بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.
عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 46: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.
عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].
مظهر: ج - عينة.
ملاحظة: عربي.
ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].
ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).
ملاحظة: فهرس.
محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-
عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق
ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح
تصنيف ديوي: 297/212
رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946
ص: 1
بسم اللّٰه الرحمن الرحیم
الحمد للّٰه الذی أكرمنا بسیّد أنبیائه و أشرف أصفیائه محمّد و عترته و أوصیائه حجج اللّٰه فی أرضه و سمائه صلوات اللّٰه علیه و علیهم ما استنارت بحبّهم قلوب أحبّائه و انشرحت بولائهم (1)
صدور أولیائه
أمّا بعد: فهذا هو المجلّد الحادی عشر من كتاب بحار الأنوار تألیف الخاطی ء الخاسر محمّد المدعوّ بباقر عصمه اللّٰه فی المعاثر و رزقه نیل المآثر(2) ابن مروّج ما اندرس من آثار العترة الهادیة فی الأعصار الماضیة محمّد التقیّ جعله اللّٰه فی عیشة راضیة فی جنّة عالیة.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ
الحمد لله الذی أكرمنا بسید أنبیائه و أشرف أصفیائه محمد و النجباء من عترته و أوصیائه حجج اللّٰه فی أرضه و سمائه صلوات اللّٰه علیه و علیهم ما استنارت بحبهم قلوب أحبائه و انشرحت بولائهم صدور أولیائه أما بعد فهذا هو المجلد الحادی عشر من كتاب بحار الأنوار تألیف الخاطئ الخاسر محمد المدعو بباقر عصمه اللّٰه فی المعاثر و رزقه نیل المآثر ابن مروج ما اندرس من آثار العترة الهادیة فی الأعصار الماضیة محمد التقی جعله اللّٰه فِی عِیشَةٍ راضِیَةٍ فِی جَنَّةٍ عالِیَةٍ.
«1»- ع، [علل الشرائع] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ النَّضْرِ بْنِ سِمْعَانَ (1) عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَكِّیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (2) بْنِ مُحَمَّدِ(3)
بْنِ عُمَرَ الْأُطْرُوشِ عَنْ صَالِحِ بْنِ زِیَادٍ(4)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَیْمُونٍ (5) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْنٍ (6) عَنْ عِمْرَانَ بْنِ سُلَیْمٍ قَالَ: كَانَ الزُّهْرِیُ
ص: 2
إِذَا حَدَّثَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ حَدَّثَنِی زَیْنُ الْعَابِدِینَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ فَقَالَ لَهُ سُفْیَانُ بْنُ عُیَیْنَةَ وَ لِمَ تَقُولُ لَهُ زَیْنُ الْعَابِدِینَ قَالَ لِأَنِّی سَمِعْتُ سَعِیدَ بْنَ الْمُسَیَّبِ یُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یُنَادِی مُنَادٍ أَیْنَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ فَكَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَی وَلَدِی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ یَخْطِرُ بَیْنَ الصُّفُوفِ (1).
«2»- لی، [الأمالی] للصدوق الطَّالَقَانِیُ (2)
عَنْ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِیِّ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: وَ ذَكَرَ نَحْوَهُ (3)
بیان: یقال یخطر فی مشیته أی یتمایل و یمشی مشیة المعجب.
«3»- ع، [علل الشرائع] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ الْبَحْرَانِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یُنَادِی مُنَادٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَیْنَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ فَكَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَخْطِرُ بَیْنَ الصُّفُوفِ (4).
«4»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب حِلْیَةُ الْأَوْلِیَاءِ(5): كَانَ الزُّهْرِیُّ إِذَا ذُكِرَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ یَبْكِی وَ یَقُولُ زَیْنُ الْعَابِدِینَ.
المحاضرات عَنِ الرَّاغِبِ وَ ابْنِ الْجَوْزِیِّ فِی مَنَاقِبِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ: أَنَّهُ قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِیزِ یَوْماً وَ قَدْ قَامَ مِنْ عِنْدِهِ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام مَنْ أَشْرَفُ النَّاسِ فَقَالُوا أَنْتُمْ فَقَالَ كَلَّا فَإِنَّ أَشْرَفَ النَّاسِ هَذَا الْقَائِمُ مِنْ عِنْدِی (6)
ص: 3
آنِفاً مَنْ أَحَبَّ النَّاسُ أَنْ یَكُونُوا مِنْهُ وَ لَمْ یُحِبَّ أَنْ یَكُونَ مِنْ أَحَدٍ(1).
«4»- رَبِیعُ الْأَبْرَارِ عَنِ الزَّمَخْشَرِیِّ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: لِلَّهِ مِنْ عِبَادِهِ خِیَرَتَانِ فَخِیَرَتُهُ مِنَ الْعَرَبِ قُرَیْشٌ وَ مِنَ الْعَجَمِ فَارِسُ وَ كَانَ یَقُولُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ أَنَا ابْنُ الْخِیَرَتَیْنِ لِأَنَّ جَدَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أُمَّهُ بِنْتُ یَزْدَجَرْدَ الْمَلِكِ (2) وَ أَنْشَأَ أَبُو الْأَسْوَدِ:
وَ إِنَّ غُلَاماً بَیْنَ كِسْرَی وَ هَاشِمٍ*** لَأَكْرَمُ مَنْ نِیطَتْ عَلَیْهِ التَّمَائِمُ (3)
بیان: ناطه علقه و التمائم جمع تمیمة و هی خرزات كانت العرب تعلقها علی أولادهم یتقون بها العین أو الأعم منها و من العوذ و الغرض التعمیم فإنه یكون فی أكثر الخلق.
«5»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: لَقَبُهُ علیه السلام زَیْنُ الْعَابِدِینَ وَ سَیِّدُ الْعَابِدِینَ وَ زَیْنُ الصَّالِحِینَ وَ وَارِثُ عِلْمِ النَّبِیِّینَ وَ وَصِیُّ الْوَصِیِّینَ وَ خَازِنُ وَصَایَا الْمُرْسَلِینَ وَ إِمَامُ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَنَارُ الْقَانِتِینَ وَ الْخَاشِعُ وَ الْمُتَهَجِّدُ وَ الزَّاهِدُ وَ الْعَابِدُ وَ الْعَدْلُ وَ الْبَكَّاءُ وَ السَّجَّادُ وَ ذُو الثَّفِنَاتِ وَ إِمَامُ الْأُمَّةِ وَ أَبُو الْأَئِمَّةِ وَ مِنْهُ تَنَاسُلُ وُلْدِ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ كُنْیَتُهُ أَبُو الْحَسَنِ وَ الْخَاصُّ أَبُو مُحَمَّدٍ وَ یُقَالُ أَبُو الْقَاسِمِ وَ رُوِیَ أَنَّهُ كُنِّیَ بِأَبِی بَكْرٍ(4).
ص: 4
«6»- كشف، [كشف الغمة]: أَمَّا كُنْیَتُهُ علیه السلام فَالْمَشْهُورُ أَبُو الْحَسَنِ وَ یُقَالُ أَبُو مُحَمَّدٍ وَ قِیلَ أَبُو بَكْرٍ وَ أَمَّا لَقَبُهُ فَكَانَ لَهُ أَلْقَابٌ كَثِیرَةٌ كُلُّهَا تُطْلَقُ عَلَیْهِ أَشْهَرُهَا- زَیْنُ الْعَابِدِینَ وَ سَیِّدُ الْعَابِدِینَ وَ الزَّكِیُّ وَ الْأَمِینُ وَ ذُو الثَّفِنَاتِ- وَ قِیلَ كَانَ سَبَبَ لَقَبِهِ بِزَیْنِ الْعَابِدِینَ أَنَّهُ كَانَ لَیْلَةً فِی مِحْرَابِهِ قَائِماً فِی تَهَجُّدِهِ فَتَمَثَّلَ لَهُ الشَّیْطَانُ فِی صُورَةِ ثُعْبَانٍ لِیَشْغَلَهُ عَنْ عِبَادَتِهِ فَلَمْ یَلْتَفِتْ إِلَیْهِ فَجَاءَ إِلَی إِبْهَامِ رِجْلِهِ فَالْتَقَمَهَا فَلَمْ یَلْتَفِتْ إِلَیْهِ فَآلَمَهُ فَلَمْ یَقْطَعْ صَلَاتَهُ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهَا وَ قَدْ كَشَفَ اللَّهُ لَهُ فَعَلِمَ أَنَّهُ شَیْطَانٌ فَسَبَّهُ وَ لَطَمَهُ وَ قَالَ اخْسَأْ یَا مَلْعُونُ فَذَهَبَ وَ قَامَ إِلَی إِتْمَامِ وِرْدِهِ فَسَمِعَ صَوْتاً وَ لَا یَرَی قَائِلَهُ وَ هُوَ یَقُولُ أَنْتَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ ثَلَاثاً فَظَهَرَتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ وَ اشْتَهَرَتْ لَقَباً لَهُ علیه السلام(1)
وَ قَالَ الْحَافِظُ عَبْدُ الْعَزِیزِ یُكَنَّی أَبَا مُحَمَّدٍ وَ قَالَ أَبُو نُعَیْمٍ وَ قِیلَ عَلِیٌّ یُكَنَّی أَبَا الْحَسَنِ كَنَّاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْحَارِثِ.
وَ فِی كِتَابِ مَوَالِیدِ أَهْلِ الْبَیْتِ، لِابْنِ الْخَشَّابِ: كُنْیَتُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ وَ أَبُو الْحَسَنِ وَ أَبُو بَكْرٍ وَ لَقَبُهُ الزَّكِیُّ وَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ وَ ذُو الثَّفِنَاتِ وَ الْأَمِینُ.
«7»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ وَ حَفْصِ بْنِ غِیَاثٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ فِی خَاتَمِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْعَلِیِ (2).
«8»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: كَانَ خَاتَمُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ خَزِیَ وَ شَقِیَ قَاتِلُ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ (3).
ص: 5
«9»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] مُرْسَلًا: مِثْلَهُ (1).
«10»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ عِصَامٍ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ الْحُسَیْنِیِّ وَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مَعاً عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِیِّ عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْبَاقِرُ علیهما السلام: إِنَّ أَبِی عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ مَا ذَكَرَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ نِعْمَةً عَلَیْهِ إِلَّا سَجَدَ وَ لَا قَرَأَ آیَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهَا سُجُودٌ إِلَّا سَجَدَ وَ لَا دَفَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْهُ سُوءاً یَخْشَاهُ أَوْ كَیْدَ كَائِدٍ إِلَّا سَجَدَ وَ لَا فَرَغَ مِنْ صَلَاةٍ مَفْرُوضَةٍ إِلَّا سَجَدَ وَ لَا وُفِّقَ لِإِصْلَاحٍ بَیْنَ اثْنَیْنِ إِلَّا سَجَدَ وَ كَانَ أَثَرُ السُّجُودِ فِی جَمِیعِ مَوَاضِعِ سُجُودِهِ فَسُمِّیَ السَّجَّادَ لِذَلِكَ (2).
«11»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب (3)
حِلْیَةُ الْأَوْلِیَاءِ عَنْ جَابِرٍ: مِثْلَهُ.
«12»- ع، [علل الشرائع] عَنْهُ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: كَانَ لِأَبِی علیه السلام فِی مَوْضِعِ سُجُودِهِ آثَارٌ نَاتِئَةٌ وَ كَانَ یَقْطَعُهَا فِی السَّنَةِ مَرَّتَیْنِ فِی كُلِّ مَرَّةٍ خَمْسَ ثَفِنَاتٍ فَسُمِّیَ ذَا الثَّفِنَاتِ لِذَلِكَ (4).
«13»- مع، [معانی الأخبار] مُرْسَلًا: مِثْلَهُ (5)
بیان: قال الجوهری الثفنة واحدة ثفنات البعیر و هو ما یقع علی الأرض من أعضائه إذا استناخ و غلظ كالركبتین و غیرهما.
«14»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام](6)
لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِی الْعُقْبِ الصَّیْرَفِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ:
ص: 6
كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ الْحُسَیْنِ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ وَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَتَخَتَّمُ بِخَاتَمِ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ علیه السلام الْخَبَرَ(1).
«15»- ب، قرب الإسناد هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ أَبِی الْعِزَّةُ لِلَّهِ (2).
«16»- شا، [الإرشاد]: الْإِمَامُ بَعْدَ الْحُسَیْنِ علیه السلام ابْنُهُ- أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ زَیْنُ الْعَابِدِینَ علیهما السلام وَ كَانَ یُكَنَّی أَیْضاً بِأَبِی الْحَسَنِ (3).
«17»- كشف، [كشف الغمة] قَالَ أَبُو عُمَرَ الزَّاهِدُ فِی كِتَابِ الْیَوَاقِیتِ فِی اللُّغَةِ: قَالَتِ الشِّیعَةُ إِنَّمَا سُمِّیَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ سَیِّدَ الْعَابِدِینَ لِأَنَّ الزُّهْرِیَّ رَأَی فِی مَنَامِهِ كَأَنَّ یَدَهُ مَخْضُوبَةٌ غَمْسَةً قَالَ فَعَبَّرَهَا فَقِیلَ إِنَّكَ تُبْتَلَی بِدَمٍ خَطَأً قَالَ وَ كَانَ عَامِلًا لِبَنِی أُمَیَّةَ فَعَاقَبَ رَجُلًا فَمَاتَ فِی الْعُقُوبَةِ فَخَرَجَ هَارِباً وَ تَوَحَّشَ وَ دَخَلَ إِلَی غَارٍ وَ طَالَ شَعْرُهُ قَالَ وَ حَجَّ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقِیلَ لَهُ هَلْ لَكَ فِی الزُّهْرِیِّ قَالَ إِنَّ لِی فِیهِ قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ هَكَذَا كَلَامُ الْعَرَبِ إِنَّ لِی فِیهِ لَا یُقَالُ غَیْرُهُ قَالَ فَدَخَلَ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ إِنِّی أَخَافُ عَلَیْكَ مِنْ قُنُوطِكَ مَا لَا أَخَافُ عَلَیْكَ مِنْ ذَنْبِكَ فَابْعَثْ بِدِیَةٍ مُسَلَّمَةٍ إِلَی أَهْلِهِ وَ اخْرُجْ إِلَی أَهْلِكَ وَ مَعَالِمِ دِینِكَ قَالَ فَقَالَ فَرَّجْتَ عَنِّی یَا سَیِّدِی وَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَعْلَمُ حَیْثُ یَجْعَلُ رِسَالاتِهِ وَ كَانَ الزُّهْرِیُّ بَعْدَ ذَلِكَ یَقُولُ یُنَادِی مُنَادٍ فِی الْقِیَامَةِ لِیَقُمْ سَیِّدُ الْعَابِدِینَ فِی زَمَانِهِ فَیَقُومُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام(4).
«18»- كشف، [كشف الغمة]: وُلِدَ عَلِیٌّ علیه السلام بِالْمَدِینَةِ فِی الْخَمِیسِ الْخَامِسِ مِنْ شَعْبَانَ مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ وَ ثَلَاثِینَ مِنَ الْهِجْرَةِ فِی أَیَّامِ جَدِّهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَبْلَ وَفَاتِهِ بِسَنَتَیْنِ وَ أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ اسْمُهَا غَزَالَةُ وَ قِیلَ بَلْ كَانَ اسْمُهَا شَاهْ زَنَانَ بِنْتَ یَزْدَجَرْدَ
ص: 7
وَ قِیلَ غَیْرُ ذَلِكَ (1)
وَ قَالَ الْحَافِظُ عَبْدُ الْعَزِیزِ أُمُّهُ یُقَالُ لَهَا سَلَامَةُ وَ قَالَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ إِسْحَاقَ أُمُّهُ غَزَالَةُ أُمُّ وَلَدٍ.
وَ فِی كِتَابِ مَوَالِیدِ أَهْلِ الْبَیْتِ، رِوَایَةُ ابْنِ الْخَشَّابِ النَّحْوِیِّ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: وُلِدَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فِی سَنَةِ ثَمَانٍ وَ ثَلَاثِینَ مِنَ الْهِجْرَةِ- قَبْلَ وَفَاةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام بِسَنَتَیْنِ وَ أَقَامَ مَعَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ سَنَتَیْنِ وَ مَعَ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ علیه السلام عَشْرَ سِنِینَ وَ أَقَامَ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَشْرَ سِنِینَ وَ كَانَ عُمُرُهُ سَبْعاً وَ خَمْسِینَ سَنَةً وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی أَنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَ ثَلَاثِینَ وَ قُبِضَ وَ هُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَ خَمْسِینَ سَنَةً فِی سَنَةِ أَرْبَعٍ وَ تِسْعِینَ وَ كَانَ بَقَاؤُهُ بَعْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ یُقَالُ فِی سَنَةِ خَمْسٍ وَ تِسْعِینَ أُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ یَزْدَجَرْدَ مَلِكِ فَارِسَ وَ هِیَ الَّتِی سَمَّاهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام شَاهْ زَنَانَ وَ یُقَالُ بَلْ كَانَ اسْمُهَا بَرَّةَ بِنْتَ النُّوشَجَانِ وَ یُقَالُ كَانَ اسْمُهَا شَهْرَبَانُو بِنْتَ یَزْدَجَرْدَ وَ كَانَ یُقَالُ لَهُ علیه السلام ابْنُ الْخِیَرَتَیْنِ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ لِلَّهِ مِنْ عِبَادِهِ خِیَرَتَیْنِ فَخِیَرَتَهُ مِنَ الْعَرَبِ قُرَیْشٌ وَ مِنَ الْعَجَمِ فَارِسُ وَ كَانَتْ أُمُّهُ بِنْتَ كِسْرَی.
«19»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَیْهَقِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الصَّوْلِیِّ عَنْ عَوْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ الْقَاسِمِ النُّوشْجَانِیِّ قَالَ: قَالَ لِیَ الرِّضَا علیه السلام بِخُرَاسَانَ إِنَّ بَیْنَنَا وَ بَیْنَكُمْ نسب [نَسَباً] قُلْتُ وَ مَا هُوَ أَیُّهَا الْأَمِیرُ قَالَ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ كَرِیزٍ لَمَّا افْتَتَحَ خُرَاسَانَ أَصَابَ ابْنَتَیْنِ لِیَزْدَجَرْدَ بْنِ شَهْرِیَارَ مَلِكِ الْأَعَاجِمِ فَبَعَثَ بِهِمَا إِلَی عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَوَهَبَ إِحْدَاهُمَا لِلْحَسَنِ وَ الْأُخْرَی لِلْحُسَیْنِ علیه السلام فَمَاتَتَا عِنْدَهُمَا نُفَسَاوَیْنِ وَ كَانَتْ صَاحِبَةُ الْحُسَیْنِ علیه السلام نَفِسَتْ بِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَكَفَلَ عَلِیّاً بَعْضُ أُمَّهَاتِ وَلَدِ أَبِیهِ فَنَشَأَ وَ هُوَ لَا یَعْرِفُ أُمّاً غَیْرَهَا ثُمَّ عَلِمَ أَنَّهَا مَوْلَاتُهُ وَ كَانَ النَّاسُ یُسَمُّونَهَا أُمَّهُ وَ زَعَمُوا أَنَّهُ زَوَّجَ أُمَّهُ وَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّمَا زَوَّجَ هَذِهِ عَلَی مَا
ص: 8
ذَكَرْنَاهُ وَ كَانَ سَبَبَ ذَلِكَ أَنَّهُ وَاقَعَ بَعْضَ نِسَائِهِ ثُمَّ خَرَجَ یَغْتَسِلُ فَلَقِیَتْهُ أُمُّهُ هَذِهِ فَقَالَ لَهَا إِنْ كَانَ فِی نَفْسِكِ فِی هَذَا الْأَمْرِ شَیْ ءٌ فَاتَّقِی اللَّهَ وَ أَعْلِمِینِی فَقَالَتْ نَعَمْ فَزَوَّجَهَا فَقَالَ نَاسٌ زَوَّجَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أُمَّهُ قَالَ عَوْنٌ قَالَ لِی سَهْلُ بْنُ الْقَاسِمِ مَا بَقِیَ طَالِبِیٌّ عِنْدَنَا إِلَّا كَتَبَ عَنِّی هَذَا الْحَدِیثَ عَنِ الرِّضَا علیه السلام(1).
«20»- یر، [بصائر الدرجات] إِبْرَاهِیمُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِیِّ عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَمَّا قَدِمَ بِابْنَةِ یَزْدَجَرْدَ عَلَی عُمَرَ وَ أُدْخِلَتِ الْمَدِینَةَ أَشْرَفَ لَهَا عَذَارَی الْمَدِینَةِ وَ أَشْرَقَ الْمَسْجِدُ بِضَوْءِ وَجْهِهَا فَلَمَّا دَخَلَتِ الْمَسْجِدَ وَ رَأَتْ عُمَرَ غَطَّتْ وَجْهَهَا وَ قَالَتْ آهْ بِیرُوجْ بَادَا هُرْمُزَ(2) قَالَ فَغَضِبَ عُمَرُ وَ قَالَ تَشْتِمُنِی هَذِهِ وَ هَمَّ بِهَا فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ لَیْسَ لَكَ ذَلِكَ أَعْرِضْ عَنْهَا إِنَّهَا تَخْتَارُ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِینَ ثُمَّ احْسُبْهَا بِفَیْئِهِ عَلَیْهِ فَقَالَ عُمَرُ اخْتَارِی قَالَ فَجَاءَتْ حَتَّی وَضَعَتْ یَدَهَا عَلَی رَأْسِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا اسْمُكِ فَقَالَتْ جَهَانْشَاهُ فَقَالَ بَلْ شَهْرَبَانُوَیْهِ ثُمَّ نَظَرَ إِلَی الْحُسَیْنِ علیه السلام فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لیلدن [لَیُولَدَنَ] لَكَ مِنْهَا غُلَامٌ خَیْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ (3).
تبیین: یزدجرد آخر ملوك الفرس و هو ابن شهریار بن أبرویز بن هرمز بن أنوشیروان و كأن إشراق المسجد بضوئها كنایة عن ابتهاج أهل المسجد برؤیتها و عجبهم من صورتها و صباحتها.
و فی الكافی (4)
أف بیروج بادا هرمز و أف كلمة تضجر و بیروج معرب بیروز أی أسود یوم هرمز و أساء الدهر إلیه و انقلب الزمان علیه حیث صارت
ص: 9
أولاده أساری تحت حكم مثل هذا أو دعاء علی جدها هرمز یعنی لا كان لهرمز یوم حتی تصیر أولاده كذلك و هم بها أی أراد إیذاءها أو أن یأخذها لنفسه قوله علیه السلام بل شهربانویه كأنه علیه السلام غیر اسمها للسنة أو لأنه من أسماء اللّٰه تعالی لما ورد فی الخبر فی النهی عن اللعب بالشطرنج إنه یقول مات شاهه و قتل شاهه و اللّٰه شاهه ما مات و ما قتل أو أنه علیه السلام أخبر أنه لیس اسمها جهانشاه بل اسمها شهربانویه و إنما غیرته للمصلحة كما یدل علیه روایة صاحب العدد أو المعنی لم ینبغ لك هذا الاسم بل كان ینبغی تسمیتك بشهربانویه لیلدن كأنه إشارة إلی أن أولاده علیه السلام یحصل من ولد هو خیر أهل الأرض و فی بعض النسخ بالتاء كأنه تم الكلام عند قوله لك و قوله منها غلام جملة أخری ثم إن هذا الخبر یخالف الخبر السابق و ذاك أقرب إلی الصواب إذ أسر أولاد یزدجرد الظاهر أنه كان بعد قتله أو استئصاله و ذلك كان فی زمن عثمان و إن أمكن أن یكون بعد فتح القادسیة أو نهاوند أخذ بعض أولاده هناك لكنه بعید و أیضا لا ریب فی أن تولد علی بن الحسین علیهما السلام منها كان فی أیام خلافة أمیر المؤمنین علیه السلام و لم یولد منها غیره كما نقل و كون الزواج فی زمن عمر و عدم تولد ولد منها إلا بعد أكثر من عشرین سنة بعید و لا یبعد أن یكون عمر فی هذه الروایة تصحیف عثمان و اللّٰه یعلم.
«21»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَمَّا قَدِمَتِ ابْنَةُ یَزْدَجَرْدَ بْنِ شَهْرِیَارَ آخِرِ مُلُوكِ الْفُرْسِ وَ خَاتِمَتِهِمْ عَلَی عُمَرَ وَ أُدْخِلَتِ الْمَدِینَةَ اسْتَشْرَفَتْ لَهَا عَذَارَی الْمَدِینَةِ وَ أَشْرَقَ الْمَجْلِسُ بِضَوْءِ وَجْهِهَا وَ رَأَتْ عُمَرَ فَقَالَتْ آهْ بِیرُوزْ بَادْ هُرْمُزَ فَغَضِبَ عُمَرُ وَ قَالَ شَتَمَتْنِی هَذِهِ الْعِلْجَةُ(1)
وَ هَمَّ بِهَا فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام لَیْسَ لَكَ إِنْكَارٌ عَلَی مَا لَا تَعْلَمُهُ فَأَمَرَ أَنْ یُنَادِیَ عَلَیْهَا فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَا یَجُوزُ بَیْعُ بَنَاتِ الْمُلُوكِ وَ إِنْ كُنَّ كَافِرَاتٍ وَ لَكِنِ اعْرِضِ عَلَیْهَا أَنْ تَخْتَارَ رَجُلًا مِنَ
ص: 10
الْمُسْلِمِینَ حَتَّی تَتَزَوَّجَ مِنْهُ وَ تَحْسُبَ صَدَاقَهَا عَلَیْهِ مِنْ عَطَائِهِ مِنْ بَیْتِ الْمَالِ یَقُومُ مَقَامَ الثَّمَنِ فَقَالَ عُمَرُ أَفْعَلُ وَ عَرَضَ عَلَیْهَا أَنْ تَخْتَارَ فَجَالَتْ فَوَضَعَتْ یَدَهَا عَلَی مَنْكِبِ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَقَالَ چه نام داری ای كنیزك یَعْنِی مَا اسْمُكِ یَا صَبِیَّةُ قَالَتْ جَهَانْشَاهُ فَقَالَ بَلْ شَهْرَبَانُوَیْهِ قَالَتْ تِلْكَ أُخْتِی قَالَ راست گفتی أَیْ صَدَقْتِ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی الْحُسَیْنِ فَقَالَ احْتَفِظْ بِهَا وَ أَحْسِنْ إِلَیْهَا فَسَتَلِدُ لَكَ خَیْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ فِی زَمَانِهِ بَعْدَكَ وَ هِیَ أُمُّ الْأَوْصِیَاءِ الذُّرِّیَّةِ الطَّیِّبَةِ فَوَلَدَتْ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ زَیْنَ الْعَابِدِینَ علیهما السلام (1)
وَ یُرْوَی أَنَّهَا مَاتَتْ فِی نِفَاسِهَا بِهِ وَ إِنَّمَا اخْتَارَتِ الْحُسَیْنَ علیه السلام لِأَنَّهَا رَأَتْ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ أَسْلَمَتْ قَبْلَ أَنْ یَأْخُذَهَا عَسْكَرُ الْمُسْلِمِینَ وَ لَهَا قِصَّةٌ وَ هِیَ أَنَّهَا قَالَتْ رَأَیْتُ فِی النَّوْمِ قَبْلَ وُرُودِ عَسْكَرِ الْمُسْلِمِینَ كَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله دَخَلَ دَارَنَا وَ قَعَدَ مَعَ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ خَطَبَنِی لَهُ وَ زَوَّجَنِی مِنْهُ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ كَانَ ذَلِكَ یُؤَثِّرُ فِی قَلْبِی وَ مَا كَانَ لِی خَاطِرٌ غَیْرُ هَذَا فَلَمَّا كَانَ فِی اللَّیْلَةِ الثَّانِیَةِ رَأَیْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه وآله قَدْ أَتَتْنِی وَ عَرَضَتْ عَلَیَّ الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمْتُ ثُمَّ قَالَتْ إِنَّ الْغَلَبَةَ تَكُونُ لِلْمُسْلِمِینَ وَ إِنَّكِ تَصِلِینَ عَنْ قَرِیبٍ إِلَی ابْنِی الْحُسَیْنِ سَالِمَةً- لَا یُصِیبُكِ بِسُوءٍ أَحَدٌ قَالَتْ وَ كَانَ مِنَ الْحَالِ أَنِّی خَرَجْتُ إِلَی الْمَدِینَةِ مَا مَسَّ یَدِی إِنْسَانٌ.
«22»- شا، [الإرشاد]: سَأَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ- شَاهْ زَنَانَ بِنْتَ كِسْرَی حِینَ أُسِرَتْ مَا حَفِظْتِ عَنْ أَبِیكِ بَعْدَ وَقْعَةِ الْفِیلِ قَالَتْ حَفِظْتُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ إِذَا غَلَبَ اللَّهُ عَلَی أَمْرٍ ذَلَّتِ الْمَطَامِعُ دُونَهُ وَ إِذَا انْقَضَتِ الْمُدَّةُ كَانَ الْحَتْفُ (2) فِی
ص: 11
الْحِیلَةِ فَقَالَ علیه السلام مَا أَحْسَنَ مَا قَالَ أَبُوكِ تَذِلُّ الْأُمُورُ لِلْمَقَادِیرِ حَتَّی یَكُونَ الْحَتْفُ فِی التَّدْبِیرِ(1).
«23»- شا، [الإرشاد]: الْإِمَامُ بَعْدَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام ابْنُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ زَیْنُ الْعَابِدِینَ علیهما السلام وَ كَانَ یُكَنَّی أَیْضاً بِأَبِی الْحَسَنِ وَ أُمُّهُ شَاهْ زَنَانُ بِنْتُ یَزْدَجَرْدَ بْنِ شَهْرِیَارَ كِسْرَی وَ یُقَالُ إِنَّ اسْمَهَا شَهْرَبَانُو وَ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَلَّی حُرَیْثَ بْنَ جَابِرٍ جَانِباً مِنَ الْمَشْرِقِ فَبَعَثَ إِلَیْهِ بِنْتَیْ یَزْدَجَرْدَ بْنِ شَهْرِیَارَ فَنَحَلَ ابْنَهُ الْحُسَیْنَ علیه السلام شَاهْ زَنَانَ مِنْهُمَا فَأَوْلَدَهَا زَیْنَ الْعَابِدِینَ علیه السلام وَ نَحَلَ الْأُخْرَی مُحَمَّدَ بْنَ أَبِی بَكْرٍ فَوَلَدَتْ لَهُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ فَهُمَا ابْنَا خَالَةٍ وَ كَانَ مَوْلِدُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام بِالْمَدِینَةِ- سَنَةَ ثَمَانٍ وَ ثَلَاثِینَ مِنَ الْهِجْرَةِ فَبَقِیَ مَعَ جَدِّهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام سَنَتَیْنِ وَ مَعَ عَمِّهِ الْحَسَنِ علیه السلام اثْنَتَیْ عَشْرَةَ سَنَةً وَ مَعَ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ علیه السلام ثَلَاثاً وَ عِشْرِینَ سَنَةً وَ بَعْدَ أَبِیهِ أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ تُوُفِّیَ بِالْمَدِینَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَ تِسْعِینَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ لَهُ یَوْمَئِذٍ سَبْعٌ وَ خَمْسُونَ سَنَةً وَ كَانَ إِمَامَتُهُ أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ دُفِنَ بِالْبَقِیعِ مَعَ عَمِّهِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام(2).
«24»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: مَوْلِدُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام بِالْمَدِینَةِ- یَوْمَ الْخَمِیسِ فِی النِّصْفِ مِنْ جُمَادَی الْآخِرَةِ وَ یُقَالُ یَوْمَ الْخَمِیسِ لِتِسْعٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ ثَلَاثِینَ مِنَ الْهِجْرَةِ- قَبْلَ وَفَاةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِسَنَتَیْنِ وَ قِیلَ سَنَةَ سَبْعٍ وَ قِیلَ سَنَةَ سِتٍّ فَبَقِیَ مَعَ جَدِّهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَرْبَعَ سِنِینَ وَ مَعَ عَمِّهِ الْحَسَنِ عَشْرَ سِنِینَ وَ مَعَ أَبِیهِ عَشْرَ سِنِینَ وَ یُقَالُ بَقِیَ مَعَ جَدِّهِ سَنَتَیْنِ وَ مَعَ عَمِّهِ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ سَنَةً وَ مَعَ أَبِیهِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ أَقَامَ بَعْدَ أَبِیهِ خَمْساً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ تُوُفِّیَ بِالْمَدِینَةِ یَوْمَ السَّبْتِ لِإِحْدَی عَشْرَةَ لَیْلَةً بَقِیَتْ مِنَ الْمُحَرَّمِ أَوْ لِاثْنَتَیْ عَشْرَةَ لَیْلَةً سَنَةَ خَمْسٍ وَ تِسْعِینَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ لَهُ یَوْمَئِذٍ سَبْعٌ وَ خَمْسُونَ سَنَةً وَ یُقَالُ تِسْعٌ وَ خَمْسُونَ سَنَةً وَ یُقَالُ
ص: 12
أَرْبَعٌ وَ خَمْسُونَ وَ كَانَتْ إِمَامَتُهُ أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ كَانَ فِی سِنِی إِمَامَتِهِ بَقِیَّةُ مُلْكِ یَزِیدَ وَ مُلْكُ مُعَاوِیَةَ بْنِ یَزِیدَ وَ مُلْكُ مَرْوَانَ وَ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ تُوُفِّیَ فِی مُلْكِ الْوَلِیدِ وَ دُفِنَ فِی الْبَقِیعِ مَعَ عَمِّهِ الْحَسَنِ علیه السلام(1).
وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ بَابَوَیْهِ: سَمَّهُ الْوَلِیدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ أُمُّهُ شَهْرَبَانُوَیْهِ بِنْتُ یَزْدَجَرْدَ بْنِ شَهْرِیَارَ الْكِسَرَی وَ یُسَمُّونَهَا أَیْضاً بِشَاهْ زَنَانَ وَ جَهَانْبَانَوَیْهِ وَ سُلَافَةَ وَ خَوْلَةَ وَ قَالُوا هِیَ شَاهْ زَنَانُ بِنْتُ شِیرَوَیْهِ بْنِ كِسْرَی أَبَرْوِیزَ وَ یُقَالُ هِیَ بَرَّةُ بِنْتُ النُّوشَجَانِ وَ الصَّحِیحُ هُوَ الْأَوَّلُ وَ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام سَمَّاهَا مَرْیَمَ وَ یُقَالُ سَمَّاهَا فَاطِمَةَ وَ كَانَتْ تُدْعَی سَیِّدَةَ النِّسَاءِ(2).
«25»- كا، الكافی: وُلِدَ علیه السلام فِی سَنَةِ ثَمَانٍ وَ ثَلَاثِینَ وَ قُبِضَ فِی سَنَةِ خَمْسٍ وَ تِسْعِینَ وَ لَهُ سَبْعٌ وَ خَمْسُونَ سَنَةً وَ أُمُّهُ سَلَامَةُ بِنْتُ یَزْدَجَرْدَ بْنِ شَهْرِیَارَ بْنِ شِیرَوَیْهِ بْنِ كِسْرَی أَبَرْوِیزَ(3).
«26»- ضه: كَانَ مَوْلِدُهُ علیه السلام یَوْمَ الْجُمُعَةِ وَ یُقَالُ یَوْمَ الْخَمِیسِ لِتِسْعٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ ثَلَاثِینَ مِنَ الْهِجْرَةِ(4)
وَ یُقَالُ سَنَةَ سَبْعٍ وَ ثَلَاثِینَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ یُقَالُ سَنَةَ سِتٍّ وَ ثَلَاثِینَ.
«27»- عم، [إعلام الوری]: وُلِدَ علیه السلام بِالْمَدِینَةِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ وَ یُقَالُ یَوْمَ الْخَمِیسِ فِی النِّصْفِ مِنْ جُمَادَی الْآخِرَةِ وَ قِیلَ لِتِسْعٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ ثَلَاثِینَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ قِیلَ سَنَةَ سِتٍّ وَ ثَلَاثِینَ وَ قِیلَ سَنَةَ سَبْعٍ وَ ثَلَاثِینَ وَ اسْمُ أُمِّهِ شَهْزَنَانُ وَ قِیلَ شَهْرَبَانُوَیْهِ (5).
ص: 13
«28»- كف، [المصباح] للكفعمی: فِی نِصْفِ جُمَادَی الْأُولَی كَانَ مَوْلِدُ السَّجَّادِ علیه السلام(1) وَ ذَكَرَ فِی اللَّوْحِ الَّذِی وَضَعَهُ أَنَّهُ علیه السلام وُلِدَ یَوْمَ الْأَحَدِ خَامِسَ شَعْبَانَ لِثَمَانٍ وَ ثَلَاثِینَ.
أقول: و فی تاریخ الغفاری أنه علیه السلام ولد یوم الجمعة منتصف شهر جمادی الثانیة.
«29»- الْفُصُولُ الْمُهِمَّةُ،: وُلِدَ بِالْمَدِینَةِ نَهَارَ الْخَمِیسِ الْخَامِسَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ ثَلَاثِینَ كُنْیَتُهُ أَبُو الْحَسَنِ وَ قِیلَ أَبُو بَكْرٍ وَ لَهُ أَلْقَابٌ كَثِیرَةٌ أَشْهَرُهَا زَیْنُ الْعَابِدِینَ وَ سَیِّدُ الْعَابِدِینَ وَ الزَّكِیُّ وَ الْأَمِینُ وَ ذُو الثَّفِنَاتِ صِفَتَهُ أَسْمَرُ قَصِیرٌ دَقِیقٌ نَقْشُ خَاتَمِهِ وَ ما تَوْفِیقِی إِلَّا بِاللَّهِ (2).
«30»- مصبا، [المصباحین]: فِی النِّصْفِ مِنْ جُمَادَی الْأُولَی سَنَةَ سِتٍّ وَ ثَلَاثِینَ كَانَ مَوْلِدُ أَبِی مُحَمَّدٍ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام(3).
«31»- د، [العدد القویة] قل، [إقبال الأعمال] بِإِسْنَادِنَا إِلَی الْمُفِیدِ فِی كِتَابِ حَدَائِقِ الرِّیَاضِ: النِّصْفُ مِنْ جُمَادَی الْأُولَی سَنَةٍ سِتٍّ وَ ثَلَاثِینَ كَانَ مَوْلِدَ أَبِی مُحَمَّدٍ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام(4).
«32»- الدُّرُوسُ،: وُلِدَ علیه السلام بِالْمَدِینَةِ یَوْمَ الْأَحَدِ خَامِسَ شَعْبَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ ثَلَاثِینَ وَ قُبِضَ بِهَا یَوْمَ السَّبْتِ ثَانِیَ عَشَرَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ خَمْسٍ وَ تِسْعِینَ عَنْ سَبْعٍ وَ خَمْسِینَ سَنَةً وَ أُمُّهُ شَاهْ زَنَانُ بِنْتُ شِیرَوَیْهِ بْنِ كِسْرَی أَبَرْوِیزَ وَ قِیلَ ابْنَةُ یَزْدَجَرْدَ(5).
ص: 14
«33»- د، [العدد القویة] فِی كِتَابِ الدُّرِّ،: وُلِدَ علیه السلام بِالْمَدِینَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ ثَلَاثِینَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ كَذَا فِی كِتَابِ مَوَالِیدِ الْأَئِمَّةِ- قَبْلَ وَفَاةِ جَدِّهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِسَنَتَیْنِ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی بِسِتِّ سِنِینَ.
فِی كِتَابِ الذَّخِیرَةِ،: مَوْلِدُهُ سَنَةَ سِتٍّ وَ ثَلَاثِینَ وَ قِیلَ ثَمَانٍ وَ ثَلَاثِینَ وَ قِیلَ وُلِدَ یَوْمَ الْخَمِیسِ ثَامِنَ شَعْبَانَ وَ قِیلَ سَابِعَهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ ثَلَاثِینَ بِالْمَدِینَةِ فِی خِلَافَةِ جَدِّهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام.
فِی كِتَابِ التَّذْكِرَةِ،: وُلِدَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ زَیْنُ الْعَابِدِینَ علیهما السلام سَنَةَ ثَمَانٍ وَ ثَلَاثِینَ وَ أُمُّهُ شَاهْ زَنَانُ بِنْتُ مَلِكِ قَاشَانَ وَ قِیلَ بِنْتُ كِسْرَی یَزْدَجَرْدَ بْنِ شَهْرِیَارَ وَ یُقَالُ اسْمُهَا شَهْرَبَانُوَیْهِ.
وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِیرِ بْنِ رُسْتُمَ الطَّبَرِیُ (1) لَیْسَ التَّارِیخِیَّ: لَمَّا وَرَدَ سَبْیُ الْفُرْسِ إِلَی الْمَدِینَةِ أَرَادَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَیْعَ النِّسَاءِ وَ أَنْ یَجْعَلَ الرِّجَالَ عَبِیداً(2)
فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ أَكْرِمُوا كَرِیمَ كُلِّ قَوْمٍ فَقَالَ عُمَرُ قَدْ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِذَا أَتَاكُمْ كَرِیمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ وَ إِنْ خَالَفَكُمْ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام(3) هَؤُلَاءِ قَوْمٌ قَدْ أَلْقَوْا إِلَیْكُمُ السَّلَمَ وَ رَغِبُوا فِی الْإِسْلَامِ وَ لَا بُدَّ أَنْ یَكُونَ لِی فِیهِمْ ذُرِّیَّةٌ وَ أَنَا أُشْهِدُ اللَّهَ وَ أُشْهِدُكُمْ أَنِّی قَدْ أَعْتَقْتُ نَصِیبِی مِنْهُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ فَقَالَ جَمِیعُ بَنِی هَاشِمٍ قَدْ وَهَبْنَا حَقَّنَا أَیْضاً لَكَ فَقَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ أَنِّی قَدْ أَعْتَقْتُ مَا وَهَبُوا لِی لِوَجْهِ اللَّهِ- فَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ وَ قَدْ وَهَبْنَا حَقَّنَا لَكَ یَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ أَنَّهُمْ قَدْ وَهَبُوا لِی حَقَّهُمْ وَ قَبِلْتُهُ وَ أُشْهِدُكَ أَنِّی قَدْ أَعْتَقْتُهُمْ لِوَجْهِكَ فَقَالَ عُمَرُ لِمَ نَقَضْتَ عَلَیَّ عَزْمِی فِی الْأَعَاجِمِ وَ مَا الَّذِی رَغَّبَكَ عَنْ رَأْیِی فِیهِمْ فَأَعَادَ عَلَیْهِ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی إِكْرَامِ الْكُرَمَاءِ(4)
ص: 15
فَقَالَ عُمَرُ قَدْ وَهَبْتُ لِلَّهِ وَ لَكَ یَا أَبَا الْحَسَنِ مَا یَخُصُّنِی وَ سَائِرَ مَا لَمْ یُوهَبْ لَكَ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَی مَا قَالُوهُ وَ عَلَی عِتْقِی إِیَّاهُمْ فَرَغِبَ جَمَاعَةٌ مِنْ قُرَیْشٍ فِی أَنْ یَسْتَنْكِحُوا النِّسَاءَ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام هُنَّ لَا یُكْرَهْنَ عَلَی ذَلِكَ وَ لَكِنْ یُخَیَّرْنَ مَا اخْتَرْنَهُ عُمِلَ بِهِ فَأَشَارَ جَمَاعَةٌ إِلَی شَهْرَبَانُوَیْهِ بِنْتِ كِسْرَی فَخُیِّرَتْ وَ خُوطِبَتْ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ وَ الْجَمْعُ حُضُورٌ فَقِیلَ لَهَا مَنْ تَخْتَارِینَ مِنْ خُطَّابِكِ وَ هَلْ أَنْتِ مِمَّنْ تُرِیدِینَ بَعْلًا فَسَكَتَتْ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ قَدْ أَرَادَتْ وَ بَقِیَ الِاخْتِیَارُ فَقَالَ عُمَرُ وَ مَا عِلْمُكَ بِإِرَادَتِهَا الْبَعْلَ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ إِذَا أَتَتْهُ كَرِیمَةُ قَوْمٍ لَا وَلِیَّ لَهَا وَ قَدْ خُطِبَتْ یَأْمُرُ أَنْ یُقَالَ لَهَا أَنْتِ رَاضِیَةٌ بِالْبَعْلِ فَإِنِ اسْتَحْیَتْ وَ سَكَتَتْ جَعَلَ إِذْنَهَا صُمَاتَهَا وَ أَمَرَ بِتَزْوِیجِهَا وَ إِنْ قَالَتْ لَا لَمْ یُكْرِهْهَا عَلَی مَا تَخْتَارُهُ وَ إِنَّ شَهْرَبَانُوَیْهِ أُرِیَتِ الْخُطَّابَ فَأَوْمَأَتْ بِیَدِهَا وَ اخْتَارَتِ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام فَأُعِیدَ الْقَوْلُ عَلَیْهَا فِی التَّخْیِیرِ فَأَشَارَتْ بِیَدِهَا وَ قَالَتْ هَذَا إِنْ كُنْتُ مُخَیَّرَةً وَ جَعَلَتْ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَلِیَّهَا وَ تَكَلَّمَ حُذَیْفَةُ بِالْخِطْبَةِ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا اسْمُكِ فَقَالَتْ شَاهْ زَنَانُ بِنْتُ كِسْرَی قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنْتِ شَهْرَبَانُوَیْهِ وَ أُخْتُكِ مُرْوَارِیدُ بِنْتُ كِسْرَی قَالَتْ آریه قَالَ الْمُبَرِّدُ كَانَ اسْمُ أُمِّ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام سُلَافَةَ مِنْ وُلْدِ یَزْدَجَرْدَ مَعْرُوفَةَ النَّسَبِ مِنْ خَیْرَاتِ النِّسَاءِ وَ قِیلَ خَوْلَةُ وَ لَقَبُهُ علیه السلام ذُو الثَّفِنَاتِ وَ الْخَالِصُ وَ الزَّاهِدُ وَ الْخَاشِعُ وَ الْبَكَّاءُ وَ الْمُتَهَجِّدُ وَ الرُّهْبَانِیُّ وَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ وَ سَیِّدُ الْعَابِدِینَ وَ السَّجَّادُ وَ كُنْیَتُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ وَ أَبُو الْحَسَنِ بَابُهُ یَحْیَی ابْنُ أُمِّ الطَّوِیلِ الْمَدْفُونُ بِوَاسِطٍ قَتَلَهُ الْحَجَّاجُ لَعَنَهُ اللَّهُ (1).
ص: 16
«1»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ الْمُثَنَّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ الصَّادِقَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍعلیهما السلام عَنْ خَاتَمِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام إِلَی مَنْ صَارَ وَ ذَكَرْتُ لَهُ أَنِّی سَمِعْتُ أَنَّهُ أُخِذَ مِنْ إِصْبَعِهِ فِیمَا أُخِذَ قَالَ علیه السلام لَیْسَ كَمَا قَالُوا إِنَّ الْحُسَیْنَ علیه السلام أَوْصَی إِلَی ابْنِهِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ جَعَلَ خَاتَمَهُ فِی إِصْبَعِهِ وَ فَوَّضَ إِلَیْهِ أَمْرَهُ كَمَا فَعَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ فَعَلَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ بِالْحَسَنِ علیه السلام وَ فَعَلَهُ الْحَسَنُ بِالْحُسَیْنِ علیه السلام ثُمَّ صَارَ ذَلِكَ الْخَاتَمُ إِلَی أَبِی علیه السلام بَعْدَ أَبِیهِ وَ مِنْهُ صَارَ إِلَیَّ فَهُوَ عِنْدِی وَ إِنِّی لَأَلْبَسُهُ كُلَّ جُمُعَةٍ وَ أُصَلِّی فِیهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ فَدَخَلْتُ إِلَیْهِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ وَ هُوَ یُصَلِّی فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ مَدَّ إِلَیَّ یَدَهُ فَرَأَیْتُ فِی إِصْبَعِهِ خَاتَماً نَقْشُهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عُدَّةٌ لِلِقَاءِ اللَّهِ فَقَالَ هَذَا خَاتَمُ جَدِّی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام(1).
«2»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْحُسَیْنَ علیه السلام لَمَّا حَضَرَهُ الَّذِی حَضَرَهُ دَعَا ابْنَتَهُ الْكُبْرَی فَاطِمَةَ فَدَفَعَ إِلَیْهَا كِتَاباً مَلْفُوفاً وَ وَصِیَّةً ظَاهِرَةً وَ وَصِیَّةً بَاطِنَةً وَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ مَبْطُوناً لَا یَرَوْنَ إِلَّا أَنَّهُ لِمَا بِهِ فَدَفَعَتْ فَاطِمَةُ الْكِتَابَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ ثُمَّ صَارَ ذَلِكَ الْكِتَابُ إِلَیْنَا فَقُلْتُ فَمَا فِی ذَلِكَ الْكِتَابِ فَقَالَ فِیهِ وَ اللَّهِ جَمِیعُ مَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ وُلْدُ آدَمَ إِلَی أَنْ تَفْنَی الدُّنْیَا(2).
ص: 17
«3»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ رِبْعِیٍّ عَنِ الْفُضَیْلِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَمَّا تَوَجَّهَ الْحُسَیْنُ علیه السلام إِلَی الْعِرَاقِ دَفَعَ إِلَی أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله الْوَصِیَّةَ وَ الْكُتُبَ وَ غَیْرَ ذَلِكَ وَ قَالَ لَهَا إِذَا أَتَاكِ أَكْبَرُ وُلْدِی فَادْفَعِی إِلَیْهِ مَا دَفَعْتُ إِلَیْكِ فَلَمَّا قُتِلَ الْحُسَیْنُ علیه السلام أَتَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ أُمَّ سَلَمَةَ فَدَفَعَتْ إِلَیْهِ كُلَّ شَیْ ءٍ أَعْطَاهَا الْحُسَیْنُ علیه السلام(1).
«4»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: الدَّلِیلُ عَلَی إِمَامَتِهِ علیه السلام مَا ثَبَتَ أَنَّ الْإِمَامَ یَجِبُ أَنْ یَكُونَ مَنْصُوصاً عَلَیْهِ فَكُلُّ مَنْ قَالَ بِذَلِكَ قَطَعَ عَلَی إِمَامَتِهِ وَ إِذَا ثَبَتَ أَنَّ الْإِمَامَ لَا بُدَّ أَنْ یَكُونَ مَعْصُوماً یَقْطَعُ عَلَی أَنَّ الْإِمَامَ بَعْدَ الْحُسَیْنِ ابْنُهُ عَلِیٌّ علیه السلام لِأَنَّ كُلَّ مَنِ ادُّعِیَتْ إِمَامَتُهُ بَعْدَهُ مِنْ بَنِی أُمَیَّةَ وَ الْخَوَارِجِ اتَّفَقُوا عَلَی نَفْیِ الْقَطْعِ عَلَی عِصْمَتِهِ وَ أَمَّا الْكِیسَانِیَّةُ وَ إِنْ قَالُوا بِالنَّصِّ فَلَمْ یَقُولُوا بِالنَّصِّ صَرِیحاً وَ وَجَدْنَا وُلْدَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام الْیَوْمَ عَلَی حَدَاثَةِ عَصْرِهِ وَ قُرْبِ مِیلَادِهِ أَكْثَرَ عَدَداً مِنْ قَبَائِلَ جَاهِلِیَّةٍ وَ عَمَائِرَ قَدِیمَةٍ(2)
حَتَّی طَبَقُوا الْأَرْضَ وَ مَلَئُوا الْبِلَادَ وَ بَلَغُوا الْأَطْرَافَ فَعَلِمْنَا أَنَّ ذَلِكَ مِنْ دَلَائِلِهِ (3).
«5»- عم، [إعلام الوری] الْكُلَیْنِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْحُسَیْنَ علیه السلام لَمَّا حَضَرَهُ الَّذِی حَضَرَهُ دَعَا ابْنَتَهُ فَاطِمَةَ الْكُبْرَی فَدَفَعَ إِلَیْهَا كِتَاباً مَلْفُوفاً وَ وَصِیَّةً ظَاهِرَةً وَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنَ مَرِیضاً لَا یَرَوْنَ أَنَّهُ یَبْقَی بَعْدَهُ فَلَمَّا قُتِلَ الْحُسَیْنُ علیه السلام وَ رَجَعَ أَهْلُ بَیْتِهِ إِلَی الْمَدِینَةِ دَفَعَتْ فَاطِمَةُ الْكِتَابَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ ثُمَّ صَارَ ذَلِكَ الْكِتَابُ وَ اللَّهِ إِلَیْنَا یَا زِیَادُ(4).
ص: 18
«6»- وَ عَنْهُ، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْحُسَیْنَ علیه السلام لَمَّا سَارَ إِلَی الْعِرَاقِ اسْتَوْدَعَ أُمَّ سَلَمَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا الْكُتُبَ وَ الْوَصِیَّةَ فَلَمَّا رَجَعَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ دَفَعَتْهَا إِلَیْهِ (1).
«7»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنِ الْحَضْرَمِیِّ: مِثْلَهُ (2).
«8»- نص، [كفایة الأثر] مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّرْقِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْأَزْهَرِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام إِذْ دَخَلَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ الْأَصْغَرُ فَدَعَاهُ الْحُسَیْنُ علیه السلام وَ ضَمَّهُ إِلَیْهِ ضَمّاً وَ قَبَّلَ مَا بَیْنَ عَیْنَیْهِ ثُمَّ قَالَ بِأَبِی أَنْتَ مَا أَطْیَبَ رِیحَكَ وَ أَحْسَنَ خَلْقَكَ فَتَدَاخَلَنِی مِنْ ذَلِكَ فَقُلْتُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنْ كَانَ مَا نَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ نَرَاهُ فِیكَ فَإِلَی مَنْ قَالَ عَلِیٍّ ابْنِی هَذَا هُوَ الْإِمَامُ أَبُو الْأَئِمَّةِ قُلْتُ یَا مَوْلَایَ هُوَ صَغِیرُ السِّنِّ قَالَ نَعَمْ إِنَّ ابْنَهُ مُحَمَّدٌ یُؤْتَمُّ بِهِ وَ هُوَ ابْنُ تِسْعِ سِنِینَ ثُمَّ یُطْرِقُ قَالَ ثُمَّ یَبْقُرُ الْعِلْمَ بَقْراً(3).
بیان: كون علی الإمام أصغر لا یخلو من منافرة لأكثر الأخبار الدالة علی أنه علیه السلام كان أكبر من الشهید رضی اللّٰه عنه قوله علیه السلام إن ابنه محمد أی لیس بصغیر و له الآن ولد مسمی بمحمد یؤتم به و هو ابن تسع سنین بیان لحال الابن و المراد به الائتمام به قبل الإمامة و لعله إشارة إلی قصة جابر كما سیأتی.
ثم یطرق أی یسكت و لا یتكلم حتی یصیر إماما و بعده یبقر العلم بقرا.
«9»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ شَاذَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی حَكِیمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الرِّضَا أُخْتِ أَبِی الْحَسَنِ صَاحِبِ الْعَسْكَرِ علیه السلام فَقُلْتُ إِلَی مَنْ تَفْزَعُ الشِّیعَةُ فَقَالَتْ إِلَی الْجَدَّةِ أُمِ
ص: 19
أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَقُلْتُ لَهَا أَقْتَدِی بِمَنْ وَصِیَّتُهُ إِلَی امْرَأَةٍ فَقَالَتِ اقْتِدَاءً بِالْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام أَوْصَی إِلَی أُخْتِهِ زَیْنَبَ بِنْتِ عَلِیٍّ فِی الظَّاهِرِ وَ كَانَ مَا یَخْرُجُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام مِنْ عِلْمٍ یُنْسَبُ إِلَی زَیْنَبَ سَتْراً عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام(1).
أقول: تمامه فی كتاب الغیبة.
«1»- لی، [الأمالی] للصدوق الْمُفَسِّرُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَزِیدَ الْمُقْرِی عَنْ سُفْیَانَ بْنِ عُیَیْنَةَ عَنِ الزُّهْرِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام مَا خَبَرُكَ أَیُّهَا الرَّجُلُ فَقَالَ الرَّجُلُ خَبَرِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَنِّی أَصْبَحْتُ وَ عَلَیَّ أَرْبَعُمِائَةِ دِینَارٍ دَیْنٌ- لَا قَضَاءَ عِنْدِی لَهَا وَ لِی عِیَالٌ ثِقَالٌ لَیْسَ لِی مَا أَعُودُ عَلَیْهِمْ بِهِ قَالَ فَبَكَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام بُكَاءً شَدِیداً فَقُلْتُ لَهُ مَا یُبْكِیكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ وَ هَلْ یُعَدُّ الْبُكَاءُ إِلَّا لِلْمَصَائِبِ وَ الْمِحَنِ الْكِبَارِ قَالُوا كَذَلِكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ فَأَیَّةُ مِحْنَةٍ وَ مُصِیبَةٍ أَعْظَمُ عَلَی حُرٍّ مُؤْمِنٍ مِنْ أَنْ یَرَی بِأَخِیهِ الْمُؤْمِنِ خَلَّةً فَلَا یُمْكِنَهُ سَدُّهَا وَ یُشَاهِدَهُ عَلَی فَاقَةٍ فَلَا یُطِیقَ رَفْعَهَا- قَالَ فَتَفَرَّقُوا عَنْ مَجْلِسِهِمْ ذَلِكَ فَقَالَ بَعْضُ الْمُخَالِفِینَ وَ هُوَ یَطْعَنُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام عَجَباً لِهَؤُلَاءِ یَدَّعُونَ مَرَّةً أَنَّ السَّمَاءَ وَ الْأَرْضَ وَ كُلَّ شَیْ ءٍ یُطِیعُهُمْ وَ أَنَّ اللَّهَ لَا یَرُدُّهُمْ عَنْ شَیْ ءٍ مِنْ طَلِبَاتِهِمْ ثُمَّ یَعْتَرِفُونَ أُخْرَی بِالْعَجْزِ عَنْ إِصْلَاحِ حَالِ خَوَاصِّ إِخْوَانِهِمْ فَاتَّصَلَ ذَلِكَ بِالرَّجُلِ صَاحِبِ الْقِصَّةِ فَجَاءَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ بَلَغَنِی عَنْ
ص: 20
فُلَانٍ كَذَا وَ كَذَا وَ كَانَ ذَلِكَ أَغْلَظَ عَلَیَّ مِنْ مِحْنَتِی فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقَدْ أَذِنَ اللَّهُ فِی فَرَجِكَ یَا فُلَانَةُ احْمِلِی سَحُورِی وَ فَطُورِی فَحَمَلَتْ قُرْصَتَیْنِ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام لِلرَّجُلِ خُذْهُمَا فَلَیْسَ عِنْدَنَا غَیْرُهُمَا فَإِنَّ اللَّهَ یَكْشِفُ عَنْكَ بِهِمَا وَ یُنِیلُكَ خَیْراً وَاسِعاً مِنْهُمَا فَأَخَذَهُمَا الرَّجُلُ وَ دَخَلَ السُّوقَ- لَا یَدْرِی مَا یَصْنَعُ بِهِمَا یَتَفَكَّرُ فِی ثِقَلِ دَیْنِهِ وَ سُوءِ حَالِ عِیَالِهِ وَ یُوَسْوِسُ إِلَیْهِ الشَّیْطَانُ أَیْنَ مَوْقِعُ هَاتَیْنِ مِنْ حَاجَتِكَ فَمَرَّ بِسَمَّاكٍ قَدْ بَارَتْ عَلَیْهِ سمكة [سَمَكَتُهُ] قَدْ أَرَاحَتْ فَقَالَ لَهُ سَمَكَتُكَ هَذِهِ بَائِرَةٌ عَلَیْكَ وَ إِحْدَی قُرْصَتَیَّ هَاتَیْنِ بَائِرَةٌ عَلَیَّ فَهَلْ لَكَ أَنْ تُعْطِیَنِی سَمَكَتَكَ الْبَائِرَةَ- وَ تَأْخُذَ قُرْصَتِی هَذِهِ الْبَائِرَةَ فَقَالَ نَعَمْ فَأَعْطَاهُ السَّمَكَةَ وَ أَخَذَ الْقُرْصَةَ ثُمَّ مَرَّ بِرَجُلٍ مَعَهُ مِلْحٌ قَلِیلٌ مَزْهُودٌ فِیهِ فَقَالَ هَلْ لَكَ أَنْ تُعْطِیَنِی مِلْحَكَ هَذَا الْمَزْهُودَ فِیهِ بِقُرْصَتِی هَذِهِ الْمَزْهُودِ فِیهَا قَالَ نَعَمْ فَفَعَلَ فَجَاءَ الرَّجُلُ بِالسَّمَكَةِ وَ الْمِلْحِ فَقَالَ أُصْلِحُ هَذِهِ بِهَذَا فَلَمَّا شَقَّ بَطْنَ السَّمَكَةِ وَجَدَ فِیهِ لُؤْلُؤَتَیْنِ فَاخِرَتَیْنِ فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَیْهِمَا فَبَیْنَمَا هُوَ فِی سُرُورِهِ ذَلِكَ إِذْ قُرِعَ بَابُهُ فَخَرَجَ یَنْظُرُ مَنْ بِالْبَابِ فَإِذَا صَاحِبُ السَّمَكَةِ وَ صَاحِبُ الْمِلْحِ قَدْ جَاءَا یَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لَهُ یَا عَبْدَ اللَّهِ جَهَدْنَا أَنْ نَأْكُلَ نَحْنُ أَوْ أَحَدٌ مِنْ عِیَالِنَا هَذَا الْقُرْصَ فَلَمْ تَعْمَلْ فِیهِ أَسْنَانُنَا- وَ مَا نَظُنُّكَ إِلَّا وَ قَدْ تَنَاهَیْتَ فِی سُوءِ الْحَالِ وَ مَرَنْتَ عَلَی الشَّقَاءِ قَدْ رَدَدْنَا إِلَیْكَ هَذَا الْخُبْزَ وَ طَیَّبْنَا لَكَ مَا أَخَذْتَهُ مِنَّا فَأَخَذَ الْقُرْصَتَیْنِ مِنْهُمَا فَلَمَّا اسْتَقَرَّ بَعْدَ انْصِرَافِهِمَا عَنْهُ قُرِعَ بَابُهُ فَإِذَا رَسُولُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَدَخَلَ فَقَالَ إِنَّهُ یَقُولُ لَكَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَتَاكَ بِالْفَرَجِ فَارْدُدْ إِلَیْنَا طَعَامَنَا فَإِنَّهُ لَا یَأْكُلُهُ غَیْرُنَا وَ بَاعَ الرَّجُلُ اللُّؤْلُؤَتَیْنِ بِمَالٍ عَظِیمٍ قَضَی مِنْهُ دَیْنَهُ وَ حَسُنَتْ بَعْدَ ذَلِكَ حَالُهُ فَقَالَ بَعْضُ الْمُخَالِفِینَ مَا أَشَدَّ هَذَا التَّفَاوُتَ بَیْنَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ لَا یَقْدِرُ أَنْ یَسُدَّ مِنْهُ فَاقَةً إِذْ أَغْنَاهُ هَذَا الْغَنَاءَ الْعَظِیمَ كَیْفَ یَكُونُ هَذَا وَ كَیْفَ یَعْجِزُ عَنْ سَدِّ الْفَاقَةِ مَنْ یَقْدِرُ عَلَی هَذَا الْغَنَاءِ الْعَظِیمِ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام هَكَذَا قَالَتْ قُرَیْشٌ لِلنَّبِیِّ ص كَیْفَ یَمْضِی إِلَی بَیْتِ الْمَقْدِسِ وَ یُشَاهِدُ مَا فِیهِ مِنْ آثَارِ الْأَنْبِیَاءِ مِنْ مَكَّةَ وَ یَرْجِعُ إِلَیْهَا فِی لَیْلَةٍ وَاحِدَةٍ مَنْ لَا یَقْدِرُ أَنْ یَبْلُغَ مِنْ مَكَّةَ إِلَی الْمَدِینَةِ إِلَّا فِی اثْنَیْ عَشَرَ یَوْماً وَ ذَلِكَ حِینَ هَاجَرَ مِنْهَا.
ص: 21
ثُمَّ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام جَهِلُوا وَ اللَّهِ أَمْرَ اللَّهِ وَ أَمْرَ أَوْلِیَائِهِ مَعَهُ إِنَّ الْمَرَاتِبَ الرَّفِیعَةَ لَا تُنَالُ إِلَّا بِالتَّسْلِیمِ لِلَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَ تَرْكِ الِاقْتِرَاحِ عَلَیْهِ وَ الرِّضَا بِمَا یُدَبِّرُهُمْ بِهِ إِنَّ أَوْلِیَاءَ اللَّهِ صَبَرُوا عَلَی الْمِحَنِ وَ الْمَكَارِهِ صَبْراً لَمْ یُسَاوِهِمْ فِیهِ غَیْرُهُمْ فَجَازَاهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِأَنْ أَوْجَبَ لَهُمْ نُجْحَ جَمِیعِ طَلِبَاتِهِمْ لَكِنَّهُمْ مَعَ ذَلِكَ لَا یُرِیدُونَ مِنْهُ إِلَّا مَا یُرِیدُهُ لَهُمْ (1).
توضیح: یقال للشی ء أروح و أراح إذا تغیرت ریحه و مرن علی الشی ء تعوده و الشقاء المشقة و الشدة.
أَقُولُ قَالَ الشَّیْخُ جَعْفَرُ بْنُ نَمَاءٍ فِی كِتَابِ أَحْوَالِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی بُجَیْرٍ عَالِمِ الْأَهْوَازِ وَ كَانَ یَقُولُ بِإِمَامَةِ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ قَالَ: حَجَجْتُ فَلَقِیتُ إِمَامِی وَ كُنْتُ یَوْماً عِنْدَهُ فَمَرَّ بِهِ غُلَامٌ شَابٌّ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ فَقَامَ فَتَلَقَّاهُ وَ قَبَّلَ مَا بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ خَاطَبَهُ بِالسِّیَادَةِ وَ مَضَی الْغُلَامُ وَ عَادَ مُحَمَّدٌ إِلَی مَكَانِهِ- فَقُلْتُ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ أَحْتَسِبُ عَنَایَ فَقَالَ وَ كَیْفَ ذَاكَ قُلْتُ لِأَنَّا نَعْتَقِدُ أَنَّكَ الْإِمَامُ الْمُفْتَرَضُ الطَّاعَةُ تَقُومُ تَتَلَقَّی هَذَا الْغُلَامَ وَ تَقُولُ لَهُ یَا سَیِّدِی فَقَالَ نَعَمْ هُوَ وَ اللَّهِ إِمَامِی فَقُلْتُ وَ مَنْ هَذَا قَالَ عَلِیٌّ ابْنُ أَخِیَ الْحُسَیْنِ علیه السلام اعْلَمْ أَنِّی نَازَعْتُهُ الْإِمَامَةَ وَ نَازَعَنِی فَقَالَ لِی أَ تَرْضَی بِالْحَجَرِ الْأَسْوَدِ حَكَماً بَیْنِی وَ بَیْنَكَ فَقُلْتُ وَ كَیْفَ نَحْتَكِمُ إِلَی حَجَرٍ جَمَادٍ فَقَالَ إِنَّ إِمَاماً لَا یُكَلِّمُهُ الْجَمَادُ فَلَیْسَ بِإِمَامٍ فَاسْتَحْیَیْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ قُلْتُ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ فَقَصَدْنَا الْحَجَرَ وَ صَلَّی وَ صَلَّیْتُ وَ تَقَدَّمَ إِلَیْهِ وَ قَالَ أَسْأَلُكَ بِالَّذِی أَوْدَعَكَ مَوَاثِیقَ الْعِبَادِ لِتَشْهَدَ لَهُمْ بِالْمُوَافَاةِ إِلَّا أَخْبَرْتَنَا مَنِ الْإِمَامُ مِنَّا فَنَطَقَ وَ اللَّهِ الْحَجَرُ وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ سَلِّمِ الْأَمْرَ إِلَی ابْنِ أَخِیكَ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنْكَ وَ هُوَ إِمَامُكَ وَ تَحَلْحَلَ (2) حَتَّی ظَنَنْتُهُ یَسْقُطُ فَأَذْعَنْتُ بِإِمَامَتِهِ وَ دِنْتُ لَهُ بِفَرْضِ طَاعَتِهِ قَالَ أَبُو بُجَیْرٍ فَانْصَرَفْتُ مِنْ عِنْدِهِ وَ قَدْ دِنْتُ بِإِمَامَةِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ تَرَكْتُ
ص: 22
الْقَوْلَ بِالْكَیْسَانِیَّةِ(1).
«2»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دِینَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ التَّمِیمِیِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فِی الْمَسْجِدِ فَمَرَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَلَیْهِ شِرَاكَا فِضَّةٍ(2) وَ كَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَ هُوَ شَابٌّ فَنَظَرَ إِلَیْهِ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَطَاءٍ أَ تَرَی هَذَا الْمُتْرَفَ إِنَّهُ لَنْ یَمُوتَ حَتَّی یَلِیَ النَّاسَ قَالَ قُلْتُ هَذَا الْفَاسِقُ قَالَ نَعَمْ فَلَا یَلْبَثُ فِیهِمْ إِلَّا یَسِیراً حَتَّی یَمُوتَ فَإِذَا هُوَ مَاتَ لَعَنَهُ أَهْلُ السَّمَاءِ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُ أَهْلُ الْأَرْضِ (3).
«3»- ختص، [الإختصاص](4) یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فِی دَارِهِ وَ فِیهَا شَجَرَةٌ فِیهَا عَصَافِیرُ فَانْتَشَرَتِ الْعَصَافِیرُ وَ صَوَّتَتْ فَقَالَ یَا أَبَا حَمْزَةَ أَ تَدْرِی مَا تَقُولُ قُلْتُ لَا قَالَ تُقَدِّسُ رَبَّهَا وَ تَسْأَلُهُ قُوتَ یَوْمِهَا قَالَ ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا حَمْزَةَ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّیْرِ وَ أُوتِینا مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ(5).
«4»- قب، [المناقب](6)
لابن شهرآشوب حِلْیَةُ الْأَوْلِیَاءِ بِالْإِسْنَادِ عَنِ الثُّمَالِیِّ: مِثْلَهُ (7).
«5»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ اللُّؤْلُؤِیِّ عَنْ أَحْمَدَ الْمِیثَمِیِّ عَنْ صَالِحٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ عَصَافِیرُ عَلَی الْحَائِطِ قُبَالَتَهُ
ص: 23
یَصِحْنَ فَقَالَ یَا أَبَا حَمْزَةَ أَ تَدْرِی مَا یَقُلْنَ قَالَ یَتَحَدَّثْنَ أَنَّ لَهُنَّ وَقْتاً یَسْأَلْنَ فِیهِ قُوتَهُنَّ یَا أَبَا حَمْزَةَ لَا تَنَامَنَّ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فَإِنِّی أَكْرَهُهَا لَكَ إِنَّ اللَّهَ یُقَسِّمُ فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ أَرْزَاقَ الْعِبَادِ وَ عَلَی أَیْدِینَا یُجْرِیهَا(1).
«6»- ختص (2)،[الإختصاص] یر، [بصائر الدرجات] ابْنُ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ زُرْعَةَ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِلَی مَكَّةَ فَلَمَّا رَحَلْنَا مِنَ الْأَبْوَاءِ(3) كَانَ عَلَی رَاحِلَتِهِ وَ كُنْتُ أَمْشِی فَرَأَی غَنَماً وَ إِذَا نَعْجَةٌ قَدْ تَخَلَّفَتْ عَنِ الْغَنَمِ وَ هِیَ تَثْغُو ثُغَاءً شَدِیداً وَ تَلْتَفِتُ وَ إِذَا سَخْلَةٌ خَلْفَهَا تَثْغُو وَ تَشْتَدُّ فِی طَلَبِهَا وَ كُلَّمَا قَامَتِ السَّخْلَةُ ثَغَتِ النَّعْجَةُ فَتَتْبَعُهَا السَّخْلَةُ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا عَبْدَ الْعَزِیزِ أَ تَدْرِی مَا قَالَتِ النَّعْجَةُ قَالَ قُلْتُ لَا وَ اللَّهِ مَا أَدْرِی قَالَ فَإِنَّهَا قَالَتْ الْحَقِی بِالْغَنَمِ فَإِنَّ أُخْتَهَا عَامَ أَوَّلَ تَخَلَّفَتْ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ فَأَكَلَهَا الذِّئْبُ (4).
بیان: الثغاء بالضم صوت الغنم و الظباء و نحوها.
«7»- ختص، [الإختصاص](5)
یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هَاشِمٍ الْبَجَلِیِّ عَنْ سَالِمِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ مَعَ أَصْحَابِهِ فِی طَرِیقِ مَكَّةَ فَمَرَّ بِهِ ثَعْلَبٌ وَ هُمْ یَتَغَدَّوْنَ فَقَالَ لَهُمْ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ هَلْ لَكُمْ أَنْ تُعْطُونِی مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ- لَا تُهَیِّجُونَ هَذَا الثَّعْلَبَ وَ دَعُوهُ حَتَّی یَجِیئَنِی فَحَلَفُوا لَهُ
ص: 24
فَقَالَ یَا ثَعْلَبُ تَعَالَ قَالَ فَجَاءَ الثَّعْلَبُ حَتَّی أَهَلَ (1)
بَیْنَ یَدَیْهِ فَطَرَحَ عَلَیْهِ عَرْقاً فَوَلَّی بِهِ یَأْكُلُهُ قَالَ علیه السلام هَلْ لَكُمْ تُعْطُونِی مَوْثِقاً وَ دَعُوهُ أَیْضاً فَیَجِی ءَ فَأَعْطَوْهُ فَكَلَحَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فِی وَجْهِهِ فَخَرَجَ یَعْدُو فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ أَیُّكُمُ الَّذِی أَخْفَرَ ذِمَّتِی فَقَالَ الرَّجُلُ أَنَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ كَلَحْتُ فِی وَجْهِهِ وَ لَمْ أَدْرِ فَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فَسَكَتَ (2).
«8»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب مِنْ كِتَابِ الْوَسِیلَةِ بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مِثْلَهُ (3)
بیان: العرق بالفتح العظم أكل لحمه أو العظم بلحمه و الكلوح العبوس.
«9»- ختص (4)، [الإختصاص] یر، [بصائر الدرجات] الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَنَّاطِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَكَنٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: بَیْنَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام مَعَ أَصْحَابِهِ إِذْ أَقْبَلَ ظَبْیَةٌ مِنَ الصَّحْرَاءِ حَتَّی قَامَتْ حِذَاءَهُ وَ صَوَّتَتْ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا تَقُولُ هَذِهِ الظَّبْیَةُ قَالَ تَزْعُمُ أَنَّ فُلَاناً الْقُرَشِیَّ أَخَذَ خِشْفَهَا بِالْأَمْسِ وَ أَنَّهَا لَمْ تُرْضِعْهُ مِنْ أَمْسِ شَیْئاً فَبَعَثَ إِلَیْهِ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَرْسِلْ إِلَیَّ بِالْخِشْفِ فَلَمَّا رَأَتْ صَوَّتَتْ وَ ضَرَبَتْ بِیَدَیْهَا ثُمَّ أَرْضَعَتْهُ قَالَ فَوَهَبَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام لَهَا وَ كَلَّمَهَا بِكَلَامٍ نَحْوٍ مِنْ كَلَامِهَا وَ انْطَلَقَتْ وَ الْخِشْفُ مَعَهَا فَقَالُوا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا الَّذِی قَالَتْ قَالَ دَعَتِ اللَّهَ لَكُمْ وَ جَزَاكُمْ بِخَیْرٍ(5).
«10»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب یُونُسُ الْحُرُّ عَنِ الْفَتَّالِ وَ الْقِلَادَةُ عَنْ أَبِی حَاتِمٍ وَ الْوَسِیلَةُ عَنِ الْمَلَإِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ جَابِرٍ: مِثْلَهُ (6)
ص: 25
بیان: الخشف مثلثة ولد الظبی.
«11»- ختص (1)،[الإختصاص] یر، [بصائر الدرجات] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ بَشِیرٍ وَ إِبْرَاهِیمَ ابْنَیْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِمَا عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: كَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَاعِداً فِی جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِذْ جَاءَتْهُ ظَبْیَةٌ فَبَصْبَصَتْ وَ ضَرَبَتْ بِیَدَیْهَا فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ أَ تَدْرُونَ مَا تَقُولُ الظَّبْیَةُ قَالُوا لَا قَالَ تَزْعُمُ أَنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ رَجُلًا مِنْ قُرَیْشٍ اصْطَادَ خِشْفاً لَهَا فِی هَذَا الْیَوْمِ وَ إِنَّمَا جَاءَتْ إِلَیَّ تَسْأَلُنِی أَنْ أَسْأَلَهُ أَنْ یَضَعَ الْخِشْفَ بَیْنَ یَدَیْهَا فَتُرْضِعَهُ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام لِأَصْحَابِهِ قُومُوا بِنَا إِلَیْهِ فَقَامُوا بِأَجْمَعِهِمْ فَأَتَوْهُ فَخَرَجَ إِلَیْهِمْ قَالَ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی مَا حَاجَتُكَ فَقَالَ أَسْأَلُكَ بِحَقِّی عَلَیْكَ إِلَّا أَخْرَجْتَ إِلَیَّ هَذِهِ الْخِشْفَ الَّتِی اصْطَدْتَهَا الْیَوْمَ فَأَخْرَجَهَا فَوَضَعَهَا بَیْنَ یَدَیْ أُمِّهَا فَأَرْضَعَتْهَا ثُمَّ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَسْأَلُكَ یَا فُلَانُ لَمَّا وَهَبْتَ لِی هَذِهِ الْخِشْفَ قَالَ قَدْ فَعَلْتُ قَالَ فَأَرْسَلَ الْخِشْفَ مَعَ الظَّبْیَةِ فَمَضَتِ الظَّبْیَةُ فَبَصْبَصَتْ وَ حَرَّكَتْ ذَنَبَهَا فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَ تَدْرُونَ مَا تَقُولُ الظَّبْیَةُ قَالُوا لَا قَالَ إِنَّهَا تَقُولُ رَدَّ اللَّهُ عَلَیْكُمْ كُلَّ غَائِبٍ لَكُمْ وَ غَفَرَ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ كَمَا رَدَّ عَلَیَّ وَلَدِی (2).
بیان: قال الجوهری بصبص الكلب و تبصبص حرك ذنبه و التبصبص التملق.
«12»- ختص (3)،[الإختصاص] یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الرَّازِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا مُنَجِّمٌ قَالَ فَأَنْتَ عَرَّافٌ قَالَ فَنَظَرَ إِلَیْهِ ثُمَّ قَالَ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَی رَجُلٍ قَدْ مَرَّ مُذْ دَخَلْتَ
ص: 26
عَلَیْنَا فِی أَرْبَعَةَ عَشَرَ عَالَماً كُلُّ عَالَمٍ أَكْبَرُ مِنَ الدُّنْیَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ یَتَحَرَّكْ مِنْ مَكَانِهِ قَالَ مَنْ هُوَ قَالَ أَنَا وَ إِنْ شِئْتَ أَنْبَأْتُكَ بِمَا أَكَلْتَ وَ مَا ادَّخَرْتَ فِی بَیْتِكَ (1).
«13»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ عِصَامٍ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهم السلام: أَنَّ حَبَابَةَ الْوَالِبِیَّةَ دَعَا لَهَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَرَدَّ اللَّهُ عَلَیْهَا شَبَابَهَا وَ أَشَارَ إِلَیْهَا بِإِصْبَعِهِ فَحَاضَتْ لِوَقْتِهَا وَ لَهَا یَوْمَئِذٍ مِائَةُ سَنَةٍ وَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً(2).
«14»- یج، [الخرائج و الجرائح]: إِنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ یَوْماً مَوْتُ الْفُجَاءَةِ تَخْفِیفُ الْمُؤْمِنِ وَ أَسَفٌ عَلَی الْكَافِرِ وَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَعْرِفُ غَاسِلَهُ وَ حَامِلَهُ فَإِنْ كَانَ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ خَیْرٌ نَاشَدَ حَمَلَتَهُ أَنْ یُعَجِّلُوا بِهِ وَ إِنْ كَانَ غَیْرَ ذَلِكَ نَاشَدَهُمْ أَنْ یُقَصِّرُوا بِهِ فَقَالَ ضَمْرَةُ بْنُ سَمُرَةَ إِنْ كَانَ كَمَا تَقُولُ قَفَزَ مِنَ السَّرِیرِ وَ ضَحِكَ وَ أَضْحَكَ فَقَالَ علیه السلام اللَّهُمَّ إِنَّ ضَمْرَةَ بْنَ سَمُرَةَ ضَحِكَ وَ أَضْحَكَ لِحَدِیثِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَخُذْهُ أَخْذَةَ أَسَفٍ فَمَاتَ فُجَاءَةً فَأَتَی بَعْدَ ذَلِكَ مَوْلًی لِضَمْرَةَ زَیْنَ الْعَابِدِینَ فَقَالَ آجَرَكَ اللَّهُ فِی ضَمْرَةَ مَاتَ فُجَاءَةً إِنِّی لَأُقْسِمُ لَكَ بِاللَّهِ أَنِّی سَمِعْتُ صَوْتَهُ وَ أَنَا أَعْرِفُهُ كَمَا كُنْتُ أَعْرِفُ صَوْتَهُ فِی حَیَاتِهِ فِی الدُّنْیَا وَ هُوَ یَقُولُ الْوَیْلُ لِضَمْرَةَ بْنِ سَمُرَةَ خَلَا مِنِّی كُلُّ حَمِیمٍ وَ حَلَلْتُ بِدَارِ الْجَحِیمِ وَ بِهَا مَبِیتِی وَ الْمَقِیلُ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ اللَّهُ أَكْبَرُ هَذَا أَجْرُ مَنْ ضَحِكَ وَ أَضْحَكَ مِنْ حَدِیثِ رَسُولِ اللَّهِ ص (3).
بیان: قفز أی وثب.
«15»- یج، [الخرائج و الجرائح]: إِنَّ زَیْنَ الْعَابِدِینَ كَانَ یَخْرُجُ إِلَی ضَیْعَةٍ لَهُ فَإِذَا هُوَ بِذِئْبٍ أَمْعَطَ أَعْبَسَ قَدْ قَطَعَ عَلَی الصَّادِرِ وَ الْوَارِدِ فَدَنَا مِنْهُ وَ وَعْوَعَ (4)
فَقَالَ انْصَرِفْ
ص: 27
فَإِنِّی أَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَانْصَرَفَ الذِّئْبُ فَقِیلَ مَا شَأْنُ الذِّئْبِ فَقَالَ أَتَانِی وَ قَالَ زَوْجَتِی عَسُرَ عَلَیْهَا وِلَادَتُهَا فَأَغِثْنِی وَ أَغِثْهَا بِأَنْ تَدْعُوَ بِتَخْلِیصِهَا وَ لَكَ اللَّهُ عَلَیَّ أَنْ لَا أَتَعَرَّضَ أَنَا وَ لَا شَیْ ءٌ مِنْ نَسْلِی لِأَحَدٍ مِنْ شِیعَتِكَ فَفَعَلْتُ (1).
إیضاح: الذئب الأمعط الذی قد تساقط شعره و الأعبس إما مأخوذ من عبوس الوجه كنایة عن غیظه و غضبه أو من العبس بالتحریك و هو ما یتعلق فی أذناب الإبل من أبوالها و أبعارها فیجف علیها یقال أعبست الإبل أی صار ذا عبس.
«16»- یج، [الخرائج و الجرائح] إِنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: قَالَ رَأَیْتُ فِی النَّوْمِ كَأَنِّی أُتِیتُ بِقَعْبِ لَبَنٍ فَشَرِبْتُهُ فَأَصْبَحْتُ مِنْ غَدٍ فَجَاشَتْ نَفْسِی فَتَقَیَّأْتُ لَبَناً قَلِیلًا وَ مَا لِی بِهِ عَهْدٌ مُنْذُ حِینٍ وَ مُنْذُ أَیَّامٍ (2).
«17»- یج، [الخرائج و الجرائح] إِنَّ أَبَا بَصِیرٍ قَالَ حَدَّثَنِی الْبَاقِرُ: أَنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ رَأَیْتُ الشَّیْطَانَ فِی النَّوْمِ فَوَاثَبَنِی فَرَفَعْتُ یَدِی فَكَسَرْتُ أَنْفَهُ فَأَصْبَحْتُ وَ أَنَا عَلَی ثَوْبِی كَرَشِّ دَمٍ (3).
«18»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ یَدَیْ رَجُلٍ وَ امْرَأَةٍ الْتَصَقَتَا عَلَی الْحَجَرِ وَ هُمَا فِی الطَّوَافِ وَ جَهَدَ كُلُّ أَحَدٍ عَلَی نَزْعِهِمَا فَلَمْ یَقْدِرْ فَقَالَ النَّاسُ اقْطَعُوهُمَا وَ بَیْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ علیه السلام وَ قَدِ ازْدَحَمَ النَّاسُ فَفَرَّجُوا لَهُ فَتَقَدَّمَ وَ وَضَعَ یَدَهُ عَلَیْهِمَا فَانْحَلَّتَا وَ افْتَرَقَتَا(4).
«19»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ یُوسُفَ كَتَبَ إِلَی عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ یَثْبُتَ مُلْكُكَ فَاقْتُلْ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَكَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَیْهِ أَمَّا بَعْدُ فَجَنِّبْنِی دِمَاءَ بَنِی هَاشِمٍ وَ احْقُنْهَا فَإِنِّی رَأَیْتُ آلَ أَبِی سُفْیَانَ لَمَّا أُولِعُوا فِیهَا لَمْ یَلْبَثُوا إِلَی أَنْ أَزَالَ اللَّهُ الْمُلْكَ عَنْهُمْ وَ بَعَثَ بِالْكِتَابِ سِرّاً أَیْضاً فَكَتَبَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِلَی
ص: 28
عَبْدِ الْمَلِكِ فِی السَّاعَةِ الَّتِی أَنْفَذَ فِیهَا الْكِتَابَ إِلَی الْحَجَّاجِ وَقَفْتُ عَلَی مَا كَتَبْتَ فِی دِمَاءِ بَنِی هَاشِمٍ وَ قَدْ شَكَرَ اللَّهُ لَكَ ذَلِكَ وَ ثَبَّتَ لَكَ مُلْكَكَ وَ زَادَ فِی عُمُرِكَ وَ بَعَثَ بِهِ مَعَ غُلَامٍ لَهُ بِتَارِیخِ السَّاعَةِ الَّتِی أَنْفَذَ فِیهَا عَبْدُ الْمَلِكِ كِتَابَهُ إِلَی الْحَجَّاجِ فَلَمَّا قَدِمَ الْغُلَامُ أَوْصَلَ الْكِتَابَ إِلَیْهِ فَنَظَرَ عَبْدُ الْمَلِكِ فِی تَارِیخِ الْكِتَابِ فَوَجَدَهُ مُوَافِقاً لِتَارِیخِ كِتَابِهِ فَلَمْ یَشُكَّ فِی صِدْقِ زَیْنِ الْعَابِدِینَ فَفَرِحَ بِذَلِكَ وَ بَعَثَ إِلَیْهِ بِوِقْرِ(1) دَنَانِیرَ وَ سَأَلَهُ أَنْ یَبْسُطَ إِلَیْهِ بِجَمِیعِ حَوَائِجِهِ وَ حَوَائِجِ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ مَوَالِیهِ وَ كَانَ فِی كِتَابِهِ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَانِی فِی النَّوْمِ فَعَرَّفَنِی مَا كَتَبْتُ بِهِ إِلَیْكَ وَ مَا شُكِرَ مِنْ ذَلِكَ (2).
«20»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْكَابُلِیِّ قَالَ: دَعَانِی مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِیَّةِ- بَعْدَ قَتْلِ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ رُجُوعِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِلَی الْمَدِینَةِ وَ كُنَّا بِمَكَّةَ فَقَالَ صِرْ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ قُلْ لَهُ إِنِّی أَكْبَرُ وُلْدِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ بَعْدَ أَخَوَیَّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ أَنَا أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْكَ فَیَنْبَغِی أَنْ تُسْلِمَهُ إِلَیَّ وَ إِنْ شِئْتَ فَاخْتَرْ حَكَماً نَتَحَاكَمْ إِلَیْهِ فَصِرْتُ إِلَیْهِ وَ أَدَّیْتُ رِسَالَتَهُ فَقَالَ ارْجِعْ إِلَیْهِ وَ قُلْ لَهُ یَا عَمِّ اتَّقِ اللَّهَ وَ لَا تَدَّعِ مَا لَمْ یَجْعَلْهُ اللَّهُ لَكَ فَإِنْ أَبَیْتَ فَبَیْنِی وَ بَیْنَكَ الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ فَمَنْ أَجَابَهُ الْحَجَرُ فَهُوَ الْإِمَامُ فَرَجَعْتُ إِلَیْهِ بِهَذَا الْجَوَابِ فَقَالَ لَهُ قَدْ أَجَبْتُكَ قَالَ أَبُو خَالِدٍ فَدَخَلَا جَمِیعاً وَ أَنَا مَعَهُمَا حَتَّی وَافَیَا الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ فَقَالَ عَلِیُّ
بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام تَقَدَّمْ یَا عَمِّ فَإِنَّكَ أَسَنُّ فَسَلْهُ الشَّهَادَةَ لَكَ فَتَقَدَّمَ مُحَمَّدٌ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ وَ دَعَا بِدَعَوَاتٍ ثُمَّ سَأَلَ الْحَجَرَ بِالشَّهَادَةِ إِنْ كَانَتِ الْإِمَامَةُ لَهُ فَلَمْ یُجِبْهُ بِشَیْ ءٍ ثُمَّ قَامَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ قَالَ أَیُّهَا الْحَجَرُ الَّذِی جَعَلَهُ اللَّهُ شَاهِداً لِمَنْ یُوَافِی بَیْتَهُ الْحَرَامَ مِنْ وُفُودِ عِبَادِهِ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّی صَاحِبُ الْأَمْرِ وَ أَنِّی الْإِمَامُ الْمُفْتَرَضُ الطَّاعَةُ عَلَی جَمِیعِ عِبَادِ اللَّهِ فَاشْهَدِی لِیَعْلَمَ عَمِّی أَنَّهُ لَا حَقَّ لَهُ فِی الْإِمَامَةِ فَأَنْطَقَ اللَّهُ الْحَجَرَ بِلِسَانٍ عَرَبِیٍّ مُبِینٍ فَقَالَ یَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ سَلِّمِ
ص: 29
الْأَمْرَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَإِنَّهُ الْإِمَامُ الْمُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ عَلَیْكَ وَ عَلَی جَمِیعِ عِبَادِ اللَّهِ دُونَكَ وَ دُونَ الْخَلْقِ أَجْمَعِینَ فَقَبَّلَ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِیَّةِ رِجْلَهُ وَ قَالَ الْأَمْرُ لَكَ وَ قِیلَ إِنَّ ابْنَ الْحَنَفِیَّةِ إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ إِزَاحَةً لِشُكُوكِ النَّاسِ فِی ذَلِكَ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی أَنَّ اللَّهَ أَنْطَقَ الْحَجَرَ یَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَیْكَ وَ عَلَی جَمِیعِ مَنْ فِی الْأَرْضِ وَ مَنْ فِی السَّمَاءِ مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ فَاسْمَعْ لَهُ وَ أَطِعْ فَقَالَ مُحَمَّدٌ سَمْعاً وَ طَاعَةً یَا حُجَّةَ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ سَمَائِهِ (1).
«21»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ الْجُعْفِیِّ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ جَالِساً مَعَ جَمَاعَةٍ إِذْ أَقْبَلَتْ ظَبْیَةٌ مِنَ الصَّحْرَاءِ حَتَّی وَقَفَتْ قُدَّامَهُ فَهَمْهَمَتْ وَ ضَرَبَتْ بِیَدِهَا الْأَرْضَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا شَأْنُ هَذِهِ الظَّبْیَةِ قَدْ أَتَتْكَ مُسْتَأْنِسَةً قَالَ تَذْكُرُ أَنَّ ابْناً لِیَزِیدَ طَلَبَ عَنْ أَبِیهِ خِشْفاً فَأَمَرَ بَعْضَ الصَّیَّادِینَ أَنْ یَصِیدَ لَهُ خِشْفاً فَصَادَ بِالْأَمْسِ خِشْفَ هَذِهِ الظَّبْیَةِ وَ لَمْ تَكُنْ قَدْ أَرْضَعَتْهُ فَإِنَّهَا تَسْأَلُ أَنْ یَحْمِلَهُ إِلَیْهَا لِتُرْضِعَهُ وَ تَرُدَّهُ عَلَیْهِ فَأَرْسَلَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِلَی الصَّیَّادِ فَأَحْضَرَهُ فَقَالَ إِنَّ هَذِهِ الظَّبْیَةَ تَزْعُمُ أَنَّكَ أَخَذْتَ خِشْفاً لَهَا وَ أَنَّكَ لَمْ تَسْقِهِ لَبَناً مُنْذُ أَخَذْتَهُ وَ قَدْ سَأَلَتْنِی أَنْ أَسْأَلَكَ أَنْ تَتَصَدَّقَ بِهِ عَلَیْهَا فَقَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَسْتُ أَسْتَجْرِئُ عَلَی هَذَا قَالَ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تَأْتِیَ بِهِ إِلَیْهَا لِتُرْضِعَهُ وَ تَرُدَّهُ عَلَیْكَ فَفَعَلَ الصَّیَّادُ فَلَمَّا رَأَتْهُ هَمْهَمَتْ وَ دُمُوعُهَا تَجْرِی فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام لِلصَّیَّادِ بِحَقِّی عَلَیْكَ إِلَّا وَهَبْتَهُ لَهَا فَوَهَبَهُ لَهَا وَ انْطَلَقَتْ مَعَ الْخِشْفِ وَ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِ الرَّحْمَةِ وَ أَنَّ بَنِی أُمَیَّةَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِ اللَّعْنَةِ(2).
«22»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ لِلْحِمْیَرِیِّ: مِثْلَهُ (3).
«23»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ قَالَ: خَرَجَ أَبِی فِی نَفَرٍ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ أَصْحَابِهِ إِلَی بَعْضِ حِیطَانِهِ وَ أَمَرَ بِإِصْلَاحِ سُفْرَةٍ فَلَمَّا
ص: 30
وُضِعَتْ لِیَأْكُلُوا أَقْبَلَ ظَبْیٌ مِنَ الصَّحْرَاءِ یَبْغَمُ (1)
فَدَنَا مِنْ أَبِی فَقَالُوا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا یَقُولُ هَذَا الظَّبْیُ قَالَ یَشْكُو أَنَّهُ لَمْ یَأْكُلْ مُنْذُ ثَلَاثٍ شَیْئاً فَلَا تَمَسُّوهُ حَتَّی أَدْعُوَهُ لِیَأْكُلَ مَعَنَا قَالُوا نَعَمْ فَدَعَاهُ فَجَاءَ فَأَكَلَ مَعَهُمْ فَوَضَعَ رَجُلٌ مِنْهُمْ یَدَهُ عَلَی ظَهْرِهِ فَنَفَرَ فَقَالَ أَبِی أَ لَمْ تَضْمَنُوا لِی أَنَّكُمْ لَا تَمَسُّوهُ فَحَلَفَ الرَّجُلُ أَنَّهُ لَمْ یُرِدْ بِهِ سُوءاً فَكَلَّمَهُ أَبِی وَ قَالَ لِلظَّبْیِ ارْجِعْ فَلَا بَأْسَ عَلَیْكَ فَرَجَعَ یَأْكُلُ حَتَّی شَبِعَ ثُمَّ بَغَمَ وَ انْطَلَقَ فَقَالُوا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا قَالَ قَالَ دَعَا لَكُمْ وَ انْصَرَفَ.
«24»- قب (2)،[المناقب] لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ الْكِنَانِیِّ قَالَ سَمِعْتُ الْبَاقِرَ علیه السلام یَقُولُ: خَدَمَ أَبُو خَالِدٍ الْكَابُلِیُّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ بُرْهَةً مِنَ الزَّمَانِ ثُمَّ شَكَا شِدَّةَ شَوْقِهِ إِلَی وَالِدَتِهِ وَ سَأَلَهُ الْإِذْنَ فِی الْخُرُوجِ إِلَیْهَا فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَا كَنْكَرُ إِنَّهُ یَقْدَمُ عَلَیْنَا غَداً رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ لَهُ قَدْرٌ وَ جَاهٌ وَ مَالٌ وَ ابْنَةٌ لَهُ قَدْ أَصَابَهَا عَارِضٌ مِنَ الْجِنِّ وَ هُوَ یَطْلُبُ مُعَالِجاً یُعَالِجُهَا وَ یَبْذُلُ فِی ذَلِكَ مَالَهُ فَإِذَا قَدِمَ فَصِرْ إِلَیْهِ أَوَّلَ النَّاسِ وَ قُلْ لَهُ أَنَا أُعَالِجُ ابْنَتَكَ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ فَإِنَّهُ یَطْمَئِنُّ إِلَی قَوْلِكَ وَ یَبْذُلُ فِی ذَلِكَ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ قَدِمَ الشَّامِیُّ وَ مَعَهُ ابْنَتُهُ وَ طَلَبَ مُعَالِجاً فَقَالَ أَبُو خَالِدٍ أَنَا أُعَالِجُهَا عَلَی أَنْ تُعْطِیَنِی عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ فَإِنْ أَنْتُمْ وَفَیْتُمْ وَفَیْتُ عَلَی أَنْ لَا یَعُودَ إِلَیْهَا أَبَداً فَضَمِنَ أَبُوهَا لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ إِنَّهُ سَیَغْدِرُ بِكَ قَالَ قَدْ أَلْزَمْتُهُ قَالَ فَانْطَلِقْ فَخُذْ بِأُذُنِ الْجَارِیَةِ الْیُسْرَی وَ قُلْ یَا خَبِیثُ یَقُولُ لَكَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ اخْرُجْ مِنْ هَذِهِ الْجَارِیَةِ وَ لَا تَعُدْ إِلَیْهَا فَفَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ فَخَرَجَ عَنْهَا وَ أَفَاقَتِ الْجَارِیَةُ مِنْ جُنُونِهَا فَطَالَبَهُ بِالْمَالِ فَدَافَعَهُ فَرَجَعَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقَالَ لَهُ یَا بَا خَالِدٍ أَ لَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّهُ یَغْدِرُ وَ لَكِنْ سَیَعُودُ إِلَیْهَا فَإِذَا أَتَاكَ فَقُلْ إِنَّمَا عَادَ إِلَیْهَا لِأَنَّكَ لَمْ تَفِ بِمَا ضَمِنْتَ فَإِنْ وَضَعْتَ عَشَرَةَ آلَافٍ عَلَی یَدِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَإِنِّی أُعَالِجُهَا عَلَی أَنْ لَا یَعُودَ أَبَداً فَوَضَعَ الْمَالَ عَلَی
ص: 31
یَدِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ ذَهَبَ أَبُو خَالِدٍ إِلَی الْجَارِیَةِ فَأَخَذَ بِأُذُنِهَا الْیُسْرَی ثُمَّ قَالَ یَا خَبِیثُ یَقُولُ لَكَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ اخْرُجْ مِنْ هَذِهِ الْجَارِیَةِ وَ لَا تَتَعَرَّضْ لَهَا إِلَّا بِسَبِیلِ خَیْرٍ فَإِنَّكَ إِنْ عُدْتَ أَحْرَقْتُكَ بِنَارِ اللَّهِ الْمُوقَدَةِ الَّتِی تَطَّلِعُ عَلَی الْأَفْئِدَةِ فَخَرَجَ وَ أَفَاقَتِ الْجَارِیَةُ وَ لَمْ یَعُدْ إِلَیْهَا فَأَخَذَ أَبُو خَالِدٍ الْمَالَ وَ أَذِنَ لَهُ فِی الْخُرُوجِ إِلَی وَالِدَتِهِ فَخَرَجَ بِالْمَالِ حَتَّی قَدِمَ عَلَی وَالِدَتِهِ (1).
«25»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ یُوسُفَ لَمَّا خَرَّبَ الْكَعْبَةَ بِسَبَبِ مُقَاتَلَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَیْرِ ثُمَّ عَمَرُوهَا فَلَمَّا أُعِیدَ الْبَیْتُ وَ أَرَادُوا أَنْ یَنْصِبُوا الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ فَكُلَّمَا نَصَبَهُ عَالِمٌ مِنْ عُلَمَائِهِمْ أَوْ قَاضٍ مِنْ قُضَاتِهِمْ أَوْ زَاهِدٌ مِنْ زُهَّادِهِمْ یَتَزَلْزَلُ وَ یَضْطَرِبُ وَ لَا یَسْتَقِرُّ الْحَجَرُ فِی مَكَانِهِ فَجَاءَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ أَخَذَهُ مِنْ أَیْدِیهِمْ وَ سَمَّی اللَّهَ ثُمَّ نَصَبَهُ فَاسْتَقَرَّ فِی مَكَانِهِ وَ كَبَّرَ النَّاسُ (2)
وَ لَقَدْ أُلْهِمَ الْفَرَزْدَقُ فِی قَوْلِهِ (3):
یَكَادُ یُمْسِكُهُ عِرْفَانَ رَاحَتِهِ***رُكْنُ الْحَطِیمِ إِذَا مَا جَاءَ یَسْتَلِمُ
«26»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ لَمَّا رَأَتْ مَا یَفْعَلُهُ ابْنُ أَخِیهَا قَالَتْ لِجَابِرٍ هَذَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام بَقِیَّةُ أَبِیهِ انْخَرَمَ أَنْفُهُ وَ ثَفِنَتْ جَبْهَتَاهُ وَ رُكْبَتَاهُ فَعَلَیْكَ أَنْ تَأْتِیَهُ وَ تَدْعُوَهُ إِلَی الْبُقْیَا عَلَی نَفْسِهِ فَجَاءَ جَابِرٌ بَابَهُ وَ إِذَا ابْنُهُ مُحَمَّدٌ أَقْبَلَ قَالَ لَهُ أَنْتَ وَ اللَّهِ الْبَاقِرُ وَ أَنَا أُقْرِئُكَ سَلَامَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ إِنَّكَ تَبْقَی حَتَّی تَعْمَی ثُمَّ یُكْشَفُ عَنْ بَصَرِكَ الْخَبَرَ بِتَمَامِهِ (4).
ص: 32
«27»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ ظَرِیفِ بْنِ نَاصِحٍ قَالَ: لَمَّا كَانَتِ اللَّیْلَةُ الَّتِی خَرَجَ فِیهَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ دَعَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بِسَفَطٍ وَ أَخَذَ مِنْهُ صُرَّةً قَالَ هَذِهِ مِائَتَا دِینَارٍ عَزَلَهَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ مِنْ ثَمَنِ شَیْ ءٍ بَاعَهُ لِهَذَا الْحَدَثِ الَّذِی یَحْدُثُ اللَّیْلَةَ فِی الْمَدِینَةِ فَأَخَذَهَا وَ مَضَی مِنْ وَقْتِهِ إِلَی طَیْبَةَ وَ قَالَ هَذِهِ حَادِثَةٌ یَنْجُو مِنْهَا مَنْ كَانَ عَنْهَا مَسِیرَةَ ثَلَاثِ لَیَالٍ وَ كَانَتْ تِلْكَ الدَّنَانِیرُ نَفَقَتَهُ بِطَیْبَةَ إِلَی قَتْلِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (1).
«28»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أَبُو الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیُّ فِی أَمَالِیهِ وَ أَبُو إِسْحَاقَ الْعَدْلُ الطَّبَرِیُّ فِی مَنَاقِبِهِ عَنْ حَبَابَةَ الْوَالِبِیَّةِ قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ كَانَ بِوَجْهِی وَضَحٌ (2)
فَوَضَعَ یَدَهُ عَلَیْهِ فَذَهَبَ قَالَتْ ثُمَّ قَالَ یَا حَبَابَةُ مَا عَلَی مِلَّةِ إِبْرَاهِیمَ غَیْرُنَا وَ غَیْرُ شِیعَتِنَا وَ سَائِرُ النَّاسِ مِنْهَا بِرَاءٌ(3).
جَابِرٌ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً فَقَالَ یَا جَابِرُ هُمْ بَنُو أُمَیَّةَ وَ یُوشِكُ أَنْ لَا یُحَسَّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ یُرْجَی وَ لَا یُخْشَی فَقُلْتُ رَحِمَكَ اللَّهُ وَ إِنَّ ذَلِكَ لَكَائِنٌ فَقَالَ مَا أَسْرَعَهُ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّهُ قَدْ رَأَی أَسْبَابَهُ (4).
كَافِی الْكُلَیْنِیِّ، أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِیُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَاحْتُبِسْتُ فِی الدَّارِ سَاعَةً ثُمَّ دَخَلْتُ الْبَیْتَ وَ هُوَ یَلْتَقِطُ شَیْئاً وَ أَدْخَلَ یَدَهُ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ فَنَاوَلَهُ مَنْ كَانَ فِی الْبَیْتِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا الَّذِی أَرَاكَ تَلْتَقِطُ أَیُّ شَیْ ءٍ هُوَ فَقَالَ فَضْلَةٌ مِنْ زَغَبِ الْمَلَائِكَةِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ إِنَّهُمْ
ص: 33
لَیَأْتُونَكُمْ فَقَالَ یَا أَبَا حَمْزَةَ إِنَّهُمْ لَیُزَاحِمُونَّا عَلَی مُتَّكَئِنَا(1).
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَیَّاشٍ فِی الْمُقْتَضَبِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ عَنْ أُمِّ سُلَیْمٍ صَاحِبَةِ الْحَصَی: قَالَ لِی یَا أُمَّ سُلَیْمٍ ائْتِینِی بِحَصَاةٍ فَدَفَعْتُ إِلَیْهِ الْحَصَاةَ مِنَ الْأَرْضِ فَأَخَذَهَا فَجَعَلَهَا كَهَیْئَةِ الدَّقِیقِ السَّحِیقِ ثُمَّ عَجَنَهَا فَجَعَلَهَا یَاقُوتَةً حَمْرَاءَ ثُمَّ قَالَتْ بَعْدَ كَلَامٍ ثُمَّ نَادَانِی یَا أُمَّ سُلَیْمٍ قُلْتُ لَبَّیْكَ قَالَ ارْجِعِی فَرَجَعْتُ فَإِذَا هُوَ وَاقِفٌ فِی صَرْحَةِ دَارِهِ وَسَطاً فَمَدَّ یَدَهُ الْیُمْنَی فَانْخَرَقَتِ الدُّورَ وَ الْحِیطَانَ وَ سِكَكَ الْمَدِینَةِ وَ غَابَتْ یَدُهُ عَنِّی ثُمَّ قَالَ خُذِی یَا أُمَّ سُلَیْمٍ فَنَاوَلَنِی وَ اللَّهِ كِیساً فِیهِ دَنَانِیرُ وَ قُرْطٌ مِنْ ذَهَبٍ وَ فُصُوصٌ كَانَتْ لِی مِنْ جَزْعٍ فِی حُقٍّ لِی (2)
فِی مَنْزِلِی فَإِذَا الْحُقُّ حُقِّی (3).
بیان: الصرح القصر و كل بناء عال.
«29»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب كِتَابُ الْأَنْوَارِ: إِنَّهُ علیه السلام كَانَ قَائِماً یُصَلِّی حَتَّی وَقَفَ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ علیه السلام وَ هُوَ طِفْلٌ إِلَی بِئْرٍ فِی دَارِهِ بِالْمَدِینَةِ بَعِیدَةِ الْقَعْرِ فَسَقَطَ فِیهَا فَنَظَرَتْ إِلَیْهِ أُمُّهُ فَصَرَخَتْ وَ أَقْبَلَتْ نَحْوَ الْبِئْرِ تَضْرِبُ بِنَفْسِهَا حِذَاءَ الْبِئْرِ وَ تَسْتَغِیثُ وَ تَقُولُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ غَرِقَ وَلَدُكَ مُحَمَّدٌ وَ هُوَ لَا یَنْثَنِی عَنْ صَلَاتِهِ وَ هُوَ یَسْمَعُ اضْطِرَابَ ابْنِهِ فِی قَعْرِ الْبِئْرِ فَلَمَّا طَالَ عَلَیْهَا ذَلِكَ قَالَتْ حُزْناً عَلَی وَلَدِهَا مَا أَقْسَی قُلُوبَكُمْ یَا أَهْلَ بَیْتِ رَسُولِ اللَّهِ فَأَقْبَلَ عَلَی صَلَاتِهِ وَ لَمْ یَخْرُجْ عَنْهَا إِلَّا عَنْ كَمَالِهَا وَ إِتْمَامِهَا ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیْهَا وَ جَلَسَ عَلَی أَرْجَاءِ الْبِئْرِ وَ مَدَّ یَدَهُ إِلَی قَعْرِهَا وَ كَانَتْ لَا تُنَالُ إِلَّا بِرِشَاءٍ(4) طَوِیلٍ فَأَخْرَجَ ابْنَهُ مُحَمَّداً علیه السلام عَلَی یَدَیْهِ یُنَاغِی وَ یَضْحَكُ لَمْ یَبْتَلَّ لَهُ ثَوْبٌ وَ لَا جَسَدٌ بِالْمَاءِ فَقَالَ هَاكِ یَا ضَعِیفَةَ الْیَقِینِ بِاللَّهِ فَضَحِكَتْ لِسَلَامَةِ وَلَدِهَا وَ بَكَتْ لِقَوْلِهِ علیه السلام
ص: 34
یَا ضَعِیفَةَ الْیَقِینِ بِاللَّهِ فَقَالَ لَا تَثْرِیبَ عَلَیْكِ الْیَوْمَ لَوْ عَلِمْتِ أَنِّی كُنْتُ بَیْنَ یَدَیْ جَبَّارٍ لَوْ مِلْتُ بِوَجْهِی عَنْهُ لَمَالَ بِوَجْهِهِ عَنِّی أَ فَمَنْ یُرَی رَاحِماً بَعْدَهُ (1).
«30»- د، [العدد القویة]: مِثْلَهُ وَ فِی آخِرِهِ أَ فَمَنْ تَرَی أَرْحَمَ لِعَبْدِهِ مِنْهُ.
توضیح: الأرجاء جمع الرجا و هو ناحیة البئر و یقال ناغت الأم صبیها أی لاطفته و شاغلته بالمحادثة و الملاعبة.
«31»- ضه، [روضة الواعظین] فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ قَالَ أَبُو خَالِدٍ الْكَابُلِیُّ: أَتَیْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام عَلَی أَنْ أَسْأَلَهُ هَلْ عِنْدَكَ سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ فَلَمَّا بَصُرَ بِی قَالَ یَا أَبَا خَالِدٍ أَ تُرِیدُ أَنْ أُرِیَكَ سِلَاحَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْتُ وَ اللَّهِ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا أَتَیْتُ إِلَّا لِأَسْأَلَكَ عَنْ ذَلِكَ وَ لَقَدْ أَخْبَرْتَنِی بِمَا فِی نَفْسِی قَالَ نَعَمْ فَدَعَا بِحُقٍّ كَبِیرٍ وَ سَفَطٍ فَأَخْرَجَ لِی خَاتَمَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ أَخْرَجَ لِی دِرْعَهُ وَ قَالَ هَذَا دِرْعُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَخْرَجَ إِلَیَّ سَیْفَهُ وَ قَالَ هَذَا وَ اللَّهِ ذُو الْفَقَارِ وَ أَخْرَجَ عِمَامَتَهُ وَ قَالَ هَذِهِ السَّحَابُ وَ أَخْرَجَ رَایَتَهُ وَ قَالَ هَذِهِ الْعُقَابُ وَ أَخْرَجَ قَضِیبَهُ وَ قَالَ هَذَا السَّكْبُ وَ أَخْرَجَ نَعْلَیْهِ وَ قَالَ هَذَانِ نَعْلَا رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَخْرَجَ رِدَاءَهُ وَ قَالَ هَذَا كَانَ یَرْتَدِی بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یَخْطُبُ أَصْحَابَهُ فِیهِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ وَ أَخْرَجَ لِی شَیْئاً كَثِیراً قُلْتُ حَسْبِی جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ (2).
«32»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الْعَامِرِیُّ فِی الشَّیْصَبَانِ وَ أَبُو عَلِیٍّ الطَّبْرِسِیُّ فِی إِعْلَامِ الْوَرَی (3)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَیْمَانَ الْحَضْرَمِیُّ فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ: أَنَّ غَانِمَ ابْنَ أُمِّ غَانِمٍ دَخَلَ الْمَدِینَةَ وَ مَعَهُ أُمُّهُ وَ سَأَلَ هَلْ تُحْسِنُونَ رَجُلًا مِنْ بَنِی هَاشِمٍ اسْمُهُ عَلِیٌّ قَالُوا نَعَمْ هُوَ ذَاكَ
ص: 35
فَدَلُّونِی عَلَی عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ لَهُ مَعِی حَصَاةٌ خَتَمَ عَلَیْهَا عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیه السلام وَ سَمِعْتُ أَنَّهُ یَخْتِمُ عَلَیْهِ رَجُلٌ اسْمُهُ عَلِیٌّ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ یَا عَدُوَّ اللَّهِ كَذَبْتَ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ عَلَی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ صَارَ بَنُو هَاشِمٍ یَضْرِبُونَنِی حَتَّی أَرْجِعَ عَنْ مَقَالَتِی ثُمَّ سَلَبُوا مِنِّی الْحَصَاةَ فَرَأَیْتُ فِی لَیْلَتِی فِی مَنَامِی الْحُسَیْنَ علیه السلام وَ هُوَ یَقُولُ لِی هَاكَ الْحَصَاةَ یَا غَانِمُ وَ امْضِ إِلَی عَلِیٍّ ابْنِی فَهُوَ صَاحِبُكَ فَانْتَبَهْتُ وَ الْحَصَاةُ فِی یَدِی فَأَتَیْتُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَخَتَمَهَا وَ قَالَ لِی إِنَّ فِی أَمْرِكَ لَعِبْرَةً فَلَا تُخْبِرْ بِهِ أَحَداً فَقَالَ فِی ذَلِكَ غَانِمُ ابْنُ أُمِّ غَانِمٍ:
أَتَیْتُ عَلِیّاً أَبْتَغِی الْحَقَّ عِنْدَهُ***وَ عِنْدَ عَلِیٍّ عِبْرَةٌ لَا أُحَاوِلُ
فَشَدَّ وَثَاقِی ثُمَّ قَالَ لِیَ اصْطَبِرْ***كَأَنِّی مَخْبُولٌ عَرَانِی خَابِلٌ
فَقُلْتُ لَحَاكَ اللَّهُ وَ اللَّهِ لَمْ أَكُنْ***لِأَكْذِبَ فِی قَوْلِی الَّذِی أَنَا قَائِلٌ
وَ خَلَّی سَبِیلِی بَعْدَ ضَنْكٍ فَأَصْبَحَتْ***مُخَلَّاةُ نَفْسِی وَ سِرْبِی سَابِلٌ
فَأَقْبَلْتُ یَا خَیْرَ الْأَنَامِ مُؤَمَّماً***لَكَ الْیَوْمَ عِنْدَ الْعَالَمِینَ أُسَائِلُ
وَ قُلْتُ وَ خَیْرُ الْقَوْلِ مَا كَانَ صَادِقاً***وَ لَا یَسْتَوِی فِی الدِّینِ حَقٌّ وَ بَاطِلٌ
وَ لَا یَسْتَوِی مَنْ كَانَ بِالْحَقِّ عَالِماً***كَآخَرَ یُمْسِی وَ هُوَ لِلْحَقِّ جَاهِلٌ
فَأَنْتَ الْإِمَامُ الْحَقُّ یُعْرَفُ فَضْلُهُ***وَ إِنْ قَصُرَتْ عَنْهُ النُّهَی وَ الْفَضَائِلُ
وَ أَنْتَ وَصِیُّ الْأَوْصِیَاءِ مُحَمَّدٌ***أَبُوكَ وَ مَنْ نِیطَتْ إِلَیْهِ الْوَسَائِلُ (1)
بیان: ثم قال لی أی قائل أو علی بن عبد اللّٰه و الخبل فساد العقل و الجن و قال الجوهری لحاه اللّٰه أی قبحه و لعنه انتهی و الضنك الضیق و السرب بالفتح و الكسر الطریق و بالكسر البال و القلب و النفس و فی البیت یحتمل الطریق و النفس و قوله سابل إما بالباء الموحدة قال الفیروزآبادی (2)
السابلة من الطرق المسلوكة و القوم المختلفة علیها أو بالیاء المثناة من تحت.
ص: 36
«33»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب كِتَابُ الْإِرْشَادِ(1)، الزُّهْرِیُّ قَالَ سَعِیدُ بْنُ الْمُسَیَّبِ: كَانَ النَّاسُ لَا یَخْرُجُونَ مِنْ مَكَّةَ حَتَّی یَخْرُجَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ فَخَرَجَ وَ خَرَجْتُ مَعَهُ فَنَزَلَ فِی بَعْضِ الْمَنَازِلِ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ سَبَّحَ فِی سُجُودِهِ فَلَمْ یَبْقَ شَجَرٌ وَ لَا مَدَرٌ إِلَّا سَبَّحُوا مَعَهُ فَفَزِعْتُ مِنْهُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ یَا سَعِیدُ أَ فَزِعْتَ قُلْتُ نَعَمْ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ هَذَا التَّسْبِیحُ الْأَعْظَمُ- وَ فِی رِوَایَةِ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ كَانَ الْقُرَّاءُ لَا یَحُجُّونَ حَتَّی یَحُجَّ زَیْنُ الْعَابِدِینَ علیه السلام وَ كَانَ یَتَّخِذُ لَهُمُ السَّوِیقَ الْحُلْوَ وَ الْحَامِضَ وَ یَمْنَعُ نَفْسَهُ فَسَبَقَ یَوْماً إِلَی الرَّحْلِ فَأَلْفَیْتُهُ وَ هُوَ سَاجِدٌ فَوَ الَّذِی نَفْسُ سَعِیدٍ بِیَدِهِ لَقَدْ رَأَیْتُ الشَّجَرَ وَ الْمَدَرَ وَ الرَّحْلَ وَ الرَّاحِلَةَ یَرُدُّونَ عَلَیْهِ مِثْلَ كَلَامِهِ-(2)
وَ ذُكِرَ فَصَاحَةُ الصَّحِیفَةِ الْكَامِلَةِ عِنْدَ بَلِیغٍ فِی الْبَصْرَةِ فَقَالَ خُذُوا عَنِّی حَتَّی أُمْلِیَ عَلَیْكُمْ وَ أَخَذَ الْقَلَمَ وَ أَطْرَقَ رَأْسَهُ فَمَا رَفَعَهُ حَتَّی مَاتَ.
حِلْیَةُ أَبِی نُعَیْمٍ، وَ فَضَائِلُ أَبِی السَّعَادَاتِ، رَوَی أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِیُّ وَ مُنْذِرٌ الثَّوْرِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: خَرَجْتُ حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَی هَذَا الْحَائِطِ فَاتَّكَیْتُ عَلَیْهِ فَإِذَا رَجُلٌ عَلَیْهِ ثَوْبَانِ أَبْیَضَانِ یَنْظُرُ فِی تُجَاهِ وَجْهِی ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ مَا لِی أَرَاكَ كَئِیباً حَزِیناً أَ عَلَی الدُّنْیَا حُزْنُكَ فَرِزْقُ اللَّهِ حَاضِرٌ لِلْبَرِّ وَ الْفَاجِرِ قُلْتُ مَا عَلَی هَذَا حُزْنِی وَ إِنَّهُ لَكَمَا تَقُولُ قَالَ فَعَلَی الْآخِرَةِ فَهُوَ وَعْدٌ صَادِقٌ یَحْكُمُ فِیهِ مَلِكٌ قَاهِرٌ فَعَلَامَ حُزْنُكَ قَالَ قُلْتُ أَتَخَوَّفُ مِنْ فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَیْرِ قَالَ فَضَحِكَ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ هَلْ
رَأَیْتَ أَحَداً تَوَكَّلَ عَلَی اللَّهِ فَلَمْ یَكْفِهِ قُلْتُ لَا قَالَ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ هَلْ رَأَیْتَ أَحَداً خَافَ اللَّهَ فَلَمْ یُنْجِهِ قُلْتُ لَا فَقَالَ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ هَلْ رَأَیْتَ أَحَداً سَأَلَ اللَّهَ فَلَمْ یُعْطِهِ قُلْتُ لَا ثُمَّ نَظَرْتُ فَإِذَا لَیْسَ قُدَّامِی أَحَدٌ وَ كَانَ الْخَضِرَ علیه السلام(3).
ص: 37
إِبْرَاهِیمُ بْنُ أَدْهَمَ وَ فَتْحٌ الْمَوْصِلِیُّ قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: كُنْتُ أَسِیحُ فِی الْبَادِیَةِ مَعَ الْقَافِلَةِ فَعَرَضَتْ لِی حَاجَةٌ فَتَنَحَّیْتُ عَنِ الْقَافِلَةِ فَإِذَا أَنَا بِصَبِیٍّ یَمْشِی فَقُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ بَادِیَةٌ بَیْدَاءُ وَ صَبِیٌّ یَمْشِی فَدَنَوْتُ مِنْهُ وَ سَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَرَدَّ عَلَیَّ السَّلَامَ فَقُلْتُ لَهُ إِلَی أَیْنَ قَالَ أُرِیدُ بَیْتَ رَبِّی فَقُلْتُ حَبِیبِی إِنَّكَ صَغِیرٌ لَیْسَ عَلَیْكَ فَرْضٌ وَ لَا سُنَّةٌ فَقَالَ یَا شَیْخُ مَا رَأَیْتَ مَنْ هُوَ أَصْغَرُ سِنّاً مِنِّی مَاتَ فَقُلْتُ أَیْنَ الزَّادُ وَ الرَّاحِلَةُ فَقَالَ زَادِی تَقْوَایَ وَ رَاحِلَتِی رِجْلَایَ وَ قَصْدِی مَوْلَایَ فَقُلْتُ مَا أَرَی شَیْئاً مِنَ الطَّعَامِ مَعَكَ فَقَالَ یَا شَیْخُ هَلْ یُسْتَحْسَنُ أَنْ یَدْعُوَكَ إِنْسَانٌ إِلَی دَعْوَةٍ فَتَحْمِلَ مِنْ بَیْتِكَ الطَّعَامَ قُلْتُ لَا قَالَ الَّذِی دَعَانِی إِلَی بَیْتِهِ هُوَ یُطْعِمُنِی وَ یَسْقِینِی فَقُلْتُ ارْفَعْ رِجْلَكَ حَتَّی تُدْرِكَ-(1) فَقَالَ عَلَیَّ الْجِهَادُ وَ عَلَیْهِ الْإِبْلَاغُ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَهُ تَعَالَی- وَ الَّذِینَ جاهَدُوا فِینا لَنَهْدِیَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِینَ (2) قَالَ فَبَیْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ شَابٌّ حَسَنُ الْوَجْهِ عَلَیْهِ ثِیَابٌ بِیضٌ حَسَنَةٌ فَعَانَقَ الصَّبِیَّ وَ سَلَّمَ عَلَیْهِ فَأَقْبَلْتُ عَلَی الشَّابِّ وَ قُلْتُ لَهُ أَسْأَلُكَ بِالَّذِی حَسَّنَ خَلْقَكَ مَنْ هَذَا الصَّبِیُّ فَقَالَ أَ مَا تَعْرِفُهُ هَذَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَتَرَكْتُ الشَّابَّ وَ أَقْبَلْتُ عَلَی الصَّبِیِّ وَ قُلْتُ أَسْأَلُكَ بِآبَائِكَ مَنْ هَذَا الشَّابُّ فَقَالَ أَ مَا تَعْرِفُهُ هَذَا أَخِیَ الْخَضِرُ یَأْتِینَا كُلَّ یَوْمٍ فَیُسَلِّمُ عَلَیْنَا فَقُلْتُ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ آبَائِكَ لَمَّا أَخْبَرْتَنِی بِمَا تَجُوزُ الْمَفَاوِزَ بِلَا زَادٍ قَالَ بَلْ أَجُوزُ بِزَادٍ وَ زَادِی فِیهَا أَرْبَعَةُ أَشْیَاءَ قُلْتُ وَ مَا هِیَ قَالَ أَرَی الدُّنْیَا كُلَّهَا بِحَذَافِیرِهَا مَمْلَكَةَ اللَّهِ وَ أَرَی الْخَلْقَ كُلَّهُمْ عَبِیدَ اللَّهِ وَ إِمَاءَهُ وَ عِیَالَهُ وَ أَرَی الْأَسْبَابَ وَ الْأَرْزَاقَ بِیَدِ اللَّهِ وَ أَرَی قَضَاءَ اللَّهِ نَافِذاً فِی كُلِّ أَرْضِ اللَّهِ فَقُلْتُ نِعْمَ الزَّادُ زَادُكَ یَا زَیْنَ الْعَابِدِینَ وَ أَنْتَ تَجُوزُ بِهَا مَفَاوِزَ الْآخِرَةِ فَكَیْفَ مَفَاوِزُ الدُّنْیَا(3).
ص: 38
فِی كِتَابِ الْكَشِّیِّ، قَالَ الْقَاسِمُ بْنُ عَوْفٍ فِی حَدِیثِهِ قَالَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ علیه السلام: وَ إِیَّاكَ أَنْ تَشُدَّ رَاحِلَةً بِرَحْلِهَا فَإِنَّ مَا هُنَا مَطْلَبُ الْعِلْمِ حَتَّی یَمْضِیَ لَكُمْ بَعْدَ مَوْتِی سَبْعُ حِجَجٍ ثُمَّ یَبْعَثُ لَكُمْ غُلَاماً مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهَا تَنْبُتُ الْحِكْمَةُ فِی صَدْرِهِ كَمَا یُنْبِتُ الطَّلُ (1)
الزَّرْعَ قَالَ فَلَمَّا مَضَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام حَسَبْنَا الْأَیَّامَ وَ الْجُمَعَ وَ الشُّهُورَ وَ السِّنِینَ فَمَا زَادَتْ یَوْماً وَ لَا نَقَصَتْ حَتَّی تَكَلَّمَ مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ علیه السلام(2).
وَ فِی حَدِیثِ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ: أَنَّهُ دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَلَی زَیْنِ الْعَابِدِینَ علیه السلام وَ قَالَ یَا ابْنَ الْحُسَیْنِ أَنْتَ الَّذِی تَقُولُ إِنَّ یُونُسَ بْنَ مَتَّی إِنَّمَا لَقِیَ مِنَ الْحُوتِ مَا لَقِیَ لِأَنَّهُ عُرِضَتْ عَلَیْهِ وَلَایَةُ جَدِّی فَتَوَقَّفَ عِنْدَهَا قَالَ بَلَی ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ قَالَ فَأَرِنِی أَنْتَ ذَلِكَ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِینَ فَأَمَرَ بِشَدِّ عَیْنَیْهِ بِعِصَابَةٍ وَ عَیْنَیَّ بِعِصَابَةٍ ثُمَّ أَمَرَ بَعْدَ سَاعَةٍ بِفَتْحِ أَعْیُنِنَا فَإِذَا نَحْنُ عَلَی شَاطِئِ الْبَحْرِ تَضْرِبُ أَمْوَاجُهُ- فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ یَا سَیِّدِی دَمِی فِی رَقَبَتِكَ اللَّهَ اللَّهَ فِی نَفْسِی فَقَالَ هِیهِ وَ أَرِیهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِینَ ثُمَّ قَالَ یَا أیتها [أَیُّهَا] الْحُوتُ قَالَ فَأَطْلَعَ الْحُوتُ رَأْسَهُ مِنَ الْبَحْرِ مِثْلَ الْجَبَلِ الْعَظِیمِ وَ هُوَ یَقُولُ لَبَّیْكَ لَبَّیْكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ فَقَالَ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا حُوتُ یُونُسَ یَا سَیِّدِی قَالَ أَنْبِئْنَا بِالْخَبَرِ قَالَ یَا سَیِّدِی إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَمْ یَبْعَثْ نَبِیّاً مِنْ آدَمَ إِلَی أَنْ صَارَ جَدُّكَ مُحَمَّدٌ إِلَّا وَ قَدْ عَرَضَ عَلَیْهِ وَلَایَتَكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ فَمَنْ قَبِلَهَا مِنَ الْأَنْبِیَاءِ سَلِمَ وَ تَخَلَّصَ وَ مَنْ تَوَقَّفَ عَنْهَا وَ تَمَنَّعَ فِی حَمْلِهَا لَقِیَ مَا لَقِیَ آدَمُ مِنَ الْمَعْصِیَةِ وَ مَا لَقِیَ نُوحٌ مِنَ الْغَرَقِ وَ مَا لَقِیَ إِبْرَاهِیمُ مِنَ النَّارِ وَ مَا لَقِیَ یُوسُفُ مِنَ الْجُبِّ وَ مَا لَقِیَ أَیُّوبُ مِنَ الْبَلَاءِ وَ مَا لَقِیَ دَاوُدُ مِنَ الْخَطِیئَةِ إِلَی أَنْ بَعَثَ اللَّهُ یُونُسَ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ أَنْ یَا یُونُسُ تَوَلَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیّاً وَ الْأَئِمَّةَ الرَّاشِدِینَ مِنْ صُلْبِهِ فِی كَلَامٍ
ص: 39
لَهُ قَالَ فَكَیْفَ أَتَوَلَّی مَنْ لَمْ أَرَهُ وَ لَمْ أَعْرِفْهُ وَ ذَهَبَ مُغْتَاظاً فَأَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَیَّ أَنِ التقمی [الْتَقِمْ] یُونُسَ وَ لَا توهنی [تُوهِنْ] لَهُ عَظْماً فَمَكَثَ فِی بَطْنِی أَرْبَعِینَ صَبَاحاً یَطُوفُ مَعِیَ الْبِحَارَ فِی ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ یُنَادِی أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِینَ قَدْ قَبِلْتُ وَلَایَةَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِینَ مِنْ وُلْدِهِ فَلَمَّا أَنْ آمَنَ بِوَلَایَتِكُمْ أَمَرَنِی رَبِّی فَقَذَفْتُهُ عَلَی سَاحِلِ الْبَحْرِ فَقَالَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ علیه السلام ارْجِعْ أَیُّهَا الْحُوتُ إِلَی وَكْرِكَ وَ اسْتَوَی الْمَاءُ(1).
حَمَّادُ بْنُ حَبِیبٍ الْكُوفِیُّ الْقَطَّانُ قَالَ: انْقَطَعْتُ عَنِ الْقَافِلَةِ عِنْدَ زُبَالَةَ(2)
فَلَمَّا أَنْ أَجَنَّنِیَ اللَّیْلُ أَوَیْتُ إِلَی شَجَرَةٍ عَالِیَةٍ فَلَمَّا اخْتَلَطَ الظَّلَامُ إِذَا أَنَا بِشَابٍّ قَدْ أَقْبَلَ عَلَیْهِ أَطْمَارٌ بِیضٌ یَفُوحُ مِنْهُ رَائِحَةُ الْمِسْكِ فَأَخْفَیْتُ نَفْسِی مَا اسْتَطَعْتُ فَتَهَیَّأَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ وَثَبَ قَائِماً وَ هُوَ یَقُولُ یَا مَنْ حَازَ كُلَّ شَیْ ءٍ مَلَكُوتاً وَ قَهَرَ كُلَّ شَیْ ءٍ جَبَرُوتاً أَوْلِجْ قَلْبِی فَرَحَ الْإِقْبَالِ عَلَیْكَ وَ أَلْحِقْنِی بِمَیْدَانِ الْمُطِیعِینَ لَكَ- ثُمَّ دَخَلَ فِی الصَّلَاةِ فَلَمَّا رَأَیْتُهُ وَ قَدْ هَدَأَتْ أَعْضَاؤُهُ وَ سَكَنَتْ حَرَكَاتُهُ قُمْتُ إِلَی الْمَوْضِعِ الَّذِی تَهَیَّأَ فِیهِ إِلَی الصَّلَاةِ فَإِذَا أَنَا بِعَیْنٍ تَنْبُعُ فَتَهَیَّأْتُ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ قُمْتُ خَلْفَهُ فَإِذَا بِمِحْرَابٍ كَأَنَّهُ مُثِّلَ فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ فَرَأَیْتُهُ كُلَّمَا مَرَّ بِالْآیَةِ الَّتِی فِیهَا الْوَعْدُ وَ الْوَعِیدُ یُرَدِّدُهَا بِانْتِحَابٍ وَ حَنِینٍ فَلَمَّا أَنْ تَقَشَّعَ الظَّلَامُ وَثَبَ قَائِماً وَ هُوَ یَقُولُ یَا مَنْ قَصَدَهُ الضَّالُّونَ فَأَصَابُوهُ مُرْشِداً وَ أَمَّهُ الْخَائِفُونَ فَوَجَدُوهُ مَعْقِلًا وَ لَجَأَ إِلَیْهِ الْعَابِدُونَ فَوَجَدُوهُ مَوْئِلًا مَتَی رَاحَةُ مَنْ نَصَبَ لِغَیْرِكَ بَدَنَهُ وَ مَتَی فَرَحُ مَنْ قَصَدَ سِوَاكَ بِنِیَّتِهِ إِلَهِی قَدْ تَقَشَّعَ الظَّلَامُ وَ لَمْ أَقْضِ مِنْ خِدْمَتِكَ وَطَراً وَ لَا مِنْ حِیَاضِ مُنَاجَاتِكَ صَدْراً صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ افْعَلْ بِی أَوْلَی الْأَمْرَیْنِ بِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ فَخِفْتُ أَنْ یَفُوتَنِی شَخْصُهُ وَ أَنْ یَخْفَی عَلَیَّ أَمْرُهُ فَتَعَلَّقْتُ بِهِ فَقُلْتُ بِالَّذِی أَسْقَطَ عَنْكَ هَلَاكَ التَّعَبِ وَ مَنَحَكَ شِدَّةَ لَذِیذِ الرَّهَبِ إِلَّا مَا لَحِقْتَنِی مِنْكَ جَنَاحَ رَحْمَةٍ وَ كَنَفَ رِقَّةٍ فَإِنِّی ضَالٌّ فَقَالَ لَوْ صَدَقَ تَوَكُّلُكَ مَا كُنْتَ ضَالًّا وَ لَكِنِ
ص: 40
اتَّبِعْنِی وَ اقْفُ أَثَرِی فَلَمَّا أَنْ صَارَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَخَذَ بِیَدِی وَ تَخَیَّلَ لِی أَنَّ الْأَرْضَ یَمْتَدُّ مِنْ تَحْتِ قَدَمِی فَلَمَّا انْفَجَرَ عَمُودُ الصُّبْحِ قَالَ لِی أَبْشِرْ فَهَذِهِ مَكَّةُ فَسَمِعْتُ الضَّجَّةَ وَ رَأَیْتُ الْحَجَّةَ(1) فَقُلْتُ لَهُ بِالَّذِی تَرْجُوهُ یَوْمَ الْآزِفَةِ یَوْمَ الْفَاقَةِ مَنْ أَنْتَ فَقَالَ إِذَا أَقْسَمْتَ فَأَنَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ.
«35»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ حَبِیبٍ الْقَطَّانِ الْكُوفِیِّ قَالَ: خَرَجْنَا سَنَةً حُجَّاجاً فَرَحَلْنَا مِنْ زُبَالَةَ وَ اسْتَقْبَلَتْنَا رِیحٌ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ فَتَقَطَّعَتِ الْقَافِلَةُ فَتِهْتُ فِی تِلْكَ الْبَرَارِی فَانْتَهَیْتُ إِلَی وَادٍ قَفْرٍ وَ جَنَّنِی اللَّیْلُ فَأَوَیْتُ إِلَی شَجَرَةٍ فَلَمَّا اخْتَلَطَ الظَّلَامُ إِذَا أَنَا بِشَابٍّ عَلَیْهِ أَطْمَارٌ بِیضٌ قُلْتُ هَذَا وَلِیٌّ مِنْ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ مَتَی أَحَسَّ بِحَرِكَتِی خَشِیْتُ نَفَادَهُ فَأَخْفَیْتُ نَفْسِی فَدَنَا إِلَی مَوْضِعٍ فَتَهَیَّأَ لِلصَّلَاةِ وَ قَدْ نَبَعَ لَهُ مَاءٌ فَوَثَبَ قَائِماً وَ سَاقَ الْحَدِیثَ نَحْوَ مَا مَرَّ وَ فِیهِ وَ مَتَی فَرَحُ مَنْ قَصَدَ غَیْرَكَ بِهِمَّتِهِ (2).
بیان: تقشع الظلام و انقشع أی تصدع و انكشف.
«36»- یج، [الخرائج و الجرائح] كِتَابُ الْمَقْتَلِ، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ سَبَبَ مَرَضِ زَیْنِ الْعَابِدِینَ علیه السلام فِی كَرْبَلَاءَ أَنَّهُ كَانَ لَبِسَ دِرْعاً فَفَضَلَ عَنْهُ فَأَخَذَ الْفَضْلَةَ بِیَدِهِ وَ مَزَّقَهُ (3).
أَمَالِی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ، قَالَ: خَرَجَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِلَی مَكَّةَ حَاجّاً حَتَّی انْتَهَی إِلَی وَادٍ بَیْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِینَةِ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ یَقْطَعُ الطَّرِیقَ قَالَ فَقَالَ لِعَلِیٍّ انْزِلْ قَالَ تُرِیدُ مَا ذَا قَالَ أُرِیدُ أَنْ أَقْتُلَكَ وَ آخُذَ مَا مَعَكَ قَالَ فَأَنَا أُقَاسِمُكَ مَا مَعِی وَ أُحَلِّلُكَ قَالَ فَقَالَ اللِّصُّ لَا قَالَ فَدَعْ مَعِی مَا أَتَبَلَّغُ بِهِ فَأَبَی قَالَ فَأَیْنَ رَبُّكَ قَالَ نَائِمٌ قَالَ فَإِذَا أَسَدَانِ مُقْبِلَانِ بَیْنَ یَدَیْهِ فَأَخَذَ هَذَا بِرَأْسِهِ وَ هَذَا بِرِجْلَیْهِ قَالَ زَعَمْتَ أَنَّ رَبَّكَ عَنْكَ نَائِمٌ (4).
ص: 41
«37»- نبه، [تنبیه الخاطر] عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: خَرَجَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ ذَكَرَ نَحْوَهُ (1)
«38»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَحْمَدُ بْنُ عُبْدُونٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زُرْقٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: مِثْلَهُ (2).
«39»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب رَوَی أَبُو مِخْنَفٍ عَنِ الْجَلُودِیِّ: أَنَّهُ لَمَّا قُتِلَ الْحُسَیْنُ علیه السلام كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ نَائِماً فَجَعَلَ رَجُلٌ مِنْهُمْ یُدَافِعُ عَنْهُ كُلَّ مَنْ أَرَادَ بِهِ سُوءاً(3).
«40»- نجم، كتاب النجوم ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ مُؤَلِّفُ كِتَابِ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْأَوْصِیَاءِ مِنْ آدَمَ علیه السلام إِلَی الْمَهْدِیِّ علیه السلام فِی حَدِیثِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام مَا هَذَا لَفْظُهُ أَوْ مَعْنَاهُ وَ رُوِیَ: أَنَّ رَجُلًا أَتَی عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ عِنْدَهُ أَصْحَابُهُ فَقَالَ لَهُ مِمَّنِ الرَّجُلُ قَالَ أَنَا مُنَجِّمٌ قَائِفٌ عَرَّافٌ فَنَظَرَ إِلَیْهِ ثُمَّ قَالَ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَی رَجُلٍ قَدْ مَرَّ مُنْذُ دَخَلْتَ عَلَیْنَا فِی أَرْبَعَةِ آلَافِ عَالَمٍ قَالَ مَنْ هُوَ قَالَ أَمَّا الرَّجُلُ فَلَا أَذْكُرُهُ وَ لَكِنْ إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ بِمَا أَكَلْتَ وَ ادَّخَرْتَ فِی بَیْتِكَ قَالَ نَبِّئْنِی قَالَ أَكَلْتَ فِی هَذَا الْیَوْمِ جُبُنّاً فَأَمَّا فِی بَیْتِكَ فَعِشْرُونَ دِینَاراً مِنْهَا ثَلَاثَةُ دَنَانِیرَ وَازِنَةً فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ أَشْهَدُ أَنَّكَ الْحُجَّةُ الْعُظْمَی وَ الْمَثَلُ الْأَعْلَی وَ كَلِمَةُ التَّقْوَی فَقَالَ لَهُ وَ أَنْتَ صِدِّیقٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَكَ بِالْإِیمَانِ وَ أَثْبَتَ (4).
بیان: وازنة أی صحیحة الوزن بها یوزن غیرها.
ص: 42
«41»- نجم، كتاب النجوم بِإِسْنَادِنَا إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ جَرِیرٍ الطَّبَرِیِّ فِی كِتَابِ الْإِمَامَةِ قَالَ: حَضَرَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام الْمَوْتُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ أَیُّ لَیْلَةٍ هَذِهِ قَالَ لَیْلَةُ كَذَا وَ كَذَا قَالَ وَ كَمْ مَضَی مِنَ الشَّهْرِ قَالَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ إِنَّهَا اللَّیْلَةُ الَّتِی وُعِدْتُهَا وَ دَعَا بِوَضُوءٍ فَقَالَ إِنَّ فِیهِ فَأْرَةً فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ إِنَّهُ لَیَهْجُرُ فَقَالَ هَاتُوا الْمِصْبَاحَ فَجِی ءَ بِهِ فَإِذَا فِیهِ فَأْرَةٌ فَأَمَرَ بِذَلِكَ الْمَاءِ فَأُهَرِیقَ وَ أَتَوْهُ بِمَاءٍ آخَرَ فَتَوَضَّأَ وَ صَلَّی حَتَّی إِذَا كَانَ آخِرُ اللَّیْلِ تُوُفِّیَ علیه السلام(1).
«42»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ لِعَبْدِ اللَّهِ الْحِمْیَرِیِّ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فِی سَفَرٍ وَ كَانَ یَتَغَذَّی وَ عِنْدَهُ رَجُلٌ فَأَقْبَلَ غَزَالٌ فِی نَاحِیَةٍ یَتَقَمَّمُ (2) وَ كَانُوا یَأْكُلُونَ عَلَی سُفْرَةٍ فِی ذَلِكَ الْمَوْضِعِ فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ ادْنُ فَكُلْ فَأَنْتَ آمِنٌ فَدَنَا الْغَزَالُ فَأَقْبَلَ یَتَقَمَّمُ مِنَ السُّفْرَةِ فَقَامَ الرَّجُلُ الَّذِی كَانَ یَأْكُلُ مَعَهُ بِحَصَاةٍ فَقَذَفَ بِهَا ظَهْرَهُ فَنَفَرَ الْغَزَالُ وَ مَضَی فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَخْفَرْتَ ذِمَّتِی- لَا كَلَّمْتُكَ كَلِمَةً أَبَداً(3).
وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَبِی خَرَجَ إِلَی مَالِهِ وَ مَعَنَا نَاسٌ مِنْ مَوَالِیهِ وَ غَیْرِهِمْ فَوُضِعَتِ الْمَائِدَةُ لِیَتَغَذَّی وَ جَاءَ ظَبْیٌ وَ كَانَ مِنْهُ قَرِیباً فَقَالَ لَهُ یَا ظَبْیُ أَنَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ أُمِّی فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَلُمَّ إِلَی هَذَا الْغِذَاءِ فَجَاءَ الظَّبْیُ حَتَّی أَكَلَ مَعَهُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ یَأْكُلَ ثُمَّ تَنَحَّی الظَّبْیُ فَقَالَ بَعْضُ غِلْمَانِهِ رُدَّهُ عَلَیْنَا فَقَالَ لَهُمْ لَا تُخْفِرُوا ذِمَّتِی قَالُوا لَا فَقَالَ لَهُ یَا ظَبْیُ أَنَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ أُمِّی فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَلُمَّ إِلَی هَذَا الْغِذَاءِ وَ أَنْتَ آمِنٌ فِی ذِمَّتِی فَجَاءَ الظَّبْیُ حَتَّی قَامَ عَلَی الْمَائِدَةِ فَأَكَلَ مَعَهُمْ فَوَضَعَ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ یَدَهُ عَلَی ظَهْرِهِ فَنَفَرَ الظَّبْیُ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَخْفَرْتَ ذِمَّتِی- لَا كَلَّمْتُكَ كَلِمَةً أَبَداً
ص: 43
وَ تَلَكَّأَتْ عَلَیْهِ نَاقَتُهُ بَیْنَ جِبَالِ رَضْوَی فَأَنَاخَهَا ثُمَّ أَرَاهَا السَّوْطَ وَ الْقَضِیبَ ثُمَّ قَالَ لَتَنْطَلِقَنَّ أَوْ لَأَفْعَلَنَّ فَانْطَلَقَتْ وَ مَا تَلَكَّأَتْ بَعْدَهَا(1).
بیان: قال الفیروزآبادی تلكأ علیه اعتل و عنه أبطأ(2).
«43»- یج (3)،[الخرائج و الجرائح] كشف، [كشف الغمة] وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُ الْتَزَقَتْ یَدُ رَجُلٍ وَ امْرَأَةٍ عَلَی الْحَجَرِ فِی الطَّوَافِ فَجَهَدَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنْ یَنْزِعَ یَدَهُ فَلَمْ یَقْدِرَا عَلَیْهِ وَ قَالَ النَّاسُ اقْطَعُوهُمَا قَالَ فَبَیْنَا هُمَا كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَأَفْرَجُوا لَهُ فَلَمَّا عَرَفَ أَمْرَهُمَا تَقَدَّمَ فَوَضَعَ یَدَهُ عَلَیْهِمَا فَانْحَلَّا وَ تَفَرَّقَا(4).
«44»- كشف، [كشف الغمة] عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا وُلِّیَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ الْخِلَافَةَ كَتَبَ إِلَی الْحَجَّاجِ بْنِ یُوسُفَ- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ إِلَی الْحَجَّاجِ بْنِ یُوسُفَ أَمَّا بَعْدُ فَانْظُرْ دِمَاءَ بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَاحْقُنْهَا وَ اجْتَنِبْهَا فَإِنِّی رَأَیْتُ آلَ أَبِی سُفْیَانَ لَمَّا وَلِعُوا فِیهَا لَمْ یَلْبَثُوا إِلَّا قَلِیلًا وَ السَّلَامُ قَالَ وَ بَعَثَ بِالْكِتَابِ سِرّاً وَ وَرَدَ الْخَبَرُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام سَاعَةَ كَتَبَ الْكِتَابَ وَ بَعَثَ بِهِ إِلَی الْحَجَّاجِ فَقِیلَ لَهُ (5)
إِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ قَدْ كَتَبَ إِلَی الْحَجَّاجِ كَذَا وَ كَذَا وَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ شَكَرَ لَهُ ذَلِكَ وَ ثَبَّتَ مُلْكَهُ وَ زَادَهُ بُرْهَةً قَالَ فَكَتَبَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ إِلَی عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكَ كَتَبْتَ یَوْمَ كَذَا وَ كَذَا مِنْ سَاعَةِ كَذَا وَ كَذَا مِنْ شَهْرِ كَذَا وَ كَذَا بِكَذَا وَ كَذَا وَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ- ص أَنْبَأَنِی وَ خَبَّرَنِی وَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ شَكَرَ لَكَ ذَلِكَ وَ ثَبَّتَ مُلْكَكَ وَ زَادَكَ فِیهِ بُرْهَةً وَ طَوَی الْكِتَابَ وَ خَتَمَهُ وَ أَرْسَلَ بِهِ مَعَ غُلَامٍ لَهُ عَلَی بَعِیرِهِ وَ أَمَرَهُ أَنْ یُوصِلَهُ إِلَی عَبْدِ الْمَلِكِ سَاعَةَ یَقْدَمُ
ص: 44
عَلَیْهِ فَلَمَّا قَدِمَ الْغُلَامُ أَوْصَلَ الْكِتَابَ إِلَی عَبْدِ الْمَلِكِ فَلَمَّا نَظَرَ فِی تَارِیخِ الْكِتَابِ وَجَدَهُ مُوَافِقاً لِتِلْكَ السَّاعَةِ الَّتِی كَتَبَ فِیهَا إِلَی الْحَجَّاجِ فَلَمْ یَشُكَّ فِی صِدْقِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ فَرِحَ فَرَحاً شَدِیداً وَ بَعَثَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام بِوِقْرِ رَاحِلَتِهِ دَرَاهِمَ ثَوَاباً لِمَا سَرَّهُ مِنَ الْكِتَابِ (1).
«45»- طا، [الأمان] مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ (2) لِمُحَمَّدِ بْنِ جَرِیرٍ الطَّبَرِیِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَی جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: خَرَجَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِلَی مَكَّةَ فِی جَمَاعَةٍ مِنْ مَوَالِیهِ وَ نَاسٍ مِنْ سِوَاهُمْ فَلَمَّا بَلَغَ عُسْفَانَ ضَرَبَ مَوَالِیهِ فُسْطَاطَهُ فِی مَوْضِعٍ مِنْهَا فَلَمَّا دَنَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ قَالَ لِمَوَالِیهِ كَیْفَ ضَرَبْتُمْ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ وَ هَذَا مَوْضِعُ قَوْمٍ مِنَ الْجِنِّ هُمْ لَنَا أَوْلِیَاءُ وَ لَنَا شِیعَةٌ وَ ذَلِكَ یُضِرُّ بِهِمْ وَ یُضَیِّقُ عَلَیْهِمْ فَقُلْنَا مَا عَلِمْنَا ذَلِكَ وَ عَمَدُوا إِلَی قَلْعِ الْفُسْطَاطِ وَ إِذَا هَاتِفٌ نَسْمَعُ صَوْتَهُ وَ لَا نَرَی شَخْصَهُ وَ هُوَ یَقُولُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ- لَا تُحَوِّلْ فُسْطَاطَكَ مِنْ مَوْضِعِهِ فَإِنَّا نَحْتَمِلُ لَكَ ذَلِكَ وَ هَذَا اللُّطْفُ قَدْ أَهْدَیْنَاهُ إِلَیْكَ وَ نُحِبُّ أَنْ تَنَالَ مِنْهُ لِنُسَرَّ بِذَلِكَ فَإِذَا جَانِبُ الْفُسْطَاطِ طَبَقٌ عَظِیمٌ وَ أَطْبَاقٌ مَعَهُ فِیهَا عِنَبٌ وَ رُمَّانٌ وَ مَوْزٌ وَ فَاكِهَةٌ كَثِیرَةٌ فَدَعَا أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام مَنْ كَانَ مَعَهُ فَأَكَلَ وَ أَكَلُوا مِنْ تِلْكَ الْفَاكِهَةِ(3).
