بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.
عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 8: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.
عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].
مظهر: ج - عينة.
ملاحظة: عربي.
ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].
ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).
ملاحظة: فهرس.
محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-
عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق
ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح
تصنيف ديوي: 297/212
رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946
ص: 1
«1»-لی، الأمالی للصدوق الطَّالَقَانِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَدَوِیِّ (1)عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ الطُّفَاوِیِّ (2)عَنْ قَیْسِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنْ سَعْدٍ الْخَفَّافِ عَنْ عَطِیَّةَ الْعَوْفِیِّ عَنْ مَخْدُوجِ (3)بْنِ زَیْدٍ الذُّهْلِیِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله آخَی بَیْنَ الْمُسْلِمِینَ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَخِی وَ أَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی غَیْرَ أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی أَ مَا عَلِمْتَ یَا عَلِیُّ أَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ یُدْعَی بِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یُدْعَی بِی فَأَقُومُ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ فَأُكْسَی حُلَّةً خَضْرَاءَ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ ثُمَّ یُدْعَی بِأَبِینَا إِبْرَاهِیمَ علیه السلام فَیَقُومُ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ فِی ظِلِّهِ فَیُكْسَی حُلَّةً خَضْرَاءَ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ ثُمَّ یُدْعَی بِالنَّبِیِّینَ بَعْضُهُمْ عَلَی أَثَرِ بَعْضٍ فَیَقُومُونَ سِمَاطَیْنِ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ فِی ظِلِّهِ وَ یُكْسَوْنَ حُلَلًا خُضْراً مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ أَلَا وَ إِنِّی أُخْبِرُكَ یَا عَلِیُّ أَنَّ أُمَّتِی أَوَّلُ الْأُمَمِ یُحَاسَبُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثُمَّ أُبَشِّرُكَ یَا عَلِیُّ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ یُدْعَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ یُدْعَی بِكَ هَذَا لِقَرَابَتِكَ مِنِّی وَ مَنْزِلَتِكَ عِنْدِی فَیُدْفَعُ إِلَیْكَ لِوَائِی وَ هُوَ لِوَاءُ الْحَمْدِ فَتَسِیرُ بِهِ بَیْنَ السِّمَاطَیْنِ وَ أَنَّ آدَمَ وَ جَمِیعَ مَنْ خَلَقَ اللَّهُ یَسْتَظِلُّونَ بِظِلِّ لِوَائِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ
وَ طُولُهُ مَسِیرَةُ أَلْفِ سَنَةٍ سِنَانُهُ یَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ قَصَبُهُ فِضَّةٌ بَیْضَاءُ زُجُّهُ دُرَّةٌ خَضْرَاءُ لَهُ ثَلَاثُ ذَوَائِبَ مِنْ نُورٍ ذُؤَابَةٌ فِی الْمَشْرِقِ وَ ذُؤَابَةٌ فِی الْمَغْرِبِ وَ ذُؤَابَةٌ فِی وَسَطِ الدُّنْیَا مَكْتُوبٌ عَلَیْهَا ثَلَاثَةُ أَسْطُرٍ الْأَوَّلُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَ الْآخَرُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ الثَّالِثُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ طُولُ كُلِّ سَطْرٍ مَسِیرَةُ أَلْفِ سَنَةٍ وَ عَرْضُهُ مَسِیرَةُ أَلْفِ سَنَةٍ فَتَسِیرُ بِاللِّوَاءِ وَ الْحَسَنُ عَنْ یَمِینِكَ وَ الْحُسَیْنُ عَنْ یَسَارِكَ حَتَّی تَقِفَ بَیْنِی وَ بَیْنَ إِبْرَاهِیمَ فِی ظِلِّ الْعَرْشِ فَتُكْسَی حُلَّةً خَضْرَاءَ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ الْعَرْشِ نِعْمَ الْأَبُ أَبُوكَ إِبْرَاهِیمُ وَ نِعْمَ الْأَخُ أَخُوكَ عَلِیٌّ أَلَا وَ إِنِّی أُبَشِّرُكَ یَا عَلِیُّ أَنَّكَ تُدْعَی إِذَا دُعِیتُ وَ تُكْسَی إِذَا كُسِیتُ وَ تَحْیَا إِذَا حَیِیتُ.
بیان: قال الجزری زج النصل هو أن یكون النقر فی طرف الخشبة فتترك فیها زجا لیمسكه و یحفظ ما فی جوفه و قال الفیروزآبادی الزج الحدیدة فی أسفل الرمح.
«2»-لی، الأمالی للصدوق عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْعَبْدِیِّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبَایَةَ بْنِ رِبْعِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَانِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ هُوَ فَرِحٌ مُسْتَبْشِرٌ فَقُلْتُ لَهُ حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ مَعَ مَا أَنْتَ فِیهِ مِنَ الْفَرَحِ مَا مَنْزِلَةُ أَخِی وَ ابْنِ عَمِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عِنْدَ رَبِّهِ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ یَا مُحَمَّدُ وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالنُّبُوَّةِ وَ اصْطَفَاكَ بِالرِّسَالَةِ مَا هَبَطْتُ فِی وَقْتِی هَذَا إِلَّا لِهَذَا یَا مُحَمَّدُ الْعَلِیُّ الْأَعْلَی یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ- مُحَمَّدٌ نَبِیُّ رَحْمَتِی وَ عَلِیٌّ مُقِیمُ حُجَّتِی لَا أُعَذِّبُ مَنْ وَالاهُ وَ إِنْ عَصَانِی وَ لَا أَرْحَمُ مَنْ عَادَاهُ وَ إِنْ أَطَاعَنِی قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَتَانِی جَبْرَئِیلُ وَ بِیَدِهِ لِوَاءُ الْحَمْدِ وَ هُوَ سَبْعُونَ شِقَّةً الشِّقَّةُ مِنْهُ أَوْسَعُ مِنَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ فَیَدْفَعُهُ إِلَیَّ فَآخُذُهُ وَ أَدْفَعُهُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ رَجُلٌ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ كَیْفَ یُطِیقُ عَلِیٌّ عَلَی حَمْلِ اللِّوَاءِ وَ قَدْ ذَكَرْتَ أَنَّهُ سَبْعُونَ شِقَّةً الشِّقَّةُ مِنْهُ أَوْسَعُ مِنَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ یَا رَجُلُ إِنَّهُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَعْطَی اللَّهُ عَلِیّاً مِنَ الْقُوَّةِ مِثْلَ قُوَّةِ
ص: 2
جَبْرَئِیلَ وَ مِنَ الْجَمَالِ مِثْلَ جَمَالِ یُوسُفَ وَ مِنَ الْحِلْمِ مِثْلَ حِلْمِ رِضْوَانَ وَ مِنَ الصَّوْتِ مَا یُدَانِی صَوْتَ دَاوُدَ وَ لَوْ لَا أَنَّ دَاوُدَ خَطِیبٌ فِی الْجِنَانِ لَأُعْطِیَ عَلِیٌّ مِثْلَ صَوْتِهِ وَ إِنَّ عَلِیّاً أَوَّلُ مَنْ یَشْرَبُ مِنَ السَّلْسَبِیلِ وَ الزَّنْجَبِیلِ وَ إِنَّ لِعَلِیٍّ وَ شِیعَتِهِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَقَاماً یَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ.
«3»-ل، الخصال أَبِی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْإِسْكِیفِ الْقُمِّیِّ بِالرَّیِّ یَرْفَعُ الْحَدِیثَ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ الْقُومِیسِیِّ (1)عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِیمِ الرَّازِیِّ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ الْحِمَّانِیِّ (2)عَنْ لَیْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَانِی جَبْرَئِیلُ وَ هُوَ فَرِحٌ مُسْتَبْشِرٌ فَقُلْتُ حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ مَعَ مَا أَنْتَ فِیهِ مِنَ الْفَرَحِ مَا مَنْزِلَةُ أَخِی وَ ابْنِ عَمِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عِنْدَ رَبِّهِ فَقَالَ وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالنُّبُوَّةِ وَ اصْطَفَاكَ بِالرِّسَالَةِ مَا هَبَطْتُ فِی وَقْتِی هَذَا إِلَّا لِهَذَا یَا مُحَمَّدُ اللَّهُ الْعَلِیُّ الْأَعْلَی یَقْرَأُ عَلَیْكُمَا السَّلَامَ وَ قَالَ مُحَمَّدٌ نَبِیُّ رَحْمَتِی وَ عَلِیٌّ مُقِیمُ حُجَّتِی لَا أُعَذِّبُ مَنْ وَالاهُ وَ إِنْ عَصَانِی وَ لَا أَرْحَمُ مَنْ عَادَاهُ وَ إِنْ أَطَاعَنِی قَالَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یَأْتِینِی جَبْرَئِیلُ وَ مَعَهُ لِوَاءُ الْحَمْدِ وَ هُوَ سَبْعُونَ شِقَّةً الشِّقَّةُ مِنْهُ أَوْسَعُ مِنَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ وَ أَنَا عَلَی كُرْسِیٍّ مِنْ كَرَاسِیِّ الرِّضْوَانِ فَوْقَ مِنْبَرٍ مِنْ مَنَابِرِ الْقُدْسِ فَآخُذُهُ وَ أَدْفَعُهُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَوَثَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ كَیْفَ یُطِیقُ عَلَی حَمْلِ اللِّوَاءِ وَ قَدْ ذَكَرْتَ أَنَّهُ سَبْعُونَ شِقَّةً الشِّقَّةُ مِنْهُ أَوْسَعُ مِنَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یُعْطِی اللَّهُ عَلِیّاً مِنَ الْقُوَّةِ مِثْلَ قُوَّةِ جَبْرَئِیلَ وَ مِنَ النُّورِ مِثْلَ نُورِ آدَمَ وَ مِنَ الْحِلْمِ مِثْلَ حِلْمِ رِضْوَانَ وَ مِنَ الْجَمَالِ مِثْلَ جَمَالِ یُوسُفَ وَ مِنَ الصَّوْتِ مَا یُدَانِی صَوْتَ دَاوُدَ وَ لَوْ لَا أَنْ یَكُونَ دَاوُدُ خَطِیباً لِعَلِیٍّ فِی الْجِنَانِ لَأُعْطِیَ مِثْلَ صَوْتِهِ وَ إِنَّ عَلِیّاً أَوَّلُ مَنْ یَشْرَبُ مِنَ السَّلْسَبِیلِ وَ الزَّنْجَبِیلِ لَا تَجُوزُ لِعَلِیٍّ قَدَمٌ عَلَی الصِّرَاطِ إِلَّا وَ ثَبَتَتْ لَهُ مَكَانَهَا أُخْرَی وَ إِنَّ لِعَلِیٍ
ص: 3
وَ شِیعَتِهِ مِنَ اللَّهِ مَكَاناً یَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ.
«4»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام أَبِی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَالِكِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی مَحْمُودٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَ بِیَدِكَ لِوَائِی وَ هُوَ لِوَاءُ الْحَمْدِ وَ هُوَ سَبْعُونَ شِقَّةً الشِّقَّةُ مِنْهُ أَوْسَعُ مِنَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ الْخَبَرَ.
«5»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ إِنِّی سَأَلْتُ رَبِّی فِیكَ خَمْسَ خِصَالٍ فَأَعْطَانِیهَا أَحَدُهَا أَنْ یَجْعَلَكَ حَامِلَ لِوَائِی وَ هُوَ لِوَاءُ اللَّهِ الْأَكْبَرُ مَكْتُوبٌ عَلَیْهِ الْمُفْلِحُونَ هُمُ الْفَائِزُونَ بِالْجَنَّةِ الْخَبَرَ.
«6»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْحَفَّارُ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ الدِّعْبِلِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ دِعْبِلٍ عَنْ مُجَاشِعِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ مَیْسَرَةَ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ الْجَزَرِیِّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِیماً قَالَ سَأَلَ قَوْمٌ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا فِیمَنْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ یَا نَبِیَّ اللَّهِ قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ عُقِدَ لِوَاءٌ مِنْ نُورٍ أَبْیَضَ وَ نَادَی مُنَادٍ لِیَقُمْ سَیِّدُ الْمُؤْمِنِینَ (1)عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَیُعْطِی اللَّهُ اللِّوَاءَ مِنَ النُّورِ الْأَبْیَضِ بِیَدِهِ تَحْتَهُ جَمِیعُ السَّابِقِینَ الْأَوَّلِینَ مِنَ الْمُهاجِرِینَ وَ الْأَنْصارِ لَا یُخَالِطُهُمْ غَیْرُهُمْ حَتَّی یَجْلِسَ عَلَی مِنْبَرٍ مِنْ نُورِ رَبِّ الْعِزَّةِ وَ یُعْرَضَ الْجَمِیعُ عَلَیْهِ رَجُلًا رَجُلًا فَیُعْطِیَ أَجْرَهُ وَ نُورَهُ فَإِذَا أَتَی عَلَی آخِرِهِمْ قِیلَ لَهُمْ قَدْ عَرَفْتُمْ مَوْضِعَكُمْ وَ مَنَازِلَكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِنَّ رَبَّكُمْ یَقُولُ لَكُمْ عِنْدِی لَكُمْ مَغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ عَظِیمٌ یَعْنِی الْجَنَّةَ فَیَقُومُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ الْقَوْمُ تَحْتَ لِوَائِهِ مَعَهُمْ حَتَّی یَدْخُلَ الْجَنَّةَ ثُمَّ یَرْجِعُ إِلَی مِنْبَرِهِ وَ لَا یَزَالُ یُعْرَضُ عَلَیْهِ جَمِیعُ الْمُؤْمِنِینَ فَیَأْخُذُ نَصِیبَهُ مِنْهُمْ إِلَی الْجَنَّةِ وَ یَتْرُكُ أَقْوَاماً عَلَی النَّارِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ یَعْنِی السَّابِقِینَ الْأَوَّلِینَ وَ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَهْلَ الْوَلَایَةِ لَهُ وَ قَوْلُهُ وَ الَّذِینَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآیاتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِیمِ هُمُ الَّذِینَ قَاسَمَ عَلَیْهِمُ النَّارَ فَاسْتَحَقُّوا الْجَحِیمَ.
ص: 4
«7»-شف، كشف الیقین مِنْ كِتَابِ كِفَایَةِ الطَّالِبِ، لِمُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ الْقُرَشِیِّ الشَّافِعِیِّ عَنْ عَتِیقِ بْنِ أَبِی الْفَضْلِ السَّلْمَانِیِّ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ عَلِیٍّ مُحَدِّثِ الشَّامِ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِیِّ عَنْ عَاصِمِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَاصِمِیِّ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ خُزَیْمَةَ بْنِ مَاهَانَ عَنْ عِیسَی بْنِ یُونُسَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَأْتِی عَلَی النَّاسِ یَوْمٌ مَا فِیهِ رَاكِبٌ إِلَّا نَحْنُ أَرْبَعَةٌ فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمُّهُ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی مَنْ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةُ فَقَالَ أَنَا عَلَی الْبُرَاقِ وَ أَخِی صَالِحٌ عَلَی نَاقَةِ اللَّهِ الَّتِی عَقَرَهَا قَوْمُهُ وَ عَمِّی حَمْزَةُ أَسَدُ اللَّهِ وَ أَسَدُ رَسُولِهِ عَلَی نَاقَتِیَ الْعَضْبَاءِ وَ أَخِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ عَلَی نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ مُدَبَّجَةُ الْجَنْبَیْنِ عَلَیْهِ حُلَّتَانِ خَضْرَاوَانِ مِنْ كِسْوَةِ الرَّحْمَنِ عَلَی رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ نُورٍ لِذَلِكَ التَّاجِ سَبْعُونَ رُكْناً عَلَی كُلِّ رُكْنٍ یَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ تُضِی ءُ لِلرَّاكِبِ مِنْ مَسِیرَةِ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ وَ بِیَدِهِ لِوَاءُ الْحَمْدِ یُنَادِی لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ- مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَیَقُولُ الْخَلَائِقُ مَنْ هَذَا أَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَ حَامِلُ عَرْشٍ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ لَیْسَ هَذَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا حَامِلُ عَرْشٍ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَصِیُّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ إِلَی جَنَّاتِ النَّعِیمِ.
-شف، كشف الیقین من جزء علیه روایة أبی بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطیعی قال حدثنا أبو الحسن عن ابن عقدة عن محمد بن أحمد بن الحسن مثله.
«8»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: تَذَاكَرَ أَصْحَابُنَا الْجَنَّةَ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ أَوَّلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ قَالَ فَقَالَ أَبُو دُجَانَةَ الْأَنْصَارِیُّ (1)یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ لَیْسَ أَخْبَرْتَنَا أَنَّ الْجَنَّةَ مُحَرَّمَةٌ عَلَی الْأَنْبِیَاءِ حَتَّی تَدْخُلَهَا وَ عَلَی الْأُمَمِ حَتَّی تَدْخُلَهَا أُمَّتُكَ قَالَ بَلَی یَا أَبَا دُجَانَةَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ لِلَّهِ لِوَاءً مِنْ نُورٍ عَمُودُهُ مِنْ یَاقُوتٍ مَكْتُوبٌ عَلَی ذَلِكَ اللِّوَاءِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ
ص: 5
اللَّهِ وَ آلُ مُحَمَّدٍ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ وَ صَاحِبُ اللِّوَاءِ أَمَامَ الْقَوْمِ قَالَ فَسَرَّ بِذَلِكَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَكْرَمَنَا وَ شَرَّفَنَا بِكَ قَالَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَبْشِرْ یَا عَلِیُّ مَا مِنْ عَبْدٍ یُحِبُّكَ وَ یَنْتَحِلُ مَوَدَّتَكَ إِلَّا بَعَثَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَعَنَا ثُمَّ قَرَأَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله هَذِهِ الْآیَةَ إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ وَ نَهَرٍ فِی مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِیكٍ مُقْتَدِرٍ.
«9»-ع، علل الشرائع الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ الصُّوفِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ التَّمِیمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ: قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَدْخُلُهَا قَبْلَكَ قَالَ نَعَمْ لِأَنَّكَ صَاحِبُ لِوَائِی فِی الْآخِرَةِ كَمَا أَنَّكَ صَاحِبُ لِوَائِی فِی الدُّنْیَا وَ صَاحِبُ اللِّوَاءِ (1)هُوَ الْمُتَقَدِّمُ ثُمَّ قَالَ علیه السلام یَا عَلِیُّ كَأَنِّی بِكَ وَ قَدْ دَخَلْتَ الْجَنَّةَ وَ بِیَدِكَ لِوَائِی وَ هُوَ لِوَاءُ الْحَمْدِ تَحْتَهُ آدَمُ فَمَنْ دُونَهُ.
«10»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَنْ أَبِی أَحْمَدَ یَحْیَی بْنِ عُبَیْدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْقَزْوِینِیِّ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی وَقَّاصٍ قَالَ: صَلَّی بِنَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله صَلَاةَ الْفَجْرِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیْنَا بِوَجْهِهِ الْكَرِیمِ الْحَسَنِ وَ أَثْنَی عَلَی اللَّهِ تَعَالَی فَقَالَ أَخْرُجُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَمَامِی وَ بِیَدِهِ لِوَاءُ الْحَمْدِ وَ هُوَ یَوْمَئِذٍ شِقَّتَانِ شِقَّةٌ مِنَ السُّنْدُسِ وَ شِقَّةٌ مِنَ الْإِسْتَبْرَقِ فَوَثَبَ إِلَیْهِ رَجُلٌ أَعْرَابِیٌّ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ مِنْ وُلْدِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابِ بْنِ رَبِیعَةَ فَقَالَ قَدْ أَرْسَلُونِی إِلَیْكَ لِأَسْأَلَكَ فَقَالَ قُلْ یَا أَخَا الْبَادِیَةِ قَالَ مَا تَقُولُ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقَدْ كَثُرَ الِاخْتِلَافُ فِیهِ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ضَاحِكاً فَقَالَ یَا أَعْرَابِیُّ وَ لِمَ كَثُرَ الِاخْتِلَافُ فِیهِ عَلِیٌّ مِنِّی كَرَأْسِی مِنْ بَدَنِی وَ زِرِّی مِنْ قَمِیصِی فَوَثَبَ الْأَعْرَابِیُّ مُغْضَباً ثُمَّ قَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنِّی أَشَدُّ مِنْ عَلِیٍّ بَطْشاً فَهَلْ یَسْتَطِیعُ عَلِیٌّ أَنْ یَحْمِلَ لِوَاءَ الْحَمْدِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَهْلًا یَا أَعْرَابِیُّ فَقَدْ أُعْطِیَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ خِصَالًا شَتَّی حُسْنَ یُوسُفَ وَ زُهْدَ یَحْیَی وَ صَبْرَ أَیُّوبَ وَ طُولَ آدَمَ وَ قُوَّةَ جَبْرَئِیلَ عَلَیْهِمُ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ وَ بِیَدِهِ لِوَاءُ الْحَمْدِ وَ كُلُّ الْخَلَائِقِ تَحْتَ اللِّوَاءِ وَ تَحُفُّ بِهِ الْأَئِمَّةُ وَ الْمُؤَذِّنُونَ بِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَ الْأَذَانِ وَ هُمُ الَّذِینَ لَا
ص: 6
یَتَبَدَّدُونَ فِی قُبُورِهِمْ فَوَثَبَ الْأَعْرَابِیُّ مُغْضَباً وَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنْ یَكُنْ مَا قَالَ مُحَمَّدٌ حَقّاً فَأَنْزِلْ عَلَیَّ حَجَراً فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِیهِ سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرینَ لَیْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللَّهِ ذِی الْمَعارِجِ.
«11»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِیُّ رَفَعَهُ إِلَی مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ أَعْطَانِی فِی عَلِیٍّ أَنَّهُ مُتَّكِئٌ بَیْنَ یَدَیَّ یَوْمَ الشَّفَاعَةِ وَ أَعْطَانِی فِی عَلِیٍّ لِآخِرَتِی أَنَّهُ صَاحِبُ مَفَاتِیحِی یَوْمَ أَفْتَحُ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ وَ أَعْطَانِی فِی عَلِیٍّ لِآخِرَتِی أَنِّی أُعْطَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَرْبَعَةَ أَلْوِیَةٍ فَلِوَاءُ الْحَمْدِ بِیَدِی وَ أَدْفَعُ لِوَاءَ التَّهْلِیلِ لِعَلِیٍّ وَ أُوَجِّهُهُ فِی أَوَّلِ فَوْجٍ وَ هُمُ الَّذِینَ یُحَاسَبُونَ حِسَاباً یَسِیراً وَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ عَلَیْهِمْ وَ أَدْفَعُ لِوَاءَ التَّكْبِیرِ إِلَی حَمْزَةَ وَ أُوَجِّهُهُ فِی الْفَوْجِ الثَّانِی وَ أَدْفَعُ لِوَاءَ التَّسْبِیحِ إِلَی جَعْفَرٍ وَ أُوَجِّهُهُ فِی الْفَوْجِ الثَّالِثِ ثُمَّ أُقِیمُ عَلَی أُمَّتِی حَتَّی أَشْفَعَ لَهُمْ ثُمَّ أَكُونُ أَنَا الْقَائِدَ وَ إِبْرَاهِیمُ السَّائِقَ حَتَّی أُدْخِلَ أُمَّتِی الْجَنَّةَ الْخَبَرَ.
«12»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَمَرَ اللَّهُ خُزَّانَ جَهَنَّمَ أَنْ یَدْفَعُوا مَفَاتِیحَ جَهَنَّمَ إِلَی عَلِیٍّ یُدْخِلُ مَنْ یُرِیدُ وَ یُنَحِّی مَنْ یُرِیدُ وَ سَاقَهُ إِلَی أَنْ قَالَ یَا عَلِیُّ إِنَّ مَعَكَ لِوَاءَ الْحَمْدِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ تُقَدِّمُ بِهِ قُدَّامَ أُمَّتِی وَ الْمُؤَذِّنُونَ عَنْ یَمِینِكَ وَ عَنْ شِمَالِكَ.
الآیات؛
هود: «فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَ ما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِیدٍ* یَقْدُمُ قَوْمَهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَ بِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ»(97-98)
الإسراء: «یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِیَ كِتابَهُ بِیَمِینِهِ فَأُولئِكَ یَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَ لا یُظْلَمُونَ فَتِیلًا* وَ مَنْ كانَ فِی هذِهِ أَعْمی فَهُوَ فِی الْآخِرَةِ أَعْمی وَ أَضَلُّ سَبِیلًا»(71-72)
ص: 7
تفسیر: قال الطبرسی رحمه اللّٰه: یَقْدُمُ قَوْمَهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ یعنی أن فرعون یمشی بین یدی قومه یوم القیامة علی قدمیه حتی یهجم بهم إلی النار كما كان یقدمهم فی الدنیا یدعوهم إلی طریق النار و إنما قال فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ علی لفظ الماضی و المراد به المستقبل لأن ما عطفه علیه من قوله یَقْدُمُ قَوْمَهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ یدل علیه و قیل إنه معطوف علی قوله فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَ بِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ أی بئس الماء الذی یردونه عطاشا لإحیاء نفوسهم النار و إنما أطلق سبحانه علی النار اسم الورد المورود لیطابق ما یرد علیه أهل الجنة من الأنهار و العیون و قیل معناه بئس المدخل المدخول فیه النار و قیل بئس النصیب المقسوم لهم النار.
و فی قوله سبحانه یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فیه أقوال أحدها أن معناه رئیسهم (1)و المعنی علی هذا أن ینادی یوم القیامة فیقال هاتوا متبعی إبراهیم هاتوا متبعی موسی هاتوا متبعی محمد صلی اللّٰه علیه و آله فیقوم أهل الحق الذین اتبعوا الأنبیاء علیهم السلام فیأخذون كتبهم بأیمانهم ثم یقال هاتوا متبعی الشیطان هاتوا متبعی رءوس الضلالة (2)و هذا معنی ما
رواه سعید بن جبیر عن ابن عباس: وَ رُوِیَ أَیْضاً عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّ الْأَئِمَّةَ إِمَامُ هُدًی وَ إِمَامُ ضَلَالَةٍ.
وَ رَوَاهُ الْوَالِبِیُّ عَنْهُ بِأَئِمَّتِهِمْ فِی الْخَیْرِ وَ الشَّرِّ.
و ثانیها معناه بكتابهم الذی أنزل علیهم من أوامر اللّٰه و نواهیه فیقال یا أهل القرآن و یا أهل التوراة.
و ثالثها أن معناه بمن كانوا یأتمون به من علمائهم و أئمتهم
وَ یَجْمَعُ هَذِهِ الْأَقْوَالَ مَا رُوِیَ عَنِ الرِّضَا علیه السلام بِالْأَسَانِیدِ الصَّحِیحَةِ أَنَّهُ رُوِیَ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: فِیهِ یُدْعَی كُلُّ أُنَاسٍ بِإِمَامِ زَمَانِهِمْ وَ كِتَابِ رَبِّهِمْ وَ سُنَّةِ نَبِیِّهِ.
وَ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَا تُمَجِّدُونَ اللَّهَ (3)إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ
ص: 8
فَدَعَا كُلُّ أُنَاسٍ إِلَی مَنْ یَتَوَلَّوْنَهُ وَ فَزِعْنَا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (1)وَ فَزِعْتُمْ إِلَیْنَا فَإِلَی أَیْنَ تَرَوْنَ یَذْهَبُ بِكُمْ إِلَی الْجَنَّةِ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَهَا ثَلَاثاً.
و رابعها أن معناه بكتابهم الذی فیه أعمالهم و خامسها معناه بأمهاتهم.
فَمَنْ أُوتِیَ كِتابَهُ أی كتاب عمله بِیَمِینِهِ فَأُولئِكَ یَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ فرحین مسرورین وَ لا یُظْلَمُونَ فَتِیلًا أی لا ینقصون عن ثواب أعمالهم مقدار فتیل و هو المفتول الذی فی شق النواة و قیل الفتیل فی بطن النواة و النقیر فی ظهرها و القطمیر قشر النواة وَ مَنْ كانَ فِی هذِهِ أَعْمی فَهُوَ فِی الْآخِرَةِ أَعْمی ذكر فی معناه أقوال إحداها أن معناه من كان فیما تقدم ذكره من النعم أعمی فهو عما غیب عنه من أمر الآخرة أعمی.
و ثانیها من كان فی هذه الدنیا أعمی عن آیات اللّٰه ضالا عن الحق فهو فی الآخرة أشد تحیرا و ذهابا عن طریق الجنة أو عن الحجة إذا سئل فإن من ضل عن معرفة اللّٰه فی الدنیا یكون فی القیامة منقطع الحجة.
و ثالثها أن معناه من كان فی الدنیا أعمی القلب فإنه فی الآخرة أعمی العین یحشر كذلك عقوبة له علی ضلالته فی الدنیا كقوله وَ نَحْشُرُهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ أَعْمی و یؤول قوله فَبَصَرُكَ الْیَوْمَ حَدِیدٌ بأن معناه الإخبار عن قوة المعرفة و الجاهل باللّٰه سبحانه یكون عارفا به فی الآخرة و علی هذا فلیس قوله أعمی علی سبیل المبالغة و التعجب و إن عطف علیه بقوله وَ أَضَلُّ سَبِیلًا قیل و یجوز أن یكون أعمی عبارة عما یلحقه من الغم المفرط فإنه إذا لم یر إلا ما یسوؤه فكأنه أعمی یقال فلان سخین العین. (2)و رابعها أن معناه من كان فی الدنیا ضالا فهو فی الآخرة أضل لأنه لا تقبل توبته.
«1»-فس، تفسیر القمی أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ رِبْعِیٍّ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ قَالَ یَجِی ءُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی قَرْنِهِ وَ عَلِیٌّ فِی قَرْنِهِ (3)وَ الْحَسَنُ
ص: 9
فِی قَرْنِهِ وَ الْحُسَیْنُ فِی قَرْنِهِ وَ كُلُّ مَنْ مَاتَ بَیْنَ ظَهْرَانَیْ قَوْمٍ جَاءُوا مَعَهُ.
-وَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ ذَلِكَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یُنَادِی مُنَادٍ لِیَقُمْ أَبُو بَكْرٍ وَ شِیعَتُهُ وَ عُمَرُ وَ شِیعَتُهُ وَ عُثْمَانُ وَ شِیعَتُهُ وَ عَلِیٌّ وَ شِیعَتُهُ ،قَوْلُهُ وَ لا یُظْلَمُونَ فَتِیلًا قَالَ الْجِلْدَةُ الَّتِی فِی ظَهْرِ النَّوَاةِ.
«2»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ قَالَ یُدْعَی كُلُّ قَوْمٍ بِإِمَامِ زَمَانِهِمْ وَ كِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِیِّهِمْ.
«3»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَیُّوبَ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ أَیْنَ خَلِیفَةُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ فَیَقُومُ دَاوُدُ النَّبِیُّ علیه السلام فَیَأْتِی النِّدَاءُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَسْنَا إِیَّاكَ أَرَدْنَا وَ إِنْ كُنْتَ لِلَّهِ تَعَالَی خَلِیفَةً ثُمَّ یُنَادِی ثَانِیَةً أَیْنَ خَلِیفَةُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ فَیَقُومُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَیَأْتِی النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ خَلِیفَةُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ حُجَّتُهُ عَلَی عِبَادِهِ فَمَنْ تَعَلَّقَ بِحَبْلِهِ فِی دَارِ الدُّنْیَا فَلْیَتَعَلَّقْ بِحَبْلِهِ فِی هَذَا الْیَوْمِ یَسْتَضِی ءُ بِنُورِهِ وَ لْیَتَّبِعْهُ إِلَی الدَّرَجَاتِ الْعُلَی مِنَ الْجَنَّاتِ قَالَ فَیَقُومُ النَّاسُ الَّذِینَ قَدْ تَعَلَّقُوا بِحَبْلِهِ فِی الدُّنْیَا فَیَتَّبِعُونَهُ إِلَی الْجَنَّةِ ثُمَّ یَأْتِی النِّدَاءُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ أَلَا مَنِ ائْتَمَّ بِإِمَامٍ فِی دَارِ الدُّنْیَا فَلیَتَّبِعْهُ إِلَی حَیْثُ یَذْهَبُ بِهِ فَحِینَئِذٍ تَبَرَّأَ الَّذِینَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِینَ اتَّبَعُوا وَ رَأَوُا الْعَذابَ وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ وَ قالَ الَّذِینَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ یُرِیهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَیْهِمْ وَ ما هُمْ بِخارِجِینَ مِنَ النَّارِ.
-جا، المجالس للمفید ما، الأمالی للشیخ الطوسی المفید عن الصدوق عن أبیه عن سعد عن أیوب عن صفوان عن أبان عنه علیه السلام مثله (1)- كشف، كشف الغمة من كتاب ابن طلحة عن جعفر بن محمد علیهما السلام مثله.
ص: 10
«4»-سن، المحاسن أَبِی عَنِ النَّضْرِ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ قَوْمٍ ائْتَمُّوا بِإِمَامِهِمْ فِی الدُّنْیَا إِلَّا جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَلْعَنُهُمْ وَ یَلْعَنُونَهُ إِلَّا أَنْتُمْ وَ مَنْ عَلَی مِثْلِ حَالِكُمْ (1)
«5»-سن، المحاسن أَبِی عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَقِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ (2)عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا مَالِكُ أَ مَا تَرْضَوْنَ أَنْ یَأْتِیَ كُلُّ قَوْمٍ یَلْعَنُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلَّا أَنْتُمْ وَ مَنْ قَالَ بِقَوْلِكُمْ.
«6»-سن، المحاسن أَبِی عَنِ النَّضْرِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَقَالَ نَدْعُو كُلَّ قَرْنٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِإِمَامِهِمْ قُلْتُ فَیَجِی ءُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی قَرْنِهِ وَ عَلِیٌّ علیه السلام فِی قَرْنِهِ وَ الْحَسَنُ علیه السلام فِی قَرْنِهِ وَ الْحُسَیْنُ علیه السلام فِی قَرْنِهِ وَ كُلُّ إِمَامٍ فِی قَرْنِهِ الَّذِی هَلَكَ بَیْنَ أَظْهُرِهِمْ قَالَ نَعَمْ.
«7»-شی، تفسیر العیاشی عَنِ الْفُضَیْلِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ قَالَ یَجِی ءُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی قَوْمِهِ وَ عَلِیٌّ فِی قَوْمِهِ وَ الْحَسَنُ فِی قَوْمِهِ وَ الْحُسَیْنُ فِی قَوْمِهِ وَ كُلُّ مَنْ مَاتَ بَیْنَ ظَهْرَانَیْ إِمَامٍ جَاءَ مَعَهُ (3).
«8»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یُدْعَی كُلٌّ بِإِمَامِهِ الَّذِی مَاتَ فِی عَصْرِهِ فَإِنْ أَثْبَتَهُ أُعْطِیَ كِتَابَهُ بِیَمِینِهِ لِقَوْلِهِ یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِیَ كِتابَهُ بِیَمِینِهِ فَأُولئِكَ یَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَ الْیَمِینُ إِثْبَاتُ الْإِمَامِ لِأَنَّهُ كِتَابٌ لَهُ یَقْرَؤُهُ لِأَنَّ اللَّهَ یَقُولُ فَأَمَّا مَنْ أُوتِیَ كِتابَهُ بِیَمِینِهِ فَیَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِیَهْ إِنِّی ظَنَنْتُ أَنِّی مُلاقٍ حِسابِیَهْ إِلَی آخِرِ الْآیَاتِ وَ الْكِتَابُ الْإِمَامُ فَمَنْ نَبَذَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ كَانَ كَمَا قَالَ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَ مَنْ أَنْكَرَهُ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشِّمَالِ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ ما أَصْحابُ الشِّمالِ فِی سَمُومٍ وَ حَمِیمٍ وَ ظِلٍّ مِنْ یَحْمُومٍ إِلَی آخِرِ الْآیَاتِ.
ص: 11
بیان: علی هذا التأویل من بطن الآیة یكون المراد بالكتاب الإمام لاشتماله علی علم ما كان و ما یكون و إیتائه فی الدنیا الهدایة إلی ولایته و فی الآخرة الحشر معه و جعله من أتباعه و المراد بالیمین البیعة فإنها تكون بالیمین أی من أوتی إمامه فی الآخرة بسبب بیعته له فی الدنیا.
«9»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ قَالَ مَنْ كَانَ یَأْتَمُّونَ بِهِ فِی الدُّنْیَا وَ یُؤْتَی بِالشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ فَیُقْذَفَانِ فِی جَهَنَّمَ وَ مَنْ یَعْبُدُهُمَا.
-شی، تفسیر العیاشی عن جعفر بن أحمد عن الفضل بن شاذان أنه وجد مكتوبا بخط أبیه مثله.
«10»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْإِسْلَامُ بَدَأَ غَرِیباً وَ سَیَعُودُ غَرِیباً كَمَا كَانَ فَطُوبَی لِلْغُرَبَاءِ فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ یَسْتَأْنِفُ الدَّاعِی مِنَّا دُعَاءً جَدِیداً كَمَا دَعَا إِلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخَذْتُ بِفَخِذِهِ فَقُلْتُ أَشْهَدُ أَنَّكَ إِمَامِی فَقَالَ أَمَا إِنَّهُ سَیُدْعَی كُلُّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ أَصْحَابُ الشَّمْسِ بِالشَّمْسِ وَ أَصْحَابُ الْقَمَرِ بِالْقَمَرِ وَ أَصْحَابُ النَّارِ بِالنَّارِ وَ أَصْحَابُ الْحِجَارَةِ بِالْحِجَارَةِ.
توضیح: قال الجزری فیه إن الإسلام بدأ غریبا و سیعود غریبا كما بدأ فطوبی للغرباء أی أنه كان فی أول أمره كالغریب الوحید الذی لا أهل له عنده لقلّة المسلمین یومئذ و سیعود غریبا كما كان أی یقلّ المسلمون فی آخر الزمان فیصیرون كالغرباء فطوبی للغرباء أی الجنة لأولئك المسلمین الذین كانوا فی أول الإسلام و یكونون فی آخره و إنما خصّهم بها لصبرهم علی أذی الكفار أولا و آخرا و لزومهم دین الإسلام.
«11»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَا یُتْرَكُ الْأَرْضُ بِغَیْرِ إِمَامٍ یُحِلُّ حَلَالَ اللَّهِ وَ یُحَرِّمُ حَرَامَهُ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ثُمَّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ مَاتَ بِغَیْرِ إِمَامٍ مَاتَ مِیتَةً جَاهِلِیَّةً فَمَدُّوا أَعْنَاقَهُمْ وَ فَتَحُوا أَعْیُنَهُمْ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَیْسَتِ الْجَاهِلِیَّةَ الْجَهْلَاءَ فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ
ص: 12
فَقَالَ لَنَا سُلَیْمَانُ هُوَ وَ اللَّهِ الْجَاهِلِیَّةُ الْجَهْلَاءُ وَ لَكِنْ لَمَّا رَآكُمْ مَدَدْتُمْ أَعْنَاقَكُمْ وَ فَتَحْتُمْ أَعْیُنَكُمْ قَالَ لَكُمْ كَذَلِكَ.
«12»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ بَشِیرٍ الدَّهَّانِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَنْتُمْ وَ اللَّهِ عَلَی دِینِ اللَّهِ ثُمَّ تَلَا یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ثُمَّ قَالَ عَلِیٌّ إِمَامُنَا وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِمَامُنَا كَمْ مِنْ إِمَامٍ یَجِی ءُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَلْعَنُ أَصْحَابَهُ وَ یَلْعَنُونَهُ وَ نَحْنُ ذُرِّیَّةُ مُحَمَّدٍ وَ أُمُّنَا فَاطِمَةُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ.
«13»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ قَالَ الْمُسْلِمُونَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ وَ لَسْتَ إِمَامَ الْمُسْلِمِینَ أَجْمَعِینَ قَالَ فَقَالَ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ إِلَی النَّاسِ أَجْمَعِینَ وَ لَكِنْ سَیَكُونُ بَعْدِی أَئِمَّةٌ عَلَی النَّاسِ مِنَ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی یَقُومُونَ فِی النَّاسِ فَیُكَذَّبُونَ وَ یُظْلَمُونَ أَلَا فَمَنْ تَوَلَّاهُمْ فَهُوَ مِنِّی وَ مَعِی وَ سَیَلْقَانِی أَلَا وَ مَنْ ظَلَمَهُمْ وَ أَعَانَ عَلَی ظُلْمِهِمْ وَ كَذَّبَهُمْ فَلَیْسَ مِنِّی وَ لَا مَعِی وَ أَنَا مِنْهُ بَرِی ءٌ.
«14»-وَ رُوِیَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی مِثْلُهُ وَ یَظْلِمُهُمْ أَئِمَّةُ الْكُفْرِ وَ الضَّلَالِ وَ أَشْیَاعُهُمْ.
«15»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ السَّمْعُ وَ الطَّاعَةُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ السَّامِعُ الْمُطِیعُ لَا حُجَّةَ عَلَیْهِ وَ إِمَامُ الْمُسْلِمِینَ تَمَّتْ حُجَّتُهُ وَ احْتِجَاجُهُ یَوْمَ یَلْقَی اللَّهَ لِقَوْلِ اللَّهِ یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ
«16»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ بَشِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ إِنَّهُ كَانَ یَقُولُ مَا بَیْنَ أَحَدِكُمْ وَ بَیْنَ أَنْ یَغْتَبِطَ إِلَّا أَنْ تَبْلُغَ نَفْسُهُ هَاهُنَا وَ أَشَارَ بِإِصْبَعِهِ إِلَی حَنْجَرَتِهِ قَالَ ثُمَّ تَأَوَّلَ بِآیَاتٍ مِنَ الْكِتَابِ فَقَالَ أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْكُمْ مَنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْكُمُ اللَّهُ قَالَ ثُمَّ قَالَ یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَرَسُولُ اللَّهِ إِمَامُكُمْ وَ كَمْ إِمَامٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَجِی ءُ یَلْعَنُ أَصْحَابَهُ وَ یَلْعَنُونَهُ.
«17»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَقَالَ مَا كَانُوا یَأْتَمُّونَ بِهِ فِی الدُّنْیَا وَ یُؤْتَی بِالشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ فَیُقْذَفَانِ فِی جَهَنَّمَ وَ مَنْ كَانَ یَعْبُدُهُمَا.
ص: 13
«18»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ هَمَّامٍ قَالَ قَالَ الرِّضَا علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ قَالَ اللَّهُ أَ لَیْسَ عَدْلًا مِنْ رَبِّكُمْ أَنْ نُوَلِّیَ كُلَّ قَوْمٍ مَنْ تَوَلَّوْا قَالُوا بَلَی قَالَ فَیَقُولُ تَمَیَّزُوا فَیَتَمَیَّزُونَ.
«19»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنْ كُنْتُمْ تُرِیدُونَ أَنْ تَكُونُوا مَعَنَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ لَا یَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا فَإِنَّ اللَّهَ یَقُولُ یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ
«20»-شف، كشف الیقین مِنْ كِتَابِ الْمَعْرِفَةِ تَأْلِیفِ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ الرَّوَاجِنِیِّ، (1)عَنْ أَبِی عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْعُودِیِّ (2)عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ (3)عَنْ صَخْرِ بْنِ الْحَكَمِ الْفَزَارِیِّ عَنْ حَنَانِ بْنِ الْحَرْبِ الْأَزْدِیِّ (4)عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ جَمِیلٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ ضَمْرَةَ الرَّوَّاسِیِّ عَنْ أَبِی ذَرٍّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا أَنْ سُیِّرَ أَبُو ذَرٍّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ اجْتَمَعَ هُوَ وَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ قَالَ أَ لَسْتُمْ تَشْهَدُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ أُمَّتِی تَرِدُ عَلَیَّ الْحَوْضَ عَلَی خَمْسِ رَایَاتٍ أَوَّلُهَا رَایَةُ الْعِجْلِ فَأَقُومُ فَآخُذُ بِیَدِهِ فَإِذَا أَخَذْتُ بِیَدِهِ اسْوَدَّ
ص: 14
وَجْهُهُ وَ رَجَفَتْ قَدَمَاهُ وَ خَفَقَتْ أَحْشَاؤُهُ وَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ تَبِعَهُ فَأَقُولُ مَا ذَا خَلَفْتُمُونِی فِی الثَّقَلَیْنِ بَعْدِی فَیَقُولُونَ كَذَّبْنَا الْأَكْبَرَ وَ مَزَّقْنَاهُ وَ اضْطَهَدْنَا الْأَصْغَرَ وَ ابْتَزَزْنَاهُ حَقَّهُ فَأَقُولُ اسْلُكُوا ذَاتَ الشِّمَالِ فَیُصْرَفُونَ ظِمَاءً مُظْمَئِینَ مُسْوَدَّةً وُجُوهُهُمْ لَا یَطْعَمُونَ مِنْهُ قَطْرَةً ثُمَّ تَرِدُ عَلَیَّ رَایَةُ فِرْعَوْنِ أُمَّتِی فِیهِمْ أَكْثَرُ النَّاسِ وَ هُمُ الْمُبَهْرَجُونَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا الْمُبَهْرَجُونَ أَ بَهْرَجُوا الطَّرِیقَ قَالَ لَا وَ لَكِنَّهُمْ بَهْرَجُوا دِینَهُمْ وَ هُمُ الَّذِینَ یَغْضَبُونَ لِلدُّنْیَا وَ لَهَا یَرْضَوْنَ وَ لَهَا یَسْخَطُونَ وَ لَهَا یَنْصِبُونَ فَآخُذُ بِیَدِ صَاحِبِهِمْ فَإِذَا أَخَذْتُ بِیَدِهِ اسْوَدَّ وَجْهُهُ وَ رَجَفَتْ قَدَمَاهُ وَ خَفَقَتْ أَحْشَاؤُهُ وَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ تَبِعَهُ فَأَقُولُ مَا خَلَفْتُمُونِی فِی الثَّقَلَیْنِ بَعْدِی فَیَقُولُونَ كَذَّبْنَا الْأَكْبَرَ وَ مَزَّقْنَاهُ وَ قَاتَلْنَا الْأَصْغَرَ وَ قَتَلْنَاهُ فَأَقُولُ اسْلُكُوا طَرِیقَ أَصْحَابِكُمْ فَیَنْصَرِفُونَ ظِمَاءً مُظْمَئِینَ مُسْوَدَّةً وُجُوهُهُمْ لَا یَطْعَمُونَ مِنْهُ قَطْرَةً ثُمَّ تَرِدُ عَلَیَّ رَایَةُ فُلَانٍ وَ هُوَ إِمَامُ خَمْسِینَ أَلْفاً مِنْ أُمَّتِی فَأَقُومُ فَآخُذُ بِیَدِهِ فَإِذَا أَخَذْتُ بِیَدِهِ اسْوَدَّ وَجْهُهُ وَ رَجَفَتْ قَدَمَاهُ وَ خَفَقَتْ أَحْشَاؤُهُ وَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ تَبِعَهُ فَأَقُولُ مَا خَلَفْتُمُونِی فِی الثَّقَلَیْنِ بَعْدِی فَیَقُولُونَ كَذَّبْنَا الْأَكْبَرَ وَ عَصَیْنَاهُ وَ خَذَلْنَا الْأَصْغَرَ وَ خُذِلْنَا عَنْهُ فَأَقُولُ اسْلُكُوا سَبِیلَ أَصْحَابِكُمْ فَیَنْصَرِفُونَ ظِمَاءً مُظْمَئِینَ مُسْوَدَّةً وُجُوهُهُمْ لَا یَطْعَمُونَ مِنْهُ قَطْرَةً ثُمَّ یَرِدُ عَلَیَّ الْمُخْدَجُ بِرَایَتِهِ وَ هُوَ إِمَامُ سَبْعِینَ أَلْفاً مِنْ أُمَّتِی فَإِذَا أَخَذْتُ بِیَدِهِ اسْوَدَّ وَجْهُهُ وَ رَجَفَتْ قَدَمَاهُ وَ خَفَقَتْ أَحْشَاؤُهُ وَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ تَبِعَهُ فَأَقُولُ مَا ذَا خَلَفْتُمُونِی فِی الثَّقَلَیْنِ بَعْدِی فَیَقُولُونَ كَذَّبْنَا الْأَكْبَرَ وَ عَصَیْنَاهُ وَ قَاتَلْنَا الْأَصْغَرَ فَقَتَلْنَاهُ فَأَقُولُ اسْلُكُوا سَبِیلَ أَصْحَابِكُمْ فَیَنْصَرِفُونَ ظِمَاءً مُظْمَئِینَ مُسْوَدَّةً وُجُوهُهُمْ لَا یَطْعَمُونَ مِنْهُ قَطْرَةً ثُمَّ یَرِدُ عَلَیَّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ فَأَقُومُ فَآخُذُ بِیَدِهِ فَیَبْیَضُّ وَجْهُهُ وَ وُجُوهُ أَصْحَابِهِ فَأَقُولُ مَا ذَا خَلَفْتُمُونِی فِی الثَّقَلَیْنِ بَعْدِی فَیَقُولُونَ اتَّبَعْنَا الْأَكْبَرَ وَ صَدَّقْنَاهُ وَ وَازَرْنَا الْأَصْغَرَ وَ نَصَرْنَاهُ وَ قُتِلْنَا مَعَهُ فَأَقُولُ رَوُّوا فَیَشْرَبُونَ شَرْبَةً لَا یَظْمَئُونَ بَعْدَهَا أَبَداً إِمَامُهُمْ كَالشَّمْسِ الطَّالِعَةِ وَ وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَیْلَةَ الْبَدْرِ أَوْ كَانُوا كَأَضْوَإ نَجْمٍ فِی السَّمَاءِ قَالَ أَ لَسْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَی ذَلِكَ قَالُوا بَلَی قَالَ وَ أَنَا عَلی ذلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِینَ.
بیان: قال فی القاموس البهرج الباطل و الردی و المباح و البهرجة أن
ص: 15
تعدل بالشی ء عن الجادّة القاصدة إلی غیرها و المبهرج من المیاه المهمل الذی لا یمنع عنه و من الدماء المهدر و قول أبی محجن لابن أبی وقاص بهرجتنی أی هدرتنی بإسقاط الحد عنی انتهی و الرجل الثالث هو عثمان و إنما لم یذكر معاویة لأنه من أتباعه و المخدج هو ذو الثدیة رئیس الخوارج و سیأتی هذا الخبر بأسانید جمة من طرق الخاص و العام فی أبواب فضائل أمیر المؤمنین علیه السلام و فی كتاب الفتن مع شرحه.
الآیات؛
الكوثر: «إِنَّا أَعْطَیْناكَ الْكَوْثَرَ»(2)
تفسیر: قال الطبرسی رحمه اللّٰه: اختلفوا فی تفسیر الكوثر فقیل هو نهر فی الجنة عن عائشة و ابن عمر
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَمَّا نَزَلَ إِنَّا أَعْطَیْناكَ الْكَوْثَرَ صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمِنْبَرَ فَقَرَأَهَا عَلَی النَّاسِ فَلَمَّا نَزَلَ قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا الَّذِی أَعْطَاكَهُ اللَّهُ قَالَ نَهَرٌ فِی الْجَنَّةِ أَشَدُّ بَیَاضاً مِنَ اللَّبَنِ وَ أَشَدُّ اسْتِقَامَةً مِنَ الْقِدْحِ حَافَتَاهُ قِبَابُ الدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ تَرِدُهُ طَیْرٌ خُضْرٌ لَهَا أَعْنَاقٌ كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَنْعَمَ تِلْكَ الطَّیْرَ قَالَ أَ فَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَنْعَمَ مِنْهَا قَالُوا بَلَی قَالَ مَنْ أَكَلَ الطَّائِرَ وَ شَرِبَ الْمَاءَ فَازَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ تَعَالَی.
وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: نَهَرٌ فِی الْجَنَّةِ أَعْطَاهُ اللَّهُ نَبِیَّهُ عِوَضاً مِنِ ابْنِهِ.
و قیل هو حوض النبی صلی اللّٰه علیه و آله الذی یكثر الناس علیه یوم القیامة عن عطاء
وَ قَالَ أَنَسٌ بَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ بَیْنَ أَظْهُرِنَا إِذْ أَغْفَی إِغْفَاءً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّماً فَقُلْتُ مَا أَضْحَكَكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أُنْزِلَتْ عَلَیَّ آنِفاً سُورَةٌ فَقَرَأَ سُورَةَ الْكَوْثَرِ ثُمَّ قَالَ أَ تَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ قُلْنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهُ نَهَرٌ وَعَدَنِیهِ رَبِّی عَلَیْهِ خَیْراً كَثِیراً هُوَ حَوْضِی تَرِدُ عَلَیْهِ أُمَّتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ آنِیَتُهُ عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ فَیُخْتَلَجُ الْقَرْنُ مِنْهُمْ فَأَقُولُ یَا رَبِّ إِنَّهُمْ مِنْ أُمَّتِی فَیُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِی مَا أَحْدَثُوا
ص: 16
بَعْدَكَ أَوْرَدَهُ مُسْلِمٌ فِی الصَّحِیحِ.
و قیل الكوثر الخیر الكثیر عن ابن عباس و ابن جبیر و مجاهد و قیل هو النبوة و الكتاب عن عكرمة و قیل القرآن عن الحسن و قیل هو كثرة الأصحاب و الأشیاع عن أبی بكر بن عیاش و قیل هو كثرة النسل و الذریة و قد ظهرت الكثرة فی نسله من ولد فاطمة علیها السلام حتی لا یحصی عددهم و اتصل إلی یوم القیامة مددهم و قیل هو الشفاعة رووه عن الصادق علیه السلام و اللفظ محتمل للكل فیجب أن یحمل علی جمیع ما ذكر من الأقوال فقد أعطاه اللّٰه سبحانه الخیر الكثیر فی الدنیا و وعده الخیر الكثیر فی الآخرة و جمیع هذه الأقوال تفصیل للجملة التی هی الخیر الكثیر فی الدارین.
«1»-بشا، بشارة المصطفی جا، المجالس للمفید ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْوَابِشِیِّ عَنْ أَبِی الْوَرْدِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ الْبَاقِرَ علیهما السلام یَقُولُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ النَّاسَ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ عُرَاةً حُفَاةً فَیُوقَفُونَ عَلَی طَرِیقِ الْمَحْشَرِ حَتَّی یَعْرَقُوا عَرَقاً شَدِیداً وَ تَشْتَدَّ أَنْفَاسُهُمْ فَیَمْكُثُونَ كَذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً قَالَ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ مِنْ تِلْقَاءِ الْعَرْشِ أَیْنَ النَّبِیُّ الْأُمِّیُّ قَالَ فَیَقُولُ النَّاسُ قَدْ أَسْمَعْتَ كُلًّا فَسَمِّ بِاسْمِهِ قَالَ فَیُنَادِی أَیْنَ نَبِیُّ الرَّحْمَةِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ فَیَقُومُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَتَقَدَّمُ أَمَامَ النَّاسِ كُلِّهِمْ حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی حَوْضٍ طُولُهُ مَا بَیْنَ أَیْلَةَ وَ صَنْعَاءَ فَیَقِفُ عَلَیْهِ ثُمَّ یُنَادِی بِصَاحِبِكُمْ فَیَقُومُ أَمَامَ النَّاسِ فَیَقِفُ مَعَهُ ثُمَّ یُؤَذِّنُ لِلنَّاسِ فَیَمُرُّونَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَبَیْنَ وَارِدٍ یَوْمَئِذٍ وَ بَیْنَ مَصْرُوفٍ فَإِذَا رَأَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ یُصْرَفُ عَنْهُ مِنْ مُحِبِّینَا أَهْلَ الْبَیْتِ بَكَی وَ قَالَ یَا رَبِّ شِیعَةُ عَلِیٍّ یَا رَبِّ شِیعَةُ عَلِیٍّ قَالَ فَیَبْعَثُ اللَّهُ عَلَیْهِ مَلَكاً فَیَقُولُ لَهُ مَا یُبْكِیكَ یَا مُحَمَّدُ قَالَ فَیَقُولُ وَ كَیْفَ لَا أَبْكِی لِأُنَاسٍ مِنْ شِیعَةِ أَخِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ أَرَاهُمْ قَدْ صُرِفُوا تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ وَ مُنِعُوا مِنْ وُرُودِ حَوْضِی قَالَ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ یَا مُحَمَّدُ إِنِّی قَدْ وَهَبْتُهُمْ لَكَ وَ صَفَحْتُ لَكَ عَنْ ذُنُوبِهِمْ وَ أَلْحَقْتُهُمْ بِكَ وَ بِمَنْ كَانُوا یَتَوَلَّوْنَ مِنْ ذُرِّیَّتِكَ وَ جَعَلْتُهُمْ فِی زُمْرَتِكَ وَ أَوْرَدْتُهُمْ حَوْضَكَ وَ قَبِلْتُ شَفَاعَتَكَ فِیهِمْ وَ أَكْرَمْتُكَ بِذَلِكَ
ص: 17
ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَكَمْ مِنْ بَاكٍ یَوْمَئِذٍ وَ بَاكِیَةٍ یُنَادُونَ یَا مُحَمَّدَاهْ إِذَا رَأَوْا ذَلِكَ قَالَ فَلَا یَبْقَی أَحَدٌ یَوْمَئِذٍ كَانَ یَتَوَلَّانَا وَ یُحِبُّنَا إِلَّا كَانَ فِی حِزْبِنَا وَ مَعَنَا وَ وَرَدَ حَوْضَنَا.
-جا فس، تفسیر القمی أبی عن ابن محبوب عن الوابشی عن أبی الورد مثله أقول قد أثبتنا الخبر فی باب صفة المحشر و اللفظ هناك لعلی بن إبراهیم و هاهنا للشیخ و بینهما اختلاف یسیر.
«2»-جا، المجالس للمفید ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هِلَالٍ الْمُهَلَّبِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ الْبَغْدَادِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ أَبِی كُدَیْبَةَ (1)عَنْ عَطَاءٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّا أَعْطَیْناكَ الْكَوْثَرَ قَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ مَا هُوَ الْكَوْثَرُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَهَرٌ أَكْرَمَنِی اللَّهُ بِهِ قَالَ عَلِیٌّ إِنَّ هَذَا النَّهَرَ شَرِیفٌ فَانْعَتْهُ لَنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ یَا عَلِیُّ الْكَوْثَرُ نَهَرٌ یَجْرِی تَحْتَ عَرْشِ اللَّهِ تَعَالَی مَاؤُهُ أَشَدُّ بَیَاضاً مِنَ اللَّبَنِ وَ أَحْلَی مِنَ الْعَسَلِ وَ أَلْیَنُ مِنَ الزُّبْدِ وَ حَصَاهُ الزَّبَرْجَدُ وَ الْیَاقُوتُ وَ الْمَرْجَانُ حَشِیشُهُ الزَّعْفَرَانُ تُرَابُهُ الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ قَوَاعِدُهُ تَحْتَ عَرْشِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَدَهُ فِی جَنْبِ (2)عَلِیٍّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ قَالَ یَا عَلِیُّ إِنَّ هَذَا النَّهَرَ لِی وَ لَكَ وَ لِمُحِبِّیكَ مِنْ بَعْدِی.
-بشا، بشارة المصطفی عن ابن شیخ الطائفة عن أبیه عن المفید مثله- قب، المناقب لابن شهرآشوب ابن جبیر و ابن عباس مثله.
«3»-ج، الإحتجاج عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَعْطَانِی نَهَراً فِی السَّمَاءِ مَجْرَاهُ تَحْتَ الْعَرْشِ عَلَیْهِ أَلْفُ أَلْفِ قَصْرٍ لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَ لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ حَشِیشُهَا الزَّعْفَرَانُ وَ رَضْرَاضُهَا الدُّرُّ وَ الْیَاقُوتُ وَ أَرْضُهَا الْمِسْكُ الْأَبْیَضُ فَذَلِكَ خَیْرٌ لِی وَ لِأُمَّتِی وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی إِنَّا أَعْطَیْناكَ الْكَوْثَرَ الْخَبَرَ.
ص: 18
بیان: قال الجزری فی صفة الكوثر طینه المسك و رضراضه التوم الرضراض الحصی الصغار و التوم الدر.
«4»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام لی، الأمالی للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ لَمْ یُؤْمِنْ بِحَوْضِی فَلَا أَوْرَدَهُ اللَّهُ حَوْضِی الْخَبَرَ.
«5»-لی، الأمالی للصدوق حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَخِی وَ وَزِیرِی وَ صَاحِبُ لِوَائِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَنْتَ صَاحِبُ حَوْضِی مَنْ أَحَبَّكَ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَكَ أَبْغَضَنِی.
«6»-لی، الأمالی للصدوق مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْقُرَشِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَتَخَلَّصَ مِنْ هَوْلِ الْقِیَامَةِ فَلْیَتَوَلَّ وَلِیِّی وَ لْیَتَّبِعْ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی مِنْ بَعْدِی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ فَإِنَّهُ صَاحِبُ حَوْضِی یَذُودُ عَنْهُ أَعْدَاءَهُ یَسْقِی أَوْلِیَاءَهُ فَمَنْ لَمْ یُسْقَ مِنْهُ لَمْ یَزَلْ عَطْشَاناً وَ لَمْ یَرْوِ أَبَداً وَ مَنْ سُقِیَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ یَشْقَ وَ لَمْ یَظْمَأْ أَبَداً الْخَبَرَ.
«7»-فس، تفسیر القمی قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی حَجَّةِ الْوَدَاعِ فِی مَسْجِدِ الْخَیْفِ إِنِّی فَرَطُكُمْ وَ أَنْتُمْ وَارِدُونَ عَلَیَّ الْحَوْضَ حَوْضٌ عَرْضُهُ مَا بَیْنَ بُصْرَی وَ صَنْعَاءَ فِیهِ قِدْحَانٌ مِنْ فِضَّةٍ عَدَدَ النُّجُومِ الْخَبَرَ.
«8»-ل، الخصال بِالْأَسَانِیدِ الْكَثِیرَةِ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ أَسِیدٍ مِثْلَهُ (1)
«9»-ل، الخصال فِی الْأَرْبَعِمِائَةِ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ وَ مَعِی عِتْرَتُهُ عَلَی الْحَوْضِ فَمَنْ أَرَادَنَا فَلْیَأْخُذْ بِقَوْلِنَا وَ لْیَعْمَلْ بِعِلْمِنَا فَإِنَّ لِكُلِّ أَهْلِ بَیْتٍ نجیب (نَجِیباً) وَ لَنَا شَفَاعَةً وَ لِأَهْلِ مَوَدَّتِنَا شَفَاعَةً فَتَنَافَسُوا فِی لِقَائِنَا عَلَی الْحَوْضِ فَإِنَّا نَذُودُ عَنْهُ أَعْدَاءَنَا وَ نَسْقِی مِنْهُ أَحِبَّاءَنَا وَ أَوْلِیَاءَنَا وَ مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ یَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَداً حَوْضُنَا
ص: 19
مُتَّرِعٌ فِیهِ مَثْعَبَانِ (1)یَنْصَبَّانِ مِنَ الْجَنَّةِ أَحَدُهُمَا مِنْ تَسْنِیمٍ وَ الْآخَرُ مِنْ مَعِینٍ عَلَی حَافَتَیْهِ الزَّعْفَرَانُ وَ حَصَاهُ اللُّؤْلُؤُ وَ الْیَاقُوتُ وَ هُوَ الْكَوْثَرُ: الْخَبَرَ.
فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عبید بن كثیر رفعه عنه علیه السلام مثله (2)توضیح اتّرع كافتعل امتلأ قاله الفیروزآبادی و قال مثاعب المدینة مسایل مائها.
«10»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله تَرِدُ شِیعَتُكَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ رِوَاءً غَیْرَ عِطَاشٍ وَ یَرِدُ عَدُوُّكَ عِطَاشاً یَسْتَسْقُونَ فَلَا یُسْقَوْنَ.
«11»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ عَدِیٍّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِیلٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ عَلَی الْمِنْبَرِ مَا بَالُ أَقْوَامٍ یَقُولُونَ إِنَّ رَحِمَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یُشَفَّعُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بَلَی بَلَی وَ اللَّهِ إِنَّ رَحِمِی لَمَوْصُولَةٌ (3)فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ إِنِّی أَیُّهَا النَّاسُ فَرَطُكُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی الْحَوْضِ فَإِذَا جِئْتُمْ قَالَ الرَّجُلُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ فَأَقُولُ أَمَّا النَّسَبُ فَقَدْ عَرَفْتُهُ وَ لَكِنَّكُمْ أَخَذْتُمْ بَعْدِی ذَلِكَ الشِّمَالَ وَ ارْتَدَدْتُمْ عَلَی أَعْقَابِكُمُ الْقَهْقَرَی.
«12»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنْ أَبِی عُقْدَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ یَعْلَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبَانٍ عَنِ ابْنِ سَیَابَةَ عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی حَرْبِ بْنِ أَبِی الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَقُولُ وَ اللَّهِ لَأَزُودَنَّ بِیَدَیَّ هَاتَیْنِ الْقَصِیرَتَیْنِ عَنْ حَوْضِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَعْدَاءَنَا وَ لَیَرِدَنَّهُ أَحِبَّاؤُنَا (4)
ص: 20
«13»-جا، المجالس للمفید ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَبِی عَوَانَةَ مُوسَی الْقَطَّانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْأَوْدِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِیدِ (1)عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَیْسٍ الرَّحْبِیِّ (2)قَالَ: كُنْتُ جَالِساً مَعَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام عَلَی بَابِ الْقَصْرِ حَتَّی أَلْجَأَتْهُ الشَّمْسُ إِلَی حَائِطِ الْقَصْرِ فَوَثَبَ لِیَدْخُلَ فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ هَمْدَانَ فَتَعَلَّقَ بِثَوْبِهِ وَ قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ حَدِّثْنِی حَدِیثاً جَامِعاً یَنْفَعُنِی اللَّهُ بِهِ قَالَ أَ وَ لَمْ یَكُنْ فِیَّ حَدِیثٌ كَثِیرٌ قَالَ بَلَی وَ لَكِنْ حَدِّثْنِی حَدِیثاً جَامِعاً یَنْفَعُنِی اللَّهُ بِهِ قَالَ حَدَّثَنِی خَلِیلِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنِّی أَرِدُ أَنَا وَ شِیعَتِی الْحَوْضَ رِوَاءً مَرْوِیِّینَ مُبْیَضَّةً وُجُوهُهُمْ وَ یَرِدُ عَدُوُّنَا ظِمَاءً مُظْمَئِینَ مُسْوَدَّةً وُجُوهُهُمْ خُذْهَا إِلَیْكَ قَصِیرَةٌ مِنْ طَوِیلَةٍ أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لَكَ مَا اكْتَسَبْتَ أَرْسِلْنِی یَا أَخَا هَمْدَانَ ثُمَّ دَخَلَ الْقَصْرَ.
«14»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ السَّعْدِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ الْحِمَّانِیِّ (3)عَنْ قَیْسِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سُئِلَ عَنِ الْحَوْضِ فَقَالَ أَمَّا إِذَا سَأَلْتُمُونِی عَنْهُ فَسَأُخْبِرُكُمْ أَنَّ الْحَوْضَ أَكْرَمَنِی اللَّهُ بِهِ وَ فَضَّلَنِی عَلَی مَنْ كَانَ قَبْلِی مِنَ الْأَنْبِیَاءِ وَ هُوَ مَا بَیْنَ أَیْلَةَ وَ صَنْعَاءَ فِیهِ مِنَ الْآنِیَةِ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ یَسِیلُ فِیهِ خَلِیجَانِ مِنَ الْمَاءِ مَاؤُهُ أَشَدُّ بَیَاضاً مِنَ اللَّبَنِ وَ أَحْلَی مِنَ الْعَسَلِ حَصَاهُ الزُّمُرُّدُ وَ الْیَاقُوتُ بَطْحَاؤُهُ مِسْكٌ أَذْفَرُ شَرْطٌ مَشْرُوطٌ مِنْ رَبِّی لَا یَرِدُهُ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِی إِلَّا النَّقِیَّةُ قُلُوبُهُمْ الصَّحِیحَةُ نِیَّاتُهُمْ الْمُسَلِّمُونَ لِوَصِیٍ
ص: 21
مِنْ بَعْدِی الَّذِینَ یُعْطُونَ مَا عَلَیْهِمْ فِی یُسْرٍ وَ لَا یَأْخُذُونَ مَا عَلَیْهِمْ فِی عُسْرٍ یَذُودُ عَنْهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَنْ لَیْسَ مِنْ شِیعَتِهِ كَمَا یَذُودُ الرَّجُلُ الْبَعِیرَ الْأَجْرَبَ مِنْ إِبِلِهِ مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ یَظْمَأْ أَبَداً.
«15»-لی، الأمالی للصدوق عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِیِّ عَنِ الْبَرْمَكِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ التَّمِیمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَیْرٍ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا سَیِّدُ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ أَفْضَلُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ وَ أَوْصِیَائِی سَادَةُ أَوْصِیَاءِ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ ذُرِّیَّتِی أَفْضَلُ ذُرِّیَّاتِ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ أَصْحَابِی الَّذِینَ سَلَكُوا مِنْهَاجِی أَفْضَلُ أَصْحَابِ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ ابْنَتِی فَاطِمَةُ سَیِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ وَ الطَّاهِرَاتُ مِنْ أَزْوَاجِی أُمَّهَاتُ الْمُؤْمِنِینَ وَ أُمَّتِی خَیْرُ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ وَ أَنَا أَكْثَرُ النَّبِیِّینَ تَبَعاً یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ لِی حَوْضٌ عَرْضُهُ مَا بَیْنَ بُصْرَی وَ صَنْعَاءَ فِیهِ مِنَ الْأَبَارِیقِ عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ وَ خَلِیفَتِی عَلَی الْحَوْضِ یَوْمَئِذٍ خَلِیفَتِی فِی الدُّنْیَا فَقِیلَ وَ مَنْ ذَاكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِمَامُ الْمُسْلِمِینَ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَوْلَاهُمْ بَعْدِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ یَسْقِی مِنْهُ أَوْلِیَاءَهُ وَ یَذُودُ عَنْهُ أَعْدَاءَهُ كَمَا یَذُودُ أَحَدُكُمُ الْغَرِیبَةَ مِنَ الْإِبِلِ عَنِ الْمَاءِ ثُمَّ قَالَ علیه السلام مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً وَ أَطَاعَهُ فِی دَارِ الدُّنْیَا وَرَدَ عَلَیَّ حَوْضِی غَداً وَ كَانَ مَعِی فِی دَرَجَتِی فِی الْجَنَّةِ وَ مَنْ أَبْغَضَ عَلِیّاً فِی دَارِ الدُّنْیَا وَ عَصَاهُ لَمْ أَرَهُ وَ لَمْ یَرَنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ اخْتَلَجَ دُونِی وَ أُخِذَ بِهِ ذَاتَ الشِّمَالِ إِلَی النَّارِ.
بیان: بصری كحبلی بلد بالشام و قریة ببغداد.
«16»-ثو، ثواب الأعمال أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ جَرِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جَاءَنِی ابْنُ عَمِّكَ كَأَنَّهُ أَعْرَابِیٌّ مَجْنُونٌ وَ عَلَیْهِ إِزَارٌ وَ طَیْلَسَانٌ وَ نَعْلَاهُ فِی یَدِهِ فَقَالَ لِی إِنَّ قَوْماً یَقُولُونَ فِیكَ قُلْتُ لَهُ أَ لَسْتَ عَرَبِیّاً قَالَ بَلَی قُلْتُ إِنَّ الْعَرَبَ لَا تُبْغِضُ عَلِیّاً علیه السلام ثُمَّ قُلْتُ لَهُ لَعَلَّكَ مِمَّنْ یُكَذِّبُ بِالْحَوْضِ أَمَا وَ اللَّهِ لَئِنْ أَبْغَضْتَهُ ثُمَّ وَرَدْتَ عَلَیْهِ الْحَوْضَ لَتَمُوتَنَّ عَطَشاً.
«17»-مل، كامل الزیارات مُحَمَّدٌ الْحِمْیَرِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ
ص: 22
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصَمِّ عَنْ مِسْمَعٍ كِرْدِینٍ (1)عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْمُوجَعَ قَلْبُهُ لَنَا لَیَفْرَحُ یَوْمَ یَرَانَا عِنْدَ مَوْتِهِ فَرْحَةً لَا تَزَالُ تِلْكَ الْفَرْحَةُ فِی قَلْبِهِ حَتَّی یَرِدَ عَلَیْنَا الْحَوْضَ وَ إِنَّ الْكَوْثَرَ لَیَفْرَحُ بِمُحِبِّنَا إِذَا وَرَدَ عَلَیْهِ حَتَّی إِنَّهُ لَیُذِیقُهُ مِنْ ضُرُوبِ الطَّعَامِ مَا لَا یَشْتَهِی أَنْ یَصْدُرَ عَنْهُ یَا مِسْمَعُ مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ یَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَداً وَ لَمْ یَشْقَ بَعْدَهَا أَبَداً وَ هُوَ فِی بَرْدِ الْكَافُورِ وَ رِیحِ الْمِسْكِ وَ طَعْمِ الزَّنْجَبِیلِ أَحْلَی مِنَ الْعَسَلِ وَ أَلْیَنُ مِنَ الزُّبْدِ وَ أَصْفَی مِنَ الدَّمْعِ وَ أَذْكَی مِنَ الْعَنْبَرِ یَخْرُجُ مِنْ تَسْنِیمٍ وَ یَمُرُّ بِأَنْهَارِ الْجِنَانِ تَجْرِی عَلَی رَضْرَاضِ (2)الدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ فِیهِ مِنَ الْقِدْحَانِ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ یُوجَدُ رِیحُهُ مِنْ مَسِیرَةِ أَلْفِ عَامٍ قِدْحَانُهُ مِنَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ أَلْوَانِ الْجَوْهَرِ یَفُوحُ فِی وَجْهِ الشَّارِبِ مِنْهُ كُلُّ فَائِحَةٍ حَتَّی یَقُولَ الشَّارِبُ مِنْهُ لَیْتَنِی تُرِكْتُ هَاهُنَا لَا أَبْغِی بِهَذَا بَدَلًا وَ لَا عَنْهُ تَحْوِیلًا أَمَا إِنَّكَ یَا كِرْدِینُ مِمَّنْ تَرْوَی مِنْهُ وَ مَا مِنْ عَیْنٍ بَكَتْ لَنَا إِلَّا نُعِّمَتْ بِالنَّظَرِ إِلَی الْكَوْثَرِ وَ سُقِیَتْ مِنْهُ مَنْ أَحَبَّنَا وَ إِنَّ الشَّارِبَ مِنْهُ لَیُعْطَی مِنَ اللَّذَّةِ وَ الطَّعْمِ وَ الشَّهْوَةِ لَهُ أَكْثَرَ مِمَّا یُعْطَاهُ مَنْ هُوَ دُونَهُ فِی حُبِّنَا وَ إِنَّ عَلَی الْكَوْثَرِ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ فِی یَدِهِ عَصَاءٌ مِنْ عَوْسَجٍ (3)یَحْطِمُ بِهَا أَعْدَاءَنَا فَیَقُولُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ إِنِّی أَشْهَدُ الشَّهَادَتَیْنِ فَیَقُولُ انْطَلِقْ إِلَی إِمَامِكَ فُلَانٍ فَاسْأَلْهُ أَنْ یَشْفَعَ لَكَ فَیَقُولُ تَبَرَّأَ مِنِّی إِمَامِیَ الَّذِی تَذْكُرُهُ فَیَقُولُ ارْجِعْ وَرَاءَكَ فَقُلْ لِلَّذِی كُنْتَ تَتَوَلَّاهُ وَ تُقَدِّمُهُ عَلَی الْخَلْقِ فَاسْأَلْهُ إِذْ كَانَ عِنْدَكَ خَیْرُ الْخَلْقِ أَنْ یَشْفَعَ لَكَ فَإِنَّ خَیْرَ الْخَلْقِ حَقِیقٌ أَنْ لَا یُرَدَّ إِذَا شَفَعَ فَیَقُولُ إِنِّی أَهْلِكُ عَطَشاً فَیَقُولُ زَادَكَ اللَّهُ ظَمَأً وَ زَادَكَ اللَّهُ عَطَشاً قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ كَیْفَ یَقْدِرُ عَلَی الدُّنُوِّ مِنَ الْحَوْضِ وَ لَمْ یَقْدِرْ عَلَیْهِ غَیْرُهُ قَالَ وَرِعَ عَنْ أَشْیَاءَ قَبِیحَةٍ وَ كَفَّ عَنْ شَتْمِنَا إِذَا ذَكَرَنَا وَ تَرَكَ أَشْیَاءَ اجْتَرَأَ عَلَیْهَا غَیْرُهُ وَ لَیْسَ ذَلِكَ لِحُبِّنَا وَ لَا لِهَوًی مِنْهُ لَنَا وَ لَكِنْ ذَلِكَ لِشِدَّةِ اجْتِهَادِهِ فِی عِبَادَتِهِ
ص: 23
وَ تَدَیُّنِهِ وَ لِمَا قَدْ شُغِلَ بِهِ نَفْسُهُ عَنْ ذِكْرِ النَّاسِ فَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُنَافِقٌ وَ دِینُهُ النَّصْبُ وَ اتِّبَاعُهُ أَهْلَ النَّصْبِ وَ وَلَایَةَ الْمَاضِینَ وَ تَقْدِیمُهُ لَهُمَا عَلَی كُلِّ أَحَدٍ.
«18»-شف، كشف الیقین مِنْ كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی الثَّلْجِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ تَبْیَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ الْآیَةَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله تُحْشَرُ أُمَّتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَتَّی یَرِدُوا عَلَیَّ الْحَوْضَ فَتَرِدُ رَایَةُ إِمَامِ الْمُتَّقِینَ وَ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ خَیْرُ الْوَصِیِّینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ هُوَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَأَقُولُ مَا فَعَلْتُمْ بِالثَّقَلَیْنِ بَعْدِی فَیَقُولُونَ أَمَّا الْأَكْبَرَ فَاتَّبَعْنَا وَ صَدَّقْنَا وَ أَطَعْنَا وَ أَمَّا الْأَصْغَرَ فَأَحْبَبْنَا وَ وَالَیْنَا حَتَّی هُرِقَتْ دِمَاؤُنَا فَأَقُولُ رَوُّوا رِوَاءً مَرْوِیِّینَ مُبْیَضَّةً وُجُوهُكُمُ الْحَوْضَ وَ هُوَ تَفْسِیرُ الْآیَةِ.
«19»-شف، كشف الیقین مِنْ كِتَابِ كِفَایَةِ الطَّالِبِ تَأْلِیفِ صَدْرِ الْحُفَّاظِ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ الشَّافِعِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ حَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَرْفَعَ (1)عَنْ یَحْیَی بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْفُرَاتِ عَنْ أَبِی عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْعُودِیِّ وَ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ عَنْ صَخْرِ بْنِ الْحَكَمِ الْفَزَارِیِّ عَنْ حَنَانِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَزْدِیِّ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ جَمِیلٍ الضَّبِّیِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ ضَمْرَةَ الدَّوْسِیِّ عَنْ أَبِی ذَرٍّ الْغِفَارِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَرِدُ عَلَیَّ الْحَوْضَ رَایَةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِمَامِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ فَأَقُومُ فَآخُذُ بِیَدِهِ فَیَبْیَضُّ وَجْهُهُ وَ وُجُوهُ أَصْحَابِهِ فَأَقُولُ مَا خَلَفْتُمُونِی فِی الثَّقَلَیْنِ بَعْدِی فَیَقُولُونَ اتَّبَعْنَا الْأَكْبَرَ وَ صَدَّقْنَاهُ وَ وَازَرْنَا الْأَصْغَرَ وَ نَصَرْنَاهُ وَ قُتِلْنَا مَعَهُ فَأَقُولُ رَوُّوا رِوَاءً مَرْوِیِّینَ فَیَشْرَبُونَ شَرْبَةً لَا یَظْمَئُونَ بَعْدَهَا وَجْهُ إِمَامِهِمْ كَالشَّمْسِ الطَّالِعَةِ وَ وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَیْلَةَ الْبَدْرِ وَ كَأَضْوَإِ نَجْمٍ فِی السَّمَاءِ.
«20»-قب، المناقب لابن شهرآشوب الْحَافِظُ أَبُو نُعَیْمٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَی عَطِیَّةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ قَدْ أُعْطِیتُ الْكَوْثَرَ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا الْكَوْثَرُ قَالَ نَهَرٌ فِی الْجَنَّةِ عَرْضُهُ وَ طُولُهُ مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ لَا یَشْرَبُ أَحَدٌ مِنْهُ فَیَظْمَأَ وَ لَا یَتَوَضَّأُ
ص: 24
أَحَدٌ مِنْهُ فَیَشْعَثَ (1)لَا یَشْرَبُهُ إِنْسَانٌ أَخْفَرَ ذِمَّتِی (2)وَ قَتَلَ أَهْلَ بَیْتِی.
«21»-النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَذُودُ عَلِیٌّ عَنْهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَنْ لَیْسَ مِنْ شِیعَتِهِ وَ مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ یَظْمَأْ أَبَداً.
«22»-طَارِقٌ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَأَقْمَعَنَّ بِیَدِی هَاتَیْنِ عَنِ الْحَوْضِ أَعْدَاءَنَا إِذَا وَرَدَتْهُ أَحِبَّاؤُنَا.
-و روی أحمد فی الفضائل نحوا منه عن أبی حرب بن أبی الأسود الدؤلی.
«23»-بشا، بشارة المصطفی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْخَطِیبِ عَنْ عَقِیلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ عَنْ وَكِیعٍ عَنْ شَفِیقٍ عَنْ أَبِی الْیَقْظَانِ عَنْ زَاذَانَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ الصَّادِقُ الْمُصَدَّقُ قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ نَادَی مُنَادٍ بِصَوْتٍ یَسْمَعُ بِهِ الْبَعِیدُ كَمَا یَسْمَعُ بِهِ الْقَرِیبُ أَیْنَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَیْنَ عَلِیٌّ الرِّضَا فَیُؤْتَی بِعَلِیٍّ الرِّضَا فَیُحَاسِبُهُ حِسَاباً یَسِیراً وَ یُكْسَی حُلَّتَانِ خَضْرَاوَانِ وَ یُعْطَی عَصَاهُ مِنَ الشَّجَرَةِ وَ هِیَ شَجَرَةُ طُوبَی فَیُقَالُ لَهُ قِفْ عَلَی الْحَوْضِ فَاسْقِ مَنْ شِئْتَ وَ امْنَعْ مَنْ شِئْتَ.
بیان: الظاهر أن المراد بعلی الرضا أیضا أمیر المؤمنین علیه السلام.
«24»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّاسٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَعِیدٍ الْعَمَّارِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَوْنٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّا أَعْطَیْناكَ الْكَوْثَرَ قَالَ نَهَرٌ فِی الْجَنَّةِ عُمْقُهُ فِی الْأَرْضِ سَبْعُونَ أَلْفَ فَرْسَخٍ مَاؤُهُ أَشَدُّ بَیَاضاً مِنَ اللَّبَنِ وَ أَحْلَی مِنَ الْعَسَلِ شَاطِئَاهُ مِنَ اللُّؤْلُؤِ وَ الزَّبَرْجَدِ وَ الْیَاقُوتِ خَصَّ اللَّهُ بِهِ نَبِیَّهُ وَ أَهْلَ بَیْتِهِ علیهم السلام دُونَ الْأَنْبِیَاءِ.
«25»-وَ یُؤَیِّدُهُ مَا رَوَاهُ أَیْضاً عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ حُصَیْنِ بْنِ مُخَارِقٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ
ص: 25
خَالِدٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَرَانِی جَبْرَئِیلُ مَنَازِلِی وَ مَنَازِلَ أَهْلِ بَیْتِی عَلَی الْكَوْثَرِ.
«26»-وَ یَعْضُدُهُ أَیْضاً مَا رَوَاهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ مِسْمَعِ بْنِ أَبِی سِیرَةَ (1)عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ قَالَ لِی جَبْرَئِیلُ تَقَدَّمْ یَا مُحَمَّدُ أَمَامَكَ وَ أَرَانِی الْكَوْثَرَ وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ هَذَا الْكَوْثَرُ لَكَ دُونَ النَّبِیِّینَ فَرَأَیْتُ عَلَیْهِ قُصُوراً كَثِیرَةً مِنَ اللُّؤْلُؤِ وَ الْیَاقُوتِ وَ الدُّرِّ وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ هَذِهِ مَسَاكِنُكَ وَ مَسَاكِنُ وَزِیرِكَ وَ وَصِیِّكَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ ذُرِّیَّتِهِ الْأَبْرَارِ قَالَ فَضَرَبْتُ بِیَدِی إِلَی بَلَاطِهِ فَشَمِمْتُهُ فَإِذَا هُوَ مِسْكٌ وَ إِذَا أَنَا بِالْقُصُورِ لَبِنَةٌ ذَهَبٌ وَ لَبِنَةٌ فِضَّةٌ.
«27»-وَ رُوِیَ أَیْضاً عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَوْذَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صَلَّی الْغَدَاةَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ یَا عَلِیُّ مَا هَذَا النُّورُ الَّذِی أَرَاهُ قَدْ غَشِیَكَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَصَابَتْنِی جَنَابَةٌ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ فَأَخَذْتُ بَطْنَ الْوَادِی وَ لَمْ أُصِبِ الْمَاءَ فَلَمَّا وَلَّیْتُ نَادَانِی مُنَادٍ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا خَلْفِی إِبْرِیقٌ مَمْلُوءٌ مِنْ مَاءٍ فَاغْتَسَلْتُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ أَمَّا الْمُنَادِی فَجَبْرَئِیلُ وَ الْمَاءُ مِنْ نَهَرٍ یُقَالُ لَهُ الْكَوْثَرُ عَلَیْهِ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ شَجَرَةٍ كُلُّ شَجَرَةٍ لَهَا ثَلَاثَةُ مِائَةٍ وَ سِتُّونَ غُصْناً فَإِذَا أَرَادَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الطَّرَبَ هَبَّتْ رِیحٌ فَمَا مِنْ شَجَرَةٍ وَ لَا غُصْنٍ إِلَّا وَ هُوَ أَحْلَی صَوْتاً مِنَ الْآخَرِ وَ لَوْ لَا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی كَتَبَ عَلَی أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ لَا یَمُوتُوا لَمَاتُوا فَرَحاً مِنْ شِدَّةِ حَلَاوَةِ تِلْكَ الْأَصْوَاتِ وَ هَذَا النَّهَرُ فِی جَنَّةِ عَدْنٍ وَ هُوَ لِی وَ لَكَ وَ لِفَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ لَیْسَ لِأَحَدٍ فِیهِ شَیْ ءٌ.
توضیح: البلاط كسحاب الحجارة التی تفرش فی الدار.
«28»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی بْنِ زَكَرِیَّا مُعَنْعَناً عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِمُحِبِّینَا أَهْلَ الْبَیْتِ سَتَجِدُونَ مِنْ قُرَیْشٍ أَثَرَةً (2)فَاصْبِرُوا حَتَّی تَلْقَوْنِی عَلَی الْحَوْضِ شَرَابُهُ أَحْلَی مِنَ الْعَسَلِ وَ أَبْیَضُ مِنَ اللَّبَنِ وَ أَبْرَدُ
ص: 26
مِنَ الثَّلْجِ وَ أَلْیَنُ مِنَ الزُّبْدِ وَ أَنْتُمُ الَّذِینَ وَصَفَكُمُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ (1)یَطُوفُ عَلَیْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ إِلَی قَوْلِهِ وَ لا یُنْزِفُونَ
«29»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عُبَیْدُ بْنُ كَثِیرٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی عَلَی نَبِیِّهِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَهْلِ بَیْتِهِ علیهم السلام إِنَّا أَعْطَیْناكَ الْكَوْثَرَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ شَرَّفَ اللَّهُ هَذَا النَّهَرَ وَ كَرَّمَهُ فَانْعَتْهُ لَنَا قَالَ نَعَمْ یَا عَلِیُّ الْكَوْثَرُ نَهَرٌ یُجْرِی اللَّهُ مِنْ تَحْتِ عَرْشِهِ (2)مَاؤُهُ أَبْیَضُ مِنَ اللَّبَنِ وَ أَحْلَی مِنَ الْعَسَلِ وَ أَلْیَنُ مِنَ الزُّبْدِ حَصْبَاهُ الدُّرُّ وَ الْیَاقُوتُ وَ الْمَرْجَانُ تُرَابُهُ الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ حَشِیشُهُ الزَّعْفَرَانُ یَجْرِی مِنْ تَحْتِ قَوَائِمِ عَرْشِ رَبِّ الْعَالَمِینَ ثَمَرُهُ كَأَمْثَالِ الْقِلَالِ (3)مِنَ الزَّبَرْجَدِ الْأَخْضَرِ وَ الْیَاقُوتِ الْأَحْمَرِ وَ الدُّرِّ الْأَبْیَضِ یَسْتَبِینُ ظَاهِرُهُ مِنْ بَاطِنِهِ وَ بَاطِنُهُ مِنْ ظَاهِرِهِ فَبَكَی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَصْحَابُهُ ثُمَّ ضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ یَا عَلِیُّ وَ اللَّهِ مَا هُوَ لِی وَحْدِی وَ إِنَّمَا هُوَ لِی وَ لَكَ وَ لِمُحِبِّیكَ مِنْ بَعْدِی.
-عد، العقائد اعْتِقَادُنَا فِی الْحَوْضِ أَنَّهُ حَقٌّ وَ أَنَّ عَرْضَهُ مَا بَیْنَ أَیْلَةَ وَ صَنْعَاءَ وَ هُوَ حَوْضُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله (4)وَ أَنَّ فِیهِ مِنَ الْأَبَارِیقِ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ وَ أَنَّ الْوَالِیَ (5)عَلَیْهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَسْقِی مِنْهُ أَوْلِیَاءَهُ وَ یَذُودُ عَنْهُ أَعْدَاءَهُ مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ یَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَداً.
«30»-وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَیَخْتَلِجَنَّ قَوْمٌ مِنْ أَصْحَابِی دُونِی وَ أَنَا عَلَی الْحَوْضِ فَیُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ فَأُنَادِی یَا رَبِّ أُصَیْحَابِی أُصَیْحَابِی (6)فَیُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِی مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ.
«31»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
ص: 27
بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَرْزَمِیِّ (1)عَنْ مُعَلَّی بْنِ هِلَالٍ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ (2)عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ أَعْطَانِی اللَّهُ خَمْساً وَ أَعْطَی عَلِیّاً خَمْساً أَعْطَانِی جَوَامِعَ الْكَلِمِ وَ أَعْطَی عَلِیّاً جَوَامِعَ الْعِلْمِ وَ جَعَلَنِی نَبِیّاً وَ جَعَلَهُ وَصِیّاً وَ أَعْطَانِی الْكَوْثَرَ وَ أَعْطَاهُ السَّلْسَبِیلَ وَ أَعْطَانِی الْوَحْیَ وَ أَعْطَاهُ الْإِلْهَامَ وَ أَسْرَی بِی إِلَیْهِ وَ فَتَحَ لَهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ وَ الْحُجُبَ حَتَّی نَظَرَ إِلَیَّ وَ نَظَرْتُ إِلَیْهِ الْحَدِیثَ (3)
«32»-لی، الأمالی للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: یَا عَلِیُّ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ عَلَی الْحَوْضِ تَسْقُونَ مَنْ أَحْبَبْتُمْ وَ تَمْنَعُونَ مَنْ كَرِهْتُمْ وَ أَنْتُمُ الْآمِنُونَ یَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ فِی ظِلِّ الْعَرْشِ یَفْزَعُ النَّاسُ وَ لَا تَفْزَعُونَ وَ یَحْزَنُ النَّاسُ وَ لَا تَحْزَنُونَ فِیكُمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ إِنَّ الَّذِینَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنی أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ فِیكُمْ نَزَلَتْ لا یَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا یَوْمُكُمُ الَّذِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ الْحَدِیثَ.
-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْقَاسِمُ بْنُ عُبَیْدٍ مُعَنْعَناً عَنْهُ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ یَا عَلِیُّ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ تُطْلَبُونَ فِی الْمَوْقِفِ وَ أَنْتُمْ فِی الْجِنَانِ مُتَنَعِّمُونَ.
«33»-أَعْلَامُ الدِّینِ لِلدَّیْلَمِیِّ مِنْ كِتَابِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ سُئِلَ عَنِ الْحَوْضِ فَقَالَ أَمَّا إِذَا سَأَلْتُمُونِی
ص: 28
عَنِ الْحَوْضِ فَإِنِّی سَأُخْبِرُكُمْ عَنْهُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَكْرَمَنِی بِهِ دُونَ الْأَنْبِیَاءِ وَ إِنَّهُ مَا بَیْنَ أَیْلَةَ إِلَی صَنْعَاءَ یَسِیلُ فِیهِ خَلِیجَانِ مِنَ الْمَاءِ مَاؤُهُمَا أَبْیَضُ مِنَ اللَّبَنِ وَ أَحْلَی مِنَ الْعَسَلِ بَطْحَاؤُهُمَا مِسْكٌ أَذْفَرُ حَصْبَاؤُهُمَا الدُّرُّ وَ الْیَاقُوتُ شَرْطٌ مَشْرُوطٌ مِنْ رَبِّی لَا یَرِدُهُمَا إِلَّا الصَّحِیحَةُ نِیَّاتُهُمْ النَّقِیَّةُ قُلُوبُهُمْ الَّذِینَ یُعْطُونَ مَا عَلَیْهِمْ فِی یُسْرٍ وَ لَا یَأْخُذُونَ مَا لَهُمْ فِی عُسْرٍ الْمُسَلِّمُونَ لِلْوَصِیِّ مِنْ بَعْدِی یَذُودُ مَنْ لَیْسَ مِنْ شِیعَتِهِ كَمَا یَذُودُ الرَّجُلُ الْجَمَلَ الْأَجْرَبَ عَنْ إِبِلِهِ.
الآیات؛
البقرة: «وَ اتَّقُوا یَوْماً لا تَجْزِی نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَیْئاً وَ لا یُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَ لا یُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ»(48) (و قال تعالی): «وَ اتَّقُوا یَوْماً لا تَجْزِی نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَیْئاً وَ لا یُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ وَ لا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ»(123) (و قال تعالی): «یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَ یَوْمٌ لا بَیْعٌ فِیهِ وَ لا خُلَّةٌ وَ لا شَفاعَةٌ»(254) (و قال): «مَنْ ذَا الَّذِی یَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ»(255)
الإسراء: «عَسی أَنْ یَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً»(79)
مریم: «لا یَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً»(87)
طه: «یَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ رَضِیَ لَهُ قَوْلًا»(109)
الأنبیاء: «وَ قالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ* لا یَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ یَعْمَلُونَ *یَعْلَمُ ما بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا یَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضی وَ هُمْ مِنْ خَشْیَتِهِ مُشْفِقُونَ»(26-28)
الشعراء: «فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ* وَ لا صَدِیقٍ حَمِیمٍ»(100-101)
سبأ: «وَ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّی إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ وَ هُوَ الْعَلِیُّ الْكَبِیرُ»(23)
ص: 29
الدخان: «إِنَّ یَوْمَ الْفَصْلِ مِیقاتُهُمْ أَجْمَعِینَ *یَوْمَ لا یُغْنِی مَوْلًی عَنْ مَوْلًی شَیْئاً وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ* إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِیزُ الرَّحِیمُ»(40-42)
النجم: «وَ كَمْ مِنْ مَلَكٍ فِی السَّماواتِ لا تُغْنِی شَفاعَتُهُمْ شَیْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ یَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ یَشاءُ وَ یَرْضی»(26)
المدثر: «فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِینَ»(48)
النبأ: «یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا لا یَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً»(38)
تفسیر: قال الطبرسی قدس اللّٰه روحه فی قوله تعالی: وَ اتَّقُوا أی احذروا و اخشوا یَوْماً لا تَجْزِی أی لا تغنی أو لا تقضی فیه نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَیْئاً و لا تدفع عنها مكروها و قیل لا یؤدی أحد عن أحد حقا وجب علیه لله أو لغیره وَ لا یُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ قال المفسرون حكم هذه الآیة مختص بالیهود لأنهم قالوا نحن أولاد الأنبیاء و آباؤنا یشفعون لنا فآیسهم اللّٰه عن ذلك فخرج الكلام مخرج العموم و المراد به الخصوص و یدل علی ذلك أن الأمة أجمعت علی أن للنبی صلی اللّٰه علیه و آله شفاعة مقبولة و إن اختلفوا فی كیفیتها فعندنا هی مختصة بدفع المضار و إسقاط العقاب عن مستحقیه من مذنبی المؤمنین و قالت المعتزلة هی فی زیادة المنافع للمطیعین و التائبین دون العاصین و هی ثابتة عندنا للنبی صلی اللّٰه علیه و آله و لأصحابه المنتجبین و للأئمة من أهل بیته الطاهرین و لصالحی المؤمنین و ینجی اللّٰه تعالی بشفاعتهم كثیرا من الخاطئین.
و یؤیده الخبر الذی تلقته الأمة بالقبول
وَ هُوَ قَوْلُهُ علیه السلام ادَّخَرْتُ شَفَاعَتِی لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِی.
وَ مَا جَاءَ فِی رِوَایَاتِ أَصْحَابِنَا رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ مَرْفُوعاً عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: إِنِّی أَشْفَعُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَأُشَفَّعُ وَ یَشْفَعُ عَلِیٌّ فَیُشَفَّعُ وَ یَشْفَعُ أَهْلُ بَیْتِی فَیُشَفَّعُونَ وَ إِنَّ أَدْنَی الْمُؤْمِنِینَ شَفَاعَةً لَیَشْفَعُ فِی أَرْبَعِینَ مِنْ إِخْوَانِهِ كُلٌّ قَدِ اسْتَوْجَبُوا النَّارَ.
وَ لا یُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ أی فدیة لأنه یعادل المفدی و یماثله و أما ما جاء فی الحدیث لا یقبل اللّٰه منه صرفا و لا عدلا فاختلف فی معناه قال الحسن الصرف العمل و العدل الفدیة و قال الأصمعی الصرف التطوع و العدل الفریضة
ص: 30
و قال أبو عبیدة الصرف الحیلة و العدل الفدیة و قال الكلبی الصرف الفدیة و العدل رجل مكانه وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ أی لا یعاونون حتی ینجوا من العذاب و قیل لیس لهم ناصر ینتصر لهم من اللّٰه إذا عاقبهم.
و فی قوله سبحانه لا بَیْعٌ فِیهِ أی لا تجارة وَ لا خُلَّةٌ أی لا صداقة لأنهم بالمعاصی یصیرون أعداء و قیل لأن شغله بنفسه یمنع من صداقة غیره و هذا كقوله الْأَخِلَّاءُ یَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِینَ وَ لا شَفاعَةٌ أی لغیر المؤمنین مطلقا.
و فی قوله سبحانه مَنْ ذَا الَّذِی یَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ هو استفهام معناه الإنكار و النفی أی لا یشفع یوم القیامة أحد لأحد إلا بإذنه و أمره و ذلك أن المشركین كانوا یزعمون أن الأصنام تشفع لهم فأخبر اللّٰه سبحانه أن أحدا ممن له الشفاعة لا یشفع إلا بعد أن یأذن اللّٰه له فی ذلك و یأمره به.
و فی قوله عز و جل وَ نَسُوقُ الْمُجْرِمِینَ إِلی جَهَنَّمَ وِرْداً لا یَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ أی لا یقدرون علی الشفاعة فلا یشفعون و لا یشفع لهم حین یشفع أهل الإیمان بعضهم لبعض لأن ملك الشفاعة علی وجهین أحدهما أن یشفع للغیر و الآخر أن یستدعی الشفاعة من غیره لنفسه فبین سبحانه أن هؤلاء الكفار لا تنفذ شفاعة غیرهم فیهم و لا شفاعة لهم لغیرهم إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً أی لا یملك الشفاعة إلا هؤلاء أو لا یشفع إلا لهؤلاء و العهد هو الإیمان و الإقرار بوحدانیة اللّٰه تعالی و التصدیق بأنبیائه و قیل هو شهادة أن لا إله إلا اللّٰه و أن یتبرءوا إلی اللّٰه من الحول و القوة و لا یرجوا إلا لله عن ابن عباس و قیل معناه لا یشفع إلا من وعد له الرحمن بإطلاق الشفاعة كالأنبیاء و الشهداء و العلماء و المؤمنین علی ما ورد به الأخبار و قال علی بن إبراهیم فی تفسیره
حَدَّثَنِی أَبِی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ لَمْ یُحْسِنْ وَصِیَّتَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ كَانَ نَقْصاً فِی مُرُوءَتِهِ فَقِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ كَیْفَ یُوصِی الْمَیِّتُ قَالَ إِذَا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَیْهِ قَالَ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ وَ تَصْدِیقُ هَذِهِ الْوَصِیَّةِ فِی سُورَةِ مَرْیَمَ فِی قَوْلِهِ لا یَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ
ص: 31
اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً فَهَذَا عَهْدُ الْمَیِّتِ.
أقول: سیأتی الخبر فی باب الوصیة.
و قال فی قوله تعالی إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ رَضِیَ لَهُ قَوْلًا أی لا تنفع ذلك الیوم شفاعة أحد فی غیره إلا شفاعة من أذن اللّٰه له فی أن یشفع و رضی قوله فیها من الأنبیاء و الأولیاء و الصالحین و الصدیقین و الشهداء و فی قوله سبحانه وَ قالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً یعنی من الملائكة سُبْحانَهُ نزه نفسه عن ذلك بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ أی لیسوا أولادا كما تزعمون بل عباد أكرمهم اللّٰه و اصطفاهم لا یَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ أی لا یتكلمون إلا بما یأمرهم به ربهم وَ هُمْ بِأَمْرِهِ یَعْمَلُونَ یَعْلَمُ ما بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ أی ما قدموا من أعمالهم و ما أخروا منها یعنی ما عملوا منها و ما هم عاملون وَ لا یَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضی أی ارتضی اللّٰه دینه و قال مجاهد إلا لمن رضی اللّٰه عنه و قیل هم أهل شهادة أن لا إله إلا اللّٰه و قیل هم المؤمنون المستحقون للثواب و حقیقته أنه لا یشفعون إلا لمن ارتضی اللّٰه أن یشفع فیه فیكون فی معنی قوله مَنْ ذَا الَّذِی یَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ وَ هُمْ مِنْ خَشْیَتِهِ أی من خشیتهم منه فأضیف المصدر إلی المفعول مُشْفِقُونَ خائفون وجلون من التقصیر فی عبادته.
و فی قوله سبحانه وَ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ أی لا تنفع الشفاعة عند اللّٰه إلا لمن رضیه اللّٰه و ارتضاه و أذن له فی الشفاعة مثل الملائكة و الأنبیاء و الأولیاء أو إلا لمن أذن اللّٰه أن یشفع له حَتَّی إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ أی كشف الفزع عن قلوبهم و اختلف فی الضمیر فی قوله عَنْ قُلُوبِهِمْ فقیل یعود إلی المشركین أی حتی إذا أخرج عن قلوبهم الفزع لیسمعوا كلام الملائكة قالُوا أی الملائكة ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا أی المشركون مجیبین لهم الْحَقَّ أی قال الحق فیعترفون أن ما جاء به الرسل كان حقا عن ابن عباس و غیره و قیل إن الضمیر یعود إلی الملائكة ثم اختلف فی معناه علی وجوه أحدها أن الملائكة إذا صعدوا بأعمال العباد و لهم زجل (1)و صوت عظیم فتحسب الملائكة أنها الساعة فیخرون سجدا و یفزعون فإذا علموا أنه لیس ذلك قالُوا ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَ
ص: 32
و ثانیها أن الفترة لما كانت بین عیسی و محمد صلی اللّٰه علیه و آله و بعث اللّٰه محمدا صلی اللّٰه علیه و آله أنزل اللّٰه سبحانه جبرئیل بالوحی فلما نزلت ظنت الملائكة أنه نزل بشی ء من أمر الساعة فصعقوا لذلك فجعل جبرئیل یمر بكل سماء و یكشف عنهم الفزع فرفعوا رءوسهم و قال بعضهم لبعض ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ یعنی الوحی.
و ثالثها أن اللّٰه إذا أوحی إلی بعض ملائكته لحق الملائكة غشی عند سماع الوحی و یصعقون و یخرون سجدا للآیة العظیمة فإذا فزع عن قلوبهم سألت الملائكة ذلك الملك الذی أوحی إلیه ما ذا قال ربك أو یسأل بعضهم بعضا فیعلمون أن الأمر فی غیرهم.
و فی قوله تعالی یَوْمَ لا یُغْنِی مَوْلًی عَنْ مَوْلًی شَیْئاً المولی الصاحب الذی من شأنه أن یتولی معونة صاحبه علی أموره فیدخل فی ذلك ابن العم و الناصر و الحلیف و غیرهم أی لا یغنی فیه ولی عن ولی شیئا و لا یدفع عنه عذاب اللّٰه وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ و هذا لا ینافی ما ذهب إلیه أكثر الأمة من إثبات الشفاعة لأنها لا تحصل إلا بأمر اللّٰه تعالی و إذنه و المراد بالآیة أنه لیس لهم من یدفع عنهم العذاب و ینصرهم من غیر أن یأذن اللّٰه لهم فیه و یدل علیه قوله إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ أی إلا الذین رحمهم اللّٰه من المؤمنین فإنه إما أن یسقط عقابهم ابتداء أو یأذن بالشفاعة فیهم.
و فی قوله تعالی إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ یَأْذَنَ اللَّهُ أی للملائكة فی الشفاعة لِمَنْ یَشاءُ وَ یَرْضی لهم أن یشفعوا فیه.
