العرف الوردی فی الاخبار المهدی

اشارة

سرشناسه:سیوطی، عبدالرحمن بن ابی بکر، 849 - 911ق.

عنوان و نام پديدآور:العرف الوردی فی الاخبار المهدی/ تالیف عبد الرحمان بن ابی بکر السیوطی الشافعی. عقیده اهل السنه والاثر فی المهدی المنتظر/عبدالمحسن العباد آل بدر ؛ تحقیق محمدکاظم الموسوی.

مشخصات نشر:تهران: المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الاسلامیه ، مرکز التحقیقات و الدراسات العلمیه ، المعاونیه الثقافیه، 1385.

مشخصات ظاهری:208 ص.

فروست:سلسله فضائل اهل البیت عند اهل السنه؛ 3

شابک:18000 ریال: 964-8889-66-X

وضعیت فهرست نویسی:فاپا

يادداشت:عربی

يادداشت:"عقیده اهل السنه و الاثر فی المهدی المنتظر" قبلا به صورت مقاله ای در مجله "الجامعه الاسلامیه، العدد(3)" منتشر شده است.

یادداشت:نمایه.

یادداشت:کتابنامه: ص. [199] ص - 206.

مندرجات:ص. 19- 74. عقیده اهل السنه و الاثر فی المهدی المنتظر.-- ص.75- 177. العرف الوردی فی اخبار المهدی.--ص. 179- 208.-- فهارس کتاب العرف الوردی

موضوع:محمدبن حسن (عج)، امام دوازدهم، 255ق - -- احادیث اهل سنت.

موضوع:احادیث اهل سنت -- قرن 9ق.

موضوع:مهدویت -- احادیث اهل سنت.

موضوع:تقریب مذاهب

شناسه افزوده:عباد، عبدالمحسن.

شناسه افزوده:موسوی، محمدکاظم ، محقق

شناسه افزوده:مجمع جهانی تقریب مذاهب اسلامی. مرکز مطالعات و تحقیقات علمی. معاونت فرهنگی

رده بندی کنگره:BP124/5/س9ع4 1385

رده بندی دیویی:297/211

شماره کتابشناسی ملی:م85-31648

ص :1

اشارة

ص :2

العرف الوردی فی الاخبار المهدی

تالیف عبد الرحمان بن ابی بکر السیوطی الشافعی. عقیده اهل السنه والاثر فی المهدی المنتظر

عبدالمحسن العباد آل بدر ؛ تحقیق محمدکاظم الموسوی.

ص :3

ص :4

المقدّمة

إنّ من يطالع أخبار الفتن و الملاحم الواقعة في آخر الزمان،يجد نفسه-ضمن استحقاقات التغطية التاريخية لمستقبل الإسلام و المسلمين-أنّه يحفل ببعض التصوّرات التي تتناول صورة العصر آنذاك،و طبيعة الحياة في ظلّ محيط يتخلّله فرقعة السيوف و غياب الحوار.

و يكفينا قراءة ما كان يحرّره المحدّثون و المؤرّخون من روايات و أخبار تثير الرعب في النفوس من حوادث الدمار و التقاتل،و ضياع الحقّ،و تسلّط القوي على الضعيف، و انعدام الأمن و السلام بين الشعوب و الأمم،خاصة في الجزء الذي يبرز صورا تعدّ تجسيدا لصراع الأديان و صدام الحضارات،و أنّ الأمل معقود على شخص من آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله مصرّح باسمه و اسم أبيه،و موصوف بصفات جسمانية و أخلاقية معيّنة، يظهر في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطا و عدلا بعد ما ملئت ظلما و جورا،فيمثّل الفرصة الكبرى للإسلام الأصيل لأن يزحف باتّجاه النصر،و يفتح البلدان و ينقذ أهلها من جحيم الظلمة و المبطلين.

و هذا في الوقت الذي نجده في النظرية المسيحية،و هي تتحدّث عن منجي العالم السفلي،صاحب الراية العتيقة،الذي يظهر و يواجه المغرورين و المفسدين،فتذعن له الحكومات رغم جبروتها و تسلّطها.و هذه النظرية الغربية غالبا ما تحمل بداخلها إطارا فئويا،لا يخرج عن كون ذلك المنقذ هو المسيح نفسه.

ص:5

و ثمة نظرية أخرى مفادها أنّ المنقذ العالمي هذا لا يعيد مجد المسيحية،بل اليهودية التي أصابها القمع و المظالم!و بذات الوتيرة تسعى إلى تقديم صور و نمطيات عن مجتمع اليهود تسندها قوى مقتدرة على الصعيدين:المالي و العسكري،لتمكّنها من ممارسة تشويه التاريخ بأبلغ صوره.

كما و أنّ لقضية منجي البشرية و ظهوره في آخر الزمان صدى بشكل دعاو و اشارات، بصورة صريحة أو مختزلة،في الديانات القديمة لدى الصينيّين و المغول و البوذيّين و المجوس و الهنود و الأحباش أيضا.

فالإيمان بحتمية ظهور المصلح الديني،و إقامة دولة العدل المرتقبة في كلّ أرجاء العالم لم يقتصر على المسلمين وحدهم،و لم يبتدعوه من فكرهم،بل يعدّ من النقاط المشتركة و البارزة بين الأديان السماوية و غير السماوية.

فالمسلمون يرتقبون ظهور المهدي المنتظر عجل اللّه تعالى فرجه،و المسيحيون آمنوا بغيبة عيسى عليه السّلام و عودته في آخر الزمان،و اليهود ينتظرون عودة عزير عليه السّلام،كما أنّ مسيحيي الأحباش ينتظرون عودة ملكهم«ثيودور»كمهدي في آخر الزمان،و الهنود آمنوا بعودة«فيشفوا»،و المجوس أيضا بانتظار عودة و ظهور«روشيدر»،و هكذا البوذيّون ل«بوذا»الذي يتمتمون باسمه في صلواتهم ليعجّل بعودته!

فالاتّفاق على حتمية ظهور منقذ البشرية بمعونة السماء،لكن الاختلاف في مسألة تحديد«هوية»هذا المنقذ العالمي الذي هو مكلّف بتحقيق أهداف الأنبياء.

و نقطة أخرى و هي أنّ ذلك كلّه راجع إلى ما ذكرته كتبهم المقدّسة،تصريحا أو إشارة، و ليس إلى تفسيرات أحبارهم و رهبانهم،ممّا يقتضي الاطمئنان إلى مسألة حسّاسة،ألا و هي عراقة هذه العقيدة و قدمها،و كونها تمثّل أصلا مشتركا في دعوات الأنبياء و تعاليمهم المقدّسة.

و من الجدير الإشارة إليه:أنّ الإيمان بحتمية ظهوره لا يختصّ بالأديان فحسب،بل

ص:6

يشمل أيضا المدارس الفكرية و الفلسفية الشهيرة.إذ نجد في التراث الفكري الإنساني الكثير من النصوص المصرّحة بذلك:

فقد كتب المفكّر و الفيلسوف البريطاني الشهير«براتراند راسل»يقول:إنّ العالم في انتظار مصلح يوحّده تحت لواء واحد و شعار واحد.

و كتب العالم المعروف«ألبرت اينشتاين»يقول:إنّ اليوم الذي يسود العالم كلّه فيه السلام و الصفاء،و يكون الناس متحابّين متآخين ليس ببعيد.و هي إشارة واضحة إلى ضرورة ظهور المصلح الكبير.

و يقول المفكّر الايرلندي الشهير«برنارد شو»مبشّرا بظهور مصلح يمتلك طاقات جسمية و عقلية خارقة،و يعمر مدة طويلة،في كتابه الذي أسماه«الإنسان السوپرمان» فكتب يقول:«إنسان حيّ ذو بنية جسدية صحيحة،و طاقة عقلية خارقة،إنسان أعلى يترقى إليه هذا الإنسان الأدنى بعد جهد طويل،و أنّه يطول عمره حتّى ينيف على ثلاثمائة سنة،و يستطيع أن ينتفع بما استجمعه من أطوار العصور،و ما استجمعه من أطوار حياته الطويلة».

و قد كتب الأستاذ العقّاد معلّقا في كتابه«برناردشو»يقول:يلوح لنا أنّ سوپرمان شو ليس بالمستحيل،و أنّ دعوته لا تخلو من حقيقة ثابتة.

و على ضوء ما تقدّم فإنّ قضية المهدي المنتظر قضية إنسانية قبل أن تكون دينية، و عالمية قبل أن تكون إسلامية،لأنّها قبل كل شيء تمثّل تعبيرا دقيقا عن طموح الإنسانية جمعاء بظهور من يأتي لينتشلها من واقعها المؤلم،و ينقذها من ظروف القهر التي تحيط بها.

كتب الشهيد محمّد باقر الصدر يقول في هذا الصدد،في كتابه«بحث حول المهدي»:

ليس المهدي تجسيدا لعقيدة إسلامية ذات طابع ديني فحسب،بل هو عنوان لطموح اتّجهت إليه البشرية بمختلف أديانها و مذاهبها،و صياغة لإلهام فطري أدرك الناس من

ص:7

خلاله أنّ للإنسانية يوما موعودا على الأرض تحقّق فيه الرسالات مغزاها الكبير و هدفها النهائي.

و كتب المرحوم النسّابة آية اللّه المرعشي النجفي في مقدمة المجلّد الثالث عشر من كتابه«إحقاق الحقّ»يقول:«إنّ الأمم و المذاهب و الأديان اتّفقت كلمتهم على مجيء مصلح سماوي إلهي ملكوتي لإصلاح ما فسد من العالم....غاية الأمر أنّه اختلف كلمتهم بين من يراه عزيرا،و بين من يراه مسيحا،و من يراه خليلا،و من يراه من المسلمين من نسل الإمام مولانا أبي محمّد الحسن السبط،و من يراه من نسل الإمام مولانا أبي عبد اللّه الحسين السبط الشهيد...».

فالاهتمام العالمي شامل لهذه القضية،و ليس الإسلام وحده و إن فاقهم بما لا مزيد عليه من أحاديث تجاوزت حدّ الاستفاضة،و أخبار كثيرة و عن طرق مختلفة و متعدّدة، لا يمكن إنكارها أو صرف النظر عنها،يرويها ائمة الحديث و أكابر الحفّاظ على اختلاف طبقاتهم.

و هذا الكتاب«العرف الوردي في أخبار المهدي»الماثل بين يديك-عزيزنا القارئ- يسعى إلى الكشف عن حقيقة الاهتمام الإسلامي تجاه هذه القضية،و إماطة اللثام عن أخرى أكثر إثارة و هي اهتمام المسلمين عموما،بجميع مذاهبهم و مشاربهم،بأهل البيت عليهم السلام الذي يمثّل المهدي أحد أقطابهم و خاتم كبّارهم،و هو ما يعني المزيد من المشتركات الموجودة بين الفريقين:الشيعة و السنّة في ميدان الحديث و السيرة و التاريخ و الملاحم المتعلّقة بآخر الزمان.

لكن ما يميّز هذا الكتاب أمران:

الأول:اعتماده على الأصول الحديثية المشهورة عند المسلمين،و لا يشكّ اثنان في دقّتها و أصالتها و صحّتها،إضافة إلى كون المؤلّف العلاّمة السيوطي يعدّ من أعلام الحديث و كبّار المحدّثين المبرزين في القرن العاشر الهجري،الذي عرف بسعة علمه في هذا

ص:8

المجال،و إحاطته بالعلوم النقلية و أسانيدها و مصادرها المحقّقة.

و الثاني:دقّة الملاحظة في مطالب الكتاب،حيث ما يظهر اختلاف في الرواية حتّى يعقبه بالرأي الآخر،مشيرا إلى وجود اختلاف فيه ينبغي ملاحظته،أو أنّ ثمة معارض من الأخبار يجب الالتفات إليه،و هذا ما يزيد من قيمته،إضافة إلى أنّه لم يقتصر على مراجع و كتب مذهبه،بل أورد ما يسعه ذلك من طرق عديدة،و رواة ينتمون إلى مذاهب أخرى أيضا.

و هذا يعدّ جانبا مضيئا حرص الإسلام و ائمته على تثبيته في نفوس الاتباع،و التأكيد على السير وفق هذا المنهج السليم.

و لذا انبرى مركزنا العلمي-كعادته-ليتحمّل مسئوليته تجاه هذا الكتاب الذي يمكن أن يساهم في تكريس طموح المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة و محاولة تجسيد أهدافه السامية،فسعى إلى تقديم يد العون لمحقّقه الأخ الفاضل محمد كاظم الموسوي الذي لم يتردّد في الإجابة،و بذل الجهد في العناية بمتن الكتاب و محاولة التعليق على بعض موارده من باب التوضيح أو الشرح أو كشف غموض،فشارك مشكورا في مشروع المركز الذي لم يتوان في تقديم ما يلزم لغرض طبعه و نشره و هو مزيّن بتحقيق مفيد ينفع طلبة العلوم الدينية و المثقفين أيضا.

و بالتعاون المثمر بين مسئول المركز و رئيس قسم التاريخ و السيرة مع أفراده الذين لم يبخلوا في تقديم أيّ خدمة أو رعاية أو متابعة في هذا السياق،استطاعوا أن يذلّلوا الصعاب التي واجهتم أثناء العمل.

و في غضون ذلك عثر المحقّق الفاضل على مقال منشور في مجلة الجامعة الإسلاميّة، العدد(3)المدينة المنوّرة،تحت عنوان«عقيدة أهل السنّة و الأثر في المهدي المنتظر، للشيخ عبد المحسن العباد،و المقال كان في الواقع محاضرة ألقاها الشيخ في إحدى جامعات المدينة المنورة،يردّ فيها على مزاعم البعض كون أحاديث المهدي لم ترد في

ص:9

الصحيحين على وجه التفصيل،و ما ورد عن البعض من الطعن في هذه الأحاديث بغير علم أو لغرض مستور،فقام بردّهم بأسلوب علمي متين،مع ذكر قائمة بأسماء الصحابة و التابعين الذين رووا هذه الأحاديث،و أسماء الأئمة الذين خرّجوها،و أبرز المؤلّفين الذين صنّفوا في المهدي بصورة كتب مفردة من علماء السنّة،إضافة إلى سرده لبعض ما ورد في الصحيحين من الأحاديث التي تتعلّق بشأن المهدي.

و قد وجد المركز قيمة هذا المقال عالية من الجانب العلمي،و لأنّه لا يهمّ كون كاتب الأثر سنّيا أو شيعيا،مصريا كان أو سعوديا أو إيرانيا..،بل المهم نوع الأثر،و ما يحمله من مواضيع هادفة تخدم مصلحة المسلمين،و تصبّ في طموحاتهم التي أكّدها نبي الأمّة صلّى اللّه عليه و آله و أهل بيته الكرام عليهم السّلام و علماء هذه الأمّة العظيمة.

فتقرّر طبع هذا المقال مع تحقيقه و توثيقه بما يوائم و أسلوب العصر الحديث،و جعله كرسالة مقدّمة لكتاب العرف الوردي،لتنفع القارئ،و تزيد من معلوماته في هذا الاتجاه.

و في الوقت الذي نثمّن جهود المحقّق الكريم المتميّزة،و نخصّه بالشكر و التقدير على مساهمته هذه،و نقدّر جهود قسم التاريخ و السيرة الحثيثة،فإنّنا نجدّد الدعوة إلى أصحاب القلم و التحقيق إلى المساهمة في تكثيف الجهود لإحياء تراثنا الغزير،و تكريس العمل الجدّي من أجل توحيد الصفوف و الأقلام للوقوف بوجه كلّ الهجمات الثقافية و الأخلاقية التي يتعرّض لها عالمنا الإسلامي في الوقت الراهن.

نسأل المولى العليّ القدير أن يوفّقنا إلى تقديم الأفضل إلى المسلمين،من آثار علمائنا و محدّثينا،لا من المؤلّفات المستوردة إلينا على أنّها بديل لها،و اللّه هو الموفّق و المعين.

مركز التحقيقات و الدراسات العلمية

التابع للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة

ص:10

كلمة المحقّق

اشارة

بسم اللّه الرحمن الرحيم و الحمد للّه ربّ العالمين،و الصلاة و السلام على خير خلقه و أشرف بريّته محمد و آله الطيّبين الطاهرين.

يعتبر الإيمان بحتمية ظهور المصلح الديني العالمي،و إقامة الدولة الإلهية العادلة في كلّ الأرض،من نقاط الاشتراك البارزة في الأديان.و الاختلاف فيما بينهم إنّما هو في تحديد هوية هذا المصلح الديني العالمي الذي سيحقّق أهداف و آمال الأنبياء عليهم السّلام.

و الملاحظ في جميع الديانات هو رسوخ هذه العقيدة عندهم،و أنّها أصل مشترك في دعوات الأنبياء،و من هنا كان التبشير بحتمية ظهور المصلح العالمي يشكّل عاملا فعّالا باتّجاه تحقيق أهداف الرسالات،و بناء و تأهيل المجتمع نحو عصر المنقذ العالمي،و الدولة الإلهية،و الحكومة العادلة.

ثم إنّ الإيمان بفكرة ظهور المنقذ العالمي تعبّر عن حاجة فطرية عامّة،يشترك بها بنو البشر عموما،و هذه الحاجة أساسها ما جبل عليه الانسان من تطلّع مستمرّ نحو الكمال،و أنّ ظهور المنقذ العالمي تعبير عن وصول المجتمع البشري إلى كماله المنشود.

ص:11

يقول السيد محمد باقر الصدر رحمه اللّه:«ليس المهدي تجسيد لعقيدة إسلامية ذات طابع ديني فحسب،بل هو عنوان لطموح اتّجهت إليه البشرية بمختلف أديانها و مذاهبها،و صياغة لإلهام فطري أدرك الناس من خلاله أنّ للإنسانية يوما موعودا على الأرض،تحقّق فيه رسالات السماء مغزاها الكبير و هدفها النهائي...» (1).

و بعد وضوح الفكرة،و كونها من المشتركات بين الأديان،و حتميتها و فطريتها بالنسبة لأبناء البشر،فمن الطبيعي أن يقوم أتباع كلّ دين و فرقة إلى اختيار مصداق لهذه الشخصية الغيبية الإلهية التي تتحدّث عنها نصوص الأديان و بشارات الأنبياء.

و من هنا عمدت بعض الطوائف و الديانات إلى أسلوب التأويل للنصوص، و البشارات التي لا تنسجم مع فكرتها في تعيين هوية المصلح العالمي،و أوّلتها بما ينسجم مع فهمها الخاصّ لهذه النصوص.

فأمّا بالنسبة لأصحاب الديانات-كاليهودية و النصرانية-فلعلّ الذي فتح لهم باب التأويل في تحديد هوية المصلح العالمي،هو غيبية المسألة،و جهلهم بالدين الإسلامي،و عدم اطّلاعهم على النصوص الواردة عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و عن أهل بيته عليهم السّلام في خصوص تحديد من هو المصلح العالمي.

و ممّا يميّز المسلمين عن غيرهم من الديانات الأخرى:اتّحاد الفكرة عندهم، و إجماعهم على أنّ المصلح العالمي الذي بشّرت به كلّ الأديان هو المهدي المنتظر، و أنّه من ذرّية النّبي صلّى اللّه عليه و آله و من ولد فاطمة صلوات اللّه و سلامه عليها.

و قد اختصّت مدرسة أهل البيت عليهم السّلام من بين فرق الإسلام بالقول بغيبة الإمام المهدي عليه السّلام،و أنّه هو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت الذين بشّر بهم النّبي صلّى اللّه عليه و آله

ص:12


1- 1) .بحث حول المهدي:7. [1]

و أنّه سيظهر في آخر الزمان،و يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما و جورا.

و قد اعتنق هذه العقيدة بالمهدي عليه السّلام البعض من علماء بقية الفرق من المسلمين و آمنوا بها (1)،و البقية منهم و إن لم يوافقوا مذهب أهل البيت،إلاّ أنّهم وافقوهم في الكثير ممّا ورد بشأن المهدي عليه السّلام،و هذا الاشتراك هو عامل مهمّ من عوامل وحدة المسلمين،و نقطة التقاء بين المذاهب الإسلاميّة.

و إيمانا منّا بجميع ما تقدّم،و مساهمة في رفد المكتبة الإسلامية بأثر مهمّ ضمّ المئات من الآثار و الأحاديث النبوية الواردة في المهدي عليه السّلام،قمنا بتحقيق هذا الأثر،ألا و هو كتاب«العرف الوردي في أخبار المهدي»للحافظ جلال الدين السيوطي.

ترجمة السيوطي

اسمه و نسبه

الحافظ أبو الفضل جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي أو (الاسيوطي) (2)الخضري (3)المصري الشافعي،ولد بالقاهرة سنة 849 للهجرة،و نشأ يتيما،و حفظ القرآن و ألفية ابن مالك و منهاج الفقه للبيضاوي و المنهاج للنووي و له ثمان سنين.

ص:13


1- 1) .كالعلاّمة عبد الوهاب الشعراني صاحب اليواقيت و الجواهر،و شيخه علي الخواص.
2- 2) .أسيوط أو سيوط بلدة في صعيد مصر غربي النيل،و يقال:الأسيوطي بضمّ أوله،نسبة لها.(لباب الأنساب للسيوطي:15).
3- 3) .الخضري نسبة إلى محلّة الخضرية ببغداد،و وجد بخط السيوطي أنّه سمع ممّن يثق به أنّه سمع والده يذكر:أنّ جدّه الأعلى كان أعجميا أو من المشرق،فلا يبعد أنّ النسبة هذه إلى المحلّة المذكورة،و أمه أم ولد تركية(النور السافر 1:51). [1]

أبرز أساتذته و مشايخه

ثم شرع و هو دون البلوغ في الاشتغال بطلب العلم،و حضر عند أساتيد مصر و أعيان علمائها،فحضر و هو صغير درس الشيخ زين العابدين العتبي (1)،و درس الشيخ سراج الدين عمر الوردي (2).

ثم لازم الشيخ البلقيني (3)مدة،و أجازه بالتدريس و الإفتاء.

و لزم بعده الشرف المناوي (4)،و سيف الدين قطلوبغا الحنفي (5)،ثم حضر عند

ص:14


1- 1).قال في النور السافر:52:« [1]زين الدين العتبي»و في شذرات الذهب 4:52« [2]زين الدين العقبي».
2- 2) .سراج الدين عمر بن الوردي،فقيه شافعي،توفّي سنة 861 ه،و هو غير عمر ابن الوردي مؤلّف كتاب«خريدة العجائب و فريدة الغرائب»المتوفّى سنة 749 ه.أنظر النور السافر 1:52،و [3]الأعلام 5:67. [4]
3- 3) .البلقيني:هو صالح بن عمر بن رسلان البلقيني الشافعي،كان من العلماء بالحديث و الفقه،و هو ابن سراج الدين البلقيني صاحب محاسن الاصطلاح،توفّي سنة 868 هجري،له«الغيث الجاري على صحيح البخاري»و«تتمة التدريب»أكمل به كتاب والده:التدريب في فقه الشافعية،ترجم له السيوطي في«حسن المحاضرة»و قال:هو شيخنا،و حامل لواء مذهب الشافعي في عصره،قرأت عليه الفقه و أجازني بالتدريس.(شذرات الذهب 4:307، [5]الأعلام 3:194 و [6]غيرها).
4- 4) .الشرف المناوي:هو شرف الدين يحيى بن محمد المناوي،فقيه شافعي،و أصولي و محدّث،و قاضي الديار المصرية،له«فروع الشافعية»،و«شرح مختصر المزني»،و«شرح الروض الآنف»للسهيلي،توفّي سنة 871 هجري،و هو جدّ المحقق عبد الرءوف المناوي صاحب الشرح المعروف بالفيض القدير على الجامع الصغير للسيوطي.ترجم له السيوطي في«حسن المحاضرة»و قال:هو شيخنا،و هو آخر علماء الشافعية و محقّقيهم.(شذرات الذهب:4:312، [7]الأعلام 8:167). [8]
5- 5) .قطلوبغا:محمّد سيف الدين البكتمري الحنفي المصري،تركي الأصل،قال عنه ابن الهمام:«محقّق الديار المصرية و مدرّسها الأول في الفقه و التفسير»له شروح و حواشي متقنة على التوضيح لابن هشام، و على شرح البيضاوي للأسنوي،و شرح التنقيح للقرافي،ترجم له السيوطي في«حسن المحاضرة» و«طبقات النّحاة»و قال:شيخنا الإمام العلاّمة سيف الدين المحقّق....و هو آخر شيوخي موتا.(شذرات الذهب 4:332، [9]الأعلام 7:50). [10]

التقي الشمني الحنفي (1)،فشهد له بالتقدّم في العلوم و الفنون.

أبرز تلامذته

ثم شرع بالتدريس،فتخرج على يديه الكثير من العلماء و أعيان مصر،منهم:

1-عبد الوهاب الأنصاري الشافعي المصري،المعروف بالشعراوي أو الشعراني،صاحب كتاب«اليواقيت و الجواهر في بيان عقائد الأكابر».و قد ذهب في كتابه هذا إلى أنّ الإمام المهدي عليه السّلام من أولاد الحسن العسكري،و ولد بسامراء ليلة النصف من شعبان سنة خمس و خمسين و مائتين للهجرة،و هو باق إلى أن يجتمع بعيسى عليه السّلام،و وافقه على ذلك شيخه علي الخواصّ (2).

2-أبو البركات محمد بن إياس الحنفي،صاحب كتاب«مرج الزهور في وقائع الدهور»و«نزهة الأمم في العجائب و الحكم».

ص:15


1- 1).الشمني:هو تقي الدين أحمد بن حليفة الشمني الحنفي،محدّث و مفسّر و نحوي،له شرح المغني لابن هشام،و كمال الدراية في شرح النقاية في فقه الحنفية،ولد بالاسكندرية،و تعلّم بالقاهرة و مات بها سنة 872 ه.ترجم له السيوطي في بغية الوعاة و قال:شيخنا الإمام العلاّمة،المفسّر المحدّث،الأصولي المتكلّم، إمام النّحاة في زمانه»(شذرات الذهب 4:313، [1]الأعلام 1:230، [2]معجم المطبوعات العربية 1:1143). و [3]الشمني:بفتح الشين و الميم،نسبة إلى شمن،قرية من قرى استراباذ(الأنساب للسمعاني 3:458) و قال الحموي:«من قرى استراباذ مازندران»(معجم البلدان 3:365).و [4]قال السيوطي:«الشمني بفتحتين قرية في استراباذ»(لباب الأنساب:156).
2- 2) .نور الأبصار للشبلنجي:187.و [5]أمّا الشيخ علي الخواصّ،فلم نعثر له على ترجمة في طيّات الكتب، إلاّ أنّ الشعراني ألّف كتابا اسمه درر الغوّاص على فتاوى سيدي علي الخواصّ جمع فيه فتاوى شيخه، و له أيضا كتاب آخر هو الجواهر و الدرر الكبرى ذكر فيه أنّه ألّفه بالتماس من الناس بأن يذكر لهم ما تلقّنه على شيخه علي الخواصّ،ممّا سمعه منه حال مجالسته له مدّة عشرين سنة،فأجابهم لذلك و ألّف هذا الكتاب.و من هذا يظهر أنّ الشيخ علي الخواصّ من مشايخ الشعراني،و من أهل الفتوى،و كان موضع اهتمام الناس و العلماء.و قد ذكرت أسماء الكتب في معجم المطبوعات العربية 1:1131،و [6]الأعلام 4:181. [7]

3-شمس الدين الداودي الشافعي،صاحب كتاب ذيل طبقات الشافعية،و له مصنّف في ترجمة شيخه الجلال السيوطي.

أشهر مصنّفاته

و لمّا بلغ الجلال السيوطي الأربعين اعتزل الناس،منزويا حتّى عن الصحب و الخلاّن،فألّف أكثر كتبه و مصنّفاته،فألّف الكثير،حتّى فاقت مصنّفاته على الخمسمائة مصنّف في شتّى العلوم و الفنون،و كان مع ذلك،جميل العبارة،لطيف الإشارة،حسن الجمع،بديع الترتيب،و نالت مصنّفاته شهرة و قبولا بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم،و تداولها الناس و تلقّوها بالقبول.

و من أشهر مصنّفاته:تفسير الدرّ المنثور،تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي في علم الحديث،جمع الجوامع في الحديث و يسمّى أيضا بالجامع الكبير، الجامع الصغير و هو مختصر لجامعه الكبير،العرف الوردي في أحاديث المهدي، كشف اللبس في حديث ردّ الشمس،إحياء الميت بفضائل أهل البيت،التعظيم و المنّة في أنّ أبوي النّبي في الجنّة،البهجة المرضية شرح ألفية ابن مالك في النحو، شرح ألفية العراقي في علم الدراية و الحديث،الديباج على صحيح مسلم بن الحجّاج،تنوير الحوالك على موطأ مالك،حسن المحاضرة في أخبار مصر و القاهرة،اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة،لباب النقول في أسباب النزول،تلخيص طبقات الحفّاظ للذهبي،الحاوي في الفتاوي و هو مجموعة رسائل في التفسير و الحديث و سائر الفنون،و غيرها من المصنّفات و الرسائل.

وفاته

توفّي الجلال السيوطي بمنزله بالقاهرة في جمادى الأولى سنة 911 للهجرة،

ص:16

عن إحدى و ستين سنة،و دفن في حوش قوصون خارج باب القرافة (1).

عملنا في الكتاب

و قد اعتمدنا على نسختين من كتاب«العرف الوردي»،و كلاهما مطبوع في ضمن مجموعة كتب و رسائل للسيوطي باسم«الحاوي للفتاوي».

النسخة الأولى:طبع دار الكتب العلمية سنة 1408 للهجرة و 1988 ميلادي، و هي النسخة المصحّحة على نسخة دار الكتب المصرية،و دار الكتب الأزهرية، و قام بتصحيحها و نشرها جماعة من طلاّب العلم بالأزهر سنة 1352 للهجرة.

النسخة الثانية:طبع المكتبة العصرية سنة 1990 ميلادي،و هي مصوّرة على طبعة الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد المصري.

هذا و قمنا بتحقيق رسالة الأستاذ الشيخ عبد المحسن العباد آل بدر،و التي هي بعنوان:«عقيدة أهل السنّة و الأثر في المهدي المنتظر»،و جعلناها كمقدّمة لكتاب «العرف الوردي»لأهمّيتها العلمية و التاريخية،و لما تحمل بين طيّاتها من مباحث مهمّة حول مسألة«المهدي المنتظر»لا غنى للباحث عنها.

نبذة عن حياة الشيخ عبد المحسن العباد آل بدر

الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد آل بدر،من أساتذة التدريس في المعهد العلمي في الرياض،ثم أستاذ في كلّية الشريعة و عضو الهيئة التدريسية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنوّرة،و مدرّسا في الحرم النبوي الشريف،له عدّة من المؤلّفات،منها:

ص:17


1- 1).مصادر الترجمة:شذرات الذهب 4:51 إلى 57، [1]النور السافر:51، [2]هدية العارفين 1:534،معجم المطبوعات العربية 1:1073، [3]معجم المؤلّفين 5:128. [4]

*فضائل أهل البيت و علو مكانتهم عند أهل السنّة و الجماعة

*فضل المدينة المنوّرة و آداب سكناها و زيارتها

*شرح العقيدة القيروانية

*الردّ على من كذّب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي

*عقيدة أهل السنّة و الأثر في المهدي المنتظر و هي هذه الرسالة التي قمنا بتحقيقها و التعليق على بعض فصولها،و جعلناها كمقدّمة لكتاب«العرف الوردي في أحاديث المهدي»لما تشتمل عليه من مطالب مهمة مع إيجازها و اختصارها؛ كإثبات وجوب الإيمان بالمهدي المنتظر،و أنّ وجوب الإيمان به عليه السلام هو من عقيدة المسلمين كافّة،و كإثبات صحّة روايات المهدي،و تواترها،و ذكر أسماء الرواة من الصحابة،و أسماء المخرّجين لها،و أسماء المصنّفين في المهدي عليه السلام، و غير ذلك من الأمور العشرة التي بحثها المؤلّف،و التي تتألّف منها هذه الرسالة.

و لم يقتصر عملنا في الكتابين على استخراج الأحاديث و الأقوال من مصادرها فقط،بل أشرنا أيضا إلى موارد الاختلاف في النسخ،مع التعليق على الموارد المهمّة فيما يخصّ بعض المسائل العقائدية و التاريخية،و الحديثية و السندية و غيرها،و نقل ما ينفع القارئ الكريم في الكثير من الموارد المهمّة.نتمنّى أن نكون قد وفّقنا في عملنا هذا.

على أن لا يفوتنا تقديم الشكر الجزيل لأفراد مركز التحقيقات و الدراسات العلمية التابع للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة،على تقديمهم العون لي في إنجاز عملي،و جهودهم المكثّفة من أجل طبع و نشر هذا الكتاب بأجمل حلله،فجزاهم اللّه عن الإسلام و المسلمين جزاء المحسنين.

و الحمد للّه ربّ العالمين و صلّى اللّه على محمّد و آل محمّد الطاهرين.

ص:18

عقيدة أهل السنّة و الأثر في المهدي المنتظر

الشيخ عبد المحسن العباد آل بدر

ص:19

ص:20

عقيدة أهل السنّة و الأثر في المهدي المنتظر

اشارة

عقيدة أهل السنّة و الأثر في المهدي المنتظر(1)

بسم اللّه الرحمن الرحيم أخبر الرسول صلّى اللّه عليه و آله أمته عن الأمم الماضية بأخبار لا بدّ من التصديق بها،و أنّها وقعت وفق خبره صلّى اللّه عليه و آله،كما أخبر عن أمور مستقبلة لا بدّ من التصديق بها،و الاعتقاد أنّها ستقع على وفق ما جاء عنه صلّى اللّه عليه و آله و ما من شيء يقرب إلى اللّه إلاّ و قد دلّ الأمّة عليه،و رغّبها فيه،و ما من شرّ إلاّ حذّرها منه.

و إنّ من بين الأمور المستقبلة التي تجري في آخر الزمان،عند نزول عيسى بن مريم عليه السّلام من السماء،هو خروج رجل من أهل بيت النبوّة من ولد علي بن أبي طالب،يوافق اسمه اسم الرسول صلّى اللّه عليه و آله و يقال له:المهدي،يتولّى إمرة المسلمين، و يصلّي عيسى بن مريم عليه السّلام خلفه،و ذلك لدلالة الأحاديث المستفيضة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله التي تلقتها الأمّة بالقبول،و اعتقدت بموجبها إلاّ من شذّ.

و سيكون الكلام حول هذا الموضوع لأمرين:

ص:21


1- 1).أصل هذه الرسالة محاضرة ألقيت في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنوّرة،و نشرتها مجلّة الجامعة الإسلامية في العدد الثالث من السنة الأولى في ذي القعدة سنة 1388 هجري،ثم طبعت مرّات عديدة لأهمّيتها،بصورة مرتّبة و مبوبّة مع حذف الزوائد و التكرار،مع المحافظة على المحتوى،و من دون تغيير في عبارة المصنّف.

الأول:أنّ الأحاديث الواردة في المهدي لم ترد في الصحيحين على وجه التفصيل،بل جاءت مجملة،و قد وردت في غيرهما مفسّرة لما فيهما،فقد يظنّ ظانّ أنّ ذلك يقلّل من شأنها،و ذلك خطأ واضح (1).

ص:22


1- 1).هذه هي الشبهة الأولى التي أشار لها المصنّف،و هي أنّ أحاديث المهدي ضعيفة لعدم ورودها في الصحيحين.و الجواب:أنّ الصحيحين لم يستوعبا الحديث الصحيح،بل الموجود من الحديث الصحيح في غيرهما أكثر. قال الدمشقي في توجيه النظر:92،و ابن الصلاح في علوم الحديث:19،و العراقي في التقييد و الإيضاح:30« [1]إنّهما-البخاري و مسلم-لم يستوعبا الصحيح في صحيحيهما»و في توجيه النظر:93 قال:«نقل الحازمي و الإسماعيلي قول البخاري:إنّ ما تركته من الصحيح أكثر». و مثله قول مسلم حيث عوتب على تركه الكثير من الحديث الصحيح،قال العراقي في التقييد و الإيضاح: 30 [2] ما نصّه:«و روي عن مسلم أنّه قال:ليس كلّ شيء صحيح و ضعته هنا،يعني في كتابه الصحيح». و ممّا يدلّ على كثرة وجود الحديث الصحيح في غير الصحيحين،قول ابن كثير في الباعث الحثيث:37 قال:«و يوجد في مسند الإمام أحمد من الأسانيد و المتون شيء كثير ممّا يوازي كثيرا من أحاديث مسلم،بل و البخاري أيضا،و ليست عندهما و لا عند غيرهما...و كذلك يوجد في معجمي الطبراني الكبير و الأوسط و مسندي أبي يعلى و البزّاز و غير ذلك من المسانيد و المعاجم و الفوائد و الأجزاء ما يتمكّن المتبحّر في هذا الشأن من الحكم بصحّة كثير منه». و قول الدمشقي في توجيه النظر:137 حيث قال:«قد ذكرنا في ما سبق أنّ الشيخين لم يستوعبا الحديث الصحيح،و لا التزما بذلك،فمن أراد معرفة الصحيح الزائد على ما فيهما فليطلبه في الكتب المصنّفة في الصحيح المجرّد،و في الكتب المستخرجات على الصحيحين؛كصحيح أبي عوانة،و صحيح ابن خزيمة،و صحيح ابن حبّان». و قول العراقي في التقييد و الإيضاح:31 [3] حيث قال«ثم الزيادة في الصحيح على ما في الكتابين يتلقّاها طالبها ممّا اشتمل عليه أحد المصنّفات المعتمدة المشهورة لأئمة الحديث؛كأبي داود و الترمذي و النسائي و ابن خزيمة و الدار قطني....»،و مثله قول ابن الصلاح في علوم الحديث:36. و يدلّ على ذلك أيضا قول البخاري،فقد قال حمدويه:سمعت البخاري يقول:«أحفظ مائة ألف حديث صحيح»(تذكرة الحفّاظ 2:556،تهذيب الكمال 24:461،مقدّمة فتح الباري:488) و من المعلوم أنّ الموجود في صحيح البخاري لا يزيد عن الثلاثة آلاف حديث،و معنى ذلك هو وجود ما-

فالصحيح بل الحسن في غير الصحيحين مقبول معتمد عند أهل الحديث (1).

الثاني:أنّ بعض الكتاب في هذا العصر أقدم على الطعن في الأحاديث الواردة في المهدي بغير علم،بل جهلا أو تقليدا لأحد لم يكن من أهل العناية بالحديث.

و قد اطّلعت على تعليق لعبد الرحمن محمد عثمان على كتاب تحفة الأحوذي الذي طبع أخيرا في مصر.

قال في الجزء السادس،في باب:ما جاء في الخلفاء،في تعليقه:«يرى الكثيرون من العلماء أنّ كلّ ما ورد من أحاديث عن المهدي،إنّما هو موضع شكّ، و أنّها لا تصحّ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله،بل إنّها من وضع الشيعة».

و قال معلّقا بشأن المهدي في باب:ما جاء في تقارب الزمن و قصر الأمل،في الجزء المذكور:«و يرى الكثيرون من العلماء الثقات الأثبات أنّ ما ورد في أحاديث

ص:23


1- 1) .و هذا جواب من المصنّف،خلاصته:أنّ الحديث الصحيح في غير الصحيحين معمول به و مقبول،و احتجّ به العلماء و المحدّثون و الفقهاء،بل حتّى الحديث الحسن كذلك،فإذا كانت أحاديث المهدي في غير الصحيحين تعدّ من الحسن،فالحسن معمول به و مقبول،و يحتجّ به عند العلماء و المحدّثين،فهو كالصحيح. قال ابن كثير:«الحسن و هو في الاحتجاج كالصحيح عند الجمهور».(الباعث الحثيث:46). و قال العلاّمة الخطابي:«الحسن عليه مدار أكثر الحديث،و هو الذي يقبله أكثر العلماء،و يستعمله عامة الفقهاء»(تدريب الراوي:77،الباعث الحثيث:47،التقييد و الإيضاح:45). و قال السيوطي:«الحسن كالصحيح في الاحتجاج و إن كان دونه في القوة،و لذا أدرجته طائفة في نوع الصحيح؛كالحاكم و ابن حبّان و ابن خزيمة».(تدريب الراوي:81). و قال ابن جماعة:«الحسن حجّة كالصحيح و إن كان دونه،و لذلك أدرجه بعض أهل الحديث فيه و لم يفردوه عنه،و هو ظاهر كلام الحاكم في تصرّفاته،و تسميته جامع الترمذي بالجامع الصحيح،و أطلق الخطيب اسم الصحيح على كتابي الترمذي و النسائي».(المنهل الرويّ 1:37).

خاصّة بالمهدي ليست إلاّ من وضع الباطنية و الشيعة و أضرابهم و أنّها لا تصحّ نسبتها إلى الرسول صلّى اللّه عليه و آله» (1).

ص:24


1- 1) .هذه هي الشبهة الثانية التي أشار لها المصنّف،و هي تضعيف أحاديث المهدي بدعوى أنّها من وضع الشيعة.و الجواب عن ذلك: أولا:أنّ هذه الدعوى،غير صحيحة،إذ لم نر أحدا من الأئمة و الحفّاظ ذكر أو احتمل ذلك،وليته-و هو يقول:الكثير من العلماء الثقات-ذكر لنا واحدا منهم! و ثانيا:أنّ المخرّجين لها هم من أئمة أهل السنّة و حفّاظها،و قد نصّوا على صحّتها و بلوغها حدّ التواتر من طرقهم،و ليس من طرق الشيعة.و رواها الائمة و الحفّاظ بطرقهم المعتبرة عندهم عن أكثر من عشرين صحابيا،بل اعترف غير واحد منهم بشهرتها بين أهل الإسلام في كلّ العصور. قال العلاّمة المباركفوري في تحفة الأحوذي 6:401،و العظيم آبادي في عون المعبود 11:243: «اعلم أنّ المشهور بين الكافّة من أهل الاسلام على مرّ الأعصار أنّه لا بدّ في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيّد الدين.....و يسمّى المهدي...و [1]خرّج أحاديث المهدي جماعة من الأئمة،منهم:أبو داود و الترمذي و ابن ماجة و البزّاز و الحاكم و الطبراني و أبو يعلى و أسندوها إلى جماعة من الصحابة...» و هذا كلّه يدلّ على شهرة أحاديث المهدي في كلّ الأعصار و بين كلّ الحفّاظ،فكيف يخفى عليهم جميعا وضع هذه الأحاديث و هي بهذه الكثرة البالغة حدّ التواتر؟ مع أنّ الحفّاظ لم يكونوا في غفلة عن الوضّاعين،و عن عملية الوضع في الحديث،و الدليل:كثرة المصنّفات في الأحاديث الموضوعة،و التنصيص عليها في الشروح و المصنّفات الفقهية و الحديثية.و مع كلّ هذا نراهم يصفون أحاديث المهدي بالصحّة،و التواتر،و الشهرة،و الاستفاضة،و أفردوها بالتصنيف، و جعلوا لها أبوابا في مصنّفاتهم مع مزيد من الاهتمام،و أنّهم يصفون ما يعارضها بأنّه موضوع مكذوب. و سيأتي مزيد كلام عن ذلك من المصنّف. و ثالثا:أنّه لو كانت بعض أسانيد أحاديث المهدي تشتمل على رواة من الشيعة،فذلك لا يقدح بصحّتها و قبولها و الاحتجاج بها،لأنّ العبرة عندهم في قبول الأخبار على صدق الراوي و ضبطه،و أمّا الاختلاف في المذاهب و العقائد فلم يشترطه أحد. قال ناصر الدين الألباني:«على أنّه لو صحّت هذه الدعوى لم يقدح ذلك في صحّة الأحاديث،لأنّ العبرة في الصحّة إنّما هو الصدق و الضبط،و أمّا الخلاف المذهبي فلا يشترط في ذلك كما هو مقرّر في مصطلح الحديث،و لهذا روى الشيخان في صحيحهما لكثير من الشيعة و غيرهم من الفرق»(مجلّة التمدّن الإسلامي الجزء:27 و 28).-

ص:25

ص:26

ص:27

بل لقد تجرّأ بعضهم إلى ما هو أكثر من ذلك،فنجد محيي الدين عبد الحميد في تعليقته على الحاوي للفتاوي للسيوطي،يقول في آخر جزء في العرف الوردي في أخبار المهدي(ص 166)من الجزء الثاني:«يرى بعض الباحثين أنّ كلّ ما ورد عن المهدي و عن الدجّال من الإسرائيليات» (1).

لهذين الأمرين،و لكون الواجب على كلّ مسلم ناصح لنفسه ألاّ يتردّد في تصديق الرسول صلّى اللّه عليه و آله فيما يخبر به،رأيت أن يكون الكلام حول هذا الأمر كما قلت، تحت عنوان:«عقيدة أهل السنّة و الأثر في المهدي المنتظر».

و لكي نكون على علم مقدّما بعناصر الموضوع،أسوقها لكم فيما يلي:

ص:28


1- 1) .هذه هي الشبهة الثالثة،و هي أنّ أحاديث المهدي من الاسرائيليات،أي من وضع اليهود،و قد تقدّم الجواب عن شبهة الوضع في الجواب عن الشبهة الثانية بما لا مزيد عليه،و خلاصته:أنّ أحاديث المهدي متواترة،و هي عندهم معروفة مشهورة في كلّ الأعصار،و بأسانيد معروفة مروية بطرق الحفّاظ عن أكثر من عشرين من الصحابة،مضافا إلى أنّهم حكموا على ما يعارضها بالضعف و الوضع،مع اهتمامهم بمسألة الأحاديث الموضوعة،و تتبّعها و إحصائها،و التصنيف فيها،و التشديد في أمرها،و مع كلّ ذلك نراهم يصفون أحاديث المهدي بالصحّة و التواتر،و يصفون ما يعارضها بأنّه موضوع.فبطلان هذه الشبهة-شبهة الوضع-من أوضح الواضحات.

الأول:ذكر أسماء الصحابة الذين رووا أحاديث المهدي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.

الثاني:ذكر أسماء الأئمة الذين أخرجوا الأحاديث و الآثار الواردة في المهدي في كتبهم.

الثالث:ذكر الذين أفردوا مسألة المهدي بالتأليف من العلماء.

الرابع:ذكر الذين حكوا تواتر أحاديث المهدي،و حكاية كلامهم في ذلك.

الخامس:ذكر بعض ما ورد في الصحيحين من الأحاديث التي لها تعلّق بشأن المهدي.

السادس:ذكر بعض الأحاديث في شأن المهدي الواردة في غير الصحيحين،مع الكلام عن أسانيد بعضها.

السابع:ذكر بعض العلماء الذين احتجّوا بأحاديث المهدي،و اعتقدوا موجبها، و حكاية كلامهم في ذلك.

الثامن:ذكر من وقفت عليه ممّن حكي عنه إنكار أحاديث المهدي،أو التردّد فيها،مع مناقشة كلامه باختصار.

التاسع:ذكر بعض ما يظنّ تعارضه مع الأحاديث الواردة في المهدي،و الجواب عن ذلك.

العاشر:كلمة ختامية.

الأول:أسماء الصحابة الذين رووا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أحاديث المهدي

جملة ما وقفت عليه من أسماء الصحابة الذين رووا أحاديث المهدي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ستة و عشرون (1)،و هم:

ص:29


1- 1) .المصنّف كرّر اسم«عوف بن مالك»مرتين في رقم 17 و رقم 23،فالعدد هو خمسة و عشرون،ثم إنّه لم يستوعب أسماء الصحابة،فهم أكثر من ذلك،و ستشير إليه في التعاليق الآتية.

1-عثمان بن عفّان.

2-علي بن أبي طالب.

3-طلحة بن عبيد اللّه.

4-عبد الرحمن بن عوف.

5-الحسين بن علي.

6-أم سملة.

7-أم حبيبة.

8-عبد اللّه بن عباس.

9-عبد اللّه بن مسعود.

10-عبد اللّه بن عمر.