«46»- یج، [الخرائج و الجرائح] مُرْسَلًا: مِثْلَهُ (4).
«47»- كش، [رجال الكشی] وَجَدْتُ بِخَطِّ جَبْرَئِیلَ بْنِ أَحْمَدَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: كَانَ أَبُو خَالِدٍ الْكَابُلِیُّ یَخْدُمُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِیَّةِ دَهْراً وَ مَا كَانَ
ص: 45
یَشُكُّ فِی أَنَّهُ إِمَامٌ حَتَّی أَتَاهُ ذَاتَ یَوْمٍ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ لِی حُرْمَةً وَ مَوَدَّةً وَ انْقِطَاعاً فَأَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَّا أَخْبَرْتَنِی أَنْتَ الْإِمَامُ الَّذِی فَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَهُ عَلَی خَلْقِهِ قَالَ فَقَالَ یَا أَبَا خَالِدٍ حَلَّفْتَنِی بِالْعَظِیمِ الْإِمَامُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام عَلَیَّ وَ عَلَیْكَ وَ عَلَی كُلِّ مُسْلِمٍ فَأَقْبَلَ أَبُو خَالِدٍ لَمَّا أَنْ سَمِعَ مَا قَالَهُ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِیَّةِ وَ جَاءَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عَلَیْهِ أُخْبِرَ أَنَّ أَبَا خَالِدٍ بِالْبَابِ فَأَذِنَ لَهُ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَیْهِ وَ دَنَا مِنْهُ قَالَ مَرْحَباً یَا كَنْكَرُ مَا كُنْتَ لَنَا بِزَائِرٍ مَا بَدَا لَكَ فِینَا فَخَرَّ أَبُو خَالِدٍ سَاجِداً شَاكِراً لِلَّهِ تَعَالَی مِمَّا سَمِعَ مِنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یُمِتْنِی حَتَّی عَرَفْتُ إِمَامِی فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام وَ كَیْفَ عَرَفْتَ إِمَامَكَ یَا أَبَا خَالِدٍ قَالَ إِنَّكَ دَعَوْتَنِی بِاسْمِیَ الَّذِی سَمَّتْنِی بِهِ أُمِّیَ الَّتِی وَلَدَتْنِی وَ قَدْ كُنْتُ فِی عَمْیَاءَ مِنْ أَمْرِی وَ لَقَدْ خَدَمْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِیَّةِ عُمُراً مِنْ عُمُرِی وَ لَا أَشُكُّ أَنَّهُ إِمَامٌ حَتَّی إِذَا كَانَ قَرِیباً سَأَلْتُهُ بِحُرْمَةِ اللَّهِ تَعَالَی وَ حُرْمَةِ رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ بِحُرْمَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَأَرْشَدَنِی إِلَیْكَ وَ قَالَ هُوَ الْإِمَامُ عَلَیَّ وَ عَلَیْكَ وَ عَلَی جَمِیعِ خَلْقِ اللَّهِ كُلِّهِمْ ثُمَّ أَذِنْتَ لِی فَجِئْتُ فَدَنَوْتُ مِنْكَ وَ سَمَّیْتَنِی بِاسْمِیَ الَّذِی سَمَّتْنِی أُمِّی فَعَلِمْتُ أَنَّكَ الْإِمَامُ الَّذِی فَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَهُ عَلَیَّ وَ عَلَی كُلِّ مُسْلِمٍ (1).
«48»- یج، [الخرائج و الجرائح] مُرْسَلًا: مِثْلَهُ وَ فِیهِ وَ قَالَ وَلَدَتْنِی أُمِّی فَسَمَّتْنِی وَرْدَانَ فَدَخَلَ عَلَیْهَا وَالِدِی فَقَالَ سَمِّیهِ كَنْكَرَ وَ وَ اللَّهِ مَا سَمَّانِی بِهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ إِلَی یَوْمِی هَذَا غَیْرُكَ فَأَشْهَدُ أَنَّكَ إِمَامُ مَنْ فِی الْأَرْضِ وَ مَنْ فِی السَّمَاءِ(2).
أقول: روی الشیخ أبو جعفر بن نما فی كتاب شرح الثار: مثله و قد مر فی باب أحوال المختار(3).
ص: 46
«49»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَاحْتُبِسْتُ فِی الدَّارِ سَاعَةً ثُمَّ دَخَلْتُ وَ هُوَ یَلْتَقِطُ شَیْئاً وَ أَدْخَلَ یَدَهُ فِی وَرَاءِ السِّتْرِ فَنَاوَلَهُ مَنْ كَانَ فِی الْبَیْتِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا الَّذِی أَرَاكَ تَلْتَقِطُ أَیُّ شَیْ ءٍ هُوَ قَالَ فَضْلَةٌ مِنْ زَغَبِ الْمَلَائِكَةِ نَجْمَعُهُ إِذَا خَلَّوْنَا نَجْعَلُهُ سَیْحاً لِأَوْلَادِنَا فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ إِنَّهُمْ لَیَأْتُونَكُمْ فَقَالَ یَا أَبَا حَمْزَةَ إِنَّهُمْ لَیُزَاحِمُونَّا عَلَی تُكَأَتِنَا(1).
بیان: السیح عباءة و منهم من قرأ سبحا بالباء الموحدة جمع السبحة.
أقول: سیأتی فی الأبواب الآتیة كثیر من الأخبار المشتملة علی المعجزات.
وَ رَأَیْتُ فِی بَعْضِ مُؤَلَّفَاتِ أَصْحَابِنَا رُوِیَ: أَنَّ رَجُلًا مُؤْمِناً مِنْ أَكَابِرِ بِلَادِ بَلْخٍ كَانَ یَحُجُّ الْبَیْتَ وَ یَزُورُ النَّبِیَّ فِی أَكْثَرِ الْأَعْوَامِ وَ كَانَ یَأْتِی عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ یَزُورُهُ وَ یَحْمِلُ إِلَیْهِ الْهَدَایَا وَ التُّحَفَ وَ یَأْخُذُ مَصَالِحَ دِینِهِ مِنْهُ ثُمَّ یَرْجِعُ إِلَی بِلَادِهِ فَقَالَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ أَرَاكَ تُهْدِی تُحَفاً كَثِیرَةً وَ لَا أَرَاهُ یُجَازِیكَ عَنْهَا بِشَیْ ءٍ فَقَالَ إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِی نُهْدِی إِلَیْهِ هَدَایَانَا هُوَ مَلِكُ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ جَمِیعُ مَا فِی أَیْدِی النَّاسِ تَحْتَ مِلْكِهِ لِأَنَّهُ خَلِیفَةُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ حُجَّتُهُ عَلَی عِبَادِهِ وَ هُوَ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِمَامُنَا فَلَمَّا سَمِعَتْ ذَلِكَ مِنْهُ أَمْسَكَتْ عَنْ مَلَامَتِهِ ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ تَهَیَّأَ لِلْحَجِّ مَرَّةً أُخْرَی فِی السَّنَةِ الْقَابِلَةِ وَ قَصَدَ دَارَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَاسْتَأْذَنَ عَلَیْهِ فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ وَ قَبَّلَ یَدَیْهِ وَ وَجَدَ بَیْنَ یَدَیْهِ طَعَاماً فَقَرَّبَهُ إِلَیْهِ وَ أَمَرَهُ بِالْأَكْلِ مَعَهُ فَأَكَلَ الرَّجُلُ ثُمَّ دَعَا بِطَسْتٍ وَ إِبْرِیقٍ فِیهِ مَاءٌ فَقَامَ الرَّجُلُ وَ أَخَذَ الْإِبْرِیقَ وَ صَبَّ الْمَاءَ عَلَی یَدَیِ الْإِمَامِ علیه السلام فَقَالَ علیه السلام یَا شَیْخُ أَنْتَ ضَیْفُنَا فَكَیْفَ تَصُبُّ عَلَی یَدَیَّ الْمَاءَ فَقَالَ إِنِّی أُحِبُّ ذَلِكَ فَقَالَ الْإِمَامُ علیه السلام لَمَّا أَحْبَبْتَ ذَلِكَ فَوَ اللَّهِ لَأُرِیَنَّكَ مَا تُحِبُّ وَ تَرْضَی وَ تَقَرُّ بِهِ عَیْنَاكَ فَصَبَّ الرَّجُلُ عَلَی یَدَیْهِ الْمَاءَ حَتَّی امْتَلَأَ ثُلُثُ الطَّسْتِ فَقَالَ الْإِمَامُ علیه السلام لِلرَّجُلِ مَا هَذَا فَقَالَ مَاءٌ قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام بَلْ
ص: 47
هُوَ یَاقُوتٌ أَحْمَرُ فَنَظَرَ الرَّجُلُ فَإِذَا هُوَ قَدْ صَارَ یَاقُوتاً أَحْمَرَ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی.
ثُمَّ قَالَ علیه السلام یَا رَجُلُ صُبَّ الْمَاءَ فَصَبَّ حَتَّی امْتَلَأَ ثُلُثَا الطَّسْتِ فَقَالَ علیه السلام مَا هَذَا قَالَ هَذَا مَاءٌ قَالَ علیه السلام بَلْ هَذَا زُمُرُّدٌ أَخْضَرُ فَنَظَرَ الرَّجُلُ فَإِذَا هُوَ زُمُرُّدٌ أَخْضَرُ ثُمَّ قَالَ علیه السلام صُبَّ الْمَاءَ فَصَبَّهُ عَلَی یَدَیْهِ حَتَّی امْتَلَأَ الطَّسْتُ فَقَالَ مَا هَذَا فَقَالَ هَذَا مَاءٌ قَالَ علیه السلام بَلْ هَذَا دُرٌّ أَبْیَضُ فَنَظَرَ الرَّجُلُ إِلَیْهِ فَإِذَا هُوَ دُرٌّ أَبْیَضُ فَامْتَلَأَ الطَّسْتُ مِنْ ثَلَاثَةِ أَلْوَانٍ دُرٍّ وَ یَاقُوتٍ وَ زُمُرُّدٍ فَتَعَجَّبَ الرَّجُلُ وَ انْكَبَّ عَلَی یَدَیْهِ علیه السلام یُقَبِّلُهُمَا فَقَالَ علیه السلام یَا شَیْخُ لَمْ یَكُنْ عِنْدَنَا شَیْ ءٌ نُكَافِیكَ عَلَی هَدَایَاكَ إِلَیْنَا فَخُذْ هَذِهِ الْجَوَاهِرَ عِوَضاً عَنْ هَدِیَّتِكَ وَ اعْتَذِرْ لَنَا عِنْدَ زَوْجَتِكَ لِأَنَّهَا عَتَبَتْ عَلَیْنَا فَأَطْرَقَ الرَّجُلُ رَأْسَهُ وَ قَالَ یَا سَیِّدِی مَنْ أَنْبَأَكَ بِكَلَامِ زَوْجَتِی فَلَا أَشُكُّ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ وَدَّعَ الْإِمَامَ علیه السلام وَ أَخَذَ الْجَوَاهِرَ وَ سَارَ بِهَا إِلَی زَوْجَتِهِ وَ حَدَّثَهَا بِالْقِصَّةِ فَسَجَدَتْ لِلَّهِ شُكْراً وَ أَقْسَمَتْ عَلَی بَعْلِهَا بِاللَّهِ الْعَظِیمِ أَنْ یَحْمِلَهَا مَعَهُ إِلَیْهِ علیه السلام فَلَمَّا تَجَهَّزَ بَعْلُهَا لِلْحَجِّ فِی السَّنَةِ الْقَابِلَةِ أَخَذَهَا مَعَهُ فَمَرِضَتْ فِی الطَّرِیقِ وَ مَاتَتْ قَرِیباً مِنَ الْمَدِینَةِ فَأَتَی الرَّجُلُ الْإِمَامَ علیه السلام بَاكِیاً وَ أَخْبَرَهُ بِمَوْتِهَا فَقَامَ الْإِمَامُ علیه السلام وَ صَلَّی رَكْعَتَیْنِ وَ دَعَا اللَّهَ سُبْحَانَهُ بِدَعَوَاتٍ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی الرَّجُلِ وَ قَالَ لَهُ ارْجِعْ إِلَی زَوْجَتِكَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَحْیَاهَا بِقُدْرَتِهِ وَ حِكْمَتِهِ وَ هُوَ یُحْیِ الْعِظامَ وَ هِیَ رَمِیمٌ فَقَامَ الرَّجُلُ مُسْرِعاً فَلَمَّا دَخَلَ خَیْمَتَهُ وَجَدَ زَوْجَتَهُ جَالِسَةً عَلَی حَالِ صِحَّتِهَا فَقَالَ لَهَا كَیْفَ أَحْیَاكِ اللَّهُ قَالَتْ وَ اللَّهِ لَقَدْ جَاءَنِی مَلَكُ الْمَوْتِ وَ قَبَضَ رُوحِی وَ هَمَّ أَنْ یَصَّعَّدَ بِهَا فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ صِفَتُهُ كَذَا وَ كَذَا وَ جَعَلَتْ تَعُدُّ أَوْصَافَهُ علیه السلام وَ بَعْلُهَا یَقُولُ نَعَمْ صَدَقْتِ هَذِهِ صِفَةُ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَتْ فَلَمَّا رَآهُ مَلَكُ الْمَوْتِ مُقْبِلًا انْكَبَّ عَلَی قَدَمَیْهِ یُقَبِّلُهُمَا وَ یَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حُجَّةَ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا زَیْنَ الْعَابِدِینَ فَرَدَّ عَلَیْهِ السَّلَامَ وَ قَالَ لَهُ یَا مَلَكَ الْمَوْتِ أَعِدْ رُوحَ هَذِهِ الْمَرْأَةِ إِلَی جَسَدِهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ قَاصِدَةً إِلَیْنَا وَ إِنِّی قَدْ سَأَلْتُ رَبِّی أَنْ یُبْقِیَهَا ثَلَاثِینَ سَنَةً أُخْرَی
ص: 48
وَ یُحْیِیَهَا حَیَاةً طَیِّبَةً لِقُدُومِهَا إِلَیْنَا زَائِرَةً لَنَا فَقَالَ الْمَلَكُ سَمْعاً وَ طَاعَةً لَكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ ثُمَّ أَعَادَ رُوحِی إِلَی جَسَدِی وَ أَنَا أَنْظُرُ إِلَی مَلَكِ الْمَوْتِ قَدْ قَبَّلَ یَدَهُ علیه السلام وَ خَرَجَ عَنِّی فَأَخَذَ الرَّجُلُ بِیَدِ زَوْجَتِهِ وَ أَدْخَلَهَا إِلَیْهِ علیه السلام وَ هُوَ مَا بَیْنَ أَصْحَابِهِ فَانْكَبَّتْ عَلَی رُكْبَتَیْهِ تُقَبِّلُهُمَا وَ هِیَ تَقُولُ هَذَا وَ اللَّهِ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ وَ هَذَا هُوَ الَّذِی أَحْیَانِیَ اللَّهُ بِبَرَكَةِ دُعَائِهِ قَالَ فَلَمْ تَزَلِ الْمَرْأَةُ مَعَ بَعْلِهَا مُجَاوِرَیْنِ عِنْدَ الْإِمَامِ علیه السلام بَقِیَّةَ أَعْمَارِهِمَا إِلَی أَنْ مَاتَا رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا.
وَ رَوَی الْبُرْسِیُّ فِی مَشَارِقِ الْأَنْوَارِ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام بِمَا ذَا فُضِّلْنَا عَلَی أَعْدَائِنَا وَ فِیهِمْ مَنْ هُوَ أَجْمَلُ مِنَّا فَقَالَ لَهُ الْإِمَامُ علیه السلام أَ تُحِبُّ أَنْ تَرَی فَضْلَكَ عَلَیْهِمْ فَقَالَ نَعَمْ فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَی وَجْهِهِ وَ قَالَ انْظُرْ فَنَظَرَ فَاضْطَرَبَ وَ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ رُدَّنِی إِلَی مَا كُنْتُ فَإِنِّی لَمْ أَرَ فِی الْمَسْجِدِ إِلَّا دُبّاً وَ قِرْداً وَ كَلْباً فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَی وَجْهِهِ فَعَادَ إِلَی حَالِهِ (1).
ص: 49
دِینَارٍ(1)
فَلَمَّا أَنْ دَخَلْنَا مَكَّةَ رَأَیْنَا الْمَاءَ ضَیْقاً وَ قَدِ اشْتَدَّ بِالنَّاسِ الْعَطَشُ لِقِلَّةِ الْغَیْثِ فَفَزِعَ إِلَیْنَا أَهْلُ مَكَّةَ وَ الْحُجَّاجُ یَسْأَلُونَّا أَنْ نَسْتَسْقِیَ لَهُمْ فَأَتَیْنَا الْكَعْبَةَ وَ طُفْنَا بِهَا- ثُمَّ سَأَلْنَا اللَّهَ خَاضِعِینَ مُتَضَرِّعِینَ بِهَا فَمُنِعْنَا الْإِجَابَةَ فَبَیْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذَا نَحْنُ بِفَتًی قَدْ أَقْبَلَ قَدْ أَكْرَبَتْهُ أَحْزَانُهُ وَ أَقْلَقَتْهُ أَشْجَانُهُ فَطَافَ بِالْكَعْبَةِ أَشْوَاطاً ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیْنَا فَقَالَ یَا مَالِكَ بْنَ دِینَارٍ وَ یَا ثَابِتُ الْبُنَانِیُّ وَ یَا أَیُّوبُ السِّجِسْتَانِیُّ وَ یَا صَالِحُ الْمُرِّیُّ وَ یَا عُتْبَةُ الْغُلَامُ وَ یَا حَبِیبُ الْفَارِسِیُّ وَ یَا سَعْدُ وَ یَا عُمَرُ وَ یَا صَالِحُ الْأَعْمَی وَ یَا رَابِعَةُ وَ یَا سَعْدَانَةُ وَ یَا جَعْفَرَ بْنَ سُلَیْمَانَ فَقُلْنَا لَبَّیْكَ وَ سَعْدَیْكَ یَا فَتَی فَقَالَ أَ مَا فِیكُمْ أَحَدٌ یُحِبُّهُ الرَّحْمَنُ فَقُلْنَا یَا فَتَی عَلَیْنَا الدُّعَاءُ وَ عَلَیْهِ الْإِجَابَةُ فَقَالَ أَبْعِدُوا مِنَ الْكَعْبَةِ فَلَوْ كَانَ فِیكُمْ أَحَدٌ یُحِبُّهُ الرَّحْمَنُ لَأَجَابَهُ ثُمَّ أَتَی الْكَعْبَةَ فَخَرَّ سَاجِداً فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ فِی سُجُودِهِ سَیِّدِی بِحُبِّكَ لِی إِلَّا سَقَیْتَهُمُ الْغَیْثَ قَالَ فَمَا اسْتَتَمَّ الْكَلَامَ حَتَّی أَتَاهُمُ الْغَیْثُ كَأَفْوَاهِ الْقِرَبِ فَقُلْتُ یَا فَتَی مِنْ أَیْنَ عَلِمْتَ أَنَّهُ یُحِبُّكَ قَالَ لَوْ لَمْ یُحِبَّنِی لَمْ یَسْتَزِرْنِی فَلَمَّا اسْتَزَارَنِی عَلِمْتُ أَنَّهُ یُحِبُّنِی فَسَأَلْتُهُ بِحُبِّهِ لِی فَأَجَابَنِی ثُمَّ وَلَّی عَنَّا وَ أَنْشَأَ یَقُولُ:
مَنْ عَرَفَ الرَّبَّ فَلَمْ تُغْنِهِ***مَعْرِفَةُ الرَّبِّ فَذَاكَ الشَّقِیُ
مَا ضَرَّ فِی الطَّاعَةِ مَا نَالَهُ***فِی طَاعَةِ اللَّهِ وَ مَا ذَا لَقِیَ
مَا یَصْنَعُ الْعَبْدُ بِغَیْرِ التُّقَی***وَ الْعِزُّ كُلُّ الْعِزِّ لِلْمُتَّقِی
فَقُلْتُ یَا أَهْلَ مَكَّةَ مَنْ هَذَا الْفَتَی قَالُوا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام بْنِ عَلِیِ
ص: 51
بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام(1).
بیان: الشجن محركة الهم و الحزن.
«2»- قب،(2)[المناقب] لابن شهرآشوب الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو فِی خَبَرٍ قَالَ: حَجَجْتُ فَلَقِیتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَقَالَ مَا فَعَلَ حَرْمَلَةُ بْنُ كَاهِلٍ قُلْتُ تَرَكْتُهُ حَیّاً بِالْكُوفَةِ فَرَفَعَ یَدَیْهِ ثُمَّ قَالَ علیه السلام اللَّهُمَّ أَذِقْهُ حَرَّ الْحَدِیدِ اللَّهُمَّ أَذِقْهُ حَرَّ النَّارِ فَتَوَجَّهْتُ نَحْوَ الْمُخْتَارِ فَإِذَا بِقَوْمٍ یَرْكُضُونَ وَ یَقُولُونَ الْبِشَارَةُ أَیُّهَا الْأَمِیرُ قَدْ أُخِذَ حَرْمَلَةُ وَ قَدْ كَانَ تَوَارَی عَنْهُ فَأَمَرَ بِقَطْعِ یَدَیْهِ وَ رِجْلَیْهِ وَ حَرْقِهِ بِالنَّارِ(3).
وَ أُصِیبَ بِالْحُسَیْنِ علیه السلام وَ عَلَیْهِ دَیْنٌ بِضْعَةٌ وَ سَبْعُونَ أَلْفَ دِینَارٍ فَاهْتَمَّ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام بِدَیْنِ أَبِیهِ حَتَّی امْتَنَعَ مِنَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ النَّوْمِ فِی أَكْثَرِ أَیَّامِهِ وَ لَیَالِیهِ فَأَتَاهُ آتٍ فِی الْمَنَامِ فَقَالَ لَا تَهْتَمَّ بِدَیْنِ أَبِیكَ فَقَدْ قَضَاهُ اللَّهُ عَنْهُ بِمَالِ بجنس (4) فَقَالَ علیه السلام مَا أَعْرِفُ فِی أَمْوَالِ أَبِی مَالًا یُقَالُ لَهُ مَالُ بجنس فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّیْلَةِ الثَّانِیَةِ رَأَی مِثْلَ ذَلِكَ فَسَأَلَ عَنْهُ أَهْلَهُ فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِهِ كَانَ لِأَبِیكَ عَبْدٌ رُومِیٌّ یُقَالُ لَهُ بجنس اسْتَنْبَطَ لَهُ عَیْناً بِذِی خَشَبٍ فَسَأَلَ عَنْ ذَلِكَ فَأُخْبِرَ بِهِ فَمَا مَضَتْ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا أَیَّامٌ قَلَائِلُ حَتَّی أَرْسَلَ الْوَلِیدُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِی سُفْیَانَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَقُولُ لَهُ إِنَّهُ قَدْ ذُكِرَتْ لِی عَیْنٌ لِأَبِیكَ- بِذِی خَشَبٍ تُعْرَفُ ببجنس فَإِذَا أَحْبَبْتَ بَیْعَهَا
ص: 52
ابْتَعْتُهَا مِنْكَ قَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام خُذْهَا بِدَیْنِ الْحُسَیْنِ وَ ذَكَرَهُ لَهُ قَالَ قَدْ أَخَذْتُهَا فَاسْتَثْنَی فِیهَا سَقْیَ لَیْلَةِ السَّبْتِ لِسُكَیْنَةَ وَ كَانَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ علیه السلام یَدْعُو فِی كُلِّ یَوْمٍ أَنْ یُرِیَهُ اللَّهُ قَاتِلَ أَبِیهِ مَقْتُولًا فَلَمَّا قَتَلَ الْمُخْتَارُ قَتَلَةَ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَیْهِ بَعَثَ بِرَأْسِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ زِیَادٍ وَ رَأْسِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ مَعَ رَسُولٍ مِنْ قِبَلِهِ إِلَی زَیْنِ الْعَابِدِینَ وَ قَالَ لِرَسُولِهِ إِنَّهُ یُصَلِّی مِنَ اللَّیْلِ وَ إِذَا أَصْبَحَ وَ صَلَّی صَلَاةَ الْغَدَاةِ هَجَعَ ثُمَّ یَقُومُ فَیَسْتَاكُ وَ یُؤْتَی بِغَدَائِهِ فَإِذَا أَتَیْتَ بَابَهُ فَاسْأَلْ عَنْهُ فَإِذَا قِیلَ لَكَ إِنَّ الْمَائِدَةَ وُضِعَتْ بَیْنَ یَدَیْهِ فَاسْتَأْذِنْ عَلَیْهِ وَ ضَعِ الرَّأْسَیْنِ عَلَی مَائِدَتِهِ وَ قُلْ لَهُ الْمُخْتَارُ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ بَلَّغَكَ اللَّهُ ثَارَكَ فَفَعَلَ الرَّسُولُ ذَلِكَ فَلَمَّا رَأَی زَیْنُ الْعَابِدِینَ علیه السلام الرَّأْسَیْنِ عَلَی مَائِدَتِهِ خَرَّ سَاجِداً وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَجَابَ دَعْوَتِی وَ بَلَّغَنِی ثَارِی مِنْ قَتَلَةِ أَبِی وَ دَعَا لِلْمُخْتَارِ وَ جَزَّاهُ خَیْراً.
«2»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ لِلْحِمْیَرِیِّ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: حَجَجْتُ فَدَخَلْتُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَقَالَ لِی یَا مِنْهَالُ مَا فَعَلَ حَرْمَلَةُ بْنُ كَاهِلٍ الْأَسَدِیُّ قُلْتُ تَرَكْتُهُ حَیّاً بِالْكُوفَةِ قَالَ فَرَفَعَ یَدَیْهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ أَذِقْهُ حَرَّ الْحَدِیدِ اللَّهُمَّ أَذِقْهُ حَرَّ النَّارِ قَالَ فَانْصَرَفْتُ إِلَی الْكُوفَةِ وَ قَدْ خَرَجَ بِهَا الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِی عُبَیْدٍ وَ كَانَ لِی صَدِیقاً فَرَكِبْتُ لِأُسَلِّمَ عَلَیْهِ فَوَجَدْتُهُ قَدْ دَعَا بِدَابَّتِهِ فَرَكِبَ وَ رَكِبْتُ مَعَهُ حَتَّی أَتَی الْكُنَاسَةَ فَوَقَفَ وُقُوفَ مُنْتَظِرٍ لِشَیْ ءٍ وَ قَدْ كَانَ وَجَّهَ فِی طَلَبِ حَرْمَلَةَ بْنِ كَاهِلٍ فَأُحْضِرَ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی مَكَّنَنِی مِنْكَ ثُمَّ دَعَا بِالْجَزَّارِ فَقَالَ اقْطَعُوا یَدَیْهِ فَقُطِعَتَا ثُمَّ قَالَ اقْطَعُوا رِجْلَیْهِ فَقُطِعَتَا ثُمَّ قَالَ النَّارَ النَّارَ فَأُتِیَ بِطُنِّ قَصَبٍ ثُمَّ جُعِلَ فِیهَا ثُمَّ أُلْهِبَتْ فِیهِ النَّارُ حَتَّی احْتَرَقَ فَقُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ فَالْتَفَتَ إِلَیَّ الْمُخْتَارُ فَقَالَ مِمَّ سَبَّحْتَ فَقُلْتُ لَهُ دَخَلْتُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَسَأَلَنِی عَنْ حَرْمَلَةَ فَأَخْبَرْتُ أَنِّی تَرَكْتُهُ بِالْكُوفَةِ حَیّاً فَرَفَعَ یَدَیْهِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ أَذِقْهُ حَرَّ الْحَدِیدِ اللَّهُمَّ أَذِقْهُ حَرَّ النَّارِ فَقَالَ الْمُخْتَارُ اللَّهَ اللَّهَ أَ سَمِعْتَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام یَقُولُ هَذَا فَقُلْتُ اللَّهَ اللَّهَ لَقَدْ سَمِعْتُهُ یَقُولُ هَذَا فَنَزَلَ الْمُخْتَارُ وَ صَلَّی
ص: 53
رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ أَطَالَ ثُمَّ سَجَدَ وَ أَطَالَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ ذَهَبَ وَ مَضَیْتُ مَعَهُ حَتَّی انْتَهَی إِلَی بَابِ دَارِی فَقُلْتُ لَهُ إِنْ رَأَیْتَ أَنْ تُكْرِمَنِی بِأَنْ تَنْزِلَ وَ تَتَغَدَّی عِنْدِی فَقَالَ یَا مِنْهَالُ تُخْبِرُنِی أَنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ دَعَا اللَّهَ بِثَلَاثِ دَعَوَاتٍ فَأَجَابَهُ اللَّهُ فِیهَا عَلَی یَدِی ثُمَّ تَسْأَلُنِی الْأَكْلَ عِنْدَكَ هَذَا یَوْمُ صَوْمٍ شُكْراً لِلَّهِ عَلَی مَا وَفَّقَنِی لَهُ (1).
بیان: قد مر فی باب أحوال المختار نقلا من مجالس الشیخ: أنه علیه السلام قال مرتین اللّٰهم أذقه حر الحدید ثم قال اللّٰهم أذقه حر النار.
فأشار بالمرتین إلی قطع الید ثم الرجل فتتم ثلاث دعوات و علی ما هنا یمكن أن تكون الثلاث لتضمن الدعاءین القتل أیضا.
«1»- عم (2)،[إعلام الوری] شا، [الإرشاد] أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَدِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ وَ غَیْرِهِ قَالُوا: وَقَفَ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ فَأَسْمَعَهُ وَ شَتَمَهُ فَلَمْ یُكَلِّمْهُ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لِجُلَسَائِهِ لَقَدْ سَمِعْتُمْ مَا قَالَ هَذَا الرَّجُلُ وَ أَنَا أُحِبُّ أَنْ تَبْلُغُوا مَعِی إِلَیْهِ حَتَّی تَسْمَعُوا مِنِّی رَدِّی عَلَیْهِ قَالَ فَقَالُوا لَهُ نَفْعَلُ وَ لَقَدْ كُنَّا نُحِبُّ أَنْ یَقُولَ لَهُ وَ یَقُولَ فَأَخَذَ نَعْلَیْهِ وَ مَشَی وَ هُوَ یَقُولُ- وَ الْكاظِمِینَ الْغَیْظَ وَ الْعافِینَ عَنِ النَّاسِ وَ اللَّهُ یُحِبُّ الْمُحْسِنِینَ فَعَلِمْنَا أَنَّهُ لَا یَقُولُ لَهُ شَیْئاً قَالَ فَخَرَجَ حَتَّی أَتَی مَنْزِلَ الرَّجُلِ فَصَرَخَ بِهِ فَقَالَ قُولُوا لَهُ هَذَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ قَالَ فَخَرَجَ إِلَیْنَا مُتَوَثِّباً لِلشَّرِّ وَ هُوَ لَا یَشُكُّ أَنَّهُ
ص: 54
إِنَّمَا جَاءَ مُكَافِئاً لَهُ عَلَی بَعْضِ مَا كَانَ مِنْهُ فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ یَا أَخِی إِنَّكَ كُنْتَ قَدْ وَقَفْتَ عَلَیَّ آنِفاً فَقُلْتَ وَ قُلْتَ فَإِنْ كُنْتَ قُلْتَ مَا فِیَّ فَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهُ وَ إِنْ كُنْتَ قُلْتَ مَا لَیْسَ فِیَّ فَغَفَرَ اللَّهُ لَكَ قَالَ فَقَبَّلَ الرَّجُلُ بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ قَالَ بَلْ قُلْتُ فِیكَ مَا لَیْسَ فِیكَ وَ أَنَا أَحَقُّ بِهِ (1) قَالَ الرَّاوِی لِلْحَدِیثِ وَ الرَّجُلُ هُوَ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ.
«2»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَرَّ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا عَلَی الْمَجْذُومِینَ وَ هُوَ رَاكِبٌ حِمَارَهُ وَ هُمْ یَتَغَدَّوْنَ فَدَعَوْهُ إِلَی الْغَدَاءِ فَقَالَ أَمَا إِنِّی لَوْ لَا أَنِّی صَائِمٌ لَفَعَلْتُ فَلَمَّا صَارَ إِلَی مَنْزِلِهِ أَمَرَ بِطَعَامٍ فَصُنِعَ وَ أَمَرَ أَنْ یَتَنَوَّقُوا فِیهِ ثُمَّ دَعَاهُمْ فَتَغَدَّوْا عِنْدَهُ وَ تَغَدَّی مَعَهُمْ (2).
«3»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّیُّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ الْقَصِیرِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ غَلَاءُ السِّعْرِ فَقَالَ وَ مَا عَلَیَّ مِنْ غَلَائِهِ إِنْ غَلَا فَهُوَ عَلَیْهِ وَ إِنْ رَخُصَ فَهُوَ عَلَیْهِ (3).
«4»- تم، [فلاح السائل] مِنْ كِتَابِ زَهْرَةِ الْمُهَجِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ الْعَبْدِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِذَا حَضَرَ الصَّلَاةُ اقْشَعَرَّ جِلْدُهُ وَ اصْفَرَّ لَوْنُهُ وَ ارْتَعَدَ كَالسَّعَفَةِ(4).
«5»- شا، [الإرشاد] رَوَی الْوَاقِدِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: كَانَ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ (5) یُسِی ءُ جِوَارِی فَلَقِیَ مِنْهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَذًی شَدِیداً
ص: 55
فَلَمَّا عُزِلَ أَمَرَ بِهِ الْوَلِیدُ أَنْ یُوقَفَ لِلنَّاسِ قَالَ فَمَرَّ بِهِ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ قَدْ أُوقِفَ عِنْدَ دَارِ مَرْوَانَ قَالَ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ قَالَ وَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَدْ تَقَدَّمَ إِلَی خَاصَّتِهِ أَلَّا یُعَرِّضَ لَهُ أَحَدٌ(1).
«6»- عم (2)،[إعلام الوری] شا(3)، [الإرشاد] قب، [المناقب] لابن شهرآشوب رُوِیَ: أَنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام دَعَا مَمْلُوكَهُ مَرَّتَیْنِ فَلَمْ یُجِبْهُ فَلَمَّا أَجَابَهُ فِی الثَّالِثَةِ فَقَالَ لَهُ یَا بُنَیَّ أَ مَا سَمِعْتَ صَوْتِی قَالَ بَلَی قَالَ فَمَا لَكَ لَمْ تُجِبْنِی قَالَ أَمِنْتُكَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَ مَمْلُوكِی یَأْمَنُنِی (4).
«7»- شا، [الإرشاد] أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی نَصْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ بُكَیْرٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ بِالْمَدِینَةِ كَذَا وَ كَذَا أَهْلَ بَیْتٍ یَأْتِیهِمْ رِزْقُهُمْ وَ مَا یَحْتَاجُونَ إِلَیْهِ- لَا یَدْرُونَ مِنْ أَیْنَ یَأْتِیهِمْ فَلَمَّا مَاتَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقَدُوا ذَلِكَ (5).
«8»- شا، [الإرشاد] الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی نَصْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِینَارٍ قَالَ: حَضَرَتْ زَیْدَ بْنَ أُسَامَةَ بْنِ زَیْدٍ الْوَفَاةُ فَجَعَلَ یَبْكِی فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ مَا یُبْكِیكَ قَالَ یُبْكِینِی أَنَّ عَلَیَّ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفَ دِینَارٍ وَ لَمْ أَتْرُكْ لَهَا وَفَاءً فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ لَا تَبْكِ فَهِیَ عَلَیَّ وَ أَنْتَ بَرِی ءٌ مِنْهَا فَقَضَاهَا عَنْهُ (6).
قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الْحِلْیَةُ مُرْسَلًا: وَ فِیهِ مُحَمَّدُ بْنُ أُسَامَةَ(7).
«10»- فتح، [فتح الأبواب] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ دَاوُدَ الْخَرَاجِیُّ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ حَسَنٍ الْمُقْرِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی یَعْقُوبَ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ
ص: 56
الْحُسَیْنِیِّ عَنِ الْآمِدِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قُرَیْبٍ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ عُیَیْنَةَ عَنِ الزُّهْرِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمَا الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ عَلَی عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ فَاسْتَعْظَمَ عَبْدُ الْمَلِكِ مَا رَأَی مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ بَیْنَ عَیْنَیْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ بُیِّنَ عَلَیْكَ الِاجْتِهَادُ وَ لَقَدْ سَبَقَ لَكَ مِنَ اللَّهِ الْحُسْنَی وَ أَنْتَ بَضْعَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَرِیبُ النَّسَبِ وَكِیدُ السَّبَبِ وَ إِنَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَظِیمٍ عَلَی أَهْلِ بَیْتِكَ وَ ذَوِی عَصْرِكَ وَ لَقَدْ أُوتِیتَ مِنَ الْفَضْلِ وَ الْعِلْمِ وَ الدِّینِ وَ الْوَرَعِ مَا لَمْ یُؤْتَهُ أَحَدٌ مِثْلُكَ وَ لَا قَبْلَكَ إِلَّا مَنْ مَضَی مِنْ سَلَفِكَ وَ أَقْبَلَ یُثْنِی عَلَیْهِ وَ یُطْرِیهِ قَالَ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام كُلُّ مَا ذَكَرْتَهُ وَ وَصَفْتَهُ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَأْیِیدِهِ وَ تَوْفِیقِهِ فَأَیْنَ شُكْرُهُ عَلَی مَا أَنْعَمَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقِفُ فِی الصَّلَاةِ حَتَّی تَرِمَ قَدَمَاهُ وَ یَظْمَأُ فِی الصِّیَامِ حَتَّی یُعْصَبَ فُوهُ فَقِیلَ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ لَمْ یَغْفِرْ لَكَ اللَّهُ- ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ فَیَقُولُ ص أَ فَلَا أَكُونُ عَبْداً شَكُوراً الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی مَا أَوْلَی وَ أَبْلَی وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی الْآخِرَةِ وَ الْأُولَی وَ اللَّهِ لَوْ تَقَطَّعَتْ أَعْضَائِی وَ سَالَتْ مُقْلَتَایَ عَلَی صَدْرِی لَنْ أَقُومَ لِلَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ بِشُكْرِ عُشْرِ الْعَشِیرِ مِنْ نِعْمَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ جَمِیعِ نِعَمِهِ الَّتِی لَا یُحْصِیهَا الْعَادُّونَ وَ لَا یَبْلُغُ حَدَّ نِعْمَةٍ مِنْهَا عَلَیَّ جَمِیعُ حَمْدِ الْحَامِدِینَ- لَا وَ اللَّهِ أَوْ یَرَانِیَ اللَّهُ لَا یَشْغَلُنِی شَیْ ءٌ عَنْ شُكْرِهِ وَ ذِكْرِهِ فِی لَیْلٍ وَ لَا نَهَارٍ وَ لَا سِرٍّ وَ لَا عَلَانِیَةٍ وَ لَوْ لَا أَنَّ لِأَهْلِی عَلَیَّ حَقّاً وَ لِسَائِرِ النَّاسِ مِنْ خَاصِّهِمْ وَ عَامِّهِمْ عَلَیَّ حُقُوقاً- لَا یَسَعُنِی إِلَّا الْقِیَامُ بِهَا حَسَبَ الْوُسْعِ وَ الطَّاقَةِ حَتَّی أُؤَدِّیَهَا إِلَیْهِمْ لَرَمَیْتُ بِطَرْفِی إِلَی السَّمَاءِ وَ بِقَلْبِی إِلَی اللَّهِ ثُمَّ لَمْ أَرْدُدْهُمَا حَتَّی یَقْضِیَ اللَّهُ عَلَی نَفْسِی وَ هُوَ خَیْرُ الْحاكِمِینَ وَ بَكَی علیه السلام وَ بَكَی عَبْدُ الْمَلِكِ وَ قَالَ شَتَّانَ بَیْنَ عَبْدٍ طَلَبَ الْآخِرَةَ وَ سَعی لَها سَعْیَها وَ بَیْنَ مَنْ طَلَبَ الدُّنْیَا مِنْ أَیْنَ جَاءَتْهُ ما لَهُ فِی الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ثُمَّ أَقْبَلَ یَسْأَلُهُ عَنْ حَاجَاتِهِ وَ عَمَّا قَصَدَ لَهُ فَشَفَّعَهُ فِیمَنْ شَفَعَ وَ وَصَلَهُ بِمَالٍ.
ص: 57
بیان: قال الفیروزآبادی بینته أوضحته و عرفته فبان و بین و تبین و أبان و استبان كلها لازمة متعدیة(1) و قال العصب جفاف الریق فی الفم و الفعل كضرب (2) انتهی و كلمة أو فی قوله أو یرانی اللّٰه بمعنی إلی أن أو إلا أن أی لا و اللّٰه لا أترك الاجتهاد إلی أن یرانی اللّٰه علی تلك الحال.
«11»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب كِتَابُ الْأَنْوَارِ: إِنَّ إِبْلِیسَ تَصَوَّرَ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ هُوَ قَائِمٌ یُصَلِّی فِی صُورَةِ أَفْعَی لَهُ عَشَرَةُ رُءُوسٍ مُحَدَّدَةُ الْأَنْیَابِ مُتَقَلَّبَةُ الْأَعْیُنِ بِحُمْرَةٍ فَطَلَعَ عَلَیْهِ مِنْ جَوْفِ الْأَرْضِ مِنْ مَوْضِعِ سُجُودِهِ ثُمَّ تَطَاوَلَ فِی مِحْرَابِهِ فَلَمْ یَفْزَعْهُ ذَلِكَ وَ لَمْ یَكْسِرْ طَرْفَهُ إِلَیْهِ فَانْقَضَّ عَلَی رُءُوسِ أَصَابِعِهِ یَكْدُمُهَا بِأَنْیَابِهِ وَ یَنْفُخُ عَلَیْهَا مِنْ نَارِ جَوْفِهِ وَ هُوَ لَا یَكْسِرُ طَرْفَهُ إِلَیْهِ وَ لَا یُحَوِّلُ قَدَمَیْهِ عَنْ مَقَامِهِ وَ لَا یَخْتَلِجُهُ شَكٌّ وَ لَا وَهْمٌ فِی صَلَاتِهِ وَ لَا قِرَاءَتِهِ فَلَمْ یَلْبَثْ إِبْلِیسُ حَتَّی انْقَضَّ إِلَیْهِ شِهَابٌ مُحْرِقٌ مِنَ السَّمَاءِ فَلَمَّا أَحَسَّ بِهِ صَرَخَ وَ قَامَ إِلَی جَانِبِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فِی صُورَتِهِ الْأُولَی ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ سَیِّدُ الْعَابِدِینَ كَمَا سُمِّیتَ وَ أَنَا إِبْلِیسُ وَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَیْتُ عِبَادَةَ النَّبِیِّینَ مِنْ عِنْدِ أَبِیكَ آدَمَ إِلَیْكَ فَمَا رَأَیْتُ مِثْلَكَ وَ لَا مِثْلَ عِبَادَتِكَ ثُمَّ تَرَكَهُ وَ وَلَّی وَ هُوَ فِی صَلَاتِهِ لَا یَشْغَلُهُ كَلَامُهُ حَتَّی قَضَی صَلَاتَهُ عَلَی تَمَامِهَا(3).
بیان: كدمه یكدمه عضه بأدنی فمه.
«12»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمِّهِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَبْدِ اللَّهِ (4) بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: كَانَتْ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَارُورَةُ مِسْكٍ فِی مَسْجِدِهِ فَإِذَا دَخَلَ إِلَی الصَّلَاةِ أَخَذَ مِنْهُ وَ تَمَسَّحَ بِهِ (5).
ص: 58
«13»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا اسْتَقْبَلَهُ مَوْلًی لَهُ فِی لَیْلَةٍ بَارِدَةٍ وَ عَلَیْهِ جُبَّةُ خَزٍّ وَ مِطْرَفُ خَزٍّ(1)
وَ عِمَامَةُ خَزٍّ وَ هُوَ مُتَغَلِّفٌ بِالْغَالِیَةِ(2)
فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فِی مِثْلِ هَذِهِ السَّاعَةِ عَلَی هَذِهِ الْهَیْئَةِ إِلَی أَیْنَ قَالَ فَقَالَ إِلَی مَسْجِدِ جَدِّی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَخْطُبُ الْحُورَ الْعِینَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (3).
«14»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مَوْلًی لِبَنِی هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ وَ الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ مَوْلًی لِبَنِی هَاشِمٍ: مِثْلَهُ (4).
«15»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ: رَأَیْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَاعِداً وَاضِعاً إِحْدَی رِجْلَیْهِ عَلَی فَخِذِهِ فَقُلْتُ إِنَّ النَّاسَ یَكْرَهُونَ هَذِهِ الْجِلْسَةَ وَ یَقُولُونَ إِنَّهَا جِلْسَةُ الرَّبِّ فَقَالَ إِنِّی إِنَّمَا جَلَسْتُ هَذِهِ الْجِلْسَةَ لِلْمَلَالَةِ وَ الرَّبُّ لَا یَمَلُّ وَ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ (5).
«16»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی یَحْیَی الْمَدَائِنِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ كَانَ یَرْكَبُ عَلَی قَطِیفَةٍ(6) حَمْرَاءَ(7).
«17»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَرِضَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام ثَلَاثَ
ص: 59
مَرَضَاتٍ فِی كُلِّ مَرْضَةٍ یُوصِی بِوَصِیَّةٍ فَإِذَا أَفَاقَ أَمْضَی وَصِیَّتَهُ (1).
«18»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ أَبِیهِ شَدَّادِ بْنِ رُشَیْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِنْدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام: أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ لَمَّا نَظَرَتْ إِلَی مَا یَفْعَلُ ابْنُ أَخِیهَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ بِنَفْسِهِ مِنَ الدَّأْبِ فِی الْعِبَادَةِ أَتَتْ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ الْأَنْصَارِیَّ فَقَالَتْ لَهُ یَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ لَنَا عَلَیْكُمْ حُقُوقاً مِنْ حَقِّنَا عَلَیْكُمْ أَنْ إِذَا رَأَیْتُمْ أَحَدَنَا یُهْلِكُ نَفْسَهُ اجْتِهَاداً أَنْ تُذَكِّرُوهُ اللَّهَ وَ تَدْعُوهُ إِلَی الْبُقْیَا عَلَی نَفْسِهِ وَ هَذَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ بَقِیَّةُ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ قَدِ انْخَرَمَ أَنْفُهُ وَ ثَفِنَتْ جَبْهَتُهُ وَ رُكْبَتَاهُ وَ رَاحَتَاهُ إِدْءَاباً مِنْهُ لِنَفْسِهِ فِی الْعِبَادَةِ فَأَتَی جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بَابَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ بِالْبَابِ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام فِی أُغَیْلِمَةٍ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ قَدِ اجْتَمَعُوا هُنَاكَ فَنَظَرَ جَابِرٌ إِلَیْهِ مُقْبِلًا فَقَالَ هَذِهِ مِشْیَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَجِیَّتُهُ فَمَنْ أَنْتَ یَا غُلَامُ قَالَ فَقَالَ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَبَكَی جَابِرٌ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ ثُمَّ قَالَ أَنْتَ وَ اللَّهِ الْبَاقِرُ عَنِ الْعِلْمِ حَقّاً ادْنُ مِنِّی بِأَبِی أَنْتَ فَدَنَا مِنْهُ فَحَلَّ جَابِرٌ أَزْرَارَهُ وَ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی صَدْرِهِ فَقَبَّلَهُ وَ جَعَلَ عَلَیْهِ خَدَّهُ وَ وَجْهَهُ وَ قَالَ لَهُ أُقْرِئُكَ عَنْ جَدِّكَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله السَّلَامَ وَ قَدْ أَمَرَنِی أَنْ أَفْعَلَ بِكَ مَا فَعَلْتُ وَ قَالَ لِی یُوشِكُ أَنْ تَعِیشَ وَ تَبْقَی حَتَّی تَلْقَی مِنْ وَلَدِی مَنِ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ یَبْقُرُ الْعِلْمَ بَقْراً وَ قَالَ
لِی إِنَّكَ تَبْقَی حَتَّی تَعْمَی ثُمَّ یُكْشَفُ لَكَ عَنْ بَصَرِكَ ثُمَّ قَالَ لِی ائْذَنْ لِی عَلَی أَبِیكَ فَدَخَلَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَی أَبِیهِ فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ وَ قَالَ إِنَّ شَیْخاً بِالْبَابِ وَ قَدْ فَعَلَ بِی كَیْتَ وَ كَیْتَ فَقَالَ یَا بُنَیَّ ذَلِكَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ أَ مِنْ بَیْنِ وِلْدَانِ أَهْلِكَ قَالَ لَكَ مَا قَالَ وَ فَعَلَ بِكَ مَا فَعَلَ قَالَ نَعَمْ قَالَ إِنَّا لِلَّهِ إِنَّهُ لَمْ یَقْصِدْكَ فِیهِ بِسُوءٍ وَ لَقَدْ أَشَاطَ بِدَمِكَ ثُمَّ أَذِنَ لِجَابِرٍ فَدَخَلَ عَلَیْهِ فَوَجَدَهُ فِی مِحْرَابِهِ قَدْ أَنْضَتْهُ الْعِبَادَةُ فَنَهَضَ عَلِیٌّ علیه السلام فَسَأَلَهُ عَنْ حَالِهِ سُؤَالًا حَفِیّاً(2) ثُمَ
ص: 60
أَجْلَسَهُ بِجَنْبِهِ فَأَقْبَلَ جَابِرٌ عَلَیْهِ یَقُولُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی إِنَّمَا خَلَقَ الْجَنَّةَ لَكُمْ وَ لِمَنْ أَحَبَّكُمْ وَ خَلَقَ النَّارَ لِمَنْ أَبْغَضَكُمْ وَ عَادَاكُمْ فَمَا هَذَا الْجَهْدُ الَّذِی كَلَّفْتَهُ نَفْسَكَ قَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ أَ مَا عَلِمْتَ جَدِّی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ فَلَمْ یَدَعِ الِاجْتِهَادَ وَ تَعَبَّدَ بِأَبِی هُوَ وَ أُمِّی حَتَّی انْتَفَخَ السَّاقُ وَ وَرِمَ الْقَدَمُ وَ قِیلَ لَهُ أَ تَفْعَلُ هَذَا وَ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ- ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ قَالَ أَ فَلَا أَكُونُ عَبْداً شَكُوراً فَلَمَّا نَظَرَ جَابِرٌ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ لَیْسَ یُغْنِی فِیهِ قَوْلُ مَنْ یَسْتَمِیلُهُ مِنَ الْجَهْدِ وَ التَّعَبِ إِلَی الْقَصْدِ قَالَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ الْبُقْیَا عَلَی نَفْسِكَ فَإِنَّكَ مِنْ أُسْرَةٍ بِهِمْ یُسْتَدْفَعُ الْبَلَاءُ وَ یُسْتَكْشَفُ اللَّأْوَاءُ وَ بِهِمْ یُسْتَمْطَرُ السَّمَاءُ فَقَالَ لَهُ یَا جَابِرُ لَا أَزَالُ عَلَی مِنْهَاجِ أَبَوَیَّ مُؤْتَسِیاً بِهِمَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا حَتَّی أَلْقَاهُمَا فَأَقْبَلَ جَابِرٌ عَلَی مَنْ حَضَرَ فَقَالَ لَهُمْ وَ اللَّهِ مَا أَرَی فِی أَوْلَادِ الْأَنْبِیَاءِ بِمِثْلِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ إِلَّا یُوسُفَ بْنَ یَعْقُوبَعلیهما السلام وَ اللَّهِ لَذُرِّیَةُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ أَفْضَلُ مِنْ ذُرِّیَّةِ یُوسُفَ بْنِ یَعْقُوبَ إِنَّ مِنْهُمْ لَمَنْ یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً(1).
«19»- ل، [الخصال] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الطَّیَالِسِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِیهِ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یُصَلِّی فِی الْیَوْمِ وَ اللَّیْلَةِ أَلْفَ رَكْعَةٍ كَمَا كَانَ یَفْعَلُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَانَتْ لَهُ خَمْسُمِائَةِ نَخْلَةٍ فَكَانَ یُصَلِّی عِنْدَ كُلِّ نَخْلَةٍ رَكْعَتَیْنِ وَ كَانَ إِذَا قَامَ فِی صَلَاتِهِ غَشِیَ لَوْنَهُ لَوْنٌ آخَرُ وَ كَانَ قِیَامُهُ فِی صَلَاتِهِ قِیَامَ الْعَبْدِ الذَّلِیلِ بَیْنَ یَدَیِ الْمَلِكِ الْجَلِیلِ كَانَتْ أَعْضَاؤُهُ تَرْتَعِدُ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَانَ یُصَلِّی صَلَاةَ مُوَدِّعٍ یَرَی أَنَّهُ لَا یُصَلِّی بَعْدَهَا أَبَداً وَ لَقَدْ صَلَّی ذَاتَ یَوْمٍ فَسَقَطَ الرِّدَاءُ عَنْ أَحَدِ مَنْكِبَیْهِ فَلَمْ یُسَوِّهِ حَتَّی فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ فَسَأَلَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ وَیْحَكَ أَ تَدْرِی بَیْنَ یَدَیْ مَنْ كُنْتُ إِنَّ الْعَبْدَ لَا تُقْبَلُ مِنْ صَلَاتِهِ إِلَّا مَا أَقْبَلَ عَلَیْهِ
ص: 61
مِنْهَا بِقَلْبِهِ فَقَالَ الرَّجُلُ هَلَكْنَا فَقَالَ كَلَّا إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مُتَمِّمُ ذَلِكَ بِالنَّوَافِلِ وَ كَانَ علیه السلام لَیَخْرُجُ فِی اللَّیْلَةِ الظَّلْمَاءِ فَیَحْمِلُ الْجِرَابَ عَلَی ظَهْرِهِ وَ فِیهِ الصُّرَرُ مِنَ الدَّنَانِیرِ وَ الدَّرَاهِمِ وَ رُبَّمَا حَمَلَ عَلَی ظَهْرِهِ الطَّعَامَ أَوِ الْحَطَبَ حَتَّی یَأْتِیَ بَاباً بَاباً فَیَقْرَعُهُ ثُمَّ یُنَاوِلُ مَنْ یَخْرُجُ إِلَیْهِ وَ كَانَ یُغَطِّی وَجْهَهُ إِذَا نَاوَلَ فَقِیراً لِئَلَّا یَعْرِفَهُ فَلَمَّا تُوُفِّیَ علیه السلام فَقَدُوا ذَلِكَ فَعَلِمُوا أَنَّهُ كَانَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ لَمَّا وُضِعَ علیه السلام عَلَی الْمُغْتَسَلِ نَظَرُوا إِلَی ظَهْرِهِ وَ عَلَیْهِ مِثْلُ رُكَبِ الْإِبِلِ مِمَّا كَانَ یَحْمِلُ عَلَی ظَهْرِهِ إِلَی مَنَازِلِ الْفُقَرَاءِ وَ الْمَسَاكِینِ وَ لَقَدْ خَرَجَ ذَاتَ یَوْمٍ وَ عَلَیْهِ مِطْرَفُ خَزٍّ فَتَعَرَّضَ لَهُ سَائِلٌ فَتَعَلَّقَ بِالْمِطْرَفِ فَمَضَی وَ تَرَكَهُ وَ كَانَ یَشْتَرِی الْخَزَّ فِی الشِّتَاءِ وَ إِذَا جَاءَ الصَّیْفُ بَاعَهُ فَتَصَدَّقَ بِثَمَنِهِ- وَ لَقَدْ نَظَرَ علیه السلام یَوْمَ عَرَفَةَ إِلَی قَوْمٍ یَسْأَلُونَ النَّاسَ فَقَالَ وَیْحَكُمْ أَ غَیْرَ اللَّهِ تَسْأَلُونَ فِی مِثْلِ هَذَا الْیَوْمِ إِنَّهُ لَیُرْجَی فِی هَذَا الْیَوْمِ لِمَا فِی بُطُونِ الْحَبَالَی أَنْ یَكُونَ سَعِیداً وَ لَقَدْ كَانَ علیه السلام یَأْبَی أَنْ یُؤَاكِلَ أُمَّهُ فَقِیلَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَنْتَ أَبَرُّ النَّاسِ وَ أَوْصَلُهُمْ لِلرَّحِمِ فَكَیْفَ لَا تُؤَاكِلُ أُمَّكَ فَقَالَ إِنِّی أَكْرَهُ أَنْ تَسْبِقَ یَدِی إِلَی مَا سَبَقَتْ عَیْنُهَا إِلَیْهِ وَ لَقَدْ قَالَ لَهُ رَجُلٌ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی لَأُحِبُّكَ فِی اللَّهِ حُبّاً شَدِیداً فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُحَبَّ فِیكَ وَ أَنْتَ لِی مُبْغِضٌ وَ لَقَدْ حَجَّ عَلَی نَاقَةٍ لَهُ عِشْرِینَ حَجَّةً فَمَا قَرَعَهَا بِسَوْطٍ فَلَمَّا نَفَقَتْ (1)
أَمَرَ بِدَفْنِهَا لِئَلَّا یَأْكُلَهَا السِّبَاعُ وَ لَقَدْ سُئِلَتْ عَنْهُ مَوْلَاةٌ لَهُ فَقَالَتْ أُطْنِبُ و [أَوْ] أَخْتَصِرُ فَقِیلَ لَهَا بَلِ اخْتَصِرِی فَقَالَتْ مَا أَتَیْتُهُ بِطَعَامٍ نَهَاراً قَطُّ وَ مَا فَرَشْتُ لَهُ فِرَاشاً بِلَیْلٍ قَطُّ وَ لَقَدِ انْتَهَی ذَاتَ یَوْمٍ إِلَی قَوْمٍ یَغْتَابُونَهُ فَوَقَفَ عَلَیْهِمْ فَقَالَ لَهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِینَ فَغَفَرَ اللَّهُ لِی وَ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِینَ فَغَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ وَ كَانَ علیه السلام إِذَا جَاءَهُ طَالِبُ عِلْمٍ فَقَالَ مَرْحَباً بِوَصِیَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ یَقُولُ إِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ إِذَا خَرَجَ مِنْ مَنْزِلِهِ لَمْ یَضَعْ رِجْلَیْهِ عَلَی رَطْبٍ وَ لَا یَابِسٍ مِنَ الْأَرْضِ إِلَّا سَبَّحَتْ لَهُ إِلَی الْأَرَضِینَ السَّابِعَةِ وَ لَقَدْ كَانَ یَعُولُ مِائَةَ أَهْلِ بَیْتٍ مِنْ فُقَرَاءِ الْمَدِینَةِ وَ كَانَ یُعْجِبُهُ أَنْ یَحْضُرَ طَعَامَهُ الْیَتَامَی وَ الْأَضِرَّاءُ وَ الزَّمْنَی وَ الْمَسَاكِینُ الَّذِینَ لَا حِیلَةَ لَهُمْ وَ كَانَ یُنَاوِلُهُمْ بِیَدِهِ وَ مَنْ كَانَ
ص: 62
مِنْهُمْ لَهُ عِیَالٌ حَمَلَ لَهُ إِلَی عِیَالِهِ مِنْ طَعَامِهِ وَ كَانَ لَا یَأْكُلُ طَعَاماً حَتَّی یَبْدَأَ فَیَتَصَدَّقَ بِمِثْلِهِ وَ لَقَدْ كَانَ تَسْقُطُ مِنْهُ كُلَّ سَنَةٍ سَبْعُ ثَفِنَاتٍ مِنْ مَوَاضِعِ سُجُودِهِ لِكَثْرَةِ صَلَاتِهِ وَ كَانَ یَجْمَعُهَا فَلَمَّا مَاتَ دُفِنَتْ مَعَهُ وَ لَقَدْ بَكَی عَلَی أَبِیهِ الْحُسَیْنِ علیه السلام عِشْرِینَ سَنَةً وَ مَا وُضِعَ بَیْنَ یَدَیْهِ طَعَامٌ إِلَّا بَكَی حَتَّی قَالَ لَهُ مَوْلًی لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَ مَا آنَ لِحُزْنِكَ أَنْ یَنْقَضِیَ فَقَالَ لَهُ وَیْحَكَ إِنَّ یَعْقُوبَ النَّبِیَّ علیه السلام كَانَ لَهُ اثْنَا عَشَرَ ابْناً فَغَیَّبَ اللَّهُ عَنْهُ وَاحِداً مِنْهُمْ فَابْیَضَّتْ عَیْنَاهُ مِنْ كَثْرَةِ بُكَائِهِ عَلَیْهِ وَ شَابَ رَأْسُهُ مِنَ الْحُزْنِ وَ احْدَوْدَبَ ظَهْرُهُ مِنَ الْغَمِّ وَ كَانَ ابْنُهُ حَیّاً فِی الدُّنْیَا وَ أَنَا نَظَرْتُ إِلَی أَبِی وَ أَخِی وَ عَمِّی وَ سَبْعَةَ عَشَرَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی مَقْتُولِینَ حَوْلِی فَكَیْفَ یَنْقَضِی حُزْنِی (1).
توضیح: المطرف بضم المیم و فتح الراء رداء من خز مربع ذو أعلام و قوله علیه السلام و إنه لیرجی أی هذا یوم فاضت رحمة اللّٰه علی العباد بحیث یرجی للجنین فی الرحم أن یكتب ببركة هذا الیوم سعیدا مع أنه لا یقدر علی عمل و لا سؤال یستجلب بهما الرحمة و مع ذلك ترجی له هذه الرحمة العظیمة فكیف ینبغی أن یسأل من یقدر علی السؤال و العمل مثل هذا المطلب الخسیس الدنیوی من غیره تعالی و قوله مرحبا بوصیة رسول اللّٰه ص أی بمن أوصی به و برعایته و یمكن الجمع بینه و بین ما
مر من عدد الثفنات بأن السبع كانت تسقط بنفسها و العشرة كان یقطعها علیه السلام أو أنه قد كان هكذا و قد كان كذلك أو لم یحسب القطع الصغار فی هذا الخبر.
«20»- ع، [علل الشرائع] الْمُفَسِّرُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَزِیدَ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ عُیَیْنَةَ قَالَ: قِیلَ لِلزُّهْرِیِّ مَنْ أَزْهَدُ النَّاسِ فِی الدُّنْیَا قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام حَیْثُ كَانَ وَ قَدْ قِیلَ لَهُ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ مِنَ الْمُنَازَعَةِ فِی صَدَقَاتِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام لَوْ رَكِبْتَ إِلَی الْوَلِیدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ رَكْبَةً لَكَشَفَ
ص: 63
عَنْكَ مِنْ غَرَرِ(1)
شَرِّهِ وَ مَیْلِهِ عَلَیْكَ بِمُحَمَّدٍ فَإِنَّ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُ خَلَّةً قَالَ وَ كَانَ هُوَ بِمَكَّةَ وَ الْوَلِیدُ بِهَا فَقَالَ وَیْحَكَ أَ فِی حَرَمِ اللَّهِ أَسْأَلُ غَیْرَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنِّی آنَفُ أَنْ أَسْأَلَ الدُّنْیَا خَالِقَهَا فَكَیْفَ أَسْأَلُهَا مَخْلُوقاً مِثْلِی وَ قَالَ الزُّهْرِیُّ لَا جَرَمَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَلْقَی هَیْبَتَهُ فِی قَلْبِ الْوَلِیدِ حَتَّی حَكَمَ لَهُ عَلَی مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ(2).
«21»- ع، [علل الشرائع] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ عُیَیْنَةَ قَالَ: قُلْتُ لِلزُّهْرِیِّ لَقِیتَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ نَعَمْ لَقِیتُهُ وَ مَا لَقِیتُ أَحَداً أَفْضَلَ مِنْهُ وَ اللَّهِ مَا عَلِمْتُ لَهُ صَدِیقاً فِی السِّرِّ وَ لَا عَدُوّاً فِی الْعَلَانِیَةِ فَقِیلَ لَهُ وَ كَیْفَ ذَلِكَ قَالَ لِأَنِّی لَمْ أَرَ أَحَداً وَ إِنْ كَانَ یُحِبُّهُ إِلَّا وَ هُوَ لِشِدَّةِ مَعْرِفَتِهِ بِفَضْلِهِ یَحْسُدُهُ وَ لَا رَأَیْتُ أَحَداً وَ إِنْ كَانَ یُبْغِضُهُ إِلَّا وَ هُوَ لِشِدَّةِ مُدَارَاتِهِ لَهُ یُدَارِیهِ (3).
«22»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ أَبُو دَاوُدَ جَمِیعاً عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی جَهْمَةَ عَنْ جَهْمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ كَانَ أَبِی علیه السلام یَقُولُ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِذَا قَامَ إِلَی الصَّلَاةِ كَأَنَّهُ سَاقُ شَجَرَةٍ- لَا یَتَحَرَّكُ مِنْهُ شَیْ ءٌ إِلَّا مَا حَرَّكَتِ الرِّیحُ مِنْهُ (4).
«23»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ رِبْعِیٍّ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِذَا قَامَ إِلَی الصَّلَاةِ تَغَیَّرَ لَوْنُهُ فَإِذَا سَجَدَ لَمْ یَرْفَعْ رَأْسَهُ حَتَّی یَرْفَضَ (5) عَرَقاً(6).
«24»- یب، [تهذیب الأحكام] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُصَیْنِ وَ عَلِیِّ بْنِ حدبة [حَدِیدٍ] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ: أَنَّ عَلِیَّ بْنَ
ص: 64
الْحُسَیْنِ علیه السلام أَتَی مَسْجِدَ الْكُوفَةِ عَمْداً مِنَ الْمَدِینَةِ فَصَلَّی فِیهِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ثُمَّ عَادَ حَتَّی رَكِبَ رَاحِلَتَهُ وَ أَخَذَ الطَّرِیقَ (1).
«25»- كا، [الكافی] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ هَارُونَ عَنْ أَبِی یَزِیدَ عَنْ حُصَیْنٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِذَا كَانَ شَهْرُ رَمَضَانَ لَمْ یَتَكَلَّمْ إِلَّا بِالدُّعَاءِ وَ التَّسْبِیحِ وَ الِاسْتِغْفَارِ وَ التَّكْبِیرِ فَإِذَا أَفْطَرَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ أَنْ تَفْعَلَ فَعَلْتَ (2).
«26»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام كَانَ یَتَزَوَّجُ وَ هُوَ یَتَعَرَّقُ (3) عَرْقاً یَأْكُلُ فَمَا یَزِیدُ عَلَی أَنْ یَقُولَ- الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ یَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ قَدْ زَوَّجْنَاكَ عَلَی شَرْطِ اللَّهِ (4).
«27»- ع، [علل الشرائع] بِهَذَا الْإِسْنَادِ(5) عَنْ سُفْیَانَ بْنِ عُیَیْنَةَ قَالَ: رَأَی الزُّهْرِیُّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام لَیْلَةً بَارِدَةً مَطِیرَةً وَ عَلَی ظَهْرِهِ دَقِیقٌ وَ هُوَ یَمْشِی فَقَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا هَذَا قَالَ أُرِیدُ سَفَراً أُعِدُّ لَهُ زَاداً أَحْمِلُهُ إِلَی مَوْضِعٍ حَرِیزٍ فَقَالَ الزُّهْرِیُّ فَهَذَا غُلَامِی یَحْمِلُهُ عَنْكَ فَأَبَی قَالَ أَنَا أَحْمِلُهُ عَنْكَ فَإِنِّی أَرْفَعُكَ عَنْ حَمْلِهِ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ لَكِنِّی لَا أَرْفَعُ نَفْسِی عَمَّا یُنْجِینِی فِی سَفَرِی وَ یُحْسِنُ وُرُودِی عَلَی مَا أَرِدُ عَلَیْهِ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ اللَّهِ لَمَّا مَضَیْتَ لِحَاجَتِكَ وَ تَرَكْتَنِی فَانْصَرَفَ عَنْهُ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَیَّامٍ قَالَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَسْتُ أَرَی لِذَلِكَ السَّفَرِ الَّذِی ذَكَرْتَهُ أَثَراً قَالَ
ص: 65
بَلَی یَا زُهْرِیُّ لَیْسَ مَا ظَنَنْتَ وَ لَكِنَّهُ الْمَوْتُ وَ لَهُ أَسْتَعِدُّ إِنَّمَا الِاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ تَجَنُّبُ الْحَرَامِ وَ بَذْلُ النَّدَی فِی الْخَیْرِ(1).
«28»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ ابْنِ أَبَانٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ: رَأَیْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام یُصَلِّی فَسَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ أَحَدِ مَنْكِبَیْهِ فَلَمْ یُسَوِّهِ حَتَّی فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ وَیْحَكَ
أَ تَدْرِی بَیْنَ یَدَیْ مَنْ كُنْتُ إِنَّ الْعَبْدَ لَا یُقْبَلُ مِنْ صَلَاتِهِ إِلَّا مَا أَقْبَلَ عَلَیْهِ مِنْهَا بِقَلْبِهِ وَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام لَیَخْرُجُ فِی اللَّیْلَةِ الظَّلْمَاءِ فَیَحْمِلُ الْجِرَابَ فِیهِ الصُّرَرُ مِنَ الدَّنَانِیرِ وَ الدَّرَاهِمِ حَتَّی یَأْتِیَ بَاباً بَاباً فَیَقْرَعُهُ ثُمَّ یُنَاوِلُ مَنْ یَخْرُجُ إِلَیْهِ فَلَمَّا مَاتَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقَدُوا ذَلِكَ فَعَلِمُوا أَنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ الَّذِی كَانَ یَفْعَلُ ذَلِكَ (2).
«29»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ: لَمَّا وُضِعَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَی السَّرِیرِ لِیُغَسَّلَ نُظِرَ إِلَی ظَهْرِهِ وَ عَلَیْهِ مِثْلُ رُكَبِ الْإِبِلِ مِمَّا كَانَ یَحْمِلُ عَلَی ظَهْرِهِ إِلَی مَنَازِلِ الْفُقَرَاءِ وَ الْمَسَاكِینِ (3).
«30»- ع، [علل الشرائع] عَنْهُ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی رَأَیْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام إِذَا قَامَ فِی الصَّلَاةِ غَشِیَ لَوْنَهُ لَوْنٌ آخَرُ فَقَالَ لِی وَ اللَّهِ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ كَانَ یَعْرِفُ الَّذِی یَقُومُ بَیْنَ یَدَیْهِ (4).
«31»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: لَأَنْ أَدْخُلَ السُّوقَ وَ مَعِی دَرَاهِمُ أَبْتَاعُ بِهِ لِعِیَالِی لَحْماً وَ قَدْ قَرِمُوا إِلَیْهِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ نَسَمَةً(5).
ص: 66
«32»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ إِذَا أَصْبَحَ خَرَجَ غَادِیاً فِی طَلَبِ الرِّزْقِ فَقِیلَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَیْنَ تَذْهَبُ فَقَالَ أَتَصَدَّقُ لِعِیَالِی قِیلَ لَهُ أَ تَتَصَدَّقُ قَالَ مَنْ طَلَبَ الْحَلَالَ فَهُوَ مِنَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ صَدَقَةٌ عَلَیْهِ (1).
«33»- ع، [علل الشرائع] عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ الْبَرْمَكِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْهَیْثَمِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: سَأَلْتُ مَوْلَاةً لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام بَعْدَ مَوْتِهِ فَقُلْتُ صِفِی لِی أُمُورَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقَالَتْ أُطْنِبُ أَوْ أَخْتَصِرُ فَقُلْتُ بَلِ اخْتَصِرِی قَالَتْ مَا أَتَیْتُهُ بِطَعَامٍ نَهَاراً قَطُّ وَ لَا فَرَشْتُ لَهُ فِرَاشاً بِلَیْلٍ قَطُّ(2).
«34»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: مَرِضْتُ مَرَضاً شَدِیداً فَقَالَ لِی أَبِی علیه السلام مَا تَشْتَهِی فَقُلْتُ أَشْتَهِی أَنْ أَكُونَ مِمَّنْ- لَا أَقْتَرِحُ عَلَی اللَّهِ رَبِّی مَا یُدَبِّرُهُ لِی فَقَالَ لِی أَحْسَنْتَ ضَاهَیْتَ إِبْرَاهِیمَ الْخَلِیلَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ حَیْثُ قَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام هَلْ مِنْ حَاجَةٍ فَقَالَ لَا أَقْتَرِحُ عَلَی رَبِّی بَلْ حَسْبِیَ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ.
«35»- ع، [علل الشرائع] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ أَبِی حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ یَقُولُ: مَا رَأَیْتُ هَاشِمِیّاً أَفْضَلَ مِنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ كَانَ علیه السلام یُصَلِّی فِی الْیَوْمِ وَ اللَّیْلَةِ أَلْفَ رَكْعَةٍ حَتَّی خَرَجَ بِجَبْهَتِهِ وَ آثَارِ سُجُودِهِ مِثْلُ كِرْكِرَةِ الْبَعِیرِ(3).
بیان: قال الجزری الكركرة بالكسر زور البعیر الذی إذا برك أصاب الأرض و هی ناتئة عن جسمه كالقرصة.
«36»- لی، [الأمالی] للصدوق الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَلَوِیُّ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ شَیْخٍ مِنْ أَهْلِ الْیَمَنِ یُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ یَقُولُ: جَعَلَتْ
ص: 67
جَارِیَةٌ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام تَسْكُبُ الْمَاءَ عَلَیْهِ وَ هُوَ یَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ فَسَقَطَ الْإِبْرِیقُ مِنْ یَدِ الْجَارِیَةِ عَلَی وَجْهِهِ فَشَجَّهُ (1)
فَرَفَعَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام رَأْسَهُ إِلَیْهَا فَقَالَتِ الْجَارِیَةُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ- وَ الْكاظِمِینَ الْغَیْظَ(2) فَقَالَ لَهَا قَدْ كَظَمْتُ غَیْظِی قَالَتْ وَ الْعافِینَ عَنِ النَّاسِ قَالَ لَهَا قَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْكِ قَالَتْ وَ اللَّهُ یُحِبُّ الْمُحْسِنِینَ قَالَ اذْهَبِی فَأَنْتِ حُرَّةٌ(3).
«37»- شا، [الإرشاد] الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیُّ عَنْ جَدِّهِ عَنْ شَیْخٍ مِنَ الْیَمَنِ قَدْ أَتَتْ عَلَیْهِ بِضْعٌ وَ تِسْعُونَ سَنَةً عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ: مِثْلَهُ (4)
38
قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: كَانَتْ جَارِیَةٌ لَهُ تَسْكُبُ عَلَیْهِ الْمَاءَ فَنَعَسَتْ فَسَقَطَ الْإِبْرِیقُ مِنْ یَدِهَا تَمَامَ الْخَبَرِ(5).
«39»- لی، [الأمالی] للصدوق الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ بِالْمَدِینَةِ رَجُلٌ بَطَّالٌ یَضْحَكُ النَّاسُ مِنْهُ فَقَالَ قَدْ أَعْیَانِی هَذَا الرَّجُلُ أَنْ أُضْحِكَهُ یَعْنِی عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ قَالَ فَمَرَّ عَلِیٌّ علیه السلام وَ خَلْفَهُ مَوْلَیَانِ لَهُ قَالَ فَجَاءَ الرَّجُلُ حَتَّی انْتَزَعَ رِدَاءَهُ مِنْ رَقَبَتِهِ ثُمَّ مَضَی فَلَمْ یَلْتَفِتْ إِلَیْهِ عَلِیٌّ علیه السلام فَاتَّبَعُوهُ وَ أَخَذُوا الرِّدَاءَ مِنْهُ فَجَاءُوا بِهِ فَطَرَحُوهُ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُمْ مَنْ هَذَا فَقَالُوا هَذَا رَجُلٌ بَطَّالٌ یُضْحِكُ أَهْلَ الْمَدِینَةِ فَقَالَ قُولُوا لَهُ إِنَّ لِلَّهِ یَوْماً یَخْسَرُ فِیهِ الْمُبْطِلُونَ (6).
«40»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب مُرْسَلًا: مِثْلَهُ (7).
ص: 68
«41»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَیْهَقِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الصَّوْلِیِّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی بْنِ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام لَا یُسَافِرُ إِلَّا مَعَ رِفْقَةٍ لَا یَعْرِفُونَهُ وَ یَشْتَرِطُ عَلَیْهِمْ أَنْ یَكُونَ مِنْ خَدَمِ الرِّفْقَةِ فِیمَا یَحْتَاجُونَ إِلَیْهِ فَسَافَرَ مَرَّةً مَعَ قَوْمٍ فَرَآهُ رَجُلٌ فَعَرَفَهُ فَقَالَ لَهُمْ أَ تَدْرُونَ مَنْ هَذَا فَقَالُوا لَا قَالَ هَذَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَوَثَبُوا إِلَیْهِ فَقَبَّلُوا یَدَهُ وَ رِجْلَهُ وَ قَالُوا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَرَدْتَ أَنْ تُصْلِیَنَا نَارَ جَهَنَّمَ لَوْ بَدَرَتْ مِنَّا إِلَیْكَ یَدٌ أَوْ لِسَانٌ أَ مَا كُنَّا قَدْ هَلَكْنَا إِلَی آخِرِ الدَّهْرِ فَمَا الَّذِی یَحْمِلُكَ عَلَی هَذَا فَقَالَ إِنِّی كُنْتُ سَافَرْتُ مَرَّةً مَعَ قَوْمٍ یَعْرِفُونَنِی فَأَعْطَوْنِی بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا لَا أَسْتَحِقُّ فَإِنِّی أَخَافُ أَنْ تُعْطُونِی مِثْلَ ذَلِكَ فَصَارَ كِتْمَانُ أَمْرِی أَحَبَّ إِلَیَ (1).
«42»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی شَقِیقٍ الْبَلْخِیِّ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالَ: قِیلَ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام كَیْفَ أَصْبَحْتَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ أَصْبَحْتُ مَطْلُوباً بِثَمَانٍ اللَّهُ تَعَالَی یَطْلُبُنِی بِالْفَرَائِضِ وَ النَّبِیُّ ص بِالسُّنَّةِ وَ الْعِیَالُ بِالْقُوتِ وَ النَّفْسُ بِالشَّهْوَةِ وَ الشَّیْطَانُ بِاتِّبَاعِهِ وَ الْحَافِظَانِ بِصِدْقِ الْعَمَلِ وَ مَلَكُ الْمَوْتِ بِالرُّوحِ وَ الْقَبْرُ بِالْجَسَدِ فَأَنَا بَیْنَ هَذِهِ الْخِصَالِ مَطْلُوبٌ (2).
«43»- ج، [الإحتجاج] رُوِیَ: أَنَّ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍعلیهما السلام كَانَ حَسَنَ الصَّوْتِ حَسَنَ الْقِرَاءَةِ وَ قَالَ یَوْماً مِنَ الْأَیَّامِ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام كَانَ یَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَرُبَّمَا مَرَّ بِهِ الْمَارُّ فَصَعِقَ مِنْ حُسْنِ صَوْتِهِ وَ إِنَّ الْإِمَامَ لَوْ أَظْهَرَ مِنْ ذَلِكَ شَیْئاً لَمَا احْتَمَلَهُ النَّاسُ قِیلَ لَهُ أَ لَمْ یَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُصَلِّی بِالنَّاسِ وَ یَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یُحَمِّلُ مَنْ خَلْفَهُ مَا یُطِیقُونَ (3).
«44»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ شَمُّونٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیِّ: مِثْلَهُ (4).
ص: 69
«45»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا أَحْسَنَ النَّاسِ صَوْتاً بِالْقُرْآنِ وَ كَانَ السَّقَّاءُونَ یَمُرُّونَ فَیَقِفُونَ بِبَابِهِ یَسْتَمِعُونَ قِرَاءَتَهُ وَ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَحْسَنَ النَّاسِ صَوْتاً(1).
«46»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام لِابْنِهِ مُحَمَّدٍ علیه السلام حِینَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ إِنَّنِی قَدْ حَجَجْتُ عَلَی نَاقَتِی هَذِهِ عِشْرِینَ حَجَّةً فَلَمْ أَقْرَعْهَا بِسَوْطٍ قَرْعَةً فَإِذَا نَفَقَتْ فَادْفِنْهَا لَا تَأْكُلْ لَحْمَهَا السِّبَاعُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ مَا مِنْ بَعِیرٍ یُوقَفُ عَلَیْهِ مَوْقِفَ عَرَفَةَ سَبْعَ حِجَجٍ إِلَّا جَعَلَهُ اللَّهُ مِنْ نَعَمِ الْجَنَّةِ وَ بَارَكَ فِی نَسْلِهِ فَلَمَّا نَفَقَتْ حَفَرَ لَهَا أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ دَفَنَهَا(2).
«47»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ وَ الْبَرْقِیِّ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ عِمْرَانَ الْحَلَبِیِّ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: لَمَّا أُتِیَ بِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام یَزِیدُ بْنُ مُعَاوِیَةَ عَلَیْهِمَا لَعَائِنُ اللَّهِ وَ مَنْ مَعَهُ جَعَلُوهُ فِی بَیْتٍ فَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّمَا جَعَلَنَا فِی هَذَا الْبَیْتِ لِیَقَعَ عَلَیْنَا فَیَقْتُلَنَا فَرَاطَنَ الْحَرَسُ فَقَالُوا انْظُرُوا إِلَی هَؤُلَاءِ یَخَافُونَ أَنْ یَقَعَ عَلَیْهِمُ الْبَیْتُ وَ إِنَّمَا یُخْرَجُونَ غَداً فَیُقْتَلُونَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام لَمْ یَكُنْ فِینَا أَحَدٌ یُحْسِنُ الرِّطَانَةَ(3)
غَیْرِی وَ الرِّطَانَةُ عِنْدَ أَهْلِ الْمَدِینَةِ الرُّومِیَّةُ(4).
«48»- قب، [المناقب](5)
لابن شهرآشوب سن، [المحاسن] قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ
ص: 70
صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَمْشِی مِشْیَةً كَأَنَّ عَلَی رَأْسِهِ الطَّیْرَ لَا یَسْبِقُ یَمِینُهُ شِمَالَهُ (1).
بیان: قال الجزری فی صفة الصحابة كأنما علی رءوسهم الطیر وصفهم بالسكون و الوقار و أنه لم یكن فیهم طیش و لا خفة لأن الطیر لا تكاد تقع إلا علی شی ء ساكن (2).
«49»- یر، [بصائر الدرجات] ابْنُ مَعْرُوفٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ فُضَیْلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام أُتِیَ بِعَسَلٍ فَشَرِبَهُ فَقَالَ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأَعْلَمُ مِنْ أَیْنَ هَذَا الْعَسَلُ وَ أَیْنَ أَرْضُهُ وَ إِنَّهُ لَیُمْتَارُ مِنْ قَرْیَةِ كَذَا وَ كَذَا(3).
«50»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ ابْنِ أَبَانٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْكَابُلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: إِذَا بَنَی بَنُو الْعَبَّاسِ مَدِینَةً عَلَی شَاطِئِ الْفُرَاتِ كَانَ بَقَاؤُهُمْ بَعْدَهَا سَنَةً(4).
«51»- سن، [المحاسن] ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: حَجَّ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَلَی رَاحِلَةٍ عَشْرَ حِجَجٍ مَا قَرَعَهَا بِسَوْطٍ وَ لَقَدْ بَرَكَتْ بِهِ سَنَةً مِنْ سَنَوَاتِهِ فَمَا قَرَعَهَا بِسَوْطٍ(5).
«52»- سن، [المحاسن] بَعْضُ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِذَا سَافَرَ إِلَی مَكَّةَ لِلْحَجِّ وَ الْعُمْرَةِ تَزَوَّدَ مِنْ أَطْیَبِ الزَّادِ مِنَ اللَّوْزِ وَ السُّكَّرِ وَ السَّوِیقِ الْمُحَمَّضِ وَ الْمُحَلَّی.
قال و حدثنی به ابن یزید عن محمد بن سنان و ابن أبی عمیر عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام(6).
«53»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ سَیَابَةَ بْنِ ضُرَیْسٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِذَا كَانَ
ص: 71
الْیَوْمُ الَّذِی یَصُومُ فِیهِ یَأْمُرُ بِشَاةٍ فَتُذْبَحُ وَ تُقْطَعُ أَعْضَاؤُهَا وَ تُطْبَخُ وَ إِذَا كَانَ عِنْدَ الْمَسَاءِ أَكَبَّ عَلَی الْقُدُورِ حَتَّی یَجِدَ رِیحَ الْمَرَقِ وَ هُوَ صَائِمٌ ثُمَّ یَقُولُ هَاتُوا الْقِصَاعَ اغْرِفُوا لِآلِ فُلَانٍ وَ اغْرِفُوا لِآلِ فُلَانٍ حَتَّی یَأْتِیَ عَلَی آخِرِ الْقُدُورِ ثُمَّ یُؤْتَی بِخُبْزٍ وَ تَمْرٍ فَیَكُونُ ذَلِكَ عَشَاءَهُ (1).
«54»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنْهُ علیه السلام: مِثْلَهُ (2).
«55»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یُعْجِبُهُ الْعِنَبُ فَكَانَ ذَاتَ یَوْمٍ صَائِماً فَلَمَّا أَفْطَرَ كَانَ أَوَّلَ مَا جَاءَتِ الْعِنَبُ أَتَتْهُ أُمُّ وَلَدٍ لَهُ بِعُنْقُودٍ فَوَضَعَتْهُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَجَاءَ السَّائِلُ فَدَفَعَ إِلَیْهِ فَدَسَّتْ إِلَیْهِ أَعْنِی إِلَی السَّائِلِ فَاشْتَرَتْهُ مِنْهُ ثُمَّ أَتَتْهُ فَوَضَعَتْهُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَجَاءَ سَائِلٌ آخَرُ فَأَعْطَاهُ فَفَعَلَتْ أُمُّ الْوَلَدِ مِثْلَ ذَلِكَ حَتَّی فَعَلَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمَّا كَانَ فِی الرَّابِعِ أَكَلَهُ (3).
«56»- سن، [المحاسن] ابْنُ یَزِیدَ وَ ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام لَیَبْتَاعُ الرَّاحِلَةَ بِمِائَةِ دِینَارٍ یُكْرِمُ بِهَا نَفْسَهُ (4).
«57»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَتْلُ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ أَمْرُ ابْنِهِ فِی حَمْلِهِ إِلَی الشَّامِ فَقَالَ إِنَّهُ لَمَّا وَرَدَ إِلَی السِّجْنِ قَالَ بَعْضُ مَنْ فِیهِ لِبَعْضٍ مَا أَحْسَنَ بُنْیَانَ هَذَا الْجِدَارِ وَ كَانَ عَلَیْهِ كِتَابَةٌ بِالرُّومِیَّةِ فَقَرَأَهَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَتَرَاطَنَ الرُّومُ بَیْنَهُمْ وَ قَالُوا مَا فِی هَؤُلَاءِ مَنْ هُوَ أَوْلَی بِدَمِ الْمَقْتُولِ مِنْ هَذَا یَعْنُونَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام(5).
ص: 72
«58»- شا، [الإرشاد] أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیُّ عَنْ جَدِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَیْمُونٍ الْبَزَّازِ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ عُیَیْنَةَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِیِّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ كَانَ أَفْضَلَ هَاشِمِیٍّ أَدْرَكْنَاهُ قَالَ: أَحِبُّونَا حُبَّ الْإِسْلَامِ فَمَا زَالَ حُبُّكُمْ لَنَا حَتَّی صَارَ شَیْناً عَلَیْنَا(1).
بیان: لعل المراد النهی عن الغلو أی أحبونا حبا یكون موافقا لقانون الإسلام و لا یخرجكم عنه و لا زال حبكم كان لنا حتی أفرطتم و قلتم فینا ما لا نرضی به فصرتم شینا و عیبا علینا حیث یعیبوننا الناس بما تنسبون إلینا.
«59»- شا، [الإرشاد] الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَدِّهِ عَنْ إِدْرِیسَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی (2)
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ وَ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی وَ إِسْمَاعِیلَ بْنِ یَعْقُوبَ جَمِیعاً عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَتْ أُمِّی فَاطِمَةُ بِنْتُ الْحُسَیْنِ علیه السلام تَأْمُرُنِی أَنْ أَجْلِسَ إِلَی خَالِی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَمَا جَلَسْتُ إِلَیْهِ قَطُّ إِلَّا قُمْتُ بِخَیْرٍ قَدْ أَفَدْتُهُ إِمَّا خَشْیَةٌ لِلَّهِ تَحْدُثُ لِلَّهِ فِی قَلْبِی لِمَا أَرَی مِنْ خَشْیَتِهِ لِلَّهِ أَوْ عِلْمٌ اسْتَفَدْتُهُ مِنْهُ (3).
بیان: قال الفیروزآبادی أفدت المالَ استفدته و أعطیته ضد(4).
«60»- شا، [الإرشاد] رَوَی أَبُو مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ(5) بْنِ أَبِی حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبِی یَقُولُ: مَا رَأَیْتُ قَطُّ هَاشِمِیّاً أَفْضَلَ مِنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام(6).
«61»- عم، [إعلام الوری](7)
شا، [الإرشاد] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِیِّ قَالَ: كَانَ
ص: 73
عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام إِذَا تَوَضَّأَ اصْفَرَّ لَوْنُهُ فَیَقُولُ لَهُ أَهْلُهُ مَا الَّذِی یَغْشَاكَ فَیَقُولُ أَ تَدْرُونَ لِمَنْ أَتَأَهَّبُ لِلْقِیَامِ بَیْنَ یَدَیْهِ (1).
«62»- عم، [إعلام الوری](2)
شا، [الإرشاد] رَوَی عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ یُصَلِّی فِی الْیَوْمِ وَ اللَّیْلَةِ أَلْفَ رَكْعَةٍ وَ كَانَتِ الرِّیحُ تُمِیلُهُ بِمَنْزِلَةِ السُّنْبُلَةِ(3).
«63»- شا، [الإرشاد] رَوَی سُفْیَانُ الثَّوْرِیُّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: ذُكِرَ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَضْلُهُ فَقَالَ حَسْبُنَا أَنْ نَكُونَ مِنْ صَالِحِی قَوْمِنَا(4).
«64»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی ابْنُ عُبْدُونٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زُرْقٍ عَنْ أَبِی أُسَامَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَقُولُ: مَا تَجَرَّعْتُ جُرْعَةَ غَیْظٍ أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْ جُرْعَةِ غَیْظٍ أَعْقَبَهَا صَبْراً وَ مَا أُحِبُّ أَنَّ لِی بِذَلِكَ حُمْرَ النَّعَمِ قَالَ وَ كَانَ یَقُولُ الصَّدَقَةُ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ قَالَ وَ كَانَ لَا تَسْبِقُ یَمِینُهُ شِمَالَهُ وَ كَانَ یُقَبِّلُ الصَّدَقَةَ قَبْلَ أَنْ یُعْطِیَهَا السَّائِلَ قِیلَ لَهُ مَا یَحْمِلُكَ عَلَی هَذَا قَالَ فَقَالَ لَسْتُ أُقَبِّلُ یَدَ السَّائِلِ إِنَّمَا أُقَبِّلُ یَدَ رَبِّی إِنَّهَا تَقَعُ فِی یَدِ رَبِّی قَبْلَ أَنْ تَقَعَ فِی یَدِ السَّائِلِ قَالَ وَ لَقَدْ كَانَ یَمُرُّ عَلَی الْمَدَرَةِ فِی وَسَطِ الطَّرِیقِ فَیَنْزِلُ عَنْ دَابَّتِهِ حَتَّی یُنَحِّیَهَا بِیَدِهِ عَنِ الطَّرِیقِ قَالَ وَ لَقَدْ مَرَّ بِمَجْذُومِینَ فَسَلَّمَ عَلَیْهِمْ وَ هُمْ یَأْكُلُونَ فَمَضَی ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ لَا یُحِبُّ الْمُتَكَبِّرِینَ فَرَجَعَ إِلَیْهِمْ فَقَالَ إِنِّی صَائِمٌ وَ قَالَ ائْتُونِی بِهِمْ فِی الْمَنْزِلِ قَالَ فَأَتَوْهُ فَأَطْعَمَهُمْ ثُمَّ أَعْطَاهُمْ (5).
«65»- شا، [الإرشاد] أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَیْمُونٍ الْبَزَّازِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ أَبِی عَلِیِّ بْنِ زِیَادِ بْنِ رُسْتُمَ
ص: 74
عَنْ سَعِیدِ بْنِ كُلْثُومٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَذَكَرَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَأَطْرَاهُ وَ مَدَحَهُ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ مَا أَكَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ مِنَ الدُّنْیَا حَرَاماً قَطُّ حَتَّی مَضَی لِسَبِیلِهِ وَ مَا عُرِضَ لَهُ أَمْرَانِ قَطُّ هُمَا لِلَّهِ رِضًا إِلَّا أَخَذَ بِأَشَدِّهِمَا عَلَیْهِ فِی دِینِهِ وَ مَا نَزَلَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَازِلَةٌ قَطُّ إِلَّا دَعَاهُ ثِقَةً بِهِ وَ مَا أَطَاقَ عَمَلَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ غَیْرُهُ وَ إِنْ كَانَ لَیَعْمَلُ عَمَلَ رَجُلٍ كَأَنَّ وَجْهَهُ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ یَرْجُو ثَوَابَ هَذِهِ وَ یَخَافُ عِقَابَ هَذِهِ وَ لَقَدْ أَعْتَقَ مِنْ مَالِهِ أَلْفَ مَمْلُوكٍ فِی طَلَبِ وَجْهِ اللَّهِ وَ النَّجَاةِ مِنَ النَّارِ مِمَّا كَدَّ بِیَدَیْهِ وَ رَشَحَ مِنْهُ جَبِینُهُ وَ إِنْ كَانَ لَیَقُوتُ أَهْلَهُ بِالزَّیْتِ وَ الْخَلِّ وَ الْعَجْوَةِ وَ مَا كَانَ لِبَاسُهُ إِلَّا الْكَرَابِیسَ إِذَا فَضَلَ شَیْ ءٌ عَنْ یَدِهِ مِنْ كُمِّهِ دَعَا بِالْجَلَمِ (1) فَقَصَّهُ وَ مَا أَشْبَهَهُ مِنْ وُلْدِهِ وَ لَا أَهْلِ بَیْتِهِ أَحَدٌ أَقْرَبُ شَبَهاً بِهِ فِی لِبَاسِهِ وَ فِقْهِهِ مِنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ لَقَدْ دَخَلَ أَبُو جَعْفَرٍ ابْنُهُ عَلَیْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ بَلَغَ مِنَ الْعِبَادَةِ مَا لَمْ یَبْلُغْهُ أَحَدٌ فَرَآهُ وَ قَدِ اصْفَرَّ لَوْنُهُ مِنَ السَّهَرِ وَ رَمِضَتْ عَیْنَاهُ مِنَ الْبُكَاءِ وَ دَبِرَتْ جَبْهَتُهُ وَ انْخَرَمَ أَنْفُهُ مِنَ السُّجُودِ وَ قَدْ وَرِمَتْ سَاقَاهُ وَ قَدَمَاهُ مِنَ الْقِیَامِ فِی الصَّلَاةِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَلَمْ أَمْلِكْ حِینَ رَأَیْتُهُ بِتِلْكَ الْحَالِ الْبُكَاءَ فَبَكَیْتُ رَحْمَةً لَهُ فَإِذَا هُوَ یُفَكِّرُ فَالْتَفَتَ إِلَیَّ بَعْدَ هُنَیْئَةٍ مِنْ دُخُولِی فَقَالَ یَا بُنَیَّ أَعْطِنِی بَعْضَ تِلْكَ الصُّحُفِ الَّتِی فِیهَا عِبَادَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَأَعْطَیْتُهُ فَقَرَأَ فِیهَا شَیْئاً یَسِیراً ثُمَّ تَرَكَهَا مِنْ یَدِهِ تَضَجُّراً وَ قَالَ مَنْ یَقْوَی عَلَی عِبَادَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام(2).
بیان: رمضت أی احترقت (3).
«66»- شا، [الإرشاد] أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَدِّهِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ شَبِیبٍ عَنْ
ص: 75
عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمِیمِیِّ قَالَ سَمِعْتُ شَیْخاً مِنْ عَبْدِ الْقَیْسِ یَقُولُ قَالَ طَاوُسٌ: دَخَلْتُ الْحِجْرَ فِی اللَّیْلِ فَإِذَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَدْ دَخَلَ فَقَامَ یُصَلِّی فَصَلَّی مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ سَجَدَ قَالَ فَقُلْتُ رَجُلٌ صَالِحٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِ الْخَیْرِ لَأَسْتَمِعَنَّ إِلَی دُعَائِهِ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ فِی سُجُودِهِ- عُبَیْدُكَ بِفِنَائِكَ مِسْكِینُكَ بِفِنَائِكَ فَقِیرُكَ بِفِنَائِكَ سَائِلُكَ بِفِنَائِكَ قَالَ طَاوُسٌ فَمَا دَعَوْتُ بِهِنَّ فِی كَرْبٍ إِلَّا فُرِّجَ عَنِّی (1).
«67»- شا، [الإرشاد] أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَدِّهِ عَنِ عَمَّارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: سُمِعَ سَائِلٌ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ وَ هُوَ یَقُولُ أَیْنَ الزَّاهِدُونَ فِی الدُّنْیَا أَیْنَ الرَّاغِبُونَ فِی الْآخِرَةِ فَهَتَفَ بِهِ هَاتِفٌ مِنْ نَاحِیَةِ الْبَقِیعِ نَسْمَعُ صَوْتَهُ وَ لَا نَرَی شَخْصَهُ ذَاكَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام(2).
«68»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنِ زُرَارَةَ: مِثْلَهُ (3).
«69»- شا، [الإرشاد] أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّافِعِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَالْتَاثَتِ النَّاقَةُ عَلَیْهِ فِی سَیْرِهَا فَأَشَارَ إِلَیْهَا بِالْقَضِیبِ ثُمَّ قَالَ آهِ لَوْ لَا الْقِصَاصُ وَ رَدَّ یَدَهُ عَنْهَا(4).
بیان: الالتیاث الإبطاء.
«70»- شا، [الإرشاد] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: حَجَّ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام مَاشِیاً فَسَارَ عِشْرِینَ یَوْماً مِنَ الْمَدِینَةِ إِلَی مَكَّةَ(5).
«71»- شا، [الإرشاد] رَوَی عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِیِّ قَالَ: لَمْ أُدْرِكْ أَحَداً مِنْ أَهْلِ هَذَا الْبَیْتِ یَعْنِی بَیْتَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَفْضَلَ مِنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام(6).
«72»- شا، [الإرشاد] أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی یُونُسَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ وَ غَیْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا: أَنَّ فَتًی مِنْ قُرَیْشٍ جَلَسَ إِلَی سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ
ص: 76
فَطَلَعَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقَالَ الْقُرَشِیُّ لِابْنِ الْمُسَیَّبِ مَنْ هَذَا یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَقَالَ هَذَا سَیِّدُ الْعَابِدِینَ عَلِیُّ [بْنُ] الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام(1).
«73»- فتح، [فتح الأبواب] ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مِنْ رُوَاةِ أَصْحَابِنَا فِی أَمَالِیهِ عَنْ عِیسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْكُوفِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ حَبِیبٍ الْعَطَّارِ الْكُوفِیِّ قَالَ: خَرَجْنَا حُجَّاجاً فَرَحَلْنَا مِنْ زُبَالَةَ لَیْلًا فَاسْتَقْبَلَتْنَا رِیحٌ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ فَتَقَطَّعَتِ الْقَافِلَةَ فَتِهْتُ فِی تِلْكَ الصَّحَارِی وَ الْبَرَارِی فَانْتَهَیْتُ إِلَی وَادٍ قَفْرٍ فَلَمَّا أَنْ جَنَّ اللَّیْلُ أَوَیْتُ إِلَی شَجَرَةٍ عَادِیَةٍ فَلَمَّا أَنِ
اخْتَلَطَ الظَّلَامُ إِذَا أَنَا بِشَابٍّ قَدْ أَقْبَلَ عَلَیْهِ أَطْمَارٌ بِیضٌ تَفُوحُ مِنْهُ رَائِحَةُ الْمِسْكِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی هَذَا وَلِیٌّ مِنْ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ مَتَی مَا أَحَسَّ بِحَرَكَتِی خَشِیتُ نِفَارَهُ وَ أَنْ أَمْنَعَهُ عَنِ كَثِیرٍ مِمَّا یُرِیدُ فِعَالَهُ فَأَخْفَیْتُ نَفْسِی مَا اسْتَطَعْتُ فَدَنَا إِلَی الْمَوْضِعِ فَتَهَیَّأَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ وَثَبَ قَائِماً وَ هُوَ یَقُولُ یَا مَنْ أَحَازَ كُلَّ شَیْ ءٍ مَلَكُوتاً وَ قَهَرَ كُلَّ شَیْ ءٍ جَبَرُوتاً أَوْلِجْ قَلْبِی فَرَحَ الْإِقْبَالِ عَلَیْكَ وَ أَلْحِقْنِی بِمَیْدَانِ الْمُطِیعِینَ لَكَ قَالَ ثُمَّ دَخَلَ فِی الصَّلَاةِ فَلَمَّا أَنْ رَأَیْتُهُ قَدْ هَدَأَتْ أَعْضَاؤُهُ وَ سَكَنَتْ حَرَكَاتُهُ قُمْتُ إِلَی الْمَوْضِعِ الَّذِی تَهَیَّأَ لِلصَّلَاةِ فَإِذَا بِعَیْنٍ تُفِیضُ بِمَاءٍ أَبْیَضَ فَتَهَیَّأْتُ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ قُمْتُ خَلْفَهُ فَإِذَا أَنَا بِمِحْرَابٍ كَأَنَّهُ مُثِّلَ فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ فَرَأَیْتُهُ كُلَّمَا مَرَّ بِآیَةٍ فِیهَا ذِكْرُ الْوَعْدِ وَ الْوَعِیدِ یُرَدِّدُهَا بِأَشْجَانِ الْحَنِینِ فَلَمَّا أَنْ تَقَشَّعَ الظَّلَامُ وَثَبَ قَائِماً وَ هُوَ یَقُولُ- یَا مَنْ قَصَدَهُ الطَّالِبُونَ فَأَصَابُوهُ مُرْشِداً وَ أَمَّهُ الْخَائِفُونَ فَوَجَدُوهُ مُتَفَضِّلًا وَ لَجَأَ إِلَیْهِ الْعَابِدُونَ فَوَجَدُوهُ نَوَّالًا مَتَی رَاحَةُ مَنْ نَصَبَ لِغَیْرِكَ بَدَنَهُ وَ مَتَی فَرَحُ مَنْ قَصَدَ سِوَاكَ بِنِیَّتِهِ إِلَهِی قَدْ تَقَشَّعَ الظَّلَامُ وَ لَمْ أَقْضِ مِنْ خِدْمَتِكَ وَطَراً وَ لَا مِنْ حاض [حِیَاضِ] مُنَاجَاتِكَ مَدَراً صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ افْعَلْ بِی أَوْلَی الْأَمْرَیْنِ بِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ فَخِفْتُ أَنْ یَفُوتَنِی شَخْصُهُ وَ أَنْ یَخْفَی عَلَیَّ أَثَرُهُ فَتَعَلَّقْتُ بِهِ فَقُلْتُ لَهُ بِالَّذِی أَسْقَطَ عَنْكَ مَلَالَ التَّعَبِ وَ مَنَحَكَ شِدَّةَ شَوْقِ لَذِیذِ الرُّعْبِ إِلَّا أَلْحَقْتَنِی مِنْكَ جَنَاحَ رَحْمَةٍ وَ كَنَفَ (2) رِقَّةٍ فَإِنِّی ضَالٌّ وَ بُغْیَتِی
ص: 77
كُلُّمَا صَنَعْتَ وَ مُنَایَ كُلُّ مَا نَطَقْتَ فَقَالَ لَوْ صَدَقَ تَوَكُّلُكَ مَا كُنْتَ ضَالًّا وَ لَكِنِ اتَّبِعْنِی وَ اقْفُ أَثَرِی فَلَمَّا أَنْ صَارَ بِجَنْبِ الشَّجَرَةِ أَخَذَ بِیَدِی فَخُیِّلَ إِلَیَّ أَنَّ الْأَرْضَ تُمَدُّ مِنْ تَحْتِ قَدَمِی فَلَمَّا انْفَجَرَ عَمُودُ الصُّبْحِ قَالَ لِی أَبْشِرْ فَهَذِهِ مَكَّةُ قَالَ فَسَمِعْتُ الضَّجَّةَ وَ رَأَیْتُ الْمَحَجَّةَ فَقُلْتُ بِالَّذِی تَرْجُوهُ یَوْمَ الْآزِفَةِ وَ یَوْمَ الْفَاقَةِ مَنْ أَنْتَ فَقَالَ لِی أَمَّا إِذْ أَقْسَمْتَ فَأَنَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ (1).
«74»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنْ حَمَّادِ بْنِ حَبِیبٍ: مِثْلَهُ (2).
«75»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب فِی زُهْدِهِ علیه السلام حِلْیَةُ الْأَوْلِیَاءِ(3)، وَ فَضَائِلُ الصَّحَابَةِ،: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ إِذَا فَرَغَ مِنْ وُضُوءِ الصَّلَاةِ وَ صَارَ بَیْنَ وُضُوئِهِ وَ صَلَاتِهِ أَخَذَتْهُ رِعْدَةٌ وَ نُفَضَةٌ فَقِیلَ لَهُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ وَیْحَكُمْ أَ تَدْرُونَ إِلَی مَنْ أَقُومُ وَ مَنْ أُرِیدُ أُنَاجِی وَ فِی كُتُبِنَا أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ اصْفَرَّ لَوْنُهُ فَقِیلَ لَهُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ أَ تَدْرُونَ مَنْ أَتَأَهَّبُ لِلْقِیَامِ بَیْنَ یَدَیْهِ.
طَاوُسٌ الْفَقِیهُ،: رَأَیْتُ فِی الْحِجْرِ زَیْنَ الْعَابِدِینَ علیه السلام یُصَلِّی وَ یَدْعُو- عُبَیْدُكَ بِبَابِكَ أَسِیرُكَ بِفِنَائِكَ مِسْكِینُكَ بِفِنَائِكَ سَائِلُكَ بِفِنَائِكَ یَشْكُو إِلَیْكَ مَا لَا یَخْفَی عَلَیْكَ وَ فِی خَبَرٍ لَا تَرُدَّنِی عَنْ بَابِكَ.
وَ أَتَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام إِلَی جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَتْ لَهُ یَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ لَنَا عَلَیْكُمْ حُقُوقاً وَ مِنْ حَقِّنَا عَلَیْكُمْ أَنْ إِذَا رَأَیْتُمْ أَحَدَنَا یُهْلِكُ نَفْسَهُ اجْتِهَاداً أَنْ تُذَكِّرُوهُ اللَّهَ وَ تَدْعُوهُ إِلَی الْبُقْیَا عَلَی نَفْسِهِ وَ هَذَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ بَقِیَّةُ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ قَدِ انْخَرَمَ أَنْفُهُ (4)
وَ نَقِبَتْ جَبْهَتُهُ وَ رُكْبَتَاهُ وَ رَاحَتَاهُ أَذَابَ نَفْسَهُ فِی الْعِبَادَةِ فَأَتَی جَابِرٌ إِلَی بَابِهِ وَ اسْتَأْذَنَ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَیْهِ وَجَدَهُ فِی
ص: 78
مِحْرَابِهِ قَدْ أَنْضَتْهُ (1) الْعِبَادَةُ فَنَهَضَ عَلِیٌّ فَسَأَلَهُ عَنْ حَالِهِ سُؤَالًا حَفِیّاً ثُمَّ أَجْلَسَهُ بِجَنْبِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ جَابِرٌ یَقُولُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ إِنَّمَا خَلَقَ الْجَنَّةَ لَكُمْ وَ لِمَنْ أَحَبَّكُمْ وَ خَلَقَ النَّارَ لِمَنْ أَبْغَضَكُمْ وَ عَادَاكُمْ فَمَا هَذَا الْجَهْدُ الَّذِی كَلَّفْتَهُ نَفْسَكَ فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ یَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ جَدِّی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ فَلَمْ یَدَعِ الِاجْتِهَادَ لَهُ وَ تَعَبَّدَ بِأَبِی هُوَ وَ أُمِّی حَتَّی انْتَفَخَ السَّاقُ وَ وَرِمَ الْقَدَمُ وَ قِیلَ لَهُ أَ تَفْعَلُ هَذَا وَ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ- ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ قَالَ أَ فَلَا أَكُونُ عَبْداً شَكُوراً فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِ جَابِرٌ وَ لَیْسَ یُغْنِی فِیهِ قَوْلٌ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ الْبُقْیَا عَلَی نَفْسِكَ فَإِنَّكَ مِنْ أُسْرَةٍ بِهِمْ یُسْتَدْفَعُ الْبَلَاءُ وَ بِهِمْ تُسْتَكْشَفُ اللَّأْوَاءُ وَ بِهِمْ تُسْتَمْسَكُ السَّمَاءُ فَقَالَ یَا جَابِرُ- لَا أَزَالُ عَلَی مِنْهَاجِ أَبَوَیَّ مُؤْتَسِیاً بِهِمَا حَتَّی أَلْقَاهُمَا فَأَقْبَلَ جَابِرٌ عَلَی مَنْ حَضَرَ فَقَالَ لَهُمْ مَا رُئِیَ مِنْ أَوْلَادِ الْأَنْبِیَاءِ مِثْلُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ إِلَّا یُوسُفَ بْنَ یَعْقُوبَ وَ اللَّهِ لَذُرِّیَّةُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ أَفْضَلُ مِنْ ذُرِّیَّةِ یُوسُفَ (2).
مِصْبَاحُ الْمُتَهَجِّدِ،: كَانَ لَهُ خَرِیطَةٌ فِیهَا تُرْبَةُ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ كَانَ لَا یَسْجُدُ إِلَّا عَلَی التُّرَابِ (3).
تَهْذِیبُ الْأَحْكَامِ، الصَّادِقُ علیه السلام: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ إِذَا قَامَ إِلَی الصَّلَاةِ تَغَیَّرَ لَوْنُهُ فَإِذَا سَجَدَ لَمْ یَرْفَعْ رَأْسَهُ حَتَّی یَرْفَضَّ عَرَقاً(4).
الْبَاقِرُ علیه السلام: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ یُصَلِّی فِی الْیَوْمِ وَ اللَّیْلَةِ أَلْفَ رَكْعَةٍ
ص: 79
وَ كَانَتِ الرِّیحُ تُمِیلُهُ بِمَنْزِلَةِ السُّنْبُلَةِ وَ كَانَتْ لَهُ خَمْسُمِائَةِ نَخْلَةٍ فَكَانَ یُصَلِّی عِنْدَ كُلِّ نَخْلَةٍ رَكْعَتَیْنِ وَ كَانَ إِذَا قَامَ فِی صَلَاتِهِ غَشِیَ لَوْنَهُ لَوْنٌ آخَرُ وَ كَانَ قِیَامُهُ فِی صَلَاتِهِ قِیَامَ الْعَبْدِ الذَّلِیلِ بَیْنَ یَدَیِ الْمَلِكِ الْجَلِیلِ كَانَ أَعْضَاؤُهُ تَرْتَعِدُ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ وَ كَانَ یُصَلِّی صَلَاةَ مُوَدِّعٍ یَرَی أَنَّهُ لَا یُصَلِّی بَعْدَهَا أَبَداً.
وَ رُوِیَ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَی الصَّلَاةِ تَغَیَّرَ لَوْنُهُ وَ أَصَابَتْهُ رِعْدَةٌ وَ حَالَ أَمْرُهُ فَرُبَّمَا سَأَلَهُ عَنْ حَالِهِ مَنْ لَا یَعْرِفُ أَمْرَهُ فِی ذَلِكَ فَیَقُولُ إِنِّی أُرِیدُ الْوُقُوفَ بَیْنَ یَدَیْ مَلِكٍ عَظِیمٍ- وَ كَانَ إِذَا وَقَفَ فِی الصَّلَاةِ لَمْ یَشْتَغِلْ بِغَیْرِهَا وَ لَمْ یَسْمَعْ شَیْئاً لِشُغْلِهِ بِالصَّلَاةِ- وَ سَقَطَ بَعْضُ وُلْدِهِ بَعْضَ اللَّیَالِی فَانْكَسَرَتْ یَدُهُ فَصَاحَ أَهْلُ الدَّارِ وَ أَتَاهُمُ الْجِیرَانُ وَ جِی ءَ بِالْمُجَبِّرِ فَجَبَّرَ الصَّبِیَّ وَ هُوَ یَصِیحُ مِنَ الْأَلَمِ وَ كُلُّ ذَلِكَ لَا یَسْمَعُهُ فَلَمَّا أَصْبَحَ رَأَی الصَّبِیَّ یَدَهُ مَرْبُوطَةً إِلَی عُنُقِهِ فَقَالَ مَا هَذَا فَأَخْبَرُوهُ- وَ وَقَعَ حَرِیقٌ فِی بَیْتٍ هُوَ فِیهِ سَاجِدٌ فَجَعَلُوا یَقُولُونَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ النَّارَ النَّارَ فَمَا رَفَعَ رَأْسَهُ حَتَّی أُطْفِئَتْ فَقِیلَ لَهُ بَعْدَ قُعُودِهِ مَا الَّذِی أَلْهَاكَ عَنْهَا قَالَ أَلْهَتْنِی عَنْهَا النَّارُ الْكُبْرَی.
الْأَصْمَعِیُّ: كُنْتُ أَطُوفُ حَوْلَ الْكَعْبَةِ لَیْلَةً فَإِذَا شَابٌّ ظَرِیفُ الشَّمَائِلِ وَ عَلَیْهِ ذُؤَابَتَانِ وَ هُوَ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ وَ هُوَ یَقُولُ- نَامَتِ الْعُیُونُ وَ عَلَتِ النُّجُومُ وَ أَنْتَ الْمَلِكُ الْحَیُّ الْقَیُّومُ غَلَّقَتِ الْمُلُوكُ أَبْوَابَهَا وَ أَقَامَتْ عَلَیْهَا حُرَّاسَهَا وَ بَابُكَ مَفْتُوحٌ لِلسَّائِلِینَ جِئْتُكَ لِتَنْظُرَ إِلَیَّ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ ثُمَّ أَنْشَأَ یَقُولُ:
یَا مَنْ یُجِیبُ دُعَا الْمُضْطَرِّ فِی الظُّلَمِ***یَا كَاشِفَ الضُّرِّ وَ الْبَلْوَی مَعَ السَّقَمِ
قَدْ نَامَ وَفْدُكَ حَوْلَ الْبَیْتِ قَاطِبَةً***وَ أَنْتَ وَحْدَكَ یَا قَیُّومُ لَمْ تَنَمْ
أَدْعُوكَ رَبِّ دُعَاءً قَدْ أَمَرْتَ بِهِ***فَارْحَمْ بُكَائِی بِحَقِّ الْبَیْتِ وَ الْحَرَمِ
إِنْ كَانَ عَفْوُكَ لَا یَرْجُوهُ ذُو سَرَفٍ***فَمَنْ یَجُودُ عَلَی الْعَاصِینَ بِالنِّعَمِ-(1)
ص: 80
قَالَ فَاقْتَفَیْتُهُ فَإِذَا هُوَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ علیه السلام.
طَاوُسٌ الْفَقِیهُ: رَأَیْتُهُ یَطُوفُ مِنَ الْعِشَاءِ إِلَی سَحَرٍ وَ یَتَعَبَّدُ فَلَمَّا لَمْ یَرَ أَحَداً رَمَقَ السَّمَاءَ بِطَرْفِهِ وَ قَالَ إِلَهِی غَارَتْ نُجُومُ سَمَاوَاتِكَ وَ هَجَعَتْ عُیُونُ أَنَامِكَ وَ أَبْوَابُكَ مُفَتَّحَاتٌ لِلسَّائِلِینَ جِئْتُكَ لِتَغْفِرَ لِی وَ تَرْحَمَنِی وَ تُرِیَنِی وَجْهَ جَدِّی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه وآله فِی عَرَصَاتِ الْقِیَامَةِ ثُمَّ بَكَی وَ قَالَ وَ عِزَّتِكَ وَ جَلَالِكَ مَا أَرَدْتُ بِمَعْصِیَتِی مُخَالَفَتَكَ وَ مَا عَصَیْتُكَ إِذْ عَصَیْتُكَ وَ أَنَا بِكَ شَاكٌّ وَ لَا بِنَكَالِكَ جَاهِلٌ وَ لَا لِعُقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌ وَ لَكِنْ سَوَّلَتْ لِی نَفْسِی وَ أَعَانَنِی عَلَی ذَلِكَ سَتْرُكَ الْمُرْخَی بِهِ عَلَیَّ فَالْآنَ مِنْ عَذَابِكَ مَنْ یَسْتَنْقِذُنِی وَ بِحَبْلِ مِنَ أَعْتَصِمُ إِنْ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنِّی فَوَا سَوْأَتَاهْ غَداً مِنَ الْوُقُوفِ بَیْنَ یَدَیْكَ إِذَا قِیلَ لِلْمُخِفِّینَ جُوزُوا وَ لِلْمُثْقِلِینَ حُطُّوا أَ مَعَ الْمُخِفِّینَ أَجُوزُ أَمْ مَعَ الْمُثْقِلِینَ أَحُطُّ وَیْلِی كُلَّمَا طَالَ عُمُرِی كَثُرَتْ خَطَایَایَ وَ لَمْ أَتُبْ أَ مَا آنَ لِی أَنْ أَسْتَحِیَ مِنْ رَبِّی ثُمَّ بَكَی وَ أَنْشَأَ یَقُولُ:
أَ تُحْرِقُنِی بِالنَّارِ یَا غَایَةَ الْمُنَی***فَأَیْنَ رَجَائِی ثُمَّ أَیْنَ مَحَبَّتِی
أَتَیْتُ بِأَعْمَالٍ قِبَاحٍ زَرِیَّةٍ***وَ مَا فِی الْوَرَی خَلْقٌ جَنَی كَجِنَایَتِی
ص: 81
ثُمَّ بَكَی وَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُعْصَی كَأَنَّكَ لَا تَرَی وَ تَحْلُمُ كَأَنَّكَ لَمْ تُعْصَ تَتَوَدَّدُ إِلَی خَلْقِكَ بِحُسْنِ الصَّنِیعِ كَأَنَّ بِكَ الْحَاجَةَ إِلَیْهِمْ وَ أَنْتَ یَا سَیِّدِی الْغَنِیُّ عَنْهُمْ ثُمَّ خَرَّ إِلَی الْأَرْضِ سَاجِداً قَالَ فَدَنَوْتُ مِنْهُ وَ شُلْتُ بِرَأْسِهِ وَ وَضَعْتُهُ عَلَی رُكْبَتِی وَ بَكَیْتُ حَتَّی جَرَتْ دُمُوعِی عَلَی خَدِّهِ فَاسْتَوَی جَالِساً وَ قَالَ مَنِ الَّذِی أَشْغَلَنِی عَنِ ذِكْرِ رَبِّی فَقُلْتُ أَنَا طَاوُسٌ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا هَذَا الْجَزَعُ وَ الْفَزَعُ وَ نَحْنُ یَلْزَمُنَا أَنْ نَفْعَلَ مِثْلَ هَذَا وَ نَحْنُ عَاصُونَ جَانُونَ أَبُوكَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ وَ أُمُّكَ فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءُ وَ جَدُّكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَالْتَفَتَ إِلَیَّ وَ قَالَ هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ یَا طَاوُسُ دَعْ عَنِّی حَدِیثَ أَبِی وَ أُمِّی وَ جَدِّی خَلَقَ اللَّهُ الْجَنَّةَ لِمَنْ أَطَاعَهُ وَ أَحْسَنَ وَ لَوْ كَانَ عَبْداً حَبَشِیّاً وَ خَلَقَ النَّارَ لِمَنْ عَصَاهُ وَ لَوْ كَانَ وَلَداً قُرَشِیّاً أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَهُ تَعَالَی فَإِذا نُفِخَ فِی الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَیْنَهُمْ یَوْمَئِذٍ وَ لا یَتَساءَلُونَ (1) وَ اللَّهِ لَا یَنْفَعُكَ غَداً إِلَّا تَقْدِمَةٌ تُقَدِّمُهَا مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ (2).
بیان: قوله علیه السلام زریة بتقدیم المعجمة من قولهم زری علیه أی عابه و عاتبه و شلت بالشی ء بضم الشین أی رفعته.
«76»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب وَ كَفَاكَ مِنْ زُهْدِهِ الصَّحِیفَةُ الْكَامِلَةُ وَ النُّدَبُ الْمَرْوِیَّةُ عَنْهُ علیه السلام فَمِنْهَا مَا رَوَی الزُّهْرِیُّ: یَا نَفْسُ حَتَّامَ إِلَی الْحَیَاةِ سُكُونُكِ وَ إِلَی الدُّنْیَا وَ عِمَارَتِهَا رُكُونُكِ أَمَا اعْتَبَرْتِ بِمَنْ مَضَی مِنْ أَسْلَافِكِ وَ مَنْ وَارَتْهُ الْأَرْضُ مِنْ أُلَّافِكِ وَ مَنْ فُجِعْتِ بِهِ مِنْ إِخْوَانِكِ.
شِعْرٌ:
فَهُمْ فِی بُطُونِ الْأَرْضِ بَعْدَ ظُهُورِهَا***مَحَاسِنُهُمْ فِیهَا بَوَالٍ دَوَاثِرُ
خَلَتْ دُورُهُمْ مِنْهُمْ وَ أَقْوَتْ عِرَاصُهُمْ***وَ سَاقَتْهُمْ نَحْوَ الْمَنَایَا الْمَقَادِرُ
ص: 82
وَ خَلَّوْا عَنِ الدُّنْیَا وَ مَا جَمَعُوا لَهَا***وَ ضَمَّتْهُمْ تَحْتَ التُّرَابِ الْحَفَائِرُ(1).
وَ مِنْهَا مَا رَوَی الصَّادِقُ علیه السلام: حَتَّی مَتَی تَعِدُنِی الدُّنْیَا وَ تُخْلِفُ وَ آتَمِنُهَا فَتَخُونُ
ص: 83
وَ أَسْتَنْصِحُهَا فَتَغُشُّ- لَا تُحْدِثُ جَدِیدَةً إِلَّا تُخْلِقُ مِثْلَهَا وَ لَا تَجْمَعُ شَمْلًا إِلَّا بِتَفْرِیقِ بَیْنٍ حَتَّی كَأَنَّهَا غَیْرَی أَوْ مُحْتَجِبَةٌ تَغَارُ عَلَی أُلَّافٍ وَ تَحْسُدُ أَهْلَ النِّعَمِ. شِعْرٌ :
ص: 84
فَقَدْ آذَنَتْنِی بِانْقِطَاعٍ وَ فُرْقَةٍ***وَ أَوْمَضَ لِی مِنْ كُلِّ أُفُقٍ بُرُوقُهَا.
وَ مِنْهَا مَا رَوَی سُفْیَانُ بْنُ عُیَیْنَةَ: أَیْنَ السَّلَفُ الْمَاضُونَ وَ الْأَهْلُ وَ الْأَقْرَبُونَ؟
ص: 85
وَ الْأَنْبِیَاءُ وَ الْمُرْسَلُونَ طَحَنَتْهُمْ وَ اللَّهُ الْمَنُونُ وَ تَوَالَتْ عَلَیْهِمُ السِّنُونَ وَ فَقَدَتْهُمُ الْعُیُونُ وَ إِنَّا إِلَیْهِمْ لَصَائِرُونَ وَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ.
ص: 86
إِذَا كَانَ هَذَا نَهْجَ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا***فَإِنَّا عَلَی آثَارِهِمْ نَتَلَاحَقُ
فَكُنْ عَالِماً أَنْ سَوْفَ تُدْرِكُ مَنْ مَضَی***وَ لَوْ عَصَمَتْكَ الرَّاسِیَاتُ الشَّوَاهِقُ
فَمَا هَذِهِ دَارَ الْمُقَامَةِ فَاعْلَمَنْ***وَ لَوْ عُمِّرَ الْإِنْسَانُ مَا ذَرَّ شَارِقٌ (1)
توضیح: الآلاف جمع الإلف بالكسر بمعنی الألیف و فجعه كمنعه أو جمعه و أقوت الدار أی خلت و البین الفراق و الوصل ضد و المراد هنا الثانی و یمكن أن یقرأ بتشدید الیاء بأن یكون صفة و غیری فعلی من الغیرة و المنون الدهر و الموت و ذرت الشمس بالتشدید طلعت و الشارق الشمس حین تشرق.
ص: 87
«77»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب وَ مِمَّا جَاءَ فِی صَدَقَتِهِ علیه السلام مَا رُوِیَ فِی الْحِلْیَةِ(1)، وَ شَرَفِ النَّبِیِّ، وَ الْأَغَانِی (2)، وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بِالْإِسْنَادِ عَنِ الثُّمَالِیِّ وَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام: أَنَّهُ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَحْمِلُ جِرَابَ الْخُبْزِ عَلَی ظَهْرِهِ بِاللَّیْلِ فَیَتَصَدَّقُ بِهِ. قَالَ أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِیُّ وَ سُفْیَانُ الثَّوْرِیُّ كَانَ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ صَدَقَةَ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ.
الْحِلْیَةُ(3)، وَ الْأَغَانِی (4)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ: أَنَّهُ كَانَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ یَعِیشُونَ- لَا یَدْرُونَ مِنْ أَیْنَ مَعَاشُهُمْ فَلَمَّا مَاتَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ فَقَدُوا مَا كَانُوا یُؤْتَوْنَ بِهِ بِاللَّیْلِ.
وَ فِی رِوَایَةِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ مُعَمَّرٍ عَنْ شَیْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ: أَنَّهُ كَانَ یَقُوتُ مِائَةَ أَهْلِ بَیْتٍ بِالْمَدِینَةِ وَ قِیلَ كَانَ فِی كُلِّ بَیْتٍ جَمَاعَةٌ مِنَ النَّاسِ.
الْحِلْیَةُ(5)، قَالَ: إِنَّ عَائِشَةَ سَمِعَتْ أَهْلَ الْمَدِینَةِ یَقُولُونَ مَا فَقَدْنَا صَدَقَةَ السِّرِّ حَتَّی مَاتَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام.
وَ فِی رِوَایَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ: أَنَّهُ كَانَ فِی الْمَدِینَةِ كَذَا وَ كَذَا بَیْتاً یَأْتِیهِمْ رِزْقُهُمْ وَ مَا یَحْتَاجُونَ إِلَیْهِ لَا یَدْرُونَ مِنْ أَیْنَ یَأْتِیهِمْ فَلَمَّا مَاتَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ علیه السلام فَقَدُوا ذَلِكَ فَصَرَخُوا صَرْخَةً وَاحِدَةً.
ص: 88
وَ فِی خَبَرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: أَنَّهُ كَانَ یَخْرُجُ فِی اللَّیْلَةِ الظَّلْمَاءِ فَیَحْمِلُ الْجِرَابَ عَلَی ظَهْرِهِ حَتَّی یَأْتِیَ بَاباً بَاباً فَیَقْرَعُهُ ثُمَّ یُنَاوِلُ مَنْ كَانَ یَخْرُجُ إِلَیْهِ وَ كَانَ یُغَطِّی وَجْهَهُ إِذَا نَاوَلَ فَقِیراً لِئَلَّا یَعْرِفَهُ الْخَبَرَ.
«4»- وَ فِی خَبَرٍ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا جَنَّهُ اللَّیْلُ وَ هَدَأَتِ الْعُیُونُ قَامَ إِلَی مَنْزِلِهِ فَجَمَعَ مَا یَبْقَی فِیهِ عَنْ قُوتِ أَهْلِهِ وَ جَعَلَهُ فِی جِرَابٍ وَ رَمَی بِهِ عَلَی عَاتِقِهِ وَ خَرَجَ إِلَی دُورِ الْفُقَرَاءِ وَ هُوَ مُتَلَثِّمٌ وَ یُفَرِّقُ عَلَیْهِمْ وَ كَثِیراً مَا كَانُوا قِیَاماً عَلَی أَبْوَابِهِمْ یَنْتَظِرُونَهُ فَإِذَا رَأَوْهُ تَبَاشَرُوا بِهِ وَ قَالُوا جَاءَ صَاحِبُ الْجِرَابِ.
الْحِلْیَةُ(1)، قَالَ الطَّائِیُّ: إِنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام كَانَ إِذَا نَاوَلَ الصَّدَقَةَ السَّائِلَ قَبَّلَهُ ثُمَّ نَاوَلَهُ.
شَرَفُ الْعَرُوسِ، عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الدَّامَغَانِیِّ: أَنَّهُ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَتَصَدَّقُ بِالسُّكَّرِ وَ اللَّوْزِ فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَرَأَ قَوْلَهُ تَعَالَی- لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّی تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ (2) وَ كَانَ علیه السلام یُحِبُّهُ.
ص: 89
الصَّادِقُ علیه السلام: إِنَّهُ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام یُعْجَبُ بِالْعِنَبِ فَدَخَلَ مِنْهُ إِلَی الْمَدِینَةِ شَیْ ءٌ حَسَنٌ فَاشْتَرَتْ مِنْهُ أُمُّ وَلَدِهِ شَیْئاً وَ أَتَتْهُ بِهِ عِنْدَ إِفْطَارِهِ فَأَعْجَبَهُ فَقَبْلَ أَنْ یَمُدَّ یَدَهُ وَقَفَ بِالْبَابِ سَائِلٌ فَقَالَ لَهَا احْمِلِیهِ إِلَیْهِ قَالَتْ یَا مَوْلَایَ بَعْضُهُ یَكْفِیهِ قَالَ لَا وَ اللَّهِ وَ أَرْسَلَهُ إِلَیْهِ كُلَّهُ فَاشْتَرَتْ لَهُ مِنْ غَدٍ وَ أَتَتْ بِهِ فَوَقَفَ السَّائِلُ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ فَأَرْسَلَتْ فَاشْتَرَتْ لَهُ وَ أَتَتْهُ بِهِ فِی اللَّیْلَةِ الثَّالِثَةِ وَ لَمْ یَأْتِ سَائِلٌ فَأَكَلَ وَ قَالَ مَا فَاتَنَا مِنْهُ شَیْ ءٌ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ (1).
الْحِلْیَةُ(2)،
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: إِنَّ أَبَاهُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَاسَمَ اللَّهَ مَالَهُ مَرَّتَیْنِ.
الزُّهْرِیُّ: لَمَّا مَاتَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ علیه السلام فَغَسَّلُوهُ وُجِدَ عَلَی ظَهْرِهِ مَجْلٌ (3)
فَبَلَغَنِی أَنَّهُ كَانَ یَسْتَقِی لِضَعَفَةِ جِیرَانِهِ بِاللَّیْلِ.
الْحِلْیَةُ(4)، قَالَ عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ: لَمَّا مَاتَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ فَغَسَّلُوهُ جَعَلُوا یَنْظُرُونَ إِلَی آثَارِ سَوَادٍ فِی ظَهْرِهِ وَ قَالُوا مَا هَذَا فَقِیلَ كَانَ یَحْمِلُ جُرُبَ الدَّقِیقِ لَیْلًا عَلَی ظَهْرِهِ یُعْطِیهِ فُقَرَاءَ أَهْلِ الْمَدِینَةِ.
وَ فِی رِوَایَاتِ أَصْحَابِنَا: أَنَّهُ لَمَّا وُضِعَ عَلَی الْمُغْتَسَلِ نَظَرُوا إِلَی ظَهْرِهِ وَ عَلَیْهِ مِثْلُ رُكَبِ الْإِبِلِ مِمَّا كَانَ یَحْمِلُ عَلَی ظَهْرِهِ إِلَی مَنَازِلِ الْفُقَرَاءِ.
وَ كَانَ علیه السلام إِذَا انْقَضَی الشِّتَاءُ تَصَدَّقَ بِكِسْوَتِهِ وَ إِذَا انْقَضَی الصَّیْفُ تَصَدَّقَ بِكِسْوَتِهِ وَ كَانَ یَلْبَسُ مِنْ خَزِّ اللِّبَاسِ فَقِیلَ لَهُ تُعْطِیهَا مَنْ لَا یَعْرِفُ قِیمَتَهَا وَ لَا یَلِیقُ بِهِ لِبَاسُهَا فَلَوْ بِعْتَهَا فَتَصَدَّقْتَ بِثَمَنِهَا فَقَالَ إِنِّی أَكْرَهُ أَنْ أَبِیعَ ثَوْباً صَلَّیْتُ فِیهِ (5).
ص: 90
«78»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب وَ مِمَّا جَاءَ فِی صَوْمِهِ وَ حَجِّهِ علیه السلام مُعَتِّبٌ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام شَدِیدَ الِاجْتِهَادِ فِی الْعِبَادَةِ نَهَارُهُ صَائِمٌ وَ لَیْلُهُ قَائِمٌ فَأَضَرَّ ذَلِكَ بِجِسْمِهِ فَقُلْتُ لَهُ یَا أَبَتِ كَمْ هَذَا الدُّءُوبُ فَقَالَ لَهُ أَتَحَبَّبُ إِلَی رَبِّی لَعَلَّهُ یُزْلِفُنِی وَ حَجَّ علیه السلام مَاشِیاً فَسَارَ فِی عِشْرِینَ یَوْماً مِنَ الْمَدِینَةِ إِلَی مَكَّةَ.
زُرَارَةُ بْنُ أَعْیَنَ: لَقَدْ حَجَّ عَلَی نَاقَةٍ عِشْرِینَ حَجَّةً فَمَا قَرَعَهَا بِسَوْطٍ.
رواه صاحب الحلیة(1)
عن عمرو بن ثابت.
إِبْرَاهِیمُ الرَّافِعِیُّ قَالَ: الْتَاثَتْ عَلَیْهِ نَاقَتُهُ فَرَفَعَ الْقَضِیبَ وَ أَشَارَ إِلَیْهَا وَ قَالَ لَوْ لَا خَوْفُ الْقِصَاصِ لَفَعَلْتُ وَ فِی رِوَایَةٍ: آهِ مِنَ الْقِصَاصِ وَ رَدَّ یَدَهُ عَنْهَا.
وَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُبَارَكٍ: حَجَجْتُ بَعْضَ السِّنِینَ إِلَی مَكَّةَ فَبَیْنَمَا أَنَا سَائِرٌ فِی عَرْضِ الْحَاجِّ وَ إِذَا صَبِیٌّ سُبَاعِیٌّ أَوْ ثُمَانِیٌّ وَ هُوَ یَسِیرُ فِی نَاحِیَةٍ مِنَ الْحَاجِّ بِلَا زَادٍ وَ لَا رَاحِلَةٍ فَتَقَدَّمْتُ إِلَیْهِ وَ سَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ قُلْتُ لَهُ مَعَ مَنْ قَطَعْتَ الْبَرَّ قَالَ مَعَ الْبَارِّ فَكَبُرَ فِی عَیْنِی فَقُلْتُ یَا وَلَدِی أَیْنَ زَادُكَ وَ رَاحِلَتُكَ فَقَالَ زَادِی تَقْوَایَ وَ رَاحِلَتِی رِجْلَایَ وَ قَصْدِی مَوْلَایَ فَعَظُمَ فِی نَفْسِی فَقُلْتُ یَا وَلَدِی مِمَّنْ تَكُونُ فَقَالَ مُطَّلِبِیٌّ فَقُلْتُ أَبِنْ لِی فَقَالَ هَاشِمِیٌّ فَقُلْتُ أَبِنْ لِی فَقَالَ عَلَوِیٌّ فَاطِمِیٌّ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی هَلْ قُلْتَ شَیْئاً مِنَ الشِّعْرِ فَقَالَ نَعَمْ فَقُلْتُ أَنْشِدْنِی شَیْئاً مِنْ شِعْرِكَ فَأَنْشَدَ:
لَنَحْنُ عَلَی الْحَوْضِ رُوَّادُهُ***نَذُودُ وَ نَسْقِی وُرَّادَهُ
وَ مَا فَازَ مَنْ فَازَ إِلَّا بِنَا***وَ مَا خَابَ مَنْ حُبُّنَا زَادُهُ
وَ مَنْ سَرَّنَا نَالَ مِنَّا السُّرُورَ***وَ مَنْ سَاءَنَا سَاءَ مِیلَادُهُ
وَ مَنْ كَانَ غَاصِبَنَا حَقَّنَا***فَیَوْمُ الْقِیَامَةِ مِیعَادُهُ
ثُمَّ غَابَ عَنْ عَیْنِی إِلَی أَنْ أَتَیْتُ مَكَّةَ فَقَضَیْتُ حَجَّتِی وَ رَجَعْتُ فَأَتَیْتُ الْأَبْطَحَ فَإِذَا بِحَلْقَةٍ مُسْتَدِیرَةٍ فَاطَّلَعْتُ لِأَنْظُرَ مَنْ بِهَا فَإِذَا هُوَ صَاحِبِی فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقِیلَ
ص: 91
هَذَا زَیْنُ الْعَابِدِینَ علیه السلام. وَ یُرْوَی لَهُ علیه السلام:
نَحْنُ بَنُو الْمُصْطَفَی ذَوُو غُصَصٍ***یَجْرَعُهَا فِی الْأَنَامِ كَاظِمُنَا
عَظِیمَةٌ فِی الْأَنَامِ مِحْنَتُنَا***أَوَّلُنَا مُبْتَلًی وَ آخِرُنَا
یَفْرَحُ هَذَا الْوَرَی بِعِیدِهِمْ***وَ نَحْنُ أَعْیَادُنَا مَآتِمُنَا
وَ النَّاسُ فِی الْأَمْنِ وَ السُّرُورِ وَ مَا***یَأْمَنُ طُولَ الزَّمَانِ خَائِفُنَا
وَ مَا خُصِصْنَا بِهِ مِنَ الشَّرَفِ***الطَّائِلِ بَیْنَ الْأَنَامِ آفَتُنَا
یَحْكُمُ فِینَا وَ الْحُكْمُ فِیهِ لَنَا***جَاحِدُنَا حَقَّنَا وَ غَاصِبُنَا(1).
«79»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر الْجَوْهَرِیُّ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَبِی ضَرَبَ غُلَاماً لَهُ قَرْعَةً وَاحِدَةٍ بِسَوْطٍ وَ كَانَ بَعَثَهُ فِی حَاجَةٍ فَأَبْطَأَ عَلَیْهِ فَبَكَی الْغُلَامُ وَ قَالَ اللَّهَ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ تَبْعَثُنِی فِی حَاجَتِكَ ثُمَّ
تَضْرِبُنِی فَبَكَی أَبِی وَ قَالَ یَا بُنَیَّ اذْهَبْ إِلَی قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَصَلِّ رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ قُلِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ خَطِیئَتَهُ یَوْمَ الدِّینِ ثُمَّ قَالَ لِلْغُلَامِ اذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ قَالَ أَبُو بَصِیرٍ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ كَانَ الْعِتْقُ كَفَّارَةَ الضَّرْبِ فَسَكَتَ (2).
«80»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام: إِنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام ضَرَبَ مَمْلُوكاً ثُمَّ دَخَلَ إِلَی مَنْزِلِهِ فَأَخْرَجَ السَّوْطَ ثُمَّ تَجَرَّدَ لَهُ ثُمَّ قَالَ اجْلِدْ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ فَأَبَی عَلَیْهِ فَأَعْطَاهُ خَمْسِینَ دِینَاراً(3).
«81»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر النَّضْرُ عَنْ أَبِی سَیَّارٍ عَنْ مَرْوَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: مَا عَرَضَ لِی قَطُّ أَمْرَانِ أَحَدُهُمَا لِلدُّنْیَا وَ الْآخَرُ لِلْآخِرَةِ فَآثَرْتُ الدُّنْیَا إِلَّا رَأَیْتُ مَا أَكْرَهُ قَبْلَ أَنْ أُمْسِیَ (4).
ص: 92
«82»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب النَّسَوِیُّ فِی التَّارِیخِ: قَالَ نَافِعُ بْنُ جُبَیْرٍ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام إِنَّكَ تُجَالِسُ أَقْوَاماً دُوناً فَقَالَ لَهُ إِنِّی أُجَالِسُ مَنْ أَنْتَفِعُ بِمُجَالَسَتِهِ فِی دِینِی.
وَ قِیلَ لَهُ علیه السلام إِذَا سَافَرْتَ كَتَمْتَ نَفْسَكَ أَهْلَ الرِّفْقَةِ فَقَالَ أَكْرَهُ أَنْ آخُذَ بِرَسُولِ اللَّهِ مَا لَا أُعْطِی مِثْلَهُ (1).
الْأَغَانِی (2)، قَالَ نَافِعٌ قَالَ علیه السلام: مَا أَكَلْتُ بِقَرَابَتِی مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله شَیْئاً قَطُّ.
أَمَالِی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ النَّیْسَابُورِیِّ،: قِیلَ لَهُ إِنَّكَ أَبَرُّ النَّاسِ وَ لَا تَأْكُلُ مَعَ أُمِّكَ فِی قَصْعَةٍ وَ هِیَ تُرِیدُ ذَلِكَ فَقَالَ علیه السلام أَكْرَهُ أَنْ تَسْبِقَ یَدِی إِلَی مَا سَبَقَتْ إِلَیْهِ عَیْنُهَا فَأَكُونَ عَاقّاً لَهَا فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ یُغَطِّی الْغَضَارَةَ بِطَبَقٍ وَ یُدْخِلُ یَدَهُ مِنْ تَحْتِ الطَّبَقِ وَ یَأْكُلُ.
وَ كَانَ علیه السلام یَمُرُّ عَلَی الْمَدَرَةِ فِی وَسَطِ الطَّرِیقِ فَیَنْزِلُ عَنْ دَابَّتِهِ حَتَّی یُنَحِّیَهَا بِیَدِهِ عَنِ الطَّرِیقِ (3).
بیان: قال الفیروزآبادی الغضارة الطین اللازب الأخضر الحر كالغضار و النعمة و السعة و الخصب (4).
أقول: المراد هنا إما الطعام أو ظرفه مجازا.
«83»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب سُفْیَانُ بْنُ عُیَیْنَةَ قَالَ: مَا رُئِیَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَطُّ جَائِزاً بِیَدَیْهِ فَخِذَیْهِ وَ هُوَ یَمْشِی.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْكَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ: أَنَّهُ كَانَ یَدْعُو خَدَمَهُ كُلَّ شَهْرٍ وَ یَقُولُ إِنِّی قَدْ كَبِرْتُ وَ لَا أَقْدِرُ عَلَی النِّسَاءِ فَمَنْ أَرَادَ مِنْكُنَّ التَّزْوِیجَ زَوَّجْتُهَا أَوِ الْبَیْعَ بِعْتُهَا أَوِ الْعِتْقَ أَعْتَقْتُهَا فَإِذَا قَالَتْ إِحْدَاهُنَّ لَا قَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ حَتَّی یَقُولَ ثَلَاثاً وَ إِنْ سَكَتَتْ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ قَالَ لِنِسَائِهِ سَلُوهَا مَا تُرِیدُ وَ عَمِلَ عَلَی مُرَادِهَا(5).
ص: 93
«84»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب فِی كَرَمِهِ وَ صَبْرِهِ وَ بُكَائِهِ علیه السلام تَارِیخُ الطَّبَرِیِ (1)، قَالَ الْوَاقِدِیُّ: كَانَ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ یُؤْذِی عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام فِی إِمَارَتِهِ فَلَمَّا عُزِلَ أَمَرَ بِهِ الْوَلِیدُ أَنْ یُوقَفَ لِلنَّاسِ فَقَالَ مَا أَخَافُ إِلَّا مِنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَمَرَّ بِهِ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ قَدْ وَقَفَ عِنْدَ دَارِ مَرْوَانَ وَ كَانَ عَلِیٌّ قَدْ تَقَدَّمَ إِلَی خَاصَّتِهِ أَلَّا یَعْرِضَ لَهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ بِكَلِمَةٍ فَلَمَّا مَرَّ نَادَاهُ هِشَامٌ اللَّهُ أَعْلَمُ حَیْثُ یَجْعَلُ رِسَالاتِهِ.
وَ زَادَ ابْنُ فَیَّاضٍ فِی الرِّوَایَةِ فِی كِتَابِهِ: أَنَّ زَیْنَ الْعَابِدِینَ أَنْفَذَ إِلَیْهِ وَ قَالَ انْظُرْ إِلَی مَا أَعْجَزَكَ مِنْ مَالٍ تُؤْخَذُ بِهِ فَعِنْدَنَا مَا یَسَعُكَ فَطِبْ نَفْساً مِنَّا وَ مِنْ كُلِّ مَنْ یُطِیعُنَا فَنَادَی هِشَامٌ اللَّهُ أَعْلَمُ حَیْثُ یَجْعَلُ رِسَالاتِهِ (2).
كَافِی الْكُلَیْنِیِّ، وَ نُزْهَةِ الْأَبْصَارِ، عَنْ أَبِی مَهْدِیٍّ: أَنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام مَرَّ عَلَی الْمَجْذُومِینَ وَ هُوَ رَاكِبُ حِمَارٍ وَ هُمْ یَتَغَدَّوْنَ فَدَعَوْهُ إِلَی الْغَدَاءِ فَقَالَ إِنِّی صَائِمٌ وَ لَوْ لَا أَنِّی صَائِمٌ لَفَعَلْتُ فَلَمَّا صَارَ إِلَی مَنْزِلِهِ أَمَرَ بِطَعَامٍ فَصُنِعَ وَ أَمَرَ أَنْ یَتَنَوَّقُوا فِیهِ ثُمَّ دَعَاهُمْ فَتَغَدَّوْا عِنْدَهُ وَ تَغَدَّی مَعَهُمْ (3)
وَ فِی رِوَایَةٍ أَنَّهُ علیه السلام تَنَزَّهَ عَنْ ذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ كَسْراً مِنَ الصَّدَقَةِ لِكَوْنِهِ حَرَاماً عَلَیْهِ.
الْكَافِی، عِیسَی بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: احْتُضِرَ عَبْدُ اللَّهِ فَاجْتَمَعَ غُرَمَاؤُهُ فَطَالَبُوهُ بِدَیْنٍ لَهُمْ فَقَالَ لَا مَالَ عِنْدِی أُعْطِیكُمْ وَ لَكِنِ ارْضَوْا بِمَنْ شِئْتُمْ مِنِ ابْنَیْ عَمِّی- عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ فَقَالَ الْغُرَمَاءُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ مَلِیٌّ مَطُولٌ وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ رَجُلٌ لَا مَالَ لَهُ صَدُوقٌ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَیْنَا فَأَرْسَلَ إِلَیْهِ فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ فَقَالَ علیه السلام أَضْمَنُ لَكُمُ الْمَالَ إِلَی غَلَّةٍ وَ لَمْ تَكُنْ لَهُ غَلَّةٌ قَالَ فَقَالَ الْقَوْمُ قَدْ رَضِینَا وَ ضَمِنَهُ فَلَمَّا أَتَتِ الْغَلَّةُ أَتَاحَ اللَّهُ لَهُ الْمَالَ فَأَوْفَاهُ (4).
ص: 94
الْحِلْیَةُ(1)، قَالَ سَعِیدُ بْنُ مَرْجَانَةَ: عَمَدَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ إِلَی عَبْدٍ لَهُ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ أَعْطَاهُ بِهِ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ أَوْ أَلْفَ دِینَارٍ فَأَعْتَقَهُ وَ خَرَجَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ وَ عَلَیْهِ مِطْرَفُ خَزٍّ فَتَعَرَّضَ لَهُ سَائِلٌ فَتَعَلَّقَ بِالْمِطْرَفِ فَمَضَی وَ تَرَكَهُ.
وَ مِمَّا جَاءَ فِی صَبْرِهِ علیه السلام الْحِلْیَةُ(2)،sقَالَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ سَعْدٍ: سَمِعَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَاعِیَةً فِی بَیْتِهِ وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ فَنَهَضَ إِلَی مَنْزِلِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَی مَجْلِسِهِ فَقِیلَ لَهُ أَ مِنْ حَدَثٍ كَانَتِ الْوَاعِیَةُ قَالَ نَعَمْ فَعَزَّوْهُ وَ تَعَجَّبُوا مِنْ صَبْرِهِ فَقَالَ إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ نُطِیعُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِیمَا نُحِبُّ وَ نَحْمَدُهُ فِیمَا نَكْرَهُ.
وَ فِیهَا قَالَ الْعُتْبِیُّ: قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ كَانَ مِنْ أَفْضَلِ بَنِی هَاشِمٍ لِابْنِهِ یَا بُنَیَّ اصْبِرْ عَلَی النَّوَائِبِ وَ لَا تَتَعَرَّضْ لِلْحُقُوقِ وَ لَا تُجِبْ أَخَاكَ إِلَی الْأَمْرِ الَّذِی مَضَرَّتُهُ عَلَیْكَ أَكْثَرُ مِنْ مَنْفَعَتِهِ لَهُ (3).
مَحَاسِنُ الْبَرْقِیِ (4)،: بَلَغَ عَبْدَ الْمَلِكِ أَنَّ سَیْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَهُ فَبَعَثَ یَسْتَوْهِبُهُ مِنْهُ وَ یَسْأَلُهُ الْحَاجَةَ فَأَبَی عَلَیْهِ فَكَتَبَ إِلَیْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ یُهَدِّدُهُ وَ أَنَّهُ یَقْطَعُ رِزْقَهُ مِنْ بَیْتِ الْمَالِ فَأَجَابَهُ علیه السلام أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ ضَمِنَ لِلْمُتَّقِینَ الْمَخْرَجَ مِنْ حَیْثُ یَكْرَهُونَ وَ الرِّزْقَ مِنْ حَیْثُ لَا یَحْتَسِبُونَ وَ قَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ إِنَّ اللَّهَ لا یُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ(5) فَانْظُرْ أَیُّنَا أَوْلَی بِهَذِهِ الْآیَةِ.