و فی قوله تعالی فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِینَ أی شفاعة الملائكة و النبیین كما نفعت الموحدین عن ابن عباس و قال الحسن لم تنفعهم شفاعة ملك و لا شهید و لا مؤمن و یعضد هذا الإجماع علی أن عقاب الكفر لا یسقط بالشفاعة و قد صحت الروایة عن ابن مسعود قال یشفع نبیكم رابع أربعة جبرئیل ثم إبراهیم ثم موسی أو عیسی ثم نبیكم لا یشفع أحد أكثر مما یشفع فیه نبیكم ثم النبیون ثم الصدیقون ثم الشهداء و یبقی قوم فی جهنم فیقال لهم ما سَلَكَكُمْ فِی سَقَرَ إلی قوله فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِینَ قال ابن مسعود فهؤلاء الذین یبقون فی جهنم
وَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَقُولُ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَیْ رَبِّ عَبْدُكَ فُلَانٌ سَقَانِی شَرْبَةً مِنْ
ص: 33
مَاءٍ فِی الدُّنْیَا فَشَفِّعْنِی فِیهِ فَیَقُولُ اذْهَبْ فَأَخْرِجْهُ مِنَ النَّارِ فَیَذْهَبُ فَیَتَجَسَّسُ فِی النَّارِ حَتَّی یُخْرِجَهُ مِنْهَا.
-وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ مِنْ أُمَّتِی مَنْ سَیُدْخِلُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ أَكْثَرَ مِنْ مُضَرَ
«1»- ل، الخصال أَبُو الْحَسَنِ طَاهِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یُونُسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْهَرَوِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ نَجْدَةَ عَنْ أَبِی بِشْرٍ خَتَنِ الْمُقْرِی (1)عَنْ مُعْتَمِرِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِكُلِّ نَبِیٍّ دَعْوَةٌ قَدْ دَعَا بِهَا وَ قَدْ سَأَلَ سُؤْلًا وَ قَدْ أَخْبَأْتُ دَعْوَتِی لِشَفَاعَتِی لِأُمَّتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ.
«2»-ل، الخصال أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثَلَاثَةٌ یَشْفَعُونَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیُشَفَّعُونَ الْأَنْبِیَاءُ ثُمَّ الْعُلَمَاءُ ثُمَّ الشُّهَدَاءُ.
«3»-ل، الخصال الْأَرْبَعُمِائَةِ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَا تُعَنُّونَا فِی الطَّلَبِ وَ الشَّفَاعَةِ لَكُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِیمَا قَدَّمْتُمْ وَ قَالَ علیه السلام لَنَا شَفَاعَةٌ وَ لِأَهْلِ مَوَدَّتِنَا شَفَاعَةٌ.
«4»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام لی، الأمالی للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ لَمْ یُؤْمِنْ بِحَوْضِی فَلَا أَوْرَدَهُ اللَّهُ حَوْضِی وَ مَنْ لَمْ یُؤْمِنْ بِشَفَاعَتِی فَلَا أَنَالَهُ اللَّهُ شَفَاعَتِی ثُمَّ قَالَ علیه السلام إِنَّمَا شَفَاعَتِی لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِی فَأَمَّا الْمُحْسِنُونَ فَمَا عَلَیْهِمْ مِنْ سَبِیلٍ قَالَ الْحُسَیْنُ بْنُ خَالِدٍ فَقُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَمَا مَعْنَی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لا یَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضی قَالَ لَا یَشْفَعُونَ (2)إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَی اللَّهُ دِینَهُ.
«5»- ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام قَالَ مُصَنِّفُ هَذَا الْكِتَابِ الْمُؤْمِنُ هُوَ الَّذِی تَسُرُّهُ حَسَنَتُهُ وَ تَسُوؤُهُ
ص: 34
سَیِّئَتُهُ (1)لِقَوْلِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَ سَاءَتْهُ سَیِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَ مَتَی سَاءَتْهُ سَیِّئَةٌ نَدِمَ عَلَیْهَا وَ النَّدَمُ تَوْبَةٌ وَ التَّائِبُ مُسْتَحِقٌّ لِلشَّفَاعَةِ وَ الْغُفْرَانِ وَ مَنْ لَمْ تَسُؤْهُ سَیِّئَتُهُ فَلَیْسَ بِمُؤْمِنٍ وَ إِذَا لَمْ یَكُنْ مُؤْمِناً لَمْ یَسْتَحِقَّ الشَّفَاعَةَ لِأَنَّ اللَّهَ غَیْرُ مُرْتَضٍ لِدِینِهِ.
«6»-لی، الأمالی للصدوق الطَّالَقَانِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِی قِلَابَةَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ غَانِمِ بْنِ الْحَسَنِ السَّعْدِیِّ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ الْمَكِّیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ: قَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَبَتَاهْ أَیْنَ أَلْقَاكَ یَوْمَ الْمَوْقِفِ الْأَعْظَمِ وَ یَوْمَ الْأَهْوَالِ وَ یَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ قَالَ یَا فَاطِمَةُ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ وَ مَعِی لِوَاءُ الْحَمْدِ وَ أَنَا الشَّفِیعُ لِأُمَّتِی إِلَی رَبِّی قَالَتْ یَا أَبَتَاهْ فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ هُنَاكَ قَالَ الْقَیْنِی عَلَی الْحَوْضِ وَ أَنَا أَسْقِی أُمَّتِی قَالَتْ یَا أَبَتَاهْ إِنْ لَمْ أَلْقَكَ هُنَاكَ قَالَ الْقَیْنِی عَلَی الصِّرَاطِ وَ أَنَا قَائِمٌ أَقُولُ رَبِّ سَلِّمْ أُمَّتِی قَالَتْ فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ هُنَاكَ قَالَ الْقَیْنِی وَ أَنَا عِنْدَ الْمِیزَانِ أَقُولُ رَبِّ سَلِّمْ أُمَّتِی قَالَتْ فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ هُنَاكَ قَالَ الْقَیْنِی عَلَی شَفِیرِ جَهَنَّمَ أَمْنَعُ شَرَرَهَا وَ لَهَبَهَا عَنْ أُمَّتِی فَاسْتَبْشَرَتْ فَاطِمَةُ بِذَلِكَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهَا وَ عَلَی أَبِیهَا وَ بَعْلِهَا وَ بَنِیهَا.
«7»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ زُرْعَةَ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ شَفَاعَةِ النَّبِیِّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ قَالَ یُلْجِمُ النَّاسَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ الْعَرَقُ (2)فَیَقُولُونَ انْطَلِقُوا بِنَا إِلَی آدَمَ یَشْفَعُ لَنَا فَیَأْتُونَ آدَمَ فَیَقُولُونَ اشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ (3)فَیَقُولُ إِنَّ لِی ذَنْباً وَ خَطِیئَةً فَعَلَیْكُمْ بِنُوحٍ فَیَأْتُونَ نُوحاً فَیَرُدُّهُمْ إِلَی مَنْ یَلِیهِ وَ یَرُدُّهُمْ كُلُّ نَبِیٍّ إِلَی مَنْ یَلِیهِ حَتَّی یَنْتَهُونَ إِلَی عِیسَی فَیَقُولُ عَلَیْكُمْ بِمُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ عَلَی جَمِیعِ الْأَنْبِیَاءِ فَیَعْرِضُونَ أَنْفُسَهُمْ عَلَیْهِ وَ یَسْأَلُونَهُ فَیَقُولُ انْطَلِقُوا فَیَنْطَلِقُ بِهِمْ إِلَی
ص: 35
بَابِ الْجَنَّةِ وَ یَسْتَقْبِلُ بَابَ الرَّحْمَنِ وَ یَخِرُّ سَاجِداً فَیَمْكُثُ مَا شَاءَ اللَّهُ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَ اشْفَعْ تُشَفَّعْ وَ سَلْ تُعْطَ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَسی أَنْ یَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً.
بیان: تشفع علی بناء المجهول من التفعیل یقال شفعه تشفیعا أی قبل شفاعته.
«8»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ وَ هِشَامٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَوْ قَدْ قُمْتُ (1)الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ لَشَفَعْتُ فِی أَبِی وَ أُمِّی وَ عَمِّی وَ أَخٍ كَانَ لِی فِی الْجَاهِلِیَّةِ (2)
بیان: كون الأخ فی الجاهلیة أی قبل البعثة لا ینافی كونه مؤمنا.
«9»-فس، تفسیر القمی جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ لا یَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً قَالَ لَا یَشْفَعُ وَ لَا یُشَفَّعُ لَهُمْ وَ لَا یَشْفَعُونَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ بِوَلَایَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ فَهُوَ الْعَهْدُ عِنْدَ اللَّهِ الْخَبَرَ.
«10»-بشا، بشارة المصطفی لی، الأمالی للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَبَّاحٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ فَتَغْشَاهُمْ ظُلْمَةٌ شَدِیدَةٌ فَیَضِجُّونَ إِلَی رَبِّهِمْ وَ یَقُولُونَ یَا رَبِّ اكْشِفْ عَنَّا هَذِهِ الظُّلْمَةَ قَالَ فَیُقْبِلُ قَوْمٌ یَمْشِی النُّورُ بَیْنَ أَیْدِیهِمْ قَدْ أَضَاءَ أَرْضَ الْقِیَامَةِ فَیَقُولُ أَهْلُ الْجَمْعِ فَهَؤُلَاءِ أَنْبِیَاءُ اللَّهِ فَیَجِیئُهُمُ النِّدَاءُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مَا هَؤُلَاءِ بِأَنْبِیَاءَ فَیَقُولُ أَهْلُ الْجَمْعِ فَهَؤُلَاءِ مَلَائِكَةٌ فَیَجِیئُهُمُ النِّدَاءُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مَا هَؤُلَاءِ بِمَلَائِكَةٍ فَیَقُولُ أَهْلُ الْجَمْعِ هَؤُلَاءِ شُهَدَاءُ فَیَجِیئُهُمُ النِّدَاءُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مَا هَؤُلَاءِ بِشُهَدَاءَ فَیَقُولُونَ مَنْ هُمْ فَیَجِیئُهُمُ النِّدَاءُ یَا أَهْلَ الْجَمْعِ سَلُوهُمْ مَنْ أَنْتُمْ فَیَقُولُ الْجَمْعُ مَنْ أَنْتُمْ فَیَقُولُونَ نَحْنُ الْعَلَوِیُّونَ نَحْنُ ذُرِّیَّةُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَحْنُ أَوْلَادُ عَلِیٍّ وَلِیِّ اللَّهِ نَحْنُ
ص: 36
الْمَخْصُوصُونَ بِكَرَامَةِ اللَّهِ نَحْنُ الْآمِنُونَ الْمُطْمَئِنُّونَ فَیَجِیئُهُمُ النِّدَاءُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ اشْفَعُوا فِی مُحِبِّیكُمْ وَ أَهْلِ مَوَدَّتِكُمْ وَ شِیعَتِكُمْ فَیَشْفَعُونَ فَیُشَفَّعُونَ.
«11»-ع، علل الشرائع أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَدْیَنَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: شِیعَتُنَا مِنْ نُورِ اللَّهِ خُلِقُوا وَ إِلَیْهِ یَعُودُونَ وَ اللَّهِ إِنَّكُمْ لَمُلْحَقُونَ بِنَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ إِنَّا لَنَشْفَعُ فَنُشَفَّعُ وَ وَ اللَّهِ إِنَّكُمْ لَتَشْفَعُونَ فَتُشَفَّعُونَ وَ مَا مِنْ رَجُلٍ مِنْكُمْ إِلَّا وَ سَتُرْفَعُ لَهُ نَارٌ عَنْ شِمَالِهِ وَ جَنَّةٌ عَنْ یَمِینِهِ فَیُدْخِلُ أَحِبَّاءَهُ الْجَنَّةَ وَ أَعْدَاءَهُ النَّارَ.
«12»-لی، الأمالی للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنِ الْقَلَانِسِیِّ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا قُمْتُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ تَشَفَّعْتُ فِی أَصْحَابِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِی فَیُشَفِّعُنِی اللَّهُ فِیهِمْ وَ اللَّهِ لَا تَشَفَّعْتُ فِیمَنْ آذَی ذُرِّیَّتِی.
«13»-لی، الأمالی للصدوق الْقَطَّانُ عَنِ السُّكَّرِیِّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام مَنْ أَنْكَرَ ثَلَاثَةَ أَشْیَاءَ فَلَیْسَ مِنْ شِیعَتِنَا الْمِعْرَاجَ وَ الْمُسَاءَلَةَ فِی الْقَبْرِ وَ الشَّفَاعَةَ.
«14»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی فِی خَبَرِ أَبِی ذَرٍّ وَ سَلْمَانَ قَالا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ أَعْطَانِی مَسْأَلَةً فَأَخَّرْتُ مَسْأَلَتِی لِشَفَاعَةِ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ أُمَّتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَفَعَلَ ذَلِكَ الْخَبَرَ.
«15»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أُسَامَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ وَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالا وَ اللَّهِ لَنَشْفَعَنَّ وَ اللَّهِ لَنَشْفَعَنَّ فِی الْمُذْنِبِینَ مِنْ شِیعَتِنَا حَتَّی تَقُولَ أَعْدَاؤُنَا إِذَا رَأَوْا ذَلِكَ فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ وَ لا صَدِیقٍ حَمِیمٍ فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ مِنَ الْمُهْتَدِینَ قَالَ لِأَنَّ الْإِیمَانَ قَدْ لَزِمَهُمْ بِالْإِقْرَارِ.
بیان: أی لیس المراد بالإیمان هنا الإسلام بل الاهتداء إلی الأئمة علیهم السلام و ولایتهم أو لیس المراد الإیمان الظاهری.
ص: 37
«16»-فس، تفسیر القمی وَ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ قَالَ لَا یَشْفَعُ أَحَدٌ مِنْ أَنْبِیَاءِ اللَّهِ وَ رُسُلِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَتَّی یَأْذَنَ اللَّهُ لَهُ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذِنَ لَهُ فِی الشَّفَاعَةِ مِنْ قَبْلِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ الشَّفَاعَةُ لَهُ وَ لِلْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ لِلْأَنْبِیَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ وَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ.
قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ الْمُكَبِّرِ قَالَ: دَخَلَ مَوْلًی لِامْرَأَةِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام یُقَالُ لَهُ أَبُو أَیْمَنَ فَقَالَ یَا أَبَا جَعْفَرٍ تُغْرُونَ النَّاسَ وَ تَقُولُونَ شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ فَغَضِبَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام حَتَّی تَرَبَّدَ وَجْهُهُ ثُمَّ قَالَ وَیْحَكَ یَا أَبَا أَیْمَنَ أَ غَرَّكَ أَنْ عَفَّ بَطْنُكَ وَ فَرْجُكَ أَمَا لَوْ قَدْ رَأَیْتَ أَفْزَاعَ الْقِیَامَةِ لَقَدِ احْتَجْتَ إِلَی شَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَیْلَكَ فَهَلْ یَشْفَعُ إِلَّا لِمَنْ وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ ثُمَّ قَالَ مَا أَحَدٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ إِلَّا وَ هُوَ مُحْتَاجٌ إِلَی شَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الشَّفَاعَةَ فِی أُمَّتِهِ وَ لَنَا شَفَاعَةً (1)فِی شِیعَتِنَا وَ لِشِیعَتِنَا شَفَاعَةً فِی أَهَالِیهِمْ ثُمَّ قَالَ وَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَشْفَعُ (2)فِی مِثْلِ رَبِیعَةَ وَ مُضَرَ وَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَشْفَعُ حَتَّی لِخَادِمِهِ وَ یَقُولُ یَا رَبِّ حَقَّ خِدْمَتِی كَانَ یَقِینِی الْحَرَّ وَ الْبَرْدَ.
-سن، المحاسن أبی عن ابن أبی عمیر مثله (3)إلی قوله وجبت له النار بیان تربّد تغیّر.
«17»-ل، الخصال ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ وَ سَعْدٌ عَنِ ابْنِ عِیسَی وَ الْبَرْقِیِّ مَعاً عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُعْطِیتُ خَمْساً لَمْ یُعْطَهَا أَحَدٌ قَبْلِی جُعِلَتْ لِیَ الْأَرْضُ مَسْجِداً وَ طَهُوراً وَ نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ وَ أُحِلَّ لِیَ الْمَغْنَمُ وَ أُعْطِیتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ وَ أُعْطِیتُ الشَّفَاعَةَ.
«18»-ل، الخصال مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ الرَّقِّیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فِی
ص: 38
حَدِیثٍ طَوِیلٍ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فِی جَوَابِ نَفَرٍ مِنَ الْیَهُودِ سَأَلُوهُ عَنْ مَسَائِلَ وَ أَمَّا شَفَاعَتِی فَفِی أَصْحَابِ الْكَبَائِرِ مَا خَلَا أَهْلَ الشِّرْكِ وَ الظُّلْمِ.
بیان: المراد بالظلم سائر أنواع الكفر و المذاهب الباطلة.
«19»-ل، الخصال الْقَطَّانُ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا عَنْ ابْنِ حَبِیبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ «1» الزُّرَقِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلْجَنَّةِ ثَمَانِیَةَ أَبْوَابٍ بَابٌ یَدْخُلُ مِنْهُ النَّبِیُّونَ وَ الصِّدِّیقُونَ وَ بَابٌ یَدْخُلُ مِنْهُ الشُّهَدَاءُ وَ الصَّالِحُونَ وَ خَمْسَةُ أَبْوَابٍ یَدْخُلُ مِنْهَا شِیعَتُنَا وَ مُحِبُّونَا فَلَا أَزَالُ وَاقِفاً عَلَی الصِّرَاطِ أَدْعُو وَ أَقُولُ رَبِّ سَلِّمْ شِیعَتِی وَ مُحِبِّی وَ أَنْصَارِی وَ مَنْ تَوَالانِی فِی دَارِ الدُّنْیَا فَإِذَا النِّدَاءُ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ قَدْ أُجِیبَتْ دَعْوَتُكَ وَ شُفِّعْتَ فِی شِیعَتِكَ وَ یَشْفَعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْ شِیعَتِی وَ مَنْ تَوَلَّانِی وَ نَصَرَنِی وَ حَارَبَ مَنْ حَارَبَنِی بِفِعْلٍ أَوْ قَوْلٍ فِی سَبْعِینَ أَلْفاً مِنْ جِیرَانِهِ وَ أَقْرِبَائِهِ وَ بَابٌ یَدْخُلُ مِنْهُ سَائِرُ الْمُسْلِمِینَ مِمَّنْ یَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ لَمْ یَكُنْ فِی قَلْبِهِ مِقْدَارُ ذَرَّةٍ مِنْ بُغْضِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ.
«20»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام سَمِعْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِذَا حُشِرَ النَّاسُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ نَادَانِی مُنَادٍ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ اسْمُهُ قَدْ أَمْكَنَكَ مِنْ مُجَازَاةِ مُحِبِّیكَ
ص: 39
وَ مُحِبِّی أَهْلِ بَیْتِكَ الْمُوَالِینَ لَهُمْ فِیكَ وَ الْمُعَادِینَ لَهُمْ فِیكَ فَكَافِهِمْ بِمَا شِئْتَ فَأَقُولُ یَا رَبِّ الْجَنَّةَ فَأُبَوِّؤُهُمْ مِنْهَا حَیْثُ شِئْتُ فَذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِی وُعِدْتُ بِهِ.
«21»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْحَفَّارُ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَلِیٍّ الدِّعْبِلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ كَثِیرٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَی أَبِی نُوَاسٍ الْحَسَنِ بْنِ هَانِی نَعُودُهُ فِی مَرَضِهِ الَّذِی مَاتَ فِیهِ فَقَالَ لَهُ عِیسَی بْنُ مُوسَی الْهَاشِمِیُّ یَا أَبَا عَلِیٍّ أَنْتَ فِی آخِرِ یَوْمٍ مِنْ أَیَّامِ الدُّنْیَا وَ أَوَّلِ یَوْمٍ مِنَ الْآخِرَةِ وَ بَیْنَكَ وَ بَیْنَ اللَّهِ هَنَاتٌ (1)فَتُبْ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ أَبُو نُوَاسٍ سَنِّدُونِی فَلَمَّا اسْتَوَی جَالِساً قَالَ إِیَّایَ تُخَوِّفُنِی بِاللَّهِ وَ قَدْ حَدَّثَنِی حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِیِّ- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِكُلِّ نَبِیٍّ شَفَاعَةٌ وَ أَنَا خَبَأْتُ شَفَاعَتِی لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَ فَتَرَی لَا أَكُونُ مِنْهُمْ.
«22»-ل، الخصال فِی خَبَرِ الْأَعْمَشِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَصْحَابُ الْحُدُودِ مُسْلِمُونَ لَا مُؤْمِنُونَ وَ لَا كَافِرُونَ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَا یُدْخِلُ النَّارَ مُؤْمِناً وَ قَدْ وَعَدَهُ الْجَنَّةَ وَ لَا یُخْرِجُ مِنَ النَّارِ كَافِراً وَ قَدْ أَوْعَدَهُ النَّارَ وَ الْخُلُودَ فِیهَا وَ یَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ یَشاءُ فَأَصْحَابُ الْحُدُودِ فُسَّاقٌ لَا مُؤْمِنُونَ وَ لَا كَافِرُونَ وَ لَا یَخْلُدُونَ فِی النَّارِ وَ یَخْرُجُونَ مِنْهَا یَوْماً وَ الشَّفَاعَةُ جَائِزَةٌ لَهُمْ وَ لِلْمُسْتَضْعَفِینَ إِذَا ارْتَضَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ دِینَهُمْ الْخَبَرَ.
«23»- ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام فِیمَا كَتَبَ الرِّضَا علیه السلام لِلْمَأْمُونِ مَنْ مَحَضَ الْإِیمَانَ وَ مُذْنِبُو أَهْلِ التَّوْحِیدِ یَدْخُلُونَ النَّارَ وَ یَخْرُجُونَ مِنْهَا وَ الشَّفَاعَةُ جَائِزَةٌ لَهُمْ.
«24»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام أَحْمَدُ بْنُ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَیْهَقِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَدَنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَیْهِ الْقَزْوِینِیِّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وُلِّینَا حِسَابَ شِیعَتِنَا فَمَنْ كَانَتْ مَظْلِمَتُهُ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَكَمْنَا فِیهَا فَأَجَابَنَا وَ مَنْ كَانَتْ مَظْلِمَتُهُ بَیْنَهُ وَ فِیمَا بَیْنَ النَّاسِ اسْتَوْهَبْنَاهَا فَوُهِبَتْ لَنَا وَ مَنْ كَانَتْ مَظْلِمَتُهُ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَنَا كُنَّا أَحَقَّ مَنْ عَفَا وَ صَفَحَ.
«25»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: مَنْ
ص: 40
كَذَّبَ بِشَفَاعَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ تَنَلْهُ.
«26»-ثو، ثواب الأعمال أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی وَلَّادٍ عَنْ مُیَسِّرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ مِنْكُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ لَیَمُرُّ بِهِ الرَّجُلُ لَهُ الْمَعْرِفَةُ بِهِ فِی الدُّنْیَا وَ قَدْ أُمِرَ بِهِ إِلَی النَّارِ وَ الْمَلَكُ یَنْطَلِقُ بِهِ قَالَ فَیَقُولُ لَهُ یَا فُلَانُ أَغِثْنِی فَقَدْ كُنْتُ أَصْنَعُ إِلَیْكَ الْمَعْرُوفَ فِی الدُّنْیَا وَ أَسْعَفُكَ فِی الْحَاجَةِ تَطْلُبُهَا مِنِّی فَهَلْ عِنْدَكَ الْیَوْمَ مُكَافَاةٌ فَیَقُولُ الْمُؤْمِنُ لِلْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِهِ خَلِّ سَبِیلَهُ قَالَ فَیَسْمَعُ اللَّهُ قَوْلَ الْمُؤْمِنِ فَیَأْمُرُ الْمَلَكَ أَنْ یُجِیزَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِ فَیُخَلِّی سَبِیلَهُ.
«27»-ثو، ثواب الأعمال أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی الْمَغْرَاءِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ عَلِیٍّ الصَّائِغِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَشْفَعُ لِحَمِیمِهِ إِلَّا أَنْ یَكُونَ نَاصِباً وَ لَوْ أَنَّ نَاصِباً شَفَعَ لَهُ كُلُّ نَبِیٍّ مُرْسَلٍ وَ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ مَا شُفِّعُوا (1)
«28»-سن، المحاسن أَبِی عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لا یَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً قَالَ نَحْنُ وَ اللَّهِ الْمَأْذُونُ لَهُمْ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ وَ الْقَائِلُونَ صَوَاباً قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا تَقُولُونَ (2)قَالَ نُمَجِّدُ رَبَّنَا وَ نُصَلِّی عَلَی نَبِیِّنَا وَ نَشْفَعُ لِشِیعَتِنَا فَلَا یَرُدُّنَا رَبُّنَا.
-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة محمد بن العباس عن الحسن عن محمد بن عیسی عن یونس عن سعدان مثله- و عن الكاظم علیه السلام أیضا مثله.
«29»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْمَاضِی علیه السلام مِثْلَهُ.
«30»-سن، المحاسن بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَوْلُهُ مَنْ ذَا الَّذِی یَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ یَعْلَمُ ما بَیْنَ أَیْدِیهِمْ (3)قَالَ نَحْنُ أُولَئِكَ الشَّافِعُونَ.
ص: 41
شی، تفسیر العیاشی عن معاویة بن عمار مثله.
«31»-سن، المحاسن أَبِی عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ لَنَا جَاراً مِنَ الْخَوَارِجِ یَقُولُ إِنَّ مُحَمَّداً یَوْمَ الْقِیَامَةِ هَمُّهُ نَفْسُهُ فَكَیْفَ یَشْفَعُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا أَحَدٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ إِلَّا وَ هُوَ یَحْتَاجُ إِلَی شَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ الْقِیَامَةِ.
«32»-سن، المحاسن عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ مُفَضَّلٍ أَوْ غَیْرِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ وَ لا صَدِیقٍ حَمِیمٍ قَالَ الشَّافِعُونَ الْأَئِمَّةُ وَ الصَّدِیقُ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ.
«33»-سن، المحاسن أَبِی عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله شَفَاعَةً.
«34»-سن، المحاسن أَبِی عَنْ فَضَالَةَ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ أَنَّهُ قَالَ: لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله شَفَاعَةٌ فِی أُمَّتِهِ وَ لَنَا شَفَاعَةٌ فِی شِیعَتِنَا وَ لِشِیعَتِنَا شَفَاعَةٌ فِی أَهْلِ بَیْتِهِمْ.
«35»-سن، المحاسن أَبِی عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ عَلِیٍّ الْخَدَمِیِّ (1)قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ الْجَارَ یَشْفَعُ لِجَارِهِ وَ الْحَمِیمَ لِحَمِیمِهِ وَ لَوْ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ الْمُقَرَّبِینَ وَ الْأَنْبِیَاءَ الْمُرْسَلِینَ شَفَعُوا فِی نَاصِبٍ مَا شُفِّعُوا.
«36»-سن، المحاسن ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَسَدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا جَابِرُ لَا تَسْتَعِنْ بِعَدُوِّنَا فِی حَاجَةٍ وَ لَا تَسْتَعْطِهِ (2)وَ لَا تَسْأَلْهُ شَرْبَةَ مَاءٍ إِنَّهُ لَیَمُرُّ بِهِ الْمُؤْمِنُ فِی النَّارِ فَیَقُولُ یَا مُؤْمِنُ أَ لَسْتُ فَعَلْتُ بِكَ كَذَا وَ كَذَا فَیَسْتَحْیِی مِنْهُ فَیَسْتَنْقِذُهُ مِنَ النَّارِ فَإِنَّمَا سُمِّیَ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً لِأَنَّهُ یُؤْمِنُ عَلَی اللَّهِ فَیُؤْمِنُ فَیُجِیزُ أَمَانَهُ.
ص: 42
«37»-قب، المناقب لابن شهرآشوب 1 عَلِیُّ بْنُ الْجَعْدِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِی الْجَوْزَاءِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِینَ قَالَ یَعْنِی مَا تَنْفَعُ كُفَّارَ مَكَّةَ شَفَاعَةُ الشَّافِعِینَ ثُمَّ قَالَ أَوَّلُ مَنْ یَشْفَعُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی أُمَّتِهِ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَوَّلُ مَنْ یَشْفَعُ فِی أَهْلِ بَیْتِهِ وَ وُلْدِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَوَّلُ مَنْ یَشْفَعُ فِی الرُّومِ الْمُسْلِمِینَ صُهَیْبٌ وَ أَوَّلُ مَنْ یَشْفَعُ فِی مُؤْمِنِی الْحَبَشَةِ بِلَالٌ.
«38»-حُمْرَانُ بْنُ أَعْیَنَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام وَ اللَّهِ لَنَشْفَعَنَّ لِشِیعَتِنَا وَ اللَّهِ لَنَشْفَعَنَّ لِشِیعَتِنَا وَ اللَّهِ لَنَشْفَعَنَّ لِشِیعَتِنَا حَتَّی یَقُولَ النَّاسُ فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ وَ لا صَدِیقٍ حَمِیمٍ
«39»-فِرْدَوْسُ الدَّیْلَمِیِّ أَبُو هُرَیْرَةَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الشُّفَعَاءُ خَمْسَةٌ الْقُرْآنُ وَ الرَّحِمُ وَ الْأَمَانَةُ وَ نَبِیُّكُمْ وَ أَهْلُ بَیْتِ نَبِیِّكُمْ.
«40»-تَفْسِیرُ وَكِیعٍ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ وَ لَسَوْفَ یُعْطِیكَ رَبُّكَ فَتَرْضی یَعْنِی وَ لَسَوْفَ یُشَفِّعُكَ یَا مُحَمَّدُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی جَمِیعِ أَهْلِ بَیْتِكَ فَتُدْخِلُهُمْ كُلَّهُمُ الْجَنَّةَ تَرْضَی بِذَلِكَ عَنْ رَبِّكَ.
«41»-الْبَاقِرُ علیه السلام فِی قَوْلِهِ وَ تَری كُلَّ أُمَّةٍ جاثِیَةً الْآیَةَ. قَالَ ذَاكَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٌّ یَقُومُ عَلَی كَوْمٍ قَدْ عَلَا عَلَی الْخَلَائِقِ فَیَشْفَعُ ثُمَّ یَقُولُ یَا عَلِیُّ اشْفَعْ فَیَشْفَعُ الرَّجُلُ فِی الْقَبِیلَةِ وَ یَشْفَعُ الرَّجُلُ لِأَهْلِ الْبَیْتِ وَ یَشْفَعُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلَیْنِ عَلَی قَدْرِ عَمَلِهِ فَذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ.
«42»-أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ بَشِّرِ الَّذِینَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ وَلَایَةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ یُقَالُ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ قَالَ شَفَاعَةُ النَّبِیِّ وَ الَّذِی جاءَ بِالصِّدْقِ شَفَاعَةُ عَلِیٍّ علیه السلام أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ شَفَاعَةُ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام.
«43»-النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنِّی لَأَشْفَعُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَأُشَفَّعُ وَ یَشْفَعُ عَلِیٌّ فَیُشَفَّعُ وَ یَشْفَعُ أَهْلُ بَیْتِی فَیُشَفَّعُونَ.
بیان: قال الجزری الكوم من الارتفاع و العلو و منه الحدیث إن قوما من الموحّدین یحبسون یوم القیامة علی الكوم إلی أن یهذّبوا هی بالفتح المواضع المشرفة واحدها كومة و یهذبوا أی ینفوا من المآثم.
ص: 43
«44»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام اللَّهُ رَحِیمٌ بِعِبَادِهِ وَ مِنْ رَحْمَتِهِ أَنَّهُ خَلَقَ مِائَةَ رَحْمَةٍ جَعَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً فِی الْخَلْقِ كُلِّهِمْ فَبِهَا یَتَرَاحَمُ النَّاسُ وَ تَرْحَمُ الْوَالِدَةُ وَلَدَهَا وَ تَحَنَّنُ الْأُمَّهَاتُ (1)مِنَ الْحَیَوَانَاتِ عَلَی أَوْلَادِهَا فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَضَافَ هَذِهِ الرَّحْمَةَ الْوَاحِدَةَ إِلَی تِسْعٍ وَ تِسْعِینَ رَحْمَةً فَیَرْحَمُ بِهَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ثُمَّ یُشَفِّعُهُمْ فِیمَنْ یُحِبُّونَ لَهُ الشَّفَاعَةَ مِنْ أَهْلِ الْمِلَّةِ حَتَّی إِنَّ الْوَاحِدَ لَیَجِی ءُ إِلَی مُؤْمِنٍ مِنَ الشِّیعَةِ فَیَقُولُ اشْفَعْ لِی فَیَقُولُ وَ أَیُّ حَقٍّ لَكَ عَلَیَّ فَیَقُولُ سَقَیْتُكَ یَوْماً مَاءً فَیَذْكُرُ ذَلِكَ فَیَشْفَعُ لَهُ فَیُشَفَّعُ فِیهِ وَ یَجِیئُهُ آخَرُ فَیَقُولُ إِنَّ لِی عَلَیْكَ حَقّاً فَاشْفَعْ لِی فَیَقُولُ وَ مَا حَقُّكَ عَلَیَّ فَیَقُولُ اسْتَظْلَلْتَ بِظِلِّ جِدَارِی سَاعَةً فِی یَوْمٍ حَارٍّ فَیَشْفَعُ لَهُ فَیُشَفَّعُ فِیهِ وَ لَا یَزَالُ یَشْفَعُ حَتَّی یَشْفَعَ فِی جِیرَانِهِ وَ خُلَطَائِهِ وَ مَعَارِفِهِ (2)فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ أَكْرَمُ عَلَی اللَّهِ مِمَّا تَظُنُّونَ.
«45»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اتَّقُوا یَوْماً لا تَجْزِی نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَیْئاً لَا یَدْفَعُ عَنْهَا عَذَاباً قَدِ اسْتَحَقَّتْهُ عِنْدَ النَّزْعِ وَ لا یُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ یَشْفَعُ لَهَا بِتَأْخِیرِ الْمَوْتِ عَنْهَا وَ لا یُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ لَا یُقْبَلُ فِدَاءٌ مَكَانَهُ یُمَاتُ وَ یُتْرَكُ هُوَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام وَ هَذَا یَوْمُ الْمَوْتِ فَإِنَّ الشَّفَاعَةَ وَ الْفِدَاءَ لَا یُغْنِی فِیهِ (عَنْهُ) فَأَمَّا فِی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَإِنَّا وَ أَهْلَنَا نَجْزِی عَنْ شِیعَتِنَا كُلَّ جَزَاءٍ لَیَكُونَنَّ عَلَی الْأَعْرَافِ بَیْنَ الْجَنَّةِ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهم السلام وَ الطَّیِّبُونَ مِنْ آلِهِمْ فَنَرَی بَعْضَ شِیعَتِنَا فِی تِلْكَ الْعَرَصَاتِ فَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ مُقَصِّراً فِی بَعْضِ شَدَائِدِهَا فَنَبْعَثُ عَلَیْهِمْ خِیَارَ شِیعَتِنَا كَسَلْمَانَ وَ الْمِقْدَادِ وَ أَبِی ذَرٍّ وَ عَمَّارٍ وَ نُظَرَائِهِمْ فِی الْعَصْرِ الَّذِی یَلِیهِمْ وَ فِی كُلِّ عَصْرٍ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَیَنْقُضُونَ عَلَیْهِمْ كَالْبُزَاةِ وَ الصُّقُورِ وَ یَتَنَاوَلُونَهُمْ كَمَا یَتَنَاوَلُ الْبُزَاةُ وَ الصُّقُورُ صَیْدَهَا فَیَزُفُّونَهُمْ إِلَی الْجَنَّةِ زَفّاً وَ إِنَّا لَنَبْعَثُ عَلَی آخَرِینَ مِنْ مُحِبِّینَا مِنْ خِیَارِ شِیعَتِنَا كَالْحَمَامِ فَیَلْتَقِطُونَهُمْ مِنَ الْعَرَصَاتِ كَمَا یَلْتَقِطُ الطَّیْرُ الْحَبَّ وَ یَنْقُلُونَهُمْ إِلَی الْجِنَانِ بِحَضْرَتِنَا وَ سَیُؤْتَی بِالْوَاحِدِ مِنْ مُقَصِّرِی شِیعَتِنَا فِی أَعْمَالِهِ بَعْدَ أَنْ صَانَ الْوَلَایَةَ وَ التَّقِیَّةَ وَ حُقُوقَ إِخْوَانِهِ وَ یُوقَفُ بِإِزَائِهِ مَا بَیْنَ مِائَةٍ وَ أَكْثَرَ
ص: 44
مِنْ ذَلِكَ إِلَی مِائَةِ أَلْفٍ مِنَ النُّصَّابِ فَیُقَالُ لَهُ هَؤُلَاءِ فِدَاؤُكَ مِنَ النَّارِ فَیَدْخُلُ هَؤُلَاءِ الْمُؤْمِنُونَ الْجَنَّةَ وَ أُولَئِكَ النُّصَّابُ النَّارَ وَ ذَلِكَ مَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی رُبَما یَوَدُّ الَّذِینَ كَفَرُوا یَعْنِی بِالْوَلَایَةِ لَوْ كانُوا مُسْلِمِینَ فِی الدُّنْیَا مُنْقَادِینَ لِلْإِمَامَةِ لِیُجْعَلَ مُخَالِفُوهُمْ مِنَ النَّارِ فِدَاءَهُمْ.
«46»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ خَیْثَمَةَ الْجُعْفِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَا وَ مُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ لَیْلًا لَیْسَ عِنْدَهُ أَحَدٌ غَیْرُنَا فَقَالَ لَهُ مُفَضَّلٌ الْجُعْفِیُّ جُعِلْتُ فِدَاكَ حَدِّثْنَا حَدِیثاً نُسَرُّ بِهِ قَالَ نَعَمْ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ حَشَرَ اللَّهُ الْخَلَائِقَ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا (1)قَالَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا الْغُرْلُ قَالَ كَمَا خُلِقُوا أَوَّلَ مَرَّةٍ فَیَقِفُونَ حَتَّی یُلْجِمَهُمُ الْعَرَقُ فَیَقُولُونَ لَیْتَ اللَّهَ یَحْكُمُ بَیْنَنَا وَ لَوْ إِلَی النَّارِ یَرَوْنَ أَنَّ فِی النَّارِ رَاحَةً فِیمَا هُمْ فِیهِ ثُمَّ یَأْتُونَ آدَمَ فَیَقُولُونَ أَنْتَ أَبُونَا وَ أَنْتَ نَبِیٌّ فَاسْأَلْ رَبَّكَ یَحْكُمْ بَیْنَنَا وَ لَوْ إِلَی النَّارِ فَیَقُولُ آدَمُ لَسْتُ بِصَاحِبِكُمْ خَلَقَنِی رَبِّی بِیَدِهِ وَ حَمَلَنِی عَلَی عَرْشِهِ وَ أَسْجَدَ لِی مَلَائِكَتَهُ ثُمَّ أَمَرَنِی فَعَصَیْتُهُ وَ لَكِنِّی أَدُلُّكُمْ عَلَی ابْنِیَ الصِّدِّیقِ الَّذِی مَكَثَ فِی قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِینَ عَاماً یَدْعُوهُمْ كُلَّمَا كَذَّبُوا اشْتَدَّ تَصْدِیقُهُ (نوح) قَالَ فَیَأْتُونَ نُوحاً فَیَقُولُونَ سَلْ رَبَّكَ یَحْكُمْ بَیْنَنَا وَ لَوْ إِلَی النَّارِ قَالَ فَیَقُولُ لَسْتُ بِصَاحِبِكُمْ إِنِّی قُلْتُ إِنَّ ابْنِی مِنْ أَهْلِی وَ لَكِنِّی أَدُلُّكُمْ عَلَی مَنِ اتَّخَذَهُ اللَّهُ خَلِیلًا فِی دَارِ الدُّنْیَا ایتُوا إِبْرَاهِیمَ قَالَ فَیَأْتُونَ إِبْرَاهِیمَ فَیَقُولُ لَسْتُ بِصَاحِبِكُمْ إِنِّی قُلْتُ إِنِّی سَقِیمٌ وَ لَكِنِّی أَدُلُّكُمْ عَلَی مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ تَكْلِیماً (موسی) قَالَ فَیَأْتُونَ مُوسَی فَیَقُولُونَ لَهُ فَیَقُولُ لَسْتُ بِصَاحِبِكُمْ إِنِّی قَتَلْتُ نَفْساً (2)وَ لَكِنِّی أَدُلُّكُمْ عَلَی مَنْ كَانَ یَخْلُقُ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ یُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ بِإِذْنِ اللَّهِ (عیسی) فَیَأْتُونَهُ فَیَقُولُ لَسْتُ بِصَاحِبِكُمْ وَ لَكِنِّی أَدُلُّكُمْ عَلَی مَنْ بَشَّرْتُكُمْ بِهِ فِی دَارِ الدُّنْیَا (أحمد) ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا مِنْ نَبِیٍّ وُلِدَ مِنْ آدَمَ إِلَی مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ إِلَّا وَ هُمْ تَحْتَ لِوَاءِ مُحَمَّدٍ قَالَ فَیَأْتُونَهُ ثُمَّ قَالَ فَیَقُولُونَ
ص: 45
یَا مُحَمَّدُ سَلْ رَبَّكَ یَحْكُمْ بَیْنَنَا وَ لَوْ إِلَی النَّارِ قَالَ فَیَقُولُ نَعَمْ أَنَا صَاحِبُكُمْ فَیَأْتِی دَارَ الرَّحْمَنِ وَ هِیَ عَدْنٌ وَ إِنَّ بَابَهَا سَعَتُهُ بُعْدُ مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ فَیُحَرِّكُ حَلْقَةً مِنَ الْحَلَقِ فَیُقَالُ مَنْ هَذَا وَ هُوَ أَعْلَمُ بِهِ فَیَقُولُ أَنَا مُحَمَّدٌ فَیُقَالُ افْتَحُوا لَهُ قَالَ فَیُفْتَحُ لِی قَالَ فَإِذَا نَظَرْتُ إِلَی رَبِّی مَجَّدْتُهُ تَمْجِیداً لَمْ یُمَجِّدْهُ أَحَدٌ كَانَ قَبْلِی وَ لَا یُمَجِّدُهُ أَحَدٌ كَانَ بَعْدِی ثُمَّ أَخِرُّ سَاجِداً فَیَقُولُ یَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَ قُلْ یُسْمَعْ قَوْلُكَ وَ اشْفَعْ تُشَفَّعْ وَ سَلْ تُعْطَ قَالَ فَإِذَا رَفَعْتُ رَأْسِی وَ نَظَرْتُ إِلَی رَبِّی مَجَّدْتُهُ تَمْجِیداً أَفْضَلَ مِنَ الْأَوَّلِ ثُمَّ أَخِرُّ سَاجِداً فَیَقُولُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَ قُلْ یُسْمَعْ قَوْلُكَ وَ اشْفَعْ تُشَفَّعْ وَ سَلْ تُعْطَ فَإِذَا رَفَعْتُ رَأْسِی وَ نَظَرْتُ إِلَی رَبِّی مَجَّدْتُهُ تَمْجِیداً أَفْضَلَ مِنَ الْأَوَّلِ وَ الثَّانِی ثُمَّ أَخِرُّ سَاجِداً فَیَقُولُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَ قُلْ یُسْمَعْ قَوْلُكَ وَ اشْفَعْ تُشَفَّعْ وَ سَلْ تُعْطَ فَإِذَا رَفَعْتُ رَأْسِی أَقُولُ رَبِّ احْكُمْ بَیْنَ عِبَادِكَ وَ لَوْ إِلَی النَّارِ فَیَقُولُ نَعَمْ یَا مُحَمَّدُ قَالَ ثُمَّ یُؤْتَی بِنَاقَةٍ مِنْ یَاقُوتٍ أَحْمَرَ وَ زِمَامُهَا زَبَرْجَدٌ أَخْضَرُ حَتَّی أَرْكَبَهَا ثُمَّ آتِی الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ حَتَّی أَقْضِیَ عَلَیْهِ وَ هُوَ تَلٌّ مِنْ مِسْكٍ أَذْفَرَ بِحِیَالِ الْعَرْشِ ثُمَّ یُدْعَی إِبْرَاهِیمُ فَیُحْمَلُ عَلَی مِثْلِهَا فَیَجِی ءُ حَتَّی یَقِفَ عَنْ یَمِینِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَدَهُ فَضَرَبَ عَلَی كَتِفِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ثُمَّ قَالَ ثُمَّ تُؤْتَی وَ اللَّهِ بِمِثْلِهَا فَتُحْمَلُ عَلَیْهِ ثُمَّ تَجِی ءُ حَتَّی تَقِفَ بَیْنِی وَ بَیْنَ أَبِیكَ إِبْرَاهِیمَ ثُمَّ یَخْرُجُ مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ الرَّحْمَنِ فَیَقُولُ یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ أَ لَیْسَ الْعَدْلُ مِنْ رَبِّكُمْ أَنْ یُوَلِّیَ كُلَّ قَوْمٍ مَا كَانُوا یَتَوَلَّوْنَ فِی دَارِ الدُّنْیَا فَیَقُولُونَ بَلَی وَ أَیُّ شَیْ ءٍ عَدْلٌ غَیْرُهُ قَالَ فَیَقُومُ الشَّیْطَانُ الَّذِی أَضَلَّ فِرْقَةً مِنَ النَّاسِ حَتَّی زَعَمُوا أَنَّ عِیسَی هُوَ اللَّهُ وَ ابْنُ اللَّهِ فَیَتَّبِعُونَهُ إِلَی النَّارِ وَ یَقُومُ الشَّیْطَانُ الَّذِی أَضَلَّ فِرْقَةً مِنَ النَّاسِ حَتَّی زَعَمُوا أَنَّ عُزَیْزاً ابْنُ اللَّهِ حَتَّی یَتَّبِعُونَهُ إِلَی النَّارِ وَ یَقُومُ كُلُّ شَیْطَانٍ أَضَلَّ فِرْقَةً فَیَتَّبِعُونَهُ إِلَی النَّارِ حَتَّی تَبْقَی هَذِهِ الْأُمَّةُ ثُمَّ یَخْرُجُ مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَیَقُولُ یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ أَ لَیْسَ الْعَدْلُ مِنْ رَبِّكُمْ أَنْ یُوَلِّیَ كُلَّ فَرِیقٍ مَنْ كَانُوا یَتَوَلَّوْنَ فِی دَارِ الدُّنْیَا فَیَقُولُونَ بَلَی فَیَقُومُ شَیْطَانٌ فَیَتَّبِعُهُ مَنْ كَانَ یَتَوَلَّاهُ ثُمَّ یَقُومُ شَیْطَانٌ فَیَتَّبِعُهُ مَنْ كَانَ یَتَوَلَّاهُ ثُمَّ یَقُومُ شَیْطَانٌ ثَالِثٌ فَیَتَّبِعُهُ
ص: 46
مَنْ كَانَ یَتَوَلَّاهُ ثُمَّ یَقُومُ مُعَاوِیَةُ فَیَتَّبِعُهُ مَنْ كَانَ یَتَوَلَّاهُ وَ یَقُومُ عَلِیٌّ فَیَتَّبِعُهُ مَنْ كَانَ یَتَوَلَّاهُ ثُمَّ یَزِیدُ بْنُ مُعَاوِیَةَ فَیَتَّبِعُهُ مَنْ كَانَ یَتَوَلَّاهُ وَ یَقُومُ الْحَسَنُ فَیَتَّبِعُهُ مَنْ كَانَ یَتَوَلَّاهُ وَ یَقُومُ الْحُسَیْنُ فَیَتَّبِعُهُ مَنْ كَانَ یَتَوَلَّاهُ ثُمَّ یَقُومُ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ وَ عَبْدُ الْمَلِكِ فَیَتَّبِعُهُمَا مَنْ كَانَ یَتَوَلَّاهُمَا ثُمَّ یَقُومُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ فَیَتَّبِعُهُ مَنْ كَانَ یَتَوَلَّاهُ ثُمَّ یَقُومُ الْوَلِیدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ یَقُومُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ فَیَتَّبِعُهُمَا مَنْ كَانَ یَتَوَلَّاهُمَا ثُمَّ أَقُومُ أَنَا فَیَتَّبِعُنِی مَنْ كَانَ یَتَوَلَّانِی وَ كَأَنِّی بِكُمَا مَعِی ثُمَّ یُؤْتَی بِنَا فَیَجْلِسُ عَلَی الْعَرْشِ رَبُّنَا وَ یُؤْتَی بِالْكُتُبِ فَنَرْجِعُ فَنَشْهَدُ عَلَی عَدُوِّنَا وَ نَشْفَعُ لِمَنْ كَانَ مِنْ شِیعَتِنَا مُرَهَّقاً قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا الْمُرَهَّقُ قَالَ الْمُذْنِبُ فَأَمَّا الَّذِینَ اتَّقَوْا مِنْ شِیعَتِنَا فَقَدْ نَجَاهُمُ اللَّهُ بِمَفازَتِهِمْ لا یَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ قَالَ ثُمَّ جَاءَتْهُ جَارِیَةٌ لَهُ فَقَالَتْ إِنَّ فُلَاناً الْقُرَشِیَّ بِالْبَابِ فَقَالَ ائْذَنُوا لَهُ ثُمَّ قَالَ لَنَا اسْكُتُوا.
بیان: قال الجزری فیه یبلغ العرق منهم ما یلجمهم أی یصل إلی أفواههم فیصیر لهم بمنزلة اللجام یمنعهم عن الكلام یعنی فی المحشر قوله صلی اللّٰه علیه و آله فإذا نظرت إلی ربی أی إلی عرشه أو إلی كرامته أو إلی نور من أنوار عظمته و الجلوس علی العرش كنایة عن ظهور الحكم و الأمر من عند العرش و خلق الكلام هناك.
«47»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِیمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَوْ قَدْ قُمْتُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ شَفَعْتُ لِأَبِی وَ أُمِّی وَ عَمِّی وَ أَخٍ كَانَ لِی مُوَافِیاً فِی الْجَاهِلِیَّةِ (1)
«48»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ عِیصِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ أُنَاساً مِنْ بَنِی هَاشِمٍ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَأَلُوهُ أَنْ یَسْتَعْمِلَهُمْ عَلَی صَدَقَاتِ الْمَوَاشِی وَ قَالُوا یَكُونُ لَنَا هَذَا السَّهْمُ الَّذِی جَعَلَهُ لِلْعَالَمِینَ عَلَیْهَا فَنَحْنُ أَوْلَی بِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ لِی وَ لَا لَكُمْ وَ لَكِنِّی وُعِدْتُ الشَّفَاعَةَ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ وَعَدَهَا فَمَا ظَنُّكُمْ یَا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِذَا أَخَذْتُ بِحَلْقَةِ الْبَابِ أَ تَرَوْنِی مُؤْثِراً عَلَیْكُمْ غَیْرَكُمْ ثُمَّ قَالَ إِنَّ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ یَجْلِسُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ فَإِذَا طَالَ بِهِمُ الْمَوْقِفُ طَلَبُوا الشَّفَاعَةَ فَیَقُولُونَ إِلَی مَنْ فَیَأْتُونَ نُوحاً فَیَسْأَلُونَهُ الشَّفَاعَةَ فَقَالَ هَیْهَاتَ قَدْ رَفَعْتُ حَاجَتِی فَیَقُولُونَ إِلَی مَنْ فَیُقَالُ إِلَی إِبْرَاهِیمَ فَیَأْتُونَ إِلَی إِبْرَاهِیمَ
ص: 47
فَیَسْأَلُونَهُ الشَّفَاعَةَ فَیَقُولُ هَیْهَاتَ قَدْ رَفَعْتُ حَاجَتِی فَیَقُولُونَ إِلَی مَنْ فَیُقَالُ ایتُوا مُوسَی فَیَأْتُونَهُ فَیَسْأَلُونَهُ الشَّفَاعَةَ فَیَقُولُ هَیْهَاتَ قَدْ رَفَعْتُ حَاجَتِی فَیَقُولُونَ إِلَی مَنْ فَیُقَالُ ایتُوا مُحَمَّداً فَیَأْتُونَهُ فَیَسْأَلُونَهُ الشَّفَاعَةَ فَیَقُومُ مُدِلًّا حَتَّی یَأْتِیَ بَابَ الْجَنَّةِ فَیَأْخُذُ بِحَلْقَةِ الْبَابِ ثُمَّ یَقْرَعُهُ فَیُقَالُ مَنْ هَذَا فَیَقُولُ أَحْمَدُ فَیُرَحِّبُونَ وَ یَفْتَحُونَ الْبَابَ فَإِذَا نَظَرَ إِلَی الْجَنَّةِ خَرَّ سَاجِداً یُمَجِّدُ رَبَّهُ بِالْعَظَمَةِ فَیَأْتِیهِ مَلَكٌ فَیَقُولُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَ سَلْ تُعْطَ وَ اشْفَعْ تُشَفَّعْ فَیَرْفَعُ رَأْسَهُ فَیَدْخُلُ مِنْ بَابِ الْجَنَّةِ فَیَخِرُّ سَاجِداً وَ یُمَجِّدُ رَبَّهُ وَ یُعَظِّمُهُ فَیَأْتِیهِ مَلَكٌ فَیَقُولُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَ سَلْ تُعْطَ وَ اشْفَعْ تُشَفَّعْ فَیَقُومُ فَمَا یَسْأَلُ شَیْئاً إِلَّا أَعْطَاهُ إِیَّاهُ.
بیان: قوله علیه السلام قد رفعت حاجتی أی إلی غیری و الحاصل أنی أیضا أستشفع من غیری فلا أستطیع شفاعتكم و یمكن أن یقرأ علی بناء المفعول كنایة عن رفع الرجاء أی رفع عنی طلب الحاجة لما صدر منی من ترك الأولی.
«49»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحَدِهِمَا قَالَ: فِی قَوْلِهِ عَسی أَنْ یَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً قَالَ هِیَ الشَّفَاعَةُ.
«50»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنِّی أَسْتَوْهِبُ مِنْ رَبِّی أَرْبَعَةً آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ وَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ أَبَا طَالِبٍ وَ رَجُلًا جَرَتْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ أُخُوَّةٌ فَطَلَبَ إِلَیَّ أَنْ أَطْلُبَ إِلَی رَبِّی أَنْ یَهَبَهُ لِی.
«51»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الْمُؤْمِنِ هَلْ لَهُ شَفَاعَةٌ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ هَلْ یَحْتَاجُ الْمُؤْمِنُ إِلَی شَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَئِذٍ قَالَ نَعَمْ إِنَّ لِلْمُؤْمِنِینَ خَطَایَا وَ ذُنُوباً وَ مَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا یَحْتَاجُ إِلَی شَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ یَوْمَئِذٍ قَالَ وَ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا سَیِّدُ وُلْدِ آدَمَ وَ لَا فَخْرَ قَالَ نَعَمْ قَالَ یَأْخُذُ حَلْقَةَ بَابِ الْجَنَّةِ فَیَفْتَحُهَا فَیَخِرُّ سَاجِداً فَیَقُولُ اللَّهُ ارْفَعْ رَأْسَكَ اشْفَعْ تُشَفَّعْ اطْلُبْ تُعْطَ فَیَرْفَعُ رَأْسَهُ ثُمَّ یَخِرُّ سَاجِداً فَیَقُولُ اللَّهُ ارْفَعْ رَأْسَكَ اشْفَعْ تُشَفَّعْ وَ اطْلُبْ تُعْطَ ثُمَّ یَرْفَعُ رَأْسَهُ فَیَشْفَعُ فَیُشَفَّعُ وَ یَطْلُبُ فَیُعْطَی.
«52»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِی إِبْرَاهِیمَ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَسی أَنْ یَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً قَالَ یَقُومُ النَّاسُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِقْدَارَ أَرْبَعِینَ عَاماً وَ یُؤْمَرُ الشَّمْسُ فَیَرْكَبُ عَلَی رُءُوسِ الْعِبَادِ وَ یُلْجِمُهُمُ الْعَرَقُ وَ یُؤْمَرُ الْأَرْضُ لَا تَقْبَلْ مِنْ
ص: 48
عَرَقِهِمْ شَیْئاً فَیَأْتُونَ آدَمَ فَیَتَشَفَّعُونَ مِنْهُ فَیَدُلُّهُمْ عَلَی نُوحٍ وَ یَدُلُّهُمْ نُوحٌ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ یَدُلُّهُمْ إِبْرَاهِیمُ عَلَی مُوسَی وَ یَدُلُّهُمْ مُوسَی عَلَی عِیسَی وَ یَدُلُّهُمْ عِیسَی فَیَقُولُ عَلَیْكُمْ بِمُحَمَّدٍ خَاتَمِ الْبَشَرِ فَیَقُولُ مُحَمَّدٌ أَنَا لَهَا فَیَنْطَلِقُ حَتَّی یَأْتِیَ بَابَ الْجَنَّةِ فَیَدُقُّ فَیُقَالُ لَهُ مَنْ هَذَا وَ اللَّهُ أَعْلَمُ فَیَقُولُ مُحَمَّدٌ فَیُقَالُ افْتَحُوا لَهُ فَإِذَا فُتِحَ الْبَابُ اسْتَقْبَلَ رَبَّهُ فَیَخِرُّ سَاجِداً فَلَا یَرْفَعُ رَأْسَهُ حَتَّی یُقَالَ لَهُ تَكَلَّمْ وَ سَلْ تُعْطَ وَ اشْفَعْ تُشَفَّعْ فَیَرْفَعُ رَأْسَهُ فَیَسْتَقْبِلُ رَبَّهُ فَیَخِرُّ سَاجِداً فَیُقَالُ لَهُ مِثْلُهَا فَیَرْفَعُ رَأْسَهُ حَتَّی إِنَّهُ لَیَشْفَعُ مَنْ قَدْ أُحْرِقَ بِالنَّارِ فَمَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی جَمِیعِ الْأُمَمِ أَوْجَهَ مِنْ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی عَسی أَنْ یَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً
«53»-بشا، بشارة المصطفی یَحْیَی بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْجَوَّانِیُّ (1)عَنْ جَامِعِ بْنِ أَحْمَدَ الدِّهِسْتَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الصَّنْدَلِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الثَّعَالِبِیِّ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ أَحْمَدَ السَّرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ الطَّائِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَرْبَعَةٌ أَنَا لَهُمْ شَفِیعٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ الْمُكْرِمُ لِذُرِّیَّتِی وَ الْقَاضِی لَهُمْ
ص: 49
حَوَائِجَهُمْ وَ السَّاعِی فِی أُمُورِهِمْ مَا اضْطُرُّوا إِلَیْهِ وَ الْمُحِبُّ لَهُمْ بِقَلْبِهِ وَ لِسَانِهِ عِنْدَ مَا اضْطُرُّوا (1)
«54»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَوْذَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَكَّلَنَا اللَّهُ بِحِسَابِ شِیعَتِنَا فَمَا كَانَ سَأَلْنَا اللَّهَ أَنْ یَهَبَهُ لَنَا فَهُوَ لَهُمْ وَ مَا كَانَ لِلْآدَمِیِّینَ سَأَلْنَا اللَّهَ أَنْ یُعَوِّضَهُمْ بَدَلَهُ فَهُوَ لَهُمْ وَ مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لَهُمْ ثُمَّ قَرَأَ إِنَّ إِلَیْنا إِیابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَیْنا حِسابَهُمْ
«55»-وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام فِی هَذِهِ الْآیَةِ قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَكَّلَنَا بِحِسَابِ شِیعَتِنَا فَمَا كَانَ لِلَّهِ سَأَلْنَاهُ أَنْ یَهَبَهُ لَنَا فَهُوَ لَهُمْ وَ مَا كَانَ لِمُخَالِفِیهِمْ فَهُوَ لَهُمْ وَ مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لَهُمْ ثُمَّ قَالَ هُمْ مَعَنَا حَیْثُ كُنَّا.
«56»-وَ رُوِیَ أَنَّهُ سُئِلَ الصَّادِقُ علیه السلام عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ قَالَ إِذَا حَشَرَ اللَّهُ النَّاسَ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ أَجَلَّ اللَّهُ أَشْیَاعَنَا أَنْ یُنَاقِشَهُمْ فِی الْحِسَابِ فَنَقُولُ إِلَهَنَا هَؤُلَاءِ شِیعَتُنَا فَیَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی قَدْ جَعَلْتُ أَمْرَهُمْ إِلَیْكُمْ وَ قَدْ شَفَّعْتُكُمْ فِیهِمْ وَ غَفَرْتُ لِمُسِیئِهِمْ أَدْخِلُوهُمُ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ.
«57»-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ جَمِیلٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام أُحَدِّثُهُمْ بِتَفْسِیرِ جَابِرٍ قَالَ لَا تُحَدِّثْ بِهِ السَّفَلَةَ فَیُوَبِّخُوهُ أَ مَا تَقْرَأُ إِنَّ إِلَیْنا إِیابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَیْنا حِسابَهُمْ قُلْتُ بَلَی قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَلَّانَا حِسَابَ شِیعَتِنَا فَمَا كَانَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ اللَّهِ حَكَمْنَا عَلَی اللَّهِ فِیهِ فَأَجَازَ حُكُومَتَنَا وَ مَا كَانَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ النَّاسِ اسْتَوْهَبْنَاهُ مِنْهُمْ فَوَهَبُوهُ لَنَا وَ مَا كَانَ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُمْ فَنَحْنُ أَحَقُّ مَنْ عَفَا وَ صَفَحَ.
«58»-ع، علل الشرائع ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ
ص: 50
مُسْكَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ لِفَاطِمَةَ وَقْفَةٌ عَلَی بَابِ جَهَنَّمَ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ كُتِبَ بَیْنَ عَیْنَیْ كُلِّ رَجُلٍ مُؤْمِنٍ أَوْ كَافِرٍ فَیُؤْمَرُ بِمُحِبٍّ قَدْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ إِلَی النَّارِ فَتَقْرَأُ بَیْنَ عَیْنَیْهِ مُحِبّاً (1)فَتَقُولُ إِلَهِی وَ سَیِّدِی سَمَّیْتَنِی فَاطِمَةَ وَ فَطَمْتَ بِی مَنْ تَوَلَّانِی وَ تَوَلَّی ذُرِّیَّتِی مِنَ النَّارِ (2)وَ وَعْدُكَ الْحَقُّ وَ أَنْتَ لَا تُخْلِفُ الْمِیعَادَ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ صَدَقْتِ یَا فَاطِمَةُ إِنِّی سَمَّیْتُكِ فَاطِمَةَ وَ فَطَمْتُ بِكِ مَنْ أَحَبَّكِ وَ تَوَلَّاكِ وَ أَحَبَّ ذُرِّیَّتَكِ وَ تَوَلَّاهُمْ مِنَ النَّارِ وَ وَعْدِیَ الْحَقُّ وَ أَنَا لَا أُخْلِفُ الْمِیعَادَ وَ إِنَّمَا أَمَرْتُ بِعَبْدِی هَذَا إِلَی النَّارِ لِتَشْفَعِی فِیهِ فَأُشَفِّعَكِ لِیَتَبَیَّنَ لِمَلَائِكَتِی وَ أَنْبِیَائِی وَ رُسُلِی وَ أَهْلِ الْمَوْقِفِ مَوْقِفُكِ مِنِّی وَ مَكَانَتُكِ عِنْدِی فَمَنْ قَرَأْتِ بَیْنَ عَیْنَیْهِ مُؤْمِناً فَجَذَبْتِ بِیَدِهِ وَ أَدْخَلْتِهِ الْجَنَّةَ (3)
«59»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ الدِّینَوَرِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: قَالَ جَابِرٌ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ حَدِّثْنِی بِحَدِیثٍ فِی فَضْلِ جَدَّتِكَ فَاطِمَةَ إِذَا أَنَا حَدَّثْتُ بِهِ الشِّیعَةَ فَرِحُوا بِذَلِكَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نُصِبَ لِلْأَنْبِیَاءِ وَ الرُّسُلِ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ فَیَكُونُ مِنْبَرِی أَعْلَی مَنَابِرِهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثُمَّ یَقُولُ اللَّهُ یَا مُحَمَّدُ اخْطُبْ فَأَخْطُبُ بِخُطْبَةٍ لَمْ یَسْمَعْ أَحَدٌ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ وَ الرُّسُلِ بِمِثْلِهَا ثُمَّ یُنْصَبُ لِلْأَوْصِیَاءِ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ وَ یُنْصَبُ لِوَصِیِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فِی أَوْسَاطِهِمْ مِنْبَرٌ مِنْ نُورٍ فَیَكُونُ مِنْبَرُهُ أَعْلَی مَنَابِرِهِمْ ثُمَّ یَقُولُ اللَّهُ یَا عَلِیُّ اخْطُبْ فَیَخْطُبُ بِخُطْبَةٍ لَمْ یَسْمَعْ أَحَدٌ مِنَ الْأَوْصِیَاءِ بِمِثْلِهَا ثُمَّ یُنْصَبُ لِأَوْلَادِ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُرْسَلِینَ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ فَیَكُونُ لِابْنَیَّ وَ سِبْطَیَّ وَ رَیْحَانَتَیَّ أَیَّامَ حَیَاتِی مِنْبَرٌ مِنْ نُورٍ ثُمَّ یُقَالُ لَهُمَا اخْطُبَا فَیَخْطُبَانِ بِخُطْبَتَیْنِ لَمْ یَسْمَعْ أَحَدٌ مِنْ أَوْلَادِ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُرْسَلِینَ بِمِثْلِهَا ثُمَّ یُنَادِی الْمُنَادِی وَ هُوَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام أَیْنَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ أَیْنَ خَدِیجَةُ بِنْتُ خُوَیْلِدٍ أَیْنَ مَرْیَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ أَیْنَ آسِیَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ أَیْنَ أُمُّ كُلْثُومٍ أُمُّ یَحْیَی
ص: 51
بْنِ زَكَرِیَّا فَیَقُمْنَ فَیَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَا أَهْلَ الْجَمْعِ لِمَنِ الْكَرَمُ الْیَوْمَ فَیَقُولُ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ فَیَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی یَا أَهْلَ الْجَمْعِ إِنِّی قَدْ جَعَلْتُ الْكَرَمَ لِمُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ فَاطِمَةَ یَا أَهْلَ الْجَمْعِ طَأْطِئُوا الرُّءُوسَ وَ غُضُّوا الْأَبْصَارَ فَإِنَّ هَذِهِ فَاطِمَةُ تَسِیرُ إِلَی الْجَنَّةِ فَیَأْتِیهَا جَبْرَئِیلُ بِنَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ مُدَبَّحَةَ الْجَنْبَیْنِ خِطَامُهَا مِنَ اللُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ عَلَیْهَا رَحْلٌ مِنَ الْمَرْجَانِ فَتُنَاخُ بَیْنَ یَدَیْهَا فَتَرْكَبُهَا فَیَبْعَثُ اللَّهُ مِائَةَ أَلْفِ مَلَكٍ لِیَسِیرُوا عَنْ یَمِینِهَا وَ یَبْعَثُ إِلَیْهَا مِائَةَ أَلْفِ مَلَكٍ عَنْ یَسَارِهَا وَ یَبْعَثُ إِلَیْهَا مِائَةَ أَلْفِ مَلَكٍ یَحْمِلُونَهَا عَلَی أَجْنِحَتِهِمْ حَتَّی یُصَیِّرُوهَا عَلَی بَابِ الْجَنَّةِ فَإِذَا صَارَتْ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ تَلْتَفِتُ فَیَقُولُ اللَّهُ یَا بِنْتَ حَبِیبِی مَا الْتِفَاتُكِ وَ قَدْ أَمَرْتُ بِكِ إِلَی جَنَّتِی فَتَقُولُ یَا رَبِّ أَحْبَبْتُ أَنْ یُعْرَفَ قَدْرِی فِی مِثْلِ هَذَا الْیَوْمِ فَیَقُولُ اللَّهُ یَا بِنْتَ حَبِیبِی ارْجِعِی فَانْظُرِی مَنْ كَانَ فِی قَلْبِهِ حُبٌّ لَكِ أَوْ لِأَحَدٍ مِنْ ذُرِّیَّتِكِ خُذِی بِیَدِهِ فَأَدْخِلِیهِ الْجَنَّةَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ اللَّهِ یَا جَابِرُ إِنَّهَا ذَلِكَ الْیَوْمَ لَتَلْتَقِطُ شِیعَتَهَا وَ مُحِبِّیهَا كَمَا یَلْتَقِطُ الطَّیْرُ الْحَبَّ الْجَیِّدَ مِنَ الْحَبِّ الرَّدِی ءِ فَإِذَا صَارَ شِیعَتُهَا مَعَهَا عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ یُلْقِی اللَّهُ فِی قُلُوبِهِمْ أَنْ یَلْتَفِتُوا فَإِذَا الْتَفَتُوا یَقُولُ اللَّهُ یَا أَحِبَّائِی مَا الْتِفَاتُكُمْ وَ قَدْ شَفَّعْتُ فِیكُمْ فَاطِمَةَ بِنْتَ حَبِیبِی فَیَقُولُونَ یَا رَبِّ أَحْبَبْنَا أَنْ یُعْرَفَ قَدْرُنَا فِی مِثْلِ هَذَا الْیَوْمِ فَیَقُولُ اللَّهُ یَا أَحِبَّائِی ارْجِعُوا وَ انْظُرُوا مَنْ أَحَبَّكُمْ لِحُبِّ فَاطِمَةَ انْظُرُوا مَنْ أَطْعَمَكُمُ لِحُبِّ فَاطِمَةَ انْظُرُوا مَنْ كَسَاكُمْ لِحُبِّ فَاطِمَةَ انْظُرُوا مَنْ سَقَاكُمْ شَرْبَةً فِی حُبِّ فَاطِمَةَ انْظُرُوا مَنْ رَدَّ عَنْكُمْ غَیْبَةً فِی حُبِّ فَاطِمَةَ فَخُذُوا بِیَدِهِ وَ أَدْخِلُوهُ الْجَنَّةَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ اللَّهِ لَا یَبْقَی فِی النَّاسِ إِلَّا شَاكٌّ أَوْ كَافِرٌ أَوْ مُنَافِقٌ فَإِذَا صَارُوا بَیْنَ الطَّبَقَاتِ نَادُوا كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ وَ لا صَدِیقٍ حَمِیمٍ فَیَقُولُونَ فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ مُنِعُوا مَا طَلَبُوا وَ لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ.
«60»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ
ص: 52
التَّفْلِیسِیِّ (1)عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: یَا فَضْلُ إِنَّمَا سُمِّیَ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً لِأَنَّهُ یُؤْمِنُ عَلَی اللَّهِ فَیُجِیزُ اللَّهُ أَمَانَهُ ثُمَّ قَالَ أَ مَا سَمِعْتَ اللَّهَ یَقُولُ فِی أَعْدَائِكُمْ إِذَا رَأَوْا شَفَاعَةَ الرَّجُلِ مِنْكُمْ لِصَدِیقِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ وَ لا صَدِیقٍ حَمِیمٍ
«61»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ حَفْصٍ الْمُؤَذِّنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ فِی رِسَالَتِهِ إِلَی أَصْحَابِهِ قَالَ: وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَیْسَ یُغْنِی عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ شَیْئاً لَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا مَنْ دُونَ ذَلِكَ فَمَنْ سَرَّهُ أَنْ یَنْفَعَهُ شَفَاعَةُ الشَّافِعِینَ عِنْدَ اللَّهِ فَلْیَطْلُبْ إِلَی اللَّهِ أَنْ یَرْضَی عَنْهُ.
«62»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ یَقُولُ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ عَلَی فَاطِمَةَ وَ هِیَ حَزِینَةٌ فَقَالَ لَهَا مَا حَزَنَكِ یَا بُنَیَّةِ قَالَتْ یَا أَبَةِ ذَكَرْتُ الْمَحْشَرَ وَ وُقُوفَ النَّاسِ عُرَاةً یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَقَالَ یَا بُنَیَّةِ إِنَّهُ لَیَوْمٌ عَظِیمٌ وَ لَكِنْ قَدْ أَخْبَرَنِی جَبْرَئِیلُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّهُ قَالَ أَوَّلُ مَنْ یَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَنَا ثُمَّ أَبِی إِبْرَاهِیمُ ثُمَّ بَعْلُكِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام ثُمَّ یَبْعَثُ اللَّهُ إِلَیْكِ جَبْرَئِیلَ فِی سَبْعِینَ أَلْفَ مَلَكٍ فَیَضْرِبُ عَلَی قَبْرِكِ سَبْعَ قِبَابٍ مِنْ نُورٍ ثُمَّ یَأْتِیكِ إِسْرَافِیلُ بِثَلَاثِ حُلَلٍ مِنْ نُورٍ فَیَقِفُ عِنْدَ رَأْسِكِ فَیُنَادِیكِ یَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ قُومِی إِلَی مَحْشَرِكِ فَتَقُومِینَ آمِنَةً رَوْعَتُكِ مَسْتُورَةً عَوْرَتُكِ فَیُنَاوِلُكِ إِسْرَافِیلُ الْحُلَلَ فَتَلْبَسِینَهَا وَ یَأْتِیكِ رُوفَائِیلُ بِنَجِیبَةٍ مِنْ نُورٍ زِمَامُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ رَطْبٍ عَلَیْهَا مِحَفَّةٌ (2)مِنْ ذَهَبٍ فَتَرْكَبِینَهَا وَ یَقُودُ رُوفَائِیلُ بِزِمَامِهَا وَ بَیْنَ یَدَیْكِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ بِأَیْدِیهِمْ أَلْوِیَةُ التَّسْبِیحِ فَإِذَا جَدَّ بِكِ السَّیْرُ اسْتَقْبَلَتْكِ سَبْعُونَ أَلْفَ حَوْرَاءَ یَسْتَبْشِرُونَ بِالنَّظَرِ إِلَیْكِ بِیَدِ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ مِجْمَرَةٌ مِنْ نُورٍ یَسْطَعُ مِنْهَا رِیحُ الْعُودِ مِنْ غَیْرِ نَارٍ وَ عَلَیْهِنَّ أَكَالِیلُ الْجَوْهَرِ
ص: 53
مُرَصَّعَةٌ بِالزَّبَرْجَدِ الْأَخْضَرِ فَیُسْرِعْنَ عَنْ یَمِینِكِ فَإِذَا سِرْتِ مِنْ قَبْرِكِ اسْتَقْبَلَتْكِ مَرْیَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ فِی مِثْلِ مَنْ مَعَكِ مِنَ الْحُورِ فَتُسَلِّمُ عَلَیْكِ وَ تَسِیرُ هِیَ وَ مَنْ مَعَهَا عَنْ یَسَارِكِ ثُمَّ تَسْتَقْبِلُكِ أُمُّكِ خَدِیجَةُ بِنْتُ خُوَیْلِدٍ أَوَّلُ الْمُؤْمِنَاتِ بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ مَعَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ بِأَیْدِیهِمْ أَلْوِیَةُ التَّكْبِیرِ فَإِذَا قَرُبْتِ مِنَ الْجَمْعِ اسْتَقْبَلَتْكِ حَوَّاءُ فِی سَبْعِینَ أَلْفَ حَوْرَاءَ وَ مَعَهَا آسِیَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ فَتَسِیرَانِ هُمَا وَ مَنْ مَعَهُمَا مَعَكِ فَإِذَا تَوَسَّطْتِ الْجَمْعَ وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ یَجْمَعُ الْخَلَائِقَ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ فَتَسْتَوِی بِهِمُ الْأَقْدَامُ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ یُسْمِعُ الْخَلَائِقَ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ حَتَّی تَجُوزَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَنْ مَعَهَا فَلَا یَنْظُرُ إِلَیْكِ یَوْمَئِذٍ إِلَّا إِبْرَاهِیمُ خَلِیلُ الرَّحْمَنِ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ یَطْلُبُ آدَمُ حَوَّاءَ فَیَرَاهَا مَعَ أُمِّكِ خَدِیجَةَ أَمَامَكِ ثُمَّ یُنْصَبُ لَكِ مِنْبَرٌ مِنَ النُّورِ فِیهِ سَبْعُ مَرَاقٍ بَیْنَ الْمِرْقَاةِ إِلَی الْمِرْقَاةِ صُفُوفُ الْمَلَائِكَةِ بِأَیْدِیهِمْ أَلْوِیَةُ النُّورِ وَ یَصْطَفُّ الْحُورُ الْعِینُ عَنْ یَمِینِ الْمِنْبَرِ وَ عَنْ یَسَارِهِ وَ أَقْرَبُ النِّسَاءِ مِنْكِ عَنْ یَسَارِكِ حَوَّاءُ وَ آسِیَةُ فَإِذَا صِرْتِ فِی أَعْلَی الْمِنْبَرِ أَتَاكِ جَبْرَئِیلُ فَیَقُولُ لَكِ یَا فَاطِمَةُ سَلِی حَاجَتَكِ فَتَقُولِینَ یَا رَبِّ أَرِنِی الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ فَیَأْتِیَانِكِ وَ أَوْدَاجُ الْحُسَیْنِ تَشْخُبُ دَماً وَ هُوَ یَقُولُ یَا رَبِّ خُذْ لِیَ الْیَوْمَ حَقِّی مِمَّنْ ظَلَمَنِی فَیَغْضَبُ عِنْدَ ذَلِكَ الْجَلِیلُ وَ یَغْضَبُ لِغَضَبِهِ جَهَنَّمُ وَ الْمَلَائِكَةُ أَجْمَعُونَ فَتَزْفِرُ جَهَنَّمُ عِنْدَ ذَلِكَ زَفْرَةً ثُمَّ یَخْرُجُ فَوْجٌ مِنَ النَّارِ وَ یَلْتَقِطُ قَتَلَةَ الْحُسَیْنِ وَ أَبْنَاءَهُمْ وَ أَبْنَاءَ أَبْنَائِهِمْ وَ یَقُولُونَ یَا رَبِّ إِنَّا لَمْ نَحْضُرِ الْحُسَیْنَ فَیَقُولُ اللَّهُ لِزَبَانِیَةِ جَهَنَّمَ خُذُوهُمْ بِسِیمَاهُمْ بِزُرْقَةِ الْأَعْیُنِ وَ سَوَادِ الْوُجُوهِ خُذُوا بِنَوَاصِیهِمْ فَأَلْقُوهُمْ فِی الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ فَإِنَّهُمْ كَانُوا أَشَدَّ عَلَی أَوْلِیَاءِ الْحُسَیْنِ مِنْ آبَائِهِمُ الَّذِینَ حَارَبُوا الْحُسَیْنَ فَقَتَلُوهُ فَتَسْمَعِینَ أَشْهِقَتَهُمْ فِی جَهَنَّمَ ثُمَّ یَقُولُ جَبْرَئِیلُ یَا فَاطِمَةُ سَلِی حَاجَتَكِ فَتَقُولِینَ یَا رَبِّ شِیعَتِی فَیَقُولُ اللَّهُ قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَتَقُولِینَ یَا رَبِّ شِیعَةُ وُلْدِی فَیَقُولُ اللَّهُ قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَتَقُولِینَ یَا رَبِّ شِیعَةُ شِیعَتِی فَیَقُولُ اللَّهُ انْطَلِقِی فَمَنِ اعْتَصَمَ بِكِ فَهُوَ مَعَكِ فِی الْجَنَّةِ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَوَدُّ الْخَلَائِقُ أَنَّهُمْ كَانُوا فَاطِمِیِّینَ فَتَسِیرِینَ وَ مَعَكِ شِیعَتُكِ وَ شِیعَةُ وُلْدِكِ وَ شِیعَةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ آمِنَةً رَوْعَاتُهُمْ مَسْتُورَةً عَوْرَاتُهُمْ قَدْ ذَهَبَتْ عَنْهُمُ الشَّدَائِدُ
ص: 54
وَ سَهُلَتْ لَهُمُ الْمَوَارِدُ یَخَافُ النَّاسُ وَ هُمْ لَا یَخَافُونَ وَ یَظْمَأُ النَّاسُ وَ هُمْ لَا یَظْمَئُونَ فَإِذَا بَلَغْتِ بَابَ الْجَنَّةِ تَلَقَّتْكِ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ حَوْرَاءَ لَمْ یَتَلَقَّیْنَ أَحَداً قَبْلَكِ وَ لَا یَتَلَقَّیْنَ أَحَداً كَانَ بَعْدَكِ بِأَیْدِیهِمْ حِرَابٌ مِنْ نُورٍ عَلَی نَجَائِبَ مِنْ نُورٍ جِلَالُهَا مِنَ الذَّهَبِ الْأَصْفَرِ وَ الْیَاقُوتِ أَزِمَّتُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ رَطْبٍ عَلَی كُلِّ نَجِیبٍ نُمْرُقَةٌ (1)مِنْ سُنْدُسٍ فَإِذْ دَخَلْتِ الْجَنَّةَ تَبَاشَرُ بِكِ أَهْلُهَا وَ وُضِعَ لِشِیعَتِكِ مَوَائِدُ مِنْ جَوْهَرٍ عَلَی عُمُدٍ (2)مِنْ نُورٍ فَیَأْكُلُونَ مِنْهَا وَ النَّاسُ فِی الْحِسَابِ وَ هُمْ فِی مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ الْحَدِیثَ.
«63»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَوْلُهُ تَعَالَی وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ قَالَ آمَنَ بِالْیَوْمِ الْآخِرِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ الَّتِی أَفْضَلُ مَنْ یُوَافِیهَا مُحَمَّدٌ سَیِّدُ النَّبِیِّینَ وَ بَعْدَهُ عَلِیٌّ أَخُوهُ وَ صَفِیُّهُ سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ وَ الَّتِی لَا یَحْضُرُهَا مِنْ شِیعَةِ مُحَمَّدٍ أَحَدٌ إِلَّا أَضَاءَتْ فِیهَا أَنْوَارُهُ فَسَارَ فِیهَا إِلَی جَنَّاتِ النَّعِیمِ هُوَ وَ إِخْوَانُهُ وَ أَزْوَاجُهُ وَ ذُرِّیَّاتُهُ وَ الْمُحْسِنُونَ إِلَیْهِ وَ الدَّافِعُونَ فِی الدُّنْیَا عَنْهُ وَ لَا یَحْضُرُهَا مِنْ أَعْدَاءِ مُحَمَّدٍ أَحَدٌ إِلَّا غَشِیَتْهُ ظُلُمَاتُهَا فَتَسِیرُ فِیهَا إِلَی الْعَذَابِ الْأَلِیمِ هُوَ وَ شُرَكَاؤُهُ فِی عَقْدِهِ وَ دِینِهِ وَ مَذْهَبِهِ وَ الْمُتَقَرِّبُونَ كَانُوا فِی الدُّنْیَا إِلَیْهِ لِغَیْرِ تَقِیَّةٍ لَحَفَتْهُمْ مِنْهُ الَّتِی تُنَادِی الْجِنَانُ فِیهَا إِلَیْنَا أَوْلِیَاءَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا وَ شِیعَتَهُمَا وَ عَنَّا أَعْدَاءَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ علیهما و آلهما السلام وَ أَهْلَ مُخَالَفَتِهِمَا وَ تُنَادِی النِّیرَانُ عَنَّا عَنَّا أَوْلِیَاءَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ علیهما و آلهماالسلام وَ شِیعَتَهُمَا وَ إِلَیْنَا إِلَیْنَا أَعْدَاءَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ شِیعَتَهُمَا تَقُولُ الْجِنَانُ یَا مُحَمَّدُ وَ یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنَا بِطَاعَتِكُمَا وَ أَنْ تَأْذَنَا فِی الدُّخُولِ إِلَیْنَا مَنْ تُدْخِلَانِهِ فَامْلَئَانَا بِشِیعَتِكُمَا مَرْحَباً بِهِمْ وَ أَهْلًا وَ سَهْلًا وَ تَقُولُ النِّیرَانُ یَا مُحَمَّدُ وَ یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَمَرَنَا بِطَاعَتِكُمَا وَ أَنْ تُحْرِقَ بِنَا مَنْ تَأْمُرَانِنَا بِحَرْقِهِ (3)بِنَا فَامْلَئَانَا بِأَعْدَائِكُمَا.
«64»-ع، علل الشرائع أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ حَنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ لَا تَسْأَلُوهُمْ فَتُكَلِّفُونَا قَضَاءَ حَوَائِجِهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.
«65»-وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَا تَسْأَلُوهُمُ الْحَوَائِجَ فَتَكُونُوا لَهُمُ الْوَسِیلَةَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْقِیَامَةِ.
ص: 55
«66»-ع، علل الشرائع بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ بَعَثَ اللَّهُ الْعَالِمَ وَ الْعَابِدَ فَإِذَا وَقَفَا بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قِیلَ لِلْعَابِدِ انْطَلِقْ إِلَی الْجَنَّةِ وَ قِیلَ لِلْعَالِمِ قِفْ تَشْفَعْ لِلنَّاسِ بِحُسْنِ تَأْدِیبِكَ لَهُمْ.
«67»-ختص، الإختصاص رُوِیَ (1)عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا مِنْ أَهْلِ بَیْتٍ یَدْخُلُ وَاحِدٌ مِنْهُمُ الْجَنَّةَ إِلَّا دَخَلُوا أَجْمَعِینَ الْجَنَّةَ قِیلَ وَ كَیْفَ ذَلِكَ قَالَ یَشْفَعُ فِیهِمْ فَیُشَفَّعُ حَتَّی یَبْقَی الْخَادِمُ فَیَقُولُ یَا رَبِّ خُوَیْدِمَتِی قَدْ كَانَتْ تَقِینِی الْحَرَّ وَ الْقُرَّ (2)فَیُشَفَّعُ فِیهَا.
«68»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی ابْنُ عُبْدُونٍ عَنِ ابْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تَسْتَخِفُّوا بِشِیعَةِ عَلِیٍّ فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ لَیَشْفَعُ لِعَدَدِ رَبِیعَةَ وَ مُضَرَ.
«69»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم فُرَاتُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْكُوفِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فِینَا وَ فِی شِیعَتِنَا قَوْلُهُ تَعَالَی فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ وَ لا صَدِیقٍ حَمِیمٍ وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی یُفَضِّلُنَا وَ یُفَضِّلُ شِیعَتَنَا حَتَّی إِنَّا لَنَشْفَعُ وَ یَشْفَعُونَ فَإِذَا رَأَی ذَلِكَ مَنْ لَیْسَ مِنْهُمْ قَالُوا فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ وَ لا صَدِیقٍ حَمِیمٍ
«70»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ الْوَابِشِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِنَّ لَنَا جَاراً یَنْتَهِكُ الْمَحَارِمَ كُلَّهَا حَتَّی إِنَّهُ لَیَتْرُكُ الصَّلَاةَ فَضْلًا عَنْ غَیْرِهَا فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ أَعْظَمَ ذَلِكَ أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْهُ قُلْتُ بَلَی قَالَ النَّاصِبُ لَنَا شَرٌّ مِنْهُ أَمَا إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ عَبْدٍ یُذْكَرُ عِنْدَهُ أَهْلُ الْبَیْتِ فَیَرِقُّ لِذِكْرِنَا إِلَّا مَسَحَتِ الْمَلَائِكَةُ ظَهْرَهُ وَ غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا إِلَّا أَنْ یَجِی ءَ بِذَنْبٍ یُخْرِجُهُ مِنَ الْإِیمَانِ وَ إِنَّ الشَّفَاعَةَ لَمَقْبُولَةٌ وَ مَا تُقُبِّلَ فِی نَاصِبٍ وَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَشْفَعُ لِجَارِهِ وَ مَا لَهُ حَسَنَةٌ فَیَقُولُ یَا رَبِّ جَارِی كَانَ یَكُفُ
ص: 56
عَنِّی الْأَذَی فَیَشْفَعُ فِیهِ فَیَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَنَا رَبُّكَ وَ أَنَا أَحَقُّ مَنْ كَافَی عَنْكَ فَیُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ وَ مَا لَهُ مِنْ حَسَنَةٍ وَ إِنَّ أَدْنَی الْمُؤْمِنِینَ شَفَاعَةً لَیَشْفَعُ لِثَلَاثِینَ إِنْسَاناً فَعِنْدَ ذَلِكَ یَقُولُ أَهْلُ النَّارِ فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ وَ لا صَدِیقٍ حَمِیمٍ.
-شی، تفسیر العیاشی عن أبی جعفر علیه السلام مثله.
«71»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ سَعْدَانَ عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ: كُنْتُ قَاعِداً مَعَ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام وَ النَّاسُ فِی الطَّوَافِ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ فَقَالَ یَا سَمَاعَةُ إِلَیْنَا إِیَابُ هَذَا الْخَلْقِ وَ عَلَیْنَا حِسَابُهُمْ فَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ ذَنْبٍ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَتَمْنَا عَلَی اللَّهِ فِی تَرْكِهِ لَنَا فَأَجَابَنَا إِلَی ذَلِكَ وَ مَا كَانَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ النَّاسِ اسْتَوْهَبْنَاهُ مِنْهُمْ وَ أَجَابُوا إِلَی ذَلِكَ وَ عَوَّضَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ.
«72»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عُبَیْدٍ مُعَنْعَناً عَنْ بِشْرِ بْنِ شُرَیْحٍ الْبَصْرِیِّ (1)قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام أَیَّةُ آیَةٍ فِی كِتَابِ اللَّهِ أَرْجَی قَالَ مَا یَقُولُ فِیهَا قَوْمُكَ قَالَ قُلْتُ یَقُولُونَ یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ (2)قَالَ لَكِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ لَا نَقُولُ ذَلِكَ قَالَ قُلْتُ فَأَیَّ شَیْ ءٍ تَقُولُونَ فِیهَا قَالَ نَقُولُ وَ لَسَوْفَ یُعْطِیكَ رَبُّكَ فَتَرْضی الشَّفَاعَةُ وَ اللَّهِ الشَّفَاعَةُ وَ اللَّهِ الشَّفَاعَةُ.
«73»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَحِبُّوا مَوَالِیَنَا مَعَ حُبِّكُمْ لِآلِنَا هَذَا زَیْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَ ابْنُ أُسَامَةَ بْنِ زَیْدٍ مِنْ خَوَاصِّ مَوَالِینَا فَأَحِبُّوهُمَا فَوَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَیَنْفَعُكُمْ حُبُّهُمَا قَالُوا وَ كَیْفَ یَنْفَعُنَا حُبُّهُمَا قَالَ إِنَّهُمَا یَأْتِیَانِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلِیّاً صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ بِخَلْقٍ كَثِیرٍ أَكْثَرَ مِنْ رَبِیعَةَ (3)وَ مُضَرَ بِعَدَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فَیَقُولَانِ یَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ هَؤُلَاءِ أَحَبُّونَا بِحُبِّ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَ بِحُبِّكَ فَیَكْتُبُ عَلِیٌّ علیه السلام جُوزُوا عَلَی الصِّرَاطِ سَالِمِینَ وَ ادْخُلُوا الْجِنَانَ فَیَعْبُرُونَ عَلَیْهِ وَ یَرِدُونَ الْجَنَّةَ سَالِمِینَ وَ ذَلِكَ أَنَّ أَحَداً لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ سَائِرِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا بِجَوَازٍ مِنْ
ص: 57
عَلِیٍّ علیه السلام فَإِنْ أَرَدْتُمُ الْجَوَازَ عَلَی الصِّرَاطِ سَالِمِینَ وَ دُخُولَ الْجِنَانِ غَانِمِینَ فَأَحِبُّوا بَعْدَ حُبِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ مَوَالِیَهُ ثُمَّ إِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ یُعَظِّمَ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ علیهما و آلهما السلام عِنْدَ اللَّهِ مَنَازِلَكُمْ فَأَحِبُّوا شِیعَةَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ جِدُّوا فِی قَضَاءِ حَوَائِجِ الْمُؤْمِنِینَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی إِذَا أَدْخَلَكُمُ مَعَاشِرَ شِیعَتِنَا وَ مُحِبِّینَا الْجِنَانَ نَادَی مُنَادِیهِ فِی تِلْكَ الْجِنَانِ یَا عِبَادِی قَدْ دَخَلْتُمُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِی فَتَقَاسَمُوهَا عَلَی قَدْرِ حُبِّكُمْ لِشِیعَةِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ قَضَاءِ حُقُوقِ إِخْوَانِكُمُ الْمُؤْمِنِینَ (1)فَأَیُّهُمْ كَانَ أَشَدَّ لِلشِّیعَةِ حُبّاً وَ لِحُقُوقِ إِخْوَانِهِمُ الْمُؤْمِنِینَ أَشَدَّ قَضَاءً كَانَتْ دَرَجَاتُهُ فِی الْجِنَانِ أَعْلَی حَتَّی إِنَّ فِیهِمْ مَنْ یَكُونُ أَرْفَعَ مِنَ الْآخَرِ بِمَسِیرَةِ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ (2)تَرَابِیعِ قُصُورٍ وَ جِنَانٍ.
بیان: لعل المراد بالترابیع المربعات أو كان فی الأصل مرابع جمع مربع و هو منزل القوم فی الربیع.
«74»-عد، العقائد اعتقادنا فی الشفاعة أنها لمن ارتضی دینه من أهل الكبائر و الصغائر فأما التائبون من الذنوب فغیر محتاجین إلی الشفاعة و قال النبی صلی اللّٰه علیه و آله من لم یؤمن بشفاعتی فلا أناله اللّٰه شفاعتی.
«75»-وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَا شَفِیعَ أَنْجَحُ مِنَ التَّوْبَةِ وَ الشَّفَاعَةُ لِلْأَنْبِیَاءِ وَ الْأَوْصِیَاءِ وَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمَلَائِكَةِ (3)وَ فِی الْمُؤْمِنِینَ مَنْ یَشْفَعُ مِثْلَ رَبِیعَةَ وَ مُضَرَ وَ أَقَلُّ الْمُؤْمِنِینَ شَفَاعَةً مَنْ یَشْفَعُ لِثَلَاثِینَ إِنْسَاناً (4)وَ الشَّفَاعَةُ لَا تَكُونُ لِأَهْلِ الشَّكِّ وَ الشِّرْكِ وَ لَا لِأَهْلِ الْكُفْرِ وَ الْجُحُودِ بَلْ یَكُونُ لِلْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَهْلِ التَّوْحِیدِ.
«76»-لی، الأمالی للصدوق بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: كَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَی ابْنَتِی فَاطِمَةَ وَ قَدْ أَقْبَلَتْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی نَجِیبٍ مِنْ نُورٍ عَنْ یَمِینِهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ وَ عَنْ یَسَارِهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ (5)وَ خَلْفَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ تَقُودُ مُؤْمِنَاتِ أُمَّتِی إِلَی الْجَنَّةِ
ص: 58
فَأَیُّمَا امْرَأَةٍ صَلَّتْ فِی الْیَوْمِ وَ اللَّیْلَةِ خَمْسَ صَلَوَاتٍ وَ صَامَتْ شَهْرَ رَمَضَانَ وَ حَجَّتْ بَیْتَ اللَّهِ الْحَرَامَ وَ زَكَّتْ مَالَهَا وَ أَطَاعَتْ زَوْجَهَا وَ وَالَتْ عَلِیّاً بَعْدِی دَخَلَتِ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ ابْنَتِی فَاطِمَةَ الْخَبَرَ.
«77»-مِنْ كِتَابِ فَضَائِلِ الشِّیعَةِ لِلصَّدُوقِ، رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَشْفَعُ فِی الْمُذْنِبِ مِنْ شِیعَتِنَا فَأَمَّا الْمُحْسِنُونَ فَقَدْ نَجَاهُمُ اللَّهُ.
«78»-مِنْ كِتَابِ صِفَاتِ الشِّیعَةِ لِلصَّدُوقِ، رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لِكُلِّ مُؤْمِنٍ خَمْسُ سَاعَاتٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَشْفَعُ فِیهَا.
«79»-وَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: شِیعَتُنَا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلَاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَ یَحُجُّونَ الْبَیْتَ الْحَرَامَ وَ یَصُومُونَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَ یُوَالُونَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یَتَبَرَّءُونَ مِنْ أَعْدَائِهِمْ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ وَ إِنَّ أَحَدَهُمْ لَیَشْفَعُ فِی مِثْلِ رَبِیعَةَ وَ مُضَرَ فَیُشَفِّعُهُ اللَّهُ فِیهِمْ لِكَرَامَتِهِ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.
أقول: سیأتی بعض الأخبار فی باب الجنة.
«80»-مِنْ كِتَابِ التَّمْحِیصِ، عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لَا تَسْتَخِفُّوا بِفُقَرَاءِ شِیعَةِ عَلِیٍّ وَ عِتْرَتِهِ مِنْ بَعْدِهِ فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ لَیَشْفَعُ لِمِثْلِ رَبِیعَةَ وَ مُضَرَ.
«81»-دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام إِذَا كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ إِلَی اللَّهِ فَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ فَإِنَّ لَهُمَا عِنْدَكَ شَأْناً مِنَ الشَّأْنِ وَ قَدْراً مِنَ الْقَدْرِ فَبِحَقِّ ذَلِكَ الشَّأْنِ وَ ذَلِكَ الْقَدْرِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَفْعَلَ بِی كَذَا وَ كَذَا فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ لَمْ یَبْقَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا مُؤْمِنٌ مُمْتَحَنٌ إِلَّا وَ هُوَ یَحْتَاجُ إِلَیْهِمَا فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ.
«82»-م، تفسیر الإمام علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أَمَا إِنَّ مِنْ شِیعَةِ عَلِیٍّ علیه السلام لَمَنْ یَأْتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ قَدْ وُضِعَ لَهُ فِی كِفَّةِ سَیِّئَاتِهِ مِنَ الْآثَامِ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِی وَ
ص: 59
الْبِحَارِ السَّیَّارَةِ تَقُولُ الْخَلَائِقُ هَلَكَ هَذَا الْعَبْدُ فَلَا یَشُكُّونَ أَنَّهُ مِنَ الْهَالِكِینَ وَ فِی عَذَابِ اللَّهِ مِنَ الْخَالِدِینَ فَیَأْتِیهِ النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَی یَا أَیُّهَا الْعَبْدُ الْجَانِی هَذِهِ الذُّنُوبُ الْمُوبِقَاتُ فَهَلْ بِإِزَائِهَا حَسَنَةٌ تُكَافِئُهَا وَ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ أَوْ تَزِیدُ عَلَیْهَا فَتَدْخُلُهَا بِوَعْدِ اللَّهِ یَقُولُ الْعَبْدُ لَا أَدْرِی فَیَقُولُ مُنَادِی رَبِّنَا عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ رَبِّی یَقُولُ نَادِ فِی عَرَصَاتِ الْقِیَامَةِ أَلَا إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ مِنْ بَلَدِ كَذَا وَ كَذَا وَ قَرْیَةِ كَذَا وَ كَذَا قَدْ رُهِنَ بِسَیِّئَاتِهِ كَأَمْثَالِ الْجِبَالِ وَ الْبِحَارِ وَ لَا حَسَنَةَ بِإِزَائِهَا فَأَیُّ أَهْلِ هَذَا الْمَحْشَرِ كَانَتْ لِی عِنْدَهُ یَدٌ أَوْ عَارِفَةٌ (1)فَلْیُغِثْنِی بِمُجَازَاتِی عَنْهَا فَهَذَا أَوَانُ شِدَّةِ حَاجَتِی إِلَیْهَا فَیُنَادِی الرَّجُلُ بِذَلِكَ فَأَوَّلُ مَنْ یُجِیبُهُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ لَبَّیْكَ لَبَّیْكَ لَبَّیْكَ أَیُّهَا الْمُمْتَحَنُ فِی مَحَبَّتِی الْمَظْلُومُ بِعَدَاوَتِی ثُمَّ یَأْتِی هُوَ وَ مَنْ مَعَهُ عَدَدٌ كَثِیرٌ وَ جَمٌّ غَفِیرٌ وَ إِنْ كَانُوا أَقَلَّ عَدَداً مِنْ خُصَمَائِهِ الَّذِینَ لَهُمْ قِبَلَهُ الظُّلَامَاتُ فَیَقُولُ ذَلِكَ الْعَدَدُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ نَحْنُ إِخْوَانُهُ الْمُؤْمِنُونَ كَانَ بِنَا بَارّاً وَ لَنَا مُكْرِماً وَ فِی مُعَاشَرَتِهِ إِیَّانَا مَعَ كَثْرَةِ إِحْسَانِهِ إِلَیْنَا مُتَوَاضِعاً وَ قَدْ نَزَلْنَا لَهُ عَنْ جَمِیعِ طَاعَاتِنَا وَ بَذَلْنَاهَا لَهُ فَیَقُولُ عَلِیٌّ علیه السلام فَبِمَا ذَا تَدْخُلُونَ جَنَّةَ رَبِّكُمْ فَیَقُولُونَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ الْوَاسِعَةِ الَّتِی لَا یَعْدَمُهَا مَنْ وَالاكَ وَ وَالَی آلَكَ یَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ فَیَأْتِی النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَی یَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ هَؤُلَاءِ إِخْوَانُهُ الْمُؤْمِنُونَ قَدْ بَذَلُوا لَهُ فَأَنْتَ مَا ذَا تَبْذُلُ لَهُ فَإِنِّی أَنَا الْحَكَمُ مَا بَیْنِی وَ بَیْنَهُ مِنَ الذُّنُوبِ قَدْ غَفَرْتُهَا لَهُ بِمُوَالاتِهِ إِیَّاكَ وَ مَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ عِبَادِی مِنَ الظُّلَامَاتِ فَلَا بُدَّ مِنْ فَصْلِی بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُمْ فَیَقُولُ عَلِیٌّ علیه السلام یَا رَبِّ أَفْعَلُ مَا تَأْمُرُنِی فَیَقُولُ اللَّهُ یَا عَلِیُّ اضْمَنْ لِخُصَمَائِهِ تَعْوِیضَهُمْ عَنْ ظُلَامَاتِهِمْ قِبَلَهُ فَیَضْمَنُ لَهُمْ عَلِیٌّ علیه السلام ذَلِكَ وَ یَقُولُ لَهُمْ اقْتَرِحُوا عَلَی (2)مَا شِئْتُمْ أُعْطِكُمْ عِوَضاً مِنْ ظُلَامَاتِكُمْ قِبَلَهُ فَیَقُولُونَ یَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ تَجْعَلُ لَنَا بِإِزَاءِ ظُلَامَتِنَا قِبَلَهُ ثَوَابَ نَفَسٍ مِنْ أَنْفَاسِكَ لَیْلَةَ بَیْتُوتَتِكَ عَلَی فِرَاشِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَقُولُ عَلِیٌّ علیه السلام قَدْ وَهَبْتُ ذَلِكَ لَكُمْ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَانْظُرُوا یَا عِبَادِیَ الْآنَ إِلَی مَا نِلْتُمُوهُ مِنْ عَلِیٍّ فِدَاءً لِصَاحِبِهِ مِنْ ظُلَامَاتِكُمْ وَ یُظْهِرُ لَهُمْ ثَوَابَ
ص: 60
نَفَسٍ وَاحِدٍ فِی الْجِنَانِ مِنْ عَجَائِبِ قُصُورِهَا وَ خَیْرَاتِهَا فَیَكُونُ ذَلِكَ مَا یُرْضِی اللَّهُ بِهِ خُصَمَاءَ أُولَئِكَ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ یُرِیهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الدَّرَجَاتِ وَ الْمَنَازِلِ مَا لَا عَیْنٌ رَأَتْ وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَ لَا خَطَرَ عَلَی بَالِ بَشَرٍ یَقُولُونَ یَا رَبَّنَا هَلْ بَقِیَ مِنْ جِنَانِكَ شَیْ ءٌ إِذَا كَانَ هَذَا كُلُّهُ لَنَا فَأَیْنَ تَحِلُّ سَائِرُ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَنْبِیَاءُ وَ الصِّدِّیقُونَ وَ الشُّهَدَاءُ وَ الصَّالِحُونَ وَ یُخَیَّلُ إِلَیْهِمْ عِنْدَ ذَلِكَ أَنَّ الْجَنَّةَ بِأَسْرِهَا قَدْ جُعِلَتُ لَهُمْ فَیَأْتِی النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَی یَا عِبَادِی هَذَا ثَوَابُ نَفَسٍ مِنْ أَنْفَاسِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ الَّذِی اقْتَرَحْتُمُوهُ عَلَیْهِ قَدْ جَعَلَهُ لَكُمْ فَخُذُوهُ وَ انْظُرُوا فَیَصِیرُونَ هُمْ وَ هَذَا الْمُؤْمِنُ الَّذِی عَوَّضَهُ عَلِیٌّ علیه السلام فِی تِلْكَ الْجِنَانِ ثُمَّ یَرَوْنَ مَا یُضِیفُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی مَمَالِكِ عَلِیٍّ علیه السلام فِی الْجِنَانِ مَا هُوَ أَضْعَافُ مَا بَذَلَهُ عَنْ وَلِیِّهِ الْمُوَالِی لَهُ مِمَّا شَاءَ مِنَ الْأَضْعَافِ الَّتِی لَا یَعْرِفُهَا غَیْرُهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَ ذلِكَ خَیْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ الْمُعَدَّةُ لِمُخَالِفِی أَخِی وَ وَصِیِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام.
«83»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ یَعْقُوبَ الْأَحْمَرِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْعَدْلُ الْفَرِیضَةُ.
«84»-وَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْعَدْلُ فِی قَوْلِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام الْفِدَاءُ.
«85»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَسْبَاطٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَوْلُهُ لَا یَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفاً وَ لَا عَدْلًا قَالَ الصَّرْفُ النَّافِلَةُ وَ الْعَدْلُ الْفَرِیضَةُ.
«86»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَشْفَعُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ لِأَهْلِ بَیْتِهِ فَیُشَفَّعُ فِیهِمْ حَتَّی یَبْقَی خَادِمُهُ فَیَقُولُ فَیَرْفَعُ سَبَّابَتَیْهِ یَا رَبِّ خُوَیْدِمِی كَانَ یَقِینِی الْحَرَّ وَ الْبَرْدَ فَیُشَفَّعُ فِیهِ (1)
تذنیب: قال العلامة قدس اللّٰه روحه فی شرحه علی التجرید اتفقت العلماء علی ثبوت الشفاعة للنبی صلی اللّٰه علیه و آله قوله تعالی عَسی أَنْ یَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً (2)قیل إنه الشفاعة و اختلفوا فقالت الوعیدیة إنها عبارة عن طلب زیادة المنافع
ص: 61
للمؤمنین المستحقین للثواب و ذهبت التفضلیة إلی أن الشفاعة للفساق من هذه الأمة فی إسقاط عقابهم و هو الحق و أبطل المصنف الأول بأن الشفاعة لو كانت فی زیادة المنافع لا غیر لكنا شافعین فی النبی صلی اللّٰه علیه و آله حیث نطلب له من اللّٰه تعالی علو الدرجات و التالی باطل قطعا لأن الشافع أعلی من المشفوع فیه فالمقدم مثله و قد استدلوا بوجوه الأول قوله تعالی ما لِلظَّالِمِینَ مِنْ حَمِیمٍ وَ لا شَفِیعٍ یُطاعُ (1)نفی اللّٰه تعالی قبول الشفاعة عن الظالم و الفاسق ظالم و الجواب أنه تعالی نفی الشفیع المطاع و نحن نقول به لأنه لیس فی الآخرة شفیع یطاع لأن المطاع فوق المطیع و اللّٰه تعالی فوق كل موجود و لا أحد فوقه و لا یلزم من نفی الشفیع المطاع نفی الشفیع المجاب سلمنا لكن لم لا یجوز أن یكون المراد بالظالمین هنا الكفار جمعا بین الأدلة.
