولده 1 محمد بوادي القرى 2 و 1 عبد اللّه ببخارى 2، له بقية عقب من ابنه إسماعيل بن عبد اللّه.

«و أما» 1 عبد اللّه ابن محمد بن جعفر بن القاسم الأمير فلا أدري حال عقبه «و أما» اسحاق بن القاسم الأمير بن العريضي فلم يذكر عقبه و كذا

عبد الرحمن و أحمد و زيد بنو القاسم الأمير بن العريضي. 2

«و أما» عبد اللّه* بن القاسم الأمير بن العريضي فأعقب من ستة رجال محمد و عبد الرحمن و زيد و أحمد و جعفر و اسحاق «أما» 1 محمد* بن عبد اللّه بن القاسم الأمير فكان بالمدينة، و له عقب و بقية بالصعيد و كان منهم قوم بكرمان 2 «و من» ولده الشويخ جعفر بن الحسن بن يحيى بن محمد بن عبد اللّه المذكور «و من» ولده أيضا 1 أحمد الأطروش البيع في سوق البزازين ببغداد 2 بن يحيى بن احمد بن يحيى بن محمد بن عبد اللّه المذكور؛ قال أبو عبد اللّه بن طباطبا: له ولد ببغداد قال: و من ولد 1 يحيى بن محمد بن عبد اللّه المذكور قوم بكرمان. 2

«و من» ولد محمد بن عبد اللّه المذكور زيد ابن محمد له عقب منهم 1 أبو الفضل جعفر بطبرستان 2 و أخوه الحسين بن زيد له عقب في اخوة لهم، و حمزة بن محمد بن عبد اللّه المذكور له ولد «و أما» زيد بن عبد اللّه بن القاسم الأمير بن العريضي عقب من ولده الحسن و منه في احمد و منه في جماعة منهم محمد بن احمد بن الحسن بن زيد المذكور «فمن» ولده 1 أبو علي أحمد بن محمد المذكور الرئيس بقزوين كان ذا مال و نعمة و رياسة 2، و ولده ذو الشرفين 1 أبو طاهر محمد بن أحمد كان سلطان قزوين 2 «و من» ولده محمد بن أحمد بن

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:41

الحسن بن زيد بن الحسين بن محمد له أولاد و أخوه علي ابن محمد له أولاد و لهم

أولاد، و الحسن بن محمد له ولد «و من» بني احمد بن الحسن بن زيد؛ سيار بن أحمد، له ولد؛ و اسحاق بن احمد، له ولد، منهم أمير و محمد؛ له عقب؛ و علي له عقب «و من» بني أحمد بن الحسن بن زيد بن عبد اللّه بن القاسم الأمير، الحسن بن أحمد، له أولاد و زيد بن أحمد. له أبو هاشم محمد، له أولاد «و من بني أحمد بن الحسن بن زيد* جعفر بن أحمد المذكور، له عدد من الأولاد؛ و لهم أعقاب و هم أبو هاشم محمد* و أبو هاشم اسماعيل، و الفضل بن زيد؛ و محمد بن زيد و أبو الحسن، و أبو عبد اللّه محمد، و ابو طاهر محمد و أبو الفرح المحسن، و أبو يعلي محمد بن أحمد بن الحسن بن زيد، له عقب من علي، و يسار، و أبي علي أحمد «أما» علي بن أبي يعلي فولده أبو عمارة حمزة، له ولد و أبو علي أحمد* له ولد «و أما» يسار ابن أبي يعلي فله أولاد «منهم» ناصر بن يسار، له ولد «و أما» 1 أحمد بن أبي يعلي فله ولد، قال أبو عبد اللّه طباطبا هم ببغداد 2 «و من» بني أحمد بن الحسن بن زيد بن عبد اللّه بن القاسم الأمير، أبو عبد اللّه الحسين بن احمد المذكور له عقب من أبي علي أحمد، له 1 أبو القاسم علي؛ له ولد بجرجان 2، و من ابن 1 سراهنك بن الحسين له ولد ببلخ 2، و من ولد أحمد بن الحسن ابن زيد؛ القاسم بن أحمد المذكور له ولد، و حمزة بن أحمد المذكور؛ له ولد.

قال ابن طباطبا.

و سائر ولد 1 زيد* بن عبد اللّه* بن القاسم بن العريضي بقزوين إلا من شذ منهم أو خرج عنها 2. «و أما» أحمد بن عبد اللّه بن القاسم الأمير بن العريضي فأعقب من 1 القاسم بنصيبين 2 و 1 الحسن باذربايجان 2. و زيد «أما» زيد بن أحمد فولده 1 أبو طالب احمد في حران 2 و لأبي طالب أحمد عقب، و محمد «و أما» جعفر بن عبد اللّه بن القاسم الأمير بن العريضي فاعقب من عبد الرحمن و 1 القاسم ابن عبد الرحمن المذكور يلقب شوشان ولده بنصيبين؛ و لشوشان أولاد 2، و 1 علي ابن عبد الرحمن المذكور له عقب كان منهم بالأهواز 2 «و من» أبي جعفر عبد اللّه بن جعفر بن عبد اللّه بن القاسم بن العريضي «و من» أبي محمد سليمان بن جعفر «و من» 1 علي بن جعفر له عقب بالبصرة و الأهواز 2 «و من» 1 اسماعيل بن جعفر ولده بالري 2 و من 1 القاسم بن جعفر؛ و يسمى قساما 2. من ولده الشيخ المقدم بالكرخ 1 أبو الحسن طاهر بن محمد بن القاسم المذكور.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:42

قال الشيخ ابو الحسن علي بن محمد العمري: له بقية بقزوين في الجاه و العدد 2 «و أما» 1 عبد الرحمن و اسحاق ابناء عبد اللّه بن القاسم فما وقفت لهما على عقب 2 «و أما» حمزة* بن القاسم الأمير بن العريضي فأعقب من ولديه محمد و 1 أحمد الملقب أحمر عينه 2، فمن ولد أحمر عينه أبو علي محمد السمين الأزرق الشيخ القمي بن احمد بن الحسين ابن احمد أحمر عينه ببغداد له عقب «و منهم» 1

أبو محمد القاسم بن محمد بن جعفر بن أحمد أحمر عينه كان نقيب الطرم و خلف ولدا 2 «و من» ولد محمد بن حمزة بن القاسم الأمير، طاهر بن الحسن بن محمد* بن حمزة له عقب- «آخر بني اسحاق العريضي» ابن عبد اللّه الجواد بن جعفر بن أبي طالب.

«و العقب» من 1 علي الزينبي* بن عبد اللّه الجواد بن جعفر الطيار بن أبي طالب أحد أرحاء آل ابي طالب الثلاثة 2 «واحدتها» بنو موسى الجون بن عبد اللّه المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب «و الثانية» بنو موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السّلام «و الثلاثة» بنو جعفر السيد بن ابراهيم بن محمد بن علي الزينبي هذا «و عقبه» من رجلين 1 محمد الأريس* «الرئيس خ ل» و اسحاق الاشرف؛ و أمهما لبابة «1» بنت عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب 2 «أما محمد الأريس- الرئيس خ ل- فأعقب من أربعة رجال 1 ابراهيم* و فيه العدد و البيت 2، و أبي الكرام عبد اللّه. و عيسى و يحيى «أما» 1 ابراهيم الأعرابي* فكان من أجلاء بني هاشم و أمه امرأة من قريش، و فيه يقول أبو محمد عبد اللّه المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب يرثيه:

موت ابراهيم جدي هدّني و أشاب الرأس مني و اشتعل و أعقب من عشرة رجال 2 و هم 1 جعفر السيد*، و يحيى و هاشم و محمد و عبد الرحمن

______________________________

(1) خلف زيد بن الحسن السبط علي لبابة بعد العباس بن علي بن ابي طالب عليه السّلام فأولدها

نفيسة تزوجها الوليد بن عبد الملك بن مروان فولدت له ولدا؛ و كان زيد يفد الى الوليد فيجلس على السرير معه و يكرمه الوليد لمكان ابنته عنده و وهب له ثلاثين ألف دينار دفعة واحدة، و خلف على لبابة بعد زيد بن الحسن الوليد بن عتبة بن أبي سفيان فولدت له القاسم. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:43

و صالح و علي و قاسم و عبد اللّه و عبيد اللّه «فولد» جعفر السيد ابن ابراهيم الأعرابي ثلاثة عشر رجلا محمد العالم و يعقوب و ابراهيم و يوسف و عيسى الخليصي و اسماعيل و موسى و عبد اللّه الغرش و داود و سليمان و احمد و الحسين و هارون «أعقب» الجميع، و لكن الثلاثة الاخر لا يعدون في المعقبين و لعلهم انقرضوا، بل نص شيخ الشرف أبو الحسن محمد بن أبي جعفر العبيدلي و أبو عبد اللّه الحسين ابن طباطبا: على ان عقب جعفر السيد من العشرة الأول. 2

«فالعقب» من محمد العالم بن جعفر السيد في داود و ابراهيم و ادريس و عيسى و صالح و موسى «أما» داود فأكثر اخوته عقبا. من ولده محمد الصعنون بن داود، و أبو حشيشة موسى بن محمد بن داود «و منهم» عبد اللّه بن داود، من ولده 1 أبو الرجال احمد بن ابراهيم ابن احمد بن عبد اللّه المذكور. و عبد اللّه بن يوسف بن عبد اللّه المذكور. «قال» أبو الحسن العمري: هو أكرم العرب له أولاد و أخوة لهم أولاد 2 «منهم» عيسى و يعقوب و اسماعيل و ابراهيم و محمد و اسحاق بنو يوسف بن عبد اللّه «و من» ولد عبد اللّه بن داود، 1 محمد بن يعقوب

ابن ابراهيم بن عبد اللّه بن داود يلقب عجزه يقال لولده بنو عجزه 2 «و منهم» 1 حجاف و اسمه موسى بن أحمد بن موسى بن عبد اللّه يعرف عقبه ببني حجاف 2 «و منهم» اسحاق بن عبد اللّه بن داود، له عقب «و منهم» صالح بن عبد اللّه بن داود، أعقب «و منهم» ادريس بن عبد اللّه بن داود. قال شيخ الشرف محمد ابن ابي جعفر العبيدلي: له عدد و بقية حسنة. قال ابو عبد اللّه بن طباطبا: أولد عقيل بن ادريس له أولاد و لأولاده أولاد، و يعقوب له أولاد و عبد العزيز له ولد و محمد له ولد و ابراهيم له ولد، و مشفع له عقب، و أبو بكر له أولاد و أحمد له ولد و أبو سعيد له أولاد، و أبو الدنيا له ولد و عبد الواحد و سليمان و اسحاق و اسماعيل.

«و منهم» يحيى بن عبد اللّه بن داود له عقب «و منهم» عينا- عيسى خ ل- بن عبد اللّه بن داود أعقب أيضا «و منهم» سليمان بن عبد اللّه بن داود له عقب «و من» بني داود بن محمد العالم بن جعفر السيد، احمد بن داود ابن محمد العالم له عقب فيهم عدد «و منهم» سليمان ابن داود بن محمد أولد. و قال أبو عبد اللّه الحسين بن طباطبا الحسني: قال أبو صقر الجعفري: لم يبق من ولد سليمان غير يحيى بن مسلم بن موسى بن سليمان* له ولد «و منهم»

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:44

محمد الجبلي بن داود له عدد «و منهم» محمد الطويل بن داود له ابراهيم و مطرق، لهما أولاد.

«و منهم» محمد البصري ابن داود أعقب «و

منهم» جعفر بن داود أعقب من ثلاثة عبد اللّه الأعز- الأعسر خ ل- و القاسم له أولاد، و 1 صبرة له ولد بالبصرة 2 «و منهم» ابراهيم بن داود أعقب «و منهم» هارون بن داود له أولاد و بقية «و أما» ابراهيم* بن محمد العالم بن جعفر السيد، فأعقب من جماعة «منهم» أيوب بن ابراهيم له عدد «و منهم» 1 يحيى بن ابراهيم المعروف بالعقيقي له بقية بأسوان و دمشق 2 و المغرب «و منهم» جعفر بن ابراهيم، له عقب فيهم عدد «و من» ولده عبد اللّه البطين بن جعفر، له فخذ منهم ببغداد 1 علي بن داود بن جعفر ابن عبد اللّه البطين المذكور. قال ابن طباطبا: له ولد ببغداد 2 «و أما» 1 ادريس* بن محمد العالم ابن جعفر السيد و يكنى بابي ذرقان «رزقان خ ل». فأعقب من جماعة 2 «منهم» العباس بن ادريس له عدد جم «منهم» 1 العباس المعروف بقليب «قبيب خ ل» و هو ابن عبد الصمد بن الحسن بن العباس بن ادريس كان بالموصل 2 «و منهم» القاسم الكبيش بن الحسن بن العباس ابن ادريس، له ولد و فيه عدد و عقب «منهم» على الجيلي «الجبلي خ ل» بن العباس بن ادريس، له عقب، منهم 1 احمد بن علي الجيلي و هو أمير الجحفة 2 «و من» بني ادريس بن محمد العالم، احمد بن ادريس، له عقب فيهم عدد «و منهم» 1 يوسف المحدث ابن ادريس روى الحديث و حدث عنه ابن أبي سعد الوراق، له أولاد 2 «و منهم» على بن ادريس له أولاد فيهم عدد؛ و لإدريس أعقاب غير هؤلاء ايضا.

«و أما» عيسى بن محمد العالم

بن جعفر السيد فله أعقاب «و أما» صالح* بن محمد العالم ابن جعفر السيد فأعقب من جماعة منهم حمزة بن صالح له عقب و عدد؛ و اسحاق بن صالح له عقب فيهم كثرة و محمد بن صالح له عدد «و أما» 1 موسى بن محمد العالم بن جعفر السيد و يلقب الهراج فله عقب يعرفون ببني الهراج 2 «و العقب» من 1 يعقوب* بن جعفر السيد بن ابراهيم الأعرابي- و هو صاحب الجار و أميرها و قتله بنو سليم- في القاسم بن الأمير قتله بنو سليم ايضا «و يقال» لولده بنو القواسم، و هم بطن كثيرة في بني الطيار 2 «أعقب» من علي و محمد و جعفر بني القاسم؛ و لكل من هؤلاء الثلاثة فخذ «فمن» بني علي بن القاسم بن

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:45

يعقوب، 1 خليفة بن علي بن اسحاق بن علي بن القاسم المذكور له عقب كثير؛ و للقواسم بقية بمصر 2 «و العقب» من ابراهيم* بن جعفر السيد بن ابراهيم الأعرابي في جعفر بن ابراهيم، و منه في ابراهيم و موسى و هارون و عبد اللّه و احمد، قال الشيخ العمري: 1 لابراهيم* بن جعفر السيد بقية ببغداد 2 و قال ابن طباطبا: منهم ببغداد 1 أبو يعلي «1» محمد بن الحسن بن حمزة بن جعفر بن العباس بن ابراهيم بن جعفر بن ابراهيم بن جعفر السيد اطروش فقيه على مذهب الامامية له ولد 2 و عمه الحسين بن حمزة له ولد و 1 عقيل بن حمزة بجرجان 2 «و العقب» من 1 يوسف* بن جعفر السيد ابن ابراهيم الأعرابي- و هو أبو الأمراء- في ولديه 2 1 ابي علي محمد و

فيه العدد و ابراهيم و كانا أميرين جليلين 2 «فمن» ولد 1 أبي علي محمد* بن يوسف «المحمديون» بالحجاز 2 و غيرها 1 أبو عبد اللّه محمد بن محمد صاحب المروة 2، و 1 أبو عبد اللّه جعفر بن محمد بن يوسف صاحب خيبر 2، و 1 اسحاق بن محمد بن يوسف أمير المدينة و هو الذي بني سورها و وقعت بينه و بين بني علي الفتنة العظيمة، و له بقية بوادي القرى 2 «منهم» محمد المدعو ضبرة بن الحسن بن الحسن بن اسحاق بن محمد بن يوسف؛ قال الشيخ العمري: له بقية و من ولد الأمير أبي علي محمد بن يوسف 1 الأمير عبد اللّه بن الأمير ادريس ابن الأمير اسحاق بن الامير احمد بن الأمير سليمان بن اسماعيل بن محمد بن يوسف. قال العمري: ولده أمراء وادي القرى الى يومنا؛ و لأخويه سليمان و اسماعيل بقية. 2

«و منهم» 1 مفرح بن اسحاق بن احمد بن سليمان بن محمد بن يوسف؛ له عدة أولاد و بقية بالحجاز 2، و كذا لأخويه الحسن و 1 علي الأعرج أمير خيبر 2 و أخوهم 1 احمد بن اسحاق أمير خيبر ابو أمراء خيبر؛ له و لبنيه توجه 2 «و العقب» من 1 عيسى الخليصي* بن جعفر السيد بن

______________________________

(1) كان أبو يعلي الجعفري فقيها متكلما جليلا في الطائفة صهر الشيخ المفيد رحمه اللّه و خليفته في مجلسه و له الرواية عنه، توفي ببغداد و دفن في داره و بعد أن أطراه النجاشي في (الفهرست) ذكر كتبه، و ترجمه ابن حجر في (لسان الميزان) ج 5 ص 135 و أرّخا وفاته بشهر رمضان سنة 463 و هذا لا يوافق

وفاة النجاشي سنة 450 كما في (الخلاصة) كما لا يصح ما استصوبه التفريشي في (نقد الرجال) من تعيينها بسنة 433 لأنه تولى مع النجاشي تغسيل علم الهدى السيد المرتضى المتوفى سنة 436 فيجب اذا أن تكون وفاته بين سنة 436 و سنة 450، و لكن يحتمل قويا أن تكون وفاته سنة 463 كما ذكرها ابن حجر في الميزان و قد كتبها الكاتب على هامش كتاب النجاشي و أدخلها النساخ في الأصل اشتباها و مثل ذلك واقع كثيرا. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:46

ابراهيم الأعرابي- و هم كثيرون يعرفون بالخليصيين 2- في عبد اللّه بن عيسى، و فيهم العدد و الكثرة؛ و 1 أحمد بن عيسى كان له ولد ببرذعة في «صح» 2 و 1 الحسين له ولد في «صح». 2

فمن ولد عبد اللّه بن الخليصي محمد بن عبد اللّه و فيه العدد و الكثرة، و عيسى بن عبد اللّه له عقب فيهم عدد. و 1 ابراهيم ولده بطبرستان 2 «و من ولد» محمد بن عبد اللّه- بنو الخليصي بالعراق و غيرها «منهم» 1 عبد اللّه الطويل بن محمد بن عبد اللّه بن عيسى الخليصي. قال الشيخ ابو الحسن العمري: له بقية بالموصل الى يومنا هذا 2 «و منهم» 1 ميمون العابد بن صالح بن عبد اللّه بن صالح بن محمد بن عبد اللّه بن عيسى الخليصي. قال العمري: له بقية بالبصرة الى يومنا 2. «و أما» عيسى بن عبد اللّه الخليصي فأعقب من 1 محمد بن عيسى له عقب و عدد.

و جعفر و عبد اللّه و ابراهيم و سليمان و لهم اخوة في «صح» 2 «و العقب» من اسماعيل بن جعفر السيد- على ما قال

ابو عبد اللّه محمد بن معية «1» الحسني النسابة رحمه اللّه- من أربعة رجال 1 1 محمد الأكبر العالم المحدث 2، و ابراهيم المقتول- و أمهما رقية بنت موسى الجون 2- و 1 علي الشعراني صاحب الجار 2، و أحمد المليح. 1 و ذكر ابن طباطبا من معقبي ولده محمد الاصغر و عساه انقرض. 2

«و أما» محمد العالم بن اسماعيل بن جعفر فاتصل عقبه من سبعة رجال علي و موسى و عبيد اللّه و احمد المدني و عبد العزيز و يحيى و عبد اللّه «و أما» ابراهيم بن اسماعيل بن جعفر السيد فولد جماعة «منهم» موسى بن ابراهيم و فيه العدد «من ولده» 1 أبو عبد اللّه محمد بن يعقوب بن موسى المذكور كان ببغداد 2 لا بقية له، و علي الشاعر بن يعقوب، فخذ و 1 القاسم فخذ و كان عالما شاعرا. 2

______________________________

(1) اشتهر السيد تاج الدين محمد بن القاسم بن الحسين الحلي الديباجي الحسني بابن معية أم جده الثاني عشر، و معية بنت محمد بن جارية بن معاوية بن زيد بن حارثة الكوفية الأنصارية، و ضبطها في «اللؤلؤة» بضم الميم و فتح المهملة و تشديد الياء. تلمذ على العلامة الحلي و ولده الفخر في جماعة كثيرة ذكرهم في إجازته للشهيد الاول، و منها نعرف جلالته و جهده في طلب العلوم؛ و أطراه صهره صاحب (عمدة الطالب) و قد قرأ عليه أكثر مصنفاته و لازمه نحوا من اثنتي عشرة سنة، و روى عنه الشهيد الثاني بالاجازة للشهيد الاول و ولديه علي و محمد و اختهما أم الحسن فاطمة المدعوة بست المشايخ؛ توفي بالحلة ثامن ربيع الثاني سنة 776 و حمل الى مشهد علي بن

ابي طالب عليه السّلام أنظر (روضات الجنات) و (لؤلؤة البحرين) و الفائدة الثالثة من (خاتمة مستدرك الوسائل).

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:47

«و منهم» داود «1» بن موسى بن ابراهيم له عقب «و منهم» القاسم صاحب الجار بن يعقوب بن موسى بن ابراهيم؛ له عقب و عدد «و منهم» 1 داود بن ابراهيم ابن اسماعيل بن جعفر له ولد و اخوة، قال ابن طباطبا: قال الدمشقي الجعفري إن ولد داود بن ابراهيم كانوا بمصر فانقرضوا. 2 «و منهم» جعفر بن موسى بن ابراهيم بن اسماعيل بن جعفر السيد فخلف أعقابا «منهم» 1 بنو شكر بصعيد مصر «زعم» النسابة المصري: أنهم ولد شكر بن عبد اللّه المعروف بابن سعدي. و هو ابن محمد بن جعفر المذكور و هم جماعة لهم بقية الى الآن بالصعيد 2 «و منهم» أبو جميل حسان بن جعفر المذكور له أعقاب «منهم» بنو ثعلب بمصر هم ولد 1 ثعلب بن يعقوب بن سليمان بن أبي جميل المذكور «أعقب» ثعلب المذكور و يكنى ابا الفرو- الفوز خ ل- من خمسة رجال؛ 2 هم 1 قطب الدين حسام، و عز العرب فارس؛ و حسام الدين عبد الملك؛ و 1 فخر الدين أبو المفيد اسماعيل، و علي أكبر اخوته. حج فخر الدين أميرا على حاج مصر سنة اثنتين و تسعين و خمسمائة 2 و لهم جميعهم أعقاب بمصر الى الآن 2 «و منهم» يعقوب بن ابراهيم بن اسماعيل بن جعفر السيد. له عقب «منهم» 1 محمد المعروف بابن خندية 2 «فخندية خ ل» و هو ابن يعقوب بن محمد بن القاسم صاحب الجار بن يعقوب المذكور «و منهم» اسحاق بن ابراهيم بن اسماعيل بن جعفر السيد له

عقب «منهم» 1 داود بن ابراهيم بن اسحاق المذكور قال العمري: كان سيدا مقدما بمصر و له ولد يلقب برغوثا. 2

«و أما» عيسى ابن علي الشعراني بن اسماعيل بن جعفر فاعقب من أبي عبد اللّه محمد و أبي محمد عبد اللّه. و احمد و اسماعيل و 1 يعقوب، قال الدمشقي: انقرض يعقوب بن عيسى و لكل من الباقين أعقاب و انتشار. 2 «و أما» احمد بن اسماعيل بن جعفر فأعقب من اسماعيل، و لإسماعيل هذا احمد و ابراهيم «و العقب» من 1 موسى* بن جعفر السيد بن ابراهيم الأعرابي- و هو المشهور بالخفافي «بالخفاقي خ ل» 2- من 1 الحسين ولده بمصر 2 و من 1 الحسن ولده بالمغرب و المدينة، 2 و علي.

______________________________

(1) من أولاد داود هذا المهدي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن أبي القاسم سليمان بن داود المذكور؛ انتقل الى بيهق و له بها عقب و اللّه أعلم «كذا عن هامش الأصل المخطوط و قد أقحمه في المتن في النسخة المطبوعة اشتباها». م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:48

«فمن» ولد 1 الحسين* بن موسى عبد اللّه بن الحسين، عقبه بمصر 2 «و من» ولد الحسن بن موسى 1 علي الملقب بقطاة 2 بن يوسف بن الحسن المذكور؛ و ولده بالقيروان، و 1 أولاد الحسن* بالمغرب في نسب القطع في «صح» 2 و كان لعلي بن الخفافي احمد؛ له ولد، و الحسن «و العقب» من عبد اللّه القرشي* «القرش خ ل» بن جعفر السيد بن ابراهيم الأعرابي: و له ذيل طويل في محمد و علي و حمزة و اسحاق «فمن» ولد اسحاق بن عبد اللّه

1 علي بن أبي الحديد الحسن بن محمد بن القاسم بن محمد بن اسحاق المذكور؛ كان أحد السادة الصلحاء. و ولي أبو الحديد نقابة الموصل؛ و لا بقية له 2 «و أما» 1 حمزة* بن عبد اللّه القرشي في طبرستان في «صح». 2

1 «و أما» علي* بن عبد اللّه القرشي كان شاعرا و يعرف بالمتمنى لقوله شعرا:

و لما بدا لي أنها لا تحبني و أن هواها ليس عني بمنجل

تمنيت أن تهوى سواي لعلهاتذوق مرارات الهوى فترقّ لي 2 «فمن» ولده 1 حمزة المكفوف بن محمد بن علي* بن عبد اللّه المذكور؛ و عقبه بمصر 2 «و أما» محمد بن عبد اللّه فولده 1 جعفر، له أولاد بمصر 2 «منهم» عبد اللّه ساطوره، و 1 محمد له عقب، و القاسم في آخرين بمصر 2 «و العقب» من داود بن جعفر السيد في 1 محمد المعروف بالحصيني 2، و منه في ابراهيم له أولاد 1 «منهم» الحبشي «الحبش خ ل» محمد بن ابراهيم 2 «و العقب» من سليمان بن جعفر السيد في جماعة «منهم» 1 محمد بن سليمان أمه زينب بنت عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب- آخر ولد جعفر السيد بن ابراهيم الأعرابي بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن جعفر الطيار بن أبي طالب-. 2

«و أما» يحيى بن ابراهيم الأعرابي فأعقب من ابراهيم و جعفر و 1 يحيى؛ قال الدمشقي الجعفري في كتابه ولد يحيى يعرفون بآل أبي الهياج 2. «و أما» عبد اللّه بن ابراهيم الأعرابي فولد 1 محمدا و جعفرا أمهما جعفرية لم أجد غير ذلك 2 «و أما» عبيد اللّه بن ابراهيم الأعرابي فأعقب من ابراهيم

و فيه العدد، و محمد و علي «فمن» ولد ابراهيم بن عبيد اللّه 1 عبيد اللّه بن محمد بن علي بن ابراهيم المذكور، له بقية بدمشق 2 «منهم» 1 الرهم و هو أبو طالب محم 2 د بن

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:49

أبي الحسين بن عبيد اللّه بن 1 الحسين المشهور 2 بن أبي الفضل جعفر بن أبي الحسين عبيد اللّه المذكور، و 1 ذو الجلال بن أبي طالب المحسن بن الحسين بن أبي الحسن القاسم بن عبيد اللّه المذكور، كان من ذوي الاقتدار و الرياسات، و يعرف بابن الجعفري، و كان قد روسل به الامير صالح بن الرويقلية أمير حلب و ملكها فأغضبه في بعض ما خاطبه به فقال له صالح «يا نغل». فقال الشريف «النغل يعرف بامه و أنا اعرف بابن الجعفري» فاستشاط صالح و عرف خطأه و أمسك عن جوابه. 2

«و عقب» 1 علي* بن عبيد اللّه في «صح» 2 «و أما» محمد* بن عبيد اللّه بن ابراهيم الأعرابي فولده 1 ابراهيم له عقب بالمغرب «في صح» 2 و ولده عبد العزيز «1» ابن ابراهيم الأعرابي 1 احمد بالري 2 و محمدا و عليا، 1 و لم أقف على أعقاب هاشم* و محمد* و علي* و صالح* و القاسم* بن ابراهيم الاعرابي- آخر بني ابراهيم الأعرابي ابن محمد الرئيس بن علي بن عبد اللّه بن جعفر الطيار بن ابي طالب. 2

و اما ابو الكرام عبد اللّه* بن محمد الرئيسي* بن علي* بن عبد اللّه بن جعفر الطيار فولد ثلاثة أعقبوا و هم داود و فيه العدد، و ابراهيم؛ و 1 محمد أبو المكارم الأصغر يلقب بأحمر عينه؛ و في عقبه كثرة و عدد،

و هو حامل رأس النفس الزكية أبي عبد اللّه محمد بن عبد اللّه المحض بن الحسن المثنى بن علي بن ابي طالب عليه السّلام و كان مع المنصور الدوانيقي في قتل محمد و ابراهيم ابني عبد اللّه المحض 2 «2». «أعقب» داود* بن ابي الكرام من علي و فيه عدد و كثرة؛ و سليمان، و محمد. هذا ما قاله شيخ الشرف العبيدلي و أبو الحسن العمري. و قال ابن

______________________________

(1) كذا في النسخ التي بأيدينا و الصحيح عبد الرحمن كما ذكره هو آنفا عند تعداد أولاد ابراهيم الاعرابي العشرة و لعله يسمى باسمين فلاحظ.

(2) و في ذلك يقول داود بن مسلم يخاطب النفس الزكية و يؤنب ابن أبي الكرام:

يابن بنت النبي زارك زورلم يكن ملحفا و لا سآلا

حمل الجعفري منك عظاماعظمت عند ذي الجلال جلالا

فاذا مرّ عابر لسبيل يجمع القاطنين و القفالا

بهت الناس ينظرون اليه مثل ما تنظر العيون الهلالا (عن نسخة مخطوطة) و يريد بالجعفري ابن ابي الكرام. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:50

طباطبا: أعقب «أما» علي بن داود فأعقب من ولده 1 أبي عبد اللّه الحسين الثائر بقزوين و قبره بها، له عقب كثير بمراغة و الكوفة و الشاش و قزوين و الأهواز 2، و من محمد بن علي «فالعقب» من الحسين الثائر بقزوين في 1 أحمد يعرف بالفامي 2، و 1 الحسين انقرض 2 و 1 حمزة ولده بالشاش 2، و 1 محمد ولده بمراغة 2. عن ابن طباطبا «فمن» ولد أحمد الفامي 1 عبيد اللّه؛ له عقب بقزوين 2؛ و 1 الحسين له ولد بالأهواز 2، و 1 أبو عبد اللّه جعفر بفارس 2 و طاهر و جعفر لهما عقب «و أما» سليمان بن

داود بن أبي الكرام، فعقبه من جعفر و احمد، له ولد «منهم» 1 أحمد ابن جعفر بن سليمان بطبرستان له أولاد «و أما» 2 محمد بن داود بن أبي الكرام، فعقبه من عبد اللّه وحده، و ذكر أبو نصر البخاري: أن فتنة وقعت بجرجان بسبب رجل ذكر أنه علي بن محمد بن جعفر بن محمد بن داود. و أن جماعة من الطالبيين يشهدون بصحة نسبه و آخرين يدفعونه. قال ابن طباطبا: و هذا الرجل لا أصل له. «فمن» ولد عبد اللّه بن محمد بن داود، 1 سليمان بن عبد اللّه الملقب شاشان 2، و قيل ساسان بن عبد اللّه بن محمد أحمر عينه.

«و عقب» عبد اللّه بن داود من داود؛ قال ابن طباطبا: و عقب ابراهيم بن أبي الكرام من عبد اللّه بن ابراهيم، و اسماعيل، و جعفر و 1 محمد له ولد بمصر 2 «و عقب» 1 محمد* بن أبي الكرام المعروف بأحمر عينه 2 في ابراهيم و عبد اللّه و داود، قال ابن طباطبا: و زاد غير شيخ الشرف على ولده القاسم بسمرقند- انقضى ولد أبي الكرام عبد اللّه بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن جعفر الطيار «و أما» عيسى بن محمد الرئيس بن علي بن عبد اللّه بن جعفر الطيار فأعقب من 1 محمد المطبقي وحده و لم يذكر له ولد غيره و عقبه كثير بالعراق 2 و غيرها. «أعقب» من إبراهيم و العباس و احمد و اسحاق و علي و يحيى «فالعقب» من ابراهيم بن محمد المطبقي في جعفر المستجاب الدعوة و احمد و علي لم يذكره شيخ الشرف «1» و ذكره ابن طباطبا.

______________________________

(1) شيخ الشرف هو أبو الحسين

محمد بن أبي جعفر محمد بن أبي الحسن علي الجواد بن الحسن بن علي بن ابراهيم بن علي الصالح بن عبيد اللّه الأعرج بن الحسين الأصغر بن الامام علي السجاد عليه السّلام؛ و يعرف بشيخ الشرف العبيدلي نسبة الى عبيد اللّه الأعرج، قرأ عليه الشريف الرضي و المرتضى و صاحب (المجدي) العمري و تصانيفه في النسب تقرب من مائة كتاب بلغ من العمر 99 سنة و توفى سنة 435.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:51

و العقب من جعفر المستجاب في أبي احمد حمزة؛ و أبي الفضل العباس، و أبي القاسم الحسين، و أبي اسحاق محمد «أما» أبو احمد حمزة فأعقب من 1 أبي محمد على الشيخ له بقية ببغداد 2؛ و 1 الحسن أولد ببغداد ثم انقرض 2 «و أما» أبو الفضل العباس بن جعفر المستجاب الدعوة فمن ولده 1 أبو الفضل أحمد بن الحسين الأحول القصير ابن علي بن العباس المذكور، لم يبق له بقية، و انقرض ولد العباس 2. «و أما» ابو القاسم الحسين بن المستجاب الدعوة فأعقب من أبي الحسن علي و أبي عبد اللّه محمد «أما» ابو الحسن علي بن الحسين بن المستجاب الدعوة فقال ابن طباطبا: «1» لم يبق منه غير غلام و هو ابن أبي العلا محمد الأعور بن زيد بن علي بن الحسين بن المستجاب الدعوة. «و أما أبو عبد اللّه محمد بن الحسين المستجاب الدعوة فله عقب «و أما» أبو اسحاق محمد بن المستجاب الدعوة فله أبو محمد الحسن و 1 أبو الحسين علي «أما» أبو الحسين علي فقال ابن طباطبا: بقيت له بنت ببغداد 2. «و أما» أبو محمد الحسن فمن ولده 1 علي يعرف بقتادة 2 بن

أبي طالب المحسن بن احمد بن الحسن المذكور، له عقب.

«و العقب» من أحمد بن ابراهيم بن محمد المطبقي المتصل الباقي في ابي الخطاب زيد ابن القاسم ابن محمد بن أحمد المذكور «من ولده» بنو طوري و هم ولد 1 1 أبي العز زيد الملقب بطوري 2 بن الحسن بن ابي الخطاب المذكور جماعة ببغداد و الحلة و الحائر. 2

«و أما» علي بن ابراهيم بن محمد المطبقي فقال ابن طباطبا: أولد أبا الفضل محمدا و أبا عبد اللّه محمدا «منهم» علي الضرير بن أبي هاشم عيسى بن أبي الفضل محمد. له أولاد «و أعقب» العباس بن محمد المطبقي من محمد «و منه» في أحمد له عدد و في جعفر، و في علي، و في العباس. قال ابن طباطبا: لم يذكره شيخ الشرف و هو سيدهم، و العقب الكثير منه و في عيسى؛ لم يذكره شيخ الشرف ايضا «أما» أحمد ابن محمد بن العباس فأعقب من

______________________________

(1) ابن طباطبا هو الشريف النسابة ابو عبد اللّه الحسين بن محمد بن أبي طالب بن القاسم بن أبي الحسن محمد بن القاسم بن علي بن الحسن بن ابراهيم طباطبا، لقيه أبو الحسن العمري صاحب (المجدي) و قرأ عليه و كاتبه في الأنساب و ذكره صاحب الكتاب في عقب ابراهيم الملقب بطباطبا. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:52

حمزة و عيسى «منهم» 1 أبو العباس محمد بن حمزة كان فقيها بباب الشعير «1» من بغداد يعرف بابن ميمونة 2 «و أما» جعفر بن محمد ابن العباس فله ولد «منهم» عبد اللّه بن محمد بن العباس له ولد «و أما» علي بن محمد بن العباس فمن ولده حمزة بن أحمد بن علي المذكور «و

أما» العباس بن محمد ابن العباس «فعقبه» من أحمد، و منه في ابي الحسين محمد الأكبر؛ و أبي علي محمد الأصغر؛ و أبي الحسن محمد الأوسط، و أبي جعفر محمد «فأما» أبو الحسين محمد الأكبر فمن ولده 1 ميمون بن جعفر بن أبي الحسين المذكور بالكوفة 2؛ له عقب و أخوة «و أما» أبو علي محمد الاصغر «فمن ولده» أحمد الجرز بن علي بن أبي علي، له أبو الطيب محمد و علي و محمد «و منهم» علي بن حمزة بن علي ابن أبي علي «و أما» أبو جعفر محمد فله ولد، و لم يذكر ابن طباطبا عقب أبي الحسن الأوسط «و أعقب» أحمد بن محمد المطبقي من حمزة. «و أعقب» حمزة من أحمد و القاسم «فمن» ولد أحمد بن حمزة، 1 حمزة يلقب بالدبير 2 بن القاسم ابن حمزة بن أحمد المذكور «و من ولد» القاسم بن حمزة، حمزة بن علي بن الحسين بن حمزة بن القاسم قال ابن طباطبا: له بقية. «و أما» 1 اسحاق* و علي* و يحيى* أولاد محمد المطبقي بن عيسى فما وقفت لهم على عقب 2 «و أما» يحيى* بن محمد الرئيس بن علي بن عبد اللّه الجواد فأعقب من جعفر و ابراهيم و العباس «أما» جعفر فأعقب من محمد و أعقب محمد من ولديه 1 عبد اللّه؛ و القاسم لهما أولادهم في «صح» 2 «و أما» ابراهيم بن يحيى فعقبه من أحمد، و محمد، و عون «و أما» العباس بن يحيى. فولده 1 يحيى؛ توفى بمصر سنة 257 و لم يخلف غير بنت- آخر ولد محمد الرئيس بن علي الزينبي بن عبد اللّه الجواد بن جعفر الطيار بن أبي

طالب-. 2

و أما اسحاق الأشرف بن علي الزينبي بن عبد اللّه بن جعفر الطيار فأعقب من سبعة رجال، و هم جعفر؛ و حمزة و محمد العنطواني، و عبد اللّه الأكبر، و عبد اللّه الأصغر، و عبيد اللّه و الحسن «فالعقب» من جعفر بن اسحاق الأشرف، في عبد اللّه فخذ كثير؛ و 1 عبد اللّه الأصغر؛ له عقب بمصر و نصيبين 2؛ و 1 علي المرجّا له عقب بمصر 2، و 1 محمد. قال ابن طباطبا: له بقية

______________________________

(1) باب الشعير محلة كانت ببغداد بين دار القز و الحريم نسب اليها جماعة من الأعلام المحدثين. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:53

بسمرقند 2 «فأما» عبد اللّه الأكبر ابن جعفر بن الأشرف فأعقب من 1 محمد يدعى العمشليق 2 و أعقب العمشليق من علي، و أحمد و الحسن. و الحسين «أما» علي بن العمشليق فأعقب من 1 أبي عيسى محمد الشاهد بالكوفة 2، و أبي الطيب محمد، و أبي عبد اللّه محمد و أبي محمد الحسن «أما» أبو عيسى محمد الشاهد، فولده 1 أبو القاسم جعفر؛ يلقب ذرق البط 2. و ابو الحسن أحمد، لهما عقب «و أما» أبو الطيب محمد، فله أولاد منهم علي له ولد «و أما» أبو عبد اللّه محمد*، فله أولاد منهم أبو طالب أحمد؛ له أولاد و أخوة «و أما» أبو محمد الحسن، فله أولاد منهم 1 علي له ولد و أخوة «1» له عقب بالبصرة و غيرها 2 «و أما» 1 علي المرجا* بن جعفر ابن الاشرف، فعقبه بمصر 2 و هم من ابنه اسماعيل؛ و كان لاسماعيل عدة اولاد منهم محمد كناسة «2» «و أما» محمد العنطواني بن اسحاق الأشرف، فمن ولده

1 الحقاني «الحقاقي خ ل»، و هو الحسين 2 بن علي بن محمد العنطواني، له عقب، و عبد اللّه الأصغر؛ و 1 عبيد اللّه* و الحسن أولاد اسحاق الأشرف بن علي الزينبي ما وقفت لهم على بقية. 2 «و العقب» من حمزة بن اسحاق الأشرف بن علي الزينبي من محمد وحده؛ و منه في 1 الحسن الصدري، نسب الى الصدر موضع بقرب المدينة 2، و عبد اللّه؛ و داود، و ابراهيم و صالح «أما» 1 صالح* بن محمد بن حمزة، فذكر الدمشقي أنه انقرض. و قال ابن طباطبا: هم في «صح» 2. «و أما» 1 ابراهيم* بن محمد بن حمزة فولده بالمغرب 2، منهم زيادة اللّه، و مظهر، و 1 محمد، له ولد و هو من نسب القطع في «صح» 2 «و أما» داود بن محمد بن حمزة فأعقب من اسحاق و اسماعيل لهما أعقاب «و أما» عبد اللّه بن محمد بن حمزة فأعقب من يحيى الفأفاء. و احمد و علي. لهم أعقاب «و أما» الحسن الصدري بن محمد بن حمزة. فله عقب كثير أعقب من جماعة «منهم» زيد و القاسم. و جعفر. و محمد. و عبد اللّه. و داود. و أحمد. و طاهر و اسحاق و ابراهيم. و يحيى. و حمزة. و بليق و أبو الفوارس «فمن» ولد زيد بن الحسن الصدري 1 1 أبو عبد اللّه محمد يعرف بالجمالان 2 بن عبد اللّه بن الحسن بن زيد. له ولد ببغداد. بنو جمالان

______________________________

(1) كذا في النسخة المطبوعة و لعل فيه سقطا و قد زاد في النسخة المخطوطة بعد لفظة الأخوة قوله: (فولده القاسم بن الحسين الأفطس)، و كتب عليه (كذا) فراجع. م ص

(2) في

بعض النسخ كباسة بالباء الموحدة بعد الكاف و في بعضها كنانة بنونين بينهما الألف. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:54

بالحلة يزعمون أنهم من ولد محمد بن زيد هذا. و قد قيل: ان نسبهم مفتعل. و اللّه اعلم. 2

«و من» ولد القاسم بن الصدري 1 محمد الفأفاء له عقب بفارس 2. و أحمد له عقب «و من» ولد داود الصدري 1 أبو الحسن اسماعيل بن داود المذكور. يلقب اللطيم. و له ثلاثة ذكور 2 «و منهم» 1 ابو القاسم محمد مات في بيت المقدس قال الشيخ أبو الحسن العمري: له بقية. 2

«و منهم» 1 الحسين بن يحيى بن اسحاق بن داود، مات بمصر؛ و له ذيل 2 «و أما» 1 أحمد* بن الصدري؛ فله جماعة اولاد بمصر 2 «و أما» أبو الطيب طاهر بن الصدري فله 1 1 جعفر قاضي طبرستان، له جماعة ببلاد الجبل 2، و 1 علي بن طاهر له عقب ببلاد الجبل 2، و لهما أخوة في «صح» و اخوهما 1 الحسن، له عقب بالجبل 2 2 «و من» ولد اسحاق بن الصدري 1 الحسين بن يحيى بن اسحاق، مات بمصر. و له ذيل 2 «و منهم» 1 أبو الهياج محمد بن اسحاق، كان لما مات أسن آل أبي طالب، و له عقب بمصر 2 «و أما» بليق بن الصدري فله 1 عيسى، ولد بقزوين 2 و ما وقفت على عقب الباقين من أولاد الحسن الصدري و اللّه اعلم بحالهم- «آخر ولد الحسن الصدري بن محمد بن حمزة، و هم آخر ولد حمزة بن الأشرف، و هم آخر بني الأشرف ابن علي الزينبي، و هم آخر ولد عبد اللّه الجواد بن جعفر «1»

و هم آخر ولد جعفر الطيار ابن ابي طالب»-.

و بنو الطيار بادية كثيرة حدثنا الشيخ تاج الدين أبو عبد اللّه محمد بن القاسم بن معية الحسني النسابة عن رجل منهم ورد الحلة أيام حكم الأمير سليمان ابن مهنا بن عيسى أمير طي بها أنه قال: نحن بنو جعفر الطيار بادية مع آل مهنا نحو من أربعة آلاف فارس نحفظ أنسابنا و ننكح في أعراب طي و لا ننكحهم. لكن أكثرهم يجهلون أنسابهم و لا يعرفون اتصالهم و يكتفون أنهم من ولد جعفر الطيار و هم يعرفون بعضهم بعضا، و يفرقون بينهم و بين من لا ينتهي اليهم. هذا ما حكاه الشيخ قدس اللّه روحه.

______________________________

(1) قال أبو نصر البخاري في (سر السلسلة العلوية)؛ كل جعفري في الدنيا فمن ولد عبد اللّه بن جعفر اذ لم يصح لجعفري عقب إلا من عبد اللّه بن جعفر، و الذين ينتسبون الى عون و محمد ابني جعفر لا يصح نسبهم أصلا، و الذين ينتسبون الى عبد اللّه الجواد بن جعفر من غير أولاد معاوية بن عبد اللّه و علي بن عبد اللّه و اسحاق بن عبد اللّه و اسماعيل بن عبد اللّه هؤلاء الأربعة فلا يصح لهم نسب و لا أعرف منتسبا الى غيرهم. م ص.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:55

1

الأصل الثالث في ذكر عقب امير المؤمنين علي* بن ابي طالب «ع»

اشارة

و كان أصغر اخوته و بينه و بين أخيه طالب ثلاثون سنة كاملة؛ كان كل واحد من بني أبي طالب الأربعة أصغر من الآخر بعشر سنين، طالب أكبرهم؛ ثم عقيل؛ ثم جعفر، ثم علي.

ولد بمكة في بيت اللّه الحرام يوم الجمعة الثالث عشر من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل، و لم يولد قبله و لا بعده مولود «1» في

بيت اللّه الحرام سواه إكراما له و تعظيما من اللّه تعالى و اجلالا لمحله في التعظيم.

و أمه فاطمة بنت أسد ابن هاشم بن عبد مناف رضي اللّه عنها، و كان قد ولد و أبوه غائب «2» فسمته فاطمة بنت أسد باسم أبيها فلما قدم أبو طالب سماه عليا، و من هاهنا يسمى أمير المؤمنين علي حيدر لأن حيدرة من أسماء الأسد؛ و قد ذكر ذلك في شعره يوم خيبر

فقال عليه السّلام:

انا الذي سمتني أمي حيدرة. ______________________________

(1) اتفق على ذلك أكثر المؤرخين المحققين من الفريقين منهم الحاكم النيسابوري في (المستدرك) على الصحيحين ج 3 ص 483 و ابن طلحة الشافعي في (مطالب السئول) ص 11؛ و ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) ص 14 و الشاه ولي اللّه أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي في (إزالة الخفا) و سبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) ص 8، و الصفوري الشافعي في (نزهة المجالس) ج 2 ص 204 و الشبلنجي في (نور الأبصار) ص 73؛ و عبد الحميد الدهلوي في (سير الخلفاء) باللغة الهندية ج 8 ص 2. و الحافظ الكنجي الشافعي مفتي العراقين في (كفاية الطالب) ص 260، و السيد محمود شكري الآلوسي في (شرح عينية عبد الباقي أفندي العمري) و المسعودي في (مروج الذهب) ج 2 ص 4 و الأربلي في (كشف الغمة) ص 19. و غيرهم كثيرون و لم يخالف إلا الشاذ ممن لا يعبأ به.

(2) التاريخ الصحيح يوحي الينا أنه كان بمكة حين الولادة و أن قريشا جاءت الى أبي طالب تسأله عما رأته من عجائب فأعلمهم بما يكون في هذه الليلة من ولادة ولي اللّه و سيد الوصيين و ولي المتقين، و أما تسميته

عليا فذلك شي ء سمعته فاطمة من الهاتف و هي في البيت الحرام.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:56

و يكنى ابا الحسن و ابا تراب و كانت أحب كنيته اليه لأن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كناه بها، و سبب «1» ذلك

أنه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) دخل على ابنته فاطمة الزهراء عليها السّلام فقال لها:

أين ابن عمك؟ فقالت: رأيته غضبانا و خرج.

فجاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله الى المسجد يطلبه فوجده نائما قد الصقت الحصى بجبينه فجعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ينفض الحصى عنه و يقول: قم أبا تراب قم أبا تراب.

رباه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فجمع اللّه له أسباب الخير في ذلك، و ذلك

أن قريشا أجدبت ذات سنة و كان أبو طالب فقيرا لا مال له فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله للعباس عمه: ألا نذهب الى أبي طالب لنخفف عنه بعض عياله فقال: نعم. فذهبا اليه فقالا: جئنا لنخفف عنك فقال: اذا تركتما لي عقيلا فاصنعا ما شئتما و كان يحب عقيلا حبا شديدا فأخذ العباس جعفرا و أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عليا عليه السّلام فلم يزل جعفر عند العباس حتى أسلم و استغنى عنه و لم يزل علي عليه السّلام عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حتى هاجر.

و قد روى كثير من ائمة الحديث أنه لا خلاف في أن أول من أسلم علي بن ابي طالب عليه السّلام و انما الخلاف في سنه يوم أسلم؛ و فضائله أشهر من أن تحصى و قد أفرد فيها المصنفات؛ و مضى شهيدا ضربه عبد الرحمن بن ملجم

(لعنه اللّه) سحر ليلة التاسع عشر من رمضان سنة أربعين، و توفي ليلة الحادي و العشرين منه و شرح ذلك مذكور في المطولات «2».

______________________________

(1) في الحديث الصحيح عن عمار بن ياسر (رضي اللّه عنه) ان النبي صلّى اللّه عليه و آله كناه بأبي تراب في غزوة العشيرة في السنة الثانية للهجرة اواخر جمادى الآخرة فانه رآه نائما على التراب فقال له اجلس ابا تراب ثم أخبره بمن يضربه على راسه، انظر (تاريخ الطبري) ج 2 ص 262 و (مسند احمد ابن حنبل) ج 4 ص 263، و (السيرة الحلبية)، ج 2 ص 135 و (تاريخ الخميس) ج 1 ص 410 و (الرياض النظرة) ج 2 ص 154. م ص

(2) أما الخلاف في سنه (ع) يوم أسلم فمن الغريب وقوعه و كثرة الجدال فيه مع أنه لم يعلم اشتراط الاسلام بالبلوغ أول البعثة، و مع التنازل فلقد قبل النبي الكريم صلّى اللّه عليه و آله إسلامه و هو ولي الحكم و اليه فضل الخطاب، على ان المحب الطبري الشافعي في كتاب (ذخائر العقبى) ص 58 يحكي لنا القول باسلامه في الخامسة عشرة او السادسة عشرة؛ و على كل فهذه الذات الطاهرة لم تخضع لصنم و لم تعرف قيمة اللات و العزى طرفة عين أبدا منذ يوم الولادة الى حين الارتحال عن الدنيا. و يكفيها شرفا و فخرا سواء كان يوم البعثة ابن عشرا و اكثر.

و أما فضائله عليه السّلام فيكفينا في القناعة بذلك ما يحدث به الهيثمي في (الصواعق المحرقة) ص 72 عن احمد و اسماعيل القاضي و النيسابوري و النسائي «ما جاء لأحد من الصحابة من الفضائل مثل ما جاء لعلي». و ينص ابن حجر

في (الاصابة) بترجمة علي على: «أن بني أمية جدوا في إخماد نور فضائله فلم يزده إلا ظهورا و انتشارا». و يروي الخوارزمي في (المناقب) عن ابن عباس: «لو إن الغياض أقلام و البحر مداد و الجن حساب و الانس كتاب ما أحصوا فضائل علي». و يقول ابن ابي الحديد في (شرح النهج) ج 2 ص 449: «لو فخر أمير المؤمنين بنفسه و تعديد فضائله و ساعده فصحاء العرب كافة لما أحصوا معشار ما نطق به الرسول في أمره». م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:57

و

لقد كان أمير المؤمنين عليه السّلام في ذلك الشهر يفطر ليلة عند الحسن عليه السّلام و ليلة عند الحسين عليه السّلام و ليلة عند عبد اللّه بن جعفر «رض» لا يزيد على ثلاث لقم و يقول: أحب ان ألقى اللّه و أنا خميص.

فلما كانت الليلة التي ضرب فيها أكثر الخروج و النظر الى السماء و يقول: و اللّه ما كذبت و لا كذبت و انها الليلة التي وعد اللّه.

فلما كان وقت السحر و أذن المؤذن بالصلاة خرج فصاح به أوز كان للصبيان في صحن الدار، فأقبل بعض الخدم يطردهن فقال: دعوهن فانهن نوائح فقالت ابنته زينب: مر جعدة فليصل بالناس فقال: مروا جعدة فليصل بالناس. ثم قال: لا مفر من القدر، و أقبل يشد ميزره و يقول «1»:

أشدد حيازيمك للموت فان الموت لاقيكا

و لا تجزع من الموت إذا حل بواديكا و خرج فلما دخل المسجد أقبل ينادي: الصلاة الصلاة. فشد عليه ابن ملجم لعنة اللّه عليه فضربه على رأسه بالسيف فوقعت ضربته في موضع الضربة التي ضربه إياها عمرو بن

______________________________

(1) البيتان لأبي عمرو أحيحة بن الجلال الاوسي الأنصاري (شاعر جاهلي) تمثل بهما الامام عليه

السّلام و لهما ثالث و هو:

فان الدرع و البيضةيوم الروع يكفيكا ذكر ذلك سبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) ص 100.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:58

عبدود يوم الخندق، و قبض على عبد الرحمن المغيرة بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب ضربه على وجهه فصرعه و أقبل به الى الحسنين عليهما السّلام فأمر أمير المؤمنين بحبسه و قال:

أطعموه و اسقوه فان أعش فأنا ولي دمي و أن أمت فاقتلوه ضربة بضربة

. و قد صح الحديث

عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنه قال: قاتل علي أشقى هذه الأمة.

و قبض ليلة الأحد ليلة أحد و عشرين من رمضان و له يومئذ ثلاث و ستون سنة، و غسله الحسن و الحسين و عبد اللّه بن العباس و دفن في ليلته قبل انصراف الناس من صلاة الصبح

و قد اختلف الناس في موضع قبره و الصحيح أنه في الموضع المشهور «1» الذي يزار فيه اليوم.

فقد روي: أن عبد اللّه بن جعفر سئل: أين دفنتم أمير المؤمنين؟ قال: خرجنا به حتى اذا كنا بظهر النجف دفناه هناك

. و قد ثبت أن زين العابدين و جعفر الصادق و ابنه موسى عليهم السّلام زاروه في هذا المكان، و لم يزل القبر مستورا لا يعرفه إلا خواص أولاده و من يثقون به بوصية كانت منه- عليه السّلام- لما علمه من دولة بني أمية من بعده و اعتقاداته و ما ينتهون اليه فيه من قبح الفعال و المقال بما تمكنوا من ذلك؛ فلم يزل قبره- عليه السّلام مخفيا حتى كان زمن الرشيد هارون بن محمد بن عبد اللّه العباسي فانه خرج ذات يوم الى ظاهر الكوفة يتصيد و هناك حمر وحشية و غزلان، فكان

كلما ألقى الصقور و الكلاب عليها لجأت الى كثيب رمل هناك فترجع عنها الصقور؛ فتعجب الرشيد من ذلك و رجع الى الكوفة و طلب من له علم بذلك فأخبره بعض شيوخ الكوفة أنه قبر أمير المؤمنين علي عليه السّلام.

______________________________

(1) و قد دل على قبره أبناؤه و هم أعرف بقبر أبيهم فان أهل البيت أدرى بما فيه، و اعتمادا على ذلك نشاهد المؤرخين معترفين بان قبره في الموضع المشهور اليوم؛ و ممن نص على ذلك ابن الأثير في (الكامل) ج 3 ص 158 و الحموي في (معجم البلدان) بمادة النجف و الغري، و الكنجي الشافعي في (كفاية الطالب) ص 323 و ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) ص 138 و ابن طلحة الشافعي في (مطالب السؤل) ص 63؛ و ابن ابي الحديد في (شرح النهج) ج 1، ص 364 و ج 2 ص 45 و ص 495 و سبط ابن الجوزي في (التذكرة) ص 103.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:59

فيحكى أنه خرج «1» ليلا إلى هناك و معه على بن عيسى الهاشمي، و أبعد أصحابه عنه و قام يصلي عند الكثيب و يبكي و يقول: و اللّه يا ابن عم أني لأعرف حقك، و لا أنكر فضلك، و لكن ولدك يخرجون علي و يقصدون قتلي و سلب ملكي. الى أن قرب الفجر و علي بن عيسى نائم فلما قرب الفجر أيقظه هارون و قال: قم فصل عند قبر ابن عمك. قال: و أي ابن عم هو؟ قال: امير المؤمنين علي بن ابي طالب، فقام علي بن عيسى فتوضأ و صلّى و زار القبر.

ثم إن هارون أمر فبنى عليه قبة و أخذ الناس في زيارته و الدفن لموتاهم

حوله، الى ان كان زمن عضد الدولة فنا خسرو بن بويه «2» الديلمي فعمره عمارة عظيمة و أخرج على ذلك أموالا جزيلة و عين له أوقافا؛ و لم تزل عمارته باقية الى سنة ثلاث و خمسين و سبعمائة؛ و كان قد ستر الحيطان بخشب الساج المنقوش، فاحترقت تلك العمارة و جددت عمارة المشهد على ما هي عليه الآن؛ و قد بقي من عمارة عضد الدولة قليل، و قبور آل بويه هناك ظاهرة مشهورة لم تحترق، و كان لأمير المؤمنين عليه السّلام في اكثر الروايات ستة و ثلاثون ولدا ثمانية عشر ذكرا و ثماني عشرة أنثى «3»؛ و روي: خمسة و ثلاثون.

______________________________

(1) انظر الحكاية بطولها في (فرحة الغرى) لابن طاووس ص 51- ص 52 و في (كفاية الطالب) للحافظ الكنجي الشافعي ص 323. م ص

(2) كان السلطان عضد الدولة معاصرا للشيخ المفيد رحمه اللّه و أخذ العلم عنه، ولد باصبهان يوم الأحد خامس ذي القعدة سنة 324 و توفي ببغداد يوم الاثنين ثامن شوال سنة 372 ه. و كانت ولايته على العراق خمس سنين و نصف سنة؛ و أوصى أن يدفن في النجف الأشرف في الروضة المباركة فدفن و كتب على قبره: «هذا قبر عضد الدولة و تاج الملة أبي شجاع بن ركن الدولة أحب مجاورة هذا الامام المعصوم لطمعه في الخلاص يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها و صلواته على محمد و آله الطاهرين». و تعد عمارة عضد الدولة للقبر الشريف العمارة الثالثة؛ و العمارة الرابعة له حدثت سنة 760 بعد احتراق عمارة عضد الدولة.

(3) و قد عدد بنات الامام عليه السّلام أبو الحسن العمري في (المجدي) كما يلى 1- أم كلثوم من فاطمة

عليها السّلام و اسمها رقية خرجت الى عمر بن الخطاب فأولدها زيدا 2- زينب الكبرى خرجت الى عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب فأولدها عليا و عونا و عباسا 3- رملة. خرجت الى عبد اللّه بن ابي سفيان بن الحرث بن عبد المطلب 4- أم الحسن. خرجت الى جعدة بن هبيرة المخزومي 5- أمامة. خرجت الى الصلت بن عبد اللّه بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب 6- فاطمة خرجت الى أبي سعيد بن عقيل 7- خديجة. خرجت الى ابن كريز من بني عبد شمس 8- ميمونة خرجت الى عبد اللّه الأكبر بن عقيل 9- رقية الصغرى خرجت الى مسلم بن عقيل 10- زينب الصغرى خرجت الى محمد بن عقيل 11- أم هاني فاخته، خرجت الى عبد الرحمن بن عقيل 12- نفيسة، و هي أم كلثوم الصغرى، خرجت الى عبد اللّه بن عقيل الأصغر، و الباقيات من بناته عليه السّلام لم يذكر لهنّ خروج. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:60

و حكى الشيخ العمري: أنه وجد بخط شيخ الشرف العبيدلي النسابة ما صورته قال محمد بن محمد- يعني نفسه- مات من أولاد علي عليه السّلام الذكور و هم تسعة عشر ستة في حياته و ورثه منهم ثلاثة عشر قتل منهم بالطف ستة و اللّه اعلم.

«و العقب» من أمير المؤمنين علي عليه السّلام في خمسة رجال 2 الحسن و الحسين و محمد بن الحنفية و العباس شهيد الطف؛ و عمر الأطراف فلنذكر أعقابهم في خمسة فصول.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:61

الفصل الأول في ذكر عقب 1 السبط الشهيد أبي محمد الحسن* بن علي بن ابي طالب «ع»

اشارة

و أمه و أم اخيه الحسين عليه السّلام فاطمة الزهراء البتول عليهم السّلام؛ و أمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن

كلاب،

قال أبو الحسن علي بن محمد العمري النسابة:

حدثني أبو علي عمر بن علي بن الحسين بن عبد اللّه بن محمد الصوفي بن يحيى بن عبد اللّه بن محمد بن عمر بن علي بن ابي طالب عليه السّلام الملقب بالموضح- و كان ثقة جليلا- أن الحسن بن علي عليه السّلام ولد لثلاث من الهجرة و توفي سنة اثنتين و خمسين و عمره ثمان و أربعون سنة.

و قال الشريف النسابة أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن بن الحسن بن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السّلام المعروف بابن معية صاحب «المبسوط»: ولد الحسن بن علي بالمدينة قبل وقعة بدر بتسعة عشر يوما، و مات بالمدينة سنة تسع و أربعين من الهجرة.

و ذكر أبو الغنائم الحسن البصري: أن مولد الحسن بن علي في شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة و قبض سنة خمسين: و كان عمره إذ ذاك سبعا و أربعين سنة

. و

روى الشيخ المفيد رحمه اللّه قال: ولد الحسن عليه السّلام ليلة النصف من رمضان سنة ثلاث من الهجرة؛ و جاءت به فاطمة الى النبي صلّى اللّه عليه و آله يوم السابع من مولده في خرقة من حرير الجنة كان جبرئيل عليه السّلام نزل بها إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فسماه حسنا و عق عنه كبشا. و روى ذلك أيضا جماعة منهم: أحمد ابن صالح التميمي عن عبد اللّه بن عيسى عن جعفر بن محمد عليه السّلام.

و سقته جعدة السم فبقي مريضا أربعين يوما و مضى لسبيله في صفر سنة خمسين من الهجرة و له يومئذ ثمان و أربعون سنة، و كانت خلافته عشر سنين و

تولى أخوه و وصيه الحسين عليه السّلام غسله و تكفينه و دفنه عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:62

بالبقيع.

و روى عن جده رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أحاديث، و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يحبه و أخاه حبا شديدا و يحملهما على عاتقه، و كان يشبه جده في نصفه الأعلى و كان جوادا

و له في ذلك أخبار مشهورة؛

و قد صح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنه قال له: ابني هذا سيد و يصلح اللّه به بين فئتين عظيمتين من المسلمين؛ و هو أحد اصحاب الكساء «1» الذين اذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.

رآه أبوه في بعض أيام صفين و هو يتسرع الى الحرب، فقال: أيها الناس املكوا عني هاذين الغلامين فاني أنفس بهما عن القتل و أخاف أن ينقطع بهما نسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.

و بويع بعد وفاة أبيه بيومين و وجه عماله الى السواد و الجبل ثم خرج الى معاوية في نيف و أربعين ألفا؛ و سير على مقدمته قيس بن سعد بن عبادة في عشرة آلاف و أخذ على الفرات يريد الشام؛ و سار الحسن عليه السّلام حتى أتى ساباط المدائن فأقام بها اياما و أحس في اصحابه فشلا و غدرا فقام فيهم خطيبا فقال: تسالمون من سالمت و تحاربون من حاربت؟. فقطعوا عليه كلامه و انتهبوا رحله حتى أخذوا رداءه من على عاتقه. فقال: لا حول و لا قوة الا باللّه

______________________________

(1) أورده الحافظ مفتي العراقين محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في (كفاية الطالب) ص 227 بسنده عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي

صلّى اللّه عليه و آله قال: نزلت هذه الآية على النبي «إنما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا» في بيت أم سلمة، فدعا النبي صلّى اللّه عليه و آله فاطمة و حسنا و حسينا و جللهم بكساء و علي صلّى اللّه عليه و آله خلف ظهره ثم قال:

«اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا» قالت أم سلمة: «و أنا معهم يا نبي اللّه؟» فقال: أنت على مكانك و أنت على خير، أخرجه الترمذي في (جامعه) و الطبراني في (معجمه الأكبر) ثم أن الحافظ رواه بطرق عديدة؛ و هذا الحديث كاد أن يلحق بالأحاديث المتواترة و قد أورده الفريقان بطرقهم العديدة، منهم ابن عساكر في (تاريخه) ج 4 ص 204- 206 و الفقيه المحدث عبد الرزاق الرستغني في (رموز الكنوز) و الفخر الرازي في (تفسيره) ج 6 ص 783؛ و النيشابوري في ج 3 في (تفسير سورة الأحزاب) و مسلم في (صحيحه) ج 2 ص 331؛ و النبهاني في (الشرف المؤيد) ص 10؛ و السيوطي في (الدر المنثور) ج 5 ص 199 و في (الخصائص الكبرى) ج 2 ص 264 و ابن حجر العسقلاني في (الاصابة) ج 4 ص 207؛ و المحب الطبري في (الرياض النضرة) ج 2 ص 188؛ و اورد ابن حجر الهيثمي في (الصواعق) ص 58- 86 الحديث المذكور بألفاظ مختلفة، و قال: إن أكثر المفسرين على أن الآية نزلت في علي و فاطمة و الحسن و الحسين لتذكير ضمير عنكم و ما بعده، و جعلها الآية الأولى من الآيات الأربع عشرة الواردة في اهل البيت عليهم السّلام. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:63

ثم دعا بفرسه

فركب حتى اذا كان في مظلم ساباط طعنه رجل من بني اسد يقال له سنان بن الجراح بمعول فجرحه جراحة كادت أن تأتي على نفسه، فصاح الحسن صيحة و خر مغشيا عليه و ابتدر الناس الى الأسدي فقتلوه فأفاق الحسن من غشيته و قد نزف و ضعف فعصبوا جراحته و أقبلوا به الى المدائن فأقام يداوي جراحته و خاف أن يسلمه أصحابه الى معاوية لما رأى من فشلهم و قلة نصرتهم، فأرسل الى معاوية و شرط عليه شروطا إن هو اجابه اليها سلم إليه الأمر، منها؛ أن له ولاية الأمر بعده فان حدث به حدث فللحسين. و منها: أن له خراج دار الحرب من أرض فارس و له في كل سنة خمسين ألف ألف. و منها: ان لا يهيج احدا من أصحاب علي، و لا يعرض لهم بسوء. و منها: أن لا يذكر عليا إلا بخير.

و يروى أن معاوية كتب كتابا شرط فيه للحسن شروطا، و كتب الحسن كتابا يشترط فيه شروطا فختم عليه معاوية فلما رأى الحسن كتاب معاوية وجد شروطه له أكثر مما اشترطها لنفسه، فطالبه بذلك فقال: قد رضيت بما اشترطته فليس لك غيره ثم لم يف بشي ء من الشروط.

و مضى الحسن مسموما. يقال من زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس و يذكرون لذلك «1» سببا اللّه أعلم به، و لما ثقل مرضه قام الى الخلاء ثم رجع فقال: لقد سقيت السم مرارا ما سقيته مثل هذه المرة، و لقد لفظت قطعة من كبدي في الطست فجعلت أقلبها بعود كان معي. فقال الحسين: و من سقاك هو فقال: و ما تريد منه؟ قال: أقتله. قال: إن يكن هو الذي اظن فاللّه حسبه

و إن يكن غيره فما أحب أن يؤخذ بري. و قد كان أوصى الى أخيه أن يدفنه مع جده رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فان خاف أن يراق في ذلك و لو محجمة دم دفنه بالبقيع، فلما اراد دفنه مع جده منع من ذلك حتى خيف أن تكون فتنة فدفنه بالبقيع

، و شرح ذلك

______________________________

(1) روى ابن عساكر الشافعي في (التاريخ) في ترجمته عليه السّلام ج 4 ص 226 عن محمد بن المرزبان أن جعدة بنت الأشعث بن قيس كانت متزوجة بالحسن فدس اليها يزيد ان سمّي الحسن و أنا اتزوجك ففعلت فلما مات الحسن بعثت الى يزيد تسأله الوفاء بالوعد فقال لها: لم نرضك للحسن فكيف نرضاك لأنفسنا؟ و ذكر مثله ابن حجر في (الصواعق) ص 83- 84 و سبط ابن الجوزي في (تذكره الخواص) ص 121 ناسبا ذلك الى ابن عبد البر و السدي م ص.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:64

مذكور «1» في التواريخ المبسوطة.

«و ولد» أبو محمد الحسن- في رواية شيخ الشرف العبيدلي- ستة عشر ولدا منهم خمس بنات و أحد عشر ذكرا 2، هم زيد و الحسن المثنى و الحسين و طلحة و اسماعيل و عبد اللّه و حمزة و يعقوب و عبد الرحمن و أبو بكر و عمر. و قال الموضح النسابة: عبد اللّه هو أبو بكر. و زاد «القاسم» و هي زيادة صحيحة «و أما» البنات فهن 1 أم الحسين «الخير خ ل» رملة 2، و 1 أم الحسن 2 «2» و 1 فاطمة 2 و 1 ام سلمة 2 و 1 ام عبد اللّه 2؛ و زاد الموضح 1 رقية 2 فهن في روايته ست بنات، و جملة

أولاده في روايته سبعة عشر

. و قال أبو نصر البخاري: أولد الحسن بن علي ثلاثة عشر ذكرا و ست بنات.

1 «أعقب» من ولد الحسن* أربعة زيد، و الحسن؛ و الحسين الأثرم؛ و عمر إلا أن الحسين الاثرم و عمر انقرضا سريعا و بقي عقب الحسن من رجلين لا غير زيد و الحسن المثنى 2 1 «فعقب» الحسنين اثنا عشر سبطا ستة من ولد الحسن* عليه السّلام و ستة من ولد الحسين* عليه السّلام و قد

روي عن رسول اللّه صلوات اللّه عليه أنه قال: سيكون من ولدي عدد نقباء بني اسرائيل

و نظم ذلك بعض الشعراء فقال:

فموسى بلا عقب و أحمد معقب و ناهيك بالعقب الكرام الأعاظم

فستة أسباط الحسين، و ستةمن الحسن الهادي؛ و كل لفاطم 2 ففي ذكر عقب الحسن بن علي عليه السّلام مقصدان:

______________________________

(1) روى الحافظ الكنجي في (كفاية الطالب) ص 269 عن شرحبيل قال: كنت مع الحسين بن علي عليه السّلام و أخرج بسرير الحسن و أرادوا أن يدفنوه مع النبي صلّى اللّه عليه و آله فخاف أن تمنعه بنو أمية فلما انتهوا به الى المسجد قامت بنو أمية فقام عبد اللّه بن جعفر فقال إنى سمعته يقول: إن منعوكم فادفنوني مع أمي.

و روى مثل ذلك سبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) ص 122.

(2) قال ابو الحسن العمري في المجدي: خرجت أم الحسن و هي لأم ولد الى عبد اللّه بن الزبير؛ و خرجت أم عبد اللّه و هي لأم ولد الى زين العابدين عليه السّلام فولدت له حسنا و حسينا و الباقر و عبد اللّه، و خرجت أم سلمة و هي لأم ولد الى عمر بن زين العابدين؛ و خرجت رقية الى عمرو بن

المنذر ابن الزبير بن العوام. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:65

المقصد الأول في ذكر عقب 1 أبي الحسين زيد* بن الحسن «ع»
اشارة

و هو سبط واحد، و كان زيد يكنى ابا الحسين، و قال الموضح النسابة: أبا الحسن و كان يتولى صدقات «1» رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و تخلف عن عمه الحسين فلم يخرج معه الى العراق؛ و بايع بعد قتل عمه الحسين عبد اللّه بن الزبير لأن اخته لأمه و أبيه كانت تحت عبد اللّه ابن الزبير. قاله أبو النصر البخاري. فلما قتل عبد اللّه أخذ زيد بيد أخته و رجع الى المدينة و له في ذلك مع الحجاج قصة، و كان زيد بن الحسن جوادا ممدوحا عاش مائة سنة، و قيل خمسا و تسعين، و قيل تسعين، و مات بين مكة و المدينة بموضع يقال له حاجر و أم زيد فاطمة بنت أبي مسعود بن عقبة بن عمرو بن ثعلبة الخزرجي الأنصاري 2 «و العقب» منه في ابنه

1 الحسن بن زيد
اشارة

، و يكنى أبا محمد، كان أمير المدينة من قبل المنصور الدوانيقي و عمل له على غير المدينة ايضا و كان مظاهرا لبني العباس «2» على بني عمه الحسن المثنى؛ و هو أول من لبس السواد من العلويين و بلغ من السن ثمانين سنة، و توفي- على ما قال ابن الخداع بالحجاز سنة ثمان و ستين و مائة و أدرك زمن الرشيد، و لا عقب لزيد إلا من 2 ه و 1 كان لزيد ابنة اسمها 1 نفيسة 2 خرجت الى الوليد بن عبد الملك بن مروان فولدت منه و ماتت بمصر و لها هناك قبر يزار و هي التي تسميها أهل مصر «الست نفسية» و يعظمون شأنها و يقسمون بها 2، و قد

______________________________

(1) ولي زيد بن الحسن الصدقات في زمن الوليد بن عبد

الملك فنازعه فيها أبو هاشم عبد اللّه بن محمد بن الحنفية فوفد زيد على الوليد بن عبد الملك و أعلمه بأن لعبد اللّه في العراق شيعة و هو يدعو الى نفسه. فكبر ذلك على الوليد فكتب الى عامله أن يولي زيد بن الحسن الصدقات و يرسل اليه أبا هاشم عبد اللّه فلما وصل الشام حبسه الوليد و طال حبسه فسعى علي بن الحسين عليه السّلام في اطلاقه، و عرف الوليد افتراء زيد عليه و أعلمه القصة فأطلقه؛ انظر (تاريخ ابن عساكر) ج 5 ص 46 توفي زيد بالبطحاء على ستة أميال من المدينة سنة 120 و حمل الى البقيع، و تجد له ترجمة مفصلة في (ارشاد المفيد) في باب ذكر ولد الحسن بن علي عليه السّلام و ذكره ابن حجر في (تهذيب التهذيب) ج 3 ص 406 م ص.

(2) وجه المصنور الدوانيقي الى الحسن بن زيد- و هو واليه على الحرمين- أن أحرق على جعفر داره. فألقى النار في الباب و الدهليز فخرج أبو عبد اللّه عليه السّلام يتخطى النار و يمشي فيها و يقول أنا ابن أعراق الثرى. أنا ابن ابراهيم خليل اللّه. أنظر (مناقب ابن شهر اشوب) ص 315- 316، و انظر في (مقاتل الطالبيين) ص 145 طبع النجف خبر و شايته عند المنصور في ابن عمه محمد بن عبد اللّه بن الحسن المثنى. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:66

قيل: انما خرجت الى عبد الملك بن مروان و إنها ماتت حاملا منه، و الأصح الأول؛ و كان زيد يفد على الوليد بن عبد الملك و يقعده على سريره و يكرمه لمكان ابنته، و وهب له ثلاثين الف دينار دفعة واحدة و قد قيل

إن صاحبة القبر بمصر نفيسة بنت الحسن بن زيد، و إنها كانت تحت اسحاق بن جعفر الصادق؛ و الأول هو الثبت المروى عن ثقات النسابين؛ و أم الحسن بن زيد أم ولد يقال لها زجاجة و تلقب رقرقا «أعقب» 1 ابو محمد الحسن* بن زيد بن الحسن من سبعة رجال 2 1 القاسم و هو اكبر أولاده و يكنى أبا محمد و أمه أم سلمة بنت الحسين الأثرم ابن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السّلام و كان زاهدا عابدا ورعا إلا أنه كان مظاهرا لبني العباس على بني عمه الحسن المثنى 2 و 1 علي و يكنى أبا الحسن أمه ام ولد؛ مات في حبس المنصور و يلقب بالسديد 2، قال ابن خداع النسابة: كان يتظاهر بالنصب. و 1 زيد يكنى أبا طاهر، أمه ام ولد نوبية 2، و 1 ابراهيم يكنى أبا اسحاق أمه أم ولد 2 و 1 عبد اللّه يكنى أبا زيد 2 و 1 أبا محمد* ايضا أمه أم ولد تدعى جريدة كذا قال أبو نصر البخاري. ثم قال في موضع آخر من كتابه: أمه أم الرباب بنت بسطام و اللّه أعلم 2، و 1 اسحاق يكنى أبا الحسن كان أعور يلقب الكوكي، و أمه أم ولد بحرانية و كان مع الرشيد 2، قيل: إنه كان يسعى بآل أبي طالب اليه، و كان عينا للرشيد عليهم، و سعى بجماعة من العلويين اليه و قتلوا برأيه و غضب الرشيد عليه آخر الامر و حبسه و مات في حبسه و كان لا يفارقه السواد ليلا و لا نهارا، و 1 اسماعيل يكنى أبا محمد؛ و أمه أم ولد و هو أصغر

أولاد الحسن بن زيد 2، قال أبو نصر البخاري. و من الناس من يثبت العقب لخمسة منهم و هم القاسم و علي و زيد و اسحاق و اسماعيل؛ فهؤلاء الخمسة معقبون بلا خلاف، و الخلاف في ابراهيم هل بقي عقبه، و في عبد اللّه هل أعقب أم لا ثم ذكر في بعض من نفي الخلاف عنه خلافا كما سيأتي، و قال الشيخ تاج الدين؛ 1 أعقب الحسن* بن زيد من سبعة رجال، ثلاثة منهم مكثرون، و هم القاسم* و فيه العدد و البيت، و اسماعيل*، و على السديد* و اربعة مقلون، و هم اسماعيل و زيد* و عبد اللّه* و ابراهيم*. 2

«أما»

ابو محمد القاسم بن الحسن بن زيد
اشارة

فأعقب من ثلاثة عبد الرحمن الشجري و محمد البطحاني و حمزة، هكذا قال شيخ الشرف العبيدلي ثم قال: و عقب

1 حمزة*

في «صح» 2 و قال العمري: 1 و بقزوين و الديلم قوم ينسبون الى علي و محمد ابني حمزة بن

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:67

القاسم 2، و عقب حمزة في «صح» و انما أعقب القاسم بن محمد البطحاني و عبد الرحمن الشجري، و قال تاج الدين النقيب: عقب القاسم يرجع الى رجلين محمد البطحاني و عبد الرحمن الشجري و هو الصحيح و سيجي ء ان شاء اللّه تعالى فان عقب حمزة إذا كانوا في (صح) في زمن شيخ الشرف العبيدلي و العمري فمن اين لهم البينة الصريحة بالثبوت اليوم هيهات؟

فالعقب من

محمد البطحاني بن القاسم بن الحسن بن زيد
اشارة

، و يروى بفتح الباء منسوبا الى البطحاء و بضمها منسوبا الى بطحان واد بالمدينة. قال العمري: و أحسب أنهم نسبوه الى أحد هذين الموضعين لإدمانه الجلوس فيه، و كان 1 محمد البطحاني* فقيها و أمه ثقفية «و أعقب» من سبعة رجال 2 1 القاسم الرئيس بالمدينة 2 و ابراهيم و موسى و عيسى و هارون و علي و عبد الرحمن «أما»

عبد الرحمن بن محمد البطحاني
اشارة

فقال الشيخ ابو الحسن «1» العمري: قال ابو جعفر شيخنا- يعني شيخ الشرف العبيدلي- ما ذكر له الكوفيون عقبا. و قال أبي- يعني أبا الغنائم محمد بن الصوفي العمري النسابة- وجدت في مشجرة ابن عدي الدارع البصري أولد عبد الرحمن بن محمد البطحاني ولدين هما جعفر و علي «فأما»

علي

فأعقب محمدا لا غير

«و أما»

جعفر

فأعقب أحمد وحده، و أعقب أحمد ثلاثة 1 طاهرا بطبرستان 2 و 1 عيسى بالري 2، و 1 كوچك بآمل 2. قال ابو الحسن العمري؛ و ما يعلم لعبد الرحمن البطحاني الى يومنا هذا ولد فاذا كان ذلك كذلك في زمانه ففي هذا الزمان أولى.

و قد وجدت ممن انتسب اليه ناصر الدين عليا بن المهدي بن محمد بن الحسين بن زيد ابن 1 محمد بن أحمد بن جعفر بن عبد الرحمن بن محمد البطحاني المدفون بسوق قم في المدرسة الواقعة بمحلة سورانيك 2 و محمد بن احمد بن جعفر بن عبد الرحمن بن محمد

______________________________

(1) هو نجم الدين أبو الحسن علي بن أبي الغنائم محمد بن علي بن محمد بن محمد ملقطة بن أحمد الكوفي بن علي الضرير بن محمد الصوفي بن يحيى بن عبد اللّه ابن محمد بن عمر الأطرف ابن الامام علي أمير المؤمنين عليه السّلام صاحب «المجدي» في الأنساب الذي ينقل عنه كثيرا في «الكتاب» و له ايضا «المبسوط» و «الشافي» و «المشجر» في الأنساب؛ و كان ساكن البصرة ثم انتقل منها الى الموصل سنة 423، و تزوج هناك و أولد بها و كان ممن لقى المرتضى علم الهدى يروي عن والده النسابة ابي الغنائم و عن شيخ الشرف العبيد لي و عن أبي عبد اللّه الحسين بن محمد بن طباطبا النسابة، و كان حيا سنة 443 ه م ص.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:68

البطحاني لم يذكره واحد من النسابين و إنما ذكروا ما ذكرت لك و اللّه أعلم.

و أما

علي البطحاني

فكان له خمسة بنين 1 القاسم قال ابو الغنائم العمري: أولد بالكوفة و قال غيره: أولد بطبرستان 2. و الحسن الأطروش، و 1 علي

أولد بجرجان 2 و 1 محمد أولد بطبرستان 2، و الحسين أعقب، قال ابن طباطبا: ولده 1 علي بن الجندي كوفي له ذكور و أناث، منهم بدمشق و منهم بآذربايجان 2.

و أما

هارون بن البطحاني

فولده خمسة رجال هم محمد و علي و الحسن و الحسين و القاسم. أما 1 محمد* بن هارون فكان سيدا متوجها بالمدينة 2 من ولده 1 داود الأصغر بن محمد بن هارون أولد بالدينور 2، و 1 الحسن بن محمد أولد بالمدينة، 2 و 1 حمزة بن محمد أولد بالري و طبرستان 2 و عيسى بن محمد له ولد اسمه حمزة، و الحسين بن محمد، ولده 1 ابو عيسى علي يعرف بابن عزيزة و يقال لولده بنو عزيزة كانوا بالكوفة، و قال ابن طباطبا: ابو عيسى علي بن عزيزة هو ابن الحسين بن هارون 2. و من ولد الحسين بن محمد، 1 هارون الأقطع بن الحسين بن محمد، له عقب بالري 2 منهم 1 الشريفان الجليلان أبو الحسين «1» احمد بن الحسين بن هارون المذكور كثير العلم له مصنفات في الفقه و الكلام بويع له بالديلم و لقب بالسيد المؤيد و أخوه أبو طالب يحيى بن الحسين كان عالما فاضلا له مصنفات في الكلام، بويع له أيضا و لقب السيد الناطق بالحق، و يعرفان بابني الهاروني و لهما أعقاب 2 «و أما» 1 علي* و الحسن* و الحسين* و القاسم* اولاد هارون البطحاني فما وقفت

______________________________

(1) المؤيد باللّه ابو الحسين احمد بن الحسين بن هارون بن الحسين محمد بن هارون بن محمد بن القاسم بن الحسن ابن زيد بن الحسن بن الامام على ابن أبي طالب عليه السّلام كان من أئمة الزيدية، ولد بآمل

طبرستان و نشأ في طلب العلم و أخذ عن خاله أبي العباس احمد بن ابراهيم بن الحسن بن ابراهيم بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن علي (ع) و برع في الاصول و الفقه و له فيهما المصنفات. خرج أولا سنة 380 في ايام الصاحب بن عباد و عارضه أبو الفضل الناصر فقتل من عسكر المؤيد ثمانين رجلا و أخذ هو أسيرا و حمل الى بغداد و بعد أيام خلى سبيله ثم عاد الى الري ثم الى آمل و توقف هناك حتى كثرت مكاتبات أهل الجبل و الديلم في بذل النصر له، توفي بلنجا من نواحي ديلمان يوم عرفة سنة 411 ه. عن تسع و تسعين سنة و صلّى عليه السيد مانكديم، الخارج بعده، بلنجا الملقب بالمستظهر باللّه، و مشهده بلنجا مشهور يزار، و قام بعده أخوه الناطق بالحق أبو طالب يحيى بن الحسين بن هارون المولود سنة 340 و قد اشتغل على خاله أبي العباس المذكور و على الشيخ أبي عبد اللّه البصري و شيوخ أخر و له تأليفات في أصول الدين و الفقه، و قد سار سيرة آبائه الى أن توفي بجرجان من طبرستان سنة 424 ه. أولد رجلا واحدا و هو أبو هاشم محمد أمه أم الحسن بنت يحيى بن الداعي الحسن بن القاسم الحسني. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:69

لهم على عقب

2 «و أما»

1 عيسى* بن البطحاني
اشارة

فكان رئيسا بالكوفة متوجها «و العقب» من ولده في رواية البصريين أربعة رجال 2 حمزة الأصغر و أبو تراب علي النقيب. و أبو عبد اللّه الحسين، و ابو تراب محمد «أما»

حمزة بن عيسى بن البطحاني

، فولده 1 القاسم ميمون الأعرج، و علي و ولدهما بالري و طبرستان

2 «و أما»

ابو تراب علي النقيب ابن عيسى بن البطحاني

، فعقبه من 1 داود ابي علي، لم يعقب من اولاد ابي تراب غيره، و أعقب داود من اربعة رجال 2: 1 حمزة بخجند 2، و محمد، و أحمد، و 1 أبي عبد اللّه الحسين المحدث. قال الشيخ أبو الحسن العمري: طعن فيه أهل نيسابور و قال أبي ابو الغنائم النسابة: إنه ثبت نسبه عندي و له عقب بنيسابور سادات علماء نقباء متوجهون 2. و أعقب من 1 أبي الحسن محمد المحدث بنيسابور كان رئيسا جليلا 2، و من أبي علي محمد و 1 أبي الحسين محمد بمرو 2، و أما أبو الحسن محمد المحدث فولده 1 أبو محمد الحسن النقيب، كان رئيسا عظيم القدر بنيسابور.

و كانت اليه نقابة النقباء بخراسان 2، و أبو عبد اللّه الحسين، و 1 ابو البركات إسحاق، و هو هبة اللّه ولد له بعد أن جاوز تسعين سنة 2، و أما أبو الحسن النقيب، فولده 1 أبو القاسم زيد كان اليه النقابة بعد أبيه 2 و أبو المعالي اسماعيل النقيب بعد أخيه و لكل منهما ولد.

فمن ولد 1 أبي القاسم زيد ذخر الدين أبو القاسم زيد* بن تاج الدين أبي محمد الحسن بن أبي القاسم زيد بن الحسن بن زيد المذكور، كان نقيب نيسابور و له عقب 2 و أما أبو عبد اللّه الحسين بن محمد فابنه يكنى 1 بأبي الفتوح يعرف بالرضي 2 و أما أبو البركات اسحاق هبة اللّه فله ولد، و أما أبو علي محمد بن أبي عبد اللّه الحسين ابن داود. فله 1 أبو الفضل أحمد الفقيه الحنفي المدرس بنيسابور، له

ولد 2، و أما أبو الحسين محمد بن أبي عبد اللّه الحسين بن داود فله ولد و أما أحمد بن داود بن أبي تراب علي النقيب، فولده زيد؛ و علي و أبو علي، أما 1 أبو علي* بطبرستان 2 فله أبو هاشم محمد، له ولد؛ و أما علي بن احمد بن داود فله عدة أولاد، منهم أبو زيد، و أبو حرب؛ و أبو القاسم مهدي؛ و أما أبو زيد بن علي بن احمد بن داود فولده محمد كباكي بن أبي زيد له ولد؛ و سراهنك له ولد؛ و علي له ولد.

و أما

أبو عبد اللّه محمد بن داود بن أبي تراب

؛ فله الحسن له أولاد، و الحسين له أولاد؛ و أما حمزة بن داود بن أبي تراب فولده بخجند.

و أما

أبو تراب محمد بن عيسى بن البطحاني

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:70

، فله 1 احمد؛ ولده ببلخ 2 1 زيد بن أحمد؛ و الحسن ببلخ 2، و عيسى بن أبي تراب محمد، و القاسم بن أبي تراب، و لكل عقب.

و أما

أبو عبد اللّه الحسين بن عيسى بن البطحاني

؛ فله ثلاثة أولاد و هم 1 محمد المعروف بشيشديو 2، و القاسم، و علي. أما 1 محمد شيشديو*، فله عدد من الأولاد متفرقون في البلاد، 2 منهم 1 علي الأكبر المكاري يعرف بخربندة 2، و علي الروياني و حمزة، و الحسين، و سراهنك، و أحمد، و علي، و لكل منهم عدد من الأولاد و لهم أعقاب كثيرة، و كان أبو نصر البخاري يذكر بني شيشديو بغمز و اللّه اعلم.

و أما 1 القاسم* بن الحسين بن عيسى بن البطحاني فله عقب بآمل 2، و أما 1 علي* بن الحسين بن عيسى بن البطحاني فأولد ثلاثة، أحدهم بقم، و الآخر بالري، و الثالث براوند 2، و لم يذكر منهم ابن طباطبا سوى 1 الحسن بن علي براوند 2- هذا آخر ولد عيسى بن محمد البطحاني-.

و أما

1 موسى بن البطحاني*

و كان أحد سادات المدينة و كان له عشرة بنين 2 1 الحسن بن موسى، مات في الحبس بالمدينة 2. قال ابو الغنائم العمري: و لم يترك غير بنت. و قال أبو المنذر علي بن الحسين النسابة؛ ولد الحسن بن موسى ابنا اسمه احمد، و ابراهيم بن موسى له ولد، و زيد بن موسى له ايضا ولد. و يحيى بن موسى له ولد، و 1 أحمد بن موسى أولد بطبرستان 2؛ و 1 محمد الأصغر بن موسى أولد بخراسان و غيرها 2، و 1 علي بن موسى مات بالحبس 2، و له ولد بمكة اسمه محمد أعقب و 1 الحسين بن موسى أولد بالمدينة 2، و محمد بن موسى قيل أعقب؛ و 1 حمزة بن موسى كان سيدا متوجها بالمدينة 2 و عقبه من ابنه 1 أبي زيد الحسن بن

حمزة المعروف بابن الزبيرية، له عدة أولاد بمصر و غيرها من البلاد 2. و من ولده 1 محمد بن الحسن بن داود بن الحسن بن حمزة الملقب بعمر 2، كان أنكره أبوه وقتا ثم اعترف به و له ولد مكشوط و اللّه اعلم بحاله.

قال ابن طباطبا: لموسى بن البطحاني بقية بالحجاز يعرفون بالزبيريين و لم يبق من ولد الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بالحجاز غيرهم.

أما

1 ابراهيم* بن البطحاني

و يعرف على ما قيل بالشجري و كان رئيسا بالمدينة قال شيخ الشرف العبيدلي: أعقب في بلدان شتى و فيهم

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:71

مجانين عدة و بله و نقص و سفهاء 2. و منهم قد يدان 1 أبو محمد الحسن بن حمزة بن محمد بن ابراهيم بن البطحاني الكوفي، تزوج يهودية و هو ميناث 2. و منهم محمد الأطروش بن حمزة بن محمد بن ابراهيم بن البطحاني، له ولد و أخوه 1 أبو الحسن علي يدعى بطاجان «1» معتوه له أولاد 2، و منهم 1 محمد المجنون بطبرستان 2 بن محمد بن ابراهيم البطحاني و منهم زيد بن حمزة بن محمد بن جعفر بن محمد بن ابراهيم بن البطحاني من ولده الوزير أبو الحسن ناصر «2» بن مهدي بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مهدي بن ا لناصر بن زيد المذكور، الرازي المنشأ المازندراني المولد.

ورد بغداد بعد قتل السيد النقيب عز الدين يحيى بن محمد الذي كان نقيب الري و قم و آمل، و هو من بني عبد اللّه الباهر.

و كان محمد بن النقيب يحيى المذكور معه، و كان الوزير 1 ناصر الدين* فاضلا محتشما حسن الصورة مهيبا فوضت اليه النقابة الطاهرية، ثم فوضت اليه نيابة الوزارة

فاستناب في النقابة محمد بن يحيى النقيب المذكور ثم كملت له الوزارة، و هو أحد الاربعة الذين كملت لهم الوزارة في زمن الخليفة الناصر لدين اللّه، و لم يزل على جلالته في الوزارة و نفاذ أمره و تسلطه على السادة بالعراق، الى أن أحيط بداره ذات ليلة فجزع لذلك و كتب كتابا ثبتا يحتوي على جميع ما يملكه من جميع الأشياء حتى خلى ثيابه و كتب في ظهره؛ إن العبد ورد هذا البلد و ليس له شي ء يلبسه و يركبه؛ و هذا المثبت في هذا الثبت انما استفدته من الصدقات الإمامية. و التمس أن يصان في نفسه و أهله، فورد الجواب عليه: إنا لم ننقم عليك بما سترده و قد علمنا ما صار اليك من مالنا و تربيتنا و هو موفر عليك؛ و ذكر له أن امرا اقتضى له أن يعزل. فسأل أن ينقل الى دار الخلافة ليأمن من سعي الأعداء و تطرقهم اليه بشي ء من الباطل فنقل هناك و بقي مصونا الى وفاته؛ و قد قيل في سبب عزله أقوال منها: أن الخليفة

______________________________

(1) يدعي طنجيرا (المجدي).

(2) ناصر بن مهدي الملقب نصير الدين، وزير من الأفاضل الوجوه و ذوي الرأي، تقلد الوزارة للخليفة الناصر ببغداد سنة 492 و حمدت سيرته و لم يطق تحكم المماليك بدار الخلافة فجعل يشردهم فاكثرو من القول فيه فعزله الخليفة سنة 604 و اعتذر اليه و أكرمه فاقام موقرا محترما الى أن توفي ببغداد في جمادى الأولى سنة 617. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:72

الناصر ألقى اليه رقعة و لم يعلم صاحبها و فيها هذه الأبيات:

ألا مبلغ عني الخليفة أحمداتوق وقيت الشر ما أنت صانع

وزيرك هذا بين شيئين فيهمافعالك، يا

خير البرية ضائع

فان كان حقا من سلالة أحمدفهذا وزير في الخلافة طامع

و ان كان فيما يدعي غير صادق فأضيع ما كانت لديه الصنائع و منها: أنه كان لا يوفّي الملك صلاح الدين بن أيوب ما له من الألقاب و كان صلاح الدين هو الذي ازال الدولة العبيدلية من مصر و خطب للخليفة الناصر بالخلافة هناك. فيقال: إن بعض رسله الى دار الخلافة لما أنهى ما جاء لأجله قال عندي رسالة أمرت لا أوديها إلا مشافهة في خلوة فلما خلا به قال: العبد يوسف بن أيوب يقبل الأرض و يقول: تعزل الوزير ابن مهدي و إلا فعندي باب مقفل خلفه قريب من أربعين رجلا أخرج واحدا منهم و أدعو له بالخلافة في ديار مصر و الشام. فكان هذا سبب عزل الوزير، و كان جبارا مهيبا وجد ذات يوم رقعة في دواته فاستعبرها و لم يعلم من طرحها فاذا فيها شعر:

لا قاتل اللّه يزيدا و لامدت يد السوء الى نعله

فانه قد كان ذا قدرةعلى اجتثاث العود من أصله

لكنه أبقى لنا مثلكم أحياء كي يعذر في فعله فقامت عليه القيامة فاجتهد فلم يعرف من القاها، و قد كان الوزير أعقب و لكن انقرض

2 و أما

القاسم بن البطحاني
اشارة

الفقيه الرئيس فأعقب من خمسة رجال عبد الرحمن و الحسن البصري؛ و محمد؛ و احمد، و

1 حمزة

. و لم يذكر الشيخ تاج الدين حمزة من المعقبين 2، و نص أبو عبد اللّه بن طباطبا على أن عقب القاسم* من أربعة و لم يذكر حمزة قال: فمن هؤلاء انتشر ولد القاسم بن محمد و ليس نلقى احدا من ولده

أما

احمد بن القاسم

، فعقبه من 1 طاهر الذي قتله صاحب الزنج. ذكر علي بن ابراهيم الجوني «1» المحدث الناسب أنه معقب و له بقية، 2

______________________________

(1) علي بن ابراهيم بن محمد بن الحسن بن محمد بن عبيد اللّه بن الحسين ابن علي بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السّلام ابو الحسن الجواني- نسبه الى الجوانية قرية من قرى المدينة- ولد بها و نشأ بالكوفة و مات بها، له كتاب (أخبار الحسين صاحب فخ) و كتاب (أخبار يحيى بن عبد اللّه بن الحسن) و يروي عنه أبو الفرج الاصفهاني سماعا و من كتابه؛ ذكره النجاشي في (الفهرست) و العلامة في (الخلاصة) و يأتي له ذكر (في الكتاب) في عقب الامام زين العابدين عليه السّلام. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:73

منهم القاسم بن طاهر، و محمد بن طاهر؛ و ابراهيم و زيد قال ابو عبد اللّه بن طباطبا: و ذكر أبو الفضل ناصر بن ابراهيم بن حمزة بن الداعي أنه من ولد القاسم بن طاهر، و شهد بذلك علوي، و أثبت نسبه عندي لذلك و له خبر فيه طول، و القاسم بن احمد بن القاسم ولده 1 الحسين و للحسين هذا أولاد، قال ابن طباطبا: ذكره بعض النساب و أثبته، و قال أبو نصر البخاري: أحسبه انقرض و اللّه اعلم.

2

و أما

محمد بن القاسم

، فأعقب من ثلاثة، و هم ابراهيم، و عبد العظيم، و أبو علي الحسين الخطيب، أعقب ابراهيم بن محمد بن القاسم من ثلاثة 1 أبي العباس أحمد بالكوفة 2؛ و 1 ابي الحسين زيد قال ابن طباطبا: ولده اليوم بالموصل 2. و 1 أبي الحسن علي ولده بالري و طبرستان 2 فمن ولد أبي العباس احمد؛ 1

أبو عبد اللّه محمد المعتزلي الأديب الفاضل صاحب أبي عبد اللّه البصري كان له ولدان 2؛ أحدهما 1 أبو الحسين علي يلقب أنيس الدولة مات بمصر و له ابن ببغداد 2، و هو أبو عبد اللّه محمد الأديب، قال ابن طباطبا: كان له ولد مات و لا ولد له الى الآن. و الآخر 1 أبو الحسن محمد له بقية من ابنه بالكوفة 2 قاله ابن طباطبا. و منهم 1 إبراهيم بن أبي العباس أحمد و يعرف بمبارك 2، له ابنان أحدهما 1 أبو القاسم الحسين، له ولد بالموصل 2؛ و الآخر 1 ابو الفوارس علي له ولد ببغداد 2، و من ولد أبي الحسين؛ زيد بن ابراهيم بن محمد بن 1 حمزة الطويل الطرافي بالموصل له أولاد 2، و 1 أبو علي بن عبيد اللّه بن زيد له بالموصل أولاد 2 و من ولد علي بن إبراهيم بن محمد، 1 أبو عبد اللّه محمد بن علي له عقب بطبرستان 2. و أعقب عبد العظيم بن محمد بن القاسم من 1 محمد يعرف بتقية، له أولاد بسمرقند 2 و أعقب أبو علي الحسين الخطيب بن محمد بن القاسم من 1 ابي علي احمد الخطيب بمامطير 2.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:74

و أما

الحسن البصري «1» بن القاسم بن البطحاني
اشارة

فعقبه من أبي جعفر محمد؛ و الحسين أبي عبد اللّه. أما

الحسين بن الحسن البصري
اشارة

فعقبه من 1 أبي الحسن علي الرئيس بهمدان، 2 و 1 أبي اسماعيل علي الشهيد بهمدان 2 بن الحسن البصري المذكور. أما

أبو الحسن علي* بن الحسين بن الحسن البصري
اشارة

، فولده أبو عبد اللّه الحسين و أبو جعفر محمد، و الحسن. أما

أبو عبد اللّه الحسين

فمن ولده 1 أبو الحسين علي بن الحسين الأطروش الرئيس بهمدان من أهل العلم و الفضل و الأدب، صاهر الصاحب الجليل كافي الكفاة أبا القاسم إسماعيل بن عباد على ابنته؛ و كان الصاحب يفتخر بهذه الوصلة و يباهي بها، و لما ولدت ابنته من أبي الحسين ابنه عبادا و وصلت البشارة الى الصاحب قال:

أحمد اللّه لبشرجاءنا عند العشي

إذ حباني اللّه سبطاهو سبط للنبي

مرحبا ثمت أهلابغلام هاشمي و قال في ذلك قصيدة أولها:

الحمد للّه حمدا دائما ابداقد صار سبط رسول اللّه لي ولدا و لما توفي الصاحب رثاه أبو الحسين صهره، فقال:

ألا إنها أيدي المكارم شلت و نفس المعالي إثر فقدك سلت

حرام على الظلماء إن هي قوضت و حجر على شمس الضحى إن تجلت 2 و درج عباد المذكور، و عقب أبي الحسن على بن الحسين بن الحسن البصري من ولده 1 الأمير أبي الفضل الحسين بن علي، و يلقب الراضي و أمه ايضا بنت الصاحب اسماعيل بن عباد. 2

______________________________

(1) ولد الحسن المعروف بالبصري ابن القاسم، الحسن مات دارجا بالبصرة، و أبا الحسن عليا درج؛ و أبا عبد اللّه الحسين المعروف بأخي المسمعي من الرضاعة. قال أبي: أولد بهمدان و غيرها. و أبا جعفر محمدا بالدر أورد (صح).