فِی حِلْمِهِ وَ تَوَاضُعِهِ: شَتَمَ بَعْضُهُمْ زَیْنَ الْعَابِدِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَقَصَدَهُ غِلْمَانُهُ فَقَالَ دَعُوهُ فَإِنَّ مَا خَفِیَ مِنَّا أَكْثَرُ مِمَّا قَالُوا ثُمَّ قَالَ لَهُ أَ لَكَ حَاجَةٌ یَا رَجُلُ فَخَجِلَ الرَّجُلُ فَأَعْطَاهُ ثَوْبَهُ وَ أَمَرَ لَهُ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ صَارِخاً یَقُولُ أَشْهَدُ أَنَّكَ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ (6).
ص: 95
وَ نَالَ مِنْهُ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَلَمْ یُكَلِّمْهُ ثُمَّ أَتَی مَنْزِلَهُ وَ صَرَخَ بِهِ فَخَرَجَ الْحَسَنُ مُتَوَثِّباً لِلشَّرِّ فَقَالَ لِلْحَسَنِ یَا أَخِی إِنْ كُنْتَ قُلْتَ مَا فِیَّ فَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهُ وَ إِنْ كُنْتَ قُلْتَ مَا لَیْسَ فِیَّ یَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ فَقَبَّلَ الْحَسَنُ بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ قَالَ بَلْ قُلْتُ مَا لَیْسَ فِیكَ وَ أَنَا أَحَقُّ بِهِ (1).
وَ شَتَمَهُ آخَرُ فَقَالَ یَا فَتَی إِنَّ بَیْنَ أَیْدِینَا عَقَبَةً كَئُوداً فَإِنْ جُزْتُ مِنْهَا فَلَا أُبَالِی بِمَا تَقُولُ وَ إِنْ أَتَحَیَّرُ فِیهَا فَأَنَا شَرٌّ مِمَّا تَقُولُ (2).
ابْنُ جعدیة [جُعْدُبَةَ] قَالَ: سَبَّهُ علیه السلام رَجُلٌ فَسَكَتَ عَنْهُ فَقَالَ إِیَّاكَ أَعْنِی فَقَالَ علیه السلام وَ عَنْكَ أُغْضِی (3)
وَ كَسَرَتْ جَارِیَةٌ لَهُ قَصْعَةً فِیهَا طَعَامٌ فَاصْفَرَّ وَجْهُهَا فَقَالَ لَهَا اذْهَبِی فَأَنْتِ حُرَّةٌ لِوَجْهِ اللَّهِ (4).
وَ قِیلَ: إِنَّ مَوْلًی لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام یَتَوَلَّی عِمَارَةَ ضَیْعَةٍ لَهُ فَجَاءَ لِیَطَّلِعَهَا فَأَصَابَ فِیهَا فَسَاداً وَ تَضْیِیعاً كَثِیراً غَاضَهُ مِنْ ذَلِكَ مَا رَآهُ وَ غَمَّهُ فَقَرَعَ الْمَوْلَی بِسَوْطٍ كَانَ فِی یَدِهِ وَ نَدِمَ عَلَی ذَلِكَ فَلَمَّا انْصَرَفَ إِلَی مَنْزِلِهِ أَرْسَلَ فِی طَلَبِ الْمَوْلَی فَأَتَاهُ فَوَجَدَهُ عَارِیاً وَ السَّوْطُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَظَنَّ أَنَّهُ یُرِیدُ عُقُوبَتَهُ فَاشْتَدَّ خَوْفُهُ فَأَخَذَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ السَّوْطَ وَ مَدَّ یَدَهُ إِلَیْهِ وَ قَالَ یَا هَذَا قَدْ كَانَ مِنِّی إِلَیْكَ مَا لَمْ یَتَقَدَّمْ مِنِّی مِثْلُهُ وَ كَانَتْ هَفْوَةً وَ زَلَّةً فَدُونَكَ السَّوْطَ وَ اقْتَصَّ مِنِّی فَقَالَ الْمَوْلَی یَا مَوْلَایَ وَ اللَّهِ إِنْ ظَنَنْتُ إِلَّا أَنَّكَ تُرِیدُ عُقُوبَتِی وَ أَنَا مُسْتَحِقٌّ لِلْعُقُوبَةِ فَكَیْفَ أَقْتَصُّ مِنْكَ قَالَ وَیْحَكَ اقْتَصَّ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْتَ فِی حِلٍّ وَ سَعَةٍ فَكَرَّرَ ذَلِكَ عَلَیْهِ مِرَاراً وَ الْمَوْلَی كُلَّ ذَلِكَ یَتَعَاظَمُ قَوْلَهُ وَ یُجَلِّلُهُ فَلَمَّا لَمْ یَرَهُ یَقْتَصُّ قَالَ لَهُ أَمَّا إِذَا أَبَیْتَ فَالضَّیْعَةُ صَدَقَةٌ عَلَیْكَ وَ أَعْطَاهُ إِیَّاهَا وَ انْتَهَی علیه السلام إِلَی قَوْمٍ یَغْتَابُونَهُ فَوَقَفَ عَلَیْهِمْ فَقَالَ لَهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِینَ فَغَفَرَ اللَّهُ لِی وَ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِینَ فَغَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ (5).
ص: 96
«85»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب حِلْیَةُ أَبِی نُعَیْمٍ (1)،وَ تَارِیخُ النَّسَائِیِّ، رُوِیَ عَنْ أَبِی حَازِمٍ وَ سُفْیَانَ بْنِ عُیَیْنَةَ وَ الزُّهْرِیِّ قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ: مَا رَأَیْتُ هَاشِمِیّاً أَفْضَلَ مِنْ زَیْنِ الْعَابِدِینَ وَ لَا أَفْقَهَ مِنْهُ (2).
وَ قَالَ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی یَمْحُوا اللَّهُ ما یَشاءُ(3) لَوْ لَا هَذِهِ الْآیَةُ لَأَخْبَرْتُكُمْ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ(4).
و قلما یوجد كتاب زهد و موعظة لم یذكر فیه قال علی بن الحسین أو قال زین العابدین (5) و قد روی عنه الطبری و ابن البیع و أحمد و ابن بطة و أبو داود و صاحب الحلیة و الأغانی و قوت القلوب و شرف المصطفی و أسباب نزول القرآن و الفائق و الترغیب و الترهیب عن الزهری و سفیان بن عیینة و نافع و الأوزاعی و مقاتل و الواقدی و محمد بن إسحاق (6).
الْأَصْمَعِیُّ: كُنْتُ بِالْبَادِیَةِ وَ إِذَا أَنَا بِشَابٍّ مُنْعَزِلٌ عَنْهُمْ فِی أَطْمَارٍ رِثَّةٍ وَ عَلَیْهِ سِیمَاءُ الْهَیْبَةِ فَقُلْتُ لَوْ شَكَوْتَ إِلَی هَؤُلَاءِ حَالَكَ لَأَصْلَحُوا بَعْضَ شَأْنِكَ فَأَنْشَأَ یَقُولُ:
لِبَاسِی لِلدُّنْیَا التَّجَلُّدُ وَ الصَّبْرُ***وَ لُبْسِی لِلْأُخْرَی الْبَشَاشَةُ وَ الْبِشْرُ
إِذَا اعْتَرَّنِی (7) أَمْرٌ لَجَأْتُ إِلَی الْعِزِّ***لِأَنِّی مِنَ الْقَوْمِ الَّذِینَ لَهُمْ فَخْرٌ
أَ لَمْ تَرَ أَنَّ العُرْفَ قَدْ مَاتَ أَهْلُهُ***وَ أَنَّ النَّدَی وَ الْجُودَ ضَمَّهُمَا قَبْرٌ
عَلَی الْعُرْفِ وَ الْجُودِ السَّلَامُ فَمَا بَقِیَ***مِنَ العُرْفِ إِلَّا الرَّسْمُ فِی النَّاسِ وَ الذِّكْرُ
ص: 97
وَ قَائِلَةً لَمَّا رَأَتْنِی مُسَهَّداً(1)***كَأَنَّ الْحَشَا مِنِّی یَلْذَعُهَا الْجَمْرُ
أُبَاطِنُ دَاءً لَوْ حَوَی مِنْكَ ظَاهِراً***فَقُلْتُ الَّذِی بِی ضَاقَ عَنْ وُسْعِهِ الصَّدْرُ
تَغَیُّرُ أَحْوَالٍ وَ فَقْدُ أَحِبَّةٍ***وَ مَوْتُ ذَوِی الْإِفْضَالِ قَالَتْ كَذَا الدَّهْرُ
فَتَعَرَّفْتُهُ فَإِذَا هُوَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقُلْتُ أَبَی أَنْ یَكُونَ هَذَا الْفَرْخُ إِلَّا مِنْ ذَلِكَ الْعُشِ (2).
بیان: قوله و قائلة منصوب بفعل مقدر كرأیت أو أذكر(3)
و قوله أباطن داء قول القائلة و لو للتمنی.
«86»- كشف، [كشف الغمة]: كَانَ علیه السلام إِذَا مَشَی لَا یُجَاوِزُ یَدُهُ فَخِذَهُ وَ لَا یَخْطِرُ بِیَدِهِ وَ عَلَیْهِ السَّكِینَةُ وَ الْخُشُوعُ (4).
وَ قَالَ سُفْیَانُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقَالَ إِنَّ فُلَاناً قَدْ وَقَعَ فِیكَ وَ آذَاكَ قَالَ فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَیْهِ فَانْطَلَقَ مَعَهُ وَ هُوَ یَرَی أَنَّهُ سَیَنْصُرُ لِنَفْسِهِ فَلَمَّا أَتَاهُ قَالَ لَهُ یَا هَذَا إِنْ كَانَ مَا قُلْتَ فِیَّ حَقّاً فَإِنَّهُ تَعَالَی یَغْفِرُهُ لِی وَ إِنْ كَانَ مَا قُلْتَ فِیَّ بَاطِلًا فَاللَّهُ یَغْفِرُهُ لَكَ (5)
وَ كَانَ یَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ تَحْسُنَ فِی لَوَامِحِ الْعُیُونِ عَلَانِیَتِی وَ تَقْبُحَ عِنْدَكَ سَرِیرَتِی اللَّهُمَّ كَمَا أَسَأْتُ وَ أَحْسَنْتَ إِلَیَّ فَإِذَا عُدْتُ فَعُدْ عَلَیَ (6) وَ كَانَ إِذَا أَتَاهُ السَّائِلُ یَقُولُ مَرْحَباً بِمَنْ یَحْمِلُ زَادِی إِلَی الْآخِرَةِ(7)
وَ إِنَّهُ علیه السلام كَانَ لَا یُحِبُّ أَنْ یُعِینَهُ عَلَی طَهُورِهِ أَحَدٌ وَ كَانَ یَسْتَقِی الْمَاءَ لِطَهُورِهِ وَ یُخَمِّرُهُ قَبْلَ أَنْ یَنَامَ فَإِذَا قَامَ مِنَ اللَّیْلِ بَدَأَ بِالسِّوَاكِ ثُمَّ تَوَضَّأَ ثُمَّ یَأْخُذُ فِی صَلَاتِهِ وَ كَانَ یَقْضِی مَا فَاتَهُ مِنْ صَلَاةِ نَافِلَةِ النَّهَارِ فِی اللَّیْلِ وَ یَقُولُ یَا بُنَیَّ لَیْسَ
ص: 98
هَذَا عَلَیْكُمْ بِوَاجِبٍ وَ لَكِنْ أُحِبُّ لِمَنْ عَوَّدَ مِنْكُمْ نَفْسَهُ عَادَةً مِنَ الْخَیْرِ أَنْ یَدُومَ عَلَیْهَا وَ كَانَ لَا یَدَعُ صَلَاةَ اللَّیْلِ فِی السَّفَرِ وَ الْحَضَرِ(1).
«87»- كشف، [كشف الغمة]: وَ كَانَ علیه السلام یَوْماً خَارِجاً فَلَقِیَهُ رَجُلٌ فَسَبَّهُ فَثَارَتْ إِلَیْهِ الْعَبِیدُ وَ الْمَوَالِی فَقَالَ لَهُمْ عَلِیٌّ مَهْلًا كُفُّوا ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی ذَلِكَ الرَّجُلِ فَقَالَ مَا سُتِرَ عَنْكَ مِنْ أَمْرِنَا أَكْثَرُ أَ لَكَ حَاجَةٌ نُعِینُكَ عَلَیْهَا فَاسْتَحْیَا الرَّجُلُ فَأَلْقَی إِلَیْهِ عَلِیٌّ خَمِیصَةً(2)
كَانَتْ عَلَیْهِ وَ أَمَرَ لَهُ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ فَكَانَ ذَلِكَ الرَّجُلُ بَعْدَ ذَلِكَ یَقُولُ أَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ أَوْلَادِ الرُّسُلِ (3).
وَ كَانَ عِنْدَهُ علیه السلام قَوْمٌ أَضْیَافٌ فَاسْتَعْجَلَ خَادِمٌ لَهُ بِشِوَاءٍ كَانَ فِی التَّنُّورِ فَأَقْبَلَ بِهِ الْخَادِمُ مُسْرِعاً فَسَقَطَ السَّفُّودُ(4)
مِنْهُ عَلَی رَأْسِ بُنَیٍّ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام تَحْتَ الدَّرَجَةِ فَأَصَابَ رَأْسَهُ فَقَتَلَهُ فَقَالَ عَلِیٌّ لِلْغُلَامِ وَ قَدْ تَحَیَّرَ الْغُلَامُ وَ اضْطَرَبَ أَنْتَ حُرٌّ فَإِنَّكَ لَمْ تَعْتَمِدْهُ وَ أَخَذَ فِی جَهَازِ ابْنِهِ وَ دَفْنِهِ (5).
وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ قَالَ: كَانَ أَبِی یُصَلِّی بِاللَّیْلِ حَتَّی یَزْحَفَ إِلَی فِرَاشِهِ (6).
بیان: الزحف مشی الصبی بالانسحاب علی الأرض أی كان یعسر علیه القیام لشدة الإعیاء من العبادة.
«88»- كشف، [كشف الغمة] الْحَافِظُ عَبْدُ الْعَزِیزِ بْنُ الْأَخْضَرِ رُوِیَ عَنْ یُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ الْكُوفَةِ فَإِذَا شَابٌّ یُنَاجِی رَبَّهُ وَ هُوَ یَقُولُ فِی سُجُودِهِ- سَجَدَ وَجْهِی مُتَعَفِّراً فِی التُّرَابِ لِخَالِقِی وَ حَقٌّ لَهُ فَقُمْتُ إِلَیْهِ فَإِذَا هُوَ عَلِیُّ بْنُ
ص: 99
الْحُسَیْنِ علیه السلام فَلَمَّا انْفَجَرَ الْفَجْرُ نَهَضْتُ إِلَیْهِ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ تُعَذِّبُ نَفْسَكَ وَ قَدْ فَضَّلَكَ اللَّهُ بِمَا فَضَّلَكَ فَبَكَی ثُمَّ قَالَ حَدَّثَنِی عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَیْدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كُلُّ عَیْنٍ بَاكِیَةٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَّا أَرْبَعَةَ أَعْیُنٍ عَیْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ وَ عَیْنٌ فُقِئَتْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ عَیْنٌ غُضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ وَ عَیْنٌ بَاتَتْ سَاهِرَةً سَاجِدَةً یُبَاهِی بِهَا اللَّهُ الْمَلَائِكَةَ وَ یَقُولُ انْظُرُوا إِلَی عَبْدِی رُوحُهُ عِنْدِی وَ جَسَدُهُ فِی طَاعَتِی قَدْ جَافَی بَدَنَهُ عَنِ الْمَضَاجِعِ یَدْعُونِی خَوْفاً مِنْ عَذَابِی وَ طَمَعاً فِی رَحْمَتِی اشْهَدُوا أَنِّی قَدْ غَفَرْتُ لَهُ (1).
وَ عَنْ سُفْیَانَ قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَحْمِلُ مَعَهُ جِرَاباً فِیهِ خُبْزٌ فَیَتَصَدَّقُ بِهِ وَ یَقُولُ إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ وَ عَنْهُ قَالَ كَانَ علیه السلام یَقُولُ مَا یَسُرُّنِی بِنَصِیبِی مِنَ الذُّلِّ حُمْرُ النَّعَمِ.
وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: أَذْنَبَ غُلَامٌ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام ذَنْباً اسْتَحَقَّ بِهِ الْعُقُوبَةَ فَأَخَذَ لَهُ السَّوْطَ وَ قَالَ قُلْ لِلَّذِینَ آمَنُوا یَغْفِرُوا لِلَّذِینَ لا یَرْجُونَ أَیَّامَ اللَّهِ (2) فَقَالَ الْغُلَامُ وَ مَا أَنَا كَذَاكَ إِنِّی لَأَرْجُو رَحْمَةَ اللَّهِ وَ أَخَافُ عَذَابَهُ فَأَلْقَی السَّوْطَ وَ قَالَ أَنْتَ عَتِیقٌ (3)
وَ سَقَطَ لَهُ ابْنٌ فِی بِئْرٍ فَتَفَزَّعَ أَهْلُ الْمَدِینَةِ لِذَلِكَ حَتَّی أَخْرَجُوهُ وَ كَانَ قَائِماً یُصَلِّی فَمَا زَالَ عَنْ مِحْرَابِهِ فَقِیلَ لَهُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ مَا شَعَرْتُ إِنِّی كُنْتُ أُنَاجِی رَبّاً عَظِیماً(4)
وَ كَانَ لَهُ ابْنُ عَمٍّ یَأْتِیهِ بِاللَّیْلِ مُتَنَكِّراً فَیُنَاوِلُهُ شَیْئاً مِنَ الدَّنَانِیرِ فَیَقُولُ لَكِنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ لَا یُوَاصِلُنِی- لَا جَزَاهُ اللَّهُ عَنِّی خَیْراً فَیَسْمَعُ ذَلِكَ وَ یَحْتَمِلُ وَ یَصْبِرُ عَلَیْهِ وَ لَا یُعَرِّفُهُ بِنَفْسِهِ فَلَمَّا مَاتَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَدَهَا فَحِینَئِذٍ عَلِمَ أَنَّهُ هُوَ كَانَ فَجَاءَ إِلَی قَبْرِهِ وَ بَكَی عَلَیْهِ (5)
ص: 100
وَ كَانَ علیه السلام یَقُولُ فِی دُعَائِهِ- اللَّهُمَّ مَنْ أَنَا حَتَّی تَغْضَبَ عَلَیَّ فَوَ عِزَّتِكَ مَا یُزَیِّنُ مُلْكَكَ إِحْسَانِی وَ لَا یُقَبِّحُهُ إِسَاءَتِی وَ لَا یَنْقُصُ مِنْ خَزَائِنِكَ غِنَایَ وَ لَا یَزِیدُ فِیهَا فَقْرِی.
وَ قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِیِّ: لَمَّا وَجَّهَ یَزِیدُ بْنُ مُعَاوِیَةَ عَسْكَرَهُ لِاسْتِبَاحَةِ أَهْلِ الْمَدِینَةِ ضَمَّ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِلَی نَفْسِهِ أَرْبَعَمِائَةٍ مِنَّا یَعُولُهُنَّ إِلَی أَنِ انْقَرَضَ جَیْشُ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ وَ قَدْ حُكِیَ عَنْهُ مِثْلُ ذَلِكَ عِنْدَ إِخْرَاجِ ابْنِ الزُّبَیْرِ بَنِی أُمَیَّةَ مِنَ الْحِجَازِ(1).
وَ قَالَ علیه السلام وَ قَدْ قِیلَ لَهُ مَا لَكَ إِذَا سَافَرْتَ كَتَمْتَ نَسَبَكَ أَهْلَ الرِّفْقَةِ فَقَالَ أَكْرَهُ أَنْ آخُذَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا لَا أُعْطِی مِثْلَهُ.
وَ قَالَ رَجُلٌ لِرَجُلٍ مِنْ آلِ الزُّبَیْرِ كَلَاماً أَقْذَعَ فِیهِ فَأَعْرَضَ الزُّبَیْرِیُّ عَنْهُ ثُمَّ دَارَ الْكَلَامَ فَسَبَّ الزُّبَیْرِیُّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ فَأَعْرَضَ عَنْهُ وَ لَمْ یُجِبْهُ فَقَالَ لَهُ الزُّبَیْرِیُّ مَا یَمْنَعُكَ مِنْ جَوَابِی قَالَ مَا یَمْنَعُكَ مِنْ جَوَابِ الرَّجُلِ وَ مَاتَ لَهُ ابْنٌ فَلَمْ یُرَ مِنْهُ جَزَعٌ فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ أَمْرٌ كُنَّا نَتَوَقَّعُهُ فَلَمَّا وَقَعَ لَمْ نُنْكِرْهُ (2).
بیان: قال الفیروزآبادی (3)
قذعه كمنعه رماه بالفحش و سوء القول كأقذعه.
«89»- كشف، [كشف الغمة] قَالَ طَاوُسٌ: رَأَیْتُ رَجُلًا یُصَلِّی فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ تَحْتَ الْمِیزَابِ یَدْعُو وَ یَبْكِی فِی دُعَائِهِ فَجِئْتُهُ حِینَ فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ فَإِذَا هُوَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ رَأَیْتُكَ عَلَی حَالَةِ كَذَا وَ لَكَ ثَلَاثَةٌ أَرْجُو أَنْ تُؤْمِنَكَ مِنَ الْخَوْفِ أَحَدُهَا أَنَّكَ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ وَ الثَّانِی شَفَاعَةُ جَدِّكَ وَ الثَّالِثُ رَحْمَةُ اللَّهِ فَقَالَ یَا طَاوُسُ أَمَّا أَنِّی ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَا یُؤْمِنُنِی وَ قَدْ سَمِعْتُ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ- فَلا أَنْسابَ بَیْنَهُمْ یَوْمَئِذٍ وَ لا یَتَساءَلُونَ (4) وَ أَمَّا شَفَاعَةُ جَدِّی فَلَا تُؤْمِنُنِی لِأَنَّ اللَّهَ
ص: 101
تَعَالَی یَقُولُ وَ لا یَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضی (1) وَ أَمَّا رَحْمَةُ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ إِنَّهَا قَرِیبَةٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ (2) وَ لَا أَعْلَمُ أَنِّی مُحْسِنٌ (3).
«90»- كا، [الكافی] أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ عِیسَی بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا یَقُولُ: إِنِّی لَأُحِبُّ أَنْ أُقْدِمَ عَلَی الْعَمَلِ وَ إِنْ قَلَ (4).
وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ فَضَالَةَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَقُولُ إِنِّی لَأُحِبُّ أَنْ أَقْدَمَ عَلَی رَبِّی وَ عَمَلِی مُسْتَوٍ(5).
«91»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ خَلَّادٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ قَالَ: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِی بِذُلِّ نَفْسِی حُمْرَ النَّعَمِ وَ مَا تَجَرَّعْتُ مِنْ جُرْعَةٍ أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْ جُرْعَةِ غَیْظٍ لَا أُكَافِی بِهَا صَاحِبَهَا(6).
بیان: أی لا أحب ذل نفسی و إن حصلت لی به حمر النعم أو لا أحب ذل نفسی و لا أرضی بدله حمر النعم فیكون تمهیدا لما بعده فإن شفاء الغیظ مورث للذل.
«92»- مِنْ كِتَابِ عُیُونِ الْمُعْجِزَاتِ الْمَنْسُوبِ إِلَی السَّیِّدِ الْمُرْتَضَی رحمه اللّٰه رُوِیَ عَنْ أَبِی خَالِدٍ كَنْكَرَ الْكَابُلِیِّ أَنَّهُ قَالَ: لَقِیَنِی یَحْیَی ابْنُ أُمِّ الطَّوِیلِ رَفَعَ اللَّهُ دَرَجَتَهُ وَ هُوَ ابْنُ دَایَةِ زَیْنِ الْعَابِدِینَ علیه السلام فَأَخَذَ بِیَدِی وَ صِرْتُ مَعَهُ إِلَیْهِ علیه السلام فَرَأَیْتُهُ جَالِساً فِی بَیْتٍ مَفْرُوشٍ بِالْمُعَصْفَرِ مُكَلَّسِ الْحِیطَانِ عَلَیْهِ ثِیَابٌ مُصَبَّغَةٌ فَلَمْ أُطِلْ عَلَیْهِ الْجُلُوسَ فَلَمَّا أَنْ نَهَضْتُ قَالَ لِی صِرْ إِلَیَّ فِی غَدٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ وَ قُلْتُ لِیَحْیَی أَدْخَلْتَنِی عَلَی رَجُلٍ یَلْبَسُ الْمُصَبَّغَاتِ وَ عَزَمْتُ عَلَی أَنْ لَا أَرْجِعَ
ص: 102
إِلَیْهِ ثُمَّ إِنِّی فَكَّرْتُ فِی أَنَّ رُجُوعِی إِلَیْهِ غَیْرُ ضَائِرٍ فَصِرْتُ إِلَیْهِ فِی غَدٍ فَوَجَدْتُ الْبَابَ مَفْتُوحاً وَ لَمْ أَرَ أَحَداً فَهَمَمْتُ بِالرُّجُوعِ فَنَادَانِی مِنْ دَاخِلِ الدَّارِ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ یُرِیدُ غَیْرِی حَتَّی صَاحَ بِی یَا كَنْكَرُ ادْخُلْ وَ هَذَا اسْمٌ كَانَتْ أُمِّی سَمَّتْنِی بِهِ وَ لَا عَلِمَ أَحَدٌ بِهِ غَیْرِی فَدَخَلْتُ إِلَیْهِ فَوَجَدْتُهُ جَالِساً فِی بَیْتٍ مُطَیَّنٍ عَلَی حَصِیرٍ مِنَ الْبَرْدِیِّ وَ عَلَیْهِ قَمِیصُ كَرَابِیسَ وَ عِنْدَهُ یَحْیَی فَقَالَ لِی یَا أَبَا خَالِدٍ إِنِّی قَرِیبُ الْعَهْدِ بِعَرُوسٍ وَ إِنَّ الَّذِی رَأَیْتَ بِالْأَمْسِ مِنْ رَأْیِ الْمَرْأَةِ وَ لَمْ أُرِدْ مُخَالَفَتَهَا ثُمَّ قَامَ علیه السلام وَ أَخَذَ بِیَدِی وَ بِیَدِ یَحْیَی ابْنِ أُمِّ الطَّوِیلِ وَ مَضَی بِنَا إِلَی بَعْضِ الْغُدْرَانِ وَ قَالَ قِفَا فَوَقَفْنَا نَنْظُرُ إِلَیْهِ فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَ مَشَی عَلَی الْمَاءِ حَتَّی رَأَیْنَا كَعْبَهُ تَلُوحُ فَوْقَ الْمَاءِ فَقُلْتُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ أَنْتَ الْكَلِمَةُ الْكُبْرَی وَ الْحُجَّةُ الْعُظْمَی صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْكَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیْنَا علیه السلام وَ قَالَ ثَلَاثَةٌ لا یَنْظُرُ اللَّهُ إِلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ لا یُزَكِّیهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ الْمُدْخِلُ فِینَا مَنْ لَیْسَ مِنَّا وَ الْمُخْرِجُ مِنَّا مَنْ هُوَ مِنَّا وَ الْقَائِلُ أَنَّ لَهُمَا فِی الْإِسْلَامِ نَصِیباً أَعْنِی هَذَیْنِ الصِّنْفَیْنِ (1).
أَقُولُ رَوَی ابْنُ أَبِی الْحَدِیدِ(2)
عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِی الْبَخْتَرِیِّ قَالَ: أَثْنَی رَجُلٌ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فِی وَجْهِهِ وَ كَانَ یُبْغِضُهُ قَالَ أَنَا دُونَ مَا تَقُولُ وَ فَوْقَ مَا فِی نَفْسِكَ.
«93»- قل، [إقبال الأعمال] بِإِسْنَادِنَا إِلَی هَارُونَ بْنِ مُوسَی التَّلَّعُكْبَرِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ لَا یَضْرِبُ عَبْداً لَهُ وَ لَا أَمَةً وَ كَانَ إِذَا أَذْنَبَ الْعَبْدُ وَ الْأَمَةُ یَكْتُبُ عِنْدَهُ أَذْنَبَ فُلَانٌ أَذْنَبَتْ فُلَانَةُ یَوْمَ كَذَا وَ كَذَا وَ لَمْ یُعَاقِبْهُ فَیَجْتَمِعُ عَلَیْهِمُ الْأَدَبُ حَتَّی إِذَا كَانَ آخِرُ لَیْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ دَعَاهُمْ وَ جَمَعَهُمْ حَوْلَهُ
ص: 103
ثُمَّ أَظْهَرَ الْكِتَابَ ثُمَّ قَالَ یَا فُلَانُ فَعَلْتَ كَذَا وَ كَذَا وَ لَمْ أُؤَدِّبْكَ أَ تَذْكُرُ ذَلِكَ فَیَقُولُ بَلَی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّی یَأْتِیَ عَلَی آخِرِهِمْ وَ یُقَرِّرُهُمْ جَمِیعاً ثُمَّ یَقُومُ وَسْطَهُمْ وَ یَقُولُ لَهُمُ ارْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ وَ قُولُوا یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ إِنَّ رَبَّكَ قَدْ أَحْصَی عَلَیْكَ كُلَّ مَا عَمِلْتَ كَمَا أَحْصَیْتَ عَلَیْنَا كُلَّ مَا عَمِلْنَا وَ لَدَیْهِ كِتَابٌ یَنْطِقُ عَلَیْكَ بِالْحَقِّ- لا یُغادِرُ صَغِیرَةً وَ لا كَبِیرَةً مِمَّا أَتَیْتَ إِلَّا أَحْصاها وَ تَجِدُ كُلَّ مَا عَمِلْتَ لَدَیْهِ حَاضِراً كَمَا وَجَدْنَا كُلَّ مَا عَمِلْنَا لَدَیْكَ حَاضِراً فَاعْفُ وَ اصْفَحْ كَمَا تَرْجُو مِنَ الْمَلِیكِ الْعَفْوَ وَ كَمَا تُحِبُّ أَنْ یَعْفُوَ الْمَلِیكُ عَنْكَ فَاعْفُ عَنَّا تَجِدْهُ عَفُوّاً وَ بِكَ رَحِیماً وَ لَكَ غَفُوراً وَ لا یَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً كَمَا لَدَیْكَ كِتَابٌ یَنْطِقُ بِالْحَقِّ عَلَیْنَا- لا یُغادِرُ صَغِیرَةً وَ لا كَبِیرَةً مِمَّا أَتَیْنَاهَا إِلَّا أَحْصاها فَاذْكُرْ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ ذُلَّ مَقَامِكَ بَیْنَ یَدَیْ رَبِّكَ الْحَكَمِ الْعَدْلِ الَّذِی لَا یَظْلِمُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ وَ یَأْتِی بِهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ كَفی بِاللَّهِ حَسِیباً وَ شَهِیداً فَاعْفُ وَ اصْفَحْ یَعْفُ عَنْكَ الْمَلِیكُ وَ یَصْفَحْ فَإِنَّهُ یَقُولُ وَ لْیَعْفُوا وَ لْیَصْفَحُوا أَ لا تُحِبُّونَ أَنْ یَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ- وَ هُوَ یُنَادِی بِذَلِكَ عَلَی نفسك [نَفْسِهِ] وَ یُلَقِّنُهُمْ وَ هُمْ یُنَادُونَ مَعَهُ وَ هُوَ وَاقِفٌ بَیْنَهُمْ یَبْكِی وَ یَنُوحُ وَ یَقُولُ رَبِّ إِنَّكَ أَمَرْتَنَا أَنْ نَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَنَا وَ قَدْ عَفَوْنَا عَمَّنْ ظَلَمَنَا كَمَا أَمَرْتَ فَاعْفُ عَنَّا فَإِنَّكَ أَوْلَی بِذَلِكَ مِنَّا وَ مِنَ الْمَأْمُورِینَ وَ أَمَرْتَنَا أَنْ لَا نَرُدَّ سَائِلًا عَنْ أَبْوَابِنَا وَ قَدْ أَتَیْنَاكَ سُؤَّالًا وَ مَسَاكِینَ وَ قَدْ أَنَخْنَا بِفِنَائِكَ وَ بِبَابِكَ نَطْلُبُ نَائِلَكَ وَ مَعْرُوفَكَ وَ عَطَاءَكَ فَامْنُنْ بِذَلِكَ عَلَیْنَا وَ لَا تُخَیِّبْنَا فَإِنَّكَ أَوْلَی بِذَلِكَ مِنَّا وَ مِنَ الْمَأْمُورِینَ إِلَهِی كَرُمْتَ فَأَكْرِمْنِی إِذْ كُنْتُ مِنْ سُؤَّالِكَ وَ جُدْتَ بِالْمَعْرُوفِ فَاخْلِطْنِی بِأَهْلِ نَوَالِكَ یَا كَرِیمُ ثُمَّ یُقْبِلُ عَلَیْهِمْ فَیَقُولُ قَدْ عَفَوْتُ عَنْكُمْ فَهَلْ عَفَوْتُمْ عَنِّی وَ مِمَّا كَانَ مِنِّی إِلَیْكُمْ مِنْ سُوءِ مَلَكَةٍ فَإِنِّی مَلِیكُ سُوءٍ لَئِیمٌ ظَالِمٌ مَمْلُوكٌ لِمَلِیكٍ كَرِیمٍ جَوَادٍ عَادِلٍ مُحْسِنٍ مُتَفَضِّلٍ فَیَقُولُونَ قَدْ عَفَوْنَا عَنْكَ یَا سَیِّدَنَا وَ مَا أَسَأْتَ فَیَقُولُ لَهُمْ قُولُوا اللَّهُمَّ اعْفُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ كَمَا عَفَا عَنَّا فَأَعْتِقْهُ مِنَ النَّارِ كَمَا أَعْتَقَ رِقَابَنَا مِنَ الرِّقِّ فَیَقُولُونَ ذَلِكَ فَیَقُولُ اللَّهُمَّ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ اذْهَبُوا فَقَدْ عَفَوْتُ عَنْكُمْ وَ أَعْتَقْتُ رِقَابَكُمْ رَجَاءً لِلْعَفْوِ عَنِّی وَ عِتْقِ رَقَبَتِی فَیُعْتِقُهُمْ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْفِطْرِ أَجَازَهُمْ بِجَوَائِزَ تَصُونُهُمْ وَ تُغْنِیهِمْ عَمَّا
ص: 104
فِی أَیْدِی النَّاسِ وَ مَا مِنْ سَنَةٍ إِلَّا وَ كَانَ یُعْتِقُ فِیهَا فِی آخِرِ لَیْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ مَا بَیْنَ الْعِشْرِینَ رَأْساً إِلَی أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ وَ كَانَ یَقُولُ إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَی فِی كُلِّ لَیْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ عِنْدَ الْإِفْطَارِ سَبْعِینَ أَلْفَ أَلْفِ عَتِیقٍ مِنَ النَّارِ كُلًّا قَدِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ فَإِذَا كَانَ آخِرُ لَیْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ أَعْتَقَ فِیهَا مِثْلَ مَا أَعْتَقَ فِی جَمِیعِهِ وَ إِنِّی لَأُحِبُّ أَنْ یَرَانِیَ اللَّهُ وَ قَدْ أَعْتَقْتُ رِقَاباً فِی مِلْكِی فِی دَارِ الدُّنْیَا رَجَاءَ أَنْ یُعْتِقَ رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ وَ مَا اسْتَخْدَمَ خَادِماً فَوْقَ حَوْلٍ كَانَ إِذَا مَلَكَ عَبْداً فِی أَوَّلِ السَّنَةِ أَوْ فِی وَسَطِ السَّنَةِ إِذَا كَانَ لَیْلَةُ الْفِطْرِ أَعْتَقَ وَ اسْتَبْدَلَ سِوَاهُمْ فِی الْحَوْلِ الثَّانِی ثُمَّ أَعْتَقَ كَذَلِكَ كَانَ یَفْعَلُ حَتَّی لَحِقَ بِاللَّهِ تَعَالَی وَ لَقَدْ كَانَ یَشْتَرِی السُّودَانَ وَ مَا بِهِ إِلَیْهِمْ مِنْ حَاجَةٍ یَأْتِی بِهِمْ عَرَفَاتٍ فَیَسُدُّ بِهِمْ تِلْكَ الْفُرَجَ وَ الْخِلَالَ فَإِذَا أَفَاضَ أَمَرَ بِعِتْقِ رِقَابِهِمْ وَ جَوَائِزَ لَهُمْ مِنَ الْمَالَ (1).
«94»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَیْمُونٍ عَمَّنْ یَرْوِی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا تَزَوَّجَ سُرِّیَّةً كَانَتْ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ فَكَتَبَ إِلَیْهِ فِی ذَلِكَ كِتَاباً أَنَّكَ صِرْتَ بَعْلَ الْإِمَاءِ فَكَتَبَ إِلَیْهِ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَنَّ اللَّهَ رَفَعَ بِالْإِسْلَامِ الْخَسِیسَةَ وَ أَتَمَّ بِهِ النَّاقِصَةَ وَ أَكْرَمَ بِهِ مِنَ اللُّؤْمِ فَلَا لُؤْمَ عَلَی مُسْلِمٍ إِنَّمَا اللُّؤْمُ لُؤْمُ الْجَاهِلِیَّةِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْكَحَ عَبْدَهُ وَ نَكَحَ أَمَتَهُ فَلَمَّا انْتَهَی الْكِتَابُ إِلَی عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ لِمَنْ عِنْدَهُ أَخْبِرُونِی عَنْ رَجُلٍ إِذَا أَتَی مَا یَضَعُ النَّاسَ لَمْ یَزِدْهُ إِلَّا شَرَفاً قَالُوا ذَاكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا هُوَ ذَاكَ قَالُوا مَا نَعْرِفُ إِلَّا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ فَلَا وَ اللَّهِ مَا هُوَ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَكِنَّهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ (2).
«95»- یب، [تهذیب الأحكام] الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ لُبْسِ الْخَزِّ فَقَالَ لَا بَأْسَ بِهِ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام كَانَ یَلْبَسُ الْكِسَاءَ الْخَزَّ فِی الشِّتَاءِ فَإِذَا جَاءَ الصَّیْفُ بَاعَهُ وَ تَصَدَّقَ
ص: 105
بِثَمَنِهِ وَ كَانَ یَقُولُ إِنِّی لَأَسْتَحْیِی مِنْ رَبِّی أَنْ آكُلَ ثَمَنَ ثَوْبٍ قَدْ عَبَدْتُ اللَّهَ فِیهِ (1).
«96»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: رَأَیْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ عَلَیْهِ دُرَّاعَةٌ(2)
سَوْدَاءُ وَ طَیْلَسَانٌ (3) أَزْرَقُ (4).
«97»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا یَلْبَسُ الْجُبَّةَ الْخَزَّ بِخَمْسِینَ دِینَاراً وَ الْمِطْرَفَ الْخَزَّ بِخَمْسِینَ دِینَاراً.
98(5)
كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَلْبَسُ فِی الشِّتَاءِ الْجُبَّةَ الْخَزَّ وَ الْمِطْرَفَ الْخَزَّ وَ الْقَلَنْسُوَةَ الْخَزَّ فَیَشْتُو فِیهِ وَ یَبِیعُ الْمِطْرَفَ فِی الصَّیْفِ وَ یَتَصَدَّقُ بِثَمَنِهِ ثُمَّ یَقُولُ مَنْ حَرَّمَ زِینَةَ اللَّهِ الَّتِی أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطَّیِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ (6).
«99»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَتْ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَسَائِدُ وَ أَنْمَاطٌ(7)
ص: 106
فِیهَا تَمَاثِیلُ یَجْلِسُ عَلَیْهَا(1).
«100»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: رَأَیْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فِی فِنَاءِ الْكَعْبَةِ فِی اللَّیْلِ وَ هُوَ یُصَلِّی فَأَطَالَ الْقِیَامَ حَتَّی جَعَلَ مَرَّةً یَتَوَكَّأُ عَلَی رِجْلِهِ الْیُمْنَی وَ مَرَّةً عَلَی رِجْلِهِ الْیُسْرَی ثُمَّ سَمِعْتُهُ یَقُولُ بِصَوْتٍ كَأَنَّهُ بَاكٍ یَا سَیِّدِی تُعَذِّبُنِی وَ حُبُّكَ فِی قَلْبِی أَمَا وَ عِزَّتِكَ لَئِنْ فَعَلْتَ لَتَجْمَعَنَّ بَیْنِی وَ بَیْنَ قَوْمٍ طَالَمَا عَادَیْتُهُمْ فِیكَ (2).
«101»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ وَ الْقَاسَانِیِّ جَمِیعاً عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ عُیَیْنَةَ عَنِ الزُّهْرِیِّ قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: لَوْ مَاتَ مَنْ بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ لَمَا اسْتَوْحَشْتُ بَعْدَ أَنْ یَكُونَ الْقُرْآنُ مَعِی وَ كَانَ علیه السلام إِذَا قَرَأَ مالِكِ یَوْمِ الدِّینِ یُكَرِّرُهَا حَتَّی كَادَ أَنْ یَمُوتَ (3).
«102»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَقُولُ: إِنَّهُ یُسَخِّی نَفْسِی فِی سُرْعَةِ الْمَوْتِ وَ الْقَتْلِ فِینَا قَوْلُ اللَّهِ- أَ وَ لَمْ یَرَوْا أَنَّا نَأْتِی الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها(4) وَ هُوَ ذَهَابُ الْعُلَمَاءِ(5).
«103»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ قَالَ: حَضَرْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام یَوْماً حِینَ صَلَّی الْغَدَاةَ فَإِذَا سَائِلٌ بِالْبَابِ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ أُعْطُوا السَّائِلَ وَ لَا تَرُدُّوا سَائِلًا(6).
ص: 107
«104»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْخَزَّازِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَلْبَسُ الصُّوفَ وَ أَغْلَظَ ثِیَابِهِ إِذَا قَامَ إِلَی الصَّلَاةِ وَ كَانَ علیه السلام إِذَا صَلَّی یَبْرُزُ إِلَی مَوْضِعٍ خَشِنٍ فَیُصَلِّی فِیهِ وَ یَسْجُدُ عَلَی الْأَرْضِ فَأَتَی الْجَبَّانَ وَ هُوَ جَبَلٌ بِالْمَدِینَةِ یَوْماً ثُمَّ قَامَ عَلَی حِجَارَةٍ خَشِنَةٍ مُحْرِقَةٍ فَأَقْبَلَ یُصَلِّی وَ كَانَ كَثِیرَ الْبُكَاءِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ وَ كَأَنَّمَا غُمِسَ فِی الْمَاءِ مِنْ كَثْرَةِ دُمُوعِهِ.
«1»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الصَّادِقُ علیه السلام: بَكَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام عِشْرِینَ سَنَةً وَ مَا وُضِعَ بَیْنَ یَدَیْهِ طَعَامٌ إِلَّا بَكَی حَتَّی قَالَ لَهُ مَوْلًی لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی أَخَافُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِینَ- قالَ إِنَّما أَشْكُوا بَثِّی وَ حُزْنِی إِلَی اللَّهِ وَ أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ إِنِّی لَمْ أَذْكُرْ مَصْرَعَ بَنِی فَاطِمَةَ إِلَّا خَنَقَتْنِی الْعَبْرَةُ وَ فِی رِوَایَةٍ أَ مَا آنَ لِحُزْنِكَ أَنْ یَنْقَضِیَ فَقَالَ لَهُ وَیْحَكَ إِنَّ یَعْقُوبَ النَّبِیَّ علیه السلام كَانَ لَهُ اثْنَا عَشَرَ ابْناً فَغَیَّبَ اللَّهُ وَاحِداً مِنْهُمْ فَابْیَضَّتْ عَیْنَاهُ مِنْ كَثْرَةِ بُكَائِهِ عَلَیْهِ وَ احْدَوْدَبَ ظَهْرُهُ مِنَ الْغَمِّ وَ كَانَ ابْنُهُ حَیّاً فِی الدُّنْیَا وَ أَنَا نَظَرْتُ إِلَی أَبِی وَ أَخِی وَ عَمِّی وَ سَبْعَةَ عَشَرَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی مَقْتُولِینَ حَوْلِی فَكَیْفَ یَنْقَضِی حُزْنِی وَ قَدْ ذَكَرَ فِی الْحِلْیَةِ(1) نَحْوَهُ وَ قِیلَ إِنَّهُ بَكَی حَتَّی خِیفَ عَلَی عَیْنَیْهِ
ص: 108
وَ كَانَ إِذَا أَخَذَ إِنَاءً یَشْرَبُ مَاءً بَكَی حَتَّی یَمْلَأَهَا دَمْعاً فَقِیلَ لَهُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ وَ كَیْفَ لَا أَبْكِی وَ قَدْ مُنِعَ أَبِی مِنَ الْمَاءِ الَّذِی كَانَ مُطْلَقاً لِلسِّبَاعِ وَ الْوُحُوشِ وَ قِیلَ لَهُ إِنَّكَ لَتَبْكِی دَهْرَكَ فَلَوْ قَتَلْتَ نَفْسَكَ لَمَا زِدْتَ عَلَی هَذَا فَقَالَ نَفْسِی قَتَلْتُهَا وَ عَلَیْهَا أَبْكِی (1).
«2»- ل (2)،[الخصال] لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُهَیْلٍ الْبَحْرَانِیِّ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْبَكَّاءُونَ خَمْسَةٌ آدَمُ وَ یَعْقُوبُ وَ یُوسُفُ وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَأَمَّا آدَمُ فَبَكَی عَلَی الْجَنَّةِ حَتَّی صَارَ فِی خَدَّیْهِ أَمْثَالُ الْأَوْدِیَةِ وَ أَمَّا یَعْقُوبُ فَبَكَی عَلَی یُوسُفَ حَتَّی ذَهَبَ بَصَرُهُ وَ حَتَّی قِیلَ لَهُ تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ یُوسُفَ حَتَّی تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِینَ (3) وَ أَمَّا یُوسُفُ فَبَكَی عَلَی یَعْقُوبَ حَتَّی تَأَذَّی بِهِ أَهْلُ السِّجْنِ فَقَالُوا إِمَّا أَنْ تَبْكِیَ بِالنَّهَارِ وَ تَسْكُتَ بِاللَّیْلِ وَ إِمَّا أَنْ تَبْكِیَ بِاللَّیْلِ وَ تَسْكُتَ بِالنَّهَارِ فَصَالَحَهُمْ عَلَی وَاحِدٍ مِنْهُمَا وَ أَمَّا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه وآله فَبَكَتْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی تَأَذَّی بِهَا أَهْلُ الْمَدِینَةِ وَ قَالُوا لَهَا قَدْ آذَیْتِنَا بِكَثْرَةِ بُكَائِكِ فَكَانَتْ تَخْرُجُ إِلَی الْمَقَابِرِ مَقَابِرِ الشُّهَدَاءِ فَتَبْكِی حَتَّی تَقْضِیَ حَاجَتَهَا ثُمَّ تَنْصَرِفُ وَ أَمَّا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَبَكَی عَلَی الْحُسَیْنِ عِشْرِینَ سَنَةً أَوْ أَرْبَعِینَ سَنَةً وَ مَا وُضِعَ بَیْنَ یَدَیْهِ طَعَامٌ إِلَّا بَكَی حَتَّی قَالَ لَهُ مَوْلًی لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی أَخَافُ عَلَیْكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِینَ- قالَ إِنَّما أَشْكُوا بَثِّی وَ حُزْنِی إِلَی اللَّهِ وَ أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ إِنِّی لَمْ أَذْكُرْ مَصْرَعَ بَنِی فَاطِمَةَ إِلَّا خَنَقَتْنِی لِذَلِكَ عَبْرَةٌ(4).
3
مل، [كامل الزیارات] أَبِی وَ جَمَاعَةُ مَشَایِخِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ
ص: 109
أَبِی دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: بَكَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ عِشْرِینَ سَنَةً أَوْ أَرْبَعِینَ سَنَةً إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ(1).
«4»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ: أَشْرَفَ مَوْلًی لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ هُوَ فِی سَقِیفَةٍ لَهُ سَاجِدٌ یَبْكِی فَقَالَ لَهُ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ أَ مَا آنَ لِحُزْنِكَ أَنْ یَنْقَضِیَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَیْهِ فَقَالَ وَیْلَكَ أَوْ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ وَ اللَّهِ لَقَدْ شَكَا یَعْقُوبُ إِلَی رَبِّهِ فِی أَقَلَّ مِمَّا رَأَیْتُ حِینَ قَالَ یا أَسَفی عَلی یُوسُفَ وَ إِنَّهُ فَقَدَ ابْناً وَاحِداً وَ أَنَا رَأَیْتُ أَبِی وَ جَمَاعَةَ أَهْلِ بَیْتِی یُذْبَحُونَ حَوْلِی قَالَ وَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَمِیلُ إِلَی وُلْدِ عَقِیلٍ فَقِیلَ مَا بَالُكَ تَمِیلُ إِلَی بَنِی عَمِّكَ هَؤُلَاءِ دُونَ آلِ جَعْفَرٍ فَقَالَ إِنِّی أَذْكُرُ یَوْمَهُمْ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فَأَرِقُّ لَهُمْ (2).
أقول: قد مضی بعض الأخبار فی ذلك فی باب مكارمه و قد أوردنا تحقیقا فی سبب حزنهم و بكائهم علیهم السلام فی باب قصص یعقوب علیه السلام ینفع تذكره فی هذا المقام.
ص: 110
«1»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ یُوسُفَ بْنِ السُّخْتِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: احْتُضِرَ عَبْدُ اللَّهِ فَاجْتَمَعَ إِلَیْهِ غُرَمَاؤُهُ فَطَالَبُوهُ بِدَیْنٍ لَهُمْ فَقَالَ لَا مَالَ عِنْدِی مَا أُعْطِیكُمْ وَ لَكِنِ ارْضَوْا بِمَنْ شِئْتُمْ مِنِ ابْنَیْ عَمِّی- عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ فَقَالَ الْغُرَمَاءُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ مَلِی ءٌ مَطُولٌ (1) وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام رَجُلٌ لَا مَالَ لَهُ صَدُوقٌ وَ هُوَ أَحَبُّهُمَا إِلَیْنَا فَأَرْسَلَ إِلَیْهِ فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ فَقَالَ أَضْمَنُ لَكُمُ الْمَالَ إِلَی غَلَّةٍ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ غَلَّةٌ تَجَمُّلًا فَقَالَ الْقَوْمُ قَدْ رَضِینَا وَ ضَمِنَهُ فَلَمَّا أَتَتِ الْغَلَّةُ أَتَاحَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ الْمَالَ فَأَدَّاهُ (2).
«2»- ج، [الإحتجاج] رُوِیَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا قُتِلَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام أَرْسَلَ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِیَّةِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ خَلَا بِهِ ثُمَّ قَالَ یَا ابْنَ أَخِی قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ جَعَلَ الْوَصِیَّةَ وَ الْإِمَامَةَ مِنْ بَعْدِهِ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام ثُمَّ إِلَی الْحَسَنِ ثُمَّ إِلَی الْحُسَیْنِ وَ قَدْ قُتِلَ أَبُوكَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ لَمْ یُوصِ وَ أَنَا عَمُّكَ وَ صِنْوُ أَبِیكَ وَ أَنَا فِی سِنِّی وَ قِدْمَتِی أَحَقُّ بِهَا مِنْكَ فِی حَدَاثَتِكَ فَلَا تُنَازِعْنِی الْوَصِیَّةَ وَ الْإِمَامَةَ وَ لَا تُخَالِفْنِی فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَا عَمِّ اتَّقِ اللَّهَ وَ لَا تَدَّعِ مَا لَیْسَ لَكَ بِحَقٍ إِنِّی أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِینَ یَا عَمِّ إِنَّ أَبِی صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَوْصَی إِلَیَّ قَبْلَ أَنْ یَتَوَجَّهَ إِلَی
ص: 111
الْعِرَاقِ وَ عَهِدَ إِلَیَّ فِی ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ یُسْتَشْهَدَ بِسَاعَةٍ وَ هَذَا سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدِی فَلَا تَعَرَّضْ لِهَذَا فَإِنِّی أَخَافُ عَلَیْكَ نَقْصَ الْعُمُرِ وَ تَشَتُّتَ الْحَالِ وَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی آلَی أَنْ لَا یَجْعَلَ الْوَصِیَّةَ وَ الْإِمَامَةَ إِلَّا فِی عَقِبِ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَی الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ حَتَّی نَتَحَاكَمَ إِلَیْهِ وَ نَسْأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام وَ كَانَ الْكَلَامُ بَیْنَهُمَا وَ هُمَا یَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ فَانْطَلَقَا حَتَّی أَتَیَا الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام لِمُحَمَّدٍ ابْدَأْ فَابْتَهِلْ إِلَی اللَّهِ وَ اسْأَلْهُ أَنْ یُنْطِقَ لَكَ الْحَجَرَ ثُمَّ اسْأَلْهُ فَابْتَهَلَ مُحَمَّدٌ فِی الدُّعَاءِ وَ سَأَلَ اللَّهَ ثُمَّ دَعَا الْحَجَرَ فَلَمْ یُجِبْهُ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَمَا إِنَّكَ یَا عَمِّ لَوْ كُنْتَ وَصِیّاً وَ إِمَاماً لَأَجَابَكَ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ فَادْعُ أَنْتَ یَا ابْنَ أَخِی وَ اسْأَلْهُ فَدَعَا اللَّهَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام بِمَا أَرَادَ ثُمَّ قَالَ أَسْأَلُكَ بِالَّذِی جَعَلَ فِیكَ مِیثَاقَ الْأَنْبِیَاءِ وَ مِیثَاقَ الْأَوْصِیَاءِ وَ مِیثَاقَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ لَمَّا أَخْبَرْتَنَا بِلِسَانٍ عَرَبِیٍّ مُبِینٍ مَنِ الْوَصِیُّ وَ الْإِمَامُ بَعْدَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ فَتَحَرَّكَ الْحَجَرُ حَتَّی كَادَ أَنْ یَزُولَ عَنْ مَوْضِعِهِ ثُمَّ أَنْطَقَهُ اللَّهُ بِلِسَانٍ عَرَبِیٍّ مُبِینٍ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّ الْوَصِیَّةَ وَ الْإِمَامَةَ بَعْدَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ ابْنِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَانْصَرَفَ مُحَمَّدٌ وَ هُوَ یَتَوَلَّی عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام(1).
«3»- خص (2)،[منتخب البصائر] یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ مَعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ وَ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: مِثْلَهُ (3)
«4»- عم (4)،[إعلام الوری] قب، [المناقب] لابن شهرآشوب نَوَادِرُ الحِكْمَةِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی بِالْإِسْنَادِ عَنْ جَابِرٍ وَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام: مِثْلَهُ.
ص: 112
الْمُبَرَّدُ فِی الْكَامِلِ (1): قَالَ أَبُو خَالِدٍ الْكَابُلِیُّ لِمُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ أَ تُخَاطِبُ ابْنَ أَخِیكَ بِمَا لَا یُخَاطِبُكَ بِمِثْلِهِ فَقَالَ إِنَّهُ حَاكَمَنِی إِلَی الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ وَ زَعَمَ أَنَّهُ یُنْطِقُهُ فَصِرْتُ مَعَهُ إِلَی الْحَجَرِ فَسَمِعْتُ الْحَجَرَ یَقُولُ سَلِّمِ الْأَمْرَ إِلَی ابْنِ أَخِیكَ فَإِنَّهُ أَحَقُّ بِهِ مِنْكَ فَصَارَ أَبُو خَالِدٍ إِمَامِیّاً(2).
وَ یُرْوَی: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَلِیٍّ خَاصَمَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام إِلَی عَبْدِ الْمَلِكِ فِی صَدَقَاتِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَا ابْنُ الْمُصَدِّقِ وَ هَذَا ابْنُ ابْنٍ فَأَنَا أَوْلَی بِهَا مِنْهُ فَتَمَثَّلَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِقَوْلِ ابْنِ أَبِی الْحُقَیْقِ:
لَا تَجْعَلِ الْبَاطِلَ حَقّاً وَ لَا
تَلُطْ دُونَ الْحَقِّ بِالْبَاطِلِ (3)
قُمْ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ فَقَدْ وَلَّیْتُكَهَا فَقَامَا فَلَمَّا خَرَجَا تَنَاوَلَهُ عُمَرُ وَ آذَاهُ فَسَكَتَ علیه السلام عَنْهُ وَ لَمْ یَرُدَّ عَلَیْهِ شَیْئاً فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ دَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَسَلَّمَ عَلَیْهِ وَ أَكَبَّ عَلَیْهِ یُقَبِّلُهُ فَقَالَ عَلِیٌّ یَا ابْنَ عَمِّ لَا تَمْنَعُنِی قَطِیعَةُ أَبِیكَ أَنْ أَصِلَ رَحِمَكَ فَقَدْ زَوَّجْتُكَ ابْنَتِی خَدِیجَةَ ابْنَةَ عَلِیٍ (4).
بیان: اللوط اللصوق یقال لاط به أی لصق به أی لا تلزم الباطل عند ظهور الحق و یحتمل أن یكون من قولهم لاط حوضه أی لا تجعل الباطل فوق الحق لتخفیه و فیما سیأتی فی الباب الآتی فی بعض نسخ الإرشاد بالظاء المعجمة و هو من اللظ اللزوم و الإلحاح یقال ألظ أی لازم و دام و أقام و هذا یدل علی ذم عمر بن علی و أنه لم یستشهد مع الحسین علیه السلام و قد مر الكلام فیه.
ص: 113
«5»- الْفُصُولُ الْمُهِمَّةُ، قَالَ سُفْیَانُ: أَرَادَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام الْحَجَّ فَأَنْفَذَتْ إِلَیْهِ أُخْتُهُ سُكَیْنَةُ بِنْتُ الْحُسَیْنِ علیه السلام أَلْفَ دِرْهَمٍ فَلَحِقُوهُ بِهَا بِظَهْرِ الْحَرَّةِ(1)
فَلَمَّا نَزَلَ فَرَّقَهَا عَلَی الْمَسَاكِینِ (2).
«6»- مهج، [مهج الدعوات] نَقَلَ مِنْ مَجْمُوعٍ عَتِیقٍ قَالَ: كَتَبَ الْوَلِیدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَی صَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُرِّیِّ عَامِلِهِ عَلَی الْمَدِینَةِ أَبْرِزِ الْحَسَنَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ كَانَ مَحْبُوساً فِی حَبْسِهِ وَ اضْرِبْهُ فِی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَمْسَمِائَةِ سَوْطٍ فَأَخْرَجَهُ صَالِحٌ إِلَی الْمَسْجِدِ وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ وَ صَعِدَ صَالِحٌ الْمِنْبَرَ یَقْرَأُ عَلَیْهِمُ الْكِتَابَ ثُمَّ یَنْزِلُ فَیَأْمُرُ بِضَرْبِ الْحَسَنِ فَبَیْنَمَا هُوَ یَقْرَأُ الْكِتَابَ إِذْ دَخَلَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَأَفْرَجَ النَّاسُ عَنْهُ حَتَّی انْتَهَی إِلَی الْحَسَنِ فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ عَمِّ ادْعُ اللَّهَ بِدُعَاءِ الْكَرْبِ یُفَرِّجْ عَنْكَ فَقَالَ مَا هُوَ یَا ابْنَ عَمِّ فَقَالَ قُلْ وَ ذَكَرَ الدُّعَاءَ قَالَ وَ انْصَرَفَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ أَقْبَلَ الْحَسَنُ یُكَرِّرُهَا فَلَمَّا فَرَغَ صَالِحٌ مِنْ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ وَ نَزَلَ قَالَ أَرَی سَجِیَّةَ رَجُلٍ مَظْلُومٍ أَخِّرُوا أَمْرَهُ وَ أَنَا أُرَاجِعُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فِیهِ وَ كَتَبَ صَالِحٌ إِلَی الْوَلِیدِ فِی ذَلِكَ فَكَتَبَ إِلَیْهِ أَطْلِقْهُ (3).
أقول: قد مضی بعض الأخبار المناسبة لهذا الباب فی باب مكارمه علیه السلام و باب معجزاته و بعضها فی باب أحوال أولاد أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه.
ص: 114
«1»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ صَاحِبِ الْأَنْمَاطِ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ: لَمَّا هَدَمَ الْحَجَّاجُ الْكَعْبَةَ فَرَّقَ النَّاسُ تُرَابَهَا فَلَمَّا صَارُوا إِلَی بِنَائِهَا فَأَرَادُوا أَنْ یَبْنُوهَا خَرَجَتْ عَلَیْهِمْ حَیَّةٌ فَمَنَعَتِ النَّاسَ الْبِنَاءَ حَتَّی هَرَبُوا فَأَتَوُا الْحَجَّاجَ فَخَافَ أَنْ یَكُونَ قَدْ مُنِعَ بِنَاءَهَا فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ ثُمَّ نَشَدَ النَّاسَ وَ قَالَ رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً عِنْدَهُ مِمَّا ابْتُلِینَا بِهِ عِلْمٌ لَمَّا أَخْبَرَنَا بِهِ قَالَ فَقَامَ إِلَیْهِ شَیْخٌ فَقَالَ إِنْ یَكُنْ عِنْدَ أَحَدٍ عِلْمٌ فَعِنْدَ رَجُلٍ رَأَیْتُهُ جَاءَ إِلَی الْكَعْبَةِ فَأَخَذَ مِقْدَارَهَا ثُمَّ مَضَی فَقَالَ الْحَجَّاجُ مَنْ هُوَ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقَالَ مَعْدِنُ ذَلِكَ فَبَعَثَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَأَتَاهُ فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ مِنْ مَنْعِ اللَّهِ إِیَّاهُ الْبِنَاءَ فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَا حَجَّاجُ عَمَدْتَ إِلَی بِنَاءِ إِبْرَاهِیمَ وَ إِسْمَاعِیلَ فَأَلْقَیْتَهُ فِی الطَّرِیقِ وَ انْتَهَبْتَهُ كَأَنَّكَ تَرَی أَنَّهُ تُرَاثٌ لَكَ اصْعَدِ الْمِنْبَرَ وَ انْشُدِ النَّاسَ أَنْ لَا یَبْقَی أَحَدٌ مِنْهُمْ أَخَذَ مِنْهُ شَیْئاً إِلَّا رَدَّهُ قَالَ فَفَعَلَ وَ أَنْشَدَ النَّاسَ أَنْ لَا یَبْقَی مِنْهُمْ أَحَدٌ عِنْدَهُ شَیْ ءٌ إِلَّا رَدَّهُ قَالَ فَرَدُّوهُ فَلَمَّا رَأَی جَمْعَ التُّرَابِ أَتَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَوَضَعَ الْأَسَاسَ وَ أَمَرَهُمْ أَنْ یَحْفِرُوا قَالَ فَتَغَیَّبَتْ عَنْهُمُ الْحَیَّةُ فَحَفَرُوا حَتَّی انْتَهَوْا إِلَی مَوْضِعِ الْقَوَاعِدِ قَالَ لَهُمْ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام تَنَحَّوْا فَتَنَحَّوْا فَدَنَا مِنْهَا فَغَطَّاهَا بِثَوْبِهِ ثُمَّ بَكَی ثُمَّ غَطَّاهَا بِالتُّرَابِ بِیَدِ نَفْسِهِ ثُمَّ دَعَا الْفَعَلَةَ فَقَالَ ضَعُوا بِنَاءَكُمْ قَالَ فَوَضَعُوا الْبِنَاءَ فَلَمَّا ارْتَفَعَتْ حِیطَانُهَا أَمَرَ بِالتُّرَابِ فَأُلْقِیَ فِی جَوْفِهِ فَلِذَلِكَ صَارَ الْبَیْتُ
ص: 115
مُرْتَفِعاً یُصْعَدُ إِلَیْهِ بِالدَّرَجِ (1).
«2»- ج، [الإحتجاج] رُوِیَ: أَنَّ زَیْنَ الْعَابِدِینَ علیه السلام مَرَّ بِالْحَسَنِ الْبَصْرِیِّ وَ هُوَ یَعِظُ النَّاسَ بِمِنًی فَوَقَفَ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ أَمْسِكْ أَسْأَلْكَ عَنِ الْحَالِ الَّتِی أَنْتَ عَلَیْهَا مُقِیمٌ أَ تَرْضَاهَا لِنَفْسِكَ فِیمَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ اللَّهِ لِلْمَوْتِ إِذَا نَزَلَ بِكَ غَداً قَالَ لَا قَالَ أَ فَتُحَدِّثُ نَفْسَكَ بِالتَّحَوُّلِ وَ الِانْتِقَالِ عَنِ الْحَالِ الَّتِی لَا تَرْضَاهَا لِنَفْسِكَ إِلَی الْحَالِ الَّتِی تَرْضَاهَا قَالَ فَأَطْرَقَ مَلِیّاً ثُمَّ قَالَ إِنِّی أَقُولُ ذَلِكَ بِلَا حَقِیقَةٍ قَالَ أَ فَتَرْجُو نَبِیّاً بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه وآله یَكُونُ لَكَ مَعَهُ سَابِقَةٌ قَالَ لَا قَالَ أَ فَتَرْجُو دَاراً غَیْرَ الدَّارِ الَّتِی أَنْتَ فِیهَا تُرَدُّ إِلَیْهَا فَتَعْمَلَ فِیهَا قَالَ لَا قَالَ أَ فَرَأَیْتَ أَحَداً بِهِ مُسْكَةُ عَقْلٍ رَضِیَ لِنَفْسِهِ مِنْ نَفْسِهِ بِهَذَا إِنَّكَ عَلَی حَالٍ لَا تَرْضَاهَا وَ لَا تُحَدِّثُ نَفْسَكَ بِالانْتِقَالِ إِلَی حَالٍ تَرْضَاهَا عَلَی حَقِیقَةٍ وَ لَا تَرْجُو نَبِیّاً بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه وآله وَ لَا دَاراً غَیْرَ الدَّارِ الَّتِی أَنْتَ فِیهَا فَتُرَدَّ إِلَیْهَا فَتَعْمَلَ فِیهَا وَ أَنْتَ تَعِظُ النَّاسَ قَالَ فَلَمَّا وَلَّی علیه السلام قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِیُّ مَنْ هَذَا قَالُوا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ قَالَ أَهْلُ بَیْتِ عِلْمٍ فَمَا رُئِیَ الْحَسَنُ الْبَصْرِیُّ بَعْدَ ذَلِكَ یَعِظُ النَّاسَ (2).
«3»- قب (3)،[المناقب] لابن شهرآشوب ج، [الإحتجاج]: لَقِیَ عَبَّادٌ الْبَصْرِیُّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام فِی طَرِیقِ مَكَّةَ فَقَالَ لَهُ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ تَرَكْتَ الْجِهَادَ وَ صُعُوبَتَهُ وَ أَقْبَلْتَ عَلَی الْحَجِّ وَ لِینِهِ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ- إِنَّ اللَّهَ اشْتَری مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ یُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَیَقْتُلُونَ وَ یُقْتَلُونَ إِلَی قَوْلِهِ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِینَ (4) فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ إِذَا رَأَیْنَا هَؤُلَاءِ الَّذِینَ هَذِهِ صِفَتُهُمْ فَالْجِهَادُ مَعَهُمْ أَفْضَلُ مِنَ الْحَجِ (5).
ص: 116
أقول: قد مر فی باب استجابة دعائه علیه السلام حال كثیر من صوفیة زمانه.
«4»- ختص، [الإختصاص] رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ: أَنَّ أَبَا إِسْحَاقَ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ اللَّهِ السَّبِیعِیَّ صَلَّی أَرْبَعِینَ سَنَةً صَلَاةَ الْغَدَاةِ بِوُضُوءِ الْعَتَمَةِ وَ كَانَ یَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِی كُلِّ لَیْلَةٍ وَ لَمْ یَكُنْ فِی زَمَانِهِ أَعْبَدُ مِنْهُ وَ لَا أَوْثَقُ فِی الْحَدِیثِ عِنْدَ الْخَاصِّ وَ الْعَامِّ وَ كَانَ مِنْ ثِقَاتِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وُلِدَ فِی اللَّیْلَةِ الَّتِی قُتِلَ فِیهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ قُبِضَ وَ لَهُ تِسْعُونَ سَنَةً وَ هُوَ مِنْ هَمْدَانَ اسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ ذِی حِمْیَرِ بْنِ السَّبِیعِ بْنِ یَبْلَعَ الْهَمْدَانِیُّ وَ نُسِبَ إِلَی السَّبِیعِ لِأَنَّهُ نَزَلَ فِیهِمْ (1).
«5»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ الرِّضَا علیه السلام الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ خَالُ أَبِیهِ وَ سَعِیدُ بْنُ الْمُسَیَّبِ فَقَالَ كَانَا عَلَی هَذَا الْأَمْرِ وَ قَالَ خَطَبَ أَبِی إِلَی الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ یَعْنِی أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ الْقَاسِمُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّمَا كَانَ یَنْبَغِی لَكَ أَنْ تَذْهَبَ إِلَی أَبِیكَ حَتَّی یُزَوِّجَكَ (2).
«6»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْبَصِیرِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ السَّرِیِّ عَنْ شَدَّادِ بْنِ عَبْدِ [اللَّهِ] الْمَخْزُومِیِّ عَنْ عَامِرِ بْنِ حَفْصٍ قَالَ: قَدِمَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَیْرِ عَلَی الْوَلِیدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ مَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُرْوَةَ فَدَخَلَ مُحَمَّدٌ دَارَ الدَّوَابِّ فَضَرَبَتْهُ دَابَّةٌ فَخَرَّ مَیِّتاً وَ وَقَعَتْ فِی رِجْلِ عُرْوَةَ الْآكِلَةُ وَ لَمْ تَدَعْ وَرِكَهُ تِلْكَ اللَّیْلَةَ فَقَالَ لَهُ الْوَلِیدُ اقْطَعْهَا فَقَالَ لَا فَتَرَقَّتْ إِلَی سَاقِهِ فَقَالَ لَهُ اقْطَعْهَا وَ إِلَّا أَفْسَدَتْ عَلَیْكَ جَسَدَكَ فَقَطَعَهَا بِالْمِنْشَارِ وَ هُوَ شَیْخٌ كَبِیرٌ لَمْ یُمْسِكْهُ أَحَدٌ وَ قَالَ لَقَدْ لَقِینا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً وَ قَدِمَ عَلَی الْوَلِیدِ تِلْكَ السَّنَةَ قَوْمٌ مِنْ بَنِی عَبْسٍ فِیهِمْ رَجُلٌ ضَرِیرٌ فَسَأَلَهُ عَنْ عَیْنَیْهِ وَ سَبَبِ ذَهَابِهِمَا فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ بِتُّ لَیْلَةً مِنْ بَطْنِ وَادٍ وَ لَا أَعْلَمُ عَبْسِیّاً یَزِیدُ حَالُهُ عَلَی حَالِی فَطَرَقَنَا سَیْلٌ فَذَهَبَ مَا كَانَ لِی مِنْ أَهْلٍ وَ وَلَدٍ وَ مَالٍ غَیْرَ بَعِیرٍ وَ صَبِیٍّ مَوْلُودٍ وَ كَانَ الْبَعِیرُ صَعْباً فَنَدَّ(3)
فَوَضَعْتُ الصَّبِیَّ وَ اتَّبَعْتُ الْبَعِیرَ فَلَمْ
ص: 117
أُجَاوِزْ إِلَّا قَلِیلًا حَتَّی سَمِعْتُ صَیْحَةَ ابْنِی فَرَجَعْتُ إِلَیْهِ وَ رَأْسُ الذِّئْبِ فِی بَطْنِهِ یَأْكُلُهُ وَ لَحِقْتُ الْبَعِیرَ لِأَحْتَبِسَهُ فَنَفَحَنِی (1)
بِرِجْلِهِ فِی وَجْهِی فَحَطَمَهُ وَ ذَهَبَ بِعَیْنِی فَأَصْبَحْتُ لَا مَالَ وَ لَا أَهْلَ وَ لَا وَلَدَ وَ لَا بَصَرَ فَقَالَ الْوَلِیدُ انْطَلِقُوا إِلَی عُرْوَةَ لِیَعْلَمَ أَنَّ فِی النَّاسِ مَنْ هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ بَلَاءً وَ شَخَصَ عُرْوَةُ إِلَی الْمَدِینَةِ فَأَتَتْهُ قُرَیْشٌ وَ الْأَنْصَارُ فَقَالَ لَهُ عِیسَی بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ أَبْشِرْ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقَدْ صَنَعَ اللَّهُ بِكَ خَیْراً وَ اللَّهِ مَا بِكَ حَاجَةٌ إِلَی الْمَشْیِ فَقَالَ مَا أَحْسَنَ مَا صَنَعَ اللَّهُ بِی وَهَبَ لِی سَبْعَةَ بَنِینَ فَمَتَّعَنِی بِهِمْ مَا
شَاءَ ثُمَّ أَخَذَ وَاحِداً وَ تَرَكَ سِتَّةً وَ وَهَبَ لِی سِتَّةَ جَوَارِحَ مَتَّعَنِی بِهِنَّ مَا شَاءَ ثُمَّ أَخَذَ وَاحِدَةً وَ تَرَكَ خَمْساً یَدَیْنِ وَ رِجْلًا وَ سَمْعاً وَ بَصَراً ثُمَّ قَالَ إِلَهِی لَئِنْ كُنْتَ أَخَذْتَ لَقَدْ أَبْقَیْتَ وَ إِنْ كُنْتَ ابْتَلَیْتَ لَقَدْ عَافَیْتَ (2).
«7»- نبه، [تنبیه الخاطر] رُوِیَ: أَنَّهُ لَمَّا نَزَعَ مُعَاوِیَةُ بْنُ یَزِیدَ بْنِ مُعَاوِیَةَ نَفْسَهُ مِنَ الْخِلَافَةِ قَامَ خَطِیباً فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ مَا أَنَا بِالرَّاغِبِ فِی التَّأَمُّرِ عَلَیْكُمْ وَ لَا بِالْآمِنِ لِكَرَاهَتِكُمْ بَلْ بُلِینَا بِكُمْ وَ بُلِیتُمْ بِنَا- إِلَّا أَنَّ جَدِّی مُعَاوِیَةَ نَازَعَ الْأَمْرَ مَنْ كَانَ أَوْلَی بِالْأَمْرِ مِنْهُ فِی قِدَمِهِ وَ سَابِقَتِهِ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ فَرَكِبَ جَدِّی مِنْهُ مَا تَعْلَمُونَ وَ رَكِبْتُمْ مَعَهُ مَا لَا تَجْهَلُونَ حَتَّی صَارَ رَهِینَ عَمَلِهِ وَ ضَجِیعَ حُفْرَتِهِ تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ ثُمَّ صَارَ الْأَمْرُ إِلَی أَبِی وَ لَقَدْ كَانَ خَلِیقاً أَنْ لَا یَرْكَبَ سَنَنَهُ إِذْ كَانَ غَیْرَ خَلِیقٍ بِالْخِلَافَةِ فَرَكِبَ رَدْعَهُ (3) وَ اسْتَحْسَنَ خَطَأَهُ فَقَلَّتْ مُدَّتُهُ وَ انْقَطَعَتْ آثَارُهُ وَ خَمَدَتْ نَارُهُ وَ لَقَدْ أَنْسَانَا الْحُزْنُ بِهِ الْحُزْنَ عَلَیْهِ فَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ ثُمَّ أَخْفَتَ (4)
یَتَرَحَّمُ عَلَی أَبِیهِ ثُمَّ قَالَ وَ صِرْتُ أَنَا الثَّالِثَ مِنَ الْقَوْمِ الزَّاهِدَ فِیمَا لَدَیَّ أَكْثَرَ مِنَ الرَّاغِبِ وَ مَا كُنْتُ لِأَتَحَمَّلَ آثَامَكُمْ شَأْنَكُمْ وَ أَمْرَكُمْ خُذُوهُ مَنْ شِئْتُمْ وِلَایَتَهُ فَوَلُّوهُ قَالَ
ص: 118
فَقَامَ إِلَیْهِ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ فَقَالَ یَا أَبَا لَیْلَی سُنَّةٌ عُمَرِیَّةٌ فَقَالَ لَهُ یَا مَرْوَانُ تَخْدَعُنِی عَنْ دِینِی ائْتِنِی بِرِجَالٍ كَرِجَالِ عُمَرَ أَجْعَلْهَا بَیْنَهُمْ شُورَی ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ إِنْ كَانَتِ الْخِلَافَةُ مَغْنَماً فَقَدْ أُصِبْنَا مِنْهَا حَظّاً وَ لَئِنْ كَانَتْ شَرّاً فَحَسْبُ آلِ أَبِی سُفْیَانَ مَا أَصَابُوا مِنْهَا ثُمَّ نَزَلَ فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ لَیْتَكَ كُنْتَ حَیْضَةً فَقَالَ وَ أَنَا وَدِدْتُ ذَلِكَ وَ لَمْ أَعْلَمْ أَنَّ لِلَّهِ نَاراً یُعَذِّبُ بِهَا مَنْ عَصَاهُ وَ أَخَذَ غَیْرَ حَقِّهِ (1).
«8»- ختص، [الإختصاص]: هَلَكَ یَزِیدُ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ هُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَ سِتِّینَ سَنَةً وَ وَلِیَ الْأَمْرَ أَرْبَعَ سِنِینَ وَ هَلَكَ مُعَاوِیَةُ بْنُ یَزِیدَ وَ هُوَ ابْنُ إِحْدَی وَ عِشْرِینَ سَنَةً وَ وَلِیَ الْأَمْرَ أَرْبَعِینَ لَیْلَةً(2).
«9»- ختص (3)،[الإختصاص] یر، [بصائر الدرجات] عِمْرَانُ بْنُ مُوسَی عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَمَّا وَلِیَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ وَ اسْتَقَامَتْ لَهُ الْأَشْیَاءُ كَتَبَ إِلَی الْحَجَّاجِ كِتَاباً وَ خَطَّهُ بِیَدِهِ- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ إِلَی الْحَجَّاجِ بْنِ یُوسُفَ أَمَّا بَعْدُ فَجَنِّبْنِی دِمَاءَ بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَإِنِّی رَأَیْتُ آلَ أَبِی سُفْیَانَ لَمَّا وَلَغُوا فِیهَا لَمْ یَلْبَثُوا بَعْدَهَا إِلَّا قَلِیلًا وَ السَّلَامُ وَ كَتَبَ الْكِتَابَ سِرّاً لَمْ یَعْلَمْ بِهِ أَحَدٌ وَ بَعَثَ بِهِ مَعَ الْبَرِیدِ إِلَی الْحَجَّاجِ وَ وَرَدَ خَبَرُ ذَلِكَ مِنْ سَاعَتِهِ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ أُخْبِرَ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ قَدْ زِیدَ فِی مُلْكِهِ بُرْهَةً مِنْ دَهْرِهِ لِكَفِّهِ عَنْ بَنِی هَاشِمٍ وَ أُمِرَ أَنْ یَكْتُبَ ذَلِكَ إِلَی عَبْدِ الْمَلِكِ وَ یُخْبِرَهُ بِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَاهُ فِی مَنَامِهِ وَ أَخْبَرَهُ بِذَلِكَ فَكَتَبَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام بِذَلِكَ إِلَی عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ (4).
«10»- حة، [فرحة الغری] رَوَی هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: أَدْرَكْتُ بَنِی أَوْدَ(5)
وَ هُمْ
ص: 119
یُعَلِّمُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَ حَرَمَهُمْ سَبَّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ فِیهِمْ رَجُلٌ مِنْ رَهْطِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِیسَ بْنِ هَانِئٍ فَدَخَلَ عَلَی الْحَجَّاجِ بْنِ یُوسُفَ یَوْماً فَكَلَّمَهُ بِكَلَامٍ فَأَغْلَظَ لَهُ الْحَجَّاجُ فِی الْجَوَابِ فَقَالَ لَهُ لَا تَقُلْ هَذَا أَیُّهَا الْأَمِیرُ فَلَا لِقُرَیْشٍ وَ لَا لِثَقِیفٍ مَنْقَبَةٌ یَعْتَدُّونَ بِهَا إِلَّا وَ نَحْنُ نَعْتَدُّ بِمِثْلِهَا قَالَ لَهُ وَ مَا مَنَاقِبُكُمْ قَالَ مَا یُنْقَصُ عُثْمَانُ وَ لَا یُذْكَرُ بِسُوءٍ فِی نَادِینَا قَطُّ قَالَ هَذِهِ مَنْقَبَةٌ قَالَ وَ مَا رُئِیَ مِنَّا خَارِجِیٌّ قَطُّ قَالَ وَ مَنْقَبَةٌ قَالَ وَ مَا شَهِدَ مِنَّا مَعَ أَبِی تُرَابٍ مَشَاهِدَهُ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ فَأَسْقَطَهُ ذَلِكَ عِنْدَنَا وَ أَخْمَلَهُ فَمَا لَهُ عِنْدَنَا قَدْرٌ وَ لَا قِیمَةٌ قَالَ وَ مَنْقَبَةٌ قَالَ وَ مَا أَرَادَ مِنَّا رَجُلٌ قَطُّ أَنْ یَتَزَوَّجَ امْرَأَةً إِلَّا سَأَلَ عَنْهَا هَلْ تُحِبُّ أَبَا تُرَابٍ أَوْ تَذْكُرُهُ بِخَیْرٍ فَإِنْ قِیلَ إِنَّهَا تَفْعَلُ ذَلِكَ اجْتَنَبَهَا فَلَمْ یَتَزَوَّجْهَا قَالَ وَ مَنْقَبَةٌ قَالَ وَ مَا وُلِدَ فِینَا ذَكَرٌ فَسُمِّیَ عَلِیّاً وَ لَا حَسَناً وَ لَا حُسَیْناً وَ لَا وُلِدَتْ فِینَا جَارِیَةٌ فَسُمِّیَتْ فَاطِمَةَ قَالَ وَ مَنْقَبَةٌ قَالَ وَ نَذَرَتِ امْرَأَةٌ مِنَّا حِینَ أَقْبَلَ الْحُسَیْنُ إِلَی الْعِرَاقِ إِنْ قَتَلَهُ اللَّهُ أَنْ تَنْحَرَ عَشْرَ جُزُرٍ(1) فَلَمَّا قُتِلَ وَفَتْ بِنَذْرِهَا قَالَ وَ مَنْقَبَةٌ قَالَ وَ دُعِیَ رَجُلٌ مِنَّا إِلَی الْبَرَاءَةِ مِنْ عَلِیٍّ وَ لَعْنِهِ فَقَالَ نَعَمْ وَ أَزِیدُكُمْ حَسَناً وَ حُسَیْناً قَالَ وَ مَنْقَبَةٌ وَ اللَّهِ قَالَ وَ قَالَ لَنَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَبْدُ الْمَلِكِ أَنْتُمْ الشِّعَارُ دُونَ الدِّثَارِ وَ أَنْتُمُ الْأَنْصَارُ بَعْدَ الْأَنْصَارِ قَالَ وَ مَنْقَبَةٌ قَالَ وَ مَا بِالْكُوفَةِ مَلَاحَةٌ إِلَّا مَلَاحَةُ بَنِی أَوْدَ فَضَحِكَ الْحَجَّاجُ قَالَ هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِیِّ قَالَ لِی أَبِی فَسَلَبَهُمُ اللَّهُ مَلَاحَتَهُمْ آخِرَ الْحِكَایَةِ(2).
«11»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ یَطُوفُ بِالْبَیْتِ وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ یَطُوفُ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ لَا یَلْتَفِتُ إِلَیْهِ وَ لَمْ یَكُنْ عَبْدُ الْمَلِكِ یَعْرِفُهُ بِوَجْهِهِ فَقَالَ مَنْ هَذَا الَّذِی یَطُوفُ بَیْنَ أَیْدِینَا وَ لَا یَلْتَفِتُ إِلَیْنَا فَقِیلَ هَذَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ
ص: 120
علیه السلام فَجَلَسَ مَكَانَهُ وَ قَالَ رُدُّوهُ إِلَیَّ فَرَدُّوهُ فَقَالَ لَهُ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ إِنِّی لَسْتُ قَاتِلَ أَبِیكَ فَمَا یَمْنَعُكَ مِنَ الْمَصِیرِ إِلَیَّ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِنَّ قَاتِلَ أَبِی أَفْسَدَ بِمَا فَعَلَهُ دُنْیَاهُ عَلَیْهِ وَ أَفْسَدَ أَبِی عَلَیْهِ بِذَلِكَ آخِرَتَهُ فَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَكُونَ كَهُوَ فَكُنْ فَقَالَ كَلَّا وَ لَكِنْ صِرْ إِلَیْنَا لِتَنَالَ مِنْ دُنْیَانَا فَجَلَسَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ وَ بَسَطَ رِدَاهُ وَ قَالَ اللَّهُمَّ أَرِهِ حُرْمَةَ أَوْلِیَائِكَ عِنْدَكَ فَإِذَا إِزَارُهُ مَمْلُوَّةٌ دُرَراً یَكَادُ شُعَاعُهَا یَخْطَفُ الْأَبْصَارَ فَقَالَ لَهُ مَنْ یَكُونُ هَذَا حُرْمَتَهُ عِنْدَ رَبِّهِ یَحْتَاجُ إِلَی دُنْیَاكَ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ خُذْهَا فَلَا حَاجَةَ لِی فِیهَا(1).
«12»- شا، [الإرشاد] هَارُونُ بْنُ مُوسَی عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْعَزیِزِ قَالَ: لَمَّا وُلِّیَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ الْخِلَافَةَ رَدَّ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام صَدَقَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ صَدَقَاتِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ كَانَتَا مَضْمُومَتَیْنِ فَخَرَجَ عُمَرُ بْنُ عَلِیٍّ إِلَی عَبْدِ الْمَلِكِ یَتَظَلَّمُ إِلَیْهِ مِنِ ابْنِ أَخِیهِ فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ أَقُولُ كَمَا قَالَ ابْنُ أَبِی الْحُقَیْقِ:
إِنَّا إِذَا مَالَتْ دَوَاعِی الْهَوَی***وَ أَنْصَتَ السَّامِعُ لِلْقَائِلِ
وَ اصْطَرَعَ النَّاسُ بِأَلْبَابِهِمْ***نَقْضِی بِحُكْمٍ عَادِلٍ فَاصِلٍ
لَا نَجْعَلُ الْبَاطِلَ حَقّاً وَ لَا***نَلُطُّ دُونَ الْحَقِّ بِالْبَاطِلِ
نَخَافُ أَنْ تَسْفَهَ أَحْلَامُنَا***فَنَخْمُلَ الدَّهْرَ مَعَ الْخَامِلِ (2)
«13»- شا، [الإرشاد] أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ قَالَ: حَجَّ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَاسْتَجْهَرَ النَّاسُ مِنْ جَمَالِهِ وَ تَشَوَّقُوا لَهُ وَ جَعَلُوا یَقُولُونَ مَنْ هَذَا تَعْظِیماً لَهُ وَ إِجْلَالًا لِمَرْتَبَتِهِ وَ كَانَ الْفَرَزْدَقُ هُنَاكَ فَأَنْشَأَ یَقُولُ:
هَذَا الَّذِی تَعْرِفُ الْبَطْحَاءُ وَطْأَتَهُ***وَ الْبَیْتُ یَعْرِفُهُ وَ الْحِلُّ وَ الْحَرَمُ
ص: 121
هَذَا ابْنُ خَیْرِ عِبَادِ اللَّهِ كُلِّهِمْ***هَذَا التَّقِیُّ النَّقِیُّ الطَّاهِرُ الْعَلَمُ
یَكَادُ یُمْسِكُهُ عِرْفَانَ رَاحَتِهِ***رُكْنُ الْحَطِیمِ إِذَا مَا جَاءَ یَسْتَلِمُ
یُغْضِی حَیَاءً وَ یُغْضَی مِنْ مَهَابَتِهِ***فَمَا یُكَلَّمُ إِلَّا حِینَ یَبْتَسِمُ
أَیُّ الْقَبَائِلِ لَیْسَتْ فِی رِقَابِهِمْ***لِأَوَّلِیَّةِ هَذَا أَوْ لَهُ نِعَمٌ
مَنْ یَعْرِفُ اللَّهَ یَعْرِفُ أَوَّلِیَّةَ ذَا***فَالدِّینُ مِنْ بَیْتِ هَذَا نَالَهُ الْأُمَمُ
إِذَا رَأَتْهُ قُرَیْشٌ قَالَ قَائِلُهَا***إِلَی مَكَارِمِ هَذَا یَنْتَهِی الْكَرَمُ (1)
«14»- شا، [الإرشاد] أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَدِّهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ عَمِّهِ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ: لَمْ أَرَ مِثْلَ التَّقَدُّمِ فِی الدُّعَاءِ فَإِنَّ الْعَبْدَ لَیْسَ تَحْضُرُهُ الْإِجَابَةُ فِی كُلِّ وَقْتٍ وَ كَانَ مِمَّا حُفِظَ عَنْهُ علیه السلام مِنَ الدُّعَاءِ حِینَ بَلَغَهُ تَوَجُّهُ مُسْرِفِ بْنِ عُقْبَةَ إِلَی الْمَدِینَةِ- رَبِّ كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَیَّ قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا شُكْرِی وَ كَمْ مِنْ بَلِیَّةٍ ابْتَلَیْتَنِی بِهَا قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا صَبْرِی فَیَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ نِعْمَتِهِ شُكْرِی فَلَمْ یَحْرِمْنِی وَ قَلَّ عِنْدَ بَلَائِهِ صَبْرِی فَلَمْ یَخْذُلْنِی یَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِی لَا یَنْقَطِعُ أَبَداً وَ یَا ذَا النَّعْمَاءِ الَّتِی لَا تُحْصَی عَدَداً صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ادْفَعْ عَنِّی شَرَّهُ فَإِنِّی أَدْرَأُ بِكَ فِی نَحْرِهِ وَ أَسْتَعِیذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ فَقَدِمَ مُسْرِفُ بْنُ عُقْبَةَ الْمَدِینَةَ وَ كَانَ یُقَالُ لَا یُرِیدُ غَیْرَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَسَلِمَ مِنْهُ وَ أَكْرَمَهُ وَ حَبَاهُ وَ وَصَلَهُ وَ جَاءَ الْحَدِیثُ مِنْ غَیْرِ وَجْهٍ أَنَّ مُسْرِفَ بْنَ عُقْبَةَ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِینَةَ أَرْسَلَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَأَتَاهُ فَلَمَّا صَارَ إِلَیْهِ قَرَّبَهُ وَ أَكْرَمَهُ وَ قَالَ لَهُ أَوْصَانِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ بِبِرِّكَ وَ تَمْیِیزِكَ مِنْ غَیْرِكَ فَجَزَاهُ خَیْراً ثُمَّ قَالَ أَسْرِجُوا لَهُ بَغْلَتِی وَ قَالَ لَهُ انْصَرِفْ إِلَی أَهْلِكَ فَإِنِّی أَرَی أَنْ قَدْ أَفْزَعْنَاهُمْ وَ أَتْعَبْنَاكَ بِمَشْیِكَ إِلَیْنَا وَ لَوْ كَانَ بِأَیْدِینَا مَا نَقْوَی بِهِ عَلَی صِلَتِكَ بِقَدْرِ حَقِّكَ لَوَصَلْنَاكَ فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام مَا أَعْذَرَنِی لِلْأَمِیرِ وَ رَكِبَ فَقَالَ مُسْرِفُ بْنُ عُقْبَةَ لِجُلَسَائِهِ هَذَا الْخَیْرُ الَّذِی لَا شَرَّ فِیهِ مَعَ مَوْضِعِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَكَانِهِ مِنْهُ (2).
ص: 122
بیان: مسرف هو مسلم بن عقبة الذی بعثه یزید لعنه اللّٰه لوقعة الحرة فسمی بعدها مسرفا لإسرافه فی إهراق الدماء و قوله ما أعذرنی للأمیر الظاهر أن كلمة ما للتعجب أی ما أظهر عذره فیّ و یحتمل أن تكون نافیة من قولهم أعذر إذا قصر أی ما قصر الأمیر فی حقی و الأول أظهر.
«15»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب حِلْیَةُ الْأَوْلِیَاءِ(1)، وَ وَسِیلَةُ الْمُلَّا، وَ فَضَائِلُ أَبِی السَّعَادَاتِ، بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِیِّ قَالَ: شَهِدْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام یَوْمَ حَمَلَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ مِنَ الْمَدِینَةِ إِلَی الشَّامِ فَأَثْقَلَهُ حَدِیداً وَ وَكَّلَ بِهِ حُفَّاظاً فِی عِدَّةٍ وَ جَمْعٍ فَاسْتَأْذَنْتُهُمْ فِی التَّسْلِیمِ وَ التَّوْدِیعِ لَهُ فَأَذِنُوا فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ الْأَقْیَادُ فِی رِجْلَیْهِ وَ الْغُلُّ فِی یَدَیْهِ فَبَكَیْتُ وَ قُلْتُ وَدِدْتُ أَنِّی مَكَانَكَ وَ أَنْتَ سَالِمٌ فَقَالَ یَا زُهْرِیُّ أَ وَ تَظُنُّ هَذَا بِمَا تَرَی عَلَیَّ وَ فِی عُنُقِی یَكْرُبُنِی أَمَا لَوْ شِئْتُ مَا كَانَ فَإِنَّهُ وَ إِنْ بَلَغَ بِكَ وَ مِنْ أَمْثَالِكَ لَیُذَكِّرُنِی عَذَابَ اللَّهِ ثُمَّ أَخْرَجَ یَدَیْهِ مِنَ الْغُلِّ وَ رِجْلَیْهِ مِنَ الْقَیْدِ ثُمَّ قَالَ یَا زُهْرِیُّ لَأَجَزْتُ مَعَهُمْ عَلَی ذَا مَنْزِلَتَیْنِ مِنَ الْمَدِینَةِ قَالَ فَمَا لَبِثْنَا إِلَّا أَرْبَعَ لَیَالٍ حَتَّی قَدِمَ الْمُوَكَّلُونَ بِهِ یَطْلُبُونَهُ بِالْمَدِینَةِ فَمَا وَجَدُوهُ فَكُنْتُ فِیمَنْ سَأَلَهُمْ عَنْهُ فَقَالَ لِی بَعْضُهُمْ إِنَّا نَرَاهُ مَتْبُوعاً إِنَّهُ لَنَازِلٌ وَ نَحْنُ حَوْلَهُ لَا نَنَامُ نُرْصِدُهُ إِذْ أَصْبَحْنَا فَمَا وَجَدْنَا بَیْنَ مَحْمِلِهِ إِلَّا حَدِیدَةً فَقَدِمْتُ بَعْدَ ذَاكَ عَلَی عَبْدِ الْمَلِكِ فَسَأَلَنِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ إِنَّهُ قَدْ جَاءَنِی فِی یَوْمِ فَقْدِهِ الْأَعْوَانَ فَدَخَلَ عَلَیَّ فَقَالَ مَا أَنَا وَ أَنْتَ فَقُلْتُ أَقِمْ عِنْدِی
فَقَالَ لَا أُحِبُّ ثُمَّ خَرَجَ فَوَ اللَّهِ لَقَدِ امْتَلَأَ ثَوْبِی مِنْهُ خِیفَةً قَالَ الزُّهْرِیُّ فَقُلْتُ لَیْسَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام حَیْثُ تَظُنُّ إِنَّهُ مَشْغُولٌ بِنَفْسِهِ فَقَالَ حَبَّذَا شُغُلُ مِثْلِهِ فَنِعْمَ مَا شُغِلَ بِهِ (2).
«16»- كشف، [كشف الغمة] عَنِ الزُّهْرِیِّ: مِثْلَهُ (3)
بیان: قوله علیه السلام و إن بلغ بك أی لو شئت أن لا یكون بی ما تری لم یكن
ص: 123
و إنه و إن بلغ و بك و بأمثالك كل مبلغ من الغم و الحزن لكنه و اللّٰه لیذكرنی عذاب اللّٰه و إنی لأحبه لذلك.
و فی كشف الغمة و إن بلغ بك و بأمثالك غمر أی شدة و قوله إنا نراه متبوعا أی یتبعه الجن و یخدمه و یطیعه قال الفیروزآبادی (1)
التابعة الجنی و الجنیة یكونان مع الإنسان یتبعانه حیث ذهب.
«17»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الْحِلْیَةُ(2)، وَ الْأَغَانِی (3)
وَ غَیْرُهُمَا(4)،: حَجَّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ
ص: 124
فَلَمْ یَقْدِرْ عَلَی الِاسْتِلَامِ مِنَ الزِّحَامِ فَنُصِبَ لَهُ مِنْبَرٌ فَجَلَسَ عَلَیْهِ وَ أَطَافَ بِهِ أَهْلُ الشَّامِ فَبَیْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ عَلَیْهِ إِزَارٌ وَ رِدَاءٌ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهاً وَ أَطْیَبِهِمْ رَائِحَةً بَیْنَ عَیْنَیْهِ سَجَّادَةٌ كَأَنَّهَا رُكْبَةُ عَنْزٍ فَجَعَلَ یَطُوفُ فَإِذَا بَلَغَ إِلَی مَوْضِعِ الْحَجَرِ تَنَحَّی النَّاسُ حَتَّی یَسْتَلِمَهُ هَیْبَةً لَهُ- فَقَالَ شَامِیٌّ مَنْ هَذَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ لَا أَعْرِفُهُ لِئَلَّا یَرْغَبَ فِیهِ أَهْلُ الشَّامِ فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ وَ كَانَ حَاضِراً لَكِنِّی أَنَا أَعْرِفُهُ فَقَالَ الشَّامِیُّ مَنْ هُوَ یَا أَبَا فِرَاسٍ فَأَنْشَأَ قَصِیدَةً ذُكِرَ بَعْضُهَا فِی الْأَغَانِی وَ الْحِلْیَةِ وَ الْحَمَاسَةِ وَ الْقَصِیدَةُ بِتَمَامِهَا هَذِهِ:
یَا سَائِلِی أَیْنَ حَلَّ الْجُودُ وَ الْكَرَمُ***عِنْدِی بَیَانٌ إِذَا طُلَّابُهُ قَدِمُوا
هَذَا الَّذِی تَعْرِفُ الْبَطْحَاءُ وَطْأَتَهُ***وَ الْبَیْتُ یَعْرِفُهُ وَ الْحِلُّ وَ الْحَرَمُ
هَذَا ابْنُ خَیْرِ عِبَادِ اللَّهِ كُلِّهِمْ***هَذَا التَّقِیُّ النَّقِیُّ الطَّاهِرُ الْعَلَمُ
هَذَا الَّذِی أَحْمَدُ الْمُخْتَارُ وَالِدُهُ***صَلَّی عَلَیْهِ إِلَهِی مَا جَرَی الْقَلَمُ
لَوْ یَعْلَمُ الرُّكْنُ مَنْ قَدْ جَاءَ یَلْثِمُهُ***لَخَرَّ یَلْثِمُ مِنْهُ مَا وَطِئَ الْقَدَمُ
هَذَا عَلِیٌّ رَسُولُ اللَّهِ وَالِدُهُ***أَمْسَتْ بِنُورِ هُدَاهُ تَهْتَدِی الْأُمَمُ
هَذَا الَّذِی عَمُّهُ الطَّیَّارُ جَعْفَرٌ***وَ الْمَقْتُولُ حَمْزَةُ لَیْثٌ حُبُّهُ قَسَمٌ
هَذَا ابْنُ سَیِّدَةِ النِّسْوَانِ فَاطِمَةَ***وَ ابْنُ الْوَصِیِّ الَّذِی فِی سَیْفِهِ نِقَمٌ
إِذَا رَأَتْهُ قُرَیْشٌ قَالَ قَائِلُهَا***إِلَی مَكَارِمِ هَذَا یَنْتَهِی الْكَرَمُ
یَكَادُ یُمْسِكُهُ عِرْفَانَ رَاحَتِهِ***رُكْنُ الْحَطِیمِ إِذَا مَا جَاءَ یَسْتَلِمُ
وَ لَیْسَ قَوْلُكَ مَنْ هَذَا بِضَائِرِهِ***الْعَرَبُ تَعْرِفُ مَنْ أَنْكَرْتَ وَ الْعَجَمُ
یُنْمِی إِلَی ذِرْوَةِ الْعِزِّ الَّتِی قَصُرَتْ***عَنْ نَیْلِهَا عَرَبُ الْإِسْلَامِ وَ الْعَجَمُ
ص: 125
یُغْضِی حَیَاءً وَ یُغْضَی مِنْ مَهَابَتِهِ***فَمَا یُكَلَّمُ إِلَّا حِینَ یَبْتَسِمُ
یَنْجَابُ نُورُ الدُّجَی عَنْ نُورِ غُرَّتِهِ***كَالشَّمْسِ یَنْجَابُ عَنْ إِشْرَاقِهَا الظُّلَمُ
بِكَفِّهِ خَیْزُرَانٌ رِیحُهُ عَبِقٌ***مِنْ كَفِّ أَرْوَعَ فِی عِرْنِینِهِ شَمَمٌ
مَا قَالَ لَا قَطُّ إِلَّا فِی تَشَهُّدِهِ***لَوْ لَا التَّشَهُّدُ كَانَتْ لَاؤُهُ نَعَمْ
مُشْتَقَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ نَبْعَتُهُ***طَابَتْ عَنَاصِرُهُ وَ الْخِیمُ وَ الشِّیَمُ
حَمَّالُ أَثْقَالِ أَقْوَامٍ إِذَا فَدَحُوا***حُلْوُ الشَّمَائِلِ تَحْلُو عِنْدَهُ نِعَمٌ
إِنْ قَالَ قَالَ بِمَا یَهْوَی جَمِیعُهُمْ***وَ إِنْ تَكَلَّمَ یَوْماً زَانَهُ الْكَلِمُ
هَذَا ابْنُ فَاطِمَةَ إِنْ كُنْتَ جَاهِلَهُ***بِجَدِّهِ أَنْبِیَاءُ اللَّهِ قَدْ خُتِمُوا
اللَّهُ فَضَّلَهُ قِدَماً وَ شَرَّفَهُ***جَرَی بِذَاكَ لَهُ فِی لَوْحِهِ الْقَلَمُ
مَنْ جَدُّهُ دَانَ فَضْلُ الْأَنْبِیَاءِ لَهُ***وَ فَضْلُ أُمَّتِهِ دَانَتْ لَهَا الْأُمَمُ
عَمَّ الْبَرِیَّةَ بِالْإِحْسَانِ وَ انْقَشَعَتْ***عَنْهَا الْعَمَایَةُ وَ الْإِمْلَاقُ وَ الظُّلَمُ
كِلْتَا یَدَیْهِ غِیَاثٌ عَمَّ نَفْعُهُمَا***یَسْتَوْكِفَانِ وَ لَا یَعْرُوهُمَا عَدَمٌ
سَهْلُ الْخَلِیقَةِ لَا تُخْشَی بَوَادِرُهُ***یَزِینُهُ خَصْلَتَانِ الْحِلْمُ وَ الْكَرَمُ
لَا یُخْلِفُ الْوَعْدَ مَیْمُوناً نَقِیبَتُهُ***رَحْبُ الْفِنَاءِ أَرِیبٌ حِینَ یُعْتَرَمُ
مِنْ مَعْشَرٍ حُبُّهُمْ دِینٌ وَ بُغْضُهُمْ***كُفْرٌ وَ قُرْبُهُمْ مَنْجَی وَ مُعْتَصَمٌ
یُسْتَدْفَعُ السُّوءُ وَ الْبَلْوَی بِحُبِّهِمْ***وَ یُسْتَزَادُ بِهِ الْإِحْسَانُ وَ النِّعَمُ
مُقَدَّمٌ بَعْدَ ذِكْرِ اللَّهِ ذِكْرُهُمْ***فِی كُلِّ فَرْضٍ وَ مَخْتُومٌ بِهِ الْكَلِمُ
إِنْ عُدَّ أَهْلُ التُّقَی كَانُوا أَئِمَّتَهُمْ***أَوْ قِیلَ مَنْ خَیْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ قِیلَ هُمْ
لَا یَسْتَطِیعُ جَوَادٌ بُعْدَ غَایَتِهِمْ***وَ لَا یُدَانِیهِمْ قَوْمٌ وَ إِنْ كَرُمُوا
هُمُ الْغُیُوثُ إِذَا مَا أَزْمَةٌ أَزَمَتْ***وَ الْأُسُدُ أُسُدُ الشَّرَی وَ الْبَأْسُ مُحْتَدِمٌ
یَأْبَی لَهُمْ أَنْ یَحُلَّ الذَّمُّ سَاحَتَهُمْ***خِیمٌ كَرِیمٌ وَ أَیْدٍ بِالنَّدَی هُضُمٌ
لَا یَقْبِضُ الْعُسْرُ بَسْطاً مِنْ أَكُفِّهِمْ***سِیَّانِ ذَلِكَ إِنْ أَثْرَوْا وَ إِنْ عَدِمُوا
أَیُّ الْقَبَائِلِ لَیْسَتْ فِی رِقَابِهِمْ***لِأَوَّلِیَّةِ هَذَا أَوْ لَهُ نِعَمٌ؟
مَنْ یَعْرِفُ اللَّهَ یَعْرِفُ أَوَّلِیَّةَ ذَا***فَالدِّینُ مِنْ بَیْتِ هَذَا نَالَهُ الْأُمَمُ
ص: 126
بُیُوتُهُمْ فِی قُرَیْشٍ یُسْتَضَاءُ بِهَا***فِی النَّائِبَاتِ وَ عِنْدَ الْحُكْمِ إِنْ حَكَمُوا
فَجَدُّهُ مِنْ قُرَیْشٍ فِی أَرُومَتِهَا***مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ بَعْدَهُ عَلَمٌ
بَدْرٌ لَهُ شَاهِدٌ وَ الشِّعْبُ مِنْ أُحُدٍ***وَ الْخَنْدَقَانِ وَ یَوْمُ الْفَتْحِ قَدْ عَلِمُوا
وَ خَیْبَرُ وَ حُنَیْنٌ یَشْهَدَانِ لَهُ***وَ فِی قُرَیْظَةَ یَوْمٌ صَیْلَمٌ قَتِمٌ
مَوَاطِنُ قَدْ عَلَتْ فِی كُلِّ نَائِبَةٍ***عَلَی الصَّحَابَةِ لَمْ أَكْتُمْ كَمَا كَتَمُوا
فَغَضِبَ هِشَامٌ وَ مَنَعَ جَائِزَتَهُ وَ قَالَ أَلَّا قُلْتَ فِینَا مِثْلَهَا قَالَ هَاتِ جَدّاً كَجَدِّهِ وَ أَباً كَأَبِیهِ وَ أُمّاً كَأُمِّهِ حَتَّی أَقُولَ فِیكُمْ مِثْلَهَا فَحَبَسُوهُ بِعُسْفَانَ بَیْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِینَةِ فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَبَعَثَ إِلَیْهِ بِاثْنَیْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَ قَالَ أَعْذِرْنَا یَا أَبَا فِرَاسٍ فَلَوْ كَانَ عِنْدَنَا أَكْثَرُ مِنْ هَذَا لَوَصَلْنَاكَ بِهِ فَرَدَّهَا وَ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا قُلْتُ الَّذِی قُلْتُ إِلَّا غَضَباً لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ مَا كُنْتُ لِأَرْزَأَ عَلَیْهِ شَیْئاً فَرَدَّهَا إِلَیْهِ وَ قَالَ بِحَقِّی عَلَیْكَ لَمَّا قَبِلْتَهَا فَقَدْ رَأَی اللَّهُ مَكَانَكَ وَ عَلِمَ نِیَّتَكَ فَقَبِلَهَا فَجَعَلَ الْفَرَزْدَقُ یَهْجُو هِشَاماً وَ هُوَ فِی الْحَبْسِ فَكَانَ مِمَّا هَجَاهُ بِهِ قَوْلُهُ:
أَ یَحْبِسُنِی بَیْنَ الْمَدِینَةِ وَ الَّتِی***إِلَیْهَا قُلُوبُ النَّاسِ یَهْوِی مُنِیبُهَا
یُقَلِّبُ رَأْساً لَمْ یَكُنْ رَأْسَ سَیِّدٍ***وَ عَیْناً لَهُ حَوْلَاءَ بَادَ عُیُوبُهَا(1)
ص: 127
فَأُخْبِرَ هِشَامٌ بِذَلِكَ فَأَطْلَقَهُ وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی بَكْرٍ الْعَلَّافِ أَنَّهُ أَخْرَجَهُ إِلَی الْبَصْرَةِ(1).
«18»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُجَاهِدٍ عَنِ الْغَلَابِیِّ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ عَنْ أَبِیهِ: مِثْلَهُ (2)
بیان: قوله عرفان مفعول لأجله و الإغضاء إدناء الجفون و أغضی علی الشی ء سكت و انجابت السحابة انكشفت و الخیزران بضم الزاء شجر هندی و هو عروق ممتدة فی الأرض و القصب و عبق به الطیب بالكسر عبقا بالتحریك أی لزق به و رجل
ص: 128
عبق: إذا تطیب بأدنی طیب لم یذهب عنه أیاما و الأروع من یعجبك بحسنه و جهارة منظره و العرنین بالكسر الأنف و الشمم محركة ارتفاع قصبة الأنف و حسنها و استواء أعلاها و انتصاب الأرنبة أو ورود الأرنبة و حسن استواء القصبة و ارتفاعها أشد من ارتفاع الذلف أو أن یطول الأنف و یدق و تسیل روثته.
و قوله من كف فیه تجرید مضاف إلی الأروع و الخیم بالكسر السجیة و الطبیعة و الشیم بكسر الشین و فتح الیاء جمع الشیمة بالكسر و هی الطبیعة و فدحه الدین أثقله و استوكف استقطر و البوادر جمع البادرة و هی ما یبدو من حدتك فی الغضب من قول أو فعل و النقیبة النفس و العقل و المشورة و نفاذ الرأی و الطبیعة و الأریب العاقل.
و قوله یعترم علی المجهول من العرام بمعنی الشدة أی عاقل إذا أصابته شدة و قوله بعد غایتهم بضم الباء و الأزمة الشدة و أزمت أی لزمت و الشری كعلی طریق فی سلمی كثیرة الأسد و احتدم علیه غیظا تحرق و النار التهبت و الدم اشتدت حمرته حتی تسود و فی بعض النسخ البأس بالباء الموحدة و فی بعضها بالنون و علی الأول المراد أن شدتهم و غیظهم ملتهب فی الحرب و علی الثانی المراد أن الناس محتدمون علیهم حسدا قوله خیم أی لهم خیم و الندی المطر و یستعار للعطاء الكثیر.
و هضم ككتب جمع هضوم یقال ید هضوم أی تجود بما لدیها و أثری أی كثر ماله و الأرومة كالأكولة الأصل.
و قوله و الخندقان إشارة إلی غزوة الخندق إما لكون الخندق محیطا بطرفی المدینة أو لانقسامه فی الحفر بین المهاجرین و الأنصار و الصیلم الأمر الشدید و الداهیة و القتام الغبار و الأقتم الأسود كالقاتم و قتم الغبار قتوما ارتفع و أورده حیاض قتیم كزبیر الموت ذكرها الفیروزآبادی و قوله مواطن أی له أو هذه مواطن.
و قال الفیروزآبادی رزأه ماله كجعله و عمله رزءا بالضم أصاب منه شیئا و رزأه رزءا و مرزئة أصاب منه خیرا(1).
ص: 129
نقل كلام یناسب المقام فیه غرابة قال الزمخشری فی الفائق (1) علی بن الحسین علیهما السلام مدحه الفرزدق فقال.
فی كفه جنهی ریحه عبق
من كف أروع فی عرنینه شمم.
قال القتیبی الجنهی الخیزران و معرفتی هذه الكلمة عجیبة و ذلك أن رجلا من أصحاب الغریب سألنی عنه فلم أعرفه فلما أخذت من اللیل مضجعی أتانی آت فی المنام أ لا أخبرته عن الجنهی قلت لم أعرفه قال هو الخیزران فسألته شاهدا فقال هدیة طرقنه فی طبق مجنة فهببت و أنا أكثر التعجب فلم ألبث إلا یسیرا حتی سمعت من ینشد فی كفه جنهی و كنت أعرفه فی كفه خیزران- 19- ختص، [الإختصاص] جَعْفَرُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمُؤْمِنُ عَنْ حَیْدَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نُعَیْمٍ وَ یُعْرَفُ بِأَبِی أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِیِّ تِلْمِیذِ أَبِی النَّصْرِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُجَاهِدٍ عَنِ الْغَلَابِیِّ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ: مِثْلَ مَا مَرَّ(2).
«20»- ختص، [الإختصاص] عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ یُوسُفَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَلَوِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ أَبِی عُثْمَانَ الْمَازِنِیِّ عَنْ كَیْسَانَ عَنْ جُوَیْرِیَةَ بْنِ أَسْمَاءَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَی عَنْ فُرْعَانَ وَ كَانَ مِنْ رُوَاةِ الْفَرَزْدَقِ قَالَ: حَجَجْتُ سَنَةً مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فَنَظَرَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَأَرَادَ أَنْ یُصَغِّرَ مِنْهُ فَقَالَ مَنْ هُوَ فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ فَقُلْتُ عَلَی الْبَدِیهَةِ الْقَصِیدَةَ الْمَعْرُوفَةَ:
هَذَا ابْنُ خَیْرِ عِبَادِ اللَّهِ كُلِّهِمْ***هَذَا التَّقِیُّ النَّقِیُّ الطَّاهِرُ الْعَلَمُ
حَتَّی أَتَمَّهَا وَ كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ یَصِلُهُ فِی كُلِّ سَنَةٍ بِأَلْفِ دِینَارٍ فَحَرَمَهُ تِلْكَ السَّنَّةَ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ سَأَلَهُ أَنْ یُكَلِّمَهُ فَقَالَ أَنَا أَصِلُكَ مِنْ مَالِی
ص: 130
بِمِثْلِ الَّذِی كَانَ یَصِلُكَ بِهِ عَبْدُ الْمَلِكِ وَ صَنَ (1) عَنْ كَلَامِهِ فَقَالَ وَ اللَّهِ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَا رَزَأْتُكَ شَیْئاً وَ ثَوَابُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الْآجِلِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ ثَوَابِ الدُّنْیَا فِی الْعَاجِلِ فَاتَّصَلَ ذَلِكَ بِمُعَاوِیَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الطَّیَّارِ وَ كَانَ أَحَدَ سُمَحَاءِ بَنِی هَاشِمٍ لِفَضْلِ عُنْصُرِهِ وَ أَحَدَ أُدَبَائِهَا وَ ظُرَفَائِهَا فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا فِرَاسٍ كَمْ تُقَدِّرُ الَّذِی بَقِیَ مِنْ عُمُرِكَ قَالَ قَدْرُ عِشْرِینَ سَنَةً قَالَ فَهَذِهِ عِشْرُونَ أَلْفَ دِینَارٍ أَعْطَیْتُكَهَا مِنْ مَالِی وَ اعْفُ أَبَا مُحَمَّدٍ أَعَزَّهُ اللَّهُ عَنِ الْمَسْأَلَةِ فِی أَمْرِكَ فَقَالَ لَقَدْ لَقِیتُ أَبَا مُحَمَّدٍ وَ بَذَلَ لِی مَالَهُ فَأَعْلَمْتُهُ أَنِّی أَخَّرْتُ ثَوَابَ ذَلِكَ لِأَجْرِ الْآخِرَةِ(2).
«21»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الرَّوْضَةُ،: سَأَلَ لَیْثٌ الْخُزَاعِیُّ سَعِیدَ بْنَ الْمُسَیَّبِ عَنْ إِنْهَابِ الْمَدِینَةِ قَالَ نَعَمْ شَدُّوا الْخَیْلَ إِلَی أَسَاطِینِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَأَیْتُ الْخَیْلَ حَوْلَ الْقَبْرِ وَ انْتُهِبَ الْمَدِینَةُ ثَلَاثاً فَكُنْتُ أَنَا وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنَ نَأْتِی قَبْرَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَتَكَلَّمُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام بِكَلَامٍ لَمْ أَقِفْ عَلَیْهِ فَیُحَالُ مَا بَیْنَنَا وَ بَیْنَ الْقَوْمِ وَ نُصَلِّی وَ نَرَی الْقَوْمَ وَ هُمْ لَا یَرَوْنَنَا وَ قَامَ رَجُلٌ عَلَیْهِ حُلَلٌ خُضْرٌ عَلَی فَرَسٍ مَحْذُوفٍ أَشْهَبَ بِیَدِهِ حَرْبَةٌ مَعَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَكَانَ إِذَا أَوْمَأَ الرَّجُلُ إِلَی حَرَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُشِیرُ ذَلِكَ الْفَارِسُ بِالْحَرْبَةِ نَحْوَهُ فَیَمُوتُ مِنْ غَیْرِ أَنْ یُصِیبَهُ فَلَمَّا أَنْ كَفُّوا عَنِ النَّهْبِ دَخَلَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَی النِّسَاءِ فَلَمْ یَتْرُكْ قُرْطاً فِی أُذُنِ صَبِیٍّ وَ لَا حُلِیّاً عَلَی امْرَأَةٍ وَ لَا ثَوْباً إِلَّا أَخْرَجَهُ إِلَی الْفَارِسِ فَقَالَ لَهُ الْفَارِسُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مِنْ شِیعَتِكَ وَ شِیعَةِ أَبِیكَ لَمَّا أَنْ ظَهَرَ الْقَوْمُ بِالْمَدِینَةِ اسْتَأْذَنْتُ رَبِّی فِی نُصْرَتِكُمْ آلَ مُحَمَّدٍ فَأَذِنَ لِی لِأَنْ أَدَّخِرَهَا یَداً عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ عِنْدَ رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عِنْدَكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ(3).
بیان: قوله محذوف لعل المراد محذوف الذنب.
ص: 131
«22»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: رَأَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام الْحَسَنَ الْبَصْرِیَّ عِنْدَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ یَقُصُّ فَقَالَ یَا هَنَاهْ أَ تَرْضَی نَفْسَكَ لِلْمَوْتِ قَالَ لَا قَالَ فَعَمَلَكَ لِلْحِسَابِ قَالَ لَا قَالَ فَثَمَّ دَارُ الْعَمَلِ قَالَ لَا قَالَ فَلِلَّهِ فِی الْأَرْضِ مَعَاذٌ غَیْرُ هَذَا الْبَیْتِ قَالَ لَا قَالَ فَلِمَ تَشْغَلُ النَّاسَ عَنِ الطَّوَافِ ثُمَّ مَضَی قَالَ الْحَسَنُ مَا دَخَلَ مَسَامِعِی مِثْلُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ مِنْ أَحَدٍ قَطُّ أَ تَعْرِفُونَ هَذَا الرَّجُلَ قَالُوا هَذَا زَیْنُ الْعَابِدِینَ فَقَالَ الْحَسَنُ ذُرِّیَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ (1).
وَ كَانَ الزُّهْرِیُّ عَامِلًا لِبَنِی أُمَیَّةَ فَعَاقَبَ رَجُلًا فَمَاتَ الرَّجُلُ فِی الْعُقُوبَةِ فَخَرَجَ هَائِماً وَ تَوَحَّشَ وَ دَخَلَ إِلَی غَارٍ فَطَالَ مُقَامُهُ تِسْعَ سِنِینَ قَالَ وَ حَجَّ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَأَتَاهُ الزُّهْرِیُّ فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِنِّی أَخَافُ عَلَیْكَ مِنْ قُنُوطِكَ مَا لَا أَخَافُ عَلَیْكَ مِنْ ذَنْبِكَ فَابْعَثْ بِدِیَةٍ مُسَلَّمَةٍ إِلَی أَهْلِهِ وَ اخْرُجْ إِلَی أَهْلِكَ وَ مَعَالِمِ دِینِكَ فَقَالَ لَهُ فَرَّجْتَ عَنِّی یَا سَیِّدِی- اللَّهُ أَعْلَمُ حَیْثُ یَجْعَلُ رِسَالاتِهِ وَ رَجَعَ إِلَی بَیْتِهِ وَ لَزِمَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ وَ كَانَ یُعَدُّ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ لِذَلِكَ قَالَ لَهُ بَعْضُ بَنِی مَرْوَانَ یَا زُهْرِیُّ مَا فَعَلَ نَبِیُّكَ یَعْنِی عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام(2).
الْعِقْدُ(3)،: كَتَبَ مَلِكُ الرُّومِ إِلَی عَبْدِ الْمَلِكِ أَكَلْتُ لَحْمَ الْجَمَلِ الَّذِی هَرَبَ عَلَیْهِ أَبُوكَ مِنَ الْمَدِینَةِ لَأَغْزُوَنَّكَ بِجُنُودٍ مِائَةِ أَلْفٍ وَ مِائَةِ أَلْفٍ وَ مِائَةِ أَلْفٍ فَكَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَی الْحَجَّاجِ أَنْ یَبْعَثَ إِلَی زَیْنِ الْعَابِدِینَ علیه السلام وَ یَتَوَعَّدَهُ وَ یَكْتُبَ إِلَیْهِ مَا یَقُولُ فَفَعَلَ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِنَّ لِلَّهِ لَوْحاً مَحْفُوظاً یَلْحَظُهُ فِی كُلِّ یَوْمٍ ثَلَاثَمِائَةِ لَحْظَةٍ لَیْسَ مِنْهَا لَحْظَةٌ إِلَّا یُحْیِی فِیهَا وَ یُمِیتُ وَ یُعِزُّ وَ یُذِلُّ وَ یَفْعَلُ ما یَشاءُ وَ إِنِّی لَأَرْجُو أَنْ یَكْفِیَكَ مِنْهَا لَحْظَةً وَاحِدَةً فَكَتَبَ بِهَا الْحَجَّاجُ إِلَی عَبْدِ الْمَلِكِ فَكَتَبَ
ص: 132
عَبْدُ الْمَلِكِ بِذَلِكَ إِلَی مَلِكِ الرُّومِ فَلَمَّا قَرَأَهُ قَالَ مَا خَرَجَ هَذَا إِلَّا مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ(1).
«23»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: كَانَ بَابُهُ یَحْیَی ابْنَ أُمِّ الطَّوِیلِ الْمَطْعَمِیَّ وَ مِنْ رِجَالِهِ مِنَ الصَّحَابَةِ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیُّ وَ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ الْكِنَانِیُّ وَ سَعِیدُ بْنُ الْمُسَیَّبِ بْنِ حَزَنٍ وَ كَانَ رَبَّاهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ علیه السلام سَعِیدُ بْنُ الْمُسَیَّبِ أَعْلَمُ النَّاسِ بِمَا تَقَدَّمَ مِنَ الْآثَارِ أَیْ فِی زَمَانِهِ وَ سَعِیدُ بْنُ جَبْهَانَ الْكِنَانِیُّ مَوْلَی أُمِّ هَانِئٍ وَ مِنَ التَّابِعِینَ أَبُو مُحَمَّدٍ سَعِیدُ بْنُ جُبَیْرٍ مَوْلَی بَنِی أَسَدٍ نَزِیلُ مَكَّةَ وَ كَانَ یُسَمَّی جَهِیدَ الْعُلَمَاءِ وَ یَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِی رَكْعَتَیْنِ قِیلَ وَ مَا عَلَی الْأَرْضِ أَحَدٌ إِلَّا وَ هُوَ مُحْتَاجٌ إِلَی عِلْمِهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَیْرِ بْنِ مُطْعِمٍ وَ أَبُو خَالِدٍ الْكَابُلِیُّ وَ الْقَاسِمُ بْنُ عَوْفٍ وَ إِسْمَاعِیلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ وَ إِبْرَاهِیمُ وَ الْحَسَنُ ابْنَا مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ وَ حَبِیبُ بْنُ أَبِی ثَابِتٍ وَ أَبُو یَحْیَی الْأَسَدِیُّ وَ أَبُو حَازِمٍ الْأَعْرَجُ وَ سَلَمَةُ بْنُ دِینَارٍ الْمَدَنِیُّ الْأَقْرَنُ الْقَاصُّ وَ مِنْ أَصْحَابِهِ أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِیُّ بَقِیَ إِلَی أَیَّامِ مُوسَی علیه السلام وَ فُرَاتُ بْنُ أَحْنَفَ بَقِیَ إِلَی أَیَّامِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ جَابِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ وَ أَیُّوبُ بْنُ الْحَسَنِ وَ عَلِیُّ بْنُ رَافِعٍ وَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْقُرَشِیُّ السُّدِّیُّ الْكُوفِیُّ وَ الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ الْخُرَاسَانِیُّ أَصْلُهُ مِنَ الْكُوفَةِ وَ طَاوُسُ بْنُ كَیْسَانَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَ حُمَیْدُ بْنُ مُوسَی الْكُوفِیُّ وَ أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ بْنِ رَبَاحٍ وَ أَبُو الْفَضْلِ سَدِیرُ بْنُ حَكِیمِ بْنِ صُهَیْبٍ الصَّیْرَفِیُّ وَ قَیْسُ بْنُ رُمَّانَةَ وَ عَبْدُ اللَّهِ الْبَرْقِیُّ وَ الْفَرَزْدَقُ الشَّاعِرُ وَ مِنْ مَوَالِیهِ شُعَیْبٌ (2).
«24»- جا، [المجالس] للمفید الْمَرْزُبَانِیُّ عَنْ حَنْظَلَةَ أَبِی غَسَّانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحْرِزِ بْنِ جَعْفَرٍ مَوْلَی أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: دَخَلَ أَرْطَاةُ بْنُ سُمَیْنَةَ عَلَی عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَ قَدْ أَتَتْ عَلَیْهِ مِائَةٌ وَ ثَلَاثُونَ سَنَةً فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ مَا بَقِیَ مِنْ شِعْرِكَ یَا أَرْطَاةُ قَالَ وَ اللَّهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا أَطْرَبُ وَ لَا أَغْضَبُ وَ لَا أَشْرَبُ وَ لَا یَجِیئُنِی الشِّعْرُ إِلَّا عَلَی هَذَا غَیْرَ أَنِّی الَّذِی أَقُولُ:
ص: 133
رَأَیْتُ الْمَرْءَ تَأْكُلُهُ اللَّیَالِی***كَأَكْلِ الْأَرْضِ سَاقِطَةَ الْحَدِیدِ
وَ مَا تُبْقِی الْمَنِیَّةُ حِینَ تَأْتِی***عَلَی نَفْسِ ابْنِ آدَمَ مِنْ مَزِیدٍ
وَ أَعْلَمُ أَنَّهَا سَتَكُرُّ حَتَّی***تَوَفَّی نَذْرَهَا بِأَبِی الْوَلِیدِ
قَالَ فَارْتَاعَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَ كَانَ یُكَنَّی أَبَا الْوَلِیدِ فَقَالَ لَهُ أَرْطَاةُ إِنَّمَا عَنَیْتُ نَفْسِی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ كَانَ یُكَنَّی أَرْطَاةُ بِأَبِی الْوَلِیدِ فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَ أَنَا وَ اللَّهِ سَیَمُرُّ بِیَ الَّذِی یَمُرُّ بِكَ (1).
«25»- یل (2)،[الفضائل] لابن شاذان فض، كتاب الروضة مِمَّا رُوِیَ عَنْ جَمَاعَةٍ ثِقَاتٍ: أَنَّهُ لَمَّا وَرَدَتْ حُرَّةُ بِنْتُ حَلِیمَةَ السَّعْدِیَّةِ عَلَی الْحَجَّاجِ بْنِ یُوسُفَ الثَّقَفِیِّ فَمَثُلَتْ بَیْنَ یَدَیْهِ قَالَ لَهَا أَنْتِ حُرَّةُ بِنْتُ حَلِیمَةَ السَّعْدِیَّةِ قَالَتْ لَهُ فِرَاسَةٌ مِنْ غَیْرِ مُؤْمِنٍ فَقَالَ لَهَا اللَّهُ جَاءَ بِكِ فَقَدْ قِیلَ عَنْكِ إِنَّكِ تُفَضِّلِینَ عَلِیّاً عَلَی أَبِی بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثْمَانَ فَقَالَتْ لَقَدْ كَذَبَ الَّذِی قَالَ إِنِّی أُفَضِّلُهُ عَلَی هَؤُلَاءِ خَاصَّةً قَالَ وَ عَلَی مَنْ غَیْرُ هَؤُلَاءِ قَالَتْ أُفَضِّلُهُ عَلَی آدَمَ وَ نُوحٍ وَ لُوطٍ وَ إِبْرَاهِیمَ وَ دَاوُدَ وَ سُلَیْمَانَ وَ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ علیهما السلام فَقَالَ لَهَا وَیْلَكِ إِنَّكِ تُفَضِّلِینَهُ عَلَی الصَّحَابَةِ وَ تَزِیدِینَ عَلَیْهِمْ سَبْعَةً مِنَ الْأَنْبِیَاءِ مِنْ أُولِی الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ إِنْ لَمْ تَأْتِینِی بِبَیَانِ مَا قُلْتِ ضَرَبْتُ عُنُقَكِ فَقَالَتْ مَا أَنَا مُفَضِّلَتَهُ عَلَی هَؤُلَاءِ الْأَنْبِیَاءِ وَ لَكِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَضَّلَهُ عَلَیْهِمْ فِی الْقُرْآنِ بِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی حَقِّ آدَمَ- وَ عَصی آدَمُ رَبَّهُ فَغَوی (3) وَ قَالَ فِی حَقِّ عَلِیٍ وَ كانَ سَعْیُكُمْ مَشْكُوراً(4) فَقَالَ أَحْسَنْتِ یَا حُرَّةُ فَبِمَا تُفَضِّلِینَهُ عَلَی نُوحٍ وَ لُوطٍ فَقَالَتْ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَضَّلَهُ عَلَیْهِمَا بِقَوْلِهِ- ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِینَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَ امْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَیْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَیْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ یُغْنِیا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَیْئاً وَ قِیلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِینَ (5) وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ كَانَ مِلَاكُهُ تَحْتَ سِدْرَةِ
ص: 134
الْمُنْتَهَی زَوْجَتُهُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءُ الَّتِی یَرْضَی اللَّهُ تَعَالَی لِرِضَاهَا وَ یَسْخَطُ لِسَخَطِهَا.
فَقَالَ الْحَجَّاجُ أَحْسَنْتِ یَا حُرَّةُ فَبِمَا تُفَضِّلِینَهُ عَلَی أَبِی الْأَنْبِیَاءِ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلِ اللَّهِ فَقَالَتْ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَضَّلَهُ بِقَوْلِهِ- وَ إِذْ قالَ إِبْراهِیمُ رَبِّ أَرِنِی كَیْفَ تُحْیِ الْمَوْتی قالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلی وَ لكِنْ لِیَطْمَئِنَّ قَلْبِی (1) وَ مَوْلَایَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ قَوْلًا لَا یَخْتَلِفُ فِیهِ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِینَ لَوْ كُشِفَ الْغِطَاءُ مَا ازْدَدْتُ یَقِیناً وَ هَذِهِ كَلِمَةٌ مَا قَالَهَا أَحَدٌ قَبْلَهُ وَ لَا بَعْدَهُ- فَقَالَ أَحْسَنْتِ یَا حُرَّةُ فَبِمَا تُفَضِّلِینَهُ عَلَی مُوسَی كَلِیمِ اللَّهِ قَالَتْ
یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً یَتَرَقَّبُ (2) وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام بَاتَ عَلَی فِرَاشِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یَخَفْ حَتَّی أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی فِی حَقِّهِ- وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یَشْرِی نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ (3)
قَالَ الْحَجَّاجُ أَحْسَنْتِ یَا حُرَّةُ فَبِمَا تُفَضِّلِینَهُ عَلَی دَاوُدَ وَ سُلَیْمَانَ علیه السلام قَالَتْ اللَّهُ تَعَالَی فَضَّلَهُ عَلَیْهِمَا بِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- یا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِیفَةً فِی الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَیْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَ لا تَتَّبِعِ الْهَوی فَیُضِلَّكَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ (4) قَالَ لَهَا فِی أَیِّ شَیْ ءٍ كَانَتْ حُكُومَتُهُ قَالَتْ فِی رَجُلَیْنِ رَجُلٍ كَانَ لَهُ كَرْمٌ وَ الْآخَرِ لَهُ غَنَمٌ فَنَفَشَتِ الْغَنَمُ بِالْكَرْمِ فَرَعَتْهُ فَاحْتَكَمَا إِلَی دَاوُدَ علیه السلام فَقَالَ تُبَاعُ الْغَنَمُ وَ یُنْفَقُ ثَمَنُهَا عَلَی الْكَرْمِ حَتَّی یَعُودَ إِلَی مَا كَانَ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ وَلَدُهُ لَا یَا أَبَهْ بَلْ یُؤْخَذُ مِنْ لَبَنِهَا وَ صُوفِهَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فَفَهَّمْناها سُلَیْمانَ (5) وَ إِنَّ مَوْلَانَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ سَلُونِی عَمَّا فَوْقَ الْعَرْشِ سَلُونِی عَمَّا تَحْتَ الْعَرْشِ سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی وَ إِنَّهُ علیه السلام دَخَلَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ فَتْحِ خَیْبَرَ فَقَالَ النَّبِیُ
ص: 135
صلی اللّٰه علیه و آله لِلْحَاضِرِینَ أَفْضَلُكُمْ وَ أَعْلَمُكُمْ وَ أَقْضَاكُمْ عَلِیٌّ- فَقَالَ لَهَا أَحْسَنْتِ فَبِمَا تُفَضِّلِینَهُ عَلَی سُلَیْمَانَ فَقَالَتْ اللَّهُ تَعَالَی فَضَّلَهُ عَلَیْهِ بِقَوْلِهِ تَعَالَی- رَبِ ...
هَبْ لِی مُلْكاً لا یَنْبَغِی لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِی (1) وَ مَوْلَانَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٌّ علیه السلام قَالَ طَلَّقْتُكِ یَا دُنْیَا ثَلَاثاً لَا حَاجَةَ لِی فِیكِ فَعِنْدَ ذَلِكَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی فِیهِ- تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِینَ لا یُرِیدُونَ عُلُوًّا فِی الْأَرْضِ وَ لا فَساداً(2) فَقَالَ أَحْسَنْتِ یَا حُرَّةُ فَبِمَا تُفَضِّلِینَهُ عَلَی عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَعلیهما السلام قَالَتْ اللَّهُ تَعَالَی عَزَّ وَ جَلَّ فَضَّلَهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَی- إِذْ قالَ اللَّهُ یا عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِی وَ أُمِّی إِلهَیْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالَ سُبْحانَكَ ما یَكُونُ لِی أَنْ أَقُولَ ما لَیْسَ لِی بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِی نَفْسِی وَ لا أَعْلَمُ ما فِی نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُیُوبِ- ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِی بِهِ الْآیَةَ(3)
فَأَخَّرَ الْحُكُومَةَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ لَمَّا ادَّعَوُا النَّصِیرِیَّةُ(4) فِیهِ مَا ادَّعَوْهُ قَتَلَهُمْ وَ لَمْ یُؤَخِّرْ حُكُومَتَهُمْ فَهَذِهِ كَانَتْ فَضَائِلَهُ لَمْ تُعَدَّ بِفَضَائِلِ غَیْرِهِ قَالَ أَحْسَنْتِ یَا حُرَّةُ خَرَجْتِ مِنْ جَوَابِكِ وَ لَوْ لَا ذَلِكِ لَكَانَ ذَلِكِ ثُمَّ أَجَازَهَا وَ أَعْطَاهَا وَ سَرَّحَهَا سَرَاحاً حَسَناً رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهَا.
«26»- ضه، [روضة الواعظین] قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ سَعِیدَ بْنَ جُبَیْرٍ كَانَ یَأْتَمُّ بِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَكَانَ عَلِیٌّ یُثْنِی عَلَیْهِ وَ مَا كَانَ سَبَبُ قَتْلِ الْحَجَّاجِ لَهُ إِلَّا عَلَی هَذَا الْأَمْرِ وَ كَانَ مُسْتَقِیماً وَ ذَكَرَ أَنَّهُ لَمَّا دَخَلَ عَلَی الْحَجَّاجِ بْنِ یُوسُفَ قَالَ أَنْتَ
ص: 136
شَقِیُّ بْنُ كُسَیْرٍ قَالَ أُمِّی كَانَتْ أَعْرَفَ بِی سَمَّتْنِی سَعِیدَ بْنَ جُبَیْرٍ قَالَ مَا تَقُولُ فِی أَبِی بَكْرٍ وَ عُمَرَ هُمَا فِی الْجَنَّةِ أَوْ فِی النَّارِ قَالَ لَوْ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَنَظَرْتُ إِلَی أَهْلِهَا لَعَلِمْتُ مَنْ فِیهَا وَ لَوْ دَخَلْتُ النَّارَ وَ رَأَیْتُ أَهْلَهَا لَعَلِمْتُ مَنْ فِیهَا قَالَ فَمَا قَوْلُكَ فِی الْخُلَفَاءِ قَالَ لَسْتُ عَلَیْهِمْ بِوَكِیلٍ قَالَ أَیُّهُمْ أَحَبُّ إِلَیْكَ قَالَ أَرْضَاهُمْ لِخَالِقِی قَالَ فَأَیُّهُمْ أَرْضَی لِلْخَالِقِ قَالَ عِلْمُ ذَلِكَ عِنْدَ الَّذِی یَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَ نَجْواهُمْ قَالَ أَبَیْتَ أَنْ تَصْدُقَنِی قَالَ بَلْ لَمْ أُحِبَّ أَنْ أَكْذِبَكَ (1).
«27»- ختص، [الإختصاص] جَعْفَرُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ: مِثْلَهُ (2).
«28»- كا، [الكافی] حُمَیْدُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ الدِّهْقَانِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ الطَّاطَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ بَیَّاعِ السَّابِرِیِّ عَنْ أَبَانٍ عَنْ فُضَیْلٍ وَ عُبَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا حَضَرَ مُحَمَّدَ بْنَ أُسَامَةَ الْمَوْتُ دَخَلَتْ عَلَیْهِ بَنُو هَاشِمٍ فَقَالَ لَهُمْ قَدْ عَرَفْتُمْ قَرَابَتِی وَ مَنْزِلَتِی مِنْكُمْ وَ عَلَیَّ دَیْنٌ فَأُحِبُّ أَنْ تَضْمَنُوهُ عَنِّی فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَمَا وَ اللَّهِ ثُلُثُ دَیْنِكَ عَلَیَّ ثُمَّ سَكَتَ وَ سَكَتُوا فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام عَلَیَّ دَیْنُكَ كُلُّهُ ثُمَّ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَمَا إِنَّهُ لَمْ یَمْنَعْنِی أَنْ أَضْمَنَهُ أَوَّلًا إِلَّا كَرَاهَةُ أَنْ تَقُولُوا سَبَقَنَا(3).
«29»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ بُرَیْدِ بْنِ مُعَاوِیَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ یَزِیدَ بْنَ مُعَاوِیَةَ دَخَلَ الْمَدِینَةَ وَ هُوَ یُرِیدُ الْحَجَّ فَبَعَثَ إِلَی رَجُلٍ مِنْ قُرَیْشٍ فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ یَزِیدُ أَ تُقِرُّ لِی أَنَّكَ عَبْدٌ لِی إِنْ شِئْتُ بِعْتُكَ وَ إِنْ شِئْتُ اسْتَرْقَقْتُكَ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ وَ اللَّهِ یَا یَزِیدُ مَا أَنْتَ بِأَكْرَمَ مِنِّی فِی قُرَیْشٍ حَسَباً وَ لَا كَانَ أَبُوكَ أَفْضَلَ مِنْ أَبِی فِی الْجَاهِلِیَّةِ وَ الْإِسْلَامِ
ص: 137
وَ مَا أَنْتَ بِأَفْضَلَ مِنِّی فِی الدِّینِ وَ لَا بِخَیْرٍ مِنِّی فَكَیْفَ أُقِرُّ لَكَ بِمَا سَأَلْتَ فَقَالَ لَهُ یَزِیدُ إِنْ لَمْ تُقِرَّ لِی وَ اللَّهِ قَتَلْتُكَ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ لَیْسَ قَتْلُكَ إِیَّایَ بِأَعْظَمَ مِنْ قَتْلِكَ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقَالَ لَهُ
مِثْلَ مَقَالَتِهِ لِلْقُرَشِیِّ فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَ رَأَیْتَ إِنْ لَمْ أُقِرَّ لَكَ أَ لَیْسَ تَقْتُلُنِی كَمَا قَتَلْتَ الرَّجُلَ بِالْأَمْسِ فَقَالَ لَهُ یَزِیدُ لَعَنَهُ اللَّهُ بَلَی فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَدْ أَقْرَرْتُ لَكَ بِمَا سَأَلْتَ أَنَا عَبْدٌ مُكْرَهٌ فَإِنْ شِئْتَ فَأَمْسِكْ وَ إِنْ شِئْتَ فَبِعْ فَقَالَ لَهُ یَزِیدُ لَعَنَهُ اللَّهُ أَوْلَی لَكَ حَقَنْتَ دَمَكَ وَ لَمْ یَنْقُصْكَ ذَلِكَ مِنْ شَرَفِكَ (1).
بیان: قال الجوهری قولهم أولی لك تهدد و وعید و قال الأصمعی معناه قاربه ما یهلكه أی نزل به انتهی أقول هذا المعنی لا یناسب المقام و إن احتمل أن یكون الملعون بعدُ فی مقام التهدید و لم یرض بذلك عنه صلوات اللّٰه علیه و یمكن أن یكون المراد أن هذا أولی لك و أحری مما صنعه القرشی.
ثم اعلم أن فی هذا الخبر إشكالا و هو أن المعروف فی السیر أن هذا الملعون لم یأت المدینة بعد الخلافة بل لم یخرج من الشام حتی مات و دخل النار فنقول مع عدم الاعتماد علی السیر لا سیما مع معارضة الخبر یمكن أن یكون اشتبه علی بعض الرواة و كان فی الخبر أنه جری ذلك بینه علیه السلام و بین من أرسله الملعون لأخذ البیعة و هو مسلم بن عقبة كما مر.
قال ابن الأثیر فی الكامل (2): لما سیّر یزید مسلم بن عقبة قال فإذا ظهرت علیهم فأبحها ثلاثا بما فیها من مال أو دابة أو سلاح فهو للجند فإذا مضت الثلاث فاكفف عن الناس و انظر علی بن الحسین فاكفف عنه و استوص به خیرا فإنه لم یدخل مع الناس و قد أتانی كتابه و قد كان مروان بن الحكم كلم ابن عمر لما أخرج أهل المدینة عامل یزید و بنی أمیة فی أن یغیب أهله عنده فلم یفعل
ص: 138
فكلم علی بن الحسین و قال إن لی رحما و حرمی تكون مع حرمك فقال افعل فبعث بامرأته و هی عائشة ابنة عثمان بن عفان و حرمه إلی علی بن الحسین فخرج علی بحرمه و حرم مروان إلی ینبع و قیل بل أرسل حرم مروان و أرسل معهم ابنه عبد اللّٰه إلی الطائف و لما ظفر مسلم بن عقبة علی المدینة و استباحهم دعا الناس إلی البیعة لیزید علی أنهم خول له (1)
یحكم فی دمائهم و أموالهم و أهلیهم ما شاء فمن امتنع من ذلك قتله فقتل لذلك جماعة ثم أتی مروان بعلی بن الحسین فجاء یمشی بین مروان و ابنه عبد الملك حتی جلس بینهما عنده فدعا مروان بشراب لیتحرم بذلك فشرب منه یسیرا ثم ناوله علی بن الحسین فلما وقع فی یده قال مسلم لا تشرب من شرابنا فأرعد كفه و لم یأمنه علی نفسه و أمسك القدح فقال جئت تمشی بین هؤلاء لتأمن عندی و اللّٰه لو كان إلیهما لقتلتك و لكن أمیر المؤمنین أوصانی بك و أخبرنی أنك كاتبته فإن شئت فاشرب فشرب ثم
أجلسه معه علی السریر ثم قال لعل أهلك فزعوا قال إی و اللّٰه فأمر بدابته فأسرجت له ثم حمله علیها فرده و لم یلزمه البیعة لیزید علی ما شرط علی أهل المدینة(2).
«30»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر النَّضْرُ عَنْ حَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَحَدِهِمَا علیه السلام قَالَ: إِنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام تَزَوَّجَ أُمَّ وَلَدِ عَمِّهِ الْحَسَنِ علیه السلام وَ زَوَّجَ أُمَّهُ مَوْلَاهُ فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ كَتَبَ إِلَیْهِ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ كَأَنَّكَ لَا تَعْرِفُ مَوْضِعَكَ مِنْ قَوْمِكَ وَ قَدْرَكَ عِنْدَ النَّاسِ وَ تَزَوَّجْتَ مَوْلَاةً وَ زَوَّجْتَ مَوْلَاكَ بِأُمِّكَ
ص: 139
فَكَتَبَ إِلَیْهِ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَهِمْتُ كِتَابَكَ وَ لَنَا أُسْوَةٌ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَدْ زَوَّجَ زَیْنَبَ بِنْتَ عَمِّهِ زَیْداً مَوْلَاهُ وَ تَزَوَّجَ مَوْلَاتَهُ صَفِیَّةَ بِنْتَ حُیَیِّ بْنِ أَخْطَبَ (1).
«31»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَارِثٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَیْسَانَ قَالَ: سَمِعَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَیْرِ وَ كَانَ مِنْ عُقَلَاءِ قُرَیْشٍ ابْناً لَهُ یَنْتَقِصُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ لَهُ یَا بُنَیَّ لَا تَنْتَقِصْ عَلِیّاً فَإِنَّ الدِّینَ لَمْ یَبْنِ شَیْئاً فَاسْتَطَاعَتِ الدُّنْیَا أَنْ تَهْدِمَهُ وَ إِنَّ الدُّنْیَا لَمْ تَبْنِ شَیْئاً إِلَّا هَدَمَهُ الدِّینُ یَا بُنَیَّ إِنَّ بَنِی أُمَیَّةَ لَهِجُوا بِسَبِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فِی مَجَالِسِهِمْ وَ لَعَنُوهُ عَلَی مَنَابِرِهِمْ فَكَأَنَّمَا یَأْخُذُونَ وَ اللَّهِ بِضَبْعَیْهِ (2)
إِلَی السَّمَاءِ مَدّاً وَ إِنَّهُمْ لَهِجُوا بِتَقْرِیظِ ذَوِیهِمْ وَ أَوَائِلِهِمْ مِنْ قَوْمِهِمْ فَكَأَنَّمَا یَكْشِفُونَ مِنْهُمْ عَنْ أَنْتَنَ مِنْ بُطُونِ الْجِیَفِ فَأَنْهَاكَ عَنْ سَبِّهِ (3).
«32»- لی، [الأمالی] للصدوق الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُزَخْرَفِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ قَالَ: أَخَذَ الْحَجَّاجُ مَوْلَیَیْنِ لِعَلِیٍّ فَقَالَ لِأَحَدِهِمَا ابْرَأْ مِنْ عَلِیٍّ فَقَالَ مَا جَزَایَ إِنْ لَمْ أَبْرَأْ مِنْهُ فَقَالَ قَتَلَنِیَ اللَّهُ إِنْ لَمْ أَقْتُلْكَ فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ قَطْعَ یَدَیْكَ أَوْ رِجْلَیْكَ قَالَ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ هُوَ الْقِصَاصُ فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ قَالَ تَاللَّهِ إِنِّی لَأَرَی لَكَ لِسَاناً وَ مَا أَظُنُّكَ تَدْرِی مَنْ خَلَقَكَ أَیْنَ رَبُّكَ قَالَ هُوَ بِالْمِرْصَادِ لِكُلِّ ظَالِمٍ فَأَمَرَ بِقَطْعِ یَدَیْهِ وَ رِجْلَیْهِ وَ صَلَبَهُ قَالَ ثُمَّ قَدَّمَ صَاحِبَهُ الْآخَرَ فَقَالَ مَا تَقُولُ فَقَالَ أَنَا عَلَی رَأْیِ صَاحِبِی قَالَ فَأَمَرَ أَنْ یُضْرَبَ عُنُقُهُ وَ یُصْلَبَ (4).
أقول: قد مر بعض أخبار الباب فی أبواب أحوال أصحاب أمیر المؤمنین علیه السلام.
ص: 140
«22»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام حَجَّ فِی السَّنَةِ الَّتِی حَجَّ فِیهَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ هُوَ خَلِیفَةٌ فَاسْتَجْهَرَ النَّاسُ مِنْهُ علیه السلام وَ تَشَوَّفُوا وَ قَالُوا لِهِشَامٍ مَنْ هُوَ قَالَ هِشَامٌ لَا أَعْرِفُهُ لِئَلَّا یَرْغَبَ النَّاسُ فِیهِ فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ وَ كَانَ حَاضِراً أَنَا أَعْرِفُهُ-
هَذَا الَّذِی تَعْرِفُ الْبَطْحَاءُ وَطْأَتَهُ - إِلَی آخِرِ الْقَصِیدَةِ فَبَعَثَهُ هِشَامٌ وَ حَبَسَهُ وَ مَحَا اسْمَهُ مِنَ الدِّیوَانِ فَبَعَثَ إِلَیْهِ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام بِدَنَانِیرَ فَرَدَّهَا وَ قَالَ مَا قُلْتُ ذَلِكَ إِلَّا دِیَانَةً فَبَعَثَ بِهَا إِلَیْهِ أَیْضاً وَ قَالَ قَدْ شَكَرَ اللَّهُ لَكَ ذَلِكَ فَلَمَّا طَالَ الْحَبْسُ عَلَیْهِ وَ كَانَ یُوعِدُهُ بِالْقَتْلِ شَكَا إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَدَعَا لَهُ فَخَلَّصَهُ اللَّهُ فَجَاءَ إِلَیْهِ وَ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّهُ مَحَا اسْمِی مِنَ الدِّیوَانِ فَقَالَ كَمْ كَانَ عَطَاؤُكَ قَالَ كَذَا فَأَعْطَاهُ لِأَرْبَعِینَ سَنَةً وَ قَالَ علیه السلام لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَحْتَاجُ إِلَی أَكْثَرَ مِنْ هَذَا لَأَعْطَیْتُكَ فَمَاتَ الْفَرَزْدَقُ بَعْدَ أَنْ مَضَی أَرْبَعُونَ سَنَةً(1).