الثانی قوله تعالی ما لِلظَّالِمِینَ مِنْ أَنْصارٍ (2)و لو شفع صلی اللّٰه علیه و آله فی الفاسق لكان ناصرا له.
الثالث قوله تعالی وَ لا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ یَوْماً لا تَجْزِی نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَیْئاً فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِینَ (3)و الجواب عن هذه الآیات كلها أنها مختصة بالكفار جمعا بین الأدلة.
الرابع قوله تعالی وَ لا یَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضی (4)نفی شفاعة الملائكة من غیر المرضی لله تعالی و الفاسق غیر مرضی.
و الجواب لا نسلم أن الفاسق غیر مرضی بل هو مرضی لله تعالی فی إیمانه.
و قال المحقق الطوسی رحمه اللّٰه و الحق صدق الشفاعة فیهما أی لزیادة المنافع و إسقاط المضار و ثبوت الثانی له علیه السلام بقوله ادخرت شفاعتی لأهل الكبائر من أمتی.
و قال النووی فی شرح صحیح المسلم قال القاضی عیاض مذهب أهل السنة
ص: 62
جواز الشفاعة عقلا و وجوبها سمعا بصریح الآیات و بخبر الصادق و قد جاءت الآثار التی بلغت بمجموعها التواتر بصحة الشفاعة فی الآخرة لمذنبی المؤمنین و أجمع السلف الصالح و من بعدهم من أهل السنة علیها و منعت الخوارج و بعض المعتزلة منها و تعلقوا بمذاهبهم فی تخلید المذنبین فی النار و احتجوا بقوله تعالی فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِینَ (1)و أمثاله و هی فی الكفار و أما تأویلهم أحادیث الشفاعة بكونها فی زیادة الدرجات فباطل و ألفاظ الأحادیث فی الكتاب و غیره صریحة فی بطلان مذهبهم و إخراج من استوجب النار لكن الشفاعة خمسة أقسام أولها مختصة بنبینا محمد صلی اللّٰه علیه و آله و هو الإزاحة من هول الموقف و تعجیل الحساب.
الثانیة فی إدخال قوم الجنة بغیر حساب و هذه أیضا وردت لنبینا صلی اللّٰه علیه و آله.
الثالثة الشفاعة لقوم استوجبوا النار فیشفع فیهم نبینا صلی اللّٰه علیه و آله و من یشاء اللّٰه.
الرابعة فیمن دخل النار من المؤمنین و قد جاءت الأحادیث بإخراجهم من النار بشفاعة نبینا صلی اللّٰه علیه و آله و الملائكة و إخوانهم من المؤمنین ثم یخرج اللّٰه تعالی كل من قال لا إله إلا اللّٰه كما جاء فی الحدیث لا یبقی فیها إلا الكافرون.
الخامسة الشفاعة فی زیادة الدرجات فی الجنة لأهلها و هذه لا ینكرها المعتزلة و لا ینكرون أیضا شفاعة الحشر الأولی انتهی.
ص: 63
الآیات؛
الفجر: «إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ»(14)
تفسیر: قال الطبرسی رحمه اللّٰه: أی علیه طریق العباد فلا یفوته أحد و المعنی أنه لا یفوته شی ء من أعمالهم لأنه یسمع و یری جمیع أقوالهم و أفعالهم كما لا یفوت من هو بالمرصاد.
وَ رُوِیَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّ مَعْنَاهُ إِنَّ رَبَّكَ قَادِرٌ عَلَی أَنْ یَجْزِیَ أَهْلَ الْمَعَاصِی جَزَاءَهُمْ.
-وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: الْمِرْصَادُ قَنْطَرَةٌ عَلَی الصِّرَاطِ لَا یَجُوزُهَا عَبْدٌ بِمَظْلِمَةٍ.
-و روی عن ابن عباس فی هذه الآیة قال إن علی جسر جهنم سبع محابس یسأل العبد عند أولها عن شهادة أن لا إله إلا اللّٰه فإن جاء بها تامة جاز إلی الثانی فیسأل عن الصلاة فإن جاء بها تامة جاز إلی الثالث فیسأل عن الزكاة فإن جاء بها تامة جاز إلی الرابع فیسأل عن الصوم فإن جاء به تاما جاز إلی الخامس فیسأل عن الحج فإن جاء به تاما جاز إلی السادس فیسأل عن العمرة فإن جاء بها تامة جاز إلی السابع فیسأل عن المظالم فإن خرج منها و إلا یقال انظروا فإن كان له تطوع أكمل به أعماله فإذا فرغ انطلق به إلی الجنة.
«1»-لی، الأمالی للصدوق ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: النَّاسُ یَمُرُّونَ عَلَی الصِّرَاطِ طَبَقَاتٍ وَ الصِّرَاطُ أَدَقُّ مِنَ الشَّعْرِ وَ مِنْ حَدِّ السَّیْفِ فَمِنْهُمْ مَنْ یَمُرُّ مِثْلَ الْبَرْقِ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَمُرُّ مِثْلَ عَدْوِ الْفَرَسِ وَ مِنْهُمْ
ص: 64
مَنْ یَمُرُّ حَبْواً وَ مِنْهُمْ مَنْ یَمُرُّ مَشْیاً وَ مِنْهُمْ مَنْ یَمُرُّ مُتَعَلِّقاً قَدْ تَأْخُذُ النَّارُ مِنْهُ شَیْئاً وَ تَتْرُكُ شَیْئاً.
-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر القاسم بن محمد مثله.
«2»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ وَ جِی ءَ یَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ أَخْبَرَنِی الرُّوحُ الْأَمِینُ أَنَّ اللَّهَ لَا إِلَهَ غَیْرُهُ إِذَا بَرَّزَ الْخَلَائِقَ وَ جَمَعَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ أَتَی بِ جَهَنَّمَ تُقَادُ بِأَلْفِ زِمَامٍ یَقُودُهَا مِائَةُ أَلْفِ مَلَكٍ مِنَ الْغِلَاظِ الشِّدَادِ لَهَا هَدَّةٌ وَ غَضَبٌ وَ زَفِیرٌ وَ شَهِیقٌ وَ إِنَّهَا لَتَزْفِرُ الزَّفْرَةَ فَلَوْ لَا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَخَّرَهُمْ لِلْحِسَابِ لَأَهْلَكَتِ الْجَمْعَ ثُمَّ یَخْرُجُ مِنْهَا عُنُقٌ فَیُحِیطُ بِالْخَلَائِقِ الْبَرِّ مِنْهُمْ وَ الْفَاجِرِ فَمَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَبْداً مِنْ عِبَادِهِ مَلَكاً وَ لَا نَبِیّاً إِلَّا یُنَادِی رَبِّ نَفْسِی نَفْسِی وَ أَنْتَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ تُنَادِی أُمَّتِی أُمَّتِی ثُمَّ یُوضَعُ عَلَیْهَا الصِّرَاطُ أَدَقَّ مِنَ الشَّعْرَةِ وَ أَحَدَّ مِنَ السَّیْفِ (1)عَلَیْهَا ثَلَاثُ قَنَاطِرَ فَأَمَّا وَاحِدَةٌ فَعَلَیْهَا الْأَمَانَةُ وَ الرَّحِمُ وَ أَمَّا ثَانِیهَا فَعَلَیْهَا الصَّلَاةُ وَ أَمَّا الثَّالِثَةُ فَعَلَیْهَا عَدْلُ رَبِّ الْعَالَمِینَ لَا إِلَهَ غَیْرُهُ فَیُكَلَّفُونَ الْمَمَرَّ عَلَیْهَا فَتَحْبِسُهُمُ الرَّحِمُ وَ الْأَمَانَةُ فَإِنْ نَجَوْا مِنْهَا حَبَسَتْهُمُ الصَّلَاةُ فَإِنْ نَجَوْا مِنْهَا كَانَ الْمُنْتَهَی إِلَی رَبِّ الْعَالَمِینَ جَلَّ وَ عَزَّ وَ هُوَ قَوْلُهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ وَ النَّاسُ عَلَی الصِّرَاطِ فَمُتَعَلِّقٌ بِیَدٍ وَ تَزُولُ قَدَمٌ وَ یَسْتَمْسِكُ (2)بِقَدَمٍ وَ الْمَلَائِكَةُ حَوْلَهَا یُنَادُونَ یَا حَلِیمُ اغْفِرْ (3)وَ اصْفَحْ وَ عُدْ بِفَضْلِكَ وَ سَلِّمْ سَلِّمْ وَ النَّاسُ یَتَهَافَتُونَ فِی النَّارِ كَالْفَرَاشِ فَإِذَا نَجَا نَاجٍ بِرَحْمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَرَّ بِهَا فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ وَ تَزْكُو الْحَسَنَاتُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی نَجَّانِی مِنْكِ بَعْدَ إِیَاسٍ بِمَنِّهِ وَ فَضْلِهِ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ.
بیان: أقول قد مر بروایة الصدوق بأدنی تغییر فی باب أنه یؤتی بجهنم فی القیامة قوله علیه السلام كان المنتهی إلی رب العالمین أی إلی عدله و مجازاته عن مظالم العباد.
ص: 65
«3»-مع، معانی الأخبار الْقَطَّانُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی بْنِ أَبِی مَرْیَمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَرْزَمِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَاتِمٍ الْمِنْقَرِیِّ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الصِّرَاطِ فَقَالَ هُوَ الطَّرِیقُ إِلَی مَعْرِفَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُمَا صِرَاطَانِ صِرَاطٌ فِی الدُّنْیَا وَ صِرَاطٌ فِی الْآخِرَةِ فَأَمَّا الصِّرَاطُ الَّذِی فِی الدُّنْیَا فَهُوَ الْإِمَامُ الْمَفْرُوضُ الطَّاعَةِ مَنْ عَرَفَهُ فِی الدُّنْیَا وَ اقْتَدَی بِهُدَاهُ مَرَّ عَلَی الصِّرَاطِ الَّذِی هُوَ جِسْرُ جَهَنَّمَ فِی الْآخِرَةِ وَ مَنْ لَمْ یَعْرِفْهُ فِی الدُّنْیَا زَلَّتْ قَدَمُهُ عَنِ الصِّرَاطِ فِی الْآخِرَةِ فَتَرَدَّی فِی نَارِ جَهَنَّمَ.
«4»-مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی الْعَبْسِیِّ (1)عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَقْعُدُ أَنَا وَ أَنْتَ وَ جَبْرَئِیلُ عَلَی الصِّرَاطِ فَلَمْ یَجُزْ أَحَدٌ إِلَّا مَنْ كَانَ مَعَهُ كِتَابٌ فِیهِ بَرَاةٌ (2)بِوَلَایَتِكَ.
«5»-فس، تفسیر القمی فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ فِی قَوْلِهِ وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِینَ فَوُقُوفُهُمْ عَلَی الصِّرَاطِ.
«6»-ثو، ثواب الأعمال أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ غَالِبِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ قَالَ قَنْطَرَةٌ عَلَی الصِّرَاطِ لَا یَجُوزُهَا عَبْدٌ بِمَظْلِمَةٍ.
«7»-قب، المناقب لابن شهرآشوب مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِیُّ عَنِ الْمُزَنِیِّ عَنِ الشَّافِعِیِّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ حُمَیْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی قَوْلِهِ تَعَالَی فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ إِنَّ فَوْقَ الصِّرَاطِ عَقَبَةً كَئُوداً (3)طُولُهَا ثَلَاثَةُ آلَافِ عَامٍ أَلْفُ عَامٍ هُبُوطٌ وَ أَلْفُ عَامٍ شَوْكٌ
ص: 66
وَ حَسَكٌ وَ عَقَارِبُ وَ حَیَّاتٌ وَ أَلْفُ عَامٍ صُعُودٌ أَنَا أَوَّلُ مَنْ یَقْطَعُ تِلْكَ الْعَقَبَةَ وَ ثَانِی مَنْ یَقْطَعُ تِلْكَ الْعَقَبَةَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ قَالَ بَعْدَ كَلَامٍ لَا یَقْطَعُهَا فِی غَیْرِ مَشَقَّةٍ إِلَّا مُحَمَّدٌ وَ أَهْلُ بَیْتِهِ.
«8»-قب، المناقب لابن شهرآشوب تَفْسِیرُ مُقَاتِلٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ یَوْمَ لا یُخْزِی اللَّهُ النَّبِیَّ لَا یُعَذِّبُ اللَّهُ مُحَمَّداً وَ الَّذِینَ آمَنُوا مَعَهُ لَا یُعَذِّبُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ حَمْزَةَ وَ جَعْفَراً نُورُهُمْ یَسْعی یُضِی ءُ عَلَی الصِّرَاطِ لِعَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ مِثْلَ الدُّنْیَا سَبْعِینَ مَرَّةً فَیَسْعَی نُورُهُمْ بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ یَسْعَی عَنْ أَیْمَانِهِمْ وَ هُمْ یَتَّبِعُونَهَا فَیَمْضِی أَهْلُ بَیْتِ مُحَمَّدٍ وَ آلُهُ زُمْرَةً عَلَی الصِّرَاطِ مِثْلَ الْبَرْقِ الْخَاطِفِ ثُمَّ قَوْمٌ مِثْلَ الرِّیحِ ثُمَّ قَوْمٌ مِثْلَ عَدْوِ الْفَرَسِ ثُمَّ یَمْضِی قَوْمٌ مِثْلَ الْمَشْیِ ثُمَّ قَوْمٌ مِثْلَ الْحَبْوِ (1)ثُمَّ قَوْمٌ مِثْلَ الزَّحْفِ وَ یَجْعَلُهُ اللَّهُ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ عَرِیضاً وَ عَلَی الْمُذْنِبِینَ دَقِیقاً قَالَ اللَّهُ تَعَالَی یَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا حَتَّی نَجْتَازَ بِهِ عَلَی الصِّرَاطِ قَالَ فَیَجُوزُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فِی هَوْدَجٍ مِنَ الزُّمُرُّدِ الْأَخْضَرِ وَ مَعَهُ فَاطِمَةُ عَلَی نَجِیبٍ مِنَ الْیَاقُوتِ الْأَحْمَرِ حَوْلَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ حَوْرَاءَ كَالْبَرْقِ اللَّامِعِ.
«9»- كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ حَافَتَا الصِّرَاطِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ الرَّحِمُ وَ الْأَمَانَةُ فَإِذَا مَرَّ الْوَصُولُ لِلرَّحِمِ الْمُؤَدِّی لِلْأَمَانَةِ نَفَذَ إِلَی الْجَنَّةِ وَ إِذَا مَرَّ الْخَائِنُ لِلْأَمَانَةِ الْقَطُوعُ لِلرَّحِمِ لَمْ یَنْفَعْهُ مَعَهُمَا عَمَلٌ وَ تَكَفَّأُ بِهِ الصِّرَاطُ فِی النَّارِ.
-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر عن حنان مثله.
«10»-نهج، نهج البلاغة وَ اعْلَمُوا أَنَّ مَجَازَكُمْ عَلَی الصِّرَاطِ وَ مَزَالِقِ دَحْضِهِ وَ أَهَاوِیلِ زَلَلِهِ وَ تَارَاتِ أَهْوَالِهِ.
«11»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَاشِمِ الْهَاشِمِیِّ عَنْ أَبِی هَاشِمِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ
ص: 67
مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِیَّا بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّی عَنْ تَمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ نُصِبَ الصِّرَاطُ عَلَی جَهَنَّمَ لَمْ یَجُزْ عَلَیْهِ إِلَّا مَنْ كَانَ مَعَهُ جَوَازٌ فِیهِ وَلَایَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ یَعْنِی عَنْ وَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام.
«12»-م، تفسیر الإمام علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی إِذَا بَعَثَ الْخَلَائِقَ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ نَادَی مُنَادِی رَبِّنَا مِنْ تَحْتِ عَرْشِهِ یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ لِتَجُوزَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ سَیِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ عَلَی الصِّرَاطِ فَتَغُضُّ الْخَلَائِقُ كُلُّهُمْ أَبْصَارَهُمْ فَتَجُوزُ فَاطِمَةُ عَلَی الصِّرَاطِ لَا یَبْقَی أَحَدٌ فِی الْقِیَامَةِ إِلَّا غَضَّ بَصَرَهُ عَنْهَا إِلَّا مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ الطاهرین (الطَّاهِرُونَ) مِنْ أَوْلَادِهِمْ فَإِنَّهُمْ أَوْلَادُهَا (1)فَإِذَا دَخَلَتِ الْجَنَّةَ بَقِیَ مِرْطُهَا (2)مَمْدُوداً عَلَی الصِّرَاطِ طَرَفٌ مِنْهُ بِیَدِهَا وَ هِیَ فِی الْجَنَّةِ وَ طَرَفٌ فِی عَرَصَاتِ الْقِیَامَةِ فَیُنَادِی مُنَادِی رَبِّنَا یَا أَیُّهَا الْمُحِبُّونَ لِفَاطِمَةَ تَعَلَّقُوا بِأَهْدَابِ (3)مِرْطِ فَاطِمَةَ سَیِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ فَلَا یَبْقَی مُحِبٌّ لِفَاطِمَةَ إِلَّا تَعَلَّقَ بِهُدْبَةٍ مِنْ أَهْدَابِ مِرْطِهَا حَتَّی یَتَعَلَّقَ بِهَا أَكْثَرُ مِنْ أَلْفِ فِئَامٍ وَ أَلْفِ فِئَامٍ قَالُوا وَ كَمْ فِئَامٌ وَاحِدٌ قَالَ أَلْفُ أَلْفٍ یُنْجَوْنَ بِهَا مِنَ النَّارِ.
«13»-م، تفسیر الإمام علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّهُ لَیُرَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَی جَانِبِ الصِّرَاطِ عَالَمٌ كَثِیرٌ مِنَ النَّاسِ لَا یَعْرِفُ عَدَدَهُمْ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَی هُمْ كَانُوا مُحِبِّی حَمْزَةَ وَ كَثِیرٌ مِنْهُمْ أَصْحَابُ الذُّنُوبِ وَ الْآثَامِ فَتَحُولُ حِیطَانٌ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ سُلُوكِ الصِّرَاطِ وَ الْعُبُورِ إِلَی الْجَنَّةِ فَیَقُولُونَ یَا حَمْزَةُ قَدْ تَرَی مَا نَحْنُ فِیهِ فَیَقُولُ حَمْزَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَدْ تَرَیَانِ أَوْلِیَائِی یَسْتَغِیثُونَ بِی فَیَقُولُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ وَلِیِّ اللَّهِ یَا عَلِیُّ أَعِنْ عَمَّكَ عَلَی إِغَاثَةِ أَوْلِیَائِهِ وَ اسْتِنْقَاذِهِمْ مِنَ النَّارِ فَیَأْتِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام بِالرُّمْحِ الَّذِی كَانَ یُقَاتِلُ بِهِ حَمْزَةُ أَعْدَاءَ اللَّهِ فِی الدُّنْیَا فَیُنَاوِلُهُ إِیَّاهُ
ص: 68
وَ یَقُولُ یَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ وَ عَمَّ أَخِی رَسُولِ اللَّهِ ذُدِ الْجَحِیمَ عَنْ أُولَئِكَ بِرُمْحِكَ هَذَا كَمَا كُنْتَ تَذُودُ بِهِ عَنْ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ فِی الدُّنْیَا أَعْدَاءَ اللَّهِ فَیَتَنَاوَلُ حَمْزَةُ الرُّمْحَ بِیَدِهِ فَیَضَعُ زُجَّهُ (1)فِی حِیطَانِ النَّارِ الْحَائِلَةِ بَیْنَ أَوْلِیَائِهِ وَ بَیْنَ الْعُبُورِ إِلَی الْجَنَّةِ عَلَی الصِّرَاطِ وَ یَدْفَعُهَا دَفْعَةً فَیُنَحِّیهَا مَسِیرَةَ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ ثُمَّ یَقُولُ لِأَوْلِیَائِهِ وَ الْمُحِبِّینَ الَّذِینَ كَانُوا لَهُ فِی الدُّنْیَا اعْبُرُوا فَیَعْبُرُونَ عَلَی الصِّرَاطِ آمِنِینَ سَالِمِینَ قَدِ انْزَاحَتْ عَنْهُمُ النِّیرَانُ وَ بُعِّدَتْ عَنْهُمُ الْأَهْوَالُ وَ یَرِدُونَ الْجَنَّةَ غَانِمِینَ ظَافِرِینَ.
«14»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَنْ عُبَیْدِ بْنِ كَثِیرٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أَتَانِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ أُبَشِّرُكَ یَا مُحَمَّدُ بِمَا تَجُوزُ عَلَی الصِّرَاطِ قَالَ قُلْتُ بَلَی قَالَ تَجُوزُ بِنُورِ اللَّهِ وَ یَجُوزُ عَلِیٌّ بِنُورِكَ وَ نُورُكَ مِنْ نُورِ اللَّهِ وَ تَجُوزُ أُمَّتُكَ بِنُورِ عَلِیٍّ وَ نُورُ عَلِیٍّ مِنْ نُورِكَ وَ مَنْ لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً (2)فَما لَهُ مِنْ نُورٍ
«15»-ل، الخصال الْقَطَّانُ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ الرِّزْقِیِّ (3)عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ: فَلَا أَزَالُ وَاقِفاً عَلَی الصِّرَاطِ أَدْعُو وَ أَقُولُ رَبِّ سَلِّمْ شِیعَتِی وَ مُحِبِّیَّ وَ أَنْصَارِی وَ مَنْ تَوَلَّانِی فِی دَارِ الدُّنْیَا إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ فِی بَابِ الشَّفَاعَةِ.
«16»-مِنْ كِتَابِ فَضَائِلِ الشِّیعَةِ لِلصَّدُوقِ، رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِسْنَادِهِ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَثْبَتُكُمْ قَدَماً عَلَی الصِّرَاطِ أَشَدُّكُمْ حُبّاً لِأَهْلِ بَیْتِی.
«17»-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام مَا ثَبَتَ حُبُّكَ فِی قَلْبِ امْرِئٍ مُؤْمِنٍ فَزَلَّتْ بِهِ قَدَمٌ عَلَی الصِّرَاطِ إِلَّا ثَبَتَتْ لَهُ قَدَمٌ حَتَّی أَدْخَلَهُ اللَّهُ بِحُبِّكَ الْجَنَّةَ.
«18»-م، تفسیر الإمام علیه السلام الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ صِرَاطَانِ صِرَاطٌ فِی الدُّنْیَا وَ صِرَاطٌ فِی الْآخِرَةِ
ص: 69
فَأَمَّا الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ فِی الدُّنْیَا فَهُوَ مَا قَصُرَ مِنَ الْغُلُوِّ وَ ارْتَفَعَ عَنِ التَّقْصِیرِ وَ اسْتَقَامَ فَلَمْ یَعْدِلْ إِلَی شَیْ ءٍ مِنَ الْبَاطِلِ وَ أَمَّا الصِّرَاطُ فِی الْآخِرَةِ فَهُوَ طَرِیقُ الْمُؤْمِنِینَ إِلَی الْجَنَّةِ الَّذِی هُوَ مُسْتَقِیمٌ لَا یَعْدِلُونَ عَنِ الْجَنَّةِ إِلَی النَّارِ وَ لَا إِلَی غَیْرِ النَّارِ سِوَی الْجَنَّةِ.
«19»-عد، العقائد اعتقادنا فی الصراط أنه حق و أنه جسر جهنم و أن علیه ممر (1)جمیع الخلق قال اللّٰه عز و جل وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلی رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِیًّا (2)و الصراط فی وجه آخر اسم حجج اللّٰه فمن عرفهم فی الدنیا و أطاعهم أعطاه اللّٰه جوازا علی الصراط الذی هو جسر جهنم یوم القیامة.
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَقْعُدُ أَنَا وَ أَنْتَ وَ جَبْرَئِیلُ عَلَی الصِّرَاطِ فَلَا یَجُوزُ عَلَی الصِّرَاطِ إِلَّا مَنْ كَانَتْ مَعَهُ بَرَاءَةٌ بِوَلَایَتِكَ.
أقول: قال الشیخ المفید رفع اللّٰه فی الجنان درجته الصراط فی اللغة هو الطریق فلذلك سمی الدین صراطا لأنه طریق إلی الثواب و له سمی الولاء لأمیر المؤمنین و الأئمة من ذریته علیهم السلام صراطا و من معناه
قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَا صِرَاطُ اللَّهِ الْمُسْتَقِیمُ وَ عُرْوَتُهُ الْوُثْقَی الَّتِی لَا انْفِصامَ لَها
یعنی أن معرفته و التمسك به طریق إلی اللّٰه سبحانه و قد جاء الخبر بأن الطریق یوم القیامة إلی الجنة كالجسر تمر به الناس و هو الصراط الذی یقف عن یمینه رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و عن شماله أمیر المؤمنین علیه السلام و یأتیهما النداء من اللّٰه تعالی أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِیدٍ (3)
وَ جَاءَ الْخَبَرُ أَنَّهُ لَا یَعْبُرُ الصِّرَاطَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَّا مَنْ كَانَ مَعَهُ بَرَاءَةٌ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام مِنَ النَّارِ.
وَ جَاءَ الْخَبَرُ بِأَنَّ الصِّرَاطَ أَدَقُّ مِنَ الشَّعْرَةِ وَ أَحَدُّ مِنَ السَّیْفِ عَلَی الْكَافِرِ.
و المراد بذلك أنه لا یثبت لكافر قدم علی الصراط یوم القیامة من شدة ما یلحقهم من أهوال القیامة و مخاوفها فهم یمشون علیه كالذی یمشی علی الشی ء الذی هو أدق
ص: 70
من الشعرة و أحد من السیف و هذا مثل مضروب لما یلحق الكافر من الشدة فی عبوره علی الصراط و هو طریق إلی الجنة و طریق إلی النار یسیر العبد منه إلی الجنة و یری من أهوال النار و قد یعبر به عن الطریق المعوج فلهذا قال اللّٰه تعالی وَ أَنَّ هذا صِراطِی مُسْتَقِیماً (1)فمیز بین طریقه الذی دعا إلی سلوكه من الدین و بین طرق الضلال و قال تعالی فیما أمر عباده من الدعاء و تلاوة القرآن اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِیمَ (2)فدل علی أن سواه صراط غیر مستقیم و صراط اللّٰه دین اللّٰه و صراط الشیطان طریق العصیان و الصراط فی الأصل علی ما بیناه هو الطریق و الصراط یوم القیامة هو الطریق للسلوك إلی الجنة و النار علی ما قدمناه انتهی.
أقول: لا اضطرار فی تأویل كونه أدق من الشعرة و أحد من السیف و تأویل الظواهر الكثیرة بلا ضرورة غیر جائز و سنورد كثیرا من أخبار هذا الباب فی باب أن أمیر المؤمنین علیه السلام قسیم الجنة و النار.
الآیات؛
البقرة: «وَ بَشِّرِ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِی رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَ أُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَ لَهُمْ فِیها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَ هُمْ فِیها خالِدُونَ»(25) (و قال سبحانه): «وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِیها خالِدُونَ»(82) (و قال تعالی): «وَ قالُوا لَنْ یَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصاری تِلْكَ أَمانِیُّهُمْ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ* بَلی مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ»(111-112)
ص: 71
آل عمران: «قُلْ أَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَیْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِینَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها وَ أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَ رِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ وَ اللَّهُ بَصِیرٌ بِالْعِبادِ»(15) (و قال تعالی): «وَ سارِعُوا إِلی مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِینَ»(133) (و قال تعالی): «أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ جَنَّاتٌ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها وَ نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِینَ»(126) (و قال سبحانه): «لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَیِّئاتِهِمْ وَ لَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ اللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ»(195) (و قال تعالی): «لكِنِ الَّذِینَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ ما عِنْدَ اللَّهِ خَیْرٌ لِلْأَبْرارِ»(198)
النساء: «وَ مَنْ یُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ یُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها وَ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ»(13) (و قال تعالی): «وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها أَبَداً لَهُمْ فِیها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَ نُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِیلًا»(57) (و قال سبحانه): «وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها أَبَداً وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِیلًا»(122) (و قال تعالی): «وَ مَنْ یَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ لا یُظْلَمُونَ نَقِیراً»(124)
المائدة: «وَ لَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ»(12) (و قال سبحانه): «وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ سَیِّئاتِهِمْ وَ لَأَدْخَلْناهُمْ جَنَّاتِ النَّعِیمِ»(65) (و قال تعالی): «قالَ اللَّهُ هذا یَوْمُ یَنْفَعُ الصَّادِقِینَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها أَبَداً رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ»(119) (و قال سبحانه): «فَأَثابَهُمُ اللَّهُ بِما قالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها وَ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِینَ»(85)
الأنعام: «لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ هُوَ وَلِیُّهُمْ بِما كانُوا یَعْمَلُونَ»(127)
التوبة: «یُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَ رِضْوانٍ وَ جَنَّاتٍ لَهُمْ فِیها نَعِیمٌ مُقِیمٌ* خالِدِینَ فِیها أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِیمٌ»(21-22) (و قال تعالی): «وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ
ص: 72
جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها وَ مَساكِنَ طَیِّبَةً فِی جَنَّاتِ عَدْنٍ وَ رِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ»(72) (و قال): «أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ»(89) (و قال): «رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ وَ أَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِی تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ»(100)
یونس: «إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ یَهْدِیهِمْ رَبُّهُمْ بِإِیمانِهِمْ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِی جَنَّاتِ النَّعِیمِ *دَعْواهُمْ فِیها سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وَ تَحِیَّتُهُمْ فِیها سَلامٌ وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ»(9-10)
هود: «إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ أَخْبَتُوا إِلی رَبِّهِمْ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِیها خالِدُونَ»(23)
الرعد: «وَ الَّذِینَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ أَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَ عَلانِیَةً وَ یَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّیِّئَةَ أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَی الدَّارِ* جَنَّاتُ عَدْنٍ یَدْخُلُونَها وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّیَّاتِهِمْ وَ الْمَلائِكَةُ یَدْخُلُونَ عَلَیْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ *سَلامٌ عَلَیْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَی الدَّارِ»(22-24) (و قال سبحانه): «الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبی لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ»(29) (و قال سبحانه): «مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِی وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أُكُلُها دائِمٌ وَ ظِلُّها تِلْكَ عُقْبَی الَّذِینَ اتَّقَوْا وَ عُقْبَی الْكافِرِینَ النَّارُ»(35) (و قال تعالی): «وَ سَیَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَی الدَّارِ»(42)
إبراهیم: «وَ أُدْخِلَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِیَّتُهُمْ فِیها سَلامٌ»(23)
الحجر: «إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ وَ عُیُونٍ *ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِینَ* وَ نَزَعْنا ما فِی صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلی سُرُرٍ مُتَقابِلِینَ *لا یَمَسُّهُمْ فِیها نَصَبٌ وَ ما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِینَ»(45-48)
النحل: «وَ لَدارُ الْآخِرَةِ خَیْرٌ وَ لَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِینَ* جَنَّاتُ عَدْنٍ یَدْخُلُونَها تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُمْ فِیها ما یَشاؤُنَ كَذلِكَ یَجْزِی اللَّهُ الْمُتَّقِینَ* الَّذِینَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَیِّبِینَ یَقُولُونَ سَلامٌ عَلَیْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ»(30-32)
ص: 73
الكهف: «وَ یُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِینَ الَّذِینَ یَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً *ماكِثِینَ فِیهِ أَبَداً»(2-3) (و قال تعالی): «إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِیعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا *أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ یُحَلَّوْنَ فِیها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ یَلْبَسُونَ ثِیاباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِینَ فِیها عَلَی الْأَرائِكِ نِعْمَ الثَّوابُ وَ حَسُنَتْ مُرْتَفَقاً»(30-31) (و قال تعالی): «إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا *خالِدِینَ فِیها لا یَبْغُونَ عَنْها حِوَلًا»(107-108)
مریم: «إِلَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ لا یُظْلَمُونَ شَیْئاً* جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِی وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَیْبِ إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِیًّا *لا یَسْمَعُونَ فِیها لَغْواً إِلَّا سَلاماً وَ لَهُمْ رِزْقُهُمْ فِیها بُكْرَةً وَ عَشِیًّا* تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِی نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِیًّا»(60-63)
طه: «وَ مَنْ یَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلی* جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها وَ ذلِكَ جَزاءُ مَنْ تَزَكَّی»(75-76)
الحج: «إِنَّ اللَّهَ یُدْخِلُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ»(14) (و قال تعالی): «إِنَّ اللَّهَ یُدْخِلُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ یُحَلَّوْنَ فِیها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤاً وَ لِباسُهُمْ فِیها حَرِیرٌ* وَ هُدُوا إِلَی الطَّیِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَ هُدُوا إِلی صِراطِ الْحَمِیدِ»(23-24) (و قال سبحانه): «فَالَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ كَرِیمٌ»(50) (و قال تعالی): «فَالَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِی جَنَّاتِ النَّعِیمِ»(56) (و قال سبحانه): «وَ الَّذِینَ هاجَرُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَیَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقاً حَسَناً وَ إِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَیْرُ الرَّازِقِینَ* لَیُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا یَرْضَوْنَهُ وَ إِنَّ اللَّهَ لَعَلِیمٌ حَلِیمٌ»(58-59)
المؤمنین: «أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِینَ یَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِیها خالِدُونَ»(10-11)
الفرقان: «قُلْ أَ ذلِكَ خَیْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِی وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كانَتْ لَهُمْ جَزاءً وَ مَصِیراً* لَهُمْ فِیها ما یَشاؤُنَ خالِدِینَ كانَ عَلی رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلًا»(15-16) (و قال
ص: 74
تعالی): «أُوْلئِكَ یُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا وَ یُلَقَّوْنَ فِیها تَحِیَّةً وَ سَلاماً *خالِدِینَ فِیها حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مُقاماً»(75-76)
العنكبوت: «وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِینَ»(58)
لقمان: «إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِیمِ* خالِدِینَ فِیها وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ»(8-9)
التنزیل: «فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْیُنٍ جَزاءً بِما كانُوا یَعْمَلُونَ»(17) (و قال تعالی): «أَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوی نُزُلًا بِما كانُوا یَعْمَلُونَ»(19)
الأحزاب: «وَ كانَ بِالْمُؤْمِنِینَ رَحِیماً* تَحِیَّتُهُمْ یَوْمَ یَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَ أَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِیماً»(43-44)
سبأ: «إِلَّا مَنْ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَ هُمْ فِی الْغُرُفاتِ آمِنُونَ»(37)
فاطر: «جَنَّاتُ عَدْنٍ یَدْخُلُونَها یُحَلَّوْنَ فِیها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤاً وَ لِباسُهُمْ فِیها حَرِیرٌ* وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ* الَّذِی أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا یَمَسُّنا فِیها نَصَبٌ وَ لا یَمَسُّنا فِیها لُغُوبٌ»(33-35)
یس: «إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْیَوْمَ فِی شُغُلٍ فاكِهُونَ* هُمْ وَ أَزْواجُهُمْ فِی ظِلالٍ عَلَی الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ* لَهُمْ فِیها فاكِهَةٌ وَ لَهُمْ ما یَدَّعُونَ* سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِیمٍ»(55-58)
الصافات: «إِلَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِینَ *أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ* فَواكِهُ وَ هُمْ مُكْرَمُونَ* فِی جَنَّاتِ النَّعِیمِ *عَلی سُرُرٍ مُتَقابِلِینَ* یُطافُ عَلَیْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِینٍ *بَیْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِینَ* لا فِیها غَوْلٌ وَ لا هُمْ عَنْها یُنْزَفُونَ* وَ عِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِینٌ* كَأَنَّهُنَّ بَیْضٌ مَكْنُونٌ *فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلی بَعْضٍ یَتَساءَلُونَ* قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّی كانَ لِی قَرِینٌ* یَقُولُ أَ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِینَ *أَ إِذا مِتْنا وَ كُنَّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنَّا لَمَدِینُونَ*
ص: 75
قالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ* فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِی سَواءِ الْجَحِیمِ *قالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِینِ* وَ لَوْ لا نِعْمَةُ رَبِّی لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِینَ* أَ فَما نَحْنُ بِمَیِّتِینَ *إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولی وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبِینَ* إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ* لِمِثْلِ هذا فَلْیَعْمَلِ الْعامِلُونَ»(40-61)
ص: «وَ إِنَّ لِلْمُتَّقِینَ لَحُسْنَ مَآبٍ* جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ* مُتَّكِئِینَ فِیها یَدْعُونَ فِیها بِفاكِهَةٍ كَثِیرَةٍ وَ شَرابٍ* وَ عِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ* هذا ما تُوعَدُونَ لِیَوْمِ الْحِسابِ* إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ»(49-54)
الزمر: «لكِنِ الَّذِینَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِیَّةٌ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَعْدَ اللَّهِ لا یُخْلِفُ اللَّهُ الْمِیعادَ»(20) (و قال سبحانه): «لَهُمْ ما یَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِینَ»(34) (قال تعالی نقلا عن الذین یحملون العرش و من حوله): «رَبَّنا وَ أَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِی وَعَدْتَهُمْ وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّیَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ* وَ قِهِمُ السَّیِّئاتِ وَ مَنْ تَقِ السَّیِّئاتِ یَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ»(8-9) (و قال تعالی): «وَ مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ یُرْزَقُونَ فِیها بِغَیْرِ حِسابٍ»(40)
السجدة: «إِنَّ الَّذِینَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَیْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ* نَحْنُ أَوْلِیاؤُكُمْ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ فِی الْآخِرَةِ وَ لَكُمْ فِیها ما تَشْتَهِی أَنْفُسُكُمْ وَ لَكُمْ فِیها ما تَدَّعُونَ* نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِیمٍ»(30-32)
الزخرف: «الَّذِینَ آمَنُوا بِآیاتِنا وَ كانُوا مُسْلِمِینَ* ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَ أَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ *یُطافُ عَلَیْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَ أَكْوابٍ وَ فِیها ما تَشْتَهِیهِ الْأَنْفُسُ وَ تَلَذُّ الْأَعْیُنُ وَ أَنْتُمْ فِیها خالِدُونَ *وَ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِی أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ* لَكُمْ فِیها فاكِهَةٌ كَثِیرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ»(69-73)
الدخان: «إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی مَقامٍ أَمِینٍ* فِی جَنَّاتٍ وَ عُیُونٍ* یَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِینَ* كَذلِكَ وَ زَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِینٍ* یَدْعُونَ فِیها بِكُلِّ فاكِهَةٍ
ص: 76
آمِنِینَ *لا یَذُوقُونَ فِیهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولی وَ وَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِیمِ* فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ»(51-57)
الأحقاف: «إِنَّ الَّذِینَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ* أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ خالِدِینَ فِیها جَزاءً بِما كانُوا یَعْمَلُونَ»(13-14) (و قال تعالی فی أصحاب الجنة): «وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِی كانُوا یُوعَدُونَ»(16)
محمد: «وَ یُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ»(6) (و قال سبحانه): «إِنَّ اللَّهَ یُدْخِلُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ»(12) (و قال تعالی): «مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِی وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِیها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَیْرِ آسِنٍ وَ أَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ یَتَغَیَّرْ طَعْمُهُ وَ أَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِینَ وَ أَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّی وَ لَهُمْ فِیها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ»(15)
الفتح: «وَ مَنْ یُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ یُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَ مَنْ یَتَوَلَّ یُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِیماً»(17)
ق: «وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِینَ غَیْرَ بَعِیدٍ* هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِیظٍ *مَنْ خَشِیَ الرَّحْمنَ بِالْغَیْبِ وَ جاءَ بِقَلْبٍ مُنِیبٍ* ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ یَوْمُ الْخُلُودِ* لَهُمْ ما یَشاؤُنَ فِیها وَ لَدَیْنا مَزِیدٌ»(31-35)
الذاریات: «إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ وَ عُیُونٍ *آخِذِینَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِینَ»(15-16) (و قال سبحانه): «وَ فِی السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَ ما تُوعَدُونَ»(22)
الطور: «إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ وَ نَعِیمٍ *فاكِهِینَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ وَ وَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِیمِ *كُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنِیئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ *مُتَّكِئِینَ عَلی سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَ زَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِینٍ *وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّیَّتُهُمْ بِإِیمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ وَ ما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَیْ ءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِینٌ* وَ أَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ وَ لَحْمٍ مِمَّا یَشْتَهُونَ* یَتَنازَعُونَ فِیها كَأْساً لا لَغْوٌ فِیها وَ لا تَأْثِیمٌ *وَ یَطُوفُ عَلَیْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ* وَ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلی بَعْضٍ یَتَساءَلُونَ* قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِی
ص: 77
أَهْلِنا مُشْفِقِینَ *فَمَنَّ اللَّهُ عَلَیْنا وَ وَقانا عَذابَ السَّمُومِ *إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِیمُ»(17-28)
القمر: «إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ وَ نَهَرٍ* فِی مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِیكٍ مُقْتَدِرٍ»(54-55)
الرحمن: «وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ* فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ* ذَواتا أَفْنانٍ* فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ* فِیهِما عَیْنانِ تَجْرِیانِ* فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ* فِیهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ* فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ* مُتَّكِئِینَ عَلی فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَ جَنَی الْجَنَّتَیْنِ دانٍ* فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ* فِیهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ یَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌّ *فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ *كَأَنَّهُنَّ الْیاقُوتُ وَ الْمَرْجانُ*فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ *هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ* فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ* وَ مِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ* فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ* مُدْهامَّتانِ *فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ* فِیهِما عَیْنانِ نَضَّاخَتانِ* فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ *فِیهِما فاكِهَةٌ وَ نَخْلٌ وَ رُمَّانٌ* فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ* فِیهِنَّ خَیْراتٌ حِسانٌ* فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ* حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِی الْخِیامِ *فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ* لَمْ یَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌّ* فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ* مُتَّكِئِینَ عَلی رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَ عَبْقَرِیٍّ حِسانٍ *فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ»(46-77)
الواقعة: «وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ* أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ* فِی جَنَّاتِ النَّعِیمِ* ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ *وَ قَلِیلٌ مِنَ الْآخِرِینَ* عَلی سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ* مُتَّكِئِینَ عَلَیْها مُتَقابِلِینَ* یَطُوفُ عَلَیْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ* بِأَكْوابٍ وَ أَبارِیقَ وَ كَأْسٍ مِنْ مَعِینٍ* لا یُصَدَّعُونَ عَنْها وَ لا یُنْزِفُونَ* وَ فاكِهَةٍ مِمَّا یَتَخَیَّرُونَ* وَ لَحْمِ طَیْرٍ مِمَّا یَشْتَهُونَ* وَ حُورٌ عِینٌ *كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ *جَزاءً بِما كانُوا یَعْمَلُونَ *لا یَسْمَعُونَ فِیها لَغْواً وَ لا تَأْثِیماً* إِلَّا قِیلًا سَلاماً سَلاماً* وَ أَصْحابُ الْیَمِینِ* ما أَصْحابُ الْیَمِینِ *فِی سِدْرٍ مَخْضُودٍ* وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ *وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ *وَ ماءٍ مَسْكُوبٍ *وَ فاكِهَةٍ كَثِیرَةٍ *لا مَقْطُوعَةٍ وَ لا مَمْنُوعَةٍ* وَ فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ* إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً *فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً *عُرُباً أَتْراباً *لِأَصْحابِ الْیَمِینِ *ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ* وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ»(10-40)
ص: 78
الحدید: «سابِقُوا إِلی مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ»(21)
المجادلة: «وَ یُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ»(22)
الحشر: «لا یَسْتَوِی أَصْحابُ النَّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ»(20)
الصف: «وَ یُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَ مَساكِنَ طَیِّبَةً فِی جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ»(12)
التغابن: «وَ یُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ»(9)
الطلاق: «وَ مَنْ یُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَ یَعْمَلْ صالِحاً یُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً»(11)
الملك: «إِنَّ الَّذِینَ یَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَیْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ كَبِیرٌ»(12)
المعارج: «أُولئِكَ فِی جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ»(35) (و قال تعالی): «أَ یَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ یُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِیمٍ *كَلَّا»(38-39)
الدهر: «إِنَّ الْأَبْرارَ یَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً* عَیْناً یَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ یُفَجِّرُونَها تَفْجِیراً»(5-6) (و قال تعالی): «وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَرِیراً *مُتَّكِئِینَ فِیها عَلَی الْأَرائِكِ لا یَرَوْنَ فِیها شَمْساً وَ لا زَمْهَرِیراً* وَ دانِیَةً عَلَیْهِمْ ظِلالُها وَ ذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِیلًا *وَ یُطافُ عَلَیْهِمْ بِآنِیَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَ أَكْوابٍ كانَتْ قَوارِیرَا* قَوارِیرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِیراً *وَ یُسْقَوْنَ فِیها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِیلًا* عَیْناً فِیها تُسَمَّی سَلْسَبِیلًا *وَ یَطُوفُ عَلَیْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ *إِذا رَأَیْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً *وَ إِذا رَأَیْتَ ثَمَّ رَأَیْتَ نَعِیماً وَ مُلْكاً كَبِیراً *عالِیَهُمْ ثِیابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَ إِسْتَبْرَقٌ وَ حُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَ سَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً* إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَ كانَ سَعْیُكُمْ مَشْكُوراً»(12-22)
ص: 79
المرسلات: «إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی ظِلالٍ وَ عُیُونٍ* وَ فَواكِهَ مِمَّا یَشْتَهُونَ *كُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنِیئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ* إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ* وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِینَ»(41-45)
النبأ: «إِنَّ لِلْمُتَّقِینَ مَفازاً* حَدائِقَ وَ أَعْناباً *وَ كَواعِبَ أَتْراباً* وَ كَأْساً دِهاقاً *لا یَسْمَعُونَ فِیها لَغْواً وَ لا كِذَّاباً* جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً»(31-36)
النازعات: «وَ أَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَ نَهَی النَّفْسَ عَنِ الْهَوی* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِیَ الْمَأْوی»(40-41)
المطففین: «إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِی نَعِیمٍ* عَلَی الْأَرائِكِ یَنْظُرُونَ* تَعْرِفُ فِی وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِیمِ *یُسْقَوْنَ مِنْ رَحِیقٍ مَخْتُومٍ خِتامُهُ مِسْكٌ وَ فِی ذلِكَ فَلْیَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ* وَ مِزاجُهُ مِنْ تَسْنِیمٍ *عَیْناً یَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ* إِنَّ الَّذِینَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِینَ آمَنُوا یَضْحَكُونَ* وَ إِذا مَرُّوا بِهِمْ یَتَغامَزُونَ *وَ إِذَا انْقَلَبُوا إِلی أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِینَ* وَ إِذا رَأَوْهُمْ قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ *وَ ما أُرْسِلُوا عَلَیْهِمْ حافِظِینَ* فَالْیَوْمَ الَّذِینَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ یَضْحَكُونَ *عَلَی الْأَرائِكِ یَنْظُرُونَ* هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا یَفْعَلُونَ»(22-36)
البروج: «إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِیرُ»(11)
الغاشیة: «فِی جَنَّةٍ عالِیَةٍ* لا تَسْمَعُ فِیها لاغِیَةً* فِیها عَیْنٌ جارِیَةٌ* فِیها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ* وَ أَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ* وَ نَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ* وَ زَرابِیُّ مَبْثُوثَةٌ»(10-16)
الفجر: «یا أَیَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ *ارْجِعِی إِلی رَبِّكِ راضِیَةً مَرْضِیَّةً *فَادْخُلِی فِی عِبادِی* وَ ادْخُلِی جَنَّتِی»(27-30)
التین: «إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَیْرُ مَمْنُونٍ»(6)
البینة: «إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ* جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها أَبَداً رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِیَ رَبَّهُ»(7-8)
ص: 80
تفسیر: قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی: تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا أی من تحت أشجارها و مساكنها الْأَنْهارُ و استعمل الجری فی النهر توسعا لأنه موضع الجری كُلَّما رُزِقُوا مِنْها أی من الجنات و المعنی من أشجارها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً أی أعطوا من ثمارها عطاء أو أطعموا منها طعاما لأن الرزق عبارة عما یصح الانتفاع به و لا یكون لأحد المنع منه قالُوا هذَا الَّذِی رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ فیه وجوه أحدها أن ثمار الجنة إذا جنیت من أشجارها عاد مكانها مثلها فیشتبه علیهم فیقولون هذَا الَّذِی رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ عن أبی عبیدة و یحیی بن أبی كثیر.
و ثانیها أن معناه هذا الذی رزقنا من قبل فی الدنیا عن ابن عباس و ابن مسعود و قیل هذا هو الذی وعدنا به فی الدنیا.
و ثالثها أن معناه هذا الذی رزقناه من قبل فی الجنة أی كالذی رزقنا و هم یعلمون أنه غیره و لكنهم شبهوه به فی طعمه و لونه و ریحه و طیبه و جودته عن الحسن و واصل.
قال الشیخ أبو جعفر رحمه اللّٰه و أقوی الأقوال قول ابن عباس لأنه تعالی قال كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً فعم و لم یخص فأول ما أتوا به لا یتقدر فیه هذا القول إلا بأن یكون إشارة إلی ما تقدم رزقه فی الدنیا و یكون التقدیر هذا مثل الذی رزقناه فی الدنیا لأن ما رزقوا فی الدنیا فقد عدم فأقام المضاف إلیه مقام المضاف.
وَ أُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً فیه وجوه أحدها أنه أراد مشتبها فی اللون مختلفا فی الطعم و ثانیها أن كلها متشابه خیار لا رذل فیه و ثالثها أنه یشبه ثمر الدنیا غیر أن ثمر الجنة أطیب و رابعها أنه یشبه بعضه بعضا فی اللذة و جمیع الصفات و خامسها أن التشابه من حیث الموافقة فالخادم یوافق المسكن و المسكن یوافق الفرش و كذلك جمیع ما یلیق به وَ لَهُمْ فِیها أَزْواجٌ من الحور العین و قیل من نساء الدنیا قال الحسن هن عجائزكم الغمص الرمص العمش (1)طهرن من قذرات
ص: 81
الدنیا مُطَهَّرَةٌ قیل فی الأبدان و الأخلاق و الأعمال فلا یحضن و لا یلدن و لا یتغوطن و لا یبلن قد طهرن من الأقذار و الآثام وَ هُمْ فِیها أی فی الجنة خالِدُونَ یعنی دائمون یبقون ببقاء اللّٰه لا انقطاع لذلك و لا نفاد لأن النعمة تتم بالخلود و البقاء كما تتنغص بالزوال و الفناء.
و فی قوله عز و جل وَ قالُوا لَنْ یَدْخُلَ الْجَنَّةَ هذا علی الإیجاز و تقدیره قالت الیهود لن یدخل الجنة إلا من كان یهودیا و قالت النصاری لن یدخل الجنة إلا من كان نصرانیا تِلْكَ أَمانِیُّهُمْ أی تلك المقالة أمانی كاذبة یتمنونها علی اللّٰه و قیل أمانیهم أباطیلهم و قیل أی تلك أقاویلهم و تلاوتهم من قولهم تمنی أی تلا قُلْ هاتُوا أی أحضروا أمر تعجیز و إنكار بُرْهانَكُمْ أی حجتكم إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ فی هذا القول بَلی مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ أی من أخلص نفسه لله بأن سلك سبیل مرضاته و قیل وجه وجهه لطاعة اللّٰه و قیل فوض أمره إلی اللّٰه و قیل استسلم لأمر اللّٰه و خضع و تواضع لله وَ هُوَ مُحْسِنٌ فی عمله و قیل مؤمن و قیل مخلص فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ أی فله جزاء عمله عند اللّٰه وَ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ فی الآخرة و هذا ظاهر علی قول من یقول إنه لا یكون علی أهل الجنة خوف و لا حزن فی الآخرة و أما علی قول من قال إن بعضهم یخاف ثم یأمن فمعناه أنهم لا یخافون فوت جزاء أعمالهم لأنهم یكونون علی ثقة بأن ذلك لا یفوتهم.
و فی قوله عز و جل وَ سارِعُوا إِلی مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أی إلی الأعمال التی توجب المغفرة وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ اختلف فی معناه علی أقوال أحدها أن المعنی عرضها كعرض السماوات و الأرضین السبع إذا ضم بعضها إلی بعض عن ابن عباس و الحسن و اختاره الجبائی و البلخی و إنما ذكر العرض بالعظم دون الطول لأنه یدل علی أن الطول أعظم و لیس كذلك لو ذكر الطول.
و ثانیها أن معناه ثمنها لو بیعت كثمن السماوات و الأرض لو بیعتا كما یقال عرضت هذا المتاع للبیع و المراد بذلك عظم مقدارها و جلالة قدرها و أنه لا یساویها شی ء و إن عظم عن أبی مسلم الأصفهانی و هذا وجه ملیح إلا أن فیه تعسفا.
ص: 82
و ثالثها أن عرضها لم یرد به العرض الذی هو خلاف الطول و إنما أراد سعتها و عظمها و العرب إذا وصفت الشی ء بالسعة وصفته بالعرض و یسأل فیقال إذا كانت الجنة عرضها كعرض السماء و الأرض فأین تكون النار فجوابه
أَنَّهُ رُوِیَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ النَّهَارُ فَأَیْنَ اللَّیْلُ.
و هذه معارضة فیها إسقاط المسألة لأن القادر علی أن یذهب باللیل حیث یشاء قادر علی أن یخلق النار حیث شاء.
و یسأل أیضا إذا كانت الجنة فی السماء فكیف یكون لها هذا العرض و الجواب أنه قیل إن الجنة فوق السماوات السبع تحت العرش عن أنس بن مالك و قد قیل إن الجنة فوق السماوات السبع و إن النار تحت الأرضین السبع عن قتادة و قیل معنی قولهم إن الجنة فی السماء أنها فی ناحیة السماء و جهة السماء لا أن السماء تحویها و لا ینكر أن یخلق اللّٰه فی العلو أمثال السماوات و الأرضین و إن صح الخبر أنها فی السماء الرابعة كان كما یقال فی الدار بستان لاتصاله بها و كونه فی ناحیة منها أو یشرع إلیه بابها و إن كان أضعاف الدار و قیل إن اللّٰه تعالی یزید فی عرضها یوم القیامة فیكون المراد عرضها السماوات و الأرض یوم القیامة لا فی الحال عن أبی بكر أحمد بن علی مع تسلیمه أنها فی السماء أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِینَ أی المطیعین لله و لرسوله باجتناب المقبحات و فعل الطاعات و هذا یدل علی أن الجنة مخلوقة الیوم لأنها لا تكون معدة إلا و هی مخلوقة.
أقول: و قال الرازی فی تفسیر هذه الآیة و هاهنا سؤالات الأول ما معنی أن عرضها مثل عرض السماوات و الأرض فیه وجوه الأول أن المراد لو جعلت السماوات و الأرضون طبقا طبقا بحیث یكون كل واحد من تلك الطبقات سطحا مؤلفا من أجزاء لا یتجزی ثم وصل البعض بالبعض طبقا واحدا لكان ذلك مثل عرض الجنة و هذا غایة فی السعة لا یعلمها إلا اللّٰه الثانی أن الجنة التی تكون عرضها مثل عرض السماوات و الأرض إنما یكون للرجل الواحد لأن الإنسان إنما یرغب فیما یصیر ملكا له فلا بد و أن تكون الجنة المملوكة لكل واحد مقدار هذا ثم
ص: 83
ذكر ما ذكر سابقا عن أبی مسلم ثم قال الرابع المقصود المبالغة فی وصف سعة الجنة و ذلك لأنه لا شی ء عندنا أعرض منها و نظیره قوله تعالی خالِدِینَ فِیها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ فإن أطول الأشیاء بقاء عندنا هو السماوات و الأرض فخوطبنا علی وفق ما عرفناه فكذا هاهنا ثم قال السؤال الثالث أنتم تقولون إن الجنة فی السماء فكیف یكون عرضها كعرض السماء و الجواب من وجهین الأول أن المراد من قولنا إنها فی السماء أنها فوق السماوات و تحت العرش
قَالَ علیه السلام فِی صِفَةِ الْفِرْدَوْسِ سَقْفُهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ.
وَ رُوِیَ أَنَّ رَسُولَ هِرَقْلَ سَأَلَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ إِنَّكَ تَدْعُو إِلَی جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِینَ فَأَیْنَ النَّارُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله سُبْحَانَ اللَّهِ فَأَیْنَ اللَّیْلُ إِذَا جَاءَ النَّهَارُ.
المعنی و اللّٰه أعلم أنه إذا دار الفلك حصل النهار فی جانب من العالم و اللیل فی ضد ذلك الجانب فكذلك الجنة فی جهة العلو و النار فی جهة السفل و سئل أنس بن مالك عن الجنة فی الأرض أم فی السماء فقال فأی أرض و سماء تسع الجنة قیل فأین هی قال فوق السماوات السبع تحت العرش.
و الثانی أن الذین یقولون الجنة و النار غیر مخلوقتین الآن لا یبعد أن تكون الجنة عندهم مخلوقة فی مكان السماوات و النار فی مكان الأرض و أما قوله أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِینَ فظاهره یدل علی أن الجنة و النار مخلوقتان الآن.
و قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ النزل ما یعد للضیف من الكرامة و البر و الطعام و الشراب وَ ما عِنْدَ اللَّهِ من الثواب و الكرامة خَیْرٌ لِلْأَبْرارِ مما ینقلب فیه الذین كفروا لأن ذلك عن قریب سیزول و ما عند اللّٰه سبحانه دائم لا یزول.
و فی قوله تعالی وَ نُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِیلًا أی كنینا لیس فیه حر و لا برد بخلاف ظل الدنیا و قیل ظلا دائما لا تنسخه الشمس كما فی الدنیا و قیل ظلا متمكنا قویا كما یقال یوم أیوم و لیل ألیل و داهیة دهیاء یصفون الشی ء بمثل لفظه إذا أرادوا المبالغة و قال النقیر النكتة فی ظهر النواة كان ذلك نقر فیه.
ص: 84
و فی قوله تعالی لَهُمْ دارُ السَّلامِ أی للذین تذكروا و تدبروا و عرفوا الحق و تبعوه دار السلامة الدائمة الخالصة من كل آفة و بلیة مما یلقاه أهل النار و قیل إن السلام هو اللّٰه تعالی و داره الجنة عِنْدَ رَبِّهِمْ أی هی مضمونة لهم عند ربهم یوصلهم إلیها لا محالة كما یقول الرجل لغیره لك عندی هذا المال أی فی ضمانی و قیل معناه لهم دار السلام فی الآخرة یعطیهم إیاها وَ هُوَ وَلِیُّهُمْ یعنی اللّٰه یتولی إیصال المنافع إلیهم و دفع المضار عنهم و قیل ولیهم ناصرهم علی أعدائهم و قیل یتولاهم فی الدنیا بالتوفیق و فی الآخرة بالجزاء بِما كانُوا یَعْمَلُونَ أی جزاء بما كانوا یعملونه من الطاعات.
و فی قوله تعالی لَهُمْ فِیها نَعِیمٌ مُقِیمٌ أی دائم لا یزول و لا ینقطع خالِدِینَ فِیها أَبَداً أی دائمین فیها مع كون النعیم مقیما لهم إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ أی جزاء علی العمل عَظِیمٌ أی كثیر مضاعف لا تبلغه نعمة غیره من الخلق.
و فی قوله سبحانه وَ مَساكِنَ طَیِّبَةً یطیب العیش فیها بناها اللّٰه تعالی من اللئالی و الیاقوت الأحمر و الزبرجد الأخضر لا أذی فیها و لا وصب و لا نصب (1)عن الحسن فِی جَنَّاتِ عَدْنٍ أی فی جنات إقامة و خلد و هی بطنان الجنة أی وسطها عن ابن مسعود و قیل هی مدینة فی الجنة فیها الرسل و الأنبیاء و الشهداء و أئمة الهدی و الناس حولهم و الجنان حولها عن الضحاك و قیل إن عدن أعلی درجة فی الجنة و فیها عین التسنیم و الجنان حولها محدقة بها و هی مغطاة من یوم خلقها اللّٰه حتی ینزلها أهلها الأنبیاء و الصدیقون و الشهداء و الصالحون و من شاء اللّٰه و فیها قصور الدر و الیواقیت و الذهب تهب ریح طیبة من تحت العرش فیدخل علیهم كثبان (2)المسك الأبیض عن مقاتل و الكلبی
وَ رُوِیَ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: عَدْنٌ دَارُ اللَّهِ الَّتِی لَمْ تَرَهَا عَیْنٌ وَ لَا یَخْطُرُ عَلَی قَلْبِ بَشَرٍ وَ لَا یَسْكُنُهَا غَیْرُ ثَلَاثَةٍ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَدَاءِ
ص: 85
یَقُولُ اللَّهُ طُوبَی لِمَنْ دَخَلَكِ.
وَ رِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ رفع علی الابتداء أی و رضی اللّٰه تعالی عنهم أكبر من ذلك كله قال الجبائی إنما صار الرضوان أكبر من الثواب لأنه لا یوجد منه شی ء إلا بالرضوان و هو الداعی إلیه الموجب له و قال الحسن لأن ما یصل إلی القلب من السرور برضوان اللّٰه أكبر من جمیع ذلك ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ أی ذلك النعیم الذی وصفت هو النجاح العظیم الذی لا شی ء أعظم منه.
و فی قوله تعالی یَهْدِیهِمْ رَبُّهُمْ بِإِیمانِهِمْ أی إلی الجنة تَجْرِی مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِی جَنَّاتِ النَّعِیمِ أی تجری بین أیدیهم و هم یرونها من علو و قیل معناه من تحت بساتینهم و أسرتهم و قصورهم و قوله بِإِیمانِهِمْ یعنی جزاء علی إیمانهم دَعْواهُمْ فِیها أی دعاء المؤمنین فی الجنة و ذكرهم فیها أن یقولوا سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ یقولون ذلك لا علی وجه العبادة لأنه لیس هناك تكلیف بل یلتذون بالتسبیح و قیل إنهم إذا مر بهم الطیر فی الهواء و یشتهونه قالوا سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ فیأتیهم الطیر فیقع مشویا بین أیدیهم و إذا قضوا منه الشهوة قالوا الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ فیطیر الطیر حیا كما كان فیكون مفتتح كلامهم فی كل شی ء التسبیح و مختتم كلامهم التحمید و یكون التسبیح فی الجنة بدل التسمیة فی الدنیا عن ابن جریح وَ تَحِیَّتُهُمْ فِیها سَلامٌ (1)أی تحیتهم من اللّٰه سبحانه فی الجنة سلام و قیل معناه تحیة بعضهم لبعض فیها أو تحیة الملائكة لهم فیها سلام یقولون سلام علیكم أی سلمتم من الآفات و المكاره التی ابتلی بها أهل النار وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ أی یجعلون هذا آخر كلامهم فی كل ما ذكروه.
و فی قوله سبحانه وَ أَخْبَتُوا إِلی رَبِّهِمْ أی أنابوا و تضرعوا إلیه و قیل أی اطمأنوا إلی ذكره و قیل خضعوا له و خشعوا إلیه و الكل متقارب.
و قال البیضاوی فی قوله تعالی وَ یَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّیِّئَةَ أی یدفعونها
ص: 86
بها فیجازون الإساءة بالإحسان أو یتبعون الحسنة السیئة فتمحوها أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَی الدَّارِ عاقبة الدنیا و ما ینبغی أن یكون مال أهلها و هی الجنة جَنَّاتُ عَدْنٍ بدل من عقبی الدار أو مبتدأ خبره یَدْخُلُونَها و العدن الإقامة أی جنات یقیمون فیها و قیل هو بطنان الجنة وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّیَّاتِهِمْ عطف علی المرفوع فی یدخلونها و إنما ساغ للفصل بالضمیر الآخر أو مفعول معه و المعنی أنه یلحق بهم من صلح من أهلهم و إن لم یبلغ مبلغ فضلهم تبعا لهم و تعظیما لشأنهم و هو دلیل علی أن الدرجة تعلو بالشفاعة أو أن الموصوفین بتلك الصفات مقترن بعضهم ببعض لما بینهم من القرابة و الوصلة فی دخول الجنة زیادة فی أنسهم و فی التقلید بالصلاح دلالة علی أن مجرد الأنساب لا ینفع وَ الْمَلائِكَةُ یَدْخُلُونَ عَلَیْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ من أبواب المنازل أو من أبواب الفتوح و التحف قائلین سَلامٌ عَلَیْكُمْ بشارة بدوام السلامة بِما صَبَرْتُمْ متعلق بعلیكم أو بمحذوف أی هذا بما صبرتم لا بسلام فإن الخبر فاصل و الباء للسببیة أو البدلیة.
و قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی طُوبی لَهُمْ فیه أقوال أحدها أن معناه فرح لهم و قرة عین عن ابن عباس الثانی غبطة لهم عن الضحاك الثالث خیر لهم و كرامة عن إبراهیم النخعی الرابع الجنة لهم عن مجاهد الخامس العیش الطیب لهم عن الزجاج أو الحال المستطابة لهم عن ابن الأنباری لأنه فعلی من الطیب و قیل أطیب الأشیاء لهم و هو الجنة عن الجبائی السادس هنیئا بطیب العیش لهم السابع حسنی لهم عن قتادة الثامن نعم ما لهم عن عكرمة التاسع دوام الخیر لهم العاشر أن طوبی شجرة فی الجنة أصلها فی دار النبی صلی اللّٰه علیه و آله و فی دار كل مؤمن منها غصن عن عبید بن عمیر و وهب و أبی هریرة و شهر بن حوشب رواه عن أبی سعید الخدری مرفوعا و هو المروی عن أبی جعفر علیه السلام.
و روی الثعلبی بإسناده عن الكلبی عن أبی صالح عن ابن عباس قال طوبی شجرة أصلها فی دار علی فی الجنة و فی دار كل مؤمن منها غصن و رواه أبو بصیر عن أبی عبد اللّٰه ع
وَ رَوَی الْحَاكِمُ أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسْكَانِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ
ص: 87
جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ طُوبَی قَالَ شَجَرَةٌ أَصْلُهَا فِی دَارِی وَ فَرْعُهَا عَلَی أَهْلِ الْجَنَّةِ ثُمَّ سُئِلَ عَنْهَا مَرَّةً أُخْرَی فَقَالَ فِی دَارِ عَلِیٍّ فَقِیلَ لَهُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّ دَارِی وَ دَارَ عَلِیٍّ فِی الْجَنَّةِ بِمَكَانٍ وَاحِدٍ.
وَ حُسْنُ مَآبٍ أی و لهم حسن مرجع.
و فی قوله تعالی أُكُلُها دائِمٌ یعنی أن ثمارها لا تنقطع كثمار الدنیا و ظلها لا یزول و لا تنسخه الشمس عن الحسن و قیل معناه نعیمها لا ینقطع بموت و لا آفة عن ابن عباس و قیل لذتها فی الأفواه باقیة عن إبراهیم التیمی وَ ظِلُّها أیضا دائم لا یكون مرة شمسا و مرة ظلا كما یكون فی الدنیا تِلْكَ عُقْبَی الَّذِینَ اتَّقَوْا أی تلك الجنة عاقبة المتقین فالطریق إلیها التقوی وَ عُقْبَی الْكافِرِینَ النَّارُ أی عاقبة أمر الكفار النار.
و فی قوله تعالی إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ أی فی بساتین خلقت لهم وَ عُیُونٍ من ماء و خمر و عسل تفور من الفوارة ثم تجری فی مجاریها ادْخُلُوها بِسَلامٍ أی یقال لهم ادخلوا الجنات بسلامة من الآفات و براءة من المكاره و المضرات آمِنِینَ من الإخراج منها ساكنی النفس إلی انتفاء الضرر فیها وَ نَزَعْنا ما فِی صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ أی و أزلنا عن صدور أهل الجنة ما فیها من أسباب العداوة من الغل أی الحقد و الحسد و التنافس و التباغض إِخْواناً منصوب علی الحال أی و هم یكونون إخوانا متوادین یرید مثل الإخوان فیصفوا لذلك عیشهم عَلی سُرُرٍ أی كائنین علی مجالس السرر مُتَقابِلِینَ متواجهین فینظر بعضهم إلی بعض قال مجاهد لا یری الرجل من أهل الجنة قفا زوجته و لا تری زوجته قفاه لأن الأسرة تدور بهم كیف ما شاءوا حتی یكونوا متقابلین فی عموم أحوالهم و قیل متقابلین فی الزیارة إذا تزاوروا استوت مجالسهم و منازلهم و إذا افترقوا كانت منازل بعضهم أرفع من بعض لا یَمَسُّهُمْ فِیها أی فی الجنة نَصَبٌ أی عناء و تعب لأنهم لا یحتاجون إلی إتعاب أنفسهم لتحصیل مقاصدهم إذ جمیع النعم حاصلة لهم وَ ما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِینَ أی یبقون فیها مؤبدین.
ص: 88
و فی قوله تعالی تَجْرِی مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ لأنهم علی غرف فی الجنة كما قال وَ هُمْ فِی الْغُرُفاتِ آمِنُونَ و قیل إن أنهار الجنة تجری من غیر أخادید (1)فی الأرض فلذلك قال من تحتهم یُحَلَّوْنَ فِیها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ أی یجعل لهم فیها حلی من أساور و قیل إنه یحلی كل واحد بثلاثة أساور سوار من فضة و سوار من ذهب و سوار من لؤلؤ و یاقوت عن سعید بن جبیر وَ یَلْبَسُونَ ثِیاباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ أی من الدیباج الرقیق و الغلیظ و قیل إن الإستبرق فارسی معرب أصله إستبر و قیل هو الدیباج المنسوج بالذهب مُتَّكِئِینَ فِیها عَلَی الْأَرائِكِ متنعمین فی تلك الجنان علی السرر فی الحجال و إنما قال متكئین لأن الاتكاء یفید أنهم منعمون فی الأمن و الراحة فإن الإنسان لا یتكئ إلا فی حال الأمن و السلامة نِعْمَ الثَّوابُ أی طاب ثوابهم و عظم عن ابن عباس وَ حَسُنَتْ الأرائك مُرْتَفَقاً أی موضع ارتفاق و قیل منزلا و مجلسا و مجتمعا.
و فی قوله تعالی كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ أی كان فی حكم اللّٰه و علمه لهم بساتین الفردوس و هو أطیب موضع فی الجنة و أوسطها و أفضلها و أرفعها عن قتادة و قیل هو الجنة الملتفة الأشجار عن قتادة و قیل هو البستان الذی فیه الأعناب عن كعب و
رَوَی عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: الْجَنَّةُ مِائَةُ دَرَجَةٍ مَا بَیْنَ كُلِّ دَرَجَتَیْنِ كَمَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ الْفِرْدَوْسُ أَعْلَاهَا دَرَجَةً مِنْهَا تُفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ الْأَرْبَعَةُ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ.
نُزُلًا (2)أی منزلا و مأوی و قیل ذات نزل خالِدِینَ فِیها أی دائمین فیها لا یَبْغُونَ عَنْها حِوَلًا أی لا یطلبون عن تلك الجنات تحولا إلی موضع آخر لطیبها و حصول مرادهم فیها.
ص: 89
و فی قوله جل و علا وَ لا یُظْلَمُونَ شَیْئاً أی و لا یبخسون شیئا من ثوابهم بل یوفیه اللّٰه علیهم علی التمام و الكمال جَنَّاتِ عَدْنٍ أی إقامة و وحد فی الآیة المتقدمة و جمع هاهنا لأنه جنة تشتمل علی جنات و قیل لأن لكل واحد من المؤمنین جنة تجمعها الجنة العظمی الَّتِی وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَیْبِ المراد بالعباد المؤمنون و قیل یتناول الكافر بشرط رجوعه عن كفره و قال بِالْغَیْبِ لأنهم غابوا عما فیها مما لا عین رأت و لا أذن سمعت عن ابن عباس و المعنی أنه وعدهم أمرا لم یكونوا یشاهدونه فصدقوه و هو غائب عنهم إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ أی موعوده مَأْتِیًّا أی آتیا لا محالة و المفعول هاهنا بمعنی الفاعل لأن ما أتیته فقد أتاك و قیل الموعود هو الجنة و الجنة مأتیة یأتیها المؤمنون لا یَسْمَعُونَ فِیها لَغْواً أی قولا لا معنی له یستفاد و قد یكون اللغو الهذر و ما یلقی من الكلام مثل الفحش و الأباطیل إِلَّا سَلاماً أی سلام الملائكة علیهم و سلام بعضهم علی بعض و قال الزجاج السلام اسم جامع لكل خیر لأنه یتضمن السلامة أی یسمعون ما یسلمهم وَ لَهُمْ رِزْقُهُمْ فِیها بُكْرَةً وَ عَشِیًّا قال المفسرون لیس فی الجنة شمس و لا قمر فیكون لهم بكرة و عشی و المراد أنهم یؤتون رزقهم علی ما یعرفونه من مقدار الغداء و العشاء و قیل كانت العرب إذا أصاب أحدهم الغداء و العشاء أعجب به و كانت تكره الأكلة الواحدة فی الیوم فأخبر اللّٰه تعالی أن لهم فی الجنة رزقهم بكرة و عشیا علی قدر ذلك الوقت و لیس ثم لیل و إنما هو ضوء و نور عن قتادة و قیل إنهم یعرفون مقدار اللیل بإرخاء و فتح الأبواب تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِی نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِیًّا أی إنما نملك تلك الجنة من كان تقیا فی دار الدنیا بترك المعاصی و فعل الطاعات و إنما قال نورث لأنه شبه بالمیراث من جهة أنه تملیك بحال استونفت عن حال قد انقضت من أمر الدنیا كما ینقضی حال المیت من أمر الدنیا و قیل إنه تعالی أورثهم من الجنة المساكن و المنازل التی كانت لأهل النار لو أطاعوا اللّٰه تعالی و أضاف العباد إلی نفسه لأنه أراد المؤمنین.
ص: 90
و فی قوله سبحانه وَ ذلِكَ جَزاءُ مَنْ تَزَكَّی أی تطهر بالإیمان و الطاعة عن دنس الكفر و المعصیة و قیل تَزَكَّی طلب الزكاء بإرادة الطاعة و العمل بها.
و فی قوله تعالی مِنْ أَساوِرَ هی حلی الید مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤاً أی و من لؤلؤ و قال البیضاوی و لؤلؤ عطف علی أساور لا علی ذهب لأنه لم یعهد السوار منه إلا أن یراد به المرصعة به و نصبه عاصم و نافع عطفا علی محلها أو إضمار الناصب مثل و یؤتون وَ لِباسُهُمْ فِیها حَرِیرٌ غیر أسلوب الكلام فیه للدلالة علی أن الحریر ثیابهم المعتادة أو للمحافظة علی هیئة الفواصل.
و قال الطبرسی رحمه اللّٰه وَ هُدُوا إِلَی الطَّیِّبِ مِنَ الْقَوْلِ أی أرشدوا فی الجنة إلی التحیات الحسنة یحیی بعضهم بعضا و یحییهم اللّٰه و ملائكته بها و قیل معناه أرشدوا إلی شهادة أن لا إله إلا اللّٰه و الحمد لله عن ابن عباس و زاد ابن زید و اللّٰه أكبر و قیل إلی القرآن و قیل إلی القول الذی یلتذونه و یشتهونه و تطیب به نفوسهم و قیل إلی ذكر اللّٰه فهم به یتنعمون وَ هُدُوا إِلی صِراطِ الْحَمِیدِ و الحمید هو اللّٰه المستحق للحمد المتحمد إلی عباده بنعمته عن الحسن أی الطالب منهم أن یحمدوه و صراط الحمید هو طریق الإسلام و طریق الجنة.
و فی قوله سبحانه وَ رِزْقٌ كَرِیمٌ یعنی نعیم الجنة فإنه أكرم دار و فی قوله تعالی أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ أی یرثون منازل أهل النار من الجنة
فَقَدْ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا لَهُ مَنْزِلَانِ مَنْزِلٌ فِی الْجَنَّةِ وَ مَنْزِلٌ فِی النَّارِ فَإِنْ مَاتَ وَ دَخَلَ النَّارَ وَرِثَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنْزِلَهُ.
الَّذِینَ یَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هو اسم من أسماء الجنة و لذلك أنث فقال هُمْ فِیها خالِدُونَ و قیل هو اسم لریاض الجنة و قیل هی جنة مخصوصة ثم اختلف فی أصله فقیل هو اسم رومی فعرب و قیل هو عربی وزنه فعلول و هو البستان الذی فیه كرم و قال الجبائی معنی الوراثة هنا أن الجنة و نعیمها یئول إلیهم من غیر اكتساب كما یئول المال إلی الوارث من غیر اكتساب.
و فی قوله تعالی كانَ عَلی رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلًا قال ابن عباس معناه أن اللّٰه
ص: 91
سبحانه وعد لهم الجزاء فسألوه الوفاء فوفی و قیل إن الملائكة سألوا اللّٰه ذلك لهم فأجیبوا إلی مسألتهم و ذلك قولهم رَبَّنا وَ أَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِی وَعَدْتَهُمْ (1)و قیل إنهم سألوا اللّٰه تعالی فی الدنیا الجنة بالدعاء فأجابهم فی الآخرة إلی ما سألوا. و فی قوله تعالی أُوْلئِكَ یُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ أی یثابون الدرجة الرفیعة فی الجنة بِما صَبَرُوا علی أمر ربهم و طاعة نبیهم و قیل هی غرف الزبرجد و الدر و الیاقوت و الغرفة فی الأصل بناء فوق بناء و قیل الغرفة اسم لأعلی منازل الجنة و أفضلها كما أنها فی الدنیا أعلی المساكن وَ یُلَقَّوْنَ فِیها تَحِیَّةً وَ سَلاماً أی تتلقاهم الملائكة فیها بالتحیة و هی كل قول یسر به الإنسان و بالسلام بشارة لهم بعظیم الثواب و قیل التحیة الملك العظیم و السلام جمیع أنواع السلامة و قیل التحیة البقاء الدائم و قال الكلبی یحیی بعضهم بعضا بالسلام و یرسل إلیهم الرب بالسلام.
و فی قوله تعالی فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْیُنٍ أی لا یعلم أحد ما خبئ لهؤلاء الذین ذكروا مما تقر به أعینهم قال ابن عباس هذا ما لا تفسیر له فالأمر أعظم و أجل مما یعرف تفسیره
وَ قَدْ وَرَدَ فِی الصَّحِیحِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ أَعْدَدْتُ لِعِبَادِیَ الصَّالِحِینَ مَا لَا عَیْنٌ رَأَتْ وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَ لَا خَطَرَ عَلَی قَلْبِ بَشَرٍ بَلْهَ (2)مَا أَطْلَعْتُكُمْ عَلَیْهِ اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْیُنٍ رَوَاهُ الْبُخَارِیُّ وَ مُسْلِمٌ جَمِیعاً.
و قد قیل فی فائدة الإخفاء وجوه.
أحدها أن الشی ء إذا عظم خطره و جل قدره لا تستدرك صفاته علی كنه إلا بشرح طویل و مع ذلك فیكون إبهامه أبلغ.
ص: 92
و ثانیها أن قرارات العیون غیر متناهیة فلا یمكن العلم بتفاصیلها.
و ثالثها أنه جعل ذلك فی مقابلة صلاة اللیل و هی خفیة فكذلك ما بإزائها من جزائها
وَ یُؤَیِّدُ ذَلِكَ مَا رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ حَسَنَةٍ إِلَّا وَ لَهَا ثَوَابٌ مُبَیَّنٌ فِی الْقُرْآنِ إِلَّا صَلَاةَ اللَّیْلِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ اسْمُهُ لَمْ یُبَیِّنْ ثَوَابَهَا لِعِظَمِ خَطَرِهَا.
فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ الآیة و قرة العین رؤیة ما تقر به العین یقال أقر اللّٰه عینك أی صادف فؤادك ما یرضیك فتقر عینك حتی لا تطمح بالنظر إلی ما فوقه و قیل هی من القر أی البرد لأن المستبشر الضاحك یخرج من شئون عینیه دمع بارد و المحزون المهموم یخرج من عینیه دمع حار.
قوله تعالی نُزُلًا بِما كانُوا یَعْمَلُونَ أی عطاء بما كانوا یعملون و قیل ینزلهم اللّٰه فیها نزلا كما ینزل الضیف یعنی أنهم فی حكم الأضیاف.
و فی قوله تعالی تَحِیَّتُهُمْ یَوْمَ یَلْقَوْنَهُ سَلامٌ أی یحیی بعضهم بعضا یوم یلقون ثواب اللّٰه بأن یقولوا السلامة لكم من جمیع الآفات و لقاء اللّٰه سبحانه معناه لقاء ثوابه و روی عن البراء بن عازب أنه قال یوم یلقون ملك الموت لا یقبض روح مؤمن إلا سلم علیه فعلی هذا یكون المعنی تحیة المؤمن من ملك الموت یوم یلقونه أن یسلم علیهم و ملك الموت مذكور فی الملائكة وَ أَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِیماً أی ثوابا جزیلا.
و فی قوله تعالی فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ أی یضاعف اللّٰه حسناتهم فیجزی بالحسنة الواحدة عشرا إلی ما زاد و الضعف اسم الجنس یدل علی القلیل و الكثیر.
و فی قوله سبحانه وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ أخبر سبحانه عن حالهم أنهم إذا دخلوها یقولون الحمد لله اعترافا منهم بنعمته لا علی وجه التكلیف و شكرا له علی أن أذهب الغم الذی كانوا علیه فی دار الدنیا عنهم و قیل یعنون الحزن الذی أصابهم قبل دخول الجنة لأنهم كانوا یخافون دخول النار إذا كانوا مستحقین لذلك فإذا تفضل اللّٰه علیهم بإسقاط عقابهم و أدخلهم الجنة حمدوه علی ذلك و شكروه إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ لذنوب عباده شَكُورٌ یقبل الیسیر من محاسن أعمالهم و قیل إن شكره سبحانه هو مكافاته لهم علی الشكر له و القیام بطاعته الَّذِی
ص: 93
أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ أی أنزلنا دار الخلود یقیمون فیها أبدا لا یموتون و لا یتحولون عنها مِنْ فَضْلِهِ أی ذلك بتفضله و كرمه لا یَمَسُّنا فِیها نَصَبٌ أی لا یصیبنا فی الجنة عناء و مشقة وَ لا یَمَسُّنا فِیها لُغُوبٌ أی إعیاء و متعبة فی طلب المعاش.
و فی قوله تعالی إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْیَوْمَ فِی شُغُلٍ شغلهم النعیم الذی شملهم و غمرهم بسروره عما فیه أهل النار من العذاب عن الحسن و الكلبی فلا یذكرونهم و لا یهتمون بهم و إن كانوا أقاربهم و قیل شغلوا بافتضاض العذاری عن ابن عباس و ابن مسعود و هو المروی عن الصادق علیه السلام قال و حواجبهن كالأهلة و أشفار أعینهن كقوادم النسور و قیل باستمتاع الألحان عن وكیع و قیل شغلهم فی الجنة سبعة أنواع من الثواب لسبعة أعضاء فثواب الرجل بقوله ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِینَ و ثواب الید یَتَنازَعُونَ فِیها كَأْساً لا لَغْوٌ فِیها وَ لا تَأْثِیمٌ و ثواب الفرج وَ حُورٌ عِینٌ و ثواب الفم كُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنِیئاً الآیة و ثواب اللسان وَ آخِرُ دَعْواهُمْ الآیة و ثواب الأذن لا یَسْمَعُونَ فِیها لَغْواً و نظائرها و ثواب العین وَ تَلَذُّ الْأَعْیُنُ فاكِهُونَ أی فرحون عن ابن عباس و قیل ناعمون معجبون بما هم فیه قال أبو زید الفكه الطیب النفس الضحوك رجل فكه و فاكه و لم یسمع لهذا فعل فی الثلاثی و قال أبو مسلم إنه مأخوذ عن الفكاهة فهو كنایة عن الأحادیث الطیبة و قیل فاكِهُونَ ذوو فاكهة كما یقال لاحم شاحم أی ذو لحم و شحم و عاسل ذو عسل هُمْ وَ أَزْواجُهُمْ فِی ظِلالٍ أی هم و حلائلهم فی الدنیا ممن وافقهم علی إیمانهم فی أستار عن وهج النار و سمومها فهم فی مثل تلك الحال الطیبة من الظلال التی لا حر فیها و لا برد و قیل أزواجهم التی زوجهم اللّٰه تعالی من الحور العین فی ظلال أشجار الجنة و قیل فی ظلال تسترهم من نظر العیون إلیهم عَلَی الْأَرائِكِ و هی السرر علیها الحجال و قیل هی الوسائد مُتَّكِؤُنَ أی جالسون جلوس الملوك إذ لیس لهم من الأعمال شی ء قال الأزهری كل ما اتكئ علیه فهو أریكة لَهُمْ فِیها أی فی الجنة فاكِهَةٌ وَ لَهُمْ ما یَدَّعُونَ أی ما یتمنون و یشتهون قال أبو عبیدة تقول العرب ادع علی ما شئت أی تمن علی و قیل معناه أن كل من یدعی شیئا فهو
ص: 94
له بحكم اللّٰه تعالی لأنه قد هذب طباعهم فلا یدعون إلا ما یحسن منهم قال الزجاج هو مأخوذ من الدعاء یعنی أن أهل الجنة كل ما یدعونه یأتیهم سَلامٌ أی لهم سلام و منی أهل الجنة أن یسلم اللّٰه علیهم قَوْلًا أی یقوله اللّٰه قولا مِنْ رَبٍّ رَحِیمٍ بهم یسمعونه من اللّٰه فیؤذنهم بدوام الأمن و السلامة مع سبوغ النعمة و الكرامة و قیل إن الملائكة تدخل علیهم من كل باب یقولون سلام علیكم من ربكم الرحیم.
و فی قوله تعالی أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ جعل لهم التصرف فیه و حكم لهم به فی الأوقات المستأنفة فی كل وقت شیئا معلوما مقدرا فَواكِهُ هی جمع فاكهة یقع علی الرطب و الیابس من الثمار كلها یتفكهون بها و یتنعمون بالتصرف فیها وَ هُمْ مُكْرَمُونَ مع ذلك أی معظمون مبجلون فِی جَنَّاتِ النَّعِیمِ أی و هم مع ذلك فی بساتین فیها أنواع النعیم عَلی سُرُرٍ مُتَقابِلِینَ یستمتع بعضهم بالنظر إلی وجوه بعض و لا یری بعضهم قفا بعض یُطافُ عَلَیْهِمْ بِكَأْسٍ و هو الإناء بما فیه من الشراب مِنْ مَعِینٍ أی من خمر جاریة فی أنهار ظاهرة العیون و قیل شدیدة الجری ثم وصف الخمر فقال بَیْضاءَ وصفها بالبیاض لأنها فی نهایة الرقة مع الصفاء و اللطافة النوریة التی لها قال الحسن خمر الجنة أشد بیاضا من اللبن و ذكر أن قراءة ابن مسعود صفراء فیحتمل أن یكون بیضاء الكأس صفراء اللون لَذَّةٍ أی لذیذة لِلشَّارِبِینَ لیس فیها ما یعتری خمر الدنیا من المرارة و الكراهة لا فِیها غَوْلٌ أی لا یغتال عقولهم فیذهب بها و لا یصیبهم منها وجع فی البطن و لا فی الرأس و یقال للوجع غول لأنه یؤدی إلی الهلاك وَ لا هُمْ عَنْها یُنْزَفُونَ قرأ أهل الكوفة غیر عاصم ینزفون بكسر الزای و الباقون بفتحها و كذلك فی سورة الواقعة إلا عاصم فإنه قرأ هاهنا بفتح الزای و هناك بكسرها قال أبو علی یكون أنزف علی معنیین أحدهما بمعنی سكر و الآخر بمعنی أنفد شرابه فمن قرأ ینزفون یجوز أن یرید لا یسكرون عند شربها و یجوز أن یرید لا ینفد ذلك عندهم كما ینفد شراب أهل الدنیا و من قرأ بالفتح فهو من نزف الرجل فهو منزوف و نزیف إذا ذهب عقله بالسكر قال ابن عباس معناه
ص: 95
و لا یبولون قال و فی الخمر أربع خصال السكر و الصداع و القی ء و البول فنزه اللّٰه سبحانه خمر الجنة عن هذه الخصال وَ عِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ قصرن طرفهن علی أزواجهن فلا یردن غیرهن لحبهن إیاهم و قیل معناه لا یفتحن أعینهن دلالا و غنجا عِینٌ أی واسعات العیون و الواحدة عیناء و قیل هی الشدیدة بیاض العین الشدیدة سوادها عن الحسن كَأَنَّهُنَّ بَیْضٌ مَكْنُونٌ شبههن ببیض النعام یكنه بالریش من الریح و الغبار عن الحسن و ابن زید و قیل شبههن ببطن البیض قبل أن یقشر و قبل أن تمسه الأیدی و المكنون المصون فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلی بَعْضٍ یَتَساءَلُونَ یعنی أهل الجنة یسأل بعضهم بعضا عن أحوالهم من حیث بعثوا إلی أن أدخلوا الجنة فیخبر كل صاحبه بإنعام اللّٰه علیه قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ أی من أهل الجنة إِنِّی كانَ لِی قَرِینٌ فی الدنیا أی صاحب یختص بی إما من الإنس علی قول ابن عباس أو من الشیاطین علی قول مجاهد یَقُولُ لی علی وجه الإنكار علی و التهجین لفعلی أَ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِینَ بیوم الدین و بالبعث و النشور و الحساب و الجزاء أَ إِذا مِتْنا وَ كُنَّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنَّا لَمَدِینُونَ أی مجزیون محاسبون قالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ أی ثم قال هذا المؤمن لإخوانه فی الجنة هل أنتم مطلعون علی موضع من الجنة یری منه هذا القرین یقال اطلع إلی كذا إذا أشرف علیه و المعنی هل تؤثرون أن تروا مكان هذا القرین فی النار و فی الكلام حذف أی فیقولون له نعم اطلع أنت فأنت أعرف بصاحبك قال الكلبی و ذلك لأن اللّٰه تعالی جعل لأهل الجنة كوة ینظرون منها إلی أهل النار فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِی سَواءِ الْجَحِیمِ أی فاطلع هذا المؤمن فرأی قرینه فی وسط النار قالَ أی فقال له المؤمن تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِینِ إن مخففة من الثقیلة أقسم باللّٰه سبحانه علی وجه التعجب إنك كدت تهلكنی بما قلته لی و دعوتنی إلیه حتی یكون هلاكی كهلاك المتردی من شاهق وَ لَوْ لا نِعْمَةُ رَبِّی علی بالعصمة و اللطف و الهدایة حتی آمنت لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِینَ معك فی النار و لا یستعمل أحضر مطلقا إلا فی الشر قال قتادة فو اللّٰه لو لا أن اللّٰه عرفه إیاه لما كان یعرفه لقد تغیر حبره و سبره أی حسنه و سیماؤه أَ فَما نَحْنُ بِمَیِّتِینَ إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولی وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبِینَ أی یقول المؤمن
ص: 96
لهذا القرین علی وجه التقریع أ لست كنت تقول فی الدنیا إنا لا نموت إلا الموتة التی تكون فی الدنیا و لا نعذب فقد ظهر الأمر بخلاف ذلك و قیل إن هذا من قول أهل الجنة بعضهم لبعض علی وجه إظهار السرور بدوام نعیم الجنة و لهذا عقبه بقوله إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ معناه أَ فَما نَحْنُ بِمَیِّتِینَ فی هذه الجنة إِلَّا مَوْتَتَنَا التی كانت فی الدنیا وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبِینَ كما وعدنا اللّٰه تعالی و یریدون التحقیق لا الشك قالوه سرورا و فرحا كقوله
أ بطحاء مكة هذا الذی. أراه عیانا و هذا أنا.
لِمِثْلِ هذا فَلْیَعْمَلِ الْعامِلُونَ هذا من تمام الحكایة عن قول أهل الجنة و قیل إن هذا من قول اللّٰه سبحانه.
و فی قوله تعالی وَ إِنَّ لِلْمُتَّقِینَ لَحُسْنَ مَآبٍ أی حسن مرجع و منقلب یرجعون فی الآخرة إلی ثواب اللّٰه و مرضاته ثم فسر حسن المآب بقوله جَنَّاتِ عَدْنٍ فهی فی موضع جر علی البدل (1)أی جنات إقامة و خلود مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ أی یجدون أبوابها مفتوحة حین یردونها و لا یحتاجون إلی الوقوف عند أبوابها حتی تفتح لهم و قیل أی لا یحتاجون إلی مفاتیح بل تنفتح بغیر مفتاح و تنغلق بغیر مغلاق و قال الحسن یكلم یقال انفتحی انغلقی و قیل معناه أنها معدة لهم غیر ممنوعین منها و إن لم تكن أبوابها مفتوحة لهم قبل مصیرهم كما یقول الرجل لغیره متی نشطت لزیارتی فالباب مفتوح و الدست مطروح مُتَّكِئِینَ فِیها أی مسندین فیها إلی المساند جالسین جلسة الملوك یَدْعُونَ فِیها بِفاكِهَةٍ كَثِیرَةٍ وَ شَرابٍ أی یحكمون فی ثمارها و شرابها فإذا قالوا لشی ء منها أقبل حصل عندهم وَ عِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أی أزواج قصرن طرفهن علی أزواجهن راضیات بهم ما لهن فی غیرهم رغبة و القاصر نقیض الماد یقال فلان قاصر طرفه عن فلان و ماد عینه إلی فلان أَتْرابٌ أی أقران علی سن واحد لیس فیهن عجائز و لا هرمة و قیل أمثال و أشباه عن مجاهد أی
ص: 97
متساویات فی الحسن و مقدار الشباب لا یكون لواحدة علی صاحبتها فضل فی ذلك و قیل أتراب علی مقدار سن الأزواج كل واحدة منهن ترب زوجها و لا تكون أكبر منه قال الفراء الترب اللدة مأخوذ من اللعب بالتراب و لا یقال إلا فی الإناث هذا ما تُوعَدُونَ أی ما یوعد به المتقون أو یخاطبون فیقال لهم هذا القول لِیَوْمِ الْحِسابِ أی لیوم الجزاء إِنَّ هذا لَرِزْقُنا أی عطاؤنا المتصل ما لَهُ مِنْ نَفادٍ أی فناء و انقطاع لأنه علی سبیل الدوام عن قتادة و قیل إنه لیس لشی ء فی الجنة نفاد ما أكل من ثمارها خلف مكانه مثله و ما أكل من حیوانها و طیرها عاد مكانه حیا عن ابن عباس.
و فی قوله تعالی لَهُمْ غُرَفٌ أی قصور فی الجنة مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ قصور مبنیة و هذا فی مقابلة قوله لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَ مِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ فإن فی الجنة منازل رفیعة بعضها فوق بعض و ذلك أن النظر من الغرف إلی الخضر و المیاه أشهی و ألذ وَعْدَ اللَّهِ أی وعدهم اللّٰه تلك الغرف و المنازل وعدا.
و فی قوله تعالی وَ قِهِمُ السَّیِّئاتِ أی عذاب السیئات و یجوز أن یكون العذاب هو السیئات و سماه السیئات اتساعا كما قال وَ جَزاءُ سَیِّئَةٍ سَیِّئَةٌ مِثْلُها و فی قوله یُرْزَقُونَ فِیها بِغَیْرِ حِسابٍ أی زیادة علی ما یستحقونه تفضلا منه تعالی و لو كان علی مقدار العمل فقط لكان بحساب و قیل معناه لا تبعة علیهم فیما یعطون من الخیر فی الجنة.
و فی قوله تعالی وَ لَكُمْ فِیها أی فی الآخرة ما تَشْتَهِی أَنْفُسُكُمْ من الملاذ و تتمنونه من المنافع وَ لَكُمْ فِیها ما تَدَّعُونَ أنه لكم فإنه سبحانه یحكم لكم بذلك و قیل إن المراد بقوله ما تَشْتَهِی أَنْفُسُكُمْ البقاء لأنهم كانوا یشتهون البقاء فی الدنیا أی لكم فیها ما كنتم تشتهونه من البقاء و لكم فیها ما كنتم تتمنونه من النعیم نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِیمٍ معناه أن هذا الموعود به مع جلالته فی نفسه له جلالة بمعطیه إذ هو عطاء لكم و رزق مجری علیكم ممن یغفر الذنوب و یستر العیوب رحمة منه لعباده فهو أهنأ لكم و أكمل لسروركم.
ص: 98
و فی قوله تعالی الَّذِینَ آمَنُوا بِآیاتِنا أی صدقوا بحججنا و دلائلنا و اتبعوها وَ كانُوا مُسْلِمِینَ أی مستسلمین لأمرنا خاضعین منقادین ثم بین سبحانه ما یقال لهم بقوله ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَ أَزْواجُكُمْ اللاتی كن مؤمنات مثلكم و قیل أزواجكم من الحور العین فی الجنة تُحْبَرُونَ أی تسرون و تكرمون یُطافُ عَلَیْهِمْ بِصِحافٍ أی بقصاع مِنْ ذَهَبٍ فیها ألوان الأطعمة وَ أَكْوابٍ أی كیزان لا عری لها و قیل بآنیة مستدیرة الرأس اكتفی سبحانه بذكر الصحاف و الأكواب عن ذكر الطعام و الشراب وَ فِیها ما تَشْتَهِیهِ الْأَنْفُسُ من أنواع النعیم المشروبة و المطعومة و الملبوسة و المشمومة و غیرها وَ تَلَذُّ الْأَعْیُنُ بالنظر إلیه قد جمع اللّٰه سبحانه بذلك ما لو اجتمع الخلائق كلهم علی أن یصفوا ما فی الجنة من أنواع النعیم لم یزیدوا علی ما انتظمته هاتان اللفظتان.
و فی قوله تعالی فِی مَقامٍ أَمِینٍ أمنوا فیه الغیر من الموت و الحوادث و قیل أمنوا من الشیطان و الأحزان یَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ قیل السندس ما یلبسونه و الإستبرق ما یفترشونه مُتَقابِلِینَ فی المجالس و قیل متقابلین بالمحبة لا متدابرین بالبغضة كَذلِكَ حال أهل الجنة وَ زَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِینٍ قال الأخفش المراد به التزویج المعروف و قال غیره لا یكون فی الجنة تزویج و المعنی و قرناهم بحور عین یَدْعُونَ فِیها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِینَ أی یستدعون فیها بأی ثمرة شاءوا و اشتهوه غیر خائفین فوتها آمنین من نفادها و مضرتها و قیل آمنین من التخم و الأسقام و الأوجاع لا یَذُوقُونَ فِیهَا الْمَوْتَ شبه الموت بالطعام الذی یذاق و یتكره عند المذاق ثم نفی ذلك أن یكون فی الجنة و إنما خصهم بأنهم لا یذوقون الموت مع أن جمیع أهل الآخرة لا یذوقون الموت لما فی ذلك من البشارة لهم بالحیاة الهنیئة فی الجنة فأما من یكون فیما هو كالموت فی الشدة فإنه لا یطلق له هذه الصفة لأنه یموت موتات كثیرة بما یقاسیه من العقوبة إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولی قیل معناه بعد الموتة الأولی و قیل معناه لكن الموتة الأولی قد ذاقوها و قیل سوی الموتة الأولی وَ وَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِیمِ أی فصرف عنهم عذاب النار استدلت المعتزلة بهذا علی أن الفاسق الملی لا یخرج من النار لأنه لا یكون قد وقی النار و الجواب عن ذلك أن هذه الآیة یجوز أن تكون
ص: 99
مختصة بمن لا یستحق دخول النار فلا یدخلها أو بمن استحق فیفضل علیه بالعفو فلا یدخلها و یجوز أن یكون المراد وقاهم عذاب الجحیم علی وجه التأبید أو علی الوجه الذی یعذب علیه الكفار فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ أی فعل اللّٰه ذلك بهم تفضلا منه لأنه سبحانه خلقهم و أنعم علیهم و ركب فیهم العقل و كلفهم و بین لهم من الآیات ما استدلوا به علی وحدانیة اللّٰه تعالی و حسن الطاعات فاستحقوا به النعم العظیمة ثم جزاهم بالحسنة عشر أمثالها فكان ذلك فضلا منه عز اسمه و قیل إنما سماه فضلا و إن كان مستحقا لأن سبب الاستحقاق هو التكلیف و التمكین و هو فضل منه تعالی ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ أی الظفر بالمطلوب العظیم الشأن.
و فی قوله تعالی عَرَّفَها لَهُمْ أی بینها لهم حتی عرفوها إذا دخلوها و تفرقوا إلی منازلهم و كانوا أعرف بها من أهل الجمعة إذا انصرفوا إلی منازلهم عن ابن جبیر و أبی سعید الخدری و قتادة و مجاهد و ابن زید و قیل معناه بینها لهم و أعلمهم بوصفها علی ما یشوق إلیها فیرغبون فیها و یسعون لها عن الجبائی و قیل معناه طیبها لهم عن ابن عباس فی روایة عطاء من العرف و هو الرائحة الطیبة یقال طعام معرف أی مطیب.
و فی قوله جل و علا مِنْ ماءٍ غَیْرِ آسِنٍ أی غیر متغیر لطول المقام كما تتغیر میاه الدنیا وَ أَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ یَتَغَیَّرْ طَعْمُهُ فهو غیر حامض و لا قارص (1)و لا یعتریه شی ء من العوارض التی تصیب الألبان فی الدنیا وَ أَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِینَ أی لذیذة یلتذون بشربها و لا یتأذون بها و لا بعاقبتها بخلاف خمر الدنیا التی لا تخلو من المرارة و السكر و الصداع وَ أَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّی أی خالص من الشمع و الرغوة و القذی و من جمیع الأذی و العیوب التی تكون لعسل الدنیا وَ لَهُمْ فِیها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ مما یعرفون اسمها و مما لا یعرفون مبرأة من كل مكروه یكون لثمرات الدنیا وَ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ أی و لهم مع هذا مغفرة من ربهم و هو أنه یستر ذنوبهم و ینسیهم إساءتهم حتی لا یتنغص علیهم نعیم الجنة.
ص: 100
و فی قوله سبحانه وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِینَ أی قربت الجنة و أدنیت للذین اتقوا الشرك و المعاصی حتی یروا ما فیها من النعیم غَیْرَ بَعِیدٍ أی هی قریبة منهم لا یلحقهم ضرر و لا مشقة فی الوصول إلیها و قیل معناه لیس ببعید مجی ء ذلك فإن كل آت قریب هذا ما تُوعَدُونَ أی ما وعدتم به من الثواب علی ألسنة الرسل لِكُلِّ أَوَّابٍ أی تواب رجاع إلی الطاعة و قیل لكل مسبح عن ابن عباس و عطاء حَفِیظٍ لما أمر اللّٰه به متحفظ عن الخروج إلی ما لا یجوز من سیئة تدنسه أو خطیئة تحط منه و تشینه مَنْ خَشِیَ الرَّحْمنَ بِالْغَیْبِ أی من خاف اللّٰه و أطاعه و آمن بثوابه و عقابه و لم یره و قیل أی فی الخلوة بحیث لا یراه أحد وَ جاءَ بِقَلْبٍ مُنِیبٍ أی دوام علی ذلك حتی وافی الآخرة بقلب مقبل علی طاعة اللّٰه راجع إلی اللّٰه بضمائره ادْخُلُوها بِسَلامٍ أی یقال لهم ادخلوا الجنة بأمان من كل مكروه و سلامة من كل آفة و قیل بسلام من اللّٰه و ملائكته علیهم ذلِكَ یَوْمُ الْخُلُودِ الوقت الذی یبقون فیه فی النعیم مؤبدین لا إلی غایة لَهُمْ ما یَشاؤُنَ فِیها أی ما تشتهیه أنفسهم من أنواع النعم وَ لَدَیْنا مَزِیدٌ أی و عندنا زیادة علی ما یشاءونه مما لم یخطر ببالهم و لم تبلغه أمانیهم و قیل هو الزیادة علی مقدار استحقاقهم من الثواب بأعمالهم.
و قال البیضاوی فی قوله تعالی وَ فِی السَّماءِ رِزْقُكُمْ أی أسباب رزقكم أو تقدیره و قیل المراد بالسماء السحاب و بالرزق المطر فإنه سبب الأقوات وَ ما تُوعَدُونَ من الثواب لأن الجنة فوق السماء السابعة أو لأن الأعمال و ثوابها مكتوبة مقدرة فی السماء و قیل إنه مستأنف خبره فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ و قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله عز و جل فاكِهِینَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ أی متنعمین بما أعطاهم ربهم من أنواع النعیم و قیل أی معجبین بما آتاهم ربهم كُلُوا وَ اشْرَبُوا أی یقال لهم ذلك هَنِیئاً أی مأمون العاقبة من التخمة و السقم مُتَّكِئِینَ عَلی سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ المصفوفة المصطفة الموصول بعضها ببعض و قیل إن فی الكلام حذفا تقدیره متكئین علی نمارق موضوعة علی سرر لكنه حذف لأن اللفظ یدل علیه
ص: 101
من حیث إن الاتكاء جلسة راحة و دعة و لا یكون ذلك إلا علی الوسائد و النمارق وَ زَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِینٍ فالحور البیض النقیات البیاض فی حسن و كمال و العین الواسعات الأعین فی صفاء و بهاء و معناه قرنا هؤلاء المتقین بحور عین علی وجه التمتیع لهم و التنعیم
وَ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا أَبَا الْقَاسِمِ تَزْعُمُ أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ یَأْكُلُونَ وَ یَشْرَبُونَ فَقَالَ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ لَیُؤْتَی قُوَّةَ مِائَةِ رَجُلٍ عَلَی الْأَكْلِ وَ الشُّرْبِ وَ الْجِمَاعِ قَالَ فَإِنَّ الَّذِی یَأْكُلُ وَ یَشْرَبُ یَكُونُ لَهُ الْحَاجَةُ فَقَالَ عَرَقٌ یَفِیضُ مِثْلَ رِیحِ الْمِسْكِ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ ضَمَرَ لَهُ بَطْنُهُ.