قال أبي؛ و بهمدان أيضا (عن المجدي لأبي الحسن العمري).

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:75

أعقب أبو الفضل الحسين من تسعة رجال و لهم ذيل طويل، منهم 1 شرف شاه بن عباد بن أبي الفتوح محمد بن أبي الفضل الحسين هذا، يعرف بكلستانه له عقب باصفهان ذو جلالة و رياسة و تقدم 2، منهم 1 السيد الجليل شرف الدين حيدر

بن محمد بن حيدر بن اسماعيل بن علي بن الحسن بن علي بن شرف شاه المذكور، رأيته باصفهان و توفي بها في ربيع الأول سنة تسع و سبعين و سبعمائة. و له أولاد و عقب 2، و منهم 1 السيد العالم الفاضل المصنف الجليل مجد الدين عباد بن أحمد بن إسماعيل بن علي بن الحسن بن شرف شاه المذكور، تولى قضاء إصفهان على عهد السلطان أولجايتو محمد بن أرغون 2، و له ابن اسمه يحيى، و ليحيى ابن هو 1 السيد العالم الفاضل مجد الدين عباد، توفي السيد مجد الدين عباد بن يحيى بعد سنة التسعين و سبعمائة و ترك ولدين 2، ابنا هو 1 نظام الدين أبو الفتح، و بنتا إسمها 1 همايون 2، أمهما فاطمة بنت محمد بن محمد، اصفهانية رذلة، من بيت خامل، و لا يخلو هذان الولدان من غمز. لا أقول غير هذا.

2

و أما

أبو إسماعيل علي بن الحسين بن الحسن البصري

. فن ولده 1 أبو الحسين محمد الصوفي الواعظ ببخارى. له ولد.

2 و أما

أبو جعفر محمد ابن الحسن البصري

فأعقب أيضا.

و أما

1 عبد الرحمن* بن القاسم البطحاني
اشارة

و كان سيدا متوجها بالمدينة فأعقب «1» من خمسة رجال 2 1 الحسن أعقب ببخارى و السند و همدان 2، و 1 جعفر أعقب ببغداد و قزوين 2؛ و 1 محمد الأكبر و يكنى ابا جعفر أعقب بقزوين و طبرستان 2 و 1 الحسين و يكنى ابا عبد اللّه و يلقب البرسي أعقب بالكوفة و نصيبين و الدينور 2 و علي.

فمن ولد

الحسين البرسي
اشارة

1 أبو الحسن البرسي له أولاد بالموصل 2، و 1 حمزة بن الحسين.

قال ابن طباطبا: له ولد ببرس من سواد الكوفة 2، و 1 عبد الرحمن بن الحسين له ولد بالموصل. 2

______________________________

(1) قال أبو الحسن العمري في المجدي: ولد عبد الرحمن بن القاسم ابن البطحاني ثمانية رجال و أربع عشرة امرأة.

و يقال لولده بنو عبد الرحمن اسماؤهن ميمونة، و أم الحسن، و أم علي، و فاطمة. و أم القاسم. و حمدنة. و أم كلثوم و ميمونة، و أسماء، و نفيسة، و صفية، و فاطمة الصغرى. و زينب. و خديجة. و الرجال، عيسى. و محمد الأكبر. و محمد الأصغر. و الحسن. و جعفر. و الحسين و علي. و عبد اللّه. ثلاثة منهم لم بعقبوا. و أعقب الحسن ببخارى و السند و همدان و جعفر أعقب ببغداد و قزوين فمن ولد جعفر. عبد اللّه الأطروش الحسني نزل الجعافرة من بغداد ابن علي بن عبد اللّه بن عبد اللّه بن جعفر بن عبد الرحمن بن القاسم البطحاني.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:76

و من ولده

1 محمد بن الحسين بن ابراهيم بن الحسين البرسي

. أولد بنصيبين جماعة تفرقوا بالشام. و أقام بعضهم بنصيبين 2. قال الشيخ ابو الحسن علي بن محمد العمري النسابة: رأيت بآمد سنة ثلاثين و أربعمائة شيخا ستيرا مقبول الشهادة يكتب الشروط. زعم أنه 1 أبو الحسن علي و يعرف بسعادة 2 ابن أبي محمد الحسن بن أبي الحسين أحمد بن محمد بن الحسين البرسي. فسألته عن صحة ما ادعاه فاخرج لي خطوط الشهود و القضاة بنصيبين و ديار بكر و شهادات العلويين و غيرهم و سألت بعض العدول من خطة بها. فقال: صح نسبه. فاثبته في مشجرتي و كتبت له حجة في يده. و

نسبا مشجرا بخطي. و كان سعادة هذا يلقب بالقبع مات سنة أربعين و أربعمائة و خلف عدة من الأولاد. ثم إني اجتمعت مع الشريف القاضي أبي السرايا أحمد بن محمد بن زيد بن علي بن عبيد اللّه بن علي بن جعفر بن أحمد سكين بن جعفر بن محمد بن محمد بن زيد الشهيد و هو اذ ذاك نقيب العلويين بالرملة فسألني عن نسب سعادة فاخبرته أنه ثبت عندي فقال: على هذا كنا ثم فسد نسبه و لم يثبت. و حكى حكايات في بابه و أبطل نسبه «1».

و من ولد الحسين البرسي بن عبد الرحمن بن القاسم بن البطحاني؛

مرجا بن احمد بن محمد بن علي العالم بن الحسن بن محمد بن علي بن الحسين البرسي

المذكور و أخوته الحسن. و مفضل. و محمد. بنو أحمد بن محمد بن علي العالم فمن بني مرجا بن أحمد 1 بنو نتيشة؛ و هو محمد بن أبي الحسن محمد بن احمد بن مرجا المذكور و هم جماعة بالمشهد الغروي 2، و 1 بنو فضائل بن أحمد بن مرجا المذكور و هم جماعة كثيرة بالغري ايضا 2، و من بني مفضل بن أحمد 1 بنو الحداد بمشهد الكاظم عليه السّلام ببغداد؛ و هو أبو طالب محمد الحداد 2 بن مهدي بن القاسم بن مفضل المذكور.

و أما

علي «2» بن عبد الرحمن بن القاسم بن البطحاني
اشارة

فولد ثلاثة عيسى و عبد اللّه أعقبا

______________________________

(1) الى هنا آخر كلام أبي الحسن العمري صاحب (المجدي) نقله صاحب الكتاب ملخصا. م ص

(2) هو المقتول بوارمين في ولاية عبد اللّه بن عزيز أيام المهتدي و مشهده بوارمين ظاهر (عن هامش النسخة المخطوطة).

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:77

في رواية أبي المنذر النسابة، و

القاسم
اشارة

أعقب «1» من ولده 1 الداعي الجليل «2»

ابو محمد الحسن بن القاسم
اشارة

المذكور ملك الديلم و كان أحد أئمة الزيدية؛ و قد قيل: إن الداعي هذا شجري و أنه الحسن بن علي بن عبد الرحمن الشجري بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السّلام و عليه أبو نصر البخاري، و الناصر الكبير الطبرستاني، و الأول هو الذي صححه أبو الحسن العمري؛ و كان النقيب تاج الدين بن معية يقوي القول الثاني و يقول إن العجم أخبر بحاله و اللّه اعلم 2. و كان له أخ 1 يلقب ثروان «عثروان خ ل» كان أبوه القاسم ينفيه. ذكر ذلك الناصر الكبير الطبرستاني:

و أعقب الداعي أبو محمد الحسن بن القاسم من ثمانية رجال 2 منهم 1

أبو عبد اللّه محمد
اشارة

ولي نقابة النقباء ببغداد في زمن معز الدولة بن بويه الديلمي و حسنت سيرته، و كان قد ورد من بلده الى معز الدولة و هو إذ ذاك بالأهواز قبل دخوله بغداد. و قصد لتعلم العلم و الفقه و الكلام فبلغ من ذلك طرفا، و بايعه بعد دهر قوم من الديلم فبلغ معز الدولة الخبر فقبض عليه و قيده زمانا طويلا و قبض على اولئك الديلم و من كان دخل في البيعة فنفاهم و شردهم، ثم أنفذ ابا عبد اللّه الى فارس إلى اخيه عماد الدولة علي بن بويه الى أبي طالب النوبندجاني «3» فحبسه في قلعة أكوسان مدة سنة و شهرين؛ و جعل معه من الديلم ثمانية أنفس يحفظونه فشفع فيه ابراهيم بن كاسك الديلمي فأطلق على أن يلبس القبا و الدشتي يخرج به ابراهيم الى كرمان ففعل و خرج الى كرمان، و كان مع ابراهيم الى أن أسره أمير كرمان ابو علي بن الياس فأفلت أبو

عبد اللّه من الحرب و مضى الى منوجان الى مكران فبايعته الزيدية هناك فعلم به ابن معدان صاحب تلك الناحية فقبض عليه و أنفذه الى عمان فأقام بها و بايعته الزيدية سرا هناك فبلغ ذلك صاحب عمان فقبض عليه و نفاه الى البصرة، فقام بها مختفيا في ايام أبي يوسف الزيدي و بايعه من كان هناك من الجبل و الديلم فبلغ ذلك

______________________________

(1) و الحسين بن ابراهيم بن علي بن عبد الرحمن بن القاسم مات في حبس ابن طاهر في نيسابور سنة 230 ه.

و قبره ببلاجرد، ذكر ذلك أبو نصر سهل بن عبيد اللّه البخاري (عن هامش النسخة المخطوطة).

(2) كانت وفاة الداعي الصغير الحسن بن القاسم سنة 316 (عن هامش الأصل) م ص.

(3) في نسخة مخطوطة (البويندخاني) بدل النوبندجاني م ص.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:78

الزيدي فطلبه و أخذه و أقطعه بخمسة آلاف درهم ضياعا و أسكنه داره، و أقام بالبصرة سنين. ثم استأذن للحج و خرج الى الأهواز و منها الى بغداد و منها الى الحج. و عاد فأقام بغداد و لزم أبا الحسن الكرخي و تفقه عليه و بلغ في الفقه مبلغا عظيما. و درس الكلام قبل ذلك و بعده على ابي عبد اللّه الحسين بن علي البصري، و الفقه ايضا فبرع فيهما حتى أصاب منزلة يصلح أن يعلم و يفقه و يدرس. و كان يستفتى دائما ببغداد في الحوادث فيجيب بخطه أحسن جواب بأجود عبارة إلا أنه اذا تكلم بانت العجمة في كلامه للمنشأ و التربية بطبرستان.

و لما كانت سنة ثماني و اربعين و ثلثماية راسه معز الدولة في الدخول عليه فأبي ذلك و اعتذر بانقطاعه الى العلم. فلم يرض ذلك منه و ألح

عليه فاشترط أن يدخل عليه بطيلسان فاذن له فلبس الطيلسان فدخل عليه فأكرمه و طرح له مخدة و سأله أن يتقلد النقابة على أهله فأبى، فما فارقه إلى ان أجاب و خرج من حضرته متقلدا لها فما توفرت على الطالبيين أموالهم و أرزاقهم و بساتينهم كما توفرت عليهم أيام نقابته. و علت حاله عند معز الدولة حتى أنه باكره يوما و هو نائم فقال له الحجاب: الأمير نائم فاجلس في زبيرتك حتى ينتبه و تدخل عليه. و انتبه الامير و لبس ثيابه و اراد الركوب في الماء فوجد أبا عبد اللّه فقال: من أي وقت انت هاهنا؟ فأعلمه فشتم الحجاب و جرت عليهم منه المكاره و أمر أن لا يحجب عنه أي وقت جاء و على أي حال كان؛ فكان بعد ذلك يجي ء و الأمير نائم فلا يجرؤ أحد أن يحجبه فيدخل حتى يبلغ موضع منامه، فاذا عرف ذلك رجع فجلس بعيدا حتى ينتبه فيكون أول داخل.

و مرض معز الدولة فاستدعى ابا عبد اللّه بن الداعي و سأله أن يقرأ عليه فجاء و معه جماعة من الطالبيين فقرأوا عليه و أبو عبد اللّه من بينهم يقرأ و يمسح يده على وجهه، فلما فرغ من قراءته أخذ معز الدولة يده التي كان يمرها على وجهه و هي اليمنى فقبلها استشفاء بها، و كان معز الدولة قد أقطعه أقطاعا من السواد بخمسة آلاف درهم في كل سنة، و كان يتأول في أخذه أنه يحقهم من بيت المال.

و كان أبو عبد اللّه شبيه الخلقة بأمير المؤمنين عليه السّلام، كان أسمر رقيق اللون كبير العينين

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:79

اكحلهما جعد اللحية وافرها واسع الجبهة ربعة من الرجال، كثير التبسم

في جبهته غضون، غليظ الحاجبين، أصلع لطيف الأطراف، أسيل الخدين، حسن الوجه. قال التنوحي:

و أظنني سمعت منه أن مولده سنة أربع و ثلاثمائة. و كانت الكتب من بلاد الديلم تأتيه دائما يستنهضونه في اللحاق ليبايعوه و يعطوه و يطيعوه فيخاف أن يستأذن معز الدولة فلا يأذن له أو يعلم غرضه فيحبسه، فلما خرج معز الدولة لقتال ناصر الدولة بن حمدان و استخلف ببغداد ابنه عز الدولة باختيار. ركب أبو عبد اللّه يوما الى عز الدولة فخوطب في مجلسه بسبب خلاف بين قوم من الطالبيين خطابا ظاهرا استقصارا لفعله. فامتعض من ذلك و أزرى على المخاطب له و خرج مغضبا. و قد تحرك بذلك على ما كان يعمل الحيلة فيه من الخروج و عاد الى منزله و رتب قوما بدواب خارج بغداد من الجانب الشرقي و كان ينزل في باب الشعير على شاطئ دجلة من الجانب الغربي. و أظهر أنه متشك «متنسك خ ل» و حجب الناس عنه. فلما كان لليلتين بقيتا من شوال سنة 353 ه. خرج متخفيا. و استصحب ابنه الأكبر و خلف عياله و من بقي من ولده و زوجته و كلما تحويه داره و تشتمل عليه نعمته، و عليه جبة صوف بيضاء و في صدره مصحف منشور قد علقه و سيف قد علق حمائله في عنقه حتى لحق بهوسم من بلاد الديلم، و هذا زي الطالبيين إذا ظهروا دعاة الى اللّه تعالى.

و أطاعته الديلم و بايعوه بالامامة و اقام فيهم يدعو الى سبيل ربه، و يقيم الحدود بنفسه، و يتقشف التقشف التام لا يأكل إلا خبز الأرز و السمك و ما يجري مجراهما بعد أن خرج الى هذا من العيش الرغيد و

النعمة العظيمة.

و يلقب بالمهدي لدين اللّه القائم بحق اللّه، و كان قد عمل على تجهيز العساكر الى طرسوس من ذلك الطريق ليستخلصها من الروم، و أجابته الديلم على ذلك فعاجله بالافساد رجل من العلويين يقال له ميركا بن أبي الفضل الثاير، و كان طمع في الأمر فاسر أبا عبد اللّه و حبسه في قلعة فغضبت الديلم و أغتضب من ذلك حتى الحنبلية من الديلم. و هم فرقة عظيمة نحو من خمسين ألفا يعرفون بأصحاب أبي جعفر الثومي الحنبلي، فانهم امتعضوا لأبي عبد اللّه لما شاهدوا من فضله و إن كانوا لا يرون رأيه، و سارت الجيوش لقتال ميركا فلما رأى أنه لا قبل له بهم أنزل أبا عبد اللّه من القلعة و اعتذر اليه و لم يعرف سبب ذلك،

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:80

و سأله أن يصاهره و يهاديه فأجابه أبو عبد اللّه الى ذلك فزوجه ميركا بأخته و أطلقه فعاد الى هوسم و رجع أمره إلى ما كان عليه و أقام بهوسم شهورا ثم اعتل و مات، و يقال: إن ميركا أنفذ الى أخته سما فسقته إياه و كانت وفاته سنة تسع و خمسين و ثلاثمائة. 2

و كان لأبي عبد اللّه من الولد

أبو الحسن علي

و 1 أبو الحسين أحمد، مات قبل ابيه، و خلف ابنا صغيرا. و أم أولاده سيدة بنت علي بن العباس بن إبراهيم بن علي بن عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السّلام 2، و كان علي بن العباس هذا قاضيا بطبرستان زمن الداعي الصغير و له تصانيف كثيرة في الفقه.

و أما

1 أبو جعفر محمد الأكبر* بن عبد الرحمن بن القاسم بن البطحاني
اشارة

فأعقب بقزوين و طبرستان 2؛ و من ولده «1»

1 محمد دراز كيسو بن حمزة بن محمد

المذكور له عقب منتشر كثيرهم بآمل،

2 و أما

1 جعفر* بن عبد الرحمن بن القاسم

فأعقب ببغداد و قزوين 2، من ولده 1 أبو محمد عبد اللّه، و أبو منصور محمد ابنا علي بن عبد اللّه الأطروش بن عبد اللّه بن جعفر المذكور، قال ابن طباطبا: لهما بقية ببغداد 2.

و أما

1 الحسن* بن عبد الرحمن بن القاسم البطحاني

فولده ببخارى و السند و المولتان 2، أعقب من محمد و علي و 1 الحسين- آخر ولد القاسم بن البطحاني، و هو آخر ولد محمد البطحاني بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن ابن علي بن ابي طالب عليه السّلام-. 2

و أما

1 عبد الرحمن الشجري*
اشارة

فأعقب من خمسة «2» رجال- و نسبته الى الشجرة قريبة من المدينة و يكنى أبا جعفر و أمه أم ولد 2- أحدهم 1 الحسن و أمه أم ولد، و كان عقبه بما وراء النهر؛ 2 و 1 الحسين السيد بالمدينة و أمه حسينية؛ و له عقب و لم يكثر 2. و 1 محمد الشريف بالمدينة أمه سكينة بنت عبد اللّه بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السّلام 2 و 1 علي السيد المتوجه بالمدينة و أمه أم الحسن «3» بنت الحسن بن جعفر بن الحسن بن

______________________________

(1) من قوله: و من ولده، الى قوله: بآمل. لم يوجد في بعض النسخ المخطوطة. م ص.

(2) و له اربع بنات و هن أم القاسم خرجت الى عباسي؛ و أم الحسين و أم الحسن، و زينب خرجت الى القاسم بن البطحاني (قاله العمري في المجدي).

(3) و هي أم أختيه زينب و أم القاسم (قال في المجدي).

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:81

الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السّلام 2، و 1 جعفر كان شريفا سيدا بالمدينة و أمه أم ولده؛ و لم يعده شيخ الشرف العبيدلي من المعقبين و لا ذكر الشيخ أبو الحسن العمري له عقبا؛ و كذا أبو عبد اللّه بن طباطبا 2؛ أما

محمد الشريف بن عبد الرحمن الشجري
اشارة

عمدة الطالب، ابن عنبة 81 محمد الشريف بن عبد الرحمن الشجري ..... ص : 81

عقب من حمزة في قول الشيخ العمري؛ و لم يعده شيخ الشرف العبيدلي، و لا الشريف ابن طباطبا في المعقبين، و نص بعضهم على أنه لم يعقب؛ و عبيد اللّه و له عدد، و الحسن و الحسين. هذا ما قاله السيد أبو عبد اللّه

الحسين بن طباطبا الحسني، ثم قال: و قيل: و عبد الرحمن و احمد «1» و قيل: و جعفر.

هذا كلامه.

أما 1 عبيد اللّه* بن محمد بن الشجري و كان سيدا متوجها بالمدينة فأولد و أكثر 2 و عقبه من أحمد، و الحسن و محمد الاعلم، أما

أحمد بن عبيد اللّه

، فولده جماعة لهم أعقاب منهم 1 اسماعيل بن أحمد له أعقاب بآمل منهم. أبو جعفر النقيب الناسب كان بآمل 2، و علي الزاهد أخوه، و الحسين أخوهما؛ و لا بقية لهم، و أبو عبد اللّه محمد بن اسماعيل له بقية. و الحسن بن اسماعيل له ولد، و علي بن اسماعيل يقال لأبنه زيد الأعرج. و فيه شك نسأل عنه إن شاء اللّه تعالى، كذا قال ابن طباطبا. و جعفر بن احمد بن عبيد اللّه، له أولاد أعقب منهم أحمد، و أبو القاسم علي، و محمد؛ و يحيى، أما 1 أحمد* بن جعفر بن أحمد بن عبيد اللّه فبقية ولده في أبي الحسن علي بن ابي طالب بن أحمد بن القاسم بن أحمد بن جعفر المذكور قال ابن طباطبا و هو كثير الفضائل و العلوم له قدم ثابت في كل علم، حفظ و تصرف و له معرفة جيدة بالنسب. كان نقيبا بطبرستان و آمل حرسه اللّه تعالى و كثر في العشيرة أمثاله و له أولاد؛ 2 و أخوه محمد له ولد؛ هذا كلامه.

و أما أبو القاسم علي بن جعفر بن أحمد فأعقب من 1 أبي طالب محمد ولده بجيلان 2، و أما محمد بن جعفر بن أحمد بن عبيد اللّه، فولده 1 زيد إمام المسجد بطبرستان 2، و أما يحيى بن جعفر بن أحمد بن عبيد اللّه فله ولد، و

حمزة بن احمد بن عبيد اللّه بن محمد بن الشجري، من ولده 1 أبو الحسن محمد الرازي الملقب بشهدانق، له عقب بقزوين و الري 2، و 1 زيد بن أحمد بن

______________________________

(1) قال العمري و أحمد له عقب قليل، و قد جعل من أولاد محمد الشريف المذكور عيسى و محمد و قال: لم يذكر لهما عقب. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:82

عبيد اللّه ولده بهوسم، و هو محمد بن زيد له عقب 2، و الحسين و أحمد و أبو علي عبيد اللّه و قيل 1 عبد اللّه بن أحمد* بن عبيد اللّه ولده ببخارى 2 منهم 1 أبو القاسم محمد بن عبيد اللّه و مهدي و علي و زيد لهم أولاد و أعقاب ببخارى 2،

و أما

محمد الأعلم بن عبيد اللّه ابن الشجري

فأعقب من يحيى، و الحسين، و صالح، أما يحيى فمن ولده اسماعيل بن أبي علي الحسن كوجك بن يحيى، له عدة أولاد لهم أعقاب، و منهم 1 الحسن الملقب زرّين كمر 2، و 1 أبو محمد القاسم الملقب مانكديم 2 إبنا علي بن محمد بن جعفر بن يحيى بن محمد الأعلم لها عقب و منهم الحسين بن محمد بن جعفر بن يحيى بن محمد الأعلم، له عقب، و زيد بن محمد بن جعفر بن يحيى بن محمد الأعلم، له عقب. و زيد بن محمد بن يحيى بن محمد الأعلم، له ولد، و أما الحسين بن محمد الأعلم فمن ولده 1 محمد بن الحسين بن محمد الاعلم؛ قال ابن طباطبا: رأيته ببغداد يتفقه على مذهب أبي حنيفة في مجلس أبي الحسين القدوري. و له اخوة 2؛ و أما صالح بن محمد الأعلم فمن ولده 1 أبو القاسم زيد بن أبي طالب

الحسن بن زيد بن صالح*، يلقب المسدد باللّه بويع له بالديلم و له ولد بقزوين 2.

و أما

الحسن بن عبيد اللّه بن محمد الشجري

فعقبه من أبي جعفر محمد وحده و أعقب أبو جعفر محمد من ثلاثة الحسن و القاسم و اسماعيل- انقضى ولد عبيد اللّه* بن محمد بن الشجري- و أما 1 الحسن* بن محمد بن الشجري «1» و يلقب شعر أنف 2 فولده 1 أبو القاسم محمد، و 1 أبو محمد جعفر؛ ولده بالنوبة 2، و 1 أبو الحسن محمد ولده ببخارى، و له أولاد غير هؤلاء 2 قال البخاري: و غيره؛ منهم بالنوبة، و خراسان و غير ذلك 2. فمن ولده 1 أبو هاشم المجدور و فيه خير و صلاح، و أبو طالب حمزة إبنا علي بن 1 يحيى صاحب الزواريق 2 بن هارون بن محمد بن الحسن بن أبي القاسم محمد بن الحسن بن محمد بن الشجري، لكل منهما ولد؛ و اكثرهم بالري و طبرستان 2 و منهم 1 حمزة بن محمد بن صاحب الزواريق يحيى بن هارون. له بقية

______________________________

(1) قال العمري في (المجدي). الحسن يلقب شعر أنف له قدر، من ولده أبو عبد اللّه محمد الملقب زغينة، أولد بالبصرة الحسين المعروف بابن مرة بن محمد بن الحسن شعر أنف بن محمد بن عبد الرحمن الشجري، و من ولد شعر أنف قوم بالصغد و الهند و بخارى و النوبة و خراسان و مصر و الملتان و العراق و منهم المثقوب و هو يحيى بن هارون بن محمد بن شعر أنف، هذه رواية أبي منذر و الكوفيين. م ص.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:83

كانت بالكوفة 2 و منهم 1 أبو محمد جعفر* بن الحسن بن محمد بن الشجري؛ ولده بالنوبة

2؛ و منهم 1 أبو جعفر عبد الرحمن بن أبي القاسم محمد بن الحسن بن محمد، له أولاد ببخارى و غيرها، و له غير هؤلاء ايضا.

2

و أما

الحسين بن محمد الشجري

فعقبه في يحيى و ابي محمد علي، و أبي الحسن محمد، و عبد اللّه؛ و ابراهيم؛ و جعفر، و 1 أبي الغيث محمد. مات في الحبس بسرّ من رأى 2؛ منهم 1 أحمد بن علي بن الحسين بن أبي الغيث محمد*؛ له ولد ببخارى يعرفون ببني كاسكين 2 و من ولد يحيى بن الحسين بن محمد بن الشجري 1 أبو نقشة سعد اللّه بن مفضل بن محسن المناخلي بن زيد بن محمد المورزر بن 1 زيد الملقب كشكه 2 بن يحيى بن الحسين المذكور؛ له عقب يقال لهم: «بنو أبي نقشة» 2. و أخوه 1 الحسين المناخلي بن مفضل المذكور؛ من ولده «بنو شكر» بالمشهد الغروي 2. و ابن ابنه الود، و هو 1 الود بن محمد بن سعد اللّه المذكور؛ يقال لولده بنو الود آخر ولد محمد الشجري-.

2

و أما

1 علي السيد* بن عبد الرحمن الشجري
اشارة

و كان سيدا متوجها بالمدينة فأعقب من جماعة انتشر عقبة من ثلاثة 2. و هم ابراهيم العطار، و الحسن، و زيد أما

1 ابراهيم العطار*

فعقبه بطبرستان 2 منهم 1 أبو الحسين أحمد بن محمد بن ابراهيم ختن الحسين بن زيد الداعي الكبير، و كان قد استولى على الأمر بعده بطبرستان حتى زحف اليه محمد بن زيد فقتله و ملكها؛ 2 و من ولده 1 علي بن العباس بن ابراهيم قاضي طبرستان له أولاد 2 و 1 لأخويه عقب منتشر، و هما أبو القاسم الحسين و أبو علي محمد.

2

و أما

1 الحسن* بن علي السيد بن عبد الرحمن الشجري

فأعقب بالري و الكوفة و غيرها و اليه نسب الداعي الصغير من قال إنه شجري 2؛ و منهم الشيخ أبو عبد اللّه الحسين بن طباطبا الحسني قال: هو أبو محمد الحسن «1» بن القاسم بن الحسن بن علي بن عبد الرحمن الشجري و أعقب من أبي عبد اللّه 1 محمد النقيب الخليفة بالديلم 2؛ و 1 أبي الفضل يحيى، كان

______________________________

(1) و كان الحسن هذا يلقب نزوان، و كان أبوه القاسم بن الحسن ينكره ذكر ذلك أبو الحسن بن الناصر الكبير (عن هامش النسخة المخطوطة).

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:84

عظيم القدر و المحل بآمل و طبرستان 2. و ابراهيم أعقب أبو عبد اللّه النقيب الخليفة من ولده أحمد، و أعقب أحمد اسماعيل و كان 1 لاسماعيل* ابنا ناقصا «1» ببغداد، و ولده علي كان بمصر في جملة الديلم 2، و أعقب أبو الفضل يحيى بن الداعي الصغير أبا محمد الحسن له ولد، و ابا عبد اللّه محمدا و أبا الحسن عليا، و أبا زيد صالحا، له أبو حرب محمد، و مهدي و الحسين و علي، و أعقب ابراهيم بن الداعي الصغير، ابا طالب حمزة له أولاد لهم عقب و 1 أبا حرب مهديا له بنت.

2

و أما

زيد بن علي السيد بن الشجري

فله أعقاب فيهم عدد و انتشار، فمن ولده 1 أبو الحسن علي المعروف بابن المقعدة بن زيد المذكور، أعقب من ثمانية رجال و عقبه كثير،

2 و أما

جعفر* بن الشجري

فأعقب رجلين هما 1 أبو جعفر محمد كان سيدا بالمدينة 2، و أحمد الرئيس الأصغر، فمن ولد أبي جعفر محمد 1 كركورة و هو احمد بن محمد المذكور له عقب يقال لهم «بنو كركورة» أكثرهم بالري و نواحيها 2، و منهم عبد اللّه بن محمد، من ولده 1 أبو عبد اللّه مهدي بن الحسن بن محمد بن زيد بن أحمد بن علي بن عبد اللّه بن محمد المذكور، له ولد بطبرستان 2، و منهم 1 الحسين «الحسن خ ل» بن محمد كان بسمرقند و أعقب 2، و منهم 1 1 الملطوم «المظلوم خ ل» صاحب الشامة 2، و هو جعفر بن محمد بن الحسن بن الحسين بن الحسين بن علي بن محمد بن جعفر بن الشجري. منهم، قوم بصنعاء اليمن شهد لهم بنو الناصر أحمد بن يحيى الهادي بنسبهم- آخر ولد جعفر بن الشجري، و هم آخر ولد القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السّلام-.

2

و أما

1 اسماعيل* بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب
اشارة

، و يكنى أبا محمد، و يلقب بحالب الحجارة بالحاء المهملة «2» و هو أصغر أولاد الحسن بن زيد بن الحسن العقبين، و أمه أم ولد، اعقب من رجلين 2 محمد، و على النازوكي أما

محمد بن اسماعيل
اشارة

فعقبه يرجع الى ولده الداعي محمد بن زيد بن محمد المذكور و بقية في المهدي الحسن بن زيد بن محمد الداعي، و كان

الداعي محمد بن زيد

و أخوه 1 الحسن* قد ملكا طبرستان، ملكها 2

______________________________

(1) كذا في ثلاث نسخ مخطوطة و الصحيح (ابن ناقص) م ص

(2) و قد روى بالجيم. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:85

أولاد 1 الحسن، و لقب بالداعي الكبير و الداعي الأول؛ و أمه بنت عبد اللّه بن عبيد اللّه الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السّلام، و كان ظهوره بطبرستان سنة خمسين و مائتين و توفي سنة سبعين و مائتين، و لم يعقب، و استولى على الأمر بعده ختنه على أخته أبو الحسين أحمد بن محمد بن ابراهيم بن علي بن عبد الرحمن الشجري بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السّلام و كان أخ الداعي محمد بن زيد بجرجان، فلما وصل اليه الخبر زحف الى أبي الحسين من جرجان سنة إحدى و سبعين و مائتين فقتله؛ و ملك طبرستان و أقام بها سبع عشرة سنة و سبعة أشهر، و استولى على تلك الديار حتى خطب له رافع بن هرثمة بنيسابور ثم حاربه محمد بن هارون السرخسي صاحب اسماعيل بن احمد الساماني فقتله «1» و حمل رأسه و ابنه زيد بن محمد الى بخارى و دفن بدنه بجرجان عند قبر الديباج محمد بن الصادق عليه السّلام و كان أبو مسلم محمد بن بحر الاصفهاني الكاتب المصنف المعتزلي يكتب له و يتولى أمره.

2

و أما

علي بن اسماعيل بن الحسن بن زيد

و يعرف بالنازوكي فله عقب كثير منهم بنو طير خوار و هو أبو العباس الحسن بن علي بن أحمد الأفقه بن علي النازوكي، و منهم 1 محمد المعروف «2» بابن علية النازوكي 2؛ من ولده 1 علي بن 1

الحسين أميركا القمي الملقب بشكنبة 2 بن علي بن محمد المذكور، له عقب بالشام و طرابلس و دمشق

2، و أما

1 علي السديد* بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب
اشارة

عليه السّلام و يكنى أبا الحسن و أمه أم ولد 2 و عقبه من ابنه 1 عبد اللّه علي. أمه ام ولد، قال ابو نصر سهل بن داود البخاري: يقال إن عبد اللّه بن علي استلحقه الحسن بن زيد و هو جده بعد موت ابنه علي بالقيافة، ذلك أن أباه عليا هلك في حياة أبيه الحسن بن زيد، و أم عبد اللّه جارية بيعت و لم يعلم أنها حامل، فلما توفي علي بن الحسن بن زيد ردها المشتري الى أبيه الحسن بن زيد فولدت عبد اللّه فشك فيه فدعا بالقافة فألحقوه به، و اسم الجارية هيفاء 2. فولد عبد اللّه بن علي السديد

1 عبد العظيم

______________________________

(1) و كانت شهادة محمد بن زيد الداعي سنة 287 ه. (عن هامش الاصل).

(2) قال البيهقي: و أبو شجاع من أولاد محمد بن علية بن علي ورد من الري الى بيهق في شهور سنة 488 ه. و له أعقاب كثيرة ببيهق و اللّه أعلم. (عن هامش المخطوطة).

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:86

السيد الزاهد المدفون في مسجد الشجرة بالري و قبره يزار 2، و أولد عبد العظيم 1 محمد بن عبد العظيم كان زاهدا كبيرا و انقرض محمد بن عبد العظيم و لا عقب له.

2 و أما

أحمد بن عبد اللّه بن السديد

فقال العمري الكبير النسابة: أعقب. و قال أبو اليقظان: ما أعقب. و قال شيخنا أبو الحسن العمري: و الذي عليه العمل أنه أعقب من ولده السبيعي. و هو 1 أبو محمد القاسم بن الحسين نقيب الكوفة بن القاسم بن أحمد بن عبد اللّه بن علي السديد، نسب الى محلة بالكوفة يقال لها السبيعية، و له عقب بها يقال لهم: «السبيعيون». و كان القاسم السبيعي من أعيان العلويين 2، و من ولده 1 يحيى بمصر، ولي قضاء بعض تلك البلاد 2، و من ولد القاسم بن أحمد بن عبد اللّه، 1 الحسن بن علي بن القاسم بن احمد قال أبو نصر البخاري: له عقب بالحجاز 2. و من ولده أحمد بن عبد اللّه دردار بن احمد و ولده 1 محمد الأبهري، له عقب كثير بأبهر و غيرها لهم جلالة و رياسة 2، و من ولد أحمد بن عبد اللّه، محمد بن احمد و له بأبهر ولد، و هو 1 أبو علي عبد اللّه شاطورة له اعقاب كثيرة بأبهر و زنجان و طبرستان و همدان 2، و عقبه من ابنه 1 أبي

عبد اللّه محمد، و المنتسبون اليه من رؤساء أبهر و غيرها ينتسبون الى محمد بن عبد اللّه الدردار 2 و الأصح المعتمد أنهم من ولد شاطورة، منهم السيد رضي الدين أبو عبد اللّه محمد بن علي بن عرب شاه، و هو حمزة بن أحمد بن عبد اللّه دردار، و قوم يقولون هو ابن محمد بن عيسى بن محمد عبد اللّه شاطورة، و قد نسبهم بعض الناس- أعنى روساء أبهر- الى محمد بن زيد بن عبد اللّه الأصغر بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السّلام و لا يصح نسبهم هناك.

و كان رضي الدين المذكور نقيب أبهر و له فضل: و ابنه ناصر الدين مطهر بن رضي الدين محمد المذكور تولى نقابة المشهدين و الحلة و الكوفة أشهرا، و 1 الحسن بن عبد اللّه بن علي السديد. قال الشيخ ابو الحسن العمري: عقبه في «صح». و قال أبو عبد اللّه بن طباطبا:

و الحسن بن عبد اللّه يعرف المهفهف ولى أموال فدك للمعتضد و انقرض و لا بقية له 2، و بالري و ما والاها قوم ينتسبون اليه و هو غلط عظيم منهم في أنسابهم قال: و سأبين ذلك إن شاء اللّه تعالى في غير هذا الموضع و أخرج أنسابهم على صحتها. هذا كلامه،

و

1 محمد بن عبد اللّه بن علي السديد

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:87

، قال أبو الحسن العمري: يقال له المهفهف و لا يعرف له بقية. قال ابن طباطبا:

و قال قوم و ولده بأبهر و زنجان 2.

و أما

1 اسحاق* بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب
اشارة

عليه السّلام و هو الكوكي فيما قال ابو نصر البخاري و غيره، لبياض كان على عينيه. و يكنى ابا الحسن و امه ام ولد بخارية 2، لم يذكر له شيخ الشرف العبيدلي عقبا. و قال ابو نصر البخاري: ولد حسنا و حسينا و هارونا.

و ذكر له الشيخ أبو الحسن العمري: اسماعيل و اخاله هارون قال: و 1 ولد هارون* ابنا قتله ابن الليث الصفار أمه قمية 2. هذا كلام أبي الحسن العمري، و قال ابن طباطبا: ولد هارون و الحسن، أما

هارون

فله جعفر و لجعفر أولاد ثلاثة لهم عقب في كتب النسب و هم 1 محمد ولده بآمل و طبرستان 2، و أحمد له ولد اسمه 1 محمد و هو الخطيب ولده يعرفون بالخطيبيين، 2 و الحسن له ولد هو أحمد، له عقب، هذا كلامه. و قال أبو نصر البخاري. ولد الحسن بن اسحاق بن الحسن بالمغرب ابنا و امرأتين و قتل الحسن بن اسحاق، و ولد هارون بن اسحاق، جعفر بن هارون بن اسحاق، و محمد بن جعفر بن هارون بن اسحاق، هو الذي قتله رافع بن الليث بآمل و مشهده ظاهر يتبرك به و بزيارته. ثم قال: لا يخرج ولده جملة من النساب و يقولون اسحاق ليس له ولد. قال الناصر الكبير: ما أقول في ولد اسحاق خيرا و لا شرا.

و أما

1 زيد* بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب

عليه السّلام و يكنى أبا طاهر 2 فلم يذكر له شيخ الشرف أبو الحسن محمد بن أبي جعفر العبيدلى عقبا و قال ابن طباطبا: ولده 1 طاهر و لطاهر محمد، و هما في «صح» 2 قال أبو الحسن العمري: ولد 1 زيد* طاهرا، أمه أسماء بنت ابراهيم المخزومية 2، و 1 عليا أمه أم ولد 2 فولد طاهر بن زيد بن الحسن عليا و محمدا*، فولد محمد بن طاهر 1 حسنا بصنعاء اليمن أمه منها و له بها ولد 2. هذا كلامه، و وافقه على ذلك السيد أبو الغنائم الزيدي النسابة. و قال أبو نصر البخاري: يقال انه- يعني طاهر بن زيد- أعقب من محمد بن طاهر و هو من أم ولد بالحجاز. و منهم خلق كثير بالبصرة.

ثم قال بعد ذلك: لا يصح لطاهر بن زيد ولد ذكر؛ قال: و ذكر أحمد

بن عيسى بن الحسين بن علي و هو أحد علماء العلوية بالنسب: أنه سمع طاهر بن زيد عند موته يقول: لا عقب

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:88

لي. و المنتمون الى طاهر يقولون نحن بنو طاهر بن الحسن بن محمد بن طاهر بن زيد و اللّه بحالهم أعلم.

و أما

1 عبد اللّه* بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب
اشارة

عليه السّلام و يكنى أبا زيد و أبا محمد ايضا؛ و أمه أم ولد تدعى خريدة؛ و لم يذكر شيخ الشرف العبيدلي له ولدا، قال شيخنا العمري: ولد عبد اللّه خمسة 2 عليا؛ و الحسن؛ و محمدا و زيدا، و اسحاق. و 1 قال: إن زيدا* ولد و كذا اسحاق* قالوا و قد أولد الحسن*، هذا كلامه. 2

و قال الشيخ أبو نصر البخاري: كان

1 زيد* بن عبد اللّه

أشجع أهل زمانه و كان مع أبي السرايا الخارج بالكوفة فهرب الى الأهواز فأخذه النار عيسى فضرب عنقه صبرا، و لم يذكر البخاري من ولد عبد اللّه غيره 2، و قال فولد زيد بن عبد اللّه محمدا و عليا، و حسنا، و عبد اللّه، أمهم علوية، و ولد العمري يعني النسابة الكبير و لا غيره أولاد محمد بن زيد بن عبد اللّه «1» و لم يثبتوا له نسبا.

و قال ايضا: فأما أبو زيد عبد اللّه بن الحسن بن زيد بن الحسن السبط بن علي بن ابي طالب عليه السّلام فما أعرف حاله و لا أشهد بصحة نسبه- يعني محمد بن زيد بن عبد اللّه- و اللّه أعلم بحاله.

و أما

1 ابراهيم* بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب

عليه السّلام و يكني أبا اسحاق و أمه أم ولد 2، فلم يذكر له شيخ الشرف العبيدلي عقبا غير القاسم بن محمد بن داود بن محمد بن الحسن بن ابراهيم المذكور، و قال 1 أبو عبد اللّه بن طباطبا إن ابراهيم بن الحسن بن زيد عقبه من ابراهيم بن ابراهيم. 2

و لإبراهيم بن ابراهيم الحسن و محمد، أما الحسن فولد 1 محمدا بنصيبين 2، و لمحمد ابن إسمه طاهر، و لطاهر داود و لداود محمد، و أحمد لهما عقب، و أما محمد بن ابراهيم فولده

______________________________

(1) كذا في الأصل، و الظاهر ان العبارة: (و لم يذكر العمري النسابة و لا غيره أولاد محمد، الخ) (كذا عن هامش نسخة مخطوطة) و في نسخة مخطوطة أخرى صحيحة ذكر بعد قوله علوية (و ولد محمد بن زيد بن عبد اللّه حسنا و عليا و عبد اللّه أمهم مخزمية و هم بالحجاز) ثم قال بعد ذلك لم يخرج العمري يعني النسابة

الكبير و لا غيره الخ. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:89

الحسن و علي إبنا محمد بن ابراهيم و لكل منهما عقب، و قال أبو الحسن العمري: ولد 1 محمد* بن ابراهيم بنصيبين 2. و من ولد محمد بن إبراهيم بن الحسن بن زيد، 1 محمد بن الحسن بن محمد المذكور، مات في الحبس بمكة 2، و قال أبو نصر البخاري: ولد ابراهيم بن ابراهيم محمدا و الحسن.

أما محمد فولد 1 حسنا، و عبد اللّه، و أحمد، أمهم سلمة بنت عبد العظيم بن عبد اللّه بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب 2 ثم قال: فأولاد 1 عبد اللّه* بن محمد بن ابراهيم بخراسان. 2

ثم قال العمري في كتابه: لا يصح لعبد اللّه بن محمد بن ابراهيم عقب و لا نسب و اللّه اعلم. آخر ولد ابراهيم بن الحسن بن زيد. و هم آخر ولد الحسن بن زيد. و هم آخر ولد زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السّلام «1».

______________________________

(1) و أما عمرو القاسم و عبد اللّه بن الحسن بن علي عليه السّلام فانهم قتلوا بين يدي عمهم الحسين بالطف. و عبد الرحمن بن الحسن خرج مع عمه الحسين عليه السّلام الى الحج فتوفي بالأبواء و هو محرم. و طلحة بن الحسن كان جوادا كريما.

(عن هامش الأصل).

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:90

المقصد الثاني في عقب 1 أبي محمد الحسن* المثنى بن الحسن بن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب «ع»
اشارة

و يكنى أبا محمد و أمه خولة بنت منظور بن زبان بن سيار بن عمرو بن جابر بن عقيل بن سمي بن مازن بن فزارة بن ذبيان، و كانت تحت محمد بن طلحة بن عبيد اللّه فقتل عنها يوم الجمل و لها منه أولاد فتزوجها الحسن

بن علي بن ابي طالب عليه السّلام فسمع بذلك أبوها منظور بن زبان فدخل المدينة و ركز رايته على باب مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فلم يبق في المدينة قبسي إلا دخل تحتها.

ثم قال: أ مثلي يغتال عليه في ابنته؟ فقالوا: لا، فلما رأى الحسن عليه السّلام ذلك سلم اليه ابنته فحملها في هودج و خرج بها من المدينة فلما صار بالبقيع قالت له: يا أبه اين تذهب إنه الحسن بن أمير المؤمنين علي رحمه اللّه و ابن بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله؟! فقال: إن كان له فيك حاجة فسيلحقنا، فلما صاروا في نخل المدينة إذا بالحسن و الحسين و عبد اللّه بن جعفر قد لحقوا بهم فأعطاه إياها فردها الى المدينة؛ و كان قد خطب الى عمه الحسين عليه السّلام إحدى بناته فأبرز اليه فاطمة و سكينة و قال: يا ابن أخي اختر أيهما شئت فاستحى الحسن و سكت فقال الحسين: قد زوجتك فاطمة «1» فانها أشبه الناس بأمي فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.

و قال البخاري: بل اختار الحسن فاطمة بنت عمه الحسين عليه السّلام

و كان الحسن بن الحسن يتولى صدقات أمير المؤمنين علي عليه السّلام و نازعه فيها زين العابدين علي بن الحسين عليه السّلام ثم سلمها له. فلما كان زمن الحجاج سأله عمه عمر بن علي أن يشركه فيها

______________________________

(1) و كانت فاطمة تزوجت بعد الحسن المثنى عبد اللّه بن عمر بن عمرو ابن عفان الأموى و هو الشاعر المشهور الذي يقال له العرجي، فولدت له اولادا منهم محمد المقتول مع أخيه عبد اللّه بن الحسن، و يقال له الديباج و

القاسم و رقية بنو عبد اللّه بن عمر ذكره أبو الفرج الاصفهاني في (مقاتل الطالبين) م ص.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:91

فأبي عليه فاستشفع عمر بالحجاج فبينا الحسن يساير الحجاج ذات يوم قال: يا أبا محمد إن عمر بن علي عمك و بقية ولد أبيك فأشركه معك في صدقات أبيه. فقال الحسن، و اللّه لا أغير ما شرط علي فيها و لا أدخل فيها من لم يدخله و كان أمير المؤمنين عليه السّلام قد شرط أن يتولى صدقاته ولده من فاطمة دون غيرهم من أولاده. فقال الحجاج. إذن أدخله معك.

فنكص عنه الحسن حين سمع كلامه و ذهب من فوره الى الشام فمكث بباب عبد الملك بن مروان شهرا لا يؤذن له فذكر ذلك ليحيى بن أم الحكم و هي بنت مروان و ابوه ثقفي فقال له:

سأستأذن لك عليك و أرفدك عنده.

و كان يحيى قد خرج من عند عبد الملك فكر راجعا فلما رآه عبد الملك قال: يا يحيى لم رجعت و قد خرجت آنفا؟ فقال: لأمر لم يسعنى تأخيره دون أن أخبر به أمير المؤمنين.

قال: و ما هو؟ قال: هذا الحسن بن الحسن بن علي بالباب له مدة شهر لا يؤذن له، و إن له و لأبيه و جده شيعة يرون أن يموتوا عن آخرهم و لا ينال أحدا منهم ضر و لا أذى. فأمر عبد الملك بادخاله و دخل فأعظمه و أكرمه و أجلسه معه على سريره ثم قال. لقد أسرع اليك الشيب يا أبا محمد. فقال يحيى: و ما يمنعه من ذلك أماني أهل العراق يرد عليه الوفد بعد الوفد يمنونه الخلافة. فغضب الحسن من هذا الكلام و قال له: بئس الرفد رفدت؛ ليس

كما زعمت، و لكنا قوم تقبل علينا نساؤنا فيسرع الينا الشيب، فقال له عبد الملك ما الذي جاء بك يا أبا محمد؟ فذكر له حكاية عمه عمر و أن الحجاج يريد أن يدخله معه في صدقات جده. فكتب عبد الملك الى الحجاج كتابا أن لا يعارض الحسن بن الحسن في صدقات جده و لا يدخل معه من لم يدخله علي، و كتب في آخر الكتاب:

إنا اذا مالت دواعي الهوى و أنصت السامع للقائل

و اضطرب القوم بأحلامهم نقضي بحكم فاصل عادل

لا نجعل الباطل حقا و لانلفظ دون الحق بالباطل

نخاف أن تسفه أحلامنافنخمل الدهر مع الخامل و ختم الكتاب و سلمه اليه و أمر له بجائزة و صرفه مكرما؛ فلما خرج من عند عبد الملك لحقه

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:92

يحيى بن أم الحكم فقال له الحسن: بئس و اللّه الرفد رفدت ما زدت على أن أغريته بي فقال له يحيى: و اللّه ما عدوتك نصيحة و لا يزال يهابك بعدها ابدا، و لو لا هيبتك ما قضى لك حاجة.

و كان الحسن بن الحسن شهد الطف مع عمه الحسين عليه السّلام و أثخن بالجراح فلما أرادوا أخذ الرؤوس وجدوا به رمقا فقال أسماء بن خارجة بن عيينة بن خضر بن حذيفة بن بدر الفزاري: دعوه لي فان وهبه الأمير عبيد اللّه بن زياد «لع» لي و إلا رأى رأيه فيه. فتركوه له فحمله الى الكوفه، و حكوا ذلك لعبيد اللّه بن زياد. فقال: دعوا لأبي حسان ابن اخته.

و عالجه أسماء حتى برئ ثم لحق بالمدينة.

و كان عبد الرحمن بن الأشعث قد دعا اليه و بايعه، فلما قتل عبد الرحمن توارى الحسن حتى دس اليه الوليد «1» بن عبد الملك من

سقاه سما فمات و عمره إذ ذاك خمس و ثلاثون سنة و كان يشبه برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.

و أعقب الحسن بن الحسن من خمسة رجال 2 1 عبد اللّه المحض، و ابراهيم الغمر و الحسن المثلث، و أمهم فاطمة بنت الحسين بن علي عليه السّلام 2 و من 1 داود، و جعفر و أمهما أم ولد رومية تدعى حبيبة «2» فعقبه خمسة أسباط 2 تذكر في خمسة معالم:

______________________________

(1) الصحيح: سليمان بن عبد الملك. لأن الحسن هذا قد دس اليه السم سنة سبع و ستعين و الوليد مات سنة ست و تسعين و بويع بعده أخوه سليمان، فالذي دس اليه السم هو سليمان دون الوليد، ثم إن ما ذكره من أنه كان عمر الحسن عند موته خمسا و ثلاثين سنة لا يصح لأنه مات بعد والده بثمان و أربعين سنة فكيف يكون عند موته ابن خمس و ثلاثين؟ فالذي يغلب على الظن أن في العبارة تقديما و تأخيرا و أن الصحيح (أن عمره كان عند موته ثلاثا و خمسين سنة) لا خمسا و ثلاثين.

(2) و هي التي علمها الامام الصادق عليه السّلام الدعاء المعروف بدعاء أم داود و كان به خلاص ابنها داود من الحبس، و كان للحسن المثنى ابن آخر اسمه محمد و بنتان رقية و فاطمة أمهم رملة بنت سعيد بن زيد بن نفيل العدوي. و لا بقية لمحمد بن الحسن المثنى (قاله في مناهل الضرب) م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:93

المعلم الأول في ذكر 1 عبد اللّه المحض* بن الحسن المثنى بن الحسن «ع»
اشارة

و انما سمّي المحض لأن أباه الحسن بن الحسن عليه السّلام و أمه فاطمة بنت الحسين عليه السّلام و كان يشبه برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و

كان شيخ بني هاشم في زمانه. و قيل له: بما صرتم أفضل الناس؟ قال: لأن الناس كلهم يتمنون أن يكونوا منا و لا نتمنى أن نكون من أحد، و كان قوي النفس شجاعا و ربما قال من الشعر شيئا فمن شعره:

بيض غرائر ما هممن بريبةكظباء مكة صيدهن حرام

يحسبن من لين الكلام زوانياو يصدهن عن الخنا الاسلام

و لما قدم أبو العباس السفاح و أهله سرا على أبي سلمة الخلال الكوفة ستر أمرهم و عزم أن يجعلها شورى بين ولد علي و العباس حتى يختاروا هم من أرادوا ثم قال: أخاف أن لا يتفقوا. فعزم على أن يعزل بالأمر الى ولد علي من الحسن و الحسين، فكتب الى ثلاثة نفر.

منهم جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليه السّلام، و وجه بالكتب مع رجل من مواليهم من ساكني الكوفة فبدأ بجعفر بن محمد عليه السّلام فلقيه ليلا و أعلمه أنه رسول أبي سلمة و أن معه كتابا اليه منه، فقال: و ما أنا و أبو سلمة و هو شيعة لغيرى؟ فقال الرسول: تقرأ الكتاب و تجيب عليه بما رأيت فقال جعفر عليه السّلام لخادمه: قدم مني السراج. فقدمه فوضع عليه كتاب أبي سلمة فأحرقه، فقال: أ لا تجيبه؟ فقال: قد رأيت الجواب. فخرج من عنده و أتى عبد اللّه بن الحسن بن الحسن فقبل كتابه و ركب الى جعفر بن محمد عليه السّلام فقال له: أي امر جاء بك يا أبا محمد لو اعلمتني لجئتك؟ فقال: أمر يجل عن الوصف، قال: و ما هو يا أبا محمد؟ قال:

هذا كتاب أبي سلمة يدعوني لأمر و يراني أحق الناس به، و قد جاءته شيعتنا من خراسان.

فقال له جعفر

الصادق عليه السّلام: و متى صاروا شيعتك؟ أنت وجهت أبا سلمة الى خراسان

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:94

و أمرته بلبس السواد؟ هل تعرف أحدا منهم باسمه و نسبه؟ كيف يكونون من شيعتك و أنت لا تعرفهم و لا يعرفونك؟ فقال: عبد اللّه أن كان هذا الكلام منك لشي ء. فقال جعفر عليه السّلام: قد علم اللّه أني أوجب على نفسي النصح لكل مسلم فكيف أدخره عنك؟ فلا تمنين نفسك الأباطيل، فان هذه الدولة ستتم لهؤلاء القوم و لا تتم لأحد من آل أبي طالب؛ و قد جاءني مثل ما جاءك. فانصرف غير راض بما قاله و أما عمر بن علي بن الحسين فرد الكتاب و قال ما أعرف كاتبه فاجيبه

، و مات عبد اللّه المحض في حبس أبي جعفر الدوانيقي مخنوقا.

و روى أبو الفرج الاصفهاني في كتاب «مقاتل الطالبيين» عمن لم يحضرني اسمه «1» الآن، قال: كنا جلوسا مع فلان «2» و ذكر اسم الذي كان يتولى حبس عبد اللّه- فاذا رسول قد قدم من عند أبي جعفر المنصور و معه رقعة فأعطاها ذلك الرجل الذي كان يتولى الحبس لعبد اللّه و إخوته و بني أخيه، فقرأها و تغير لونه و قام متغير اللون مضطربا و سقطت الرقعة منه لاضطرابه؛ فقرأها فاذا فيها. إذا أتاك كتابي هذا فأنفذ في مذله ما آمرك به و كان المنصور يسمى عبد اللّه المذله، و غاب الرجل ساعة ثم جاء متغيرا مضطربا منكرا فجلس مفكرا لا يتكلم ثم قال: ما تعدون عبد اللّه بن الحسن فيكم؟ فقلنا هو و اللّه خير من أظلت هذه و أقلت هذه. فضرب احد يديه على الأخرى و قال: قد و اللّه مات. و توفي عبد

اللّه و هو ابن خمس و سبعين سنة «3» و كان يتولى صدقات أمير المؤمنين علي عليه السّلام بعد أبيه الحسن، و نازعه في ذلك زيد بن علي بن الحسن عليه السّلام و لهما في ذلك حكايات لا تليق بهذا المختصر.

و أعقب عبد اللّه المحض من ستة رجال 2، 1 محمد ذي النفس الزكية؛ و 1 ابراهيم قتيل باخمري 2، و موسى الجون، و أمهم هند بنت أبي عبيدة بن عبد اللّه بن ربيعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب 2، و من 1 يحيى صاحب الديلم و أمه قريبة «فرثية خ ل» بنت ركيح بن أبي عبيدة؛ بنت أخي هند بنت أبي عبيدة 2، و من 1 سليمان، و ادريس و أمهما عاتكة بنت عبد الملك المخزومية 2؛ فالعقب من

1 محمد ذي النفس الزكية*
اشارة

؛______________________________

(1) رواه عن عمر عن أبي زيد عن عيسى عن عبد الرحمان بن عمران بن أبي فروة.

(2) هو أبو الأزهر مولى المنصور الدوانيقي.

(3) قتل عبد اللّه في محسبه بالهاشمية سنة 145 ه. ذكره أبو الفرج الاصفهاني في (مقاتل الطالبيين). م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:95

و يكنى ابا عبد اللّه، و قيل أبا القاسم؛ و يلقب المهدي و هو المقتول بأحجار الزيت، و قال أبو نصر البخاري: حملت به أمه «1» أربع سنين. و نقل ذلك الدنداني النسابة عن جده و كان يرى رأي الاعتزال، و حكي أبو الحسن العمري: أنه كان تمتاما بين كتفيه خال أسود كالبيضة.

و ولد سنة مائة بلا خلاف، و قيل: مات سنة خمس و أربعين في رمضان، و قيل: في الخامس و العشرين من رجب، و قال البخاري: و هو ابن خمس و

أربعين سنة و أشهرا. و إنما لقب المهدي للحديث المشهور

عن رسول اللّه «صلّى اللّه عليه و آله»: إن المهدي من ولدي اسمه اسمي و اسم ابيه اسم أبي

. و تطلعت اليه نفوس بني هاشم و عظموه؛ و كان جمّ الفضائل كثير المناقب؛ و

حكى الشيخ أبو الفرج الاصفهاني «2»: أن الصادق عليه السّلام أخذ بركابه ذات يوم حتى ركب، فقيل له في ذلك فقال: ويحك هذا مهدينا أهل البيت!

و كان المنصور قد بايع له و لأخيه ابراهيم مع جماعة من بنى هاشم، فلما بويع لبني العباس اختفى محمد و ابراهيم مدة خلافة السفاح؛ فلما ملك المنصور و علم أنهما على عزم الخروج جد في طلبهما و قبض على أبيهما و جماعة من أهلهما فيحكى: أنهما أتيا أباهما و هو في السجن فقالا له: يقتل رجلان من آل محمد خير من أن يقتل ثمانية. فقال لهما: إن منعكما أبو جعفر أن تعيشا كريمين فلا يمنعكما أن تموتا كريمين. و لما عزم محمد على الخروج واعد أخاه ابراهيم على الظهور في يوم واحد، و ذهب محمد إلى المدينة و إبراهيم الى البصرة، فاتفق أن ابراهيم مرض فخرج أخوه بالمدينة و هو مريض بالبصرة، و لما خلص من مرضه و ظهر أتاه خبر أخيه أنه قتل و هو على المنبر يخطب. و يقال: بل أتاه و هو قد توجه الى الكوفة لحرب المنصور فقال:

سأبكيك بالبيض الصفاح و بالقنافان بها ما يدرك الطالب الوترا الى آخره «3» و لما بلغ أبا جعفر المنصور خروج محمد بن عبد اللّه خلا ببعض أصحابه

______________________________

(1) هذا لا يوافق مذهب الامامية و غيرهم اللهم إلا الشافعية (عن هامش المخطوطة).

(2) أنظر أخبار محمد ذي النفس الزكية

في (مقاتل الطالبيين) لأبي الفرج الاصفهاني ص 160- 192 من طبع النجف. م ص

(3) الأبيات التي بعده.

و لست كمن يبكي أخاه بعبرةيعصرها من ماء مقلته عصرا

و لكن أروى النفس مني بغارةتلهب في قطري كتابتها جمرا

و إنا أناس لا تفيض دموعناعلى هالك منا و إن قصم الظهرا (عن هامش الأصل)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:96

فقال له: ويحك قد ظهر محمد فماذا ترى؟ قال: و أين ظهر؟ قال: بالمدينة. فقال: غلبت عليه و ربّ الكعبة. قال: و كيف؟ قال: لأنّه خرج بحيث لا مال و لا رجال فعاجله بالحرب.

فأرسل اليه عيسى بن موسى بن علي بن عبد اللّه بن العباس في جيش كثيف فحاربهم محمد خارج المدينة و تفرّق أصحابه عنه حتى بقي وحده، فلما أحسّ بالخذلان دخل داره و أمر بالتنور فسجر ثم عمد إلى الدفتر الذي أثبت فيه أسماء الذين بايعوه فألقاه في التنور فاحترق، ثم خرج فقاتل حتى قتل بأحجار الزيت، و كان ذلك مصداق تلقيبه النفس الزكية لأنّه

روى عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنّه قال: تقتل بأحجار الزيت من ولدي نفس زكية

. و كان مالك بن أنس الفقيه قد أفتى الناس بالخروج مع محمد و بايعه و لذلك تغيّر المنصور عليه فقال إنّه خلع أكتافه. 2

و أعقب محمد النفس الزكية «1» من إبنه

1 أبي محمد عبد اللّه الأشتر الكابلي
اشارة

وحده؛ و كان قد هرب بعد قتل أبيه الى السند فقتل بكابل في جبل يقال له علج و حمل رأسه الى المنصور فأخذه الحسن بن زيد بن الحسن بن علي عليه السّلام فصعد به المنبر و جعل يشهره للناس. و قال ابو نصر البخاري: بالموصل قوم ينتسبون الى طاهر بن محمد ذي النفس الزكية و هم أدعياء و

لا عقب له من طاهر. و قال الأشناني أبو الحسن نسابة البصرة و مشجرها: أولد طاهر بن محمد محمدا و عليا يعرفان ببني الضائع «الصايغ خ ل» و ليس لهما في الشرف حظ، و ذكر أن أحدهما أشهد على نفسه أنّه عامي. و أما ابراهيم بن محمد ذي النفس الزكية فأعقب من محمد ابراهيم و انقرض بعد أن خلف عدّة أولاد: قال أبو نصر البخاري: لم نجد أحدا انتسب

______________________________

(1) قال أبو نصر البخاري في (سر السلسلة): ولد محمد بن عبد اللّه النفس الزكية عبد اللّه و عليا؛ أمهما سلمة بنت محمد بن الحسن بن الحسن بن علي و الطاهر امه بنت فليح بن محمد بن منذر بن زبير، و الحسن بن محمد بن عبد اللّه من ام ولد- و علي بن محمد بن عبد اللّه جي ء به من مصر فحبس في بغداد و توفي بها و لا عقب له، و الحسن بن محمد قتل يوم فخ و لا عقب له؛ و الطاهر بن محمد لا عقب له؛ و بالموصل قوم ينتسبون اليه أدعياء.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:97

الى ابراهيم بن النفس الزكية، قال شيخنا أبو الحسن العمري: فعلى هذا يبطل نسب الطبلي و هو الفاتك بن حمزة بن الحسن بن الحسين بن ابراهيم بن محمد ذي النفس الزكية؛ و كان الطبلي ببخارى و جرت له خطوب و لا حظ له في النسب.

و العقب من محمد النفس الزكية في عبد اللّه الأشتر الكابلي لا غير 2، كما ذكرنا و منه في 1 محمد الكابلي بن عبد اللّه بن محمد؛ مولده كابل و انتقل عنها بعد قتل أبيه 2 و قال الشيخ أبو نصر البخاري: قتل عبد اللّه

الأشتر بالسند و حملت جاريته و صبي معها يقال له

محمد
اشارة

بعد قتله «1» و كتب أبو جعفر المنصور الى المدينة بصحة نسبه، و قال: كتب إلى حفص بن عمر المعروف بهزارمرد أمير السند بذلك. ثم قال الشيخ أبو نصر البخاري: و

روي عن جعفر الصادق عليه السّلام أنّه قال: كيف يثبت النسب بكتابة رجل الى رجل و هما هما؟

ذكر ذلك أبو اليقظان و يحيى بن الحسن العقيقي و غيرهما و اللّه أعلم ثم قال أبو نصر البخاري: و قال آخرون أعقب و صح نسبه. فولد محمد بن عبد اللّه الأشتر خمسة بنين. طاهرا و عليا و أحمد و ابراهيم و الحسن الأعور الجواد «أما» 1 طاهر* فانقرض 2 و أما 1 علي* فقال الشيخ أبو الحسن العمري: انقرض. و قال أبو نصر البخاري الأشترية من أولاد علي و الحسن ابني محمد بن عبد اللّه؛ فأولاد الحسن قد كثروا و أولاد علي دون ذلك. ثم قال: قال أبو اليقظان انقرضوا يعني أولاد علي بن محمد الأشتر و اللّه أعلم 2. و أما 1 أحمد* فدرج 2 و أما 1 ابراهيم* فقال شيخنا العمري: أولد بطبرستان و جرجان. 2

و عقب محمد بن عبد اللّه الأشتر الذي لا خلاف فيه من

1 الحسن الأعور الجواد*
اشارة

، كان أحد أجواد بني هاشم الممدوحين المعدودين، و يكنى أبا محمد؛ قيل قتلته طي في ذي الحجة سنة 251 ه. و قال ابن الشعراني النسابة المعروف بابن سلطين: قتل الحسن أيام المعتز. 2

______________________________

(1) كذا في النسخ التي بأيدينا من الكتاب، و الذي ذكره أبو نصر البخاري في (سر السلسلة): «فأما عبد اللّه بن محمد فهو الأشتر قتل بالسند و حملت جاريته و صبي معها ولد بعد قتله يقال له محمد بن عبد اللّه بن محمد بن عبد

اللّه ابن الحسن بن الحسن، و كتب أبو جعفر المنصور الخ».

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:98

و عقب الحسن الأعور الجواد بن محمد بن عبد اللّه الأشتر من أربعة رجال «1» و هم 1 أبو جعفر محمد نقيب الكوفة 2، و 1 أبو عبد اللّه الحسين نقيب الكوفة 2 أيضا؛ و أبو محمد عبد اللّه؛ و القاسم. و ذكر ابن طباطبا أبا العباس أحمد بن الحسن الأعور أيضا، أما

1 أبو جعفر محمد*

نقيب الكوفة ابن الحسن الأعور فكان سيدا نقيبا و قتل بفيد و له بقية بواسط 2، منهم أبو العلا عبد اللّه، و أبو السرايا الحسن؛ و أبو البركات محمد بنو أبي جعفر محمد بن أحمد بن أبي جعفر محمد النقيب المذكور؛ و منهم 1 السيد العالم المحدث بهمدان أبو طالب علي 2 بن الحسين بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي جعفر محمد المذكور؛ و أما

1 أبو عبد اللّه الحسين*

نقيب الكوفة بعد أخيه ابن الحسن الأعور؛ فكان له عقب بالكوفة يعرفون ببني الأشتر انقرضوا بعد أن بقيت بقيتهم الى المائة السادسة 2،

و أما بنو

1 أبي محمد عبد اللّه* بن الحسن الأعور

فهم بخراسان و آمل و استراباد، و قد كثر فيهم الأدعياء 2، و كان من ولده بجرجان ناصر بن علي بن محمد بن علي بن عبد اللّه المذكور، و له بها ولد، و كان عبد اللّه بن الأعور قد أعقب من ثلاثة رجال علي و القاسم و أحمد. أما علي فله ولدان 1 الحسن و أبو جعفر محمد، ولدهما بجرجان و نيسابور و طبرستان 2، منهم 1 أبو الفضل علي بن أبي هاشم محمد بن أبي الفضل عبد اللّه بن أبي جعفر محمد بن علي بن عبد اللّه بن الأعور؛ مولده نيسابور في آخرين من اخوته و بني عمه و بني إخوته.

2

و أما

1 القاسم* بن الحسن الأعور

؛ فذكر أن ولده بطبرستان 2، و أولاده 1 محمد و علي و عبد اللّه و الحسن و الحسين، قال ابن طباطبا: و ما وقع اليّ نبأ من أخبارهم و لا عرفني أحد عقبا لهم و اللّه بحالهم أعلم، فمن ذكر أنّه من ولد القاسم احتاج الى بيّنة عادلة تقوم له بصحّة دعواه،

2 و أما

أبو العباس أحمد بن الحسن الأعور

فولده أبو جعفر محمد بن أحمد و الحسن و الحسين و لأبي جعفر محمد «2» و 1 أحمد و علي و قيل هما بجرجان 2، قال أبو عبد اللّه بن طباطبا: و لم يقع

______________________________

(1) و للحسن الأعور عدّة بنات من جملتهن أم علي و قد خرجت الى يوسف بن محمد بن يوسف بن جعفر بن ابراهيم ابن محمد الجعفري؛ و ام كلثوم و قد خرجت الى اسماعيل بن محمد الجعفري، و خديجة تعرف ببنت ملك خرجت الى أيوب بن محمد الجعفري، و ثلاث أخوات الى ثلاثة إخوة جعافرة.

(المجدي للعمري)

(2) كذا في النسخ التي بأيدينا و لعل الصحيح (و لأبي جعفر محمد، أحمد و علي قيل هما بجرجان). م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:99

الى أحد من ولد أحمد و لا عرفني أحد لهم عقبا باقيا. فمن ذكر أنّه من ولده احتاج الى بيّنة عادلة تقوم له بصحّة دعواه.

قلت: و الظاهر أنّه انقرض، و لهذا لم يعدّه الشيخ النقيب تاج الدين بن معية في المعقبين

- آخر ولد محمد النفس الزكية-

و العقب من

1 إبراهيم قتيل باخمرى* بن عبد اللّه المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب
اشارة

عليه السّلام يكنى أبا الحسن، و كان يرى مذهب الاعتزال و كان شديد الأيد، فيحكى؛ انّه كان واقفا مع أخيه محمد و أبيه و إبل لهم تورد و فيها ناقة شرود لا تملك فأقبلت مع الإبل ترد، فقال محمد لإبراهيم و هو ملتف في شملة: إن رددتها فلك كذا و كذا؛ فوثب ابراهيم فقبض على ذنبها فشردت و تبعها إبراهيم ممسكا بذنبها حتى غابا عن أعينهم. فقال عبد اللّه لابنه: بئس ما صنعت عرّضت أخاك للتلف. فلما كان بعد ساعة أقبل إبراهيم ملتفا بشملته، فقال له محمد: أ لم أقل لك إنّك لا تقدر على

ردّها؟ فأخرج ذنب الناقة فألقاه و قال: أ ما يعذر من جاء بهذا؟

و كان إبراهيم من كبار العلماء في فنون كثيرة: يقال إنّه كان أيام اختفائه بالبصرة قد اختفى عند المفضل بن محمد الضبي فطلب منه دواوين العرب ليطالعها فأتاه بما قدر عليه فأعلم إبراهيم على ثمانين قصيدة، فلما قتل إبراهيم استخرجها المفضل و سمّاها ب «المفضليات» و قرئت بعده على الأصمعي فزاد فيها، و ظهر إبراهيم ليلة الإثنين غرّة شهر رمضان سنة خمس و أربعين و مائة بالبصرة و بايعه وجوه الناس؛ منهم بشير الرحال، و الأعمش سليمان بن مهران، و عباد بن منصور القاضي صاحب مسجد عباد بالبصرة، و المفضل بن محمد، و سعيد بن الحافظ في نظرائهم. و يقال: إن أبا حنيفة الفقيه بايعه أيضا و كان قد أفتى الناس بالخروج معه، فيحكى ان امرأة أتته فقالت: إنّك أفتيت ابني بالخروج مع ابراهيم فخرج فقتل. فقال لها: ليتني كنت مكان ابنك. و كتب اليه أبو حنيفة: أما بعد فاني قد جهزت اليك أربعة آلاف درهم و لم يكن عندي غيرها، و لو لا أمانات للناس عندي للحقت بك، فاذا لقيت القوم و ظفرت بهم فافعل كما فعل أبوك في أهل صفين، اقتل مدبرهم و اجهز على جريحهم و لا تفعل كما فعل أبوك في أهل الجمل فان القوم لهم فئة، و يقال ان هذا

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:100

الكتاب وقع الى الدوانيقي و كان سبب تغيّره على أبي حنيفة.

و كان إبراهيم قد يلقب بأمير المؤمنين و عظم شأنه و أحبّ الناس ولايته و ارتضوا سيرته، فقلق الدوانيقي لذلك قلقا عظيما، و ندب اليه عيسى بن موسى من المدينة الى قتاله و سار ابراهيم

من البصرة حتى التقيا بباخمرى- قرية قريبة من الكوفة- و انهزم عسكر عيسى بن موسى ... فيحكى ان ابراهيم نادى: لا يتبعن أحد منهزما، فعاد أصحابه فظن أصحاب موسى أنّهم انهزموا فكروا عليهم فقتلوه و قتلوا أصحابه إلّا قليلا. و قيل بل انهزم بعض عسكر عيسى على مسناة ملتوية فلما صاروا في عكها ظن أصحاب إبراهيم انه كمين قد خرج عليهم، و رفع ابراهيم البرقع عن وجهه فجاءه سهم غائر فوقع على جبهته فقال: الحمد للّه أردنا أمرا و أراد اللّه غيره انزلوني. و كان آخر أمره، و لما اتصل بالمنصور انهزام عسكره و هو بالكوفة اضطرب اضطرابا شديدا و جعل يقول: فأين قول صادقهم أين لعب الغلمان و الصبيان؟ ثم جاءه بعد ذلك خبر الظفر، و جي ء برأس ابراهيم فوضعه في طشت بين يديه و الحسن بن زيد بن الحسن بن علي عليه السّلام واقف على رأسه عليه السواد فخنقته العبرة، و التفت اليه المنصور و قال: أ تعرف رأس من هذا؟ فقال: نعم:

فتى كان تحميه من الضيم نفسه و ينجيه من دار الهوان اجتنابها فقال المنصور: صدقت و لكن أراد رأسي فكان رأسه أهون عليّ و لوددت انّه فاء الى طاعتي.

و كان قتل ابراهيم- على ما قال أبو نصر البخاري- لخمس بقين من ذي القعدة سنة خمس و أربعين و مائة و هو ابن ثماني و أربعين سنة، و قال أبو الحسن العمري: قتل في ذي الحجة من السنة المذكورة، و حمل ابن أبي الكرام الجعفري رأسه الى مصر 2. و عقب إبراهيم من ابنه

1 الحسن
اشارة

لا عقب له من غيره و باقي أولاده بين دارج و منقرض، و أم الحسن امامة بنت عصمة العامرية

من بني جعفر بن كلاب و كان وجيها مقدما طلبت له زوجته امانا من المهدي لما حج فأعطاها إيّاه، و كان المنصور الدوانيقي قد بالغ في طلبه و طلب عيسى بن زيد بعد قتل ابراهيم فلم يقدر عليهما 2.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:101

و أعقب الحسن بن ابراهيم من

1 عبد اللّه
اشارة

وحده، و امه مليكة بنت عبد اللّه بن أشيم تميمية من بني مالك بن حنظلة 2، فأعقب عبد اللّه بن الحسن بن ابراهيم من رجلين، 1 ابراهيم الأزرق؛ و محمد الاعرابي و امهما ام ولد 2، أما

1 ابراهيم الأزرق* بن عبد اللّه بن الحسن بن ابراهيم
اشارة

فولده بينبع يقال لهم: بنو الأزرق. و أعقب من رجلين 2 أبي علي أحمد، و أبي حنظلة داود لهما عقب منتشر، و عقب

أحمد بن الأزرق

يرجع الى 1 أبي الحسين أحمد النسابة صاحب الخاتم 2، و أبي عبد اللّه سليمان ابني أبي حنظلة محمد بن أحمد المذكور

، و عقب

داود

يرجع الى 1 أبي سليمان محمد الملقب حزيمات «جويمات خ ل» 2 و الحسن ابني داود، فمن ولد الحسن بن داود 1 رزق اللّه الملقب بخندريس 2 بن عبد اللّه بن الحسين بن عبد اللّه بن الحسين بن محمد بن عبد اللّه بن الحسن المذكور، له عقب و له عم اسمه الحسن أعقب من 1 الحسين الملقب زينخا، له أيضا عقب 2، و من بني محمد حزيمات سليمان بن سليمان بن محمد حزيمات المذكور له عقب، و من بني 1 ابراهيم بن عبد اللّه بقية بينبع و العراق و خراسان و ما وراء النهر.

2

و أما

محمد الاعرابي* بن عبد اللّه بن الحسن بن ابراهيم

، فعقبه من ابراهيم قال الشيخ النقيب تاج الدين محمد بن معية الحسني رحمه اللّه: و عقب ابراهيم بن محمد* قليل. وعد أحمد صاحب الخاتم من بني ابراهيم الأزرق، و هو قول شيخ الشرف العبيدلي، و أما ابن طباطبا و أبو الحسن العمري فقالا: إن 1 أحمد صاحب الخاتم 2 بن محمد بن أحمد بن ابراهيم بن محمد الحجازي المعروف بالاعرابي فعقب ابراهيم قتيل باخمرى متفرق من ابراهيم الأزرق و محمد الحجازي، و 1 قيل: ان لعبد اللّه بن الحسن بن ابراهيم قتيل باخمرى ولدا اسمه علي أعقب و هو باطل قال أبو نصر البخاري: المنتسبون الى عبد اللّه بن الحسن بن ابراهيم قتيل باخمرى من جهة علي بن عبد اللّه لا يصح لهم نسب. قال: و ذكر أحمد بن عيسى في أنسابه أن عبد اللّه بن الحسن كتب في وصيته: «و لا عقب لي إلّا من محمد و ابراهيم و أما علي فلا أعرفه و لا رأيت امه».- آخر بني ابراهيم قتيل باخمرى-.

2

و العقب من

1 الحسن بن يوسف

ظهر بالحجاز و قتله بنو العباس بمكة

2، و منهم

1 اسماعيل بن يوسف

ظهر بالحجاز و غلب على مكة أيام المستعين و غور العيون و اعترض الحاجّ فقتل منهم جميعا كثيرا، و نهبهم و نال الناس بسببه بالحجاز جهد كثير، ثم مات على فراشه فجأة في ربيع الأول سنة اثنتين و خمسين و مائتين و لا عقب له، 2 1 و قام أخوه محمد* بن يوسف بعد وفاته و أزرى على فعله في السفك و النهب و الفساد فأرسل المعتز بالسفاح الأسروشي في عسكر ضخم فهرب محمد منهم و سار الى اليمامة فملكها و ملكها أولاده بعده فهم هناك يقال لهم الأخيضريون؛ و بنو يوسف أيضا.

2 و ولد

1 الأمير أبو عبد اللّه محمد* بن يوسف
اشارة

صاحب اليمامة اثنى عشر ابنا أعقب منهم ثلاثة 2، و هم يوسف الأمير و فيه البيت و العدد، و ابراهيم. و 1 1 أبو عبد اللّه محمد بن محمد قتيل القرامطة 2؛ قتل هو و بنو أخيه اسماعيل و ابراهيم و إدريس الأكبر و الحسين بنو يوسف الأخيضر سنة ست عشرة و ثلاثمائة في موضع واحد حامى بعضهم عن بعض، و قد كان صالح بن يوسف أعقب و انتشر عقبه و لكنه انقرض. 2

أما

يوسف الأمير بن محمد بن يوسف الأخيضر بن ابراهيم بن الجون
اشارة

فأعقب من ثلاثة رجال 1 اسماعيل* قتيل القرامطة و يكنى أبا ابراهيم 2؛ و أبو محمد الحسن، و 1 أبو عبد اللّه محمد يدعى زغيبا 2 أما

أبو عبد اللّه محمد زغيب بن يوسف بن محمد

فعقبه كثير منتشر،

و أما

أبو محمد الحسن بن يوسف بن محمد

فأعقب من رجلين؛ و هما 1 أبو جعفر أحمد أمير اليمامة، 2 و 1 عبد اللّه الملقب فروخا 2 أعقب أبو جعفر أحمد أمير اليمامة من رجلين و هما أبو عبد اللّه محمد الأمير، و 1 أبو المقلد جعفر يلقب عبرية 2، له عقب كثير، أما أبو عبد اللّه محمد الأمير بن أبي جعفر أحمد بن الحسن بن يوسف فأعقب من ولديه أحمد و عبد اللّه لكلّ منهما ولد؛ و أما أبو المقلد جعفر بن أبي جعفر أحمد بن الحسن بن يوسف فأعقب من خمسة رجال محمد

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:104

الأمير و علي و الحسن، و مقلد، و جعفر بن جعفر «1» «و أعقب» 1 عبد اللّه* الملقب فروخا من رجلين 2 1 ابراهيم الملقب بعيثار 2 و عيسى، لهما أولاد و أولاد أولاد، فمن ولد ابراهيم بن عبد اللّه فروخ 1 عيثار بن المنفقية «المنتفقية خ ل» و هو ابن الحسن بن ابراهيم بن فروخ، و نقل الشيخ ابو الحسن العمري عن أبي الحسن الأشناني النسابة في الحسن بن ابراهيم غمزا و اللّه أعلم.

2

و أما

1 أبو ابراهيم* اسماعيل
اشارة

قتيل القرامطة ابن يوسف بن محمد بن يوسف الأخيضر و قد ولّي اسماعيل أمر اليمامة، قال الشيخ أبو الحسن العمري: و وجوه الأخيضريين اليوم من ولد اسماعيل، و أعقب من رجلين 2 صالح أمير اليمامة؛ و 1 أحمد الملقب حميدان يكنى أبا جعفر؛ و قال ابن طباطبا: أبا الضحاك 2. أما

صالح بن اسماعيل

فله محمد أبو صالح، و لمحمد بن صالح 1 عبد اللّه يعرف بالجوهرة، و له ولد و إخوة

2 و أما

1 أبو جعفر أحمد* الملقب حميدان

، فله عقب كثير يقال لهم: بنو حميدان 2، و منهم 1 بنو الدكين و هو أبو الفضل بن حميدان 2، و 1 بنو الألف و هو أبو العسكر بن حميدان 2 و منهم الحسن بن حميدان أعقب من ولده معيد بن الحسن، و 1 ذو الوقار الفقيه العالم المتكلم الضرير المكنى بأبي الصمصام في قول من يصح نسبه ابن محمد بن المعيد هذا و اللّه أعلم 2. و منهم 1 محمد بن حميدان له بقية بالعراق- آخر ولد يوسف الأمير بن محمد بن يوسف الأخيضر بن ابراهيم بن موسى الجون بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السّلام-.

2

أما

ابراهيم بن محمد بن يوسف الأخيضر

فأعقب- على ما قال ابن طباطبا- من أربعة رجال «2» و هم صالح أعقب من رجلين محمد و له أولاد و أولاد أولاد و ابراهيم له ولدان محمد و أحمد و لهما أولاد، و حميدان اسمه أحمد، و محمد. فمن بني أحمد حميدان 1 صالح

______________________________

(1) لم يذكر الخامس من الاخوة أولاد أبي المقلد في النسخ التي بأيدينا قال العمري في (المجدي): (أبو المقلد جعفر بن الأمير أحمد أبي جعفر ابن الحسن بن يوسف الأمير و أولاده الأمراء. الأمير محمد قتله أخوه الأمير جعفر و الأمير حسن و منهم كرزاب بن علي بن عبرية قتل عمه الأمير جعفر بعمه محمد و اخت كرزاب المعروفة بصباح العافية) هذا كلامه و لم يذكر بقية الأخوة.

(2) كذا في النسخ التي بأيدينا و لم يذكر الرابع. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:105

الدنداني القصير بن نعمة بن محمد بن أحمد المذكور، لقيه أبو نصر البخاري، و رآه العمري سنة خمس و ثلاثين و أربعمائة 2 و

منهم 1 1 سليمان و يسمى سالما 2 بن اسماعيل بن أحمد المذكور، أولد و أنكره ولده بنو الأخيضر.

2

و أما

1 أبو عبد اللّه محمد* بن محمد بن يوسف

قتيل القرامطة 2 فأعقب من ولديه يوسف و رحمة أبو يوسف، لهما أولاد، أما رحمة بن محمد بن محمد فولده 1 أحمد بن رحمة له أولاد باليمامة و خرج الى خراسان 2، و أما أبو الحسن ابراهيم بن يوسف الأخيضر بن ابراهيم فأعقب من رجل واحد و هو 1 رحمة امه فاطمة بنت اسحاق بن سليمان بن عبد اللّه بن الجون، 2 و أعقب رحمة من 1 أحمد بن رحمة، و محمد بن رحمة لهما أولاد و انتشار 2، و من 1 الحسين بن رحمة له أولاد و لأولاده أولاد 2، و من 1 اسماعيل بن رحمة، له أولاد و لأولاده أولاد. 2

أما

أبو جعفر أحمد بن يوسف الأخيضر بن ابراهيم

فأعقب من رجلين يوسف و عبد اللّه، أما 1 عبد اللّه* فعقبه بالحجاز، و أعقب من رجل واحد 2 هو محمد بن عبد اللّه، و عقب 1 يوسف* باليمامة 2 كان من ابراهيم و 1 محمد و هو الذي يقال له الفرقاني نودي عليه ببغداد و تبرأ من النسب فوجه اليه أخوه ابراهيم بن يوسف رسولا قاصدا فحمله الى اليمامة 2، قال الشيخ العمري: و هذا يدلّ على صحّة نسبه و له عقب هناك و قال الشيخ أبو عبد اللّه بن طباطبا الحسني: سألت أهل اليمامة من العلويين عن هذا البيت فلم يعرفه أحد منهم و لا ذكروا بقية لهم. حدّثني الشيخ المولى السعيد العلّامة النقيب تاج الدين أبو عبد اللّه محمد بن معية الحسني ان ابراهيم بن شعيب اليوسفي حدّثه أن بني يوسف الأخيضر مع عامر و عايد نحو من ألف فارس يحفظون شرفهم و لا يدخلون فيهم غيرهم؛ و لكنهم يجهلون أنسابهم و يقال لهم بنو يوسف- آخر ولد يوسف

الأخيضر و هم آخر ولد ابراهيم بن الجون و اللّه أعلم-.

أما

1 موسى الجون*
اشارة

بن عبد اللّه المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السّلام و يكنى أبا الحسن، و قيل أبا عبد اللّه، و كان أسود اللون فلقبته امه هند الجون، و كانت ترقصه و هو طفل و تقول:

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:102 إنّك أن تكون جونا أفرعايوشك أن تسودهم و تبرعا

و كان موسى شاعرا و لما قبض المنصور على أبيه و أهله أخذه فضربه ألف سوط ثم قال له أ تعلم ما هذا؟ هذا سجل قاض عليك مني. ثم قال له: إني مرسلك الى الحجاز لتأتيني بخبر أخويك محمد و إبراهيم. فقال موسى: إنّك ترسلني إلى الحجاز و العيون ترصدني فلا يظهران لي. فكتب الى والي الحجاز أن لا يتعرّض له. فخرج الى الحجاز و هرب الى مكة فلما قتل أخوه حجّ المهدي محمد بن المنصور في تلك السنة فقال له في الطواف قائل: أيها الأمير لي الأمان و أدلّك على موسى الجون بن عبد اللّه؟ فقال المهدي: لك الأمان إن دللتني عليه. فقال: اللّه أكبر أنا موسى بن عبد اللّه. فقال المهدي من يعرفك ممّن حولك من الطالبية؟

فقال: هذا الحسن بن زيد، و هذا موسى بن جعفر؛ و هذا الحسن بن عبيد اللّه بن العباس بن علي، فقالوا جميعا: صدق هذا موسى بن عبد اللّه بن الحسن، فخلى سبيله

، و عاش موسى الى أيام الرشيد؛ و دخل ذات يوم فلما قام من عنده عثر بطرف البساط فسقط، فضحك الرشيد، فالتفت اليه موسى و قال: يا أمير المؤمنين انّه ضعف صوم لا ضعف سكر. و مات بسويقة؛ و في ولده العدد

و الإمرة بالحجاز و عقبه من «1» رجلين 2.

1 1 عبد اللّه الشيخ الصالح، و يلقب بالرضا أيضا و كان المأمون قد عيّن عليه و على علي بن موسى بن جعفر عليه السّلام فخرج عبد اللّه على وجهه هاربا من بني العباس الى البادية و مات بها

، و له شعر و قد روى الحديث، 2 و من

ابراهيم بن الجون
اشارة

، و امهما ام سلمة بنت محمد بن طلحة بن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن أبي بكر و ام طلحة بن عبد اللّه بن عبد الرحمن عائشة بنت طلحة بن عبيد اللّه؛ و امها ام كلثوم بنت أبي بكر الصديق. 2

أما ابراهيم بن الجون فأعقب من

1 يوسف الأخيضر

وحده امه قطبية بنت عامر من بني

______________________________

(1) قال العمري في المجدي (ولد موسى بن عبد اللّه الملقب بالجون اثني عشر ولدا منهم تسع بنات- كذا عبارة العمري في (المجدي) و لم يذكر التاسع- هن: زينب خرجت الى محمد بن جعفر بن ابراهيم الجعفري فولدت له ابراهيم و عيسى و داود و موسى؛ و فاطمة و ام كلثوم. قال ابن دينار: خرجت الى ابن أخي المنصور، و رقية كان لها خطر خرجت الى اسماعيل بن جعفر بن ابراهيم الجعفري فولدت له محمدا درج؛ و خديجة و صفية و ام الحسن امهن طليحة و مليكة خرجت الى ابن عمها، و الرجال ثلاثة، منهم محمد درج و لم يعقب و ابراهيم، و عبد اللّه) م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:103

الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب، و أعقب يوسف الأخيضر بن ابراهيم بن موسى الجون من ثلاثة 2 1 الأمير أبو عبد اللّه صاحب اليمامة يعرف بالأخيضر الصغير 2، و أبو الحسن ابراهيم، و أبو جعفر أحمد؛ و كان له أولاد أخر منهم

1 عبد الله الشيخ الصالح* بن الجون
اشارة

و عقبه أكثر بني الحسن عددا و أشدّهم بأسا و أحماهم ذماما، فأعقب من خمسة رجال 2 و هم موسى الثاني؛ و سليمان، و أحمد المسور و يحيى السويقي، و صالح. أما

صالح بن عبد اللّه بن الجون
اشارة

فهو أقل «1» اخوته عقبا أعقب من ولده

______________________________

(1) قال العمري في (المجدي): أما صالح بن عبد اللّه بن موسى الجون فولد بنتا يقال لها دلفاء و ثلاثة بنين درجوا، و محمدا يقال له الشهيد قبره ببغداد و يكنى أبا عبد اللّه و كان شاعرا مجودا.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:106

1 أبي عبد اللّه محمد الشاعر
اشارة

، و يقال له الشهيد كان قد خرج على الحاج أيام المتوكل و أخذ و حبس بسر من رأى و طال حبسه، و مدح المتوكل بعدّة قصائد و عمل في السجن شعرا كثيرا منه القطعة السائرة و هي «1»:

طرب الفوائد و عاودت أحزانه و تلعبت شغفا به أشجانه

و بدا له من بعدما اندمل الهوى برق تألق موهنا لمعانه

يبدو كحاشية الرداء و دونه صعب الذرى متمنع اركانه

فدنا لينظر كيف لاح فلم يطق نظرا اليه و ردّه سجّانه

فالنار ما اشتملت عليه ضلوعه و الماء ما سحّت به أجفانه الى آخرها، و كانت هذه القطعة سبب خلاصه من السجن، و ذلك أن ابراهيم بن المدبر أحد وزراء المتوكل توصل بأن أمر بعض المغنين أن يغني بها في مجلس المتوكل فلما سمعها المتوكل سأل عن قائلها فأخبره ابراهيم الوزير انّها لمحمد بن صالح و تكفّل به فأخرجه المتوكل من السجن و لم يمكنه من الرجوع الى الحجاز فبقى بسر من رأى الى أن مات، 2 و 1 حكى الشيخ تاج الدين في كتابه «هداية الطالب» مسندا عن محمد* بن صالح أنّه قال: خرجنا على القافلة قافلة الحاج التي جمع عليها قال فقتلنا من كان فيها من المقاتلة و غلبنا عليها فدخل أصحابي القافلة يغنمون ما فيها و وقفت أنا على تلك هناك فكلّمتني امرأة في هودج و قالت: من رئيس هؤلاء القوم؟ فقلت لها: و

ما تريدين منه؟ قالت: إنّي قد سمعت أنّه رجل من أولاد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و لي اليه حاجة. فقلت لها: هو هذا يكلّمك.

فقالت أيها الشريف اعلم اني ابنة ابراهيم بن المدبر و لي في هذه القافلة من الإبل و المال و الأقمشة ما يجل وصفه و معي في هذا الهودج من الجواهر ما لا يحصى قيمة و أنا أسألك بحق جدّك رسول اللّه و امك فاطمة الزهراء أن تأخذ جميع ما معي حلالا لك و اضمن لك أيضا مهما شئت من المال أقترضه من التجار بمكة و أسلّمه الى من أردت و لا تمكن أحدا من

______________________________

(1) أنظر القصيدة في (مقاتل الطالبيين) في أخبار محمد بن صالح بن عبد اللّه بن الجون. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:107

أصحابك أن يعرض لي و لا يقرب من هودجي هذا، قال: فلما سمعت كلامها ناديت في أصحابي: ألا من أخذ شيئا يرده، فتركوا ما أخذوا و خرجوا إليّ فقلت لها: جميع ما معك من المال و الجواهر و جميع ما في هذه القافلة هبة مني لك. ثم ذهبت أنا و أصحابي و لم نأخذ من تلك القافلة قليلا و لا كثيرا، قال: فلما قبض عليّ و حملت الى سر من رأى و حبست دخل عليّ السجان ذات ليلة فقال بباب السجن نساء يستأذن في الدخول عليك، فقلت في نفسي لعلهنّ بعض نساء أهلي المقيمين بسر من رأى فأذنت لهن فدخلن اليّ و تلطفن بي و حملن معهن شيئا من أطيب الطعام و غيره و بذلن للسجّان شيئا من المال و سألنه في التخفيف عني و فيهن امرأة تفوقهن هي تولت ذلك، فسألتها من هي؟ فقالت

أ و ما تعرفني؟ فقلت: لا.

فقالت: أنا ابنة ابراهيم بن المدبر التي وهبت لها القافلة ثم خرجن و لم تزل تلك المرأة تتفقدني و تتعهدني في مدّة مقامي في السجن و كانت هي السبب في توصل ابيها الى خلاصي و تكلّم الناس في حال هذه المرأة و حال الشريف محمد بن صالح بعد خلاصه من السجن و أراد الشريف أن يتزوجها فخطبها الى ابيها ابراهيم فقال للرسول و اللّه اني لأعلم ان لي في هذا شرفا و منزلة و ما كنت أطمع في مثله و لكن الناس قد تكلّموا فيهما و أنا أكره القالة فلما بلغ ذلك الشريف قال:

رموني و اياها بشنعاء هم بهاأحق؛ أدال منهم فعجلا

بأمر تركناه و حق محمدعيانا؛ فأما عفة أو تجمّلا ثم إن ابراهيم بن المدبر زوجها له، و كان الشيخ تاج الدين رحمه اللّه يقول: إن قبره ببغداد و هو المشهور بمحمد الفضل صاحب المشهد و قبره يزار. قال: و ما يقال من انّه قبر محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق عليه السّلام فغير صحيح. و ما كان اللّه ليرزقه شيئا من الفضل مع ما فعل مع عمّه موسى الكاظم عليه السّلام و كان قد سعى به الى الرشيد حتى قتل قلت: هكذا يقول رحمه اللّه، و لكني وجدت ان محمد بن صالح توفي بسر من رأى و لم ينقله أحد الى بغداد قطعا و اللّه سبحانه أعلم، 2 و أعقب أبو عبد اللّه محمد بن صالح من ابنه عبد اللّه ليس له عقب من غيره، فأعقب عبد اللّه بن محمد من ابنه 1 الحسن الشهيد قتيل جهينة وحده فأعقب الحسن الشهيد من ثلاثة رجال 2 هم 1 أبو الضحاك

عبد اللّه، و أحمد و سليمان يقال لبني عبد اللّه آل أبي

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:108

الضحاك 2، منهم 1 آل حسن و هو حسن بن زيد بن أبي الضحاك 2، و 1 آل هذيم و هو هذيم بن مسلم بن زيد بن أبي الضحاك

2 و أما

القاسم بن محمد بن يحيى

و يكنى بأبي محمد، أبو جعفر أحمد و أبو عبد اللّه محمد، و لهما عقب؛

و من بني

العباس بن محمد بن يحيى

، 1 يحيى بن العباس، و له عقب كثير و هو فارس من فرسان بني حسن قال شيخ الشرف: أبو الحسن محمد بن أبي جعفر العبيدلي: رأيت يحيى هذا طويلا أسود قوي القلب قتل في البطائح بنشابة رماه بها الأكراد ليلا و أولد بالعراق عدّة أولاد 2 منهم: أبو الغنائم يحيى بن يحيى؛ له جعفر بن أبي الغنائم و منهم محمد بن يحيى له يحيى بن محمد بن يحيى

؛ و من بني

علي

و هو أبو الحسن الشاعر* بن محمد بن يحيى، أبو طالب محمد و الحسين و أحمد لهم أولاد و أعقاب، و كان لعلي الشاعر؛ الحسن أيضا لم أعرف له عقبا،

و من بني

1 داود* بن محمد بن يحيى

و يكنى أبا الحمد 2، 1 1 على الملقب كزرا؛ 2 و كثير، و داود بن سليمان بن أبي الحمد لهم أعقاب يقال لهم آل أبي الحمد 2؛ و منهم الحسن بن محمد بن داود بن سليمان بن أبي الحمد؛ له عقب بينبع

و من ولد

1 عبد اللّه* بن محمد بن يحيى

و يكنى أبا محمد، و يلقب الغلق؛ و له عقب يقال لهم بنو الغلق 2؛ 1 أبو الحسين عبد اللّه يقال

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:109

له الكوسج 2 بن أبي الحسين بن يحيى النسابة بن عبد اللّه هذا وجه من وجوه بني حسن و فرسانهم، قال ابن طباطبا: و هو العلق، و من ولد 1 يحيى* بن محمد بن يحيى و يلقب الكلح 2 1 أبو الحريش، نعمة بن يحيى؛ بطل شجاع و ميمون و سبظم بنو يحيى بن محمد بن يحيى 2 قال العمري و انقرض يحيى

و من ولد

يوسف الخيل بن محمد بن يحيى

؛ أحمد و عبد اللّه و 1 يوسف المكنى أبا السفاح 2 بنو يوسف الخيل فمن بني أحمد بن يوسف الخيل 1 الفدكي يقال لولده آل الفدكي 2 و اخوه 1 محمد المبعوج بن احمد بن يوسف يقال لولده آل المبعوج 2، و 1 داود بن يوسف بن أحمد بن يوسف الخيل، ولده يقال لهم آل داود الأعمى و هم بالحجاز و اليمن

2، و أما

1 يحيى* بن عبد اللّه بن موسى الجون
اشارة

؛ و يلقب السويقي و يقال لولده السويقيون فأعقب من رجلين 2 أبي حنظلة ابراهيم؛ و أبي داود محمد السويقي، أما 1 أبو حنظلة ابراهيم* فأعقب من رجلين سليمان؛ و الحسن كذا قال الشيخ العمري، و أكثر عقبه بالحجاز 2، و قال ابن طباطبا: العقب من أبي حنظلة ابراهيم بن يحيى، في الحسن و سليمان، له أولاد باليمامة «منهم» 1 صالح بن موسى بن الحسين بن سليمان بن ابراهيم بن يحيى المذكور، كان نازلا على ابن مزبد الأسدي؛ و كان شيخا ذا عقل و دين و له ولدان 2 ابراهيم و يحيى و لكلّ منهما أولاد، و ادّعى انسان كان من المتفقهة بالاردن قاضيا بزعر من بيت المقدس نسبه و كتبوا إلى يسألون عنه فأجبت بأنّه في دعواه قد تمرض و ان هذا شيخ من شيوخ بني حسن من البادية و لا أعلم بعد ذلك من أمر المدعي شيئا؛ و أما

1 أبو داود محمد بن يحيى السويقي*

فقال الشيخ تاج الدين أعقب من ثمانية رجال و قال أبو عبد اللّه بن طباطبا:

أعقب من سبعة 2 هم يحيى و يوسف الخيل و العباس و عبد اللّه و داود و علي و القاسم «و زاد» النقيب تاج الدين أبا جعفر أحمد، و قد عدّه الشيخ أبو الحسن العمري معقبا فمن بني

1 أحمد* المسوّر بن عبد اللّه بن موسى الجون
اشارة

و إنما لقب المسور لأنّه كان يعلم في الحرب بسوار يلبسه، و يقال لولده الأحمديون و هم عدد كثير أهل رياسة و سيادة فأعقب من ثلاثة 2 محمد الأصغر و صالح و داود فأعقب

محمد الأصغر بن أحمد المسوّر
اشارة

من ثلاثة علي الغمقي «1» و جعفر الكشيش و يحيى السراج، أما

1 علي الغمقي*

و هو منسوب الى الغمق منزل بالبادية كان ينزله و ولده يعرفون بالغميقيين و يقال لهم الغموق أيضا و هم عدد كثير بالحجاز و العراق، فأعقب رجلين 2 الحسن و عقبه من 1 اسحاق المطرفي بن الحسن يقال لولده آل المطرفي 2، منهم 1 مسلم بن اسحاق، يقال له ابن المعلمية 2 و من أحمد علي الغمقى أعقب من 1 عبد اللّه الأمير ظهر أيام الراضي و له عقب منتشر 2 فمن ولده 1 علي بن إدريس بن عبد اللّه المذكور، قتله «2» القصري الحائري و خلف أربعة أولاد 2 منهم 1 موسى بن القاسم بن عبد اللّه المذكور مات «بميافارقين» سنة إحدى و ثلاثين و أربعمائة 2، و من بني الغمقى آل عرفة و آل جماز بن إدريس و آل سلمة، و 1 السيد فضل بن المطرفي* كان شاعرا خليعا سافر و غاب خبره

2، أما

1 جعفر الكشيش*

و عقبه يعرفون ببني كشيش أكثرهم بينبع و نواحيها و فيهم عدد،

2 و أما

1 يحيى السراج* بن محمد الأصغر بن أحمد المسور

فعقبه يعرفون ببني السراج فله عدّة أولاد 2 منهم علي بن أحمد بن يحيى السراج، و عبد اللّه و موسى ابنا الحسين بن أحمد بن يحيى السراج

، و أما

صالح بن أحمد المسور بن عبد اللّه بن موسى الجون

فأعقب من ابنه

______________________________

(1) في نسخة المجدي (العمقى) بالعين المهملة.