بیان: قال الفیروزآبادی جهر الرجل نظر إلیه و عظم فی عینه و راعه جماله و هیئته كاجتهره و جهر و جهیر بین الجهورة و الجهارة ذو منظر حسن و الجهر بالضم هیئة الرجل و حسن منظره و قال تشوف إلی الخبر تطلع و من السطح تطاول و نظر و أشرف.
«23»- الْفُصُولُ الْمُهِمَّةُ،: شَاعِرُهُ الْفَرَزْدَقُ وَ كُثَیِّرُ عَزَّةَ بَوَّابُهُ أَبُو جَبَلَةَ مُعَاصِرُهُ مَرْوَانُ وَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَ الْوَلِیدُ ابْنُهُ (2).
«24»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ جَمِیعاً عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ أَبِی وَ جَدِّی وَ عَمِّی حَمَّاماً بِالْمَدِینَةِ فَإِذَا رَجُلٌ فِی بَیْتِ الْمَسْلَخِ فَقَالَ لَنَا مِمَّنِ الْقَوْمُ فَقُلْنَا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَقَالَ وَ أَیُّ الْعِرَاقِ فَقُلْنَا كُوفِیُّونَ فَقَالَ مَرْحَباً بِكُمْ یَا أَهْلَ الْكُوفَةِ أَنْتُمُ الشِّعَارُ دُونَ الدِّثَارِ ثُمَّ قَالَ مَا یَمْنَعُكُمْ مِنَ الْأُزُرِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ عَوْرَةُ الْمُؤْمِنِ
ص: 141
عَلَی الْمُؤْمِنِ حَرَامٌ قَالَ ثُمَّ بَعَثَ إِلَی أَبِی كِرْبَاسَةً فَشَقَّهَا بِأَرْبَعَةٍ ثُمَّ أَعْطَی كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا وَاحِداً فَدَخَلْنَا فِیهَا فَلَمَّا كُنَّا فِی الْبَیْتِ الْحَارِّ صَمَدَ لِجَدِّی فَقَالَ یَا كَهْلُ مَا یَمْنَعُكَ مِنَ الْخِضَابِ فَقَالَ لَهُ جَدِّی أَدْرَكْتُ مَنْ هُوَ خَیْرٌ مِنِّی وَ مِنْكَ لَا یَخْتَضِبُ قَالَ فَغَضِبَ لِذَلِكَ حَتَّی عَرَفْنَا غَضَبَهُ فِی الْحَمَّامِ قَالَ وَ مَنْ ذَاكَ الَّذِی هُوَ خَیْرٌ مِنِّی فَقَالَ أَدْرَكْتُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ هُوَ لَا یَخْتَضِبُ قَالَ فَنَكَسَ رَأْسَهُ وَ تَصَابَّ عَرَقاً فَقَالَ صَدَقْتَ وَ بَرِرْتَ ثُمَّ قَالَ یَا كَهْلُ إِنْ تَخْتَضِبْ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ خَضَبَ وَ هُوَ خَیْرٌ مِنْ عَلِیٍّ وَ إِنْ تَتْرُكْ فَلَكَ بِعَلِیٍّ سُنَّةٌ قَالَ فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنَ الْحَمَّامِ سَأَلْنَا عَنِ الرَّجُلِ فَإِذَا هُوَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ مَعَهُ ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ (1).
«25»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: مَا نَدْرِی كَیْفَ نَصْنَعُ بِالنَّاسِ إِنْ حَدَّثْنَاهُمْ بِمَا سَمِعْنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ضَحِكُوا وَ إِنْ سَكَتْنَا لَمْ یَسَعْنَا قَالَ فَقَالَ ضَمْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ حَدِّثْنَا فَقَالَ هَلْ تَدْرُونَ مَا یَقُولُ عَدُوُّ اللَّهِ إِذَا حُمِلَ عَلَی سَرِیرِهِ قَالَ فَقُلْنَا لَا فَقَالَ إِنَّهُ یَقُولُ لِحَمَلَتِهِ أَ لَا تَسْمَعُونَ أَنِّی أَشْكُو إِلَیْكُمْ عَدُوَّ اللَّهِ خَدَعَنِی وَ أَوْرَدَنِی ثُمَّ لَمْ یُصْدِرْنِی وَ أَشْكُو إِلَیْكُمْ إِخْوَاناً وَاخَیْتُهُمْ فَخَذَلُونِی وَ أَشْكُو إِلَیْكُمْ أَوْلَاداً حَامَیْتُ عَنْهُمْ فَخَذَلُونِی وَ أَشْكُو إِلَیْكُمْ دَاراً أَنْفَقْتُ فِیهَا حَرِیبَتِی (2)
فَصَارَ سُكَّانُهَا غَیْرِی فَارْفُقُوا بِی وَ لَا تَسْتَعْجِلُوا قَالَ فَقَالَ ضَمْرَةُ یَا أَبَا الْحَسَنِ إِنْ كَانَ هَذَا یَتَكَلَّمُ بِهَذَا الْكَلَامِ یُوشِكُ أَنْ یَثِبَ عَلَی أَعْنَاقِ الَّذِینَ یَحْمِلُونَهُ قَالَ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ ضَمْرَةُ هَزِئَ مِنْ حَدِیثِ رَسُولِكَ فَخُذْهُ أَخْذَ أَسَفٍ قَالَ فَمَكَثَ أَرْبَعِینَ یَوْماً ثُمَّ مَاتَ فَحَضَرَهُ مَوْلًی لَهُ قَالَ فَلَمَّا دُفِنَ أَتَی عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَجَلَسَ إِلَیْهِ فَقَالَ لَهُ مِنْ أَیْنَ جِئْتَ یَا فُلَانُ قَالَ مِنْ جِنَازَةِ ضَمْرَةَ فَوَضَعْتُ وَجْهِی عَلَیْهِ حِینَ سُوِّیَ عَلَیْهِ فَسَمِعْتُ صَوْتَهُ وَ اللَّهِ أَعْرِفُهُ كَمَا كُنْتُ أَعْرِفُهُ وَ هُوَ
ص: 142
حَیٌّ یَقُولُ وَیْلَكَ یَا ضَمْرَةَ بْنَ مَعْبَدٍ الْیَوْمَ خَذَلَكَ كُلُّ خَلِیلٍ وَ صَارَ مَصِیرُكَ إِلَی الْجَحِیمِ فِیهَا مَسْكَنُكَ وَ مَبِیتُكَ وَ الْمَقِیلُ قَالَ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِیَةَ هَذَا جَزَاءُ مَنْ یَهْزَأُ مِنْ حَدِیثِ رَسُولِ اللَّهِ ص (1).
أَقُولُ قَالَ عَبْدُ الْحَمِیدِ بْنُ أَبِی الْحَدِیدِ فِی شَرْحِ نَهْجِ الْبَلَاغَةِ(2): كَانَ سَعِیدُ بْنُ الْمُسَیَّبِ مُنْحَرِفاً عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ جَبَهَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ فِی وَجْهِهِ بِكَلَامٍ شَدِیدٍ رَوَی عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِی دَاوُدَ الْهَمْدَانِیِّ قَالَ شَهِدْتُ سَعِیدَ بْنَ الْمُسَیَّبِ وَ أَقْبَلَ عُمَرُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ سَعِیدٌ یَا ابْنَ أَخِی مَا أَرَاكَ تُكْثِرُ غِشْیَانَ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَمَا تَفْعَلُ إِخْوَتُكَ وَ بَنُو عَمِّكَ فَقَالَ عُمَرُ یَا ابْنَ الْمُسَیَّبِ أَ كُلَّمَا دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ أَجِی ءُ فَأُشْهِدُكَ فَقَالَ سَعِیدٌ مَا أُحِبُّ أَنْ تَغْضَبَ سَمِعْتُ أَبَاكَ یَقُولُ إِنَّ لِی مِنَ اللَّهِ مَقَاماً لَهُوَ خَیْرٌ لِبَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مِمَّا عَلَی الْأَرْضِ مِنْ شَیْ ءٍ فَقَالَ عُمَرُ وَ أَنَا سَمِعْتُ أَبِی یَقُولُ مَا كَلِمَةُ حِكْمَةٍ فِی قَلْبِ مُنَافِقٍ فَیَخْرُجُ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یَتَكَلَّمَ بِهَا فَقَالَ سَعِیدٌ یَا ابْنَ أَخِی جَعَلْتَنِی مُنَافِقاً فَقَالَ هُوَ مَا أَقُولُ ثُمَّ انْصَرَفَ.
وَ كَانَ الزُّهْرِیُّ مِنَ الْمُنْحَرِفِینَ عَنْهُ- وَ رَوَی جَرِیرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَیْبَةَ قَالَ: شَهِدْتُ مَسْجِدَ الْمَدِینَةِ فَإِذَا الزُّهْرِیُّ وَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَیْرِ جَالِسَانِ یَذْكُرَانِ عَلِیّاً فَنَالا مِنْهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَجَاءَ حَتَّی وَقَفَ عَلَیْهِمَا فَقَالَ أَمَّا أَنْتَ یَا عُرْوَةُ فَإِنَّ أَبِی حَاكَمَ أَبَاكَ إِلَی اللَّهِ فَحَكَمَ لِأَبِی عَلَی أَبِیكَ وَ أَمَّا أَنْتَ یَا زُهْرِیُّ فَلَوْ كُنْتُ بِمَكَّةَ لَأَرَیْتُكَ كَرَامَتَكَ.
أقول: ثم ذكر أحوال كثیر من أهل زمانه علیه السلام. ثُمَّ قَالَ رَوَی أَبُو عُمَرَ النَّهْدِیُّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام یَقُولُ: مَا بِمَكَّةَ وَ الْمَدِینَةِ عِشْرُونَ رَجُلًا یُحِبُّنَا(3).
«26»- ختص، [الإختصاص]: أَصْحَابُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام أَبُو خَالِدٍ الْكَابُلِیُّ كَنْكَرُ
ص: 143
وَ یُقَالُ اسْمُهُ وَرْدَانُ- یَحْیَی ابْنُ أُمِّ الطَّوِیلِ (1)
سَعِیدُ بْنُ الْمُسَیَّبِ الْمَخْزُومِیُّ- حَكِیمُ بْنُ جُبَیْرٍ(2).
«27»- د، [العدد القویة]: قَالَ رَجُلٌ لِسَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ مَا رَأَیْتُ رَجُلًا أَوْرَعَ مِنْ فُلَانٍ قَالَ فَهَلْ رَأَیْتَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ قَالَ لَا قَالَ مَا رَأَیْتُ رَجُلًا أَوْرَعَ مِنْهُ.
«28»- ختص، [الإختصاص] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُلَیْمَانَ وَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادٍ أَیْنَ حَوَارِیُّ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَیَقُومُ جُبَیْرُ بْنُ مُطْعِمٍ وَ یَحْیَی ابْنُ أُمِّ الطَّوِیلِ وَ أَبُو خَالِدٍ الْكَابُلِیُّ وَ سَعِیدُ بْنُ الْمُسَیَّبِ (3).
أقول: تمامه فی كتاب الفتن فی باب أحوال أصحاب أمیر المؤمنین علیه السلام.
«29»- ختص، [الإختصاص] جَعْفَرُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ارْتَدَّ النَّاسُ بَعْدَ الْحُسَیْنِ علیه السلام إِلَّا ثَلَاثَةً- أَبُو خَالِدٍ الْكَابُلِیُّ یَحْیَی ابْنُ أُمِّ الطَّوِیلِ وَ جُبَیْرُ بْنُ مُطْعِمٍ ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ لَحِقُوا وَ كَثُرُوا وَ كَانَ یَحْیَی ابْنُ أُمِّ الطَّوِیلِ یَدْخُلُ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یَقُولُ كَفَرْنا بِكُمْ وَ بَدا بَیْنَنا وَ بَیْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَ الْبَغْضاءُ(4).
ص: 144
«1»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِیُّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِلَی ظَاهِرِ الْمَدِینَةِ فَلَمَّا وَصَلَ إِلَی حَائِطٍ قَالَ إِنِّی انْتَهَیْتُ یَوْماً إِلَی هَذَا الْحَائِطِ فَاتَّكَأْتُ عَلَیْهِ فَإِذَا رَجُلٌ عَلَیْهِ ثَوْبَانِ أَبْیَضَانِ یَنْظُرُ فِی وَجْهِی ثُمَّ قَالَ لِی مَا أَزَالُ أَرَاكَ حَزِیناً أَ عَلَی الدُّنْیَا فَهُوَ رِزْقٌ حَاضِرٌ یَأْكُلُ مِنْهُ الْبَرُّ وَ الْفَاجِرُ قُلْتُ مَا عَلَی الدُّنْیَا حُزْنِی وَ إِنَّ الْقَوْلَ لَكَمَا تَقُولُ قَالَ أَ فَعَلَی الْآخِرَةِ فَهِیَ وَعْدٌ صَادِقٌ یَحْكُمُ فِیهَا مَلِكٌ قَاهِرٌ فَعَلَامَ حُزْنُكَ قُلْتُ الْحُزْنُ مِنِ ابْنِ الزُّبَیْرِ فَتَبَسَّمَ فَقَالَ هَلْ رَأَیْتَ أَحَداً تَوَكَّلَ عَلَی اللَّهِ فَلَمْ یَكْفِهِ قُلْتُ لَا قَالَ فَهَلْ رَأَیْتَ أَحَداً سَأَلَ اللَّهَ فَلَمْ یُعْطِهِ قُلْتُ لَا قَالَ فَهَلْ رَأَیْتَ أَحَداً خَافَ اللَّهَ فَلَمْ یُنْجِهِ قُلْتُ لَا قَالَ علیه السلام فَإِذاً لَیْسَ قُدَّامِی أَحَدٌ(1).
«2»- كشف، [كشف الغمة] عَنِ الثُّمَالِیِّ: مِثْلَهُ وَ فِی آخِرِهِ فَغَابَ عَنِّی فَقِیلَ لِی یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ هَذَا الْخَضِرُ علیه السلام نَاجَاكَ (2).
بیان: إنما بعث اللّٰه الخضر لیسلیه و یذكره علیه السلام و هذا لا ینافی كونه علیه السلام أفضل من الخضر علیه السلام كما أن الملائكة یبعثهم اللّٰه لتعلیم أنبیائه و تذكیرهم مع كونهم أفضل منهم.
«3»- شا، [الإرشاد] الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَدِّهِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْأَعْشَی عَنِ الثُّمَالِیِّ: مِثْلَهُ (3).
ص: 145
«4»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام:
لَكُمْ مَا تَدَّعُونَ بِغَیْرِ حَقٍّ***إِذَا مِیزَ الصِّحَاحُ مِنَ الْمِرَاضِ
عَرَفْتُمْ حَقَّنَا فَجَحَدْتُمُونَا***كَمَا عُرِفَ السَّوَادُ مِنَ الْبَیَاضِ
كِتَابُ اللَّهِ شَاهِدُنَا عَلَیْكُمْ***وَ قَاضِینَا الْإِلَهُ فَنِعْمَ قَاضٍ (1).
بیان: البیت الأول علی الاستفهام الإنكاری و یحتمل أن یكون المراد لكم بغیر حق ما تدعون أنه لكم حقا.
«5»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ یُوسُفَ بْنِ السُّخْتِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عِیسَی قَالَ: ضَاقَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام ضِیقَةً فَأَتَی مَوْلًی لَهُ فَقَالَ لَهُ أَقْرِضْنِی عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ إِلَی مَیْسَرَةٍ فَقَالَ لَا لِأَنَّهُ لَیْسَ عِنْدِی وَ لَكِنِّی أُرِیدُ وَثِیقَةً قَالَ فَنَتَفَ لَهُ مِنْ رِدَائِهِ هُدْبَةً(2)
فَقَالَ هَذِهِ الْوَثِیقَةُ قَالَ فَكَأَنَّ مَوْلَاهُ كَرِهَ ذَلِكَ فَغَضِبَ وَ قَالَ أَنَا أَوْلَی بِالْوَفَاءِ أَمْ حَاجِبُ بْنُ زُرَارَةَ(3)
فَقَالَ أَنْتَ أَوْلَی بِذَلِكَ مِنْهُ قَالَ فَكَیْفَ صَارَ حَاجِبٌ یَرْهَنُ قَوْساً وَ إِنَّمَا هِیَ خَشَبَةٌ عَلَی مِائَةِ حَمَالَةٍ(4)
وَ هُوَ كَافِرٌ فَیَفِی وَ أَنَا لَا أَفِی
ص: 146
بِهُدْبَةِ رِدَائِی قَالَ فَأَخَذَهَا الرَّجُلُ مِنْهُ وَ أَعْطَاهُ الدَّرَاهِمَ وَ جَعَلَ الْهُدْبَةَ فِی حُقٍ (1) فَسَهَّلَ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ الْمَالَ فَحَمَلَهُ إِلَی الرَّجُلِ ثُمَّ قَالَ لَهُ قَدْ أَحْضَرْتُ مَالَكَ فَهَاتِ وَثِیقَتِی فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ ضَیَّعْتُهَا قَالَ إِذاً لَا تَأْخُذُ مَالَكَ مِنِّی لَیْسَ مِثْلِی یُسْتَخَفُّ بِذِمَّتِهِ قَالَ فَأَخْرَجَ الرَّجُلُ الْحُقَّ فَإِذَا فِیهِ الْهُدْبَةُ فَأَعْطَاهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام الدَّرَاهِمَ وَ أَخَذَ الْهُدْبَةَ فَرَمَی بِهَا وَ انْصَرَفَ (2).
«1»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام الْوَفَاةُ أُغْمِیَ عَلَیْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ فِی الْمَرَّةِ الْأَخِیرَةِ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی صَدَقَنا وَعْدَهُ وَ أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَیْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِینَ ثُمَّ مَاتَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ (3).
«2»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ مَعاً عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: كَانَتْ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ نَاقَةٌ قَدْ حَجَّ عَلَیْهَا اثْنَتَیْنِ وَ عِشْرِینَ حَجَّةً مَا قَرَعَهَا بِمِقْرَعَةٍ قَطُّ قَالَ فَجَاءَتْ بَعْدَ مَوْتِهِ فَمَا شَعَرْتُ بِهَا حَتَّی جَاءَنِی بَعْضُ الْمَوَالِی فَقَالَ إِنَّ النَّاقَةَ قَدْ خَرَجَتْ فَأَتَتْ قَبْرَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَبَرَكَتْ عَلَیْهِ وَ دَلَكَتْ بِجِرَانِهَا وَ تَرْغُو فَقُلْتُ أَدْرِكُوهَا
ص: 147
فَجَاءُونِی بِهَا قَبْلَ أَنْ یَعْلَمُوا بِهَا أَوْ یَرَوْهَا فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ مَا كَانَتْ رَأَتِ الْقَبْرَ قَطُّ(1).
بیان: جران البعیر بالكسر مقدم عنقه من مذبحه إلی منحره.
«3»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَمَّا مَاتَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ كَانَتْ نَاقَةٌ لَهُ فِی الرَّعْیِ جَاءَتْ حَتَّی ضَرَبَتْ بِجِرَانِهَا عَلَی الْقَبْرِ وَ تَمَرَّغَتْ عَلَیْهِ فَأَمَرْتُ بِهَا فَرَدَّتْ إِلَی مَرْعَاهَا وَ إِنَّ أَبِی كَانَ یَحُجُّ عَلَیْهَا وَ یَعْتَمِرُ وَ مَا قَرَعَهَا قَرْعَةً قَطُّ(2).
«4»- خص (3)،[منتخب البصائر] یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عِمْرَانَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ اللَّیْلَةُ الَّتِی وُعِدَهَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ قَالَ لِمُحَمَّدٍ یَا بُنَیَّ أَبْغِنِی وَضُوءاً قَالَ فَقُمْتُ فَجِئْتُ بِوَضُوءٍ فَقَالَ لَا یَنْبَغِی هَذَا فَإِنَّ فِیهِ شَیْئاً مَیِّتاً قَالَ فَجِئْتُ بِالْمِصْبَاحِ فَإِذَا فِیهِ فَأْرَةٌ مَیْتَةٌ فَجِئْتُهُ بِوَضُوءٍ غَیْرِهِ قَالَ فَقَالَ یَا بُنَیَّ هَذِهِ اللَّیْلَةُ الَّتِی وُعِدْتُهَا فَأَوْصَی بِنَاقَتِهِ أَنْ یُحْضَرَ لَهَا عِصَامٌ وَ یُقَامَ لَهَا عَلَفٌ فَجُعِلَتْ فِیهِ فَلَمْ تَلْبَثْ أَنْ خَرَجَتْ حَتَّی أَتَتِ الْقَبْرَ فَضَرَبَتْ بِجِرَانِهَا وَ رَغَتْ وَ هَمَلَتْ عَیْنَاهَا فَأَتَی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ فَقِیلَ إِنَّ النَّاقَةَ قَدْ خَرَجَتْ إِلَی الْقَبْرِ فَضَرَبَتْ بِجِرَانِهَا وَ رَغَتْ وَ هَمَلَتْ عَیْنَاهَا فَأَتَاهَا فَقَالَ مَهْ الْآنَ قُومِی بَارَكَ اللَّهُ فِیكِ فَثَارَتْ وَ دَخَلَتْ مَوْضِعَهَا فَلَمْ تَلْبَثْ أَنْ خَرَجَتْ حَتَّی أَتَتِ الْقَبْرَ فَضَرَبَتْ بِجِرَانِهَا وَ رَغَتْ وَ هَمَلَتْ عَیْنَاهَا فَأُتِیَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ فَقِیلَ لَهُ إِنَّ النَّاقَةَ قَدْ خَرَجَتْ فَأَتَاهَا فَقَالَ مَهْ الْآنَ قُومِی فَلَمْ تَفْعَلْ قَالَ دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُوَدِّعَةٌ فَلَمْ تَلْبَثْ إِلَّا ثَلَاثَةً حَتَّی نَفَقَتْ وَ إِنْ كَانَ لَیَخْرُجُ عَلَیْهَا إِلَی مَكَّةَ فَیُعَلِّقَ السَّوْطَ بِالرَّحْلِ فَمَا یَقْرَعُهَا
ص: 148
قَرْعَةً حَتَّی یَدْخُلَ الْمَدِینَةَ(1).
«5»- خص، [منتخب البصائر] وَ رُوِیَ: أَنَّهُ حَجَّ عَلَیْهَا أَرْبَعِینَ حَجَّةً.
بیان: بغیت الشی ء طلبته و بغیتك الشی ء طلبته لك و العصام رباط القربة أی حبل و نحوه تربط به و فی بعض النسخ كما فی الكافی حظار و هو الحظیرة تعمل للإبل من شجر لتقیها البرد و الریح (2).
«6»- ضا، [فقه الرضا علیه السلام] نَرْوِی: أَنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام لَمَّا أَنْ مَاتَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ لَقَدْ كُنْتُ أَكْرَهُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَی عَوْرَتِكَ فِی حَیَاتِكَ فَمَا أَنَا بِالَّذِی أَنْظُرُ إِلَیْهَا بَعْدَ مَوْتِكَ فَأَدْخَلَ یَدَهُ وَ غَسَّلَ جَسَدَهُ ثُمَّ دَعَا أُمَّ وَلَدٍ لَهُ فَأَدْخَلَتْ یَدَهَا فَغَسَّلَتْ عَوْرَتَهُ وَ كَذَلِكَ فَعَلْتُ أَنَا بِأَبِی (3).
«7»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّ الْبَاقِرَ رَوَی عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: أَنَّهُ أُتِیَ فِی اللَّیْلَةِ الَّتِی قُبِضَ فِیهَا بِشَرَابٍ فَقِیلَ لَهُ اشْرَبْ فَقَالَ هَذِهِ اللَّیْلَةُ [الَّتِی] وُعِدْتُ أَنْ أُقْبَضَ فِیهَا(4).
«8»- كش، [رجال الكشی] رُوِیَ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ وَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مُعَمَّرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ زَیْدٍ قَالَ: قُلْتُ لِسَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ إِنَّكَ أَخْبَرْتَنِی أَنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ النَّفْسُ الزَّكِیَّةُ وَ أَنَّكَ لَا تَعْرِفُ لَهُ نَظِیراً قَالَ كَذَلِكَ وَ مَا هُوَ مَجْهُولٌ مَا أَقُولُ فِیهِ وَ اللَّهِ مَا رُئِیَ مِثْلُهُ قَالَ عَلِیُّ بْنُ زَیْدٍ فَقُلْتُ وَ اللَّهِ إِنَّ هَذِهِ الْحُجَّةُ الْوَكِیدَةُ عَلَیْكَ یَا سَعِیدُ فَلِمَ لَمْ تُصَلِّ عَلَی جِنَازَتِهِ فَقَالَ إِنَّ الْقُرَّاءَ كَانُوا لَا یَخْرُجُونَ إِلَی مَكَّةَ حَتَّی یَخْرُجَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَخَرَجَ وَ خَرَجْنَا مَعَهُ أَلْفَ رَاكِبٍ فَلَمَّا صِرْنَا بِالسُّقْیَا نَزَلَ فَصَلَّی وَ سَجَدَ سَجْدَةَ الشُّكْرِ فَقَالَ فِیهَا.
ص: 149
وَ فِی رِوَایَةِ الزُّهْرِیِّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ قَالَ كَانَ الْقَوْمُ لَا یَخْرُجُونَ مِنْ مَكَّةَ حَتَّی یَخْرُجَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ سَیِّدُ الْعَابِدِینَ فَخَرَجَ علیه السلام فَخَرَجْتُ مَعَهُ فَنَزَلَ فِی بَعْضِ الْمَنَازِلِ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ فَسَبَّحَ فِی سُجُودِهِ فَلَمْ یَبْقَ شَجَرٌ وَ لَا مَدَرٌ إِلَّا سَبَّحُوا مَعَهُ فَفَزِعْنَا فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَ قَالَ یَا سَعِیدُ أَ فَزِعْتَ فَقُلْتُ نَعَمْ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ هَذَا التَّسْبِیحُ الْأَعْظَمُ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ- لَا تَبْقَی الذُّنُوبُ مَعَ هَذَا التَّسْبِیحِ فَقُلْتُ عَلِّمْنَا.
وَ فِی رِوَایَةِ عَلِیِّ بْنِ زَیْدٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ أَنَّهُ سَبَّحَ فِی سُجُودِهِ فَلَمْ یَبْقَ حَوْلَهُ شَجَرَةٌ وَ لَا مَدَرَةٌ إِلَّا سَبَّحَتْ بِتَسْبِیحِهِ فَفَزِعْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ أَصْحَابِی ثُمَّ قَالَ یَا سَعِیدُ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ لَمَّا خَلَقَ جَبْرَئِیلَ أَلْهَمَهُ هَذَا التَّسْبِیحَ فَسَبَّحَتِ السَّمَاوَاتُ وَ مَنْ فِیهِنَّ لِتَسْبِیحِهِ الْأَعْظَمِ وَ هُوَ اسْمُ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ الْأَكْبَرُ- یَا سَعِیدُ أَخْبَرَنِی أَبِیَ الْحُسَیْنُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ جَبْرَئِیلَ عَنِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ أَنَّهُ قَالَ مَا مِنْ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِی آمَنَ بِی وَ صَدَّقَ بِكَ وَ صَلَّی فِی مَسْجِدِكَ رَكْعَتَیْنِ عَلَی خَلَاءٍ مِنَ النَّاسِ إِلَّا غَفَرْتُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ فَلَمْ أَرَ شَاهِداً أَفْضَلَ مِنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام حَیْثُ حَدَّثَنِی بِهَذَا الْحَدِیثِ فَلَمَّا أَنْ مَاتَ شَهِدَ جَنَازَتَهُ الْبَرُّ وَ الْفَاجِرُ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ الصَّالِحُ وَ الطَّالِحُ وَ انْهَالَ [النَّاسُ] یَتْبَعُونَهُ حَتَّی وُضِعَتِ الْجِنَازَةُ فَقُلْتُ إِنْ أَدْرَكْتُ الرَّكْعَتَیْنِ یَوْماً مِنَ الدَّهْرِ فَالْیَوْمُ هُوَ وَ لَمْ یَبْقَ إِلَّا رَجُلٌ وَ امْرَأَةٌ ثُمَّ خَرَجَا إِلَی الْجِنَازَةِ وَ ثَبَتُّ لِأُصَلِّیَ فَجَاءَ تَكْبِیرٌ مِنَ السَّمَاءِ فَأَجَابَهُ تَكْبِیرٌ مِنَ الْأَرْضِ وَ أَجَابَهُ تَكْبِیرٌ مِنَ السَّمَاءِ فَأَجَابَهُ تَكْبِیرٌ مِنَ الْأَرْضِ فَفَزِعْتُ وَ سَقَطْتُ عَلَی وَجْهِی فَكَبَّرَ مَنْ فِی السَّمَاءِ سَبْعاً وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ سَبْعاً وَ صَلَّی عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا وَ دَخَلَ النَّاسُ الْمَسْجِدَ فَلَمْ أُدْرِكِ الرَّكْعَتَیْنِ وَ لَا الصَّلَاةَ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا فَقُلْتُ یَا سَعِیدُ لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أَخْتَرْ إِلَّا الصَّلَاةَ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِینُ فَبَكَی سَعِیدٌ ثُمَّ قَالَ مَا أَرَدْتُ إِلَّا الْخَیْرَ لَیْتَنِی كُنْتُ صَلَّیْتُ عَلَیْهِ فَإِنَّهُ مَا رُئِیَ مِثْلُهُ (1).
ص: 150
«9»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الْمُسْتَرْشِدُ(1) عَنِ ابْنِ جَرِیرٍ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ زَیْدٍ وَ عَنِ الزُّهْرِیِّ: مِثْلَهُ (2).
«10»- كشف، [كشف الغمة]: تُوُفِّیَ علیه السلام فِی ثَامِنَ عَشَرَ الْمُحَرَّمِ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَ تِسْعِینَ وَ قِیلَ خَمْسٌ وَ تِسْعُونَ وَ كَانَ عُمُرُهُ علیه السلام سَبْعاً وَ خَمْسِینَ سَنَةً كَانَ مِنْهَا مَعَ جَدِّهِ سَنَتَیْنِ وَ مَعَ عَمِّهِ الْحَسَنِ علیه السلام عَشْرَ سِنِینَ وَ أَقَامَ مَعَ أَبِیهِ بَعْدَ عَمِّهِ عَشْرَ سِنِینَ وَ بَقِیَ بَعْدَ قَتْلِ أَبِیهِ تَتِمَّةَ ذَلِكَ وَ قُبِرَ بِالْبَقِیعِ بِمَدِینَةِ الرَّسُولِ ص فِی الْقُبَّةِ الَّتِی فِیهَا الْعَبَّاسُ (3).
وَ قَالَ أَبُو نُعَیْمٍ: أُصِیبَ عَلِیٌّ سَنَةَ اثْنَتَیْنِ وَ سَبْعِینَ وَ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ بَیْتِهِ سَنَةَ أربعین [أَرْبَعٍ] وَ تِسْعِینَ.
وَ رُوِیَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ یُونُسَ عَنْ سُفْیَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: مَاتَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ هُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَ خَمْسِینَ سَنَةً.
وَ عَنْ أَبِی فَرْوَةَ قَالَ: مَاتَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام بِالْمَدِینَةِ وَ دُفِنَ بِالْبَقِیعِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ تِسْعِینَ وَ كَانَ یُقَالُ لِهَذِهِ السَّنَةِ سَنَةُ الْفُقَهَاءِ لِكَثْرَةِ مَنَ مَاتَ مِنْهُمْ فِیهَا.
حَدَّثَنِی حُسَیْنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ: مَاتَ أَبِی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ تِسْعِینَ وَ صَلَّیْنَا عَلَیْهِ بِالْبَقِیعِ- وَ قَالَ غَیْرُهُ مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ ثَلَاثِینَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَ تِسْعِینَ (4).
«11»- عم (5)،[إعلام الوری] ضه، [روضة الواعظین]: تُوُفِّیَ علیه السلام بِالْمَدِینَةِ یَوْمَ السَّبْتِ لِاثْنَتَیْ عَشْرَةَ لَیْلَةً بَقِیَتْ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ خَمْسٍ وَ تِسْعِینَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ لَهُ یَوْمَئِذٍ سَبْعٌ وَ خَمْسُونَ سَنَةً(6).
ص: 151
«12»- عم، [إعلام الوری]: كَانَتْ مُدَّةُ إِمَامَتِهِ بَعْدَ أَبِیهِ أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ كَانَ فِی أَیَّامِ إِمَامَتِهِ بَقِیَّةُ مُلْكِ یَزِیدَ بْنِ مُعَاوِیَةَ وَ مُلْكُ مُعَاوِیَةَ بْنِ یَزِیدَ وَ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ وَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَ تُوُفِّیَ علیه السلام فِی مُلْكِ الْوَلِیدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ (1).
«13»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّلْتِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ بِنْتِ إِلْیَاسَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: إِنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ أُغْمِیَ عَلَیْهِ ثُمَّ فَتَحَ عَیْنَیْهِ وَ قَرَأَ إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ وَ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی صَدَقَنا وَعْدَهُ وَ أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَیْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِینَ ثُمَّ قُبِضَ مِنْ سَاعَتِهِ وَ لَمْ یَقُلْ شَیْئاً(2).
«14»- كا، [الكافی] سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیُّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُبِضَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ هُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَ خَمْسِینَ سَنَةً فِی عَامِ خَمْسٍ وَ تِسْعِینَ سنة وَ عَاشَ بَعْدَ الْحُسَیْنِ خَمْساً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً(3).
أَقُولُ قَالَ ابْنُ الْأَثِیرِ فِی الْكَامِلِ (4)،: إِنَّهُ تُوُفِّیَ علیه السلام فِی أَوَّلِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَ تِسْعِینَ.
وَ قَالَ صَاحِبُ كِفَایَةِ الطَّالِبِ (5)،: تُوُفِّیَ علیه السلام فِی ثَامِنَ عَشَرَ الْمُحَرَّمِ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَ تِسْعِینَ وَ قِیلَ خَمْسٌ وَ تِسْعُونَ.
وَ قَالَ الْكَفْعَمِیُ (6): فِی الْخَامِسِ وَ الْعِشْرِینَ مِنَ الْمُحَرَّمِ كَانَتْ وَفَاةُ السَّجَّادِ علیه السلام وَ ذَكَرَ فِی الْجَدْوَلِ (7) أَنَّهُ علیه السلام تُوُفِّیَ یَوْمَ السَّبْتِ فِی الثَّانِی وَ الْعِشْرِینَ مِنَ
ص: 152
الْمُحَرَّمِ لِخَمْسٍ وَ تِسْعِینَ سَمَّهُ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ كَانَ فِی مُلْكِ الْوَلِیدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
وَ ذَكَرَ السَّیِّدُ بْنُ طَاوُسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی كِتَابِ الْإِقْبَالِ (1)، فِی الصَّلَاةِ الْكَبِیرَةِ الَّتِی أَوْرَدَهَا فِیهِ:- وَ ضَاعِفِ الْعَذَابَ عَلَی مَنْ قَتَلَهُ وَ هُوَ الْوَلِیدُ.
وَ قَالَ ابْنُ طَلْحَةَ فِی الْفُصُولِ (2)،: وَ یُقَالُ إِنَّ الَّذِی سَمَّهُ الْوَلِیدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ.
وَ قَالَ الشَّیْخُ فِی الْمِصْبَاحِ (3)،: فِی الْیَوْمِ الْخَامِسِ وَ الْعِشْرِینَ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ تِسْعِینَ كَانَتْ وَفَاةُ زَیْنِ الْعَابِدِینَ علیه السلام.
«15»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ رَفَعَهُ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام الْوَفَاةُ أُغْمِیَ عَلَیْهِ فَبَقِیَ سَاعَةً ثُمَّ رَفَعَ عَنْهُ الثَّوْبَ ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَوْرَثَنَا الْجَنَّةَ نَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَیْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِینَ ثُمَّ قَالَ احْفِرُوا لِی وَ ابْلُغُوا إِلَی الرسخ [الرَّشْحِ] قَالَ ثُمَّ مَدَّ الثَّوْبَ عَلَیْهِ فَمَاتَ علیه السلام(4).
«16»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ دُرُسْتَ عَنْ عِیسَی بْنِ بَشِیرٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَمَّا حَضَرَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام الْوَفَاةُ ضَمَّنِی إِلَی صَدْرِهِ وَ قَالَ یَا بُنَیَّ أُوصِیكَ بِمَا أَوْصَانِی بِهِ أَبِی حِینَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ وَ مِمَّا ذَكَرَ أَنَّ أَبَاهُ أَوْصَاهُ بِهِ قَالَ یَا بُنَیَّ إِیَّاكَ وَ ظُلْمَ مَنْ لَا یَجِدُ
ص: 153
عَلَیْكَ نَاصِراً إِلَّا اللَّهَ (1).
«17»- د، [العدد القویة]: فِی تَارِیخِ الْمُفِیدِ فِی الْیَوْمِ الْخَامِسِ وَ الْعِشْرِینَ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ تِسْعِینَ كَانَتْ وَفَاةُ مَوْلَانَا الْإِمَامِ السَّجَّادِ زَیْنِ الْعَابِدِینَ أَبِی مُحَمَّدٍ وَ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام.
وَ فِی كِتَابِ تَذْكِرَةِ الْخَوَاصِّ،: تُوُفِّیَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ تِسْعِینَ ذَكَرَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ وَ سَنَةَ اثْنَتَیْنِ وَ تِسْعِینَ قَالَهُ أَبُو نُعَیْمٍ وَ سَنَةَ خَمْسٍ وَ تِسْعِینَ وَ الْأَوَّلُ أَصَحُّ لِأَنَّهَا تُسَمَّی سَنَةَ الْفُقَهَاءِ لِكَثْرَةِ مَنْ مَاتَ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَ كَانَ عَلِیٌّ سَیِّدُ الْفُقَهَاءِ مَاتَ فِی أَوَّلِهَا وَ تَتَابَعَ النَّاسُ بَعْدَهُ- سَعِیدُ بْنُ الْمُسَیَّبِ وَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَیْرِ وَ سَعِیدُ بْنُ جُبَیْرٍ وَ عَامَّةُ فُقَهَاءِ الْمَدِینَةِ وَ قِیلَ تُوُفِّیَ علیه السلام یَوْمَ السَّبْتِ ثَامِنَ عَشَرَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ خَمْسٍ وَ سَبْعِینَ بِالْمَدِینَةِ سَمَّهُ الْوَلِیدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ (2)
وَ عُمُرُهُ علیه السلام تِسْعٌ وَ خَمْسُونَ سَنَةً وَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَ أَیَّامٌ- وَ رُوِیَ أَنَّ عُمُرَهُ سَبْعٌ وَ خَمْسُونَ سَنَةً مِثْلُ عُمُرِ أَبِیهِ أَقَامَ مَعَ جَدِّهِ سَنَتَیْنِ وَ مَعَ عَمِّهِ عَشْرَ سِنِینَ وَ مَعَ أَبِیهِ عَشْرَ سِنِینَ وَ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِیهِ خَمْساً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً.
وَ رُوِیَ فِی الدُّرِّ: عُمُرُهُ علیه السلام سَبْعٌ وَ خَمْسُونَ سَنَةً وَ قِیلَ ثَمَانٌ وَ خَمْسُونَ سَنَةً وَ دُفِنَ بِالْبَقِیعِ مَعَ عَمِّهِ الْحَسَنِ علیه السلام.
ص: 154
و نورد فیه تفاصیل ما ورد فی زید بن علی المقتول و ما ورد فی أمثاله و أضرابه ممن انتسب إلی أهل هذا البیت من غیر المعصومین علیهم السلام مجملا.
«1»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: أَبْنَاؤُهُ اثْنَا عَشَرَ مِنْ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ إِلَّا اثْنَیْنِ مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ وَ عَبْدُ اللَّهِ الْبَاهِرُ أُمُّهُمَا أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ وَ أَبُو الْحُسَیْنِ زَیْدٌ الشَّهِیدُ بِالْكُوفَةِ وَ عُمَرُ تَوْأَمٌ وَ الْحُسَیْنُ الْأَصْغَرُ وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَ سُلَیْمَانُ تَوْأَمٌ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ عُبَیْدُ اللَّهِ تَوْأَمٌ وَ مُحَمَّدٌ الْأَصْغَرُ فَرْدٌ وَ عَلِیٌّ وَ هُوَ أَصْغَرُ وُلْدِهِ وَ خَدِیجَةُ فَرْدٌ وَ یُقَالُ لَمْ تَكُنْ لَهُ بِنْتٌ وَ یُقَالُ وُلِدَتْ لَهُ فَاطِمَةُ وَ عُلَیَّةُ وَ أُمُّ كُلْثُومٍ أَعْقَبَ مِنْهُمْ مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ وَ عَبْدُ اللَّهِ الْبَاهِرُ وَ زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ عُمَرُ بْنُ عَلِیٍّ وَ عَلِیُّ بْنُ عَلِیٍّ وَ الْحُسَیْنُ الْأَصْغَرُ(1).
«2»- كشف، [كشف الغمة] قِیلَ: كَانَ لَهُ تِسْعَةُ أَوْلَادٍ ذُكُورٍ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ أُنْثَی وَ قَالَ ابْنُ الْخَشَّابِ فِی كِتَابِ مَوَالِیدِ أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام وُلِدَ لَهُ ثمان [ثَمَانِیَةُ] بَنِینَ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ أُنْثَی- أَسْمَاءُ وُلْدِهِ مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ وَ زَیْدٌ الشَّهِیدُ بِالْكُوفَةِ وَ عَبْدُ اللَّهِ وَ عُبَیْدُ اللَّهِ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ عَلِیٌّ وَ عُمَرُ(2).
«3»- د، [العدد القویة] قِیلَ: كَانَ لَهُ مِنَ الْأَوْلَادِ عَشَرَةُ رِجَالٍ وَ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ. فِی الدُّرِّ: وَلَدَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام خَمْسَةَ عَشَرَ وَلَداً مَوْلَانَا مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ- علیه السلام أُمُّهُ أُمُّ الْحَسَنِ بِنْتُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ عَبْدُ اللَّهِ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ أُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ وَ زَیْدٌ وَ عُمَرُ لِأُمِّ وَلَدٍ وَ الْحُسَیْنُ الْأَصْغَرُ وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَ سُلَیْمَانُ
ص: 155
لِأُمِّ وَلَدٍ وَ عَلِیٌّ وَ كَانَ أَصْغَرَ وُلْدِهِ وَ خَدِیجَةُ أُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ وَ مُحَمَّدٌ الْأَصْغَرُ أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ وَ فَاطِمَةُ وَ عُلَیَّةُ وَ أُمُّ كُلْثُومٍ أُمُّهُنَّ أُمُّ وَلَدٍ وَ الْعَقِبُ مِنْ وُلْدِ زَیْنِ الْعَابِدِینَ علیه السلام فِی سِتَّةِ رِجَالٍ مَوْلَانَا الْبَاقِرُ وَ عَبْدُ اللَّهِ الْأَرْقَطُ وَ عُمَرُ وَ عَلِیٌّ وَ الْحُسَیْنُ الْأَصْغَرُ وَ زَیْدٌ وَ الْعَقِبُ مِنْ وُلْدِ عَبْدِ اللَّهِ (1) مِنْ مُحَمَّدٍ الْأَرْقَطِ(2)
وَ مِنْهُ مِنْ إِسْمَاعِیلَ (3)
ص: 156
بْنِ مُحَمَّدٍ فِی رَجُلَیْنِ- مُحَمَّدُ(1) بْنُ إِسْمَاعِیلَ وَ الْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ وَ الْعَقِبُ مِنْ وُلْدِ عُمَرَ(2)
بْنِ عَلِیٍّ مِنْ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ وَ فِیهِ الْعَدَدُ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَ مِنْ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ فِی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ الْأَشْرَفِ وَ الْقَاسِمِ (3) بْنِ عَلِیٍّ وَ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ أَخِی عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ مِنْ رَجُلَیْنِ مِنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنِ بِالْكُوفَةِ وَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ بِطَبَرِسْتَانَ وَ عُمَرُ وَ جَعْفَرٌ لَهُمَا عَقِبٌ بِخُرَاسَانَ وَ الْعَقِبُ مِنْ وُلْدِ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام مِنْ ثَلَاثَةِ نَفَرٍ- الْحُسَیْنِ (4)
ص: 157
وَ الْحُسَیْنِ (1)
بْنِ الْحُسَیْنِ وَ الْقَاسِمِ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ إِسْحَاقَ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ عَبْدِ اللَّهِ وَ مِنْ وُلْدِ مُحَمَّدِ بْنِ زَیْدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فِی رَجُلٍ وَاحِدٍ وَ هُوَ جَعْفَرُ(2)
بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مِنْهُ فِی ثَلَاثَةٍ- مُحَمَّدٍ وَ أَحْمَدَ(3)
وَ الْقَاسِمِ
ص: 160
وَ الْعَقِبُ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ (1) بْنَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فِی خَمْسَةِ رِجَالٍ- عُبَیْدِ اللَّهِ (2)
ص: 161
وَ عَبْدِ اللَّهِ (1)
وَ عَلِیٍ (2) وَ سُلَیْمَانَ وَ الْحَسَنِ (3)
وَ مِنْ وُلْدِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَیْنِ فِی خَمْسَةِ رِجَالٍ مِنْهُمْ عَلِیُ (4) بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ وَ مُحَمَّدٌ(5) وَ جَعْفَرٌ(6)
وَ حَمْزَةُ(7) وَ یَحْیَی
ص: 162
وَ مِنْ وُلْدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَیْنِ فِی جَعْفَرٍ(1)
وَحْدَهُ وَ مِنْهُ فِی مُحَمَّدٍ الْعَقِیقِیِّ أَعْقُبٌ وَ إِسْمَاعِیلَ الْمُنْقِذِیِّ أَعْقُبٌ وَ أَحْمَدَ الْمُنْقِذِیِّ أَعْقُبٌ- وَ مِنْ وُلْدِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ الْأَصْغَرِ فِی عِیسَی (2)
بْنِ عَلِیٍّ أَعْقُبٌ وَ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ أَعْقُبٌ وَ هُوَ الْمَعْرُوفُ بِحُقَیْنَةَ(3) وَ مُوسَی بْنُ عَلِیٍّ وَ یُعْرَفُ بِحِمَّصَةَ أَعْقُبٌ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ بَعْضُ وُلْدِهِ بِطَبَرِسْتَانَ.
وَ فِی تَذْكِرَةِ الْخَوَاصِّ، لِابْنِ الْجَوْزِیِ (4) قَالَ ابْنُ سَعْدٍ فِی الطَّبَقَاتِ (5): وُلِدَ لِزَیْنِ الْعَابِدِینَ أَوْلَادٌ- الْحَسَنُ دَرَجَ وَ الْحُسَیْنُ الْأَكْبَرُ دَرَجَ وَ مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ فَهُوَ أَبُو جَعْفَرٍ الْفَقِیهُ وَ النَّسْلُ لَهُ وَ سَنَذْكُرُهُ وَ عَبْدُ اللَّهِ وَ أُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ عُمَرُ وَ زَیْدٌ الْمَقْتُولُ بِالْكُوفَةِ وَ عَلِیٌّ وَ خَدِیجَةُ وَ أُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ وَ حُسَیْنٌ الْأَصْغَرُ وَ أُمُّ عَلِیٍّ وَ تُسَمَّی عُلَیَّةَ وَ أُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ وَ كُلْثُومٌ وَ سُلَیْمَانُ وَ مُلَیْكَةُ لِأُمِّ وَلَدٍ أَیْضاً وَ الْقَاسِمُ وَ أُمُّ الْحَسَنِ وَ أُمُّ الْبَنِینَ وَ فَاطِمَةُ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّی وَ قِیلَ وَ عُبَیْدُ اللَّهِ.
«4»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا علیه السلام عَنِ الرَّجُلِ یَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ وَ یَتَزَوَّجُ أُمَّ وَلَدِ أَبِیهَا فَقَالَ لَا بَأْسَ بِذَلِكَ فَقُلْتُ لَهُ قَدْ بَلَغَنَا عَنْ أَبِیكَ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ تَزَوَّجَ ابْنَةً لِلْحَسَنِ علیه السلام وَ أُمَّ وَلَدٍ لِلْحَسَنِ وَ لَكِنَّ رَجُلًا
ص: 163
سَأَلَنِی أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهَا فَقَالَ لَیْسَ هُوَ هَكَذَا إِنَّمَا تَزَوَّجَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ ابْنَةً لِلْحَسَنِ وَ أُمَّ وَلَدٍ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ الْمَقْتُولِ عِنْدَكُمْ فَكُتِبَ بِذَلِكَ إِلَی عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ لِیُعَابَ بِهِ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ قَالَ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ لَیَضَعُ نَفْسَهُ وَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَیَرْفَعُهُ (1).
«5»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ جَمِیعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ شَیْبَانِیٌّ یُقَالُ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَرْمَلَةَ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَ لَكَ أُخْتٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَتُزَوِّجُنِیهَا قَالَ نَعَمْ قَالَ فَمَضَی الرَّجُلُ وَ تَبِعَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام حَتَّی انْتَهَی إِلَی مَنْزِلِهِ فَسَأَلَ عَنْهُ فَقِیلَ لَهُ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ وَ هُوَ سَیِّدُ قَوْمِهِ.
ثُمَّ رَجَعَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا الْحَسَنِ سَأَلْتُ عَنْ صِهْرِكَ هَذَا الشَّیْبَانِیِّ فَزَعَمُوا أَنَّهُ سَیِّدُ قَوْمِهِ فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِنِّی لَأُبَرِّئُكَ یَا فُلَانُ عَمَّا أَرَی وَ عَمَّا أَسْمَعُ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ رَفَعَ بِالْإِسْلَامِ الْخَسِیسَةَ وَ أَتَمَّ بِهِ النَّاقِصَةَ وَ أَكْرَمَ بِهِ اللُّؤْمَ فَلَا لُؤْمَ عَلَی مُسْلِمٍ إِنَّمَا اللُّؤْمُ لُؤْمُ الْجَاهِلِیَّةِ(2).
«6»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ یَزِیدَ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: كَانَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ عَیْنٌ بِالْمَدِینَةِ یَكْتُبُ إِلَیْهِ بِأَخْبَارِ مَا یَحْدُثُ فِیهَا وَ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام أَعْتَقَ جَارِیَةً لَهُ ثُمَّ تَزَوَّجَهَا فَكَتَبَ الْعَیْنُ إِلَی عَبْدِ الْمَلِكِ فَكَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَنِی تَزْوِیجُكَ مَوْلَاتَكَ وَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ كَانَ فِی أَكْفَائِكَ مِنْ قُرَیْشٍ مَنْ تَمَجَّدُ بِهِ فِی الصِّهْرِ وَ تَسْتَنْجِبُهُ فِی الْوَلَدِ فَلَا لِنَفْسِكَ نَظَرْتَ وَ لَا عَلَی وُلْدِكَ أَبْقَیْتَ وَ السَّلَامُ.
ص: 164
فَكَتَبَ إِلَیْهِ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَنِی كِتَابُكَ تُعَنِّفُنِی بِتَزْوِیجِی مَوْلَاتِی وَ تَزْعُمُ أَنَّهُ قَدْ كَانَ فِی نِسَاءِ قُرَیْشٍ مَنْ أَتَمَجَّدُ بِهِ فِی الصِّهْرِ وَ أَسْتَنْجِبُهُ فِی الْوَلَدِ وَ إِنَّهُ لَیْسَ فَوْقَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُرْتَقًی فِی مَجْدٍ وَ لَا مُسْتَزَادٌ فِی كَرَمٍ وَ إِنَّمَا كَانَتْ مِلْكَ یَمِینِی خَرَجَتْ مِنِّی أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنِّی بِأَمْرٍ الْتَمَسْتُ بِهِ ثَوَابَهُ ثُمَّ ارْتَجَعْتُهَا عَلَی سُنَّتِهِ وَ مَنْ كَانَ زَكِیّاً فِی دِینِ اللَّهِ فَلَیْسَ یُخِلُّ بِهِ شَیْ ءٌ مِنْ أَمْرِهِ وَ قَدْ رَفَعَ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ الْخَسِیسَةَ وَ تَمَّمَ بِهِ النَّقِیصَةَ وَ أَذْهَبَ اللُّؤْمَ فَلَا لُؤْمَ عَلَی امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِنَّمَا اللُّؤْمُ لُؤْمُ الْجَاهِلِیَّةِ وَ السَّلَامُ فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ رَمَی بِهِ إِلَی ابْنِهِ سُلَیْمَانَ فَقَرَأَهُ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَشَدَّ مَا فَخَرَ عَلَیْكَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ فَقَالَ یَا بُنَیَّ لَا تَقُلْ ذَلِكَ فَإِنَّهَا أَلْسُنُ بَنِی هَاشِمٍ الَّتِی تَفْلِقُ الصَّخْرَ وَ تَغْرِفُ مِنْ بَحْرٍ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام یَا بُنَیَّ یَرْتَفِعُ مِنْ حَیْثُ یَتَّضِعُ النَّاسُ (1).
«7»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب مُرْسَلًا: مِثْلَهُ (2) ثُمَّ قَالَ وَ فِی الْعِقْدِ: أَنَّهُ قَالَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ علیه السلام وَ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ تَزَوَّجَ أَمَتَهُ وَ امْرَأَةَ عَبْدِهِ فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ یَشْرُفُ مِنْ حَیْثُ یَتَّضِعُ النَّاسُ (3)
وَ ذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ یَقُولُ إِنَّهُ قَدْ تَزَوَّجَ بِأُمَّهِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَتْ رَبَّتْهُ فَكَانَ یُسَمِّیهَا أُمِّی.
«8»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر النَّضْرُ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام رَأَی امْرَأَةً فِی بَعْضِ مَشَاهِدِ مَكَّةَ فَأَعْجَبَتْهُ فَخَطَبَهَا إِلَی نَفْسِهَا وَ تَزَوَّجَهَا فَكَانَتْ عِنْدَهُ وَ كَانَ لَهُ صَدِیقٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَاغْتَمَّ لِتَزْوِیجِهِ بِتِلْكَ الْمَرْأَةِ فَسَأَلَ عَنْهَا فَأُخْبِرَ أَنَّهَا مِنْ آلِ ذِی الْجَدَّیْنِ مِنْ بَنِی شَیْبَانَ فِی بَیْتٍ عَلِیٍّ مِنْ قَوْمِهَا فَأَقْبَلَ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَقَالَ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ مَا زَالَ تَزْوِیجُكَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ
ص: 165
فِی نَفْسِی وَ قُلْتُ تَزَوَّجَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ امْرَأَةً مَجْهُولَةً وَ یَقُولُ النَّاسُ أَیْضاً فَلَمْ أَزَلْ أَسْأَلُ عَنْهَا حَتَّی عَرَفْتُهَا وَ وَجَدْتُهَا فِی بَیْتِ قَوْمِهَا شَیْبَانِیَّةً فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَدْ كُنْتُ أَحْسَبُكَ أَحْسَنَ رَأْیاً مِمَّا أَرَی إِنَّ اللَّهَ أَتَی بِالْإِسْلَامِ فَرَفَعَ بِهِ الْخَسِیسَةَ وَ أَتَمَّ بِهِ النَّاقِصَةَ وَ كَرَّمَ بِهِ مِنَ اللُّؤْمِ فَلَا لُؤْمَ عَلَی الْمُسْلِمِ إِنَّمَا اللُّؤْمُ لُؤْمُ الْجَاهِلِیَّةِ(1).
«9»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی أَبُو بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ قَالَ: كَانَ فِیمَا أَوْصَی بِهِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ یَا بُنَیَّ إِذَا أَنَا مِتُّ فَلَا یَلِی غُسْلِی غَیْرُكَ فَإِنَّ الْإِمَامَ لَا یُغَسِّلُهُ إِلَّا إِمَامٌ بَعْدَهُ وَ اعْلَمْ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ أَخَاكَ سَیَدْعُو النَّاسَ إِلَی نَفْسِهِ فَامْنَعْهُ فَإِنْ أَبَی إِنَّ عُمُرَهُ قَصِیرٌ- وَ قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام فَلَمَّا مَضَی أَبِی ادَّعَی عَبْدُ اللَّهِ الْإِمَامَةَ فَلَمْ أُنَازِعْهُ فَلَمْ یَلْبَثْ إِلَّا شُهُوراً یَسِیرَةً حَتَّی قَضَی نَحْبَهُ (2).
«10»- شا، [الإرشاد]: وَلَدَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام خَمْسَةَ عَشَرَ وَلَداً- مُحَمَّدٌ الْمُكَنَّی أَبَا جَعْفَرٍ الْبَاقِرَ علیه السلام وَ أُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ زَیْدٌ وَ عُمَرُ أُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ وَ عَبْدُ اللَّهِ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ أُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ وَ الْحُسَیْنُ الْأَصْغَرُ وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَ سُلَیْمَانُ لِأُمِّ وَلَدٍ وَ عَلِیٌّ وَ كَانَ أَصْغَرَ وُلْدِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ خَدِیجَةُ أُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ وَ مُحَمَّدٌ الْأَصْغَرُ أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ وَ فَاطِمَةُ وَ عُلَیَّةُ وَ أُمُّ كُلْثُومٍ وَ أُمُّهُنَّ أُمُّ وَلَدٍ(3)
وَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ أَخُو أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام یَلِی صَدَقَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ صَدَقَاتِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ كَانَ فَاضِلًا فَقِیهاً وَ رَوَی عَنْ آبَائِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَخْبَاراً كَثِیرَةً وَ حَدَّثَ النَّاسُ عَنْهُ وَ حَمَلُوا عَنْهُ الْآثَارَ(4)
ص: 166
وَ كَانَ عُمَرُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَاضِلًا جَلِیلًا وَ وَلِیَ صَدَقَاتِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ صَدَقَاتِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ كَانَ وَرِعاً سَخِیّاً وَ قَدْ رَوَی دَاوُدُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ قَالَ رَأَیْتُ عَمِّی عُمَرَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ یَشْتَرِطُ عَلَی مَنِ ابْتَاعَ صَدَقَاتِ عَلِیٍّ علیه السلام أَنْ یَثْلِمَ فِی الْحَائِطِ كَذَا وَ كَذَا ثُلْمَةً وَ لَا یَمْنَعَ مَنْ دَخَلَهُ أَنْ یَأْكُلَ مِنْهُ.
حَدَّثَنِی الشَّرِیفُ أَبُو مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِی جَدِّی قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بَكَّارُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَزْدِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْعُرَنِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَرِیرٍ الْقَطَّانِ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَقُولُ: الْمُفْرِطُ فِی حُبِّنَا كَالْمُفْرِطِ فِی بُغْضِنَا لَنَا حَقٌّ بِقَرَابَتِنَا مِنْ جَدِّنَا رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ حَقٌّ جَعَلَهُ اللَّهُ لَنَا فَمَنْ تَرَكَهُ تَرَكَ عَظِیماً أَنْزِلُونَا بِالْمَنْزِلِ الَّذِی أَنْزَلَنَا اللَّهُ بِهِ وَ لَا تَقُولُوا فِینَا مَا لَیْسَ فِینَا إِنْ یُعَذِّبْنَا اللَّهُ فَبِذُنُوبِنَا وَ إِنْ یَرْحَمْنَا اللَّهُ فَبِرَحْمَتِهِ وَ فَضْلِهِ (1).
وَ كَانَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَاضِلًا وَرِعاً وَ رَوَی حَدِیثاً كَثِیراً عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ عَمَّتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَیْنِ وَ أَخِیهِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ رَوَی أَحْمَدُ بْنُ عِیسَی عَنْ أَبِیهِ قَالَ كُنْتُ أَرَی الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَدْعُو فَكُنْتُ أَقُولُ لَا یَضَعُ یَدَهُ حَتَّی یُسْتَجَابَ لَهُ فِی الْخَلْقِ جَمِیعاً وَ رَوَی حَرْبٌ الطَّحَّانُ عَنْ سَعِیدٍ صَاحِبِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ إِنِّی لَمْ أَرَ أَحَداً أَخْوَفَ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ حَتَّی قَدِمْتُ الْمَدِینَةَ فَرَأَیْتُ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَلَمْ أَرَ أَشَدَّ خَوْفاً مِنْهُ كَأَنَّمَا أُدْخِلَ النَّارَ ثُمَّ أُخْرِجَ مِنْهَا لِشِدَّةِ خَوْفِهِ.
وَ رَوَی یَحْیَی بْنُ سُلَیْمَانَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَمِّهِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ هِشَامٍ الْمَخْزُومِیُّ وَالِیاً عَلَی الْمَدِینَةِ وَ كَانَ یَجْمَعُنَا یَوْمَ الْجُمُعَةِ قَرِیباً مِنَ الْمِنْبَرِ ثُمَّ یَقَعُ فِی عَلِیٍّ علیه السلام وَ یَشْتِمُهُ قَالَ فَحَضَرْتُ یَوْماً وَ قَدِ امْتَلَأَ ذَلِكَ الْمَكَانُ فَلَصِقْتُ بِالْمِنْبَرِ فَأَغْفَیْتُ فَرَأَیْتُ الْقَبْرَ قَدِ انْفَرَجَ وَ خَرَجَ مِنْهُ رَجُلٌ عَلَیْهِ ثِیَابٌ بَیَاضٌ فَقَالَ لِی یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَ لَا یَحْزُنُكَ
ص: 167
مَا یَقُولُ هَذَا قُلْتُ بَلَی وَ اللَّهِ قَالَ افْتَحْ عَیْنَیْكَ فَانْظُرْ مَا یَصْنَعُ اللَّهُ بِهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ ذَكَرَ عَلِیّاً فَرُمِیَ مِنْ فَوْقِ الْمِنْبَرِ فَمَاتَ لَعَنَهُ اللَّهُ (1).
«11»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ- وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَیُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ فَقَالَ هَذِهِ نَزَلَتْ فِینَا خَاصَّةً إِنَّهُ لَیْسَ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ یَمُوتُ وَ لَا یَخْرُجُ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یُقِرَّ لِلْإِمَامِ وَ بِإِمَامَتِهِ كَمَا أَقَرَّ وُلْدُ یَعْقُوبَ لِیُوسُفَ حِینَ قَالُوا(2)
تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَیْنا(3).
«12»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ مُوسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ الْعَلَوِیِّ الْعَبَّاسِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ النَّاصِرِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رُشْدٍ عَنْ عَمِّهِ أَبِی مَعْمَرٍ سَعِیدِ بْنِ خَیْثَمٍ عَنْ أَخِیهِ مَعْمَرٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَجَاءَ زَیْدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَأَخَذَ بِعِضَادَتَیِ الْبَابِ فَقَالَ لَهُ الصَّادِقُ علیه السلام یَا عَمِّ أُعِیذُكَ بِاللَّهِ أَنْ تَكُونَ الْمَصْلُوبَ بِالْكُنَاسَةِ فَقَالَتْ لَهُ أُمُّ زَیْدٍ وَ اللَّهِ مَا
یَحْمِلُكَ عَلَی هَذَا الْقَوْلِ غَیْرُ الْحَسَدِ لِابْنِی فَقَالَ یَا لَیْتَهُ حَسَداً یَا لَیْتَهُ حَسَداً یَا لَیْتَهُ حَسَداً ثَلَاثاً ثُمَّ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی علیه السلام أَنَّهُ یَخْرُجُ مِنْ وُلْدِهِ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ- زَیْدٌ یُقْتَلُ بِالْكُوفَةِ وَ یُصْلَبُ بِالْكُنَاسَةِ یُخْرَجُ مِنْ قَبْرِهِ نَبْشاً تُفَتَّحُ لِرُوحِهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ یَتَبَهَّجُ بِهِ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ یُجْعَلُ رُوحُهُ فِی حَوْصَلَةِ طَیْرٍ خَضِرٍ یَسْرَحُ فِی الْجَنَّةِ حَیْثُ یَشَاءُ(4).
«13»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الدَّقَّاقُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ: مِثْلَهُ (5).
«14»- ن (6)،[عیون أخبار الرضا علیه السلام] لی، [الأمالی] للصدوق الْحُسَیْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْجَلُودِیِّ عَنِ الْأَشْعَثِ
ص: 168
بْنِ مُحَمَّدٍ الضَّبِّیِّ عَنْ شُعَیْبِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ عِنْدَهُ زَیْدٌ أَخُوهُ علیه السلام فَدَخَلَ عَلَیْهِ مَعْرُوفُ بْنُ خَرَّبُوذَ الْمَكِّیُّ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا مَعْرُوفُ أَنْشِدْنِی مِنْ طَرَائِفِ مَا عِنْدَكَ فَأَنْشَدَهُ:
لَعَمْرُكَ مَا إِنْ أَبُو مَالِكٍ***بِوَانٍ وَ لَا بِضَعِیفٍ قُوَاهُ
وَ لَا بِأَلَدَّ لَدَی قَوْلِهِ***یُعَادِی الْحَكِیمَ إِذَا مَا نَهَاهُ
وَ لَكِنَّهُ سَیِّدٌ بَارِعٌ***كَرِیمُ الطَّبَائِعِ حُلْوٌ نَثَاهُ (1)
إِذَا سُدْتَهُ سُدْتَ مِطْوَاعَةً***وَ مَهْمَا وَكَلْتَ إِلَیْهِ كَفَاهُ
قَالَ فَوَضَعَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام یَدَهُ عَلَی كَتِفَیْ زَیْدٍ علیه السلام فَقَالَ هَذِهِ صِفَتُكَ یَا أَبَا الْحُسَیْنِ (2).
بیان: الألد الخصم المعاند الذی لا یمیل إلی الحق و النثا مقصورا ما أخبرت به عن الرجل من حسن أو سیئ و قوله سدت مطواعة أی إذا صرت له سیدا وجدته فی غایة الإطاعة و التاء للمبالغة.
«15»- لی، [الأمالی] للصدوق النَّقَّاشُ عَنْ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِیِّ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رُشْدٍ عَنْ عَمِّهِ سَعِیدِ بْنِ خَیْثَمٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ قَالَ: حَجَجْتُ فَأَتَیْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَقَالَ لِی یَا أَبَا حَمْزَةَ أَ لَا أُحَدِّثُكَ عَنْ رُؤْیَا رَأَیْتُهَا رَأَیْتُ كَأَنِّی أُدْخِلْتُ
الْجَنَّةَ فَأُتِیتُ بِحَوْرَاءَ لَمْ أَرَ أَحْسَنَ مِنْهَا فَبَیْنَا أَنَا مُتَّكِئٌ عَلَی أَرِیكَتِی إِذْ سَمِعْتُ قَائِلًا یَقُولُ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ لِیَهْنِئْكَ زَیْدٌ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ لِیَهْنِئْكَ زَیْدٌ فَیَهْنِئْكَ زَیْدٌ قَالَ أَبُو حَمْزَةَ ثُمَّ حَجَجْتُ بَعْدَهُ فَأَتَیْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَقَرَعْتُ الْبَابَ فَفُتِحَ لِی وَ دَخَلْتُ فَإِذَا هُوَ حَامِلٌ زَیْداً عَلَی یَدِهِ أَوْ قَالَ حَامِلٌ غُلَاماً عَلَی یَدِهِ
ص: 169
فَقَالَ لِی یَا أَبَا حَمْزَةَ(1) هَذِهِ تَأْوِیلُ رُءْیایَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّی حَقًّا(2).
«16»- لی، [الأمالی] للصدوق أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رُزْمَةَ الْقَزْوِینِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی الْعَلَوِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی رَافِعٍ عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ فِی فِنَاءِ دَارِهِ فَمَرَّ بِهِ زَیْدُ بْنُ الْحَسَنِ فَرَفَعَ طَرْفَهُ إِلَیْهِ ثُمَّ قَالَ لَیُقْتَلَنَّ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ لَیُصْلَبَنَّ بِالْعِرَاقِ مَنْ نَظَرَ إِلَی عَوْرَتِهِ فَلَمْ یَنْصُرْهُ أَكَبَّهُ اللَّهُ عَلَی وَجْهِهِ فِی النَّارِ(3).
«17»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ قَالَ: إِنِّی لَجَالِسٌ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ علیه السلام إِذْ أَقْبَلَ زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ هُوَ مُقْبِلٌ قَالَ هَذَا سَیِّدٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ الطَّالِبُ بِأَوْتَارِهِمْ لَقَدْ أَنْجَبَتْ أُمٌّ وَلَدَتْكَ یَا زَیْدُ(4).
«18»- لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ سَیَابَةَ قَالَ: دَفَعَ إِلَیَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَلْفَ دِینَارٍ وَ أَمَرَنِی أَنْ أَقْسِمَهَا فِی عِیَالِ مَنْ أُصِیبَ مَعَ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَسَمْتُهَا فَأَصَابَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَیْرِ أَخَا فُضَیْلٍ الرَّسَّانِ أَرْبَعَةُ دَنَانِیرَ(5).
«19»- ن (6)،[عیون أخبار الرضا علیه السلام] لی، [الأمالی] للصدوق الْفَامِیُّ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِلْحُسَیْنِ یَا حُسَیْنُ یَخْرُجُ مِنْ صُلْبِكَ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ زَیْدٌ یَتَخَطَّی هُوَ وَ أَصْحَابُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ
ص: 170
رِقَابَ النَّاسِ غُرّاً مُحَجَّلِینَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِلَا حِسَابٍ (1).
بیان: قال الجزری و فی الحدیث غر محجلون من آثار الوضوء الغر جمع الأغر من الغرة بیاض الوجه و المحجل هو الذی یرتفع البیاض فی قوائمه إلی موضع القید و یجاوز الأرساغ و لا یجاوز الركبتین استعار علیه السلام أثر الوضوء فی الوجه و الیدین و الرجلین للإنسان من البیاض الذی یكون فی وجه الفرس و یدیه و رجلیه (2).
«20»- ن (3)،[عیون أخبار الرضا علیه السلام] لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ شَمُّونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْفُضَیْلِ قَالَ: انْتَهَیْتُ إِلَی زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام صَبِیحَةَ خَرَجَ بِالْكُوفَةِ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ مَنْ یُعِینُنِی مِنْكُمْ عَلَی قِتَالِ أَنْبَاطِ أَهْلِ الشَّامِ فَوَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ بَشِیراً- لَا یُعِینُنِی مِنْكُمْ عَلَی قِتَالِهِمْ أَحَدٌ إِلَّا أَخَذْتُ بِیَدِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَأَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ بِإِذْنِ اللَّهِ قَالَ فَلَمَّا قُتِلَ اكْتَرَیْتُ رَاحِلَةً وَ تَوَجَّهْتُ نَحْوَ الْمَدِینَةِ فَدَخَلْتُ عَلَی الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَقُلْتُ فِی نَفْسِی لَا أَخْبَرْتُهُ بِقَتْلِ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ فَیَجْزَعَ عَلَیْهِ فَلَمَّا دَخَلْتُ قَالَ لِی یَا فُضَیْلُ مَا فَعَلَ عَمِّی زَیْدٌ قَالَ فَخَنَقَتْنِی الْعَبْرَةُ فَقَالَ لِی قَتَلُوهُ قُلْتُ إِی وَ اللَّهِ قَتَلُوهُ قَالَ فَصَلَبُوهُ قُلْتُ إِی وَ اللَّهِ صَلَبُوهُ فَأَقْبَلَ یَبْكِی وَ دُمُوعُهُ تَنْحَدِرُ عَلَی دِیبَاجَتَیْ خَدِّهِ كَأَنَّهَا الْجُمَانُ ثُمَّ قَالَ یَا فُضَیْلُ شَهِدْتَ مَعَ عَمِّی قِتَالَ أَهْلِ الشَّامِ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَكَمْ قَتَلْتَ مِنْهُمْ قُلْتُ سِتَّةً قَالَ فَلَعَلَّكَ شَاكٌّ فِی دِمَائِهِمْ قَالَ فَقُلْتُ لَوْ كُنْتُ شَاكّاً مَا قَتَلْتُهُمْ قَالَ فَسَمِعْتُهُ وَ هُوَ یَقُولُ أَشْرَكَنِیَ اللَّهُ فِی تِلْكَ الدِّمَاءِ مَضَی وَ اللَّهِ زَیْدٌ عَمِّی وَ أَصْحَابُهُ شُهَدَاءُ مِثْلَ مَا مَضَی عَلَیْهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ أَصْحَابُهُ (4).
ص: 171
إیضاح: الأنباط جیل ینزلون بالبطائح بین العراقین و أكثرهم عجم استعربوا و یقال لأهل الشام الأنباط لتشبههم بهم فی عدم كونهم من فصحاء العرب و قد یقال نبطی لمن كان حاذقا فی جبایة الخراج و عمارة الأرضین ذكره الجزری (1) ثم قال و منه حدیث ابن أبی أوفی كنا نسلف أنباطا من أنباط الشام انتهی و الجمان كغراب اللؤلؤ أو هنوات أشكال اللؤلؤ من فضة ذكره الفیروزآبادی (2).
«21»- سر، [السرائر] أَبُو عَبْدِ اللَّهِ السَّیَّارِیُّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ قَالَ: ذُكِرَ بَیْنَ یَدَیْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ خَرَجَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ علیه السلام لَا أَزَالُ وَ شِیعَتِی بِخَیْرٍ مَا خَرَجَ الْخَارِجِیُّ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَوَدِدْتُ أَنَّ الْخَارِجِیَّ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ خَرَجَ وَ عَلَیَّ نَفَقَةُ عِیَالِهِ (3).
«22»- لی، [الأمالی] للصدوق الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ قَالَ: دَخَلْتُ إِلَی الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَقَالَ لِی یَا حَمْزَةُ مِنْ أَیْنَ أَقْبَلْتَ قُلْتُ مِنَ الْكُوفَةِ قَالَ فَبَكَی علیه السلام حَتَّی بَلَّتْ دُمُوعُهُ لِحْیَتَهُ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا لَكَ أَكْثَرْتَ الْبُكَاءَ فَقَالَ ذَكَرْتُ عَمِّی زَیْداً علیه السلام وَ مَا صُنِعَ بِهِ فَبَكَیْتُ فَقُلْتُ لَهُ وَ مَا الَّذِی ذَكَرْتَ مِنْهُ فَقَالَ ذَكَرْتُ مَقْتَلَهُ وَ قَدْ أَصَابَ جَبِینَهُ سَهْمٌ فَجَاءَهُ ابْنُهُ یَحْیَی فَانْكَبَّ عَلَیْهِ وَ قَالَ لَهُ أَبْشِرْ یَا أَبَتَاهْ فَإِنَّكَ تَرِدُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ أَجَلْ یَا بُنَیَّ ثُمَّ دَعَا بِحَدَّادٍ فَنَزَعَ السَّهْمَ مِنْ جَبِینِهِ فَكَانَتْ نَفْسُهُ مَعَهُ فَجِی ءَ بِهِ إِلَی سَاقِیَةٍ تَجْرِی عِنْدَ بُسْتَانٍ زَائِدَةٍ فَحُفِرَ لَهُ فِیهَا وَ دُفِنَ وَ أُجْرِیَ عَلَیْهِ الْمَاءُ وَ كَانَ مَعَهُمْ غُلَامٌ سِنْدِیٌّ لِبَعْضِهِمْ فَذَهَبَ إِلَی یُوسُفَ بْنِ عُمَرَ مِنَ الْغَدِ فَأَخْبَرَهُ بِدَفْنِهِمْ إِیَّاهُ فَأَخْرَجَهُ یُوسُفُ بْنُ عُمَرَ فَصَلَبَهُ فِی الْكُنَاسَةِ أَرْبَعَ سِنِینَ ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَأُحْرِقَ بِالنَّارِ وَ ذُرِیَ فِی الرِّیَاحِ فَلَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَهُ وَ خَاذِلَهُ وَ إِلَی اللَّهِ جَلَّ اسْمُهُ أَشْكُو مَا نَزَلَ بِنَا أَهْلَ بَیْتِ نَبِیِّهِ بَعْدَ مَوْتِهِ وَ بِهِ نَسْتَعِینُ
ص: 172
عَلَی عَدُوِّنَا وَ هُوَ خَیْرُ مُسْتَعَانٍ (1).
«23»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْغَضَائِرِیُّ عَنِ الصَّدُوقِ: مِثْلَهُ (2).
«24»- لی، [الأمالی] للصدوق الطَّالَقَانِیُّ عَنْ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِیِّ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ قَالَ قَالَ زَیْدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام: فِی كُلِّ زَمَانٍ رَجُلٌ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ یَحْتَجُّ اللَّهُ بِهِ عَلَی خَلْقِهِ وَ حُجَّةُ زَمَانِنَا ابْنُ أَخِی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ- لَا یَضِلُّ مَنْ تَبِعَهُ وَ لَا یَهْتَدِی مَنْ خَالَفَهُ (3).
«25»- لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْمُؤَدِّبِ عَنْ أَحْمَدَ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ أَبِی هَرَاسَةَ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زِیَادٍ الْأَحْمَرِ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام: أَنَّهُ قَرَأَ وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ
یَبْلُغا أَشُدَّهُما وَ یَسْتَخْرِجا كَنزَهُما(4) ثُمَّ قَالَ زَیْدٌ حَفِظَهُمَا اللَّهُ بِصَلَاحِ أَبِیهِمَا فَمَنْ أَوْلَی بِحُسْنِ الْحِفْظِ مِنَّا- رَسُولُ اللَّهِ جَدُّنَا وَ ابْنَتُهُ أُمُّنَا وَ سَیِّدَةُ نِسَائِهِ جَدَّتُنَا وَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ صَلَّی مَعَهُ أَبُونَا(5).
«26»- كِتَابُ مُقْتَضَبِ الْأَثَرِ فِی النَّصِّ عَلَی الِاثْنَیْ عَشَرَ، لِابْنِ عَیَّاشٍ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ ابْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَقَالَ مَا الَّذِی أَبْطَأَ بِكَ عَنَّا یَا دَاوُدُ فَقُلْتُ حَاجَةٌ عَرَضَتْ لِی بِالْكُوفَةِ هِیَ الَّتِی أَبْطَأَتْ بِی عَنْكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ لِی مَا ذَا رَأَیْتَ بِهَا قُلْتُ رَأَیْتُ عَمَّكَ زَیْداً عَلَی فَرَسٍ ذَنُوبٍ قَدْ تَقَلَّدَ مُصْحَفاً وَ قَدْ حَفَّ بِهِ فُقَهَاءُ الْكُوفَةِ وَ هُوَ یَقُولُ یَا أَهْلَ الْكُوفَةِ إِنِّی الْعَلَمُ بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَ اللَّهِ تَعَالَی قَدْ عَرَفْتُ مَا فِی كِتَابِ اللَّهِ مِنْ نَاسِخِهِ وَ مَنْسُوخِهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ یَا سَمَاعَةَ بْنَ مِهْرَانَ ائْتِنِی بِتِلْكَ الصَّحِیفَةِ فَأَتَاهُ بِصَحِیفَةٍ
ص: 173
بَیْضَاءَ فَدَفَعَهَا إِلَیَّ وَ قَالَ لِی اقْرَأْ هَذِهِ بِمَا أُخْرِجَ إِلَیْنَا أَهْلَ الْبَیْتِ یَرِثُهُ كَابِرٌ عَنْ كَابِرٍ مِنْ لَدُنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَرَأْتُهَا فَإِذَا فِیهَا سَطْرَانِ السَّطْرُ الْأَوَّلُ- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ السَّطْرُ الثَّانِی إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِی كِتابِ اللَّهِ یَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّینُ الْقَیِّمُ (1)
عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ وَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ وَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ وَ الْخَلَفُ مِنْهُمُ الْحُجَّةُ لِلَّهِ ثُمَّ قَالَ لِی یَا دَاوُدُ أَ تَدْرِی أَیْنَ كَانَ وَ مَتَی كَانَ مَكْتُوباً قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنْتُمْ قَالَ قَبْلَ أَنْ یُخْلَقَ آدَمُ بِأَلْفَیْ عَامٍ فَأَیْنَ یُتَاهُ بِزَیْدٍ وَ یُذْهَبُ بِهِ إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ لَنَا عَدَاوَةً وَ حَسَداً الْأَقْرَبُ إِلَیْنَا فَالْأَقْرَبُ (2).
«27»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الْمُكَتِّبُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الصَّوْلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَزِیدَ النَّحْوِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُبْدُونٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: لَمَّا حُمِلَ زَیْدُ بْنُ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ إِلَی الْمَأْمُونِ وَ قَدْ كَانَ خَرَجَ بِالْبَصْرَةِ وَ أَحْرَقَ دُورَ وُلْدِ الْعَبَّاسِ وَهَبَ الْمَأْمُونُ جُرْمَهُ لِأَخِیهِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا علیه السلام وَ قَالَ لَهُ یَا أَبَا الْحَسَنِ لَئِنْ خَرَجَ أَخُوكَ وَ فَعَلَ مَا فَعَلَ لَقَدْ خَرَجَ قَبْلَهُ زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ فَقُتِلَ وَ لَوْ لَا مَكَانُكَ مِنِّی لَقَتَلْتُهُ فَلَیْسَ مَا أَتَاهُ بِصَغِیرٍ فَقَالَ الرِّضَا علیه السلام یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- لَا تَقِسْ أَخِی زَیْداً إِلَی زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام فَإِنَّهُ كَانَ مِنْ عُلَمَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ غَضِبَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَجَاهَدَ أَعْدَاءَهُ حَتَّی قُتِلَ فِی سَبِیلِهِ وَ لَقَدْ حَدَّثَنِی أَبِی مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ علیهما السلام أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ یَقُولُ رَحِمَ اللَّهُ عَمِّی زَیْداً إِنَّهُ دَعَا إِلَی الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَوْ ظَفِرَ لَوَفَی بِمَا دَعَا إِلَیْهِ وَ قَدِ اسْتَشَارَنِی فِی خُرُوجِهِ فَقُلْتُ لَهُ یَا عَمِّ إِنْ رَضِیتَ أَنْ تَكُونَ الْمَقْتُولَ الْمَصْلُوبَ بِالْكُنَاسَةِ فَشَأْنَكَ فَلَمَّا وَلَّی قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَیْلٌ لِمَنْ سَمِعَ وَاعِیَتُهُ فَلَمْ یُجِبْهُ فَقَالَ الْمَأْمُونُ یَا أَبَا الْحَسَنِ أَ لَیْسَ قَدْ جَاءَ فِیمَنِ ادَّعَی الْإِمَامَةَ بِغَیْرِ حَقِّهَا مَا جَاءَ فَقَالَ الرِّضَا علیه السلام
ص: 174
إِنَّ زَیْدَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام لَمْ یَدَّعِ مَا لَیْسَ لَهُ بِحَقٍّ وَ إِنَّهُ كَانَ أَتْقَی لِلَّهِ مِنْ ذَاكَ إِنَّهُ قَالَ أَدْعُوكُمْ إِلَی الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَ إِنَّمَا جَاءَ مَا جَاءَ فِیمَنْ یَدَّعِی أَنَّ اللَّهَ نَصَّ عَلَیْهِ ثُمَّ یَدْعُو إِلَی غَیْرِ دِینِ اللَّهِ وَ یَضِلُّ عَنْ سَبِیلِهِ بِغَیْرِ عِلْمٍ وَ كَانَ زَیْدٌ وَ اللَّهِ مِمَّنْ خُوطِبَ بِهَذِهِ الْآیَةِ-(1) وَ جاهِدُوا فِی اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ (2).
«28»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الْقَطَّانُ عَنِ السُّكَّرِیِّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنِ ابْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَیَابَةَ قَالَ: خَرَجْنَا وَ نَحْنُ سَبْعَةُ نَفَرٍ فَأَتَیْنَا الْمَدِینَةَ فَدَخَلْنَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ أَ عِنْدَكُمْ خَبَرُ عَمِّی زَیْدٍ فَقُلْنَا قَدْ خَرَجَ أَوْ هُوَ خَارِجٌ قَالَ فَإِنْ أَتَاكُمْ خَبَرٌ فَأَخْبِرُونِی فَمَكَثْنَا أَیَّاماً فَأَتَی رَسُولُ بَسَّامٍ الصَّیْرَفِیِّ بِكِتَابٍ فِیهِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ زَیْداً خَرَجَ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ غُرَّةَ صَفَرٍ فَمَكَثَ الْأَرْبِعَاءَ وَ الْخَمِیسَ وَ قُتِلَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ وَ قُتِلَ مَعَهُ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ فَدَخَلْنَا عَلَی الصَّادِقِ علیه السلام وَ دَفَعْنَا إِلَیْهِ الْكِتَابَ فَقَرَأَ وَ بَكَی ثُمَّ قَالَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ عِنْدَ اللَّهِ أَحْتَسِبُ عَمِّی إِنَّهُ كَانَ نِعْمَ الْعَمُّ إِنَّ عَمِّی كَانَ رَجُلًا لِدُنْیَانَا وَ آخِرَتِنَا مَضَی وَ اللَّهِ عَمِّی شَهِیداً كَشُهَدَاءَ اسْتُشْهِدُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ وَ عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ (3).
بیان: قال الجزری (4)
الاحتساب من الحسب كالاعتداد من العدد إنما قیل لمن ینوی بعمله وجه اللّٰه احتسبه لأن له حینئذ أن یعتد عمله فجعل فی حال مباشرة الفعل كأنه معتد به و منه الحدیث من مات له ولد فاحتسبه أی احتسب الأجر بصبره علی مصیبته.
«29»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] تَمِیمٌ الْقُرَشِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَنْصَارِیِّ عَنِ الْهَرَوِیِّ قَالَ:
ص: 175
سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یُحَدِّثُ عَنْ أَبِیهِ أَنَّ إِسْمَاعِیلَ قَالَ لِلصَّادِقِ علیه السلام یَا أَبَتَاهْ مَا تَقُولُ فِی الْمُذْنِبِ مِنَّا وَ مِنْ غَیْرِنَا فَقَالَ علیه السلام(1) لَیْسَ بِأَمانِیِّكُمْ وَ لا أَمانِیِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ یَعْمَلْ سُوءاً یُجْزَ بِهِ (2).
تفسیر قال البیضاوی (3)
أی لیس ما وعد اللّٰه من الثواب ینال بأمانیكم أیها المسلمون و لا بأمانی أهل الكتاب و إنما ینال بالإیمان و العمل الصالح و قیل لیس الإیمان بالتمنی و لكن ما وقر فی القلب و صدّقه العمل.
روی أن المسلمین و أهل الكتاب افتخروا فقال أهل الكتاب نبینا قبل نبیكم و كتابنا قبل كتابكم و نحن أولی باللّٰه منكم فقال المسلمون نحن أولی منكم نبینا خاتم النبیین و كتابنا یقضی علی الكتب المتقدمة فنزلت و قیل الخطاب مع المشركین و یدل علیه تقدم ذكره أی لیس الأمر بأمانی المشركین و هو قولهم لا جنة و لا نار و قولهم إن كان الأمر كما یزعم هؤلاء لنكونن خیرا منهم و أحسن حالا وَ لا أَمانِیِّ أَهْلِ الْكِتابِ و هو قولهم لَنْ یَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصاری و قولهم لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَیَّاماً مَعْدُودَةً ثم قرر ذلك بقوله مَنْ یَعْمَلْ سُوءاً یُجْزَ بِهِ عاجلا و آجلا.
«30»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الدَّقَّاقُ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی حَمَّادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الرِّضَا علیه السلام وَ عِنْدَهُ زَیْدُ بْنُ مُوسَی أَخُوهُ وَ هُوَ یَقُولُ یَا زَیْدُ اتَّقِ اللَّهَ فَإِنَّا بَلَغْنَا مَا بَلَغْنَا بِالتَّقْوَی فَمَنْ لَمْ یَتَّقِ وَ لَمْ یُرَاقِبْهُ فَلَیْسَ مِنَّا وَ لَسْنَا مِنْهُ یَا زَیْدُ إِیَّاكَ أَنْ تُعِینَ عَلَی مَنْ بِهِ تَصُولُ مِنْ شِیعَتِنَا فَیَذْهَبَ نُورُكَ یَا زَیْدُ إِنَّ شِیعَتَنَا إِنَّمَا أَبْغَضَهُمُ النَّاسُ وَ عَادَوْهُمْ وَ اسْتَحَلُّوا دِمَاءَهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ لِمَحَبَّتِهِمْ لَنَا وَ اعْتِقَادِهِمْ لِوَلَایَتِنَا فَإِنْ أَنْتَ أَسَأْتَ إِلَیْهِمْ ظَلَمْتَ نَفْسَكَ وَ أَبْطَلْتَ حَقَّكَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ ثُمَّ الْتَفَتَ علیه السلام إِلَیَّ فَقَالَ لِی یَا ابْنَ الْجَهْمِ مَنْ خَالَفَ دِینَ اللَّهِ فَابْرَأْ
ص: 176
مِنْهُ كَائِناً مَنْ كَانَ مِنْ أَیِّ قَبِیلَةٍ كَانَ وَ مَنْ عَادَی اللَّهَ فَلَا نُوَالِهِ كَائِناً مَنْ كَانَ مِنْ أَیِّ قَبِیلَةٍ كَانَ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ مَنِ الَّذِی یُعَادِی اللَّهَ قَالَ مَنْ یَعْصِیهِ (1).
«31»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] جَعْفَرُ بْنُ نُعَیْمٍ الشَّاذَانِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمَدَانِیِّ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ: مَنْ أَحَبَّ عَاصِیاً فَهُوَ عَاصٍ وَ مَنْ أَحَبَّ مُطِیعاً فَهُوَ مُطِیعٌ وَ مَنْ أَعَانَ ظَالِماً فَهُوَ ظَالِمٌ وَ مَنْ خَذَلَ عَادِلًا فَهُوَ خَاذِلٌ إِنَّهُ لَیْسَ بَیْنَ اللَّهِ وَ بَیْنَ أَحَدٍ قَرَابَةٌ وَ لَا یَنَالُ أَحَدٌ وَلَایَةَ اللَّهِ إِلَّا بِالطَّاعَةِ وَ لَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِبَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ائْتُونِی بِأَعْمَالِكُمْ لَا بِأَنْسَابِكُمْ وَ أَحْسَابِكُمْ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَإِذا نُفِخَ فِی الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَیْنَهُمْ یَوْمَئِذٍ وَ لا یَتَساءَلُونَ- فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِینُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ- وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِینُهُ فَأُولئِكَ الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ (2) فِی جَهَنَّمَ خالِدُونَ (3).
«32»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الْوَرَّاقُ عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی قَتَادَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام: إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ وَجَبَ حَقُّنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَنْ أَخَذَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَقّاً وَ لَمْ یُعْطِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ مِثْلَهُ فَلَا حَقَّ لَهُ (4).
بیان: أی من طلب للناس أن یرعوا حقه بسبب انتسابه بالرسول ص فیجب علیه أن یراعی للناس ما یجب من حقوقهم و إلا یفعل فلا یجب رعایة حقه.
«33»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الْبَیْهَقِیُّ عَنِ الصَّوْلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی بْنِ نَصْرٍ الرَّازِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبِی یَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ لِلرِّضَا علیه السلام وَ اللَّهِ مَا عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ أَشْرَفُ مِنْكَ أَباً فَقَالَ التَّقْوَی شَرَّفَتْهُمْ وَ طَاعَةُ اللَّهِ أَحْظَتْهُمْ فَقَالَ لَهُ آخَرُ أَنْتَ وَ اللَّهِ خَیْرُ النَّاسِ
ص: 177
فَقَالَ لَهُ لَا تَحْلِفْ یَا هَذَا خَیْرٌ مِنِّی مَنْ كَانَ أَتْقَی لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَطْوَعَ لَهُ وَ اللَّهِ مَا نَسَخَتْ هَذِهِ الْآیَةَ(1)
آیَةٌ- وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ (2).
«34»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا زُطٍّ یَقُولُ: لَا تَسُبُّوا عَلِیّاً وَ لَا أَهْلَ هَذَا الْبَیْتِ فَإِنَّ جَبَّاراً لَنَا مِنْ بَلَنْجَرَ(3)
قَدِمَ الْكُوفَةَ- بَعْدَ قَتْلِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ زَیْدَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ أَ لَا تَرَوْنَ إِلَی هَذَا الْفَاسِقِ ابْنِ الْفَاسِقِ كَیْفَ قَتَلَهُ اللَّهُ تَعَالَی قَالَ فَرَمَاهُ اللَّهُ بِقَرْحَتَیْنِ فِی عَیْنَیْهِ فَطَمَسَ اللَّهُ بِهَا بَصَرَهُ فَاحْذَرُوا أَنْ تَتَعَرَّضُوا لِأَهْلِ هَذَا الْبَیْتِ إِلَّا بِخَیْرٍ(4).
«35»- ع، [علل الشرائع] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَحْیَی بْنِ عِمْرَانَ الْهَمْدَانِیِّ وَ ابْنِ بَزِیعٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْعِیصِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: اتَّقُوا اللَّهَ وَ انْظُرُوا لِأَنْفُسِكُمْ فَإِنَّ أَحَقَّ مَنْ نَظَرَ لَهَا أَنْتُمْ لَوْ كَانَ لِأَحَدِكُمْ نَفْسَانِ فَقَدَّمَ إِحْدَاهُمَا وَ جَرَّبَ بِهَا اسْتَقْبَلَ التَّوْبَةَ بِالْأُخْرَی كَانَ وَ لَكِنَّهَا نَفْسٌ وَاحِدَةٌ إِذَا ذَهَبَتْ فَقَدْ وَ اللَّهِ ذَهَبَتِ التَّوْبَةُ إِنْ أَتَاكُمْ مِنَّا آتٍ یَدْعُوكُمْ إِلَی الرِّضَا مِنَّا فَنَحْنُ نَسْتَشْهِدُكُمْ أَنَّا لَا نَرْضَی إِنَّهُ لَا یُطِیعُنَا الْیَوْمَ وَ هُوَ وَحْدَهُ فَكَیْفَ یُطِیعُنَا إِذَا ارْتَفَعَتِ الرَّایَاتُ وَ الْأَعْلَامُ (5).
«36»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْمُكَارِی قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَذُكِرَ زَیْدٌ وَ مَنْ
ص: 178
خَرَجَ مَعَهُ فَهَمَّ بَعْضُ أَصْحَابِ الْمَجْلِسِ یَتَنَاوَلُهُ فَانْتَهَرَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ مَهْلًا لَیْسَ لَكُمْ أَنْ تَدْخُلُوا فِیمَا بَیْنَنَا إِلَّا بِسَبِیلِ خَیْرٍ إِنَّهُ لَمْ تَمُتْ نَفْسٌ مِنَّا إِلَّا وَ تُدْرِكُهُ السَّعَادَةُ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ نَفْسُهُ وَ لَوْ بِفُوَاقِ نَاقَةٍ قَالَ قُلْتُ وَ مَا فُوَاقُ نَاقَةٍ قَالَ حِلَابُهَا(1).
«37»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حَمْزَةَ وَ مُحَمَّدٍ ابْنَیْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِیهِمَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: التُّرُّ تُرُّ حُمْرَانَ ثُمَّ قَالَ یَا حُمْرَانُ مُدَّ الْمِطْمَرَ بَیْنَكَ وَ بَیْنَ الْعَالِمِ قُلْتُ یَا سَیِّدِی وَ مَا الْمِطْمَرُ فَقَالَ أَنْتُمْ تُسَمُّونَهُ خَیْطَ الْبَنَّاءِ فَمَنْ خَالَفَكُمْ عَلَی هَذَا الْأَمْرِ فَهُوَ زِنْدِیقٌ فَقَالَ حُمْرَانُ وَ إِنْ كَانَ عَلَوِیّاً فَاطِمِیّاً فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ إِنْ كَانَ مُحَمَّدِیّاً عَلَوِیّاً فَاطِمِیّاً(2).
بیان: التر بالضم الخیط یمد علی البناء و المطمر الزیج الذی یكون مع البناءین ذكرهما الجوهری (3).
«38»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَیْسَ بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَ مَنْ خَالَفَكُمْ إِلَّا الْمِطْمَرُ قُلْتُ وَ أَیُّ شَیْ ءٍ الْمِطْمَرُ قَالَ الَّذِی تُسَمُّونَهُ التُّرَّ فَمَنْ خَالَفَكُمْ وَ جَازَهُ فَابْرَءُوا مِنْهُ وَ إِنْ كَانَ عَلَوِیّاً فَاطِمِیّاً(4).
«39»- ج، [الإحتجاج]: وَ قِیلَ لِلصَّادِقِ علیه السلام مَا یَزَالُ یَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ فَیُقْتَلُ وَ یُقْتَلُ مَعَهُ بَشَرٌ كَثِیرٌ فَأَطْرَقَ طَوِیلًا ثُمَّ قَالَ إِنَّ فِیهِمُ الْكَذَّابِینَ وَ فِی غَیْرِهِمُ الْمُكَذِّبِینَ (5).
ص: 179
«40»- ج، [الإحتجاج] وَ رُوِیَ عَنْهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: لَیْسَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا وَ لَهُ عَدُوٌّ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ فَقِیلَ لَهُ بَنُو الْحَسَنِ لَا یَعْرِفُونَ لِمَنِ الْحَقُّ قَالَ بَلَی وَ لَكِنْ یَمْنَعُهُمُ الْحَسَدُ(1).
«41»- ج، [الإحتجاج] عَنِ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ- ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنا مِنْ عِبادِنا(2) قَالَ أَیَّ شَیْ ءٍ تَقُولُ قَالَ أَقُولُ إِنَّهَا خَاصٌّ لِوُلْدِ فَاطِمَةَ فَقَالَ علیه السلام أَمَّا مَنْ سَلَّ سَیْفَهُ وَ دَعَا النَّاسَ إِلَی نَفْسِهِ [إِلَی الضَّلَالِ] مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ وَ غَیْرِهِمْ فَلَیْسَ بِدَاخِلٍ فِی هَذِهِ الْآیَةِ قُلْتُ مَنْ یَدْخُلُ فِیهَا قَالَ الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ الَّذِی لَا یَدْعُو النَّاسَ إِلَی ضَلَالٍ وَ لَا هُدًی وَ الْمُقْتَصِدُ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ الْعَارِفُ حَقَّ الْإِمَامِ وَ السَّابِقُ بِالْخَیْرَاتِ الْإِمَامُ (3).
«42»- ج، [الإحتجاج] عَلِیُّ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ أَبَانٍ قَالَ أَخْبَرَنِی الْأَحْوَلُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ الْمُلَقَّبُ بِمُؤْمِنِ الطَّاقِ: أَنَّ زَیْدَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام بَعَثَ إِلَیْهِ وَ هُوَ مُخْتَفٍ قَالَ فَأَتَیْتُهُ فَقَالَ لِی یَا أَبَا جَعْفَرٍ مَا تَقُولُ إِنْ طَرَقَكَ طَارِقٌ مِنَّا أَ تَخْرُجُ مَعَهُ قَالَ قُلْتُ لَهُ إِنْ كَانَ أَبُوكَ وَ أَخُوكَ خَرَجْتُ مَعَهُ قَالَ فَقَالَ لِی فَأَنَا أُرِیدُ أَنْ أَخْرُجَ أُجَاهِدُ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ فَاخْرُجْ مَعِی قَالَ قُلْتُ لَا أَفْعَلُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ فَقَالَ لِی أَ تَرْغَبُ بِنَفْسِكَ عَنِّی قَالَ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّمَا هِیَ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ فَإِنْ كَانَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الْأَرْضِ مَعَكَ حُجَّةٌ فَالْمُتَخَلِّفُ عَنْكَ نَاجٍ وَ الْخَارِجُ مَعَكَ هَالِكٌ وَ إِنْ لَمْ یَكُنْ لِلَّهِ مَعَكَ حُجَّةٌ فَالْمُتَخَلِّفُ عَنْكَ وَ الْخَارِجُ مَعَكَ سَوَاءٌ قَالَ فَقَالَ لِی یَا أَبَا جَعْفَرٍ كُنْتُ أَجْلِسُ مَعَ أَبِی عَلَی الْخِوَانِ فَیُلْقِمُنِی اللُّقْمَةَ السَّمِینَةَ وَ یُبَرِّدُ لِیَ اللُّقْمَةَ الْحَارَّةَ حَتَّی تَبْرُدَ مِنْ شَفَقَتِهِ عَلَیَّ وَ لَمْ یُشْفِقْ عَلَیَّ مِنْ حَرِّ النَّارِ إِذْ أَخْبَرَكَ بِالدِّینِ وَ لَمْ یُخْبِرْنِی بِهِ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ مِنْ شَفَقَتِهِ عَلَیْكَ مِنْ حَرِّ النَّارِ لَمْ یُخْبِرْكَ خَافَ عَلَیْكَ أَلَّا تَقْبَلَهُ فَتَدْخُلَ النَّارَ وَ أَخْبَرَنِی فَإِنْ قَبِلْتُهُ نَجَوْتُ وَ إِنْ لَمْ أَقْبَلْ لَمْ یُبَالِ أَنْ أَدْخُلَ النَّارَ ثُمَ
ص: 180
قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنْتُمْ أَفْضَلُ أَمِ الْأَنْبِیَاءُ قَالَ بَلِ الْأَنْبِیَاءُ قُلْتُ یَقُولُ یَعْقُوبُ لِیُوسُفَ- لا تَقْصُصْ رُؤْیاكَ عَلی إِخْوَتِكَ فَیَكِیدُوا لَكَ كَیْداً(1) ثُمَّ لَمْ یُخْبِرْهُمْ حَتَّی لَا یَكِیدُونَهُ وَ لَكِنْ كَتَمَهُمْ وَ كَذَا أَبُوكَ كَتَمَكَ لِأَنَّهُ خَافَ عَلَیْكَ قَالَ فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ لَقَدْ حَدَّثَنِی صَاحِبُكَ بِالْمَدِینَةِ أَنِّی أُقْتَلُ وَ أُصْلَبُ بِالْكُنَاسَةِ وَ إِنَّ عِنْدَهُ لَصَحِیفَةً فِیهَا قَتْلِی وَ صَلْبِی فَحَجَجْتُ فَحَدَّثْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِمَقَالَةِ زَیْدٍ وَ مَا قُلْتُ لَهُ فَقَالَ لِی أَخَذْتَهُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ یَسَارِهِ وَ مِنْ فَوْقِ رَأْسِهِ وَ مِنْ تَحْتِ قَدَمَیْهِ وَ لَمْ تَتْرُكْ لَهُ مَسْلَكاً یَسْلُكُهُ (2).
«43»- ختص، [الإختصاص] روی عن أبی معمر قال: جاء كثیر النواء فبایع زید بن علی ثم رجع فاستقال فأقاله ثم قال:
للحرب أقوام لها خلقوا***و للتجارة و السلطان أقوام
خیر البریة من أمسی تجارته***تقوی الإله و ضرب یجتلی الهام (3).
رُوِیَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی نُعَیْمٍ الْفَضْلِ بْنِ دُكَیْنٍ كَانَ زُهَیْرُ بْنُ مُعَاوِیَةَ یَحْرُسُ خَشَبَةَ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ نَعَمْ وَ كَانَ فِیهِ شَرٌّ مِنْ ذَلِكَ وَ كَانَ جَدُّهُ الرَّحِیلُ فِیمَنْ قَتَلَ الْحُسَیْنَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ كَانَ زُهَیْرٌ یَخْتَلِفُ إِلَی قَائِدِهِ وَ قَائِدُهُ یَحْرُسُ الْخَشَبَةَ وَ هُوَ زُهَیْرُ بْنُ مُعَاوِیَةَ بْنِ خَدِیجِ بْنِ الرَّحِیلِ (4).
«44»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ الرِّضَا علیه السلام بَعْضُ أَهْلِ
ص: 181
بَیْتِهِ فَقُلْتُ لَهُ الْجَاحِدُ مِنْكُمْ وَ مِنْ غَیْرِكُمْ وَاحِدٌ فَقَالَ لَا كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَقُولُ لِمُحْسِنِنَا حَسَنَتَانِ وَ لِمُسِیئِنَا ذَنْبَانِ (1).
«45»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعِیدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ عَنْ عَمَّارٍ أَبِی الْیَقْظَانِ قَالَ: كَانَ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ جَمَاعَةٌ وَ فِیهِمْ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ أَبَانُ بْنُ نُعْمَانَ فَقَالَ أَیُّكُمْ لَهُ عِلْمٌ بِعَمِّی زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ فَقَالَ أَنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ قَالَ وَ مَا عِلْمُكَ بِهِ قَالَ كُنَّا عِنْدَهُ لَیْلَةً فَقَالَ هَلْ لَكُمْ فِی مَسْجِدِ سَهْلَةَ فَخَرَجْنَا مَعَهُ إِلَیْهِ اجْتِهَاداً أَوْ كَمَا قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ كَانَ بَیْتَ إِبْرَاهِیمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ الَّذِی خَرَجَ مِنْهُ إِلَی الْعَمَالِقَةِ وَ كَانَ بَیْتَ إِدْرِیسَ علیه السلام الَّذِی كَانَ یَخِیطُ فِیهِ وَ فِیهِ صَخْرَةٌ خَضْرَاءُ فِیهَا صُورَةُ وُجُوهِ النَّبِیِّینَ وَ فِیهِ مُنَاخُ الرَّاكِبِ یَعْنِی الْخَضِرَ علیه السلام ثُمَّ قَالَ لَوْ أَنَّ عَمِّی أَتَاهُ حِینَ خَرَجَ فَصَلَّی فِیهِ وَ اسْتَجَارَ بِاللَّهِ لَأَجَارَهُ عِشْرِینَ سَنَةً وَ مَا أَتَاهُ مَكْرُوبٌ قَطُّ فَصَلَّی فِیهِ مَا بَیْنَ الْعِشَاءَیْنِ وَ دَعَا اللَّهَ إِلَّا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ.
«46»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ آلَ أَبِی سُفْیَانَ قَتَلُوا الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَنَزَعَ اللَّهُ مُلْكَهُمْ وَ قَتَلَ هِشَامٌ زَیْدَ بْنَ عَلِیٍّ فَنَزَعَ اللَّهُ مُلْكَهُ وَ قَتَلَ الْوَلِیدُ یَحْیَی بْنِ زَیْدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ فَنَزَعَ اللَّهُ مُلْكَهُ (2).
«47»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنِ الْبَزَوْفَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ عَنْ سَالِمَةَ مَوْلَاةِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام حِینَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ وَ أُغْمِیَ عَلَیْهِ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ أَعْطُوا الْحَسَنَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ هُوَ الْأَفْطَسُ سَبْعِینَ دِینَاراً وَ أَعْطِ فُلَاناً كَذَا وَ فُلَاناً كَذَا فَقُلْتُ أَ تُعْطِی رَجُلًا حَمَلَ عَلَیْكَ بِالشَّفْرَةِ یُرِیدُ أَنْ یَقْتُلَكَ قَالَ تُرِیدِینَ أَنْ لَا أَكُونَ مِنَ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ
ص: 182
وَ الَّذِینَ یَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ وَ یَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ یَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ (1) نَعَمْ یَا سَالِمَةُ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ فَطَیَّبَهَا وَ طَیَّبَ رِیحَهَا وَ إِنَّ رِیحَهَا لَیُوجَدُ مِنْ مَسِیرَةِ أَلْفَیْ عَامٍ وَ لَا یَجِدُ رِیحَهَا عَاقٌّ وَ لَا قَاطِعُ رَحِمٍ (2).
«48»- حة، [فرحة الغری] قَالَ صَفِیُّ الدِّینِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْمُوسَوِیُّ رَأَیْتُ فِی بَعْضِ الْكُتُبِ الْقَدِیمَةِ الْحَدِیثِیَّةِ حَدَّثَنَا ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ حَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ الْأَزْدِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ: كُنْتُ أَزُورُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ فِی كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً فِی وَقْتِ الْحَجِّ فَأَتَیْتُهُ سَنَةً مِنْ ذَاكَ وَ إِذَا عَلَی فَخِذَیْهِ صَبِیٌّ فَقَعَدْتُ إِلَیْهِ وَ جَاءَ الصَّبِیُّ فَوَقَعَ عَلَی عَتَبَةِ الْبَابِ فَانْشَجَّ فَوَثَبَ إِلَیْهِ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام مُهَرْوِلًا فَجَعَلَ یُنَشِّفُ دَمَهُ بِثَوْبِهِ وَ یَقُولُ لَهُ یَا بُنَیَّ أُعِیذُكَ بِاللَّهِ أَنْ تَكُونَ الْمَصْلُوبَ فِی الْكُنَاسَةِ قُلْتُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی أَیُّ كُنَاسَةٍ قَالَ كُنَاسَةُ الْكُوفَةِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ یَكُونُ ذَلِكَ قَالَ إِی وَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ إِنْ عِشْتَ بَعْدِی لَتَرَیَنَّ هَذَا الْغُلَامَ فِی نَاحِیَةٍ مِنْ نَوَاحِی الْكُوفَةِ مَقْتُولًا مَدْفُوناً مَنْبُوشاً مَسْلُوباً مَسْحُوباً مَصْلُوباً فِی الْكُنَاسَةِ ثُمَّ یُنْزَلُ فَیُحْرَقُ وَ یُدَقُّ وَ یُذْرَی فِی الْبَرِّ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا اسْمُ هَذَا الْغُلَامِ قَالَ هَذَا ابْنِی زَیْدٌ ثُمَّ دَمَعَتْ عَیْنَاهُ ثُمَّ قَالَ أَ لَا أُحَدِّثُكَ بِحَدَثِ ابْنِی هَذَا بَیْنَا أَنَا لَیْلَةً سَاجِدٌ وَ رَاكِعٌ إِذْ ذَهَبَ بِیَ النَّوْمُ مِنْ بَعْضِ حَالاتِی فَرَأَیْتُ كَأَنِّی فِی الْجَنَّةِ وَ كَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ قَدْ زَوَّجُونِی جَارِیَةً مِنْ حُورِ الْعِینِ فَوَاقَعْتُهَا فَاغْتَسَلْتُ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی وَ وَلَّیْتُ وَ هَاتِفٌ بِی یَهْتِفُ لِیَهْنِئْكَ زَیْدٌ لِیَهْنِئْكَ زَیْدٌ لِیَهْنِئْكَ زَیْدٌ فَاسْتَیْقَظْتُ فَأَصَبْتُ جَنَابَةً فَقُمْتُ فَتَطَهَّرْتُ لِلصَّلَاةِ وَ صَلَّیْتُ صَلَاةَ الْفَجْرِ فَدُقَّ الْبَابُ وَ قِیلَ لِی عَلَی الْبَابِ رَجُلٌ یَطْلُبُكَ فَخَرَجْتُ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ مَعَهُ جَارِیَةٌ مَلْفُوفٌ كُمُّهَا عَلَی یَدِهِ مُخَمَّرَةٌ بِخِمَارٍ فَقُلْتُ مَا حَاجَتُكَ فَقَالَ أَرَدْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام قُلْتُ أَنَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ فَقَالَ أَنَا رَسُولُ الْمُخْتَارِ بْنِ
ص: 183
أَبِی عُبَیْدٍ الثَّقَفِیِّ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ وَقَعَتْ هَذِهِ الْجَارِیَةُ فِی نَاحِیَتِنَا فَاشْتَرَیْتُهَا بِسِتِّمِائَةِ دِینَارٍ وَ هَذِهِ سِتُّمِائَةِ دِینَارٍ فَاسْتَعِنْ بِهَا عَلَی دَهْرِكَ وَ دَفَعَ إِلَیَّ كِتَاباً فَأَدْخَلْتُ الرَّجُلَ وَ الْجَارِیَةَ وَ كَتَبْتُ لَهُ جَوَابَ كِتَابِهِ وَ تَثَبَّتَ الرَّجُلُ ثُمَّ قُلْتُ لِلْجَارِیَةِ مَا اسْمُكِ قَالَتْ حَوْرَاءُ فَهَیَّئُوهَا لِی وَ بِتُّ بِهَا عَرُوساً فَعَلِقَتْ بِهَذَا الْغُلَامِ فَسَمَّیْتُهُ زَیْداً وَ هُوَ هَذَا سَتَرَی مَا قُلْتُ لَكَ قَالَ أَبُو حَمْزَةَ فَوَ اللَّهِ مَا لَبِثْتُ إِلَّا بُرْهَةً حَتَّی رَأَیْتُ زَیْداً بِالْكُوفَةِ فِی دَارِ مُعَاوِیَةَ بْنِ إِسْحَاقَ فَأَتَیْتُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ ثُمَّ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا أَقْدَمَكَ هَذَا الْبَلَدَ قَالَ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیُ عَنِ الْمُنْكَرِ فَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَیْهِ فَجِئْتُ إِلَیْهِ لَیْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ كَانَ یَنْتَقِلُ فِی دُورِ بَارِقٍ وَ بَنِی هِلَالٍ فَلَمَّا جَلَسْتُ عِنْدَهُ قَالَ یَا أَبَا حَمْزَةَ تَقُومُ حَتَّی نَزُورَ قَبْرَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قُلْتُ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ ثُمَّ سَاقَ أَبُو حَمْزَةَ الْحَدِیثَ حَتَّی قَالَ أَتَیْنَا الذَّكَوَاتِ الْبِیضَ فَقَالَ هَذَا قَبْرُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام ثُمَّ رَجَعْنَا فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَیْتُهُ مَقْتُولًا مَدْفُوناً مَنْبُوشاً مَسْلُوباً مَسْحُوباً مَصْلُوباً قَدْ أُحْرِقَ وَ دُقَّ فِی الْهَوَاوِینِ وَ ذُرِیَ فِی الْعُرَیْضِ (1)
مِنْ أَسْفَلِ الْعَاقُولِ (2).
بیان: سحبه كمنعه جره علی وجه الأرض.
«50»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّ وَلِیدَ بْنَ صَبِیحٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ فِی لَیْلَةٍ إِذْ طَرَقَ الْبَابَ طَارِقٌ فَقَالَ لِلْجَارِیَةِ انْظُرِی مَنْ هَذَا فَخَرَجَتْ ثُمَّ دَخَلَتْ فَقَالَتْ هَذَا عَمُّكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِیٍّ فَقَالَ أَدْخِلِیهِ وَ قَالَ لَنَا ادْخُلُوا الْبَیْتَ فَدَخَلْنَا بَیْتاً فَسَمِعْنَا مِنْهُ حِسّاً- ظَنَنَّا أَنَّ الدَّاخِلَ بَعْضُ نِسَائِهِ فَلَصِقَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ فَلَمَّا دَخَلَ أَقْبَلَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ
ص: 184
فَلَمْ یَدَعْ شَیْئاً مِنَ الْقَبِیحِ إِلَّا قَالَهُ فِی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ثُمَّ خَرَجَ وَ خَرَجْنَا فَأَقْبَلَ یُحَدِّثُنَا- مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِی قَطَعَ كَلَامَهُ فَقَالَ بَعْضُنَا لَقَدِ اسْتَقْبَلَكَ هَذَا بِشَیْ ءٍ مَا ظَنَنَّا أَنَّ أَحَداً یَسْتَقْبِلُ بِهِ أَحَداً حَتَّی لَقَدْ هَمَّ بَعْضُنَا أَنْ یَخْرُجَ إِلَیْهِ فَیُوقِعَ بِهِ فَقَالَ مَهْ لَا تَدْخُلُوا فِیمَا بَیْنَنَا- فَلَمَّا مَضَی مِنَ اللَّیْلِ مَا مَضَی طَرَقَ الْبَابَ طَارِقٌ فَقَالَ لِلْجَارِیَةِ انْظُرِی مَنْ هَذَا فَخَرَجَتْ ثُمَّ عَادَتْ فَقَالَتْ هَذَا عَمُّكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِیٍّ قَالَ لَنَا عُودُوا إِلَی مَوَاضِعِكُمْ ثُمَّ أَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ بِشَهِیقٍ وَ نَحِیبٍ وَ بُكَاءٍ وَ هُوَ یَقُولُ یَا ابْنَ أَخِی اغْفِرْ لِی غَفَرَ اللَّهُ لَكَ اصْفَحْ عَنِّی صَفَحَ اللَّهُ عَنْكَ فَقَالَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ یَا عَمِّ مَا الَّذِی أَحْوَجَكَ إِلَی هَذَا قَالَ إِنِّی لَمَّا أَوَیْتُ إِلَی فِرَاشِی أَتَانِی رَجُلَانِ أَسْوَدَانِ فَشَدَّا وَثَاقِی ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ انْطَلِقْ بِهِ إِلَی النَّارِ فَانْطَلَقَ بِی فَمَرَرْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ فَقُلْتُ- یَا رَسُولَ اللَّهِ لَا أَعُودُ فَأَمَرَهُ فَخَلَّی عَنِّی وَ إِنِّی لَأَجِدُ أَلَمَ الْوَثَاقِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَوْصِ قَالَ بِمَ أُوصِی مَا لِی مَالٌ وَ إِنَّ لِی عِیَالًا كَثِیراً وَ عَلَیَّ دَیْنٌ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام دَیْنُكَ عَلَیَّ وَ عِیَالُكَ إِلَی عِیَالِی فَأَوْصَی فَمَا خَرَجْنَا مِنَ الْمَدِینَةِ حَتَّی مَاتَ فَضَمَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عِیَالَهُ إِلَیْهِ وَ قَضَی دَیْنَهُ وَ زَوَّجَ ابْنَهُ ابْنَتَهُ (1).
«51»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ: ذَكَرْتُ زَیْدَ بْنَ عَلِیٍّ فَتَنَقَّصْتُهُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ لَا تَفْعَلْ رَحِمَ اللَّهُ عَمِّی أَتَی أَبِی فَقَالَ إِنِّی أُرِیدُ الْخُرُوجَ عَلَی هَذَا الطَّاغِیَةِ فَقَالَ لَا تَفْعَلْ فَإِنِّی أَخَافُ أَنْ تَكُونَ الْمَقْتُولَ الْمَصْلُوبَ عَلَی ظَهْرِ الْكُوفَةِ أَ مَا عَلِمْتَ یَا زَیْدُ أَنَّهُ لَا یَخْرُجُ أَحَدٌ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ عَلَی أَحَدٍ مِنَ السَّلَاطِینِ قَبْلَ خُرُوجِ السُّفْیَانِیِّ إِلَّا قُتِلَ ثُمَّ قَالَ أَلَا یَا حَسَنُ إِنَّ فَاطِمَةَ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا- فَحَرَّمَ اللَّهُ ذُرِّیَّتَهَا عَلَی النَّارِ وَ فِیهِمْ نَزَلَتْ- ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَیْراتِ فَإِنَّ الظَّالِمَ لِنَفْسِهِ الَّذِی لَا یَعْرِفُ الْإِمَامَ وَ الْمُقْتَصِدُ الْعَارِفُ بِحَقِّ الْإِمَامِ وَ السَّابِقُ بِالْخَیْرَاتِ هُوَ الْإِمَامُ- ثُمَّ قَالَ یَا حَسَنُ إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ لَا یَخْرُجُ أَحَدُنَا مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یُقِرَّ لِكُلِّ ذِی
ص: 185
فَضْلٍ بِفَضْلِهِ (1).
«52»- شا، [الإرشاد]: كَانَ زَیْدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام عَیْنَ إِخْوَتِهِ بَعْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ أَفْضَلَهُمْ وَ كَانَ عَابِداً وَرِعاً فَقِیهاً سَخِیّاً شُجَاعاً وَ ظَهَرَ بِالسَّیْفِ یَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَی عَنِ الْمُنْكَرِ وَ یَطْلُبُ بِثَارَاتِ الْحُسَیْنِ علیه السلام.
أَخْبَرَنِی الشَّرِیفُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ یَحْیَی بْنِ مُسَاوِرٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ زِیَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِینَةَ فَجَعَلْتُ كُلَّمَا سَأَلْتُ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ قِیلَ لِی ذَاكَ حَلِیفُ الْقُرْآنِ- وَ رَوَی هُشَیْمٌ قَالَ سَأَلْتُ خَالِدَ بْنَ صَفْوَانَ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ كَانَ یُحَدِّثُنَا عَنْهُ فَقُلْتُ أَیْنَ لَقِیتَهُ قَالَ بِالرُّصَافَةِ فَقُلْتُ أَیَّ رَجُلٍ كَانَ قَالَ مَا عَلِمْتُ یَبْكِی مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ حَتَّی یَخْتَلِطَ دُمُوعُهُ بِمُخَاطِهِ- وَ اعْتَقَدَ كَثِیرٌ مِنَ الشِّیعَةِ فِیهِ الْإِمَامَةَ وَ كَانَ سَبَبُ اعْتِقَادِهِمْ ذَلِكَ فِیهِ خُرُوجَهُ بِالسَّیْفِ یَدْعُو إِلَی الرِّضَا مِنْ آلِ بَیْتِ مُحَمَّدٍ فَظَنُّوهُ یُرِیدُ بِذَلِكَ نَفْسَهُ وَ لَمْ یَكُنْ یُرِیدُهَا بِهِ لِمَعْرِفَتِهِ بِاسْتِحْقَاقِ أَخِیهِ الْإِمَامَةَ مِنْ قَبْلِهِ وَ وَصِیَّتِهِ عِنْدَ وَفَاتِهِ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام - وَ كَانَ سَبَبَ خُرُوجِ أَبِی الْحُسَیْنِ زَیْدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ الَّذِی ذَكَرْنَاهُ مِنْ غَرَضِهِ فِی الطَّلَبِ بِدَمِ الْحُسَیْنِ علیه السلام أَنَّهُ دَخَلَ عَلَی هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ قَدْ جَمَعَ لَهُ هِشَامٌ أَهْلَ الشَّامِ وَ أَمَرَ أَنْ یَتَضَایَقُوا فِی الْمَجْلِسِ حَتَّی لَا یَتَمَكَّنَ مِنَ الْوُصُولِ إِلَی قُرْبِهِ فَقَالَ لَهُ زَیْدٌ إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ أَحَدٌ فَوْقَ أَنْ یُوصِیَ بِتَقْوَی اللَّهِ وَ لَا مِنْ عِبَادِهِ أَحَدٌ دُونَ أَنْ یُوصِیَ بِتَقْوَی اللَّهِ وَ أَنَا أُوصِیكَ بِتَقْوَی اللَّهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَاتَّقِهِ- فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ أَنْتَ الْمُؤَهِّلُ نَفْسَكَ لِلْخِلَافَةِ الرَّاجِی لَهَا وَ مَا أَنْتَ وَ ذَاكَ لَا أُمَّ لَكَ وَ إِنَّمَا أَنْتَ مِنْ أَمَةٍ فَقَالَ لَهُ زَیْدٌ إِنِّی لَا أَعْلَمُ أَحَداً أَعْظَمَ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ- مِنْ نَبِیٍّ بَعَثَهُ وَ هُوَ ابْنُ أَمَةٍ فَلَوْ كَانَ ذَلِكَ یَقْصُرُ عَنْ مُنْتَهَی غَایَةٍ لَمْ یُبْعَثْ وَ هُوَ إِسْمَاعِیلُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام فَالنُّبُوَّةُ أَعْظَمُ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ أَمِ الْخِلَافَةُ یَا هِشَامُ وَ بَعْدُ فَمَا یَقْصُرُ
ص: 186
بِرَجُلٍ أَبُوهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ ابْنُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَوَثَبَ هِشَامٌ مِنْ مَجْلِسِهِ وَ دَعَا قَهْرَمَانَهُ وَ قَالَ لَا یَبِیتَنَّ هَذَا فِی عَسْكَرِی فَخَرَجَ زَیْدٌ وَ هُوَ یَقُولُ إِنَّهُ لَمْ یَكْرَهْ قَوْمٌ قَطُّ حَرَّ السَّیْفِ إِلَّا ذَلُّوا فَلَمَّا وَصَلَ إِلَی الْكُوفَةِ اجْتَمَعَ إِلَیْهِ أَهْلُهَا فَلَمْ یَزَالُوا بِهِ حَتَّی بَایَعُوهُ عَلَی الْحَرْبِ ثُمَّ نَقَضُوا بَیْعَتَهُ وَ أَسْلَمُوهُ فَقُتِلَ علیه السلام وَ صُلِبَ بَیْنَهُمْ أَرْبَعَ سِنِینَ لَا یُنْكِرُ أَحَدٌ مِنْهُمْ وَ لَا یُغَیِّرُ ذَلِكَ بِیَدٍ وَ لَا بِلِسَانٍ- وَ لَمَّا قُتِلَ بَلَغَ ذَلِكَ مِنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام كُلَّ مَبْلَغٍ وَ حَزِنَ لَهُ حُزْناً عَظِیماً حَتَّی بَانَ عَلَیْهِ وَ فَرَّقَ مِنْ مَالِهِ فِی عِیَالِ مَنْ أُصِیبَ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ أَلْفَ دِینَارٍ وَ رَوَی ذَلِكَ أَبُو خَالِدٍ الْوَاسِطِیُّ قَالَ سَلَّمَ إِلَیَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَلْفَ دِینَارٍ وَ أَمَرَنِی أَنْ أَقْسِمَهَا فِی عِیَالِ مَنْ أُصِیبَ مَعَ زَیْدٍ فَأَصَابَ عِیَالَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَیْرِ أَخِی فُضَیْلٍ الرَّسَّانِ مِنْهَا أَرْبَعَةُ دَنَانِیرَ وَ كَانَ مَقْتَلُهُ یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ لِلَیْلَتَیْنِ خَلَتَا مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ عِشْرِینَ وَ مِائَةٍ وَ كَانَ سِنُّهُ یَوْمَ قُتِلَ اثْنَتَیْنِ وَ أَرْبَعِینَ سَنَةً(1).
«53»- عم (2)،[إعلام الوری] شا، [الإرشاد] وَجَدْتُ بِخَطِّ أَبِی الْفَرَجِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْفَهَانِیِّ فِی أَصْلِ كِتَابِهِ الْمَعْرُوفِ بِمَقَاتِلِ الطَّالِبِیِّینَ (3) أَخْبَرَنِی عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ شَبَّةَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَاشِمِیِّ وَ ابْنِ دَاجَةَ قَالَ أَبُو زَیْدٍ وَ حَدَّثَنِی عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَیُّوبَ مَوْلَی بَنِی نُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی بْنِ أَعْیَنَ قَالَ وَ حَدَّثَنِی إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْكَرَّامِ الْجَعْفَرِیُّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ وَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی قَالَ وَ حَدَّثَنِی عِیسَی بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ وَ قَدْ دَخَلَ حَدِیثُ بَعْضِهِمْ فِی حَدِیثِ الْآخِرِینَ: أَنَّ جَمَاعَةً مِنْ بَنِی هَاشِمٍ اجْتَمَعُوا بِالْأَبْوَاءِ(4)
وَ فِیهِمْ إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِ
ص: 187
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ وَ صَالِحُ بْنُ عَلِیٍّ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ وَ ابْنَاهُ مُحَمَّدٌ وَ إِبْرَاهِیمُ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ- فَقَالَ صَالِحُ بْنُ عَلِیٍّ قَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّكُمُ الَّذِینَ تَمُدُّ النَّاسُ إِلَیْهِمْ أَعْیُنَهُمْ وَ قَدْ جَمَعَكُمُ اللَّهُ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ فَاعْقِدُوا بَیْعَةً لِرَجُلٍ مِنْكُمْ تُعْطُونَهُ إِیَّاهَا مِنْ أَنْفُسِكُمْ وَ تَوَاثَقُوا عَلَی ذَلِكَ حَتَّی یَفْتَحَ اللَّهُ وَ هُوَ خَیْرُ الْفَاتِحِینَ- فَحَمِدَ اللَّهَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ قَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ ابْنِی هَذَا هُوَ الْمَهْدِیُّ فَهَلُمَّ لِنُبَایِعَهُ- وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ لِأَیِّ شَیْ ءٍ تَخْدَعُونَ أَنْفُسَكُمْ وَ اللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا النَّاسُ إِلَی أَحَدٍ أَصْوَرَ(1) أَعْنَاقاً وَ لَا أَسْرَعَ إِجَابَةً مِنْهُمْ إِلَی هَذَا الْفَتَی یُرِیدُ بِهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالُوا قَدْ وَ اللَّهِ صَدَقْتَ إِنَّ هَذَا الَّذِی نَعْلَمُ فَبَایَعُوا مُحَمَّداً جَمِیعاً وَ مَسَحُوا عَلَی یَدِهِ- قَالَ عِیسَی وَ جَاءَ رَسُولُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ إِلَی أَبِی أَنِ ائْتِنَا فَإِنَّا مُجْتَمِعُونَ لِأَمْرٍ وَ أَرْسَلَ بِذَلِكَ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ قَالَ غَیْرُ عِیسَی إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ لِمَنْ حَضَرَ- لَا تُرِیدُوا جَعْفَراً فَإِنَّا نَخَافُ أَنْ یُفْسِدَ عَلَیْكُمْ أَمْرَكُمْ- قَالَ عِیسَی بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَأَرْسَلَنِی أَبِی أَنْظُرُ مَا اجْتَمَعُوا لَهُ فَجِئْتُهُمْ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ یُصَلِّی عَلَی طِنْفِسَةِ رَحْلٍ مَثْنِیَّةٍ فَقُلْتُ لَهُمْ أَرْسَلَنِی أَبِی إِلَیْكُمْ أَسْأَلُكُمْ لِأَیِّ شَیْ ءٍ اجْتَمَعْتُمْ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ اجْتَمَعْنَا لِنُبَایِعَ الْمَهْدِیَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ وَ جَاءَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَأَوْسَعَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ إِلَی جَنْبِهِ- فَتَكَلَّمَ بِمِثْلِ كَلَامِهِ.
فَقَالَ جَعْفَرٌ علیه السلام لَا تَفْعَلُوا فَإِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَمْ یَأْتِ بَعْدُ إِنْ كُنْتَ تَرَی یَعْنِی عَبْدَ اللَّهِ أَنَّ ابْنَكَ هَذَا هُوَ الْمَهْدِیُّ فَلَیْسَ بِهِ وَ لَا هَذَا أَوَانَهُ وَ إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا تُرِیدُ
ص: 188
أَنْ تُخْرِجَهُ غَضَباً لِلَّهِ وَ لِیَأْمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَی عَنِ الْمُنْكَرِ فَإِنَّا وَ اللَّهِ لَا نَدَعُكَ وَ أَنْتَ شَیْخُنَا وَ نُبَایِعُ ابْنَكَ فِی هَذَا الْأَمْرِ- فَغَضِبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ وَ قَالَ لَقَدْ عَلِمْتُ خِلَافَ مَا تَقُولُ وَ اللَّهِ مَا اطَّلَعَكَ عَلَی غَیْبِهِ وَ لَكِنْ یَحْمِلُكَ عَلَی هَذَا الْحَسَدُ لِابْنِی- فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا ذَاكَ یَحْمِلُنِی وَ لَكِنْ هَذَا وَ إِخْوَتُهُ وَ أَبْنَاؤُهُمْ دُونَكُمْ وَ ضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی ظَهْرِ أَبِی الْعَبَّاسِ ثُمَّ ضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی كَتِفِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ وَ قَالَ إِنَّهَا وَ اللَّهِ مَا هِیَ إِلَیْكَ وَ لَا إِلَی ابْنَیْكَ وَ لَكِنَّهَا لَهُمْ وَ إِنَّ ابْنَیْكَ لَمَقْتُولَانِ ثُمَّ نَهَضَ فَتَوَكَّأَ عَلَی یَدِ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ عِمْرَانَ الزُّهْرِیِّ فَقَالَ أَ رَأَیْتَ صَاحِبَ الرِّدَاءِ الْأَصْفَرِ یَعْنِی أَبَا جَعْفَرٍ فَقَالَ لَهُ نَعَمْ قَالَ قَالَ إِنَّا وَ اللَّهِ نَجِدُهُ یَقْتُلُهُ قَالَ لَهُ عَبْدُ الْعَزِیزِ أَ یَقْتُلُ مُحَمَّداً قَالَ نَعَمْ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی حَسَدَهُ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ مَا خَرَجْتُ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی رَأَیْتُهُ قَتَلَهُمَا- قَالَ فَلَمَّا قَالَ جَعْفَرٌ علیه السلام ذَلِكَ وَ نَهَضَ الْقَوْمُ وَ افْتَرَقُوا تَبِعَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ وَ أَبُو جَعْفَرٍ فَقَالا یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَ تَقُولُ هَذَا قَالَ نَعَمْ أَقُولُهُ وَ اللَّهِ وَ أَعْلَمُهُ.
قَالَ أَبُو الْفَرَجِ (1)
وَ حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمُقَانِعِیُّ قَالَ أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ حُسَیْنٍ عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ نجاد [بِجَادٍ] الْعَابِدِ قَالَ: كَانَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام إِذَا رَأَی مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ تَغَرْغَرَتْ عَیْنَاهُ ثُمَّ یَقُولُ بِنَفْسِی هُوَ- إِنَّ النَّاسَ لَیَقُولُونَ فِیهِ وَ إِنَّهُ لَمَقْتُولٌ لَیْسَ هُوَ فِی كِتَابِ عَلِیٍّ علیه السلام مِنْ خُلَفَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ(2).
«54»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أَبُو مَالِكٍ الْأَحْمَسِیُّ: قَالَ زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ لِصَاحِبِ الطَّاقِ إِنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ فِی آلِ مُحَمَّدٍ إِمَاماً مُفْتَرَضَ الطَّاعَةِ مَعْرُوفاً بِعَیْنِهِ قَالَ نَعَمْ وَ كَانَ أَبُوكَ أَحَدَهُمْ قَالَ وَیْحَكَ فَمَا كَانَ یَمْنَعُهُ مِنْ أَنْ یَقُولَ لِی فَوَ اللَّهِ لَقَدْ كَانَ یُؤْتَی بِالطَّعَامِ الْحَارِّ- فَیُقْعِدُنِی عَلَی فَخِذِهِ وَ یَتَنَاوَلُ الْمُضْغَةَ فَیُبَرِّدُهَا ثُمَّ یُلْقِمُنِیهَا أَ فَتَرَاهُ أَنَّهُ كَانَ یُشْفِقُ
ص: 189
عَلَیَّ مِنْ حَرِّ الطَّعَامِ وَ لَا یُشْفِقُ عَلَیَّ مِنْ حَرِّ النَّارِ فَیَقُولَ لِی إِذَا أَنَا مِتُّ فَاسْمَعْ- وَ أَطِعْ لِأَخِیكَ مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ ابْنِی فَإِنَّهُ الْحُجَّةُ عَلَیْكَ وَ لَا یَدَعُنِی أَمُوتُ مَوْتَةً جَاهِلِیَّةً- فَقَالَ كَرِهَ أَنْ یَقُولَ لَكَ فَتَكْفُرَ فَیَجِبَ مِنَ اللَّهِ عَلَیْكَ الْوَعِیدُ وَ لَا یَكُونَ لَهُ فِیكَ شَفَاعَةٌ فَتَرَكَكَ مُرْجِئاً لِلَّهِ فِیكَ الْمَشِیئَةَ وَ لَهُ فِیكَ الشَّفَاعَةُ ثُمَّ قَالَ أَنْتُمْ أَفْضَلُ أَمِ الْأَنْبِیَاءُ قَالَ بَلِ الْأَنْبِیَاءُ قَالَ یَقُولُ یَعْقُوبُ لِیُوسُفَ لا تَقْصُصْ رُؤْیاكَ عَلی إِخْوَتِكَ فَیَكِیدُوا لَكَ كَیْداً(1)
لِمَ لَمْ یُخْبِرْهُمْ حَتَّی كَانُوا لَا یَكِیدُونَهُ وَ لَكِنْ كَتَمَهُمْ وَ كَذَا أَبُوكَ كَتَمَكَ لِأَنَّهُ خَافَ مِنْكَ عَلَی مُحَمَّدٍ علیه السلام إِنْ هُوَ أَخْبَرَكَ بِوَضْعِهِ مِنْ قَلْبِهِ وَ بِمَا خَصَّهُ اللَّهُ بِهِ فَتَكِیدَ لَهُ كَیْداً كَمَا خَافَ یَعْقُوبُ عَلَی یُوسُفَ مِنْ إِخْوَتِهِ فَبَلَغَ الصَّادِقَ علیه السلام مَقَالُهُ فَقَالَ لَهُ وَ اللَّهِ مَا خَافَ غَیْرَهُ (2).
وَ سَأَلَ زَیْدِیٌّ الشَّیْخَ الْمُفِیدَ وَ أَرَادَ الْفِتْنَةَ فَقَالَ بِأَیِّ شَیْ ءٍ اسْتَجَزْتَ إِنْكَارَ إِمَامَةِ زَیْدٍ فَقَالَ إِنَّكَ قَدْ ظَنَنْتَ عَلَیَّ ظَنّاً بَاطِلًا وَ قَوْلِی فِی زَیْدٍ لَا یُخَالِفَنِی فِیهِ أَحَدٌ مِنَ الزَّیْدِیَّةِ فَقَالَ وَ مَا مَذْهَبُكَ فِیهِ قَالَ أُثْبِتُ مِنْ إِمَامَتِهِ مَا تُثْبِتُهُ الزَّیْدِیَّةُ وَ أَنْفِی عَنْهُ مِنْ ذَلِكَ مَا تَنْفِیهِ وَ أَقُولُ كَانَ إِمَاماً فِی الْعِلْمِ وَ الزُّهْدِ وَ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أَنْفِی عَنْهُ الْإِمَامَةَ الْمُوجَبَةَ لِصَاحِبِهَا الْعِصْمَةُ وَ النَّصُّ وَ الْمُعْجِزُ فَهَذَا مَا لَا یُخَالِفُنِی عَلَیْهِ أَحَدٌ(3).
«55»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ: أَنَّ زَیْدَ بْنَ عَلِیٍّ دَخَلَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ مَعَهُ كُتُبٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ یَدْعُونَهُ فِیهَا إِلَی أَنْفُسِهِمْ وَ یُخْبِرُونَهُ بِاجْتِمَاعِهِمْ وَ یَأْمُرُونَهُ بِالْخُرُوجِ إِلَیْهِمْ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی- أَحَلَّ حَلَالًا وَ حَرَّمَ حَرَاماً وَ ضَرَبَ أَمْثَالًا وَ سَنَّ سُنَناً وَ لَمْ یَجْعَلِ الْإِمَامَ الْعَالِمَ بِأَمْرِهِ فِی شُبْهَةٍ مِمَّا فَرَضَ اللَّهُ مِنَ الطَّاعَةِ أَنْ یَسْبِقَهُ بِأَمْرٍ قَبْلَ مَحَلِّهِ أَوْ یُجَاهِدَ قَبْلَ حُلُولِهِ
ص: 190
وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ فِی الصَّیْدِ- لا تَقْتُلُوا الصَّیْدَ وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ (1) فَقَتْلُ الصَّیْدِ أَعْظَمُ أَمْ قَتْلُ النَّفْسِ الْحَرَامِ وَ جَعَلَ لِكُلٍّ مَحَلًّا قَالَ وَ إِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا(2) وَ قَالَ لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ وَ لَا الشَّهْرَ الْحَرامَ (3) فَجَعَلَ الشُّهُورَ عِدَّةً مَعْلُومَةً وَ جَعَلَ مِنْهَا أَرْبَعَةً حُرُماً وَ قَالَ فَسِیحُوا فِی الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَیْرُ مُعْجِزِی اللَّهِ (4).
«56»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ دَاوُدَ الْبَرْقِیِّ قَالَ: سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَجُلٌ وَ أَنَا حَاضِرٌ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ- فَعَسَی اللَّهُ أَنْ یَأْتِیَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَیُصْبِحُوا عَلی ما أَسَرُّوا فِی أَنْفُسِهِمْ نادِمِینَ (5) فَقَالَ أَذِنَ فِی هَلَاكِ بَنِی أُمَیَّةَ بَعْدَ إِحْرَاقِ زَیْدٍ سَبْعَةَ أَیَّامٍ (6).
«57»- سر، [السرائر] مِنْ كِتَابِ أَبِی الْقَاسِمِ بْنِ قُولَوَیْهِ قَالَ رَوَی بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَكَانَ إِذَا صَلَّی الْفَجْرَ لَمْ یَتَكَلَّمْ حَتَّی تَطْلُعَ الشَّمْسُ- فَجَاءُوهُ یَوْمَ وُلِدَ فِیهِ زَیْدٌ فَبَشَّرُوهُ بِهِ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ قَالَ فَالْتَفَتَ إِلَی أَصْحَابِهِ وَ قَالَ أَیَّ شَیْ ءٍ تَرَوْنَ أَنْ أُسَمِّیَ هَذَا الْمَوْلُودَ قَالَ فَقَالَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ سَمِّهِ كَذَا سَمِّهِ كَذَا قَالَ فَقَالَ یَا غُلَامُ عَلَیَّ بِالْمُصْحَفِ قَالَ فَجَاءُوا بِالْمُصْحَفِ فَوَضَعَهُ عَلَی حَجْرِهِ- قَالَ ثُمَّ فَتَحَهُ فَنَظَرَ إِلَی أَوَّلِ حَرْفٍ فِی الْوَرَقَةِ وَ إِذَا فِیهِ وَ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِینَ عَلَی الْقاعِدِینَ أَجْراً عَظِیماً(7) قَالَ ثُمَّ طَبَقَهُ ثُمَّ فَتَحَهُ فَنَظَرَ فَإِذَا فِی أَوَّلِ الْوَرَقَةِ
ص: 191
إِنَّ اللَّهَ اشْتَری مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ یُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَیَقْتُلُونَ وَ یُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَیْهِ حَقًّا فِی التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفی بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَیْعِكُمُ الَّذِی بایَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ (1) ثُمَّ قَالَ هُوَ وَ اللَّهِ زَیْدٌ هُوَ وَ اللَّهِ زَیْدٌ فَسُمِّیَ زَیْداً(2).
وَ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ الْیَمَانِ قَالَ: نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی زَیْدِ بْنِ حَارِثَةَ فَقَالَ الْمَقْتُولُ فِی اللَّهِ وَ الْمَصْلُوبُ فِی أُمَّتِی وَ الْمَظْلُومُ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی سَمِیُّ هَذَا وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی زَیْدِ بْنِ حَارِثَةَ فَقَالَ ادْنُ مِنِّی یَا زَیْدُ زَادَكَ اسْمُكَ عِنْدِی حُبّاً فَأَنْتَ سَمِیُّ الْحَبِیبِ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی (3).
«58»- كشف (4)،[كشف الغمة] قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: بَلَغَ الصَّادِقَ علیه السلام قَوْلُ الْحَكِیمِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْكَلْبِیِّ:
صَلَبْنَا لَكُمْ زَیْداً عَلَی جِذْعِ نَخْلَةٍ***وَ لَمْ أَرَ مَهْدِیّاً عَلَی الْجِذْعِ یُصْلَبُ
وَ قِسْتُمْ بِعُثْمَانَ عَلِیّاً سَفَاهَةً***وَ عُثْمَانُ خَیْرٌ مِنْ عَلِیٍّ وَ أَطْیَبُ
فَرَفَعَ الصَّادِقُ علیه السلام یَدَیْهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ هُمَا یَرْعَشَانِ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ عَبْدُكَ كَاذِباً فَسَلِّطْ عَلَیْهِ كَلْبَكَ فَبَعَثَهُ بَنُو أُمَیَّةَ إِلَی الْكُوفَةِ فَبَیْنَمَا هُوَ یَدُورُ فِی سِكَكِهَا إِذَا افْتَرَسَهُ الْأَسَدُ وَ اتَّصَلَ خَبَرُهُ بِجَعْفَرٍ فَخَرَّ لِلَّهِ سَاجِداً ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَنْجَزَنَا مَا وَعَدَنَا(5).
«59»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ لِلْحِمْیَرِیِّ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: لَا یَخْرُجُ عَلَی هِشَامٍ أَحَدٌ إِلَّا قَتَلَهُ فَقُلْنَا لِزَیْدٍ هَذِهِ الْمَقَالَةَ فَقَالَ إِنِّی شَهِدْتُ هِشَاماً وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُسَبُّ عِنْدَهُ فَلَمْ یُنْكِرْ ذَلِكَ وَ لَمْ یُغَیِّرْهُ فَوَ اللَّهِ لَوْ لَمْ یَكُنْ إِلَّا أَنَا وَ آخَرُ لَخَرَجْتُ عَلَیْهِ (6).
ص: 192
«60»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّیَالِسِیِّ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبِی خِدَاشٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِی خَالِدٍ وَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ الرَّیَّانِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِی خَالِدٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: قَالَ لِی زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام وَ أَنَا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا تَقُولُ یَا فَتَی فِی رَجُلٍ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ اسْتَنْصَرَكَ فَقُلْتُ إِنْ كَانَ مَفْرُوضَ الطَّاعَةِ نَصَرْتُهُ وَ إِنْ كَانَ غَیْرَ مَفْرُوضِ الطَّاعَةِ فَلِی أَنْ أَفْعَلَ وَ لِی أَنْ لَا أَفْعَلَ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَخَذْتَهُ وَ اللَّهِ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ مَا تَرَكْتَ لَهُ مَخْرَجاً(1).
«61»- ج (2)،[الإحتجاج] قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنْ زُرَارَةَ: مِثْلَهُ (3).
«62»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ یُونُسَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ قَالَ: قِیلَ لِمُؤْمِنِ الطَّاقِ مَا الَّذِی جَرَی بَیْنَكَ وَ بَیْنَ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ فِی مَحْضَرِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ یَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ بَلَغَنِی أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ فِی آلِ مُحَمَّدٍ إِمَاماً مُفْتَرَضَ الطَّاعَةِ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ وَ كَانَ أَبُوكَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ أَحَدَهُمْ فَقَالَ وَ كَیْفَ وَ قَدْ كَانَ یُؤْتَی بِلُقْمَةٍ وَ هِیَ حَارَّةٌ فَیُبَرِّدُهَا بِیَدِهِ ثُمَّ یُلْقِمُنِیهَا أَ فَتَرَی أَنَّهُ كَانَ یُشْفِقُ عَلَیَّ مِنْ حَرِّ اللُّقْمَةِ وَ لَا یُشْفِقُ عَلَیَّ مِنْ حَرِّ النَّارِ قَالَ قُلْتُ لَهُ كَرِهَ أَنْ یُخْبِرَكَ فَتَكْفُرَ وَ لَا یَكُونَ لَهُ فِیكَ الشَّفَاعَةُ وَ لَا فِیكَ الْمَشِیئَةُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَخَذْتَهُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ فَمَا تَرَكْتَ لَهُ مَخْرَجاً(4).
«63»- كشف، [كشف الغمة]: قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لِأَبِی وَلَّادٍ الْكَاهِلِیِّ رَأَیْتَ عَمِّی زَیْداً قَالَ نَعَمْ رَأَیْتُهُ مَصْلُوباً وَ رَأَیْتُ النَّاسَ بَیْنَ شَامِتٍ حَنِقٍ وَ بَیْنَ مَحْزُونٍ مُحْتَرِقٍ فَقَالَ
ص: 193
أَمَّا الْبَاكِی فَمَعَهُ فِی الْجَنَّةِ وَ أَمَّا الشَّامِتُ فَشَرِیكٌ فِی دَمِهِ (1).
«64»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الشَّاذَانِیِّ عَنِ الْفَضْلِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی یَعْقُوبَ الْمُقْرِی وَ كَانَ مِنْ كِبَارِ الزَّیْدِیَّةِ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ وَ كَانَ مِنْ رُؤَسَاءِ الزَّیْدِیَّةِ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ وَ كَانَ رَأْسَ الزَّیْدِیَّةِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام جَالِساً إِذْ أَقْبَلَ زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ هَذَا سَیِّدُ أَهْلِ بَیْتِی وَ الطَّالِبُ بِأَوْتَارِهِمْ (2).
«65»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ عَنْ أَیُّوبَ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ فَجَاءَ سَعِیدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَ كَانَ مِنْ رُؤَسَاءِ الزَّیْدِیَّةِ فَقَالَ مَا تَرَی فِی النَّبِیذِ فَإِنَّ زَیْداً كَانَ یَشْرَبُهُ عِنْدَنَا قَالَ مَا أُصَدِّقُ عَلَی زَیْدٍ أَنَّهُ شَرِبَ مُسْكِراً قَالَ بَلَی قَدْ یَشْرَبُهُ قَالَ فَإِنْ كَانَ فَعَلَ فَإِنَّ زَیْداً لَیْسَ بِنَبِیٍّ وَ لَا وَصِیِّ نَبِیٍّ إِنَّمَا هُوَ رَجُلٌ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ یُخْطِئُ وَ یُصِیبُ (3).
«66»- كش، [رجال الكشی] إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَیَابَةَ قَالَ: دَفَعَ إِلَیَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام دَنَانِیرَ وَ أَمَرَنِی أَنْ أَقْسِمَهَا فِی عِیَالاتِ مَنْ أُصِیبَ مَعَ عَمِّهِ زَیْدٍ فَقَسَمْتُهَا فَأَصَابَ عِیَالَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَیْرِ الرَّسَّانِ أَرْبَعَةُ دَنَانِیرَ(4).