وَ أَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ أی أعطیناهم حالا بعد حال فإن الإمداد هو الإتیان بالشی ء بعد الشی ء یَتَنازَعُونَ فِیها كَأْساً أی یتعاطون كأس الخمر هم و جلساؤهم بتجاذب لا لَغْوٌ فِیها وَ لا تَأْثِیمٌ أی لا یجری بینهم باطل لأن اللغو ما یلغی و لا ما فیه إثم كما یجری فی الدنیا من شرب الخمر و التأثیم تفعیل من الإثم یقال أثمه إذا جعله ذا إثم یعنی أن تلك الكأس لا تجعلهم آثمین و قیل معناه لا یتسابون علیها و لا یؤثم بعضهم بعضا وَ یَطُوفُ عَلَیْهِمْ للخدمة غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ فی الحسن و الصباحة و الصفاء و البیاض و المكنون المصون المخزون و قیل إنه لیس علی الغلمان مشقة فی خدمة أهل الجنة بل لهم فی ذلك اللذة و السرور إذ لیست تلك الدار دار محنة
وَ ذُكِرَ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ: قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ الْخَادِمُ كَاللُّؤْلُؤِ فَكَیْفَ الْمَخْدُومُ فَقَالَ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ إِنَّ فَضْلَ الْمَخْدُومِ عَلَی الْخَادِمِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَیْلَةَ الْبَدْرِ عَلَی سَائِرِ الْكَوَاكِبِ.
وَ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلی بَعْضٍ یَتَساءَلُونَ أی یتذاكرون ما كانوا فیه من التعب و الخوف فی الدنیا عن ابن عباس و هو قوله قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِی أَهْلِنا مُشْفِقِینَ أی خائفین فی دار الدنیا من العذاب فَمَنَّ اللَّهُ عَلَیْنا بالمغفرة وَ وَقانا عَذابَ السَّمُومِ أی عذاب جهنم و السموم من أسماء جهنم عن الحسن و قیل إن المعنی یسأل بعضهم بعضا عما فعلوه فی الدنیا فاستحقوا به المصیر إلی الثواب و الكون فی الجنان فیقولون إنا كنا فی دار التكلیف مشفقین أی خائفین رقیقی القلب و السموم الحر الذی یدخل فی مسام البدن یتألم به و أصله من السم الذی هو
ص: 102
مخرج النفس و كل خرق سم أو من السم الذی یقتل قال الزجاج یرید عذاب سموم جهنم و هو ما یوجد من لفحها و حرها إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ أی فی الدنیا نَدْعُوهُ أی ندعو اللّٰه و نوحده و نعبده إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ أی اللطیف و قیل الصادق فیما وعده الرَّحِیمُ بعباده. و فی قوله تعالی إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ وَ نَهَرٍ أی أنهار لأنه اسم جنس یقع علی القلیل و الكثیر و النهر هو المجری الواسع من مجاری الماء فِی مَقْعَدِ صِدْقٍ أی مجلس حق لا لغو فیه و لا تأثیم و قیل وصفه بالصدق لكونه رفیعا مرضیا و قیل لدوام النعیم به و قیل لأن اللّٰه صدق وعد أولیائه فیه عِنْدَ مَلِیكٍ مُقْتَدِرٍ أی عند اللّٰه سبحانه فهو المالك القادر الذی لا یعجزه شی ء و لیس المراد قرب المكان بل إنهم فی كنفه و جواره و كفایته حیث تنالهم غواشی رحمته و فضله.
و قال البیضاوی فی قوله تعالی وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ أی موقفه الذی یقف فیه العباد للحساب أو قیامه علی أحواله من قام علیه إذا راقبه أو مقام الخائف عند ربه للحساب بأحد المعنیین فأضاف إلی الرب تفخیما و تهویلا جَنَّتانِ جنة للخائف الإنسی و جنة للخائف الجنی فإن الخطاب للفریقین و المعنی لكل خائفین منكما أو لكل واحد جنة لعقیدته و أخری لعمله أو جنة لفعل الطاعات و أخری لترك المعاصی أو جنة یثاب بها و أخری یتفضل بها علیه أو روحانیة و جسمانیة و كذا ما جاء مثنی بعد.
و قال الطبرسی رحمه اللّٰه أی جنة عدن و جنة النعیم و قیل بستانان إحداهما داخل القصر و الأخری خارج القصر كما یشتهی الإنسان فی الدنیا و قیل إحدی الجنتین منزله و الأخری منزل أزواجه و خدمه و قیل جنة من ذهب و جنة من فضة.
و قال البیضاوی ذَواتا أَفْنانٍ أنواع من الأشجار و الثمار جمع فن أو أغصان جمع فنن و هی الغصنة التی تنشعب من فرع الشجر و تخصیصها بالذكر لأنها التی تورق و تثمر و تمد الظل فِیهِما عَیْنانِ تَجْرِیانِ حیث شاءوا فی الأعالی
ص: 103
و الأسافل و قیل إحداهما التسنیم و الأخری السلسبیل فِیهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ صنفان غریب و معروف أو رطب و یابس و قال الطبرسی بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ أی من دیباج غلیظ و لم یذكر الظهارة لأن البطانة تدل علی أن الظهارة فوق الإستبرق و قیل إن الظهارة من سندس و هو الدیباج الرقیق و روی عن ابن مسعود أنه قال هذه البطائن فما ظنكم بالظهائر و قیل لسعید بن جبیر البطائن من إستبرق فما الظهائر قال هذا مما قال اللّٰه فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْیُنٍ وَ جَنَی الْجَنَّتَیْنِ دانٍ الجنی الثمر المجتنی أی تدنو الثمرة حتی یجنیها ولی اللّٰه إن شاء قائما و إن شاء قاعدا عن ابن عباس و قیل ثمار الجنتین دانیة إلی أفواه أربابها فیتناولونها متكئین فإذا اضطجعوا نزلت بإزاء أفواههم فیتناولونها مضطجعین لا یرد أیدیهم عنها بعد و لا شوك عن مجاهد فِیهِنَّ أی فی الفرش التی ذكرها أو فی الجنان لأنها معلومة قاصِراتُ الطَّرْفِ علی أزواجهن قال أبو ذر بن زید إنها تقول لزوجها و عزة ربی ما أری شیئا فی الجنة أحسن منك فالحمد لله الذی جعلنی زوجك و جعلك زوجی لَمْ یَطْمِثْهُنَّ أی لم یقتضهن و الاقتضاض النكاح بالتدمیة (1)المعنی لم یطأهن و لم یغشهن إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌّ فهن أبكار لأنهن خلقن فی الجنة فعلی هذا القول هن من حور الجنة و قیل هن من نساء الدنیا لم یمسسهن منذ أنشئن خلق عن الشعبی و الكلبی أی لم یجامعهن فی هذا الخلق الذی أنشئن فیه إنس و لا جان قال الزجاج فی هذه الآیة دلیل علی أن الجنی یغشی كما یغشی الإنسی و قال ضمرة بن حبیب فیها دلیل علی أن للجن ثوابا و أزواجا من الحور فالإنسیات للإنس و الجنیات للجن قال البلخی و المعنی أن ما یهب اللّٰه لمؤمنی الإنس من الحور لم یطمثهن إنس و ما یهب اللّٰه لمؤمنی الجن من الحور لم یطمثهن جان كَأَنَّهُنَّ الْیاقُوتُ وَ الْمَرْجانُ أی هن علی صفاء الیاقوت و فی بیاض المرجان عن الحسن و قتادة و قال الحسن و المرجان أشد اللؤلؤ بیاضا و هو صغاره
وَ فِی الْحَدِیثِ أَنَّ الْمَرْأَةَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ یُرَی مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ
ص: 104
سَبْعِینَ حُلَّةً مِنْ حَرِیرٍ.
و عن ابن مسعود یری كما یری السلك من وراء الیاقوت هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ أی لیس جزاء من أحسن فی الدنیا إلا أن یحسن إلیه فی الآخرة و قیل هل جزاء من قال لا إله إلا اللّٰه و عمل بما جاء به محمد صلی اللّٰه علیه و آله إلا الجنة عن ابن عباس
وَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَذِهِ الْآیَةَ فَقَالَ هَلْ تَدْرُونَ مَا یَقُولُ رَبُّكُمْ قَالُوا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّ رَبَّكُمْ یَقُولُ هَلْ جَزَاءُ مَنْ أَنْعَمْنَا عَلَیْهِ بِالتَّوْحِیدِ إِلَّا الْجَنَّةُ.
و قیل معناه هل جزاء من أحسن إلیكم بهذه النعم إلا أن تحسنوا فی شكره و عبادته.
وَ رَوَی الْعَیَّاشِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ آیَةٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ مُسَجَّلَةٌ قُلْتُ مَا هِیَ قَالَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ جَرَتْ فِی الْكَافِرِ وَ الْمُؤْمِنِ وَ الْبَرِّ وَ الْفَاجِرِ وَ مَنْ صُنِعَ إِلَیْهِ مَعْرُوفٌ فَعَلَیْهِ أَنْ یُكَافِئَ بِهِ وَ لَیْسَ الْمُكَافَاةَ أَنْ تَصْنَعَ كَمَا صُنِعَ حَتَّی تُرْبِیَ (1)فَإِنْ صَنَعْتَ كَمَا صُنِعَ كَانَ لَهُ الْفَضْلُ بِالابْتِدَاءِ.
وَ مِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ أی و من دون الجنتین اللتین ذكرناهما جنتان أخریان دون الجنتین الأولیین فإنهما أقرب إلی قصره و مجالسه فی قصره لیتضاعف له السرور بالتنقل من جنة إلی جنة علی ما هو معروف من طبع البشر فی شهوة مثل ذلك و معنی دون هنا مكان قریب من الشی ء بالإضافة إلی غیره مما لیس له مثل قربه و قیل إن المعنی أنهما دون الجنتین الأولیین فی الفضل
فَقَدْ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ أَبْنِیَتُهُمَا وَ مَا فِیهِمَا وَ جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ أَبْنِیَتُهُمَا وَ مَا فِیهِمَا.
-وَ رَوَی الْعَیَّاشِیُّ بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَخْبِرْنِی عَنِ الْمُؤْمِنِ تَكُونُ لَهُ امْرَأَةٌ مُؤْمِنَةٌ یَدْخُلَانِ الْجَنَّةَ یَتَزَوَّجُ أَحَدُهُمَا بِالْآخَرِ فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ اللَّهَ حَكَمٌ عَدْلٌ إِنْ كَانَ هُوَ أَفْضَلُ مِنْهَا خَیَّرَ هُوَ فَإِنْ اخْتَارَهَا كَانَتْ مِنْ أَزْوَاجِهِ وَ إِنْ كَانَتْ هِیَ خَیْراً مِنْهَا خَیَّرَهَا فَإِنِ اخْتَارَتْهُ كَانَ زَوْجاً لَهَا قَالَ وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَا تَقُولَنَّ إِنَّ الْجَنَّةَ وَاحِدَةٌ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ
ص: 105
وَ مِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ وَ لَا تَقُولَنَّ دَرَجَةً وَاحِدَةً إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ دَرَجَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِنَّمَا تَفَاضَلَ الْقَوْمُ بِالْأَعْمَالِ قَالَ وَ قُلْتُ لَهُ إِنَّ الْمُؤْمِنَیْنِ یَدْخُلَانِ الْجَنَّةَ فَیَكُونُ أَحَدُهُمَا أَرْفَعَ مَكَاناً مِنَ الْآخَرِ فَیَشْتَهِی أَنْ یَلْقَی صَاحِبَهُ قَالَ مَنْ كَانَ فَوْقَهُ فَلَهُ أَنْ یَهْبِطَ وَ مَنْ كَانَ تَحْتَهُ لَمْ یَكُنْ لَهُ أَنْ یَصْعَدَ لِأَنَّهُ لَا یَبْلُغُ ذَلِكَ الْمَكَانَ وَ لَكِنَّهُمْ إِذَا أَحَبُّوا ذَلِكَ وَ اشْتَهَوْهُ الْتَقَوْا عَلَی الْأَسِرَّةِ.
وَ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ سَیَابَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِنَّ النَّاسَ یَتَعَجَّبُونَ مِنَّا إِذَا قُلْنَا یَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ جَهَنَّمَ فَیَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فَیَقُولُونَ لَنَا فَیَكُونُونَ مَعَ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ فِی الْجَنَّةِ فَقَالَ یَا عَلَاءُ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ وَ مِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ لَا وَ اللَّهِ لَا یَكُونُونَ مَعَ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ قُلْتُ كَانُوا كَافِرِینَ قَالَ علیه السلام لَا وَ اللَّهِ لَوْ كَانُوا كَافِرِینَ مَا دَخَلُوا الْجَنَّةَ قُلْتُ كَانُوا مُؤْمِنِینَ قَالَ لَا وَ اللَّهِ لَوْ كَانُوا مُؤْمِنِینَ مَا دَخَلُوا النَّارَ وَ لَكِنْ بَیْنَ ذَلِكَ.
و تأویل ذلك لو صح الخبر أنهم لم یكونوا من أفاضل المؤمنین و خیارهم.
ثم وصف الجنتین فقال مُدْهامَّتانِ أی من خضرتهما قد اسودتا من الری و كل نبت أخضر فتمام خضرته أن یضرب إلی السواد و هو علی أتم ما یكون من الحسن فِیهِما عَیْنانِ نَضَّاخَتانِ أی فوارتان بالماء تنبع من أصلهما ثم تجریان عن الحسن قال ابن عباس تنضخ (1)علی أولیاء اللّٰه بالمسك و العنبر و الكافور و قیل تنضخان بأنواع الخیرات فِیهِما فاكِهَةٌ یعنی ألوان الفاكهة وَ نَخْلٌ وَ رُمَّانٌ و حكی الزجاج عن یونس النحوی أن النخل و الرمان من أفضل الفاكهة و إنما فصلا بالواو لفضلهما فِیهِنَّ أی فی الجنات الأربع خَیْراتٌ حِسانٌ أی نساء خیرات الأخلاق حسان الوجوه روته أم سلمة عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله و قیل خَیْراتٌ فاضلات فی الصلاح و الجمال عن الحسن حسان فی المناظر و الألوان و قیل إنهن من نساء الدنیا ترد علیهم فی الجنة و هن أجل من الحور العین و قیل خَیْراتٌ مختارات عن جریر بن عبد اللّٰه و قیل لسن بذربات و لا زفرات و لا نخرات و لا متطلعات و لا متسومات و لا متسلطات و لا طماحات
ص: 106
و لا طوافات فی الطرق و لا یغرن و لا یؤذین (1)و قال عقبة بن عبد الغافر نساء أهل الجنة تأخذ بعضهن بأیدی بعضهن و یتغنین بأصوات لم یسمع الخلائق مثلها
نحن الراضیات فلا نسخط و نحن المقیمات فلا نظعن
و نحن خیرات حسان حبیبات لأزواج كرام
و قالت عائشة إن الحور العین إذا قلن هذه المقالة إجابتهن المؤمنات من نساء الدنیا
نحن المصلیات و ما صلیتن و نحن الصائمات و ما صمتن
و نحن المتوضیات و ما توضیتن و نحن المتصدقات و ما تصدقتن
فغلبنهن و اللّٰه حُورٌ أی بیض حسان البیاض و منه العین الحوراء إذا كانت شدیدة بیاض البیاض شدیدة سواد السواد و بذلك یتم حسن العین مَقْصُوراتٌ فِی الْخِیامِ أی محبوسات فی الحجال مستورات فی القباب عن ابن عباس و غیره و المعنی أنهن مصونات مخدرات لا یبتذلن و قیل مَقْصُوراتٌ أی قصرن علی أزواجهن فلا یردن بدلا منهم و قیل إن لكل زوجة خیمة طولها ستون میلا عن ابن مسعود
وَ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: الْخَیْمَةُ دُرَّةٌ وَاحِدَةٌ طُولُهَا فِی الْهَوَاءِ سِتُّونَ مِیلًا فِی كُلِّ زَاوِیَةٍ مِنْهَا أَهْلٌ لِلْمُؤْمِنِینَ لَا یَرَاهُ الْآخَرُونَ.
و عن ابن عباس قال الخیمة درة مجوفة فرسخ فی فرسخ فیها أربعة آلاف مصراع من ذهب
وَ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَرَرْتُ لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی بِنَهَرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ الْمَرْجَانِ فَنُودِیتُ مِنْهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ مَنْ هَؤُلَاءِ قَالَ هَؤُلَاءِ حُورٌ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ اسْتَأْذَنَّ رَبَّهُنَّ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُسَلِّمْنَ عَلَیْكَ فَأَذِنَ لَهُنَّ فَقُلْنَ نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلَا نَمُوتُ وَ نَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلَا نَبْأَسُ أَزْوَاجُ رِجَالٍ كِرَامٍ ثُمَّ قَرَأَ صلی اللّٰه علیه و آله حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِی الْخِیامِ ... لَمْ یَطْمِثْهُنَّ الْآیَةَ.
الوجه فی التكریر الإبانة عن أن صفة الحور المقصورات فی الخیام كصفة القاصرات الطرف مُتَّكِئِینَ عَلی رَفْرَفٍ خُضْرٍ أی
ص: 107
علی فرش مرتفعة عن الجبائی و قیل الرفرف ریاض الجنة و الواحدة رفرفة عن ابن جبیر و قیل هی المجالس الطنافس عن ابن عباس و غیره و قیل هی المرافق یعنی الوسائد عن الحسن وَ عَبْقَرِیٍّ حِسانٍ أی و زرابی حسان عن ابن عباس و غیره و هی الطنافس و قیل العبقری الدیباج و قیل هی البسط قال القتیبی كل ثوب موشی فهو عبقری و هو جمع و لذلك قال حسان.
و فی قوله تعالی ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ أی جماعة كثیرة العدد من الأولین من الأمم الماضیة وَ قَلِیلٌ مِنَ الْآخِرِینَ من أمة محمد صلی اللّٰه علیه و آله لأن من سبق إلی إجابة نبینا صلی اللّٰه علیه و آله قلیل بالإضافة إلی من سبق إلی إجابة النبیین قبله عن جماعة من المفسرین و قیل معناه جماعة من أوائل هذه الأمة و قلیل من أواخرهم ممن قرب حالهم من حال أولئك عَلی سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ أی منسوجة كما یوضن حلق الدرع فیدخل بعضها فی بعض قال المفسرون منسوجة بقضبان الذهب مشبكة بالدر و الجواهر مُتَّكِئِینَ عَلَیْها مُتَقابِلِینَ أی متحاذین كل واحد منهم بإزاء الآخر و ذلك أعظم فی باب السرور و یَطُوفُ عَلَیْهِمْ وِلْدانٌ أی وصفاء و غلمان للخدمة مُخَلَّدُونَ أی باقون لا یموتون و لا یهرمون و لا یتغیرون و قیل مقرطون و الخلدة القرط و اختلف فی هذه الولدان فقیل إنهم أولاد أهل الدنیا لم یكن لهم حسنات فیثابون علیها و لا سیئات فیعاقبون علیها فأنزلوا هذه المنزلة عن علی علیه السلام و الحسن
وَ قَدْ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَطْفَالِ الْمُشْرِكِینَ فَقَالَ هُمْ خَدَمُ أَهْلِ الْجَنَّةِ.
و قیل هم من خدم الجنة علی صورة الولدان خلقوا لخدمة أهل الجنة بِأَكْوابٍ و هی القداح الواسعة الرءوس لا خراطیم لها وَ أَبارِیقَ و هی التی لها خراطیم و عری و هو الذی برق من صفاء لونه وَ كَأْسٍ مِنْ مَعِینٍ أی و یطوفون أیضا علیهم بكأس من خمر معین أی ظاهر للعیون جار لا یُصَدَّعُونَ عَنْها أی لا یأخذهم من شربها صداع و قیل لا یتفرقون عنها وَ لا یُنْزِفُونَ أی لا تنزف عقولهم بالسكر أو لا یفنی خضرهم علی القراءة الأخری وَ فاكِهَةٍ مِمَّا یَتَخَیَّرُونَ أی مما یختارونه و یشتهونه وَ لَحْمِ طَیْرٍ مِمَّا یَشْتَهُونَ فإن أهل الجنة إذا اشتهوا لحم الطیر خلق اللّٰه لهم لحم الطیر نضیجا حتی لا یحتاج إلی ذبح الطیر و إیلامه
ص: 108
قال ابن عباس یخطر علی قلبه الطیر فیصیر ممثلا بین یدیه علی ما اشتهی وَ حُورٌ عِینٌ كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ أی الدر المخزون المصون فی الصدف لم تمسه الأیدی لا یَسْمَعُونَ فِیها لَغْواً أی ما لا فائدة فیه من الكلام وَ لا تَأْثِیماً أی لا یقول بعضهم لبعض أثمت لأنهم لا یتكلمون بما فیه إثم عن ابن عباس و قیل لا یتخالفون علی شرب الخمر و لا یأثمون بشربها كما فی الدنیا إِلَّا قِیلًا سَلاماً سَلاماً أی لا یسمعون إلا قول بعضهم لبعض علی وجه التحیة سلاما سلاما و التقدیر سلمك اللّٰه سلاما فِی سِدْرٍ مَخْضُودٍ أی نبق منزوع الشوكة قد خضد شوكه أی قطع و قیل هو الذی خضد بكثرة حمله و ذهاب شوكه و قیل هو الموقر حملا (1)وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ قال ابن عباس و غیره هو شجر الموز و قیل هو شجر له ظل بارد طیب عن الحسن و قیل هو شجر یكون بالیمن و بالحجاز من أحسن الشجر منظرا و إنما ذكر هاتین الشجرتین لأن العرب كانوا یعرفون ذلك فإن عامة أشجارهم أم غیلان ذات أنوار و رائحة طیبة
-وَ رَوَتِ الْعَامَّةُ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَرَأَ عِنْدَهُ رَجُلٌ وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ فَقَالَ مَا شَأْنُ الطَّلْحِ إِنَّمَا هُوَ وَ طَلْعٍ كَقَوْلِهِ وَ نَخْلٍ طَلْعُها هَضِیمٌ فَقِیلَ لَهُ أَ لَا نُغَیِّرُهُ فَقَالَ إِنَّ الْقُرْآنَ لَا یُغَیَّرُ الْیَوْمَ وَ لَا یُحَوَّلُ.
-رَوَاهُ عَنْهُ ابْنُهُ الْحَسَنُ علیه السلام وَ قَیْسُ بْنُ سَعْدٍ
وَ رَوَاهُ أَصْحَابُنَا عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ قَالَ لَا وَ طَلْعٍ مَنْضُودٍ وَ الْمَنْضُودُ الَّذِی بَعْضُهُ عَلَی بَعْضٍ نُضِدَ بِالْحَمْلِ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَی آخِرِهِ فَلَیْسَ لَهُ سُوقٌ بَارِزَةٌ فَمِنْ عُرُوقِهِ إِلَی أَفْنَانِهِ ثَمَرٌ كُلُّهُ.
وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ أی دائم لا تنسخه الشمس فهو ثابت لا یزول
وَ قَدْ وَرَدَ فِی الْخَبَرِ أَنَّ فِی الْجَنَّةِ شَجَرَةً یَسِیرُ الرَّاكِبُ فِی ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ لَا یَقْطَعُهَا اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ
-وَ رُوِیَ أَیْضاً أَنَّ أَوْقَاتَ الْجَنَّةِ كَغَدَوَاتِ الصَّیْفِ لَا یَكُونُ فِیهِ حَرٌّ وَ لَا بَرْدٌ.
وَ ماءٍ مَسْكُوبٍ أی مصبوب یجری اللیل و النهار و لا ینقطع عنهم فهو مسكوب بسكب اللّٰه إیاه فی مجاریه و قیل مصبوب علی الخمر لیشرب بالمزاج و قیل مسكوب یجری دائما فی غیر أخدود عن سفیان و جماعة و قیل مسكوب لیشرب
ص: 109
علی ما یری من حسنه و صفائه لا یحتاجون إلی تعب فی استقائه وَ فاكِهَةٍ كَثِیرَةٍ أی و ثمار مختلفة كثیرة غیر قلیلة و الوجه فی تكریر ذكر الفاكهة البیان عن اختلاف صفاتها فذكرت أولا بأنها متخیرة و ذكرت هنا بأنها كثیرة لا مَقْطُوعَةٍ وَ لا مَمْنُوعَةٍ أی لا ینقطع كما تنقطع فواكه الدنیا فی الشتاء و فی أوقات مخصوصة و لا تمتنع ببعد متناول أو شوك یؤذی الید كما یكون ذلك فی الدنیا و قیل إنها لا مقطوعة بالأزمان و لا ممنوعة بالأثمان لا یتوصل إلیها إلا بالثمن وَ فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ أی بسط عالیة كما یقال بناء مرفوع و قیل مرفوع بعضها فوق بعض عن الحسن و الفراء و قیل معناه و نساء مرتفعات القدر فی عقولهن و حسنهن و كمالهن عن الجبائی قال و لذلك عقبه بقوله إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً و یقال لامرأة الرجل فراشه
وَ مِنْهُ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ.
إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً أی خلقناهن خلقا جدیدا قال ابن عباس یعنی النساء الآدمیات و العجز الشمط یقول خلقناهن بعد الكبر و الهرم فی الدنیا خلقا آخر و قیل معناه أنشأنا الحور العین كما هن علیه علی هیأتهن لم ینتقلن من حال إلی حال كما یكون فی الدنیا فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً أی عذاری و قیل لا یأتیهن أزواجهن إلا وجدوهن أبكارا عُرُباً أی متحننات علی أزواجهن متحببات إلیهم و قیل عاشقات (خاشعات) لأزواجهن عن ابن عباس و قیل العروب اللعوب مع زوجها آنسة به كما یأنس العرب بكلام العربی أَتْراباً أی متشابهات مستویات فی السن و قیل أمثال أزواجهن فی السن لِأَصْحابِ الْیَمِینِ أی هذا الذی ذكرناه لأصحاب الیمین جزاء و ثوابا علی طاعتهم ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ أی جماعة من الأمم الماضیة و جماعة من مؤمنی هذه الأمة و ذهب جماعة إلی أن الثلتین جمیعا من هذه الأمة.
و فی قوله تعالی قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً أی یعطیه أحسن ما یعطی أحد و ذلك مبالغة فی وصف نعیم الجنة و فی قوله تعالی أَ یَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أی من هؤلاء المنافقین أَنْ یُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِیمٍ كما یدخل أولئك الموصوفون قبل هذا و إنما قال هذا لأنهم كانوا یقولون إن كان الأمر علی ما قال محمد صلی اللّٰه علیه و آله فإن لنا فی
ص: 110
الآخرة عند اللّٰه أفضل مما للمؤمنین كما أعطانا فی الدنیا أفضل مما أعطاهم كَلَّا أی لا یكون ذلك و لا یدخلونها.
و فی قوله تعالی یَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ إناء فیه شراب كانَ مِزاجُها أی ما یمازجها كافُوراً و هو اسم عین ماء فی الجنة و یدل علیه قوله عَیْناً و هی كالمفسرة للكافور و قیل یعنی الكافور الذی له رائحة طیبة و المعنی یمازجه ریح الكافور و لیس ككافور الدنیا قال قتادة یمزج بالكافور و یختم بالمسك و قیل معناه طیب بالكافور و المسك و الزنجبیل عَیْناً یَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ أی أولیاؤه عن ابن عباس أی هذا الشراب من عین یشربها أولیاء اللّٰه یُفَجِّرُونَها تَفْجِیراً أی یقودون تلك العین حیث شاءوا من منازلهم و قصورهم عن مجاهد و التفجیر تشقیق الأرض لیجری الماء قال و أنهار الجنة تجری بغیر أخدود فإذا أراد المؤمن أن یجری نهرا خط خطا فینبع الماء من ذلك الموضع و یجری بغیر تعب وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا أی بصبرهم علی طاعته و اجتناب معاصیه و تحمل محن الدنیا و شدائدها جَنَّةً یسكنونها وَ حَرِیراً من لباس الجنة یلبسونه و یفرشونه لا یَرَوْنَ فِیها شَمْساً یتأذون بحرها وَ لا زَمْهَرِیراً یتأذون ببرده وَ دانِیَةً عَلَیْهِمْ ظِلالُها یعنی أن أفیاء أشجار تلك الجنة قریبة منهم و قیل إن ظلال الجنة لا تنسخها الشمس كما تنسخ ظلال الدنیا وَ ذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِیلًا أی و سخرت و سهل أخذ ثمارها تسخیرا إن قام ارتفعت بقدره و إن قعد نزلت علیه حتی ینالها و إن اضطجع نزلت حتی تنالها یده و قیل معناه لا یرد أیدیهم عنها بعد و لا شوك كانَتْ قَوارِیرَا أی زجاجا قَوارِیرَا مِنْ فِضَّةٍ
قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام یَنْفُذُ الْبَصَرُ فِی فِضَّةِ الْجَنَّةِ كَمَا یَنْفُذُ فِی الزُّجَاجِ.
و المعنی أن أصلها من فضة فاجتمع لها بیاض الفضة و صفاء القواریر فیری من خارجها ما فی داخلها قال أبو علی إن سئل فقیل كیف یكون القواریر من فضة و إنما القواریر من الرمل دونها فالقول فی ذلك أن الشی ء إذا قاربه شی ء و اشتدت ملابسته له قیل إنه من كذا و إن لم یكن منه فی الحقیقة فعلی هذا یجوز قواریر من فضة أی هی فی صفاء الفضة و نقائها و یجوز تقدیر حذف المضاف أی من صفاء الفضة
ص: 111
و قواریر الثانیة بدل من الأولی و لیست بتكرار و قیل إن قواریر كل أرض من تربتها و أرض الجنة فضة و لذلك كانت قواریرها مثل الفضة عن ابن عباس قَدَّرُوها تَقْدِیراً أی قدروا الكأس علی قدر ریهم لا یزید و لا ینقص من الری و الضمیر فی قدروها للسقاة و الخدام الذین یسقون فإنهم یقدرونها ثم یسقون و قیل قدروها علی قدر مل ء الكف أی كانت الأكواب علی قدر ما اشتهوا لم تعظم و لم تثقل الكف عن حملها و قیل قدروها فی أنفسهم قبل مجیئها علی صفة فجاءت علی ما قدروا و الضمیر فی قدروا للشاربین وَ یُسْقَوْنَ فِیها أی فی الجنة كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِیلًا قال مقاتل لا یشبه زنجبیل الدنیا و قال ابن عباس كلما ذكر اللّٰه فی القرآن مما فی الجنة و سماه لیس له مثل فی الدنیا و لكن سماه اللّٰه بالاسم الذی یعرف و الزنجبیل مما كانت العرب تستطیبه فلذلك ذكره اللّٰه فی القرآن و وعدهم أنهم یسقون فی الجنة الكأس الممزوجة بزنجبیل الجنة عَیْناً فِیها تُسَمَّی سَلْسَبِیلًا (1)أی الزنجبیل من عین تسمی سلسبیلا قال ابن الأعرابی لم أسمع السلسبیل إلا فی القرآن و قال الزجاج هو صفة لما كان فی غایة السلاسة یعنی أنها سلسة تتسلسل فی الحلق و قیل سمیت سلسبیلا لأنها تسیل علیهم فی الطرق و فی منازلهم ینبع من أصل العرش من جنة عدن إلی أهل الجنان و قیل سمیت بذلك لأنها ینقاد ماؤها لهم یصرفونها حیث شاءوا حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً أی من الصفاء و حسن المنظر و الكثرة فذكر لونهم و كثرتهم و قیل إنما شبههم بالمنثور لانتشارهم فی الخدمة فلو كانوا صفا لشبهوا بالمنظوم وَ إِذا رَأَیْتَ ثَمَّ أی إذا رأیت ببصرك ثم یعنی الجنة و قیل إن تقدیره و إذا رأیت الأشیاء ثم و رَأَیْتَ نَعِیماً خطیرا وَ مُلْكاً كَبِیراً لا یزول و لا یفنی عن الصادق علیه السلام و قیل كبیرا أی واسعا یعنی أن نعیم الجنة لا یوصف كثرة إنما یوصف بعضها و قیل الملك الكبیر استئذان الملائكة علیهم و تحیتهم
ص: 112
بالسلام و قیل هو أنه لا یریدون شیئا إلا قدروا علیه و قیل و إن أدناهم منزلة ینظر فی ملكه من ألف عام یری أقصاه كما یری أدناه و قیل هو الملك الدائم الأبدی فی نفاذ الأمر و حصول الأمانی عالِیَهُمْ ثِیابُ سُندُسٍ من جعله ظرفا فهو بمنزلة قولك فوقهم ثیاب سندس و من جعله حالا فهو بمنزلة قولك تعلوهم ثیاب سندس و هو ما رق من الثیاب فیلبسونها
وَ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: فِی مَعْنَاهُ تَعْلُوهُمُ الثِّیَابُ فَیَلْبَسُونَهَا.
خُضْرٌ وَ إِسْتَبْرَقٌ و هو ما غلظ منها و لا یراد بها الغلظ فی السلك إنما یراد به الثخانة فی النسج قال ابن عباس أ ما رأیت الرجل علیه ثیاب و الذی یعلوها أفضلها وَ حُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ الفضة الشفافة و هی التی یری ما وراءها كما یری من البلورة و هی أفضل من الدر و الیاقوت و هما أفضلان من الذهب فتلك الفضة أفضل من الذهب و الفضة و الذهب هما أثمان الأشیاء و قیل إنهم یحلون بالذهب تارة و بالفضة أخری لیجمعوا محاسن الحلیة كما قال تعالی یُحَلَّوْنَ فِیها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ و الفضة و إن كانت دنیة الثمن فهی فی غایة الحسن خاصة إذا كانت بالصفة التی ذكرها و الغرض فی الآخرة ما یكثر الاستلذاذ و السرور به لا ما یكثر ثمنه لأنه لیست هناك أثمان وَ سَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً أی طاهرا من الأقذار و الأقذاء لم تدنسها الأیدی و لم تدسها الأرجل كخمر الدنیا و قیل طهورا لا یصیر بولا نجسا و لكن یصیر رشحا فی أبدانهم كرشح المسك و إن الرجل من أهل الجنة یقسم له شهوة مائة رجل من أهل الدنیا و أكلهم و نهمتهم فإذا أكل ما شاء سقی شرابا طهورا فیطهر بطنه و یصیر ما أكل رشحا یخرج من جلده أطیب ریحا من المسك الأذفر و یضمر بطنه و تعود شهوته عن إبراهیم التیمی و أبی قلابة و قیل
یُطَهِّرُهُمْ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ سِوَی اللَّهِ إِذْ لَا طَاهِرَ مِنْ تَدَنُّسٍ بِشَیْ ءٍ مِنَ الْأَكْوَانِ إِلَّا اللَّهُ رَوَوْهُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام.
إِنَّ هذا أی ما وصف من النعیم كانَ لَكُمْ جَزاءً أی مكافاة علی أعمالكم الحسنة وَ كانَ سَعْیُكُمْ فی مرضاة اللّٰه مَشْكُوراً أی مقبولا مرضیا جوزیتم علیه.
و فی قوله تعالی إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی ظِلالٍ من أشجار الجنة وَ عُیُونٍ جاریة بین
ص: 113
أیدیهم فی غیر أخدود لأن ذلك أمتع لهم بما یرونه من حسن میاهها و صفائها و قیل عیون أی ینابیع ماء یجری خلال الأشجار.
و فی قوله تعالی مَفازاً أی فوزا و نجاة إلی حال السلامة و السرور و قیل المفاز موضع الفوز وَ كَواعِبَ أَتْراباً أی جواری تكعب ثدیهن مستویات فی السن وَ كَأْساً دِهاقاً أی مترعة مملوءة و قیل متتابعة علی شاربیها أخذ من متابعة الشد فی الدهق و قیل علی قدر ریهم عن مقاتل وَ لا كِذَّاباً أی و لا تكذیب بعضهم لبعض و من قرأ بالتخفیف یرید و لا مكاذبة و قیل كذبا عَطاءً حِساباً أی كافیا و قیل أی كثیرا و قیل حسابا علی قدر الاستحقاق و بحسب العمل.
و فی قوله تعالی عَلَی الْأَرائِكِ یَنْظُرُونَ إلی ما أعطوا من النعیم و الكرامة و قیل ینظرون إلی عدوهم حین یعذبون تَعْرِفُ فِی وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِیمِ أی إذا رأیتهم عرفت أنهم من أهل النعمة بما تری فی وجوههم من النور و الحسن و البیاض و البهجة قال عطاء و ذلك أن اللّٰه تعالی قد زاد فی جمالهم و ألوانهم ما لا یصفه واصف یُسْقَوْنَ مِنْ رَحِیقٍ أی من خمر صافیة خالصة من كل غش مَخْتُومٍ و هو الذی له ختام أی عاقبة و قیل مختوم فی الآنیة بالمسك و هو غیر الخمر التی تجری فی الأنهار و قیل هو مختوم أی ممنوع من أن تمسه ید حتی یفك ختمه للأبرار ثم فسر المختوم بقوله خِتامُهُ مِسْكٌ أی آخر طعمه ریح المسك إذا رفع الشارب فاه من آخر شرابه وجد ریحه كریح المسك و قیل ختم إناؤه بالمسك بدلا من الطین الذی یختم به الشراب فی الدنیا و عن أبی الدرداء هو تراب أبیض من الفضة یختمون به شرابهم و لو أن رجلا من أهل الدنیا أدخل إصبعه فیه ثم أخرجها لم یبق ذو روح إلا وجد طیبها ثم رغب فیها فقال وَ فِی ذلِكَ فَلْیَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ أی فلیرغب الراغبون بالمبادرة إلی طاعة اللّٰه سبحانه
وَ فِی الْحَدِیثِ مَنْ صَامَ لِلَّهِ فِی یَوْمٍ صَائِفٍ سَقَاهُ اللَّهُ عَلَی الظَّمَإِ مِنَ الرَّحِیقِ الْمَخْتُومِ.
وَ فِی وَصِیَّةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَا عَلِیُّ مَنْ تَرَكَ الْخَمْرَ لِلَّهِ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِیقِ الْمَخْتُومِ.
وَ مِزاجُهُ مِنْ تَسْنِیمٍ أی و مزاج ذلك الشراب الذی وصفناه و هو ما یمزج به من تسنیم و هو عین فی الجنة و هو أشرف شراب
ص: 114
فی الجنة قال مسروق یشربها المقربون صرفا و یمزج بها كأس أصحاب الیمین فیطیب و روی میمون بن مهران أن ابن عباس سئل عن تسنیم فقال هذا مما یقول اللّٰه عز و جل فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْیُنٍ و نحو هذا قول الحسن خفایا أخفاها اللّٰه لأهل الجنة و قیل هو شراب ینصب علیهم من علو انصبابا و قیل هو نهر یجری فی الهواء فینصب فی أوانی أهل الجنة بحسب الحاجة ثم فسره سبحانه بقوله عَیْناً یَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ أی هی خالصة للمقربین یشربونها صرفا و یمزج لسائر أهل الجنة عن ابن مسعود و ابن عباس إِنَّ الَّذِینَ أَجْرَمُوا یعنی كفار قریش و مترفیهم كأبی جهل و الولید بن المغیرة و العاص بن وائل و أصحابهم كانُوا مِنَ الَّذِینَ آمَنُوا یعنی أصحاب النبی صلی اللّٰه علیه و آله مثل عمار و خباب و بلال و غیرهم یَضْحَكُونَ علی وجه السخریة بهم و الاستهزاء فی دار الدنیا وَ إِذا مَرُّوا بِهِمْ یعنی و إذا مر المؤمنون بهؤلاء المشركین یَتَغامَزُونَ أی یشیر بعضهم إلی بعض بالأعین و الحواجب استهزاء بهم أی یقول هؤلاء إنهم علی حق و إن محمدا یأتیه الوحی و إنه رسول و إنا نبعث و نحو ذلك و قیل نزلت فی علی بن أبی طالب علیهما السلام و ذلك أنه كان فی نفر من المسلمین جاءوا إلی النبی صلی اللّٰه علیه و آله فسخر منهم المنافقون و ضحكوا و تغامزوا ثم رجعوا إلی أصحابهم فقالوا رأینا الیوم الأصلع فضحكنا منه فنزلت الآیة قبل أن یصل علی علیه السلام و أصحابه إلی النبی صلی اللّٰه علیه و آله عن مقاتل و الكلبی و ذكر الحاكم أبو القاسم الحسكانی فی كتاب شواهد التنزیل بإسناده عن أبی صالح عن ابن عباس قال إن الذین أجرموا منافقو قریش و الذین آمنوا علی بن أبی طالب و أصحابه وَ إِذَا انْقَلَبُوا إِلی أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِینَ یعنی و إذا رجع هؤلاء الكفار إلی أهلهم رجعوا معجبین بما هم فیه یتفكهون بذكرهم وَ إِذا رَأَوْهُمْ قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ لأنهم تركوا التنعم رجاء ثواب لا حقیقة له وَ ما أُرْسِلُوا عَلَیْهِمْ حافِظِینَ أی و لم یرسل هؤلاء الكفار حافظین علی المؤمنین ما هم علیه و ما كلفوا حفظ أعمالهم فكیف یطعنون علیهم و قیل معناه و ما أرسلوا علیهم شاهدین فَالْیَوْمَ یعنی یوم القیامة الَّذِینَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ یَضْحَكُونَ كما ضحك الكفار منهم فی الدنیا و ذلك أنه یفتح للكفار باب إلی الجنة و یقال لهم أخرجوا إلیها فإذا وصلوا إلیه
ص: 115
أغلق دونهم یفعل ذلك بهم مرارا فیضحك منهم المؤمنون عن أبی صالح و قیل یضحكون من الكفار إذا رأوهم فی العذاب و أنفسهم فی النعیم و قیل إن الوجه فی ضحك أهل الجنة من أهل النار أنهم لما كانوا أعداء اللّٰه و أعداءهم جعل اللّٰه سبحانه لهم سرورا فی تعذیبهم عَلَی الْأَرائِكِ یَنْظُرُونَ یعنی المؤمنین ینظرون إلی تعذیب أعدائهم الكفار علی سرر فی الحجال هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا یَفْعَلُونَ أی هل جوزی الكفار إذا فعل بهم هذا الذی ذكر ما كانوا یفعلونه (1)من السخریة بالمؤمنین فی الدنیا و هو استفهام یراد به التقریر و ثوب بمعنی أثیب و قیل معناه یتصل بما قبله و یكون التقدیر إن الذین آمنوا ینظرون هل جوزی الكفار بأعمالهم.
و فی قوله تعالی غَیْرُ مَمْنُونٍ أی غیر منقوص و قیل غیر مقطوع و قیل غیر محسوب و قیل غیر مكدر بما یؤذی و یغم.
«1»-لی، الأمالی للصدوق الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْعَبَّاسِ وَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَیْمِیِّ (2)مَعاً عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ هُرْمُزَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِی الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ أَنَّهُ لَقِیَ بِلَالًا مُؤَذِّنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَأَلَهُ فِیمَا سَأَلَهُ عَنْ وَصْفِ بِنَاءِ الْجَنَّةِ قَالَ اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّ سُورَ الْجَنَّةِ لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَ لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ وَ لَبِنَةٌ مِنْ یَاقُوتٍ وَ مِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ وَ شُرَفُهَا الْیَاقُوتُ الْأَحْمَرُ وَ الْأَخْضَرُ وَ الْأَصْفَرُ قُلْتُ فَمَا أَبْوَابُهَا قَالَ أَبْوَابُهَا مُخْتَلِفَةٌ بَابُ الرَّحْمَةِ مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ قُلْتُ فَمَا حَلْقَتُهُ قَالَ وَیْحَكَ كُفَّ عَنِّی فَقَدْ كَلَّفْتَنِی شَطَطاً قُلْتُ مَا أَنَا بِكَافٍّ عَنْكَ حَتَّی تُؤَدِّیَ إِلَیَّ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی ذَلِكَ قَالَ اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أَمَّا بَابُ الصَّبْرِ فَبَابٌ صَغِیرٌ مِصْرَاعٌ وَاحِدٌ مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ لَا حَلَقَ لَهُ وَ أَمَّا بَابُ الشُّكْرِ فَإِنَّهُ مِنْ یَاقُوتَةٍ بَیْضَاءَ لَهَا مِصْرَاعَانِ مَسِیرَةُ مَا بَیْنَهُمَا خَمْسُمِائَةِ عَامٍ لَهُ ضَجِیجٌ وَ حَنِینٌ یَقُولُ اللَّهُمَّ جِئْنِی بِأَهْلِی قُلْتُ هَلْ یَتَكَلَّمُ الْبَابُ قَالَ نَعَمْ یُنْطِقُهُ ذُو الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ أَمَّا بَابُ الْبَلَاءِ قُلْتُ أَ لَیْسَ بَابُ ععد
ص: 116
الْبَلَاءِ هُوَ بَابَ الصَّبْرِ قَالَ لَا قُلْتُ فَمَا الْبَلَاءُ قَالَ الْمَصَائِبُ وَ الْأَسْقَامُ وَ الْأَمْرَاضُ وَ الْجُذَامُ وَ هُوَ بَابٌ مِنْ یَاقُوتَةٍ صَفْرَاءَ مِصْرَاعٌ وَاحِدٌ مَا أَقَلَّ مَنْ یَدْخُلُ مِنْهُ قُلْتُ رَحِمَكَ اللَّهُ زِدْنِی وَ تَفَضَّلْ عَلَیَّ فَإِنِّی فَقِیرٌ قَالَ یَا غُلَامُ لَقَدْ كَلَّفْتَنِی شَطَطاً أَمَّا الْبَابُ الْأَعْظَمُ فَیَدْخُلُ مِنْهُ الْعِبَادُ الصَّالِحُونَ وَ هُمْ أَهْلُ الزُّهْدِ وَ الْوَرَعِ وَ الرَّاغِبُونَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْمُسْتَأْنِسُونَ بِهِ قُلْتُ رَحِمَكَ اللَّهُ فَإِذَا دَخَلُوا الْجَنَّةَ مَا ذَا یَصْنَعُونَ قَالَ یَسِیرُونَ عَلَی نَهْرَیْنِ فِی مَصَافَّ فِی سُفُنِ الْیَاقُوتِ مَجَاذِیفُهَا اللُّؤْلُؤُ فِیهَا مَلَائِكَةٌ مِنْ نُورٍ عَلَیْهِمْ ثِیَابٌ خُضْرٌ شَدِیدَةٌ خُضْرَتُهَا قُلْتُ رَحِمَكَ اللَّهُ هَلْ یَكُونُ مِنَ النُّورِ أَخْضَرُ قَالَ إِنَّ الثِّیَابَ هِیَ خُضْرٌ وَ لَكِنْ فِیهَا نُورٌ مِنْ نُورِ رَبِّ الْعَالَمِینَ جَلَّ جَلَالُهُ یَسِیرُونَ عَلَی حَافَتَیْ ذَلِكَ النَّهَرِ قُلْتُ فَمَا اسْمُ ذَلِكَ النَّهَرِ قَالَ جَنَّةُ الْمَأْوَی قُلْتُ هَلْ وَسَطُهَا غَیْرُ هَذَا قَالَ نَعَمْ جَنَّةُ عَدْنٍ وَ هِیَ فِی وَسَطِ الْجِنَانِ فَأَمَّا جَنَّةُ عَدْنٍ فَسُورُهَا یَاقُوتٌ أَحْمَرُ وَ حَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ قُلْتُ فَهَلْ فِیهَا غَیْرُهَا قَالَ نَعَمْ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ قُلْتُ وَ كَیْفَ سُورُهَا قَالَ وَیْحَكَ كُفَّ عَنِّی حَیَّرْتَ عَلَی قَلْبِی قُلْتُ بَلْ أَنْتَ الْفَاعِلُ بِی ذَلِكَ مَا أَنَا بِكَافٍّ عَنْكَ حَتَّی تُتِمَّ لِیَ الصِّفَةَ وَ تُخْبِرَنِی عَنْ سُورِهَا قَالَ سُورُهَا نُورٌ فَقُلْتُ وَ الْغُرَفُ الَّتِی هِیَ فِیهَا قَالَ هِیَ مِنْ نُورِ رَبِّ الْعَالَمِینَ قُلْتُ زِدْنِی رَحِمَكَ اللَّهُ قَالَ وَیْحَكَ إِلَی هَذَا انْتَهَی بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله طُوبَی لَكَ إِنْ أَنْتَ وَصَلْتَ إِلَی بَعْضِ هَذِهِ الصِّفَةِ وَ طُوبَی لِمَنْ یُؤْمِنُ بِهَذَا الْخَبَرِ.
توضیح: قال الجزری فی صفة الجنة و ملاطها مسك أذفر الملاط الذی یجعل بین سافی البناء یملط به الحائط أی یخلط انتهی و الشطط التجاوز عن الحد و الجور قوله فی مصاف هو جمع المصف أی موضع الصف أی یسیرون مجتمعین مصطفین و یمكن أن یكون بالتخفیف من الصیف أی فی متسع یصلح للتنزه فی الصیف و فی الفقیه فی ماء صاف و هو أظهر و المجذاف ما یجذف به السفینة و حافة الوادی بالتخفیف جانبه.
«2»-لی، الأمالی للصدوق ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام طُوبَی شَجَرَةٌ فِی الْجَنَّةِ أَصْلُهَا فِی دَارِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَیْسَ مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَ فِی دَارِهِ غُصْنٌ
ص: 117
مِنْهَا لَا تَخْطُرُ عَلَی قَلْبِهِ شَهْوَةُ شَیْ ءٍ إِلَّا أَتَاهُ بِهِ ذَلِكَ الْغُصْنُ وَ لَوْ أَنَّ رَاكِباً مُجِدّاً سَارَ فِی ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ مَا خَرَجَ مِنْهَا وَ لَوْ طَارَ مِنْ أَسْفَلِهَا غُرَابٌ مَا بَلَغَ أَعْلَاهَا حَتَّی یَسْقُطَ هَرِماً أَلَا فَفِی هَذَا فَارْغَبُوا الْخَبَرَ.
-شی، تفسیر العیاشی عن أبی بصیر مثله و فیه حتی یبیاض هرما.
«3»-لی، الأمالی للصدوق الطَّالَقَانِیُّ عَنِ الْجَلُودِیِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ قَالَ: قَرَأْتُ فِی الْإِنْجِیلِ یَا عِیسَی وَ ذَكَرَ أَمْرَ نَبِیِّنَا صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی أَنْ قَالَ طُوبَی لِمَنْ أَدْرَكَ زَمَانَهُ وَ شَهِدَ أَیَّامَهُ وَ سَمِعَ كَلَامَهُ قَالَ عِیسَی یَا رَبِّ وَ مَا طُوبَی قَالَ شَجَرَةٌ فِی الْجَنَّةِ أَنَا غَرَسْتُهَا تُظِلُّ الْجِنَانَ أَصْلُهَا مِنْ رِضْوَانٍ مَاؤُهَا مِنْ تَسْنِیمٍ بَرْدُهُ بَرْدُ الْكَافُورِ وَ طَعْمُهُ طَعْمُ الزَّنْجَبِیلِ مَنْ یَشْرَبْ مِنْ تِلْكَ الْعَیْنِ شَرْبَةً لَا یَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَداً فَقَالَ عِیسَی علیه السلام اللَّهُمَّ اسْقِنِی مِنْهَا قَالَ حَرَامٌ یَا عِیسَی عَلَی الْبَشَرِ أَنْ یَشْرَبُوا مِنْهَا حَتَّی یَشْرَبَ ذَلِكَ النَّبِیُّ وَ حَرَامٌ عَلَی الْأُمَمِ أَنْ یَشْرَبُوا مِنْهَا حَتَّی یَشْرَبَ أُمَّةُ ذَلِكَ النَّبِیِّ الْخَبَرَ.
«4»-لی، الأمالی للصدوق عَلِیُّ بْنُ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ مَاجِیلَوَیْهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ الْكَلْبِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام إِنَّ فِی الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً یَخْرُجُ مِنْ أَعْلَاهَا الْحُلَلُ وَ مِنْ أَسْفَلِهَا خَیْلٌ بُلْقٌ مُسْرَجَةٌ مُلْجَمَةٌ ذَوَاتُ أَجْنِحَةٍ لَا تَرُوثُ وَ لَا تَبُولُ فَیَرْكَبُهَا أَوْلِیَاءُ اللَّهِ فَتَطِیرُ بِهِمْ فِی الْجَنَّةِ حَیْثُ شَاءُوا فَیَقُولُ الَّذِینَ أَسْفَلُ مِنْهُمْ یَا رَبَّنَا مَا بَلَغَ بِعِبَادِكَ هَذِهِ الْكَرَامَةَ فَیَقُولُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ إِنَّهُمْ كَانُوا یَقُومُونَ اللَّیْلَ وَ لَا یَنَامُونَ وَ یَصُومُونَ النَّهَارَ وَ لَا یَأْكُلُونَ وَ یُجَاهِدُونَ الْعَدُوَّ وَ لَا یَجْبُنُونَ وَ یَتَصَدَّقُونَ وَ لَا یَبْخَلُونَ.
-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر ابن علوان عن ابن طریف (1)عن زید بن علی مثله.
«5»-لی، الأمالی للصدوق الْعَطَّارُ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أَبِی
ص: 118
حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ فِی الْجَنَّةِ غُرَفاً یُرَی ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا وَ بَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا یَسْكُنُهَا مِنْ أُمَّتِی مَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ وَ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَ أَفْشَی السَّلَامَ وَ صَلَّی بِاللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَامٌ الْخَبَرَ.
«6»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام لی، الأمالی للصدوق ید، التوحید الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْهَرَوِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَخْبِرْنِی عَنِ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ أَ هُمَا الْیَوْمَ مَخْلُوقَتَانِ فَقَالَ نَعَمْ وَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ رَأَی النَّارَ لَمَّا عُرِجَ بِهِ إِلَی السَّمَاءِ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ فَإِنَّ قَوْماً یَقُولُونَ إِنَّهُمَا الْیَوْمَ مُقَدَّرَتَانِ غَیْرُ مَخْلُوقَتَیْنِ فَقَالَ علیه السلام مَا أُولَئِكَ مِنَّا (1)وَ لَا نَحْنُ مِنْهُمْ مَنْ أَنْكَرَ خَلْقَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ فَقَدْ كَذَّبَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَذَّبَنَا وَ لَیْسَ مِنْ وَلَایَتِنَا عَلَی شَیْ ءٍ وَ خُلِّدَ فِی نَارِ جَهَنَّمَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِی یُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ یَطُوفُونَ بَیْنَها وَ بَیْنَ حَمِیمٍ آنٍ وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ أَخَذَ بِیَدِی جَبْرَئِیلُ فَأَدْخَلَنِی الْجَنَّةَ فَنَاوَلَنِی مِنْ رُطَبِهَا فَأَكَلْتُهُ فَتَحَوَّلَ ذَلِكَ نُطْفَةً فِی صُلْبِی فَلَمَّا هَبَطْتُ إِلَی الْأَرْضِ وَاقَعْتُ خَدِیجَةَ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ فَفَاطِمَةُ حَوْرَاءُ إِنْسِیَّةٌ فَكُلَّمَا اشْتَقْتُ إِلَی رَائِحَةِ الْجَنَّةِ شَمِمْتُ رَائِحَةَ ابْنَتِی فَاطِمَةَ.
-ج، الإحتجاج مرسلا مثله.
«7»-لی، الأمالی للصدوق مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ مُوسَی بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی الْمَرْأَةُ یَكُونُ لَهَا زَوْجَانِ فَیَمُوتُونَ وَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ لِأَیِّهِمَا تَكُونُ فَقَالَ علیه السلام یَا أُمَّ سَلَمَةَ تَخَیَّرُ أَحْسَنَهُمَا خُلُقاً وَ خَیْرَهُمَا لِأَهْلِهِ یَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ ذَهَبَ بِخَیْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ.
«8»-ل، الخصال ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُوسَی بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحَسَنِ
ص: 119
عَنْ أَبِیهِ بِإِسْنَادِهِ رَفَعَهُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَتْ لَهُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی الْمَرْأَةُ یَكُونُ لَهَا زَوْجَانِ فَیَمُوتَانِ فَیَدْخُلَانِ الْجَنَّةَ الْخَبَرَ.
«9»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: طُوبَی شَجَرَةٌ فِی الْجَنَّةِ فِی دَارِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ لَیْسَ أَحَدٌ مِنْ شِیعَتِهِ إِلَّا وَ فِی دَارِهِ غُصْنٌ مِنْ أَغْصَانِهَا وَ وَرَقَةٌ مِنْ وَرَقِهَا (1)یَسْتَظِلُّ تَحْتَهَا أُمَّةٌ مِنَ الْأُمَمِ.
«10»-وَ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُكْثِرُ تَقْبِیلَ فَاطِمَةَ عَلَیْهَا وَ عَلَی أَبِیهَا وَ بَعْلِهَا وَ أَوْلَادِهَا أَلْفُ أَلْفِ التَّحِیَّةِ وَ السَّلَامِ فَأَنْكَرَتْ ذَلِكَ عَائِشَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَائِشَةُ إِنِّی لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَأَدْنَانِی جَبْرَئِیلُ مِنْ شَجَرَةِ طُوبَی وَ نَاوَلَنِی مِنْ ثِمَارِهَا فَأَكَلْتُهُ فَحَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ مَاءً فِی ظَهْرِی فَلَمَّا هَبَطْتُ إِلَی الْأَرْضِ وَاقَعْتُ خَدِیجَةَ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ فَمَا قَبَّلْتُهَا قَطُّ إِلَّا وَجَدْتُ رَائِحَةَ شَجَرَةِ طُوبَی مِنْهَا.
«11»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ شَوِّقْنِی فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ الْجَنَّةَ تُوجَدُ رِیحُهَا مِنْ مَسِیرَةِ أَلْفِ عَامٍ (2)وَ إِنَّ أَدْنَی أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا لَوْ نَزَلَ بِهِ الثَّقَلَانِ الْجِنُّ وَ الْإِنْسُ لَوَسِعَهُمْ طَعَاماً وَ شَرَاباً وَ لَا یَنْقُصُ مِمَّا عِنْدَهُ شَیْ ءٌ وَ إِنَّ أَیْسَرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً مَنْ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَیُرْفَعُ لَهُ ثَلَاثُ حَدَائِقَ فَإِذَا دَخَلَ أَدْنَاهُنَّ رَأَی فِیهَا مِنَ الْأَزْوَاجِ وَ الْخَدَمِ وَ الْأَنْهَارِ وَ الثِّمَارِ مَا شَاءَ اللَّهُ (3)فَإِذَا شَكَرَ اللَّهَ وَ حَمِدَهُ قِیلَ لَهُ ارْفَعْ رَأْسَكَ إِلَی الْحَدِیقَةِ الثَّانِیَةِ فَفِیهَا مَا لَیْسَ فِی الْأُولَی فَیَقُولُ یَا رَبِّ أَعْطِنِی هَذِهِ فَیَقُولُ لَعَلِّی (4)إِنْ أَعْطَیْتُكَهَا سَأَلْتَنِی غَیْرَهَا فَیَقُولُ رَبِّ هَذِهِ هَذِهِ فَإِذَا هُوَ دَخَلَهَا وَ عَظُمَتْ
ص: 120
مَسَرَّتُهُ شَكَرَ اللَّهَ وَ حَمِدَهُ قَالَ فَیُقَالُ افْتَحُوا لَهُ بَابَ الْجَنَّةِ وَ یُقَالُ لَهُ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَإِذَا قَدْ فُتِحَ لَهُ بَابٌ مِنَ الْخُلْدِ وَ یَرَی أَضْعَافَ مَا كَانَ فِیمَا قَبْلُ فَیَقُولُ عِنْدَ تَضَاعُفِ مَسَرَّاتِهِ رَبِّ لَكَ الْحَمْدُ الَّذِی لَا یُحْصَی إِذْ مَنَنْتَ عَلَیَّ بِالْجِنَانِ وَ أَنْجَیْتَنِی مِنَ النِّیرَانِ فَیَقُولُ رَبِّ أَدْخِلْنِی الْجَنَّةَ وَ أَنْجِنِی مِنَ النَّارِ (1)قَالَ أَبُو بَصِیرٍ فَبَكَیْتُ وَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ فِی الْجَنَّةِ نَهَراً فِی حَافَتَیْهَا جَوَارٍ نَابِتَاتٌ إِذَا مَرَّ الْمُؤْمِنُ بِجَارِیَةٍ أَعْجَبَتْهُ قَلَعَهَا وَ أَنْبَتَ اللَّهُ مَكَانَهَا أُخْرَی قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی قَالَ الْمُؤْمِنُ یُزَوَّجُ ثَمَانَ مِائَةِ عَذْرَاءَ وَ أَرْبَعَةَ آلَافِ ثَیِّبٍ وَ زَوْجَتَیْنِ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ ثَمَانَ مِائَةِ عَذْرَاءَ قَالَ نَعَمْ مَا یَفْتَرِشُ مِنْهُنَّ شَیْئاً إِلَّا وَجَدَهَا كَذَلِكَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مِنْ أَیِّ شَیْ ءٍ خُلِقْنَ الْحُورُ الْعِینُ قَالَ مِنَ الْجَنَّةِ (2)وَ یُرَی مُخُّ سَاقَیْهَا مِنْ وَرَاءِ سَبْعِینَ حُلَّةً قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَ لَهُنَّ كَلَامٌ یَتَكَلَّمْنَ بِهِ فِی الْجَنَّةِ قَالَ نَعَمْ كَلَامٌ یَتَكَلَّمْنَ بِهِ لَمْ یَسْمَعِ الْخَلَائِقُ بِمِثْلِهِ قُلْتُ مَا هُوَ قَالَ یَقُلْنَ نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلَا نَمُوتُ وَ نَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلَا نَبْأَسُ وَ نَحْنُ الْمُقِیمَاتُ فَلَا نَظْعَنُ وَ نَحْنُ الرَّاضِیَاتُ فَلَا نَسْخَطُ طُوبَی لِمَنْ خُلِقَ لَنَا وَ طُوبَی لِمَنْ خُلِقْنَا لَهُ نَحْنُ اللَّوَاتِی (لَوْ عُلِّقَ إِحْدَانَا فِی جَوِّ السَّمَاءِ لَأَغْنَی نُورُنَا عَنِ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ خ ل) (3)لَوْ أَنَّ قَرْنَ إِحْدَانَا عُلِّقَ فِی جَوِّ السَّمَاءِ لَأَغْشَی نُورُهُ الْأَبْصَارَ.
«12»-ل، الخصال الْقَطَّانُ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الزُّرَقِیِّ (4)عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلْجَنَّةِ ثَمَانِیَةَ أَبْوَابٍ بَابٌ یَدْخُلُ مِنْهُ النَّبِیُّونَ وَ الصِّدِّیقُونَ وَ بَابٌ یَدْخُلُ مِنْهُ الشُّهَدَاءُ وَ الصَّالِحُونَ وَ خَمْسَةُ أَبْوَابٍ یَدْخُلُ مِنْهَا
ص: 121
شِیعَتُنَا وَ مُحِبُّونَا فَلَا أَزَالُ وَاقِفاً عَلَی الصِّرَاطِ أَدْعُو وَ أَقُولُ رَبِّ سَلِّمْ شِیعَتِی وَ مُحِبِّیَّ وَ أَنْصَارِی وَ مَنْ تَوَالانِی فِی دَارِ الدُّنْیَا فَإِذَا النِّدَاءُ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ قَدْ أُجِیبَتْ دَعْوَتُكَ وَ شُفِّعْتَ فِی شِیعَتِكَ وَ یَشْفَعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْ شِیعَتِی وَ مَنْ تَوَلَّانِی وَ نَصَرَنِی وَ حَارَبَ مَنْ حَارَبَنِی بِفِعْلٍ أَوْ قَوْلٍ فِی سَبْعِینَ أَلْفاً مِنْ جِیرَانِهِ وَ أَقْرِبَائِهِ وَ بَابٌ یَدْخُلُ مِنْهُ سَائِرُ الْمُسْلِمِینَ مِمَّنْ یَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ لَمْ یَكُنْ فِی قَلْبِهِ مِقْدَارُ ذَرَّةٍ مِنْ بُغْضِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ.
«13»-لی، الأمالی للصدوق أَبِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْمُؤَدِّبِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الدِّینَوَرِیِّ عَنْ مُنْذِرٍ الشَّعْرَانِیِّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ أَبِی قُنْبُلٍ (1)عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ حَلْقَةَ بَابِ الْجَنَّةِ مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ عَلَی صَفَائِحِ الذَّهَبِ فَإِذَا دُقَّتِ الْحَلْقَةُ عَلَی الصَّفْحَةِ طَنَّتْ وَ قَالَتْ یَا عَلِیُّ.
«14»-قب، المناقب لابن شهرآشوب أَبُو إِسْحَاقَ الْمَوْصِلِیُّ إِنَّ قَوْماً مِنْ مَا وَرَاءَ النَّهَرِ سَأَلُوا الرِّضَا علیه السلام عَنِ الْحُورِ الْعِینِ مِمَّ خُلِقْنَ وَ عَنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلُوهَا مَا أَوَّلُ مَا یَأْكُلُونَ فَقَالَ علیه السلام أَمَّا الْحُورُ الْعِینُ فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنَ الزَّعْفَرَانِ وَ التُّرَابِ لَا یَفْنَیْنَ وَ أَمَّا أَوَّلُ مَا یَأْكُلُونَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَإِنَّهُمْ یَأْكُلُونَ أَوَّلَ مَا یَدْخُلُونَهَا مِنْ كَبِدِ الْحُوتِ الَّتِی عَلَیْهَا الْأَرْضُ.
«15»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِیِّ قَالَ: سَأَلَ نَصْرَانِیُّ الشَّامِ الْبَاقِرَ علیه السلام عَنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ كَیْفَ صَارُوا یَأْكُلُونَ وَ لَا یَتَغَوَّطُونَ أَعْطِنِی مِثْلَهُ فِی الدُّنْیَا فَقَالَ علیه السلام هَذَا الْجَنِینُ فِی بَطْنِ أُمِّهِ یَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُ أُمُّهُ وَ لَا یَتَغَوَّطُ الْخَبَرَ.
«16»-فس، تفسیر القمی الدَّلِیلُ عَلَی أَنَّ جِنَانَ الْخُلْدِ (2)فِی السَّمَاءِ قَوْلُهُ لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَ لا یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ الْآیَةَ.
ص: 122
«17»-فس، تفسیر القمی وَ نَزَعْنا ما فِی صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ قَالَ الْعَدَاوَةُ تُنْزَعُ مِنْهُمْ أَیْ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ فِی الْجَنَّةِ فَإِذَا دَخَلُوا الْجَنَّةَ قَالُوا كَمَا حَكَی اللَّهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِیَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ إِلَی قَوْلِهِ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
«18»-فس، تفسیر القمی إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا خالِدِینَ فِیها لا یَبْغُونَ عَنْها حِوَلًا أَیْ لَا یُحِبُّونَ (1)وَ لَا یَسْأَلُونَ التَّحْوِیلَ عَنْهَا.
-وَ رَوَی جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی خالِدِینَ فِیها لا یَبْغُونَ عَنْها حِوَلًا قَالَ خَالِدِینَ لَا یَخْرُجُونَ مِنْهَا وَ لا یَبْغُونَ عَنْها حِوَلًا قَالَ لَا یُرِیدُونَ بِهَا بَدَلًا قُلْتُ قَوْلُهُ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا قَالَ هَذِهِ نَزَلَتْ فِی أَبِی ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادِ وَ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ وَ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتِ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا مَأْوًی وَ مَنْزِلًا.
«19»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَیْتُ فِیهَا مَلَائِكَةً یَبْنُونَ لَبِنَةً مِنْ ذَهَبٍ وَ لَبِنَةً مِنْ فِضَّةٍ وَ رُبَّمَا أَمْسَكُوا فَقُلْتُ لَهُمْ مَا لَكُمْ رُبَّمَا بَنَیْتُمْ وَ رُبَّمَا أَمْسَكْتُمْ فَقَالُوا حَتَّی تَجِیئَنَا النَّفَقَةُ فَقُلْتُ لَهُمْ وَ مَا نَفَقَتُكُمْ فَقَالُوا قَوْلُ الْمُؤْمِنِ فِی الدُّنْیَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ فَإِذَا قَالَ بَنَیْنَا وَ إِذَا أَمْسَكَ أَمْسَكْنَا.
«20»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام فِی خَبَرِ الْمِعْرَاجِ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ خَرَجْتُ مِنَ الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ فَانْقَادَ لِی نَهْرَانِ نَهَرٌ تُسَمَّی الْكَوْثَرَ وَ نَهَرٌ تُسَمَّی الرَّحْمَةَ فَشَرِبْتُ مِنَ الْكَوْثَرِ وَ اغْتَسَلْتُ مِنَ الرَّحْمَةِ ثُمَّ انْقَادَا لِی جَمِیعاً حَتَّی دَخَلْتُ الْجَنَّةَ وَ إِذَا عَلَی حَافَتَیْهَا بُیُوتِی وَ بُیُوتُ أَزْوَاجِی وَ إِذَا تُرَابُهَا كَالْمِسْكِ وَ إِذَا جَارِیَةٌ تَنْغَمِسُ فِی أَنْهَارِ الْجَنَّةِ فَقُلْتُ لِمَنْ أَنْتِ یَا جَارِیَةُ فَقَالَتْ لِزَیْدِ بْنِ حَارِثَةَ فَبَشَّرْتُهُ بِهَا حِینَ أَصْبَحْتُ وَ إِذَا بِطَیْرِهَا كَالْبُخْتِ وَ إِذَا رُمَّانُهَا
ص: 123
مِثْلُ الدُّلِیِّ الْعِظَامِ وَ إِذَا شَجَرَةٌ لَوْ أُرْسِلَ طَائِرٌ فِی أَصْلِهَا مَا دَارَهَا سَبْعَمِائَةِ سَنَةٍ وَ لَیْسَ فِی الْجَنَّةِ مَنْزِلٌ إِلَّا وَ فِیهَا قُتْرٌ مِنْهَا (1)فَقُلْتُ مَا هَذِهِ یَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ هَذِهِ شَجَرَةُ طُوبَی قَالَ اللَّهُ طُوبی لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ
بیان: البخت الإبل الخراسانی و الدلی بضم الدال و كسر اللام و تشدید الیاء علی وزن فعول جمع الدلو و القتر بالضم و بضمتین الناحیة و الجانب و القتر القدر و یحرك كل ذلك ذكرها الجوهری.
«21»-فس، تفسیر القمی إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْیَوْمَ فِی شُغُلٍ قَالَ اقْتِضَاضُ الْعَذَارَی فاكِهُونَ قَالَ یُفَاكِهُونَ النِّسَاءَ وَ یُلَاعِبُونَهُنَّ.
وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ (2)عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام (3)
فِی ظِلالٍ عَلَی الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ الْأَرَائِكُ السُّرُرُ عَلَیْهَا الْحِجَالُ.
-وَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی قَوْلِهِ سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِیمٍ قَالَ السَّلَامُ مِنْهُ هُوَ الْأَمَانُ.
«22»-فس، تفسیر القمی فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ یَوْمَئِذٍ خَیْرٌ مُسْتَقَرًّا وَ أَحْسَنُ مَقِیلًا فَبَلَغَنَا وَ اللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا اسْتَوَی أَهْلُ النَّارِ إِلَی النَّارِ لِیُنْطَلَقَ بِهِمْ قَبْلَ أَنْ یَدْخُلُوا النَّارَ فَقِیلَ لَهُمُ ادْخُلُوا إِلی ظِلٍّ ذِی ثَلاثِ شُعَبٍ مِنْ دُخَانِ النَّارِ فَیَحْسَبُونَ أَنَّهَا الْجَنَّةُ ثُمَّ یَدْخُلُونَ النَّارَ أَفْوَاجاً وَ ذَلِكَ نِصْفَ النَّهَارِ وَ أَقْبَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِیمَا اشْتَهَوْا مِنَ التُّحَفِ حَتَّی یُعْطَوْا مَنَازِلَهُمْ فِی الْجَنَّةِ نِصْفَ النَّهَارِ فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ یَوْمَئِذٍ خَیْرٌ مُسْتَقَرًّا وَ أَحْسَنُ مَقِیلًا
«23»-فس، تفسیر القمی لا فِیها غَوْلٌ یَعْنِی الْفَسَادَ وَ لا هُمْ عَنْها یُنْزَفُونَ أَیْ لَا یُطْرَدُونَ مِنْهَا
ص: 124
قَوْلُهُ وَ عِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِینٌ یَعْنِی الْحُورَ الْعِینَ تَقْصُرُ الطَّرْفَ عَنِ النَّظَرِ إِلَیْهَا مِنْ صَفَائِهَا وَ حُسْنِهَا كَأَنَّهُنَّ بَیْضٌ مَكْنُونٌ یَعْنِی مَخْزُونٌ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلی بَعْضٍ یَتَساءَلُونَ قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّی كانَ لِی قَرِینٌ یَقُولُ أَ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِینَ أَیْ تُصَدِّقُ بِمَا یَقُولُ لَكَ إِنَّكَ إِذَا مِتَّ حَیِیتَ قَالَ فَیَقُولُ لِصَاحِبِهِ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ قَالَ فَیَطَّلِعُ فَیَرَاهُ فِی سَواءِ الْجَحِیمِ (1)فَیَقُولُ لَهُ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِینِ وَ لَوْ لا نِعْمَةُ رَبِّی لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِینَ
وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ فِی قَوْلِهِ فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِی سَواءِ الْجَحِیمِ أَیْ یَقُولُ فِی وَسَطِ الْجَحِیمِ ثُمَّ یَقُولُونَ فِی الْجَحِیمِ ثُمَّ یَقُولُونَ فِی الْجَنَّةِ أَ فَما نَحْنُ بِمَیِّتِینَ إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولی وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبِینَ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ
بیان: هذا التفسیر لقاصرات الطرف مبنی علی مجی ء القصر متعدیا بنفسه و هو كذلك قال الفیروزآبادی قصره یقصره جعله قصیرا.
«24»-فس، تفسیر القمی إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ أَیْ لَا یَنْفَدُ وَ لَا یَفْنَی (2)
«25»-فس، تفسیر القمی وَ سِیقَ الَّذِینَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَی الْجَنَّةِ زُمَراً أَیْ جَمَاعَةً سَلامٌ عَلَیْكُمْ طِبْتُمْ أَیْ طَابَتْ مَوَالِیدُكُمْ (3)لِأَنَّهُ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا طَیِّبُ الْمَوْلِدِ.
-وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی صَدَقَنا وَعْدَهُ وَ أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ یَعْنِی أَرْضَ الْجَنَّةِ.
«26»-ثو، ثواب الأعمال أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا خَلَقَ اللَّهُ خَلْقاً إِلَّا جَعَلَ لَهُ فِی الْجَنَّةِ مَنْزِلًا وَ فِی النَّارِ مَنْزِلًا فَإِذَا سَكَنَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَ أَهْلُ النَّارِ النَّارَ نَادَی مُنَادٍ یَا أَهْلَ الْجَنَّةِ أَشْرِفُوا فَیُشْرِفُونَ عَلَی النَّارِ وَ تُرْفَعُ لَهُمْ مَنَازِلُهُمْ فِی النَّارِ ثُمَّ یُقَالُ لَهُمْ هَذِهِ مَنَازِلُكُمُ الَّتِی لَوْ عَصَیْتُمْ رَبَّكُمْ دَخَلْتُمُوهَا قَالَ فَلَوْ أَنَّ أَحَداً مَاتَ فَرِحاً لَمَاتَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ فَرِحاً لِمَا صُرِفَ عَنْهُمْ مِنَ الْعَذَابِ ثُمَّ یُنَادَوْنَ یَا مَعْشَرَ أَهْلِ النَّارِ
ص: 125
ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ فَانْظُرُوا إِلَی مَنَازِلِكُمْ فِی الْجَنَّةِ فَیَرْفَعُونَ رُءُوسَهُمْ فَیَنْظُرُونَ إِلَی مَنَازِلِهِمْ فِی الْجَنَّةِ وَ مَا فِیهَا مِنَ النَّعِیمِ فَیُقَالُ لَهُمْ هَذِهِ مَنَازِلُكُمُ الَّتِی لَوْ أَطَعْتُمْ رَبَّكُمْ دَخَلْتُمُوهَا قَالَ فَلَوْ أَنَّ أَحَداً مَاتَ حُزْناً لَمَاتَ أَهْلُ النَّارِ ذَلِكَ الْیَوْمَ حُزْناً فَیُورَثُ هَؤُلَاءِ مَنَازِلَ هَؤُلَاءِ وَ هَؤُلَاءِ مَنَازِلَ هَؤُلَاءِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِینَ یَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِیها خالِدُونَ
-فس، تفسیر القمی أبی عن عثمان بن عیسی عن سماعة عن أبی بصیر عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام مثله (1)
«27»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ عَمَلٍ حَسَنٍ یَعْمَلُهُ الْعَبْدُ إِلَّا وَ لَهُ ثَوَابٌ فِی الْقُرْآنِ إِلَّا صَلَاةَ اللَّیْلِ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ یُبَیِّنْ ثَوَابَهَا لِعَظِیمِ خَطَرِهَا عِنْدَهُ فَقَالَ تَتَجافی جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ یَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً إِلَی قَوْلِهِ یَعْمَلُونَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ لِلَّهِ كَرَامَةً فِی عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِینَ فِی كُلِّ یَوْمِ جُمُعَةٍ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْجُمُعَةِ بَعَثَ اللَّهُ إِلَی الْمُؤْمِنِ مَلَكاً مَعَهُ حُلَّةٌ فَیَنْتَهِی إِلَی بَابِ الْجَنَّةِ فَیَقُولُ اسْتَأْذِنُوا لِی عَلَی فُلَانٍ فَیُقَالُ لَهُ هَذَا رَسُولُ رَبِّكَ عَلَی الْبَابِ فَیَقُولُ لِأَزْوَاجِهِ أَیَّ شَیْ ءٍ تَرَیْنَ عَلَیَّ أَحْسَنَ فَیَقُلْنَ یَا سَیِّدَنَا وَ الَّذِی أَبَاحَكَ الْجَنَّةَ مَا رَأَیْنَا عَلَیْكَ شَیْئاً أَحْسَنَ مِنْ هَذَا بَعَثَ إِلَیْكَ رَبُّكَ فَیَتَّزِرُ بِوَاحِدَةٍ وَ یَتَعَطَّفُ بِالْأُخْرَی فَلَا یَمُرُّ بِشَیْ ءٍ إِلَّا أَضَاءَ لَهُ حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی الْمَوْعِدِ فَإِذَا اجْتَمَعُوا تَجَلَّی لَهُمُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَإِذَا نَظَرُوا إِلَیْهِ خَرُّوا سُجَّداً فَیَقُولُ عِبَادِی ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ لَیْسَ هَذَا یَوْمَ سُجُودٍ وَ لَا یَوْمَ عِبَادَةٍ قَدْ رَفَعْتُ عَنْكُمُ الْمَئُونَةَ فَیَقُولُونَ یَا رَبِّ وَ أَیُّ شَیْ ءٍ أَفْضَلُ مِمَّا أَعْطَیْتَنَا أَعْطَیْتَنَا الْجَنَّةَ فَیَقُولُ لَكُمْ مِثْلُ مَا فِی أَیْدِیكُمْ سَبْعِینَ ضِعْفاً فَیَرْجِعُ الْمُؤْمِنُ فِی كُلِّ جُمُعَةٍ بِسَبْعِینَ ضِعْفاً مِثْلَ مَا فِی یَدَیْهِ وَ هُوَ قَوْلُهُ وَ لَدَیْنا مَزِیدٌ وَ هُوَ یَوْمُ الْجُمُعَةِ إِنَّ لَیْلَهَا لَیْلَةٌ غَرَّاءُ (2)وَ یَوْمُهَا یَوْمٌ أَزْهَرُ فَأَكْثِرُوا فِیهَا مِنَ التَّسْبِیحِ وَ التَّكْبِیرِ وَ التَّهْلِیلِ وَ الثَّنَاءِ عَلَی اللَّهِ وَ الصَّلَاةِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ (3)قَالَ فَیَمُرُّ الْمُؤْمِنُ فَلَا یَمُرُّ بِشَیْ ءٍ
ص: 126
إِلَّا أَضَاءَ لَهُ حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی أَزْوَاجِهِ فَیَقُلْنَ وَ الَّذِی أَبَاحَنَا الْجَنَّةَ یَا سَیِّدَنَا مَا رَأَیْنَا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْكَ السَّاعَةَ فَیَقُولُ إِنِّی قَدْ نَظَرْتُ بِنُورِ رَبِّی (1)ثُمَّ قَالَ إِنَّ أَزْوَاجَهُ لَا یَغِرْنَ وَ لَا یَحِضْنَ وَ لَا یَصْلَفْنَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ شَیْ ءٍ أَسْتَحْیِی مِنْهُ قَالَ سَلْ قُلْتُ هَلْ فِی الْجَنَّةِ غِنَاءٌ قَالَ إِنَّ فِی الْجَنَّةِ شَجَراً یَأْمُرُ اللَّهُ رِیَاحَهَا فَتَهُبُّ فَتَضْرِبُ تِلْكَ الشَّجَرَةُ بِأَصْوَاتٍ لَمْ یَسْمَعِ الْخَلَائِقُ بِمِثْلِهَا حُسْناً ثُمَّ قَالَ هَذَا عِوَضٌ لِمَنْ تَرَكَ السَّمَاعَ فِی الدُّنْیَا مِنْ مَخَافَةِ اللَّهِ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ جَنَّةً بِیَدِهِ وَ لَمْ تَرَهَا عَیْنٌ وَ لَمْ یَطَّلِعْ مَخْلُوقٌ یَفْتَحُهَا الرَّبُّ كُلَّ صَبَاحٍ فَیَقُولُ ازْدَادِی رِیحاً ازْدَادِی طِیباً وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْیُنٍ جَزاءً بِما كانُوا یَعْمَلُونَ.
بیان: قوله تجلی لهم الرب أی بأنوار جلاله و آثار رحمته و إفضاله (2)فإذا نظروا إلیه أی إلی ما ظهر لهم من ذلك قوله علیه السلام بیده أی بقدرته و برحمته و إنما خص تلك الجنة بتلك الصفة لبیان امتیازها من بین سائر الجنان بمزید الكرامة و الإحسان (3)و یحتمل أن یكون سائر الجنان مغروسة مبنیة بتوسط الملائكة بخلاف هذه الجنة.
«28»-ل، الخصال ابْنُ مُوسَی عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا الْقَطَّانِ عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحِیمِ الْجَبَلِیِّ الصَّیْدَنَانِیِّ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّلْتِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ نَصْرٍ الْخَزَّازِ عَنْ عَمْرِو بْنِ
ص: 127
طَلْحَةَ عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ نَصْرٍ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ (1)عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ یَهُودِیَّانِ فَسَأَلَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالا أَیْنَ تَكُونُ الْجَنَّةُ وَ أَیْنَ تَكُونُ النَّارُ قَالَ أَمَّا الْجَنَّةُ فَفِی السَّمَاءِ وَ أَمَّا النَّارُ فَفِی الْأَرْضِ قَالا فَمَا السَّبْعَةُ قَالَ سَبْعَةُ أَبْوَابِ النَّارِ مُتَطَابِقَاتٍ قَالَ فَمَا الثَّمَانِیَةُ قَالَ ثَمَانِیَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الْخَبَرَ.
«29»-فس لكِنِ الَّذِینَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ إِلَی قَوْلِهِ الْمِیعادَ قَالَ فَإِنَّهُ حَدَّثَنِی أَبِی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلَ عَلِیٌّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ تَفْسِیرِ هَذِهِ الْآیَةِ فَقَالَ لِمَا ذَا بُنِیَتْ هَذِهِ الْغُرَفُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ یَا عَلِیُّ تِلْكَ الْغُرَفَ بَنَی اللَّهُ لِأَوْلِیَائِهِ بِالدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ وَ الزَّبَرْجَدِ سُقُوفُهَا الذَّهَبُ مَحْكُوكَةً بِالْفِضَّةِ لِكُلِّ غُرْفَةٍ مِنْهَا أَلْفُ بَابٍ مِنْ ذَهَبٍ عَلَی كُلِّ بَابٍ مِنْهَا مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهِ وَ فِیهَا فُرُشٌ مَرْفُوعَةٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ مِنَ الْحَرِیرِ وَ الدِّیبَاجِ بِأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ وَ حَشْوُهَا الْمِسْكُ وَ الْعَنْبَرُ وَ الْكَافُورُ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ وَ فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ فَإِذَا دَخَلَ الْمُؤْمِنُ إِلَی مَنَازِلِهِ فِی الْجَنَّةِ وُضِعَ عَلَی رَأْسِهِ تَاجُ الْمُلْكِ وَ الْكَرَامَةِ وَ أُلْبِسَ حُلَلَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ الْیَاقُوتِ وَ الدُّرِّ مَنْظُوماً فِی الْإِكْلِیلِ تَحْتَ التَّاجِ وَ أُلْبِسَ سَبْعُونَ حُلَّةً بِأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ مَنْسُوجَةً بِالذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ اللُّؤْلُؤِ وَ الْیَاقُوتِ الْأَحْمَرِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ یُحَلَّوْنَ فِیها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤاً وَ لِباسُهُمْ فِیها حَرِیرٌ فَإِذَا جَلَسَ الْمُؤْمِنُ عَلَی سَرِیرِهِ اهْتَزَّ سَرِیرُهُ فَرَحاً فَإِذَا اسْتَقَرَّتْ بِوَلِیِّ اللَّهِ مَنَازِلُهُ فِی الْجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ عَلَیْهِ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِجِنَانِهِ لِیُهَنِّئَهُ كَرَامَةَ اللَّهِ إِیَّاهُ فَیَقُولُ لَهُ خُدَّامُ الْمُؤْمِنِ وَ وُصَفَاؤُهُ مَكَانَكَ فَإِنَّ وَلِیَّ اللَّهِ قَدِ اتَّكَأَ عَلَی أَرَائِكِهِ فَزَوْجَتُهُ الْحَوْرَاءُ الْعَیْنَاءُ قَدْ هَبَّتْ لَهُ فَاصْبِرْ لِوَلِیِّ اللَّهِ حَتَّی یَفْرُغَ مِنْ شُغُلِهِ قَالَ
ص: 128
فَتَخْرُجُ عَلَیْهِ زَوْجَتُهُ الْحَوْرَاءُ مِنْ خَیْمَتِهَا تَمْشِی مُقْبِلَةً وَ حَوْلَهَا وُصَفَاؤُهَا یُحَیِّینَهَا (1)عَلَیْهَا سَبْعُونَ حُلَّةً مَنْسُوجَةً بِالْیَاقُوتِ وَ اللُّؤْلُؤِ وَ الزَّبَرْجَدِ صُبِغْنَ بِمِسْكٍ وَ عَنْبَرٍ وَ عَلَی رَأْسِهَا تَاجُ الْكَرَامَةِ وَ فِی رِجْلَیْهَا نَعْلَانِ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَانِ بِالْیَاقُوتِ وَ اللُّؤْلُؤِ شِرَاكُهَا یَاقُوتٌ أَحْمَرُ فَإِذَا أُدْنِیَتْ مِنْ وَلِیِّ اللَّهِ وَ هَمَّ أَنْ یَقُومَ إِلَیْهَا شَوْقاً تَقُولُ لَهُ یَا وَلِیَّ اللَّهِ لَیْسَ هَذَا یَوْمَ تَعَبٍ وَ لَا نَصَبٍ فَلَا تَقُمْ أَنَا لَكَ وَ أَنْتَ لِی فَیَعْتَنِقَانِ مِقْدَارَ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ مِنْ أَعْوَامِ الدُّنْیَا لَا یُمِلُّهَا وَ لَا تُمِلُّهُ قَالَ فَیَنْظُرُ إِلَی عُنُقِهَا (2)فَإِذَا عَلَیْهَا قِلَادَةٌ مِنْ قَصَبِ یَاقُوتٍ أَحْمَرَ وَسَطُهَا لَوْحٌ مَكْتُوبٌ أَنْتَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ حَبِیبِی وَ أَنَا الْحَوْرَاءُ حَبِیبَتُكَ إِلَیْكَ تَنَاهَتْ نَفْسِی وَ إِلَیَّ تَنَاهَتْ نَفْسُكَ ثُمَّ یَبْعَثُ اللَّهُ أَلْفَ مَلَكٍ یُهَنِّئُونَهُ بِالْجَنَّةِ وَ یُزَوِّجُونَهُ الْحَوْرَاءَ قَالَ فَیَنْتَهُونَ إِلَی أَوَّلِ بَابٍ مِنْ جِنَانِهِ فَیَقُولُونَ لِلْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِأَبْوَابِ الْجِنَانِ اسْتَأْذِنْ لَنَا عَلَی وَلِیِّ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَنَا مُهَنِّئِینَ فَیَقُولُ الْمَلَكُ حَتَّی أَقُولَ لِلْحَاجِبِ فَیُعْلِمَهُ مَكَانَكُمْ قَالَ فَیَدْخُلُ الْمَلَكُ إِلَی الْحَاجِبِ وَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْحَاجِبِ ثَلَاثُ جِنَانٍ حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی أَوَّلِ الْبَابِ فَیَقُولَ لِلْحَاجِبِ إِنَّ عَلَی بَابِ الْعَرْصَةِ (3)أَلْفَ مَلَكٍ أَرْسَلَهُمْ رَبُّ الْعَالَمِینَ جَاءُوا یُهَنِّئُونَ وَلِیَّ اللَّهِ وَ قَدْ سَأَلُوا أَنْ أَسْتَأْذِنَ لَهُمْ عَلَیْهِ فَیَقُولَ لَهُ الْحَاجِبُ إِنَّهُ لَیَعْظُمُ عَلَیَّ أَنْ أَسْتَأْذِنَ لِأَحَدٍ عَلَی وَلِیِّ اللَّهِ وَ هُوَ مَعَ زَوْجَتِهِ قَالَ وَ بَیْنَ الْحَاجِبِ وَ بَیْنَ وَلِیِّ اللَّهِ جَنَّتَانِ فَیَدْخُلُ الْحَاجِبُ إِلَی الْقَیِّمِ فَیَقُولُ لَهُ إِنَّ عَلَی بَابِ الْعَرْصَةِ أَلْفَ مَلَكٍ أَرْسَلَهُمْ رَبُّ الْعَالَمِینَ یُهَنِّئُونَ وَلِیَّ اللَّهِ فَاسْتَأْذِنْ لَهُمْ فَیَقُومُ الْقَیِّمُ إِلَی الْخُدَّامِ فَیَقُولُ لَهُمْ إِنَّ رُسُلَ الْجَبَّارِ عَلَی بَابِ الْعَرْصَةِ وَ هُمْ أَلْفُ مَلَكٍ أَرْسَلَهُمْ (رَبُّ الْعَالَمِینَ خ ل) یُهَنِّئُونَ وَلِیَّ اللَّهِ فَأَعْلِمُوهُ مَكَانَهُمْ قَالَ فَیُعْلِمُونَ الْخُدَّامُ قَالَ فَیُؤْذَنُ لَهُمْ فَیَدْخُلُونَ عَلَی وَلِیِّ اللَّهِ وَ هُوَ فِی الْغُرْفَةِ وَ لَهَا أَلْفُ بَابٍ وَ عَلَی كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِهَا مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهِ فَإِذَا أُذِنَ لِلْمَلَائِكَةِ بِالدُّخُولِ عَلَی وَلِیِّ اللَّهِ فَتَحَ كُلُّ مَلَكٍ بَابَهُ الَّذِی قَدْ وُكِّلَ بِهِ فَیَدْخُلُ كُلُّ مَلَكٍ مِنْ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْغُرْفَةِ فَیُبَلِّغُونَهُ
ص: 129
رِسَالَةَ الْجَبَّارِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةُ یَدْخُلُونَ عَلَیْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ یَعْنِی مِنْ أَبْوَابِ الْغُرْفَةِ سَلامٌ عَلَیْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَی الدَّارِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ وَ إِذا رَأَیْتَ ثَمَّ رَأَیْتَ نَعِیماً وَ مُلْكاً كَبِیراً یَعْنِی بِذَلِكَ وَلِیَّ اللَّهِ وَ مَا هُوَ فِیهَا مِنَ الْكَرَامَةِ وَ النَّعِیمِ وَ الْمُلْكِ الْعَظِیمِ وَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ مِنْ رُسُلِ اللَّهِ لَیَسْتَأْذِنُونَ عَلَیْهِ فَلَا یَدْخُلُونَ عَلَیْهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَذَلِكَ الْمُلْكُ الْعَظِیمُ وَ الْأَنْهَارُ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا (1)
بیان: قوله علیه السلام محكوكة بالفضة أی منقوشة بها و فی بعض النسخ محبوكة و هو أظهر قال الفیروزآبادی الحبك الشد و الإحكام و تحسین أثر الصنعة فی الثوب و التحبیك التوثیق و التخطیط قوله علیه السلام قد هبت إما من المضاعف أو من المعتل قال الجزری هب التیس أی هاج للسفاد و الهباب النشاط و قال التهبی مشی المختال المعجب من هبا یهبو هبوا إذا مشی مشیا بطیئا و فی بعض النسخ تهیأت و فی بعضها هیئت و هما أظهر إلیك تناهت نفسی أی بلغ شوقی إلیك النهایة فضمن التناهی معنی الاشتیاق.
«30»-ل، الخصال أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ مِنَ الْجَنَّةِ الْفُرَاتُ وَ النِّیلُ وَ سَیْحَانُ وَ جَیْحَانُ فَالْفُرَاتُ الْمَاءُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ النِّیلُ الْعَسَلُ وَ سَیْحَانُ الْخَمْرُ وَ جَیْحَانُ اللَّبَنُ.
بیان: لعل المراد اشتراك الاسم و یحتمل أن یكون منبعها من جنة الدنیا و ینقلب بعضها بعد الانتقال إلی الدنیا.
«31»-ل، الخصال أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی الطَّحَّانِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: خَمْسَةٌ مِنْ فَاكِهَةِ الْجَنَّةِ فِی الدُّنْیَا الرُّمَّانُ الْإِمْلِیسِیُّ وَ التُّفَّاحُ وَ السَّفَرْجَلُ وَ الْعِنَبُ وَ الرُّطَبُ الْمُشَانُ (2)
ص: 130
«32»-ل، الخصال أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّصْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَحْسِنُوا الظَّنَّ بِاللَّهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّ لِلْجَنَّةِ ثَمَانِیَةَ أَبْوَابٍ عَرْضُ كُلِّ بَابٍ مِنْهَا مَسِیرَةُ أَرْبَعِینَ سَنَةً.
«33»-ل، الخصال ابْنُ الْمُظَفَّرِ الْعَلَوِیُّ (1)عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام طُوبَی شَجَرَةٌ فِی الْجَنَّةِ أَصْلُهَا فِی دَارِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَیْسَ مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَ فِی دَارِهِ غُصْنٌ مِنْ أَغْصَانِهَا لَا یَنْوِی فِی قَلْبِهِ شَیْئاً إِلَّا أَتَاهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ بِهِ وَ لَوْ أَنَّ رَاكِباً مُجِدّاً سَارَ فِی ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لَمْ یَخْرُجْ مِنْهَا وَ لَوْ أَنَّ غُرَاباً طَارَ مِنْ أَصْلِهَا مَا بَلَغَ أَعْلَاهَا حَتَّی یَبْیَاضَّ هَرَماً أَلَا فَفِی هَذَا فَارْغَبُوا الْخَبَرَ.
«34»-ل، الخصال عَلِیُّ بْنُ الْفَضْلِ الْبَغْدَادِیُّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ غَالِبِ بْنِ حَارِثٍ الضَّبِّیِّ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِی شَیْبَةَ عَنْ یَحْیَی بْنِ سَالِمٍ ابْنِ عَمِّ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ وَ كَانَ یَفْضُلُ عَلَی الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مِسْعَرٍ (2)عَنْ عَطِیَّةَ عَنْ جَابِرٍ (3)قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَكْتُوبٌ عَلَی بَابِ الْجَنَّةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ بِأَلْفَیْ عَامٍ.
ص: 131
«35»-ل، الخصال أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَهْلٍ عَنْ سُهَیْلِ بْنِ غَزْوَانَ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَ فِی الْجَنَّةِ عَمُوداً مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ عَلَیْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ قَصْرٍ فِی كُلِّ قَصْرٍ سَبْعُونَ أَلْفَ غُرْفَةٍ خَلَقَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْمُتَحَابِّینَ وَ الْمُتَزَاوِرِینَ فِی اللَّهِ الْخَبَرَ (1)
«36»-ل، الخصال أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ الْفَارِسِیِّ (2)عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَصْرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمَّا خَلَقَ الْجَنَّةَ خَلَقَهَا مِنْ لَبِنَتَیْنِ لَبِنَةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَ لَبِنَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَ جَعَلَ حِیطَانَهَا الْیَاقُوتَ وَ سَقْفَهَا الزَّبَرْجَدَ وَ حَصْبَاءَهَا اللُّؤْلُؤَ وَ تُرَابَهَا الزَّعْفَرَانَ وَ الْمِسْكَ الْأَذْفَرَ فَقَالَ لَهَا تَكَلَّمِی فَقَالَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ قَدْ سَعِدَ مَنْ یَدْخُلُنِی فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ بِعِزَّتِی وَ عَظَمَتِی وَ جَلَالِی وَ ارْتِفَاعِی لَا یَدْخُلُهَا مُدْمِنُ خَمْرٍ وَ لَا سِكِّیرٌ وَ لَا قَتَّاتٌ وَ هُوَ النَّمَّامُ وَ لَا دَیُّوثٌ وَ هُوَ الْقَلْطَبَانُ وَ لَا قَلَّاعٌ وَ هُوَ الشُّرْطِیُّ وَ لَا زَنُّوقٌ وَ هُوَ الْخُنْثَی وَ لَا خَیُّوفٌ (3)وَ هُوَ النَّبَّاشُ وَ لَا عَشَّارٌ وَ لَا قَاطِعُ رَحِمٍ وَ لَا قَدَرِیٌّ.
بیان: السكیر بالكسر الكثیر الشرب للمسكر فهو إما تأكید لمدمن الخمر أو المراد بالخمر ما یتخذ من العنب و بالسكیر المدمن لسائر المسكرات و قال الفیروزآبادی القلاع كشداد الكذاب و القواد و النباش و الشرطی و الساعی إلی السلطان بالباطل و لم یذكر للزنوق و الخیوف ما ذكر فیهما من المعنی فیما عندنا
ص: 132
من كتب اللغة و یمكن أن یكون الأول الزیوق بالیاء قال الفیروزآبادی تزیق تزین و اكتحل و الثانی الجیوف بالجیم قال الفیروزآبادی الجیاف كشداد النباش.
«37»-ل، الخصال ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: وَ اللَّهِ مَا خَلَتِ الْجَنَّةُ مِنْ أَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِینَ مُنْذُ خَلَقَهَا وَ لَا خَلَتِ النَّارُ مِنْ أَرْوَاحِ الْكُفَّارِ الْعُصَاةِ مُنْذُ خَلَقَهَا عَزَّ وَ جَلَّ الْخَبَرَ.
«38»-فس، تفسیر القمی یَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِیدٍ قَالَ هُوَ اسْتِفْهَامٌ لِأَنَّهُ وَعَدَ اللَّهُ النَّارَ أَنْ یَمْلَأَهَا فَتَمْتَلِئُ النَّارُ ثُمَّ یَقُولُ لَهَا هَلِ امْتَلَأْتِ وَ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِیدٍ عَلَی حَدِّ الِاسْتِفْهَامِ أَیْ لَیْسَ فِیَّ مَزِیدٌ قَالَ فَتَقُولُ الْجَنَّةُ یَا رَبِّ وَعَدْتَ النَّارَ أَنْ تَمْلَأَهَا وَ وَعَدْتَنِی أَنْ تَمْلَأَنِی فَلِمَ لَا تَمْلَأُنِی وَ قَدْ مَلَأْتَ النَّارَ قَالَ فَیَخْلُقُ اللَّهُ یَوْمَئِذٍ خَلْقاً یَمْلَأُ بِهِمُ الْجَنَّةَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام طُوبَی لَهُمْ إِنَّهُمْ لَمْ یَرَوْا غُمُومَ الدُّنْیَا وَ لَا هُمُومَهَا.
-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر ابن أبی عمیر عن حسین الأحمسی عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام قال تقول الجنة یا رب و ذكر نحوه.
«39»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام عَلَیْكَ بِالْقُرْآنِ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ بِیَدِهِ لَبِنَةً مِنْ ذَهَبٍ وَ لَبِنَةً مِنْ فِضَّةٍ وَ جَعَلَ مِلَاطَهَا الْمِسْكَ وَ تُرَابَهَا الزَّعْفَرَانَ وَ حَصْبَاءَهَا اللُّؤْلُؤَ وَ جَعَلَ دَرَجَاتِهَا عَلَی قَدْرِ آیَاتِ الْقُرْآنِ فَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ قَالَ لَهُ اقْرَأْ وَ ارْقَ وَ مَنْ دَخَلَ مِنْهُمُ الْجَنَّةَ لَمْ یَكُنْ فِی الْجَنَّةِ أَعْلَی دَرَجَةً مِنْهُ مَا خَلَا النَّبِیُّونَ وَ الصِّدِّیقُونَ.
«40»-فس، تفسیر القمی قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی قَوْلِهِ وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْری عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهی فِی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی مَنْ أَنْكَرَ خَلْقَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ فَقَوْلُهُ عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوی أَیْ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی فَسِدْرَةُ الْمُنْتَهَی فِی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَ جَنَّةُ الْمَأْوَی عِنْدَهَا.
«41»-فس، تفسیر القمی قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی قَوْلِهِ فِیهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ قَالَ
ص: 133
الْحُورُ الْعِینُ یُقْصَرُ الطَّرْفُ عَنْهَا مِنْ ضَوْءِ نُورِهَا لَمْ یَطْمِثْهُنَّ أَیْ لَمْ یَمَسَّهُنَّ أَحَدٌ فِیهِما عَیْنانِ نَضَّاخَتانِ أَیْ تَفُورَانِ فِیهِنَّ خَیْراتٌ حِسانٌ قَالَ حُورٌ نَابِتَاتٌ (1)عَلَی شَطِّ الْكَوْثَرِ كُلَّمَا أُخِذَتْ مِنْهَا وَاحِدَةٌ نَبَتَتْ مَكَانَهَا أُخْرَی قَوْلُهُ تَعَالَی حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِی الْخِیامِ قَالَ یُقْصَرُ الطَّرْفُ عَنْهَا.
بیان: القصر الحبس و ما ذكره بیان لحاصل المعنی أی إنما حبسن فی الخیام لئلا ینظر إلیهن غیر أزواجهن و یحتمل أن یكون فی الكلام حذف و إیصال أی مقصور عنهن لقصرهن نظر الناظرین عن وجههن لصفائهن و ضیائهن.
«42»-فس، تفسیر القمی یَطُوفُ عَلَیْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ أَیْ مَسْتُورُونَ (2)لا یَسْمَعُونَ فِیها لَغْواً وَ لا تَأْثِیماً قَالَ الْفُحْشَ وَ الْكَذِبَ وَ الْخَنَی فِی سِدْرٍ مَخْضُودٍ قَالَ شَجَرٌ لَا یَكُونُ لَهُ وَرَقٌ وَ لَا شَوْكٌ فِیهِ وَ قَرَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ طَلْعٍ مَنْضُودٍ قَالَ بَعْضُهُ إِلَی بَعْضٍ وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ قَالَ ظِلٌّ مَمْدُودٌ وَسَطَ الْجَنَّةِ فِی عَرْضِ الْجَنَّةِ وَ عَرْضُ الْجَنَّةِ كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضُ یَسِیرُ الرَّاكِبُ فِی ذَلِكَ الظِّلِّ مَسِیرَةَ مِائَةِ عَامٍ فَلَا یَقْطَعُهُ وَ ماءٍ مَسْكُوبٍ أَیْ مَرْشُوشٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَ لا مَمْنُوعَةٍ أَیْ لَا یَنْقَطِعُ وَ لَا یُمْنَعُ أَحَدٌ مِنْ أَخْذِهَا إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً قَالَ الْحُورَ الْعِینَ فِی الْجَنَّةِ فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً عُرُباً قَالَ یَتَكَلَّمْنَ بِالْعَرَبِیَّةِ أَتْراباً یَعْنِی مُسْتَوِیَاتِ الْأَسْنَانِ لِأَصْحابِ الْیَمِینِ أَصْحَابِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ قَالَ مِنَ الطَّبَقَةِ الْأُولَی الَّتِی كَانَتْ مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ قَالَ بَعْدَ النَّبِیِّ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ.
بیان: قال الفیروزآبادی وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ مقرطون أو مسورون أو لا یهرمون أبدا أو لا یجاوزون حد الوصافة.
«43»-فس، تفسیر القمی إِنَّ لِلْمُتَّقِینَ مَفازاً قَالَ یَفُوزُونَ قَوْلُهُ وَ كَواعِبَ أَتْراباً قَالَ جواری (جَوَارٍ) أَتْرَابٌ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ.
وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَمَّا
ص: 134
قَوْلُهُ إِنَّ لِلْمُتَّقِینَ مَفازاً قَالَ فَهِیَ الْكَرَامَاتُ وَ كَواعِبَ أَتْراباً أَیِ الْفَتَیَاتِ نَاهِدَاتٍ (1)قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ وَ كَأْساً دِهاقاً أَیْ مُمْتَلِئَةً.