(2) في المجدي سمّاه المصيري الجابري.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:110

موسى و أعقب موسى بن صالح من أربعة رجال هم أحمد و ميمون و صالح و نافع بنو موسى المذكور، منهم الحسن بن موسى بن صالح «1» و عبد اللّه بن ميمون بن صالح،

و أعقب

داود بن أحمد المسور بن عبد اللّه بن موسى الجون
اشارة

من ستة رجال الحسين و علي الأزرق و إدريس الأمير و أبو الكرام عبد اللّه و جعفر و الحسن الأصغر المترف، فمن ولد

علي الأزرق بن داود 1 الحسن بن علي

يكنى أبا القاسم، و يقال لولده آل الفنيد 2، و ذكر ابن طباطبا أن الفنيد هو أحمد بن علي الأزرق

، و من بني

ادريس الأمير

، الحسن البيتح و الحسين النسابة ابنا ادريس لهما عقب و داود بن إدريس أعقب من عشرة رجال؛ و عبد اللّه بن إدريس من ولده 1 الحسين و الحسن و سالم و رشيد و راشد بنو حمزة بن عبد اللّه هذا يقال لهم آل حمزة، 2 و القاسم بن ادريس له عقب

و من بني

1 أبي الكرام عبد اللّه* بن داود بن أحمد المسوّر

و ولده يقال لهم الكراميون 2؛ و كان له عدّة أولاد، منهم يحيى و علي و أحمد و محمد و موسى؛

و من بني

جعفر بن داود بن أحمد المسوّر

، أحمد الشاعر الشجاع الجواد، و أخوه أبو محمد القاسم الأمير. اعقب القاسم بن جعفر من ثمانية رجال. من ولده كيثم بن مالك بن القاسم أعقب من ستة عشر ولدا

و من بني

1 الحسن المترف* بن داود بن أحمد المسور

أحمد الشاعر الجواد الشجاع و أخوه الجواد، و يقال لولده المتارفة 2، و أعقب من رجلين علي المترف و أحمد المترف، فمن بني أحمد المترف بن الحسن المترف المفاضلة ولد 1 مفضل بن أحمد 2 منهم يحيى و خصيب ابنا جعفر بن أحمد بن مفضل ابن أحمد لهما عقب، و منهم موسى و علي و عطية بنو محمد بن جعفر المذكور و منهم خليفة و علي و 1 أبو السعود يحيى و يدعى مسعودا 2 بنو ثابت بن يحيى بن جعفر المذكور، لهم أعقاب، و بقية علي المترف من رجلين الحسن 1 و من ولده الحرشان و هم ولد علي 2 بن الحسن بن علي المترف، و منهم 1 سوار بن محمد بن عبد اللّه بن الحسن المذكور له عقب بالحلة 2 منهم آل مسلم بن حسن بن مفلح بن سوار، و أحمد «2» بن علي المترف من ولده الليول ولد أبي الليل بن عبد اللّه بن أحمد هذا، و منهم 1 عطية و عطوة ابنا سليمان بن محمد بن يحيى بن أبي الليل لهما عقب بالحلة 2، قال

______________________________

(1) يعني صالح بن موسى بن صالح و كذا صالح جد عبد اللّه بن ميمون فانّه ابن موسى بن صالح بن أحمد المسور. م ص

(2) أحمد هذا أحد الرجلين اللذين ذكرا آنفا انهما بقية علي بن المترف فهو أخو الحسن المتقدّم، فلا تشتبه.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:111

الشيخ العمري: و كان من الأحمديين بالموصل شيخ حجازي

يقال له الحسن بن ميمون الأحمدي له بالموصل ولد الى اليوم في جرائد النقباء و لم يثبت في المشجرات فولده اذا في «صح»

و ما

للحسين «1» بن داود بن علي

عقب.

و أما

1 سليمان* بن عبد اللّه الشيخ الصالح بن موسى الجون
اشارة

و كان سيدا وجيها، و ولده في بادية بالمخلاف، و سمعت انّهم قد بنوا هناك مدنا و قد أبرزوا الجدران و مع ذلك فباديتهم كثيرة و فيهم عدد و أفخاذ و قبائل و شدّة بأس و نجدة و فرسان العرب و فتاكها ينتجعون القطن، أهل نعم و شاة و خيل و عبيد و إماء يبارون الريح سخاءا و لهم منع الجار و حفظ الذمار، فأعقب سليمان من رجل واحد 2 و هو ابنه

داود
اشارة

و أعقب داود بن سليمان من خمسة رجال أبو الفاتك عبد اللّه؛ و الحسين الشاعر و الحسن المحترق؛ و علي و محمد المصفح فولد

محمد المصفح بن داود

ثمانية أولاد و هم عبد اللّه و زيد و أحمد و عبيد اللّه و موسى و اسحاق و ابراهيم أبو الحسين و الحسن الشاعر، و لبعضهم أعقاب و قال ابن طباطبا: العقب من محمد المصفح له فرع و ذيل؛ و موسى له عدد و أحمد في «صح» و اسحاق و ابراهيم و الحسن، هذا كلامه

و ولد

1 علي* بن داود بن سليمان

بادية حول مكة 2 و عقبه في الحسين العابد الشبيه، و أبي المجيب الحسن و أحمد، قال أبو عبد اللّه بن طباطبا: فمن ولد أبي عبد اللّه الحسين العابد الشبيه، محمد و القاسم و جعفر، لمحمد محمد و للقاسم محمد أيضا و من ولد أبي المجيب الحسن، يوسف بن القاسم بن الحسن، و بنو عمه، و من بني نعمة بن علي بن داود- و لم يذكره ابن طباطبا و ذكره الشيخ أبو الحسن العمري- حسان بن أحمد بن نعمة و أحمد و محمد و عبد اللّه و عقب بني يوسف بن نعمة، و من بني سعيد بن علي بن داود و لم يذكره ابن طباطبا و ذكره غيره محمد و يحيى ابنا علي بن علي بن سعيد

و ولد

1 الحسن المحترق* بن داود ابن سليمان

بادية حول مكة، و كان له اربعة أولاد 2 محمد و أحمد و علي و ابراهيم أما ابراهيم بن الحسن المحترق فكان له 1 الحسن، درج 2 و 1 محمد ميناث 2 و للثلاثة الاخر أعقاب

و ولد

الحسين الشاعر بن داود بن سليمان
اشارة

، عبد اللّه أبا الهند الشاعر و 1 الحسن يلقب زنجية، 2

______________________________

(1) كذا في النسخ التي بأيدينا و لعلّ الصحيح (و ما ظفرت للحسين بن داود على عقب).

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:112

و ميمون و يحيى و داود، أما

1 داود* بن الحسين الشاعر

فميناث 2 و أعقب الباقون

و ولد

1 أبو الفاتك عبد اللّه* بن داود بن سليمان
اشارة

و يقال لولده الفاتكيون و فيهم رياسة و تقدم و عاش أبو الفاتك مائة و خمسا و عشرين سنة و أعقب من ثمانية رجال 2 1 اسحاق و محمد و أحمد و صالح و جعفر و القاسم النسابة و داود و عبد اللّه قال الشيخ تاج الدين: أعقابهم بالمخلاف من اليمن. و نقلت من خط السيد العالم عبد الحميد بن التقي النسابة الحسني: انهم بمخلاف ابن طوق من خرص الى جبل ابن فيل من اليمن و هم عالم عظيم و قد ملكوا هناك. 2

اما

1 اسحاق* بن أبي الفاتك

فكان فارس بني حسن في زمانه و جوادهم و شجاعهم و له عدد 2، و من ولده محمد و علي و ادريس و القاسم لهم عقب،

و أما

محمد بن أبي الفاتك

؛ فله عدّة أولاد، منهم أحمد و عبد اللّه و اسحاق و عبد الرحمن و الحسن و عامر و المطاع. فمن بني عبد الرحمن بن محمد بن أبي الفاتك؛ 1 أبو الوفا أحمد بن عبد الرحمن، يقال لولده بنو الحجازي كانوا ببغداد و طرابلس و غيرهما،

2 و أما

1 أحمد* بن أبي الفاتك

و يكنى أبا جعفر و كان مقدّما على جماعة و عاش مائة و سبعا و عشرين سنة؛ و له عقب كثير رؤساء و نقباء؛ فولده عشرة رجال 2 علي و سليمان و عبد اللّه و داود و موسى و أبو طالب و العباس و القاسم و محمد و علي الأصغر.

أما علي* بن أحمد بن أبي الفاتك فولده عدّة أولاد أعقب منهم خمسة أولاد هم علي و الحسن الأكبر و الحسين و عيسى و الحسن الأصغر، فمن بني الحسن الأكبر بن علي، 1 مسلم بن الحسن* بن علي المذكور، له عقب بخراسان 2، منهم 1 محمد بن علي بن أحمد بن مسلم بن الحسن بن علي المذكور، كان باصفهان سنة إحدى و تسعين و أربعمائة 2، و 1 الحسين* بن علي بن أحمد بن أبي الفاتك؛ و يقال له الزاهد له عقب يقال لهم آل الزاهد، و أعقب من ثلاثة رجال 2 ابراهيم و محمد و الحسن و أمّا محمد بن أحمد بن أبي الفاتك فولد ستة رجال، أحمد و مسلم و علي و القاسم و محمد و اسحاق،

و أما

1 صالح* بن أبي الفاتك

فله علي بن صالح و قال ابن طباطبا: ولد صالح في «صح» نسأل عنهم ان شاء اللّه تعالى.

2

و أما

جعفر بن أبي الفاتك

فله عدد، و من ولده علي الأعرج و يحيى و 1 هضام بن جعفر بن أبي الفاتك، يقال لولده آل هضام 2،

و أما

القاسم النسابة بن أبي الفاتك

فله محمد بن القاسم، له

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:113

عقب و عدّة أخوة معقبون. منهم الحسن و حمزة و عيسى و هياج و سراج و ادريس و الحسين و محمد

و أما

داود بن أبي الفاتك

ففيه العدد، و من ولده موسى الفارس و حسين الهدار و حسن الكلب و محمد و داود و عيسى بنو داود بن أبي الفاتك لهم أعقاب

، و أما

1 عبد الرحمن بن أبي الفاتك
اشارة

فعاش مائة و عشرين سنة، و كان له أحد و عشرون ولدا 2 أعقب منهم أحد عشر ولدا فمنهم

اسماعيل بن عبد الرحمن

ولد 1 محمد بن اسماعيل كان بنيسابور ثم خرج الى بلخ و طخارستان،

2 و منهم

1 أبو الطيب داود بن عبد الرحمن
اشارة

، ولده يقال لهم آل أبي الطيب و هم عدد كثير يسكنون المخلاف من اليمن و قد تقسّموا عدّة أفخاذ و بطون 2 منهم 1 بنو وهاس و بنو علي و بنو شماخ و بنو مكثر و بنو حسان و بنو هشام و بنو قاسم و بنو يحيى، هؤلاء كلّهم أولاد أبي الطيب* لصلبه إلّا مكثر و شماخ فانّهما أولاد أولاده. 2

و أعقب

وهاس بن أبي الطيب
اشارة

من ستة رجال، محمد و حازم و مختار و مكثر و صالح و حمزة، و

1 لحمزة* بن وهاس
اشارة

هذا صارت مكة شرّفها اللّه تعالى بعد وفاة الأمير تاج المعالي شكر بن أبي الفتوح الحسن بن جعفر بن محمد بن الحسين بن محمد الأكبر بن موسى الثاني؛ و قامت الحرب بين بني موسى الثاني و بين بني سليمان مدّة سبع سنين حتى خلصت مكة للأمير محمد بن جعفر بن محمد بن عبد اللّه بن أبي هاشم، و ملكها بعده جماعة من أولاده كما سيأتي إن شاء اللّه تعالى، و لم يملكها أحد من بني سليمان سوى حمزة بن وهاس فأعقب حمزة بن وهاس من أربعة رجال 2 عمارة و محمد و أبي غانم يحيى و

1 عيسى
اشارة

أمير المخلاف؛ قتله أخوه أبو غانم يحيى و تأمّر بالمخلاف بعده 2 و هرب ابنه

1 عليّ بن عيسى

- و هو بضم العين و فتح اللام على صيغة التصغير- و أقام بمكة و كان عالما فاضلا شاعرا جوادا ممدوحا، و كان في أيام مقامه بمكة وردها الزمخشري و صنّف له كتاب «الكشاف» و مدحه بقصائد موجودة في ديوانه. و للشريف أبي الحسن عليّ بن عيسى بن حمزة في مدح الزمخشري قوله يخاطبه:

جميع قرى الدنيا سوى القرية التي تبوّأها دارا فداء زمخشرا

و حسبك أن تزهى زمخشر بامرى ءاذا عدّ من أسد الشرى زمخ الشرى

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:114

و 2 للشريف علي بن عيسى عقب

و ولد

أبو غانم يحيى بن حمزة بن وهاس

حمزة و مطاعا و غانما، فمن ولد غانم بن يحيى؛ 1 أحمد المؤيد أمير المخلاف 2 بن قاسم بن غانم المذكور و اخوته المرتضى و علي و أبو طالب، بنو قاسم بن يحيى بن حمزة، لهم أعقاب، و ربما كان قد انقرض بعضهم.

و أما

1 موسى* بن عبد اللّه بن الجون
اشارة

؛ و يعرف بالثاني، و يكنى أبا عمر و كان سيدا راوي الحديث، قال الشيخ أبو نصر البخاري: مات بسويقة. و قال الشريف أبو جعفر محمد بن معية الحسني النسابة: قتل سنة ست و خمسين و مائتين. و هو الصحيح روى المسعودي المؤرخ في كتابه «مروج الذهب»: ان سعيدا الحاجب حمل موسى بن عبد اللّه بن موسى الجون بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السّلام من المدينة في أيام المعتز، و كان من الزهّاد و كان معه ابنه إدريس بن موسى فلما صار سعيد بناحية زبالة من العراق اجتمع خلق كثير من العرب من بني فزارة و غيرهم لأخذ موسى الثاني من يده؛ فسمعه سعيد فمات هناك و خلصت بنو فزارة ابنه ادريس من سعيد، و أما موسى الثاني امه امامة بنت طلحة بن صالح بن عبد اللّه بن عبد الجبار بن منظور بن زبان بن سيار الفزاري و ولده يقال لهم الموسويون و فيهم الإمرة بالحجاز فولد ثمانية عشر ولدا ذكرا 2 و هم عيسى و ابراهيم و الحسين الأكبر و سليمان و اسحاق و عبد اللّه و أحمد و حمزة و إدريس و يوسف و محمد الأصغر و يحيى و صالح و الحسين الأصغر و الحسن و علي و داود و محمد الأكبر؛ أما عيسى فلم يعقب و أما الحسين الأكبر فلم

يذكر له ولد و أما 1 ابراهيم* و سليمان* و اسحاق* و عبد اللّه* و أحمد* و حمزة* و 1 محمد الأصغر* الملقب بالعربي 2 و الحسين الأصغر* فانقرضوا. 2

و أما 1 يوسف* بن موسى الثاني- و يلقب بالحرف، قال الشيخ العمري: وجدّته بخط الأشناني بالحاء المهملة- فلم يذكره أبو الغنائم الزيدي في المعقبين و لا وجدت له ذيلا يزيد على البطن الثالث و الظاهر انّه منقرض 2، و بقي عقب موسى الثاني من سبعة رجال ادريس* و يحيى* و صالح* و الحسن* و علي* و داود* و محمد الأكبر*، أما

1 ادريس* بن موسى الثاني
اشارة

و كان سيدا جليلا و هو لام ولد مغربية تسمى ام المجيد. و مات سنة ثلاثمائة فأعقب من ثلاثة رجال 2، و هم الأمير أبو الرفاع عبد اللّه؛ و ابراهيم أبو الشويكات، و الحسن؛ فمن ولد

الأمير أبي الرفاع عبد اللّه

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:115

1 أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه كان أميرا بجدة 2، و من ولد محمد هذا عبد المنتقم و أخوه 1 أبو الفتح المسلّط نقيب البطائح 2 إبنا محمد بن عبد اللّه المذكور،

و من بني

إبراهيم أبي الشويكات

؛ بسطام بن إدريس بن إبراهيم أبي الشويكات

؛ و من بني

الحسن بن إدريس

، 1 علقمة بن الحسن له عقب يقال لهم آل علقمة 2. 1 و عقب إدريس* بن موسى الثاني أكثرهم بالحجاز.

2

و أما

1 يحيى* بن موسى الثاني
اشارة

و يقال له يحيى الفقيه فأعقب من خمسة رجال 2 يوسف و موسى و عبد اللّه الديباج و محمد و أحمد بني يحيى الفقيه، فمن ولد

يوسف* بن يحيى الفقيه

أبو الشمحوط الحسن بن يوسف المذكور، له أولاد

و من ولد

موسى* بن يحيى الفقيه

أبو الهدار يحيى الفقيه العالم الورع بن علي بن موسى المذكور، و منهم موسى بن ادريس بن موسى المذكور و منهم عبد اللّه بن محمد بن 1 يحيى الملقب بمرفد 2 بن ابراهيم بن موسى المذكور،

و من ولد

عبد اللّه الديباج بن يحيى الفقيه

محمد بن عبد اللّه المذكور،

و من ولد

محمد* بن يحيى الفقيه

محمد بن يحيى الحبيب بن محمد المذكور و من ولد أحمد بن يحيى الفقيه، 1 أبو الليل موسى بن علي بن موسى بن أحمد المذكور، يقال لولده آل أبي الليل 2،

و أما

1 صالح* بن موسى الثاني

و يلقب الأرب و قال ابن طباطبا: الأرت 2. فأعقب من ابنه محمد و ما سواه في «صح» و كان لمحمد ثلاثة بنين علي و عبد اللّه و رحمة،

و أما

الحسن بن موسى الثاني
اشارة

و كان سيّدا شريفا فأعقب من ثلاثة 1 أحمد و محمد و زيد ابناء الحسن بن موسى الثاني؛ و ولدهم بينبع و نواحيها بادية 2، أما

أحمد بن الحسن بن موسى الثاني

فأعقب من الحسن و الحسين، فمن ولد الحسن بن أحمد، أحمد بن أبي الكوكب محمد بن الحسن المذكور؛

و أما

محمد بن الحسن بن موسى الثاني
اشارة

فأعقب من

1 صالح الأمير

فارس بني حسن في زمانه، يقال لولده الصالحيون و هم بالحجاز. 2

فالعقب من صالح الأمير الفارس في محمد و الحسين و معمر و 1 موهوب المعروف بالتركي فارس بني حسن 2، فأعقب موهوب هذا من ستة رجال؛ فمن ولده ناجي بن فليتة بن

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:116

الحسن بن سليمان بن موهوب المذكور، أعقب أربعة و هم 1 حسين و علي و محمد «1» بنو ناجي لهم أعقاب بوادي الصفراء 2؛ و منهم 1 بدر بن محمد بن سليمان بن موهوب التركي. يقال لولده آل بدر 2.

و أما

1 زيد* بن الحسن بن موسى الثاني

و يقال لولده الزيود و لهم بقية بالحجاز و العراق؛ فأعقب من ثلاثة 2 أبي الفضل العباس و محمد و يحيى بني زيد؛ فمن ولد زيد هذا أبو خلاط الحسين بن يحيى ولد زيدا و عليا و عبد اللّه و أحمد. و ذكر له الشيخ تاج الدين رحمه اللّه تعالى ولدا خامسا، و منهم محمد و عبد اللّه إبنا فاتك بن ليل بن عبد اللّه بن أبي خلاط؛ و من ولد محمد بن زيد؛ سالم و عبد اللّه ابنا محمد المذكور؛ لهما عقب؛ و من ولد أبي الفضل العباس بن زيد، عبد اللّه و 1 محمد المعروف بحبابر 2 ابنا أبي الفضل العباس، فولد عبد اللّه بن العباس أبا الليل و يحيى و ولد محمد المعروف بحبابر بن العباس الحسين المصرحي و 1 يحيى و يدعى عشرقة 2 و ناجية و عليا،

و أما

علي بن موسى الثاني

فأولد خمسة رجال عبد اللّه العالم و عيسى و الحسين و عبد اللّه الأصغر و الآخر لم نجده في النسخة التي نقلنا منها، و عقبه من الثلاثة الأول فمن ولد عبد اللّه العالم علي و يوسف و الحسن الأشل بنو عبد اللّه العالم، لهم أعقاب و من ولد عيسى بن علي بن موسى الثاني، الحسين و علي و خليفة بنو عيسى بن علي أعقبوا؛ و من ولد الحسين بن علي بن موسى الثاني، داود و عبد اللّه و أحمد و يوسف بنو الحسين، و لأحمد ولد اسمه محمد.

و أما

1 داود الأمير* بن موسى الثاني
اشارة

و هو ابن الكلابية و امه محبوبة بنت مزاحم الكلابية و كان أميرا جليلا و انتشر عقبه و هم بوادي الصفراء إلا من انتقل منهم، فعقبه من رجلين 2 1 محمد، و الحسن، و كان له موسى بن داود و أعقب و لكنه انقرض. و نص الشيخ عبد الحميد بن التقي على انقراضه، و يقال للثلاثة بنو الرومية امهم ام ولد رومية 2، أما

الحسن بن داود
اشارة

فأعقب ثلاثة رجال أبا الليل عبد اللّه و محمدا و سليمان، أما

محمد

فلم أجد له عقبا

، و أما أبو الليل و سليمان فأعقبا، فمن بني

سليمان بن الحسن

، 1 أبو الوفا أحمد بن سليمان و يدعى وفا؛ و يقال لولده بنو وفا 2، منهم 1 محمد بن علي بن يحيى بن وفا، يقال لولده بنو محمد 2، و الحسن

______________________________

(1) لم يذكر الرابع من ولد ناجي في الأصل فليراجع. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:117

بن علي بن وفا، له ذيل؛

و أما

محمد بن داود الأمير بن موسى الثاني
اشارة

و في ولده العدد، فأعقب من خمسة رجال و هم علي و عبد اللّه الصلصيل و أحمد و أبو الليل الحسن و يحيى، فمن ولد

علي بن محمد بن داود

؛ معمر و يحيى، له عقب و لم أجد لمعمر عقبا؛

و ولده

1 عبد اللّه الصلصيل*

يقال لهم الصلاصلة 2، أعقب منهم سالم و الحسن فأعقب الحسن من محمد و عبد اللّه فأعقب عبد اللّه بن الحسن من محمد و تاجي 1 يقال لمحمد بن عبد اللّه* الصلصيل، و يعرف ولده بالصلصيليين 2، منهم فايز و سالم إبنا حريز بن حسين بن أحمد بن محمد الصلصيل؛ و بنو هذيم بن حسن بن عبد اللّه بن محمد الصلصيل، و بنو عالي بن أحمد بن محمد بن مكتوم بن محمد الصلصيل و أعقب سالم بن عبد اللّه من فليتة، و كان له علي أيضا لم أجد له عقبا.

و من ولد

أحمد بن محمد بن داود بن موسى الثاني
اشارة

، علي الشرقي و عبد اللّه و جعفر و الحسن، فولد

1 علي الشرقي*

يقال لولده آل الشرقي 2، من ثمانية رجال منهم 1 نزار بن الشرقي، يقال لولده آل نزار،

2 و من ولد

عبد اللّه* بن أحمد

، 1 عطية بن عبد اللّه يقال لولده آل عطية،

2 و أعقب

جعفر بن أحمد

محمدا، فولد محمد شكرا و عليا و أحمد،

و ولد

الحسن بن أحمد

، عطية و معضاد

، و من ولد

أبي الليل الحسن بن محمد بن الرومية

؛ 1 علي يعرف بدبيس بن أحمد بن الحسن المذكور، له عقب يقال لهم الدبسة 2، و عقبه من رجلين محمد و محمود إبنا دبيس عمدة الطالب، ابن عنبة 117 أبي الليل الحسن بن محمد بن الرومية ..... ص : 117

أعقب

يحيى بن محمد بن الرومية
اشارة

من ثلاثة رجال محمد و أحمد و

علي

، وجدت لعلي الفضل و الحسن

و أما

أحمد بن يحيى

فأعقب من رجلين 1 رزق اللّه و عبد اللّه يقال لبني رزق اللّه الرزاقلة، منهم بنو الرزقي بالحلة و الفقيه ابن مطرف. 2

و أعقب عبد اللّه* بن أحمد بن يحيى من خمسة رجال، منهم 1 الحسين بن عبد اللّه له بقية بالحلة 2، منهم السيد بن عمير، و منهم 1 يحيى بن عبد اللّه أعقب و يقال لولده آل يحيى، 2 و منهم سالم بن عبد اللّه، أعقب من أربعة رجال منهم 1 صخر بن سالم، يقال لولده الصخور

2، و أعقب

محمد بن يحيى بن محمد بن الرومية
اشارة

من رجلين، يحيى و عبد اللّه، فمن ولد

عبد اللّه بن محمد

، 1 محمد الوارد من الحجاز الى العراق 2 ابن يحيى بن عبد اللّه هذا، أعقب من رجلين 1 علي عنبة و حمضي. قال ابن المرتضى الموسوي النسابة: أمهما عابدية و هما جدي آل عنبة

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:118

بالحلة و الحائر و غيرهما. 2 و من بني علي عنبة بن محمد الوارد، 1 عنبة الأصغر بن علي عنبة المذكور، و هو جد «جامع هذا المختصر الجامع» 2 أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن مهنا بن عنبة الأصغر، و كان لمحمد الوارد أخ اسمه ذباب ذكره السيد جمال الدين أحمد بن مهنا العبيدلي النسابة في مشجرته و ذكر له عقبا، و قد نسبوا الى عبد اللّه بن محمد بن يحيى بن محمد ابن الرومية المذكور الشيخ الجليل الباز الأشهب محيي الدين «عبد القادر الگيلاني» فقالوا: هو 1 عبد القادر بن محمد بن جنكي دوست بن عبد اللّه المذكور. و لم يدع الشيخ عبد القادر هذا النسب و لا أحد من أولاده و إنما ابتدأ بها ولد ولده القاضي أبو صالح نصر بن أبي بكر بن عبد القادر و لم يقم عليها بيّنة و لا عرفها له أحد، على أن عبد اللّه بن محمد بن يحيى رجل حجازي و لم يخرج عن الحجاز و هذا الأسم- أعني جنكى دوست أعجمي صريح كما تراه، و مع ذلك كلّه فلا طريق الى إثبات هذا النسب إلّا بالبيّنة الصريحة العادلة و قد أعجزت القاضي أبا صالح و اقترن بها عدم موافقة جدّه عبد القادر و أولاده له و اللّه سبحانه أعلم.

2

و لبني داود بن موسى حكاية جليلة مشهورة بين النسابين

و غيرهم مروية مسندة و هي مذكورة في ديوان ابن عنين، و هي أن أبا المحاسن نصر اللّه بن عنين الدمشقي الشاعر توجّه الى مكة شرّفها اللّه تعالى، و معه مال و أقمشة فخرج عليه بعض بني داود فأخذوا ما كان معه و سلبوه و جرحوه، فكتب الى الملك العزيز ابن أيوب صاحب اليمن و قد كان أخوه الملك الناصر أرسل اليه يطلبه ليقيم بالساحل المفتتح من أيدي الافرنج فزهده ابن عنين في الساحل و رغبه في اليمن و حرّضه على الاشراف الذين فعلوا به ما فعلوا و أول القصيدة:

أعيت صفات نداك المصقع اللسناو جزت في الجود حدّ الحسن و الحسنا

و ما تريد بجسم لا حياة له من خلص الزبد ما أبقى لك اللبنا

و لا تقل ساحل الإفرنج أفتحه فما يساوي إذا قايسته عدنا

و إن أردت جهادا فارو سيفك من قوم أضاعوا فروض اللّه و السننا

طهّر بسيفك بيت اللّه من دنس و من خساسة أقوام به؛ و خنا

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:119 و لا تقل إنّهم أولاد فاطمةلو أدركوا آل حرب حاربوا الحسنا قال: فلما قال هذه القصيدة رأى في النوم فاطمة الزهراء عليها السّلام و هي تطوف بالبيت فسلّم عليها فلم تجبه فتضرّع و تذلل و سأل عن ذنبه الذي أوجب عدم جواب سلامه فأنشدته الزهراء عليها السّلام:

حاشا بني فاطمة كلّهم من خسة تعرض أو من خنا

و إنما الأيام في غدرهاو فعلها السوء أساءت بنا

أ إن أسا من ولدي واحدجعلت كل السبّ عمدا لنا؟

فتب إلى اللّه فمن يقترف ذنبا بنا يغفر له ما جنى

و اكرم بعين المصطفى جدّهم و لا تهن من آله أعينا

فكلّ ما نالك منهم عناتلقى به في الحشر منا هنا قال أبو المحاسن نصر اللّه بن عنين:

فانتبهت من منامي فزعا مرعوبا و قد أكمل اللّه عافيتي من الخراج و المرض فكتبت هذه الأبيات و حفظتها و تبت الى اللّه تعالى مما قلت و قطعت تلك القصيدة، و قلت:

عذرا إلى بنت نبي الهدى تصفح عن ذنب مسي ء جنى

و توبة تقبلها من أخي مقالة توقعه في العنا

و اللّه لو قطّعني واحدمنهم بسيف البغي أو بالقنا

لم أر ما يفعله سيئابل أره في الفعل قد أحسنا و قد اختصرت ألفاظ هذه القصيدة و هي مشهورة رواها لي الشيخ تاج الدين أبو عبد اللّه محمد بن معية الحسني، و جدّي لامي الشيخ فخر الدين أبو جعفر محمد بن الشيخ الفاضل السعيد زين الدين حسين بن حديد الأسدي؛ كلاهما عن السيد السعيد بهاء الدين داود بن أبي الفتوح، عن أبي المحاسن نصر اللّه بن عنين صاحب الواقعة، و قد ذكرها البادراوي في كتاب «الدر النظيم» و غيره من المصنفين.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:120

و أما

1 محمد الأكبر* بن موسى الثاني
اشارة

- و يقال له الثاير على انّه خرج بالمدينة في أيام المعتز- فأعقب من خمسة رجال 2 و هم عبد اللّه الأكبر و الحسين الأمير و علي و القاسم الحراني و الحسن الحراني، أما

الحسن الحراني

فولده قليل أعقب من سليمان و محمد؛ و أعقب سليمان من هاشم وحده، و أعقب هاشم من 1 يحيى و يسمّى سليمان أيضا 2؛ و أعقب يحيى سليمان من 1 حسن و عبد اللّه، قال أبو الغنائم الزيدي النسابة: لم يبق من بني الحسن الحراني غيرهما. و ذلك في سنة ثلاث و ثلاثين و أربعمائة 2،

و أما

1 القاسم* بن محمد

، و يقال لولده الحرانيون و هم كثيرون فأعقب من أربعة رجال 2 1 علي كتيم، و أبي الطيب أحمد، و محمد، و إدريس، فمن ولد إدريس بن القاسم الحراني، أبو دريد الحسن بن إدريس له ذيل طويل و من ولد محمد بن القاسم الحراني، أبو الليل يحيى بن محمد أعقب من خمسة رجال و أعقب أبو الطيب أحمد بن القاسم الحراني من ستة رجال، و يقال لولده آل كتيم.

2

و أما

1 علي* بن محمد الثاير

، و يقال لولده بنو علي 2 فأعقب من أربعة رجال سليمان و أحمد العابد و الحسين و محمد، فمن بني سليمان بن علي، 1 شهم بن أحمد بن عيسى بن علي بن ابراهيم بن سليمان المذكور، له عقب يقال لهم آل شهم 2، و 1 مقر «مقن خ ل» بن محمد بن ابراهيم بن الحسن بن علي بن ابراهيم بن سليمان، يقال لولده آل مقر «مقن خ ل» و هم بالحلة 2، و من بني أحمد العابد بن علي بن الثاير، 1 الحسن الأصم بن علي بن أحمد العابد رئيس الطالبيين بينبع، له عقب يقال لهم الصمان 2. و منهم 1 عثمان الأسود بن أحمد المذكور أنكره أبوه ثم اعترف به التزاما بقول القافة فهو إذا في «صح» 2 و من بني الحسين بن علي بن الثاير، عيسى التمار بن علي بن يحيى بن الحسين المذكور، و من بني محمد بن علي بن الثاير، علي بن صالح بن اسماعيل بن محمد المذكور، و اخوته الحسن و الحسين و عبد اللّه.

و أما

1 الحسين الأمير* بن محمد الثاير
اشارة

- و كانت في ولده الإمرة بالحجاز فأعقب من ثلاثة 2 أبي هاشم محمد الأمير و أبي جعفر محمد الأمير و أبي الحسن علي، أما

أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد الثاير

فأعقب من رجلين 1 عبد اللّه و الحسن أميري السرين 2 فمن ولد الحسن، 1 يحيى أمير السرين ابن الحسن كان جبّارا قتل ولده بالعقوبة على طلبه الإمارة، و له عقب،

2 و أما

أبو جعفر محمد الأمير بن الحسين بن محمد الثاير
اشارة

، فأعقب من رجلين

1 الحسن المحترق

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:121

- و قيل الحسين 2 اسمه-

و

1 الأمير أبي محمد جعفر
اشارة

«1» أول من ملك مكة من بني موسى الجون و هو مبدأ تمكن الأشراف من حكومتها. و كان ذلك بعد الأربعين و الثلاثمائة و كان حاكم مكة أنكجور التركي من قبل العزيز باللّه الفاطمي، فقتله الأمير أبو محمد جعفر و قتل من الطلحية و الهذيلية و البكرية خلقا كثيرا و استوت له تلك النواحي و بقيت في يده نيفا و عشرين سنة. و كان له عدّة 2 أولاد منهم

1 عبد اللّه القود

أرسله أبوه الى مصر بعد أن قتل أنكجور يفاديه فعفا عنه و انقرض القود فلم يبق له عقب. و ادعى اليه بمصر رجل فقال: أنا عليان بن جماعة بن موسى بن مصعب بن ضاحي بن نعيمان بن عاصم بن عبد اللّه القود. لم يصح نسبه و له عقب بمصر و قد كان نقيب مصر المعروف بابن الجواني النسابة قد دفع عليان و أبطل نسبه ثم أثبت ذلك في جرايد الطالبيين بمصر ظلما و عدوانا و اللّه المستعان.

2

و منهم

1 الأمير عيسى بن جعفر

«2» ملك الحجاز بعد أبيه

2، و منهم

1 الأمير أبو الفتوح الحسن بن جعفر
اشارة

الشجاع الشاعر الفصيح، ملك الحجاز بعد أخيه عيسى؛ و كان أبو الفتوح قد توجه الى الشام في ذي القعدة سنة إحدى و أربعمائة و دعا الى نفسه؛ و يلقب الراشد باللّه، و وزر له أبو القاسم الحسن بن علي المغربي و أخذ البيعة على بني الجراح بإمرة المؤمنين، و حسن له أبو القاسم المغربي أخذ ما في الكعبة من آلة الذهب و الفضة، و سار به الى الرملة و ذلك في زمن الحاكم الاسماعيلي أحد العبيديين الذين غلبوا مصر، فلما بلغ ذلك الحاكم قامت عليه القيامة و فتح خزائن الأموال و وصل بني الجراح بما استمال به خواطرهم من الأموال العظيمة و سوغهم بلادا كثيرة فخذلوا أبا الفتوح و ظهر له ذلك منهم؛ و بلغه أن قوما من بني عمه قد تغلبوا على مكة لما بعد عنها فخاف على نفسه و رضى من الغنيمة بالإياب و هرب عنه الوزير أبو القاسم خوفا منه. و كان ذلك في سنة اثنتين و أربعمائة ثم إن أبا الفتوح وصل الإعتذار و التنصل الى الحاكم و أحال بالذنب على المغربي فصفح الحاكم عنه و بقي حاكما على الحجاز الى أن مات في سنة ثلاثين و أربعمائة. 2

فولد أبو الفتوح الحسن بن جعفر،

1 شكرا

و اسمه محمد، و يكنى أبا عبد اللّه و يلقب تاج

______________________________

(1) كانت وفاة الأمير أبي محمد جعفر سنة 370 ه.

(2) كانت وفاة الأمير عيسى بن جعفر سنة 384 ه (عن هامش الأصل)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:122

المعالي، حكم بمكة بعد أبيه، و كان أميرا جليلا جوادا، و من أخباره انّه سمع بفرس عند بعض العرب موصوفة بالعتق و الجودة لم يسمع بمثلها قد أقسم صاحبها أن لا يبيعها

إلّا بعشرين فرسا جوادا و عشرين غلاما و عشرين جارية و ألفي دينار ذهبا و مائة ألف درهم و كذا و كذا ثوبا الى غير ذلك، فأرسل الأمير تاج المعالي شكر بعض غلمانه بثمن الفرس الذي طلبه صاحبها ليشتريها له فوافق وصول غلام الأمير تاج المعالي شكر الى منزل ذلك الرجل و قد ظعن أهله و جماعته و بقي هو وحده لغرض كان له فوافاه عشاء فأضافهم تلك الليلة و قام بما ينبغي له و لهم، فلما أصبحوا حكى له الغلام غرضه الذي جاء لأجله و عرض عليه المال و طلب الفرس، فقال له ذلك البدوي: إنّك لم تذكر لي ما جئت له ساعة وصولك لأترك لك الفرس فانّكم أمسيتم عندي و ليس عندي غيرها فذبحتها لكم. ثم أحضر جلد الفرس و رأسها و قوائمها و ذنبها و ما بقي من لحمها. فلما رأى غلام الأمير تاج المعالي ذلك قال: إني ما جئت و أرسلني الأمير إلّا لأجل الفرس و قد وصلت إلي فدونك الثمن. و دفع اليه ما كان حمله لشراء الفرس ثم رجع الى مكة فلما سمع الأمير تاج المعالي بوصوله خرج لتلقيه فرحا بالفرس فلما رآه و سأله أخبره بما صنع الرجل؛ فقال له: و ما صنعت بالمال الذي أرسلته معك؟ فأخبره أنّه دفعه الى صاحب الفرس فأقسم الأمير تاج المعالي انّه لو جاء بشي ء منه لقتله.

و لم يلد الأمير تاج المعالي شكر إلّا بنتا 2 يقال لها 1 1 تاج الملوك 2؛ قال الشيخ أبو الحسن العمري: قال لي أبو الحسن محمد بن سعدان المعروف بابن صاحب الفتوح إنّه يقال لامها بنت الصيرفي 2. و 1 انقرض الأمير أبو الفتوح*؛ بل

أبوه و جدّه الأمير أبو جعفر محمد أيضا، و كان قد انتسب الى الأمير شكردعي اشتهر أمره بالحجاز و العراق؛ قال الشيخ أبو الحسن العمري: كان من هذا الذي يقال له ابن سعدان يخبر بنت أبي الفتوح فوجد جارية لهم ببلد حربي و مع الجارية ولد لها لا يعرف أبوه، فأخذه منها و ربّاه و أدّبه ثم نهض به الى الدريزي فقال: هذا ولد الأمير شكر و سمّاه جعفرا. فزوده و نفقه بجملة دنانير و أنفذ معه من أوصله الى مكة شرّفها اللّه تعالى، فلما دخل على شكر قال له: أيها الأمير وجدت جاريتك فلانة ببلد حربي معها هذا الولد و ذكرت انّه منك و لم آمن أن تكون صادقة فأنفقت عليه مالي

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:123

و جئتك به، فان كانت صادقة فقد فعلت عظيما و ان كانت كاذبة فما ضرّك من ذلك شي ء؟

فقال شكر: كذبت و اللّه و اللّه ما أعرفه و جزاه خيرا و جعل ما أخذه من الدريزي على الصبي و على من معه.

ثم ان النساء العلويات نظرن الى الصبي و قلن لواسطته حدثنا حديثه و جعلن يعتبن على الأمير تاج المعالي ثم كثرت القالة في ذلك الصبي فقال له شكر: إن رأيتك في بلادي ضربت عنقك. فأخذه الرجل و مضى معه عبيده و مستضعفون من آل أبي طالب فجمع جمعه و انحدر بالصبي و الجماعة معه كلّما مرّ بقوم قال: هذا ابن تاج المعالي شكر قد أنفذه أبوه حتى يجيئ بامه. فأخذ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً و تحصل له مال حتى حصل بسواد عكبرا. قال الشيخ العمري:

و انا إذ ذاك ببغداد فقدم وفد من الحجاز فيهم أبو عبد اللّه محمد بن محمد

بن عرار الأسود الطاهري الحسيني فعرفوني القصة بالشرح، ثم توجهت الى عكبرا فلم أصادفه فعرفت النقيب بعكبرا الشريف أبا الغنائم ابن أخي البصري المعروف بابن بنت الأزرق؛ فقال؛ هذه القصة غلقة و أنت تمضي و الحجة ربما تعذرت عليّ فأطلقت خطى بفساد نسب هذا الصبي، و ألزمت نفسي جريرة تأديبه، و توجهت الى الموصل، و ورد عليّ كتاب نقيب عكبرا أبي الغنائم الحسني: ان الصبي وافى في جماعة فقبض عليه وحده و تفرّقت الجماعة عنه، ثم انّه رشا والى عكبرا مبلغا عظيما حتى خلصه غصبا و غاب خبر الدعي و خبر صاحبه فقيل إنّهما ماتا و اللّه أعلم هذا كلام العمري. 2

و في الجملة فقد انقرض الأمير تاج المعالي شكر و انقرض بانقراضه الأمير أبو جعفر محمد بن الحسين بن محمد الثاير؛ فمن ادّعى اليه فهو كذّاب مفتر و لما مات الأمير تاج المعالي شكر سنة أربع و ستين و أربعمائة بقيت مكة شاغرة فملكها حمزة بن وهاس السليماني، و قامت الحرب بين بني موسى و بين بني سليمان ابن موسى الثاني ابني عبد اللّه الشيخ الصالح بن موسى الجون قريبا من سبع سنين ثم خلصت للأمير محمد بن جعفر بن محمد بن عبد اللّه بن أبي هاشم و بقيت في أولاده مدّة كما سيأتي إن شاء اللّه تعالى.

و أما

1 أبو هاشم محمد* بن الحسين الأمير بن محمد الثاير
اشارة

؛ و ولده يقال لهم الهواشم؛ و يقال لهم الامراء أيضا؛ و هم ببطن مر 2، فأعقب من

عبد اللّه
اشارة

وحده و أعقب عبد اللّه من أبي هاشم

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:124

محمد وحده، و أعقب

أبو هاشم محمد بن عبد اللّه بن أبي هاشم
اشارة

، من أربعة رجال أبي الفضل جعفر و علي؛ و عبد اللّه و الحسين الأصغر؛ فأعقب

أبو الفضل جعفر بن أبي هاشم
اشارة

1 الأمير

محمدا تاج المعالي
اشارة

امه من بني أبي الليل الحسن الموسوي الداودي ولّي مكة بعد حمزة بن وهاس؛ قال الشيخ تاج الدين: و قد كان أبوه و جدّه أميرين بمكة قبله، و لعلّهما وليا قبل تاج المعالي شكر. هكذا قال رحمه اللّه. 2

و أقول: إن حرب بني سليمان و بني موسى كانت سجالا فلعلّهما ملكاها في أثناء الحرب؛ و قد نص الشيخ أبو الحسن العمري على انّهما كانا أميرين بمكة و لا أدري فيه إلّا ما ذكرت فأما انهما كانا أميرين بينبع و اللّه أعلم فلا بحث فيه، و كذا كان عبد اللّه و أبوه أبو هاشم محمد و جدّه الحسين امراء بينبع و اللّه أعلم، و كان أبو الفضل جعفر بن أبي هاشم الأصغر في أول ولايته يخطب للخلفاء المصريين فكوتب من جانب العالم العباسي في قطع خطبتهم فأجاب الى ذلك، و أقام الدعوة للعباسيين و كسر الألواح التي كانت عليها ألقاب المصريين من حول الكعبة، و من الحجر و قبّة زمزم، و أرسلها الى بغداد، و ذكر العمري انّه كان يلقب مجد المعالي.

فمن ولده

1 الأمير شميلة بن محمد بن جعفر بن أبي هاشم الأصغر

، كان عالما فاضلا محدّثا رجلا في الحديث و عمّر أكثر من مائة سنة؛ و كان قد أولد بخراسان و لكن لم يعلم أعقبوا أم درجوا و اللّه أعلم

2، و منهم

1 فضل بن محمد

، و عقبه في «صح» و مع ذلك هذا قد انقرض؛

2 و منهم

1 أبو فليتة «1» قاسم بن محمد بن جعفر بن أبي هاشم الأصغر
اشارة

ولّي مكة بعد أبيه 2، و أولد جماعة منهم الأمير الشجاع الفارس

1 فليتة بن قاسم*

أمير الحجاز بعد أبيه،

2 و

1 محمد بن قاسم
اشارة

أمير السرين قتله هاشم بن فليتة 2، و الأمير يحيى، و الأمير عيسى إبنا قاسم؛ فولد الأمير فليتة عدّة رجال منهم

1 الأمير تاج الدين

و عمدة الدين هاشم، أخذ مكة

______________________________

(1) كانت وفاة أبي فليتة قاسم بن محمد بن جعفر سنة سبع عشرة و خمسمائة. و وفاة فليتة سنة سبع و عشرين و خمسمائة، و وفاة تاج الدين هاشم بن فليتة سنة إحدى و خمسين و خمسمائة، و وفاة قطب الدين عيسى بن فليتة سنة سبعين و خمسمائة، و وفاة الأمير قاسم بن هاشم سنة سبع و خمسين و خمسمائة، و وفاة الأمير مكثر بن عيسى سنة ستمائة. (عن هاشم الأصل)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:125

سيفا من اخوته و عمومته 2، و 1 كان أخواه يحيى و عبد اللّه قد نازعاه الملك فغلبهما عليه

2، و منهم 1 الأمير

قطب الدين عيسى بن فليتة
اشارة

، وليّ مكة بعد أن طرد عنها ابن أخيه قاسم بن هاشم 2 فمن أولاد الأمير تاج الدين هاشم بن فليتة أمير الحجاز 1 قاسم وليّ بعد أبيه الى أن طرده عمّه قطب الدين عيسى و استولى على مكة شرّفها اللّه 2، و من ولد قطب الدين عيسى بن فليتة

1 مكثر بن عيسى

، ولّي مكة بعد أبيه و نازعه اخوته ثم استمر له الملك الى سنة ثلاث و تسعين و خمسمائة فقام عليه ابن أخيه منصور بن داود بن عيسى و استولى على مكة الى أن غلب عليه الأمير قتادة بن إدريس، كذا قال الشيخ تاج الدين، و وجدت في تاريخ عبد اللّه بن حنظلة البغدادي: ان قتادة أخذ مكة من مكثر بن عيسى سنة سبع و تسعين و خمسمائة و اللّه سبحانه و تعالى أعلم.

2

و من ولد

مالك

، منهم محمد بن مالك بن بركة السيد الجليل الوجيه توفي عن سن عالية، و بنت واحدة خرجت الى ابن عمه مبارك بن علي بن مالك فولدت له خمسة بنين. و 1 للشريف مبارك بن علي أخ اسمه يحيى توفي عن ولد اسمه علي بن يحيى، و هم بخراسان أعني أولاد الشريف مبارك بن علي بن مالك الهاشمي.

2 و من ولد

علي بن أبي هاشم الأصغر
اشارة

، بركة و مكثر إبنا الحسين بن علي المذكور، فمن 1 ولد

بركة*

آل بركة 2، و من 1 بني مكثر* المكاثرة بالحجاز و العراق 2، منهم آل 1 مطاعن بالحلة، 2 و كانوا ثلاثة محمد و إدريس و أبو القاسم، انقرض محمد بن مطاعن، و ولد أبي القاسم بن السيد ناصر الدين مهدي بن أبي القاسم بن مطاعن باق الى اليوم أبقاه اللّه تعالى.

و من الهواشم الذين يقال لهم الأمراء، بنو

عبد اللّه* بن أبي هاشم الأصغر

، 1 سروي بن عبد اللّه يقال لولده آل سروي 2. و كان لل حسين* بن أبي هاشم الأصغر جعفر لم أجد له غيره.

و أما

1 عبد اللّه الأكبر* بن محمد الثاير
اشارة

و يكنى أبا محمد فأعقب من ثلاثة 2 رجال، 1 أبي جعفر محمد المعروف بثعلب 2 و 1 أحمد و علي امهما بنت رحال السلمي 2، أما

أبو جعفر محمد ثعلب بن عبد اللّه الأكبر الثاير

؛ و يقال لولده الثعالبة فأعقب من عبد اللّه وحده، و أعقب عبد اللّه بن ثعلب من خمسة رجال الحسن و أحمد و علي و يحيى و محمد.

أما

1 أحمد* بن عبد اللّه بن ثعلب

، و يقال لولده بنو أحمد فكان منهم جماعة بمصر و بصعيدها،

2 و أما

1 علي* بن عبد اللّه بن محمد ثعلب
اشارة

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:126

و يعرف بابن السلمية فأعقب من ثلاثة رجال 2 أبي عبد اللّه سليمان، و الحسين الشديد و يحيى، أما

يحيى بن علي

فأعقب من 1 عيسى بن يحيى، و يقال لولده بنو عيسى فأعقب عيسى بن يحيى من عشرة رجال 2 منهم 1 سبيع بن عيسى، و ولده بطن بمكة 2 و منهم سلامة ابن «1» رهط السيد جمال الدين يوسف بن غانم، و كان للسيد جمال الدين يوسف ابن واحد هو السيد شرف الدين علي بن غانم، و ولد السيد شرف الدين على ثلاثة ذكور، و هم السيد نور الدين غانم، و عميد الدين عبد المطلب و محمد. درج محمد و 1 انقرض السيد نور الدين غانم* من الذكور و لم تبق له إلّا بنت واحدة امها ام ولد، توفى السيد غانم بهرموز و كانت هي بشيراز فتزوجها بعض السادة بشيراز 2، و أما السيد عميد الدين فلا أعلم أعقب أم لا، فان لم يكن أعقب فقد انقرض السيد جمال الدين يوسف بن غانم.

و أما

الحسين الشديد بن علي بن محمد ثعلب

، و يقال لولده الأشداء فمن ولده محمد الشديد و أحمد الشديد ابنا الحسين المذكور، لهما أعقاب

و أما

أبو عبد اللّه سليمان بن علي ابن السلمية
اشارة

فأعقب من ثلاثة منهم

1 الحسين بن سليمان بن علي
اشارة

المذكور و في ولده الإمرة بالحجاز من عهد المستنجد باللّه الى الآن 2، و من ولده

1 السيد جعفر بن أبي البشر الضحاك بن الحسين

المذكور، و هو السيد الفاضل النسابة إمام الحرم و هو صاحب الحكاية مع التقي بن اسامة الحسيني. 2

حدّثني الشيخ النقيب تاج الدين أبو عبد اللّه محمد بن معية الحسني باسناده الى السيد العالم عبد الحميد بن التقي اسامة النسابة، قال: حدّثني أبو التقي عبد اللّه بن اسامة، قال:

حججت أنا و جدّك عدنان بن المختار فبينما نحن ذات ليلة في المسجد الحرام و اذا بجماعة مجتمعة على شخص. و رأينا الناس يعظمون ذلك و يجتمعون عليه؛ فسألنا عنه من هو؟

قيل: جعفر بن أبي البشر إمام الحرم. فقال لي السيد عدنان- و كان رجلا مسنا قد ضعف-:

إني لأضعف عن الذهاب اليه و السّلام عليه فقم انت فسلّم عليه. فقمت فأتيته و سلّمت عليه و قبّلت رأسه و قبّل صدري لأنّه كان رجلا قصيرا؛ ثم قال لي: من أنت؟ فقلت: بعض بني

______________________________

(1) كذا في الأصل و في بعض المخطوطات سلامة بن عيسى. (م ص)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:127

عمّك بالعراق فقال: أ علوي أنت؟ فقلت: نعم. فقال: أ حسني أم حسيني أم محمدي أم عباسي أم عمري؟ فقلت: حسيني. فقال: إن الحسين الشهيد أعقب من زين العابدين علي بن الحسين عليه السّلام وحده، و أعقب زين العابدين من ستة رجال محمد الباقر و عبد اللّه الباهر؛ و زيد الشهيد؛ و عمر الأشرف، و الحسين الأصغر؛ و علي الأصغر، فمن أيّهم أنت؟ فقلت: من ولد زيد الشهيد. فقال؛ إن زيدا أعقب من ثلاثة رجال الحسين ذي الدمعة، و عيسى، و محمد فمن أيّهم أنت؟ فقلت: أنا من ولد الحسين ذي الدمعة. قال: فان الحسين

ذا الدمعة أعقب من ثلاثة يحيى، و الحسين القعدد، و علي؛ فمن أيّهم أنت؟ فقلت: أنا من ولد عمر بن يحيى. قال:

فان يحيى بن ذي الدمعة أعقب من سبعة رجال القاسم، و الحسين الزاهد و حمزة، و محمدا الأصغر و عيسى، و يحيى، و عمر، فمن أيّهم أنت؟ فقلت: أنا من ولد عمر بن يحيى قال: فان عمر بن يحيى أعقب من رجلين أحمد المحدث، و أبي منصور محمد، فمن أيهما أنت؟ قلت: لأحمد المحدّث. قال: فإن أحمد المحدث أعقب من الحسين النسابة النقيب، و أعقب الحسين النسابة من رجلين زيد و يحيى، فمن أيّهما أنت؟ قلت: من يحيى بن الحسين. قال: فان يحيى بن الحسين أعقب من رجلين أبي علي عمر و أبي محمد الحسن، فمن أيهما أنت؟ قلت: من ولد أبي علي عمر بن يحيى. قال: فان أبا علي عمر بن يحيى أعقب من ثلاثة أبي الحسين محمد، و أبي طالب محمد و ابي الغنائم محمد فمن أيّهم أنت؟

قلت من ولد أبي طالب محمد بن أبي علي عمر بن يحيى قال: فكن ابن اسامة!. قال فقلت:

أنا ابن اسامة.

و هذه الحكاية تدلّ على حسن معرفة هذا الشريف بأنساب قومه و استحضاره لأعقابهم، و للشريف جعفر بن أبي البشر عقب،

و من بني الحسين بن سليمان بن علي بن السلمية،

1 الشريف الأمير أبو عزيز قتادة «1»
اشارة

بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن الحسين المذكور، ملك الحجاز سيفا، و طرد الهواشم عنها سنة سبع و تسعين و خمسمائة، و قتل الأمير محمد بن مكثر بن فليتة، و الإمارة في ولده الى الآن، و كان قتادة

______________________________

(1) كانت وفاة الأمير قتادة بن إدريس سنة 618 ه (عن هامش الأصل).

عمدة الطالب، ابن

عنبة ،ص:128

جبّارا فاتكا فيه قسوة و تشاد و حزم، و كان الناصر العباسي أو أبوه المستنصر قد استدعى الأمير قتادة الى العراق و وعده و منّاه، فأجابه و سار من مكة الى أن وصل العراق فلما قارب الصعود من النجف جبن، فلما وصل المشهد الشريف الغروي خرج أهل الكوفة لتلقيه و كان من جملة من خرج في غمار الناس قوم معهم أسد قد ربطوه في سلسلة، فلما رآه قتادة تطير من ذلك و قال: لا أدخل بلادا تذلّ فيها الأسد. ثم رجع من فوره الى الحجاز، و كتب الى الخليفة الناصر لدين اللّه الأبيات:

بلادي و إن جارت عليّ عزيزةو لو أنني أعرى بها و أجوع

و لي كف ضرغام اذا ما بسطتهابها أشتري يوم الوغى و أبيع

معودة لثم الملوك لظهرهاو في بطنها للمجدبين ربيع

أ أتركها تحت الرهان و أبتغي لها مخرجا إني إذا لرقيع؟

و ما أنا إلّا المسك في غير أرضكم أضوع و أما عندكم فأضيع و لقتادة أخوة و عمومة لهم أعقاب، و أعقب هو من تسعة رجال و يقال لعقبه القتادات، 2 فمن ولده

1 الأمير حسن «1» بن قتادة
اشارة

وليّ مكة بعد أبيه، و في أيام حكومته وقعت فتنة بين أهل مكة و قافلة العراق إنجلت عن قتل حاكم القافلة فأخذ الشريف حسن بن قتادة رأسه و علّقه في ميزاب الكعبة، ثم سكنت الفتنة و أرسل الشريف حسن يعتذر الى دار الخلافة 2، و منهم

1 الأمير راجح «2» بن قتادة

أمير مكة بعد أخيه الحسن و كان الأقشب مسعود بن كامل قد تغلّب على مكة وقتا ثم طرد عنها الأمير راجح بن قتادة، و كان شجاعا بطلا ثم شاركه في حكومة مكة بعد أخيه 2

1 أبو سعد الحسن «3» بن علي بن قتادة
اشارة

ثم خلصت لأبي سعد؛ و كان شجاعا بطلا و امه ام ولد حبشية. 2

فيحكى أن أبا سعد في بعض حروبه للغزو و لغيرهم- و أمرهم لا أتحققه الآن إلّا أن غالب

______________________________

(1) كانت وفاة الأمير حسن بن قتادة سنة ثلاث و عشرين و ستمائة.

(2) كانت وفاة راجح سنة أربع و خمسين و ستمائة.

(3) كانت وفاة الأمير أبي سعد الحسن بن علي بن قتادة سنة إحدى و خمسين و ستمائة.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:129

ظني أن تلك الحرب كانت مع الغزو- و أتوه بجمع كثير هائل؛ فلما ترائى الصفان جاءته أمه على بعير في هودج و أمرت من استدعاه لها؛ فلما أجابها قالت له: إنّك قد وقفت موقفا إن ظفرت فيه أو قتلت قال الناس ظفر ابن رسول اللّه أو قتل ابن رسول اللّه، و إن هربت قال الناس هرب ابن السوداء فانظر أي الأمرين تحب أن يقال لك. فقال: جزاك اللّه خيرا فلقد نصحت و أبلغت. ثم ردّها فقاتل قتالا لم يسمع بمثله. حتى ظفر؛ و ملك مكة بعد أبي سعد الحسن بن علي بن قتادة ابنه

1 نجم الدين محمد «1» أبو نمي بن أبي سعد
اشارة

؛ و في ولده الإمارة إلى الآن.

2 و كان في غاية النجدة و نهاية الشجاعة، شارك أباه في إمارة مكة صبيا و ذلك أن راجح ابن قتادة في بعض حروبه مع ابن أخيه أبي سعد استنجد أخواله من بني حسين فخرجوا لمدده في سبعمائة فارس و رئيسهم الأمير عيسى الملقب بالحرون فارس بني حسين في زمانه؛ و سمع بخروجهم أبو سعد و ابنه أبو نمي بينبع فأرسل اليه يطلبه و عمر أبي نمي يومئذ سبع عشرة سنة أو أزيد بقليل، فخرج من ينبع قاصدا إلى مكة فصادف القوم سائرين اليها

فلما صادفهم حمل عليهم و هم سائرون فهزمهم و رجعوا الى المدينة مغلوبين؛ و في ذلك يقول النقيب تاج الدين أبو عبد اللّه جعفر بن محمد بن معية الحسني؛ و هو إذ ذاك لسان بني حسن بالعراق من قصيدة يذكر فيها تلك الواقعة و يمدح أبا نمي و يحسن أفعاله:

أ لم يبلغك شأن بني حسين و فرّهم و ما فعل الحرون؟

يصول بأربعين على مئين و كم من فئة ظلّت تهون فلما قدم أبو نمي على أبيه بمكة أشركه في ملكها فلم يزل حاكما على الحجاز مع أبيه و بعده الى أن مات و قد أناف على التسعين، و قد أخرج من مكة مرارا و حارب العساكر المصرية فظفر بهم، و كان من الشجاعة بحيث لم ير مثله في عصره و كان له ثلاثون ذكرا منهم

______________________________

(1) كانت وفاة الأمير أبي نمي نجم الدين محمد بن أبي سعد الحسن سنة إحدى و سبعمائة.

(عن هامش الأصل)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:130

الأمير أبو الغيث «1» بن أبي نمي

قتله أخوه «2»

حميضة

؛ و منهم

1 الأمير عطيفة

حكم بمكة شرّفها اللّه و كذا أخوه حميضة ثم قبض عليه و حمل الى مصر فاعتقل بها ثم هرب الى العراق و توجّه الى السلطان اولجايتو بن أرغون فأكرمه إكراما عظيما؛ و بذل له عسكرا يذهب به الى مكة و منها الى الشام أو الى الشام أولا لأنّه وعده أن يملكها له و أحس اولجايتو منه شجاعة عظيمة و همّة عالية فعيّن له عشرة آلاف فارس و أمر عليهم الأمير طالب الدلنقدي الأفطسي، و ساروا من البصرة الى القطيف متوجهين الى اطراف الشام، و أرسل الشريف حميضة الى أمراء العرب من كلّ قوم فأجابوه، و أهم ذلك أهل الشام فالتجأوا الى أمراء طى ء و قومهم و هم عرب كثيرون ليس في العرب مثلهم كثرة و تمولا، و أمراؤهم آل فضل أمراء العرب، و اتفق وفاة السلطان اولجايتو و كاتب الوزير رشيد الدين الطبيب ذلك العسكر أن يتفرّقوا لعداوة كانت له مع السيد طالب، فتفرّق ذلك العسكر و ثارت بهم الأعراب الذين جمعهم السيد حميضة مع أعراب طي ء فنهبوهم، و حارب السيد حميضة في ذلك اليوم حربا لم يسمع بمثله. فيحكى عن السيد طالب الدلنقدي انّه قال: ما زلت أسمع بحملات علي بن بي طالب عليه السّلام حتى رأيتها من السيد حميضة معاينة.

2

و منهم

1 السيد عز الدين الأصغر بن أبي نمي

ملك سواكن، و كانت لجدّه لامه و هي من بني الغمر بن الحسن المثنى، ثم سمّ هناك و أخرج من سواكن فقدم العراق و كان قد قدمه مرّة اخرى قبل أن يملك سواكن، و تولّى النقابة الطاهرية بالعراق؛

و كان

زيد

كريما جوادا وجيها و توفي بالحلة و دفن بالمشهد الشريف الغروي بظهر النجف، و ليس لزيد بن أبي نمي عقب،

2 و من ولد

1 أبي شميلة بن أبي نمي

و كان شاعرا شجاعا فمن شعره:

ليس التعلل بالآمال من شيمي و لا القناعة بالإقلال من همّي

و لست بالرجل الراضي بمنزلةحتى أطأ الفلك الدوار بالقدم

______________________________

(1) كان قتل الأمير أبي الغيث بن أبي نمي سنة أربع عشرة و سبعمائة.

(2) كانت وفاة الأمير حميضة بن أبي نمي سنة عشرين و سبعمائة؛ و وفاة الأمير عطيفة بن أبي نمي سنة ثلاث و أربعين و سبعمائة. (عن هامش الأصل)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:131

و البيت الأول من شعر أبي الطيب المتنبي غيّره الشريف يسيرا 2، و من ولد شميلة بن أبي نمي، 1 محمد بن حازم بن شميلة بن أبي نمي فارس شجاع شديد الأيد و امه بنت السيد حميضة بن أبي نمي؛ ورد العراق و توجه الى تبريز و لاقى السلطان السعيد أويس بن الشيخ حسن فأكرمه و أنعم عليه ثم رجع الى الحجاز و توفي هناك.

2

و من ولد أبي نمي

سيف بن أبي نمي
اشارة

؛ و هو أصغر أولاده و آخر من بقي من ولد أبيه؛ أدرك أولاد أولاد أولاد أولاد بعض اخوته و له عقب؛ منهم

1 أحمد بن سيف

المذكور و هو الآن بخراسان، و امه بنت علي بن مالك الهاشمي الحسني أخت الشريف مبارك بن سيف بن علي، و اليه وفد الشريف أحمد و بقي بخراسان

2، و من ولد أبي نمي

1 عضد الدين أبو محمد عبد اللّه الفارس

البطل الشجاع غضب عليه أبوه فأرسله الى بعض بلاد اليمن و أمر حاكمها أن يحصره في دار و لا يمكنه من الخروج ففعل ذلك و كان يكرمه و يزوره و يقوم بكلّ ما يحتاج اليه و لكنّه لا يمكنه من الخروج.

و كان قد اتخذ له بابا عليه شباك من حديد يجلس خلفه و ينظر الى الطريق فقبض عليه ذات ليلة و اجتذبه فقلعه و خرج من الدار، فاحتال حاكم البلد حتى ردّه ثم راسل أباه بما كان منه و أخبره أنّه يخاف منه و طلب العفو من القبض عليه، فاستدعاه أبوه ثم جهّزه الى العراق و أطلق له أوقاف مكة بها فورد العراق و توجه الى السلطان غازان بن أرغون فأجلّه إجلالا عظيما؛ و أنعم عليه و أقطعه إقطاعا نفيسا بولاية الحلة بالصدرين منه- موضع يقال له الزاوية فيه عدّة قرى جليلة- و أقام الشريف بالحلة عريض الجاه نافذ الأمر الى أن مات 2، و أعقب من ولده الشريف شمس الدين محمد وحده، فأعقب الشريف شمس الدين محمد 1 أحمد و أبا الغيث، امهما بنت السيد زيد بن أبي نمي بنت عمه، و درجا معا بشيراز و توجه اليها أحدهما بعد الآخر في أيام حكومة الأمير أبي إسحاق بن الأمير محمود شاه، و دفنا بمشهد السادة المجاور لمشهد علي بن حمزة بن الامام موسى الكاظم عليه السّلام 2 و 1 عليّا السيد الجليل نور الدين كان عميد السادات بالعراق عريض الجاه ساكن

النفس كريم الأخلاق حليما متجاوزا 2، أعقب جماعة منهم 1 السيد شمس الدين محمد بن علي امه شمية بنت الشريف شهاب الدين أحمد بن رميثة بن أبي نمي، و امها ست الشرف بنت الشريف عضد الدين

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:132

عبد اللّه بن أبي نمي، له أولاد 2، و منهم السيد حسيب اللّه بن علي بن محمد، و مغامس و غيرهم كثّرهم اللّه تعالى.

و من ولد أبي نمي

1 السيّد رميثة
اشارة

«1» و اسمه منجد و يكنى بأبي عرادة و يلقب أسد الدين، ملك مكة و طالت امرته بها و في ولده الامارة الى الآن دون ساير أولاد أبي نمي، و كان له عدّة أولاد 2، منهم

1 الشريف شهاب الدين أبو سليمان أحمد بن رميثة
اشارة

كان قد توجه في زمن أبيه الى العراق و ذهب الى السلطان أبي سعيد بن السلطان أولجايتو بن أرغون فأكرمه و أحسن مثواه، فأقام عنده ثم توجه صحبة القافلة و حجّ في تلك السنة الوزير غياث الدين محمد بن الرشيد و جماعة من وجوه العراق و أركان المملكة، و كان الشريف شهاب الدين أحمد قد أعد رجالا و سلاحا و دراهم مسكوكة باسم السلطان أبي سعيد فلما بلغوا الى عرفات و زالت الشمس و تهيأ الناس للوقوف لبس رجاله السلاح و قدموا المحمل العراقي- و هو محمل السلطان أبي سعيد- مع أعلامه على المحمل المصري و أصعدوه جبل عرفات قبله؛ و أوقفوه أرفع منه و لم تجر بذلك عادة منذ انقضاء الدولة العباسية.

و لم يكن للمصريين طاقة على دفعه فالتجأوا الى الشريف رميثة أبيه فاستنجد بني حسن و القواد فتخاذلوا عنه لمكان ابنه أحمد و محبتهم إيّاه و لإحسانه اليهم قديما و حديثا، و أمر الشريف أحمد أن يتعامل بتلك الدراهم المسكوكة باسم أبي سعيد فتعومل بها في الموسم خوفا منه و عاد الى السلطان مصاحبا للقافلة العراقية فأعظمه السلطان أبو سعيد إعظاما عظيما و أحلّه مقاما كريما و فوّض اليه أمر الأعراب بالعراق؛ فأكثر فيهم الغارة و القتل و كثر أتباعه و عرض جاهه و أقام بالحلة نافذ الأمر عريض الجاه كثير الأعوان الى أن توفي السلطان أبو سعيد فأخرج الشريف أحمد الحاكم الذي كان بالحلة و هو

الأمير علي بن الأمير طالب الدلقندي الحسيني الأفطسي و تغلّب على البلد و أعماله و نواحيه و جبى الأموال و كثر في زمانه الظلم و التغلّب، فلما تمكن الشيخ حسن بن الأمير حسين أقبوقا الجلايري من وجه اليه العساكر مرارا فأعجزه لمراوغته مرة و مقاومته اخرى؛ ثم ان الشيخ

______________________________

(1) كانت وفاة السيد رميثة سنة ست و أربعين و سبعمائة (عن هامش الأصل).

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:133

حسن توجه اليه بنفسه في عسكر ضخم و عبر الفرات من الأنبار و أحاط بالحلة فتحصن الشريف أحمد بها فغدر به أهل المحلة التي كان قد اعتمد عليها، و خذله الأعراب الذين جاء بهم مددا و تفرّق الناس عنه حتى بقي وحده، و ملك عليه البلد فقاتل عند باب داره في الميدان قتالا لم يسمع بمثله و قتل معه أحمد بن فليتة الفارس الشجاع و أبوه فليتة، و لم يثبت معه من بني حسن غيرهما، و ابتليا و قاتلا حتى قتلا.

و لما ضاق به الأمر توجه الى محلة الأكراد و قد كان نهبها مرارا و قتل جماعة من رجالها، إلّا انّهم لما رأوه قد خذل أظهروا له الوفاء و واعدوه النصر و تعهدوا له أن يحاربوا دونه في مضايق دروب البلد حتى يدخل الليل ثم يتوجه حيث شاء. و كان الحزم فيما أشاروا لكنه خالفهم و ذهب الى دار النقيب قوام الدين بن طاوس الحسني و هو يومئذ نقيب نقباء الأشراف؛ فلما سمع الأمير الشيخ حسن بذلك أرسل اليه شيخ الاسلام بدر الدين المعروف بابن شيخ المشايخ الشيباني، و كان مصاهرا للنقيب قوام الدين بن طاوس فآمن الشريف و حلف له و أعطاه خاتم الأمان و أرسل به الى الأمير

الشيخ حسن فركب الشريف معه الى الأمير الشيخ حسن و هو نازل خارج البلد و لم يكن الشريف أحمد يظن أو يخظر بباله ان الشيخ حسن يقدم على قتله، و لعمري لقد كان الشيخ حسن يهاب ذلك لجلالة الشريف و نسبه و لمكان أبيه بمكة شرّفها اللّه تعالى و خوفا من قبح الأحدوثة و التقلد بدم مثل ذلك السيد، إلّا أن بعض بني حسن أغراه بذلك و خوّفه عواقبه و انّه ما دام حيّا لا يصفو العراق له فلما ذهب مع الشيخ بدر الدين و كان في بعض الطريق استلبوا سيفه فأحسّ بالشر فقال للشيخ بدر الدين: ما هذا؟ قال: لا أدري انما كنت رسولا و فعلت ما أمرت به. هذا كلّه و الشريف غير آيس من نفسه، فلما دخل على الأمير الشيخ حسن أوصل الاعتذار فأظهر الأمير الشيخ حسن القبول منه و طالبه بأموال البلاد في المدة التي حكم فيها و هي قريب من ثماني سنوات أو أزيد، فأجاب بأنّه أنفقها. فعذّب تعذيبا فاحشا حتى كان يملأ الطشت من الجمر و يوضع على صدره فكان لا يجيب إلّا: إني انفقت بعضها عند بعض الناس و دفنت بعضها في الأرض، لا يزيد على ذلك، فأراد الشيخ حسن إطلاقه فحذّره بعض خواص الشريف فاحتال في قتله بأن جاؤا بالأمير أبي بكر بن كنجاية، و كان الشريف قد قتل أباه

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:134

الأمير محمد بن كنجاية و اعترف بالقتل و كان قتله في بعض حروبه، فأمر أبا بكر أن يقتله قصاصا بأبيه فاستعفى فلم يعف فضرب عنق الشريف بسبع ضربات ثم حمل الى داره فغسل و ذهب الشيخ حسن بنفسه و أمرائه فصلّى عليه و دفن

في داره ثم نقل الى المشهد الغروي، و انقطعت قافلة العراق عن الحجّ مدة حياة الشريف رميثة، فلما توفي و ملك ابنه عز الدين أبو سريع عجلان احتال بعض الاتباع و أولاد مولديهم و هو حسن بن تركي و كان شهما جلدا؛ و تقبّل بالسعي في الصلح و استصحب الشيخ سراج الدين عمر بن علي القزويني المحدّث و توجها الى الشام ثم مضيا مع قافلة الشام الى الحجاز، و هكذا كان يحجّ من أراد الحج من العراق في تلك المدة، فلما ورد الحجاز تكلما في الصلح فأجابهما السيد عجلان الى ما أرادا، و أرسل معهما ابنه خرصا الى بغداد و صحبهم من كان قد حجّ من أهل العراق على طريق الشام؛ فلما وصل السيد خرص بن عجلان الى الشيخ حسن اكرمه إكراما يتجاوز الوصف و بذل له ما كان قد تقرّر عليه الصلح من الأموال، و ما كان قد اجتمع من الأوقاف المكية في تلك المدة و هي سبع سنوات. و أضاف الى ذلك أشياء 2 اخر، و كان للشريف أحمد إبنان هما

1 أحمد

و محمود فقرّر لهما من مال الحلة في كلّ سنة مبلغ عشرين ألف دينار تحمل اليهما في كلّ سنة الى الحجاز، و لم تزل مستمرة يأخذها محمود و أحمد و فيهما يقول الشاعر:

و أحمد أحمد الرجلين عندي و لست أنا لمحمود بذام

و أعرف للكبير السن حقاو لكن الشهامة للغلام 2 أما أحمد بن أحمد بن رميثة فدرج

و أما

محمود بن الشريف أحمد بن رميثة
اشارة

فولد

1 محمدا

رأيته بمكة شرّفها اللّه تعالى سنة ست و ثلاثين و سبعمائة شابا، و كان ابن عمّه الشريف شهاب الدين أحمد بن عجلان قد جعله شحنة على مكة. 2

1 و أعقب محمد* «1» بن محمود بن أحمد غلاما طفلا مات عنه و هو صغير بلغني أنّه يقارب الخمس سنين أو فوقها بقليل، و ليس لمحمد ولد غيره و قد ادّعى الى محمد بن محمود دعي

______________________________

(1) كانت وفاة الشريف محمد بن محمود ابن أحمد بن رميثة سنة ثلاث و ثمانمائة و كان جوادا شاعرا.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:135

انتسب قبل ذلك الى غيره ممن لا يثبت له نسب ثم ادّعى انه ابن محمد هذا، و لكنه يخفي هذه النسبة عمّن يعرف حاله و العجب انّه أسن من محمد بن محمود، و كذبه و افتراؤه أشهر من أن ينبه عليه و أظهر من أن يحتاج الى إظهار، و لكن الزمان زمان سوء و لولا أنّه قد أطال المقام بهذه الديار أعني كرمان و فارس و يزد و قد استوطنها و أولد بها و ظن كثير من أغبياء الجهّال أنّه علوي صحيح النسب من حكّام مكة، لنزهت قلمي عن ذكره، و لكن على كلّ نفس ما كسبت.

2

و من ولد السيد رميثة بن أبي نمي

بقية «1» بن رميثة

له عقب

، و

السيد مغامس

؛ له أيضا عقب

، و

1 السيد مبارك بن رميثة
اشارة

، رأيته بالعراق حين قدمها وافدا على السلطان أويس بن الشيخ حسن و له أيضا أعقاب 2، و من ولد السيد رميثة بن أبي نمي

1 السيد عز الدين أبو سريع عجلان «2» بن رميثة
اشارة

، ملك الحجاز بعده و نازعه أخوه و كانت الحرب بينهما سجالا حتى صفت له بعده، 2 و أعقب جماعة منهم

1 الشريف شهاب الدين أبو سليمان أحمد

، ملك مكة في زمان أبيه سلم اليه أبوه عجلان مكة و أسباب الملك من السلاح و غير ذلك و اعتزل عجلان إلى أن مات، و كان الشريف شهاب الدين عادلا سائسا شديد الحكومة تهابه الأشراف و القواد و من دونهم؛ و كانت القوافل في زمانه آمنة من السرّاق و القطّاع و لم يكن لسارق عنده هوادة إن كان شريفا نفاه و ان كان غيره قتله أو قطع أعضاءه، و طال حكمه و عظم أمره و استشعر سلطان مصر منه الاستبداد فطلبه مرارا فاعتذر اليه، و كان قبل وفاته عدّة سنوات يلبس الدرع أيام الموسم تحت ثيابه و لا يحجّ لعدم تمكّنه من لبس ثياب الإحرام فاحتالوا عليه بكتاب سمّوه و أرسلوه اليه فلم يستتم قراءة ذلك الكتاب حتى انتفخت أوداجه و دماغه و ظهرت البثور بوجهه و مات رحمه اللّه، و فتكوا من بعده بابنه الذي قام بعده نهض عليه رجل في سوق منى فضربه بسكين مسمومة و غاب بين الناس فلم يعرف. 2

______________________________

(1) كانت وفاة السيد بقية بن رميثة سنة اثنتين و ستين و سبعمائة و وفاة أخيه السيد مغامس سنة ثلاث و ستين و سبعمائة. (عن هامش الأصل)

(2) كانت وفاة الأمير عز الدين عجلان بن رميثة سنة سبع و سبعين و سبعمائة، و وفاة ابنه شهاب الدين أبي سليمان أحمد سنة ثمان و ثمانين و سبعمائة و ابنه الذي قام بالأمر بعده وفتك به عن قريب هو محمد بن أحمد بن عجلان و لقبه كمال الدين.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:136

و من

بني عجلان بن رميثة بن أبي نمي

محمد بن عجلان*

«1» له ولد و منهم 1 علي بن عجلان، حكم بمكة أيضا 2 و منهم 1 الشريف حسن بن عجلان. و هو ملك الحجاز اليوم، نقل إليّ عنه انّه حسن السيرة و له شعر حسن أبقاه اللّه تعالى 2 و كثّر أهله و انتسب الى الشريف عجلان بن رميثة رجل اسمه كبيش و قبله عجلان و أبوه رميثة أيضا و امه امرأة من عامة أهل مكة شرّفها اللّه تعالى، فيها ما فيها، و أهل مكة متفقون على حكاية يحكونها لا يصح معها نسب كبيش و لا يتصل بعجلان و ان كان قد قبله و اللّه بها أعلم.

1 و قد رأيت كبيشا* هذا بمكة جليل القدر، كان اليه أمر ساحل جدّة و كان أبوه يوصي به و أخوه يجلّه و الناس يخاطبونه بالشريف، و لكبيش عقب و كان في غاية النجدة و الشجاعة

2- آخر بني محمد الأكبر و هم آخر بني موسى الثاني، و هم آخر بني عبد اللّه الشيخ الصالح بن موسى الجون بن عبد اللّه المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السّلام-.

و العقب من

يحيى صاحب الديلم
اشارة

«2» بن عبد اللّه المحض بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السّلام و يقال له الأبتثي «الأثبتي خ ل» و كان يحيى قد هرب الى بلاد الديلم و ظهر هناك و اجتمع عليه الناس و بايعه أهل تلك الاعمال و عظم أمره و قلق الرشيد لذلك و أهمّه و انزعج منه غاية الانزعاج، فكتب الى الفضل بن يحيى البرمكي: ان يحيى بن عبد اللّه قذاة في عيني فاعطه ما شاء و اكفني أمره. فسار اليه الفضل في جيش كثيف و أرسل اليه بالرفق

و التحذير و الترغيب و الترهيب، فرغب يحيى في الأمان فكتب له الفضل أمانا مؤكدا و أخذ

______________________________

(1) كانت وفاة الأمير محمد بن عجلان سنة اثنتين و ثمانمائة، و قد قتل الأمير علي بن عجلان سنة 797 ه و كانت وفاة الشريف حسن بن عجلان بمصر سنة تسع و عشرين و ثمانمائة بعد وفاة مؤلف هذا الكتاب بسنة. (عن هامش الأصل)

(2) كانت وفاة يحيى صاحب الديلم في حبس الرشيد سنة خمس و سبعين و مائه، كذا أرّخه الامام المهدي باللّه في كتابه المسمّى ب (البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار).

(عن هامش الأصل)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:137

يحيى و جاء به الى الرشيد، فيقال: إنّه صار الى الديلم مستجيرا فابتاعه صاحب الديلم من الفضل بن يحيى بثمانية آلاف درهم و مضى يحيى الى المدينة فأقام بها الى أن سعى به عبد اللّه بن مصعب «1» بن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير الى الرشيد، فقال له: إن يحيى بن عبد اللّه أراداني على البيعة له. فجمع الرشيد بينهما بعد أن استقدم يحيى من المدينة فلما اجتمعا قال الزبيري ليحيى: سعيتم علينا و أردتم نقض دولتنا. فالتفت اليه يحيى و قال: من أنتم؟ فغلب الرشيد الضحك حتى رفع رأسه الى السقف لئلا يظهر منه، ثم قال يحيى: يا أمير المؤمنين أ ترى هذا المشنع عليّ؟ خرج و اللّه مع أخي محمد بن عبد اللّه جدّك المنصور و هو القائل من أبياته:

قوموا ببيعتكم ننهض بطاعتناإن الخلافة فيكم يا بني حسن و ليس سعايته يا أمير المؤمنين حبّا لك و لا مراعاة لدولتك، و لكن و اللّه بغضا لنا جميعا أهل البيت، و لو وجد من ينتصر به علينا جميعا لفعل

و قال باطلا و أنا مستحلفه فان حلف إني قلت ذلك فدمي لأمير المؤمنين حلال فقال الرشيد: إحلف يا عبد اللّه. فلما أراده يحيى على اليمين تلكأ و امتنع فقال له الفضل: لم تمتنع و قد زعمت آنفا أنّه قال ذلك؟ قال عبد اللّه:

فاني أحلف له. فقال له يحيى قل: «تقلّدت الحول و القوّة دون حول اللّه و قوّته الى حولي و قوّتي إن لم يكن ما حكيته عنك صحيحا حقّا». فحلف له

فقال يحيى: اللّه أكبر حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه عن علي بن ابي طالب عليه السّلام عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله انّه قال: ما حلف أحد بهذه اليمين كاذبا إلّا عجّل اللّه له العقوبة بعد ثلاث.

و اللّه ما كذبت و ها أنا يا أمير المؤمنين بين يديك فتقدّم بالتوكيل بي؛ فان مضت ثلاثة أيام و لم يحدث على عبد اللّه بن مصعب حدث فدمي لأمير المؤمنين حلال، فقال الرشيد للفضل: خذ بيد يحيى فليكن عندك حتى أنظر في أمره. قال الفضل: فو اللّه ما صلّيت العصر من ذلك اليوم حتى سمعت الصائح من دار عبد اللّه بن مصعب فأمرت من يتعرّف خبره فعرفت انّه قد أصابه الجذام، و انّه قد تورّم و اسود. فصرت اليه فما كدت أعرفه لأنّه صار كالزق العظيم، ثم اسود حتى صار كالفحم؛

______________________________

(1) عبد اللّه بن مصعب هذا هو جدّ الزبير بن بكار النسابة. (عن هامش الأصل)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:138

فصرت الى الرشيد فعرفته خبره فما انقضى كلامي حتى أتى خبر وفاته فبادرت الخروج و أمرت بتعجيل أمره و الفراغ منه؛ و توليت الصلاة عليه و دفنته فلما دلوه في حفرته لم يستقر فيها حتى

انخسفت به و خرجت منها رائحة مفرطة في النتن فرأيت أحمال شوك تمر في الطريق فقلت: عليّ بذلك الشوك. فأتيت به فطرحته في تلك الوهدة فاستقر حتى انخسفت الثانية، فقلت: عليّ بألواح الساج. فطرحتها على موضع قبره ثم طرح التراب عليها و انصرفت الى الرشيد فعرّفته ذلك فأمرني بتخلية يحيى بن عبد اللّه و أحضروه و سأله: لم عدلت عن اليمين المتعارفة بين الناس؟ قال: لأنّا

روينا عن جدّنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام انّه قال: من حلف بيمين مجدّ اللّه فيها استحيى اللّه من تعجيل عقوبته؛ و ما من أحد حلف بيمين كاذبة نازع اللّه فيها حوله و قوّته إلّا عجّل اللّه تعالى له العقوبة قبل ثلاثة.

و يروى ان عبد اللّه بن مصعب لمّا حلف اليمين المذكورة لم يتمّها حتى اضطرب و سقط لجنبه و أخذوا برحله و هلك، ثم إن الرشيد صبر أياما و طلب يحيى و اعتقل عليه فأحضر يحيى أمانه فأخذه الرشيد و سلّمه الى أبي يوسف القاضي فقرأه و قال: هذا الأمان صحيح لا حيلة فيه. فأخذه أبو البختري من يده و قرأه ثم قال هذا أمان فاسد من جهة كذا و كذا، و أخذ يذكر شبها فقال له الرشيد: فخرقه فأخذ السكين فخرقه و يده ترعد حتى جعله سيورا، و أمر بيحيى الى السجن فمكث فيه أياما ثم أحضره و أحضر القضاة و الشهود ليشهدوا على انّه صحيح لا بأس به و يحيى ساكت لا يتكلّم؛ فقال له بعضهم: ما لك لا تتكلّم؟ فأومئ الى فيه:

أنّه لا يطيق الكلام. فأخرج لسانه و قد اسود؛ فقال الرشيد: هو ذا يوهمكم انّه مسموم. ثم أعاده الى السجن فلم يعرف

بعد ذلك خبره؛ فقيل إنّه قتله جوعا و إنّه وجد في بركة عاضا على حمئة و طين، و قال شيخ الشرف العبيدلي بنى الرشيد عليه أسطوانة. و قيل حبسه في دار السندي بن شاهك في بيت نتن و ردم عليه الباب حتى مات، و يقال إنّه القي في بركة فيها سباع قد جوعت فلاذت به و هابت الدنو منه، فبنى عليه ركن بالجص و الحجر و هو حيّ و في غدر الرشيد بيحيى يقول أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان من قصيدة يعدّ فيها مساوئ بني العباس:

يا جاهدا في مساويهم يكتمهاغدر الرشيد بيحيى كيف ينكتم؟

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:139 ذاق الزبيري غبّ الحنث و انكشفت عن ابن فاطمة الأقوال و التهم فأعقب يحيى صاحب الديلم بن عبد اللّه من

1 محمد بن يحيى
اشارة

وحده، و يقال له الأبتثي «الاثبتي خ ل» و ولده الأبتثيون و هم جماعة بالحجاز و العراق، و امه خديجة بنت ابراهيم بن طلحة بن عمر بن عبيد اللّه بن معمر بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب؛ و العقب منه في رجلين 2 هما 1 عبد اللّه و

أحمد

؛ امهما فاطمة بنت إدريس بن عبد اللّه المحض بن الحسن المثنى. 2

أما أحمد بن محمد الأبتثي فأعقب من ابنه يحيى وحده و أعقب يحيى من ابنه عيسى وحده؛ و أعقب عيسى من علي و سليمان- و علي الملقب ثعلبا- و يحيى الملقب فطيسا؛ و الحسين؛ وجدت للأولين أولادا و الحسين في «صح» و عقب أحمد بن محمد الأثبتي قليل؛

و أما

عبد اللّه بن محمد الأبتثي
اشارة

فأعقب من ثلاثة محمد و سليمان و ابراهيم، أما

محمد بن عبد اللّه بن محمد الأبتثي

فأعقب من سبعة يحيى و الحسين و داود و ادريس و صالح و علي و أحمد، فمن ولد يحيى بن محمد بن عبد اللّه 1 ابراهيم صاحب البشرى و هي قرية و عين، في آخرين 2 «1» و لإبراهيم أولاد و عدد، و من ولد الحسين بن محمد بن عبد اللّه «2» له ولد، و من ولد داود بن محمد بن عبد اللّه داود بن أبي البشر عبد اللّه بن داود هذا، في آخرين «3» و إدريس بن محمد بن عبد اللّه له ولد و من ولد صالح بن محمد بن عبد اللّه، علي بن صالح الشاعر له عقب، و عقب علي بن محمد بن عبد اللّه في «صح» منهم 1 أبو القاسم علي بن علي؛ وقع الى المغرب و قتل هناك و لا بقية له بالحجاز 2. قال ابن طباطبا: لا أدري له ولد بالمغرب أم لا فهو في جملة نسب القطع أسوة نظرائه، و عقب 1 أحمد بن محمد بن عبد اللّه

______________________________

(1) قال العمري في (المجدي): (ولد محمد بن عبد اللّه بن محمد الأبتثي ثلاث بنات و ثلاثة بنين درجوا، و يحيى بن محمد، من ولده الحسين البشراني و ابراهيم ابنا يحيى بن محمد، و من أولاد يحيى صالح نسبوا اليه عدّة أولاد. و في كتاب أبي المنذر درج، و قال مرة اخرى عقبه في (صح).

(2) كذا في النسخ التي بأيدينا و فيه نقص، و كان الحسين بن محمد هذا سيدا زاهدا عابدا عديم المال في غاية من الفقر و المسكنة مع عفة و قناعة.

(3) قال العمري في «المجدي»: داود بن محمد أولد و

أكثر فمن ولده داود بن أبي البشر عبد اللّه بن داود ... كان له ولدان ببلييس). م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:140

و يدعى الصالح و يلقب الصويلح في «صح».

2

و أما

سليمان بن عبد اللّه بن محمد الأبتثي

و يكنى أبا القاسم، و يقال إن اسمه محمد، فأولد جماعة كثيرة و عقبه في سليمان بن سليمان، و يقال إنّه هو الذي يسمّى محمدا، و يكنى أبا القاسم؛ أعقب أبو القاسم محمد بن سليمان بن عبد اللّه من أحد عشر رجلا و هم أبو عبد اللّه محمد، و يوسف، و الحسين، و أحمد، و موسى، و علي و الحسن، و داود، و حمزة، و أيوب، و إدريس و ذكر له الشيخ تاج الدين محمد بن معية الحسني يحيى أيضا و من ولده 1 صاحب الشامة سليمان بن يحيى بن سليمان محمد بن أبي القاسم سليمان بن عبد اللّه المذكور، له عقب الآن بالعراق و غيرها.

2

و أما

ابراهيم بن عبد اللّه بن محمد الأبتثي

، فأعقب من ثلاثة عبد اللّه الشيخ المكفوف، و محمد، و أبي الحسين أحمد. قال البخاري: و هو أبو الحسين ابراهيم بن ابراهيم، فمن ولد عبد اللّه المكفوف بن ابراهيم، عتيبان بن علي بن الحسن بن علقمة بن الضرير المكفوف، و منهم الصوفي الأسود «1» بن الحسن بن علي بن عبد اللّه بن ابراهيم المذكور، و ابنه 1 أبو طاهر حمزة الجبلي «2» يعرف بالسيبي و يقال لولده بنو السيبي كانوا ببغداد و الموصل، منهم فخذ يقال لهم: بنو الصناديقي كانوا ببغداد أيضا 2، و من ولد محمد بن ابراهيم بن عبد اللّه بن محمد الأبتثي، 1 الحسين الأعرج بن محمد المذكور، كذا قال شيخ الشرف. و قال ابن طباطبا: و لم أر للحسين الأعرج غير بنت. 2

و من ولد أبي الحسين أحمد بن ابراهيم بن عبد اللّه بن محمد الأبتثي- و هو الذي سمّاه البخاري ابراهيم- الورق و هو محمد بن يحيى بن أبي الحسين أحمد المذكور؛

قال البخاري: و نقل شيخ الشرف العبيدلي أن الورق هو أحمد بن ابراهيم بن عبد اللّه بن محمد الأبتثي و اللّه أعلم.

______________________________

(1) سمّاه العمري و غيره ميمونا.

(2) كذا في الأصل بالجيم ثم الباء، و ضبطه العمري في (المجدي) الحنبلي بالحاء المهملة ثم النون بعدها الباء. و لقبه بالناصب و قال: مات ببغداد و له في النصب حكايات. ثم قال: إن لهذا الناصب ابن عم يقال له محمد بن عبد اللّه بن الحسن بن علي أمه علوية و كفلته نصرانية اسمها مريم فيعرف بها خاف ببغداد فخرج الى الشام و أولد.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:141

و العقب من

1 سليمان* بن عبد اللّه المحض
اشارة

بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السّلام و يكنى أبا محمد و قتل «1» بفخ 2، اما ابنه

1 محمد
اشارة

هرب بعد قتل أبيه و دخل المغرب الى عمّه إدريس و أعقب هناك؛ 2 و كان له 1 عبد اللّه و أحمد و إدريس و عيسى و ابراهيم و الحسن و الحسين و حمزة و علي، و هم في نسب القطع أي انقطعت أخبارهم عنّا و اتصالهم عنّا. قال الشيخ أبو الحسن العمري: قال أبو الحسين يعني شيخ الشرف محمد بن أبي الحسين العبيدلي النسابة: لم أسمع لهذا الفخذ خبرا الى هذه الغاية، ثم قال العمري: و روى الناس غير هذا؛ و لا شك أن بني سليمان بن عبد اللّه بالمغرب الى الآن و هم أقل من ولد إدريس بن عبد اللّه المحض. 2

قال الموضح النسابة: 1 كان

عبد اللّه* بن محمد بن سليمان

ورد الكوفة و روى الحديث و كان ذا قدر جليل 2 و ولد محمدا و إدريس، و 1 أم عبد اللّه فاطمة 2، و ولد الحسن بن محمد بن سليمان بن عبد اللّه بن الحسن بن محمد بن سليمان، الحسين و إبراهيم أحدهما بالمدينة، هذا كلّه عن الموضح. و قال الشيخ أبو الحسن العمري: قال أبو الغنائم الحسين فيما وجدته من مسوداته بخطه: سألت ابن خداع نسابة مصر عن ولد سليمان فقال: ولد سليمان بن عبد اللّه المحض داود مات سنة ثلاث و ستين و مائتين؛ و ولد سليمان بن داود خمسة الحسين و الحسن المحترق و عليا و محمدا و أبا الفاتك، مات بالحجاز سنة أربع و عشرين و ثلاثمائة. قال العمري: و ما وجدت في كتاب ابن خداع شيئا من هذا، و يجب أن يكون هذا ولد سليمان بن عبد اللّه بن موسى بن عبد اللّه بن الحسن المثنى و قد توهّم الكاتب؛ و قال

الشيخ أبو الحسن العمري أيضا: أوقفني أبو الغنائم محمد بن أحمد بن محمد بن محمد الأعرج بن علي بن الحسن بن علي بن محمد بن جعفر الصادق عليه السّلام نقيب عكبرا- صديقي على رقعة فيها أبو العشاير المؤمل بن معالي بن علي بن حمزة بن محمد بن سليمان بن

______________________________

(1) فخ بفتح أوله و تشديد ثانيه واد بمكة، قيل هو واد الزاهر قتل به الحسين بن علي بن الحسن العلوي يوم التروية سنة 169 ه و قتل معه جماعة من أهل بيته؛ و فيه دفن عبد اللّه بن عمر و جماعة من الصحابة. قاله في (مراصد الاطلاع) و سليمان هذا امه عاتكة بنت عبد الملك بن الحرث الشاعر بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمرو بن مخزوم؛ و هي التي كلّمت أبا جعفر المنصور لما حجّ و قالت: يا أمير المؤمنين أيتامك بنو عبد اللّه بن الحسن فقراء لا شي ء لهم. فرد عليهم ما قبضته من أموالهم. قاله أبو الفرج في (المقاتل). م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:142

عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السّلام و يعرف بابن معالي، فسألني عن الرجل و قال: هو من أهل البصرة؟ فقلت: ما أعرف من هذا نسبه و لا أدري كيف هذا النسب. فشهد الحاجب أبو الفضل ابن أبي محمد بن فضالة صاحب ابن ماكولا الوزير انّه علوي صحيح النسب من البصرة، و انّه ابن عم الشريف أبي حرب و أطلق خطه بذلك سنة إحدى و ثلاثين و اربعمائة. و يجب أن يسأل عن هذا الرجل و يكشف حاله- آخر ولد سليمان بن عبد اللّه المحض بن الحسن

بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السّلام.

و العقب من

1 ادريس* بن عبد اللّه المحض
اشارة

بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السّلام و يكنى أبا عبد اللّه و شهد فخا مع الحسين بن علي العابد صاحب فخ؛ فلما قتل الحسين انهزم هو حتى دخل المغرب فسمّ هناك بعد أن ملك، و كان قد هرب الى فاس و طنجة و معه مولاه راشد و دعاهم الى الدين فأجابوه و ملكوه فاغتم الرشيد لذلك حتى امتنع من النوم، و دعا سليمان بن جرير الرقي متكلّم الزيدية و أعطاه سمّا فورد سليمان بن جرير الى إدريس متوسما بالمذهب فسر به إدريس بن عبد اللّه ثم طلب منه غرة و وجد خلوة من مولاه راشد فسقاه السم و هرب، فخرج راشد خلفه فضربه على وجهه ضربة منكرة و فاته و عاد و قد مضى ادريس لسبيله «1». 2

و أعقب إدريس بن عبد اللّه المحض من ابنه

1 إدريس
اشارة

وحده، و كان إدريس بن إدريس «2» لما مات أبوه حملا و امه ام ولد بربرية، و لما مات إدريس بن عبد اللّه وضعت المغاربة التاج على بطن جاريته ام ادريس فولدته بعد أربعة أشهر. قال الشيخ أبو نصر البخاري: قد خفي على الناس حديث إدريس لبعده عنهم و نسبوه الى مولاه راشد و قالوا إنّه احتال في ذلك لبقاء الملك له، و لم يعقب إدريس بن عبد اللّه، و ليس الأمر كذلك فان داود بن القاسم الجعفري و هو أحد كبار العلماء و ممن له معرفة بالنسب، حكى انّه كان حاضرا قصة إدريس بن عبد اللّه و سمّه و ولادة ادريس بن ادريس. قال: و كنت معه بالمغرب فما رأيت أشجع منه و لا أحسن وجها،

و قال الرضا بن موسى الكاظم عليه السّلام:

ادريس بن ادريس بن عبد اللّه من

______________________________

(1) كانت بيعة ادريس بن عبد اللّه في شهر رمضان 172 و استمر بالامر الى ان توفي ست سنين الا اشهر.

(2) كانت وفاة إدريس بن إدريس الحسني صاحب المغرب سنة أربع عشرة و مائتين. (عن هامش الأصل).

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:143

شجعان أهل البيت و اللّه ما ترك فينا مثله

، و قال أبو هاشم داود بن القاسم بن اسحاق بن عبد اللّه بن جعفر الطيار: أنشدني إدريس بن إدريس لنفسه:

لو مال صبري بصبر الناس كلّهم في روعتي و ضل في جزعي

بأن الأحبة فاستبدلت بعدهم ها مقيما و شملا غير مجتمع

كأني حين يجري الهم ذكرهم على ضميري مجبول على الفزع

تأوي همومي اذا حركت ذكرهم الى خوارج جسم دائم الجزع 2 فأعقب إدريس بن إدريس بن عبد اللّه المحض من ثمانية «1» رجال 1 القاسم و عيسى و عمر. و داود، و يحيى، و عبد اللّه، و حمزة؛ و قد قيل انّه أعقب من غير هؤلاء أيضا و لكلّ منهم ممالك ببلاد المغرب هم بها ملوك الى الآن. 2

1 أعقب

داود* بن إدريس بن علي

ما قال صاحب السفرة بفاس و بشتاية و صدفية جماعة بها مقيمون، و قال الموضح النسابة: هم بالنهر الأعظم من المغرب.

2 و 1 أعقب

حمزة* بن إدريس بن إدريس

بالسوس الأقصى،

2 و 1 أعقب

عمر* بن ادريس بن ادريس

بمدينة الزيتون 2 فمن ولده 1 عيسى بن ادريس بن عمر الذي بني جبل الكوكب و هو مدينة بالمغرب 2، و منهم حمود و هو أحمد بن ميمون بن أحمد بن علي بن عبد اللّه بن عمر، أعقب من رجلين 1 القاسم الملقب بالمأمون 2 و 1 علي الملقب «2» بالناصر لدين اللّه؛ ملك الأندلس و قلع بني مروان عنها 2 و أعقب علي الناصر لدين اللّه ملك الأندلس؛ 1 يحيى الملقب بالمغيلي 2 و 1 ادريس الملقب بالمتأيد وليا الخلافة بالمغرب 2؛ فأعقب يحيى المغيلي 1 إدريس الملقب «3» بالمعالي 2 و 1 الحسن

______________________________

(1) لم يذكر الثامن في الأصل و الظاهر انّهم سبعة فقط (كذا عن هامش المخطوطة) و قد ادخلت هذه العبارة في متن المطبوعة اشتباها. و الذين أولدهم إدريس بن إدريس أحد عشر رجلا و بنتين رقية و ام محمد، و الذي أعقب منهم سبعة و الذي ملك الأمر منهم في بلاد المغرب محمد، و استمر بالأمر ثمان سنين ثم توفي في شهر ربيع الأول سنة 221 ه و قام بعده أولاده ثم أحفاده و كان آخرهم الحسن بن القاسم كنون بن محمد بن القاسم بن ادريس الذي تولّى الملك سنة 348 و قتل سنة 375 و بموته انقرضت دولة الأدارسة من بلاد المغرب و قد ملكوا الأمر 200 سنة تقريبا.

(2) كانت وفاة الناصر لدين اللّه علي بن حمود سنة ثمان و أربعمائة، و وفاة يحيى المغيلي سنة سبع و عشرين و أربعمائة، و وفاة أخيه ادريس المتأيد باللّه سنة إحدى و ثلاثين و أربعمائة.

(3) قيل ان ادريس الملقب بالمعالي مات سنة ست و أربعين و أربعمائة

و كانت وفاة الحسن المستنصر باللّه سنة أربع و ثلاثين و أربعمائة. (عن هامش الأصل)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:144

الملقب بالمستنصر دعى لهما بالخلافة هناك 2؛ و أعقب القاسم المأمون بن أحمد حمود بن ميمون و كان قد ولي بعد أخيه، 1 محمدا الملقب بالمهتدي ملك الجزيرة الخضراء بالمغرب؛

2 و من ولد عمر بن ادريس، 1 علي بن عبد اللّه بن محمد بن عمر. قال العمري له عقب يعرفون بالفواطم.