«67»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ كَتَبَ إِلَیَّ الشَّاذَانِیُّ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكِیمِ وَ غَیْرِهِ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ قَالَ: جَاءَنِی سَدِیرٌ فَقَالَ لِی إِنَّ زَیْداً تَبَرَّأَ مِنْكَ قَالَ فَأَخَذْتُ عَلَیَّ ثِیَابِی قَالَ وَ كَانَ أَبُو الصَّبَّاحِ رَجُلًا ضَارِیاً قَالَ فَأَتَیْتُهُ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ سَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَقُلْتُ لَهُ یَا أَبَا الْحُسَیْنِ بَلَغَنِی أَنَّكَ قُلْتَ الْأَئِمَّةُ أَرْبَعَةٌ ثَلَاثَةٌ مَضَوْا وَ الرَّابِعُ وَ هُوَ الْقَائِمُ قَالَ زَیْدٌ هَكَذَا قُلْتُ قَالَ فَقُلْتُ لِزَیْدٍ هَلْ تَذْكُرُ قَوْلَكَ لِی بِالْمَدِینَةِ فِی حَیَاةِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ أَنْتَ تَقُولُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی
ص: 194
قَضَی فِی كِتَابِهِ أَنَّهُ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِیِّهِ سُلْطاناً وَ إِنَّمَا الْأَئِمَّةُ وُلَاةُ الدَّمِ وَ أَهْلُ الْبَابِ فَهَذَا أَبُو جَعْفَرٍ الْإِمَامُ فَإِنْ حَدَثَ بِهِ حَدَثٌ فَإِنَّ فِینَا خَلَفاً وَ قَالَ وَ كَانَ یَسْمَعُ مِنِّی خُطَبَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَنَا أَقُولُ فَلَا تُعَلِّمُوهُمْ فَهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ فَقَالَ لِی أَ مَا تَذْكُرُ هَذَا الْقَوْلَ فَقُلْتُ فَإِنَّ مِنْكُمْ مَنْ هُوَ كَذَلِكَ ثُمَّ قَالَ ثُمَّ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَتَهَیَّأْتُ وَ هَیَّأْتُ رَاحِلَةً وَ مَضَیْتُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ دَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ قَصَصْتُ عَلَیْهِ مَا جَرَی بَیْنِی وَ بَیْنَ زَیْدٍ فَقَالَ أَ رَأَیْتَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی ابْتَلَی زَیْداً فَخَرَجَ مِنَّا سَیْفَانِ آخَرَانِ بِأَیِّ
شَیْ ءٍ تَعْرِفُ أَیُّ السُّیُوفِ سَیْفُ الْحَقِّ وَ اللَّهِ مَا هُوَ كَمَا قَالَ وَ لَئِنْ خَرَجَ لَیُقْتَلَنَّ قَالَ فَرَجَعْتُ فَانْتَهَیْتُ إِلَی الْقَادِسِیَّةِ فَاسْتَقْبَلَنِی الْخَبَرُ بِقَتْلِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ (1).
عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُتَیْبَةَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ بِإِسْنَادِهِ: هَذَا الْحَدِیثَ بِعَیْنِهِ (2) بیان قال الجزری فیه (3)
إن قیسا ضراء اللّٰه هو بالكسر جمع ضرو و هو من السباع ما ضری بالصید و لهج به أی إنهم شجعان تشبیها بالسباع الضاریة فی شجاعتها یقال ضری بالشی ء یضری ضری و ضراوة(4)
فهو ضار إذا اعتاده و منه الحدیث إن للإسلام ضراوة أی عادة و لهجا به لا یصبر عنه انتهی.
قوله ثلاثة مضوا لعله لم یعد علی بن الحسین علیهما السلام منهم لعدم خروجه مستقلا بالسیف أو یكون المراد الأئمة بعد أمیر المؤمنین علیه السلام.
قوله و الرابع هو القائم لیس القائم فی بعض النسخ و إن لم یكن فهو المراد و إلزام الكنانی علیه باعتبار أنه أقر بإمامة الباقر علیه السلام و هو ینافی الحصر الذی ادعاه ثم أراد زید أن یلزم علیه القول بإمامته بما قال له الكنانی سابقا إما تواضعا
ص: 195
أو مطایبة أو مدافعة فأجاب بأنه كان مرادی أن فیكم من هو كذلك بل یمكن أن یكون غرضه فی ذلك الوقت أن یعلم زید أنه لیس فی تلك المرتبة لأنه یحتاج إلی التعلم.
و حاصل كلامه علیه السلام أن محض الخروج بالسیف من كل من انتسب إلی هذا البیت لیس دلیلا علی حقیته و أنه القائم بل لا بد لذلك من علامات و دلالات و معجزات و لو كان كذلك فإذا فرض أنه خرج فی هذا الزمان رجلان أیضا من أهل هذا البیت بالسیف معارضین له فكیف یعرف أیهم علی الحق فظهر أن الخروج بالسیف فقط لیس علامة للحقیة و لزوم الغلبة و وجوب متابعة الناس له و كونه المهدی و القائم و فرض السیفین لكثرة الاشتباه فیكون أتم فی الدلالة علی المراد.
«68»- كش، [رجال الكشی] الْقُتَیْبِیُّ عَنِ الْفَضْلِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَحِمَ اللَّهُ عَمِّی زَیْداً مَا قُدِّرَ أَنْ یَسِیرَ بِكِتَابِ اللَّهِ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ثُمَّ قَالَ یَا سُلَیْمَانَ بْنَ خَالِدٍ مَا كَانَ عَدُوُّكُمْ عِنْدَكُمْ قُلْنَا كُفَّارٌ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ- حَتَّی إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَ إِمَّا فِداءً(1) فَجَعَلَ الْمَنَّ بَعْدَ الْإِثْخَانِ أَسَرْتُمْ قَوْماً ثُمَّ
خَلَّیْتُمْ سَبِیلَهُمْ قَبْلَ الْإِثْخَانِ فَمَنَنْتُمْ قَبْلَ الْإِثْخَانِ وَ إِنَّمَا جَعَلَ اللَّهُ الْمَنَّ بَعْدَ الْإِثْخَانِ حَتَّی خَرَجُوا عَلَیْكُمْ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ فَقَاتَلُوكُمْ (2).
«69»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَ عُثْمَانُ بْنُ حَامِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَزْدَادَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ قَالَ: كَانَ سُلَیْمَانُ بْنُ خَالِدٍ خَرَجَ مَعَ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ حِینَ خَرَجَ قَالَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ وَ نَحْنُ وُقُوفٌ فِی نَاحِیَةٍ وَ زَیْدٌ وَاقِفٌ فِی نَاحِیَةٍ مَا تَقُولُ فِی زَیْدٍ هُوَ خَیْرٌ أَمْ جَعْفَرٌ قَالَ سُلَیْمَانُ قُلْتُ وَ اللَّهِ لَیَوْمٌ مِنْ جَعْفَرٍ خَیْرٌ مِنْ زَیْدٍ أَیَّامَ الدُّنْیَا قَالَ فَحَرَّكَ رَأْسَهُ
ص: 196
وَ أَتَی زَیْداً وَ قَصَّ عَلَیْهِ الْقِصَّةَ قَالَ فَمَضَیْتُ نَحْوَهُ فَانْتَهَیْتُ إِلَی زَیْدٍ وَ هُوَ یَقُولُ جَعْفَرٌ إِمَامُنَا فِی الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ (1).
«70»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ كَتَبَ إِلَیَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ یَذْكُرُ عَنِ الْفَضْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ یُونُسَ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْقَمَّاطِ قَالَ: قَالَ لِی رَجُلٌ مِنَ الزَّیْدِیَّةِ أَیَّامَ زَیْدٍ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَخْرُجَ مَعَ زَیْدٍ قَالَ قُلْتُ لَهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِی الْأَرْضِ مَفْرُوضَ الطَّاعَةِ فَالْخَارِجُ قَبْلَهُ هَالِكٌ وَ إِنْ كَانَ لَیْسَ فِی الْأَرْضِ مَفْرُوضُ الطَّاعَةِ فَالْخَارِجُ وَ الْجَالِسُ مُوَسَّعٌ لَهُمَا فَلَمْ یُرَدَّ عَلَیَّ شَیْ ءٌ قَالَ فَمَضَیْتُ مِنْ فَوْرِی إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ لِیَ الزَّیْدِیُّ وَ بِمَا قُلْتُ لَهُ وَ كَانَ مُتَّكِئاً فَجَلَسَ ثُمَّ قَالَ أَخَذْتَهُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ مِنْ فَوْقِهِ وَ مِنْ تَحْتِهِ ثُمَّ لَمْ تَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً(2).
«71»- كش، [رجال الكشی] ابْنُ قُتَیْبَةَ عَنِ الْفَضْلِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ بَكَّارِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ الْحَضْرَمِیِّ قَالَ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَ عَلْقَمَةُ عَلَی زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ كَانَ عَلْقَمَةُ أَكْبَرَ مِنْ أَبِی فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عَنْ یَمِینِهِ وَ الْآخَرُ عَنْ یَسَارِهِ وَ كَانَ بَلَغَهُمَا أَنَّهُ قَالَ لَیْسَ الْإِمَامُ مِنَّا مَنْ أَرْخَی عَلَیْهِ سِتْرَهُ إِنَّمَا الْإِمَامُ مَنْ شَهَرَ سَیْفَهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ وَ كَانَ أَجْرَأَهُمَا یَا أَبَا الْحُسَیْنِ أَخْبِرْنِی عَنْ- عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَ كَانَ إِمَاماً وَ هُوَ مُرْخٍ عَلَیْهِ سِتْرَهُ أَوْ لَمْ یَكُنْ إِمَاماً حَتَّی خَرَجَ وَ شَهَرَ سَیْفَهُ قَالَ وَ كَانَ زَیْدٌ یُبْصِرُ الْكَلَامَ قَالَ فَسَكَتَ فَلَمْ یُجِبْهُ فَرَدَّ عَلَیْهِ الْكَلَامَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كُلَّ ذَلِكَ لَا یُجِیبُهُ بِشَیْ ءٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ إِنْ كَانَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ إِمَاماً فَقَدْ یَجُوزُ أَنْ یَكُونَ بَعْدَهُ إِمَامٌ مُرْخٍ عَلَیْهِ سِتْرَهُ وَ إِنْ كَانَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام لَمْ یَكُنْ إِمَاماً وَ هُوَ مُرْخٍ عَلَیْهِ سِتْرَهُ فَأَنْتَ مَا جَاءَ بِكَ هَاهُنَا قَالَ فَطَلَبَ أَبِی عَلْقَمَةَ أَنْ یُكَفَّ عَنْهُ فَكَفَّ عَنْهُ.
قَالَ وَ كَتَبَ إِلَیَّ الشَّاذَانِیُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ یَذْكُرُ عَنِ الْفَضْلِ عَنْ أَبِیهِ: مِثْلَهُ (3)
ص: 197
«72»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب مُرْسَلًا: مِثْلَهُ (1).
«73»- نص، [كفایة الأثر] مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِیمِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ هِشَامِ بْنِ یُونُسَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ خَلِیفَةَ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَیْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبِی علیه السلام عَنِ الْأَئِمَّةِ فَقَالَ الْأَئِمَّةُ اثْنَا عَشَرَ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمَاضِینَ وَ ثَمَانِیَةٌ مِنَ الْبَاقِینَ قُلْتُ فَسَمِّهِمْ یَا أَبَتِ قَالَ أَمَّا الْمَاضِینَ- فَعَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ مِنَ الْبَاقِینَ أَخِیَ الْبَاقِرُ وَ بَعْدَهُ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ ابْنُهُ وَ بَعْدَهُ مُوسَی ابْنُهُ وَ بَعْدَهُ عَلِیٌّ ابْنُهُ وَ بَعْدَهُ مُحَمَّدٌ ابْنُهُ وَ بَعْدَهُ عَلِیٌّ ابْنُهُ وَ بَعْدَهُ الْحَسَنُ ابْنُهُ وَ بَعْدَهُ الْمَهْدِیُّ ابْنُهُ فَقُلْتُ لَهُ یَا أَبَتِ أَ لَسْتَ مِنْهُمْ قَالَ لَا وَ لَكِنِّی مِنَ الْعِتْرَةِ قُلْتُ فَمِنْ أَیْنَ عَرَفْتَ أَسَامِیَهُمْ قَالَ عَهْدٌ مَعْهُودٌ عَهِدَهُ إِلَیْنَا رَسُولُ اللَّهِصلی اللّٰه علیه و آله. فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ فَزِیدُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام إِذَا سَمِعَ هَذِهِ الْأَحَادِیثَ مِنَ الثِّقَاتِ الْمَعْصُومِینَ وَ آمَنَ بِهَا وَ اعْتَقَدَهَا فَلِمَ خَرَجَ بِالسَّیْفِ وَ ادَّعَی الْإِمَامَةَ لِنَفْسِهِ وَ أَظْهَرَ الْخِلَافَ عَلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ هُوَ بِالْمَحَلِّ الشَّرِیفِ الْجَلِیلِ مَعْرُوفٌ بِالسِّتْرِ وَ الصَّلَاحِ مَشْهُورٌ عِنْدَ الْخَاصِّ وَ الْعَامِّ بِالْعِلْمِ وَ الزُّهْدِ وَ هَذَا مَا لَا یَفْعَلُهُ إِلَّا مُعَانِدٌ جَاحِدٌ وَ حَاشَا زَیْداً أَنْ یَكُونَ بِهَذَا الْمَحَلِّ فَأَقُولُ فِی ذَلِكَ وَ بِاللَّهِ التَّوْفِیقُ إِنَّ زَیْدَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام خَرَجَ عَلَی سَبِیلِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیِ عَنِ الْمُنْكَرِ- لَا عَلَی سَبِیلِ الْمُخَالَفَةِ لِابْنِ أَخِیهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ إِنَّمَا وَقَعَ الْخِلَافُ مِنْ جِهَةِ النَّاسِ وَ ذَلِكَ أَنَّ زَیْدَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام لَمَّا خَرَجَ وَ لَمْ یَخْرُجْ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام تَوَهَّمَ قَوْمٌ مِنَ الشِّیعَةِ أَنَّ امْتِنَاعَ جَعْفَرٍ كَانَ لِلْمُخَالَفَةِ وَ إِنَّمَا كَانَ لِضَرْبٍ مِنَ التَّدْبِیرِ فَلَمَّا رَأَی الَّذِینَ صَارُوا لِلزَّیْدِیَّةِ سَلَفاً ذَلِكَ قَالُوا لَیْسَ الْإِمَامُ مَنْ جَلَسَ فِی بَیْتِهِ وَ أَغْلَقَ بَابَهُ وَ أَرْخَی سِتْرَهُ وَ إِنَّمَا الْإِمَامُ مَنْ خَرَجَ بِسَیْفِهِ یَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَی عَنِ الْمُنْكَرِ فهذان [فَهَذَا] سَبَبُ وُقُوعِ الْخِلَافِ بَیْنَ الشِّیعَةِ وَ أَمَّا جَعْفَرٌ وَ زَیْدٌ علیه السلام فَمَا كَانَ بَیْنَهُمَا خِلَافٌ وَ الدَّلِیلُ عَلَی صِحَّةِ قَوْلِنَا قَوْلُ زَیْدِ
ص: 198
بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام مَنْ أَرَادَ الْجِهَادَ فَإِلَیَّ وَ مَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فَإِلَی ابْنِ أَخِی جَعْفَرٍ وَ لَوِ ادَّعَی الْإِمَامَةَ لِنَفْسِهِ لَمْ یَنْفِ كَمَالَ الْعِلْمِ عَنْ نَفْسِهِ إِذِ الْإِمَامُ أَعْلَمُ مِنَ الرَّعِیَّةِ وَ مِنْ مَشْهُورِ قَوْلِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: رَحِمَ اللَّهُ عَمِّی زَیْداً لَوْ ظَفِرَ لَوَفَی إِنَّمَا دَعَا إِلَی الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنَا الرِّضَا.
وَ تَصْدِیقُ ذَلِكَ.
مَا حَدَّثَنَا بِهِ عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ عَامِرِ بْنِ عِیسَی بْنِ عَامِرٍ السَّیْرَافِیِّ بِمَكَّةَ فِی ذِی الْحِجَّةِ سَنَةَ إِحْدَی وَ ثَمَانِینَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَهَّرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عُمَیْرِ بْنِ الْمُتَوَكِّلِ بْنِ هَارُونَ الْبَجَلِیِّ عَنْ أَبِیهِ الْمُتَوَكِّلِ بْنِ هَارُونَ قَالَ: لَقِیتُ یَحْیَی بْنَ زَیْدٍ بَعْدَ قَتْلِ أَبِیهِ وَ هُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَی خُرَاسَانَ فَمَا رَأَیْتُ مِثْلَهُ رَجُلًا فِی عَقْلِهِ وَ فَضْلِهِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ أَبِیهِ فَقَالَ إِنَّهُ قُتِلَ وَ صُلِبَ بِالْكُنَاسَةِ ثُمَّ بَكَی وَ بَكَیْتُ حَتَّی غُشِیَ عَلَیْهِ فَلَمَّا سَكَنَ قُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ مَا الَّذِی أَخْرَجَهُ إِلَی قِتَالِ هَذَا الطَّاغِی وَ قَدْ
عَلِمَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ مَا عَلِمَ فَقَالَ نَعَمْ لَقَدْ سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ سَمِعْتُ أَبِی علیه السلام یُحَدِّثُ عَنْ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَدَهُ عَلَی صُلْبِی فَقَالَ یَا حُسَیْنُ یَخْرُجُ مِنْ صُلْبِكَ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ زَیْدٌ یُقْتَلُ شَهِیداً فَإِذَا كَانَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَتَخَطَّی هُوَ وَ أَصْحَابُهُ رِقَابَ النَّاسِ وَ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ كَمَا وَصَفَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ رَحِمَ اللَّهُ أَبِی زَیْداً كَانَ وَ اللَّهِ أَحَدَ الْمُتَعَبِّدِینَ قَائِمٌ لَیْلَهُ صَائِمٌ نَهَارَهُ یُجَاهِدُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَقَّ جِهَادِهِ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ هَكَذَا یَكُونُ الْإِمَامُ بِهَذِهِ الصِّفَةِ فَقَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ إِنَّ أَبِی لَمْ یَكُنْ بِإِمَامٍ وَ لَكِنْ مِنْ سَادَاتِ الْكِرَامِ وَ زُهَّادِهِمْ وَ كَانَ مِنَ الْمُجَاهِدِینَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَمَا إِنَّ أَبَاكَ قَدِ ادَّعَی الْإِمَامَةَ وَ خَرَجَ مُجَاهِداً فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ قَدْ جَاءَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِیمَنِ ادَّعَی الْإِمَامَةَ كَاذِباً فَقَالَ مَهْ یَا عَبْدَ اللَّهِ إِنَّ أَبِی علیه السلام كَانَ أَعْقَلَ مِنْ أَنْ یَدَّعِیَ مَا لَیْسَ لَهُ بِحَقٍّ وَ إِنَّمَا قَالَ أَدْعُوكُمْ إِلَی الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عَنَی بِذَلِكَ عَمِّی جَعْفَراً قُلْتُ فَهُوَ الْیَوْمَ صَاحِبُ
ص: 199
الْأَمْرِ قَالَ نَعَمْ هُوَ أَفْقَهُ بَنِی هَاشِمٍ.
ثُمَّ قَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ إِنِّی أُخْبِرُكَ عَنْ أَبِی علیه السلام وَ زُهْدِهِ وَ عِبَادَتِهِ أَنَّهُ كَانَ علیه السلام یُصَلِّی فِی نَهَارِهِ مَا شَاءَ اللَّهُ فَإِذَا جَنَّ اللَّیْلُ عَلَیْهِ نَامَ نَوْمَةً خَفِیفَةً ثُمَّ یَقُومُ فَیُصَلِّی فِی جَوْفِ اللَّیْلِ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ یَقُومُ قَائِماً عَلَی قَدَمَیْهِ یَدْعُو اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ یَتَضَرَّعُ لَهُ وَ یَبْكِی بِدُمُوعٍ جَارِیَةٍ حَتَّی یَطْلُعَ الْفَجْرُ- فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ سَجَدَ سَجْدَةً ثُمَّ یَقُومُ یُصَلِّی الْغَدَاةَ إِذَا وَضَحَ الْفَجْرُ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ قَعَدَ فِی التَّعْقِیبِ إِلَی أَنْ یَتَعَالَی النَّهَارُ ثُمَّ یَقُومُ فِی حَاجَتِهِ سَاعَةً فَإِذَا قَرُبَ الزَّوَالُ قَعَدَ فِی مُصَلَّاهُ فَسَبَّحَ اللَّهَ وَ مَجَّدَهُ إِلَی وَقْتِ الصَّلَاةِ فَإِذَا حَانَ وَقْتُ الصَّلَاةِ قَامَ فَصَلَّی الْأُولَی وَ جَلَسَ هُنَیْئَةً وَ صَلَّی الْعَصْرَ وَ قَعَدَ فِی تَعْقِیبِهِ سَاعَةً ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَةً فَإِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ صَلَّی الْعِشَاءَ وَ الْعَتَمَةَ قُلْتُ كَانَ یَصُومُ دَهْرَهُ قَالَ لَا وَ لَكِنَّهُ كَانَ یَصُومُ فِی السَّنَةِ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ وَ یَصُومُ فِی الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ قُلْتُ وَ كَانَ یُفْتِی النَّاسَ فِی مَعَالِمِ دِینِهِمْ قَالَ مَا أَذْكُرُ ذَلِكَ عَنْهُ ثُمَّ أَخْرَجَ إِلَیَّ صَحِیفَةً كَامِلَةً أَدْعِیَةَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام(1).
«74»- نص، [كفایة الأثر] أَبُو عَلِیٍّ أَحْمَدُ بْنُ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِی عَلِیِّ بْنِ هَمَّامٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقُلْتُ إِنَّ قَوْماً یَزْعُمُونَ أَنَّكَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ قَالَ لَا وَ لَكِنِّی مِنَ الْعِتْرَةِ قُلْتُ فَمَنْ یَلِی هَذَا الْأَمْرَ بَعْدَكُمْ قَالَ سَبْعَةٌ مِنَ الْخُلَفَاءِ وَ الْمَهْدِیُّ مِنْهُمْ قَالَ ابْنُ مُسْلِمٍ ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَی الْبَاقِرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ فَقَالَ صَدَقَ أَخِی زَیْدٌ صَدَقَ أَخِی زَیْدٌ سَیَلِی هَذَا الْأَمْرَ بَعْدِی سَبْعَةٌ مِنَ الْأَوْصِیَاءِ وَ الْمَهْدِیُّ مِنْهُمْ ثُمَّ بَكَی علیه السلام وَ قَالَ كَأَنِّی بِهِ وَ قَدْ صُلِبَ فِی الْكُنَاسَةِ یَا ابْنَ مُسْلِمٍ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ قَالَ وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَدَهُ عَلَی كَتِفِی وَ قَالَ یَا حُسَیْنُ یَخْرُجُ مِنْ صُلْبِكَ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ زَیْدٌ یُقْتَلُ مَظْلُوماً إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ حُشِرَ وَ أَصْحَابَهُ إِلَی الْجَنَّةِ(2).
ص: 200
«75»- نص، [كفایة الأثر] الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْعَلَوِیِّ الْمَعْرُوفِ بِالْجُوَانِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَدِینِیِّ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ زَیْدٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ قَالَ: قُلْتُ لِزَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام مَا تَقُولُ فِی الشَّیْخَیْنِ قَالَ أَلْعَنُهُمَا قُلْتُ فَأَنْتَ صَاحِبُ الْأَمْرِ قَالَ لَا وَ لَكِنِّی مِنَ- الْعِتْرَةِ قُلْتُ فَإِلَی مَنْ تَأْمُرُنَا قَالَ عَلَیْكَ بِصَاحِبِ الشَّعْرِ وَ أَشَارَ إِلَی الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام(1).
«76»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَحْمَدُ بْنُ عُبْدُونٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ عَنْ مِهْزَمِ بْنِ أَبِی بُرْدَةَ الْأَسَدِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَدِینَةَ حِدْثَانَ صَلْبِ زَیْدٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَسَاعَةَ رَآنِی قَالَ یَا مِهْزَمُ مَا فَعَلَ زَیْدٌ قَالَ قُلْتُ صُلِبَ قَالَ أَیْنَ قَالَ قُلْتُ فِی كُنَاسَةِ بَنِی أَسَدٍ قَالَ أَنْتَ رَأَیْتَهُ مَصْلُوباً فِی كُنَاسَةِ بَنِی أَسَدٍ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَبَكَی حَتَّی بَكَتِ النِّسَاءُ خَلْفَ السُّتُورِ ثُمَّ قَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ بَقِیَ لَهُمْ عِنْدَهُ طِلْبَةٌ مَا أَخَذُوهَا مِنْهُ بَعْدُ قَالَ فَجَعَلْتُ أُفَكِّرُ وَ أَقُولُ أَیُّ شَیْ ءٍ طِلْبَتُهُمْ بَعْدَ الْقَتْلِ وَ الصَّلْبِ قَالَ فَوَدَّعْتُهُ وَ انْصَرَفْتُ حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَی الْكُنَاسَةِ فَإِذَا أَنَا بِجَمَاعَةٍ فَأَشْرَفْتُ عَلَیْهِمْ فَإِذَا زَیْدٌ قَدْ أَنْزَلُوهُ مِنْ خَشَبَتِهِ یُرِیدُونَ أَنْ یُحْرِقُوهُ قَالَ قُلْتُ هَذِهِ الطِّلْبَةُ الَّتِی قَالَ لِی (2).
«77»- نص، [كفایة الأثر] عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْزُومٍ مَوْلَی بَنِی هَاشِمٍ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ وَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْفَضْلِ الْمَطِیرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْفَرْغَانِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَلَوِیِّ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ وَ حَدَّثَنَا عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ الطَّائِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَلَوِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بُكَیْرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ عِنْدَهُ صَالِحُ بْنُ بِشْرٍ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ هُوَ یُرِیدُ الْخُرُوجَ إِلَی الْعِرَاقِ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ حَدِّثْنِی بِشَیْ ءٍ سَمِعْتَهُ عَنْ أَبِیكَ علیه السلام فَقَالَ نَعَمْ
ص: 201
حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِ بِنِعْمَةٍ فَلْیَحْمَدِ اللَّهَ وَ مَنِ اسْتَبْطَأَ الرِّزْقَ فَلْیَسْتَغْفِرِ اللَّهَ وَ مَنْ أَحْزَنَهُ أَمْرٌ فَلْیَقُلْ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَقُلْتُ زِدْنِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَرْبَعَةٌ أَنَا لَهُمُ الشَّفِیعُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ الْمُكْرِمُ لِذُرِّیَّتِی وَ الْقَاضِی لَهُمْ حَوَائِجَهُمْ وَ السَّاعِی لَهُمْ فِی أُمُورِهِمْ عِنْدَ اضْطِرَارِهِمْ إِلَیْهِ وَ الْمُحِبُّ لَهُمْ بِقَلْبِهِ وَ لِسَانِهِ قَالَ فَقُلْتُ زِدْنِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ فَضْلِ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْكُمْ قَالَ نَعَمْ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَحَبَّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فِی اللَّهِ حُشِرَ مَعَنَا وَ أَدْخَلْنَاهُ مَعَنَا الْجَنَّةَ یَا ابْنَ بُكَیْرٍ مَنْ تَمَسَّكَ بِنَا فَهُوَ مَعَنَا فِی الدَّرَجَاتِ الْعُلَی یَا ابْنَ بُكَیْرٍ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی اصْطَفَی مُحَمَّداً ص وَ اخْتَارَنَا لَهُ ذُرِّیَّةً فَلَوْلَانَا لَمْ یَخْلُقِ اللَّهُ تَعَالَی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةَ یَا ابْنَ بُكَیْرٍ بِنَا عُرِفَ اللَّهُ وَ بِنَا عُبِدَ اللَّهُ وَ نَحْنُ السَّبِیلُ إِلَی اللَّهِ وَ مِنَّا الْمُصْطَفَی وَ الْمُرْتَضَی وَ مِنَّا یَكُونُ الْمَهْدِیُّ قَائِمُ هَذِهِ الْأُمَّةِ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ هَلْ عَهِدَ إِلَیْكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَتَی یَقُومُ قَائِمُكُمْ قَالَ یَا ابْنَ بُكَیْرٍ إِنَّكَ لَنْ تَلْحَقَهُ وَ إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ تَلِیهُ سِتَّةٌ مِنَ الْأَوْصِیَاءِ بَعْدَ هَذَا ثُمَّ یَجْعَلُ اللَّهُ خُرُوجَ قَائِمِنَا فَیَمْلَؤُهَا قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَ لَسْتَ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ فَقَالَ أَنَا مِنَ الْعِتْرَةِ فَعُدْتُ فَعَادَ إِلَیَّ فَقُلْتُ هَذَا الَّذِی تَقُولُ عَنْكَ أَوْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَیْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَیْرِ- لَا وَ لَكِنْ عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ أَنْشَأَ یَقُولُ:
نَحْنُ سَادَاتُ قُرَیْشٍ وَ قِوَامُ الْحَقِّ فِینَا***نَحْنُ الْأَنْوَارُ الَّتِی مِنْ قَبْلِ كَوْنِ الْخَلْقِ كُنَّا
نَحْنُ مِنَّا الْمُصْطَفَی الْمُخْتَارُ وَ الْمَهْدِیُّ مِنَّا***فَبِنَا قَدْ عُرِفَ اللَّهُ وَ بِالْحَقِّ أَقَمْنَا
سَوْفَ یَصْلَاهُ سَعِیرٌ مَنْ تَوَلَّی الْیَوْمَ عَنَّا
ص: 202
قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ حَدَّثَنَا بِهَذَا الْحَدِیثِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْبَزَوْفَرِیُّ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنِ الطَّیَالِسِیِّ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ وَ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ جَمِیعاً عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ صَالِحٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام فَدَخَلَ إِلَیْهِ مُحَمَّدُ بْنُ بُكَیْرٍ وَ ذَكَرَ الْحَدِیثَ (1).
«78»- مصبا، [المصباحین]: فِی أَوَّلِ یَوْمٍ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَی وَ عِشْرِینَ وَ مِائَةٍ كَانَ مَقْتَلُ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام(2).
«79»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْجَارُودِ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرِ بْنِ دَأْبٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: أَنَّ زَیْدَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ دَخَلَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ مَعَهُ كُتُبٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ یَدْعُونَهُ فِیهَا إِلَی أَنْفُسِهِمْ وَ یُخْبِرُونَهُ بِاجْتِمَاعِهِمْ وَ یَأْمُرُونَهُ بِالْخُرُوجِ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هَذِهِ الْكُتُبُ ابْتِدَاءٌ مِنْهُمْ أَوْ جَوَابُ مَا كَتَبْتَ بِهِ إِلَیْهِمْ وَ دَعَوْتَهُمْ إِلَیْهِ فَقَالَ بَلِ ابْتِدَاءٌ مِنَ الْقَوْمِ لِمَعْرِفَتِهِمْ بِحَقِّنَا وَ بِقَرَابَتِنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لِمَا یَجِدُونَ فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ وُجُوبِ مَوَدَّتِنَا وَ فَرْضِ طَاعَتِنَا وَ لِمَا نَحْنُ فِیهِ مِنَ الضِّیقِ وَ الضَّنْكِ وَ الْبَلَاءِ- فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ الطَّاعَةَ مَفْرُوضَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سُنَّةٌ أَمْضَاهَا فِی الْأَوَّلِینَ وَ كَذَلِكَ یُجْرِیهَا فِی الْآخِرِینَ وَ الطَّاعَةُ لِوَاحِدٍ مِنَّا وَ الْمَوَدَّةُ لِلْجَمِیعِ وَ أَمْرُ اللَّهِ یَجْرِی لِأَوْلِیَائِهِ بِحُكْمٍ مَوْصُولٍ وَ قَضَاءٍ مَفْصُولٍ وَ حَتْمٍ مَقْضِیٍّ وَ قَدَرٍ مَقْدُورٍ وَ أَجَلٍ مُسَمًّی لِوَقْتٍ مَعْلُومٍ فَ لا یَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِینَ لا یُوقِنُونَ- إِنَّهُمْ لَنْ یُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَیْئاً فَلَا تَعْجَلْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا یَعْجَلُ لِعَجَلَةِ الْعِبَادِ وَ لَا تَسْبِقَنَّ اللَّهَ فَتُعْجِزُكَ الْبَلِیَّةُ فَتَصْرَعُكَ قَالَ فَغَضِبَ زَیْدٌ عِنْدَ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ لَیْسَ الْإِمَامُ مِنَّا مَنْ جَلَسَ فِی بَیْتِهِ وَ أَرْخَی سِتْرَهُ وَ ثَبَّطَ عَنِ الْجِهَادِ وَ لَكِنَّ الْإِمَامَ مِنَّا مَنْ مَنَعَ حَوْزَتَهُ وَ جَاهَدَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ
ص: 203
حَقَّ جِهَادِهِ وَ دَفَعَ عَنْ رَعِیَّتِهِ وَ ذَبَّ عَنْ حَرِیمِهِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هَلْ تَعْرِفُ یَا أَخِی مِنْ نَفْسِكَ شَیْئاً مِمَّا نَسَبْتَهَا إِلَیْهِ فَتَجِی ءَ عَلَیْهِ بِشَاهِدٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَوْ حُجَّةٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَوْ تَضْرِبَ بِهِ مَثَلًا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَحَلَّ حَلَالًا وَ حَرَّمَ حَرَاماً وَ فَرَضَ فَرَائِضَ وَ ضَرَبَ أَمْثَالًا وَ سَنَّ سُنَناً وَ لَمْ یَجْعَلِ الْإِمَامَ الْقَائِمَ بِأَمْرِهِ فِی شُبْهَةٍ فِیمَا فَرَضَ لَهُ مِنَ الطَّاعَةِ أَنْ یَسْبِقَهُ بِأَمْرٍ قَبْلَ مَحَلِّهِ أَوْ یُجَاهِدَ فِیهِ قَبْلَ حُلُولِهِ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الصَّیْدِ- لا تَقْتُلُوا الصَّیْدَ وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ أَ فَقَتْلُ الصَّیْدِ أَعْظَمُ أَمْ قَتْلُ النَّفْسِ الَّتِی حَرَّمَ اللَّهُ وَ جَعَلَ لِكُلِّ شَیْ ءٍ مَحَلًّا وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَ وَ إِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا- وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَ لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ وَ لَا الشَّهْرَ الْحَرامَ فَجَعَلَ الشُّهُورَ عِدَّةً مَعْلُومَةً فَجَعَلَ فِیهَا أَرْبَعَةً حُرُماً وَ قَالَ فَسِیحُوا فِی الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَیْرُ مُعْجِزِی اللَّهِ ثُمَّ قَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِینَ حَیْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ فَجَعَلَ لِذَلِكَ مَحَلًّا وَ قَالَ وَ لا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ حَتَّی یَبْلُغَ الْكِتابُ أَجَلَهُ فَجَعَلَ لِكُلِّ شَیْ ءٍ مَحَلًّا وَ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَاباً- فَإِنْ كُنْتَ عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَ یَقِینٍ مِنْ أَمْرِكَ وَ تِبْیَانٍ مِنْ شَأْنِكَ فَشَأْنَكَ وَ إِلَّا فَلَا تَرُومَنَّ أَمْراً أَنْتَ مِنْهُ فِی شَكٍّ وَ شُبْهَةٍ وَ لَا تَتَعَاطَ زَوَالَ مُلْكٍ لَمْ یَنْقَضِ أُكُلُهُ وَ لَمْ یَنْقَطِعْ مَدَاهُ وَ لَمْ یَبْلُغِ الْكِتَابُ أَجَلَهُ فَلَوْ قَدْ بَلَغَ مَدَاهُ وَ انْقَطَعَ أُكُلُهُ وَ بَلَغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ لَانْقَطَعَ الْفَصْلُ وَ تَتَابَعَ النِّظَامُ وَ لَأَعْقَبَ اللَّهُ فِی التَّابِعِ وَ الْمَتْبُوعِ الذُّلَّ وَ الصَّغَارَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ إِمَامٍ ضَلَّ عَنْ وَقْتِهِ فَكَانَ التَّابِعُ فِیهِ أَعْلَمَ مِنَ الْمَتْبُوعِ أَ تُرِیدُ یَا أَخِی أَنْ تُحْیِیَ مِلَّةَ قَوْمٍ قَدْ كَفَرُوا بِآیَاتِ اللَّهِ وَ عَصَوْا رَسُولَهُ وَ اتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَیْرِ هُدًی مِنَ اللَّهِ وَ ادَّعَوُا الْخِلَافَةَ بِلَا بُرْهَانٍ مِنَ اللَّهِ وَ لَا عَهْدٍ مِنْ رَسُولِهِ أُعِیذُكَ بِاللَّهِ یَا أَخِی أَنْ تَكُونَ غَداً الْمَصْلُوبَ بِالْكُنَاسَةِ ثُمَّ ارْفَضَّتْ عَیْنَاهُ وَ سَالَتْ دُمُوعُهُ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ مَنْ هَتَكَ سِتْرَنَا وَ جَحَدَنَا حَقَّنَا وَ أَفْشَی سِرَّنَا وَ نَسَبَنَا إِلَی غَیْرِ جَدِّنَا وَ قَالَ فِینَا مَا لَمْ نَقُلْهُ فِی أَنْفُسِنَا(1).
ص: 204
«80»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ رَجُلٍ ذَكَرَهُ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَیْفَ صَنَعْتُمْ بِعَمِّی زَیْدٍ قُلْتُ إِنَّهُمْ كَانُوا یَحْرُسُونَهُ فَلَمَّا شَفَّ النَّاسُ أَخَذْنَا خَشَبَتَهُ فَدَفَنَّاهُ فِی جُرُفٍ عَلَی شَاطِئِ الْفُرَاتِ فَلَمَّا أَصْبَحُوا جَالَتِ الْخَیْلُ یَطْلُبُونَهُ فَوَجَدُوهُ فَأَحْرَقُوهُ فَقَالَ أَ فَلَا أَوْقَرْتُمُوهُ حَدِیداً وَ أَلْقَیْتُمُوهُ فِی الْفُرَاتِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ لَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَهُ (1).
«81»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ ذِكْرُهُ أَذِنَ فِی هَلَاكِ بَنِی أُمَیَّةَ بَعْدَ إِحْرَاقِهِمْ زَیْداً بِسَبْعَةِ أَیَّامٍ (2).
«82»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا علیه السلام عَنِ الْمَصْلُوبِ فَقَالَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ جَدِّی علیه السلام صَلَّی عَلَی عَمِّهِ (3).
تذنیب: أقول سنورد الأخبار الدالة علی أحوال كل من خرج من أولاد الأئمة علیهم السلام عند ذكر أحوالهم لا سیما فی أبواب أحوال الصادق و الكاظم و الرضا علیه السلام و سیأتی فی باب معجزات الصادق علیه السلام بعض أخبار زید و غیره و سنورد الأخبار فی أحوالهم مجملا فی كتاب الخمس و أوردنا بعض ما یتعلق بهم فی أبواب أحوال فاطمة صلوات اللّٰه علیها و قد مر بعض الأخبار عن زید فی أبواب النصوص.
ثم اعلم أن الأخبار اختلفت و تعارضت فی أحوال زید و أضرابه كما عرفت لكن الأخبار الدالة علی جلالة زید و مدحه و عدم كونه مدعیا لغیر الحق أكثر و قد حكم أكثر الأصحاب بعلو شأنه فالمناسب حسن الظن به و عدم القدح فیه بل عدم التعرض لأمثاله من أولاد المعصومین علیهم السلام إلا من ثبت من قبل الأئمة علیهم السلام الحكم بكفرهم و لزوم التبری عنهم.
و سیأتی القول فی الأبواب الآتیة فیهم مفصلا إن شاء اللّٰه تعالی.
ص: 205
«83»- فر(1)،[تفسیر فرات بن إبراهیم] جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ مُعَنْعَناً عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ: أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ فِی كُلِّ زَمَانٍ خِیَرَةً وَ مِنْ كُلِّ خِیَرَةٍ مُنْتَجَباً حَبْوَةً مِنْهُ قَالَ اللَّهُ أَعْلَمُ حَیْثُ یَجْعَلُ رِسالَتَهُ فَلَمْ یَزَلِ اللَّهُ یَتَنَاسَخُ خِیَرَتَهُ حَتَّی أَخْرَجَ مُحَمَّداً ص مِنْ أَفْضَلِ تُرْبَةٍ وَ أَطْهَرِ عِتْرَةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ فَلَمَّا قَبَضَ مُحَمَّداً ص افْتَخَرَتْ قُرَیْشٌ عَلَی سَائِرِ الْأَنْبِیَاءِ بِأَنَّ مُحَمَّداً ص كَانَ قُرَشِیّاً وَ دَانَتِ الْعَجَمُ لِلْعَرَبِ بِأَنَّ مُحَمَّداً ص كَانَ عَرَبِیّاً حَتَّی ظَهَرَتِ الْكَلِمَةُ وَ تَمَّتِ النِّعْمَةُ فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ وَ أَجِیبُوا إِلَی الْحَقِّ وَ كُونُوا أَعْوَاناً لِمَنْ دَعَاكُمْ إِلَیْهِمْ وَ لَا تَأْخُذُوا سُنَّةَ بَنِی إِسْرَائِیلَ كَذَّبُوا أَنْبِیَاءَهُمْ وَ قَتَلُوا أَهْلَ بَیْتِ نَبِیِّهِمْ ثُمَّ أَنَا أُذَكِّرُكُمْ أَیُّهَا السَّامِعُونَ لِدَعْوَتِهِ الْمُتَفَهِّمُونَ مَقَالَتَنَا بِاللَّهِ الْعَظِیمِ الَّذِی لَمْ یَذْكُرِ الْمُذَكِّرُونَ بِمِثْلِهِ إِذَا ذَكَرْتُمُوهُ وَجِلَتْ قُلُوبُكُمْ وَ اقْشَعَرَّتْ لِذَلِكَ جُلُودُكُمْ أَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّا وُلْدُ نَبِیِّكُمُ الْمَظْلُومُونَ الْمَقْهُورُونَ فَلَا سَهْمٌ وُفِّینَا وَ لَا تُرَاثٌ أُعْطِینَا وَ مَا زَالَتْ بُیُوتُنَا تُهْدَمُ وَ حَرَمُنَا تُنْتَهَكُ وَ قَائِلُنَا یُعْرَفُ یُولَدُ مَوْلُودُنَا فِی الْخَوْفِ وَ یَنْشَأُ نَاشِئُنَا بِالْقَهْرِ وَ یَمُوتُ مَیِّتُنَا بِالذُّلِّ وَیْحَكُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَیْكُمْ جِهَادَ أَهْلِ الْبَغْیِ وَ الْعُدْوَانِ مِنْ أُمَّتِكُمْ عَلَی بَغْیِهِمْ وَ فَرَضَ نُصْرَةَ أَوْلِیَائِهِ الدَّاعِینَ إِلَی اللَّهِ وَ إِلَی كِتَابِهِ قَالَ وَ لَیَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ یَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِیٌّ عَزِیزٌ(2) وَیْحَكُمْ إِنَّا قَوْمٌ غَضِبْنَا لِلَّهِ رَبِّنَا وَ نَقِمْنَا الْجَوْرَ الْمَعْمُولَ بِهِ فِی أَهْلِ مِلَّتِنَا وَ وَضَعْنَا مَنْ تَوَارَثَ الْإِمَامَةَ وَ الْخِلَافَةَ وَ یَحْكُمُ بِالْهَوَاءِ وَ نَقَضَ الْعَهْدَ وَ صَلَّی الصَّلَاةَ لِغَیْرِ وَقْتِهَا وَ أَخَذَ الزَّكَاةَ مِنْ غَیْرِ وَجْهِهَا وَ دَفَعَهَا إِلَی غَیْرِ أَهْلِهَا وَ نَسَكَ الْمَنَاسِكَ بِغَیْرِ هَدْیِهَا وَ أَزَالَ الْأَفْیَاءَ وَ الْأَخْمَاسَ وَ الْغَنَائِمَ وَ مَنَعَهَا الْفُقَرَاءَ وَ الْمَسَاكِینَ وَ ابْنَ السَّبِیلِ وَ عَطَّلَ الْحُدُودَ وَ أَخَذَ بِهَا الْجَزِیلَ وَ حَكَمَ بِالرِّشَا وَ الشَّفَاعَاتِ وَ الْمَنَازِلِ وَ قَرَّبَ الْفَاسِقِینَ وَ مَثَّلَ بِالصَّالِحِینَ وَ اسْتَعْمَلَ الْخِیَانَةَ وَ خَوَّنَ أَهْلَ الْأَمَانَةِ وَ سَلَّطَ الْمَجُوسَ وَ جَهَّزَ الْجُیُوشَ وَ خَلَّدَ فِی الْمَحَابِسِ وَ جَلَدَ الْمُبِینَ
ص: 206
وَ قَتَلَ الْوَالِدَ وَ أَمَرَ بِالْمُنْكَرِ وَ نَهَی عَنِ الْمَعْرُوفِ بِغَیْرِ مَأْخُوذٍ عَنْ كِتَابِ اللَّهِ وَ لَا سُنَّةِ نَبِیِّهِ ثُمَّ یَزْعُمُ زَاعِمُكُمْ أَنَّ اللَّهَ اسْتَخْلَفَهُ یَحْكُمُ بِخِلَافِهِ وَ یَصُدُّ عَنْ سَبِیلِهِ وَ یَنْتَهِكُ مَحَارِمَهُ وَ یَقْتُلُ مَنْ دَعَا إِلَی أَمْرِهِ فَمَنْ أَشَرُّ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً مِمَّنِ افْتَری عَلَی اللَّهِ كَذِباً* أَوْ صَدَّ عَنْ سَبِیلِهِ أَوْ بَغَاهُ عِوَجاً وَ مَنْ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهُ أَجْراً مِمَّنْ أَطَاعَهُ وَ آذَنَ بِأَمْرِهِ وَ جَاهَدَ فِی سَبِیلِهِ وَ سَارَعَ فِی الْجِهَادِ وَ مَنْ أَحْقَرُ
عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً مِمَّنْ یَزْعُمُ أَنَّ بِغَیْرِ ذَلِكَ یَمُنُّ عَلَیْهِ ثُمَّ یَتْرُكُ ذَلِكَ اسْتِخْفَافاً بِحَقِّهِ وَ تَهَاوُناً فِی أَمْرِ اللَّهِ وَ إِیثَاراً لِلدُّنْیَا- وَ مَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَی اللَّهِ وَ عَمِلَ صالِحاً وَ قالَ إِنَّنِی مِنَ الْمُسْلِمِینَ (1).
«84»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی دَاوُدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبَانٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَسَأَلَنَا أَ فِیكُمْ أَحَدٌ عِنْدَهُ عِلْمُ عَمِّی زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ أَنَا عِنْدِی عِلْمٌ مِنْ عِلْمِ عَمِّكَ كُنَّا عِنْدَهُ ذَاتَ لَیْلَةٍ فِی دَارِ مُعَاوِیَةَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَنْصَارِیِّ إِذْ قَالَ انْطَلِقُوا بِنَا نُصَلِّی فِی مَسْجِدِ السَّهْلَةِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ فَعَلَ فَقَالَ لَا جَاءَهُ أَمْرٌ فَشَغَلَهُ عَنِ الذَّهَابِ فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ عاذ [أَعَاذَ] اللَّهَ بِهِ حَوْلًا لَأَعَاذَهُ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ مَوْضِعُ بَیْتِ إِدْرِیسَ النَّبِیِّ الَّذِی كَانَ یَخِیطُ فِیهِ وَ مِنْهُ سَارَ إِبْرَاهِیمُ إِلَی الْیَمَنِ بِالْعَمَالِقَةِ وَ مِنْهُ سَارَ دَاوُدُ إِلَی جَالُوتَ وَ إِنَّ فِیهِ لَصَخْرَةً خَضْرَاءَ فِیهَا مِثَالُ كُلِّ نَبِیٍّ وَ مِنْ تَحْتِ تِلْكَ الصَّخْرَةِ أُخِذَتْ طِینَةُ كُلِّ نَبِیٍّ وَ إِنَّهُ لَمُنَاخُ الرَّاكِبِ قِیلَ وَ مَنِ الرَّاكِبُ قَالَ الْخَضِرُ علیه السلام(2).
«85»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ بَكْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِیدٍ الْخَزَّازِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ: بِالْكُوفَةِ مَسْجِدٌ یُقَالُ لَهُ مَسْجِدُ السَّهْلَةِ لَوْ أَنَّ عَمِّی زَیْداً أَتَاهُ فَصَلَّی فِیهِ وَ اسْتَجَارَ اللَّهَ لَأَجَارَهُ عِشْرِینَ سَنَةً(3).
ص: 207
«86»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] الْقَاسِمُ بْنُ عُبَیْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ وَشِیكٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ كَیْفَ زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ فِی قُلُوبِ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَقَالَ لَا أُحَدِّثُكَ عَنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَ لَكِنْ أُحَدِّثُكَ عَنْ رَجُلٍ یُقَالُ لَهُ النَّازِلِیُّ بِالْمَدِینَةِ قَالَ صَحِبْتُ زَیْداً مَا بَیْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِینَةِ وَ كَانَ یُصَلِّی الْفَرِیضَةَ ثُمَّ یُصَلِّی مَا بَیْنَ الصَّلَاةِ إِلَی الصَّلَاةِ وَ یُصَلِّی اللَّیْلَ كُلَّهُ وَ یُكْثِرُ التَّسْبِیحَ وَ یُرَدِّدُ وَ جاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِیدُ(1) فَصَلَّی بِنَا لَیْلَةً ثُمَّ رَدَّدَ هَذِهِ الْآیَةَ إِلَی قَرِیبٍ مِنْ نِصْفِ اللَّیْلِ فَانْتَبَهْتُ وَ هُوَ رَافِعٌ یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ وَ یَقُولُ إِلَهِی عَذَابُ الدُّنْیَا أَیْسَرُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ ثُمَّ انْتَحَبَ فَقُمْتُ إِلَیْهِ وَ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَقَدْ جَزِعْتَ فِی لَیْلَتِكَ هَذِهِ جَزَعاً مَا كُنْتُ أَعْرِفُهُ قَالَ وَیْحَكَ یَا نَازِلِیُّ إِنِّی رَأَیْتُ اللَّیْلَةَ وَ أَنَا فِی سُجُودِی إِذْ رُفِعَ لِی زُمْرَةٌ مِنَ النَّاسِ عَلَیْهِمْ ثِیَابٌ مَا رَأَتْهُ الْأَبْصَارُ حَتَّی أَحَاطُوا بِی وَ أَنَا سَاجِدٌ فَقَالَ كَبِیرُهُمُ الَّذِی یَسْمَعُونَ مِنْهُ أَ هُوَ ذَلِكَ قَالُوا نَعَمْ قَالَ أَبْشِرْ یَا زَیْدُ فَإِنَّكَ مَقْتُولٌ فِی اللَّهِ وَ مَصْلُوبٌ وَ مَحْرُوقٌ بِالنَّارِ وَ لَا تَمَسُّكَ النَّارُ بَعْدَهَا أَبَداً فَانْتَبَهْتُ وَ أَنَا فَزِعٌ وَ اللَّهِ یَا نَازِلِیُّ لَوَدِدْتُ أَنِّی أُحْرِقْتُ بِالنَّارِ ثُمَّ أُحْرِقْتُ بِالنَّارِ وَ أَنَّ اللَّهَ أَصْلَحَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ أَمْرَهَا(2).
«87»- كف، [المصباح] للكفعمی: فِی أَوَّلِ یَوْمٍ مِنْ صَفَرٍ كَانَ مَقْتَلُ زَیْدٍ علیه السلام(3).
أَقُولُ رَوَی أَبُو الْفَرَجِ الْأَصْفَهَانِیُّ فِی مَقَاتِلِ الطَّالِبِیِّینَ (4)
بِإِسْنَادِهِ إِلَی زِیَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ قَالَ: اشْتَرَی الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِی عُبَیْدٍ جَارِیَةً بِثَلَاثِینَ أَلْفاً فَقَالَ لَهَا أَدْبِرِی فَأَدْبَرَتْ ثُمَّ قَالَ لَهَا أَقْبِلِی فَأَقْبَلَتْ ثُمَّ قَالَ مَا أَرَی أَحَداً أَحَقَّ بِهَا مِنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَبَعَثَ بِهَا إِلَیْهِ وَ هِیَ أُمُّ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام.
وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ خَصِیبٍ الْوَابِشِیِّ قَالَ: كُنْتُ إِذَا رَأَیْتُ زَیْدَ بْنَ عَلِیٍّ رَأَیْتُ
ص: 208
أَسَارِیرَ(1)
النُّورِ فِی وَجْهِهِ (2).
وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِینَةَ فَجَعَلْتُ كُلَّمَا سَأَلْتُ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ قِیلَ لِی ذَاكَ حَلِیفُ الْقُرْآنِ (3).
وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِلْحُسَیْنِ یَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ صُلْبِكَ یُقَالُ لَهُ زَیْدٌ یَتَخَطَّی هُوَ وَ أَصْحَابُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ رِقَابَ النَّاسِ غُرّاً مُحَجَّلِینَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ... بِغَیْرِ حِسابٍ (4).
وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِی سُلَیْمَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یُقْتَلُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی فَیُصْلَبُ- لَا تَرَی الْجَنَّةَ عَیْنٌ رَأَتْ عَوْرَتَهُ (5).
وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ قَالَ: مَرَّ زَیْدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَی مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ فَرَقَّ لَهُ وَ أَجْلَسَهُ وَ قَالَ أُعِیذُكَ بِاللَّهِ یَا ابْنَ أَخِی أَنْ تَكُونَ زَیْداً الْمَصْلُوبَ بِالْعِرَاقِ- لَا یَنْظُرُ أَحَدٌ إِلَی عَوْرَتِهِ وَ لَا یَنْظُرُهُ إِلَّا كَانَ فِی أَسْفَلِ دَرْكٍ مِنْ جَهَنَّمَ (6).
وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ خَالِدٍ مَوْلَی آلِ الزُّبَیْرِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَدَعَا ابْناً لَهُ یُقَالُ لَهُ زَیْدٌ فَكَبَا لِوَجْهِهِ وَ جَعَلَ یَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ وَ یَقُولُ أُعِیذُكَ بِاللَّهِ أَنْ تَكُونَ زَیْداً الْمَصْلُوبَ بِالْكُنَاسَةِ مَنْ نَظَرَ إِلَی عَوْرَتِهِ مُتَعَمِّداً أَصْلَی اللَّهُ وَجْهَهُ النَّارَ(7).
وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ یُونُسَ بْنِ جَنَابٍ قَالَ: جِئْتُ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِلَی الْكُتَّابِ فَدَعَا زَیْداً فَاعْتَنَقَهُ وَ أَلْزَقَ بَطْنَهُ بِبَطْنِهِ وَ قَالَ أُعِیذُكَ بِاللَّهِ أَنْ تَكُونَ صَلِیبَ الْكُنَاسَةِ(8).
ص: 209
ص: 210
تاریخ الإمام محمد الباقر صلوات اللّٰه علیه
ص: 211
«1»- عم، [إعلام الوری]: وُلِدَ علیه السلام بِالْمَدِینَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَ خَمْسِینَ مِنَ الْهِجْرَةِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ غُرَّةَ رَجَبٍ وَ قِیلَ الثَّالِثَ مِنْ صَفَرٍ وَ قُبِضَ علیه السلام سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَ مِائَةٍ فِی ذِی الْحِجَّةِ وَ قِیلَ فِی شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ وَ قَدْ تَمَّ عُمُرُهُ سَبْعاً وَ خَمْسِینَ سَنَةً وَ أُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْحَسَنِ فَعَاشَ مَعَ جَدِّهِ الْحُسَیْنِ علیه السلام أَرْبَعَ سِنِینَ وَ مَعَ أَبِیهِ تِسْعاً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ كَانَتْ مُدَّةُ إِمَامَتِهِ ثَمَانِیَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ كَانَ فِی أَیَّامِ إِمَامَتِهِ بَقِیَّةُ مُلْكِ الْوَلِیدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ مُلْكُ سُلَیْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ وَ یَزِیدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ تُوُفِّیَ فِی مُلْكِهِ (1).
ص: 212
«2»- مصبا، [المصباحین] رَوَی جَابِرٌ الْجُعْفِیُّ قَالَ: وُلِدَ الْبَاقِرُ علیه السلام یَوْمَ الْجُمُعَةِ غُرَّةَ رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَ خَمْسِینَ (1).
«3»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُسْلِمٍ صَاحِبِ الْهَرَوِیِّ عَنْ سَدِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ أَبِی مَرِضَ مَرَضاً شَدِیداً حَتَّی خِفْنَا عَلَیْهِ فَبَكَی بَعْضُ أَهْلِهِ عِنْدَ رَأْسِهِ فَنَظَرَ إِلَیْهِ فَقَالَ إِنِّی لَسْتُ بِمَیِّتٍ مِنْ وَجَعِی هَذَا إِنَّهُ أَتَانِی اثْنَانِ فَأَخْبَرَانِی أَنِّی لَسْتُ بِمَیِّتٍ مِنْ وَجَعِی هَذَا قَالَ فَبَرَأَ وَ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ یَمْكُثَ فَبَیْنَا هُوَ صَحِیحٌ لَیْسَ بِهِ بَأْسٌ قَالَ یَا بُنَیَّ إِنَّ اللَّذَیْنِ أَتَیَانِی مِنْ وَجَعِی ذَلِكَ أَتَیَانِی فَأَخْبَرَانِی أَنِّی مَیِّتٌ یَوْمَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ فَمَاتَ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ (2).
«4»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ عَنْ أَبِی سَلَمَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی فِی الْیَوْمِ الَّذِی قُبِضَ فِیهِ أَبِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ فَأَوْصَانِی بِأَشْیَاءَ فِی غُسْلِهِ وَ فِی كَفْنِهِ وَ فِی دُخُولِهِ قَبْرَهُ قَالَ قُلْتُ یَا أَبَتَاهْ وَ اللَّهِ مَا رَأَیْتُ مُنْذُ اشْتَكَیْتَ أَحْسَنَ هَیْئَةً مِنْكَ الْیَوْمَ وَ مَا رَأَیْتُ عَلَیْكَ أَثَرَ الْمَوْتِ قَالَ یَا بُنَیَّ أَ مَا سَمِعْتَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ نَادَانِی مِنْ وَرَاءِ الْجُدُرِ أَنْ یَا مُحَمَّدُ تَعَالَ عَجِّلْ (3).
«5»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ لِلْحِمْیَرِیِّ عَنْهُ علیه السلام: مِثْلَهُ (4).
«6»- یر، [بصائر الدرجات] إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّهُ أَتَی أَبَا جَعْفَرٍ لَیْلَةَ قُبِضَ وَ هُوَ یُنَاجِی فَأَوْمَأَ إِلَیْهِ بِیَدِهِ أَنْ تَأَخَّرْ فَتَأَخَّرَ حَتَّی فَرَغَ مِنَ الْمُنَاجَاةِ ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ أَنْ یَا بُنَیَّ هَذِهِ اللَّیْلَةُ الَّتِی أُقْبَضُ فِیهَا وَ هِیَ اللَّیْلَةُ الَّتِی قُبِضَ فِیهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ وَ حَدَّثَنِی أَنَّ أَبَاهُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ أَتَاهُ بِشَرَابٍ فِی اللَّیْلَةِ الَّتِی قُبِضَ فِیهَا وَ قَالَ اشْرَبْ هَذَا فَقَالَ:
ص: 213
یَا بُنَیَّ إِنَّ هَذِهِ اللَّیْلَةُ الَّتِی وُعِدْتُ أَنْ أُقْبَضَ فِیهَا فَقُبِضَ فِیهَا علیه السلام(1).
«7»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: لَمَّا كَانَتِ اللَّیْلَةُ الَّتِی قُبِضَ فِیهَا أَبُو جَعْفَرٍ قَالَ یَا بُنَیَّ هَذِهِ اللَّیْلَةُ وُعِدْتُهَا وَ قَدْ كَانَ وَضُوؤُهُ قَرِیباً قَالَ أَرِیقُوهُ أَرِیقُوهُ فَظَنَنَّا أَنَّهُ یَقُولُ مِنَ الْحُمَّی فَقَالَ یَا بُنَیَّ أَرِقْهُ فَأَرَقْنَاهُ فَإِذَا فِیهِ فَأْرَةٌ(2).
بیان: لعل نسبة الظن إلی نفسه علیه السلام علی التغلیب مجازا أی ظن سائر الحاضرین و إنما تكلفنا ذلك لأن الظاهر أن الخبر مرسل أو مضمر و القائل أبو عبد اللّٰه علیه السلام بقرینة أن هشاما لم یلق الباقر صلوات اللّٰه علیه.
«8»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ هَمَّامٍ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام حِینَ احْتُضِرَ إِذَا أَنَا مِتُّ فَاحْفِرُوا لِی وَ شُقُّوا لِی شَقّاً فَإِنْ قِیلَ لَكُمْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لُحِدَ لَهُ فَقَدْ صَدَقُوا(3).
«9»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَبِی علیه السلام قَالَ لِی ذَاتَ یَوْمٍ فِی مَرَضِهِ یَا بُنَیَّ أَدْخِلْ أُنَاساً مِنْ قُرَیْشٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ حَتَّی أُشْهِدَهُمْ قَالَ فَأَدْخَلْتُ عَلَیْهِ أُنَاساً مِنْهُمْ فَقَالَ یَا جَعْفَرُ إِذَا أَنَا مِتُّ فَغَسِّلْنِی وَ كَفِّنِّی وَ ارْفَعْ قَبْرِی أَرْبَعَ أَصَابِعَ وَ رُشَّهُ بِالْمَاءِ فَلَمَّا خَرَجُوا قُلْتُ یَا أَبَتِ لَوْ أَمَرْتَنِی بِهَذَا صَنَعْتُهُ وَ لَمْ تُرِدْ أَنْ أُدْخِلَ عَلَیْكَ قَوْماً تُشْهِدُهُمْ فَقَالَ یَا بُنَیَّ أَرَدْتُ أَنْ لَا تُنَازَعَ (4).
بیان: أی فی إعمال تلك السنن و ارتكاب التغسیل و التكفین أو فی الإمامة فإن الوصیة من علاماتها.
ص: 214
«10»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَةَ أَوْ غَیْرِهِ قَالَ: أَوْصَی أَبُو جَعْفَرٍ بِثَمَانِمِائَةِ دِرْهَمٍ لِمَأْتَمِهِ وَ كَانَ یَرَی ذَلِكَ مِنَ السُّنَّةِ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ اتَّخِذُوا لِآلِ جَعْفَرٍ طَعَاماً فَقَدْ شُغِلُوا(1).
«11»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّضْرِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ أَبِی جَعْفَرٍ الْفَرَّاءِ قَالَ: إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام انْقَلَعَ ضِرْسٌ مِنْ أَضْرَاسِهِ فَوَضَعَهُ فِی كَفِّهِ ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ ثُمَّ قَالَ یَا جَعْفَرُ إِذَا أَنْتَ دَفَنْتَنِی فَادْفِنْهُ مَعِی ثُمَّ مَكَثَ بَعْدَ حِینٍ ثُمَّ انْقَلَعَ أَیْضاً آخَرُ فَوَضَعَهُ عَلَی كَفِّهِ ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ یَا جَعْفَرُ إِذَا مِتُّ فَادْفِنْهُ مَعِی (2).
«12»- شا، [الإرشاد]: وُلِدَ الْبَاقِرُ علیه السلام بِالْمَدِینَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَ خَمْسِینَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ قُبِضَ علیه السلام بِهَا سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَ مِائَةٍ وَ سِنُّهُ علیه السلام یَوْمَئِذٍ سَبْعٌ وَ خَمْسُونَ سَنَةً وَ هُوَ هَاشِمِیٌّ مِنْ هَاشِمِیَّیْنِ عَلَوِیٌّ مِنْ عَلَوِیَّیْنِ وَ قَبْرُهُ بِالْبَقِیعِ مِنْ مَدِینَةِ الرَّسُولِ ص (3).
«13»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب یُقَالُ: إِنَّ الْبَاقِرَ علیه السلام هَاشِمِیٌّ مِنْ هَاشِمِیَّیْنِ وَ عَلَوِیٌّ مِنْ عَلَوِیَّیْنِ وَ فَاطِمِیٌّ مِنْ فَاطِمِیَّیْنِ لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنِ اجْتَمَعَتْ لَهُ وِلَادَةُ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ كَانَتْ أُمُّهُ أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ وَ كَانَ علیه السلام أَصْدَقَ النَّاسِ لَهْجَةً وَ أَحْسَنَهُمْ بَهْجَةً وَ أَبْذَلَهُمْ مُهْجَةً(4).
«14»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، رُوِیَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَتْ أُمِّی قَاعِدَةً عِنْدَ جِدَارٍ فَتَصَدَّعَ الْجِدَارُ وَ سَمِعْنَا هَدَّةً شَدِیدَةً فَقَالَتْ بِیَدِهَا لَا وَ حَقِّ الْمُصْطَفَی مَا أَذِنَ اللَّهُ لَكَ فِی السُّقُوطِ فَبَقِیَ مُعَلَّقاً حَتَّی جَازَتْهُ فَتَصَدَّقَ عَنْهَا أَبِی بِمِائَةِ دِینَارٍ وَ ذَكَرَهَا الصَّادِقُ علیه السلام یَوْماً فَقَالَ كَانَتْ صِدِّیقَةً لَمْ یُدْرَكْ فِی آلِ الْحَسَنِ مِثْلُهَا.
ص: 215
«15»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: اسْمُهُ مُحَمَّدٌ وَ كُنْیَتُهُ أَبُو جَعْفَرٍ لَا غَیْرُ وَ لَقَبُهُ بَاقِرُ الْعِلْمِ (1)
أُمُّهُ فَاطِمَةُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ الْحَسَنِ علیه السلام وَ یُقَالُ أُمُّ عَبْدَةَ بِنْتُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام وُلِدَ بِالْمَدِینَةِ یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ وَ قِیلَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ غُرَّةَ رَجَبٍ وَ قِیلَ الثَّالِثَ مِنْ صَفَرٍ
سَنَةَ سَبْعٍ وَ خَمْسِینَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ قُبِضَ بِهَا فِی ذِی الْحِجَّةِ وَ یُقَالُ فِی شَهْرِ رَبِیعٍ الْآخِرِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَ مِائَةٍ وَ لَهُ یَوْمَئِذٍ سَبْعٌ وَ خَمْسُونَ سَنَةً مِثْلُ عُمُرِ أَبِیهِ وَ جَدِّهِ وَ أَقَامَ مَعَ جَدِّهِ الْحُسَیْنِ ثَلَاثَ سِنِینَ أَوْ أَرْبَعَ سِنِینَ وَ مَعَ أَبِیهِ عَلِیٍّ أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ عَشَرَةَ أَشْهُرٍ أَوْ تِسْعاً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ بَعْدَ أَبِیهِ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ قِیلَ ثَمَانِیَ عَشْرَةَ وَ ذَلِكَ أَیَّامُ إِمَامَتِهِ وَ كَانَ فِی سِنِی إِمَامَتِهِ مُلْكُ الْوَلِیدِ بْنِ یَزِیدَ وَ سُلَیْمَانَ وَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ وَ یَزِیدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ هِشَامٍ أَخُوهُ وَ الْوَلِیدِ بْنِ یَزِیدَ وَ إِبْرَاهِیمَ أَخُوهُ وَ فِی أَوَّلِ مُلْكِ إِبْرَاهِیمَ قُبِضَ وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ابْنُ بَابَوَیْهِ سَمَّهُ إِبْرَاهِیمُ بْنُ الْوَلِیدِ بْنِ یَزِیدَ وَ قَبْرُهُ بِبَقِیعِ الْغَرْقَدِ(2).
بیان: قال الفیروزآبادی (3)
الغرقد شجر عظام أو هی العوسج إذا عظم واحده غرقدة و بها سموا بقیع الغرقد مقبرة المدینة لأنه كان منبتها.
«16»- ضه، [روضة الواعظین]: وُلِدَ علیه السلام بِالْمَدِینَةِ یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ وَ قِیلَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ- لِثَلَاثِ لَیَالٍ خَلَوْنَ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَ خَمْسِینَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ قُبِضَ علیه السلام بِهَا فِی ذِی الْحِجَّةِ وَ یُقَالُ فِی شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ وَ یُقَالُ فِی شَهْرِ رَبِیعٍ الْآخِرِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَ مِائَةٍ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ لَهُ یَوْمَئِذٍ سَبْعٌ وَ خَمْسُونَ سَنَةً(4).
ص: 216
«17»- كا، [الكافی]: وُلِدَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام سَنَةَ سَبْعٍ وَ خَمْسِینَ وَ قُبِضَ علیه السلام سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَ مِائَةٍ وَ لَهُ سَبْعٌ وَ خَمْسُونَ سَنَةً(1).
«18»- كا، [الكافی] سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ الْحِمْیَرِیُّ جَمِیعاً عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُبِضَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْبَاقِرُ وَ هُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَ خَمْسِینَ سَنَةً فِی عَامِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ وَ مِائَةٍ عَاشَ بَعْدَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ شَهْرَیْنِ (2).
«19»- كف، [المصباح] للكفعمی: وُلِدَ علیه السلام بِالْمَدِینَةِ یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ ثَالِثَ صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَ خَمْسِینَ وَ مَضَی علیه السلام یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ سَابِعَ ذِی الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَ مِائَةٍ وَ لَهُ سَبْعٌ وَ خَمْسُونَ سَنَةً سَمَّهُ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ (3).
أَقُولُ وَ فِی تَارِیخِ الْغِفَارِیِّ،: أَنَّهُ علیه السلام وُلِدَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ غُرَّةَ شَهْرِ رَجَبٍ الْمُرَجَّبِ.
وَ قَالَ صَاحِبُ فُصُولِ الْمُهِمَّةِ،: وُلِدَ علیه السلام فِی ثَالِثِ صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَ خَمْسِینَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ مَاتَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَ مِائَةٍ وَ لَهُ مِنَ الْعُمُرِ ثَمَانٌ وَ خَمْسُونَ سَنَةً وَ قِیلَ سِتُّونَ سَنَةً وَ یُقَالُ إِنَّهُ مَاتَ بِالسَّمِّ فِی زَمَنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْوَلِیدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ (4).
وَ قَالَ فِی شَوَاهِدِ النُّبُوَّةِ،: وُلِدَ علیه السلام یَوْمَ الْجُمُعَةِ ثَالِثَ صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَ خَمْسِینَ مِنَ الْهِجْرَةِ.
وَ قَالَ الشَّهِیدُ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ فِی الدُّرُوسِ،: وُلِدَ علیه السلام بِالْمَدِینَةِ یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ ثَالِثَ صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَ خَمْسِینَ وَ قُبِضَ بِهَا یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ سَابِعَ ذِی الْحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَ مِائَةٍ وَ رُوِیَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ أُمُّهُ علیه السلام أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍ
ص: 217
علیهم السلام (1).
وَ قَالَ السَّیِّدُ بْنُ طَاوُسٍ فِی الزِّیَارَةِ الْكَبِیرَةِ،: وَ ضَاعِفِ الْعَذَابَ عَلَی مَنْ شَرِكَ فِی دَمِهِ وَ هُوَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ الْوَلِیدِ(2).
«20»- كشف، [كشف الغمة] قَالَ كَمَالُ الدِّینِ بْنُ طَلْحَةَ(3): أَمَّا وِلَادَتُهُ فَبِالْمَدِینَةِ فِی ثَالِثِ صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَ خَمْسِینَ لِلْهِجْرَةِ- قَبْلَ قَتْلِ جَدِّهِ علیه السلام بِثَلَاثِ سِنِینَ (4)
وَ أَمَّا عُمُرُهُ فَإِنَّهُ مَاتَ فِی سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَ مِائَةٍ وَ قِیلَ غَیْرُ ذَلِكَ وَ قَدْ نَیَّفَ عَلَی السِّتِّینَ وَ قِیلَ غَیْرُ ذَلِكَ أَقَامَ مَعَ أَبِیهِ زَیْنِ الْعَابِدِینَ علیه السلام بِضْعاً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً مِنْ عُمُرِهِ وَ قَبْرُهُ بِالْبَقِیعِ بِالْقَبْرِ الَّذِی فِیهِ أَبُوهُ وَ عَمُّ أَبِیهِ الْحَسَنُ بِالْقُبَّةِ الَّتِی فِیهَا الْعَبَّاسُ.
وَ قَالَ الْحَافِظُ عَبْدُ الْعَزِیزِ الْجَنَابِذِیُّ: أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ الْبَاقِرُ وَ أُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ أُمُّهَا أُمُّ فَرْوَةَ بِنْتُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ وَ كَانَ كَثِیرَ الْعِلْمِ.
وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ یُذَاكِرُ فَاطِمَةَ بِنْتَ الْحُسَیْنِ شَیْئاً مِنْ صَدَقَةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ هَذِهِ تُوَفَّی لِی ثمان [ثَمَانِیَ] وَ خَمْسِینَ سَنَةً وَ مَاتَ فِیهَا.
وَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَ أَمَّا فِی رِوَایَتِنَا فَإِنَّهُ مَاتَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَ مِائَةٍ وَ هُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَ سَبْعِینَ سَنَةً وَ قَالَ غَیْرُهُ تُوُفِّیَ سَنَةَ ثَمَانَ عَشْرَةَ وَ مِائَةٍ(5).
وَ قَالَ أَبُو نُعَیْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَیْنٍ: تُوُفِّیَ بِالْمَدِینَةِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَ مِائَةٍ.
وَ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ عُیَیْنَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: قُتِلَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ هُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَ خَمْسِینَ وَ قُتِلَ الْحُسَیْنُ وَ هُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَ خَمْسِینَ وَ مَاتَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ هُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَ خَمْسِینَ وَ أَنَا الْیَوْمَ ابْنُ ثَمَانٍ وَ خَمْسِینَ (6).
ص: 218
وَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَشَّابُ وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: وُلِدَ مُحَمَّدٌ قَبْلَ مُضِیِّ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ بِثَلَاثِ سِنِینَ وَ تُوُفِّیَ وَ هُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَ خَمْسِینَ سَنَةً- سَنَةَ مِائَةٍ وَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ أَقَامَ مَعَ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ خَمْساً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً إِلَّا شَهْرَیْنِ وَ أَقَامَ بَعْدَ مُضِیِّ أَبِیهِ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ كَانَ عُمُرُهُ سَبْعاً وَ خَمْسِینَ سَنَةً وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی قَامَ أَبُو جَعْفَرٍ وَ هُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ كَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ سِتٍّ وَ خَمْسِینَ (1).
«21»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّضْرِ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: رَأَیْتُ كَأَنِّی عَلَی رَأْسِ جَبَلٍ وَ النَّاسُ یَصْعَدُونَ إِلَیْهِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ حَتَّی إِذَا كَثُرُوا عَلَیْهِ تَطَاوَلَ بِهِمْ فِی السَّمَاءِ وَ جَعَلَ النَّاسُ یَتَسَاقَطُونَ عَنْهُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ حَتَّی لَمْ یَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا عِصَابَةٌ یَسِیرَةٌ فَفُعِلَ ذَلِكَ خَمْسَ مَرَّاتٍ فِی كُلِّ ذَلِكَ یَتَسَاقَطُ عَنْهُ النَّاسُ وَ تَبْقَی تِلْكَ الْعِصَابَةُ أَمَا إِنَّ قَیْسَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَجْلَانَ فِی تِلْكَ الْعِصَابَةِ فَمَا مَكَثَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا نحو [نَحْواً] مِنْ خَمْسٍ حَتَّی هَلَكَ (2).
«22»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ النَّضْرِ: مِثْلَهُ (3).
«23»- كا، [الكافی] عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا كَانَ عَلَی أَمْیَالٍ مِنَ الْمَدِینَةِ فَرَأَی فِی مَنَامِهِ فَقِیلَ لَهُ انْطَلِقْ فَصَلِّ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُغَسِّلُهُ فِی الْبَقِیعِ فَجَاءَ الرَّجُلُ فَوَجَدَ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام قَدْ تُوُفِّیَ (4).
ص: 219
«24»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَتَبَ أَبِی علیه السلام فِی وَصِیَّتِهِ أَنْ أُكَفِّنَهُ فِی ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ أَحَدُهَا رِدَاءٌ لَهُ حِبَرَةٌ كَانَ یُصَلِّی فِیهِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ وَ ثَوْبٌ آخَرُ وَ قَمِیصٌ فَقُلْتُ لِأَبِی علیه السلام لِمَ تَكْتُبُ هَذَا فَقَالَ أَخَافُ أَنْ یَغْلِبَكَ النَّاسُ وَ إِنْ قَالُوا كَفِّنْهُ فِی أَرْبَعَةٍ أَوْ خَمْسَةٍ فَلَا تَفْعَلْ وَ عَمِّمْنِی بِعِمَامَةٍ وَ لَیْسَ تُعَدُّ الْعِمَامَةُ مِنَ الْكَفَنِ إِنَّمَا یُعَدُّ مَا یُلَفُّ بِهِ الْجَسَدُ(1).
«25»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی أَبِی یَا جَعْفَرُ أَوْقِفْ لِی مِنْ مَالِی كَذَا وَ كَذَا لِنَوَادِبَ تَنْدُبُنِی عَشْرَ سِنِینَ بِمِنًی أَیَّامَ مِنًی (2).
«26»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَدْرَكْتَ الْحُسَیْنَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ نَعَمْ الْخَبَرَ(3).
أقول: سیأتی خبر شهادته علیه السلام بروایة أبی بصیر فی باب أحوال أصحابه.
ص: 220
«1»- ع، [علل الشرائع] الطَّالَقَانِیُّ عَنِ الْجَلُودِیِّ عَنِ الْمُغِیرَةِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ رَجَاءِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ الْجُعْفِیِّ فَقُلْتُ لَهُ وَ لِمَ سُمِّیَ الْبَاقِرُ بَاقِراً قَالَ لِأَنَّهُ بَقَرَ الْعِلْمَ بَقْراً أَیْ شَقَّهُ شَقّاً وَ أَظْهَرَهُ إِظْهَاراً(1).
«2»- مع، [معانی الأخبار] مُرْسَلًا: مِثْلَهُ (2)
أَقُولُ سَیَأْتِی فِی خَبَرِ جَابِرٍ: أَنَّهُ قَالَ لَهُ علیه السلام یَا بَاقِرُ أَنْتَ الْبَاقِرُ حَقّاً أَنْتَ الَّذِی تَبْقُرُ الْعِلْمَ بَقْراً.
«3»- ن (3)،[عیون أخبار الرضا علیه السلام] لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِی الْعُقْبَةِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ الْحُسَیْنِ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ وَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ یَتَخَتَّمُ بِخَاتَمِ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ وَ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام یَتَخَتَّمُ بِخَاتَمِ الْحُسَیْنِ علیه السلام الْخَبَرَ(4).
«4»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: كَانَ عَلَی خَاتَمِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام
ظَنِّی بِاللَّهِ حَسَنٌ***وَ بِالنَّبِیِّ الْمُؤْتَمَن
وَ بِالْوَصِیِّ ذِی الْمِنَنِ***وَ بِالْحُسَیْنِ وَ الْحَسَنِ (5)
ص: 221
«5»- كشف، [كشف الغمة] عَنِ الثَّعْلَبِیِّ فِی تَفْسِیرِهِ: مِثْلَهُ (1).
«6»- شا، [الإرشاد] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یُوشِكُ أَنْ تَبْقَی حَتَّی تَلْقَی وَلَداً لِی مِنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام یُقَالُ لَهُ مُحَمَّدٌ یَبْقُرُ عِلْمَ الدِّینِ بَقْراً فَإِذَا لَقِیتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلَامَ (2).
«7»- كشف، [كشف الغمة]: اسْمُهُ مُحَمَّدٌ وَ كُنْیَتُهُ أَبُو جَعْفَرٍ وَ لَهُ ثَلَاثَةُ أَلْقَابٍ بَاقِرُ الْعِلْمِ وَ الشَّاكِرُ وَ الْهَادِی وَ أَشْهَرُهَا الْبَاقِرُ وَ سُمِّیَ بِذَلِكَ لِتَبَقُّرِهِ فِی الْعِلْمِ وَ هُوَ تَوَسُّعُهُ فِیهِ (3).
فِی الْفُصُولِ الْمُهِمَّةِ،: كَانَ علیه السلام أَسْمَرَ مُعْتَدِلًا(4).
و قال الفیروزآبادی (5) بقره كمنعه شقه و وسعه و الباقر محمد بن علی بن الحسین رضی اللّٰه عنه لتبحره فی العلم.
«8»- مكا، [مكارم الأخلاق] مِنْ كِتَابِ اللِّبَاسِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام الْعِزَّةُ لِلَّهِ (6).
«9»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ أَبِی الْعِزَّةُ لِلَّهِ (7).
ص: 222
«10»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ وَ حَفْصِ بْنِ غِیَاثٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ (1): كَانَ فِی خَاتَمِ أَبِی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ كَانَ خَیْرَ مُحَمَّدِیٍّ رَأَیْتُهُ بِعَیْنِی الْعِزَّةُ لِلَّهِ (2).
«11»- یب، [تهذیب الأحكام] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ وَهْبِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ أَبِی الْعِزَّةُ لِلَّهِ جَمِیعاً(3).
«1»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ ذَاتَ یَوْمٍ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ یَا جَابِرُ إِنَّكَ سَتَبْقَی حَتَّی تَلْقَی وَلَدِی مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ الْمَعْرُوفَ فِی التَّوْرَاةِ بِالْبَاقِرِ فَإِذَا لَقِیتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلَامَ فَدَخَلَ جَابِرٌ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَوَجَدَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام عِنْدَهُ غُلَاماً فَقَالَ لَهُ یَا غُلَامُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ فَقَالَ جَابِرٌ شَمَائِلُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَقَالَ لَهُ مَنْ هَذَا قَالَ هَذَا ابْنِی وَ صَاحِبُ الْأَمْرِ بَعْدِی مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ فَقَامَ جَابِرٌ فَوَقَعَ عَلَی قَدَمَیْهِ یُقَبِّلُهُمَا وَ یَقُولُ نَفْسِی لِنَفْسِكَ الْفِدَاءُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ اقْبَلْ سَلَامَ
ص: 223
أَبِیكَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ قَالَ فَدَمَعَتْ عَیْنَا أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام ثُمَّ قَالَ یَا جَابِرُ عَلَی أَبِی رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ عَلَیْكَ یَا جَابِرُ بِمَا بَلَّغْتَ السَّلَامَ (1).
«2»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الْبَاغَنْدِیِّ وَ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَهْرَامَ عَنْ سُوَیْدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: دَخَلَ عَلَیَّ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ أَنَا فِی الْكُتَّابِ فَقَالَ اكْشِفْ عَنْ بَطْنِكَ قَالَ فَكَشَفْتُ لَهُ فَأَلْصَقَ بَطْنَهُ بِبَطْنِی فَقَالَ أَمَرَنِی رَسُولُ اللَّهِ أَنْ أُقْرِئَكَ السَّلَامَ (2).
«3»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی ابْنُ حَمَّوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ حُبَابٍ عَنْ مَكِّیِّ بْنِ مَرْوَكٍ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ بَحْرٍ عَنْ حَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: دَخَلْنَا عَلَی جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَلَمَّا انْتَهَیْنَا إِلَیْهِ سَأَلَ عَنِ الْقَوْمِ حَتَّی انْتَهَی إِلَیَّ فَقُلْتُ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَأَهْوَی بِیَدِهِ إِلَی رَأْسِی فَنَزَعَ زِرِّیَ الْأَعْلَی وَ زِرِّیَ الْأَسْفَلَ ثُمَّ وَضَعَ كَفَّهُ بَیْنَ ثَدْیَیَّ وَ قَالَ مَرْحَباً بِكَ وَ أَهْلًا یَا ابْنَ أَخِی سَلْ مَا شِئْتَ فَسَأَلْتُهُ وَ هُوَ أَعْمَی فَجَاءَ وَقْتُ الصَّلَاةِ فَقَامَ فِی نِسَاجَةٍ فَالْتَحَفَ بِهَا فَلَمَّا وَضَعَهَا عَلَی مَنْكِبِهِ رَجَعَ طَرَفَاهَا إِلَیْهِ مِنْ صِغَرِهَا وَ رِدَاؤُهُ إِلَی جَنْبَیْهِ عَلَی الْمِشْجَبِ فَصَلَّی بِنَا فَقُلْتُ أَخْبِرْنِی عَنْ حَجَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ بِیَدِهِ فَعَقَدَهُ تِسْعاً الْخَبَرَ(3).
بیان: لعل المراد بالنساجة الملحفة المنسوجة و المشجب بكسر المیم خشبات منصوبة تعلق علیها الثیاب و لعل المراد أنه مع كون الرداء بجنبه لم یرتد به و اكتفی بالنساجة الضیقة فالغرض بیان جواز الاكتفاء بذلك و ظاهر قوله علیه السلام
ص: 224
صلی بنا أنه كان إماما و فیه إشكال و لعله إنما فعل ذلك اتقاء علیه علیه السلام مع أنه یمكن أن یؤول بأنه علیه السلام كان إماما.
«4»- ع، [علل الشرائع] الطَّالَقَانِیُّ عَنِ الْجَلُودِیِّ عَنِ الْمُغِیرَةِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ رَجَاءِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ یَزِیدَ الْجُعْفِیَّ فَقُلْتُ لَهُ وَ لِمَ سُمِّیَ الْبَاقِرُ بَاقِراً قَالَ لِأَنَّهُ بَقَرَ الْعِلْمَ بَقْراً أَیْ شَقَّهُ شَقّاً وَ أَظْهَرَهُ إِظْهَاراً وَ لَقَدْ حَدَّثَنِی جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیُّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ یَا جَابِرُ إِنَّكَ سَتَبْقَی حَتَّی تَلْقَی وَلَدِی مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ الْمَعْرُوفَ فِی التَّوْرَاةِ بِبَاقِرٍ فَإِذَا لَقِیتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلَامَ فَلَقِیَهُ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیُّ فِی بَعْضِ سِكَكِ الْمَدِینَةِ فَقَالَ لَهُ یَا غُلَامُ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ لَهُ جَابِرٌ یَا بُنَیَّ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ فَقَالَ شَمَائِلُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ ثُمَّ قَالَ یَا بُنَیَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُقْرِئُكَ السَّلَامَ فَقَالَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ عَلَیْكَ یَا جَابِرُ بِمَا بَلَّغْتَ السَّلَامَ فَقَالَ لَهُ جَابِرٌ یَا بَاقِرُ یَا بَاقِرُ یَا بَاقِرُ أَنْتَ الْبَاقِرُ حَقّاً أَنْتَ الَّذِی تَبْقُرُ الْعِلْمَ بَقْراً ثُمَّ كَانَ جَابِرٌ یَأْتِیهِ فَیَجْلِسُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَیُعَلِّمُهُ فَرُبَّمَا غَلِطَ جَابِرٌ فِیمَا یُحَدِّثُ بِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَرُدُّ عَلَیْهِ وَ یُذَكِّرُهُ فَیَقْبَلُ ذَلِكَ مِنْهُ وَ یَرْجِعُ إِلَی قَوْلِهِ وَ كَانَ یَقُولُ یَا بَاقِرُ یَا بَاقِرُ یَا بَاقِرُ أَشْهَدُ بِاللَّهِ أَنَّكَ قَدْ أُوتِیتَ الْحُكْمَ صَبِیًّا(1).
أقول: قد مضی كثیر من الأخبار فی أبواب النصوص علی الاثنی عشر علیهم السلام.
«5»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ كَانَ آخِرَ مَنْ بَقِیَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ رَجُلًا مُنْقَطِعاً إِلَیْنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَكَانَ یَقْعُدُ فِی مَسْجِدِ الرَّسُولِ مُعْتَجِراً بِعِمَامَةٍ وَ كَانَ یَقُولُ یَا بَاقِرُ یَا بَاقِرُ فَكانَ أَهْلُ الْمَدِینَةِ یَقُولُونَ جَابِرٌ یَهْجُرُ فَكَانَ یَقُولُ لَا وَ اللَّهِ لَا أَهْجُرُ وَ لَكِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّكَ سَتُدْرِكُ رَجُلًا مِنِّی اسْمُهُ اسْمِی وَ شَمَائِلُهُ شَمَائِلِی
ص: 225
یَبْقُرُ الْعِلْمَ بَقْراً فَذَلِكَ الَّذِی دَعَانِی إِلَی مَا أَقُولُ قَالَ فَبَیْنَمَا جَابِرٌ ذَاتَ یَوْمٍ یَتَرَدَّدُ فِی بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِینَةِ إِذْ مَرَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِ قَالَ یَا غُلَامُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ فَقَالَ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ فَقَالَ شَمَائِلُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الَّذِی نَفْسُ جَابِرٍ بِیَدِهِ مَا اسْمُكَ یَا غُلَامُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی أَبُوكَ رَسُولُ اللَّهِ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ فَقَالَ وَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله السَّلَامُ فَرَجَعَ مُحَمَّدٌ إِلَی أَبِیهِ وَ هُوَ ذَعِرٌ فَأَخْبَرَهُ بِالْخَبَرِ فَقَالَ یَا بُنَیَّ قَدْ فَعَلَهَا جَابِرٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ یَا بُنَیَّ أَلْزِمْ بَیْتَكَ فَكَانَ جَابِرٌ یَأْتِیهِ طَرَفَیِ النَّهَارِ فَكَانَ أَهْلُ الْمَدِینَةِ یَقُولُونَ وَا عَجَبَا لِجَابِرٍ یَأْتِی هَذَا الْغُلَامَ طَرَفَیِ النَّهَارِ وَ هُوَ آخِرُ مَنْ بَقِیَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمْ یَلْبَثْ أَنْ مَضَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ فَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ یَأْتِیهِ عَلَی الْكَرَامَةِ لِصُحْبَتِهِ لِرَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ فَجَلَسَ الْبَاقِرُ یُحَدِّثُهُمْ عَنِ اللَّهِ فَقَالَ أَهْلُ الْمَدِینَةِ مَا رَأَیْنَا أَحَداً قَطُّ أَجْرَأَ مِنْ ذَا فَلَمَّا رَأَی مَا یَقُولُونَ حَدَّثَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ أَهْلُ الْمَدِینَةِ مَا رَأَیْنَا قَطُّ أَحَداً أَكْذَبَ مِنْ هَذَا یُحَدِّثُ عَمَّنْ لَمْ یَرَهُ فَلَمَّا رَأَی مَا یَقُولُونَ حَدَّثَهُمْ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَصَدَّقُوهُ وَ كَانَ وَ اللَّهِ جَابِرٌ یَأْتِیهِ فَیَتَعَلَّمُ مِنْهُ (1).
«6»- ختص، [الإختصاص] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ رَفَعَهُ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْهُ علیه السلام: مِثْلَهُ (2).
«7»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ وَ إِبْرَاهِیمُ ابْنَا نُصَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حَرِیزٍ: مِثْلَهُ (3) بیان قال الجزری الاعتجار هو أن یلف العمامة علی رأسه و یرد طرفها علی وجهه و لا یعمل منها شیئا تحت ذقنه انتهی (4)
و لعله علیه السلام إنما نهاه عن
ص: 226
الخروج بعد ذلك خوفا علیه من أهل المدینة لئلا یؤذوه حسدا.
«8»- شا، [الإرشاد] رَوَی مَیْمُونٌ الْقَدَّاحُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَرَدَّ عَلَیَّ السَّلَامَ قَالَ لِی مَنْ أَنْتَ وَ ذَلِكَ بَعْدَ مَا كُفَّ بَصَرُهُ فَقُلْتُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ قَالَ یَا بُنَیَّ ادْنُ مِنِّی فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقَبَّلَ یَدِی ثُمَّ أَهْوَی إِلَی رِجْلِی یُقَبِّلُهَا فَتَنَحَّیْتُ عَنْهُ ثُمَّ قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ فَقُلْتُ وَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَكَیْفَ ذَاكَ یَا جَابِرُ فَقَالَ كُنْتُ مَعَهُ ذَاتَ یَوْمٍ فَقَالَ لِی یَا جَابِرُ لَعَلَّكَ تَبْقَی حَتَّی تَلْقَی رَجُلًا مِنْ وُلْدِی یُقَالُ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ یَهَبُ اللَّهُ لَهُ النُّورَ وَ الْحِكْمَةَ فَأَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلَامَ (1).
«9»- كشف، [كشف الغمة] نَقَلَ عَنْ أَبِی الزُّبَیْرِ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَكِّیِّ أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَأَتَاهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ مَعَهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ وَ هُوَ صَبِیٌّ فَقَالَ عَلِیٌّ لِابْنِهِ قَبِّلْ رَأْسَ عَمِّكَ فَدَنَا مُحَمَّدٌ مِنْ جَابِرٍ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ فَقَالَ جَابِرٌ مَنْ هَذَا وَ كَانَ قَدْ كُفَّ بَصَرُهُ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام هَذَا ابْنِی مُحَمَّدٌ فَضَمَّهُ جَابِرٌ إِلَیْهِ وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ فَقَالُوا لِجَابِرٍ كَیْفَ ذَلِكَ یَا بَا عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْحُسَیْنُ فِی حَجْرِهِ وَ هُوَ یُلَاعِبُهُ فَقَالَ یَا جَابِرُ یُولَدُ لِابْنِیَ الْحُسَیْنِ ابْنٌ یُقَالُ لَهُ عَلِیٌّ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادٍ لِیَقُمْ سَیِّدُ الْعَابِدِینَ فَیَقُومُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ یُولَدُ لِعَلِیٍّ ابْنٌ یُقَالُ لَهُ مُحَمَّدٌ یَا جَابِرُ إِنْ رَأَیْتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلَامَ وَ اعْلَمْ أَنَّ بَقَاءَكَ بَعْدَ رُؤْیَتِهِ یَسِیرٌ فَلَمْ یَعِشْ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا قَلِیلًا وَ مَاتَ (2).
وَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ لَیْثٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ یَقُولُ أَنْتَ ابْنُ خَیْرِ الْبَرِیَّةِ وَ جَدُّكَ سَیِّدُ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ جَدَّتُكَ سَیِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ.
وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ: دَخَلَ عَلَیَّ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ أَنَا فِی الْكُتَّابِ فَقَالَ اكْشِفْ عَنْ بَطْنِكَ فَكَشَفْتُ لَهُ فَأَلْصَقَ بَطْنَهُ بِبَطْنِی وَ قَالَ
ص: 227
أَمَرَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ أُقْرِئَكَ السَّلَامَ (1).
«10»- ختص، [الإختصاص] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ بَشِیرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ لِأَبِی مَنَاقِبَ لَیْسَتْ لِأَحَدٍ مِنْ آبَائِی إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ إِنَّكَ تُدْرِكُ مُحَمَّداً ابْنِی فَأَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلَامَ فَأَتَی جَابِرٌ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَطَلَبَهُ مِنْهُ فَقَالَ نُرْسِلُ إِلَیْهِ فَنَدْعُوهُ لَكَ مِنَ الْكُتَّابِ فَقَالَ اذْهَبْ إِلَیْهِ فَأَتَاهُ فَأَقْرَأَهُ السَّلَامَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ وَ قَبَّلَ رَأْسَهُ وَ الْتَزَمَهُ فَقَالَ وَ عَلَی جَدِّیَ السَّلَامُ وَ عَلَیْكَ یَا جَابِرُ قَالَ فَسَأَلَهُ جَابِرٌ أَنْ یَضْمَنَ لَهُ الشَّفَاعَةَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَقَالَ لَهُ أَفْعَلُ ذَلِكَ یَا جَابِرُ(2).
«11»- كش، [رجال الكشی] جَعْفَرُ بْنُ مَعْرُوفٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَاصِمٍ الْحَنَّاطِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْهُ علیه السلام: مِثْلَهُ (3)
أقول: قد مضی كثیر من أخبار جابر المناسبة لهذا الباب فی باب نصوص الرسول صلی اللّٰه علیه وآله علی الاثنی عشر علیهم السلام.
ص: 228
«1»- یر، [بصائر الدرجات] عِمْرَانُ بْنُ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: الْتَفَتَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ إِلَی وُلْدِهِ وَ هُوَ فِی الْمَوْتِ وَ هُمْ مُجْتَمِعُونَ عِنْدَهُ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ ابْنِهِ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ هَذَا الصُّنْدُوقُ فَاذْهَبْ بِهِ إِلَی بَیْتِكَ ثُمَّ قَالَ أَمَا إِنَّهُ لَمْ یَكُنْ فِیهِ دِینَارٌ وَ لَا دِرْهَمٌ وَ لَكِنَّهُ كَانَ مَمْلُوءاً عِلْماً(1).
«2»- عم، [إعلام الوری] الْكُلَیْنِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عِمْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عِیسَی: مِثْلَهُ (2).
«3»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ الْكُوفِیِّ وَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْقُمِّیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: لَمَّا حَضَرَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام الْمَوْتُ قَبْلَ ذَلِكَ أَخْرَجَ السَّفَطَ أَوِ الصُّنْدُوقَ عِنْدَهُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ احْمِلْ هَذَا الصُّنْدُوقَ قَالَ فَحُمِلَ بَیْنَ أَرْبَعَةِ رِجَالٍ فَلَمَّا تُوُفِّیَ جَاءَ إِخْوَتُهُ یَدَّعُونَ فِی الصُّنْدُوقِ فَقَالُوا أَعْطِنَا نَصِیبَنَا مِنَ الصُّنْدُوقِ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا لَكُمْ فِیهِ شَیْ ءٌ وَ لَوْ كَانَ لَكُمْ فِیهِ شَیْ ءٌ مَا دَفَعَهُ إِلَیَّ وَ كَانَ فِی الصُّنْدُوقِ سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ وَ كُتُبُهُ (3).
ص: 229
«4»- عم، [إعلام الوری] الْكُلَیْنِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْقَاسِمِ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: مِثْلَهُ (1)
توضیح: قوله علیه السلام فحمل بین أربعة رجال بیان لثقله و كونه مملوءا من الكتب و الآثار.
«5»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی خَالِدٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ مَنِ الْإِمَامُ بَعْدَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ ابْنِی یَبْقُرُ الْعِلْمَ بَقْراً(2).
«6»- عم، [إعلام الوری] الْكُلَیْنِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ فَضَالَةَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِیزِ كَتَبَ إِلَی ابْنِ حَزْمٍ أَنْ یُرْسِلَ إِلَیْهِ بِصَدَقَةِ عَلِیٍّ وَ عُمَرَ وَ عُثْمَانَ وَ إِنَّ ابْنَ حَزْمٍ بَعَثَ إِلَی زَیْدِ بْنِ الْحَسَنِ وَ كَانَ أَكْبَرَهُمْ فَسَأَلَهُ الصَّدَقَةَ فَقَالَ زَیْدٌ إِنَّ الْوَالِیَ كَانَ بَعْدَ عَلِیٍّ الْحَسَنَ وَ بَعْدَ الْحَسَنِ الْحُسَیْنَ وَ بَعْدَ الْحُسَیْنِ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ وَ بَعْدَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ فَابْعَثْ إِلَیْهِ فَبَعَثَ ابْنُ حَزْمٍ إِلَی أَبِی علیه السلام فَأَرْسَلَنِی أَبِی بِالْكِتَابِ
فَدَفَعْتُهُ إِلَی ابْنِ حَزْمٍ فَقَالَ لَهُ بَعْضُنَا یَعْرِفُ هَذَا وُلْدُ الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ نَعَمْ كَمَا یَعْرِفُونَ أَنَّ هَذَا لَیْلٌ وَ لَكِنْ یَحْمِلُهُمُ الْحَسَدُ وَ لَوْ طَلَبُوا الْحَقَّ بِالْحَقِّ لَكَانَ خَیْراً لَهُمْ وَ لَكِنَّهُمْ یَطْلُبُونَ الدُّنْیَا(3).
بیان: فسأله الصدقة أی دفتر الصدقات.
«7»- نص، [كفایة الأثر] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْجُمَحِیِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: مَرِضَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فِی مَرَضِهِ الَّذِی تُوُفِّیَ فِیهِ فَجَمَعَ أَوْلَادَهُ مُحَمَّداً وَ الْحَسَنَ وَ عَبْدَ اللَّهِ وَ عُمَرَ وَ زَیْداً وَ الْحُسَیْنَ وَ أَوْصَی إِلَی ابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ كَنَّاهُ
ص: 230
الْبَاقِرَ وَ جَعَلَ أَمْرَهُمْ إِلَیْهِ وَ كَانَ فِیمَا وَعَظَهُ فِی وَصِیَّتِهِ أَنْ قَالَ یَا بُنَیَّ إِنَّ الْعَقْلَ رَائِدُ الرُّوحِ وَ الْعِلْمَ رَائِدُ الْعَقْلِ وَ الْعَقْلَ تَرْجُمَانُ الْعِلْمِ وَ اعْلَمْ أَنَّ الْعِلْمَ أَبْقَی وَ اللِّسَانَ أَكْثَرُ هَذَراً وَ اعْلَمْ یَا بُنَیَّ أَنَّ صَلَاحَ الدُّنْیَا بِحَذَافِیرِهَا فِی كَلِمَتَیْنِ إِصْلَاحِ شَأْنِ الْمَعَایِشِ مِلْ ءَ مِكْیَالٍ ثُلُثَاهُ فِطْنَةٌ وَ ثُلُثُهُ تَغَافُلٌ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ لَا یَتَغَافَلُ إِلَّا عَنْ شَیْ ءٍ قَدْ عَرَفَهُ فَفَطَنَ لَهُ وَ اعْلَمْ أَنَّ السَّاعَاتِ تُذْهِبُ عُمُرَكَ وَ أَنَّكَ لَا تَنَالُ نِعْمَةً إِلَّا بِفِرَاقِ أُخْرَی فَإِیَّاكَ وَ الْأَمَلَ الطَّوِیلَ فَكَمْ مِنْ مُؤَمِّلٍ أَمَلًا لَا یَبْلُغُهُ وَ جَامِعِ مَالٍ لَا یَأْكُلُهُ وَ مَانِعٍ مَا سَوْفَ یَتْرُكُهُ وَ لَعَلَّهُ مِنْ بَاطِلٍ جَمَعَهُ وَ مِنْ حَقٍّ مَنَعَهُ أَصَابَهُ حَرَاماً وَ وَرَّثَهُ احْتَمَلَ إِصْرَهُ وَ بَاءَ بِوِزْرِهِ- ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِینُ (1).
بیان: قال الجزری أصل الرائد الذی یتقدم القول یبصر له الكلأ و مساقط الغیث و منه الحدیث الحمی رائد الموت أی رسوله الذی یتقدمه كما یتقدم الرائد قومه انتهی (2) و الترجمان المفسر للسان و یقال هذر كلامه كفرح أی كثر فی الخطاء و الباطل و الهذر محركة الكثیر الردی ء أو سقط الكلام قاله الفیروزآبادی (3) و قال أخذه بحذفاره و بحذافیره بأسره أو بجوانبه أو بأعالیه و الكلمتان ما ذكر بعده إلی قوله و اعلم أو إلی قوله لأن الإنسان و التعلیل مع عدم كلمة إلا لبیان لزوم التغافل و أن أكثر الناس لا یتغافلون عما فطنوا له فیصیبهم لذلك البلایا و علی تقدیرها یحتمل أن یكون تعلیلا لكل من الجزءین و لهما.
«8»- نص، [كفایة الأثر] أَبُو الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیُّ عَنْ أَبِی بِشْرٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ خَالِهِ أَبِی عِكْرِمَةَ بْنِ عِمْرَانَ الضَّبِّیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُفَضَّلِ الضَّبِّیِّ عَنْ أَبِیهِ الْمُفَضَّلِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْیَنَ الْجُهَنِیِّ قَالَ: أَوْصَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام ابْنَهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام فَقَالَ بُنَیَّ إِنِّی جَعَلْتُكَ خَلِیفَتِی مِنْ بَعْدِی- لَا یَدَّعِی فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَكَ أَحَدٌ إِلَّا قَلَّدَهُ اللَّهُ
ص: 231
یَوْمَ الْقِیَامَةِ طَوْقاً مِنْ نَارٍ فَاحْمَدِ اللَّهَ عَلَی ذَلِكَ وَ اشْكُرْهُ یَا بُنَیَّ اشْكُرْ لِمَنْ أَنْعَمَ عَلَیْكَ وَ أَنْعِمْ عَلَی مَنْ شَكَرَكَ فَإِنَّهُ لَا تَزُولُ نِعْمَةٌ إِذَا شُكِرَتْ وَ لَا بَقَاءَ لَهَا إِذَا كُفِرَتْ وَ الشَّاكِرُ بِشُكْرِهِ أَسْعَدُ مِنْهُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِی وَجَبَ عَلَیْهِ بِهَا الشُّكْرُ وَ تَلَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام(1) لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِی لَشَدِیدٌ(2).
«9»- نص، [كفایة الأثر] الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْبَزَوْفَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فِی الْمَرَضِ الَّذِی تُوُفِّیَ فِیهِ إِذْ قُدِّمَ إِلَیْهِ طَبَقٌ فِیهِ خُبْزٌ وَ الْهِنْدَبَاءُ فَقَالَ لِی كُلْهُ قُلْتُ قَدْ أَكَلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ إِنَّهُ الْهِنْدَبَاءُ قُلْتُ وَ مَا فَضْلُ الْهِنْدَبَاءِ قَالَ مَا مِنْ وَرَقَةٍ مِنَ الْهِنْدَبَاءِ إِلَّا وَ عَلَیْهَا قَطْرَةٌ مِنْ مَاءِ الْجَنَّةِ فِیهِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ قَالَ ثُمَّ رُفِعَ الطَّعَامُ وَ أُتِیَ بِالدُّهْنِ فَقَالَ ادَّهِنْ یَا بَا عَبْدِ اللَّهِ قُلْتُ قَدِ ادَّهَنْتُ قَالَ إِنَّهُ هُوَ الْبَنَفْسَجُ قُلْتُ وَ مَا فَضْلُ الْبَنَفْسَجِ عَلَی سَائِرِ الْأَدْهَانِ قَالَ كَفَضْلِ الْإِسْلَامِ عَلَی سَائِرِ الْأَدْیَانِ ثُمَّ دَخَلَ عَلَیْهِ مُحَمَّدٌ ابْنُهُ فَحَدَّثَهُ طَوِیلًا بِالسِّرِّ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ فِیمَا یَقُولُ عَلَیْكَ بِحُسْنِ الْخُلُقِ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنْ كَانَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا لَا بُدَّ لَنَا مِنْهُ وَ وَقَعَ فِی نَفْسِی أَنَّهُ قَدْ نَعَی نَفْسَهُ فَإِلَی مَنْ یُخْتَلَفُ بَعْدَكَ قَالَ یَا بَا عَبْدِ اللَّهِ إِلَی ابْنِی هَذَا وَ أَشَارَ إِلَی مُحَمَّدٍ ابْنِهِ أَنَّهُ وَصِیِّی وَ وَارِثِی وَ عَیْبَةُ عِلْمِی مَعْدِنُ الْعِلْمِ وَ بَاقِرُ الْعِلْمِ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا مَعْنَی بَاقِرِ الْعِلْمِ قَالَ سَوْفَ یَخْتَلِفُ إِلَیْهِ خُلَّاصُ شِیعَتِی وَ یَبْقُرُ الْعِلْمَ عَلَیْهِمْ بَقْراً قَالَ ثُمَّ أَرْسَلَ مُحَمَّداً ابْنَهُ فِی حَاجَةٍ لَهُ إِلَی السُّوقِ فَلَمَّا جَاءَ مُحَمَّدٌ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ هَلَّا أَوْصَیْتَ إِلَی أَكْبَرِ أَوْلَادِكَ قَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَیْسَتِ الْإِمَامَةُ بِالصِّغَرِ وَ الْكِبَرِ هَكَذَا عَهِدَ إِلَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هَكَذَا وَجَدْنَاهُ مَكْتُوباً فِی اللَّوْحِ وَ الصَّحِیفَةِ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَكَمْ عَهِدَ إِلَیْكُمْ
ص: 232
نَبِیُّكُمْ أَنْ یَكُونَ الْأَوْصِیَاءُ مِنْ بَعْدِهِ قَالَ وَجَدْنَا فِی الصَّحِیفَةِ وَ اللَّوْحِ اثْنَیْ عَشَرَ أَسَامِیَ مَكْتُوبَةً بِإِمَامَتِهِمْ وَ أَسَامِی آبَائِهِمْ وَ أُمَّهَاتِهِمْ ثُمَّ قَالَ یَخْرُجُ مِنْ صُلْبِ مُحَمَّدٍ ابْنِی سَبْعَةٌ مِنَ الْأَوْصِیَاءِ فِیهِمُ الْمَهْدِیُّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ (1).
«1»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی ابْنُ شِبْلٍ عَنْ ظَفْرِ بْنِ حُمْدُونٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ یَخْتَلِفُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ كَانَ مَرْكَزُهُ بِالْمَدِینَةِ یَخْتَلِفُ إِلَی مَجْلِسِ أَبِی جَعْفَرٍ یَقُولُ لَهُ یَا مُحَمَّدُ أَ لَا تَرَی أَنِّی إِنَّمَا أَغْشَی مَجْلِسَكَ حَیَاءً مِنِّی مِنْكَ وَ لَا أَقُولُ إِنَّ أَحَداً فِی الْأَرْضِ أَبْغَضُ إِلَیَّ مِنْكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ أَعْلَمُ أَنَّ طَاعَةَ اللَّهِ وَ طَاعَةَ رَسُولِهِ وَ طَاعَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ فِی بُغْضِكُمْ وَ لَكِنْ أَرَاكَ رَجُلًا فَصِیحاً لَكَ أَدَبٌ وَ حُسْنُ لَفْظٍ فَإِنَّمَا اخْتِلَافِی إِلَیْكَ لِحُسْنِ أَدَبِكَ وَ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ یَقُولُ لَهُ خَیْراً وَ یَقُولُ لَنْ تَخْفَی عَلَی اللَّهِ خَافِیَةٌ فَلَمْ یَلْبَثِ الشَّامِیُّ إِلَّا قَلِیلًا حَتَّی مَرِضَ وَ اشْتَدَّ وَجَعُهُ فَلَمَّا ثَقُلَ دَعَا وَلِیَّهُ وَ قَالَ لَهُ إِذَا أَنْتَ مَدَدْتَ عَلَیَّ الثَّوْبَ فَأْتِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ سَلْهُ أَنْ یُصَلِّیَ عَلَیَّ وَ أَعْلِمْهُ أَنِّی أَنَا الَّذِی أَمَرْتُكَ بِذَلِكَ- قَالَ فَلَمَّا أَنْ كَانَ فِی نِصْفِ اللَّیْلِ ظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ بَرَدَ وَ سَجَّوْهُ فَلَمَّا أَنْ أَصْبَحَ النَّاسُ خَرَجَ وَلِیُّهُ إِلَی الْمَسْجِدِ فَلَمَّا أَنْ صَلَّی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ تَوَرَّكَ وَ كَانَ إِذَا صَلَّی عَقَّبَ فِی مَجْلِسِهِ قَالَ لَهُ یَا أَبَا جَعْفَرٍ إِنَّ فُلَانَ الشَّامِیِّ قَدْ هَلَكَ وَ هُوَ یَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَیْهِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ كَلَّا إِنَّ بِلَادَ الشَّامِ بِلَادٌ صَرْدٌ(2) وَ الْحِجَازَ
ص: 233
بِلَادٌ حَرٌّ وَ لَهَبُهَا شَدِیدٌ فَانْطَلِقْ فَلَا تَعْجَلَنَّ عَلَی صَاحِبِكَ حَتَّی آتِیَكُمْ ثُمَّ قَامَ علیه السلام مِنْ مَجْلِسِهِ فَأَخَذَ علیه السلام وُضُوءاً ثُمَّ عَادَ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ مَدَّ یَدَهُ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ خَرَّ سَاجِداً حَتَّی طَلَعَتِ الشَّمْسُ ثُمَّ نَهَضَ علیه السلام فَانْتَهَی إِلَی مَنْزِلِ الشَّامِیِّ فَدَخَلَ عَلَیْهِ فَدَعَاهُ فَأَجَابَهُ ثُمَّ أَجْلَسَهُ وَ أَسْنَدَهُ وَ دَعَا لَهُ بِسَوِیقٍ فَسَقَاهُ وَ قَالَ لِأَهْلِهِ امْلَئُوا جَوْفَهُ وَ بَرِّدُوا صَدْرَهُ بِالطَّعَامِ الْبَارِدِ ثُمَّ انْصَرَفَ علیه السلام فَلَمْ یَلْبَثْ إِلَّا قَلِیلًا حَتَّی عُوفِیَ الشَّامِیُّ فَأَتَی أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ أَخْلِنِی فَأَخْلَاهُ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ وَ بَابُهُ الَّذِی یُؤْتَی مِنْهُ فَمَنْ أَتَی مِنْ غَیْرِكَ خَابَ وَ خَسِرَ وَ ضَلَّ ضَلالًا بَعِیداً قَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ وَ مَا بَدَا لَكَ قَالَ أَشْهَدُ أَنِّی عَهِدْتُ بِرُوحِی وَ عَایَنْتُ بِعَیْنِی فَلَمْ یَتَفَاجَأْنِی إِلَّا وَ مُنَادٍ یُنَادِی أَسْمَعُهُ بِأُذُنِی یُنَادِی وَ مَا أَنَا بِالنَّائِمِ رُدُّوا عَلَیْهِ رُوحَهُ فَقَدْ سَأَلَنَا ذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْعَبْدَ وَ یُبْغِضُ عَمَلَهُ وَ یُبْغِضُ الْعَبْدَ وَ یُحِبُّ عَمَلَهُ قَالَ فَصَارَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام(1).
«2»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب مُحَمَّدُ بْنُ شِبْلٍ الْوَكِیلُ بِالْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ: مِثْلَهُ (2).
«3»- یر، [بصائر الدرجات] عَلِیُّ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ عَبَّاسٍ الْوَرَّاقِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ لَیْثٍ الْمُرَادِیِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ سَدِیرٍ بِحَدِیثٍ فَأَتَیْتُهُ فَقُلْتُ إِنَّ لَیْثاً الْمُرَادِیَّ حَدَّثَنِی عَنْكَ بِحَدِیثٍ فَقَالَ وَ مَا هُوَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ حَدِیثُ الْیَمَانِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَمَرَّ بِنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْیَمَنِ فَسَأَلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عَنِ الْیَمَنِ فَأَقْبَلَ یُحَدِّثُ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هَلْ تَعْرِفُ دَارَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ نَعَمْ وَ رَأَیْتُهَا قَالَ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هَلْ تَعْرِفُ صَخْرَةً عِنْدَهَا فِی مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا قَالَ نَعَمْ وَ رَأَیْتُهَا فَقَالَ الرَّجُلُ مَا رَأَیْتُ رَجُلًا أَعْرَفَ بِالْبِلَادِ مِنْكَ فَلَمَّا قَامَ الرَّجُلُ قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا أَبَا الْفَضْلِ تِلْكَ الصَّخْرَةُ الَّتِی غَضِبَ مُوسَی فَأَلْقَی الْأَلْوَاحَ فَمَا ذَهَبَ مِنَ التَّوْرَاةِ الْتَقَمَتْهُ الصَّخْرَةُ فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ
ص: 234
أَدَّتْهُ إِلَیْهِ وَ هِیَ عِنْدَنَا(1).
«4»- یر، [بصائر الدرجات] الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِی یَزِیدَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنِّی أَظُنُّ أَنَّ لِی عِنْدَكَ مَنْزِلَةً قَالَ أَجَلْ قَالَ قُلْتُ فَإِنَّ لِی إِلَیْكَ حَاجَةً قَالَ وَ مَا هِیَ قُلْتُ تُعَلِّمُنِیَ الِاسْمَ الْأَعْظَمَ قَالَ وَ تُطِیقُهُ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَادْخُلِ الْبَیْتَ قَالَ فَدَخَلَ الْبَیْتَ فَوَضَعَ أَبُو جَعْفَرٍ یَدَهُ عَلَی الْأَرْضِ فَأَظْلَمَ الْبَیْتُ فَأُرْعِدَتْ فَرَائِصُ عُمَرَ فَقَالَ مَا تَقُولُ أُعَلِّمُكَ فَقَالَ لَا قَالَ فَرَفَعَ یَدَهُ فَرَجَعَ الْبَیْتُ كَمَا كَانَ (2).
«5»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنْ عُمَرَ: مِثْلَهُ مَعَ اخْتِصَارٍ(3).
«6»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قَدِمَ بَعْضُ أَصْحَابِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ لِی- لَا تَرَی وَ اللَّهِ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام أَبَداً قَالَ فَلَقِفْتُ صَكّاً فَأَشْهَدْتُ شُهُوداً فِی الْكِتَابِ فِی غَیْرِ إِبَّانِ (4)
الْحَجِّ ثُمَّ إِنِّی خَرَجْتُ إِلَی الْمَدِینَةِ فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیَّ قالَ یَا أَبَا بَصِیرٍ مَا فُعِلَ الصَّكُّ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ فُلَاناً قَالَ لِی وَ اللَّهِ لَا تَرَی أَبَا جَعْفَرٍ أَبَداً(5).
بیان: لقفه تناوله بسرعة.
«7»- یر، [بصائر الدرجات] ابْنُ یَزِیدَ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ الْمَكِّیِّ قَالَ: اشْتَقْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ أَنَا بِمَكَّةَ فَقَدِمْتُ الْمَدِینَةَ وَ مَا قَدِمْتُهَا إِلَّا شَوْقاً إِلَیْهِ فَأَصَابَنِی تِلْكَ اللَّیْلَةَ مَطَرٌ وَ بَرْدٌ شَدِیدٌ فَانْتَهَیْتُ إِلَی بَابِهِ نِصْفَ اللَّیْلِ فَقُلْتُ مَا أَطْرُقُهُ هَذِهِ السَّاعَةَ وَ أَنْتَظِرُ حَتَّی أُصْبِحَ فَإِنِّی لَأُفَكِّرُ فِی ذَلِكَ
ص: 235
إِذْ سَمِعْتُهُ یَقُولُ یَا جَارِیَةُ افْتَحِی الْبَابَ لِابْنِ عَطَاءٍ فَقَدْ أَصَابَهُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ بَرْدٌ وَ أَذًی قَالَ فَجَاءَتْ فَفَتَحَتِ الْبَابَ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ (1).
«8»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ دَلَائِلِ الْحِمْیَرِیِّ: مِثْلَهُ (2)
9- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: مِثْلَهُ (3).
«10»- یر، [بصائر الدرجات] عَبْدُ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: نَزَلَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام بِوَادٍ فَضَرَبَ خِبَاءَهُ ثُمَّ خَرَجَ أَبُو جَعْفَرٍ بِشَیْ ءٍ حَتَّی انْتَهَی إِلَی النَّخْلَةِ- فَحَمِدَ اللَّهَ عِنْدَهَا بِمَحَامِدَ لَمْ أَسْمَعْ بِمِثْلِهَا ثُمَّ قَالَ أَیَّتُهَا النَّخْلَةُ أَطْعِمِینَا مِمَّا جَعَلَ اللَّهُ فِیكِ قَالَ فَتَسَاقَطَ رُطَبٌ أَحْمَرُ وَ أَصْفَرُ فَأَكَلَ علیه السلام وَ مَعَهُ أَبُو أُمَیَّةَ الْأَنْصَارِیُّ فَأَكَلَ مِنْهُ فَقَالَ هَذِهِ الْآیَةُ فِینَا كَالْآیَةِ فِی مَرْیَمَ إِذْ هَزَّتْ إِلَیْهَا بِجِذْعِ النَّخْلَةِ- فَتَسَاقَطَ عَلَیْهَا رُطَباً جَنِیًّا(4).
«11»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مِثْلَهُ (5).
«12»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ أَبِی كَهْمَسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: دَخَلْتُ إِلَی مَكَّةَ فِی اللَّیْلِ فَفَرَغْتُ مِنْ طَوَافِی وَ سَعْیِی وَ بَقِیَ عَلَیَّ لَیْلٌ فَقُلْتُ أَمْضِی إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ- فَأَتَحَدَّثُ عِنْدَهُ بَقِیَّةَ لَیْلِی فَجِئْتُ إِلَی الْبَابِ فَقَرَعْتُهُ فَسَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ یَقُولُ إِنْ كَانَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَطَاءٍ فَأَدْخِلْهُ قَالَ مَنْ هَذَا قُلْتُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ ادْخُلْ (6).
ص: 236
«13»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُثَنًّی الْحَنَّاطِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ وَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُمَا أَنْتُمَا وَرَثَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَرَسُولُ اللَّهِ ص وَارِثُ الْأَنْبِیَاءِ عَلِمَ كُلَّ مَا عَلِمُوا فَقَالَ لِی نَعَمْ فَقُلْتُ أَنْتُمْ تَقْدِرُونَ عَلَی أَنْ تُحْیُوا الْمَوْتَی وَ تُبْرِءُوا الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ فَقَالَ لِی نَعَمْ بِإِذْنِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ ادْنُ مِنِّی یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَی عَیْنِی وَ وَجْهِی فَأَبْصَرْتُ الشَّمْسَ وَ السَّمَاءَ وَ الْأَرْضَ وَ الْبُیُوتَ وَ كُلَّ شَیْ ءٍ فِی الدَّارِ قَالَ أَ تُحِبُّ أَنْ تَكُونَ هَكَذَا وَ لَكَ مَا لِلنَّاسِ وَ عَلَیْكَ مَا عَلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَوْ تَعُودَ كَمَا كُنْتَ وَ لَكَ الْجَنَّةُ خَالِصاً قُلْتُ أَعُودُ كَمَا كُنْتُ قَالَ فَمَسَحَ عَلَی عَیْنِی فَعُدْتُ كَمَا كُنْتُ قَالَ عَلِیٌّ فَحَدَّثْتُ بِهِ ابْنَ أَبِی عُمَیْرٍ- فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّ هَذَا حَقٌّ كَمَا أَنَّ النَّهَارَ حَقٌ (1).
«14»- عم (2)،[إعلام الوری] قب (3)، [المناقب] لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] عَنْ أَبِی بَصِیرٍ: مِثْلَهُ (4)
«15»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُمِّیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ: مِثْلَهُ (5).
«16»- یر، [بصائر الدرجات] إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَعْبَدٍ یَرْفَعُهُ قَالَ: دَخَلَتْ حَبَابَةُ الْوَالِبِیَّةُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ یَا حَبَابَةُ مَا الَّذِی أَبْطَأَ بِكِ قَالَتْ قُلْتُ بَیَاضٌ عَرَضَ فِی مَفْرِقِ رَأْسِی كَثُرَتْ لَهُ هُمُومِی فَقَالَ یَا حَبَابَةُ أَرِینِیهِ قَالَتْ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَوَضَعَ یَدَهُ فِی مَفْرِقِ رَأْسِی ثُمَّ قَالَ ائْتُوا لَهَا بِالْمِرْآةِ فَأُتِیتُ بِالْمِرْآةِ
ص: 237
فَنَظَرْتُ فَإِذَا شَعْرُ مَفْرِقِ رَأْسِی قَدِ اسْوَدَّ فَسُرِرْتُ بِذَلِكَ وَ سُرَّ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام بِسُرُورِی (1).
«17»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَنَّاطِ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ عِنْدَهُ یَوْماً إِذْ وَقَعَ عَلَیْهِ زَوْجُ وَرَشَانٍ فَهَدَلَا هَدِیلَهُمَا فَرَدَّ عَلَیْهِمَا أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام كَلَامَهُمَا سَاعَةً ثُمَّ نَهَضَا فَلَمَّا صَارَا عَلَی الْحَائِطِ هَدَلَ الذَّكَرُ عَلَی الْأُنْثَی سَاعَةً ثُمَّ نَهَضَا فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا حَالُ الطَّیْرِ فَقَالَ یَا ابْنَ مُسْلِمٍ كُلُّ شَیْ ءٍ خَلَقَهُ اللَّهُ مِنْ طَیْرٍ أَوْ بَهِیمَةٍ أَوْ شَیْ ءٍ فِیهِ رُوحٌ هُوَ أَسْمَعُ لَنَا وَ أَطْوَعُ مِنِ ابْنِ آدَمَ إِنَّ هَذَا الْوَرَشَانَ ظَنَّ بِأُنْثَاهُ ظَنَّ السَّوْءِ فَحَلَفَتْ لَهُ مَا فَعَلَتْ فَلَمْ یَقْبَلْ فَقَالَتْ تَرْضَی بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ فَرَضِیَا بِی وَ أَخْبَرْتُهُ أَنَّهُ لَهَا ظَالِمٌ فَصَدَّقَهَا(2).
«18»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ: مِثْلَهُ (3)
بیان: قال الفیروزآبادی (4) الهدیل صوت الحمام أو خاص بوحشیها هدل یهدل.
«19»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَرَّ أَبُو جَعْفَرٍ بِالْهَجِینِ وَ مَعَهُ أَبُو أُمَیَّةَ الْأَنْصَارِیُّ زَمِیلُهُ فِی مَحْمِلِهِ قَالَ فَبَیْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ نَظَرَ إِلَی وَرَشَانٍ فِی جَانِبِ الْمَحْمِلِ مَعَهُ فَرَفَعَ أَبُو أُمَیَّةَ یَدَهُ لِیَذُّبَهُ عَنْهُ فَقَالَ یَا أَبَا أُمَیَّةَ إِنَّ هَذَا طَائِرٌ جَاءَ یَسْتَجِیرُ بِأَهْلِ الْبَیْتِ وَ إِنِّی دَعَوْتُ اللَّهَ فَانْصَرَفَتْ عَنْهُ حَیَّةٌ كَانَتْ تَأْتِیهِ كُلَّ سَنَةٍ- فَتَأْكُلُ فِرَاخَهُ (5).
ص: 238
«20»- ختص (1)،[الإختصاص] یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ هِشَامٍ الْجَوَالِیقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام بَیْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِینَةِ وَ أَنَا أَسِیرُ عَلَی حِمَارٍ لِی وَ هُوَ عَلَی بَغْلَتِهِ إِذْ أَقْبَلَ ذِئْبٌ مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ حَتَّی انْتَهَی إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ فَحَبَسَ علیه السلام الْبَغْلَةَ وَ دَنَا الذِّئْبُ حَتَّی وَضَعَ یَدَهُ عَلَی قَرَبُوسِ السَّرْجِ وَ مَدَّ عُنُقَهُ إِلَی أُذُنِهِ وَ أَدْنَی أَبُو جَعْفَرٍ أُذُنَهُ مِنْهُ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ امْضِ فَقَدْ فَعَلْتُ فَرَجَعَ مُهَرْوِلًا قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَقَدْ رَأَیْتُ عَجَباً- قَالَ وَ تَدْرِی مَا قُلْتُ قَالَ قُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ ابْنُ رَسُولِهِ أَعْلَمُ قَالَ إِنَّهُ قَالَ لِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ زَوْجَتِی فِی ذَاكَ الْجَبَلِ وَ قَدْ تَعَسَّرَ عَلَیْهَا وِلَادَتُهَا فَادْعُ اللَّهَ أَنْ یُخَلِّصَهَا وَ لَا یُسَلِّطَ أَحَداً مِنْ نَسْلِی عَلَی أَحَدٍ مِنْ شِیعَتِكُمْ قُلْتُ فَقَدْ فَعَلْتُ (2).
«21»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ دَلَائِلِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ: مِثْلَهُ (3).
«22»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ مِثْلَهُ ثُمَّ قَالَ وَ قَدْ رَوَی الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ فِی الدَّلَالاتِ هَذَا الْخَبَرَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام وَ زَادَ فِیهِ: أَنَّهُ علیه السلام مَرَّ وَ سَكَنَ فِی ضَیْعَتِهِ شَهْراً فَلَمَّا رَجَعَ فَإِذَا هُوَ بِالذِّئْبِ وَ زَوْجَتِهِ وَ جِرْوٍ عَوَوْا فِی وَجْهِ الصَّادِقِ علیه السلام فَأَجَابَهُمْ بِمِثْلِ عُوَائِهِمْ بِكَلَامٍ یُشْبِهُهُ ثُمَّ قَالَ لَنَا علیه السلام قَدْ وُلِدَ لَهُ جِرْوٌ ذَكَرٌ وَ كَانُوا یَدْعُونَ اللَّهَ لِی وَ لَكُمْ بِحُسْنِ الصِّحَابَةِ وَ دَعَوْتُ لَهُمْ بِمِثْلِ مَا دَعَوْا لِی- وَ أَمَرْتُهُمْ أَنْ لَا یُؤْذُوا لِی وَلِیّاً وَ لَا لِأَهْلِ بَیْتِی فَفَعَلُوا وَ ضَمِنُوا لِی ذَلِكَ (4).
بیان: الجرو صغیر كل شی ء و ولد الكلب و الأسد.
«23»- ختص (5)،[الإختصاص] یر، [بصائر الدرجات] الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّی عَنْ أَبِیهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: دَخَلْتُ عَلَیْهِ
ص: 239
فَشَكَوْتُ إِلَیْهِ الْحَاجَةَ قَالَ فَقَالَ یَا جَابِرُ مَا عِنْدَنَا دِرْهَمٌ فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ دَخَلَ عَلَیْهِ الْكُمَیْتُ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنْ رَأَیْتَ أَنْ تَأْذَنَ لِی حَتَّی أُنْشِدَكَ قَصِیدَةً قَالَ فَقَالَ أَنْشِدْ فَأَنْشَدَهُ قَصِیدَةً فَقَالَ یَا غُلَامُ أَخْرِجْ مِنْ ذَلِكَ الْبَیْتِ بَدْرَةً فَادْفَعْهَا إِلَی الْكُمَیْتِ- قَالَ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنْ رَأَیْتَ أَنْ تَأْذَنَ لِی أُنْشِدُكَ قَصِیدَةً أُخْرَی قَالَ أَنْشِدْ فَأَنْشَدَهُ أُخْرَی فَقَالَ یَا غُلَامُ أَخْرِجْ مِنْ ذَلِكَ الْبَیْتِ بَدْرَةً فَادْفَعْهَا إِلَی الْكُمَیْتِ قَالَ فَأَخْرَجَ بَدْرَةً فَدَفَعَهَا إِلَیْهِ قَالَ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنْ رَأَیْتَ أَنْ تَأْذَنَ لِی أُنْشِدُكَ ثَالِثَةً قَالَ لَهُ أَنْشِدْ فَأَنْشَدَهُ (1) فَقَالَ یَا غُلَامُ أَخْرِجْ مِنْ ذَلِكَ الْبَیْتِ بَدْرَةً فَادْفَعْهَا إِلَیْهِ قَالَ فَأَخْرَجَ بَدْرَةً فَدَفَعَهَا إِلَیْهِ فَقَالَ الْكُمَیْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ اللَّهِ
مَا أُحِبُّكُمْ لِغَرَضِ الدُّنْیَا وَ مَا أَرَدْتُ بِذَلِكَ إِلَّا صِلَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَیَّ مِنَ الْحَقِّ قَالَ فَدَعَا لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام ثُمَّ قَالَ یَا غُلَامُ رُدَّهَا مَكَانَهَا- قَالَ فَوَجَدْتُ فِی نَفْسِی وَ قُلْتُ قَالَ لَیْسَ عِنْدِی دِرْهَمٌ وَ أَمَرَ لِلْكُمَیْتِ بِثَلَاثِینَ أَلْفَ دِرْهَمٍ قَالَ فَقَامَ الْكُمَیْتُ وَ خَرَجَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قُلْتَ لَیْسَ عِنْدِی دِرْهَمٌ وَ أَمَرْتَ لِلْكُمَیْتِ بِثَلَاثِینَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَقَالَ لِی یَا جَابِرُ قُمْ وَ ادْخُلِ الْبَیْتَ قَالَ فَقُمْتُ وَ دَخَلْتُ الْبَیْتَ فَلَمْ أَجِدْ مِنْهُ شَیْئاً قَالَ فَخَرَجْتُ إِلَیْهِ فَقَالَ لِی یَا جَابِرُ مَا سَتَرْنَا عَنْكُمْ أَكْثَرُ مِمَّا أَظْهَرْنَا لَكُمْ فَقَامَ وَ أَخَذَ بِیَدِی وَ أَدْخَلَنِی الْبَیْتَ- ثُمَّ قَالَ وَ ضَرَبَ بِرِجْلِهِ الْأَرْضَ فَإِذَا شَبِیهٌ بِعُنُقِ الْبَعِیرِ قَدْ خَرَجَتْ مِنْ ذَهَبٍ ثُمَّ قَالَ لِی یَا جَابِرُ انْظُرْ إِلَی هَذَا وَ لَا تُخْبِرْ بِهِ أَحَداً إِلَّا مَنْ تَثِقُ بِهِ مِنْ إِخْوَانِكَ- إِنَّ اللَّهَ أَقْدَرَنَا عَلَی مَا نُرِیدُ وَ لَوْ شِئْنَا أَنْ نَسُوقَ الْأَرْضَ بِأَزِمَّتِهَا(2) لَسُقْنَاهَا(3).
«24»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنْ جَابِرٍ: مِثْلَهُ (4).
«25»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ
ص: 240
بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ بِالْمَدِینَةِ رَجُلًا قَدْ أَتَی الْمَكَانَ الَّذِی بِهِ ابْنُ آدَمَ فَرَآهُ مَعْقُولًا مَعَهُ عَشَرَةٌ مُوَكَّلِینَ بِهِ یَسْتَقْبِلُونَ بِهِ الشَّمْسَ حَیْثُ مَا دَارَتْ فِی الصَّیْفِ یُوقِدُونَ حَوْلَهُ النَّارَ فَإِذَا كَانَ الشِّتَاءُ صَبُّوا عَلَیْهِ الْمَاءَ الْبَارِدَ كُلَّمَا هَلَكَ رَجُلٌ مِنَ الْعَشَرَةِ أَقَامَ أَهْلُ الْقَرْیَةِ رَجُلًا فَیَجْعَلُونَهُ مَكَانَهُ فَقَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ مَا قِصَّتُكَ وَ لِأَیِّ شَیْ ءٍ ابْتُلِیتَ بِهَذَا فَقَالَ لَقَدْ سَأَلْتَنِی عَنْ مَسْأَلَةٍ مَا سَأَلَنِی عَنْهَا أَحَدٌ قَبْلَكَ إِنَّكَ لَأَحْمَقُ النَّاسِ أَوْ أَكْیَسُ النَّاسِ قَالَ فَقُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ أَ یُعَذَّبُ فِی الْآخِرَةِ قَالَ فَقَالَ علیه السلام وَ یَجْمَعُ اللَّهُ عَلَیْهِ عَذَابَ الدُّنْیَا وَ عَذَابَ الْآخِرَةِ(1).
«26»- ختص، [الإختصاص] ابْنُ عِیسَی وَ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ: مِثْلَهُ (2)
بیان: حكمه بأحد الأمرین لأن السؤال عن غرائب الأمور قد یكون لغایة الكیاسة و قد یكون لنهایة الحماقة.
«27»- ختص، [الإختصاص] الْحَجَّالُ عَنِ اللُّؤْلُؤِیِّ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ سَدِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: یَا أَبَا الْفَضْلِ إِنِّی لَأَعْرِفُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ- أَخَذَ قَبْلَ مَطْلَعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ مَغْرِبِهَا إِلَی الْبَقِیَّةِ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ وَ مِنْ قَوْمِ مُوسی أُمَّةٌ یَهْدُونَ
بِالْحَقِّ وَ بِهِ یَعْدِلُونَ (3) لِمُشَاجَرَةٍ كَانَتْ فِیمَا بَیْنَهُمْ فَأَصْلَحَ فِیمَا بَیْنَهُمْ وَ رَجَعَ وَ لَمْ یَقْعُدْ فَمَرَّ بِنُطَفِكُمْ فَشَرِبَ مِنْهُ وَ مَرَّ عَلَی بَابِكَ فَدَقَّ عَلَیْكَ حَلْقَةَ بَابِكَ- ثُمَّ رَجَعَ إِلَی مَنْزِلِهِ وَ لَمْ یَقْعُدْ(4).
«28»- ختص (5)،[الإختصاص] یر، [بصائر الدرجات] عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الزَّیَّاتِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ سَدِیرٍ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِنِّی
ص: 241
لَأَعْرِفُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ أَخَذَ قَبْلَ انْطِبَاقِ الْأَرْضِ إِلَی الْفِئَةِ الَّتِی قَالَ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ- وَ مِنْ قَوْمِ مُوسی أُمَّةٌ یَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ یَعْدِلُونَ لِمُشَاجَرَةٍ كَانَتْ فِیمَا بَیْنَهُمْ وَ أَصْلَحَ بَیْنَهُمْ وَ رَجَعَ وَ لَمْ یَقْعُدْ فَمَرَّ بِنُطَفِكُمْ فَشَرِبَ مِنْهَا یَعْنِی الْفُرَاتَ ثُمَّ مَرَّ عَلَیْكَ یَا أَبَا الْفَضْلِ یَقْرَعُ عَلَیْكَ بَابَكَ وَ مَرَّ بِرَجُلٍ عَلَیْهِ مُسُوحٌ مُعَقَّلٍ بِهِ عَشَرَةٌ مُوَكَّلُونَ یُسْتَقْبَلُ فِی الصَّیْفِ عَیْنَ الشَّمْسِ وَ یُوقَدُ حَوْلَهُ النِّیرَانُ وَ یَدُورُونَ بِهِ حِذَاءَ الشَّمْسِ حَیْثُ دَارَتْ كُلَّمَا مَاتَ مِنَ الْعَشَرَةِ وَاحِدٌ أَضَافَ إِلَیْهِ أَهْلُ الْقَرْیَةِ وَاحِداً- النَّاسُ یَمُوتُونَ وَ الْعَشَرَةُ لَا یَنْقُصُونَ فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ فَقَالَ مَا قِصَّتُكَ قَالَ لَهُ الرَّجُلُ إِنْ كُنْتَ عَالِماً فَمَا أَعْرَفَكَ بِأَمْرِی وَ یُقَالُ إِنَّهُ ابْنُ آدَمَ الْقَاتِلُ وَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَ كَانَ الرَّجُلُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام(1).
«29»- یج، [الخرائج و الجرائح] عَنْ سَدِیرٍ: مِثْلَهُ (2) بیان قبل انطباق الأرض أی عند انطباق بعض طبقات الأرض علی بعض لیسرع السیر أو نحو انطباقها أو بسبب ذلك و قال الفیروزآبادی النطفة بالضم الماء الصافی قل أو كثر و الجمع نطاف و نطف و النطفتان فی الحدیث بحر المشرق و المغرب أو ماء الفرات و ماء بحر جدة أو بحر الروم أو بحر الصین انتهی (3) و المسح بكسر المیم البلاس و الجمع المسوح.
«30»- ختص (4)،[الإختصاص] یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِیٌّ حَتَّی قَامَ عَلَی بَابِ الْمَسْجِدِ فَتَوَسَّمَ فَرَأَی أَبَا جَعْفَرٍ فَعَقَلَ نَاقَتَهُ وَ دَخَلَ وَ جَثَی عَلَی رُكْبَتَیْهِ وَ عَلَیْهِ شَمْلَةٌ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مِنْ أَیْنَ جِئْتَ یَا أَعْرَابِیُّ قَالَ جِئْتُ مِنْ أَقْصَی الْبُلْدَانِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ
ص: 242
علیه السلام الْبُلْدَانُ أَوْسَعُ مِنْ ذَاكَ فَمِنْ أَیْنَ جِئْتَ قَالَ جِئْتُ مِنَ الْأَحْقَافِ أَحْقَافِ عَادٍ قَالَ نَعَمْ فَرَأَیْتَ ثَمَّةَ سِدْرَةً إِذَا مَرَّ التُّجَّارُ بِهَا اسْتَظَلُّوا بِفَیْئِهَا قَالَ وَ مَا عِلْمُكَ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ قَالَ هُوَ عِنْدَنَا فِی كِتَابٍ وَ أَیَّ شَیْ ءٍ رَأَیْتَ أَیْضاً قَالَ رَأَیْتُ وَادِیاً مُظْلِماً فِیهِ الْهَامُ وَ الْبُومُ لَا یُبْصَرُ قَعْرُهُ قَالَ وَ تَدْرِی مَا ذَاكَ الْوَادِی قَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا أَدْرِی قَالَ ذَاكَ بَرَهُوتُ فِیهِ نَسَمَةُ كُلِّ كَافِرٍ ثُمَّ قَالَ أَیْنَ بَلَغْتَ قَالَ فَقُطِعَ بِالْأَعْرَابِیِّ فَقَالَ بَلَغْتَ قَوْماً جُلُوساً فِی مَجَالِسِهِمْ لَیْسَ لَهُمْ طَعَامٌ وَ لَا شَرَابٌ إِلَّا أَلْبَانُ أَغْنَامِهِمْ فَهِیَ طَعَامُهُمْ وَ شَرَابُهُمْ ثُمَّ نَظَرَ إِلَی السَّمَاءِ فَقَالَ اللَّهُمَّ الْعَنْهُ فَقَالَ لَهُ جُلَسَاؤُهُ مَنْ هُوَ جُعِلْنَا فِدَاكَ قَالَ هُوَ قَابِیلُ یُعَذَّبُ بِحَرِّ الشَّمْسِ وَ زَمْهَرِیرِ الْبَرْدِ ثُمَّ جَاءَهُ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ لَهُ رَأَیْتَ جَعْفَراً فَقَالَ الْأَعْرَابِیُّ وَ مَنْ جَعْفَرٌ هَذَا الَّذِی یَسْأَلُ عَنْهُ قَالُوا ابْنُهُ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ مَا أَعْجَبَ هَذَا الرَّجُلَ یُخْبِرُنَا عَنْ خَبَرِ السَّمَاءِ وَ لَا یَدْرِی أَیْنَ ابْنُهُ (1).
بیان: البلدان أوسع من ذاك أی هی أكثر من أن تأتی من أقصاه أو من أن یعین و یعرف بذلك و الهام طائر من طیر اللیل و هو الصدی قوله فیه نسمة كل كافر أی یعذب فیها أرواحهم و سیأتی بیانها فی كتاب الجنائز و قوله فقطع الأعرابی علی المجهول أی بهت و سكت أو بالمعلوم أی قطع علیه السلام كلامه و علی التقدیرین فاعل قال بعد ذلك هو أبو جعفر علیه السلام و بلغت بصیغة الخطاب و إنما سأل علیه السلام عن هذا القوم لیبین أن ابن آدم یعذب فی قریتهم و لذا قال بعد ذلك اللّٰهم العنه.
«31»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ النَّاسُ یَدْخُلُونَ وَ یَخْرُجُونَ فَقَالَ لِی سَلِ النَّاسَ هَلْ یَرَوْنَنِی فَكُلُّ مَنْ لَقِیتُهُ قُلْتُ لَهُ أَ رَأَیْتَ أَبَا جَعْفَرٍ یَقُولُ لَا وَ هُوَ وَاقِفٌ حَتَّی دَخَلَ أَبُو هَارُونَ الْمَكْفُوفُ قَالَ سَلْ هَذَا فَقُلْتُ هَلْ رَأَیْتَ أَبَا جَعْفَرٍ فَقَالَ أَ لَیْسَ هُوَ بِقَائِمٍ قَالَ وَ مَا عِلْمُكَ قَالَ وَ كَیْفَ لَا أَعْلَمُ وَ هُوَ نُورٌ سَاطِعٌ قَالَ وَ سَمِعْتُ یَقُولُ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْإِفْرِیقِیَةِ مَا حَالُ
ص: 243
رَاشِدٍ قَالَ خَلَّفْتُهُ حَیّاً صَالِحاً یُقْرِئُكَ السَّلَامَ قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ مَاتَ قَالَ نَعَمْ قَالَ مَتَی قَالَ بَعْدَ خُرُوجِكَ بِیَوْمَیْنِ قَالَ وَ اللَّهِ مَا مَرِضَ وَ لَا كَانَ بِهِ عِلَّةٌ قَالَ وَ إِنَّمَا یَمُوتُ مَنْ یَمُوتُ مِنْ مَرَضٍ وَ عِلَّةٍ قُلْتُ مَنِ الرَّجُلُ قَالَ رَجُلٌ لَنَا مُوَالٍ وَ لَنَا مُحِبٌّ ثُمَّ قَالَ أَ تَرَوْنَ أَنْ لَیْسَ لَنَا مَعَكُمْ أَعْیُنٌ نَاظِرَةٌ وَ أَسْمَاعٌ سَامِعَةٌ بِئْسَ مَا رَأَیْتُمْ وَ اللَّهِ لَا یَخْفَی عَلَیْنَا شَیْ ءٌ مِنْ أَعْمَالِكُمْ فَاحْضُرُونَا جَمِیعاً وَ عَوِّدُوا أَنْفُسَكُمُ الْخَیْرَ وَ كُونُوا مِنْ أَهْلِهِ تُعْرَفُوا فَإِنِّی بِهَذَا آمُرُ وُلْدِی وَ شِیعَتِی (1).
بیان: فاحضرونا جمیعا أی اعلموا أنا جمیعا حاضرون عندكم بالعلم أو احضروا لدینا فعلی الأول علی صیغة الإفعال و علی الثانی علی بناء المجرد.
«32»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: دَخَلَ النَّاسُ عَلَی أَبِی علیه السلام قَالُوا مَا حَدُّ الْإِمَامِ قَالَ حَدُّهُ عَظِیمٌ إِذَا دَخَلْتُمْ عَلَیْهِ فَوَقِّرُوهُ وَ عَظِّمُوهُ وَ آمِنُوا بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ شَیْ ءٍ وَ عَلَیْهِ أَنْ یَهْدِیَكُمْ وَ فِیهِ خَصْلَةٌ إِذَا دَخَلْتُمْ عَلَیْهِ لَمْ یَقْدِرْ أَحَدٌ أَنْ یَمْلَأَ عَیْنَهُ مِنْهُ إِجْلَالًا وَ هَیْبَةً لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَذَلِكَ كَانَ وَ كَذَلِكَ یَكُونُ الْإِمَامُ قَالَ فَیَعْرِفُ شِیعَتَهُ قَالَ نَعَمْ سَاعَةَ یَرَاهُمْ قَالُوا فَنَحْنُ لَكَ شِیعَةٌ قَالَ نَعَمْ كُلُّكُمْ قَالُوا أَخْبِرْنَا بِعَلَامَةِ ذَلِكَ قَالَ أُخْبِرُكُمْ بِأَسْمَائِكُمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِكُمْ وَ قَبَائِلِكُمْ قَالُوا أَخْبِرْنَا فَأَخْبَرَهُمْ قَالُوا صَدَقْتَ قَالَ وَ أُخْبِرُكُمْ عَمَّا أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْأَلُوا عَنْهُ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی- كَشَجَرَةٍ طَیِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِی السَّماءِ(2) نَحْنُ نُعْطِی شِیعَتَنَا مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِلْمِنَا ثُمَّ قَالَ یُقْنِعُكُمْ قَالُوا فِی دُونِ هَذَا نَقْنَعُ (3).
بیان: قوله فی قوله تعالی بیان لما أضمروا أن یسألوا عنه و قوله نحن نعطی تفسیر للآیة أی إنما عنانا بالشجرة و إیتاء الأكل كنایة عن إفاضة العلم كما مر فی كتاب الإمامة.
ص: 244
و یحتمل أن یكون المراد أن اللّٰه تعالی أخبر عن حالنا هذه فی تلك الآیة فلم یخبر علیه السلام بضمیرهم أو أخبر و لم یذكر و الأول أظهر بل یعینه ما سیأتی نقلا عن المناقب.
«33»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی أَبُو عُتَیْبَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَدَخَلَ رَجُلٌ فَقَالَ أَنَا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ أَتَوَلَّاكُمْ وَ أَبْرَأُ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَ أَبِی كَانَ یَتَوَلَّی بَنِی أُمَیَّةَ وَ كَانَ لَهُ مَالٌ كَثِیرٌ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَلَدٌ غَیْرِی وَ كَانَ مَسْكَنُهُ بِالرَّمْلَةِ(1)
وَ كَانَ لَهُ جُنَیْنَةٌ یَتَخَلَّی فِیهَا بِنَفْسِهِ فَلَمَّا مَاتَ طَلَبْتُ الْمَالَ فَلَمْ أَظْفَرْ بِهِ وَ لَا أَشُكُّ أَنَّهُ دَفَنَهُ وَ أَخْفَاهُ مِنِّی قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ أَ فَتُحِبُّ أَنْ تَرَاهُ وَ تَسْأَلَهُ أَیْنَ مَوْضِعُ مَالِهِ قَالَ إِی وَ اللَّهِ إِنِّی لَفَقِیرٌ مُحْتَاجٌ فَكَتَبَ أَبُو جَعْفَرٍ كِتَاباً وَ خَتَمَهُ بِخَاتَمِهِ ثُمَّ قَالَ انْطَلِقْ بِهَذَا الْكِتَابِ اللَّیْلَةَ إِلَی الْبَقِیعِ حَتَّی تَتَوَسَّطَهُ ثُمَّ تُنَادِی یَا درجان یَا درجان فَإِنَّهُ یَأْتِیكَ رَجُلٌ مُعْتَمٌّ فَادْفَعْ إِلَیْهِ كِتَابِی وَ قُلْ أَنَا رَسُولُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَإِنَّهُ یَأْتِیكَ فَاسْأَلْهُ عَمَّا بَدَا لَكَ فَأَخَذَ الرَّجُلُ الْكِتَابَ وَ انْطَلَقَ قَالَ أَبُو عُتَیْبَةَ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَیْتُ أَبَا جَعْفَرٍ لِأَنْظُرَ مَا حَالُ الرَّجُلِ فَإِذَا هُوَ عَلَی الْبَابِ یَنْتَظِرُ أَنْ یُؤْذَنَ لَهُ فَأُذِنَ لَهُ فَدَخَلْنَا جَمِیعاً فَقَالَ الرَّجُلُ اللَّهُ یَعْلَمُ عِنْدَ مَنْ یَضَعُ الْعِلْمَ قَدِ انْطَلَقْتُ الْبَارِحَةَ وَ فَعَلْتُ مَا أَمَرْتَ فَأَتَانِی الرَّجُلُ فَقَالَ لَا تَبْرَحْ مِنْ مَوْضِعِكَ حَتَّی آتِیَكَ بِهِ فَأَتَانِی بِرَجُلٍ أَسْوَدَ فَقَالَ هَذَا أَبُوكَ قُلْتُ مَا هُوَ أَبِی قَالَ غَیَّرَهُ اللَّهَبُ وَ دُخَانُ الْجَحِیمِ وَ الْعَذَابُ الْأَلِیمُ قُلْتُ أَنْتَ أَبِی قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَمَا غَیَّرَكَ عَنْ صُورَتِكَ وَ هَیْئَتِكَ قَالَ یَا بُنَیَّ كُنْتُ أَتَوَلَّی بَنِی أُمَیَّةَ وَ أُفَضِّلُهُمْ عَلَی أَهْلِ بَیْتِ النَّبِیِّ بَعْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَعَذَّبَنِیَ اللَّهُ بِذَلِكَ وَ كُنْتَ أَنْتَ تَتَوَلَّاهُمْ وَ كُنْتُ أَبْغَضْتُكَ عَلَی ذَلِكَ وَ حَرَمْتُكَ مَالِی فَزَوَیْتُهُ عَنْكَ وَ أَنَا الْیَوْمَ عَلَی ذَلِكَ مِنَ النَّادِمِینَ فَانْطَلِقْ یَا بُنَیَّ إِلَی جَنَّتِی فَاحْفِرْ تَحْتَ الزَّیْتُونَةِ وَ خُذِ الْمَالَ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَادْفَعْ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام خَمْسِینَ أَلْفاً وَ الْبَاقِی لَكَ ثُمَّ قَالَ
ص: 245
وَ أَنَا مُنْطَلِقٌ حَتَّی آخُذَ الْمَالَ وَ آتِیَكَ بِمَالِكَ قَالَ أَبُو عُتَیْبَةَ فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام مَا فَعَلَ الرَّجُلُ صَاحِبُ الْمَالِ قَالَ قَدْ أَتَانِی بِخَمْسِینَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَقَضَیْتُ مِنْهَا دَیْناً كَانَ عَلَیَّ وَ ابْتَعْتُ مِنْهَا أَرْضاً بِنَاحِیَةِ خَیْبَرَ وَ وَصَلْتُ مِنْهَا أَهْلَ الْحَاجَةِ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی (1).