«44»-فس، تفسیر القمی یُسْقَوْنَ مِنْ رَحِیقٍ مَخْتُومٍ خِتامُهُ مِسْكٌ قَالَ مَاءٌ إِذَا شَرِبَهُ الْمُؤْمِنُ وَجَدَ رَائِحَةَ الْمِسْكِ فِیهِ وَ فِی ذلِكَ فَلْیَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ قَالَ فِیمَا ذَكَرْنَا مِنَ الثَّوَابِ الَّذِی یَطْلُبُهُ الْمُؤْمِنُ وَ مِزاجُهُ مِنْ تَسْنِیمٍ هُوَ مَصْدَرُ سَنَّمَهُ إِذَا رَفَعَهُ لِأَنَّهَا أَرْفَعُ شَرَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَوْ لِأَنَّهَا تَأْتِیهِمْ مِنْ فَوْقُ قَالَ أَشْرَفُ شَرَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ یَأْتِیهِمْ فِی عَالٍ تُسَنَّمُ عَلَیْهِمْ فِی مَنَازِلِهِمْ وَ هِیَ عَیْنٌ یَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ بَحْتاً (2)وَ الْمُقَرَّبُونَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ وَ سَائِرُ الْمُؤْمِنِینَ مَمْزُوجاً (3)
«45»-فس، تفسیر القمی إِنَّا أَعْطَیْناكَ الْكَوْثَرَ قَالَ الْكَوْثَرُ نَهَرٌ فِی الْجَنَّةِ أَعْطَی اللَّهُ مُحَمَّداً عِوَضاً مِنِ ابْنِهِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام.
«46»-فس، تفسیر القمی مُتَّكِئِینَ فِیها عَلَی الْأَرائِكِ یَقُولُ مُتَّكِئِینَ فِی الْحِجَالِ عَلَی السُّرُرِ (4)وَ دانِیَةً عَلَیْهِمْ ظِلالُها یَقُولُ قَرِیبٌ ظِلَالُهَا مِنْهُمْ وَ ذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِیلًا دُلِّیَتْ عَلَیْهِمْ ثِمَارُهَا یَنَالُهَا الْقَائِمُ وَ الْقَاعِدُ أَكْوابٍ كانَتْ قَوارِیرَا قَوارِیرَا مِنْ فِضَّةٍ الْأَكْوَابُ الْأَكْوَازُ الْعِظَامُ الَّتِی لَا آذَانَ لَهَا وَ لَا عُرَی قَوَارِیرَ مِنْ فِضَّةِ الْجَنَّةِ یَشْرَبُونَ فِیهَا قَدَّرُوها تَقْدِیراً یَقُولُ صَنَعْتُ لَهُمْ عَلَی قَدْرِ رُتْبَتِهِمْ لَا عَجْزَ فِیهِ وَ لَا فَضْلَ (5)مِنْ سُنْدُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ الْإِسْتَبْرَقُ الدِّیبَاجُ وَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی قَوْلِهِ وَ یُطافُ عَلَیْهِمْ بِآنِیَةٍ مِنْ فِضَّةٍ قَالَ یَنْفُذُ الْبَصَرُ فِیهَا كَمَا یَنْفُذُ فِی الزُّجَاجِ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ قَالَ مُسَوَّرُونَ وَ مُلْكاً كَبِیراً قَالَ لَا یَزَالُ وَ لَا یَفْنَی عالِیَهُمْ ثِیابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَ إِسْتَبْرَقٌ قَالَ یَعْلُوهُمُ الثِّیَابُ یَلْبَسُونَهَا.
ص: 135
«47»-فس، تفسیر القمی سَعِیدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُوسَی بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ جَرِیحٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ فِیها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ أَلْوَاحُهَا مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةً بِالزَّبَرْجَدِ وَ الدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَ أَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ یُرِیدُ الْأَبَارِیقَ الَّتِی لَیْسَ لَهَا آذَانٌ وَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی قَوْلِهِ وَ نَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ قَالَ الْبُسُطُ وَ الْوَسَائِدُ وَ زَرابِیُّ مَبْثُوثَةٌ قَالَ كُلُّ شَیْ ءٍ خَلَقَهُ اللَّهُ فِی الْجَنَّةِ لَهُ مِثَالٌ فِی الدُّنْیَا إِلَّا الزَّرَابِیُّ فَإِنَّهُ لَا یُدْرَی مَا هِیَ.
«48»-ج، الإحتجاج هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ سَأَلَ الزِّنْدِیقُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ مِنْ أَیْنَ قَالُوا إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ یَأْتِی الرَّجُلُ مِنْهُمْ إِلَی ثَمَرَةٍ یَتَنَاوَلُهَا فَإِذَا أَكَلَهَا عَادَتْ كَهَیْئَتِهَا قَالَ نَعَمْ ذَلِكَ عَلَی قِیَاسِ السِّرَاجِ یَأْتِی الْقَابِسُ فَیَقْتَبِسُ مِنْهُ فَلَا یَنْقُصُ مِنْ ضَوْئِهِ شَیْ ءٌ وَ قَدِ امْتَلَأَتِ الدُّنْیَا مِنْهُ سُرُجاً قَالَ أَ لَیْسُوا یَأْكُلُونَ وَ یَشْرَبُونَ وَ تَزْعُمُ أَنَّهُ لَا تَكُونُ لَهُمُ الْحَاجَةُ قَالَ بَلَی لِأَنَّ غِذَاءَهُمْ رَقِیقٌ لَا ثِقْلَ لَهُ بَلْ یَخْرُجُ مِنْ أَجْسَادِهِمْ بِالْعَرَقِ قَالَ فَكَیْفَ تَكُونُ الْحَوْرَاءُ فِی كُلِّ مَا أَتَاهَا (1)زَوْجُهَا عَذْرَاءَ قَالَ إِنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الطِّیبِ لَا تَعْتَرِیهَا عَاهَةٌ وَ لَا تُخَالِطُ جِسْمَهَا آفَةٌ وَ لَا یَجْرِی فِی ثَقْبِهَا شَیْ ءٌ وَ لَا یُدَنِّسُهَا حَیْضٌ فَالرَّحِمُ مُلْتَزِقَةٌ (2)إِذْ لَیْسَ فِیهِ لِسِوَی الْإِحْلِیلِ مَجْرًی قَالَ فَهِیَ تَلْبَسُ سَبْعِینَ حُلَّةً وَ یَرَی زَوْجُهَا مُخَّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ حُلَلِهَا وَ بَدَنِهَا قَالَ نَعَمْ كَمَا یَرَی أَحَدُكُمُ الدَّرَاهِمَ إِذَا أُلْقِیَتْ فِی مَاءٍ صَافٍ قَدْرُهُ قِیدُ رُمْحٍ (3)قَالَ فَكَیْفَ یُنَعَّمُ أَهْلُ الْجَنَّةِ بِمَا فِیهَا مِنَ النَّعِیمِ وَ مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا وَ قَدِ افْتَقَدَ ابْنَهُ أَوْ أَبَاهُ أَوْ حَمِیمَهُ أَوْ أُمَّهُ فَإِذَا افْتَقَدُوهُمْ فِی الْجَنَّةِ لَمْ یَشْكُوا فِی مَصِیرِهِمْ إِلَی النَّارِ فَمَا یَصْنَعُ بِالنَّعِیمِ مَنْ یَعْلَمُ أَنَّ حَمِیمَهُ فِی النَّارِ یُعَذَّبُ قَالَ علیه السلام إِنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ قَالُوا إِنَّهُمْ یُنْسَوْنَ ذِكْرَهُمْ وَ قَالَ بَعْضُهُمُ انْتَظَرُوا قُدُومَهُمْ وَ رَجَوْا أَنْ یَكُونُوا بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ فِی أَصْحَابِ الْأَعْرَافِ الْخَبَرَ.
بیان: كان التردید فی السؤال الأخیر باعتبار قصور فهم السائل و مع قطع
ص: 136
النظر عن الروایة یمكن أن یجاب بوجه آخر و هو أن فی النشأة الأخری لما بطلت الأغراض الدنیویة و خلصت محبتهم لله سبحانه فهم یبرءون من أعداء اللّٰه و لا یحبون إلا من أحبه اللّٰه فهم یلتذون بعذاب أعدائه و لو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو عشیرتهم كما أن أولیاء اللّٰه فی الدنیا أیضا قطعوا محبتهم عنهم و كانوا یحاربونهم و یقتلونهم بأیدیهم و یلتذون بذلك كما قال تعالی لا تَجِدُ قَوْماً یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ یُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ (1)الآیة و إلیه یشیر قوله تعالی یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ (2)الآیة فیمكن أن یكون الأصل فی الجواب هذا الوجه لكن لضعف عقل السائل أعرض علیه السلام عن هذا الوجه و ذكر الوجهین الآخرین الموافقین لعقله و فهمه نقلا عن غیره و اللّٰه یعلم (3)
«49»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا دَخَلْتُ الْجَنَّةَ رَأَیْتُ فِیهَا شَجَرَةَ طُوبَی أَصْلُهَا فِی دَارِ عَلِیٍّ وَ مَا فِی الْجَنَّةِ قَصْرٌ وَ لَا مَنْزِلٌ إِلَّا وَ فِیهَا فُتْرٌ (4)مِنْهَا وَ أَعْلَاهَا أَسْفَاطُ (5)حُلَلٍ مِنْ سُنْدُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ یَكُونُ لِلْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ أَلْفُ أَلْفِ سَفَطٍ فِی كُلِّ سَفَطٍ مِائَةُ أَلْفِ حُلَّةٍ مَا فِیهَا حُلَّةٌ یُشْبِهُ الْأُخْرَی عَلَی أَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ وَ هُوَ ثِیَابُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَسَطُهَا ظِلٌّ مَمْدُودٌ عَرْضُ الْجَنَّةِ كَعَرْضِ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ یَسِیرُ الرَّاكِبُ فِی ذَلِكَ الظِّلِّ مَسِیرَةَ مِائَةِ عَامٍ فَلَا یَقْطَعُهُ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ وَ أَسْفَلُهَا ثِمَارُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ طَعَامُهُمْ مُتَذَلِّلٌ فِی بُیُوتِهِمْ یَكُونُ فِی الْقَضِیبِ مِنْهَا مِائَةُ لَوْنٍ مِنَ الْفَاكِهَةِ مِمَّا رَأَیْتُمْ فِی دَارِ الدُّنْیَا وَ مَا لَمْ تَرَوْهُ وَ مَا سَمِعْتُمْ بِهِ وَ مَا لَمْ تَسْمَعُوا مِثْلَهَا وَ كُلَّمَا یُجْتَنَی مِنْهَا شَیْ ءٌ نَبَتَتْ مَكَانَهَا أُخْرَی لا مَقْطُوعَةٍ وَ لا مَمْنُوعَةٍ وَ تَجْرِی نَهَرٌ فِی أَصْلِ تِلْكَ الشَّجَرَةِ تَنْفَجِرُ مِنْهَا الْأَنْهَارُ الْأَرْبَعَةُ أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ
ص: 137
غَیْرِ آسِنٍ وَ أَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ یَتَغَیَّرْ طَعْمُهُ وَ أَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِینَ وَ أَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّی الْخَبَرَ.
«50»-سن، المحاسن أَبِی وَ ابْنِ فَضَّالٍ مَعاً عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَحْوَلِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ یَا عَلِیُّ إِنَّهُ لَمَّا أُسْرِیَ بِی رَأَیْتُ فِی الْجَنَّةِ نَهَراً أَبْیَضَ مِنَ اللَّبَنِ وَ أَحْلَی مِنَ الْعَسَلِ وَ أَشَدَّ اسْتِقَامَةً مِنَ السَّهْمِ فِیهِ أَبَارِیقُ عَدَدَ النُّجُومِ عَلَی شَاطِئِهِ قِبَابُ الْیَاقُوتِ الْأَحْمَرِ وَ الدُّرِّ الْأَبْیَضِ فَضَرَبَ جَبْرَئِیلُ بِجَنَاحَیْهِ إِلَی جَانِبِهِ فَإِذَا هُوَ مِسْكَةٌ ذَفِرَةٌ ثُمَّ قَالَ وَ الَّذِی نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ إِنَّ فِی الْجَنَّةِ لَشَجَراً یَتَصَفَّقُ بِالتَّسْبِیحِ بِصَوْتٍ لَمْ یَسْمَعِ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخَرُونَ بِمِثْلِهِ یُثْمِرُ ثَمَراً كَالرُّمَّانِ یُلْقِی الثَّمَرَةَ إِلَی الرَّجُلِ فَیَشُقُّهَا عَنْ سَبْعِینَ حُلَّةً وَ الْمُؤْمِنُونَ عَلَی كَرَاسِیَّ مِنْ نُورٍ وَ هُمُ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ أَنْتَ إِمَامُهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی الرَّجُلِ مِنْهُمْ نَعْلَانِ شِرَاكُهُمَا مِنْ نُورٍ یُضِی ءُ أَمَامَهُمْ حَیْثُ شَاءُوا مِنَ الْجَنَّةِ فَبَیْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَشْرَفَتْ عَلَیْهِ امْرَأَةٌ مِنْ فَوْقِهِ تَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ یَا عَبْدَ اللَّهِ أَ مَا لَنَا مِنْكَ دَوْلَةٌ فَیَقُولُ مَنْ أَنْتِ فَتَقُولُ أَنَا مِنَ اللَّوَاتِی قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْیُنٍ جَزاءً بِما كانُوا یَعْمَلُونَ ثُمَّ قَالَ وَ الَّذِی نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ إِنَّهُ لَیَجِیئُهُ كُلَّ یَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ یُسَمُّونَهُ بِاسْمِهِ وَ اسْمِ أَبِیهِ.
-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة الصدوق عن ابن الولید عن الصفار عن ابن أبی الخطاب عن الحسن بن علی بن النعمان عن الحارث بن محمد الأحول عن أبی عبد اللّٰه عن أبی جعفر علیهما السلام مثله.
«51»-شف، كشف الیقین مُوَفَّقُ بْنُ أَحْمَدَ الْخُوارِزْمِیُّ (1)عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ عَنْ
ص: 138
أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ بَكْرِ بْنِ أَحْمَدَ وَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرَّاحُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ بَكْرِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهَا وَ عَمِّهَا الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالا أَخْبَرَنَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ رَأَیْتُ الشَّجَرَةَ تَحْمِلُ الْحُلِیَّ وَ الْحُلَلَ أَسْفَلُهَا خَیْلٌ بُلْقٌ وَ أَوْسَطُهَا الْحُورُ الْعِینُ وَ فِی أَعْلَاهَا الرِّضْوَانُ قُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ لِمَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةُ قَالَ هَذِهِ لِابْنِ عَمِّكَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ إِذَا أَمَرَ اللَّهُ الْخَلِیقَةَ بِالدُّخُولِ إِلَی الْجَنَّةِ یُؤْتَی بِشِیعَةِ عَلِیٍّ حَتَّی یُنْتَهَی بِهِمْ إِلَی هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَیَلْبَسُونَ الْحُلِیَّ وَ الْحُلَلَ وَ یَرْكَبُونَ الْخَیْلَ الْبُلْقَ وَ یُنَادِی مُنَادٍ هَؤُلَاءِ شِیعَةُ عَلِیٍّ صَبَرُوا فِی الدُّنْیَا عَلَی الْأَذَی فَحُبُوا هَذَا الْیَوْمَ.
«52»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ لَهُمْ فِیها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ قَالَ لَا یَحِضْنَ وَ لَا یُحْدِثْنَ.
«53»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ مَا یَتَلَذَّذُونَ بِشَیْ ءٍ فِی الْجَنَّةِ أَشْهَی عِنْدَهُمْ مِنَ النِّكَاحِ لَا طَعَامٍ وَ لَا شَرَابٍ.
«54»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ وَ سارِعُوا إِلی مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ قَالَ إِذَا وَضَعُوهَا كَذَا وَ بَسَطَ یَدَیْهِ إِحْدَاهُمَا مَعَ الْأُخْرَی.
«55»-قب، المناقب لابن شهرآشوب عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنَّ لِلْجَنَّةِ إِحْدَی وَ سَبْعِینَ بَاباً یَدْخُلُ مِنْ سَبْعِینَ مِنْهَا شِیعَتِی وَ أَهْلُ بَیْتِی وَ مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ سَائِرُ النَّاسِ.
«56»-م، تفسیر الإمام علیه السلام وَ بَشِّرِ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ بَسَاتِینَ
ص: 139
تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ مِنْ تَحْتِ شَجَرِهَا وَ مَسَاكِنِهَا كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ تِلْكَ الْجِنَانِ مِنْ ثَمَرَةٍ مِنْ ثِمَارِهَا رِزْقاً طَعَاماً یُؤْتَوْنَ بِهِ قالُوا هذَا الَّذِی رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ فِی الدُّنْیَا فَأَسْمَاؤُهُ كَأَسْمَاءِ مَا فِی الدُّنْیَا مِنْ تُفَّاحٍ وَ سَفَرْجَلٍ وَ رُمَّانٍ وَ كَذَا وَ كَذَا وَ إِنْ كَانَ مَا هُنَاكَ مُخَالِفاً لِمَا فِی الدُّنْیَا فَإِنَّهُ فِی غَایَةِ الطِّیبِ وَ إِنَّهُ لَا یَسْتَحِیلُ إِلَی مَا یَسْتَحِیلُ إِلَیْهِ ثِمَارُ الدُّنْیَا مِنْ عَذِرَةٍ وَ سَائِرِ الْمَكْرُوهَاتِ مِنْ صَفْرَاءَ وَ سَوْدَاءَ وَ دَمٍ بَلْ لَا یَتَوَلَّدُ عَنْ مَأْكُولِهِمْ إِلَّا الْعَرَقُ الَّذِی یَجْرِی مِنْ أَعْرَاضِهِمْ أَطْیَبَ مِنْ رَائِحَةِ الْمِسْكِ وَ أُتُوا بِهِ بِذَلِكَ الرِّزْقِ مِنَ الثِّمَارِ مِنْ تِلْكَ الْبَسَاتِینِ مُتَشابِهاً یُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضاً بِأَنَّهَا كُلَّهَا خِیَارٌ لَا رَذْلَ فِیهَا وَ بِأَنَّ كُلَّ صِنْفٍ مِنْهَا فِی غَایَةِ الطِّیبِ وَ اللَّذَّةِ لَیْسَ كَثِمَارِ الدُّنْیَا الَّتِی بَعْضُهَا نِیٌّ وَ بَعْضُهَا مُتَجَاوِزٌ حَدَّ النَّضْجِ وَ الْإِدْرَاكِ إِلَی حَدِّ الْفَسَادِ مِنْ حُمُوضَةٍ وَ مَرَارَةٍ وَ سَائِرِ ضُرُوبٍ الْمَكَارِهِ وَ مُتَشَابِهاً أَیْضاً مُتَّفِقَاتِ الْأَلْوَانِ مُخْتَلِفَاتِ الطُّعُومِ وَ لَهُمْ فِیها فِی تِلْكَ الْجِنَانِ أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ مِنْ أَنْوَاعِ الْأَقْذَارِ وَ الْمَكَارِهِ مُطَهَّرَاتٌ مِنَ الْحَیْضِ وَ النِّفَاسِ لَا وَلَّاجَاتٌ وَ لَا خَرَّاجَاتٌ (1)وَ لَا دَخَّالاتٌ وَ لَا خَتَّالاتٌ وَ لَا مُتَغَایِرَاتٌ وَ لَا لِأَزْوَاجِهِنَّ فَرِكَاتٌ وَ لَا ضَحَّابَاتٌ (2)وَ لَا عَیَّابَاتٌ وَ لَا فَحَّاشَاتٌ وَ مِنْ كُلِّ الْمَكَارِهِ وَ الْعُیُوبِ بَرِیَّاتٌ وَ هُمْ فِیها خالِدُونَ مُقِیمُونَ فِی تِلْكَ الْبَسَاتِینِ وَ الْجَنَّاتِ.
بیان: قال الفیروزآبادی العرض بالكسر كل موضع یعرق منه و رائحته رائحة طیبة كانت أو خبیثة و قال الفرك بالكسر و یفتح البغضة عامة أو خاصة ببغضة الزوجین.
«57»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ ثُوَیْرٍ (3)عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: إِذَا صَارَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِی الْجَنَّةِ وَ دَخَلَ وَلِیُّ اللَّهِ إِلَی جِنَانِهِ وَ مَسَاكِنِهِ وَ اتَّكَأَ كُلُّ مُؤْمِنٍ مِنْهُمْ عَلَی أَرِیكَتِهِ حَفَّتْهُ
ص: 140
خُدَّامُهُ وَ تَهَدَّلَتْ عَلَیْهِ الثِّمَارُ (1)وَ تَفَجَّرَتْ حَوْلَهُ الْعُیُونُ وَ جَرَتْ مِنْ تَحْتِهِ الْأَنْهَارُ وَ بُسِطَتْ لَهُ الزَّرَابِیُّ وَ صُفِّفَتْ لَهُ النَّمَارِقُ وَ أَتَتْهُ الْخُدَّامُ بِمَا شَاءَتْ شَهْوَتُهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَسْأَلَهُمْ ذَلِكَ قَالَ وَ یَخْرُجُ عَلَیْهِمُ الْحُورُ الْعِینُ مِنَ الْجِنَانِ فَیَمْكُثُونَ بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ إِنَّ الْجَبَّارَ یُشْرِفُ عَلَیْهِمْ فَیَقُولُ لَهُمْ أَوْلِیَائِی وَ أَهْلَ طَاعَتِی وَ سُكَّانَ جَنَّتِی فِی جِوَارِی أَلَا هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِخَیْرٍ مِمَّا أَنْتُمْ فِیهِ فَیَقُولُونَ رَبَّنَا وَ أَیُّ شَیْ ءٍ خَیْرٌ مِمَّا نَحْنُ فِیهِ نَحْنُ فِیمَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُنَا وَ لَذَّتْ أَعْیُنُنَا مِنَ النِّعَمِ فِی جِوَارِ الْكَرِیمِ قَالَ فَیَعُودُ عَلَیْهِمْ بِالْقَوْلِ فَیَقُولُونَ رَبَّنَا نَعَمْ فَأْتِنَا بِخَیْرٍ مِمَّا نَحْنُ فِیهِ فَیَقُولُ لَهُمْ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی رِضَایَ عَنْكُمْ وَ مَحَبَّتِی لَكُمْ خَیْرٌ وَ أَعْظَمُ مِمَّا أَنْتُمْ فِیهِ قَالَ فَیَقُولُونَ نَعَمْ یَا رَبَّنَا رِضَاكَ عَنَّا وَ مَحَبَّتُكَ لَنَا خَیْرٌ لَنَا وَ أَطْیَبُ لِأَنْفُسِنَا ثُمَّ قَرَأَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام هَذِهِ الْآیَةَ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها وَ مَساكِنَ طَیِّبَةً فِی جَنَّاتِ عَدْنٍ وَ رِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ.
«58»-م، تفسیر الإمام علیه السلام إِنَّ فِی الْجَنَّةِ طُیُوراً كَالْبَخَاتِی عَلَیْهَا مِنْ أَنْوَاعِ الْمَوَاشِی تَصِیرُ مَا بَیْنَ سَمَاءِ الْجَنَّةِ وَ أَرْضِهَا فَإِذَا تَمَنَّی مُؤْمِنٌ مُحِبٌّ لِلنَّبِیِّ وَ آلِهِ علیهم السلام الْأَكْلَ مِنْ شَیْ ءٍ مِنْهَا وَقَعَ ذَلِكَ بِعَیْنِهِ بَیْنَ یَدَیْهِ فَتَنَاثَرَ رِیشُهُ وَ انْشَوَی وَ انْطَبَخَ فَأَكَلَ مِنْ جَانِبٍ مِنْهُ قَدِیداً وَ مِنْ جَانِبٍ مِنْهُ مَشْوِیّاً بِلَا نَارٍ فَإِذَا قَضَی شَهْوَتَهُ وَ نَهْمَتَهُ (2)قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ عَادَتْ كَمَا كَانَتْ فَطَارَتْ فِی الْهَوَاءِ وَ فَخَرَتْ عَلَی سَائِرِ طُیُورِ الْجَنَّةِ تَقُولُ مَنْ مِثْلِی وَ قَدْ أَكَلَ مِنِّی وَلِیُّ اللَّهِ عَنْ أَمْرِ اللَّهِ.
«59»-شی، تفسیر العیاشی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی وَلَّادٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِنَا وَرِعاً سِلْماً كَثِیرَ الصَّلَاةِ قَدِ ابْتُلِیَ بِحُبِّ اللَّهْوِ وَ هُوَ یَسْمَعُ الْغِنَاءَ فَقَالَ أَ یَمْنَعُهُ ذَلِكَ مِنَ الصَّلَاةِ لِوَقْتِهَا أَوْ مِنْ صَوْمٍ أَوْ مِنْ عِیَادَةِ مَرِیضٍ أَوْ حُضُورِ جِنَازَةٍ أَوْ زِیَارَةِ أَخٍ قَالَ قُلْتُ لَا لَیْسَ یَمْنَعُهُ ذَلِكَ مِنْ شَیْ ءٍ مِنَ الْخَیْرِ وَ الْبِرِّ قَالَ فَقَالَ هَذَا مِنْ خُطُوَاتِ الشَّیْطَانِ مَغْفُورٌ لَهُ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ إِنَ
ص: 141
طَائِفَةً مِنَ الْمَلَائِكَةِ عَابُوا وُلْدَ آدَمَ فِی اللَّذَّاتِ وَ الشَّهَوَاتِ أَعْنِی الْحَلَالَ لَیْسَ الْحَرَامَ قَالَ فَأَنِفَ اللَّهُ لِلْمُؤْمِنِینَ مِنْ وُلْدِ آدَمَ مِنْ تَعْیِیرِ الْمَلَائِكَةِ لَهُمْ قَالَ فَأَلْقَی اللَّهُ فِی هِمَّةِ أُولَئِكَ الْمَلَائِكَةِ اللَّذَّاتِ وَ الشَّهَوَاتِ كَیْ لَا یَعِیبُوا الْمُؤْمِنِینَ قَالَ فَلَمَّا أَحَسُّوا ذَلِكَ مِنْ هَمِّهِمْ عَجُّوا إِلَی اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا رَبَّنَا عَفْوَكَ عَفْوَكَ رُدَّنَا إِلَی مَا خُلِقْنَا لَهُ وَ أَجْبَرْتَنَا عَلَیْهِ فَإِنَّا نَخَافُ أَنْ نَصِیرَ فِی أَمْرٍ مَرِیجٍ (1)قَالَ فَنَزَعَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنْ هِمَمِهِمْ قَالَ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ صَارَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِی الْجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ أُولَئِكَ الْمَلَائِكَةُ عَلَی أَهْلِ الْجَنَّةِ فَیُؤْذَنُ لَهُمْ فَیَدْخُلُونَ عَلَیْهِمْ فَیُسَلِّمُونَ عَلَیْهِمْ وَ یَقُولُونَ لَهُمْ سَلامٌ عَلَیْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فِی الدُّنْیَا عَنِ اللَّذَّاتِ وَ الشَّهَوَاتِ الْحَلَالِ.
«60»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَیْثَمِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام سَلامٌ عَلَیْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ عَلَی الْفَقْرِ فِی الدُّنْیَا فَنِعْمَ عُقْبَی الدَّارِ قَالَ یَعْنِی الشُّهَدَاءَ.
«61»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: بَیْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَالِسٌ ذَاتَ یَوْمٍ إِذْ دَخَلَتْ أُمُّ أَیْمَنَ فِی مِلْحَفَتِهَا شَیْ ءٌ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أُمَّ أَیْمَنَ أَیُّ شَیْ ءٍ فِی مِلْحَفَتِكِ فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فُلَانَةُ بِنْتُ فُلَانَةَ أَمْلَكُوهَا (2)فَنَثَرُوا عَلَیْهَا فَأَخَذْتُ مِنْ نُثَارِهَا شَیْئاً ثُمَّ إِنَّ أُمَّ أَیْمَنَ بَكَتْ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا یُبْكِیكِ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ زَوَّجْتَهَا فَلَمْ تَنْثُرْ عَلَیْهَا شَیْئاً فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تَبْكِینَ فَوَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ بَشِیراً وَ نَذِیراً لَقَدْ شَهِدَ إِمْلَاكَ فَاطِمَةَ جَبْرَئِیلُ وَ مِیكَائِیلُ وَ إِسْرَافِیلُ فِی أُلُوفٍ مِنْ مَلَائِكَةٍ وَ لَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ طُوبَی فَنَثَرَتْ عَلَیْهِمْ مِنْ حُلَلِهَا وَ سُنْدُسِهَا وَ إِسْتَبْرَقِهَا وَ دُرِّهَا وَ زُمُرُّدِهَا وَ یَاقُوتِهَا وَ عِطْرِهَا فَأَخَذُوا مِنْهُ حَتَّی مَا دَرَوْا مَا یَصْنَعُونَ بِهِ وَ لَقَدْ نَحَلَ اللَّهُ طُوبَی فِی مَهْرِ فَاطِمَةَ فَهِیَ فِی دَارِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام.
«62»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یُكْثِرُ تَقْبِیلَ فَاطِمَةَ قَالَ فَعَاتَبَتْهُ عَلَی ذَلِكَ عَائِشَةُ فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتُكْثِرُ تَقْبِیلَ فَاطِمَةَ فَقَالَ لَهَا
ص: 142
وَیْلَكِ لَمَّا أَنْ عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ مَرَّ بِی جَبْرَئِیلُ عَلَی شَجَرَةِ طُوبَی فَنَاوَلَنِی مِنْ ثَمَرِهَا فَأَكَلْتُهَا فَحَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَی ظَهْرِی فَلَمَّا أَنْ هَبَطْتُ إِلَی الْأَرْضِ وَاقَعْتُ بِخَدِیجَةَ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ علیها السلام فَمَا قَبَّلْتُ فَاطِمَةَ إِلَّا وَجَدْتُ رَائِحَةَ شَجَرَةِ طُوبَی مِنْهَا.
«63»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: طُوبَی شَجَرَةٌ یَخْرُجُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ غَرَسَهَا رَبُّهَا بِیَدِهِ.
«64»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی قُتَیْبَةَ تَمِیمِ بْنِ ثَابِتٍ عَنِ ابْنِ سِیرِینَ فِی قَوْلِهِ طُوبی لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ قَالَ طُوبَی شَجَرَةٌ فِی الْجَنَّةِ أَصْلُهَا فِی حُجْرَةِ عَلِیٍّ لَیْسَ فِی الْجَنَّةِ حُجْرَةٌ إِلَّا فِیهَا غُصْنٌ مِنْ أَغْصَانِهَا.
«65»-جا، المجالس للمفید ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ سَعِیدِ بْنِ جَنَاحٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْجَنَّةُ مُحَرَّمَةٌ عَلَی الْأَنْبِیَاءِ حَتَّی أَدْخُلَهَا وَ مُحَرَّمَةٌ عَلَی الْأُمَمِ كُلِّهَا حَتَّی یَدْخُلَهَا شِیعَتُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ.
«66»-كش، رجال الكشی ابْنُ قُتَیْبَةَ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی بَكْرٍ قَالَ: قَالَ النَّظَّامُ لِهِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا یَبْقَوْنَ فِی الْجَنَّةِ بَقَاءَ الْأَبَدِ فَیَكُونَ بَقَاؤُهُمْ كَبَقَاءِ اللَّهِ وَ مُحَالٌ أَنْ یَبْقَوْا كَذَلِكَ فَقَالَ هِشَامٌ إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ یَبْقَوْنَ بِمُبْقٍ لَهُمْ وَ اللَّهُ یَبْقَی بِلَا مُبْقٍ وَ لَیْسَ هُوَ كَذَلِكَ فَقَالَ مُحَالٌ أَنْ یَبْقَوُا الْأَبَدَ قَالَ قَالَ مَا یَصِیرُونَ قَالَ یُدْرِكُهُمُ الْخُمُودُ قَالَ فَبَلَغَكَ أَنَّ فِی الْجَنَّةِ مَا تَشْتَهِی الْأَنْفُسُ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَإِنِ اشْتَهَوْا أَوْ سَأَلُوا رَبَّهُمْ بَقَاءَ الْأَبَدِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَا یُلْهِمُهُمْ ذَلِكَ قَالَ فَلَوْ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ نَظَرَ إِلَی ثَمَرَةٍ عَلَی شَجَرَةٍ فَمَدَّ یَدَهُ لِیَأْخُذَهَا فَتَدَلَّتْ إِلَیْهِ الشَّجَرَةُ وَ الثِّمَارُ ثُمَّ حَانَتْ مِنْهُ لَفْتَةً فَنَظَرَ إِلَی ثَمَرَةٍ أُخْرَی أَحْسَنَ مِنْهَا فَمَدَّ یَدَهُ الْیُسْرَی لِیَأْخُذَهَا فَأَدْرَكَهُ الْخُمُودُ وَ یَدَاهُ مُتَعَلِّقَانِ بِشَجَرَتَیْنِ فَارْتَفَعَتِ الْأَشْجَارُ وَ بَقِیَ هُوَ مَصْلُوباً فَبَلَغَكَ أَنَّ فِی الْجَنَّةِ مَصْلُوبِینَ قَالَ هَذَا مُحَالٌ قَالَ فَالَّذِی أَتَیْتَ بِهِ أَمْحَلُ مِنْهُ أَنْ یَكُونَ قَوْمٌ قَدْ خُلِقُوا وَ عَاشُوا فَأُدْخِلُوا الْجِنَانَ تُمَوِّتُهُمْ فِیهَا یَا جَاهِلُ.
ص: 143
بیان: قال الجوهری خمد المریض أغمی علیه أو مات و اللفتة الالتفات قوله تموتهم أی تنسب إلیهم الموت و فی بعض النسخ بصیغة الغیبة فالفاعل هو الرب تعالی.
«67»-یل، الفضائل لابن شاذان فض، كتاب الروضة بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ قَالَ لِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام قَدْ أَمَرْتُ الْجَنَّةَ وَ النَّارَ أَنْ تُعْرَضَ عَلَیْكَ قَالَ فَرَأَیْتُ الْجَنَّةَ وَ مَا فِیهَا مِنَ النَّعِیمِ وَ رَأَیْتُ النَّارَ وَ مَا فِیهَا مِنَ الْعَذَابِ وَ الْجَنَّةُ فِیهَا ثَمَانِیَةُ أَبْوَابٍ عَلَی كُلِّ بَابٍ مِنْهَا أَرْبَعُ كَلِمَاتٍ كُلُّ كَلِمَةٍ خَیْرٌ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا لِمَنْ یَعْلَمُ وَ یَعْمَلُ بِهَا وَ لِلنَّارِ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ عَلَی كُلِّ بَابٍ مِنْهَا ثَلَاثُ كَلِمَاتٍ كُلُّ كَلِمَةٍ خَیْرٌ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا لِمَنْ یَعْلَمُ وَ یَعْمَلُ بِهَا فَقَالَ لِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام اقْرَأْ یَا مُحَمَّدُ مَا عَلَی الْأَبْوَابِ فَقَرَأْتُ ذَلِكَ أَمَّا أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَعَلَی أَوَّلِ بَابٍ مِنْهَا مَكْتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ وَلِیُّ اللَّهِ لِكُلِّ شَیْ ءٍ حِیلَةٌ وَ حِیلَةُ الْعَیْشِ أَرْبَعُ خِصَالٍ الْقَنَاعَةُ وَ بَذْلُ الْحَقِّ وَ تَرْكُ الْحِقْدِ وَ مُجَالَسَةُ أَهْلِ الْخَیْرِ وَ عَلَی الْبَابِ الثَّانِی مَكْتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ- مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ وَلِیُّ اللَّهِ لِكُلِّ شَیْ ءٍ حِیلَةٌ وَ حِیلَةُ السُّرُورِ فِی الْآخِرَةِ أَرْبَعُ خِصَالٍ مَسْحُ رُءُوسِ الْیَتَامَی وَ التَّعَطُّفُ عَلَی الْأَرَامِلِ وَ السَّعْیُ فِی حَوَائِجِ الْمُؤْمِنِینَ وَ التَّفَقُّدُ لِلْفُقَرَاءِ وَ الْمَسَاكِینِ وَ عَلَی الْبَابِ الثَّالِثِ مَكْتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ وَلِیُّ اللَّهِ لِكُلِّ شَیْ ءٍ حِیلَةٌ وَ حِیلَةُ الصِّحَّةِ فِی الدُّنْیَا أَرْبَعُ خِصَالٍ قِلَّةُ الْكَلَامِ وَ قِلَّةُ الْمَنَامِ وَ قِلَّةُ الْمَشْیِ وَ قِلَّةُ الطَّعَامِ وَ عَلَی الْبَابِ الرَّابِعِ مَكْتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ وَلِیُّ اللَّهِ مَنْ كَانَ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ فَلْیُكْرِمْ ضَیْفَهُ مَنْ كَانَ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ فَلْیُكْرِمْ جَارَهُ مَنْ كَانَ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ فَلْیُكْرِمْ وَالِدَیْهِ مَنْ كَانَ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ فَلْیَقُلْ خَیْراً أَوْ یَسْكُتُ وَ عَلَی الْبَابِ الْخَامِسِ مَكْتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ- مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ وَلِیُّ اللَّهِ مَنْ أَرَادَ أَنْ لَا یُظْلَمَ فَلَا یَظْلِمْ وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ لَا یُشْتَمَ فَلَا یَشْتِمْ وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ لَا یُذَلَّ فَلَا یُذِلَّ وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَسْتَمْسِكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَلْیَقُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ- مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ وَلِیُّ اللَّهِ وَ عَلَی الْبَابِ السَّادِسِ مَكْتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ- مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ وَلِیُّ اللَّهِ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَكُونَ قَبْرُهُ وَسِیعاً فَسِیحاً
ص: 144
فَلْیَبْنِ الْمَسَاجِدَ وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ لَا تَأْكُلَهُ الدِّیدَانُ تَحْتَ الْأَرْضِ فَلْیَسْكُنِ الْمَسَاجِدَ (1)وَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَكُونَ طَرِیّاً مُطِرّاً لَا یَبْلَی فَلْیَكْنُسِ الْمَسَاجِدَ (2)وَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَرَی مَوْضِعَهُ فِی الْجَنَّةِ فَلْیَكْسُ الْمَسَاجِدَ بِالْبُسُطِ (3)وَ عَلَی الْبَابِ السَّابِعِ مَكْتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ- مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ وَلِیُّ اللَّهِ بَیَاضُ الْقَلْبِ فِی أَرْبَعِ خِصَالٍ عِیَادَةِ الْمَرِیضِ وَ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ وَ شِرَاءِ الْأَكْفَانِ وَ رَدِّ الْقَرْضِ وَ عَلَی الْبَابِ الثَّامِنِ مَكْتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ- مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ وَلِیُّ اللَّهِ مَنْ أَرَادَ الدُّخُولَ مِنْ هَذِهِ الْأَبْوَابِ فَلْیَتَمَسَّكْ بِأَرْبَعِ خِصَالٍ (4)السَّخَاءِ وَ حُسْنِ الْخُلُقِ وَ الصَّدَقَةِ وَ الْكَفِّ عَنْ أَذَی عِبَادِ اللَّهِ تَعَالَی وَ رَأَیْتُ عَلَی أَبْوَابِ النَّارِ مَكْتُوباً عَلَی الْبَابِ الْأَوَّلِ ثَلَاثَ كَلِمَاتٍ مَنْ رَجَا اللَّهَ سَعِدَ وَ مَنْ خَافَ اللَّهَ أَمِنَ وَ الْهَالِكُ الْمَغْرُورُ مَنْ رَجَا غَیْرَ اللَّهِ وَ خَافَ سِوَاهُ وَ عَلَی الْبَابِ الثَّانِی مَنْ أَرَادَ أَنْ لَا یَكُونَ عُرْیَاناً یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَلْیَكْسُ الْجُلُودَ الْعَارِیَةَ فِی الدُّنْیَا مَنْ أَرَادَ أَنْ لَا یَكُونَ عَطْشَاناً یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَلْیَسْقِ الْعِطَاشَ فِی الدُّنْیَا مَنْ أَرَادَ أَنْ لَا یَكُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ جَائِعاً فَلْیُطْعِمِ الْبُطُونَ الْجَائِعَةَ فِی الدُّنْیَا وَ عَلَی الْبَابِ الثَّالِثِ مَكْتُوبٌ لَعَنَ اللَّهُ الْكَاذِبِینَ لَعَنَ اللَّهُ الْبَاخِلِینَ لَعَنَ اللَّهُ الظَّالِمِینَ وَ عَلَی الْبَابِ الرَّابِعِ مَكْتُوبٌ ثَلَاثُ كَلِمَاتٍ أَذَلَّ اللَّهُ مَنْ أَهَانَ الْإِسْلَامَ أَذَلَّ اللَّهُ مَنْ أَهَانَ أَهْلَ الْبَیْتِ أَذَلَّ اللَّهُ مَنْ أَعَانَ الظَّالِمِینَ عَلَی ظُلْمِهِمْ لِلْمَخْلُوقِینَ وَ عَلَی الْبَابِ الْخَامِسِ مَكْتُوبٌ ثَلَاثُ كَلِمَاتٍ لَا تَتَّبِعُوا الْهَوَی فَالْهَوَی (5)یُخَالِفُ الْإِیمَانَ وَ لَا تُكْثِرْ مَنْطِقَكَ فِیمَا لَا یَعْنِیكَ فَتَسْقُطَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ لَا تَكُنْ عَوْناً لِلظَّالِمِینَ وَ عَلَی الْبَابِ السَّادِسِ مَكْتُوبٌ أَنَا حَرَامٌ عَلَی الْمُجْتَهِدِینَ أَنَا حَرَامٌ عَلَی الْمُتَصَدِّقِینَ أَنَا حَرَامٌ عَلَی الصَّائِمِینَ وَ عَلَی الْبَابِ السَّابِعِ مَكْتُوبٌ ثَلَاثُ كَلِمَاتٍ حَاسِبُوا نُفُوسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وَ وَبِّخُوا نُفُوسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُوَبَّخُوا (6)
ص: 145
وَ ادْعُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَبْلَ أَنْ تَرِدُوا عَلَیْهِ وَ لَا تَقْدِرُوا عَلَی ذَلِكَ.
«68»-كش، رجال الكشی عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ مَرْوَكِ بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْقُمِّیِّ قَالَ: تَوَجَّهْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام فَاسْتَقْبَلَنِی یُونُسُ مَوْلَی آلِ یَقْطِینٍ فَقَالَ لِی أَیْنَ تَذْهَبُ قُلْتُ أُرِیدُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ فَقَالَ اسْأَلْهُ عَنْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ قُلْ لَهُ خُلِقَتِ الْجَنَّةُ بَعْدُ فَإِنِّی أَزْعُمُ أَنَّهَا لَمْ تُخْلَقْ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ فَجَلَسْتُ عِنْدَهُ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ یُونُسَ مَوْلَی آلِ یَقْطِینٍ (1)أَوْدَعَنِی إِلَیْكَ رِسَالَةً قَالَ وَ مَا هِیَ قَالَ قُلْتُ قَالَ أَخْبِرْنِی عَنِ الْجَنَّةِ خُلِقَتْ بَعْدُ فَإِنِّی أَزْعُمُ أَنَّهَا لَمْ تُخْلَقْ قَالَ كَذَبَ فَأَیْنَ جَنَّةُ آدَمَ (2)
«69»-كش، رجال الكشی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ مَرْوَكِ بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ یَزِیدَ بْنِ حَمَّادٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام إِنَّ یُونُسَ یَقُولُ إِنَّ الْجَنَّةَ وَ النَّارَ لَمْ یُخْلَقَا قَالَ فَقَالَ مَا لَهُ لَعَنَهُ اللَّهُ فَأَیْنَ جَنَّةُ آدَمَ.
«70»-تم، فلاح السائل الصَّفَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَظَرَ رِضْوَانُ خَازِنُ الْجَنَّةِ إِلَی قَوْمٍ لَمْ یَمُرُّوا بِهِ فَیَقُولُ مَنْ أَنْتُمْ وَ مِنْ أَیْنَ دَخَلْتُمْ قَالَ یَقُولُونَ إِیَّاكَ عَنَّا فَإِنَّا قَوْمٌ عَبَدْنَا اللَّهَ سِرّاً فَأَدْخَلَنَا اللَّهُ سِرّاً.
«71»-جع، جامع الأخبار سُئِلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ كَمْ عَرْضُ كُلِّ نَهَرٍ مِنْهَا فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله عَرْضُ كُلِّ نَهَرٍ مَسِیرَةُ خَمْسِینَ مِائَةَ عَامٍ (3)یَدُورُ تَحْتَ الْقُصُورِ وَ الْحُجُبِ تَتَغَنَّی أَمْوَاجُهُ وَ تُسَبِّحُ وَ تَطْرَبُ فِی الْجَنَّةِ كَمَا یَطْرَبُ النَّاسُ فِی الدُّنْیَا.
ص: 146
«72»-وَ قَالَ علیه السلام أَكْثَرُ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ الْكَوْثَرُ تَنْبُتُ الْكَوَاعِبُ الْأَتْرَابُ عَلَیْهِ یَزُورُهُ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَقَالَ علیه السلام (1)خَطِیبُ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ.
و قیل فی شرح الكواعب الأتراب ینبت اللّٰه من شطر الكوثر حوراء و یأخذها من یزور الكوثر من أولیاء اللّٰه تعالی.
«73»-عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لِلرَّجُلِ الْوَاحِدِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ سَبْعُمِائَةِ ضِعْفِ مِثْلِ الدُّنْیَا وَ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ قُبَّةٍ وَ سَبْعُونَ أَلْفَ قَصْرٍ وَ سَبْعُونَ أَلْفَ حَجَلَةٍ وَ سَبْعُونَ أَلْفَ إِكْلِیلٍ وَ سَبْعُونَ أَلْفَ حُلَّةٍ وَ سَبْعُونَ أَلْفَ حَوْرَاءَ عَیْنَاءَ وَ سَبْعُونَ أَلْفَ وَصِیفٍ (2)وَ سَبْعُونَ أَلْفَ ذُؤَابَةٍ وَ أَرْبَعُونَ إِكْلِیلًا وَ سَبْعُونَ أَلْفَ حُلَّةٍ.
«74»-وَ سُئِلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا بِنَاؤُهَا قَالَ لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَ لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ وَ مِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ وَ تُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ وَ حصاؤها (حَصَاهَا) اللُّؤْلُؤُ وَ الْیَاقُوتُ مَنْ دَخَلَهَا یَتَنَعَّمُ لَا یَبْأَسُ أَبَداً وَ یُخَلَّدُ لَا یَمُوتُ أَبَداً لَا یَبْلَی ثِیَابُهُ وَ لَا شَبَابُهُ.
«75»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ یَذْكُرُ فِیهِ مُعْجِزَاتِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنَّ ابْنَ أُبَیٍّ سَمَّ طَعَاماً وَ دَعَا النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَصْحَابَهُ لِیَقْتُلَهُمْ فَدَفَعَ اللَّهُ عَنْهُمْ غَائِلَةَ السَّمِّ وَ وَسَّعَ عَلَیْهِمُ الْبَیْتَ وَ بَارَكَ لَهُمْ فِی الطَّعَامِ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنِّی إِذَا تَذَكَّرْتُ ذَلِكَ الْبَیْتَ كَیْفَ وَسِعَهُ اللَّهُ بَعْدَ ضِیقِهِ وَ فِی ذَلِكَ الطَّعَامِ بَعْدَ قِلَّتِهِ وَ فِی ذَلِكَ السَّمِّ كَیْفَ أَزَالَ اللَّهُ تَعَالَی غَائِلَتَهُ (3)أَذْكُرُ مَا یَزِیدُ اللَّهُ تَعَالَی فِی مَنَازِلِ شِیعَتِنَا وَ خَیْرَاتِهِمْ فِی جَنَّاتِ عَدْنٍ فِی الْفِرْدَوْسِ إِنَّ مِنْ شِیعَتِنَا لَمَنْ یَهَبُ اللَّهُ لَهُ فِی الْجِنَانِ مِنَ الدَّرَجَاتِ وَ الْمَنَازِلِ وَ الْخَیْرَاتِ مَا لَا یَكُونُ الدُّنْیَا وَ خَیْرَاتُهَا فِی جَنْبِهَا إِلَّا كَالرَّمْلِ فِی الْبَادِیَةِ الْفَضْفَاضَةِ فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ یَرَی أَخاً لَهُ مُؤْمِناً فَقِیراً فَیَتَوَاضَعُ لَهُ وَ یُكْرِمُهُ وَ یُعِینُهُ وَ یَمُونُهُ وَ یَصُونُهُ عَنْ بَذْلِ وَجْهِهِ لَهُ حَتَّی یَرَی الْمَلَائِكَةَ الْمُوَكَّلِینَ بِتِلْكَ الْمَنَازِلِ وَ الْقُصُورِ وَ قَدْ تَضَاعَفَتْ حَتَّی صَارَتْ فِی الزِّیَادَةِ كَمَا كَانَ هَذَا الزَّائِدُ فِی هَذَا الْبَیْتِ الصَّغِیرِ الَّذِی رَأَیْتُمُوهُ فِیمَا صَارَ إِلَیْهِ مِنْ كِبَرِهِ وَ عِظَمِهِ وَ سَعَتِهِ فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ یَا رَبَّنَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِالْخِدْمَةِ فِی هَذِهِ الْمَنَازِلِ فَأَمْدِدْنَا
ص: 147
بِمَلَائِكَةٍ یُعَاوِنُونَنَا فَیَقُولُ اللَّهُ مَا كُنْتُ لِأَحْمِلَكُمْ مَا لَا تُطِیقُونَ فَكَمْ تُرِیدُونَ مَدَداً فَیَقُولُونَ أَلْفَ ضِعْفِنَا وَ فِیهِمْ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ مَنْ تَقُولُ الْمَلَائِكَةُ نَسْتَزِیدُ (1)مَدَداً أَلْفَ أَلْفِ ضِعْفِنَا وَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ عَلَی قَدْرِ قُوَّةِ إِیمَانِ صَاحِبِهِمْ وَ زِیَادَةِ إِحْسَانِهِ إِلَی أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ فَیُمْدِدُهُمُ اللَّهُ بِتِلْكَ الْأَمْلَاكِ وَ كُلَّمَا لَقِیَ هَذَا الْمُؤْمِنُ أَخَاهُ فَبَرَّهُ زَادَ اللَّهُ فِی مَمَالِكِهِ وَ فِی خَدَمِهِ فِی الْجَنَّةِ كَذَلِكَ.
أقول: تمامه فی أبواب معجزات نبینا صلی اللّٰه علیه و آله.
«76»-جع، جامع الأخبار قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ فِی الْجَنَّةِ سُوقاً مَا فِیهَا شِرًی وَ لَا بَیْعٌ إِلَّا الصُّوَرُ مِنَ الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ مَنِ اشْتَهَی صُورَةً دَخَلَ فِیهَا وَ إِنَّ فِیهَا مَجْمَعَ حُورِ الْعِینِ یَرْفَعْنَ أَصْوَاتَهُنَّ بِصَوْتٍ لَمْ یَسْمَعِ الْخَلَائِقُ بِمِثْلِهِ نَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلَا نَبْأَسُ أَبَداً وَ نَحْنُ الطَّاعِمَاتُ فَلَا نَجُوعُ أَبَداً وَ نَحْنُ الْكَاسِیَاتُ فَلَا نَعْرَی أَبَداً وَ نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلَا نَمُوتُ أَبَداً وَ نَحْنُ الرَّاضِیَاتُ فَلَا نَسْخَطُ أَبَداً وَ نَحْنُ الْمُقِیمَاتُ فَلَا نَظْعَنُ أَبَداً فَطُوبَی لِمَنْ كُنَّا لَهُ وَ كَانَ لَنَا نَحْنُ خَیْرَاتٌ حِسَانٌ أَزْوَاجُنَا أَقْوَامٌ كِرَامٌ.
«77»-وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله شِبْرٌ مِنَ الْجَنَّةِ خَیْرٌ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا.
«78»-وَ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ یَنْظُرُونَ إِلَی مَنَازِلِ شِیعَتِنَا كَمَا یَنْظُرُ الْإِنْسَانُ إِلَی الْكَوَاكِبِ.
«79»-وَ كَانَ یَقُولُ مَنْ أَحَبَّنَا فَكَانَ مَعَنَا وَ مَنْ قَاتَلَ مَعَنَا بِیَدِهِ فَهُوَ مَعَنَا فِی الدَّرَجَةِ وَ مَنْ أَحَبَّنَا بِقَلْبِهِ إِلَی آخِرِ الْحَدِیثِ.
«80»-عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ فِی الْجَنَّةِ شَجَرَةً یُقَالُ لَهَا طُوبَی مَا فِی الْجَنَّةِ دَارٌ وَ لَا قَصْرٌ وَ لَا حُجَرٌ وَ لَا بَیْتٌ إِلَّا وَ فِیهِ غُصْنٌ مِنْ تِلْكَ الشَّجَرَةِ وَ إِنَّ أَصْلَهَا فِی دَارِی ثُمَّ أَتَی عَلَیْهِ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ حَدَّثَهُمْ فِی یَوْمٍ آخَرَ أَنَّ فِی الْجَنَّةِ شَجَرَةً یُقَالُ لَهَا طُوبَی مَا فِی الْجَنَّةِ قَصْرٌ وَ لَا دَارٌ وَ لَا بَیْتٌ إِلَّا وَ فِیهِ مِنْ ذَلِكَ الشَّجَرِ غُصْنٌ وَ إِنَّ أَصْلَهَا فِی دَارِ عَلِیٍّ فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ وَ لَیْسَ حَدَّثْتَنَا عَنْ هَذِهِ وَ قُلْتَ أَصْلُهَا فِی دَارِی ثُمَّ حَدَّثْتَ وَ تَقُولُ أَصْلُهَا فِی دَارِ عَلِیٍّ فَرَفَعَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله رَأْسَهُ فَقَالَ
ص: 148
أَ وَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ دَارِی وَ دَارَ عَلِیٍّ وَاحِدٌ وَ حُجْرَتِی وَ حُجْرَةَ عَلِیٍّ وَاحِدٌ وَ قَصْرِی وَ قَصْرَ عَلِیٍّ وَاحِدٌ وَ بَیْتِی وَ بَیْتَ عَلِیٍّ وَاحِدٌ وَ دَرَجَتِی وَ دَرَجَةَ عَلِیٍّ وَاحِدٌ وَ سَتْرِی وَ سَتْرَ عَلِیٍّ وَاحِدٌ فَقَالَ عُمَرُ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ یَأْتِیَ أَهْلَهُ كَیْفَ یَصْنَعُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا أَرَادَ أَحَدُنَا أَنْ یَأْتِیَ أَهْلَهُ ضَرَبَ اللَّهُ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ حِجَاباً مِنْ نُورٍ فَإِذَا فَرَغْنَا مِنْ تِلْكَ الْحَاجَةِ رَفَعَ اللَّهُ عَنَّا ذَلِكَ الْحِجَابَ فَعَرَفَ عُمَرُ حَقَّ عَلِیٍّ علیه السلام فَلَمْ یَحْسُدْ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا حَسَدَهُ.
«81»-بشا، بشارة المصطفی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَیْهَقِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَدَنِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِیِّ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ عُیَیْنَةَ عَنْ لَیْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: یَأْتِی عَلَی أَهْلِ الْجَنَّةِ سَاعَةٌ یَرَوْنَ فِیهَا نُورَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ فَیَقُولُونَ أَ لَیْسَ قَدْ وَعَدَنَا رَبُّنَا أَنْ لَا نَرَی فِیهَا شَمْساً وَ لَا قَمَراً فَیُنَادِی مُنَادٍ قَدْ صَدَقَكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدَهُ لَا تَرَوْنَ فِیهَا شَمْساً وَ لَا قَمَراً وَ لَكِنْ هَذَا رَجُلٌ مِنْ شِیعَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَتَحَوَّلُ مِنْ غُرْفَةٍ إِلَی غُرْفَةٍ فَهَذَا الَّذِی أَشْرَقَ عَلَیْكُمْ مِنْ نُورِ وَجْهِهِ.
«82»-نبه، تنبیه الخاطر قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَبَا الْقَاسِمِ أَ تَزْعُمُ أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ یَأْكُلُونَ وَ یَشْرَبُونَ قَالَ نَعَمْ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ إِنَّ أَحَدَهُمْ لَیُعْطَی قُوَّةَ مِائَةِ رَجُلٍ فِی الْأَكْلِ وَ الشُّرْبِ قَالَ فَإِنَّ الَّذِی یَأْكُلُ تَكُونُ لَهُ الْحَاجَةُ وَ الْجَنَّةُ طَیِّبٌ لَا خُبْثَ فِیهَا قَالَ عَرَقٌ یَفِیضُ مِنْ أَحَدِهِمْ كَرَشْحِ الْمِسْكِ فَیَضْمُرُ بَطْنُهُ.
«83»-أَبُو أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیُّ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی مَرَّ بِی إِبْرَاهِیمُ علیه السلام فَقَالَ مُرْ أُمَّتَكَ أَنْ یُكْثِرُوا مِنْ غَرْسِ الْجَنَّةِ فَإِنَّ أَرْضَهَا وَاسِعَةٌ وَ تُرْبَتَهَا طَیِّبَةٌ قُلْتُ وَ مَا غَرْسُ الْجَنَّةِ قَالَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.
«84»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقِ عَنْ عَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: سَأَلْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَیْنٍ وَ أَبَا هُرَیْرَةَ عَنْ تَفْسِیرِ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ مَساكِنَ طَیِّبَةً فَقَالا عَلَی الْخَبِیرِ سَقَطْتَ سَأَلْنَا عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ قَصْرٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ فِی الْجَنَّةِ فِی ذَلِكَ الْقَصْرِ سَبْعُونَ
ص: 149
دَاراً مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ فِی كُلِّ دَارٍ سَبْعُونَ بَیْتاً مِنْ زُمُرُّدَةٍ حَمْرَاءَ فِی كُلِّ بَیْتٍ سَبْعُونَ سَرِیراً عَلَی كُلِّ سَرِیرٍ سَبْعُونَ فِرَاشاً مِنْ كُلِّ لَوْنٍ عَلَی كُلِّ فِرَاشٍ امْرَأَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ فِی كُلِّ بَیْتٍ سَبْعُونَ مَائِدَةً عَلَی كُلِّ مَائِدَةٍ سَبْعُونَ لَوْناً مِنَ الطَّعَامِ فِی كُلِّ بَیْتٍ سَبْعُونَ وَصِیفاً وَ وَصِیفَةً وَ قَالَ فَیُعْطِی اللَّهُ الْمُؤْمِنَ مِنَ الْقُوَّةِ فِی غَدَاةٍ وَاحِدَةٍ أَنْ یَأْتِیَ عَلَی ذَلِكَ كُلِّهِ.
«85»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ مُخَارِقٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: قَوْلُهُ تَعَالَی وَ مِزاجُهُ مِنْ تَسْنِیمٍ قَالَ هُوَ أَشْرَفُ شَرَابٍ فِی الْجَنَّةِ یَشْرَبُهُ مُحَمَّدٌ وَ آلُ مُحَمَّدٍ وَ هُمُ الْمُقَرَّبُونَ السَّابِقُونَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٌّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ الْأَئِمَّةُ وَ فَاطِمَةُ وَ خَدِیجَةُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ وَ ذُرِّیَّتُهُمُ الَّذِینَ اتَّبَعَتْهُمْ بِإِیمَانٍ لِیَتَسَنَّمَ عَلَیْهِمْ مِنْ أَعَالِی دُورِهِمْ.
«86»-وَ رُوِیَ عَنْهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: تَسْنِیمٌ أَشْرَفُ شَرَابٍ فِی الْجَنَّةِ یَشْرَبُهُ مُحَمَّدٌ وَ آلُ مُحَمَّدٍ صِرْفاً وَ یُمْزَجُ لِأَصْحَابِ الْیَمِینِ وَ سَائِرِ أَهْلِ الْجَنَّةِ.
«87»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم فُرَاتُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْكُوفِیُّ مُعَنْعَناً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی طُوبی لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِی (1)فَدَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِشَجَرَةٍ كُلُّ وَرَقَةٍ مِنْهَا تُغَطِّی الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا تَحْمِلُ الْحُلِیَّ وَ الْحُلَلَ وَ الطَّعَامَ مَا خَلَا الشَّرَابَ وَ لَیْسَ فِی الْجَنَّةِ قَصْرٌ وَ لَا دَارٌ وَ لَا بَیْتٌ إِلَّا فِیهِ غُصْنٌ مِنْ أَغْصَانِهَا وَ صَاحِبُ الْقَصْرِ وَ الدَّارِ وَ الْبَیْتِ حُلِیُّهُ وَ حُلَلُهُ وَ طَعَامُهُ مِنْهَا فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ مَا هَذِهِ الشَّجَرَةُ قَالَ هَذِهِ طُوبَی لَكَ فَطُوبَی لَكَ وَ لِكَثِیرٍ مِنْ أُمَّتِكَ قُلْتُ فَأَیْنَ مُنْتَهَاهَا یَعْنِی أَصْلَهَا قَالَ فِی دَارِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ابْنِ عَمِّكَ علیه السلام.
«88»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم إِسْمَاعِیلُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْفَارِسِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ فَصِرْتُ فِی السَّمَاءِ الدُّنْیَا حَتَّی صِرْتُ فِی السَّمَاءِ السَّادِسَةِ فَإِذَا أَنَا بِشَجَرَةٍ لَمْ أَرَ شَجَرَةً أَحْسَنَ مِنْهَا وَ لَا أَكْبَرَ مِنْهَا فَقُلْتُ لِ جَبْرَئِیلَ یَا حَبِیبِی مَا هَذِهِ الشَّجَرَةُ قَالَ هَذِهِ طُوبَی یَا حَبِیبِی
ص: 150
قَالَ فَقُلْتُ مَا هَذَا الصَّوْتُ الْعَالِی الْجَهْوَرِیُّ قَالَ هَذَا صَوْتُ طُوبَی قُلْتُ أَیَّ شَیْ ءٍ یَقُولُ قَالَ یَقُولُ وَا شَوْقَاهْ إِلَیْكَ یَا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام.
«89»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عُبَیْدُ بْنُ كَثِیرٍ مُعَنْعَناً عَنْ سَلْمَانَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ بَعْضُ أَزْوَاجِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَكَ تُحِبُّ فَاطِمَةَ حُبّاً مَا تُحِبُّ أَحَداً مِنْ أَهْلِ بَیْتِكَ قَالَ إِنَّهُ لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ انْتَهَی بِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام إِلَی شَجَرَةِ طُوبَی فَعَمَدَ إِلَی ثَمَرَةٍ مِنْ أَثْمَارِ طُوبَی فَفَرَكَهُ (1)بَیْنَ إِصْبَعَیْهِ ثُمَّ أَطْعَمَنِیهِ ثُمَّ مَسَحَ یَدَهُ بَیْنَ كَتِفَیَّ ثُمَّ قَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یُبَشِّرُكَ بِفَاطِمَةَ مِنْ خَدِیجَةَ بِنْتِ خُوَیْلِدٍ فَلَمَّا أَنْ هَبَطْتُ إِلَی الْأَرْضِ فَكَانَ الَّذِی كَانَ فَعَلِقَتْ خَدِیجَةُ بِفَاطِمَةَ فَأَنَا إِذَا اشْتَقْتُ إِلَی الْجَنَّةِ أَدْنَیْتُهَا فَشَمِمْتُ رِیحَ الْجَنَّةِ فَهِیَ حَوْرَاءُ إِنْسِیَّةٌ.
«90»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ مُعَنْعَناً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ فِی الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً یُقَالُ لَهَا طُوبَی مَا فِی الْجَنَّةِ دَارٌ إِلَّا فِیهَا غُصْنٌ مِنْ أَغْصَانِهَا أَحْلَی مِنَ الشَّهْدِ وَ أَلْیَنُ مِنَ الزُّبْدِ أَصْلُهَا فِی دَارِی وَ فَرْعُهَا فِی دَارِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام.
«91»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ الْقَاسِمِ وَ الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ وَ عَلِیُّ بْنُ حُمْدُونٍ زَادَ بَعْضُهُمْ عَلَی بَعْضٍ الْحَرْفَ وَ الْحَرْفَیْنِ وَ نَقَصَ بَعْضُهُمُ الْحَرْفَ وَ الْحَرْفَیْنِ وَ الْمَعْنَی وَاحِدٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالُوا حَدَّثَنَا عِیسَی بْنُ مِهْرَانَ مُعَنْعَناً عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله طُوبی لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ قَامَ مِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْكِنْدِیُّ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا طُوبَی قَالَ یَا مِقْدَادُ شَجَرَةٌ فِی الْجَنَّةِ لَوْ یَسِیرُ الرَّاكِبُ الْجَوَادُ لَسَارَ فِی ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ قَبْلَ أَنْ یَقْطَعَهَا وَرَقُهَا وَ قُشُورُهَا بُرُودٌ (2)خُضْرٌ وَ زَهْرُهَا رِیَاضٌ وَ أَفْنَانُهَا سُنْدُسٌ وَ إِسْتَبْرَقٌ وَ ثَمَرُهَا حُلَلٌ خُضْرٌ وَ طَعْمُهَا زَنْجَبِیلٌ وَ عَسَلٌ وَ بَطْحَاؤُهَا یَاقُوتٌ أَحْمَرُ وَ زُمُرُّدٌ أَخْضَرُ وَ تُرَابُهَا مِسْكٌ وَ عَنْبَرٌ وَ
ص: 151
حَشِیشُهَا مَنِیعٌ (1)وَ أَلَنْجُوجٌ یَتَأَجَّجُ (2)مِنْ غَیْرِ وَقُودٍ یَتَفَجَّرُ مِنْ أَصْلِهَا السَّلْسَبِیلُ وَ الرَّحِیقُ وَ الْمَعِینُ وَ ظِلُّهَا مَجْلِسٌ مِنْ مَجَالِسِ شِیعَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَأْلَفُونَهُ وَ یَتَحَدَّثُونَ بِجَمْعِهِمْ وَ بَیْنَا هُمْ فِی ظِلِّهَا یَتَحَدَّثُونَ إِذْ جَاءَتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ یَقُودُونَ نُجَبَاءَ جُبِلَتْ مِنَ الْیَاقُوتِ ثُمَّ نُفِخَ الرُّوحُ فِیهَا مَزْمُومَةً (3)بِسَلَاسِلَ مِنْ ذَهَبٍ كَأَنَّ وُجُوهَهَا الْمَصَابِیحُ نَضَارَةً وَ حُسْناً وَبَرُهَا خَزٌّ أَحْمَرُ وَ مِرْعِزَّی أَبْیَضُ مُخْتَلِطَانِ لَمْ یَنْظُرِ النَّاظِرُونَ إِلَی مِثْلِهِ حُسْناً وَ بَهَاءً وَ ذُلُلٌ مِنْ غَیْرِ مُهْلَةٍ (4)نُجَبَاءُ مِنْ غَیْرِ رِیَاضَةٍ عَلَیْهَا رِحَالٌ أَلْوَاحُهَا مِنَ الدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ الْمُفَضَّضَةِ بِاللُّؤْلُؤِ وَ الْمَرْجَانِ صَفَائِحُهَا مِنَ الذَّهَبِ الْأَحْمَرِ مُلَبَّسَةً بِالْعَبْقَرِیِّ وَ الْأُرْجُوَانِ (5)فَأَنَاخُوا تِلْكَ النَّجَائِبَ إِلَیْهِمْ ثُمَّ قَالُوا لَهُمْ رَبُّكُمْ یُقْرِئُكُمُ السَّلَامَ وَ یَرَاكُمْ وَ یَنْظُرُ إِلَیْكُمْ وَ یُحِبُّكُمْ وَ تُحِبُّونَهُ وَ یَزِیدُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَ سَعَتِهِ فَإِنَّهُ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَ فَضْلٍ عَظِیمٍ قَالَ فَیُحْمَلُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ عَلَی رَاحِلَتِهِ فَیَنْطَلِقُونَ صَفّاً وَاحِداً مُعْتَدِلًا وَ لَا یَمُرُّونَ (6)بِشَجَرَةٍ مِنْ أَشْجَارِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَتْحَفَتْهُمْ بِثِمَارِهَا وَ رَحَلَتْ لَهُمْ عَنْ طَرِیقِهِمْ كَرَاهِیَةَ أَنْ یُثْلَمَ طَرِیقَتُهُمْ وَ أَنْ یُفَرَّقَ بَیْنَ الرَّجُلِ وَ رَفِیقِهِ فَلَمَّا دُفِعُوا إِلَی الْجَبَّارِ جَلَّ جَلَالُهُ قَالُوا رَبَّنَا أَنْتَ السَّلَامُ وَ لَكَ یَحِقُّ الْجَلَالُ وَ الْإِكْرَامُ فَیَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی مَرْحَباً بِعِبَادِیَ الَّذِینَ حَفِظُوا وَصِیَّتِی فِی أَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّی وَ رَعَوْا حَقِّی وَ خَافُونِی بِالْغَیْبِ وَ كَانُوا مِنِّی عَلَی كُلِّ حَالٍ مُشْفِقِینَ قَالُوا أَمَا وَ عِزَّتِكَ وَ جَلَالِكَ مَا قَدَرْنَاكَ حَقَّ قَدْرِكَ وَ مَا أَدَّیْنَا إِلَیْكَ كُلَّ حَقِّكَ فَأْذَنْ لَنَا فِی السُّجُودِ قَالَ
ص: 152
لَهُمْ رَبُّهُمْ إِنِّی وَضَعْتُ عَنْكُمْ مَئُونَةَ الْعِبَادَةِ وَ أَرَحْتُ عَلَیْكُمْ أَبْدَانَكُمْ وَ طَالَ مَا أَنْصَبْتُمْ لِیَ الْأَبْدَانَ وَ عَنِتُّمُ الْوُجُوهَ فَالْآنَ أَفْضَیْتُمْ إِلَی رُوحِی وَ رَحْمَتِی فَاسْأَلُونِی مَا شِئْتُمْ وَ تَمَنَّوْا عَلَیَّ أُعْطِكُمْ أَمَانِیَّكُمْ فَإِنِّی لَنْ أَجْزِیَكُمُ الْیَوْمَ بِأَعْمَالِكُمْ وَ لَكِنْ بِرَحْمَتِی وَ كَرَامَتِی وَ طَوْلِی وَ ارْتِفَاعِ مَكَانِی وَ عِظَمِ شَأْنِی وَ لِحُبِّكُمْ أَهْلَ بَیْتِ نَبِیِّی فَلَا یَزَالُ یَرْفَعُ أَقْدَارَ مُحِبِّی (1)عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فِی الْعَطَایَا وَ الْمَوَاهِبِ حَتَّی إِنَّ الْمُقَصِّرَ مِنْ شِیعَتِهِ لَیَتَمَنَّی فِی أُمْنِیَّتِهِ مِثْلَ جَمِیعِ الدُّنْیَا مُنْذُ یَوْمَ خَلَقَهَا اللَّهُ إِلَی یَوْمَ أَفْنَاهَا فَیَقُولُ لَهُمْ رَبُّهُمْ لَقَدْ قَصَّرْتُمْ فِی أَمَانِیِّكُمْ وَ رَضِیتُمْ بِدُونِ مَا یَحِقُّ لَكُمْ فَانْظُرُوا إِلَی مَوَاهِبِ رَبِّكُمْ فَإِذَا بِقُبَابٍ وَ قُصُورٍ فِی أَعْلَی عِلِّیِّینَ مِنَ الْیَاقُوتِ الْأَحْمَرِ وَ الْأَخْضَرِ وَ الْأَصْفَرِ وَ الْأَبْیَضِ فَلَوْ لَا أَنَّهَا مُسَخَّرَةٌ إِذاً لَلُمِعَتِ (2)الْأَبْصَارُ مِنْهَا فَمَا كَانَ مِنْ تِلْكَ الْقُصُورِ مِنَ الْیَاقُوتِ الْأَحْمَرِ فَهُوَ مَفْرُوشٌ بِالْعَبْقَرِیِّ الْأَحْمَرِ یَزْهَرُ نُورُهَا وَ مَا كَانَ مِنْهَا مِنَ الْیَاقُوتِ الْأَخْضَرِ فَهُوَ مَفْرُوشٌ بِالسُّنْدُسِ الْأَخْضَرِ وَ مَا كَانَ مِنْهَا مِنَ الْیَاقُوتِ الْأَبْیَضِ فَهُوَ مَفْرُوشٌ بِالْحَرِیرِ الْأَبْیَضِ وَ مَا كَانَ مِنْهَا مِنَ الْیَاقُوتِ الْأَصْفَرِ فَهُوَ مَفْرُوشٌ بِالرِّیَاشِ الْأَصْفَرِ مَثْبُوتَةً بِالزُّمُرُّدِ الْأَخْضَرِ (3)وَ الْفِضَّةِ الْبَیْضَاءِ وَ الذَّهَبِ الْأَحْمَرِ قَوَاعِدُهَا وَ أَرْكَانُهَا مِنَ الْجَوْهَرِ یَثُورُ مِنْ أَبْوَابِهَا وَ أَعْرَاصِهَا نُورٌ (4)مِثْلُ شُعَاعِ الشَّمْسِ عِنْدَهُ مِثْلُ الْكَوَاكِبِ الدُّرِّیِّ فِی النَّهَارِ الْمُضِی ءِ وَ إِذَا عَلَی بَابِ كُلِّ قَصْرٍ مِنْ تِلْكَ الْقُصُورِ جَنَّتَانِ مُدْهامَّتانِ فِیهِما عَیْنانِ نَضَّاخَتانِ وَ فِیهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ فَلَمَّا أَنْ أَرَادُوا أَنْ یَنْصَرِفُوا إِلَی مَنَازِلِهِمْ رَكِبُوا عَلَی بَرَاذِینَ مِنْ نُورٍ بِأَیْدِی وِلْدَانٍ مُخَلَّدِینَ بِیَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حَكَمَةُ بِرْذَوْنٍ مِنْ تِلْكَ الْبَرَاذِینِ لُجُمُهَا وَ أَعِنَّتُهَا مِنَ الْفِضَّةِ الْبَیْضَاءِ وَ أَثْفَارُهَا مِنَ الْجَوْهَرِ فَلَمَّا دَخَلُوا مَنَازِلَهُمْ وَجَدُوا الْمَلَائِكَةَ یُهَنِّئُونَهُمْ بِكَرَامَةِ رَبِّهِمْ حَتَّی إِذَا اسْتَقَرُّوا قَرَارَهُمْ قِیلَ لَهُمْ فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ رَبَّنَا رَضِینَا فَارْضَ عَنَّا قَالَ بِرِضَایَ عَنْكُمْ وَ بِحُبِّكُمْ
ص: 153
أَهْلَ بَیْتِ نَبِیِّی أَحْلَلْتُمْ دَارِی وَ صَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ فَهَنِیئاً هَنِیئاً غَیْرَ مَحْذُورٍ (1)وَ لَیْسَ فِیهِ تَنْغِیصٌ فَعِنْدَهَا قالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ قَالَ أَبُو مُوسَی فَحَدَّثْتُ بِهِ أَصْحَابَ الْحَدِیثِ عَنْ هَؤُلَاءِ الثَّمَانِیَةِ فَقُلْتُ لَهُمْ أَنَا أَبْرَأُ إِلَیْكُمْ مِنْ عُهْدَةِ هَذَا الْحَدِیثِ لِأَنَّ فِیهِ قَوْماً مَجْهُولِینَ وَ لَعَلَّهُمْ لَمْ یَكُونُوا صَادِقِینَ فَرَأَیْتُ مِنْ لَیْلَتِی أَوْ بَعْدُ كَأَنَّهُ أَتَانِی آتٍ وَ مَعَهُ كِتَابٌ فِیهِ مِنْ مُخَوَّلِ (2)بْنِ إِبْرَاهِیمَ وَ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ یَحْیَی بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فُرَاتٍ وَ عَلِیِّ بْنِ الْقَاسِمِ الْكِنْدِیِّ وَ لَمْ أَلْقَ عَلِیَّ بْنَ الْقَاسِمِ وَ عِدَّةٌ بَعْدُ لَمْ أَحْفَظْ أَسَامِیَهُمْ كَتَبْنَا إِلَیْكَ مِنْ تَحْتِ شَجَرَةِ طُوبَی وَ قَدْ أَنْجَزَ رَبُّنَا لَنَا مَا وَعَدَنَا فَاسْتَمْسِكْ بِمَا عِنْدَكَ مِنَ الْكُتُبِ فَإِنَّكَ لَنْ تَقْرَأَ مِنْهَا كِتَاباً إِلَّا أَشْرَقَتْ لَهُ الْجَنَّةُ.
بیان: المنیع لم أر له معنی یناسب المقام و فیه تصحیف و الألنجوج عود البخور و المرعزی و یمد إذا خفف و قد تفتح المیم فی الكل الزغب الذی تحت شعر العنز و الریاش اللباس الفاخر و لمع بالشی ء ذهب به و الحكمة محركة ما أحاط بحنكی الفرس من لجامه و فیها العذاران (3)و الثفر بالتحریك و قد یسكن السیر فی (4)مؤخر السرج- سعد السعود، من تفسیر العباس بن مروان بإسناده عن جعفر بن محمد عن آبائه عن أمیر المؤمنین علیه السلام مثله.
«92»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبی لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ فَبَلَغَنِی أَنَّ طُوبَی شَجَرَةٌ فِی
ص: 154
الْجَنَّةِ مَنَابِتُهُ (1)فِی دَارِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ هِیَ لَهُ وَ لِشِیعَتِهِ وَ عَلَی تِلْكَ الشَّجَرَةِ أَسْفَاطٌ فِیهَا حُلَلٌ مِنْ سُنْدُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ یَكُونُ لِلْعَبْدِ مِنْهَا أَلْفُ أَلْفِ سَفَطٍ فِی كُلِّ سَفَطٍ مِائَةُ أَلْفِ حُلَّةٍ لَیْسَ مِنْهَا حُلَّةٌ إِلَّا مُخَالِفَةً لِلَوْنِ الْأُخْرَی إِلَّا أَنَّ أَلْوَانَهَا كُلَّهَا خُضْرٌ مِنْ سُنْدُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ فَهَذَا أَعْلَی تِلْكَ الشَّجَرَةِ وَ وَسَطُهَا ظُلَلُهُمْ یُظِلُّ عَلَیْهِمْ یَسِیرُ الرَّاكِبُ فِی ظِلِّ تِلْكَ الشَّجَرَةِ مِائَةَ عَامٍ قَبْلَ أَنْ یَقْطَعَهَا وَ أَسْفَلُهَا ثَمَرَتُهَا متدلی (2)(مُتَدَلِّیَةٌ) عَلَی بُیُوتِهِمْ یَكُونُ مِنْهَا الْقَضِیبُ مِثْلَ الْقَصَبَةِ (3)فِیهِ مِائَةُ لَوْنٍ مِنَ الْفَوَاكِهِ مَا رَأَیْتَ وَ لَمْ تَرَ وَ مَا سَمِعْتَ وَ لَمْ تَسْمَعْ متدلی (مُتَدَلِّیَةٌ) عَلَی بُیُوتِهِمْ كُلَّمَا قَطَعُوا مِنْهَا یَنْبُتُ مَكَانَهَا یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی لا مَقْطُوعَةٍ وَ لا مَمْنُوعَةٍ وَ تُدْعَی تِلْكَ الشَّجَرَةُ طُوبَی وَ یَخْرُجُ نَهَرٌ مِنْ أَصْلِ تِلْكَ الشَّجَرَةِ فَیَسْقِی جَنَّةَ عَدْنٍ وَ هِیَ قَصْرٌ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ لَیْسَ فِیهَا صَدْعٌ وَ لَا وَصْلٌ لَوِ اجْتَمَعَ أَهْلُ الْإِسْلَامِ كُلُّهَا عَلَی ذَلِكَ الْقَصْرِ لَهُمْ فِیهِ سَعَةٌ لَهَا أَلْفُ أَلْفِ بَابٍ وَ كُلُّ بَابٍ مِصْرَاعَانِ مِنْ زَبَرْجَدٍ وَ یَاقُوتٍ اثْنَا عَشَرَ مِیلًا (4)لَا یَدْخُلُهَا إِلَّا نَبِیٌّ أَوْ صِدِّیقٌ أَوْ شَهِیدٌ أَوْ مُتَحَابٌّ فِی اللَّهِ أَوْ ضَعِیفٌ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ تِلْكَ مَنَازِلُهُمْ وَ هِیَ جَنَّةُ عَدْنٍ.
«93»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَا عِبَادِیَ الصِّدِّیقِینَ تَنَعَّمُوا بِعِبَادَتِی فِی الدُّنْیَا فَإِنَّكُمْ تَتَنَعَّمُونَ بِهَا فِی الْآخِرَةِ.
بیان: قوله فإنكم تتنعمون بها أی بسببها أو بثوابها أو بأصل العبادة فإن الصدیقین یلتذون بعبادة ربهم أكثر من جمیع اللذات و المشتهیات بل لا یلتذون بشی ء إلا بها فهم فی الجنة یعبدون اللّٰه و یذكرونه لا علی وجه التكلیف بل لالتذاذهم و تنعمهم بها و هذا هو الأظهر.
«94»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ دَاوُدَ الْعِجْلِیِّ مَوْلَی
ص: 155
أَبِی الْمِعْزَی قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ ثَلَاثٌ أُعْطِینَ سَمْعَ الْخَلَائِقِ الْجَنَّةُ وَ النَّارُ وَ الْحُورُ الْعِینُ فَإِذَا صَلَّی الْعَبْدُ وَ قَالَ اللَّهُمَّ أَعْتِقْنِی مِنَ النَّارِ وَ أَدْخِلْنِی الْجَنَّةَ وَ زَوِّجْنِی مِنَ الْحُورِ الْعِینِ قَالَتِ النَّارُ یَا رَبِّ إِنَّ عَبْدَكَ قَدْ سَأَلَكَ أَنْ تُعْتِقَهُ مِنِّی فَأَعْتِقْهُ وَ قَالَتِ الْجَنَّةُ یَا رَبِّ إِنَّ عَبْدَكَ قَدْ سَأَلَكَ إِیَّایَ فَأَسْكِنْهُ (1)وَ قَالَتِ الْحُورُ الْعِینُ یَا رَبِّ إِنَّ عَبْدَكَ قَدْ خَطَبَنَا إِلَیْكَ فَزَوِّجْهُ مِنَّا فَإِنْ هُوَ انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ وَ لَمْ یَسْأَلْ مِنَ اللَّهِ شَیْئاً مِنْ هَذَا قُلْنَ الْحُورُ الْعِینُ إِنَّ هَذَا الْعَبْدَ فِینَا لَزَاهِدٌ وَ قَالَتِ الْجَنَّةُ إِنَّ هَذَا الْعَبْدَ فِیَّ لَزَاهِدٌ وَ قَالَتِ النَّارُ إِنَّ هَذَا الْعَبْدَ فِیَّ لَجَاهِلٌ.
«95»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ زَكَرِیَّا الْمُؤْمِنِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ أَوْ قُتَیْبَةَ الْأَعْشَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا رَسُولَ اللَّهِ فِدَاكَ آبَاؤُنَا وَ أُمَّهَاتُنَا إِنَّ أَصْحَابَ الْمَعْرُوفِ فِی الدُّنْیَا عُرِفُوا بِمَعْرُوفِهِمْ فَبِمَ یُعْرَفُونَ فِی الْآخِرَةِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِذَا أَدْخَلَ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ أَمَرَ رِیحاً عَبِقَةً طَیِّبَةً فَلَزِقَتْ بِأَهْلِ الْمَعْرُوفِ فَلَا یَمُرُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِمَلَإٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَّا وَجَدُوا رِیحَهُ فَقَالُوا هَذَا مِنْ أَهْلِ الْمَعْرُوفِ.
بیان: عبق به الطیب كفرح لزق به.
«96»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلْجَنَّةِ بَاباً یُقَالُ لَهُ الْمَعْرُوفُ لَا یَدْخُلُهُ إِلَّا أَهْلُ الْمَعْرُوفِ وَ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِی الدُّنْیَا هُمْ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِی الْآخِرَةِ.
«97»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیُتْحِفُ أَخَاهُ التُّحْفَةَ قُلْتُ وَ أَیُّ شَیْ ءٍ التُّحْفَةُ قَالَ مِنْ مَجْلِسٍ وَ مُتَّكَإٍ وَ طَعَامٍ وَ كِسْوَةٍ وَ سَلَامٍ فَتَطَاوَلُ الْجَنَّةُ مُكَافَاةً لَهُ وَ یُوحِی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهَا أَنِّی قَدْ حَرَّمْتُ طَعَامَكِ عَلَی أَهْلِ الدُّنْیَا إِلَّا عَلَی نَبِیٍّ أَوْ وَصِیِّ نَبِیٍّ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهَا أَنْ كَافِئِی أَوْلِیَائِی بِتُحَفِهِمْ فَتَخْرُجُ مِنْهَا وُصَفَاءُ وَ وَصَائِفُ مَعَهُمْ أَطْبَاقٌ مُغَطَّاةٌ بِمَنَادِیلَ مِنْ لُؤْلُؤٍ فَإِذَا نَظَرُوا إِلَی جَهَنَّمَ وَ هَوْلِهَا وَ إِلَی الْجَنَّةِ وَ مَا فِیهَا طَارَتْ عُقُولُهُمْ وَ امْتَنَعُوا أَنْ یَأْكُلُوا
ص: 156
فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ حَرَّمَ جَهَنَّمَ عَلَی مَنْ أَكَلَ مِنْ طَعَامِ جَنَّتِهِ فَیَمُدُّ الْقَوْمُ أَیْدِیَهُمْ فَیَأْكُلُونَ.
«98»-كا، (1)الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَدَنِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِینَ إِلَی الرَّحْمنِ وَفْداً فَقَالَ یَا عَلِیُّ إِنَّ الْوَفْدَ لَا یَكُونُونَ إِلَّا رُكْبَاناً أُولَئِكَ رِجَالٌ اتَّقَوُا اللَّهَ فَأَحَبَّهُمُ اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ وَ اخْتَصَّهُمْ وَ رَضِیَ أَعْمَالَهُمْ فَسَمَّاهُمُ الْمُتَّقِینَ ثُمَّ قَالَ لَهُ یَا عَلِیُّ أَمَا وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّهُمْ لَیَخْرُجُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ وَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَسْتَقْبِلُهُمْ بِنُوقٍ مِنْ نُوقِ الْعِزِّ عَلَیْهَا رَحَائِلُ الذَّهَبِ مُكَلَّلَةً بِالدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ وَ جَلَائِلُهَا الْإِسْتَبْرَقُ وَ السُّنْدُسُ وَ خُطُمُهَا جُدُلُ الْأُرْجُوَانِ (2)تَطِیرُ بِهِمْ إِلَی الْمَحْشَرِ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَلْفُ مَلَكٍ مِنْ قُدَّامِهِ وَ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ یَزُفُّونَهُمْ زَفّاً حَتَّی یَنْتَهُوا بِهِمْ إِلَی بَابِ الْجَنَّةِ الْأَعْظَمِ وَ عَلَی بَابِ الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ إِنَّ الْوَرَقَةَ مِنْهَا لَیَسْتَظِلُّ تَحْتَهَا أَلْفُ رَجُلٍ مِنَ النَّاسِ وَ عَنْ یَمِینِ الشَّجَرَةِ عَیْنٌ مُطَهِّرَةٌ مُزَكِّیَةٌ قَالَ فَیُسْقَوْنَ مِنْهَا شَرْبَةً شَرْبَةً فَیُطَهِّرُ اللَّهُ بِهَا قُلُوبَهُمْ مِنَ الْحَسَدِ وَ یُسْقِطُ عَنْ أَبْشَارِهِمُ الشَّعْرَ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً مِنْ تِلْكَ الْعَیْنِ الْمُطَهِّرَةِ قَالَ ثُمَّ یَنْصَرِفُونَ إِلَی عَیْنٍ أُخْرَی عَنْ یَسَارِ الشَّجَرَةِ فَیَغْتَسِلُونَ فِیهَا وَ هِیَ عَیْنُ الْحَیَاةِ فَلَا یَمُوتُونَ أَبَداً قَالَ ثُمَّ یُوقَفُ بِهِمْ قُدَّامَ الْعَرْشِ وَ قَدْ سَلِمُوا مِنَ الْآفَاتِ وَ الْأَسْقَامِ وَ الْحَرِّ وَ الْبَرْدِ أَبَداً قَالَ فَیَقُولُ الْجَبَّارُ جَلَّ ذِكْرُهُ لِلْمَلَائِكَةِ الَّذِینَ مَعَهُمْ احْشُرُوا أَوْلِیَائِی إِلَی الْجَنَّةِ وَ لَا تُوقِفُوهُمْ مَعَ الْخَلَائِقِ فَقَدْ سَبَقَ رِضَایَ عَنْهُمْ وَ وَجَبَتْ رَحْمَتِی لَهُمْ وَ كَیْفَ أُرِیدُ أَنْ أُوقِفَهُمْ مَعَ أَصْحَابِ الْحَسَنَاتِ وَ السَّیِّئَاتِ قَالَ فَتَسُوقُهُمُ الْمَلَائِكَةُ إِلَی الْجَنَّةِ فَإِذَا انْتَهَوْا بِهِمْ إِلَی بَابِ الْجَنَّةِ الْأَعْظَمِ ضَرَبَ الْمَلَائِكَةُ الْحَلْقَةَ
ص: 157
ضَرْبَةً عَظِیمَةً تَصِرُّ (1)صَرِیراً (فَبَلَغَ خ ل) یَبْلُغُ صَوْتُ صَرِیرِهَا كُلَّ حَوْرَاءَ أَعَدَّهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِأَوْلِیَائِهِ فِی الْجِنَانِ فَیَتَبَاشَرُونَ بِهِمْ إِذَا سَمِعُوا صَرِیرَ الْحَلْقَةِ فَیَقُولُ بَعْضُهُمْ (فَیَتَبَاشَرْنَ بِهِمْ إِذَا سَمِعْنَ صَرِیرَ الْحَلْقَةِ فَیَقُولُ بَعْضُهُنَ ظ) لِبَعْضٍ قَدْ جَاءَنَا أَوْلِیَاءُ اللَّهِ فَیُفْتَحُ لَهُمُ الْبَابُ فَیَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ تُشْرِفُ عَلَیْهِمْ أَزْوَاجُهُمْ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ وَ الْآدَمِیِّینَ فَیَقُلْنَ مَرْحَباً بِكُمْ فَمَا كَانَ أَشَدَّ شَوْقَنَا إِلَیْكُمْ وَ یَقُولُ لَهُنَّ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنَا عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِیَّةٌ بِمَا ذَا بُنِیَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ یَا عَلِیُّ تِلْكَ غُرَفٌ بَنَاهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِأَوْلِیَائِهِ بِالدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ وَ الزَّبَرْجَدِ سُقُوفُهَا الذَّهَبُ مَحْبُوكَةً بِالْفِضَّةِ لِكُلِّ غُرْفَةٍ مِنْهَا أَلْفُ بَابٍ مِنَ الذَّهَبِ عَلَی كُلِّ بَابٍ مِنْهَا مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهِ فِیهَا فُرُشٌ مَرْفُوعَةٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ مِنَ الْحَرِیرِ وَ الدِّیبَاجِ بِأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ وَ حَشْوُهَا الْمِسْكُ وَ الْكَافُورُ وَ الْعَنْبَرُ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ إِذَا أُدْخِلَ الْمُؤْمِنُ إِلَی مَنَازِلِهِ فِی الْجَنَّةِ وَ وُضِعَ عَلَی رَأْسِهِ تَاجُ الْمُلْكِ وَ الْكَرَامَةِ أُلْبِسَ حُلَلَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ الْیَاقُوتِ وَ الدُّرِّ مَنْظُومٌ (2)فِی الْإِكْلِیلِ تَحْتَ التَّاجِ قَالَ وَ أُلْبِسَ سَبْعِینَ حُلَّةَ حَرِیرٍ بِأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ وَ ضُرُوبٍ مُخْتَلِفَةٍ مَنْسُوجَةً بِالذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ اللُّؤْلُؤِ وَ الْیَاقُوتِ الْأَحْمَرِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ یُحَلَّوْنَ فِیها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤاً وَ لِباسُهُمْ فِیها حَرِیرٌ فَإِذَا جَلَسَ الْمُؤْمِنُ عَلَی سَرِیرِهِ اهْتَزَّ سَرِیرُهُ فَرَحاً فَإِذَا اسْتَقَرَّ بِوَلِیِّ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَنَازِلُهُ فِی الْجِنَانِ اسْتَأْذَنَ عَلَیْهِ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِجِنَانِهِ لِیُهَنِّئَهُ بِكَرَامَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِیَّاهُ فَیَقُولُ لَهُ خُدَّامُ الْمُؤْمِنِ مِنَ الْوُصَفَاءِ وَ الْوَصَائِفِ مَكَانَكَ فَإِنَّ وَلِیَّ اللَّهِ قَدِ اتَّكَأَ عَلَی أَرِیكَتِهِ وَ زَوْجَتُهُ الْحَوْرَاءُ تَهَیَّأُ لَهُ (3)فَاصْبِرْ لِوَلِیِّ اللَّهِ قَالَ فَتَخْرُجُ عَلَیْهِ زَوْجَتُهُ الْحَوْرَاءُ مِنْ خَیْمَةٍ لَهَا تَمْشِی مُقْبِلَةً وَ حَوْلَهَا وَصَائِفُهَا وَ عَلَیْهَا سَبْعُونَ حُلَّةً مَنْسُوجَةً بِالْیَاقُوتِ وَ اللُّؤْلُؤِ وَ الزَّبَرْجَدِ مِنْ مِسْكٍ وَ عَنْبَرٍ (4)وَ عَلَی رَأْسِهَا تَاجُ الْكَرَامَةِ وَ عَلَیْهَا نَعْلَانِ مِنْ
ص: 158
ذَهَبٍ (1)مُكَلَّلَتَانِ بِالْیَاقُوتِ وَ اللُّؤْلُؤِ شِرَاكُهُمَا یَاقُوتٌ أَحْمَرُ فَإِذَا دَنَتْ مِنْ وَلِیِّ اللَّهِ فَهَمَّ أَنْ یَقُومَ إِلَیْهَا شَوْقاً فَتَقُولُ لَهُ یَا وَلِیَّ اللَّهِ لَیْسَ هَذَا یَوْمَ تَعَبٍ وَ لَا نَصَبٍ فَلَا تَقُمْ أَنَا لَكَ وَ أَنْتَ لِی فَیَعْتَنِقَانِ (2)مِقْدَارَ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ مِنْ أَعْوَامِ الدُّنْیَا لَا یُمِلُّهَا وَ لَا تُمِلُّهُ قَالَ فَإِذَا فَتَرَ بَعْضَ الْفُتُورِ مِنْ غَیْرِ مَلَالَةٍ نَظَرَ إِلَی عُنُقِهَا فَإِذَا عَلَیْهَا قَلَائِدُ مِنْ قَصَبٍ مِنْ یَاقُوتٍ أَحْمَرَ وَسَطُهَا لَوْحٌ صَفْحَتُهُ دُرَّةٌ مَكْتُوبٌ فِیهَا أَنْتَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ حَبِیبِی وَ أَنَا الْحَوْرَاءُ حَبِیبَتُكَ إِلَیْكَ تَنَاهَتْ نَفْسِی وَ إِلَیَّ تَنَاهَتْ نَفْسُكَ ثُمَّ یَبْعَثُ اللَّهُ إِلَیْهِ أَلْفَ مَلَكٍ یُهَنِّئُونَهُ بِالْجَنَّةِ وَ یُزَوِّجُونَهُ بِالْحَوْرَاءِ قَالَ فَیَنْتَهُونَ إِلَی أَوَّلِ بَابٍ مِنْ جِنَانِهِ فَیَقُولُونَ لِلْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِأَبْوَابِ جِنَانِهِ اسْتَأْذِنْ لَنَا عَلَی وَلِیِّ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَنَا إِلَیْهِ نُهَنِّئُهُ فَیَقُولُ لَهُمُ الْمَلَكُ حَتَّی أَقُولَ لِلْحَاجِبِ فَیُعْلِمَهُ مَكَانَكُمْ قَالَ فَیَدْخُلُ الْمَلَكُ إِلَی الْحَاجِبِ وَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْحَاجِبِ ثَلَاثُ جِنَانٍ حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی أَوَّلِ بَابٍ فَیَقُولَ لِلْحَاجِبِ إِنَّ عَلَی بَابِ الْعَرْصَةِ أَلْفَ مَلَكٍ أَرْسَلَهُمْ رَبُّ الْعَالَمِینَ لِیُهَنِّئُوا وَلِیَّ اللَّهِ وَ قَدْ سَأَلُونِی أَنْ آذَنَ لَهُمْ عَلَیْهِ فَیَقُولُ الْحَاجِبُ إِنَّهُ لَیَعْظُمُ عَلَیَّ أَنْ أَسْتَأْذِنَ لِأَحَدٍ عَلَی وَلِیِّ اللَّهِ وَ هُوَ مَعَ زَوْجَتِهِ الْحَوْرَاءِ قَالَ وَ بَیْنَ الْحَاجِبِ وَ بَیْنَ وَلِیِّ اللَّهِ جَنَّتَانِ قَالَ فَیَدْخُلُ الْحَاجِبُ إِلَی الْقَیِّمِ فَیَقُولُ لَهُ إِنَّ عَلَی بَابِ الْعَرْصَةِ أَلْفَ مَلَكٍ أَرْسَلَهُمْ رَبُّ الْعِزَّةِ یُهَنِّئُونَ وَلِیَّ اللَّهِ فَاسْتَأْذِنْ (3)فَیَتَقَدَّمُ الْقَیِّمُ إِلَی الْخُدَّامِ فَیَقُولُ لَهُمْ إِنَّ رُسُلَ الْجَبَّارِ عَلَی بَابِ الْعَرْصَةِ وَ هُمْ أَلْفُ مَلَكٍ أَرْسَلَهُمُ اللَّهُ یُهَنِّئُونَ وَلِیَّ اللَّهِ فَأَعْلِمُوهُ بِمَكَانِهِمْ قَالَ فَیُعْلِمُونَهُ فَیُؤْذَنُ لِلْمَلَائِكَةِ فَیَدْخُلُونَ عَلَی وَلِیِّ اللَّهِ وَ هُوَ فِی الْغُرْفَةِ وَ لَهَا أَلْفُ بَابٍ وَ عَلَی كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِهَا مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهِ فَإِذَا أُذِنَ لِلْمَلَائِكَةِ بِالدُّخُولِ عَلَی وَلِیِّ اللَّهِ فَتَحَ كُلُّ مَلَكٍ بَابَهُ الْمُوَكَّلَ بِهِ (4)قَالَ فَیُدْخِلُ الْقَیِّمُ كُلَّ مَلَكٍ مِنْ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْغُرْفَةِ قَالَ فَیُبَلِّغُونَهُ رِسَالَةَ الْجَبَّارِ جَلَّ وَ عَزَّ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الْمَلائِكَةُ یَدْخُلُونَ عَلَیْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْغُرْفَةِ سَلامٌ عَلَیْكُمْ إِلَی آخِرِ الْآیَةِ
ص: 159
قَالَ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِذا رَأَیْتَ ثَمَّ رَأَیْتَ نَعِیماً وَ مُلْكاً كَبِیراً یَعْنِی بِذَلِكَ وَلِیَّ اللَّهِ وَ مَا هُوَ فِیهِ مِنَ الْكَرَامَةِ وَ النَّعِیمِ وَ الْمُلْكِ الْعَظِیمِ الْكَبِیرِ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ مِنْ رُسُلِ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ یَسْتَأْذِنُونَ عَلَیْهِ فَلَا یَدْخُلُونَ عَلَیْهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَذَلِكَ (1)الْمُلْكُ الْعَظِیمُ الْكَبِیرُ قَالَ وَ الْأَنْهَارُ تَجْرِی مِنْ تَحْتِ مَسَاكِنِهِمْ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ وَ الثِّمَارُ دَانِیَةٌ مِنْهُمْ وَ هُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ دانِیَةً عَلَیْهِمْ ظِلالُها وَ ذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِیلًا مِنْ قُرْبِهَا مِنْهُمْ یَتَنَاوَلُ الْمُؤْمِنُ مِنَ النَّوْعِ الَّذِی یَشْتَهِیهِ مِنَ الثِّمَارِ بِفِیهِ وَ هُوَ مُتَّكِئٌ وَ إِنَّ الْأَنْوَاعَ مِنَ الْفَاكِهَةِ لَیَقُلْنَ لِوَلِیِّ اللَّهِ یَا وَلِیَّ اللَّهِ كُلْنِی قَبْلَ أَنْ تَأْكُلَ هَذَا قَبْلِی قَالَ وَ لَیْسَ مِنْ مُؤْمِنٍ فِی الْجَنَّةِ إِلَّا وَ لَهُ جِنَانٌ كَثِیرَةٌ مَعْرُوشاتٍ وَ غَیْرَ مَعْرُوشاتٍ وَ أَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ وَ أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ وَ أَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ وَ أَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ فَإِذَا دَعَا وَلِیُّ اللَّهِ بِغِذَائِهِ أُتِیَ بِمَا تَشْتَهِی نَفْسُهُ عِنْدَ طَلَبِهِ الْغِذَاءَ مِنْ غَیْرِ أَنْ یُسَمِّیَ شَهْوَتَهُ قَالَ ثُمَّ یَتَخَلَّی مَعَ إِخْوَانِهِ وَ یَزُورُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ یَتَنَعَّمُونَ فِی جَنَّاتٍ فِی ظِلٍّ مَمْدُودٍ فِی مِثْلِ مَا بَیْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَی طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ أَطْیَبَ مِنْ ذَلِكَ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ سَبْعُونَ زَوْجَةً حَوْرَاءَ وَ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ مِنَ الْآدَمِیِّینَ وَ الْمُؤْمِنُ سَاعَةً مَعَ الْحَوْرَاءِ وَ سَاعَةً مَعَ الْآدَمِیَّةِ وَ سَاعَةً یَخْلُو بِنَفْسِهِ عَلَی الْأَرَائِكِ مُتَّكِئاً یَنْظُرُ بَعْضُ الْمُؤْمِنِینَ إِلَی بَعْضٍ وَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَغْشَاهُ شُعَاعُ نُورٍ وَ هُوَ عَلَی أَرِیكَتِهِ وَ یَقُولُ لِخُدَّامِهِ مَا هَذَا الشُّعَاعُ اللَّامِعُ لَعَلَّ الْجَبَّارَ لَحَظَنِی فَیَقُولُ لَهُ خُدَّامُهُ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ جَلَّ جَلَالُهُ بَلْ هَذِهِ حَوْرَاءُ مِنْ نِسَائِكَ مِمَّنْ لَمْ تَدْخُلْ بِهَا بَعْدُ أَشْرَفَتْ عَلَیْكَ مِنْ خَیْمَتِهَا شَوْقاً إِلَیْكَ وَ قَدْ تَعَرَّضَتْ لَكَ وَ أَحَبَّتْ لِقَاءَكَ فَلَمَّا أَنْ رَأَتْكَ مُتَّكِئاً عَلَی سَرِیرِكَ تَبَسَّمَتْ نَحْوَكَ شَوْقاً إِلَیْكَ فَالشُّعَاعُ الَّذِی رَأَیْتَ وَ النُّورُ الَّذِی غَشِیَكَ هُوَ مِنْ بَیَاضِ ثَغْرِهَا وَ صَفَائِهِ وَ نَقَائِهِ وَ رِقَّتِهِ فَیَقُولُ وَلِیُّ اللَّهِ ائْذَنُوا لَهَا فَتَنْزِلَ إِلَیَّ فَیَبْتَدِرُ إِلَیْهَا أَلْفُ وَصِیفٍ وَ أَلْفُ وَصِیفَةٍ یُبَشِّرُونَهَا بِذَلِكَ فَتَنْزِلُ إِلَیْهِ مِنْ خَیْمَتِهَا وَ عَلَیْهَا سَبْعُونَ حُلَّةً مَنْسُوجَةً بِالذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ مُكَلَّلَةً بِالدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ وَ الزَّبَرْجَدِ صِبْغُهُنَّ الْمِسْكُ وَ الْعَنْبَرُ بِأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ یُرَی مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ سَبْعِینَ
ص: 160
حُلَّةً طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً وَ عَرْضُ مَا بَیْنَ مَنْكِبَیْهَا عَشَرَةُ أَذْرُعٍ فَإِذَا دَنَتْ مِنْ وَلِیِّ اللَّهِ أَقْبَلَ الْخُدَّامُ بِصِحَافِ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ فِیهَا الدُّرُّ وَ الْیَاقُوتُ وَ الزَّبَرْجَدُ فَیَنْثُرُونَهَا عَلَیْهَا (1)ثُمَّ یُعَانِقُهَا وَ تُعَانِقُهُ فَلَا تَمَلَّ وَ لَا یَمَلُّ قَالَ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَمَّا الْجِنَانُ الْمَذْكُورَةُ فِی الْكِتَابِ فَإِنَّهُنَّ جَنَّةُ عَدْنٍ وَ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ وَ جَنَّةُ نَعِیمٍ وَ جَنَّةُ الْمَأْوَی قَالَ وَ إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ جِنَاناً مَحْفُوفَةً بِهَذِهِ الْجِنَانِ وَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَكُونُ لَهُ مِنَ الْجِنَانِ مَا أَحَبَّ وَ اشْتَهَی یَتَنَعَّمُ فِیهِنَّ كَیْفَ یَشَاءُ وَ إِذَا أَرَادَ الْمُؤْمِنُ شَیْئاً إِنَّمَا دَعْوَاهُ إِذَا أَرَادَ (2)أَنْ یَقُولَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ فَإِذَا قَالَهَا تَبَادَرَتْ إِلَیْهِ الْخُدَّامُ بِمَا اشْتَهَی مِنْ غَیْرِ أَنْ یَكُونَ طَلَبَهُ مِنْهُمْ أَوْ أَمَرَ بِهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ دَعْواهُمْ فِیها سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وَ تَحِیَّتُهُمْ فِیها سَلامٌ یَعْنِی الْخُدَّامَ قَالَ وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ یَعْنِی بِذَلِكَ عِنْدَ مَا یَقْضُونَ مِنْ لَذَّاتِهِمْ مِنَ الْجِمَاعِ وَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ یَحْمَدُونَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَ فَرَاغِهِمْ وَ أَمَّا قَوْلُهُ أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ قَالَ یَعْلَمُهُ الْخُدَّامُ فَیَأْتُونَ بِهِ أَوْلِیَاءَ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ یَسْأَلُوهُمْ إِیَّاهُ وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَواكِهُ وَ هُمْ مُكْرَمُونَ قَالَ فَإِنَّهُمْ لَا یَشْتَهُونَ شَیْئاً فِی الْجَنَّةِ إِلَّا أُكْرِمُوا بِهِ.