2

و أما 1 يحيى* بن إدريس بن ادريس فكان له بلد صدفية بالمغرب 2؛ و من ولده علي بن عبد اللّه التاهرتي بن المهلب بن يحيى بن ادريس، و ربما نسب التاهرتي الى محمد بن ادريس بن ادريس؛ قال الشيخ العمري: و ليس ذلك بعيدا و الذي يلوح من كلامه انّه صحيح النسب اعتمادا على انّه كتب في السفرة و يجب أن يكون ما كتب في السفرة صحيحا حتى تجيئ حجّة تبطله، و 1 ل علي التاهرتي* أولاد منهم بمصر و منهم بخراسان، و هذا علي التاهرتي هو الذي ورد رسولا عن صاحب مصر الى السلطان محمود بن سبكتكين و عثر معه على تصانيف الباطنية، و نفاه عن النسب الحسن بن طاهر بن مسلم العبيدلي فخلي بينه و بينه فقتله، ثم انّه طلب تركته فلم يعط منها شيئا. و قد حكى قصته صاحب اليميني في كتابه و جزم على انّه دعي فاسد النسب لما كان من نفي الحسن بن طاهر له؛ و قد عرفت من الظاهر انّه علوي و اللّه أعلم.

2

و أعقب

عيسى بن ادريس بن ادريس

ببلد ملكانه، فمن ولده القاسم كنون بن عبد اللّه بن يحيى بن أحمد بن عيسى بن ادريس، و 1 عبد اللّه* بن ادريس بن ادريس

أحد النساك مات بفاس. و عقبه بالسوس الأقصى و أعمالها 2، و القاسم بن ادريس بن ادريس، أولد و أكثر فمن ولده 1 أبو طالب الناسك بن أحمد بن عيسى بن أحمد بن محمد بن القاسم المذكور؛ و كان من أهل الفضل و هو الذي عمل السفرة بسببهم 2، و منهم 1 الشيخ الشاعر الضرير بمصر الحسن بن يحيى بن القاسم كنون بن ابراهيم بن محمد بن القاسم المذكور، و بنو ادريس كثيرون و هم في نسب القطع يحتاج من يعتزي اليهم الى زيادة وضوح في حجّته لبعدهم عنّا و عدم وقوفنا على أحوالهم. 2

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:145

المعلم الثاني في ذكر عقب 1 ابراهيم الغمر* بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن ابي طالب «ع»
اشارة

و لقب الغمر لجوده، و يكنى أبا اسماعيل و كان سيّدا شريفا روى الحديث و هو صاحب الصندوق بالكوفة يزار قبره «1» و قبض عليه أبو جعفر المنصور مع أخيه و توفي في حبسه سنة خمس و أربعين و مائة و له تسع و ستون سنة 2؛ و قال ابن خداع: مات قبل الكوفة بمرحلة و سنّه سبع و ستون سنة.

و كان السفاح يكرمه. فيروى أن السفاح كان كثيرا ما يسأل عبد اللّه المحض عن أبنيه محمد و ابراهيم، فشكا عبد اللّه ذلك الى أخيه ابراهيم الغمر، فقال له إبراهيم: إذا سألك عنهما فقل: عمّهما ابراهيم أعلم بهما فقال له عبد اللّه: و ترضى بذلك؟ قال: نعم. فسأله السفاح عن ابنيه ذات يوم فقال: لا علم لي بهما و علمهما عند عمّهما ابراهيم. فسكت عنه ثم خلا بابراهيم فسأله عن ابني أخيه فقال له: يا أمير المؤمنين اكلّمك كما يكلّم الرجل سلطانه أو كما يكلّم ابن عمه؟ فقال: بل كما يكلّم الرجل ابن عمّه. فقال: يا

أمير المؤمنين أ رأيت إن كان اللّه قد قدّر ان يكون لمحمد و ابراهيم من هذا الأمر شي ء أ تقدر أنت و جميع من في الأرض على دفع ذلك؟ قال: لا و اللّه. قال: و رأيت إن لم يقدر لهما من ذلك شي ء أ يقدران و لو أن أهل الأرض معهما على شي ء منه؟ قال: لا. فما لك تنغص على هذا الشيخ النعمة التي تنعمها عليه؟ فقال السفاح: و اللّه لا ذكرتهما بعد هذا. فلم يذكر شيئا من أمرهما حتى مضى لسبيله.

______________________________

(1) قبره قريب من كرى سعد بن أبي وقاص المعروف على يسار المحجة الحديدية للذاهب الى شريعة الكوفة و هو مزار معروف حتى اليوم.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:146

و العقب من ابراهيم الغمر في

1 اسماعيل الديباج
اشارة

«1» وحده، و يكنى أبا ابراهيم، و يقال له الشريف الخلاص، و شهد فخا 2، و العقب منه في رجلين الحسن التج «2» و ابراهيم طباطبا، أما

1 الحسن التج* بن اسماعيل الديباج
اشارة

و يكنى أبا علي و شهد فخا و حبسه الرشيد نيفا و عشرين سنة حتى خلّاه المأمون و هلك و هو ابن ثلاث و ستين 2 فأعقب الحسن التج من ابنه

1 الحسن بن الحسن
اشارة

وحده و يلقب التج أيضا، و يقال لولده بنو التج 2، و أعقب الحسن بن الحسن بن الديباج من 1 أبي جعفر محمد، يقال له أيضا التج و ولده الآن آل التج بمصر. 2

و من

1 أبي القاسم علي المعروف بابن معية
اشارة

و هي امه و بها يعرف عقبها، و هي معية بنت محمد بن حارثة بن معاوية بن اسحاق بن زيد بن حارثة بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن الأوس كوفية ينسب اليها ولدها، قال أبو عبد اللّه بن طباطبا؛ و هي أم أولاده، و لعمري ان آل معية أعرف بنسبهم من غيرهم و قد صرّح النقيب تاج الدين في كثير من تصانيفه انها ام علي بن الحسن بن الحسن، و الشيخ العمري قال: ان امه يعني عليا- معية الأنصارية بها يعرف ولده و ذكر ابن خداع ان أصلها من بغداد. 2

و العقب من أبي القاسم علي بن الحسن بن الحسن بن الديباج من رجلين أبي طاهر الحسن، و أبي عبد اللّه الحسين الخطيب، و كان له ولد ثالث هو 1 أبو جعفر محمد النسابة صاحب المبسوط، أخذ عنه شيخ الشرف العبيدلي انقرض عقبه 2 و بقي عقب علي بن معية

______________________________

(1) كان لإبراهيم الغمر أولاد غير اسماعيل الديباج إلّا انّهم لا بقية لهم وعدة بنات، أما البنون فهم يعقوب و محمد الأكبر و محمد الأصغر و اسحاق و علي و أما البنات فهن رقية و خديجة و فاطمة و حسنة و ام اسحاق، أما يعقوب و امه زميحة بنت عبد اللّه بن أبي أمية المخزومي فمات دارجا، و أما محم الأصغر و يلقب بالديباج الأصغر، و هو لام

ولد تدعى عافية، فقبض عليه المنصور و أمر به فدفن حيّا و بنيت عليه اسطوانة و مات دارجا أيضا؛ و أما اسحاق شقيق يعقوب و امهما ام ولد فأولد عبد اللّه وحده، و مات عبد اللّه عن بنت تدعى فاطمة خرجت الى يحيى بن عبد اللّه بن محمد بن عمر الأطراف؛ و نص العمري على انقراضه و أما علي و امه ام ولد تدعى مذهبة و يكنى أبا قرمة فشهد فخا قال أبو اليقظان: لا بقية له. و قال العمري: أولد حسنا و قيل حسينا و يلقب المطوق أقام بمصر و من نسله الحسين بن محمد بن أحمد المقتول بسميساط ابن المطوق.

(2) التج بالتاء المثناة من فوق و الجيم المشددة، و يعرف الحسن التج هذا بابن الهلالية. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:147

من الأولين المذكورين، أما

أبو طاهر الحسن بن علي بن معية

فكان له عقب كثير بالكوفة، منهم 1 السيد العالم النسابة عبد الجبار بن الحسن بن محمد بن جعفر بن أبي طاهر الحسن المذكور، اليه ينسب مسجد عبد الجبار بالكوفة 2 و له و لأخويه 1 أبي الحسن علي و أبي الفوارس ناصر عقب منهم بنو المناديلي انقرضوا و بنو العجعج، منهم السيد سعد الدين موسى بن العجعج رأيته شيخا و هو ميناث.

2

و أما

أبو عبد اللّه الحسين الخطيب بن علي بن معية
اشارة

و هم يدّعون بني معية فأعقب من رجلين أبي القاسم علي و أبي أحمد عبد العظيم، أعقب

عبد العظيم

من 1 محمد يعرف بميمون 2 و من 1 علي له ولد بالري 2، و من أحمد بن عبد العظيم، له ولد و لمحمد ميمون بن عبد العظيم الحسين بن محمد ميمون، له أولاد بالري منهم مهدي و مانكيرم،

و أعقب

أبو القاسم علي بن الحسين الخطيب بن علي بن معية
اشارة

من رجلين هما أبو عبد اللّه محمد، و أبو عبد اللّه الحسين الفيومي، أما

أبو عبد اللّه محمد بن أبي القاسم علي بن الحسين الخطيب،

فأعقب من 1 أبي الطيب الحسن قتله بنو أسد، قال ابن طباطبا؛ و له أولاد ستة برامهرمز و الأهواز و البصرة. 2

و من أبي القاسم عبد اللّه الشعراني، له ولد، و من 1 أبي محمد ابراهيم؛ له أولاد بالأهواز 2 هذا كلّه عن ابن طباطبا، و كان له 1 أبو طالب أحمد كان شديد التوجه و حجّ فأنفق مالا واسعا، فقيل إن رجلا من الأشراف جلس اليه بمكة و هو يشكو جور السلطان، فأدخل العلوي الحجازي يده في ثيابه و قال له: ثيابك هذه الرقاق هي التي أضلتك سبيلك و العز معه الشقاء. و قال العمري: و كان لأبي طالب عدّة من الولد جميعهم أصدقائي مات أكثرهم و هذا أبو طالب أحمد عرفة بهاء الدولة بن بويه الديلمي، و كان أبو طالب رئيسا بالبصرة و له أحوال حسنة، قال ابن طباطبا؛ و له بقية بالبصرة.

2

و أما

أبو عبد اللّه الحسين الفيومي بن علي بن الحسين بن معية
اشارة

فأعقب من ابنه

أبي الطيب محمد
اشارة

؛ و أعقب أبو الطيب محمد بن الحسين الفيومي من

1 أبي عبد اللّه الحسين القصري
اشارة

نزل قصر ابن هبيرة فنسب اليه، و كان لأبي عبد اللّه الحسين القصري عدّة أولاد 2 منهم 1 أبو الحسن علي بن الحسين القصري قتله أحمد بن عمار العبيدلي 2، و من ولده بنو البديوي و هو 1 أبو عبد اللّه محمد البديوي من أبي المعالي هبة اللّه بن أبي الحسن علي المذكور؛ كان لهم بقية

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:148

بالعراق 2. و منهم

النقيب ظهير الدولة 1 أبو منصور الحسن بن أحمد بن الحسن بن الحسين القصري
اشارة

؛ و هو الزكي الأول و عقبه ينقسم فرقتين 2؛

بنو قريش بن أبي الحسين بن أبي الفتح علي النقيب بن رضي الدين بن الزكي الأول

المذكور، منهم 1 السيد عماد الدين محمد بن محمد بن الحسين بن قريش المذكور؛ سافر الى خراسان ثم منها الى الهند و استوطن دهلي، و له بها عقب،

2 و إلى

بني النقيب 1 أبي منصور الحسن الزكي الثالث
اشارة

بن النقيب أبي طالب الزكي الثاني بن أبي منصور الحسن الزكي الأول يعرفون ببني معية ذوي جلالة و رياسة و نقابة و تقدم؛ أعقب النقيب أبو منصور الحسن الزكي الثالث من رجلين 2 محمد، و القاسم النقيب جلال الدين أبي جعفر، أما

محمد بن الزكي الثالث

فأعقب من ولده 1 النقيب تاج الدين جعفر الشاعر الفصيح لسان بني حسن بالعراق حدّثني الشيخ تاج الدين محمد قال: حدّثني أبي عن خاله النقيب تاج الدين جعفر المذكور انّه حدّثه قال لهجت بقول الشعر و أنا صبي فسمع والدي بذلك فاستدعاني و قال يا جعفر قد سمعت انّك تهذي بالشعر فقل في هذه الشجرة حتى أسمع فقلت ارتجالا:

و دوحة تدهش الأبصار ناضرةتريك في كلّ غصن جذوة النار

كأنما فصلت بالتبر في حلل خضر تميس بها قامات أبكار فاستدناني و قبّل ما بين عيني، و أمر لي بفرس و ثياب نفيسة و دراهم أمر باحضارها في الحال، و وهب لي ضيعة من خاصة ضياعه، و قال: يا بني استكثر من هذا فانّا نقصد دار الخلافة و معنا من الخيل و غيرها و أنواع التكلفات و مما لا يتمكن منه و يجيئ ابن عامر بدواته و قلمه فتقضى حوائجه قبلنا و يرجع الى الكوفة و نحن مقيمون بدار الخلافة لم يقض لنا بعد حاجة.

و كان للنقيب تاج الدين جعفر وظائف على ديوان بغداد تحمل اليه في كلّ سنة و كان قد أضرّ و بنى موضعا سمّاه الزوية و اعتكف فيه دائما فأرسلوا اليه بعض السنين- و حاكم بغداد يومئذ الصاحب علاء الدين عطاء الملك الجويني- بفرس كبير السن أعور فكتب الى صاحب الديوان بهذين البيتين:

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:149 أهديتم الجنس الى جنسه بزرك كور لبزرك و

كور

«1» و مالكم في ذاك من حيلةسبحان من قدر هذي الأمور فركب صاحب الديوان اليه و قاد اليه فرسا آخر و اعتذر منه، و من حكاياته أن شاعرا مدحه فلم يعطه شيئا فهجاه بقوله:

أعرق و الأعراق دساسةالى خؤول كخليع الدلا

مدحته و النفس أمارةبالسوء إلّا ما وقى ذو العلى

فكنت كالمودع بطيخةمن عنبر حقة بيت الخلا فلما بلغته هذه الأبيات أمر للشاعر بجائزة فجاءه الشاعر معتذرا و قال: كيف أجازني النقيب على الهجو و لم يجزني على المدح؟ فقال النقيب: أنا لا أعرف ما تقول و لكنك لما قلت شعرا أثبتك عليه. فعرف الشاعر انّه لم يجزه لاسترذال القصيدة و ركاكة الشعر. و كان للنقيب تاج الدين ابنان 2 أحدهما معتوه و الآخر 1 مجد الدين محمد، و كان نجيبا وجيها توفي في حياة أبيه و انقرض النقيب تاج الدين جعفر.

2

و أما

1 النقيب جلال الدين أبو جعفر القاسم* بن الزكي الثالث
اشارة

كان أحد رجالات العلويين و كان صدر البلاد الفراتية بأسرها و نقيبها، و كان فيه كر و إقدام و ظلم على ما يحكى من أخباره، و بسببه نكب الخليفة الناصر لدين اللّه على آل المختار العلويين و تولى هو تعذيبهم و استخراج أموالهم، و حكم في قوسان و كان قد ضمنها بغير اختياره، و كان الوزير ناصر بن مهدي الحسني البطحاني يبغض النقيب زكي الدين و يقصده بالأذى، و اشتدت البغضة و العداوة لما فعل النقيب جلال الدين بآل المختار ما فعل، و استشعر منه خوفا عمل معه على هلاكه و استيصاله فضمن قوسان بأضعاف ما كان مقدار ضمانها، و عزم النقيب زكي الدين على الهرب فكره ذلك منه ابنه جلال الدين و تقبّل بذلك الضمان، و لاطف الوزير ثم خرج الى قوسان فعسف الناس

عسفا لم يسمع بمثله، فزرع ضياع الملاك و غصب الأكرة و فعل

______________________________

(1) بزرك و كور كلمتان فارسيتان بمعنى كبير و أعمى. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:150

بقوم كان له معهم عداوة و لهم قرية تسمى بالهور ما لم يسمع بمثله حمل جميع ما حصل في تلك القرية و أحال عليهم بالخراج و عاملهم من التشدد و الإهانة بما لم يفعله حاكم بأحد قبله، و هم خواص الوزير و بطانته.

و حمل الغلّات على تفاوت أجناسها الى بغداد فحصلت في محرز هناك و توجه الى بغداد فساعدته الأقدار على أن ارتفع سعر الحنطة من درهمين الى أربعة فدخل على الوزير و شكا عدم الحاصل و قلّة الارتفاع و انّه لم يحصل ما يقوم بثلث مال الضمان، و كان مائة و عشرين ألف دينار ذهبا، و التمس بأن تغلق أبواب المناثر و لا يبيع أحد شيئا من الغلات و الحبوبات مدّة عشرة أيام فاجيب الى ما التمسه، و أحال عليه الوزير من يومه بحوالات توازي المبلغ المذكور؛ و كان يؤدي الى كلّ ذي حوالة شيئا يوما فيوما، و ارتفع السعر في تلك الأيام فوصلت الحنطة الى ستة دراهم فلم يمض اسبوع حتى باع السيد جميع ما كان عنده و لم يبق في مناثره شي ء أصلا.

و قد وفى من الحوالات مائة ألف دينار، و أخذ لنفسه مثلها؛ فاحتال ذات ليلة حتى دخل على الوزير وقت السحر و هو خال يكتب مطالعة الصباح التي تعرض على الخليفة، و قد حمل المال معه و أوقفه على باب دار الوزير، فشكا الى الوزير حاله و وصف جدّه و اجتهاده و ذكر ما نال به الناس من الظلم و انّه مع ذلك كلّه

قد أدّى مائة ألف دينار حصلها من قوسان و التمس أن يترك له العشرين ألف دينار الباقية، فقال له الوزير: ليس لتخلية درهم واحد من مال أمير المؤمنين سبيل، فقال النقيب: أيها الوزير هذه الدنانير على الباب و قد حصلت هذا المقدار بتمامه، فان تقدم الوزير أن أدخلها اليه فهو الحاكم، و إن تقدّم أن أؤديها الى أرباب الحوالات أديتها. فتبسم ثم قال: لا بل أمير المؤمنين يترك لك هذه العشرين ألف دينار فقد علم أن ضمانك كان ثقيلا. قلت: و لا يسمع في كلام متظلم فالوزير يعلم كيف حصلت هذه الأموال. قال: لك ذلك على أن لا تعود الى مثلها. قال: علي ذلك ما دام الوزير أعزّه اللّه لا يكلفني ضمانا ثقيلا لا يحصل إلّا بالجور و العسف و الضرر العائد على الديوان في السنين المستقبلة، ثم صلح الحال بينهم ظاهرا الى أن عزل الوزير و لم يتعرّض للنقيب زكي الدين و لا لإبنه إلّا بالخير.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:151

و كان مزيد الخشكري الشاعر قد هجا النقيب جلال الدين و ذكر ظلمه و عسفه و ذكر الهور الذي قدمنا ذكره و أهله بقصيدة طويلة منها:

و كانما الهور الطفوف و أهله الشهداء و ابن معية ابن زياد و حذّر من النقيب و أقسم ليقتله إن ظفر به و اختبأ مزيد الخشكري و انما كان قد تجرأ على هجو النقيب ظنّا أن الوزير يستأصله و أباه إما بالقتل أو بأن يهربا الى اليمن كعادتهما، و كانا قد هربا قبل ذلك و هرب معهما قوم من أهلهما فأقاما بالبادية تارة و بمكة اخرى و باليمن أوقاتا حتى استمال الخليفة الزكي الثالث فرجع الى العراق. فظن ابن الخشكري ان

ما يقوله الوزير سيفعله البتة فلما صلح أمر النقيب جلال الدين مع الوزير خاف ابن الخشكري خوفا شديدا و لم يجد من يجيره من النقيب فدخل عليه ذات يوم و هو متلثم فسفر عن لثامه و لم يكن النقيب رآه و لا عرفه قبل ذلك و أنشده قصيدته التي أولها:

سعود تدوم بشرب المدام ببنت الكروم مع ابن الكرام

حسونا بكأس و طاس و جام غدونا بنون و خاء و لام فلما أتمّ القصيدة قال له النقيب- و كان قد سمع شعره قبل ذلك-: اني لأسمع نفس مزيد.

قال: إذا هو. ففكّر النقيب ساعة و كان قد كتب الى الخليفة الناصر لدين اللّه ضراعة بإرسال عشرة آلاف دينار ذهبا في عشرة أكياس فأمر بإخلاء كيس و دفع ما فيه الى مزيد الخشكري و جعل القصيدة في الكيس و ختم عليها، فلما نظر الخليفة الى قوله ضحك و أمر بإجرائها له و طلب مزيد الخشكري فأمر له بجائزة اخرى و مدح مزيد الخليفة و صار مزيد من شعراء الخلافة و الأصل في ترتيبه قوله

«فكأنما الهور الطفوف»

الى آخره؛ و كان الناصر كثيرا ما ينشد هذا البيت و يضحك. 2

فأعقب النقيب جلال الدين القاسم من رجلين زكي الدين الحسن، و فخر الدين الحسين، انقرض

زكي الدين الحسن

و 1 كان له الفقيه العالم الفاضل المدرس رضي الدين محمد، انقرض و انقرض أبوه بانقراضه

2، و ولد

فخر الدين الحسين 1 جلال الدين
اشارة

أبا جعفر القاسم بن الحسين، كان جليل القدر فاضلا شاعرا و لم يل السيد جلال الدين بن الحسين

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:152

صدارة و امتنع و كان أبوه على قاعدة أبيه صدرا نقيبا بالفراتية فعزل عن النقابة و من شعره:

تقاعست دون ما حاولته الهمم و لا سعت بي الى داعي الندى قدم

و لا امتطيت جوادا يوم معركةو خانني في الوغى الصمصامة الخذم

و لا بلغت من العلياء ما بلغ الآباءقبلي و لا أدركت شأوهم

إن كنت رمت سلوا عن محبتكم أو كنت يوما بظهر الغيب خنتكم

فما الذي أوجب الهجران لي فلقدتنكرت منكم الأخلاق و الشيم؟

أ ذاك من بخل بالوصل أم ملل أم ليس يرعى لمثلي عندكم ذمم؟؟؟ 2 و كان لجلال الدين أبي جعفر القاسم بن الحسين بن القاسم بن الزكي الأول ابنان أحدهما 1 زكي الدين «1» مات عن بنت و انقرض 2؛ و 1 الآخر شيخي المولى السيد العالم الفقيه الحاسب النسابة المصنف

تاج الدين محمد

؛ اليه انتهى علم النسب في زمانه و له فيه الإسنادات العالية و السماعات الشريفة، أدركته قدس اللّه روحه شيخا و خدمته قريبا من اثنتي عشرة سنة، قرأت فيها ما أمكن حديثا و نسبا و فقها و حسابا و أدبا و تواريخ و شعرا الى غير ذلك، و صاهرته؛ على ابنة له ماتت طفلة فأجاز لي أن ألازمه ليلا فكنت ألازمه ليالي من الاسبوع أقرأ فيها ما لا يمنعني فيه النوم.

فمن تصانيفه «كتاب في معرفة الرجال» خرج في مجلدين ضخمين، و كتاب «نهاية الطالب في نسب آل أبي طالب» خرج في اثني عشر مجلّدا ضخما قرأت عليه أكثره، و كتاب «الثمرة الظاهرة من الشجرة الطاهرة» أربع مجلدات في أنساب الطالبيين مشجر قرأته عليه بتمامه، و منها

«الفلك المشحون في أنساب القبائل و البطون» قرأ عليه كثيرا مما خرج منه و لم يبلغ من هذا الكتاب إلّا قريبا من الربع، و منها كتاب «أخبار الامم» خرج منه أحد و عشرون مجلدا و كان يقدر إتمامه في مائة مجلد كلّ مجلد أربع مائة ورقة، و منها كتاب «سبك الذهب في شبك النسب» مختصر مفيد قرأته عليه بتمامه، و منها كتاب

______________________________

(1) اسمه الحسن و كان سيدا جليلا. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:153

«الجذوة الزينبية» مختصر قرأته على أول اشتغالي بعلم النسب لم أقرأ قبله إلّا مقدمة مختصرة لشيخ الشرف العبيدلي، و منها كتاب «تبديل الأعقاب» و منها «كشف الالتباس في نسب بني العباس» و منها رسالة «الابتهاج في الحساب» و كتاب «منهاج العمال في ضبط الأعمال» الى غير ذلك من كتبه في الفقه و الحساب و العروض و الحديث.

و كان يتولى إلباس لباس الفتوة «1» و يعتزي اليه أهله و يحكم بينهم بما يراه فيطيعون أمره و يمتثلون مرسومه، و هذا المنصب ميراث لآل معية من عهد الناصر لدين اللّه و قد كان بعض آل معية يعارض النقيب تاج الدين في ذلك و ينقسم الناس بالعراق أحزابا كلّ ينتمي الى أحدهم، فلما مات النقيب فخر الدين ابن معية و النقيب نصير الدين بن قريش بن معية لم يبق له معارض و لم يكن عوام العراق و لا خواصّهم ليسلّموا ذلك الأمر الى أحد من غير آل معية مادام منهم أحد فكيف بالنقيب تاج الدين.

و كان اليه إلباس خرقة التصوف من غير منازع في ذلك لا يلبسها أحد غيره أو من يعزى اليه، فأما النسب فلم يمت حتى أجمع نسّاب العراق على تلمذته و الاستفادة

منه حتى أني رأيت في كتاب مشجر بخط السيد أبي المظفر بن الأشرف الأفطسي اسم النقيب تاج الدين و قد كتب تحته: «قرأ عليه و استفدت منه». و كان أبو المظفر أسن من النقيب تاج الدين بكثير فسألت النقيب تاج الدين: ما قرأ عليك أبو المظفر؟ فقال: لم يقرأ عليّ شيئا و لا سمع مني شيئا يعتدّ به بل ما يخطر ببالي إلّا أنّه كان يوما على باب القبة الشريفة بالغري في الايوان المقابل فوصل الى مكان- ذكره النقيب و نسيته أنا- قال فسألني عنه فأخبرته. و كان متقدّما في هذا الفن قريبا من خمسين سنة يشار اليه بالأصابع.

فأما روايته و اتساعها و معرفته بغوامض الحديث و الحاقه بالأجداد فأمر لم يخالف فيه أحد؛ و من أشعاره قوله:

______________________________

(1) الفتوة بالضم و التشديد الكرم و السخاء، هذا لغة و في عرف أهل التحقيق أن يؤثر الخلق على نفسه بالدنيا و الآخرة، و صاحب الفتوة يقال له الفتى و منه (لا فتى إلّا علي) و عبّر عنها في الشريعة بمكارم الأخلاق ... و أقدم من تكلّم فيها الامام جعفر الصادق عليه السّلام و لهم في التعبير ألفاظ مختلفة و المآل واحد، قاله في (تاج العروس) بمادة (فتى) و لباس الفتوة لباس معروف يلبسه رجال الفتوة شعارا لهم. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:154 ملكت عنان الفضل حتى أطاعني و ذللت منه الجامح المتصعبا

و ضاربت عن نيل المعالي و حوزهابسيفي أبطال الرجال فما نبا

و أجريت في مضمار كل بلاغةجوادي فحاز السبق فيهم و ما كبا

و لكن دهري جامح عن مراتبي و نجمي في برج السعادة قد خبا

و من غالب الأيام فيما يرومه تيقن ان الدهر يضحى مغلبا و تعداد فضائل النقيب

تاج الدين محمد رحمه اللّه يحتاج الى بسط لا يحتمله هذا المختصر، و توفي «1»؛ عن بنات

- آخر بني علي بن معية؛ و هو ابن الحسن بن الحسن بن الديباج-. 2

و 1 أما

أبو جعفر محمد* بن الحسن بن الحسن بن الديباج
اشارة

و يقال لولده بنو التج و هم بمصر فأعقب من رجلين 2 1 أحمد، ولده بمصر 2، و 1 الحسين يقال له البربري 2 و يقال لولده بنو البربري، أما

أحمد بن محمد

فمن ولده 1 صاحب العدّة و العزة بمصر و مات باليمن؛ و هو أبو الحسن محم د بن أحمد المذكور؛ له أولاد بمصر قال العمري: محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن الحسن الديباج له ذيل بمصر و العراق و تنيس من جملتهم بنو بنت الزويدي 2 و هو أبو عبد اللّه الحسين بن ابراهيم بن محمد بن أبي الحسن محمد المصري المذكور، و كان لأبي عبد اللّه الحسين هذا ثلاثة ذكور، 1 أبو تراب علي، مات دارجا 2 و 1 ابراهيم بمصر له بنات؛ 2 و 1 زيد ولده بتنيس 2، و كان لأبي الحسن محمد المصري صاحب العزة المذكور، 1 أبو محمد القاسم و كان له باليمن أولاد متفرقون- آخر بني الحسن التج بن اسماعيل الديباج بن ابراهيم الغمر بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السّلام-.

2

و 1 أما

ابراهيم طباطبا* بن اسماعيل الديباج
اشارة

و لقب «طباطبا» لأن أباه أراد أن يقطع له ثوبا و هو طفل فخيّره بين قميص و قبا فقال: طباطبا. يعني قباقبا و قيل بل السواد لقبوه بذلك.

و طباطبا بلسان النبطية سيد السادات. نقل ذلك أبو نصر البخاري عن الناصر للحق، و كان ابراهيم طباطبا ذا خطر و تقدم و امه ام ولد، فأعقب من ثلاثة 2 رجال القاسم الرسي و احمد

______________________________

(1) كانت وفاته رحمه اللّه في الحلة ثامن ربيع الأول سنة 776 ه و نقل الى مشهد الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:155

و الحسن، و كان له

عبد اللّه بن ابراهيم
اشارة

أيضا كان له ذيل لم يطل، و من ولده

1 أحمد بن عبد اللّه

خرج بصعيد مصر سنة سبعين و مائتين فقتله أحمد بن طولون و انقرض عقبه و عقب أبيه عبد اللّه بن ابراهيم أيضا.

2

و من ولد ابراهيم طباطبا أيضا

1 محمد بن ابراهيم
اشارة

، و يكنى أبا عبد اللّه أحد أئمة الزيدية خرج بالكوفة داعيا الى الرضا من آل محمد، و خرج معه ابو السرايا السري بن منصور الشيباني في أيام المأمون فغلب على الكوفة و دعى بالآفاق و لقب بأمير المؤمنين و عظم أمره ثم مات فجأة «1» و انقرض عقبه 2، و كان من ولده

1 محمد بن الحسين بن جعفر بن محمد
اشارة

هذا خرج الى الحبشة فما يعرف له خبر 2، و منهم

1 محمد بن جعفر بن محمد

المذكور؛ قتلته الشراة بكرمان و صلب فأخذتهم الزلزلة أربعين يوما حتى أنزل عن الخشبة فسكنت الزلزلة

2، و عقب ابراهيم طباطبا من القاسم و أحمد و الحسن، أما

الحسن بن ابراهيم طباطبا
اشارة

فأعقب من رجلين علي و 1 أحمد يلقب متوية 2؛ أما

1 علي* بن الحسن بن طباطبا

فامه ام ولد.

قال أبو نصر البخاري: استلحق و هو ابن أربع عشرة سنة فأولاده يسمّون المستلحقة و اللّه أعلم. 2

فمن ولده 1 الشريف أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الصوفي المصري بن أحمد شيخ الأهل بن علي بن الحسن بن ابراهيم طباطبا يعرف بابن بنت زريق؛ و كان دينا متصوفا و مات عن أولاد 2 منهم رجل شاعر، و منهم 1 أبو ابراهيم اسماعيل بن ابراهيم بن علي بن علي بن الحسن بن طباطبا، مات بمصر سنة سبع و ثلاثين و ثلاثمائة و له بها ولد 2، و منهم 1 أبو الحسن الملقب بالجمل بن أبي محمد الحسن بن علي بن الحسن بن طباطبا مات بمصر عن عدّة أولاد و أخوة.

2

و أما

أحمد المصري بن الحسن بن طباطبا الملقب متوية

فله أبو الحسن محمد الصوفي و أبو الحسن محمد الشجاع المستجد؛ و أبو جعفر محمد الرئيس، و أبو علي محمد بنو أحمد

______________________________

(1) مات في سنة تسع و تسعين و مائة، قيل سقاه أبو السرايا سما فمات منه و اللّه أعلم.

(عن هامش الأصل)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:156

المصري المذكور، لهم أعقاب منهم بنو المستجد، و 1 بنو الكركي و هو أبو الحسن علي بن محمد الصوفي المذكور، و بقيتهما بمصر.

2

و أما

1 أحمد الرئيس* بن طباطبا
اشارة

و يكنى أبا عبد اللّه فأعقب من رجلين 2

أبي جعفر محمد
اشارة

و أبي اسماعيل ابراهيم، و جمهور عقبه يرجع 1 الى

أبي الحسن الشاعر الاصفهاني

و هو محمد بن أحمد بن محمد* بن أحمد المذكور صاحب كتاب «نقد الشعر» و غيره، 2 و من ولده القاسم، و أبو البركات محمد و أبو الحسين محمد و أبو المكارم محمد بنو الشريف أبي الحسن محمد المذكور؛ فمن ولد القاسم بن محمد الشيخ الشريف النسابة أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن أبي طالب بن القاسم هذا، قال أبو الحسن العمري: لقيته و قرأت عليه و كاتبته في الأنساب. و من ولد أبي البركات، 1 محمد بن محمد بن الحسن «1» و كان رفيق شيخ الشرف النسابة الى مصر له ذيل طويل بمصر 2، قاله الشيخ أبو الحسن العمري، و من ولد أبي الحسن محمد بن أحمد الشاعر الاصفهاني أبو الحسين علي الشاعر «2» بن أبي الحسن محمد، له ذيل طويل منهم 1 السيد العالم النسابة أبو اسماعيل ابراهيم بن ناصر بن ابراهيم بن عبد اللّه بن الحسن بن علي الشاعر المذكور مصنّف كتاب «المتنقلة في علم النسب».

2

و من ولد

أبي اسماعيل ابراهيم بن أحمد بن طباطبا
1 القاسم بن ابراهيم بن القاسم بن أبي اسماعيل ابراهيم

هذا كان شاعرا مطبوعا و كان يرد على ابن المعتز و مات عن عدّة من الولد،

2 و أما

1 القاسم الرسي* «3» بن ابراهيم طباطبا
اشارة

، و يكنى أبا محمد و كان ينزل جبل الرس،

______________________________

(1) الحسن هذا هو ابن أبي البركات محمد المذكور.

(2) الى أبي الحسين الشاعر هذا ينتهي نسب العلّامة الكبير الحجّة السيد محمد المهدي الملقب ب (بحر العلوم) النجفي المتوفي سنة 1212 ه فانّه رحمه اللّه ابن المرتضى بن محمد بن عبد الكريم بن مراد بن شاه أسد اللّه بن جلال الدين الأمير بن الحسن بن مجد الدين علي بن قوام الدين محمد بن اسماعيل بن عباد بن ابي المكارم بن عباد بن أبي المجد أحمد بن عباد بن علي بن حمزة بن طاهر بن أبي الحسين علي الشاعر المذكور الملقب بشهاب ابن أبي الحسن محمد الشاعر الاصفهاني المتوفي سنة 322 ه ابن أحمد المكنى بأبي الفتوح المتوفي باصبهان في محلة غازيان ابن محمد المكنى بأبي جعفر المدفون عند جدّه بجميلان اصفهان ابن الرئيس أحمد المكنى بأبي عبد اللّه ابن ابراهيم طباطبا المدفون بجميلان اصفهان ابن اسماعيل الديباج المدفون بكلبهار من محلات اصفهان ابن ابراهيم الغمر بن الحسن المثنى ابن الحسن السبط ابن الامام علي بن ابي طالب عليه السّلام.

(3) ذكر في (الحدائق الوردية في أحوال الأئمة الزيدية) أن القاسم هذا بايعه أصحابه سنة 220 الى أن توفي مختفيا في جبل الرس سنة 246 عن سبع و سبعين سنة.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:157

و كان عفيفا زاهدا له تصانيف و دعا الى الرضا من آل محمد، و له عدّة أولاد متقدمون، 2 فأعقب من سبعة رجال يحيى العالم الرئيس و الحسن، و اسماعيل، و سليمان، و الحسين السيد الجواد، و أبو

عبد اللّه محمد و موسى، أما

1 يحيى* بن الرسي

فكان رئيسا ينزل الرملة و كان له بها عقب

2، و أما

1 الحسن* بن الرسي
اشارة

و كان بالمدينة سيدا رئيسا 2 فأعقب من محمد و ابراهيم، فمن ولد

محمد بن الحسن بن الرسي

، 1 عليان بن المحسن بن عبد اللّه بن محمد بن الحسن بن الرسي، كان في مشهد المذار و هو مشهد عبيد اللّه بن علي بن ابي طالب عليه السّلام.

2

و من ولد

ابراهيم بن الحسن بن الرسي

؛ ابراهيم و عقبه من رجلين القاسم الجمال، و محمد فمن ولد القاسم الجمال، 1 علي يعرف بمعمّر و يكنى بأبي خلاط 2؛ و محمد و ابراهيم و الحسين بنو القاسم الجمال، و من ولد محمد بن ابراهيم ابنه يحيى له عدّة أولاد

و أما

اسماعيل* بن الرسي

و كان رئيسا متقدّما فعقبه من رجل واحد و هو ابنه 1 أبو عبد اللّه محمد الشعراني نقيب الطالبيين بمصر و ولده نقباء سادة 2؛ و أعقب أبو عبد اللّه محمد الشعراني بن اسماعيل بن الرسي من 1 اسماعيل النقيب بمصر بعد أبيه 2؛ و 1 أبي القاسم أحمد النقيب بمصر بعد أخيه 2، و أبي الحسن علي؛ و أبي الحسين يحيى و أبي محمد جعفر، و أبي محمد عيسى، و أبي محمد القاسم، و العقب من اسماعيل النقيب بعد أبيه ابن محمد الشعراني؛ من أبي العباس ادريس له أولاد، هم اسماعيل و عبد اللّه، و محمد.

و العقب من أبي القاسم «1» أحمد النقيب بعد أخيه ابن محمد الشعراني من ابراهيم، و اسماعيل، و علي، و أبي الحسين عبد اللّه و 1 أبي عبد اللّه محمد يلقب بالقرقيس 2، و يحيى، فالعقب من ابراهيم بن أحمد النقيب بن محمد الشعراني من 1 أبي عبد اللّه الحسين النقيب كان بمصر 2، و 1 أبي الحسن علي النقيب كان بمصر 2 و أبي القاسم أحمد، أما 1 أبو عبد اللّه الحسين النقيب* بن ابراهيم بن أحمد بن محمد الشعراني و كان جم الفضائل كثير المحاسن 2 فولده طاهر و علي و اسماعيل و ابراهيم لهم أولاد؛ و أما أبو الحسن علي النقيب بن ابراهيم فولده

______________________________

(1) كانت وفاة أبي القاسم أحمد النقيب في سنة

خمس و أربعين و ثلاثمائة. ارخه ابن خلكان في تاريخه و السيوطي في (حسن المحاضرة). (عن هامش الأصل)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:158

محمد و يحيى و عبد اللّه و أما أبو القاسم أحمد بن ابراهيم فولده علي و ابراهيم و محمد، و العقب من أبي الحسين عبد اللّه بن أحمد النقيب بن محمد الشعراني فولداه محمد و أبو القاسم أحمد و ولد محمد بن أبي الحسين عبد اللّه بن أحمد النقيب. 1 القاسم القاضي بالشام 2 و العقب من محمد القرقيس بن أحمد النقيب بن محمد الشعراني من أبي عبد اللّه الحسين، له ولد و مسلم؛ و أبي القاسم أحمد، و اسماعيل و عبد اللّه؛ و العقب من اسماعيل بن أحمد النقيب، في حمزة؛ له ولد و علي بن أحمد النقيب له ابن اسمه الحسين و العقب من أبي محمد جعفر بن الشعراني في أبي علي الحسين، له علي و يحيى و ابراهيم و العقب من أبي الحسن علي بن الشعراني في أولاده أبي اسماعيل ابراهيم و محمد و الحسن؛ و العقب من أبي الحسين يحيى بن الشعراني في ولده الحسن؛ له ولد و عيسى بن الشعراني ميناث و قيل له محمد و عيسى؛ و لمحمد ولد.

و أما

سليمان بن الرسي

فمن ولده محمد و علي و الحسين و القاسم العدل بنو محمد بن علي الفارس بن سليمان المذكور، و من ولده ابراهيم بن سليمان المذكور و لإبراهيم أحمد و 1 محمد ابنا ابراهيم هذا، و محمد هذا يلقب توزون بالبصرة 2، و أما أحمد بن ابراهيم بن سليمان، فمن ولده 1 موهوب أبو الحسن دلال الدقيق بالبصرة 2 ابن أبي الليل عبد اللّه بن أحمد بن ابراهيم المذكور

و أما 1 محمد* بن ابراهيم المذكور ابن سليمان فولده بنو توزون بالبصرة. 2

قال الشيخ أبو الحسن العمري: هم أصدقائي بالبصرة بقي منهم طفل هو ولد أبي منصور جعفر بن أحمد بن محمد توزون المذكور، و من بني سليمان بن الرسي، 1 موسى القتيل بصنعاء 2 و ابنه أبو الحسن له ذيل منتشر

. و أما

أبو عبد اللّه الحسين بن القاسم الرسي
اشارة

و كان سيّدا كريما فأعقب من رجلين 1 أبي الحسين يحيى الهادي و أبي محمد عبد اللّه السيد العالم، امهما فاطمة بنت الحسن بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السّلام 2 أما

1 يحيى الهادي بن الحسين بن الرسي
اشارة

و يكنى أبا الحسين، كان إماما من أئمة الزيدية جليلا فارسا ورعا مصنفا شاعرا، ظهر باليمن و يلقب بالهادي الى الحق، و كان يتولى الجهاد بنفسه و يلبس جبّة صوف، له تصانيف كبار في الفقه قريبة من مذهب أبي حنيفة، و كان ظهوره باليمن أيام المعتضد سنة ثمانين و مائتين و توفي هناك سنة ثمان

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:159

و تسعين و مائتين و هو ابن ثمان و سبعين سنة، و خطب له بمكة سبع سنين، و أولاده أئمة الزيدية و ملوك اليمن 2، فأعقب يحيى الهادي من ثلاثة رجال 1 الحسن الفيلي ينسب الى الفيل جبل بصعدة 2، و أبي القاسم محمد المرتضى «1» قام بالأمر بعد أبيه، و أحمد الناصر قام بالأمر بعد أخيه، أما

الحسن الفيلي بن يحيى الهادي

عمدة الطالب، ابن عنبة 159 الحسن الفيلي بن يحيى الهادي ..... ص : 159

ال الشيخ أبو الحسن العمري: له ذيل لم يطل.

و أما

أبو القاسم محمد المرتضى بن يحيى الهادي
اشارة

فأعقب من جماعة: منهم علي و ابراهيم و الحسن الاتج قال ابن طباطبا: و الحسين. أما

1 الحسن الأتج*
اشارة

فله ولد بآمل 2، و منهم 1 أبو العساف محمد و أبو هاشم الحسن ابنا

يحيى بن الحسن الأتج
اشارة

المذكور؛ يقال لولده آل أبي العساف كانوا بأصفهان الى ما بعد الستمائة. 2

و من ولد

أبي الهاشم الحسن بن يحيى بن الحسن الأتج

1 داعي النسابة و اخوته الرضي، و عبد اللّه، و علي، بنو الحسن بن يحيى المذكور، لهم أعقاب بسارية و خوزستان و الري، 2 و للمرتضى باليمن أيضا أعقاب. و أما 1 أحمد الناصر* بن يحيى الهادي و هو الناصر لدين اللّه و كان من أكابر الأئمة الزيدية جمّ الفضائل كثير المحاسن و كان به نقرس فربما هاج به فمنعه من القتال و استمر به ذلك. قال الشيخ أبو الحسن العمري: بلغني ان ولده أبا الغطمش وثب عليه خصم له فقتله و كثر عليه العدو فجالد حتى رجع فقال أبو الناصر لدين اللّه:

إن لا أثب فقد ولدت من يثب كلّ غلام كالشهاب الملتهب و مات سنة أربع و عشرين و ثلاثمائة و بقيت الإمامة في ولده. فأعقب من جماعة 2 منهم:

1 محمد الوارد الى حلب بن أحمد الناصر أعقب بحلب و مصر و غيرهما 2 و منهم 1 أبو الفضل الرشيد بن أحمد الناصر له بقية. قال الشيخ العمري: هم بحلب الى يومنا 2. و منهم: 1 الحسين بن أحمد الناصر، له ولد باليمن 2، و منهم أبو الغطمش ابراهيم بن أحمد الناصر فارسهم و قد ذكر قريبا. و منهم 1 اسماعيل بن الناصر أعقب بخوزستان 2. و منهم 1 أبو الحمد داود بن الناصر، كان من شيوخ أهله و فضائلهم و كان بالعراق 2، و ابنه 1 القاضي المجلى أبو محمد بن أبي الحمد

______________________________

(1) كانت وفاة أبي القاسم محمد المرتضى سنة خمس عشرة و ثلاثمائة و هو من أئمة الزيدية و قيل مات سنة عشرين و ثلاثمائة، و كذا عن

هامش الأصل، و لكن الذي ذكر في (رياض الفكر) انّه توفي بصعدة سنة 310 و قام بالأمر بعده أخوه أحمد الناصر و توفي سنة 315 أو سنة 320، و لعلّ ما ذكر في هامش الأصل اشتباه. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:160

ورد خوزستان و تقدّم بها، و له بقية بالأهواز و واسط 2. و منهم 1 الحسن بن الناصر قام بالأمر بعد أبيه و له أولاد، و كان يلقب بالمنتجب لدين اللّه 2. و منهم 1 يحيى بن الناصر قاتل أخاه على الإمامة و يلقب بالمنصور كان فيه خير أنفذ رجلا من أهله الى بغداد أيام كان أبو عبد اللّه بن الداعي بها و ذلك في أيام معز الدولة بن بويه، و قال له: اختبر حاله يعني أبا عبد اللّه بن الداعي فان رأيته أفضل مني و أولى مني بالإمامة فاكتب اليّ بذلك لأبايع له و أدعو اليه، و ولد المنصور يحيى بن الناصر عدّة أولاد 2، منهم 1 علي يلقب الحرب، و له ولد ببغداد 2، و ابنه القاسم بصعدة، و منهم 1 القاسم المختار بن الناصر و يكنى أبا محمد و كان بصعدة أحد كبار أئمة الزيدية، له أعقاب 2: منهم محمد المستنصر بن القاسم المختار له أولاد منهم ابراهيم المؤيد؛ و عبد اللّه المعتضد و 1 يوسف له أعقاب- آخر ولد يحيى الهادي بن الحسين بن الرسي-.

2

و أما

1 آل الشجري،

السيد العالم أبو السعادات بن الشجري صاحب «الأمالي» في النحو؛ انقرض عقبه و لأخيه بقية بالنيل و الحلة

2 و من ولد عبيد اللّه بن باغر

1 أبو عبيد اللّه الحسين بن عبيد اللّه؛ يلقب باسقني ماء

2، و أبو الحسن علي بن الحسين المذكور، كان نقيبا بارجان و منهم 1 أبو المختار الحسين؛ و أبو محمد الحسن ابنا علي بن الحسين بن عبيد اللّه، كانا قد حجبا عضد الدولة بن بويه بشيراز و لهما عقب بشيراز «بسيراف خ ل» 2 و منهم أبو زيد محمد بن أبي العباس أحمد بن عبيد اللّه الأمير أعقب من أبي القاسم علي؛ و لأبي القاسم علي خمسة أبو الحسن محمد، و أبو زيد محمد، و أبو علي محمد و أبو منصور محمد و أبو الفتح محمد و لكلّ منهم عقب و انتشار.

أما 1 أبو الفتح محمد* بن علي بن أبي زيد فارس البصرة وليّ النقابة بها و أصابه جرح مات فيه؛ و خلف ولدا كثير الصلاة سمح اليدين يعرف بأبي القاسم قال أبو الحسن العمري: و هو اليوم ببغداد و له أولاد ببغداد و سيراف 2، و أما أبو منصور محمد بن أبي القاسم علي بن أبي زيد، فرآه الشيخ العمري و كان ذا حال حسنة و خلق طاهر و مات عن أولاد منهم 1 الشريف أبو طالب كان كبير النفس واسع الصدر يجود بما تحوي يداه و هو صديق الشيخ العمري و آل أبي زيد نقباء البصرة و متوجهوها لهم بها بقية الى الآن

. 2 و من 1 ولد

1 عبد اللّه العالم* بن الحسين بن الرسي

فله عقب كثير بالحجاز و عقبه من جماعة 2 منهم 1 اسحاق بن عبد اللّه العالم؛ عقبه بادية بالحجاز 2، و منهم يحيى بن عبد اللّه. من ولده 1 حمزة بن الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى المذكور، و يقال لولده بنو حمزة باليمن 2، منهم أئمة الزيدية هناك الى الآن و منهم شيخنا رضي

الدين الحسن بن قتادة بن مزروع بن علي بن مالك المدني النسابة، و كان 1 حمزة* هذا يدعى النفس الزكية 2، و ابنه 1 علي بن حمزة يدعى العالم 2 و ابنه 1 حمزة بن علي بن حمزة يدعى المنتجب 2؛ و ابنه 1 سليمان بن حمزة الثاني يدعى التقي 2، و ابنه 1 حمزة الثالث بن سليمان بن حمزة يدعى «1» و هو والد الامام عبد اللّه بن حمزة «2» امام الزيدية و كان عالما و بقي الأمر في يده تسع عشرة سنة و له عقب كثير 2، و كان 1 عبد الرحمن* بن يحيى بن عبد اللّه يلقب الفاضل 2، و ابنه 1 الحسن* يقال له الامام الراضي 2 و ابنه حمزة النفس الزكية على ما مر

؛ و أما

أبو عبد اللّه محمد بن الرسي
اشارة

فأعقب من ثلاثة ابراهيم؛ و عبد اللّه الشيخ. و أبي

______________________________

(1) بياض في الأصل و لم يكن حمزة بن سليمان هذا من أئمة الزيدية و قائما بالأمر.

(2) كانت وفاة عبد اللّه بن حمزة- على ما ذكر في هامش الأصل- سنة 619 و لكن الذي ذكره في (رياض الفكر) الامام المهدي أحمد بن يحيى بن المرتضى بن أحمد بن المرتضى بن مفضل بن الحجاج المولود سنة 764 و القائم بالإمامة سنة 793 و المتوفي سنة 836: ان وفاة عبد اللّه بن حمزة هذا بكوكبان سنة 614، و كانت ولادته سنة 551 و قيامه بالأمر يوم الجمعة ثالث عشر ربيع الأول سنة 594 في المسجد الجامع في بلدة هجرة. و لقبه بالمنصور باللّه و عد له مؤلفات كثيرة و قال: لم يعقب من أولاده إلّا عز الدين محمد، و شمس الدين أحمد. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة

،ص:161

محمد القاسم الرئيس، فمن ولد

ابراهيم بن محمد الرسي

، 1 زيد الأسود بن ابراهيم، استدعاه عضد الدولة بن بويه من بيت المقدس و كان قد انقطع به و زوّجه بأخته فلما توفيت زوّجه بابنته شاهان دخت، و ولده عدد كثير بشيراز لهم وجاهة و رياسة منهم نقباء شيراز و قضاتها 2، فمن ولده علي و الحسين ابنا زيد الأسود، فمن بني الحسين بن زيد الأسود، عزيز بن العدل بن نزار بن زيد بن الحسين المذكور، و إخوة معقبون و منهم 1 نقيب النقباء بالممالك الأبي سعيدية و قاضي قضاتها قطب الدين أبو زرعة محمد 2 بن علي بن حمزة بن ابراهيم بن اسماعيل بن جعفر بن الحسن بن محمد بن زيد بن الحسين بن زيد الأسود المذكور، له عقب، و منهم 1 السيد الأمير الجليل الجواد المشهور فخر الدين أبو محمد الحسن 2 بن أحمد بن الحسن بن الحسين بن ابراهيم بن اسماعيل بن جعفر بن الحسن بن محمد بن زيد بن الحسين بن زيد الأسود، له عقب؛ و منهم 1 القاضي شرف الدين محمد بن اسحاق بن جعفر بن الحسن بن محمد بن زيد بن الحسين بن زيد الأسود، و لهم أعقاب و أنساب و هم بشيراز أهل رياسة و نقابة و قضاء و جلالة و تقدّم كثّرهم اللّه تعالى.

2

و من ولد

عبد اللّه الشيخ بن محمد بن الرسي

، 1 أبو محمد الحسن الشاعر بن عبد اللّه يقال له المنتجد به يعرف ولده

2، و أعقب

القاسم الرئيس بن محمد بن الرسي

ثمانية رجال فمن ولده بنو رمضان بن علي بن عبد اللّه بن مفرج بن موسى بن علي بن القاسم بن محمد بن الرسي صحح نسبهم ابو ميمون النسابة منهم 1 نقيب النقباء تاج الدين علي بن محمد بن رمضان المذكور يعرف بابن الطقطقي ساعدته الأقدار حتى حصل من الأموال و العقار و الضياع ما لا يكاد يحصى.

و من غرائب الاتفاقات التي حصلت له انّه زرع في مبادئ أحواله زراعة كثيرة في أملاك الديوان و هو اذ ذاك صدر البلاد الفراتية، و أحرز ما تحصل له من الغلات في دار له كان قد بناها و لم يتمّها؛ و فضل حسابه مع الديوان و قد بقي له بقية صالحة من الغلات، فأصاب الناس قحط شديد و شرع النقيب تاج الدين في بيع الغلات فباع بالأموال ثم بالأعراض ثم بالأملاك؛ و كان يضرب المثل بذلك الغلاء فيقال: غلاء ابن الطقطقي. نسب اليه لأنّه لم يكن عند أحد شي ء يباع سواه، و كان قد نقب في بعض حيطان تلك الدار مقدار ما يخرج منه

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:162

الغلة فنزل ذات ليلة في حسابه فاذا هو قد باع أضعاف ما ادّخر، فأمر بكشف شقوقها فوجد الغلات قائمة و الحب ينتثر منها فعالج في تغطيتها فلم يقدر و نفدت بعد بيع قليل كما هو عادة أمثالها.

و ترقى أمره إلى أن كتب الى السلطان أبا قاخان بن هولاكو في عزل صاحب الديوان و إقامته عوضه و وعده بأموال جزيلة و أثاره كفايات غريبة، فوقع كتابه الى الوزير شمس الدين الجويني أخي صاحب الديوان عطا ملك

فأخذ قرطاسا و كتب فيه:

كم لي أنبه منك مقلة نائم يبدي سباتا كلّما نبهته

فكأنّك الطفل الصغير بمهده يزداد نوما كلّما حرّكته و جعل كتاب النقيب فيه و أرسله الى أخيه فاستعد صاحب الديوان له و تقرّر أمره عنده على أن أمر جماعة بالفتك به ليلا ففتكوا به و هربوا الى موضع ظنّوه مأمنا أمرهم بالمصير اليه صاحب الديوان، فخرج صاحب الديوان اليه من ساعته الى ذلك الموضع فقبض على أولئك الجماعة و أمر بهم فقتلوا و استولى على أموال النقيب و أملاكه و ذخائره. 2

و للنقيب تاج الدين عقب، و أما 1 موسى* بن الرسي و كان بمصر 2 فمن ولده 1 علي المعروف بابن بنت فرعة و هو ابن محمد بن موسى المذكور أعقب من سبعة رجال و كان عقبه بمصر آخر بني الرسي و هم آخر بني ابراهيم طباطبا، و هم آخر بني اسماعيل الديباج بن الغمر؛ و هم آخر بني ابراهيم الغمر بن الحسن بن الحسن بن علي ابن أبي طالب عليه السّلام-.

2

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:163

المعلم الثالث في ذكر عقب 1 الحسن المثلث* بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن ابي طالب «ع»
اشارة

و يكنى أبا علي «1» و له عدّة أولاد 2 منهم

1 أبو الحسن علي العابد «2» ذو الثفنات
اشارة

، استقطع أبوه عين مروان فكان لا يأكل منها تحرّجا و كان مجتهدا في العبادة، حبسه الدوانيقي مع أهله فمات في الحبس و هو ساجد فحرّكوه فاذا هو ميّت. كذا قال أبو نصر البخاري؛ و قال الشيخ العمري: مات في الحبس مقتولا. و حكى الشيخ أبو الفرج الاصفهاني في كتاب «مقاتل الطالبيين»: إن بني حسن «3» لما طال مكثهم في حبس المنصور و ضعفت أجسامهم كانوا إذا خلوا بأنفسهم نزعوا قيودهم فاذا أحسوا بمن يجي ء اليهم لبسوها، و لم يكن علي العابد يخرج رجله من القيد فقالوا له في ذلك فقال لا أخرج هذا القيد من رجلي حتى ألقى اللّه عز و جل فأقول: يا رب سل أبا جعفر فيما قيّدني؟ 2 و من ولد علي العابد بن الحسن المثلث،

1 الحسين بن علي

و هو الشهيد صاحب فخ، خرج و معه جماعة من العلويين زمن الهادي موسى بن المهدي بن المنصور بمكة، و جاء موسى بن عيسى بن علي و محمد بن سليمان بن المنصور فقتلاهم بفخ يوم التروية سنة تسع و ستين و مائة، و قيل سنة سبعين، و حملا رأسه الى الهادي فأنكر الهادي فعلهما و إمضاءهما حكم

______________________________

(1) كانت وفاة الحسن المثلث سنة خمس و أربعين و مائة في حبس المنصور و كان له يومئذ ثمان و ستون سنة.

(عن هامش الأصل)

(2) و يقال له أيضا علي الخير و علي الأغر، و كان يقال له و لزوجته زينب بنت عبد اللّه بن الحسن الزوج الصالح، و امه ام عبد اللّه فاطمة بنت عامر ابن عبد اللّه بن بشر بن عامر ملاعب الأسنة بن مالك بن جعفر بن كلاب مات في حبس المنصور سنة 146 لسبع بقين من

المحرم و هو ابن خمس و أربعين سنة ذكره أبو الفرج في (المقاتل).

(3) كانوا خمسة عشر رجلا و قيل سبعة حبسوا بالهاشمية عند قنطرة الكوفة في سرداب ما كانوا يعرفون فيه الليل و النهار ثم قتلوا بعضهم دفن حيّا و بعضهم بنى عليه اسطوانة و بعضهم سقي السم و بعضهم خنق، و قبرهم في موضع الحبس و تعرف قبورهم بالسبعة. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:164

السيف فيهم دون رأيه،

و نقل أبو نصر البخاري عن محمد الجواد بن علي الرضا عليهما السّلام انّه قال لم يكن لنا بعد الطف مصرع أعظم من فخ.

2

و لم يعقب الحسين صاحب فخ.

و عقب الحسن المثلث من أخيه

الحسن بن علي العابد
اشارة

لا عقب له من غيره و هو المكفوف الينبعي، و عقبه من ابنه

عبد اللّه بن الحسن
اشارة

لا غير فمن ولده

1 أبو الزوائد محمد

و قيل موسى بن الحسن لقب بذلك لأنّه كان يزيد في الكلام و الشعر، دخل أبو الزوائد هذا بلاد النوبة فقيل انقرض و قال الشيخ العمري: له عقب بالنوبة و الحجاز و العراق

2 و منهم

محمد بن عبد اللّه بن الحسن المكفوف

، و من ولده

1 محمد بن الحسن بن عبد اللّه بن الحسن المكفوف

قال الشيخ أبو الحسن العمري: كان بدويا و له أولاد إلى يومنا بادية 2، منهم موسى و ركاب و محمود بنو محمد بن الحسن و منهم علي بن عبد اللّه بن الحسن المكفوف من ولده 1 سيدان كان بدمشق 2، و له ولد و اخوة منهم كثيم بن أبي القاسم سليمان الجزار بالرملة بن أبي الصخر محمد بن علي بن عبد اللّه بن الحسن المكفوف و منهم عيسى بن علي بن أبي محمد جعفر بن علي بن عبد اللّه بن الحسن المكفوف له ولد قال الشيخ العمري: و لهم ذيل الى وقتنا بادية «1» و 1 بنو الحسن المثلث* قليلون جدّا لم أر منهم أحدا الى هذا التاريخ و ليس بالحجاز و لا بالعراق لهم بقية و لا رأى الشيخ تاج الدين أحدا منهم، قال:

و عقبهم في بلاد العجم و مصر إن كان لهم بقية هناك. قال: و لا بد أن يكون لهم بقية إذ بهم تكمل أسباط الفاطميين اثنى عشر سبطا كما وعد النبي صلّى اللّه عليه و آله. 2

______________________________

(1) البادية خلاف الحاضرة، و الحاضرة القوم الذين يحضرون المياه و ينزلون عليها في حمراء القيظ فاذا برد الزمان ظعنوا عن إعداد المياه و بدوا طلبا للتقرب من الكلاء فالقوم حينئذ بادية بعد ما كانوا حاضرة. (تاج العروس)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:165

المعلم الرابع في ذكر عقب 1 جعفر* بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب «ع»
اشارة

و يكنى أبا الحسن، و كان أكبر أخوته سنا، و كان سيّدا فصيحا يعدّ في خطباء بني هاشم و له كلام مأثور؛ و حبسه المنصور مع اخوته ثم تخلص، و توفي بالمدينة و له سبعون سنة 2 و عقبه من ابنه الحسن «1» بن جعفر و كان قد تخلف عن فخ مستعفيا، و

كان لجعفر بنت اسمها 1 1 ام الحسن 2 خرجت الى جعفر بن سليمان بن علي بن عبد اللّه بن العباس و هي أم ولده و تزوجت بعده عمر الأطرف بن علي بن أبي طالب عليه السّلام 2؛ فأعقب الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السّلام من ثلاثة رجال عبد اللّه و جعفر الغدار و محمد السيلق «2». أما

1 محمد السيلق*
اشارة

فولده السيلقيون ببلاد العجم 2؛ و عقبه ينتهي الى

[علي بن محمد السيلق]
[الحسن السيلق بن علي]
1 عبيد اللّه بن الحسن السيلق بن علي بن محمد السيلق
اشارة

؛ له أعقاب متفرّقون بقزوين و المراغة و همدان و راوند، و يكنى عبيد اللّه هذا أبا الفضل 2؛ فالذي من عقبه بالمراغة أبو الهول داعي و اخوته عبيد اللّه و يحيى و أحمد و حمزة و مسافر بنو أبي جعفر محمد بن 1 أبي الحسين أحمد قتيل الديلم بهمدان 2 ابن أبي الفضل عبيد اللّه المذكور؛ و بالمراغة أيضا بنو عبيد اللّه بن أبي الحسين قتيل الديلم؛ و كانوا ثلاثة إخوة 1 1 ناصر الكبير و اسمه أحمد 2؛ و 1 ناصر الصغير و اسمه أحمد أيضا 2 توافقا في الاسم و اللقب؛ و 1 أبو الفوارس الحسن يلقب الهادي 2، و ولد لهؤلاء بالمراغة أولاد 2 قال شيخ الشرف العبيدلي النسابة: رأيت ببغداد عبيد اللّه بن علي بن أبي الفضل عبيد اللّه بن الحسن بن علي بن محمد السيلق؛ في أيام نقابة أبي الحسن علي بن أحمد العمري شعرانيا يتصوّف و له ولد ببخارى و في نفسي منه شي ء فلنسأل عنه ان شاء اللّه تعالى. هذا كلام شيخ الشرف.

و من ولد أبي الفضل عبيد اللّه بن الحسن بن علي بن محمد السيلق 1 السيد العالم الفاضل

______________________________

(1) قال أبو نصر البخاري في (سر السلسلة): ام الحسن اسمها عائشة بنت عوف بن الحارث بن الطفيل الأزدية.

(2) كذا في النسخ التي بأيدينا و ضبطه الزبيدي في (تاج العروس): السليق كأمير. م ص.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:166

المحدّث الأديب المصنف ضياء الدين أبو الرضا فضل اللّه «1» بن علي بن عبيد اللّه بن محمد بن عبيد اللّه بن محمد بن أبي الفضل عبيد اللّه المذكور و هو المشهور

[فضل اللّه الراوندي]
اشارة

بفضل اللّه الراوندي 2، له عقب منهم السيد تاج الدين

أبو ميرة بن كمال الدين بن أبي الفضل بن أحمد بن محمد بن أبي الرضا المذكور، ولد رجلين ركن الدين محمد ا، و عز الدين عليا. أما

ركن الدين محمد

فولد رجلين مرتضى و لطيفا، أما مرتضى فولد مسعودا و ولد مسعود مرتضى. و أما 1 لطيف* كان له ابنتان خرجت احداهما الى السلطان السعيد جلال الدين أبو الفوارس شاه شجاع بن محمد بن المظفر؛ فولدت له ابنه السلطان زين العابدين و كان لها من غيره قبله أولاد.

2

و أما

عز الدين علي بن تاج الدين أبو ميرة

فولد محمدا و الحسين و أحمد و ولد الحسين محمدا و عليا و جعفرا و أما جعفر الغدار بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السّلام فولد أبا الفضل محمدا و أبا الحسن محمدا، و أبا أحمد محمدا، و أبا علي محمدا، و أبا العباس محمدا و جعفرا، و أبا الحسين محمدا، 1 ظهر أبو الفضل محم* د بن جعفر بالكوفة و أخذ فمات في الحبس بسر من رأى، و له عقب 2، و أما 1 أبو الحسن محمد* بن جعفر فيدعى أبا قيراط، و له عقب كثير 2 منهم 1 نقيب الطالبيين ببغداد أبو الحسن محمد الملقب بأبي قيراط 2 أيضا ابن جعفر المحدث بن أبي الحسن محمد بن جعفر الغدار و ابنه 1 عبيد اللّه يقال له الشيخ 2 و ابنه 1 محمد الأزرق بن عبيد اللّه بن أبي قيراط، ولد ببغداد 2؛ و منهم آل أبي خصية بالجزائر «بالحائر خ ل» و هو أبو الغنائم بن سالم بن علي بن غنيمة بن حسين بن يحيى بن محمد السمين بن يحيى الضرير بن محمد المحدث بن جعفر المحدث، و وقع أبو علي محمد و أبو الحسن محمد ابنا جعفر الغدار الى المغرب، و روى لهما شبل بن تكين ولدا و اللّه سبحانه و تعالى أعلم، و قال

شيخ الشرف العبيدلي: و قد رأيت بمصر أمثالا منهم أخذت منهم أنسابهم فهلكت فيما أخذته مني بنو كلاب من كتبي.

و أما

عبد اللّه بن الحسن بن جعفر
اشارة

«2» فعقبه من ابنه 1 عبيد اللّه أمير الكوفة، ولّاه إياها المأمون

______________________________

(1) السيد فضل اللّه الراوندي ذكره الشيخ منتجب الدين في (الفهرست) وعدّ مصنفاته ثم قال: شاهدته و قرأت بعضها عليه. م ص

(2) يعني به جعفر بن الحسن المثنى بن الحسن السبط عليه السّلام.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:167

العباسي فأعقب

عبيد اللّه الأمير
اشارة

من أربعة رجال 2 و هم أبو جعفر محمد الأدرع؛ و أبو الحسن علي باغر، و أبو سليمان محمد؛ و أبو الفضل محمد؛ و قال أبو نصر البخاري: قال أبو طاهر أحمد بن عيسى بن عبد اللّه بن محمد بن عمر بن علي بن ابي طالب عليه السّلام في كتابه: إن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن الحسن بن جعفر لم يعقب إلّا من صفية بنت عبيد اللّه. و قال غيره:

أعقب من ولده أبي جعفر الأدرع و أبي الحسن علي باغر و أبي الفضل محمد و أبي سليمان محمد ثم قال: و بقاشان و نيسابور من ولد عبيد اللّه العدد الكثير. فمن ولد

أبي الفضل محمد بن عبيد اللّه

. 1 أبو القاسم الزاهد المتكلّم علي بن أحمد بن محمد بن أبي القاسم الأحول بن أبي الفضل محمد المذكور، أقام برامهرمز و له بها عقب.

2

و من ولد

أبي سليمان محمد بن عبيد اللّه

، 1 بنو الكشيش و هو محمد بن علي بن أبي سليمان المذكور أكثرهم بالشام 2؛ و منهم 1 محمد بن أحمد بن أبي سليمان محمد المذكور قال البخاري: ولده بفارس.

2 و أما

1 أبو الحسن علي باغر* بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن الحسن بن جعفر
اشارة

، و سبب تلقيبه بباغر انّه صارع باغر التركي غلام المتوكل العباسي و كان شديد القوة و هو الذي فتك بالمتوكل فقهره العلوي فتعجب الناس منه و سمّى باسم ذلك التركي، و امه شيبانية فأعقب من أربعة رجال 2 و هم أبو علي عبيد اللّه، و أبو الفضل محمد، و أبو هاشم محمد، و أبو الحسن علي فمن ولد أبي الحسن علي بن باغر أبو عبد اللّه جعفر الأفوه بن أبي العباس أحمد بن أبي الحسن علي بن باغر، له ولد و إخوة.

و من 1 ولد

أبي هاشم محمد* بن باغر

و كان قد أعقب جماعة بقم و البصرة و نصيبين و اصفهان 2؛ منهم 1 أبو عبد اللّه أحمد بن أبي هاشم، و كان قد خلف على نقابة و نزل بقم 2 له بنصيبين عيسى بن أحمد، له أولاد؛ و 1 باصفهان أبو الحسين عبيد اللّه بن أحمد له أولاد 2 و منهم 1 أبو محمد الحسن بن أبي هاشم محمد، و له ولد بقم 2، و أبو الحسين عبيد اللّه بن أبي هاشم، له ولد بنصيبين

و من ولد

أبي الفضل محمد بن باغر

1 أبو علي عبيد اللّه بن أبي الفضل المذكور، يقال لولده بنو الحسنية بالبصرة 2 و منهم أبو القاسم أحمد بن أبي الفضل؛ له أولاد لهم عقب، و منهم 1 أبو الحسن الملاوي بن أبي الفضل له عقب أكثرهم بالشام

2، و من ولد

أبي علي عبيد اللّه بن باغر
1 حمزة بن محمد بن عبيد اللّه

المذكور له عقب يقال لهم آل حمزة

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:168

و بقيتهم يعرفون ببني الشجري «1».

و كان حمزة بن محمد يشبه أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السّلام 2 و من

أبي جعفر

محمد* بن عبيد اللّه الأمير و يقال له الأدرع، قيل لقّب بذلك لأنّه كان له أدراع كثيرة قال الشيخ تاج الدين: قتل أسدا أدرع فلقّب بذلك؛ و كان رئيسا بالكوفة و مات بها و دفن بالكناسة و عقبه بالكوفة و خراسان و ما وراء النهر و غيرها 2؛ فمنهم 1 الأخشيش و هو أبو عبد اللّه محمد 2 بن القاسم بن محمد الأدرع و أخوه 1 الملحوس و هو أبو عبد اللّه الحسين بن القاسم له عقب يعرفون ببني الملحوس و هم بالحلة و غيرها 2، و ولد أبو محمد القاسم بن الأدرع من الحسين الملحوس، و من 1 أبي جعفر محمد بن القاسم الواعظ؛ له ولد بفرغانة و خجندة 2، و للملحوس أربعة؛ منهم 1 أبو الحسين محمد و القاسم و احمد لهم أعقاب منتشرون 2، و 1 علي ميناث. 2

______________________________

(1) الشجري منسوب الى شجرة و هي قرية مشرفة على الوادي على سبعة أميال من المدينة.

(عن هامش المخطوطة)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:169

المعلم الخامس في ذكر عقب 1 داود* بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن ابي طالب «ع»
اشارة

و يكنى أبا سليمان و كان يلي صدقات أمير المؤمنين عليه السّلام نيابة عن أخيه عبد اللّه المحض؛ و كان رضيع جعفر الصادق عليه السّلام و حبسه المنصور الدوانيقي فأفلت منه بالدعاء الذي علّمه الصادق عليه السّلام لامه ام داود و يعرف بدعاء ام داود و بدعاء يوم الاستفتاح و هو النصف من رجب، و توفي داود بالمدينة و هو ابن ستين سنة 2 و عقبه من ابنه

1 سليمان بن داود
اشارة

، امه ام كلثوم بنت زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السّلام 2 و أعقب سليمان من ابنه

محمد بن سليمان
اشارة

؛ و يلقب البربري و خرج بالمدينة أيام أبي السرايا.

قال أبو نصر البخاري: فقتل.

و قال أبو الحسن العمري: توفي في حياة أبيه و له نيف و ثلاثون سنة.

و أعقب من أربعة رجال موسى و داود و اسحاق و الحسن، أما

1 موسى*

فولد عدّة بنين

؛ و أما

داود

فقال شيخ الشرف العبيدلي: كان كريما ولّى صدقات أمير المؤمنين عليه السّلام و مات عن ذيل 2 لم يطل.

و أما

اسحاق بن محمد بن سليمان
اشارة

فمن ولده بنو قتادة كانوا بمصر؛ و هو

حمزة بن زيد بن محمد بن اسحاق

المذكور و أعقب قتادة من رجلين الحسين و محمد،

و

اما الحسن بن محمد بن سليمان
اشارة

و فيه البيت و العدد فأعقب من رجلين اسحاق و ابراهيم فمن ولد

ابراهيم بن الحسن بن محمد بن سليمان

بنو عجير و هو القاسم بن ابراهيم و قيل إن عجيرا هو ابراهيم بن الحسن نفسه و منهم الأديب الدّين الشجاع الكريم نقيب نصيبين أبو يعلي محمد بن الحسن بن جعفر بن محمد بن القاسم بن ابراهيم المذكور، له عدّة من الولد، و له اخوة لهم أولاد، و منهم المحسن بن حساس بن محمد بن القاسم، له أولاد لهم نسل و منهم 1 1 أبو عبد اللّه الحسين و يكنى بأبي تغلب و يعرف بالتالد 2 و ابن أبي تراب عبيد اللّه بن القاسم بن ابراهيم؛ كان ذا وجاهة و رياسة و حال حسنة و ولده كانوا رؤساء نصيبين 2.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:170

و منهم أبو تراب حيدرة بن ابراهيم بن القاسم بن ابراهيم له ولد اسمه 1 ابراهيم و يكنى أبا القاسم و يعرف بالدعيم له أولاد لهم أولاد

2، و من ولد

اسحاق بن الحسن بن محمد بن سليمان
1 علي دقيس بن اسحاق

المذكور له عقب بالعمق و نواحيه من أرض الحجاز،

2 و منهم

1 أبو عبد اللّه محمد الطاووس بن اسحاق
اشارة

المذكور لقب بذلك لحسن وجهه و جماله، و ولده كانوا بسوراء المدينة ثم انتقلوا الى بغداد و الحلة و هم سادات و علماء و نقباء معظمون 2، منهم السيد الزاهد

سعد الدين أبو ابراهيم موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الطاووس
اشارة

كان له أربعة بنين، شرف الدين محمد و عز الدين الحسن «1» و جمال الدين أبو الفضائل أحمد العالم الزاهد المصنّف و رضي الدين أبو القاسم علي السيد الزاهد صاحب الكرامات نقيب النقباء بالعراق.

أما

شرف الدين محمد

فدرج،

و أما

عز الدين الحسن
اشارة

فأعقب

1 مجد الدين محمد

السيد الجليل، خرج الى السلطان هولاكوخان و صنف له كتاب «البشارة» و سلم الحلة و النيل و المشهدين الشريفين من القتل و النهب و ردّ اليه حكم النقابة بالبلاد الفراتية فحكم في ذلك قليلا ثم مات دارجا،

2 و

السيد قوام الدين أحمد بن عز الدين الحسن

أمير الحاج، درج أيضا

و انقرض السيد عز الدين

و أما

السيد جمال الدين أبو الفضائل أحمد بن موسى
اشارة

فولده

1 غياث الدين أبو المظفر عبد الكريم
اشارة

السيد العالم النسابة 2، و ولد غياث الدين عبد الكريم،

رضي الدين أبا القاسم علي

درج و انقرض السيد جمال الدين.

و أما

أبو القاسم رضي الدين
اشارة

صاحب الكرامات فولد

1 صفي الدين محمد الملقب بالمصطفى

مات دارجا،

2 و

النقيب رضي الدين عليّا
اشارة

ولد

النقيب قوام الدين أحمد
اشارة

و ولد النقيب قوام الدين،

نجم الدين أبا بكر عبد اللّه النقيب الطاهر

و أخاه

1 عمر

، درج الأول فان كان للآخر عقب و إلّا فقد انقرض آل طاووس آخر بني داود بن المثنى و هم آخر ولد الحسن المثنى بن الحسن السبط، و هم آخر ولد الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السّلام. 2

______________________________

(1) كانت وفاة السيد عز الدين الحسن سنة أربع و خمسين و ستمائة و أما أخوه شرف الدين محمد فقتل ببغداد في غلبة التتار في سنة ست و خمسين و ستمائة و أخوهما السيد رضي الدين علي مات سنة أربع و ستين و ستمائة، و أخوهم السيد جمال السيد الدين أحمد مات سنة ثلاث و سبعين و ستمائة. (عن هامش الأصل)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:171

في ذكر عقب الامام علي الرضا «ع»
اشارة

و 1 العقب من علي الرضا* «1» بن موسى الكاظم و يكنى أبا الحسن. «2» و لم يكن في الطالبيين في عصره مثله بايع له المأمون بولاية العهد؛ و ضرب اسمه على الدنانير و الدراهم، و خطب له على المنابر ثم توفي بطوس و دفن بها 2، و عقبه من ابنه 1 أبي جعفر محمد الجواد امه ام ولد «3» و كان جليل القدر عظيم المنزلة.

2

في ذكر عقب الامام محمد الجواد «ع»
اشارة

و أعقب من رجلين هما علي الهادي عليه السّلام «4» و موسى المبرقع.

في ذكر عقب الامام علي الهادي «ع»
اشارة

أما 1 علي الهادي* فيلقب العسكري لمقامه بسر من رأى و كانت تسمّى العسكر؛ و امه ام ولد و كان في غاية الفضل و نهاية النبل. أشخصه المتوكل الى سر من رأى فأقام بها الى أن توفي، و أعقب من رجلين 2 هما الامام أبو محمد الحسن العسكري عليه السّلام، و أخوه جعفر

______________________________

(1) و كانت وفاة الامام علي بن موسى الرضا عليه السّلام في صفر سنة ثلاث و مائتين بطوس؛ و قيل في ذي القعدة أو ذي الحجة؛ و كان له يوم مات خمسون سنة، و كانت وفاة ابنه الامام أبي جعفر محمد الجواد عليه السّلام في ذي الحجة سنة عشرين و مائتين بسر من رأى و عمره خمس و عشرون سنة و أشهر؛ و كانت وفاة ابنه الامام أبي الحسن علي الهادي عليه السّلام في جمادي الآخرة سنة أربع و خمسين و مائتين بسر من رأى و عمره اربعون سنة؛ و كانت وفاة أبي محمد الحسن العسكري عليه السّلام في ربيع الأول أو جمادى الأولى سنة ستين و مائتين بسر من رأى و عمره تسع و عشرون سنة. (عن هامش الأصل)

(2) له ثلاثة أولاد موسى و محمد و فاطمة. (المجدي)

(3) ولد الجواد محمدا و عليا و موسى و الحسن و حكيمة و بريهة و امامة و فاطمة.

(4) ولد ثلاثة الحسن العسكري و جعفر الكذّاب و محمدا أبا جعفر أراد محمد هذا النهضة الى الحجاز فسافر في حياة أخيه حتى بلغ بلدا و هي قرية فوق الموصل بسبعة فراسخ فمات بالسواد فقبره هناك عليه مشهد و قد زرته.

(المجدي)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:180

في ذكر الامام الحسن العسكري «ع»

كان من الزهد و العلم على أمر عظيم و هو والد 1 الامام

محمد المهدي صلوات اللّه عليه ثاني عشر الأئمة عند الامامية، و هو القائم المنتظر عندهم، من ام ولد اسمها نرجس 2، و 1 اسم أخيه أبو عبد اللّه جعفر* الملقب بالكذّاب «1» لادعائه الامامة بعد أخيه الحسن و يدعى أبا كرين «أبا البنين خ ل» لأنّه أولد مائة و عشرين ولدا، و يقال لولده الرضويون نسبة الى جدّه الرضا.

2

عقب جعفر الكذاب بن الامام الهادي «ع»
اشارة

و أعقب من جماعة، انتشر منهم عقب ستة ما بين مقل و مكثر؛ و هم اسماعيل حريف ا؛ و طاهر، و يحيى الصوفي، و هارون، و علي و إدريس.

فمن ولد

إسماعيل بن جعفر الكذّاب

، ناصر بن إسماعيل المذكور و أخوه أبو البقاء محمّد.

و من ولد

طاهر بن جعفر الكذّاب

أبو الغنائم بن محمد الدقاق بن طاهر بن محمّد بن طاهر المذكور و أبو يعلي محمد الدلال بن ابي طالب حمزة بن محمد بن طاهر المذكور.

و من ولد

يحيى الصوفي بن جعفر الكذّاب

1 أبو الفتح أحمد بن محمد بن المحسن بن يحيى الصوفي المذكور و هو النسّابة المعروف بابن المحسن الرضوي 2، و له أخ اسمه 1 علي و يكنّى أبا القاسم كان فاضلا ديّنا و يحفظ القرآن و يرمى بالنصب. أعقب بمصر.

2

و من ولد

هارون بن جعفر الكذّاب

، علي بن هارون، و ابناه 1 الحسن و الحسين أعقبا

______________________________

(1) كانت وفاة جعفر المشهور بالكذّاب سنة 271 و قد اختلفت في حقّه الاقوال و انّه تاب أو بقي على إصراره على الأفعال المنكرة و الدعاوي الكاذبة و الحق أنّه تاب؛ و قد روى ثقة الاسلام الكليني في (الكافي) عن محمد بن عثمان العمري توقيعا بخط صاحب الأمر عليه السّلام صريحا في توبته و ان سبيله سبيل أخوة يوسف بن يعقوب عليه السّلام، توفي جعفر عن 45 سنة و قبره في دار أبيه بسامراء. ص م

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:181

بصيدا من بلاد الشام.

2

و من ولد

علي بن جعفر الكذّاب

، محمد نازوك بن عبد اللّه بن علي* بن جعفر، به يعرف ولده؛ أعقب من جماعة منهم 1 أبو القاسم عبد اللّه و يحيى و علي و عيسى و محمّد، يقال لأعقابهم بنو نازوك بمقابر قريش و غيرها 2، فمن ولد أبي القاسم عبد اللّه، أبو محمد الدقاق بن عبد اللّه إليه انتسب النسابة المصري فقال: أنا الحسن بن علي بن سليمان بن مكي بن بدران بن يوسف بن الحسن الدقاق بن عبد اللّه. قال الشيخ تاج الدين بن معية: و هو دعي كذّاب لا حظ له في النسب. و زعم بعض الناسبين ان الحسن بن عبد اللّه بن محمد نازوك يقال له الحسن كيا و أن له عقبا. و هو وهم باطل فان الشيخ أبا الحسن العمري ذكر الحسن و ذكر عقب اخوته حتى ذكر البطن الرابع و الخامس من أولادهم و هذا من أقوى الأدلة على انّه لا بقية له.

و من ولد

إدريس بن جعفر الكذّاب

، 1 القاسم و في ولده العدد، و يقال لهم القواسم نسبة الى جدّهم القاسم بن إدريس بن جعفر الكذّاب 2، و أعقب القاسم من جماعة منهم أبو العساف الحسين بن القاسم فمن ولده الجواشنة ولد جوشن بن أبي الماجد محمد بن القاسم بن أبي العساف الحسين المذكور، و منهم علي بن القاسم من ولده 1 الفليتات ولد فليتة 2 بن علي بن الحسين المذكور، و منهم البدور ولد بدر بن قائد أخ فليتة بن علي بن الحسين، و منهم عبد الرحمن بن القاسم من ولده 1 ماجد بن عبد الرحمن يقال لولده المواجد 2، و هم بطون كثيرة منهم 1 السيد عز الدين يحيى بن شريف بن بشير بن ماجد

بن عطية بن يعلي بن دويد بن ماجد المذكور و أولاده بالحلة و منهم فخذ يقال لهم بنو كعيب بالمشهد الشريف الغروي 2، هم ولد محمد كعيب بن علي بن الحسين بن راشد بن المفضل بن دويد بن ماجد المذكور و منهم عياش بن القاسم، و أبو الماجد محمود بن القاسم بن أبي العساف الحسين المذكور أعقبا.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:182

عقب موسى المبرقع بن الامام محمد الجواد «ع»

و 1 أما موسى المبرقع* بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم عليهم السّلام و هو لأم ولد مات بقم و قبره بها يقال لولده الرضويون و هم بقم إلّا من شذ منهم الى غيره 2 ا، فأعقب من أحمد بن موسى المبرقع وحده، و زعم الشريف أبو حرب الدينوري النسابة أن محمد بن موسى المبرقع أيضا معقب و رفع اليه نسب بني الخشاب، و محمد بن موسى دارج عند جميع النسابين فنسب بني الخشاب باطل لا يصحّ البتة. فأعقب أحمد بن موسى المبرقع من محمّد الأعرج وحده و البقية في ولده 1 لابنه أبي عبد اللّه أحمد نقيب قم- آخر ولد علي الرضا بن موسى الكاظم عليهما السّلام.

2

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:183

عقب ابي سبحة بن ابراهيم المرتضى بن الامام الكاظم «ع»
اشارة

أما 1 موسى أبو سبحة* بن المرتضى فله أعقاب و انتشار، و البيت و العدد في ولده، أعقب من ثمانية رجال أربعة منهم مقلون و أربعة مكثرون 2 أما 1 المقلون ف عبيد اللّه و عيسى و علي و جعفر فأما داود فمنقرض 2؛ و أما 1 المكثرون ف محمّد الأعرج و أحمد الأكبر و ابراهيم العسكري و الحسين القطعي. 2

أما

عبيد اللّه بن أبي سبحة

فأعقب من 1 الحسين و المحسن. قال ابن طباطبا: لهما أولاد بالبصرة و الابلة.

2

و أما

عيسى بن أبي سبحة

فأعقب من أبي جعفر محمد بن عيسى و له 1 الحسن و علي لهما أولاد بفارس.

2

و أما

1 علي* بن أبي سبحة

فولده بالدينور و شيراز 2؛ قال شيخ الشرف العبيدلي: من ولده أحمد الكاتب بن علي بن محمد بن الحسن بن علي بن موسى أبي سبحة في ديوان السلطان له جدّة مجوسية و كان يضرب بالعود و من ندماء بهاء الدولة. هذا ما ذكره شيخ الشرف، و قال ابن طباطبا: أما علي بن أبي سبحة فولده أبو محمد الحسن و أبو الفضل الحسين أما أبو محمد الحسن فولده 1 أبو علي الصبيح محمد* بشيراز 2 و أبو العباس أحمد و موسى و لكلّ واحد منهم أعقاب. و أما أبو الفضل الحسين فولده 1 طاهر و له أولاد بالدينور. 2

______________________________

(1) و ينسب الى محمد بن اسماعيل السيد ذو الفقار، قال الشيخ العالم المحدّث نظام الدين محمد في كتابه (نظام الأقوال في معرفة الرجال): ذو الفقار ابن محمد بن معبد بن حسن بن أحمد بن اسماعيل بن محمد بن يوسف بن محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن موسى الكاظم عليه السّلام أبو الصمصام المحدث الأعمى من أجلّة مشايخنا الإمامية. قال ابن بايويه في فهرسته: عالم دين روى عنه السيد فضل اللّه الراوندي الحسني و هو يروي عن النجاشي و عن الشيخ الطوسي و عن محمد بن الحلواني تلميذ السيد المرتضى رضي اللّه تعالى عنهم. (عن هامش الأصل)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:185

و أما

1 جعفر* بن أبي سبحة

فولده بالري 2 هم موسى و أبو الحسن محمد و 1 بالترمذ عيسى 2 و أبو عبد اللّه محمد الضرير، لعيسى و أبي عبد اللّه محمد عقب و لموسى ولد.

و أما

محمّد الأعرج بن أبي سبحة
اشارة

فأعقب من 1 موسى الأصغر وحده، و يعرف بالأبرش 2. و أعقب

موسى الأبرش
اشارة

من ثلاثة؛ أبي طالب المحسن، و أبي أحمد الحسين، و أبي عبد اللّه أحمد.

أما

أبو طالب المحسن

فقال ابن طباطبا: له عقب منهم 1 أحمد ولد بالبصرة.

2

اخبار نقيب الطالبيين ابي احمد والد المرتضى و الرضي
اشارة

و أما 1 أبو أحمد الحسين* بن موسى الأبرش فهو النقيب الطاهر ذو المناقب كان نقيب نقباء الطالبيين ببغداد، قال الشيخ أبو الحسن العمري: كان بصريا و هو أجلّ من وضع على رأسه الطيلسان و جرّ خلفه رمحا، أريد أجلّ من جمع بينهما؛ و كان قوي المنّة شديد العصبة يتلاعب بالدول و يتجرأ على الأمور و فيه مواساة لأهله، ولّاه بهاء الدولة قضاء القضاء مضافا الى النقابة فلم يمكّنه القادر باللّه و حجّ بالناس مرات أميرا على الموسم و عزل عن النقابة مرارا ثم أعيد اليها و أسن و أضر في آخر عمره، و كان فيه مواساة لأهله. قال أبو الحسن العمري حدّثني الشريف أبو الوفاء محمد بن علي بن محمد ملقطة البصري المعروف بابن الصوفي؛ قال و كان ابن عم جدّي لحا؛ قال احتاج أبي أبو القاسم علي بن محمد و كانت معيشته لا تفي لعياله. فخرج في متجر ببضاعة نزرة فلقي أبا أحمد الموسوي- و لم يقل أبو الوفا أين لقيه- فلما رأى شكله خف على قلبه و سأله عن حاله فتعرّف اليه بالعلوية و البصرية و قال خرجت في متجر. فقال له: يكفيك من المتجر لقائي. قال العمري: فالذي استحسنت من هذه الحكاية قوله يكفيك من المتجر لقائي.

و كان لأبي أحمد مع الملك عضد الدولة سير لأنّه كان في حيز بختيار بن معز الدولة، فقبض عضد الدولة عليه و حبسه في قلعة بفارس و ولى على الطالبيين أبا الحسن علي بن أحمد العلوي العمري فبقى على النقابة أربع سنين؛ فلما مات عضد الدولة خرج أبو الحسن

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:186

العمري الى الموصل

فولده بها اليوم، و أعيد الشريف أبو أحمد الى النقابة و توفي سنة أربعمائة ببغداد و قد أناف على التسعين و دفن في داره ثم نقل الى مشهد الحسين عليه السّلام بكربلا فدفن هناك قريبا من قبر الحسين عليه السّلام و قبره معروف ظاهر، رثته الشعراء بمراث كثيرة، و ممن رثاه ولداه الرضي و المرتضى؛ و مهيار الكاتب؛ و أبو العلاء أحمد بن سليمان المعري رثاه بالقصيدة الفائية «1» و هي في كتابه «سقط الزند» فولد الشريف أبو أحمد بن موسى الأبرش ابنين 2 عليّا و محمدا.

اخبار نقيب النقباء علم الهدى الشريف المرتضى، و عقبه

أما 1 علي* فهو الشريف الطاهر الأجل ذو المجدين الملقّب بالمرتضى علم الهدى، يكنّى أبا القاسم، تولى نقابة النقباء و إمارة الحاجّ و ديوان المظالم على قاعدة أبيه ذي المناقب و أخيه الرضي*، و كان توليته لذلك بعد أخيه الرضي، و كانت مرتبته في العلم عالية فقها و كلاما و حديثا و لغة و أدبا و غير ذلك، و كان متقدّما في فقه الامامية و كلامهم ناصرا لأقوالهم، قال أبو الحسن العمري: رأيته فصيح اللسان يتوقد ذكاء. قال: و كان اجتماعي به سنة خمس و عشرين و أربعمائة ببغداد و حضر مجلسه أبو العلاء أحمد بن سليمان المعرّي ذات يوم فجرى ذكر أبي الطيب المتنبي فتنقصه الشريف المرتضى و عاب بعض أشعاره، فقال أبو العلاء: لو لم يكن له إلّا قوله:

«لك يا منازل في القلوب منازل»

لكفاه. فغضب الشريف و أمر بالمعري فسحب و أخرج فتعجب الحاضرون من ذلك، فقال لهم الشريف:

أ علمتم ما أراد الأعمى؟ إنّما أراد قوله في تلك القصيدة:

و إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل و أمه و أم أخيه الرضي فاطمة بنت

أبي محمد الحسن الناصر الصغير بن أبي الحسين

______________________________

(1) و هي قصيدة بليغة تبلغ 68 بيتا مطلعها:

أودى فليت الحادثات كفاف مال المسيف و عنبر المستاف

الطاهر الآباء و الأبناء والأثواب و الآراء و الآلاف

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:187

أحمد بن محمد الناصر الكبير الأطروش بن علي بن الحسن بن علي الأصغر بن عمر الأشرف بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام و تولى النقابة و إمارة الحاج و ديوان المظالم ثلاثين سنة و أشهرا، و كانت ولادته سنة ثلاث و خمسين و ثلاثمائة، و توفي خامس عشر ربيع الأول سنة ست و ثلاثين و أربعمائة عن أربع و ثمانين سنة و دفن في داره ثم نقل الى كربلاء فدفن عند أبيه و أخيه، و قبورهم ظاهرة مشهورة؛ و له مصنفات كثيرة في الفقه و الكلام و الأدب و من أشهرها كتاب «درر القلائد و غرر الفوائد» «1» و هو يدلّ على فضل عظيم و قوّة ذهن و قدرة تصرف و كثرة نقل و غزارة اطّلاع، و له شعر فائق قد دوّن «2» فمنه قوله في الغزل:

يا خليلي من ذؤابة بكرفي التصابي رياضة الأخلاق

عللاني بذكرهم تسعداني و اسقياني دمعي بكأس دهاق

و خذا النوم من عيوني فاني قد خلعت الكرى على العشاق فيقال إن بعض الظرفاء لما سمع هذا البيت قال: تكرّم سيدنا الشريف خلع ما لا يملك على من لا يقبل.

و كان المرتضى يبخل و لما ترك مالا كثيرا. و رأيت في بعض التواريخ: ان خزانته اشتملت على ثمانين ألف مجلّد. و لم أسمع بمثل هذا إلّا ما يحكى عن الصاحب اسماعيل بن عباد، كتب الى فخر الدولة بن بويه و كان قد استدعاه للوزارة

فتعذّر بأعذار منها أن قال:

اني رجل طويل الذيل و إن كتبي تحتاج الى سبعمائة بعير، حكى الشيخ الرافعي: انّها كانت مائة ألف و أربعة عشر ألفا. و قد أناف القاضي الفاضل عبد الرحمان الشيباني على جميع من جمع كتبا فاشتملت خزائنه على مائة ألف و أربعين ألفا مجلدا، و كان المستنصر قد أودع خزانته في المستنصرية ثمانين ألف مجلّدا على ما قيل، و الظاهر انّه لم يبق الآن منها شي ء

______________________________

(1) و هو معروف ب (أمالي السيد المرتضى) المطبوع بايران و مصر.

(2) له ديوان كبير زهاء عشرين ألف بيت حافل بقصائده الممتعة لا زال مخطوطا، يوجد في بعض مكتبات العراق.

م ص.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:188

و اللّه الباقي. 2

و أعقب المرتضى من ابنه أبي جعفر محمد من ولده أبو القاسم علي بن الحسن الرضي بن محمد بن علي بن أبي جعفر محمد بن علي المرتضى، النسّابة الفاضل صاحب كتاب «ديوان النسب» و غيره، أطلق قلمه و وضع لسانه حيث شاء كما طعن في آل أبي زيد العبيدليين نقباء الموصل و هو شي ء تفرّد به لم يذكره أحد سواه من النسّابين. و حدّثني الشيخ النقيب تاج الدين محمد بن معية «1» الحسني قال: قال لي الشيخ علم الدين المرتضى علي بن عبد الحميد بن فخار الموسوي انّه تفرّد بالطعن في نيف و سبعين بيتا من بيوت العلويين لم يوافقه على ذلك أحد. ثم قال لي النقيب تاج الدين: لا شك أنّه تفرّد بالطعن في بيوت العلويين فامّا هذا المقدار فانّه يكتب في مشجرته التي سمّاها ديوان النسب من سمع به و لم يتحققه بعد موصلا بالحمرة و ليس ذلك منه بطعن انّما هو تشكيك لم يتحققه بعد إلّا

انّه تحقق فيه شيئا. و لا يخفى أن هذا اعتذار من النقيب عنه و اللّه تعالى أعلم. و كان للنسابة ابن اسمه أحمد درج، و انقرض علي المرتضى النسابة و انقرض بانقراضه الشريف المرتضى علم الهدى بن أبي أحمد الحسين الموسوي.

اخبار الشريف الرضي ابي الحسن الموسوي، و عقبه

و أما 1 محمد* بن أبي أحمد الحسين بن موسى الأبرش، فهو الشريف الأجّل الملقّب بالرضي ذو الحسبين «2» يكنى أبا الحسن نقيب النقباء و هو ذو الفضائل الشائعة و المكارم الذائعة، كانت له هيبة و جلالة و فيه ورع و عفة و تقشف و مراعاة للأهل و العشيرة، ولّي نقابة الطالبيين مرارا، و كانت اليه إمارة الحاج و المظالم كان يتولى ذلك نيابة عن أبيه ذي المناقب، ثم تولّى ذلك بعد وفاته مستقلّا و حجّ بالناس مرّات، و هو أوّل طالبي جعل عليه

______________________________

(1) معية بضم الميم و فتح العين المهملة ثم تشديد الياء بصيغة التصغير.

(2) لقّبه بهاء الدولة ب (الرضي ذي الحسبين) سنة 398 و هو بالبصرة- كما أنه كان قد لقّبه قبل ذلك اللقب سنة 388 ب (الشريف الأجل) و في سنة 392 صدر أمره من واسط بتلقيبه ب (ذي المنقبتين) و في سنة 401 أمر أن تكون مخاطباته و مكاتباته بعنوان (الشريف الأجل) إضافة الى مخاطبته بالكناية و هو أوّل من خوطب بذلك من حضرة الملك.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:189

السواد و كان أحد علماء عصره قرأ على أجلّاء الأفاضل؛ و له من التصانيف كتاب «المتشابه» «1» في القرآن و كتاب «مجازات الآثار النبوية» «2» و كتاب «نهج البلاغة» و كتاب «تلخيص البيان عن مجازات القرآن» و كتاب «الخصائص» «3» و كتاب «سيرة والده الطاهر» «4» و كتاب انتخاب شعر ابن الحجاج

«5» سمّاه «الحسن من شعر الحسين» و كتاب «أخبار قضاة بغداد» و كتاب «رسائله» ثلاث مجلّدات و كتاب «ديوان شعره» «6» و هو مشهور. قال الشيخ أبو الحسن العمري: شاهدت مجلدات من تفسير القرآن منسوبا اليه مليحا حسنا يكون بالقياس في كبر تفسير أبي جعفر الطبري أو أكبر.

و شعره مشهور، و هو أشعر قريش. و حسبك أن يكون أشعر قبيلة في أولها مثل الحارث بن هشام، و هبيرة بن أبي وهب، و عمر بن أبي ربيعة، و أبي ذهيل و يزيد بن معاوية، و في آخرها مثل محمد بن صالح الحسني؛ و علي بن محمد الحماني و ابن طباطبا الاصفهاني، و علي بن محمد صاحب الزنج عند من يصحّ نسبه، و إنما كان أشعر قريش لأن المجيد منهم ليس بمكثر؛ و المكثر ليس بمجيد؛ و الرضي جمع بين الإكثار و الإجادة. 2

قال أبو الحسن العمري: و كان يقدّم على أخيه المرتضى و المرتضى أكبر لمحله في نفوس العامة و الخاصة، و لم يكن يقبل من أحد شيئا أصلا؛ و كان قد حفظ القرآن على الكبر فوهب له معلمه الذي علّمه القرآن دارا يسكنها فاعتذر اليه و قال: أنا لا أقبل برّ أبي فكيف أقبل برك؟ فقال له: ان حقي عليك أعظم من حق أبيك و توسّل اليه فقبلها منه.

______________________________

(1) هو كتاب (حقائق التأويل في متشابه التنزيل) الذي طبع الجزء الخامس منه سنة 1355 ه.

(2) طبع ببغداد سنة 1328 ه و هو كتاب ثمين في بابه.

(3) هو كتاب (خصائص الأئمة) يشتمل على محاسن أخبار الأئمة عليهم السّلام و جواهر كلامهم و قد ذكره الحلبي في (كشف الظنون) أثناء كلامه عن (نهج البلاغة) و لكنه لم يتمّ.

و قد طبع بالمطبعة الحيدرية في النجف.

(4) هو مجموع يشتمل على مناقب والده و مآثره و ما تم على يده من اصلاح عام؛ ألّفه سنة 379 ه و ذلك قبل وفاة والده بإحدى و عشرين سنة.

(5) هو أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن الحجاج الشاعر المشهور المتوفى سنة 391، توفي بالنيل و حمل الى بغداد ورثاه الشريف بقصيدة مثبتة في ديوانه.

(6) جمعه هو بنفسه بعدما طلب منه جمعه، و قد أمر الصاحب بن عباد بانتساخ جميع شعره في زمانه.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:190

و حكى أبو اسحاق محمد بن ابراهيم بن هلال الضابي الكاتب قال: كنت عند الوزير أبي محمد المهدي ذات يوم فدخل الحاجب و استأذن للشريف المرتضى فاذن له، فلما دخل قام اليه و أكرمه و أجلسه معه في دسته و أقبل عليه يحدّثه حتى فرغ من حكايته و مهماته، ثم قام فقام اليه و ودعه و خرج، فلم تكن إلّا ساعة حتى دخل الحاجب و استأذن للشريف الرضي و كان الوزير قد ابتدأ بكتابة رقعة فألقاها؛ و قام كالمندهش حتى استقبله من دهليز الدار و أخذ بيده و أعظمه و أجلسه في دسته ثم جلس بين يديه متواضعا و أقبل عليه بمجامعه، فلما خرج الرضي خرج معه و شيّعه الى الباب ثم رجع، فلما خف المجلس قلت:

أ يأذن الوزير أعزّه اللّه تعالى أن أسأله عن شي ء؟ قال: نعم، و كأني بك تسأل عن زيادتي في إعظام الرضي على أخيه المرتضى و المرتضى أسنّ و أعلم؟ فقلت: نعم أيّد اللّه الوزير فقال اعلم إنّا أمرنا بحفر النهر الفلاني و للشريف المرتضى على ذلك النهر ضيعة فتوجه عليه من ذلك ستة عشر درهما أو

نحو ذلك فكاتبني بعدّة رقاع يسأل في تخفيف ذلك المقدار عنه، و أما أخوه الرضي فبلغني ذات يوم أنّه ولد له غلام فأرسلت اليه بطبق فيه ألف دينار فردّه و قال: قد علم الوزير اني لا أقبل من أحد شيئا. فرددته اليه و قلت: إني إنما أرسلته للقوابل.