11-عبد اللّه بن عمرو.

12-أبو سعيد الخدري.

13-جابر بن عبد اللّه.

14-أبو هريرة.

15-أنس بن مالك.

16-عمّار بن ياسر.

17-عوف بن مالك.

18-ثوبان مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.

19-قرّة بن إياس.

20-علي الهلالي.

21-حذيفة بن اليمان.

22-عبد اللّه بن الحارث بن جزء.

ص:30

23-عوف بن مالك.

24-عمران بن حصين.

25-ابو الطفيل.

26-جابر الصدفي (1).

ص:31


1- 1) .ذكر العلاّمة الكتاني في نظم المتناثر في الحديث المتواتر:225 أسماء الصحابة الذين رووا أحاديث المهدي عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله،مع ذكر المخرّجين لهم من الحفّاظ: (1)ابن مسعود:أخرجه أحمد و أبو داود و الترمذي و ابن ماجة. (2)أم سلمة:أخرجه أبو داود و ابن ماجة و الحاكم في المستدرك. (3)علي بن أبي طالب:أخرجه أحمد و أبو داود و ابن ماجة. (4)و أبو سعيد الخدري:أخرجه أحمد و أبو داود و الترمذي و ابن ماجة و أبو يعلى و الحاكم في المستدرك. (5)ثوبان:أخرجه أحمد و ابن ماجة و الحاكم في المستدرك. (6)قرّة بن إياس المزني:أخرجه البزّار و الطبراني في الكبير و الأوسط. (7)عبد اللّه بن الحارث بن جزء:أخرجه ابن ماجة و الطبراني في الأوسط. (8)أبو هريرة:أخرجه أحمد و الترمذي و أبو يعلى و البزّار في مسندهما و الطبراني في الأوسط و غيرهم. (9)حذيفة بن اليمان:أخرجه الروياني. (10)ابن عباس:أخرجه أبو نعيم في أخبار المهدي. (11)جابر بن عبد اللّه:أخرجه أحمد و مسلم،إلاّ أنّه ليس فيه تصريح بذكر المهدي، [1]بل أحاديث مسلم كلّها لم يقع فيها تصريح به. (12)عثمان:أخرجه الدار قطني في الإفراد. (13)أبو أمامة:أخرجه الطبراني في الكبير. (14)عمّار بن ياسر:أخرجه الدار قطني في الإفراد و الخطيب و ابن عساكر. (15)جابر بن ماجد الصدفي:أخرجه الطبراني في الكبير. (16)و(17)ابن عمر و طلحة بن عبيد الله:أخرجهما الطبراني في الأوسط. (18)أنس بن مالك:أخرجه ابن ماجة. (19)عبد الرحمن بن عوف:أخرجه أبو نعيم.-

الثاني:أسماء الأئمة الذين خرّجوا الأحاديث و الآثار الواردة في المهدي في كتبهم

و أحاديث المهدي خرّجها جماعة كثيرون من الأئمة في الصحاح و السنن و المعاجم و المسانيد و غيرها،و قد بلغ عدد الذين وقفت على كتبهم،و اطّلعت على

ص:32

ذكر تخريجهم لها:ثمانية و ثلاثين،و هم:

1-أبو داود في سننه (1).

2-الترمذي في جامعه (2).

3-ابن ماجة في سننه (3).

4-النسائي،ذكر السفاريني في لوامع الأنوار البهية،و المناوي في فيض القدير، و ما رأيته في الصغرى،و لعلّه في الكبرى (4).

5-أحمد في مسنده (5).

6-ابن حبّان في صحيحه (6).

7-الحاكم في المستدرك (7).

8-أبو بكر بن أبي شيبة في المصنّف (8).

9-نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن (9).

ص:33


1- 1) .سنن أبي داود 2:309 كتاب المهدي.
2- 2) .الجامع الصحيح للترمذي 3:343 باب:ما جاء في المهدي.
3- 3) .سنن ابن ماجة 2:1366 كتاب الفتن،باب:خروج المهدي.
4- 4) .لم نعثر عليه في السنن الكبرى و لا الصغرى للنسائي،و لا في فيض القدير،إلاّ أنّ السفاريني في فصل أشراط الساعة،من الجزء الثاني من لوائح الانوار،عند الكلام عن حديث:«اسمه اسمي»قال:«روى نحوه الترمذي و أبو داود و النسائي من حديث ابن مسعود».و في كتاب«مشارق الأنوار»للحمزاوي: 112 في حديث:«المهدي [1]من عترتي من ولد فاطمة»قال:أخرجه النسائي و غيره.
5- 5) .مسند أحمد،في عدّة مواضع،كما في 1:84 و 3:21،27 و 5:277 و [2]غيرها.
6- 6) .صحيح ابن حبّان،في عدّة مواضع،و أكثرها في الجزء 15.
7- 7) .جمعها في الجزء الرابع من المستدرك،كتاب الفتن و الملاحم،باب:ذكر خروج المهدي،و باب:حلية المهدي،و باب:المهدي من ولد فاطمة.
8- 8) .مصنّف ابن أبي شيبة 8:678-680 ذكرها في باب:ما جاء في فتنة الدجّال.
9- 9) .كتاب الفتن،في عدّة مواضع من الكتاب،و أكثرها في أبواب الفتن الحاصلة قبل الساعة.

10-الحافظ أبو نعيم في كتاب المهدي،و في الحلية (1).

11-الطبراني في الكبير و الأوسط و الصغير (2).

12-الدارقطني في الإفراد (3).

13-البارودي في معرفة الصحابة (4).

14-أبو يعلى الموصلي في مسنده (5).

15-البزّار في مسنده (6).

16-الحارث بن أبي أسامة في مسنده (7).

17-الخطيب في تلخيص المتشابه،و في المتّفق و المفترق (8).

18-ابن عساكر في تاريخه (9).

19-ابن مندة في تاريخ أصبهان (10).

ص:34


1- 1) .ذكرها في كتاب الأربعين في المهدي،و في حلية الأولياء كما في 3:177،و في أخبار أصفهان كما في 1:329 و 2:165.
2- 2) .المعجم الكبير،في عدّة مواضع،كما في 18:51 و 23:267،و المعجم الأوسط كذلك كما في 1:56 و 4:256 و 5:311 و 6:328،و المعجم الصغير 1:37.و خرّجها أيضا في مسنده الآخر مسند الشاميين كما في 2:72.
3- 3) .ذكره السيوطي في العرف الوردي،و [1]خرّج عنه،كما في الحاوي للفتاوي 2:58 و 62:«يكون في أمتي المهدي». [2]
4- 4) .ذكره السيوطي في العرف الوردي،و خرّج عنه،كما في الحاوي للفتاوي 2:58:«أبشّركم بالمهدي رجل من عترتي».
5- 5) .مسند أبي يعلى،في عدّة مواضع،كما في 1:359 و 2:275.
6- 6) .مسند البزّار،في عدّة مواضع،كما في 2:243 و 8:256.
7- 7) .ذكره السيوطي في العرف الوردي،و [3]خرّج عنه،كما في الحاوي للفتاوي 2:60.
8- 8) .ذكرهما السيوطي في العرف الوردي،و [4]خرّج عنهما،كما في الحاوي للفتاوي 2:61 و 67.
9- 9) .تاريخ دمشق،في عدّة مواضع،كما في 49:296 و 53:414.
10- 10) .ذكره السيوطي في العرف الوردي،و خرّج عنه كما في الحاوي للفتاوي 2:85.

20-أبو الحسن الحربي في الأول من الحربيات (1).

21-تمّام الرازي في فوائده (2).

22-ابن جرير في تهذيب الآثار (3).

23-أبو بكر ابن المقري في معجمه (4).

24-أبو عمرو الداني في سننه (5).

25-أبو غنم الكوفي في كتاب الفتن (6).

26-الديلمي في مسند الفردوس (7).

27-أبو بكر الاسكاف في فوائد الأخبار (8).

28-أبو حسين ابن المناوي في كتاب الملاحم (9).

29-البيهقي في دلائل النبوّة (10).

ص:35


1- 1) .ذكره السيوطي في العرف الوردي،و خرّج عنه كما في الحاوي للفتاوي 2:65.
2- 2) .ذكره السيوطي في العرف الوردي،و [1]خرّج عنه كما في الحاوي للفتاوي 2:66.
3- 3) .ذكره السيوطي في العرف الوردي،و [2]خرّج عنه كما في الحاوي للفتاوي 2:66.
4- 4) .ذكره السيوطي في العرف الوردي،و [3]خرّج عنه كما في الحاوي للفتاوي 2:66.
5- 5) .السنن الواردة في الفتن،لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني الأموي المعروف بابن الصيرفي المتوفّى سنة 444 هجري،ذكرها في عدّة مواضع كما في:197 رقم 575،و 198 رقم 580،581.
6- 6) .ذكره المتّقي الهندي في كنز العمال،و أخرج له حديث أنصار المهدي كما في 14:591. [4]
7- 7) .فردوس الأخبار،في عدّة مواضع كما في 2:323 و 4:221،222،223.
8- 8) .ذكره ابن خلدون في التاريخ،و أخرج له عن جابر عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله:«من كذّب بالمهدي فقد كفر»كما في التاريخ 1:312.
9- 9) .الصحيح هو:ابن المنادي،ترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء 15:361 و قال عنه:«أبو الحسين أحمد بن المنادي البغدادي،عالم بالآثار،جليل في غاية الإتقان،صاحب سنّة،ثقة مأمون».له كتاب «الملاحم»ذكر فيه أحاديث المهدي عليه السّلام في الفصل 22 و الفصل 24.
10- 10) .دلائل النبوّة،في عدّة مواضع كما في 6:516.

30-أبو عمرو المقرئ في سننه (1).

31-ابن الجوزي في تاريخه (2).

32-يحيى بن عبد الحميد الحماني في مسنده (3).

33-الروياني في مسنده (4).

34-ابن سعد في الطبقات (5).

35-ابن خزيمة (6).

36-عمرو بن شبّة (7).

37-الحسن بن سفيان (8).

38-أبو عوانة (9).

ص:36


1- 1) .الظاهر اتّحاد هذا مع أبي عمرو الداني المتقدّم في رقم 24،قال اليان سركيس في معجم المطبوعات 1:861:« [1]عثمان بن سعيد الأموي الشهير بأبي عمرو الداني و المقري»و كلّ من ترجم لعثمان بن سعيد المتقدّم وصفه بالعالم بفنّ القراءات،و له من المصنّفات:طبقات القرّاء.أنظر أيضا:هدية العارفين 1:653 [2]للبغدادي،و تاريخ دمشق 6:97و قال:«عثمان بن سعيد الداني المقري».و مثله في تهذيب الكمال 1:348.
2- 2) .المنتظم 8:206.
3- 3) .ذكره ابن القيّم في المنار المنيف:147،و خرّج عنه حديث:«لا تقوم الساعة حتّى يملك رجل من أهل بيتي...».
4- 4) .مسند الروياني،في عدّة مواضع كما في 1:417.
5- 5) .الطبقات الكبرى،في عدّة مواضع كما في 7:422.
6- 6) .ذكره المتّقي في كنز العمال 14:335 في قتال الدجّال.و السيوطي في العرف الوردي [3]كما في الحاوي للفتاوي 2:65.
7- 7) .عمرو بن شبّة النميري في كتابه تاريخ المدينة 1:310.
8- 8) .أبو العباس الحسن بن سفيان الخراساني النسوي،له كتاب الأربعين،و المسند،خرّج له ابن حبّان في الصحيح بعضا من أحاديث المهدي كما في 15:25،155،183،205.و ذكره السيوطي في العرف الوردي و [4]خرّج له كما في الحاوي للفتاوي 2:64.
9- 9) .ذكره السيوطي في العرف الوردي،و [5]خرّج عنه كما في الحاوي للفتاوي 2:64.

و هؤلاء الأربعة ذكر السيوطي في العرف الوردي كونهم ممّن خرّج أحاديث المهدي،دون عزو التخريج إلى كتاب معيّن (1).

ص:37


1- 1) .و ممّن خرّج أحاديث المهدي عليه السّلام مضافا لما تقدّم: البخاري في التاريخ الكبير كما في 1:317 و 3:346 و 8:406 حديث:«المهدي من ولد فاطمة». و أبو بكر الإسماعيلي المتوفّى سنة 371 هجري في مسنده المعروف بمعجم الشيوخ كما في 2:513. و أبو سعيد الشاشي المتوفّى سنة 335 هجري في مسنده كما في 2:109 إلى 111. و عبد الرزاق الصنعاني في المصنّف 11:371 باب:المهدي،رقم الأحاديث من 20769 إلى 20839. و السيوطي في الجامع الصغير 1:100 و 2:672 الأحاديث من رقم 9241 إلى رقم 9245. و معمّر بن راشد في الجامع 11:371 باب:المهدي. و الرزّاز الواسطي المتوفّى سنة 292 هجري في تاريخ واسط 1:135. و البيهقي في الاعتقاد 1:215 و 216. و عبد الواحد الحنبلي المقدسي المتوفّى سنة 643 هجري في فضائل بيت المقدس 1:72 باب:نزول المهدي بيت المقدس،و في الأحاديث المختارة 2:172. و ابن قانع في معجم الصحابة 2:259. و ابن طاهر المقدسي المتوفّى سنة 507 هجري في البدء و التاريخ 2:181. و ابن حجر في الصواعق المحرقة 2:472. و الهيثمي في مجمع الزوائد 7:313 باب:ما جاء في المهدي. و ابن حيان المتوفّى سنة 369 هجري في طبقات المحدّثين بأصبهان 1:380. و ابن مأكولا في الإكمال 7:360. و الذهبي في تذكرة الحفّاظ 2:464،488. و الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 5:153. و الحافظ المزي في تهذيب الكمال 9:437. و العجلوني في كشف الخفاء 2:288،و غيرهم كثير؛كابن القيّم في المنار المنيف،و المباركفوري في شرحه على الجامع الصحيح للترمذي،و العظيم آبادي في شرحه على سنن أبي داود،و الصالحي الشامي في سبل الهدى و الرشاد،و الزمخشري في الفائق في غريب الحديث،و الهيثمي في موارد الضّمان، و الرامهرمزي في المحدّث الفاصل،و المناوي في فيض القدير،و الكتّاني في نظم المتناثر،و يوسف بن يحيى السلمي الشافعي في عقد الدرر،و ابن طولون في كتابه المهدي إلى ما ورد في المهدي،و محمد بن-

الثالث:ذكر لبعض الذين ألّفوا كتبا في شأن المهدي

و كما اعتنى علماء هذه الأمّة بجمع الأحاديث الواردة عن نبيّهم صلّى اللّه عليه و آله تأليفا و شرحا،كان للأحاديث المتعلّقة بأمر المهدي قسطها الكبير من هذه العناية،فمنهم من أدرجها ضمن المؤلّفات العامة كما في السنن و المسانيد و غيرها (1)،و منهم من أفردها بالتأليف،و كلّ ذلك حصل منهم حماية لهذا الدين،و قياما بما يجب من النصح للمسلمين،فمن الذين أفردوها بالتأليف:

1-أبو بكر بن أبي خيثمة زهير بن حرب قال ابن خلدون في مقدّمة تاريخه:

«و لقد توغّل أبو بكر بن أبي خيثمة على ما نقل السهيلي عنه في جمعه للأحاديث الواردة في المهدي» (2).

2-الحافظ أبو نعيم،ذكره السيوطي في المجمع الصغير (3)،و ذكره في العرف الوردي،بل قد لخّص السيوطي الأحاديث التي التي جمعها أبو نعيم في المهدي، و جعلها ضمن كتابه العرف الوردي،و زاد عليها فيه أحاديث و آثارا كثيرة جدّا.

3-السيوطي،فقد جمع فيه جزءا سمّاه«العرف الوردي في أخبار المهدي»، و هو مطبوع ضمن كتابه الحاوي للفتاوي في الجزء الثاني منه.قال في أوّله:

«الحمد للّه و سلام على عباده الذين اصطفى،هذا جزء جمعت فيه الأحاديث و الآثار

ص:38


1- 1) .ذكرنا أسماءهم في التعا [1]ليق السابقة مفصّلا عند الكلام عن الأمر الثاني:في ذكر أسماء المخرّجين لأحاديث المهدي عليه السّلام فراجع.
2- 2) .تاريخ ابن خلدون 1:312.
3- 3) .قال السيوطي في حديث:«منّا الذي يصلّي عيسى بن مريم خلفه»:رواه أبو نعيم في كتاب المهدي. الجامع الصغير 2:546 رقم 8262،و كذا في فيض القدير 6:23.

الواردة في المهدي،لخّصت فيه الأربعين التي جمعها الحافظ أبو نعيم،و زدت عليه ما فات،و رمزت عليه صورة(ك)» (1).

و الأحاديث و الآثار التي أوردها السيوطي في شأن المهدي تزيد على المائتين، و فيها الصحيح و الحسن و الضعيف و الموضوع،و إذا أورد الحديث الواحد أضافه إلى كلّ من الذين خرّجوه،فيقول مثلا في أحدها:أخرج أبو داود و ابن ماجة و الطبراني و الحاكم عن أم سلمة:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول:«المهدي من عترتي،من ولد فاطمة» (2).

4-الحافظ عماد الدين ابن كثير قال في كتابه الفتن و الملاحم:«و قد أفردت في ذكر المهدي جزءا على حدة،و للّه الحمد و المنّة» (3).

5-الفقيه ابن حجر المكّي،و قد سمّى مؤلّفه:«القول المختصر في علامات المهدي المنتظر»،ذكر ذلك البرزنجي في الإشاعة،و نقل منه،و كذلك السفاريني في لوامع الأنوار البهية،و غيرهما (4).

6-علي المتّقي الهندي صاحب كنز العمال،فقد ألّف في شأن المهدي رسالة ذكرها البرزنجي في الإشاعة،و ذكر ذلك قبله أيضا ملاّ علي القاري الحنفي،في المرقاة شرح المشكاة (5).

ص:39


1- 1) .العرف الوردي [1]المطبوع ضمن الحاوي للفتاوي 2:57،و هو هذا الكتاب الذي قمنا بتحقيقه و تصحيحه و إخراجه مع تعاليق نافعة.
2- 2) .تأتي الإشارة إلى مصادر هذا الحديث الشريف في تعاليقنا على العرف الوردي. [2]
3- 3) .الكتاب مطبوع بعنوان:«النهاية في الفتن و الملاحم»تحقيق الدكتور طه الزيني،مطبعة دار الكتب الحديثة بمصر،و طبعة ثانية لدار الحديث بالقاهرة.
4- 4) .الإشاعة:90 و 105،و ذكره أيضا في إيضاح المكنون 2:253،و [3]هدية العارفين في أسماء المؤلّفين 1: 146،و [4]معجم المؤلّفين 4:166. [5]
5- 5) .الإشاعة:121 قال:«ذكر المتّقي في رسالة له في أمر المهدي...»،و ذكرها في كشف الظنون 1:894 -و قال:«رسالة في المهدي فارسية للشيخ علي بن حسام الدين المعروف بالمتّقي».و قال في إيضاح المكنون 1:318:«تلخيص البيان في علامات مهدي آخر الزمان للمتّقي الهندي».

7-ملاّ علي القاري،و سمّى مؤلّفه:«المشرب الوردي في مذهب المهدي»، ذكره في الإشاعة،و نقل جملة كبيرة منه (1).

8-مرعي بن يوسف الحنبلي المتوفّى سنة ثلاث و ثلاثين بعد الألف،و سمّى مؤلّفه:«فوائد الفكر في ظهور المهدي المنتظر»،ذكره السفاريني في لوامع الأنوار البهيّة،و ذكره الشيخ صدّيق حسن القنوجي في كتابه الإذاعة لما كان و ما يكون بين يدي الساعة،و غيرها (2).

9-و من الذين ألّفوا في شأن المهدي،بالإضافة إلى مسألتي نزول عيسى عليه السّلام و خروج المسيح و الدجّال:القاضي محمّد بن علي الشوكاني،و سمّى مؤلّفه:

«التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر و الدجّال و المسيح»،ذكر ذلك صدّيق حسن في الإذاعة،و نقل جملة منه.و الشوكاني ممّن ألّف بشأنه،و حكى تواتر الأحاديث الواردة فيه (3).

10-الأمير محمّد بن إسماعيل الصنعاني صاحب«سبل السلام»المتوفّى سنة 1182 ه،قال صدّيق حسن في الإذاعة:«و قد جمع السيد العلاّمة بدر الملّة المنير،محمّد بن إسماعيل الأمير اليماني،الأحاديث القاضية بخروج المهدي،و أنّه من آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله،و أنّه يظهر في آخر الزمان»ثم قال:«و لم يأت تعيين زمنه إلاّ أنّه يخرج قبل خروج الدجّال» (4).

ص:40


1- 1) .الإشاعة:113 قال:«قال الشيخ علي ا [1]لقاري في المشرب الور [2]دي في مذهب المهدي...»،و ذكره أيضا في معجم المطبوعات العربية 2:1794.
2- 2) .الإذاعة:147،إيضاح المكنون 2:183، [3]هدية العارفين 2:427. [4]
3- 3) .الإذاعة:113،إيضاح المكنون 1:339،هدية العارفين 2:365.
4- 4) .الإذاعة:114.هذا و من الرسائل و المصنّفات في أخبار و أحاديث المهدي صلّى اللّه عليه و آله و لم يذكرها المؤلّف:-

الرابع:ذكر بعض الذين حكوا تواتر أحاديث المهدي و نقل كلامهم في ذلك

1- الحافظ أبو الحسن محمّد بن الحسين الابري السجزي صاحب كتاب «مناقب الشافعي» المتوفّى سنة ثلاث و ستين و ثلاث مائة من الهجرة.قال في محمّد بن خالد الجندي راوي حديث:«لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم»:«محمّد بن خالد هذا غير معروف عند أهل الصناعة من أهل العلم و النقل،و قد تواترت الأخبار و استفاضت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بذكر المهدي،و أنّه من أهل بيته،و أنّه يملك سبع سنين،و أنّه يملأ الأرض عدلا،و أنّ عيسى عليه السّلام يخرج فيساعده على قتل الدجّال، و أنّه يؤمّ هذه الأمّة و يصلّي عيسى خلفه».

نقل ذلك عنه ابن القيّم في كتابه«المنار»،و سكت عليه (1)،و نقله عنه أيضا

ص:41


1- 1) .المنار المنيف:142.

الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب،في ترجمة محمّد بن خالد الجندي،و سكت عليه (1)،و نقل عنه ذلك و سكت عليه أيضا في«فتح الباري»،في باب نزول عيسى ابن مريم عليه السّلام (2)،و نقل عنه ذلك أيضا السيوطي في آخر جزء«العرف الوردي في أخبار المهدي»،و سكت عليه (3)،و نقل ذلك عنه مرعي بن يوسف في كتابه«فوائد الفكر في ظهور المهدي المنتظر»،كما ذكر ذلك صدّيق حسن في كتابه«الإذاعة لما كان و ما يكون بين يدي الساعة» (4).

2- محمّد البرزنجي المتوفّى سنة ثلاث بعد المائة و الألف في كتابه«الإشاعة لأشراط الساعة».قال:«الباب الثالث في الأشراط العظام و الأمارات القريبة التي تعقبها الساعة،و هي أيضا كثيرة،فمنها المهدي،و هو أولها.و اعلم أنّ الأحاديث الواردة فيه على اختلاف رواياتها لا تكاد تنحصر...إلى أن قال:ثمّ الذي في الروايات الكثيرة الصحيحة الشهيرة أنّه من ولد فاطمة...إلى أنّ قال:قد علمت أنّ أحاديث وجود المهدي و خروجه آخر الزمان،و أنّه من عترة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من ولد فاطمة،بلغت حدّ التواتر المعنوي،فلا معنى لإنكارها».

و قال في ختام كتابه المذكور،بعد الإشارة إلى بعض أمور تجري في آخر الزمان:«و غاية ما ثبت بالأخبار الصحيحة الكثيرة الشهيرة،التي بلغت التواتر المعنوي:وجود الآيات العظام التي فيها بل أولها خروج المهدي،و أنّه يأتي في آخر الزمان من ولد فاطمة يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما» (5).

ص:42


1- 1) .تهذيب التهذيب 9:126. [1]
2- 2) .فتح الباري 6:358.
3- 3) .الحاوي للفتاوي 2:85.
4- 4) .الإذاعة:136،هذا و نقله أيضا البرزنجي في الإشاعة 112،و [2]الكتّاني في نظم المتناثر في الحديث المتواتر:228،و شرح سنن ابن ماجة 1:293.
5- 5) .الإشاعة:87 و 112 و 122.

3- الشيخ محمّد السفاريني المتوفّى سنة ثمان و ثمانين بعد المائة و الألف،في كتابه«لوامع الأنوار البهيّة»قال:«و قد كثرت بخروجه-يعني المهدي-الروايات، حتّى بلغت حدّ التواتر المعنوي»،و أورد الأحاديث في خروج المهدي،و أسماء بعض الصحابة الذين رووها،ثمّ قال:«و قد روي عمّن ذكر من الصحابة و غير من ذكر منهم رضي اللّه عنهم بروايات متعدّدة،و عن التابعين من بعدهم،ما يفيد مجموعه العلم القطعي،فالإيمان بخروج المهدي واجب كما هو مقرّر عند أهل العلم،و مدوّن في عقائد أهل السنّة و الجماعة» (1).

4- القاضي محمّد بن علي الشوكاني المتوفّى سنة خمسين بعد المائتين و الألف،و هو صاحب التفسير المشهور،و مؤلّف«نيل الأوطار»،قال في كتابه «التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر و الدجّال و المسيح»:«فالأحاديث الواردة في المهدي التي أمكن الوقوف عليها منها:خمسون حديثا فيها الصحيح و الحسن و الضعيف المنجبر،و هي متواترة بلا شكّ و لا شبهة،بل يصدق وصف المتواتر على ما هو دونها في جميع الاصطلاحات المحرّرة في الأصول،و أمّا الآثار عن الصحابة المصرّحة بالمهدي،فهي كثيرة جدا،لها حكم الرفع؛إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك».

و قال في مسألة نزول المسيح عليه السّلام:«فتقرّر أنّ الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة،و الأحاديث الواردة في الدجّال متواترة،و الأحاديث الواردة في نزول عيسى عليه السّلام متواترة» (2).

ص:43


1- 1) .نقله عنه القنوجي في الإذاعة:135.
2- 2) .نقل كلامه الكتّاني في نظم المتناثر:227 باب:خروج المهدي و 229 باب:نزول عيسى،و نقله أيضا القنوجي في الإذاعة:113،و العظيم آبادي في عون المعبود 11:308.-

5- الشيخ صدّيق حسن القنوجي المتوفّى سنة سبع بعد الثلاثمائة و الألف.قال في كتابه«الإذاعة لما كان و ما يكون بين يدي الساعة»:«و الأحاديث الواردة في المهدي على اختلاف رواياتها كثيرة جدّا،تبلغ حدّ التواتر المعنوي،و هي في السنن و غيرها من دواوين الإسلام من المعاجم و المسانيد» (1)إلى أن قال:«لا شكّ أنّ المهدي يخرج في آخر الزمان من غير تعيين شهر و لا عام،لما تواتر من الأخبار في الباب،و اتّفق عليه جمهور الأمّة خلفا عن سلف،إلاّ من لا يعتدّ بخلافه» (2)إلى أن قال:«فلا معنى للريب في أمر ذلك الفاطمي الموعود المنتظر،المدلول عليه بالأدلّة،بل إنكار ذلك جرأة عظيمة في مقابلة النصوص المستفيضة المشهورة،البالغة إلى حدّ التواتر» (3).

6- الشيخ محمّد بن جعفر الكتّاني المتوفّى سنة خمس و أربعين بعد الثلاثمائة و الألف.قال في كتابه«نظم المتناثر في الحديث المتواتر»:«و قد ذكروا أنّ نزول سيدنا عيسى عليه السّلام ثابت بالكتاب و السنّة و الإجماع»ثم قال:«و الحاصل أنّ الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة،و كذا الواردة في الدجّال،و في نزول سيدنا عيسى بن مريم عليه السّلام» (4).

الخامس:ذكر بعض ما ورد في الصحيحين من الأحاديث ممّا له تعلّق بشأن المهدي

1-روى البخاري في باب نزول عيسى بن مريم عن أبي هريرة قال:

ص:44


1- 1) .الإذاعة:112.
2- 2) .المصدر السابق:145.
3- 3) .المصدر نفسه:146.
4- 4) .نظم المتناثر في الحديث المتواتر:229.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم،و إمامكم منكم؟» (1).

2-و روى مسلم في كتاب الإيمان من صحيحه عن أبي هريرة مثل حديثه عن البخاري و رواه أيضا عن أبي هريرة بلفظ:«كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم فأمّكم منكم؟».

و فيه تفسير ابن أبي ذئب راوي الحديث لقوله:«و أمّكم منكم»بقوله:«فأمّكم بكتاب ربّكم تبارك و تعالى و سنّة نبيّكم صلّى اللّه عليه و آله» (2).

3-و روى مسلم في صحيحه عن جابر أنّه سمع النّبي صلّى اللّه عليه و آله يقول:

«لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحقّ ظاهرين إلى يوم القيامة».قال:

«فينزل عيسى بن مريم عليه السّلام فيقول أميرهم:تعال صلّ لنا،فيقول:لا،إنّ بعضكم على بعض أمراء؛تكرمة اللّه هذه الأمّة» (3).

فهذه الأحاديث التي وردت في الصحيحين و إن لم يكن فيها التصريح بلفظ المهدي،تدلّ على صفات رجل صالح يؤمّ المسلمين في ذلك الوقت.و قد جاءت الأحاديث في السنن و المسانيد و غيرها مفسّرة لهذه الأحاديث التي في الصحيحين، و دالّة على أنّ ذلك الرجل الصالح اسمه محمّد،و يقال له:المهدي.و السنّة يفسّر بعضها بعضا.

و لمّا كان المقام لا يتّسع لإيراد الكثير من الأحاديث الواردة في غير الصحيحين، في شأن المهدي،و الكلام عليها،رأيت الاقتصار هنا على إيراد بعضها،مع الكلام على بعض أسانيدها.

ص:45


1- 1) .صحيح البخاري 3:1272.
2- 2) .صحيح مسلم 1:137 رقم 155.
3- 3) .صحيح مسلم 1:137 رقم 156،و رواه في صحيح ابن حبّان 15:231،و مسند أحمد 3:345. [1]

السادس:ذكر بعض الأحاديث في المهدي الواردة في غير الصحيحين

1-عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«أبشّركم بالمهدي،يبعث على اختلاف من الناس،و زلازل،فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا،يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض، يقسم المال صحاحا».قال له رجل:ما صحاحا؟قال:«بالسويّة،و يملأ اللّه قلوب أمة محمّد صلّى اللّه عليه و آله غناء،و يسعهم عدله»إلى آخر الحديث (1).

قال الهيثمي في مجمع الزوائد:رواه أحمد بأسانيد أبو يعلى باختصار كثير (2).

2-عن أبي هريرة عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:

«يكون في أمتي المهدي»إلى آخر الحديث (3).

قال الهيثمي:رواه الطبراني في الأوسط،و رجاله ثقات (4).

3-عقد أبو داود في سننه كتابا،قال في أوّله:«أوّل كتاب المهدي»،و قال في آخره:«آخر كتاب المهدي»،و جعل تحته بابا واحدا أورد فيه ثلاثة عشر حديثا، و صدّر هذا الكتاب بحديث جابر بن سمرة قال:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول:

«لا يزال هذا الدين قائما حتّى يكون عليكم اثنا عشر خليفة»الحديث (5).

ص:46


1- 1) .مسند أحمد 3:37، [1]مجمع الزوائد 7:313.
2- 2) .مجمع الزوائد 7:314.
3- 3) .المعجم الأوسط 5:311،مجمع الزوائد 7:317،و رواه عن أبي سعيد الخدري ابن ماجة في السنن 2:1367،و الحاكم في المستدرك 4:558،و ابن أبي شيبة في المصنّف 8:678،و في كنز العمال 14:274 عن أبي هريرة و الخدري.
4- 4) .مجمع الزوائد 7:317.
5- 5) .سنن أبي داود 2:309 رقم 4179،و [2]رواه في فتح الباري 13:182،و عون المعبود 11:244 ثم قال:-

قال السيوطي في آخر جزء من«العرف الوردي في أخبار المهدي»:إنّ في ذلك إشارة إلى ما قاله العلماء:إنّ المهدي أحد الاثني عشر 1.

4-روى أبو داود في سننه من طريق عاصم بن أبي النجود،عن أبي زرعة،عن عبد اللّه بن مسعود،عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال:

«لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّى يبعث فيه رجلا منّي (أو من أهل بيتي)يواطئ اسمه اسمي»الحديث 2.

ص:47

و هذا الحديث سكت عليه أبو داود و المنذري (1)،و كذا ابن القيّم في تهذيب السنن،و قد أشار إلى صحّته في المنار المنيف (2)،و صحّحه ابن تيمية في منهاج السنّة النبوية (3)،و قد أورده في مصابيح السنّة في فصل الحسان (4)،و قال عنه الألباني في تخريج أحاديث المشكاة:«و إسناده حسن» (5).

5-قال أبو داود في سننه:حدّثنا سهل بن تمام بن بديع،حدّثنا عمران القطّان، عن قتادة،عن أبي نضرة،عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«المهدي منّي أجلى الجبهة،أقنى الأنف،يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،و يملك سبع سنين» (6).

ص:48


1- 1) .عون المعبود 11:250 قال:«قال الترمذي:و هو حديث حسن صحيح،سكت عنه أبو داود و المنذري و ابن القيّم».
2- 2) .المنار المنيف:143.
3- 3) .منهاج السنّة 8:255.
4- 4) .مصابيح السنّة للبغوي 2:386 رقم 2144.
5- 5) .مشكاة المصابيح 3:1501 رقم 5452 [1].
6- 6) .سنن أبي داود 2:309 رقم 4285،و رواه في تحفة الأحوذي 6:403،و كنز العمال 14:364،و فيض القدير 6:362 و قال:«أجلى الجبهة:منحسر الشعر من مقدّم الرأس،و أقنى الأنف:طويله».

قال ابن القيّم في المنار المنيف:«رواه أبو داود بإسناد جيد» (1)،و أورده في مصابيح السنّة في فصل الحسان (2)،و قال الألباني في تخريج أحاديث المشكاة:

«و إسناده حسن» (3)،و رمز لصحّته السيوطي في الجامع الصغير (4).

6-قال أبو داود في سننه:حدّثنا أحمد بن إبراهيم،حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الرقي،حدّثنا أبو المليح الحسن بن عمر،عن زياد بن بيان،عن علي بن نفيل،عن سعيد بن المسيّب،عن أم سلمة قالت:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول:

«المهدي من عترتي،من ولد فاطمة» (5).

7-و أخرجه ابن ماجة عن سعيد بن المسيّب قال:كنّا عند أم سلمة،فتذاكرنا المهدي،فقالت:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول:

«المهدي من ولد فاطمة» (6).

و قد أورد هذا الحديث السيوطي في الجامع الصغير (7)،و رمز لصحّته،و أورده في مصابيح السنّة في فصل الحسان (8)،و قال الألباني في تخريج أحاديث المشكاة:

«و إسناده جيد» (9).

ص:49


1- 1) .المنار المنيف:144.
2- 2) .مصابيح السنّة 2:386 رقم 214.
3- 3) .مشكاة المصابيح 3:1501 رقم 545.
4- 4) .الجامع الصغير 2:672 رقم 9241.
5- 5) .سنن أبي داود 2:310 رقم 4284، [1]مستدرك الحاكم 4:557،المعجم الكبير 23:267،كنز العمال 14:264،مصابيح السنّة 2:386 رقم 2146.و [2]سيأتي في العرف الوردي المزيد من مصادر حديث «المهدي [3]من ولد فاطمة».
6- 6) .سنن ابن ماجة 2:1368.
7- 7) .الجامع الصغير 2:672 رقم 9241.
8- 8) .مصابيح السنّة 2:386 رقم 2146.
9- 9) .مشكاة المصابيح 3:1501 رقم 5453،و فيه:«المهدي من عترتي من أولاد فاطمة».و هذا الحديث نصّ على صحّته الكثير،بل هو من المتواتر،كما سيأتي في العرف الوردي. [4]

السابع:ذكر بعض العلماء الذين احتجّوا بأحاديث المهدي و اعتقدوا موجبها،

و حكاية كلامهم في ذلك

قال الحافظ أبو جعفر العقيلي المتوفّى سنة اثنتين و عشرين و ثلاثمائة:«إنّ في المهدي أحاديث جيادا» (1).

قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب،في ترجمة علي بن نفيل بن زارع النهدي:«قلت:ذكره العقيلي في كتابه،و قال:لا يتابع على حديثه في المهدي، و لا يعرف إلاّ به».قال:«و في المهدي أحاديث جياد من غير هذا الوجه» (2).

و يرى الإمام ابن حبّان البستي المتوفّى سنة 354 ه أنّ الأحاديث الواردة في المهدي مخصّصة لحديث:«لا يأتي عليكم زمان إلاّ و الذي بعده شرّ منه» (3).

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري،في الكلام على الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه في كتاب الفتن:«إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال:لا يأتي عليكم زمان إلاّ و الذي بعده شرّ منه،حتّى تلقوا ربّكم».قال:«و استدلّ ابن حبّان في صحيحه بأنّ الحديث ليس على عمومه بالأحاديث الواردة في المهدي،و أنّه يملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت ظلما» (4).

و قال الإمام البيهقي المتوفّى سنة 458 ه،بعد كلامه على تضعيف«لا مهدي

ص:50


1- 1) .الضعفاء الكبير:3:254 في ترجمة«علي بن نفيل».
2- 2) .تهذيب التهذيب 7:342 رقم 633. [1]
3- 3) .الحديث في صحيح البخاري 6:2591،و في مسند أحمد 3:117 [2] عن أنس،و في كشف الخفاء 2:122.
4- 4) .فتح الباري 13:18.و المعنى:أنّ حديث«لا يأتي عليكم زمان إلاّ هو شرّ منه»مخصّص بأحاديث خروج المهدي، [3]أي:إلاّ زمان المهدي [4]عليه السّلام فليس في زمانه شرّ،لأنّه عليه السّلام سيملأ الأرض عدلا و قسطا و بركة،عجّل اللّه تعالى في فرجه و ظهور أيامه،آمين.

إلاّ عيسى بن مريم»قال:«و الأحاديث في التنصيص على خروج المهدي أصحّ البتة إسنادا».نقل ذلك عنه الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب،في ترجمة محمّد بن خالد الجندي،راوي حديث:«لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم»،و نقله عنه أيضا ابن القيّم في المنار المنيف في الحديث الصحيح و الضعيف (1).

و قال الإمام محمّد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي،صاحب التفسير المشهور المتوفّى سنة 671 ه،في كتابه التذكرة في أمور الآخرة،بعد ذكر حديث:

«و لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم»قال:«إسناده ضعيف،و الأحاديث عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله في التنصيص على خروج المهدي من عترته من ولد فاطمة ثابتة أصحّ من هذا الحديث،فالحكم بها دونه»،و قال:«يحتمل أن يكون قوله صلّى اللّه عليه و آله:و لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم،أي:لا مهدي كاملا إلاّ عيسى».قال:«و على هذا تجتمع الأحاديث و يرتفع التعارض».نقل ذلك عنه السيوطي في آخر جزء من العرف الوردي في أخبار المهدي (2).

و قال ابن تيمية المتوفّى سنة 728 ه في كتابه منهاج السنّة النبوية،في التعليق على الحديث الذي رواه ابن عمر عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله:«يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي،اسمه كاسمي،و كنيته كنيتي،يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،و ذلك هو المهدي»،قال:«إنّ الأحاديث التي يحتجّ بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة،رواها أبو داود و الترمذي و أحمد و غيرهم من حديث ابن مسعود و غيره، كقوله صلّى اللّه عليه و آله في الحديث الذي رواه ابن مسعود:

«لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم،لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّى يخرج فيه رجل منّي (أو من أهل بيتي)يواطئ اسمه اسمي،و اسم أبيه اسم أبي،يملأ الأرض قسطا

ص:51


1- 1) .تهذيب التهذيب 9:126، [1]المنار المنيف:143،و راجع تهذيب الكمال 25:150.
2- 2) .الحاوي للفتاوي 2:85،و سيأتي الكلام حوله في آخر العرف الوردي. [2]

و عدلا كما ملئت ظلما و جورا»

و رواه الترمذي و أبو داود من رواية أم سلمة،و فيه:

«المهدي من عترتي،من ولد فاطمة»

و رواه أبو داود من طريق أبي سعيد،و فيه:«يملك الأرض سبع سنين»

و رواه عن علي رضي اللّه عنه أنّه نظر إلى الحسن و قال:

«إنّ ابني هذا سيد كما سمّاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله،و سيخرج من صلبه رجل يسمّى باسم نبيكم،يشبهه في الخلق و لا يشبهه في الخلق،يملأ الأرض قسطا».

و هذه الأحاديث غلط فيها طوائف،طائفة أنكروها،و احتجّوا بحديث ابن ماجة أنّ النّبي صلى اللّه عليه و آله قال:«لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم»،و هذا الحديث ضعيف،و قد اعتمد أبو محمّد ابن الوليد البغدادي و غيره عليه،و ليس ممّا يعتمد عليه،و رواه ابن ماجة عن يونس عن الشافعي،و الشافعي رواه عن رجل من أهل اليمن يقال له:محمّد بن خالد الجندي،و هو ممّن لا يحتجّ به،و ليس في مسند الشافعي،و قد قيل:إنّ الشافعي لم يسمعه من الجندي،و إنّ يونس لم يسمعه من الشافعي.

و طائفة قالت:جدّه الحسين،و كنيته:أبو عبد اللّه،فمعناه:محمّد بن أبي عبد اللّه، و جعلت الكنية اسما،و ممّن سلك هذا ابن طلحة في كتابه الذي سمّاه غاية السئول في مناقب الرسول (1).

و قد عقد ابن القيّم في آخر كتابه المنار المنيف في الحديث الصحيح و الضعيف، فصلا في الكلام على أحاديث المهدي و خروجه،و الجمع بينها و بين حديث:

«لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم»،قال فيه:فأمّا حديث:لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم،

ص:52


1- 1) .منهاج السنّة 8:254.

فرواه ابن ماجة في سننه عن يوسف بن عبد الأعلى عن الشافعي عن محمّد بن خالد الجندي عن أبان بن صالح عن الحسن عن أنس بن مالك عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله،و هو ممّا تفرّد به محمد بن خالد.قال أبو الحسن محمّد بن الحسين الابري في كتاب مناقب الشافعي:محمّد بن خالد هذا غير معروف عند أهل الصناعة من أهل العلم و النقل.و قد تواترت الأخبار و استفاضت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بذكر المهدي،و أنّه من أهل بيته،و أنّه يملك سبع سنين،و أنّه يملأ الأرض عدلا،و أنّ عيسى يخرج فيساعده على قتل الدجّال،و أنّه يؤمّ هذه الأمّة و يصلّي عيسى خلفه.

و قال البيهقي:تفرّد به محمّد بن خالد هذا،و قد قال الحاكم أبو عبد اللّه:هو مجهول،و قد اختلف عليه في إسناده،فروي عنه عن أبان بن أبي عياش عن الحسن مرسلا عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله.قال:فرجع الحديث إلى رواية محمّد بن خالد-و هو مجهول-عن أبان بن أبي عياش-و هو متروك-و الأحاديث على خروج المهدي أصحّ إسنادا.قال ابن القيّم:قلت:كحديث عبد اللّه بن مسعود عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله:

«لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم،لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّى يبعث رجل منّي (أو من أهل بيتي)يواطئ اسمه اسمي،و اسم أبيه اسم أبي،يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا».

رواه أبو داود و الترمذي،و قال:«حديث حسن صحيح».قال(يعني الترمذي):

و في الباب عن علي و أبي سعيد و أم سلمة و أبي هريرة،ثم روى حديث أبي هريرة و قال:«حسن صحيح» (1).

ص:53


1- 1) .المنار المنيف:141 رقم الحديث 327.إلاّ أنّ كلام الترمذي الأخير بقوله:«حسن صحيح»قاله الترمذي بعد حديث«و اسمه اسمي»من دون زيادة«و اسم أبيه اسم أبي»،فراجع الجامع الصحيح للترمذي 3:343 حديث رقم 2332،و [1]تحفة الأحوذي 6:403.

ثمّ قال ابن القيم:و في الباب عن حذيفة بن اليمان و أبي أمامة الباهلي و عبد الرحمن بن عوف و عبد اللّه بن عمرو بن العاص و ثوبان و أنس بن مالك و جابر و ابن عباس و غيرهم (1)،ثم أورد عدّة أحاديث رواها بنصّ أهل السنن و المسانيد و غيرها، منها ما هو صحيح،و منها ما هو ضعيف،أورده للاستئناس به.

ثم قال:و هذه الأحاديث أربعة أقسام:صحاح و حسان و غرائب و موضوعة، و قد اختلف الناس في المهدي عن أربعة أقوال:

أحدها:أنّه المسيح بن مريم.

و احتجّ أصحاب هذا القول بحديث محمّد بن خالد الجندي المتقدّم،و قد بيّنا حاله،و أنّه لا يصحّ،و لو صحّ لم يكن به حجّة؛لأنّ عيسى أعظم مهديّ بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و بين الساعة،و قد دلّت السنّة الصحيحة عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله على نزوله على المنارة البيضاء شرقي دمشق (2)،و حكمه بكتاب اللّه،و قتله اليهود و النصارى، و وضعه الجزية،و إهلاك أهل الملل في زمانه،فيصحّ أن يقال:لا مهدي في الحقيقة سواه و إن كان غيره مهديا،كما يقال:لا علم إلاّ ما نفع،و لا مال إلاّ ما وقى وجه صاحبه،و كما يصحّ أن يقال:إنّما المهدي عيسى بن مريم،يعني:المهدي الكامل المعصوم (3).

ص:54


1- 1) .المنار المنيف:143 رقم 328.
2- 2) .أي:نزول عيسى كما في شرح مسلم للنووي 8:82،و عون المعبود 7:117،و فيض القدير 6:23 رقم 8262،و تاريخ دمشق 1:244.و [1]أمّا ما ذكره بعد ذلك من حكمه بكتاب اللّه،و قتله اليهود و النصارى،و وضع الجزية،فهو ثابت للمهدي عليه السّلام بالروايات الصحيحة المتقدّمة،و الآتية في العرف الوردي،ففي عبارة ابن القيم تشويش و خلط بين الآثار.
3- 3) .المنار المنيف:148 رقم 339.و هذا الكلام من ابن القيّم و غيره غير تامّ،فإنّ اقتداء عيسى بالمهدي في صلاته أعظم دليل على أفضلية المهدي،و [2]أنّه أعظم حجّة،لأنّه ليس المراد بالاقتداء إمامة الصلاة،و إنّما-

القول الثاني:إنّه المهدي الذي ولي من بني العباس،و قد انتهى زمانه 1.

ثم ذكر حديثين منهما ذكر مجيء الرايات السود من قبل المشرق من جهة خراسان، و أشار إلى ضعفهما 2،ثم قال مشيرا إلى أولها و ثانيها:«هذا و الذي قبله لو صحّ لم يكن فيه دليل على أنّ المهدي الذي تولّى من بني العباس هو المهدي الذي يخرج من آخر الزمان،بل هو مهديّ من جملة المهديّين،و عمر بن عبد العزيز كان مهديا» 3.

ثمّ قال:«القول الثالث:إنّه رجل من أهل بيت النّبي صلّى اللّه عليه و آله يخرج في آخر الزمان، و قد امتلأت الأرض جورا و ظلما،فيملؤها قسطا و عدلا،و أكثر الأحاديث على هذا تدلّ» 4.ثم أورد بعض الأحاديث في خروج المهدي.