«99»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ شَاذَانَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی أَبِی إِنَّ فِی الْجَنَّةِ نَهَراً یُقَالُ لَهُ جَعْفَرٌ عَلَی شَاطِئِهِ الْأَیْمَنِ دُرَّةٌ بَیْضَاءُ فِیهَا أَلْفُ قَصْرٍ فِی كُلِّ قَصْرٍ أَلْفُ قَصْرٍ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلَی شَاطِئِهِ الْأَیْسَرِ دُرَّةٌ صَفْرَاءُ فِیهَا أَلْفُ قَصْرٍ فِی كُلِّ قَصْرٍ أَلْفُ قَصْرٍ لِإِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام.
«100»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهِنَّ خَیْراتٌ حِسانٌ قَالَ هُنَّ صَوَالِحُ الْمُؤْمِنَاتِ الْعَارِفَاتِ قَالَ قُلْتُ حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِی الْخِیامِ قَالَ الْحُورُ هُنَّ الْبِیضُ
ص: 161
الْمَضْمُومَاتُ الْمُخَدَّرَاتُ فِی خِیَامِ الدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ وَ الْمَرْجَانِ لِكُلِّ خَیْمَةٍ أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ عَلَی كُلِّ بَابٍ سَبْعُونَ كَاعِباً حُجَّاباً لَهُنَّ وَ یَأْتِیهِنَّ فِی كُلِّ یَوْمٍ كَرَامَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ لِیُبَشِّرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِنَّ الْمُؤْمِنِینَ.
بیان: المضمومات أی المصونات المستورات و فی بعض النسخ المضمرات و لعله استعیر من تضمیر الفرس و هو أن تعلفه حتی یسمن ثم ترده إلی القوت أو كنایة عن دقة أوساطهن كما یحمد الفرس الضامر البطن (1)
«101»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَزِیدَ النَّوْفَلِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَعْیَنَ أَخِی مَالِكِ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ الرَّجُلِ لِلرَّجُلِ جَزَاكَ اللَّهُ خَیْراً مَا یَعْنِی بِهِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ خَیْراً نَهَرٌ فِی الْجَنَّةِ مَخْرَجُهُ مِنَ الْكَوْثَرِ وَ الْكَوْثَرُ مَخْرَجُهُ مِنْ سَاقِ الْعَرْشِ عَلَیْهِ مَنَازِلُ الْأَوْصِیَاءِ وَ شِیعَتِهِمْ عَلَی حَافَتَیْ ذَلِكَ النَّهَرِ جَوَارِی نَابِتَاتٌ كُلَّمَا قُلِعَتْ وَاحِدَةٌ نَبَتَتْ أُخْرَی سُمِّیَ بِذَلِكَ النَّهَرُ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ فِیهِنَّ خَیْراتٌ حِسانٌ وَ إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ جَزَاكَ اللَّهُ خَیْراً فَإِنَّمَا یَعْنِی بِذَلِكَ تِلْكَ الْمَنَازِلَ الَّتِی أَعَدَّهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِصَفْوَتِهِ وَ خِیَرَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ.
«102»-وَ عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ فِی الْجَنَّةِ نَهَراً حَافَتَاهُ حُورٌ نَابِتَاتٌ فَإِذَا مَرَّ الْمُؤْمِنُ بِإِحْدَاهُنَّ فَأَعْجَبَتْهُ اقْتَلَعَهَا فَأَنْبَتَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَكَانَهَا.
«103»-نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی صِفَةِ الْجَنَّةِ دَرَجَاتٌ مُتَفَاضِلَاتٌ وَ مَنَازِلُ مُتَفَاوِتَاتٌ لَا یَنْقَطِعُ نَعِیمُهَا وَ لَا یَضْعَنُ مُقِیمُهَا وَ لَا یَهْرَمُ خَالِدُهَا وَ لَا یَیْأَسُ سَاكِنُهَا.
«104»-نبه، تنبیه الخاطر نهج، نهج البلاغة قَالَ علیه السلام فَلَوْ رَمَیْتَ بِبَصَرِ قَلْبِكَ نَحْوَ مَا یُوصَفُ لَكَ مِنْهَا لَعَزَفَتْ نَفْسُكَ عَنْ بَدَائِعِ مَا أُخْرِجَ إِلَی الدُّنْیَا مِنْ شَهَوَاتِهَا وَ لَذَّاتِهَا وَ زَخَارِفِ مَنَاظِرِهَا وَ لَذَهِلَتْ بِالْفِكْرِ فِی اصْطِفَاقِ أَشْجَارٍ غُیِّبَتْ عُرُوقُهَا (2)فِی كُثْبَانِ الْمِسْكِ عَلَی سَوَاحِلِ أَنْهَارِهَا وَ فِی
ص: 162
تَعْلِیقِ كَبَائِسِ اللُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ فِی عَسَالِیجِهَا وَ أَفْنَانِهَا وَ طُلُوعُ تِلْكَ الثِّمَارِ مُخْتَلِفَةٌ فِی غُلُفِ أَكْمَامِهَا تُجْنَی مِنْ غَیْرِ تَكَلُّفٍ فَتَأْتِی عَلَی مُنْیَةِ مُجْتَنِیهَا وَ یُطَافُ عَلَی نُزَّالِهَا فِی أَفْنِیَةِ قُصُورِهَا بِالْأَعْسَالِ الْمُصَفَّقَةِ وَ الْخُمُورِ الْمُرَوَّقَةِ (1)قَوْمٌ لَمْ تَزَلِ الْكَرَامَةُ تَتَمَادَی بِهِمْ حَتَّی حَلُّوا دَارَ الْقَرَارِ وَ أَمِنُوا نُقْلَةَ الْأَسْفَارِ (2)فَلَوْ شَغَلْتَ قَلْبَكَ أَیُّهَا الْمُسْتَمِعُ بِالْوُصُولِ إِلَی مَا یَهْجُمُ عَلَیْكَ مِنْ تِلْكَ الْمَنَاظِرِ الْمُونِقَةِ (3)لَزَهِقَتْ نَفْسُكَ شَوْقاً إِلَیْهَا وَ لَتَحَمَّلْتَ مِنْ مَجْلِسِی هَذَا إِلَی مُجَاوَرَةِ أَهْلِ الْقُبُورِ اسْتِعْجَالًا بِهَا جَعَلَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاكُمْ مِمَّنْ سَعَی بِقَلْبِهِ إِلَی مَنَازِلِ الْأَبْرَارِ بِرَحْمَتِهِ.
بیان: لعزفت أی زهدت و الزخرف الذهب و كل مموه و الاصطفاق الاضطراب و یروی اصطفاف أشجار أی انتظامها صفا و الكبائس جمع كباسة و هی العذق التام بشماریخه و رطبه و العسالیج الأغصان و كذا الأفنان قوله علیه السلام فتأتی علی منیة مجتنیها أی لا یترك له منیة أصلا و قال الفیروزآبادی التصفیق تحویل الشراب من إناء إلی إناء ممزوجا لیصفو و قال الرواق الصافی من الماء و غیره و المعجب و یقال زهقت نفسه أی مات.
«105»-نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ اعْلَمُوا أَنَّ مَنْ یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً مِنَ الْفِتَنِ وَ نُوراً مِنَ الظُّلَمِ وَ یُخَلِّدْهُ فِیمَا اشْتَهَتْ نَفْسُهُ وَ یَنْزِلْهُ مَنْزِلَ الْكَرَامَةِ عِنْدَهُ فِی دَارٍ اصْطَنَعَهَا لِنَفْسِهِ ظِلُّهَا عَرْشُهُ وَ نُورُهَا بَهْجَتُهُ وَ زُوَّارُهَا مَلَائِكَتُهُ وَ رُفَقَاؤُهَا رُسُلُهُ ثُمَّ قَالَ علیه السلام فَبَادِرُوا بِأَعْمَالِكُمْ تَكُونُوا مَعَ جِیرَانِ اللَّهِ رَافَقَ بِهِمْ رُسُلَهُ وَ أَزَارَهُمْ مَلَائِكَتَهُ وَ أَكْرَمَ أَسْمَاعَهُمْ عَنْ أَنْ تَسْمَعَ حَسِیسَ نَارٍ أَبَداً وَ صَانَ أَجْسَادَهُمْ أَنْ تَلْقَی لُغُوباً وَ نَصَباً ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ یُؤْتِیهِ مَنْ یَشَاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ.
«106»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَ حَنِینِ الْجِذْعِ بِمُفَارَقَتِهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ صُعُودِهِ الْمِنْبَرَ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ حَنِینَ خُزَّانِ الْجِنَانِ وَ حُورِهَا وَ قُصُورِهَا
ص: 163
إِلَی مَنْ یُوَالِی مُحَمَّداً وَ عَلِیّاً وَ آلَهُمَا الطَّیِّبِینَ وَ یَبْرَأُ مِنْ أَعْدَائِهِمَا لَأَشَدُّ مِنْ حَنِینِ هَذَا الْجِذْعِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنَّ الَّذِی یُسَكِّنُ حَنِینَهُمْ وَ أَنِینَهُمْ مَا یَرِدُ عَلَیْهِمْ مِنْ صَلَاةِ أَحَدِكُمْ مَعَاشِرَ شِیعَتِنَا عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ أَوْ صَلَاةِ نَافِلَةٍ أَوْ صَوْمٍ أَوْ صَدَقَةٍ وَ إِنَّ مِنْ عَظِیمِ مَا یُسَكِّنُ حَنِینَهُمْ إِلَی شِیعَةِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ مَا یَتَّصِلُ بِهِمْ مِنْ إِحْسَانِهِمْ إِلَی إِخْوَانِهِمُ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَعُونَتِهِمْ لَهُمْ عَلَی دَهْرِهِمْ یَقُولُ أَهْلُ الْجِنَانِ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ لَا تَسْتَعْجِلُوا صَاحِبَكُمْ فَمَا یُبْطِئُ عَنْكُمْ إِلَّا لِلزِّیَادَةِ فِی الدَّرَجَاتِ الْعَالِیَاتِ فِی هَذِهِ الْجِنَانِ بِإِسْدَاءِ الْمَعْرُوفِ إِلَی إِخْوَانِهِ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ مِمَّا یُسَكِّنُ حَنِینَ سُكَّانِ الْجِنَانِ وَ حُورِهَا إِلَی شِیعَتِنَا مَا یَعْرِفُهُمُ اللَّهُ مِنْ صَبْرِ شِیعَتِنَا عَلَی التَّقِیَّةِ (1)فَحِینَئِذٍ تَقُولُ خُزَّانُ الْجِنَانِ وَ حُورُهَا لَنَصْبِرَنَّ عَلَی شَوْقِنَا إِلَیْهِمْ كَمَا یَصْبِرُونَ عَلَی سَمَاعِ الْمَكْرُوهِ فِی سَادَاتِهِمْ وَ أَئِمَّتِهِمْ وَ كَمَا یَتَجَرَّعُونَ الْغَیْظَ وَ یَسْكُتُونَ عَنْ إِظْهَارِ الْحَقِّ لِمَا یُشَاهِدُونَ مِنْ ظُلْمِ مَنْ لَا یَقْدِرُونَ عَلَی دَفْعِ مَضَرَّتِهِ فَعِنْدَ ذَلِكَ یُنَادِیهِمْ رَبُّنَا عَزَّ وَ جَلَّ یَا سُكَّانَ جِنَانِی وَ یَا خُزَّانَ رَحْمَتِی مَا لِبُخْلٍ أَخَّرْتُ عَنْكُمْ أَزْوَاجَكُمْ وَ سَادَاتِكُمْ وَ لَكِنْ لِیَسْتَكْمِلُوا نَصِیبَهُمْ مِنْ كَرَامَتِی بِمُوَاسَاتِهِمْ إِخْوَانَهُمُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَخْذِ بِأَیْدِی الْمَلْهُوفِینَ وَ التَّنْفِیسِ عَنِ الْمَكْرُوبِینَ وَ بِالصَّبْرِ عَلَی التَّقِیَّةِ مِنَ الْفَاسِقِینَ الْكَافِرِینَ حَتَّی إِذَا اسْتَكْمَلُوا أَجْزَلَ كَرَامَاتِی نَقَلْتُهُمْ إِلَیْكُمْ عَلَی أَسَرِّ الْأَحْوَالِ وَ أَغْبَطِهَا فَأَبْشِرُوا فَعِنْدَ ذَلِكَ یَسْكُنُ حَنِینُهُمْ وَ أَنِینُهُمْ.
أقول: سیأتی تمامه فی أبواب معجزات النبی صلی اللّٰه علیه و آله.
«107»-فس، تفسیر القمی الدَّلِیلُ عَلَی أَنَّ الْجِنَانَ فِی السَّمَاءِ قَوْلُهُ تَعَالَی لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَ لا یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ الدَّلِیلُ عَلَی أَنَّ النَّارَ فِی الْأَرْضِ قَوْلُهُ تَعَالَی فِی سُورَةِ مَرْیَمَ فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَ الشَّیاطِینَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِیًّا وَ مَعْنَی حَوْلَ جَهَنَّمَ الْبَحْرُ الْمُحِیطُ بِالدُّنْیَا یَتَحَوَّلُ نِیرَاناً وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ وَ مَعْنَی جِثِیّاً أَیْ عَلَی رُكَبِهِمْ ثُمَّ قَالَ تَعَالَی وَ نَذَرُ الظَّالِمِینَ فِیها جِثِیًّا یَعْنِی فِی الْأَرْضِ إِذَا تَحَوَّلَتْ نِیرَاناً.
ص: 164
«108»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ إِذْ أَخَذْنا مِیثاقَكُمْ وَ رَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ بَعْدَ بَیَانِ أَمْرِ اللَّهِ فِی الْكِتَابِ لِبَنِی إِسْرَائِیلَ أَنْ یُقِرُّوا بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ عَدَمِ قَبُولِهِمْ وَ رَفْعِ الْجَبَلِ فَوْقَهُمْ ثُمَّ إِقْرَارِ بَعْضِهِمْ بِاللِّسَانِ دُونَ الْقَلْبِ قَالَ فَنَظَرَ الْقَوْمُ إِلَی الْجَبَلِ وَ قَدْ صَارَ قِطْعَتَیْنِ قِطْعَةً مِنْهُ صَارَتْ لُؤْلُؤَةً بَیْضَاءَ فَجَعَلَتْ تَصْعَدُ وَ تَرْقَی حَتَّی خَرَقَتِ السَّمَاوَاتِ وَ هُمْ یَنْظُرُونَ إِلَیْهَا إِلَی أَنْ صَارَتْ إِلَی حَیْثُ لَا تُلْحِقُهَا أَبْصَارُهُمْ وَ قِطْعَةً صَارَتْ نَاراً وَ وَقَعَتْ عَلَی الْأَرْضِ بِحَضْرَتِهِمْ فَخَرَقَتْهَا وَ دَخَلَتْهَا وَ غَابَتْ عَنْ عُیُونِهِمْ فَقَالُوا مَا هَذَانِ الْمُفْتَرِقَانِ مِنَ الْجَبَلِ فِرْقٌ صَعِدَ لُؤْلُؤاً وَ فِرْقٌ انْحَطَّ نَاراً قَالَ لَهُمْ مُوسَی أَمَّا الْقِطْعَةُ الَّتِی صَعِدَتْ فِی الْهَوَاءِ فَإِنَّهَا وَصَلَتْ إِلَی السَّمَاءِ فَخَرَقَتْهَا إِلَی أَنْ لَحِقَتْ بِالْجَنَّةِ فَأُضْعِفَتْ أَضْعَافاً كَثِیرَةً لَا یَعْلَمُ عَدَدَهَا إِلَّا اللَّهُ وَ أَمَرَ اللَّهُ أَنْ یُبْنَی مِنْهَا لِلْمُؤْمِنِینَ بِمَا فِی هَذَا الْكِتَابِ قُصُورٌ وَ دُورٌ وَ مَنَازِلُ وَ مَسَاكِینُ مُشْتَمِلَةٌ عَلَی أَنْوَاعِ النِّعَمِ الَّتِی وَعَدَهَا الْمُتَّقِینَ مِنْ عِبَادِهِ مِنَ الْأَشْجَارِ وَ الْبَسَاتِینِ وَ الثِّمَارِ وَ الْحُورِ الْحِسَانِ وَ الْمُخَلَّدِینَ مِنَ الْوِلْدَانِ كَاللَّئَالِی الْمَنْثُورَةِ وَ سَائِرِ نَعِیمِ الْجَنَّةِ وَ خَیْرَاتِهَا وَ أَمَّا الْقِطْعَةُ الَّتِی انْحَطَّتْ إِلَی الْأَرْضِ فَخَرَقَتْهَا ثُمَّ الَّتِی تَلِیهَا إِلَی أَنْ لَحِقَتْ بِ جَهَنَّمَ فَأُضْعِفَتْ أَضْعَافاً كَثِیرَةً وَ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَی أَنْ یُبْنَی مِنْهَا لِلْكَافِرِینَ بِمَا فِی هَذَا الْكِتَابِ قُصُورٌ وَ دُورٌ وَ مَسَاكِنُ وَ مَنَازِلُ مُشْتَمِلَةٌ عَلَی أَنْوَاعِ الْعَذَابِ الَّتِی وَعَدَهَا اللَّهُ الْكَافِرِینَ مِنْ عِبَادِهِ مِنْ بِحَارِ نِیرَانِهَا وَ حِیَاضِ غِسْلِینِهَا وَ غَسَّاقِهَا وَ أَوْدِیَةِ قَیْحِهَا وَ دِمَائِهَا وَ صَدِیدِهَا وَ زَبَانِیَتِهَا بِمِرْزَبَاتِهَا وَ أَشْجَارِ زَقُّومِهَا وَ ضَرِیعِهَا وَ حَیَّاتِهَا وَ عَقَارِبِهَا وَ أَفَاعِیهَا وَ قُیُودِهَا وَ أَغْلَالِهَا وَ سَلَاسِلِهَا وَ أَنْكَالِهَا وَ سَائِرِ أَنْوَاعِ الْبَلَایَا وَ الْعَذَابِ الْمُعَدِّ فِیهَا.
«109»-م، تفسیر الإمام علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی خَتَمَ اللَّهُ عَلی قُلُوبِهِمْ وَ سَاقَ حِكَایَةَ عَلِیٍّ علیه السلام إِلَی أَنْ قَالَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ یَعْلَمُ مِنَ الْحِسَابِ مَا لَا یَبْلُغُهُ عُقُولُ الْخَلْقِ إِنَّهُ یَضْرِبُ أَلْفاً وَ سَبْعَمِائَةٍ فِی أَلْفٍ وَ سَبْعِمِائَةٍ ثُمَّ مَا ارْتَفَعَ مِنْ ذَلِكَ فِی مِثْلِهِ إِلَی أَنْ یَفْعَلَ ذَلِكَ أَلْفَ مَرَّةٍ ثُمَّ آخِرُ مَا یَرْتَفِعُ مِنْ ذَلِكَ عَدَدُ مَا یَهَبُهُ اللَّهُ لَكَ یَا عَلِیُّ فِی الْجَنَّةِ مِنَ الْقُصُورِ قَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ وَ قَصْرٍ مِنْ فِضَّةٍ وَ قَصْرٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَ قَصْرٍ مِنْ زَبَرْجَدٍ وَ قَصْرٍ مِنْ جَوْهَرٍ وَ قَصْرٍ مِنْ نُورِ رَبِّ الْعِزَّةِ وَ أَضْعَافِ ذَلِكَ مِنَ الْعَبِیدِ وَ الْخَدَمِ وَ الْخَیْلِ وَ النُّجُبِ
ص: 165
تَطِیرُ بَیْنَ سَمَاءِ الْجَنَّةِ وَ أَرْضِهَا فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام حَمْداً لِرَبِّی وَ شُكْراً قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هَذَا الْعَدَدُ فَهُوَ عَدَدُ مَنْ یُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ وَ یَرْضَی عَنْهُمْ لِمَحَبَّتِهِمْ لَكَ وَ أَضْعَافُ هَذَا الْعَدَدِ مَنْ یُدْخِلُهُمُ النَّارَ مِنَ الشَّیَاطِینِ وَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ بِبُغْضِهِمْ لَكَ وَ وَقِیعَتِهِمْ فِیكَ وَ تَنْقِیصِهِمْ إِیَّاكَ.
«110»-م، تفسیر الإمام علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ إِذا قِیلَ لَهُمْ آمِنُوا بِما أَنْزَلَ اللَّهُ قَالَ فَمِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ قَدْ كُنْتُ لِعَلِیٍّ علیه السلام بِالْوَلَایَةِ شَاهِداً وَ لآِلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مُحِبّاً وَ هُوَ فِی ذَلِكَ كَاذِبٌ یَظُنُّ أَنَّ كَذِبَهُ یُنْجِیهِ فَیُقَالُ لَهُمْ سَوْفَ نَسْتَشْهِدُ عَلَی ذَلِكَ عَلِیّاً علیه السلام فَتَشْهَدُ أَنْتَ یَا أَبَا الْحَسَنِ فَتَقُولُ الْجَنَّةُ لِأَوْلِیَائِی شَاهِدَةٌ وَ النَّارُ لِأَعْدَائِی شَاهِدَةٌ فَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ صَادِقاً خَرَجَتْ إِلَیْهِ رِیَاحُ الْجَنَّةِ وَ نَسِیمُهَا فَاحْتَمَلَتْهُ فَأَوْرَدَتْهُ إِلَی أَعْلَی غُرَفِهَا وَ أَحَلَّتْهُ دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِ رَبِّهِ لَا یَمَسُّهُمْ فِیهَا نَصَبٌ وَ لَا یَمَسُّهُمْ فِیهَا لُغُوبٌ وَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ كَاذِباً جَاءَتْهُ سَمُومُ النَّارِ وَ حَمِیمُهَا وَ ظِلُّهَا الَّذِی هُوَ ثَلَاثُ شُعَبٍ لا ظَلِیلٍ وَ لا یُغْنِی مِنَ اللَّهَبِ فَتَحْمِلُهُ وَ تَرْفَعُهُ فِی الْهَوَاءِ وَ تُورِدُهُ نَارَ جَهَنَّمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَذَلِكَ أَنْتَ قَسِیمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ تَقُولُ هَذَا لِی وَ هَذَا لَكِ.
«111»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَعَانَ ضَعِیفاً فِی بَدَنِهِ عَلَی أَمْرِهِ أَعَانَهُ اللَّهُ عَلَی أَمْرِهِ وَ نَصَبَ لَهُ فِی الْقِیَامَةِ مَلَائِكَةً یُعِینُونَهُ عَلَی قَطْعِ تِلْكَ الْأَهْوَالِ وَ عُبُورِ تِلْكَ الْخَنَادِقِ مِنَ النَّارِ حَتَّی لَا یُصِیبَهُ مِنْ دُخَانِهَا وَ عَلَی سُمُومِهَا وَ عَلَی عُبُورِ الصِّرَاطِ إِلَی الْجَنَّةِ أَمْناً وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا كَانَ أَوَّلُ یَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ أَمَرَ بِأَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَتُفَتَّحُ وَ یَأْمُرُ شَجَرَةَ طُوبَی فَتُطْلِعُ أَغْصَانَهَا عَلَی هَذِهِ الدُّنْیَا ثُمَّ یُنَادِی مُنَادِی رَبِّنَا عَزَّ وَ جَلَّ یَا عِبَادَ اللَّهِ هَذِهِ أَغْصَانُ شَجَرَةِ طُوبَی فَتَعَلَّقُوا بِهَا تُؤَدِّكُمْ إِلَی الْجِنَانِ وَ هَذِهِ أَغْصَانُ شَجَرَةِ الزَّقُّومِ فَإِیَّاكُمْ وَ إِیَّاهَا لَا تَؤَدِّیكُمْ إِلَی الْجَحِیمِ ثُمَّ قَالَ فَوَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ مَنْ تَعَاطَی بَاباً مِنَ الْخَیْرِ فِی هَذَا الْیَوْمِ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِ شَجَرَةِ طُوبَی فَهُوَ مُؤَدِّیهِ إِلَی الْجِنَانِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَنْ تَطَوَّعَ لِلَّهِ بِصَلَاةٍ فِی هَذَا الْیَوْمِ فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ وَ مَنْ تَصَدَّقَ فِی هَذَا الْیَوْمِ فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ وَ مَنْ عَفَا عَنْ مَظْلِمَةٍ فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ وَ مَنْ أَصْلَحَ بَیْنَ الْمَرْءِ وَ زَوْجِهِ وَ الْوَالِدِ
ص: 166
وَ وَلَدِهِ وَ الْقَرِیبِ وَ قَرِیبِهِ وَ الْجَارِ وَ جَارِهِ وَ الْأَجْنَبِیِّ وَ أَجْنَبِیِّهِ فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ وَ مَنْ خَفَّفَ عَنْ مُعْسِرٍ مِنْ دَیْنِهِ أَوْ حَطَّ عَنْهُ فَقَطْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ وَ مَنْ نَظَرَ فِی حِسَابِهِ فَرَأَی دَیْناً عَتِیقاً قَدْ یَئِسَ مِنْهُ صَاحِبُهُ فَأَدَّاهُ فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ وَ مَنْ كَفَلَ یَتِیماً فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ وَ مَنْ كَفَّ سَفِیهًا عَنْ عِرْضِ مُؤْمِنٍ فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ وَ مَنْ قَعَدَ لِذِكْرِ اللَّهِ وَ لِنَعْمَائِهِ یَشْكُرُهُ فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ وَ مَنْ عَادَ مَرِیضاً وَ مَنْ شَیَّعَ فِیهِ جَنَازَةً وَ مَنْ عَزَّی فِیهِ مُصَاباً فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ وَ مَنْ بَرَّ فِیهِ وَالِدَیْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فِی هَذَا الْیَوْمِ فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ وَ مَنْ كَانَ أَسْخَطَهُمَا قَبْلَ هَذَا الْیَوْمِ فَأَرْضَاهُمَا فِی هَذَا الْیَوْمِ فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ وَ كَذَلِكَ مَنْ فَعَلَ شَیْئاً مِنْ سَائِرِ أَبْوَابِ الْخَیْرِ فِی هَذَا الْیَوْمِ فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً وَ إِنَّ مَنْ تَعَاطَی بَاباً مِنَ الشَّرِّ وَ الْعِصْیَانِ فِی هَذَا الْیَوْمِ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِ الزَّقُّومِ فَهُوَ مُؤَدِّیهِ إِلَی النَّارِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً فَمَنْ قَصَّرَ فِی صَلَاتِهِ الْمَفْرُوضَةِ وَ ضَیَّعَهَا فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ مَنْ جَاءَهُ فِی هَذَا الْیَوْمِ فَقِیرٌ ضَعِیفٌ یَشْكُو إِلَیْهِ سُوءَ حَالِهِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی تَغْیِیرِ حَالِهِ مِنْ غَیْرِ ضَرَرٍ یَلْحَقُهُ وَ لَیْسَ هُنَاكَ مَنْ یَنُوبُ عَنْهُ وَ یَقُومُ مَقَامَهُ فَتَرَكَهُ یُضَیَّعُ وَ یَعْطَبُ وَ لَمْ یَأْخُذْ بِیَدِهِ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ مَنِ اعْتَذَرَ إِلَیْهِ مُسِی ءٌ فَلَمْ یَعْذِرْهُ ثُمَّ لَمْ یَقْتَصِرْ بِهِ عَلَی قَدْرِ عُقُوبَةِ إِسَاءَتِهِ بَلْ أَرْبَی عَلَیْهِ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ مَنْ أَفْسَدَ بَیْنَ الْمَرْءِ وَ زَوْجِهِ أَوِ الْوَالِدِ وَ وَلَدِهِ أَوِ الْأَخِ وَ أَخِیهِ أَوِ الْقَرِیبِ وَ قَرِیبِهِ أَوْ بَیْنَ جَارَیْنِ أَوْ خَلِیطَیْنِ أَوْ أَجْنَبِیَّیْنِ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ مَنْ شَدَّدَ عَلَی مُعْسِرٍ وَ هُوَ یَعْلَمُ إِعْسَارَهُ فَزَادَ غَیْظاً وَ بَلَاءً فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ مَنْ كَانَ عَلَیْهِ دَیْنٌ فَكَسَرَهُ عَلَی صَاحِبِهِ وَ تَعَدَّی عَلَیْهِ حَتَّی أَبْطَلَ دَیْنَهُ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ مَنْ جَفَا یَتِیماً (1)وَ آذَاهُ وَ تَهَضَّمَ مَالَهُ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ مَنْ وَقَعَ فِی عِرْضِ أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ وَ حَمَلَ النَّاسَ عَلَی ذَلِكَ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ مَنْ تَغَنَّی بِغِنَاءٍ حَرَامٍ یَبْعَثُ فِیهِ عَلَی الْمَعَاصِی فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ مَنْ قَعَدَ یُعَدِّدُ قَبَائِحَ أَفْعَالِهِ فِی الْحُرُوبِ وَ أَنْوَاعَ ظُلْمِهِ لِعِبَادِ اللَّهِ فَافْتَخَرَ بِهَا فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ
ص: 167
وَ مَنْ كَانَ جَارُهُ مَرِیضاً فَتَرَكَ عِیَادَتَهُ اسْتِخْفَافاً بِحَقِّهِ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ مَنْ مَاتَ جَارُهُ فَتَرَكَ تَشْیِیعَ جَنَازَتِهِ تَهَاوُناً بِهِ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ مُصَابٍ وَ جَفَاهُ إِزْرَاءً عَلَیْهِ وَ اسْتِصْغَاراً لَهُ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ مَنْ عَقَّ وَالِدَیْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ مَنْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ عَاقّاً لَهُمَا فَلَمْ یُرْضِهِمَا فِی هَذَا الْیَوْمِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی ذَلِكَ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ كَذَا مَنْ فَعَلَ شَیْئاً مِنْ سَائِرِ أَبْوَابِ الشَّرِّ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ الْمُتَعَلِّقِینَ بِأَغْصَانِ شَجَرَةِ الزَّقُّومِ تَخْفِضُهُمْ تِلْكَ الْأَغْصَانُ إِلَی الْجَحِیمِ ثُمَّ رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله طَرْفَهُ إِلَی السَّمَاءِ مَلِیّاً وَ جَعَلَ یَضْحَكُ وَ یَسْتَبْشِرُ ثُمَّ خَفَضَ طَرْفَهُ إِلَی الْأَرْضِ فَجَعَلَ یَقْطِبُ وَ یَعْبِسُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی أَصْحَابِهِ ثُمَّ قَالَ وَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَقَدْ رَأَیْتُ شَجَرَةَ طُوبَی تَرْتَفِعُ أَغْصَانُهَا وَ تَرْفَعُ الْمُتَعَلِّقِینَ بِهَا إِلَی الْجَنَّةِ وَ رَأَیْتُ مِنْهُمْ مَنْ تَعَلَّقَ مِنْهَا بِغُصْنٍ وَ مِنْهُمْ مَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنَیْنِ أَوْ بِأَغْصَانٍ عَلَی حَسَبِ اشْتِمَالِهِمْ عَلَی الطَّاعَاتِ وَ إِنِّی لَأَرَی زَیْدَ بْنَ حَارِثَةَ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِعَامَّةِ أَغْصَانِهَا فَهِیَ تَرْفَعُهُ إِلَی أَعْلَی عَلَائِهَا فَبِذَلِكَ ضَحِكْتُ وَ اسْتَبْشَرْتُ ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَی الْأَرْضِ فَوَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَقَدْ رَأَیْتُ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ تَنْخَفِضُ أَغْصَانُهَا وَ تَخْفِضُ الْمُتَعَلِّقِینَ بِهَا إِلَی الْجَحِیمِ وَ رَأَیْتُ مِنْهُمْ مَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ وَ مِنْهُمْ مَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنَیْنِ أَوْ بِأَغْصَانٍ عَلَی حَسَبِ اشْتِمَالِهِمْ عَلَی الْقَبَائِحِ وَ إِنِّی لَأَرَی بَعْضَ الْمُنَافِقِینَ قَدْ تَعَلَّقَ بِعَامَّةِ أَغْصَانِهَا فَهِیَ تَخْفِضُهُ إِلَی أَسْفَلِ دَرَكَاتِهَا فَلِذَلِكَ عَبَسْتُ وَ قَطَبْتُ ثُمَّ أَعَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَصَرَهُ إِلَی السَّمَاءِ یَنْظُرُ إِلَیْهَا مَلِیّاً وَ هُوَ یَضْحَكُ وَ یَسْتَبْشِرُ وَ إِلَی الْأَرْضِ یَنْظُرُ إِلَیْهَا مَلِیّاً وَ هُوَ یَقْطِبُ وَ یَعْبِسُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ یَا عِبَادَ اللَّهِ أَمَا لَوْ رَأَیْتُمْ مَا رَآهُ نَبِیُّكُمْ مُحَمَّدٌ إِذاً لَأَظْمَأْتُمْ لِلَّهِ بِالنَّهَارِ أَكْبَادَكُمْ وَ لَجَوَّعْتُمْ لَهُ بُطُونَكُمْ وَ لَأَسْهَرْتُمْ لَهُ لَیْلَكُمْ وَ لَأَنْصَبْتُمْ فِیهِ أَقْدَامَكُمْ وَ أَبْدَانَكُمْ وَ لَأَنْفَدْتُمْ بِالصَّدَقَةِ أَمْوَالَكُمْ وَ عَرَّضْتُمْ لِلتَّلَفِ فِی الْجِهَادِ أَرْوَاحَكُمْ قَالُوا وَ مَا هُوَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فِدَاكَ الْآبَاءُ وَ الْأُمَّهَاتُ وَ الْبَنُونَ وَ الْبَنَاتُ وَ الْأَهْلُونَ وَ الْقَرَابَاتُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَقَدْ رَأَیْتُ تِلْكَ الْأَغْصَانَ مِنْ شَجَرَةِ طُوبَی عَادَتْ إِلَی الْجَنَّةِ فَنَادَی مُنَادِی رَبِّنَا خُزَّانَهَا یَا مَلَائِكَتِی انْظُرُوا كُلَّ مَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِ طُوبَی فِی هَذَا الْیَوْمِ فَانْظُرُوا إِلَی
ص: 168
مِقْدَارِ مُنْتَهَی ظِلِّ ذَلِكَ الْغُصْنِ فَأَعْطُوهُ مِنْ جَمِیعِ الْجَوَانِبِ مِثْلَ مَسَاحَتِهِ قُصُوراً وَ دُوراً وَ خَیْرَاتٍ فَأُعْطُوا ذَلِكَ فَمِنْهُمْ مَنْ أُعْطِیَ مَسِیرَةَ أَلْفِ سَنَةٍ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ وَ مِنْهُمْ مَنْ أُعْطِیَ ضِعْفَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ أُعْطِیَ ثَلَاثَةَ أَضْعَافِهِ أَوْ أَرْبَعَةَ أَضْعَافِهِ أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ عَلَی قَدْرِ قُوَّةِ إِیمَانِهِمْ وَ جَلَالَةِ أَعْمَالِهِمْ وَ لَقَدْ رَأَیْتُ صَاحِبَكُمْ زَیْدَ بْنَ حَارِثَةَ أُعْطِیَ أَلْفَ ضِعْفِ مَا أُعْطِیَ جَمِیعَهُمْ عَلَی قَدْرِ فَضْلِهِ عَلَیْهِمْ فِی قُوَّةِ الْإِیمَانِ وَ جَلَالَةِ الْأَعْمَالِ فَلِذَلِكَ ضَحِكْتُ وَ اسْتَبْشَرْتُ وَ لَقَدْ رَأَیْتُ تِلْكَ الْأَغْصَانَ مِنْ شَجَرَةِ الزَّقُّومِ عَادَتْ إِلَی النَّارِ فَنَادَی مُنَادِی رَبِّنَا خُزَّانَهَا انْظُرُوا كُلَّ مَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِ شَجَرَةِ الزَّقُّومِ فِی هَذَا الْیَوْمِ فَانْظُرُوا إِلَی مُنْتَهَی مَبْلَغِ حَرِّ ذَلِكَ الْغُصْنِ وَ ظُلْمَتِهِ فَابْنُوا لَهُ مَقَاعِدَ مِنَ النَّارِ مِنْ جَمِیعِ الْجَوَانِبِ مِثْلُ مَسَاحَتِهِ قُصُورُ نِیرَانٍ وَ بِقَاعُ نِیرَانٍ وَ حَیَّاتٌ وَ عَقَارِبُ وَ سَلَاسِلُ وَ أَغْلَالٌ وَ قُیُودٌ وَ أَنْكَالٌ یُعَذَّبُ بِهَا فَمِنْهُمْ مَنْ أُعِدَّ لَهُ فِیهَا مَسِیرَةُ سَنَةٍ أَوْ سَنَتَیْنِ أَوْ مِائَةِ سَنَةٍ أَوْ أَكْثَرَ عَلَی قَدْرِ ضَعْفِ إِیمَانِهِمْ وَ سُوءِ أَعْمَالِهِمْ وَ لَقَدْ رَأَیْتُ لِبَعْضِ الْمُنَافِقِینَ أَلْفَ ضِعْفِ مَا أُعْطِیَ جَمِیعَهُمْ عَلَی قَدْرِ زِیَادَةِ كُفْرِهِ وَ شَرِّهِ فَلِذَلِكَ قَطَبْتُ وَ عَبَسْتُ ثُمَّ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی أَقْطَارِ الْأَرْضِ وَ أَكْنَافِهَا فَجَعَلَ یَتَعَجَّبُ تَارَةً وَ یَنْزَعِجُ تَارَةً ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ طُوبَی لِلْمُطِیعِینَ كَیْفَ یُكْرِمُهُمُ اللَّهُ بِمَلَائِكَتِهِ وَ الْوَیْلُ لِلْفَاسِقِینَ كَیْفَ یَخْذُلُهُمُ اللَّهُ وَ یَكِلُهُمْ إِلَی شَیَاطِینِهِمْ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنِّی لَأَرَی الْمُتَعَلِّقِینَ بِأَغْصَانِ شَجَرَةِ طُوبَی كَیْفَ قَصَدَتْهُمُ الشَّیَاطِینُ لِیُغْوُوهُمْ فَحَمَلَتْ عَلَیْهِمُ الْمَلَائِكَةُ یَقْتُلُونَهُمْ وَ یُثْخِنُونَهُمْ وَ یَطْرُدُونَهُمْ عَنْهُمْ وَ نَادَاهُمْ مُنَادِی رَبِّنَا یَا مَلَائِكَتِی أَلَا فَانْظُرُوا كُلَّ مِلْكٍ فِی الْأَرْضِ إِلَی مُنْتَهَی مَبْلَغِ نَسِیمِ هَذَا الْغُصْنِ الَّذِی تَعَلَّقَ بِهِ مُتَعَلِّقٌ فَقَاتِلُوا الشَّیَاطِینَ عَنْ ذَلِكَ الْمُؤْمِنِ وَ أَخِّرُوهُمْ عَنْهُ وَ إِنِّی لَأَرَی بَعْضَهُمْ وَ قَدْ جَاءَهُ مِنَ الْأَمْلَاكِ مَنْ یَنْصُرُهُ عَلَی الشَّیَاطِینِ وَ یَدْفَعُ عَنْهُ الْمَرَدَةَ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ بَیَّنَ فَضْلَ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ حَالَ مَنْ رَعَی حُرْمَتَهُ وَ مَنْ لَمْ یَرْعَهَا وَ مَا یُقَالُ لِهَذَیْنِ الصِّنْفَیْنِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَی أَنْ قَالَ فَهُمْ فِی الْجَنَّةِ خَالِدُونَ لَا یَشِیبُونَ فِیهَا وَ لَا یَهْرَمُونَ وَ لَا یَتَحَوَّلُونَ عَنْهَا وَ لَا یَخْرُجُونَ وَ لَا یَقْلَقُونَ فِیهَا وَ لَا یَغْتَمُّونَ فَهُمْ فِیهَا سَارُّونَ مُبْتَهِجُونَ آمِنُونَ مُطْمَئِنُّونَ وَ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ وَ أَنْتُمْ فِی النَّارِ خَالِدُونَ تُعَذَّبُونَ
ص: 169
فِیهَا وَ تُهَانُونَ وَ مِنْ نِیرَانِهَا إِلَی زَمْهَرِیرِهَا تُنْقَلُونَ وَ فِی حَمِیمِهَا تَغْتَسِلُونَ وَ مِنْ زَقُّومِهَا تُطْعَمُونَ وَ بِمَقَامِعِهَا تُقْمَعُونَ وَ بِضُرُوبِ عَذَابِهَا تُعَاقَبُونَ الْأَحْیَاءُ أَنْتُمْ فِیهَا وَ لَا تَمُوتُونَ أَبَدَ الْآبِدِینَ إِلَّا مَنْ لَحِقَتْهُ مِنْكُمْ رَحْمَةُ رَبِّ الْعَالَمِینَ فَخَرَجَ مِنْهَا بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ أَفْضَلِ النَّبِیِّینَ بَعْدَ الْعَذَابِ الْأَلِیمِ وَ النَّكَالِ الشَّدِیدِ.
«112»-لی، الأمالی للصدوق عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: تُوُفِّیَ ابْنٌ لِعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ فَاشْتَدَّ حُزْنُهُ عَلَیْهِ حَتَّی اتَّخَذَ مِنْ دَارِهِ مَسْجِداً یَتَعَبَّدُ فِیهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ یَا عُثْمَانُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَمْ یَكْتُبْ عَلَیْنَا الرَّهْبَانِیَّةَ إِنَّمَا رَهْبَانِیَّةُ أُمَّتِی الْجِهَادُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ یَا عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ لِلْجَنَّةِ ثَمَانِیَةُ أَبْوَابٍ وَ لِلنَّارِ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ فَمَا یَسُرُّكَ (1)أَنْ لَا تَأْتِیَ بَاباً مِنْهَا إِلَّا وَجَدْتَ ابْنَكَ إِلَی جَنْبِكَ آخِذاً بِحُجْزَتِكَ یَشْفَعُ لَكَ إِلَی رَبِّكَ قَالَ بَلَی ثُمَّ قَالَ یَا عُثْمَانُ مَنْ صَلَّی صَلَاةَ الْفَجْرِ فِی جَمَاعَةٍ ثُمَّ جَلَسَ یَذْكُرُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ حَتَّی تَطْلُعَ الشَّمْسُ كَانَ لَهُ فِی الْفِرْدَوْسِ سَبْعُونَ دَرَجَةً مَا بَیْنَ دَرَجَتَیْنِ (2)كَحُضْرِ الْفَرَسِ الْجَوَادِ الْمُضَمَّرِ سَبْعِینَ سَنَةً وَ مَنْ صَلَّی الظُّهْرَ فِی جَمَاعَةٍ كَانَ لَهُ فِی جَنَّاتِ عَدْنٍ خَمْسُونَ دَرَجَةً بُعْدُ مَا بَیْنَ كُلِّ دَرَجَتَیْنِ كَحُضْرِ الْفَرَسِ الْجَوَادِ خَمْسِینَ سَنَةً.
أقول: سیأتی بتمامه فی باب الرهبانیة.
«113»-لی، الأمالی للصدوق بِالْإِسْنَادِ الَّذِی سَیَأْتِی فِی بَابِ فَضَائِلِ شَهْرِ رَجَبٍ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ یَوْماً أَغْلَقَ بَاباً مِنْ أَبْوَابِ النِّیرَانِ (3)ثُمَّ قَالَ وَ مَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ جَعَلَ اللَّهُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ النَّارِ خَنْدَقاً أَوْ حِجَاباً طَوْلُهُ مَسِیرَةُ سَبْعِینَ عَاماً ثُمَّ قَالَ وَ مَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ سَبْعَةَ أَیَّامٍ فَإِنَّ لِجَهَنَّمَ سَبْعَةَ أَبْوَابٍ یُغْلِقُ اللَّهُ عَلَیْهِ بِصَوْمِ كُلِّ یَوْمٍ بَاباً مِنْ أَبْوَابِهَا وَ مَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ ثَمَانِیَةَ أَیَّامٍ فَإِنَّ لِلْجَنَّةِ ثَمَانِیَةَ أَبْوَابٍ یَفْتَحُ اللَّهُ لَهُ بِصَوْمِ كُلِّ یَوْمٍ بَاباً مِنْ أَبْوَابِهَا وَ قَالَ لَهُ ادْخُلْ مِنْ أَیِّ أَبْوَابِ الْجِنَانِ شِئْتَ ثُمَّ قَالَ وَ مَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ أَرْبَعَةَ عَشَرَ یَوْماً أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الثَّوَابِ
ص: 170
مَا لَا عَیْنٌ رَأَتْ وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَ لَا خَطَرَ عَلَی قَلْبِ بَشَرٍ مِنْ قُصُورِ الْجِنَانِ الَّتِی بُنِیَتْ بِالدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ ثُمَّ قَالَ وَ مَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ سِتَّةَ عَشَرَ یَوْماً كَانَ فِی أَوَائِلِ مَنْ یَرْكَبُ عَلَی دَوَابَّ مِنْ نُورٍ تَطِیرُ بِهِمْ فِی عَرْصَةِ الْجِنَانِ إِلَی دَارِ الرَّحْمَنِ ثُمَّ قَالَ وَ مَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ ثَمَانِیَةَ عَشَرَ یَوْماً زَاحَمَ إِبْرَاهِیمَ فِی قُبَّتِهِ فِی قُبَّةِ الْخُلْدِ عَلَی سُرُرِ الدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ وَ مَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ تِسْعَةَ عَشَرَ یَوْماً بَنَی اللَّهُ لَهُ قَصْراً مِنْ لُؤْلُؤٍ رَطْبٍ بِحِذَاءِ قَصْرِ آدَمَ وَ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام فِی جَنَّةِ عَدْنٍ فَیُسَلِّمُ عَلَیْهِمَا وَ یُسَلِّمَانِ عَلَیْهِ تَكْرِمَةً لَهُ وَ إِیجَاباً لِحَقِّهِ ثُمَّ قَالَ وَ مَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ ثَلَاثِینَ یَوْماً نَادَی مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ یَا عَبْدَ اللَّهِ أَمَّا مَا مَضَی فَقَدْ غُفِرَ لَكَ فَاسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ فِیمَا بَقِیَ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الْجِنَانِ كُلِّهَا فِی كُلِّ جَنَّةٍ أَرْبَعِینَ أَلْفَ مَدِینَةٍ مِنْ ذَهَبٍ فِی كُلِّ مَدِینَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ قَصْرٍ فِی كُلِّ قَصْرٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ بَیْتٍ فِی كُلِّ بَیْتِ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ مَائِدَةٍ مِنْ ذَهَبٍ عَلَی كُلِّ مَائِدَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ قَصْعَةٍ فِی كُلِّ قَصْعَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ لَوْنٍ مِنَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ لِكُلِّ طَعَامٍ وَ شَرَابٍ مِنْ ذَلِكَ لَوْنٌ عَلَی حِدَةٍ وَ فِی كُلِّ بَیْتٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ سَرِیرٍ مِنْ ذَهَبٍ طُولُ كُلِّ سَرِیرٍ أَلْفَا ذِرَاعٍ فِی أَلْفَیْ ذِرَاعٍ عَلَی كُلِّ سَرِیرٍ جَارِیَةٌ مِنَ الْحُورِ عَلَیْهَا ثَلَاثُمِائَةِ أَلْفِ ذُؤَابَةٍ مِنْ نُورٍ تَحْمِلُ كُلَّ ذُؤَابَةٍ مِنْهَا أَلْفُ أَلْفِ وَصِیفَةٍ تُغَلِّفُهَا بِالْمِسْكِ وَ الْعَنْبَرِ إِلَی أَنْ یُوَافِیَهَا صَائِمُ رَجَبٍ الْحَدِیثَ.
«114»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْلَمَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ السَّخَاءَ شَجَرَةٌ مِنْ أَشْجَارِ الْجَنَّةِ لَهَا أَغْصَانٌ مُتَدَلِّیَةٌ فِی الدُّنْیَا فَمَنْ كَانَ سَخِیّاً تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا فَسَاقَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَی الْجَنَّةِ وَ الْبُخْلُ شَجَرَةٌ مِنْ أَشْجَارِ النَّارِ لَهَا أَغْصَانٌ مُتَدَلِّیَةٌ فِی الدُّنْیَا فَمَنْ كَانَ بَخِیلًا تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا فَسَاقَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَی النَّارِ.
«115»-ع، علل الشرائع أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقٍ عَنْ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی الرَّجُلِ یُصَلِّی وَ عَلَیْهِ خَاتَمُ حَدِیدٍ قَالَ لَا وَ لَا یَتَخَتَّمُ
ص: 171
بِهِ الرَّجُلُ لِأَنَّهُ مِنْ لِبَاسِ أَهْلِ النَّارِ وَ قَالَ لَا یَلْبَسُ الرَّجُلُ الذَّهَبَ وَ لَا یُصَلِّی فِیهِ لِأَنَّهُ مِنْ لِبَاسِ أَهْلِ الْجَنَّةِ.
«116»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ عَلَی فَاطِمَةَ علیها السلام وَ هِیَ حَزِینَةٌ فَقَالَ لَهَا وَ سَاقَ الْحَدِیثَ فِی أَحْوَالِ الْقِیَامَةِ إِلَی أَنْ قَالَ فَتَقُولِینَ یَا رَبِّ أَرِنِی الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ فَیَأْتِیَانِكِ وَ أَوْدَاجُ الْحُسَیْنِ تَشْخُبُ دَماً وَ هُوَ یَقُولُ یَا رَبِّ خُذْ لِیَ الْیَوْمَ حَقِّی مِمَّنْ ظَلَمَنِی فَیَغْضَبُ عِنْدَ ذَلِكَ الْجَلِیلُ وَ یَغْضَبُ لِغَضَبِهِ جَهَنَّمُ وَ الْمَلَائِكَةُ أَجْمَعُونَ فَتَزْفِرُ جَهَنَّمُ عِنْدَ ذَلِكَ زَفْرَةً ثُمَّ یَخْرُجُ فَوْجٌ مِنَ النَّارِ وَ یَلْتَقِطُ قَتَلَةَ الْحُسَیْنِ وَ أَبْنَاءَهُمْ وَ أَبْنَاءَ أَبْنَائِهِمْ فَیَقُولُونَ یَا رَبِّ إِنَّا لَمْ نَحْضُرِ الْحُسَیْنَ فَیَقُولُ اللَّهُ لِزَبَانِیَةِ جَهَنَّمَ خُذُوهُمْ بِسِیمَاهُمْ بِزُرْقَةِ الْعُیُونِ وَ سَوَادِ الْوُجُوهِ وَ خُذُوا بِنَوَاصِیهِمْ فَأَلْقُوهُمْ فِی الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ فَإِنَّهُمْ كَانُوا أَشَدَّ عَلَی أَوْلِیَاءِ الْحُسَیْنِ مِنْ آبَائِهِمُ الَّذِینَ حَارَبُوا الْحُسَیْنَ فَقَتَلُوهُ فَتَسْمَعُ أَشْهِقَتَهُمْ (1)فِی جَهَنَّمَ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ فَإِذَا بَلَغْتِ بَابَ الْجَنَّةِ تَلَقَّتْكِ اثْنَتَا عَشْرَةَ أَلْفَ حَوْرَاءَ لَمْ یَتَلَقَّیْنَ أَحَداً قَبْلَكِ وَ لَا یَتَلَقَّیْنَ أَحَداً كَانَ بَعْدَكِ بِأَیْدِیهِمْ حِرَابٌ مِنْ نُورٍ عَلَی نَجَائِبَ مِنْ نُورٍ جَعَلَهَا (2)مِنَ الذَّهَبِ الْأَصْفَرِ وَ الْیَاقُوتِ الْأَحْمَرِ أَزِمَّتُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ رَطْبٍ عَلَی كُلِّ نَجِیبٍ أَبْرِقَةٌ (3)مِنْ سُنْدُسٍ مَنْضُودٍ فَإِذَا دَخَلْتِ الْجَنَّةَ تُبَاشِرُ بِكِ أَهْلُهَا وَ وُضِعَ لِشِیعَتِكِ مَوَائِدُ مِنْ جَوْهَرٍ عَلَی عُمُدٍ مِنْ نُورٍ فَیَأْكُلُونَ مِنْهَا وَ النَّاسُ فِی الْحِسَابِ وَ هُمْ فِیمَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ وَ إِذَا اسْتَقَرَّ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ فِی الْجَنَّةِ زَارَكِ آدَمُ وَ مَنْ دُونَهُ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ إِنَّ فِی بُطْنَانِ الْفِرْدَوْسِ اللُّؤْلُؤَتَیْنِ مِنْ عِرْقٍ وَاحِدٍ لُؤْلُؤَةً بَیْضَاءَ وَ لُؤْلُؤَةً صَفْرَاءَ فِیهَا قُصُورٌ وَ دُورٌ فِیهَا سَبْعُونَ أَلْفَ دَارٍ الْبَیْضَاءُ مَنَازِلُ لَنَا وَ لِشِیعَتِنَا وَ الصَّفْرَاءُ مَنَازِلُ لِإِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ.
بیان: الأبرق: كل شی ء اجتمع فیه سواد و بیاض.
«117»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی عَنْ أَبِی مَنْصُورٍ السُّكَّرِیِّ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ
ص: 172
مَرْوَانَ الْقَطَّانِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ مِهْرَانَ الْعَطَّارِ عَنْ یَحْیَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام عَنْ أَبِیهِمَا عَنْ جَدِّهِمَا علیهما السلام قَالا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ فِی الْفِرْدَوْسِ لَعَیْناً أَحْلَی مِنَ الشَّهْدِ وَ أَلْیَنَ مِنَ الزُّبْدِ وَ أَبْرَدَ مِنَ الثَّلْجِ وَ أَطْیَبَ مِنَ الْمِسْكِ مِنْهَا طِینَةٌ (1)خَلَقَنَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْهَا وَ خَلَقَ مِنْهَا شِیعَتَنَا (2)وَ هِیَ الْمِیثَاقُ الَّذِی أَخَذَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ وَلَایَةَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ عُبَیْدٌ فَذَكَرْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ هَذَا الْحَدِیثَ قَالَ صَدَقْتَ (3)هَكَذَا أَخْبَرَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله.
«118»-ع، علل الشرائع الطَّالَقَانِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ الْحَلَالِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَلِیلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَكْرٍ عَنْ حُمَیْدٍ الطَّوِیلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَأَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ أَوَّلِ طَعَامِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ یَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزِیَادَةُ كَبِدِ الْحُوتِ الْخَبَرَ.
بیان: قال الكرمانی فی شرح البخاری زیادة الكبد هی القطعة المنفردة المتعلقة بالكبد و هی أهنأها و أطیبها.
«119»-ع، علل الشرائع عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ حَمْزَةَ الْعَلَوِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُوسَی الْفَرَّاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوْرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ یَحْیَی بْنِ أَبِی كَثِیرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ ثَوْبَانَ أَنَّ یَهُودِیّاً جَاءَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَأَلَهُ عَنْ مَسَائِلَ فَكَانَ فِیمَا سَأَلَهُ فَمَا أَوَّلُ مَا یَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلُوهَا قَالَ كَبِدُ الْحُوتِ قَالَ فَمَا شَرَابُهُمْ عَلَی أَثَرِ ذَلِكَ قَالَ السَّلْسَبِیلُ قَالَ صَدَقْتَ الْخَبَرَ.
«120»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: طُوبَی شَجَرَةٌ فِی الْجَنَّةِ غَرَسَهَا اللَّهُ بِیَدِهِ وَ نَفَخَ فِیهِ مِنْ رُوحِهِ تُنْبِتُ الْحُلِیَّ وَ الْحُلَلَ وَ الثِّمَارَ مُتَدَلِّیَةً عَلَی أَفْوَاهِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ إِنَّ أَغْصَانَهَا لَتُرَی مِنْ وَرَاءِ سُورِ الْجَنَّةِ فِی
ص: 173
مَنْزِلِ (1)عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام لَمْ یُحْرَمْهَا وَلِیُّهُ وَ لَنْ یَنَالَهَا عَدُوُّهُ.
«121»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ رَفَعَهُ عَنْ سَلْمَانَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: وَ اللَّهِ یَا عَلِیُّ إِنَّ شِیعَتَكَ لَیُؤْذَنُ لَهُمْ فِی الدُّخُولِ عَلَیْكُمْ فِی كُلِّ جُمُعَةٍ وَ إِنَّهُمْ لَیَنْظُرُونَ إِلَیْكُمْ مِنْ مَنَازِلِهِمْ یَوْمَ الْجُمُعَةِ كَمَا یَنْظُرُ أَهْلُ الدُّنْیَا إِلَی النَّجْمِ فِی السَّمَاءِ وَ إِنَّكُمْ لَفِی أَعْلَی عِلِّیِّینَ فِی غُرْفَةٍ لَیْسَ فَوْقَهَا دَرَجَةُ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ الْخَبَرَ.
«122»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ الْأَحْمَسِیُّ رَفَعَهُ عَنْ أَبِی ذَرٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی خَبَرِ الْمِعْرَاجِ قَالَ: ثُمَّ عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ السَّادِسَةِ فَتَلَقَّتْنِی الْمَلَائِكَةُ وَ سَلَّمُوا عَلَیَّ وَ قَالُوا لِی مِثْلَ مَقَالَةِ أَصْحَابِهِمْ فَقُلْتُ یَا مَلَائِكَتِی تَعْرِفُونَنَا حَقَّ مَعْرِفَتِنَا فَقَالُوا بَلَی یَا نَبِیَّ اللَّهِ لِمَ لَا نَعْرِفُكُمْ وَ قَدْ خَلَقَ اللَّهُ جَنَّةَ الْفِرْدَوْسِ وَ عَلَی بَابِهَا شَجَرَةٌ لَیْسَ فِیهَا وَرَقَةٌ إِلَّا عَلَیْهَا مَكْتُوبٌ حَرْفَانِ بِالنُّورِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ عُرْوَةُ اللَّهِ الْوَثِیقَةُ وَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِینُ وَ عَیْنُهُ فِی الْخَلَائِقِ أَجْمَعِینَ وَ سَیْفُ نَقِمَتِهِ عَلَی الْمُشْرِكِینَ فَأَقْرِئْهُ مِنَّا السَّلَامَ وَ قَدْ طَالَ شَوْقُنَا إِلَیْهِ الْحَدِیثَ.
«123»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَلِیُّ بْنُ خَلَفٍ الشَّیْبَانِیُّ رَفَعَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام هَذَا جَبْرَئِیلُ یُخْبِرُنِی عَنِ اللَّهِ أَنَّ اللَّهَ یَبْعَثُكَ وَ شِیعَتَكَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ رُكْبَاناً غَیْرَ رِجَالٍ عَلَی نَجَائِبَ رَحْلُهَا مِنَ النُّورِ فَتُنَاخُ عِنْدَ قُبُورِهِمْ فَیُقَالُ لَهُمْ ارْكَبُوا یَا أَوْلِیَاءَ اللَّهِ فَیَرْكَبُونَ صَفّاً مُعْتَدِلًا أَنْتَ إِمَامُهُمْ إِلَی الْجَنَّةِ حَتَّی إِذَا صَارُوا إِلَی الْفَحْصِ (2)ثَارَتْ فِی وُجُوهِهِمْ رِیحٌ یُقَالُ لَهَا الْمُثِیرَةُ فَتَذْرِی فِی وُجُوهِهِمُ الْمِسْكَ الْأَذْفَرَ فَیُنَادُونَ بِصَوْتٍ لَهُمْ نَحْنُ الْعَلَوِیُّونَ فَیُقَالُ لَهُمْ (3)فَأَنْتُمْ آمِنُونَ وَ لا خَوْفٌ عَلَیْكُمُ الْیَوْمَ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ
«124»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ الْعَلَوِیِّ رَفَعَهُ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: عَلِیٌّ لَهُ فِی الْجَنَّةِ قَصْرٌ مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ أَسْفَلُهَا مِنْ زَبَرْجَدٍ أَخْضَرَ وَ أَعْلَاهَا مِنْ یَاقُوتَةٍ
ص: 174
حَمْرَاءَ وَ ثُلُثَا الْقَصْرِ مُرَصَّعٌ بِأَنْوَاعِ الْیَاقُوتِ وَ الْجَوْهَرِ عَلَیْهِ شُرَفٌ یُعْرَفُ بِتَسْبِیحِهِ وَ تَقْدِیسِهِ وَ تَحْمِیدِهِ وَ تَمْجِیدِهِ الْخَبَرَ.
«125»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِیُّ رَفَعَهُ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ فِی تَجْهِیزِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله سَرِیَّةً إِلَی جِهَادِ قَوْمٍ إِلَی أَنْ قَالَ فَمَنْ مِنْكُمْ یَخْرُجُ إِلَیْهِمْ قَبْلَ أَنْ یُنْظَرَ فِی دِیَارِنَا وَ حَرِیمِنَا لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ یَفْتَحَ عَلَی یَدَیْهِ وَ أَضْمَنُ لَهُ عَلَی اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ قَصْراً فِی الْجَنَّةِ وَ سَاقَهُ إِلَی أَنْ قَالَ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْ لِی هَذِهِ الْقُصُورَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ بِنَاءُ هَذِهِ الْقُصُورِ لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَ لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ مِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ وَ الْعَنْبَرُ حَصْبَاؤُهَا الدُّرُّ وَ الْیَاقُوتُ تُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ كَثِیبُهَا الْكَافُورُ فِی صَحْنِ كُلِّ قَصْرٍ مِنْ هَذِهِ الْقُصُورِ أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ نَهَرٌ مِنْ عَسَلٍ وَ نَهَرٌ مِنْ خَمْرٍ وَ نَهَرٌ مِنْ لَبَنٍ وَ نَهَرٌ مِنْ مَاءٍ مَحْفُوفٍ بِالْأَشْجَارِ مِنَ الْمَرْجَانِ عَلَی حَافَتَیْ كُلِّ نَهَرٍ مِنْ هَذِهِ الْأَنْهَارِ خِیَمٌ مِنْ دُرَّةٍ بَیْضَاءَ لَا قَطْعَ فِیهِ وَ لَا فَصْلَ قَالَ لَهَا كُونِی فَكَانَتْ یُرَی بَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا وَ ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا فِی كُلِّ خَیْمَةٍ سَرِیرٌ مُفَصَّصٌ بِالْیَاقُوتِ الْأَحْمَرِ قَوَائِمُهَا مِنَ الزَّبَرْجَدِ الْأَخْضَرِ عَلَی كُلِّ سَرِیرٍ حَوْرَاءُ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ عَلَی كُلِّ حُورٍ سَبْعُونَ حُلَّةً خَضْرَاءَ وَ سَبْعُونَ حُلَّةً صَفْرَاءَ یُرَی مُخُّ سَاقَیْهَا خَلْفَ عَظْمِهَا وَ جِلْدِهَا وَ حُلِیِّهَا وَ حُلَلِهَا كَمَا تُرَی الْخَمْرَةُ الصَّافِیَةُ فِی الزُّجَاجَةِ الْبَیْضَاءِ مُكَلَّلَةً بِالْجَوَاهِرِ لِكُلِّ حُورٍ سَبْعُونَ ذُؤَابَةً (1)كُلُّ ذُؤَابَةٍ بِیَدِ وَصِیفٍ وَ بِیَدِ كُلِّ وَصِیفٍ مِجْمَرٌ تُبَخِّرُ تِلْكَ الذُّؤَابَةَ یَفُوحُ مِنْ ذَلِكَ الْمِجْمَرِ بُخَارٌ لَا یَفُوحُ بِنَارٍ وَ لَكِنْ بِقُدْرَةِ الْجَبَّارِ الْحَدِیثَ.
«126»-ثو، ثواب الأعمال بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: رَجَبٌ نَهَرٌ فِی الْجَنَّةِ أَشَدُّ بَیَاضاً مِنَ اللَّبَنِ وَ أَحْلَی مِنَ الْعَسَلِ مَنْ صَامَ یَوْماً مِنْ رَجَبٍ سَقَاهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ النَّهَرِ.
«127»-ثو، ثواب الأعمال بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ صَامَ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ مِنْ شَعْبَانَ رُفِعَ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ دَرَجَةٍ مِنَ الْجِنَانِ مِنَ الدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ (2)وَ مَنْ صَامَ
ص: 175
تِسْعَةَ عَشَرَ یَوْماً مِنْ شَعْبَانَ أُعْطِیَ سبعون (سَبْعِینَ) أَلْفَ قَصْرٍ مِنَ الْجِنَانِ (1)مِنْ دُرٍّ وَ یَاقُوتٍ وَ مَنْ صَامَ اثْنَیْنِ وَ عِشْرِینَ یَوْماً مِنْ شَعْبَانَ كُسِیَ سَبْعِینَ حُلَّةً مِنْ سُنْدُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ الْحَدِیثَ.
«128»-ثو، ثواب الأعمال بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی ثَوَابِ التَّهْلِیلَاتِ فِی عَشْرِ ذِی الْحِجَّةِ قَالَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ كُلَّ یَوْمٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِكُلِّ تَهْلِیلَةٍ دَرَجَةً فِی الْجَنَّةِ مِنَ الدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ مَا بَیْنَ كُلِّ دَرَجَتَیْنِ مَسِیرَةُ مِائَةِ عَامٍ لِلرَّاكِبِ الْمُسْرِعِ فِی كُلِّ دَرَجَةٍ مَدِینَةٌ فِیهَا قَصْرٌ مِنْ جَوْهَرَةٍ وَاحِدَةٍ لَا فَصْلَ فِیهَا فِی كُلِّ مَدِینَةٍ مِنْ تِلْكَ الْمَدَائِنِ مِنَ الدُّورِ وَ الصُّحُونِ وَ الْغُرَفِ وَ الْبُیُوتِ وَ الْفُرُشِ وَ الْأَزْوَاجِ وَ السُّرُرِ وَ الْحُورِ الْعِینِ وَ مِنَ النَّمَارِقِ وَ الزَّرَابِیِّ وَ الْمَوَائِدِ وَ الْخَدَمِ وَ الْأَنْهَارِ وَ الْأَشْجَارِ وَ الْحُلِیِّ وَ الْحُلَلِ مَا لَا یَصِفُ خَلْقٌ مِنَ الْوَاصِفِینَ فَإِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ أَصَابَ كُلُّ شَعْرَةٍ مِنْهُ نُوراً وَ ابْتَدَرَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ یَمْشُونَ أَمَامَهُ وَ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی بَابِ الْجَنَّةِ فَإِذَا دَخَلَهَا قَامُوا خَلْفَهُ وَ هُوَ أَمَامَهُمْ حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی مَدِینَةٍ ظَاهِرُهَا یَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ وَ بَاطِنُهَا زَبَرْجَدٌ خَضْرَاءُ فِیهَا مِنْ أَصْنَافِ مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الْجَنَّةِ فَإِذَا انْتَهَوْا إِلَیْهَا قَالُوا یَا وَلِیَّ اللَّهِ هَلْ تَدْرِی مَا هَذِهِ الْمَدِینَةُ قَالَ لَا فَمَنْ أَنْتُمْ قَالُوا نَحْنُ الْمَلَائِكَةُ الَّذِینَ شَهِدْنَاكَ فِی الدُّنْیَا یَوْمَ هَلَّلْتَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِالتَّهْلِیلِ هَذِهِ الْمَدِینَةُ بِمَا فِیهَا ثَوَاباً لَكَ وَ أَبْشِرْ بِأَفْضَلَ مِنْ هَذَا فِی دَارِهِ دَارِ السَّلَامِ فِی جِوَارِهِ عَطَاءً لَا یَنْقَطِعُ أَبَداً.
«129»-مِنْ تَفْسِیرِ النُّعْمَانِیِّ، فِیمَا رَوَاهُ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ سَیَأْتِی بِإِسْنَادِهِ فِی كِتَابِ الْقُرْآنِ قَالَ علیه السلام وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی مَنْ أَنْكَرَ خَلْقَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهی عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوی وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَیْتُ فِیهَا قَصْراً مِنْ یَاقُوتٍ أَحْمَرَ یُرَی دَاخِلُهُ مِنْ خَارِجِهِ وَ خَارِجُهُ مِنْ دَاخِلِهِ مِنْ نُورِهِ فَقُلْتُ (2)یَا جَبْرَئِیلُ لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ فَقَالَ لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ وَ أَدَامَ الصِّیَامَ
ص: 176
وَ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَ تَهَجَّدَ بِاللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَامٌ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ فِی أُمَّتِكَ مَنْ یُطِیقُ هَذَا فَقَالَ لِی ادْنُ مِنِّی فَدَنَوْتُ فَقَالَ أَ تَدْرِی مَا إِطَابَةُ الْكَلَامِ فَقُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ فَقَالَ هُوَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ أَ تَدْرِی مَا إِدَامَةُ الصِّیَامِ فَقُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ فَقَالَ مَنْ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَ لَمْ یُفْطِرْ مِنْهُ یَوْماً أَ تَدْرِی مَا إِطْعَامُ الطَّعَامِ فَقُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ فَقَالَ مَنْ طَلَبَ لِعِیَالِهِ مَا یَكُفُّ بِهِ وُجُوهَهُمْ أَ تَدْرِی مَا التَّهَجُّدُ بِاللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَامٌ فَقُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ فَقَالَ مَنْ لَا یَنَامُ حَتَّی یُصَلِّیَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ وَ یُرِیدُ بِالنَّاسِ هُنَا الْیَهُودَ وَ النَّصَارَی لِأَنَّهُمْ یَنَامُونَ بَیْنَ الصَّلَاتَیْنِ وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَیْتُ فِیهَا قیعان (1)(قِیعَاناً) وَ رَأَیْتُ فِیهَا مَلَائِكَةً یَبْنُونَ لَبِنَةً مِنْ ذَهَبٍ وَ لَبِنَةً مِنْ فِضَّةٍ وَ رُبَّمَا أَمْسَكُوا فَقُلْتُ لَهُمْ مَا بَالُكُمْ قَدْ أَمْسَكْتُمْ فَقَالُوا حَتَّی تَجِیئَنَا النَّفَقَةُ فَقُلْتُ وَ مَا نَفَقَتُكُمْ قَالُوا قَوْلُ الْمُؤْمِنِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ فَإِذَا قَالَ بَنَیْنَا وَ إِذَا أَمْسَكَ أَمْسَكْنَا وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أَسْرَی بِی رَبِّی إِلَی سَبْعِ سَمَاوَاتِهِ أَخَذَ جَبْرَئِیلُ بِیَدِی وَ أَدْخَلَنِی الْجَنَّةَ وَ أَجْلَسَنِی عَلَی دُرْنُوكٍ (2)مِنْ دَرَانِیكِ الْجَنَّةِ وَ نَاوَلَنِی سَفَرْجَلَةً فَانْفَلَقَتْ نِصْفَیْنِ وَ خَرَجَتْ حَوْرَاءُ مِنْهَا فَقَامَتْ بَیْنَ یَدَیَّ وَ قَالَتْ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مُحَمَّدُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَحْمَدُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقُلْتُ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ مَنْ أَنْتِ فَقَالَتْ أَنَا الرَّاضِیَةُ الْمَرْضِیَّةُ خَلَقَنِی الْجَبَّارُ مِنْ ثَلَاثَةِ أَنْوَاعٍ أَعْلَایَ مِنَ الْكَافُورِ وَ وَسَطِی مِنَ الْعَنْبَرِ وَ أَسْفَلِی مِنَ الْمِسْكِ وَ عُجِنْتُ بِمَاءِ الْحَیَوَانِ قَالَ لِی رَبِّی كُونِی فَكُنْتُ لِأَخِیكَ وَ وَصِیِّكَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ هَذَا وَ مِثْلُهُ دَلِیلٌ عَلَی خَلْقِ الْجَنَّةِ وَ بِالْعَكْسِ مِنْ ذَلِكَ الْكَلَامِ فِی النَّارِ.
ص: 177
«130»-فس، تفسیر القمی وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی مَنْ أَنْكَرَ خَلْقَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ فَقَوْلُهُ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهی عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوی وَ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَی فِی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَ جَنَّةُ الْمَأْوَی عِنْدَهَا.
-قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَیْتُ قَصْراً وَ سَاقَ الْحَدِیثَ الْأَوَّلَ إِلَی قَوْلِهِ فَإِنَّهُمْ یَنَامُونَ فِیمَا بَیْنَهُمَا.
-ثم قال و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ إِلَی آخِرِ الْحَدِیثِ الثَّانِی ثُمَّ رَوَی مَا رَوَیْنَا عَنْهُ فِی أَوَّلِ الْبَابِ مِنْ حَدِیثِ تَقْبِیلِ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ وَصْفِ شَجَرَةِ طُوبَی ثُمَّ قَالَ وَ مِثْلُ ذَلِكَ كَثِیرٌ مِمَّا هُوَ رَدٌّ عَلَی مَنْ أَنْكَرَ الْمِعْرَاجَ وَ خَلْقَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ.
«131»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَسَطُ الْجَنَّةِ لِی وَ لِأَهْلِ بَیْتِی.
«132»-ل، الخصال مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ وَ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ رَفَعَهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی طُوبی لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ قَالَ هِیَ شَجَرَةٌ غَرَسَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِیَدِهِ وَ نَفَخَ فِیهَا مِنْ رُوحِهِ وَ إِنَّ أَغْصَانَهَا لَتُرَی مِنْ وَرَاءِ سُورِ الْجَنَّةِ تَنْبُتُ بِالْحُلِیِّ وَ الْحُلَلِ وَ الثِّمَارِ مُتَدَلِّیَةً عَلَی أَفْوَاهِهِمْ الْخَبَرَ.
«133»-ل، الخصال بِسَنَدَیْنِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَرْبَعَ خُطَطٍ فِی الْأَرْضِ وَ قَالَ أَ تَدْرُونَ مَا هَذَا قُلْنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَفْضَلُ نِسَاءِ الْجَنَّةِ أَرْبَعٌ خَدِیجَةُ بِنْتُ خُوَیْلِدٍ وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَرْیَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَ آسِیَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ.
«134»-مع، معانی الأخبار ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِیَاثٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله السَّخَاءُ شَجَرَةٌ فِی الْجَنَّةِ أَصْلُهَا وَ هِیَ مِظَلَّةٌ عَلَی الدُّنْیَا مَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهَا اجْتَرَّهُ إِلَی الْجَنَّةِ.
ص: 178
«135»-م، تفسیر الإمام علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ قَالَ علیه السلام هِیَ شَجَرَةٌ تَمَیَّزَتْ بَیْنَ أَشْجَارِ الْجَنَّةِ إِنَّ سَائِرَ أَشْجَارِ الْجَنَّةِ كَانَ كُلُّ نَوْعٍ مِنْهَا یَحْمِلُ نَوْعاً مِنَ الثِّمَارِ وَ الْمَأْكُولِ وَ كَانَتْ هَذِهِ الشَّجَرَةُ وَ جِنْسُهَا تَحْمِلُ الْبُرَّ وَ الْعِنَبَ وَ التِّینَ وَ الْعُنَّابَ وَ سَائِرَ أَنْوَاعِ الْفَوَاكِهِ وَ الثِّمَارِ وَ الْأَطْعِمَةِ فَلِذَلِكَ اخْتَلَفَتِ الْحَاكُونَ بِذِكْرِ الشَّجَرَةِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ هِیَ بُرَّةٌ وَ قَالَ آخَرُونَ هِیَ عِنَبَةٌ وَ قَالَ آخَرُونَ هِیَ عُنَّابَةٌ.
«136»-م، تفسیر الإمام علیه السلام فِیمَا سَیَأْتِی فِی أَبْوَابِ مَنَاقِبِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام فَإِنَّ اللَّهَ یُخْزِی عَنْكَ الشَّیْطَانَ وَ عَنْ مُحِبِّیكَ وَ یُعْطِیكَ فِی الْآخِرَةِ بِعَدَدِ كُلِّ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِمَّا أَعْطَیْتَ صَاحِبَكَ وَ مِمَّا یُنْمِیهِ اللَّهُ مِنْهُ دَرَجَةً فِی الْجَنَّةِ أَكْبَرَ مِنَ الدُّنْیَا مِنَ الْأَرْضِ إِلَی السَّمَاءِ وَ بِعَدَدِ كُلِّ حَبَّةٍ مِنْهَا جَبَلًا مِنْ فِضَّةٍ كَذَلِكَ وَ جَبَلًا مِنْ لُؤْلُؤٍ وَ جَبَلًا مِنْ یَاقُوتٍ وَ جَبَلًا مِنْ جَوْهَرٍ وَ جَبَلًا مِنْ نُورِ رَبِّ الْعِزَّةِ كَذَلِكَ وَ جَبَلًا مِنْ زُمُرُّدٍ وَ جَبَلًا مِنْ زَبَرْجَدٍ كَذَلِكَ وَ جَبَلًا مِنْ مِسْكٍ وَ جَبَلًا مِنْ عَنْبَرٍ كَذَلِكَ وَ إِنَّ عَدَدَ خَدَمَكَ فِی الْجَنَّةِ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ قَطْرِ الْمَطَرِ وَ النَّبَاتِ وَ شُعُورِ الْحَیَوَانَاتِ.137 م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ رَعَی قَرَابَاتِ أَبَوَیْهِ أُعْطِیَ فِی الْجَنَّةِ أَلْفَ دَرَجَةٍ مَا بَیْنَ كُلِّ دَرَجَتَیْنِ حُضْرُ الْفَرَسِ الْجَوَادِ الْمُضَمَّرِ مِائَةَ سَنَةٍ إِحْدَی الدَّرَجَاتِ مِنْ فِضَّةٍ وَ الْأُخْرَی مِنْ ذَهَبٍ وَ أُخْرَی مِنْ لُؤْلُؤٍ وَ أُخْرَی مِنْ زُمُرُّدٍ وَ أُخْرَی مِنْ زَبَرْجَدٍ وَ أُخْرَی مِنْ مِسْكٍ وَ أُخْرَی مِنْ عَنْبَرٍ وَ أُخْرَی مِنْ كَافُورٍ فَتِلْكَ الدَّرَجَاتُ مِنْ هَذِهِ الْأَصْنَافِ وَ مَنْ رَعَی حَقَّ قُرْبَی مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ أُوتِیَ مِنْ فَضَائِلِ الدَّرَجَاتِ وَ زِیَادَةِ الْمَثُوبَاتِ عَلَی قَدْرِ زِیَادَةِ فَضْلِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ عَلَی أَبَوَیْ نَسَبِهِ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ فِی شَأْنِ رَجُلٍ آثَرَ قَرَابَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی قَرَابَتِهِ بَعْدَ بَیَانِ أَنْ أَعْطَی مَالًا كَثِیراً قَالَ ثُمَّ أَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا جَزَاؤُكَ فِی الدُّنْیَا عَلَی إِیثَارِ قَرَابَتِی عَلَی قَرَابَتِكَ وَ لَأُعْطِیَنَّكَ فِی الْآخِرَةِ بِكُلِّ حَبَّةٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ فِی الْجَنَّةِ أَلْفَ قَصْرٍ أَصْغَرُهَا أَكْبَرُ مِنَ الدُّنْیَا مَغْرِزُ إِبْرَةٍ مِنْهَا خَیْرٌ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا وَ سَاقَهُ إِلَی أَنْ قَالَ وَ مَنْ مَسَحَ یَدَهُ بِرَأْسِ یَتِیمٍ رِفْقاً بِهِ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ فِی الْجَنَّةِ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مَرَّتْ تَحْتَ
ص: 179
یَدِهِ قَصْراً أَوْسَعَ مِنَ الدُّنْیَا بِمَا فِیهَا وَ فِیهَا مَا تَشْتَهِی الْأَنْفُسُ وَ تَلَذُّ الْأَعْیُنُ وَ هُمْ فِیهَا خَالِدُونَ وَ سَاقَهُ إِلَی أَنْ قَالَ قَالَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام مَنْ كَفَلَ لَنَا یَتِیماً قَطَعَتْهُ عَنَّا غَیْبَتُنَا وَ اسْتِتَارُنَا فَوَاسَاهُ مِنْ عُلُومِنَا الَّتِی سَقَطَتْ إِلَیْهِ حَتَّی أَرْشَدَهُ وَ هَدَاهُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَا أَیُّهَا الْعَبْدُ الْكَرِیمُ الْمُوَاسِی إِنِّی أَوْلَی بِهَذَا الْكَرَمِ اجْعَلُوا لَهُ یَا مَلَائِكَتِی فِی الْجِنَانِ بِعَدَدِ كُلِّ حَرْفٍ عَلَّمَهُ أَلْفَ أَلْفِ قَصْرٍ وَ أَضِیفُوا إِلَیْهَا مَا یَلِیقُ بِهَا مِنْ سَائِرِ النِّعَمِ وَ سَاقَهُ إِلَی أَنْ قَالَ وَ قَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام وَ قَدْ اخْتَصَمَ إِلَیْهَا امْرَأَتَانِ فَتَنَازَعَتَا فِی شَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِ الدِّینِ إِحْدَاهُمَا مُعَانِدَةٌ وَ الْأُخْرَی مُؤْمِنَةٌ فَفَتَحَتْ عَلَی الْمُؤْمِنَةِ حُجَّتَهَا فَاسْتَظْهَرَتْ عَلَی الْمُعَانِدَةِ فَفَرِحَتْ فَرَحاً شَدِیداً فَقَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام إِنَّ فَرَحَ الْمَلَائِكَةِ بِاسْتِظْهَارِكَ عَلَیْهَا أَشَدُّ مِنْ فَرَحِكَ وَ إِنَّ حُزْنَ الشَّیْطَانِ وَ مَرَدَتِهِ بِخِزْیِهَا عَنْكَ أَشَدُّ مِنْ حُزْنِهَا وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ لِلْمَلَائِكَةِ أَوْجِبُوا لِفَاطِمَةَ بِمَا فَتَحَتْ عَلَی هَذِهِ الْمِسْكِینَةِ الْأَسِیرَةِ مِنَ الْجِنَانِ أَلْفَ أَلْفِ ضِعْفِ مَا كُنْتَ أَعْدَدْتَ لَهَا وَ اجْعَلُوا هَذِهِ سُنَّةً فِی كُلِّ مَنْ یَفْتَحُ عَلَی أَسِیرٍ مِسْكِینٍ فَیَغْلِبُ مُعَانِداً مِثْلَ أَلْفِ أَلْفِ مَا كَانَ مُعَدّاً لَهُ مِنَ الْجِنَانِ وَ سَاقَهُ إِلَی أَنْ قَالَ وَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام مَنْ كَانَ هَمُّهُ فِی كَسْرِ النَّوَاصِبِ عَنِ الْمَسَاكِینِ الْمُوَالِینَ لَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ یَكْسِرُهُمْ عَنْهُمْ وَ یَكْشِفُ عَنْ مَخَازِیهِمْ وَ یُبَیِّنُ أَعْوَارَهُمْ (1)وَ یُفَخِّمُ أَمْرَ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ جَعَلَ اللَّهُ هِمَّةَ أَمْلَاكِ الْجِنَانِ فِی بِنَاءِ قُصُورِهِ وَ دُورِهِ یُسْتَعْمَلُ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنْ حُرُوفِ حُجَجِهِ عَلَی أَعْدَاءِ اللَّهِ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ أَهْلِ الدُّنْیَا أَمْلَاكاً قُوَّةُ كُلِّ وَاحِدٍ تَفْضُلُ مِنْ حَمْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ فَكَمْ مِنْ بِنَاءٍ وَ كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ وَ كَمْ مِنْ قُصُورٍ لَا یَعْرِفُ قَدْرَهَا إِلَّا رَبُّ الْعَالَمِینَ وَ سَاقَهُ إِلَی أَنْ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَ جَبْرَئِیلَ لَیْلَةَ الْمِعْرَاجِ فَعَرَضَ عَلَیَّ قُصُورَ الْجِنَانِ فَرَأَیْتُهَا مِنَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ مِلَاطُهَا الْمِسْكُ وَ الْعَنْبَرُ غَیْرَ أَنِّی رَأَیْتُ لِبَعْضِهَا شُرَفاً عَالِیَةً وَ لَمْ أَرَ لِبَعْضِهَا فَقُلْتُ یَا حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ مَا بَالُ هَذِهِ بِلَا شُرَفٍ كَمَا لِسَائِرِ تِلْكَ الْقُصُورِ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ هَذِهِ قُصُورُ الْمُصَلِّینَ فَرَائِضَهُمُ الَّذِینَ یَكْسَلُونَ عَنِ الصَّلَاةِ عَلَیْكَ وَ عَلَی آلِكَ بَعْدَهَا فَإِنْ بَعَثَ مَادَّةً لِبِنَاءِ الشُّرَفِ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ
ص: 180
الطَّیِّبِینَ بُنِیَتْ لَهُ الشُّرَفُ وَ إِلَّا بَقِیَتْ هَكَذَا فَیُقَالُ حَتَّی یَعْرِفَ سُكَّانُ الْجِنَانِ أَنَّ الْقَصْرَ الَّذِی لَا شُرَفَ لَهُ هُوَ لِلَّذِی كَسِلَ صَاحِبُهُ بَعْدَ صَلَاتِهِ عَنِ الصَّلَاةِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ وَ رَأَیْتُ فِیهَا قُصُوراً مَنِیعَةً مُشْرِفَةً عَجِیبَةَ الْحُسْنِ لَیْسَ لَهَا أَمَامَهَا دِهْلِیزٌ وَ لَا بَیْنَ یَدَیْهَا بُسْتَانٌ وَ لَا خَلْفَهَا فَقُلْتُ مَا بَالُ هَذِهِ الْقُصُورِ لَا دِهْلِیزَ بَیْنَ یَدَیْهَا وَ لَا بُسْتَانَ خَلْفَهَا فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ هَذِهِ قُصُورُ الْمُصَلِّینَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ الَّذِینَ یَبْذُلُونَ بَعْضَ وُسْعِهِمْ فِی قَضَاءِ حُقُوقِ إِخْوَانِهِمُ الْمُؤْمِنِینَ دُونَ جَمِیعِهَا فَلِذَلِكَ قُصُورُهُمْ بِغَیْرِ دِهْلِیزٍ أَمَامَهَا وَ لَا بَسَاتِینَ خَلْفَهَا.
«138»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ علیه السلام فِی بَیَانِ ثَوَابِ الصَّلَاةِ وَ إِذَا قَالَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ فَقَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ سُورَةً قَالَ اللَّهُ تَعَالَی لِمَلَائِكَتِهِ أَ مَا تَرَوْنَ عَبْدِی هَذَا كَیْفَ تَلَذَّذُ بِقِرَاءَةِ كَلَامِی أُشْهِدُكُمْ یَا مَلَائِكَتِی لَأَقُولَنَّ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ اقْرَأْ فِی جَنَّاتِی وَ ارْقَ فِی دَرَجَاتِی فَلَا یَزَالُ یَقْرَأُ وَ یَرْقَی بِعَدَدِ كُلِّ حَرْفٍ دَرَجَةً مِنْ ذَهَبٍ وَ دَرَجَةً مِنْ فِضَّةٍ وَ دَرَجَةً مِنْ لُؤْلُؤٍ وَ دَرَجَةً مِنْ جَوْهَرٍ وَ دَرَجَةً مِنْ زَبَرْجَدٍ أَخْضَرَ وَ دَرَجَةً مِنْ زُمُرُّدٍ أَخْضَرَ وَ دَرَجَةً مِنْ نُورِ رَبِّ الْعِزَّةِ وَ سَاقَهُ إِلَی أَنْ قَالَ فِی بَیَانِ الزَّكَاةِ فَإِنَّ مَنْ أَعْطَی مِنْ زَكَاتِهِ طَیِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ حَبَّةٍ مِنْهَا قَصْراً فِی الْجَنَّةِ مِنْ ذَهَبٍ وَ قَصْراً مِنْ فِضَّةٍ وَ قَصْراً مِنْ لُؤْلُؤٍ وَ قَصْراً مِنْ زَبَرْجَدٍ وَ قَصْراً مِنْ زُمُرُّدٍ وَ قَصْراً مِنْ جَوْهَرٍ وَ قَصْراً مِنْ نُورِ رَبِّ الْعَالَمِینَ.
«139»-فس، تفسیر القمی لَهُمْ دارُ السَّلامِ قَالَ یَعْنِی الْجَنَّةَ (1)وَ سُمِّیَتْ دَارَ السَّلَامِ لِلسَّلَامَةِ فِیهَا مِنَ الْأَحْزَانِ وَ الْآلَامِ.
«140»-فس، تفسیر القمی قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام عَلَی بَابِ الْجَنَّةِ مَكْتُوبٌ الصَّدَقَةُ بِعَشَرَةٍ وَ الْقَرْضُ بِثَمَانِیَةَ عَشَرَ (2)
«141»-فس، تفسیر القمی ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَ أَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ أَیْ تُكْرَمُونَ یُطافُ عَلَیْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَ أَكْوابٍ أَیْ قِصَاعٍ وَ أَوَانِی وَ فِیها ما تَشْتَهِیهِ الْأَنْفُسُ إِلَی قَوْلِهِ
ص: 181
مِنْها تَأْكُلُونَ فَإِنَّهُ مُحْكَمٌ.
وَ أَخْبَرَنِی أَبِی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ فِی الْجَنَّةِ یَبْقَی عَلَی مَائِدَتِهِ أَیَّامَ الدُّنْیَا وَ یَأْكُلُ فِی أَكْلَةٍ وَاحِدَةٍ بِمِقْدَارِ أَكْلِهِ (1)فِی الدُّنْیَا.
«142»-فس، تفسیر القمی وَ أَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ قَالَ أَیْ خَمْرَةٍ إِذَا تَنَاوَلَهَا وَلِیُّ اللَّهِ وَجَدَ رَائِحَةَ الْمِسْكِ فِیهَا.
«143»-فس، تفسیر القمی لا لَغْوٌ فِیها وَ لا تَأْثِیمٌ قَالَ لَیْسَ فِی الْجَنَّةِ خَنَاءٌ (2)وَ لَا فُحْشٌ وَ یَشْرَبُ الْمُؤْمِنُ وَ لَا یَأْثَمُ ثُمَّ حَكَی عَزَّ وَ جَلَّ قَوْلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَقَالَ وَ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلی بَعْضٍ یَتَساءَلُونَ قَالَ فِی الْجَنَّةِ قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِی أَهْلِنا مُشْفِقِینَ أَیْ خَائِفِینَ مِنَ الْعَذَابِ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَیْنا وَ وَقانا عَذابَ السَّمُومِ قَالَ السَّمُومُ الْحَرُّ الشَّدِیدُ.
«144»-قل، إقبال الأعمال یب، تهذیب الأحكام مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ الرِّضَا علیه السلام وَ الْمَجْلِسُ غَاصٌّ بِأَهْلِهِ (3)فَتَذَاكَرُوا یَوْمَ الْغَدِیرِ فَأَنْكَرَهُ بَعْضُ النَّاسِ فَقَالَ الرِّضَا علیه السلام حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ قَالَ إِنَّ یَوْمَ الْغَدِیرِ فِی السَّمَاءِ أَشْهَرُ مِنْهُ فِی الْأَرْضِ إِنَّ لِلَّهِ فِی الْفِرْدَوْسِ الْأَعْلَی قَصْراً لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ وَ لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ فِیهِ مِائَةُ أَلْفِ قُبَّةٍ مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ وَ مِائَةُ أَلْفِ خَیْمَةٍ مِنْ یَاقُوتٍ أَخْضَرَ تُرَابُهُ الْمِسْكُ وَ الْعَنْبَرُ فِیهِ أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ نَهَرٌ مِنْ خَمْرٍ وَ نَهَرٌ مِنْ مَاءٍ وَ نَهَرٌ مِنْ لَبَنٍ وَ نَهَرٌ مِنْ عَسَلٍ حَوَالَیْهِ أَشْجَارُ جَمِیعِ الْفَوَاكِهِ عَلَیْهِ طُیُورٌ أَبْدَانُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ وَ أَجْنِحَتُهَا مِنْ یَاقُوتٍ وَ تَصُوتُ بِأَلْوَانِ الْأَصْوَاتِ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْغَدِیرِ وَرَدَ إِلَی ذَلِكَ الْقَصْرِ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ یُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَ یُقَدِّسُونَهُ وَ یُهَلِّلُونَهُ تَتَطَایَرُ تِلْكَ الطُّیُورُ فَتَقَعُ فِی ذَلِكَ الْمَاءِ وَ تَتَمَرَّغُ عَلَی ذَلِكَ الْمِسْكِ وَ الْعَنْبَرِ فَإِذَا اجْتَمَعَتِ الْمَلَائِكَةُ طَارَتْ فَتَنْفُضُ ذَلِكَ عَلَیْهِمْ وَ إِنَّهُمْ
ص: 182
فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ لَیَتَهَادَوْنَ نُثَارَ فَاطِمَةَ علیها السلام فَإِذَا كَانَ آخِرُ ذَلِكَ الْیَوْمِ نُودُوا انْصَرِفُوا إِلَی مَرَاتِبِكُمْ فَقَدْ أَمِنْتُمُ الْخَطَاءَ وَ الزَّلَلَ إِلَی قَابِلٍ فِی مِثْلِ هَذَا الْیَوْمِ تَكْرِمَةً لِمُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ علیهما و آلهماالسلام الْخَبَرَ.
«145»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ رِئَابٍ وَ یَعْقُوبَ السَّرَّاجِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ فِیهَا أَلَا وَ إِنَّ التَّقْوَی مَطَایَا ذُلُلٌ حُمِلَ عَلَیْهَا أَهْلُهَا وَ أُعْطُوا أَزِمَّتَهَا فَأَوْرَدَتْهُمُ الْجَنَّةَ وَ فُتِحَتْ لَهُمْ أَبْوَابُهَا وَ وَجَدُوا رِیحَهَا وَ طِیْبَهَا وَ قِیلَ لَهُمْ ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِینَ الْخُطْبَةَ.
«146»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِیدِ الْوَصَّافِیِّ (1)رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ غُرِسَتْ لَهُ شَجَرَةٌ فِی الْجَنَّةِ مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ مَنْبِتُهَا فِی مِسْكٍ أَبْیَضَ أَحْلَی مِنَ الْعَسَلِ وَ أَشَدَّ بَیَاضاً مِنَ الثَّلْجِ وَ أَطْیَبُ رِیحاً مِنَ الْمِسْكِ فِیهَا أَمْثَالُ ثُدِیِّ الْأَبْكَارِ تَعْلُو عَنْ سَبْعِینَ حُلَّةً الْخَبَرَ.
«147»-لی، الأمالی للصدوق عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَوْ عَلِمْتُمْ مَا لَكُمْ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ لَزِدْتُمْ لِلَّهِ تَعَالَی شُكْراً إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَیْلَةٍ مِنْهُ غَفَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِأُمَّتِی الذُّنُوبَ كُلَّهَا سِرَّهَا وَ عَلَانِیَتَهَا وَ رَفَعَ لَكُمْ أَلْفَیْ أَلْفِ دَرَجَةٍ وَ بَنَی لَكُمْ خَمْسِینَ مَدِینَةً قَالَ
ص: 183
وَ أَعْطَاكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الْیَوْمِ الثَّالِثِ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَی أَبْدَانِكُمْ قُبَّةً فِی الْفِرْدَوْسِ مِنْ دُرَّةٍ بَیْضَاءَ فِی أَعْلَاهَا اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ بَیْتٍ مِنَ النُّورِ وَ فِی أَسْفَلِهَا اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ بَیْتٍ فِی كُلِّ بَیْتٍ أَلْفُ سَرِیرٍ عَلَی كُلِّ سَرِیرٍ حَوْرَاءُ یَدْخُلُ عَلَیْكُمْ كُلَّ یَوْمٍ أَلْفُ مَلَكٍ مَعَ كُلِّ مَلَكٍ هَدِیَّةٌ وَ أَعْطَاكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْیَوْمَ الرَّابِعَ فِی جَنَّةِ الْخُلْدِ سَبْعِینَ أَلْفَ قَصْرٍ فِی كُلِّ قَصْرٍ سَبْعُونَ أَلْفَ بَیْتٍ فِی كُلِّ بَیْتِ خَمْسُونَ أَلْفَ سَرِیرٍ عَلَی كُلِّ سَرِیرٍ حَوْرَاءُ بَیْنَ یَدَیْ كُلِّ حَوْرَاءَ أَلْفُ وَصِیفَةٍ خِمَارُ إِحْدَاهُنَّ خَیْرٌ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا وَ أَعْطَاكُمُ اللَّهُ الْیَوْمَ الْخَامِسَ فِی جَنَّةِ الْمَأْوَی أَلْفَ أَلْفِ مَدِینَةٍ فِی كُلِّ مَدِینَةٍ سَبْعُونَ أَلْفَ بَیْتٍ فِی كُلِّ بَیْتٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَائِدَةٍ عَلَی كُلِّ مَائِدَةٍ سَبْعُونَ أَلْفَ قَصْعَةٍ وَ فِی كُلِّ قَصْعَةٍ سِتُّونَ أَلْفَ لَوْنٍ مِنَ الطَّعَامِ لَا یُشْبِهُ بَعْضُهَا بَعْضاً وَ أَعْطَاكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْیَوْمَ السَّادِسَ فِی دَارِ السَّلَامِ مِائَةَ أَلْفِ مَدِینَةٍ فِی كُلِّ مَدِینَةٍ مِائَةُ أَلْفِ دَارٍ فِی كُلِّ دَارٍ مِائَةُ أَلْفِ بَیْتٍ فِی كُلِّ بَیْتٍ مِائَةُ أَلْفِ سَرِیرٍ مِنْ ذَهَبٍ طُولُ كُلِّ سَرِیرٍ أَلْفُ ذِرَاعٍ عَلَی كُلِّ سَرِیرٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ عَلَیْهَا ثَلَاثُونَ أَلْفَ ذُؤَابَةٍ مَنْسُوجَةٍ بِالدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ تَحْمِلُ كُلَّ ذُؤَابَةٍ مِائَةُ جَارِیَةٍ وَ أَعْطَاكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْیَوْمَ السَّابِعَ فِی جَنَّةِ النَّعِیمِ ثَوَابَ أَرْبَعِینَ أَلْفَ شَهِیدٍ وَ أَرْبَعِینَ أَلْفَ صِدِّیقٍ وَ سَاقَهُ إِلَی أَنْ قَالَ وَ یَوْمَ خَمْسَةٍ وَ عِشْرِینَ بَنَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَكُمْ تَحْتَ الْعَرْشِ أَلْفَ قُبَّةٍ خَضْرَاءَ عَلَی رَأْسِ كُلِّ قُبَّةٍ خَیْمَةٌ مِنْ نُورٍ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ أَنَا رَبُّكُمْ وَ أَنْتُمْ عَبِیدِی وَ إِمَائِی اسْتَظِلُّوا بِظِلِّ عَرْشِی فِی هَذِهِ الْقِبَابِ وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنِیئاً فَلَا خَوْفٌ عَلَیْكُمْ وَ لَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ یَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَأَبْعَثَنَّكُمْ إِلَی الْجَنَّةِ یَتَعَجَّبُ مِنْكُمُ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ وَ لَأُتَوِّجَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِأَلْفِ تَاجٍ مِنْ نُورٍ وَ لَأُرْكِبَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَی نَاقَةٍ خُلِقَتْ مِنْ نُورٍ زِمَامُهَا مِنْ نُورٍ وَ فِی ذَلِكَ الزِّمَامِ أَلْفُ حَلْقَةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَ فِی كُلِّ حَلْقَةٍ مَلَكٌ قَائِمٌ عَلَیْهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ بِیَدِ كُلِّ مَلَكٍ عَمُودٌ مِنْ نُورٍ حَتَّی یَدْخُلَ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ وَ سَاقَهُ إِلَی أَنْ قَالَ وَ یَوْمَ ثَمَانِیَةٍ وَ عِشْرِینَ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ فِی جَنَّةِ الْخُلْدِ مِائَةَ أَلْفِ مَدِینَةٍ مِنْ نُورٍ وَ أَعْطَاكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی جَنَّةِ الْمَأْوَی مِائَةَ أَلْفِ قَصْرٍ مِنْ فِضَّةٍ وَ أَعْطَاكُمُ اللَّهُ
ص: 184
عَزَّ وَ جَلَّ فِی جَنَّةِ النَّعِیمِ مِائَةَ أَلْفِ دَارٍ مِنْ عَنْبَرٍ أَشْهَبَ وَ أَعْطَاكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ مِائَةَ أَلْفِ مَدِینَةٍ فِی كُلِّ مَدِینَةٍ أَلْفُ حُجْرَةٍ وَ أَعْطَاكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی جَنَّةِ الْجَلَالِ مِائَةَ أَلْفِ مِنْبَرٍ مِنْ مِسْكٍ فِی جَوْفِ كُلِّ مِنْبَرٍ أَلْفُ بَیْتٍ مِنْ زَعْفَرَانٍ فِی كُلِّ بَیْتٍ أَلْفُ سَرِیرٍ مِنْ دُرٍّ وَ یَاقُوتٍ عَلَی كُلِّ سَرِیرٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ تِسْعَةٍ وَ عِشْرِینَ أَعْطَاكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَلْفَ أَلْفِ مَحَلَّةٍ فِی جَوْفِ كُلِّ مَحَلَّةٍ قُبَّةٌ بَیْضَاءُ فِی كُلِّ قُبَّةٍ سَرِیرٌ مِنْ كَافُورٍ أَبْیَضَ عَلَی ذَلِكَ السَّرِیرِ أَلْفُ فِرَاشٍ مِنَ السُّنْدُسِ الْأَخْضَرِ فَوْقَ كُلِّ فِرَاشٍ حَوْرَاءُ عَلَیْهَا سَبْعُونَ أَلْفَ حُلَّةٍ وَ عَلَی رَأْسِهَا ثَمَانُونَ أَلْفَ ذُؤَابَةٍ كُلُّ ذُؤَابَةٍ مُكَلَّلَةٌ بِالدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ وَ سَاقَهُ إِلَی أَنْ قَالَ وَ لِلْجَنَّةِ بَابٌ یُقَالُ لَهُ الرَّیَّانُ لَا یُفْتَحُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ ثُمَّ یُفْتَحُ لِلصَّائِمِینَ وَ الصَّائِمَاتِ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ یُنَادِی رِضْوَانُ خَازِنُ الْجَنَّةِ یَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ هَلُمُّوا إِلَی الرَّیَّانِ فَیَدْخُلُ أُمَّتِی مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ إِلَی الْجَنَّةِ فَمَنْ لَمْ یُغْفَرْ لَهُ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ فَفِی أَیِّ شَهْرٍ یُغْفَرُ لَهُ.
«148»-لی، الأمالی للصدوق الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ یَحْیَی بْنِ الْحَسَنِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ بْنِ یَحْیَی عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: كَانَ لِی عَشْرٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِی وَ لَا یُعْطَاهُنَّ أَحَدٌ بَعْدِی قَالَ لِی یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَخِی فِی الْآخِرَةِ (1)وَ أَنْتَ أَقْرَبُ النَّاسِ مِنِّی مَوْقِفاً یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ مَنْزِلِی وَ مَنْزِلُكَ فِی الْجَنَّةِ مُتَوَاجِهَانِ كَمَنْزِلِ الْأَخَوَیْنِ الْحَدِیثَ.
«149»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِی شَیْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام عَلَی مِنْبَرِ الْكُوفَةِ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ كَانَ لِی مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَشْرُ خِصَالٍ لَهُنَّ أَحَبُّ إِلَیَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَیْهِ الشَّمْسُ قَالَ قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَخِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَنْتَ أَقْرَبُ الْخَلَائِقِ إِلَیَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی الْمَوْقِفِ بَیْنَ یَدَیِ الْجَبَّارِ وَ مَنْزِلُكَ فِی الْجَنَّةِ
ص: 185
مُوَاجِهُ مَنْزِلِی كَمَا یَتَوَاجَهُ مَنْزِلُ الْأَخَوَیْنِ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْحَدِیثَ.
«150»-لی، الأمالی للصدوق ابْنُ شَاذَوَیْهِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ سَیِّدِ الْعَابِدِینَ عَنْ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ سَیِّدِ الشُّهَدَاءِ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ سَیِّدِ الْأَوْصِیَاءِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ صَلَّی عَلَیَّ وَ لَمْ یُصَلِّ عَلَی آلِی لَمْ یَجِدْ رِیحَ الْجَنَّةِ وَ إِنَّ رِیحَهَا لَتُوجَدُ مِنْ مَسِیرَةِ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ.
«151»-لی، الأمالی للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اللَّیْثِ عَنْ جَابِرِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام عَنْ قِیَامِ اللَّیْلِ بِالْقُرْآنِ فَقَالَ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ وَ مَنْ صَلَّی لَیْلَةً تَامَّةً تَالِیاً لِكِتَابِ اللَّهِ رَاكِعاً وَ سَاجِداً وَ ذَاكِراً وَ سَاقَهُ إِلَی أَنْ قَالَ یَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لِمَلَائِكَتِهِ یَا مَلَائِكَتِی انْظُرُوا إِلَی عَبْدِی أَحْیَا لَیْلَةً ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِی أَسْكِنُوهُ الْفِرْدَوْسَ وَ لَهُ فِیهَا مِائَةُ أَلْفِ مَدِینَةٍ فِی كُلِّ مَدِینَةٍ جَمِیعُ مَا تَشْتَهِی الْأَنْفُسُ وَ تَلَذُّ الْأَعْیُنُ وَ مَا لَا یَخْطُرُ عَلَی بَالٍ سِوَی مَا أَعْدَدْتُ لَهُ مِنَ الْكَرَامَةِ وَ الْمَزِیدِ وَ الْقُرْبَةِ.