فردّه الثانية و قال: قد علم الوزير أنّه لا تقبل نساؤنا غريبة. فرددته اليه و قلت: يفرّقه الشريف على ملازميه من طلّاب العلم. فلما جاءه الطبق و حوله طلّاب العلم قال: ها هم حضور فليأخذ كلّ أحد ما يريد فقام رجل و أخذ دينارا فقرض من جانبه قطعة و أمسكها ورد الدينار الى الطبق فسأله الشريف عن ذلك فقال: احتجت الى دهن السراج ليلة و لم يكن الخازن حاضرا فاقترضت من فلان البقال دهنا فأخذت هذه القطعة لأدفعها اليه عوض دهنه، و كان طلبة العلم الملازمون للشريف الرضي في دار قد اتخذها لهم سمّاها «دار العلم» و عيّن لهم جميع ما يحتاجون اليه، فلما سمع الرضي ذلك أمر في الحال بأن يتخذ للخزانة مفاتيح بعدد الطلبة و يدفع الى كلّ منهم مفتاح ليأخذ ما يحتاج اليه و لا ينتظر خازنا يعطيه، و رد الطبق على هذه الصورة فكيف لا أعظّم من هذا حاله.

و كان الرضي ينسب الى الإفراط في عقاب الجاني من أهله و له في ذلك حكايات، منها أن امرأة علوية شكت اليه زوجها و أنّه يقامر بما يتحصّل له من حرفة يعانيها و أن له أطفالا

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:191

و هو ذو عيلة و حاجة، و شهد لها من حضر بالصدق فيما ذكرت فاستحضره الشريف و أمر به فبطح و أمر بضربه فضرب و الامرأة تنتظر

أن يكفّ و الآمر يزيد حتى جاوز ضربه مائة خشبة، فصاحت الامرأة: وا يتم أولادي كيف تكون صورتنا إذا مات هذا؟ فكلّمها الشريف بكلام فظ فقال: ظننت أنّك تشكينه الى المعلم. و كان الرضي يرشّح الى الخلافة و كان أبو اسحاق الصابي يطمّعه فيها و يزعم أن طالعه كان يدلّ على ذلك، و له في ذلك شعر أرسله اليه؛ و وجدت في بعض الكتب ان الرضي كان زيدي المذهب و أنّه كان يرى أنّه أحقّ من قريش بالامامة، و أظن إنّما نسب الى ذلك لما في أشعاره من هذا كقوله يعني نفسه:

هذا أمير المؤمنين محمدطابت أرومته و طاب المحتد

أ و ما كفاك بأن أمك فاطم و أباك حيدرة و جدّك أحمد و أشعاره مشحونة بذلك، و مدح القادر باللّه فقال في تلك القصيدة:

ما بيننا يوم الفخار تفاوت أبدا كلانا في المفاخر معرق

إلّا الخلافة قدّمتك و إنني أنا عاطل منها و أنت مطوّق فقال له القادر باللّه: على رغم أنف الشريف. و أشعاره مشهورة لا معنى للإطالة بالإكثار منها، و مناقبه غزيرة، و فضله مذكور.

ولد سنة تسع و خمسين و ثلاثمائة و توفي في الأحد السادس من المحرم سنة ست و أربعمائة؛ و دفن في داره؛ ثم نقل الى مشهد الحسين عليه السّلام بكربلاء فدفن عند أبيه و قبره ظاهر معروف؛ و لما توفي جزع أخوه المرتضى جزعا شديدا بلغ منه الى أنّه لم يتمكّن من الصلاة عليه و رثاه هو و غيره من شعراء زمانه.

فولد الرضي أبو الحسن محمد، 1 أبا أحمد عدنان يلقّب الطاهر ذا المناقب لقب جده أبي أحمد الحسين بن موسى؛ تولّى نقابة الطالبيين ببغداد على قاعدة جدّه و أبيه و عمّه، قال أبو الحسن

العمري: هو الشريف العفيف المتميّز في سداده و صونه؛ رأيته يعرف علم العروض و أظنّه يأخذ ديوان أبيه؛ و وجدته يحسن الاستماع و يتصوّر ما ينبذ اليه 2. هذا كلامه، و انقرض الرضي و انقرض بانقراضه و انقراض أخيه عقب أبي أحمد الموسوي.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:192

عقب ابي عبد اللّه احمد بن موسى الابرش
اشارة

و أما أبو عبد اللّه أحمد بن موسى الأبرش بن محمد بن موسى بن إبراهيم المرتضى فأعقب من ثلاثة: 1 علي بالبصرة 2 له عز الشرف أحمد و لأحمد محمّد، و مقلد و أبو تراب. و أبو الحسن موسى بن أحمد، له ذيل قصير و أبو محمد الحسن بن أحمد له أولاد منهم الحسين بن الحسن بن أحمد المذكور أعقب من 1 أبي البركات سعد اللّه نقيب سامراء 2، فمن ولد سعد اللّه النقيب الطاهر شرف الدين أبو تميم معد بن الحسن بن معد بن سعد اللّه المذكور؛ كان شهما صارما تولّى كثيرا من الأعمال، و ابنه النقيب قوام الدين الحسن نقيب النقباء أيضا و للحسن المرتضى بن الحسن بن معد. و من ولد سعد اللّه، أبو محمد الحسن بن سعد اللّه، أعقب من رجلين و هما 1 أبو البركات يحيى يلقّب نجم الشرف 2 و أبو المظفر هبة اللّه.

أما أبو البركات يحيى فأعقب من 1 الأكمل، عقبه بالمشهد الغروي 2، و 1 أبي محمد الحسن، عقبه بالمشهد الكاظمي ببغداد. 2

عقب ابي المظفر هبة اللّه- صاحب [المجموع الرائق]

و أما 1 أبو المظفر هبة اللّه* «1» و هو جدّ بني الموسوي ببغداد و كانوا بيتا جليلا إلّا انّهم أفسدوا أنسابهم و تزوّجوا بمن لا يناسبهم 2، و أوّل من ابتدأ ذلك 1 جلال الدين أبو الحسن علي بن محمد بن هبة اللّه المذكور. و كان كريما سخيّا تولّى نقابة مشهد موسى الكاظم عليه السّلام و تولّى نقابة الأشراف بالحلّة، تزوج «حياة» المغنية المشهورة التي يقول فيها ابن الأهوازي لما ركبت الأرجوحة. 2

______________________________

(1) هذا هو كتاب (المجموع الرائق) المعروف و هو كتاب ثمين في مجلدين كبيرين يشتمل على الأخبار الغريبة و الفوائد الكلامية

و المسائل الفقهية و الأدعية و الأذكار و الخطب و المناقب و أمثال ذلك، يحتوي على اثني عشر بابا كلّ مجلّد ستة أبواب، ألّفه سنة 703 ه و قد ذكره الحر العاملي في (أمل الآمل) و قال: كان عالما صالحا عابدا. و ترجمه أيضا صاحب (رياض العلماء) و قال: كان معاصرا للعلّامة الحلي و من في طبقته. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:193 ظفرت من اللذات لما ترجحت«حياة» بشي ء لم يكن قط في ظني

و صارت على رغم الحواسد في الهوى تجيى ء الى عندي و أدفعها عني و 1 تزوّج ابنه أبو عبد اللّه الحسين صفي الدين نقيب مشهد موسى شاهي بنت محمود الطشت دار. كانت مشببة بدار الخلافة 2؛ فولدت له 1 أبا جعفر محمد ا يلقب التاج. أنكره أبوه ثم اعترف به في كتاب إجازات صورتها: أجزت عني و عن ولدي الذي تحت حجري.

2 و ولد التاج أبو جعفر محمد؛ جلال الدين عليا و نظام الدين سليمان، كان يبيع الكاغذ بالحلة؛ أمهما عجمة بنت داود بن مبارك التركي فيها ما فيها، و تزوج ابنه الآخر 1 جلال الدين أحمد- و يعرف باللبود سمّاه بذلك ابن الأعرج النسابة و لذلك حكاية- «ست الشام» بنت النعمة الأربلية، فيها ما فيها 2 فولدت له مظفر ا؛ و كان له 1 على أمه «ستين» جارية رومية كانت للفلك الطبسي تلقب بالعديمية ادّعت أن عليا من جلال الدين اللبود فأخذه منه و توفي و هو صغير فلحق به و اللّه أعلم. 2

و بالجملة فقد أكثر أهل هذا البيت من أمثال هذه الأفعال و تراهم ما بين آكل الربا أو خمري ساقط أو عواني قد أسعر الناس شرا، و ما أحسن

ما كتب الشيخ تاج الدين عند نسبهم لما ذكر أفعالهم و بين انفصالهم و هو:

يعز على أسلافكم يا بني العلى اذا نال من أعراضكم شتم شاتم

بنوا لكم مجد الحياة فما لكم أسأتم الى تلك العظام الرمائم

ترى ألف بان لا يقوم بهادم فكيف ببان خلفه ألف هادم؟

و أما

أحمد الأكبر بن موسى أبي سبحة بن إبراهيم الأصغر بن موسى الكاظم

عليه السّلام فأعقب من ثلاثة رجال، الحسين العرضي، و ابراهيم و علي الأحول.

- فمن ولد علي الأحول؛ 1 رافع بن فضائل بن علي بن حمزة القصير بن أحمد بن حمزة بن علي الأحول المذكور؛ يقال لولده آل رافع كان منهم الفقيه صفي الدين محمد «1» بن معد

______________________________

(1) محمد بن معد الموسوي صفي الدين يكنى أبا جعفر كان من مشايخنا الامامية، و يروي عنه السيد الامام جمال الدين أحمد بن طاوس الحسني و هو يروي عن الشيخ الفقيه محمد بن محمد الحمداني (نظام الأقوال).

(عن هامش الأصل)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:194

بن علي بن رافع المذكور، انقرض 2، و منهم فضائل بن رافع المذكور. فمن ولده 1 أبو القاسم علي الملقب قويسم بن علي بن محمد بن فضائل المذكور، و له عقب بالغري يعرفون ببني قويسم 2، منهم 1 حسين سقامة بن النضر بن يحيى النظام بن قويسم، ساقط خمرى، و امه مغنية، و له اخوان منها. 2

- و من ولد ابراهيم بن أحمد الأكبر بن أبي سبحة؛ 1 أبو أحمد بن محمد بن ابراهيم المذكور، كان أزرق العينين و يقال لولده بنو الأزرق كان شيخا متقدما ببغداد. 2

- و من ولد الحسين العرضي بن أحمد الأكبر بن أبي سبحة؛ 1 علي بن الحسين يعرف بابن طلعة 2، قال أبو عمر بن المنتاب درج و قال غيره أعقب، و حمزة و القاسم «1»

ابنا الحسين أعقبا؛ و 1 قد نسب بعضهم الشيخ الجليل سيدي أحمد بن الرفاعي «2» الى حسين بن أحمد الأكبر فقال: هو أحمد بن علي بن يحيى بن ثابت بن حازم بن علي بن الحسن بن المهدي بن القاسم بن محمد بن الحسين المذكور، و لم يذكر أحد من علماء النسب للحسين ولدا اسمه محمد. و حكى لي الشيخ النقيب تاج الدين أن سيدي أحمد بن الرفاعي لم يدّع هذا النسب و إنما ادّعاه أولاد أولاد أولاده و اللّه أعلم.

2

و أما

1 ابراهيم العسكري* بن موسى أبي سبحة

و يكنى أبا المحسن فعقبه كثير 2 منهم 1 أبو طالب المحسن بن ابراهيم العسكري بشيراز صاحب حرّة 2؛ و أبو عبد اللّه الحسين خرفة، و أبو عبد اللّه اسحاق، و أبو جعفر محمد؛ و القاسم الأشج.

- فمن ولد أبي طالب المحسن بن ابراهيم العسكري؛ 1 أبو اسحاق ابراهيم بن الحسن بن علي بن المحسن المذكور؛ خاطبه شرف الدولة بن عضد الدولة بالشريف الجليل و ولّاه

______________________________

(1) رأيت في بعض المشجرات: أن أحمد الرفاعي من أولاد القاسم هذا و ليس من أولاد محمد بن الحسين لأنّه ذكر نسبه على الصفة المشروحة بعد حتى وصل الى القاسم ثم ذكر الحسين المذكور و لم يذكر محمّدا و اللّه أعلم.

(عن هامش المخطوطة)

(2) كانت وفاة أحمد الرفاعي في سنة ثمان و سبعين و خمسمائة و هو من أجلّاء مشايخ الطريقة و أصحاب الكرامات و كان عالما عاملا فقيها شافعيا. (عن هامش الأصل)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:195

نقابة الطالبيين في سائر أعماله فهو يدعى نقيب النقباء، و له ولد لهم أولاد. 2

- و من ولد أبي عبد اللّه الحسين خرفة بن ابراهيم العسكري، 1 أحمد الممتع يقال لولده بنو الممتع 2،

و من ولد أبي عبد اللّه اسحاق بن ابراهيم العسكري 1 موسى و أحمد، ولدهما بآبة، 2 و 1 الحسن و ولده ببخارا 2، و أما ولد أبي عبد اللّه اسحاق بن ابراهيم العسكري فأعقب من موسى*، و أحمد*، و الحسن*، فأعقب 1 الحسن* بن اسحاق بقم و سوادها 2، و أعقب أحمد بن اسحاق من 1 الحسين و علي لهما أعقاب بقم و آبة 2، فمن بني الحسين بن أحمد بن اسحاق بن ابراهيم العسكري 1 بنو محسن بالمشهد الغروي، و هو محسن 2 بن علي بن الحسين بن حمزة بن محمد بن علي بن الحسين عزيزي بن الحسين المذكور.

و أعقب موسى بن اسحاق بن ابراهيم العسكري، 1 أبا جعفر محمدا الفقيه بقم 2، و أبا عبد اللّه اسحاق، فمن ولد اسحاق بن موسى، 1 مهدي الجوهري بن اسحاق ببخارا 2، و 1 أبو عبد اللّه الحسين بن اسحاق باستراباد 2، و أبو الحسين زيد و أبو طالب محمد، بنو اسحاق، و لم يذكر الشيخ العمري، و لا شيخ الشرف العبيدلي و ابن ميمون الواسطي، و ابن طباطبا الاصفهاني، و نظراؤهم لمهدي الجوهري ولدا سوى 1 هادي الجوهري ببخارا 2، و قد درج حتى أن ابن قثم العباسي كتب على اسحاق بن موسى بن اسحاق انقرض، و 1 بأبرقوه جماعة كثيرة هم جلّ ساداتها ينتسبون الى اسماعيل بن مهدي الجوهري هذا، و قد ذكر السيد رضي الدين الحسن ابن قتادة الحسني المدني في مشجرته فقال: اسماعيل بن مهدي الجوهري و ذيله و قال الشيخ تاج الدين: المهدي الجوهري عقب بأبرقوه و غيرها و قوله حجّة لا تدفع و اللّه أعلم. 2

و أما الحسين القطعي

بن موسى أبي سبحة بن إبراهيم المرتضى فله نسل كثير و عقبه ينتهي الى 1 أبي الحسن علي المعروف بابن الديلمية 2 بن أبي طاهر عبد اللّه بن أبي الحسن محمد المحدث بن أبي الطيب طاهر بن الحسين القطعي؛ أعقب علي ابن الديلمية من ثلاثة رجال و هم أبو الحرث محمد و الحسين الأشقر، و الحسن المدعو بركة، فأعقب أبو الحرث محمد بن علي ابن الديلمية من رجلين، أبي طاهر عبيد اللّه؛ و أبي محمد عبد اللّه، أما 1 أبو طاهر عبيد اللّه* فأقام بالكرخ و كان عقبه بها 2 و 1 انتقل ابو محمد عبد اللّه* الى الحائر فعقبه هناك

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:196

يقال لهم بيت عبد اللّه 2 و أعقب أبو محمد عبد اللّه من أربعة رجال، و هم 1 علي الحائري جدّ آل دخينة 2 و هو جعفر بن حمزة بن جعفر دخينة بن أحمد بن جعفر بن علي الحائري المذكور و 1 النفيس يقال لولده بنو النفيس بالحائر 2، و 1 أبو السعادات محمد يقال لولده آل أبي السعادات بالحائر 2، و أبو الحرث محمد من ولده 1 آل زحيك، و هو يحيى بن منصور بن محمد بن أبي الحارث محمد المذكور، بالحائر أيضا 2، و 1 انفصل منهم الى الكوفة بنو طويل الباع و هو محمد بن يحيى بن أبي الحارث المذكور. 2

و من عقب الحسين الأشقر بن علي ابن الديلمية، 1 حيدر بن الحسن بن علي بن علي بن الحسين المذكور. كان بمقابر قريش 2، و من عقب الحسن بركة بن علي بن الديلمية، 1 علاء الدين علي بن محمد بن الحسين بن هبة اللّه بن علي بن الحسن

المذكور، كان بدمشق و له أولاد و أخوة. 2 و أما جعفر بن ابراهيم المرتضى بن الكاظم عليه السّلام فأعقب من موسى، و محمد، و علي لهم أولاد، و أما أحمد بن ابراهيم المرتضى فميناث و له في كتب النسب اسحاق و قد تقدّم كلام العمري فيه و عقب إبراهيم المرتضى الظاهر اليوم، من موسى أبي سبحة و جعفر كما تراه.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:197

الفصل الثاني في ذكر عقب 1 الحسين الشهيد* بن علي بن ابي طالب «ع»

اشارة

و يكنى أبا عبد اللّه ولد سنة أربع من الهجرة و قتل سنة إحدى و ستين، و كان بين ولادة أخيه الحسن عليه السّلام و الحمل به خمسون يوما و قيل طهر واحد، و أرضعته ام الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب بلبن قثم بن العباس، و كان معاوية قد نقض شرط الحسن بن علي عليه السّلام بعد موته و بايع لابنه يزيد لعنه اللّه و امتنع الحسين عليه السّلام من بيعته و أعمل معاوية الحيلة حتى أوهم الناس أنّه بايعه و بقي على ذلك حتى مات و أراده يزيد لعنه اللّه على البيعة و كتب بذلك الى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان عامله على المدينة فلم يبايعه و خرج الى مكة.

و تسامع أهل الكوفة بذلك فأرسلوا الى الحسين عليه السّلام و عزوه من نفسه فأرسل اليهم ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب سلام اللّه عليه فبايعه ثمانية عشر ألفا، فأرسل الى الحسين يخبره بذلك فتوجه الى العراق و اتصل به خبر قتل مسلم بن عقيل في الطريق فأراد الرجوع فامتنع بنو عقيل من ذلك، فسار حتى قارب الكوفة فلقيه الحر بن يزيد الرياحي في ألف فارس فأراد إدخاله الكوفة فامتنع و عدل نحو الشام قاصدا الى

يزيد بن معاوية لعنه اللّه، فلما صار الى كربلاء منعوه من المسير و أرسلوا ثلاثين ألفا عليهم عمر بن سعد بن أبي وقاص و أرادوه على دخول الكوفة و النزول على حكم عبيد اللّه بن زياد لعنه اللّه فامتنع، و اختار المضي نحو يزيد لعنه اللّه بالشام فمنعوه ثم ناجزوه الحرب فقتل هو و أصحابه و أهل بيته في عاشر المحرم سنة إحدى و ستين، و حملوا نساءه و أطفاله و رأسه و رؤوس أصحابه و أهل بيته الى الكوفة ثم منها الى الشام، و وجد به يوم قتل سبعون جراحا، و كان آخر أهل بيته و أصحابه قتلا.

و اختلف في الذي أجهز عليه فقيل شمر بن ذي الجوشن الضبابي لعنه اللّه تعالى، و قيل

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:172

خولي بن يزيد الأصبحي، و الصحيح انّه سنان بن أنس النخعي و في ذلك يقول الشاعر:

فأيّ رزية عدلت حسيناغداة تبيره كفا سنان و كان هو و أخوه الحسن يخضبان بالوسمة، و ولد أربعة بنين و بنتين «1».

و عقبه من ابنه

علي زين العابدين السجاد
اشارة

ذي الثفنات،

و قد اختلف في امه فالمشهور انّها شاه زنان بنت كسرى يزدجرد بن شهريار بن أبرويزد، و قيل ان اسمها شهربانو، قيل نهبت في فتح المدائن فنفلها عمر بن الخطاب من الحسين عليه السّلام و قيل بعث حريث بن جابر الجعفي الى أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السّلام ببنتي يزدجرد بن شهريار فأخذهما و أعطى واحدة لابنه الحسين عليه السّلام فأولدها علي بن الحسين عليه السّلام و أعطى الاخرى لمحمد بن أبي بكر الصديق فأولدها القاسم الفقيه بن محمد بن أبي بكر فهما إبنا خالة، و قال ابن جرير الطبري: إسمها غزالة و هي

من بنات كسرى. و قال المبرد: هي سلامة من ولد يزدجرد. و كانت عمة أم يزيد الناقص بن الوليد بن عبد الملك المرواني و اختها قاله المبرد.

و قد منع من هذا كثير من النسابين و المؤرخين و قالوا إن بنتي يزدجرد كانتا معه حين ذهب الى خراسان. و قيل إن ام زين العابدين عليه السّلام من غير ولده.

2

______________________________

(1) هم علي الأكبر و علي الأصغر و جعفر و عبد اللّه و فاطمة و سكينة قتل علي الأكبر بكربلاء، و عبد اللّه هو المذبوح بها بالسهم. (عن هامش المخطوطة)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:173

في ذكر عقب الامام علي بن الحسين السجاد زين العابدين بن الحسين بن علي بن ابي طالب «ع»
اشارة

1 و قد أغنى اللّه تعالى علي بن الحسين عليه السّلام بما حصل له من ولادة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عن ولادة يزدجرد بن شهريار المجوسي المولود من غير عقد على ما جاءت به التواريخ، و العرب لا تعد للعجم فضيلة و ان كانوا ملوكا و لو اعتدوا بالملك فضيلة لوجب أن يفضلوا العجم على العرب و يفضّلوا قحطان على عدنان، و لكن ليس ذلك عندهم شيئا يعتدّ به. و قد لهج بعض العوام و كثير من بني الحسين عليه السّلام بذكر هذه النسبة و قالوا: جمع علي بن الحسين عليه السّلام بين النبوة و الملك. و ليس ذلك بشي ء و لو ثبت على ما عرفته.

ثم ان فاطمة بنت الحسين عليه السّلام ام أولاد الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السّلام و هي فيما يقال من ام علي زين العابدين، فان كانت ولادة كسرى فضيلة فقد حصلت لأولاد الحسن أيضا، على ان الحسن عليه السّلام كان إماما على أخيه الحسين عليه السّلام يجب عليه طاعته؛ و لم

يكن الحسين إماما للحسن قط و هي الفضيلة التي يلتجئ اليها بنو الحسن إن عورضوا بتلك الولادة أو بغيرها مما يقوله الإمامية.

و كان علي بن الحسين عليه السّلام يوم الطف مريضا و من ثم لم يقاتل حتى زعم بعضهم انّه كان صغيرا و هذا لا يصح، قال الزبير بن بكار: كان عمره يوم الطف ثلاثا و عشرين سنة. و قال الواقدي: ولد علي بن الحسين عليه السّلام سنة ثلاث و ثلاثين، فيكون عمره يوم الطف ثماني و عشرين سنة، و توفي سنة خمس و تسعين، و فضائله أكثر من ان تحصى أو يحيط بها الوصف.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:174

قال أبو عثمان عمر بن بحر الجاحظ في رسالة صنفها في فضائل بني هاشم؛ و اما علي بن الحسين بن علي فلم أر الخارجي في أمره إلّا كالشيعي و لم أر الشيعي إلّا كالمعتزلي و لم أر المعتزلي إلّا كالعامي و لم أر العامي إلّا كالخاصي و لم أجد أحدا يتمارى في تفضيله و يشك في تقديمه.

و العقب منه في ستة «1» رجال 2 محمد الباقر، و عبد اللّه الباهر و زيد الشهيد، و عمر الأشرف، و الحسين الأصغر، و علي الأصغر و ذكر عقبهم في ستة مقاصد:

______________________________

(1) و له عليه السّلام تسع بنات أم الحسن، و ام موسى، و كلثم و عبدة و مليكة، و علية، و فاطمة، و سكينة، و خديجة.

و أحد عشر ذكرا محمد الباقر عليه السّلام و الحسن و عبد اللّه، و الحسين الأكبر، و القاسم، و الحسين الأصغر، و زيد و عمر و سليمان، و عبد الرحمن، و علي. (المجدي)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:175

المقصد الأول في ذكر عقب 1 محمد الباقر* بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن ابي طالب «ع»
اشارة

و يكنى أبا جعفر؛ و لقب الباقر لما

رواه

عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله انّه قال: يا جابر إنّك ستعيش حتى تدرك رجلا من أولادي اسمه اسمي يبقر العلم بقرا فاذا رأيته فأقرأه مني السّلام. فلما دخل محمد الباقر على جابر و سأله على نسبه فأخبره فقام اليه و اعتنقه و قال: جدّك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقرأ عليك السّلام.

و وفد أخوه زيد بن علي على هشام بن عبد الملك فقال له هشام: ما فعل أخوك البقرة؟ يعني الباقر عليه السّلام فقال زيد: لشدّ ما خالفت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله سمّاه الباقر و سميته أنت البقرة لتخالفنه يوم القيامة يدخل هو الجنة و تدخل أنت النار.

و امه ام عبد اللّه فاطمة بنت الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السّلام، و هو أول من اجتمعت له ولادة الحسن و الحسين عليهما السّلام و فيه يقول الشاعر:

يا باقر العلم لأهل التقى و خير من لبّى على الأجبل و فيه يقول مالك بن أعين هذه الأبيات:

إذا طلب الناس علم القرآن كانت قريش عليه عيالا

و إن قيل هذا ابن بنت النبي نال بذاك فروعا طوالا

نجوم تهلل للمدلجين جبالا تورث علما جبالا و كان واسع العلم وافر الحلم، و جلالة قدره أشهر من أن ينبه عليها،

ولد سنة تسع و خمسين بالمدينة في حياة جدّه الحسين عليه السّلام و توفي في ربيع الآخر سنة أربع عشرة و مائة في أيام هشام بن عبد الملك و هو ابن خمسين و خمس سنوات و دفن بالبقيع

2.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:176

و أعقب من

1 أبي عبد اللّه جعفر الصادق
اشارة

عليه السّلام وحده «1» و امه ام فروة بنت القاسم الفقيه بن محمد بن أبي بكر. و امها

اسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، و لهذا

كان الصادق عليه السّلام يقول:

ولدني أبو بكر مرتين

و يقال له عمود الشرف، و مناقبه متواترة بين الأنام مشهورة بين الخاص و العام و قصده المنصور الدوانيقي بالقتل مرارا فعصمه اللّه منه و قد ولد سنة ثمانين و توفي سنة ثمان و أربعين و مائة، و قيل سنة سبع و أربعين. 2

في ذكر عقب الامام جعفر الصادق «ع»
اشارة

و أعقب جعفر الصادق عليه السّلام من خمسة رجال موسى الكاظم و اسماعيل، و علي العريضي و محمد المأمون، و اسحاق

و ليس له ولد اسمه ناصر معقب و لا غير معقب باجماع علماء النسب، و باسفزاز من ولاية هراة خراسان قوم يدّعون الشرف و ينتسبون الى ناصر بن جعفر الصادق عليه السّلام و هم أدعياء كذّابون لا محالة، و هم هناك يخاطبون بالشرف على غير أصل، و اللّه المستعان؛ و يعرف هؤلاء القوم ببارسا و كذبهم أظهر من أن ينبّه عليه.

______________________________

(1) قال أبو نصر البخاري في (سر السلسلة): ولد محمد الباقر عليه السّلام أربعة بنين و بنتين درجوا كلّهم إلّا أبا عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام اليه انتهى نسبه و عقبه فكل من انتسب الى الباقر عليه السّلام من غير ولده الصادق عليه السّلام فهو كذّاب دعي، و قال العمري في (المجدي): ولد ام سلمة و زينب الصغرى و جعفر الصادق عليه السّلام و عبد اللّه أولد و انقرض، و علي كانت له بنت، و زيد و عبيد اللّه بن الثقفية درج. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:177

الامام موسى بن جعفر الكاظم «ع»
اشارة

1 أما الامام موسى* بن جعفر الصادق عليه السّلام و يكنى أبا الحسن و أبا ابراهيم، و امه ام ولد يقال لها حميدة المغربية و قيل نباتة؛ ولد عليه السّلام بالأبواء سنة ثمان و عشرين و مائة، و قبض ببغداد في حبس السندي بن شاهك سنة ثلاث و ثمانين و مائة و له يومئذ خمس و خمسون، و كان أسود اللون عظيم الفضل رابط الجأش واسع العطاء، لقب بالكاظم لكظمه الغيظ و حلمه، و كان يخرج الليل و في كمه صرر من الدراهم فيعطي

من لقيه و من أراد برّه، و كان يضرب المثل بصرة موسى، و كان أهله يقولون عجبا لمن جاءته صرّة موسى فشكا القلّة.

و قبض عليه موسى الهادي و حبسه فرأى علي بن ابي طالب عليه السّلام في نومه يقول له: يا موسى فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ. فانتبه من نومه و قد عرف انّه المراد فأمر باطلاقه ثم تنكر له من بعد ذلك فهلك قبل أن يوصل الى الكاظم عليه السّلام أذى، و لمّا وليّ هارون الرشيد الخلافة أكرمه و أعظمه ثم قبض عليه و حبسه عند الفضل بن يحيى ثم أخرجه من عنده فسلمه الى السندي بن شاهك و مضى الرشيد الى الشام فأمر يحيى بن خالد السندي بقتله؛ فقيل إنّه سمّ؛ و قيل بل غمر في بساط و لف حتى مات ثم أخرج للناس و عمل محضرا انّه مات حتف أنفه، و ترك ثلاثة أيام على الطريق يأتي من يأتي فينظر اليه ثم يكتب في المحضر و دفن بمقابر قريش.

عقب الامام الكاظم «ع»

و ولد موسى الكاظم عليه السّلام ستين ولدا سبعا و ثلاثين «1» بنتا و ثلاثة و عشرين ابنا، درج 2

______________________________

(1) أسماء بناته، أم عبد اللّه، و قسيمة، و لبابة، و ام جعفر، و امامة، و كلثم، و بريهة، و ام القاسم، و محمودة، و أمينة الكبرى؛ و علية، و زينب، و رقية، و حسنة، و عائشة، و ام سلمة، و اسماء، و ام فروة، و آمنه. قالوا: قبرها بمصر و ام أبيها، و حليمة، و رملة، و ميمونة، و أمينة الصغرى، و أسماء الكبرى و أسماء، و زينب؛ و زينب الكبرى، و فاطمة الكبرى، و فاطمة، و

ام كلثوم الكبرى، و ام كلثوم الوسطى، و ام كلثوم الصغرى في رواية، و زاد الأشناني عطفة و عباسة و خديجة الكبرى. و خديجة. (المجدي)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:178

1 منهم خمسة لم يعقبوا بغير خلاف، و هم عبد الرحمن، و عقيل و القاسم و يحيى، و داود. 2

و 1 منهم ثلاثة لهم اناث و ليس لاحد منهم ولد ذكر و هم سليمان، و الفضل «1» و أحمد «2» 2 و 1 منهم خمسة في أعقابهم خلاف، و هم الحسين، و ابراهيم الأكبر، و هارون و زيد، و الحسن. 2

و 1 منهم عشرة أعقبوا بغير خلاف، و هم علي؛ و ابراهيم الأصغر، و العباس، و اسماعيل، و محمد، و اسحاق و حمزة، و عبد اللّه، و عبيد اللّه، و جعفر 2. هكذا قال الشيخ أبو نصر البخاري و قال الشيخ تاج الدين: أعقب الكاظم من ثلاثة عشر ولدا رجلا منهم أربعة مكثرون، و هم علي الرضا، و ابراهيم المرتضى، و محمد العابد، و جعفر، و أربعة متوسطون و هم زيد النار، و عبد اللّه، و عبيد اللّه، و حمزة، و خمسة مقلون و هم العباس، و هارون، و اسحاق و الحسن، و الحسين.

و 1 قد كان للحسين بن الكاظم عليه السّلام عقب في قول الشيخ أبي الحسن العمري ثم انقرض، و قال أبو نصر البخاري قال العمري و أبو اليقظان: إن الحسين بن موسى الكاظم عليه السّلام لم يعقب. و قال في موضع آخر: ولد الحسين بن موسى الكاظم عليه السّلام عبد اللّه من ام ولد يقال إنّه أعقب و لا يصح ذلك. و نص الشيخ تاج الدين على أن الحسين بن موسى منقرض لا دراج.

و قال ابن طباطبا: أعقب الحسين بن موسى الكاظم عبد اللّه، و عبيد اللّه و محمدا، و بالطبسين قوم يقولون إنهم موسويون و إنهم من ولد الحسين بن موسى و كتبوا إليّ كتبا و ما أجبت عن شي ء منها. و قال أبو نصر البخاري: ما رأيت من هذا البطن أحدا قط. 2

______________________________

(1) قبراهما في آواه زرتهما في شهر رمضان سنة 918 ه.

(2) و قد ذكر صاحب المشجرة القديمة التي هي الآن عند بعض سادات آل طعمة في مشهد (كربلا) الى سنة 1164 التي انتخب منها شيخنا أبو الحسن مدرس الغري نوّر اللّه رمسه- لأحمد بن موسى الكاظم عليه السّلام عمارتين من ولده علي، الأولى محمد بن علي يشتمل نسله على خمسة عشر رجلا و العمارة الثانية هبة اللّه بن علي نسله علي. و له نسلان النسل الأول يشتمل على اثنتين و عشرين رجلا ولد و ولد ولد، النسل الثاني يشتمل على سبعة و عشرين رجلا ولد و ولد ولد تفصيلهم في تلك المشجرة و المتخبة له عليه الرحمة. و ابن عنبة مصنف هذا الكتاب متأخر و صاحب المشجرة المذكورة قديم و لا شك انّه اطلع من ابن عنبة و اقرب عهدا بمتقدمي هذا العلم. (عن هامش المخطوطة)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:179

[الامام علي بن موسى الرضا ع]
عقب الامام الكاظم من غير الامام الرضا «ع»
1- ابراهيم بن الامام الكاظم «ع»

و أما 1 إبراهيم* بن موسى الكاظم و هو الأكبر و امه أم ولد نوبية اسمها نجية قال الشيخ أبو الحسن العمري: ظهر باليمن أيام أبي السرايا. و قال أبو نصر البخاري: إن ابراهيم الأكبر ظهر باليمن و هو أحد أئمة الزيدية و قد عرفت حاله و انّه لم يعقب.

و أعقب إبراهيم الأصغر المرتضى بن الكاظم عليه السّلام من رجلين 2 موسى أبي سبحة

«1» و جعفر.

قال الشيخ أبو نصر البخاري: لا يصح لابراهيم المرتضى بن موسى الكاظم عليه السّلام عقب إلّا من موسى بن ابراهيم و جعفر بن ابراهيم و كلّ من انتسب اليه من غيرهما فهو مدّع كذّاب مبطل.

و قال الشيخ أبو الحسن العمري: 1 أحمد بن إبراهيم المرتضى وقع الى مرند و له بها بقية. 2

و قال أبو عبد اللّه بن طباطبا: أعقب إبراهيم المرتضى من ثلاثة موسى و جعفر و اسماعيل ثم قال: العقب من اسماعيل بن ابراهيم بن الكاظم عليه السّلام في رجل واحد و هو محمد و منه في جماعة، قال شيخ الشرف: ذكر البخاري أنّهم انقرضوا. قال ابن طباطبا: و هذا تسامح في القول و إطلاق للقول بما يوجب الإثم و يخرج عن الدين.

و 1 ل محمد* بن اسماعيل بن ابراهيم أعقاب و أولاد منهم بالدينور و غيرها 2 رأيت منهم 1 أبا

______________________________

(1) رأيت مكتوبا بخط علي النسابة بن الحسن الرضا بن محمد بن علي بن أبي جعفر محمد بن السيد المرتضى رضي اللّه عنه: إنّما سمّى موسى سبحة لكثرة تسبيحه بسبحة لون في يده و اللّه سبحانه أعلم (عن هامش المخطوطة) و سبحة بضم السين المهملة و سكون الباء الموحدة ثم الحاء المهملة. م ص.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:184

القاسم حمزة بن علي بن الحسين بن أحمد بن محمّد «1» بن اسماعيل بن ابراهيم بن الكاظم عليه السّلام و كان نعم الرجل و مات بقرمسين و له اخوة و بنو عم، هذا كلام ابن طباطبا. 2

و نص الشيخ تاج الدين على أن ابراهيم لم يعقب إلّا من موسى و جعفر.

2- محمد العابد ابن الامام الكاظم «ع»
[في ابراهيم المجاب]
اشارة

و العقب من محمد العابد بن موسى الكاظم عليه السّلام في إبراهيم

المجاب وحده و منه في ثلاثة رجال، محمد الحائري، و 1 أحمد بقصر ابن هبيرة 2، و 1 علي بالسيرجان من كرمان، 2 و البقية لمحمد الحائري بن ابراهيم المجاب، كذا قال الشيخ تاج الدين: و اعقب

محمد الحائري
اشارة

من ثلاثة رجال، و هم الحسين شيتي «1» و أحمد، و أبو علي الحسن بنو محمد الحائري.

فأعقب

الحسين شيتي

من رجلين أبي الغنائم محمد و ميمون السخي القصير.

- فمن 1 عقب أبي الغنائم محمد بن الحسين شيتي «آل شيتي» 2 و «1 آل فخار» و منهم الشيخ علم الدين المرتضى علي بن الشيخ جلال الدين عبد الحميد بن الشيخ شمس الدين فخار «2» بن معد بن فخار بن أحمد بن محمد بن أبي الغنائم المذكور له عقب؛ 2 و 1 «آل نزار» و هم بنو نزار بن علي بن فخار بن أحمد المذكور. 2

- و من 1 عقب ميمون القصير بن الحسين شيتي «آل وهيب» و هم بنو وهيب 2 بن باقي بن مسلم بن باقي بن ميمون المذكور؛ و 1 «آل باقي» و هم بنو باقي بن محمود 2 بن وهيب المذكور، و 1 «آل الصول» و هو علي بن مسلم 2 بن وهيب.

و أعقب

أحمد بن محمد الحائري

و يقال لولده بنو أحمد من

علي المجدور وحده. فأعقب علي المجدور من رجلين، هبة اللّه و أبي جعفر محمد الخير العمال فمن ولده محمد الخير العمال بن علي المجدور 1 «آل أبي الفائز» بالحائر و هو محمد بن محمد بن علي 2 بن أبي ______________________________

(1) ضبطه في نسخة حسين بن مساعد الحائري بفتح الشين المعجمة و فتح الياء المثناة التحتانية المشددة. م ص

(2) فخار بن معد الموسوي السيّد السعيد العلّامة المرتضى إمام الأدباء و النسّاب و الفقهاء شمس الدين، يكنى أبا علي، من أصحابنا الإمامية، روى عنه المحقّق السعيد جعفر بن سعيد صاحب (الشرايع) و هو يروي عن محمد بن إدريس و عن ابن شهر اشوب المازندراني و شاذان بن جبريل القمي، مات سنة ثلاثين و اربعمائة (نظام الأقوال).

(عن هامش الأصل)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:198 جعفر محمد المذكور،

«و 1 بنو أبي مزن» و هو علي بن حسن بن محمد بن أبي جعفر محمد المذكور 2، و من ولد هبة اللّه بن علي المجدور 1 «آل الرضي» و هو هبة اللّه بن علي بن هبة اللّه المذكور 2؛ «و 1 1 آل الأشرف» و هو ابن علي بن هبة اللّه المذكور 2؛ و «1 آل أبي الحارث» و هو محمد بن علي بن هبة اللّه المذكور 2، و هؤلاء كلّهم بالحائر 2. و أعقب

أبو علي الحسن بن محمد الحائري

من ثلاثة؛ و هم أبو الطيب أحمد و في ولده العدد، و علي الضخم، و محمد و هو جدّ 1 بني الضرير، و الضرير هو محمد 2 بن محمد المذكور؛ و من ولد علي الضخم «آل أبي الحمراء» و أبو الحمراء هو محمد بن علي بن علي الضخم، و أما أبو الطيب أحمد بن أبي علي الحسن بن محمد الحائري فأعقب من ثلاثة و هم علي أبو فويرة، و معصوم، و الحسن بركة، فمن ولد علي أبي فويرة 1 «آل عوانة» و هو أبو مسلم 2 بن محمد بن أبي فويرة انقرضوا إلّا من البنات بعد ذيل طويل و 1 «آل بلالة» و هو الحسن 2 بن عبد اللّه بن محمد بن أبي فويرة، بقيتهم بالحلة يعرفون ببني قتادة، و هو محمد بن علي بن كامل بن سالم بن بلالة، و 1 بنو أبي مضر و هو محمد 2 بن أبي تغلب محمد بن أبي فويرة؛ منهم 1 «آل بشير» و هو ابن سعد اللّه 2 بن الحسين بن هبة اللّه بن أبي مضر، و «آل أبي مضر» و هم ولد أبي مضر محمد بن هبة اللّه بن أبي

مضر المذكور، و 1 «آل حترش». و هم ولد حترش 2 و اسمه محمد بن أبي مضر محمد هبة اللّه بن محمد أبي المضر المذكور و 1 «آل أبي رية» و هو الحسين بن أبي مضر الثاني المذكور، و كلّهم بالحائر إلّا من شذ منهم الى غيره. 2

و 1 معصوم* بن أبي الطيب هو جد «آل معصوم» بالحلة و الحائر 2، و الحسن بركة بن أبي الطيب هو جد «آل الأخرس» بالحلة، و الأخرس هو أبو الفتح بن أبي محمد بن ابراهيم بن أبي الفتيان بن عبد اللّه بن الحسن بركة، منهم الفقيه شمس الدين محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن أبي الفتح الأخرس و قومه، و ادعى الى أحمد بن علي بن محمد بن الأخرس دعي بطل نسبه و رأيته بعده مصرّا على دعواه و ربما جازت على من لا يعرف حاله.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:199

3- جعفر بن الامام الكاظم «ع»
اشارة

و 1 العقب من جعفر* بن موسى الكاظم عليه السّلام «1» و يقال له الخواري- و يقال لولده الخواريون «2» و الشجريون أيضا لأن أكثرهم بادية حول المدينة يرعون الشجر- في رجلين 2 موسى و الحسن.

أما

موسى بن جعفر بن موسى الكاظم
اشارة

عليه السّلام فأعقب من الحسن اللحق، قيل له ذلك لأنّه ألحق بأبيه و هو صحيح الولادة، و هو جد «آل المليط» بالحلة و الحائر، و 1 جدّهم المليط هو محمد بن مسلم بن محمد بن موسى بن علي بن جعفر بن الحسن اللحق، و أعقب الحسن بن جعفر بن موسى الكاظم عليه السّلام و في ولده العدد، من رجلين أحدهما محمد المليط.

قال شيخ الشرف العبيدلي: هو المليط الثائر بالمدينة. و قال أبو الحسن العمري: قتل ثمانية من بني جعفر الطيار. و قال القاضي التنوخي في كتاب «نشوار المحاضرة»: كان بدويا ينزل آثال و هو منزل في طريق مكة.

و كان موصوفا بالشجاعة البارعة و الفروسية الحسنة، ورد بغداد في أيام نقابة أبي عبد اللّه بن الداعي و كان قديما يتعرّض الحاج و يطالبهم بالخفارة فان أعطوه و إلّا أغار عليهم، و كان كأنّه صاحب طرق بتلك النواحي لا تناله يد و لا يتسلّط عليه سلطان إلّا أنّه لم

______________________________

(1) قال العمري في (المجدي): ولد جعفر بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق عليه السّلام- يقال له الخواري و هو لام ولد ثماني نسوة و هي حسنة و عباسة و عائشة و فاطمة الكبرى و فاطمة و أسماء و زينب و أم جعفر، و من الرجال ستة لم نذكر لهم ولدا و هم الحسين و محمد و جعفر و محمد الأصغر و العباس و هارون، و ثلاثة أعقبوا الحسن و الحسين الأكبر و

موسى. فأما الحسين الأكبر فأولد خمسة ذكور و هم محمد و علي و موسى و الحسن و الحسين، قال شيخنا أبو الحسن: دخل محمد و علي ابنا الحسين بن جعفر بن موسى الكاظم عليهما السّلام الى المدينة سنة سبعين و مائتين فنهباها و قتلا جماعة من أهلها. م ص

(2) يقال إن بالفرغ واديا يقال له خوار و ربما كان نسبة جعفر الخواري بن موسى الكاظم عليه السّلام الى هنا لك، كذا بخط ابن عبد الحميد. (عن هامش المخطوطة)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:200

يدّع إلّا مذهب و لا ادّعى إمامة، ثم تاب عن هذا الفعل و دخل الحضرة و طرح نفسه على أبي عبد اللّه بن الداعي و سأله مسألة معز الدولة في تقليد إمارة الموسم من مدينة السلام الى الحرم و إقامة الحج، فأوجب ابن الداعي قصده إيّاه و ذمامه و سأل معزّ الدولة فقال له: أنا أقلدك ذلك و أسأل الخليفة أن يعقد لك عليه و يخلع عليك، فان شئت فاستخلف أنت هذا الرجل فأنا لا أعرف هذا و هو رجل من أهل البادية و بالأمس كان لصّا، فان جنى جناية على القافلة الى أي شي ء نرجع منه، فقال أبو عبد اللّه بن الداعي: أما أنا فلا أتقلّد هذا فان رأى الأمير أن يجيب شفاعتي و يقلّد الرجل و أنا أضمن له دركه و جناياته فقلّده ذلك صارفا لأبي عبد اللّه العلوي الكوفي و عقد له و خلع عليه، و حجّ في تلك السنة و أقام الحج على أحسن حال و آمن مما يخاف، و ما حمد الحجاج واليا كما حمدوه قبله و لا بعده سنين.

حكاية القاضي التنوخي في محمد المليط

و حكى القاضي أبو المحسن بن علي بن محمد

التنوخي في كتابه المذكور: ان رجلا كان يعرف بأبي الحسين بن شاذان بن رستم السيرافي الفارسي و كان يكاشف بالإلحاد إذا أمن على نفسه و يظهر الإسلام، فخرج متجرا على الموسم و أظهر أنه يريد الحج فاعترض تلك السنة المليط القافلة و منع الناس من السير إلّا بخفارة و منعه أمير القافلة من ذلك، فهمّ بالغارة عليها و تحدّث الناس بذلك فقال ابن شاذان لأمير القافلة: أرسلني اليه برسالتك.

و كان يعرفه طيبا، فقال له: أي شي ء تقول له؟ قال: أمضي و أقول له: يا هذا نحن قوم من فارس و غيرها من البلدان لا نسب لنا في العرب و لا رغبة، فجاء أبوك الينا فضرب أدمغتنا بالسيوف و قال تعالوا حجّوا هذا البيت فقلنا له السمع و الطاعة، و جئنا على أن نحجّ اليه جئت أنت الآن و قلت لا أدعكم إلّا بدراهم لا تجب فان لم تطيعوني لا أمكنكم إن كان قد بدا لكم فاللّه قد أقالكم و نحن أيضا قد بدا لنا فنرجع من حيث جئناك. فضحك منه، و قال: هذا.

إن سمعه العلوي منك قتلك. و أنفذ غيره في الرسالة و اصطلحا و سار الناس الى حجّهم.

و من هذا المليط رهط المليطة و الملطة أيضا؛ قال ابن طباطبا: فمن ولد محمد الثائر أبو

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:201

جعفر محمد المليط بن محمد أبي عبد اللّه بن محمد المليط بن الحسن بن جعفر بن الكاظم عليه السّلام. و عندي أن الحكاية التي حكاها التنوخي عن هذا أبي جعفر محمد المليط بن محمد بن محمد المليط الكبير، فان الأول كان متقدّما على زمن ابن الداعي و كان بالمدينة و ثار بها و قتل جماعة من بني

جعفر أيام الفتنة و كاتبوا في عزله عنها، و الثاني قبره ببغداد.

قال ابن طباطبا: و الملطة لهم عدد و انتشار، و منهم فرسان حمزة، و منهم بالبصرة طائفة لهم قوّة و شوكة شديدة. و أكثر الملطة اليوم بالحجاز، و منهم بالعراق قوم.

2

و

الثاني من ولد الحسن بن جعفر بن الكاظم عليه السّلام علي الخواري

«1» و أعقب من إثني عشر رجلا ما بين مقل و مكثر منهم 1 موسى المعروف بالعصيم 2 ابن علي بن الحسين بن علي الخواري، له عقب و ذيل طويل، منهم 1 «آل فاتك» ابن علي بن سالم بن علي بن صبرة بن موسى المذكور، يقال لهم الفواتك 2 منهم 1 علي «نزار خ ل» 2 بن فاتك انقرض عقبه؛ و منهم 1 عرادة و منصور ابنا خلف بن رايق كانا من وجوه السادات الحجازيين. 2

و من بني موسى بن علي الخواري، سلطان بن أحمد بن محمد بن علي بن صبرة بن موسى بن علي الخواري له خليفة من أم ولد، قيل انّه لغير رشدة «2»، و منهم بنو عزيز بن خليفة و بنو سلطان بن خليفة، و بنو فتية بن شهوات بن محمد بن خليفة بالحلة و اللّه أعلم، و منهم عباس بن موسى بن علي الخواري له ذيل و غيرهم، و من بني علي الخواري، عبد اللّه الأكبر بن علي الخواري له ذيل و منهم 1 أبو الحسين يحيى بن الحسين بن علي الخواري؛ له ذيل و بقية 2. و للحسين بن علي الخواري عقب من غيره أيضا و منهم الحسن بن علي الخواري، له ذيل. قال الشيخ العمري: و بقرية من الجفار يقال لها العريش؛ قوم يدّعون نسب الخواريين و ما أعرف صدق دعواهم.

______________________________

(1) في بعض النسخ المخطوطة (الحواري) بالحاء

المهملة.

(2) الرشدة بفتح الراء و كسرها أيضا مع سكون الشين المعجمة ضد الزنية؛ يقال: هذا ولد رشدة، إذا كان لنكاح صحيح. كما يقال في ضده: ولد زنية. تاج العروس.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:202

4- زيد النار بن الامام الكاظم «ع»

و 1 العقب من زيد النار* بن موسى الكاظم عليه السّلام و هو لأم ولد

و عقد له محمد بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام أيام أبي السرايا على الأهواز؛ و لما دخل البصرة و غلب عليها أحرق دور بني العباس و أضرم النار في نخيلهم و جميع أسبابهم، فقيل له زيد النار، و حاربه الحسن بن سهل فظفر به و أرسله الى المأمون فأدخل عليه بمرو مقيدا فأرسله المأمون الى أخيه علي الرضا عليه السّلام و وهب له جرمه؛ فحلف على الرضا عليه السّلام أن لا يكلّمه أبدا و أمر باطلاقه. ثم إن المأمون سقاه السمّ فمات.

قال الشيخ أبو نصر البخاري: زيد بن موسى لم يعقب و جماعة من المنتسبين اليه بأرجان اليوم و هم على ما يزعمون من ولد زيد بن علي بن جعفر بن زيد بن موسى و هو غير صحيح.

و قال غير البخاري و عليه الشيخ العمري و شيخ الشرف العبيدلي و أبو عبد اللّه بن طباطبا و غيرهم: أعقب زيد النار بن موسى الكاظم عليه السّلام من أربعة رجال 2 لل 1 حسن ولده بالمغرب و القيروان 2، و الحسين المحدث، و جعفر، و موسى الأصم. فمن ولد موسى بن زيد النار موسى خردل بن زيد بن موسى المذكور، له عقب منهم محمد ضغيب «1» بن 1 محمد بن موسى خردل المذكور، يقال لولده بنو ضغيب 2 منهم 1

بنو مكارم بالمشهد الغروي، و هم بنو محمد مكارم 2 بن علي بن حمزة بن محمد ضغيب. و 1 بالغري و بغداد قوم ينتسبون الى علي بن محمد بن موسى خردل، و لم يذكر عليا هذا أحد من النسّابين. و نسبهم مفتعل. و اللّه أعلم بالصواب. 2

و من بني جعفر بن زيد النار، زيد بن علي بن جعفر المذكور له عقب بأرجان، و ابنه أبو محمد الحسين نقيب أرجان، و من بني الحسين المحدث بن زيد النار أبو جعفر محمد منقوش، ذكر النسّابون: أنّه لا بقية له. قال ابن طباطبا: و ورد انسان في نقابة أبي أحمد الموسوي الى بغداد و ذكر انّه جعفر بن زيد بن أبي جعفر محمد منقوش فأثبته أبو أحمد و له

______________________________

(1) في بعض النسخ المخطوطة (صعيب) بالصاد و العين المهملتين. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:203

أولاد و أخ بالري و قزوين و النيل و البندجين، و عقب الحسين المحدث من زيد بن الحسين وحده، و منه في محمد و لمحمد أولاد بأرجان و غيرها منهم الحسن بن محمد بن زيد بن الحسين المحدث، و أخواه جعفر و زيد، و ادّعى الى زيد بن محمد بن زيد بن الحسين المحدّث دعيّ اسمه 1 جعفر، مبطل كذّاب، له عقب بقزوين 2 و له أخ اسمه هاشم أولد أيضا.

قال الشيخ العمري: هو على قول الشيخ أبي الحسن- يعني شيخ الشرف النسابة- مبطل دعيّ كذّاب غير أنّه ثبت في جريدة بغداد و أخذ مع أشرافها و لعلّه الذي تقدّم ذكره.

قلت: الظاهر انّه هو الذي ذكره ابن طباطبا في ولد جعفر بن زيد النار و ذكر أن أبا أحمد الموسوي أثبته، و اللّه أعلم.

5- عبد اللّه بن الامام الكاظم «ع»
اشارة

و

العقب من عبد اللّه «1» بن موسى الكاظم عليه السّلام و هو لأم ولد، من رجلين موسى و محمد.

أما

محمد

فعقبه في «صح»، قال الشيخ العمري: من ولده العدل بالرملة علي بن الحسن الأحول بن علي بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه بن موسى الكاظم عليه السّلام كما و قال الشيخ أبو نصر البخاري: ولد عبد اللّه بن موسى الكاظم عليه السّلام موسى، ما أعقب إلّا منه، فجميع أولاد عبد اللّه بن موسى من موسى بن عبد اللّه. هذا كلامه. و 1 كان موسى* بن عبد اللّه بنصيبين و له ولد بها و بغيرها 2؛ فمن ولده 1 جعفر الأسود الملقّب زنقاحا 2 بن محمد بن موسى المذكور من ولده 1 معمّر الضرير بن عبد اللّه بن زنقاح المذكور، يعرف بابن العمرية و بهذا يعرف عقبه 2، و منهم 1 بنو ناصر و هم ولد ناصر بن محمد بن أحمد بن عبيد اللّه بن زنقاح، كانوا ببيارى و لهم بقية 2. و من ولد موسى بن عبد اللّه بن الكاظم عليه السّلام؛ 1 علي بن الحسين بن محمد بن موسى المذكور؛ يعرف بابن ربطة، له عقب كانوا بنصيبين. 2

______________________________

(1) قبره بقرية من قرى ساوة مشهور، زرته في رمضان سنة 918 ه، كذا في هامش الأصل، و قد عدّه الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب أخيه الرضا عليه السّلام. م ص.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:204

6- عبيد اللّه بن الامام الكاظم «ع»
اشارة

و العقب من عبيد اللّه بن موسى الكاظم «1» و هو لأم ولد؛ في ثلاثة رجال محمد اليماني و القاسم و جعفر، و قد كان ابنه موسى أعقب و انتشر عقبه ثم انقرض؛ و أما علي بن عبيد اللّه بن الكاظم عليه السّلام فقال الشيخ العمري: من ولده إن شاء اللّه 1 أبو المختار- حمزة- الفقيه المقري بشيراز

2- بن الربيع بن محمد بن حمزة بن علي بن حمزة بن محمد بن علي بن عبيد اللّه بن الكاظم عليه السّلام قال: و هذا أبو المختار ورد و معه إبنان يقال لهما الحسين و شيت لا أعلم كانا أخوي حمزة أو عميه و ثبتوا في جريدة شيراز و قاسموا الطالبيين بها و دفعهم كثير من العلويين لأن في المشجرات لم يثبت لمحمد بن علي بن عبد اللّه سوى ولد درج يقال له إبراهيم و بنات، و لم يعرف لمحمد ولد له يقال له حمزة و اللّه أعلم بصحّة نسب حمزة. هذا كلامه. فعقب عبيد اللّه بن موسى الكاظم عليه السّلام في ثلاثة محمد و القاسم و جعفر.

أما

محمد اليماني بن عبيد اللّه بن الكاظم

عليه السّلام و ربما قيل اليمامي بالميم فأعقب من ابراهيم وحده و أعقب ابراهيم من رجلين، هما أبو جعفر محمد، و 1 أحمد الشعراني قال ابن طباطبا: ولده بهمدان. 2

- فأعقب أبو جعفر محمد بن ابراهيم بن محمد اليماني من أربعة رجال و هم أبو القاسم جعفر الجمال له عدد و بقية في مواضع شتى و أبو القاسم عبد اللّه، و أبو طاهر ابراهيم- و قيل انقرض- و أبو الحسن علي فأما أبو القاسم جعفر الجمال فمن ولده 1 أبو الفاتك المكي، و هو الحسين 2 بن عبيد اللّه بن جعفر الجمال، و لعبيد اللّه بن الجمال عدد من الأولاد، و كذا 1 ل أبي

______________________________

(1) ولد عبيد اللّه بن موسى الكاظم عليه السّلام، و هو لأم ولد، ثلاث بنات هن أسماء و زينب و فاطمة؛ و من الرجال ثمانية هم محمد اليماني و جعفر و القاسم و علي و موسى و الحسن و الحسين و أحمد. فأما

أحمد و الحسن و الحسين فلم يعقبوا و أما موسى فانتشر له عقب ثم وجدت عليه أنّه منقرض. و أما علي فمن ولده أبو المختار حمزة الفقيه، و أما القاسم فمن ولده ميمونة المعمرة ماتت و لها مائة سنة و أما جعفر فأولد و انتشر عقبه، و أما محمد اليماني فأولد و انتشر عقبه (المجدي).

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:205

الفاتك المكي* و من ولده أبو علي اسماعيل، له أبو جعفر ابراهيم- و قيل محمد- الخطيب و القاضي بمكة و كان جليلا كريما، له ولد بخراسان و عقب بمصر 2، و منهم 1 أبو الحسن موسى بن جعفر الجمّال و يعرف بابن الاعرابي و يقال له صاحب الطوق غلب على نواحي آذربيجان، و له عقب كانوا بشماخي من بلاد شيروان 2، و منهم 1 أبو جعفر محمد بن موسى بن محمد بن جعفر الجمّال، له عقب و جماعة بمصر 2 و منهم 1 أبو جعفر محمد بن عبد اللّه بن جعفر الجمّال يلقب بحميمات، له عقب أكثرهم بالحجاز 2، كذا قال الشيخ العمري و منهم 1 أبو الفائز الحسين بن عبد اللّه بن جعفر الجمّال، لحق بعضد الدولة بشيراز و أعقب بها. 2

و من 1 ولد عبد اللّه* بن محمد بن ابراهيم بن محمد اليماني و يكنى أبا العباس 2 1 أبو البركات يحيى بواسط 2، و 1 سليمان، و طاهر، و أبو طالب محمد و لهم أولاد و أعقاب بواسط، قال ابن طباطبا: و فيهم غمز و طعن 2. و قال الشيخ العمري: و ربما تكلّم بعض النساب في يحيى و ما علمت فيه إلّا الخير. و ابنه أبو عبد اللّه محمد بن يحيى منقرض؛ قاله

أبو عمرو بن المنتاب.

و من ولد أبي الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن محمد اليماني أبو القاسم الحسين بن الحسن الأحول بن علي بن محمد المذكور في أخوين.

و من ولد ابراهيم بن محمد بن ابراهيم بن محمد اليماني 1 أبو يعلي طاهر بن ابراهيم له بمصر ولد 2، و مطهر و سالم و قد قيل إن ابراهيم انقرض و اللّه أعلم.

- و أعقب أحمد الشعراني بن إبراهيم بن محمد اليماني؛ من 1 عبد اللّه بهمدان 2، و أبي اسحاق ابراهيم، و أبي الحسين موسى؛ فمن ولده 1 أبو المكارم مؤيد بن يحيى بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن محمد اليماني، كان بمصر و له أولاد و اخوة 2، و لعبد اللّه بن أحمد الشعراني عقب بهمدان.

و أما

القاسم بن عبيد اللّه بن الكاظم
اشارة

عليه السّلام فأعقب من موسى؛ و من عبيد اللّه أبي زرقان، و من الحسين؛ قال أبو عبد اللّه بن طباطبا: و من محمد و من الحسن أولد ابراهيم بالمراغة.

و قال أبو المنذر: درج الحسن بن القاسم بن عبيد اللّه. قال الشيخ العمري: فلما كان منذ سنين

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:206

أحسبها سنة سبع و ثلاثين و أربعمائة قدم من جزيرة ابن عمر- علي الشريف النقيب بالموصل أبي عبد اللّه الملقب بالتقي عميد الشرف، و اسمه محمد بن الحسن المحمدي رجل شاب على خديه خال مليح الوجه واضح الجبهة ربع القامة، فذكر انّه حمزة بن الحسين بن علي بن الحسن بن القاسم بن عبيد اللّه بن موسى الكاظم عليه السّلام و أظهر كتبا بصحّة دعواه و شهادة القاضي أبي عبد الرحمان الطالقاني قاضي الجزيرة بامضاء الشهادات و ثبوتها عنده؛ فأحضرني النقيب بمحضر الأشراف و سألني عن

قصة الرجل فقلت: هذا أمر شرعي يتعيّن عليك العمل بما يتحقّق فيه و اكتب أنا بما تفعله. فقال لي: بل تكتب حتى أمضيه. فكتبت خطا متأوّلا إذا سئلت عنه أجبت عن صحته و سقمه فأمضاه الشريف عميد الشرف المحمدي وعدت الى النقيب فأطلعته على ما في نفسي، و أن أبا المنذر النسّابة زعم ان الحسن بن القاسم درج و أن خطي فيه تأوّل، و اندرج أمر حمزة بن الحسين على التعليل، ثم إني قدمت الجزيرة لحاجة لي فجاءني الشريف أبو تراب الموسوي الأحول و أخوه في جماعة من العامة يكبرون دخول حمزة في النسب، و قال: دخل في ولد أبي الأدنى و هذا مما لا يصبر عنه. فأنفذت اليه فجاء و سألته عن شهوده فذكر انّهم يجيئون فقمت و الجماعة الى القاضي أبي عبد الرحمن فاستحضر شخصين عدلين عدلهما عندي القاضي فشهدا بصحّة النسب و ان أباه الحسين بن علي شهد جماعة بصحّة نسبه عند قوم علويين نازعوه فثبت نسبه بالشهادة القاطعة، و أن هذا حمزة و أخاه و اخته أولاد الحسين بن علي ولدوا على فراشه، و أن رجلا يقال له شريف بن علي أخو الحسين لأبيه. فلما رأيت ذلك أمضيت نسبه و أطلقت خطي بصحته، و كاتبت النقيب التقي عميد الشرف المحمدي فأثبته و صحّ نسبه غير منازع فيه.

عقب محمد بن القاسم بن عبيد اللّه بن الامام الكاظم «ع»

و ممن انتسب الى محمد بن القاسم بن عبيد اللّه بن الكاظم عليه السّلام أبو طالب زيد نقيب عمان بن الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن القاسم بن عبيد اللّه المذكور؛ قال الشيخ أبو الحسن العمري: رأيته بعمان عند كوني بها سنة أربع و عشرين و أربعمائة، يعرف بابن الخباز

عمدة الطالب، ابن

عنبة ،ص:207

له إخوة و أولاد، يتظاهر بالتحرّم و في داره مغنية مصطفاة، و كانت آمنة بنت أبي «1» زيد الحسني تزوجها أحمد جدّ أبيه على قاعدة ما أعرفها فأولدها محمّدا، و دفع النساب أن يكون لمحمد بن القاسم بن عبيد اللّه ولد اسمه أحمد، فممن دفع نسبه عند قراءتي عليه والدي أبو الغنائم، و الشريف أبو عبد اللّه بن طباطبا، و رأيت عليه خط شيخ الشرف العبيدلي النسابة في كتابه المبسوط: «كاذب مبطل» فعلى هذا بطل نسب ابن الخباز نقيب عمان و ولده و اخوته «2».

عقب ابي زرقان عبيد اللّه بن القاسم بن عبيد اللّه بن الكاظم «ع»

و أما أبو زرقان عبيد اللّه بن القاسم بن عبيد اللّه بن الكاظم عليه السّلام فأعقب من القاسم و محمد، للقاسم 1 علي بن القاسم بن عبيد اللّه أبي زرقان كان ينزل الري و له ولد منتشرون؛ 2 قال الشيخ العمري: ادّعى اليه رجل اسمه أحمد بالعراق و قويت دعواه حتى كشفه أبو المنذر الجزار الكوفي النسابة و أبطل نسبه، و كان أحمد هذا أحد رجال الزمان في الحيل و التلبيس فلم يغنه ذلك مع معرفة أبي المنذر و تبصّره شيئا، و كان مقيما على الدعوى و ربما لقي فيها مكروها.

أما موسى بن القاسم بن عبيد اللّه بن الكاظم عليه السّلام فمن ولده 1 علي بن محمد بن موسى المذكور، يلقب بالسخط بواسط، له عقب 2 و أخوه 1 جعفر بن محمد كان بسوراء 2، و منهم القاسم بن موسى المذكور ولد عليا؛ له ولدان معقبان و هما أبو جعفر و موسى.

و أما

1 أبو القاسم جعفر* بن عبيد اللّه بن الكاظم

عليه السّلام و يعرف بابن أم كلثوم و هي عمته بنت الكاظم عليه السّلام اشتهر بها لأنها ربّته، و عقبه منتشر فأعقب من رجل واحد 2 و هو أبو

______________________________

(1) في (المجدي) سمّى أباها زيدا.

(2) الى هنا كلام العمري صاحب (المجدي).

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:208

الحسين محمد، و منه في أبي الطيب أحمد؛ و منه في علي و أبي عبيد اللّه بن جعفر «1» أولاد أبي الحسين أحمد المعروف بابن دنيا بن محمد بن جعفر بن عبيد اللّه بن الكاظم عليه السّلام. و منهم 1 الشريف أبو الحسن عبد اللّه المعروف بابن دنيا، خلف نقابة الطالبيين بالبصرة و هو ابن جعفر بن أحمد بن محمد بن جعفر بن عبيد اللّه بن الكاظم عليه السّلام

مات عن بنات 2، و منهم 1 أبو الدنيا و هو أبو القاسم الحسين بن علي بن أبي الطيب أحمد بن محمد بن جعفر بن عبيد اللّه بن الكاظم عليه السّلام له عقب يعرفون ببني أبي الدنيا أكثرهم بالحجاز.

2

7- حمزة بن الامام موسى الكاظم «ع»
اشارة

و 1 العقب من حمزة* بن موسى الكاظم عليه السّلام و يكنى أبا القاسم و هو لأم ولد، و كان كوفيا، و عقبه كثير ببلاد العجم من رجلين 2 القاسم، و حمزة، و كان له 1 علي بن حمزة مضى دارجا و هو المدفون بشيراز خارج باب اصطخر، له مشهد يزار. 2

و أما

1 حمزة* بن حمزة بن الكاظم

عمدة الطالب، ابن عنبة 208 1 حمزة * بن حمزة بن الكاظم ..... ص : 208

يه السّلام و أمه ام ولد، و كان متقدّما بخراسان و له عقب قليل بعضهم ببلخ 2 و عقبه من ولده علي بن حمزة ابن حمزه* منهم السيد علي بن حمزة بن حمزة بن علي بن حمزة بن علي بن حمزة بن حمزة بن موسى الكاظم عليه السّلام، و أخوه.

و أما

1 القاسم* بن حمزة بن الكاظم
اشارة

عليه السّلام و فيه البقية و يعرف بالاعرابي و امه أم ولد 2 فأعقب من محمد، و علي، و أحمد، فمن بني 1 محمد* بن القاسم بن حمزة، قيل و هو الاعرابي 2، 1 أبو جعفر محمد بن موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة بن الكاظم عليه السّلام خدم ملوك آل ساسان و عاشر كتّابهم و وزراءهم و له شعر منه قوله:

فديت غزالي و هو ملكي حقيقةيلذّ به عيشي إذا نابني همّ

جميل محياه و كالدعص ردفه لطيف سجاياه و ليس له خصم و لأبي الفتح البستي فيه:

______________________________

(1) في العبارة اضطراب و لعل فيها سقطا فليراجع. م ص.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:209 أنا للسيد الشريف غلام حيث ما كان فليبلغ سلامي

و إذا كنت للشريف غلامافانا الحر و الزمان غلامي 2 و منهم أحمد المجدور بن محمد بن القاسم بن حمزة، له عدّة أولاد، منهم اسماعيل، و محمد المجدور، لهم أعقاب منهم نقباء طوس و ساداتها و منهم 1 أبو جعفر محمد بن موسى بن أحمد المجدور نقيب طبس سيد جليل شاعر ممدوح له عقب 2. و ادّعى الى هذا البيت قوم يقال لهم الكوكبية أدعياء لا حظ لهم في النسب، و دعواهم الى محمد المجدور بن أحمد بن محمد بن القاسم.

و انتسب الى أحمد بن محمد المذكور أربعة إخوة، هم الحسين و عبد اللّه و علي و العباس و أعقبوا و نفاهم ابن زيادة الأفطسي النسابة و كذّب دعواهم؛ قال شيخ الشرف العبيدلي: و بنيسابور قوم يزعمون انّهم من ولد محمد بن محمد بن القاسم بن حمزة بن الكاظم عليه السّلام و هم أدعياء.

عقب

محمد بن القاسم بن حمزة بن الامام الكاظم «ع»

و من بني محمد بن القاسم بن حمزة بن الكاظم عليه السّلام 1 أحمد بن 1 زيد الملقب سياه 2 بن جعفر بن العباس بن محمد بن القاسم بن حمزة بن الكاظم عليه السّلام كان مقيما ببغداد و ولد فيها أولادا 2 منهم 1 محمد المدعو بالزنجار، له ولد يقال لهم بنو سياه 2، و منهم أبو القاسم حمزة بن 1 الحسين الملقب أبا زبيبة 2 بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى الكاظم عليه السّلام أنكر نسب حمزة أبوه الحسين أبو زبيبة و أجاز نسبه نقيب همدان. قال الشيخ العمري: و أظن ان الشهادة وقعت على أبيه بالعقد على امه و انّه ولد على فراشه، و اللّه أعلم.

و من ولد محمد بن القاسم بن حمزة بن الكاظم عليه السّلام 1 صدر الدين «1» حمزة الدفتردار زمن السلطان أولجايتو سملت عينه في واقعة الوزير سعد الدين الساوي 2 و هو حمزة بن حسن بن محمد بن حمزة بن أميركا بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن محمد بن عبد اللّه بن محمد المذكور.

______________________________

(1) قبره بتبريز بسرخاب، يعظم و يزار. (عن هامش المخطوطة)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:210

8- العباس بن الامام الكاظم «ع»

و العقب من العباس بن موسى الكاظم عليه السّلام من القاسم المدفون بشوشي وحده؛ و هم قليل؛ قال ابن طباطبا: و من موسى بن العباس. فأعقب القاسم بن العباس بن الكاظم عليه السّلام، من أبي عبد اللّه محمد، له عقب؛ قال ابن طباطبا: و من 1 أحمد بن القاسم ولده بالكوفة 2 و في 1 الحسين صاحب السلعة 2 ابن القاسم قال الشيخ رضي الدين حسن بن قتادة للحسين الرسي

النسابة: سألت الشيخ جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوي النسابة عن المشهد الذي بشوشي المعروف بالقاسم، فقال: سألت والدي فخارا عنه فقال: سألت السيد جلال الدين عبد الحميد التقي عنه فقال: لا أعرفه و لكنه مشهد شريف و قد زرته فقال والدي: و أنا أيضا زرته و لا أعرفه، إلّا اني بعد موت السيد عبد الحميد وقفت على مشجرة في النسب قد حملها بعض بني كتيلة الى السيد مجد الدين محمد بن معية و هي جمع المحسن الرضوي النسابة و خطّه؛ يذكر فيها: 1 القاسم* بن العباس بن موسى الكاظم عليه السّلام قبره بشوشي في سواد الكوفة و القبر مشهور «1» و بالفضل مذكور.

2

9- هارون بن الامام الكاظم «ع»
اشارة

و العقب من هارون بن موسى الكاظم عليه السّلام و هو لأم ولد، قال الشيخ أبو نصر البخاري:

هارون بن موسى عليه السّلام فمنهم من طعن في نسب المنتسبين اليه و قالوا: ما أعقب هارون بن موسى و ما بقي له عقب. و قال الشيخ أبو الحسن العمري؛ و الشيخ أبو عبد اللّه بن طباطبا، و غيرهما: أعقب هارون بن الكاظم عليه السّلام من أحمد بن هارون و هو لام ولد. و أعقب أحمد بن هارون من رجلين؛ محمد؛ و 1 موسى. أما موسى فقد كان أعقب عقبا يقال لهم بنو الأفطسية 2

______________________________

(1) في (مراصد الاطلاع) و (تاج العروس) بمادة «شاش»: شوشة قرية بأرض بابل أسفل من الحلة بقربها قبر ذي الكفل، بها قبر القاسم بن موسى بن جعفر الصادق عليه السّلام من آل البيت و يتبرّك به هذا ما ذكراه و لم يذكرا ان هناك قبرا للقاسم بن العباس بن الكاظم عليه السّلام.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:211

و اليها

ادّعى أبو القاسم المخمس صاحب مقالة الغلاة الكوفي، فقال: أنا علي بن أحمد بن موسى بن أحمد بن هارون بن موسى الكاظم عليه السّلام.

قال أبو الحسن العمري: فكتبت الى الموصل الى أبي عبد اللّه الحسين بن محمد بن القاسم بن طباطبا النسابة المقيم ببغداد أسأله عن أشياء في النسب من جملتها نسب علي بن أحمد الكوفي فجاء الجواب بخطه الذي لا أشك فيه: إن الرجل كاذب مبطل و انّه ادّعى الى بيوت عدّة لم يثبت له نسب في جميعها و إن قبره بالري يزار على غير أصل.

عقب

محمد بن احمد بن هارون بن الكاظم «ع»

و أما محمّد بن أحمد بن هارون بن الكاظم عليه السّلام فأعقب من ثلاثة رجال الحسن و جعفر و موسى، فمن ولد الحسن بن محمد بن أحمد بن هارون، 1 جعفر بن الحسن قاضي المدينة و نقيبها له عقب؛ قال العمري: رأيت بعضهم بمصر 2. و من ولد الحسن بن محمد بن أحمد، 1 أبو الحسن علي بن الحسن و له ولد بنيسابور 2؛ و من ولد جعفر بن محمد بن أحمد بن هارون بن الكاظم عليه السّلام 1 أبو الحسن علي كان بنيسابور 2 و منهم 1 ببخارا أبو عبد اللّه هارون بن 1 محمد بن جعفر؛ كان أحد أصحاب الأحوال الحسنة 2، قال شيخ الشرف: و مضى هارون بن محمد بن جعفر الى اليمن و له ولد هناك. 2

و من ولد موسى بن محمد بن أحمد بن هارون، 1 أميركا بطوس 2، و هو علي بن المحسن بن الحسين الجندي بن موسى المذكور، و بنو هارون بن الكاظم عليه السّلام قليلون.

10- اسحاق بن الامام الكاظم «ع»

و العقب من اسحاق بن موسى الكاظم و يلقب الأمير و هو لام ولد في العباس و محمد و الحسين و علي، و قال ابن طباطبا: و في موسى و القاسم.

أما العباس بن اسحاق بن الكاظم عليه السّلام فأعقب من اسحاق المهلوس بن العباس بن اسحاق، له عقب كانوا ببغداد منهم 1 أبو طالب محمد بن الزاهد المعدل الحداد، كان يعمل

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:212

الحديد، و هو ابن علي بن اسحاق المهلوس، مات بعد أن عمي و له ببغداد بقية يقال لهم بنو المهلوس 2. قاله العمري.

و أما محمد بن اسحاق بن الكاظم عليه السّلام فأعقب من ولده عبد اللّه أبي القاسم

و لأبي القاسم عبد اللّه، 1 أبو الحسين محمد، ولده ببلخ. 2

و أما الحسين بن اسحاق ابن الكاظم عليه السّلام فعقبه من الحسن بن الحسين؛ له أولاد منهم 1 أبو جعفر محمد الصوراني قبره بشيراز بباب اصطخر يزار 2، قاله ابن طباطبا و العمري.

و للصوراني عقب يقال لهم بنو الوارث، و هم ولد جعفر الوارث بن محمد الصوراني المذكور.

قال العمري: و 1 بنو الحسين* بن اسحاق منتشرون بالبصرة و المدينة و الأهواز. 2

و أما علي بن اسحاق بن الكاظم عليه السّلام فله عقب كانوا بحلب قديما ثم انقرضوا. قال ابن طباطبا: و بمكة منهم أبو الحسن المفلوج محمد بن علي بن محمد بن علي بن اسحاق المذكور؛ له ولد بالبصرة يعرف ب حيدرة.

11- اسماعيل بن الامام الكاظم «ع»

و العقب من اسماعيل «1» بن موسى الكاظم عليه السّلام و هم قليلون، من موسى بن اسماعيل وحده فمن ولده 1 جعفر بن موسى بن اسماعيل، يعرف بابن كلثم و يقال لولده الكلثميون و هم بمصر منهم بنو السمسار، و بنو أبي العساف، و بنو نسيب الدولة؛ و بنو الوراق؛ و هم بمصر و الشام الى الآن. 2

______________________________

(1) قال العمري في (المجدي) ولد اسماعيل بن موسى الكاظم عليه السّلام و هو لام ولد، جماعة ذكورا و اناثا، فمن ولده أبو جعفر محمد نقيب الموصل أيام ناصر الدولة بن حمدان الرازي الملقب اسفيد باج بن موسى بن محمد الأصغر ابن موسى بن اسماعيل بن الكاظم عليه السّلام مات النقيب عن أولاد ذكور. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:213

12- الحسن بن الامام الكاظم «ع»

و العقب من الحسن بن موسى الكاظم عليه السّلام و هم قليل جدّا لا أعرف منهم أحدا و ربما كانوا قد انقرضوا، و قد عد الشيخ أبو نصر البخاري الحسن بن موسى من الخلص من الموسوية الذين لا نجد أحدا يشك فيهم. ثم قال في موضع آخر: و الحسن بن موسى بن جعفر؛ ولد جعفر بن الحسن من ام ولد يقال إنّه أعقب، و يقال غير ذلك. هذا كلامه. و قال ابن طباطبا و أبو الحسن العمري: أعقب الحسن بن موسى من جعفر وحده. و أعقب جعفر من ثلاثة محمد و الحسن و موسى، فمن ولد محمد؛ علي العرزمي بن محمد من ولده أبو يعلي محمد بن 1 الحسين- الملقب بالبلا. قتل بطريق قصر ابن هبيرة 2- ابن الحسن الأحول بن علي العرزمي، و قال البخاري: لست أعرف أحدا من ولد الحسن بن موسى الكاظم عليه السّلام غير

ولدي العرزمي و هما علي و الحسين إبنا الحسن بن علي العرزمي و لم يبق لهما ذكر بالعراق.

و قال ابن طباطبا: ذكر أن واحدا منهم بالشام و لا أعرف حقيقة صورته، فصورة الحسن بن موسى الكاظم عليه السّلام كصورة المنقرض إلّا أن تقوم بينة عادلة لمن يذكر أنّه من ولده و اللّه سبحانه و تعالى أعلم- آخر ولد الحسن بن موسى الكاظم عليه السّلام، و هذا آخر بني موسى الكاظم عليه السّلام.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:215

بقية عقب الامام الصادق «ع» من غير الامام الكاظم «ع»
1- اسماعيل ابن الامام الصادق «ع»
اشارة

و أما 1 اسماعيل* بن جعفر الصادق عليه السّلام و يكنى أبا محمد و امه فاطمة بنت الحسين الأثرم بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السّلام و يعرف باسماعيل الأعرج، و كان أكبر ولد أبيه و أحبّهم اليه كان يحبّه حبّا شديدا، و توفي في حياة أبيه بالعريض فحمل على رقاب الرجال الى البقيع «1» فدفن به سنة ثلاث و ثلاثين و مائة قبل وفاة الصادق عليه السّلام بعشرين سنة 2، كذا قال أبو القاسم بن خداع نسابة المصريين. فأعقب اسماعيل من محمد و علي ابني اسماعيل.

أما

1 محمد* بن اسماعيل
اشارة

فقال شيخ الشرف العبيدلي: هو امام الميمونية و قبره ببغداد.

و قال ابن خداع: كان موسى الكاظم عليه السّلام يخاف ابن أخيه محمد بن اسماعيل و يبره و هو لا يترك السعي به الى السلطان من بني العباس.

و قال أبو نصر البخاري: كان محمد بن اسماعيل بن الصادق عليه السّلام مع عمه

______________________________

(1) روي أن أبا عبد اللّه الصادق عليه السّلام جزع على وفاته جزعا شديدا و حزن عليه حزنا عظيما. و تقدم سريره بغير حذاء و لا رداء فأمر بوضع سريره على الأرض قبل دفنه مرارا كثيرة، و كان يكشف عن وجهه و ينظر اليه يريد بذلك تحقيق أمر وفاته عند الظانين خلافته له من بعده و إزالة الشبهة عنهم في حياته؛ و لما مات اسماعيل انصرف عن القول بإمامته بعد أبيه من كان يظن ذلك فيعتقده من أصحاب أبيه عليه السّلام و أقام على حياته طائفة لم تكن من خواص أبيه بل كانت من الأباعد فلما مات الصادق عليه السّلام انتقل جماعة الى القول بإمامة موسى بن جعفر عليه السّلام و افترق الباقون منهم فرقتين، فرقة

منهم رجعوا عن حياة اسماعيل و قالوا بإمامة ابنه محمد بن اسماعيل لظنّهم أن الامامة كانت لأبيه و أن الإبن أحقّ بمقام الامامة من الأخ، و فريق منهم ثبتوا على حياة اسماعيل و هم اليوم شذاذ و هذان الفريقان يسميان الإسماعيلية، ذكر ذلك الشيخ المفيد في (الارشاد) و الطبرسي في (إعلام الورى) في باب أولاد الصادق عليه السّلام.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:216

موسى الكاظم عليه السّلام يكتب له السر الى شيعته في الآفاق، فلما ورد الرشيد الحجاز سعى «1» محمد بن اسماعيل بعمه الى الرشيد: فقال: أ علمت ان في الأرض خليفتين يجبى اليهما الخراج؟ فقال الرشيد: ويلك أنا و من؟ قال: موسى بن جعفر. و أظهر أسراره فقبض الرشيد على موسى الكاظم عليه السّلام و حبسه و كان سبب هلاكه، و حظي محمد بن اسماعيل عند الرشيد و خرج معه الى العراق و مات ببغداد و دعا عليه موسى بن جعفر عليه السّلام بدعاء استجابه اللّه تعالى فيه و في أولاده؛ و لما ليم موسى بن جعفر عليه السّلام في صلة محمد بن اسماعيل و الاتصال مع سعيه به، قال: إني حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه عن أبيه عن جدّه عن النبي صلّى اللّه عليه و آله:

الرحم إذا قطعت فوصلت ثم قطعت فوصلت ثم قطعت فوصلت ثم قطعت قطعها اللّه تعالى و إنما أردت أن يقطع اللّه رحمه من رحمي.

2

عقب محمد بن اسماعيل بن جعفر «ع»
اشارة

و أعقب محمد بن اسماعيل بن جعفر من رجلين اسماعيل الثاني و جعفر الشاعر.

أما

جعفر الشاعر بن محمد بن اسماعيل
اشارة

فمن ولده بنو البغيض و هو جعفر بن الحسن بن محمد بن جعفر بن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق عليه السّلام و ابنه 1 محمد الملقب بنعيش، و هم عدد كثير بمصر 2، قال الشيخ أبو الحسن العمري: و منهم من هو بالمغرب و ربما كانوا قد أولدوا، فمن ثم يجب أن لا يكذب من ينسب اليهم بل يطالبه بصحة دعواه و هم ثلاثة نفر، أحمد أبو الشلعلع، و جعفر و اسماعيل؛ بنو محمد بن جعفر بن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق عليه السّلام و من بني جعفر الشاعر بن محمد بن اسماعيل، علي بن محمد بن جعفر المذكور. قال ابن دينار الأسدي الكوفي: لم يعقب. و قال أبو القاسم الحسين بن خداع المصري: 1 أغرب علي* بن محمد هذا ثم قدم الى مصر سنة إحدى و ستين و ثلاثمائة و معه إبناه 2 حسين و جعفر و مع الحسين ولده نصر صغيرا؛ و إذا رآه ابن خداع و هو مصري بطل قول ابن

______________________________

(1) ذكر الشيخ المفيد أن الساعي بعمّه الكاظم عليه السّلام الى الرشيد هو علي ابن اسماعيل لا أخوه محمد و ذكر قصة السعاية انظر (الارشاد) باب ذكر السبب في وفاته عليه السّلام. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:217

دينار و هو كوفي. و قال الشيخ أبو نصر البخاري أولاد اسماعيل بن محمد بن اسماعيل لا شك في نسبهم، و أولاد جعفر بن محمد بن اسماعيل انا متوقف في تعاقبهم اليوم، و ينتسب اليه قوم من أهل الشام و هؤلاء أمراء مصر ينتسبون اليه.

قلت: و قد كثر الحديث

في نسب الخلفاء الذين استولوا على المغرب و مصر و نفاهم العباسيون و كتبوا بذلك محضرا شهد فيه جل الأشراف ببغداد، و انضم الى ذلك ما ينسب اليهم من الأحاديث و سوء الاعتقاد «1» و قد تأملت بعض ما حكي من الطعن فيهم فوجدته لا يتمشى لكونه بناء على أن المهدي أوّلهم منسوب الى أنّه محمد بن اسماعيل بن الصادق عليه السّلام لصلبه، و زمانه لا يحتمل ذلك و الشريف الرضي الموسوي مع جلالة قدره صحح في شعره نسبهم حيث يقول:

ما مقامي على الهوان و عندي مقول صارم و أنف حمي

أحمل الضيم في بلاد الأعادي و بمصر الخليفة العلوي

من أبوه أبي و من جدّه جدي إذا ضامني البعيد القصي و 1 قال ابن طباطبا: جعفر* بن محمد بن اسماعيل بن الصادق عليه السّلام عقبه من محمد* يقال له الحبيب، و عقبه من الحسن* المعروف بالبغيض، و عبد اللّه بالمغرب و جعفر* بالمغرب؛ و اسماعيل* بالمغرب، و هم من أنساب القطع في «صح». 2

اخبار العبيديين او الأئمة الاسماعيلية بمصر

و 1 أول الخلفاء العبيديين عبيد اللّه أبو محمد، و إحدى الروايات أنّه ابن محمد الحبيب بن جعفر بن محمد بن اسماعيل؛ ظهر بسلجماسة في أرض المغرب يوم الأحد سابع ذي الحجة سنة ست و تسعين و مائتين، و بنى المهدية و انتقل اليها في شوال سنة سبع و ثلثمائة؛ و ملك إفريقية من أعمال المغرب و سير ولده فملك الاسكندرية و الفيوم و بعض أعمال

______________________________

(1) قال ابن الجوزي في تاريخه: إن أول الخلفاء الفاطميين أبو محمد عبيد اللّه بن محمد بن عبد اللّه بن ميمون بن محمد بن اسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام.

(عن هامش المخطوطة)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:218

الصعيد 2. و في بعض الروايات أنّه ابن جعفر بن الحسن بن الحسن بن محمد بن جعفر الشاعر بن محمد بن اسماعيل. قال: و هو جعفر البغيض. ثم ملك بعده ابنه القائم أبو القاسم محمد ثم ابنه المنصور أبو ظاهر اسماعيل، ثم ابنه المعز أبو تميم معد بن اسماعيل؛ و هو أوّل من ملك مصر و انتقل اليها في سنة اثنتين و ستين و ثلاثمائة؛ ثم ابنه العزيز أبو منصور نزار بن معد ثم ابنه الحاكم «1» أبو علي المنصور بن نزار، ثم ابنه الظاهر أبو الحسن علي المنصور، ثم ابنه المستنصر أبو تميم معد بن علي، ثم ابنه المستعلي أبو ظاهر اسماعيل، كذا قال الشيخ النقيب تاج الدين. و قيل: أبو القاسم «2» أحمد بن معد «3» ثم ابنه الأمير أبو الحسن علي بن الأمير أبي القاسم محمد بن المستنصر في قول الشيخ تاج الدين. و قيل: أبو علي منصور بن أحمد بن معد، ثم الحافظ أبو الميمون عبد المجيد بن أبي القاسم محمد بن المستنصر، ثم ابنه الظافر أبو منصور اسماعيل بن عبد المجيد، ثم ابنه الفائز أبو القاسم عيسى بن اسماعيل ثم 1 العاضد أبو محمد عبد اللّه بن أبي الحجاج يوسف بن الحافظ، و هو آخرهم قبض عليه الصلاح بن أيوب سنة سبع و ستين و خمسمائة و أخرج الملك منهم بعد أن ملك هؤلاء الأربعة عشر، و كانت مدّة ملكهم منذ قيام المهدي «4» الى أن قبض على العاضد مائتان

______________________________

(1) في أيام الحاكم بأمر اللّه هذا ظهرت عقيدة الدروز الذين يسكنون جبال لبنان اليوم و هم فرقة كبيرة أولوا بسالة و شجاعة.

(2) أبو القاسم

أحمد هذا هو الملقب بالمستعلي عند المؤرخين لا أبو ظاهر اسماعيل الذي ذكره النقيب تاج الدين، و هو الذي بويع له بالخلافة في مصر سنة 487 ه بعد وفاة أبيه المستنصر أبي تميم معد بن علي و توفي بالقاهرة سنة 495 ه و مدة حكمه سبع سنوات. ثم بويع لابنه المنصور الآمر بأحكام اللّه بعد وفاة أبيه أحمد المستعلي و استمر بالخلافة 29 سنة ثم قتله جماعة من الباطنيين سنة 524 ه ثم بويع بعده للحافظ عبد المجيد أبي الميمون المذكور.

انظر (تاريخ العلويين) لمحمد أمين غالب الطويل، طبع اللاذقية سنة 1343 ه.

(3) لعل هنا سقطا؛ و يحتمل زيادة لفظة (ابنه) فليراجع. م ص

(4) كانت وفاة عبيد اللّه الملقب بالمهدي في سنة اثنتين و عشرين و ثلاثمائة و مات ابنه القائم محمد سنة 433 ه و مات ابنه المنصور اسماعيل سنة إحدى و أربعين، و مات ابنه المعز أبو تميم معد سنة خمس و ستين، و مات ابنه العزيز نزار سنة ست و ثمانين، و مات ابنه الحاكم المنصور سنة احدى عشرة و أربعمائة و مات ابنه الظاهر علي سنة سبع و عشرين و مات ابنه المستنصر معد سنة سبع و ثمانين، و مات ابنه المستعلي أحمد سنة خمس و تسعين، و مات ابنه الآمر منصور سنة أربع و عشرين و خمسمائة، و مات الحافظ عبد المجيد بن محمد بن المستنصر سنة أربع و أربعين و خمسمائة، و مات ابنه الظافر إسماعيل سنة تسع و أربعين، و مات ابنه الفائز عيسى سنة خمس و خمسين، و مات العاضد عبد اللّه بن يوسف بن الحافظ سنة سبع و ستين و خمسمائة، و به انقطعت دولة الاسماعيلية بمصر.

(عن هامش الأصل)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:219

و إحدى و سبعين سنة، منها بمصر مائتان و ست سنين. 2

و منهم 1 المصطفى لدين اللّه نزار بن المستنصر بن معد بن علي بن الحاكم كان صاحب دعوة الاسماعيلية 2، و من ولده علاء الدين صاحب قلعة الموت، و هو ابن جلال الدين حسن بن علاء الدين محمد بن أبي عبد اللّه حسين بن المصطفى لدين اللّه نزار المذكور، و ابنه 1 ركن الدين خورشاه قتلته المغول 2، و لهم أعقاب كثيرة بمصر و الشام، منهم 1 الشريف أبو الفضل القاسم بن هارون بن القاسم بن أبي القاسم محمد بن المهدي عبيد اللّه بن محمد الحبيب، رآه الشيخ أبو الحسن العمري بالقاهرة و له ولد و ولد ولد 2، و كان قد خرج يحيى «1» بن كردويه القرمطي في أيام المكتفي العباسي و ادّعى أنّه محمد بن عبد اللّه بن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق عليه السّلام و دعا الى نفسه فانهض المكتفي اليه محمد بن سليمان فحاربه و قتله فانتصب مكانه أخوه الحسين بن كردويه؛ و يقال زكرويه و ادّعى أنّه أحمد بن عبد اللّه بن محمد المذكور صاحب الشامة و دعا الى نفسه و يلقب بالمهدي المنصور، و عظم أمره و ملك الشام بكره و فعل في الإسلام ما شاع ذكره، و هزم محمد بن سليمان و قتل أكثر جيشه فقلق المكتفي لذلك و شخص بنفسه الى الرقة و أنجد محمد بن سليمان بالرجال و أمده بالعدد و الأموال، فجرت بينهما عدّة وقائع حتى أسره و وزيره و مائتي نفس من وجوه أصحابه بعد أن قتل منهم ما لا يحصى، و أدخل بغداد و شهر

بها ثم أحرقوا.

و أما

اسماعيل الثاني بن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق
اشارة

عليه السّلام فأعقب من رجلين محمد و أحمد، فمن ولد محمد بن اسماعيل الثاني، الحسن صبنوحة «2» بن محمد

______________________________

(1) كان قتل يحيى بن زكرويه سنة 290 ه و قتل أخيه الحسين سنة 291 و مات أبوهما زكرويه سنة 294. (عن هامش الأصل)

(2) يمضي في بعض النسخ المخطوطة (صينوحة) بالصاد المهملة ثم الياء التحتانية ثم النون و الواو و بعدهما الخاء المعجمة، و في (المجدي) ضبوخة بالضاد المعجمة بعدها الباء الموحدة بعدها الواو ثم الخاء المعجمة. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:220

المذكور، من ولده بنو تمام بسورا و هم ولد أبي منصور تمام بن محمد بن هبة اللّه بن محمد بن محمد بن المبارك بن المسلم بن علي بن الحسين بن الحسين بن الحسن صبنوحة، منهم جماعة ينزلون عذار الفرات عند زبيد. و منهم بنو البزاز بالحلة، و هم ولد بركة البزاز بن معمر بن مرجي البزاز بن معمر بن محمد بن زيد الضرير بن محمد صبنوحة بن الحسن بن الحسن صبنوحة المذكور، و منهم الجلال عبيد اللّه بن محمد العطار بالحلة ابن القاسم العطار بن أبي العز محمد بن الحسن بن الحسن بن علي بن علي بن محمد بركة البزاز ميناث رأيته بالحلة.

و من ولد أحمد بن اسماعيل الثاني، الحسين المنتوف و اسماعيل الثالث ابنا أحمد، فمن بني الحسين المنتوف جماعة كثيرة بمصر و غيرها، منهم نقيب الطالبيين بمصر، أبو علي عماد الدولة الحسين بن حمزة بن علي الشجاع بن الحسين المحترق بن اسماعيل نقيب دمشق ابن الحسين المنتوف، و منهم نسيب الملك و هو عقيل بن علي بن محمد بن حمزة بن يحيى بن جعفر بن موسى بن علي بن

1 علي الأصم الملقب علوشا 2 بن الحسين المنتوف، و نسيب الملك هذا هو الذي ورد كتابه الى الشيخ السيد عبد الحميد بن التقي النسابة بالطعن في نسب ابن أسعد الجواني النقيب النسابة بمصر.

عقب اسماعيل الثالث بن احمد بن اسماعيل الثاني

و أعقب اسماعيل بن أحمد بن اسماعيل الثاني من أربعة رجال، و هم أبو جعفر محمد، و من ولده 1 موسى المكحول بن أبي جعفر محمد، يقال لولده بنو المكحول 2، منهم نور الدين إبراهيم بن 1 تللوه النسابة بمصر، و تللوه هو يحيى 2 بن محمد بن موسى بن محمد بن أبي تميم بن يحيى بن إبراهيم بن موسى المكحول و هم كثيرون، و 1 أبو القاسم الحسين حماقات بن اسماعيل الثالث يقال لولده بنو حماقات 2 و علي حركات و هو ابن اسماعيل الثالث و أحمد عاقلين «1» بن اسماعيل الثالث فمن بني عاقلين المحسن بن علي بن اسماعيل الأحول بن

______________________________

(1) عاقلين بصيغة الجمع المذكر السالم؛ كذا ضبطه العمري في (المجدي).

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:221

أحمد عاقلين له أربعة بنين. قال أبو الحسن العمري: و له ذيل. و من بني علي حركات 1 1 أبو الحسن علي الشاعر بالأهواز 2 صديق أبي الغنائم بن أبي جعفر الحسين، و هو ابن 1 محمد الملقب سندي 2 بن علي حركات؛ مات «1» في طريق مكة سنة اثنتين و ثلاثين و ثلاثمائة و خلف عدّة من الولد ببغداد و غيرها. 2

قال الشيخ أبو الحسن العمري: و رأيت له «2» بالبصرة ولدا اسمه 1 تمام امه عودة الكراعة جارية اللبودي، و كانت أمه تعضده و أبوه يعترف به تارة و ينكره اخرى، غير اني رأيته في بعض الأوقات يأخذ مع العلويين، و كان له

شعر على صدره و الناس كلّهم يخاطبونه بالشرف، و ذكر انّه ولد علي الشاعر غير انّه لغير رشدة. هذا كلامه. 2

و أما

علي «3» بن اسماعيل بن جعفر الصادق

عليه السّلام فأعقب من اسماعيل ولده بالمغرب و من محمد. أما محمد بن علي بن اسماعيل بن جعفر الصادق عليه السّلام فأعقب من أبي الحسن علي بن محمد و أعقب أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن اسماعيل، من 1 علي يلقب أبا الجن «4» له عقب كثير بدمشق و العراق 2 منهم الحسن السيبي بن علي نقيب الدينور بن أبي الحسن علي بن أبي الحسن علي سكن السيب فنسب اليه. و منهم 1 أبو مفرج و هو معد 2 بن الحسن بن حمزة نقيب الأهواز ابن المحسن بن 1 علي «5» نقيب الأهواز 2 و منهم 1 بنو الزكي و هو أبو المعالي 2 بن علي بن عبد الرحمان بن علي بن عبد المحسن بن ظريف بن علي بن حمزة نقيب الأهواز المذكور، و منهم بنو 1 التقي و هو ابن علي بن حمزة نقيب الأهواز المذكور، 2

______________________________

(1) يعني علي حركات، ذكره في (المجدي).

(2) يعني لعلي الشاعر كما ذكر في (المجدي) و قال: إنّه أولد بالأهواز من بنت الصائغ عدّة أولاد أكثرهم اناث. م ص

(3) قال العمري في (المجدي): تزوج علي بن اسماعيل فاطمة بنت عبد اللّه ابن الصادق عليه السّلام و أولدها رقية و زيدا؛ و له من أم ولد خديجة الصغرى و عبد اللّه و ابراهيم؛ و له من غير هاتين الحسن و المحسن و طاهر و خديجة الكبرى و بريهة و حكيمة و زينب و الحسين، له ولد بالكوفة و أظنه درج و إسماعيل الأقطع له ولد بالمغرب،

و محمد ابن المحمدية قبره ببغداد.

(4) قال العمري: يلقب أبا الجن لجرأة كانت فيه فكانوا يقولون له: أنت أبو الجن لا نتنفر من بيتك.

(5) و علي هذا ابن الحسن بن الحسين بن أبي الجن المذكور، قاله العمري.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:222

و منهم قضاة دمشق و نقباؤها و هم من ولد 1 العباس بن علي بن الحسن بن أبي الحسن علي.

كان العباس هذا قاضي دمشق 2 و ابنه 1 الحسن قاضي دمشق أيضا 2، و ابنه الآخر 1 علي بن العباس قاضي بعلبك و لهم أعقاب 2 منهم شرف الملك أبو البشائر محمد بن أحمد بن أبي القاسم جعفر بن ابي المجد نصر اللّه أبي القاسم جعفر، ولي الدولة بن عميد الدولة أبي محمد الحسن بن أبي علي العباس بن الحسن قاضي دمشق المذكور كان نقيب النقباء بدمشق الى سنة ست و ثمانين و ستمائة؛ و منهم نقيب النقباء مجد الدولة أبو الحسن أحمد بن نقيب النقباء أبي يعلي حمزة فخر الدولة بن الحسن قاضي دمشق المذكور. صنف له الشيخ العمري كتاب «المجدي» و كان لأبي الحسن أحمد المذكور ولد اسمه 1 محمد و يكنى أبا طالب بن أبي الحسن أحمد المذكور له ولد بشيراز 2؛ و لأبي الحسن محمد أيضا. أعقب 1 جعفر ا و محمدا الضرير؛ لهما عقب بمصر- آخر ولد اسماعيل بن الصادق عليه السّلام-.

2

2- علي العريضي بن الامام الصادق «ع»
اشارة

و أما 1 علي العريضي* «1» بن جعفر الصادق عليه السّلام و يكنى أبا الحسن و هو أصغر ولد أبيه مات أبوه و هو طفل؛ و كان عالما كبيرا روى عن أخيه موسى الكاظم، و عن ابن عم أبيه الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد؛ و عاش الى

أن أدرك الهادي علي بن محمد بن علي بن الكاظم عليه السّلام و مات في زمانه، و خرج مع أخيه محمد بن جعفر بمكة ثم رجع عن ذلك؛ و كان يرى رأي الإمامية

فيروى أن أبا جعفر الأخير «2» و هو محمد بن علي بن موسى الكاظم عليه السّلام

______________________________

(1) عدّه الشيخ الطوسي رحمه اللّه في رجاله من أصحاب أبيه الصادق و أخيه الكاظم و ابن أخيه الرضا عليهم السّلام، و وصفه في (الفهرست) بأنّه جليل القدر ثقة و له كتاب المناسك و مسائل لأخيه موسى الكاظم عليه السّلام سأله عنها رواها الحميري في (قرب الاسناد) توفي سنة 210 ه.