بیان: جنینة أی مال یستره عنی قال الفیروزآبادی الجنین كل مستور(2) و فی بعض النسخ جنة و هو أظهر أی كان یتخلی فی جنته و قد ظن أنه كان لدفن المال و علی الأول یحتمل أن یكون تصغیر الجنة.
«34»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاوِیَةَ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: سَأُحَدِّثُكُمْ بِمَا سَمِعَتْهُ أُذُنَایَ وَ رَأَتْهُ عَیْنَایَ مِنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ كَانَ عَلَی الْمَدِینَةِ رَجُلٌ مِنْ آلِ مَرْوَانَ وَ أَنَّهُ أَرْسَلَ إِلَیَّ یَوْماً فَأَتَیْتُهُ وَ مَا عِنْدَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ فَقَالَ یَا مُعَاوِیَةُ إِنَّمَا دَعَوْتُكَ لِثِقَتِی بِكَ وَ إِنِّی قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَا یُبْلِغُ عَنِّی غَیْرُكَ فأجبت [فَأَحْبَبْتُ] أَنْ تَلْقَی عَمَّیْكَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ وَ زَیْدَ بْنَ الْحَسَنِ علیه السلام وَ تَقُولَ لَهُمَا یَقُولُ لَكُمَا الْأَمِیرُ لَتَكُفُّانِ عَمَّا یَبْلُغُنِی عَنْكُمَا أَوْ لَتُنْكَرَانِ فَخَرَجْتُ مُتَوَجِّهاً إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ فَاسْتَقْبَلْتُهُ مُتَوَجِّهاً إِلَی الْمَسْجِدِ فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ تَبَسَّمَ ضَاحِكاً فَقَالَ بَعَثَ إِلَیْكَ هَذَا الطَّاغِیَةُ وَ دَعَاكَ وَ قَالَ الْقَ عَمَّیْكَ فَقُلْ لَهُمَا كَذَا فَقَالَ أَخْبَرَنِی أَبُو جَعْفَرٍ بِمَقَالَتِهِ كَأَنَّهُ كَانَ حَاضِراً ثُمَّ قَالَ یَا ابْنَ عَمِّ قَدْ كُفِینَا أَمْرَهُ بَعْدَ غَدٍ فَإِنَّهُ مَعْزُولٌ وَ مَنْفِیٌّ إِلَی بِلَادِ مِصْرَ وَ اللَّهِ مَا أَنَا بِسَاحِرٍ وَ لَا كَاهِنٍ وَ لَكِنِّی أُتِیتُ وَ حُدِّثْتُ قَالَ فَوَ اللَّهِ مَا أَتَی عَلَیْهِ الْیَوْمُ الثَّانِی حَتَّی وَرَدَ عَلَیْهِ عَزْلُهُ وَ نَفْیُهُ إِلَی مِصْرَ وَ وَلِیَ الْمَدِینَةَ غَیْرُهُ (3).
بیان: لتنكران من أنكره إذا لم یعرفه كنایة عن إیذائهما و عدم عرفان حقهما و شرفهما أو بمعنی المناكرة بمعنی المحاربة و الأظهر لتنكلان من التنكیل بمعنی التعذیب قوله علیه السلام أتیت علی المجهول أی أتانی الخبر من عند اللّٰه
ص: 246
أو من آبائی بذلك.
«35»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: كُنْتُ أُقْرِئُ امْرَأَةً الْقُرْآنَ بِالْكُوفَةِ فَمَازَحْتُهَا بِشَیْ ءٍ فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام عَاتَبَنِی وَ قَالَ مَنِ ارْتَكَبَ الذَّنْبَ فِی الْخَلَاءِ لَمْ یَعْبَأِ اللَّهُ بِهِ أَیَّ شَیْ ءٍ قُلْتَ لِلْمَرْأَةِ فَغَطَّیْتُ وَجْهِی حَیَاءً وَ تُبْتُ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَا تَعُدْ(1).
«36»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی أَبُو بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ كَیْفَ أَبُوكَ قَالَ صَالِحٌ قَالَ قَدْ مَاتَ أَبُوكَ بَعْدَ مَا خَرَجْتَ حَیْثُ سِرْتَ إِلَی جُرْجَانَ ثُمَّ قَالَ كَیْفَ أَخُوكَ قَالَ تَرَكْتُهُ صَالِحاً قَالَ قَدْ قَتَلَهُ جَارٌ لَهُ یُقَالُ لَهُ صَالِحٌ یَوْمَ كَذَا
فِی سَاعَةِ كَذَا فَبَكَی الرَّجُلُ وَ قَالَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ بِمَا أُصِبْتُ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام اسْكُنْ فَقَدْ صَارُوا إِلَی الْجَنَّةِ وَ الْجَنَّةُ خَیْرٌ لَهُمْ مِمَّا كَانُوا فِیهِ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ إِنِّی خَلَّفْتُ ابْنِی وَجِعاً شَدِیدَ الْوَجَعِ وَ لَمْ تَسْأَلْنِی عَنْهُ قَالَ قَدْ بَرَأَ وَ قَدْ زَوَّجَهُ عَمُّهُ ابْنَتَهُ وَ أَنْتَ تَقْدَمُ عَلَیْهِ وَ قَدْ وُلِدَ لَهُ غُلَامٌ وَ اسْمُهُ عَلِیٌّ وَ هُوَ لَنَا شِیعَةٌ وَ أَمَّا ابْنُكَ فَلَیْسَ لَنَا شِیعَةً بَلْ هُوَ لَنَا عَدُوٌّ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ فَهَلْ مِنْ حِیلَةٍ قَالَ إِنَّهُ عَدُوٌّ وَ هُوَ وَقِیدٌ قُلْتُ مَنْ هَذَا قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ وَ هُوَ لَنَا شِیعَةٌ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ (2).
«37»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنْ مُشْمَعِلٍّ الْأَسَدِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ: مِثْلَهُ (3)
بیان: الوقید بالدال المهملة الحطب و لعل المراد أنه حطب جهنم و یحتمل أن یكون بالمعجمة قال الفیروزآبادی (4) الوقیذ السریع و البطی ء و الثقیل و الشدید المرض المشرف انتهی فالمعنی أنه سیصرع أو هو بطی ء عن الخیر أو أنه شدید المرض و لا ینافیه إخباره علیه السلام ببرئه من المرض السابق.
ص: 247
«38»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی جَابِرٌ الْجُعْفِیُّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِلَی الْحَجِّ وَ أَنَا زَمِیلُهُ إِذْ أَقْبَلَ وَرَشَانٌ فَوَقَعَ عَلَی عِضَادَتَیْ مَحْمِلِهِ فَتَرَنَّمَ فَذَهَبْتُ لِآخُذَهُ فَصَاحَ بِی مَهْ یَا جَابِرُ فَإِنَّهُ اسْتَجَارَ بِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَقُلْتُ وَ مَا الَّذِی شَكَا إِلَیْكَ فَقَالَ شَكَا إِلَیَّ أَنَّهُ یُفْرِخُ فِی هَذَا الْجَبَلِ مُنْذُ ثَلَاثِ سِنِینَ وَ أَنَّ حَیَّةً تَأْتِیهِ فَتَأْكُلُ فِرَاخَهُ فَسَأَلَنِی أَنْ أَدْعُوَ اللَّهَ عَلَیْهَا لِیَقْتُلَهَا فَفَعَلْتُ وَ قَدْ قَتَلَهَا اللَّهُ ثُمَّ سِرْنَا حَتَّی إِذَا كَانَ وَجْهُ السَّحَرِ قَالَ لِی انْزِلْ یَا جَابِرُ فَنَزَلْتُ فَأَخَذْتُ بِخِطَامِ الْجَمَلِ وَ نَزَلَ فَتَنَحَّی عَنِ الطَّرِیقِ ثُمَّ عَمَدَ إِلَی رَوْضَةٍ مِنَ الْأَرْضِ ذَاتِ رَمْلٍ فَأَقْبَلَ فَكَشَفَ الرَّمْلَ یَمْنَةً وَ یَسْرَةً وَ هُوَ یَقُولُ اللَّهُمَّ اسْقِنَا وَ طَهِّرْنَا إِذْ بَدَا حَجَرٌ أَبْیَضُ بَیْنَ الرَّمْلِ فَاقْتَلَعَهُ فَنَبَعَ لَهُ عَیْنُ مَاءٍ أَبْیَضَ صَافٍ فَتَوَضَّأَ وَ شَرِبْنَا مِنْهُ ثُمَّ ارْتَحَلْنَا فَأَصْبَحْنَا دُونَ قَرْیَةٍ وَ نَخْلٍ فَعَمَدَ أَبُو جَعْفَرٍ إِلَی نَخْلَةٍ یَابِسَةٍ فِیهَا فَدَنَا مِنْهَا وَ قَالَ أَیَّتُهَا النَّخْلَةُ أَطْعِمِینَا مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ فِیكِ فَلَقَدْ رَأَیْتُ النَّخْلَةَ تَنْحَنِی حَتَّی جَعَلْنَا نَتَنَاوَلُ مِنْ ثَمَرِهَا وَ نَأْكُلُ وَ إِذَا أَعْرَابِیٌّ یَقُولُ مَا رَأَیْتُ سَاحِراً كَالْیَوْمِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ یَا أَعْرَابِیُّ لَا تَكْذِبَنَّ عَلَیْنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَإِنَّهُ لَیْسَ مِنَّا سَاحِرٌ وَ لَا كَاهِنٌ وَ لَكِنْ عُلِّمْنَا أَسْمَاءً مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَی فَنَسْأَلُ بِهَا فَنُعْطَی وَ نَدْعُو فَنُجَابُ (1).
بیان: وجه السحر أی أوله أو قریبا منه فإن الوجه مستقبل كل شی ء.
«39»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِیرٍ الْبَصْرِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِلْبَاقِرِ مَا حَقُّ الْمُؤْمِنِ عَلَی اللَّهِ فَصَرَفَ وَجْهَهُ فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ ثَلَاثاً فَقَالَ مِنْ حَقِّ الْمُؤْمِنِ عَلَی اللَّهِ أَنْ لَوْ قَالَ لِتِلْكَ النَّخْلَةِ أَقْبِلِی لَأَقْبَلَتْ قَالَ عَبَّادٌ فَنَظَرْتُ وَ اللَّهِ إِلَی النَّخْلَةِ الَّتِی كَانَتْ هُنَاكَ قَدْ تَحَرَّكَ مُقْبِلَةً فَأَشَارَ إِلَیْهَا قِرِّی فَلَمْ أَعْنِكِ (2).
«40»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ الْكِنَانِیِّ قَالَ: صِرْتُ یَوْماً إِلَی بَابِ أَبِی جَعْفَرٍ فَقَرَعْتُ الْبَابَ فَخَرَجَتْ إِلَیَّ وَصِیفَةٌ نَاهِدٌ فَضَرَبْتُ بِیَدِی عَلَی رَأْسِ ثَدْیِهَا فَقُلْتُ لَهَا قُولِی لِمَوْلَاكِ إِنِّی بِالْبَابِ فَصَاحَ مِنْ آخِرِ الدَّارِ ادْخُلْ لَا أُمَّ لَكَ فَدَخَلْتُ وَ قُلْتُ
ص: 248
وَ اللَّهِ مَا أَرَدْتُ رِیبَةً وَ لَا قَصَدْتُ إِلَّا زِیَادَةً فِی یَقِینِی فَقَالَ صَدَقْتَ لَئِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ هَذِهِ الْجُدْرَانَ تَحْجُبُ أَبْصَارَنَا كَمَا تَحْجُبُ أَبْصَارَكُمْ إِذاً لَا فَرْقَ بَیْنَنَا وَ بَیْنَكُمْ فَإِیَّاكَ أَنْ تُعَاوِدَ لِمِثْلِهَا(1).
بیان: نهدت المرأة كعب ثدیها.
«41»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ الْبَاقِرِ علیه السلام فِی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَاعِداً حِدْثَانَ مَا مَاتَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِذْ دَخَلَ الدَّوَانِیقِیُّ وَ دَاوُدُ بْنُ سُلَیْمَانَ قَبْلَ أَنْ أُفْضِیَ الْمُلْكُ إِلَی وُلْدِ الْعَبَّاسِ وَ مَا قَعَدَ إِلَی الْبَاقِرِ إِلَّا دَاوُدُ فَقَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام مَا مَنَعَ الدَّوَانِیقِیَّ أَنْ یَأْتِیَ قَالَ فِیهِ جَفَاءٌ قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام لَا تَذْهَبُ الْأَیَّامُ حَتَّی یَلِیَ أَمْرَ هَذَا الْخَلْقِ وَ یَطَأَ أَعْنَاقَ الرِّجَالِ وَ یَمْلِكَ شَرْقَهَا وَ غَرْبَهَا وَ یَطُولُ عُمُرُهُ فِیهَا حَتَّی یَجْمَعَ مِنْ كُنُوزِ الْأَمْوَالِ مَا لَمْ یَجْتَمِعْ لِأَحَدٍ قَبْلَهُ فَقَامَ دَاوُدُ وَ أَخْبَرَ الدَّوَانِیقِیَّ بِذَلِكَ فَأَقْبَلَ إِلَیْهِ الدَّوَانِیقِیُّ وَ قَالَ مَا مَنَعَنِی مِنَ الْجُلُوسِ إِلَیْكَ إِلَّا إِجْلَالُكَ فَمَا الَّذِی خَبَّرَنِی بِهِ دَاوُدُ فَقَالَ هُوَ كَائِنٌ قَالَ وَ مُلْكُنَا قَبْلَ مُلْكِكُمْ قَالَ نَعَمْ قَالَ یَمْلِكُ بَعْدِی أَحَدٌ مِنْ وُلْدِی قَالَ نَعَمْ قَالَ فَمُدَّةُ بَنِی أُمَیَّةَ أَكْثَرُ أَمْ مُدَّتُنَا قَالَ مُدَّتُكُمْ أَطْوَلُ وَ لَیَتَلَقَّفَنَّ هَذَا الْمُلْكَ صِبْیَانُكُمْ وَ یَلْعَبُونَ بِهِ كَمَا یَلْعَبُونَ بِالْكُرَةِ هَذَا مَا عَهِدَهُ إِلَیَّ أَبِی فَلَمَّا مَلِكَ الدَّوَانِیقِیُّ تَعَجَّبَ مِنْ قَوْلِ الْبَاقِرِ علیه السلام(2).
بیان: الجفا البعد عن الآداب و وطء أعناق الرجال كنایة عن شدة استیلائه علی الخلق و تمكنه من الناس.
«42»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ یَوْماً لِلْبَاقِرِ أَنْتُمْ ذُرِّیَّةُ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَ رَسُولُ اللَّهِ وَارِثُ الْأَنْبِیَاءِ كُلِّهِمْ قَالَ نَعَمْ وَرِثَ جَمِیعَ عُلُومِهِمْ قُلْتُ وَ أَنْتُمْ وَرِثْتُمْ جَمِیعَ عِلْمِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَ أَنْتُمْ تَقْدِرُونَ
ص: 249
أَنْ تُحْیُوا الْمَوْتَی وَ تُبْرِءُوا الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ وَ تُخْبِرُوا النَّاسَ بِمَا یَأْكُلُونَ وَ مَا یَدَّخِرُونَ فِی بُیُوتِهِمْ قَالَ نَعَمْ بِإِذْنِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ ادْنُ مِنِّی یَا أَبَا بَصِیرٍ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَی وَجْهِی فَأَبْصَرْتُ السَّهْلَ وَ الْجَبَلَ وَ السَّمَاءَ وَ الْأَرْضَ ثُمَّ مَسَحَ یَدَهُ عَلَی وَجْهِی فَعُدْتُ
كَمَا كُنْتُ لَا أُبْصِرُ شَیْئاً قَالَ ثُمَّ قَالَ لِیَ الْبَاقِرُ علیه السلام إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَكُونَ هَكَذَا كَمَا أَبْصَرْتَ وَ حِسَابُكَ عَلَی اللَّهِ وَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَكُونَ كَمَا كُنْتَ وَ ثَوَابُكَ الْجَنَّةُ فَقُلْتُ كَمَا كُنْتُ وَ الْجَنَّةُ أَحَبُّ إِلَیَ (1).
«43»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ الْبَاقِرِ نَحْواً مِنْ خَمْسِینَ رَجُلًا إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ كَثِیرٌ النَّوَّاءُ وَ كَانَ مِنَ الْمُغِیرِیَّةِ فَسَلَّمَ وَ جَلَسَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ الْمُغِیرَةَ بْنَ عِمْرَانَ عِنْدَنَا بِالْكُوفَةِ یَزْعُمُ أَنَّ مَعَكَ مَلَكاً یُعَرِّفُكَ الْكَافِرَ مِنَ الْمُؤْمِنِ وَ شِیعَتَكَ مِنْ أَعْدَائِكَ قَالَ مَا حِرْفَتُكَ قَالَ أَبِیعُ الْحِنْطَةَ قَالَ كَذَبْتَ قَالَ وَ رُبَّمَا أَبِیعُ الشَّعِیرَ قَالَ لَیْسَ كَمَا قُلْتَ بَلْ تَبِیعُ النَوَی قَالَ مَنْ أَخْبَرَكَ بِهَذَا قَالَ الْمَلَكُ الَّذِی یُعَرِّفُنِی شِیعَتِی مِنْ عَدُوِّی لَسْتَ تَمُوتُ إِلَّا تَائِهاً قَالَ جَابِرٌ الْجُعْفِیُّ فَلَمَّا انْصَرَفْنَا إِلَی الْكُوفَةِ ذَهَبْتُ فِی جَمَاعَةٍ نَسْأَلُ فَدُلِلْنَا عَلَی عَجُوزٍ فَقَالَتْ مَاتَ تَائِهاً مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ (2).
بیان: المغیریة أصحاب المغیرة بن سعید العجلی الذی ادعی أن الإمامة بعد محمد بن علی بن الحسین علیهما السلام لمحمد بن عبد اللّٰه بن الحسن و زعم أنه حی لم یمت.
و قال الشیخ (3)
و الكشی (4) إن كثیرا كان من البتریة و قال البرقی (5) إنه كان عامیا و الظاهر أن المراد بالتائه الذاهب العقل و یحتمل أن یكون المراد
ص: 250
به التحیر فی الدین.
«44»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی أَبُو بَصِیرٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ الْبَاقِرِ علیه السلام فِی الْمَسْجِدِ إِذْ دَخَلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَلَیْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَانِ مُتَّكِئاً عَلَی مَوْلًی لَهُ فَقَالَ علیه السلام لَیَلِیَنَّ هَذَا الْغُلَامُ فَیُظْهِرُ الْعَدْلَ وَ یَعِیشُ أَرْبَعَ سِنِینَ ثُمَّ یَمُوتُ فَیَبْكِی عَلَیْهِ أَهْلُ الْأَرْضِ وَ یَلْعَنُهُ أَهْلُ السَّمَاءِ قَالَ یَجْلِسُ فِی مَجْلِسٍ لَا حَقَّ لَهُ فِیهِ ثُمَّ مَلَكَ وَ أَظْهَرَ الْعَدْلَ جُهْدَهُ (1).
بیان: قال الجزری (2)
الممصرة من الثیاب التی فیها صفرة خفیفة و منه الحدیث أتی علی طلحة و علیه ممصران.
«45»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ سَلَّامِ بْنِ سَعِیدٍ الْجُمَحِیِّ عَنْ أَسْلَمَ مَوْلَی مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مُسْنِداً ظَهْرِی إِلَی زَمْزَمَ فَمَرَّ عَلَیْنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ وَ
هُوَ یَطُوفُ بِالْبَیْتِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ یَا أَسْلَمُ أَ تَعْرِفُ هَذَا الشَّابَّ قُلْتُ نَعَمْ هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ أَمَا إِنَّهُ سَیَظْهَرُ وَ یُقْتَلُ فِی حَالٍ مَضِیعَةٍ ثُمَّ قَالَ یَا أَسْلَمُ لَا تُحَدِّثْ بِهَذَا الْحَدِیثِ أَحَداً فَإِنَّهُ عِنْدَكَ أَمَانَةٌ قَالَ فَحَدَّثْتُ بِهِ مَعْرُوفَ بْنَ خَرَّبُوذَ وَ أَخَذْتُ عَلَیْهِ مِثْلَ مَا أَخَذَ عَلَیَّ قَالَ وَ كُنَّا عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام غُدْوَةً وَ عَشِیَّةً أَرْبَعَةً مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَسَأَلَهُ مَعْرُوفٌ فَقَالَ أَخْبِرْنِی عَنْ هَذَا الْحَدِیثِ الَّذِی حَدَّثَنِیهِ فَإِنِّی أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْكَ قَالَ فَالْتَفَتَ إِلَی أَسْلَمَ فَقَالَ لَهُ یَا أَسْلَمُ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی أَخَذْتُ عَلَیْهِ مِثْلَ الَّذِی أَخَذْتَهُ عَلَیَّ قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَوْ كَانَ النَّاسُ كُلُّهُمْ لَنَا شِیعَةً لَكَانَ ثَلَاثَةُ أَرْبَاعِهِمْ لَنَا شُكَّاكاً وَ الرُّبُعُ الْآخَرُ أَحْمَقَ (3).
«46»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَازِمٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ فَمَرَّ بِنَا زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ أَمَا وَ اللَّهِ لَیَخْرُجَنَّ بِالْكُوفَةِ وَ لَیُقْتَلَنَّ وَ لَیُطَافَنَّ بِرَأْسِهِ ثُمَ
ص: 251
یُؤْتَی بِهِ فَیُنْصَبُ عَلَی قَصَبَةٍ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ وَ أَشَارَ إِلَی الْمَوْضِعِ الَّذِی صُلِبَ فِیهِ قَالَ سَمِعَ أُذُنَایَ بِهِ ثُمَّ رَأَتْ عَیْنِی بَعْدَ ذَلِكَ فَبَلَغَنَا خُرُوجُهُ وَ قَتْلُهُ ثُمَّ مَكَثْنَا مَا شَاءَ اللَّهُ فَرَأَیْنَا یُطَافُ بِرَأْسِهِ فَنُصِبَ فِی ذَلِكَ الْمَوْضِعِ عَلَی قَصَبَةٍ فَتَعَجَّبْنَا.
وَ فِی رِوَایَةٍ: أَنَّ الْبَاقِرَ علیه السلام قَالَ سَیَخْرُجُ زَیْدٌ أَخِی بَعْدَ مَوْتِی وَ یَدْعُو النَّاسَ إِلَی نَفْسِهِ وَ یَخْلَعُ جَعْفَراً ابْنِی وَ لَا یَلْبَثُ إِلَّا ثَلَاثاً حَتَّی یُقْتَلَ وَ یُصْلَبَ ثُمَّ یُحْرَقَ بِالنَّارِ وَ یُذْرَی فِی الرِّیحِ وَ یُمَثَّلَ بِهِ مُثْلَةً مَا مُثِّلَ بِهِ أَحَدٌ قَبْلَهُ (1).
بیان: التمثیل التنكیل و التعذیب قال الجزری (2)
فیه إنه نهی عن المثلة یقال مثلت بالحیوان أمثل به مثلا إذا قطعت أطرافه و شوهت به و مثلت بالقتیل إذا جذعت أنفه و أذنه أو مذاكیره أو شیئا من أطرافه و الاسم المثلة فأما مثل بالتشدید فهو للمبالغة.
«47»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّهُ علیه السلام جَعَلَ یُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ بِأَحَادِیثَ شِدَادٍ وَ قَدْ دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ النَّضْرُ بْنُ قِرْوَاشٍ فَاغْتَمَّ أَصْحَابُهُ لِمَكَانِ الرَّجُلِ مِمَّا یَسْتَمِعُ حَتَّی نَهَضَ فَقَالُوا قَدْ سَمِعَ مَا سَمِعَ وَ هُوَ خَبِیثٌ قَالَ لَوْ سَأَلْتُمُوهُ عَمَّا تَكَلَّمْتُ بِهِ الْیَوْمَ مَا حَفِظَ مِنْهُ شَیْئاً قَالَ بَعْضُهُمْ فَلَقِیتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقُلْتُ الْأَحَادِیثُ الَّذِی سَمِعْتَهَا مِنْ أَبِی جَعْفَرٍ أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهَا فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا فَهِمْتُ مِنْهَا قَلِیلًا وَ لَا كَثِیراً(3).
«48»- قب (4)،[المناقب] لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی أَبُو حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنِّی لَفِی عُمْرَةٍ اعْتَمَرْتُهَا فَأَنَا فِی الْحِجْرِ جَالِسٌ إِذْ نَظَرْتُ إِلَی جَانٍّ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ نَاحِیَةِ الْمَشْرِقِ حَتَّی دَنَا مِنَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ فَأَقْبَلْتُ بِبَصَرِی نَحْوَهُ فَوَقَفَ
طَوِیلًا ثُمَّ طَافَ بِالْبَیْتِ أُسْبُوعاً ثُمَّ بَدَأَ بِالْمَقَامِ فَقَامَ عَلَی ذَنَبِهِ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ وَ ذَلِكَ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ فَبَصُرَ بِهِ عَطَاءٌ وَ أُنَاسٌ مَعَهُ فَأَتَوْنِی فَقَالُوا یَا أَبَا جَعْفَرٍ مَا رَأَیْتَ هَذَا الْجَانَّ فَقُلْتُ قَدْ رَأَیْتُهُ وَ مَا صَنَعَ
ص: 252
ثُمَّ قُلْتُ لَهُمْ انْطَلِقُوا إِلَیْهِ وَ قُولُوا لَهُ یَقُولُ لَكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ إِنَّ الْبَیْتَ یَحْضُرُهُ أَعْبُدٌ وَ سُودَانٌ فَهَذِهِ سَاعَةُ خَلْوَتِهِ مِنْهُمْ وَ قَدْ قَضَیْتَ نُسُكَكَ وَ نَحْنُ نَتَخَوَّفُ عَلَیْكَ مِنْهُمْ فَلَوْ خَفَّفْتَ وَ انْطَلَقْتَ قَبْلَ أَنْ یَأْتُوا قَالَ فَكَوَّمَ كُومَةً مِنْ بَطْحَاءِ الْمَسْجِدِ ثُمَّ وَضَعَ ذَنَبَهُ عَلَیْهَا ثُمَّ مَثَلَ فِی الْهَوَاءِ(1).
توضیح: قال الفیروزآبادی (2)
الجان اسم جمع للجن و حیة أكحل العین لا تؤذی كثیرة فی الدور.
و قال (3)
كوم التراب تكویما جعله كومة كومة بالضم أی قطعة قطعة و رفع رأسها.
و قال (4)
البطحاء و الأبطح مسیل واسع فیه دقاق الحصی و قال مثل قام منتصبا كمثل بالضم و زال عن موضعه انتهی أی زال عن موضعه مرتفعا فی الهواء أو صار فی الهواء متمثلا بصورة شخص.
«49»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ سَدِیرٍ: أَنَّ كَثِیرَ النَّوَّاءِ دَخَلَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ قَالَ زَعَمَ الْمُغِیرَةُ بْنُ سَعِیدٍ أَنَّ مَعَكَ مَلَكاً یُعَرِّفُكَ الْمُؤْمِنَ مِنَ الْكَافِرِ فِی كَلَامٍ طَوِیلٍ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ علیه السلام مَا هُوَ إِلَّا خَبِیثَ الْوِلَادَةِ وَ سَمِعَ هَذَا الْكَلَامَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْكُوفَةِ قَالُوا ذَهَبْنَا حَتَّی نَسْأَلَ عَنْ كَثِیرٍ فَلَهُ خَبَرٌ سَوْءٌ فَمَضَیْنَا إِلَی الْحَیِّ الَّذِی هُوَ فِیهِمْ فَدُلِلْنَا إِلَی عَجُوزَةٍ صَالِحَةٍ فَقُلْنَا لَهَا نَسْأَلُكِ عَنْ أَبِی إِسْمَاعِیلَ قَالَتْ كَثِیرٌ فَقُلْنَا نَعَمْ قَالَتْ تُرِیدُونَ أَنْ تُزَوِّجُوهُ قُلْنَا نَعَمْ قَالَتْ لَا تَفْعَلُوا فَإِنَّ أُمَّهُ قَدْ وَضَعَتْهُ فِی ذَلِكَ الْبَیْتِ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ مِنَ الزِّنَا وَ أَشَارَتْ إِلَی بَیْتٍ مِنْ بُیُوتِ الدَّارِ(5).
ص: 253
«50»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ جَمَاعَةً اسْتَأْذَنُوا عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالُوا فَلَمَّا صِرْنَا فِی الدِّهْلِیزِ إِذَا قِرَاءَةٌ سُرْیَانِیَّةٌ بِصَوْتٍ حَسَنٍ یَقْرَأُ وَ یَبْكِی حَتَّی أَبْكَی بَعْضَنَا وَ مَا نَفْهَمُ مَا یَقُولُ فَظَنَنَّا أَنَّ عِنْدَهُ بَعْضَ أَهْلِ الْكِتَابِ اسْتَقْرَأَهُ فَلَمَّا انْقَطَعَ الصَّوْتُ دَخَلْنَا عَلَیْهِ فَلَمْ نَرَ عِنْدَهُ أَحَداً قُلْنَا لَقَدْ سَمِعْنَا قِرَاءَةً سُرْیَانِیَّةً بِصَوْتٍ حَزِینٍ قَالَ ذَكَرْتُ مُنَاجَاةَ إِلْیَا النَّبِیِّ فَأَبْكَتْنِی (1).
«51»- قب (2)،[المناقب] لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی أَبُو بَصِیرٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: كَانَ أَبِی فِی مَجْلِسٍ لَهُ ذَاتَ یَوْمٍ إِذْ أَطْرَقَ رَأْسَهُ إِلَی الْأَرْضِ فَمَكَثَ فِیهَا مَكْثاً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ یَا قَوْمِ كَیْفَ أَنْتُمْ إِنْ جَاءَكُمْ رَجُلٌ یَدْخُلُ عَلَیْكُمْ مَدِینَتَكُمْ هَذِهِ فِی أَرْبَعَةِ آلَافٍ حَتَّی یَسْتَعْرِضَكُمْ بِالسَّیْفِ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ فَیَقْتُلَ مُقَاتِلَتَكُمْ وَ تَلْقَوْنَ مِنْهُ بَلَاءً- لَا تَقْدِرُونَ أَنْ تَدْفَعُوهَا وَ ذَلِكَ مِنْ قَابِلٍ فَخُذُوا حِذْرَكُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ الَّذِی قُلْتُ هُوَ كَائِنٌ لَا بُدَّ مِنْهُ فَلَمْ یَلْتَفِتْ أَهْلُ الْمَدِینَةِ إِلَی كَلَامِهِ وَ قَالُوا لَا یَكُونُ هَذَا أَبَداً وَ لَمْ یَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ إِلَّا نَفَرٌ یَسِیرٌ وَ بَنُو هَاشِمٍ فَخَرَجُوا مِنَ الْمَدِینَةِ خَاصَّةً وَ ذَلِكَ أَنَّهُمْ عَلِمُوا أَنَّ كَلَامَهُ هُوَ الْحَقُّ فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ تَحَمَّلَ أَبُو جَعْفَرٍ بِعِیَالِهِ وَ بَنُو هَاشِمٍ وَ جَاءَ نَافِعُ بْنُ الْأَزْرَقِ حَتَّی كَبَسَ الْمَدِینَةَ فَقَتَلَ مُقَاتِلَهُمْ وَ فَضَحَ نِسَاءَهُمْ فَقَالَ أَهْلُ الْمَدِینَةِ لَا نَرُدُّ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ شَیْئاً نَسْمَعُهُ مِنْهُ أَبَداً بَعْدَ مَا سَمِعْنَا وَ رَأَیْنَا فَإِنَّهُمْ أَهْلُ بَیْتِ النُّبُوَّةِ وَ یَنْطِقُونَ بِالْحَقِ (3).
إیضاح: قال الفیروزآبادی (4)
عرض القوم علی السیف قتلهم و قال استعرض قتلهم و لم یسأل عن حال أحد.
«52»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی أَبُو بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنِّی لَأَعْرِفُ مَنْ لَوْ قَامَ
ص: 254
بِشَاطِئِ الْبَحْرِ یَعْرِفُ دَوَابَّ الْبَحْرِ وَ أُمَّهَاتِهَا وَ عَمَّاتِهَا وَ خَالاتِهَا(1).
«53»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَعِیدٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ ابْتِدَاءً مِنْ غَیْرِ أَنْ أَسْأَلَهُ نَحْنُ حُجَّةُ اللَّهِ وَ نَحْنُ وَجْهُ اللَّهِ وَ نَحْنُ عَیْنُ اللَّهِ فِی خَلْقِهِ وَ نَحْنُ وُلَاةُ أَمْرِ اللَّهِ فِی عِبَادِهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ كُلِّ أَرْضٍ تُرّاً مِثْلَ تُرِّ الْبَنَّاءِ فَإِذَا أُمِرْنَا فِی الْأَرْضِ بِأَمْرٍ أَخَذْنَا ذَلِكَ التُّرَّ فَأَقْبَلَتْ إِلَیْنَا الْأَرْضُ بِكُلِّیَّتِهَا وَ أَسْوَاقِهَا وَ كُوَرِهَا حَتَّی نُنْفِذَ فینا [فِیهَا] مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا أَمَرَ إِنَّ الرِّیحَ كَمَا كَانَتْ مُسَخَّرَةً لِسُلَیْمَانَ فَقَدْ سَخَّرَهَا اللَّهُ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ (2).
بیان: التر بالضم خیط البناء و الكورة بالضم المدینة و الصقع و الجمع كُوَر بضم الكاف و فتح الواو.
«54»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: لَئِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّا لَا نَرَاكُمْ وَ لَا نَسْمَعُ كَلَامَكُمْ لَبِئْسَ مَا ظَنَنْتُمْ لَوْ كَانَ كَمَا تَظُنُّونَ أَنَّا لَا نَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ فِیهِ وَ عَلَیْهِ مَا كَانَ لَنَا عَلَی النَّاسِ فَضْلٌ قُلْتُ أَرِنِی بَعْضَ مَا أَسْتَدِلُّ بِهِ قَالَ وَقَعَ بَیْنَكَ وَ بَیْنَ زَمِیلِكَ بِالرَّبَذَةِ حَتَّی عَیَّرَكَ بِنَا وَ بِحُبِّنَا وَ مَعْرِفَتِنَا قُلْتُ إِی وَ اللَّهِ لَقَدْ كَانَ ذَلِكَ قَالَ فَتَرَانِی قُلْتُ بِاطِّلَاعِ اللَّهِ مَا أَنَا بِسَاحِرٍ وَ لَا كَاهِنٍ وَ لَا بِمَجْنُونٍ لَكِنَّهَا مِنْ عِلْمِ النُّبُوَّةِ وَ نُحَدِّثُ بِمَا یَكُونُ قُلْتُ مَنِ الَّذِی یُحَدِّثُكُمْ بِمَا نَحْنُ عَلَیْهِ قَالَ أَحْیَاناً یُنْكَتُ فِی قُلُوبِنَا وَ یُوقَرُ فِی آذَانِنَا وَ مَعَ ذَلِكَ فَإِنَّ لَنَا خَدَماً مِنَ الْجِنِّ مُؤْمِنِینَ وَ هُمْ لَنَا شِیعَةٌ وَ هُمْ لَنَا أَطْوَعُ مِنْكُمْ قُلْتُ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ وَاحِدٌ مِنْهُمْ قَالَ نَعَمْ یُخْبِرُنَا بِجَمِیعِ مَا أَنْتُمْ فِیهِ وَ عَلَیْهِ (3).
«55»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: دَعَانِی الْبَاقِرُ علیه السلام إِلَی طَعَامٍ فَجَلَسْتُ إِذْ أَقْبَلَ وَرَشَانٌ مَنْتُوفُ الرَّأْسِ حَتَّی سَقَطَ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ مَعَهُ وَرَشَانٌ آخَرُ فَهَدَلَ فَرَدَّ الْبَاقِرُ علیه السلام بِمِثْلِ هَدِیلِهِ فَطَارَ فَقُلْنَا لِلْبَاقِرِ علیه السلام مَا قَالا وَ مَا
ص: 255
قُلْتَ قَالَ علیه السلام إِنَّهُ اتَّهَمَ زَوْجَتَهُ بِغَیْرِهِ فَنَقَرَ رَأْسَهَا وَ أَرَادَ أَنْ یُلَاعِنَهَا عِنْدِی فَقَالَ لَهَا بَیْنِی وَ بَیْنَكِ مَنْ یَحْكُمُ بِحُكْمِ دَاوُدَ وَ آلِ دَاوُدَ وَ یَعْرِفُ مَنْطِقَ الطَّیْرِ وَ لَا یَحْتَاجُ إِلَی شُهُودٍ فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّ الَّذِی ظَنَّ بِهَا لَمْ یَكُنْ كَمَا ظَنَّ فَانْصَرَفَا عَلَی صُلْحٍ (1).
«56»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ الصَّادِقَ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ أَبِی مَرِضَ مَرَضاً شَدِیداً حَتَّی خِفْنَا عَلَیْهِ فَبَكَی عِنْدَ رَأْسِهِ بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَنَظَرَ إِلَیْهِ وَ قَالَ إِنِّی لَسْتُ بِمَیِّتٍ فِی وَجَعِی هَذَا قَالَ فَبَرَأَ وَ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنَ السِّنِینَ فَبَیْنَمَا هُوَ صَحِیحٌ لَیْسَ بِهِ بَأْسٌ فَقَالَ یَا بُنَیَّ إِنِّی مَیِّتٌ یَوْمَ كَذَا فَمَاتَ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ (2).
«57»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مَسْجِدَ الرَّسُولِ ص فَإِذَا طَاوُسٌ الْیَمَانِیُّ یَقُولُ مَنْ كَانَ نِصْفُ النَّاسِ فَسَمِعَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ إِنَّمَا هُوَ رُبُعُ النَّاسِ- آدَمُ وَ حَوَّاءُ وَ هَابِیلُ وَ قَابِیلُ قَالَ صَدَقْتَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی هَذِهِ وَ اللَّهِ مَسْأَلَةٌ فَغَدَوْتُ إِلَی مَنْزِلِ أَبِی جَعْفَرٍ وَ قَدْ لَبِسَ ثِیَابَهُ وَ أُسْرِجَ لَهُ فَلَمَّا رَآنِی نَادَانِی قَبْلَ أَنْ أَسْأَلَهُ فَقَالَ بِالْهِنْدِ وَ وَرَاءَ الْهِنْدِ بِمَسَافَةٍ بَعِیدَةٍ رَجُلٌ عَلَیْهِ مُسُوحٌ یَدُهُ مَغْلُولَةٌ إِلَی عُنُقِهِ مُوَكَّلٌ بِهِ عَشَرَةُ رَهْطٍ یُعَذَّبُ إِلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ قُلْتُ وَ مَنْ ذَلِكَ قَالَ قَابِیُلَ (3).
بیان: المسوح جمع المسح و هو البلاس.
«58»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ لِآلِ جَعْفَرٍ رَایَةً وَ لِآلِ فُلَانٍ رَایَةً فَهَلْ فِی ذَلِكَ شَیْ ءٌ فَقَالَ أَمَّا لِآلِ جَعْفَرٍ فَلَا وَ أَمَّا رَایَةُ بَنِی فُلَانٍ فَإِنَّ لَهُمْ مُلْكاً مُبْطِئاً یُقَرِّبُونَ فِیهِ الْبَعِیدَ وَ یُبَعِّدُونَ فِیهِ الْقَرِیبَ وَ سُلْطَانُهُمْ عُسْرٌ لَیْسَ فِیهِ یُسْرٌ- لَا یَعْرِفُونَ فِی سُلْطَانِهِمْ مِنْ
ص: 256
أَعْلَامِ الْخَیْرِ شَیْئاً یُصِیبُهُمْ فِیهِ فَزَعَاتٌ ثُمَّ فَزَعَاتٌ كُلُّ ذَلِكَ یَتَجَلَّی عَنْهُمْ حَتَّی إِذَا أَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ وَ أَمِنُوا عَذَابَهُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدِ اسْتَقَرُّوا صِیحَ فِیهِمْ صَیْحَةً لَمْ یَكُنْ لَهُمْ فِیهَا مُنَادٍ یَسْمَعُهُمْ وَ لَا یَجْمَعُهُمْ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ حَتَّی إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها إِلَی قَوْلِهِ لِقَوْمٍ یَتَفَكَّرُونَ (1) أَلَا إِنَّهُ لَیْسَ أَحَدٌ مِنَ الظَّلَمَةِ إِلَّا وَ لَهُمْ بُقْیَا إِلَّا آلُ فُلَانٍ فَإِنَّهُمْ لَا بُقْیَا لَهُمْ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَ لَیْسَ لَهُمْ بُقْیَا قَالَ بَلَی وَ لَكِنَّهُمْ یُصِیبُونَ مِنَّا دَماً فَبِظُلْمِهِمْ نَحْنُ وَ شِیعَتَنَا فَلَا بُقْیَا لَهُمْ (2).
بیان: البقیا بالضم الرحمة و الشفقة.
«59»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: قِیلَ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَجِعٌ فَأَرْسَلَ إِلَیْهِ بِشَرَابٍ مَعَ الْغُلَامِ فَقَالَ الْغُلَامُ أَمَرَنِی أَنْ لَا أَرْجِعَ حَتَّی تَشْرَبَهُ فَإِذَا شَرِبْتَ فَأْتِهِ فَفَكَّرَ مُحَمَّدٌ فِیمَا قَالَ وَ هُوَ لَا یَقْدِرُ عَلَی النُّهُوضِ فَلَمَّا شَرِبَ وَ اسْتَقَرَّ الشَّرَابُ فِی جَوْفِهِ صَارَ كَأَنَّمَا أُنْشِطَ مِنْ عِقَالٍ فَأَتَی بَابَهُ فَاسْتُؤْذِنَ عَلَیْهِ فَصَوَّتَ لَهُ صَحَّ الْجِسْمُ فَادْخُلْ فَدَخَلَ وَ سَلَّمَ عَلَیْهِ وَ هُوَ بَاكٍ وَ قَبَّلَ یَدَهُ وَ رَأْسَهُ فَقَالَ علیه السلام مَا یُبْكِیكَ یَا مُحَمَّدُ قَالَ عَلَی اغْتِرَابِی وَ بُعْدِ الشُّقَّةِ وَ قِلَّةِ الْمَقْدُرَةِ عَلَی الْمُقَامِ عِنْدَكَ وَ النَّظَرِ إِلَیْكَ فَقَالَ أَمَّا قِلَّةُ الْمَقْدُرَةِ فَكَذَلِكَ جَعَلَ اللَّهُ أَوْلِیَاءَنَا وَ أَهْلَ مَوَدَّتِنَا وَ جَعَلَ الْبَلَاءَ إِلَیْهِمْ سَرِیعاً وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الِاغْتِرَابِ فَلَكَ بِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ أُسْوَةٌ بِأَرْضٍ نَاءٍ عَنَّا بِالْفُرَاتِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ بُعْدِ الشُّقَّةِ فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ فِی هَذِهِ الدَّارِ غَرِیبٌ وَ فِی هَذَا الْخَلْقِ مَنْكُوسٌ حَتَّی یَخْرُجَ مِنْ هَذِهِ الدَّارِ إِلَی رَحْمَةِ اللَّهِ وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ حُبِّكَ قُرْبَنَا وَ النَّظَرَ إِلَیْنَا وَ أَنَّكَ لَا تَقْدِرُ عَلَی ذَلِكَ فَلَكَ مَا فِی قَلْبِكَ وَ جَزَاؤُكَ عَلَیْهِ (3).
ص: 257
دَلَالاتُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ مُیَسِّرٍ بَیَّاعِ الزُّطِّیِّ قَالَ: أَقَمْتُ عَلَی بَابِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَطَرَقْتُهُ فَخَرَجَتْ إِلَیَّ جَارِیَةٌ خُمَاسِیَّةٌ فَوَضَعْتُ یَدِی عَلَی یَدِهَا وَ قُلْتُ لَهَا قُولِی لِمَوْلَاكِ هَذَا مُیَسِّرٌ بِالْبَابِ فَنَادَانِی علیه السلام مِنْ أَقْصَی الدَّارِ ادْخُلْ لَا أَبَا لَكَ ثُمَّ قَالَ لِی أَمَا وَ اللَّهِ یَا مُیَسِّرُ لَوْ كَانَتْ هَذِهِ الْجُدُرُ تَحْجُبُ أَبْصَارَنَا كَمَا تَحْجُبُ عَنْكُمْ أَبْصَارَكُمْ لَكُنَّا وَ أَنْتُمْ سَوَاءً فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ اللَّهِ مَا أَرَدْتُ إِلَّا لِأَزْدَادَ بِذَلِكَ إِیمَاناً.
الْحُسَیْنُ بْنُ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: كُنْتُ أُقْرِئُ امْرَأَةً الْقُرْآنَ وَ أُعَلِّمُهَا إِیَّاهُ قَالَ فَمَازَحْتُهَا بِشَیْ ءٍ فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ لِی یَا أَبَا بَصِیرٍ أَیَّ شَیْ ءٍ قُلْتَ لِلْمَرْأَةِ فَقُلْتُ بِیَدِی هَكَذَا یَعْنِی غَطَّیْتُ وَجْهِی فَقَالَ لَا تَعُودَنَّ إِلَیْهَا وَ فِی رِوَایَةِ حَفْصٍ الْبَخْتَرِیِّ أَنَّهُ علیه السلام قَالَ لِأَبِی بَصِیرٍ أَبْلِغْهَا السَّلَامَ فَقُلْ أَبُو جَعْفَرٍ یُقْرِئُكِ السَّلَامَ وَ یَقُولُ زَوِّجِی نَفْسَكِ مِنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ فَأَتَیْتُهَا فَأَخْبَرْتُهَا فَقَالَتْ اللَّهَ لَقَدْ قَالَ لَكَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هَذَا فَحَلَفْتُ لَهَا فَزَوَّجَتْ نَفْسَهَا مِنِّی.
أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِیُّ فِی خَبَرٍ: لَمَّا كَانَتِ السَّنَةُ الَّتِی حَجَّ فِیهَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ لَقِیَهُ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَقْبَلَ النَّاسُ یَنْثَالُونَ عَلَیْهِ فَقَالَ عِكْرِمَةُ مَنْ هَذَا عَلَیْهِ سِیمَاءُ زَهْرَةِ الْعِلْمِ لَأُجَرِّبَنَّهُ فَلَمَّا مَثُلَ بَیْنَ یَدَیْهِ ارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُ وَ أُسْقِطَ فِی یَدِ أَبِی جَعْفَرٍ وَ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَقَدْ جَلَسْتُ مَجَالِسَ كَثِیرَةً بَیْنَ یَدَیْ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ غَیْرِهِ فَمَا أَدْرَكَنِی مَا أَدْرَكَنِی آنِفاً فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَیْلَكَ یَا عُبَیْدَ أَهْلِ الشَّامِ إِنَّكَ بَیْنَ یَدَیْ بُیُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ یُذْكَرَ فِیهَا اسْمُهُ (1).
بیان: قال الفیروزآبادی انثال انصب و علیه القول تتابع و كثر فلم یدر بأیه یبدأ و قال (2)
زهرة الدنیا بهجتها و نضارتها و حسنها و بالضم البیاض و الحسن.
ص: 258
«60»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب حَبَابَةُ الْوَالِبِیَّةُ قَالَتْ: رَأَیْتُ رَجُلًا بِمَكَّةَ أَصِیلًا فِی الْمُلْتَزَمِ أَوْ بَیْنَ الْبَابِ وَ الْحَجَرِ عَلَی صَعْدَةٍ مِنَ الْأَرْضِ وَ قَدْ حَزَمَ وَسَطَهُ عَلَی الْمِئْزَرِ بِعِمَامَةِ خَزٍّ وَ الْغَزَالَةُ تُخَالُ عَلَی قُلَلِ الْجِبَالِ كَالْعَمَائِمِ عَلَی قِمَمِ الرِّجَالِ وَ قَدْ صَاعَدَ كَفَّهُ وَ طَرْفَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَ یَدْعُو فَلَمَّا انْثَالَ النَّاسُ عَلَیْهِ یَسْتَفْتُونَهُ عَنِ الْمُعْضِلَاتِ وَ یَسْتَفْتِحُونَ أَبْوَابَ الْمُشْكِلَاتِ فَلَمْ یَرْمِ حَتَّی أَفْتَاهُمْ فِی أَلْفِ مَسْأَلَةٍ ثُمَّ نَهَضَ یُرِیدُ رَحْلَهُ وَ مُنَادٍ یُنَادِی بِصَوْتٍ صَهَلٍ أَلَا إِنَّ هَذَا النُّورُ الْأَبْلَجُ الْمُسْرَجُ وَ النَّسِیمُ الْأَرِجُ وَ الْحَقُّ الْمُرِجُّ وَ آخَرُونَ یَقُولُونَ مَنْ هَذَا فَقِیلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْبَاقِرُ عَلَمُ الْعِلْمِ وَ النَّاطِقُ عَنِ الْفَهْمِ- مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام(1) وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی بَصِیرٍ أَلَا إِنَّ هَذَا بَاقِرُ عِلْمِ الرُّسُلِ وَ هَذَا مُبَیِّنُ السُّبُلِ هَذَا خَیْرُ مَنْ رَسَخَ فِی أَصْلَابِ أَصْحَابِ السَّفِینَةِ هَذَا ابْنُ فَاطِمَةَ الْغَرَّاءِ الْعَذْرَاءِ الزَّهْرَاءِ هَذَا بَقِیَّةُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ هَذَا نَامُوسُ الدَّهْرِ هَذَا ابْنُ مُحَمَّدٍ وَ خَدِیجَةَ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ هَذَا مَنَارُ الدِّینِ الْقَائِمَةِ.
بیان: الأصیل وقت العصر و بعده و الغزالة الشمس و القمم بكسر القاف و فتح المیم جمع قمة بالكسر و هی أعلی الرأس أی كانت الشمس فی رءوس الجبال تتخیل كأنها عمامة علی رأس رجل لاتصالها برءوسها و قرب أفولها و الغرض كون الوقت آخر الیوم و مع ذلك أفتی فی ألف مسألة و یقال ما رمت المكان بالكسر أی ما برحت و الصهل محركة حدة الصوت مع بحح و الأبلج الواضح و المضی ء و التسریح الإرسال و الإطلاق أی المرسل لهدایة العباد أو بالجیم من الإسراج بمعنی إیقاد السراج و هو أنسب و الأرج بكسر الراء من الأرج بالتحریك و هو توهج ریح الطیب و المرج إما بضم المیم و كسر الراء و تشدید الجیم
من الرج و هو التحرك و الاهتزاز لتحركه بین الناس أو لاضطرابه من خوف الأعداء أو بفتح المیم و كسر الراء و تخفیف الجیم من قولهم مرج الدین إذا فسد أی الذی ضاع بین الناس قدره و قوله علم العلم بتحریك المضاف و الناموس صاحب سر
ص: 259
الملك أی مخزن أسرار اللّٰه فی الدهر.
«61»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب فِی حَدِیثِ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ الْجُعْفِیِّ: أَنَّهُ لَمَّا شَكَتِ الشِّیعَةُ إِلَی زَیْنِ الْعَابِدِینَ علیه السلام مِمَّا یَلْقَوْنَهُ مِنْ بَنِی أُمَیَّةَ دَعَا الْبَاقِرَ علیه السلام وَ أَمَرَهُ أَنْ یَأْخُذَ الْخَیْطَ الَّذِی نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِیلُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یُحَرِّكَهُ تَحْرِیكاً قَالَ فَمَضَی إِلَی الْمَسْجِدِ فَصَلَّی فِیهِ رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ وَضَعَ خَدَّهُ عَلَی التُّرَابِ وَ تَكَلَّمَ بِكَلِمَاتٍ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَأَخْرَجَ مِنْ كُمِّهِ خَیْطاً رَقِیقاً یَفُوحُ مِنْهُ رَائِحَةُ الْمِسْكِ وَ أَعْطَانِی طَرَفاً مِنْهُ فَمَشَیْتُ رُوَیْداً فَقَالَ قِفْ یَا جَابِرُ فَحَرَّكَ الْخَیْطَ تَحْرِیكاً لَیِّناً خَفِیفاً ثُمَّ قَالَ اخْرُجْ فَانْظُرْ مَا حَالَ النَّاسُ قَالَ فَخَرَجْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ فَإِذَا صِیَاحٌ وَ صُرَاخٌ وَ وَلْوَلَةٌ مِنْ كُلِّ نَاحِیَةٍ وَ إِذَا زَلْزَلَةٌ شَدِیدَةٌ وَ هَدَّةٌ وَ رَجْفَةٌ قَدْ أَخْرَبَتْ عَامَّةَ دُورِ الْمَدِینَةِ وَ هَلَكَ تَحْتَهَا أَكْثَرُ مِنْ ثَلَاثِینَ أَلْفَ إِنْسَانٍ ثُمَّ صَعِدَ الْبَاقِرُ علیه السلام الْمَنَارَةَ فَنَادَی بِأَعْلَی صَوْتِهِ أَلَا أَیُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ قَالَ فَظَنَّ النَّاسُ أَنَّهُ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ فَخَرُّوا لِوُجُوهِهِمْ وَ طَارَتْ أَفْئِدَتُهُمْ وَ هُمْ یَقُولُونَ فِی سُجُودِهِمُ الْأَمَانَ الْأَمَانَ وَ إِنَّهُمْ یَسْمَعُونَ الصَّیْحَةَ بِالْحَقِ وَ لَا یَرَوْنَ الشَّخْصَ ثُمَّ قَرَأَ فَخَرَّ عَلَیْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَ أَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَیْثُ لا یَشْعُرُونَ قَالَ فَلَمَّا نَزَلَ مِنْهَا وَ خَرَجْنَا مِنَ الْمَسْجِدِ سَأَلْتُهُ عَنِ الْخَیْطِ قَالَ هَذَا مِنَ الْبَقِیَّةِ قُلْتُ وَ مَا الْبَقِیَّةُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ یَا جَابِرُ- بَقِیَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسی وَ آلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ وَ یَضَعُهُ جَبْرَئِیلُ لَدَیْنَا(1).
الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ: بَیْنَمَا أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام بَیْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِینَةِ إِذَا انْتَهَی إِلَی جَمَاعَةٍ عَلَی الطَّرِیقِ وَ إِذَا رَجُلٌ مِنَ الْحُجَّاجِ نَفَقَ حِمَارُهُ وَ قَدْ بَدَّدَ مَتَاعَهُ وَ هُوَ یَبْكِی فَلَمَّا رَأَی أَبَا جَعْفَرٍ أَقْبَلَ إِلَیْهِ فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ نَفَقَ حِمَارِی وَ بَقِیتُ مُنْقَطِعاً فَادْعُ اللَّهَ تَعَالَی أَنْ یُحْیِیَ لِی حِمَارِی قَالَ فَدَعَا أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَأَحْیَا اللَّهُ لَهُ حِمَارَهُ (2).
بیان: و قد بدد متاعه أی فرق.
ص: 260
«62»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: قَالَ أَبُو بَصِیرٍ لِلْبَاقِرِ علیه السلام مَا أَكْثَرَ الْحَجِیجَ وَ أَعْظَمَ الضَّجِیجَ فَقَالَ بَلْ مَا أَكْثَرَ الضَّجِیجَ وَ أَقَلَّ الْحَجِیجَ أَ تُحِبُّ أَنْ تَعْلَمَ صِدْقَ مَا أَقُولُهُ وَ تَرَاهُ عِیَاناً فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَی عَیْنَیْهِ وَ دَعَا بِدَعَوَاتٍ فَعَادَ بَصِیراً فَقَالَ انْظُرْ یَا أَبَا بَصِیرٍ إِلَی الْحَجِیجِ قَالَ فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَكْثَرُ النَّاسِ قِرَدَةٌ وَ خَنَازِیرُ وَ الْمُؤْمِنُ بَیْنَهُمْ مِثْلُ الْكَوْكَبِ اللَّامِعِ فِی الظَّلْمَاءِ فَقَالَ أَبُو بَصِیرٍ صَدَقْتَ یَا مَوْلَایَ مَا أَقَلَّ الْحَجِیجَ وَ أَكْثَرَ الضَّجِیجَ ثُمَّ دَعَا بِدَعَوَاتٍ فَعَادَ ضَرِیراً فَقَالَ أَبُو بَصِیرٍ فِی ذَلِكَ فَقَالَ علیه السلام مَا بَخِلْنَا عَلَیْكَ یَا أَبَا بَصِیرٍ وَ إِنْ كَانَ اللَّهُ تَعَالَی مَا ظَلَمَكَ وَ إِنَّمَا خَارَ لَكَ وَ خَشِینَا فِتْنَةَ النَّاسِ بِنَا وَ أَنْ یَجْهَلُوا فَضْلَ اللَّهِ عَلَیْنَا وَ یَجْعَلُونَا أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ* وَ نَحْنُ لَهُ عَبِیدٌ- لَا نَسْتَكْبِرُ عَنْ عِبَادَتِهِ وَ لَا نَسْأَمُ مِنْ طَاعَتِهِ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ.
أَبُو عُرْوَةَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِی بَصِیرٍ إِلَی مَنْزِلِ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لِی أَ تَرَی فِی الْبَیْتِ كُوَّةً قَرِیبَةً قُلْتُ نَعَمْ وَ مَا عِلْمُكَ بِهَا قَالَ أَرَانِیهَا أَبُو جَعْفَرٍ.
حِلْیَةُ الْأَوْلِیَاءِ(1)، بِالْإِسْنَادِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهم السلام: وَ سَمِعَ عَصَافِیرَ یَصِحْنَ قَالَ تَدْرِی یَا أَبَا حَمْزَةَ مَا یَقُلْنَ قُلْتُ لَا قَالَ یُسَبِّحْنَ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ وَ یَسْأَلْنَ قُوتَ یَوْمِهِنَّ.
جَابِرُ بْنُ یَزِیدَ الْجُعْفِیُّ قَالَ: مَرَرْتُ بِمَجْلِسِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَقَالَ بِمَا ذَا فَضَلَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ ثُمَّ أَتَیْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَلَمَّا بَصُرَ بِی ضَحِكَ إِلَیَّ ثُمَّ قَالَ یَا جَابِرُ اقْعُدْ فَإِنَّ أَوَّلَ دَاخِلٍ یَدْخُلُ عَلَیْكَ فِی هَذَا الْبَابِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ فَجَعَلْتُ أَرْمُقُ بِبَصَرِی نَحْوَ الْبَابِ وَ أَنَا مُصَدِّقٌ لِمَا قَالَ سَیِّدِی إِذْ أَقْبَلَ یَسْحَبُ أَذْیَالَهُ فَقَالَ لَهُ یَا عَبْدَ اللَّهِ أَنْتَ الَّذِی تَقُولُ بِمَا ذَا فَضَلَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ إِنَّ مُحَمَّداً وَ عَلِیّاً وَلَدَاهُ وَ قَدْ وَلَدَانِی ثُمَّ قَالَ یَا جَابِرُ احْفِرْ حَفِیرَةً وَ امْلَأْهَا حَطَباً جَزْلًا وَ أَضْرِمْهَا نَاراً قَالَ جَابِرٌ فَفَعَلْتُ فَلَمَّا أَنْ رَأَی النَّارَ قَدْ صَارَتْ جَمْراً أَقْبَلَ عَلَیْهِ بِوَجْهِهِ فَقَالَ إِنْ كُنْتَ حَیْثُ تَرَی فَادْخُلْهَا لَنْ تَضُرَّكَ فَقُطِعَ بِالرَّجُلِ فَتَبَسَّمَ فِی وَجْهِی
ص: 261
ثُمَّ قَالَ یَا جَابِرُ فَبُهِتَ الَّذِی كَفَرَ(1).
بیان: رمقه لحظه لحظا خفیفا و سحبه كمنعه جره علی وجه الأرض و الجزل الحطب الیابس أو الغلیظ العظیم منه و الكثیر من الشی ء و قوله فقطع بالرجل علی بناء المجهول أی انقطعت حجته و بهت علی المجهول أی انقطع و تحیر و عجز عن الجواب.
«63»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الثَّعْلَبِیُّ فِی نُزْهَةِ الْقُلُوبِ رُوِیَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: أَشْخَصَنِی هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ بَنُو أُمَیَّةَ حَوْلَهُ فَقَالَ لِی ادْنُ یَا تُرَابِیُّ فَقُلْتُ مِنَ التُّرَابِ خُلِقْنَا وَ إِلَیْهِ نَصِیرُ فَلَمْ یَزَلْ یُدْنِینِی حَتَّی أَجْلَسَنِی مَعَهُ ثُمَّ قَالَ أَنْتَ أَبُو جَعْفَرٍ الَّذِی تَقْتُلُ بَنِی أُمَیَّةَ فَقُلْتُ لَا قَالَ فَمَنْ ذَاكَ فَقُلْتُ ابْنُ عَمِّنَا- أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ فَنَظَرَ إِلَیَّ وَ قَالَ وَ اللَّهِ مَا جَرَّبْتُ عَلَیْكَ كَذِباً ثُمَّ قَالَ وَ مَتَی ذَاكَ قُلْتُ عَنْ سُنَیَّاتٍ وَ اللَّهِ مَا هِیَ بِبَعِیدَةٍ(2) الْخَبَرَ.
جَابِرٌ الْجُعْفِیُّ مَرْفُوعاً: لَا یَزَالُ سُلْطَانُ بَنِی أُمَیَّةَ حَتَّی یَسْقُطَ حَائِطُ مَسْجِدِنَا هَذَا یَعْنِی مَسْجِدَ الْجُعْفِیِّ فَكَانَ كَمَا أَخْبَرَ.
قَالَ الْكُمَیْتُ الْأَسَدِیُّ: دَخَلْتُ إِلَیْهِ وَ عِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِی مَخْزُومٍ فَأَنْشَدْتُهُ شِعْرِی فِیهِمْ فَكُلَّمَا أَنْشَدْتُهُ قَصِیدَةً قَالَ یَا غُلَامُ بَدْرَةً فَمَا خَرَجْتُ مِنَ الْبَیْتِ حَتَّی أَخْرَجَ خَمْسِینَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَقُلْتُ وَ اللَّهِ إِنِّی مَا قُلْتُ فِیكُمْ لِعَرَضِ الدُّنْیَا وَ أَبَیْتُ فَقَالَ یَا غُلَامُ أَعِدْ هَذَا
الْمَالَ فِی مَكَانِهِ فَلَمَّا حَمَلَ قَالَ لَهُ الْمَخْزُومِیُّ سَأَلْتُكَ بِاللَّهِ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ فَقُلْتَ لَیْسَتْ عِنْدِی وَ أَعْطَیْتَ الْكُمَیْتَ خَمْسِینَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَ إِنِّی لَأَعْلَمُ أَنَّكَ الصَّادِقُ الْبَارُّ قَالَ لَهُ قُمْ وَ ادْخُلْ فَخُذْ فَدَخَلَ الْمَخْزُومِیُّ فَلَمْ یَجِدْ شَیْئاً. فَهَذَا دَلِیلٌ عَلَی أَنَّ الْكُنُوزَ مَغْطِیَّةٌ لَهُمْ.:
مُعَتِّبٌ قَالَ: تَوَجَّهْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَی ضَیْعَتِهِ فَلَمَّا دَخَلَهَا صَلَّی
ص: 262
رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ قَالَ إِنِّی صَلَّیْتُ مَعَ أَبِی الْفَجْرَ ذَاتَ یَوْمٍ فَجَلَسَ أَبِی یُسَبِّحُ اللَّهَ فَبَیْنَمَا هُوَ یُسَبِّحُ إِذْ أَقْبَلَ شَیْخٌ طُوَالٌ أَبْیَضُ الرَّأْسِ وَ اللِّحْیَةِ فَسَلَّمَ عَلَی أَبِی وَ إِذَا شَابٌّ مُقْبِلٌ فِی أَثَرِهِ فَجَاءَ إِلَی الشَّیْخِ وَ سَلَّمَ عَلَی أَبِی وَ أَخَذَ بِیَدِ الشَّیْخِ وَ قَالَ قُمْ فَإِنَّكَ لَمْ تُؤْمَرْ بِهَذَا فَلَمَّا ذَهَبَا مِنْ عِنْدِ أَبِی قُلْتُ یَا أَبِی مَنْ هَذَا الشَّیْخُ وَ هَذَا الشَّابُّ فَقَالَ هَذَا وَ اللَّهِ مَلَكُ الْمَوْتِ وَ هَذَا جَبْرَئِیلُ علیه السلام(1).
جَابِرُ بْنُ یَزِیدَ الْجُعْفِیُّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّا لَنَعْرِفُ الرَّجُلَ إِذَا رَأَیْنَاهُ بِحَقِیقَةِ الْإِیمَانِ وَ بِحَقِیقَةِ النِّفَاقِ.
قَالَ: جَرَی عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ذِكْرُ عُمَرَ بْنِ سجنة [شَجَرَةَ] الْكِنْدِیِّ فَزَكَّوْهُ فَقَالَ علیه السلام مَا أَرَی لَكُمْ عِلْماً بِالنَّاسِ إِنِّی لَأَكْتَفِی مِنَ الرَّجُلِ بِلَحْظَةٍ إِنَّ ذَا مِنْ أَخْبَثِ النَّاسِ قَالَ وَ كَانَ عُمَرُ بَعْدُ مَا یَدَعُ مُحَرَّماً لِلَّهِ لَا یَرْكَبُهُ (2).
عُمَرُ بْنُ حَنْظَلَةَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام أَنْ یُعَلِّمَنِیَ الِاسْمَ الْأَعْظَمَ فَقَالَ ادْخُلِ الْبَیْتَ فَوَضَعَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام بِیَدِهِ عَلَی الْأَرْضِ فَأَظْلَمَ الْبَیْتُ وَ ارْتَعَدَتْ فَرَائِصِی فَقَالَ مَا تَقُولُ أُعَلِّمُكَ قُلْتُ لَا فَرَفَعَ یَدَهُ فَرَجَعَ الْبَیْتُ كَمَا كَانَ.
وَ یُرْوَی: أَنَّ زَیْدَ بْنَ عَلِیٍّ لَمَّا عَزَمَ عَلَی الْبَیْعَةِ قَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا زَیْدُ إِنَّ مَثَلَ الْقَائِمِ مِنْ أَهْلِ هَذَا الْبَیْتِ قَبْلَ قِیَامِ مَهْدِیِّهِمْ مَثَلُ فَرْخٍ نَهَضَ مِنْ عُشِّهِ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَسْتَوِیَ جَنَاحَاهُ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ سَقَطَ فَأَخَذَهُ الصِّبْیَانُ یَتَلَاعَبُونَ بِهِ فَاتَّقِ اللَّهَ فِی نَفْسِكَ أَنْ تَكُونَ الْمَصْلُوبَ غَداً بِالْكُنَاسَةِ فَكَانَ كَمَا قَالَ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَلْحَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی خَبَرٍ: أَنَّ أَبِی علیه السلام كَانَ قَاعِداً فِی الْحِجْرِ وَ مَعَهُ رَجُلٌ یُحَدِّثُهُ فَإِذَا هُوَ بِوَزَغٍ یُوَلْوِلُ بِلِسَانِهِ فَقَالَ أَبِی لِلرَّجُلِ أَ تَدْرِی مَا یَقُولُ هَذَا الْوَزَغُ فَقَالَ الرَّجُلُ لَا عِلْمَ لِی بِمَا یَقُولُ قَالَ فَإِنَّهُ یَقُولُ وَ اللَّهِ لَئِنْ ذَكَرْتَ الثَّالِثَ لَأَسُبَّنَّ عَلِیّاً حَتَّی تَقُومَ مِنْ هَاهُنَا.
ص: 263
الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْحَضْرَمِیِّ قَالَ: لَمَّا حُمِلَ أَبُو جَعْفَرٍ إِلَی الشَّامِ إِلَی هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ صَارَ بِبَابِهِ قَالَ هِشَامٌ لِأَصْحَابِهِ إِذَا سَكَتُّ مِنْ تَوْبِیخِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ فَلْتُوَبِّخُوهُ ثُمَّ أَمَرَ أَنْ یُؤْذَنَ لَهُ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَیْهِ أَبُو جَعْفَرٍ قَالَ بِیَدِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ فَعَمَّهُمْ بِالسَّلَامِ جَمِیعاً ثُمَّ جَلَسَ فَازْدَادَ هِشَامٌ عَلَیْهِ حَنَقاً بِتَرْكِهِ السَّلَامَ بِالْخِلَافَةِ وَ جُلُوسِهِ بِغَیْرِ إِذْنٍ فَقَالَ یَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ لَا یَزَالُ الرَّجُلُ مِنْكُمْ قَدْ شَقَّ عَصَا الْمُسْلِمِینَ وَ دَعَا إِلَی نَفْسِهِ وَ زَعَمَ أَنَّهُ الْإِمَامُ سَفَهاً وَ قِلَّةَ عِلْمٍ وَ جَعَلَ یُوَبِّخُهُ فَلَمَّا سَكَتَ أَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَیْهِ رَجُلٌ بَعْدَ رَجُلٍ یُوَبِّخُهُ فَلَمَّا سَكَتَ الْقَوْمُ نَهَضَ قَائِماً ثُمَّ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ أَیْنَ تَذْهَبُونَ وَ أَیْنَ یُرَادُ بِكُمْ بِنَا هَدَی اللَّهُ أَوَّلَكُمْ وَ بِنَا یَخْتِمُ آخِرَكُمْ فَإِنْ یَكُنْ لَكُمْ مُلْكٌ مُعَجَّلٌ فَإِنَّ لَنَا مُلْكاً مُؤَجَّلًا وَ لَیْسَ بَعْدَ مُلْكِنَا مُلْكٌ لِأَنَّا أَهْلُ الْعَاقِبَةِ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ فَأَمَرَ بِهِ إِلَی الْحَبْسِ فَلَمَّا صَارَ فِی الْحَبْسِ تَكَلَّمَ فَلَمْ یَبْقَ فِی الْحَبْسِ رَجُلٌ إِلَّا تَرَشَّفَهُ وَ حَنَّ عَلَیْهِ فَجَاءَ صَاحِبُ الْحَبْسِ إِلَی هِشَامٍ وَ أَخْبَرَهُ بِخَبَرِهِ فَأَمَرَ بِهِ فَحُمِلَ عَلَی الْبَرِیدِ هُوَ وَ أَصْحَابُهُ لِیُرَدُّوا إِلَی الْمَدِینَةِ وَ أَمَرَ أَنْ لَا تَخْرُجَ لَهُمُ الْأَسْوَاقُ وَ حَالَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ فَسَارُوا ثَلَاثاً لَا یَجِدُونَ طَعَاماً وَ لَا شَرَاباً حَتَّی انْتَهَوْا إِلَی مَدْیَنَ فَأُغْلِقَ بَابُ الْمَدِینَةِ دُونَهُمْ فَشَكَا أَصْحَابُهُ الْعَطَشَ وَ الْجُوعَ قَالَ فَصَعِدَ جَبَلًا وَ أَشْرَفَ عَلَیْهِمْ فَقَالَ بِأَعْلَی صَوْتِهِ یَا أَهْلَ الْمَدِینَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا أَنَا بَقِیَّةُ اللَّهِ یَقُولُ اللَّهُ بَقِیَّتُ اللَّهِ خَیْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ وَ ما أَنَا عَلَیْكُمْ بِحَفِیظٍ قَالَ وَ كَانَ فِیهِمْ شَیْخٌ كَبِیرٌ فَأَتَاهُمْ فَقَالَ یَا قَوْمِ هَذِهِ وَ اللَّهِ دَعْوَةُ شُعَیْبٍ علیه السلام وَ اللَّهِ لَئِنْ لَمْ تَخْرُجُوا إِلَی هَذَا الرَّجُلِ بِالْأَسْوَاقِ لَتُؤْخَذُنَّ مِنْ فَوْقِكُمْ وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ فَصَدِّقُونِی هَذِهِ الْمَرَّةَ وَ أَطِیعُونِی وَ كَذِّبُونِی فِیمَا تَسْتَأْنِفُونَ فَإِنِّی نَاصِحٌ لَكُمْ قَالَ فَبَادَرُوا وَ أَخْرَجُوا إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَصْحَابِهِ الْأَسْوَاقَ (1).
«64»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ حَمْزَةَ
ص: 264
عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَضْرَمِیِّ: مِثْلَهُ (1) بیان الحنق محركة شدة الغیظ و شق العصا كنایة عن تفریق الجماعة قال الفیروزآبادی العصا اللسان و عظم الساق و جماعة الإسلام و شق العصا مخالفة جماعة الإسلام انتهی.
أقول: یحتمل أن یكون الإضافة بیانیة بأن شبه المسلمین بعصا یقوم به الإسلام و تفریقهم بمنزلة شق عصا الإسلام أو لامیة بأن شبه اجتماعهم بعصا یقومون به لأنه سبب قیامهم و بقائهم أو المراد بعصا المسلمین تأدیبهم و ضربهم و زجرهم عن المناهی فمن فرق جماعتهم فقد شق بعصاهم أی منعهم عن ذلك أو أنهم یشقون و یكسرون العصا فی تأدیب هذا الذی یرید تفریق جماعتهم.
قال الجزری فیه (2)
لا ترفع عصاك عن أهلك أی لا تدع تأدیبهم و جمعهم علی طاعة اللّٰه یقال شق العصا أی فارق الجماعة و لم یرد الضرب بالعصا و لكنه جعله مثلا و قیل أراد لا تغفل عن أدبهم و منعهم عن الفساد و منه
الحدیث: إن الخوارج شقوا عصا المسلمین و فرقوا جماعتهم.
و منه
الحدیث: إیاك و قتیل العصا.
أی إیاك أن تكون قاتلا أو مقتولا فی شق عصا المسلمین انتهی و ربما یؤید ما ذكره من المعنیین الأخیرین.
و قال المیدانی فی مجمع الأمثال (3)
شق فلان عصا المسلمین إذا فرق جمعهم قال أبو عبید معناه فرق جماعتهم قال و الأصل فی العصا الاجتماع و الائتلاف و ذلك أنها لا تدعی عصا حتی تكون جمیعا فإذا انشقت لم تدع عصا و من ذلك قولهم للرجل إذا أقام بالمكان و اطمأن به و اجتمع له فیه أمره قد ألقی عصاه.
قال البارقی فألقت عصاها و استقرت بها النوی قالوا و أصل هذا أن الحادیین یكونان فی رفقة فإذا فرقهم الطریق شقا العصا التی معهما فأخذ هذا نصفها و
ص: 265
ذا نصفها یضرب مثلا لكل فرقة انتهی و الترشف المص و التقبیل مع اجتماع الماء فی الفم و هو كنایة عن مبالغتهم فی أخذ العلم عنه علیه السلام أو عن غایة الحب و لعله تصحیف ترسفه بالسین المهملة یعنی مشی إلیه مشی المقید یتحامل رجله مع القید.
«65»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَاصِمٌ الْحَنَّاطُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَمِعْتُهُ وَ هُوَ یَقُولُ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ إِفْرِیقِیَةَ مَا حَالُ رَاشِدٍ قَالَ خَلَّفْتُهُ حَیّاً صَالِحاً یُقْرِئُكَ السَّلَامَ قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَاتَ قَالَ نَعَمْ رَحِمَهُ اللَّهُ قُلْتُ وَ مَتَی مَاتَ قَالَ بَعْدَ خُرُوجِكَ بِیَوْمَیْنِ (1).
وَ فِی حَدِیثِ الْحَلَبِیِّ: أَنَّهُ دَخَلَ أُنَاسٌ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ سَأَلُوا عَلَامَةً فَأَخْبَرَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَخْبَرَهُمْ عَمَّا أَرَادُوا یَسْأَلُونَ عَنْهُ وَ قَالَ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْأَلُوا عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ- كَشَجَرَةٍ طَیِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِی السَّماءِ تُؤْتِی أُكُلَها كُلَّ حِینٍ بِإِذْنِ
رَبِّها(2) قَالُوا صَدَقْتَ هَذِهِ الْآیَةَ أَرَدْنَا أَنْ نَسْأَلَكَ قَالَ نَحْنُ الشَّجَرَةُ الَّتِی قَالَ اللَّهُ تَعَالَی- أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِی السَّماءِ وَ نَحْنُ نُعْطِی شِیعَتَنَا مَا نَشَاءُ مِنْ أَمْرِ عِلْمِنَا(3).
عَلِیُّ بْنُ أَبِی حَمْزَةَ وَ أَبُو بَصِیرٍ قَالا: كَانَ لَنَا مَوْعِدٌ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَدَخَلْنَا عَلَیْهِ أَنَا وَ أَبُو لَیْلَی فَقَالَ یَا سُكَیْنَةُ هَلُمِّی الْمِصْبَاحَ فَأَتَتْ بِالْمِصْبَاحِ ثُمَّ قَالَ هَلُمِّی بِالسَّفَطِ الَّذِی فِی مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا قَالَ فَأَتَتْهُ بِسَفَطٍ هِنْدِیٍّ أَوْ سِنْدِیٍّ فَفَضَّ خَاتَمَهُ ثُمَّ أَخْرَجَ مِنْهُ صَحِیفَةً صَفْرَاءَ فَقَالَ عَلِیٌّ فَأَخَذَ یَدْرُجُهَا مِنْ أَعْلَاهَا وَ یَنْشُرُهَا مِنْ أَسْفَلِهَا حَتَّی إِذَا بَلَغَ ثُلُثَهَا أَوْ رُبُعَهَا نَظَرَ إِلَیَّ فَارْتَعَدَتْ فَرَائِصِی حَتَّی خِفْتُ عَلَی نَفْسِی فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیَّ فِی تِلْكَ الْحَالِ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی صَدْرِی فَقَالَ أَ بَرَأْتَ أَنْتَ قُلْتُ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ لَیْسَ عَلَیْكَ بَأْسٌ ثُمَّ قَالَ ادْنُهْ فَدَنَوْتُ فَقَالَ لِی مَا
ص: 266
تَرَی قُلْتُ اسْمِی وَ اسْمَ أَبِی وَ أَسْمَاءَ أَوْلَادٍ لِی لَا أَعْرِفُهُمْ فَقَالَ یَا عَلِیُّ لَوْ لَا أَنَّ لَكَ عِنْدِی مَا لَیْسَ لِغَیْرِكَ مَا اطَّلَعْتُكَ عَلَی هَذَا أَمَا إِنَّهُمْ سَیَزْدَادُونَ عَلَی عَدَدِ مَا هَاهُنَا قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی حَمْزَةَ فَمَكَثْتُ وَ اللَّهِ بَعْدَ ذَلِكَ عِشْرِینَ سَنَةً ثُمَّ وُلِدَ لِیَ الْأَوْلَادُ بِعَدَدِ مَا رَأَیْتُ بِعَیْنِی فِی تِلْكَ الصَّحِیفَةِ(1) الْخَبَرَ.
أَبُو عُیَیْنَةَ وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ مُوَحِّداً أَتَی الْبَاقِرَ علیه السلام وَ شَكَا عَنْ أَبِیهِ وَ نَصْبِهِ وَ فِسْقِهِ وَ أَنَّهُ أَخْفَی مَالَهُ عِنْدَ مَوْتِهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ أَ فَتُحِبُّ أَنْ تَرَاهُ وَ تَسْأَلَهُ عَنْ مَالِهِ فَقَالَ الرَّجُلُ نَعَمْ وَ إِنِّی لَمُحْتَاجٌ فَقِیرٌ فَكَتَبَ إِلَیْهِ أَبُو جَعْفَرٍ كِتَاباً بِیَدِهِ فِی رَقٍّ أَبْیَضَ وَ خَتَمَهُ بِخَاتَمِهِ ثُمَّ قَالَ اذْهَبْ بِهَذَا الْكِتَابِ اللَّیْلَةَ إِلَی الْبَقِیعِ حَتَّی تَتَوَسَّطَهُ ثُمَّ تُنَادِی یَا درجان فَفَعَلَ ذَلِكَ فَجَاءَهُ شَخْصٌ فَدَفَعَ إِلَیْهِ الْكِتَابَ فَلَمَّا قَرَأَهُ قَالَ أَ تُحِبُّ أَنْ تَرَی أَبَاكَ فَلَا تَبْرَحْ حَتَّی آتِیَكَ بِهِ فَإِنَّهُ بِضَجْنَانَ (2) فَانْطَلَقَ فَلَمْ یَلْبَثْ إِلَّا قَلِیلًا حَتَّی أَتَانِی رَجُلٌ أَسْوَدُ فِی عُنُقِهِ حَبْلٌ أَسْوَدُ مُدْلِعٌ لِسَانَهُ یَلْهَثُ وَ عَلَیْهِ سِرْبَالٌ أَسْوَدُ فَقَالَ لِی هَذَا أَبُوكَ وَ لَكِنْ غَیَّرَهُ اللَّهَبُ وَ دُخَانُ الْجَحِیمِ وَ جُرَعُ الْحَمِیمِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ حَالِهِ قَالَ إِنِّی كُنْتُ أَتَوَالَی بَنِی أُمَیَّةَ وَ كُنْتَ أَنْتَ تَتَوَالَی أَهْلَ الْبَیْتِ وَ كُنْتُ أُبْغِضُكَ عَلَی ذَلِكَ وَ أَحْرَمْتُكَ مَالِی وَ دَفَنْتُهُ عَنْكَ فَأَنَا الْیَوْمَ عَلَی ذَلِكَ مِنَ النَّادِمِینَ فَانْطَلِقْ إِلَی جَنَّتِی فَاحْتَفِرْ تَحْتَ الزَّیْتُونَةِ فَخُذِ الْمَالَ وَ هُوَ مِائَةٌ وَ خَمْسُونَ أَلْفاً وَ ادْفَعْ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ خَمْسِینَ أَلْفاً وَ لَكَ الْبَاقِی قَالَ فَفَعَلَ الرَّجُلُ كَذَلِكَ فَقَضَی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام بِهَا دَیْناً وَ ابْتَاعَ بِهَا أَرْضاً ثُمَّ قَالَ أَمَا إِنَّهُ سَیَنْفَعُ الْمَیِّتَ النَّدَمُ عَلَی مَا فَرَّطَ مِنْ حُبِّنَا وَ ضَیَّعَ مِنْ حَقِّنَا بِمَا أَدْخَلَ عَلَیْنَا مِنَ الرِّفْقِ وَ السُّرُورِ(3).
ص: 267
جَابِرُ بْنُ یَزِیدَ: سَأَلْتَ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی- وَ كَذلِكَ نُرِی إِبْراهِیمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ (1) فَدَفَعَ أَبُو جَعْفَرٍ بِیَدِهِ وَ قَالَ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَرَفَعْتُ فَوَجَدْتُ السَّقْفَ مُتَفَرِّقاً وَ رَمَقَ نَاظِرِی فِی ثُلْمَةٍ حَتَّی رَأَیْتُ نُوراً حَارَ عَنْهُ بَصَرِی فَقَالَ هَكَذَا رَأَی إِبْرَاهِیمُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَ انْظُرْ إِلَی الْأَرْضِ ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَلَمَّا رَفَعْتُهُ رَأَیْتُ السَّقْفَ كَمَا كَانَ ثُمَّ أَخَذَ بِیَدِی وَ أَخْرَجَنِی مِنَ الدَّارِ وَ أَلْبَسَنِی ثَوْباً وَ قَالَ غَمِّضْ عَیْنَیْكَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ أَنْتَ فِی الظُّلُمَاتِ الَّتِی رَآهَا ذُو الْقَرْنَیْنِ فَفَتَحْتُ عَیْنَیَّ فَلَمْ أَرَ شَیْئاً ثُمَّ تَخَطَّی خُطًا وَ قَالَ أَنْتَ عَلَی رَأْسِ عَیْنِ الْحَیَاةِ لِلْخَضِرِ ثُمَّ خَرَجْنَا مِنْ ذَلِكَ الْعَالَمِ حَتَّی تَجَاوَزْنَا خَمْسَةً فَقَالَ هَذِهِ مَلَكُوتُ الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ غَمِّضْ عَیْنَیْكَ وَ أَخَذَ بِیَدِی فَإِذَا نَحْنُ فِی الدَّارِ الَّتِی كُنَّا فِیهَا وَ خَلَعَ عَنِّی مَا كَانَ أَلْبَسَنِیهِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ كَمْ ذَهَبَ مِنَ الْیَوْمِ فَقَالَ ثَلَاثُ سَاعَاتٍ (2).
«66»- عم، [إعلام الوری] شُعَیْبٌ الْعَقَرْقُوفِیُّ عَنْ أَبِی عُرْوَةَ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِی بَصِیرٍ إِلَی مَنْزِلِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَوْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ فَقَالَ لِی أَ تَرَی فِی الْبَیْتِ كُوَّةً قَرِیباً مِنَ السَّقْفِ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ وَ مَا عِلْمُكَ بِهَا قَالَ أَرَانِیهَا أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام(3).
«67»- قب (4)،[المناقب] لابن شهرآشوب عم، [إعلام الوری] حَمَّادُ بْنُ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ أَبِی قَالَ ذَاتَ یَوْمٍ إِنَّمَا بَقِیَ مِنْ أَجَلِی خَمْسُ سِنِینَ فَحَسَبْتُ فَمَا زَادَ وَ لَا نَقَصَ (5).
«68»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ دَلَائِلِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ یَزِیدَ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَمَرَرْنَا بِدَارِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ هِیَ تُبْنَی فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَتُهْدَمَنَّ أَمَا وَ اللَّهِ لَیُنْقَلَنَّ تُرَابُهَا مِنْ مَهْدِمِهَا أَمَّا وَ اللَّهِ لَتَبْدُوَنَّ أَحْجَارُ الزَّیْتِ وَ إِنَّهُ لَمَوْضِعُ
ص: 268
النَّفْسِ الزَّكِیَّةِ فَتَعَجَّبْتُ وَ قُلْتُ دَارُ هِشَامٍ مَنْ یَهْدِمُهَا فَسَمِعَتْ أُذُنِی هَذَا مِنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ فَرَأَیْتُهَا بَعْدَ مَا مَاتَ هِشَامٌ وَ قَدْ كَتَبَ الْوَلِیدُ فِی أَنْ یُسْتَهْدَمَ وَ یُنْقَلَ تُرَابُهَا فَنُقِلَ حَتَّی بَدَتِ الْأَحْجَارُ وَ رَأَیْتُهَا(1).
بیان: أحجار الزیت موضع بالمدینة و بها قتل محمد بن عبد اللّٰه بن الحسن الملقب بالنفس الزكیة كما سیأتی.
«69»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ دَلَائِلِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: كَانَ فِیمَا أَوْصَی أَبِی إِلَیَّ إِذَا أَنَا مِتُّ فَلَا یَلِی غُسْلِی أَحَدٌ غَیْرُكَ فَإِنَّ الْإِمَامَ لَا یُغَسِّلُهُ إِلَّا إِمَامٌ وَ اعْلَمْ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ أَخَاكَ سَیَدْعُو إِلَی نَفْسِهِ فَدَعْهُ فَإِنَّ عُمُرَهُ قَصِیرٌ فَلَمَّا قَضَی
أَبِی غَسَّلْتُهُ كَمَا أَمَرَنِی وَ ادَّعَی عَبْدُ اللَّهِ الْإِمَامَةَ مَكَانَهُ فَكَانَ كَمَا قَالَ أَبِی وَ مَا لَبِثَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَّا یَسِیراً حَتَّی مَاتَ وَ كَانَتْ هَذِهِ مِنْ دَلَالَتِهِ یُبَشِّرُنَا بِالشَّیْ ءِ قَبْلَ أَنْ یَكُونَ فَیَكُونُ وَ بِهِ یُعْرَفُ الْإِمَامُ.
وَ عَنْ فَیْضِ بْنِ مَطَرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ صَلَاةِ اللَّیْلِ فِی الْمَحْمِلِ قَالَ فَابْتَدَأَنِی فَقَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُصَلِّی عَلَی رَاحِلَتِهِ حَیْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ (2).
«70»- یج، [الخرائج و الجرائح] سَعْدٌ الْإِسْكَافُ: مِثْلَهُ (3).
«71»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ دَلَائِلِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ قَالَ: طَلَبْتُ الْإِذْنَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقِیلَ لِی- لَا تَعْجَلْ إِنَّ عِنْدَهُ قَوْماً مِنْ إِخْوَانِكُمْ فَمَا لَبِثْتُ أَنْ خَرَجَ عَلَیَّ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا یُشْبِهُونَ الزُّطَّ وَ عَلَیْهِمْ أَقْبِیَةٌ ضَیِّقَاتٌ وَ بُتُوتٌ وَ خِفَافٌ فَسَلَّمُوا وَ مَرُّوا فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ فَقُلْتُ لَهُ مَا أَعْرِفُ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ مَنْ هُمْ قَالَ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مِنْ إِخْوَانِكُمُ الْجِنِّ قَالَ قُلْتُ وَ یَظْهَرُونَ لَكُمْ فَقَالَ
ص: 269
نَعَمْ یَغْدُونَ عَلَیْنَا فِی حَلَالِهِمْ وَ حَرَامِهِمْ كَمَا تَغْدُونَ (1).
«72»- یج، [الخرائج و الجرائح] عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ: مِثْلَهُ (2) بیان الزط بالضم جیل من الهند و البت الطیلسان من خز و نحوه و الجمع البتوت.
«73»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ دَلَائِلِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِیِّ قَالَ: كُنْتُ قَاعِداً عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَنَظَرْتُ إِلَیْهِ وَ جَعَلْتُ أُفَكِّرُ فِی نَفْسِی وَ أَقُولُ لَقَدْ عَظَّمَكَ اللَّهُ وَ كَرَّمَكَ وَ جَعَلَكَ حُجَّةً عَلَی خَلْقِهِ فَالْتَفَتَ إِلَیَّ وَ قَالَ یَا مَالِكُ الْأَمْرُ أَعْظَمُ مِمَّا تَذْهَبُ إِلَیْهِ.
وَ عَنْ أَبِی الْهُذَیْلِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ یَا أَبَا الْهُذَیْلِ إِنَّهُ لَا تَخْفَی عَلَیْنَا لَیْلَةُ الْقِدْرِ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ یُطِیفُونَ بِنَا فِیهَا(3).
وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ فِی دَارِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَاخِتَةٌ فَسَمِعَهَا وَ هِیَ تَصِیحُ فَقَالَ تَدْرُونَ مَا تَقُولُ هَذِهِ الْفَاخِتَةُ قَالُوا لَا قَالَ تَقُولُ فَقَدْتُكُمْ فَقَدْتُكُمْ نَفْقِدُهَا قَبْلَ أَنْ تَفْقِدَنَا ثُمَّ أَمَرَ بِذَبْحِهَا.
هذا آخر ما أردت إثباته من كتاب الدلائل.
وَ نَقَلْتُ مِنْ كِتَابٍ جَمَعَهُ الْوَزِیرُ السَّعِیدُ مُؤَیِّدُ الدِّینِ أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلْقَمِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَی قَالَ ذَكَرَ الْأَجَلُّ أَبُو الْفَتْحِ یَحْیَی بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَیَاءٍ الْكَاتِبُ قَالَ حَدَّثَ بَعْضُهُمْ قَالَ: كُنْتُ بَیْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِینَةِ فَإِذَا أَنَا بِشَبَحٍ یَلُوحُ مِنَ الْبَرِّیَّةِ یَظْهَرُ تَارَةً وَ یَغِیبُ أُخْرَی حَتَّی قَرُبَ مِنِّی فَتَأَمَّلْتُهُ فَإِذَا هُوَ غُلَامٌ سُبَاعِیٌّ أَوْ ثُمَانِیٌّ فَسَلَّمَ عَلَیَّ فَرَدَدْتُ عَلَیْهِ وَ قُلْتُ مِنْ أَیْنَ قَالَ مِنَ اللَّهِ فَقُلْتُ وَ إِلَی أَیْنَ فَقَالَ إِلَی اللَّهِ قَالَ فَقُلْتُ فَعَلَامَ فَقَالَ عَلَی اللَّهِ فَقُلْتُ فَمَا زَادُكَ قَالَ التَّقْوَی
ص: 270
فَقُلْتُ مِمَّنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا رَجُلٌ عَرَبِیٌّ فَقُلْتُ أَبِنْ لِی قَالَ أَنَا رَجُلٌ قُرَشِیٌّ فَقُلْتُ أَبِنْ لِی فَقَالَ أَنَا رَجُلٌ هَاشِمِیٌّ فَقُلْتُ أَبِنْ لِی فَقَالَ أَنَا رَجُلٌ عَلَوِیٌّ ثُمَّ أَنْشَدَ:
فَنَحْنُ عَلَی الْحَوْضِ ذُوَّادُهُ***نَذُودُ وَ یَسْعَدُ وُرَّادُهُ
فَمَا فَازَ مَنْ فَازَ إِلَّا بِنَا***وَ مَا خَابَ مَنْ حُبُّنَا زَادُهُ
فَمَنْ سَرَّنَا نَالَ مِنَّا السُّرُورَ***وَ مَنْ سَاءَنَا سَاءَ مِیلَادُهُ
وَ مَنْ كَانَ غَاصِبَنَا حَقَّنَا***فَیَوْمُ الْقِیَامَةِ مِیعَادُهُ
ثُمَّ قَالَ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ثُمَّ الْتَفَتُّ فَلَمْ أَرَهُ فَلَا أَعْلَمُ هَلْ صَعِدَ إِلَی السَّمَاءِ أَمْ نَزَلَ فِی الْأَرْضِ (1).
«74»- كش، [رجال الكشی] طَاهِرُ بْنُ عِیسَی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الشُّجَاعِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الطَّیَّارِ عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدٍ قَالَ: جِئْتُ إِلَی بَابِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَسْتَأْذِنُ عَلَیْهِ فَلَمْ یَأْذَنْ لِی فَأَذِنَ لِغَیْرِی فَرَجَعْتُ إِلَی مَنْزِلِی وَ أَنَا مَغْمُومٌ فَطَرَحْتُ نَفْسِی عَلَی سَرِیرٍ فِی الدَّارِ وَ ذَهَبَ عَنِّی النَّوْمُ فَجَعَلْتُ أُفَكِّرُ وَ أَقُولُ أَ لَیْسَ الْمُرْجِئَةُ تَقُولُ كَذَا وَ الْقَدَرِیَّةُ تَقُولُ كَذَا وَ الْحَرُورِیَّةُ تَقُولُ كَذَا وَ الزَّیْدِیَّةُ تَقُولُ كَذَا فَنُفَنِّدُ عَلَیْهِمْ قَوْلَهُمْ فَأَنَا أُفَكِّرُ فِی هَذَا حَتَّی نَادَی الْمُنَادِی فَإِذَا الْبَابُ یُدَقُّ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا فَقَالَ رَسُولٌ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ لَكَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَجِبْ فَأَخَذْتُ ثِیَابِی عَلَیَّ وَ مَضَیْتُ مَعَهُ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ فَلَمَّا رَآنِی قَالَ یَا مُحَمَّدُ لَا إِلَی الْمُرْجِئَةِ وَ لَا إِلَی الْقَدَرِیَّةِ وَ لَا إِلَی الْحَرُورِیَّةِ وَ لَا إِلَی الزَّیْدِیَّةِ وَ لَكِنْ إِلَیْنَا إِنَّمَا حَجَبْتُكَ لِكَذَا وَ كَذَا فَقَبِلْتُ وَ قُلْتُ بِهِ (2).
«75»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ دَلَائِلِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّیَّارِ قَالَ: أَتَیْتُ بَابَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ وَ فِیهِ یَا ابْنَ مُحَمَّدٍ لَا إِلَی الْمُرْجِئَةِ(3).
ص: 271
«76»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ أَیُّوبَ بْنَ نُوحٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ النَّخَعِیِّ أَ ثِقَةٌ هُوَ فَقَالَ كَمَا یَكُونُ الثِّقَةَ قَالَ حَدَّثَنِی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: رَكِبَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَوْماً إِلَی حَائِطٍ لَهُ مِنْ حِیطَانِ الْمَدِینَةِ فَرَكِبْتُ مَعَهُ إِلَی ذَلِكَ الْحَائِطِ وَ مَعَنَا سُلَیْمَانُ بْنُ خَالِدٍ فَقَالَ لَهُ سُلَیْمَانُ بْنُ خَالِدٍ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَعْلَمُ الْإِمَامُ مَا فِی یَوْمِهِ فَقَالَ یَا سُلَیْمَانُ وَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالنُّبُوَّةِ وَ اصْطَفَاهُ بِالرِّسَالَةِ إِنَّهُ لَیَعْلَمُ مَا فِی یَوْمِهِ وَ فِی شَهْرِهِ وَ فِی سَنَتِهِ ثُمَّ قَالَ یَا سُلَیْمَانُ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ رُوحاً یَنْزِلُ عَلَیْهِ فِی لَیْلَةِ الْقِدْرِ فَیُعْلِمُ مَا فِی تِلْكَ السَّنَةِ إِلَی مَا فِی مِثْلِهَا مِنْ قَابِلٍ وَ عَلِمَ مَا یَحْدُثُ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ السَّاعَةِ تَرَی مَا یَطْمَئِنُّ إِلَیْهِ قَلْبُكَ قَالَ فَوَ اللَّهِ مَا سِرْنَا إِلَّا مِیلًا وَ نَحْوَ ذَلِكَ حَتَّی قَالَ السَّاعَةَ یَسْتَقْبِلُكَ رَجُلَانِ قَدْ سَرَقَا سَرِقَةً قَدْ أَضْمَرَا عَلَیْهَا فَوَ اللَّهِ مَا سِرْنَا إِلَّا مِیلًا حَتَّی اسْتَقْبَلَنَا الرَّجُلَانِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لِغِلْمَانِهِ عَلَیْكُمْ بِالسَّارِقَیْنِ فَأُخِذَا حَتَّی أُتِیَ بِهِمَا فَقَالَ سَرَقْتُمَا فَحَلَفَا لَهُ بِاللَّهِ أَنَّهُمَا مَا سَرَقَا فَقَالَ وَ اللَّهِ لَئِنْ أَنْتُمَا لَمْ تُخْرِجَا مَا سَرَقْتُمَا لَأَبْعَثَنَّ إِلَی الْمَوْضِعِ الَّذِی وَضَعْتُمَا فِیهِ سَرِقَتَكُمَا وَ لَأَبْعَثَنَّ إِلَی صَاحِبِكُمَا الَّذِی سَرَقْتُمَاهُ حَتَّی یَأْخُذَكُمَا وَ یَرْفَعَكُمَا إِلَی وَالِی الْمَدِینَةِ فَرَأْیَكُمَا فَأَبَیَا أَنْ یَرُدَّا الَّذِی سَرَقَاهُ فَأَمَرَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام غِلْمَانَهُ أَنْ یَسْتَوْثِقُوا مِنْهُمَا قَالَ فَانْطَلِقْ أَنْتَ یَا سُلَیْمَانُ إِلَی ذَلِكَ الْجَبَلِ وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی نَاحِیَةٍ مِنَ الطَّرِیقِ فَاصْعَدْ أَنْتَ وَ هَؤُلَاءِ الْغِلْمَانُ فَإِنَّ فِی قُلَّةِ الْجَبَلِ كَهْفاً فَادْخُلْ أَنْتَ فِیهِ بِنَفْسِكَ تَسْتَخْرِجُ مَا فِیهِ وَ تَدْفَعُهُ إِلَی مَوْلَی هَذَا فَإِنَّ فِیهِ سَرِقَةً لِرَجُلٍ آخَرَ وَ لَمْ یَأْتِ وَ سَوْفَ یَأْتِی فَانْطَلَقْتُ وَ فِی قَلْبِی أَمْرٌ عَظِیمٌ مِمَّا سَمِعْتُ حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَی الْجَبَلِ فَصَعِدْتُ إِلَی الْكَهْفِ الَّذِی وَصَفَهُ لِی فَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهُ عَیْبَتَیْنِ وِقْرَ رَجُلَیْنِ حَتَّی أَتَیْتُ بِهِمَا أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ یَا سُلَیْمَانُ إِنْ بَقِیتَ إِلَی غَدٍ رَأَیْتَ الْعَجَبَ بِالْمَدِینَةِ مِمَّا یُظْلَمُ كَثِیرٌ مِنَ النَّاسِ.
ص: 272
فَرَجَعْنَا إِلَی الْمَدِینَةِ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا أَخَذَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام بِأَیْدِینَا فَأَدْخَلَنَا مَعَهُ عَلَی وَالِی الْمَدِینَةِ وَ قَدْ دَخَلَ الْمَسْرُوقُ مِنْهُ بِرِجَالٍ بِرَاءٍ فَقَالَ هَؤُلَاءِ سَرَقُوهَا وَ إِذَا الْوَالِی یَتَفَرَّسُهُمْ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ هَؤُلَاءِ بِرَاءٌ وَ لَیْسَ هُمْ سُرَّاقَهُ وَ سُرَّاقُهُ عِنْدِی ثُمَّ قَالَ لِرَجُلٍ مَا ذَهَبَ لَكَ قَالَ عَیْبَةٌ فِیهَا كَذَا وَ كَذَا فَادَّعَی مَا لَیْسَ لَهُ وَ مَا لَمْ یَذْهَبْ مِنْهُ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لِمَ تَكْذِبُ فَقَالَ أَنْتَ أَعْلَمُ بِمَا ذَهَبَ مِنِّی فَهَمَّ الْوَالِی أَنْ یَبْطِشَ بِهِ حَتَّی كَفَّهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام ثُمَّ قَالَ لِلْغُلَامِ ائْتِنِی بِعَیْبَةِ كَذَا وَ كَذَا فَأَتَی بِهَا ثُمَّ قَالَ لِلْوَالِی إِنِ ادَّعَی فَوْقَ هَذَا فَهُوَ كَاذِبٌ مُبْطِلٌ فِی جَمِیعِ مَا ادَّعَی وَ عِنْدِی عَیْبَةٌ أُخْرَی لِرَجُلٍ آخَرَ وَ هُوَ یَأْتِیكَ إِلَی أَیَّامٍ وَ هُوَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَرْبَرَ فَإِذَا أَتَاكَ فَأَرْشِدْهُ إِلَیَّ فَإِنَّ عَیْبَتَهُ عِنْدِی وَ أَمَّا هَذَانِ السَّارِقَانِ فَلَسْتُ بِبَارِحٍ مِنْ هَاهُنَا حَتَّی تَقْطَعَهُمَا فَأُتِیَ بِالسَّارِقَیْنِ فَكَانَا یَرَیَانِ أَنَّهُ لَا یَقْطَعُهُمَا بِقَوْلِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِمَ تَقْطَعُنَا وَ لَمْ نُقِرَّ عَلَی أَنْفُسِنَا بِشَیْ ءٍ قَالَ وَیْلَكُمَا شَهِدَ عَلَیْكُمَا مَنْ لَوْ شَهِدَ عَلَی أَهْلِ الْمَدِینَةِ لَأَجَزْتُ شَهَادَتَهُ فَلَمَّا قَطَعَهُمَا قَالَ أَحَدُهُمَا وَ اللَّهِ یَا أَبَا جَعْفَرٍ لَقَدْ قَطَعْتَنِی بِحَقٍّ وَ مَا سَرَّنِی أَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَلَا أَجْرَی تَوْبَتِی عَلَی یَدِ غَیْرِكَ وَ أَنَّ لِی مَا حَازَتْهُ الْمَدِینَةُ وَ إِنِّی لَأَعْلَمُ أَنَّكَ لَا تَعْلَمُ الْغَیْبَ وَ لَكِنَّكُمْ أَهْلُ بَیْتِ النُّبُوَّةِ وَ عَلَیْكُمْ نَزَلَتِ الْمَلَائِكَةُ وَ أَنْتُمْ مَعْدِنُ الرَّحْمَةِ فَرَقَّ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ قَالَ لَهُ أَنْتَ عَلَی خَیْرٍ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی الْوَالِی وَ جَمَاعَةِ النَّاسِ فَقَالَ وَ اللَّهِ لَقَدْ سَبَقَتْهُ یَدُهُ
إِلَی الْجَنَّةِ بِعِشْرِینَ سَنَةً فَقَالَ سُلَیْمَانُ بْنُ خَالِدٍ لِأَبِی حَمْزَةَ یَا أَبَا حَمْزَةَ رَأَیْتَ دَلَالَةً أَعْجَبَ مِنْ هَذَا فَقَالَ أَبُو حَمْزَةَ الْعَجِیبَةُ فِی الْعَیْبَةِ الْأُخْرَی فَوَ اللَّهِ مَا لَبِثْنَا إِلَّا هُنَیْئَةً حَتَّی جَاءَ الْبَرْبَرِیُّ إِلَی الْوَالِی وَ أَخْبَرَهُ بِقِصَّتِهَا فَأَرْشَدَهُ الْوَالِی إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ أَ لَا أُخْبِرُكَ بِمَا فِی عَیْبَتِكَ قَبْلَ أَنْ تُخْبِرَنِی فَقَالَ الْبَرْبَرِیُّ إِنْ أَنْتَ أَخْبَرْتَنِی بِمَا فِیهَا عَلِمْتُ أَنَّكَ إِمَامٌ فَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَكَ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَلْفُ دِینَارٍ لَكَ وَ أَلْفُ دِینَارٍ لِغَیْرِكَ وَ مِنَ الثِّیَابِ كَذَا وَ كَذَا قَالَ فَمَا اسْمُ الرَّجُلِ الَّذِی لَهُ الْأَلْفُ دِینَارٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَ هُوَ عَلَی الْبَابِ یَنْتَظِرُكَ تَرَانِی أُخْبِرُكَ
ص: 273
إِلَّا بِالْحَقِّ فَقَالَ الْبَرْبَرِیُّ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ بِمُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلَامُ وَ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَهْلُ بَیْتِ الرَّحْمَةِ الَّذِینَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْكُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَكُمْ تَطْهِیراً فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام رَحِمَكَ اللَّهُ فَخَرَّ یَشْكُرُ فَقَالَ سُلَیْمَانُ بْنُ خَالِدٍ حَجَجْتُ بَعْدَ ذَلِكَ عَشْرَ سِنِینَ وَ كُنْتُ أَرَی الْأَقْطَعَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام(1).
«77»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنْ أَبِی حَمْزَةَ: مِثْلَهُ (2)
یج، [الخرائج و الجرائح] عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ: مِثْلَهُ وَ فِیهِ بَعْدَ قَوْلِهِ بِعِشْرِینَ سَنَةً فَعَاشَ الرَّجُلُ عِشْرِینَ سَنَةً وَ فِی آخِرِ الْخَبَرِ قَالَ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَ هُوَ صَالِحٌ كَثِیرُ الصَّدَقَةِ كَثِیرُ الصَّلَاةِ وَ هُوَ الْآنَ عَلَی الْبَابِ یَنْتَظِرُكَ (3).
«79»- مَشَارِقُ الْأَنْوَارِ لِلْبُرْسِیِّ، قَالَ قَالَ أَبُو بَصِیرٍ: قَالَ لِی مَوْلَایَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِذَا رَجَعْتَ إِلَی الْكُوفَةِ یُولَدُ لَكَ وَلَدٌ وَ تُسَمِّیهِ عِیسَی وَ یُولَدُ لَكَ وَلَدٌ وَ تُسَمِّیهِ مُحَمَّداً وَ هُمَا مِنْ شِیعَتِنَا وَ اسْمُهُمَا فِی صَحِیفَتِنَا وَ مَا یُولَدُونَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ قَالَ فَقُلْتُ وَ شِیعَتُكُمْ مَعَكُمْ قَالَ نَعَمْ إِذَا خَافُوا اللَّهَ وَ اتَّقَوْهُ.
قَالَ وَ رُوِیَ: أَنَّهُ علیه السلام دَخَلَ الْمَسْجِدَ یَوْماً فَرَأَی شَابّاً یَضْحَكُ فِی الْمَسْجِدِ فَقَالَ لَهُ تَضْحَكُ فِی الْمَسْجِدِ وَ أَنْتَ بَعْدَ ثَلَاثَةٍ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ فَمَاتَ الرَّجُلُ فِی أَوَّلِ الْیَوْمِ الثَّالِثِ وَ دُفِنَ فِی آخِرِهِ (4).
«80»- عُیُونُ الْمُعْجِزَاتِ، الْمَنْسُوبُ إِلَی الْمُرْتَضَی رَحِمَهُ اللَّهُ مَرْفُوعاً عَنْ جَابِرٍ قَالَ: لَمَّا أَفْضَتِ الْخِلَافَةُ إِلَی بَنِی أُمَیَّةَ سَفَكُوا فِی أَیَّامِهِمُ الدَّمَ الْحَرَامَ وَ لَعَنُوا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَلَی مَنَابِرِهِمْ أَلْفَ شَهْرٍ وَ اغْتَالُوا شِیعَتَهُ فِی الْبُلْدَانِ وَ قَتَلُوهُمْ وَ اسْتَأْصَلُوا شَأْفَتَهُمْ وَ مَالَأَتْهُمْ عَلَی ذَلِكَ عُلَمَاءُ السَّوْءِ رَغْبَةً فِی حُطَامِ الدُّنْیَا وَ صَارَتْ مِحْنَتُهُمْ عَلَی الشِّیعَةِ لَعْنَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَمَنْ لَمْ یَلْعَنْهُ قَتَلُوهُ فَلَمَّا
ص: 274
فَشَا ذَلِكَ فِی الشِّیعَةِ وَ كَثُرَ وَ طَالَ اشْتَكَتِ الشِّیعَةُ إِلَی زَیْنِ الْعَابِدِینَ علیه السلام وَ قَالُوا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَجْلَوْنَا عَنِ الْبُلْدَانِ وَ أَفْنَوْنَا بِالْقَتْلِ الذَّرِیعِ وَ قَدْ أَعْلَنُوا لَعْنَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی الْبُلْدَانِ وَ فِی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلَی مِنْبَرِهِ وَ لَا یُنْكِرُ عَلَیْهِمْ مُنْكِرٌ وَ لَا یُغِیرُ عَلَیْهِمُ مُغِیرٌ فَإِنْ أَنْكَرَ وَاحِدٌ مِنَّا عَلَی لَعْنِهِ قَالُوا هَذَا تُرَابِیٌّ وَ رُفِعَ ذَلِكَ إِلَی سُلْطَانِهِمْ وَ كُتِبَ إِلَیْهِ أَنَّ هَذَا ذَكَرَ أَبَا تُرَابٍ بِخَیْرٍ حَتَّی ضُرِبَ وَ حُبِسَ ثُمَّ قُتِلَ فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ علیه السلام نَظَرَ إِلَی السَّمَاءِ وَ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَ شَأْنَكَ إِنَّكَ أَمْهَلْتَ عِبَادَكَ حَتَّی ظَنُّوا أَنَّكَ أَهْمَلْتَهُمْ وَ هَذَا كُلُّهُ بِعَیْنِكَ إِذْ لَا یُغْلَبُ قَضَاؤُكَ وَ لَا یُرَدُّ تَدْبِیرُ مَحْتُومِ أَمْرِكَ فَهُوَ كَیْفَ شِئْتَ وَ أَنَّی شِئْتَ لِمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنَّا- ثُمَّ دَعَا بِابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ علیه السلام فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ قَالَ لَبَّیْكَ قَالَ إِذَا كَانَ غَداً فَاغْدُ إِلَی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خُذِ الْخَیْطَ الَّذِی نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِیلُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَحَرِّكْهُ تَحْرِیكاً لَیِّناً وَ لَا تُحَرِّكْهُ تَحْرِیكاً شَدِیداً فَیَهْلِكُوا جَمِیعاً قَالَ جَابِرٌ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَبَقِیتُ مُتَعَجِّباً مِنْ قَوْلِهِ لَا أَدْرِی مَا أَقُولُ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ جِئْتُهُ وَ كَانَ قَدْ طَالَ عَلَیَّ لَیْلِی حِرْصاً لِأَنْظُرَ مَا یَكُونُ مِنْ أَمْرِ الْخَیْطِ فَبَیْنَمَا أَنَا بِالْبَابِ إِذْ خَرَجَ علیه السلام فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ وَ قَالَ مَا غَدَا بِكَ یَا جَابِرُ وَ لَمْ تَكُنْ تَأْتِینَا فِی هَذَا الْوَقْتِ فَقُلْتُ لَهُ لِقَوْلِ الْإِمَامِ علیه السلام بِالْأَمْسِ خُذِ الْخَیْطَ الَّذِی أَتَی بِهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ صِرْ إِلَی مَسْجِدِ جَدِّكَ ص وَ حَرِّكْهُ تَحْرِیكاً لَیِّناً وَ لَا تُحَرِّكْهُ تَحْرِیكاً شَدِیداً فَتُهْلِكَ النَّاسَ جَمِیعاً قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام لَوْ لَا الْوَقْتُ الْمَعْلُومُ وَ الْأَجَلُ الْمَحْتُومُ وَ الْقَدَرُ الْمَقْدُورُ لَخَسَفْتُ بِهَذَا الْخَلْقِ الْمَنْكُوسِ فِی طَرْفَةِ عَیْنٍ بَلْ فِی لَحْظَةٍ وَ لَكِنَّا عِبادٌ مُكْرَمُونَ- لَا نَسْبِقُهُ بِالْقَوْلِ وَ بِأَمْرِهِ نَعْمَلُ یَا جَابِرُ قَالَ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ وَ لِمَ تَفْعَلُ بِهِمْ هَذَا فَقَالَ لِی أَ مَا حَضَرْتَ بِالْأَمْسِ وَ الشِّیعَةُ تَشْكُو إِلَی أَبِی مَا یَلْقَوْنَ مِنْ هَؤُلَاءِ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ نَعَمْ فَقَالَ إِنَّهُ أَمَرَنِی أَنْ أُرْعِبَهُمْ لَعَلَّهُمْ یَنْتَهُونَ وَ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ تَهْلِكَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ وَ یُطَهِّرَ اللَّهُ الْبِلَادَ وَ الْعِبَادَ مِنْهُمْ.
ص: 275
قَالَ جَابِرٌ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَقُلْتُ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ كَیْفَ تُرْعِبُهُمْ وَ هُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ یُحْصَوْا فَقَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام امْضِ بِنَا إِلَی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأُرِیَكَ قُدْرَةً مِنْ قُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَی الَّتِی خَصَّنَا بِهَا وَ مَا مَنَّ بِهِ عَلَیْنَا مِنْ دُونِ النَّاسِ فَقَالَ جَابِرٌ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَمَضَیْتُ مَعَهُ إِلَی الْمَسْجِدِ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ وَضَعَ خَدَّهُ عَلَی التُّرَابِ وَ تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ أَخْرَجَ مِنْ كُمِّهِ خَیْطاً دَقِیقاً فَاحَتْ مِنْهُ رَائِحَةُ الْمِسْكِ فَكَانَ فِی الْمَنْظَرِ أَدَقَّ مِنْ سَمِّ الْخِیَاطِ ثُمَّ قَالَ لِی خُذْ یَا جَابِرُ إِلَیْكَ طَرَفَ الْخَیْطِ وَ امْضِ رُوَیْداً وَ إِیَّاكَ أَنْ تُحَرِّكَهُ قَالَ فَأَخَذْتُ طَرَفَ الْخَیْطِ وَ مَشَیْتُ رُوَیْداً فَقَالَ علیه السلام قِفْ یَا جَابِرُ فَوَقَفْتُ ثُمَّ حَرَّكَ الْخَیْطَ تَحْرِیكاً خَفِیفاً مَا ظَنَنْتُ أَنَّهُ حَرَّكَهُ مِنْ لِینِهِ ثُمَّ قَالَ علیه السلام نَاوِلْنِی طَرَفَ الْخَیْطِ فَنَاوَلْتُهُ وَ قُلْتُ مَا فَعَلْتَ بِهِ یَا سَیِّدِی قَالَ وَیْحَكَ اخْرُجْ فَانْظُرْ مَا حَالُ النَّاسِ قَالَ جَابِرُ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَخَرَجْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ وَ إِذَا النَّاسُ فِی صِیَاحٍ وَاحِدٍ وَ الصَّائِحَةُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ فَإِذَا بِالْمَدِینَةِ قَدْ زُلْزِلَتْ زَلْزَلَةً شَدِیدَةً وَ أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ وَ الْهَدْمَةُ وَ قَدْ خَرِبَتْ أَكْثَرُ دُورِ الْمَدِینَةِ وَ هَلَكَ مِنْهَا أَكْثَرُ مِنْ ثَلَاثِینَ أَلْفاً رِجَالًا وَ نِسَاءً دُونَ الْوِلْدَانِ وَ إِذِ النَّاسُ فِی صِیَاحٍ وَ بُكَاءٍ وَ عَوِیلٍ وَ هُمْ یَقُولُونَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ خَرِبَتْ دَارُ فُلَانٍ وَ خَرِبَ أَهْلُهَا وَ رَأَیْتُ النَّاسَ فَزِعِینَ إِلَی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُمْ یَقُولُونَ كَانَتْ هَدْمَةً عَظِیمَةً وَ بَعْضُهُمْ یَقُولُ قَدْ كَانَتْ زَلْزَلَةً وَ بَعْضُهُمْ یَقُولُ كَیْفَ لَا نُخْسَفُ وَ قَدْ تَرَكْنَا الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ ظَهَرَ فِینَا الْفِسْقُ وَ الْفُجُورُ وَ ظُلْمُ آلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ اللَّهِ لَیُزَلْزَلُ بِنَا أَشَدَّ مِنْ هَذَا وَ أَعْظَمَ أَوْ نُصْلِحَ مِنْ أَنْفُسِنَا مَا أَفْسَدْنَا قَالَ جَابِرٌ رحمه اللّٰه فَبَقِیتُ مُتَحَیِّراً أَنْظُرُ إِلَی النَّاسِ حَیَارَی یَبْكُونَ فَأَبْكَانِی بُكَاؤُهُمْ
وَ هُمْ لَا یَدْرُونَ مِنْ أَیْنَ أُتُوا فَانْصَرَفْتُ إِلَی الْبَاقِرِ علیه السلام وَ قَدْ حَفَّ بِهِ النَّاسُ فِی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُمْ یَقُولُونَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَ مَا تَرَی إِلَی مَا نَزَلَ بِنَا فَادْعُ اللَّهَ لَنَا فَقَالَ لَهُمْ افْزَعُوا إِلَی الصَّلَاةِ وَ الدُّعَاءِ وَ الصَّدَقَةِ ثُمَّ أَخَذَ علیه السلام بِیَدِی وَ سَارَ بِی فَقَالَ لِی مَا حَالُ النَّاسِ فَقُلْتُ لَا تَسْأَلْ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ خَرِبَتِ
ص: 276
الدُّورُ وَ الْمَسَاكِنُ وَ هَلَكَ النَّاسُ وَ رَأَیْتُهُمْ بِحَالٍ رَحِمْتُهُمْ فَقَالَ علیه السلام لَا رَحِمَهُمُ اللَّهُ أَمَا إِنَّهُ قَدْ أَبْقَیْتُ عَلَیْكَ بَقِیَّةً وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَمْ تُرْحَمْ أَعْدَاؤُنَا وَ أَعْدَاءُ أَوْلِیَائِنَا ثُمَّ قَالَ سُحْقاً سُحْقاً وَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِینَ وَ اللَّهِ لَوْ لَا مَخَافَةُ مُخَالَفَةِ وَالِدِی لَزِدْتُ فِی التَّحْرِیكِ وَ أَهْلَكْتُهُمْ أَجْمَعِینَ وَ جَعَلْتُ أَعْلَاهَا أَسْفَلَهَا فَكَانَ لَا یَبْقَی فِیهَا دَارٌ وَ لَا جِدَارٌ فَمَا أَنْزَلُونَا وَ أَوْلِیَاءَنَا مِنْ أَعْدَائِنَا هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ غَیْرُهُمْ وَ لَكِنِّی أَمَرَنِی مَوْلَایَ أَنْ أُحَرِّكَ تَحْرِیكاً سَاكِناً ثُمَّ صَعِدَ علیه السلام الْمَنَارَةَ وَ أَنَا أَرَاهُ وَ النَّاسُ لَا یَرَوْنَهُ فَمَدَّ یَدَهُ وَ أَدَارَهَا حَوْلَ الْمَنَارَةِ فَزُلْزِلَتِ الْمَدِینَةُ زَلْزَلَةً خَفِیفَةً وَ تَهَدَّمَتْ دُورٌ ثُمَّ تَلَا الْبَاقِرُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ- ذلِكَ جَزَیْناهُمْ بِبَغْیِهِمْ- وَ هَلْ نُجازِی إِلَّا الْكَفُورَ(1) وَ تَلَا أَیْضاً فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِیَها سافِلَها(2) وَ تَلَا فَخَرَّ عَلَیْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَ أَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَیْثُ لا یَشْعُرُونَ (3) قَالَ جَابِرٌ فَخَرَجَتِ الْعَوَاتِقُ مِنْ خُدُورِهِنَّ فِی الزَّلْزَلَةِ الثَّانِیَةِ یَبْكِینَ وَ یَتَضَرَّعْنَ مُنْكَشِفَاتٍ- لَا یَلْتَفِتُ إِلَیْهِنَّ أَحَدٌ فَلَمَّا نَظَرَ الْبَاقِرُ علیه السلام إِلَی تَحَیُّرِ الْعَوَاتِقِ رَقَّ لَهُنَّ فَوَضَعَ الْخَیْطَ فِی كُمِّهِ وَ سَكَنَتِ الزَّلْزَلَةُ ثُمَّ نَزَلَ عَنِ الْمَنَارَةِ وَ النَّاسُ لَا یَرَوْنَهُ وَ أَخَذَ بِیَدِی حَتَّی خَرَجْنَا مِنَ الْمَسْجِدِ فَمَرَرْنَا بِحَدَّادٍ اجْتَمَعَ النَّاسُ بِبَابِ حَانُوتِهِ وَ الْحَدَّادُ یَقُولُ أَ مَا سَمِعْتُمُ الْهَمْهَمَةَ فِی الْهَدْمِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ بَلْ كَانَتْ هَمْهَمَةً كَثِیرَةً وَ قَالَ قَوْمٌ آخَرُونَ بَلْ وَ اللَّهِ كَثِیرٌ إِلَّا أَنَّا لَمْ نَقِفْ عَلَی الْكَلَامِ قَالَ جَابِرٌ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَنَظَرَ إِلَیَّ الْبَاقِرُ وَ تَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ یَا جَابِرُ هَذَا لِمَا طَغَوْا وَ بَغَوْا فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا هَذَا الْخَیْطُ الَّذِی فِیهِ الْعَجَبُ فَقَالَ بَقِیَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسی وَ آلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ وَ نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَیْحَكَ یَا جَابِرُ إِنَّا مِنَ اللَّهِ تَعَالَی بِمَكَانٍ وَ مَنْزِلَةٍ رَفِیعَةٍ فَلَوْ لَا نَحْنُ لَمْ یَخْلُقِ اللَّهُ تَعَالَی سَمَاءً وَ لَا أَرْضاً وَ لَا جَنَّةً وَ لَا نَاراً وَ لَا شَمْساً وَ لَا قَمَراً وَ لَا جِنّاً وَ لَا إِنْساً وَیْحَكَ یَا جَابِرُ
ص: 277
لَا یُقَاسُ بِنَا أَحَدٌ یَا جَابِرُ بِنَا وَ اللَّهِ أَنْقَذَكُمُ اللَّهُ وَ بِنَا نَعَشَكُمْ وَ بِنَا هَدَاكُمْ وَ نَحْنُ وَ اللَّهِ دَلَلْنَا لَكُمْ عَلَی رَبِّكُمْ فَقِفُوا عِنْدَ أَمْرِنَا وَ نَهْیِنَا وَ لَا تَرُدُّوا عَلَیْنَا مَا أَوْرَدْنَا عَلَیْكُمْ فَإِنَّا بِنِعَمِ اللَّهِ أَجَلُّ وَ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ یُرَدَّ عَلَیْنَا وَ جَمِیعُ مَا یَرِدُ عَلَیْكُمْ مِنَّا فَمَا فَهِمْتُمُوهُ فَاحْمَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ وَ مَا جَهِلْتُمُوهُ فَرُدُّوهُ إِلَیْنَا وَ قُولُوا أَئِمَّتُنَا أَعْلَمُ بِمَا قَالُوا قَالَ جَابِرٌ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَهُ أَمِیرُ الْمَدِینَةِ الْمُقِیمُ بِهَا مِنْ قِبَلِ بَنِی أُمَیَّةَ قَدْ نُكِبَ وَ نُكِبَ حَوَالَیْهِ حُرْمَتُهُ وَ هُوَ یُنَادِی مَعَاشِرَ النَّاسِ احْضُرُوا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله- عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ تَقَرَّبُوا بِهِ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی وَ تَضَرَّعُوا إِلَیْهِ وَ أَظْهِرُوا التَّوْبَةَ وَ الْإِنَابَةَ لَعَلَّ اللَّهَ یَصْرِفُ عَنْكُمُ الْعَذَابَ قَالَ جَابِرٌ رَفَعَ اللَّهُ دَرَجَتَهُ فَلَمَّا بَصُرَ الْأَمِیرُ بِالْبَاقِرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام سَارَعَ نَحْوَهُ فَقَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَ مَا تَرَی مَا نَزَلَ بِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه وآله وَ قَدْ هَلَكُوا
وَ فَنُوا ثُمَّ قَالَ لَهُ أَیْنَ أَبُوكَ حَتَّی نَسْأَلَهُ أَنْ یَخْرُجَ مَعَنَا إِلَی الْمَسْجِدِ فَنَتَقَرَّبَ بِهِ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی فَیَرْفَعَ عَنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه وآله الْبَلَاءَ فَقَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام یَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی وَ لَكِنْ أَصْلِحُوا مِنْ أَنْفُسِكُمْ وَ عَلَیْكُمْ بِالتَّوْبَةِ وَ النُّزُوعِ عَمَّا أَنْتُمْ عَلَیْهِ فَإِنَّهُ فَلا یَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ قَالَ جَابِرٌ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَأَتَیْنَا زَیْنَ الْعَابِدِینَ علیه السلام بِأَجْمَعِنَا وَ هُوَ یُصَلِّی فَانْتَظَرْنَا حَتَّی انْفَتَلَ وَ أَقْبَلَ عَلَیْنَا ثُمَّ قَالَ لِابْنِهِ سِرّاً یَا مُحَمَّدُ كِدْتَ أَنْ تُهْلِكَ النَّاسَ جَمِیعاً قَالَ جَابِرٌ قُلْتُ وَ اللَّهِ یَا سَیِّدِی مَا شَعَرْتُ بِتَحْرِیكِهِ حِینَ حَرَّكَهُ فَقَالَ علیه السلام یَا جَابِرُ لَوْ شَعَرْتَ بِتَحْرِیكِهِ مَا بَقِیَ عَلَیْهَا نَافِخُ نَارٍ فَمَا خَبَرُ النَّاسِ فَأَخْبَرْنَاهُ فَقَالَ ذَلِكَ مِمَّا اسْتَحَلُّوا مِنَّا مَحَارِمَ اللَّهِ وَ انْتَهَكُوا مِنْ حُرْمَتِنَا فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ سُلْطَانَهُمْ بِالْبَابِ قَدْ سَأَلَنَا أَنْ نَسْأَلَكَ أَنْ تَحْضُرَ الْمَسْجِدَ حَتَّی تَجْتَمِعَ النَّاسُ إِلَیْكَ یَدْعُونَ وَ یَتَضَرَّعُونَ إِلَیْهِ وَ یَسْأَلُونَهُ الْإِقَالَةَ فَتَبَسَّمَ علیه السلام ثُمَّ تَلَا أَ وَ لَمْ تَكُ تَأْتِیكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَیِّناتِ قالُوا بَلی قالُوا فَادْعُوا وَ ما دُعاءُ الْكافِرِینَ
ص: 278
إِلَّا فِی ضَلالٍ (1) قُلْتُ یَا سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ الْعَجَبُ أَنَّهُمْ لَا یَدْرُونَ مِنْ أَیْنَ أُتُوا فَقَالَ علیه السلام أَجَلْ ثُمَّ تَلَا فَالْیَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ یَوْمِهِمْ هذا وَ ما كانُوا بِآیاتِنا یَجْحَدُونَ (2)
هِیَ وَ اللَّهِ یَا جَابِرُ آیَاتُنَا وَ هَذِهِ وَ اللَّهِ إِحْدَاهَا وَ هِیَ مِمَّا وَصَفَ اللَّهُ تَعَالَی فِی كِتَابِهِ- بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَی الْباطِلِ فَیَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَ لَكُمُ الْوَیْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (3) ثُمَّ قَالَ علیه السلام یَا جَابِرُ مَا ظَنُّكَ بِقَوْمٍ أَمَاتُوا سُنَّتَنَا وَ ضَیَّعُوا عَهْدَنَا وَ وَالُوا أَعْدَاءَنَا وَ انْتَهَكُوا حُرْمَتَنَا وَ ظَلَمُونَا حَقَّنَا وَ غَصَبُونَا إِرْثَنَا وَ أَعَانُوا الظَّالِمِینَ عَلَیْنَا وَ أَحْیَوْا سُنَّتَهُمْ وَ سَارُوا سِیرَةَ الْفَاسِقِینَ الْكَافِرِینَ فِی فَسَادِ الدِّینِ وَ إِطْفَاءِ نُورِ الْحَقِّ قَالَ جَابِرٌ فَقُلْتُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی مَنَّ عَلَیَّ بِمَعْرِفَتِكُمْ وَ عَرَّفَنِی فَضْلَكُمْ وَ أَلْهَمَنِی طَاعَتَكُمْ وَ وَفَّقَنِی لِمُوَالاةِ أَوْلِیَائِكُمْ وَ مُعَادَاةِ أَعْدَائِكُمْ فَقَالَ ص یَا جَابِرُ أَ تَدْرِی مَا الْمَعْرِفَةُ فَسَكَتَ جَابِرٌ فَأَوْرَدَ عَلَیْهِ الْخَبَرَ بِطُولِهِ (4).
بیان: قال الفیروزآبادی (5)
الشأفة قرحة تخرج فی أسفل القدم فتكوی فتذهب فإذا قطعت مات صاحبها و الأصل و استأصل اللّٰه شأفته أذهبه كما تذهب تلك القرحة أو معناه أزاله من أصله انتهی.
و مالأه علی الأمر ساعده و شایعه قوله بعینك أی بعلمك قوله أبقیت علیك أی رحمتك و فی بعض النسخ بقیت علیك بقیة أی لم یأت زمان هلاك جمیعهم و السحق البعد و العواتق جمع العاتق و هی الجاریة الشابة أول ما تدرك و الخدور جمع الخدر بالكسر و هی ناحیة من البیت یترك علیها ستر فیكون فیها الجاریة البكر و قوله نكب علی البناء للمفعول من قولهم نكبه الدهر أی بلغ منه أو أصابه بنكبة.
ص: 279
«81»- ختص، [الإختصاص] ابْنُ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ أَسِیرُ مَعَ أَبِی فِی طَرِیقِ مَكَّةَ وَ نَحْنُ عَلَی نَاقَتَیْنِ فَلَمَّا صِرْنَا بِوَادِی ضَجْنَانَ خَرَجَ عَلَیْنَا رَجُلٌ فِی عُنُقِهِ سِلْسِلَةٌ یَسْحَبُهَا فَقَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ اسْقِنِی سَقَاكَ اللَّهُ فَتَبِعَهُ رَجُلٌ آخَرُ فَاجْتَذَبَ السِّلْسِلَةَ وَ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَا تَسْقِهِ لَا سَقَاهُ اللَّهُ فَالْتَفَتَ إِلَیَّ أَبِی فَقَالَ یَا جَعْفَرُ عَرَفْتَ هَذَا هَذَا مُعَاوِیَةُ(1).
«82»- ختص (2)،[الإختصاص] یر، [بصائر الدرجات] عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّی عَنْ أَبِیهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ كَذلِكَ نُرِی إِبْراهِیمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (3) قَالَ فَكُنْتُ مُطْرِقاً إِلَی الْأَرْضِ فَرَفَعَ یَدَهُ إِلَی فَوْقُ ثُمَّ قَالَ لِیَ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَرَفَعْتُ رَأْسِی فَنَظَرْتُ إِلَی السَّقْفِ قَدِ انْفَجَرَ حَتَّی خَلَصَ بَصَرِی إِلَی نُورٍ سَاطِعٍ حَارَ بَصَرِی دُونَهُ قَالَ ثُمَّ قَالَ لِی رَأَی إِبْرَاهِیمُ علیه السلام مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ هَكَذَا ثُمَّ قَالَ لِی أَطْرِقْ فَأَطْرَقْتُ ثُمَّ قَالَ لِیَ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَرَفَعْتُ رَأْسِی قَالَ فَإِذَا السَّقْفُ عَلَی حَالِهِ قَالَ ثُمَّ أَخَذَ بِیَدِی وَ قَامَ وَ أَخْرَجَنِی مِنَ الْبَیْتِ الَّذِی كُنْتُ فِیهِ وَ أَدْخَلَنِی بَیْتاً آخَرَ فَخَلَعَ ثِیَابَهُ الَّتِی كَانَتْ عَلَیْهِ وَ لَبِسَ ثِیَاباً غَیْرَهَا ثُمَّ قَالَ لِی غُضَّ بَصَرَكَ فَغَضَضْتُ بَصَرِی وَ قَالَ لِی لَا تَفْتَحْ عَیْنَیْكَ فَلَبِثْتُ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ لِی أَ تَدْرِی أَیْنَ أَنْتَ قُلْتُ لَا جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ لِی أَنْتَ فِی الظُّلْمَةِ الَّتِی سَلَكَهَا ذُو الْقَرْنَیْنِ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَ تَأْذَنُ لِی أَنْ أَفْتَحَ عَیْنِی فَقَالَ لِیَ افْتَحْ فَإِنَّكَ لَا تَرَی شَیْئاً فَفَتَحْتُ عَیْنِی فَإِذَا أَنَا فِی ظُلْمَةٍ- لَا أُبْصِرُ فِیهَا مَوْضِعَ قَدَمِی ثُمَّ سَارَ قَلِیلًا وَ وَقَفَ فَقَالَ لِی هَلْ تَدْرِی أَیْنَ أَنْتَ قُلْتُ لَا قَالَ أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَی عَیْنِ الْحَیَاةِ الَّتِی شَرِبَ مِنْهَا الْخَضِرُ علیه السلام وَ خَرَجْنَا مِنْ ذَلِكَ الْعَالَمِ إِلَی عَالَمٍ آخَرَ فَسَلَكْنَا فِیهِ فَرَأَیْنَا كَهَیْئَةِ عَالَمِنَا فِی
ص: 280
بِنَائِهِ وَ مَسَاكِنِهِ وَ أَهْلِهِ ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَی عَالَمٍ ثَالِثٍ كَهَیْئَةِ الْأَوَّلِ وَ الثَّانِی حَتَّی وَرَدْنَا خَمْسَةَ عَوَالِمَ قَالَ ثُمَّ قَالَ هَذِهِ مَلَكُوتُ الْأَرْضِ وَ لَمْ یَرَهَا إِبْرَاهِیمُ وَ إِنَّمَا رَأَی مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَ هِیَ اثْنَا عَشَرَ عَالَماً كُلُّ عَالَمٍ كَهَیْئَةِ مَا رَأَیْتَ كُلَّمَا مَضَی مِنَّا إِمَامٌ سَكَنَ أَحَدَ هَذِهِ الْعَوَالِمِ حَتَّی یَكُونَ آخِرُهُمُ الْقَائِمَ فِی عَالَمِنَا الَّذِی نَحْنُ سَاكِنُوهُ قَالَ ثُمَّ قَالَ لِی غُضَّ بَصَرَكَ فَغَضَضْتُ بَصَرِی ثُمَّ أَخَذَ بِیَدِی فَإِذَا نَحْنُ فِی الْبَیْتِ الَّذِی خَرَجْنَا مِنْهُ فَنَزَعَ تِلْكَ الثِّیَابَ وَ لَبِسَ الثِّیَابَ الَّتِی كَانَتْ عَلَیْهِ وَ عُدْنَا إِلَی مَجْلِسِنَا فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ كَمْ مَضَی مِنَ النَّهَارِ قَالَ علیه السلام ثَلَاثُ سَاعَاتٍ (1).
بیان: قوله علیه السلام و لم یرها إبراهیم لعل المعنی أن إبراهیم لم یر ملكوت جمیع الأرضین و إنما رأی ملكوت أرض واحدة و لذا أتی اللّٰه تعالی الأرض بصیغة المفرد و یحتمل أن یكون فی قراءتهم علیهم السلام الأرض بالنصب.
«83»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ جَمِیعاً عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَذَكَرَ بَنِی أُمَیَّةَ وَ دَوْلَتَهُمْ وَ قَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ إِنَّمَا نَرْجُو أَنْ تَكُونَ صَاحِبَهُمْ وَ أَنْ یُظْهِرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هَذَا الْأَمْرَ عَلَی یَدِكَ فَقَالَ مَا أَنَا بِصَاحِبِهِمْ وَ لَا یَسُرُّنِی أَنْ أَكُونَ صَاحِبَهُمْ إِنَّ أَصْحَابَهُمْ أَوْلَادُ الزِّنَا إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَمْ یَخْلُقْ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ سِنِینَ وَ لَا أَیَّاماً أَقْصَرَ مِنْ سِنِیهِمْ وَ أَیَّامِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَأْمُرُ الْمَلَكَ الَّذِی فِی یَدِهِ الْفَلَكُ فَیَطْوِیهِ طَیّاً(2).
«84»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ بِجَادٍ الْعَابِدِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كُنَّا عِنْدَهُ وَ ذَكَرُوا سُلْطَانَ بَنِی أُمَیَّةَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَا یَخْرُجُ عَلَی هِشَامٍ أَحَدٌ إِلَّا قَتَلَهُ قَالَ:
ص: 281
وَ ذَكَرَ مُلْكَهُ عِشْرِینَ سَنَةً قَالَ فَجَزِعْنَا فَقَالَ مَا لَكُمْ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُهْلِكَ سُلْطَانَ قَوْمٍ أَمَرَ الْمَلَكَ فَأَسْرَعَ بِالسَّیْرِ الْفَلَكَ فَقَدَّرَ عَلَی مَا یُرِیدُ قَالَ فَقُلْنَا لِزَیْدٍ هَذِهِ الْمَقَالَةَ فَقَالَ إِنِّی شَهِدْتُ هِشَاماً وَ رَسُولُ اللَّهِ یُسَبُّ عِنْدَهُ فَلَمْ یُنْكِرْ ذَلِكَ وَ لَمْ یُغَیِّرْهُ فَوَ اللَّهِ لَوْ لَمْ یَكُنْ إِلَّا أَنَا وَ ابْنِی لَخَرَجْتُ عَلَیْهِ (1).
بیان: یمكن أن یكون طی الفلك و سرعته فی السیر كنایة عن تسبیب أسباب زوال ملكهم و أن یكون لكل ملك و دولة فلك غیر الأفلاك المعروفة السیر و یكون الإسراع و الإبطاء فی حركة ذلك الفلك لیوافق ما قدر لهم من عدد دوراته.
«85»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی حَمَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِیرٍ قَالَ: كُنْتُ مُزَامِلًا لِجَابِرِ بْنِ یَزِیدَ الْجُعْفِیِّ فَلَمَّا أَنْ كُنَّا بِالْمَدِینَةِ دَخَلَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَوَدَّعَهُ وَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وَ هُوَ مَسْرُورٌ حَتَّی وَرَدْنَا الْأُخَیْرِجَةَ(2)
أَوَّلَ مَنْزِلٍ تَعْدِلُ مِنْ فَیْدَ إِلَی الْمَدِینَةِ- یَوْمَ الْجُمُعَةِ فَصَلَّیْنَا الزَّوَالَ فَلَمَّا نَهَضَ بِنَا الْبَعِیرُ إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ طُوَالٍ آدَمَ (3) مَعَهُ كِتَابٌ فَنَاوَلَهُ فَقَبَّلَهُ وَ وَضَعَهُ عَلَی عَیْنَیْهِ وَ إِذَا هُوَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ إِلَی جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ وَ عَلَیْهِ طِینٌ أَسْوَدُ رَطْبٌ فَقَالَ لَهُ مَتَی عَهْدُكَ بِسَیِّدِی فَقَالَ السَّاعَةَ فَقَالَ لَهُ قَبْلَ الصَّلَاةِ أَوْ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَقَالَ بَعْدَ الصَّلَاةِ- قَالَ فَفَكَّ الْخَاتَمَ وَ أَقْبَلَ یَقْرَؤُهُ وَ یَقْبِضُ وَجْهَهُ حَتَّی أَتَی عَلَی آخِرِهِ ثُمَّ أَمْسَكَ الْكِتَابَ فَمَا رَأَیْتُهُ ضَاحِكاً وَ لَا مَسْرُوراً حَتَّی وَافَی الْكُوفَةَ فَلَمَّا وَافَیْنَا الْكُوفَةَ لَیْلًا بِتُّ لَیْلَتِی فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَیْتُهُ إِعْظَاماً لَهُ فَوَجَدْتُهُ قَدْ خَرَجَ عَلَیَّ وَ فِی عُنُقِهِ كِعَابٌ (4) قَدْ عَلَّقَهَا وَ قَدْ رَكِبَ قَصَبَةً وَ هُوَ یَقُولُ أَجِدُ مَنْصُورَ
ص: 282
بْنَ جُمْهُورٍ أَمِیراً غَیْرَ مَأْمُورٍ وَ أَبْیَاتاً مِنْ نَحْوِ هَذَا فَنَظَرَ فِی وَجْهِی وَ نَظَرْتُ فِی وَجْهِهِ فَلَمْ یَقُلْ لِی شَیْئاً وَ لَمْ أَقُلْ لَهُ وَ أَقْبَلْتُ أَبْكِی لِمَا رَأَیْتُهُ وَ اجْتَمَعَ عَلَیَّ وَ عَلَیْهِ الصِّبْیَانُ وَ النَّاسُ وَ جَاءَ حَتَّی دَخَلَ الرَّحْبَةَ وَ أَقْبَلَ یَدُورُ مَعَ الصِّبْیَانِ وَ النَّاسُ یَقُولُونَ جُنَّ جَابِرُ بْنُ یَزِیدَ فَوَ اللَّهِ مَا مَضَتِ الْأَیَّامُ حَتَّی وَرَدَ كِتَابُ هِشَامِ [بْنِ] عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَی وَالِیهِ أَنِ انْظُرْ رَجُلًا یُقَالُ لَهُ جَابِرُ بْنُ یَزِیدَ الْجُعْفِیُّ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ وَ ابْعَثْ إِلَیَّ بِرَأْسِهِ فَالْتَفَتَ إِلَی جُلَسَائِهِ فَقَالَ لَهُمْ مَنْ جَابِرُ بْنُ یَزِیدَ الْجُعْفِیُّ قَالُوا أَصْلَحَكَ اللَّهُ كَانَ رَجُلًا لَهُ عِلْمٌ وَ فَضْلٌ وَ حَدِیثٌ وَ حَجَّ فَجُنَّ وَ هُوَ ذَا فِی الرَّحْبَةِ مَعَ الصِّبْیَانِ عَلَی الْقَصَبِ یَلْعَبُ مَعَهُمْ قَالَ فَأَشْرَفَ عَلَیْهِ فَإِذَا هُوَ مَعَ الصِّبْیَانِ یَلْعَبُ عَلَی الْقَصَبِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی عَافَانِی مِنْ قَتْلِهِ قَالَ وَ لَمْ تَمْضِ الْأَیَّامُ حَتَّی دَخَلَ مَنْصُورُ بْنُ جُمْهُورٍ الْكُوفَةَ وَ صَنَعَ مَا كَانَ یَقُولُ جَابِرٌ(1).
بیان: فید منزل بطریق مكة و المعنی أنك إذا توجهت من فید إلی المدینة فهو أول منازلك و الحاصل أن الطریق من الكوفة إلی مكة و إلی المدینة مشتركان إلی فید ثم یفترق الطریقان فإذا ذهبت إلی المدینة عادلا عن طریق مكة فأول منزل تنزله الأخیرجة.
و قیل أراد به أن المسافة بین الأخیرجة و بین المدینة كالمسافة بین فید و المدینة.
و قیل المعنی أن المسافة بینها و بین الكوفة كانت مثل ما بین فید و المدینة و ما ذكرنا أظهر.
و منصور بن جمهور كان والیا بالكوفة ولاه یزید بن الولید من خلفاء بنی أمیة بعد عزل یوسف بن عمر فی سنة ست و عشرین و مائة و كان بعد وفاة الباقر علیه السلام باثنتی عشرة سنة و لعل جابرا رحمه اللّٰه أخبر بذلك فیما أخبر من وقائع الكوفة.
«86»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ سَدِیرٍ الصَّیْرَفِیِ
ص: 283
قَالَ: أَوْصَانِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام بِحَوَائِجَ لَهُ بِالْمَدِینَةِ قَالَ فَبَیْنَا أَنَا فِی فَخِّ الرَّوْحَاءِ(1) عَلَی رَاحِلَتِی إِذَا إِنْسَانٌ یَلْوِی بِثَوْبِهِ قَالَ فَمِلْتُ إِلَیْهِ وَ ظَنَنْتُ أَنَّهُ عَطْشَانُ فَنَاوَلْتُهُ الْإِدَاوَةَ قَالَ فَقَالَ لَا حَاجَةَ لِی بِهَا ثُمَّ نَاوَلَنِی كِتَاباً طِینُهُ رَطْبٌ قَالَ فَلَمَّا نَظَرْتُ إِلَی خَتْمِهِ إِذَا هُوَ خَاتَمُ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ مَتَی عَهْدُكَ بِصَاحِبِ الْكِتَابِ قَالَ السَّاعَةَ قَالَ فَإِذَا فِیهِ أَشْیَاءُ یَأْمُرُنِی بِهَا قَالَ ثُمَّ الْتَفَتُّ فَإِذَا لَیْسَ عِنْدِی أَحَدٌ قَالَ فَقَدِمَ أَبُو جَعْفَرٍ فَلَقِیتُهُ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ رَجُلٌ أَتَانِی بِكِتَابِكَ وَ طِینُهُ رَطْبٌ قَالَ إِذَا عَجَّلَ بِنَا أَمْرٌ أَرْسَلْتُ بَعْضَهُمْ یَعْنِی الْجِنَّ وَ زَادَ فِیهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ یَا سَدِیرُ إِنَّ لَنَا خَدَماً مِنَ الْجِنِّ فَإِذَا أَرَدْنَا السُّرْعَةَ بَعَثْنَاهُمْ (2).
«87»- عُیُونُ الْمُعْجِزَاتِ، رُوِیَ: أَنَّ حَبَابَةَ الْوَالِبِیَّةَ رَحِمَهَا اللَّهُ بَقِیَتْ إِلَی إِمَامَةِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَدَخَلَتْ عَلَیْهِ فَقَالَ مَا الَّذِی أَبْطَأَ بِكِ یَا حَبَابَةُ قَالَتْ كَبُرَ سِنِّی وَ ابْیَضَّ رَأْسِی وَ كَثُرَتْ هُمُومِی فَقَالَ علیه السلام ادْنِی مِنِّی فَدَنَتْ مِنْهُ فَوَضَعَ یَدَهُ علیه السلام عَلَی مَفْرِقِ رَأْسِهَا وَ دَعَا لَهَا بِكَلَامٍ لَمْ نَفْهَمْهُ فَاسْوَدَّ شَعْرُ رَأْسِهَا وَ عَادَ حَالِكاً(3)
وَ صَارَتْ شَابَّةً فَسُرَّتْ بِذَلِكَ وَ سُرَّ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لِسُرُورِهَا فَقَالَتْ بِالَّذِی أَخَذَ مِیثَاقَكَ عَلَی النَّبِیِّینَ أَیَّ شَیْ ءٍ كُنْتُمْ فِی الْأَظِلَّةِ فَقَالَ یَا حَبَابَةُ نُوراً قَبْلَ أَنْ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ علیه السلام نُسَبِّحُ اللَّهَ سُبْحَانَهُ فَسَبَّحَتِ الْمَلَائِكَةُ بِتَسْبِیحِنَا وَ لَمْ تَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَی آدَمَ علیه السلام أَجْرَی ذَلِكَ النُّورَ فِیهِ (4).