ص:55

ثم قال:«و أمّا الإمامية فلهم قول رابع،و هو:أنّ المهدي هو محمّد بن الحسن العسكري المنتظر،من ولد الحسين بن علي،لا من ولد الحسن،الحاضر في الأمصار،الغائب عن الأبصار» (1).

ص:56


1- 1) .المنار المنيف:152 رقم 345.و لم ينفرد الإمامية بهذا،بل اعتقده كثير من علماء السنّة،و إليك بعضا منهم مع أقوالهم: الأول:قال محمّد بن يوسف الشافعي في البيان في أخبار صاحب الزمان:521،الباب الخامس و العشرون:«من الأدلّة على جواز كون المهدي [1]عليه السّلام حيا باقيا مذ غيبته إلى الآن،و أنّه لا امتناع في بقائه بقاء عيسى بن مريم و الخضر و إلياس من أولياء اللّه،و بقاء الأعور الدجّال و إبليس اللعين من أعداء اللّه، و قد ثبت بقاؤهم بالكتاب و السنّة».و قال:«و المهدي [2]هو ولد الحسن العسكري،و هو حيّ موجود منذ غيبته إلى الآن». الثاني:الشبلنجي في نور الأبصار:186 [3] قال:«فصل في ذكر مناقب محمّد بن الحسن الخالص ابن علي الهادي ابن محمّد الجواد....»ثم ذكر ألقابه،و منها:المهدي،و [4]الخلف الصالح،و القائم،و المنتظر، و صاحب الزمان،و أشهرها:المهدي. [5]ثم نقل كلام ابن يوسف الشافعي المتقدّم مع زيادة،و ذكر بعده كلام ابن الوردي حول ولادة الإمام المهدي قال:«ولد محمد بن الحسن الخالص سنة خمس و خمسين و مائتين». الثالث:ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة:282 [6] قال:«ولد أبو القاسم محمد بن الحسن الخالص بسرّ من رأى ليلة النصف من شعبان....و هو أبو القاسم محمد بن الحسن الخالص ابن علي الهادي....و أمّا لقبه فالحجّة،و المهدي،و [7]الخلف الصالح،و القائم،و المنتظر،و صاحب الزمان،و أشهرها:المهدي». [8]ثمّ خرّج أحاديث المهدي.و قال في أول هذا الفصل:«الفصل الثاني عشر:في ذكر أبي القاسم محمّد الحجّة الخلف الصالح،و هو الإمام الثاني عشر،و تاريخ ولادته،و دلائل إمامته،و ذكر طرف من أخباره و غيبته، و مدّة قيام دولته». الرابع:الشبراوي الشافعي في الإتحاف بحبّ الأشراف:178 [9] قال:«الحادي عشر من الأئمة:الحسن الخالص،و يلقّب العسكري،و يكفيه شرفا أنّ الإمام المهدي المنتظر من أولاده....ولد الإمام محمّد بن الحسن الحجّة بسرّ من رأى،ليلة النصف من شعبان سنة 255». الخامس:ابن حجر في الصواعق المحرقة 2:601 [10] قال في ترجمة الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: «و لم يخلف غير ولده أبي القاسم محمّد الحجّة،و عمره عند وفاة أبيه خمس سنين،لكن آتاه اللّه فيها الحكمة،و يسمّى القائم و المنتظر».-

و قال أبو الحسن السمهودي المتوفّى سنة 911 هجري:«و يتحصّل ممّا ثبت في الأخبار عنه(أي المهدي):أنّه من ولد فاطمة،في أبي داود أنّه من ولد الحسن، و السرّ فيه ترك الحسن الخلافة للّه شفقة على الأمّة،فجعل القائم بالخلافة-الحقّ- عند شدّة الحاجة،و امتلاء الأرض ظلما من ولده،و هذه سنّة اللّه في عباده،أنّه يعطي لمن ترك شيئا من أجله أفضل ممّا ترك أو ذرّيته،و قد بالغ الحسن في ترك الخلافة»انتهى بواسطة نقل المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير للسيوطي (1).

ص:57


1- 1) .فيض القدير 6:362 رقم 9245.و قوله:إنّ المهدي من ولد الح [1]سن،لأنّ الحسن ترك الخلافة فجعل-

و قال ابن حجر المكّي المتوفّى سنة 974 هجري في كتابه القول المختصر في علامات المهدي المنتظر:«الذي يتعيّن اعتقاده ما دلّت عليه الأحاديث الصحيحة من وجود المهدي المنتظر،الذي يخرج الدجّال و عيسى خلفه 1،و أنّه المراد حيث أطلق المهدي».انتهى بواسطة نقل البرزنجي في الإشاعة لأشراط الساعة 2.

و قال الحافظ عماد الدين ابن كثير،في كتاب الفتن و الملاحم،تحت عنوان:في ذكر المهدي الذي يكون في آخر الزمان:«و هو أحد الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين» 3.

و قال الترمذي :حدّثنا محمد بن جعفر،حدّثنا شعبة،سمعت زيدا العمّي، سمعت أبا الصدّيق الناجي يحدّث عن أبي سعيد الخدري قال:خشينا أن يكون بعد نبيّنا حدث،فسألنا نبي اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقال:«إنّ في أمتي المهدي،يخرج فيعيش خمسا أو سبعا أو تسعا(زيد الشاكّ)»قال:قلنا:و ما ذاك؟قال:«سنين»قال:«فيجيء إليه الرجل فيقول:يا مهدي أعطني» 4،قال:«فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله».هذا حديث حسن،و قد روي من غير وجه عن أبي سعيد عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله.

و أبو الصدّيق الناجي اسمه:بكر بن عمرو،و يقال:بكر بن قيس 5.

ص:58

و هذا دليل على أنّ أكثر مدّته تسع،و أقلّها خمس أو سبع،و لعلّه هو الخليفة الذي يحثي المال حثيا.و اللّه أعلم.و في زمانه تكون الثمار كثيرة،و الزروع غزيرة،و المال وافر،و السلطان قاهر،و الدين قائم،و العدوّ راغم،و الخير في أيامه دائم.

قال الإمام أحمد :حدّثنا حسن بن موسى،حدّثنا حمّاد بن زيد،عن مجالد، عن الشعبي،عن مسروق قال:كنّا جلوسا عند عبد اللّه بن مسعود،و هو يقرئنا القرآن،فقال له رجل:يا أبا عبد الرحمن،هل سألتم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

كم يملك هذه الأمّة من خليفة؟قال عبد اللّه:ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك،ثم قال:نعم،و لقد سألنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقال:«اثنا عشر،كعدد نقباء بني إسرائيل» (1).

و أصل الحديث ثابت في الصحيحين من حديث جابر بن سمرة قال:سمعت النّبي صلّى اللّه عليه و آله يقول:«لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا»،ثم تكلّم النّبي صلّى اللّه عليه و آله بكلمة خفيت عليّ،فسألت أبي:ما ذا قال النّبي صلّى اللّه عليه و آله؟قال:«كلّهم من قريش»و هذا لفظ مسلم (2).و معنى هذا الحديث:البشارة بوجود اثني عشر خليفة صالحا،يقيم الحقّ،و يعدل فيهم (3).

و قال الشيخ عبد الرءوف المناوي صاحب فيض القدير شرح الجامع الصغير، المتوفّى سنة 1032 ه،في كتابه المذكور:«و أخبار المهدي كثيرة شهيرة،أفردها غير واحد في التأليف...»إلى أن قال:«أخبار المهدي لا يعارضها خبر:لا مهدي

ص:59


1- 1) .مسند أحمد 1:398،و [1]رواه في مستدرك الحاكم 4:501،و مسند أبي يعلى 8:444،و المعجم الكبير 10:158.
2- 2) .صحيح مسلم 3:1452،و انظر فتح الباري 13:181.
3- 3) .تقدّم الكلام عن ذلك في الأمر السادس،فراجع.

إلاّ عيسى بن مريم؛لأنّ المراد به،كما قال القرطبي:لا مهدي كاملا إلاّ عيسى بن مريم» (1).

و قال المناوي عند حديث:«لن تهلك أمة أنا في أوّلها،و عيسى بن مريم في آخرها،و المهدي في وسطها»:أراد بالوسط ما قبل الآخر؛لأنّ نزوله عليه السّلام لقتل الدجّال يكون في زمن المهدي،و يصلّي عيسى خلفه،كما جاءت به الأخبار، و جزم به جمع من الأخيار (2).

و ذكر عند حديث:«منّا الذي يصلّي عيسى بن مريم خلفه»:أنّه بعد نزوله يجيء فيجد الإمام المهدي يريد الصلاة،فيتأخّر ليتقدّم،فيقدّمه عيسى عليه السّلام و يصلّي خلفه.قال:فأعظم به فضلا و شرفا لهذه الأمّة (3).

ثم قال:و لا ينافي ما ذكر في هذا الحديث ما اقتضاه بعض الآثار،من أنّ عيسى هو الإمام المهدي،و جزم به السعد التفتازاني،و علّله بأفضليته؛لإمكان الجمع بأنّ عيسى يقتدي بالمهدي أولا ليظهر أنّه نزل تابعا لنبيّنا،حاكما بشرعه،ثم بعد ذلك يقتدي المهدي به على أصل القاعدة من اقتداء المفضول بالفاضل (4).

ص:60


1- 1) .فيض القدير 6:362 شرح الحديث رقم 9245.و ممّا تجدر الإشارة إليه أنّه سيذكر المصنّف في الأمر الثامن أقوال العلماء في تضعيف و ردّ هذا الحديث.
2- 2) .فيض القدير 5:383 رقم 7384.
3- 3) .المصدر السابق 6:23 رقم 8262.
4- 4) .المصدر نفسه:شرح الحديث رقم 8262.و يلاحظ على كلامه ما يلي: أولا:لا يوجد خبر و لا أثر عن اقتداء المهدي [1]بعيسى عليهما السلام،فالكلام بلا دليل. و ثانيا:إنّ ما جزم به التفتازاني من الاتّحاد،لهو أقرب إلى التخليط،و لا يقل عن كلام ابن خلدون في إنكار أحاديث المهدي عليه السّلام،فإنّ الأحاديث بمجموعها متّفقة على وجود شخصين مختلفين اسما و رسما و أثرا،فكيف يجزم باتّحادهما؟و سيأتي عن السفاريني قوله:«الصواب الذي عليه أهل الحقّ أنّ المهدي [2]غير عيسى.....و شاع ذلك بين علماء السنّة حتّى عدّ من معتقداتهم».

و قال الشيخ محمد السفاريني في كتابه:«لوامع الأنوار البهية و سواطع الأسرار الأثرية»الذي شرح فيه نظمه في العقيدة المسمّى:«الدرّة المغنية في عقد الفرقة المرضية» (1):

و ما أتى بالنصّ من أشراط فكلّه حقّ بلا شطاط

منها الإمام الخاتم النصيح (2) محمد المهدي و المسيح

[قال:]منها،أي من أشراط الساعة التي وردت بها الأخبار،و تواترت في مضمونها الآثار،أي من العلامات العظمى،و هي أوّلها:أن يظهر الإمام المقتدى بأقواله و أفعاله،الخاتم للائمة فلا إمام بعده،كما أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله هو الخاتم للنبوّة و الرسالة،فلا نبي و لا رسول بعد الفصيح اللسان،لأنّه من صحيح العرب أهل الفصاحة و البلاغة.

ص:61


1- 1) .اسم الكتاب«الدرّة المضيّة في عقد الفرقة المرضيّة»حسب طبعة مكتبة أضواء السلف،الرياض، و معروف بالعقيدة السفارينية،و هو منظومة في عقائد الحنابلة،و شرحه الناظم في كتاب«لوامع أو لوائح الأنوار البهيّة و سواطع الأسرار الأثرية».
2- 2) .العقيدة السفارينية:75 رقم البيت 108 و فيه«الفصيح»بدل«النصيح».

ثم قال:و قوله:محمّد المهدي،هذا اسمه و أشهر أوصافه،فأمّا اسمه فمحمد، جاء ذلك في عدّة أخبار،و في بعضها:أنّ اسمه محمّد،و اسم أبيه:عبد اللّه،فقد صحّ عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله أنّه قال:«يواطئ اسمه اسمي،و اسم أبيه اسم أبي».رواه أبو نعيم من حديث أبي هريرة،و لفظه:أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:«لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم،لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّى يلي رجل من أهل بيتي،يواطئ اسمه اسمي،و اسم أبيه اسم أبي، يملؤها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا»،و روى نحوه الترمذي و أبو داود و النسائي و البيهقي و غيرهم من حديث ابن مسعود رحمه اللّه (1).

و في رواية من حديث ابن مسعود أيضا:«لا تذهب الدنيا حتّى يملك رجل من أهل بيتي،يواطئ اسمه اسمي،يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما...»أخرجه الطبراني في معجمه الصغير (2)،و أخرجه الترمذي،و لفظه:«حتّى يملك العرب رجل من أهل بيتي»،و قال:حديث حسن صحيح (3)،و كذلك أخرجه أبو داود في سننه (4)،و روى ابن مسعود أيضا رفعه:اسم المهدي محمّد.و في مرفوع حذيفة:محمد بن عبد اللّه،و يكنّى أبا عبد اللّه،و من أسمائه:أحمد بن عبد اللّه،كما في بعض الروايات (5)...إلى أن قال:و أمّا تسميته و وصفه بالمهدي،فقد ثبتت له هذه

ص:62


1- 1) .تقدّم الكلام عن ذلك،و أنّ عبارة«و اسم أبيه اسم أبي»هي زيادة من زائدة،و أكثر الائمة و الحفّاظ خرّجوا الحديث من دون هذه الزيادة،و سيأتي تأكيده من المصنّف قريبا.
2- 2) .المعجم الصغير 2:148،و أخرجه أيضا في الأوسط 7:54،و في الكبير 10:133 [1] بعدّة طرق.
3- 3) .الجامع الصحيح 3:343 رقم 2331،و [2]مثله في مسند أحمد 1:430 و 448،و [3]الكلّ من دون الزيادة. و تقدّمت أغلب مصادر الحديث،فراجع.
4- 4) .سنن أبي داود 2:310 [4] من حديث سفيان،و من دون الزيادة،و قال أبو داود:و لفظ عمر و أبي بكر بمعنى سفيان.قال في عون المعبود شرح سنن أبي داود 11:250:«أي لفظ حديث عمر و أبي بكر بمعنى حديث سفيان».و معناه:أنّ الشيخين رووا الحديث من دون الزيادة أيضا.
5- 5) .رواية«اسم المهدي محمّد»ذكرها المروزي في الفتن:277 عن كعب،و ليس ابن مسعود كما قال

الصفة في عدّة أخبار...إلى أن قال:و أمّا كنيته فأبو عبد اللّه،و أمّا نسبه فإنّه من أهل بيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله (1).

ثم إنّ الروايات الكثيرة و الأخبار الغزيرة ناطقة أنّه من ولد فاطمة البتول ابنة النّبي الرسول صلّى اللّه عليه و آله،و رضي عنها و عن أولادها الطاهرين،و جاء في بعض الأحاديث أنّه من ولد العباس،و الأول أصحّ.

قال ابن حجر في كتابه القول المختصر :و أمّا ما روي:أنّ المهدي من ولد العباس عمي،فقال الدارقطني:حديث غريب تفرّد به محمد بن الوليد مولى بني هاشم (2).قال:و لا ينافيه خبر الرافعي عن ابن عباس مرفوعا:«ألا أبشّرك يا عم أنّ من ذرّيتك الأصفياء،و من عترتك الخلفاء،و منك المهدي في آخر الزمان،به ينشر اللّه الهدى،و يطفئ نيران الضلالة.إنّ اللّه فتح بنا هذا الأمر،و بذرّيتك يختم» (3).ثم

ص:63


1- 1) .انتهى كلام السفاريني.
2- 2) .قال في عون المعبود 11:252:«حديث غريب»كما قال الدارقطني،و قال المناوي:«في إسناده كذّاب».و قال المناوي في فيض القدير 6:361 رقم 9242:«قال ابن الجوزي:فيه محمد بن الوليد المقري،قال ابن عدي:يضع الحديث و يسرق و يقلب الأسانيد و المتون،و قال ابن معشر:كذّاب،و قال السمهودي: وضّاع».و في ميزان الاعتدال 4:59 قال:«قال ابن عدي:كان يضع الحديث،و قال أبو عروبة:كذّاب».و قال ابن الصدّيق الغماري:«أحاديث المهدي من ولد العباس غريبة واهية شاذّة»(إبراز الوهم المكنون:503).و في القطر الشهدي:50:«قال ابن كثير:هذا الحديث غريب،تفرّد به محمّد بن الوليد،و كان يضع الحديث»،ثم نقل كلام ابن حجر.
3- 3) .الخبر رواه في كنز العمال 11:704،و هذا الخبر ساقط؛لمعارضته لما تواتر من أنّ المهدي من-

أورد ابن حجر عدّة أخبار في هذا المعنى،ثم قال:فهذه الأخبار كلّها لا تنافي أنّ المهدي من ذرّية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من ولد فاطمة الزهراء؛لأنّ الأحاديث التي فيها أنّ المهدي من ولدها أكثر و أصحّ،بل قال بعض حفّاظ الأمّة و أعيان الأئمة:أنّ كون المهدي من ذرّيته صلّى اللّه عليه و آله ممّا تواتر عنه ذلك،فلا يسوغ العدول و لا الالتفات إلى غيره.

ثم ذكر الشيخ السفاريني رحمه اللّه خمس فوائد،تكلّم على كلّ واحدة منها،الأولى:

في حليته و صفته،و الثانية:في سيرته،و الثالثة:في علامات ظهوره،و الرابعة:في الإشارة إلى بعض الفتن الواقعة قبل خروجه،و الخامسة:في مولده و بيعته و مدّة ملكه و متعلّقات ذلك،ثم قال بعد الانتهاء من الكلام على الفوائد الخمس:قد كثرت الأقوال في المهدي،حتّى قيل:لا مهدي إلاّ عيسى،و الصواب الذي عليه أهل الحقّ أنّ المهدي غير عيسى،و أنّه يخرج قبل نزول عيسى عليه السّلام،و قد كثرت بخروجه الروايات حتّى بلغت حدّ التواتر المعنوي،و شاع ذلك بين علماء السنّة حتّى عدّ من معتقداتهم.

ص:64

ثم ذكر بعض الآثار و الأحاديث في خروج المهدي،و أسماء بعض الصحابة الذين رووها،ثم قال:و قد روي عمّا ذكر من الصحابة و غير من ذكر منهم رضي اللّه عنهم روايات متعدّدة،و عن التابعين من بعدهم ما يفيد مجموعه العلم القطعي، فالإيمان بخروج المهدي واجب،كما هو مقرّر عند أهل العلم،و مدوّن في عقائد أهل السنّة و الجماعة (1).

و قال الشيخ محمد بشير السهسواني الهندي المتوفّى سنة ستّ و عشرين و ثلاثمائة و ألف في كتابه«صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان»:و بعد انقراض قرن الصحابة أتى أمته ما يوعدون من الحوادث و البدع،و كلّما أحدثت بدعة رفع مثلها من السنّة،و لكن في قرن التابعين و أتباع التابعين لم تظهر البدع ظهورا فاشيا،و أمّا بعد قرن أتباع التابعين فقد تغيّرت الأحوال تغيّرا فاحشا،و غلبت البدع،و صارت السنّة غريبة،و اتّخذ الناس البدعة سنّة و السنّة بدعة،و لا تزال السنّة في المستقبل غريبة إلاّ ما استثني من زمان المهدي رضي اللّه عنه، و عيسى عليه السّلام إلى أن تقوم الساعة على شرار الناس (2).

و قال الشيخ شمس الحقّ العظيم آبادي المتوفّى سنة 1329 ه في حاشيته المسمّاة«عون المعبود على سنن أبي داود»:و خرّج أحاديث المهدي جماعة من الأئمة،منهم:أبو داود و الترمذي و ابن ماجة و البزّار و الحاكم و الطبراني و أبو يعلى الموصلي،و أسندوها إلى جماعة من الصحابة،مثل:علي و ابن عباس و ابن عمر و طلحة و عبد اللّه بن مسعود و أبي هريرة و أنس و أبي سعيد الخدري و أم حبيبة و أم سلمة و ثوبان و قرّة بن إياس و علي الهلالي و عبد اللّه بن الحارث بن جزء،و إسناد

ص:65


1- 1) .انتهى كلام السفاريني في لوامع الأنوار:الجزء الثاني،باب:أشراط الساعة،ذكره مفرّقا في عدّة صفحات.و نقل أكثره القنوجي في الإذاعة:146 إلى 148.
2- 2) .لم نعثر على هذا الكتاب،و هو مذكور في معجم المؤلّفين 9:103.

أحاديث هؤلاء بين صحيح و حسن و ضعيف (1).

و قال الشيخ محمد أنور شاه الكشميري المتوفّى سنة 1352 ه في كتابه «عقيدة الإسلام»:أخرج مسلم في نزول عيسى عليه السّلام عن جابر يقول:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول:«لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحقّ،ظاهرين إلى يوم القيامة».قال:«فينزل عيسى بن مريم عليه السّلام فيقول أميرهم:تعال صلّ لنا،فيقول:لا، إنّ بعضكم على بعض أمراء؛تكرمة اللّه هذه الأمّة».قال الكشميري:المراد به:أنّه لا يؤمّ في تلك الصلاة،حتّى لا يتوهّم أنّ الأمّة المحمدية سلبت الولاية (2).

هذه بعض الكلمات التي وقفت عليها لبعض أهل السنّة و الأثر في شأن المهدي، و الاحتجاج بالأحاديث الواردة فيه،و أعني بأهل السنّة و الأثر:أهل الحديث و من سار على منوالهم،ممّن جعل مستنده في الاعتقاد كتاب اللّه و ما ثبت عن رسوله صلّى اللّه عليه و آله،دون الاعتراض على ذلك بخيال يسمّيه صاحبه معقولا.

الثامن:ذكر من وقفت عليه ممّن حكي عنه إنكار أحاديث المهدي أو التردّد في شأنه،

مع مناقشة كلامه باختصار

فإن قال قائل:قد أكثرت من النقل عن أهل العلم في إثبات خروج المهدي في آخر الزمان،فلما ذا؟و هل وقفت على ذكر إنكار أحد لخروج المهدي،أو التردّد في شأنه على الأقلّ؟

و الجواب عن السؤال الأول هو: أنّني أوردت بعض ما وقفت عليه من كلام أهل العلم،بشأن خروج المهدي في آخر الزمان،لتزداد ثباتا و يقينا بأنّ اعتقاد خروجه

ص:66


1- 1) .عون المعبود 11:343.
2- 2) .لم نعثر على هذا الكتاب،و أمّا حديث مسلم فقد تقدّم ذكره.

آخر الزمان هو الجادّة المسلوكة،و لتعلم أنّه الحقّ الذي لا يسوغ العدول عنه، و الالتفات إلى غيره.و عمدة أهل العلم في ذلك:الأحاديث الواردة عن الرسول صلّى اللّه عليه و آله فيه،إذ لا مجال للرأي في مثل هذا الأمر،بل سبيله الوحيد هو الوحي؛لأنّه من الأمور الغيبية.

أمّا الجواب عن السؤال الثاني فهو :أنّي لم أقف على تسمية أحد في الماضين أنكر أحاديث المهدي،أو تردّد فيها،سوى رجلين اثنين.أمّا أحدهما:فهو أبو محمد ابن الوليد البغدادي،الذي ذكره ابن تيمية في منهاج السنّة،و قد مضى حكاية كلام ابن تيمية عنه،و أنّه قد اعتمد على حديث«لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم»، و قال ابن تيمية:«و ليس ممّا يعتمد عليه؛لضعفه» (1).و سبق في أثناء الكلام الذين نقلت عنهم أنّه لو صحّ هذا الحديث لكان الجمع بينه و بين أحاديث المهدي ممكنا.

و لم أقف على ترجمة لأبي محمد المذكور (2).

و أمّا الثاني فهو عبد الرحمن بن خلدون المغربي المؤرّخ المشهور،و هو الذي

ص:67


1- 1) .منهاج السنّة 8:256.
2- 2) .مضافا لما تقدّم من كلام عن حديث«لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم»،قال في تحفة الأحوذي 6:402: «و الحديث ضعيف،ضعّفه البيهقي و الحاكم،و فيه:أبان بن صالح،و هو متروك الحديث».و مثله في عون المعبود 11:244.و الحديث أورده العلاّمة الفتني في الأحاديث الموضوعة:223،و قال الذهبي في ترجمة محمّد بن خالد الجندي عن أبان:«حديث منكر»(ميزان الاعتدال 3:535)و ضعّفه ابن حجر في تهذيب التهذيب 9:126،بل و عدّه من المدلّس في 11:388. و ذكر العلاّمة ابن الصدّيق الغماري في إبراز الوهم المكنون:588 وجوها تدلّ على بطلان هذا الخبر، منها قال:«الوجه السابع:و ممّا يدلّ على بطلان هذا الخبر معارضته للمتواتر المفيد للقطع....إلى آخره»، و قال:«الوجه الثامن:و ممّا يوجب القطع ببطلانه كونه ذكر المهدي و [1]خبره لم يرد إلاّ من جهة الشارع، فكيف يخبر بأمر أنّه سيقع و هو الصادق الذي لا ينطق عن الهوى،ثم ينفيه؟!و الأخبار لا يتصوّر وقوعها على خلاف ما أخبر به الصادق،و نفي المهدي [2]يلزم منه وقوع الخبر على خلاف ما أخبر به أولا.....» إلى آخر كلامه.

اشتهر بين الناس عنه تضعيفه لأحاديث المهدي.و قد رجعت إلى كلامه في مقدّمة تاريخه (1)،فظهر لي منه التردّد،لا الجزم بالإنكار (2).

و على كلّ حال فإنكارها أو التردّد في التصديق بما دلّت عليه شذوذ عن الحقّ، و نكوب عن الجادّة المطروقة.

و قد تعقّبه الشيخ صدّيق حسن في كتابه«الإذاعة»حيث قال:لا شكّ أنّ المهدي يخرج في آخر الزمان من غير تعيين لشهر و لا عام؛لما تواتر من الأخبار في الباب،و اتّفق عليه جمهور الأمة خلفا عن سلف،إلاّ من لا يعتدّ بخلافه (3).

و قال:لا معنى للريب في أمر ذلك الفاطمي الموعود،و المنتظر المدلول عليه بالأدلّة،بل إنكار ذلك جرأة عظيمة في مقابلة النصوص المستفيضة المشهورة، البالغة إلى حدّ التواتر (4).

ولي ملاحظات على كلام ابن خلدون أرى أن أشير إليها هنا:

الأولى:أنّه لو حصل التردّد في أمر المهدي من رجل له خبرة بالحديث،لاعتبر ذلك زللا منه،فكيف إذا كان من الأخباريّين الذين هم ليسوا من أهل الاختصاص؟

و قد أحسن الشيخ أحمد شاكر في تخريجه لأحاديث المسند،حيث قال:«أمّا ابن خلدون فقد قفا ما ليس له به علم،و اقتحم قحما لم يكن من رجالها»و قال:«إنّه تهافت في الفصل الذي عقده في مقدّمته للمهدي تهافتا عجيبا،و غلط أغلاطا

ص:68


1- 1) .تاريخ ابن خلدون 1:311.
2- 2) .لكن صاحب كتاب«إبراز الوهم المكنون»قد فهم أنّ ابن خلدون أنكر الأحاديث أشدّ الإنكار،و لذا وصفه بالطاعن و الكاذب و صاحب الإفك و المفتري و غير ذلك.و العلاّمة القنوجي فهم ذلك منه أيضا،و لذا قال في ردّه على ابن خلدون:«إنكار ذلك جرأة عظيمة في مقابلة النصوص المستفيضة المشهورة،البالغة حدّ التواتر»(الإذاعة:146).
3- 3) .الإذاعة:145.
4- 4) .المصدر السابق:146.

واضحة»و قال:«إنّ ابن خلدون لم يحسن قول المحدّثين:الجرح مقدّم على التعديل،و لو اطّلع على أقوالهم و فقهها ما قال شيئا ممّا قال» (1).

الثانية:صدّر ابن خلدون الفصل الذي عقده في مقدّمته للمهدي بقوله:اعلم أنّ في المشهور بين الكافّة من أهل الإسلام على ممرّ الأعصار:أنّه لا بدّ في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيّد الدين،و يظهر العدل،و يتبعه المسلمون، و يستولي على الممالك الإسلامية،و يسمّى بالمهدي،و يكون خروج الدجّال و ما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره،و أنّ عيسى ينزل من بعده فيقتل الدجّال،أو ينزل معه فيساعده على قتله،و يأتمّ بالمهدي في صلاته، و يحتجّون في هذا الشأن بأحاديث خرّجها الأئمة،و تكلّم فيها المنكرون لذلك، و ربّما عارضوها ببعض الأخبار (2).

أقول:هذه الشهادة التي شهدها ابن خلدون،و هي أنّ اعتقاد خروج المهدي هو المشهور بين الكافّة من أهل الإسلام على ممرّ الأعصار،ألا يسعه في ذلك ما وسع الناس على ممرّ الأعصار،كما ذكر ابن خلدون نفسه؟و هل ذلك إلاّ شذوذ بعد معرفة أنّ الكافّة على خلافه؟و هل هؤلاء الكافّة اتّفقوا على الخطأ؟

و الأمر ليس اجتهاديا،و إنّما هو غيبي،لا يسوغ لأحد إثباته إلاّ بدليل من كتاب اللّه أو سنّة نبيّه صلّى اللّه عليه و آله،و الدليل معهم و هم أهل الاختصاص.

الثالثة:أنّه قال قبل إيراد الأحاديث:«و نحن الآن نذكر هنا الأحاديث الواردة في هذا الشأن (3).و قال في نهايتها:فهذه جملة الأحاديث التي خرّجها الأئمة في

ص:69


1- 1) .مسند أحمد بن حنبل بتعليق الشيخ أحمد شاكر 3:492 شرح الحديث رقم 3571«لا تقوم السّاعة حتّى يلي رجل من أهل بيتي،يواطئ اسمه اسمي».
2- 2) .تاريخ ابن خلدون 1:311. [1]
3- 3) .المصدر السابق.

شأن المهدي،و خروجه في آخر الزمان» (1).و قال في موضع آخر بعد ذلك:«و ما أورده أهل الحديث من أخبار المهدي قد استوفينا جميعه بمبلغ طاقتنا». (2)

و أقول:إنّه قد فاته الشيء الكثير،يتّضح ذلك بالرجوع إلى ما أثبته السيوطي في العرف الوردي في أخبار المهدي عن الأئمة،بل إنّ ممّا فاته الحديث الذي ذكره ابن القيّم في المنار المنيف عن الحارث بن أبي أسامة،و قال:«إسناده جيد»،و تقدّم ذكره بسنده،و حاصل ما قيل في رجاله (3).

الرابعة:أنّ ابن خلدون نفسه قد اعترف بسلامة بعض أحاديث المهدي من النقد،حيث قال بعد إيراد الأحاديث التي خرّجها الأئمة في شأن المهدي، و خروجه آخر الزمان:«و هي كما رأيت لم يخلص منها من النقد إلاّ القليل» (4).

و أقول:إنّ القليل الذي يسلم من النقد يكفي للاحتجاج به،و يكون الكثير الذي لم يسلم عاضدا له و مقوّيا،على أنّه قد سلم الشيء الكثير،كما تقدّم ذلك في حكاية كلام القاضي محمد بن علي الشوكاني،الذي حكى تواترها،و قال:«إنّ فيها خمسين حديثا،فيها الصحيح و الحسن و الضعيف المنجبر» (5).

ثم إنّه في آخر البحث ذكر ما يفيد تردّده في أمر المهدي،و ذلك يفيد عدم ثبات رأيه،لكونه تكلّم فيه بما ليس باختصاصه.

هذه بعض الملاحظات على كلام ابن خلدون في شأن المهدي،و سأستوفي الكلام فيها مع ملاحظات أخرى عليه،في الرسالة التي أنا بصدد تأليفها في هذا

ص:70


1- 1) .المصدر نفسه:322. [1]
2- 2) .المصدر نفسه:327. [2]
3- 3) .تقدّم عن المنار المنيف لابن القيّم،في الأمر السادس،في ذكر أحاديث المهدي الواردة في غير الصحيحين،برقم 5.
4- 4) .تاريخ ابن خلدون 1:322. [3]
5- 5) .تقدّم في الأمر الرابع،ذكر من حكى تواتر أحاديث المهدي،برقم 4.

الموضوع،إن شاء اللّه تعالى.

التاسع:ذكر بعض ما قد يظنّ تعارضه مع الأحاديث الواردة في المهدي،مع

الجواب عن ذلك

1-تقدّم في أثناء كلام الأئمة الذين حكيت كلامهم:أنّ حديث«لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم»لا يتعارض مع الأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي؛لضعفه، و لإمكان الجمع بينها لو صحّ،بأن يكون معناه:لا مهدي كاملا إلاّ عيسى بن مريم عليه السّلام،و ذلك لا ينفي أن يكون غيره مهديّا،كالمهدي الذي دلّت عليه الأحاديث (1).

2-إنّ ما دلّت عليه أحاديث المهدي من قيامه بنصرة الدين،و امتلاء الأرض في زمانه من العدل،لا ينافيه وجود الدجّال و أتباعه في زمانه،و معاداتهم للمسلمين، و كذا الأدلّة الدالّة على بقاء الأشرار مع الأخيار،حتّى تخرج الريح الليّنة التي تقبض روح كلّ مؤمن و مؤمنة (2)،و لا يبقى بعد ذلك إلاّ شرار الخلق الذين تقوم عليهم الساعة؛لأنّ المراد ممّا جاء في أحاديث المهدي كثرة الخير،و قوّة أهل الإسلام، و حصول الغلبة لهم،و قهرهم لغيرهم،و هذا لا ينفي وجود أشرار مغمورين في زمانه،كما أنّنا نعتقد أنّ الرسول صلّى اللّه عليه و آله و خلفاءه قد ملئوا الأرض عدلا (3)،و كان مع

ص:71


1- 1) .تقدّم الكلام منّا عن هذا الحديث،و عن هذا التخريج في أكثر من موضع،فراجع.
2- 2) .شرح صحيح مسلم للنووي 2:132،الديباج على صحيح مسلم 1:133،فتح الباري 1:150.
3- 3) .في العبارة تسامح واضح،فإنّ الروايات الواردة في المهدي عليه السّلام من أنّه يملأ الأرض عدلا،مفهومها:أنّ الأرض لم تملأ من العدل سابقا،و لذا جعلت هذه من أعظم البشائر و النتائج لظهوره عليه السّلام.و أمّا في زمن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و من بعده،فلم يعمّ الإسلام بقاع الأرض كافّة حتّى يقال:إنّهم ملئوها عدلا،و الواقع و التاريخ و الأخبار تصدّق ذلك،و هذا يكشف أيضا على أنّها من مختصّات الإمام المهدي عليه السّلام،و [1]هذا هو سرّ-

ذلك في الأرض في زمانهم من أعدائهم الكثير قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ (1).

3-أنّ ما دلّت عليه أحاديث المهدي من امتلاء الأرض ظلما و جورا قبل خروجه،لا يدلّ على خلو الأرض من أهل الخير قبل زمانه،فالرسول صلّى اللّه عليه و آله أخبر في أحاديث صحيحة بأنّه لا تزال طائفة من أمته على الحقّ ظاهرين حتّى يأتي أمر اللّه،و منها الحديث الذي رواه مسلم عن جابر أنّه سمع النّبي صلّى اللّه عليه و آله يقول:«لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحقّ ظاهرين إلى يوم القيامة»قال:«فينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم:تعال صلّ لنا،فيقول:لا،إنّ بعضكم على بعض أمراء، تكرمة اللّه هذه الأمّة» (2).

و هذه الأحاديث،و أحاديث المهدي تدلّ على أنّ الحقّ مستمرّ لا ينقطع،لكنّه في بعض الأزمان تكون لأهله الغلبة و يحصل له الانتشار،كما في زمن الرسول صلّى اللّه عليه و آله،و كما في زمن المهدي و عيسى بن مريم،و في بعض الأزمان يضعف أهل الحقّ و يتضاءل انتشاره.أمّا أنّ الحقّ يتلاشى و يضمحلّ،فهذا ما لم يكن فيما مضى منذ زمن الرسول صلّى اللّه عليه و آله،و لا يكون في المستقبل حتّى خروج الريح التي تقبض روح كلّ مؤمن و مؤمنة كما أخبر بذلك الذي لا ينطق عن الهوى،صلوات اللّه و سلامه عليه.

فما من زمن في الماضي إلاّ و قد هيّأ اللّه لهذا الدين من يقوم به،و في هذا الزمن الذي تكالب أعداء الإسلام عليه،و غزي بأبنائه المنتسبين إليه أعظم من غزوه

ص:72


1- 1) .الأنعام:149.
2- 2) .تقدّمت مصادر الحديث.

بأعدائه،لم تخل الأرض من إقامة شعائر الدين الإسلامي.

العاشر:كلمة ختامية

إنّ أحاديث المهدي الكثيرة،التي ألّف فيها مؤلّفون،و حكى تواترها جماعة،و اعتقد موجبها أهل السنّة و الجماعة و غيرهم،تدلّ على حقيقة ثابتة بلا شكّ،و إنّ أحاديث المهدي على كثرتها و تعدّد طرقها،و إثباتها في دواوين أهل السنّة،يصعب كثيرا القول بأنّه لا حقيقة لمقتضاها،إلاّ على جاهل أو مكابر،أو من لم يمعن النظر في طرقها و أسانيدها،و لم يقف على كلام أهل العلم المعتدّ بهم فيها،و التصديق بها داخل في الإيمان بأنّ محمدا هو رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله؛لأنّ من الإيمان به صلّى اللّه عليه و آله تصديقه فيما أخبر به،و داخل في الإيمان بالغيب الذي امتدح اللّه المؤمنين به بقوله: الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ (1)و داخل في الإيمان بالقدر؛فإنّ سبيل علم الخلق بما قدّره اللّه أمران:

أحدهما:وقوع الشيء،فكلّ ما كان و وقع علمنا أنّ اللّه قد شاءه؛لأنّه لا يكون و لا يقع إلاّ ما شاءه اللّه،و ما شاء اللّه كان،و ما لم يشأ لم يكن.

الثاني:الإخبار بالشيء الماضي الذي وقع،و بالشيء المستقبل قبل وقوعه من الذي لا ينطق عن الهوى صلّى اللّه عليه و آله،فكلّ ما ثبت إخباره به من الأخبار في الماضي علمنا بأنّه كان على وفق خبره صلّى اللّه عليه و آله،و كلّ ما ثبت إخباره عنه ممّا يقع في المستقبل نعلم بأنّ اللّه قد شاءه،و أنّه لا بدّ أن يقع على وفق خبره صلّى اللّه عليه و آله كإخباره صلّى اللّه عليه و آله بنزول عيسى عليه السّلام في آخر الزمان،و إخباره بخروج المهدي،و بخروج

ص:73


1- 1) .البقرة:1-3. [1]

الدجّال،و غير ذلك من الأخبار،فإنكار أحاديث المهدي أو التردّد في شأنه أمر خطير.نسأل اللّه السلامة و العافية،و الثبات على الحقّ حتّى الممات،و الحمد للّه ربّ العالمين.

انتهت الرسالة المسمّاة ب«عقيدة أهل السنّة و الأثر في المهدي المنتظر».

ص:74

العرف الوردي في أخبار المهدي تأليف الحافظ عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي

ص:75

ص:76

العرف الوردي في أخبار المهدي

اشارة

العرف الوردي في أخبار المهدي(1)

قال السيوطي:

بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه،و سلام على عباده الذين اصطفى.

هذا جزء جمعت فيه الأحاديث و الآثار الواردة في المهدي،لخّصت فيه الأربعين التي جمعها الحافظ أبو نعيم (2).و زدت عليه ما فاته،و رمزت عليه

ص:77


1- 1).العرف [1]في اللغة له معنيان:الأول:كلّ شيء مرتفع،أو الشيء المشرف العالي(معاني القرآن 3:39، [2]الدرّ المنثور 3:86، [3]جامع البيان 8:247، [4]تاج العروس 6:194)و [5]قال ابن جرير الطبري:«و إنّما قيل لعرف الديك:عرف؛لارتفاعه على ما سواه من جسده»(جامع البيان 8:247)،و [6]يقال:ناقة عرفاء،أي مشرفة السنام لطول عرفها(لسان العرب 9:241). و الثاني:الريح الطيّبة يجدها الإنسان،تقول:ما أطيب عرفه!و قال تعالى: وَ يُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ (محمّد:6)، [7]أي:طيّبها،و في الحديث:«من لم يفعل كذا لم يجد عرف الجنّة»أي:ريحها الطيّبة(العين 2:122، [8]لسان العرب 9:240، [9]إصلاح المنطق:258). و الوردي:من الورد،و هو النور و الزهر الذي يشمّ(لسان العرب 3:456). [10]فالمعنى هو الأحاديث العالية و المشرفة و المتقدّمة،لتواترها و اشتهارها و استفاضتها بين المسلمين،أو الأحاديث العالية الحسنة، الجميلة الأثر،و الطيّبة لطيب موضوعها ذاتا و أهمية؛لأهمية موضوعها،و هو المهدي عليه السّلام.
2- 2) .سمّاه السيوطي هنا كتاب [11]«الأربعين».و قال ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة:283 ما لفظه:-

صورة(ك).

(1)أخرج(ك)ابن جرير في تفسيره عن السدّي في قوله تعالى: وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَ سَعى فِي خَرابِها (1)قال:هم الروم، كانوا ظاهروا بخت نصّر (2)على خراب بيت المقدس (3).

و في قوله تعالى: أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلاّ خائِفِينَ قال:فليس في

ص:78


1- 1) .البقرة:114،و ما بعدها.
2- 2) .بخت نصّر أو نبوخذن [1]صّر :من ملوك بابل الق [2]ديمة،غزا بني إسرا [3]ئيل عند قتلهم يحيى أو النّبي شعيا ف [4]ي عهد أرميا،و استولى على بيت المقدس،و قتل منهم الكثير،و أسر البقية منهم،و قصّته مفصّلة في كتب التاريخ.
3- 3) .جامع البيان 1:697،تفسير ابن كثير 1:161،فتح القدير 1:132،زاد المسير لابن الجوزي 1:116،إلاّ أنّه جعله أحد قولين،و القول الآخر:هو أنّها نزلت في المشركين الذين حالوا بين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و بين مكة في الحديبية.

الأرض رومي يدخله اليوم إلاّ و هو خائف أن تضرب عنقه،أو قد أخيف بأداء الجزية فهو يؤدّيها (1).

و في قوله تعالى: لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ قال:أمّا خزيهم في الدنيا فإنّه إذا قام المهدي و فتحت القسطنطينية قتلهم،فذلك الخزي (2).

(2)و أخرج(ك)أحمد و ابن أبي شيبة و ابن ماجة و نعيم بن حمّاد في الفتن عن علي قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«المهدي منّا أهل البيت،يصلحه اللّه في ليلة» (3).

(3)و أخرج(ك)أبو داود و نعيم بن حمّاد و الحاكم عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«المهدي منّي،أجلى الجبهة،أقنى الأنف،يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا،يملك سبع سنين» (4).

ص:79


1- 1) .الدرّ المنثور 1:108، [1]تفسير ابن كثير 1:162، [2]فتح القدير 1:132،و [3]كلّهم نقله عن ابن جرير في جامع البيان 1:699. [4]
2- 2) .جامع البيان 1:699، [5]الدرّ المنثور 1:108، [6]فتح القدير 1:132.و [7]يأتي الكلام عن القسطنطينية في الحديث رقم 61.
3- 3) .مسند أحمد 1:84، [8]سنن ابن ماجة 2:1367 رقم 4085،مصنّف ابن أبي شيبة 8:678،الجامع الصغير 2:672 رقم 9243،مسند البزّار 2:243 رقم 644،الصواعق المحرقة 2:473 و 678، [9]الفردوس 4:222 رقم 6669، [10]الإذاعة 117،حلية الأولياء 3:177. و في مسند أبي يعلى الموصلي 1:359 بلفظ:«المهدي [11]منكم أهل البيت،يصلحه اللّه في ليلة»،و في الفتن لابن حمّاد:223 [12] بلفظ:«المهدي [13]يصلحه اللّه تعالى في ليلة واحدة»،و في عقد الدرر:135 و 158 [14]بلفظ:«المهدي [15]منّا أهل البيت،يصلحه اللّه في ليلة واحدة»و قال:«أخرجه جماعة من أئمة الحديث منهم:أحمد بن حنبل و الحافظ ابن ماجة و الشيخ أبو عمرو الداني و أبو نعيم الأصبهاني و أبو القاسم الطبراني و الحافظ أبو بكر البيهقي».
4- 4) .سنن أبي داود 2:310 رقم 4825، [16]الجامع الصغير 2:672 رقم 9244،فيض القدير 6:362،عون-

(4)و أخرج أبو نعيم عن أبي سعيد قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله

«المهدي منّا،أجلى الجبين،أقنى الأنف» (1).

(5)و أخرج أبو نعيم عن أبي سعيد عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:

ص:80


1- 1) .هذا الحديث غير موجود في نسخة العرف الوردي المطبوعة ضمن الحاوي للفتاوي بتحقيق الأستاذ محيي الدين عبد الحميد،و هو مثبّت في النسخة التي اعتمدناها للحاوي،و هي النسخة المحقّقة و المنشورة من قبل مجموعة من طلاّب الأزهر سنة 1352 هجري،و طبعة دار الكتب العلمية سنة 1988 ميلادي،في الهامش 2:58 عبارة:«هذه زيادة وجدت في بعض النسخ التي نراجع عليها».و نحن أثبتناه في المتن كما هو،حسب نسخة الأصل،و لشهادة محقّقي الأزهر من أنّ الحديث موجود في بعض نسخ العرف الوردي. و الحديث في فرائد السمطين 2:330 رقم 582،و روي من دون لفظة:«منّا»كما في ينابيع المودّة 3:407،و شرح نهج البلاغة 1:282،و تاج العروس 7:364 عن علي عليه السّلام. و في السنن الواردة في الفتن للداني 5:1038،و تاريخ واسط 1:135 قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:«يقوم في آخر الزمان رجل من عترتي،شاب حسن الوجه،أجلى الجبين،أقنى الأنف،يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا».

«المهدي منّا أهل البيت،رجل من أمتي أشمّ الأنف يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا» (1).

(6)و أخرج(ك)أبو داود و ابن ماجة و الطبراني و الحاكم عن أم سلمة:سمعت النّبي صلّى اللّه عليه و آله يقول:

«المهدي من عترتي،من ولد فاطمة» (2).