(2) الذي رواه الكليني في باب النص على إمامة الجواد عليه السّلام من (اصول الكافي): انّه دخل عليه أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليه السّلام مسجد الرسول فوثب علي بن جعفر بلا حذاء و لا رداء فقبّل يده و عظّمه فقال أبو جعفر عليه السّلام يا عم اجلس رحمك اللّه. فقال: يا سيدي كيف أجلس و أنت قائم؟ فلما رجع علي بن جعفر الى مجلسه جعل أصحابه يوبخونه و يقولون: أنت عمّ أبيه و أنت تفعل به هذا الفعل؟ فقال: اسكتوا إذا كان اللّه عز و جل- و قبض على لحيته- لم يؤهل هذه الشيبة و أهل هذا الفتى و وضعه حيث وضعه أنكر فضله نعوذ باللّه مما تقولون بل أنا عبد له، أما الكشي في رجاله فقال: إن أبا جعفر عليه السّلام لما أراد النهوض قام علي بن جعفر فسوى له نعليه حتى يلبسهما.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:223

دخل على العريضي فقام له قائما و أجلسه في موضعه و لم يتكلّم حتى قام، فقال له أصحاب مجلسه

أ تفعل هذا مع أبي جعفر و أنت عم أبيه؟ فضرب بيده على لحيته و قال: إذا لم ير اللّه هذه الشيبة أهلا للإمامة أراها أنا أهلا للنار.

و نسبته الى العريض «1» قرية على أربعة أميال من المدينة كان يسكن بها، و امه ام ولد، و يقال لولده العريضيون و هم كثير فأعقب من أربعة رجال 2 محمد؛ و أحمد الشعراني؛ و الحسن و جعفر الأصغر.

أما

جعفر الأصغر بن علي العريضي

فأعقب من ولده 1 علي و لعلي أعقاب في «صح».

2

و أما

الحسن بن العريضي

فأعقب من ابنه 1 عبد اللّه «2» له عقب بالمدينة و مصر و نصيبين 2، و العقب من عبد اللّه بن الحسن بن علي العريضي، في علي، و موسى. أما علي فعقبه من أبي عبد اللّه الحسين و أبي القاسم أحمد، و أبي جعفر محمد، و أبي محمد الحسن، فمن ولد أبي عبد اللّه الحسين داود بن الحسن بن علي بن الحسين المذكور له عقب منهم 1 بنو بهاء الدين بالمذار؛ و بهاء الدين هو علي بن أبي القاسم علي بن محمد بن زيد بن الحسن بن محمد بن جعفر بن الحسن بن محمد بن جعفر بن الحسن بن داود المذكور 2؛ و منهم 1 بنو فخار و هو محمد بن الحسن بن يحيى بن الحسن بن محمد بن علي بن جعفر بن داود المذكور، 2 و منهم بنو يحيى و هو ابن محمد بن زيد بن الحسن بن داود المذكور، و غيرهم.

و أما

أحمد الشعراني بن العريضي

فمن ولده محمد بن أحمد الشعراني؛ له عقب منهم 1 أحمد بن محمد المذكور، يعرف ولده ببني الجدة 2 و منهم أبو طاهر أحمد بن فارس «3» أبي محمد بن الحسن الحجازي بن محمد بن أحمد الشعراني له عقب و من ولد أحمد الشعراني علي بن أحمد الشعراني له عقب، و منهم الحسن بن أحمد الشعراني أعقب من ابنه 1 أحمد

______________________________

(1) قال الزبيدي في (تاج العروس) بمادة عرض: عريض كزبير واد بالمدينة به أموال لأهلها و اليه نسب الامام أبو الحسن علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين العريضي لأنّه نزل به و سكنه، فأولاده العريضيون و به يعرفون و فيهم كثرة و مدد.

(2) عبد اللّه بن الحسن بن

علي العريضي هذا قد رويت عنه أحاديث كثيرة في (قرب الاسناد). م ص

(3) في بعض النسخ المخطوطة الصحيحة (فارس بن محمد) بن الحسن (الخ).

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:224

صاحب السجادة 2؛ و لأحمد عقب؛ منهم الحسين الجذوعي بن أحمد المذكور؛ من ولده زيد بن الحسين، و حمزة الداعي بن محمد بن الحسين الجذوعي، و علي الأصم بن الحسين؛ له ذيل؛ و 1 أحمد بن الحسين الجذوعي كان بقم، قال ابن طباطبا: له ولد بمرو. 2

و من ولده 1 اسماعيل بن أحمد بن الحسين الجذوعي، لم يذكره الشيخ العمري و لا أبو عبد اللّه بن طباطبا، و لا شيخ الشرف العبيدلي، و أضرابهم؛ و له عقب بأبرقوه فيهم رياسة و تقدم 2، منهم السيد الجليل عميدهم و سيدهم 1 تاج الدين نصرة بن كمال الدين صادق بن نظام الدين مجتبى بن شرف الدين محمد بن فخر الدين مرتضى بن القاسم بن علي بن محمد بن 1 الحسين الفقيه بقم 2 ابن اسماعيل المذكور و ابنه قوام الدين مجتبى، و ابنه فخر الدين يعقوب بن المجتبى قتل دارجا هو و أبوه يوم قتل شاه منصور بن المظفر اليزدي؛ و انقرض تاج الدين إلّا من البنات و قتل تاج الدين بأبرقوه قتله غلام له أسود اسمه ظفر 2 و قتل 1 كمال الدين* في واقعة الملك الأشرف «1» لما دخل الى أبرقوه 2؛ و كان لتاج الدين أخ اسمه 1 مبارك شاه يلقب جلال الدين كان رجلا جيدا 2 و كان له ابنان أحدهما الحسين درج و الآخر الحسن كمال الدين، و للعريضيين أنساب السيد تاج الدين ذيل طويل بأبرقوه و هم جماعة.

و 1 من بني أحمد الشعراني عبيد

اللّه بن أحمد الشعراني، و يكنى أبا محمد و يقال له ابن الحسنية، له عقب 2 منهم المحسن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد اللّه المذكور أعقب المحسن هذا من رجلين 1 أبي القاسم عبد المطلب، و أبي العشائر اسماعيل، لهما أعقاب سادة نقباء معظمون بيزد و غيرها 2، و كان من ولد المحسن هذا 1 أبو الكتائب نوح بن المحسن المذكور، قال الشيخ العمري: ورد بغداد و بلده من سواد اصفهان 2 فمن ولد عبد المطلب بن المحسن، 1 السيد جلال الدين حسين بن الأمير عضد الدولة محمد بن أبي يعلي بن أبي القاسم المجتبى بن أبي محمد المرتضى بن سليمان بن حمزة بن عبد المطلب المذكور، كان شاعرا بالفارسية محمودا مشهورا انتقل من يزد الى شيراز و أقام بها، و له عقب. 2

و من بني أحمد الشعراني، أبو طالب طاهر بن علي بن محمد بن علي بن عبيد اللّه بن

______________________________

(1) كان دخول الملك الأشرف ابرقوه و إغارته هناك سنة 743 ه.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:225

أحمد الشعراني له أيضا عقب، و منهم السيد الجليل النقيب القاضي ثابت الوزارة صاحب الخيرات و المبرات و العمارات الجليلة بيزد و غيرها شمس الدين محمد بن السيد الجليل ركن الدين محمد بن قوام الدين محمد بن النقيب الرئيس النظام بن أبي محمد شرف شاه بن أبي المعالي عربشاه بن أبي محمد بن أبي الطيب زيد بن أبي محمد الحسن بن أحمد بن عبيد اللّه بن أبي جعفر محمد* بن علي* بن عبيد اللّه بن أحمد الشعراني، و هو ميناث.

و أما

محمد بن علي العريضي

فيكنى أبا عبد اللّه؛ و في ولده العدد و هم متفرقون في البلاد؛ و منهم بالمدينة

الشريفة أولاد يحيى «1» المحدث بن يحيى بن الحسين بن عيسى الرومي الأكبر بن محمد المذكور؛ و منهم أبو تراب علي بن عيسى الأكبر المذكور، له عقب، منهم أبو الفوارس جعفر الناسب بن حمزة الفقيه بن الحسين بن علي المذكور أولد، و منهم موسى بن عيسى الأكبر له عقب. و منهم اسحاق بن عيسى الأكبر له أعقاب، و منهم الحسين الجبلي بن عيسى الأكبر له أعقاب منهم بيغرش من فراهان أبو يعلي مهدي بن محمد بن الحسين أميركا بن علي بن الحسين المذكور، و له عقب و منهم محمد بن محسن بن محمد بن الحسين المذكور، له عقب. و منهم عيسى كور بن محمد بن الحسين المذكور له عقب؛ و منهم أحمد الأتج بن أبي محمد الحسن الدلال بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عيسى الأكبر، كان يتجر في النفط فلقب النفّاط له عقب، و منهم عيسى الأزرق الرومي الثاني بن محمد بن علي بن عيسى الأكبر له أعقاب منهم بنو نواية، و هم بنو 1 علي- يعرف بأمه نواية 2- بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي بن الحسن بن عيسى الثاني.

و 1 منهم بالعراق بنو المختص؛ و هو أبو منصور علي 2 بن محمد بن علي بن علي بن نواية المذكور، و 1 منهم السيد الفاضل الشاعر المادح لأهل البيت محمد المعروف بابن الحاتم و هو ابن علي بن محمد بن علي بن علي بن نوابة له عقب. 2

______________________________

(1) جعل العمري في (المجدي) يحيى هذا ابن يحيى بن عيسى الرومي و لم يذكر الحسين بينهما، قال: كان يحيى بن يحيى بن عيسى الرومي بن محمد بن علي

العريضي يعرف بابن العمرية، له منزل و خرج الى المدينة فنزل دار الصادق عليه السّلام و له ولد.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:226

3- محمد الديباج بن الامام الصادق «ع»
اشارة

و أما 1 محمد الديباج* بن جعفر الصادق عليه السّلام لقّب بذلك لحسن وجهه و يلقّب أيضا المأمون و امه ام ولد، و كان قد خرج داعيا الى محمد بن إبراهيم طباطبا الحسني فلما مات محمد بن ابراهيم دعا محمد الديباج الى نفسه و بويع له بمكة ثم أخذ و جي ء به المأمون فعفا عنه و مات بجرجان و قبره بها، و له عقب كثير متفرّق إلّا انّهم أقلّ من عقب أخويه علي و اسماعيل «1» فأعقب من ثلاثة رجال 2 علي الخارصي، و القاسم، و الحسين.

أما

الحسين بن محمد الديباج

. فقال الشيخ العمري: قال شيخ الشرف النسابة ما رأيت أحدا من ولده. و ذكر أبي- يعني أبا الغنائم بن الصوفي النسابة- أنّ له عقبا. قلت: و قد رأيت في بعض المشجرات محمد ا و علي ا، و لعلي الحسين، و للحسين محمد ا.

و أما

1 القاسم* بن محمد الديباج

، و هو الشبيه يقال لولده بنو الشبيه 2، فمن ولده 1 عبد اللّه بن القاسم الشبيه، له عقب بمصر 2. منهم 1 أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه المذكور، يلقب طيارة و يقال لولده بنو طيارة 2 و منهم 1 أبو محمد الأعرج بمصر 2؛ و من ولد القاسم الشبيه 1 علي بن القاسم يعرف ولده ببني العروس و بني الخوارزمية و أكثرهم أيضا بمصر 2، و منهم 1 بجرجان علي 2 بن محمد بن علي بن محمد بن علي المذكور قيل لم يعقب، و لكن الشيخ، السيد العالم رضي الدين الحسين بن قتادة المدني الحسني النسابة ذكر له في مشجرته الحسن و عقيلاا و 1 أبا طالب زيدا الزاهد؛ و ذكر لزيد ثمانية أولاد ذكور و لا يظن بمثله مع علوّ منزلته في العلم و التقوى انّه يثبت ما لا يصح، و عقب زيد الآن بكرمان و ولايتها. 2

______________________________

(1) كان محمد الديباج من علماء الطالبيين و أعيانهم و زهّادهم و كانت إقامته بمكة بويع له لما ظهر الخلاف على المأمون العباسي سنة 199 ه و تبعه الزيدية الجارودية فأقبل عليهم اسحاق بن موسى العباسي فانهزموا، و خلع محمد نفسه معتذرا بأنّه ما رضي البيعة إلا بعد أن قيل له ان المأمون توفي. مات و هو بجرجان سنة 203 و صلّى عليه المأمون و من معه.

عمدة

الطالب، ابن عنبة ،ص:227

و من ولد 1 القاسم الشبيه، يحيى الزاهد بن القاسم، له عقب بمصر 2 منهم بنو ماحي ولد 1 الحسين الناقص بن يحيى المذكور، عرفوا بماحي أم الحسين المذكور 2، و منهم 1 تقي الدين الملقب بالحجّة؛ و هو أبو الفضل عبد الواحد 2 بن عبد العزيز بن قمر بن الحسن بن جعفر بن إدريس بن علي بن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عبد اللّه بن الحسين الناقص المذكور، و ابنه شرف الدين أبو المناقب محمد؛ ذكرهما الشيخ جمال الدين بن الفوطي و منهم أحمد بن عبد اللّه بن محمد بن يحيى الزاهد له عقب.

و 1 أما علي الخارصي* بن محمد الديباج فكان بالبصرة أيام أبي السرايا فلما جاء زيد النار بن موسى الكاظم عليه السّلام الى البصرة خرج اليه علي الخارصي و أعانه و قال الشيخ أبو نصر البخاري: كان علي بن محمد بن جعفر قد اتفق رأيه و رأي أبيه محمد بن جعفر على الخروج في سنة مائتين، و اختار علي بن محمد أن يظهر بالأهواز و استصحب ابن الأفطس و هو الحسين بن الحسن بن علي بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام و ابن عمه زيد بن موسى الكاظم عليه السّلام فلما ظفر أصحاب المأمون بمحمد بن جعفر علم انّه لا يتم له الأمر فخرج من البصرة و خلف زيد بن موسى، و توفي علي بن محمد ببغداد و قبره بها. 2

و أعقب من رجلين الحسن و الحسين.

- أما

1 الحسن* بن علي الخارصي بن محمد الديباج

و كان ينزل بالكوفة 2 فعقبه من 1 أبي الحسن محمد بن أبي جعفر محمد بن الحسن المذكور له أعقاب ببغداد و غيرها.

2

- و

أما

4- اسحاق بن الامام الصادق «ع»
اشارة

و أما 1 اسحاق* بن جعفر الصادق عليه السّلام و يكنى أبا محمد و يلقب المؤتمن و ولد بالعريض، و كان من أشبه الناس برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و امه أم أخيه موسى الكاظم عليه السّلام، و كان محدثا جليلا و ادّعت فيه طائفة من الشيعة الامامية، و كان سفيان بن عيينة إذا روى عنه يقول:

حدّثني الثقة الرضا اسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين. و هو أقل المعقبين من ولد جعفر الصادق عليه السّلام عددا، و أعقب من ثلاثة رجال 2 محمد و الحسين و الحسن.

______________________________

(1) أنظر هامش (شرح اليميني) ج 2 ص 51 طبع مصر سنة 1286 ه.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:230

فمن ولد

محمد بن اسحاق المؤتمن

بنو الوارث بالري و هو أحمد بن محمد بن محمد بن حمزة بن محمد المذكور، منهم 1 حمزة النجار بن ناصر بن حمزة بن ناصر بن حمزة بن محمد بن علي بن محمد بن محمد بن أحمد الوارث، و ولده الحسن الأعرج، رآهما الشيخ رضي الدين الحسن بن قتادة الحسني بالمشهد الشريف الغروي. قال ابن طباطبا: انتقلوا من المدينة الى الكوفة و من الكوفة الى الري.

2

و من ولد

الحسن بن اسحاق المؤتمن

و أعقب جماعة تفرّقوا بمصر و نصيبين، و منهم ميمون بن عبيد اللّه بن حمزة بن الحسن بن علي بن الحسن المذكور، و منهم اسحاق بن محمد بن الحسن بن اسحاق المؤتمن و منهم محمد بن الحسين بن أحمد بن الحسن بن محمد الحسن المذكور و غيرهم و منهم شدقم و هو جعفر بن محمد بن الحسن المذكور؛ و أخوه محمد الزاهد قال الشيخ العمري: و 1 لشدقم* عقب يقال لهم بنو شدقم بواسط و الري.

2

و أما

الحسين بن اسحاق المؤتمن
اشارة

فوقع الى حران و ولده بالرقة و حلب منهم 1 جعفر الرقي بن أبي جعفر محمد بن طاهر بن محمد بن الحسين المذكور ببغداد له إخوة بالرقة، لهم أولاد 2 و جمهور عقب اسحاق المؤتمن ينتهي الى الشريف أبي إبراهيم العالم الشاعر ممدوح أبي العلاء المعري، و هو محمد الحراني بن أحمد الحجازي بن محمد بن الحسين بن اسحاق المؤتمن. قال الشيخ أبو الحسن العمري: كان أبو إبراهيم لبيبا عاقلا و لم تكن حاله واسعة فزوجه الحسين الحراني بن عبد اللّه بن الحسين بن عبد اللّه بن علي الطبيب العلوي العمري، بنته خديجة المعروفة بأم سلمة. و كان أبو عبد اللّه الحسين العمري متقدّما بحران مستوليا عليها و قوي أمر أولاده حتى استولوا على حران و ملكوها على آل وثاب. قال: فأمد أبو عبد اللّه الحسين العمري أبا ابراهيم بماله و جاهه و نبغ أبو ابراهيم و تقدّم و خلف أولادا سادة فضلاء، هذا كلامه.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:231

سادات بني زهرة الحلبيون

و عقب أبي ابراهيم المذكور المعروف الآن من رجلين أبي عبد اللّه جعفر نقيب حلب و أبي سالم محمد ابني أبي إبراهيم، و لأعقابهما توجّه و علم و سيادة، فمن بني أبي سالم محمد، بنو زهرة «1» و هو 1 أبو الحسن زهرة بن أبي المواهب علي بن أبي سالم المذكور.

و هم بحلب سادة نقباء علماء فقهاء متقدّمون كثرهم اللّه. 2 و من بني أبي عبد اللّه جعفر بن أبي ابراهيم، بنو حاجب الباب و هو شرف الدين أبو القاسم الفضل بن يحيى بن أبي علي بن عبد اللّه نقيب حلب ابن جعفر بن أبي تراب زيد بن جعفر المذكور، و هو السيّد العالم حافظ كتاب

اللّه كان حاجبا لباب النوبي بدار الخلافة ببغداد، و رهطهم و بنو عمّهم.

و منهم 1 نقيب حلب أبو إبراهيم محمد بن جعفر بن أبي إبراهيم المذكور.

قال أبو الحسن العمري: صديقي سنين جيد الصوت و كان أبو إبراهيم محمد بن جعفر فارسا شاعرا جليلا و له أعقاب و ذيل طويل. 2

و من 1 بني حاجب الباب؛ السيد العالم أبو علي المظفر بن حاجب الباب المذكور صاحب كتاب «صرف المعرة عن شيخ المعرة» تعصب فيه لأبي العلاء المعري و ذكر بعض ما يطعن به عليه و أجاب عنه. 2

و منهم موفق الدين أبو الفضل بن أبي الغنائم مصعب بن أبي علي عبد اللّه نقيب حلب

______________________________

(1) و من سادات بني زهرة السيد العالم الفقيه الكامل رئيس الفضلاء السيّد علاء الملة و الدين أبو الحسن علي بن أبي ابراهيم محمد بن أبي علي الحسن ابن أبي المحاسن زهرة بن أبي علي الحسن بن أبي المحاسن زهرة بن أبي المواهب علي بن أبي سالم محمد بن أبي إبراهيم محمد النقيب بن أبي علي أحمد بن أبي جعفر محمد بن أبي عبد اللّه الحسين بن أبي إبراهيم اسحاق المؤتمن ابن الامام أبي عبد اللّه جعفر الصادق عليه السّلام، و ولده المعظم الممجد السيد المكرّم شرف الملّة و الدين أبو عبد اللّه الحسين، و أخوه الكبير الأمجد بدر الدين أبو عبد اللّه محمد و ولداه السيد أبو طالب أحمد شهاب الدين، و السيد أبو محمد عز الدين الحسن الذين كتب الامام العلّامة حجّة الائمة على المسلمين جمال الملّة و الدين الحسن ابن المطهر الحلّي رحمه اللّه اليهم الاجازة التي هي طويلة مشهورة. (عن هامش الأصل)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:232

المذكور صديق شيخنا السيد

رضي الدين بن قتادة.

و 1 منهم السيد الفاضل زين الدين علي بن محمد بن علي بن محمد بن أبي علي نقيب حلب عبد اللّه و غيرهم. و بقيتهم بحلب- آخر ولد اسحاق بن الصادق عليه السّلام، و هم آخر ولد جعفر الصادق بن محمد الباقر و هم آخر ولد محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام-.

2

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:233

1

المقصد الثاني في ذكر عقب عبد اللّه الباهر* بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب «ع»
اشارة

و لقّب الباهر لجماله، قالوا ما جلس مجلسا إلّا بهر جماله و حسنه من حضر؛ و ولّي صدقات النبي صلّى اللّه عليه و آله و أمه أم أخيه محمد الباقر عليه السّلام و توفي و هو ابن سبع و خمسين سنة، و ولي صدقات أمير المؤمنين علي عليه السّلام أيضا و عقبه قليل؛ أعقب من ابنه 2 1 محمد الأرقط وحده و يكنى محمد أبا عبد اللّه و كان محدّثا من أهل المدينة، أقطعه السفاح عين سعيد بن خالد و عمّر ثماني و خمسين سنة؛ و انما لقب الأرقط لأنّه كان مجدورا، قال ذلك الشيخ أبو الحسن العمري. 2

و قال أبو نصر البخاري: من يطعن في الأرقط فلا يطعن من حيث النسب و العقب و انما يطعنون لشي ء جرى بينه و بين الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام

يقال إنّه بصق في وجه الصادق عليه السّلام فدعا عليه فصار أرقط الوجه به نمش كريه المنظر

، و أما نسبه فلا مطعن فيه، و هذا كلامه.

عقب محمد الارقط بن الباهر بن زين العابدين «ع»

فأعقب محمد الأرقط بن الباهر، من 1 اسماعيل وحده. خرج اسماعيل هذا مع أبي السرايا و أعقب من رجلين 2 الحسين الملقّب بالبنفسج و محمد، فمن ولد الحسين البنفسج؛ 1 أحمد البنفسج كان بشيراز 2 و أولد، و منهم عبد اللّه الأكبر بن الحسين، له ولد منهم 1 بقم ناصر الدين محمد 2 بن أحمد بن أبي القاسم بن حمزة بن زهير بن أحمد بن المحسن بن علي بن أبي القاسم حمزة بن عبد اللّه المذكور و من بني الحسين البنفسج، اسماعيل الدخ و عقبه ينتهي

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:234

الى عبد اللّه بن الحسين بن اسماعيل المذكور، فأعقب عبد اللّه بن الحسين

هذا من رجلين أحدهما 1 حمزة الأصم كان بالري و انتقل منها الى قم 2، و الآخر 1 علي الملقب دردارا بالري، 2 و أكثر ولده بها و بجرجان منهم أبو جعفر محمد الكوكبي بن الحسين بن علي دردارا و أخوه عبد اللّه بن الحسين لهما عقب و منهم اسماعيل مايكديم بن محمد بن اسماعيل بن علي دردارا، له عقب.

و من ولد محمد بن اسماعيل بن الأرقط و في ولده العدد، 1 اسماعيل الناصب. قال أبو الحسن العمري: كان يتظاهر بالنصب و يلبس السواد و يتقرّب بذلك الى ابن طولون 2. و ابنه 1 محمد بن اسماعيل يقال له الغريق له عقب يقال لهم بنو الغريق و أكثرهم بالشام و مصر، 2 فمنهم الحسين المصري بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد الغريق المذكور، له ولد.

و منهم 1 أبو علي الحسين الطبيب بمصر 2 ابن محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد الغريق المذكور، له أيضا ولد، و من ولد محمد بن اسماعيل بن الأرقط، أحمد الدخ بن محمد بن اسماعيل له عقب منهم 1 الحسين الكوكبي بن أحمد الدخ، خرج في أيام المستعين و تغلب على قزوين و أبهر و زنجان و ذلك في سنة خمس «1» و خمسين و مائتين و كان معه إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن الحسن بن عبيد اللّه بن العباس بن علي بن أبي طالب عليه السّلام فخرج اليه طاهر بن عبد اللّه بن طاهر فقتل إبراهيم بموضع من قزوين و انهزم الحسين الكوكبي الى طبرستان و التجأ الى الداعي الحسن بن زيد ثم بلغ الداعي عنه كلام فغرقه في بركة

و لا عقب له. 2

و منهم 1 عبد اللّه بن أحمد الدخ ظهر بمصر «2» في أيام المستعين أيضا فأخذ و حمل الى سرّ من رأى بعد خطب و في جملة عياله بنته 1 زينب 2، فأقاموا مدّة مات فيها عبد اللّه و صار عياله الى الحسن بن علي العسكري عليه السّلام فبارك عليهم و مسح يده على رأس زينب و وهب

______________________________

(1) كذا في النسخ و الصحيح إحدى.

(2) كان ظهوره بمصر سنة 252 ه قاله العمري في (المجدي). م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:235

لها خاتمه و كان فضة فصاغت منه حلقة. و ماتت زينب و الحلقة في أذنها؛ و بلغت زينب بنت عبد اللّه مائة سنة، و كانت سوداء شعر الرأس

. هذا كلام الشيخ أبي الحسن العمري. 2

و قال الشيخ أبو نصر البخاري: ظهر أيام المستعين سنة اثنتين و خمسين و مائتين. قال:

فحاربه دينار بن عبد اللّه فانهزم و مات متغيبا لا يعرف قبره و هو ابن خمس و خمسين سنة يوم غاب. ثم قال: بمصر قوم ينتسبون الى عبد اللّه بن أحمد بن محمد بن اسماعيل لا يصحّ لهم نسب عندي.

و قال الشيخ أبو الحسن العمري: و شيخنا السيد، أعقب عبد اللّه و له عقب بمصر منهم أبو القاسم عبد اللّه الملقب بلبلة بن المحسن بن عبد اللّه بن محمد طالوت بن عبد اللّه المذكور.

و منهم اسماعيل الخاسر بن يحيى بن أحمد بن علي بن عبد اللّه المذكور، و منهم إبراهيم المعدّل بن محمد بن الحسن بن إبراهيم الضرير بن الحسن بن الحسين الأحول بن عبد اللّه المذكور و بقيتهم بمصر.

و من بني أحمد الدخ. 1 حمزة بن أحمد و يعرف بالقمي، له عقب

2 و منهم أبو الحسن علي الزكي نقيب الري بن أبي الفضل محمد الشريف الفاضل بن 1 أبي القاسم علي نقيب قم 2- ابن محمد بن حمزة المذكور، له أعقاب، منهم نقباء الري و ملوكها، منهم 1 عز الدين يحيى بن أبي الفضل محمد بن علي بن محمد بن السيد المطهّر ذي الفخرين بن علي الزكي المذكور نقيب الري و قم و آمل، قتله خوارزم شاه و انتقل ولده محمد الى بغداد و معه السيد ناصر بن مهدي الحسني، ففوّضت نقابة الطالبيين ببغداد الى السيد ناصر بن مهدي ثم فوّضت اليه الوزارة فترك أمر النقابة الى محمد بن النقيب عز الدين يحيى 2، و منهم 1 فخر الدين علي- نقيب قم 2 ابن المرتضى بن محمد بن المطهّر بن أبي الفضل محمد المذكور.

و من بني محمد بن حمزة بن الدخ الحسن بن المذكور له عقب، و من بني أحمد الدخ أبو جعفر محمد بن أحمد يعرف بالكوكبي له عقب منهم أبو الحسن أحمد بن علي بن محمد المذكور نقيب النقباء ببغداد أيام معز الدولة بن بويه، و منهم أبو عبد اللّه جعفر بن أحمد الدخ،

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:236

له عقب منهم 1 1 الشريف النسابة المصنف أبو القاسم الحسين 2 بن جعفر الأحول بن الحسين بن جعفر المذكور، المعروف بابن خداع- و هي امرأة ربت جدّه الحسين بن جعفر فعرف بها كان بمصر و له «كتاب المعقبين» 2 «1» و له عقب و منهم أبو الحسن علي الأشط بن الحسين بن جعفر المذكور له عقب، و منهم اسماعيل بن محمد بن موسى بن جعفر المذكور له عقب.

______________________________

(1) قال العمري في المجدي: أرخ أخبار آل أبي

طالب ابن خداع الى ثلاث و سبعين و ثلاثمائة.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:237

المقصد الثالث في ذكر عقب زيد الشهيد بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب «ع»
اخبار زيد الشهيد*

و يكنى أبا الحسين و أمه أم ولد، و مناقبه أجل من أن تحصى و فضله أكثر من أن يوصف «1» و يقال له حليف القرآن. و يروى أن زيدا دخل على هشام بن عبد الملك فقال له:

«ليس في عباد اللّه أحد دون أن يوصي بتقوى اللّه و لا أحد فوق أن يوصى بتقوى اللّه و أنا أوصيك بتقوى اللّه». فقال له هشام: «أنت زيد المؤمل للخلافة الراجي لها و ما أنت و الخلافة لا أم لك و أنت ابن أمة؟» فقال زيد: «لا أعرف أحدا أعظم منزلة عند اللّه من نبي بعثه اللّه تعالى و هو ابن أمة؛ اسماعيل بن ابراهيم، و ما يقصرك برجل أبوه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و هو ابن علي بن أبي طالب عليه السّلام». فوثب هشام و وثب الشاميون و دعا قهرمانه و قال: «لا يبيتن هذا في عسكري الليلة» فخرج أبو الحسين زيد يقول: «لم يكره قوم قط حر السيوف إلّا ذلّوا».

فحملت كلمته الى هشام فعرف انّه يخرج عليه؛ ثم قال هشام: «أ لستم تزعمون أن أهل هذا البيت قد بادوا؟ و لعمري ما انقرض من مثل هذا خلفهم».

و كان هشام بن عبد الملك قد بعث الى مكة فأخذوا زيدا و داود بن علي بن عبد اللّه بن عباس، و محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السّلام لأنّهم اتهموا أن لخالد القسري عندهم مالا مودعا، و كان خالد قد زعم ذلك فبعث بهم الى يوسف بن عمر الثقفي بالكوفة فحلفهم

______________________________

(1) انظر كتاب (زيد الشهيد) للعلّامة الخبير السيد عبد الرزاق

الموسوي المقرم، طبع النجف، و هو خير كتاب ألف في بابه فلقد أفاض فيه البحث في أخبار زيد من بدء قيامه بالأمر حتى قتله؛ مع ذكر أولاده و أحفاده و فوائد أخر لا يستغني المؤرخ عنها. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:238

إنّه ليس لخالد عندهم مال فحلفوا جميعا فتركهم يوسف «1» فخرجت الشيعة خلف زيد بن علي الى القادسية فردوه و بايعوه، فمن ثبت معه نسب الى الزيدية و من تفرّق عنه نسب الى الرافضة. قال أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي: إن زيدا لمّا رجع الى الكوفة أقبلت الشيعة تختلف إليه و غيرهم من المحكمة يبايعونه حتى أحصى ديوانه خمسة عشر ألف رجل من أهل الكوفة خاصة سوى أهل المداين و البصرة و واسط و الموصل و خراسان و الري و جرجان و الجزيرة؛ و أقام بالعراق بضعة عشر شهرا كان منها شهرين بالبصرة و الباقي بالكوفة. و خرج سنة احدى و عشرين و مائة فلما خفقت الراية على رأسه قال: «الحمد للّه الذي أكمل لي ديني و اللّه إني كنت استحيي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أن أرد عليه الحوض غدا و لم آمر في امته بمعروف و لا أنهي عن منكر». و كان أصحاب زيد لما خرج سألوه: «ما تقول في أبي بكر و عمر؟» فقال: «ما أقول فيهما إلّا الخير و ما سمعت من أهلي فيهما إلّا الخير».

فقالوا: «لست بصاحبنا ذهب الإمام- يعنون محمّد الباقر عليه السّلام- و تفرّقوا عنه فقال: «رفضونا القوم» فسمّوا بالرافضة.

قال سعيد بن خيثم: تفرّق أصحاب زيد عنه حتى بقي في ثلاثمائة رجل و قيل جاء يوسف بن عمر الثقفي في عشرة آلاف. قال:

فصفّ أصحابه صفّا بعد صفّ حتى لا يستطيع أحدهم أن يلوي عنقه، فجعلنا نضرب فلا نرى إلّا النار تخرج من الحديد فجاء سهم فأصاب جبين زيد بن علي يقال رماه مملوك ليوسف بن عمر الثقفي يقال له راشد فأصاب بين عينيه، قال: فأنزلناه و كان رأسه في حجر محمد بن مسلم الخياط فجاء يحيى بن زيد فأكبّ عليه فقال: «يا أبتاه أبشر ترد على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و علي و فاطمة و على الحسن و الحسين صلوات اللّه عليهم». فقال: «أجل يا بني و لكن أي شي ء تريد أن تصنع؟» قال:

«أقاتلهم و اللّه و لو لم أجد إلّا نفسي». فقال: «افعل يا بني إنّك على الحق و إنّهم على الباطل و إن قتلاك في الجنة و ان قتلاهم في النار». ثم نزع السهم فكانت نفسه معه. قال: فجئنا به الى ساقية تجري في بستان فحبسنا الماء من هاهنا و هاهنا ثم حفرنا له و دفناه و أجرينا

______________________________

(1) أنظر (تاريخ الطبري) ج 8 ص 761 و (مقاتل الطالبيين) بترجمة زيد.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:239

الماء عليه، و كان معنا غلام سندي فذهب الى يوسف بن عمر فأخبره فأخرجه يوسف من الغد فصلبه في الكناسة «1» فمكث أربع سنين «2» مصلوبا و مضى هشام.

و كتب الوليد بن يزيد الى يوسف بن عمر: «أما بعد فإذا أتاك كتابي هذا فاعمد الى عجل أهل العراق فحرقه ثم انسفه فِي الْيَمِّ نَسْفاً» فأنزله و حرقه ثم ذره في الهواء، و قال الناصر الكبير الطبرستاني: لما قتل زيد بعثوا برأسه الى المدينة و نصب عند قبر النبي صلّى اللّه عليه و آله يوما و ليلة. و كان قتله-

على ما قال الواقدي- سنة احدى و عشرين و مائة، و قال محمد بن اسحاق بن موسى: قتل على رأس مائة سنة و عشرين سنة و شهر و خمسة عشر يوما، و قال الزبير بن بكار: قتل سنة اثنتين و عشرين و مائة و هو ابن اثنتين و أربعين سنة. و قال ابن خرداذبه: قتل و هو ابن ثمان و أربعين سنة، و روى بعضهم أن قتله كان في النصف من صفر سنة احدى و عشرين و مائة، و وجدت عن بعضهم أنّه قال: لما قتل زيد بن علي و صلب رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله تلك الليلة مستندا الى خشبة و هو يقول: «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ أ يفعلون هذا بولدي؟». و روى غير واحد أنّهم صلبوه مجردا فنسجت العنكبوت على عورته من يومه و رثي زيد بمراث «3» كثيرة.

و روى الشيخ أبو نصر البخاري عن محمد بن عمير انّه قال: قال عبد الرحمن بن سيابة:

______________________________

(1) صلب منكوسا بالكناسة و صلب معه أصحابه على ما ذكره ابن الأثير في (الكامل) في حوادث سنة 122 ه و ابن عبد ربه في (العقد الفريد) في باب مقتله.

(2) ذكره المسعودي في (مروج الذهب) و الديار بكري في (تاريخ الخميس) و الشيخ المفيد في (الارشاد) و قال العمري في (المجدي): بقي ست سنين مصلوبا و قيل خمس سنين، و قيل أربع سنين، و قيل ثلاث سنين، و قيل سنتين، و قيل سنة و أشهرا. و لم يختلف المؤرخون في بقائه مرفوعا على الخشبة زمنا طويلا حتى اتخذته الفاختة وكرا؛ أنظر كتاب (زيد الشهيد) ص 55. م ص

(3) رثاه جماعة من الشعراء؛ و أول

من لبس السواد عليه شيخ بني هاشم و المتقدّم فيهم؛ الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب المتوفى سنة 129 و رثاه بقصيدة طويلة مثبتة في (مقاتل الطالبيين) و كتاب (زيد الشهيد) أوّلها:

ألا يا عين لا ترقي و جودي بدمعك ليس ذا حين الجمود

غداة ابن النبي أبو حسين صليب بالكناسة فوق عود

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:240

أعطاني جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام ألف دينار و أمرني أن أفرقها في عيال من أصيب مع زيد فأصاب كلّ رجل أربعة دنانير.

1

أخبار يحيى بن زيد الشهيد

فولد أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين عليه السّلام أربعة بنين و لم يكن له أنثى؛ 2 1 يحيى، أمه ريطة بنت أبي هاشم عبد اللّه بن محمد بن الحنفية، و هو ابن أمير المؤمنين علي عليه السّلام، و أمها ريطة «1» بنت الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم.

و لما قتل زيد بن علي خرج يحيى بن زيد حتى نزل المدائن فبعث يوسف بن عمر في طلبه فخرج إلى الري ثم خرج الى نيسابور فسألوه المقام فقال: بلدة لا ترتفع فيها لعلي راية. ثم خرج الى سرخس و أقام عند يزيد بن عمر التميمي ستة أشهر حتى مضى هشام لسبيله، فكتب الوليد بن يزيد الى نصر بن سيار الليثي في طلبه فأخذه ببلخ من دار الحريش بن أبي الحريش و قيّده و حبسه، فقال عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب لمّا بلغه ذلك:

أ ليس بعين اللّه ما يفعلونه عشية يحيى موثقا في السلاسل؟

كلاب عوت لا قدّس اللّه سرّهافجئن بصيد لا يحل لآكل «2» و كتب نصر بن سيار الى يوسف بن

عمر يخبره بذلك، و كتب يوسف الى الوليد بن يزيد فأمره بأن يحذره الفتنة و يخلي سبيله فخلّى سبيله و أعطاه ألفي درهم و بغلين فخرج حتى نزل الجوزجان «3» فلحق به قوم من أهل جوزجان و الطالقان قدرهم خمسمائة رجل فبعث

______________________________

(1) و أم ريطة هذه بنت المطلب بن أبي وداعة السهمي؛ ذكر ذلك أبو الفرج في (المقاتل).

م ص.

(2) أوردهما أبو الفرج (في المقاتل) بترجمة يحيى مع إضافة بيتين بين الأول و الرابع.

(3) الجوزجان بعد الزاي جيم اسم كورة واسعة من كور بلخ بين مرو الروذ و بلخ؛ و يقال لقصبتها اليهودية. (مراصد الاطلاع).

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:241

اليه نصر بن سيار سالم بن أحور فقاتلوا أشدّ القتال ثلاثة أيام حتى قتل جميع أصحاب يحيى و بقي هو وحده فقتل «1» يوم الجمعة وقت العصر بقرية يقال لها أرغوى سنة خمس و عشرين و مائة؛ و احتز رأسه سورة بن محمد و أخذ العنزي سلبه، و هاذان أخذهما أبو مسلم المروزي فقطع أيديهما و أرجلهما و صلبهما.

و قتل يحيى و له ثماني عشرة سنة و بعث برأسه الى الوليد بن يزيد لعنه اللّه فبعث به الوليد بن يزيد الى المدينة فجعل في حجر أمه ريطة فنظرت اليه فقالت: «شردتموه عني طويلا و أهديتموه اليّ قتيلا؛ صلوات اللّه عليه و على آبائه بكرة و أصيلا»؛ فلما قتل عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن العباس؛ مروان بن محمد بن مروان بعث برأسه حتى وضع في حجر امه، و قال: هذا بيحيى بن زيد. و لا عقب ليحيى بن زيد. قال الشيخ البخاري: كانت له بنت ترضع. و عقب زيد بن علي بن الحسين عليه السّلام في

ثلاثة 2 الحسين ذي الدمعة و ذي العبرة «2» و عيسى مؤتم الأشبال، و محمد.

عقب الحسين ذي الدمعة «او ذي العبرة» بن زيد الشهيد
اشارة

أما 1 الحسين ذو العبرة* و يكنى أبا عبد اللّه و امه أم ولد و عمي في آخر عمره فزوّج ابنته من المهدي محمد بن المنصور العباسي و مات سنة خمس و ثلاثين و مائة و قيل سنة أربعين

______________________________

(1) قال أبو الفرج في (المقاتل) أتت يحيى نشابة في جبهته رماه رجل من موالي عنزة يقال له عيسى فوجده سورة بن محمد قتيلا فاحتز رأسه و أخذ العنزي الذي قتله سلبه و قميصه؛ فبقيا بعد ذلك حتى أدركهما أبو مسلم فقطع أيديهما و أرجلهما و قتلهما و صلبهما، و صلب يحيى بن زيد على باب مدينة الجوزجان في وقت قتله ... فلم يزل مصلوبا حتى إذا جاءت المسودة فأنزلوه و غسّلوه و كفنوه و حنطوه ثم دفنوه.

(2) لقّب بذي الدمعة و ذي العبرة لكثرة بكائه، قال أبو الفرج في (المقاتل) بسنده عن يحيى بن الحسين بن يزيد قال:

قالت أمي لأبي ما أكثر بكاءك؟ فقال: «و هل ترك السهمان و النار سرورا يمنعني من البكاء»، يعني السهمين اللذين قتل بهما أبوه زيد و أخوه يحيى؛ قال العمري في (المجدي) ولد ذو الدمعة بالشام و شهد حرب محمد و إبراهيم ابني عبد اللّه و تكفّل به الصادق عليه السّلام بعد قتل أبيه فأصاب منه علما كثيرا، و مات و له ست و سبعون سنة، و له تسع بنات؛ ميمونة و أم الحسن و كلثم و فاطمة و سكينة و علية و خديجة و زينب و عاتكة؛ و ثمانية عشر رجلا يحيى و علي الأكبر و علي و الحسين و زيد و ابراهيم و

محمد و عقبة و يحيى الأصغر و أحمد و اسحاق و القاسم و الحسن و محمد الأصغر و عبد اللّه و جعفر الأكبر و عمر و جعفر. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:242

و مائة، قال أبو نصر البخاري: و هو الصحيح.

و هو من أصحاب الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام. قتل أبوه و هو صغير فربّاه جعفر بن محمد

فأعقب و في ولده البيت و العدد من ثلاثة رجال 2 يحيى و فيه البيت، و الحسين و كان قعددا؛ و علي.

أما

يحيى أبو الحسين «1» بن ذي الدمعة
اشارة

و في ولده البيت و العدد، فأعقب من سبعة رجال، منهم 1 ثلاثة مقلون، و هم القاسم؛ و الحسن الزاهد و حمزة 2؛ و 1 أربعة مكثرون، و هم محمد الأصغر الاقساسي، و عيسى، و يحيى بن يحيى، و عمر بن يحيى. 2

أما

القاسم بن يحيى بن ذي الدمعة

فعقبه قليل جدّا؛ منهم أبو الفرعل و هو أبو جعفر النسابة محمد بن عيسى بن محمد نونو بن القاسم المذكور.

و أما

الحسن «2» الزاهد بن يحيى بن ذي الدمعة

فعقبه أيضا قليل منهم 1 أبو المكارم محمد بن يحيى بن النقيب أبي طالب حمزة بن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسن الزاهد المذكور. كان يحفظ القرآن و كذا آباؤه الى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام و هذه فضيلة حسنة. 2

و رأيت بعض النسابين قد ذكر ان الأب كان يلقن الإبن منه الى أمير المؤمنين علي عليه السّلام، و هذا مشكل لأن الحسين ذا الدمعة كان يوم قتل أبوه ابن سبع سنين و يبعد أن يكون في هذا السن قد تلقّن القرآن من أبيه زيد، و منهم الحسين المعروف بابن ضنك عرف بأمه بنت ضنك المحمدية و ضنك هي ام الحسين بنت عبد اللّه الملقب ضنك بن اسحاق بن عبد اللّه بن جعفر بن محمد المعروف بابن الحنفية، و هو ابن أمير المؤمنين علي عليه السّلام و الحسين المذكور هو ابن علي بن محمد بن الحسين بن الحسن الفرعل المذكور، له عقب منهم علي بن محمد بن يحيى بن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين؛ له عقب و منهم ضنك بن محمد بن

______________________________

(1) أم يحيى هذا خديجة بنت الباقر عليه السّلام، و قيل خديجة بنت عمر الأشرف، توفى يحيى ببغداد سنة 207 و صلّى عليه المأمون و كانت له نباهة و يكنى أبا الحسين، أولد ثمانية و عشرين ولدا ذكرا و انثى، منهم محمد الأكبر و علي و أحمد و الحسين و حمزة و القاسم و الحسن و عمر و عيسى و يحيى و محمد الأصغر.

(2) كنيته أبو محمد

و ولد سبع بنات و ستة رجال، أعقب منهم رجل واحد و هو أبو جعفر محمد الأصغر بن الحسن بن يحيى، فعلى هذا بطل نسب آل أبي الوفاء لادعائهم الى علي بن الحسن بن يحيى و اللّه أعلم. (المجدي)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:243

الحسن بن علي بن الحسن بن محمد بن الحسين، له عقب بالحائر يعرفون ببني ضنك، و قد قيل إنّهم محمديون من بني محمد بن الحنفية و اللّه سبحانه و تعالى أعلم.

و منهم علي بن الحسين بن علي الشاعر بن محمد بن زيد القصير بن علي بن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسن الزاهد؛ له عقب بالموصل، و منهم 1 أحمد الخالصي بن أبي الغنائم محمد بن زيد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن الحسن الزاهد المذكور نزل الخالصة من (الصدرين) و هو أحد أعمال الحلة فنسب اليها؛ و يقال لولده بنو الخالصي 2؛ و كان أهل بيت رياسة و زهد بسورا. انقرض المعروفون منهم بهذا اللقب؛ و انفصل منهم بنو مكارم؛ و هو أبو المكارم محمد بن معد بن عبد الباقي بن معد بن أبي المكارم محمد بن أحمد الخالصي؛ و يقال لهم بنو مكارم بسورا منهم 1 محمّد يدعى مطلوبا بن أبي مكارم المذكور جدّ السيد بن مطلوب بسورا.

2

و أما

حمزة بن يحيى بن ذي الدمعة

فله عقب كثير. فأعقب من علي و أعقب علي بن حمزة من الحسين. و أعقب الحسين بن علي بن حمزة من رجلين و هما أبو جعفر محمد الأسود الشاعر، و علي يلقب دانقين، فمن ولد علي دانقين بن الحسين بن علي بن حمزة بنو الأمير، و هم ولد علي الأمير بن محمد ورق الجوع بن يحيى بن الحسين السنيدي بن

علي دانقين المذكور؛ و منهم أبو الحسن علي المصلّي بن الحسين بن محمد بن الحسين السنيدي المذكور، له عقب و منهم قاضي حمص أبو علي ابراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد ذنيب بن علي دانقين المذكور، و أولاده 1 أبو البركات عمر؛ و هو المعروف بالشريف عمر «1» بالكوفة، 2 و معد و هاشم و عمار؛ و عدنان، كان 1 أبو البركات* عالما و علت سنّه و تفرّد برواية أشياء لم يشاركه فيها أحد في زمانه، و كان يروي عن خاله عبد الجبار بن معية الحسني النسابة، و له عقب 2. و من ولد أخيه معد بنو المهذب، و هو ابن معد المذكور و كان لعمار أخيهما عقب بالكوفة انقرضوا؛ و ذكر الشيخ الفاضل قوام الدين عبد الرزاق بن الفوطي المؤرخ البغدادي في كتابه «تلخيص مجمع الألقاب»: 1 زين الدين أبو محمد حبيب بن عبد

______________________________

(1) كانت وفاة الشريف عمر سنة تسع و ثلاثين و خمسمائة و كان علّامة أديبا لغويا نحويا محدثا مكثرا صدوقا فقيها زيدي المذهب و النسب. (عن هامش الأصل)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:244

المهيمن بن سباه سالار بن سفيان بن أنس بن يحيى بن أحمد ذنيب. و ذكر: انّه رآه ببغداد و هو كيلاني حنبلي المذهب و الأكابر يطايبونه كيف انّه حنبلي. هذا كلامه و لكن أحمد ذنيب لم يكن له ابن اسمه يحيى و لا ذكره أحد من النساب و اللّه أعلم.

2

و أما

محمد الأصغر الاقساسي بن يحيى بن ذي العبرة
اشاره

، و نسبته الى الاقساس قرية من قرى الكوفة، و ولده سادة معظّمون فأعقب من ثلاثة رجال؛ 1 محمد مات أبوه و هو حمل سمّي باسمه و عرف بالاقساسي 2؛ و علي الزاهد و أحمد الموضح بن محمد

الاقساسي فعقبه قليل. قال شيخ الشرف العبيدلي: أعقب من أبي جعفر محمد و يحيى و علي. منهم علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد المذكور؛ درج. قال شيخنا السيد رضي الدين بن قتادة الحسني الرسي النسابة: ورد في سنة نيف و سبعين و ستمائة الى المشهد الشريف قوم من بلاد العجم ادّعو انهم من ولد علي هذا، و هم مبطلون.

و أما

علي الزاهد بن محمد الاقساسي
اشارة

فأعقب من رجلين 1 أبي جعفر محمد بالكوفة و في ولده البيت 2، و من 1 أبي الطيب أحمد أمه قرة العين الرومية و يقال لولده بنو قرة العين و لهم بقية بواسط 2 و لكنهم ينسبون الى علي الأحول خادم النقابة ابن محمد بن جعفر بن أبي الطيب أحمد المذكور، و قد قال الشيخ أبو الحسن العمري في مبسوطه: إنّه مات بالشام عن بنت و لم يترك ذكرا و اللّه تعالى أعلم.

- و عقب

أبي جعفر محمد بن علي الزاهد بن محمد الأقساسي
اشارة

من رجلين أبي القاسم الحسن الأديب، و أحمد الملقب صعوة يقال لولده بنو صعوة و عقب أبي القاسم الأديب بن أبي جعفر محمد بن علي الزاهد من 1 كمال الشرف أبي الحسن محمد، ولّاه الشريف المرتضى نقابة الكوفة و إمارة الحاج فحج بالناس مرارا و في ولده جلالة و رياسة 2، فمنهم 1 السيد الجليل الشاعر العالم نقيب النقباء ببغداد قطب الدين أبو عبد اللّه الحسين 2 بن علم الدين الحسن النقيب الطاهر ابن علي بن حمزة بن كمال الشرف محمد المذكور، انقرض و منهم أبو محمد الحسن الشاعر ابن علي بن حمزة بن محمد بن أبي القاسم الحسن بن كمال الشرف له عقب، و منهم حيدرة بن علي بن نصر اللّه بن علي بن كمال الشرف، له عقب.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:245

- و أما

محمد بن محمد الاقساسي

فمن ولده 1 بنو جوذاب و هو علي بن محمد المذكور، 2 و 1 بنو زبرج و هو أبو طالب الحسين بن علي جوذاب لهم بقية.

2

و أما

عيسى بن يحيى بن ذي الدمعة
اشارة

، و له عقب كثير منتشر فأعقب من ستة رجال ما بين مقل و مكثر، و هم أحمد، و محمد الأعلم، و الحسين الأحول و يحيى، و زيد و علي.

- أما

1 أحمد* بن عيسى بن يحيى بن ذي العبرة

و يكنى أبا العباس فأولد جماعة 2، منهم أبو محمد الحسن بن أحمد المذكور من ولده 1 محمد الغلق بن أحمد بن الحسن المذكور، يقال لولده بنو الغلق 2، و 1 انفصل منهم بنو عرقالة و هو أبو طالب محمد وجع العين بن الحسن المفلوج بن محمد الغلق المذكور 2، و منهم 1 بنو الأبزر. و هو محمد بن مفضل بن أبي طالب محمد وجع العين، لهم بقية بالحلة 2 و من أبي العباس أحمد بن عيسى بن زيد بن أحمد، من ولده 1 الشيخ المسن حافظ القرآن علي بن محمد بن زيد المذكور عاش مائة سنة 2، و له عقب منهم 1 أبو تغلب محمد بن الحسين بن علي المسن المذكور له عقب يقال لهم بنو ناصر كانوا بعكبرا 2، و منهم عيسى بن محمد بن علي المسن، له عقب.

- و اما

محمد الأعلم بن عيسى بن يحيى بن ذي العبرة

، فمن ولده 1 أبو القاسم علي المنجم الحاذق المعروف بابن أزهر و هو ابن محمد الأعلم 2، و أخوه 1 حمزة المعدل بالأهواز 2 من ولده فخر الشرف أبو منصور هبة اللّه نقيب الأهواز ابن أبي البركات محمد نقيب الأهواز ابن أبي محمد الحسن نقيب الأهواز ابن حمزة المذكور، و من بني محمد الأعلم الحسن الأصغر بن أحمد بن محمد الأعلم له عقب.

- و أما

الحسين الأحول ابن عيسى بن يحيى بن ذي الدمعة

فمن ولده 1 أبو محمد الحسن قاضي دمشق 2 و أبو طاهر محمد المبرقع و 1 أبو هاشم أحمد نقيب الموصل 2 و 1 أبو القاسم زيد قاضي الإسكندرية 2 بنو أبي عبد اللّه محمد بن الحسن الصالح بن الحسين الأحول لهم أعقاب، 1 منهم السيد العالم الفاضل أبو الغنائم الزيدي النسابة، و هو عبد اللّه بن الحسن قاضي دمشق، له مبسوط في النسب.

2

- و أما

يحيى بن عيسى بن يحيى بن ذي العبرة

فأعقب من عيسى و طاهر.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:246

أما عيسى فأعقب من أحمد و الحسين، لهما عقب و أما طاهر بن يحيى بن عيسى و يكنى أبا العباس فله عدّة من الولد منهم علي يعرف بابن مريم؛ و ولده يعرفون ببني مريم له عقب فيهم عدد و منهم عبيد اللّه و 1 أبو الحسين يحيى، قيل اسمه زيد يلقبه أهل الكوفة صدغ الكلب 2، و أحمد بن طاهر، و قال بعض النساب هو أحمد بن يحيى بن عيسى.

- و أما

زيد بن عيسى بن يحيى

و يكنى أبا الطيب فمن ولده محمد بن زيد المذكور؛ قيل هو أبو الطيب، له عقب منهم البلا و هو علي بن محمد المذكور.

- و أما

علي بن عيسى بن يحيى

و يكنى أبا الحسن فعقبه كثير منهم 1 محمد الحطب بن أبي طالب عبد اللّه قتيل الطواحين بن علي المذكور يقال لولده بنو الحطب، كان ببغداد و مقابر قريش 2، منهم علاء الدين علي الأعرج بن ابراهيم بن أبي البدر محمد بن علي بن مظفر بن محمد بن علي الضرير بن حمزة الصياد بن الحسين بن محمد الحطب المذكور انقرض.

و من بني علي بن عيسى بن يحيى بن ذي العبرة، زيد بن علي المذكور أبو الحسين أعقب؛ و من ولده السيد الفاضل المنتمي بن أبي زيد عبد اللّه بن علي كياكي بن عبد اللّه بن عيسى بن زيد المذكور، و منهم أبو الفتوح «1» الواعظ أحمد بن الحسين بن أحمد بن عيسى بن زيد المذكور، و من بني علي بن عيسى بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة، 1 أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الناصر بن أبي الصلت يحيى بن أبي العباس أحمد بن علي المذكور، يعرف بابن هيفاء له عقب بالحائر لهم نقابة و بأس و شجاعة 2، أعقب من ولده 1 أبي طاهر محمد كان متوجها بالحائر. فمن ولد أبي طاهر محمد، أبو الحسن علي بن محمد، يقال لولده بنو هيفاء 2 و 1 طاهر بن محمد، يقال لولده بنو عيسى لأن عقبه من عيسى بن طاهر وحده 2 منهم 1 أبو عبد اللّه الحسين المقري بن محمد بن عيسى المذكور، يقال لولده بنو المقري و كلّهم بالحائر 2 «2».

______________________________

(1) في بعض النسخ المخطوطة أبو الفتوح

الواعظ بن عزيز بن أحمد ابن عبد اللّه بن عيسى بن زيد المذكور، و منهم أحمد بن عيسى بن زيد المذكور و من بني علي الخ. م ص

(2) فمنهم بنو طوغان، منهم ولد السيد بدر الدين حسن بن مخزوم بن أبي القاسم طوغان بن أبي عبيد اللّه الحسين.

المقري بن محمد بن عيسى المذكور منهم السيد الكامل الفاضل الحافظ كمال الدين حسين و اخوته السيد عماد الدين و السيد عبد الحق، و السيد محمد أولاد السيد العالم المدرس إمام الحضرة الحسينية الحائرية شمس الدين محمد يعرف بمساعد بن حسن بن مخزوم المذكور، و منهم السيد شمس الدين محمد و أخوه السيد شرف الدين يحيى مع أخوين آخرين أولاد السيد زين الدين علي بن حسن بن مخزوم المذكور، و كان للسيد حسن بن مخزوم المذكور ابن اسمه محمد مات عن بنات و عن ابن اسمه حسن، مات حسن دارجا. كذا بخط حسين بن مساعد، و قد كتبه على هامش نسخته من الكتاب الذي كتبه بخطه، و قد أدرج بعض هذا الهامش في أصل النسخة المطبوعة لحسبان انّه من الأصل، و كتب ابن مساعد بآخر ما كتبه من الهامش المذكور ما نصه: يقول العبد الكاتب حسين بن مساعد بن حسن بن مخزوم بن أبي القاسم بن أبي عبد اللّه الحسين بن محمد بن عيسى الحسيني إني ألحقت آل طوغان الذين هم من بني المقري المذكور عند كتابتي لهذا المبسوط سنة 893 ليكون تجديدا لعهدهم و الحمد للّه تعالى وحده. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:247

و أما

يحيى بن يحيى بن ذي العبرة
اشارة

، و له عقب كثير منتشر فأعقب من تسعة رجال، أ بو الحسن علي كتيلة، و أبو عبد اللّه الحسين سخطه، و

أبو الفضل العباس، و أبو أحمد طاهر، و الحسن، و موسى، و ابراهيم و القاسم و جعفر.

- أما

جعفر بن يحيى بن يحيى

فوجدت له موسى بن جعفر و لم أجد له غيره.

- و أما

القاسم بن يحيى بن يحيى

فله محمد إيزار رطب في أخوين انقرضوا، و قال ابن طباطبا: أرى له محمد ا بن زيد بن القاسم بن يحيى بن يحيى بشيراز و هو في «صح».

- و أما

ابراهيم بن يحيى بن يحيى

المكنى أبا طالب فله ولدان أحمد و أبو جعفر محمد، أما 1 أحمد* بن ابراهيم فيعرف بأبي شيخ 2، و ابنه 1 محمد بن أحمد يعرف بريرب، له عقب 2، و أما 1 أبو جعفر محمد* بن إبراهيم يعرف بدنه، و له عقب بالبصرة و غيرها.

2

- و أما

موسى بن يحيى بن يحيى

فأعقب من أبي عبد اللّه أحمد بن موسى بن يحيى، و منه في جماعة لهم أعقاب و بقية، منهم نواية و هو أبو البركات بن محمد بن الحسين البازبار بن أحمد الأشتر بن موسى المذكور و منهم كركمة و هو أبو الحسن علي بن أحمد الاشتر المذكور، و منهم كعب البقر و هو محمد بن القاسم بن أحمد الأشتر المذكور.

- و أما

الحسن بن يحيى

فمن ولده 1 القاسم بن محمد بن محمد بن الحسن بن جعفر بن يحيى بن علي بن الحسن المذكور له عقب بالعسكر و بتشتر 2. و قال شيخ الشرف العبيدلي: العقب من الحسن بن يحيى بن يحيى في أبي العباس علي و أبي الحسن محمد،

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:248

قال، يجب أن يسأل عن عقبيهما. و لم يذكر غيرهما. و قال الشريف أبو عبد اللّه الحسين بن طباطبا: و يحيى بن الحسن و لكلّ منهما عقب.

- و أما

أبو أحمد طاهر بن يحيى بن يحيى

فأعقب من 1 أبي الفضل احمد كان ناسكا 2 له عقب منهم 1 طاهر و يعرف ولده ببني كأس لأن أمهم بنت ابن كاس الفقيه القاضي الحنفي، 2 و منهم أبو طالب محمد يلقب جزيرة؛ و أبو محمد الحسن يلقب كزبر «1» بنو أبي الحسين يحيى بن أبي الفضل أحمد الناسك المذكور؛ فمن بني كزبر بنو أحمدين، و هو محمد بن يحيى بن أحمد بن علي بن ناصر بن محمد بن الحسين بن أبي كزبر، و منهم بنو فليتة، و هو علي بن عدنان بن علي بن ناصر المذكور؛ و منهم هندي بن عدنان المذكور انقرض، و منهم معد بن الحسين بن ناصر المذكور؛ له عقب.

- و أما

أبو الفضل العباس بن يحيى بن يحيى

فعقبه قليل، و كان له محمد؛ و أحمد و الحسين، و ابراهيم. قال شيخ الشرف أبو الحسن محمد بن أبي جعفر: ابراهيم بالأحساء لا أعلم له بقية أم لا. فهو في «صح» و كان 1 ابراهيم* و محمد* ابنا أبي الفضل العباس قد خرجا في ليلة الجمعة الى مشهد أمير المؤمنين عليه السّلام بالكوفة فأسرتهما القرامطة و مضت بهما الى هجر، فرجع محمد بن العباس الى الكوفة من الأسر في شوال سنة تسع و أربعين و ثلاثمائة، 2 و ذكر أن له عندهم ابنا يسمّونه نهار ا و اسمه عند أبيه العباس باسم أبيه، و لمحمد بن العباس ولد كان بمقابر قريش و هو أبو الحسن علي المعروف بابن صفية و هي جارية و هو ابن زيد بن محمد بن العباس، و قال الشيخ تاج الدين: أبو الحسن بن صفية هو ابن زيد بن محمد بن أحمد بن العباس المذكور له عقب و أما ابراهيم فلم يعرف

له خبر، و كان أخذهما في سنة ثلاث و عشرين و ثلاثمائة و أما أحمد بن العباس بن يحيى فمن ولده 1 محمد يلقب الفرو، له عقب بالأهواز 2. و أما الحسين بن العباس بن يحيى فله ولدان زيد الأخيل و محمد.

- و أما

أبو عبد اللّه الحسين سخطة بن يحيى بن يحيى

فأعقب من ابنه 1 أبي جعفر محمد، قيل و هو سخطة، و قيل بل هو المحادنقي «المخادنقي خ ل» فأولادهما بذلك يعرفون ببني

______________________________

(1) كزبر بالباء الموحدة بعد الزاي، و في بعض المخطوطات بالياء التحتانية.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:249

سخطة و بني المحادنقي، و لهم بقية بالبصرة 2، منهم نقيب البصرة أبو الغنائم مجد الدين محمد و أخوه فخر الدين أبو الحسن محمد، و مجد الدين أبو القاسم علي بنو النقيب بالبصرة أبي منصور الأعز محمد بن أبي الغنائم محمد بن 1 النسابة شيخ العمري الحسين النشو 2 بن علي «1» بن نعمة بن محمد المحادنقي بن الحسين سخطة المذكور له أعقاب، و من بني المحادنقي أبو المرجا يحيى، و أبو الهيجاء عبد اللّه ابنا أبي منصور محمد بن جعفر بن محمد المحادنقي المذكور لهما أعقاب.

و أما

عمر بن يحيى بن الحسين
اشارة

ذي الدمعة و هو أكثر أخوته عقبا و فيه البيت فعقبه من رجلين أحمد المحدث و أبي منصور محمد الأكبر؛ و كان له عدّة أولاد أخر منهم 1 أبو الحسين يحيى بن عمر؛ و هو صاحب شامي أحد أئمة الزيدية، لحقه ذلّ امتعض منه فخرج بالكوفة داعيا الى الرضا من آل محمد و كان من أزهد الناس، و كان مثقل الظهر بالطالبيات يجهد نفسه في برّهن؛ و امه أم الحسن بنت الحسين بن عبد اللّه بن اسماعيل بن عبد اللّه بن جعفر الطيار؛ و ظهر بالكوفة أيام المستعين و دعا الى الرضا من آل محمد فحاربه محمد بن عبد اللّه بن طاهر فقتل «1» و حمل رأسه الى سامراء؛ و لما حمل رأسه الى محمد بن عبد اللّه بن طاهر جلس بالكوفة للهناء فدخل عليه أبو هاشم داود بن القاسم

الجعفري، و قال: إنّك لتهنأ بقتيل لو كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حيّا لعزّي فيه؛ فخرج و هو يقول

يا بني طاهر كلوه مريئاان لحم النبي غير مري

إنّ وترا يكون طالبه الله لوتر بالفوت غير حري 2

______________________________

(1) قتل يحيى بن عمر هذا بعد أن أبلى بلاء حسنا سنة 250 و اتفق في وقت مقتله عدّة شعراء مجيدون فرثاه كلّ منهم بقصيدة مشجية، و ممّن رثاه و أبدع في رثائه علي بن عباس الرومي بقصيدة تبلغ (110) أبيات مطلعها:

أمامك فانظر أي نهجيك تنهج طريقان شتى مستقيم و أعوج انظر أخبار يحيى في (مقاتل الطالبيين) لأبي الفرج الاصبهاني ص 410- 421 من طبع النجف الأشرف.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:253

الى آخر الأبيات. و ليس ليحيى بن عمر بن يحيى عقب، قال أبو نصر البخاري: و ربما غلط بعض الناس فانتسب اليه.

- أما

أبو منصور محمد بن عمر بن يحيى بن ذي العبرة

فعقبه يعرفون ببني الفدان لأنّه أعقب من الحسين الملقب بالفدان، و أعقب الحسين الفدان من ثلاثة، زيد الجندي بن الحسين الفدان، و جعفر بن الحسين الفدان، و الحسن بن الحسين الفدان. فمن بني زيد الجندي بن الحسين الفدان 1 1 آل شيبان؛ و هو أبو الفوارس محمد 2 بن عيسى الفارس بن زيد الجندي المذكور كانوا بطنا بالكوفة 2؛ و من بني جعفر بن الفدان، أبو الحسين بن الحسين بن محمد بن أحمد بن جعفر المذكور و من بني الحسن بن الفدان صفي الدولة محمد بن عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه بن الحسن المذكور، كان ذا جاه بالشام و تغرب الى خراسان، و منهم أبو يعلي ميمون بن الحسين بن محمد الأوسط بن الحسين بن الحسن المذكور، و منهم

أبو العلى المسلم بن محمد بن علي ذنيب بن المسلم بن عبيد اللّه بن الحسن المذكور و يكنى الفدان له بقية بالنيل و خراسان.

- و أما

أحمد المحدث بن عمر بن يحيى بن الحسين ذي العبرة
اشارة

فأعقب من 1 الحسين النسابة «1» النقيب وحده؛ كان أول نقيب ولّي على سائر الطالبيين كافة؛ و كان عالما نسابة ورد العراق من الحجاز سنة إحدى و خمسين و مائتين و أعقب من رجلين 2 زيد المعروف بعم عمر و يحيى، و في ولده البيت أما زيد عم عمر؛ فكان له عقب بالكوفة و انقرض بعد ذيل طويل، و أما يحيى بن الحسين النسابة و يكنى أبا الحسين و كان نقيب النقباء فأعقب من رجلين؛ و هما أبو علي عمر الشريف الجليل؛ و أبو محمد الحسن الفارس «2» النقيب.

______________________________

(1) كان الحسين النسابة أول من كتب المشجر في النسب و سمّاه (الغصون في آل ياسين) و هو أوّل من أسس نقابة الطالبيين، يحدث القاسمي في (شرف الأسباط) ص 7: إنّه طلب من المستعين باللّه تولية رجل على الطالبيين منهم يتولى شؤونهم و يدفع عنهم سلطة الأتراك فعيّنه المستعين بعد مشاورة الطالبيين و اختيارهم له. م ص

(2) كذا في بعض النسخ الصحيحة (أبو محمد الحسن) الفارس، و في (المجدي) أيضا، و لكن الذي نقله الشريف الحسين بن مساعد عن مشجر ابن المنتاب و أثبته في هامش نسخته من الكتاب المخطوطة بخط يده (أبو الحسن محمد) و قال يكنى أبا طالب و مثله في بعض النسخ المخطوطة. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:254

و أما

1 أبو علي عمر* بن يحيى
اشارة

فحجّ بالناس أميرا عدّة مرار من جملتها سنة تسع و ثلاثين و ثلاثمائة، و فيها رد الحجر الأسود الى مكة و كانت القرامطة أخذته الى الأحساء و بقي عندهم عدّة سنين، و كان له سبعة و ثلاثون ولدا، منهم أحد و عشرون ذكرا أعقب منهم ثمانية ثم انقرض بعضهم، و اتصل عقبه من ثلاثة

رجال 2؛ و هم أبو الحسن محمد الشريف الجليل، و أبو طالب محمد، و أبو الغنائم محمد.

أما

أبو الغنائم محمد بن عمر بن يحيى

فعقبه الآن يرجع الى أبي ظريف و هو محمد بن أبي علي عمرو بن أبي الغنائم محمد المذكور و هو جدّ علي المنكر بن أبي البركات بن أبي الحسن علي بن أبي ظريف محمد المذكور، و المنكر جد بني المنكر ببغداد و غيرها.

و أما

1 أبو طالب محمد* بن عمر بن يحيى بن الحسين النسابة
اشارة

، و كان سيّدا فاضلا مات سبع و أربعمائة 2 فعقبه يرجع الى النقيب شمس الدين أبي عبد اللّه أحمد بن النقيب أبي الحسن علي «1» بن أبي طالب محمد المذكور، و كان سيّدا جليلا توفي في جمادي الأولى في سنة احدى و خمسين و أربعمائة عن أربع و ستين سنة فأعقب النقيب

شمس الدين أبو عبد اللّه أحمد
اشارة

من رجلين، و هما أبو محمد الحسن الأسمر، و 1 النقيب نجم الدين اسامة، امه أخت الوزير أبي القاسم المغربي؛ ولّي النقابة سنة اثنتين و خمسين و أربعمائة و قلّت رغبته فيها فاستعفى بعد أربع سنين 2 و توفي في رجب سنة اثنتين و سبعين و أربعمائة و عمره خمس و أربعون سنة، أما

أبو محمد الحسن الأسمر «2» ابن النقيب شمس الدين أحمد

فعقبه يرجع الى ابنه 1 شكر بن الحسن له عقب يقال لهم بنو شكر لهم بقية بالشرفية من دادخ و هو أحد أعمال البلاد الحلية. 2

______________________________

(1) قال العمري في (المجدي): تزوج علي بن أبي طالب هذا فاطمة بنت محمد السابسي فقال الخاطب عند الخطبة:

«و هذا علي بن أبي طالب يخطب كريمتكم فاطمة بنت محمد و قد بذل لها من الصداق ما بذل أبوه لامها علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السّلام لفاطمة الزهراء عليها السّلام فما بقي أحد إلّا و بكى و كان يوما مشهودا فولد ولدين حسنا و حسينا، فهو علي بن أبي طالب زوج فاطمة بنت محمّد أبو الحسن و الحسين.

(2) لأبي محمد الحسن الأسمر هذا ولد آخر اسمه محمد نجم الدين بهاء الشرف أبو الحسن، و هو الذي روى (الصحيفة السجادية) عن الشيخ أبي عبد اللّه محمد بن أحمد بن شهريار الخازن لخزانة الامام علي أمير المؤمنين عليه السّلام و قد ذكر في صدر الصحيفة المذكورة لكنّه لا عقب له.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:255

و أما

النقيب نجم الدين اسامة بن النقيب شمس الدين أحمد
اشارة

فأعقب من رجلين عبد اللّه التقي النسابة و عدنان؛ أما

عدنان بن اسامة

فأعقب من ابنه 1 اسامة بن عدنان بن اسامة، و عقبه يعرفون ببني اسامة كانت لهم بقية بالحلة الى سنة ستين و سعبمائة و أظنّهم انقرضوا.

و كانوا بيتا جليلا مقدّما من أعاظم بيوت العلويين 2 و كان 1 1 زيد بن علي النقيب جلال الدين بن اسامة بن عدنان بن اسامة- و هو أبو الغنائم- شاعرا فاضلا فارق العراق و مضى الى الهند 2 هو و أخوه 1 ضياء الدين أبو القاسم علي و ولّي هناك زعامة الطالبيين؛ و كان أبو القاسم زعيم ألف فارس و ماتا هناك و ما يعرف لهما عقب بالهند.

2 2

و أما

عبد اللّه التقي النسابة أبو طالب بن اسامة
اشارة

و كان عالما فاضلا مجلا- و هو صاحب الحكاية مع السيد جعفر بن أبي البشر الحسني النسابة و قد مرت عند ذكره- فأعقب من رجلين و هما أبو الفتح؛ و 1 أبو علي عبد الحميد بن التقي النسابة الذي انتهى اليه علم النسب و يلقب جلال الدين؛ مولده ليلة الثلاثاء تاسع عشر شوال سنة اثنتين و عشرين و خمسمائة 2.

أما

أبو الفتح بن التقي بن اسامة

فيقال لأولاده بنو التقي و قد انقرضوا،

و أما

أبو علي عبد الحميد بن التقي بن اسامة
اشارة

فأعقب من رجلين، و هما أبو طالب محمد شمس الدين العالم النسابة، و نجم الدين أبو الفتح علي، أما

أبو طالب محمد بن عبد الحميد بن التقي
اشارة

فأعقب من ابنه

1 أبي علي جلال الدين عبد الحميد
اشارة

نقيب المشهد و الكوفة- و كان عالما فاضلا نسابة توفي سنة ست و ستين و ستمائة- وحده 2؛ و أعقب جلال الدين عبد الحميد بن محمد بن عبد الحميد من رجلين، و هما

تقي الدين أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الحميد الثاني

و شمس الدين أبو طالب محمد النسابة الفاضل؛ فمن ولد تقي الدين أبي عبد اللّه الحسين بن عبد الحميد الثاني 1 السيد الجليل النسابة شرف الدين أبو الفضل محمد بن تقي الدين أبي عبد اللّه الحسين المذكور، سافر الى بلاد القرم و أعقب من ابنه تاج الدين عبد الحميد، و له ولد رأيته بسمرقند ثم انتقل الى العراق.

2

و من ولد

شمس الدين أبي طالب محمد النسابة

ابن عبد الحميد الثاني، جلال الدين عبد الحميد الزاهد، و نظام الدين علي النسابة، و نجم الدين عبد العزيز و غياث الدين عبد الكريم قتل دارجا، و أما أبو الفتح علي بن عبد الحميد بن التقي فمن ولده 1 أمير الحاج النقيب بالغري

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:256

تاج الدين أبو الحسن علي 2 بن النقيب مجد الدين أبي الحسين محمد بن أبي الفتح المذكور؛ له عقب بالغري منهم النقيب النسابة فخر الدين صالح بن مجد الدين أبي الحسين عبد اللّه بن تاج الدين المذكور كان نقيبا بالمشهد الغروي زمن نقابة السيد رضي الدين محمد الآوي الأفطسي و له عقب، و منهم غياث الدين عبد الكريم بن تاج الدين أبي الحسن علي المذكور له عقب، منهم 1 السيد لطف اللّه بن عبد الرحيم بن عبد الكريم المذكور، قتله السلطان أحمد بن السلطان أويس ببغداد 2، و 1 منهم السيد الزاهد بهاء الدين علي، و السيد نظام الدين سليمان ابنا عبد الكريم المذكور لهم أعقاب و هم بالمشهد الشريف الغروي كثّرهم اللّه تعالى. 2

و اما

1 أبو الحسن محمد* الشريف الجليل بن عمر بن يحيى بن الحسين النسابة
اشارة

، و هو الشريف الجليل؛ و ربما قيل لأبيه عمر بن يحيى، و كان وجيها متموّلا لم يملك أحد من العلويين ما ملك من الأملاك و الأموال و التنايا؛ قيل إنّه زرع في سنة واحدة ثمانية و سبعين ألف جريبا و صارده بهاء الدولة بن بويه على ألف ألف دينار عينا و اعتقله سنتين و عشرة أشهر و ألزمه يوم إطلاقه تسعين ألف دينار. 2

اخبار محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين النسابة
اشارة

و من أغرب حكاياته انّه كان جالسا في الديوان و المطهر بن عبد اللّه وزير عضد الدولة بن بويه في الديوان، فورد عليه توقيع فيه: ان رسول القرامطة يصل الى الكوفة فينبغي أن تكتب الى الكوفة في تهيئة أسبابه. فأرى الوزير الشريف ذلك التوقيع و أشار اليه بأن يرسل الى الكوفة من يقيم برسم الخدمة مع ذلك الرسول و يهيى ء له منزلا ينزله و ما يحتاج إليه، ثم اشتغل الوزير ببعض مهمات الديوان ساعة و التفت فرأى الشريف جالسا فقال: أيها الشريف إن هذا الأمر ليس مما يتهاون به و لا يتكاسل فيه، فقال الشريف: قد أرسلت الى الكوفة بالخبر و أتى الجواب بتهيئة الأسباب. فتعجب الوزير من ذلك و سأله فأخبره ان عنده ببغداد طيورا كوفية و بالكوفة طيورا بغدادية فلما أمر الوزير بما أمر به أشرت بأن يكتب الى الكوفة على الطير بذلك و جاء الخبر بوصول الكتاب و امتثال الاشارة.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:257

و قال ابن الصابي: و كانت أملاكه لا تسقى من الفرات و لما أرسل عضد الدولة وزيره «1» المطهر بن علي «2» لمحاربة عمران بن شاهين «3» بالبطيحة و اضطربت الامور على المطهر «4» بن علي جرح نفسه حتى مات و سمع منه كلام

يفهم منه الشكاية من الشريف محمد بن عمر «5» فقبض عليه عضد الدولة و نقله الى فارس و دخلت اليد في أملاكه و أسبابه و له حكايات كثيرة تدلّ على سعة جاهه و كثرة ماله و علوّ همته.

فمن عقبه

1 خزعل، و هو أبو محمد الحسن بن عدنان بن الحسن بن محمد بن محمد بن محمد بن عمر بن أبي الحسن محمد

الشريف الجليل المذكور، يقال لولده بنو خزعل المذكور و لهم بقية بالعراق 2، و 1 منهم الآن السيد الطالب بن محمد بن منصور بن حسن بن محمد بن الحسن خزعل*، بسبزوار و خراسان.

2

و أما

أبو محمد الحسن الفارس النقيب بن يحيى بن الحسين النسابة
اشارة

بن أحمد بن عمر بن يحيى بن الحسين ذي العبرة، فكان له خمسة و أربعون ولدا منهم ثلاثون ذكرا و لكن عقبه المتصل من ثلاثة رجال؛ و هم أبو الحسن محمد التقي السابسي «6» الذي عزل الرضي الموسوي عن النقابة، و كان الرضي ختنه، و الحسن الأصم الأسوداوي و أبو طالب عبد اللّه.

______________________________

(1) كان إرسال وزيره لمحاربة الحسن بن عمران بن شاهين سنة 369 و لما فشل الوزير في عمله صالح الحسن بن عمران عضد الدولة على مال يؤديه اليه و في تلك السنة عمّر عضد الدولة بغداد و مشهد الامام أمير المؤمنين عليه السّلام و مشهد الامام الحسين بن علي عليه السّلام و أصلح الطريق من العراق الى مكة؛ و أجرى الجرايات على الفقهاء و المحدثين و المتكلمين و المفسرين و النحاة و الشعراء و النسابين و الأطباء و الحساب و المهندسين، أنظر (تاريخ ابن الأثير) في حوادث سنة 369.

(2) كذا في جميع النسخ و الصحيح (المطهر بن عبد اللّه) كما ذكر آنفا و ذكره ابن الأثير في (الكامل) و غيره.

(3) قصة المحاربة بالبطيحة مع الحسن بن عمران بن شاهين لا مع أبيه عمران كما عرفت، انظر (الكامل) لابن الأثير في حوادث سنة 369، و غيره.

(4) الصحيح (المطهر بن عبد اللّه) كما عرفت.

(5) كان الشريف محمد بن عمر المذكور مع الوزير المطهر في عسكره فاتهمه الوزير بمراسلة الحسن بن عمران و إطلاعه على أسراره، و خاف المطهر ان تنقص منزلته

عند عضد الدولة فأخذ سكينا و أراد قتل نفسه فقطع شرايين ذراعه فنزف منه الدم ثم مات و حمل الى بلده كازرون فدفن بها.

(6) يعرف بهذا اللقب لما كان يملكه من الإقطاعات في (سابس) من جانبي نهرها المشهور، و دفن بها بعد وفاته و كان نقيب النقباء ببغداد و أميرا على الحاج.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:258

أما

أبو الحسن التقي السابسي بن أبي محمد الحسن الفارس

- و كان لعقبه رياسة و نباهة و الآن قد لحقهم خمول- فعقبه المتصل من رجلين؛ أبي العلى محمد و 1 أبي علي الحسن «1» و قيل الحسين، و قيل عمر كان سبب الفتنة بين العلويين و العباسيين، و كان الشريف المرتضى؛ يكرمه و كان يقول: إذا قيل اللّهم صلّ على محمّد و آله دخل أبو علي، فاذا قيل الطاهرين خرج. و بقيتهما بواسط.

2

و أما

الحسن الأصم الأسوداوي بن أبي محمد الحسن
اشارة

الفارس النقيب فعقبه من أبي تغلب علي نقيب النقباء بسوراء بن الحسن الأصم، فأعقب أبو تغلب علي من ثلاثة رجال، أبو القاسم الحسين التقي، و أبو الغنائم محمد، و أبو الفضل علي؛ و كان له ابن رابع يكنى 1 أبا طاهر و اسمه محمد، و قيل هبة اللّه 2، أعقب ابنا انقرض الإبن، و انتمى اليه رجل اسمه 1 محمد و يلقب بقرة، خدم الديوان بسوراء فلقب العامل و عرف بذلك. قال التقي عبد اللّه بن اسامة؛ انكره أبوه و أعمامه و بقي و هو على دعواه برهة و حسنت حاله و ضمن معاملة سوراء أكثر من أربعين سنة و احتاج أبو طاهر هبة اللّه اليه فأقرّ به بعد إنكاره. قال الشيخ عبد الحميد بن التقي بن اسامة الحسيني: و أما العامل فالغمز فيه قويّ ظاهر أمه بنت المكحول كانت غير مأمونة على نفسها تزوّجها أبو طاهر و هي حاملة من زوج آخر يعرف بابن ذودة الملّاح، و للعامل عقب متصل بسوراء الى الآن و اللّه بحالهم أعلم. 2

- أما

أبو القاسم الحسين التقي بن أبي تغلب

فمقل، و عقبه يرجع الى 1 محمد بن أبي الفتوح محمد بن أبي الحسين محمد بن محمد الضرير بن أبي القاسم التقي المذكور يعرف

______________________________

(1) الى أبي علي الحسن هذا ينتهي نسب العلّامة الشهير السيد علي الكبير الحائري الملقب بالأمير المتوفى بالحائر سنة 1307، فانّه رحمه اللّه ابن منصور بن أبي المعالي محمد بن أحمد نقيب البصرة ابن شمس الدين محمد البازيان ابن شريف الدين محمد بن عبد العزيز بن أبي الحسن علي الرئيس ابن محمد بن علي القتيل ابن الحسن النقيب ابن أبي الفتوح محمد بن الحسن بن عيسى الكريم ابن عز الدين عمر المحدث

ابن تاج الدين أبي الغنائم محمد بن محمد النقيب ابن الشريف أبي علي الحسن، المذكور، و كان السيد علي الكبير الحائري المذكور علّامة كبيرا تلميذا للعلّامة الوحيد الاستاذ البهبهاني الحائري رحمه اللّه و قد قام بأعمال مهمة و خلّف صدقات جارية النفع و الثمر في الحائر الشريف، و له عقب منتشر حتى اليوم في بلاد العرب و العجم يعرف ابناؤه (آل الأمير السيد علي الكبير) و بيتهم بيت مجد و شرف. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:259

بسندر، و به يعرف ولده.

2

- و أما

أبو الغنائم محمد بن أبي تغلب

فأعقب من ابنه 1 أبي عبد اللّه محمد الملقب شميرة وحدة، و يقال لولده بنو شميرة و هم بسوراء.

2

- و أما

أبو الفضل علي بن أبي تغلب
اشارة

و في ولده البيت فأعقب من رجل واحد و هو مجد الشرف أبو نصر أحمد بن أبي الفضل علي، و أعقب مجد الشرف من رجلين و هما أبو عبد اللّه محمد مجد الشرف، و أبو الفضل علي كمال الشرف.

فمن ولد أبي عبد اللّه محمد مجد الشرف بن أبي نصر أحمد بن أبي الفضل علي، الفقيه العامل فخر الدين يحيى بن أبي طاهر هبة اللّه بن شمس الدين أبي الحسن علي بن محمد مجد الشرف المذكور، و كان سيّدا فاضلا جليل القدر، و له ثلاثة بنين الفقيه الزاهد تاج الدين محمد أبو الغنائم؛ و النقيب الطاهر زين الدين أبو طاهر هبة اللّه، و جلال الدين أبو القاسم.

- أما

1 زين الدين هبة اللّه*

فتولى النقابة الطاهرية و صدارة البلاد الفراتية و غيرها، و قتل بظاهر بغداد سنة احدى و سبعمائة، قتله بنو محاسن بدم صفي الدين بن محاسن، و كان السيد قد أمر به فرفس فمات، و قتلوه قتلة شنيعة، و رخص لهم في ذلك أدينة حاكم بغداد، و كان السيد زين الدين جليلا كريما؛

2 و أما

1 جلال الدين أبو القاسم*

فكان فقيها زاهدا فلما قتل أخوه زين الدين توجه الى حضرة السلطان غازان و تولى النقابة الطاهرية و القضاء و الصدارة بالبلاد الفراتية، و قتل كلّ من حل في قتل أخيه و تجرى على الفتك و سفك الدماء و طالت حكومته 2، و أعقب من ابنه نقيب النقباء بهاد الدين داود.

و أما الفقيه

تاج الدين أبو الغنائم محمد بن الفقيه أبي طاهر يحيى

و كان زاهدا نقيبا فأعقب من ابنه شرف الدين عبد اللّه.

و من ولد

كمال الشرف أبي الفضل علي نقيب النقباء

ابن أبي نصر أحمد بن أبي الفضل علي و يقال لولده بنو أبي الفضل بسوراء، النقيب صفي الدين أبو الحسين زيد بن النقيب جلال الدين علي بن النقيب أبي الحسين زيد بن أبي الفضل المذكور له عقب؛ و منهم 1 عز الشرف محمد بن أبي الفضل علي؛ و كان عالما زاهدا نقيبا نسابة أعقب من ولده 2 1 أبي عبد اللّه الحسن الملقب بعز الدين النقيب العالم الزاهد النسابة 2، و أعقب أبو عبد اللّه الحسن من

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:260

ولده أبي تغلب عميد الدين علي الكريم الزاهد التقي الورع، و أعقب عميد الدين علي من ولده أبي محمد جلال الدين الحسن النقيب النسابة الفاضل الزاهد و كان ذا كرم و شجاعة، و أعقب جلال الدين الحسن من ولده 1 أبي تغلب عميد الدين علي بسوراء المدينة، له شهرة عظيمة و كرامات كثيرة و فضائل جمّة بعد آبائه الطاهرين، و كان في غاية الزهد يلبس الصوف و يأكل الشعير؛ و كان ذا مال جزيل أنفقه في سبيل اللّه تعالى و كان حليما شجاعا عالما نقيبا له قدم ثابت في كلّ فن من العلوم و فضائله أجلّ من أن تحصى.

أعقب من خمسة رجال 2، 1 جلال الدين الحسن «1» الكريم الزاهد، كان أيضا يلبس الصوف و فضائله أيضا كثيرة 2، و غياث الدين الحسين العالم الفاضل صاحب الأموال العظيمة و القدر الرفيع، و أبي عبد اللّه محمد، و أبي العباس أحمد الكريم العالم صاحب الأخلاق المرضية و النفس الرفيعة، و أبي طاهر سليمان، له شجاعة و خلق حسن. فمن ولد جلال الدين الحسن

ناصر الدين محمد له أولاد، و من ولد غياث الدين الحسين 1 زين الدين علي؛ و أبو عبد اللّه محمد، و عميد الدين علي، و لكلّ منهم أولاد بالمشهد المقدس الغروي 2، و أبو عبد اللّه محمد له بنت، و من ولد أبي العباس أحمد بن أبي تغلب 1 علي و يلقب زين العابدين، النقيب النسابة العالم الفاضل الزاهد الشجاع العابد الكريم 2 و نجم الدين أبو القاسم الشجاع العابد الكريم، و أبو عبد اللّه الحسين ذو المال و الكرم و الشجاعة، و 1 شمس الدين محمد و يكنى بأبي علي العالم الورع النقيب النسابة 2؛ و أبو الفضل أحمد؛ و لكلّ منهم أولاد، و من ولد أبي طاهر سليمان، 1 أبو تغلب عميد الدين علي العالم الفاضل الشاعر المحدث، له أولاد و هم الآن بالمشهد الغروي و بالحلة أيضا و غيرها و لهم أعقاب كثيرون و أولاد منتشرون مشهورون بآل أبي الفضل و الآن بآل عميد الدين، و هم سادة نقباء صلحاء كثّر اللّه تعالى في السادات أمثالهم. 2

و أما 1

أبو طالب عبد اللّه* بن أبي محمد الحسن الفارس

فله عقب كثير متفرّق بالحلة و سوراء و واسط و طرابلس و غيرها 2، فمنهم اسامة بن محمد بن معالي بن المسلم بن عبد اللّه

______________________________

(1) جلال الدين بن علي هذا هو الذي التمس (هذا الكتاب) من مصنفه؛ فصنفه باسمه. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:261

المذكور له عقب بالحلة به يعرفون، منهم 1 فضائل بن معد بن اسامة المذكور له عقب بالحلة يقال لهم بنو فضائل 2، و منهم 1 نصر اللّه بن محمد بن معالي المذكور له عقب بالحلة و سوراء يقال لهم بنو نصر اللّه 2 و منهم 1 علي الدماغ بن

أبي البركات محمد بن أبي طالب عبد اللّه المذكور له عقب بواسط يقال لهم بنو الدماغ 2 و منهم أبو علي عمر بن أبي البركات محمد المذكور، له عقب و منهم أبو الحسين يحيى بن أبي طالب عبد اللّه الأول المذكور له عقب؛ منهم بنو الجعفرية، و هم ولد علي بن يحيى المذكور، و امه جعفرية بها يعرف ولده، و كان أبو الحسين يحيى قد أنكره أبوه مدة ثم رجع عن ذلك، و منهم بنو أبي الفضل المعروفون ببني زريق بمشهد القاسم من بريسما، و هم أولاد علي بن أبي الفضل محمد بن أبي طالب محمد بن أبي الفضل محمد بن أبي البقاء محمد بن علي بن يحيى المذكور، و منهم بنو الضياء بمشهد القاسم أيضا، و هو أبو الحسن علي بن أبي طالب محمد المذكور و منهم بنو الطوير و هو علي بن أبي الفضائل محمد يدعى فضائلا بن علي بن يحيى المذكور، و هم بالغري.

و أما

الحسين القعدد بن الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
اشارة

عليه السلام فأعقب من ثلاثة محمد و يحيى و زيد.

أما

يحيى بن الحسين القعدد

عمدة الطالب، ابن عنبة 261 يحيى بن الحسين القعدد ..... ص : 261

عقب من القاسم كان بالطائف، و منه في ابي جعفر محمد، له بقية بالطائف و الحناطين من مكة.

قال ابن طباطبا: و أما

محمد بن الحسين القعدد

فأعقب من أحمد و الحسن و الحسين، و القاسم، و محمد. و العقب من أحمد بن محمد بن الحسين القعدد في ولده الحسين الملقب برغوثة بن أحمد بن محمد بن الحسين القعدد له عقب و قال ابن طباطبا: برغوثة هو الحسين بن عبيد اللّه بن الحسين بن أحمد بن محمد بن الحسين القعدد، و أما الحسن بن محمد بن الحسين القعدد فولده 1 بشيراز منهم أبو علي الحسن 2 بن محمد الأعور بن عبد اللّه بن الحسن المذكور نقيب الموصل، و هو أخو أبي الحسن علي بن أحمد بن اسحاق بن جعفر المولتاني العمري نقيب بغداد- لامه، و أما أبو الحسن علي بن محمد بن الحسين القعدد فولد

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:262

أبا محمد الحسن الملقب بالجاموس لا بقية له «1».

و أما

زيد بن الحسين القعدد

فأعقب بقصر ابن هبيرة من أبي عبد اللّه زيد بن زيد، كان له 1 أبو عبد اللّه الحسين بن زيد كان بحلب و انتقل الى دمشق و كان أقعد ولد الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام نسبا. 2

و أما

علي بن ذي العبرة
اشارة

فأعقب من زيد الشبيه النسابة- له كتاب المقتل و له مبسوط في النسب- وحده.

و أعقب زيد الشبيه من رجلين محمد الشبيه و الحسين.

أما

الحسين بن زيد الشبيه النسابة

فأعقب من رجلين علي الأحول و القاسم التن، فمن ولد علي الأحول بن الحسين بن زيد النسابة و كان نقيبا ببغداد أبو الحسين محمد بن الحسين النقيب ابن علي الأحول، كان جليلا خيّرا ديّنا كريما له مكارم و فضائل و لا بقية له من المذكور، و لأخيه أبي محمد عبيد اللّه بن الحسين بقية، و الأول هو أبو الحسين بن الشبيه النسابة صاحب المبسوط.

و أما

محمد الشبيه ابن زيد النسابة
اشارة

بن علي بن ذي الدمعة فأعقب من ثلاثة أحمد، و الحسن الفقيه و اسماعيل شير شير.

أما

اسماعيل شير شير بن محمد الشبيه بن زيد النسابة

فمن ولده اسماعيل المجيب ابن محمد بن اسماعيل المذكور له عقب، و علي الجمال بن محمد بن اسماعيل المذكور له عقب، و 1 الحسين بن محمد بن اسماعيل المذكور يلقب المنمش له عقب 2، و أما الفقيه الحسن ابن محمد الشبيه بن زيد النسابة فأعقب بالبصرة و من ولده بنو الشبيه بالبصرة و الحلة و هم قليل، أعقب الحسن الفقيه من رجلين، و هما أبو جعفر محمد، و أحمد أما أبو جعفر محمد، له جعفر له عقب منتشر منهم أبو علي محمد بن الحسين بن محمد بن جعفر بن أبي جعفر محمد المذكور، و منهم أبو الحسين عبد اللّه بن جعفر بن أبي جعفر محمد المذكور و أما أحمد

______________________________

(1) بقى من أولاد محمد بن الحسين القعدد، الحسين، و القاسم؛ و محمد لم يذكر عقبهم، و قد صرّح أولا بأن أباهم محمد بن الحسين القعدد أعقب منهم أيضا كما أعقب من أخويهم أحمد و الحسن فليلاحظ. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:263

بن الحسن الفقيه بن محمد الشبيه فأعقب من ابنه محمد بالبصرة، له عقب منهم 1 أبو عبد اللّه محمد النقيب الأبلة بن أحمد بن محمد المذكور- آخر ولد الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد بن علي بن الحسين عليه السّلام.

2

اخبار عيسى موتم الاشبال ابن زيد الشهيد ابن الامام السجاد عليه السّلام
اشارة

و أما 1 عيسى موتم الأشبال* بن زيد الشهيد بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب و يكنى أبا يحيى، و كان وصي إبراهيم قتيل باخمرى ابن عبد اللّه المحض و حامل رايته، فلما قتل إبراهيم اختفى عيسى «1» الى أن مات، و كان أبو جعفر المنصور قد بذل له الأمان و أكده. و كان شديد الخوف منه لم يأمن وثوبه

عليه، فقيل لعيسى في ذلك فقال: و اللّه لئن يبيتن ليلة واحدة خائفا مني أحبّ اليّ مما طلعت عليه الشمس، و انما سمّي موتم الأشبال لأنّه قتل أسدا «2» له أشبال فسمّي موتم أشبال؛ فخرج عيسى مع محمد بن عبد اللّه النفس الزكية ثم مع أخيه إبراهيم، و كان ابراهيم قد جعل له الأمر بعده، و كان حامل رايته فلما قتل إبراهيم استتر و لم يتم له الخروج فبقي مستترا أيام المنصور و أيام المهدي و أيام الهادي و صلّى عليه الحسن بن صالح سرّا و دفنه.

و كان عيسى في بعض أوقات اختفائه يستقي الماء على جمل فحكى لي الشيخ النقيب تاج الدين باسناده عن محمد بن محمد بن زيد الشهيد؛ قال: محمد بن محمد قلت لأبي محمد بن زيد: أريد أن أرى عمي عيسى. فقال: اذهب الى الكوفة فإذا وصلتها اذهب الى الشارع الفلاني و اجلس هناك، فانه سيمر بك رجل آدم طويل له سجادة بين عينيه؛ يسوق

______________________________

(1) كان اختفاؤه في دار الحسن بن صالح بن حي، و كان الحسن من كبراء الشيعة الزيدية في الكوفة له معرفة في الفقه و الكلام و له فيهما المصنفات و تزوج عيسى ابنته و مات الحسن بعد عيسى لستة أشهر و له ثمان و ستون سنة و كانت ولادة عيسى في المحرم سنة 109، و مات بالكوفة في دار الحسن 196 و عمره ستون سنة، ذكره أبو نصر البخاري في (سر السلسلة العلوية) و كان عيسى أفضل من بقي من أهله دينا و ورعا و زهدا مع علم كثير و رواية للحديث و هو مقبول الرواية عند علماء الرجال.

(2) فانه لما انصرف من وقعة باخمرى و معه

أصحابه خرجت عليهم لبوة و معها أشبالها و تعرّضت للطريق فقتلها عيسى فقيل له إنّك أيتمت أشبالها. قال: أنا موتم الأشبال. فكان أصحابه بعد ذلك يلقبونه به. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:264

جملا عليه مزادتان كلما خطا خطوة كبّر اللّه سبحانه و سبّحه و هلّله و قدّسه، فذاك عمك عيسى فقم اليه فسلّم عليه. قال محمد بن محمد بن زيد: فذهبت الى الكوفة فلما وصلتها جلست حيث أمرني أبي فلم ألبث أن جاء الرجل الذي وصفه لي أبي و بين يديه جمل عليه راوية فقمت اليه و أكببت على يديه أقبلهما فذعر مني فقلت: أنا محمد بن زيد. فسكن ثم أناخ جمله و جلس الى في ء في ظلّ حائط هناك و حدّثني ساعة، و سألني عن أهلي و أصحابه ثم ودّعني و قال لي: يا بني لا تعد إلي بعد هذا فاني أخشى الشهرة.

قال الشيخ تاج الدين: و كان عيسى بن زيد قد تزوّج امرأة بالكوفة أيام اختفائه لا تعرفه؛ و ولد منها بنتا و كبرت البنت و كان عيسى يستقي الماء على جمل لبعض السقائين و لذلك السقا ابن قد شب فأجمع رأي ذلك الرجل و رأى زوجته أن يزوّجا ابنهما من ابنة عيسى بن زياد لما رأيا من صلاحه و عبادته و هما لا يعرفانه و ذكرا ذلك لامرأته فطار عقلها فرحا و ظنّت انها قد حصل لها ما لم تكن ترجوه فذكرت ذلك لعيسى بن زيد فتحيّر في أمره و لم يدر ما يصنع فدعا اللّه تعالى على ابنته تلك فماتت و تخلص من الواسطة. و لما ماتت الصبية جزع عيسى عليها جزعا شديدا و بكى فقال له بعض أصحابه الذين يعرفون

حاله:

و اللّه لو قيل لي من أشجع أهل الأرض لما عدوتك و أنت تبكي على بنت؟ فقال عيسى؟ و اللّه ما أبكي جزعا عليها و إنما أبكي رحمة لها إنها ماتت و لم تعلم أنّها فلذة من كبد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.

و كان عيسى قد كتم نسبه من امرأته و ابنته خوفا من أن يظهرا ذلك فيؤخذ و كان قد حجّ بعض السنين في حال اختفائه و جلس الى سفيان الثوري فسأله عن مسألة، فقال سفيان:

هذه المسألة على السلطان فيها شي ء و لا أقدر على الجواب عنها. فقال له بعض أصحاب عيسى إنّه ابن زيد، فقال سفيان: من يعرف هذا؟ فقام جماعة من أصحاب عيسى الحاضرين فشهدوا على انّه عيسى بن زيد بن علي بن الحسين عليه السّلام فنهض اليه سفيان و قبّل يديه و أجلسه مكانه و جلس بين يديه و أجابه عن سؤاله.

و يحكى ان محمدا المهدي دخل بعض المواضع بحلوان فوجد مكتوبا على الحائط:

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:265 منخرق الخفين يشكو الوجى تبكيه أطراف القنا و الحداد

شرده الخوف فأزرى به كذاك من يكره حر الجلاد

قد كان في الموت له راحةو الموت حتم في رقاب العباد «1» فبكى بكاء شديدا و وقع تحت كلّ بيت: أنت آمن. فقيل له: أ تعرف من كتب هذه الأبيات يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم، و من يكتبها غير عيسى بن زيد و وددت انّه ظهر إلي فأعطيه جميع ما يروم. و كان حاضر وزير عيسى بن زيد و المطلوب به و أعظم أصحابه فلما توفي عيسى بن زيد أوصى إليه بابنيه أحمد و زيد و هما طفلان فأخبرهما حاضر و جاء بهما الى باب الهادي موسى

بن محمد بن المنصور فقال للحاجب: استأذن لي على أمير المؤمنين.