«152»-لی، الأمالی للصدوق مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ: وَ عَلَیْكُمْ بِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ فَإِنَّ دَرَجَاتِ الْجَنَّةِ عَلَی عَدَدِ آیَاتِ الْقُرْآنِ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یُقَالُ لِقَارِئِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَ ارْقَ فَكُلَّمَا قَرَأَ آیَةً رَقِیَ دَرَجَةً الْحَدِیثَ.
«153»-لی، الأمالی للصدوق عَنْ وَهْبِ بْنِ وَهْبٍ الْقُرَشِیِّ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِلْجَنَّةِ بَابٌ یُقَالُ لَهُ بَابُ الْمُجَاهِدِینَ یَمْضُونَ إِلَیْهِ فَإِذَا هُوَ مَفْتُوحٌ وَ هُمْ مُتَقَلِّدُونَ سُیُوفَهُمْ وَ الْجَمْعُ فِی الْمَوْقِفِ الْمَلَائِكَةُ تُرَحِّبُ بِهِمْ الْخَبَرَ.
«154»-لی، الأمالی للصدوق الْفَامِیُّ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص
ص: 186
مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ غَرَسَ اللَّهُ لَهُ بِهَا شَجَرَةً فِی الْجَنَّةِ وَ مَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ غَرَسَ اللَّهُ لَهُ بِهَا شَجَرَةً فِی الْجَنَّةِ وَ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ غَرَسَ اللَّهُ لَهُ بِهَا شَجَرَةً فِی الْجَنَّةِ وَ مَنْ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ غَرَسَ اللَّهُ لَهُ بِهَا شَجَرَةً فِی الْجَنَّةِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَیْشٍ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَجَرَنَا فِی الْجَنَّةِ لَكَثِیرٌ قَالَ نَعَمْ وَ لَكِنْ إِیَّاكُمْ أَنْ تُرْسِلُوا عَلَیْهَا نِیرَاناً فَتُحْرِقُوهَا وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ لا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ
«155»-لی، الأمالی للصدوق ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ ابْنِ أَبَانٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ لِلشِّیعَةِ قَدْ ضَمِنَّا لَكُمُ الْجَنَّةَ بِضَمَانِ اللَّهِ وَ ضَمَانِ رَسُولِهِ مَا عَلَی دَرَجَاتِ الْجَنَّةِ أَحَدٌ أَكْثَرَ أَزْوَاجاً مِنْكُمْ فَتَنَافَسُوا فِی فَضَائِلِ الدَّرَجَاتِ أَنْتُمُ الطَّیِّبُونَ وَ نِسَاؤُكُمُ الطَّیِّبَاتُ كُلُّ مُؤْمِنَةٍ حَوْرَاءُ عَیْنَاءُ وَ كُلُّ مُؤْمِنٍ صِدِّیقٌ الْخَبَرَ.
«156»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْخَشَّابِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ بَشِیرٍ الدَّهَّانِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ أَیُّ الْفُصُوصِ أُرْكِبُهُ عَلَی خَاتَمِی قَالَ یَا بَشِیرُ أَیْنَ أَنْتَ عَنِ الْعَقِیقِ الْأَحْمَرِ وَ الْعَقِیقِ الْأَصْفَرِ وَ الْعَقِیقِ الْأَبْیَضِ فَإِنَّهَا ثَلَاثَةُ جِبَالٍ فِی الْجَنَّةِ فَأَمَّا الْأَحْمَرُ فَمُطِلٌّ عَلَی دَارِ (1)رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمَّا الْأَصْفَرُ فَمُطِلٌّ عَلَی دَارِ فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ عَلَیْهَا وَ أَمَّا الْأَبْیَضُ فَمُطِلٌّ عَلَی دَارِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ الدُّورُ كُلُّهَا وَاحِدَةٌ یَخْرُجُ مِنْهَا ثَلَاثَةُ أَنْهَارٍ مِنْ تَحْتِ كُلِّ جَبَلٍ نَهَرٌ أَشَدُّ بَرْداً مِنَ الثَّلْجِ وَ أَحْلَی مِنَ الْعَسَلِ وَ أَشَدُّ بَیَاضاً مِنَ الدُّرِّ لَا یَشْرَبُ مِنْهَا إِلَّا مُحَمَّدٌ وَ آلُهُ وَ شِیعَتُهُمْ وَ مَصَبُّهَا كُلِّهَا وَاحِدٌ وَ مَجْرَاهَا مِنَ الْكَوْثَرِ وَ إِنَّ هَذِهِ الثَّلَاثَةَ جِبَالٌ تُسَبِّحُ اللَّهَ وَ تُقَدِّسُهُ وَ تُمَجِّدُهُ وَ تَسْتَغْفِرُ لِمُحِبِّی آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام الْخَبَرَ.
«157»-ع، علل الشرائع الْحَسَنُ بْنُ یَحْیَی بْنِ ضُرَیْسٍ (2)عَنْ أَبِیهِ عَنْ عُمَارَةَ السُّكَّرِیِّ (3)عَنْ
ص: 187
إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ الْكَرْخِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَزِیدَ بْنِ سَلَّامِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ مَوْلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَزِیدَ بْنِ سَلَّامٍ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ لِمَ سُمِّیَتِ الْجَنَّةُ جَنَّةً قَالَ لِأَنَّهَا جَنِینَةٌ خِیَرَةٌ نَقِیَّةٌ وَ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَی ذِكْرُهُ مَرْضِیَّةٌ.
«158»-ل، الخصال الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبْدُوسٍ عَنْ هَانِی بْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عِیَاضٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْجَنَّةَ خَلَقَهَا مِنْ نُورِ عَرْشِهِ (1)ثُمَّ أَخَذَ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ (2)وَ أَصَابَ عَلِیّاً وَ أَهْلَ بَیْتِهِ ثُلُثَ النُّورِ فَمَنْ أَصَابَهُ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ اهْتَدَی إِلَی وَلَایَةِ آلِ مُحَمَّدٍ وَ مَنْ لَمْ یُصِبْهُ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ ضَلَّ عَنْ وَلَایَةِ آلِ مُحَمَّدٍ.
«159»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِیهِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ وَ خَالِهِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَسْتَطِیعُ فِرَاقَكَ وَ إِنِّی لَأَدْخُلُ مَنْزِلِی فَأَذْكُرُكَ فَأَتْرُكُ ضَیْعَتِی (3)وَ أُقْبِلُ حَتَّی أَنْظُرَ إِلَیْكَ حُبّاً لَكَ فَذَكَرْتُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ أُدْخِلْتَ الْجَنَّةَ فَرُفِعْتَ فِی أَعْلَی عِلِّیِّینَ فَكَیْفَ لِی بِكَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ فَنَزَلَ وَ مَنْ یُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً فَدَعَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الرَّجُلَ فَقَرَأَهَا عَلَیْهِ وَ بَشَّرَهُ بِذَلِكَ.
«160»-ع، علل الشرائع الْقَطَّانُ عَنِ السُّكَّرِیِّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ
ص: 188
عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ جَبَلَةَ الْمَكِّیِّ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ وَ انْتَهَیْتُ إِلَی السَّمَاءِ السَّادِسَةِ نُودِیتُ یَا مُحَمَّدُ نِعْمَ الْأَبُ أَبُوكَ إِبْرَاهِیمُ وَ نِعْمَ الْأَخُ أَخُوكَ عَلِیٌّ فَلَمَّا صِرْتُ إِلَی الْحُجُبِ أَخَذَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام بِیَدِی فَأَدْخَلَنِی الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِشَجَرَةٍ مِنْ نُورٍ فِی أَصْلِهَا مَلَكَانِ یَطْوِیَانِ الْحُلِیَّ وَ الْحُلَلَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ (1)فَقُلْتُ حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ لِمَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةُ فَقَالَ هَذِهِ لِأَخِیكَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ هَذَانِ الْمَلَكَانِ یَطْوِیَانِ لَهُ الْحُلِیَّ وَ الْحُلَلَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ ثُمَّ تَقَدَّمْتُ أَمَامِی فَإِذَا أَنَا بِرُطَبٍ أَلْیَنَ مِنَ الزُّبْدِ وَ أَطْیَبَ مِنَ الْمِسْكِ وَ أَحْلَی مِنَ الْعَسَلِ فَأَخَذْتُ رُطَبَةً فَأَكَلْتُهَا فَتَحَوَّلَتِ الرُّطَبَةُ نُطْفَةً فِی صُلْبِی فَلَمَّا أَنْ هَبَطْتُ إِلَی الْأَرْضِ وَاقَعْتُ خَدِیجَةَ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ فَفَاطِمَةُ حَوْرَاءُ إِنْسِیَّةٌ فَإِذَا اشْتَقْتُ إِلَی الْجَنَّةِ شَمِمْتُ رَائِحَةَ فَاطِمَةَ علیها السلام.
«161»-ك، إكمال الدین بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام فِی أَجْوِبَتِهِ علیه السلام عَنْ مَسَائِلِ الْیَهُودِیِّ إِلَی أَنْ قَالَ وَ أَمَّا مَنْزِلُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ الْجَنَّةِ فِی جَنَّةِ عَدْنٍ وَ هِیَ وَسَطُ الْجِنَانِ وَ أَقْرَبُهَا مِنْ عَرْشِ الرَّحْمَنِ جَلَّ جَلَالُهُ وَ الَّذِینَ یَسْكُنُونَ مَعَهُ فِی الْجَنَّةِ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةُ الِاثْنَا عَشَرَ.
أقول: سیأتی بتمامه و إسناده فی باب نص أمیر المؤمنین علی الاثنی عشر علیهم السلام.
«162»-لی، الأمالی للصدوق أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الدَّامَغَانِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ حَرِیزٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَطِیَّةَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ أَخَذَ جَبْرَئِیلُ بِیَدِی فَأَدْخَلَنِی الْجَنَّةَ وَ أَجْلَسَنِی عَلَی دُرْنُوكٍ مِنْ دَرَانِیكِ الْجَنَّةِ فَنَاوَلَنِی سَفَرْجَلَةً فَانْفَلَقَتْ بِنِصْفَیْنِ فَخَرَجَتْ مِنْهَا حَوْرَاءُ كَانَ أَشْفَارُ عَیْنَیْهَا مَقَادِیمُ النُّسُورِ فَقَالَتْ (2)السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَحْمَدُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ مَنْ أَنْتِ رَحِمَكِ اللَّهُ قَالَتْ أَنَا
ص: 189
الرَّاضِیَةُ الْمَرْضِیَّةُ خَلَقَنِی الْجَبَّارُ مِنْ ثَلَاثَةِ أَنْوَاعٍ أَسْفَلِی مِنَ الْمِسْكِ وَ أَعْلَایَ مِنَ الْكَافُورِ وَ وَسَطِی مِنَ الْعَنْبَرِ وَ عُجِنْتُ بِمَاءِ الْحَیَوَانِ قَالَ الْجَبَّارُ كُونِی فَكُنْتُ خُلِقْتُ لِابْنِ عَمِّكَ وَ وَصِیِّكَ وَ وَزِیرِكَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام.
«163»-جع، جامع الأخبار عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مِثْلَهُ.
«164»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ یَحْیَی بْنِ سَالِمٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَیْتُ فِیهَا قَصْراً مِنْ یَاقُوتٍ أَحْمَرَ یُرَی بَاطِنُهُ مِنْ ظَاهِرِهِ لِضِیَائِهِ وَ نُورِهِ وَ فِیهِ قُبَّتَانِ مِنْ دُرٍّ وَ زَبَرْجَدٍ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ قَالَ هُوَ لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ وَ أَدَامَ الصِّیَامَ وَ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَ تَهَجَّدَ بِاللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَامٌ الْخَبَرَ.
«165»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم بِإِسْنَادِهِ عَنْ حُذَیْفَةَ الْیَمَانِیِّ قَالَ: دَخَلَتْ عَائِشَةُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یُقَبِّلُ فَاطِمَةَ علیها السلام فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ تُقَبِّلُهَا وَ هِیَ ذَاتُ بَعْلٍ فَقَالَ لَهَا وَ سَاقَ حَدِیثَ الْمِعْرَاجِ إِلَی أَنْ قَالَ ثُمَّ أَخَذَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام بِیَدِی فَأَدْخَلَنِی الْجَنَّةَ وَ أَنَا مَسْرُورٌ فَإِذَا أَنَا بِشَجَرَةٍ مِنْ نُورٍ مُكَلَّلَةٍ بِالنُّورِ فِی أَصْلِهَا مَلَكَانِ یَطْوِیَانِ الْحُلِیَّ وَ الْحُلَلَ (1)ثُمَّ تَقَدَّمْتُ أَمَامِی فَإِذَا أَنَا بِتُفَّاحٍ لَمْ أَرَ تُفَّاحاً هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ فَأَخَذْتُ وَاحِدَةً فَفَلَقْتُهَا فَخَرَجَتْ عَلَیَّ مِنْهَا حَوْرَاءُ كَانَ أَشْفَارُهَا (2)مَقَادِیمُ أَجْنِحَةِ النُّسُورِ فَقُلْتُ لِمَنْ أَنْتِ فَبَكَتْ وَ قَالَتْ لِابْنِكَ الْمَقْتُولِ ظُلْماً الْحُسَیْنِ (3)بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام ثُمَّ تَقَدَّمْتُ أَمَامِی فَإِذَا أَنَا بِرُطَبٍ أَلْیَنَ مِنَ الزُّبْدِ وَ أَحْلَی مِنَ الْعَسَلِ فَأَخَذْتُ رُطَبَةً فَأَكَلْتُهَا وَ أَنَا أَشْتَهِیهَا فَتَحَوَّلَتِ الرُّطَبَةُ نُطْفَةً فِی صُلْبِی فَلَمَّا هَبَطْتُ إِلَی الْأَرْضِ وَاقَعْتُ خَدِیجَةَ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ فَفَاطِمَةُ حَوْرَاءُ إِنْسِیَّةٌ (4)فَإِذَا اشْتَقْتُ إِلَی رَائِحَةِ الْجَنَّةِ شَمِمْتُ رَائِحَةَ ابْنَتِی فَاطِمَةَ علیها السلام.
ص: 190
«166»-یه، من لا یحضر الفقیه الدَّقَّاقُ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ الْبَرْمَكِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: لَمَّا زَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَاطِمَةَ مِنْ عَلِیٍّ علیهما السلام أَتَاهُ أُنَاسٌ مِنْ قُرَیْشٍ فَقَالُوا إِنَّكَ زَوَّجْتَ عَلِیّاً بِمَهْرٍ خَسِیسٍ فَقَالَ لَهُمْ مَا أَنَا زَوَّجْتُ عَلِیّاً وَ لَكِنَّ اللَّهَ تَعَالَی زَوَّجَهُ لَیْلَةَ أَسْرَی بِی عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی السِّدْرَةِ أَنِ انْثُرِی فَنَثَرَتِ الدُّرَّ وَ الْجَوْهَرَ عَلَی الْحُورِ الْعِینِ فَهُنَّ یَتَهَادَیْنَهُ وَ یَتَفَاخَرْنَ بِهِ وَ یَقُلْنَ هَذَا مِنْ نُثَارِ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله الْخَبَرَ.
«167»-ل، الخصال أَبُو عَلِیٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ (1)عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ أَیُّوبَ الْمُطَّلِبِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِیِّ (2)عَنْ مُوسَی بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَیْتُ عَلَی بَابِهَا مَكْتُوباً بِالذَّهَبِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ حَبِیبُ اللَّهِ عَلِیٌّ وَلِیُّ اللَّهِ فَاطِمَةُ أَمَةُ اللَّهِ- الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ صَفْوَةُ اللَّهِ عَلَی مُبْغِضِیهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ.
«168»-عدة، عدة الداعی قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَوْ أَنَّ ثَوْباً مِنْ ثِیَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أُلْقِیَ عَلَی أَهْلِ الدُّنْیَا لَمْ یَحْتَمِلْهُ أَبْصَارُهُمْ وَ لَمَاتُوا مِنْ شَهْوَةِ النَّظَرِ إِلَیْهِ وَ قَدْ وَرَدَ عَنْهُمْ علیهم السلام كُلُّ شَیْ ءٍ مِنَ الدُّنْیَا سَمَاعُهُ أَعْظَمُ مِنْ عِیَانِهِ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ مِنَ الْآخِرَةِ عِیَانُهُ أَعْظَمُ مِنْ سَمَاعِهِ وَ فِی الْوَحْیِ الْقَدِیمِ أَعْدَدْتُ لِعِبَادِی مَا لَا عَیْنٌ رَأَتْ وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَ لَا خَطَرَ بِقَلْبِ بَشَرٍ.
«169»-ثو، ثواب الأعمال بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الزُّمَرِ وَ اسْتَخَفَّهَا
ص: 191
مِنْ لِسَانِهِ یُبْنَی لَهُ فِی الْجَنَّةِ أَلْفُ مَدِینَةٍ فِی كُلِّ مَدِینَةٍ أَلْفُ قَصْرٍ فِی كُلِّ قَصْرٍ مِائَةُ حَوْرَاءَ وَ لَهُ مَعَ هَذَا عَیْنانِ تَجْرِیانِ وَ عَیْنانِ نَضَّاخَتانِ وَ عینان (جَنَّتَانِ ظ) مُدْهامَّتانِ وَ حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِی الْخِیامِ وَ ذَواتا أَفْنانٍ وَ مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ (1)
«170»-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْهُ علیه السلام مَنْ أَدْمَنَ قِرَاءَةَ حمعسق بَعَثَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ وَجْهُهُ كَالثَّلْجِ أَوْ كَالشَّمْسِ حَتَّی یَقِفَ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیَقُولُ أَدْمَنْتَ عَبْدِی (2)قِرَاءَةَ حمعسق لَمْ تَدْرِ مَا ثَوَابُهَا أَمَا لَوْ دَرَیْتَ مَا هِیَ وَ مَا ثَوَابُهَا لَمَا مَلِلْتَ مِنْ قِرَاءَتِهَا وَ لَكِنْ سَأَجْزِیكَ جَزَاءَكَ أَدْخِلُوهُ الْجَنَّةَ وَ لَهُ فِیهَا قَصْرٌ مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ أَبْوَابُهَا وَ شُرَفُهَا وَ دَرَجُهَا یُرَی ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا وَ بَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا وَ لَهُ فِیهَا حُورٌ أَتْرَابٌ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ وَ أَلْفُ جَارِیَةٍ وَ أَلْفُ غُلَامٍ مِنَ الْوِلْدَانِ الْمُخَلَّدِینَ الَّذِینَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ تَعَالَی.
«171»-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْهُ علیه السلام مَنْ قَرَأَ سُورَةَ إِنَّا أَرْسَلْنَا مُحْتَسِباً صَابِراً فِی فَرِیضَةٍ أَوْ نَافِلَةٍ أَسْكَنَهُ اللَّهُ تَعَالَی مَسَاكِنَ الْأَبْرَارِ وَ أَعْطَاهُ ثَلَاثَ جِنَانٍ مَعَ جَنَّتِهِ كَرَامَةً مِنَ اللَّهِ وَ زَوَّجَهُ مِائَتَیْ حَوْرَاءَ وَ أَرْبَعَةَ آلَافِ ثَیِّبٍ.
«172»-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ قَالَ: مَنْ قَرَأَ سُورَةَ هَلْ أَتی عَلَی الْإِنْسانِ فِی كُلِّ غَدَاةِ خَمِیسٍ زَوَّجَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ ثَمَانَمِائَةِ عَذْرَاءَ وَ أَرْبَعَةَ آلَافِ ثَیِّبٍ وَ حُوراً مِنَ الْحُورِ الْعِینِ وَ كَانَ مَعَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله.
«173»-ثو، ثواب الأعمال بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ غَیْرِهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی خُطْبَةٍ طَوِیلَةٍ قَالَ: مَنْ عَمِلَ فِی تَزْوِیجٍ بَیْنَ مُؤْمِنَیْنِ حَتَّی یَجْمَعَ بَیْنَهُمَا زَوَّجَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَلْفَ امْرَأَةٍ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ كُلُّ امْرَأَةٍ فِی قَصْرٍ مِنْ دُرٍّ وَ یَاقُوتٍ وَ مَنْ بَنَی مَسْجِداً فِی الدُّنْیَا بَنَی اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ شِبْرٍ مِنْهُ أَوْ بِكُلِّ ذِرَاعٍ مَسِیرَةَ أَرْبَعِینَ أَلْفَ عَامٍ مَدِینَةً مِنْ ذَهَبٍ وَ فِضَّةٍ وَ دُرٍّ وَ یَاقُوتٍ وَ زُمُرُّدٍ وَ زَبَرْجَدٍ فِی كُلِّ مَدِینَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ قَصْرٍ فِی كُلِّ قَصْرٍ أَرْبَعُونَ
ص: 192
أَلْفَ أَلْفِ دَارٍ فِی كُلِّ دَارٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ بَیْتٍ فِی كُلِّ بَیْتٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ سَرِیرٍ عَلَی كُلِّ سَرِیرٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ وَ لِكُلِّ زَوْجَةٍ أَلْفُ أَلْفِ وَصِیفٍ وَ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ وَصِیفَةٍ فِی كُلِّ بَیْتٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ مَائِدَةٍ عَلَی كُلِّ مَائِدَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ قَصْعَةٍ فِی كُلِّ قَصْعَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ لَوْنٍ مِنَ الطَّعَامِ وَ یُعْطِی اللَّهُ وَلِیَّهُ مِنَ الْقُوَّةِ مَا یَأْتِی عَلَی تِلْكَ الْأَزْوَاجِ وَ عَلَی ذَلِكَ الطَّعَامِ وَ عَلَی ذَلِكَ الشَّرَابِ فِی یَوْمٍ وَاحِدٍ وَ مَنْ تَوَلَّی أَذَانَ مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ اللَّهِ فَأَذَّنَ فِیهِ وَ هُوَ یُرِیدُ وَجْهَ اللَّهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ أَرْبَعِینَ أَلْفَ أَلْفِ صِدِّیقٍ وَ أَرْبَعِینَ أَلْفَ أَلْفِ شَهِیدٍ وَ أَدْخَلَ فِی شَفَاعَتِهِ أَرْبَعِینَ أَلْفَ أَلْفِ أَمَةٍ فِی كُلِّ أَمَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ رَجُلٍ وَ كَانَ لَهُ جَنَّةٌ مِنَ الْجَنَّاتِ فِی كُلِّ جَنَّةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ مَدِینَةٍ (1)فِی كُلِّ مَدِینَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ قَصْرٍ فِی كُلِّ قَصْرٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ دَارٍ فِی كُلِّ دَارٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ بَیْتٍ فِی كُلِّ بَیْتٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ سَرِیرٍ عَلَی كُلِّ سَرِیرٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ كُلُّ بَیْتٍ مِنْهَا مِثْلُ الدُّنْیَا أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ مَرَّةٍ لِكُلِّ زَوْجَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ وَصِیفٍ وَ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ وَصِیفَةٍ فِی كُلِّ بَیْتٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ مَائِدَةٍ عَلَی كُلِّ مَائِدَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ قَصْعَةٍ فِی كُلِّ قَصْعَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ نَوْعٍ مِنَ الطَّعَامِ لَوْ نَزَلَ بِهِ الثَّقَلَانِ لَكَانَ لَهُمْ فِی أَدْنَی بَیْتٍ مِنْ بُیُوتِهَا مَا شَاءُوا مِنَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ الطِّیبِ وَ اللِّبَاسِ وَ الثِّمَارِ وَ التُّحَفِ وَ الطَّرَائِفِ وَ الْحُلِیِّ وَ الْحُلَلِ كُلُّ بَیْتٍ یُكْتَفَی بِمَا فِیهِ مِنْ هَذِهِ الْأَشْیَاءِ عَمَّا فِی الْبَیْتِ الْآخَرِ (2)
«174»-مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَخْبَرَنِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام أَنَّ رِیحَ الْجَنَّةِ تُوجَدُ مِنْ مَسِیرَةِ أَلْفِ عَامٍ مَا یَجِدُهَا عَاقٌّ وَ لَا قَاطِعُ رَحِمٍ وَ لَا شَیْخٌ زَانٍ وَ لَا جَارٌّ إِزَارَهُ خُیَلَاءَ وَ لَا فَتَّانٌ وَ لَا مَنَّانٌ وَ لَا جَعْظَرِیٌّ قَالَ قُلْتُ فَمَا الْجَعْظَرِیُّ قَالَ الَّذِی لَا یَشْبَعُ مِنَ الدُّنْیَا.
ص: 193
بیان: قال فی القاموس الجعظری الفظ الغلیظ أو الأكول الغلیظ و الجعظار الشره النهم و الأكول الضخم.
«175»-مع، معانی الأخبار بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ فِی الْجَنَّةِ بَاباً یُدْعَی الرَّیَّانَ لَا یَدْخُلُ مِنْهُ إِلَّا الصَّائِمُونَ (1)
«176»-مع، معانی الأخبار أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّقْرِ عَنْ مُوسَی بْنِ إِسْحَاقَ الْقَاضِی عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ شَیْبَةَ (2)عَنْ حَرِیزِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ (3)عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ رَفِیعٍ (4)عَنْ أَبِی ظَبْیَانَ (5)عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: دَارُ السَّلَامِ الْجَنَّةُ وَ أَهْلُهَا لَهُمُ السَّلَامَةُ مِنْ جَمِیعِ الْآفَاتِ وَ الْعَاهَاتِ وَ الْأَمْرَاضِ وَ الْأَسْقَامِ وَ لَهُمُ السَّلَامَةُ مِنَ الْهَرَمِ وَ الْمَوْتِ وَ تَغَیُّرِ الْأَحْوَالِ عَلَیْهِمْ وَ هُمُ الْمُكْرَمُونَ الَّذِینَ لَا یُهَانُونَ أَبَداً وَ هُمُ الْأَعِزَّاءُ الَّذِینَ لَا یَذِلُّونَ أَبَداً وَ هُمُ الْأَغْنِیَاءُ الَّذِینَ لَا یَفْتَقِرُونَ أَبَداً وَ هُمُ السُّعَدَاءُ الَّذِینَ لَا یَشْقَوْنَ أَبَداً وَ هُمُ الْفَرِحُونَ الْمَسْرُورُونَ الَّذِینَ لَا یَغْتَمُّونَ وَ لَا یَهْتَمُّونَ أَبَداً وَ هُمُ الْأَحْیَاءُ الَّذِینَ لَا یَمُوتُونَ أَبَداً فَمِنْهُمْ فِی قُصُورِ الدُّرِّ وَ الْمَرْجَانِ أَبْوَابُهَا مُشْرَعَةٌ إِلَی عَرْشِ الرَّحْمَنِ وَ الْمَلائِكَةُ یَدْخُلُونَ عَلَیْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَیْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَی الدَّارِ
ص: 194
«177»-ك، إكمال الدین أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِینٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ سَاقَ الْحَدِیثَ الطَّوِیلَ فِی أَجْوِبَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنْ مَسَائِلِ الْیَهُودِیِّ إِلَی أَنْ قَالَ قَالَ الْیَهُودِیُّ وَ أَیْنَ یَسْكُنُ نَبِیُّكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ قَالَ فِی أَعْلَاهَا دَرَجَةً وَ أَشْرَفِهَا مَكَاناً فِی جَنَّاتِ عَدْنٍ قَالَ صَدَقْتَ وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَبِخَطِّ هَارُونَ وَ إِمْلَاءِ مُوسَی علیه السلام.
«178»-سن، المحاسن بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَیْسٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ عَرَضَ إِبْلِیسُ لِنُوحٍ علیه السلام وَ هُوَ قَائِمٌ یُصَلِّی فَحَسَدَهُ عَلَی حُسْنِ صَلَاتِهِ فَقَالَ یَا نُوحُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ جَنَّةَ عَدْنٍ بِیَدِهِ وَ غَرَسَ أَشْجَارَهَا وَ اتَّخَذَ قُصُورَهَا وَ شَقَّ أَنْهَارَهَا ثُمَّ اطَّلَعَ إِلَیْهَا فَقَالَ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ لَا وَ عِزَّتِی (1)لَا یَسْكُنُهَا دَیُّوثٌ.
«179»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله آتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ بَابَ الْجَنَّةِ وَ أَسْتَفْتِحُ فَیَقُولُ الْخَازِنُ مَنْ أَنْتَ فَأَقُولُ أَنَا مُحَمَّدٌ فَیَقُولُ بِكَ أُمِرْتُ أَنْ لَا أَفْتَحَ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ.
«180»-فس، تفسیر القمی قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لَا یَكُونُ فِی الْجَنَّةِ مِنَ الْبَهَائِمِ سِوَی حِمَارَةِ بَلْعَمَ بْنِ بَاعُورٍ وَ نَاقَةِ صَالِحٍ وَ ذِئْبِ یُوسُفَ وَ كَلْبِ أَهْلِ الْكَهْفِ.
«181»-قَالَ الطَّبْرِسِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِی رَوْضَةٍ یُحْبَرُونَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَیْ یُكْرَمُونَ وَ قِیلَ یُلَذَّذُونَ بِالسَّمَاعِ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی كَثِیرٍ وَ الْأَوْزَاعِیِّ.
-أَخْبَرَنَا عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَیْهَقِیُّ عَنْ جَدِّهِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِی عُثْمَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ بُنْدَارَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفِرْیَانِیِّ (2)عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ خَالِدِ بْنِ یَزِیدَ بْنِ أَبِی مَالِكٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ أَبِی أُمَامَةَ الْبَاهِلِیِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا وَ یَجْلِسُ عِنْدَ رَأْسِهِ وَ عِنْدَ رِجْلَیْهِ
ص: 195
ثِنْتَانِ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ تُغَنِّیَانِهِ بِأَحْسَنِ صَوْتٍ سَمِعَهُ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ وَ لَیْسَ بِمِزْمَارِ الشَّیْطَانِ وَ لَكِنْ بِتَمْجِیدِ اللَّهِ وَ تَقْدِیسِهِ.
«182»-وَ عَنْ أَبِی الدَّرْدَاءِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُذَكِّرُ النَّاسَ فَذَكَرَ الْجَنَّةَ وَ مَا فِیهَا مِنَ الْأَزْوَاجِ وَ النَّعِیمِ وَ فِی الْقَوْمِ أَعْرَابِیٌّ فَجَثَا لِرُكْبَتَیْهِ وَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ فِی الْجَنَّةِ مِنْ سَمَاعٍ قَالَ نَعَمْ یَا أَعْرَابِیُّ إِنَّ فِی الْجَنَّةِ لَنَهَراً حَافَتَاهُ أَبْكَارٌ مِنْ كُلِّ بَیْضَاءَ یَتَغَنَّیْنَ بِأَصْوَاتٍ لَمْ تَسْمَعِ الْخَلَائِقُ بِمِثْلِهَا قَطُّ فَذَلِكَ أَفْضَلُ نَعِیمِ الْجَنَّةِ قَالَ الرَّاوِی سَأَلْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ بِمَ یَتَغَنَّیْنَ قَالَ بِالتَّسْبِیحِ.
«183»-وَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ إِنَّ فِی الْجَنَّةِ لَأَشْجَاراً عَلَیْهَا أَجْرَاسٌ مِنْ فِضَّةٍ فَإِذَا أَرَادَ أَهْلُ الْجَنَّةِ السَّمَاعَ بَعَثَ اللَّهُ رِیحاً مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ فَتَقَعُ فِی تِلْكَ الْأَشْجَارِ فَتُحَرِّكُ تِلْكَ اْلْأَجْرَاسَ بِأَصْوَاتٍ لَوْ سَمِعَهَا أَهْلُ الدُّنْیَا لَمَاتُوا طَرَباً.
«184»-وَ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْجَنَّةُ مِائَةُ دَرَجَةٍ مَا بَیْنَ كُلِّ دَرَجَةٍ مِنْهَا كَمَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ الْفِرْدَوْسُ أَعْلَاهَا سُمُوّاً وَ أَوْسَطُهَا مَحَلَّةً وَ مِنْهَا یَتَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ فَقَامَ إِلَیْهِ رَجُلٌ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی رَجُلٌ حُبِّبَ إِلَیَّ الصَّوْتُ فَهَلْ لِی فِی الْجَنَّةِ صَوْتٌ حَسَنٌ فَقَالَ إِی وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یُوحِی إِلَی شَجَرَةٍ فِی الْجَنَّةِ أَنْ أَسْمِعِی عِبَادِیَ الَّذِینَ اشْتَغَلُوا بِعِبَادَتِی وَ ذِكْرِی عَنْ عَزْفِ (1)الْبَرَابِطِ وَ الْمَزَامِیرِ فَتَرْفَعُ صَوْتاً لَمْ یَسْمَعِ الْخَلَائِقُ بِمِثْلِهِ قَطُّ مِنْ تَسْبِیحِ الرَّبِّ.
«185»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الزُّهْرِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: دَخَلَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَیْنَ شَجَرَةُ طُوبَی فَقَالَ فِی دَارِی فِی الْجَنَّةِ قَالَ ثُمَّ سَأَلَهُ آخَرُ فَقَالَ فِی دَارِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فِی الْجَنَّةِ فَقَالَ (2)یَا رَسُولَ اللَّهِ سَأَلْنَاكَ آنِفاً فَقُلْتَ فِی دَارِی ثُمَّ قُلْتَ فِی دَارِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ إِنَّ دَارِی وَ دَارَهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فِی مَكَانٍ وَاحِدٍ إِلَّا أَنَّا إِذَا هَمَمْنَا بِالنِّسَاءِ اسْتَتَرْنَا بِالْبُیُوتِ.
«186»-مِنْ كِتَابِ صِفَاتِ الشِّیعَةِ لِلصَّدُوقِ، عَنِ الْقَطَّانِ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا عَنِ _
ص: 196
ابْنِ حَبِیبٍ عَنِ ابْنِ بُهْلُولٍ عَنِ ابْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لَیْسَ مِنْ شِیعَتِنَا مَنْ أَنْكَرَ أَرْبَعَةَ أَشْیَاءَ الْمِعْرَاجَ وَ الْمُسَاءَلَةَ فِی الْقَبْرِ وَ خَلْقَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ الشَّفَاعَةَ.
«187»-وَ عَنِ ابْنِ عُبْدُوسٍ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنِ الْفَضْلِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: مَنْ أَقَرَّ بِتَوْحِیدِ اللَّهِ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ وَ أَقَرَّ بِالرَّجْعَةِ وَ الْمُتْعَتَیْنِ وَ آمَنَ بِالْمِعْرَاجِ وَ الْمُسَاءَلَةِ فِی الْقَبْرِ وَ الْحَوْضِ وَ الشَّفَاعَةِ وَ خَلْقِ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ الصِّرَاطِ وَ الْمِیزَانِ وَ الْبَعْثِ وَ النُّشُورِ وَ الْجَزَاءِ وَ الْحِسَابِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ حَقّاً وَ هُوَ مِنْ شِیعَتِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ.
«188»-وَ مِنْ كِتَابِ فَضَائِلِ الشِّیعَةِ لِلصَّدُوقِ، رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ذَاتَ یَوْمَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِذا رَأَیْتَ ثَمَّ رَأَیْتَ نَعِیماً وَ مُلْكاً كَبِیراً قَالَ فَقَالَ لِی إِذَا أَدْخَلَ اللَّهُ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ أَرْسَلَ رَسُولًا إِلَی وَلِیٍّ مِنْ أَوْلِیَائِهِ فَیَجِدُ الْحَجَبَةَ عَلَی بَابِهِ فَیَقُولُونَ لَهُ قِفْ حَتَّی نَسْتَأْذِنَ لَكَ فَمَا یَصِلُ إِلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بِإِذْنٍ وَ هُوَ قَوْلُهُ وَ إِذا رَأَیْتَ ثَمَّ رَأَیْتَ نَعِیماً وَ مُلْكاً كَبِیراً.
«189»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر ابْنُ النُّعْمَانِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْعَمَلَ الصَّالِحَ لَیَذْهَبُ إِلَی الْجَنَّةِ فَیَمْهَدُ لِصَاحِبِهِ كَمَا یَبْعَثُ الرَّجُلُ غُلَاماً فَیَفْرُشُ لَهُ ثُمَّ قَرَأَ أَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلِأَنْفُسِهِمْ یَمْهَدُونَ
«190»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر إِبْرَاهِیمُ بْنُ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا إِلَی الْجَنَّةِ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ وَ إِنَّ أَوَّلَ أَهْلِ النَّارِ دُخُولًا أَهْلُ الْمُنْكَرِ.
«191»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلْجَنَّةِ بَاباً یُقَالُ لَهُ الْمَعْرُوفُ لَا یَدْخُلُهُ إِلَّا أَهْلُ الْمَعْرُوفِ.
«192»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر الْقَاسِمُ عَنِ ابْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ الْمُؤْمِنُ یُحَاسَبُ تَنْتَظِرُهُ أَزْوَاجُهُ عَلَی عَتَبَاتِ الْأَبْوَابِ كَمَا یَنْتَظِرُونَ أَزْوَاجُهُنَّ فِی الدُّنْیَا مِنْ عِنْدِ الْعَتَبَةِ قَالَ فَیَجِی ءُ الرَّسُولُ فَیُبَشِّرُهُنَّ فَیَقُولُ قَدْ وَ اللَّهِ انْقَلَبَ فُلَانٌ مِنَ
ص: 197
الْحِسَابِ قَالَ فَیَقُلْنَ بِاللَّهِ فَیَقُولُ قَدْ وَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَیْتُهُ انْقَلَبَ مِنَ الْحِسَابِ قَالَ فَإِذَا جَاءَهُنَّ قُلْنَ مَرْحَباً وَ أَهْلًا مَا أَهْلُكَ الَّذِینَ كُنْتَ عِنْدَهُمْ فِی الدُّنْیَا بِأَحَقَّ بِكَ مِنَّا.
«193»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْجُمُعَةِ وَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِی الْجَنَّةِ وَ أَهْلُ النَّارِ فِی النَّارِ عَرَفَ أَهْلُ الْجَنَّةِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ لِمَا یَرَوْنَ مِنْ تَضَاعُفِ اللَّذَّةِ وَ السُّرُورِ وَ عَرَفَ أَهْلُ النَّارِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ تَبْطِشُ بِهِمُ الزَّبَانِیَةُ.
«194»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَادَتِ الْجَنَّةُ رَبَّهَا فَقَالَتْ یَا رَبِّ أَنْتَ الْعَدْلُ قَدْ مَلَأْتَ النَّارَ مِنْ أَهْلِهَا كَمَا وَعَدْتَهَا وَ لَمْ تَمْلَأْنِی كَمَا وَعَدْتَنِی قَالَ فَیَخْلُقُ اللَّهُ خَلْقاً لَمْ یَرَوُا الدُّنْیَا فَیَمْلَأُ بِهِمُ الْجَنَّةَ طُوبَی لَهُمْ.
«195»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَا تَقُولُوا جَنَّةٌ وَاحِدَةٌ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ دَرَجَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضِ.
«196»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر ابْنُ عُلْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ أَدْنَی أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً مِنَ الشُّهَدَاءِ مَنْ لَهُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ زَوْجَةٍ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ وَ أَرْبَعَةُ آلَافِ بِكْرٍ وَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ ثَیِّبٍ تَخْدُمُ كُلَّ زَوْجَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ أَلْفَ خَادِمٍ غَیْرَ أَنَّ الْحُورَ الْعِینَ یُضَعَّفُ لَهُنَّ یَطُوفُ عَلَی جَمَاعَتِهِنَّ فِی كُلِّ أُسْبُوعٍ فَإِذَا جَاءَ یَوْمُ إِحْدَاهُنَّ أَوْ سَاعَتُهَا اجْتَمَعْنَ إِلَیْهَا یُصَوِّتْنَ بِأَصْوَاتٍ لَا أَصْوَاتَ أَحْلَی مِنْهَا وَ لَا أَحْسَنَ حَتَّی مَا یَبْقَی فِی الْجَنَّةِ شَیْ ءٌ إِلَّا اهْتَزَّ لِحُسْنِ أَصْوَاتِهِنَّ یَقُلْنَ أَلَا نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلَا نَمُوتُ أَبَداً وَ نَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلَا نَبْأَسُ أَبَداً وَ نَحْنُ الرَّاضِیَاتُ فَلَا نَسْخَطُ أَبَداً.
«197»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر إِبْرَاهِیمُ بْنُ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِمُ الْفُقَهَاءِ قَالَ: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْجَنَّةَ وَ أَجْرَی أَنْهَارَهَا وَ هَدَلَ ثِمَارَهَا وَ زُخْرُفَهَا قَالَ وَ عِزَّتِی لَا یُجَاوِرُنِی فِیكِ بَخِیلٌ.
توضیح هدله یهدله هدلا أرسله إلی أسفل و أرخاه ذكره الفیروزآبادی.
ص: 198
«198»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر مُحَمَّدُ بْنُ الْحُصَیْنُ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ جَنَّةً لَمْ یَرَهَا عَیْنٌ وَ لَمْ یَطَّلِعْ عَلَیْهَا مَخْلُوقٌ یَفْتَحُهَا الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی كُلَّ صَبَاحٍ فَیَقُولُ ازْدَادِی طِیباً ازْدَادِی رِیحاً فَتَقُولُ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْیُنٍ جَزاءً بِما كانُوا یَعْمَلُونَ
«199»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ حَدَّثَنِی رَجُلٌ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الصَّیْقَلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ تُوضَعُ لَهُمْ مَوَائِدُ عَلَیْهَا مِنْ سَائِرِ مَا یَشْتَهُونَهُ مِنَ الْأَطْعِمَةِ الَّتِی لَا أَلَذَّ مِنْهَا وَ لَا أَطْیَبَ ثُمَّ یُرْفَعُونَ عَنْ ذَلِكَ إِلَی غَیْرِهِ.
«200»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر النَّضْرُ بْنُ سُوَیْدٍ عَنْ دُرُسْتَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَوْ أَنَّ حَوْرَاءَ مِنْ حُورِ الْجَنَّةِ أَشْرَفَتْ عَلَی أَهْلِ الدُّنْیَا وَ أَبْدَتْ ذُؤَابَةً مِنْ ذَوَائِبِهَا لَأَمَتْنَ أَهْلَ الدُّنْیَا أَوْ لَأَمَاتَتْ أَهْلَ الدُّنْیَا وَ إِنَّ الْمُصَلِّیَ لَیُصَلِّی فَإِذَا لَمْ یَسْأَلْ رَبَّهُ أَنْ یُزَوِّجَهُ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ قُلْنَ مَا أَزْهَدَ هَذَا فِینَا.
«201»-نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَی جَنَّةَ عَدْنٍ خَلَقَ لَبِنَهَا مِنْ ذَهَبٍ یَتَلَأْلَأُ وَ مِسْكٍ مَدُوفٍ ثُمَّ أَمَرَهَا فَاهْتَزَّتْ وَ نَطَقَتْ فَقَالَتْ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ فَطُوبَی لِمَنْ قُدِّرَ لَهُ دُخُولِی قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی وَ ارْتِفَاعِ مَكَانِی لَا یَدْخُلُكِ مُدْمِنُ خَمْرٍ وَ لَا مُصِرٌّ عَلَی رِباً وَ لَا قَتَّاتٌ وَ هُوَ النَّمَّامُ وَ لَا دَیُّوثٌ وَ هُوَ الَّذِی لَا یَغَارُ وَ یَجْتَمِعُ فِی بَیْتِهِ عَلَی الْفُجُورِ وَ لَا قَلَّاعٌ وَ هُوَ الَّذِی یَسْعَی بِالنَّاسِ عِنْدَ السُّلْطَانِ لِیُهْلِكَهُمْ وَ لَا خَیُّوفٌ وَ هُوَ النَّبَّاشُ وَ لَا خَتَّارٌ وَ هُوَ الَّذِی لَا یُوفِی بِالْعَهْدِ (1)
«202»-وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَمَلَةُ الْقُرْآنِ عُرَفَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ الْمُجَاهِدُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ تَعَالَی قُوَّادُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ الرُّسُلُ سَادَاتُ أَهْلِ الْجَنَّةِ.
«203»-نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا خَیْرٌ بِخَیْرٍ بَعْدَهُ النَّارُ وَ لَا شَرٌّ بِشَرٍّ
ص: 199
بَعْدَهُ الْجَنَّةُ وَ كُلُّ نَعِیمٍ دُونَ الْجَنَّةِ مَحْقُورٌ وَ كُلُّ بَلَاءٍ دُونَ النَّارِ عَافِیَةٌ.
«204»-عد، العقائد اعتقادنا فی الجنة أنها دار البقاء و دار السلامة لا موت فیها و لا هرم و لا سقم و لا مرض و لا آفة (1)و لا زمانة و لا غم و لا هم و لا حاجة و لا فقر و إنها دار الغناء و السعادة و دار المقامة و الكرامة لا یمس أهلها فیها نصب و لا لغوب (2)لهم فیها ما تشتهی الأنفس و تلذ الأعین و هم فیها خالدون و إنها دار أهلها جیران اللّٰه و أولیاؤه و أحباؤه و أهل كرامته و هم أنواع علی مراتب منهم المتنعمون بتقدیس اللّٰه و تسبیحه و تكبیره فی جملة ملائكته و منهم المتنعمون بأنواع المآكل و المشارب و الفواكه و الأرائك و حور العین و استخدام الولدان المخلدین و الجلوس علی النمارق و الزرابی و لباس السندس و الحریر كل منهم إنما یتلذذ بما یشتهی و یرید حسب ما تعلقت علیه همته و یعطی ما عبد اللّٰه من أجله
وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام إِنَّ النَّاسَ یَعْبُدُونَ اللَّهَ عَلَی ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ صِنْفٌ مِنْهُمْ یَعْبُدُونَهُ رَجَاءَ ثَوَابِهِ (3)فَتِلْكَ عِبَادَةُ الْخُدَّامِ وَ صِنْفٌ مِنْهُمْ یَعْبُدُونَهُ خَوْفاً مِنْ نَارِهِ فَتِلْكَ عِبَادَةُ الْعَبِیدِ وَ صِنْفٌ مِنْهُمْ یَعْبُدُونَهُ حُبّاً لَهُ فَتِلْكَ عِبَادَةُ الْكِرَامِ.
و اعتقادنا فی الجنة و النار أنهما مخلوقتان و إن النبی صلی اللّٰه علیه و آله قد دخل الجنة و رأی النار حین عرج به و اعتقادنا أنه لا یخرج أحد من الدنیا حتی یری مكانه من الجنة أو من النار و إن المؤمن لا یخرج من الدنیا حتی ترفع له الدنیا كأحسن ما رآها و یرفع مكانه (4)فی الآخرة ثم یخیر فیختار الآخرة فحینئذ یقبض روحه و فی العادة أن یقال فلان یجود بنفسه و لا یجود الإنسان بشی ء إلا عن طیبة نفس غیر مقهور و لا مجبور و لا مكره
ص: 200
و أما جنة آدم فهی جنة من جنان الدنیا تطلع الشمس فیها و تغیب و لیست بجنة الخلد و لو كانت جنة الخلد ما خرج منها أبدا و اعتقادنا أن بالثواب یخلد أهل الجنة فی الجنة و أهل النار فی النار و ما من أحد یدخل الجنة حتی یعرض علیه مكانه من النار فیقال له هذا مكانك الذی لو عصیت اللّٰه لكنت فیه و ما من أحد یدخل النار حتی یعرض علیه مكانه من الجنة فیقال له هذا مكانك الذی لو أطعت اللّٰه لكنت فیه فیورث هؤلاء مكان هؤلاء و ذلك قول اللّٰه عز و جل أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِینَ یَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِیها خالِدُونَ (1)و أقل المؤمنین منزلة فی الجنة من له مثل ملك الدنیا (2)عشر مرات أقول و قال الشیخ المفید رحمه اللّٰه فی شرح هذا الكلام الجنة دار النعیم لا یلحق من دخلها نصب و لا یلحقهم فیها لغوب جعلها اللّٰه دارا لمن عرفه و عبده و نعیمها دائم لا انقطاع له و الساكنون فیها علی أضرب فمنهم من أخلص لله تعالی فذلك الذی یدخلها علی أمان من عذاب اللّٰه تعالی و منهم من خلط عمله الصالح بأعمال سیئة كان یسوف منها التوبة فاخترمته المنیة (3)قبل ذلك فلحقه ضرب من العقاب فی عاجله و آجله أو فی عاجله دون آجله ثم سكن الجنة بعد عفو أو عقاب و منهم من یتفضل علیه بغیر عمل سلف منه فی الدنیا و هم الولدان المخلدون الذین جعل اللّٰه تعالی تصرفهم لحوائج أهل الجنة ثوابا للعاملین و لیس فی تصرفهم مشاق علیهم و لا كلفة لأنهم مطبوعون إذ ذاك علی المسارة بتصرفهم فی حوائج أهل الجنة و ثواب أهل الجنة الابتذال بالمآكل (4)و المشارب و المناظر و المناكح و ما تدركه حواسهم مما یطبعون علی المیل إلیه و یدركون مرادهم بالظفر به و لیس فی الجنة من البشر
ص: 201
من یلتذ بغیر مأكل و مشرب و ما تدركه الحواس من الملذذات و قول من زعم أن فی الجنة بشرا یلتذ بالتسبیح و التقدیس من دون الأكل و الشرب قول شاذ عن دین الإسلام و هو مأخوذ من مذهب النصاری الذین زعموا أن المطیعین فی الدنیا یصیرون فی الجنة ملائكة لا یطعمون و لا یشربون و لا ینكحون و قد أكذب اللّٰه هذا القول فی كتابه بما رغب العالمین فیه من الأكل و الشرب و النكاح فقال تعالی أُكُلُها دائِمٌ وَ ظِلُّها تِلْكَ عُقْبَی الَّذِینَ اتَّقَوْا الآیة (1)و قال تعالی فِیها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَیْرِ آسِنٍ الآیة (2)و قال حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِی الْخِیامِ (3)و قال وَ حُورٌ عِینٌ (4)و قال وَ زَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِینٍ (5)و قال وَ عِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ (6)و قال إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْیَوْمَ فِی شُغُلٍ فاكِهُونَ هُمْ وَ أَزْواجُهُمْ (7)و قال وَ أُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَ لَهُمْ فِیها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ (8)فكیف استجاز من أثبت فی الجنة طائفة من البشر لا یأكلون و لا یشربون و یتنعمون مما به الخلق من الأعمال و یتألمون و كتاب اللّٰه شاهد بضد ذلك و الإجماع علی خلافه لو لا أن قلد فی ذلك من لا یجوز تقلیده أو عمل علی حدیث موضوع انتهی كلامه رفع اللّٰه مقامه و هو فی غایة المتانة و أما استدلال الصدوق رحمه اللّٰه بقوله علیه السلام و صنف یعبدونه حبا له علی أنهم لا یتلذذون بالمآكل و المشارب و المناكح فی الجنة فهو ضعیف إذ عدم كون الجنة مقصودة لهم عند العبادة لا یستلزم
ص: 202
عدم تلذذهم بنعیمها فی الآخرة (1)فإن قیل إذا ارتفعت هممهم فی الدنیا مع تشبثهم بعلائقها عن أن ینظروا مع محبة اللّٰه سبحانه و قربه إلی جنة و نار ففی الآخرة مع قطع علائقهم و دواعیهم و قوة أسباب المحبة و القرب أحری أن لا ینظروا إلیهما و لا یتلذذوا بشهوات الجنة و ملاذها قلت للتلذذ بالمستلذات الجسمانیة أیضا مراتب و درجات بحسب اختلاف أحوال أهل الجنة فمنهم من یتلذذ بها كالبهائم یرتعون فی ریاضها و یتمتعون بنعیمها كما كانوا فی الدنیا من غیر استلذاذ بقرب و وصال أو إدراك لمحبة و كمال و منهم من یتمتع بنعیمها من حیث إنها دار كرامة اللّٰه التی اختارها لأولیائه و أكرمهم بها و أنها محل رضوان اللّٰه تعالی و قربه فمن كل ریحان یستنشقون نسیم لطفه و من كل فاكهة یذوقون طعم رحمته و لا یستلذون بالحور إلا لأنه أكرمهم بها الرب الغفور و لا یسكنون فی القصور إلا لأنه رضیها لهم المالك الشكور فالجنة جنتان روحانیة و جسمانیة و الجنة الجسمانیة قالب للجنة الروحانیة فمن كان فی الدنیا یقنع من العبادات و الطاعات بجسد بلا روح و لا یعطیها حقها من المحبة و الإخلاص
ص: 203
و سائر مكملات الأعمال ففی الآخرة أیضا لا ینتفع إلا بالجنة الجسمانیة و من فهم فی الدنیا روح العبادة و أنس بها و استلذ منها و أعطاها حقها فهو فی الجنة الجسمانیة لا یستلذ إلا بالنعم الروحانیة و لنضرب لك فی ذلك مثلا لمزید الإیضاح فنقول ربما یجلس بعض سلاطین الزمان علی سریره و یطلب عامة رعایاه و وزراءه و أمراءه و مقربی حضرته و یعطیهم شیئا من الحلاوات فكل صنف من أصناف الخلق ینتفع بما یأخذه من ذلك نوعا من الانتفاع و یلتذ نوعا من الالتذاذ علی حسب معرفته لعظمة السلطان و رتبة إنعامه فمنهم جاهل لا ینتفع بذلك إلا أنه حلو ترغب الذائقة فیه فلا فرق فی ذلك عنده بین أن یأخذه من بائعه فی السوق أو من ید السلطان و منهم من یعرف شیئا من عظمة السلطان و یرید بذلك الفخر علی بعض أمثاله أو من هو تحت یده أن السلطان أكرمنی بذلك و هكذا حتی ینتهی الأمر إلی من هو من مقربی حضرة السلطان و من طالبی لطفه و إكرامه فهو لا یلتذ بذلك إلا لأنه خرج من ید السلطان و أنه علامة لطفه و إكرامه فهو یضن بذلك و یخفیه و یفتخر بذلك و یبدیه مع أن فی بیته أضعاف ذلك مبذولة لخدمه و عبیده فهو لا یجد من الحلاوة إلا طعم القرب و الإكرام و لو جعل السلطان علامة إكرامه فی بذل أمر الأشیاء و أبشعها لكان عنده أحلی من جمیع الحلاوات و لذا تری فی عشق المجاز إذا ضرب المعشوق محبه ضربا وجیعا علی جهة الإكرام فهو أشهی عنده من كل ما یستلذ منه سائر الأنام فإذا كان مثل ذلك فی المجاز ففی الحقیقة أولی و أحری فإذا فهمت ذلك عرفت أن أولیاء اللّٰه تعالی فی الدنیا أیضا فی الجنة و النعیم إذ هم فی عبادة ربهم متلذذون بقربه و وصاله و فی التنعم بنعیم الدنیا إنما یتلذذون لكونه مما خلق لهم ربهم و محبوبهم و حباهم بذلك و رزقهم و أعطاهم و فی البلایا و المصائب أیضا یلتذون بمثل ذلك لأنهم یعلمون أن محبهم و محبوبهم اختار ذلك لهم و علم فیه صلاحهم فبذلك امتحنهم فهم بذلك راضون شاكرون فتنعمهم بالبلایا كتمتعهم بالنعم و الهدایا إذ جهة الاستلذاذ فیهما واحدة عندهم فهم فی الدنیا و الآخرة بقربه و لطفه و حبه یتنعمون و فیهما لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ فإذا فازوا بهذه الدرجة القصوی و وصلوا إلی تلك المرتبة
ص: 204
الفضلی لا یعبدونه تعالی خوفا من ناره و أنها محرقة بل لأنها دار الخذلان و الحرمان و محل أهل الكفر و العصیان و من سخط علیه الرحمن و لا طمعا فی جنته من حیث كونها محل المشتهیات النفسانیة و الملاذ الجسمانیة بل من حیث إنها محل رضوان اللّٰه و أهل كرامته و قربه و لطفه فلو كانت النار محل أهل كرامة اللّٰه لاختاروها كما اختاروا فی الدنیا محنها و مشاقها لعلمهم بأن رضی اللّٰه فیها و لو كانت الجنة محل من غضب اللّٰه علیه لتركوها و فروا منها كما تركوا ملاذ الدنیا لما علموا أن محبوبهم لا یرتضیها و إذا دریت ذلك حق درایته سهل علیك الجمع بین ما ورد من عدم كون العبادة للجنة و النار و المبالغة فی طلب الجنة و الاستعاذة من النار و ما ورد فی بعض الروایات و الدعوات من التصریح بكون العبادة لابتغاء الدار الآخرة فإن من طلب الآخرة لقربه و وصاله لم یطلب إلا وجهه و من طلبها لاستلذاذه و تمتعه الجسمانی لم یعبد إلا نفسه و تحقیق هذا المقام یحتاج إلی نوع آخر من الكلام و ذكر مقدمات غیر مأنوسة لأكثر الأنام و فیها ذكرنا كفایة لمن شم روحا من ریاض محبة ذی الجلال و الإكرام و عسی أن نتمم هذا المرام فی بابی الحب و الإخلاص بعض الإتمام و اللّٰه المرجو لكل خیر و فضل و إنعام.
فذلكة اعلم أن الإیمان بالجنة و النار علی ما وردتا فی الآیات و الأخبار من غیر تأویل من ضروریات الدین و منكرهما أو مؤولهما بما أولت به الفلاسفة خارج من الدین و أما كونهما مخلوقتان الآن فقد ذهب إلیه جمهور المسلمین إلا شرذمة من المعتزلة فإنهم یقولون سیخلقان فی القیامة و الآیات و الأخبار المتواترة دافعة لقولهم مزیفة لمذهبهم و الظاهر أنه لم یذهب إلی هذا القول السخیف أحد من الإمامیة إلا ما ینسب إلی السید الرضی رضی اللّٰه عنه و أما مكانهما فقد عرفت أن الأخبار تدل علی أن الجنة فوق السماوات السبع و النار فی الأرض السابعة و علیه أكثر المسلمین.
و قال شارح المقاصد جمهور المسلمین علی أن الجنة و النار مخلوقتان الآن خلافا لأبی هاشم و القاضی عبد الجبار و من یجری مجراهما من المعتزلة حیث زعموا أنهما إنما تخلقان یوم الجزاء لنا وجهان.
ص: 205
الأول قصة آدم و حواء و إسكانهما الجنة ثم إخراجهما عنها بأكل الشجرة و كونهما یخصفان علیهما من ورق الجنة علی ما نطق به الكتاب و السنة و انعقد علیه الإجماع قبل ظهور المخالفین و حملها علی بستان من بساتین الدنیا یجری مجری التلاعب بالدین و المراغمة لإجماع المسلمین ثم لا قائل بخلق الجنة دون النار فثبوتها ثبوتها.
الثانی الآیات الصریحة فی ذلك كقوله تعالی وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْری عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهی عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوی (1)و كقوله فی حق الجنة أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِینَ (2)أُعِدَّتْ لِلَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ (3)وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِینَ (4)و فی حق النار أُعِدَّتْ لِلْكافِرِینَ (5)وَ بُرِّزَتِ الْجَحِیمُ لِلْغاوِینَ (6)و حملها علی التعبیر عن المستقبل بلفظ الماضی مبالغة فی تحققه خلاف الظاهر فلا یعدل إلیه بدون قرینة ثم قال لم یرد نص صریح فی تعیین مكان الجنة و النار و الأكثرون علی أن الجنة فوق السماوات السبع و تحت العرش تشبثا بقوله تعالی عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهی عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوی و قوله علیه السلام سقف الجنة عرش الرحمن و النار تحت الأرضین السبع و الحق تفویض ذلك إلی علم العلیم الخبیر انتهی.
فائدة قال المحقق الطوسی رحمه اللّٰه فی التجرید بعد ذكر الثواب و العقاب و یجب خلوصهما و إلا لكان الثواب أنقص حالا من العوض و التفضل علی تقدیر حصوله فیهما و هو أدخل فی باب الزجر و كل ذی مرتبة فی الجنة لا یطلب الأزید (7)و یبلغ سرورهم بالشكر إلی حد انتفاء المشقة و غناؤهم بالثواب ینفی مشقة ترك القبائح و أهل النار ملجئون إلی ترك القبیح.
و قال العلامة رحمه اللّٰه فی شرحه یجب خلوص الثواب و العقاب عن الشوائب
ص: 206
أما الثواب فلأنه لو لا ذلك لكان العوض و التفضل أكمل منه لأنه یجوز خلوصهما من الشوائب و حینئذ یكون الثواب أنقص درجة و إنه غیر جائز و أما العقاب فلأنه أعظم فی الزجر (1)فیكون لطفا و لما ذكر أن الثواب خالص عن الشوائب ورد علیه أن أهل الجنة یتفاوتون فی الدرجات فالأنقص إذا شاهد من هو أعظم ثوابا حصل له الغم بنقص درجته عنه و بعدم اجتهاده فی العبادة و أیضا فإنهم یجب علیهم الشكر لنعم اللّٰه تعالی و الإخلال بالقبائح و فی ذلك مشقة.
و الجواب عن الأول أن شهوة كل مكلف مقصورة علی ما حصل له و لا یغتم بفقد الأزید لعدم استیهاله له (2)و عن الثانی أنه یبلغ سرورهم بالشكر علی النعمة إلی حد ینتفی المشقة معه و أما الإخلال بالقبائح فإنه لا مشقة علیهم فیها لأنه تعالی یغنیهم بالثواب و منافعه عن فعل القبیح فلا یحصل لهم مشقة و أما أهل النار فإنهم یلجئون إلی فعل ما یجب علیهم و ترك القبائح فلا یصدر عنهم و لیس ذلك تكلیفا لأنه بالغ حد الإلجاء و یحصل من ذلك نوع من العقاب أیضا.
«205»-ختص، الإختصاص أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ سَعِیدِ بْنِ جَنَاحٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا أَرَادَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قَبْضَ رُوحِ الْمُؤْمِنِ قَالَ یَا مَلَكَ الْمَوْتِ انْطَلِقْ أَنْتَ وَ أَعْوَانُكَ إِلَی عَبْدِی فَطَالَ مَا نَصَبَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِی فَأْتِنِی بِرُوحِهِ لِأُرِیحَهُ عِنْدِی فَیَأْتِیهِ مَلَكُ الْمَوْتِ بِوَجْهٍ حَسَنٍ وَ ثِیَابٍ طَاهِرَةٍ وَ رِیحٍ طَیِّبَةٍ فَیَقُومُ بِالْبَابِ فَلَا یَسْتَأْذِنُ بَوَّاباً وَ لَا یَهْتِكُ حِجَاباً وَ لَا یَكْسِرُ بَاباً مَعَهُ خَمْسُمِائَةِ مَلَكٍ أَعْوَانٌ مَعَهُمْ طِنَانُ الرَّیْحَانِ وَ الْحَرِیرِ الْأَبْیَضِ وَ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ فَیَقُولُونَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ أَبْشِرْ فَإِنَّ الرَّبَّ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ أَمَا إِنَّهُ عَنْكَ رَاضٍ غَیْرُ غَضْبَانَ وَ أَبْشِرْ بِرَوْحٍ وَ رَیْحَانٍ وَ جَنَّةِ نَعِیمٍ قَالَ أَمَّا الرَّوْحُ فَرَاحَةٌ مِنَ الدُّنْیَا وَ بَلَائِهَا وَ أَمَّا الرَّیْحَانُ مِنْ كُلِّ طِیبٍ فِی الْجَنَّةِ فَیُوضَعُ عَلَی ذَقَنِهِ فَیَصِلُ رِیحُهُ إِلَی رُوحِهِ فَلَا یَزَالُ فِی رَاحَةٍ حَتَّی یَخْرُجَ نَفْسُهُ ثُمَّ یَأْتِیهِ رِضْوَانُ خَازِنُ الْجَنَّةِ
ص: 207
فَیَسْقِیهِ شَرْبَةً مِنَ الْجَنَّةِ لَا یَعْطَشُ فِی قَبْرِهِ وَ لَا فِی الْقِیَامَةِ حَتَّی یَدْخُلَ الْجَنَّةَ رَیَّاناً فَیَقُولُ یَا مَلَكَ الْمَوْتِ رُدَّ رُوحِی حَتَّی یُثْنِیَ عَلَی جَسَدِی وَ جَسَدِی عَلَی رُوحِی قَالَ فَیَقُولُ مَلَكُ الْمَوْتِ لِیُثْنِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا عَلَی صَاحِبِهِ فَیَقُولُ الرُّوحُ جَزَاكَ اللَّهُ مِنْ جَسَدٍ خَیْرَ الْجَزَاءِ لَقَدْ كُنْتَ فِی طَاعَةِ اللَّهِ مُسْرِعاً وَ عَنْ مَعَاصِیهِ مُبْطِئاً فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِّی مِنْ جَسَدٍ خَیْرَ الْجَزَاءِ فَعَلَیْكَ السَّلَامُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ یَقُولُ الْجَسَدُ لِلرُّوحِ مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ فَیَصِیحُ مَلَكُ الْمَوْتِ أَیَّتُهَا الرُّوحُ الطَّیِّبَةُ اخْرُجِی مِنَ الدُّنْیَا مُؤْمِنَةً مَرْحُومَةً مُغْتَبِطَةً قَالَ فَرَقَّتْ بِهِ الْمَلَائِكَةُ وَ فَرَّجَتْ عَنْهُ الشَّدَائِدَ وَ سَهَّلَتْ لَهُ الْمَوَارِدَ وَ صَارَ لِحَیَوَانِ الْخُلْدِ قَالَ ثُمَّ یَبْعَثُ اللَّهُ لَهُ صَفَّیْنِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ غَیْرَ الْقَابِضِینَ لِرُوحِهِ فَیَقُومُونَ سِمَاطَیْنِ مَا بَیْنَ مَنْزِلِهِ إِلَی قَبْرِهِ یَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَ یَشْفَعُونَ لَهُ قَالَ فَیُعَلِّلُهُ مَلَكُ الْمَوْتِ وَ یُمَنِّیهِ- (1)وَ یُبَشِّرُهُ عَنِ اللَّهِ بِالْكَرَامَةِ وَ الْخَیْرِ كَمَا تُخَادِعُ الصَّبِیَّ أُمُّهُ تَمْرُخُهُ بِالدُّهْنِ وَ الرَّیْحَانِ وَ بَقَاءِ النَّفْسِ وَ یَفْدِیهِ بِالنَّفْسِ وَ الْوَالِدَیْنِ قَالَ فَإِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ قَالَ الْحَافِظَانِ اللَّذَانِ مَعَهُ یَا مَلَكَ الْمَوْتِ ارْأَفْ بِصَاحِبِنَا وَ ارْفُقْ فَنِعْمَ الْأَخُ كَانَ وَ نِعْمَ الْجَلِیسُ لَمْ یُمْلِ عَلَیْنَا مَا یُسْخِطُ اللَّهُ قَطُّ فَإِذَا خَرَجَتْ رُوحُهُ خَرَجَتْ كَنَخْلَةٍ بَیْضَاءَ وُضِعَتْ فِی مِسْكَةٍ بَیْضَاءَ وَ مِنْ كُلِّ رَیْحَانٍ فِی الْجَنَّةِ فَأُدْرِجَتْ إِدْرَاجاً وَ عَرَجَ بِهَا الْقَابِضُونَ إِلَی السَّمَاءِ الدُّنْیَا قَالَ فَیُفْتَحُ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ یَقُولُ لَهَا الْبَوَّابُونَ حَیَّاهَا اللَّهُ مِنْ جَسَدٍ كَانَتْ فِیهِ لَقَدْ كَانَ یَمُرُّ لَهُ عَلَیْنَا عَمَلٌ صَالِحٌ وَ نَسْمَعُ حَلَاوَةَ صَوْتِهِ بِالْقُرْآنِ قَالَ فَبَكَی لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ الْبَوَّابُونَ لِفَقْدِهِ وَ یَقُولُونَ یَا رَبِّ قَدْ كَانَ لِعَبْدِكَ هَذَا عَمَلٌ صَالِحٌ وَ كُنَّا نَسْمَعُ حَلَاوَةَ صَوْتِهِ بِالذِّكْرِ لِلْقُرْآنِ وَ یَقُولُونَ اللَّهُمَّ ابْعَثْ لَنَا مَكَانَهُ عَبْداً یُسْمِعُنَا مَا كَانَ یُسْمِعُنَا وَ یَصْنَعُ اللَّهُ مَا یَشَاءُ فَیَصْعَدُ بِهِ إِلَی عَیْشٍ رَحَّبَ بِهِ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ وَ یَشْفَعُونَ لَهُ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَ یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی رَحْمَتِی عَلَیْهِ مِنْ رُوحٍ وَ یَتَلَقَّاهُ أَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِینَ كَمَا یَتَلَقَّی الْغَائِبُ غَائِبَهُ فَیَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ
ص: 208
ذَرُوا هَذِهِ الرُّوحَ حَتَّی تُفِیقَ فَقَدْ خَرَجَتْ مِنْ كَرْبٍ عَظِیمٍ وَ إِذَا هُوَ اسْتَرَاحَ أَقْبَلُوا عَلَیْهِ یُسَائِلُونَهُ وَ یَقُولُونَ مَا فَعَلَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ فَإِنْ كَانَ قَدْ مَاتَ بَكَوْا وَ اسْتَرْجَعُوا وَ یَقُولُونَ ذَهَبَتْ بِهِ أُمُّهُ الْهَاوِیَةُ فَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ قَالَ فَیَقُولُ اللَّهُ رُدُّوهَا عَلَیْهِ فَمِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَ فِیهَا أُعِیدُهُمْ وَ مِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَی قَالَ فَإِذَا حُمِلَ سَرِیرُهُ حَمَلَتْ نَعْشَهُ الْمَلَائِكَةُ وَ انْدَفَعُوا بِهِ انْدِفَاعاً وَ الشَّیَاطِینُ سِمَاطَیْنِ یَنْظُرُونَ مِنْ بَعِیدٍ لَیْسَ لَهُمْ عَلَیْهِ سُلْطَانٌ وَ لَا سَبِیلٌ فَإِذَا بَلَغُوا بِهِ الْقَبْرَ تَوَثَّبَتْ إِلَیْهِ بِقَاعُ الْأَرْضِ كَالرِّیَاضِ الْخُضْرِ فَقَالَتْ كُلُّ بُقْعَةٍ مِنْهَا اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ فِی بَطْنِی قَالَ فَیُجَاءُ بِهِ حَتَّی یُوضَعَ فِی الْحُفْرَةِ الَّتِی قَضَاهَا اللَّهُ لَهُ فَإِذَا وُضِعَ فِی لَحْدِهِ مُثِّلَ لَهُ أَبُوهُ وَ أُمُّهُ وَ زَوْجَتُهُ وَ وُلْدُهُ وَ إِخْوَانُهُ (1)قَالَ فَیَقُولُ لِزَوْجَتِهِ مَا یُبْكِیكِ قَالَ فَتَقُولُ لِفَقْدِكَ تَرَكْتَنَا مُعْوِلِینَ قَالَ فَتَجِی ءُ صُورَةٌ حَسَنَةٌ قَالَ فَیَقُولُ مَا أَنْتَ فَیَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ أَنَا لَكَ الْیَوْمَ حِصْنٌ حَصِینٌ وَ جُنَّةٌ وَ سِلَاحٌ بِأَمْرِ اللَّهِ قَالَ فَیَقُولُ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ فِی هَذَا الْمَكَانِ لَنَصْبْتُ نَفْسِی لَكَ وَ مَا غَرَّنِی مَالِی وَ وُلْدِی قَالَ فَیَقُولُ یَا وَلِیَّ اللَّهِ أَبْشِرْ بِالْخَیْرِ فَوَ اللَّهِ إِنَّهُ لَیَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِ الْقَوْمِ إِذَا رَجَعُوا وَ نَفْضَهُمْ أَیْدِیَهُمْ مِنَ التُّرَابِ إِذَا فَرَغُوا قَدْ رُدَّ عَلَیْهِ رُوحُهُ وَ مَا عَلِمُوا قَالَ فَیَقُولُ لَهُ الْأَرْضُ مَرْحَباً یَا وَلِیَّ اللَّهِ مَرْحَباً بِكَ أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أُحِبُّكَ وَ أَنْتَ عَلَی مَتْنِی (2)فَأَنَا لَكَ الْیَوْمَ أَشَدُّ حُبّاً إِذَا أَنْتَ فِی بَطْنِی أَمَا وَ عَزَّةِ رَبِّی لَأُحْسِنَنَّ جِوَارَكَ وَ لَأُبْرِدَنَّ مَضْجَعَكَ وَ لَأُوَسِّعَنَّ مَدْخَلَكَ إِنَّمَا أَنَا رَوْضَةٌ مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ قَالَ ثُمَّ یَبْعَثُ اللَّهُ إِلَیْهِ مَلَكاً فَیَضْرِبُ بِجَنَاحَیْهِ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ فَیُوَسِّعُ لَهُ مِنْ كُلِّ طَرِیقَةٍ أَرْبَعِینَ فَرْسَخاً نُوراً فَإِذَا قَبْرُهُ مُسْتَدِیرٌ بِالنُّورِ قَالَ ثُمَّ یَدْخُلُ عَلَیْهِ مُنْكَرٌ وَ نَكِیرٌ وَ هُمَا مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ یَبْحَثَانِ الْقَبْرَ بِأَنْیَابِهِمَا وَ یَطَئَانِ فِی شُعُورِهِمَا حَدَقَتَاهُمَا مِثْلُ قِدْرِ النُّحَاسِ وَ
ص: 209
أَصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ الْعَاصِفِ وَ أَبْصَارُهُمَا مِثْلُ الْبَرْقِ اللَّامِعِ فَیَنْتَهِرَانِهِ (1)وَ یَصِیحَانِ بِهِ وَ یَقُولَانِ مَنْ رَبُّكَ وَ مَنْ نَبِیُّكَ وَ مَا دِینُكَ وَ مَنْ إِمَامُكَ فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَغْضَبُ حَتَّی یَنْتَفِضَ مِنَ الْإِدْلَالِ تَوَكُّلًا عَلَی اللَّهِ مِنْ غَیْرِ قَرَابَةٍ وَ لَا نَسَبٍ فَیَقُولُ رَبِّی وَ رَبُّكُمْ وَ رَبُّ كُلِّ شَیْ ءٍ اللَّهُ وَ نَبِیِّی وَ نَبِیُّكُمْ مُحَمَّدٌ خَاتَمُ النَّبِیِّینَ وَ دِینِیَ الْإِسْلَامُ الَّذِی لَا یَقْبَلُ اللَّهُ مَعَهُ دِیناً وَ إِمَامِیَ الْقُرْآنُ مُهَیْمِناً عَلَی الْكُتُبِ وَ هُوَ الْقُرْآنُ الْعَظِیمُ فَیَقُولَانِ صَدَقْتَ وَ وَفَّقْتَ وَفَّقَكَ اللَّهُ وَ هَدَاكَ انْظُرْ مَا تَرَی عِنْدَ رِجْلَیْكَ فَإِذَا هُوَ بِبَابٍ مِنْ نَارٍ فَیَقُولُ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ مَا كَانَ هَذَا ظَنِّی بِرَبِّ الْعَالَمِینَ قَالَ فَیَقُولَانِ لَهُ یَا وَلِیَّ اللَّهِ لَا تَحْزَنْ وَ لَا تَخْشَ وَ أَبْشِرْ وَ اسْتَبْشِرْ لَیْسَ هَذَا لَكَ وَ لَا أَنْتَ لَهُ إِنَّمَا أَرَادَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَنْ یُرِیَكَ مِنْ أَیِّ شَیْ ءٍ نَجَّاكَ وَ یُذِیقَكَ بَرْدَ عَفْوِهِ قَدْ أَغْلَقَ هَذَا الْبَابَ عَنْكَ وَ لَا تَدْخُلُ النَّارَ أَبَداً انْظُرْ مَا تَرَی عِنْدَ رَأْسِكَ فَإِذَا هُوَ بِمَنَازِلِهِ مِنَ الْجَنَّةِ وَ أَزْوَاجِهِ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ قَالَ فَیَثِبُ وَثْبَةً لِمُعَانَقَةِ حُورِ الْعِینِ لِزَوْجَةٍ مِنْ أَزْوَاجِهِ فَیَقُولَانِ لَهُ یَا وَلِیَّ اللَّهِ إِنَّ لَكَ إِخْوَةً وَ أَخَوَاتٍ لَمْ یَلْحَقُوا فَنَمْ قَرِیرَ الْعَیْنِ كَعَاشِقٍ فِی حِجْلَتِهِ إِلَی یَوْمِ الدِّینِ قَالَ فَیُفْرَشُ لَهُ وَ یُبْسَطُ وَ یُلْحَدُ قَالَ فَوَ اللَّهِ مَا صَبِیٌّ قَدْ نَامَ مُدَلِّلًا بَیْنَ یَدَیْ أُمِّهِ وَ أَبِیهِ بِأَثْقَلَ نَوْمَةً مِنْهُ قَالَ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ تَجِیئُهُ عُنُقٌ (2)مِنَ النَّارِ فَتَطِیفُ بِهِ فَإِذَا كَانَ مُدْمِناً (3)عَلَی تَنْزِیلِ السَّجْدَةِ وَ تَبارَكَ الَّذِی بِیَدِهِ الْمُلْكُ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَقَفَتْ عِنْدَهُ تَبَارَكَ وَ انْطَلَقَتْ تَنْزِیلُ السَّجْدَةُ فَقَالَتْ أَنَا آتٍ بِشَفَاعَةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ قَالَ فَتَجِی ءُ عُنُقٌ مِنَ الْعَذَابِ مِنْ قِبَلِ یَمِینِهِ فَیَقُولُ الصَّلَاةُ إِلَیْكِ (4)عَنْ وَلِیِّ اللَّهِ فَلَیْسَ لَكِ إِلَی مَا قِبَلِی سَبِیلٌ فَتَأْتِیهِ مِنْ قِبَلِ یَسَارِهِ فَیَقُولُ الزَّكَاةُ إِلَیْكِ عَنْ وَلِیِّ اللَّهِ فَلَیْسَ لَكِ إِلَی مَا قِبَلِی سَبِیلٌ فَتَأْتِیهِ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ فَیَقُولُ الْقُرْآنُ إِلَیْكِ عَنْ وَلِیِّ اللَّهِ
ص: 210
فَلَیْسَ لَكِ إِلَی مَا قِبَلِی سَبِیلٌ فَیَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ مُغْضَباً فَیَقُولُ دُونَكُمَا وَلِیَّ اللَّهِ وَلِیَّكُمَا قَالَ فَیَقُولُ الصَّبْرُ وَ هُوَ فِی نَاحِیَةِ الْقَبْرِ أَمَا وَ اللَّهِ مَا مَنَعَنِی أَنْ أَلِیَ مِنْ وَلِیِّ اللَّهِ الْیَوْمَ إِلَّا أَنِّی نَظَرْتُ مَا عِنْدَكُمْ فَلَمَّا أَنْ حُزْتُمْ (1)عَنْ وَلِیِّ اللَّهِ عَذَابَ الْقَبْرِ وَ مَئُونَتَهُ فَأَنَا لِوَلِیِّ اللَّهِ ذُخْرٌ وَ حِصْنٌ عِنْدَ الْمِیزَانِ وَ جِسْرِ جَهَنَّمَ وَ الْعَرْضِ عِنْدَ اللَّهِ فَقَالَ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یُفْتَحُ لِوَلِیِّ اللَّهِ مِنْ مَنْزِلِهِ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَی قَبْرِهِ تِسْعَةٌ وَ تسعین (تِسْعُونَ ظ) بَاباً یَدْخُلُ عَلَیْهَا رَوْحُهَا وَ رَیْحَانُهَا وَ طِیبُهَا وَ لَذَّتُهَا وَ نُورُهَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَلَیْسَ شَیْ ءٌ أَحَبَّ إِلَیْهِ مِنْ لِقَاءِ اللَّهِ قَالَ فَیَقُولُ یَا رَبِّ عَجِّلْ عَلَیَّ قِیَامَ السَّاعَةِ حَتَّی أَرْجِعَ إِلَی أَهْلِی وَ مَالِی فَإِذَا كَانَتْ صَیْحَةُ الْقِیَامَةِ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ مَسْتُورَةً عَوْرَتُهُ مُسَكَّنَةً رَوْعَتُهُ قَدْ أُعْطِیَ الْأَمْنَ وَ الْأَمَانَ وَ بُشِّرَ بِالرِّضْوَانِ وَ الرَّوْحِ وَ الرَّیْحَانِ وَ الْخَیْرَاتِ الْحِسَانِ فَیَسْتَقْبِلُهُ الْمَلَكَانِ اللَّذَانِ كَانَا مَعَهُ فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا فَیَنْفُضَانِ التُّرَابَ عَنْ وَجْهِهِ وَ عَنْ رَأْسِهِ وَ لَا یُفَارِقَانِهِ وَ یُبَشِّرَانِهِ وَ یُمَنِّیَانِهِ وَ یُفَرِّجَانِهِ كُلَّمَا رَاعَهُ شَیْ ءٌ مِنْ أَهْوَالِ الْقِیَامَةِ قَالا لَهُ یَا وَلِیَّ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَیْكَ الْیَوْمَ وَ لَا حُزْنٌ نَحْنُ لَلَّذَیْنِ وُلِّینَا عَمَلَكَ فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَ نَحْنُ أَوْلِیَاؤُكَ الْیَوْمَ فِی الْآخِرَةِ انْظُرْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ الَّتِی أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ قَالَ فَیُقَامُ فِی ظِلِّ الْعَرْشِ فَیُدْنِیهِ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی حَتَّی یَكُونَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُ حِجَابٌ مِنْ نُورٍ فَیَقُولُ لَهُ مَرْحَباً فَمِنْهَا یَبْیَضُّ وَجْهُهُ وَ یَسُرُّ قَلْبُهُ وَ یَطُولُ سَبْعُونَ ذِرَاعاً مِنْ فَرْحَتِهِ فَوَجْهُهُ كَالْقَمَرِ وَ طُولُهُ طُولُ آدَمَ وَ صُورَتُهُ صُورَةُ یُوسُفَ وَ لِسَانُهُ لِسَانُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَلْبُهُ قَلْبُ أَیُّوبَ كُلَّمَا غُفِرَ لَهُ ذَنْبٌ سَجَدَ فَیَقُولُ عَبْدِی اقْرَأْ كِتَابَكَ فَیَصْطَكُّ (2)فَرَائِصُهُ شَفَقاً وَ فَرَقاً قَالَ فَیَقُولُ الْجَبَّارُ هَلْ زِدْنَا عَلَیْكَ سَیِّئَاتِكَ وَ نَقَصْنَا مِنْ حَسَنَاتِكَ قَالَ فَیَقُولُ یَا سَیِّدِی بَلْ أَنْتَ قَائِمٌ بِالْقِسْطِ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْفَاصِلِینَ قَالَ فَیَقُولُ عَبْدِی أَ مَا اسْتَحْیَیْتَ وَ لَا رَاقَبْتَنِی وَ لَا خَشِیتَنِی قَالَ فَیَقُولُ سَیِّدِی قَدْ أَسَأْتُ فَلَا تَفْضَحْنِی فَإِنَّ الْخَلَائِقَ یَنْظُرُونَ إِلَیَّ قَالَ فَیَقُولُ الْجَبَّارُ وَ عِزَّتِی یَا مُسِی ءُ لَا أَفْضَحُكَ الْیَوْمَ قَالَ فَالسَّیِّئَاتُ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ مَسْتُورَةٌ وَ الْحَسَنَاتُ بَارِزَةٌ لِلْخَلَائِقِ قَالَ فَكُلَّمَا عَیَّرَهُ بِذَنْبٍ قَالَ سَیِّدِی لَسَعْیِی إِلَی النَّارِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ تُعَیِّرَنِی
ص: 211
قَالَ فَیَقُولُ الْجَبَّارُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَ تَذْكُرُ یَوْمَ كَذَا وَ كَذَا أَطْعَمْتَ جَائِعاً وَ وَصَلْتَ أَخاً مُؤْمِناً كَسَوْتَ یَوْماً (1)حَجَجْتَ فِی الصَّحَارِی تَدْعُونِی مُحْرِماً أَرْسَلْتَ عَیْنَیْكَ فَرَقَا سَهِرْتَ لَیْلَةً شَفَقاً غَضَضْتَ طَرْفَكَ مِنِّی فَرَقَا فإذا (فَذَا) بِذَا أَمَّا مَا أَحْسَنْتَ فَمَشْكُورٌ وَ أَمَّا مَا أَسَأْتَ فَمَغْفُورٌ فَعِنْدَ ذَلِكَ ابْیَضَّ وَجْهُهُ وَ سُرَّ قَلْبُهُ وَ وُضِعَ التَّاجُ عَلَی رَأْسِهِ وَ عَلَی یَدَیْهِ الْحُلِیُّ وَ الْحُلَلُ ثُمَّ یَقُولُ یَا جَبْرَئِیلُ انْطَلِقْ بِعَبْدِی فَأَرِهِ كَرَامَتِی فَیَخْرُجُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ قَدْ أَخَذَ كِتَابَهُ بِیَمِینِهِ فَیَدْحُو بِهِ مَدَّ الْبَصَرِ فَیَبْسُطُ صَحِیفَتَهُ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ هُوَ یُنَادِی هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِیَهْ إِنِّی ظَنَنْتُ أَنِّی مُلاقٍ حِسابِیَهْ فَهُوَ فِی عِیشَةٍ راضِیَةٍ فَإِذَا انْتَهَی إِلَی بَابِ الْجَنَّةِ قِیلَ لَهُ هَاتِ الْجَوَازَ قَالَ هَذَا جَوَازِی مَكْتُوبٌ فِیهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ هَذَا جَوَازٌ جَائِزٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِیزِ الْحَكِیمِ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِینَ فَیُنَادِی مُنَادٍ یَسْمَعُ أَهْلُ الْجَمْعِ كُلُّهُمْ أَلَا إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ قَدْ سَعِدَ سَعَادَةً لَا یَشْقَی بَعْدَهَا أَبَداً قَالَ فَیَدْخُلُ فَإِذَا هُوَ بِشَجَرَةٍ ذَاتِ ظِلٍّ مَمْدُودٍ وَ ماءٍ مَسْكُوبٍ وَ ثِمَارٍ مهدلة (مُتَهَدِّلَةٍ) یَخْرُجُ مِنْ سَاقِهَا عَیْنَانِ تَجْرِیَانِ فَیَنْطَلِقُ إِلَی إِحْدَاهُمَا فَیَغْتَسِلُ مِنْهَا فَیَخْرُجُ عَلَیْهِ نَضْرَةُ النَّعِیمِ ثُمَّ یَشْرَبُ مِنَ الْأُخْرَی فَلَا یَكُونُ فِی بَطْنِهِ مَغْصٌ وَ لَا مَرَضٌ وَ لَا دَاءٌ أَبَداً وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ وَ سَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً ثُمَّ تَسْتَقْبِلُهُ الْمَلَائِكَةُ فَتَقُولُ طِبْتَ فَادْخُلْهَا مَعَ الْخَالِدِینَ فَیَدْخُلُ فَإِذَا هُوَ بِسِمَاطَیْنِ مِنْ شَجَرٍ أَغْصَانُهَا اللُّؤْلُؤُ وَ فُرُوعُهَا الْحُلِیُّ وَ الْحُلَلُ ثِمَارُهَا مِثْلُ ثَدْیِ الْجَوَارِی الْأَبْكَارِ فَتَسْتَقْبِلُهُ الْمَلَائِكَةُ مَعَهُمُ النُّوقُ وَ الْبَرَاذِینُ وَ الْحُلِیُّ وَ الْحُلَلُ فَیَقُولُونَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ ارْكَبْ مَا شِئْتَ وَ الْبَسْ مَا شِئْتَ وَ سَلْ مَا شِئْتَ قَالَ فَیَرْكَبُ مَا اشْتَهَی وَ یَلْبَسُ مَا اشْتَهَی وَ هُوَ نَاقَةٌ أَوْ بِرْذَوْنٌ مِنْ نُورٍ وَ ثِیَابُهُ مِنْ نُورٍ وَ حُلِیُّهُ مِنْ نُورٍ یَسِیرُ فِی دَارِ النُّورِ مَعَهُ مَلَائِكَةٌ مِنْ نُورٍ وَ غِلْمَانٌ مِنْ نُورٍ وَ وَصَائِفُ مِنْ نُورٍ حَتَّی تَهَابُهُ الْمَلَائِكَةُ مِمَّا یَرَوْنَ مِنَ النُّورِ فَیَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ تَنَحَّوْا فَقَدْ جَاءَ وَفْدُ الْحَلِیمِ الْغَفُورِ قَالَ فَیَنْظُرُ إِلَی أَوَّلِ قَصْرٍ لَهُ مِنْ فِضَّةٍ مُشَرَّفاً بِالدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ فَتُشْرِفُ عَلَیْهِ أَزْوَاجُهُ فَیَقُولُونَ مَرْحَباً مَرْحَباً انْزِلْ بِنَا فَیَهُمُ
ص: 212
أَنْ یَنْزِلَ بِقَصْرِهِ قَالَ فَیَقُولُ الْمَلَائِكَةُ سِرْ یَا وَلِیَّ اللَّهِ فَإِنَّ هَذَا لَكَ وَ غَیْرُهُ حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی قَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلٍ بِالدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ فَتُشْرِفُ عَلَیْهِ أَزْوَاجُهُ فَیَقُلْنَ مَرْحَباً مَرْحَباً یَا وَلِیَّ اللَّهِ انْزِلْ بِنَا فَیَهُمُّ أَنْ یَنْزِلَ بِهِ فَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ سِرْ یَا وَلِیَّ اللَّهِ فَإِنَّ هَذَا لَكَ وَ غَیْرُهُ قَالَ ثُمَّ یَنْتَهِی إِلَی قَصْرٍ مُكَلَّلٍ بِالدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ فَیَهُمُّ بِالنُّزُولِ بِقَصْرِهِ (1)فَیَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ سِرْ یَا وَلِیَّ اللَّهِ فَإِنَّ هَذَا لَكَ وَ غَیْرُهُ قَالَ ثُمَّ یَأْتِی قَصْراً مِنْ یَاقُوتٍ أَحْمَرَ مُكَلَّلًا بِالدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ فَیَهُمُّ بِالنُّزُولِ بِقَصْرِهِ فَیَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ سِرْ یَا وَلِیَّ اللَّهِ فَإِنَّ هَذَا لَكَ وَ غَیْرُهُ قَالَ فَیَسِیرُ حَتَّی یَأْتِیَ تَمَامَ أَلْفِ قَصْرٍ كُلُّ ذَلِكَ یَنْفُذُ فِیهِ بَصَرُهُ وَ یَسِیرُ فِی مِلْكِهِ أَسْرَعَ مِنْ طَرْفِ الْعَیْنِ فَإِذَا انْتَهَی إِلَی أَقْصَاهَا قَصْراً نَكَسَ رَأْسَهُ فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ مَا لَكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ قَالَ فَیَقُولُ وَ اللَّهِ لَقَدْ كَادَ بَصَرِی أَنْ یَخْتَطِفَ فَیَقُولُونَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ أَبْشِرْ فَإِنَّ الْجَنَّةَ لَیْسَ فِیهَا عَمًی وَ لَا صَمَمٌ فَیَأْتِی قَصْراً یُرَی بَاطِنُهُ مِنْ ظَاهِرِهِ وَ ظَاهِرُهُ مِنْ بَاطِنِهِ لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ وَ لَبِنَةٌ ذَهَبٌ وَ لَبِنَةٌ یَاقُوتٌ وَ لَبِنَةٌ دُرٌّ مِلَاطُهُ الْمِسْكُ قَدْ شُرِّفَ بِشُرَفٍ مِنْ نُورٍ یَتَلَأْلَأُ وَ یَرَی الرَّجُلُ وَجْهَهُ فِی الْحَائِطِ وَ ذَا قَوْلُهُ خِتامُهُ مِسْكٌ یَعْنِی خِتَامَ الشَّرَابِ ثُمَّ ذَكَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْحُورَ الْعِینَ فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ مَا لَنَا فَضْلٌ عَلَیْهِنَّ قَالَ بَلَی بِصَلَاتِكُنَّ وَ صِیَامِكُنَّ وَ عِبَادَتِكُنَّ لِلَّهِ بِمَنْزِلَةِ الظَّاهِرَةِ عَلَی الْبَاطِنَةِ (2)وَ حَدَّثَ أَنَّ الْحُورَ الْعِینَ خَلَقَهُنَّ اللَّهُ فِی الْجَنَّةِ مَعَ شَجَرِهَا وَ حَبَسَهُنَّ عَلَی أَزْوَاجِهِنَّ فِی الدُّنْیَا عَلَی كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ حُلَّةً یُرَی بَیَاضُ سُوقِهِنَّ مِنْ وَرَاءِ الْحُلَلِ السَّبْعِینَ كَمَا تُرَی الشَّرَابُ الْأَحْمَرُ فِی الزَّجَاجَةِ الْبَیْضَاءِ وَ كَالسِّلْكِ الْأَبْیَضِ فِی الْیَاقُوتِ الْحَمْرَاءِ یُجَامِعُهَا فِی قُوَّةِ مِائَةِ رَجُلٍ فِی شَهْوَةِ أَرْبَعِینَ سَنَةً وَ هُنَّ أَتْرَابٌ أَبْكَارٌ عَذَارَی كُلَّمَا نَكَحَتْ صَارَتْ عَذْرَاءَ لَمْ یَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌّ یَقُولُ لَمْ یَمَسَّهُنَّ إِنْسِیٌّ وَ لَا جِنِّیٌّ قَطُّ فِیهِنَّ خَیْراتٌ حِسانٌ یَعْنِی خَیْرَاتِ الْأَخْلَاقِ حِسَانَ الْوُجُوهِ كَأَنَّهُنَّ الْیاقُوتُ وَ الْمَرْجانُ یَعْنِی صَفَاءَ الْیَاقُوتِ وَ بَیَاضَ اللُّؤْلُؤِ
ص: 213
قَالَ وَ إِنَّ فِی الْجَنَّةِ لَنَهَراً حَافَتَاهُ الْجَوَارِی قَالَ فَیُوحِی إِلَیْهِنَّ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَسْمِعْنَ عِبَادِی تَمْجِیدِی وَ تَسْبِیحِی وَ تَحْمِیدِی فَیَرْفَعْنَ أَصْوَاتَهُنَّ بِأَلْحَانٍ وَ تَرْجِیعٍ لَمْ یَسْمَعِ الْخَلَائِقُ مِثْلَهَا قَطُّ فَتَطْرَبُ أَهْلُ الْجَنَّةِ وَ إِنَّهُ لَتُشْرِفُ عَلَی وَلِیِّ اللَّهِ الْمَرْأَةُ لَیْسَتْ مِنْ نِسَائِهِ مِنَ السَّجْفِ فَمَلَأَتْ قُصُورَهُ وَ مَنَازِلَهُ ضَوْءاً وَ نُوراً فَیَظُنُّ وَلِیُّ اللَّهِ أَنَّ رَبَّهُ أَشْرَفَ عَلَیْهِ أَوْ مَلَكٌ مِنْ مَلَائِكَتِهِ فَیَرْفَعُ رَأْسَهُ فَإِذَا هُوَ بِزَوْجَةٍ قَدْ كَادَتْ یَذْهَبُ نُورُهَا نُورَ عَیْنَیْهِ قَالَ فَتُنَادِیهِ قَدْ آنَ لَنَا أَنْ تَكُونَ لَنَا مِنْكَ دَوْلَةٌ قَالَ فَیَقُولُ لَهَا وَ مَنْ أَنْتِ قَالَ فَتَقُولُ أَنَا مِمَّنْ ذَكَرَ اللَّهُ فِی الْقُرْآنِ لَهُمْ ما یَشاؤُنَ فِیها وَ لَدَیْنا مَزِیدٌ فَیُجَامِعُهَا فِی قُوَّةِ مِائَةِ شَابٍّ وَ یُعَانِقُهَا سَبْعِینَ سَنَةً مِنْ أَعْمَارٍ الْأَوَّلِینَ وَ مَا یَدْرِی أَ یَنْظُرُ إِلَی وَجْهِهَا أَمْ إِلَی خَلْفِهَا أَمْ إِلَی سَاقِهَا فَمَا مِنْ شَیْ ءٍ یَنْظُرُ إِلَیْهِ مِنْهَا إِلَّا رَأَی وَجْهَهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَكَانِ مِنْ شِدَّةِ نُورِهَا وَ صَفَائِهَا ثُمَّ تُشْرِفُ عَلَیْهَا أُخْرَی أَحْسَنُ وَجْهاً وَ أَطْیَبُ رِیحاً مِنَ الْأُولَی فَتُنَادِیهِ فَتَقُولُ قَدْ آنَ لَنَا أَنْ یَكُونَ لَنَا مِنْكَ دَوْلَةٌ قَالَ فَیَقُولُ لَهَا وَ مَنْ أَنْتِ فَتَقُولُ أَنَا مَنْ ذَكَرَ اللَّهُ (1)فِی الْقُرْآنِ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْیُنٍ جَزاءً بِما كانُوا یَعْمَلُونَ قَالَ وَ مَا مِنْ أَحَدٍ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا كَانَ لَهُ مِنَ الْأَزْوَاجِ خَمْسُمِائَةِ حَوْرَاءَ مَعَ كُلِّ حَوْرَاءَ سَبْعُونَ غُلَاماً وَ سَبْعُونَ جَارِیَةً كَأَنَّهُنَّ اللُّؤْلُؤُ الْمَنْثُورُ كَأَنَّهُنَّ اللُّؤْلُؤُ الْمَكْنُونُ وَ تَفْسِیرُ الْمَكْنُونِ بِمَنْزِلَةِ اللُّؤْلُؤِ فِی الصَّدَفِ لَمْ تَمَسَّهُ الْأَیْدِی وَ لَمْ تَرَهُ الْأَعْیُنُ وَ أَمَّا الْمَنْثُورُ فَیَعْنِی فِی الْكَثْرَةِ وَ لَهُ سَبْعُ قُصُورٍ فِی كُلِّ قَصْرٍ سَبْعُونَ بَیْتاً فِی كُلِّ بَیْتٍ سَبْعُونَ سَرِیراً عَلَی كُلِّ سَرِیرٍ سَبْعُونَ فِرَاشاً عَلَیْهَا زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَیْرِ آسِنٍ صَافٍ لَیْسَ بِالْكَدِرِ وَ أَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ یَتَغَیَّرْ طَعْمُهُ لَمْ یَخْرُجْ مِنْ ضُرُرِ الْمَوَاشِی وَ أَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّی لَمْ یَخْرُجْ مِنْ بُطُونِ النَّحْلِ وَ أَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِینَ لَمْ یَعْصِرْهُ الرِّجَالُ بِأَقْدَامِهِمْ فَإِذَا اشْتَهَوُا الطَّعَامَ جَاءَهُمْ طُیُورٌ بِیضٌ یَرْفَعْنَ أَجْنِحَتَهُنَّ فَیَأْكُلُونَ مِنْ أَیِّ الْأَلْوَانِ اشْتَهَوْا جُلُوساً إِنْ شَاءُوا أَوْ مُتَّكِئِینَ وَ إِنِ اشْتَهَوُا الْفَاكِهَةَ تَسَعَّبَتْ إِلَیْهِمُ الْأَغْصَانُ فَأَكَلُوا مِنْ أَیِّهَا اشْتَهَوْا قَالَ وَ الْمَلائِكَةُ یَدْخُلُونَ عَلَیْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَیْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ
ص: 214
فَنِعْمَ عُقْبَی الدَّارِ فَبَیْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ یَسْمَعُونَ صَوْتاً مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ یَا أَهْلَ الْجَنَّةِ كَیْفَ تَرَوْنَ مُنْقَلَبَكُمْ فَیَقُولُونَ خَیْرُ الْمُنْقَلَبِ مُنْقَلَبُنَا وَ خَیْرُ الثَّوَابِ ثَوَابُنَا قَدْ سَمِعْنَا الصَّوْتَ وَ اشْتَهَیْنَا النَّظَرَ إِلَی أَنْوَارِ جَلَالِكَ وَ هُوَ أَعْظَمُ ثَوَابِنَا وَ قَدْ وَعَدْتَهُ وَ لَا تُخْلِفُ الْمِیعَادَ فَیَأْمُرُ اللَّهُ الْحُجُبَ فَیَقُومُ سَبْعُونَ أَلْفَ حِجَابٍ فَیَرْكَبُونَ عَلَی النُّوقِ وَ الْبَرَاذِینِ وَ عَلَیْهِمُ الْحُلِیُّ وَ الْحُلَلُ فَیَسِیرُونَ فِی ظِلِّ الشَّجَرِ حَتَّی یَنْتَهُوا إِلَی دَارِ السَّلَامِ وَ هِیَ دَارُ اللَّهِ دَارُ الْبَهَاءِ وَ النُّورِ وَ السُّرُورِ وَ الْكَرَامَةِ فَیَسْمَعُونَ الصَّوْتَ فَیَقُولُونَ یَا سَیِّدَنَا سَمِعْنَا لَذَاذَةَ مَنْطِقِكَ فَأَرِنَا نُورَ وَجْهِكَ فَیَتَجَلَّی لَهُمْ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی حَتَّی یَنْظُرُونَ إِلَی نُورِ وَجْهِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی الْمَكْنُونِ مِنْ عَیْنِ كُلِّ نَاظِرٍ فَلَا یَتَمَالَكُونَ حَتَّی یَخِرُّوا عَلَی وُجُوهِهِمْ سُجَّداً فَیَقُولُونَ سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ یَا عَظِیمُ قَالَ فَیَقُولُ عِبَادِی ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ لَیْسَ هَذِهِ بِدَارِ عَمَلٍ إِنَّمَا هِیَ دَارُ كَرَامَةٍ وَ مَسْأَلَةٍ وَ نَعِیمٍ قَدْ ذَهَبَتْ عَنْكُمُ اللُّغُوبُ وَ النَصَبُ فَإِذَا رَفَعُوهَا رَفَعُوهَا وَ قَدْ أَشْرَقَتْ وُجُوهُهُمْ مِنْ نُورِ وَجْهِهِ سَبْعِینَ ضِعْفاً ثُمَّ یَقُولُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَا مَلَائِكَتِی أَطْعِمُوهُمْ وَ اسْقُوهُمْ فَیُؤْتُونَ بِأَلْوَانِ الْأَطْعِمَةِ لَمْ یَرَوْا مِثْلَهَا قَطُّ فِی طَعْمِ الشَّهْدِ وَ بَیَاضِ الثَّلْجِ وَ لِینِ الزُّبْدِ فَإِذَا أَكَلُوهُ قَالَ بَعْضُهُنَّ لِبَعْضٍ كَانَ طَعَامُنَا الَّذِی خَلَّفْنَاهُ فِی الْجَنَّةِ عِنْدَ هَذَا حُلُماً قَالَ ثُمَّ یَقُولُ الْجَبَّارُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَا مَلَائِكَتِی اسْقُوهُمْ قَالَ فَیُؤْتُونَ بِأَشْرِبَةٍ فَیَقْبِضُهَا وَلِیُّ اللَّهِ فَیَشْرَبُ شَرْبَةً لَمْ یَشْرَبْ مِثْلَهَا قَطُّ قَالَ ثُمَّ یَقُولُ یَا مَلَائِكَتِی طَیِّبُوهُمْ فَتَأْتِیهِمْ رِیحٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ بِمِسْكٍ أَشَدَّ بَیَاضاً مِنَ الثَّلْجِ تُغَیِّرُ وُجُوهَهُمْ وَ جِبَاهَهُمْ وَ جُنُوبَهُمْ تُسَمَّی الْمُثِیرَةَ فَیَسْتَمْكِنُونَ مِنَ النَّظَرِ إِلَی نُورِ وَجْهِهِ فَیَقُولُونَ یَا سَیِّدَنَا حَسْبُنَا لَذَاذَةُ مَنْطِقِكَ وَ النَّظَرُ إِلَی نُورِ وَجْهِكَ لَا نُرِیدُ بِهِ بَدَلًا وَ لَا نَبْتَغِی بِهِ حِوَلًا فَیَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِنِّی أَعْلَمُ أَنَّكُمْ إِلَی أَزْوَاجِكُمْ مُشْتَاقُونَ وَ أَنَّ أَزْوَاجَكُمْ إِلَیْكُمْ مُشْتَاقَاتٌ فَیَقُولُونَ یَا سَیِّدَنَا مَا أَعْلَمَكَ بِمَا فِی نُفُوسِ عِبَادِكَ فَیَقُولُ كَیْفَ لَا أَعْلَمُ وَ أَنَا خَلَقْتُكُمْ وَ أَسْكَنْتُ أَرْوَاحَكُمْ فِی أَبْدَانِكُمْ ثُمَّ رَدَدْتُهَا عَلَیْكُمْ بَعْدَ الْوَفَاةِ فَقُلْتُ اسْكُنِی فِی عِبَادِی خَیْرَ مَسْكَنٍ ارْجِعُوا إِلَی أَزْوَاجِكُمْ قَالَ فَیَقُولُونَ یَا سَیِّدَنَا اجْعَلْ
ص: 215
لَنَا شَرْطاً قَالَ فَإِنَّ لَكُمْ كُلَّ جُمُعَةٍ زَوْرَةً مَا بَیْنَ الْجُمُعَةِ إِلَی الْجُمُعَةِ سَبْعَةُ آلَافِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ قَالَ فَیَنْصَرِفُونَ فَیُعْطَی كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ رُمَّانَةً خَضْرَاءَ فِی كُلِّ رُمَّانَةٍ سَبْعُونَ حُلَّةً لَمْ یَرَهَا النَّاظِرُونَ الْمَخْلُوقُونَ فَیَسِیرُونَ فَیَتَقَدَّمُهُمْ بَعْضُ الْوِلْدَانِ حَتَّی یُبَشِّرُوا أَزْوَاجَهُمْ وَ هُنَّ قِیَامٌ عَلَی أَبْوَابِ الْجِنَانِ قَالَ فَلَمَّا دَنَا مِنْهَا نَظَرَتْ إِلَی وَجْهِهِ فَأَنْكَرَتْهُ مِنْ غَیْرِ سُوءٍ فَقَالَتْ حَبِیبِی لَقَدْ خَرَجْتَ مِنْ عِنْدِی وَ مَا أَنْتَ هَكَذَا قَالَ فَیَقُولُ حَبِیبَتِی تَلُومِینَنِی أَنْ أَكُونَ هَكَذَا وَ قَدْ نَظَرْتُ إِلَی نُورِ وَجْهِ رَبِّی تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَأَشْرَقَ وَجْهِی مِنْ نُورِ وَجْهِهِ ثُمَّ یُعْرِضُ عَنْهَا فَیَنْظُرُ إِلَیْهَا نَظْرَةً فَیَقُولُ حَبِیبَتِی لَقَدْ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكِ وَ مَا كُنْتِ هَكَذَا فَتَقُولُ حَبِیبِی تَلُومُنِی أَنْ أَكُونَ هَكَذَا وَ قَدْ نَظَرْتُ إِلَی وَجْهِ النَّاظِرِ إِلَی نُورِ وَجْهِ رَبِّی فَأَشْرَقَ وَجْهِی مِنْ وَجْهِ النَّاظِرِ إِلَی نُورِ وَجْهِ رَبِّی سَبْعِینَ ضِعْفاً فَتُعَانِقُهُ مِنْ بَابِ الْخَیْمَةِ وَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَضْحَكُ إِلَیْهِمْ فَیُنَادُونَ بِأَصَابِعِهِمْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ قَالَ ثُمَّ إِنَّ الرَّبَّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَأْذَنُ لِلنَّبِیِّینَ فَیَخْرُجُ رَجُلٌ فِی مَوْكِبٍ حَوْلَهُ الْمَلَائِكَةُ وَ النُّورُ أَمَامَهُمْ فَیَنْظُرُ إِلَیْهِ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَیَمُدُّونَ أَعْنَاقَهُمْ إِلَیْهِ فَیَقُولُونَ مَنْ هَذَا إِنَّهُ لَكَرِیمٌ عَلَی اللَّهِ فَیَقُولُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا الْمَخْلُوقُ بِیَدِهِ وَ الْمَنْفُوخُ فِیهِ مِنْ رَوْحِهِ وَ الْمُعَلَّمُ لِلْأَسْمَاءِ هَذَا آدَمُ قَدْ أُذِنَ لَهُ عَلَی اللَّهِ قَالَ ثُمَّ یَخْرُجُ رَجُلٌ فِی مَوْكِبٍ حَوْلَهُ الْمَلَائِكَةُ قَدْ صَفَّتْ أَجْنِحَتَهَا وَ النُّورُ أَمَامَهُمْ قَالَ فَیَمُدُّ إِلَیْهِ أَهْلُ الْجَنَّةِ أَعْنَاقَهُمْ فَیَقُولُونَ مَنْ هَذَا فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا الْخَلِیلُ إِبْرَاهِیمُ قَدْ أُذِنَ لَهُ عَلَی اللَّهِ قَالَ ثُمَّ یَخْرُجُ رَجُلٌ فِی مَوْكِبٍ حَوْلَهُ الْمَلَائِكَةُ قَدْ صَفَّتْ أَجْنِحَتَهَا وَ النُّورُ أَمَامَهُمْ قَالَ فَیَمُدُّ إِلَیْهِ أَهْلُ الْجَنَّةِ أَعْنَاقَهُمْ فَیَقُولُونَ مَنْ هَذَا فَیَقُولُ هَذَا مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ الَّذِی كَلَّمَ اللَّهُ مُوسی تَكْلِیماً قَدْ أُذِنَ لَهُ عَلَی اللَّهِ قَالَ ثُمَّ یَخْرُجُ رَجُلٌ فِی مَوْكِبٍ حَوْلَهُ الْمَلَائِكَةُ قَدْ صَفَّتْ أَجْنِحَتَهَا وَ النُّورُ أَمَامَهُمْ فَیَمُدُّ إِلَیْهِ أَهْلُ الْجَنَّةِ أَعْنَاقَهُمْ فَیَقُولُونَ مَنْ هَذَا الَّذِی قَدْ أُذِنَ لَهُ عَلَی اللَّهِ فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا رُوحُ اللَّهِ وَ كَلِمَتُهُ هَذَا عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ قَالَ ثُمَّ یَخْرُجُ رَجُلٌ
ص: 216
فِی مَوْكِبٍ فِی مِثْلِ جَمِیعِ مَوَاكِبِ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ سَبْعِینَ ضِعْفاً حَوْلَهُ الْمَلَائِكَةُ قَدْ صَفَّتْ أَجْنِحَتَهَا وَ النُّورُ أَمَامَهُمْ فَیَمُدُّ إِلَیْهِ أَهْلُ الْجَنَّةِ أَعْنَاقَهُمْ فَیَقُولُونَ مَنْ هَذَا الَّذِی قَدْ أُذِنَ لَهُ عَلَی اللَّهِ فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا الْمُصْطَفَی بِالْوَحْیِ الْمُؤْتَمَنُ عَلَی الرِّسَالَةِ سَیِّدُ وُلْدِ آدَمَ هَذَا النَّبِیُّ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ وَ سَلَّمَ كَثِیراً قَدْ أُذِنَ لَهُ عَلَی اللَّهِ قَالَ ثُمَّ یَخْرُجُ رَجُلٌ فِی مَوْكِبٍ حَوْلَهُ الْمَلَائِكَةُ قَدْ صَفَّتْ أَجْنِحَتَهَا وَ النُّورُ أَمَامَهُمْ فَیَمُدُّ إِلَیْهِ أَهْلُ الْجَنَّةِ أَعْنَاقَهُمْ فَیَقُولُونَ مَنْ هَذَا فَیَقُولُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا أَخُو رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ قَالَ ثُمَّ یُؤْذَنُ لِلنَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَدَاءِ فَیُوضَعُ لِلنَّبِیِّینَ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ وَ لِلصِّدِّیقِینَ سُرُرٌ مِنْ نُورٍ وَ لِلشُّهَدَاءِ كَرَاسِیُّ مِنْ نُورٍ ثُمَّ یَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی مَرْحَباً بِوَفْدِی وَ زُوَّارِی وَ جِیرَانِی یَا مَلَائِكَتِی أَطْعِمُوهُمْ فَطَالَ مَا أَكَلَ النَّاسُ وَ جَاعُوا وَ طَالَ مَا رَوِیَ النَّاسُ وَ عَطِشُوا وَ طَالَ مَا نَامَ النَّاسُ وَ قَامُوا وَ طَالَ مَا أَمِنَ النَّاسُ وَ خَافُوا قَالَ فَیُوضَعُ لَهُمْ أَطْعِمَةٌ لَمْ یَرَوْا مِثْلَهَا قَطُّ عَلَی طَعْمِ الشَّهْدِ وَ لِینِ الزُّبْدِ وَ بَیَاضِ الثَّلْجِ ثُمَّ یَقُولُ یَا مَلَائِكَتِی فَكِّهُوهُمْ فَیُفَكِّهُونَهُمْ بِأَلْوَانٍ مِنَ الْفَاكِهَةِ لَمْ یَرَوْا مِثْلَهَا قَطُّ وَ رُطَبٍ عَذْبٍ دَسِمٍ عَلَی بَیَاضِ الثَّلْجِ وَ لِینِ الزُّبْدِ قَالَ ثُمَّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّهُ لَتَقَعُ الْحَبَّةُ مِنَ الرُّمَّانِ فَتَسْتُرُ وُجُوهَ الرِّجَالِ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ ثُمَّ یَقُولُ یَا مَلَائِكَتِی اكْسُوهُمْ قَالَ فَیَنْطَلِقُونَ إِلَی شَجَرٍ فِی الْجَنَّةِ فَیُحْبَوْنَ مِنْهَا حُلَلًا مَصْقُولَةً بِنُورِ الرَّحْمَنِ ثُمَّ یَقُولُ طَیِّبُوهُمْ فَتَأْتِیهِمْ رِیحٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ تُسَمَّی الْمُثِیرَةَ أَشَدُّ بَیَاضاً مِنَ الثَّلْجِ تُغَیِّرُ وُجُوهَهُمْ وَ جِبَاهَهُمْ وَ جُنُوبَهُمْ ثُمَّ یَتَجَلَّی لَهُمْ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی سُبْحَانَهُ حَتَّی یَنْظُرُوا إِلَی نُورِ وَجْهِهِ الْمَكْنُونِ مِنْ عَیْنِ كُلِّ نَاظِرٍ فَیَقُولُونَ سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ یَا عَظِیمُ ثُمَّ یَقُولُ الرَّبُّ سُبْحَانَهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَا إِلَهَ غَیْرُهُ لَكُمْ كُلَّ جُمُعَةٍ زَوْرَةٌ مَا بَیْنَ الْجُمُعَةِ إِلَی الْجُمُعَةِ سَبْعَةُ آلَافِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ.