ص:81


1- 1) .عقد الدرر للسلمي:33 و [1]قال:«أخرجه الحافظ أبو نعيم في صفة المهدي»، [2]ينابيع المودّة 3:386، [3]مستدرك الحاكم 4:557 بزيادة«أقنى أجلى»و صحّحه على شرط مسلم،تاريخ ابن خلدون 1:315 [4]بزيادة:«أقنى أجلى». و الشمم:ارتفاع قصبة الأنف مع استواء أعلاه،و ارتفاع الأرنبة قليلا.(لسان العرب 12:327، [5]الصحاح 5:1962). [6]
2- 2) .قال الحمزاوي في مشارق الأنوار:112:«و هو من ولد فاطمة باتّفاق الجمهور،ففي مسلم و أبي داود و النسائي و ابن ماجة و البيهقي و آخرين:المهدي [7]من عترتي من ولد فاطمة».سنن أبي داود 2:310، [8]الجامع الصغير 2:672 رقم 9241،تحفة الأحوذي 6:403،عون المعبود 11:251 و 252،الإذاعة: 116 و قال:«رواه أبو داود و ابن ماجة و الحاكم في المستدرك»،الفتاوى الحديثية:29 و قال:«جاء من طرق أخرى»، و الحديث أخرجه جمع من الحفّاظ عن أم سلمة بلفظ:«المهدي [9]من ولد فاطمة»كما في التاريخ الكبير للبخاري 8:406 رقم 3497 و سكت عنه،مستدرك الحاكم 4:557،الفردوس 4:223،سنن ابن ماجة 2:1368 رقم 4086،المعجم الكبير 23:267،العجلوني في كشف الخفاء 2:288 رقم 2661، الإكمال لابن مأكولا 7:360، [10]تهذيب الكمال 9:437 و قال:«رواه ابن ماجة فوقع لنا عاليا بدرجتين» و في الفتن لابن حمّاد [11]في عدّة مواضع:ففي 213 عن الزهري،و في 228 عن سعيد بن المسيّب،و في 230 عن جابر عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام،و في 231 عن علي عليه السّلام بلفظ:«المهدي [12]رجل منّا،من ولد فاطمة». و جاء بلفظ:«من أولاد فاطمة»كما في مرقاة المفاتيح 5:180، و جاء بلفظ:«ألا أبشّركم؟المهدي [13]من ولد فاطمة»كما في تهذيب الكمال 9:437 عن أم سلمة،و يدلّ عليه أيضا قوله عليه السّلام لفاطمة:«أبشري،المهدي [14]منك»كما في الإذاعة:130. و قال السمهودي:«و [15]تحصّل ممّا ثبت في الأخبار عنه عليه السّلام أنّه من ولد فاطمة»(فيض القدير 6:362-

(7)و أخرج ابن ماجة و أبو نعيم عن أنس:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول:

«نحن سبعة ولد عبد المطلب سادة أهل الجنّة:أنا و حمزة و علي و جعفر و الحسن و الحسين و المهدي» 1.

(8)و أخرج أحمد و الباوردي في المعرفة 2و أبو نعيم عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«أبشّركم بالمهدي،رجل من قريش[من عترتي] 3يبعث في أمتي على اختلاف من الناس و زلازل،فيملأ الأرض قسطا كما ملئت جورا و ظلما،و يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض،و يقسم المال صحاحا»فقال له رجل:ما صحاحا؟قال:«بالسوية بين الناس،و يملأ قلوب أمة محمّد غنى،و يسعهم عدله،حتّى إنّه يأمر مناديا فينادي:من له حاجة إليّ؟فما يأتيه أحد إلاّ رجل

ص:82

واحد يأتيه فيسأله،فيقول:ائت السادن (1)حتّى يعطيك،فيأتيه فيقول:أنا رسول المهدي إليك لتعطيني مالا[فيقول:احث،فيحثي و لا يستطيع أن يحمله،فيلقي حتّى يكون قدر ما يستطيع أن يحمله،فيخرج به فيندم فيقول:] (2)أنا كنت أجشع أمة محمّد نفسا،كلّهم دعي إلى هذا المال فتركه غيري،فيردّه عليه،فيقول:إنّا لا نقبل شيئا أعطيناه،فيلبث في ذلك ستّا أو سبعا أو ثمانيا أو تسع سنين و لا خير في الحياة بعده» (3).

(9)و أخرج(ك)أبو داود و الطبراني عن عبد اللّه بن مسعود عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:

«لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لطوّل اللّه ذلك اليوم،حتّى يبعث فيه رجلا من أهل بيتي،يواطئ اسمه اسمي،و اسم أبيه اسم أبي،يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا» (4).

ص:83


1- 1) .السادن:خادم الكعبة.و السدانة:الخدمة.
2- 2) .في هامش نسخة الأصل:هذه الزيادة سقطت من بعض النسخ.
3- 3) .مسند أحمد 3:37 و 52، [1]مجمع الزوائد 7:313 و قال:«رواه أحمد بأسانيد و أبو يعلى باختصار كثير، و رجالهما ثقات،و رواه الترمذي باختصار»،الإذاعة:119 و قال:«أخرجه أحمد في المسند و أبو يعلى، و رجالهما ثقات،و قد أخرجه الترمذي مختصرا».و كلّها من دون لفظ:«ستا». و في ميزان الاعتدال 3:97 أخرجه مختصرا إلى قوله:«يقسم المال صحاحا»،و في ينابيع المودّة 3:383 [2] أخرجه مختصرا إلى قوله:«و ساكن الأرض»،و أخرجه كما في المتن سبل الهدى 10:171 و [3]قال:«رواه الإمام أحمد و الباوردي».و في كنز العمال 14:262 و في أوله:«أبشروا بالمهدي»،و كذا في الملاحم لابن المنادي:184 رقم 128.
4- 4) .المعجم الأوسط 2:55،سنن أبي داود 2:309 رقم 4282،و [4]في السند«زائدة»،و قد نصّ أبو داود على أنّ عبارة:«و اسم أبيه اسم أبي»من زائدة.و زائدة هذا هو ابن قدامة،و هو يزيد في الأحاديث. و إليك بعض التفصيل عن هذه الزيادة المدعاة في الحديث: الأول:إنّ هذا الحديث بهذا اللفظ رواه الترمذي في الجامع الصحيح 3:343 رقم 2332 و 2331،من دون الزيادة،و قال:«هذا حديث صحيح».قال الشافعي في البيان:483:«و [5]قد ذكر الترمذي الحديث-

ص:84

ص:85

(10)و أخرج(ك)أحمد و أبو داود و الترمذي و قال:حسن صحيح عن ابن مسعود عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله:

«لا تذهب الدنيا حتّى يملك العرب رجل من أهل بيتي،يواطئ اسمه اسمي» (1).

(11)و أخرج(ك)ابن أبي شيبة و الطبراني و الدار قطني في الأفراد و أبو نعيم و الحاكم عن ابن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله

«لا تذهب الدنيا حتّى يبعث اللّه تعالى رجلا من أهل بيتي،يواطئ اسمه اسمي،

ص:86


1- 1) .سنن أبي داود 2:310 عن سفيان،و قال:«و حديث عمر و أبي بكر حديث سفيان»،الجامع الصحيح 3:343 رقم 2331 و قال:«حديث صحيح»،مسند البزّار 5:204،معجم الشيوخ 2:513،المعجم الصغير 2:148،السنن الواردة في الفتن للداني 5:1052،حلية الأولياء 5:75. و في المعجم الكبير 10:134:بلفظ«لا تنقضي الدنيا». و في تذكرة الحفّاظ 2:488 بلفظ«لا تذهب الليالي»،و مثله في سير أعلام النبلاء 11:472،و تاريخ واسط 1:105،و سبل الهدى 10:172 و قال:«رواه الطبراني في الكبير و الدارقطني في الأفراد و الحاكم و أبو داود عن ابن مسعود».

و اسم أبيه اسم أبي،فيملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا» (1).

(12)و أخرج(ك)الطبراني عن ابن مسعود عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:

«لو لم يبق من الدنيا إلاّ ليلة،لملك فيها رجل من أهل بيتي» (2).

(13)و أخرج(ك)أحمد و ابن أبي شيبة و أبو داود عن علي عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:

«لو لم يبق من الدهر إلاّ يوم لبعث اللّه تعالى رجلا من أهل بيتي،يملؤها عدلا كما ملئت جورا» (3).

ص:87


1- 1) .مصنّف ابن أبي شيبة 8:678، [1]المعجم الكبير 10:133 و ليس فيهما عبارة:«فيملأ الأرض.....إلى آخره»،سبل الهدى و الرشاد 10:172، [2]كنز العمال 14:270. مناقشة في سند الحديث:في سند الحديث:فطر بن خليفة،و الفضل بن دكين،و علي بن عبد العزيز. أمّا فطر بن خليفة:فهو كما قال الذهبي في الكاشف 2:125:«شيعي جلد،وثّقه أحمد،و روى له البخاري»و في ميزان الاعتدال 3:363:«قال ابن معين:ثقة شيعي»و قال ابن حجر في التقريب 2:16: «صدوق شيعي».فالرجل متّفق على تشيّعه،و هو من الشيعة الامامية كما في معجم رجال الحديث 14:363 و [3]أصحاب الصادق 2:576.و من البعيد جدا أنّ يحدّث الرجل بشيء على خلاف الضروري لمذهبه و اعتقاده،و من المعلوم أنّ من ضرورات مذهب الإمامية الاثني عشرية هو أنّ الإمام الثاني عشر هو المهدي محمد بن الحسن العسكري،و ليس كما في هذه الزيادة. و أمّا الفضل بن دكين:فهو شيعي أيضا،قال الذهبي في ميزان الاعتدال 3:350:«شيعي»،فالكلام فيه كالكلام في سابقه. و أمّا علي بن عبد العزيز:فقد نقل الذهبي في سير أعلام النبلاء 13:349 عن أبي بكر السني،قال: سمعت النسائي يسأل عن علي بن عبد العزيز،فقال:قبّحه اللّه ثلاثا،ثمّ نقل عنه أنّه كان لا يحدّث إلاّ أن يأخذ شيئا من المال!و كان في مجلسه فقير لم يعطه شيئا،فامتنع من التحديث!و هذه صفة لا يؤتمن معها الزيادة في الحديث مقابل المال و غيره من حطام الدنيا،و مهما كانت فهي قدح فيه،و إلاّ لما قال الحافظ النسائي:قبّحه اللّه ثلاثا.فالسند مخدوش من جهات عدة.
2- 2) .المعجم الكبير 10:133،و فيه:«من أهل بيت النّبي»،صحيح ابن حبّان 13:283 و زاد في آخره: «اسمه اسمي»،عقد الدرر:18، [4]موارد الظمآن:464 رقم 1877،سبل الهدى 10:172 [5] عن أبي هريرة و قال:«رواه الديلمي».
3- 3) .سنن أبي داود 2:310، [6]مصنّف ابن أبي شيبة 8:679،عقد الدرر:18، [7]جامع الأصول 11:49،-

(14)و أخرج أبو داود و نعيم بن حمّاد في الفتن عن علي عليه السّلام:أنّه نظر إلى ابنه الحسن فقال:

«إنّ ابني هذا سيد كما سمّاه النّبي صلّى اللّه عليه و آله،سيخرج من صلبه رجل يسمّى اسم نبيّكم،يشبهه في الخلق،و لا يشبهه في الخلق»ثم ذكر القصة و زاد:

«يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا» (1).

ص:88


1- 1) .سنن أبي داود 2:311،مختصر السنن للمنذري 6:188 و قال:«هذا منقطع»،تحفة الأحوذي 6:403 و نقل المنذري بانقطاع الحديث،و أخرجه الحنفي في ينابيع المودّة 3:256 بلفظ:«نظر إلى ابنه الحسين».ثم إنّ كلّ من خرّج هذا الحديث إنّما خرّجه عن أبي داود،فهو الأصل لهذا الحديث. و لنا كلام في موضعين منه:الأول:في سند الحديث،و الثاني:في إثبات أنّ المهدي هو من ولد الحسين ابن علي بن أبي طالب. الموضع الأول: قال أبو داود:حدّثت(بلفظ المبني للمجهول)عن هارون بن المغيرة قال:حدّثنا عمرو بن أبي قيس عن شعيب بن خالد عن أبي إسحاق قال:قال علي.......إلى آخر الحديث. فأبو داود لم يذكر الواسطة بينه و بين هارون بن المغيرة،و لم يعلم من هو الذي حدّثه بهذا،فالحديث مرسل.قال النووي في المجموع 1:60:«الحديث المرسل لا يحتجّ به عندنا و عند جمهور المحدّثين و جماعة الفقهاء و جماهير أصحاب الأصول».انتهى.و ليس هو من مراسيل الصحابة،أو وارد في العبادات المستحبّة حتّى يأتي في قبوله الخلاف المعروف بينهم. و أمّا رجال السند،فهارون بن المغيرة بن الحكم،قال الذهبي في ميزان الاعتدال 4:287:«قال السليماني:فيه نظر».و أمّا عمرو بن أبي قيس الرازي،قال الذهبي في ميزان الاعتدال 3:285:«في حديثه خطأ»،و في الكاشف 2:86 قال:«له أوهام».و قال ابن حجر في تهذيب التهذيب 8:82:«قال الآجري عن أبي داود:في حديثه خطأ». مضافا إلى ذلك،صرّح الحافظ المنذري في مختصر السنن 6:162 رقم 4121 بأنّ الحديث منقطع، قال:«هذا منقطع،أبو إسحاق السبيعي رأى عليا رؤية،و قال فيه أبو داود:حدّثت عن هارون».و أشار في آخر كلامه إلى الإرسال الواقع بين أبي داود و هارون.فالحديث ساقط سندا.و معارض بما هو أصرح-

(15)و أخرج(ك)ابن أبي شيبة و أحمد و أبو داود و أبو يعلى و الطبراني عن أم سلمة عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:

ص:89

«يكون اختلاف عند موت خليفة،فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة (1)فيأتيه ناس من أهل مكّة،فيخرجونه و هو كاره،فيبايعونه بين الركن و المقام،و يبعث إليه بعث من الشام،فيخسف بهم بالبيداء بين مكّة و المدينة،فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام (2)،و عصائب أهل العراق فيبايعونه (3)،ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب (4)،فيبعث إليهم بعثا،فيظهرون عليهم و ذلك بعث كلب،و الخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب،فيقسم المال،و يعمل في الناس بسنّة نبيّهم صلّى اللّه عليه و آله،و يلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض 5،يلبث سبع سنين،ثمّ يتوفّى

ص:90


1- 1) .المراد بالرجل هو المهدي [1]عليه السّلام كما يصرّح به عدّة أحاديث،منها الحديث رقم 170 الوارد بهذا المعنى: «يخرج المهدي [2]من المدينة إلى مكة،فيستخرجه الناس من بينهم،فيبايعونه بين الركن و المقام و هو كاره».
2- 2) .الأبدال:جمع بدل بفتح الباء و الدال،قيل:هم الأولياء و العبّاد،و قيل:قوم يقيم اللّه بهم الأرض،فإذا مات واحد قام مقامه الآخر،و لعلّ هذا هو وجه التسمية من الأبدال،و قيل:إنّهم ثلاثون أو أربعون. و قال العلاّمة الكتاني:وجود الأبدال له طرق عن أنس و علي و ابن مسعود و غيرهم،و للحافظ السخاوي: «نظم اللآل في الكلام عن الأبدال»،و أورد ابن الجوزي في الموضوعات أحاديث الأبدال و طعن بها، و حكم بوضعها،و تعقّبه السيوطي و حكم بصحّتها و تواترها معنى.و قال ابن حجر:«الأبدال وردت في عدّة أخبار،منها ما يصحّ و منها ما لا يصحّ».(نظم المتناثر:220 باختصار)،و شرحها مفصّلا المناوي في فيض القدير 3:216 إلى 220.
3- 3) .العصائب:جمع عصابة،و هم الجماعة من الناس من العشرة إلى الأربعين،و لا واحد له من لفظه، و المراد به هنا جماعات أهل العراق.
4- 4) .كلب:من قبائل العرب المعروفة،ينزلون بأرض دومة الجندل و تبوك و أطراف الشام،و النسبة إلى كلب ابن وبرة بن تغلب بن قضاعة،و أصلهم من اليمن.(معجم قبائل العرب 3:991، [3]الأنساب للسمعاني 5:85).و المراد بالرجل هو السفياني،قال العلاّمة البلبيسي في القطر الشهدي:66:«فيغزو-المهدي- [4]قبيلة كلب و هم أخوال السفياني».

و يصلّي عليه المسلمون» 1.

(16)و أخرج(ك)أبو داود عن علي قال:قال النّبي صلّى اللّه عليه و آله:

«يخرج رجل من وراء النهر 2،يقال له:الحرث،حرّاث 3،على مقدّمته رجل يقال له:منصور،يوطّئ أو يمكّن لآل محمد كما مكّنت قريش لرسول اللّه،وجب على كلّ مؤمن نصره»أو قال:«إجابته» 4.

ص:91

هذا آخر ما أورده أبو داود في باب المهدي من سننه 1.

(17)و أخرج الترمذي و صحّحه عن ابن مسعود عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله:

«يلي رجل من أهل بيتي،يواطئ اسمه اسمي» 2.

(18)و أخرج الترمذي و صحّحه عن أبي هريرة قال:

«لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّى يلي» 3.

(19)و أخرج الترمذي و حسّنه عن أبي سعيد الخدري عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:

«إنّ في أمتي المهدي يخرج،يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا-زيد الشاكّ- فيجيء إليه الرجل فيقول:يا مهدي،أعطني أعطني،فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله» 4.

ص:92

(20)و أخرج(ك)نعيم بن حمّاد و ابن ماجة عن أبي سعيد الخدري:أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:

«يكون في أمتي المهدي،إن قصر فسبع و إلاّ فتسع،فتنعم فيه أمتي نعمة لم يسمعوا مثلها قط،يؤتى أكلها و لا تدخر عنهم شيئا،و المال يومئذ كدوس، فيقوم الرجل فيقول:يا مهدي أعطني،فيقول:خذوا» (1).

(21)و أخرج ابن أبي شيبة و نعيم بن حمّاد في الفتن و ابن ماجة و أبو نعيم عن ابن مسعود قال:بينما نحن عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إذ أقبل فتية من بني هاشم،فلمّا رآهم النّبي صلّى اللّه عليه و آله اغرورقت عيناه و تغيّر لونه،فقلت:ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه،فقال:

«إنّا أهل بيت اختار اللّه لنا الآخرة على الدنيا،و إنّ أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء و تشريدا و تطريدا،حتّى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود،فيسألون

ص:93


1- 1) .سنن ابن ماجة 2:1367 رقم 4083،مستدرك الحاكم 4:558،العلل المتناهية 2:859 رقم 1441، تاريخ ابن خلدون 1:321. و ذكر السيوطي في المتن:أنّ نعيم بن حمّاد خرّجه،لكنّ الموجود في الفتن لنعيم:223:«تنعم أمتي في زمن المهدي نعمة لم ينعموا مثلها قط،ترسل السماء عليهم مدرارا،و لا تزرع الأرض شيئا من النبات إلاّ أخرجته،و المال كدوس،فيقوم الرجل فيقول:يا مهدي أعطني،فيقول:خذ». و قريب من هذا اللفظ عن أبي هريرة في مجمع الزوائد 7:317 قال:«رواه الطبراني في الأوسط، و رجاله ثقات»،الإذاعة:125 و قال:«قال الشوكاني:رجاله ثقات»،و المعجم الأوسط 5:311،و العلل المتناهية 2:860 رقم 1444.و سيأتي في الحديث رقم 42.

الحقّ فلا يعطونه،فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا،فلا يقبلونه حتّى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي،فيملؤها قسطا كما ملئوها جورا،فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم و لو حبوا على الثلج،فإنّه المهدي» (1).

قال الحافظ عماد الدين ابن كثير:«في هذا السياق إشارة إلى ملك بني العباس، و فيه دلالة على أنّ المهدي يكون بعد دولة بني العباس» (2).

(22)و أخرج ابن ماجة و الحاكم و صحّحه و أبو نعيم عن ثوبان قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«يقتتل عند كنزكم ثلاثة،كلّهم ابن خليفة،ثم لا تصير إلى واحد منهم،ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق،فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم،ثم يجيء خليفة اللّه المهدي،فإذا سمعتم به فأتوه فبايعوه و لو حبوا على الثلج،فإنّه خليفة اللّه المهدي» (3).

ص:94


1- 1) .سنن ابن ماجة 2:1366 رقم 4082،مسند البزّار 4:355 رقم 1556،مصنّف ابن أبي شيبة 8:697،الفتن لابن حمّاد:188، [1]الفصول المهمة:285،و [2]قال:«أخرجه الحافظ أبو نعيم»،الملاحم لابن المنادي:193،و جميعها بدون عبارة:«فإنّه المهدي». و أخرجه مختصرا الصالحي في سبل الهدى 11:12،و [3]القنوجي في الإذاعة:132.و أخرجه بألفاظ مختلفة الطبراني في المعجم الأوسط 6:30،و التيمي في دلائل النبوة:226. [4]
2- 2) .الفتن و الملاحم 1:48 و [5]ذكر بعده:«و أنّه يكون من أهل البيت،من ذرّية فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله».
3- 3) .سنن ابن ماجة 2:1367 رقم 4084،مستدرك الحاكم 4:464 و قال:«صحيح على شرط الشيخين». الفتن لابن كثير 1:48 و [6]قال:«تفرّد به ابن ماجة،و هذا إسناد صحيح قوي،و المراد بالكنز المذكور في السياق:كنز الكعبة».مسند الروياني 1:417 رقم 637.و فيها جميعا بدل قوله:«ثم يجيء خليفة اللّه المهدي» [7]عبارة«ثم ذكر شيئا لا أحفظه». و نبّه على ذلك السلمي في عقد الدرر:57،و [8]أخرجه كما في المتن في ص 58 و قال:«أخرجه الحافظ أبو نعيم في صفة المهدي،و [9]أخرجه الإمامان أبو عبد اللّه ابن ماجة،و أبو عمرو الداني في سننهما بمعناه». في سنن الداني 5:1032 رقم 548 [10] مختصرا.

(23)و أخرج(ك)ابن ماجة و الطبراني عن عبد اللّه بن الحرث بن جزء الزبيدي قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«يخرج ناس من المشرق،فيوطّئون للمهدي سلطانه» (1).

(24)و أخرج(ك)أحمد و الترمذي و نعيم بن حمّاد عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«تخرج من خراسان رايات سود،فلا يردّها شيء حتّى تنصب بإيلياء» (2).

قال ابن كثير:هذه الرايات السود ليست هي التي أقبل بها أبو مسلم الخراساني فاستلب بها دولة بني أمية،بل هي رايات سود أخر تأتي صحبة المهدي (3).

(25)و أخرج(ك)البزّار و الحارث بن أبي أسامة و الطبراني عن قرّة المزني قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«لتملأنّ الأرض جورا و ظلما،فإذا ملئت جورا و ظلما بعث اللّه رجلا منّي، اسمه اسمي،و اسم أبيه اسم أبي،فيملؤها عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما، فلا تمنع السماء شيئا من قطرها،و لا الأرض شيئا من نباتها،يمكث فيهم سبعا أو

ص:95


1- 1) .سنن ابن ماجة 2:1368 رقم 4088،المعجم الأوسط 1:94،مسند البزّار 9:243 رقم 3784،سبل الهدى 10:171، [1]الإذاعة:124،عقد الدرر:125 و [2]قال:«أخرجه ابن ماجة و البيهقي».
2- 2) .مسند أحمد 2:365، [3]الجامع الصحيح 3:362 رقم 2371 و قال:«حديث حسن»،المعجم الأوسط 4:31،تاريخ دمشق 32:281،الفتن لابن حمّاد:122 و [4]فيه:«يعني بيت المقدس»،البداية و النهاية 10:55 و [5]قال:«رواه البيهقي في الدلائل». و إيلياء:قال السيوطي في الديباج 3:429:«بكسر الهمزة و المدّ بيت المقدس»،و مثله في تحفة الأحوذي 6:451،لكن يظهر من ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث:291 أنّها جزء من مدينة بيت المقدس،قال:«ايلياء من بيت المقدس».و كذا المناوي في فيض القدير 4:401.و قال ابن خلّكان في معجم البلدان 1:293:«و [6]قيل:سمّيت إيلياء باسم بانيها،و هو إيلياء بن إرم بن سام بن نوح عليه السّلام».
3- 3) .الفتن و الملاحم لابن كثير 1:49.

ثمانيا،فإن أكثر فتسعا» (1).

(26)و أخرج(ك)البزّار عن أنس:أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله كان نائما في بيت أم سلمة، فانتبه و هو يسترجع،فقالت:يا رسول اللّه،ممّ تسترجع؟قال:

«من قبل جيش يجيء من قبل العراق في طلب رجل من أهل المدينة يمنعه اللّه منهم فإذا علوا البيداء من ذي الحليفة خسف بهم،فلا يدرك أعلاهم أسفلهم، و لا يدرك أسفلهم أعلاهم إلى يوم القيامة» (2).

(27)و أخرج(ك)البزّار عن جابر قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«سيكون في أمتي خليفة يحثو المال حثيا،لا يعدّه عدّا» (3).

ص:96


1- 1) .الجامع الصغير 2:402 رقم 7228،فيض القدير 5:334،تاريخ دمشق 49:296،سبل الهدى 10:172، [1]كنز العمال 14:266،ينابيع المودّة 2:100. و أخرجه بلفظ«يلبث فيكم»مسند البزّار 8:258 رقم 3323،بغية الباحث:248 رقم 789،المعجم الكبير 19:33،مجمع الزوائد 7:314.
2- 2) .مجمع الزوائد 7:316 و قال:«رواه البزّار،و فيه:هشام بن الحكم،و لم أعرفه،إلاّ أنّ أبي حاتم ذكره و لم يوثّقه،و بقية رجاله ثقات».و لم أعثر عليه في مسند البزّار،و لا بسند عن أنس في غير مجمع الزوائد، و كلّ من أخرجه فهو عن حمّاد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن أم سلمة،كما في مسند أحمد 6:259،و [2]مسند أبي يعلى 12:367 و 12:400 لكنّه قال:عن الحسن عن أمه عن أم سلمة. و في مجمع الزوائد 7:316 عن أبي يعلى قال:«و روى بإسناده عن عائشة عن النّبي مثله،و رجاله ثقات».و لم نقف عليه في مسند أبي يعلى بسند عن عائشة. و ذو الحليفة:قرية بينها و بين المدينة ستة أميال،و منها ميقات أهل المدينة،و بها معرّس النّبي صلّى اللّه عليه و آله، و يعرف بمسجد ذي الحليفة.
3- 3) .مستدرك الحاكم 4:454 و صحّحه على شرط مسلم،الدرّ المنثور 6:56، [3]الإذاعة:126. و أخرجه بلفظ«سيكون في آخر أمتي»:مسند أحمد 3:317، [4]صحيح مسلم 4:2234 رقم 2913، صحيح ابن حبّان 15:75،مسند أبي يعلى 2:470،و سيأتي في الحديث رقم 45. و لأحمد في المسند بألفاظ عن أبي سعيد،ففي 3:69 بلفظ:«ليبعثنّ اللّه عزّ و جلّ في هذه الأمّة خليفة يحثي المال حثيا و لا يعدّه عدّا»،و في 3:48 بلفظ:«يكون بعدي خليفة يحثي المال حثيا و لا يعدّه-

(28)و أخرج أحمد عن أبي سعيد:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول:

«إنّ من أمرائكم أميرا يحثو المال حثوا و لا يعدّه،يأتيه الرجل فيسأله،فيقول:

خذ،فيبسط ثوبه فيحثو فيه،فيأخذه ثم ينطلق» 1.

(29)و أخرج(ك)الطبراني في الأوسط عن طلحة بن عبيد اللّه عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:«ستكون فتنة لا يهدأ منها جانب إلاّ جاش منها جانب،حتّى ينادي مناد من السماء:إنّ أميركم فلان» 2.

(30)و أخرج أبو نعيم عن ابن عمر قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:«يخرج المهدي و على رأسه غمامة،فيها مناد ينادي:هذا المهدي خليفة اللّه فاتّبعوه» 3.

(31)و أخرج(ك)أبو نعيم و الخطيب في تلخيص المتشابه عن ابن عمر قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«يخرج المهدي و على رأسه ملك ينادي:إنّ هذا المهدي فاتّبعوه» 4.

ص:97

(32)و أخرج(ك)ابن أبي شيبة عن عاصم بن عمر البجلي قال:

«لينادينّ باسم رجل من السماء،لا ينكره الدليل،و لا يمتنع منه الذليل» (1).

(33)و أخرج(ك)الطبراني في الأوسط من طريق عمر بن علي عن علي بن أبي طالب أنّه قال للنبي صلّى اللّه عليه و آله:أمنّا المهدي أم من غيرنا يا رسول اللّه؟قال:

«بل منّا،بنا يختم اللّه كما بنا فتح،و بنا يستنقذون من الشرك،و بنا يؤلّف اللّه بين قلوبهم بعد عداوة بيّنة،كما ألّف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك» 2.

(34)و أخرج نعيم بن حمّاد و أبو نعيم من طريق مكحول عن علي،قال:قلت:

يا رسول اللّه،أمنّا آل محمد المهدي أم من غيرنا؟قال:

«لا بل منّا،يختم اللّه به الدين كما فتح بنا،و بنا ينقذون من الفتنة،كما أنقدوا من الشرك،و بنا يؤلّف اللّه بين قلوبهم بعد عداوة الفتنة،كما ألّف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك،و بنا يصبحون بعد عداوة الفتنة إخوانا كما أصبحوا بعد عداوة الشرك إخوانا في دينهم» 3.

ص:98


1- 1) .مصنّف ابن أبي شيبة 8:702 بلفظ:«لا ينكره الذليل،و لا يمتنع من [1]ه العزيز».و في كنز العمال 14:584 بلفظ:«لا ينكر الدليل،و لا يمنع منه الذليل»،و كذا في الإشاعة:117.

(35)و أخرج(ك)الطبراني في الأوسط و الحاكم عن أم سلمة قالت:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«يبايع لرجل بين الركن و المقام عدّة أهل بدر،فيأتيه عصائب أهل العراق و أبدال أهل الشام،فيغزو جيش من أهل الشام،حتّى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم» (1).

(36)و أخرج(ك)الطبراني في الأوسط عن أم سلمة قالت:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«يسير ملك المشرق إلى ملك المغرب فيقتله،فيبعث جيشا إلى المدينة فيخسف بهم،ثم يبعث جيشا فينشأ ناس من أهل المدينة،فيعوذ عائذ بالحرم فيجتمع الناس إليه الواردة المتفرّقة،حتّى يجتمع إليه ثلاثمائة و أربعة عشر رجلا» (2)،منهم نسوة،فيظهر على كلّ جبّار و ابن جبار،و يظهر من العدل ما يتمنّى له الأحياء أمواتهم،فيجيء سبع سنين،ثم ما تحت الأرض خير ممّا فوقها» (3).

(37)و أخرج(ك)الطبراني في الأوسط عن ابن عمر:أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله أخذ بيد

ص:99


1- 1) .المعجم الأوسط 9:176،مستدرك الحاكم 4:431،و في المعجم الكبير 23:296 و 390 بطريق آخر عن أم سلمة. و في مصنّف ابن أبي شيبة 8:609،و عقد الدرر:70،و [1]الدرّ المنثور 5:241، [2]زاد في آخره:«ثم يغزوهم رجل من قريش أخواله كلب،فيهزمهم اللّه،فكان يقال:الخائب من خاب عن غنيمة كلب»،و تقدّم هذا المعنى في الحديث رقم 15.
2- 2) .العدد الوارد في الروايات هو ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا،كعدّة أهل بدر،و لم يرد هذا العدد إلاّ في هذا الخبر،و خبر آخر في الفتن لابن حمّاد:217. [3]أنظر الآحاد و المثاني 1:253،و المعجم الكبير 11:302،و كنز العمال 10:405 و أمّا الروايات الواردة في عدّة أهل بدر أنّها ثلاثمائة و أربعة عشر،ففي أكثرها عبارة:«و رسول اللّه منهم» كما في البداية و النهاية 3:394،و السيرة النبوية لابن كثير 2:507.
3- 3) .المعجم الأوسط 5:334،الإذاعة:119،مجمع الزوائد 7:315 بلفظ:«يسير ملك المغرب إلى ملك المشرق......فيعود عائد من الحرم..».

علي فقال:

«سيخرج من صلب هذا فتى يملأ الأرض قسطا و عدلا،فإذا رأيتم ذلك فعليكم بالفتى التميمي،فإنّه يقبل من قبل المشرق،و هو صاحب راية المهدي» (1).

(38)و أخرج(ك)الطبراني في الأوسط عن أم حبيبة:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول:

«يخرج ناس من قبل المشرق،يريدون رجلا عند البيت،حتّى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم» (2).

(39)و أخرج(ك)الطبراني في الأوسط و نعيم و ابن عساكر عن علي:أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال:

«يكون في آخر الزمان فتنة،تحصّل الناس كما يحصّل الذهب في المعدن، فلا تسبّوا أهل الشام،و لكن سبّوا شرارهم،فإنّ فيهم الأبدال،يوشك أن يرسل على أهل الشام سيّب (3)من السماء فيغرق جماعتهم،حتّى لو قابلتهم الثعالب غلبتهم،فعند ذلك يخرج خارج من أهل بيتي،في ثلاث رايات،المكثر يقول:هم خمسة عشر ألفا،و المقلّل يقول:هم اثنا عشر ألفا،أماراتهم:أمت أمت،يلقون سبع رايات،تحت كلّ راية منها رجل يطلب الملك،فيقتلهم اللّه جميعا،و يردّ اللّه إلى المسلمين ألفتهم و نعمتهم،و قاصيّهم و دانيهم» (4).

ص:100


1- 1) .المعجم الأوسط 4:256،الفتاوى الحديثية:27،مجمع الزوائد 7:318.
2- 2) .المعجم الأوسط 4:221،مجمع الزوائد 7:315 و زادا فيه:«فيلحق بهم من تخلّف عنهم،فيصيبهم ما أصابهم،قلت:يا رسول اللّه،فكيف بمن كان مستكرها؟قال:يصيبه ما أصاب الناس،ثم يبعث اللّه كلّ امرئ على نيّته».
3- 3) .السيّب و الصيّب:المطر.
4- 4) .المعجم الأوسط 4:176،مجمع الزوائد 7:317،كنز العمال 14:586،تاريخ دمشق 1:334، [1]

(40)و أخرج نعيم بن حمّاد و الحاكم و صحّحه عن علي بن أبي طالب قال:

«ستكون فتنة،يحصّل الناس منها كما يحصّل الذهب في المعدن،فلا تسبّوا أهل الشام،و سبّوا ظلمتهم،فإنّ فيهم الأبدال،و سيرسل اللّه إليهم سيّبا من السماء فيغرقهم،حتّى لو قاتلتهم الثعالب غلبتهم،ثم يبعث اللّه عند ذلك رجلا من عترة الرسول صلّى اللّه عليه و آله في اثني عشر ألفا إن قلّوا،و خمسة عشرة ألفا إن كثروا،أمارتهم-أي علامتهم-:أمت أمت،على ثلاث رايات،يقاتلهم أهل سبع رايات،ليس من صاحب راية إلاّ و هو يطمع بالملك،فيقتلون و يهزمون،ثم يظهر الهاشمي فيردّ اللّه إلى المسلمين ألفتهم و نعمتهم،فيكونون على ذلك حتّى يخرج الدجّال» (1).

(41)و أخرج الطبراني في الأوسط و أبو نعيم عن أبي سعيد الخدري:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول:

«يخرج رجل من أهل بيتي،يقول بسنّتي،ينزل اللّه له القطر من السماء، و تخرج له الأرض من بركتها،تملأ الأرض منه قسطا و عدلا،كما ملئت جورا و ظلما،يعمل على هذه الأمّة سبع سنين،و ينزل بيت المقدس» (2).

(42)و أخرج(ك)الدارقطني في الأفراد و الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة

ص:101


1- 1) .مستدرك الحاكم 4 [1]:553 و قال:«صحيح الإسناد و لم يخرّجاه»،الدر المنثور 6:57،كنز العمال 14:598. و أخرجه نعيم بن حمّاد في الفتن:216 مختصرا و بألفاظ مختلفة.
2- 2) .عقد الدرر:20 و قال:«أخرجه الداني في سننه،و الحافظ أبو نعيم في صفة المهدي»،و 156 و قال: «أخرجه أبو نعيم». و أخرجه بلفظ:«رجل من أمتي»مجمع الزوائد 7:317 و قال:«رواه الترمذي و ابن ماجة باختصار، و رواه الطبراني في الأوسط»،و المعجم الأوسط 2:15،و المنار المنيف:151 رقم 343.

عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:

«يكون في أمتي المهدي،إن قصر عمره فسبع،و إلاّ فثمان و إلاّ فتسع سنين، تنعم أمتي فيها نعمة لم ينعموا مثلها البرّ منهم و الفاجر،يرسل اللّه عليهم السماء مدرارا،و لا تدخر الأرض شيئا من النبات،و يكون المال كدوسا،يقول الرجل:

يا مهدي أعطني،فيقول:خذ» (1).

(43)و أخرج(ك)أبو يعلى عن أبي هريرة قال:حدّثني خليلي أبو القاسم صلّى اللّه عليه و آله قال:

«لا تقوم الساعة حتّى يخرج عليهم رجل من أهل بيتي،فيضربهم حتّى يرجعوا إلى الحقّ».

قلت:و كم يملك؟قال:«خمسا و اثنين» (2).

(44)و أخرج(ك)أبو يعلى و ابن عساكر عن أبي سعيد قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«يكون في آخر الزمان عند تظاهر من الفتن و انقطاع من الزمن أمير،أوّل ما يكون عطاؤه للناس أن يأتيه الرجل فيحثي له في حجره،يهمّه من يقبل منه صدقة ذلك المال؛لما يصيب الناس من الفرج» (3).

ص:102


1- 1) .المعجم الأوسط 5:311،مجمع الزوائد 7:317 و قال:«رواه الطبراني في الأوسط،و رجاله ثقات» العلل المتناهية 2:860 رقم 1444. و يروى بألفاظ أخرى قريبة من هذا عن أبي سعيد الخدري،و تقدّم مع مصادره في الحديث رقم 20، فراجع.
2- 2) .مسند أبي يعلى 12:19،مجمع الزوائد 7:315 و قال:«فيه:ابن رجاء،وثّقه أبو زرعة،و بقية رجاله ثقات»،و بزيادة في آخرهما:«قال:قلت:ما خمس و اثنتين؟قال:لا أدري». و من قوله:لا أدري،يعلم أنّ هذه الزيادة من الراوي،و المسئول فيها هو الراوي لهذا الخبر،و ليس النّبي صلّى اللّه عليه و آله كما هو واضح.
3- 3) .تاريخ دمشق 64:267،مسند علي بن الجعد:301،كنز العمال 14:274.

(45)و أخرج(ك)أحمد و مسلم عن جابر قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«يكون في آخر أمتي خليفة،يحثي المال حثيا و لا يعدّه عدّا» (1).

(46)و أخرج(ك)أحمد و مسلم عن أبي سعيد و جابر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال:

«يكون في آخر الزمان خليفة،يقسم المال و لا يعدّه» (2).

(47)و أخرج أبو نعيم عن أبي سعيد عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:

«يكون في أمتي المهدي،إن قصر عمره فسبع سنين،و إلاّ فثمان،و إلاّ فتسع سنين،تتنعم أمتي في زمانه نعيما لم يتنعّموا مثله قطّ،البرّ و الفاجر،يرسل اللّه السماء عليهم مدرارا،و لا تدخر الأرض شيئا من نباتها» (3).

(48)و أخرج أبو نعيم عن أبي سعيد عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله أنّه قال:

«تملأ الأرض ظلما و جورا،فيقوم رجل من عترتي،فيملؤها قسطا و عدلا،

ص:103


1- 1) .مسند أحمد 3:317، [1]صحيح مسلم 4:2234 رقم 2913،صحيح ابن حبّان 15:75،تاريخ دمشق 2:214،البداية و النهاية 6:218. و قريب منه بتفاوت يسير في مسند أبي يعلى 2:470 عن أبي سعيد الخدري. و هذا الحديث قريب من الحديث رقم 27،فراجع.
2- 2) .مسند أحمد 3:38 و 333، [2]صحيح مسلم 4:2235 رقم 2914،مستدرك الحاكم 4:454،مسند أبي يعلى 2:421،الدرّ المنثور 6:58. و لأحمد في المسند 3:5 و الدارقطني في العلل 11:329 بلفظ:«يعطي المال و لا يعدّه». و تجدر الإشارة إلى أنّ الأحاديث التي لم يصرّح بها باسم المهدي عليه السّلام،يكون المراد بها هو المهدي بلا شكّ،و ذلك بقرينة الأحاديث الصريحة المتقدّمة و الآتية،و المصرّحة باسمه الشريف،فتكون مفسّرة و مبيّنة لهذه الأحاديث،كحديث«يا مهدي،أعطني أعطني،فيحثو له في ثوبه ما استطاع أن يحمله» و غيرها.
3- 3) .كنز العمال 14:274،ينابيع المودّة 3:385 و [3]زادا في آخره:«يكون المال كدوسا»،و أخرجه في عقد الدرر:238 [4] مختصرا و قال:«أخرجه الحافظ نعيم بن حمّاد في الفتن و أبو نعيم الأصبهاني في صفة المهدي». و تقدّم قريب منه جدا الحديث رقم 20 و 42،فراجع.

يملك سبعا،أو تسعا» (1).

(49)و أخرج أحمد و أبو نعيم عن أبي سعيد قال:قال النّبي صلّى اللّه عليه و آله:

«لا تنقضي الدنيا حتّى يملك الأرض رجل من أهل بيتي،يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبله جورا،يملك سبع سنين» (2).

(50)و أخرج أبو نعيم و الحاكم عن أبي سعيد:أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال:

«يخرج المهدي في أمتي،يبعثه اللّه غياثا للناس،تنعم الأمّة،و تعيش الماشية، و تخرج الأرض نباتها،و يعطي المال صحاحا» (3).

(51)و أخرج أبو نعيم عن عبد الرحمن بن عوف قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«ليبعثنّ اللّه من عترتي رجلا أفرق الثنايا،أعلى الجبهة،يملأ الأرض عدلا، يفيض المال فيضا» (4).

ص:104


1- 1) .عقد الدرر:16 و [1]قال:«أخرجه الحافظ أبو نعيم في صفة المهدي»،مسند أحمد 3:28 و 70 [2] بلفظ: «ثم يخرج»مع تقديم و تأخير. و رواه الجويني بسنده عن أبي الصدّيق الناجي عن أبي سعيد في فرائد السمطين 2:322 رقم 573 [3] بلفظ: «فيخرج رجل من عترتي».
2- 2) .لم نقف عليه،لكن في عقد الدرر للسلمي:236 [4] بلفظ:«لا تنقضي الساعة»و قال:«أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في صفة المهدي».و [5]لم نجد بلفظ:«لا تنقضي الدنيا»إلاّ ما في مسند أحمد 1:377: «لا تنقضي الدنيا حتّى يملك العرب رجل من أهل بيتي،يواطئ اسمه اسمي»و تقدّم في الحديث رقم [6]10.
3- 3) .عقد الدرر:155 و 167 و [7]قال:«أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في صفة المهدي»، [8]فرائد السمطين 2:316 رقم 569 و [9]فيه:«يبعثه اللّه عيانا».
4- 4) .القطر الشهدي:48 و قال:«أخرجه الحافظ أبو نعيم»،مشارق الأنوار:112،إبراز الوهم المكنون: 572،المنار المنيف:146 رقم 335،ينابيع المودّة 3:270،و [10]فيها جميعا بلفظ:«أجلى الجبهة»و ليس «أعلى». و«أفرق الثنايا»:الثنايا:مقدّم الأسنان و أولها،و أفرق:التباعد ما بين الثنايا،و يقال:أفلج و مفلج الثنايا، أي منفرجها،و المعنى واحد.

(52)و أخرج أبو نعيم عن حذيفة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد،لبعث اللّه رجلا اسمه اسمي،و خلقه خلقي، يكنّى أبا عبد اللّه» (1).

(53)و أخرج الحارث بن أبي أسامة و أبو نعيم عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«لتملأنّ الأرض ظلما و عدوانا،ثم ليخرجنّ رجل من أهل بيتي،حتّى يملؤها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و عدوانا» (2).

(54)و أخرج الطبراني في الكبير و أبو نعيم عن ابن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«يخرج رجل من أهل بيتي،يواطئ اسمه اسمي،و خلقه خلقي،يملؤها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا» (3).

(55)و أخرج نعيم و أبو نعيم عن أبي سعيد قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

ص:105


1- 1) .المنار المنيف 146 رقم 333 و قال:«و قد تقدّم هذا المتن من حديث ابن مسعود و أبي هريرة،و هما صحيحان»،و عقد الدرر:31 و [1]قال:«أخرجه الحافظ أبو نعيم في صفة المهدي». و روي من حديث أبي الحسن الربعي المالكي أتمّ من هذا عن حذيفة أيضا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنّه قال: «لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد،لبعث اللّه فيه رجلا اسمه اسمي،و خلقه خلقي،يكنّى أبا عبد اللّه، يبايع له الناس بين الركن و المقام،و يفتح له فتوح،فلا يبقى على وجه الأرض إلاّ من يقول:لا إله إلاّ اللّه»،فقام سلمان فقال:يا رسول اللّه،من أيّ ولدك؟قال صلّى اللّه عليه و آله:«من ولد هذا ابني»و ضرب بيده على الحسين.انتهى.و هذا الحديث يدلّ على أنّ المهدي [2]عليه السّلام من ولد الحسين،و قد تقدّم الكلام عن ذلك في الحديث رقم 14،فراجع.
2- 2) .الجامع الصغير 2:266،فيض القدير 5:334 رقم 7229،ينابيع المودّة 2:100، [3]عقد الدرر:19 و [4]قال:«أخرجه الحافظ أبو نعيم في صفة المهدي». [5]
3- 3) .المعجم الكبير 10:137،صحيح ابن حبّان 15:238،السنن للداني 5:1042 رقم 556، [6]عقد الدرر: 31 و [7]قال:«أخرجه الحافظ أبو نعيم في صفة المهدي». [8]

«يكون عند انقطاع من الزمان،و ظهور من الفتن،رجل يقال له:المهدي، يكون عطاؤه هنيئا» (1).

(56)و أخرج أحمد و نعيم بن حمّاد و الحاكم و أبو نعيم عن ثوبان قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فآتوها و لو حبوا على الثلج، فإنّ فيها خليفة اللّه المهدي» (2).

ص:106


1- 1) .عقد الدرر:62 [1] قال:«أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في عواليه و في صفة المهدي»،و [2]في 167 قال:«أخرجه أبو نعيم في صفة المهدي»، [3]مصنّف ابن أبي شيبة 8:678،و الدر المنثور 6:58 و [4]كلاهما من دون لفظ«المهدي». [5]
2- 2) .الفتن لنعيم بن حمّاد:188، [6]البداية و النهاية 6:276، [7]المنار المنيف:149 رقم 340،الفتاوى الحديثية:27،عقد الدرر:125 و [8]قال:«أخرجه أبو نعيم في صفة المهدي [9]هكذا،و أخرجه الحافظ أبو عبد اللّه الحاكم في مستدركه بمعناه و صحّحه،و رواه الإمام أبو عمرو الداني في سننه و الحافظ نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن، [10]كلاهما بمعناه.و لعلّ معنى قوله صلّى اللّه عليه و آله:«فإنّ فيها خليفة اللّه المهدي» [11]أي:فيها توطئة و تمهيدا لسلطانه».انتهى كلام عقد الدرر. و في مسند أحمد 5:277،و [12]تحفة الأحوذي 6:451،و الجامع الصغير 1:100 رقم 648،و كشف الخفاء 1:90،و سبل الهدى 10:171،و [13]مشكاة المصابيح 3:172 بلفظ:«إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان فأتوها،فإنّ فيها خليفة اللّه المهدي». و يذكر أنّ هذا الحديث مع تخريج جملة من الحفّاظ له،و تصحيح الحاكم،أورده ابن الجوزي في الموضوعات،إلاّ أنّ ابن حجر تعقّبه في القول المسدّد في الذب عن مسند أحمد:42 [14] قال:«في طريق ثوبان علي بن زيد بن جدعان،و فيه ضعف،و لم يقل أحد:إنّه كان يتعمّد الكذب حتّى يحكم على حديثه بالوضع إذا انفرد،و كيف و قد توبع من طريق آخر رجاله غير رجال الأول،أخرجه عبد الرزاق و الطبراني،و أخرجه أحمد أيضا و البيهقي في الدلائل [15]من حديث أبي هريرة».انتهى. و علي بن زيد بن جدعان،قال الذهبي:«أحد علماء التابعين،روى له مسلم و الأربعة»(ميزان الاعتدال 3:127).و ذكره في الكاشف في من له رواية في الكتب الستة و قال:«هو أحد الحفّاظ،و ليس بالثبت» (الكاشف 2:40).و قال العجلي:«يكتب حديثه،و ليس بالقوي،و كان يتشيّع،و قال مرة:لا بأس به»-

(57)و أخرج أبو نعيم عن حذيفة:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول:

«ويح هذه الأمّة من ملوك جبابرة،كيف يقتلون و يخيفون المطيعين،إلاّ من أظهر طاعتهم!فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه،و يقوّمهم بقلبه 1،فإذا أراد اللّه أن يعيد الإسلام عزيزا قصم كلّ جبار عنيد،و هو القادر على ما يشاء أن يصلح أمة بعد فسادها.يا حذيفة،لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم، حتّى يملك رجل من أهل بيتي،تجري الملاحم على يديه،و يظهر الإسلام، لا يخلف وعده،و هو سريع الحساب» 2.