«88»- خص، [منتخب البصائر] عَنْ أَبِی سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ
ص: 284
عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَا مَوْلَاكَ وَ مِنْ شِیعَتِكَ ضَعِیفٌ ضَرِیرٌ فَاضْمَنْ لِیَ الْجَنَّةَ قَالَ أَ وَ لَا أُعْطِیكَ عَلَامَةَ الْأَئِمَّةِ قُلْتُ وَ مَا عَلَیْكَ أَنْ تَجْمَعَهَا لِی قَالَ وَ تُحِبُّ ذَلِكَ قُلْتُ وَ كَیْفَ لَا أُحِبُّ فَمَا زَادَ أَنْ مَسَحَ عَلَی بَصَرِی فَأَبْصَرْتُ جَمِیعَ الْأَئِمَّةِ عِنْدَهُ فِی السَّقِیفَةِ الَّتِی كَانَ فِیهَا جَالِساً قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ مُدَّ بَصَرَكَ فَانْظُرْ مَا ذَا تَرَی بِعَیْنِكَ قَالَ فَوَ اللَّهِ مَا أَبْصَرْتُ إِلَّا كَلْباً أَوْ خِنْزِیراً أَوْ قِرْداً قُلْتُ مَا هَذَا الْخَلْقُ الْمَمْسُوخُ قَالَ هَذَا الَّذِی تَرَی هُوَ السَّوَادُ الْأَعْظَمُ وَ لَوْ كُشِفَ لِلنَّاسِ مَا نَظَرَ الشِّیعَةُ إِلَی مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا فِی هَذِهِ الصُّورَةِ ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنْ أَحْبَبْتَ تَرَكْتُكَ عَلَی حَالِكَ هَذَا وَ إِنْ أَحْبَبْتَ ضَمِنْتُ لَكَ عَلَی اللَّهِ الْجَنَّةَ وَ رَدَدْتُكَ إِلَی حَالِكَ الْأَوَّلِ قُلْتُ لَا حَاجَةَ لِی فِی النَّظَرِ إِلَی هَذَا الْخَلْقِ الْمَنْكُوسِ رُدَّنِی رُدَّنِی إِلَی حَالَتِی فَمَا لِلْجَنَّةِ عِوَضٌ فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَی عَیْنِی فَرَجَعْتُ كَمَا كُنْتُ (1).
أقول: قد مضی أخبار ظهور الملائكة و الجن له علیه السلام فی كتاب الإمامة و سیأتی كثیر من معجزاته علیه السلام فی الأبواب الآتیة.
«89»- ق، [الكتاب العتیق الغرویّ] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِیُّ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی وَ بَیْنَنَا قَوْمٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِذْ أَتَاهُ آتٍ فَقَالَ لَهُ الْحَقْ فَقَدِ احْتَرَقَتْ دَارُكَ فَقَالَ یَا بُنَیَّ مَا احْتَرَقَتْ فَذَهَبَ ثُمَّ لَمْ یَلْبَثْ أَنْ عَادَ فَقَالَ وَ اللَّهِ احْتَرَقَتْ دَارُكَ فَقَالَ یَا بُنَیَّ وَ اللَّهِ مَا احْتَرَقَتْ فَذَهَبَ ثُمَّ لَمْ یَلْبَثْ أَنْ عَادَ وَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِنَا وَ مَوَالِینَا یَبْكُونَ وَ یَقُولُونَ قَدْ احْتَرَقَتْ دَارُكَ فَقَالَ كَلَّا وَ اللَّهِ مَا احْتَرَقَتْ وَ لَا كَذِبْتُ وَ لَا كُذِبْتُ وَ أَنَا أَوْثَقُ بِمَا فِی یَدِی مِنْكُمْ وَ مِمَّا أَبْصَرَتْ أَعْیُنُكُمْ وَ قَامَ أَبِی وَ قُمْتُ مَعَهُ حَتَّی انْتَهَوْا إِلَی مَنَازِلِنَا وَ النَّارُ مُشْتَعِلَةٌ عَنْ أَیْمَانِ مَنَازِلِنَا وَ عَنْ شَمَائِلِهَا وَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ مِنْهَا ثُمَّ عَدَلَ إِلَی الْمَسْجِدِ فَخَرَّ سَاجِداً وَ قَالَ فِی سُجُودِهِ وَ عِزَّتِكَ وَ جَلَالِكَ- لَا رَفَعْتُ رَأْسِی مِنْ سُجُودِی أَوْ تُطْفِئَهَا
ص: 285
قَالَ فَوَ اللَّهِ مَا رَفَعَ رَأْسَهُ حَتَّی طَفِئَتْ وَ احْتَرَقَ مَا حَوْلَهَا وَ سَلِمَتْ مَنَازِلُنَا ثُمَّ ذَكَرَ علیه السلام أَنَّ ذَلِكَ لِدُعَاءٍ كَانَ قَرَأَهُ علیه السلام.
أقول: سیأتی ذكر الدعاء فی موضعه إن شاء اللّٰه.
«1»- سن، [المحاسن] مُحَسِّنُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام مَاتَ وَ تَرَكَ سِتِّینَ مَمْلُوكاً فَأَعْتَقَ ثُلُثَهُمْ عِنْدَ مَوْتِهِ (1).
«2»- شا، [الإرشاد] أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَدِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَالِحٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ الْمَكِّیِّ قَالَ: مَا رَأَیْتُ الْعُلَمَاءَ عِنْدَ أَحَدٍ قَطُّ أَصْغَرَ مِنْهُمْ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ لَقَدْ رَأَیْتُ الْحَكَمَ بْنَ عُتَیْبَةَ مَعَ جَلَالَتِهِ فِی الْقَوْمِ بَیْنَ یَدَیْهِ كَأَنَّهُ صَبِیٌّ بَیْنَ یَدِی مُعَلِّمِهِ وَ كَانَ جَابِرُ بْنُ یَزِیدَ الْجُعْفِیُّ إِذَا رَوَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ شَیْئاً قَالَ حَدَّثَنِی وَصِیُّ الْأَوْصِیَاءِ وَ وَارِثُ عِلْمِ الْأَنْبِیَاءِ- مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهم السلام(2).
3
قب، [المناقب] لابن شهرآشوب حِلْیَةُ الْأَوْلِیَاءِ(3)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ: مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ وَ كَانَ جَابِرُ(4).
«4»- شا، [الإرشاد] مُخَوَّلُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ قَیْسِ بْنِ الرَّبِیعِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا إِسْحَاقَ عَنِ
ص: 286
الْمَسْحِ فَقَالَ أَدْرَكْتُ النَّاسَ یَمْسَحُونَ حَتَّی لَقِیتُ رَجُلًا مِنْ بَنِی هَاشِمٍ لَمْ أَرَ مِثْلَهُ قَطُّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْمَسْحِ عَلَی الْخُفَّیْنِ فَنَهَانِی عَنْهُ وَ قَالَ لَمْ یَكُنْ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٌّ علیه السلام یَمْسَحُ عَلَیْهَا وَ كَانَ یَقُولُ سَبَقَ الْكِتَابُ الْمَسْحَ عَلَی الْخُفَّیْنِ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ فَمَا مَسَحْتُ مُذْ نَهَانِی عَنْهُ قَالَ قَیْسُ بْنُ الرَّبِیعِ وَ مَا مَسَحْتُ أَنَا مُذْ سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ (1).
«5»- شا، [الإرشاد] أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ كَانَ یَقُولُ مَا كُنْتُ أَرَی أَنَّ مِثْلَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ یَدَعُ خَلَفاً لِفَضْلِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ حَتَّی رَأَیْتُ ابْنَهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِظَهُ فَوَعَظَنِی فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ بِأَیِّ شَیْ ءٍ وَعَظَكَ قَالَ خَرَجْتُ إِلَی بَعْضِ نَوَاحِی الْمَدِینَةِ فِی سَاعَةٍ حَارَّةٍ فَلَقِیتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ وَ كَانَ رَجُلًا بَدِیناً وَ هُوَ مُتَّكٍ عَلَی غُلَامَیْنِ لَهُ أَسْوَدَیْنِ أَوْ مَوْلَیَیْنِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی شَیْخٌ مِنْ شُیُوخِ قُرَیْشٍ فِی هَذِهِ السَّاعَةِ عَلَی هَذِهِ الْحَالِ فِی طَلَبِ الدُّنْیَا أَشْهَدُ لَأَعِظَنَّهُ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَسَلَّمَ عَلَیَّ بِبُهْرٍ(2) وَ قَدْ تَصَبَّبَ عَرَقاً فَقُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ شَیْخٌ مِنْ أَشْیَاخِ قُرَیْشٍ فِی هَذِهِ السَّاعَةِ عَلَی هَذِهِ الْحَالِ فِی طَلَبِ الدُّنْیَا لَوْ جَاءَكَ الْمَوْتُ وَ أَنْتَ عَلَی هَذِهِ الْحَالِ قَالَ فَخَلَّی عَنِ الْغُلَامَیْنِ مِنْ یَدِهِ ثُمَّ تَسَانَدَ وَ قَالَ لَوْ جَاءَنِی وَ اللَّهِ الْمَوْتُ وَ أَنَا فِی هَذِهِ الْحَالِ جَاءَنِی وَ أَنَا فِی طَاعَةٍ مِنْ طَاعَاتِ اللَّهِ تَعَالَی أَكُفُّ بِهَا نَفْسِی عَنْكَ وَ عَنِ النَّاسِ وَ إِنَّمَا كُنْتُ أَخَافُ الْمَوْتَ لَوْ جَاءَنِی وَ أَنَا عَلَی مَعْصِیَةٍ مِنْ مَعَاصِی اللَّهِ فَقُلْتُ یَرْحَمُكَ اللَّهُ أَرَدْتُ أَنْ أَعِظَكَ فَوَعَظْتَنِی (3).
«6»- شا، [الإرشاد] أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی نَصْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَسْوَدَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ حِبَّانِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ كَثِیرٍ قَالَ: شَكَوْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام الْحَاجَةَ وَ جَفَاءَ الْإِخْوَانِ فَقَالَ بِئْسَ الْأَخُ أَخٌ یَرْعَاكَ
ص: 287
غَنِیّاً وَ یَقْطَعُكَ فَقِیراً ثُمَّ أَمَرَ غُلَامَهُ فَأَخْرَجَ كِیساً فِیهِ سَبْعُمِائَةِ دِرْهَمٍ فَقَالَ اسْتَنْفِقْ هَذِهِ فَإِذَا نَفِدَتْ فَأَعْلِمْنِی (1).
بیان: حبان بكسر الحاء و تشدید الباء أقول- رواه فی كتاب مطالب السئول (2) و كشف الغمة(3)
عن الأسود بن كثیر.
«7»- شا، [الإرشاد] رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِینَارٍ وَ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَیْدِ بْنِ عُمَیْرٍ أَنَّهُمَا قَالا: مَا لَقِینَا أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام إِلَّا وَ حَمَلَ إِلَیْنَا النَّفَقَةَ وَ الصِّلَةَ وَ الْكِسْوَةَ وَ یَقُولُ هَذَا مُعَدَّةٌ لَكُمْ قَبْلَ أَنْ تَلْقَوْنِی (4).
«8»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنْ عَمْرٍو وَ عَبْدِ اللَّهِ: مِثْلَهُ (5).
«9»- شا، [الإرشاد] رَوَی أَبُو نُعَیْمٍ النَّخَعِیُّ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ هِشَامٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ قَرْمٍ قَالَ: كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام یُجِیزُنَا بِالْخَمْسِمِائَةِ إِلَی السِّتِّمِائَةِ إِلَی الْأَلْفِ دِرْهَمٍ وَ كَانَ لَا یَمَلُّ مِنْ صِلَةِ إِخْوَانِهِ وَ قَاصِدِیهِ وَ مُؤَمِّلِیهِ وَ رَاجِیهِ (6).
«10»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنْ سُلَیْمَانَ: إِلَی قَوْلِهِ إِلَی الْأَلْفِ دِرْهَمٍ (7).
«11»- شا، [الإرشاد] وَ رُوِیَ عَنْهُ علیه السلام: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْحَدِیثِ تُرْسِلُهُ وَ لَا تُسْنِدُهُ فَقَالَ إِذَا حَدَّثْتُ الْحَدِیثَ فَلَمْ أُسْنِدْهُ فَسَنَدِی فِیهِ أَبِی عَنْ جَدِّی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ جَبْرَئِیلَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.
وَ كَانَ علیه السلام یَقُولُ: بَلِیَّةُ النَّاسِ عَلَیْنَا عَظِیمَةٌ إِنْ دَعَوْنَاهُمْ لَمْ یَسْتَجِیبُوا لَنَا وَ إِنْ تَرَكْنَاهُمْ لَمْ یَهْتَدُوا بِغَیْرِنَا.
وَ كَانَ علیه السلام یَقُولُ: مَا یَنْقِمُ النَّاسُ مِنَّا نَحْنُ أَهْلُ بَیْتِ الرَّحْمَةِ وَ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ وَ مَعْدِنُ الْحِكْمَةِ وَ مَوْضِعُ الْمَلَائِكَةِ وَ مَهْبِطُ الْوَحْیِ (8).
ص: 288
بیان: ما ینقم الناس منا أی ما یكرهون و یعیبون منا.
«12»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب مُسْنَدُ أَبِی حَنِیفَةَ قَالَ الرَّاوِی: مَا سَأَلْتُ جَابِرَ الْجُعْفِیِّ قَطُّ مَسْأَلَةً إِلَّا أَتَانِی فِیهَا بِحَدِیثٍ وَ كَانَ جَابِرٌ الْجُعْفِیُّ إِذَا رَوَی عَنْهُ علیه السلام قَالَ حَدَّثَنِی وَصِیُّ الْأَوْصِیَاءِ وَ وَارِثُ عِلْمِ الْأَنْبِیَاءِ.
أَبُو نُعَیْمٍ فِی الْحِلْیَةِ(1)،: أَنَّهُ علیه السلام الْحَاضِرُ الذَّاكِرُ الْخَاشِعُ الصَّابِرُ- أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْبَاقِرُ وَ قَالُوا الْكَرِیمُ بْنُ الْكَرِیمِ بْنِ الْكَرِیمِ بْنِ الْكَرِیمِ- یُوسُفُ بْنُ یَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ وَ كَذَلِكَ السَّیِّدُ بْنُ السَّیِّدِ بْنِ السَّیِّدِ بْنِ السَّیِّدِ- مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهم السلام(2)
وَ سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَلَمْ یَدْرِ بِمَا یُجِیبُهُ فَقَالَ اذْهَبْ إِلَی ذَلِكَ الْغُلَامِ فَسَلْهُ وَ أَعْلِمْنِی بِمَا یُجِیبُكَ وَ أَشَارَ بِهِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ فَأَتَاهُ فَسَأَلَهُ فَأَجَابَهُ فَرَجَعَ إِلَی ابْنِ عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ إِنَّهُمْ أَهْلُ بَیْتٍ مُفَهَّمُونَ (3).
الْجَاحِظُ فِی كِتَابِ الْبَیَانِ وَ التَّبْیِینِ (4)، قَالَ: قَدْ جَمَعَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام صَلَاحَ حَالِ الدُّنْیَا بِحَذَافِیرِهَا فِی كَلِمَتَیْنِ فَقَالَ صَلَاحُ جَمِیعِ الْمَعَایِشِ وَ التَّعَاشُرِ مِلْ ءَ مِكْیَالٍ ثُلُثَانِ فِطْنَةٌ وَ ثُلُثٌ تَغَافُلٌ.
وَ قَالَ لَهُ نَصْرَانِیٌّ أَنْتَ بَقَرٌ قَالَ لَا أَنَا بَاقِرٌ قَالَ أَنْتَ ابْنُ الطَّبَّاخَةِ قَالَ ذَاكَ حِرْفَتُهَا قَالَ أَنْتَ ابْنُ السَّوْدَاءِ الزِّنْجِیَّةِ الْبَذِیَّةِ قَالَ إِنْ كُنْتَ صَدَقْتَ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا وَ إِنْ كُنْتَ كَذَبْتَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ قَالَ فَأَسْلَمَ النَّصْرَانِیُ (5).
«13»- مكا، [مكارم الأخلاق] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَرَأَیْتُهُ وَ فِی
ص: 289
مَنْزِلِهِ نُضُدٌ وَ بَسَائِطُ وَ أَنْمَاطٌ وَ مَرَافِقُ فَقُلْتُ مَا هَذَا فَقَالَ مَتَاعُ الْمَرْأَةِ(1).
«14»- كشف، [كشف الغمة] عَنْ أَفْلَحَ مَوْلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ حَاجّاً فَلَمَّا دَخَلَ الْمَسْجِدَ نَظَرَ إِلَی الْبَیْتِ فَبَكَی حَتَّی عَلَا صَوْتُهُ فَقُلْتُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی إِنَّ النَّاسَ یَنْظُرُونَ إِلَیْكَ فَلَوْ رَفَعْتَ بِصَوْتِكَ قَلِیلًا فَقَالَ لِی وَیْحَكَ یَا أَفْلَحُ وَ لِمَ لَا أَبْكِی لَعَلَّ اللَّهَ تَعَالَی أَنْ یَنْظُرَ إِلَیَّ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ فَأَفُوزَ بِهَا عِنْدَهُ غَداً قَالَ ثُمَّ طَافَ بِالْبَیْتِ ثُمَّ جَاءَ حَتَّی رَكَعَ عِنْدَ الْمَقَامِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ سُجُودِهِ فَإِذَا مَوْضِعُ سُجُودِهِ مُبْتَلٌّ مِنْ كَثْرَةِ دُمُوعِ عَیْنَیْهِ وَ كَانَ إِذَا ضَحِكَ قَالَ اللَّهُمَّ لَا تَمْقُتْنِی.
وَ رَوَی عَنْهُ وَلَدُهُ جَعْفَرٌ علیه السلام قَالَ: كَانَ أَبِی یَقُولُ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ فِی تَضَرُّعِهِ- أَمَرْتَنِی فَلَمْ أَئْتَمِرْ وَ نَهَیْتَنِی فَلَمْ أَنْزَجِرْ فَهَا أَنَا ذَا عَبْدُكَ بَیْنَ یَدَیْكَ وَ لَا أَعْتَذِرُ(2).
بیان: روی الخبران فی الفصول المهمة(3)
و مطالب السئول (4) و فیهما: لِمَ لَا أَرْفَعُ صَوْتِی بِالْبُكَاءِ.
«15»- كشف، [كشف الغمة] قَالَ جَعْفَرٌ: فَقَدَ أَبِی بَغْلَةً لَهُ فَقَالَ لَئِنْ رَدَّهَا اللَّهُ تَعَالَی لَأَحْمَدَنَّهُ بِمَحَامِدَ یَرْضَاهَا فَمَا لَبِثَ أَنْ أُتِیَ بِهَا بِسَرْجِهَا وَ لِجَامِهَا فَلَمَّا اسْتَوَی عَلَیْهَا وَ ضَمَّ إِلَیْهِ ثِیَابَهُ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَی السَّمَاءِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَلَمْ یَزِدْ ثُمَّ قَالَ مَا تَرَكْتُ وَ لَا بَقَّیْتُ شَیْئاً جَعَلْتُ كُلَّ أَنْوَاعِ الْمَحَامِدِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَا مِنْ حَمْدٍ إِلَّا هُوَ دَاخِلٌ فِیمَا قُلْتُ (5).
وَ قَالَتْ سَلْمَی مَوْلَاةُ أَبِی جَعْفَرٍ: كَانَ یَدْخُلُ عَلَیْهِ إِخْوَانُهُ فَلَا یَخْرُجُونَ مِنْ عِنْدِهِ
ص: 290
حَتَّی یُطْعِمَهُمُ الطَّعَامَ الطَّیِّبَ وَ یَكْسُوَهُمُ الثِّیَابَ الْحَسَنَةَ وَ یَهَبَ لَهُمُ الدَّرَاهِمَ فَأَقُولُ لَهُ فِی ذَلِكَ لِیُقِلَّ مِنْهُ فَیَقُولُ یَا سَلْمَی مَا حَسَنَةُ الدُّنْیَا إِلَّا صِلَةُ الْإِخْوَانِ وَ الْمَعَارِفِ وَ كَانَ یُجِیزُ بِالْخَمْسِمِائَةِ وَ السِّتِّمِائَةِ إِلَی الْأَلْفِ وَ كَانَ لَا یَمَلُّ مِنْ مُجَالَسَتِهِ إِخْوَانُهُ وَ قَالَ اعْرِفِ الْمَوَدَّةَ لَكَ فِی قَلْبِ أَخِیكَ بِمَا لَهُ فِی قَلْبِكَ وَ كَانَ لَا یُسْمَعُ مِنْ دَارِهِ یَا سَائِلُ بُورِكَ فِیكَ وَ لَا یَا سَائِلُ خُذْ هَذَا وَ كَانَ یَقُولُ سَمُّوهُمْ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِمْ (1).
«16»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عِیسَی بْنِ هِشَامٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَطَاءٍ یَقُولُ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام قُمْ فَأَسْرِجْ دَابَّتَیْنِ حِمَاراً وَ بَغْلًا فَأَسْرَجْتُ حِمَاراً وَ بَغْلًا فَقَدَّمْتُ إِلَیْهِ الْبَغْلَ وَ رَأَیْتُ أَنَّهُ أَحَبُّهُمَا إِلَیْهِ فَقَالَ مَنْ أَمَرَكَ أَنْ تُقَدِّمَ إِلَیَّ هَذَا الْبَغْلَ قُلْتُ اخْتَرْتُهُ لَكَ قَالَ وَ أَمَرْتُكَ أَنْ تَخْتَارَ لِی ثُمَّ قَالَ إِنَّ أَحَبَّ الْمَطَایَا إِلَیَّ الْحُمُرُ فَقَالَ فَقَدَّمْتُ إِلَیْهِ الْحِمَارَ وَ أَمْسَكْتُ لَهُ بِالرِّكَابِ فَرَكِبَ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدَانَا بِالْإِسْلَامِ وَ عَلَّمَنَا الْقُرْآنَ وَ مَنَّ عَلَیْنَا بِمُحَمَّدٍ ص وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِینَ- وَ إِنَّا إِلی رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ- وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ سَارَ وَ سِرْتُ حَتَّی إِذَا بَلَغْنَا مَوْضِعاً آخَرَ قُلْتُ لَهُ الصَّلَاةَ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ هَذَا وَادِی النَّمْلِ لَا یُصَلَّی فِیهِ حَتَّی إِذَا بَلَغْنَا مَوْضِعاً آخَرَ قُلْتُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ هَذِهِ الْأَرْضُ مَالِحَةٌ لَا یُصَلَّی فِیهَا قَالَ حَتَّی نَزَلَ هُوَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ فَقَالَ لِی صَلَّیْتَ أَوْ تُصَلِّی سُبْحَتَكَ قُلْتُ هَذِهِ صَلَاةٌ یُسَمِّیهَا أَهْلُ الْعِرَاقِ الزَّوَالَ فَقَالَ أَمَا هَؤُلَاءِ الَّذِینَ یُصَلُّونَ هُمْ شِیعَةُ عَلِیِّ
بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ هِیَ صَلَاةُ الْأَوَّابِینَ فَصَلَّی وَ صَلَّیْتُ ثُمَّ أَمْسَكْتُ لَهُ بِالرِّكَابِ ثُمَّ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ فِی بِدَایَتِهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ الْعَنِ الْمُرْجِئَةَ فَإِنَّهُمْ أَعْدَاؤُنَا فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَقُلْتُ لَهُ مَا ذَكَّرَكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ الْمُرْجِئَةَ فَقَالَ خَطَرُوا عَلَی بَالِی (2).
ص: 291
بیان: قوله مُقْرِنِینَ أی مطیقین قوله أو تصلی التردید من الراوی و السبحة النافلة قوله الزوال أی صلاة الزوال و لعله قال ذلك استخفافا فعظمها علیه السلام و بین فضلها أو المراد أن هذه صلاة یصلیها أهل العراق قریبا من الزوال قبله یعنی صلاة الضحی فالمراد بالجواب أن من یصلیها بعد الزوال كما نقول فهم شیعة علی علیه السلام و لعل المراد بالمرجئة كل من أخر علیا علیه السلام من درجته إلی الرابع.
«17»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یَاسِینَ الضَّرِیرِ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: مَا شَجَرَ فِی رَأْیِی شَیْ ءٌ قَطُّ إِلَّا سَأَلْتُ عَنْهُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام حَتَّی سَأَلْتُهُ عَنْ ثَلَاثِینَ أَلْفَ حَدِیثٍ وَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفَ حَدِیثٍ (1).
«18»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ مَیْسَرَةَ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَیْبَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ هُوَ فِی بَیْتٍ مُنَجَّدٍ وَ عَلَیْهِ قَمِیصٌ رَطْبٌ وَ مِلْحَفَةٌ مَصْبُوغَةٌ قَدْ أَثَّرَ الصِّبْغُ عَلَی عَاتِقِهِ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَی الْبَیْتِ وَ أَنْظُرُ فِی هَیْئَتِهِ فَقَالَ لِی یَا حَكَمُ وَ مَا تَقُولُ فِی هَذَا فَقُلْتُ مَا عَسَیْتُ أَنْ أَقُولَ وَ أَنَا أَرَاهُ عَلَیْكَ فَأَمَّا عِنْدَنَا فَإِنَّمَا یَفْعَلُهُ الشَّابُّ الْمُرَهَّقُ فَقَالَ یَا حَكَمُ مَنْ حَرَّمَ زِینَةَ اللَّهِ الَّتِی أَخْرَجَ لِعِبادِهِ فَأَمَّا هَذَا الْبَیْتُ الَّذِی تَرَی فَهُوَ بَیْتُ الْمَرْأَةِ وَ أَنَا قَرِیبُ الْعَهْدِ بِالْعُرْسِ وَ بَیْتِی الْبَیْتُ الَّذِی تَعْرِفُ (2).
بیان: التنجید التزیین و المرهق كمعظم من یغشی المحارم و یظن به السوء.
«19»- كا، [الكافی] أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ بُرَیْدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ عَلَیْهِ مِلْحَفَةٌ حَمْرَاءُ شَدِیدَةُ الْحُمْرَةِ فَتَبَسَّمْتُ حِینَ دَخَلْتُ فَقَالَ كَأَنِّی أَعْلَمُ لِمَ ضَحِكْتَ ضَحِكْتَ مِنْ هَذَا الثَّوْبِ الَّذِی هُوَ عَلَیَّ إِنَّ الثَّقَفِیَّةَ أَكْرَهَتْنِی عَلَیْهِ وَ أَنَا أُحِبُّهَا فَأَكْرَهَتْنِی عَلَی لُبْسِهَا
ص: 292
ثُمَّ قَالَ إِنَّا لَا نُصَلِّی فِی هَذَا وَ لَا تُصَلُّوا فِی الْمُشْبَعِ الْمُضَرَّجِ قَالَ ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ قَدْ طَلَّقَهَا وَ قَالَ سَمِعْتُهَا تَبَرَّأُ مِنْ عَلِیٍّ علیه السلام فَلَمْ یَسَعْنِی أَنْ أُمْسِكَهَا وَ هِیَ تَبَرَّأُ مِنْهُ (1).
بیان: المشبع الذی أشبع من اللون و ضرج الثوب صبغه بالحمرة.
«20»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنِ الْحَسَنِ الزَّیَّاتِ الْبَصْرِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَا وَ صَاحِبٌ لِی فَإِذَا هُوَ فِی بَیْتٍ مُنَجَّدٍ وَ عَلَیْهِ مِلْحَفَةٌ وَرْدِیَّةٌ وَ قَدْ حَفَّ لِحْیَتَهُ وَ اكْتَحَلَ فَسَأَلْنَا عَنْ مَسَائِلَ فَلَمَّا قُمْنَا قَالَ لِی یَا حَسَنُ قُلْتُ لَبَّیْكَ قَالَ إِذَا كَانَ غَداً فَأْتِنِی أَنْتَ وَ صَاحِبُكَ فَقُلْتُ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ دَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ إِذَا هُوَ فِی بَیْتٍ لَیْسَ فِیهِ إِلَّا حَصِیرٌ وَ إِذَا عَلَیْهِ قَمِیصٌ غَلِیظٌ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی صَاحِبِی فَقَالَ یَا أَخَا الْبَصْرَةِ إِنَّكَ دَخَلْتَ عَلَیَّ أَمْسِ وَ أَنَا فِی بَیْتِ الْمَرْأَةِ وَ كَانَ أَمْسِ یَوْمَهَا وَ الْبَیْتُ بَیْتَهَا وَ الْمَتَاعُ مَتَاعَهَا فَتَزَیَّنَتْ لِی عَلَی أَنْ أَتَزَیَّنَ لَهَا كَمَا تَزَیَّنَتْ لِی فَلَا یَدْخُلْ قَلْبَكَ شَیْ ءٌ فَقَالَ لَهُ صَاحِبِی جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ كَانَ وَ اللَّهِ دَخَلَ فِی قَلْبِی فَأَمَّا الْآنَ فَقَدْ وَ اللَّهِ أَذْهَبَ اللَّهُ مَا كَانَ وَ عَلِمْتُ أَنَّ الْحَقَّ فِیمَا قُلْتَ (2).
بیان: قال الفیروزآبادی (3)
حف رأسه یحف حفوفا بعد عهده بالدهن و شاربه و رأسه أحفاهما.
أقول: لعل الأخیر هنا أنسب.
«21»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: خَرَجَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یُصَلِّی عَلَی بَعْضِ أَطْفَالِهِمْ وَ عَلَیْهِ جُبَّةُ خَزٍّ صَفْرَاءُ وَ مِطْرَفُ خَزٍّ أَصْفَرُ(4).
ص: 293
بیان: المطرف كمكرم رداء من خز مربع ذو أعلام.
«22»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَنَانٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَ تُصَلِّی النَّوَافِلَ وَ أَنْتَ قَاعِدٌ فَقَالَ مَا أُصَلِّیهَا إِلَّا وَ أَنَا قَاعِدٌ مُنْذُ حَمَلْتُ هَذَا اللَّحْمَ وَ بَلَغْتُ هَذَا السِّنَ (1).
«23»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْوَابِشِیِّ وَ ابْنِ بُكَیْرٍ وَ غَیْرِهِ رَوَوْهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ أَبِی علیه السلام أَقَلَّ أَهْلِ بَیْتِهِ مَالًا وَ أَعْظَمَهُمْ مَئُونَةً قَالَ وَ كَانَ یَتَصَدَّقُ كُلَّ جُمُعَةٍ بِدِینَارٍ وَ كَانَ یَقُولُ الصَّدَقَةُ یَوْمَ الْجُمُعَةِ تُضَاعَفُ لِفَضْلِ یَوْمِ الْجُمُعَةِ عَلَی غَیْرِهِ مِنَ الْأَیَّامِ (2).
«24»- سن، [المحاسن] ابْنُ فَضَّالٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الصَّدَقَةُ یَوْمَ الْجُمُعَةِ تُضَاعَفُ وَ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَتَصَدَّقُ بِدِینَارٍ(3).
«25»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: إِنَّا عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّیْرِ وَ أُوتِینا مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ.
سَمَاعَةُ بْنُ مِهْرَانَ عَنْ شَیْخٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: جِئْنَا نُرِیدُ الدُّخُولَ عَلَیْهِ فَلَمَّا صِرْنَا فِی الدِّهْلِیزِ سَمِعْنَا قِرَاءَةً سُرْیَانِیَّةً بِصَوْتٍ حَزِینٍ یَقْرَأُ وَ یَبْكِی حَتَّی أَبْكَی بَعْضَنَا.
مُوسَی بْنُ أُكَیْلٍ النُّمَیْرِیُّ قَالَ: جِئْنَا إِلَی بَابِ دَارِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام نَسْتَأْذِنُ عَلَیْهِ فَسَمِعْنَا صَوْتاً حَزِیناً یَقْرَأُ بِالْعِبْرَانِیَّةِ فَدَخَلْنَا عَلَیْهِ وَ سَأَلْنَا عَنْ قَارِئِهِ فَقَالَ ذَكَرْتُ مُنَاجَاةَ إِیلِیَا فَبَكَیْتُ مِنْ ذَلِكَ. وَ یُقَالُ لَمْ یَظْهَرْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ وُلْدِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیه السلام مِنَ الْعُلُومِ مَا ظَهَرَ مِنْهُ مِنَ التَّفْسِیرِ وَ الْكَلَامِ وَ الْفُتْیَا وَ الْأَحْكَامِ وَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ سَأَلْتُهُ عَنْ ثَلَاثِینَ أَلْفَ حَدِیثٍ وَ قَدْ رَوَی عَنْهُ مَعَالِمُ الدِّینِ
ص: 294
بَقَایَا الصَّحَابَةِ وَ وُجُوهُ التَّابِعِینَ وَ رُؤَسَاءُ فُقَهَاءِ الْمُسْلِمِینَ فَمِنَ الصَّحَابَةِ نَحْوُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ وَ مِنَ التَّابِعِینَ نَحْوُ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ الْجُعْفِیِّ وَ كَیْسَانَ السَّخْتِیَانِیِّ صَاحِبِ الصُّوفِیَّةِ وَ مِنَ الْفُقَهَاءِ نَحْوُ ابْنِ الْمُبَارَكِ وَ الزُّهْرِیِّ وَ الْأَوْزَاعِیِّ وَ أَبِی حَنِیفَةَ وَ مَالِكٍ وَ الشَّافِعِیِّ وَ زِیَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ النَّهْدِیِّ وَ مِنَ الْمُصَنِّفِینَ نَحْوُ الطَّبَرِیِّ وَ الْبَلَاذُرِیِّ وَ السَّلَامِیِّ وَ الْخَطِیبِ فِی تَوَارِیخِهِمْ وَ فِی الْمُوَطَّإِ وَ شَرَفِ الْمُصْطَفَی وَ الْإِبَانَةِ وَ حِلْیَةِ الْأَوْلِیَاءِ وَ سُنَنِ أَبِی دَاوُدَ وَ الألكانی وَ مُسْنَدَیْ أَبِی حَنِیفَةَ وَ الْمَرْوَزِیِّ وَ تَرْغِیبِ الْأَصْفَهَانِیِّ وَ بَسِیطِ الْوَاحِدِیِّ وَ تَفْسِیرِ النَّقَّاشِ وَ الزَّمَخْشَرِیِّ وَ مَعْرِفَةِ أُصُولِ الْحَدِیثِ وَ رِسَالَةِ السَّمْعَانِیِّ فَیَقُولُونَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ رُبَّمَا قَالُوا قَالَ مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ وَ لِذَلِكَ لَقَّبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِبَاقِرِ الْعِلْمِ وَ حَدِیثُ جَابِرٍ مَشْهُورٌ مَعْرُوفٌ رَوَاهُ فُقَهَاءُ الْمَدِینَةِ وَ الْعِرَاقِ كُلُّهُمْ.
وَ قَدْ أَخْبَرَنِی جَدِّی شَهْرَآشُوبُ وَ الْمُنْتَهِی بْنُ كیابكی الْحُسَیْنِیُّ بِطُرُقٍ كَثِیرَةٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ وَ سُلَیْمَانَ الْأَعْمَشِ وَ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ زُرَارَةَ بْنِ أَعْیَنَ وَ أَبِی خَالِدٍ الْكَابُلِیِّ: أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیَّ كَانَ یَقْعُدُ فِی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُنَادِی یَا بَاقِرُ یَا بَاقِرَ الْعِلْمِ فَكَانَ أَهْلُ الْمَدِینَةِ یَقُولُونَ جَابِرٌ یَهْجُرُ وَ كَانَ یَقُولُ وَ اللَّهِ مَا أَهْجُرُ وَ لَكِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّكَ سَتُدْرِكُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَیْتِیَ اسْمُهُ اسْمِی وَ شَمَائِلُهُ شَمَائِلِی یَبْقُرُ الْعِلْمَ بَقْراً فَذَاكَ الَّذِی دَعَانِی إِلَی مَا أَقُولُ قَالَ فَلَقِیَ یَوْماً كُتَّاباً فِیهِ الْبَاقِرُ علیه السلام فَقَالَ یَا غُلَامُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ فَقَالَ شَمَائِلُ رَسُولِ اللَّهِ وَ الَّذِی نَفْسُ جَابِرٍ بِیَدِهِ یَا غُلَامُ مَا اسْمُكَ قَالَ اسْمِی مُحَمَّدٌ قَالَ ابْنُ مَنْ قَالَ ابْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَقَالَ یَا بُنَیَّ فَدَتْكَ نَفْسِی فَإِذاً أَنْتَ الْبَاقِرُ قَالَ نَعَمْ فَأَبْلِغْنِی مَا حَمَّلَكَ رَسُولُ اللَّهِ فَأَقْبَلَ إِلَیْهِ یُقَبِّلُ رَأْسَهُ وَ قَالَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی أَبُوكَ رَسُولُ اللَّهِ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ قَالَ یَا جَابِرُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ مَا قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ یَا جَابِرُ بِمَا بَلَّغْتَ السَّلَامَ.
ص: 295
قَالَ فَرَجَعَ الْبَاقِرُ إِلَی أَبِیهِ وَ هُوَ ذَعِرٌ فَأَخْبَرَهُ بِالْخَبَرِ فَقَالَ لَهُ یَا بُنَیَّ قَدْ فَعَلَهَا جَابِرٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ یَا بُنَیَّ الْزَمْ بَیْتَكَ فَكَانَ جَابِرٌ یَأْتِیهِ طَرَفَیِ النَّهَارِ وَ أَهْلُ الْمَدِینَةِ یَلُومُونَهُ فَكَانَ الْبَاقِرُ یَأْتِیهِ عَلَی وَجْهِ الْكَرَامَةِ لِصُحْبَتِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَجَلَسَ یُحَدِّثُهُمْ عَنْ أَبِیهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ فَلَمْ یَقْبَلُوهُ فَحَدَّثَهُمْ عَنْ جَابِرٍ فَصَدَّقُوهُ وَ كَانَ جَابِرٌ وَ اللَّهِ یَأْتِیهِ وَ یَتَعَلَّمُ مِنْهُ.
الْخَطِیبُ صَاحِبُ التَّارِیخِ (1)،: قَالَ جَابِرٌ الْأَنْصَارِیُّ لِلْبَاقِرِ علیه السلام رَسُولُ اللَّهِ أَمَرَنِی أَنْ أُقْرِئَكَ السَّلَامَ.
أَبُو السَّعَادَاتِ فِی فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ،: أَنَّ جَابِرَ الْأَنْصَارِیِّ بَلَّغَ سَلَامَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ أَثْبِتْ وَصِیَّتَكَ فَإِنَّكَ رَاحِلٌ إِلَی رَبِّكَ فَبَكَی جَابِرٌ وَ قَالَ لَهُ یَا سَیِّدِی وَ مَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ فَهَذَا عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَیَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ وَ اللَّهِ یَا جَابِرُ لَقَدْ أَعْطَانِیَ اللَّهُ عِلْمَ مَا كَانَ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ أَوْصَی جَابِرٌ وَصِیَّتَهُ وَ أَدْرَكَتْهُ الْوَفَاةُ.
وَ فِی رِوَایَةِ غَیْرِهِ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا جَابِرُ یُوشِكُ أَنْ تَبْقَی حَتَّی تَلْقَی وَلَداً لِی مِنَ الْحُسَیْنِ یُقَالُ لَهُ مُحَمَّدٌ یَبْقُرُ عِلْمَ النَّبِیِّینَ بَقْراً فَإِذَا لَقِیتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلَامَ.
الْقُتَیْبِیُّ فِی عُیُونِ الْأَخْبَارِ(2)،: أَنَّ هِشَاماً قَالَ لِزَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ مَا فَعَلَ أَخُوكَ الْبَقَرَةُ فَقَالَ زَیْدٌ سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَاقِرَ الْعِلْمِ وَ أَنْتَ تُسَمِّیهِ بَقَرَةً لَقَدِ اخْتَلَفْتُمَا إِذاً قَالَ زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ:
ثَوَی بَاقِرُ الْعِلْمِ فِی مَلْحَدٍ***إِمَامُ الْوَرَی طَیِّبُ الْمَوْلِدِ
فَمَنْ لِی سِوَی جَعْفَرٍ بَعْدَهُ***إِمَامِ الْوَرَی الْأَوْحَدِ الْأَمْجَدِ
أَبَا جَعْفَرٍ الْخَیْرَ أَنْتَ الْإِمَامُ***وَ أَنْتَ الْمُرَجَّی لِبَلْوَی غَدٍ(3)
ص: 296
«26»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِیِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَرِیزٍ عَنْ مُنْذِرٍ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْكَابُلِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَدَعَا بِالْغَدَاءِ فَأَكَلْتُ مَعَهُ طَعَاماً مَا أَكَلْتُ طَعَاماً قَطُّ أَنْظَفَ مِنْهُ وَ لَا أَطْیَبَ فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنَ الطَّعَامِ قَالَ یَا أَبَا خَالِدٍ كَیْفَ رَأَیْتَ طَعَامَكَ أَوْ قَالَ طَعَامَنَا قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا رَأَیْتُ أَطْیَبَ مِنْهُ قَطُّ وَ لَا أَنْظَفَ وَ لَكِنِّی ذَكَرْتُ الْآیَةَ فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ (1) فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّمَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَنْتُمْ عَلَیْهِ مِنَ الْحَقِ (2).
«27»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ یَحْیَی بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ بَزِیعٍ أَبِی عُمَرَ بْنِ بَزِیعٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ هُوَ یَأْكُلُ خَلًّا وَ زَیْتاً فِی قَصْعَةٍ سَوْدَاءَ مَكْتُوبٍ فِی وَسَطِهَا بِصُفْرَةٍ- قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَقَالَ لِی ادْنُ یَا بَزِیعُ فَدَنَوْتُ فَأَكَلْتُ مَعَهُ ثُمَّ حَسَا مِنَ الْمَاءِ ثَلَاثَ حَسِیَّاتٍ حِینَ لَمْ یَبْقَ مِنَ الْخُبْزِ شَیْ ءٌ ثُمَّ نَاوَلَنِی فَحَسَوْتُ الْبَقِیَّةَ(3).
«28»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ أَبِی علیه السلام إِذَا أَحْزَنَهُ أَمْرٌ جَمَعَ النِّسَاءَ وَ الصِّبْیَانَ ثُمَّ دَعَا وَ أَمَّنُوا(4).
«29»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ أَبِی علیه السلام كَثِیرَ الذِّكْرِ لَقَدْ كُنْتُ أَمْشِی مَعَهُ وَ إِنَّهُ لَیَذْكُرُ اللَّهَ وَ آكُلُ مَعَهُ الطَّعَامَ وَ إِنَّهُ لَیَذْكُرُ اللَّهَ وَ لَقَدْ كَانَ یُحَدِّثُ الْقَوْمَ وَ مَا یَشْغَلُهُ ذَلِكَ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ كُنْتُ أَرَی لِسَانَهُ لَازِقاً بِحَنَكِهِ یَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ كَانَ
ص: 297
یَجْمَعُنَا فَیَأْمُرُنَا بِالذِّكْرِ حَتَّی تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَ یَأْمُرُ بِالْقِرَاءَةِ مَنْ كَانَ یَقْرَأُ مِنَّا وَ مَنْ كَانَ لَا یَقْرَأُ مِنَّا أَمَرَهُ بِالذِّكْرِ(1).
«30»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُوسَی الْوَرَّاقِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: دَخَلَ قَوْمٌ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَرَأَوْهُ مُخْتَضِباً فَسَأَلُوهُ فَقَالَ إِنِّی رَجُلٌ أُحِبُّ النِّسَاءَ فَأَنَا أَتَصَبَّغُ لَهُنَ (2).
«31»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: خَضَبَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام بِالْكَتَمِ (3).
«32»- كا، [الكافی] أَبُو الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِی شَیْبَةَ الْأَسَدِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ خِضَابِ الشَّعْرِ فَقَالَ خَضَبَ الْحُسَیْنُ وَ أَبُو جَعْفَرٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا بِالْحِنَّاءِ وَ الْكَتَمِ (4).
«33»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْحَضْرَمِیِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی عَلْقَمَةَ وَ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ وَ أَبِی حَسَّانَ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عَلْقَمَةُ مُخْتَضِبٌ بِالْحِنَّاءِ وَ الْحَارِثُ مُخْتَضِبٌ بِالْوَسِمَةِ وَ أَبُو حَسَّانَ لَا یَخْتَضِبُ فَقَالَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَا تَرَی فِی هَذَا رَحِمَكَ اللَّهُ وَ أَشَارَ إِلَی لِحْیَتِهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا أَحْسَنَهُ قَالُوا كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ مُخْتَضِباً بِالْوَسِمَةِ قَالَ نَعَمْ ذَلِكَ حِینَ تَزَوَّجَ الثَّقَفِیَّةَ أَخَذَتْهُ جَوَارِیهَا فَخَضَبْنَهُ (5).
«34»- كا، [الكافی] ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِینٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَمْضَغُ عِلْكاً فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ نَقَضَتِ الْوَسِمَةُ أَضْرَاسِی فَمَضَغْتُ هَذَا الْعِلْكَ لِأَشُدَّهَا قَالَ وَ كَانَتِ اسْتَرْخَتْ فَشَدَّهَا بِالذَّهَبِ (6).
ص: 298
«35»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام مَخْضُوباً بِالْحِنَّاءِ(1).
وَ عَنْهُمَا عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْمُثَنَّی عَنْ سَدِیرٍ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَأْخُذُ عَارِضَیْهِ وَ یُبَطِّنُ لِحْیَتَهُ (2).
«36»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ الْحَسَنِ الزَّیَّاتِ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام وَ قَدْ خَفَّفَ لِحْیَتَهُ (3). وَ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ وَ عَنِ النَّضْرِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام وَ الْحَجَّامُ یَأْخُذُ مِنْ لِحْیَتِهِ فَقَالَ دَوِّرْهَا(4).
«37»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنِ الْعَاجِ فَقَالَ لَا بَأْسَ بِهِ وَ إِنَّ لِی مِنْهُ لَمُشْطاً(5).
«38»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ مَیْسَرَةَ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَیْبَةَ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام وَ قَدْ أَخَذَ الْحِنَّاءَ وَ جَعَلَهُ عَلَی أَظَافِیرِهِ فَقَالَ یَا حَكَمُ مَا تَقُولُ فِی هَذَا فَقُلْتُ مَا عَسَیْتُ أَنْ أَقُولَ فِیهِ وَ أَنْتَ تَفْعَلُهُ وَ إِنَّ عِنْدَنَا یَفْعَلُهُ الشُّبَّانُ فَقَالَ یَا حَكَمُ إِنَّ الْأَظَافِیرَ إِذَا أَصَابَتْهَا النُّورَةُ غَیَّرَتْهَا حَتَّی تُشْبِهَ الْمَوْتَی فَغَیِّرْهَا بِالْحِنَّاءِ(6).
«39»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ قَالَ: زَامَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام فِیمَا بَیْنَ مَكَّةَ وَ
ص: 299
الْمَدِینَةِ فَلَمَّا انْتَهَی إِلَی الْحَرَمِ اغْتَسَلَ وَ أَخَذَ نَعْلَیْهِ بِیَدَیْهِ ثُمَّ مَشَی فِی الْحَرَمِ سَاعَةً(1).
«40»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الْكِنَانِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِیِّ فَقَالَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَتَصَدَّقَانِ بِثُلُثٍ عَلَی جِیرَانِهِمَا وَ ثُلُثٍ عَلَی السُّؤَّالِ وَ ثُلُثٍ یُمْسِكَانِهِ لِأَهْلِ الْبَیْتِ (2).
«41»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَتْ فِی دَارِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَاخِتَةٌ فَسَمِعَهَا یَوْماً وَ هِیَ تَصِیحُ فَقَالَ لَهُمْ أَ تَدْرُونَ مَا تَقُولُ هَذِهِ الْفَاخِتَةُ فَقَالُوا لَا قَالَ تَقُولُ فَقَدْتُكُمْ فَقَدْتُكُمْ ثُمَّ قَالَ لَنَفْقِدَنَّهَا قَبْلَ أَنْ تَفْقِدَنَا ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَذُبِحَتْ (3).
«42»- عُبَیْدُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ وَ غَیْرِهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَعْتَقَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مِنْ غِلْمَانِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ شِرَارَهُمْ وَ أَمْسَكَ خِیَارَهُمْ فَقُلْتُ یَا أَبَتِ تُعْتِقُ هَؤُلَاءِ وَ تُمْسِكُ هَؤُلَاءِ فَقَالَ إِنَّهُمْ قَدْ أَصَابُوا مِنِّی ضَرْباً فَیَكُونُ هَذَا بِهَذَا(4).
«43»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: حَضَرَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام جِنَازَةَ رَجُلٍ مِنْ قُرَیْشٍ وَ أَنَا مَعَهُ وَ كَانَ فِیهَا عَطَاءٌ فَصَرَخَتْ صَارِخَةٌ فَقَالَ عَطَاءٌ لَتَسْكُتِنَّ أَوْ لَنَرْجِعَنَّ قَالَ فَلَمْ تَسْكُتْ فَرَجَعَ عَطَاءٌ قَالَ فَقُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ عَطَاءً قَدْ رَجَعَ قَالَ وَ لِمَ قُلْتُ صَرَخَتْ هَذِهِ الصَّارِخَةُ فَقَالَ لَهَا لَتَسْكُتِنَّ أَوْ لَنَرْجِعَنَّ فَلَمْ تَسْكُتْ فَرَجَعَ فَقَالَ امْضِ بِنَا فَلَوْ أَنَّا إِذَا رَأَیْنَا شَیْئاً مِنَ الْبَاطِلِ مَعَ الْحَقِّ تَرَكْنَا لَهُ الْحَقَّ لَمْ نَقْضِ حَقَّ مُسْلِمٍ قَالَ فَلَمَّا صَلَّی عَلَی
ص: 300
الْجِنَازَةِ قَالَ وَلِیُّهَا لِأَبِی جَعْفَرٍ ارْجِعْ مَأْجُوراً رَحِمَكَ اللَّهُ فَإِنَّكَ لَا تَقْوَی عَلَی الْمَشْیِ فَأَبَی أَنْ یَرْجِعَ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ قَدْ أَذِنَ لَكَ فِی الرُّجُوعِ وَ لِی حَاجَةٌ أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهَا فَقَالَ امْضِ فَلَیْسَ بِإِذْنِهِ جِئْنَا وَ لَا بِإِذْنِهِ نَرْجِعُ إِنَّمَا هُوَ فَضْلٌ وَ أَجْرٌ طَلَبْنَاهُ فَبِقَدْرِ مَا یَتْبَعُ الْجَنَازَةَ الرَّجُلُ یُؤْجَرُ عَلَی ذَلِكَ (1).
«44»- كا، [الكافی] أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ: كَانَ قَوْمٌ أَتَوْا أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام فَوَافَقُوا صَبِیّاً لَهُ مَرِیضاً فَرَأَوْا مِنْهُ اهْتِمَاماً وَ غَمّاً وَ جَعَلَ لَا یَقِرُّ قَالَ فَقَالُوا وَ اللَّهِ لَئِنْ أَصَابَهُ شَیْ ءٌ إِنَّا لَنَتَخَوَّفُ أَنْ نَرَی مِنْهُ مَا نَكْرَهُ قَالَ فَمَا لَبِثُوا أَنْ سَمِعُوا الصِّیَاحَ عَلَیْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ خَرَجَ عَلَیْهِمْ مُنْبَسِطَ الْوَجْهِ فِی غَیْرِ الْحَالِ الَّتِی كَانَ عَلَیْهَا فَقَالُوا لَهُ جَعَلَنَا اللَّهُ فِدَاكَ لَقَدْ كُنَّا نَخَافُ مِمَّا نَرَی مِنْكَ أَنْ لَوْ وَقَعَ أَنْ نَرَی مِنْكَ مَا یَغُمُّنَا فَقَالَ لَهُمْ إِنَّا لَنُحِبُّ أَنْ نُعَافَی فِیمَنْ نُحِبُّ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ سَلَّمْنَا فِیمَا یُحِبُ (2).
«45»- كا، [الكافی] أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی كُنْتُ أَمْهَدُ لِأَبِی فِرَاشَهُ فَأَنْتَظِرُهُ حَتَّی یَأْتِیَ فَإِذَا أَوَی إِلَی فِرَاشِهِ وَ نَامَ قُمْتُ إِلَی فِرَاشِی وَ إِنَّهُ أَبْطَأَ عَلَیَّ ذَاتَ لَیْلَةٍ فَأَتَیْتُ الْمَسْجِدَ فِی طَلَبِهِ وَ ذَلِكَ بَعْدَ مَا هَدَأَ النَّاسُ فَإِذَا هُوَ فِی الْمَسْجِدِ سَاجِدٌ وَ لَیْسَ فِی الْمَسْجِدِ غَیْرُهُ فَسَمِعْتُ حَنِینَهُ وَ هُوَ یَقُولُ- سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّی حَقّاً حَقّاً سَجَدْتُ لَكَ یَا رَبِّ تَعَبُّداً وَ رِقّاً اللَّهُمَّ إِنَّ عَمَلِی ضَعِیفٌ فَضَاعِفْهُ لِی اللَّهُمَّ قِنِی عَذَابَكَ یَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ وَ تُبْ عَلَیَ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ (3).
ص: 301
«46»- یب، [تهذیب الأحكام] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: ثَقُلَ ابْنٌ لِجَعْفَرٍ وَ أَبُو جَعْفَرٍ جَالِسٌ فِی نَاحِیَةٍ فَكَانَ إِذَا دَنَا مِنْهُ إِنْسَانٌ قَالَ لَا تَمَسَّهُ فَإِنَّهُ إِنَّمَا یَزْدَادُ ضَعْفاً وَ أَضْعَفُ مَا یَكُونُ فِی هَذِهِ الْحَالِ وَ مَنْ مَسَّهُ عَلَی هَذِهِ الْحَالِ أَعَانَ عَلَیْهِ فَلَمَّا قَضَی الْغُلَامُ أَمَرَ بِهِ فَغُمِّضَ عَیْنَاهُ وَ شُدَّ لَحْیَاهُ ثُمَّ قَالَ لَنَا أَنْ نَجْزَعَ مَا لَمْ یَنْزِلْ أَمْرُ اللَّهِ فَإِذَا نَزَلَ أَمْرُ اللَّهِ فَلَیْسَ لَنَا إِلَّا التَّسْلِیمُ ثُمَّ دَعَا بِدُهْنٍ فَادَّهَنَ وَ اكْتَحَلَ وَ دَعَا بِطَعَامٍ فَأَكَلَ هُوَ وَ مَنْ مَعَهُ ثُمَّ قَالَ هَذَا هُوَ الصَّبْرُ الْجَمِیلُ ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَغُسِلَ ثُمَّ لَبِسَ جُبَّةَ خَزٍّ وَ مِطْرَفَ خَزٍّ وَ عِمَامَةَ خَزٍّ وَ خَرَجَ فَصَلَّی عَلَیْهِ (1).
«47»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ قَالَ: كُنْتُ زَمِیلَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ كُنْتُ أَبْدَأُ بِالرُّكُوبِ ثُمَّ یَرْكَبُ هُوَ فَإِذَا اسْتَوَیْنَا سَلَّمَ وَ سَاءَلَ مُسَاءَلَةَ رَجُلٍ لَا عَهْدَ لَهُ بِصَاحِبِهِ وَ صَافَحَ قَالَ وَ
كَانَ إِذَا نَزَلَ نَزَلَ قَبْلِی فَإِذَا اسْتَوَیْتُ أَنَا وَ هُوَ عَلَی الْأَرْضِ سَلَّمَ وَ سَاءَلَ مُسَاءَلَةَ مَنْ لَا عَهْدَ لَهُ بِصَاحِبِهِ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّكَ لَتَفْعَلُ شَیْئاً مَا یَفْعَلُهُ مَنْ قِبَلَنَا وَ إِنْ فَعَلَ مَرَّةً لَكَثِیرٌ فَقَالَ أَ مَا عَلِمْتَ مَا فِی الْمُصَافَحَةِ إِنَّ الْمُؤْمِنَیْنِ یَلْتَقِیَانِ فَیُصَافِحُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ فَمَا تَزَالُ الذُّنُوبُ تَتَحَاتُّ عَنْهُمَا كَمَا یَتَحَاتُّ الْوَرَقُ عَنِ الشَّجَرِ وَ اللَّهُ یَنْظُرُ إِلَیْهِمَا حَتَّی یَفْتَرِقَانِ (2).
«48»- تم، [فلاح السائل] رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی یَوْماً وَ هُوَ یَتَصَدَّقُ عَلَی فُقَرَاءِ أَهْلِ الْمَدِینَةِ بِثَمَانِیَةِ آلَافِ دِینَارٍ وَ أَعْتَقَ أَهْلَ بَیْتٍ بَلَغُوا أَحَدَ عَشَرَ مَمْلُوكاً الْخَبَرَ(3).
«49»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبَانِ بْنِ مَیْمُونٍ الْقَدَّاحِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام اقْرَأْ قُلْتُ مِنْ أَیِّ شَیْ ءٍ أَقْرَأُ قَالَ
ص: 302
مِنَ السُّورَةِ التَّاسِعَةِ قَالَ فَجَعَلْتُ أَلْتَمِسُهَا فَقَالَ اقْرَأْ مِنْ سُورَةِ یُونُسَ فَقَالَ قَرَأْتُ لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا الْحُسْنی وَ زِیادَةٌ وَ لا یَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَ لا ذِلَّةٌ(1) قَالَ حَسْبُكَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنِّی لَأَعْجَبُ كَیْفَ لَا أَشِیبُ إِذَا قَرَأْتُ الْقُرْآنَ (2).
«50»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ وَ الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ جَمِیعاً عَنْ یُونُسَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ وَ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ بِشَیْ ءٍ فَاسْأَلُونِی عَنْ كِتَابِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ فِی حَدِیثِهِ إِنَّ اللَّهَ نَهَی عَنِ الْقِیلِ وَ الْقَالِ وَ فَسَادِ الْمَالِ وَ كَثْرَةِ السُّؤَالِ فَقَالُوا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَیْنَ هَذَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ- لا خَیْرَ فِی كَثِیرٍ مِنْ نَجْواهُمْ (3) الْآیَةَ وَ قَالَ وَ لا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِی جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِیاماً(4) وَ قَالَ لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْیاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ (5).
«51»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر فَضَالَةُ عَنِ ابْنِ فَرْقَدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ فِی كِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ: إِذَا اسْتَعْمَلْتُمْ مَا مَلَكَتْ أَیْمَانُكُمْ فِی شَیْ ءٍ فَیَشُقُّ عَلَیْهِمْ فَاعْمَلُوا مَعَهُمْ فِیهِ قَالَ وَ إِنْ كَانَ أَبِی لَیَأْمُرُهُمْ فَیَقُولُ كَمَا أَنْتُمْ فَیَأْتِی فَیَنْظُرُ فَإِنْ كَانَ ثَقِیلًا قَالَ بِسْمِ اللَّهِ ثُمَّ عَمِلَ مَعَهُمْ وَ إِنْ كَانَ خَفِیفاً تَنَحَّی عَنْهُمْ (6).
«52»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی شَقِیقٍ الْبَلْخِیِّ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالَ: قِیلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ علیه السلام كَیْفَ أَصْبَحْتَ قَالَ
ص: 303
أَصْبَحْنَا غَرْقَی فِی النِّعْمَةِ مَوْفُورِینَ بِالذُّنُوبِ یَتَحَبَّبُ إِلَیْنَا إِلَهُنَا بِالنِّعَمِ وَ نَتَمَقَّتُ إِلَیْهِ بِالْمَعَاصِی وَ نَحْنُ نَفْتَقِرُ إِلَیْهِ وَ هُوَ غَنِیٌّ عَنَّا(1).
«53»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [بْنِ] سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنِ الْجُبُنِّ فَقَالَ لَقَدْ سَأَلْتَنِی عَنْ طَعَامٍ یُعْجِبُنِی ثُمَّ أَعْطَی الْغُلَامَ دِرْهَماً فَقَالَ یَا غُلَامُ ابْتَعْ لَنَا جُبُنّاً وَ دَعَا بِالْغَدَاءِ فَتَغَدَّیْنَا مَعَهُ وَ أُتِیَ بِالْجُبُنِّ فَأَكَلَ وَ أَكَلْنَا(2).
«54»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَیْسٍ الْمَاصِرُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ أَخْبِرْنِی عَنِ الْمَیِّتِ لِمَ یُغَسَّلُ غُسْلَ الْجَنَابَةِ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَا أُخْبِرُكَ فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ فَلَقِیَ بَعْضَ الشِّیعَةِ فَقَالَ لَهُ الْعَجَبُ لَكُمْ یَا مَعْشَرَ الشِّیعَةِ تَوَلَّیْتُمْ هَذَا الرَّجُلَ وَ أَطَعْتُمُوهُ فَلَوْ دَعَاكُمْ إِلَی عِبَادَتِهِ لَأَجَبْتُمُوهُ وَ قَدْ سَأَلْتُهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَمَا كَانَ عِنْدَهُ فِیهَا شَیْ ءٌ فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ دَخَلَ عَلَیْهِ أَیْضاً فَسَأَلَهُ عَنْهَا فَقَالَ لَا أُخْبِرُكَ بِهَا فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَیْسٍ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ انْطَلِقْ إِلَی الشِّیعَةِ فَاصْحَبْهُمْ وَ أَظْهِرْ عِنْدَهُمْ مُوَالاتَكَ إِیَّاهُمْ وَ لَعْنَتِی وَ التَّبَرِّیَ مِنِّی فَإِذَا كَانَ وَقْتُ الْحَجِّ فَأْتِنِی حَتَّی أَدْفَعَ إِلَیْكَ مَا تحتج [تَحُجُ] بِهِ وَ اسْأَلْهُمْ أَنْ یُدْخِلُوكَ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ فَإِذَا صِرْتَ إِلَیْهِ فَاسْأَلْهُ عَنِ الْمَیِّتِ لِمَ یُغَسَّلُ غُسْلَ الْجَنَابَةِ فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ إِلَی الشِّیعَةِ فَكَانَ مَعَهُمْ إِلَی وَقْتِ الْمَوْسِمِ فَنَظَرَ إِلَی دِینِ الْقَوْمِ فَقَبِلَهُ بِقَبُولِهِ وَ كَتَمَ ابْنَ قَیْسٍ أَمْرَهُ مَخَافَةَ أَنْ یُحْرَمَ الْحَجَّ فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ الْحَجِّ أَتَاهُ فَأَعْطَاهُ حَجَّةً وَ خَرَجَ فَلَمَّا صَارَ بِالْمَدِینَةِ قَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ تَخَلَّفْ فِی الْمَنْزِلِ حَتَّی نَذْكُرَكَ لَهُ وَ نَسْأَلَهُ لِیَأْذَنَ لَكَ فَلَمَّا صَارُوا إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ لَهُمَا أَیْنَ صَاحِبُكُمْ مَا أَنْصَفْتُمُوهُ قَالُوا
ص: 304
لَمْ نَعْلَمْ مَا یُوَافِقُ مِنْ ذَلِكَ فَأَمَرَ بَعْضَ مَنْ یَأْتِیهِ بِهِ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ لَهُ مَرْحَباً كَیْفَ رَأَیْتَ مَا أَنْتَ فِیهِ الْیَوْمَ مِمَّا كُنْتَ فِیهِ قَبْلُ فَقَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَمْ أَكُنْ فِی شَیْ ءٍ فَقَالَ صَدَقْتَ أَمَا إِنَّ عِبَادَتَكَ یَوْمَئِذٍ كَانَتْ أَخَفَّ عَلَیْكَ مِنْ عِبَادَتِكَ الْیَوْمَ لِأَنَّ الْحَقَّ ثَقِیلٌ وَ الشَّیْطَانَ مُوَكَّلٌ بِشِیعَتِنَا لِأَنَّ سَائِرَ النَّاسِ قَدْ كَفَوْهُ أَنْفُسَهُمْ إِنِّی سَأُخْبِرُكَ بِمَا قَالَ لَكَ ابْنُ قَیْسٍ الْمَاصِرُ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَنِی عَنْهُ وَ أُصَیِّرُ الْأَمْرَ فِی تَعْرِیفِهِ إِیَّاهُ إِلَیْكَ إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتَهُ وَ إِنْ شِئْتَ لَمْ تُخْبِرْهُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ خَلَّاقِینَ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ یَخْلُقَ خَلْقاً أَمَرَهُمْ فَأَخَذُوا مِنَ التُّرْبَةِ الَّتِی قَالَ فِی كِتَابِهِ- مِنْها خَلَقْناكُمْ وَ فِیها نُعِیدُكُمْ وَ مِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْری فَعَجَنَ النُّطْفَةَ بِتِلْكَ التُّرْبَةِ الَّتِی یَخْلُقُ مِنْهَا بَعْدَ أَنْ أَسْكَنَهَا الرَّحِمَ أَرْبَعِینَ لَیْلَةً فَإِذَا تَمَّتْ لَهُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ قَالُوا یَا رَبِّ تَخْلُقُ مَا ذَا فَیَأْمُرُهُمْ بِمَا یُرِیدُ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَی أَبْیَضَ أَوْ أَسْوَدَ فَإِذَا خَرَجَتِ الرُّوحُ مِنَ الْبَدَنِ خَرَجَتْ هَذِهِ النُّطْفَةُ بِعَیْنِهَا مِنْهُ كَائِناً مَا كَانَ صَغِیراً أَوْ كَبِیراً ذَكَراً أَوْ أُنْثَی فَلِذَلِكَ یُغَسَّلُ الْمَیِّتُ غُسْلَ الْجَنَابَةِ فَقَالَ الرَّجُلُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَا بِاللَّهِ- لَا أُخْبِرُ ابْنَ قَیْسٍ الْمَاصِرَ بِهَذَا أَبَداً فَقَالَ ذَاكَ إِلَیْكَ (1).
ص: 305
«1»- ذَكَرَ السَّیِّدُ بْنُ طَاوُسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی كِتَابِ أَمَانِ الْأَخْطَارِ(1)
نَاقِلًا عَنْ كِتَابِ دَلَائِلِ الْإِمَامَةِ(2)
تَصْنِیفِ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِیرٍ الطَّبَرِیِّ الْإِمَامِیِّ مِنْ أَخْبَارِ مُعْجِزَاتِ مَوْلَانَا مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ علیه السلام ذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: حَجَّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ سَنَةً مِنَ السِّنِینَ وَ كَانَ قَدْ حَجَّ فِی تِلْكَ السَّنَةِ- مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْبَاقِرُ وَ ابْنُهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ نَبِیّاً وَ أَكْرَمَنَا بِهِ فَنَحْنُ صَفْوَةُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ وَ خِیَرَتُهُ مِنْ عِبَادِهِ وَ خُلَفَاؤُهُ فَالسَّعِیدُ مَنِ اتَّبَعَنَا وَ الشَّقِیُّ مَنْ عَادَانَا وَ خَالَفَنَا ثُمَّ قَالَ فَأَخْبَرَ مَسْلَمَةُ أَخَاهُ بِمَا سَمِعَ فَلَمْ یَعْرِضْ لَنَا حَتَّی انْصَرَفَ إِلَی دِمَشْقَ وَ انْصَرَفْنَا إِلَی الْمَدِینَةِ فَأَنْفَذَ بَرِیداً إِلَی عَامِلِ الْمَدِینَةِ بِإِشْخَاصِ أَبِی وَ إِشْخَاصِی مَعَهُ فَأَشْخَصَنَا فَلَمَّا وَرَدْنَا مَدِینَةَ دِمَشْقَ حَجَبَنَا ثَلَاثاً ثُمَّ أَذِنَ لَنَا فِی الْیَوْمِ الرَّابِعِ فَدَخَلْنَا وَ إِذَا قَدْ قَعَدَ عَلَی سَرِیرِ الْمُلْكِ وَ جُنْدُهُ وَ خَاصَّتُهُ وُقُوفٌ عَلَی أَرْجُلِهِمْ سِمَاطَانِ مُتَسَلِّحَانِ وَ قَدْ نُصِبَ الْبُرْجَاسُ حِذَاهُ وَ أَشْیَاخُ قَوْمِهِ یَرْمُونَ فَلَمَّا دَخَلْنَا وَ أَبِی أَمَامِی وَ أَنَا خَلْفَهُ فَنَادَی أَبِی وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ ارْمِ مَعَ أَشْیَاخِ قَوْمِكَ الْغَرَضَ فَقَالَ لَهُ إِنِّی قَدْ كَبِرْتُ عَنِ الرَّمْیِ فَهَلْ رَأَیْتَ أَنْ تُعْفِیَنِی فَقَالَ وَ حَقِّ مَنْ أَعَزَّنَا بِدِینِهِ وَ نَبِیِّهِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه وآله لَا أُعْفِیكَ ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَی شَیْخٍ مِنْ بَنِی أُمَیَّةَ أَنْ أَعْطِهِ قَوْسَكَ فَتَنَاوَلَ أَبِی عِنْدَ ذَلِكَ قَوْسَ الشَّیْخِ ثُمَّ تَنَاوَلَ مِنْهُ سَهْماً فَوَضَعَهُ فِی كَبِدِ الْقَوْسِ ثُمَ
ص: 306
انْتَزَعَ وَ رَمَی وَسَطَ الْغَرَضِ فَنَصَبَهُ فِیهِ ثُمَّ رَمَی فِیهِ الثَّانِیَةَ فَشَقَّ فُوَاقَ سَهْمِهِ إِلَی نَصْلِهِ ثُمَّ تَابَعَ الرَّمْیَ حَتَّی شَقَّ تِسْعَةَ أَسْهُمٍ بَعْضُهَا فِی جَوْفِ بَعْضٍ- وَ هِشَامٌ یَضْطَرِبُ فِی مَجْلِسِهِ فَلَمْ یَتَمَالَكْ إِلَّا أَنْ قَالَ أَجَدْتَ یَا أَبَا جَعْفَرٍ وَ أَنْتَ أَرْمَی الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ هَلَّا زَعَمْتَ أَنَّكَ كَبِرْتَ عَنِ الرَّمْیِ ثُمَّ أَدْرَكَتْهُ نَدَامَةٌ عَلَی مَا قَالَ وَ كَانَ هِشَامٌ لَمْ یَكُنْ كَنَّی أَحَداً قَبْلَ أَبِی وَ لَا بَعْدَهُ فِی خِلَافَتِهِ فَهَمَّ بِهِ وَ أَطْرَقَ إِلَی الْأَرْضِ إِطْرَاقَةً یَتَرَوَّی فِیهَا وَ أَنَا وَ أَبِی وَاقِفٌ حِذَاهُ مُوَاجِهَیْنِ لَهُ فَلَمَّا طَالَ وُقُوفُنَا غَضِبَ أَبِی فَهَمَّ بِهِ وَ كَانَ أَبِی علیه السلام إِذَا غَضِبَ نَظَرَ إِلَی السَّمَاءِ نَظَرَ غَضْبَانَ یَرَی النَّاظِرُ الْغَضَبَ فِی وَجْهِهِ فَلَمَّا نَظَرَ هِشَامٌ إِلَی ذَلِكَ مِنْ أَبِی قَالَ لَهُ إِلَیَّ یَا مُحَمَّدُ فَصَعِدَ أَبِی إِلَی السَّرِیرِ وَ أَنَا أَتْبَعُهُ فَلَمَّا دَنَا مِنْ هِشَامٍ قَامَ إِلَیْهِ وَ اعْتَنَقَهُ وَ أَقْعَدَهُ عَنْ یَمِینِهِ ثُمَّ اعْتَنَقَنِی وَ أَقْعَدَنِی عَنْ یَمِینِ أَبِی ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی أَبِی بِوَجْهِهِ فَقَالَ لَهُ یَا مُحَمَّدُ- لَا تَزَالُ الْعَرَبُ وَ الْعَجَمُ تَسُودُهَا قُرَیْشٌ مَا دَامَ فِیهِمْ مِثْلُكَ لِلَّهِ دَرُّكَ مَنْ عَلَّمَكَ هَذَا الرَّمْیَ وَ فِی كَمْ تَعَلَّمْتَهُ فَقَالَ أَبِی قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَهْلَ الْمَدِینَةِ یَتَعَاطَوْنَهُ فَتَعَاطَیْتُهُ أَیَّامَ حَدَاثَتِی ثُمَّ تَرَكْتُهُ فَلَمَّا أَرَادَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ مِنِّی ذَلِكَ عُدْتُ فِیهِ فَقَالَ لَهُ مَا رَأَیْتُ مِثْلَ هَذَا الرَّمْیِ قَطُّ مُذْ عَقَلْتُ وَ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ فِی الْأَرْضِ أَحَداً یَرْمِی مِثْلَ هَذَا الرَّمْیِ أَ یَرْمِی جَعْفَرٌ مِثْلَ رَمْیِكَ- فَقَالَ إِنَّا نَحْنُ نَتَوَارَثُ الْكَمَالَ وَ التَّمَامَ اللَّذَیْنِ أَنْزَلَهُمَا اللَّهُ عَلَی نَبِیِّهِ ص فِی قَوْلِهِ- الْیَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِینَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْكُمْ نِعْمَتِی وَ رَضِیتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِیناً(1) وَ الْأَرْضُ لَا تَخْلُو مِمَّنْ یُكْمِلُ هَذِهِ الْأُمُورَ الَّتِی یَقْصُرُ غَیْرُنَا عَنْهَا قَالَ فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ أَبِی انْقَلَبَتْ عَیْنُهُ الْیُمْنَی فَاحْوَلَّتْ وَ احْمَرَّ وَجْهُهُ وَ كَانَ ذَلِكَ عَلَامَةَ غَضَبِهِ إِذَا غَضِبَ ثُمَّ أَطْرَقَ هُنَیْئَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ لِأَبِی أَ لَسْنَا بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ نَسَبُنَا وَ نَسَبُكُمْ وَاحِدٌ فَقَالَ أَبِی نَحْنُ كَذَلِكَ وَ لَكِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ اخْتَصَّنَا مِنْ مَكْنُونِ سِرِّهِ وَ خَالِصِ عِلْمِهِ بِمَا لَمْ یَخُصَّ أَحَداً بِهِ غَیْرَنَا فَقَالَ أَ لَیْسَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بَعَثَ مُحَمَّداً ص مِنْ شَجَرَةِ عَبْدِ مَنَافٍ إِلَی النَّاسِ كَافَّةً
ص: 307
أَبْیَضِهَا وَ أَسْوَدِهَا وَ أَحْمَرِهَا مِنْ أَیْنَ وَرِثْتُمْ مَا لَیْسَ لِغَیْرِكُمْ وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَبْعُوثٌ إِلَی النَّاسِ كَافَّةً وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی- وَ لِلَّهِ مِیراثُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (1) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فَمِنْ أَیْنَ وَرِثْتُمْ هَذَا الْعِلْمَ وَ لَیْسَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ نَبِیٌّ وَ لَا أَنْتُمْ أَنْبِیَاءُ فَقَالَ مِنْ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله- لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (2) الَّذِی لَمْ یُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَهُ لِغَیْرِنَا أَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ یَخُصَّنَا بِهِ مِنْ دُونِ غَیْرِنَا فَلِذَلِكَ كَانَ نَاجَی أَخَاهُ عَلِیّاً مِنْ دُونِ أَصْحَابِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ بِذَلِكَ قُرْآناً فِی قَوْلِهِ- وَ تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ(3) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَصْحَابِهِ سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ یَجْعَلَهَا أُذُنَكَ یَا عَلِیُّ فَلِذَلِكَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ بِالْكُوفَةِ عَلَّمَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَلْفَ بَابٍ مِنَ الْعِلْمِ فَفَتَحَ كُلُّ بَابٍ أَلْفَ بَابٍ خَصَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ مَكْنُونِ سِرِّهِ بِمَا یَخُصُّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَكْرَمَ الْخَلْقِ عَلَیْهِ- فَكَمَا خَصَّ اللَّهُ نَبِیَّهُ ص خَصَّ نَبِیُّهُ ص أَخَاهُ عَلِیّاً مِنْ مَكْنُونِ سِرِّهِ بِمَا لَمْ یَخُصَّ بِهِ أَحَداً مِنْ قَوْمِهِ حَتَّی صَارَ إِلَیْنَا فَتَوَارَثْنَا مِنْ دُونِ أَهْلِنَا فَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ إِنَّ عَلِیّاً كَانَ یَدَّعِی عِلْمَ الْغَیْبِ وَ اللَّهُ لَمْ یُطْلِعْ عَلَی غَیْبِهِ أَحَداً فَمِنْ أَیْنَ ادَّعَی ذَلِكَ فَقَالَ أَبِی إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِكْرُهُ أَنْزَلَ عَلَی نَبِیِّهِ ص كِتَاباً بَیَّنَ فِیهِ مَا كَانَ وَ مَا یَكُونُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ نَزَّلْنا عَلَیْكَ الْكِتابَ
تِبْیاناً لِكُلِّ شَیْ ءٍ وَ هُدیً وَ رَحْمَةً وَ بُشْری لِلْمُسْلِمِینَ (4) وَ فِی قَوْلِهِ وَ كُلَّ شَیْ ءٍ أَحْصَیْناهُ فِی إِمامٍ مُبِینٍ (5) وَ فِی قَوْلِهِ ما فَرَّطْنا فِی الْكِتابِ مِنْ شَیْ ءٍ-(6)
وَ أَوْحَی اللَّهُ إِلَی نَبِیِّهِ ص أَنْ لَا یَبْقَی فِی غَیْبِهِ وَ سِرِّهِ وَ مَكْنُونِ عِلْمِهِ شَیْئاً إِلَّا یُنَاجِی بِهِ عَلِیّاً فَأَمَرَهُ أَنْ یُؤَلِّفَ الْقُرْآنَ مِنْ بَعْدِهِ وَ یَتَوَلَّی غُسْلَهُ وَ تَكْفِینَهُ وَ تَحْنِیطَهُ
ص: 308
مِنْ دُونِ قَوْمِهِ- وَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ حَرَامٌ عَلَی أَصْحَابِی وَ أَهْلِی أَنْ یَنْظُرُوا إِلَی عَوْرَتِی غَیْرَ أَخِی عَلِیٍّ فَإِنَّهُ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ لَهُ مَا لِی وَ عَلَیْهِ مَا عَلَیَّ وَ هُوَ قَاضِی دَیْنِی وَ مُنْجِزُ وَعْدِی ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ یُقَاتِلُ عَلَی تَأْوِیلِ الْقُرْآنِ كَمَا قَاتَلْتُ عَلَی تَنْزِیلِهِ وَ لَمْ یَكُنْ عِنْدَ أَحَدٍ تَأْوِیلُ الْقُرْآنِ بِكَمَالِهِ وَ تَمَامِهِ إِلَّا عِنْدَ عَلِیٍّ علیه السلام وَ لِذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَصْحَابِهِ أَقْضَاكُمْ عَلِیٌّ أَیْ هُوَ قَاضِیكُمْ وَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لَوْ لَا عَلِیٌّ لَهَلَكَ عُمَرَ یَشْهَدُ لَهُ عُمَرُ وَ یَجْحَدُهُ غَیْرُهُ فَأَطْرَقَ هِشَامٌ طَوِیلًا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ سَلْ حَاجَتَكَ فَقَالَ خَلَّفْتُ عِیَالِی وَ أَهْلِی مُسْتَوْحِشِینَ لِخُرُوجِی فَقَالَ قَدْ آنَسَ اللَّهُ وَحْشَتَهُمْ بِرُجُوعِكَ إِلَیْهِمْ وَ لَا تُقِمْ سِرْ مِنْ یَوْمِكَ فَاعْتَنَقَهُ أَبِی وَ دَعَا لَهُ وَ فَعَلْتُ أَنَا كَفِعْلِ أَبِی ثُمَّ نَهَضَ وَ نَهَضْتُ مَعَهُ وَ خَرَجْنَا إِلَی بَابِهِ إِذَا مَیْدَانٌ بِبَابِهِ وَ فِی آخِرِ الْمَیْدَانِ أُنَاسٌ قُعُودٌ عَدَدٌ كَثِیرٌ قَالَ أَبِی مَنْ هَؤُلَاءِ فَقَالَ الْحُجَّابُ هَؤُلَاءِ الْقِسِّیسُونَ وَ الرُّهْبَانُ وَ هَذَا عَالِمٌ لَهُمْ یَقْعُدُ إِلَیْهِمْ فِی كُلِّ سَنَةٍ یَوْماً وَاحِداً یَسْتَفْتُونَهُ فَیُفْتِیهِمْ فَلَفَّ أَبِی عِنْدَ ذَلِكَ رَأْسَهُ بِفَاضِلِ رِدَائِهِ وَ فَعَلْتُ أَنَا مِثْلَ فِعْلِ أَبِی فَأَقْبَلَ نَحْوَهُمْ حَتَّی قَعَدَ نَحْوَهُمْ وَ قَعَدْتُ وَرَاءَ أَبِی وَ رُفِعَ ذَلِكَ الْخَبَرُ إِلَی هِشَامٍ فَأَمَرَ بَعْضَ غِلْمَانِهِ أَنْ یَحْضُرَ الْمَوْضِعَ فَیَنْظُرَ مَا یَصْنَعُ أَبِی فَأَقْبَلَ وَ أَقْبَلَ عِدَادٌ مِنَ الْمُسْلِمِینَ فَأَحَاطُوا بِنَا وَ أَقْبَلَ عَالِمُ النَّصَارَی وَ قَدْ شَدَّ حَاجِبَیْهِ بِحَرِیرَةٍ صَفْرَاءَ حَتَّی تَوَسَّطَنَا فَقَامَ إِلَیْهِ جَمِیعُ الْقِسِّیسِینَ وَ الرُّهْبَانِ مُسَلِّمِینَ عَلَیْهِ فَجَاءُوا بِهِ إِلَی صَدْرِ الْمَجْلِسِ فَقَعَدَ فِیهِ وَ أَحَاطَ بِهِ أَصْحَابُهُ وَ أَبِی وَ أَنَا بَیْنَهُمْ فَأَدَارَ نَظَرَهُ ثُمَّ قَالَ لِأَبِی أَ مِنَّا أَمْ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْمَرْحُومَةِ فَقَالَ أَبِی بَلْ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْمَرْحُومَةِ فَقَالَ مِنْ أَیِّهِمْ أَنْتَ مِنْ عُلَمَائِهَا أَمْ مِنْ جُهَّالِهَا فَقَالَ لَهُ أَبِی لَسْتُ مِنْ جُهَّالِهَا فَاضْطَرَبَ اضْطِرَاباً شَدِیداً ثُمَّ قَالَ لَهُ أَسْأَلُكَ فَقَالَ لَهُ أَبِی سَلْ فَقَالَ مِنْ أَیْنَ ادَّعَیْتُمْ أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةَ یَطْعَمُونَ وَ یَشْرَبُونَ وَ لَا یُحْدِثُونَ وَ لَا یَبُولُونَ وَ مَا الدَّلِیلُ فِیمَا تَدَّعُونَهُ مِنْ شَاهِدٍ لَا یُجْهَلُ فَقَالَ لَهُ أَبِی دَلِیلُ مَا نَدَّعِی مِنْ شَاهِدٍ لَا یُجْهَلُ الْجَنِینُ فِی بَطْنِ أُمِّهِ یَطْعَمُ وَ لَا یُحْدِثُ قَالَ فَاضْطَرَبَ النَّصْرَانِیُ
ص: 309
اضْطِرَاباً شَدِیداً ثُمَّ قَالَ هَلَّا زَعَمْتَ أَنَّكَ لَسْتَ مِنْ عُلَمَائِهَا فَقَالَ لَهُ أَبِی وَ لَا مِنْ جُهَّالِهَا وَ أَصْحَابُ هِشَامٍ یَسْمَعُونَ ذَلِكَ فَقَالَ لِأَبِی أَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ أُخْرَی فَقَالَ لَهُ أَبِی سَلْ فَقَالَ مِنْ أَیْنَ ادَّعَیْتُمْ أَنَّ فَاكِهَةَ الْجَنَّةِ أَبَداً غَضَّةٌ طَرِیَّةٌ مَوْجُودَةٌ غَیْرُ مَعْدُومَةٍ عِنْدَ جَمِیعِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ مَا الدَّلِیلُ عَلَیْهِ مِنْ شَاهِدٍ لَا یُجْهَلُ فَقَالَ لَهُ أَبِی دَلِیلُ مَا نَدَّعِی أَنَّ تُرَابَنَا أَبَداً یَكُونُ غَضّاً طَرِیّاً مَوْجُوداً غَیْرَ مَعْدُومٍ عِنْدَ جَمِیعِ أَهْلِ الدُّنْیَا لَا یَنْقَطِعُ فَاضْطَرَبَ اضْطِرَاباً شَدِیداً ثُمَّ قَالَ هَلَّا زَعَمْتَ أَنَّكَ لَسْتَ مِنْ عُلَمَائِهَا فَقَالَ لَهُ أَبِی وَ لَا مِنْ جُهَّالِهَا
فَقَالَ لَهُ أَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ سَلْ فَقَالَ أَخْبِرْنِی عَنْ سَاعَةٍ- لَا مِنْ سَاعَاتِ اللَّیْلِ وَ لَا مِنْ سَاعَاتِ النَّهَارِ فَقَالَ لَهُ أَبِی هِیَ السَّاعَةُ الَّتِی بَیْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَی طُلُوعِ الشَّمْسِ یَهْدَأُ فِیهَا الْمُبْتَلَی وَ یَرْقُدُ فِیهِ السَّاهِرُ وَ یُفِیقُ الْمُغْمَی عَلَیْهِ جَعَلَهَا اللَّهُ فِی الدُّنْیَا رَغْبَةً لِلرَّاغِبِینَ وَ فِی الْآخِرَةِ لِلْعَامِلِینَ لَهَا دَلِیلًا وَاضِحاً وَ حُجَّةً بَالِغَةً عَلَی الْجَاحِدِینَ الْمُتَكَبِّرِینَ التَّارِكِینَ لَهَا قَالَ فَصَاحَ النَّصْرَانِیُّ صَیْحَةً ثُمَّ قَالَ بَقِیَتْ مَسْأَلَةٌ وَاحِدَةٌ وَ اللَّهِ لَأَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ- لَا تُهْدَی إِلَی الْجَوَابِ عَنْهَا أَبَداً قَالَ لَهُ أَبِی سَلْ فَإِنَّكَ حَانِثٌ فِی یَمِینِكَ فَقَالَ أَخْبِرْنِی عَنْ مَوْلُودَیْنِ وُلِدَا فِی یَوْمٍ وَاحِدٍ وَ مَاتَا فِی یَوْمٍ وَاحِدٍ عُمُرُ أَحَدِهِمَا خَمْسُونَ سَنَةً وَ عُمُرُ الْآخَرِ مِائَةٌ وَ خَمْسُونَ سَنَةً فِی دَارِ الدُّنْیَا فَقَالَ لَهُ أَبِی ذَلِكَ عُزَیْرٌ وَ عُزَیْرَةُ وُلِدَا فِی یَوْمٍ وَاحِدٍ فَلَمَّا بَلَغَا مَبْلَغَ الرِّجَالِ خَمْسَةً وَ عِشْرِینَ عَاماً مَرَّ عُزَیْرٌ عَلَی حِمَارِهِ رَاكِباً عَلَی قَرْیَةٍ بِأَنْطَاكِیَةَ- وَ هِیَ خاوِیَةٌ عَلی عُرُوشِها قالَ أَنَّی یُحْیِی هذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها(1) وَ قَدْ كَانَ اصْطَفَاهُ وَ هَدَاهُ فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ الْقَوْلَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَیْهِ- فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ سَخَطاً عَلَیْهِ بِمَا قَالَ- ثُمَّ بَعَثَهُ
ص: 310
عَلَی حِمَارِهِ بِعَیْنِهِ وَ طَعَامِهِ وَ شَرَابِهِ وَ عَادَ إِلَی دَارِهِ وَ عُزَیْرَةُ أَخُوهُ لَا یَعْرِفُهُ فَاسْتَضَافَهُ فَأَضَافَهُ وَ بَعَثَ إِلَیْهِ وَلَدَ عُزَیْرَةَ وَ وَلَدَ وَلَدِهِ وَ قَدْ شَاخُوا وَ عُزَیْرٌ شَابٌّ فِی سِنِّ خَمْسٍ وَ عِشْرِینَ سَنَةً فَلَمْ یَزَلْ عُزَیْرٌ یُذِكِّرُ أَخَاهُ وَ وُلْدَهُ وَ قَدْ شَاخُوا وَ هُمْ یَذْكُرُونَ مَا یُذَكِّرُهُمْ وَ یَقُولُونَ مَا أَعْلَمَكَ بِأَمْرٍ قَدْ مَضَتْ عَلَیْهِ السِّنُونَ وَ الشُّهُورُ وَ یَقُولُ لَهُ عُزَیْرَةُ وَ هُوَ شَیْخٌ كَبِیرٌ ابْنُ مِائَةٍ وَ خَمْسٍ وَ عِشْرِینَ سَنَةً مَا رَأَیْتُ شَابّاً فِی سِنِّ خَمْسٍ وَ عِشْرِینَ سَنَةً أَعْلَمَ بِمَا كَانَ بَیْنِی وَ بَیْنَ أَخِی عُزَیْرٍ أَیَّامَ شَبَابِی مِنْكَ فَمِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ أَنْتَ أَمْ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ فَقَالَ یَا عُزَیْرَةُ أَنَا عُزَیْرٌ سَخِطَ اللَّهُ عَلَیَّ بِقَوْلٍ قُلْتُهُ بَعْدَ أَنِ اصْطَفَانِی وَ هَدَانِی فَأَمَاتَنِی مِائَةَ سَنَةٍ ثُمَّ بَعَثَنِی لِتَزْدَادُوا بِذَلِكَ یَقِیناً- إِنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ* وَ هَا هُوَ هَذَا حِمَارِی وَ طَعَامِی وَ شَرَابِی الَّذِی خَرَجْتُ بِهِ مِنْ عِنْدِكُمْ أَعَادَهُ اللَّهُ تَعَالَی كَمَا كَانَ فَعِنْدَهَا أَیْقَنُوا فَأَعَاشَهُ اللَّهُ بَیْنَهُمْ خَمْساً وَ عِشْرِینَ سَنَةً ثُمَّ قَبَضَهُ اللَّهُ وَ أَخَاهُ فِی یَوْمٍ وَاحِدٍ فَنَهَضَ عَالِمُ النَّصَارَی عِنْدَ ذَلِكَ قَائِماً وَ قَامُوا النَّصَارَی عَلَی أَرْجُلِهِمْ فَقَالَ لَهُمْ عَالِمُهُمْ جِئْتُمُونِی بِأَعْلَمَ مِنِّی وَ أَقْعَدْتُمُوهُ مَعَكُمْ حَتَّی هَتَكَنِی وَ فَضَحَنِی وَ أَعْلَمَ الْمُسْلِمِینَ بِأَنَّ لَهُمْ مَنْ أَحَاطَ بِعُلُومِنَا وَ عِنْدَهُ مَا لَیْسَ عِنْدَنَا- لَا وَ اللَّهِ لَا كَلَّمْتُكُمْ مِنْ رَأْسِی كَلِمَةً وَاحِدَةً وَ لَا قَعَدْتُ لَكُمْ إِنْ عِشْتُ سَنَةً فَتَفَرَّقُوا وَ أَبِی قَاعِدٌ مَكَانَهُ وَ أَنَا مَعَهُ وَ رُفِعَ ذَلِكَ الْخَبَرُ إِلَی هِشَامٍ فَلَمَّا تَفَرَّقَ النَّاسُ نَهَضَ أَبِی وَ انْصَرَفَ إِلَی الْمَنْزِلِ الَّذِی كُنَّا فِیهِ فَوَافَانَا رَسُولُ هِشَامٍ بِالْجَائِزَةِ وَ أَمَرَنَا أَنْ نَنْصَرِفَ إِلَی الْمَدِینَةِ مِنْ سَاعَتِنَا وَ لَا نَجْلِسَ لِأَنَّ النَّاسَ مَاجُوا وَ خَاضُوا فِیمَا دَارَ بَیْنَ أَبِی وَ بَیْنَ عَالِمِ النَّصَارَی فَرَكِبْنَا دَوَابَّنَا مُنْصَرِفَیْنِ وَ قَدْ سَبَقَنَا بَرِیدٌ مِنْ عِنْدِ هِشَامٍ إِلَی عَامِلِ مَدْیَنَ عَلَی طَرِیقِنَا إِلَی الْمَدِینَةِ أَنَّ ابْنَیْ أَبِی تُرَابٍ السَّاحِرَیْنِ- مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ وَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْكَذَّابَیْنِ بَلْ هُوَ الْكَذَّابُ لَعَنَهُ اللَّهُ فِیمَا یُظْهِرَانِ مِنَ الْإِسْلَامِ وَرَدَا عَلَیَّ وَ لَمَّا صَرَفْتُهُمَا إِلَی الْمَدِینَةِ مَالا إِلَی الْقِسِّیسِینَ وَ الرُّهْبَانِ مِنْ كُفَّارِ النَّصَارَی وَ أَظْهَرَا لَهُمَا دِینَهُمَا وَ مَرَقَا مِنَ الْإِسْلَامِ إِلَی الْكُفْرِ دِینِ النَّصَارَی وَ تَقَرَّبَا إِلَیْهِمْ بِالنَّصْرَانِیَّةِ فَكَرِهْتُ أَنْ أُنَكِّلَ بِهِمَا لِقَرَابَتِهِمَا فَإِذَا قَرَأْتَ كِتَابِی
ص: 311
هَذَا فَنَادِ فِی النَّاسِ بَرِئَتِ الذِّمَّةُ مِمَّنْ یُشَارِیهِمَا أَوْ یُبَایِعُهُمَا أَوْ یُصَافِحُهُمَا أَوْ یُسَلِّمُ عَلَیْهِمَا فَإِنَّهُمَا قَدِ ارْتَدَّا عَنِ الْإِسْلَامِ قَالَ وَ رَأَی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ أَنْ یَقْتُلَهُمَا وَ دَوَابَّهُمَا وَ غِلْمَانَهُمَا وَ مَنْ مَعَهُمَا شَرَّ قِتْلَةٍ قَالَ فَوَرَدَ الْبَرِیدُ إِلَی مَدِینَةِ مَدْیَنَ فَلَمَّا شَارَفْنَا مَدِینَةَ مَدْیَنَ قَدَّمَ أَبِی غِلْمَانَهُ لِیَرْتَادُوا لَنَا مَنْزِلًا وَ یَشْرُوا لِدَوَابِّنَا عَلَفاً وَ لَنَا طَعَاماً فَلَمَّا قَرُبَ غِلْمَانُنَا مِنْ بَابِ الْمَدِینَةِ أَغْلَقُوا الْبَابَ فِی وُجُوهِنَا وَ شَتَمُونَا وَ ذَكَرُوا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَقَالُوا لَا نُزُولَ لَكُمْ عِنْدَنَا وَ لَا شِرَاءَ وَ لَا بَیْعَ یَا كُفَّارُ یَا مُشْرِكِینَ یَا مُرْتَدِّینَ یَا كَذَّابِینَ یَا شَرَّ الْخَلَائِقِ أَجْمَعِینَ فَوَقَفَ غِلْمَانُنَا عَلَی الْبَابِ حَتَّی انْتَهَیْنَا إِلَیْهِمْ فَكَلَّمَهُمْ أَبِی وَ لَیَّنَ لَهُمُ الْقَوْلَ وَ قَالَ لَهُمُ اتَّقُوا اللَّهَ وَ لَا تَغْلُظُوا فَلَسْنَا كَمَا بَلَغَكُمْ وَ لَا نَحْنُ كَمَا تَقُولُونَ فَاسْمَعُونَا فَقَالَ لَهُمْ فَهَبْنَا كَمَا تَقُولُونَ افْتَحُوا لَنَا الْبَابَ وَ شَارُونَا وَ بَایِعُونَا كَمَا تُشَارُونَ وَ تُبَایِعُونَ الْیَهُودَ وَ النَّصَارَی وَ الْمَجُوسَ فَقَالُوا أَنْتُمْ شَرٌّ مِنَ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی وَ الْمَجُوسِ لِأَنَّ هَؤُلَاءِ یُؤَدُّونَ الْجِزْیَةَ وَ أَنْتُمْ مَا تُؤَدُّونَ فَقَالَ لَهُمْ أَبِی فَافْتَحُوا لَنَا الْبَابَ وَ أَنْزِلُونَا وَ خُذُوا مِنَّا الْجِزْیَةَ كَمَا تَأْخُذُونَ مِنْهُمْ فَقَالُوا لَا نَفْتَحُ وَ لَا كَرَامَةَ لَكُمْ حَتَّی تَمُوتُوا عَلَی ظُهُورِ دَوَابِّكُمْ جِیَاعاً أَوْ تَمُوتَ دَوَابُّكُمْ تَحْتَكُمْ فَوَعَظَهُمْ أَبِی فَازْدَادُوا عُتُوّاً وَ نُشُوزاً قَالَ فَثَنَّی أَبِی رِجْلَهُ عَنْ سَرْجِهِ ثُمَّ قَالَ لِی مَكَانَكَ یَا جَعْفَرُ لَا تَبْرَحْ ثُمَّ صَعِدَ الْجَبَلَ الْمُطِلَّ عَلَی مَدِینَةِ مَدْیَنَ وَ أَهْلُ مَدْیَنَ یَنْظُرُونَ إِلَیْهِ مَا یَصْنَعُ فَلَمَّا صَارَ فِی أَعْلَاهُ اسْتَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الْمَدِینَةَ وَ جَسَدِهِ ثُمَّ وَضَعَ إِصْبَعَیْهِ فِی أُذُنَیْهِ ثُمَّ نَادَی بِأَعْلَی صَوْتِهِ- وَ إِلی مَدْیَنَ أَخاهُمْ شُعَیْباً إِلَی قَوْلِهِ بَقِیَّتُ اللَّهِ خَیْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ (1) نَحْنُ وَ اللَّهِ بَقِیَّةُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ فَأَمَرَ اللَّهُ رِیحاً سَوْدَاءَ مُظْلِمَةً فَهَبَّتْ وَ احْتَمَلَتْ صَوْتَ أَبِی فَطَرَحَتْهُ فِی أَسْمَاعِ الرِّجَالِ وَ الصِّبْیَانِ وَ النِّسَاءِ فَمَا بَقِیَ أَحَدٌ مِنَ الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ وَ الصِّبْیَانِ إِلَّا صَعِدَ السُّطُوحَ وَ أَبِی مُشْرِفٌ عَلَیْهِمْ وَ صَعِدَ فِیمَنْ صَعِدَ شَیْخٌ مِنْ أَهْلِ مَدْیَنَ كَبِیرُ السِّنِّ فَنَظَرَ إِلَی أَبِی عَلَی الْجَبَلِ فَنَادَی بِأَعْلَی صَوْتِهِ اتَّقُوا اللَّهَ یَا أَهْلَ مَدْیَنَ فَإِنَّهُ قَدْ وَقَفَ الْمَوْقِفَ الَّذِی وَقَفَ فِیهِ شُعَیْبٌ علیه السلام حِینَ دَعَا عَلَی قَوْمِهِ فَإِنْ
ص: 312
أَنْتُمْ لَمْ تَفْتَحُوا لَهُ الْبَابَ وَ لَمْ تُنْزِلُوهُ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ الْعَذَابُ فَإِنِّی أَخَافُ عَلَیْكُمْ وَ قَدْ أَعْذَرَ مَنْ أَنْذَرَ فَفَزِعُوا وَ فَتَحُوا الْبَابَ وَ أَنْزَلُونَا وَ كَتَبَ بِجَمِیعِ ذَلِكَ إِلَی هِشَامٍ فَارْتَحَلْنَا فِی الْیَوْمِ الثَّانِی فَكَتَبَ هِشَامٌ إِلَی عَامِلِ مَدْیَنَ یَأْمُرُهُ بِأَنْ یَأْخُذَ الشَّیْخَ فَیَقْتُلَهُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ صَلَوَاتُهُ وَ كَتَبَ إِلَی عَامِلِ مَدِینَةِ الرَّسُولِ أَنْ یَحْتَالَ فِی سَمِّ أَبِی فِی طَعَامٍ أَوْ شَرَابٍ فَمَضَی هِشَامٌ وَ لَمْ یَتَهَیَّأْ لَهُ فِی أَبِی مِنْ ذَلِكَ شَیْ ءٌ.
إیضاح: وجدت الخبر فی أصل كتاب الدلائل كما ذكر.
و قال الجوهری (1)
السماطان من النخل و الناس الجانبان.
و قال فی القاموس (2)
البرجاس بالضم غرض فی الهواء علی رأس رمح و نحوه مولد.
و فی الصحاح (3)
النوع بالضم إتباع للجوع و النائع إتباع للجائع یقال رجل جائع نائع و إذا دعوا علیه قالوا جوعا نوعا و قوم جیاع نیاع و زعم بعضهم أن النوع العطش و النائع العطشان.
«2»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِیِّ قَالَ: أَخْرَجَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ- أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ زَیْنِ الْعَابِدِینَ علیهما السلام مِنَ الْمَدِینَةِ إِلَی الشَّامِ وَ كَانَ یُنْزِلُهُ مَعَهُ فَكَانَ یَقْعُدُ مَعَ النَّاسِ فِی مَجَالِسِهِمْ فَبَیْنَا هُوَ قَاعِدٌ وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ النَّاسِ یَسْأَلُونَهُ إِذْ نَظَرَ إِلَی النَّصَارَی یَدْخُلُونَ فِی جَبَلٍ هُنَاكَ فَقَالَ مَا لِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ أَ لَهُمْ عِیدٌ الْیَوْمَ قَالُوا لَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ لَكِنَّهُمْ یَأْتُونَ عَالِماً لَهُمْ فِی هَذَا الْجَبَلِ فِی كُلِّ سَنَةٍ فِی هَذَا الْیَوْمِ فَیُخْرِجُونَهُ وَ یَسْأَلُونَهُ عَمَّا یُرِیدُونَ وَ عَمَّا یَكُونُ فِی عَامِهِمْ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ وَ لَهُ عِلْمٌ فَقَالُوا مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ قَدْ أَدْرَكَ أَصْحَابَ الْحَوَارِیِّینَ مِنْ أَصْحَابِ عِیسَی علیه السلام قَالَ فَهَلُمَّ أَنْ نَذْهَبَ إِلَیْهِ فَقَالُوا ذَاكَ إِلَیْكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ فَقَنَّعَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام رَأْسَهُ بِثَوْبِهِ وَ مَضَی هُوَ وَ أَصْحَابُهُ
ص: 313
فَاخْتَلَطُوا بِالنَّاسِ حَتَّی أَتَوُا الْجَبَلَ.
قَالَ فَقَعَدَ أَبُو جَعْفَرٍ وَسْطَ النَّصَارَی هُوَ وَ أَصْحَابُهُ فَأَخْرَجَ النَّصَارَی بِسَاطاً ثُمَّ وُضِعَ الْوَسَائِدُ ثُمَّ دَخَلُوا فَأَخْرَجُوهُ وَ رَبَطُوا عَیْنَهُ فَقَلَّبَ عَیْنَیْهِ كَأَنَّهُمَا عَیْنَا أَفْعَی ثُمَّ قَصَدَ أَبَا جَعْفَرٍ فَقَالَ لَهُ أَ مِنَّا أَنْتَ أَمْ مِنَ الْأُمَّةِ الْمَرْحُومَةِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مِنَ الْأُمَّةِ الْمَرْحُومَةِ قَالَ أَ فَمِنْ عُلَمَائِهِمْ أَنْتَ أَمْ مِنْ جُهَّالِهِمْ قَالَ لَسْتُ مِنْ جُهَّالِهِمْ قَالَ النَّصْرَانِیُّ أَسْأَلُكَ أَوْ تَسْأَلُنِی قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ تَسْأَلُنِی فَقَالَ یَا مَعْشَرَ النَّصَارَی رَجُلٌ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ یَقُولُ سَلْنِی إِنَّ هَذَا لَعَالِمٌ بِالْمَسَائِلِ ثُمَّ قَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ أَخْبِرْنِی عَنْ سَاعَةٍ مَا هِیَ مِنَ اللَّیْلِ وَ لَا هِیَ مِنَ النَّهَارِ أَیُّ سَاعَةٍ هِیَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مَا بَیْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَی طُلُوعِ الشَّمْسِ قَالَ النَّصْرَانِیُّ إِذَا لَمْ تَكُنْ مِنْ سَاعَاتِ اللَّیْلِ وَ لَا مِنْ سَاعَاتِ النَّهَارِ فَمِنْ أَیِّ السَّاعَاتِ هِیَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مِنْ سَاعَاتِ الْجَنَّةِ وَ فِیهَا تُفِیقُ مَرْضَانَا فَقَالَ النَّصْرَانِیُّ أَصَبْتَ فَأَسْأَلُكَ أَوْ تَسْأَلُنِی قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام سَلْنِی قَالَ یَا مَعْشَرَ النَّصَارَی إِنَّ هَذَا لَمَلِی ءٌ بِالْمَسَائِلِ أَخْبِرْنِی عَنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ كَیْفَ صَارُوا یَأْكُلُونَ وَ لَا یَتَغَوَّطُونَ أَعْطِنِی مِثْلَهُ فِی الدُّنْیَا فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ هَذَا الْجَنِینُ فِی بَطْنِ أُمِّهِ یَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُ أُمُّهُ وَ لَا یَتَغَوَّطُ قَالَ النَّصْرَانِیُّ أَصَبْتَ أَ لَمْ تَقُلْ مَا أَنَا مِنْ عُلَمَائِهِمْ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ إِنَّمَا قُلْتُ لَكَ مَا أَنَا مِنْ جُهَّالِهِمْ- قَالَ النَّصْرَانِیُّ فَأَسْأَلُكَ أَوْ تَسْأَلُنِی قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام تَسْأَلُنِی قَالَ یَا مَعْشَرَ النَّصَارَی وَ اللَّهِ لَأَسْأَلَنَّهُ مَسْأَلَةً یَرْتَطِمُ فِیهَا كَمَا یَرْتَطِمُ الْحِمَارُ فِی الْوَحَلِ فَقَالَ سَلْ قَالَ أَخْبِرْنِی عَنْ رَجُلٍ دَنَا مِنِ امْرَأَةٍ فَحَمَلَتْ بِابْنَیْنِ جَمِیعاً حَمَلَتْهُمَا فِی سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ وَ مَاتَا فِی سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ وَ دُفِنَا فِی سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فِی قَبْرٍ وَاحِدٍ فَعَاشَ أَحَدُهُمَا خَمْسِینَ وَ مِائَةَ سَنَةٍ وَ عَاشَ الْآخَرُ خَمْسِینَ سَنَةً مَنْ هُمَا فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هُمَا عُزَیْرٌ وَ عَزْرَةُ كَانَ حَمْلُ أُمِّهِمَا عَلَی مَا وَصَفْتَ وَ وَضَعَتْهُمَا عَلَی مَا وَصَفْتَ وَ عَاشَ عَزْرَةُ وَ عُزَیْرٌ فَعَاشَ عَزْرَةُ مَعَ عُزَیْرٍ ثَلَاثِینَ سَنَةً ثُمَّ أَمَاتَ اللَّهُ عُزَیْراً مِائَةَ سَنَةٍ وَ بَقِیَ عَزْرَةُ یَحْیَا ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ عُزَیْراً فَعَاشَ مَعَ عَزْرَةَ عِشْرِینَ سَنَةً
ص: 314
قَالَ النَّصْرَانِیُّ یَا مَعْشَرَ النَّصَارَی مَا رَأَیْتُ أَحَداً قَطُّ أَعْلَمَ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ- لَا تَسْأَلُونِی عَنْ حَرْفٍ وَ هَذَا بِالشَّامِ رُدُّونِی فَرَدُّوهُ إِلَی كَهْفِهِ وَ رَجَعَ النَّصَارَی مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ (1).
بیان: قوله فربطوا عینیه لعلهم ربطوا حاجبیه فوق عینیه كما فی الخرائج فرأینا شیخا سقط حاجباه علی عینیه من الكبر و قد مر فیما رواه السید شد حاجبیه و یحتمل أن یكون المراد ربط أشفار عینیه فوقهما لتنفتحا أو ربط ثوب شفیف علی عینیه بحیث لا یمنع رؤیته من تحته لئلا یضره نور الشمس لاعتیاده بالظلمة فی الكهف.
قوله لملی ء أی جدیر بأن یسأل عنه ثم اعلم أن قوله علیه السلام ما بین طلوع الفجر إلی طلوع الشمس لیس من ساعات اللیل و النهار لا ینافی ما نقله العلامة و غیره من إجماع الشیعة علی كونها من ساعات النهار إذ یمكن حمله علی أن المراد أنها ساعة لا تشبه سائر ساعات اللیل و النهار بل هی شبیهة بساعات الجنة و إنما جعلها اللّٰه فی الدنیا لیعرفوا بها طیب هواء الجنة و لطافتها و اعتدالها علی أنه یحتمل أن یكون علیه السلام أجاب السائل علی ما یوافق عرفه و اعتقاده و مصطلحه.
أقول: قد مر فی باب احتجاجه علیه السلام من الخرائج أن الدیرانی أسلم مع أصحابه علی یدیه علیه السلام.
«3»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ یَحْیَی بْنِ بَشِیرٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: بَعَثَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَی أَبِی علیه السلام فَأَشْخَصَهُ إِلَی الشَّامِ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَیْهِ قَالَ لَهُ یَا أَبَا جَعْفَرٍ إِنَّمَا بَعَثْتُ إِلَیْكَ لِأَسْأَلَكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ لَمْ یَصْلُحْ أَنْ یَسْأَلَكَ عَنْهَا غَیْرِی وَ لَا یَنْبَغِی أَنْ یَعْرِفَ هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ فَقَالَ لَهُ أَبِی یَسْأَلُنِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَمَّا أَحَبَّ فَإِنْ عَلِمْتُ
ص: 315
أَجَبْتُهُ وَ إِنْ لَمْ أَعْلَمْ قُلْتُ لَا أَدْرِی وَ كَانَ الصِّدْقُ أَوْلَی بِی فَقَالَ هِشَامٌ أَخْبِرْنِی عَنِ اللَّیْلَةِ الَّتِی قُتِلَ فِیهَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ بِمَا اسْتَدَلَّ الْغَائِبُ عَنِ الْمِصْرِ الَّذِی قُتِلَ فِیهِ عَلِیٌّ وَ مَا كَانَتِ الْعَلَامَةُ فِیهِ لِلنَّاسِ وَ أَخْبِرْنِی هَلْ كَانَتْ لِغَیْرِهِ فِی قَتْلِهِ عِبْرَةٌ فَقَالَ لَهُ أَبِی إِنَّهُ لَمَّا كَانَتِ اللَّیْلَةُ الَّتِی قُتِلَ فِیهَا عَلِیٌّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ لَمْ یُرْفَعْ عَنْ وَجْهِ الْأَرْضِ حَجَرٌ إِلَّا وُجِدَ تَحْتَهُ دَمٌ عَبِیطٌ حَتَّی طَلَعَ الْفَجْرُ وَ كَذَلِكَ كَانَتِ اللَّیْلَةُ الَّتِی فُقِدَ فِیهَا هَارُونُ أَخُو مُوسَی صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا وَ كَذَلِكَ كَانَتِ اللَّیْلَةُ الَّتِی قُتِلَ فِیهَا یُوشَعُ بْنُ نُونٍ وَ كَذَلِكَ كَانَتِ اللَّیْلَةُ الَّتِی رُفِعَ فِیهَا عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ علیهما السلام.
وَ كَذَلِكَ اللَّیْلَةُ الَّتِی قُتِلَ فِیهَا الْحُسَیْنُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَتَرَبَّدَ وَجْهُ هِشَامٍ وَ امْتُقِعَ لَوْنُهُ وَ هَمَّ أَنْ یَبْطِشَ بِأَبِی فَقَالَ لَهُ أَبِی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ الْوَاجِبُ عَلَی النَّاسِ الطَّاعَةُ لِإِمَامِهِمْ وَ الصِّدْقُ لَهُ بِالنَّصِیحَةِ وَ إِنَّ الَّذِی دَعَانِی إِلَی مَا أَجَبْتُ بِهِ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فِیمَا سَأَلَنِی عَنْهُ مَعْرِفَتِی بِمَا یَجِبُ لَهُ مِنَ الطَّاعَةِ فَلْیَحْسُنْ ظَنُّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ أَعْطِنِی عَهْدَ اللَّهِ وَ مِیثَاقَهُ أَلَّا تَرْفَعَ هَذَا الْحَدِیثَ إِلَی أَحَدٍ مَا حَیِیتُ فَأَعْطَاهُ أَبِی مِنْ ذَلِكَ مَا أَرْضَاهُ ثُمَّ قَالَ هِشَامٌ انْصَرِفْ إِلَی أَهْلِكَ إِذَا شِئْتَ فَخَرَجَ أَبِی مُتَوَجِّهاً مِنَ الشَّامِ نَحْوَ الْحِجَازِ وَ أَبْرَدَ هِشَامٌ بَرِیداً وَ كَتَبَ مَعَهُ إِلَی جَمِیعِ عُمَّالِهِ مَا بَیْنَ دِمَشْقَ إِلَی یَثْرِبَ یَأْمُرُهُمْ أَنْ لَا یَأْذَنُوا لِأَبِی فِی شَیْ ءٍ مِنْ مَدِینَتِهِمْ وَ لَا یُبَایِعُوهُ فِی أَسْوَاقِهِمْ وَ لَا یَأْذَنُوا لَهُ فِی مُخَالَطَةِ أَهْلِ الشَّامِ حَتَّی یَنْفُذَ إِلَی الْحِجَازِ فَلَمَّا انْتَهَی إِلَی مَدِینَةِ مَدْیَنَ وَ مَعَهُ حَشَمُهُ وَ أَتَاهُ بَعْضُهُمْ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ زَادَهُمْ قَدْ نَفِدَ وَ أَنَّهُمْ قَدْ مُنِعُوا مِنَ السُّوقِ وَ أَنَّ بَابَ الْمَدِینَةِ أُغْلِقَ فَقَالَ أَبِی فَعَلُوهَا ائْتُونِی بِوَضُوءٍ فَأُتِیَ بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ تَوَكَّأَ عَلَی غُلَامٍ لَهُ ثُمَّ صَعِدَ الْجَبَلَ حَتَّی إِذَا صَارَ فِی ثَنِیَّةٍ(1) اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ قَامَ وَ أَشْرَفَ عَلَی الْمَدِینَةِ ثُمَّ نَادَی بِأَعْلَی صَوْتِهِ وَ قَالَ- وَ إِلی مَدْیَنَ أَخاهُمْ شُعَیْباً قالَ یا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَیْرُهُ وَ لا
ص: 316
تَنْقُصُوا الْمِكْیالَ وَ الْمِیزانَ إِنِّی أَراكُمْ بِخَیْرٍ وَ إِنِّی أَخافُ عَلَیْكُمْ عَذابَ یَوْمٍ مُحِیطٍ- وَ یا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْیالَ وَ الْمِیزانَ بِالْقِسْطِ وَ لا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْیاءَهُمْ وَ لا تَعْثَوْا فِی الْأَرْضِ مُفْسِدِینَ- بَقِیَّتُ اللَّهِ خَیْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ (1) ثُمَّ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی صَدْرِهِ ثُمَّ نَادَی بِأَعْلَی صَوْتِهِ أَنَا وَ اللَّهِ بَقِیَّةُ اللَّهِ أَنَا وَ اللَّهِ بَقِیَّةُ اللَّهِ قَالَ وَ كَانَ فِی أَهْلِ مَدْیَنَ شَیْخٌ كَبِیرٌ قَدْ بَلَغَ السِّنَّ وَ أَدَّبَتْهُ التَّجَارِبُ وَ قَدْ قَرَأَ الْكُتُبَ وَ عَرَفَهُ أَهْلُ مَدْیَنَ بِالصَّلَاحِ فَلَمَّا سَمِعَ النِّدَاءَ قَالَ لِأَهْلِهِ أَخْرِجُونِی فَحُمِلَ وَ وُضِعَ وَسَطَ الْمَدِینَةِ فَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَیْهِ فَقَالَ لَهُمْ مَا هَذَا الَّذِی سَمِعْتُهُ مِنْ فَوْقِ الْجَبَلِ قَالُوا هَذَا رَجُلٌ یَطْلُبُ السُّوقَ فَمَنَعَهُ السُّلْطَانَ مِنْ ذَلِكَ وَ حَالَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ مَنَافِعِهِ فَقَالَ لَهُمُ الشَّیْخُ تُطِیعُونَنِی قَالُوا اللَّهُمَّ نَعَمْ قَالَ قَوْمُ صَالِحٍ إِنَّمَا وَلِیَ عَقْرَ النَّاقَةِ مِنْهُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ وَ عُذِّبُوا جَمِیعاً عَلَی الرِّضَا بِفِعْلِهِ وَ هَذَا رَجُلٌ قَدْ قَامَ مَقَامَ شُعَیْبٍ وَ نَادَی مِثْلَ نِدَاءِ شُعَیْبٍ علیه السلام فَارْفُضُوا السُّلْطَانَ وَ أَطِیعُونِی وَ أَخْرِجُوا إِلَیْهِ بِالسُّوقِ فَاقْضُوا حَاجَتَهُ وَ إِلَّا لَمْ آمَنْ وَ اللَّهِ عَلَیْكُمُ الْهَلَكَةَ قَالَ فَفَتَحُوا الْبَابَ وَ أَخْرَجُوا السُّوقَ إِلَی أَبِی فَاشْتَرَوْا حَاجَتَهُمْ وَ دَخَلُوا مَدِینَتَهُمْ وَ كَتَبَ عَامِلُ هِشَامٍ إِلَیْهِ بِمَا فَعَلُوهُ وَ بِخَبَرِ الشَّیْخِ فَكَتَبَ هِشَامٌ إِلَی عَامِلِهِ بِمَدْیَنَ بِحَمْلِ الشَّیْخِ إِلَیْهِ فَمَاتَ فِی الطَّرِیقِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ.
إیضاح: قال الجوهری (2)
تربد وجه فلان أی تغیر من الغضب و قال (3) یقال امتقع لونه إذا تغیر من حزن أو فزع.
أقول: قد مر الخبر بوجه آخر فی باب معجزاته علیه السلام.
«4»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أَبُو بَكْرِ بْنُ دُرَیْدٍ الْأَزْدِیُّ بِإِسْنَادٍ لَهُ وَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ النَّاصِرِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِمْ كُلُّهُمْ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا أُشْخِصَ أَبِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ إِلَی دِمَشْقَ سَمِعَ النَّاسَ یَقُولُونَ هَذَا ابْنُ أَبِی تُرَابٍ قَالَ فَأَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَی جِدَارِ الْقِبْلَةِ ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ
ص: 317
وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ اجْتَنِبُوا أَهْلَ الشِّقَاقِ وَ ذُرِّیَّةَ النِّفَاقِ وَ حَشْوَ النَّارِ وَ حَصَبَ جَهَنَّمَ عَنِ الْبَدْرِ الزَّاهِرِ وَ الْبَحْرِ الزَّاخِرِ وَ الشِّهَابِ الثَّاقِبِ وَ شِهَابِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِیمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُطْمَسَ وُجُوهٌ فَتُرَدَّ عَلَی أَدْبَارِهَا أَوْ یُلْعَنُوا كَمَا لُعِنَ أَصْحَابُ السَّبْتِ- وَ كانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا* ثُمَّ قَالَ بَعْدَ كَلَامٍ أَ بِصِنْوِ رَسُولِ اللَّهِ تَسْتَهْزِءُونَ أَمْ بِیَعْسُوبِ الدِّینِ تَلْمِزُونَ وَ أَیَّ سَبِیلٍ بَعْدَهُ تَسْلُكُونَ وَ أَیَّ حُزْنٍ بَعْدَهُ تَدْفَعُونَ هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ بَرَزَ وَ اللَّهِ بِالسَّبْقِ وَ فَازَ بِالْخَصْلِ وَ اسْتَوَی عَلَی الْغَایَةِ وَ أَحْرَزَ الْخِطَارَ فَانْحَسَرَتْ عَنْهُ الْأَبْصَارُ وَ خَضَعَتْ دُونَهُ الرِّقَابُ وَ فَرَعَ الذِّرْوَةَ الْعُلْیَا فَكَذَّبَ مَنْ رَامَ مِنْ نَفْسِهِ السَّعْیَ وَ أَعْیَاهُ الطَّلَبُ فَ أَنَّی لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِیدٍ وَ قَالَ:
أَقِلُّوا عَلَیْهِمْ لَا أَبَا لِأَبِیكُمْ***مِنَ اللَّوْمِ أَوْ سُدُّوا مَكَانَ الَّذِی سَدُّوا
أُولَئِكَ قَوْمٌ إِنْ بَنَوْا أَحْسَنُوا الْبِنَاءَ***وَ إِنْ عَاهَدُوا أَوْفُوا وَ إِنْ عَقَدُوا شَدُّوا
فَأَنَّی یُسَدُّ ثُلْمَةُ أَخِی رَسُولِ اللَّهِ إِذْ شُفِعُوا وَ شَقِیقِهِ إِذْ نُسِبُوا وَ نَدِیدِهِ إِذْ فَشِلُوا وَ ذِی قَرْنَیْ كَنْزِهَا إِذْ فَتَحُوا وَ مُصَلِّی الْقِبْلَتَیْنِ إِذْ تَحَرَّفُوا وَ الْمَشْهُودِ لَهُ بِالْإِیمَانِ إِذْ كَفَرُوا وَ الْمُدَّعَی لِنَبْذِ عَهْدِ الْمُشْرِكِینَ إِذْ نَكَلُوا وَ الْخَلِیفَةِ عَلَی الْمِهَادِ لَیْلَةَ الْحِصَارِ إِذْ جَزِعُوا وَ الْمُسْتَوْدَعِ لِأَسْرَارِ سَاعَةِ الْوَدَاعِ إِلَی آخِرِ كَلَامِهِ (1).
توضیح: أهل الشقاق أی یا أهل الشقاق عن البدر الزاهر أی عن سوء القول فیه و ذخر البحر أی مد و كثر ماؤه و ارتفعت أمواجه و الثاقب المضی ء و الصنو بالكسر المثل و أصله أن تطلع نخلتان من عرق واحد و اللمز العیب و الوقوع فی الناس برز و اللّٰه بالسبق أی ظهر و خرج من بینهم بأن سبقهم فی جمیع الفضائل.
قوله علیه السلام بالخصل أی بالغلبة علی من راهنه فی إحراز سبق الكمال قال الفیروزآبادی (2) الخصل أصابه القرطاس و تخاصلوا تراهنوا علی النضال و أحرز
ص: 318
خصلة و أصاب خصلة غلب و خصلهم خصلا و خصالا بالكسر فضلهم انتهی.
و الغایة العلامة التی تنصب فی آخر المیدان فمن انتهی إلیه قبل غیره فقد سبقه و الخطار بالكسر جمع خطر بالتحریك و هو السبق الذی یتراهن علیه فانحسرت أی كلت عن إدراكه الأبصار لبعده فی السبق عنهم و فرع أی صعد و ارتفع أعلی الدرجة العلیا من الكمال.
فكذب بالتشدید أی صار ظهور كماله سببا لظهور كذب من طلب السعی لتحصیل الفضل و أعیاه الطلب و مع ذلك ادعی مرتبته و یحتمل التخفیف أیضا و یمكن عطف قوله و أعیاه علی قوله كذب و علی قوله رام و التناوش التناول أی كیف یتیسر تناول درجته و فضله و هم فی مكان بعید منها أقلوا علیهم أی علی أهل البیت علیهم السلام.
قوله علیه السلام و سدوا مكان الذی سدوا لعل المراد سدوا الفرج و الثلم التی سدها أهل البیت علیهم السلام من البدع و الأهواء فی الدین أو كونوا مثل الذین سدوا ثلم الباطل كما یقال سد مسده مؤیده قوله فأنی یسد و یحتمل أن یكون من قولهم سد یسد أی صار سدیدا قوله علیه السلام فأنی یسد أی كیف یمكن سد ثلمة حصلت بفقده علیه السلام بغیره و الحال أنه كان أخا رسول اللّٰه ص إذ صار كل منهم شفعا بنظیره كسلمان مع أبی ذر و أبی بكر مع عمر و الشقیق الأخ كأنه شق نسبه من نسبه و كل ما انشق نصفین كل منهما شقیق أی عده الرسول صلی اللّٰه علیه وآله شقیق نفسه عند ما لحق كل ذی نسب بنسبه و ندیده أی مثله فی الثبات و القوة إذ قتلوا و صرفوا وجوههم عن الحرب أو فشلوا من الفشل الضعف و الجبن.
قوله و ذی قرنی كنزها إشارة إلی قول النبی صلی اللّٰه علیه و آله له علیه السلام لك كنز فی الجنة و أنت ذو قرنیها و یحتمل إرجاع الضمیر إلی الجنة و إلی الأمة و قد مر تفسیرها فی كتاب تاریخه علیه السلام.
و قوله إذ فتحوا أی قال ذلك حین أصابهم فتح أو أنه علیه السلام ملكه و فوض إلیه عند كل الفتوح اختیار طرفی كنزها و غنائهما لكونها علی یده و علی
ص: 319
تقدیر إرجاع الضمیر إلی الجنة یحتمل أن یكون المراد فتح بابها و یحتمل أن یكون إذ قبحوا علی المجهول من التقبیح أی مدحه حین ذمهم و الادعاء لنبذ عهد المشركین یمكن حمله علی زمان النبی صلی اللّٰه علیه و آله و بعده فعلی الأول المراد أنه لما أراد النبی صلی اللّٰه علیه و آله طرح عهد المشركین و المحاربة معهم كان هو المدعی و المقدم علیه و قد نكل غیره عن ذلك فیكون إشارة إلی تبلیغ سورة براءة و قراءتها فی الموسم و نقض عهود المشركین و إیذانهم بالحرب و غیر ذلك مما شاكله و علی الثانی إشارة إلی العهود التی كان عهدها النبی صلی اللّٰه علیه و آله علی المشركین فنبذ خلفاء الجور تلك العهود وراءهم فادعی علیه السلام إثباتها و إبقاءها و الأول أظهر قوله علیه السلام لیلة الحصار أی محاصرة المشركین النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی بیته.
«1»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا وُلِّیَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِیزِ أَعْطَانَا عَطَایَا عَظِیمَةً قَالَ فَدَخَلَ عَلَیْهِ أَخُوهُ فَقَالَ لَهُ إِنَّ بَنِی أُمَیَّةَ- لَا تَرْضَی مِنْكَ بِأَنْ تُفَضِّلَ بَنِی فَاطِمَةَ عَلَیْهِمْ فَقَالَ أُفَضِّلُهُمْ لِأَنِّی سَمِعْتُ حَتَّی- لَا أُبَالِیَ ألا [أَنْ] أَسْمَعَ أَوْ لَا أَسْمَعَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَقُولُ إِنَّمَا فَاطِمَةُ شِجْنَةٌ(1)
مِنِّی یَسُرُّنِی مَا أَسَرَّهَا وَ یَسُوؤُنِی مَا أَسَاءَهَا فَأَنَا أَبْتَغِی سُرُورَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَتَّقِی مَسَاءَتَهُ (2).
ص: 320
بیان: قوله حتی لا أبالی أی سمعت كثیرا بحیث لا أبالی أن لا أسمع بعد ذلك و التردید من الراوی فی كلمة أن.
«2»- د، [العدد القویة] رَوَی أَبُو الْحَسَنِ الْیَشْكُرِیُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ یُونُسَ النَّحْوِیِّ اللُّغَوِیِّ قَالَ حَضَرْتُ مَجْلِسَ الْخَلِیلِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَرُوضِیِّ قَالَ: حَضَرْتُ مَجْلِسَ الْوَلِیدِ بْنِ یَزِیدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَ قَدِ اسْحَنْفَرَ فِی سَبِّ عَلِیٍّ وَ اثْعَنْجَرَ فِی ثَلْبِهِ إِذْ خَرَجَ عَلَیْهِ أَعْرَابِیٌّ عَلَی نَاقَةٍ لَهُ وَ ذِفْرَاهَا یَسِیلَانِ لِإِغْذَاذِ السَّیْرِ دَماً فَلَمَّا رَآهُ الْوَلِیدُ لَعَنَهُ اللَّهُ فِی مَنْظَرَتِهِ قَالَ ائْذَنُوا لِهَذَا الْأَعْرَابِیِّ فَإِنِّی أَرَاهُ قَدْ قَصَدَنَا وَ جَاءَ الْأَعْرَابِیُّ فَعَقَلَ نَاقَتَهُ بِطَرَفِ زِمَامِهَا ثُمَّ أُذِنَ لَهُ فَدَخَلَ فَأَوْرَدَهُ قَصِیدَةً لَمْ یَسْمَعِ السَّامِعُونَ مِثْلَهَا جَوْدَةً قَطُّ إِلَی أَنِ انْتَهَی إِلَی قَوْلِهِ:
وَ لَمَّا أَنْ رَأَیْتُ الدَّهْرَ أَلَّی***عَلَیَّ وَ لَحَّ فِی إِضْعَافِ حَالِی
وَفَدْتُ إِلَیْكَ أَبْغِی حُسْنَ عُقْبَی***أَسُدُّ بِهَا خَصَاصَاتِ الْعِیَالِ
وَ قَائِلَةٌ إِلَی مَنْ قَدْ رَآهُ***یَؤُمُّ وَ مَنْ یُرْجَی لِلْمَعَالِی
فَقُلْتُ إِلَی الْوَلِیدِ أَزَمُّ قَصْداً***وَقَاهُ اللَّهُ مِنْ غِیَرِ اللَّیَالِی
هُوَ اللَّیْثُ الْهُصُورُ شَدِیدُ بَأْسٍ***هُوَ السَّیْفُ الْمُجَرَّدُ لِلْقِتَالِ
خَلِیفَةُ رَبِّنَا الدَّاعِی عَلَیْنَا***وَ ذُو الْمَجْدِ التَّلِیدِ أَخُو الْكَمَالِ
قَالَ فَقَبِلَ مِدْحَتَهُ وَ أَجْزَلَ عَطِیَّتَهُ وَ قَالَ لَهُ یَا أَخَا الْعَرَبِ قَدْ قَبِلْنَا مِدْحَتَكَ وَ أَجْزَلْنَا صِلَتَكَ فَاهْجُ لَنَا عَلِیّاً أَبَا تُرَابٍ فَوَثَبَ الْأَعْرَابِیُّ یَتَهَافَتُ قِطَعاً(1) وَ یَزْأَرُ حَنَقاً(2)
وَ یُشَمْذِرُ شَفَقاً وَ قَالَ وَ اللَّهِ إِنَّ الَّذِی عَنَیْتَهُ بِالْهِجَاءِ لَهُوَ أَحَقُّ مِنْكَ بِالْمَدِیحِ وَ أَنْتَ أَوْلَی مِنْهُ بِالْهِجَاءِ فَقَالَ لَهُ جُلَسَاؤُهُ اسْكُتْ نَزَحَكَ اللَّهُ قَالَ عَلَامَ تَرْجُونِی وَ بِمَ تُبَشِّرُونِی وَ لَمَا أَبْدَیْتُ سَقَطاً وَ لَا قُلْتُ شَطَطاً وَ لَا ذَهَبْتُ غَلَطاً عَلَی أَنَّنِی فَضَّلْتُ عَلَیْهِ مَنْ هُوَ أَوْلَی بِالْفَضْلِ مِنْهُ- عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ الَّذِی
ص: 321
تَجَلْبَبَ بِالْوَقَارِ وَ نَبَذَ الشَّنَارَ(1) وَ عَافَ (2)
الْعَارَ وَ عَمَدَ الْإِنْصَافَ وَ أَبَدَّ الْأَوْصَافَ وَ حَصَّنَ الْأَطْرَافَ وَ تَأَلَّفَ الْأَشْرَافَ وَ أَزَالَ الشُّكُوكَ فِی اللَّهِ بِشَرْحِ مَا اسْتَوْدَعَهُ الرَّسُولُ مِنْ مَكْنُونِ الْعِلْمِ الَّذِی نَزَلَ بِهِ النَّامُوسُ (3) وَحْیاً مِنْ رَبِّهِ وَ لَمْ یَفْتُرْ(4) طَرْفاً وَ لَمْ یَصْمُتْ إِلْفاً وَ لَمْ یَنْطِقْ خُلْفاً الَّذِی شَرَفُهُ فَوْقَ شَرَفِهِ وَ سَلَفُهُ فِی الْجَاهِلِیَّةِ أَكْرَمُ مِنْ سَلَفِهِ- لَا تُعْرَفُ الْمَادِّیَاتُ فِی الْجَاهِلِیَّةِ إِلَّا بِهِمْ وَ لَا الْفَضْلُ إِلَّا فِیهِمْ صفة [صَفْوَةُ] مَنِ اصْطَفَاهَا اللَّهُ وَ اخْتَارَهَا فَلَا یَغْتَرَّ الْجَاهِلُ بِأَنَّهُ قَعَدَ عَنِ الْخِلَافَةِ بِمُثَابَرَةِ مَنْ ثَابَرَ عَلَیْهَا وَ جَالَدَ بِهَا وَ السِّلَالِ الْمَارِقَةِ وَ الْأَعْوَانِ الظَّالِمَةِ وَ لَئِنْ قُلْتُمْ ذَلِكَ كَذَلِكَ إِنَّمَا اسْتَحَقَّهَا بِالسَّبْقِ تَاللَّهِ مَا لَكُمُ الْحُجَّةُ فِی ذَلِكَ هَلَّا سَبَقَ صَاحِبُكُمْ إِلَی الْمَوَاضِعِ الصَّعْبَةِ وَ الْمَنَازِلِ الشُّعْبَةِ وَ الْمَعَارِكِ الْمُرَّةِ كَمَا سَبَقَ إِلَیْهَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ الَّذِی لَمْ یَكُنْ بِالْقُبَعَةِ وَ لَا الْهُبَعَةِ وَ لَا مُضْطَغِناً آلَ اللَّهِ وَ لَا مُنَافِقاً رَسُولَ اللَّهِ كَانَ یَدْرَأُ عَنِ الْإِسْلَامِ كُلَّ أُصْبُوحَةٍ وَ یَذُبُّ عَنْهُ كُلَّ أُمْسِیَّةٍ وَ یَلِجُ بِنَفْسِهِ فِی اللَّیْلِ الدَّیْجُورِ الْمُظْلِمِ الْحُلْكُوكِ مُرْصِداً لِلْعَدُوِّ هَوْذَلَ تَارَةً وَ تَضَكْضَكَ أُخْرَی وَ یَا رُبَّ لَزْبَةٍ آتِیَةٌ قَسِیَّةٌ وَ أَوَانِ آنٍ أَرْوَنَانٌ قَذَفَ بِنَفْسِهِ فِی لَهَوَاتٍ وَشِیجَةٍ وَ عَلَیْهِ زَغْفَةُ ابْنِ عَمِّهِ الْفَضْفَاضَةُ وَ بِیَدِهِ خَطِّیَّةٌ عَلَیْهَا سِنَانٌ لَهْذَمٌ فَبَرَزَ عَمْرُو بْنُ وُدٍّ الْقَرِمُ الْأَوَدُ وَ الْخَصْمُ الْأَلَدُّ وَ الْفَارِسُ الْأَشَّدُّ عَلَی فَرَسٍ عُنْجُوجٍ كَأَنَّمَا نَجَرٌ نَجَرَهُ بِالْیَلَنْجُوجِ فَضَرَبَ قَوْنَسَهُ ضَرْبَةً قَنَعَ مِنْهَا عُنُقَهُ أَ وَ نَسِیتُمْ عَمْرَو بْنَ مَعْدِیكَرِبَ الزُّبَیْدِیَّ إِذْ أَقْبَلَ یَسْحَبُ ذَلَاذِلَ دِرْعِهِ مُدِلًّا بِنَفْسِهِ قَدْ زَحْزَحَ النَّاسَ عَنْ أَمَاكِنِهِمْ وَ نَهَضَهُمْ عَنْ مَوَاضِعِهِمْ یُنَادِی أَیْنَ الْمُبَارِزُونَ یَمِیناً وَ شِمَالًا فَانْقَضَّ عَلَیْهِ كَسَوْذَنِیقٍ أَوْ كَصَیْخُودَةِ مَنْجَنِیقٍ فَوَقَصَهُ وَقْصَ الْقَطَامِ بِحَجْرِهِ الْحَمَامَ وَ أَتَی بِهِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ
ص: 322
صلی اللّٰه علیه و آله كَالْبَعِیرِ الشَّارِدِ یُقَادُ كَرْهاً وَ عَیْنُهُ تَدْمَعُ وَ أَنْفُهُ تَرْمَعُ وَ قَلْبُهُ یَجْزَعُ هَذَا وَ كَمْ لَهُ مِنْ یَوْمٍ عَصِیبٍ بَرَزَ فِیهِ إِلَی الْمُشْرِكِینَ بِنِیَّةٍ صَادِقَةٍ وَ بَرَزَ غَیْرُهُ وَ هُوَ أَكْشَفُ أَمْیَلُ أَجَمُّ أَعْزَلُ أَلَا وَ إِنِّی مُخْبِرُكُمْ بِخَبَرٍ عَلَی أَنَّهُ مِنِّی بِأَوْبَاشٍ كَالْمُرَاطَةِ بَیْنَ لغموط وَ حُجَّابِهِ وَ فقامه وَ مُغَذْمِرٍ وَ مُهَزْمِرٍ حَمَلَتْ بِهِ شَوْهَاءُ شَهْوَاءُ فِی أَقْصَی مَهِیلِهَا فَأَتَتْ بِهِ مَحْضاً بَحْتاً وَ كُلُّهُمْ أَهْوَنُ عَلَی عَلِیٍّ مِنْ سَعْدَانَةَ بَغْلٍ أَ فَمِثْلُ هَذَا یَسْتَحِقُّ الْهِجَاءَ وَ عَزْمُهُ الْحَاذِقُ وَ قَوْلُهُ الصَّادِقُ وَ سَیْفُهُ الْفَالِقُ وَ إِنَّمَا یَسْتَحِقُّ الْهِجَاءَ مَنْ سَامَهُ إِلَیْهِ وَ أَخَذَ الْخِلَافَةَ وَ أَزَالَهَا عَنِ الْوَارِثَةِ وَ صَاحِبُهَا یَنْظُرُ إِلَی فَیْئِهِ وَ كَأَنَّ الشَّبَادِعَ تَلْسِبُهُ حَتَّی إِذَا لَعِبَ بِهَا فَرِیقٌ بَعْدَ فَرِیقٍ وَ خَرِیقٌ بَعْدَ خَرِیقٍ اقْتَصَرُوا عَلَی ضَرَاعَةِ الْوَهْزِ وَ كَثْرَةِ الْأَبْزِ وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَی سَمْتِ الطَّرِیقِ وَ الْمَرْتِ الْبَسِیطِ وَ التَّامُورِ الْعَزِیزِ أَلْفَوْهُ قَائِماً وَاضِعاً الْأَشْیَاءَ فِی مَوَاضِعِهَا لَكِنَّهُمُ انْتَهَزُوا الْفُرْصَةَ وَ اقْتَحَمُوا الْغُصَّةَ وَ بَاءُوا بِالْحَسْرَةِ- قَالَ فَارْبَدَّ وَجْهُ الْوَلِیدِ وَ تَغَیَّرَ لَوْنُهُ وَ غَصَّ بِرِیقِهِ وَ شَرِقَ بِعَبْرَتِهِ كَأَنَّمَا فُقِئَ فِی عَیْنِهِ حَبُّ الْمَضِّ الْحَاذِقِ فَأَشَارَ عَلَیْهِ بَعْضُ جُلَسَائِهِ بِالانْصِرَافِ وَ هُوَ لَا یَشُكُّ أَنَّهُ مَقْتُولٌ بِهِ- فَخَرَجَ فَوَجَدَ بَعْضَ الْأَعْرَابِ الدَّاخِلِینَ فَقَالَ لَهُ هَلْ لَكَ أَنْ تَأْخُذَ خَلْعَتِیَ الصَّفْرَاءَ وَ آخُذَ خِلْعَتَكَ السَّوْدَاءَ وَ أَجْعَلَ لَكَ بَعْضَ الْجَائِزَةِ حَظّاً فَفَعَلَ
الرَّجُلُ وَ خَرَجَ الْأَعْرَابِیُّ فَاسْتَوَی عَلَی رَاحِلَتِهِ وَ غَاصَ فِی صَحْرَائِهِ وَ تَوَغَّلَ فِی بَیْدَائِهِ وَ اعْتُقِلَ الرَّجُلُ الْآخَرُ فَضُرِبَ عُنُقُهُ وَ جِی ءَ بِهِ إِلَی الْوَلِیدِ فَقَالَ لَیْسَ هُوَ هَذَا بَلْ صَاحِبُنَا وَ أَنْفَذَ الْخَیْلَ السِّرَاعَ فِی طَلَبِهِ فَلَحِقُوهُ بَعْدَ لَأْیٍ فَلَمَّا أَحَسَّ بِهِمْ أَدْخَلَ یَدَهُ إِلَی كِنَانَتِهِ یُخْرِجُ سَهْماً سَهْماً یَقْتُلُ بِهِ فَارِساً إِلَی أَنْ قَتَلَ مِنَ الْقَوْمِ أَرْبَعِینَ وَ انْهَزَمَ الْبَاقُونَ فَجَاءُوا إِلَی الْوَلِیدِ فَأَخْبَرُوهُ بِذَلِكَ فَأُغْمِیَ عَلَیْهِ یَوْماً وَ لَیْلَةً أَجْمَعَ قَالُوا مَا تَجِدُ قَالَ أَجِدُ عَلَی قَلْبِی غُمَّةً كَالْجَبَلِ مِنْ فَوْتِ هَذَا الْأَعْرَابِیِّ فَلِلَّهِ دَرُّهُ.
بیان: اسحنفر الرجل مضی مسرعا و یقال ثعجرت الدم و غیره فاثعنجر أی صببته فانصب و ذفری البعیر أصل أذنیها و أغذ السیر أسرع و یقال ألی یؤلی
ص: 323
تألیة إذا قصر و أبطأ و الهصور الأسد الشدید الذی یفترس و یكسر و الزأر صوت الأسد من صدره و قال فی القاموس (1) الشمیذر كسفرجل البعیر السریع و الغلام النشیط الخفیف كالشمذارة و السیر الناجی كالشمذار و الشمذر قوله نزحك اللّٰه أی أنفذ اللّٰه ما عندك من خیره قوله و أبد الأوصاف أی جعل الأوصاف الحسنة جاریة بین الناس أو بتخفیف الباء المكسورة من قولهم أبد كفرح إذا غضب و توحش فالمراد الأوصاف الردیة و یقال قبع القنفذ یقبع قبوعا أدخل رأسه فی جلده و كذلك الرجل إذا أدخل رأسه فی قمیصه و امرأة قبعة طلعة تقبع مرة و تطلع أخری و القبعة أیضا طویر أبقع مثل العصفور یكون عند حجرة الجرذان فإذا فزع و رمی بحجر انقبع فیها و هبع هبوعا مشی و مد عنقه و كأن الأول كنایة عن الجبن و الثانی عن الزهو و التبختر و الحلكوك بالضم و الفتح الأسود الشدید السواد.
و هو ذل فی مشیه أسرع و الضكضكة مشیة فی سرعة و تضكضك انبسط و ابتهج و الأخیر أنسب و اللزبة الشدة.
قوله آتیة أی تأتی علی الناس و تهلكهم و فی بعض النسخ آبیة أی یأبی عنها الناس قوله قسیة أی شدیدة من قولهم عام قسی أی شدید من حر أو برد.
قوله آن أی حار كنایة عن الشدة و یوم أرونان صعب قوله وشیجة أی ما اشتبك من الحروب و الأسلحة و الزغفة الدرع اللینة و الفضفاضة الواسعة و الرماح الخطیة منسوبة إلی خط موضع بالیمامة و اللّٰهذم من الأسنة القاطع و القرم البعیر یتخذ للفحل و السید و الأود الاعوجاج و المراد به المعوج أو هو الأرد بالراء و الدال المشددة لرده الخصام عنه و العنجوج الفرس الجید و الیلنجوج العود الذی یتبخر به و القونس أعلی البیضة من الحدید و قنعت
ص: 324
المرأة ألبستها القناع و قنعت رأسه بالسوط ضربا و ذلاذل الدرع ما یلی الأرض من أسافله و السود(1)
كأنه جمع الأسود بمعنی الحیة العظیمة و إن كان نادرا و النیق بالكسر أعلی موضع من الجبل و الصیخورة كأنها بمعنی الصخرة(2) و إن لم نرها فی كتب اللغة و وقص عنقه كسرها و القطام كسحاب الصقر و رمع أنفه من الغضب تحرك و الأكشف من ینهزم فی الحرب و الأمیل الجبان و الأجم الرجل بلا رمح و الأعزل الرجل المنفرد المنقطع و من لا سلاح معه و الأوباش الأخلاط و السفلة و المراطة ما سقط فی التسریح أو النتف و اللغموط لم أجده فی اللغة(3) و فی القاموس (4)
اللعمط كزبرج المرأة البذیة و لا یبعد كون المیم زائدة و اللغط الأصوات المختلفة و الجلبة و فقم فلان بطر و أشر و الأمر لم یجر علی استواء و غذمره باعه جزافا و الغذمرة الغضب و الصخب و اختلاط الكلام و الصیاح و المغذمر من یركب الأمور فیأخذ من هذا و یعطی هذا و یدع لهذا من حقه و الهزمرة الحركة الشدیدة و هزمره عنف به و الشبادع جمع الشبدع بالدال المهملة كزبرج و هو العقرب و یقال لسبته الحیة و غیرها كمنعه و ضربه لدغته و المراد بالخریق من یخرق الدین و یضیعه و كان یحتمل النون فیهما فالفرنق كقنفذ الردی و الخرنق كزبرج الردی من الأرانب و الوهز الوطء و الدفع و الحث و الأبز الوثب و البغی و المرت المفازة و التامور الوعاء و النفس و حیاتها و القلب و حیاته و وزیر الملك و الماء و لكل وجه مناسبة.
ص: 325
قوله كأنما فقئ أی كأنما كسر حاذق لا یخطئ حبا یمض العین و یوجعها فی عینه فدخل ماؤه فیها كحب الرمان أو الحصرم عبر بذلك عن شدة احمرار عینه و اللأی الإبطاء و الاحتباس و الشدة.
أقول: إنما أوردت هذه القصة مع كون النسخة سقیمة قد بقی منها كثیر لم یصحح لغرابتها و لطافتها.
«3»- ل، [الخصال] الطَّالَقَانِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِیرٍ الطَّبَرِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ الْكِنَانِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ الْحِمَّانِیِّ عَنْ شَرِیكٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: كُنْتُ جَلِیساً لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ حَیْثُ دَخَلَ الْمَدِینَةَ فَأَمَرَ مُنَادِیَهُ فَنَادَی مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلِمَةٌ أَوْ ظُلَامَةٌ فَلْیَأْتِ الْبَابَ فَأَتَی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ یَعْنِی الْبَاقِرَ علیه السلام فَدَخَلَ إِلَیْهِ مَوْلَاهُ مُزَاحِمٌ فَقَالَ إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ بِالْبَابِ فَقَالَ لَهُ أَدْخِلْهُ یَا مُزَاحِمُ قَالَ فَدَخَلَ وَ عُمَرُ یَمْسَحُ عَیْنَیْهِ مِنَ الدُّمُوعِ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام مَا أَبْكَاكَ یَا عُمَرُ فَقَالَ هِشَامٌ أَبْكَانِی كَذَا وَ كَذَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام یَا عُمَرُ إِنَّمَا الدُّنْیَا سُوقٌ مِنَ الْأَسْوَاقِ مِنْهَا خَرَجَ قَوْمٌ بِمَا یَنْفَعُهُمْ وَ مِنْهَا خَرَجُوا بِمَا یَضُرُّهُمْ وَ كَمْ مِنْ قَوْمٍ قَدْ غَرَّتْهُمْ بِمِثْلِ الَّذِی أَصْبَحْنَا فِیهِ حَتَّی أَتَاهُمُ الْمَوْتُ فَاسْتَوْعَبُوا فَخَرَجُوا مِنَ الدُّنْیَا مَلُومِینَ لِمَا لَمْ یَأْخُذُوا لِمَا أَحَبُّوا مِنَ الْآخِرَةِ عُدَّةً وَ لَا مِمَّا كَرِهُوا جُنَّةً- قَسَمَ مَا جَمَعُوا مَنْ لَا یَحْمَدُهُمْ وَ صَارُوا إِلَی مَنْ لَا یَعْذِرُهُمْ فَنَحْنُ وَ اللَّهِ مَحْقُوقُونَ أَنْ نَنْظُرَ إِلَی تِلْكَ الْأَعْمَالِ الَّتِی كُنَّا نَغْبِطُهُمْ بِهَا فَنُوَافِقَهُمْ فِیهَا وَ نَنْظُرَ إِلَی تِلْكَ الْأَعْمَالِ الَّتِی كُنَّا نَتَخَوَّفُ عَلَیْهِمْ مِنْهَا فَنَكُفَّ عَنْهَا فَاتَّقِ اللَّهَ وَ اجْعَلْ فِی قَلْبِكَ اثْنَتَیْنِ تَنْظُرُ الَّذِی تُحِبُّ أَنْ یَكُونَ مَعَكَ إِذَا قَدِمْتَ عَلَی رَبِّكَ فَقَدِّمْهُ بَیْنَ یَدَیْكَ وَ تَنْظُرُ الَّذِی تَكْرَهُهُ أَنْ یَكُونَ
مَعَكَ إِذَا قَدِمْتَ عَلَی رَبِّكَ فَابْتَغِ بِهِ الْبَدَلَ وَ لَا تَذْهَبَنَّ إِلَی سِلْعَةٍ قَدْ بَارَتْ عَلَی مَنْ كَانَ قَبْلَكَ تَرْجُو أَنْ تَجُوزَ عَنْكَ وَ اتَّقِ اللَّهَ یَا عُمَرُ وَ افْتَحِ الْأَبْوَابَ وَ سَهِّلِ الْحِجَابَ وَ انْصُرِ الْمَظْلُومَ وَ رُدَّ الْمَظَالِمَ ثُمَّ قَالَ ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ اسْتَكْمَلَ الْإِیمَانَ بِاللَّهِ فَجَثَا عُمَرُ عَلَی رُكْبَتَیْهِ وَ قَالَ إِیهِ یَا أَهْلَ بَیْتِ النُّبُوَّةِ فَقَالَ نَعَمْ یَا عُمَرُ مَنْ إِذَا رَضِیَ لَمْ یُدْخِلْهُ رِضَاهُ
ص: 326
فِی الْبَاطِلِ وَ إِذَا غَضِبَ لَمْ یُخْرِجْهُ غَضَبُهُ مِنَ الْحَقِّ وَ مَنْ إِذَا قَدَرَ لَمْ یَتَنَاوَلْ مَا لَیْسَ لَهُ فَدَعَا عُمَرُ بِدَوَاةٍ وَ قِرْطَاسٍ وَ كَتَبَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ هَذَا مَا رَدَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِیزِ ظُلَامَةَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فَدَكَ (1).