قال: و من أنت؟ قال: حاضر صاحب عيسى بن زيد. فتعجب الحاجب من ذلك و ظن أنّه يكذب، فقال له: ويحك قد و اللّه عرضت نفسك للهلاك و إن لم تكن حاضرا، إن كنت صاحب حاجة تريد قضاءها بالدخول الى أمير المؤمنين فبئست الوسيلة أن تدّعي أنّك حاضر صاحب عيسى بن زيد فانه و اللّه يقتلك. فقال له حاضر: دع فاني و اللّه حاضر صاحب عيسى بن زيد. فقال الحاجب: هذا و اللّه العجب يجيى ء حاضر الى باب الهادي برجليه و يستأذن عليه. فلما رأى إصراره أمر بمحافظته لئلا يهرب و دخل الى الهادي متعجبا فقال له الهادي:

ما وراك؟ قال: إن بالباب رجلا يزعم أنّه حاضر يستأذن في الدخول عليك. فتعجب الهادي من ذلك و أمر بإدخاله فدخل و سلّم فقال له الهادي: أنت حاضر؟ فقال: نعم. قال: ما جاء بك؟ قال أحسن اللّه عزاك في ابن عمك عيسى بن زيد. فنهض الهادي من دسته الى الأرض و سجد طويلا ثم رجع إلى مكانه فقال حاضر: يا أمير المؤمنين إنّه ترك طفلين و لم يترك عندهما شيئا و أوصاني أن أسلمهما إليك. فأمر الهادي باحضارهما فادخلا عليه فوضعهما على فخذه و بكى بكاء شديدا و عفا عن حاضر و قال له: إنما كنت أحذرك لمكان عيسى فأما الآن فقد عفوت عنك. و أمر له بجائزة فلم يقبلها و كان عيسى بن زيد مع شجاعته و زهده

______________________________

(1) هي من أبيات سبعة ذكرها أبو الفرج في (المقاتل) و روى الشطر الثاني من البيت الأول (تنكبه أطراف مرو حداد) و هو الأصح مثله رواها اليعقوبي في تاريخه إلّا

انّه قال: تمثّل بها زيد الشهيد بن علي بن الحسين عليه السّلام لما أخرجه يوسف بن عمر الثقفي من الكوفة بأمر هشام بن عبد الملك. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:266

شاعرا فمن شعره قوله:

إلى اللّه أشكو ما نلاقي و إننانقتل ظلما جهرة و نخاف

و يسعد أقوام بحبهم لناو نشقى بهم و الأمر فيه خلاف 2

عقب عيسى موتم الاشبال ابن زيد الشهيد
اشارة

فأعقب أبو الحسين عيسى بن زيد من أربعة رجال «1» أحمد المختفي و زيد و محمد و الحسين غضارة.

أما 1

أحمد المختفي* بن عيسى موتم الأشبال بن زيد
اشارة

فكان عالما فقيها كبيرا زاهدا و امه عاتكة بنت الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن الحارث الهاشمية و مولده سنة ثمان و خمسين و مائة. و وفاته سنة أربعين و مائتين و عمى آخر عمره و كان قد بقي في دار الخلافة منذ تسلّمه الهادي كما ذكرناه عند وفاة أبيه و لما مات الهادي كان عند الرشيد الى أن كبر و خرج فأخذ و حبس فخلص؛ و اختفى الى أن مات بالبصرة و قد جاوز الثمانين فلذلك سمّي المختفي.

قال الشيخ أبو نصر البخاري: طلبه المتوكل فوجده في بيت ختنه بالكوفة و هو اسماعيل بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن الحسن بن عبيد اللّه بن العباس بن علي بن أبي طالب عليه السّلام و كانت تحته أمة اللّه بنت أحمد بن عيسى بن زيد فوجده و قد نزل الماء في عينيه فخلّى سبيله. و حكى الشيخ أبو الفرج الاصفهاني في كتاب «الأغاني» الكبير: ان اسحاق بن ابراهيم الموصلي المصلّي المغني مات في رمضان سنة خمس و ثلاثين و مائتين و نعي

______________________________

(1) ولد لعيسى بن زيد؛ الحسين و محمد، أمهما عبدة بنت عمر بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام، و أحمد، أمه عاتكة بنت الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن الحارث بن عبد المطلب؛ و زيد، امه أم ولد. قاله أبو نصر البخاري في (سر السلسلة العلوية) و زاد أبو الحسن العمري في (المجدي) جعفرا و الحسن و عمر و يحيى و بنات أربعا رقية الكبرى؛ و رقية الصغرى

و زينب و فاطمة. و هي التي ماتت في حياة أبيها و كانت امها من عامة أهل الكوفة أما رقية الكبرى فخرجت الى جعفر ديباجة بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام؛ فولدت له محمّدا. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:267

الى المتوكل فغمّه و حزن عليه و قال: ذهب صدر عظيم من جمال الملك و بهائه و زينته. ثم نعي اليه بعده أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين عليه السّلام فقال: تكافأت الحالتان، و قام الفتح بوفاة أحمد- و ما كنت آمن وثبته عليّ- مقام الفجيعة باسحاق فالحمد للّه على ذلك. هذا كلامه. و أوّل ما طالعت هذه الحكاية في «كتاب الأغاني» كتبت على حاشية ذلك الكتاب بيتا بذهني في الحال و هو:

يرون فتحا مصيبات الرسول و يغتمون إن مات في الأقوام عواد فأعقب أحمد المختفي «1» بن عيسى بن زيد من رجلين، محمد المكفل، و علي أما محمد بن أحمد المختفي فكان وجيها فاضلا، قال الشيخ أبو نصر البخاري: قال محمد بن زكريا العلائي كنّا عند محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد فتذاكرنا بالأخبار و الأبيات فذكر قريشا بطنا بطنا ثم كنانة و هذيل ثم ابتدأ ربيعة لما فرغ من مضر فما ترك منها بيتا إلّا ذكره.

ثم لما فرغ من ربيعة ذكر اليمن؛ ثم قال دعونا من هذا كلّه و أنشد:

إن العباد تفرّقوا من واحدفلأحمد السبق الذي هو أفضل

هل كان يرتجل القرآن أبوكم أم كان جبريل عليه ينزل؟؟

أم من يقول اللّه حين يخصّه بالوحي: قم يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ؟؟ 2 فأعقب محمد بن أحمد المختفي من ابنه علي بن محمد و أعقب علي بن

محمد بن أحمد من رجلين يحيى و عبيد اللّه الضرير، أما يحيى بن علي بن محمد بن أحمد فولده بدمشق؛ منهم علي بن محمد بن علي بن يحيى بن علي المذكور كان بمصر، و 1 زيد بن يحيى بن علي المذكور، كان بدمشق. 2

و أما عبيد اللّه الضرير بن علي بن محمد بن أحمد المختفي فمن ولده الحسن بن عبيد اللّه له عقب ببغداد، و أحمد بن عبيد اللّه يلقب المقمص له عقب ببغداد منهم محمد بن أحمد بن حمزة بن أحمد بن عبيد اللّه المذكور.

______________________________

(1) قال العمري في (المجدي): كان أحمد يكنى أبا عبد اللّه و كان مختفيا بالبصرة و قبره بها، و روى الحديث و كان ذا فضل و مات أيام المتوكل سنة 247 و له تسعون سنة؛ و ولد محمدا الأكبر أبا القاسم؛ و أحمد، و الحسين و عليا و محمّدا أبا جعفر. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:268

اخبار علي بن محمد صاحب الزنج

هذا ما ذكره النسابون مثل شيخ الشرف أبي الحسن محمد بن أبي جعفر العبيدلي؛ و أبي الحسن علي بن محمد العمري؛ و الشريف أبي عبد اللّه الحسين بن طباطبا الحسني؛ و غيرهم؛ و زعم قوم آخرون منهم بريه الهاشمي، و هو ابراهيم بن محمد بن اسماعيل بن جعفر بن سليمان الهاشمي النسابة؛ و أبو الحسين زيد بن كتيلة الحسيني النسابة: ان علي بن محمد صاحب الزنج صحيح النسب في آل أبي طالب و قال الشيخ أبو علي أحمد بن مسكويه في كتاب «تجارب الامم» سمعت جماعة من آل أبي طالب يذكرون انّه علوي صحيح النسب في آل أبي طالب، و كان هذا الرجل يدّعي انّه علي بن محمد بن أحمد المختفي فان كان

ما يدعيه صحيحا بطل عقب علي بن محمد الذي ذكره شيخ الشرف و ابن طباطبا و العمري و غيرهم، إذ صاحب الزنج لا يصحّ له عقب و أولاده قتلوا بالابلة، و مع هذا فهو لم يقدر على تصحيح نسبه حال حياته فكيف يثبته عقبه من بعده. و يقال انّه كان ورزنينيا «1» و انّه ادّعى هذا النسب و قال بعضهم: هو علي بن محمد بن عبد الرحيم و نسبه في عبد القيس و امه قرّة بنت علي بن حبيب من بني أسد بن خزيمة، خرج بالأهواز في خلافة المهتدي باللّه ثم سار الى البصرة و ملكها و كان قد استغوى الزنج و هم إذ ذاك بالبصرة و الأهواز و نواحيها كثيرون و كان أهل تلك النواحي يشترونهم و يستعملونهم في أملاكهم و ضياعهم و بساتينهم و تابعه جماعة من الاعراب و غيرهم و فعل ما لم يفعله أحد قبله؛ و توجه الى بغداد زمن المعتمد على اللّه أبي العباس أحمد بن المتوكل، فقام بحربه طلحة بن المتوكل و هو الملقب بالموفق و هو إذ ذاك القائم بأمور الخلافة و ان كان المتسمّي بها أخوه؛ فلم يزل يكايده حيلة و مكابرة و مناهرة و مصابرة إلى أن قتله في يوم السبت لليلتين بقيتا من صفر سنة ثلاث و سبعين و مائتين و كان المدبر لأمر الحرب و الناظر في أمور الموفق صاعد ابن مخلد، و كانت مدّة صاحب الزنج من وقت ظهوره إلى وقت قتله أربع عشرة سنة و أربعة أشهر و ستة أيام.

______________________________

(1) ورزنين بفتح الواو ثم الراء المهملة الساكنة و الزاي المعجمة المفتوحة بعدها النون المكسورة ثم الياء التحتانية بعدها النون. من أعيان قرى

الري كالمدينة.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:269

و كان قاسي القلب ذميم الأفعال و حسبه من ذلك تمكن الزنج من دماء المسلمين و نسائهم و أموالهم؛ و يحكى ان امرأة علوية أسرها زنجي و كان يسي ء اليها فعارضته ذات يوم و اشتكت اليه ما يفعل بها الزنجي فقال لها: أطيعي مولاك. و قد قيل انّه كان خارجي المذهب يرى تكفير من ليس على رأيهم من أهل القبلة و كان صاحب الزنج مع شدّة قلبه و قوّة نفسه فصيح اللسان شاعرا، أنشدني له النقيب تاج الدين:

الموت يعلم لو بدالي خلقه ما هبت خلقه

و السيف يعلم انني أعطيه يوم الروع حقه

و مدجج كره الكماةنزاله فضربت عنقه

و قبلت ما أوصى به جدّي أبي و سلكت طرقه

و علمت ان المجد ليس ينال إلّا بالمشقة و أنشدني أيضا له قدّس اللّه روحه:

كم قد نماني من رئيس قشوردامي الأنامل من خميس ممطر

خلقت أنامله لقائم مرهف و لدفع معضلة و ذروة منبر

ما إن يريد إذا الرماح شجرنه درعا سوى سربال طيب العنصر

و يقول للطرف اصطبر لشبا القنافعقرت طرف المجد إن لم تعقر

و إذا تأمل شخص ضيف مقبل متسربل سربال ليل أغبر

أومى الى الكوماء: هذا طارق نحرتني الأعداء إن لم تنحري و له ديوان مفرد و رأيت كثيرا من نسخه، و قد نحل كثيرا من أشعار علي بن محمد الحماني.

و أما 1 علي بن أحمد المختفي بن عيسى بن زيد فأعقب بكرمان و خراسان 2 منهم علي بن الحسين بن علي المذكور. قال الشيخ رضي الدين المدني: فيه قول. و له عقب منهم الحسن الديلمي بن علي بن داعي بن مهدي بن عبيد اللّه بن علي المذكور.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:270

و أما

زيد «1» بن عيسى موتم الأشبال

فقال شيخ الشرف العبيدلي النسابة: أعقب من محمد و الحسين،

قال ابن طباطبا: و لم أر للحسين ذكرا في المعقبين، و العقب من محمد بن زيد بن عيسى موتم الأشبال من أحمد، و محمد يلقب أبزار رطب و الحسن.

أما أحمد بن محمد بن زيد فأعقب من خمسة رجال؛ و هم أبو عبد اللّه محمد، و أبو علي محمد، و أبو الحسن محمد و أبو أحمد محمد، و أبو جعفر محمد.

- أما أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن محمد بن زيد فأعقب من ثلاثة أبو محمد عيسى الشاعر، و أبو علي الحسين، و أبو القاسم جعفر، أما أبو محمد عيسى الشاعر فولده أبو عبد اللّه محمد يدعى حيدرة، له عقب، و أما أبو علي الحسين بن أبي عبد اللّه محمد بن أحمد بن محمد بن زيد، و يدعى بقرات و يقال لولده بنو بقرات و كان لهم بقية بمصر الى بعد الستمائة، فأعقب من علي بن الحسين، و لعلي زيد و مسلم لهما أعقاب، و أما أبو القاسم جعفر بن أبي عبد اللّه محمد بن أحمد بن محمد بن زيد فله عقب من ابنه محمد.

و أما أبو أحمد محمد بن أحمد بن محمد بن زيد فأعقب من رجلين و هما أبو محمد الحسن الشاعر و أبو جعفر أحمد الشاعر لهما أعقاب منهم القاسم علي بن محمد بن أحمد الشاعر المذكور و هو نقيب مصر الزيدي الخير الفاضل المقتول بمصر أيام الحاكم؛ و ابنه أبو الحسن علي نقيب مصر بعد أبيه لا بقية له.

- و أما أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن زيد فعقبه بخراسان؛ منهم الحسن بن مهدي بن أبي الحسن محمد المذكور و من ولده اسماعيل بسمرقند له عقب و الحسين بن

زيد بن أبي الحسن محمد المذكور له أولاد و لهم أعقاب و أما أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن زيد فأعقب من أبي محمد الحسن، و أبي جعفر أحمد و أما محمد أبزار رطب بن محمد بن زيد بن موتم الأشبال فمن ولده علي، و زيد، و أحمد بنو الحسين بن محمد أبزار رطب لهم أعقاب، و أما الحسن بن محمد بن زيد بن عيسى موتم الأشبال فعقبه عن الشيخ

______________________________

(1) مات زيد هذا بالمدينة بعد قتل الأمين.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:271

أبي نصر البخاري، من علي بالري. و لعلي هذا الحسين و الحسن.

و أما

محمد بن عيسى موتم الأشبال

فله عقب كثير منتشر، و جمهور عقبه يرجع الى 1 علي العراقي بن الحسين بن علي بن محمد المذكور، ورد العراق و أقام بها فعرف عند أهل الحجاز بالعراقي، و أعقب من خمسة رجال بين مقل و مكثر و البقية الآن من ولده في رجلين 2، أكثرهما عقبا أبو الحسين أحمد الدعكي، أعقب من جماعة منهم جعفر بن الدعكي فمن ولده دب المطبخ، و هو أبو منصور محمد بن حمزة بن أحمد بن علي بن جعفر المذكور، و ابنه أبو البشائر «أبو الثائر» زيد بن أبي منصور له عقب، و منهم عبد العظيم بن الدعكي و يدعى ميمونا فمن ولده نور الدين أبو العز علي بن محمد بن عبد العظيم المذكور له عقب، و منهم أبو عبد اللّه محمد الكروشي بن الدعكي و عقبه ينتهي الى أبي علي ابراهيم بن القاسم بن محمد الكروشي المذكور، و أعقب ابراهيم هذا من رجلين؛ و هما أبو الحسن علي الجزار، و أبو العز ناصر يعرف بعزيز.

فمن ولد علي الجزار محمد المقري بن يحيى

بن علي الجزار له عقب، و أما أبو العز ناصر* فأعقب من رجلين علي يدعى المسقلة؛ و أبي الفتوح شكر، أما علي المسقلة فمن ولده أبو جعفر محمد بن أبي طالب محمد بن أبي المعالي «1» بن محمد بن علي المذكور؛ و علي بن أبي نزار محمد بن أبي جعفر محمد بن علي المذكور، و أما أبو الفتوح شكر فمن ولده أبو طالب محمد يلقب مريضة، و 1 أبو نزار عبد اللّه الصابوني ابنا أبي علي عمر بن شكر يقال لولدهما بنو الصابوني و يفرّق بينهم و بين بني الصابوني المذكورين في بني الحسين ذي الدمعة بوصفهم بالعطارين 2، كان منهم السيد محمد بن اسماعيل بن إبراهيم بن يحيى بن الحسن بن محمد بن عمر المذكور، كان تاجرا شهما أظنّه مات دارجا، و له أنساب و بنو عم كثّرهم اللّه تعالى. و من بني شكر 1 محمد المقري بن شكر له عقب منهم الكواغدي رآه الشيخ تاج الدين شيخا بالحلة 2، و من بني شكر أبو الحسن علي بن شكر له عقب منهم أبو الحسن

______________________________

(1) في بعض المخطوطات (بن أبي المعالي محمد بن علي) باسقاط (بن) بين أبي المعالي و محمد فليراجع.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:272

علي يلقّب بالدهان بن أبي الفتوح بن علي المذكور، و من ولده السيد الفاضل عز الدين حسن بن أبي الفتح بن علي الدهان المذكور، و كان ميناثا و لبني الدهان بقية.

و أما

الحسين «1» غضارة بن عيسى موتم الاشبال
اشارة

فأعقب من أربعة رجال محمد، و أحمد الحرني، و علي، و زيد.

أما

زيد بن الحسين غضارة

فمن ولده أحمد الضرير بن زيد أعقب من جماعة منهم أبو الحسن علي، و يحيى لهما عقب فمن ولد يحيى بن الضرير أبو القاسم علي اللغوي نقيب البصرة بن يحيى المذكور أعقب جماعة منهم س 1 أبو محمد الحسن نقيب البصرة بعد أبيه و هو صاحب الدار بخزاعة 2، من ولده أبو محمد الحسن نقيب البصرة بن أبي تغلب هبة اللّه بن أبي محمد الحسن النقيب المذكور، ذكر الشيخ أبو الحسن العمري في مبسوطه ما يدل على انقراضه، و اليه يرجع نسب الشريف الزيدي المحدث صاحب الوقف ببغداد فيما زعم علي بن محمد بن هبة اللّه بن عبد الصمد النسابة. قال: هو أبو الحسن علي بن أبي العباس أحمد بن محمد بن عمر الشاعر بن الحسن بن أبي محمد الحسن النقيب ابن أبي تغلب هبة اللّه بن أبي محمد الحسن النقيب صاحب الدار بخزاعة و أخوه أبو القاسم محمد المقري ابن أبي العباس أحمد المذكور جدّ بني الزيدي ببغداد و اللّه أعلم.

و من ولد علي بن الضرير أحمد بن زيد بن غضارة، أبو الموهوب أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن بن علي المذكور؛ و هو جدّ بني الموهوب بالغري و هم يعرفون ببني محاسن و هو ابن أبي الموهوب المذكور.

و أما

علي بن غضارة

فله عقب منهم علي بن محمد بن علي المذكور اليه رفع شيخ الشرف أبو حرب الدينوري نسب بني العقروق. و العقروق- على ما قال أبو حرب- هو 1 أبو سعد بن محمد بن علي المذكور، و كانوا بمشهد الكاظم عليه السّلام 2، و زعم قوام الشرف علي بن

______________________________

(1) كان الحسين هذا متزوجا بابنة الحسن بن صالح بن

حي الكوفي و كان له فضل و علم و بعد وفاة أبيه جاء اليه أخواه أحمد و زيد فأجرى لهما أرزاقا و مضيا باذنه الى المدينة.

م ص.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:273

ناصر المحمدي: أن أبا حرب وضع هذا النسب زورا لا حقيقة له و إنما قال قوام الشرف هذا الكلام و اللّه أعلم لأن أبا حرب أثبت نسب بني الخشاب على غير أصل «1» فقال قوام الشرف: إن نسب بني العقروق أيضا وضعه أبو حرب على عادته.

و أما

أحمد الحرني بن غضارة

و يكنى أبا طاهر فله عقب منتشر، منهم 1 أبو علي محمد المعمر قاضي المدينة، عاش مائة و عشرين سنة 2، و أخوه أبو الحسين محمد ابنا أحمد المذكور، فمن بني أبي علي محمد المعمّر عبد اللّه الأزرق بن محمد المعمّر، له عقب منهم أحمد بن زاد الركب بن عبد اللّه المذكور له عقب كثير منهم بنو عبد الرحمن و بنو علي ابنا محمد بن زاد الركب له بقية بدمشق، و منهم 1 الحسن القويري بن عبد اللّه له عقب و إنما سمّي القويري لكثرة قراءته للقرآن 2 و منهم أبو عبد اللّه الحسين صاحب صدقة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ابن عبد اللّه الأزرق المذكور له عقب منهم، حسن و قاسم ابنا الحسين قاضي المدينة و خطيبها ابن 1 يحيى المدعو بركات 2 قاضي المدينة ابن الحسين صاحب صدقة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لهما عقب، فمن بني حسن بن الحسين قاضي المدينة 1 مفضل بن معمّر بن حسن المذكور له عقب بالمدينة، يقال لهم الزيود ليس بالمدينة الشريفة أحد من بني زيد الشهيد سواهم؛ و لهم بالعراق بقية أيضا 2؛

و ورد من الحجاز منهم شرف الدين سنان بن هندي بن سيف بن هلال بن محمد بن ناصر بن مفضل المذكور؛ و ابنه حسام الدين على تولى نقابة الحلة و له عقب، و منهم مسلم و حاتم و معمّر و هدية و حسن بنو مفضل بن معمر المذكور، و لهم بقية.

و من بني أبي الحسين محمد بن أحمد الحرني، أبو الغنائم محمد بن الحسن بن الحسن بن سليمان بن أبي الحسين محمد المذكور، و منهم بنو جاجك و هو عيسى بن أبي خلاط أحمد بن سليمان بن أبي الحسين المذكور، و أما محمد بن غضارة فمن ولده أميرك و هو جعفر بن عبد اللّه كوجك بن الحسين «2» بن محمد المذكور.

______________________________

(1) تقدم ص 201 في أولاد موسى المبرقع ابن الامام محمد الجواد عليه السّلام فساد نسب بني الخشاب و أن أبا حرب الدينوري النسابة رفع نسبهم الى محمد بن موسى المبرقع فليراجع.

م ص.

(2) قبر الحسين هذا بخسروجرد قريبا من سبزوار من بلاد ايران. (عن هامش المخطوطة)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:274

عقب محمد بن زيد الشهيد ابن الامام السجاد «ع»
اشارة

و أما 1 محمد* بن زيد الشهيد و هو أصغر ولد أبيه و له عقب كثير بالعراق «1» و يكنى أبا جعفر، و امه ام ولد سندية.

و كان في غاية الفضل و نهاية النبل فيحكى ان الداعي الكبير محمد بن زيد الحسني كان اذا افتتح الخراج نظر الى ما في بيت المال من خراج السنة الماضية ففرّقه في قبائل قريش على دعواهم، ثم في الأنصار و الفقهاء و أهل القرآن و ساير طبقات الناس حتى لا يبقى منه درهم. فجلس في بعض السنين يفرّق فبدأ ببني عبد مناف فلما فرغ من هاشم دعا ساير بني

عبد مناف، فقام رجل فقال له الداعي: من أي بني عبد مناف أنت؟ قال من بني امية. قال: من أيّها؟ فسكت. قال: لعلّك من ولد معاوية؟ قال: نعم. قال فمن أي ولده؟

فأمسك. قال: لعلك ولد يزيد؟ قال: نعم. قال: بئس الاختيار اخترت لنفسك تقصد ولاية آل أبي طالب و عندك ثأرهم و قد كان لك مندوحة عنهم بالشام و العراق عند من يتولّى جدّك و يحب برّك فان كنت جئت على جهلك هذا فما يكون بعد جهلك جهل؟ و ان كنت جئت مستهزئا بهم فقد خاطرت بنفسك. قال فنظر اليه العلويون نظرا شديدا فصاح بهم محمد الداعي و قال: كفّوا عنه كأنّكم تظنون أن في قتله إدراكا لثأر الحسين عليه السّلام أبي؟ إن اللّه قد حرّم أن تطالب نفس بغير ما كسبت و اللّه لا يعرض له أحد بسوء إلّا أقدته به؛ و اسمعوا حديثا أحدّثكم به يكون لكم قدوة فما تستأنفون؛ حدّثني أبي عن أبيه قال: عرض على المنصور جوهر فاخر و هو بمكة فعرفه و قال: هذا جوهر كان لهشام بن عبد الملك و قد بلغني انّه عند

______________________________

(1) قال العمري في (المجدي): ولد محمد بن زيد الشهيد أحد عشر ولدا منهم ثلاث نساء و هن كلثم و فاطمة و أم الحسين؛ فاما أم الحسين فخرجت الى ابن عمّها الحسن بن الحسين بن زيد، و أما فاطمة فكانت عند محمد بن الحسن ابن زيد و كان حسن الخلق، و الرجال محمد الأكبر، و كان على عهد المأمون و هو صاحب أبي السرايا بعد ابن طباطبا قبره بمرو و كان سقى سمّا، و امه الجعفرية فاطمة بنت الرجا الجعفري؛ و محمد الأصغر، و جعفر، و

كان شاعرا أديبا ولّاه أخوه محمد أيام أبي السرايا واسط، أمه مخزومية و الحسن و القاسم و علي و الحسين و زيد، و لم يعقب منهم غير جعفر الشاعر وحده. م ص.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:275

محمد ابنه و لم يبق منهم غيره. ثم قال للربيع: إذا كان غدا و صليت بالناس في المسجد الحرام فأغلق الأبواب كلّها و وكّل بها ثقاتك ثم افتح بابا واحدا و قف عليه و لا تخرج إلّا من تعرفه. ففعل الربيع ذلك و عرف محمد بن هشام انّه هو المطلوب فتحيّر و أقبل محمد بن زيد بن علي بن الحسين عليه السّلام فرآه متحيرا و هو لا يعرفه فقال له: يا هذا أراك متحيّرا فمن أنت؟

قال: و لي الأمان. قال: و لك الأمان في ذمتي حتى أخلصك. قال: أنا محمد بن هشام بن عبد الملك فمن أنت؟ قال: محمد بن زيد بن علي فقال: عند اللّه احتسب نفسي إذن. فقال: لا بأس عليك فانّك لست بقاتل زيد و لا في قتلك درك بثأره. الآن خلاصك أولى مني باسلامك و لكن تعذرني في مكروه أتناولك به و قبيح أخاطبك به يكون فيه خلاصك؟ قال:

أنت و ذلك فطرح رداءه على رأسه و وجه ولبته و أقبل يجره فلما أقبل على الربيع لطمه لطمات و قال: يا أبا الفضل إن الخبيث جمّال من أهل الكوفة أكراني جماله ذاهبا و راجعا؛ و قد هرب مني في هذا الوقت و أكرى بعض قواد الخراسانية و لي عليه بذلك بيّنة فضم إليّ حرسيين، فمضيا معه فلما بعد عن المسجد قال له: يا خبيث تؤدي إليّ حقي؟ قال: نعم يا ابن رسول اللّه. فقال للحرسيين: انطلقا عنه.

ثم أطلقه فقبّل محمد بن هشام رأسه و قال: بأبي أنت و امي اللّه يعلم حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ. ثم اخرج جوهرا له قدر فدفعه اليه و قال: تشرفني بقبول هذا. فقال: إنّا أهل بيت لا نقبل على المعروف ثمنا و قد تركت لك أعظم من هذا دم زيد بن علي فانصرف راشدا و وار شخصك حتى يرجع هذا الرجل فانّه مجد في طلبك. قال:

ثم إن الداعي محمد بن زيد الحسني أمر للاموي بمثل ما أمر به لسائر بني عبد مناف و أمر جماعة من مواليه أن يوصلوه الى الري و يأتوا بكتابه بسلامته فقام الاموي و قبّل رأسه و مضى و القوم معه حتى أوصلوه الى مأمنه و أتوه بكتابه. 2

و كان لمحمد بن زيد الشهيد عدّة بنين منهم

1 محمد بن محمد بن زيد
اشارة

، و لما خرج أبو السرايا السري بن منصور الشيباني و أخذ البيعة لمحمد بن ابراهيم بن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السّلام و توفي محمد فجأة نصب أبو السرايا مكانه محمد بن محمد بن زيد هذا و لقبه المؤيد؛ فندب الحسن بن سهل اليه هرثمة بن أعين

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:276

فحاربه و أسره و حمله الى الحسن بن سهل، فحمله الحسن الى المأمون بمرو فتعجب المأمون من صغر سنه و قال: كيف رأيت صنع اللّه بابن عمك؟ فقال محمد بن محمد بن زيد:

رأيت أمين اللّه في العفو و الحلم و كان يسيرا عنده أعظم الجرم

فأعرض عن جهلي و داوى سقامه بعفو جلا عن جلدتي هبوة السقم و توفي محمد بن محمد بن زيد بمرو؛ سقاه المأمون السم سنة اثنتين و مائتين و هو ابن عشرين سنة، فيقال إنّه كان

ينظر كبده يخرج من حلقه قطعا فيلقيه في طشت و يقلبه بخلال في يده. 2

و العقب من محمد بن محمد بن زيد في ابنه

أبي عبد اللّه جعفر الشاعر
اشارة

«1» وحده، فأعقب أبو عبد اللّه جعفر الشاعر بن محمد بن محمد بن زيد الشهيد من ثلاثة محمد الخطيب، و أحمد سكين، و القاسم.

أما

1 محمد الخطيب الشاعر*

و يعرف بالحماني قال أبو نصر البخاري: و كان مشتهرا بالشراب. قال أبو عبد اللّه العلاني: كان محمد بن جعفر الحماني يرمى في دينه بخلاف ما هو عليه. فأعقب محمد من ابنه علي الشاعر الحماني وحده، كان نزل في بني حمان فنسب اليهم «2» و هو شاعر فحل من مشهوري شعراء الطالبيين، فمن شعره:

______________________________

(1) قد عرفت من عبارة العمري في (المجدي) التي أثبتناها في الهامش ان جعفر الشاعر من أولاده محمد بن زيد الثمانية و انّه الذي أعقب وحده لا من أولاد محمد بن زيد كما جعله في الكتاب، فجعفر عند العمري أخوه محمد ابن محمد بن زيد لا إبنه فلاحظ.

(2) كان الحماني يعرف بالأفوه و كان يقول: أنا شاعر و أبي شاعر وجدي شاعر الى أبي طالب. و سأل المتوكل الامام الهادي عليه السّلام: من أشعر الناس؟ فقال: الحماني حيث يقول و ذكر أبياتا منها:

فلما تنازعنا المقال قضى لناعليهم بما نهوى نداء الصوامع قال المتوكل: ما نداء الصوامع يا أبا الحسن؟ قال: اشهد أن لا إله إلّا اللّه و أشهد أن محمدا رسول اللّه. و قال الناصر: لو جاز قراءة شعر في الصلاة لكان شعر الحماني. توفي سنة 270 بعد مخرجه من الحبس. قال العمري في (المجدي):

كذلك ذكر شيخنا أبو الحسن بن أبي جعفر. ثم قال العمري: قال ابن حبيب صاحب التاريخ في (اللوامع) مات سنة 301 و هذا هو الصحيح. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:277 هبني بقيت على الأيام و الأبدو نلت ما شئت من مال و من

ولد

من لي برؤية من قد كنت آلفه و بالشباب الذي ولي و لم يعد؟

لا فارق الحزن قلبي بعد فرقتهم حتى تفرّق بين الروح و الجسد و من شعره:

لنا من هاشم هضبات عزّمطنبة بأبراج السماء

تطيف بنا الملائك كلّ يوم و نكفل في حجور الأنبياء

و يهتز المقام لنا ارتياحاو يلقانا صفاه بالصفاء و من شعره:

و انّا لتصبح أسيافناإذا ما اصطبحن بيوم سفوك

منا برهن بطون الأكف و أغمادهن رؤوس الملوك و له ديوان مشهور و شعر مذكور. 2

و جمهور عقب علي بن محمد الشاعر الحماني يرجع الى محمد صاحب دار الصخر بالكوفة ابن زيد بن علي الحماني؛ و جمهور عقب محمد صاحب دار الصخر ينتهي الى ابنيه أبي جعفر أحمد، و أبي الحسن علي الملقب بالواوه، فمن ولد أبي جعفر أحمد، أبو البركات محمد، و علي ابنا جعفر المذكور، فمن ولد أبي البركات محمد، أبو القاسم علي؛ و أبو عبد اللّه محمد الكوفي ابنا أبي البركات فمن ولد أبي عبد اللّه محمد الكوفي ابن أبي البركات محمد بن أحمد بن محمد صاحب دار الصخر، أبو القاسم علي بن أبي عبد اللّه المذكور أعقب من رجلين أبي البركات محمد و يلقب قبين «1» و أبي الحسن محمد.

أما محمد قبين بن أبي القاسم علي فأعقب أربعة 1 الحسين يدعى الفلك، و أبا الحسين حمزة، و أبا القاسم علي، و أبا عبد اللّه الحسين، لهم أعقاب يقال لهم بنو قبين بالمشهد

______________________________

(1) قبين: بالباء الموحدة و في بعض النسخ المخطوطة بالتاء المثناة الفوقانية.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:278

الغروي 2، و أما أبو الحسن محمد بن أبي القاسم علي فمن ولده بنو أبي نصر بن أبي عبد اللّه الحسين، و قيل محمد بن أبي الحسن المذكور، و من

ولد أبي القاسم علي بن أبي البركات محمد بن أحمد بن محمد صاحب دار الصخر أبو الحسن علي؛ و يحيى المدعو عنبر ا منهما أعقب، فأعقب يحيى المدعو عنبرا من أبي الحسن علي يدعى غرابا، و أبي محمد الحسن يدعى بيرة، فأعقب أبو الحسن علي غراب بن يحيى، من رجلين زيد و يحيى أما 1 زيد* فيقال لولده بنو غراب 2 و أما يحيى فأعقب عليّا يلقب اللميس؛ به يعرف ولده و هم بالمشهد الغروي.

و أما أبو محمد الحسن بيرة فوجدت له محمد ا بن علي بن الحسن بيرة المذكور، و أعقب أبو الحسن علي بن أبي القاسم علي المذكور- و ولده يعرفون الى الآن ببني دار الصخر- من أبي الحسن محمد وحده، و منه في رجلين أبي الحسين محمد الأطروش، و أبي منصور الحسن، فمن ولد أبي منصور الحسن بن أبي الحسن محمد، محمد يعرف بحديد بن علي بن محمد بن أبي منصور الحسن المذكور، و من ولد أبي الحسين محمد الأطروش علي، و محمد أبو الحسن شمس الدين ابنا أبي الحسين محمد الأطروش، أما علي فهو والد أبي الحسين الصواف الخير الصالح رآه الشيخ تاج الدين، و أما شمس الدين محمد أبو الحسن فأعقب من النقيب فخر الدين علي و الحسن، فأما النقيب فخر الدين علي فأعقب من رجلين جلال الدين جعفر النقيب، و شمس الدين محمد أما جلال الدين جعفر فله بنت و أما النقيب شمس الدين محمد فولد رجلين 1 رضي الدين عبد اللّه، و صفي الدين الحسن، كانا رئيسين بالحلة 2 و قتل الصفي ببغداد بدار الشاطبة، و الرضي بالحلة و انقرض النقيب فخر الدين، و أما الحسن بن شمس

الدين محمد فولد 1 هاشم ا يدعى النجم له عقب و فيه البقية من بني أبي الحسين الأطروش. 2

و من ولد علي بن أبي جعفر أحمد بن صاحب دار الصخر، محمد بن أبي منصور بن أبي الحسن بن علي المذكور له عقب؛ و من ولد أبي الحسن علي الملقب بالواوه ابن صاحب دار الصخر، صالح بن أبي خلف محمد بن محمد بن علي الواوه المذكور له عقب.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:279

و أما

أحمد سكين بن جعفر بن محمد بن محمد بن زيد الشهيد
اشارة

فأعقب من أربعة رجال علي، و أبي عبد اللّه جعفر، و أبي الحسين محمد الأكبر، و أبي علي محمد الأصغر، أما

علي بن أحمد سكين

و يكنى أبا القاسم فأعقب من محمد الأكبر، و محمد الأصغر، فمن ولد محمد الأصغر بن علي بن أحمد سكين سيف النبي بن الحسن أميركا بن علي بن محمد بن علي المذكور؛ و له ولد

، و أما

أبو عبد اللّه جعفر بن أحمد سكين

فعقبه من ابنه ابي الحسن علي بحران نقيب نصيبين، له عبيد اللّه و الحسين و لكلّ منهما عقب.

و أما

أبو الحسين محمد الأكبر بن أحمد سكين

فعقبه من أبي طالب المحسن و قيل بل يكنى بأبي القاسم، و الحسين ببغداد، و كان له أبو محمد الحسن المعروف بالرملي المحدث، كان من سادات الطالبيين و أعيانهم لا بقية له، فأما المحسن فأعقب من رجلين و هما أبو الحسن علي و أبو جعفر أحمد، أما علي فولده حمزة الزاهد لا بقية له قال ابن طباطبا:

و وجدت له المحسن بن حمزة بن علي و اللّه أعلم. و كان ببغداد، و أما أبو جعفر أحمد فله محمد له عقب.

و أما الحسين بن أبي الحسين محمد الأكبر بن أحمد سكين فولده 1 أبو الحسن علي المفلوج المرتعش «1» يعرف ولده ببني المرتعش بالأهواز و البصرة 2 و منهم 1 أبو محمد جعفر خلف النقيب بالبصرة 2 ابن أبي عبد اللّه محمد المقعد بن علي المرتعش المذكور

، و أما

أبو علي محمد الأصغر بن أحمد سكين

فله 1 أبو يعلي حمزة «2» بقزوين 2 و أبو طالب العباس، و أبو الحسين زيد، و أبو جعفر أحمد و لهم عقاب، منهم أبو العشائر زيد بن محمد بن حمزة بن محمد الأصغر المذكور؛ و أما أبو عبد اللّه جعفر بن أحمد سكين بن جعفر بن محمد بن محمد بن زيد الشهيد فمن ولده القاضي أبو السرايا أحمد بن محمد بن زيد بن علي بن عبيد اللّه* بن

______________________________

(1) قال البخاري في (سر السلسلة): مات المرتعش بالكوفة و حمل الى المدينة امه فاطمة بنت ابراهيم بن عبد اللّه بن مسلم بن عبد اللّه بن محمد بن عقيل بن أبي طالب. م ص

(2) كانت وفاة أبي يعلي حمزة القزويني سنة ست و أربعين و ثلاثمائة أرخه السمعاني في (الأنساب) و كان عالما محدثا صدوقا صاحب أخلاق رضية. (عن هامش

الأصل)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:280

علي* بن أبي عبد اللّه جعفر المذكور.

و أما

القاسم بن جعفر بن محمد بن محمد بن زيد الشهيد

فأعقب من 1 أبي عبد اللّه جعفر المعروف بابن الجدة 2، كان على الصلاة للحسن بن زيد و العقب من أبي عبد اللّه جعفر في جماعة «1» بهراة من خراسان يعرفون ببني الجدة و هم ولد جعفر خطيب هراة المذكور، و منهم أبو محمد اسماعيل بن أبي القاسم أحمد بن أبي عبد اللّه جعفر خطيب هراة المذكور.

______________________________

(1) منهم جمال الدين محمد، و صدر الدين أحمد، و ابراهيم أولاد برهان الدين الحسن بن علي بن صدر الدين محمد صاحب أمير الحاج بن المطهر ابن يعلي بن عوض بن علي بن زيد بن أبي الحسن علي بن أبي عبد اللّه المذكور و منهم علي بن شرف الدين محمد و كان شرف الدين هذا سيّدا كريما معظما جليل القدر قتل هو و ولده ابن صدر الدين المذكور. (عن هامش الأصل)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:281

المقصد الرابع في ذكر عقب 1 عمر الأشرف* بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب «ع» «1»
اشارة

و هو أخو زيد الشهيد لامه و أسن منه و يكنى أبا علي، و قيل أبا حفص، و عقبه قليل بالعراق، و إنما قيل له الأشرف بالنسبة الى عمر الأطرف عم أبيه، فان هذا لما نال فضيلة ولادة الزهراء البتول عليها السّلام كان أشرف من ذلك و سمّي الآخر الأطرف لأن فضيلته من طرف واحد و هو طرف أبيه أمير المؤمنين علي عليه السّلام، و قد وقع مثل هذا في بني جعفر الطيار فان إسحاق العريضي يقال له الأطرف و اسحاق بن علي الزينبي يقال له الأشرف، و على هذا يكون عمر الأطرف قد سمّي بالأطرف بعد ولادة عمر الأشرف بن زين العابدين.

فأعقب عمر الأشرف من رجل واحد 2 و هو 1 علي الأصغر المحدث روى الحديث عن جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام

و هو لام ولد 2، فأعقب علي بن عمر الأشرف من ثلاثة رجال القاسم، و عمر الشجري، و أبو محمد الحسن.

أما

1 القاسم* بن علي بن عمر الأشرف

و يكنى أبا علي، و كان شاعرا و اختفى ببغداد و هو لام ولد أشخصه الرشيد من الحجاز و حبسه و أفلت من الحبس 2، فالعقب منه في 1 أبي جعفر محمد الصوفي الصالح الخارج بالطالقان وحده و لأبي جعفر «2» محمد أعقاب؛ و نص الشيخ

______________________________

(1) قال العمري في (المجدي): عاش عمر الأشرف خمسا و ستين سنة. و قال شيخي أبو عبد اللّه بن طباطبا: هو أخو زيد لامه و أبيه يقال لامهما حيدا و هو أسن من زيد و كان محدّثا فاضلا ولي صدقات علي عليه السّلام و ولد خمسة عشر ولدا خمس منهم بنات.

م ص.

(2) انتسب الى أبي جعفر محمد الصوفي هذا، محمد بن محمد المعروف بابن برجم و أولاده، و هم الآن ببنت جبيل من جبل عاملة، و كان آباؤه قديما بالحائر بمحلة آل أبي الفائز، فقال هو محمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن عباس بن عمر بن اسحاق بن موسى بن حمزة بن أحمد بن علي بن حمزة بن العباس بن الحسن بن علي بن اسحاق بن محمد بن جعفر بن محمد الصوفي المذكور. و هؤلاء الذين أطلق أبو حرب محمد النسابة ابن محمد الحسني الأصغر خطه لهم أنهم من ولد عمر الأشرف بن زين العابدين عليه السّلام و اللّه سبحانه أعلم.

(عن هامش المخطوطة)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:282

جلال الدين بن عبد الحميد بن التقي على انقراضه، و إنما لقب بالصوفي لأنّه كان يلبس ثياب الصوف، ظهر بالطالقان في أيام المعتصم و أقام أربعة أشهر ثم حاربه

عبد اللّه بن طاهر و قبض عليه و أنفذه الى بغداد فحبسه المعتصم أياما و هرب من حبسه فأخذه و ضرب عنقه «1» صبرا و صلبه بباب الشماسية و هو ابن ثلاث و خمسين سنة، و هو أحد أئمة الزيدية و علمائهم و زهّادهم.

2

و أما

عمر الشجري بن علي بن عمر الأشرف

فأعقب من رجل واحد و هو أبو عبد اللّه محمود فأعقب أبو عبد اللّه محمد من رجلين و هما عمر، و علي، أما عمر بن محمد بن عمر فوجدت له الحسن بن علي بن محمد بن عمر بن الحسين بن محمد بن عمر المذكور، و أما علي بن محمد بن عمر فله عقب كثير منهم جعفر بن الحسين الشجري بن علي المذكور، و منهم المحسن المعروف بفضلان ابن أحمد بن الحسن بن أحمد نقيب قم ابن علي المذكور له عقب؛ و منهم محمد الشعراني «2» بن الحسن بن أحمد نقيب قم المذكور «3» منهم شرف الدين أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن علي بن أحمد بن حمزة بن أحمد بن محمد الشعراني، وصله الشيخ رضي الدين بن قتادة الحسني و قال: رأيته بالمشهد زائرا و أخذت عنه نسب بنيه. و الشيخ فخر الدين بن الأعرج العبيدلي توقف في اتصال فضلان «4» بن داعي و وقفه على البينة.

و أما

أبو محمد الحسن بن علي الأصغر بن عمر الأشرف
اشارة

فأعقب من ثلاثة رجال، أبو

______________________________

(1) و قيل توارى أيام المعتصم و أيام الواثق ثم أخذ في أيام المتوكل فحبس حتى مات في محبسه، و يقال إنّه دس اليه سمّا فمات منه، و يقال إنّه مات بواسط بسبب مرض عرض عليه؛ انظر أخباره في (مقاتل الطالبيين) ص 376- 384 من طبع النجف؛ و في (تاريخ ابن الأثير) حوادث سنة 219 و كان محمد الصوفي من أهل العلم و الفقه و الدين و الزهد، و امه صفية بنت موسى ابن عمر بن علي بن الحسين عليه السّلام. م ص

(2) قال العمري في (المجدي): أبو جعفر الشعراني صاحب الخال ينزل درب النخلة ببغداد، أولد عدّة بنين

و بنات خرجت بنت له الى ديلمي و اخرى الى تركي.

(3) كذا في النسخ التي بأيدينا و الظاهر ان في العبارة سقطا و لعلّه (له عقب كثير) منهم شرف الدين الخ.

(4) كذا في النسخ التي بأيدينا فليراجع.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:283

الحسن علي العسكري، و جعفر ديباجة، و أبو جعفر محمد.

أما

أبو جعفر «1» محمد بن الحسن بن علي الأصغر

فأعقب من أحمد الاعرابي و محمد الأخرس فمنهم أبو الفضل علي المجل ابن الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد الاعرابي المذكور له عقب، و منهم مانكيدم بن محمد ابن أحمد الطبري بن محمد ابن أحمد الاعرابي المذكور له عقب.

و أما

جعفر ديباجة بن الحسن بن علي الأصغر

فمن ولده أبو جعفر محمد النقيب الطبري بن حمزة يلقب بستين بن محمد الفارس بن الحسن بن محمد بن جعفر ديباجة المذكور، له عقب كثير منهم بنو 1 زهوان «رهوان خ ل» بن محمد المرتضى بن عبد العزيز بن يحيى بن محمد الطبري المذكور كانوا ببغداد 2، و منهم أبو العز ناصر نقيب البصرة ابن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الفارس المذكور و منهم كبا بن جمال الدين أبي الفخر الامام بن محمد الأتقى نقيب البصرة ابن أبي القاسم أحمد نقيبها ابن محمد بن الحسن بن محمد بن جعفر ديباجة المذكور.

و أما

أبو الحسن علي العسكري بن الحسن بن علي الأصغر
اشارة

و في ولده البيت و العدد فأعقب من ثلاثة رجال، أبو علي أحمد الصوفي الفاضل المصنف؛ و أبو عبد اللّه الحسين الشاعر المحدث؛ و أبو محمد الحسن الناصر الكبير الأطروش.

فاما

1 أبو محمد الحسن الناصر*
اشارة

و هو إمام الزيدية ملك الديلم، صاحب المقالة، إليه ينتسب الناصرية من الزيدية؛ كان مع محمد بن زيد الداعي الحسني بطبرستان فلما غلب رافع على طبرستان أخذه و ضربه ألف سوط فصار أصم، و أقام بأرض الديلم يدعوهم الى اللّه تعالى و إلى الاسلام أربع عشرة سنة و دخل طبرستان في جمادي الأولى سنة إحدى

______________________________

(1) قال العمري في (المجدي): «أما محمد بن الحسن فأمه رقية بنت عيسى بن زيد خرج بالري فأخذ أسيرا فحبس في حبس محمد بن طاهر بنيسابور حتى مات» فمن ولده محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف قال أبي: قتله عبد العزيز بن دلف ضرب عنقه صبرا بسواد قم في أيام المعتمد و هذا أصحّ الروايات.

و روى أنّه قتل في الحرب أيام المستعين و الصحيح الأول و كان لمحمد هذا ولد يكنى أبا الحسين إسمه أحمد قتل ببغداد على نهر عيسى و يعرف بالطبري، هذا قول شيخنا أبي الحسن محمد بن محمد، و للطبري بقية». م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:284

و ثلثمائة فملكها ثلاث سنين و ثلاثة شهور، و يلقب الناصر للحق و أسلموا على يده و عظم أمره؛ و توفي بآمل سنة أربع و ثلثمائة و له من العمر تسع و تسعون سنة و قيل خمس و تسعون.

فأعقب من خمسة رجال 2 و هم زيد؛ و أبو علي محمد المرتضى؛ و أبو القاسم جعفر ناصرك، و أبو الحسن علي الأديب المجل؛ و أبو الحسين أحمد

صاحب جيش أبيه. كذا قال الشيخ النقيب تاج الدين رحمه اللّه.

- أما

زيد بن الحسن الناصر

فلم أجد له عقبا.

- و أما

أبو علي محمد المرتضى بن الحسن الناصر

فمن ولده أبو أحمد محمد الناصر بن الحسين بن أبي علي محمد المذكور، و أبو القاسم عبد اللّه بن علي المحدث بن أبي علي محمد المذكور، و عقب الحسن الناصر- على ما قال ابن طباطبا- من الثلاثة الأخر.

- أما

أبو القاسم جعفر ناصرك

«1» بن الحسن الناصر فلما مات أبوه ارادوا أن يبايعوا ابنه أبا الحسين أحمد بن الحسن الناصر فامتنع من ذلك- و كانت ابنة الناصر تحت أبي محمد الحسن بن القاسم الداعي الصغير- فكتب اليه أبو الحسين أحمد بن الحسن الناصر و استقدمه و بايعه فغضب أبو القاسم جعفر ناصرك بن الناصر و جمع عسكرا و قصد طبرستان فانهزم الداعي من ابن الناصر يوم النيروز سنة ست و ثلثمائة و سمّي نفسه الناصر و أخذ الداعي بدماوند و حمله الى الري الى علي بن وهسوذان فقيده و حمله الى قلعة الديلم فلما قتل علي بن وهسوذان خرج الداعي و جمع الخلق و قصد جعفر بن الناصر فهرب الى جرجان فتبعه الداعي فهرب ابن الناصر و أجلي الى الري و ملك الداعي الصغير طبرستان الى سنة ست عشرة و ثلثمائة ثم قتله «2» مرداويج بآمل.

و أعقب جعفر بن الناصر من أبي جعفر محمد الفأفاء، و أبي محمد الحسن لهما أعقاب، و كان منهم ببغداد فخذ يقال لهم بنو الناصر لم يكن بالعراق من بني عمر الأشرف غيرهم،

______________________________

(1) كانت وفاة جعفر ناصرك في سنة اثنتي عشرة و ثلثمائة.

(2) و كان قتله سنة 316، انظر أخبار الداعي الصغير الحسن بن القاسم في (تاريخ ابن الأثير) حوادث سنة 316. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:285

و هم ولد يحيى الأسل بن أبي شجاع محمد بن خليفة بن أحمد بن الحسن بن جعفر

ناصرك المذكور.

- و أما

1 أبو الحسن علي الأديب* المجل ابن الناصر

و كان يذهب مذهب الامامية الإثني عشرية و يعاتب أباه بقصائد و مقطعات و كان يناقض عبد اللّه بن المعتز في قصائده على العلويين، و كان يهجو الزيدية و يضع لسانه حيث شاء في أعراض الناس 2، فأعقب من الحسن، و أبي عبد اللّه محمد الأطروش؛ و من أبي علي؛ محمد الشاعر «1» كانت له وجاهة ببغداد و لا بقية له من الذكور، و من أبي الحسين محمد، فمن ولد الحسن بن علي الأديب بن الناصر للحق، إمام الزيدية أبو عبد اللّه الحسين «2» بن الحسن بن الحسين بن الحسين «3» المفقود بن الحسن بن علي الأديب، و من ولد أبي عبد اللّه محمد الأطروش بن علي الأديب.

نقيب البطيحة علي بن زيد بن محمد الأطروش المذكور. له عقب، و منهم 1 أبو طالب علي المجلد ببغداد 2 بن أبي حرب محمد الأصم ابن محمد الأطروش المذكور له عقب.

- و أما

أبو الحسين أحمد «4» بن الناصر

فأعقب من ثلاثة. و هم 1 أبو جعفر محمد صاحب القلنسوة ملك الديلم 2، و 1 أبو محمد الحسن الناصر الصغير النقيب ببغداد 2 و أبو الحسن محمد، فمن ولد الناصر الصغير أبو القاسم ناصر الملقب بريقا بن الحسين بن أحمد بن الحسن الناصر الصغير المذكور، و منهم 1 1 فاطمة 2 بنت الناصر الصغير المذكور؛ و هي ام الرضيين إبني أبي أحمد النقيب الموسوي- انقضى ولد الناصر الكبير الأطروش-.

2

و أما

أبو عبد اللّه الحسين «5» الشاعر

المحدث بن أبي الحسن علي العسكري بن

______________________________

(1) لم يذكر عقبه و عقب أخيه أبي الحسين محمد و اقتصر على ذكر عقب أخويهما الحسن و أبي عبد اللّه محمد الأطروش، و لعلّه من جهة انّه لا بقية لهما من الذكور.

(2) كانت وفاة أبي عبد اللّه الحسين هذا سنة سبعين و اربعمائة.

(3) لم يذكر هذا الاسم ابن مساعد في نسخته من الكتاب.

(4) كانت وفاة ابي الحسين أحمد الناصر سنة إحدى عشرة و ثلثمائة.

(5) توفي أبو عبد اللّه الحسين الشاعر المحدث سنة 312؛ قاله العمري في (المجدي).

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:286

الحسن بن علي الأصغر بن عمر الأشرف، فمن ولده أبو الفضل جعفر «1» ابن محمد الثائر بن أبي عبد اللّه الحسين المذكور، و منهم أبو علي محمد بن عبد اللّه بن الحسين الشاعر المذكور، و هو الفقيه الزيدي الزاهد المتكلم له كتب و مصنفات و منهم علي بن الحسن الصالح بن محمد بن أحمد بن أبي محمد الحسن بن أحمد بن الحسين الشاعر المذكور، و منهم الحسين ابن الحسن بن الحسين بن محمد الشاعر ابن الحسين الشاعر المذكور، و منهم مهدي بن علي بن موسى بن محمد الشاعر بن الحسين الشاعر المذكور، و منهم الحسين أميركا بن

أبي طالب هارون بن محمد الشاعر المذكور.

و أما

أبو علي أحمد بن أبي الحسن علي العسكري بن الحسن بن علي الأصغر بن عمر الأشرف

، فأعقب من ولده 1 الموسوس، و هو أبو طاهر محمد بن أحمد المذكور؛ له عقب بمصر به يعرفون. 2

______________________________

(1) كانت وفاة جعفر بن محمد الثائر في سنة خمس و أربعين و ثلثمائة أرخه صاحب (البحر الزخار) الامام المهدي أحمد بن يحيى بن المرتضى الحسني المتوفي سنة 840. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:287

المقصد الخامس في ذكر عقب 1 الحسين الأصغر* بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب «ع»
اشارة

و أمه أم ولد إسمها ساعدة، و كان عفيفا محدّثا فاضلا يكنى أبا عبد اللّه، و توفي سنة سبع و خمسين و مائة و له سبع و خمسون سنة و دفن بالبقيع، و عقبه «1» عالم كثير بالحجاز و العراق و الشام و بلاد العجم و المغرب؛ فأعقب من خمسة رجال 2 عبيد اللّه الأعرج، و عبد اللّه، و علي و أبو محمد الحسن؛ و سليمان.

أما

سليمان بن الحسين الأصغر

، و امه عبدة بنت داود بن امامة بن سهل بن حنيف الأنصاري فأعقب من ابنه سليمان بن سليمان فأعقب سليمان بن سليمان من الحسن و الحسين؛ قال الشيخ أبو الحسن العمري: أعقب الحسين بن سليمان بخراسان و طبرستان؛ و أعقب الحسن بن سليمان بالمغرب، و قال شيخ الشرف العبيدلي: ولد الحسن بن سليمان بخراسان و طبرستان و لهم بالمغرب عدد، و عقب سليمان بن سليمان في نسب القطع قال الشيخ أبو الحسن العمري: و هم في عدّة كثيرة ببلاد مصر و غيرها يقال لهم بنو الفواطم. فمن ولد الحسن بن سليمان بن سليمان، 1 الشريف الطاهر الفاطمي بدمشق و اسمه حيدرة بن ناصر بن حمزة بن الحسن بن سليمان، جمع النسب و ورد من المغرب فمات بمصر و صلّى عليه العزيز الاسماعيلي.

2

و أما

1 أبو محمد الحسن* بن الحسين الأصغر بن زين العابدين علي
اشارة

عليه السّلام و امه ام أخيه

______________________________

(1) قال العمري (المجدي): ولد الحسين الأصغر ستة عشر ولدا البنات منهم سبع و هن أميمة- خرجت الى رجل محمدي علوي- و أمينة خرجت الى عبد اللّه بن جعفر بن محمد ابن الحنفية فولدت له جعفرا الثاني- و آمنة خرجت الى بعض بني جعفر الطيار- و آمنة الكبرى و زينب، و زينب الوسطى خرجت الى علي بن عبد اللّه بن جعفر بن محمد ابن الحنفية فولدت له صفية و زينب الصغرى. و الرجال عبيد اللّه و عبد اللّه و زيد و محمد و ابراهيم و يحيى و سليمان و الحسن و علي. قال شيخنا أبو الحسن محمد بن محمد النسابة: العقب من ولد الحسين الأصغر من خمسة رجال. ثم سمّاهم فقال: عبيد اللّه و عبد اللّه و علي و سليمان و الحسن.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:288

سليمان،

قال الشيخ أبو نصر البخاري: نزل مكة. و قال الشيخ ابو الحسن العمري: كان مدنيا مات بأرض الروم؛ و كان محدّثا 2، و عقبه انتهى الى محمد السيلق «1» و علي المرعش ابني عبيد اللّه بن محمد بن الحسن المذكور و عقبهما عدد كثير ببلاد العجم.

أما

محمد السليق

فقال الشيخ أبو نصر البخاري لقب بذلك لسلاقة لسانه و سيفه مأخوذ من قوله تعالى: «سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ».

و قد روى محمد هذا الحديث و قال الشيخ العمري: خرج معه محمد بن الصادق عليه السّلام بمكة. و قال الشيخ أبو نصر البخاري: قال ابن خرداذبة في التاريخ: سنة تسع و تسعين و مائة وجه محمد بن محمد بن زيد بن علي السيلق بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي عليه السّلام الى واسط فغلب عليها فوجّه الحسن بن سهل عبد اللّه بن الحرشي اليه فهزمه السيلق و قتل أصحابه. و قد سمّي أبو نصر محمد بن الحسن بن الحسين السيلق فأعقب محمد السيلق بن عبيد اللّه بن محمد بن الحسن بن الحسين الأصغر. من أربعة رجال، و هم أبو عبد اللّه جعفر و الحسن، و علي الأحول «2» و أحمد المنتوف.

- أما أبو عبد اللّه جعفر بن محمد السيلق فأعقب من «3» الحسن حسكة و من أبي جعفر أحمد؛ و أبي القاسم محمد، فمن ولد أبي جعفر أحمد بن الحسن حسكة، أبو القاسم محمد له ولد؛ و من ولد أبي ابراهيم اسماعيل الأحول القاضي بواسط بن حسكة، ولده أبو جعفر محمد ولّي نقابة الطالبيين بواسط و له بها ولد؛ و من ولد ولد أبي طالب بن حسكة و كان متقدما بالري، ناصر الدين عبد المطلب بن المرتضى

بن الحسين بن پادشاه بن الحسين بن پادشاه بن عبيد اللّه بن عقيل بن ابي طالب المذكور، و منهم أبو القاسم علي بن الحسن بن

______________________________

(1) كذا في نسخ الكتاب و في (تاريخ العروس): سليق كأمير.

(2) لم يذكر عقب علي الأحول و أخيه أحمد المنتوف و اقتصر على ذكر عقب أخويهما أبي عبد اللّه جعفر و الحسن.

(3) الظاهر ان مراده من العبارة ان أبا عبد اللّه جعفر بن محمد السليق أعقب من ابنه الحسن حسكة، و من ابن ابنه أبي جعفر أحمد بن الحسن حسكة و من ابن ابن ابنه ابي القاسم محمد بن أبي جعفر أحمد بن الحسن حسكة. فليتأمل جيدا، و في بعض النسخ (فأعقب من الحسن حسكة من أبي جعفر أحمد) بحذف الواو بين (حسكة) و (من) و هو غلط فلاحظ. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:289

مهدي بن أحمد بن عقيل بن أبي طالب المذكور له عقب، و منهم أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي يعلي المطهر بن حمزة بن زيد بن الحسن الكلابادي بن الحسين بن محمد السيلق المذكور، و لم يذكر ابن طباطبا الحسين بن محمد السيلق في المعقبين.

و أما

علي المرعش بن عبيد اللّه بن محمد بن الحسن بن الحسين الأصغر

فمن ولده أبو عبد اللّه الحسين المامطري بن علي «1» المرعش، له عقب منهم 1 أبو الحسين أحمد؛ له بقية بشيراز 2، أعقب من ولديه أبي الفضل العباس و أبي جعفر محمد ابني أحمد النقيب؛ و من بني الحسين بن المرعش، الحسن بن حمزة بن الحسن بن حمزة بن العباس بن أحمد بن علي بن الحسين المذكور له عقب؛ و من ولد علي المرعش، أبو القاسم حمزة بن المرعش له عقب، منهم أبو محمد الحسن «2» النسابة المحدث

بن حمزة المذكور له عقب، و منهم علي بن حمزة المذكور له عقب؛ منهم 1 الفقيه المامطري المقيم ببغداد، و هو شرف الدين عبد اللّه 2 بن محمد بن أبي أحمد بن أبي القاسم بن الحسن بن الرضي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي هاشم عبد العظيم بن حمزة بن علي المذكور، و منهم پادشاه بن ناصر بن عبد العظيم بن محمد بن أحمد بن أبي هاشم عبد العظيم المذكور.

و من ولد المرعش أبو علي الحسن بن المرعش، له عقب منهم أبو يعلي حمزة الأصغر بن الحسن الفقيه ابن حمزة بن الحسن بن المرعش له ذيل طويل، و من ولد الحسن بن المرعش، زيد بن الحسن المذكور له عقب.

و أما

علي بن الحسين الأصغر بن زين العابدين
اشارة

عليه السّلام فأعقب من ثلاثة رجال عيسى

______________________________

(1) ممن ينتمي الى علي مرعش هذا العالم الكبير المصنف الأمير نور اللّه التستري المشهور بالشهيد الثالث صاحب (إحقاق الحق) المتوفي بالهند سنة 1019 في عهد جهانگير؛ و ممن ينتمي اليه أيضا السيد المحقق العلّامة المصنف علاء الدين حسين ابن الصدر الكبير رفيع الدين محمد بن الأمير شجاع الدين محمود ابن الأمير علي المشهور بخليفة سلطان ابن خليفة هداية اللّه الاصفهاني المازندراني المعروف ب (خليفة سلطان) و (سلطان العلماء) كان وزير الشاه عباس الأول و صهره على ابنته، توفي سنة 1064 بمازندران و نقل جسده إلى النجف الأشرف و ممن ينتمي أيضا الى علي مرعش المذكور بعض سلاطين مازندران و جمع من سادات إصفهان و تستر.

(2) توفي أبو محمد الحسن النسابة سنة 358 ه. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:290

الكوفي و أحمد حقينة «1» و موسى حمصة.

أما

موسى حمصة بن علي بن الحسين

فأعقب من الحسن و أعقب الحسن من محمد و أعقب محمد من الحسن الملقب حمصة، و أعقب الحسن حمصة من 1 الحسين المعروف بالكعكي- ولده بمصر و مكة و دمشق 2- و من علي و محمد بني الحسن حمصة.

و أما

أحمد حقينة بن علي بن الحسين الأصغر

فأعقب من علي بن أحمد وحده و العقب من علي بن أحمد حقينة من ثلاثة الحسن و الحسين و محمد، فمن ولد الحسن بن علي بن أحمد حقينة، بنو 1 سدرة و هو عبيد اللّه بن الحسن بن عبيد اللّه بن الحسن بن علي بن أحمد حقينة المذكور. كانت لهم بقية ببغداد 2، و منهم موسى الحقيني بن أحمد بن عبد اللّه بن الحسن بن علي بن أحمد حقينة له عقب.

و أما

عيسى الكوفي ابن علي بن الحسين الأصغر

، فله عقب كثير أعقب من رجلين جعفر و أحمد العقيقي و أعقب جعفر بن عيسى الكوفي من أبي القاسم محمد يلقب كرشا، و من أبي هاشم محمد يلقب الفيل، و من أبي الحسن محمد يلقب مضيرة و غيرهم، لهم أعقاب متفرقون في بلاد شتى، فمن بني محمد الكرش أبو البركات الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن محمد الكرش له عقب؛ و من بني محمد الفيل، محمد سيدك بن أبي طالب محمد بن الحسن بن القاسم البزاز بن حمزة بن أبي هاشم محمد الفيل له ذيل طويل، و من بني مضيرة عبد اللّه بن علي مضيرة له عقب.

و أما

1 عبد اللّه* بن الحسين الأصغر بن زين العابدين
اشارة

عليه السّلام و امه أم أخيه عبيد اللّه، و مات في حياة أبيه 2 فأعقب من ابنه جعفر «2» صحصح وحده، و كان له عبيد اللّه بن عبد اللّه كان فصيحا و لذلك دعي أبا صفارة، من ولده آمنة بنت «3» عبيد اللّه هي ام الداعي الكبير الحسن

______________________________

(1) بالنون بعد الياء التحتانية قبلهما القاف و الحاء المهملة و في بعض النسخ المخطوطة بالباء الموحدة بعد الياء. م ص

(2) قال العمري في (المجدي): أولد جعفر بن عبد اللّه بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين عليه السّلام- و كان كثير الفضل جم المحاسن امه زبيرية يلقب صحصحا- ثلاث بنات هن خديجة و زينب و ام علي، و من الذكور عبد اللّه و أحمد و إسماعيل و محمد.

(3) كذا في جميع النسخ التي بأيدينا و فيه سقط و الصحيح آمنة بنت (الحسين بن) عبيد اللّه، و سيصرح به هو فيما يأتي في عقب محمد العقيقي فانّه جعل الحسن بن محمد العقيقي ابن خاله الداعي الكبير المذكور؛

و قال إن امه بنت أبي صفارة الحسين بن عبد اللّه بن الحسين الأصغر. قال العمري في (المجدي): (أما عبيد اللّه و كان فصيحا و لذلك دعى أبا صفارة من حسن خلقه و كان له عدّة من الولد منهم الحسين بن عبد اللّه أحد الفضلاء العباد يقال له ابن الزبيرية و بنته آمنة بنت أبي صفارة ام الداعي الكبير الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد الحسني). م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:291

بن زيد الحسني، و كان له 1 القاسم بن عبد اللّه كان خيرا فاضلا من أهل الرياسة، أشخصه عمر بن الفرج الرجحي الى العسكر في أيام المعتصم فأبى أن يلبس السواد فجهدوا به كلّ الجهد حتى لبس قلنسوة و قال الشيخ أبو نصر البخاري: لم تنقد الطالبيون لأحد بالرياسة كما انقادوا للقاسم بن عبد اللّه، و كان مقيما بطبرستان، أعقب بها و كان له بقية بالكوفة ثم انقرض 2، فأعقب جعفر صحصح بن عبد اللّه بن الحسين الأصغر، من ثلاثة رجال 1 محمد العقيقي يقال لولده العقيقيون 2، و 1 اسماعيل المنقذي، و أحمد المنقذي يقال لولدهما المنقذيون، و انما سمّوا بهذا الإسم لأنّهم سكنوا بدار منقذ بالمدينة فنسبوا اليها 2. قاله العمري. و العقيقيون و المنقذيون كثيرون.

أما

أحمد المنقذي

فأعقب من جماعة و هم عبد اللّه؛ و علي، و جعفر، و الحسن و الحسين، و ابراهيم.

و أما

اسماعيل المنقذي

و في ولده العدد فمن ولده 1 علي كباكي بن عبد اللّه بن علي بن ابراهيم بن اسماعيل المنقذي، و قد وجدت نسبه أطول من هذا و لكن المعتمد عندي هو ما ذكرت. و هو جدّ ملوك الري 2. منهم ملك الري فخر الدين حسن بن علاء الدين المرتضى بن فخر الدين حسن بن جمال الدين محمد بن الحسن بن أبي زيد بن علي أبي زيد بن علي كباكي المذكور، له ولد و أخ و عمومة و هم ملوك الري.

و منهم القاسم بن جمال الدين محمد المذكور، خرجت ابنته 1 زهرة 2 الى ملك سمنان فولدت له جلال الدين و شرف الدين والد الشيخ العارف علاء الدولة السمناني.

و منهم الفقيه نور أمين عز الدين أبو الفتح محمد بن القاسم بن محمد بن علي بن مهدي بن نوح بن عبد اللّه بن ناصر بن علي كباكي المذكور.

و منهم 1 مناقب بن علي الأحول بن أبي البركات أحمد بن الحسن بن أحمد ابن الحسن بن

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:292

علي بن محمد بن اسماعيل المنقذي، له عقب بدمشق يقال لهم آل البكري. 2

و منهم 1 أبو طالب محمد الملقب بالعقاب بن الحسن بن أبي البركات أحمد المذكور جدّ آل عدنان نقباء دمشق الآن. 2

و منهم نقيب مكة أبو جعفر محمد بن علي بن اسماعيل المنقذي له عقب كثير منهم 1 ميمون بن احمد بن ميمون نقيب مكة ابن أحمد بن علي بن أبي جعفر محمد المذكور، له عقب بواسط يقال لهم بنو ميمون 2، منهم السيد العالم النسابة أبو الحرث

محمد بن محمد بن يحيى بن هبة اللّه بن ميمون المذكور، و هو الذي أطلق خطه لبني الصوفي الذين بالحائر الشريف انّهم من ولد عمر الأشرف ابن زين العابدين؛ و هم الآن يعتمدون على ذلك، و قد انقرض أبو الحرث محمد النسابة.

و أما

محمد العقيقي بن جعفر صحصح بن عبد اللّه بن الحسين الأصغر

فمن ولده 1 الموسوس، و هو الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن محمد العقيقي هذا له عقب كثير يعرفون ببني الموسوس بمصر و غيرها 2، و منهم محمد المحدث بن الحسن بن محمد الأكرم بن عبد العزيز بن فضل اللّه بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أحمد بن جعفر بن محمد العقيقي، كان متمولا و ذهب ماله في واقعة بغداد، و منهم شالوش و هو أبو علي محمد بن يحيى بن علي بن محمد العقيقي له عقب و منهم علي الزاهد بن العباس بن عبد اللّه مانكيدم بن علي* بن محمد العقيقي و اخوته محمد سياه ريش، و أحمد، و الحسين، لهم عقب، و منهم 1 الحسن بن محمد العقيقي و هو ابن خالة الداعي الكبير الحسن بن زيد الحسني امه بنت أبي صفارة الحسين ابن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن الحسين الأصغر، و كان الداعي قد ولّاه سارية فلبس السواد و خطب للخراسانية و آمنه بعد ذلك ثم أخذه بعد ذلك و ضرب عنقه صبرا على باب جرجان و دفنه في مقابر اليهود بسارية.

2

و أما

1 عبيد اللّه الأعرج* بن الحسين الأصغر بن علي زين العابدين
اشارة

عليه السّلام و يكنى أبا علي و امه أم خالد، و قال أبو نصر البخاري: خالدة بنت حمزة بن مصعب بن الزبير بن العوام، و كان في إحدى رجليه نقص فلذا سمّي الأعرج، و وفد عبيد اللّه على أبي العباس السفاح

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:293

فأقطعه ضيعة بالمدائن تغل كلّ سنة ثمانين ألف دينار و كان عبيد اللّه قد تخلّف عن بيعة النفس الزكية محمد بن عبد اللّه المحض فحلف محمد إن رآه ليقتله فلما جيى ء به غمض محمد عينيه مخافة أن يحنث. و ورد عبيد

اللّه على ابي مسلم بخراسان فأجرى له أرزاقا كثيرة؛ و عظمه أهل خراسان فساء أبا مسلم ذلك و قال سليمان بن كثير الخزاعي لعبيد اللّه، إنا غلطنا في أمركم و وضعنا البيعة في غير موضعها فهلم نبايعكم و ندعوا الى نصرتكم. فظن عبيد اللّه ان ذلك دسيسا من أبي مسلم فأخبره بذلك فثقل عليه مكانه و جفاه و قال له: يا عبيد اللّه ان نيسابور لا تحملك. و قتل سليمان بن كثير الخزاعي و كان في نفسه عليه شي ء قبل ذلك و توفي عبيد اللّه في ضيعته بذي أمران أو ذي أمان و هو موضع، في حياة أبيه و هو ابن سبع و ثلاثين سنة على ما قال أبو نصر البخاري، و قال أبو الحسن العمري: ابن ست و أربعين سنة، و في عقبة «1» التفصيل لأنّهم عدّة بطون و أفخاذ و عشائر. فأعقب من أربعة رجال 2 جعفر الحجة، و علي الصالح؛ و محمد الجواني و حمزة مختلس الوصية.

أما

حمزة مختلس الوصية ابن عبيد اللّه الأعرج

فعقبه قليل منهم أبو الشقف الحسين ابن حمزة المذكور؛ له عقب كان منهم بمصر بنو ميمون ابن حمزة بن الحسين بن حمزة بن الحسين بن محمد بن أبي الشقف الحسين المذكور، و من بني حمزة 1 ابراهيم سينورابيه «2» بن محمد بن حمزة المذكور له عقب ببلاد العجم.

2

و أما

1 محمد الجواني* بن عبيد اللّه الأعرج

، و هو منسوب الى الجوانية قرية بالمدينة و امه ام ولد؛ و كان وصي أبيه و كان كريما جوادا. توفي و هو ابن اثنتين و ثلاثين سنة 2، و عقبه ينتهي إلى أبي الحسن المحدث صاحب الجوانية ابن الحسن ابن محمد الجواني المذكور؛ فأعقب أبو الحسن المحدث من رجلين، و هما 1 أبو محمد الحسن، و أبو علي ابراهيم يقال

______________________________

(1) قال العمري في (المجدي): ولد عبيد اللّه الأعرج ستة عشر ولدا منهم البنات فاطمة و خديجة و سكينة و صفية و كلثم و أمينة و آمنة و زينب هي ام خالد، و الرجال أحمد و عبد اللّه و ابراهيم- ثلاثتهم درجوا- و يحيى و محمد و علي و حمزة و جعفر.

(2) بالنون قبلها الياء التحتانية بعد السين المهملة، و في بعض النسخ المخطوطة بالنون المشددة بعد السين المهملة.

م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:294

لولدهما بنو الجواني، و لهم بقية بمصر و واسط 2 فمن عقب أبي محمد الحسن بن محمد المحدّث، 1 النقيب بالري أبو علي عبيد 2 اللّه بن محمد، النقيب بالري أبو علي عبيد اللّه بن محمد بن الحسن بن عبيد اللّه بن الحسن المذكور، و عقب أبي علي ابراهيم بن محمد المحدث من أبي الحسن علي المحدث «1» الفاضل النسابة و منه في رجلين و هما 1 أبو جعفر محمد المقتول على الدكة

«2» ببغداد صبر 2 ا، و أبو العباس أحمد القاضي العالم جدّ شيخ الشرف أبي الحسن محمد بن أبي جعفر النسابة.

فأعقب أبو العباس أحمد القاضي من رجلين أحدهما أبو هاشم الحسين النسابة، روى عنه شيخ الشرف العبيدلي؛ و هو الذي يعنيه اذا قال: حدّثني خالي من ولده أبو الغنائم المعمر بن عمر بن علي بن أبي هاشم المذكور، اليه نسب 1 النقيب القاضي النسابة العالم المصنف الشاعر بمصر محمد 2 بن أسعد بن علي بن معمّر هذا و قد طعن في نسبه، كتبت بذلك «3» نسب الملك الإسماعيلي النسابة الى الشيخ جلال الدين عبد الحميد بن التقي، و الشيخ أبو الحسن العمري، ذكر أسعد بن علي بن معمر لكن قالوا إن أسعد والد محمد النسابة غير أسعد الذي ذكره العمري و كأن الرجل انتحل نسب غيره و تسمّى باسمه، و ابن المرتضى صرّح بالطعن فيه و وجدت السيد رضي الدين بن قتادة الحسني قد قطع عليا عن معمر، و ابن قثم الزينبي العباسي قطع محمدا عن اسعد، و أسعد والد النسابة كان عالما فاضلا نحويا علّامة، ذكره العماد الكاتب الاصفهاني في كتاب «خريدة القصر» و أثنى عليه بالفضل و ذكر له أشعارا حسنة، و ذكر ان لقبه سناء الملك و اللّه أعلم بحاله.

و أعقب 1 أبو جعفر محمد* المقتول على الدكة ببغداد صبرا من جعفر الأعرج و منه في رجلين أبي الحسين محمد، و أبي الحسن النقيب بواسط، و منهم بنو الجواني بواسط و غيرها.

2

و أما

1 علي الصالح* بن عبيد اللّه الأعرج
اشارة

و في ولده الرياسة بالعراق و يكنى أبا الحسن

______________________________

(1) قال العمري في (المجدي): ولد أبو الحسن علي بالمدينة و نشأ بالكوفة امه و ام أخيه الحسين تيمية و مات

بالكوفة و قبره مما يلي كندة، و لقيه أبو الفرج الاصفهاني صاحب (الأغاني) و ولد عدّة من الولد بالعراق و غيرها.

(2) قتل مع صاحب الخال ببغداد، قاله العمري.

(3) كذا في النسخ التي بأيدينا و في العبارة اضطراب و لعلّ فيها نقصا فلتلاحظ. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:295

و امه ام ولد، و كان كوفيا ورعا من أهل الفضل و الزهد و كان هو و زوجته ام سلمة بنت عبد اللّه بن الحسين بن علي يقال لهما الزوج الصالح و كان علي بن عبيد اللّه مستجاب الدعوة، و كان محمد بن ابراهيم طباطبا القائم بالكوفة قد أوصى اليه فان لم يقبل فلأحد ابنيه محمد و عبيد اللّه، فلم يقبل وصيته و لا أذن لأبنيه في الخروج، فأعقب من رجلين 2 عبيد اللّه الثاني و فيه البيت، و ابراهيم.

أما

ابراهيم بن علي الصالح
اشارة

فأعقب من ثلاثة رجال 1 أبي الحسن علي قتيل سامراء 2 و أبي عبد اللّه الحسين العسكري و الحسن.

- أما

الحسن بن ابراهيم بن علي الصالح

فمن ولده 1 المحترق و هو أبو جعفر محمد بن الحسن المذكور و لهم بقية يقال لهم «1» بنو المحترق 2، منهم 1 بنو طفيطفة «2» كانوا بالكرخ و هو أحمد 2 بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمد المجل بن يحيى بن محمد بن حمزة بن علي بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد المحترق.

- و أما

أبو عبد اللّه الحسين بن ابراهيم

ابن علي الصالح فمن ولده السيد العالم الشاعر قاضي دمشق محمد النصيبيني ابن الحسين بن عبد اللّه بن الحسين المذكور. له ولد.

- و أما

أبو الحسن علي بن ابراهيم بن علي الصالح

فمن ولده الشيخ العالم الفاضل الشيخ 1 أبو الحسن محمد بن أبي جعفر محمد بن أبي الحسن علي الجرار بن الحسن بن علي المذكور، اليه ينتهي علم النسب في عصره و هو شيخ الشيخ أبي الحسن العمري و شيخ الرضيين الموسويين، و له مصنفات كثيرة في علم النسب مختصرة و مطولة، قارب المائة و بلغ تسعا و تسعين سنة و هو صحيح الأعضاء، و مات سنة خمس و ثلاثين و أربعمائة و انقرض عقبه.

2

و أعقب

عبيد اللّه الثاني بن علي الصالح
اشارة

بن عبيد اللّه الأعرج من أبي الحسن علي

______________________________

(1) كان منهم ببيهق أبو علي الحسين بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي جعفر محمد المحترق بن الحسن بن ابراهيم المذكور. (عن هامش الأصل)

(2) بالطاء المهملة المضمومة ثم الفاء المفتوحة بعدها الياء ثم الطاء المهملة و الفاء؛ و في بعض المخطوطات (طقطقة) بطاءين مهملتين مفتوحتين بعد كلّ منهما قاف.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:296

وحده، و منه في رجلين عبيد اللّه الثالث؛ و أبي جعفر محمد.

أما

أبو جعفر محمد

فعقبه قليل لا يعرف منهم إلّا أهل بيت واحد في الكوفة يقال لهم بنو قاسم و هم ولد قاسم بن محمد بن جعفر بن ابراهيم الأشل بن محمد بن ابراهيم بن أبي جعفر المذكور كذا قال الشيخ تاج الدين، و عن السيد غياث الدين بن عبد الحميد الحسيني النسابة ان ابراهيم الأشل يعرف بقاسم و به يعرف ولده و هو الظاهر.

و أما

عبيد اللّه الثالث بن علي بن عبيد اللّه الثاني

و فيه البيت و العدد فأعقب من ثلاثة رجال؛ محمد الصبيب؛ و أبي الحسن علي قتيل اللصوص؛ و أبي الحسين محمد الأشتر بالكوفة.

- أما

أبو جعفر محمد الصبيب بن عبيد اللّه الثالث

فعقبه من ابنه أبي عبد اللّه الحسين النعجة، يقال لولده بنو النعجة و انفصل منهم بنو ترجم؛ و هم ولد ترجم بن علي بن المفضل بن الحسين النعجة المذكور، كانوا جماعة بالحلة لهم سيادة و نقابة و قد تفرّقوا الآن و ذهبت نعمتهم و لهم بقية بالحائر و الحلة و واسط، و منهم العمدة و هو أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن سعيد بن علي بن أحمد بن النعجة له عقب.

- و أما

علي قتيل اللصوص بن عبيد اللّه الثالث

فأعقب من ثلاثة رجال، و هم أبو القاسم الحسين الجمال الملقب صندلا و يدعى قسما؛ و أبو علي عبيد اللّه، و أبو علي محمد الحسن الملقب بالعزي يعرف عقبه ببني العزي الى الآن، و انفصل منهم بنو شقشق هو أبو القاسم حمزة بن الحسن العزي يقال لولده بنو شقشق؛ و من ولد أبي علي عبيد اللّه، أبو تراب حيدر بن الحسين بن علي بن عبيد اللّه المذكور، و منهم أبو تراب علي بن أبي المعالي بن عبيد اللّه بن علي بن عبيد اللّه المذكور؛ و من بني الحسين صندل بن علي قتيل اللصوص، أثير الدولة صديق العمري أبو منصور محمد بن الحسين ابن محمد بن الحسين صندل المذكور.

- و أما

1 الأمير أبو الحسين محمد الأشتر* بن عبيد اللّه الثالث
اشارة

و يلقب الأشتر لضربة كانت في وجهه ضربه إياها غلام الفدان الزيدي، و قد مدحه أبو الطيب بالقصيدة التي في أول ديوانه التي أوّلها:

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:297 أهلا بدار سباك أغيدهاأبعد ما بان عنك خرّدها منها يذكر الضربة:

يا ليت بي ضربة أتيح لهاكما أتيحت له محمدها

أثر فيها و في الحديد و ماأثر في وجهه مهندها

فاغتبطت إذ رأت تزينهابمثله و الجراح تجندها فأعقب و أنجب و أكثر. و كان له نيف و عشرون ولدا تقدموا بالكوفة و ملكوا حتى قال الناس:

«السماء للّه و الأرض لبني عبيد اللّه» و أعقب من أولاده ثمانية 2 «1» الأمير أبو علي محمد أمير الحاج، و عبيد اللّه الرابع، و أبو الفرج محمد، و أبو العباس أحمد يلقب البن، و أبو الطيب الحسن، و أبو القاسم حمزة يلقب شوصة، و 1 الأمير أبو الفتح محمد المعروف بابن صخرة، 2 و أبو الرجا محمد.

أما

أبو الرجا محمد بن الاشتر

فعقبه قليل منهم بنو عياش بن محمد بن معمر بن أبي الرجا المذكور له بقية.

و أما

الأمير أبو الفتح محمد بن الأشتر

فعقبه من ابنه أبي طاهر عبد اللّه نال النقابة ببغداد في أيام الشريف المرتضى الموسوي و أعقب من رجلين أبي البركات محمد نقيب واسط؛ و أبي الفتح محمد نقيب الكوفة.

أعقب أبو البركات محمد نقيب واسط ابن عبد اللّه بن أبي الفتح محمد بن الأشتر من أربعة رجال، و هم أبو يعلي محمد نقيب واسط؛ و أبو المعالي محمد؛ و أبو الفضائل عبد اللّه و أبو القاسم سيف.

فمن ولد أبي يعلي نقيب واسط؛ السيد العالم السخي السري النقيب بواسط مؤيد الدين عبيد اللّه بن عمر بن محمد بن عبيد اللّه بن عمر بن سالم بن أبي يعلي المذكور؛ مات عن بنات؛ و لأبي يعلى النقيب بقية بواسط.

و من ولد أبي المعالي محمد بن أبي البركات محمد نقيب واسط، أحمد بن مهدي بن أبي المكارم

______________________________

(1) لم يذكر منهم إلّا عقب ستة و أهمل ذكر السابع و الثامن. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:298

بن معد بن يحيى بن أبي المعالي المذكور.

و من ولد أبي الفضائل عبد اللّه بن أبي البركات محمد نقيب واسط، 1 أبو الحسين أحمد الغش بن أبي الفضائل المذكور، أعقب بواسط يقال لهم بنو الغش. 2

و من ولد أبي القاسم سيف بن أبي البركات محمد نقيب واسط. محمد بن حيدرة بن يحيى بن سيف المذكور، و علي بن عبد اللّه بن جعفر بن سيف المذكور.

و أعقب ابو الفتح محمد نقيب الكوفة ابن أبي طاهر عبد اللّه بن أبي الفتح محمد بن الأشتر من أربعة رجال، و هم 1 أبو جعفر النفيس و اسمه هبة اللّه 2، و مجد الدين

أبو محمد عمر نقيب الكوفة، و عدنان، و 1 أبو الحسين محمد، و قيل أحمد.

2

أما

أبو الحسين محمد بن أبي الفتح محمد

نقيب الكوفة فأعقب من أربعة رجال هم أبو الفتح محمد قوام الشرف، و أبو نزار عدنان، و أبو السعادات محمد و أبو علي الحسن، أما أبو الفتح محمد قوام الشرف بن أبي الحسين محمد فمن عقبه محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن أبي الفتح محمد المذكور؛ و أما أبو نزار عدنان بن أبي الحسين محمد فمن عقبه محمد بن أبي هاشم بن أبي القاسم بن محمد بن معد بن عدنان المذكور، و أما أبو السعادات محمد بن أبي الحسين محمد فمن ولده أبو الغنائم محمد بن أبي المكارم محمد بن أبي السعادات محمد المذكور له عقب. و أما أبو علي الحسن بن أبي الحسين محمد المذكور فأعقب من ثلاثة رجال: 1 محمد و فوارس و أبي الحسن علي يعرف بالشاب و به يعرف ولده، و عقبه و عقب أخويه بالكوفة «1» و الغري.

2

و أما

عدنان بن أبي الفتح محمد

نقيب الكوفة فمن عقبه مضر بن ملد بن معد بن عدنان المذكور، و اخوته معدّ بن ملد و المظفر بن ملد، و أبو الحسين بن ملد؛ لهم عقب.

و أما

أبو محمد عمر بن أبي الفتح محمد

نقيب الكوفة فأعقب من رجلين؛ و هما شهاب الشرف أبو عبد اللّه أحمد و تاج الشرف أبو علي المظفر فمن بني أبي علي المظفر، 1 السيد العالم مجد الدين محمد بن يحيى بن مظفر المذكور و هو خال الطاهر جلال الدين أحمد بن

______________________________

(1) و تعرف بقيتهم اليوم بآل الفتال في الغري و الرماحية. (عن هامش الأصل)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:299

الفقيه يحيى و أخويه. و جد أولادهم أيضا كانت له بنات خرجن الى الإخوة الثلاثة تاج الدين، و جلال الدين، و زين الدين بنو السيد الفقيه يحيى بن طاهر بن أبي الفضل الزيدي.

و لم يكن له ذكر و انقرض جدّه المظفر. 2

و من بني شهاب الشرف أبي عبد اللّه أحمد بن أبي محمد عمر بن أبي الفتح محمد نقيب الكوفة بنو أبي جعفر بالكوفة؛ و هم ولد أبي جعفر شرف الدين هبة اللّه، و قيل محمد بن شهاب الشرف أحمد المذكور، منهم 1 شمس الدين ناخون «1» بن ابراهيم بن أبي جعفر هبة اللّه المذكور، شيخ الجهال من العلويين و أهل الفتنة و الشر أيام حروبهم مع الهاشميين 2؛ و منهم فخر الدين معد بن زيد بن أبي جعفر هبة اللّه المذكور شيخ العلويين.

و أما

أبو جعفر النفيس بن أبي الفتح محمد

نقيب الكوفة فأعقب من ثلاثة رجال، أبو الحسين جعفر كمال الشرف، و أبو نزار أحمد، و 1 شكر الأسود، و طعن ابن المرتضى النسابة الموسوي على شكر الأسود هذا و قال: قالوا ان امه جارية نكحها أبوه بغير إذن مولاها، و الشيخ السيد عبد الحميد بن التقي الحسيني أثبت نسبه و قال: امه ام ولد اسمها سعادة. و لا شك أن السيد عبد الحميد أخبر بحاله و أقرب عهدا به من

ابن المرتضى و له عقب يقال لهم بنو كمكة، و هم ولد أبي منصور جعفر بن أبي منصور بن طراد بن شكر المذكور.

2

و أما

أبو نزار أحمد بن أبي جعفر النفيس بن أبي الفتح محمد

نقيب الكوفة فأعقب من أبي منصور الحسن يعرف بابن كوهرية له عقب؛ و أما أبو الحسين جعفر كمال الشرف بن أبي جعفر النفيس بن أبي الفتح محمد نقيب الكوفة فأعقب من رجلين أبي طاهر عبد اللّه، و أبي جعفر النفيس.

و أما

أبو القاسم حمزة الملقب شوصة بن الأشتر

فعقبه قليل كان منهم بنو مهنا بن أبي الفرج محمد بن أحمد بن حمزة شوصة المذكور، قال الشيخ النقيب تاج الدين رحمه اللّه: اظنّهم انقرضوا. و منهم بنو المكانسية و هم ولد أبي المكارم حمزة و أبي الحسن علي ابني عبيد اللّه العتيق بن أبي الفتح محمد بن أبي طالب الحسن بن حمزة شوصة المذكور، امهما ام هاني

______________________________

(1) في بعض المخطوطات تاخور بالتاء المثناة الفوقانية ثم الألف بعدها الخاء المعجمة ثم الواو و الراء المهملة. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:300

العريضية و هي المكانسية؛ بها يعرف ولدها.

و أما

1 أبو الطيب الحسن* بن الأشتر

و كان واسع الحال عظيم الجاه و المروة قال الشيخ أبو الحسن العمري: حدّثني محمد بن مسلم بن عبيد اللّه، قال كان عمّي حسن يغتسل في الحمام بماء الورد بدلا من الماء 2، فعقبه من ابنه أبي طاهر أحمد و منه في ابي الحسن محمد يلقب غرام ا، و يقال لولده بنو غرام، أعقب أبو الحسن محمد غرام من رجلين، أبي طاهر أحمد الأخن و أبي القاسم هبة اللّه، فمن ولد أبي طاهر أحمد الأخن؛ أبو المعالي أحمد بن محمد بن أحمد محمد بن أبي طاهر أحمد الأخن المذكور، أعقب من أولاده الثلاثة و هم أبو الفتح محمد يلقب الغشم و بدر الشرف عياش، و أحمد يدعى معيوف ا، لهم بقية بالغري الشريف.

و أما

أبو العباس أحمد البن بن الاشتر

و كان جم المروة واسع الحال، قال الشيخ أبو الحسن العمري: حدّثني بعضهم ممن يوثق بقولهم ان أحمد بن محمد بن عبيد اللّه حمل في يوم على أربعة و عشرين فرسا. فمن ولده 1 بنو عجيبة، و هم أحمد و محمد، و عمار، و علي، و قيل محمد يكنى أبا منصور، بنو مفضل بن محمد بن أحمد البن، امهم عجيبة بنت أحمد بن المسلم بن أبي علي بن الأشتر لهم أعقاب و بقية بالغري 2، منهم بنو الصائم و هم ولد علي الصائم بن أبي منصور محمد بن يحيى بن المفضل المذكور، و منهم 1 محمد بن محمد بن محمد بن علي الصائم، له عقب بجبع من قرى الشام 2، و منهم بنو مقلاع و هو الحسن بن علي بن أبي جعفر محمد بن يحيى بن محمد بن المفضل المذكور؛ من ولده أبو طالب يلقب أبا منخر، و موسى أغلبها و

احمد و الشمس، بنو أبي الغنائم محمد بن الحسن مقلاع، لهم أعقاب بالغري و منهم 1 أحمد بن قاسم بن المفضل المذكور، يقال له اجتهد، و يعرف ولده ببني اجتهد و هم بالغري 2، و منهم 1 طبيق و هو محمد بن علي بن قاسم بن محمد بن المفضل المذكور و يقال لولده بنو طبيق 2، فمن ولده أبو الحسين البغدادي الدلال له عقب بالغري، و منهم محمد بن قاسم المذكور له عقب، و منهم طريش و هو طالب بن عمار* بن المفضل

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:301

المذكور أعقب من ثلاثة «1» رجال علي الأسود، و يقال لولده بنو الأسود، و محمد زماخ، له أيضا عقب، أعقب من ابنه أبي علي الحسن و أعقب الحسن من خمسة رجال، و هم 1 أبو الحسين يدعى أبو الحجوج، و يقال لولده بنو أبي الحجوج و هم بالغري 2؛ و 1 رجب، و علي، و محمد، و أحمد، لهم أعقاب بالمشهد الغروي.

2

و أما

أبو الفرج محمد بن الأشتر*

فمن ولده الحاروج، و هو في رواية الشيخ أبي الحسن العمري- أبو الفرج محمد بن أبي الغنائم محمد بن أبي الحسن علي بن أبي الفرج محمد المذكور، و زاد الشيخ عبد الحميد بن التقي في نسبه و غير اسماء فقال: هو أبو الفرج محمد بن أبي الغنائم محمد بن أبي الفرج المذكور له عقب و بقية ببغداد و واسط و الكوفة و غيرها و هم جماعة قد تقسموا، منهم أبو الفضل الحسين المعروف بشيبانك بن عدنان بن محمد بن عدنان بن علي بن محمد الحاروج المذكور كان عطارا بالكرخ يجمع النسب، و له ولد، و منهم العقعق و هو أبو الحسين محمد بن معد بن عدنان

بن علي بن محمد الحاروج.

و أما

عبيد اللّه الرابع بن الأشتر

فأعقب من جماعة ثم انقرض عقب بعضهم و عقبه المعروف من ثلاثة رجال. أبو العشائر محمد، و له بقية بالحلة و سورا به يعرفون؛ و أبو منصور يحيى، و يوسف جدّ أبي الفقيه الحارث بن البواب، و هو- على ما ذكر الشيخ السيد فخر الدين علي بن الأعرج الحسيني- علي بن أحمد بن عبيد اللّه الخامس ابن يوسف المذكور، و قيل بل ابن الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن عبيد اللّه الخامس، كان له بقية بمشهد الكاظم عليه السّلام ببغداد، و قد غمز في نسبه و اللّه أعلم.

و أما

أبو علي محمد أمير الحاج ابن الاشتر
اشارة

و ولده من بني عبيد اللّه أهل رياسة و سيادة و نقابة فأعقب من رجلين، و هما أبو عبد اللّه أحمد أمير الحاج و أبو العلا مسلم الاحول أمير الحاج. كأس بني عبد اللّه، أما أبو عبد اللّه أحمد فحجّ أميرا على الموسم ثلاث عشرة حجّة نيابة عن الطاهر أبي أحمد الموسوي، و وليّ نقابة الطالبيين بالكوفة مدّة عمره؛ و مات سنة تسع و ثمانين و ثلثمائة و فيها قتل أخوه أبو العلا مسلم الأحول؛ فأعقب من ثلاثة رجال أبو

______________________________

(1) كذا في النسخ التي بأيدينا و لم يذكر الثالث منهم فلاحظ. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:302

الغنائم المعمر، و أبو الحسين زيد، و أبو الحسن علي، فأعقب أبو الحسن علي بن أبي عبد اللّه أحمد، أحمد العرش، و يقال لولده بنو العرش، و انفصل منهم «آل فاخر» و هم بنو الفاخر ابن الأسعد بن أبي نصر محمد بن علي بن أحمد العرش المذكور، و هم جماعة بسورا «و آل أبي المجد» و هو ابن أبي عبد اللّه الحسين بن أبي الفضائل محمد بن علي

بن أحمد العرش، و هم أيضا بسورا، و من عقب أبي الحسين زيد بن أبي عبد اللّه أحمد «آل أبي زيد» نقباء الموصل و نصيبين، منهم النقيب الجليل أبو عبد اللّه زيد ابن النقيب أبي طاهر محمد بن أبي البركات محمد نقيب الموصل ابن ابي الحسين زيد المذكور، و منهم السيد الفاضل نظام الدين أبو القاسم نقيب نصيبين ابن أبي القاسم علي شهاب الدين نقيب نصيبين ابن النقيب أبي طاهر محمد المذكور، قرأ عليه الشيخ رضي الدين بن قتادة الحسني كتاب «المجدي» و مشجرات السيد العمري. و هم أهل رياسة قديمة و الى الآن، قال الشيخ تاج الدين: طعن عليهم ابن المرتضى بشي ء تفرّد به بغيا و حسدا و ما رأيت من مشايخنا من طعن فيهم و لا قدح سواه و نسبهم صحيح لا شبهة فيه.

و من

عقب أبي الغنائم المعمر بن أبي عبد اللّه أحمد

النقيب الطاهر 1 أبو الغنائم المعمر بن محمد بن المعمر المذكور، ولي نقابة الطالبيين سنة ست و خمسين و أربعمائة في أيام القائم و بقيت في عقبه الى أيام الناصر وليها جماعة كثيرة منهم و هم يعرفون ببني الطاهر و قد انقرضوا 2، و أما أبو العلا مسلم الأحول أمير الحاج فأعقب من ثمانية رجال، أبو علي عمر المختار النقيب أمير الحاج، و أبو مسلم عمار و أبو عبد اللّه أحمد، و أبو الغنائم محمد، و المهنا، و باقي، و علي المعروف بابن مصابيح، و أبو الأزهر المبارك. أما أبو الأزهر المبارك ابن أبي العلا مسلم فعقبه بمصر، و أما علي بن أبي العلا مسلم فيقال لولده بنو مصابيح و هم جماعة بمطار آباد و الكوفة و غيرهما و أما باقي بن أبي العلا مسلم فعقبه وقع الى

بلاد العجم.

و أما المهنا أبي العلا مسلم و يقال لولده بنو مهنا فمنهم الشيخ العالم النسابة المصنف جمال الدين أحمد بن محمد بن مهنا بن علي بن مهنا بن الحسن بن محمد ابن مسلم بن المهنا المذكور صاحب كتاب «وزراء الزوراء» له عقب، و أما أبو القاسم محمد بن أبي العلا مسلم فمن ولده هندي بن المسلم بن محمد المذكور ذكره الشيخ عبد الحميد بن التقي

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:303

الحسيني و له عقب بالحلة و بغداد و غيرهما منهم نصير الدين محمد بن أبي جعفر محمد بن الهمام محمد بن علي بن هندي المذكور و أولاده، و أما أبو عبد اللّه أحمد بن أبي العلا مسلم فمن ولده حماد بن المسلم بن أحمد المذكور، يقال لولده بنو حماد 1، منهم بالمشهد الغروي العالم الفاضل الحافظ الأديب الفقيه جمال الدين يوسف بن ناصر بن محمد بن حماد بن علي بن حماد المذكور كان ميناثا 2، و أما أبو مسلم عمار بن بن أبي العلا مسلم فمن ولده تمام بن المسلم بن عمار ذكره أبو الحسن العمري و تحدّث عن نسبه و من ولد تمام بن عمار محمد شبانة بن تمام بن علي بن تمام المذكور أعقب من رجلين و هما 1 أبو مسلم و ابراهيم خرجا الى الشام و أقاما بجبل عاملة و لهما هناك عقب كثير الى الآن. 2

و أما أبو علي عمر المختار بن أبي العلا مسلم، و يقال لعقبه الى الآن بنو المختار فعقبه من أبي الفضائل عبد اللّه وحده و منه في رجلين عز الدين أبي نزار عدنان نقيب المشهد، و أبي عبد اللّه أحمد أما أبو عبد اللّه أحمد فعقبه يعرفون

ببني أبي حبيبة، و هي كنية جدّهم عمر بن أبي عبد اللّه احمد المذكور، و أما أبو نزار عدنان فأعقب من رجلين عز الدين المعمر، و عميد الدين أبي جعفر نقيب الكوفة، انقرض الأول و أعقب النقيب عميد الدين أبو جعفر من 1 أبي جعفر محمد فخر الدين نقيب النقباء الأطروش 2، و من أبي القاسم شمس الدين علي من عقبه 1 شمس الدين علي آخر نقباء بني العباس 2، و بهاء الدين داود ابنا النقيب معارض جيش المستنصر باللّه تاج الدين أبو الحسن علي بن شمس الدين علي المذكور لهما عقب.

و أما

1 جعفر الحجّة* بن عبيد اللّه الأعرج
اشارة

، و في ولده الإمرة بالمدينة و منهم ملوك بلخ و نقباؤها، و جعفر بن عبيد اللّه من أئمة الزيدية، و كان له شيعة يسمّونه الحجّة؛ و كان القاسم الرسي بن ابراهيم طباطبا يقول: جعفر بن عبد اللّه من أئمة آل محمّد. و كان فصيحا و كان أبو البختري وهب بن وهب قد حبسه بالمدينة ثمانية عشر شهرا فما أفطر إلّا في العيدين، فأعقب جعفر من رجلين 2، الحسن و الحسين.

- اما

الحسين بن جعفر الحجّة

فدخل بلخ و أعقب بها و هم ملوك و سادة و نقباء منهم السيد الفاضل أبو الحسن البلخي و هو علي بن أبي طالب الحسن النقيب ببلخ ابن أبي علي عبيد اللّه بن أبي الحسن محمد الزاهد بن عبيد اللّه بن علي بهراة ابن علي أبي القاسم ببلخ ابن

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:304

1 الحسن أبي محمد قبره ببلخ 2 ابن الحسين المذكور و منهم أبو عبد اللّه نعمة بن عبد اللّه النقيب ببلخ «1» المذكور له عقب، و منهم علي بن أبي الحسن محمد الزاهد المذكور له عقب، و منهم عبد اللّه و محمد ابنا أبي القاسم علي المذكور لهما أعقاب.