(58)و أخرج الحسن بن سفيان 3و أبو نعيم عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«لو لم يبق من الدنيا إلاّ ليلة،لملك فيها رجل من أهل بيتي» 4.

ص:107

(59)و أخرج الحسن بن سفيان و أبو نعيم عن ثوبان قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«تجيء الرايات السود من قبل المشرق،كأنّ قلوبهم زبر الحديد (1)،فمن سمع بهم فليأتهم فليبايعهم و لو حبوا على الثلج» (2).

(60)و أخرج أبو نعيم عن ابن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«لو لم يبق من الدنيا إلاّ ليلة لطوّل اللّه تلك الليلة،حتّى يملك رجل من أهل بيتي،يواطئ اسمه اسمي،و اسم أبيه اسم أبي،يملؤها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا،و يقسم المال بالسوية،و يجعل اللّه الغنى في قلوب هذه الأمّة، فيمكث سبعا أو تسعا،ثم لا خير في عيش الحياة بعد المهدي» 3.

(61)و أخرج ابن ماجة و أبو نعيم عن أبي هريرة عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:

«لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لطوّله اللّه،حتّى يملك رجل من أهل بيتي،يفتح القسطنطينية 4

ص:108


1- 1) .الزبرة بالضم:الق [1]طعة من الحديد الضخمة،و الجمع زبر.و هو تشب [2]يه لصلابة قلوبهم،و قوة [3]إيمانهم.
2- 2) .عقد الدرر:129 و [4]قال:«أخرجه الحافظ أبو نعيم في صفة المهدي»ين [5]ابيع المودّة 3:391 و ليس فيه: «فليبايعهم».

و جبل الديلم (1)» (2).

(62)و أخرج الطبراني في الكبير و ابن مندة و أبو نعيم و ابن عساكر عن قيس بن جابر عن أبيه عن جده:أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال:

«سيكون بعدي خلفاء،و من بعد الخلفاء أمراء،و من بعد الأمراء ملوك،و من بعد الملوك جبابرة،ثم يخرج رجل من أهل بيتي،يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،ثم يؤمر بعده القحطاني،فو الذي بعثني بالحقّ ما هو بدونه» (3).

ص:109


1- 1) .الديلم:يقال على شمال إيران إلى حدود إرمينيا،و لذا عدّت بلدة قزوين من الديلم في بعض الأخبار، كما في كنز العمال 12:294 و 295،و معجم ما استعجم 3:1072.و [1]من الديلم أيضا:طبرستان التي حكمها الإمام الناصر الملقّب بالأطروش أو صاحب الديلم و الجبل. و يقال الديلم على جبل من الناس،و لذا يجعل في قبال الأجيال الأخرى،فيقال:الروم و الفرس و العرب و الديلم و النبط.و الديلم:جبل معروف،و الديلمي:لقب لكثير من العلماء و الشعراء.أنظر لسان العرب 12:206.
2- 2) .الجامع الصغير 2:438 رقم 7491،عون المعبود 11:251،فيض القدير 5:423 رقم 7491 و قال: «رمز المصنّف لحسنه»،كنز العمال 14:267. و في سنن ابن ماجة 2:928 رقم 2779 بتقديم و تأخير:«يملك جبل الديلم و القسطنطينية». و رواه في نور الأبصار:187،و [2]الفصول المهمة:288 و [3]قال:«هذا سياق الحافظ أبو نعيم الاصبهاني و قال:هذا هو المهدي [4]بلا شك».
3- 3) .المعجم الكبير 22:375،الجامع الصغير 2:61 رقم 4768،أسد الغابة 1:260 و 5:156، [5]حديث خيثمة:202،تاريخ دمشق 14:283 و 61:195،فيض القدير 4:167 رقم 4768،عقد الدرر:19 و [6]قال:«أخرجه الحافظ أبو نعيم في فوائده،و أخرجه الطبراني في معجمه». و الحديث خرّجه الحافظ نعيم بن حمّاد في كتاب«الفتن» [7]في عدّة مواضع من دون صدر الحديث،ففي ص 67 أخرجه بلفظ:«يكون بعد الجبابرة رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا،ثم القحطاني بعده، و الذي بعثني بالحقّ ما هو دونه» و في ص 238 بلفظ:«يكون من أهل بيتي رجل يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،ثم من بعده القحطاني،و الذي بعثني بالحقّ ما هو دونه».-

(63)و أخرج أبو نعيم عن أبي سعيد قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«منّا الذي يصلّي عيسى بن مريم خلفه» (1).

(64)و أخرج أبو نعيم عن جابر قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«ينزل عيسى بن مريم عليه السّلام،فيقول أميرهم المهدي:تعال صلّ بنا،فيقول:ألا

ص:110


1- 1) .المنار المنيف:147 رقم 337 و قال:«في صحيح ابن حبّان من حديث عطية بن عامر نحوه».الجامع الصغير 2:546 رقم 8262،فيض القدير 6:23 و قال:«فأعظم به فضلا و شرفا لهذه الأمّة».عقد الدرر: 25 و 157 و 230 و قال في الجميع:«أخرجه أبو نعيم في مناقب المهدي». و في الفتاوي الحديثية:29 بلفظ:«منّا المهدي،يصلّي عيسى بن مريم خلفه».

و إنّ بعضكم على بعض أمراء،تكرمة اللّه لهذه الأمّة» (1).

(65)و أخرج أبو نعيم عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«لن تهلك أمة أنا أولها،و عيسى بن مريم في آخرها،و المهدي في وسطها» (2).

(66)و أخرج(ك)ابن أبي شيبة عن أبي سعيد عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:

«يخرج في آخر الزمان خليفة،يعطي الحقّ بغير عدد» (3).

(67)و أخرج(ك)ابن أبي شيبة عن أبي سعيد قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع من الزمان،و ظهور من الفتن،يكون عطاؤه حثيا» (4).

(68)و أخرج(ك)الحاكم عن أبي هريرة:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«يخرج رجل يقال له:السفياني في عمق دمشق و عامة من يتبعه من كلب،

ص:111


1- 1) .صحيح مسلم 1:137 رقم 156،مسند أحمد 3:384، [1]عون المعبود 11:309،الديباج 1:179، عقد الدرر:229 [2] قال:«أخرجه الإمام مسلم في صحيحه»،المنار المنيف:137 رقم 328 بلفظ: «بعضهم أمير بعض»و قال:«هذا إسناد جيد».كنز العمال 14:334 بلفظ:«إنّ بعضكم على بعض أمير». ينابيع المودّة 3:343 [3] بلفظ:«بعضكم أئمة على بعض»و قال:«هذا حديث حسن صحيح،أخرجه مسلم في صحيحه». و في الجميع في أوله:«لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحقّ ظاهرين إلى يوم القيامة،فينزل عيسى.....»،و سيأتي هذا المعنى-اقتداء عيسى بالمهدي-في الأحاديث رقم 70 و 71 أيضا.
2- 2) .الجامع الصغير 2:423 رقم 7384،المنار المنيف:152 رقم 345،الإذاعة:130،فيض القدير 5:383،ينابيع المودّة 2:100 و [4]قال:«لأبي نعيم في أخبار المهدي عن ابن عباس»،عقد الدرر:146 و [5]قال:«أخرجه أحمد في مسنده و أبو نعيم في عواليه»،و أخرجه في ص 148 بلفظ:«لن تهلك أمة أنا أولها،و مهديها وسطها،و المسيح بن مريم آخرها»و قال:«أخرجه النسائي في سننه».
3- 3) .مصنّف ابن أبي شيبة 8:678، [6]إبراز الوهم المكنون:581.
4- 4) .مصنّف ابن أبي شيبة 8:678،الدرّ المنثور 6:58، [7]الفتن لابن حمّاد:248. [8]

فيقتل حتّى يبقر بطون النساء،و يقتل الصبيان فتجمع لهم قيس فيقتلها،حتّى لا يمنع ذنب تلعة (1)،و يخرج رجل من أهل بيتي في الحرة،فيبلغ السفياني فيبعث إليه جندا من جنده فيهزمهم،فيسير إليه السفياني بمن معه،حتّى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم،فلا ينجو منهم إلاّ المخبر عنهم» (2).

(69)و أخرج(ك)الحاكم عن أبي سعيد قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم،حتّى تضيق الأرض عنهم،فيبعث اللّه عز و جل رجلا من عترتي،فيملأ الأرض قسطا و عدلا،كما ملئت ظلما و جورا،يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض،لا تدخر الأرض

ص:112


1- 1) .التلعة:مفرد تلاع،و هي مسائل الماء و مجراه من أعلى الوادي إلى بطون الأرض.و الذنب:هو مسيل الماء بين التلعتين و يقال لها أيضا:مذانب و أذناب و ذنب التلعة،و في المثل:فلان لا يمنع ذنب التلعة، لضعفه و ذلّه و قلّة منعته،و هو مثل يضرب للذليل الحقير الضعيف.أنظر لسان العرب 8:36، [1]تاج العروس 5:291، [2]النهاية في غريب الحديث 2:170. [3]
2- 2) .مستدرك الحاكم 4:520 و قال:«هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين و لم يخرّجاه»،سبل الهدى 10:194، [4]الدرّ المنثور 5:241. و السفياني:هو عثمان بن عنبسة،أو معاوية بن عنبسة،من ولد أبي سفيان(فيض القدير 4:168)، و قال البرزنجي:«إنّه من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان،أخو معاوية»(الإشاعة:92) و قال ابن حجر:«السفياني من ذرّية أبي سفيان»(الفتاوى الحديثية:30)،و في عقد الدرر:116 [5] قال: «خروج السفياني ابن آكلة الأكباد».و قال عمر بن الوردي:«إنّه من ولد يزيد بن معاوية»(خريدة العجائب:196) [6] فالكلّ متّفق على أنّه من بني أمية،و قد ذكر بعض أوصافه عمر بن الوردي قال:«إنّه من ولد يزيد بن معاوية،بوجهه آثار الجدري،و بعينه نكتة بيضاء،يخرج من ناحية دمشق،و يبعث خيله و سراياه في البرّ و البحر،فيبقرون بطون الحبالى،و ينشرون الناس بالمناشير،و يحرقون،و يطبخون الناس بالقدور، و يبعث جيشه إلى المدينة فيقتلون و يأسرون و يحرقون،ثم ينبشون عن قبر النّبي صلّى اللّه عليه و آله و قبر فاطمة رضي اللّه عنها،ثمّ يقتلون كلّ من كان اسمه محمّد و فاطمة و يصلبونهم على باب المسجد، [7]فعند ذلك يشتدّ عليهم غضب الجبّار فيخسف بهم الأرض...»إلى آخر كلامه(خريدة العجائب:198). [8]

شيئا من بذرها إلاّ أخرجته،و لا السماء شيئا من قطرها إلاّ صبّته،يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسعا» (1).

(70)و أخرج ابن ماجة و الروياني و ابن خزيمة و أبو عوانة و الحاكم و أبو نعيم و اللفظ له عن أبي أمامة قال:خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و ذكر الدجّال و قال:

«فتنفي المدينة الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد،و يدعى ذلك اليوم يوم الخلاص».

فقالت أم شريك:فأين العرب يا رسول اللّه يومئذ؟

قال:«هم يومئذ قليل،و جلّهم ببيت المقدس،و إمامهم المهدي رجل صالح، فبينما إمامهم قد تقدّم يصلّي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى بن مريم،فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى ليتقدّم عيسى فيضع عيسى يده بين كتفيه،ثمّ يقول له:تقدّم فصلّ،فإنّها لك أقيمت،فيصلّي بهم إمامهم» (2).

(71)و أخرج(ك)ابن أبي شيبة في المصنّف عن ابن سيرين قال:

«المهدي من هذه الأمّة،و هو الذي يؤمّ عيسى بن مريم عليهما السلام» (3).

ص:113


1- 1) .مستدرك الحاكم 4:465 و قال:«حديث صحيح الإسناد،و لم يخرّجاه»،و زاد في آخره:«تتمنّى الأحياء الأموات ممّا صنع اللّه عزّ و جلّ بأهل الأرض من خيره»،عقد الدرر:43 و 141، [1]مشارق الأنوار:112 و قال:«أخرجه الحاكم و صحّحه»،الدرّ المنثور 6:58 و [2]قال:«أخرجه الترمذي و نعيم بن حمّاد عن أبي هريرة،و ليس فيه الزيادة التي عند الحاكم».
2- 2) .سنن ابن ماجة 2:1361 رقم 4077،عون المعبود 11:302،القطر الشهدي:72،الفتن لابن حمّاد: 346، [3]تاريخ دمشق 2:225،الفصول المهمة:285 و [4]قال:«هذا حديث صحيح ثابت و هذا مختصره». و الحديث في المتن هو طرف من حديث طويل أخرجه ابن ماجة في السنن كاملا 2:1359-1362 رقم 4077.
3- 3) .مصنّف ابن أبي شيبة 8:679،الفتن لابن حمّاد:230.و [5]الظاهر أنّ فعل عيسى عليه السّلام هو لإظهار اتّباعه لشريعة النّبي محمد صلّى اللّه عليه و آله و لخليفته المهدي عليه السّلام.فهو حين ينزل في آخر الزمان لا يكون صاحب-

(72)و أخرج(ك)ابن أبي شيبة عن مجاهد قال:حدّثني فلان،رجل من أصحاب النّبي صلّى اللّه عليه و آله:

«أنّ المهدي لا يخرج حتّى تقتل النفس الزكية،فإذا قتلت النفس الزكية غضب عليهم من في السماء،و من في الأرض،فأتى الناس المهدي فزفّوه كما تزفّ العروس إلى زوجها ليلة عرسها،و هو يملأ الأرض قسطا و عدلا،و تخرج الأرض نباتها،و تمطر السماء مطرها،و تنعم أمتي ولايته نعمة لم تنعمها قطّ» (1).

(73)و أخرج(ك)ابن أبي شيبة عن أبي الجلد قال:

«تكون فتنة بعدها فتنة،الأولى في الآخرة كثمرة السوط يتبعها ذباب السيف (2)،

ص:114


1- 1) .مصنّف ابن أبي شيبة 8:679،الدرّ المنثور 6:58،إبراز الوهم المكنون:573،و في الإ [1]شاعة:114 أخرجه من قوله:«فإذا قتلت النفس الز [2]كية......»و قال:«النفس الزكية هذا غير النفس الزكية الذي قتل في زمن المنصور العباسي،قتله موسى بن عيسى عم المنصور،و هو محمّد النفس الزكية ابن عبد اللّه المحض ابن الحسن المثنّى ابن الحسن السبط ابن علي بن أبي طالب،قتل بالمدينة،و قتل أخوه إبراهيم بالعراق،و مات أبوهما في الحبس».
2- 2) .ذباب السيف:رأسه و طرفه.و ثمرة السوط:طرف السوط أو العقدة في طرفه(العين 8:178،الفائق في غريب الحديث 1:153) و يريد:أنّ الفتنة الأولى أضعف و ألين من الثانية،و المراد:شدّة الفتن.

ثم يكون بعد ذلك فتنة تستحلّ فيها المحارم كلّها،ثم تأتي خلافة خير أهل الأرض،و هو قاعد في بيته» (1).

(74)و أخرج(ك)نعيم بن حمّاد،و أبو الحسن الحربي في الأول من الحربيات، عن علي بن عبد اللّه بن عباس قال:

«لا يخرج المهدي حتّى تطلع مع الشمس آية» (2).

(75)و أخرج(ك)الدارقطني في سننه عن محمّد بن علي قال:

«إنّ لمهدينا آيتين لم تكونا منذ خلق اللّه السماوات و الأرض:ينكسف القمر لأول ليلة من رمضان،و تنكسف الشمس في النصف منه،و لم يكونا منذ خلق اللّه السماوات و الأرض» (3).

(76)و أخرج(ك)نعيم بن حمّاد و عمر بن شبّة عن عبد اللّه بن عمرو قال:

«إذا خسف بالجيش بالبيداء فهو علامة خروج المهدي» (4).

(77)و أخرج(ك)نعيم بن حمّاد و ابن عساكر و تمام في فوائده عن عبد اللّه بن عمرو قال:

«يخرج رجل من ولد حسن،من قبل المشرق،لو استقبل به الجبال لهدّها

ص:115


1- 1) .مصنّف ابن أبي شيبة 8:702،الدرّ المنثور 6:56. [1]
2- 2) .مصنّف عبد الرزاق 11:373 رقم 20775،الإشاعة:116.و في الفتن لابن حمّاد:205 [2] بلفظ: «لا يخرج المهدي حتّى تطلع الشمس آية».
3- 3) .سنن الدارقطني 2:51،كشف الخفاء 2:289،الفتاوى الحديثية لابن حجر:30،القطر الشهدي:63 و فيه:و نظمها الحلواني في العطر الوردي قال: و لنصف من شهر صوم ترى الشمس بوصف الكسوف حقا تحول الإشاعة:91 و 116 و قال:«عن الإمام محمّد بن علي الباقر».
4- 4) .تاريخ المدينة 1:310،و في الفتن لابن حمّاد:202 [3] بلفظ:«علامة خروج المهدي خسف يكون بالبيداء بجيش،فهو علامة خروجه».

و اتّخذ فيها طرقا» (1).

(78)و أخرج أبو نعيم عن أبي أمامة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«بينكم و بين الروم أربع هدن،يوم الرابعة على يدي رجل من أهل هرقل، يدوم سبع سنين»

فقال له رجل:يا رسول اللّه،من إمام الناس يومئذ؟

قال:«المهدي من ولدي،ابن أربعين سنة،كأنّ وجهه كوكب درّي،في خدّه الأيمن خال أسود،عليه عباءتان قطوانيتان (2)،كأنّه من رجال بني إسرائيل (3)، يستخرج الكنوز،و يفتح مدائن الشرك» (4).

(79)و أخرج(ك)نعيم بن حمّاد و الحاكم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«في ذي القعدة تجاذب القبائل،و عامئذ ينهب الحاجّ،فتكون ملحمة بمنى، حتّى يهرب صاحبهم فيبايع بين الركن و المقام و هو كاره،يبايعه مثل عدّة أهل بدر،يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض» (5).

ص:116


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:229 و 230 [1] بلفظ«رجل من ولد الحسين»،عقد الدرر:127 [2] بلفظ«رجل من ولد الحسين»و قال:«أخرجه أبو القاسم الطبراني في معجمه و الحافظ نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن». و قد تقدّم في الحديث رقم 14 الكلام عن أنّ المهدي [3]عليه السّلام هو من ولد الحسين.
2- 2) .قطوانيتان:منسوبة إلى قطوان،موضع بالكوفة،تنسب إليه الأكسية،و هي عباءة بيضاء قصيرة الخمل.
3- 3) .سيأتي في الحديث رقم 81:أنّ المراد من قوله:جسمه كجسم إسرائيل،أي من حيث المظهر و القوة و الشدة،و إسرائيل هو نبي اللّه يعقوب عليه السّلام.
4- 4) .عقد الدرر:36 و [4]قال:«أخرجه الحافظ أبو نعيم في صفة المهدي»، [5]المعجم الكبير 8:101،أسد الغابة 4:353. [6]
5- 5) .الدر المنثور 5:241 و [7]في الفتن لابن حمّاد:211 [8] بلفظ:«في ذي القعدة تحازب القبائل،و عامئذ ينتهب الحاج،فتكون ملحمة بمنى،فيكثر فيها القتلى،و تسفك فيها الدماء حتّى تسيل دماؤهم على عقبة

(80)و أخرج الروياني في مسنده و أبو نعيم عن حذيفة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«المهدي رجل من ولدي،وجهه كالكوكب الدرّي» 1.

(81)و أخرج الروياني في مسنده و أبو نعيم عن حذيفة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«المهدي رجل من ولدي،لونه لون عربي،و جسمه جسم إسرائيلي،على خدّه الأيمن خال كأنّه كوكب درّي،يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،يرضى في خلافته أهل الأرض و أهل السماء،و الطير في الجوّ» 2.

(82)و أخرج(ك)ابن جرير في تهذيب الآثار و فيه:

«و وليكم الجابر خير أمة محمّد،الحقوه بمكّة فإنّه المهدي،و اسمه محمّد بن عبد اللّه،يخرج إليه الأبدال من الشام و عصب أهل المشرق،كأنّ قلوبهم زبر الحديد،رهبان بالليل ليوث بالنهار» 3.

(83)و أخرج أبو نعيم و أبو بكر بن المقري في معجمه عن ابن عمرو قال:

ص:117

قال النّبي صلّى اللّه عليه و آله:

«يخرج المهدي من قرية يقال لها:كرعة» (1).

(84)و أخرج أبو نعيم عن الحسين:أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال لفاطمة:

«المهدي من ولدك» (2).

(85)و أخرج(ك)ابن عساكر عن الحسين:أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال:

«أبشري يا فاطمة المهدي منك» (3).

(86)و أخرج الطبراني في الكبير و أبو نعيم عن علي الهلالي:أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال لفاطمة:

«و الذي بعثني بالحقّ إنّ منهما-يعني من الحسن و الحسين-مهدي هذه الأمّة،إذا صارت الدنيا هرجا و مرجا،و تظاهرت الفتن،و تقطّعت السبل،و أغار بعضهم على بعض،فلا كبير يرحم صغيرا،و لا صغير يوقّر كبيرا،بعث اللّه عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة و قلوبا غلفا،يقوم بالدين في آخر الزمان،كما قمت في أول الزمان،و يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا» (4).

ص:118


1- 1) .الفتاوي الحديثية:29 إبراز الوهم المكنون:576،معجم البلدان 4:452،و [1]في ميزان الاعتدال 2: 680،بلفظ:«يخرج المهدي [2]من قرية باليمن يقال لها:كرعة»،ينابيع المودّة 3:299 [3] بلفظ:«يخرج المهدي [4]من قرية يقال لها:كرعة و على رأس المهدي [5]ملك ينادي:ألا إنّ هذا المهدي [6]فاتّبعوه»و قال:«هذا حديث حسن رواه أبو نعيم و الطبراني و غيرهما».و في 3:267 قال:«قال شهاب الدين في كتاب المعتمد:لم تكن في اليمن قرية بهذا الاسم.و في الفصول المهمة:285 و [7]غالية المواعظ للآلوسي:78 بلفظ:«من قرية يقال لها:كريمة». و المشهور الذي دلّت عليه الروايات الصحيحة أنّه عليه السّلام يخرج بمكة من المسجد الحرام.
2- 2) .عقد الدرر:21 و [8]قال:«أخرجه الحافظ أبو نعيم في صفة المهدي»،ينابيع المودّة 2:210. [9]
3- 3) .تاريخ دمشق 19:475،سبل الهدى 10:173، [10]الإذاعة:130،مشارق الأنوار:112.
4- 4) .المعجم الكبير 3:58،المعجم الأوسط 6:328،تاريخ دمشق 42:130،عقد الدرر:217 و [11]قال:-

(87)و أخرج(ك)الطبراني عن عوف بن مالك:أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:

«تجيء فتنة غبراء مظلمة،ثمّ يتبع الفتن بعضها بعضا،حتّى يخرج رجل من أهل بيتي،يقال له:المهدي،فإن أدركته فاتّبعه و كن من المهتدين» (1).

(88)و أخرج(ك)الخطيب في المتّفق و المفترق عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«يخلين الروم على و آل من عترتي،اسمه يواطئ اسمي،فيقتتلون بمكان يقال له:العماق (2)،فيقتلون فيقتل من المسلمين الثلث أو نحو ذلك،ثم يقتتلون يوما آخر،فيقتل من المسلمين نحو ذلك،ثم يقتتلون اليوم الثالث فيكون على الروم، فلا يزالون حتّى يفتتحوا القسطنطينية،فبينما هم يقتسمون فيها بالأترسة إذ أتاهم صارخ:إنّ الدجّال قد خلفكم في ذراريكم» (3).

(89)و أخرج(ك)ابن سعد و ابن أبي شيبة عن عبد اللّه بن عمرو أنّه قال:

«يا أهل الكوفة،أنتم أسعد الناس بالمهدي» (4).

(90)و أخرج(ك)نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن بسند صحيح على شرط مسلم

ص:119


1- 1) .المعجم الكبير 18:51،القطر الشهدي:59،كنز العمال 11:184.و المذكور طرف من حديث طويل رواه الطبراني بتمامه.
2- 2) .قال البرزنجي:«العماق و دابق موضعان قرب حلب و أنطاكية،و في القاموس:العمق كورة بنواحي حلب،و الأعماق موضع بين حلب و انطاكية،مصبّ مياه كثيرة لا يجفّ إلاّ صيفا»(الإشاعة:99)و قال العلاّمة البلبيسي:«الأعماق بفتح الهمزة موضع قرب حلب»(القطر الشهدي:71).
3- 3) .الفتاوي الحديثية:29،كنز العمال 14:585،و كلاهما بلفظ:«يحبس الروم على وال من عترتي....»، الإذاعة:131 بلفظ:«يخيس الروم على وال من عترتي...».
4- 4) .مصنّف ابن أبي شيبة 7:554 و 8:678،طبقات ابن سعد 6:10 بلفظ:«إنّ أسعد الناس بالمهدي أهل الكوفة».

عن علي قال:

«الفتن أربع:فتنة السرّاء،و فتنة الضرّاء،و فتنة كذا-فذكر معدن الذهب-ثم يخرج رجل من عترة النّبي صلّى اللّه عليه و آله،يصلح اللّه على يديه أمرهم» (1).

(91)و أخرج(ك)نعيم بن حمّاد عن ابن أرطاة قال:

«يدخل السفياني الكوفة فيستلّها ثلاثة أيام،و يقتل من أهلها ستين ألفا،ثم يمكث فيها ثمان عشرة ليلة يقسم أموالها،و دخول الكوفة بعد ما يقاتل الترك و الروم بقدفنسيا (2)،ثم يبعث عليهم خلفهم فتن،فترجع طائفة منهم إلى خراسان، فيقتل السفياني و يهدم الحصون حتّى يدخل الكوفة،و يطلب أهل خراسان،و يظهر بخراسان قوم تذعن إلى المهدي،ثم يبعث السفياني إلى المدينة،فيأخذ قوما من آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله حتّى يؤدّيهم الكوفة،ثم يخرج المهدي و منصور هاربين،و يبعث السفياني في طلبهما،فإذا بلغ المهدي و منصور الكوفة نزل جيش السفياني إليهما فيخسف بهم،ثم يخرج المهدي حتّى يمرّ بالمدينة،فيستنقذ من كان فيها من بني هاشم،و تقبل الرايات السود حتّى تنزل على الماء،فيبلغ من بالكوفة من أصحاب السفياني نزولهم،فيهربون،ثم ينزل الكوفة حتّى يستنقذ من فيها من بني هاشم،

ص:120


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:30، [1]عقد الدرر:57 و [2]قال:«أخرجه الحافظ أبو عبد اللّه نعيم بن حمّاد في كتاب «الفتن»، [3]الإشاعة:115. و السرّاء:النعماء التي تسرّ الناس من الصحّة و الرخاء و العافية من البلاء و الوباء،و أضيفت الفتنة [4]إلى السرّاء لأنّ السبب في وقوعها ارتكاب المعاصي بسبب كثرة التنعّم أو لأنّها تسرّ العدو(عون المعبود 11:308).
2- 2) .في الفتن لابن حمّاد:187« [5]بقرقيسيا».قال الحموي:قرقيسيا معرب كركيسيا،و هو مأخوذ من كركيس،و هو اسم لإرسال الخيل المسمّى بالعربية الحلبة،و هي قرب هيت على نهر الخابور،فهي في مثلث بين الخابور و الفرات(معجم البلدان 4:328). و قال السمعاني:«هي بلدة بالجزيرة،على ستة فراسخ من رحبة مالك بن طوق،قريبة من الرقة» (الأنساب 4:476). [6]

ثم يخرج قوم من سواد الكوفة يقال لهم:العصب (1)،ليس معهم سلاح إلاّ قليل، و فيهم بعض أهل البصرة،قد تركوا أصحاب السفياني،فيستنقذون ما في أيديهم من سبي الكوفة،و تبعث الرايات السود بالبيعة إلى المهدي» (2).

(92)و أخرج(ك)نعيم بن حمّاد عن محمد بن الحنفية قال:

«تخرج رايات سود لبني العباس،ثم تخرج من خراسان أخرى سود،قلانسهم سود،و ثيابهم بيض،على مقدّمتهم رجل يقال له:شعيب بن صالح من تميم، يهزمون أصحاب السفياني،حتّى ينزل بيت المقدس،و يوطئ للمهدي سلطانه، و يمدّ إليه ثلاثمائة من الشام،يكون بين خروجه و بين أن يسلّم الأمر للمهدي اثنان و سبعون شهرا» (3).

(93)و أخرج(ك)نعيم بن حمّاد عن الحسن قال:

«يخرج بالريّ رجل ربعة أسمر من بني تميم،محروم كوسج (4)،يقال له:شعيب ابن صالح،في أربعة آلاف،ثيابهم بيض،و راياتهم سود،يكون على مقدّمة المهدي،لا يلقاه أحد إلاّ فلّه» (5).

ص:121


1- 1) .العصب:جمع عصبة:و العصبة من الرجال عشرة،و قيل لإخوة يوسف:عصبة وَ نَحْنُ عُصْبَةٌ لأنّهم كانوا عشرة،و يقال أيضا لما بين العشرة إلى الأربعين من الرجال،و للجماعة من الفرسان.
2- 2) .الفتن لابن حمّاد:187 و [1]فيه:«فيسبيها»بدل«فيستلّها».
3- 3) .الفتن لابن حمّاد:188، [2]الفتاوى الحديثية:31،عقد الدرر:126 [3] مختصرا،و قال:«أخرجه أبو عمر و الداني في سننه».
4- 4) .الكوسج:هو الرجل الذي تكون لحيته في الذقن دون العارضين.و يقال أيضا للناقص الأسنان،قاله الأصمعي(تاج العروس 2:91).
5- 5) .الفتن لابن حمّاد:188، [4]عقد الدرر:130 و [5]قال:«أخرجه الحافظ نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن»، [6]الفتاوي الحديثية:30 بلفظ:«مجذوم كوسج». و الريّ:على ما يظهر من كلام الحموي في عدّة مواضع من معجمه:أنّها ولاية كبيرة،حدودها مازندران شمالا،و أصفهان و كاشان جنوبا،و دامغان شرقا،و همدان غربا.

(94)و أخرج(ك)نعيم عن علي قال:

«لا يخرج المهدي حتّى يقتل ثلث،و يموت ثلث،و يبقى ثلث» (1).

(95)و أخرج(ك)نعيم عن علي قال:

«لا يخرج المهدي حتّى يبصق بعضكم في وجه بعض» (2).

(96)و أخرج(ك)نعيم عن عمرو بن العاص قال:

«علامة خروج المهدي:إذا خسف بجيش بالبيداء،فهو علامة خروج المهدي» (3).

(97)و أخرج(ك)نعيم عن أبي قبيل قال:

«اجتماع الناس على المهدي سنة أربع و مائتين» (4).

(98)و أخرج(ك)نعيم عن عمّار بن ياسر قال:

«علامة المهدي:إذا انساب عليكم الترك،و مات خليفتكم الذي يجمع الأموال، و يستخلف بعده رجل ضعيف،فيخلع بعد سنتين من بيعته،و يخسف بغربي مسجد دمشق،و خروج ثلاثة نفر بالشام،و خروج أهل المغرب إلى مصر،و تلك أمارة السفياني» (5).

(99)و أخرج(ك)نعيم عن علي قال:

«إذا نادى مناد من السماء:أنّ الحقّ في آل محمّد،فعند ذلك يظهر المهدي

ص:122


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:206، [1]كنز العمال 14:587،إبراز الوهم المكنون:578.
2- 2) .الفتن لابن حمّاد:206، [2]إبراز الوهم المكنون:578 و قال:«رواه نعيم بن حمّاد».
3- 3) .الفتن لابن حمّاد:206،و [3]في ص 203 بلفظ:«علامة خروج المهدي [4]خسف يكون بالبيداء بجيش،فهو علامة خروج المهدي». و تقدّم قريب منه برقم 76 عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص.
4- 4) .الفتن لابن حمّاد:206، [5]قال ابن لهيعة:«بحساب العجم لا بحساب العرب».و كلاهما باطل كما هو واضح.
5- 5) .الفتن لابن حمّاد:206، [6]عقد الدرر:52 [7] مثله.و في سنن الداني 4:936 رقم 497 [8] بتفاوت و تفصيل.

على أفواه الناس،و يشربون حبّه،و لا يكون لهم ذكر غيره» (1).

(100)و أخرج(ك)نعيم بن حمّاد عن عمّار بن ياسر قال:

«المهدي على أوّله شعيب بن صالح» (2).

(101)و أخرج(ك)نعيم بن حمّاد عن أبي جعفر قال:

«يخرج شاب من بني هاشم،بكفّه اليمين خال،من خراسان برايات سود،بين يديه شعيب بن صالح،يقاتل أصحاب السفياني فيهزمهم» (3).

(102)و أخرج(ك)أيضا عن كعب بن علقمة قال:

«يخرج على لواء المهدي غلام حدث السنّ،خفيف اللحية،أصفر،لو قاتل الجبال لهدّها،حتّى ينزل إيلياء» (4).

(103)و أخرج(ك)أيضا عن كعب قال:

«إذا ملك رجل الشام،و آخر مصر،فاقتتل الشامي و المصري،و سبى أهل الشام قبائل من مصر،و أقبل رجل من المشرق برايات سود صغار قتل صاحب الشام،فهو الذي يؤدّي الطاعة إلى المهدي» (5).

ص:123


1- 1) .الفتاوى الحديثية:29،عقد الدرر:52 و [1]قال:«أخرجه الإمام أبو الحسين ابن المنادي في كتاب الملاحم،و [2]الحافظ نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن»، [3]إبراز الوهم المكنون:578 و قال:«رواه نعيم و ابن المنادي». و جدير ذكره أنّ هذا الحديث غير موجود في النسخة التي اعتمدناها من كتاب«الفتن» [4]لابن حمّاد طبعة دار الفكر بتحقيق سهيل زكّار،لكنّه موجود في 1:334 برقم 965 من طبعة مكتبة التوحيد القاهرة، بتحقيق سمير أمين الزهيري،سنة الطبع 1412 ه.
2- 2) .الفتن لابن حمّاد:189 [5] بلفظ:«المهدي على لوائه شعيب بن صالح».
3- 3) .الفتن لابن حمّاد:189، [6]عقد الدرر:128. [7]
4- 4) .الفتن لابن حمّاد:189 و 226 و [8]فيه:«حديث السنّ»بدل«حدث السنّ».
5- 5) .الفتن لابن حمّاد:189 و [9]فيه:«قبل صاحب الشام»بدل«قتل صاحب الشام»،الفتاوى الحديثية: 31.

(104)و أخرج(ك)أيضا عن أبي قبيل:

«يكون بإفريقية أمير اثنتي عشرة سنة،و يكون بعده فتنة،ثمّ يملك رجل أسمر،يملؤها عدلا،ثمّ يسير إلى المهدي،فيؤدّي إليه الطاعة و يقاتل عنه» (1).

(105)و أخرج(ك)أيضا عن الحسن:

«أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ذكر«فلا» (2)يلقاه أهل بيته،حتّى يبعث اللّه راية من المشرق سوداء،من نصرها نصره اللّه،و من خذلها خذله اللّه،حتّى يأتوا رجلا اسمه كاسمي فيولّونه أمرهم،فيؤيّده اللّه و ينصره» (3).

(106)و أخرج(ك)أيضا عن سعيد بن المسيب قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«تخرج من المشرق رايات سود لبني العباس،ثم يمكثون ما شاء اللّه،ثم تخرج رايات سود صغار تقاتل رجلا من ولد أبي سفيان و أصحابه،من قبل المشرق،يؤدّون الطاعة للمهدي» (4).

(107)و أخرج(ك)أيضا عن علي قال:

«تخرج رايات سود تقاتل السفياني،فيهم شاب من بني هاشم،في كفّه اليسرى خال،و على مقدّمته رجل من تميم،يدعى شعيب بن صالح،فيهزم أصحابه» (5).

(108)و أخرج(ك)أيضا عن عمّار بن ياسر قال:

ص:124


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:189. [1]
2- 2) .في الفتن لابن حمّاد:189،و [2]عقد الدرر:130:« [3]بلاء».
3- 3) .الفتن لابن حمّاد:189 و [4]فيه:«فيولّيه أمرهم»بدل«فيولّونه أمرهم»،عقد الدرر:130،و [5]قال:«أخرجه الحافظ نعيم بن حمّاد».
4- 4) .الفتن لابن حمّاد:190، [6]عقد الدرر:126 و [7]قال:«أخرجه الحافظ نعيم بن حمّاد»و فيه:«يكون ما شاء اللّه»بدل«يمكثون ما شاء اللّه».
5- 5) .الفتن لابن حمّاد:190 و [8]فيه:«في كتفه»بدل«في كفّه»،الفتاوى الحديثية:29.

«إذا بلغ السفياني الكوفة و قتل أعوان آل محمد،خرج المهدي،على لوائه شعيب بن صالح» (1).

(109)و أخرج(ك)أيضا عن أبي جعفر قال:

«تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان الكوفة،فإذا ظهر المهدي بمكّة بعث إليه بالبيعة» (2).

(110)و أخرج(ك)أيضا عن كعب قال:

«إذا دارت رحى بني العباس،و ربط أصحاب الرايات خيولهم بزيتون الشام، يهلك اللّه لهم الأصهب،و يقتله و عامة أهل بيته على أيديهم،حتّى لا يبقى امرؤ منهم إلاّ هارب أو مختف،و تسقط الشعبتان:بنو جعفر و بنو العباس،و يجلس ابن آكلة الأكباد على منبر دمشق،و يخرج البرير إلى سرة الشام،فهو علامة خروج المهدي» (3).

(111)و أخرج(ك)أيضا عن علي بن أبي طالب قال:

«إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة بعث في طلب أهل خراسان،و يخرج أهل خراسان في طلب المهدي،فيلتقي هو و الهاشمي برايات سود،على مقدّمته شعيب بن صالح،فيلتقي هو و السفياني بباب اصطخر (4)،فيكون بينهم ملحمة عظيمة،فتظهر الرايات السود،و تهرب خيل السفياني،فعند ذلك يتمنّى الناس

ص:125


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:190. [1]
2- 2) .الفتن لابن حمّاد:190 و 198، [2]عقد الدرر:129 و [3]قال:«أخرجه الحافظ نعيم بن حمّاد».
3- 3) .الفتن لابن حمّاد:190 و [4]فيه:«السعفتان»بدل«الشعبتان».
4- 4) .اصطخر:بالكسر و سكون الخاء،من حصون فارس و مدنها،بينها و بين شيراز اثنا عشر فرسخا،و كانت مسكن ملوك فارس قبل الإسلام،خرج منها علماء كثير،منهم:أبو سعيد الحسن الاصطخري أحد أئمة الشافعية المتوفّى سنة 328 ه.(معجم البلدان 1:211 [5] بتصرف).

المهدي و يطلبونه» (1).

(112)و أخرج(ك)أيضا عن أبي جعفر قال:

«بعث السفياني جنوده في الآفاق بعد دخوله الكوفة و بغداد،فيبلغه فزعه من وراء النهر من أرض خراسان،عليهم رجل من بني أمية،فيكون لهم وقعة بتونس (2)،و وقعة بدولاب الريّ (3)،و وقعة بتخوم زريح (4)،فعند ذلك تقبل الرايات السود من خراسان،على جميع الناس شاب من بني هاشم،بكفّه اليمنى خال،سهّل اللّه أمره و طريقه،ثم تكون لهم وقعة بتخوم خراسان،و يسير الهاشمي في طريق الريّ،فيبرح رجل من بني تميم من الموالي يقال له:شعيب ابن صالح إلى اصطخر،إلى الأموي،فيلتقي هو و المهدي و الهاشمي ببيضاء اصطخر،فتكون بينهما ملحمة عظيمة،حتّى تطأ الخيل الدماء إلى أرساغها،ثم يأتيه جنود من سجستان عظيمة،عليهم رجل من بني عدي،فيظهر اللّه أنصاره و جنوده،ثم تكون واقعة بالمدائن (5)،بعد وقعة الريّ،و في عاقرقوفا (6)،وقعة

ص:126


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:192 و 197، [1]الفتاوى الحديثية:29،عقد الدرر:127 [2] بلفظ مقارب.
2- 2) .في الفتن لابن حمّاد:192« [3]قومس»بدل«تونس».و قومس:كورة كبيرة تشمل عدّة مدن،و هي في ذيل جبال طبرستان،و من مدنها المشهورة:دامغان،و هي بين الري و نيسابور،و من مدنها بسطام (معجم البلدان 4:414). [4]
3- 3) .دولاب الريّ:قرية بالقرب من الريّ،خرج منها جماعة من المشاهير،منهم:قاسم الرازي،و يقال له: قاسم الدولابي(الأنساب 2:510). [5]
4- 4) .في الفتن لابن حمّاد:192« [6]تخوم زرنج»بدل«تخوم زريح».و زرنج:مدينة بسجستان(معجم البلدان 3:138).
5- 5) .المدائن:مدينة صغيرة معروفة في العراق قرب بغداد،بها قبور بعض الصحابة،كسلمان الفارسي المحمدي و جابر بن عبد اللّه الانصاري و حذيفة بن اليمان رضوان اللّه تعالى عليهم.
6- 6) .عاقرقوفا:مركّب من عاقر وقوفا،أمّا الأول:فهو الرملة العظيمة التي لا تنبت شيئا،و القوف:الاتّباع، يقال:قاف أثره،أي اتّبعه،و هي تل عظيم قرب بغداد يرى من بعد(معجم البلدان 4:68). [7]

صلمية (1)،يخبر عنها كلّ ناج،ثمّ يكون بعدها ذبح عظيم ببابل،و وقعة في أرض من أرض نصيبين (2)،ثم يخرج على الأحوص قوم من سوادهم و هم العصب،عامتهم من الكوفة و البصرة،حتّى يستنقذوا ما في يديه من سبي كوفان» (3).

(113)و أخرج(ك)أيضا عن ضمرة بن حبيب و مشايخهم قالوا:

«يبعث السفياني خيله و جنوده،فيبلغ عامة المشرق من أرض خراسان و أرض فارس،فيثور بهم أهل المشرق فيقاتلونهم،و يكون بينهم وقعات في غير موضع، فإذا طال عليهم قتالهم إياه بايعوا رجلا من بني هاشم،و هم يومئذ في آخر المشرق،فيخرج بأهل خراسان على مقدّمته رجل من بني تميم مولى لهم،يقال له:شعيب بن صالح،أصفر،قليل اللحية،يخرج إليه في خمسة آلاف،فإذا بلغه خروجه شايعه،فيصيّره على مقدّمته،لو استقبل بهم الجبال الرواسي لهدّها (4)، فيلتقي هو و خيل السفياني فيهزمهم،فيقتل منهم مقتلة عظيمة،ثم تكون الغالبة للسفياني،و يهرب الهاشمي،و يخرج شعيب بن صالح مختفيا إلى بيت المقدس، يوطّئ للمهدي منزله إذا بلغه خروجه إلى الشام» (5).

قال الوليد:بلغني أنّ هذا الهاشمي أخو المهدي لأبيه.و قال بعضهم:هو ابن عمه،و قال بعضهم:إنّه لا يموت،و لكنّه بعد الهزيمة يخرج إلى مكّة،فإذا ظهر

ص:127


1- 1) .في الفتن لابن حمّاد:193« [1]صليمية»بدل«صلمية».و الصليم:الأمر المفني المستأصل،و وقعة صليمية من ذلك(العين 7:129).و [2]الصيلم:الداهية(الصحاح 5:1966).
2- 2) .نصيبين:بالفتح ثم الكسر،مدينة من بلاد الجزيرة على طريق القوافل من الموصل إلى الشام،و بينها و بين الموصل ستة أيام،كانت بيد الروم و فتحها المسلمون سنة 17 للهجرة(معجم البلدان 5:288). [3]
3- 3) .الفتن لابن حمّاد:192. [4]
4- 4) .في عقد الدرر:128« [5]لهدمها»بدل«لهدها».
5- 5) .الفتن لابن حمّاد:197، [6]عقد الدرر:128 و [7]قال:«أخرجه الحافظ نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن». [8]

المهدي خرج (1).

(114)و أخرج(ك)أيضا عن علي بن أبي طالب قال:

«يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته بالمشرق،يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر،يقتل و يمثّل،و يتوجّه إلى بيت المقدس،فلا يبلغه حتّى يموت» (2).

(115)و أخرج(ك)أيضا عن علي قال:

«يبعث بجيش إلى المدينة،فيأخذون من قدروا عليه من آل محمد و يقتل من بني هاشم رجالا و نساء،فعند ذلك يهرب المهدي و البيض من المدينة إلى مكة، فيبعث في طلبهما،و قد لحقا بحرم اللّه و أمنه» (3).

(116)و أخرج(ك)أيضا عن يوسف بن ذي قربا قال:

«يكون خليفة بالشام يغزو المدينة،فإذا بلغ أهل المدينة خروج الجيش إليهم خرج سبعة نفر منهم إلى مكة فاستخفوا،فيكتب صاحب المدينة إلى صاحب مكة:

إذا قدم عليك فلان و فلان-يسمّيهم بأسمائهم-فاقتلهم،فيعظم ذلك صاحب مكّة،ثم بنو مروان بينهم (4)،فيأتونه ليلا و يستجيرون به،فيقول:اخرجوا آمنين، فيخرجون.ثم يبعث إلى رجلين منهم فيقتل أحدهم و الآخر ينظر،ثم يرجع إلى أصحابه فيخرجون،ثم ينزلون جبلا من جبال الطائف،فيقيمون فيه و يبعثون إلى الناس،فينساب إليهم ناس،فإذا كان كذلك غزاهم أهل مكّة،فيهزمونهم

ص:128


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:197، [1]عقد الدرر:128 و [2]لكن أورده بلفظ:«و عن بعض أهل العلم قال:بلغني أنّ هذا الهاشمي...».
2- 2) .الفتن لابن حمّاد:198، [3]عقد الدرر:129 و [4]قال:«أخرجه الحافظ نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن»، [5]العطر الوردي:64،الفتاوى الحديثية:30.
3- 3) .الفتن لابن حمّاد:199، [6]كنز العمال 14:589 و فيهما:«المبيض»بدل«البيض»،الفتاوى الحديثية:30 و فيه:«و رجل آخر»بدل«البيض».
4- 4) .في الفتن لابن حمّاد:200« [7]فيتآمرون»بدل«بنو مروان»،و كذا في الإشاعة:93.

و يدخلون مكّة،فيقتلون أميرها،و يكونون بها حتّى إذا خسف بالجيش استعدّ أمره و خرج» (1).

(117)و أخرج(ك)أيضا عن أبي قبيل قال:

«يبعث السفياني جيشا إلى المدينة،فيأمر بقتل كلّ من كان فيها من بني هاشم، فيقتلون و يفترقون هاربين إلى البراري و الجبال،حتّى يظهر أمر المهدي،فإذا ظهر بمكة اجتمع كلّ من شذّ منهم إليه بمكّة» (2).