«4»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب هِشَامُ بْنُ مُعَاذٍ: مِثْلَهُ (2) بیان قال الجوهری (3)
حق له أن یفعل كذا و هو حقیق به و محقوق به أی خلیق له و الجمع أحقاء و محقوقون انتهی قوله علیه السلام أن تجوز عنك أی تقبل منك فیتجاوز عنك و لا تبقی بائرة علیك و قال الفیروزآبادی (4) إیه بكسر الهمزة و الهاء و فتحها و تنون المكسورة كلمة استزادة و استنطاق.
«5»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دِینَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ التَّمِیمِیِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فِی الْمَسْجِدِ فَمَرَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَلَیْهِ شِرَاكَا فِضَّةٍ وَ كَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَ هُوَ شَابٌّ فَنَظَرَ إِلَیْهِ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَطَاءٍ أَ تَرَی هَذِهِ الْمُتْرَفَ إِنَّهُ لَنْ یَمُوتَ حَتَّی یَلِیَ النَّاسَ قَالَ قُلْتُ هَذَا الْفَاسِقُ قَالَ نَعَمْ فَلَا یَلْبَثُ فِیهِمْ إِلَّا یَسِیراً حَتَّی یَمُوتَ فَإِذَا هُوَ مَاتَ لَعَنَهُ أَهْلُ السَّمَاءِ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُ أَهْلُ الْأَرْضِ (5).
بیان: أترفته النعمة أطغته.
«6»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ زِیَادِ بْنِ أَبِی الْحَلَّالِ قَالَ: اخْتَلَفَ النَّاسُ فِی جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ وَ أَحَادِیثِهِ وَ أَعَاجِیبِهِ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهُ فَابْتَدَأَنِی مِنْ غَیْرِ أَنْ أَسْأَلَهُ رَحِمَ اللَّهُ جَابِرَ بْنَ یَزِیدَ الْجُعْفِیَ
ص: 327
كَانَ یَصْدُقُ عَلَیْنَا وَ لَعَنَ اللَّهُ الْمُغِیرَةَ بْنَ سَعِیدٍ كَانَ یَكْذِبُ عَلَیْنَا(1).
«7»- سن، [المحاسن] أَحْمَدُ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ بَكَّارٍ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْحَضْرَمِیِّ قَالَ: قِیلَ لِأَبِی جَعْفَرٍ إِنَّ عِكْرِمَةَ مَوْلَی ابْنِ عَبَّاسٍ قَدْ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ فَانْتَقَلَ ثُمَّ قَالَ إِنْ أَدْرَكْتُهُ عَلَّمْتُهُ كَلَاماً لَمْ یَطْعَمْهُ النَّارُ فَدَخَلَ عَلَیْهِ دَاخِلٌ فَقَالَ قَدْ هَلَكَ قَالَ فَقَالَ لَهُ فَعَلِّمْنَاهُ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا هَذَا الْأَمْرُ الَّذِی أَنْتُمْ عَلَیْهِ (2).
«8»- ختص، [الإختصاص] جَعْفَرُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یَاسِینَ الضَّرِیرِ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: مَا شَجَرَ فِی قَلْبِی شَیْ ءٌ قَطُّ إِلَّا سَأَلْتُ عَنْهُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام حَتَّی سَأَلْتُهُ عَنْ ثَلَاثِینَ أَلْفَ حَدِیثٍ وَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفَ حَدِیثٍ (3).
«9»- ختص، [الإختصاص] جَعْفَرُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَطِیَّةَ الزَّیَّاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ أَخْبِرْنِی بِرُكُودِ الشَّمْسِ قَالَ وَیْحَكَ یَا مُحَمَّدُ مَا أَصْغَرَ جُثَّتَكَ وَ أَعْضَلَ مَسْأَلَتَكَ ثُمَّ سَكَتَ عَنِّی ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ ثُمَّ قَالَ لِی فِی الْیَوْمِ الرَّابِعِ إِنَّكَ لَأَهْلٌ لِلْجَوَابِ وَ الْحَدِیثُ مَعْرُوفٌ (4).
«10»- ختص، [الإختصاص] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ وَ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحَجَّالِ عَنِ الْعَلَاءِ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی لَیْسَ كُلَّ سَاعَةٍ أَلْقَاكَ وَ لَا یُمْكِنُنِی الْقُدُومُ وَ یَجِی ءُ الرَّجُلُ مِنْ أَصْحَابِنَا فَیَسْأَلُنِی وَ لَیْسَ عِنْدِی كُلُّ مَا یَسْأَلُنِی عَنْهُ قَالَ فَمَا یَمْنَعُكَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الثَّقَفِیِّ فَإِنَّهُ قَدْ سَمِعَ مِنْ أَبِی وَ كَانَ عِنْدَهُ
ص: 328
مَرْضِیّاً وَجِیهاً(1).
«11»- ختص، [الإختصاص]: محمد بن مسلم الطائفی الثقفی القصیر الطحان الكوفی عربی مات سنة خمسین و مائة(2).
«12»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ زَیْدُ بْنُ الْحَسَنِ یُخَاصِمُ أَبِی فِی مِیرَاثِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یَقُولُ أَنَا مِنْ وُلْدِ الْحَسَنِ وَ أَوْلَی بِذَلِكَ مِنْكَ لِأَنِّی مِنْ وَلَدِ الْأَكْبَرِ فَقَاسِمْنِی مِیرَاثَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ادْفَعْهُ إِلَیَّ فَأَبَی
أَبِی فَخَاصَمَهُ إِلَی الْقَاضِی فَكَانَ زَیْدٌ مَعَهُ إِلَی الْقَاضِی فَبَیْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ ذَاتَ یَوْمٍ فِی خُصُومَتِهِمْ إِذْ قَالَ زَیْدُ بْنُ الْحَسَنِ لِزَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ اسْكُتْ یَا ابْنَ السِّنْدِیَّةِ فَقَالَ زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ أُفٍّ لِخُصُومَةٍ تُذْكَرُ فِیهَا الْأُمَّهَاتُ وَ اللَّهِ لَا كَلَّمْتُكَ بِالْفَصِیحِ مِنْ رَأْسِی أَبَداً حَتَّی أَمُوتَ وَ انْصَرَفَ إِلَی أَبِی فَقَالَ یَا أَخِی إِنِّی حَلَفْتُ بِیَمِینٍ ثِقَةً بِكَ وَ عَلِمْتُ أَنَّكَ لَا تَكْرَهُنِی وَ لَا تُخَیِّبُنِی حَلَفْتُ أَنْ لَا أُكَلِّمَ زَیْدَ بْنَ الْحَسَنِ وَ لَا أُخَاصِمَهُ وَ ذَكَرَ مَا كَانَ بَیْنَهُمَا فَأَعْفَاهُ أَبِی وَ اغْتَمَّهَا زَیْدُ بْنُ الْحَسَنِ فَقَالَ یَلِی خُصُومَتِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ فَأُعْتِبُهُ وَ أُؤْذِیهِ فَیَعْتَدِی عَلَیَّ فَعَدَا عَلَی أَبِی فَقَالَ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ الْقَاضِی فَقَالَ انْطَلِقْ بِنَا فَلَمَّا أَخْرَجَهُ قَالَ أَبِی یَا زَیْدُ إِنَّ مَعَكَ سِكِّینَةً قَدْ أَخْفَیْتَهَا أَ رَأَیْتَكَ إِنْ نَطَقَتْ هَذِهِ السِّكِّینَةُ الَّتِی تَسْتُرُهَا مِنِّی فَشَهِدَتْ أَنِّی أَوْلَی بِالْحَقِّ مِنْكَ أَ فَتَكُفُّ عَنِّی قَالَ نَعَمْ وَ حَلَفَ لَهُ بِذَلِكَ فَقَالَ أَبِی أَیَّتُهَا السِّكِّینَةُ انْطِقِی بِإِذْنِ اللَّهِ فَوَثَبَتِ السِّكِّینَةُ مِنْ یَدِ زَیْدِ بْنِ الْحَسَنِ عَلَی الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَتْ یَا زَیْدُ أَنْتَ ظَالِمٌ وَ مُحَمَّدٌ أَحَقُّ مِنْكَ وَ أَوْلَی وَ لَئِنْ لَمْ تَكُفَّ لَأَلِیَنَّ قَتْلَكَ فَخَرَّ زَیْدٌ مَغْشِیّاً عَلَیْهِ فَأَخَذَ أَبِی بِیَدِهِ فَأَقَامَهُ ثُمَّ قَالَ یَا زَیْدُ أَ رَأَیْتَ إِنْ نَطَقَتِ الصَّخْرَةُ الَّتِی نَحْنُ عَلَیْهَا أَ تَقْبَلُ قَالَ نَعَمْ فَرَجَفَتِ الصَّخْرَةُ الَّتِی مِمَّا یَلِی زَیْدٌ حَتَّی كَادَتْ أَنْ تُفْلَقَ وَ لَمْ تَرْجُفْ مِمَّا یَلِی أَبِی ثُمَّ قَالَتْ یَا زَیْدُ أَنْتَ ظَالِمٌ وَ مُحَمَّدٌ أَوْلَی بِالْأَمْرِ مِنْكَ فَكُفَّ عَنْهُ وَ إِلَّا وَلِیتُ قَتْلَكَ فَخَرَّ زَیْدٌ مَغْشِیّاً عَلَیْهِ فَأَخَذَ أَبِی بِیَدِهِ وَ أَقَامَهُ ثُمَّ قَالَ یَا زَیْدُ أَ رَأَیْتَ إِنْ نَطَقَتْ هَذِهِ الشَّجَرَةُ تَسِیرُ
ص: 329
إِلَیَّ أَ تَكُفُّ قَالَ نَعَمْ فَدَعَا أَبِی علیه السلام الشَّجَرَةَ فَأَقْبَلَتْ تَخُدُّ الْأَرْضَ حَتَّی أَظَلَّتْهُمْ ثُمَّ قَالَتْ یَا زَیْدُ أَنْتَ ظَالِمٌ وَ مُحَمَّدٌ أَحَقُّ بِالْأَمْرِ مِنْكَ فَكُفَّ عَنْهُ وَ إِلَّا قَتَلْتُكَ فَغُشِیَ عَلَی زَیْدٍ فَأَخَذَ أَبِی بِیَدِهِ وَ انْصَرَفَتِ الشَّجَرَةُ إِلَی مَوْضِعِهَا فَحَلَفَ زَیْدٌ أَنْ لَا یَعْرِضَ لِأَبِی وَ لَا یُخَاصِمَهُ فَانْصَرَفَ وَ خَرَجَ زَیْدٌ مِنْ یَوْمِهِ إِلَی عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فَدَخَلَ عَلَیْهِ وَ قَالَ أَتَیْتُكَ مِنْ عِنْدِ سَاحِرٍ كَذَّابٍ- لَا یَحِلُّ لَكَ تَرْكُهُ وَ قَصَّ عَلَیْهِ مَا رَأَی وَ كَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَی عَامِلِ الْمَدِینَةِ أَنِ ابْعَثْ إِلَیَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ مُقَیَّداً وَ قَالَ لِزَیْدٍ أَ رَأَیْتَكَ إِنْ وَلَّیتُكَ قَتْلَهُ قَتَلْتَهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَلَمَّا انْتَهَی الْكِتَابُ إِلَی الْعَامِلِ أَجَابَ عَبْدَ الْمَلِكِ لَیْسَ كِتَابِی هَذَا خِلَافاً عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَا أَرُدُّ أَمْرَكَ وَ لَكِنْ رَأَیْتُ أَنْ أُرَاجِعَكَ فِی الْكِتَابِ نَصِیحَةً لَكَ وَ شَفَقَةً عَلَیْكَ وَ إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِی أَرَدْتَهُ لَیْسَ الْیَوْمَ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ أَعَفَّ مِنْهُ وَ لَا أَزْهَدَ وَ لَا أَوْرَعَ مِنْهُ وَ إِنَّهُ لَیَقْرَأُ فِی مِحْرَابِهِ فَیَجْتَمِعُ الطَّیْرُ وَ السِّبَاعُ تَعَجُّباً لِصَوْتِهِ وَ إِنَّ قِرَاءَتَهُ كَشِبْهِ مَزَامِیرِ دَاوُدَ وَ إِنَّهُ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ وَ أَرَقِّ النَّاسِ وَ أَشَدِّ النَّاسِ اجْتِهَاداً وَ عِبَادَةً- وَ كَرِهْتُ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ التَّعَرُّضَ لَهُ فَ إِنَّ اللَّهَ لا یُغَیِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّی یُغَیِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ فَلَمَّا وَرَدَ الْكِتَابُ عَلَی عَبْدِ الْمَلِكِ سُرَّ بِمَا أَنْهَی إِلَیْهِ الْوَالِی وَ عَلِمَ أَنَّهُ قَدْ نَصَحَهُ فَدَعَا بِزَیْدِ بْنِ الْحَسَنِ فَأَقْرَأَهُ الْكِتَابَ فَقَالَ أَعْطَاهُ وَ أَرْضَاهُ فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ فَهَلْ تَعْرِفُ أَمْراً غَیْرَ هَذَا قَالَ نَعَمْ عِنْدَهُ سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَیْفُهُ وَ دِرْعُهُ وَ خَاتَمُهُ وَ عَصَاهُ وَ تَرِكَتُهُ فَاكْتُبْ إِلَیْهِ فِیهِ فَإِنْ هُوَ لَمْ یَبْعَثْ بِهِ فَقَدْ وَجَدْتَ إِلَی قَتْلِهِ سَبِیلًا فَكَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَی الْعَامِلِ أَنِ احْمِلْ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَ لْیُعْطِكَ مَا عِنْدَهُ مِنْ مِیرَاثِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَتَی الْعَامِلُ مَنْزِلَ أَبِی فَأَقْرَأَهُ الْكِتَابَ فَقَالَ أَجِّلْنِی أَیَّاماً قَالَ نَعَمْ فَهَیَّأَ أَبِی مَتَاعاً ثُمَّ حَمَلَهُ وَ دَفَعَهُ إِلَی الْعَامِلِ فَبَعَثَ بِهِ إِلَی عَبْدِ الْمَلِكِ وَ سُرَّ بِهِ سُرُوراً شَدِیداً فَأَرْسَلَ إِلَی زَیْدٍ فَعَرَضَ عَلَیْهِ فَقَالَ زَیْدٌ وَ اللَّهِ مَا بَعَثَ إِلَیْكَ مِنْ مَتَاعِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَلِیلًا وَ لَا كَثِیراً فَكَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَی أَبِی أَنَّكَ أَخَذْتَ مَالَنَا وَ لَمْ تُرْسِلْ إِلَیْنَا بِمَا طَلَبْنَا.
ص: 330
فَكَتَبَ إِلَیْهِ أَبِی أَنِّی قَدْ بَعَثْتُ إِلَیْكَ بِمَا قَدْ رَأَیْتَ فَإِنْ شِئْتَ كَانَ مَا طَلَبْتَ وَ إِنْ شِئْتَ لَمْ یَكُنْ فَصَدَّقَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ وَ جَمَعَ أَهْلَ الشَّامِ وَ قَالَ هَذَا مَتَاعُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ أُتِیتُ بِهِ ثُمَّ أَخَذَ زَیْداً وَ قَیَّدَهُ وَ بَعَثَ بِهِ وَ قَالَ لَهُ لَوْ لَا أَنِّی أُرِیدُ لَا أُبْتَلَی بِدَمِ أَحَدٍ مِنْكُمْ لَقَتَلْتُكَ- وَ كَتَبَ إِلَی أَبِی بَعَثْتُ إِلَیْكَ بِابْنِ عَمِّكَ فَأَحْسِنْ أَدَبَهُ فَلَمَّا أُتِیَ بِهِ قَالَ أَبِی وَیْحَكَ یَا زَیْدُ مَا أَعْظَمَ مَا تَأْتِی بِهِ وَ مَا یُجْرِی اللَّهُ عَلَی یَدَیْكَ إِنِّی لَأَعْرِفُ الشَّجَرَةَ الَّتِی نُحِتَ مِنْهَا وَ لَكِنْ هَكَذَا قُدِّرَ فَوَیْلٌ لِمَنْ أَجْرَی اللَّهُ عَلَی یَدَیْهِ الشَّرَّ فَأُسْرِجَ لَهُ فَرَكِبَ أَبِی وَ نَزَلَ مُتَوَرِّماً فَأَمَرَ بِأَكْفَانٍ لَهُ وَ كَانَ فِیهِ ثِیَابٌ أَبْیَضُ أُحْرِمُ فِیهِ وَ قَالَ اجْعَلُوهُ فِی أَكْفَانِی وَ عَاشَ ثَلَاثاً ثُمَّ مَضَی علیه السلام لِسَبِیلِهِ وَ ذَلِكَ السَّرْجُ عِنْدَ آلِ مُحَمَّدٍ مُعَلَّقٌ ثُمَّ إِنَّ زَیْدَ بْنَ الْحَسَنِ بَقِیَ بَعْدَهُ أَیَّاماً فَعَرَضَ لَهُ دَاءٌ فَلَمْ یَزَلْ یَتَخَبَّطُ وَ یَهْوِی وَ تَرَكَ الصَّلَاةَ حَتَّی مَاتَ (1).
بیان: الظاهر أنه سقط من آخر الخبر شی ء و یظهر منه أن إهانة زید و بعثه إلی الباقر علیه السلام إنما كان علی وجه المصلحة و كان قد واطأه علی أن یركبه علیه السلام علی سرج مسموم بعث به إلیه معه فأظهر علیه السلام علمه بذلك حیث قال أعرف الشجرة التی نحت السرج منها فكیف لا أعرف ما جعل فیه من السم و لكن قدر أن تكون شهادتی هكذا فلذا قال علیه السلام السرج معلق عندهم لئلا یقربه أحد أو لیكون حاضرا یوم ینتقم من الكافر فی الرجعة.
قوله یتخبطه أی یفسده الداء و یذهب عقله و یهوی أی ینزل فی جسده و لعله كان یهذی من الهذیان ثم إنه یشكل بأنه یخالف ما مر من التأریخ و ما سیأتی و لعله كان هشام بن عبد الملك فسقط من الرواة و النساخ.
«13»- یج، [الخرائج و الجرائح] عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ لَمَّا نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ مُسِخَ وَزَغاً فَكَانَ عِنْدَهُ وُلْدُهُ وَ لَمْ یَدْرُوا كَیْفَ یَصْنَعُونَ وَ ذَهَبَ ثُمَّ فَقَدُوهُ فَأَجْمَعُوا عَلَی أَنْ أَخَذُوا جِذْعاً فَصَنَعُوهُ كَهَیْئَةِ رَجُلٍ فَفَعَلُوا ذَلِكَ وَ أَلْبَسُوا الْجِذْعَ ثُمَّ كَفَّنُوهُ فِی
ص: 331
الْأَكْفَانِ لَمْ یَطَّلِعْ عَلَیْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ إِلَّا وُلْدُهُ وَ أَنَا(1).
«14»- شا، [الإرشاد] أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الزُّبَیْرِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الزُّهْرِیِّ قَالَ: حَجَّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ مُتَّكِئاً عَلَی یَدِ سَالِمٍ مَوْلَاهُ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام جَالِسٌ فِی الْمَسْجِدِ فَقَالَ لَهُ سَالِمٌ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ الْمَفْتُونُ بِهِ أَهْلُ الْعِرَاقِ قَالَ نَعَمْ قَالَ اذْهَبْ إِلَیْهِ وَ قُلْ لَهُ یَقُولُ لَكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ مَا الَّذِی یَأْكُلُ النَّاسُ وَ یَشْرَبُونَ إِلَی أَنْ یُفْصَلَ بَیْنَهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ قَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یُحْشَرُ النَّاسُ عَلَی مِثْلِ قُرْصِ النَّقِیِّ فِیهَا أَنْهَارٌ مُفَجَّرَةٌ یَأْكُلُونَ وَ یَشْرَبُونَ حَتَّی یُفْرَغَ مِنَ الْحِسَابِ قَالَ فَرَأَی هِشَامٌ أَنَّهُ قَدْ ظَفِرَ بِهِ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اذْهَبْ
إِلَیْهِ فَقُلْ لَهُ یَقُولُ لَكَ مَا أَشْغَلَهُمْ عَنِ الْأَكْلِ وَ الشُّرْبِ یَوْمَئِذٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هُمْ فِی النَّارِ أَشْغَلُ وَ لَمْ یُشْغَلُوا عَنْ أَنْ قَالُوا- أَفِیضُوا عَلَیْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ فَسَكَتَ هِشَامٌ لَا یَرْجِعُ كَلَاماً(2).
بیان: النقی الخبز الحواری الأبیض.
«15»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ سُلَیْمَانَ اللَّبَّانِ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَ تَدْرِی مَا مَثَلُ الْمُغِیرَةِ بْنِ سَعِیدٍ قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ مَثَلُهُ مَثَلُ بَلْعَمَ الَّذِی أُوتِیَ الِاسْمَ الْأَعْظَمَ الَّذِی قَالَ اللَّهُ- آتَیْناهُ آیاتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّیْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِینَ (3).
ص: 332
«16»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: بَلَغَنَا أَنَّ الْكُمَیْتَ أَنْشَدَ الْبَاقِرَ علیه السلام مَنْ لِقَلْبٍ مُتَیَّمٍ مُسْتَهَامٍ فَتَوَجَّهَ الْبَاقِرُ علیه السلام إِلَی الْكَعْبَةِ فَقَالَ اللَّهُمَّ ارْحَمِ الْكُمَیْتَ وَ اغْفِرْ لَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ یَا كُمَیْتُ هَذِهِ مِائَةُ أَلْفٍ قَدْ جَمَعْتُهَا لَكَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی فَقَالَ الْكُمَیْتُ لَا وَ اللَّهِ لَا یَعْلَمُ أَحَدٌ أَنِّی آخِذٌ مِنْهَا حَتَّی یَكُونَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الَّذِی یُكَافِینِی وَ لَكِنْ تُكْرِمُنِی بِقَمِیصٍ مِنْ قُمُصِكَ فَأَعْطَاهُ (1).
«17»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كُنَّا عِنْدَهُ وَ عِنْدَهُ حُمْرَانُ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ مَوْلًی لَهُ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا عِكْرِمَةُ فِی الْمَوْتِ وَ كَانَ یَرَی رَأْیَ الْخَوَارِجِ وَ كَانَ مُنْقَطِعاً إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ لَنَا أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَنْظِرُونِی حَتَّی أَرْجِعَ إِلَیْكُمْ فَقُلْنَا نَعَمْ فَمَا لَبِثَ أَنْ
رَجَعَ فَقَالَ أَمَا إِنِّی لَوْ أَدْرَكْتُ عِكْرِمَةَ قَبْلَ أَنْ تَقَعَ النَّفْسُ مَوْقِعَهَا لَعَلَّمْتُهُ كَلِمَاتٍ یَنْتَفِعُ بِهَا وَ لَكِنِّی أَدْرَكْتُهُ وَ قَدْ وَقَعَتِ النَّفْسُ مَوْقِعَهَا فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا ذَلِكَ الْكَلَامُ فَقَالَ هُوَ وَ اللَّهِ مَا أَنْتُمْ عَلَیْهِ فَلَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ عِنْدَ الْمَوْتِ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ الْوَلَایَةَ(2).
«18»- ختص، [الإختصاص] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنِ الْأَصَمِّ عَنْ مُدْلِجٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَی الْمَدِینَةِ وَ أَنَا وَجِعٌ ثَقِیلٌ فَقِیلَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَجِعٌ فَأَرْسَلَ إِلَیَّ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام
ص: 333
بِشَرَابٍ مَعَ الْغُلَامِ مُغَطًّی بِمِنْدِیلٍ فَنَاوَلَنِیهِ الْغُلَامُ وَ قَالَ لِی اشْرَبْهُ فَإِنَّهُ قَدْ أَمَرَنِی أَنْ لَا أَرْجِعَ حَتَّی تَشْرَبَهُ فَتَنَاوَلْتُ فَإِذَا رَائِحَةُ الْمِسْكِ مِنْهُ وَ إِذَا شَرَابٌ طَیِّبُ الطَّعْمِ بَارِدٌ فَلَمَّا شَرِبْتُهُ قَالَ لِیَ الْغُلَامُ یَقُولُ لَكَ إِذَا شَرِبْتَ فَتَعَالَ فَفَكَّرْتُ فِیمَا قَالَ لِی وَ لَا أَقْدِرُ عَلَی النُّهُوضِ قَبْلَ ذَلِكَ عَلَی رِجْلِی فَلَمَّا اسْتَقَرَّ الشَّرَابُ فِی جَوْفِی كَأَنَّمَا أُنْشِطْتُ مِنْ عِقَالٍ فَأَتَیْتُ بَابَهُ فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَیْهِ فَصَوَّتَ بِی نَصَحَ الْجِسْمُ ادْخُلْ فَدَخَلْتُ وَ أَنَا بَاكٍ فَسَلَّمْتُ وَ قَبَّلْتُ یَدَهُ وَ رَأْسَهُ فَقَالَ لِی وَ مَا یُبْكِیكَ یَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَبْكِی عَلَی اغْتِرَابِی وَ بُعْدِ الشُّقَّةِ وَ قِلَّةِ الْمَقْدُرَةِ عَلَی الْمُقَامِ عِنْدَكَ وَ النَّظَرِ إِلَیْكَ فَقَالَ لِی أَمَّا قِلَّةُ الْمَقْدُرَةِ فَكَذَلِكَ جَعَلَ اللَّهُ أَوْلِیَاءَنَا وَ أَهْلَ مَوَدَّتِنَا وَ جَعَلَ الْبَلَاءَ إِلَیْهِمْ سَرِیعاً وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الْغُرْبَةِ فَلَكَ بِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أُسْوَةٌ بِأَرْضٍ نَاءٍ عَنَّا بِالْفُرَاتِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ بُعْدِ الشُّقَّةِ فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ فِی هَذِهِ الدُّنْیَا غَرِیبٌ وَ فِی هَذَا الْخَلْقِ مَنْكُوسٌ حَتَّی یَخْرُجَ مِنْ هَذِهِ الدَّارِ إِلَی رَحْمَةِ اللَّهِ وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ حُبِّكَ قُرْبَنَا وَ النَّظَرَ إِلَیْنَا وَ أَنَّكَ لَا تَقْدِرُ عَلَی ذَلِكَ فَاللَّهُ یَعْلَمُ مَا فِی قَلْبِكَ وَ جَزَاؤُكَ عَلَیْهِ (1).
«19»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی المفید عن الحسین بن محمد التمار عن أحمد بن عبد اللّٰه بن محمد عن أبی الفضل الربعی عن جمیل المكی عن الأصمعی عن جابر بن عون قال: دخل أسماء بن خارجة الفزاری علی عمر بن عبد العزیز یوم بویع له فأنشأ یقول:
إن أولی الأنام بالحق قدما***هو أولی بأن یكون خلیقا
بالأمر و النهی للأولی***یأتی بغیره أن یكون یلیقا
من أبوه عبد العزیز بن مروان***و من كان جده الفاروقا
فقال له عمر إن أمسكت عن هذا لكان أحب إلی (2).
ص: 334
«20»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: عَرَضَ فِی نَفْسِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ شَیْ ءٌ مِنْ فَدَكَ فَكَتَبَ إِلَی أَبِی بَكْرٍ وَ هُوَ عَلَی الْمَدِینَةِ انْظُرْ سِتَّةَ آلَافِ دِینَارٍ فَزِدْ عَلَیْهَا غَلَّةَ فَدَكَ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِینَارٍ فَاقْسِمْهَا فِی وُلْدِ فَاطِمَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ وَ كَانَتْ فَدَكُ لِلنَّبِیِّ ص خَاصَّةً فَكَانَتْ مِمَّا لَمْ یُوجَفْ عَلَیْهَا بِ خَیْلٍ وَ لا رِكابٍ (1).
«21»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لِسَلَمَةَ بْنِ كُهَیْلٍ وَ الْحَكَمِ بْنِ عُتَیْبَةَ شَرِّقَا وَ غَرِّبَا فَلَا تَجِدَانِ عِلْماً صَحِیحاً إِلَّا شَیْئاً خَرَجَ مِنْ عِنْدِنَا(2).
«22»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ مُعَلَّی بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قَالَ لِی إِنَّ الْحَكَمَ بْنَ عُتَیْبَةَ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ- وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالْیَوْمِ الْآخِرِ وَ ما هُمْ بِمُؤْمِنِینَ فَلْیُشَرِّقِ الْحَكَمُ وَ لْیُغَرِّبْ أَمَا وَ اللَّهِ لَا یُصِیبُ الْعِلْمَ إِلَّا مِنْ أَهْلِ بَیْتٍ نَزَلَ عَلَیْهِمْ جَبْرَئِیلُ علیه السلام(3).
«23»- أَعْلَامُ الدِّینِ لِلدَّیْلَمِیِّ،: قَالَ رَجُلٌ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ أُنَاظِرُكَ وَ أَنَا آمِنٌ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ لَهُ أَخْبِرْنِی عَنْ هَذَا الْأَمْرِ الَّذِی صَارَ إِلَیْكَ أَ بِنَصٍّ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ قَالَ لَا قَالَ اجْتَمَعَتِ الْأُمَّةُ فَتَرَاضَوْا بِكَ فَقَالَ لَا قَالَ فَكَانَتْ لَكَ بَیْعَةٌ فِی أَعْنَاقِهِمْ فَوَفَوْا بِهَا قَالَ لَا قَالَ فَاخْتَارَكَ أَهْلُ الشُّورَی قَالَ لَا قَالَ أَ فَلَیْسَ قَدْ قَهَرْتَهُمْ عَلَی أَمْرِهِمْ وَ اسْتَأْثَرْتَ بِفَیْئِهِمْ دُونَهُمْ قَالَ بَلَی قَالَ فَبِأَیِّ شَیْ ءٍ سُمِّیتَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَمْ یُؤَمِّرْكَ اللَّهُ وَ لَا رَسُولُهُ وَ لَا الْمُسْلِمُونَ قَالَ لَهُ اخْرُجْ عَنْ بِلَادِی وَ إِلَّا قَتَلْتُكَ قَالَ لَیْسَ هَذَا جَوَابَ أَهْلِ الْعَدْلِ وَ الْإِنْصَافِ ثُمَّ خَرَجَ عَنْهُ.
ص: 335
وَ رُوِیَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِیزِ كَتَبَ إِلَی عَامِلِهِ بِخُرَاسَانَ أَنْ أَوْفِدْ إِلَیَّ مِنْ عُلَمَاءِ بِلَادِكَ مِائَةَ رَجُلٍ أَسْأَلْهُمْ عَنْ سِیرَتِكَ فَجَمَعَهُمْ وَ قَالَ لَهُمْ ذَلِكَ فَاعْتَذَرُوا وَ قَالُوا إِنَّ لَنَا عِیَالًا وَ أَشْغَالًا لَا یُمْكِنُنَا مُفَارَقَتُهُ وَ عَدْلُهُ لَا یَقْتَضِی إِجْبَارَنَا وَ لَكِنْ قَدْ أَجْمَعْنَا عَلَی رَجُلٍ مِنَّا یَكُونُ عِوَضَنَا عِنْدَهُ وَ لِسَانَنَا لَدَیْهِ فَقَوْلُهُ قَوْلُنَا وَ رَأْیُهُ رَأْیُنَا فَأَوْفَدَ بِهِ الْعَامِلُ إِلَیْهِ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَیْهِ سَلَّمَ وَ جَلَسَ فَقَالَ لَهُ أَخْلِ لِیَ الْمَجْلِسَ فَقَالَ لَهُ وَ لِمَ ذَلِكَ وَ أَنْتَ لَا تَخْلُو أَنْ تَقُولَ حَقّاً فَیُصَدِّقُوكَ أَوْ تَقُولَ بَاطِلًا فَیُكَذِّبُوكَ فَقَالَ لَهُ لَیْسَ مِنْ أَجْلِی أُرِیدُ خُلُوَّ الْمَجْلِسِ وَ لَكِنْ مِنْ أَجْلِكَ فَإِنِّی أَخَافُ أَنْ یَدُورَ بَیْنَنَا كَلَامٌ تَكْرَهُ سَمَاعَهُ فَأَمَرَ بِإِخْرَاجِ أَهْلِ الْمَجْلِسِ ثُمَّ قَالَ لَهُ قُلْ فَقَالَ أَخْبِرْنِی عَنْ هَذَا الْأَمْرِ مِنْ أَیْنَ صَارَ إِلَیْكَ فَسَكَتَ طَوِیلًا فَقَالَ لَهُ أَ لَا تَقُولُ فَقَالَ لَا فَقَالَ وَ لِمَ فَقَالَ لَهُ إِنْ قُلْتُ بِنَصٍّ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ كَانَ
كَذِباً وَ إِنْ قُلْتُ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِینَ قُلْتَ فَنَحْنُ أَهْلُ بِلَادِ الْمَشْرِقِ وَ لَمْ نَعْلَمْ بِذَلِكَ وَ لَمْ نُجْمِعْ عَلَیْهِ وَ إِنْ قُلْتُ بِالْمِیرَاثِ مِنْ آبَائِی قُلْتَ بَنُو أَبِیكَ كَثِیرٌ فَلِمَ تَفَرَّدْتَ أَنْتَ بِهِ دُونَهُمْ فَقَالَ لَهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی اعْتِرَافِكَ عَلَی نَفْسِكَ بِالْحَقِّ لِغَیْرِكَ أَ فَأَرْجِعُ إِلَی بِلَادِی فَقَالَ لَا فَوَ اللَّهِ إِنَّكَ لَوَاعِظٌ قَطُّ فَقَالَ لَهُ فَقُلْ مَا عِنْدَكَ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ رَأَیْتُ أَنَّ مَنْ تَقَدَّمَنِی ظَلَمَ وَ غَشَمَ وَ جَارَ وَ اسْتَأْثَرَ بِفَیْ ءِ الْمُسْلِمِینَ وَ عَلِمْتُ مِنْ نَفْسِی أَنِّی لَا أَسْتَحِلُّ ذَلِكَ وَ أَنَّ الْمُؤْمِنِینَ لَا شَیْ ءَ یَكُونُ أَنْقَصَ وَ أَخَفَّ عَلَیْهِمْ فَوَلِیتُ فَقَالَ لَهُ أَخْبِرْنِی لَوْ لَمْ تَلِ هَذَا الْأَمْرَ وَ وَلِیَهُ غَیْرُكَ وَ فَعَلَ مَا فَعَلَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ أَ كَانَ یَلْزَمُكَ مِنْ إِثْمِهِ شَیْ ءٌ فَقَالَ لَا فَقَالَ لَهُ فَأَرَاكَ قَدْ شَرَیْتَ رَاحَةَ غَیْرِكَ بِتَعَبِكَ وَ سَلَامَتَهُ بِخَطَرِكَ فَقَالَ لَهُ إِنَّكَ لَوَاعِظٌ قَطُّ فَقَامَ لِیَخْرُجَ ثُمَّ قَالَ لَهُ وَ اللَّهِ لَقَدْ هَلَكَ أَوَّلُنَا بِأَوَّلِكُمْ وَ أَوْسَطُنَا بِأَوْسَطِكُمْ وَ سَیَهْلِكُ آخِرُنَا بِآخِرِكُمْ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَیْكُمْ وَ هُوَ حَسْبُنَا وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ.
«24»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الصَّدُوقِ عَنِ ابْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنِ
ص: 336
الثُّمَالِیِّ قَالَ: حَدَّثَنِی مَنْ حَضَرَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ وَ هُوَ یَخْطُبُ النَّاسَ بِمَكَّةَ فَلَمَّا صَارَ إِلَی مَوْضِعِ الْعِظَةِ مِنْ خُطْبَتِهِ قَامَ إِلَیْهِ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ مَهْلًا مَهْلًا إِنَّكُمْ تَأْمُرُونَ وَ لَا تَأْتَمِرُونَ وَ تَنْهَوْنَ وَ لَا تَنْتَهُونَ وَ تَعِظُونَ وَ لَا تَتَّعِظُونَ أَ فَاقْتِدَاءً بِسِیرَتِكُمْ أَمْ طَاعَةً لِأَمْرِكُمْ فَإِنْ قُلْتُمْ اقْتِدَاءً بِسِیرَتِنَا فَكَیْفَ یُقْتَدَی بِسِیرَةِ الظَّالِمِینَ وَ مَا الْحُجَّةُ فِی اتِّبَاعِ الْمُجْرِمِینَ الَّذِینَ اتَّخَذُوا مَالَ اللَّهِ دُوَلًا وَ جَعَلُوا عِبَادَ اللَّهِ خَوَلًا وَ إِنْ قُلْتُمْ أَطِیعُوا أَمْرَنَا وَ اقْبَلُوا نُصْحَنَا فَكَیْفَ یَنْصَحُ غَیْرَهُ مَنْ لَمْ یَنْصَحْ نَفْسَهُ أَمْ كَیْفَ تَجِبُ طَاعَةُ مَنْ لَمْ تَثْبُتْ لَهُ عَدَالَةٌ وَ إِنْ قُلْتُمْ خُذُوا الْحِكْمَةَ مِنْ حَیْثُ وَجَدْتُمُوهَا وَ اقْبَلُوا الْعِظَةَ مِمَّنْ سَمِعْتُمُوهَا فَلَعَلَّ فِینَا مَنْ هُوَ أَفْصَحُ بِصُنُوفِ الْعِظَاتِ وَ أَعْرَفُ بِوُجُوهِ اللُّغَاتِ مِنْكُمْ فَتَزَحْزَحُوا عَنْهَا وَ أَطْلِقُوا أَقْفَالَهَا وَ خَلُّوا سَبِیلَهَا یَنْتَدِبْ لَهَا الَّذِینَ شَرَّدْتُمْ فِی الْبِلَادِ وَ نَقَلْتُمُوهُمْ عَنْ مُسْتَقَرِّهِمْ إِلَی كُلِّ وَادٍ فَوَ اللَّهِ مَا قَلَّدْنَاكُمْ أَزِمَّةَ أُمُورِنَا وَ حَكَّمْنَاكُمْ فِی أَمْوَالِنَا وَ أَبْدَانِنَا وَ أَدْیَانِنَا لِتَسِیرُوا فِینَا بِسِیرَةِ الْجَبَّارِینَ غَیْرَ أَنَّا بُصَرَاءُ بِأَنْفُسِنَا- لِاسْتِیفَاءِ الْمُدَّةِ وَ بُلُوغِ الْغَایَةِ وَ تَمَامِ الْمِحْنَةِ وَ لِكُلِّ قَائِمٍ مِنْكُمْ یَوْمٌ لَا یَعْدُوهُ وَ كِتَابٌ لَا بُدَّ أَنْ یَتْلُوَهُ- لا یُغادِرُ صَغِیرَةً وَ لا كَبِیرَةً إِلَّا أَحْصاها- وَ سَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ قَالَ فَقَامَ إِلَیْهِ بَعْضُ أَصْحَابِ الْمَسَالِحِ فَقَبَضَ عَلَیْهِ وَ كَانَ آخِرَ عَهْدِنَا بِهِ وَ لَا نَدْرِی مَا كَانَتْ حَالُهُ (1).
بیان: الدول جمع الدولة بالضم و هو ما یتداول من المال فیكون لقوم دون قوم و قوله خولا أی خدما و عبیدا و انتدب له أجابه.
«25»- ختص، [الإختصاص] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْكُوفِیُّ الْخَزَّازُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ الْكُوفِیِّ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِی مَسْرُوقٍ النَّهْدِیِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ: دَخَلَ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یُسَمِّیهِ سَعْدَ الْخَیْرِ وَ هُوَ مِنْ وُلْدِ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ مَرْوَانَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَبَیْنَا یَنْشِجُ كَمَا تَنْشِجُ النِّسَاءُ قَالَ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مَا یُبْكِیكَ یَا سَعْدُ قَالَ وَ كَیْفَ لَا أَبْكِی وَ أَنَا مِنَ الشَّجَرَةِ الْمَلْعُونَةِ فِی الْقُرْآنِ فَقَالَ لَهُ لَسْتَ مِنْهُمْ أَنْتَ أُمَوِیٌ
ص: 337
مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَحْكِی عَنْ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام فَمَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی (1).
«26»- ختص، [الإختصاص] ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ حُجْرِ بْنِ زَائِدَةَ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنِّی أَعْطَیْتُ اللَّهَ عَهْداً أَنْ لَا أَخْرُجَ مِنَ الْمَدِینَةِ حَتَّی تُخْبِرَنِی عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ قَالَ فَقَالَ لِی سَلْ قَالَ قُلْتُ أَ مِنْ شِیعَتِكُمْ أَنَا قَالَ فَقَالَ نَعَمْ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ(2).
«27»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام لِلْكُمَیْتِ امْتَدَحْتَ عَبْدَ الْمَلِكِ فَقَالَ مَا قُلْتُ لَهُ یَا إِمَامَ الْهُدَی وَ إِنَّمَا قُلْتُ یَا أَسَدُ وَ الْأَسَدُ كَلْبٌ وَ یَا شَمْسُ وَ الشَّمْسُ جَمَادٌ وَ یَا بَحْرُ وَ الْبَحْرُ مَوَاتٌ وَ یَا حَیَّةُ وَ الْحَیَّةُ دُوَیْبَّةٌ مُنْتِنَةٌ وَ یَا جَبَلُ وَ إِنَّمَا هُوَ حَجَرٌ أَصَمُّ قَالَ فَتَبَسَّمَ علیه السلام وَ أَنْشَأَ الْكُمَیْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ:
مَنْ لِقَلْبٍ مُتَیَّمٍ مُسْتَهَامٍ***غَیْرَ مَا صِبْوَةٍ وَ لَا أَحْلَامٍ
فَلَمَّا بَلَغَ إِلَی قَوْلِهِ:
أَخْلَصَ اللَّهُ لِی هَوَایَ فَمَا***أُغْرِقُ نَزْعاً وَ لَا تَطِیشُ سِهَامِی
فَقَالَ علیه السلام : فَقَدْ أُغْرِقُ نَزْعاً وَ مَا تَطِیشُ سِهَامِی فَقَالَ یَا مَوْلَایَ أَنْتَ أَشْعَرُ مِنِّی فِی هَذَا الْمَعْنَی (3).
ص: 338
بیان: أخلص اللّٰه لی هوای أی جعل اللّٰه محبتی خالصة لكم فصار تأییده تعالی سببا لأن لا أخطئ الهدف و أصیب كلما أریده من مدحكم و إن لم أبالغ فیه یقال أغرق النازع فی القوس إذا استوفی مدها ثم استعیر لكل من بالغ فی شی ء و یقال طاش السهم عن الهدف أی عدل و إنما غیر علیه السلام شعره لإیهامه بتقصیر و عدم اعتناء فی مدحهم أو لأن الإغراق فی النزع لا مدخل له فی إصابة الهدف بل الأمر بالعكس مع أن فیما ذكره علیه السلام معنی لطیفا كاملا و هو أن المداحین إذا بالغوا فی مدح ممدوحهم خرجوا عن الحق و كذبوا فیما یثبتون له كما أن الرامی إذا أغرق نزعا أخطأ الهدف و إنی كلما أبالغ فی مدحكم لا یعدل سهمی عن هدف الحق و الصدق.
«28»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب بَكْرُ بْنُ صَالِحٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ أَتَی أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ إِنِّی رُوِّیتُ عَنْ آبَائِكَ علیهم السلام أَنَّ كُلَّ فَتْحٍ بِضَلَالٍ فَهُوَ لِلْإِمَامِ فَقَالَ نَعَمْ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَإِنَّهُمْ أَتَوْا بِی مِنْ بَعْضِ فُتُوحِ الضَّلَالِ وَ قَدْ تَخَلَّصْتُ مِمَّنْ مَلَكُونِی بِسَبَبٍ وَ قَدْ أَتَیْتُكَ مُسْتَرَقّاً مُسْتَعْبَداً قَالَ علیه السلام قَدْ قَبِلْتُ فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ خُرُوجِهِ إِلَی مَكَّةَ قَالَ إِنِّی مُذْ حَجَجْتُ فَتَزَوَّجْتُ وَ مَكْسَبِی مِمَّا یَعْطِفُ عَلَیَّ إِخْوَانِی لَا شَیْ ءَ لِی غَیْرُهُ فَمُرْنِی بِأَمْرِكَ فَقَالَ علیه السلام انْصَرِفْ إِلَی بِلَادِكَ وَ أَنْتَ مِنْ حَجِّكَ وَ تَزْوِیجِكَ وَ كَسْبِكَ فِی حِلٍّ ثُمَّ أَتَاهُ بَعْدَ سِتِّ سِنِینَ وَ ذَكَرَ لَهُ الْعُبُودِیَّةَ الَّتِی أَلْزَمَهَا نَفْسَهُ فَقَالَ أَنْتَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ تَعَالَی فَقَالَ اكْتُبْ لِی بِهِ عَهْداً فَخَرَجَ كِتَابُهُ- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ هَذَا كِتَابُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْهَاشِمِیِّ الْعَلَوِیِّ- لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ فَتَاهُ إِنِّی أَعْتَقْتُكَ لِوَجْهِ اللَّهِ وَ الدَّارِ الْآخِرَةِ- لَا رَبَّ لَكَ إِلَّا اللَّهُ وَ لَیْسَ عَلَیْكَ سَیِّدٌ وَ أَنْتَ مَوْلَایَ وَ مَوْلَی عَقِبِی مِنْ بَعْدِی وَ كَتَبَ فِی الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَ مِائَةٍ وَ وَقَّعَ فِیهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ بِخَطِّ یَدِهِ وَ خَتَمَهُ بِخَاتَمِهِ (1).
«29»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ السَّیَّارِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِیَّا الصَّیْدَلَانِیِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِی حَنِیفَةَ مِنْ أَهْلِ بُسْتَ وَ سِجِسْتَانَ قَالَ: رَافَقْتُ أَبَا
ص: 339
جَعْفَرٍ علیه السلام فِی السَّنَةِ الَّتِی حَجَّ فِیهَا فِی أَوَّلِ خِلَافَةِ الْمُعْتَصِمِ فَقُلْتُ لَهُ وَ أَنَا مَعَهُ عَلَی الْمَائِدَةِ وَ هُنَاكَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَوْلِیَاءِ السُّلْطَانِ إِنَّ وَالِیَنَا جُعِلْتُ فِدَاكَ رَجُلٌ یَتَوَلَّاكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُحِبُّكُمْ وَ عَلَیَّ فِی دِیوَانِهِ خَرَاجٌ فَإِنْ رَأَیْتَ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ أَنْ تَكْتُبَ إِلَیْهِ بِالْإِحْسَانِ إِلَیَّ فَقَالَ لَا أَعْرِفُهُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّهُ عَلَی مَا قُلْتُ مِنْ مَحَبَّتِكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ كِتَابُكَ یَنْفَعُنِی عِنْدَهُ فَأَخَذَ الْقِرْطَاسَ فَكَتَبَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ مُوصِلَ كِتَابِی هَذَا ذَكَرَ عَنْكَ مَذْهَباً جَمِیلًا وَ إِنَّ مَا لَكَ مِنْ عَمَلِكَ مَا أَحْسَنْتَ فِیهِ فَأَحْسِنْ إِلَی إِخْوَانِكَ وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ سَائِلُكَ عَنْ مَثَاقِیلِ الذَّرِّ وَ الْخَرْدَلِ قَالَ فَلَمَّا وَرَدْتُ سِجِسْتَانَ سَبَقَ الْخَبَرُ إِلَی الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّیْشَابُورِیِّ وَ هُوَ الْوَالِی فَاسْتَقْبَلَنِی عَلَی فَرْسَخَیْنِ مِنَ الْمَدِینَةِ فَدَفَعْتُ إِلَیْهِ الْكِتَابَ فَقَبَّلَهُ وَ وَضَعَهُ عَلَی عَیْنَیْهِ وَ قَالَ لِی حَاجَتُكَ فَقُلْتُ خَرَاجٌ عَلَیَّ فِی دِیوَانِكَ قَالَ فَأَمَرَ بِطَرْحِهِ عَنِّی وَ قَالَ لَا تُؤَدِّ خَرَاجاً مَا دَامَ لِی عَمَلٌ ثُمَّ سَأَلَنِی عَنْ عِیَالِی فَأَخْبَرْتُهُ بِمَبْلَغِهِمْ فَأَمَرَ لِی وَ لَهُمْ بِمَا یَقُوتُنَا وَ فَضْلًا فَمَا أَدَّیْتُ فِی عَمَلِهِ خَرَاجاً مَا دَامَ حَیّاً وَ لَا قَطَعَ عَنِّی صِلَتَهُ حَتَّی مَاتَ (1).
«30»- ختص، [الإختصاص] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ: حَدَّثَنِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام سَبْعِینَ أَلْفَ حَدِیثٍ لَمْ أُحَدِّثْ بِهَا أَحَداً أَبَداً قَالَ جَابِرٌ فَقُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّكَ حَمَلْتَنِی وِقْراً عَظِیماً بِمَا حَدَّثْتَنِی بِهِ مِنْ سِرِّكُمُ الَّذِی لَا أُحَدِّثُ بِهِ أَحَداً وَ رُبَّمَا جَاشَ فِی صَدْرِی حَتَّی یَأْخُذَنِی مِنْهُ شَبِیهُ الْجُنُونِ قَالَ یَا جَابِرُ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَاخْرُجْ إِلَی الْجَبَّانِ فَاحْفِرْ حَفِیرَةً وَ دَلِّ رَأْسَكَ فِیهَا ثُمَّ قُلْ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ بِكَذَا وَ كَذَا(2).
ص: 340
«31»- ختص، [الإختصاص] جَعْفَرُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ زِیَادِ بْنِ أَبِی الْحَلَّالِ قَالَ: اخْتَلَفَ أَصْحَابُنَا فِی أَحَادِیثِ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ فَقُلْتُ أَنَا أَسْأَلُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَلَمَّا دَخَلْتُ ابْتَدَأَنِی فَقَالَ رَحِمَ اللَّهُ جَابِرَ الْجُعْفِیِّ كَانَ یَصْدُقُ عَلَیْنَا لَعَنَ اللَّهُ الْمُغِیرَةَ بْنَ سَعِیدٍ كَانَ یَكْذِبُ عَلَیْنَا(1).
«32»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ بَشِیرٍ الْأَسَدِیِّ عَنِ الْكُمَیْتِ بْنِ زَیْدٍ الْأَسَدِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ وَ اللَّهِ یَا كُمَیْتُ لَوْ كَانَ عِنْدَنَا مَالٌ لَأَعْطَیْنَاكَ مِنْهُ وَ لَكِنْ لَكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِحَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ لَنْ یَزَالَ مَعَكَ رُوحُ الْقُدُسِ مَا ذَبَبْتَ عَنَّا قَالَ قُلْتُ خَبِّرْنِی عَنِ الرَّجُلَیْنِ قَالَ فَأَخَذَ الْوِسَادَةَ فَكَسَرَهَا فِی صَدْرِهِ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ یَا كُمَیْتُ مَا أُهَرِیقَ مِحْجَمَةٌ مِنْ دَمٍ وَ لَا أُخِذَ مَالٌ مِنْ غَیْرِ حِلِّهِ وَ لَا قُلِبَ حَجَرٌ عَنْ حَجَرٍ إِلَّا ذَاكَ فِی أَعْنَاقِهِمَا(2).
«33»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام جَالِساً فِی الْمَسْجِدِ إِذْ أَقْبَلَ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ سُلَیْمَانُ بْنُ خَالِدٍ وَ أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو الدَّوَانِیقِ فَقَعَدُوا نَاحِیَةً مِنَ الْمَسْجِدِ فَقِیلَ لَهُمْ هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ جَالِسٌ فَقَامَ إِلَیْهِ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ سُلَیْمَانُ بْنُ خَالِدٍ وَ قَعَدَ أَبُو الدَّوَانِیقِ مَكَانَهُ حَتَّی سَلَّمُوا عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ لَهُمْ أَبُو جَعْفَرٍ مَا مَنَعَ جَبَّارَكُمْ مِنْ أَنْ یَأْتِیَنِی فَعَذَّرُوهُ عِنْدَهُ فَقَالَ عِنْدَ ذَلِكَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام أَمَا وَ اللَّهِ لَا تَذْهَبُ اللَّیَالِی وَ الْأَیَّامُ حَتَّی یَمْلِكَ مَا بَیْنَ قُطْرَیْهَا ثُمَّ لَیَطَأَنَّ الرِّجَالُ عَقِبَهُ ثُمَّ لَیَذِلَّنَّ لَهُ رِقَابُ الرِّجَالِ ثُمَّ لَیَمْلِكَنَّ مُلْكاً شَدِیداً فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ إِنَّ مُلْكَنَا قَبْلَ مُلْكِكُمْ قَالَ نَعَمْ یَا دَاوُدُ إِنَّ مُلْكَكُمْ قَبْلَ مُلْكِنَا وَ سُلْطَانَكُمْ قَبْلَ سُلْطَانِنَا فَقَالَ لَهُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ هَلْ لَهُ مِنْ مُدَّةٍ
ص: 341
فَقَالَ نَعَمْ یَا دَاوُدُ وَ اللَّهِ لَا یَمْلِكُ بَنُو أُمَیَّةَ یَوْماً إِلَّا مَلَكْتُمْ مِثْلَیْهِ وَ لَا سَنَةً إِلَّا مَلَكْتُمْ مِثْلَیْهَا وَ لَتَتَلَقَّفُهَا الصِّبْیَانُ مِنْكُمْ كَمَا تَتَلَقَّفُ الصِّبْیَانُ الْكُرَةَ فَقَامَ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ مِنْ عِنْدِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَرِحاً یُرِیدُ أَنْ یُخْبِرَ أَبَا الدَّوَانِیقِ بِذَلِكَ فَلَمَّا نَهَضَا جَمِیعاً هُوَ وَ سُلَیْمَانُ بْنُ خَالِدٍ نَادَاهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مِنْ خَلْفِهِ یَا سُلَیْمَانَ بْنَ خَالِدٍ- لَا یَزَالُ الْقَوْمُ فِی فُسْحَةٍ مِنْ مُلْكِهِمْ مَا لَمْ یُصِیبُوا مِنَّا دَماً حَرَاماً وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی صَدْرِهِ فَإِذَا أَصَابُوا ذَلِكَ الدَّمَ فَبَطْنُ الْأَرْضِ خَیْرٌ لَهُمْ مِنْ ظَهْرِهَا فَیَوْمَئِذٍ لَا یَكُونُ لَهُمْ فِی الْأَرْضِ نَاصِرٌ وَ لَا فِی السَّمَاءِ عَاذِرٌ ثُمَّ انْطَلَقَ سُلَیْمَانُ بْنُ خَالِدٍ فَأَخْبَرَ أَبَا الدَّوَانِیقِ فَجَاءَ أَبُو الدَّوَانِیقِ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَسَلَّمَ عَلَیْهِ ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ لَهُ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ سُلَیْمَانُ بْنُ خَالِدٍ فَقَالَ لَهُ نَعَمْ یَا أَبَا جَعْفَرٍ دَوْلَتُكُمْ قَبْلَ دَوْلَتِنَا وَ سُلْطَانُكُمْ قَبْلَ سُلْطَانِنَا سُلْطَانُكُمْ شَدِیدٌ عَسِرٌ لَا یُسْرَ فِیهِ وَ لَهُ مُدَّةٌ طَوِیلَةٌ وَ اللَّهِ لَا یَمْلِكُ بَنُو أُمَیَّةَ یَوْماً إِلَّا مَلَكْتُمْ مِثْلَیْهِ وَ لَا سَنَةً إِلَّا مَلَكْتُمْ مِثْلَیْهَا وَ لَتَتَلَقَّفُهَا صِبْیَانٌ مِنْكُمْ فَضْلًا عَنْ رِجَالِكُمْ كَمَا تَتَلَقَّفُ الصِّبْیَانُ الْكُرَةَ أَ فَهِمْتَ ثُمَّ قَالَ لَا تَزَالُونَ فِی عُنْفُوَانِ الْمُلْكِ تَرْغُدُونَ فِیهِ مَا لَمْ تُصِیبُوا مِنَّا دَماً حَرَاماً فَإِذَا أَصَبْتُمْ ذَلِكَ الدَّمَ غَضِبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْكُمْ فَذَهَبَ بِمُلْكِكُمْ وَ سُلْطَانِكُمْ وَ ذَهَبَ بِرِیحِكُمْ وَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَیْكُمْ عَبْداً مِنْ عَبِیدِهِ أَعْوَرَ وَ لَیْسَ بِأَعْوَرَ مِنْ آلِ أَبِی سُفْیَانَ یَكُونُ اسْتِئْصَالُكُمْ عَلَی یَدَیْهِ وَ أَیْدِی أَصْحَابِهِ ثُمَّ قَطَعَ الْكَلَامَ (1).
بیان: قوله فَعَذَرُوهُ بالتخفیف أی أظهروا عذره أو بالتشدید أی ذكروا فی العذر أشیاء لا حقیقة لها قوله علیه السلام إلا ملكتم مثلیه لعل المراد أصل الكثرة و الزیادة لا الضعف الحقیقی كما قیل فی كرتین و لبیك و فی هذا الإبهام حكم كثیرة منها عدم طغیانهم كثیرا و منها عدم یأس الشیعة و عنفوان الملك بضم العین و الفاء أی أوله.
ص: 342
قوله علیه السلام ما لم تصیبوا منا دما حراما المراد إما قتل أهل البیت علیهم السلام و إن كان بالسم مجازا بأن یكون قتلهم علیهم السلام سببا لسرعة زوال ملكهم و إن لم یقارنه أو لزوال ملك كل واحد منهم فعل ذلك أو قتل السادات الذین قتلوا فی زمان الدوانیقی و الرشید و غیرهما.
و یحتمل أن یكون إشارة إلی قتل رجل من العلویین قتلوه مقارنا لانقضاء دولتهم كما یظهر مما كتب ابن العلقمی إلی نصیر الدین الطوسی رحمهما اللّٰه قوله علیه السلام و ذهب بریحكم قال الجوهری (1)
قد تكون الریح بمعنی الغلبة و القوة و منه قوله تعالی وَ تَذْهَبَ رِیحُكُمْ قوله علیه السلام أعور أی الدنی الأصل السیئ الخلق و هو إشارة إلی هلاكو قال الجزری (2) فیه لما اعترض أبو لهب علی النبی صلی اللّٰه علیه و آله عند إظهار الدعوة قال له أبو طالب یا أعور ما أنت و هذا لم یكن أبو لهب أعور و لكن العرب تقول للذی لیس له أخ من أبیه و أمه أعور و قیل إنهم یقولون للردی من كل شی ء من الأمور و الأخلاق أعور و للمؤنث عوراء قوله علیه السلام و لیس بأعور من آل أبی سفیان أی لیس هذا الأعور منهم بل من الترك.
«34»- ختص، [الإختصاص]: أصحاب محمد بن علیعلیهما السلام جابر بن یزید الجعفی و حمران بن أعین و زرارة- عامر بن عبد اللّٰه بن جذاعة حجر بن زائدة- عبد اللّٰه بن شریك العامری فضیل بن یسار البصری- سلام بن المستنیر برید بن معاویة العجلی- الحكم بن أبی نعیم (3).
«35»- ختص، [الإختصاص] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُلَیْمَانَ وَ حَدَّثَنَا الْعَطَّارُ عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی
ص: 343
الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادٍ أَیْنَ حَوَارِیُّ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ حَوَارِیُّ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَیَقُومُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَرِیكٍ الْعَامِرِیُّ وَ زُرَارَةُ بْنُ أَعْیَنَ وَ بُرَیْدُ بْنُ مُعَاوِیَةَ الْعِجْلِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الثَّقَفِیُّ وَ لَیْثُ بْنُ الْبَخْتَرِیِّ الْمُرَادِیُّ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی یَعْفُورٍ وَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُذَاعَةَ وَ حُجْرُ بْنُ زَائِدَةَ وَ حُمْرَانُ بْنُ أَعْیَنَ الْخَبَرَ(1).
«36»- ختص، [الإختصاص]: زِیَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْأَعْمَی وَ هُوَ أَبُو الْجَارُودِ وَ زِیَادُ بْنُ أَبِی رَجَاءٍ وَ هُوَ أَبُو عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءُ وَ زِیَادُ بْنُ سُوقَةَ وَ زِیَادٌ مَوْلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ زِیَادُ بْنُ أَبِی زِیَادٍ الْمِنْقَرِیُّ وَ زِیَادُ الْأَحْلَامِ مِنْ أَصْحَابِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ مِنْ أَصْحَابِهِ أَبُو بَصِیرٍ لَیْثُ بْنُ الْبَخْتَرِیِّ الْمُرَادِیُّ وَ أَبُو بَصِیرٍ یَحْیَی بْنُ أَبِی الْقَاسِمِ مَكْفُوفٌ مَوْلًی لِبَنِی أَسَدٍ وَ اسْمُ أَبِی الْقَاسِمِ إِسْحَاقُ وَ أَبُو بَصِیرٍ كَانَ یُكَنَّی بِأَبِی مُحَمَّدٍ(2).
«37»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی حَمَّادٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام بِسَبْعِینَ حَدِیثاً لَمْ أُحَدِّثْ بِهَا أَحَداً قَطُّ وَ لَا أُحَدِّثُ بِهَا أَحَداً أَبَداً فَلَمَّا مَضَی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام ثَقُلَتْ عَلَی عُنُقِی وَ ضَاقَ بِهَا صَدْرِی فَأَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ أَبَاكَ حَدَّثَنِی سَبْعِینَ حَدِیثاً لَمْ یَخْرُجْ مِنِّی شَیْ ءٌ مِنْهَا وَ لَا یَخْرُجُ شَیْ ءٌ مِنْهَا إِلَی أَحَدٍ وَ أَمَرَنِی بِسَتْرِهَا وَ قَدْ ثَقُلَتْ عَلَی عُنُقِی وَ ضَاقَ بِهَا صَدْرِی فَمَا تَأْمُرُنِی فَقَالَ یَا جَابِرُ إِذَا ضَاقَ بِكَ مِنْ ذَلِكَ شَیْ ءٌ فَاخْرُجْ إِلَی الْجَبَّانَةِ وَ احْفِرْ حَفِیرَةً ثُمَّ دَلِّ رَأْسَكَ فِیهَا وَ قُلْ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ بِكَذَا وَ كَذَا ثُمَّ طُمَّهُ فَإِنَّ الْأَرْضَ تَسْتُرُ عَلَیْكَ قَالَ جَابِرٌ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَخَفَّ عَنِّی مَا كُنْتُ أَجِدُهُ (3).
عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ: مِثْلَهُ (4).
ص: 344
«38»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: بَابُهُ جَابِرُ بْنُ یَزِیدَ الْجُعْفِیُّ وَ اجْتَمَعَتِ الْعِصَابَةُ عَلَی أَنَّ أَفْقَهَ الْأَوَّلِینَ سِتَّةٌ وَ هُمْ أَصْحَابُ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هُمْ زُرَارَةُ بْنُ أَعْیَنَ وَ مَعْرُوفُ بْنُ خَرَّبُوذَ الْمَكِّیُّ وَ أَبُو بَصِیرٍ الْأَسَدِیُّ وَ الْفُضَیْلُ بْنُ یَسَارٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِیُّ وَ بُرَیْدُ بْنُ مُعَاوِیَةَ الْعِجْلِیُ (1).
«39»- الْفُصُولُ الْمُهِمَّةُ،: صِفَةُ الْبَاقِرِ علیه السلام أَسْمَرُ مُعْتَدِلٌ شَاعِرُهُ الْكُمَیْتُ وَ السَّیِّدُ الْحِمْیَرِیُّ وَ بَوَّابُهُ جَابِرٌ الْجُعْفِیُّ وَ نَقْشُ خَاتَمِهِ رَبِّ لا تَذَرْنِی فَرْداً(2).
نَقْلُ خَطِّ الشَّیْخِ ابْنِ فَهْدٍ الْحِلِّیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ: قِیلَ إِنَّ رَجُلًا وَرَدَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ الْأَوَّلِ- علیه السلام بِقَصِیدَةٍ مَطْلِعُهَا:
عَلَیْكَ السَّلَامُ أَبَا جَعْفَرٍ، فَلَمْ یَمْنَحْهُ شَیْئاً فَسَأَلَهُ فِی ذَلِكَ وَ قَالَ لِمَ لَا تَمْنَحُنِی وَ قَدْ مَدَحْتُكَ فَقَالَ حَیَّیْتَنِی تَحِیَّةَ الْأَمْوَاتِ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ الشَّاعِرِ:
أَلَا طَرَقَتْنَا آخِرَ اللَّیْلِ زَیْنَبُ***عَلَیْكِ سَلَامٌ لِمَا فَاتَ مَطْلَبٌ
فَقُلْتُ لَهَا حَیَّیْتَ زَیْنَبَ خِدْنَكُمْ***تَحِیَّةَ مَیِّتٍ وَ هُوَ فِی الْحَیِّ یَشْرَبُ
مَعَ أَنَّهُ كَانَ یَكْفِیكَ أَنْ تَقُولَ: سَلَامٌ عَلَیْكَ أَبَا جَعْفَرٍ
كِتَابُ مُقْتَضَبِ الْأَثَرِ فِی النَّصِّ عَلَی الِاثْنَیْ عَشَرَ، لِأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَیَّاشٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: أَنْشَدْنَا لِجَمَاعَةٍ مِنَ الْأَسَدِیِّینَ مِنْهُمْ مُشْمَعِلُّ بْنُ سَعْدٍ النَّاشِرِیُّ- لِلْوَرْدِ بْنِ زَیْدٍ أَخِی الْكُمَیْتِ الْأَسَدِیِّ وَ قَدْ وَفَدَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام یُخَاطِبُهُ وَ یَذْكُرُ وِفَادَتَهُ إِلَیْهِ وَ هِیَ:
كَمْ جُزْتُ فِیكَ مِنْ أَحْوَازٍ وَ أَیْفَاعٍ ***وَ أَوْقَعَ الشَّوْقُ بِی قَاعاً إِلَی قَاعٍ
یَا خَیْرَ مَنْ حَمَلَتْ أُنْثَی وَ مَنْ وَضَعَتْ***بِهِ إِلَیْكَ غَداً سَیْرِی وَ إِیضَاعِی
ص: 345
أَ مَا بَلَّغْتُكَ فَالْآمَالُ بَالِغَةٌ***بِنَا إِلَی غَایَةٍ یَسْعَی لَهَا السَّاعِی
مِنْ مَعْشَرِ شِیعَةٍ لِلَّهِ ثُمَّ لَكُمْ***صُورٌ إِلَیْكُمْ بِأَبْصَارٍ وَ أَسْمَاعٍ
وُعَاةُ نَهْیٍ وَ أَمْرٍ عَنْ أَئِمَّتِهِمْ***یُوصِی بِهَا مِنْهُمْ وَاعٍ إِلَی وَاعٍ
لَا یَسْأَمُونَ دُعَاءَ الْخَیْرِ رَبَّهُمْ***أَنْ یُدْرِكُوا فَیَلُبُّوا دَعْوَةَ الدَّاعِ
وَ قَالَ فِیهَا مِنْ مُخْتَزَنِ الْغُیُوبِ مِنْ ذَلِكَ- سُرَّ مَنْ رَأَی قَبْلَ بِنَائِهَا وَ مِیلَادِ الْحُجَّةِ علیه السلام.
مَتَی الْوَلِیدُ بِسَامَرَّاءَ إِذَا بُنِیَتْ***یَبْدُو كَمِثْلِ شِهَابِ اللَّیْلِ طِلَاعٌ
حَتَّی إِذَا قَذَفَتْ أَرْضُ الْعِرَاقِ بِهِ***إِلَی الْحِجَازِ أَنَاخُوهُ بِجَعْجَاعٍ
وَ غَابَ سَبْتاً وَ سَبْتاً مِنْ وِلَادَتِهِ***مَعَ كُلِّ ذِی جَوْبٍ لِلْأَرْضِ قُطَّاعٌ
لَا یَسْأَمُونَ بِهِ الْجَوَّابَ قَدْ تَبِعُوا***أَسْبَاطُ هَارُونَ كَیْلَ الصَّاعِ بِالصَّاعِ
شَبِیهُ مُوسَی وَ عِیسَی فِی مَغَابِهِمَا***لَوْ عَاشَ عُمُرَیْهِمَا لَمْ یَنْعِهِ نَاعٍ
تَتِمَّةُ النُّقَبَاءِ الْمُسْرِعِینَ إِلَی***مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ كَانُوا خَیْرَ سُرَّاعٍ
أَوْ كَالْعُیُونِ الَّتِی یَوْمَ الْعَصَا انْفَجَرَتْ***فَانْصَاعَ مِنْهَا إِلَیْهِ كُلَّ مُنْصَاعٍ
إِنِّی لَأَرْجُو لَهُ رُؤْیَا فَأُدْرِكُهُ***حَتَّی أَكُونَ لَهُ مِنْ خَیْرِ أَتْبَاعٍ
بِذَلِكَ أَنْبَأَنَا الرَّاوُونَ عَنْ نَفَرٍ***مِنْهُمْ ذَوِی خَشْیَةٍ لِلَّهِ طُوَّاعٍ
رَوَتْهُ عَنْكُمْ رُوَاةُ الْحَقِّ مَا شَرَعَتْ***آبَاؤُكُمْ خَیْرُ آبَاءٍ وَ شُرَّاعٍ (1)
بیان: الأحواز جمع الحوزة و هی الناحیة و الیفاع التل و أوضع البعیر حمله علی سرعة السیر و الصور بالضم جمع الأصور و هی المائل العنق و هو هنا كنایة عن الخضوع و الطاعة و الجعجاع الموضع الضیق الخشن و قیل كل أرض جعجاع و السبت الدهر و فسر فی حدیث أبی طالب بالثلاثین و جوب الأرض قطعها و یقال صعت الشی ء فانصاع أی فرقته فتفرق.
ص: 346
«1»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زَیْدٍ النَّوْفَلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ دَاوُدَ الْیَعْقُوبِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیِّ قَالَ وَ حَدَّثَنِی الْأُسَیْدِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُبَشِّرٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ نَافِعٍ الْأَزْرَقَ كَانَ یَقُولُ لَوْ أَنِّی عَلِمْتُ أَنَّ بَیْنَ قُطْرَیْهَا أَحَداً تُبْلِغُنِی إِلَیْهِ الْمَطَایَا یَخْصِمُنِی أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَتَلَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ وَ هُوَ لَهُمْ غَیْرُ ظَالِمٍ لَرَحَلْتُ إِلَیْهِ فَقِیلَ لَهُ وَ لَا وَلَدَهُ فَقَالَ أَ فِی وُلْدِهِ عَالِمٌ فَقِیلَ لَهُ هَذَا أَوَّلُ جَهْلِكَ وَ هُمْ یَخْلُونَ مِنْ عَالِمٍ قَالَ فَمَنْ عَالِمُهُمُ الْیَوْمَ قِیلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ فَرَحَلَ إِلَیْهِ فِی صَنَادِیدِ أَصْحَابِهِ حَتَّی أَتَی الْمَدِینَةَ فَاسْتَأْذَنَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقِیلَ لَهُ هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ فَقَالَ وَ مَا یَصْنَعُ بِی وَ هُوَ یَبْرَأُ مِنِّی وَ مِنْ أَبِی طَرَفَیِ النَّهَارِ- فَقَالَ لَهُ أَبُو بَصِیرٍ الْكُوفِیُّ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ هَذَا یَزْعُمُ أَنَّهُ لَوْ عَلِمَ أَنَّ بَیْنَ قُطْرَیْهَا أَحَداً تُبْلِغُهُ الْمَطَایَا إِلَیْهِ یَخْصِمُهُ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَتَلَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ وَ هُوَ لَهُمْ غَیْرُ ظَالِمٍ لَرَحَلَ إِلَیْهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَ تَرَاهُ جَاءَنِی مُنَاظِراً قَالَ نَعَمْ قَالَ یَا غُلَامُ اخْرُجْ فَحُطَّ رَحْلَهُ وَ قُلْ لَهُ إِذَا كَانَ الْغَدُ فَأْتِنَا قَالَ فَلَمَّا أَصْبَحَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ غَدَا فِی صَنَادِیدِ أَصْحَابِهِ وَ بَعَثَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِلَی جَمِیعِ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ فَجَمَعَهُمْ ثُمَّ خَرَجَ إِلَی النَّاسِ فِی ثَوْبَیْنِ مُمَغَّرَیْنِ وَ أَقْبَلَ عَلَی النَّاسِ كَأَنَّهُ فِلْقَةُ قَمَرٍ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ مُحَیِّثِ الْحَیْثِ وَ مُكَیِّفِ الْكَیْفِ وَ مُؤَیِّنِ الْأَیْنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ إِلَی آخِرِ
ص: 347
الْآیَةِ- وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً ص عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ- اجْتَباهُ وَ هَداهُ إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَكْرَمَنَا بِنُبُوَّتِهِ وَ اخْتَصَّنَا بِوَلَایَتِهِ یَا مَعْشَرَ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَنْقَبَةٌ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَلْیَقُمْ وَ لْیَتَحَدَّثْ قَالَ فَقَامَ النَّاسُ فَسَرَدُوا تِلْكَ الْمَنَاقِبَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ أَنَا أَرْوَی لِهَذِهِ الْمَنَاقِبِ مِنْ هَؤُلَاءِ وَ إِنَّمَا أَحْدَثَ عَلِیٌّ الْكُفْرَ بَعْدَ تَحْكِیمِهِ الْحَكَمَیْنِ حَتَّی انْتَهَوْا فِی الْمَنَاقِبِ إِلَی حَدِیثِ خَیْبَرَ لَأُعْطِیَنَّ الرَّایَةَ غَداً رَجُلًا یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ كَرَّاراً غَیْرَ فَرَّارٍ حتی لَا یَرْجِعُ [حَتَّی] یَفْتَحَ اللَّهُ عَلَی یَدَیْهِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مَا تَقُولُ فِی هَذَا الْحَدِیثِ فَقَالَ هُوَ حَقٌّ لَا شَكَّ فِیهِ وَ لَكِنْ أَحْدَثَ الْكُفْرَ بَعْدُ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ أَخْبِرْنِی عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَحَبَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ یَوْمَ أَحَبَّهُ وَ هُوَ یَعْلَمُ أَنَّهُ یَقْتُلُ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ أَمْ لَمْ یَعْلَمْ قَالَ فَإِنْ قُلْتَ لَا كَفَرْتَ قَالَ فَقَالَ قَدْ عَلِمَ قَالَ فَأَحَبَّهُ اللَّهُ عَلَی أَنْ یَعْمَلَ بِطَاعَتِهِ أَوْ عَلَی أَنْ یَعْمَلَ بِمَعْصِیَتِهِ فَقَالَ عَلَی أَنْ یَعْمَلَ بِطَاعَتِهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَقُمْ مَخْصُوماً فَقَامَ وَ هُوَ یَقُولُ- حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَكُمُ الْخَیْطُ الْأَبْیَضُ مِنَ الْخَیْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ- اللَّهُ أَعْلَمُ حَیْثُ یَجْعَلُ رِسالَتَهُ (1).
بیان: الصندید السید الشجاع و المغرة طین أحمر و الممغر بها و الفلقة بالكسر الكسرة یقال أعطنی فلقة الجفنة أی نصفها قوله علیه السلام محیث الحیث أی جاعل المكان بإیجاده و علی القول بمجعولیة المهیات ظاهر و مؤین الأین أی موجد الدهر و الزمان فإن الأین یكون بمعنی الزمان أیضا كما قیل و لكنه غیر معتمد و یحتمل أن یكون بمعنی المكان إما تأكیدا أو بأن یكون حیث للزمان قال ابن هشام قال الأخفش و قد ترد حیث للزمان و یحتمل أن تكون حیث تعلیلیة أی هو علة العلل و جاعل العلل عللا قوله علیه السلام و اختصنا بولایته أی بأن نتولاه أو بأن جعل ولایتنا ولایته أو بأن جعلنا ولی من كان ولیه و قال
ص: 348
الجوهری (1)
فلان یسرد الحدیث سردا إذا كان جید السیاق له و حاصل إلزامه علیه السلام أن اللّٰه تعالی إنما یحب من یعمل بطاعته لأنه كذلك فكیف یحب من یعلم بزعمك الفاسد أنه یكفر و یحبط جمیع أعماله.
«2»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ: دَخَلَ قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ فَقَالَ علیه السلام یَا قَتَادَةُ أَنْتَ فَقِیهُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَقَالَ هَكَذَا یَزْعُمُونَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام بَلَغَنِی أَنَّكَ تُفَسِّرُ الْقُرْآنَ قَالَ لَهُ قَتَادَةُ نَعَمْ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام بِعِلْمٍ تُفَسِّرُهُ أَمْ بِجَهْلٍ قَالَ لَا بِعِلْمٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَإِنْ كُنْتَ تُفَسِّرُهُ بِعِلْمٍ فَأَنْتَ أَنْتَ وَ أَنَا أَسْأَلُكَ قَالَ قَتَادَةُ سَلْ قَالَ أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی سَبَإٍ- وَ قَدَّرْنا فِیهَا السَّیْرَ سِیرُوا فِیها لَیالِیَ وَ أَیَّاماً آمِنِینَ (2) فَقَالَ قَتَادَةُ ذَاكَ مَنْ خَرَجَ مِنْ بَیْتِهِ بِزَادٍ حَلَالٍ وَ رَاحِلَةٍ حَلَالٍ وَ كِرًی حَلَالٍ یُرِیدُ هَذَا الْبَیْتَ كَانَ آمِناً حَتَّی یَرْجِعَ إِلَی أَهْلِهِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام نَشَدْتُكَ اللَّهَ یَا قَتَادَةُ هَلْ تَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ یَخْرُجُ الرَّجُلُ مِنْ بَیْتِهِ بِزَادٍ حَلَالٍ وَ كِرًی حَلَالٍ یُرِیدُ هَذَا الْبَیْتَ فَیُقْطَعُ عَلَیْهِ الطَّرِیقُ فَتُذْهَبُ نَفَقَتُهُ وَ یُضْرَبُ مَعَ ذَلِكَ ضَرْبَةً فِیهَا اجْتِیَاحُهُ قَالَ قَتَادَةُ اللَّهُمَّ نَعَمْ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَیْحَكَ یَا قَتَادَةُ إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا فَسَّرْتَ الْقُرْآنَ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِكَ فَقَدْ هَلَكْتَ وَ أَهْلَكْتَ وَ إِنْ كُنْتَ قَدْ أَخَذْتَهُ مِنَ الرِّجَالِ فَقَدْ هَلَكْتَ وَ أَهْلَكْتَ وَیْحَكَ یَا قَتَادَةُ ذَلِكَ مَنْ خَرَجَ مِنْ بَیْتِهِ بِزَادٍ وَ رَاحِلَةٍ وَ كِرًی حَلَالٍ یَرُومُ هَذَا الْبَیْتَ عَارِفاً بِحَقِّنَا یَهْوِینَا قَلْبُهُ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِی إِلَیْهِمْ (3) وَ لَمْ یَعْنِ الْبَیْتَ فَیَقُولَ إِلَیْهِ فَنَحْنُ وَ اللَّهِ دَعْوَةُ إِبْرَاهِیمَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ الَّتِی مَنْ هَوَانَا قَلْبُهُ قُبِلَتْ حَجَّتُهُ وَ إِلَّا فَلَا یَا قَتَادَةُ فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ كَانَ آمِناً مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ قَالَ قَتَادَةُ لَا جَرَمَ وَ اللَّهِ لَا فَسَّرْتُهَا إِلَّا هَكَذَا
ص: 349
فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَیْحَكَ یَا قَتَادَةُ إِنَّمَا یَعْرِفُ الْقُرْآنَ مَنْ خُوطِبَ بِهِ (1).
إیضاح: هو قتادة بن دعامة من مشاهیر محدثی العامة و مفسریهم قوله فأنت أنت أی فأنت العالم المتوحد الذی لا یحتاج إلی المدح و الوصف و ینبغی أن یرجع إلیك فی العلوم قوله تعالی وَ قَدَّرْنا فِیهَا السَّیْرَ اعلم أن المشهور بین المفسرین أن هذه الآیة لبیان حال تلك القری فی زمان قوم سبإ أی قدرنا سیرهم فی القری علی قدر مقیلهم و مبیتهم لا یحتاجون إلی ماء و لا زاد لقرب المنازل و الأمر فی قوله تعالی سِیرُوا متوجه إلیهم علی إرادة القول بلسان الحال أو المقال و یظهر من كثیر من الأخبار أن الأمر متوجه إلی هذه الأمة أو خطاب عام یشملهم أیضا.
قوله علیه السلام و لم یعن البیت أی لا یتوهم أن المراد میل القلوب إلی البیت و إلا لقال إلیه بل كان غرض إبراهیم علیه السلام أن یجعل اللّٰه ذریته الذین أسكنهم عند البیت أنبیاء و خلفاء تهوی إلیهم قلوب الناس فالحج وسیلة للوصول إلیهم و قد استجاب اللّٰه هذا الدعاء فی النبی و أهل بیته صلوات اللّٰه علیهم فهم دعوة إبراهیم.
قال الجزری (2)
و منه الحدیث و سأخبركم بأول أمری دعوة أبی إبراهیم و بشارة عیسی دعوة إبراهیم هی قوله تعالی وَ ابْعَثْ فِیهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ یَتْلُوا عَلَیْهِمْ آیاتِكَ (3) و بشارة عیسی قوله وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ یَأْتِی مِنْ بَعْدِی اسْمُهُ أَحْمَدُ(4) قوله لا جرم أی البتة و لا محالة.
«3»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ كَانَ یَقُولُ مَا كُنْتُ أَرَی أَنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام یَدَعُ خَلَفاً أَفْضَلَ مِنْهُ حَتَّی رَأَیْتُ ابْنَهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِظَهُ فَوَعَظَنِی فَقَالَ لَهُ
ص: 350
أَصْحَابُهُ بِأَیِّ شَیْ ءٍ وَعَظَكَ قَالَ خَرَجْتُ إِلَی بَعْضِ نَوَاحِی الْمَدِینَةِ فِی سَاعَةٍ حَارَّةٍ فَلَقِیَنِی أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ كَانَ رَجُلًا بَادِناً ثَقِیلًا وَ هُوَ مُتَّكِئٌ عَلَی غُلَامَیْنِ أَسْوَدَیْنِ أَوْ مَوْلَیَیْنِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی سُبْحَانَ اللَّهِ شَیْخٌ مِنْ أَشْیَاخِ قُرَیْشٍ فِی هَذِهِ السَّاعَةِ عَلَی هَذِهِ الْحَالِ فِی طَلَبِ الدُّنْیَا أَمَا لَأَعِظَنَّهُ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَرَدَّ عَلَیَّ بِنَهْرٍ وَ هُوَ یَتَصَابُّ عَرَقاً فَقُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ شَیْخٌ مِنْ أَشْیَاخِ قُرَیْشٍ فِی هَذِهِ السَّاعَةِ عَلَی هَذِهِ الْحَالِ فِی طَلَبِ الدُّنْیَا أَ رَأَیْتَ لَوْ جَاءَكَ أَجَلُكَ وَ أَنْتَ عَلَی هَذِهِ الْحَالِ مَا كُنْتَ تَصْنَعُ فَقَالَ لَوْ جَاءَنِی الْمَوْتُ وَ أَنَا عَلَی هَذِهِ الْحَالِ جَاءَنِی وَ أَنَا فِی طَاعَةٍ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَكُفُّ بِهَا نَفْسِی وَ عِیَالِی عَنْكَ وَ عَنِ النَّاسِ وَ إِنَّمَا كُنْتُ أَخَافُ أَنْ لَوْ جَاءَنِی الْمَوْتُ وَ أَنَا عَلَی مَعْصِیَةٍ مِنْ مَعَاصِی اللَّهِ فَقُلْتُ صَدَقْتَ یَرْحَمُكَ اللَّهُ أَرَدْتُ أَنْ أَعِظَكَ فَوَعَظْتَنِی (1).
«4»- ج، [الإحتجاج] عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ: دَخَلَ طَاوُسٌ الْیَمَانِیُّ إِلَی الطَّوَافِ وَ مَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ فَإِذَا هُوَ بِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام یَطُوفُ أَمَامَهُ وَ هُوَ شَابٌّ حَدَثٌ فَقَالَ طَاوُسٌ لِصَاحِبِهِ إِنَّ هَذَا الْفَتَی لَعَالِمٌ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ صَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ جَلَسَ فَأَتَاهُ النَّاسُ فَقَالَ طَاوُسٌ لِصَاحِبِهِ نَذْهَبُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام نَسْأَلُهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ لَا أَدْرِی عِنْدَهُ فِیهَا شَیْ ءٌ فَأَتَیَاهُ فَسَلَّمَا عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ طَاوُسٌ یَا أَبَا جَعْفَرٍ هَلْ تَعْلَمُ أَیَّ یَوْمٍ مَاتَ ثُلُثُ النَّاسِ فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَمْ یَمُتْ ثُلُثُ النَّاسِ قَطُّ بَلْ إِنَّمَا أَرَدْتَ رُبُعَ النَّاسِ قَالَ وَ كَیْفَ ذَلِكَ قَالَ كَانَ آدَمُ وَ حَوَّاءُ وَ قَابِیلُ وَ هَابِیلُ فَقَتَلَ قَابِیلُ هَابِیلَ فَذَلِكَ رُبُعُ النَّاسِ قَالَ صَدَقْتَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هَلْ تَرَی مَا صُنِعَ بِقَابِیلَ قَالَ لَا قَالَ عُلِّقَ بِالشَّمْسِ یُنْضَحُ بِالْمَاءِ الْحَارِّ إِلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ(2).
«5»- ج، [الإحتجاج] عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: كَانَ مَوْلَانَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْبَاقِرُ علیه السلام جَالِساً فِی الْحَرَمِ وَ حَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِنْ أَوْلِیَائِهِ إِذْ أَقْبَلَ طَاوُسٌ الْیَمَانِیُّ فِی جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ثُمَّ قَالَ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام ائْذَنْ لِی بِالسُّؤَالِ قَالَ أَذِنَّا لَكَ فَسَلْ قَالَ أَخْبِرْنِی
ص: 351
مَتَی هَلَكَ ثُلُثُ النَّاسِ قَالَ وَهِمْتَ یَا شَیْخُ أَرَدْتَ أَنْ تَقُولَ مَتَی هَلَكَ رُبُعُ النَّاسِ وَ ذَلِكَ یَوْمَ قَتَلَ قَابِیلُ هَابِیلَ كَانُوا أَرْبَعَةً- آدَمَ وَ حَوَّاءَ وَ قَابِیلَ وَ هَابِیلَ فَهَلَكَ رُبُعُهُمْ فَقَالَ أَصَبْتَ وَ وَهِمْتُ أَنَا فَأَیُّهُمَا كَانَ أَبَا النَّاسِ الْقَاتِلُ أَوِ الْمَقْتُولُ قَالَ لَا وَاحِدٌ مِنْهُمَا بَلْ أَبُوهُمْ شِیثُ بْنُ آدَمَ قَالَ فَلِمَ سُمِّیَ آدَمُ آدَمَ قَالَ لِأَنَّهُ رُفِعَتْ طِینَتُهُ مِنْ أَدِیمِ الْأَرْضِ السُّفْلَی قَالَ فَلِمَ سُمِّیَتْ حَوَّاءُ حَوَّاءَ قَالَ لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعِ حَیٍّ یَعْنِی ضِلْعَ آدَمَ علیه السلام قَالَ فَلِمَ سُمِّیَ إِبْلِیسُ إِبْلِیسَ قَالَ لِأَنَّهُ أُبْلِسُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَا یَرْجُوهَا قَالَ فَلِمَ سُمِّیَ الْجِنُّ جِنّاً قَالَ لِأَنَّهُمُ اسْتَجَنُّوا فَلَمْ یُرَوْا قَالَ فَأَخْبِرْنِی عَنْ أَوَّلِ كَذِبَةٍ كُذِبَتْ مَنْ صَاحِبُهَا قَالَ إِبْلِیسُ حِینَ قَالَ أَنَا خَیْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِی مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِینٍ قَالَ فَأَخْبِرْنِی عَنْ قَوْمٍ شَهِدُوا شَهَادَةَ الْحَقِّ وَ كَانُوا كَاذِبِینَ قَالَ الْمُنَافِقُونَ حِینَ قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ ص وَ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَ اللَّهُ یَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَ اللَّهُ یَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِینَ لَكاذِبُونَ (1) قَالَ فَأَخْبِرْنِی عَنْ طَیْرٍ طَارَ مَرَّةً وَ لَمْ یَطِرْ قَبْلَهَا وَ لَا بَعْدَهَا ذَكَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الْقُرْآنِ مَا هُوَ فَقَالَ طُورُ سَیْنَاءَ أَطَارَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی بَنِی إِسْرَائِیلَ حِینَ أَظَلَّهُمْ بِجَنَاحٍ مِنْهُ فِیهِ أَلْوَانُ الْعَذَابِ حَتَّی قُبِلَ التَّوْرَاةُ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ إِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَ ظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ (2) الْآیَةَ قَالَ فَأَخْبِرْنِی مِنْ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَی لَیْسَ مِنَ الْجِنِّ وَ لَا مِنَ الْإِنْسِ وَ لَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ ذَكَرُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ فَقَالَ الْغُرَابُ حِینَ بَعَثَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِیُرِیَ قَابِیلَ كَیْفَ یُوَارِی سَوْأَةَ أَخِیهِ هَابِیلَ حِینَ قَتَلَهُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً یَبْحَثُ فِی الْأَرْضِ لِیُرِیَهُ كَیْفَ یُوارِی سَوْأَةَ أَخِیهِ (3) قَالَ فَأَخْبِرْنِی عَمَّنْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ لَیْسَ مِنَ الْجِنِّ وَ لَا مِنَ الْإِنْسِ وَ لَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ ذَكَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ قَالَ النَّمْلَةُ
ص: 352
حِینَ قَالَتْ یا أَیُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ- لا یَحْطِمَنَّكُمْ سُلَیْمانُ وَ جُنُودُهُ وَ هُمْ لا یَشْعُرُونَ (1)
قَالَ فَأَخْبِرْنِی مَنْ كُذِبَ عَلَیْهِ لَیْسَ مِنَ الْجِنِّ وَ لَا مِنَ الْإِنْسِ وَ لَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ ذَكَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ قَالَ الذِّئْبُ الَّذِی كَذَبَ عَلَیْهِ إِخْوَةُ یُوسُفَ علیه السلام قَالَ فَأَخْبِرْنِی عَنْ شَیْ ءٍ قَلِیلُهُ حَلَالٌ وَ كَثِیرُهُ حَرَامٌ ذَكَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ قَالَ نَهَرُ طَالُوتَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِیَدِهِ (2) قَالَ فَأَخْبِرْنِی عَنْ صَلَاةٍ مَفْرُوضَةٍ تُصَلَّی بِغَیْرِ وُضُوءٍ وَ عَنْ صَوْمٍ لَا یُحْجَرُ عَنْ أَكْلٍ وَ شُرْبٍ قَالَ أَمَّا الصَّلَاةُ بِغَیْرِ وُضُوءٍ فَالصَّلَاةُ عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ أَمَّا الصَّوْمُ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- إِنِّی نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْیَوْمَ إِنْسِیًّا(3) قَالَ فَأَخْبِرْنِی عَنْ شَیْ ءٍ یَزِیدُ وَ یَنْقُصُ وَ عَنْ شَیْ ءٍ یَزِیدُ وَ لَا یَنْقُصُ وَ عَنْ شَیْ ءٍ یَنْقُصُ وَ لَا یَزِیدُ فَقَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام أَمَّا الشَّیْ ءُ الَّذِی یَزِیدُ وَ یَنْقُصُ فَهُوَ الْقَمَرُ وَ الشَّیْ ءُ الَّذِی یَزِیدُ وَ لَا یَنْقُصُ فَهُوَ الْبَحْرُ وَ الشَّیْ ءُ الَّذِی یَنْقُصُ وَ لَا یَزِیدُ فَهُوَ الْعُمُرُ(4).
«6»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: كُنْتُ قَاعِداً إِلَی جَنْبِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ هُوَ مُحْتَبٍ (5)
مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ فَقَالَ أَمَا إِنَّ النَّظَرَ إِلَیْهَا عِبَادَةٌ فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ بَجِیلَةَ یُقَالُ لَهُ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ فَقَالَ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارِ كَانَ یَقُولُ إِنَّ الْكَعْبَةَ تَسْجُدُ لِبَیْتِ الْمَقْدِسِ فِی كُلِّ غَدَاةٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَمَا تَقُولُ
ص: 353
فِیمَا قَالَ كَعْبٌ فَقَالَ صَدَقَ الْقَوْلُ مَا قَالَ كَعْبٌ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام كَذَبْتَ وَ كَذَبَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ مَعَكَ وَ غَضِبَ قَالَ زُرَارَةُ مَا رَأَیْتُهُ اسْتَقْبَلَ أَحَداً بِقَوْلِ كَذَبْتَ غَیْرَهُ ثُمَّ قَالَ مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بُقْعَةً فِی الْأَرْضِ أَحَبَّ إِلَیْهِ مِنْهَا ثُمَّ أَوْمَأَ بِیَدِهِ نَحْوَ الْكَعْبَةِ وَ لَا أَكْرَمَ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْهَا لَهَا حَرَّمَ اللَّهُ الْأَشْهُرَ الْحُرُمَ فِی كِتَابِهِ- یَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِیَةٌ لِلْحَجِّ- شَوَّالٌ وَ ذُو الْقَعْدَةِ وَ ذُو الْحِجَّةِ وَ شَهْرٌ مُفْرَدٌ لِلْعُمْرَةِ وَ هُوَ رَجَبٌ (1).
«7»- قب (2)،[المناقب] لابن شهرآشوب شا(3)، [الإرشاد] ج، [الإحتجاج] رُوِیَ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ عُبَیْدٍ الْبَصْرِیَّ وَفَدَ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ علیه السلام لِامْتِحَانِهِ بِالسُّؤَالِ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا مَعْنَی قَوْلِهِ تَعَالَی- أَ وَ لَمْ یَرَ الَّذِینَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما(4) مَا هَذَا الرَّتْقُ وَ الْفَتْقُ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام كَانَتِ السَّمَاءُ رَتْقاً لَا تُنْزِلُ الْقَطْرَ وَ كَانَتِ الْأَرْضُ رَتْقاً لَا تُخْرِجُ النَّبَاتَ فَفَتَقَ اللَّهُ السَّمَاءَ بِالْقَطْرِ وَ فَتَقَ الْأَرْضَ بِالنَّبَاتِ فَانْطَلَقَ عَمْرٌو وَ لَمْ یَجِدِ اعْتِرَاضاً وَ مَضَی ثُمَّ عَادَ إِلَیْهِ فَقَالَ أَخْبِرْنِی جُعِلْتُ فِدَاكَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی- وَ مَنْ یَحْلِلْ عَلَیْهِ غَضَبِی فَقَدْ هَوی (5) مَا غَضَبُ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام غَضَبُ اللَّهِ تَعَالَی عِقَابُهُ یَا عَمْرُو مَنْ ظَنَّ أَنَّ اللَّهَ یُغَیِّرُهُ شَیْ ءٌ فَقَدْ كَفَرَ(6).
«8»- ص، [قصص الأنبیاء] علیهم السلام بِالْإِسْنَادِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنِ ابْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ علیه السلام جَالِساً فِی الْحَرَمِ وَ حَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِنْ أَوْلِیَائِهِ إِذْ أَقْبَلَ طَاوُسٌ الْیَمَانِیُّ فِی جَمَاعَةٍ فَقَالَ
ص: 354
مَنْ صَاحِبُ الْحَلْقَةِ قِیلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَلَیْهِمُ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ قَالَ إِیَّاهُ أَرَدْتُ فَوَقَفَ عَلَیْهِ وَ سَلَّمَ وَ جَلَسَ ثُمَّ قَالَ أَ تَأْذَنُ لِی فِی السُّؤَالِ فَقَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام قَدْ أَذِنَّاكَ فَسَلْ قَالَ أَخْبِرْنِی بِیَوْمَ هَلَكَ ثُلُثُ النَّاسِ فَقَالَ وَهِمْتَ یَا شَیْخُ أَرَدْتَ أَنْ تَقُولَ رُبُعَ النَّاسِ وَ ذَلِكَ یَوْمَ قُتِلَ هَابِیلُ كَانُوا أَرْبَعَةً- قَابِیلَ وَ هَابِیلَ وَ آدَمَ وَ حَوَّاءَ علیهما السلام فَهَلَكَ رُبُعُهُمْ فَقَالَ أَصَبْتَ وَ وَهِمْتُ أَنَا فَأَیُّهُمَا كَانَ الْأَبَ لِلنَّاسِ الْقَاتِلُ أَوِ الْمَقْتُولُ قَالَ لَا وَاحِدٌ مِنْهُمَا بَلْ أَبُوهُمْ شِیثُ بْنُ آدَمَ علیهما السلام.
«9»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: قَالَ الْأَبْرَشُ الْكَلْبِیُّ لِهِشَامٍ مُشِیراً إِلَی الْبَاقِرِ علیه السلام مَنْ هَذَا الَّذِی احْتَوَشَتْهُ أَهْلُ الْعِرَاقِ یَسْأَلُونَهُ قَالَ هَذَا نَبِیُّ الْكُوفَةِ وَ هُوَ یَزْعُمُ أَنَّهُ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ وَ بَاقِرُ الْعِلْمِ وَ مُفَسِّرُ الْقُرْآنِ فَاسْأَلْهُ مَسْأَلَةً لَا یَعْرِفُهَا فَأَتَاهُ وَ قَالَ یَا ابْنَ عَلِیٍّ قَرَأْتَ التَّوْرَاةَ وَ الْإِنْجِیلَ وَ الزَّبُورَ وَ الْفُرْقَانَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَإِنِّی أَسْأَلُكَ عَنْ مَسَائِلَ قَالَ سَلْ فَإِنْ كُنْتَ مُسْتَرْشِداً فَسَتَنْتَفِعُ بِمَا تَسْأَلُ عَنْهُ وَ إِنْ كُنْتَ مُتَعَنِّتاً فَتَضِلُّ بِمَا تَسْأَلُ عَنْهُ قَالَ كَمِ الْفَتْرَةُ الَّتِی كَانَتْ بَیْنَ مُحَمَّدٍ وَ عِیسَیعلیهما السلام قَالَ أَمَّا فِی قَوْلِنَا فَسَبْعُمِائَةِ سَنَةٍ وَ أَمَّا فِی قَوْلِكَ فَسِتُّمِائَةِ سَنَةٍ قَالَ فَأَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی یَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَیْرَ الْأَرْضِ (1) مَا الَّذِی یَأْكُلُ النَّاسُ وَ یَشْرَبُونَ إِلَی أَنْ یُفْصَلَ بَیْنَهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ قَالَ یُحْشَرُ النَّاسُ عَلَی مِثْلِ قُرْصَةِ النَّقِیِّ فِیهَا أَنْهَارٌ مُتَفَجِّرَةٌ یَأْكُلُونَ وَ یَشْرَبُونَ حَتَّی یُفْرَغَ مِنَ الْحِسَابِ فَقَالَ هِشَامٌ قُلْ لَهُ مَا أَشْغَلَهُمْ عَنِ الْأَكْلِ وَ الشُّرْبِ یَوْمَئِذٍ قَالَ هُمْ فِی النَّارِ أَشْغَلُ وَ لَمْ یَشْتَغِلُوا عَنْ أَنْ قَالُوا- أَنْ أَفِیضُوا عَلَیْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ (2) قَالَ فَنَهَضَ الْأَبْرَشُ وَ هُوَ یَقُولُ أَنْتَ ابْنُ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ حَقّاً ثُمَّ صَارَ إِلَی هِشَامٍ قَالَ دَعُونَا مِنْكُمْ یَا بَنِی أُمَیَّةَ فَإِنَّ هَذَا أَعْلَمُ أَهْلِ الْأَرْضِ بِمَا فِی السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ فَهَذَا وَلَدُ رَسُولِ اللَّهِصلی اللّٰه علیه و آله.
وَ قَدْ رَوَی الْكُلَیْنِیُّ هَذِهِ الْحِكَایَةَ عَنْ نَافِعٍ غُلَامِ ابْنِ عُمَرَ وَ زَادَ فِیهِ: أَنَّهُ قَالَ لَهُ
ص: 355
الْبَاقِرُ علیه السلام مَا تَقُولُ فِی أَصْحَابِ النَّهْرَوَانِ فَإِنْ قُلْتَ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَتَلَهُمْ بِحَقٍّ قَدِ ارْتَدَدْتَ وَ إِنْ قُلْتَ إِنَّهُ قَتَلَهُمْ بَاطِلًا فَقَدْ كَفَرْتَ قَالَ فَوَلَّی مِنْ عِنْدِهِ وَ هُوَ یَقُولُ أَنْتَ وَ اللَّهِ أَعْلَمُ النَّاسِ حَقّاً فَأَتَی هِشَاماً الْخَبَرَ(1).
أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرِیُّ الألكانی فِی شَرْحِ حُجَجِ أَهْلِ السُّنَّةِ: أَنَّهُ قَالَ أَبُو حَنِیفَةَ لِأَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَجْلِسُ وَ أَبُو جَعْفَرٍ قَاعِدٌ فِی الْمَسْجِدِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ أَنْتَ رَجُلٌ مَشْهُورٌ وَ لَا أُحِبُّ أَنْ تَجْلِسَ إِلَیَّ قَالَ فَلَمْ یَلْتَفِتْ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ وَ جَلَسَ فَقَالَ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنْتَ الْإِمَامُ قَالَ لَا قَالَ فَإِنَّ قَوْماً بِالْكُوفَةِ یَزْعُمُونَ أَنَّكَ إِمَامٌ قَالَ فَمَا أَصْنَعُ بِهِمْ قَالَ تَكْتُبُ إِلَیْهِمْ تُخْبِرُهُمْ قَالَ لَا یُطِیعُونِّی إِنَّمَا نَسْتَدِلُّ عَلَی مَنْ غَابَ عَنَّا بِمَنْ حَضَرَنَا قَدْ أَمَرْتُكَ أَنْ لَا تَجْلِسَ فَلَمْ تُطِعْنِی وَ كَذَلِكَ لَوْ كَتَبْتُ إِلَیْهِمْ مَا أَطَاعُونِی فَلَمْ یَقْدِرْ أَبُو حَنِیفَةَ أَنْ یَدْخُلَ فِی الْكَلَامِ (2).
«10»- كشف، [كشف الغمة] قَالَ الْآبِیُّ فِی كِتَابِ نَثْرِ الدُّرَرِ رُوِیَ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَعْمَرٍ اللَّیْثِیَّ قَالَ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام بَلَغَنِی أَنَّكَ تُفْتِی فِی الْمُتْعَةِ فَقَالَ أَحَلَّهَا اللَّهُ فِی كِتَابِهِ وَ سَنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَمِلَ بِهَا أَصْحَابُهُ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَقَدْ نَهَی عَنْهَا عُمَرُ قَالَ فَأَنْتَ عَلَی قَوْلِ صَاحِبِكَ وَ أَنَا عَلَی قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَیَسُرُّكَ أَنَّ نِسَاءَكَ فَعَلْنَ ذَلِكَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ مَا ذِكْرُ النِّسَاءِ هَاهُنَا یَا أَنْوَكُ إِنَّ الَّذِی أَحَلَّهَا فِی كِتَابِهِ وَ أَبَاحَهَا لِعِبَادِهِ أَغْیَرُ مِنْكَ وَ مِمَّنْ نَهَی عَنْهَا تَكَلُّفاً بَلْ یَسُرُّكَ أَنَّ بَعْضَ حَرَمِكَ تَحْتَ حَائِكٍ مِنْ حَاكَةِ یَثْرِبَ نِكَاحاً قَالَ لَا قَالَ فَلِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ قَالَ لَا أُحَرِّمُ وَ لَكِنَّ الْحَائِكَ مَا هُوَ لِی بِكُفْوٍ قَالَ فَإِنَّ اللَّهَ ارْتَضَی عَمَلَهُ وَ رَغِبَ فِیهِ وَ زَوَّجَهُ حُوراً أَ فَتَرْغَبُ عَمَّنْ رَغِبَ اللَّهُ فِیهِ وَ تَسْتَنْكِفُ مِمَّنْ هُوَ كُفْوٌ لِحُورِ الْجِنَانِ كِبْراً وَ عُتُوّاً قَالَ فَضَحِكَ عَبْدُ اللَّهِ وَ قَالَ مَا أَحْسَبُ صُدُورَكُمْ إِلَّا مَنَابِتَ أَشْجَارِ الْعِلْمِ فَصَارَ لَكُمْ ثَمَرُهُ وَ لِلنَّاسِ وَرَقُهُ (3).
ص: 356
بیان: الأنوك كالأحمق وزنا و معنی.
أقول: قد أوردنا كثیرا من الأخبار فی ذلك فی كتاب الاحتجاجات و فی باب الرد علی الخوارج و فی أبواب كتاب التوحید و فی باب الآیات النازلة فیهم علیهم السلام.
«11»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً فِی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ فَقَالَ مَنْ أَنْتَ یَا عَبْدَ اللَّهِ فَقُلْتُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَقُلْتُ فَمَا حَاجَتُكَ فَقَالَ لِی أَ تَعْرِفُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام قُلْتُ نَعَمْ فَمَا حَاجَتُكَ إِلَیْهِ قَالَ هَیَّأْتُ لَهُ أَرْبَعِینَ مَسْأَلَةً أَسْأَلُهُ عَنْهَا فَمَا كَانَ مِنْ حَقٍّ أَخَذْتُهُ وَ مَا كَانَ مِنْ بَاطِلٍ تَرَكْتُهُ قَالَ أَبُو حَمْزَةَ فَقُلْتُ لَهُ هَلْ تَعْرِفُ مَا بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ فَقَالَ نَعَمْ فَقُلْتُ فَمَا حَاجَتُكَ إِلَیْهِ إِذَا كُنْتَ تَعْرِفُ مَا بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ فَقَالَ لِی یَا أَهْلَ الْكُوفَةِ أَنْتُمْ قَوْمٌ مَا تُطَاقُونَ إِذَا رَأَیْتَ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام
فَأَخْبِرْنِی فَمَا انْقَطَعَ كَلَامُهُ حَتَّی أَقْبَلَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ حَوْلَهُ أَهْلُ خُرَاسَانَ وَ غَیْرُهُمْ یَسْأَلُونَهُ عَنْ مَنَاسِكِ الْحَجِّ فَمَضَی حَتَّی جَلَسَ مَجْلِسَهُ وَ جَلَسَ الرَّجُلُ قَرِیباً مِنْهُ قَالَ أَبُو حَمْزَةَ فَجَلَسْتُ حَیْثُ أَسْمَعُ الْكَلَامَ وَ حَوْلَهُ عَالَمٌ مِنَ النَّاسِ فَلَمَّا قَضَی حَوَائِجَهُمْ وَ انْصَرَفُوا الْتَفَتَ إِلَی الرَّجُلِ فَقَالَ لَهُ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ الْبَصْرِیُّ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَنْتَ فَقِیهُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَیْحَكَ یَا قَتَادَةُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ خَلْقاً فَجَعَلَهُمْ حُجَجاً عَلَی خَلْقِهِ فَهُمْ أَوْتَادٌ فِی أَرْضِهِ قُوَّامٌ بِأَمْرِهِ نُجَبَاءُ فِی عِلْمِهِ اصْطَفَاهُمْ قَبْلَ خَلْقِهِ أَظِلَّةً عَنْ یَمِینِ عَرْشِهِ- قَالَ فَسَكَتَ قَتَادَةُ طَوِیلًا ثُمَّ قَالَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ وَ اللَّهِ لَقَدْ جَلَسْتُ بَیْنَ یَدَیِ الْفُقَهَاءِ وَ قُدَّامَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَمَا اضْطَرَبَ قَلْبِی قُدَّامَ أَحَدٍ مِنْهُمْ مَا اضْطَرَبَ قُدَّامَكَ وَ قَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَ تَدْرِی أَیْنَ أَنْتَ أَنْتَ بَیْنَ یَدَیْ بُیُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ یُذْكَرَ فِیهَا اسْمُهُ یُسَبِّحُ لَهُ فِیها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ- رِجالٌ لا تُلْهِیهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَیْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ وَ إِیتاءِ الزَّكاةِ-
ص: 357
فَأَنْتَ ثَمَّ وَ نَحْنُ أُولَئِكَ فَقَالَ لَهُ قَتَادَةُ صَدَقْتَ وَ اللَّهِ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ وَ اللَّهِ مَا هِیَ بُیُوتَ حِجَارَةٍ وَ لَا طِینٍ قَالَ قَتَادَةُ فَأَخْبِرْنِی عَنِ الْجُبُنِّ فَتَبَسَّمَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ قَالَ رَجَعَتْ مَسَائِلُكَ إِلَی هَذَا قَالَ ضَلَّتْ عَنِّی فَقَالَ لَا بَأْسَ بِهِ فَقَالَ إِنَّهُ رُبَّمَا جُعِلَتْ فِیهِ إِنْفَحَةُ الْمَیِّتِ قَالَ لَیْسَ بِهَا بَأْسٌ إِنَّ الْإِنْفَحَةَ لَیْسَ لَهَا عُرُوقٌ وَ لَا فِیهَا دَمٌ وَ لَا لَهَا عَظْمٌ إِنَّمَا تَخْرُجُ مِنْ بَیْنِ فَرْثٍ وَ دَمٍ ثُمَّ قَالَ وَ إِنَّمَا الْإِنْفَحَةُ بِمَنْزِلَةِ دَجَاجَةٍ مَیْتَةٍ أُخْرِجَتْ مِنْهَا بَیْضَةٌ فَهَلْ تَأْكُلُ تِلْكَ الْبَیْضَةَ قَالَ قَتَادَةُ لَا وَ لَا آمُرُ بِأَكْلِهَا فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ لِمَ قَالَ لِأَنَّهَا مِنَ الْمَیْتَةِ قَالَ لَهُ فَإِنْ حُضِنَتْ تِلْكَ الْبَیْضَةُ فَخَرَجَتْ مِنْهَا دَجَاجَةٌ أَ تَأْكُلُهَا قَالَ نَعَمْ قَالَ فَمَا حَرَّمَ عَلَیْكَ الْبَیْضَةَ وَ أَحَلَّ لَكَ الدَّجَاجَةَ ثُمَّ قَالَ علیه السلام فَكَذَلِكَ الْإِنْفَحَةُ مِثْلُ الْبَیْضَةِ فَاشْتَرِ الْجُبُنَّ مِنْ أَسْوَاقِ الْمُسْلِمِینَ مِنْ أَیْدِی الْمُصَلِّینَ وَ لَا تَسْأَلْ عَنْهُ إِلَّا أَنْ یَأْتِیَكَ مَنْ یُخْبِرُكَ عَنْهُ (1).
«12»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْكَاتِبِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: أَقْبَلَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَنَظَرَ إِلَیْهِ قَوْمٌ مِنْ قُرَیْشٍ فَقَالُوا مَنْ هَذَا فَقِیلَ لَهُمْ إِمَامُ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لَوْ بَعَثْتُمْ إِلَیْهِ بَعْضَكُمْ فَسَأَلَهُ فَأَتَاهُ شَابٌّ مِنْهُمْ فَقَالَ لَهُ یَا عَمِّ مَا أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ فَقَالَ شُرْبُ الْخَمْرِ فَأَتَاهُمْ فَأَخْبَرَهُمْ فَقَالُوا لَهُ عُدْ إِلَیْهِ فَعَادَ إِلَیْهِ فَقَالَ لَهُ أَ لَمْ أَقُلْ لَكَ یَا ابْنَ أَخِ شُرْبُ الْخَمْرِ إِنَّ شُرْبَ الْخَمْرِ یُدْخِلُ صَاحِبَهُ فِی الزِّنَا وَ السَّرِقَةِ وَ قَتْلِ النَّفْسِ الَّتِی حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ فِی الشِّرْكِ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَفَاعِیلُ الْخَمْرِ تَعْلُو عَلَی كُلِّ ذَنْبٍ كَمَا تَعْلُو شَجَرُهَا عَلَی كُلِّ شَجَرٍ(2).
«13»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ:
ص: 358
كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ عِنْدَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَمَرَّتْ بِهِ جَنَازَةٌ فَقَامَ الْأَنْصَارِیُّ وَ لَمْ یَقُمْ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَعَدْتُ مَعَهُ وَ لَمْ یَزَلِ الْأَنْصَارِیُّ قَائِماً حَتَّی مَضَوْا بِهَا ثُمَّ جَلَسَ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مَا أَقَامَكَ قَالَ رَأَیْتُ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام یَفْعَلُ ذَلِكَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ اللَّهِ مَا فَعَلَهُ الْحُسَیْنُ علیه السلام وَ لَا قَامَ لَهَا أَحَدٌ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ قَطُّ فَقَالَ الْأَنْصَارِیُّ شَكَّكْتَنِی أَصْلَحَكَ اللَّهُ قَدْ كُنْتُ أَظُنُّ أَنِّی رَأَیْتُ (1).
ص: 359
«1»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ زَیْدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ السُّلَمِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ الْكِنْدِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ صَبِیحٍ الْیَشْكُرِیِّ عَنْ خَالِدِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ علیه السلام إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ فَرَدَّ عَلَیْهِ السَّلَامَ قَالَ الرَّجُلُ كَیْفَ أَنْتُمْ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ أَ وَ مَا آنَ لَكُمْ أَنْ تَعْلَمُوا كَیْفَ نَحْنُ إِنَّمَا مَثَلُنَا فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ مَثَلُ بَنِی إِسْرَائِیلَ كَانَ یُذَبَّحُ أَبْنَاؤُهُمْ وَ تُسْتَحْیَا نِسَاؤُهُمْ أَلَا وَ إِنَّ هَؤُلَاءِ یُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَنَا وَ یَسْتَحْیُونَ نِسَاءَنَا زَعَمَتِ الْعَرَبُ أَنَّ لَهُمْ فَضْلًا عَلَی الْعَجَمِ فَقَالَتِ الْعَجَمُ وَ بِمَا ذَلِكَ قَالُوا كَانَ مُحَمَّدٌ مِنَّا عَرَبِیّاً قَالُوا لَهُمْ صَدَقْتُمْ وَ زَعَمَتْ قُرَیْشٌ أَنَّ لَهَا فَضْلًا عَلَی غَیْرِهَا مِنَ الْعَرَبِ فَقَالَتْ لَهُمُ الْعَرَبُ مِنْ غَیْرِهِمْ وَ بِمَا ذَاكَ قَالُوا كَانَ مُحَمَّدٌ قُرَشِیّاً قَالُوا لَهُمْ صَدَقْتُمْ فَإِنْ كَانَ الْقَوْمُ صَدَقُوا فَلَنَا فَضْلٌ عَلَی النَّاسِ لِأَنَّا ذُرِّیَّةُ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلُ بَیْتِهِ خَاصَّةً وَ عِتْرَتُهُ- لَا یَشْرَكُنَا فِی ذَلِكَ غَیْرُنَا فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأُحِبُّكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ قَالَ فَاتَّخِذْ لِلْبَلَاءِ جِلْبَاباً فَوَ اللَّهِ إِنَّهُ لَأَسْرَعُ إِلَیْنَا وَ إِلَی شِیعَتِنَا مِنَ السَّیْلِ فِی الْوَادِی وَ بِنَا یَبْدُو الْبَلَاءُ ثُمَّ بِكُمْ وَ بِنَا یَبْدُوا الرَّخَاءُ ثُمَّ بِكُمْ (1).
بیان: یستحیون أی یستبقون و قال الجزری (2)
فی حدیث علی علیه السلام: من أحبنا أهل البیت فلیعد للفقر جلبابا.
أی لیزهد فی الدنیا و لیصبر علی الفقر و القلة و الجلباب الإزار و الرداء و قیل الملحفة و قیل هو كالمقنعة تغطی بها
ص: 360
المرأة رأسها و ظهرها و صدرها و جمعه جلابیب كنی به عن الصبر لأنه یستر الفقر كما یستر الجلباب البدن و قیل إنما كنی بالجلباب عن اشتماله بالفقر أی فلیلبس إزار الفقر و یكون منه علی حالة تعمه و تشمله لأن الغنی من أحوال أهل الدنیا و لا یتهیأ الجمع بین حب الدنیا و حب أهل البیت علیهم السلام.
«2»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ وَ غَیْرِهِ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: خَرَجَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْبَاقِرُ علیه السلام بِالْمَدِینَةِ فَتَصَحَّرَ وَ اتَّكَأَ عَلَی جِدَارٍ مِنْ جُدْرَانِهَا مُفَكِّراً إِذَا أَقْبَلَ إِلَیْهِ رَجُلٌ فَقَالَ یَا أَبَا جَعْفَرٍ عَلَامَ حُزْنُكَ أَ عَلَی الدُّنْیَا فَرِزْقُ اللَّهِ حَاضِرٌ یَشْتَرِكُ فِیهِ الْبَرُّ وَ الْفَاجِرُ أَمْ عَلَی الْآخِرَةِ فَوَعْدٌ صَادِقٌ یَحْكُمُ فِیهِ مَلِكٌ قَادِرٌ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مَا عَلَی هَذَا أَحْزَنُ أَمَّا حُزْنِی عَلَی فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَیْرِ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ فَهَلْ رَأَیْتَ أَحَداً خَافَ اللَّهَ فَلَمْ یُنْجِهِ أَمْ هَلْ رَأَیْتَ أَحَداً تَوَكَّلَ عَلَی اللَّهِ فَلَمْ یَكْفِهِ وَ هَلْ رَأَیْتَ أَحَداً اسْتَخَارَ اللَّهَ فَلَمْ یَخِرْ لَهُ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَوَلَّی الرَّجُلُ وَ قَالَ هُوَ ذَاكَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هَذَا هُوَ الْخَضِرُ علیه السلام.
قال الصدوق جاء هذا الحدیث هكذا و قد روی فی حدیث آخر: أن ذلك كان مع علی بن الحسین علیهما السلام(1).
«3»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنِی رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَیْبَةَ قَالَ: بَیْنَا أَنَا مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ الْبَیْتُ غَاصٌّ بِأَهْلِهِ إِذْ أَقْبَلَ شَیْخٌ یَتَوَكَّأُ عَلَی عَنَزَةٍ لَهُ حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ ثُمَّ سَكَتَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ ثُمَّ أَقْبَلَ الشَّیْخُ بِوَجْهِهِ عَلَی أَهْلِ الْبَیْتِ وَ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ ثُمَّ سَكَتَ حَتَّی أَجَابَهُ الْقَوْمُ جَمِیعاً وَ رَدُّوا عَلَیْهِ السَّلَامَ ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام ثُمَّ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَدْنِنِی مِنْكَ
ص: 361
جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ فَوَ اللَّهِ إِنِّی لَأُحِبُّكُمْ وَ أُحِبُّ مَنْ یُحِبُّكُمْ وَ وَ اللَّهِ مَا أُحِبُّكُمْ وَ أُحِبُّ مَنْ یُحِبُّكُمْ لِطَمَعٍ فِی دُنْیَا وَ إِنِّی لَأُبْغِضُ عَدُوَّكُمْ وَ أَبْرَأُ مِنْهُ وَ وَ اللَّهِ مَا أُبْغِضُهُ وَ أَبْرَأُ مِنْهُ لِوَتْرٍ كَانَ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأُحِلُّ حَلَالَكُمْ وَ أُحَرِّمُ حَرَامَكُمْ وَ أَنْتَظِرُ أَمْرَكُمْ فَهَلْ تَرْجُو لِی جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِلَیَّ إِلَیَّ حَتَّی أَقْعَدَهُ إِلَی جَنْبِهِ.
ثُمَّ قَالَ أَیُّهَا الشَّیْخُ إِنَّ أَبِی عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام أَتَاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ مِثْلِ الَّذِی سَأَلْتَنِی عَنْهُ فَقَالَ لَهُ أَبِی علیه السلام إِنْ تَمُتْ تَرِدْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلَی عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ یَثْلَجُ قَلْبُكَ وَ یَبْرُدُ فُؤَادُكَ وَ تَقَرُّ عَیْنُكَ وَ تُسْتَقْبَلُ بِالرَّوْحِ وَ الرَّیْحَانِ مَعَ الْكِرَامِ الْكَاتِبِینَ لَوْ قَدْ بَلَغَتْ نَفْسُكَ هَاهُنَا وَ أَهْوَی بِیَدِهِ إِلَی حَلْقِهِ وَ إِنْ تَعِشْ تَرَی مَا یُقِرُّ اللَّهُ بِهِ عَیْنَكَ وَ تَكُونُ مَعَنَا فِی السَّنَامِ الْأَعْلَی قَالَ الشَّیْخُ قُلْتُ كَیْفَ یَا أَبَا جَعْفَرٍ فَأَعَادَ عَلَیْهِ الْكَلَامَ فَقَالَ الشَّیْخُ اللَّهُ أَكْبَرُ یَا أَبَا جَعْفَرٍ إِنْ أَنَا مِتُّ أَرِدُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلَی عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ تَقَرُّ عَیْنِی وَ یَثْلَجُ قَلْبِی وَ یَبْرُدُ فُؤَادِی وَ أُسْتَقْبَلُ بِالرَّوْحِ وَ الرَّیْحَانِ مَعَ الْكِرَامِ الْكَاتِبِینَ لَوْ قَدْ بَلَغَتْ نَفْسِی هَاهُنَا وَ إِنْ أَعِشْ أَرَی مَا یُقِرُّ اللَّهُ بِهِ عَیْنِی فَأَكُونُ مَعَكُمْ فِی السَّنَامِ الْأَعْلَی ثُمَّ أَقْبَلَ الشَّیْخُ یَنْتَحِبُ یَنْشِجُ هَا هَا هَا حَتَّی لَصِقَ بِالْأَرْضِ وَ أَقْبَلَ أَهْلُ الْبَیْتِ یَنْتَحِبُونَ وَ یَنْشِجُونَ لِمَا یَرَوْنَ مِنْ حَالِ الشَّیْخِ وَ أَقْبَلَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَمْسَحُ بِإِصْبَعِهِ الدُّمُوعَ مِنْ حَمَالِیقِ عَیْنَیْهِ وَ یَنْفُضُهَا.
ثُمَّ رَفَعَ الشَّیْخُ رَأْسَهُ فَقَالَ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ نَاوِلْنِی یَدَكَ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ فَنَاوَلَهُ یَدَهُ فَقَبَّلَهَا وَ وَضَعَهَا عَلَی عَیْنَیْهِ وَ خَدِّهِ ثُمَّ حَسَرَ عَنْ بَطْنِهِ وَ صَدْرِهِ فَوَضَعَ یَدَهُ عَلَی بَطْنِهِ وَ صَدْرِهِ ثُمَّ قَامَ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ وَ أَقْبَلَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَنْظُرُ فِی قَفَاهُ وَ هُوَ مُدْبِرٌ ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَی الْقَوْمِ فَقَالَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْیَنْظُرْ إِلَی هَذَا فَقَالَ الْحَكَمُ بْنُ عُتَیْبَةَ لَمْ أَرَ
ص: 362
مَأْتَماً قَطُّ یُشْبِهُ ذَلِكَ الْمَجْلِسَ (1).
بیان: غاص بأهله أی ممتلئ بهم و الوتر الجنایة التی یجنیها الرجل علی غیره من قتل أو نهب أو سبی و یثلج قلبك أی یطمئن قلبك و تفرح فؤادك و تسر عینك و العرب تعبر عن الراحة و الفرح و السرور بالبرد و السنام الأعلی أی أعلی درجات الجنان و سنام كل شی ء أعلاه و الانتحاب رفع الصوت بالبكاء و نشج الباكی ینشج نشجا إذا غص بالبكاء فی حلقه و حملاق العین باطن أجفانها الذی یسودها الكحل و جمعه حمالیق.
«4»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِیعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْحَرِیشِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: بَیْنَا أَبِی یَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ إِذَا رَجُلٌ مُعْتَجِرٌ قَدْ قُیِّضَ لَهُ فَقَطَعَ عَلَیْهِ أُسْبُوعَهُ حَتَّی أَدْخَلَهُ إِلَی دَارٍ جَنْبَ الصَّفَا فَأَرْسَلَ إِلَیَّ فَكُنَّا ثَلَاثَةً فَقَالَ مَرْحَباً یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ثُمَّ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی رَأْسِی وَ قَالَ بَارَكَ اللَّهُ فِیكَ یَا أَمِینَ اللَّهِ بَعْدَ آبَائِهِ یَا أَبَا جَعْفَرٍ إِنْ شِئْتَ فَأَخْبِرْنِی وَ إِنْ شِئْتَ فَأَخْبَرْتُكَ وَ إِنْ شِئْتَ سَلْنِی وَ إِنْ شِئْتَ سَأَلْتُكَ وَ إِنْ شِئْتَ فَاصْدُقْنِی وَ إِنْ شِئْتَ صَدَقْتُكَ قَالَ كُلَّ ذَلِكَ أَشَاءُ قَالَ فَإِیَّاكَ أَنْ یَنْطِقَ لِسَانُكَ عِنْدَ مَسْأَلَتِی بِأَمْرٍ تُضْمِرُ لِی غَیْرَهُ قَالَ إِنَّمَا یَفْعَلُ ذَلِكَ مَنْ فِی قَلْبِهِ عِلْمَانِ یُخَالِفُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَبَی أَنْ یَكُونَ لَهُ عِلْمٌ فِیهِ اخْتِلَافٌ قَالَ هَذِهِ مَسْأَلَتِی وَ قَدْ فَسَّرْتَ طَرَفاً مِنْهَا أَخْبِرْنِی عَنْ هَذَا الْعِلْمِ الَّذِی لَیْسَ فِیهِ اخْتِلَافٌ مَنْ یَعْلَمُهُ قَالَ أَمَّا جُمْلَةُ الْعِلْمِ فَعِنْدَ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ وَ أَمَّا مَا لَا بُدَّ لِلْعِبَادِ مِنْهُ فَعِنْدَ الْأَوْصِیَاءِ قَالَ فَفَتَحَ الرَّجُلُ عُجْرَتَهُ وَ اسْتَوَی جَالِساً وَ تَهَلَّلَ وَجْهُهُ وَ قَالَ هَذِهِ أَرَدْتُ وَ لَهَا أَتَیْتُ زَعَمْتَ أَنَّ عِلْمَ مَا لَا اخْتِلَافَ فِیهِ مِنَ الْعِلْمِ عِنْدَ الْأَوْصِیَاءِ فَكَیْفَ یَعْلَمُونَهُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَعْلَمُهُ إِلَّا أَنَّهُمْ لَا یَرَوْنَ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَرَی
ص: 363
لِأَنَّهُ كَانَ نَبِیّاً وَ هُمْ مُحَدَّثُونَ وَ إِنَّهُ كَانَ یَفِدُ إِلَی اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ فَیَسْمَعُ الْوَحْیَ وَ هُمْ لَا یَسْمَعُونَ فَقَالَ صَدَقْتَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ سَآتِیكَ بِمَسْأَلَةٍ صَعْبَةٍ أَخْبِرْنِی عَنْ هَذَا الْعِلْمِ مَا لَهُ لَا یَظْهَرُ كَمَا كَانَ یَظْهَرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَضَحِكَ أَبِی علیه السلام وَ قَالَ أَبَی اللَّهُ أَنْ یُطْلِعَ عَلَی عِلْمِهِ إِلَّا مُمْتَحَناً لِلْإِیمَانِ بِهِ كَمَا قَضَی عَلَی رَسُولِ اللَّهِ أَنْ یَصْبِرَ عَلَی أَذَی قَوْمِهِ وَ لَا یُجَاهِدَهُمْ إِلَّا بِأَمْرِهِ فَكَمْ مِنِ اكْتِتَامٍ قَدِ اكْتَتَمَ بِهِ حَتَّی قِیلَ لَهُ- فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِینَ (1) وَ ایْمُ اللَّهِ أَنْ لَوْ صَدَعَ قَبْلَ ذَلِكَ لَكَانَ آمِناً وَ لَكِنَّهُ إِنَّمَا نَظَرَ فِی الطَّاعَةِ وَ خَافَ الْخِلَافَ فَلِذَلِكَ كَفَّ فَوَدِدْتُ أَنَّ عَیْنَیْكَ تَكُونُ مَعَ مَهْدِیِّ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ الْمَلَائِكَةُ بِسُیُوفِ آلِ دَاوُدَ بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ تُعَذِّبُ أَرْوَاحَ الْكَفَرَةِ مِنَ الْأَمْوَاتِ وَ تُلْحِقُ بِهِمْ أَرْوَاحَ أَشْبَاهِهِمْ مِنَ الْأَحْیَاءِ ثُمَّ أَخْرَجَ سَیْفاً ثُمَّ قَالَ هَا إِنَّ هَذَا مِنْهَا قَالَ فَقَالَ أَبِی إِی وَ الَّذِی اصْطَفَی مُحَمَّداً عَلَی الْبَشَرِ قَالَ فَرَدَّ الرَّجُلُ اعْتِجَارَهُ وَ قَالَ أَنَا إِلْیَاسُ مَا سَأَلْتُكَ عَنْ أَمْرِكَ وَ لِی بِهِ
جَهَالَةٌ غَیْرَ أَنِّی أَحْبَبْتُ أَنْ یَكُونَ هَذَا الْحَدِیثُ قُوَّةً لِأَصْحَابِكَ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ إِلَی أَنْ قَالَ ثُمَّ قَامَ الرَّجُلُ وَ ذَهَبَ فَلَمْ أَرَهُ (2).
ص: 364
«1»- عم (1)،[إعلام الوری] شا، [الإرشاد]: كَانَ أَوْلَادُهُ علیه السلام سَبْعَةً مِنْهُمْ- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ كَانَ یُكَنَّی بِهِ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ أُمُّهُمَا أُمُّ فَرْوَةَ بِنْتُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ وَ إِبْرَاهِیمُ وَ عُبَیْدُ اللَّهِ دَرَجَا أُمُّهُمَا أُمُّ حَكِیمٍ بِنْتُ السَّیِّدِ بْنِ الْمُغِیرَةِ الثَّقَفِیَّةُ وَ عَلِیٌّ وَ زَیْنَبُ لِأُمِّ وَلَدٍ وَ أُمُّ سَلَمَةَ لِأُمِّ وَلَدٍ(2).
بیان: درجا أی ماتا فی حیاته علیه السلام.
«2»- عم، [إعلام الوری]: وَ قِیلَ إِنَّ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام ابْنَةً وَاحِدَةً فَقَطْ أُمَّ سَلَمَةَ وَ اسْمُهَا زَیْنَبُ (3).
«3»- شا، [الإرشاد]: وَ لَمْ یُعْتَقَدْ فِی أَحَدٍ مِنْ وُلْدِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام الْإِمَامَةُ إِلَّا فِی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام خَاصَّةً وَ كَانَ أَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ یُشَارُ إِلَیْهِ بِالْفَضْلِ وَ الصَّلَاحِ وَ رُوِیَ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَی بَعْضِ بَنِی أُمَیَّةَ فَأَرَادَ قَتْلَهُ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ لَا تَقْتُلْنِی أَكُنْ لِلَّهِ عَلَیْكَ عَوْناً وَ اتْرُكْنِی أَكُنْ لَكَ عَلَی اللَّهِ عَوْناً یُرِیدُ بِذَلِكَ أَنَّهُ مِمَّنْ یَشْفَعُ إِلَی اللَّهِ فَیُشَفِّعُهُ فَلَمْ یَقْبَلْ ذَلِكَ مِنْهُ فَقَالَ لَهُ الْأُمَوِیُّ لَسْتَ هُنَاكَ وَ سَقَاهُ السَّمَّ فَقَتَلَهُ (4).
ص: 365
«4»- كشف، [كشف الغمة]: كَانَ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الذُّكُورِ وَ بِنْتٌ وَاحِدَةٌ وَ أَسْمَاءُ أَوْلَادِهِ جَعْفَرٌ وَ هُوَ الصَّادِقُ وَ عَبْدُ اللَّهِ وَ إِبْرَاهِیمُ وَ أُمُّ سَلَمَةَ وَ قِیلَ كَانَ أَوْلَادُهُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ (1).
«5»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: أَوْلَادُهُ علیه السلام سَبْعَةٌ جَعْفَرٌ الْإِمَامُ وَ كَانَ یُكَنَّی بِهِ وَ عَبْدُ اللَّهِ الْأَفْطَحُ مِنْ أُمِّ فَرْوَةَ بِنْتِ الْقَاسِمِ وَ عُبَیْدُ اللَّهِ وَ إِبْرَاهِیمُ مِنْ أُمِّ حَكِیمٍ وَ عَلِیٌّ وَ أُمُّ سَلَمَةَ وَ زَیْنَبُ مِنْ أُمِّ وَلَدٍ وَ یُقَالُ زَیْنَبُ لِأُمِّ وَلَدٍ أُخْرَی وَ یُقَالُ لَهُ ابْنَةٌ وَاحِدَةٌ وَ هِیَ أُمُّ سَلَمَةَ دَرَجُوا كُلُّهُمْ إِلَّا أَوْلَادُ الصَّادِقِ علیه السلام(2).
«6»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ الرِّضَا علیه السلام الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ خَالُ أَبِیهِ وَ سَعِیدُ بْنُ الْمُسَیَّبِ فَقَالَ كَانَا عَلَی هَذَا الْأَمْرِ وَ قَالَ خَطَبَ أَبِی إِلَی الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ یَعْنِی أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ الْقَاسِمُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّمَا كَانَ یَنْبَغِی لَكَ أَنْ تَذْهَبَ إِلَی أَبِیكَ حَتَّی یُزَوِّجَكَ (3).
«7»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ صَالِحِ بْنِ مَزْیَدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَتْ أُمِّی قَاعِدَةً عِنْدَ جِدَارٍ فَتَصَدَّعَ الْجِدَارُ وَ سَمِعْنَا هَدَّةً شَدِیدَةً فَقَالَتْ بِیَدِهَا لَا وَ حَقِّ الْمُصْطَفَی مَا أَذِنَ اللَّهُ لَكَ فِی السُّقُوطِ فَبَقِیَ مُعَلَّقاً فِی الْجَوِّ حَتَّی جَازَتْهُ فَتَصَدَّقَ أَبِی عَنْهَا بِمِائَةِ دِینَارٍ.
قَالَ أَبُو الصَّبَّاحِ: وَ ذَكَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جَدَّتَهُ أُمَّ أَبِیهِ یَوْماً فَقَالَ كَانَتْ صِدِّیقَةً لَمْ تُدْرَكْ فِی آلِ الْحَسَنِ امْرَأَةٌ مِثْلُهَا(4).
«8»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْمِیثَمِیِّ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ هُوَ جَالِسٌ عَلَی
ص: 366
مَتَاعٍ فَجَعَلْتُ أَلْمِسُ الْمَتَاعَ بِیَدِی فَقَالَ هَذَا الَّذِی تَلْمِسُهُ بِیَدِكَ أَرْمَنِیٌّ فَقُلْتُ لَهُ وَ مَا أَنْتَ وَ الْأَرْمَنِیَّ فَقَالَ هَذَا مَتَاعٌ جَاءَتْ بِهِ أُمُّ عَلِیٍّ امْرَأَةٌ لَهُ فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ دَخَلْتُ عَلَیْهِ فَجَعَلْتُ أَلْمِسُ مَا تَحْتِی فَقَالَ كَأَنَّكَ تُرِیدُ أَنْ تَنْظُرَ مَا تَحْتَكَ فَقُلْتُ لَا وَ لَكِنَّ الْأَعْمَی یَعْبَثُ فَقَالَ لِی إِنَّ ذَلِكَ الْمَتَاعَ كَانَ لِأُمِّ عَلِیٍّ وَ كَانَتْ تَرَی رَأْیَ الْخَوَارِجِ فَأَدَرْتُهَا لَیْلَةً إِلَی الصُّبْحِ أَنْ تَرْجِعَ عَنْ رَأْیِهَا وَ تَتَوَلَّی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَامْتَنَعَتْ عَلَیَّ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ طَلَّقْتُهَا(1).
«9»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی قَالَ: رَأَیْتُ أُمَّ فَرْوَةَ تَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ عَلَیْهَا كِسَاءٌ مُتَنَكِّرَةً فَاسْتَلَمَتِ الْحَجَرَ بِیَدِهَا الْیُسْرَی فَقَالَ لَهَا رَجُلٌ مِمَّنْ یَطُوفُ یَا أَمَةَ اللَّهِ أَخْطَأْتِ السُّنَّةَ فَقَالَتْ إِنَّا لَأَغْنِیَاءُ عَنْ عِلْمِكَ (2).
أَقُولُ رَوَی أَبُو الْفَرَجِ الْأَصْفَهَانِیُّ فِی الْمَقَاتِلِ (3) بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَی رَجُلٍ مِنْ بَنِی أُمَیَّةَ فَأَرَادَ قَتْلَهُ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ لَا تَقْتُلْنِی أَكُنْ لِلَّهِ عَلَیْكَ عَیْناً وَ لَكَ عَلَی اللَّهِ عَوْناً فَقَالَ لَسْتَ هُنَاكَ وَ تَرَكَهُ سَاعَةً ثُمَّ سَقَاهُ سَمّاً فِی شَرَابٍ سَقَاهُ إِیَّاهُ فَقَتَلَهُ.
ص: 367
بسم اللّٰه الرحمن الرحیم
و به نستعین و له الحمد
الحمد للّٰه ربّ العالمین و سلام علی عباده الذین اصطفی محمّد و آله الطیّبین الطاهرین و اللعنة الدائمة علی أعدائهم أجمعین.
و بعد: فقد رغب إلیّ سیادة الناشر الكریم الشریف الأستاذ الفاضل السیّد اسماعیل كتابچی مدیر المكتبة و المطبعة الإسلامیة بطهران وفّقه اللّٰه و كان فی عونه أن أسهم معه فی إخراج بعض أجزاء بحار الأنوار التی ینوی إخراجها بما یتناسب و طبیعة العصر الحاضر و ذوق القاری ء الكریم.
و (بحار الأنوار) موسوعة جلیلة غنیّة عن البیان و التعریف لشهرتها و ذیوع اسمها فهی بحقّ دائرة معارف إسلامیّة ضمّت فی أجزائها البالغة ستّة و عشرین جزءاً جمیع ما یحتاجه الإنسان فی معاشه و معاده فی دینه و دنیاه فی اتّصاله بالخالق و سلوكه مع المخلوقین.
و لما رأیت رغبة أجبته بالرغم من كثرة أشغالی و شغل بالی مبتغیا رضی اللّٰه سبحانه بتشجیعه و مساندته خدمة للدین و طمعا بثواب ربّ العالمین (و لكلّ امری ء ما نوی).
و أودّ أن أبسط للقاری ء الكریم بعض النقاط التی اعترضتنی فغیّرت كثیرا فی منهجی العلمی الذی كنت ارتضیه لنفسی فی مثل هذا المضمار و عملت علیه فی تحقیق بعض الكتب سواء ما طبع منها أو التی فی طریقها إلی عالم النشر
ص: 368
«1»- إنّ وجود النسخ المخطوطة لأصل مطبوع لدی الباحث ممّا یعینه فی التأكّد من صحّة النصّ عند تحقیقه خصوصا إذا كانت متعدّدة موفورة و هذا أمر یقدره الباحثون و لما لم نظفر بنسخة الأصل خطّ ید المؤلّف قدسّ سرّه و لم یتیسّر لنا إلّا نسخة واحدة مخطوطة لخزانة كتب التستریّین فی النجف الأشرف اعتمدنا علی النسخة المشهورة بالكمبانیّ و هی أصحّ النسخ المطبوعة حیث تصدّی لتصحیحها و مقابلتها و عرضها علی النسخ المخطوطة المتعدّدة جماعة من أعاظم علماء وقته من ماهرین فی الأدب و الحدیث المتتبعین للكتب بعنایة تامّة و منهم الفاضل الخبیر و العالم النحریر السیّد محمّد خلیل الموسوی الأصفهانیّ جزاه اللّٰه عن الإسلام خیر الجزاء.
«2»- المصادر المنقول عنها لو توفّرت و كانت مصحّحة لكانت أكبر عون فی المراجعة و التحقیق و لكن هلمّ الخطب فی هذه المصادر فهی الأخری بین كانت وسائل النشر بدائیة فهی مطبوعة علی الحجر طباعة ردیئة غیر مصحّحة و جلّها لا یخلو من الأغلاط الفاحشة الفظیعة و لمّا لم یكن بدّ من مراجعتها فقد راجعتها مضطرّا و ما حیلة المضطرّ ألّا ركوبها.
«3»- التزمت بعد المراجعة إلی المصادر بتعیین محلّ النصّ من المصدر و ربّما أشرت إلی وجود التفاوت فیما لو كان و ربّما ذكرته و هو فی بعض المواضع التی رأیت إثباتها لازما أمّا ما عدا ذلك فقد رأیت من الخیر أن لا اضیع الوقت بإثبات جمیع ذلك فی الهامش كما هو شأن بعض محدّثی المحققین ممّن یسوّدون هامش الكتاب باثبات جمیع ذلك ظنّا منهم إنّهم یحسنون صنعا و لیس الأمر فیما أعتقد كذلك إذ لیس فیه كبیر فائدة تعود علی القاری ء بعد امكان الاستعاضة عنه بتعیین محلّ النصّ من المصدر و الإشارة إلی وجود التفاوت نعم لا ینكر أنّ إثبات بعض نقاط التفاوت له أهمیّة و لكن لا جمیعها كما التزمنا بذلك.
ص: 369
«4»- إنّ طبیعة العمل فی إخراج مثل هذه الموسوعة یستدعی إعطاء المحقّق أكبر فرصة ممكنة للبحث و التنقیب و هذا ممّا لم یسمح به الوقت و لم یفسح به إلحاح الناشر و رغبته فی سرعة الإنجاز لذلك أعترف بأنّی لم أوف المراد حقّه كما أرغب و هذا عذری للقاری ء الكریم.
و ختاماً فلا یفوتنی التنویه بجهود فضیلة العلّامة الأخّ السیّد محمّد رضا الخرسان سلمه اللّٰه و مشاركته فی إنجاز العمل و أرجو لی و له من اللّٰه العون و التوفیق و هو ولیّ ذلك إنّه سمیع مجیب
محمّد مهدیّ السیّد حسن الخرسان النجف الأشرف 18 محرم الحرام 1385 ه
ص: 370
إلی هنا انتهی الجزء السادس و الأربعون من كتاب بحار الأنوار من هذه الطبعة النفیسة و هو الجزء الأوّل من المجلّد الحادی عشر یحتوی علی تاریخ الإمامین الهمامین مولانا علی بن الحسین السجاد و محمد بن علی الباقر علیهما الصلاة و السلام
و لقد بذلنا الجهد فی تصحیحه و مقابلته و بالغنا فی تحقیقه و رعایته و للّٰه المنّ علی توفیقه لذلك و هو الموفّق و المعین.
محمّد الباقر البهبودیّ جمادی الأولی 1385
ص: 371
الموضوع/ الصفحه
أبواب تاریخ سید الساجدین و إمام الزاهدین علیّ ابن الحسین زین العابدین صلوات علیه و علی آبائه الطاهرین و أولاده المنتجبین
«1»- باب أسمائه و عللها و نقش خاتمه و تاریخ ولادته و أحوال أمّه و بعض مناقبه و جمل أحواله علیه السلام 16- 2
«2»- باب النصوص علی الخصوص علی إمامته و الوصیّة إلیه و أنّه دفع إلیه الكتب و السلاح و غیرها و فیه بعض الدلائل و النكت 20- 17
«3»- باب معجزاته و معالی أموره و غرائب شأنه صلوات اللّٰه علیه 49- 20
«4»- باب استجابة دعائه علیه السلام 54- 50
«5»- باب مكارم أخلاقه و علمه و إقرار المخالف و المؤالف بفضله و حسن خلقه و خلقه و صوته و عبادته صلوات اللّٰه و سلامه علیه 108- 54
«6»- باب حزنه و بكائه علی شهادة أبیه صلوات اللّٰه علیهما 110- 108
ص: 372
«7»- باب ما جری بینه علیه السلام و بین محمّد بن الحنفیة و سائر أقربائه و عشائره 114- 111
«8»- باب أحوال أهل زمانه من الخلفاء و غیرهم و ما جری بینه علیه السلام و بینهم و أحوال أصحابه و خدمه و موالیه صلوات اللّٰه علیه 144- 115
«9»- باب نوادر أخباره صلوات اللّٰه علیه 147- 145
«10»- باب وفاته علیه السلام 154- 147
«11»- باب أحوال أولاده و أزواجه صلوات اللّٰه علیه 209- 155
أبواب تاریخ أبی جعفر محمد بن علی بن الحسین باقر علم النبیین صلوات اللّٰه علیه و علی آبائه الطاهرین و أولاده المعصومین و مناقبه و فضائله و معجزاته و سائر أحواله [12] 1- باب تاریخ ولادته و وفاته علیه السلام 220- 212 [13] 2- باب أسمائه علیه السلام و عللها و نقش خواتیمه و حلیته صلوات اللّٰه علیه 223- 221 [14] 3- باب مناقبه صلوات اللّٰه علیه و فیه أخبار جابر بن عبد اللّٰه الأنصاری رضی اللّٰه عنه 228- 223 [15] 4- باب النصوص علی إمامة محمّد بن علیّ الباقر صلوات اللّٰه علیه و الوصیّة إلیه 233- 229
ص: 373
[16] 5- باب معجزاته و معانی أموره و غرائب شأنه صلوات اللّٰه علیه 286- 233 [17] 6- باب مكارم أخلاقه و سیره و سننه و علمه و فضله و إقرار المخالف و المؤالف بجلالته صلوات اللّٰه علیه 305 286 [18] 7- باب خروجه علیه السلام إلی الشام و ما ظهر فیه من المعجزات 320- 306 [19] 8- باب أحوال أصحابه و أهل زمانه من الخلفاء و غیرهم و ما جری بینه علیه السلام و بینهم 346- 320 [20] 9- باب مناظراته علیه السلام مع المخالفین و یظهر منه أحوال كثیر من أهل زمانه 359- 347 [21] 10- باب نوادر أخباره صلوات اللّٰه علیه 364- 360 [22] 11- باب أزواجه و أولاده صلوات اللّٰه علیه و بعض أحوالهم و أحوال أمّه رضی اللّٰه عنها 367- 365
ص: 374
ب: لقرب الإسناد.
بشا: لبشارة المصطفی.
تم: لفلاح السائل.
ثو: لثواب الأعمال.
ج: للإحتجاج.
جا: لمجالس المفید.
جش: لفهرست النجاشیّ.
جع: لجامع الأخبار.
جم: لجمال الأسبوع.
جُنة: للجُنة.
حة: لفرحة الغریّ.
ختص: لكتاب الإختصاص.
خص: لمنتخب البصائر.
د: للعَدَد.
سر: للسرائر.
سن: للمحاسن.
شا: للإرشاد.
شف: لكشف الیقین.
شی: لتفسیر العیاشیّ
ص: لقصص الأنبیاء.
صا: للإستبصار.
صبا: لمصباح الزائر.
صح: لصحیفة الرضا علیه السلام
ضا: لفقه الرضا علیه السلام
ضوء: لضوء الشهاب.
ضه: لروضة الواعظین.
ط: للصراط المستقیم.
طا: لأمان الأخطار.
طب: لطبّ الأئمة.
ع: لعلل الشرائع.
عا: لدعائم الإسلام.
عد: للعقائد.
عدة: للعُدة.
عم: لإعلام الوری.
عین: للعیون و المحاسن.
غر: للغرر و الدرر.
غط: لغیبة الشیخ.
غو: لغوالی اللئالی.
ف: لتحف العقول.
فتح: لفتح الأبواب.
فر: لتفسیر فرات بن إبراهیم.
فس: لتفسیر علیّ بن إبراهیم.
فض: لكتاب الروضة.
ق: للكتاب العتیق الغرویّ
قب: لمناقب ابن شهر آشوب.
قبس: لقبس المصباح.
قضا: لقضاء الحقوق.
قل: لإقبال الأعمال.
قیة: للدُروع.
ك: لإكمال الدین.
كا: للكافی.
كش: لرجال الكشیّ.
كشف: لكشف الغمّة.
كف: لمصباح الكفعمیّ.
كنز: لكنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة معا.
ل: للخصال.
لد: للبلد الأمین.
لی: لأمالی الصدوق.
م: لتفسیر الإمام العسكریّ علیه السلام
ما: لأمالی الطوسیّ.
محص: للتمحیص.
مد: للعُمدة.
مص: لمصباح الشریعة.
مصبا: للمصباحین.
مع: لمعانی الأخبار.
مكا: لمكارم الأخلاق.
مل: لكامل الزیارة.
منها: للمنهاج.
مهج: لمهج الدعوات.
ن: لعیون أخبار الرضا علیه السلام
نبه: لتنبیه الخاطر.
نجم: لكتاب النجوم.
نص: للكفایة.
نهج: لنهج البلاغة.
نی: لغیبة النعمانیّ.
هد: للهدایة.
یب: للتهذیب.
یج: للخرائج.
ید: للتوحید.
یر: لبصائر الدرجات.
یف: للطرائف.
یل: للفضائل.
ین: لكتابی الحسین بن سعید او لكتابه و النوادر.
یه: لمن لا یحضره الفقیه.
ص: 375