- و أما

الحسن بن جعفر الحجة
اشارة

فأعقب من 1 أبي الحسين يحيى النسابة، يقال إنّه أول من جمع كتابا في نسب آل أبي طالب فأعقب يحيى النسابة من سبعة رجال ما بين مقل و مكثر، 2 و هم طاهر، و علي، و أبو العباس عبد اللّه، و أبو اسحاق ابراهيم، و أبو الحسن محمد الأكبر العالم النسابة، و أحمد الأعرج، و أبو عبد اللّه جعفر.

أما

أبو عبد اللّه جعفر بن يحيى النسابة

فعقبه قليل منهم صالح، و القاسم. و محمد و عبد اللّه، بنو جعفر أولدوا.

و أما

أبو الحسن أحمد الأعرج ابن يحيى النسابة

فعقبه أيضا قليل، منهم القاسم بن أحمد المذكور، أولد، و أما أبو الحسن محمد الأكبر بن يحيى فمن ولده أبو محمد الحسن «2» بن محمد هذا و هو الدنداني النسابة المعروف بابن أخي طاهر راوي كتاب جده يحيى بن الحسن روى عنه شيخ الشرف النسابة، و لا عقب له.

و أما

أبو اسحاق ابراهيم بن يحيى النسابة

فعقبه قليل أيضا، منهم اسحاق بن محمد بن ابراهيم المذكور، له أولاد ذكور و إخوة.

و أما

أبو العباس عبد اللّه بن يحيى النسابة

، و ولده بادية بالمدينة و جمهور عقبه يرجع الى مسلم بن موسى بن عبد اللّه المذكور، من ولده نجم الدين علي نقيب المدينة ابن حسن نقيبها ابن سلطان نقيبها ابن حسن بن عبد الملك بن ذويب بن عبد اللّه بن مسلم المذكور، له ولد، و منهم أبو جعفر مسلم بن حبيب بن مسلم المذكور له عقب، منهم محمد بن هلال بن غياث بن محمد نقيب المدينة ابن حبيب بن مسلم بن حبيب بن مسلم المذكور له عقب، و منهم عبد

______________________________

(1) كذا في النسخ التي بأيدينا و لم يتقدم لعبد اللّه النقيب ببلخ ذكر و لعلّ الصحيح (عبيد اللّه) بدل (عبد اللّه) فليراجع.

مص

(2) أبو محمد الحسن النسابة المعروف بابن أخي طاهر؛ كان أحد العلماء بالنسب و الأخبار و الحديث، و كانت وفاته سنة ثمان و خمسين و ثلثمائة، أرخه الحافظ بن حجر في (لسان الميزان) (على هامش الأصل).

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:305

المنعم بن هاني بن يحيى بن أبي طالب بن محمد بن هاني بن حبيب بن مسلم بن حبيب بن مسلم بن أبي العباس عبد اللّه المذكور.

و أما

علي بن يحيى

فمرجع عقبه الى الحسن بن محمد المعمر بن أحمد الزائر ابن علي المذكور، و هم جماعة كثيرة بالحائر، أعقب الحسن هذا من رجلين أبي محمد ابراهيم، و أبي الحسن علي.

أما

أبو محمد ابراهيم

؛ فعقبه قليل، و أما أبو الحسن علي، و كان متوجها بالحائر فانقسم عقبه عدّة بطون منهم 1 بنو عكة و هو يحيى 2 بن علي بن حمزة بن علي المذكور و منهم بنو علوان بن فضائل بن الحسن بن الحسن أبي منصور الحسن «1» نقيب الحائر ابن علي المذكور، و منهم بنو فوارس، و هو ابن علي، المذكور منهم معد بن علي بن معد بن علي الرغاوي بن ناصر بن فوارس المذكور؛ و هو جد «جامع هذا الكتاب» لأم جدّه علي بن مهنا بن عنبة الأصغر، و منهم 1 بنو غيلان، و هو علي 2 بن فوارس بن ناصر بن فوارس المذكور؛ و منهم بنو ثابت، و هو ابن الحسين بن محمد بن علي بن ناصر بن فوارس المذكور، و منهم 1 بنو الأعرج و هو علي 2 بن سالم بن بركات بن أبي الأعز محمد بن أبي منصور الحسن* نقيب الحائر المذكور، و منهم الشيخ العالم الشاعر النسابة الأديب فخر الدين علي بن محمد بن أحمد بن علي الأعرج المذكور، و ابناه السيد الجليل العالم الزاهد مجد الدين أبو الفوارس محمد، و السيد النسابة الفاضل جمال الدين أحمد بن السيد فخر الدين علي.

أما

1 السيد جمال الدين أحمد* بن فخر الدين علي

فولد أبا الطيب محمدا سافر الى بلاد الروم و انقطع خبره 2، و أما 1 السيد مجد الدين أبو الفوارس محمد* بن السيد فخر الدين علي فأعقب و أنجب، كان له سبعة بنين أكبرهم من ام ولد، و كذا أصغرهم، و لأحدهما بنات، و الثاني سافر و انقطع خبره، و الخمسة الأخر امهم بنت الشيخ سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر 2، و هم النقيب جلال الدين علي و

مولانا السيّد العلّامة عميد الدين عبد المطلب قدوة السادات بالعراق؛ و الفاضل العلّامة ضياء الدين عبد اللّه؛ و الفاضل العلّامة نظام الدين عبد

______________________________

(1) كذا في النسخ التي بأيدينا و الظاهر زيادة (الحسن) لأنّه جاء مكررا.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:306

الحميد، و السيد غياث الدين عبد الكريم.

أما

النقيب جلال الدين علي

فأعقب من ابنه سليمان أبي الربيع- نظام الدين وحده، و أعقب نظام الدين بن سليمان؛ من ثلاثة رجال و هم النقيب مجد الدين أبو طالب علي، و جلال الدين عبد اللّه؛ و شمس الدين محمد.

و أما السيد العلامة

عميد الدين عبد المطلب

فأعقب من ابنه 1 السيد جمال الدين «1» محمد وحده و هو المولى السيد العالم الجليل العالي الهمة الرفيع المقدار قضى اللّه له بالشهادة فأخذ بالمشهد الغروي و خنق ظلما أخذ اللّه له بحقه 2؛ و أعقب السيد جمال الدين محمد، من ابنه السيد الجليل العالم سعد الدين أبي الفضل محمد؛ ولدان ذكران و للسيد جمال الدين محمد أولاد غيره كثّرهم اللّه تعالى.

و أما السيد الفاضل

ضياء الدين عبد اللّه

فأعقب من ثلاثة رجال، و هم الشيخ الفاضل العلّامة المحقق فخر الدين عبد الوهاب، و شرف الدين يحيى، و رضي الدين أبو سعيد الحسن، كان للشيخ فخر الدين عبد الوهاب ابنان، درج أحدهما و هو غياث الدين خليفة، و الآخر السيد العالم الفاضل المحقق 1 جلال الدين أبو القاسم علي يلقب بياغي «2» قتل في واقعة بغداد القريبة.

2

و اما السيد الفاضل

نظام الدين عبد الحميد

فاعقب من رجل واحد و هو ابنه عبد الرحمن، و ولد السيد عبد الرحمن بن عبد الحميد ثلاثة بنين أكبرهم السيد العالم الزاهد الورع نظام الدين عبد الحميد له عقب، و السيد مجد الدين محمد، و ضياء الدين عبد اللّه.

و اما السيد

غياث الدين عبد الكريم

فأعقب من رجلين رضي الدين حسين، و شمس الدين محمد؛ أما رضي الدين حسين فله غياث الدين عبد الكريم، و أما شمس الدين محمد فله ولد امه فيها ما فيها و أظنه حصل من عقد المنقطع و فيه نظر.

______________________________

(1) ذكره السيد ضامن بن شدقم الأعرجي في (تحفة الأزهار) مخطوط و الأميني في (شهداء الفضيلة) ص 71 طبع النجف.

(2) ذكره ابن شدقم في (تحفة الأزهار) فقال: لديه علم و فضل بتحقيق و تدقيق قتل في وقعة بغداد سنة 756. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:307

و أما

طاهر بن يحيى النسابة

و في ولده البيت و الإمارة بالمدينة، و يكنى أبو القاسم، و هو القاسم المحدث له عقب كثير، و كان من جلالة القدر بحيث ان بني إخوته يعرف كلّ منهم بابن أخي طاهر؛ و أعقب من ستة رجال، و هم أبو علي عبيد اللّه، و في ولده الإمارة، و أبو محمد الحسن، و الحسين؛ و أبو جعفر محمد و أبو يوسف يعقوب؛ و يحيى يدعى مباركا.

أما

يحيى مبارك بن طاهر

فعقبه قليل و كذا أخوه يعقوب بن طاهر.

و اما

أبو جعفر محمد بن طاهر

فله عقب منهم محمد بن بسام بن محمد بن عياش بن أبي جعفر محمد المذكور و اخوته مسلم و هضام. و سلطان، و طاهر، بنو بسام لهم أعقاب.

و اما

الحسين بن طاهر

فأعقب من تسعة رجال منهم عبد اللّه الملقب بعرفة، و يقال لولده العرفات منهم بالمدينة الشريفة جماعة، و منهم بالحلة بنو جلال بن محيا بن عبد اللّه بن محمد بن حسين بن ابراهيم بن علي بن محمد بن عبد اللّه عرفة المذكور.

و أما

الحسن بن طاهر

فمن ولده بنو شقائق. و هو محمد بن عبد اللّه بن سليمان بن الحسن بن 1 طاهر بن الحسن بن طاهر. كانوا بالرملة قديما، و طاهر بن الحسن المذكور هو ممدوح المتنبي بقصيدته البائية التي يقول فيها:

إذا علويّ لم يكن مثل طاهرفما ذاك إلّا حجة للنواصب و قد انقرض طاهر بن الحسن بن طاهر.

2

و أما

أبو علي عبيد اللّه بن طاهر

فأعقب من ثلاثة رجال، و هم الأمير أبو أحمد القاسم، و أبو جعفر مسلم و اسمه محمد، و أبو الحسن ابراهيم.

أما

ابراهيم بن عبيد اللّه بن طاهر

فمن ولده بالحلة حسن الخريف بن علي بن محمد بن سعيد بن عبد اللّه بن علي بن عبيد اللّه بن مسلم بن ابراهيم المذكور و أولاده.

و أما

1 أبو جعفر مسلم* بن عبيد اللّه بن طاهر

و كان أميرا شريفا جم الفضائل و المحاسن، قطن بمصر و روى كتاب الزهري في النسب؛ و كان قريبا من السلطان محتشما و يعرفه المصريون بمسلم العلوي و كان المعز الفاطمي بمصر قد وجد في داره أو على منبره رقعة فيها:

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:308 إن كنت من آل أبي طالب فأخطب الى بعض بني طاهر

فان رآك القوم كفوا لهم في باطن الأمر و في الظاهر

فأم من خالف خوزيةيعض منها البطن بالآخر و كانت أم جدّهم محمد بن عبد اللّه بن ميمون على ما يقال خوزية فلهذا عرض الشاعر بها، 2 فلما قرأ المعز الرقعة خطب الى مسلم بن عبيد اللّه بن طاهر إحدى بناته لإبنه العزيز فلم يجبه، و اعتذر بأن كلا من بناته في عقد واحد من أقربائه، فحبسه المعز و استقصى أمواله و لم ير بعد ذلك، فيقال إنّه أهلكه في الحبس، و يقال إنّه هرب و هلك في بعض بوادي الحجاز. و ذهب ابن ابنه الحسن بن طاهر الى المدينة و تأمّر بها و اختص ابن عمه أبا علي بن طاهر و ألقى اليه مقاليد أمره. فلما توفي قام أبو علي مقامه. ثم بعد وفاة أبي علي قام مقامه إبناه هاني و مهنا فامتعض الحسن بن طاهر بن مسلم بن ذلك و فارق الحجاز و لحق بالسلطان محمود بن سبكتكين بعرفاني، و اتفق أن قدم الباهري العلوي رسولا من مصر فاتهم بفساد الاعتقاد لما تحمله من رسالة الاسماعيلي و ادعى عليه الحسن بن طاهر بن مسلم

الدعوى في النسب فخلي بينه و بينه فقتله بحضور السلطان ثم طلب تركته فلم يعط منها شيئا.

و أما الأمير

أبو أحمد القاسم بن عبيد اللّه بن طاهر
اشارة

و فيه البيت. فأعقب من خمسة رجال و هم عبد اللّه، و موسى؛ و أبو محمد الحسن، و أبو الفضل جعفر و أبو هاشم داود، أما عمدة الطالب، ابن عنبة 308 أبو هاشم داود بن القاسم بن عبيد الله ..... ص : 308

أبو هاشم داود بن القاسم بن عبيد اللّه
اشارة

فأعقب من أربعة رجال، و هم الأمير أبو عمارة المهنا و اسمه حمزة، و الحسن الزاهد، و أبو محمد هاني و اسمه سليمان؛ و الحسين.

أما

الحسين بن أبي هاشم

فمن ولده 1 الحسين مخيط بن أحمد بن الحسين المذكور و هو الأمير العابد الورع وليّ المدينة سبعة أشهر و كان مقيما بمصر، و لقب بمخيط لأنّه كان يبري المكلوب و كان كلّما أتى بمكلوب يقول: إيتوني بمخيط. و هي الإبرة فلقب بذلك، و هو جد المخايطة بالمدينة، و لهم بالكوفة و الغري بقية انتقلوا من المدينة.

2

و أما

أبو محمد هاني بن أبي هاشم

فمقل.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:309

و أما

الحسن الزاهد بن أبي هاشم

فمن ولده بنو خزعل بن عليان بن عيسى بن داود بن الحسن المذكور.

و أما الأمير

أبو عمارة المهنا بن أبي هاشم
اشارة

فأعقب من ثلاثة رجال عبد الوهاب، و سبيع، و شهاب الدين الحسين أمير المدينة، كذا قال الشيخ تاج الدين. و قد وجدت له ذويبا و اسمه علي بن مهنا معقب من ولده كاسب بن ديباج بن حصن بن ضنيب بن هزبر بن كامل بن ذويب المذكور. و أما

عبد الوهاب بن المهنا

فمن ولده قضاة المدينة منهم شمس الدين سنان قاضي المدينة «1» ابن عبد الوهاب قاضيها ابن نميلة قاضيها ابن محمد بن ابراهيم بن عبد الوهاب المذكور.

و أما

سبيع بن المهنا

فمن ولده سعيد بن الفرج بن عمارة بن مهنا بن سبيع المذكور؛ له عقب؛ و منهم الشيخ العالم النسابة قريش بن السبيع بن مهنا بن سبيع المذكور، كان مقيما ببغداد و لا عقب له، و منهم 1 رميح بن حسن بن راجح بن مهنا بن سبيع المذكور له عقب بالحلة يقال لهم آل رميح.

2

و أما

شهاب الدين الحسين
اشارة

أمير المدينة ابن المهنا فأعقب من رجلين 1 مالك و مهنا أميري المدينة 2، أما

مالك بن الحسين بن المهنا

فعقبه من عبد الواحد بن مالك له عقب يقال لهم الوحاحدة، و قد انقسموا على ساقين الحمزات ولد حمزة بن علي بن عبد الواحد المذكور؛ و المناصير «2» ولد منصور بن محمد بن عبد اللّه بن عبد الواحد المذكور، فمن الحمزات مهند «3» بن صليصلة بن فضل بن حمزة المذكور؛ كان دليلا خبيرا خريتا في طريق الحجاز، و من المناصير السيد الجليل النقيب شهاب الدين أحمد يلقب خليتا بن مسهر بن أبي مسعود ابن مالك بن مرشد بن خراسان ابن منصور المذكور، كان جليل القدر عالي الهمة يتولى أوقاف المدينة المشرفة بالعراق ثم تولى نقابة المشهد الحائري و عزل عنه، ثم شارك في

______________________________

(1) من ولده السيد مهنا بن سنان بن عبد الوهاب قاضي المدينة المشرفة الذي سأل العلّامة الحلي مسائل و طلب منه الاجازة فأجابه و أجازه. (عن هامش الأصل)

(2) اليهم ينسب السادات المعظمون سادات بياشيا من قرى عذار الحلة السيفية كما ذكر في منتخبه الآغا محمد ابن الآغا رحيم رحمه اللّه المجاور بالغري و هو عند العالم التقي النفي الشيخ عباس البلاغي الغروي. (عن هامش المخطوطة).

(3) في بعض النسخ المخطوطة الصحيحة (فهيد) بالفاء بعدها الهاء ثم الياء التحتانية ثم الدال المهملة. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:310

نقابة المشهد الغروي و تسلّط ثم عظم جاهه، و أخوه حسام الدين مهنا الملقب صوبة، و عمّاهما معمر و عمرة، و من ولد عبد اللّه بن عبد الواحد، داود و سليمان يلقب العمري لهما عقب.

و أما

المهنا بن الحسين بن المهنا
اشارة

، و هو الأعرج أمير المدينة، يقال لولده المهانية فأعقب من ثلاثة رجال. الحسين أمير المدينة و الأمير عبد اللّه؛ و الأمير أبو فليتة قاسم.

أما

الأمير قاسم بن المهنا الأعرج

فأعقب من رجلين الأمير هاشم يقال لولده الهواشمية، و الأمير جماز «1» يقال لولده الجمامزة، فمن الهواشمة الأمير شيحة بن هاشم أعقب من سبعة رجال، و هم الأمير أبو سند جماز أمير المدينة و الأمير عيسى الملقب بالحرون لبأسه و شدّته، و الأمير منيف أمير المدينة و أبو ردينة سالم؛ و نرجس، و محمد؛ و هاشم، و لجميعهم أعقاب، أعقب الأمير أبو سند جماز بن شيحة من عشرة رجال منهم الأمير أبو عامر «2» منصور و القاسم، و الأمير مقبل، فمن بني الأمير منصور بن جماز، كبش، و كبيش و فضيل. و عطية «3» و غيرهم، و في أولاده الإمرة بالمدينة إلى الآن كثّرهم اللّه تعالى، و من بني الأمير مقبل بن جماز، السيد الجليل 1 محمد بن مقبل*، سكن العراق و استوطن الحلة و له عقب 2؛ و من الجمامزة عمير أمير المدينة ابن أمير المدينة أبي فليتة قاسم بن جماز المذكور، و جماز و هاشم ابنا مهنا بن جماز، لهما أعقاب.

و أما

الأمير عبد اللّه بن مهنا الأعرج

فمن ولده ملاعب بن عبد اللّه المذكور يقال لولده الملاعبة.

و أما الأمير

الحسين بن مهنا الأعرج

فمن ولده سعيد بن داود بن المهنا بن الحسين المذكور، و حسين بن مرة بن عيسى بن الحسين المذكور و أما أبو الفضل جعفر بن القاسم بن عبيد اللّه بن طاهر فمن ولده عبد اللّه السيف ابن محمد بن جعفر المذكور، يقال لولده بنو السيف أعقب من رجلين، أحمد و الأشرف لهما أعقاب، و لا أعرف أعقاب الباقين، و هم أبو محمد الحسن، و موسى و عبد اللّه بنو القاسم بن عبيد اللّه بن طاهر.

______________________________

(1) كانت وفاة الأمير جماز سنة أربع و سبعمائة. (عن هامش الأصل)

(2) كانت وفاة الأمير أبي عامر منصور سنة 726.

(3) كانت وفاة الأمير عطية بن منصور سنة ثلاث و ثمانين و سبعمائة (عن هامش الأصل)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:311

المقصد السادس في ذكر عقب 1 علي الأصغر* بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب «ع»
اشارة

و يكنى أبا الحسين فأعقب من ابنه 2

1 الحسن الأفطس
اشارة

، امه ام ولد سندية، مات أبوه موسى و هو حمل، و تكلّم فيه النسابون فممن تكلّم فيه أبو جعفر محمد بن معية النسابة صاحب المبسوط و له في ذلك قطعة شعر و هي:

أفطسيون أنتم اسكتوا لا تكلّموا قال الشيخ أبو الحسن العمري: علقت فيهم عن ابن طباطبا الشيخ النسابة قولا يقارب الطعن و لا يعتدّ بمثله. و قال الشيخ أبو نصر البخاري: كان بين الأفطس و بين الصادق عليه السّلام كلام فتوجه الطعن عليه لذلك لا لشي ء في نسبه و قال أبو الحسن العمري: عمل الشيخ أبو الحسن محمد بن محمد- يعني شيخ الشرف العبيدلي- كتابا رأيته بخطه وسمه ب «الإنتصار لبني فاطمة الأبرار» ذكر الأفطس و ولده بصحّة النسب و ذم الطاعن عليهم. قال الشيخ أبو الحسن العمري: و هم في الجرائد و المشجرات ما دفعهم دافع. قال: و سألت شيخي أبا الحسن بن كتيلة النسابة عن الأفطس قال: أعزّ بني الأفطس الى الأفطس فانّه يكفيك و يكفيهم. هذا لفظه لم يزد عليه؛ قال: و سألت والدي أبا الغنائم لصوفي النسابة عنهم فذكر كلاما برأهم فيه من الطعن.

و قال أبو نصر البخاري: خرج الأفطس مع محمد بن عبد اللّه بن الحسن النفس الزكية و بيده راية بيضاء و أبلى و لم يخرج معه أشجع منه و لا أصبر؛ و كان يقال له رمح آل أبي طالب لطوله و طوله «1».

و قال أبو الحسن العمري: كان صاحب راية محمد بن عبد اللّه الصفراء و لما قتل النفس الزكية محمد بن عبد اللّه اختفى الحسن الأفطس بن علي فلما دخل جعفر

______________________________

(1) الأول بضم الطاء المهملة و الثاني بفتحها.

م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:312

الصادق عليه السّلام العراق و لقي أبا جعفر المنصور قال له: يا أمير المؤمنين تريد أن تسدي الى رسول اللّه يدا؟ قال: نعم يا أبا عبد اللّه. قال: تعفو عن ابنه الحسن بن علي بن علي. فعفا عنه

و في كتاب أبي الغنائم الحسني قال: حدّثني أبو القاسم بن جداع، قال حدّثنا عبد اللّه بن الفضل الطائي، قال حدّثنا ابن سباط عمّن حدّثه عن حميد قال حدثتني سالمة مولاة أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام قالت اشتكى أبو عبد اللّه فخاف على نفسه فاستدعى ابنه موسى و قال:

يا موسى أعط الأفطس سبعين دينارا و فلانا و فلانا، فدنوت منه فقلت: تعطي الأفطس و قد قعد لك بشفرة يريد قتلك؟ فقال: يا سالمة تريدين أن أكون ممن قال اللّه تعالى: «وَ يَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ»*.

و

حكى أبو نصر البخاري هذه الحكاية بتغيير يسير، قال: سمعت جماعة يقولون إن الصادق كان يوصي لجماعة من عشيرته عند موته فأوصى للأفطس الحسن بن علي بن علي بثمانين دينارا فقالت له عجوز في البيت: أ تأمر له بذلك و قد قعد لك بخنجر في البيت يريد أن يقتلك؟ فقال: أ تريدين أن أكون ممّن قال اللّه تعالى «وَ يَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ»* لأصلن رحمه و إن قطع اكتبوا له بمائة دينار

. قال البخاري: و هذه شهادات قاطعة من الصادق عليه السّلام انّه ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

فأعقب الحسن و أنجب و أكثر و عقبه من خمسة رجال 2، علي الحريري «1» و عمر، و الحسين؛ و الحسن المكفوف، و 1 عبد اللّه الشهيد قتيل البرامكة
اشارة

2. أما

1 علي الحريري* بن الأفطس
اشارة

و أمه ام ولد اسمها عبادة و كان شاعرا فصيحا، و هو الذي تزوّج بنت عمر العثمانية و كانت من قبل تحت المهدي محمد بن المنصور العباسي فأنكر موسى الهادي ذلك عليه و أمره بطلاقها فأبى و قال: ليس المهدي رسول اللّه حتى تحرم نساؤه بعده و لا هو أشرف مني. فأمر موسى الهادي به فضرب حتى غشي عليه 2، قال الشيخ أبو نصر البخاري: و ذكر ابن حريز ان هذه الحكاية كانت لعلي بن الحسين، و هو غلط إنما هو علي بن الحسن بن علي ابن علي بن الحسين عليه السّلام و هذا الحريري قتله الرشيد هارون.

______________________________

(1) الحريري بالحاء و الراء المهملتين ثم الياء التحتانية بعدها الراء المهملة ثم ياء النسبة؛ هكذا في نسخة ابن مساعد و في بعض المخطوطات (الخرزي) بالخاء المعجمة ثم الراء المهملة بعدها الزاء المعجمة ثم ياء النسبة م ص.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:313

و

أعقب علي الحريري ينتهي عقبه الى علي بن محمد الحريري بن علي بن علي الحريري

المذكور، أعقب من ثلاثة رجال: و هم 1 أبو محمد الحسن النقيب الرئيس بآبه 2، و أبو العباس أحمد، و أبو جعفر محمد، فأعقب أبو محمد الحسن علي بآبه، و الحسين مانكديم؛ و أبو جعفر محمد؛ فمن بني أبي جعفر محمد بن الحسن الرئيس، محمد بن أحمد بن أبي طاهر زيد بن أحمد بن محمد المذكور، و من بني الحسين مانكديم بن الحسن الرئيس مانكديم بن الحسن بن الحسين مانكديم المذكور له عقب بالغري يقال لهم بنومانكديم، و من بني ابي الحسن علي بن الحسن الرئيس الحسن التج «1» ابن أبي الحسن علي المذكور و من ولده زيد بن الداعي بن زيد بن علي بن الحسين بن الحسن التج المذكور أعقب و أنجب، فمن ولده السيد

الزاهد رضي الدين محمد بن فخر الدين محمد بن رضي الدين محمد بن زيد المذكور، و أخوه و حفيده السيد الرضي كمال الدين الحسن بن فخر الدين بن رضي الدين الزاهد المذكور، أعقب عشرة ذكور منهم مجد الدين حسين بن كمال الدين المذكور؛ و ابنه تاج الدين الحسن أقضى القضاة بالبلاد الفراتية، مات سنة سبع و أربعين و سبعمائة.

1 و من بني زيد الداعي، السيد الجليل الشهيد تاج الدين أبو الفضل محمد بن مجد الدين الحسين بن علي بن زيد المذكور. كان أول أمره وعاظا و اعتقده السلطان اولجايتو محمد و ولّاه نقابة نقباء الممالك بأسرها العراق و الري و خراسان و فارس و ساير ممالكه، و عانده الوزير شهاب الدين الطبيب، و أصل ذلك أن مشهد ذي الكفل النبي عليه السلام بقرية بير ملاحا على شط التاجية بين الحلة و الكوفة و اليهود يزورونه و يترددون اليه و يحملون النذور اليه، فمنع السيد تاج الدين اليهود من قربه و نصب في صحنه منبرا و أقام فيه جمعة و جماعة، فحقد ذلك الرشيد الطبيب مع ما كان في خاطره منه بجاهه العظيم و اختصاصه بالسلطان.

و كان السيد شمس الدين حسين بن السيد تاج الدين هو المتولي لنقابة العراق، و كان فيه ظلم و تغلب فأحقد سادات العراق بأفعاله، فتوصل الرشيد الطبيب و استمال جماعة من

______________________________

(1) التج بالتاء المثناة من فوق و الجيم المشددة، كذا ضبطه العمري في (المجدي).

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:314

السادات و أوقعوا في خاطر السلطان من السيد تاج الدين و أولاده حكايات ردية فلما كثر ذلك على السلطان استشار الرشيد الطبيب في أمره و كان به حفيا فأشار عليه أن يدفعه الى العلويين

و أوهمه انّه اذا سلّمه اليهم لم يبق لهم طريق في الشكاية و التشنيع، و ليس على السيد تاج الدين من ذلك كثير ضرر، فطلب الرشيد الطاهر جلال الدين ابن الفقيه و كان سفاكا جريا على الدماء، و قرّر معه أن يقتل السيد تاج الدين و ولديه و يكون له حكم العراق نقابة و قضاء و صدارة، فامتنع السيد جلال الدين من ذلك و قال: إني لا أقتل علويا قط. ثم توجه من ليلته الى الحلة فطلب الرشيد السيد ابن أبي الفائز الموسوي الحائري و أطمعه في نقابة العراق على أن يقتل السيد تاج الدين و ولديه فامتنع من ذلك و هرب الى الحائر من ليلته.

و علّق السيد جلال الدين ابراهيم بن المختار في حبالة الرشيد و كان يختصه بعد وفاة أبيه النقيب عميد الدين و يقرّبه و يحسن اليه و يعظّمه، حتى كان يقول: أي شغل يريد الرشيد أن يقضيه بالسيد جلال الدين، فأطمعه الرشيد في نقابة العراق و سلّم اليه السيد تاج الدين و ولديه شمس الدين حسين و شرف الدين علي فأخرجهم الى شاطي دجلة و أمر أعوانه بهم فقتلوهم، و قدم قتل ابني السيد تاج الدين قبله عتوا و تمردا موافقة لأمر الرشيد «و إن لم يكن رشيدا» و كان ذلك في ذي القعدة سنة إحدى عشرة و سبعمائة، و أظهر أعوام بغداد و الحنابلة التشفي بالسيد تاج الدين و قطعوه قطعا و أكلوا لحمه و نتفوا شعره و بيعت الطاقة من شعر لحيته بدينار، فغضب السلطان لذلك غضبا شديدا و أسف من قتل السيد تاج الدين و ابنيه و أوهمه الرشيد ان جميع السادات بالعراق اتفقوا على قتله فأمر السلطان

بقاضي الحنابلة أن يصلب ثم عفا عنه بشفاعة جماعة من أرباب الدولة، فأمر أن يركب على حمار أعمى مقلوبا و يطاف به في أسواق بغداد و شوارعها و تقدّم بأن لا يكون من الحنابلة قاض. 2

و كان للسيد تاج الدين ابنان أحدهما السيد شمس الدين حسين النقيب الطاهر و الآخر شرف الدين علي؛ قتل شمس الدين حسين دارجا، و قتل شرف الدين علي عن ابن واحد اسمه محمد، و يلقب رضي الدين. كان وقت قتل أبيه و جده و عمّه طفلا فأخفى الى أن شب و كبر و قلّد نقابة المشهد الشريف الغروي نيابة عن السيد قطب الدين أبي زرعة الشيرازي

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:315

الرسي؛ ثم فوّضت اليه استقلالا و بقيت في يده الى أن مات، و تقدم على نظرائه و طالت ولايته؛ و توفي عن أربعه بنين، و هم السيد شمس الدين حسين، و السيد تاج الدين محمد، و السيد مجد الدين قاض، و السيد سليمان درج، و أعقب الثلاثة الأول.

و من بني أبي الحسن علي بن الحسن الرئيس، أبو طاهر محمد بن علي المذكور من ولده السيد الجليل- وزير الأمير الشيخ حسن بن الأمير حسين اقبوقا ببغداد- و هو تاج الدين أبو الحسن علي بن شرف الدين حسين بن علي بن الحسين بن تاج الدين علي بن الرضي بن أبي الفضل علي بن أبي القاسم بن مالك بن أبي طاهر محمد المذكور، و أعقب أبو العباس أحمد بن علي بن محمد بن علي الحريري، من أبي القاسم زيد الملقب حركيني، من ولده علي الفقيه المعروف بداعي جرجان بن المحسن بن الحسن بن محسن بن زيد بن الحسن بن زيد المذكور.

و أما

عمر بن الحسن الأفطس

و شهد

فخا فأعقب من علي وحده، فأعقب علي بن عمر من خمسة رجال، و هم ابراهيم و عمر بآذربيجان، و أبو الحسن محمد و أبو عبد اللّه الحسين بقم؛ و أحمد، أما ابراهيم بن علي بن عمر بن الأفطس و يكنى أبا طاهر فمن ولده الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن ابراهيم؛ و الحسين بن محمد بن الحسن بن علي بن ابراهيم المذكور، و أما عمر بن علي بن عمر بن الأفطس فمن ولده حمزة بن محمد بن خليفة بن يحيى بن علي بن عمر المذكور، و أما أبو الحسن محمد بن علي بن عمر بن الأفطس فمن ولده الشريف القاضي أمين الدولة أبو جعفر محمد بن محمد بن هبة اللّه بن علي بن الحسين بن أبي جعفر محمد بن علي بن أبي الحسن محمد المذكور؛ و كان عالما نسابة يروي عن الشيخ أبي الحسن العمري، و أما أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن عمر بن الأفطس فمن ولده بنو برطلة، و هو علي بن الحسين القمي المذكور؛ منهم بنو شنبر و هو الحسن بن محمد بن حمزة بن أحمد بن علي برطلة المذكور، و لهم بقية بالحلة و سوراء، و أما أحمد بن علي بن عمر الأفطس فمن ولده علي بن جعفر بن محمد بن أحمد المذكور.

و أما

1 الحسين* بن الأفطس

و امه- على ما قال أبو الحسن العمري- عمرية هي بنت خالد بن أبي بكر بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب، و قال أبو نصر البخاري: امه ام ولد و كان قد

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:316

ظهر بمكة أيام أبي السرايا من قبل محمد الديباج بن جعفر الصادق عليه السّلام ثم دعا لمحمد بن

ابراهيم طباطبا و أخذ مال الكعبة، قال الشيخ أبو نصر البخاري: و بعض الناس يقول إن الأفطس هو الحسين بن الحسن بن علي لا الحسن بن علي. قال: و فيه يطعنون لقبح سيرته و سوء صنعته بحرم اللّه تعالى، و لم يكن حميد السيرة في وقته. فأعقب من رجلين 2 الحسين، و محمد فمن ولد محمد بن الحسين بن الأفطس؛ السكران و هو محمد بن عبد اللّه بن القاسم بن محمد المذكور، كذا قال الشيخ تاج الدين في «سبك الذهب» و قال الشيخ العمري:

السكران هو محمد بن عبد اللّه بن الحسن الأفطس و إن الحسين أعقب من الحسن و عبد اللّه.

و هو الظاهر، و عليه يدلّ كلام شيخ الشرف و ابن طباطبا، و إنّما سمّي السكران لكثرة تهجده و له عقب كثير يقال لهم بنو السكران فمنهم أبو القاسم أحمد بن الحسين بن علي بن محمد السكران المذكور، كان أديبا شاعرا قال الشيخ أبو الحسن العمري أنشدني الشيخ أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن ابراهيم الفقيه البصري له:

الموت إن قطعت و الموت إن وصلت كيف البقاء لصب بين هاذين؟

فقطعها قطع أوصالي تواصله و وصلها قطع قلبي خيفة البين و له أيضا:

قدك عني سئمت ذل الضراعةأنا مالي وضيفة و بضاعة

إنما العز قدرة تملأ الأرض و إلّا فعفة و قناعة قلت: و في معنى هذا البيت قول آخر هو:

و إن لم تملك الدنيا جميعاكما تختار فاتركها جميعا و منهم 1 الحسين بن يوسف بن مظفر بن الحسين بن جعفر بن محمد السكران المذكور أولد بهراة 2،

و من ولد الحسن بن الحسين بن الأفطس، علي الدينوري بن الحسن المذكور، و كان أبو جعفر محمد الجواد عليه السّلام قد أمره أن

يحلّ بالدينور ففعل

، و كان ذا علم و فضل؛ وجد له بعد موته ما بلغت قيمته خمسين ألف دينار و عمّر خمسا و ثمانين سنة، و أعقب و أنجب؛ فمن ولده أبو هاشم المجتبى بن حمزة بن زيد بن مهدي بن حمزة بن محمد بن عبد اللّه بن علي الدينوري المذكور، كان نسابة بالري و أخوه أبو شجاع مهدي بن حمزة بن زيد له

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:317

عقب.

و 1 منهم الشريف النسابة أبو حرب محمد بن المحسن بن الحسن بن علي حدوثة بن محمد الأصغر بن حمزة ملحن التفليسي بن علي الدينوري المذكور، يلقب شيخ الشرف، كان ببغداد و سافر الى بلاد العجم و جمع جرائد لعدّة بلاد؛ و مات بعرنة سنة نيف و ثمانين و أربعمائة 2، و لعلي الدينوري إخوة؛ منهم ابراهيم و محمد ابنا الحسن بن الحسين بن الأفطس أعقبا.

و أما

1 الحسن المكفوف* بن الأفطس
اشارة

و كان ضريرا و لذا سمّي المكفوف و امه عميرية خطابية، غلب على مكة أيام أبي السرايا؛ و أخرجه ورقاء بن زيد من مكة الى الكوفة، فأعقب من أربعة رجال، 2 و هم 1 علي قتل باليمن 2، و حمزة الملقب سمان «1» و القاسم الملقب شعر أبط، و عبد اللّه المفقود بالمدينة.

أما

علي قتيل اليمن ابن الحسن المكفوف

فأعقب من ابنه الحسين تزنح له عقب؛ منهم أحمد البروجردي، و أبو الحسين موسى، و أبو الحسن علي بنو الحسين المذكور لهم عقب، و منهم عبد اللّه الأكبر بن الحسين تزنح له عقب و منهم أبو العباس أحمد المخلع بن الحسين تزنح له عقب، و منهم علي بن الحسين تزنح له عقب، و منهم زيد الكلسوح بن محمد بن محمد بن علي المذكور كان مغفّلا حلوا.

و أما

حمزة سمان بن الحسن المكفوف

، و يقال لعقبه بنو سمان فمن ولده المعروف بال كلدولي بن حمزة، قيل هو الذي يلقب سمانا بن محمد بن حمزة بن الحسن المكفوف له عقب بالأهواز.

و أما

القاسم الملقب شعر أبط بن الحسن المكفوف

فمن ولده بنو ربرخ «2» و هو الحسين بن علي بن الحسين بن محمد بن الحسن بن عقرانة بن محمد بن القاسم شعر أبط؛ له بقية

______________________________

(1) ضبطه ابن مساعد في نسخته من الكتاب التي كتبها بخطه- بضم السين المهملة و تشديد الميم ثم الألف و النون.

(2) ربرخ؛ بالراءين المهملتين بينهما الباء الموحدة و في آخرها خاء معجمة كذا في نسخة ابن مساعد المخطوطة، و في بعض المخطوطات (زبرج) بالزاء المعجمة ثم الباء الموحدة بعدها الراء المهملة ثم الجيم.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:318

بسوراء و بباري و الحلة و الكوفة.

و أما

1 عبد اللّه* المفقود بن الحسن المكفوف
اشارة

و فيه البيت و لم يأت لبني الأفطس بيت مثلهم؛ و يقال لهم بنو زبارة «1» لأن عقبه يرجع الى أبي جعفر أحمد زبارة ابن محمد الأكبر بن عبد اللّه المفقود المذكور، و انما لقب أبو جعفر أحمد زبارة لأنّه كان بالمدينة اذا غضب قيل قد زبر الأسد، و كان لأبي جعفر زبارة أربعة ذكور كلّ منهم رئيس متقدم، و العقب منهم لأبي الحسين محمد الزاهد العالم؛ إدّعى الخلافة بنيسابور و اجتمع الناس عليه أربعة أشهر و خطبوا على المنابر باسمه في نواحي نيسابور؛ و قيل انّه بايع له عشرة آلاف رجل بنيسابور فلما قرب وقت خروجه علم بذلك أخوه أبو علي فقيّده ثم رفعه الى خليفة حمويه ابن علي صاحب جيش نصر بن أحمد الساماني فحمل مقيّدا الى بخارا و حبس بها مقدار سنة أو أكثر ثم اطلق عنه و كتب له مائتي درهم مشاهرة، فرجع الى نيسابور و مات تسع و ثلاثين و ثلثمائة. 2

و

أعقب من رجلين و هما 1 1 أبو محمد يحيى نقيب النقباء بنيسابور، و كان يلقّب شيخ العترة، 2 و أبو منصور ظفر المعروف بالغازي

امهما طاهرة بنت الأمير علي بن الأمير طاهر ابن الأمير عبيد اللّه بن طاهر بن الحسين 2، و أعقب أبو منصور ظفر بن أبي الحسين محمد النقيب من أبي الحسين محمد الملقب بلاسبوش له ذيل طويل، و أعقب أبو محمد «2» يحيى بن أبي الحسين محمد النقيب من أبي الحسين محمد وحده، و منه في أربعة رجال، و هم الأجل العالم 1 أبو القاسم علي، و أبو الفضل أحمد، و الحسين جوهرك، و أبو علي محمد و امهم أجمع عائشة بنت ابي الفضل البديع الهمداني الشاعر، و لكلّ منهم جلالة و رياسة ... 2

فمن ولد علي العالم بن أبي الحسين محمد، زين الدين فخر الشرف 1 أبو علي

أحمد الخداشاهي بن أبي الحسن علي بن أحمد بن أبي سهل علي بن علي العالم المذكور، كان يسكن خداشاه من جوين و له عقب سادة أجلّاء 2، منهم السيدان الأميران الجليلان عز الدين

______________________________

(1) زبارة بالباء الموحدة بعد الزاء المعجمة كذا في نسخة ابن مساعد و في بعض النسخ المخطوطة (زيارة) بالياء المثناة التحتانية و الصحيح الأول. م ص

(2) كانت وفاة أبي محمد يحيى سنة ست و سبعين و ثلثمائة، أرّخها السمعاني في (الأنساب). (عن هامش الأصل)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:319

طالب، و عماد الدين ناصر إبنا ركن الدين أبي طالب محمد بن محمد بن ت اج الدين عربشاه ابن محمد بن زيد الجويني بن المظفر ابن أبي علي أحمد الخداشاهي المذكور، و يعرف كلّ منها بالدلقندي كان لهما جلالة و إمارة، و تقدم عند السلطان خدابنده بن أرغون تقدّما عظيما و ترى الأمير طالب قتل الرشيد الوزير أخذا لثأر النقيب تاج الدين الآوي الأفطسي و فتح الأمير ناصر قلعة إربل بعد حصار طويل و حكم بها، و لهما عقب.

فمن ولد الأمير طالب، الأمير 1 علي لم يكن له غيره أعقب و كان حاكما بقلعة إربل الى أن توفي 2، و من ولد الأمير ناصر؛ الأمير 1 يحيى السيد الزاهد العابد الجليل القدر تولّى حكومة قلعة إربل بعد ابن عمه الأمير علي، و له عقب كثّرهم اللّه تعالى 2، و من ولد أبي الفضل أحمد بن أبي الحسين محمد عزيز بن يحيى بن أحمد المذكور، و من ولد الحسين جوهرك بن أبي الحسين محمد، عبد اللّه، و محمد إبنا الحسين المذكور، و من ولد أبي علي محمد بن أبي الحسين محمد، علي، و الحسين ابنا محمد بن

أبي جعفر بن محمد المذكور.

و أما

1 عبد اللّه الشهيد* ابن الأفطس
اشارة

و شهد فخا متقلدا سيفين و أبلى بلاء حسنا، فيقال ان الحسين صاحب فخ أوصى اليه و قال: إن أصبت فالأمر بعدي اليك. و أخذه الرشيد و حبسه عند جعفر بن يحيى فضاق صدره من الحبس فكتب الى الرشيد رقعة يشتمه فيها شتما قبيحا فلم يلتفت الرشيد الى ذلك و أمر بأن يوسع عليه، و كان قد قال يوما بحضور جعفر بن يحيى: «اللّهم اكفنيه على يدي ولي من أوليائي و أوليائك». فأمر جعفر ليلة النيروز بقتله و حز رأسه و أهداه الى الرشيد في جملة هدايا النيروز، فلما رفعت المكبة عنه استعظم الرشيد ذلك فقال جعفر: ما علمت أبلغ في سرورك من حمل رأس عدوّك و عدوّ آبائك اليك.

فلما أراد الرشيد قتل جعفر بن يحيى قال لمسرور الكبير: بما يستحلّ أمير المؤمنين دمي؟

قال: بقتل ابن عمه عبد اللّه بن الحسن بن علي بن علي بغير إذنه. قال العمري: و قبره ببغداد بسوق الطعام عليه مشهد.

و كان عقبه بالمدائن جماعة كثيرة فأعقب من رجلين 2 العباس و محمد الأمير الجليل الشهيد، سقاه المعتصم السمّ فمات، أما

العباس بن عبد اللّه الشهيد

فعقبه قليل منهم الأبيض الشاعر و هو أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن العباس المذكور و قال الشيخ أبو الحسن العمري:

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:320

الأبيض هو عبد اللّه بن العباس، فأما أبو نصر البخاري فقال: إنّه الحسين بن عبد اللّه بن العباس. و قال: مات بالري سنة تسع عشرة و ثلاثمائة و قبره ظاهر يزار انقرض عقبه و بقي نسل محمد بن عبد اللّه هذا كلامه، و قال الشيخ أبو الحسن العمري: عبد اللّه بن الحسين بن عبد اللّه، الأبيض بن العباس بن عبد اللّه بن الأفطس،

كان شاعرا مجيدا، و كان أبو القاسم أظنّه يعني الحسين بن عبد اللّه- لسنا مقداما، و كان الأبيض عبد اللّه بن العباس بليدا. قال:

وجدت في المبسوط أن يحيى بن عمر حين ظهر أمره أن يصلّي بالناس فلم يخرج حتى أعلمه المؤذنون و وفد عبد اللّه بن الحسين بن عبد اللّه بن العباس على سيف الدولة أبي الحسن علي بن حمدان فبلغه ان بعض الناس قال لسيف الدولة إنّه رجل شريف فأعطه لشرفه و قديمه و نسبه. فقال و أنشدها سيف الدولة:

قد قال قوم أعطه لقديمه كذبوا و لكن أعطني لتقدمي

حاشا لمجدي أن يكون ذريعةفيباع بالدينار أو بالدرهم

فانا ابن فهمي لا ابن مجدي احتذي بالشعر لا برفات تلك الأعظم

و أما

ابراهيم بن جعفر الثالث

بشيراز و الأهواز لا يصح نسبهم.

2 فمن

بني زيد بن جعفر الثالث

، بنو الصياد كانوا بالكوفة هم ولد محمد الصياد بن عبد اللّه بن أحمد الداعي بن حمزة بن الحسين صوفة بن زيد الطويل* ابن جعفر الثالث؛ و منهم بنو الأيسر بالكوفة و هم ولد أبي القاسم حسين الأغر بن حمزة بن الحسين صوفة المذكور، لهم بقية الى الآن

، و من

بني علي بن جعفر الثالث

، أبو علي المحمدي الطويل بالبصرة صديق العمري و هو الحسن بن الحسين بن العباس بن علي بن جعفر الثالث؛ مات عن عدّة من الولد،

و من

بني موسى بن جعفر الثالث

، أبو القاسم عرقالة، و زيد الشعراني ابنا

______________________________

(1) كان أبو هاشم هذا ثقة جليلا من علماء التابعين روى عنه الزهري و أثنى عليه و عمرو بن دينار و غيرهما، مات سنة ثمان أو تسع و تسعين.

(2) هو مسلم بن عقبة المري و اشتهر بمسرف؛ كما ذكره ابن حجر في (الإصابة) في ترجمة مسلم بن عقبة المري.

(عن هامش الأصل)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:325

موسى بن جعفر الثالث

، و من

بني عبد اللّه بن جعفر الثالث
اشارة

، 1 محمد بن علي بن عبد اللّه المذكور قال أبو نصر البخاري: المحمدية بقزوين الرؤساء و بقم العلماء و بالري السادة من أولاد محمد بن علي بن عبد اللّه بن جعفر الثالث. 2

و من

بني عبد اللّه رأس المذري

ابراهيم بن رأس المذري أعقب من أبي علي محمد النسابة له مبسوط في النسب، و من عبد اللّه، فمن ولد أبي علي محمد النسابة 1 أبو فوارس مفضل بن الحسن بن محمد بن أحمد هليلجة بن أبي علي محمد المذكور قال العمري: له بقية بالشام و الموصل يعملون في دار الضرب. 2 و منهم أبو الحسن علي الحراني بن طاهر بن علي بن أبي علي محمد النسابة، قال العمري: له بقية الى يومنا هذا. و منهم الشريف الدين صديق العمري 1 أبو القاسم المحسن بن محمد بن ابراهيم بن علي بن أبي علي محمد النسابة، قال العمري: و هم بحلب و لهم إخوة و أولاد. 2 و من بني عبد اللّه رأس المذري عيسى بن عبد اللّه، من ولده 1 الحسن بن علي بن عيسى المذكور، يكنى أبا علي و يعرف بابن أبي الشوارب؛ كان أحد الطالبيين بمصر، و له أربعة ذكور.

2

و من

بني عبد اللّه رأس المذري اسحاق بن عبد اللّه

، من ولده 1 جعفر بن اسحاق المذكور، قتله الملك عبد اللّه بن عبد الحميد بن جعفر الملك الملتاني العمري صبرا لما أفسد عسكره؛ 2 و منهم 1 عبد اللّه بن اسحاق المذكور، يقال له ابن ظبك و هو اسم امرأة من الأنصار، كان يشبه النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم له ولد 2، و منهم 1 أبو عبد اللّه الحسين بن اسحاق الصابوني بن الحسن بن اسحاق المذكور، غرق في نيل مصر و له ولد 2، قال أبو نصر البخاري: الثلاثة الذين انتهى اليهم نسب المحمدية الصحيح زيد الطويل بن جعفر الثالث، و اسحاق بن عبد اللّه رأس المذري، و محمد بن علي بن عبد اللّه رأس المذري، و

من بني محمد بن علي بن اسحاق بن رأس المذري 1 عقيل بن الحسين بن محمد المذكور له عقب بنواحي اصفهان و فارس 2، و من بني رأس المذري، القاسم بن عبد اللّه رأس المذري الفاضل المحدّث، من ولده الشريف أبو محمد عبد اللّه بن القاسم، أولد أولادا و أنجبوا و تقدموا، منهم الشريف الفاضل 1 أبو علي أحمد كان بمصر 2 و 1 أبو الحسن علي يلقب برغوثة، مات بسطويق سنة ثلاثين و ثلاثمائة و خلف ذيلا.

2

و أما

الفصل الثالث في ذكر عقب أبي القاسم محمد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «ع»
اشارة

1 و هو المشهور بابن الحنفية* «1» و امه خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن عبد اللّه بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدئل بن حنفية بن لجيم، و هي من سبي أهل الردة و بها يعرف ابنها و نسب اليها، كذا رواه شيخ الشرف أبو الحسن محمد بن أبي جعفر العبيدلي عن أبي نصر البخاري؛

و حكى ابن الكلبي عن خراش بن اسماعيل ان خولة سباها قوم من العرب في خلافة أبي بكر فاشتراها اسامة بن زيد بن حارثة و باعها من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فلما عرف أمير المؤمنين صورة حالها أعتقها و تزوجها و مهرها.

و قال ابن الكلبي: من قال إن خولة من سبي اليمامة فقد أبطل. و روى الشيخ أبو نصر البخاري عن ابن اليقظان انها خولة بنت قيس بن جعفر بن قيس بن مسلمة؛ و امها بنت عمرو بن أرقم الحنفي و قال أبو نصر البخاري أيضا:

15 روى عن اسماء بنت عميس انها قالت رأيت الحنفية سوداء حسنة الشعر اشتراها أمير المؤمنين علي عليه السلام بذي المجاز- سوق من أسواق العرب- أوان مقدمه من اليمن

فوهبها فاطمة الزهراء عليها السّلام، و باعتها فاطمة من مكمل الغفاري فولدت له عونة بنت مكمل و هي أخت محمد لامه.

هذا كلامه و الأشهر هو الأول المروي عن شيخ الشرف.

فولد أبو القاسم محمد ابن الحنيفة أربعة و عشرين ولدا منهم أربعة عشر ذكرا قال الشيخ تاج الدين محمد بن معية: بنو محمد ابن الحنفية قليلون جدّا ليس بالعراق و لا بالحجاز منهم

______________________________

(1) كان محمد ابن الحنفية أحد رجال الدهر في العلم و الزهد و العبادة و الشجاعة؛ و هو أفضل ولد علي بن أبي طالب عليه السّلام بعد الحسن و الحسين عليهما السّلام، و كانت وفاته سنة إحدى و ثمانين من الهجرة و له ستون سنة و قيل سبع و ستون سنة. (عن هامش الأصل)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:324

أحد و بقيتهم ان كانت فبمصر و بلاد العجم، و بالكوفة منهم بيت واحد 2. هذا كلامه؛ فالعقب المتصل الآن من محمد من رجلين علي و جعفر قتيل الحرة، فأما ابنه 1 أبو هاشم «1» عبد اللّه الأكبر إمام الكيسانية و عنه انتقلت البيعة الى بني العباس فمنقرض. 2

أما

1 جعفر* بن محمد ابن الحنفية

و قتل يوم الحرة حين أرسل يزيد بن معاوية مسرف «2» ابن عقبة المرّي لقتل أهل المدينة المشرّفة و نهبهم و في ولده العدد 2 فعقبه من عبد اللّه وحده، و جمهور عقبه ينتهي الى 1 عبد اللّه رأس المذري بن جعفر الثاني ابن عبد اللّه بن جعفر بن محمد ابن الحنفية؛ فأعقب عبد اللّه رأس المذري من تسعة رجال؛ و قد روى عبد اللّه الحديث، و امه مخزومية 2، فمن ولده علي بن رأس المذري، ينتهي عقبه الى محمد العويد بن علي المذكور، من ولده الشريف النقيب

الاخباري أبو الحسن أحمد بن القاسم بن محمد العويد؛ من ولده 1 أبو محمد الحسن بن أبي الحسن أحمد المذكور و هو السيد الجليل النقيب المحمدي كان يخلف السيد المرتضى على النقابة ببغداد، له عقب يعرفون ببني النقيب المحمدي كانو أهل جلالة و علم و رواية و نسب ثم انقرضوا 2، و منهم جعفر الثالث ابن رأس المذري أعقب من زيد، و علي، و موسى، و عبد اللّه؛ بني جعفر الثالث، و قيل أعقب من 1 إبراهيم أيضا.

قال أبو نصر البخاري: المنتسبون الى

علي بن محمد ابن الحنفية

و هو الأكبر فمن ولده أبو محمد الحسن ابن علي

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:326

المذكور، كان عالما فاضلا ادعته الكيسانية إماما و أوصى الى ابنه علي فاتخذته الكيسانية إماما بعد أبيه، و منهم أبو الحسن تراب محمد ابن المصري الملقب ثلثا و خردية «خروبة خ ل» ابن عيسى بن علي بن محمد بن علي بن علي المذكور قتل بمصر و له عقب منتشر يقال لهم بنو أبي تراب، هذا كلّه كلام الشيخ أبي الحسن العمري. و قال الشيخ أبو نصر البخاري: كلّ المحمدية من ولد جعفر بن محمد. و قال في موضع آخر: أعقب علي و ابراهيم و علي و عون أولاد محمد بن علي ثم انقرض نسلهم. و لا يصح أن يريد بعلي هذا الأصغر فانّه دارج و هذا معقب منقرض و اللّه سبحانه أعلم.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:327

الفصل الرابع في ذكر عقب 1 العباس* بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «ع»
اشارة

و يكنى أبا الفضل و يلقب السقا لأنّه استقى الماء لأخيه الحسين عليه السّلام يوم الطف و قتل دون أن يبلغه إيّاه، و قبره قريب من الشريعة حيث استشهد، و كان صاحب راية الحسين عليه السّلام أخيه في ذلك اليوم

، روى الشيخ أبو نصر البخاري عن المفضل ابن عمر انّه قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام: كان عمّنا العباس بن علي نافذ البصيرة صلب الايمان جاهد مع أبي عبد اللّه و أبلى بلاء حسنا و مضى شهيدا.

و دم العباس في بني حنيفة؛ و قتل و له أربع و ثلاثون سنة، و امه و ام اخوته عثمان و جعفر و عبد اللّه، ام البنين فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة

بن معاوية بن بكر بن هوازن، و امها ليلى بنت السهيل بن مالك؛ و هو ابن أبي برة عامر ملاعب الأسنة بن مالك بن جعفر بن كلاب، و امهما عمرة بنت الطفيل بن عامر و امها كبشة بنت عروة الرحال بن عتبة بن جعفر بن كلاب، و امها فاطمة بنت عبد شمس بن عبد مناف «1». و قد

روي أن أمير المؤمنين عليا عليه السّلام قال لأخيه عقيل- و كان نسابة عالما بأنساب العرب و أخبارهم-: انظر الى امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاما فارسا. فقاله: تزوج ام البنين الكلابية فانّه ليس في العرب أشجع من آبائها. فتزوجها

، و

لما كان يوم الطف قال شمر بن ذي الجوشن الكلابي للعباس و اخوته: أين بنو اختي؟ فلم يجيبوه، فقال الحسين لإخوته:

أجيبوه و إن كان فاسقا فإنّه بعض أخوالكم. فقالوا له: ما تريد؟ قال: اخرجوا إلي فانّكم آمنون و لا تقتلوا أنفسكم مع أخيكم. فسبّوه و قالوا له: قبحت و قبح ما جئت به أ نترك سيّدنا و أخانا و نخرج الى أمانك؟ و قتل هو و إخوته الثلاثة في ذلك اليوم

، و ما أحقهم بقول القائل:

قوم اذا نودوا لدفع ملمةو الخيل بين مدعس و مكردس

لبسوا القلوب على الدروع و أقبلوايتهافتون على ذهاب الأنفس

______________________________

(1) و امها آمنة بنت وهب بن عمير بن نصر بن قعين بن الحرث بن ثعلبة بن ذودان بن أسد بن خزيمة. (عن أبصار العين)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:328

و اختلف في العباس و أخيه عمر أيهما أكبر، و كان ابن شهاب العكبري و أبو الحسن الأشناني و ابن خداع يروون ان عمر أكبر؛ و شيخ الشرف العبيدلي و البغداديون و أبو

الغنائم العمري يروون ان عمر أصغر من العباس و يقدّمون ولد العباس على ولده 2، و عقب العباس قليل أعقب من ابنه عبيد اللّه، و عقبه ينتهي الى ابنه الحسن؛ فأعقب الحسن بن عبيد اللّه من خمسة رجال، و هم عبيد اللّه قاضي الحرمين كان أميرا بمكة و المدينة قاضيا عليهما، و العباس الخطيب الفصيح و حمزة الأكبر، و ابراهيم جردقة، و الفضل.

أما

1 الفضل* بن الحسن بن عبيد اللّه

؛ و كان لسنا فصيحا شديد الدين عظيم الشجاعة فأعقب من ثلاثة 2؛ جعفر؛ و العباس الأكبر، و محمد؛ فمن ولد محمد بن الفضل بن الحسن، أبو العباس الفضل بن محمد الخطيب الشاعر. له ولد، و منهم يحيى بن عبد اللّه بن الفضل المذكور. و ولد العباس بن الفضل بن الحسن عبد اللّه، و عبيد اللّه، و محمد ا، و فضلا، لكل واحد منهم ولد، و ولد جعفر بن الفضل بن الحسن فضلا لم أجد غيره. و أما ابراهيم جردقة ابن الحسن بن عبيد اللّه بن العباس و كان من الفقهاء الأدباء الزهّاد فأعقب من ثلاثة رجال الحسن، و محمد، و علي، أما الحسن بن جردقة فأعقب من محمد بن الحسن، من ولده أبو القاسم حمزة بن الحسين بن محمد المذكور كان ببرذعة. و أما محمد بن جردقة فأعقب من أحمد وحده؛ و له ثلاثة 1 محمد و الحسن و الحسين أعقبوا بمصر 2؛ و أما علي بن جردقة و كان أحد أجواد بني هاشم ذا جاه و لين مات سنة أربع و ستين و مائتين فولد تسعة عشر ولدا منهم يحيى بن علي بن جردقة أعقب من ولده ببغداد أبو الحسن علي بن يحيى المذكور خليفة أبي عبد اللّه بن الداعي

على النقابة له ولد؛ و منهم العباس بن علي بن جردقة، انتقل الى مصر و له ولد، و منهم ابراهيم الأكبر بن علي بن جردقة له ولد، و منهم الحسن بن علي بن جردقة.

له ولد، و منهم علي بن عباس بن الحسن المذكور.

و أما

1 حمزة* بن الحسن بن عبيد اللّه بن العباس

، و يكنى أبا القاسم، و كان يشبه بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام أخرج توقيع المأمون بخطه «يعطى حمزة بن الحسن لشبهه بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام مائة ألف درهم 2» من ولده علي بن حمزة،

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:329

أعقب؛ فمن ولده 1 أبو عبيد اللّه محمد «1» بن علي المذكور نزل البصرة و روى الحديث عن علي الرضا بن موسى الكاظم عليهما السّلام و غيره بها و بغيرها، و كان متوجها عالما شاعرا، مات عن ستة ذكور أولد بعضهم 2. و من بني حمزة بن الحسن بن عبيد اللّه، 1 أبو محمد القاسم بن حمزة، كان باليمن عظيم القدر و كان له جمال مفرط و يكنى أبا محمد و يقال له الصوفي 2، فمن ولده الحسين بن علي بن الحسين بن القاسم المذكور وقع الى سمرقند، و منهم الحسن بن القاسم بن حمزة من ولده القاضي بطبرستان أبو الحسن علي بن الحسين بن الحسن المذكور له ولد، و منهم العباس، و علي، و محمد، و القاسم، و أحمد بنو القاسم بن حمزة، لهم عقب. و أما 1 العباس* الخطيب الفصيح بن الحسن بن عبيد اللّه بن العباس؛ و كان بليغا فصيحا شاعرا قال أبو نصر البخاري: ما رأى هاشمي أعضب لسانا منه و كان مكينا عند الرشيد.

فأعقب من أربعة رجال 2، و هم أحمد،

و عبيد اللّه و علي، و عبد اللّه، كذا قال الشيخ العمري.

و قال أبو نصر البخاري: العقب منهم لعبد اللّه بن العباس لا غير و الباقون من أولاده انقرضوا أو درجوا. و كان 1 عبد اللّه* بن العباس شاعرا فصيحا خطيبا له تقدم عند المأمون؛ و قال المأمون لما سمع بموته؛ استوى الناس بعدك يا بن عباس. و مشى في جنازته، و كان يسمّيه الشيخ ابن الشيخ 2. فمن ولد عبد اللّه بن العباس، عبد اللّه الشاعر ابن العباس بن 1 عبد اللّه المذكور، امه أفطسية و يقال لولده ابن الافطسية 2 و من شعره:

و اني لأستحيي أخي أن أبره قريبا و أن أجفوه و هو بعيد

عليّ لإخواني رقيب من الهوى تبيد الليالي و هو ليس يبيد أعقب عبد اللّه بن الأفطسية، من ولده علي أبي الحسن، و أعقب أبو الحسن علي من ولديه أبي محمد الحسن، و أبي عبد اللّه أحمد، و لكن عقب أحمد «في صح». و منهم حمزة بن عبد اللّه بن العباس أولد بطبرية، فمن ولده بنو الشهيد و 1 هو ابو الطيب محمد بن حمزة المذكور، كان من أكمل الناس مروة و سماحة و صلة رحم و كثرة معروف مع فضل كثير و جاه واسع، و اتخذ بمدينة الأردن و هي طبرية ضياعا و جمع أموالا فحسده طعج بن جف الفرغاني فدس اليه جندا قتلوه في بستان له بطبرية في صفر سنة إحدى و تسعين و مائتين،

______________________________

(1) كانت وفاة محمد بن علي بن حمزة المذكور في سنة ست و ثمانين و مائتين. (عن هامش الأصل)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:330

و رثته الشعراء «1» و كان عقبه بطبرية يقال لهم بنو الشهيد 2، و

أخو الشهيد الحسين بن حمزة له عقب ايضا منهم المرجعي و هو ابن منصور بن أبي الحسن طليعات بن الحسن الديبق بن أحمد العجان بن الحسين بن علي بن عبيد اللّه بن الحسين المذكور، له عقب بالحائر يعرفون ببني العجان. و أما عبيد اللّه الأمير قاضي قضاة الحرمين ابن الحسن بن عبيد اللّه بن العباس فمن ولده علي بن عبيد اللّه المذكور؛ و من ولده بنو هارون كانوا بدمياط؛ و هم ولد هارون بن داود بن الحسين بن علي المذكور، و أخو داود الأكبر 1 محمد الوارد بفسا ابن الحسين بن علي المذكور، يلقب هدهد 2 و يقال لولده بنو الهدهد، و عمّه 1 المحسن بن الحسين وقع الى اليمن و له ذيل طويل و عقب كثير 2، و منهم الحسن بن عبيد اللّه الأمير القاضي المذكور؛ و من ولده عبد اللّه بن الحسن المذكور له عدد كثير أعقب من أحد عشر رجلا؛ منهم محمد اللحياني و القاسم و موسى و طاهر و اسماعيل و يحيى و جعفر و عبيد اللّه بنو عبد اللّه المذكور لهم أعقاب.

أعقب محمد اللحياني من جماعة منهم هارون، و ابراهيم، و عبيد اللّه، و حمزة و داود الخطيب، و سليمان، و طاهر، و 1 القاسم صاحب أبي محمد الحسن العسكري عليه السّلام و كان القاسم بن عبد اللّه ذا خطر بالمدينة و سعى بالصلح بين بني علي و بني جعفر و كان أحد أصحاب الرأي و اللسن، قال الشيخ العمري: كان له ذيل. 2 و موسى بن عبد اللّه بن الحسن و هو الملاح الأطروش الكوفي الشجاع، فقال الشيخ العمري: له عقب و بقية. و 1 طاهر* بن عبد اللّه

بن الحسن كان بالقمة من أرض اليمن 2 وجدت له حمزة، و جعفر ا، و أبا الطيب، و ابراهيم، و الحسين، و داود، و عبد اللّه و محمد ا و اسماعيل* بن عبد اللّه بن الحسن، من ولده 1 الحسن بن اسماعيل، كان بشيراز و أعقب بها و بطبرستان 2، كان منهم بآمل الحسن بن محمد بن الحسن المذكور و ابنه الحسين، و منهم 1 الحسين بن علي بن إسماعيل كان عقبه بشيراز و أرجان 2 و أخوه 1 الحسن بن علي أعقب أيضا و كانوا بجرجان 2، و 1 يحيى* بن عبد اللّه بن الحسن عقبه بالمغرب 2، و 1 جعفر* بن عبد اللّه بن الحسن. له ذيل لم يطل 2، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن الحسن، وجدت له جعفر ا و 1 يحيى- آخر ولد العباس بن علي بن أبي طالب عليه السّلام-. 2

______________________________

(1) فمن ذلك القصيدة الميمية التي أولها:

أي رزء جنى على الإسلام أي خطب من الخطوب الجسام (المجدي).

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:331

الفصل الخامس في ذكر عقب 1 عمر الأطرف* ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «ع»
اشارة

و يكنى أبا القاسم، قاله الموضح النسابة، و قال ابن خداع؛ يكنى أبا حفص. و ولد توأما لاخته رقية، و كان آخر من ولد من بني علي المذكور،

و امه الصهباء الثعلبية و هي أم حبيب بنت عباد بن ربيعة بن يحيى بن العبد بن علقمة من سبي اليمامة، و قيل من سبي خالد بن الوليد من عين التمر اشتراها أمير المؤمنين علي عليه السّلام و كان ذا لسن و فصاحة و جود و عفّة.

حكى العمري قال: اجتاز عمر بن علي بن أبي طالب عليه السّلام في سفر كان له في بيوت من بني عدي فنزل عليهم، و

كانت سنة قحط فجاءه شيوخ الحي فحادثوه و اعترض رجل مارا له شارة فقال: من هذا؟ فقالوا: سالم بن رقية «1» و له انحراف عن بني هاشم. فاستدعاه و سأله عن أخيه سليمان بن رقية و كان سليمان من الشيعة، فخبره انه غائب فلم يزل عمر يلطف له في القول و يشرح له في الأدلة حتى رجع عن انحرافه عن بني هاشم، و فرّق عمر أكثر زاده و نفقته و كسوته عليهم فلم يرحل عنهم بعد يوم و ليلة حتى غيثوا و أخصبوا، فقال: هذا أبرك الناس حلّا و مرتحلا. و كانت هداياه تصل الى سالم بن رقية فلما مات عمر قال سالم يرثيه:

صلّى الإله على قبر تضمّن من نسل الوصي علي خير من سئلا

قد كنت أكرمهم كفّا و أكثرهم علما و أبركهم حلا و مرتحلا

و تخلّف عمر عن أخيه الحسين عليه السّلام و لم يسر معه الى الكوفة، و كان قد دعاه الى الخروج معه فلم يخرج؛ و يقال إنّه لما بلغه قتل أخيه الحسين عليه السّلام خرج في معصفرات له و جلس بفناء داره و قال: أنا الغلام الحازم و لو أخرج معهم لذهبت في المعركة و قتلت.

و لا يصح رواية من روى ان عمر حضر كربلاء و كان أوّل من بايع عبد اللّه بن الزبير ثم بايع بعده

______________________________

(1) رقية بالراء المهملة ثم القاف و الياء المثناة التحتانية، و في (المجدي) (قتة) بالقاف ثم التاء المثناة الفوقانية المشددة. م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:332

الحجاج، و أراد الحجاج إدخاله مع الحسن بن الحسن في توليته صدقات أمير المؤمنين عليه السّلام فلم يتيسر له ذلك، و مات عمر بينبع «1» و هو ابن سبع و سبعين

سنة، و قيل خمس و سبعين و ولده جماعة كثيرة متفرقون في عدّة بلاد.

أعقب من رجل واحد 2 و هو ابنه محمد فأعقب محمد من أربعة رجال 1 عبد اللّه، و عبيد اللّه؛ و عمر- و امهم خديجة بنت زين العابدين علي بن الحسين عليه السّلام 2- و

جعفر

و امه ام ولد، و قيل مخزومية، و لجعفر هذا حكاية تدل على انّ امه ام ولد و يلقب الأبله لتلك الحكاية، و حكاها الشيخ العمري عن ابنه عمر بن جعفر و قيل إن الأبله محمد بن جعفر. و رواها المبرد في كتاب «الكامل» عن أبيه جعفر قال: كنت عند سعيد بن المسيب فسألني عن نسبي فأخبرته و سألني عن امي فقلت فتاة و كأني نقصت في عينه، فأكثرت من الجلوس عنده حتى جاءه يوما سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب فلما نهض من عنده سألته: من هذا؟ فقال: أما تعرفه أ مثل هذا من قومك يجهل؟ هذا سالم بن عبد اللّه. فقلت: فمن امه فقال فتاة. ثم أتاه بعد ذلك القاسم بن محمد بن أبي بكر فقلت: من هذا؟ فقال سعيد: هذه أعجب من الأول، هذا القاسم بن محمد بن أبي بكر. قلت: فمن امه؟ قال: فتاة ثم جاءه بعد أيام علي بن الحسين عليه السّلام فقلت له: من هذا؟ قال: هذا الذي لا يسع مسلما أن يجهله، هذا علي بن الحسين. قلت: فمن امه؟ قال: فتاة. قلت: يا عم رأيتني نقصت من عينك أ فما لي بهؤلاء من قومي أسوة؟ قال سعيد بن المسيب: إنّه لأبله يريد غاية الذكاء على العكس. و يقال لولد جعفر هذا بنو الأبله، كان من ولده أبو المختار

حسين «2» بن الكوان حمزة بن الحسن بن عبد اللّه بن محمد بن جعفر المذكور، رآه الشيخ أبو الحسن العمري، و هو القعدد في وقته و بنته اليوم أحد القعدد الى أمير المؤمنين عليه السّلام.

______________________________

(1) في زمن الوليد بن عبد الملك؛ كذا قال الحافظ ابن حجر في (التقريب) و ذهب بعض المؤرخين الى انّه استشهد في محاربة مصعب بن الزبير مع المختار بن أبي عبيد الثقفي؛ و كان مع مصعب هو و أخوه عبيد اللّه فاستشهدا جميعا و اللّه أعلم. (عن هامش الأصل)

(2) قال العمري في (المجدي): تزوج الحسين أبو المختار الى بيت الصوفي و ولد بنتا اسمها مهابة بالبصرة ... و بنته اليوم أحد القعدد الى علي عليه السّلام.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:333

قال الشيخ أبو نصر البخاري: أكثر العلماء على أن عقب جعفر بن محمد بن عمر الأطرف انقرض، و ببلخ منهم جماعة أدعياء و ما بالحجاز منهم أحد هذا كلامه

، و أما

عمر بن محمد بن عمر الأطرف

فأعقب من رجلين أبي الحمد اسماعيل و أبي الحسن ابراهيم؛ أما أبو الحمد اسماعيل فأعقب من ابنه 1 محمد الملقب سلطين «1» و يقال لولده بنو سلطين كان لهم بقية ببغداد الى بعد الستمائة 2؛ و أما أبو الحسن ابراهيم بن عمر فعقبه يرجع الى محمد و الحسن إبنا علي بن إبراهيم المذكور، فمن بني محمد و يعرف بابن بنت الصدري بنو الدمث؛ و هو أبو الحسن محمد بن علي بن محمد المذكور، و من بني الحسن بن علي، 1 علي ابن الحسن بن إبراهيم بن الحسن المذكور؛ قال الشيخ العمري: وقع الى بلخ و له بها عقب. 2

و 1 قال أبو نصر البخاري: ولد عمر بن محمد بن عمر بن

أبي طالب، اسماعيل* و ابراهيم* من ام ولد لا عقب لهما و لا بقية إلّا بالعراق و خراسان، و ببلخ جماعة ينتسبون الى اسماعيل بن عمر بن محمد لا يصح لهم نسب أصلا، و الذين بالمغرب الأقصى من ولد ابراهيم بن عمر بن محمد لا يصح لهم عندي نسب. هذا كلامه.

2

و أما

1 عبيد اللّه* «2» بن محمد بن عمر الأطرف

و هو صاحب مقابر النذور ببغداد و قبره مشهور بقبر عبيد اللّه، و كان قد دفن حيّا 2 فعقبه من علي الطبيب «3» ابن عبيد اللّه يقال لهم بنو الطبيب، أعقب علي الطبيب من جماعة منهم ابراهيم بن الطبيب من ولده الشريف نقيب البطائح ابو الحسن علي بن محمد بن جعفر بن ابراهيم المذكور، قال الشيخ العمري: له بقية بسواد البصرة، و منهم أحمد بن الطبيب من ولده 1 ابو أحمد محمد بن أحمد المذكور، كان سيدا جليلا و كان شيخ آل أبي طالب بمصر و اليه يرجعون في الرأي و المشورة مات عن تسعة أولاد أعقب بعضهم 2، و منهم الحسن بن الطبيب من ولده علي بن محمد بن أحمد بن الحسن

______________________________

(1) في المجدي (سطلين) بتقديم الطاء المهملة على اللام.

(2) قال العمري في (المجدي): امه خديجة بنت علي بن الحسين بن علي عليه السّلام و كان جوادا حليما سديدا و هو صاحب مقابر النذور ببغداد تزوج عمّة أبي جعفر المنصور عمره سبع و خمسون سنة و تزوج زينب بنت الباقر عليه السّلام. م ص

(3) قال العمري في (المجدي): سمّي الطبيب لقوله:

خلطت الدواء و مزجته فلم أر شيئا كميل الصبر

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:334

المذكور، و له بمصر ستة ذكور أعقب بعضهم، و منهم عبيد اللّه بن الطبيب و فيه العدد، من ولده محمد

بن عبيد اللّه بن الحسن المذكور «1» قال العمري: له بقية ببلخ و منهم الحسين الحراني ابن عبيد اللّه المذكور له عدّة أولاد؛ منهم أبو الحسن علي برغوث بن الحسين الحراني به يعرف ولده منهم أبو عبد اللّه أحمد بن علي بن الحسين بن علي برغوث، و منهم الشريف القاضي بحران أبو السرايا «2» علي بن حمزة بن برغوث، قال الشيخ العمري: له بقية بحران الى يومنا هذا.

و من بني الحسين الحراني أبو ابراهيم المحسن بن الحسين الحراني أولد أولادا منهم 1 أبو محمد الحسن بن المحسن المذكور؛ يلقب الطبر كان يحفظ القرآن و يتفقه و يلبس الصوف ثم خلعه و مال الى السيف و أخذ حران هو و إخوته و جرت لهم عجائب 2، و منهم أبو الفوارس محمد بن المحسن المذكور، كان فاضلا يكنى أبا الكتائب قال العمري: و له بقية الى يومنا هذا، و منهم 1 أبو الحسن علي بن المحسن كان ستيرا مات بآمل؛ قال العمري: له بقية الى يومنا رأيت منهم 2 أبا فرس هبة اللّه بن علي المذكور. و منهم 1 أبو الهيجا بن المحسن المذكور، كان شديد البدن و النفس عظيم الشجاعة قال العمري: و له بقية الى يومنا. قال: و ما رأى الناس جماعة يتوارثون الشجاعة عن علي بن أبي طالب عليه السّلام مثل هذه الجماعة يعني العمريين الحرانيين.

2

و أما

عبد اللّه بن محمد الأطرف
اشارة

و في ولده البيت و العدد، فأعقب من أربعة رجال أحمد، و محمد، و عيسى المبارك، و يحيى الصالح، أما

أحمد بن عبد اللّه

فمن ولده حمزة أبو يعلي السماكي النسابة ابن أحمد المذكور له عقب و منهم 1 عبد الرحمن ابن أحمد المذكور ظهر باليمن، و من ولده جماعة متفرقون منهم طائفة باليمن في موضع يقال له ظما، ذكر ذلك ابن خداع النسابة،

2 و أما

محمد بن عبد اللّه
اشارة

و في ولده العدد، فأعقب من خمسة رجال، القاسم؛

______________________________

(1) قال العمري في (المجدي): و من ولده أيضا الحسن بن عبيد اللّه بن الطبيب كان سيدا بالري فقدم الشام فمات بدمشق و له ذيل، قال ابن خداع في كتابه: اجتمعت مع الحسن بن عبيد اللّه بن الطبيب بمصر و دمشق و كان مولده بها فكانت له صيانة و لسان و بيان و مات سنة نيف و أربعين و ثلاثمائة.

(2) كذا في الأصل و في نسخة ابن مساعد (أبو الراية) م ص

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:335

و صالح، و علي المشطب «1» و عمر المنجوراني، و أبو عبد اللّه جعفر الملك الملتاني، أما

1 القاسم* بن محمد

و كان بطبرستان و يقال له ابن اللهبية و دعا الى نفسه و ملك الطالقان و كان يدعى بالملك الجليل، فولد عدّة أولاد 2، منهم يحيى و أحمد أعقب،

و أما

صالح بن محمد

فمن ولده يحيى بن القاسم بن صالح له عقب منتشر،

و أما

1 علي المشطب* بن محمد

و يقال له عدي أيضا و سمّي المشطب لأنّه أنصب الى أطرافه أذى فكويت، فولد عدّة أولاد 2 منهم 1 محمد بن علي المشطب 2 و يلقب المشلل من ولده أبو الحسن موسى بن جعفر بن المشلل المذكور يلقب السيد له عقب.

و أما

1 عمر المنجوراني* ابن محمد

و ينسب الى قرية منجوران من سواد بلخ على فرسخين منها، و هو أول من دخلها من العلويين فولد أربعة بنين 2 منهم 1 محمد الأكبر بن عمر أعقب بالهند 2، و منهم محمد الأصغر بن عمر أعقب أيضا، و أما أحمد الأكبر بن عمر فأعقب من ستة رجال أبو طالب محمد، و حمزة، و أبو الطيب محمد؛ و عبد اللّه، و أبو علي الحسن؛ و أبو الحسن علي؛ و أما 1 أحمد الأصغر بن عمر فمضى دارجا 2.

و أما

1 جعفر الملك* بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن الأطرف
اشارة

و كان قد خاف بالحجاز فهرب في ثلاثة عشر رجلا من صلبه فما استقرت به الدار حتى دخل الملتان فلما وصلها فزع اليه أهلها و كثير من أهل السواد و كان في جماعة قوى بهم على البلد حتى ملكه و خوطب بالملك و ملك أولاده هناك، و أولد ثلاثمائة و أربعة و ستين ولدا، قال ابن خدّاع: أعقب من ثمانية و عشرين ولدا، و قال شيخ الشرف العبيدلي: أعقب من نيف و خمسين رجلا، و قال البيهقي: أعقب من ثمانين رجلا. قال الشيخ أبو الحسن العمري: بعد ان ذكر ان المعقبين من ولد الملك الملتاني أربعة و أربعون رجلا: قال لي الشيخ أبو اليقظان عمّار- و هو يعرف طرفا كثيرا من أخبار الطالبيين و أسمائهم- إن عدتهم أكثر من هذا و منهم ملوك و امراء و علماء و نسابون و أكثرهم على رأي الاسماعيلية و لسانهم هندي و هم يحفظون أنسابهم و قل من تعلّق عليهم ممّن ليس منهم. هذا كلامه. و قال الشيخ أبو نصر البخاري؛ و بشيراز ولد جعفر

______________________________

(1) في (زهرة الرياض) لإن شدقم أن المشطب مات في سنة ست عشرة و مائتين

بمصر. (عن هامش الأصل)

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:336

بن محمد بن عبد اللّه بن عمر بن محمد بن علي؛ و اسحاق بن جعفر بن محمد بن عبد اللّه، و بالسند من ولد جعفر جماعة على ما يقال لا يمكنني أن أقول فيهم شيئا و لا يضبطون أنساب أنفسهم و لا نحن أيضا نضبط ذلك لبعدهم عنّا. هذا كلامه. 2

فمن بني جعفر الملك

اسحاق أبو يعقوب بن جعفر

المذكور، كان أحد العلماء الفضلاء من ولده 1 أحمد بن اسحاق المذكور كان ذا جاه و جلالة بفارس له بقية بشيراز 2 منهم 1 أبو الحسن علي بن أحمد المذكور، كان نسابة و قد انحدر الى بغداد فولّاه عضد الدولة نقابة الطالبيين عند القبض على الشريف أبي أحمد الموسوي، و كان أبو الحسن نقيب نقباء الطالبيين ببغداد أربع سنين، و سنّ سننا حميدة و تفقد أهله، و خرج الى الموصل فأنزل السلطان بها فأقام هناك و مات بعد عوده من مصر في رسالة من معتمد الدولة أبي الممنع فوارس بن المقلد و خلف عدّة أولاد و له عقب، و لجعفر الملك أعقاب منتشرة في بلاد شتى.

2

و أما

1 عيسى المبارك* بن عبد اللّه

و كان سيّدا شريفا روى الحديث 2 فمن ولده أبو طاهر أحمد الفقيه النسابة المحدث، كان شيخ أهله علما و زهدا، له عقب منهم أبو سليمان محمد الشيرازي ابن أحمد بن الحسين بن محمد بن عيسى بن أحمد المذكور قال الشيخ العمري:

ورد بغداد و صحح نسب بني ششديو؛ و له بقية.

و أما

1 يحيى الصالح* بن عبد اللّه
اشارة

و يكنى أبا الحسين، قتله الرشيد بعد أن حبسه فأعقب من رجلين 2 أبي علي محمد الصوفي، و أبي علي الحسن صاحب حبس المأمون لهما أعقاب كثيرة، أما

أبو علي الحسن بن يحيى

فمن ولده 1 أبو الحسين زيد يلقب مراقد 2 بن الحسن بن محمد بن الحسن المذكور؛ له بقية بالنيل يقال لهم بنو مراقد منهم النقيب الشريف بالنيل أبو الحسن محمد بن الحسن بن زيد المذكور له عقب منهم أبو الرضا هبة اللّه بن محمد بن الحسن بن محمد جمال الشرف بن أبي طالب بن أبي الحسن محمد نقيب النيل المذكور، و منهم الشيخ العالم الأديب الشاعر صفي الدين محمد بن الحسن بن محمد بن أبي الرضا المذكور، و ابنه الشيخ عز الدين الحسن لم يعقب؛ و منهم بنو الحريش و هو أبو الغنائم محمد بن أبي الحسن علي بن أبي الغنائم محمد بن الحسن بن علي بن ميمون بن الحسن بن مراقد المذكور؛ لهم بقية بالنيل و الحلة.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:337

و أما

محمد الصوفي بن يحيى

فأعقب من خمسة رجال منهم علي الضرير من ولده محمد ملقطة «1» بن أحمد الكوفي بن علي الضرير المذكور له أعقاب و منهم أبو عبد اللّه الحسين بن أبي الطيب محمد بن ملقطة المتكلّم، أثبت نسب الخلفاء بمصر و لم يكتب خطه بما كتب به سواه من نفيهم، و منهم الشيخ 1 أبو الحسن علي بن أبي الغنائم محمد بن علي بن محمد بن محمد ملقطة؛ اليه انتهى علم النسب في زمانه و صار قوله حجّة من بعده سخر اللّه له هذا العلم؛ و لقى فيه شيوخا أجلّا و صنّف كتاب «المبسوط» و «المجدي» و «الشافي» و «المشجر»، و كان ساكن البصرة ثم انتقل منها الى الموصل سنة ثلاث و عشرين و أربعمائة و تزوّج هناك و أولد «2» و كان أبوه أبو الغنائم نسابة أيضا، روايتنا لكتبه عن النقيب تاج الدين

محمد بن معية الحسني، و هو عن الشيخ السيد علم الدين المرتضى ابن السيد جلال الدين عبد الحميد ابن السيد شمس الدين فخار بن معد الموسوي، و هو عن أبيه عن جدّه، السيد جلال الدين عبد الحميد بن التقي الحسيني، عن ابن كلثوم العباسي النسابة، عن جعفر بن هاشم بن أبي الحسن العمري النسابة، عن جده النسابة، عن جده السيد أبي الحسن علي بن محمد العمري. 2

و منهم الحسن بن محمد الصوفي من ولده يحيى الطحان بدرب الزرقاء بن أبي القاسم الحسن نقيب المشهد ابن أبي الطيب يحيى بن الحسن بن محمد الصوفي و له عقب بالكوفة يعرفون ببني الصوفي الى الآن، و منهم أبو البركات مسلم يلقب مأمون ا بن الحسين بن علي بن حمزة بن الحسن بن محمد الصوفي، و يقال لعقبه بنو مأمون، منهم بنو الغضائري و هم ولد أحمد الغضائري ابن بركات بن مسلم بن مفضل بن مسلم مأمون المذكور، و منهم بيت 1 حسن بياري من بريسما، هم ولد حسن بن أبي منصور محمد بن الحسن بن مسلم المذكور، كانوا أهل ثروة و كان بياري من بريسما ملكهم و لهم فيها أملاك و ثروة و بادت ثروتهم و خرجت و لهم بقية 2. و منهم بنو قفح و هو علي بن الحسن بن أبي طالب محمد بن الحسن بن محمد الصوفي لهم بقية ببريسما و الكوفة. و انفصل منهم بنو المصورح و هو علي بن محمد

______________________________

(1) إنما سمي ملقطة لأنّه كان يلتقط الأحاديث. (عن هامش الأصل)

(2) أولد أبا علي محمدا و أبا طالب هاشما و صفية. «المجدي».

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:338

بن علي قفح المذكور و منهم عبد اللّه بن محمد

الصوفي من ولده بيت اللبن بالكوفة. كان منهم الشريف الفاضل في النسب و الطب و الشجاعة و الحجة شيخ العمري و شيخ والده أبي الغنائم، و هو 1 أبو علي عمر بن علي بن الحسين بن عبد اللّه المذكور؛ و هو المعروف بالموضح النسابة 2. و منهم الحسين بن محمد الصوفي من ولده هاشم بن يحيى بن الحسين المذكور قال العمري: له و 1 لإخوته محمد و عبد اللّه و سليمان بقية بمصر و الشام 2. و ليكن هذا آخر ما أردنا إيراده في هذا المختصر و قد جمع على فوائد لم تجمعها المبسوطات و ضوابط تفرّقت في أثناء المطولات و الحمد للّه وحده و صلّى اللّه على سيدنا محمّد و آله و صحبه نجز الكتاب و الحمد للّه على تمامه و كماله.

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:339

رسالة في بيان اصطلاحات النسابة

اشارة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* الحمد للّه الذي جعل شرف الأنساب واسطة عقد المكارم مجدا و فخرا و جعل قبائل السادات سادات القبائل فهم أعلى العالمين وصفا و ذكرا، و الصلاة على المجتبى من نسل معد و المختار من قبيلة عدنان؛ الذي هو أصوب سهم استخرج من كنانة بفيض الملك المنان، و على أولاده الطيبين و عترته الطاهرين.

أما بعد فان علم النسب من أجل العلوم قدرا، و أرفعها ذكرا؛ و قد ذكر النسابون فيه ألغازا لا يهتدي اليها إلّا من طالب دراسة للأنساب، و أوتي الحكمة و فصل الخطاب، و قد أحببت أن أبينها لينتفع بها الطلاب، منها قولهم «صحيح النسب» و هو الذي ثبت عند النسابة بالشهادة و قوبل بنسخة الأصل و نص عليه باجماع المشايخ النسابين و العلماء المشهورين بالأمانة و العلم و الصلاح و الفضل و

كمال للعقل و طهارة المولد. «و أما مقبول النسب» فهو الذي ثبت نسبه عند بعض النسابين و أنكره آخر فصار مقبولا من جهة شهادة شاهدين عدلين فحينئذ لا يلتفت الى خط نسابة لم يكن منصوصا عليه من بعض المشايخ النسابين إن نفي أو ألصق، فحينئذ لا تساوي مرتبته بمرتبة من اتفق عليه إجماع النسابين و لا يرجع الى قوله «و أما مردود النسب» فهو الذي ادّعى الى قبيلة و لم يكن منهم ثم علموا تلك القبيلة ببطلانه ثم منعوه عن دعواه فصار حكمه عند النسابة أنّه مردود النسب خارج عن البيت الشريف «و أما مشهور النسب» فهو من اشتهر بالسيادة و لم يعرف نسبه فحكمه عند النسابة مشهور عند العامة مجهول في النسب بخلاف بعضهم

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:340

فصل

في كلمات تداولتها النسابون في كتبهم، فقولهم «في صح» له معان عندهم منها إذا لم يعرفوا الرجل انّه معقب أم لا كتبوا تحته «في صح» و منها انّه إذا كتبت في عرض الاسم فلا يخلو إما أن تكون قبله أو بعده أو فوقه. فالأول يدلّ على أن الشك في اتصال ولده به، و الثاني على ان الشك في اتصاله به، و الثالث لدفع و هم النكران اذا كان الأب باسم ابنه، و قد يجعلون عوضا عن «صح» بالحمرة دائرة صورتها «ه» و قد يعبرون عمّن لم يتحققوا اتصاله بقولهم «هو في صح» و كذا اذا قالوا «صحح عليه فلان النسابة» فانّه إشارة الى أنّه لم يتحقق عنده اتصاله، و كذا إذا لم يذكر المشايخ المتفقون لرجل ذيلا و لا ذكروا له عقبا و لا نصوا على انقراضه، قالوا «هو في صح» و قد يخففونه فيكتبون «صح».

و

منها اذا قيل «صح عند فلان» فإنّه اشارة الى أن ذلك الرجل قد شك فيه بعضهم و صح نسبه عند النسابة الآخر. و من ذلك اذا كتبوا عليه «وحده» فهو اشارة الى أن أباه لم يلد سواه.

و من ذلك اذا قالوا «عقبه من فلان» أو «العقب من فلان» فانّه يدل على ان عقبه منحصر فيه و قولهم «أعقب من فلان» فان عقبه ليس بمنحصر فيه لجواز أن يكون له عقب من غيره، و قد يستعمل «أولد» مكان «أعقب» و هما بمعنى واحد، و من ذلك إذا تردد النساب في أمر ثم ترجح عنده أحد الطرفين قال «أظنّه كذا». و من ذلك إذا شكوا في اتصال رجل قالوا «ينظر حاله». و من ذلك إذا كان جماعة في صقع من الأصقاع لم يرد لهم خبر و لا عرف لهم عند النسابين أثر قالوا «هم في نسب القطع» أي مقطوع نسبهم عن الاتصال و ان كانوا من قبل مشهورين. و من ذلك الدائرة على الإسم هكذا «زيد» فانّه إشارة الى ان ذلك الإسم رفع اليه من لا يثق به، و كذا اذا كتبوا «نسأل عنه» و اذا كتبوا على الاسم هذه العلامة «ف» فانه لما اشتبه على الناسب اسم الرجل اذا سمّي باسمين و غلب على ظنّه صحة احدهما و ان الآخر مستغنى عنه كتب هذه العلامة و قد يكون ذلك إشارة الى ان فيه شكّا؛ و إذا كتب «يحتاج»

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:341

فانّه إشارة الى انّه يحتاج الى تحقيق لأنه ما ثبت، و اذا كتب هكذا «فه» فانّه إشارة الى عروض شك لم يجزموا به و اذا شكوا في اتصال الرجل كتبوا على خط اتصاله «فهر» و

اذا لم يثبت اتصال شخص كتبوا بينه و بين الخط «ل» بالحمرة أو غيرها هكذا «حسن ذبن» و قد يكتبون صريحا «حسن يحتاج بن» و قد يكون القول فيه و في ابنه و أبيه فيكتبون «حسن ذبن يحتاج الى محمد نظر بن» و اذا شكوا في اتصال الرجل كتبوا بينه و بين الخط بالحمرة «ابن» و كذا اذا كتبوا بين الاسم و بين الخط «به» و بالحمرة. و اذا كتبوا عليه «و لغير رشدة» فهو إشارة الى انّه من نكاح فاسد و «غ» إشارة الى أن فيه غمزا. و الغمز أهون من الطعن؛ و اذا كتبوا نصيبة هكذا «ح» فانّه إشارة الى ان الناسب شك فيه و في الحاقه الى أبيه و اذا قالوا «عليه علامة» فالى هذه النصيبة يشيرون، و هذا اصطلاح أبي الغنائم الزيدي، و قد يكون علامة على الضرب على الإسم اذا كان غلطا، و الفرق يعلم بألف ابن، و كذا اذا كتبوا هذه العلامة «صم» فانّه اشارة الى الشك في الشك. و قد يكون علامة على الاتصال اذا جعلوها على خط ابن هكذا «م» و كذا يعبرون عن ذلك فيقولون «أعلم عليه فلان» و اذا كان كان فيه حديث كتبوا عليه حروفا مقطعة فيه «ر م ز» و قد يكتبون «فيه حديث». و اذا لم يتفقوا على اتصال رجل كتبوا عليه «فيه نظر» و قد يكتبون «أعلمه فلان النسابة» أي توقف في اثباته و لم يجزم بصحة اتصاله و قولهم «ذو أثر» أي أفعال ردية قبيحة و من ذلك اذا شككت في عدد الآباء فعد النسب المشكوك فيه و نسبا في درجته و حينئذ لا يخلو اما أن يتساويا أو يتفاوتا،

فان كان الأول زال الشك و غلب الظن على الصحة، و ان كان الثاني، فأما أن يكون التفاوت بما جرت به العادة أو يخرج عن العادة، فان كان الأول فهو كالأول؛ و ان كان الثاني فاكتب عليه ما صورته «الظن يغلب على انّه قد نقص من عدد الآباء شي ء نحقق ان شاء اللّه تعالى» و من ذلك اذا نسب الرجل الى أجداد أجداده و كان فيهم من سمّيت به تلك القبيلة باسمه قلت حين تصل اليه «فلان القبيلة» أو «فلان البطن» و اكتفيت بذلك عمّن فوقه؛ و قولهم «يتعاطى مذهب الأحداث» اشارة الى انّه كان يتعاطى شيئا من الفواحش أيام الصبوة و الحداثة؛ و قولهم «ممتع بكذا» أي مصاب به يمتع و يعوض عنه في الآخرة، و قد يطلقون ذلك على من كان ذا عيش رغيد، و الفرق بألف «ابن». «و المحرم» الذي يفعل ما

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:342

هو محرم عليه و لا يفكر في عاقبته و لا يتورع عن المعاصي، و اذا توقفوا في اتصال شخص كتبوا عليه «فلان يحقق» و «فلانة فيها ما فيها» أي انها سيئة الأفعال قبيحة الطريقة. و ان مات طفلا كتبوا عليه «ط» و ان مات كبيرا كتبوا عليه «ك» و ان كان دارجا كتبوا عليه «حجب» أي حجب أن يرثه أولاده، و قد يطلقون هذا الخط على من تولى حجابة البيت الحرام و «ض» اشارة الى المنفرض الذي كان له عقب و انقرض و «ط» على بعض الأسماء اشارة الى انّه من مبسوط العمري، و يكتبون على المعقب الذي لا يحضرهم عقبه «أعقب» و قد يعوضون عنه ب «رع» و ان كان لم يبق له عقب إلّا من

البنات قالوا «انقرض إلا من البنات» لأن عمدة النساب لا يذكرون في المشجرات أسماء البنات إلّا النادر اختصارا.

قال أبو جعفر النسابة العبيدلي في كتابه المسمى «الحاوي» في صدر الجزء الأول: انما لم يذكر اسماء البنات لأن اسماءهن قد ثبتت في المبسوط لا حاجة الى ذكرهن في المشجر إلّا المشاهير من النساء اللاتي ولدن الأكابر، و ربما أثبتوا أسماء بعضهن ليفرق بين الأولاد كابن الحنفية، و ابن الكلابية، و ابن الثعلبية و يعبرون عمن لا ولد له بالأثر؛ و عمّن كان له بقية و هلكوا «لا بقية له» و عمّن له بقية قليلة «مقل» و عمّن له كثرة بقولهم «مكثر» و «تذيلوا» أي طال ذيلهم. و يكتبون «درج» إن كان لا ولد له و قد يخففونها «رج» و «ق» اشارة الى ان فيه قولا، و قد يصرّحون به اشارة إنه مطعون في اتصاله، و «غريق النسب» الذي امه علوية و أمها علوية، و كلّما زاد كان أغرق و «رآه فلان» إشارة أنّه لم يره، و فيه فائدة للتقييد بالزمان حتى لو نسب اليه ما لم يكن في ذلك الوقت علم انّه محال، و اذا لم يثبت على الوجه المرضي كتبوا «نسأل عنه» و اذا شكوا في اتصاله كتبوا «يحقق» و «مسترا» أي تحت الأعمال و الزهد و ترك الدنيا. و «نسب مفتعل» أي لا حقيقة له موضوع على غير أصل.

و إذا كتب الناسب بعض الذيول منفردة عن الرجل الذي يتصل به و لم يوصلها في المشجر بل أوصلها اليه بانفراده فانّه موضع و هم و شك اليه عمّن يعول عليه للشهادة بالإتصال و اذا كتبوا «فيه» أو «فيهم» أو «فيها» فانّه إشارة الى أن فيهم كلاما

و «ن» اشارة الى انّه مطعون. و «صاحب حديث» أي راوي الأحاديث بخلاف «فيه حديث» فانّه طعن و كذا «له حديث» أي في نسبه نص عليه شيخنا العمري و «قك» شك قوي و «ضك» شك ضعيف

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:343

و «ك» شك مطلق؛ و قد يعبرون عن الناسب بهذه الصورة «خ خ ك فيه» و اذا ورد النسب بروايتين جعلوا أصل الخطين بالسواد و الآخر بالحمرة، و قد يكتبون على الضعيفة «خ» يعني نسخة، و اذا كان من قبيلة و عقبه في اخرى قالوا «عدده في القبيلة الفلانية» و اذا كان الرجل مضطربا في أمور دينه و دنياه قالوا «مخلط» لأنّه ليس على طريقة واحدة، و «خف» أي الاسم مخفف لا مشدد و اذا كان له بقية في كتاب البلاذري قالوا «له بقية في ذر» و «لأم ولد» امه جارية و كذا «فتاة» و «سبية» و اذا كان قد ارتفع الملك عنها قالوا «مولاة» و قد يقولون «عتاقة فلان» و قد يقولون «ذات يمين اشارة الى قوله، و ما ملكت ايمانكم، و اذا ذيل أحد المشايخ المتقدمين الثقات عقب شخص و ذكر من عقبه بطنا و ترك أخا له فدل على انّه قد شك فيه أو مراعاة لأمر لأن ترك العلامة علامة، و «مفقود» أي هلك و «دعي و ملصق و رميم و عبيد و مرجي و مناط و مغموز و مفرق و متحير و منقود و لقيط» و غير ذلك، الأدعياء و «قعدد» أي أصغر الأولاد، و يعبرون بذلك عن أقرب الرجال الى الجدّ الأعلى، و هو عند العرب مذموم لطول العمر بالسلامة من القتل و ذلك يدلّ على عدم الشجاعة، و قد يعبرون

عنه ب «قعيد النسب» و اذا ذكر له بنات فقط لم يجزم بانّه ليس له غيرهن إلّا اذا قال «مات عنهن» أو «ميناث عنهن» أو «ميناث أورث» و اذا ادّعى رجل الى قوم فأنكروه و لم يثبت عند النسابة قوله و لا قولهم ذكره بانفراده و قال «ادّعى الى بني فلان و انكروه و لم يثبت الطرفان» و ان رجح قولهم قال «أنكروه و لم يثبت» و بالعكس قال «أنكره قومه و لم يثبت» و ان اعترفوا به نظر فان كانوا ممن يقبل قولهم و دلّت إمارة صحته على انتفاء التهم عن شهادتهم ألحقه و كتب عليه «ثبت بشهادة قومه» و اذا لم يكونوا كذلك لم يلحقه بل كتب «اعترف به قومه و لم يثبت» و اذا اختلف النسابون فيه لم يقطع بل يذكر ما فيه من الطعن و غيره و يؤيد الراجح؛ و ان لم يختلفوا فيه قطع، و اذا شكّوا في اتصال رجل جعلوا من فوقه نقطا من الذي قبله الى الذي بعده هكذا «بن زيد بن ...» و ربما جعلوا النقط على الخط «بن» و ربما جعلوا فوق الخط آخر و نقطوه هكذا «بن. نه ... ه» و أقوى منه قطع الخط و وصله بالحمرة، و قد يكتب الذيل جميعه بالحمرة اذا شك فيه، و قد يجعلون الخطة متصلة و فيها دائرة بالحمرة هكذا «ب ه ن» و قد يخلون موضع الاسم المشكوك و يديرون على

عمدة الطالب، ابن عنبة ،ص:344

الموضع الخالي هكذا «بن بن» و قد يخلون الموضع عن الخط هكذا «زيد بن» و قد يعنون بهاذين الشك في العدد، و اذا قطعوا «بن» بالنقط دل على أنّ فيه طعنا، و كلّما

كثر النقط قوى الطعن هكذا «ب ... ن» و أقوى منه أن يقطعها و يخلي طرفيها و يجعل احد الطرفين أعلى من الآخر هكذا «ربن ربن» بحيث لو وصل لعلم ذلك، و هذا أقوى الطعن و القطع و اذا قيل «أسقط» اشارة الى انّه أسقط من العلويين لعدم اتصاله أو لسوء فعله و يجب التفصيل. و اللّه أعلم و الحمد للّه وحده.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.