(118)و أخرج(ك)أيضا عن أبي هريرة قال:

«يكون بالمدينة وقعة،يغرق فيها أحجار الزيت (3)،ما الحرّة عندها إلاّ كضربة سوط (4)،فيتنحّى عن المدينة قدر بريدين،ثم يبايع للمهدي» (5).

(119)و أخرج(ك)أيضا عن ابن عباس قال:

«يبعث صاحب المدينة إلى الهاشميّين بمكّة جيشا،فيهزمونهم،فيسمع بذلك الخليفة بالشام،فيقطع إليهم بعثا فيهم ستمائة غريب،فإذا أتوا البيداء،فينزلها في

ص:129


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:200، [1]الإشاعة:93.
2- 2) .الفتن لابن حمّاد:201،و [2]أخرجه أيضا بلفظ آخر مع زيادة.
3- 3) .أحجار الزيت:موضع بالمدينة قريب من الزوراء،و هو موضع صلاة الاستسقاء(معجم البلدان 1:190).و [3]قال البرزنجي:«أحجار الزيت قريب من باب من أبواب المسجد يقال:به باب السلام،إذا خرج شخص من باب السلام و عطف على الجانب الأيمن،و صار بنحو رمية حجر،بلغ المكان المعروف بأحجار الزيت»(الإشاعة:116).
4- 4) .الحرّة:الواقعة المشهورة التي استباح بها جيش يزيد بن معاوية المدينة المنوّرة سنة 63 ه،و عاث بها فسادا و قتلا،و نهبت الأموال،و استبيحت الفروج،ثم أجبروا أهل المدينة على البيعة على أنّهم عبيد ليزيد ابن معاوية،و من امتنع ضرب عنقه!(معجم البلدان 2:249، [4]تاريخ الطبري 4:374). و الواقعة تجدها مفصّلا في أكثر كتب التاريخ.
5- 5) .الفتن لابن حمّاد:201، [5]عقد الدرر:56 و [6]قال:«أخرجه الحافظ نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن». [7] الإشاعة:116.

ليلة مقمرة،أقبل راعي ينظر إليهم و يعجب،فيقول:يا ويح أهل مكّة ما جاءهم! فينصرف إلى غنمه،ثمّ يرجع فلا يرى أحدا،فإذا هم قد خسف بهم،فيقول:

سبحان اللّه!ارتحلوا في ساعة واحدة،فيأتي منزلهم فيجد قطيفة قد خسف ببعضها و بعضها على ظهر الأرض،فيعالجها،فيعلم أنّه قد خسف بهم،فينطلق إلى صاحب مكّة،فيبشّره،فيقول صاحب مكة:الحمد للّه،هذه العلامة التي كنتم تخبرون،فيسيرون إلى الشام» (1).

(120)و أخرج(ك)أيضا عن أبي قبيل قال:

«لا يفلت منهم أحد إلاّ بشير و نذير،فأمّا الذي هو بشير فإنّه يأتي المهدي بمكّة و أصحابه،فيخبرهم بما كان من أمرهم،و الثاني يأتي السفياني فيخبره بما يؤول بأصحابه،و هما رجلان من كلب» (2).

(121)و أخرج(ك)أيضا عن كعب قال:

«علامة خروج المهدي:ألوية تقبل من المغرب،عليها رجل أعرج من كندة» (3).

(122)و أخرج(ك)أيضا عن أبي هريرة قال:

«يخرج السفياني و المهدي كفرسي رهان،فيغلب السفياني على ما يليه، و المهدي على ما يليه» (4).

(123)و أخرج(ك)أيضا عن جعفر:

ص:130


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:202، [1]الإشاعة:115،عقد الدرر:71 و [2]قال:«أخرجه الحافظ نعيم بن حمّاد».
2- 2) .الفتن لابن حمّاد:204، [3]الإشاعة:115.
3- 3) .الفتن لابن حمّاد:205، [4]الفتاوى الحديثية:31،السنن للداني 4:914 رقم 475 و [5]زاد في آخره:«فإذا ظهر أهل المغرب على مصر فبطن الأرض يومئذ خير لأهل الشام».
4- 4) .الفتن لابن حمّاد:205.و [6]كفرسي رهان:كناية عن التسابق و التزاحم على الشيء.

«يقوم المهدي سنة مائتين» (1).

(124)و أخرج(ك)أيضا عن الزهري قال:

«يستخرج المهدي كارها من مكّة من ولد فاطمة فيبايع» (2).

(125)و أخرج(ك)أيضا عن أبي جعفر قال:

«يظهر المهدي بمكّة عند العشاء،معه راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و قميصه و سيفه، و علامات و نور و بيان،فإذا صلّى العشاء نادى بأعلى صوته،يقول:أذكّركم اللّه أيها الناس و مقامكم بين يدي ربّكم،فقد اتّخذ الحجر (3)،و بعث الأنبياء،و أنزل الكتاب و أمركم أن لا تشركوا به شيئا،و أن تحافظوا على طاعته و طاعة رسوله صلّى اللّه عليه و آله و أن تحيوا ما أحيا القرآن،و تميتوا ما أمات،و تكونوا أعوانا على الهدى،و وزراء على التقوى،فإنّ الدنيا قد دنا فناؤها و زوالها،و أذنت بانصرام، فإنّي أدعوكم إلى اللّه و إلى رسوله،و العمل بكتابه،و إماتة الباطل،و إحياء سنّته، فيظهر في ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا،عدد أهل بدر على غير ميعاد،قزعا كقزع الخريف (4)،رهبان بالليل أسد بالنهار،فيفتح اللّه للمهدي أرض الحجاز،و يستخرج من كان في السجن من بني هاشم،و تنزل الرايات السود الكوفة،فيبعث بالبيعة إلى المهدي،و يبعث المهدي جنوده في الآفاق،و يميت الجور و أهله،و تستقيم له البلدان،و يفتح اللّه على يديه القسطنطينية» (5).

ص:131


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:205، [1]الفتاوى الحديثية:31.
2- 2) .الفتن لابن حمّاد:213. [2]
3- 3) .في الفتن لابن حمّاد:213،و [3]عقد الدرر:145« [4]اتّخذ الحجّة»بدل«اتّخذ الحجر».
4- 4) .قزع الخريف:أي قطع السحاب المتفرّقة،و إنّما خصّ الخريف لأنّه أول الشتاء،و السحاب يكون فيه متفرّقا غير متراكم و لا مطبق،ثم يجتمع إلى بعض بعد ذلك(النهاية في غريب الحديث 4:59). [5]
5- 5) .الفتن لابن حمّاد:213، [6]الفتاوى الحديثية:31،عقد الدرر:145 و [7]قال:«أخرجه الحافظ نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن». [8]

(126)و أخرج(ك)أيضا عن ابن مسعود قال:

«إذا انقطعت التجارات و الطرق،و كثرت الفتن،خرج سبعة نفر علماء من أفق شتّى على غير ميعاد،يبايع لكلّ رجل منهم ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا،حتّى يجتمعوا بمكّة،فيلتقي السبعة،فيقول بعضهم لبعض:ما جاء بكم؟فيقولون:جئنا في طلب هذا الرجل الذي ينبغي أن تهدأ على يديه هذه الفتن،و تفتح له القسطنطينية،قد عرفناه باسمه و اسم أبيه و أمه و جيشه (1)،فيتّفق السبعة على ذلك، فيطلبونه فيصيبونه بمكّة،فيقولون له:أنت فلان ابن فلان؟فيقول:لا،بل أنا رجل من الأنصار،حتّى يفلت منهم،فيصفونه لأهل الخبر منه و المعرفة به،فيقال:هو صاحبكم الذي تطلبونه،و قد لحق بالمدينة،فيطلبونه بالمدينة،فيخالفهم إلى [أهل] (2)مكة،فيطلبونه بمكّة فيصيبونه،فيقولون:أنت فلان بن فلان،و أمك فلانة ابنة فلان،و فيك آية كذا و كذا؟و قد أفلت منّا مرة،فمدّ يدك نبايعك، فيقول:لست بصاحبكم،حتّى يفلت منهم،فيطلبونه بالمدينة فيخالفهم إلى مكّة، فيصيبونه بمكّة عند الركن،و يقولون له:إثمنا عليك،و دماؤنا في عنقك إن لم تمدّ يدك نبايعك،هذا عسكر السفياني قد توجّه في طلبنا،عليهم رجل من حرام (3)، فيجلس بين الركن و المقام،فيمدّ يده،فيبايع له،فيلقي اللّه محبّته في صدور الناس،فيصير مع قوم أسد بالنهار رهبان بالليل» (4).

(127)و أخرج(ك)أيضا عن الوليد بن مسلم قال:حدثني محمد:

ص:132


1- 1) .في الفتن لابن حمّاد:214« [1]حليته»بدل«جيشه»،و في الفتاوى الحديثية:30«جنسه»بدل«جيشه».
2- 2) .لا توجد في المصادر.
3- 3) .في الفتن لابن حمّاد:214« [2]رجل من جرم»بدل«رجل من حرام».
4- 4) .الفتن لابن حمّاد:214 [3] بتفاوت يسير باللفظ،الفتاوى الحديثية:30 بتفاوت يسير أيضا،و زاد في آخره:«و يهزم اللّه على يديه الروم،و يذهب اللّه على يديه الفقر،و ينزل الشام».

«أنّ المهدي و السفياني و كلبا يقتتلون في بيت المقدس حين تستقبله البيعة، فيؤتى بالسفياني أميرا،فيأمر به فيذبح على باب الرحبة،ثم تباع نساؤهم و غنائمهم على درج دمشق» (1).

(128)و أخرج(ك)أيضا عن الوليد بن مسلم،عن محمد بن علي قال:

«إذا سمع العائذ الذي بمكّة الخسف خرج مع اثني عشر ألفا،فيهم الأبدال،حتّى ينزلوا إيلياء،فيقول الذي بعث الجيش حين يبلغه الخبر من إيلياء:لعمر اللّه،لقد جعل اللّه في هذا الرجل عبرة،بعثت إليه ما بعثت فساحوا في الأرض (2)،إنّ في هذا لعبرة و نصرة،فيؤدّي إليه السفياني الطاعة،فيخرج حتّى يلقى كلبا،و هم أخواله،فيعيّرونه بما صنع،و يقولون:

كساك اللّه قميصا فخلعته!فيقول:ما ترون أستقيله البيعة؟فيقولون:نعم، فيأتيه إلى إيلياء فيقول:أقلني،فيقول:بلى،فيقول له:أ تحبّ أن أقيلك؟فيقول:

نعم،فيقيله،ثم يقول:هذا رجل قد خلع طاعتي،فيأمر به عند ذلك فيذبح على بلاطة باب إيلياء،ثم يسير إلى كلب فينهبهم،فالخائب من خاب يوم نهب كلب» (3).

(129)و أخرج(ك)أيضا عن علي قال:

«إذا بعث السفياني إلى المهدي جيشا فخسف بهم بالبيداء،و بلغ ذلك أهل الشام،قال لخليفتهم:قد خرج المهدي فبايعه و ادخل في طاعته و إلاّ قتلناك، فيرسل إليهم بالبيعة،و يسير المهدي حتّى ينزل بيت المقدس،و تنقل إليه

ص:133


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:216،و [1]فيه:«أسيرا»بدل«أميرا»،و«باب الرحمة»بدل«باب الرحبة».
2- 2) .في الفتن لابن حمّاد:251 و [2]عقد الدرر:85« [3]فساخوا»بدل«فساحوا».
3- 3) .الفتن لابن حمّاد:251، [4]عقد الدرر:84 و [5]قال:«أخرجه الحافظ نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن من طرق كثيرة».

الخزائن،و يدخل العرب و العجم،و أهل الحرب و الروم و غيرهم في طاعته من غير قتال،حتّى يبني المساجد بالقسطنطينية و ما دونها،و يخرج قبله رجل من أهل بيت بالمشرق،و يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر،يقتل و يمثّل،و يتوجّه إلى بيت المقدس،فلا يبلغه حتّى يموت» (1).

(130)و أخرج(ك)أيضا عن علي قال:

«تفرج الفتن برجل منّا،يسومهم خسفا،لا يعطيهم إلاّ السيف،يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر،حتّى يقولوا:و اللّه ما هذا من ولد فاطمة!و لو كان من ولدها لرحمنا،يغريه اللّه ببني العباس و بني أمية» (2).

(131)و أخرج(ك)أيضا عن أبي جعفر قال:

«لا يخرج المهدي حتّى تروا الظلمة» (3).

(132)و أخرج(ك)أيضا عن مطر الورّاق قال:

«لا يخرج المهدي حتّى يكفر باللّه جهرا» (4).

(133)و أخرج(ك)أيضا عن ابن سيرين قال:

«لا يخرج المهدي حتّى يقتل من كلّ تسعة سبعة» (5).

(134)و أخرج(ك)أيضا عن كعب قال:

ص:134


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:216، [1]الفتاوى الحديثية:30،كنز العمال 14:589. و أخرجه مختصرا في عقد الدرر:129،و [2]العطر الوردي:64 من قوله:«يخرج قبله». و تقدّم مختصرا برقم 114.
2- 2) .الفتن لابن حمّاد:216، [3]كنز العمال 14:589،و أخرجه ابن أبي الحديد في شرح النهج 7:58 [4] بلفظ مقارب.
3- 3) .الفتاوى الحديثية:31.
4- 4) .الفتن لابن حمّاد:206. [5]
5- 5) .المصدر السابق. [6]

«المهدي خاشع للّه،كخشوع النسر لجناحه» (1).

(135)و أخرج(ك)أيضا عن عبد اللّه بن الحارث قال:

«يخرج المهدي و هو ابن أربعين سنة،كأنّه رجل من بني إسرائيل» (2).

(136)و أخرج(ك)أيضا عن أبي الطفيل:

أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وصف المهدي فذكر ثقلا في لسانه،و ضرب فخذه اليسرى بيده اليمنى إذا أبطأ عليه الكلام،اسمه اسمي،و اسم أبيه اسم أبي (3).

(137)و أخرج(ك)أيضا عن محمّد بن حمير قال:

«المهدي أزجّ (4)،أبلج (5)،أعين (6)،يجيء من الحجاز،حتّى يستوي على منبر

ص:135


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:225، [1]الفتاوى الحديثية:31 بلفظ:«كخشوع النسر بجناحه».العطر الوردي:48 و قال:«نقله ابن حجر»،عقد الدرر:38 و 158 و [2]قال في الموضعين:«رواه الإمام أبو محمد الحسين بن مسعود في كتاب المصابيح».
2- 2) .الفتن لابن حمّاد:225. و تقدّم في الحديث رقم 78 قوله صلّى اللّه عليه و آله:«المهدي من ولدي ابن أربعين سنة...كأنّه من رجال بني إسرائيل...»فراجع.و في كنز العمال 14:586 عن قتادة:كان يقال:إنّ المهدي ابن أربعين سنة.
3- 3) .الفتن لابن حمّاد:226.و [3]في غالية المواعظ للآلوسي:77 إلى قوله:أبطأ عليه الكلام. العطر الوردي:48،و نظمها الحلواني في القطر الشهدي قال: و إذا أبطأ الكلام عليه فعلى فخذه بضرب يميل (العطر الوردي:46). و الرواية مخالفة للاعتقاد الصحيح من أنّ المعصوم عليه السّلام يجب أن يكون منزّها عن كلّ عيب و نقص جسماني و غيره،إذ الطباع تنفر عن ذوي النقص و العاهات،و تمجّهم النفوس مجّا.
4- 4) .أزجّ:بفتح الهمزة و الزاي و تشديد الجيم،و هو تقوّس في الحاجب مع طول طرفه و امتداده.
5- 5) .أبلج:مشرق الوجه مضيئه،و منه:صبح أبلج،أي مشرق مضيء.و يقال:للذي وضح ما بين حاجبيه فلم يقترنا(النهاية في غريب الحديث 1:149،لسان العرب 2:215). [4]
6- 6) .أعين:أسود العين مع سعتها.

دمشق،و هو ابن ثمان عشرة سنة» (1).

(138)و أخرج(ك)أيضا عن علي بن أبي طالب قال:

«المهدي مولده بالمدينة (2)،من أهل بيت النّبي صلّى اللّه عليه و آله،و اسمه اسم نبي،و مهاجره بيت المقدس،كثّ اللحية،أكحل العينين (3)،برّاق الثنايا (4)،في وجهه خال،في كتفه علامة النّبي صلّى اللّه عليه و آله،يخرج براية النّبي صلّى اللّه عليه و آله من مرط معلّمة (5)،سوداء مربعة،فيها حجر (6)،

ص:136


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:226، [1]عقد الدرر:37 و [2]قال:«أخرجه أبو عبد اللّه نعيم بن حمّاد»،الفتاوى الحديثية: 31 و فيه:«أزج أبلج العينين»ثم قال:«و يعارضه الحديث السابق أنّه ابن أربعين سنة،إلاّ أنّ يجمع بينهما بأنّها أوان ظهور ملكه و نهايته و جلوسه على منبر دمشق قبل ذلك،و يؤيّده ما جاء عن صباح قال: يمكث المهدي [3]فيهم تسعا و ثلاثين سنة،يقول الصغير:يا ليتني كبرت،و يقول الكبير:يا ليتني كنت صغيرا».
2- 2) .و في قوله:«مولده بالمدينة»احتمالان: الأول:انّ المراد من مولده:هو ولادته بالمدينة،و فيه:أنّه قد تقدّم في الحديث رقم 9 نقل كلام بعض من علماء السنّة ممّن ذهب إلى أنّ المهدي [4]هو محمد بن الحسن،و أنّ ولادته بسامراء سنة 255 للهجرة.و أمّا علماء الإمامية فهم مجمعون على أنّ ولادته في سامراء في سنة 255 للهجرة. و الثاني:انّ المراد من مولده:ولادة أمره و ظهوره و قيامه،و فيه:انّ الذي دلّت عليه الروايات الكثيرة:أنّه يظهر بمكّة ثم يذهب للمدينة.و في رواية لابن حجر في الفتاوى الحديثية:28:«يخرج المهدي [5]من المدينة إلى مكّة فيستخرجه الناس من بينهم فيبايعونه بين الركن و المقام و هو كاره»،فيكون ظهوره الأول و من دون إعلان القيام في المدينة،ثم يكون ظهوره و قيامه و إعلانه ذلك بمكّة و مبايعته بين الركن و المقام.فالرواية إذن تتحدّث عن أول ولادة و ظهور أمر المهدي [6]عليه السّلام أي قبل البيعة بمكة. و على هذا فلا تصلح هذه الرواية دليلا للقول بأنّ ولادته بالمدينة،لإجمال قوله:«مولده بالمدينة»بين احتمالين،و مخالفة الاحتمال الأول منهما الكثير من علماء أهل السنّة ممّن ذهب إلى أنّ ولادته بسامراء، بل الاحتمال الأول مخالف لإجماع أهل البيت عليهم السّلام من أنّ مولده بسامراء سنة 255 للهجرة.
3- 3) .أكحل العينين:سواد أجفان العين خلقة.
4- 4) .برّاق الثنايا:شديد لمعانها،و الثنايا:جمع ثنية،و هي في الأسنان أربع في مقدّم الفم.
5- 5) .في عقد الدرر:37« [7]من مرط مخمّلة»،و المرط:الكساء.و الخملة:هدب الثوب و القطيفة.
6- 6) .حجر:طرف الشيء،حجر الثوب:طرفه المتقدّم(النهاية في غريب الحديث 1:330).

لم تنشر منذ توفّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله،و لا تنشر حتّى يخرج المهدي،يمدّه اللّه بثلاثة آلاف من الملائكة،يضربون وجوه من خالفهم و أدبارهم،يبعث و هو ما بين الثلاثين إلى الأربعين» (1).

(139)و أخرج(ك)أيضا عن علي قال:

«المهدي منّي،من قريش،آدم،ضرب من الرجال» (2).

(140)و أخرج(ك)أيضا عن أرطاء قال:

«المهدي ابن عشرين سنة» (3).

(141)و أخرج(ك)أيضا عن ابن مسعود عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:

«اسم المهدي محمد» (4).

(142)و أخرج(ك)أيضا عن أبي سعيد الخدري عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:

«اسم المهدي اسمي» (5).

(143)و أخرج(ك)أيضا عن قتادة قال:

قلت لسعيد بن المسيّب:المهدي حقّ هو؟

ص:137


1- 1) .الفتاوى الحديثية:30،كنز العمال 14:589،عقد الدرر:37 و [1]قال:«أخرجه الحافظ نعيم بن حمّاد». و أخرج بعضه الآلوسي في غالية المواعظ:77،ثم أخرج أوله في:78.
2- 2) .الفتن لابن حمّاد:226، [2]الفتاوى الحديثية:30. و في كنز العمال 14:590 بلفظ:«المهدي فتى من قريش،آدم،ضرب من الرجال»،و لعلّ«فتى» تصحيف«منّي». و المراد بضرب من الرجال:الخفيف اللحم الممشوق القوام(النهاية في غريب الحديث 3:78،لسان العرب 1:549). [3]
3- 3) .الموجود في كتاب الفتن لابن حمّاد:226« [4]المهدي ابن ستين سنة».
4- 4) .الفتن لابن حمّاد:227. [5]
5- 5) .المصدر السابق.و هذا الحديث و الحديث السابق من المتواتر معنى،فلا خلاف في أنّ اسمه محمدا.

قال:نعم

قلت:ممّن هو؟

قال:من ولد فاطمة (1).

(144)و أخرج(ك)أيضا عن ابن عباس قال:

«المهدي شاب منّا أهل البيت».

قيل:عجز عنها شيوخكم و يرجوها شبابكم؟!قال:«يفعل اللّه ما يشاء» (2).

(145)و أخرج(ك)أيضا عن ابن عباس قال:

«المهدي منّا،يدفعها إلى عيسى بن مريم» (3).

(146)و أخرج(ك)أيضا عن علي عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:

«المهدي رجل من عترتي،يقاتل على سنّتي كما قاتلت أنا على الوحي» (4).

(147)و أخرج(ك)أيضا عن الزهري قال:

«يخرج المهدي بعد الخسف،في ثلاثمائة و أربعة عشر رجلا عدد أهل بدر (5)، فيلتقي هو و صاحب جيش السفياني،و أصحاب المهدي يومئذ جنّتهم البرادع

ص:138


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:228، [1]السنن للداني 5:1061 رقم 580. و روى البخاري في التاريخ الكبير 3:346 رقم 1171 عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله:«المهدي [2]حقّ،و هو من ولد فاطمة»،و نقله القنوجي في الإذاعة:117.و قد تقدّم في أكثر من موضع و بألفاظ مختلفة:أنّ المهدي [3]عليه السّلام من ولد فاطمة،راجع الحديث رقم 6 و 85.
2- 2) .الفتن لابن حمّاد:228، [4]تاريخ دمشق 32:282 إبراز الوهم المكنون:578. و في عقد الدرر:155 [5] بلفظ:«أعجزت عنه شيوخكم ترجوه لشبانكم؟»و قال:«رواه الإمام أبو عمرو المقري».
3- 3) .الفتن لابن حمّاد:229، [6]الفتاوى الحديثية:30.
4- 4) .الفتن لابن حمّاد:229، [7]عقد الدرر:17، [8]ينابيع المودّة 3:263، [9]إبراز الوهم المكنون:571 و قال: «رواه نعيم بن حمّاد».
5- 5) .تقدّم أنّ عدّة أهل بدر ثلاثمائة و ثلاثة عشر،و لا ينافيه هذا؛لاحتمال أنّه عدّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله منهم.

-يعني تراسهم-و يقال:إنّه يسمع يومئذ صوت مناد من السماء ينادي:ألا إنّ أولياء اللّه أصحاب فلان-يعني المهدي-فتكون الدبرة (1)،على أصحاب السفياني،فيقتلون لا يبقى منهم إلاّ الشريد،فيهربون إلى السفياني فيخبرونه، و يخرج المهدي إلى الشام،فيتلقى السفياني المهدي ببيعته،و يسارع الناس إليه من كلّ وجه،و يملأ الأرض عدلا» (2).

(148)و أخرج(ك)أيضا عن عبد اللّه بن مسعود قال:

«يبايع المهدي سبعة رجال علماء،توجّهوا إلى مكّة من أفق شتّى،على غير ميعاد،قد بايع لكلّ رجل منهم ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا،فيجتمعون بمكّة فيبايعونه،و يقذف اللّه محبّته في صدور الناس،فيسير بهم،و قد توجّه إلى الذين بايعوا السفياني بمكّة،عليهم رجل من جرم (3)،فإذا خرج بين مكّة خلف أصحابه، و مشى في إزار و رداء،حتّى يأتي الحرم فيبايع له،فيندمه كلب على بيعته،فيأتيه فيستقيله البيعة،فيقتله،ثم يغير جيوشه لقتاله،فيهزمهم،و يهزم اللّه على يديه الروم،و يذهب اللّه على يديه الفقر،و ينزل الشام» (4).

(149)و أخرج(ك)أيضا عن أرطاة قال:

«يدخل الصخري (5)الكوفة،ثم يبلغه ظهور المهدي بمكّة،فيبعث إليه من الكوفة بعثا فيخسف به،فلا ينجوا منهم إلاّ بشير إلى المهدي،و نذير إلى

ص:139


1- 1) .الدبرة بالسكون:الهزيمة.
2- 2) .الفتن لابن حمّاد:217،و [1]حكى بعضه البرزنجي في الإشاعة:96.
3- 3) .جرم:بطن من قبيلة بجيلة،و هم من القحطانية(معجم قبائل العرب 1:182).و جرم مدينة بنواحي بدخشان(معجم البلدان 2:129).
4- 4) .الفتن لابن حمّاد:218.و [2]تقدّم مثله مع زيادة في الحديث رقم 126.
5- 5) .يظهر من تفاصيل هذه الرواية،و مشابهة أحداثها لروايات السفياني،أنّ المراد بالصخري هو السفياني، و الصخري:نسبة إلى صخر جدّ بني أمية.

الاصطخري (1)،فيقبل المهدي من مكة،و الصخري من الكوفة نحو الشام،كأنّهما فرسا رهان،فيسبقه الصخري،فيقطع بعثا آخر من الشام إلى المهدي،فيأتون المهدي بأرض الحجاز،فيبايعونه بيعة الهدى،و يقبلون معه حتّى ينتهوا إلى حدّ الشام،الذي بين الشام و الحجاز،فيقيم بها و يقال له:انفذ،فيكره المجاز، و يقول:أكتب إلى ابن عمي فلان بخلع طاعتي،فأنا صاحبكم،فإذا وصل الكتاب إلى الصخري بايع،و سار إلى المهدي حتّى ينزل بيت المقدس،و لا يترك المهدي بيد رجل من الشام فترا من الأرض إلاّ ردّها على أهل الذمة (2)،و ردّ المسلمين إلى الجهاد،فيمكث في ذلك ثلاث سنين،ثم يخرج رجل من كلب يقال له:كنانة، يعينه كوكب،في رهط من قومه حتّى يأتي الصخري،فيقول:بايعناك و نصرناك حتّى إذا ملكت بايعت هذا؟!ليخرجنّ فليقاتلنّ،فيقول:في من أخرج؟فيقول:

لا تبقى عامرية أمها أكبر منك إلاّ لحقتك،لا يتخلّف عنك ذات خفّ و لا ظلف، فيرحل و ترحل معه عامر بأسرها حتّى ينزل بيسان (3)،و يوجّه إليهم المهدي راية، و أعظم راية في زمان المهدي مائة رجل،فينزلون على ماء ثم إبراهيم (4)،فتصفّ

ص:140


1- 1) .الصحيح هو الصخري كما في الفتن لابن حمّاد:218. [1]
2- 2) .الفتر:مقدار ما بين طرف الإبهام و طرف المشيرة،فيكون المقدار أقلّ من شبر(انظر تاج العروس 1:361،العين 8:114). [2]
3- 3) .بيسان:قرية بالشام قريبة من الأردن،بين حوران و فلسطين،بالقرب من أريحا(معجم البلدان 1:527، [3]مسند أبي يعلى 4:142،تحفة الأحوذي 6:437). و قد ورد في بعض الروايات أنّه إذا كثر نخل بيسان فإنّه علامة على خروج الدجّال(صحيح ابن حبان 15:194،مسند أحمد 6:374 و 413،الجامع الصحيح للترمذي 3:356 رقم 2354،مسند أبي يعلى 4:142).
4- 4) .في الفتن لابن حمّاد:219:« [4]فينزل على فاثور إبراهيم».و فاثور:اسم موضع أو واد بنجد(معجم البلدان 4:224).و [5]يقال:جبل بالسماوة(معجم ما استعجم 3:1012). [6]

كلب خيلها و رجالها و إبلها و غنمها،فإذا تشاءمت الخيلات (1)،ولّت كلب أدبارها، و أخذ الصخري فيذبح على الصفا المتعرّضة على وجه الأرض،عند الكنيسة التي في بطن الوادي،على طرف درج طور زيتا (2)،المقنطرة التي على يمين الوادي على الصفا المتعرّضة على وجه الأرض،عليها يذبح كما تذبح الشاة،فالخائب من خاب يوم كلب،حتّى تباع العذراء بثمانية دراهم» (3).

(150)و أخرج(ك)أيضا عن الوليد بن مسلم قال:

«لا يخرج المهدي حتّى يقوم السفياني على أعوادها» (4).

(151)و أخرج(ك)أيضا عن كعب قال:

«المهدي يبعث بقتال الروم،يعطى معه عشرة،يستخرج تابوت السكينة من غار أنطاكية» (5).

ص:141


1- 1) .في الفتن:219:« [1]فإذا تشامت الخيلان».
2- 2) .طور زيتا:جبل بالشام،سمّي بذلك لأنّه ينبت الزيتون،و هو مطلّ على المسجد الأقصى،و مات فيه سبعون ألف نبي(معجم البلدان 4:47،فتح القدير 5:94،تفسير القرطبي 20:111).
3- 3) .الفتن لابن حمّاد:218،و [2]حكى بعضه البرزنجي في الإشاعة:96.
4- 4) .الفتن لابن حمّاد:205. [3]
5- 5) .الفتن لابن حمّاد:220 [4] بلفظ:«المهدي [5]يبعث بقتال الروم يعطى فقه عشرة يخرج تابوت السكينة من غار بانطاكية فيه التوراة التي أنزل اللّه تعالى على موسى عليه السّلام و الإنجيل الذي أنزل اللّه على عيسى عليه السّلام يحكم بين أهل التوراة بتوراتهم و بين أهل الإنجيل بانجيلهم». و سيأتي أنّ المهدي [6]يستخرج تابوت السكينة من بحيرة طبرية بفلسطين،كما في الحديث رقم 231. و تابوت السكينة:هو الصندوق الذي أنزله اللّه على موسى عليه السّلام،و قيل:على آدم،و هو الذي وضعت أم موسى ولدها موسى فيه و ألقته في اليم،و كان موسى عليه السّلام إذا قاتل قدّمه فتسكن قلوب بني إسرائيل، و كان في بني إسرائيل يتبرّكون به،فلمّا حضر موسى الوفاة وضع فيه الألواح و آثار النبوة و درعه و أودعه وصيّه يوشع بن نون،و لم يزل عند بني إسرائيل،فلمّا استخفّوا به و عملوا بالمعاصي رفعه اللّه عنهم،ثم ردّه عليهم في قصة طالوت كما أخبر به القرآن الكريم: وَ قالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التّابُوتُ -

(152)و أخرج(ك)أيضا عن كعب قال:

«إنّما سمّي المهدي لأنّه يهدي لأمر قد خفي،يستخرج التابوت من أرض يقال لها:أنطاكية» (1).

(153)و أخرج(ك)أيضا عن عبد اللّه بن شريك قال:

«مع المهدي رآية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله المعلّمة» 2.

(154)و أخرج(ك)أيضا عن ابن سيرين قال:

«على رآية المهدي مكتوب:البيعة للّه» 3.

(155)و أخرج(ك)أيضا عن طاوس قال:

«علامة المهدي أن يكون شديدا على العمّال،جوادا بالمال،رحيما بالمساكين» 4.

ص:142


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:120 [1]،الفتاوى الحديثية:31.و في مصنّف عبد الرزاق 11:372 رقم 20772،و عقد الدرر:40«التوراة و الإنجيل»بدل«التابوت». و سيأتي في الحديث رقم 220 مثله.

(156)و أخرج(ك)أيضا عن علي قال:

«تكون فتن،ثم تكون جماعة على رأس رجل من أهل بيتي،ليس له عند اللّه خلاق،فيقتل أو يموت،فيقوم المهدي» (1).

(157)و أخرج(ك)أيضا عن ضمرة عن بعض أصحابه قال:

«لا يخرج المهدي حتّى لا يبقى قيل و لا ابن قيل إلاّ هلك»و القيل:الرأس (2).

(158)و أخرج(ك)أيضا عن أبي قبيل قال:

«يملك رجل من بني هاشم فيقتل بني أمية حتّى لا يبقي منهم إلاّ اليسير، لا يقتل غيرهم،ثم يخرج رجل من بني أمية فيقتل لكلّ رجل اثنين حتّى لا يبقي إلاّ النساء،ثمّ يخرج المهدي» (3).

(159)و أخرج(ك)أيضا عن سعيد بن المسيب قال:

«تكون فتنة،كأنّ أولها لعب الصبيان،كلّما سكنت من جانب طمت من جانب آخر (4)،فلا تتناهى حتّى ينادي مناد من السماء:ألا إنّ الأمير فلان،ذلكم الأمير حقّا،ثلاث مرّات» (5).

(160)و أخرج(ك)أيضا عن أبي جعفر قال:

«ينادي مناد من السماء:أنّ الحقّ في آل محمد،و ينادي مناد من الأرض:إنّ الحقّ في آل عيسى-أو قال:العباس،شكّ فيه-و إنّما الصوت الأسفل كلمة

ص:143


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:207، [1]العطر الوردي:64.
2- 2) .الفتن لابن حمّاد:207. [2]
3- 3) .الفتن لابن حمّاد:207، [3]عقد الدرر:56 و [4]قال:«أخرجه الإمام أبو الحسين ابن المنادي في الملاحم». [5]
4- 4) .طمت:علت و ارتفعت.
5- 5) .الفتن لابن حمّاد:208، [6]الإشاعة:117.و في الفتن لابن حمّاد:137،و [7]كنز العمال 11:258 بلفظ «تكون بالشام فتنة».و تقدّم هذا المعنى في الحديث رقم 29.

الشيطان،و الصوت الأعلى كلمة اللّه العليا» (1).

(161)و أخرج(ك)أيضا عن إسحاق،عن يحيى،عن أمه و كانت قديمة،قال:

«قلت لها في فتنة ابن الزبير:إنّ هذه الفتنة تهلك الناس؟

قالت:كلاّ يا بني،و لكن بعدها فتنة تهلك الناس،لا يستقيم أمرهم حتّى ينادي مناد من السماء:عليكم بفلان (2).

(162)و أخرج(ك)أيضا عن شهر بن حوشب قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«في المحرّم ينادي مناد من السماء:ألا إنّ صفوة اللّه فلان،فاسمعوا له و أطيعوا،في سنة الضرب و المعمعة» (3).

(163)و أخرج(ك)أيضا عن عمّار بن ياسر قال:

«إذا قتل النفس الزكية و آخره تقتل بمكّة صنيعة،نادى مناد من السماء:إنّ أميركم فلان،و ذلك المهدي الذي يملأ الأرض خصبا و عدلا» (4).

(164)و أخرج(ك)أيضا عن سعيد بن المسيب قال:

«تكون فرقة و اختلاف حتّى يطلع كفّ من السماء و ينادي مناد من السماء:إنّ أميركم فلان» (5).

ص:144


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:208 [1] بتفاوت يسير،الفتاوى الحديثية:31،الإشاعة:117،الإشاعة:91 بلفظ:«إنّ الأول نداء الملك،و أنّ الثاني نداء الشيطان».و نظمه الحلواني في القطر الشهدي قال. و نداء من السماء بأنّ الحقّ في آل أحمد ما يحول و نداء الشيطان في الأرض أنّ في آل عيسى و غيره لا يزول (العطر الوردي:63).
2- 2) .الفتن لابن حمّاد:208، [2]الإشاعة:117 و حذف منه:«فتنة ابن الزبير».
3- 3) .و الفتن لابن حمّاد:209، [3]الفتاوى الحديثية:28،و في عقد الدرر:102 [4] بلفظ«سنة الصوت و المعمعة». و في الإشاعة:117 بلفظ:«في سنة الصبوب و المعمعة».
4- 4) .الفتن لابن حمّاد:209، [5]عقد الدرر:66 [6] بلفظ«إذا قتل النفس الزكية و أخوه يقتل بمكة ضيعة».
5- 5) .الفتن لابن حمّاد:209، [7]الإشاعة:117.

(165)و أخرج(ك)أيضا عن الزهري قال:

«[إذا]التقى السفياني و المهدي للقتال،يومئذ يسمع صوت من السماء:ألا إنّ أولياء اللّه أصحاب فلان،يعني المهدي».

و قالت أسماء بنت عميس:إنّ أمارة ذلك اليوم:أنّ كفّا من السماء مدلاة ينظر إليها الناس (1).

(166)و أخرج(ك)أيضا عن الحكم بن نافع قال:

«إذا كان الناس بمنى و عرفات نادى مناد بعد أن تتحارب القبائل:ألا إنّ أميركم فلان،و يتبعه صوت آخر:ألا إنّه قد صدق،فيقتتلون قتالا شديدا،فجلّ سلاحهم البرادع،و عند ذلك يرون كفّا معلّمة في السماء و يشتدّ القتال،حتّى لا يبقى من أنصار الحقّ إلاّ عدّة أهل بدر،فيذهبون حتّى يبايعوا صاحبهم» (2).

(167)و أخرج(ك)أيضا عن عبد اللّه بن عمرو قال:

«يحجّ الناس معا،و يعرفون معا،على غير إمام،فبينما هم نزول بمنى إذ أخذهم كالكلب (3)،فثارت القبائل بعضهم إلى بعض،فاقتتلوا حتّى تسيل العقبة دما،

ص:145


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:209، [1]عقد الدرر:106 و [2]قال:«أخرجه الحافظ نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن». [3]
2- 2) .الفتن لابن حمّاد:210، [4]الإشاعة:117 إلى قوله:«قد صدق». و الصيحة أو الصوت:دلّت عدّة من الروايات على أنّ الصيحة و الصوت بإعلان ظهور الإمام المهدي [5]مع التصريح باسمه الشريف هي من علامات خروجه عليه السّلام،و دلّ بعضها على أنّ الصيحة متزامنة مع خروجه أو قبله،و في بعضها أنّ الصيحة تقع في رمضان أو المحرّم أو ليلة الجمعة من رمضان،قال البرزنجي في الإشاعة:117:«و لا مانع من تكرار النداء في رمضان و في ذي الحجّة و في المحرّم و غيرها كما يظهر من اختلاف الروايات». و جاء في صفة الصيحة أنّها تعمّ أهل الأرض،و يسمعها كلّ أهل لغة بلغتهم،و لا يبقى راقد إلاّ استيقظ،و لا قائم إلاّ قعد،و لا قاعد إلاّ قام على رجليه.و قد ذكرها السلمي في عقد الدرر [6]في الفصل 3 الصفحة 110.
3- 3) .الكلب:شبه الجنون،و هو [7] داء يعرض للإنسان من عضّ الكلب الكلب فيصيبه شبه الجن [8]ون،و في-

فيفزعون إلى خيرهم فيأتونه و هو ملصق وجهه إلى الكعبة يبكي،كأنّي أنظر إلى دموعه،فيقولون:هلمّ إلينا فلنبايعك،فيقول:ويحكم كم من عهد نقضتموه؟!و كم من دم سفكتموه؟!فيبايع كرها،فإن أدركتموه فبايعوه،فإنّه المهدي في الأرض، و المهدي في السماء» (1).

(168)و أخرج(ك)أيضا عن ابن عباس يقول:

«يبعث المهدي بعد إياس،و حتّى يقول الناس:لا مهدي،و أنصاره ناس من أهل الشام،عددهم ثلاثمائة و خمسة عشر رجلا،عدد أصحاب بدر،يسيرون إليه من الشام حتّى يستخرجوه من بطن مكّة،من دار عند الصفا،فيبايعونه كرها، فيصلّي بهم ركعتين،عند المقام يصعد المنبر» (2).

(169)و أخرج(ك)أيضا عن أبي هريرة قال:

«يبايع المهدي بين الركن و المقام،لا يوقظ نائما،و لا يهريق دما» (3).

(170)و أخرج(ك)أيضا عن قتادة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«يخرج المهدي من المدينة إلى مكّة،فيستخرجه الناس من بينهم،فيبايعونه بين الركن و المقام و هو كاره» (4).

ص:146


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:211، [1]مستدرك الحاكم 4:504،العطر الوردي:63، [2]عقد الدرر:109 و قال: «أخرجه الحافظ أبو عبد اللّ [3]ه الحاكم في مستدركه و الحافظ أبو عبد اللّه نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن».
2- 2) .الفتن لابن حمّاد:212، [4]الفتاوى الحديثية [5]:30،عقد الدرر:123 و قال:«أخرجه الحافظ نعيم بن ح [6]مّاد في كتاب الفتن».
3- 3) .الفتن لابن حمّاد:212، [7]عقد الدرر:156 و قال:«أخرجه الحافظ نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن».
4- 4) .الفتن لابن حمّاد:212،الفتاوى الحديثية:28. و تقدّم هذا المعنى في الحديث رقم 15،فراجع.

(171)و أخرج(ك)أيضا عن علي قال:

«إذا خرجت الرايات السود من السفياني التي فيها شعيب بن صالح،تمنّى الناس المهدي،فيطلبونه،فيخرج من مكّة و معه راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فيصلّي ركعتين بعد أن ييأس الناس من خروجه،لما طال عليهم من البلايا،فإذا فرغ من صلاته انصرف فقال:يا أيها الناس،ألحّ البلاء بأمة محمّد و بأهل بيته خاصّة،فهو باغ بغى علينا» (1).

(172)و أخرج(ك)أيضا عن كعب قال قتادة:

«المهدي خير الناس،أهل نصرته و بيعته من أهل كوفان و اليمن و أبدال الشام، مقدّمته جبريل،و ساقته ميكائيل،محبوب في الخلائق،يطفئ اللّه به الفتنة العمياء،و تأمن الأرض،حتّى إنّ المرأة لتحجّ في خمس نسوة ما معهنّ رجل، لا تتّقي شيئا إلاّ اللّه،تعطي الأرض زكاتها،و السماء بركتها» (2).

(173)و أخرج(ك)أيضا عن مطر (3)،أنّه ذكر عنده عمر بن عبد العزيز،فقال:

«بلغنا أنّ المهدي يصنع شيئا لم يصنعه عمر بن عبد العزيز،قلنا:ما هو؟قال:يأتيه [رجل]فيسأله،فيقول:ادخل بيت المال فخذ،فيدخل و يخرج،و يرى الناس شباعا، فيندم فيرجع إليه،فيقول:خذ ما أعطيتني،فيأبى و يقول:إنّا نعطي و لا نأخذ» (4).

ص:147


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:213، [1]كنز العمال 14:590 و فيهما:«إذا هزمت الرايات السود خيل السفياني...».
2- 2) .الفتن لابن حمّاد:221، [2]عقد الدرر:150.و [3]في الفتاوى الحديثية:31 بلفظ:«قادته خير الناس،و أنّ نصرته و بيعته من أهل كرمان و اليمن و أبدال الشام».
3- 3) .مطر:هو أبو رجاء مطر بن طهمان الورّاق الخراساني السلمي،مولى علي،مات قبل الطاعون سنة خمس و عشرين و مائة،و قيل سنة تسع،و قيل:قتله المنصور سنة أربعين و مائة،و هو ثقة صدوق،روى له مسلم و الأربعة و غيرهم،و ذكره ابن حبان في الثقات.(تهذيب التهذيب 10:152، [4]الثقات 5:435).
4- 4) .الفتن لابن حمّاد:221، [5]سنن الداني 5:1064 رقم 585 [6] بلفظ:«عن مطر أنّه قيل له:عمر بن عبد-

(174)و أخرج(ك)أيضا عن كعب يقول:

«إنّي أجد المهدي مكتوبا في أسفار الأنبياء،ما في عمله ظلم و لا عيب» (1).

(175)و أخرج(ك)أيضا من طريق ضمرة عن محمّد بن سيرين،أنّه ذكر فتنة تكون فقال:

«إذا كان ذلك فاجلسوا في بيوتكم حتّى تسمعوا على الناس بخير من أبي بكر و عمر،قيل:أ فيأتي خير من أبي بكر و عمر؟قال:قد كان يفضل على بعض» (2).

قلت:في هذا ما فيه،و قد قال ابن أبي شيبة في المصنّف في باب المهدي:

حدّثنا أبو أسامة عن عوف عن محمّد-هو ابن سيرين-قال:

«يكون في هذه الأمّة خليفة لا يفضل عليه أبو بكر و لا عمر» (3).

قلت:هذا إسناد صحيح،و هذا اللفظ أخفّ من اللفظ الأول،و الأوجه عندي

ص:148


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:221 [1]،الفتاوى الحديثية:31،عقد الدرر:155 قال:«أخرجه الإمام أبو عمرو الداني في سننه»،سنن [2] الداني 5:1062 رقم 583 و فيه:«ما في عمله ظلم و لا [3] عنت».
2- 2) .الفتن لابن حمّاد:220 لكنّه فيه:«قد كان يفضّل على بعض الأنبياء عليه السّلام»،و كذا في عقد الدرر:14 [4]8 و قال:«أخرجه الحافظ نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن».و الإشاعة:113.
3- 3) .مصنّف ابن أبي شيبة 8:679،فيض القدير 6:362 حكاه عن كتاب المطامح.الإشاعة:113،عقد الدرر:148 و قال:«أخرجه الحافظ نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن». و في علل الدارقطني 10:38 عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:«يكون في آخر الزمان خليفة لا يفضل عليه أبو بكر و لا عمر». و نقل البرزنجي في الإشاعة قول العلاّمة علي القاري،قال:قال الشيخ علي القاري في المشرب الوردي في مذهب المهدي:«و ممّا يدلّ على أفضليته:أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله سمّاه خليفة اللّه،و أبو بكر لا يقال له إلاّ خليفة رسول اللّه»(الاشاعة:113).

تأويل اللفظين على ما أوّل عليه حديث:«بل أجر خمسين منكم»لشدّة الفتن في زمان المهدي،و تمالؤ الروم بأسرها عليه،و محاصرة الدجّال له،و ليس المراد بهذا التفضيل الراجع إلى زيادة الثواب و الرفعة عند اللّه،فالأحاديث الصحيحة و الإجماع على أنّ أبا بكر و عمر أفضل الخلق بعد النبيّين و المرسلين (1).

(176)و أخرج(ك)نعيم بن حمّاد عن أبي سعيد الخدري عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:

«يأوي إلى المهدي أمته كما تأوي النحل إلى يعسوبها (2)،يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،حتّى يكون الناس على مثل أمرهم الأول،لا يوقظ نائما، و لا يهريق دما» (3).

(177)و أخرج(ك)أيضا عن الوليد بن مسلم قال:سمعت رجلا يحدّث

ص:149


1- 1) .لا موجب للتأويل مع وضوح أنّ الروايات الواردة في الدلالة على التفضيل مطلقة،بمعنى أنّ المهدي عليه السّلام أفضل من جميع الجهات،خصوصا الرواية المتقدّمة عن ابن سيرين برواية الحافظ نعيم بن حمّاد في «الفتن»و [1]السلمي في«عقد الدرر»،و البرزنجي في«الاشاعة»قال:«كان يفضّل على بعض الأنبياء». يضاف إليه ما نقله البرزنجي عن العلاّمة علي القاري في الهامش السابق.
2- 2) .اليعسوب:السيد و الرئيس و المقدم،و أصله:فحل النحل(لسان العرب 1:599). و قال المناوي:«اليعسوب أمير النحل،ثمّ كثر حتّى سمّوا كلّ سيد يعسوب،و قال ثعلب:ذكر النحل الذي يتقدّمها و يحامي عنها»(فيض القدير 4:472). و يعسوب الدين من أسماء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام،فقد ورد عن حذيفة و سلمان قالا: أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بيد علي فقال:«هذا أول من آمن بي،و هو أول من يصافحني يوم القيامة،و هذا الصدّيق الأكبر،و هذا فاروق هذه الأمّة،يفرق بين الحقّ و الباطل،و هذا يعسوب المؤمنين،و المال يعسوب الظلمة»أخرجه في المعجم الكبير 6:269،فيض القدير 4:472،كنز العمال 11:616، شرح النهج 13:228. و عنه صلّى اللّه عليه و آله:«علي يعسوب المؤمنين»أخرجه في الجامع الصغير 2:178،كنز العمال 13:119. و عن علي عليه السّلام أنّه قال:«أنا يعسوب الدين»أخرجه في النهاية في غريب الحديث 5:298. [2]
3- 3) .الفتن لابن حمّاد:222. [3]

قوما فقال:

«المهديون ثلاثة:مهدي الخير عمر بن عبد العزيز،و مهدي الدم و هو الذي تسكن عليه الدماء،و مهدي الدين عيسى بن مريم تسلم أمته في زمانه» (1).

(178)و أخرج(ك)أيضا عن كعب أنّه قال:

«مهدي الخير يخرج بعد السفياني» (2).

(179)و أخرج(ك)أيضا عن طاوس قال:

«إذا كان المهدي:يبذل المال،و يشدّ على العمال،و يرحم المساكين» (3).

(180)و أخرج(ك)أيضا عن طاوس قال:

«وددت أنّي لا أموت حتّى أدرك زمان المهدي،يزاد للمحسن في إحسانه، و يثاب فيه على المسيء» (4).

(181)و أخرج(ك)أيضا عن أبي سعيد الخدري عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال:

«المهدي يصلحه اللّه في ليلة واحدة» (5).

(182)و أخرج(ك)أيضا عن عمر بن الخطاب أنّه ولج البيت و قال:

«و اللّه ما أدري،أدع خزائن البيت و ما فيه من السلاح و المال أو أقسمه في سبيل اللّه؟».

ص:150


1- 1) .المصدر السابق.و الحديث مرسل،و لا يخفى أثر الوضع ظاهر عليه.
2- 2) .الفتن لابن حمّاد:222. [1]
3- 3) .الفتن لابن حمّاد:222 [2] بزيادة في صدره:«إذا كان المهدي زيد المحسن في إحسانه،و تيب على المسيء في إساءته،و هو يبذل المال»و بهذا اللفظ في مصنّف ابن أبي شيبة 8:679.
4- 4) .الفتن لابن حمّاد:223 و [3]فيه:«يتاب»بدل«يثاب».
5- 5) .لم نعثر عليه بسند عن أبي سعيد الخدري،و تقدّم هذا الحديث عن علي عليه السّلام في الحديث رقم 2 بلفظ: «المهدي منّا أهل البيت،يصلحه اللّه في ليلة»،فراجع مصادره هناك.

فقال له علي بن أبي طالب:«امض يا أمير المؤمنين،فلست بصاحبه،إنّما صاحبه منّا،شاب من قريش،يقسمه في سبيل اللّه في آخر الزمان» (1).

(183)و أخرج(ك)أيضا عن كعب قال:

«لواء يعقده المهدي يبعثه إلى الترك،فيهزمهم و يأخذ ما معهم من السبي و الأموال،ثم يصير إلى الشام فيفتحها،ثم يعتق كلّ مملوك معه،و يعطي أصحابه قيمتهم» (2).

(184)و أخرج(ك)أيضا عن ابن لهيعة قال:

«يتمنّى في زمن المهدي الصغير الكبر،و الكبير الصغر» (3).

(185)و أخرج(ك)أيضا عن صباح قال:

«يمكث المهدي فيهم تسعا و ثلاثين سنة،يقول الصغير:يا ليتني كبرت،و يقول الكبير:يا ليتني كنت صغيرا» (4).

(186)و أخرج(ك)أيضا عن عبد اللّه بن عمرو قال:

«المهدي ينزل عليه عيسى بن مريم،و يصلّي خلفه عيسى» (5).

(187)و أخرج(ك)أيضا عن كعب قال:

ص:151


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:223، [1]الفتاوى الحديثية:29،الإشاعة:118،عقد الدرر:154 و [2]قال:«أخرجه الحافظ نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن». [3]
2- 2) .كتاب الفتن لابن حمّاد:224، [4]الفتاوى الحديثية:31،عقد الدرر:170 و [5]قال:«رواه الشيخ أبو محمّد الحسين بن مسعود في كتاب المصابيح».
3- 3) .الفتن لابن حمّاد:223. [6]
4- 4) .الفتن لابن حمّاد:224، [7]الفتاوى الحديثية:31.
5- 5) .الفتن لابن حمّاد:230، [8]عقد الدرر:230 [9] بلفظ:«المهدي الذي ينزل عليه...»و تقدّم هذا المعنى في عدّة أحاديث.

«المهدي من ولد العباس» (1).

(188)و أخرج(ك)أيضا عن الزهري قال:

«المهدي من ولد فاطمة» (2).

(189)و أخرج(ك)أيضا عن كعب قال:

ص:152


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:230،و [1]الحديث مخدوش من جهتين: أولا:من جهة السند،فالحديث مروي في كتاب الفتن عن الوليد بن مسلم عن شيخ عن يزيد بن مسلم الخزاعي،فالسند فيه إرسال،مضافا إلى كون الخزاعي مجهول،فليس له ذكر في كتب الرجال.و ليس له إلاّ هذا الحديث و حديث آخر عن ملك بني العباس بلفظ:«المنصور و المهدي و [2]السفاح من ولد العباس» (الفتن:247، [3]تاريخ بغداد 1:85)و [4]كلا الحديثين في تقوية ملك بني العباس،و هذا ممّا يورث الشكّ في الراوي،خصوصا و أنّه لم يرو غيرهما،مع مجهوليته. ثانيا:من جهة الدلالة،فإنّه معارض بالروايات الصحيحة المتواترة الدالّة على كون المهدي [5]من ذرّية فاطمة و علي عليهما السلام. قال البرزنجي:«و أحاديث وجود المهدي و [6]خروجه،و أنّه من عترة الرسول صلّى اللّه عليه و آله،و من ولد فاطمة عليها السلام،بلغت حدّ التواتر المعنوي»(الإشاعة:112). و قال ابن حجر:«و أحاديث أنّه من ولد فاطمة أصحّ سندا»(العطر الوردي:50). و قال الشوكاني في التوضيح:«و الأحاديث أنّه من ولد النّبي صلّى اللّه عليه و آله أرجح»(الإشاعة:135).و تقدّم ما يدلّ على كلّ ذلك،راجع الحديث رقم 6 و 85 و 86 و 143. هذا و سيأتي في خاتمة الكتاب خبر آخر بهذا المعنى:«المهدي [7]من ولد العباس عمي»من طريق محمد بن الوليد.و قد ضعّفه العلماء،و تكلّموا عن الخبر و طريقه،ممّا يدلّ على وهن كلا الحديثين. قال الذهبي:«خبر المهدي [8]من ولد العباس»تفرّد به محمد بن الوليد،و كان يضع الحديث»(الصواعق المحرقة 2:478). و قال المناوي:«قال ابن الجوزي:فيه محمد بن الوليد.قال ابن عدي:يضع الحديث و يصله،و يسرق، و يقلب الأسانيد و المتون.و قال ابن معشر:هو كذّاب.و قال السمهودي: وضّاع»(فيض القدير 6:361). و قال العظيم آبادي:«قال الدارقطني:هذا حديث غريب،تفرّد به محمد بن الوليد،و قال المناوي:في إسناده كذّاب»(عون المعبود 11:252).
2- 2) .الفتن لابن حمّاد:231.و [9]تقدّم هذا الحديث بألفاظ أخرى عن أم سلمة و عبد اللّه بن مسعود و سعيد بن المسيب،راجع مصادر الحديث رقم 6.

«ما المهدي إلاّ من قريش،و ما الخلافة إلاّ فيهم» (1).

(190)و أخرج(ك)أيضا عن علي قال:

«المهدي رجل منّا،من ولد فاطمة» (2).

(191)و أخرج(ك)أيضا عن ابن عمر أنّه قال لابن الحنفية:

«المهدي الذي يقولون كما يقال:الرجل الصالح،إذا كان الرجل صالحا قيل له:

المهدي» (3).

(192)و أخرج(ك)أيضا عن أرطاة قال:

«يبقى المهدي أربعين عاما» (4).

(193)و أخرج(ك)أيضا عن بقية بن الوليد قال:

«حياة المهدي ثلاثون سنة» (5).

(194)و أخرج(ك)أيضا عن محمد بن حمير عن أبيه قال:

«يملك المهدي سبع سنين و شهرين و أياما» (6).

(195)و أخرج(ك)أيضا عن دينار بن دينار قال:

«بقاء المهدي أربعون سنة» (7).

(196)و أخرج(ك)أيضا عن الزهري قال:

ص:153


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:231، [1]تاريخ بغداد 3:10، [2]تاريخ دمشق 53:415،و الجميع زاد في آخره:«غير أنّ له أصلا و نسبا في اليمن».
2- 2) .الفتن لابن حمّاد:231، [3]كنز العمال 14:591،و راجع مصادر الحديث رقم 6.
3- 3) .الفتن لابن حمّاد:230. [4]
4- 4) .الفتن لابن حمّاد:232، [5]عقد الدرر:240 و [6]قال:«أخرجه نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن». [7]
5- 5) .الفتن لابن حمّاد:234، [8]عقد الدرر:240 و [9]قال:«أخرجه الحافظ نعيم بن حمّاد».
6- 6) .الفتن لابن حمّاد:234. [10]
7- 7) .الفتن لابن حمّاد:234، [11]عقد الدرر:241 و [12]قال:«أخرجه نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن». [13]

«يعيش المهدي أربع عشرة سنة،ثم يموت موتا» (1).

(197)و أخرج(ك)أيضا عن علي قال:

«يلي المهدي أمر الناس ثلاثين أو أربعين سنة» (2).

(198)و أخرج(ك)أيضا عن كعب قال:

«يموت المهدي موتا ثم يلي الناس بعده رجل من أهل بيته،فيه خير و شرّ، و شرّه أكثر من خيره،يغصب الناس،يدعوهم إلى الفرقة بعد الجماعة،بقاؤه قليل، يثور به رجل من أهل بيته فيقتله» (3).

ص:154


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:234. [1]
2- 2) .الفتن لابن حمّاد:234، [2]عقد الدرر:240، [3]كنز العمال 14:591،الفتاوى الحديثية:31 و قال: «لا ينافيه الحديث السابق:«يملك سبع سنين»لإمكان حمله على أنّ ذلك مدّة تزايد ظهور ملكه و قوته. و قد وردت في مدّة ملك المهدي و بقائه روايات مختلفة،ففي بعضها يملك خمسا أو سبعا أو تسعا،و في بعضها تسع عشرة سنة و أشهر،و في بعضها عشرين،و في بعضها ثلاثين،و في بعضها أربعين.و قد ذكر البعض جمعا بين هذه الروايات على تقدير صحة الكلّ: قال ابن حجر:«و يمكن الجمع على تقدير صحّة الكلّ،بأنّ ملكه متفاوت الظهور و القوة،فيحمل التحديد بالأكثر كأربعين على أنّه باعتبار مدّة الملك من حيث هو هو،و الأقلّ كالسبع أو الأقلّ منها على أنّه باعتبار غاية ظهوره و قوته،و بنحو العشرين على أنّه وسط بين الابتداء و الانتهاء».(العطر الوردي:70، الإشاعة:105). و أيّده البرزنجي و أتى له ببعض الشواهد،من قبيل:أنّ مدّة العدل الالهي لا بدّ و أن تكون بقدر ما ينسى الناس الظلم و الجور و الفتن،و [4]أنّ فتح الدنيا كلّها و جميع الآفاق لا يتّسع لسبع سنين...و غير ذلك ممّا ذكره البرزنجي،ثم حمل رواية السبع سنين على ملك الأرض ملكا كاملا،و استيلاء المهدي عليه السّلام على جميع المعمورة،و رواية التسع باعتبار فتح القسطنطينية،و رواية العشر باعتبار مدّة قتاله للسفياني و دخول أهل الإسلام كلّهم في طاعته،و رواية العشرين باعتبار خروجه للشام،و رواية الثلاثين باعتبار حكمه و استيلائه على جميع الحجاز،و رواية الأربعين على كلّ المدّة من أول ظهوره و حتّى استيلائه على كلّ المعمورة،و من ضمنها فترة الحرب و الهدنة و غيرها.ثم قال البرزنجي:«و هذا الجمع أولى من إسقاط بعض الروايات،و أنّه مقدّم على الترجيح»(الإشاعة:106 نقلناه باختصار و تصرّف).
3- 3) .الفتن لابن حمّاد:235. [5]

(199)و أخرج(ك)أيضا عن الزهري قال:

«يموت المهدي موتا،ثم يصير الناس بعده في فتنة،و يقبل إليهم رجل من بني مخزوم فيبايع له،فيمكث زمانا،ثم ينادي مناد من السماء ليس بإنس و لا جان:

بايعوا فلانا،و لا ترجعوا على أعقابكم بعد الهجرة،فينظرون فلا يعرفون الرجل، ثم ينادي ثلاثا،ثم يبايع المنصور فيصير إلى المخزومي،فينصره اللّه عليه،فيقتله و من معه» (1).

(200)و أخرج(ك)أيضا عن كعب قال:

«يتولّى رجل من بني مخزوم،ثم رجل من الموالي،ثم يسير رجل من المغرب،رجل جسيم طويل عريض ما بين المنكبين،فيقتل من لقيه حتّى يدخل بيت المقدس،فيموت موتا،فتكون الدنيا شرّا ممّا كانت،ثم يلي بعده رجل من مضر يقتل أهل الصلاح،ظلوم غشوم،ثم يلي من بعد المضري العماني القحطاني،يسير سيرة أخيه المهدي،و على يديه تفتح مدينة الروم» (2).

(201)و أخرج(ك)أيضا عن الوليد عن معمر قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«ما القحطاني بدون المهدي» (3).

(202)و أخرج(ك)أيضا عن عبد اللّه بن عمرو قال:

«بعد الجبابرة:الجابر،ثم المهدي،ثم المنصور،ثمّ السلم،ثم أمير العصب» (4).

(203)و أخرج(ك)أيضا عن ابن عمرو أنّه قال:

«يا معشر اليمن،يقولون:إنّ المنصور منكم،و الذي نفسي بيده،إنّه لقرشي

ص:155


1- 1) .و الحديث طويل في الفتن لابن حمّاد:235،و [1]أورده السيوطي هنا مختصرا.
2- 2) .الفتن لابن حمّاد:236 و [2]هو حديث طويل.
3- 3) .المصدر السابق:237 و [3]ليس في سنده معمر.
4- 4) .المصدر نفسه:237 [4] بلفظ«...ثم السلام ثم أمير الغضب فمن قدر أنّ يموت بعد ذلك فليمت».

أبوه،و لو أشاء أن أسمّيه إلى أقصى جدّ هو له لفعلت» (1).

(204)و أخرج(ك)أيضا عن قيس بن جابر الصدفي:أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال:

«سيكون من أهل بيتي رجل يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،ثم من بعده القحطاني،و الذي نفسي بيده ما هو دونه» (2).

(205)و أخرج(ك)أيضا عن أرطاة قال:

«ينزل المهدي بيت المقدس،ثم يكون خلف من أهل بيته بعده،تطول مدّتهم و يحبرون (3)،حتّى يصلّي الناس على بني العباس،فلا يزال الناس كذلك حتّى يغزو مع واليهم القسطنطينية،و هو رجل صالح يسلّمها إلى عيسى بن مريم،و لا يزال الناس في رخاء ما لم ينتقص ملك بني العباس،فإذا انتقص ملكهم لم يزالوا في فتن حتّى يقوم المهدي» (4).

(206)و أخرج(ك)أيضا عن عبد اللّه بن عمرو قال:

ص:156


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:66. [1]
2- 2) .الفتن لابن حمّاد:238 و [2]تقدّم في الحديث رقم 62،فراجع مصادره.
3- 3) .يحبرون:يتنعّمون و يكرمون و يسرّون.
4- 4) .الفتن لابن حمّاد:239.و [3]يجدر ذكره أنّ السيوطي هنا جمع بين خبرين:خبر أرطاة و خبر عبد السلام ابن مسلمة عن أبي قبيل،فأخذ من الأول صدره،و من الثاني ذيله،و الخبران هما: الأول:عن أرطاة قال:«ينزل المهدي بيت المقدس،ثم يكون خلفاء من أهل بيته بعده،تطول مدّتهم، و يتجبّرون حتّى يصلّي الناس على بني العباس و بني أمية ممّا يلقون منهم،قال جرّاح:أجلهم نحو من مائتي سنة». الثاني:حدّثنا محمد بن عبد اللّه التيهرتي عن عبد السلام بن مسلمة عن أبي قبيل قال:«لا يكون بعد المهدي أحد من أهل بيته يعدل في الناس،و ليطولنّ،و كان جورهم على الناس بعد المهدي حتّى يصلّي الناس على بني العباس،و يقولون،يا ليتهم مكانهم،فلا يزال الناس كذلك حتّى يغزون مع واليهم القسطنطينية،و هو رجل صالح،يسلّمها إلى عيسى بن مريم عليه السلام،و لا يزال الناس في رخاء ما لم ينتقض ملك بني العباس،فإذا انتقض ملكهم لم يزالوا في فتن حتّى يقوم المهدي».

«ثلاثة أمراء يتوالون،تفتح كلّها عليهم،كلّهم صالح:الجابر ثم المفرّج ثم ذو العصب،يمكثون أربعين سنة،ثم لا خير في الدنيا بعدهم» (1).

(207)و أخرج(ك)أيضا عن سليمان بن عيسى قال:

«بلغني أنّ المهدي يمكث أربع عشرة سنة ببيت المقدس،ثم يموت،ثم يكون من بعده رجل من قوم تبّع يقال له:المنصور،يمكث ببيت المقدس إحدى و عشرين سنة،ثم يقتل،ثم يملك المولى،يمكث ثلاث سنين،ثم يقتل،ثم يملك بعده هشيم (2)المهدي ثلاث سنين و أربعة أشهر و عشرة أيام» (3).

(208)و أخرج(ك)أيضا عن كعب قال:

«يكون بعد المهدي خليفة من أهل اليمن من قحطان،أخو المهدي في دينه، يعمل بعمله،و هو الذي يفتح مدينة الروم و يصيب غنائمها» (4).

(209)و أخرج(ك)أيضا عن أرطاة قال:

«يكون بين المهدي و بين الروم هدنة،ثم يهلك المهدي،ثم يلي رجل من أهل بيته يعدل قليلا،ثم يقتل» (5).

(210)و أخرج(ك)أيضا عن قيس بن جابر الصدفي:أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال:

ص:157


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:242. [1]
2- 2) .في المصدر:«هيم المهدي»بدل«هشيم المهدي».
3- 3) .الفتن لابن حمّاد:243،و [2]أخرجه السيوطي هنا مختصرا و بتفاوت باللفظ.
4- 4) .الفتن لابن حمّاد:245، [3]الفتاوى الحديثية:31 عقد الدرر:80 و [4]فيه:«و يخرج القحطاني من بلاد اليمن». و تقدّم بعض الكلام عن القحطاني في الحديث رقم 62.و راجع أيضا الحديث رقم 200،و سيأتي ذكر القحطاني أيضا في الحديث رقم 210.
5- 5) .الفتن لابن حمّاد:245.و [5]أخرجه السيوطي هنا مختصرا و بتفاوت باللفظ.

«القحطاني بعد المهدي و ما هو دونه» (1).

(211)و أخرج(ك)أيضا عن أرطاة قال:

«بلغني أنّ المهدي يعيش أربعين عاما،ثم يموت على فراشه،ثم يخرج رجل من قحطان مثقوب الأذنين،على سيرة المهدي بقاؤه عشرون سنة،ثم يموت قتيلا بالسلاح،ثم يخرج رجل من أهل بيت النّبي صلّى اللّه عليه و آله،مهدي حسن السيرة،يغزو مدينة قيصر،و هو آخر أمير من أمة محمّد صلّى اللّه عليه و آله،ثم يخرج في زمانه الدجّال، و ينزل في زمانه عيسى بن مريم» (2).

هذه الآثار كلّها لخصتها من كتاب«الفتن»لنعيم بن حمّاد،و هو أحد الأئمة الحفّاظ،و أحد شيوخ البخاري (3).

و بقي من أخبار المهدي ما:

(212)أخرج(ك)ابن أبي شيبة في«المصنّف»عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«يكون في أمتي المهدي،إن طال عمره أو قصر عمره ملك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين،فيملؤها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،و تمطر السماء

ص:158


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:247،و [1]في ص 245 بزيادة:«و الذي بعثني بالحقّ ما هو دونه».العطر الوردي:74 و قال:«أي في العدل،فيعدل مثل عدل المهدي».و تقدّم هذا المعنى في الحديث رقم 201 و 204.
2- 2) .الفتن لابن حمّاد:248،و [2]في ص 251 بلفظ مقارب.
3- 3) .نعيم بن حمّاد،و هو الإمام أبو عبد اللّه الخزاعي المروزي الفرضي،نزيل مصر،أحد شيوخ البخاري، روى عنه البخاري و الترمذي و أبو داود و الدارمي و أبو حاتم و الذهلي و يحيى بن معين و ابن ماجة و غيرهم،و هو أول من كتب المسند،و كان شديدا على الجهمية و أهل الأهواء،قال أحمد بن حنبل:كان نعيم ثقة.و قال العجلي:نعيم بن حمّاد ثقة مروزي.و قال الذهبي:نعيم من كبار أوعية العلم،امتحن فمات محبوسا بسامراء سنة 229 ه.ترجم له الذهبي مفصّلا في كتبه الثلاثة:سير أعلام النبلاء 10:595،تذكرة الحفّاظ 2:418،الكاشف 2:324.

مطرها،و تخرج الأرض بركتها،و تعيش أمتي في زمانه عيشا لم تعشه قبل ذلك» (1).

(213)و أخرج(ك)ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال:

«لا تمضي الأيام و الليالي حتّى يلي منّا أهل البيت فتى لم تلبسه الفتن و لم يلبسها».

قيل:يا أبا العباس،يعجز عنها مشيختكم و ينالها شبابكم؟!

قال:«هو أمر اللّه يؤتيه من يشاء» (2).

(214)و أخرج(ك)ابن أبي شيبة عن حكيم بن سعد قال:

«لمّا قام سليمان فأظهر ما أظهر قلت لأبي يحيى:هذا المهدي الذي يذكر؟ قال:لا» (3).

(215)و أخرج(ك)ابن أبي شيبة عن إبراهيم بن ميسرة قال:

«قلت لطاوس:عمر بن عبد العزيز،المهدي؟قال:قد كان مهديا،و ليس به، إنّ المهدي إذا كان:زيد[المحسن]في إحسانه،و يكتب على المسيء من إساءته، و هو يبذل المال،و يشتدّ على العمّال،و يرحم المساكين» (4).

(216)و أخرج(ك)أبو نعيم في«الحلية»عن إبراهيم بن ميسرة قال:

«قلت لطاوس:عمر بن عبد العزيز هو المهدي؟قال:هو مهدي،و ليس به، إنّه لم يستكمل العدل كلّه» (5).

ص:159


1- 1) .مصنّف ابن أبي شيبة 8:678. [1]
2- 2) .المصدر السابق.و تقدّم هذا المعنى في الحديث رقم 144.
3- 3) .المصدر نفسه:679 و زاد في آخره:«و لا المتشبه».
4- 4) .مصنّف ابن أبي شيبة 8:679،الفتن لابن حمّاد:216 [2] مختصرا إلى قوله:«من إساءته».و تقدّم هذا المعنى في الحديث رقم 155 و 179.
5- 5) .الفتن لابن حمّاد:222، [3]عقد الدرر:43 [4] قال:«أخرجه نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن». [5]تاريخ دمشق 45:189،سير أعلام النبلاء 5:130،البداية و النهاية 9:225. [6]

(217)و أخرج المحاملي في«أماليه»عن أبي جعفر محمد بن علي بن حسين قال:

«يزعمون أنّي أنا المهدي،و إنّي إلى أجلي أدنى منّي إلى ما يدّعون» (1).

(218)و أخرج(ك)أبو عمرو الداني في«سننه»عن حذيفة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«يلتفت المهدي و قد نزل عيسى بن مريم كأنّما يقطر من شعره الماء،فيقول المهدي:تقدّم صلّ بالناس،فيقول عيسى:إنّما أقيمت الصلاة لك،فيصلّي خلف رجل من ولدي» (2).الحديث.

(219)و أخرج(ك)ابن الجوزي في«تاريخه»عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«ملك الأرض أربعة:مؤمنان و كافران،فالمؤمنان:ذو القرنين و سليمان، و الكافران:نمرود و بخت نصّر،و سيملكها خامس من أهل بيتي» (3).

(220)و أخرج(ك)أبو عمرو الداني في«سننه»عن ابن شوذب:

«إنّما سمّي المهدي لأنّه يهدي إلى جبل من جبال الشام،يستخرج منه أسفار

ص:160


1- 1) .تاريخ دمشق 54:291 عن المحاملي،كنز العمال 14:31 و زاد كلاهما في آخره:«و لو أنّ الناس اجتمعوا على أنّ يأتيهم العدل من باب،لخالفهم القدر حتّى يأتي من باب آخر».
2- 2) .عقد الدرر:17 [1] قال:«أخرجه الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني في معجمه،و أخرجه الحافظ أبو نعيم في مناقب المهدي.ينابيع المودّة 3:264 و [2]قال:«أخرجه الطبراني و ابن حبّان في صحيحه من حديث عقبة بن عامر في إمامة المهدي [3]نحوه». و تقدّم عدّة أحاديث عن صلاة عيسى خلف المهدي [4]عليهما السلام،كالحديث رقم 71،فراجع.
3- 3) .الفتاوى الحديثية:29 و قال:«أخرجه ابن الجوزي»،الإشاعة:105. و أخرجه ابن الجوزي في زاد المسير 5:129،و [5]ابن عساكر في تاريخ دمشق 17:337 إلى قوله: «و بخت نصّر».

التوراة،يحاجّ بها اليهود،فيسلم على يديه جماعة من اليهود» (1).

(221)و أخرج(ك)الداني عن الحكم بن عتيبة قال:

قلت لمحمد بن علي:سمعنا أنّه سيخرج منكم رجل يعدل في هذه الأمّة.

فقال:«إنّا نرجو ما يرجو الناس،و إنّا نرجو لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لطوّل ذلك اليوم حتّى يكون ما ترجو هذه الأمّة،و قبل ذلك فتنة شرّ فتنة،يمسي الرجل مؤمنا و يصبح كافرا،و يصبح مؤمنا و يمسي كافرا،فمن أدرك ذلك منكم فليتقّ اللّه، و ليكن من أحلاس بيته» (2).

(222)و أخرج(ك)الداني عن سلمة بن زفر قال:

«قيل يوما عند حذيفة:قد خرج المهدي،فقال:لقد أفلحتم إن خرج و أصحاب محمّد بينكم،إنّه لا يخرج حتّى لا يكون غائب أحبّ إلى الناس منه،ممّا يلقون من الشرّ» (3).

(223)و أخرج(ك)الداني عن قتادة قال:

«يجاء إلى المهدي في بيته،و الناس في فتنة يهراق فيها الدماء،فيقال له:قم علينا،فيأبى،حتّى يخوّف بالقتل،فإذا خوّف بالقتل قام عليهم،فلا يهراق بسببه

ص:161


1- 1) .سنن الداني 5:1065 رقم 586، [1]عقد الدرر:40 و [2]قال:«ذكره الإمام أبو عمرو الداني في سننه».
2- 2) .سنن الداني 2:369 رقم 122. [3]عقد الدرر:61 و [4]قال:«أخرجه الإمام أبو عمر المقري في سننه». و أحلاس:من الحلس بالكسر،و هو كساء يوضع على ظهر البعير،و هذا هو الأصل،و المعنى:الزموا البيوت و لا تبرحوها،و يقال:فلان حلس من أحلاس البيوت،أي الذي لا يبرح البيت.(لسان العرب 6:54، [5]النهاية في غريب الحديث 1:407 بتصرّف).
3- 3) .سنن الداني 6:1167 رقم 642 [6]عقد الدرر:62 و [7]قال:«أخرجه الإمام أبو عمرو المقرئ في سننه». و في نسخة السنن غلط و اشتباه واضح،ففيها«خرج الدجّال»و هو غير صحيح،لأنّه مناف لقوله في ذيل الحديث«لا يكون غائب أحبّ إلى الناس منه»،فالصحيح ما أثبته السيوطي هنا.

محجمة دم» (1).

(224)و أخرج(ك)الداني عن حذيفة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«تكون وقعة بالزوراء» (2).

قالوا:يا رسول اللّه،و ما الزوراء؟قال:

«مدينة بالمشرق بين أنهار،يسكنها شرار خلق اللّه،و جبابرة من أمتي،يقذف بأربعة أصناف من العذاب:بالسيف و خسف و قذف و مسخ».

و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:«إذا خرجت السودان (3)طلبت العرب مكشوفون (4)،حتّى يلحقوا ببطن الأرض أو قال:ببطن الأردن،فبينما هم كذلك إذ خرج السفياني في ستين و ثلاثمائة راكب،حتّى يأتي دمشق،فلا يأتي عليه شهر حتّى يتابعه من كلب ثلاثون ألفا،فيبعث جيشا إلى العراق،فيقتل بالزوراء مائة ألف،و ينجرّون إلى الكوفة فينهبونها،فعند ذلك تخرج راية من المشرق،يقودها رجل من تميم، يقال له:شعيب بن صالح،فيستنقذ ما في أيديهم من سبي أهل الكوفة،و يقتلهم،

ص:162


1- 1) .سنن الداني 5:1042 رقم 557، [1]عقد الدرر:63 و [2]قال:«أخرجه الإمام أبو عمرو الداني في سننه».
2- 2) .الزوراء:زوراء تأنيث الأزور،و هو المائل،و الازورار عن الشيء:العدول عنه و الانحراف،و منه سمّيت القوس الزوراء لميلها،و به سمّيت دجلة بغداد الزوراء(معجم البلدان 3:155). و قال الأزهري:«مدينة الزوراء ببغداد في الجانب الشرقي،سمّيت الزوراء لازورار في قبلتها»،و قال غيره:«الزوراء مدينة أبي جعفر المنصور،و هي في الجانب الغربي»،و هو أصحّ ممّا ذهب إليه الأزهري بإجماع أهل السير،قالوا:إنّما سمّيت الزوراء لأنّه جعل الأبواب الداخلة مزورّة عن الأبواب الخارجة، أي ليست على سمتها(معجم البلدان 3:156). و الزوراء يطلق على مواضع،منها:موضع بالمدينة قرب أحجار الزيت،و يطلق على موضع سوق المدينة الزوراء(معجم البلدان 1:109 و 3:155). [3]
3- 3) .المراد به الجنس،لا بلدا بعينه،و السودان عموم وسط إفريقية،و تسمّى بلاد الزنج أيضا،و يسمّى شمال إفريقية البربر،عدا مصر فكانت تسمّى القلزم و النوبة.
4- 4) .في المصادر:«ينكشفون»بدل«مكشوفون».

و يخرج جيش آخر من جيوش السفياني إلى المدينة،فينهبونها ثلاثة أيام،ثم يسيرون إلى مكة،حتّى إذا كانوا بالبيداء بعث اللّه عزّ و جلّ جبريل فيقول:يا جبريل عذّبهم،فيضربهم برجله ضربة يخسف اللّه بهم،فلا يبقى منهم إلاّ رجلان، فيقدمان على السفياني فيخبرانه بخسف الجيش،فلا يهوله،ثم إنّ رجالا من قريش يهربون إلى قسطنطينية،فيبعث السفياني إلى عظيم الروم أن يبعث بهم في المجامع،فيبعث بهم إليه،فيضرب أعناقهم على باب المدينة بدمشق».

قال حذيفة:حتّى إنّه يطاف بالمرأة في مسجد دمشق في الثوب على مجلس مجلس،حتّى تأتي فخذ السفياني فتجلس عليه،و هو في المحراب قاعد،فيقوم رجل مسلم من المسلمين فيقول:ويحكم !أكفرتم باللّه بعد إيمانكم؟إنّ هذا لا يحلّ، فيقوم فيضرب عنقه في مسجد دمشق،و يقتل كلّ من شايعه على ذلك،فعند ذلك ينادي مناد من السماء:أيّها الناس،إنّ اللّه قد قطع عنكم مدّة الجبّارين و المنافقين و أشياعهم،و ولاّكم خير أمة محمّد صلّى اللّه عليه و آله،فالحقوا به بمكّة فإنّه المهدي،و اسمه أحمد بن عبد اللّه (1).

قال حذيفة:فقام عمران بن الحصين فقال:يا رسول اللّه،كيف لنا حتّى نعرفه؟ فقال:«هو رجل من ولدي،كأنّه من رجال بني إسرائيل،عليه عباءتان قطوانيتان،كأنّ وجهه الكوكب الدرّي[في اللون]في خدّه الأيمن خال أسود ابن أربعين سنة،فيخرج الأبدال من الشام و أشباههم،و يخرج إليه النجباء من مصر، و عصائب أهل الشرق و أشباههم،حتّى يأتوا مكّة،فيبايع له بين الركن و المقام، ثم يخرج متوجّها إلى الشام،و جبريل على مقدّمته،و ميكائيل على ساقته،فيفرح به أهل السماء و أهل الأرض،و الطير و الوحوش و الحيتان في البحر،و تزيد المياه

ص:163


1- 1) .تقدّم الكلام في هامش الحديث رقم(9)حول زيادة«و اسم أبيه اسم أبي»فإنّه تجدر مراجعته.

في دولته،و تمدّ الأنهار،و تضعف الأرض أهلها،و تستخرج الكنوز،فيقدم الشام،فيذبح السفياني تحت الشجرة التي أغصانها إلى بحيرة طبرية،و يقتل كلبا».

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:«فالخائب من خاب يوم كلب و لو بعقال».

قال حذيفة:يا رسول اللّه،كيف يحلّ قتالهم و هم موحّدون؟

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:«يا حذيفة،هم يومئذ على ردّة،يزعمون أنّ الخمر حلال، و لا يصلّون» (1).

(225)و أخرج(ك)الداني عن شهر بن حوشب قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«سيكون في رمضان صوت،و في شوال معمعة (2)،و في ذي القعدة تحارب القبائل و علامته ينهب الحاجّ،و تكون ملحمة بمنى تكثر فيها القتلى،و تسيل فيها الدماء،حتّى تسيل دماؤهم على الجمرة،حتّى يهرب صاحبهم،فيؤتى بين الركن و المقام،فيبايع و هو كاره،و يقال له:إن أبيت ضربنا عنقك،يرضى به ساكن السماء و ساكن الأرض» (3).

(226)و أخرج(ك)نعيم عن كعب أنّه قال:

«يطلع نجم من المشرق قبل خروج المهدي،له ذنب يضيء» (4).

ص:164


1- 1) .سنن الداني 5:1089 رقم 596، [1]عقد الدرر:81 و [2]قال:«أخرجه الإمام أبو عمر عثمان بن سعيد المقرئ في سننه».الفتاوى الحديثية:27،و حكى بعضا منه البرزنجي في الإشاعة:96.
2- 2) .المعمعة:الحرب أو صوت المقاتلة،و المعمعة:شدّة الحر(لسان العرب 8:340). [3]
3- 3) .سنن الداني 5:972 رقم 519 و [4]فيه:«في شوال مهمة»،عقد الدرر:104 و [5]قال:«أخرجه الإمام أبو عمرو الداني في سننه»،الفتن لابن حمّاد:131 [6] مختصرا إلى قوله:«عقبة الجمرة».و تقدّم هذا المعنى في الحديث رقم 79.
4- 4) .الفتن لابن حمّاد:133 و [7]فيه:«له ذنبان»،عقد الدرر:111 و [8]قال:«أخرجه الحافظ نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن»، [9]الإشاعة:116،العطر الوردي:60.

(227)و أخرج نعيم عن شريك أنّه قال:

«بلغني أنّه قبل خروج المهدي ينكسف القمر في شهر رمضان مرّتين» (1).

(228)و أخرج أبو غنم الكوفي في كتاب«الفتن»عن علي بن أبي طالب قال:

«ويحا للطالقان (2)فإنّ للّه فيه كنوزا ليست من ذهب و لا فضة،و لكن بها رجال عرفوا اللّه حقّ معرفته،و هم أنصار المهدي آخر الزمان» (3).

(229)و أخرج أبو بكر الإسكاف في«فوائد الأخبار»عن جابر بن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«من كذّب بالدجّال فقد كفر،و من كذّب بالمهدي فقد كفر» (4).

(230)و أخرج(ك)نعيم عن جعفر بن يسار الشامي قال:

«يبلغ ردّ المهدي المظالم،حتّى لو كان تحت ضرس إنسان شيء انتزعه حتّى يردّه» (5).

(231)و أخرج(ك)نعيم عن سلمان بن عيسى قال:

«بلغني أنّه على يدي المهدي يظهر تابوت السكينة من بحيرة طبرية (6)، حتّى يحمل فيوضع بين يديه ببيت المقدس،فإذا نظرت إليه اليهود أسلمت،

ص:165


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:133 [1] الإشاعة:116.
2- 2) .الطالقان:بلدة بين مرو و بلخ ممّا يلي الجبال،و طالقان ولاية أيضا بين قزوين و أبهر،و يقال للأولى طالقان خراسان،و للثانية طالقان قزوين(الأنساب 4:29، [2]معجم البلدان 4:6).
3- 3) .عقد الدرر:122، [3]كنز العمال 14:591،ينابيع المودّة 3:298 و 393 [4]عن الفتوح لابن أعثم الكوفي. [5]
4- 4) .عقد الدرر:157 و [6]قال:«أخرجه الإمام أبو بكر الإسكاف في فوائد الأخبار،و رواه أبو القاسم السهيلي في شرح السيرة».الفتاوى الحديثية:27،تاريخ ابن خلدون 1:312. [7]
5- 5) .الفتن لابن حمّاد:220، [8]عقد الدرر:36 و [9]قال:«أخرجه الحافظ نعيم بن حمّاد».
6- 6) .بحيرة طبرية:تقع في شمال فلسطين،غرب هضبة الجولان،و يخرج منها نهر الأردن.و قد ذكر الحموي أسماء المزارات القريبة منها،و قبور الأنبياء و الصالحين(معجم البلدان 4:19). [10]

إلاّ قليلا منهم» (1).

(232)و في(ك)«الفردوس»من حديث ابن عباس مرفوعا:

«المهدي طاوس أهل الجنّة» (2).

(233)و أخرج(ك)أبو عمرو الداني في سننه عن جابر بن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«لا تزال طائفة من أمتي تقاتل على الحقّ،حتّى ينزل عيسى بن مريم عند طلوع الفجر ببيت المقدس،ينزل على المهدي،فيقال:تقدّم يا نبي اللّه فصلّ بنا، فيقول:هذه الأمّة أمراء بعضهم على بعض» (3).

(234)و أخرج(ك)نعيم عن خالد بن سمير قال:

«هرب موسى بن طلحة بن عبيد اللّه من المختار إلى البصرة،و كان الناس يرون في زمانه أنّه المهدي» (4).

ص:166


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:223 و [1]زاد في آخره:«ثم يموت المهدي»، [2]عقد الدرر:147 و [3]قال:«أخرجه الحافظ نعيم بن حمّاد». و تقدّم في الحديث رقم 151 و 152 شرح معنى تابوت السكينة،و أنّ المهدي [4]يستخرجه من غار بانطاكية،فراجعه.
2- 2) .الفردوس 4:222،عقد الدرر:148 و [5]قال:«أخرجه الديلمي في كتاب الفردوس»،الفتاوى الحديثية: 28،الفصول المهمة 285، [6]ينابيع المودّة 2:82 و 3:266،389. [7]
3- 3) .سنن الداني 6:1237 رقم 686، [8]عقد الدرر:230 و [9]قال:«أخرجه الإمام أبو عمر عثمان بن سعيد المقرئ في سننه».الفتاوى الحديثية:28. و تقدّم هذا المعنى في الحديث رقم 64 فراجع.
4- 4) .الفتن لابن حمّاد:88، [10]تاريخ دمشق 60:431،سير أعلام النبلاء 4:364. و موسى بن طلحة بن عبيد اللّه هذا حضر مع أبيه طلحة حرب الجمل مع المعسكر المقابل لمعسكر أمير المؤمنين عليه السّلام،و أسر ثم أطلقه أمير المؤمنين عليه السّلام(الأعلام 7:323).و [11]أمّا خالد بن سمير فهو أبو الجوزاء الربعي الذي خرج مع ابن الأشعث،و قتل في سنة ثلاث و ثمانين للهجرة.

(235)و أخرج نعيم عن صباح قال:

«لا خلافة بعد حمل بني أمية حتّى يخرج المهدي» (1).

(236)و أخرج نعيم عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال:

«وجدت في بعض الكتب يوم اليرموك:أبو بكر الصدّيق أصبتم اسمه،عمر الفاروق قرن من حديد أصبتم اسمه،عثمان ذو النورين أو في كفلين من الرحمة؛ لأنّه قتل مظلوما أصبتم اسمه،ثم يكون سفّاح،ثم يكون منصور،ثم يكون الأمين،ثمّ يكون مهدي،ثم يكون سيف و سلام (2)-يعني صلاحا و عافية-ثم يكون أمير العصب،ستة منهم من ولد كعب بن لؤي،و رجل من قحطان،كلّهم صالح،لا يرى مثله» (3).

(237)و أخرج(ك)نعيم عن عبد اللّه بن عمرو قال:

«يكون بعد الجبّارين الجابر،يجبر اللّه به أمة محمد صلّى اللّه عليه و آله،ثم المهدي،ثم المنصور،ثم السلام،ثم أمير العصب،فمن قدر على الموت بعد ذلك فليمت» (4).

ص:167


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:58. [1]
2- 2) .في الفتن لابن حمّاد:63 و [2]فيه:«سين و سلام»بدل«سيف و سلام».
3- 3) .الفتن لابن حمّاد:63،و [3]بتفاوت يسير في تاريخ دمشق 65:409،و سير أعلام النبلاء 4:38،و لسان العرب 1:605 و [4]قال:«قال الأزهري:هذا حديث عجيب». و فيه نظر:أولا:هذا الحديث مأخوذ من كتب اليهود التي عثر عليها عبد اللّه بن عمرو بن العاص في معركة اليرموك كما يدّعي هو،و بشهادته،و لذا شكّك كثير من العلماء بمروياته،لاحتمال كونها جميعا من هذه الإسرائيليات و كتب اليهود. قال ابن حجر:«فتجنّب الأخذ عنه لذلك كثير من أئمة التابعين»(فتح الباري 1:184). ثانيا:أنّ الحديث ممّا تلاعبت به أيدي الوضّاعين،و ممّا يؤكّده أنّ الحديث في بعض ألفاظه كما في كنز العمال 11:252 في أوله عبارة:«يكون على هذه الأمّة اثنا عشر خليفة»ثم يذكر أبا بكر و عمر و عثمان و معاوية و يزيد،و لا يذكر عليا،و هذا من أوضح الدلائل على مذهب واضعه.
4- 4) .الفتن لابن حمّاد:64، [5]العطر الوردي:75 و ليس فيه:«فمن قدر على الموت بعد ذلك فليمت».

(238)و أخرج نعيم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«إذا مات الخامس من أهل بيتي فالهرج فالهرج،حتّى يموت السابع»

قالوا:و ما الهرج؟قال:«القتل كذلك حتّى يقوم المهدي» (1).

(239)و أخرج(ك)نعيم عن محمّد بن الحنفية قال:

«يملك بنو العباس حتّى ييأس الناس من الخير،ثم يتشعّث أمرهم في سنة خمس و تسعين،فإن لم تجدوا إلاّ جحر عقرب فادخلوا فيه،فإنّه يكون في الناس شرّ طويل،ثم يزول ملكهم،في سنة سبع و تسعين أو تسع و تسعين،و يقوم المهدي في سنة مائتين» (2).

(240)و أخرج(ك)نعيم عن عبد السلام بن مسلم (3)قال:

«لا يزال الناس بخير في رخاء ما لم ينقض ملك بني العباس،فإذا انتقض ملكهم لم يزالوا في فتن حتّى يقوم المهدي» (4).

(241)و أخرج(ك)نعيم عن الحكم بن نافع قال:

«يقاتل السفياني الترك،ثم يكون استئصاله على يدي المهدي،و أول لواء يعقده المهدي يبعثه إلى الترك» (5).

ص:168


1- 1) .الفتن لابن حمّاد:125، [1]كنز العمال 11:247 و الهرج:الفتنة و [2]الاختلاط و كثرة القتل،و أصل الهرج: الكثرة من الشيء(الصحاح 1:350). [3]
2- 2) .الفتن لابن حمّاد:125 و [4]في آخره هكذا:«ثم يزول ملكهم و يقوم المهدي».
3- 3) .في المصدر«عبد السلام بن مسلمة».
4- 4) .الفتن لابن حمّاد:123،و [5]قريب منه في ص 239،عقد الدرر:48 و [6]قال:«أخرجه الإمام نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن». [7]
5- 5) .الفتن لابن حمّاد:128 و [8]تقدّم هذا المعنى في الحديث رقم 183 فراجعه.

(242)و قال ابن سعد في«الطبقات»حدّثنا الواقدي قال:سمعت مالك بن أنس يقول:

«خرج محمد بن عجلان مع محمد بن عبد اللّه بن حسن حين خرج بالمدينة، فلمّا قتل محمد بن عبد اللّه و ولي جعفر بن سليمان بن علي المدينة بعث إلى محمد بن عجلان فأتي به،فبكّته و كلّمه كلاما شديدا،و قال:خرجت مع الكذّاب،فلم يتكلّم محمد بن عجلان بكلمة،إلاّ أنّه يحرّك شفتيه بشيء لا يدرى ما هو،فيظنّ أنّه يدعو،فقام من حضر جعفر بن سليمان من فقهاء أهل المدينة و أشرافهم فقالوا:

أصلح اللّه الأمير،محمد بن عجلان فقيه أهل المدينة و عابدها،و إنّما شبّه عليه و ظنّ أنّه المهدي الذي جاءت فيه الرواية،فلم يزالوا يطلبون إليه حتّى تركه، فولّى محمد بن عجلان منصرفا،لم يتكلّم بكلمة حتّى أتى منزله» (1).

(243)و أخرج(ك)نعيم عن كعب قال:

«يحاصر الدجّال المؤمنين ببيت المقدس،فيصيبهم جوع شديد،حتّى يأكلوا أوتار قسيّهم من الجوع،فبينما هم على ذلك إذ سمعوا صوتا في الغلس،فيقولون:

إنّ هذا لصوت رجل شبعان،فينظرون فإذا بعيسى بن مريم،و تقام الصلاة،فيرجع إمام المسلمين المهدي،فيقول عيسى:تقدّم فلك أقيمت الصلاة،فيصلّي بهم تلك الليلة،ثمّ يكون عيسى إماما بعده» (2).

(244)و أخرج أبو الحسين ابن المنادي في كتاب«الملاحم»عن سالم بن

ص:169


1- 1) .مقاتل الطالبيين:193. [1]
2- 2) .الفتن لابن حمّاد:352، [2]الفتاوى الحديثية:31. و الحديث صريح في إمامة المهدي و اقتداء عيسى به،و ليس العكس.و أمّا قوله:«ثم يكون عيسى إماما بعده»فليس فيه ظهور باقتداء المهدي عليه السّلام به،فلعلّه يكون إماما في صلاة ليس فيها المهدي،أو إماما في بلد غير بلد المهدي،او إماما عند عدم وجود المهدي،و الكلّ محتمل إن صحّ الخبر.

أبي الجعد قال:

«يكون المهدي إحدى و عشرين سنة أو اثنين و عشرين سنة،ثم يكون آخر من بعده،و هو دونه،و هو صالح[أربع عشرة سنة ثم يكون آخر من بعده،و هو دونه،و هو صالح،تسع سنين] (1)» (2).

(245)و أخرج ابن عساكر عن خالد بن معدان قال:

«يهزم السفياني الجماعة مرّتين،ثم يهلك،و لا يخرج المهدي حتّى يخسف بقرية بالغوطة تسمّى:حرستا» (3).

(246)و أخرج ابن المنادي في«الملاحم»قال:

«ليخرجنّ رجل من ولدي عند اقتراب الساعة،حتّى تموت قلوب المؤمنين كما تموت الأبدان،لما لحقهم من الضرر و الشدّة،و الجوع و القتل،و تواتر الفتن

ص:170


1- 1) .زيادة من بعض النسخ،كذا في هامش الحاوي للفتاوى 2:84.
2- 2) .الملاحم لابن المنادي:185 رقم 17.
3- 3) .تاريخ دمشق 2:216 و 217،التاريخ الكبير للبخاري 4:166 رقم 2346 أخرجه إلى قوله: «ثمّ يهلك»،و كذا في الفتن لابن حمّاد:178 و [1]قد نظم الحلواني هذا المعنى في القطر الشهدي قال: و خسوف بالشام يمحو حرستا و توالي زلازل قد تغول (العطر الوردي:61). و حرستا:قرية كبيرة في وسط بساتين دمشق،على طريق حمص(معجم البلدان 2:241)و [2]قال السمعاني:«قرية على باب دمشق»(الأنساب 2:200). و الغوطة:موضع كثير المياه و الأشجار هناك. و قد جاء ذكر حرستا في كثير من الأخبار: ففي غالية المواعظ:77:«و من علاماته خسف في قرية ببلاد الشام يقال لها:حرستا». و في عقد الدرر:53:«و يخسف بقرية يقال لها:حرستا»و في 54:«خسف قرية من قرى دمشق يقال لها:حرستا»،و في 90:«حرستا منها يهرب السفياني إلى أخواله كلب». و قال البرزنجي في الإشاعة:91:«و من الأمارات الدالّة على قرب خروجه-المهدي-خسف في قرية ببلاد الشام يقال لها:حرستا».

و الملاحم العظام،و إماتة السنن و إحياء البدع،و ترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر،فيحيي اللّه بالمهدي محمد بن عبد اللّه السنن التي قد أميتت،و تسرّ بعدله و بركته قلوب المؤمنين،و تتألّف إليه عصب العجم و قبائل من العرب،فيبقى على ذلك سنين ليست بالكثيرة،دون العشرة،ثم يموت» (1).

(247)قال ابن المنادي:و في كتاب دانيال:

«أنّ السفيانيّين ثلاثة،و أنّ المهديّين ثلاثة،فيخرج السفياني الأول،فإذا خرج و فشا ذكره خرج عليه المهدي الأول،ثم يخرج السفياني الثاني فيخرج عليه المهدي الثاني،ثم يخرج السفياني الثالث فيخرج عليه المهدي الثالث،فيصلح اللّه به كلّ ما أفسد قبله و يستنقذ اللّه به أهل الإيمان،و يحيي به السنّة،و يطفئ به نيران البدعة،و يكون الناس في زمانه أعزّاء ظاهرين على من خالفهم،و يعيشون أطيب عيش،و يرسل اللّه السماء عليهم مدرارا،و تخرج الأرض زهرها و نباتها، فلا تدخر من نباتها شيئا،فيمكث على ذلك سبع سنين ثم يموت» (2).

(248)ثم قال:حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن صدقة،حدّثنا محمد بن إبراهيم أبو أمية الطرسوسي،حدّثنا أبو نعيم الفضل بن دكين،حدّثنا شريك بن عبد اللّه،عن عمّار بن عبد اللّه الدهني،عن سالم بن أبي الجعد قال:

«يكون المهدي إحدى و عشرين سنة أو اثنتين و عشرين سنة،ثم يكون آخر من بعده و هو صالح[أربع عشرة سنة،ثم يكون آخر من بعده و هو صالح تسع سنين] (3)» (4).

ص:171


1- 1) .الملاحم لابن المنادي:211،كنز العمال 14:561.
2- 2) .الملاحم لابن المنادي:185.
3- 3) .زيادة من بعض النسخ،كذا في هامش الحاوي للفتاوى 2:85.
4- 4) .الملاحم لابن المنادي:185.

(249)و أخرج(ك)ابن مندة في تاريخ أصبهان عن ابن عباس قال:

«المهدي شاب منّا أهل البيت» (1).

فصل (250)قال عبد الغافر الفارسي في مجمع الغرائب و ابن الجوزي في غريب الحديث و ابن الأثير في النهاية في حديث علي:أنّه ذكر المهدي من ولد الحسن، فقال:«إنّه أزيل الفخذين» (2).

و المراد:انفراج فخذيه و تباعد ما بينهما (3).

ص:172


1- 1) .هذا طرف من حديث ابن عباس المتقدّم برقم 144،و أشرنا إلى مصادره هناك،فراجع.
2- 2) .الفتاوى الحديثية:30،غريب الحديث لابن قتيبة 1:359،الفائق في غريب الحديث 1:199.و [1]تقدّم في الحديث رقم 14 أنّ الصحيح هو كون المهدي من أولاد الحسين عليه السّلام.
3- 3) .لسان العرب 11:317،غريب الحديث 1:359.

تنبيهات

الأول:عقد أبو داود في«سننه»بابا في المهدي،و أورد في صدره:

(251)حديث جابر بن سمرة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«لا يزال هذا الدين قائما حتّى يكون اثنا عشر خليفة،كلّهم تجتمع عليه الأمّة» (1).

(252)و في رواية:«لا يزال هذا الدين عزيزا إلى اثني عشر خليفة،كلّهم من قريش» (2).

فأشار بذلك إلى ما قاله العلماء:إنّ المهدي أحد الاثني عشر،فإنّه لم يقع إلى الآن وجود اثني عشر اجتمعت الأمّة على كلّ منهم (3).

ص:173


1- 1) .سنن أبي داود 2:309 رقم 4279. [1]
2- 2) .المصدر السابق:رقم 4280. [2]
3- 3) .حديث:«اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش»رواه جملة من الأئمة و الحفّاظ في الصحاح و المسانيد و غيرها؛كصحيح البخاري 6:2640،و صحيح مسلم 3:1452 و 1453،و مسند أحمد 5:86 و 88 و 89 و 92 و 106،و مستدرك الحاكم 3:617 و 618،و صحيح ابن حبّان 15:43 و 44،و مسند أبي يعلى 13:457،و المعجم الكبير 2:197 و 199،و المعجم الأوسط 6:268،و مجمع الزوائد 5:190، و غيرها من المصادر الكثير،و جميعها لم تذكر عبارة:«كلّهم تجتمع عليه الأمّة»إلاّ في رواية أبي داود،-

الثاني:روى الدارقطني في الأفراد و ابن عساكر في تاريخه:

(253)عن عثمان بن عفّان سمعت النّبي صلّى اللّه عليه و آله يقول:«المهدي من ولد العباس عمي» (1).

قال الدارقطني:«هذا حديث غريب،تفرّد به محمد بن الوليد مولى بني هاشم» (2).

الثالث:روى ابن ماجة:

(254)عن أنس:أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال:«لا يزداد الأمر إلاّ شدّة،و لا الدنيا إلاّ إدبارا،و لا الناس إلاّ شحّا،و لا تقوم الساعة إلاّ على شرار الناس،و لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم» (3).

ص:174


1- 1) .الجامع الصغير 2:672،و تقدّم الكلام عنه في الحديث رقم 187 و أنّه حديث موضوع بشهادة الأعلام من أهل السنّة،فراجع.
2- 2) .عون المعبود 11:252.
3- 3) .سنن ابن ماجة 2:1341 رقم 4039،و لا يخفى فيما ذيّله من عجب: قال الذهبي في ميزان الاعتدال 3:535«خبر منك [1]ر أخرجه ابن ماجة».و قال في سير أعلام النبلاء 10:67:«أخرجه ابن ماجة عن يونس،و هو خبر منكر».-

قال القرطبي في«التذكرة»:إسناده ضعيف،و الأحاديث عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله في التنصيص على خروج المهدي من عترته من ولد فاطمة ثابتة،أصحّ من هذا الحديث،فالحكم بها دونه (1).

ص:175


1- 1) .التذكرة بأحوال الآخرة 2:616. و للقرطبي كلام آخر قريب من هذا ذكره في التفسير 8:121 قال:«و قيل:المهدي هو عيسى فقط،و هو-

و قال أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم السحري 1:«قد تواترت الأخبار و استفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلّى اللّه عليه و آله بمجيء المهدي،و أنّه من أهل بيته،و أنّه سيملك سبع سنين،و أنّه يملأ الأرض عدلا،و أنّه يخرج مع عيسى عليه السّلام،فيساعده على قتل الدجّال بباب لد بأرض فلسطين 2،و أنّه يؤمّ هذه الأمّة و عيسى عليه السّلام يصلّي خلفه،في طول من قصّته و أمره» 3.

قال القرطبي:و يحتمل أن يكون قوله عليه السلام:«و لا مهدي إلاّ عيسى»أي:

لا مهدي كاملا معصوما إلاّ عيسى عليه السّلام.قال:و على هذا تجتمع الأحاديث و يرفع التعارض 4.

ص:176

و قال ابن كثير:هذا الحديث فيما يظهر ببادئ الرأي مخالف للأحاديث الواردة في إثبات مهدي غير عيسى بن مريم،و عند التأمّل لا ينافيها،بل يكون المراد من ذلك أنّ المهدي حقّ المهدي هو عيسى،و لا ينفي ذلك أن يكون غيره مهديا أيضا (1).

الرابع:أورد القرطبي في«التذكرة»:

(255)«أنّ المهدي يخرج من الغرب الأقصى»في قصة طويلة 2.

و لا أصل لذلك 3،و اللّه أعلم 4.

ص:177


1- 1) .الفتن و الملاحم لابن كثير 1:51.و الكلام فيه كالكلام عن قول القرطبي في التعليقة السابقة.

ص:178

فهارس

اشارة

كتاب العرف الوردي

ص:179

ص:180

فهرس الآيات

الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً البقرة1/ و 2 73

أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها البقر114/ 78

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 3

بَقِيَّتُ اللّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ هود86/ 3

قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ الانعام149/ 72

لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ المائدة41/ 79

وَ قالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ البقرة248/ 141

وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللّهِ البقرة114/ 78

وَ نَحْنُ عُصْبَةٌ يوسف8/ و 14 121

وَ يُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ محمد6/ 77

ص:181

ص:182

فهرس الأحاديث و الآثار

اجتماع الناس على المهدي سنة أربع،122

إذا انقطعت التجارات و الطرق،و كثرت،132

إذا بعث السفياني إلى المهدي،133

إذا بلغ السفياني الكوفة و قتل أعوان،125

إذا خرجت الرايات السود،147

إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة،125

إذا خسف بالجيش بالبيداء فهو علامة،115

إذا دارت رحى بني العباس،و ربط،125

إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت،106

إذا سمع العائذ الذي بمكّة الخسف،133

إذا قتل النفس الزكية و آخره تقتل،144

إذا كان المهدي يبذل المال،150

إذا كان الناس بمنى و عرفات نادى مناد،145

إذا كان ذلك فاجلسوا في بيوتكم،148

إذا مات الخامس من أهل بيتي،168

إذا ملك رجل الشام،و آخر مصر،123

إذا نادى مناد من السماء:أنّ الحقّ،122

اسم المهدي اسمي،137

اسم المهدي محمد،137

الفتن أربع:فتنة السرّاء،و فتنة الضرّاء،120

القحطاني بعد المهدي و ما هو دونه،158

المهدي ابن عشرين سنة،137

المهدي الذي يقولون كما يقال،153

المهدي أزجّ،أبلج،أعين،يجيء،135

المهدي خاشع للّه،كخشوع النسر،135

المهدي خير الناس،أهل نصرته،147

المهدي رجل منّا،من ولد فاطمة،153

المهدي رجل من عترتي،يقاتل على،138

المهدي رجل من ولدي،لونه لون،117

المهدي رجل من ولدي،وجهه،117

ص:183

المهدي شاب منّا أهل البيت،138،172

المهدي طاوس أهل الجنّة،166

المهدي على أوّله شعيب بن صالح،123

المهدي منّا،أجلى الجبين،أقنى الأنف،80

المهدي منّا أهل البيت،رجل من أمتي،81

المهدي منّا أهل البيت،يصلحه اللّه،79

المهدي منّا،يدفعها إلى عيسى،138

المهدي من عترتي من ولد فاطمة،49

المهدي من عترتي،من ولد فاطمة،81

المهدي من ولد العباس،152

المهدي من ولد فاطمه،152

المهدي من ولدك،118

المهدي من ولدي،ابن أربعين سنة،116

المهدي من هذه الأمّة،و هو الذي،113

المهدي منّي أجلى الجبهة،أقنى،48 و 79

المهدي منّي،من قريش،آدم،137

المهدي مولده بالمدينة،من أهل بيت،136

المهديون ثلاثة:مهدي الخير عمر،150

المهدي يبعث بقتال الروم،يعطى،141

المهدي يصلحه اللّه في ليلة واحدة،150

المهدي ينزل عليه عيسى بن مريم،151

امض يا أمير المؤمنين،فلست بصاحبه،151

إنّا أهل بيت اختار اللّه لنا الآخرة،93

إنّ ابني هذا سيد كما سمّاه النّبي،88

إنّ ابني هذا سيد كما سمّاه رسول اللّه،52

إنّا نرجو ما يرجو الناس،و إنّا نرجو،161

إنّ في أمتي المهدي يخرج،يعيش،92

إنّ لمهدينا آيتين لم تكونا منذ،115

إنّما سمّي المهدي لأنّه يهدي إلى أمر خفي، 142

إنّما سمّي المهدي لأنّه يهدي إلى جبل، 160

إنّ من أمرائكم أميرا يحثو المال حثوا،97

إنّ هذه الفتنة تهلك الناس،144

إنّي أجد المهدي مكتوبا في أسفار،148

أبشّركم بالمهدي،رجل من قريش،82

أبشّركم بالمهدي،يبعث على اختلاف،46

أبشري يا فاطمة المهدي منك،118

أنّ السفيانيّين ثلاثة،و أنّ المهديّين،171

أنّ المهدي لا يخرج حتّى تقتل النفس،114

أنّ المهدي و السفياني و كلبا يقتتلون،133

أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ذكر«فلا»يلقاه أهل بيته، 124

أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وصف المهدي فذكر،135

ص:184

بعث السفياني جنوده في الآفاق بعد،126

بعد الجبابرة:الجابر،ثم المهدي،155

بقاء المهدي أربعون سنة،153

بلغنا أنّ المهدي يصنع شيئا لم يصنعه،147

بلغني أنّ المهدي يعيش أربعين عاما،158

بلغني أنّ المهدي يمكث أربع عشرة،157

بلغني أنّه على يدي المهدي يظهر،165

بلغني أنّه قبل خروج المهدي ينكسف،165

بل منّا،بنا يختم اللّه كما بنا فتح،98

بينكم و بين الروم أربع هدن،116

تجيء الرايات السود من قبل المشرق،108

تجيء فتنة غبراء مظلمة،ثمّ يتبع،119

تخرج رايات سود تقاتل السفياني،124

تخرج رايات سود لبني العباس،121

تخرج من المشرق رايات سود لبني،124

تخرج من خراسان رايات سود،95

تفرج الفتن برجل منّا،يسومهم خسفا،134

تكون فتن،ثم تكون جماعة،143

تكون فتنة بعدها فتنة،114

تكون فتنة،كأنّ أولها لعب الصبيان،143

تكون فرقة و اختلاف حتّى يطلع كفّ،144

تكون وقعة بالزوراء،162

تملأ الأرض ظلما و جورا،فيقوم،103

تنزل الرايات السود التي تخرج،125

ثلاثة أمراء يتوالون،تفتح كلّها،157

حياة المهدي ثلاثون سنة،153

ستكون فتنة لا يهدأ منها جانب إلاّ،97

ستكون فتنة،يحصّل الناس منها كما،101

سيخرج من صلب هذا فتى يملأ،100

سيكون بعدي خلفاء،و من بعد الخلفاء أمراء، 109

سيكون في أمتي خليفة يحثو المال حثيا،96

سيكون في رمضان صوت،و في،164

سيكون من أهل بيتي رجل يملأ،156

علامة المهدي إذا انساب عليكم الترك،122

علامة المهدي أن يكون شديدا،142

علامة خروج المهدي إذا خسف،122

علامة خروج المهدي:ألوية تقبل،130

على راية المهدي مكتوب:البيعة للّه،142

فتنفي المدينة الخبث منها كما ينفي،113

في المحرّم ينادي مناد من السماء،144

في ذي القعدة تجاذب القبائل،116

قلت لطاوس:عمر بن عبد العزيز هو المهدي؟،159

ص:185

قيل يوما عند حذيفة:قد خرج المهدي،161

كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم،45

لا بل منّا،يختم اللّه به الدين كما فتح بنا،98

لا تذهب الدنيا حتّى يبعث اللّه تعالى،86

لا تذهب الدنيا حتّى يملك العرب رجل،86

لا تذهب الدنيا حتّى يملك رجل من،62

لا تزال طائفة من أمتي تقاتل على،166

لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على،45

لا تقوم الساعة حتّى يخرج عليهم،102

لا تمضي الأيام و الليالي حتّى يلي منّا،159

لا تنقضي الدنيا حتّى يملك الأرض،104

لا خلافة بعد حمل بني أمية حتّى،167

لا يخرج المهدي حتّى تروا الظلمة،134

لا يخرج المهدي حتّى تطلع،115

لا يخرج المهدي حتّى لا يبقى قيل و لا،143

لا يخرج المهدي حتّى يبصق بعضكم،122

لا يخرج المهدي حتّى يقتل ثلث،122

لا يخرج المهدي حتّى يقتل من كلّ،134

لا يخرج المهدي حتّى يقوم السفياني،141

لا يخرج المهدي حتّى يكفر باللّه جهرا،134

لا يزال الناس بخير في رخاء،168

لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم،59

لا يزال هذا الدين عزيزا إلى اثني عشر،173

لا يزال هذا الدين قائما حتّى يكون،46

لا يزال هذا الدين قائما حتّى يكون،173

لا يفلت منهم أحد إلاّ بشير و نذير،130

لتملأنّ الأرض ظلما و عدوانا،105

لتملأنّ الأرض جورا و ظلما،فإذا ملئت،95

لن تهلك أمة أنا أولها،و عيسى بن مريم،111

لواء يعقده المهدي يبعثه إلى الترك،151

لو لم يبق من الدنيا إلاّ ليلة،47،53،83، 87،92،105،107،108،

لو لم يبق من الدهر إلاّ يوم لبعث اللّه،87

ليبعثنّ اللّه من عترتي رجلا أفرق الثنايا،104

ليخرجنّ رجل من ولدي عند اقتراب،170

لينادينّ باسم رجل من السماء،98

ما القحطاني بدون المهدي،155

ما المهدي إلاّ من قريش،153

مع المهدي راية رسول اللّه،142

ملك الأرض أربعة:مؤمنان و كافران،160

منّا الذي يصلّي عيسى بن مريم،110

من قبل جيش يجيء(لمّا قيل له صلّى اللّه عليه و آله:ممّ تسترجع؟)،96

من كذّب بالدجّال فقد كفر،و من كذّب،165

ص:186

مهدي الخير يخرج بعد السفياني،150

نحن سبعة ولد عبد المطلب سادة،82

و الذي بعثني بالحقّ إنّ منهما،118

و اللّه ما أدري،أدع خزائن البيت،150

وجدت في بعض الكتب يوم اليرموك،167

وددت أنّي لا أموت حتّى أدرك زمان،150

و وليكم الجابر خير أمة محمّد،الحقوه،117

ويحا للطالقان فإنّ للّه فيه كنوزا،165

ويح هذه الأمّة من ملوك جبابرة،107

هرب موسى بن طلحة بن عبيد اللّه،166

هم يومئذ قليل،و جلّهم ببيت المقدس،113

يا أهل الكوفة،أنتم أسعد الناس،119

يا معشر اليمن،يقولون:إنّ المنصور،155

يأوي إلى المهدي أمته كما تأوي،149

يبايع المهدي بين الركن و المقام،146

يبايع المهدي سبعة رجال علماء،139

يبايع لرجل بين الركن و المقام عدّة،99

يبعث السفياني جيشا إلى المدينة،129

يبعث السفياني خيله و جنوده،فيبلغ،127

يبعث المهدي بعد إياس،و حتّى يقول،146

يبعث بجيش إلى المدينة،فيأخذون،128

يبعث صاحب المدينة إلى الهاشميّين،129

يبقى المهدي أربعين عاما،153

يبلغ ردّ المهدي المظالم،حتّى لو كان،165

يتمنّى في زمن المهدي الصغير الكبر،151

يتولّى رجل من بني مخزوم،ثم رجل،155

يجاء إلى المهدي في بيته،و الناس،161

يحاصر الدجّال المؤمنين ببيت المقدس،169

يحجّ الناس معا،و يعرفون معا،على،145

يخرج السفياني و المهدي كفرسي،130

يخرج المهدي بعد الخسف،في،138

يخرج المهدي في أمتي،يبعثه اللّه،104

يخرج المهدي من المدينة إلى مكّة،146

يخرج المهدي من قرية يقال لها كرعة،118

يخرج المهدي و على رأسه غمامة،97

يخرج المهدي و على رأسه ملك ينادي،97

يخرج المهدي و هو ابن أربعين سنة،135

يخرج بالريّ رجل ربعة أسمر،121

يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته،128

يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع،111

يخرج رجل من أهل بيتي،يقول،101

يخرج رجل من أهل بيتي،يواطئ،105

يخرج رجل من وراء النهر،91

يخرج رجل من ولد حسن،من قبل،115

ص:187

يخرج رجل يقال له:السفياني،111

يخرج شاب من بني هاشم،بكفّه،123

يخرج على لواء المهدي غلام حدث،123

يخرج في آخر الزمان خليفة،يعطي،111

يخرج ناس من المشرق،فيوطّئون،95

يخرج ناس من قبل المشرق،يريدون،100

يخلين الروم على وال من عترتي،119

يدخل السفياني الكوفة فيستلّها ثلاثة،120

يدخل الصخري الكوفة،ثم يبلغه،139

يزعمون أنّي أنا المهدي،و إنّي إلى،160

يستخرج المهدي كارها من مكّة من،131

يسير ملك المشرق إلى ملك المغرب،99

يطلع نجم من المشرق قبل خروج،164

يظهر المهدي بمكّة عند العشاء،131

يعيش المهدي أربع عشرة سنة،154

يقاتل السفياني الترك،ثم يكون،168

يقتتل عند كنزكم ثلاثة،كلّهم ابن خليفة،94

يقوم المهدي سنة مائتين،131

يكون اختلاف عند موت خليفة،90

يكون المهدي إحدى و عشرين سنة،170، 171

يكون بالمدينة وقعة،يغرق فيها،129

يكون بإفريقية أميرا اثنتي عشرة سنة،124

يكون بعد الجبّارين الجابر،يجبر اللّه،167

يكون بعد المهدي خليفة من أهل،157

يكون بين المهدي و بين الروم هدنة،157

يكون خليفة بالشام يغزو المدينة،128

يكون عند انقطاع من الزمان،106

يكون في آخر الزمان خليفة،103

يكون في آخر الزمان عند تظاهر،102

يكون في آخر الزمان فتنة،تحصّل،100

يكون في آخر أمتي خليفة،يحثي،103

يكون في أمتي المهدي،إن طال عمره،158

يكون في أمتي المهدي،إن قصر،93،102، 103

يكون في هذه الأمّة خليفة لا يفضل،148

يلتفت المهدي و قد نزل عيسى،160

يلي المهدي أمر الناس ثلاثين،154

يلي رجل من أهل بيتي،يواطئ،92

يمكث المهدي فيهم تسعا و ثلاثين سنة،151

يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،88

يملك المهدي سبع سنين و شهرين،153

يملك بنو العباس حتّى ييأس الناس،168

يملك رجل من بني هاشم فيقتل،143

ص:188

يموت المهدي موتا،ثم يصير الناس،155

يموت المهدي موتا ثم يلي الناس بعده،154

ينادي مناد من السماء:أنّ الحقّ،143

ينزل المهدي بيت المقدس،ثم يكون،156

ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد،112

ينزل عيسى بن مريم عليه السّلام،فيقول،110

يهزم السفياني الجماعة مرّتين،170

[إذا]التقى السفياني و المهدي للقتال،145

ص:189

ص:190

فهرس الأعلام و الأقوام

الفهرس مرتّب بحسب رقم الحديث

الأبدال:39،40،82،128،244.

أبدال الشام:15،35،172.

ابن آكلة الأكباد:110.

ابن الزبير:161.

ابن عباس:65،119،144،145،168، 213،219،232،238،249.

أبي بكر و عمر:175،236.

أبي سفيان:106.

الأحوص:112.

أسماء بنت عميس:165.

أصحاب السفياني:92،101.

أصحاب محمد:222.

أصحاب المهدي:147.

الأصطخري:149.

الأصهب:110.

آل عيسى:160.

آل محمّد،16،34،91،99،108،115، 160.

أم سلمة:6،15،26،35،36.

أم شريك:70.

أمة محمد:8،211،224.

الأموي:112.

أمير:28،44.

أمير العصب:202،236،237.

أمراء:62،64،206،233.

الأمير:159.

أميركم:29،163،164.

أنصار المهدي:228.

ص:191

أهل بدر:35،79،147،166.

أهل البصرة:91.

أهل بيت النّبي:211.

أهل البيت:2،5،144،213،249.

أهل بيتي:9،10،11،12،13،17،21، 39،41،43،49،53،54،57،58، 60،62،67،68،87،156،204، 219.

أهل بيته:105،253.

أهل الذمة:149.

أهل الشام:35،39،40،129،168.

أهل الكوفة:89،224.

أهل المدينة:15،26،36،116،242.

أهل المغرب:98.

أهل مكة:15،116،119.

أهل هرقل:78.

أهل اليمن:62،208.

بخت نصّر:1،219.

البربر:110.

بنو إسرائيل:78،135،224.

بنو أمية:112،130،158،235.

بنو تميم:107،112،113،224.

بنو جعفر:110.

بنو العباس:92،106،110،130،205، 239،240.

بنو عدي:112.

بنو مخزوم:199،200.

بنو مروان:116.

بنو هاشم:21،91،101،112،113، 115،117،125،158.

الترك:91،98،183،241.

تميم:92،93.

الجابر:82،202،206،237.

الجبابرة:57،62،202،224.

جبرئيل:172،224.

جرم:148.

جعفر(بن أبي طالب):7.

جعفر بن سليمان:242.

حذيفة:52،57،80،81،218،222، 224.

حرث،الحارث:16.

الحسن بن علي عليه السّلام:7،14،250.

الحسين بن علي عليه السّلام:7،84،85،86.

حمزة:7.

ص:192

خلفاء:62.

خليفة:27،45،46،66.

خليفة اللّه(المهدي):22،30.

دانيال:247.

الدجّال:40،70،88،211،243،253.

ذو العصب:206.

ذو القرنين:219.

الروم:1،87،88،91،129،148، 151،209.

زيد:19.

السادن:8.

السفياني:68،91،98،107،108، 111،112،113،117،120،122، 126،127،128،129،147،148، 150،165،171،178،224،241، 245،247.

السفيانيون الثلاثة:247.

سليمان:214،219.

السودان:224.

الشامي:130.

شعيب بن صالح:92،93،100،101، 107،108،112،113،171،224.

صاحب المدينة:116،119.

صاحب مكة:116،119.

الصخري:149.

العباس:187،252.

عبد اللّه بن الحسن:242.

عترتي:6،8،48،51،69.

عترة الرسول،أو النبي صلّى اللّه عليه و آله:40.

العرب:10،70،129،224.

العجم:129.

عصائب العجم:246.

عصائب أهل الشرق:224.

عصائب أهل العراق:15،35.

العصب:91،112.

عصب أهل المشرق:82.

عظيم الروم:224.

علي بن أبي طالب عليه السّلام:7،33،40،111، 114،138،182،228.

العماني:200.

عمر بن عبد العزيز:173،177،215، 216.

عيسى بن مريم عليه السّلام:63،64،65،70، 71،145،177،186،205،211،

ص:193

218،233،243،253.

العائذ:128.

فاطمة(بنت رسول اللّه)عليهما السّلام:6،84،86، 85.

الفتى التميمي:37.

قحطان:208،211،236.

القحطاني:62،200،201،204،210.

قريش:8،15،16،39،182،188، 224،251.

قوم تبّع:207.

كعب بن لؤي:236.

كلب:15،68،120،127،128،148، 149،224.

كنانة:149.

كندة:121.

محمد بن عجلان:242.

المختار:234.

المخزومي:199.

المصري:103.

مضر،المضري:200.

المفرّج:206.

ملك المشرق:36،113.

ملك المغرب:36.

منصور:16،91،236.

المنصور:199،202،203،237.

مهدي الخير:177،178.

مهدي الدم:177.

المهديون الثلاثة:247.

ميكائيل:172،224.

النجباء:224.

النفس الزكية:72،162.

نمرود:219.

ولد الحسن:250.

ولد العباس:187،252.

ولد عبد المطلب:7.

ولد فاطمة(بنت رسول اللّه)عليها السّلام:6،124، 130،143،188،190،253.

الهاشمي:40،111،112،113.

الهاشميون:119.

هشيم المهدي:207.

اليهود:220،231.

ص:194

فهرس الأماكن و البلدان و الجهات

الفهرس مرتّب بحسب رقم الحديث

أحجار الزيت:116.

أرض الحجاز:125،148،149.

أرض فارس:113.

اصطخر:112.

إفريقية:104.

أنطاكية:152.

إيلياء:24،102،128.

باب الرحبة:127.

باب اصطخر:111.

باب لد:253.

باب إيلياء:128.

بابل:112.

بحيرة طبرية:224،231.

البصرة:112،234.

بطن الأردن:224.

بغداد:112.

بيت المقدس:1،41،70،92،113، 114،127،129،138،149،200، 205،207،233،243.

بيداء،البيداء:35،38،68،76،96، 119،129.

بيسان:149.

تخوم خراسان:112.

تخوم ذريح:112.

تونس:112.

جبال الشام:220.

جبل الديلم:61.

الجمرة:225.

ص:195

الحجاز:137،149.

حرستا:245.

الحرم:36،148.

الحرة:68،118.

حصون الضلالة:86.

خراسان:24،56،91،92،101،109، 111،112،113.

درج الشام:127.

دمشق:224.

دولاب الري:112.

ذي الحليفة:26.

الركن:126.

الركن و المقام:15،35،79،126،169، 170،224،225.

الري:93،112.

الزوراء:224.

زيتون الشام:110.

سجستان:112.

سرة الشام:110.

الشام:15،98،103،113،119،147، 148،149،168،183،244.

الصفا:168.

الطالقان:228.

طور زيتا:149.

الطائف،جبال الطائف:116.

عاقرقوفا:112.

العراق:26،224.

عرفات:166.

العقبة:167.

العماق:88.

عمق دمشق:68.

غار أنطاكية:151.

الغرب الأقصى:254.

الغوطة:245.

فلسطين:253.

قدفنسيا:91.

القسطنطينية:1،61،88،125،126، 129،205،224.

كرعة:82.

كوفان:112،172.

الكوفة:91،109،112،125،149، 224.

الكعبة:167.

المدائن:112.

ص:196

مدائن الشرك:78.

المدينة:15،36،70،91،115،117، 118،126،138،170.

مدينة الروم:200،208.

مدينة قيصر:211.

مسجد دمشق:98،224.

المشرق:21،22،23،37،38،59، 105،106،113،114،224،226.

مصر:98،103،224.

المغرب:121،200.

المقام:168.

مكة:15،82،109،113،115،116، 117،125،126،128،148،149، 163،168،170،171،224.

منى:79،166،167،225.

منبر دمشق:110،137.

نصيبين:112.

اليرموك:236.

اليمن:172،203،208.

ص:197

ص:198

فهرس المصادر

1.إبراز الوهم المكنون-أحمد بن الصدّيق الغماري-مطبعة الترقي دمشق.

2.الإكمال-ابن مأكولا-دار الكتب الاسلامية،مصر.

3.الاعتقاد-البيهقي-دار الآفاق الجديدة.

4.الإشاعة-البرزنجي-الطبعة الأولى،مصر،طبعة عبد الحميد حنفي.

5.الإذاعة-صدّيق خان القنوجي-طبعة المدني،مصر.

6.إيضاح المكنون-إسماعيل باشا البغدادي-دار إحياء التراث العربي.

7.الإتحاف بحبّ الأشراف-الشبراوي-دار الذخائر.

8.الأعلام-الزركلي-دار العلم للملايين.

9.الأنساب-السمعاني-دار الجنان،بيروت.

10.الإصابة في معرفة الصحابة-ابن حجر-دار الكتب العلمية.

11.الأحاديث المختارة-عبد الواحد المقدسي-مكتبة النهضة،مكة.

12.أسد الغابة في معرفة الصحابة-ابن الأثير-إسماعيليان،قم.

13.أصحاب الإمام الصادق-الشبستري-مؤسسة النشر الإسلامي.

14.الباعث الحثيث-ابن كثير-دار الفيحاء،دمشق،تحقيق أحمد شاكر.

15.البدء و التاريخ-المقدسي-مكتبة الثقافة،مصر.

16.البيان في أخبار صاحب الزمان-الكنجي الشافعي-دار إحياء التراث،طهران.

ص:199

17.البداية و النهاية-ابن كثير-دار إحياء التراث العربي،بيروت.

18.بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث-الهيثمي-دار الطلائع.

19.توجيه النظر-الدمشقي-دار المعرفة بيروت.

20.تدريب الراوي-السيوطي-دار الكتب العلمية.

21.التقييد و الإيضاح-العراقي-مؤسسة الكتب الثقافية.

22.تذكرة الحفّاظ-الذهبي-مكتبة الحرم المكي.

23.تهذيب الكمال-المزي-مؤسسة الرسالة.

24.تاريخ ابن معين-يحيى بن معين-دار القلم.

25.تهذيب التهذيب-ابن حجر-دار الفكر.

26.تقريب التهذيب-ابن حجر-دار الكتب العلمية.

27.تحفة الأحوذي-المباركفوري-دار الكتب العلمية.

28.تذكرة الموضوعات-الفتني-الطبعة الأولى.

29.تاريخ ابن خلدون-ابن خلدون الأندلسي-دار إحياء التراث العربي.

30.التاريخ الكبير-البخاري-المكتبة الإسلامية.

31.تاريخ دمشق-ابن عساكر-دار الفكر.

32.تاريخ بغداد-الخطيب البغدادي-دار الكتب العلمية،تحقيق بيضون.

33.تاريخ واسط-الرزاز الواسطي-عالم الكتب.

34.تذكرة الخواص-ابن الجوزي-المطبعة الحيدرية.

35.تفسير ابن كثير-دار المعرفة،بيروت.

36.تعريف أهل التقديس-ابن حجر-مكتبة المنار،عمان.

37.تأويل مختلف الحديث-ابن قتيبة-دار الكتب العلمية.

38.تاريخ المدينة-ابن شبة النميري-دار الفكر.

39.ترتيب إصلاح المنطق-ابن السكيت-مشهد.

ص:200

40.تاج العروس-الزبيدي-مكتبة الحياة،بيروت.

41.التذكرة بأحوال الآخرة-القرطبي-الطبعة الأولى،مصر.تعليق أحمد مرسي.

42.تفسير القرطبي-دار إحياء التراث العربي،بيروت.

43.الثقات-ابن حبان-مؤسسة الكتب الثقافية.

44.جامع الأصول-ابن الأثير الجزري-دار إحياء التراث العربي.

45.جامع البيان-ابن جرير الطبري-دار الفكر.

46.الجامع الصحيح-الترمذي-دار الفكر.

47.الجامع الصغير-السيوطي-دار الفكر.

48.الجامع لأحاديث معمر بن راشد-المكتب الإسلامي.

49.جواهر المطالب-الباعوني الشافعي-مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة،قم.

50.الحاوي للفتاوى-السيوطي-دار الكتب العلمية،المكتبة العصرية.

51.حديث خيثمة-الطرابلسي-دار الكتاب العربي.

52.حلية الأولياء-أبو نعيم-دار الكتاب العربي.

53.خريدة العجائب(تاريخ ابن الوردي).-عمر ابن الوردي-الطبعة الأولى القاهرة، سنة 1309.

54.خلاصة الأقوال-العلاّمة الحلي-الطبعة الأولى،النجف.

55.دلائل النبوة-الاصفهاني-دار طيبة،الرياض.

56.الديباج على صحيح مسلم-السيوطي-دار ابن عفان.

57.ذكر أخبار أصفهان-أبو نعيم-الطبعة الأولى سنة 1934.

58.رجال النجاشي-جامعة المدرسين،قم.

59.زاد المسير-ابن الجوزي-دار الفكر.

60.سنن ابن ماجة-أبو عبد اللّه القزويني-دار الفكر،تحقيق فؤاد عبد الباقي.

61.سنن أبي داود-أبو داود السجستاني-دار الفكر،تحقيق اللحام.

ص:201

62.سنن الدارقطني-علي بن عمر الدارقطني-دار الكتب العلمية.

63.السنن الواردة في الفتن-أبو عمرو الداني-دار العاصمة،الرياض.

64.سير أعلام النبلاء-الذهبي-مؤسسة الرسالة.

65.سبل الهدى و الرشاد-الصالحي-دار الكتب العلمية.

66.شذرات الذهب-عبد الحي العكري الدمشقي-دار الكتب العلمية.

67.شرح السنّة-البغوي-دار الفكر.

68.شرح سنن ابن ماجة-السيوطي و الدهلوي-الطبعة الأولى،باكستان.

69.شرح صحيح مسلم-النووي-دار الكتاب العربي.

70.شرح نهج البلاغة-ابن أبي الحديد-دار إحياء الكتب العربية،تحقيق أبو الفضل إبراهيم.

71.شواهد التنزيل-الحاكم الحسكاني-مجمع إحياء الثقافة،تحقيق المحمودي.

72.الصحاح-الجوهري-دار العلم للملايين.

73.صحيح ابن حبان-علاء الدين الفارسي-مؤسسة الرسالة.

74.صحيح البخاري-محمّد بن إسماعيل البخاري-دار ابن كثير،اليمامة،تحقيق مصطفى ديب.

75.صحيح مسلم-مسلم بن الحجاج-دار إحياء التراث العربي،تحقيق فؤاد عبد الباقي.

76.الصواعق المحرقة-ابن حجر-مؤسسة الرسالة.

77.الضعفاء الكبير-العقيلي-دار الكتب العلمية،تحقيق القلعچي.

78.طبقات ابن سعد-محمّد بن سعد-دار صادر.

79.طبقات المحدّثين بأصبهان-محمّد بن حيان الأنصاري-مؤسسة الرسالة،تحقيق البلوشي.

80.الطرائف-ابن طاوس-الطبعة الأولى،الخيام.

81.عون المعبود- العظيم آبادي-دار الكتب العلمية.

ص:202

82.العطر الوردي-البلبيسي-الطبعة الأولى،مصر،بولاق.

83.العقيدة السفارينية-السفاريني-مكتبة أضواء السلف،الرياض.

84.عقد الدرر-السلمي الشافعي-مكتبة عالم الفكر.

85.علل الدارقطني-علي بن عمر الدارقطني-دار طيبة،الرياض.

86.العلل المتناهية-ابن الجوزي-دار الكتب العلمية،تحقيق خليل الميس.

87.علوم الحديث-ابن الصلاح-دار الفكر المعاصر،تحقيق عتر.

88.العين-الفراهيدي-دار الهجرة،تحقيق المخزومي.

89.غريب الحديث-ابن قتيبة-دار الكتب العلمية.

90.غالية المواعظ-الآلوسي-مكتبة المثنى،بغداد.

91.الفائق في غريب الحديث-الزمخشري-دار الكتب العلمية.

92.الفتاوى الحديثية-ابن حجر-دار الفكر.

93.فتح الباري-ابن حجر-دار المعرفة.

94.فتح القدير-الشوكاني-عالم الكتب.

95.الفتن-نعيم بن حمّاد-دار الفكر،تحقيق سهيل زكار و مكتبة التوحيد،القاهرة، تحقيق سمير الزهيري.

96.فرائد السمطين-الجويني-الطبعة الأولى،تحقيق المحمودي.

97.فردوس الأخبار-الديلمي-دار الكتب العلمية،تحقيق زغلول.

98.الفصول العشرة-المفيد-دار المفيد بيروت.

99.الفصول المهمة-ابن الصباغ المالكي-دار الأضواء.

100.فضائل بيت المقدس-عبد الواحد المقدسي-دار الفكر،تحقيق مطيع الحافظ.

101.الفهرست-الطوسي-مؤسسة النشر الإسلامي.

102.فيض القدير-المناوي-دار الكتب العلمية.

103.القول المسدّد في الذب عن مسند أحمد-ابن حجر-مكتبة ابن تيمية،القاهرة.

ص:203

104.الكاشف في من له رواية في الكتب الستة-الذهبي-دار القبلة.

105.كشف الخفاء-العجلوني-دار الكتب العلمية.

106.كشف الظنون-حاجي خليفة-دار إحياء التراث.

107.كشف الغمة-الأربلي-دار الأضواء.

108.الكفاية في علم الرواية-الخطيب البغدادي-المكتبة العلمية،المدينة المنورة.

109.كنز العمال-المتقي الهندي-مؤسسة الرسالة.

110.لب اللباب في الأنساب-السيوطي-دار صادر.

111.لسان العرب-ابن منظور-دار إحياء التراث.

112.لوائح الأنوار-السفاريني-مطبعة المنار،مصر.

113.المبسوط-السرخسي-دار المعرفة.

114.مجلة التمدّن الإسلامي-دمشق.

115.مجلة الجامعة الإسلامية-المدينة المنورة.

116.مجمع الزوائد-الهيثمي-دار الكتب العلمية.

117.المجموع-النووي-دار الفكر.

118.مختار الصحاح-عبد القادر الرازي-دار الكتب العلمية.

119.مختصر السنن-المنذري-دار المعرفة،تحقيق حامد الفقي.مطبوع مع معالم السنن للخطابي.

120.مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح-ملاّ علي القاري-الطبعة الأولى.

121.المستدرك على الصحيحين-الحاكم النيسابوري-دار المعرفة.

122.مسند ابن راهويه-إسحاق بن إبراهيم المروزي-مكتبة الإيمان،المدينة المنورة.

123.مسند أبي يعلى-دار المأمون للتراث.

124.مسند أحمد-أحمد بن حنبل-دار الفكر،و بشرح الشيخ أحمد شاكر-دار الحديث، القاهرة.

ص:204

125.مسند البزّار-أبو بكر البزّار-مكتبة العلوم،المدينة،تحقيق زين اللّه.

126.مسند الروياني-محمّد بن هارون الروياني-مؤسسة قرطبة،مصر.

127.مسند الشاشي-أبو سعيد الشاشي-مكتبة العلوم،المدينة المنورة،تحقيق زين اللّه.

128.مسند الشاميين-الطبراني-مؤسسة الرسالة.

129.مسند علي بن الجعد-دار الكتب العلمية.

130.مشارق الأنوار-الحمزاوي-المطبعة العثمانية.

131.مشكاة المصابيح-ولي اللّه التبريزي-دار الفكر.

132.مصابيح السنّة-البغوي-دار القلم.

133.المصنّف-ابن أبي شيبة الكوفي-دار الفكر.

134.مصنّف عبد الرزاق-الصنعاني-طبعة المجلس العلمي.

135.مطالب السئول-ابن طلحة-مؤسسة البلاغ.

136.معالم السنن-الخطابي البستي-المطبعة العلمية،حلب،تحقيق راغب الطباخ.

137.معاني القرآن-النحاس-جامعة أم القرى.

138.المعجم الأوسط-الطبراني-دار الحرمين.

139.معجم البلدان-ياقوت الحموي-دار إحياء التراث العربي.

140.معجم رجال الحديث-الخوئي-الطبعة الأولى

141.معجم الشيوخ-أبو بكر الإسماعيلي-مكتبة العلوم،المدينة.

142.معجم الصحابة-ابن قانع-المكتبة الأثرية،المدينة المنورة.

143.المعجم الصغير-الطبراني-دار الكتب العلمية.

144.معجم قبائل العرب-عمر رضا كحالة-دار العلم للملايين.

145.المعجم الكبير-الطبراني-دار إحياء التراث.

146.معجم ما استعجم-الأندلسي-عالم الكتب.

147.معجم المؤلّفين-رضا كحّالة-دار إحياء التراث العربي.

ص:205

148.معجم المطبوعات العربية-اليان سركيس-طبعة المرعشي.

149.مقاتل الطالبيّين-أبو الفرج الأصفهاني-مؤسسة دار الكتاب.

150.المنار المنيف-ابن القيّم-مكتبة المطبوعات الإسلامية.

151.المنتظم-ابن الجوزي-دار الكتب العلمية.

152.منهاج السنّة النبوية-ابن تيمية-مؤسسة قرطبة.

153.المنهل الروي-ابن جماعة-دار الفكر.

154.الملاحم-ابن المنادي-دار السيرة،تحقيق العقيلي.

155.موارد الضّمان-الهيثمي-دار الكتب العلمية،تحقيق حمزة.

156.ميزان الاعتدال-الذهبي-دار المعرفة.

157.نظم المتناثر في الحديث المتواتر-الكتاني-دار الكتب السلفية.

158.نقد الرجال-التفريشي-مؤسسة آل البيت.

159.نور الأبصار-الشبلنجي-دار الفكر.

160.النور السافر-العيدروسي-دار الكتب العلمية.

161.النهاية في الملاحم و الفتن-ابن كثير-دار الحديث،القاهرة.

162.وفيات الأعيان-ابن خلّكان-دار الثقافة.

163.هدية العارفين-إسماعيل باشا البغدادي-دار إحياء التراث العربي.

164.ينابيع المودّة-القندوزي الحنفي-دار الأسوة.

ص:206

فهرس الموضوعات

المقدّمة 5

كلمة المحقّق 11

ترجمة السيوطي 13

اسمه و نسبه 13

أبرز أساتذته و مشايخه 14

أبرز تلامذته 15

أشهر مصنّفاته 16

وفاته 16

علمنا في الكتاب 17

نبذة عن حياة الشيخ عبد المحسن العباد آل بدر 17

عقيدة أهل السنّة و الأثر في المهدي المنتظر عقيدة أهل السنّة و الأثر في المهدي المنتظر 21

أسماء الصحابة الذين رووا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أحاديث المهدي 29

أسماء الأئمة الذين خرجوا الأحاديث و الآثار الواردة في المهدي في كتبهم 32

ذكر لبعض الذين ألّفوا كتبا في شأن المهدي 38

ص:207

ذكر بعض الذين حكوا تواتر أحاديث المهدي و نقل كلامهم في ذلك 41

ذكر بعض ما ورد في الصحيحين من الأحاديث ممّا له تعلّق بشأن المهدي 44

ذكر بعض الأحاديث في المهدي الواردة في غير الصحيحين 46

ذكر بعض العلماء الذين احتجّوا بأحاديث المهدي و اعتقدوا 50

ذكر من وقفت عليه ممّن حكي عنه إنكار أحاديث المهدي أو التردّد 66

ذكر بعض ما قد يظنّ تعارضه مع الأحاديث الواردة في المهدي 71

كلمة ختامية 73

العرف الوردي في أخبار المهدي العرف الوردي في أخبار المهدي 77

فصل 172

تنبيهات 173

فهارس كتاب العرف الوردي فهرس الآيات و الآثار 181

فهرس الأحاديث 183

فهرس الأعلام و الأقوام 191

فهرس الأماكن و البلدان و الجهات 195

فهرس المصادر 199

فهرس الموضوعات 207

ص:208

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.