«206»-وَ عَنْهُ عَنْ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلَامُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْجَنَّةُ مُحَرَّمَةٌ عَلَی الْأَنْبِیَاءِ حَتَّی أَدْخُلَهَا وَ مُحَرَّمَةٌ عَلَی الْأُمَمِ حَتَّی یَدْخُلَهَا شِیعَتُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ.
ص: 217
«207»-وَ عَنْهُ عَنْ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الرَّبَّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَقُولُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِی وَ انْجُوا مِنَ النَّارِ بِعَفْوِی وَ تَقَسَّمُوا الْجَنَّةَ بِأَعْمَالِكُمْ فَوَ عِزَّتِی لَأُنْزِلَنَّكُمْ دَارَ الْخُلُودِ وَ دَارَ الْكَرَامَةِ فَإِذَا دَخَلُوهَا صَارُوا عَلَی طُولِ آدَمَ سِتِّینَ ذِرَاعاً وَ عَلَی مَلَدِ عِیسَی ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ عَلَی لِسَانِ مُحَمَّدٍ الْعَرَبِیَّةِ وَ عَلَی صُورَةِ یُوسُفَ فِی الْحُسْنِ ثُمَّ یَعْلُو وُجُوهَهُمُ النُّورُ وَ عَلَی قَلْبِ أَیُّوبَ فِی السَّلَامَةِ مِنَ الْغِلِّ.
«208»-وَ عَنْهُ عَنْ عَوْفٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْجِنَانَ أَرْبَعٌ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ وَ هُوَ الرَّجُلُ یَهْجُمُ عَلَی شَهْوَةٍ مِنْ شَهَوَاتِ الدُّنْیَا وَ هِیَ مَعْصِیَةٌ فَیَذْكُرُ مَقَامَ رَبِّهِ فَیَدَعُهَا مِنْ مَخَافَتِهِ فَهَذِهِ الْآیَةُ فِیهِ فَهَاتَانِ جَنَّتَانِ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ السَّابِقِینَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ مِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ یَقُولُ مِنْ دُونِهِمَا فِی الْفَضْلِ وَ لَیْسَ مِنْ دُونِهِمَا فِی الْقُرْبِ وَ هُمَا لِأَصْحَابِ الْیَمِینِ وَ هِیَ جَنَّةُ النَّعِیمِ وَ جَنَّةُ الْمَأْوَی وَ فِی هَذِهِ الْجِنَانِ الْأَرْبَعِ فَوَاكِهُ فِی الْكَثْرَةِ كَوَرَقِ الشَّجَرَةِ وَ النُّجُومِ وَ عَلَی هَذِهِ الْجِنَانِ الْأَرْبَعِ حَائِطٌ مُحِیطٌ بِهَا طُولُهُ مَسِیرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ وَ لَبِنَةٌ ذَهَبٌ وَ لَبِنَةٌ دُرٌّ وَ لَبِنَةٌ یَاقُوتٌ وَ مِلَاطُهُ الْمِسْكُ وَ الزَّعْفَرَانُ وَ شُرَفُهُ نُورٌ یَتَلَأْلَأُ یَرَی الرَّجُلُ وَجْهَهُ فِی الْحَائِطِ وَ فِی الْحَائِطِ ثَمَانِیَةُ أَبْوَابٍ عَلَی كُلِّ بَابٍ مِصْرَاعَانِ عَرْضُهُمَا كَحُضْرِ الْفَرَسِ الْجَوَادِ سَنَةً.
«209»-وَ عَنْهُ عَنْ عَوْفٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَرْضَ الْجَنَّةِ رُخَامُهَا فِضَّةٌ وَ تُرَابُهَا الْوَرْسُ وَ الزَّعْفَرَانُ وَ كَنْسُهَا الْمِسْكُ وَ رَضْرَاضُهَا الدُّرُّ وَ الْیَاقُوتُ.
«210»-وَ عَنْهُ عَنْ عَوْفٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَسِرَّتَهَا مِنْ دُرٍّ وَ یَاقُوتٍ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَلی سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ یَعْنِی أَوْسَاطَ السُّرُرِ مِنْ قُضْبَانِ الدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ مَضْرُوبَةً عَلَیْهَا الْحِجَالُ وَ الْحِجَالُ مِنْ دُرٍّ وَ یَاقُوتٍ أَخَفَّ مِنَ الرِّیشِ وَ أَلْیَنَ مِنَ الْحَرِیرِ وَ عَلَی السُّرُرِ مِنَ الْفُرُشِ عَلَی قَدْرِ سِتِّینَ غُرْفَةً مِنْ غُرَفِ
ص: 218
الدُّنْیَا بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ وَ فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ وَ قَوْلُهُ عَلَی الْأَرائِكِ یَنْظُرُونَ یَعْنِی بِالْأَرَائِكِ السُّرُرَ الْمَوْضُونَةَ عَلَیْهَا الْحِجَالُ.
«211»-وَ عَنْهُ عَنْ عَوْفٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ تَجْرِی فِی غَیْرِ أُخْدُودٍ أَشَدَّ بَیَاضاً مِنَ الثَّلْجِ وَ أَحْلَی مِنَ الْعَسَلِ وَ أَلْیَنَ مِنَ الزُّبْدِ طِینُ النَّهَرِ مِسْكٌ أَذْفَرُ وَ حَصَاهُ الدُّرُّ وَ الْیَاقُوتُ تَجْرِی فِی عُیُونِهِ وَ أَنْهَارِهِ حَیْثُ یَشْتَهِی وَ یُرِیدُ فِی جِنَانِهِ وَلِیُّ اللَّهِ فَلَوْ أَضَافَ مَنْ فِی الدُّنْیَا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ لَأَوْسَعَهُمْ طَعَاماً وَ شَرَاباً وَ حُلَلًا وَ حُلِیّاً لَا یَنْقُصُهُ مِنْ ذَلِكَ شَیْ ءٌ.
«212»-وَ عَنْهُ عَنْ عَوْفٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ نَخْلَ الْجَنَّةِ جُذُوعُهَا ذَهَبٌ أَحْمَرُ وَ كَرَبُهَا زَبَرْجَدٌ أَخْضَرُ وَ شَمَارِیخُهَا (1)دُرٌّ أَبْیَضُ وَ سَعَفُهَا حُلَلٌ خُضْرٌ وَ رُطَبُهَا أَشَدُّ بَیَاضاً مِنَ الْفِضَّةِ وَ أَحْلَی مِنَ الْعَسَلِ وَ أَلْیَنُ مِنَ الزُّبْدِ لَیْسَ فِیهِ عُجْمٌ (2)طُولُ الْعَذْقِ (3)اثْنَا عَشَرَ ذِرَاعاً مَنْضُودَةً مِنْ أَعْلَاهُ إِلَی أَسْفَلِهِ لَا یُؤْخَذُ مِنْهُ شَیْ ءٌ إِلَّا أَعَادَهُ اللَّهُ كَمَا كَانَ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ لا مَقْطُوعَةٍ وَ لا مَمْنُوعَةٍ وَ إِنَّ رُطَبَهَا لَأَمْثَالُ الْقِلَالِ وَ مَوْزَهَا وَ رُمَّانَهَا أَمْثَالُ الدُّلِیِّ وَ أَمْشَاطَهُمُ الذَّهَبُ وَ مَجَامِرَهُمُ الدُّرُّ.
«213»-وَ عَنْهُ عَنْ عَوْفٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی طُوبی لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ یَعْنِی وَ حُسْنُ مَرْجِعٍ فَأَمَّا طُوبَی فَإِنَّهَا شَجَرَةٌ فِی الْجَنَّةِ سَاقُهَا فِی دَارِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَوْ أَنَّ طَائِراً طَارَ مِنْ سَاقِهَا لَمْ یَبْلُغْ فَرْعَهَا حَتَّی یَقْتُلَهُ الْهَرَمُ عَلَی كُلِّ وَرَقَةٍ مِنْهَا مَلَكٌ یَذْكُرُ اللَّهَ وَ لَیْسَ فِی الْجَنَّةِ دَارٌ إِلَّا وَ فِیهِ غُصْنٌ مِنْ أَغْصَانِهَا وَ إِنَّ أَغْصَانَهَا لَتُرَی مِنْ وَرَاءِ سُورِ الْجَنَّةِ یَحْمِلُ لَهُمْ مَا یَشَاءُونَ مِنْ حُلِیِّهَا وَ حُلَلِهَا وَ ثِمَارِهَا لَا یُؤْخَذُ مِنْهَا شَیْ ءٌ إِلَّا أَعَادَهُ اللَّهُ كَمَا كَانَ بِأَنَّهُمْ كَسَبُوا طَیِّباً وَ أَنْفَقُوا قَصْداً وَ قَدَّمُوا فَضْلًا فَقَدْ أَفْلَحُوا وَ أَنْجَحُوا.
ص: 219
«214»-وَ عَنْهُ عَنْ عَوْفٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ جُرْدٌ مُرْدٌ مُكَحَّلِینَ مُكَلَّلِینَ مُطَوَّقِینَ مُسَوَّرِینَ مُخَتَّمِینَ نَاعِمِینَ مَحْبُورِینَ مُكَرَّمِینَ یُعْطَی أَحَدُهُمْ قُوَّةَ مِائَةِ رَجُلٍ فِی الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ الشَّهْوَةِ وَ الْجِمَاعِ قُوَّةُ غِذَائِهِ قُوَّةُ مِائَةِ رَجُلٍ فِی الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ یَجِدُ لَذَّةَ غَدَائِهِ مِقْدَارَ أَرْبَعِینَ سَنَةً وَ لَذَّةَ عَشَائِهِ مِقْدَارَ أَرْبَعِینَ سَنَةً قَدْ أَلْبَسَ اللَّهُ وُجُوهَهُمُ النُّورَ وَ أَجْسَادَهُمُ الْحَرِیرَ بِیضُ الْأَلْوَانِ صُفْرُ الْحُلِیِّ خُضْرُ الثِّیَابِ.
«215»-وَ عَنْهُ عَنْ عَوْفٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ یَحْیَوْنَ فَلَا یَمُوتُونَ أَبَداً وَ یَسْتَیْقِظُونَ فَلَا یَنَامُونَ أَبَداً وَ یَسْتَغْنُونَ فَلَا یَفْتَقِرُونَ أَبَداً وَ یَفْرَحُونَ فَلَا یَحْزَنُونَ أَبَداً وَ یَضْحَكُونَ فَلَا یَبْكُونَ أَبَداً وَ یُكْرَمُونَ فَلَا یُهَانُونَ أَبَداً وَ یَفْكَهُونَ وَ لَا یَقْطِبُونَ (1)أَبَداً وَ یُحْبَرُونَ وَ یُسَرُّونَ أَبَداً وَ یَأْكُلُونَ فَلَا یَجُوعُونَ أَبَداً وَ یَرْوَوْنَ فَلَا یَظْمَئُونَ أَبَداً وَ یُكْسَوْنَ فَلَا یَعْرَوْنَ أَبَداً وَ یَرْكَبُونَ وَ یَتَزَاوَرُونَ أَبَداً وَ یُسَلِّمُ عَلَیْهِمُ الْوِلْدَانُ الْمُخَلَّدُونَ أَبَداً بِأَیْدِیهِمْ أَبَارِیقُ الْفِضَّةِ وَ آنِیَةُ الذَّهَبِ أَبَداً مُتَّكِئِینَ عَلی سُرُرٍ أَبَداً عَلَی الْأَرائِكِ یَنْظُرُونَ أَبَداً یَأْتِیهِمُ التَّحِیَّةُ وَ التَّسْلِیمُ مِنَ اللَّهِ أَبَداً نَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ إِنَّهُ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ
بیان: انتهی ما استخرجته من كتاب الإختصاص و مؤلفه أخرجه من كتاب سعید بن جناح قال النجاشی رحمه اللّٰه سعید بن جناح أصله كوفی نشأ ببغداد و مات بها مولی الأزد و یقال مولی جهینة أخوه أبو عامر روی عن الكاظم و الرضا علیه السلام و كانا ثقتین له كتاب صفة الجنة و النار و كتاب قبض روح المؤمن و الكافر أخبرنا أبو عبد اللّٰه القزوینی بن شاذان عن أحمد بن محمد بن یحیی عن أبیه عن أحمد بن محمد بن عیسی عن سعید یروی هذین الكتابین عن عوف بن عبد اللّٰه عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام و عوف بن عبد اللّٰه مجهول انتهی فظهر أن الأخبار مأخوذة من أصل مشهور معتبر. (2)
ص: 220
و لنوضح بعض ألفاظها الطنان بالكسر جمع الطن بالضم و هو الحزمة من الخضر و الریاحین و غیرها و السماطان بالكسر من النخل و الناس الصفان من الجانبین و تقول مرخت الرجل بالدهن إذا أدهنته به ثم دلكته و الإدلال الانبساط و الوثوق بمحبة الغیر و دل المرأة و دلالها تدللها علی زوجها تریه جرأة فی تغنج و شكل كأنها تخالفه و ما بها خلاف قوله فیدحو به أی یرمیه و یبسطه و هدله یهدله هدلا أرسله إلی أسفل و أرخاه و المغص و یحرك وجع فی البطن قوله مشرفا بالدر أی جعل شرفه من الدر و لعل المراد بالظاهرة و الباطنة الظهارة و البطانة من الثوب لأنهن لباس و السجف بالفتح و یكسر الستر و الضرر جمع الضرة و هی الثدی و تسعب تمدد و الملد محركة الشباب و النعمة و الاهتزاز و الرضراض الحصی أو صغارها و الكرب بالتحریك أصول السعف الغلاظ العراض و الدلی بضم الدال و كسر اللام و تشدید الیاء جمع دلو و الجرد بالضم جمع الأجرد و هو الذی لیس علی بدنه شعر و كذا المرد جمع الأمرد و هو معروف قوله و یفكهون أی یمزحون و یضحكون و القطب ضده.
و أما ما اشتمل علیه الأخبار من ذكر الرؤیة فقد مر تأویلها مرارا فی كتاب التوحید و غیره و المراد إما مشاهدة نور من أنواره المخلوقة له أو النبی و أهل بیته الذین جعل رؤیتهم بمنزلة رؤیته أو غایة المعرفة التی یعبر عنها بالرؤیة و الأول أنسب بهذا المقام و كذا الضحك كنایة عن إظهار ما یدل علی رضاه عنهم من خلق صوت یشبه الضحك أو غیره و اللّٰه تعالی یعلم و حججه صلوات اللّٰه علیهم أجمعین.
«216»-عدة، عدة الداعی مِنْ كِتَابِ الدُّعَاءِ، لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ یَرْفَعُهُ إِلَی الْحُسَیْنِ بْنِ سَیْفٍ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سُلَیْمَانَ عَنْ عُثْمَانَ الْأَسْوَدِ عَمَّنْ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلَانِ كَانَا یَعْمَلَانِ عَمَلًا وَاحِداً فَیَرَی أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ فَوْقَهُ فَیَقُولُ یَا رَبِّ بِمَا أَعْطَیْتَهُ وَ كَانَ عَمَلُنَا وَاحِداً فَیَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی سَأَلَنِی وَ لَمْ تَسْأَلْنِی ثُمَّ قَالَ سَلُوا اللَّهَ وَ أَجْزِلُوا فَإِنَّهُ لَا یَتَعَاظَمُهُ شَیْ ءٌ.
«217»-وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عُثْمَانَ عَمَّنْ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَتَسْأَلُنَ
ص: 221
اللَّهَ أَوْ یُفِیضَنَّ عَلَیْكُمْ إِنَّ لِلَّهِ عِبَاداً یَعْمَلُونَ فَیُعْطِیهِمْ وَ آخَرِینَ یَسْأَلُونَهُ صَادِقِینَ فَیُعْطِیهِمْ ثُمَّ یَجْمَعُهُمْ فِی الْجَنَّةِ فَیَقُولُ الَّذِینَ عَمِلُوا رَبَّنَا عَمِلْنَا فَأَعْطَیْتَنَا فَبِمَا أَعْطَیْتَ هَؤُلَاءِ فَیَقُولُ عِبَادِی أَعْطَیْتُكُمْ أُجُورَكُمْ وَ لَمْ أَلِتْكُمْ (1)مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَیْئاً وَ سَأَلَنِی هَؤُلَاءِ فَأَعْطَیْتُهُمْ وَ هُوَ فَضْلِی أُوتِیهِ مَنْ أَشَاءُ.
غساقها(2) و غسلینها و عقاربها و حیاتها و شدائدها و دركاتها بمحمد سید المرسلین و أهل بیته الطاهرین صلوات اللّٰه علیهم أجمعین
الآیات؛
البقرة: «فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ لَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِی وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِینَ»(24) (و قال تعالی): «وَ الَّذِینَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآیاتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ»(39) (و قال تعالی): «وَ قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَیَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ یُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَی اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ* بَلی مَنْ كَسَبَ سَیِّئَةً وَ أَحاطَتْ بِهِ خَطِیئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ»(80-81) (و قال سبحانه): «وَ یَوْمَ الْقِیامَةِ یُرَدُّونَ إِلی أَشَدِّ الْعَذابِ وَ مَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ* أُولئِكَ الَّذِینَ اشْتَرَوُا الْحَیاةَ الدُّنْیا بِالْآخِرَةِ فَلا یُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ»(85-86) (و قال سبحانه): «وَ لِلْكافِرِینَ عَذابٌ مُهِینٌ»(90) (و قال تعالی): «وَ لِلْكافِرِینَ عَذابٌ أَلِیمٌ»(104) (و قال تعالی): «وَ لَهُمْ فِی الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِیمٌ»(114) (و قال سبحانه): «وَ لا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِیمِ»(119) (و قال تعالی): «وَ مَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِیلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلی عَذابِ النَّارِ وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ»(126) (و قال تعالی): «إِنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا وَ ماتُوا وَ هُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَیْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ* خالِدِینَ فِیها لا یُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ
ص: 222
وَ لا هُمْ یُنْظَرُونَ»(161-162) (و قال تعالی): «وَ لَوْ یَرَی الَّذِینَ ظَلَمُوا إِذْ یَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِیعاً وَ أَنَّ اللَّهَ شَدِیدُ الْعَذابِ* إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِینَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِینَ اتَّبَعُوا وَ رَأَوُا الْعَذابَ وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ* وَ قالَ الَّذِینَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ یُرِیهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَیْهِمْ وَ ما هُمْ بِخارِجِینَ مِنَ النَّارِ»(165-167) (و قال تعالی): «وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِیدُ الْعِقابِ»(196) (و قال تعالی): «وَ إِذا قِیلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَ لَبِئْسَ الْمِهادُ»(206) (و قال تعالی): «وَ مَنْ یَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِینِهِ فَیَمُتْ وَ هُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ وَ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ»(217) (و قال تعالی): «أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ»(257) (و قال): «وَ مَنْ عادَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ»(275)
آل عمران: «إِنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِیَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَ لا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَیْئاً وَ أُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ* كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآیاتِنا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَ اللَّهُ شَدِیدُ الْعِقابِ* قُلْ لِلَّذِینَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَ تُحْشَرُونَ إِلی جَهَنَّمَ وَ بِئْسَ الْمِهادُ»(10-12) (و قال): «فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِیمٍ»(21) (و قال تعالی): «ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَیَّاماً مَعْدُوداتٍ وَ غَرَّهُمْ فِی دِینِهِمْ ما كانُوا یَفْتَرُونَ»(24) (و قال تعالی): «خالِدِینَ فِیها لا یُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَ لا هُمْ یُنْظَرُونَ»(88) (و قال تعالی): «إِنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا وَ ماتُوا وَ هُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ یُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْ ءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَ لَوِ افْتَدی بِهِ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ وَ ما لَهُمْ مِنْ ناصِرِینَ»(91) (و قال): «إِنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِیَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَ لا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَیْئاً وَ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ»(116) (و قال): «وَ اتَّقُوا النَّارَ الَّتِی أُعِدَّتْ لِلْكافِرِینَ»(131) (و قال): «وَ مَأْواهُمُ النَّارُ وَ بِئْسَ مَثْوَی الظَّالِمِینَ»(151) (و قال): «وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ»(162) (و قال): «وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِیمٌ»(167) (و قال): «وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ»(177) (و قال): «وَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِینٌ»(178) (و قال): «وَ نَقُولُ ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِیقِ»(181) (و قال): «فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ»(185) (و قال): «فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ»(188) (و قال): «فَقِنا عَذابَ النَّارِ»(191) (و قال): «ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمِهادُ»(179)
ص: 223
النساء: «إِنَّ الَّذِینَ یَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْیَتامی ظُلْماً إِنَّما یَأْكُلُونَ فِی بُطُونِهِمْ ناراً وَ سَیَصْلَوْنَ سَعِیراً»(10) (و قال تعالی): «وَ مَنْ یَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یَتَعَدَّ حُدُودَهُ یُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِیها وَ لَهُ عَذابٌ مُهِینٌ»(14) (و قال): «حَتَّی إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّی تُبْتُ الْآنَ وَ لَا الَّذِینَ یَمُوتُونَ وَ هُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِیماً»(18) (و قال): «وَ مَنْ یَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وَ ظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِیهِ ناراً وَ كانَ ذلِكَ عَلَی اللَّهِ یَسِیراً»(30) (و قال): «وَ أَعْتَدْنا لِلْكافِرِینَ عَذاباً مُهِیناً»(37) (و قال): «وَ كَفی بِجَهَنَّمَ سَعِیراً *إِنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا بِآیاتِنا سَوْفَ نُصْلِیهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَیْرَها لِیَذُوقُوا الْعَذابَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَزِیزاً حَكِیماً»(55-56) (و قال): «وَ مَنْ یَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِیها وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ لَعَنَهُ وَ أَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِیماً»(93) (و قال تعالی): «فَأُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَ ساءَتْ مَصِیراً»(97) (و قال سبحانه): «إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكافِرِینَ عَذاباً مُهِیناً»(102) (و قال تعالی): «وَ نُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَ ساءَتْ مَصِیراً»(115) (و قال سبحانه): «أُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَ لا یَجِدُونَ عَنْها مَحِیصاً»(121) (و قال تعالی): «إِنَّ اللَّهَ جامِعُ الْمُنافِقِینَ وَ الْكافِرِینَ فِی جَهَنَّمَ جَمِیعاً»(140) (و قال): «إِنَّ الْمُنافِقِینَ فِی الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ»(145) (و قال تعالی): «إِنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا وَ ظَلَمُوا لَمْ یَكُنِ اللَّهُ لِیَغْفِرَ لَهُمْ وَ لا لِیَهْدِیَهُمْ طَرِیقاً *إِلَّا طَرِیقَ جَهَنَّمَ خالِدِینَ فِیها أَبَداً وَ كانَ ذلِكَ عَلَی اللَّهِ یَسِیراً»(168-169)
المائدة: «وَ الَّذِینَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآیاتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِیمِ»(فی موضعین: 10 و 86) (و قال سبحانه): «وَ لَهُمْ فِی الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِیمٌ»(فی موضعین: 33 و 41) (و قال): «إِنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً وَ مِثْلَهُ مَعَهُ لِیَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذابِ یَوْمِ الْقِیامَةِ ما تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ* یُرِیدُونَ أَنْ یَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَ ما هُمْ بِخارِجِینَ مِنْها وَ لَهُمْ عَذابٌ مُقِیمٌ»(36-37)
الأنعام: «لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِیمٍ وَ عَذابٌ أَلِیمٌ بِما كانُوا یَكْفُرُونَ»(70)
الأعراف: «وَ لَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِیراً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ»(179)
الأنفال: «وَ أَنَّ لِلْكافِرِینَ عَذابَ النَّارِ»(14) (و قال تعالی): «وَ مَنْ یُوَلِّهِمْ یَوْمَئِذٍ
ص: 224
دُبُرَهُ (إلی قوله): وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ»(16) (و قال): «وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِیدُ الْعِقابِ»(25) (و قال): «وَ الَّذِینَ كَفَرُوا إِلی جَهَنَّمَ یُحْشَرُونَ* لِیَمِیزَ اللَّهُ الْخَبِیثَ مِنَ الطَّیِّبِ وَ یَجْعَلَ الْخَبِیثَ بَعْضَهُ عَلی بَعْضٍ فَیَرْكُمَهُ جَمِیعاً فَیَجْعَلَهُ فِی جَهَنَّمَ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ»(36-37)
التوبة: «وَ فِی النَّارِ هُمْ خالِدُونَ»(17) (و قال تعالی): «وَ الَّذِینَ یَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ وَ لا یُنْفِقُونَها فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِیمٍ* یَوْمَ یُحْمی عَلَیْها فِی نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوی بِها جِباهُهُمْ وَ جُنُوبُهُمْ وَ ظُهُورُهُمْ هذا ما كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ»(34-35) (و قال): «وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِیطَةٌ بِالْكافِرِینَ»(49) (و قال تعالی): «أَ لَمْ یَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ یُحادِدِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِداً فِیها ذلِكَ الْخِزْیُ الْعَظِیمُ»(63) (و قال تعالی): «وَعَدَ اللَّهُ الْمُنافِقِینَ وَ الْمُنافِقاتِ وَ الْكُفَّارَ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِینَ فِیها هِیَ حَسْبُهُمْ وَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَ لَهُمْ عَذابٌ مُقِیمٌ»(68) (و قال): «وَ إِنْ یَتَوَلَّوْا یُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذاباً أَلِیماً فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ»(74) (و قال): «وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ»(79) (و قال): «وَ قالُوا لا تَنْفِرُوا فِی الْحَرِّ قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كانُوا یَفْقَهُونَ* فَلْیَضْحَكُوا قَلِیلًا وَ لْیَبْكُوا كَثِیراً جَزاءً بِما كانُوا یَكْسِبُونَ»(81-82) (و قال): «إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانُوا یَكْسِبُونَ»(95) (و قال سبحانه): «أَ فَمَنْ أَسَّسَ بُنْیانَهُ عَلی تَقْوی مِنَ اللَّهِ وَ رِضْوانٍ خَیْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْیانَهُ عَلی شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِی نارِ جَهَنَّمَ»(109)
یونس: «وَ الَّذِینَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِیمٍ وَ عَذابٌ أَلِیمٌ بِما كانُوا یَكْفُرُونَ»(4) (و قال تعالی): «إِنَّ الَّذِینَ لا یَرْجُونَ لِقاءَنا وَ رَضُوا بِالْحَیاةِ الدُّنْیا وَ اطْمَأَنُّوا بِها وَ الَّذِینَ هُمْ عَنْ آیاتِنا غافِلُونَ* أُولئِكَ مَأْواهُمُ النَّارُ بِما كانُوا یَكْسِبُونَ»(7-8) (و قال تعالی): «ثُمَّ قِیلَ لِلَّذِینَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ»(52)
هود: «مَنْ كانَ یُرِیدُ الْحَیاةَ الدُّنْیا وَ زِینَتَها نُوَفِّ إِلَیْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِیها وَ هُمْ فِیها لا یُبْخَسُونَ *أُولئِكَ الَّذِینَ لَیْسَ لَهُمْ فِی الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَ حَبِطَ ما صَنَعُوا فِیها وَ باطِلٌ ما كانُوا یَعْمَلُونَ»(15-16) (و قال تعالی): «وَ مَنْ یَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ»(17)
الرعد: «وَ عُقْبَی الْكافِرِینَ النَّارُ»(35)
إبراهیم: «وَ وَیْلٌ لِلْكافِرِینَ مِنْ عَذابٍ شَدِیدٍ»(2) (و قال تعالی): «وَ اسْتَفْتَحُوا
ص: 225
وَ خابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِیدٍ* مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ وَ یُسْقی مِنْ ماءٍ صَدِیدٍ* یَتَجَرَّعُهُ وَ لا یَكادُ یُسِیغُهُ وَ یَأْتِیهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَ ما هُوَ بِمَیِّتٍ وَ مِنْ وَرائِهِ عَذابٌ غَلِیظٌ»(15-17) (و قال تعالی): «أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ* جَهَنَّمَ یَصْلَوْنَها وَ بِئْسَ الْقَرارُ *وَ جَعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً لِیُضِلُّوا عَنْ سَبِیلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِیرَكُمْ إِلَی النَّارِ»(28-30)
الحجر: «وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِینَ* لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ»(43-44)
النحل: «فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِینَ فِیها فَلَبِئْسَ مَثْوَی الْمُتَكَبِّرِینَ»(29) (و قال سبحانه): «وَ إِذا رَأَی الَّذِینَ ظَلَمُوا الْعَذابَ فَلا یُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَ لا هُمْ یُنْظَرُونَ* وَ إِذا رَأَی الَّذِینَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ قالُوا رَبَّنا هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا الَّذِینَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَیْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ* وَ أَلْقَوْا إِلَی اللَّهِ یَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَ ضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا یَفْتَرُونَ *الَّذِینَ كَفَرُوا وَ صَدُّوا عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ بِما كانُوا یُفْسِدُونَ»(85-88)
الإسراء: «وَ جَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِینَ حَصِیراً»(8) (و قال سبحانه): «وَ أَنَّ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِیماً»(10) (و قال تعالی): «ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ یَصْلاها مَذْمُوماً مَدْحُوراً»(18) (و قال تعالی): «وَ لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقی فِی جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً»(39) (و قال تعالی): «وَ یَخافُونَ عَذابَهُ إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُوراً»(57) (و قال تعالی): «مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِیراً»(97)
الكهف: «إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِینَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها وَ إِنْ یَسْتَغِیثُوا یُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ یَشْوِی الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَ ساءَتْ مُرْتَفَقاً»(29) (و قال تعالی): «إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِینَ نُزُلًا»(102) (و قال): «ذلِكَ جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا وَ اتَّخَذُوا آیاتِی وَ رُسُلِی هُزُواً»(206)
مریم: «فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَ الشَّیاطِینَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِیًّا* ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِیعَةٍ أَیُّهُمْ أَشَدُّ عَلَی الرَّحْمنِ عِتِیًّا *ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِینَ هُمْ أَوْلی
ص: 226
بِها صِلِیًّا *وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلی رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِیًّا* ثُمَّ نُنَجِّی الَّذِینَ اتَّقَوْا وَ نَذَرُ الظَّالِمِینَ فِیها جِثِیًّا»(68-72)
طه: «إِنَّهُ مَنْ یَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا یَمُوتُ فِیها وَ لا یَحْیی»(74) (و قال تعالی): «وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَ أَبْقی»(127)
الأنبیاء: «وَ مَنْ یَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّی إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِیهِ جَهَنَّمَ كَذلِكَ نَجْزِی الظَّالِمِینَ»(29) (و قال تعالی): «إِنَّكُمْ وَ ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ *لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها وَ كُلٌّ فِیها خالِدُونَ* لَهُمْ فِیها زَفِیرٌ وَ هُمْ فِیها لا یَسْمَعُونَ *إِنَّ الَّذِینَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنی أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ *لا یَسْمَعُونَ حَسِیسَها وَ هُمْ فِی مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ»(98-102)
الحج: «وَ نُذِیقُهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ عَذابَ الْحَرِیقِ»(9) (و قال): «فَالَّذِینَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِیابٌ مِنْ نارٍ یُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِیمُ* یُصْهَرُ بِهِ ما فِی بُطُونِهِمْ وَ الْجُلُودُ *وَ لَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِیدٍ *كُلَّما أَرادُوا أَنْ یَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِیدُوا فِیها وَ ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِیقِ»(19-22) (و قال تعالی): «وَ مَنْ یُرِدْ فِیهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِیمٍ»(25) (و قال): «وَ الَّذِینَ سَعَوْا فِی آیاتِنا مُعاجِزِینَ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِیمِ»(51) (و قال): «قُلْ أَ فَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِینَ كَفَرُوا وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ»(72)
المؤمنین: «وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِینُهُ فَأُولئِكَ الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِی جَهَنَّمَ خالِدُونَ *تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَ هُمْ فِیها كالِحُونَ *أَ لَمْ تَكُنْ آیاتِی تُتْلی عَلَیْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ* قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَیْنا شِقْوَتُنا وَ كُنَّا قَوْماً ضالِّینَ *رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ* قالَ اخْسَؤُا فِیها وَ لا تُكَلِّمُونِ* إِنَّهُ كانَ فَرِیقٌ مِنْ عِبادِی یَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا وَ أَنْتَ خَیْرُ الرَّاحِمِینَ* فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِیًّا حَتَّی أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِی وَ كُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ* إِنِّی جَزَیْتُهُمُ الْیَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ* قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِی الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِینَ* قالُوا لَبِثْنا یَوْماً أَوْ بَعْضَ یَوْمٍ فَسْئَلِ الْعادِّینَ *قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِیلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ»(103-114)
النور: «وَ مَأْواهُمُ النَّارُ وَ لَبِئْسَ الْمَصِیرُ»(57)
ص: 227
الفرقان: «وَ أَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِیراً* إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِیدٍ سَمِعُوا لَها تَغَیُّظاً وَ زَفِیراً *وَ إِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَیِّقاً مُقَرَّنِینَ دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً* لا تَدْعُوا الْیَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَ ادْعُوا ثُبُوراً كَثِیراً* قُلْ أَ ذلِكَ خَیْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِی وُعِدَ الْمُتَّقُونَ»(11-15) (و قال تعالی): «الَّذِینَ یُحْشَرُونَ عَلی وُجُوهِهِمْ إِلی جَهَنَّمَ أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَ أَضَلُّ سَبِیلًا»(24) (و قال تعالی): «وَ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً* إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مُقاماً»(65-66) (و قال): «وَ لا یَزْنُونَ وَ مَنْ یَفْعَلْ ذلِكَ یَلْقَ أَثاماً* یُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ یَخْلُدْ فِیهِ مُهاناً»(68-69)
العنكبوت: «وَ مَأْواكُمُ النَّارُ وَ ما لَكُمْ مِنْ ناصِرِینَ»(25) (و قال تعالی): «یَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِیطَةٌ بِالْكافِرِینَ *یَوْمَ یَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَ یَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ»(54-55) (و قال سبحانه): «أَ لَیْسَ فِی جَهَنَّمَ مَثْویً لِلْكافِرِینَ»(68)
لقمان: «فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِیمٍ»(7) (و قال): «ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلی عَذابٍ غَلِیظٍ»(24)
التنزیل: «وَ لكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّی لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ* فَذُوقُوا بِما نَسِیتُمْ لِقاءَ یَوْمِكُمْ هذا إِنَّا نَسِیناكُمْ وَ ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ»(13-14) (و قال عز و جل): «وَ أَمَّا الَّذِینَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ یَخْرُجُوا مِنْها أُعِیدُوا فِیها وَ قِیلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِی كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ* وَ لَنُذِیقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنی دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ»(20-21)
الأحزاب: «إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكافِرِینَ وَ أَعَدَّ لَهُمْ سَعِیراً* خالِدِینَ فِیها أَبَداً لا یَجِدُونَ وَلِیًّا وَ لا نَصِیراً *یَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِی النَّارِ یَقُولُونَ یا لَیْتَنا أَطَعْنَا اللَّهَ وَ أَطَعْنَا الرَّسُولَا *وَ قالُوا رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَ كُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِیلَا* رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَیْنِ مِنَ الْعَذابِ وَ الْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِیراً»(64-68)
سبأ: «الَّذِینَ سَعَوْا فِی آیاتِنا مُعاجِزِینَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِیمٌ»(5) (و قال تعالی): «وَ الَّذِینَ یَسْعَوْنَ فِی آیاتِنا مُعاجِزِینَ أُولئِكَ فِی الْعَذابِ مُحْضَرُونَ»(38)
فاطر: «إِنَّما یَدْعُوا حِزْبَهُ لِیَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِیرِ* الَّذِینَ كَفَرُوا لَهُمْ
ص: 228
عَذابٌ شَدِیدٌ»(6-7) (و قال سبحانه): «وَ الَّذِینَ یَمْكُرُونَ السَّیِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِیدٌ»(10) (و قال سبحانه): «وَ الَّذِینَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا یُقْضی عَلَیْهِمْ فَیَمُوتُوا وَ لا یُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها كَذلِكَ نَجْزِی كُلَّ كَفُورٍ* وَ هُمْ یَصْطَرِخُونَ فِیها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَیْرَ الَّذِی كُنَّا نَعْمَلُ أَ وَ لَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما یَتَذَكَّرُ فِیهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَ جاءَكُمُ النَّذِیرُ فَذُوقُوا فَما لِلظَّالِمِینَ مِنْ نَصِیرٍ»(36-37)
یس: «هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ* اصْلَوْهَا الْیَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ»(63-64)
الصافات: «أَ ذلِكَ خَیْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ* إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِینَ *إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِی أَصْلِ الْجَحِیمِ* طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّیاطِینِ *فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْها فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ* ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَیْها لَشَوْباً مِنْ حَمِیمٍ* ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَی الْجَحِیمِ»(62-68)
ص: «فَوَیْلٌ لِلَّذِینَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ»(27) (و قال سبحانه): «هذا وَ إِنَّ لِلطَّاغِینَ لَشَرَّ مَآبٍ* جَهَنَّمَ یَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ* هذا فَلْیَذُوقُوهُ حَمِیمٌ وَ غَسَّاقٌ *وَ آخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ*هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ* قالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا فَبِئْسَ الْقَرارُ* قالُوا رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً فِی النَّارِ* وَ قالُوا ما لَنا لا نَری رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ *أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِیًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ* إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ»(55-64)
الزمر: «قُلْ إِنَّ الْخاسِرِینَ الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ أَهْلِیهِمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِینُ* لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَ مِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذلِكَ یُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ یا عِبادِ فَاتَّقُونِ»(15-16) (و قال سبحانه): «أَ فَمَنْ حَقَّ عَلَیْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ أَ فَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِی النَّارِ»(119) (و قال تعالی): «أَ فَمَنْ یَتَّقِی بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ قِیلَ لِلظَّالِمِینَ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ»(24) (و قال سبحانه): «وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا یَعْلَمُونَ»(26) (و قال تعالی): «أَ لَیْسَ فِی جَهَنَّمَ مَثْویً لِلْكافِرِینَ»(32) (و قال تعالی): «مَنْ یَأْتِیهِ عَذابٌ یُخْزِیهِ وَ یَحِلُّ عَلَیْهِ عَذابٌ مُقِیمٌ»(40) (و قال تعالی): «أَ لَیْسَ فِی جَهَنَّمَ مَثْویً لِلْمُتَكَبِّرِینَ»(60)
ص: 229
المؤمن: «وَ كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَی الَّذِینَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ»(6) (و قال تعالی): «إِنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا یُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَی الْإِیمانِ فَتَكْفُرُونَ* قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَیْنِ وَ أَحْیَیْتَنَا اثْنَتَیْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلی خُرُوجٍ مِنْ سَبِیلٍ* ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِیَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَ إِنْ یُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِیِّ الْكَبِیرِ»(10-12) (و قال): «وَ أَنَّ الْمُسْرِفِینَ هُمْ أَصْحابُ النَّارِ»(43) (و قال): «وَ حاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ *النَّارُ یُعْرَضُونَ عَلَیْها غُدُوًّا وَ عَشِیًّا *وَ یَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ *وَ إِذْ یَتَحاجُّونَ فِی النَّارِ فَیَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِینَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِیباً مِنَ النَّارِ* قالَ الَّذِینَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِیها إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَیْنَ الْعِبادِ* وَ قالَ الَّذِینَ فِی النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ یُخَفِّفْ عَنَّا یَوْماً مِنَ الْعَذابِ* قالُوا أَ وَ لَمْ تَكُ تَأْتِیكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَیِّناتِ قالُوا بَلی قالُوا فَادْعُوا وَ ما دُعاءُ الْكافِرِینَ إِلَّا فِی ضَلالٍ»(45-50) (و قال): «إِنَّ الَّذِینَ یَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِی سَیَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِینَ»(60) (و قال تعالی): «الَّذِینَ كَذَّبُوا بِالْكِتابِ وَ بِما أَرْسَلْنا بِهِ رُسُلَنا فَسَوْفَ یَعْلَمُونَ* إِذِ الْأَغْلالُ فِی أَعْناقِهِمْ وَ السَّلاسِلُ یُسْحَبُونَ *فِی الْحَمِیمِ ثُمَّ فِی النَّارِ یُسْجَرُونَ *ثُمَّ قِیلَ لَهُمْ أَیْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ *مِنْ دُونِ اللَّهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَیْئاً كَذلِكَ یُضِلُّ اللَّهُ الْكافِرِینَ* ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ وَ بِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ* ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِینَ فِیها فَبِئْسَ مَثْوَی الْمُتَكَبِّرِینَ»(70-76)
السجدة: «وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزی وَ هُمْ لا یُنْصَرُونَ»(16) (و قال تعالی): «فَلَنُذِیقَنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا عَذاباً شَدِیداً وَ لَنَجْزِیَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِی كانُوا یَعْمَلُونَ* ذلِكَ جَزاءُ أَعْداءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِیها دارُ الْخُلْدِ جَزاءً بِما كانُوا بِآیاتِنا یَجْحَدُونَ* وَ قالَ الَّذِینَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَیْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِیَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِینَ»(27-29)
الزخرف: «إِنَّ الْمُجْرِمِینَ فِی عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ* لا یُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَ هُمْ فِیهِ مُبْلِسُونَ* وَ ما ظَلَمْناهُمْ وَ لكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِینَ* وَ نادَوْا یا مالِكُ لِیَقْضِ عَلَیْنا رَبُّكَ
ص: 230
قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ* لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ وَ لكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ»(74-78)
الدخان: «إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ* طَعامُ الْأَثِیمِ* كَالْمُهْلِ یَغْلِی فِی الْبُطُونِ* كَغَلْیِ الْحَمِیمِ* خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلی سَواءِ الْجَحِیمِ* ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِیمِ* ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْكَرِیمُ* إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ»(43-50)
الجاثیة: «فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِیمٍ* وَ إِذا عَلِمَ مِنْ آیاتِنا شَیْئاً اتَّخَذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِینٌ* مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ وَ لا یُغْنِی عَنْهُمْ ما كَسَبُوا شَیْئاً وَ لا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِیاءَ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِیمٌ* هذا هُدیً وَ الَّذِینَ كَفَرُوا بِآیاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِیمٌ»(8-11)
الأحقاف: «وَ یَوْمَ یُعْرَضُ الَّذِینَ كَفَرُوا عَلَی النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَیِّباتِكُمْ فِی حَیاتِكُمُ الدُّنْیا وَ اسْتَمْتَعْتُمْ بِها فَالْیَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ وَ بِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ»(20) (و قال تعالی): «وَ یَوْمَ یُعْرَضُ الَّذِینَ كَفَرُوا عَلَی النَّارِ أَ لَیْسَ هذا بِالْحَقِّ قالُوا بَلی وَ رَبِّنا قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ»(34)
محمد: «وَ الَّذِینَ كَفَرُوا یَتَمَتَّعُونَ وَ یَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَ النَّارُ مَثْویً لَهُمْ»(12) (و قال سبحانه): «كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِی النَّارِ وَ سُقُوا ماءً حَمِیماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ»(15)
الفتح: «وَ أَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَ ساءَتْ مَصِیراً»(6) (و قال تعالی): «فَإِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِینَ سَعِیراً»(13)
ق: «وَ قالَ قَرِینُهُ هذا ما لَدَیَّ عَتِیدٌ* أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِیدٍ* مَنَّاعٍ لِلْخَیْرِ مُعْتَدٍ مُرِیبٍ *الَّذِی جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَأَلْقِیاهُ فِی الْعَذابِ الشَّدِیدِ* قالَ قَرِینُهُ رَبَّنا ما أَطْغَیْتُهُ وَ لكِنْ كانَ فِی ضَلالٍ بَعِیدٍ *قالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَیَّ وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَیْكُمْ بِالْوَعِیدِ *ما یُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَیَّ وَ ما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِیدِ* یَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِیدٍ»(23-30)
الطور: «یَوْمَ یُدَعُّونَ إِلی نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا *هذِهِ النَّارُ الَّتِی كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ *أَ فَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ *اصْلَوْها فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَیْكُمْ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ»(13-16)
ص: 231
القمر: «إِنَّ الْمُجْرِمِینَ فِی ضَلالٍ وَ سُعُرٍ* یَوْمَ یُسْحَبُونَ فِی النَّارِ عَلی وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ»(47-48)
الرحمن: «یُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِیماهُمْ فَیُؤْخَذُ بِالنَّواصِی وَ الْأَقْدامِ* فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ *هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِی یُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ *یَطُوفُونَ بَیْنَها وَ بَیْنَ حَمِیمٍ آنٍ* فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ»(41-45)
الواقعة: «وَ أَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ* فِی سَمُومٍ وَ حَمِیمٍ *وَ ظِلٍّ مِنْ یَحْمُومٍ* لا بارِدٍ وَ لا كَرِیمٍ* إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِینَ* وَ كانُوا یُصِرُّونَ عَلَی الْحِنْثِ الْعَظِیمِ* وَ كانُوا یَقُولُونَ أَ إِذا مِتْنا وَ كُنَّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ* أَ وَ آباؤُنَا الْأَوَّلُونَ* قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ لَمَجْمُوعُونَ إِلی مِیقاتِ یَوْمٍ مَعْلُومٍ *ثُمَّ إِنَّكُمْ أَیُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ* لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ* فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ* فَشارِبُونَ عَلَیْهِ مِنَ الْحَمِیمِ *فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِیمِ *هذا نُزُلُهُمْ یَوْمَ الدِّینِ»(41-56)
الحدید: «وَ الَّذِینَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآیاتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِیمِ»(19)
المجادلة: «وَ لِلْكافِرِینَ عَذابٌ أَلِیمٌ»(4) (و قال): «وَ لِلْكافِرِینَ عَذابٌ مُهِینٌ»(5) (و قال تعالی): «حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ یَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِیرُ»(8) (و قال سبحانه): «أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ»(17)
الحشر: «وَ لَهُمْ فِی الْآخِرَةِ عَذابُ النَّارِ»(3)
التغابن: «وَ الَّذِینَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآیاتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ خالِدِینَ فِیها وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ»(10)
التحریم: «یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِیكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ عَلَیْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا یَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ یَفْعَلُونَ ما یُؤْمَرُونَ* یا أَیُّهَا الَّذِینَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْیَوْمَ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ»(6-7) (و قال سبحانه): «وَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ»(9)
الملك: «وَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابَ السَّعِیرِ* وَ لِلَّذِینَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ
ص: 232
وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ* إِذا أُلْقُوا فِیها سَمِعُوا لَها شَهِیقاً وَ هِیَ تَفُورُ *تَكادُ تَمَیَّزُ مِنَ الْغَیْظِ كُلَّما أُلْقِیَ فِیها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَ لَمْ یَأْتِكُمْ نَذِیرٌ* قالُوا بَلی قَدْ جاءَنا نَذِیرٌ فَكَذَّبْنا وَ قُلْنا ما نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَیْ ءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِی ضَلالٍ كَبِیرٍ *وَ قالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِی أَصْحابِ السَّعِیرِ *فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِیرِ»(5-11)
الجن: «وَ أَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً»(15) (و قال تعالی): «وَ مَنْ یُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ یَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً»(17) (و قال سبحانه): «وَ مَنْ یَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِینَ فِیها أَبَداً* حَتَّی إِذا رَأَوْا ما یُوعَدُونَ فَسَیَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً»(23-24)
المزمل: «إِنَّ لَدَیْنا أَنْكالًا وَ جَحِیماً *وَ طَعاماً ذا غُصَّةٍ وَ عَذاباً أَلِیماً»(12-13)
المدثر: «سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً»(17) (و قال تعالی): «سَأُصْلِیهِ سَقَرَ* وَ ما أَدْراكَ ما سَقَرُ* لا تُبْقِی وَ لا تَذَرُ *لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ *عَلَیْها تِسْعَةَ عَشَرَ* وَ ما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِینَ كَفَرُوا لِیَسْتَیْقِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ وَ یَزْدادَ الَّذِینَ آمَنُوا إِیماناً وَ لا یَرْتابَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ لِیَقُولَ الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَ الْكافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا كَذلِكَ یُضِلُّ اللَّهُ مَنْ یَشاءُ وَ یَهْدِی مَنْ یَشاءُ وَ ما یَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَ ما هِیَ إِلَّا ذِكْری لِلْبَشَرِ *كَلَّا وَ الْقَمَرِ* وَ اللَّیْلِ إِذْ أَدْبَرَ* وَ الصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ* إِنَّها لَإِحْدَی الْكُبَرِ *نَذِیراً لِلْبَشَرِ* لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ یَتَقَدَّمَ أَوْ یَتَأَخَّرَ *كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِینَةٌ* إِلَّا أَصْحابَ الْیَمِینِ* فِی جَنَّاتٍ یَتَساءَلُونَ *عَنِ الْمُجْرِمِینَ *ما سَلَكَكُمْ فِی سَقَرَ* قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّینَ* وَ لَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِینَ* وَ كُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِینَ *وَ كُنَّا نُكَذِّبُ بِیَوْمِ الدِّینِ* حَتَّی أَتانَا الْیَقِینُ* فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِینَ»(26-48)
الدهر: «إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِینَ سَلاسِلَ وَ أَغْلالًا وَ سَعِیراً»(4) (و قال): «وَ الظَّالِمِینَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِیماً»(31)
المرسلات: «انْطَلِقُوا إِلی ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ *انْطَلِقُوا إِلی ظِلٍّ ذِی ثَلاثِ شُعَبٍ* لا ظَلِیلٍ وَ لا یُغْنِی مِنَ اللَّهَبِ* إِنَّها تَرْمِی بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ* كَأَنَّهُ جِمالَةٌ صُفْرٌ *وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِینَ»(29-34)
ص: 233
النبأ: «إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً* لِلطَّاغِینَ مَآباً* لابِثِینَ فِیها أَحْقاباً *لا یَذُوقُونَ فِیها بَرْداً وَ لا شَراباً* إِلَّا حَمِیماً وَ غَسَّاقاً *جَزاءً وِفاقاً *إِنَّهُمْ كانُوا لا یَرْجُونَ حِساباً *وَ كَذَّبُوا بِآیاتِنا كِذَّاباً* وَ كُلَّ شَیْ ءٍ أَحْصَیْناهُ كِتاباً* فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِیدَكُمْ إِلَّا عَذاباً»(21-30)
النازعات: «فَأَمَّا مَنْ طَغی *وَ آثَرَ الْحَیاةَ الدُّنْیا* فَإِنَّ الْجَحِیمَ هِیَ الْمَأْوی»(37-39)
المطففین: «كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ یَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ* ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِیمِ *ثُمَّ یُقالُ هذَا الَّذِی كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ»(15-17)
البروج: «إِنَّ الَّذِینَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ یَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَ لَهُمْ عَذابُ الْحَرِیقِ»(10)
الأعلی: «وَ یَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَی *الَّذِی یَصْلَی النَّارَ الْكُبْری* ثُمَّ لا یَمُوتُ فِیها وَ لا یَحْیی»(11-13)
الغاشیة: «فَیُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ»(24)
اللیل: «فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّی* لا یَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَی* الَّذِی كَذَّبَ وَ تَوَلَّی* وَ سَیُجَنَّبُهَا الْأَتْقَی *الَّذِی یُؤْتِی مالَهُ یَتَزَكَّی»(14-18)
العلق: «كَلَّا لَئِنْ لَمْ یَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِیَةِ* ناصِیَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ* فَلْیَدْعُ نادِیَهُ سَنَدْعُ الزَّبانِیَةَ»(15-18)
البینة: «إِنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَ الْمُشْرِكِینَ فِی نارِ جَهَنَّمَ خالِدِینَ فِیها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِیَّةِ»(7)
التكاثر: «كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْیَقِینِ* لَتَرَوُنَّ الْجَحِیمَ* ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَیْنَ الْیَقِینِ»(5-7)
الهمزة: «كَلَّا لَیُنْبَذَنَّ فِی الْحُطَمَةِ* وَ ما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ* نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ* الَّتِی تَطَّلِعُ عَلَی الْأَفْئِدَةِ* إِنَّها عَلَیْهِمْ مُؤْصَدَةٌ* فِی عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ»(4-9)
ص: 234
تبت: «سَیَصْلی ناراً ذاتَ لَهَبٍ* وَ امْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ* فِی جِیدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ»(3-5)
الفلق: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ»(2)
تفسیر: قال الطبرسی قدس سره: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا أی لم تأتوا بسورة من مثله و قد تظاهرتم أنتم و شركاؤكم علیه وَ لَنْ تَفْعَلُوا أی و لن تأتوا بسورة من مثله أبدا فَاتَّقُوا النَّارَ أی فاحذروا أن تصلوا النار بتكذیبه الَّتِی وَقُودُهَا أی حطبها النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ قیل إنها حجارة الكبریت لأنها أحر شی ء إذا أحمیت عن ابن عباس و ابن مسعود و الظاهر أن المراد بها أصنامهم المنحوتة من الحجارة كقوله إِنَّكُمْ وَ ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ (1)و قیل ذكر الحجارة دلیل علی عظم تلك النار لأنها لا تأكل الحجارة إلا و هی فی غایة الفظاعة و الهول و قیل معناه أن أجسادهم تبقی علی النار بقاء الحجارة التی توقد بها النار بتبقیة اللّٰه إیاها و یؤید ذلك قوله كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَیْرَها (2)و قیل معناه أنهم یعذبون بالحجارة المحمیة بالنار أُعِدَّتْ لِلْكافِرِینَ أی خلقت و هیئت لهم لأنهم الذین یخلدون فیها و لأنهم أكثر أهل النار فأضیفت إلیهم و قیل إنما خص النار بكونها معدة للكافرین و إن كانت معدة للفاسقین أیضا لأنه یرید بذلك نارا (3)مخصوصة لا یدخلها غیرهم كما قال إِنَّ الْمُنافِقِینَ فِی الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ و استدل بهذه الآیة علی أن النار مخلوقة الآن لأن المعد لا یكون إلا موجودا و كذلك الجنة بقوله أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِینَ (4)و الفائدة فی ذلك أنا و إن لم نشاهدهما فإن الملائكة یشاهدونهما و هم من أهل التكلیف و الاستدلال فیعرفون ثواب اللّٰه للمتقین و عقابه للكافرین.
ص: 235
و فی قوله سبحانه وَ قالُوا أی الیهود لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ أی لن تصیبنا إِلَّا أَیَّاماً مَعْدُودَةً (1)أی أیاما قلائل كقوله دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ و قیل معدودة محصاة قال ابن عباس و مجاهد قدم رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله المدینة و الیهود تزعم أن مدة الدنیا سبعة آلاف سنة و إنما نعذب بكل ألف سنة یوما واحدا ثم ینقطع العذاب فأنزل اللّٰه تعالی هذه الآیة و قال أبو العالیة و عكرمة و قتادة هی أربعون یوما لأنها عدد الأیام التی عبدوا فیها العجل فقال سبحانه قُلْ یا محمد لهم أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً أی موثقا لأن لا یعذبكم إلا هذه المدة و عرفتم ذلك بوحیه و تنزیله فإن كان ذلك فاللّٰه سبحانه لا ینقض عهده و میثاقه أَمْ تَقُولُونَ عَلَی اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ أی الباطل جهلا منكم به و جرأة علیه ثم رد علیهم فقال بَلی أی لیس الأمر كما قالوا و لكن مَنْ كَسَبَ سَیِّئَةً اختلف فی السیئة فقال ابن عباس و غیره السیئة هنا الشرك و قال الحسن هی الكبیرة الموجبة و قال السدی هی الذنوب التی أوعد اللّٰه علیها النار و القول الأول یوافق مذهبنا لأن ما عدا الشرك لا یستحق به الخلود فی النار عندنا و قوله وَ أَحاطَتْ بِهِ خَطِیئَتُهُ یحتمل أمرین أحدهما أنها أحدقت به من كل جانب و الثانی أن المعنی أهلكته من قوله إِلَّا أَنْ یُحاطَ بِكُمْ (2)و قوله وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِیطَ بِهِمْ (3)و قوله وَ أُحِیطَ بِثَمَرِهِ (4)فهذا كله بمعنی البوار و الهلكة و المراد أنها سدت علیه طریق النجاة فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ أی یصحبونها و یلازمونها هُمْ فِیها خالِدُونَ أی دائمون أبدا و الذی یلیق بمذهبنا من تفسیر هذه الآیة قول ابن عباس لأن أهل الإیمان لا یدخلونها فی حكم الآیة و قوله وَ أَحاطَتْ بِهِ خَطِیئَتُهُ یقوی ذلك لأن المعنی قد اشتملت خطایاه علیه و أحدقت به حتی لا یجد عنها مخلصا و لا مخرجا و لو كان معه شی ء من الطاعات لم تكن السیئة محیطة به من
ص: 236
كل وجه و قد دل الدلیل علی بطلان التحابط و لأن قوله وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِیها خالِدُونَ (1)فیه وعد لأهل التصدیق و الطاعة بالثواب الدائم فكیف یجتمع الثواب الدائم مع العقاب الدائم و یدل أیضا علی أن المراد بالسیئة فی الآیة الشرك أن سیئة واحدة لا تحبط جمیع الأعمال عند أكثر الخصوم فلا یمكن إذا إجراء الآیة علی العموم فیجب أن تحمل علی أكبر السیئات و هو الشرك لیمكن الجمع بین الآیتین.
و فی قوله تعالی وَ لا هُمْ یُنْظَرُونَ أی لا یمهلون الاعتذار و قیل معناه لا یؤخر العذاب عنهم بل عذابهم حاضر.
و قال البیضاوی فی قوله تعالی وَ لَوْ یَرَی الَّذِینَ ظَلَمُوا أی و لو یعلم هؤلاء الذین ظلموا باتخاذ الأنداد إِذْ یَرَوْنَ الْعَذابَ إذ عاینوه یوم القیامة و أجری المستقبل مجری الماضی لتحققه كقوله وَ نادی أَصْحابُ الْجَنَّةِ (2)أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِیعاً ساد مسد مفعولی یری و جواب لو محذوف أی لو یعلمون أن القدرة لله جمیعا إذ عاینوا العذاب لندموا أشد الندم و قیل هو متعلق الجواب و المفعولان محذوفان و التقدیر و لو یری الذین ظلموا أندادهم لا تنفع لعلموا أن القوة لله كلها لا ینفع و لا یضر غیره و قرأ ابن عامر و نافع و یعقوب و لو تری علی أنه خطاب للنبی صلی اللّٰه علیه و آله أی لو تری ذلك لرأیت أمرا عظیما و ابن عامر إذ یرون علی البناء للمفعول و یعقوب إن بالكسر و كذا و إن اللّٰه شدید العذاب علی الاستئناف أو إضمار القول إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِینَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِینَ اتَّبَعُوا بدل من إذ یرون أی إذ تبرأ المتبوعون من الأتباع و قرئ بالعكس أی تبرأ الأتباع من الرؤساء وَ رَأَوُا الْعَذابَ أی راءین له و الواو للحال و قد مضمرة و قیل عطف علی تبرأ وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ یحتمل العطف علی تبرأ أو رأوا و الحال و الأول أظهر و الأسباب الوصل التی كانت بینهم من الاتباع و الاتفاق علی الدین و الأغراض الداعیة إلی ذلك و أصل السبب الحبل الذی یرتقی به الشجر
ص: 237
لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً لو للتمنی و لذلك أجیب بالفاء أی یا لیت لنا كرة إلی الدنیا فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ حَسَراتٍ عَلَیْهِمْ ندامات و هی ثالث مفاعیل یری إن كان من رؤیة القلب و إلا فحال.
و فی قوله سبحانه أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ حملته الأنفة و حمیة الجاهلیة علی الإثم الذی یؤمر باتقائه لجاجا من قولك أخذته بكذا إذا حملته علیه و ألزمته إیاه فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ كفته جزاء و عذابا و جهنم علم دار العقاب و هو فی الأصل مرادف للنار و قیل معرب وَ لَبِئْسَ الْمِهادُ جواب قسم مقدر و المخصوص بالذم محذوف للعلم به و المهاد الفراش و قیل ما یوطئ للجنب.
و فی قوله إِنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا عام فی الكفرة و قیل المراد به وفد نجران أو الیهود أو مشركو العرب مِنَ اللَّهِ شَیْئاً أی من رحمته أو طاعته علی معنی البدلیة أو من عذابه وَ أُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ حطبها كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ متصل بما قبله أی لن تغنی عنهم كما لم تغن عن أولئك أو یوقد بهم كما یوقد بأولئك أو استئناف مرفوع المحل و تقدیره دأب هؤلاء كدأبهم فی الكفر و العذاب وَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ عطف علی آل فرعون و قیل استئناف كَذَّبُوا بِآیاتِنا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ حال بإضمار قد أو استئناف بتفسیر حالهم أو خبر إن ابتدأت بالذین من قبلهم.
و فی قوله تعالی وَ غَرَّهُمْ فِی دِینِهِمْ ما كانُوا یَفْتَرُونَ من أن النار لن تمسهم إلا أیاما قلائل أو أن آباءهم الأنبیاء یشفعون لهم أو أنه تعالی وعد یعقوب علیه السلام أن لا یعذب أولاده إلا تحلة القسم. و فی قوله مِلْ ءُ الْأَرْضِ ذَهَباً مل ء الشی ء ما یملؤه و ذهبا نصب علی التمییز وَ لَوِ افْتَدی بِهِ محمول علی المعنی كأنه قیل فلن یقبل من أحدهم فدیة و لو افتدی بمل ء الأرض ذهبا أو معطوف علی مضمر تقدیره فلن یقبل من أحدهم مل ء الأرض ذهبا لو تقرب به فی الدنیا و لو افتدی به من العذاب فی الآخرة أو المراد و لو افتدی بمثله و المثل یحذف و یراد كثیرا لأن المثلین فی حكم شی ء واحد.
و فی قوله أُعِدَّتْ لِلْكافِرِینَ فیه تنبیه علی أن النار بالذات معدة للكفار
ص: 238
و بالعرض للعصاة و فی قوله تعالی فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ فمن بعد عنها و الزحزحة فی الأصل تكریر الزح و هو الجذب بعجلة و فی قوله تعالی بِمَفازَةٍ بمنجاة مِنَ الْعَذابِ أی فائزین بالنجاة منه.
و قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله سبحانه إِنَّما یَأْكُلُونَ فِی بُطُونِهِمْ ناراً قیل فیه وجهان أحدهما أن النار تلتهب من أفواههم و أسماعهم و آنافهم یوم القیامة لیعلم أهل الموقف أنهم أكلة أموال الیتامی
وَ رُوِیَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُبْعَثُ نَاسٌ مِنْ قُبُورِهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ تَأَجَّجُ أَفْوَاهُهُمْ نَاراً فَقِیلَ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَؤُلَاءِ فَقَرَأَ هَذِهِ الْآیَةَ.
و الآخر أنه ذكر ذلك علی وجه المثل من حیث إن من فعل ذلك یصیر إلی جهنم فیمتلئ بالنار أجوافهم عقابا علی أكلهم مال الیتیم وَ سَیَصْلَوْنَ سَعِیراً النار المسعرة للإحراق و إنما ذكر البطون تأكیدا.
و فی قوله تعالی وَ یَتَعَدَّ حُدُودَهُ أی یتجاوز ما حد له من الطاعات ف لَهُ عَذابٌ مُهِینٌ سماه مهینا لأن اللّٰه یجعله علی وجه الإهانة و من استدل بهذه الآیة علی أن صاحب الكبیرة من أهل الصلاة مخلد فی النار و معاقب لا محالة فقوله بعید لأن قوله تعالی وَ یَتَعَدَّ حُدُودَهُ یدل علی أن المراد به من یتعدی جمیع حدود اللّٰه و هذه صفة الكفار و لأن صاحب الصغیرة بلا خلاف خارج من عموم الآیة و إن كان فاعلا للمعصیة و متعدیا حدا من حدود اللّٰه فإذا جاز لهذا القائل إخراجه منه بدلیل جاز لغیره أن یخرج من عمومها من یشفع له النبی صلی اللّٰه علیه و آله أو یتفضل اللّٰه علیهم بالعفو بدلیل آخر و أیضا فإن التائب لا بد من إخراجه من عموم الآیة لقیام الدلیل علی وجوب قبول التوبة فكذلك یجب إخراج من یتفضل اللّٰه علیه بإسقاط عقابه منها لقیام الدلالة علی جواز وقوع التفضل بالعفو فإن جعلوا الآیة دالة علی أن اللّٰه سبحانه لا یختار العفو جاز لغیرهم أن یجعلها دالة علی أن العاصی لا یختار التوبة علی أن فی المفسرین من حمل الآیة علی من تعدی حدود اللّٰه و عصاه مستحلا لذلك و من كان كذلك لا یكون إلا كافرا و فی قوله فَسَوْفَ نُصْلِیهِ ناراً أی نجعله صلی نار و نحرقه بها.
ص: 239
و فی قوله تعالی وَ كَفی بِجَهَنَّمَ سَعِیراً أی كفی هؤلاء المعرضین عنه فی العذاب النازل بهم عذاب جهنم نارا موقدة إیقادا شدیدا یرید بذلك أنه إن صرف عنهم بعض العذاب فی الدنیا فقد أعد لهم جهنم فی العقبی كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ قیل فیه أقوال أحدها أن اللّٰه سبحانه یحدد لهم جلودا غیر الجلود التی احترقت علی ظاهر القرآن.
و من قال علی هذا إن الجلد المجدد لم یذنب فكیف یعذب فجوابه أن المعذب الحی و لا اعتبار بالأطراف و الجلود و قال علی بن عیسی إن ما یزاد لا یألم و لا هو بعض لما یألم و إنما هو شی ء یصل به الألم إلی المستحق له.
و ثانیها أن اللّٰه سبحانه یجددها بأن یردها إلی الحالة الأولی التی كانت علیها غیر محترقة كما یقال جئتنی بغیر ذلك الوجه إذا كان قد تغیر وجهه من الحالة الأولی و كما إذا انكسر الخاتم فاتخذ منه خاتم آخر فیقال هذا غیر الخاتم الأول و إن كان أصلهما واحدا فعلی هذا یكون الجلد واحدا و إنما یتغیر علیه الأحوال و هو اختیار الزجاج و البلخی و أبی علی الجبائی.
و ثالثها أن التبدیل إنما هو للسرابیل التی ذكرها اللّٰه سبحانه سَرابِیلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ (1)و سمیت السرابیل الجلود علی المجاورة للزومها الجلود و هذا ترك للظاهر بغیر دلیل و علی القولین الأخیرین لا یلزم سؤال التعذیب لغیر العاصی فأما من قال إن الإنسان غیر هذه الجملة المشاهدة و إنها المعذب فی الحقیقة فقد تخلص من هذا السؤال.
و قوله لِیَذُوقُوا الْعَذابَ معناه لیجدوا ألم العذاب و إنما قال ذلك لیبین أنهم كالمبتدأ علیهم العذاب فی كل حال فیحسون فی كل حالة ألما لا كمن یستمر به الشی ء فیكون أخف علیه و روی الكلبی عن الحسن قال بلغنا أن جلودهم تنضح كل یوم سبعین ألف مرة.
ص: 240
و فی قوله تعالی فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِیها قال جماعة من التابعین إن قوله إِنَّ اللَّهَ لا یَغْفِرُ أَنْ یُشْرَكَ بِهِ وَ یَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ یَشاءُ (1)نزلت بعد هذه الآیة و قال أبو محلز (2)هی جزاؤه إن جازاه و یروی هذا أیضا عن أبی صالح.
و رواه العیاشی بإسناده عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام و روی عاصم بن أبی النجود (3)عن ابن عباس أنه قال هی جزاؤه فإن شاء عذبه و إن شاء غفر له.
و روی عن أبی صالح و بكر بن عبد اللّٰه و غیرهما أنه كما یقول الإنسان لمن یزجره عن أمر إن فعلت فجزاؤك القتل و الضرب ثم إن لم یجازه بذلك لم یكن ذلك منه كذبا و من تعلق بها من أهل الوعید فی أن مرتكب الكبیرة لا بد أن یخلد فی النار فإنا نقول له ما أنكرت أن یكون المراد به من لا ثواب له أصلا بأن یكون كافرا أو یكون قتله مستحلا لقتله أو قتله لأجل إیمانه كما رواه العیاشی عن الصادق علیه السلام.
و فی قوله تعالی أُولئِكَ مَأْواهُمْ أی مستقرهم جمیعا جَهَنَّمُ وَ لا یَجِدُونَ عَنْها مَحِیصاً أی مخلصا و لا مهربا و لا معدلا.
و فی قوله سبحانه فِی الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ أی فی الطبق الأسفل من النار فإن النار طبقات و دركات كما أن الجنة درجات فیكون المنافق فی أسفل طبقة منها لقبح فعله و قیل إن المنافقین فی توابیت من حدید مغلقة علیهم فی النار عن ابن مسعود و ابن عباس و قیل إن الإدراك یجوز أن یكون منازل بعضها أسفل
ص: 241
من بعض بالمسافة و یجوز أن یكون ذلك إخبارا عن بلوغ الغایة فی العقاب كما یقال إن السلطان بلغ فلانا الحضیض و بلغ فلانا العرش یریدون بذلك انحطاط المنزلة و علوها لا المسافة.
و فی قوله تعالی یُرِیدُونَ أَنْ یَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ أی یتمنون و قیل معناه الإرادة الحقیقیة أی كلما دفعتهم النار بلهبها رجوا أن یخرجوا منها و قیل معناه یكادون یخرجون منها إذا دفعتهم النار بلهبها كما قال سبحانه جِداراً یُرِیدُ أَنْ یَنْقَضَّ فَأَقامَهُ (1)و فی قوله تعالی لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِیمٍ أی ماء مغلی حار.
و فی قوله تعالی وَ الَّذِینَ كَفَرُوا إِلی جَهَنَّمَ یُحْشَرُونَ أی یجمعون إلی النار لِیَمِیزَ اللَّهُ الْخَبِیثَ مِنَ الطَّیِّبِ معناه لیمیز اللّٰه نفقة الكافرین من نفقة المؤمنین وَ یَجْعَلَ الْخَبِیثَ بَعْضَهُ عَلی بَعْضٍ أی و یجعل نفقة المشركین بعضها فوق بعض فَیَرْكُمَهُ أی فیجمعه جَمِیعاً فی الآخرة فَیَجْعَلَهُ فِی جَهَنَّمَ فیعاقبهم به كما قال یَوْمَ یُحْمی عَلَیْها فِی نارِ جَهَنَّمَ الآیة و قیل معناه لیمیز اللّٰه الكافر من المؤمن فی الدنیا بالغلبة و النصر و الأسماء الحسنة و الأحكام المخصوصة و فی الآخرة بالثواب و الجنة عن أبی مسلم و قیل بأن یجعل الكافر فی جهنم و المؤمن فی الجنة وَ یَجْعَلَ الْخَبِیثَ بَعْضَهُ عَلی بَعْضٍ فی جهنم یضیقها علیهم فَیَرْكُمَهُ جَمِیعاً أی یجمع الخبیث حتی یصیر كالسحاب المركوم بأن یكون بعضهم فوق بعض فی الن مجتمعین فیها فَیَجْعَلَهُ فِی جَهَنَّمَ أی فیدخله جهنم أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ قد خسروا أنفسهم لأنهم اشتروا بإنفاق الأموال فی المعصیة عذاب اللّٰه فی الآخرة.
و فی قوله سبحانه وَ الَّذِینَ یَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ وَ لا یُنْفِقُونَها فِی سَبِیلِ اللَّهِ أی یجمعون المال و لا یؤدون زكاته.
فَقَدْ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ مَالٍ لَمْ تُؤَدَّ زَكَاتُهُ فَهُوَ كَنْزٌ وَ إِنْ كَانَ ظَاهِراً وَ كُلُّ مَالٍ أُدِّیَتْ زَكَاتُهُ فَلَیْسَ بِكَنْزٍ وَ إِنْ كَانَ مَدْفُوناً فِی الْأَرْضِ.
ص: 242
وَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام مَا زَادَ عَلَی أَرْبَعَةِ آلَافٍ فَهُوَ كَنْزٌ أُدِّیَ زَكَاتُهُ أَوْ لَمْ تُؤَدَّ وَ مَا دُونَهَا فَهُوَ نَفَقَةٌ.
فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِیمٍ أی أخبرهم بعذاب موجع یَوْمَ یُحْمی عَلَیْها فِی نارِ جَهَنَّمَ أی یوقد علی الكنوز أو علی الذهب و الفضة فی نار جهنم حتی تصیر نارا فَتُكْوی بِها أی بتلك الكنوز المحماة و الأموال التی منعوا حق اللّٰه فیها بأعیانها جِباهُهُمْ وَ جُنُوبُهُمْ وَ ظُهُورُهُمْ و إنما خص هذه الأعضاء لأنها معظم البدن و كان أبو ذر الغفاری یقول بشر الكانزین بكی فی الجباه و كی فی الجنوب و كی فی الظهور حتی یلتقی الحر فی أجوافهم و لهذا المعنی الذی أشار إلیه أبو ذر خصت هذه المواضع بالكی لأن داخلها جوف بخلاف الید و الرجل و قیل إنما خصت هذه المواضع لأن الجبهة محل الوسم لظهورها و الجنب محل الألم و الظهر محل الحدود و قیل لأن الجبهة محل السجود فلم یقم فیه بحقه و الجنب یقابل القلب الذی لم یخلص فی معتقده و الظهر محل الأوزار قال یَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلی ظُهُورِهِمْ (1)و قیل لأن صاحب المال إذا رأی الفقیر قبض جبهته و زوی ما بین عینیه و طوی عنه كشحه و ولاه ظهره هذا ما كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ أی یقال لهم فی حال الكی أو بعده هذا جزاء ما كنزتم و جمعتم المال و لم تؤدوا حق اللّٰه عنها فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ أی فذوقوا العذاب بسبب ما كنزتم.
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا مِنْ عَبْدٍ لَهُ مَالٌ وَ لَا یُؤَدِّی زَكَاتَهُ إِلَّا جَمَعَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ صَفَائِحَ یُحْمی عَلَیْها فِی نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوی بِها جَبْهَتُهُ وَ جَنْبَاهُ وَ ظَهْرُهُ حَتَّی یَقْضِیَ اللَّهُ بَیْنَ عِبَادِهِ فِی یَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِینَ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ثُمَّ یَرَی سَبِیلَهُ إِمَّا إِلَی الْجَنَّةِ وَ إِمَّا إِلَی النَّارِ.
. و روی عن أبی ذر أنه قال من ترك بیضاء أو حمراء كوی بها یوم القیامة.
و فی قوله وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِیطَةٌ بِالْكافِرِینَ أی ستحیط بهم فلا مخلص لهم منها و فی قوله تعالی مَنْ یُحادِدِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ أی من یجاوز حدود اللّٰه التی أمر المكلفین أن لا یتجاوزوها.
ص: 243
و فی قوله تعالی فَلْیَضْحَكُوا قَلِیلًا وَ لْیَبْكُوا كَثِیراً هذا تهدید لهم فی صورة الأمر أی فلیضحك هؤلاء المنافقون فی الدنیا قلیلا لأن ذلك یفنی و إن دام إلی الموت و لأن الضحك فی الدنیا قلیل لكثرة أحزانها و همومها و لیبكوا كثیرا فی الآخرة لأن ذلك یوم مقداره خمسون ألف سنة و هم فیه یبكون فصار بكاؤهم كثیرا. قال ابن عباس إن أهل النفاق لیبكون فی النار مدة عمر الدنیا و لا یرقأ لهم دمع و لا یكتحلون بنوم.
و فی قوله عَلی شَفا جُرُفٍ الشفا حرف الشی ء و شفیره و حرفه نهایته فی المساحة و جرف الوادی جانبه الذی ینحفر بالماء أصله و هار البناء و انهار و تهور تساقط.
و فی قوله سبحانه مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ أی بین یدی هذا الجبار أو من خلفه وَ یُسْقی مِنْ ماءٍ صَدِیدٍ أی یسقی مما یسیل من الدم و القیح من فروج الزوانی فی النار عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام و أكثر المفسرین أی لونه لون الماء (1)و طعمه طعم الصدید.
وَ رَوَی أَبُو أُمَامَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی قَوْلِهِ وَ یُسْقی مِنْ ماءٍ صَدِیدٍ قَالَ یُقَرَّبُ إِلَیْهِ فَیَكْرَهُهُ فَإِذَا أُدْنِیَ مِنْهُ شُوِیَ وَجْهُهُ وَ وَقَعَ فَرْوَةُ رَأْسِهِ (2)فَإِذَا شَرِبَ قَطَّعَ أَمْعَاءَهُ حَتَّی یَخْرُجَ مِنْ دُبُرِهِ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سُقُوا ماءً حَمِیماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ وَ یَقُولُ وَ إِنْ یَسْتَغِیثُوا یُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ یَشْوِی الْوُجُوهَ
: وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِینَ یَوْماً فَإِنْ مَاتَ وَ فِی بَطْنِهِ شَیْ ءٌ مِنْ ذَلِكَ كَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ أَنْ یَسْقِیَهُ مِنْ طِینَةِ خَبَالٍ وَ هُوَ صَدِیدُ أَهْلِ النَّارِ وَ مَا یَخْرُجُ مِنْ فُرُوجِ الزُّنَاةِ فَیَجْتَمِعُ ذَلِكَ فِی قُدُورِ جَهَنَّمَ فَیَشْرَبُهُ أَهْلُ النَّارِ فَ یُصْهَرُ بِهِ ما فِی بُطُونِهِمْ وَ الْجُلُودُ (3)رَوَاهُ شُعَیْبُ بْنُ وَاقِدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام.
ص: 244
یَتَجَرَّعُهُ أی یشرب ذلك الصدید جرعة جرعة وَ لا یَكادُ یُسِیغُهُ أی لا یقارب أن یشربه تكرها له و هو یشربه و المعنی أن نفسه لا تقبله لحرارته و نتنه و لكن یكره علیه وَ یَأْتِیهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ أی یأتیه شدائد الموت و سكراته من كل موضع من جسده ظاهره و باطنه حتی یأتیه من أطراف شعره و قیل یحضره الموت (1)من كل موضع و یأخذه من كل جانب من فوقه و تحته و عن یمینه و شماله و قدامه و خلفه عن ابن عباس و الجبائی وَ ما هُوَ بِمَیِّتٍ أی و مع إتیان أسباب الموت و الشدائد التی یكون معها الموت من كل جهة لا یموت فیستریح وَ مِنْ وَرائِهِ أی و من وراء هذا الكافر عَذابٌ غَلِیظٌ و هو الخلود فی النار و قیل معناه و من بعد هذا العذاب الذی سبق ذكره عذاب أوجع و أشد مما تقدم و فی قوله أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً یحتمل أن یكون المراد عرفوا نعمة اللّٰه بمحمد أی عرفوا محمدا ثم كفروا به فبدلوا مكان الشكر كفرا.
وَ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: نَحْنُ وَ اللَّهِ نِعْمَةُ اللَّهِ الَّتِی أَنْعَمَ بِهَا عَلَی عِبَادِهِ وَ بِنَا یَفُوزُ مَنْ فَازَ.
و یحتمل أن یكون المراد جمیع نعم اللّٰه علی العموم بدلوها أقبح التبدیل إذ جعلوا مكان شكرها الكفر بها وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ أی أنزلوا قومهم دار الهلاك بأن أخرجوهم إلی بدر و قیل هی النار بدعائهم إیاهم إلی الكفر جَهَنَّمَ یَصْلَوْنَها تفسیر لدار البوار وَ بِئْسَ الْقَرارُ قرار من قرارة النار. (2)و فی قوله تعالی وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِینَ أی موعد إبلیس و من تبعه لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ فیه قولان
أَحَدُهُمَا مَا رُوِیَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّ جَهَنَّمَ لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ أَطْبَاقٍ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ وَ وَضَعَ إِحْدَی یَدَیْهِ عَلَی الْأُخْرَی فَقَالَ هَكَذَا
ص: 245
وَ أَنَّ اللَّهَ وَضَعَ الْجِنَانَ عَلَی الْعَرْضِ وَ وَضَعَ النِّیرَانَ بَعْضَهَا فَوْقَ بَعْضٍ فَأَسْفَلُهَا جَهَنَّمُ وَ فَوْقَهَا لَظَی وَ فَوْقَهَا الْحُطَمَةُ وَ فَوْقَهَا سَقَرُ وَ فَوْقَهَا الْجَحِیمُ وَ فَوْقَهَا السَّعِیرُ وَ فَوْقَهَا الْهَاوِیَةُ.
و فی روایة الكلبی أسفلها الهاویة و أعلاها جهنم و عن ابن عباس أن الباب الأول جهنم و الثانی سعیر و الثالث سقر و الرابع جحیم و الخامس لظی و السادس الحطمة و السابع الهاویة اختلفت الروایات فی ذلك كما تری و هو قول مجاهد و عكرمة و الجبائی قالوا إن أبواب النیران كإطباق الید علی الید.
و الآخر ما روی عن الضحاك قال للنار سبعة أبواب و هی سبعة أدراك بعضها فوق بعض فأعلاها فیه أهل التوحید یعذبون علی قدر أعمالهم فی الدنیا ثم یخرجون و الثانی فیه الیهود و الثالث فیه النصاری و الرابع فیه الصابئون و الخامس فیه المجوس و السادس فیه مشركو العرب و السابع فیه المنافقون و ذلك أن المنافقین فِی الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ و هو قول الحسن و أبی مسلم و القولان متقاربان لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ أی من الغاوین جُزْءٌ مَقْسُومٌ أی نصیب معروف.
و فی قوله وَ إِذا رَأَی الَّذِینَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ یعنی الأصنام و الشیاطین و الذین أشركوهم مع اللّٰه فی العبادة و قیل سماهم شركاءهم لأنهم جعلوا لهم نصیبا من الزرع و الأنعام فهی إذا شركاؤهم علی زعمهم قالُوا رَبَّنا هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا الَّذِینَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ أی یقولون هؤلاء شركاؤنا التی أشركناها معك فی الإلهیة و العبادة و أضلونا عن دینك فحملهم بعض عذابنا فَأَلْقَوْا إِلَیْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ أی فقالت الأصنام و سائر ما كانوا یعبدونه من دون اللّٰه بإنطاق اللّٰه إیاها لهؤلاء إنكم لكاذبون فی أنا أمرناكم بعبادتنا و لكنكم اخترتم الضلال بسوء اختیاركم لأنفسكم و قیل إنكم لكاذبون فی قولكم إنا آلهة وَ أَلْقَوْا إِلَی اللَّهِ یَوْمَئِذٍ السَّلَمَ أی استسلم المشركون و ما عبدوهم من دون اللّٰه لأمر اللّٰه و انقادوا لحكمه یومئذ و قیل معناه أن المشركین زال عنهم نخوة الجاهلیة و انقادوا قسرا لا اختیارا و اعترفوا بما كانوا ینكرونه من توحید اللّٰه وَ ضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا یَفْتَرُونَ أی و بطل ما كانوا
ص: 246
یأملونه و یتمنونه من الأمانی الكاذبة من أن آلهتهم تشفع لهم و تنفع.
قوله تعالی زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ أی عذبناهم علی صدهم عن دین اللّٰه زیادة علی عذاب الكفر و قیل زدناهم الأفاعی و العقارب فی النار لها أنیاب كالنخل الطوال عن ابن مسعود و قیل هی أنهار من صفر مذاب كالنار یعذبون بها عن ابن عباس و غیره و قیل زیدوا حیات كأمثال الفیل و البخت و العقارب كالبغال الدلم (1)عن ابن جبیر و فی قوله حَصِیراً أی سجنا و محبسا.
و فی قوله مَدْحُوراً أی مبعدا من رحمة اللّٰه و فی قوله تعالی كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِیراً أی كلما سكن التهابها زدناهم اشتعالا و یكون كذلك دائما فإن قیل كیف یبقی الحی حیا فی تلك الحالة من الاحتراق دائما قلنا إن اللّٰه قادر علی أن یمنع وصول النار إلی مقاتلهم و فی قوله تعالی إِنَّا أَعْتَدْنا أی هیأنا لِلظَّالِمِینَ أی الكافرین الذین ظلموا أنفسهم بعبادة غیر اللّٰه تعالی ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها و السرادق حائط من النار یحیط بهم عن ابن عباس و قیل هو دخان النار و لهبها یصل إلیهم قبل وصولهم إلیها و هو الذی فی قوله إِلی ظِلٍّ ذِی ثَلاثِ شُعَبٍ عن قتادة و قیل أراد أن النار أحاطت بهم من جمیع جوانبهم فشبه ذلك بالسرادق عن أبی مسلم وَ إِنْ یَسْتَغِیثُوا من شدة العطش و حر النار یُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ و هو شی ء أذیب كالنحاس و الرصاص و الصفر عن ابن مسعود و قیل هو كعكر الزیت إذا قرب إلیه سقطت فروة رأسه روی ذلك مرفوعا كدردی الزیت (2)عن ابن عباس و قیل هو القیح و الدم عن مجاهد و قیل هو الذی انتهی حره عن ابن جبیر و قیل إنه ماء أسود و إن جهنم سوداء و ماؤها أسود و شجرها أسود و أهلها سود عن
ص: 247
الضحاك یَشْوِی الْوُجُوهَ أی ینضجها عند دنوه منها و یحرقها و إنما جعل سبحانه ذلك إغاثة لاقترانه بذكر الاستغاثة بِئْسَ الشَّرابُ ذلك المهل وَ ساءَتْ النار مُرْتَفَقاً أی متكأ لهم و قیل ساءت مجتمعا مأخوذا من المرافقة و هی الاجتماع عن مجاهد و قیل منزلا مستقرا عن ابن عباس.
و فی قوله إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِینَ نُزُلًا أی منزلا و قیل أی معدة مهیأة لهم عندنا كما یهیأ النزل للضیف و فی قوله تعالی لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَ الشَّیاطِینَ أی لنجمعنهم و لنبعثنهم من قبورهم مقرنین بأولیائهم من الشیاطین و قیل و لنحشرنهم و لنحشرن الشیاطین أیضا ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِیًّا أی مستوفزین (1)علی الركب و المعنی یجثون حول جهنم متخاصمین و یتبرأ بعضهم من بعض لأن المحاسبة تكون بقرب جهنم و قیل جِثِیًّا أی جماعات جماعات عن ابن عباس كأنه قیل زمرا و هی جمع جثوة و هی المجموع من التراب و الحجارة و قیل معناه قیاما علی الركب و ذلك لضیق المكان بهم لا یمكنهم أن یجلسوا ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِیعَةٍ أی لنستخرجن من كل جماعة أَیُّهُمْ أَشَدُّ عَلَی الرَّحْمنِ عِتِیًّا أی الأعتی فالأعتی منهم قال قتادة لننزعن من أهل كل دین قادتهم و رءوسهم فی الشر و العتی هاهنا مصدر كالعتو و هو التمرد فی العصیان و قیل نبدأ بالأكبر جرما فالأكبر عن مجاهد و أبی الأحوص ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِینَ هُمْ أَوْلی بِها صِلِیًّا أی نحن أعلم بالذین هم أولی بشدة العذاب وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها أی ما منكم واحد إلا واردها و الهاء راجعة إلی جهنم فاختلف العلماء فی معنی الورود علی قولین أحدهما أن ورودها هو الوصول إلیها و الإشراف علیها لا الدخول فیها كقوله تعالی وَ لَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْیَنَ (2)و قوله سبحانه فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ (3)و قال الزجاج و الحجة القاطعة فی ذلك قوله سبحانه إِنَّ الَّذِینَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنی أُولئِكَ عَنْها
ص: 248
مُبْعَدُونَ لا یَسْمَعُونَ حَسِیسَها فهذا یدل علی أن أهل الحسنی لا یدخلون النار قالوا فمعناه أنهم واردون حول جهنم للمحاسبة و یدل علیه قوله ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِیًّا ثم یدخل النار من هو أهلها و قال بعضهم إن معناه أنهم واردون عرصة القیامة التی تجمع كل بر و فاجر.
و الآخر أن ورودها دخولها بدلالة قوله فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ (1)و قوله أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها و هو قول ابن عباس و جابر و أكثر المفسرین و یدل علیه قوله ثُمَّ نُنَجِّی الَّذِینَ اتَّقَوْا وَ نَذَرُ الظَّالِمِینَ فِیها جِثِیًّا و لم یقل و ندخل الظالمین و إنما یقال نذر و نترك للشی ء الذی قد حصل فی مكانه ثم اختلف هؤلاء فقال بعضهم إنه للمشركین خاصة و یكون قوله وَ إِنْ مِنْكُمْ المراد به أن منهم و روی فی الشواذ عن ابن عباس أنه قرأ و إن منهم و قال الأكثرون إنه خطاب لجمیع المكلفین فلا یبقی مؤمن و لا فاجر إلا و یدخلها فیكون بردا و سلاما علی المؤمنین و عذابا لازما للكافرین
قَالَ السُّدِّیُّ سَأَلْتُ مَرَّةً الْهَمْدَانِیَّ عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ فَحَدَّثَنِی أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ حَدَّثَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَرِدُ النَّاسُ النَّارَ ثُمَّ یَصْدُرُونَ بِأَعْمَالِهِمْ فَأَوَّلُهُمْ كَلَمْعِ الْبَرْقِ ثُمَّ كَمَرِّ الرِّیحِ ثُمَّ كَحُضْرِ الْفَرَسِ ثُمَّ كَالرَّاكِبِ ثُمَّ كَشَدِّ الرَّجُلِ ثُمَّ كَمَشْیِهِ.
-وَ رَوَی أَبُو صَالِحٍ غَالِبُ بْنُ سُلَیْمَانَ عَنْ كَثِیرِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَبِی سَمِینَةَ قَالَ: اخْتَلَفْنَا فِی الْوُرُودِ فَقَالَ قَوْمٌ لَا یَدْخُلُهَا مُؤْمِنٌ وَ قَالَ آخَرُونَ یَدْخُلُونَهَا جَمِیعاً ثُمَّ یُنَجَّی الَّذِینَ اتَّقَوْا فَلَقِیتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فَسَأَلْتُهُ فَأَوْمَأَ بِإِصْبَعِهِ إِلَی أُذُنَیْهِ فَقَالَ صَمَّتَا إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ الْوُرُودُ الدُّخُولُ لَا یَبْقَی بَرٌّ وَ لَا فَاجِرٌ إِلَّا یَدْخُلُهَا تَكُونُ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ بَرْداً وَ سَلَاماً كَمَا كَانَتْ عَلَی إِبْرَاهِیمَ حَتَّی إِنَّ لِلنَّارِ أَوْ قَالَ لِجَهَنَّمَ ضَجِیجاً مِنْ بَرْدِهَا ثُمَّ یُنَجَّی الَّذِینَ اتَّقَوْا.
-وَ رُوِیَ مَرْفُوعاً عَنْ یَعْلَی بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَقُولُ النَّارُ لِلْمُؤْمِنِینَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ جُزْ یَا مُؤْمِنُ فَقَدْ أَطْفَأَ نُورُكَ لَهَبِی.
ص: 249
وَ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ مَعْنَی الْآیَةِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَجْعَلُ النَّارَ كَالسَّمْنِ الْجَامِدِ وَ یَجْتَمِعُ عَلَیْهَا الْخَلْقُ ثُمَّ یُنَادِی الْمُنَادِی أَنْ خُذِی أَصْحَابَكِ وَ ذَرِی أَصْحَابِی فَوَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَهِیَ أَعْرَفُ بِأَصْحَابِهَا مِنَ الْوَالِدَةِ بِوَلَدِهَا.
-و روی عن الحسن أنه رأی رجلا یضحك فقال هل علمت أنك وارد النار فقال نعم قال و هل علمت أنك خارج منها قال لا قال ففیم هذا الضحك و كان الحسن لم یر ضاحكا قط حتی مات و قیل إن الفائدة فی ذلك ما روی فی بعض الأخبار أن اللّٰه تعالی لا یدخل أحدا الجنة حتی یطلعه علی النار و ما فیها من العذاب لیعلم تمام فضل اللّٰه علیه و كمال لطفه و إحسانه إلیه فیزداد لذلك فرحا و سرورا بالجنة و نعیمها و لا یدخل أحدا النار حتی یطلعه علی الجنة و ما فیها من أنواع النعیم و الثواب لیكون ذلك زیادة عقوبة له و حسرة علی ما فاته من الجنة و نعیمها و قال مجاهد الحمی حظ كل مؤمن من النار ثم قرأ وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها فعلی هذا من حم من المؤمنین فقد وردها.
و قد ورد فی الخبر أن الحمّی من قیح جهنم
وَ رُوِیَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَادَ مَرِیضاً فَقَالَ أَبْشِرْ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ الْحُمَّی هِیَ نَارِی أُسَلِّطُهَا عَلَی عَبْدِیَ الْمُؤْمِنِ فِی الدُّنْیَا لِیَكُونَ حَظَّهُ مِنَ النَّارِ.
كانَ عَلی رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِیًّا أی كائنا واقعا لا محالة قد قضی بأنه یكون ثُمَّ نُنَجِّی الَّذِینَ اتَّقَوْا الشرك و صدقوا عن ابن عباس وَ نَذَرُ الظَّالِمِینَ أی و نقر المشركین و الكفار علی حالهم فِیها جِثِیًّا أی باركین علی ركبهم و قیل جماعات و قیل إن المراد بالظالمین كل ظالم و عاص.
و قال البیضاوی فی قوله تعالی وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها إلا واصلها و حاضر دونها یمر بها المؤمنون و هی خامدة و تنهار بغیرهم
وَ عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ علیه السلام سُئِلَ عَنْهُ فَقَالَ إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أَ لَیْسَ قَدْ وَعَدَنَا رَبُّنَا أَنْ نَرِدَ النَّارَ فَیُقَالُ لَهُمْ قَدْ وَرَدْتُمُوهَا وَ هِیَ خَامِدَةٌ.
و أما قوله تعالی أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ فالمراد من عذابها و قیل ورودها الجواز علی الصراط فإنه محدود علیها.
ص: 250
و قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله إِنَّهُ مَنْ یَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً قال ابن عباس فی روایة الضحاك المجرم الكافر و فی روایة عطاء یعنی الذی أجرم و فعل مثل ما فعل فرعون فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا یَمُوتُ فِیها فیستریح من العذاب وَ لا یَحْیی حیاة فیها راحة بل هو معاقب بأنواع العقاب.
و فی قوله تعالی إِنَّكُمْ وَ ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ یعنی الأوثان حَصَبُ جَهَنَّمَ أی وقودها عن ابن عباس و قیل حطبها و أصل الحصب الرمی فالمراد أنهم یرمون فیها كما یرمی بالحصی و یسأل علی هذا فیقال إن عیسی علیه السلام عبد و الملائكة قد عبدوا و الجواب أنهم لا یدخلون فی الآیة لأن ما لما لا یعقل و لأن الخطاب لأهل مكة و إنما كانوا یعبدون الأصنام.
فإن قیل و أی فائدة فی إدخال الأصنام النار قیل یعذب بها المشركون الذین عبدوها فتكون زیادة فی حسرتهم و غمهم و یجوز أن یرمی بها فی النار توبیخا للكفار حیث عبدوها و هی جماد لا تضر و لا تنفع و قیل إن المراد بقوله وَ ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ الشیاطین الذین دعوهم إلی عبادة غیر اللّٰه فأطاعوهم فكأنهم عبدوهم كما قال یا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّیْطانَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ خطاب للكفار أی أنتم فی جهنم داخلون و قیل إن معنی لها إلیها لَوْ كانَ هؤُلاءِ الأصنام و الشیطان آلِهَةً كما تزعمون ما وَرَدُوها أی ما دخلوا النار وَ كُلٌّ من العابد و المعبود فِیها خالِدُونَ لَهُمْ فِیها زَفِیرٌ أی صوت كصوت الحمار و هو شدة تنفسهم فی النار عند إحراقها لهم وَ هُمْ فِیها لا یَسْمَعُونَ أی لا یسمعون ما یسرهم و لا ما ینتفعون به و إنما یسمعون صوت المعذبین و صوت الملائكة الذین یعذبونهم و یسمعون ما یسوؤهم و قیل یجعلون فی توابیت من نار فلا یسمعون شیئا و لا یری أحد منهم أن فی النار أحدا یعذب غیره عن ابن مسعود
قَالُوا وَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ أَتَی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزِّبَعْرَی إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ أَ لَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّ عُزَیْراً رَجُلٌ صَالِحٌ وَ أَنَّ عِیسَی رَجُلٌ صَالِحٌ وَ أَنَّ مَرْیَمَ امْرَأَةٌ صَالِحَةٌ قَالَ بَلَی قَالَ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ یُعْبَدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَهُمْ فِی النَّارِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی إِنَّ الَّذِینَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنی أَیِ الْمَوْعِدَةُ
ص: 251
بِالْجَنَّةِ.
و قیل الحسنی السعادة أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ لا یَسْمَعُونَ حَسِیسَها أی یكونون بحیث لا یسمعون صوتها الذی یحس وَ هُمْ فِی مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ من نعیم الجنة و ملاذها خالِدُونَ أی دائمون و یقال إِنَّ الَّذِینَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنی عیسی و عزیر و مریم و الملائكة الذین عبدوا من دون اللّٰه و هم كارهون استثناهم اللّٰه من جملة ما یعبدون من دون اللّٰه و قیل إن الآیة عامة فی كل من سبقت له الموعدة بالسعادة.
و فی قوله تعالی فَالَّذِینَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِیابٌ مِنْ نارٍ (1)قال ابن عباس حین صاروا إلی جهنم ألبسوا مقطعات النیران و هی الثیاب القصار و قیل یجعل لهم ثیاب نحاس من نار و هی أشد ما یكون حرا عن سعید بن جبیر و قیل إن النار تحیط بهم كإحاطة الثیاب التی یلبسونها یُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِیمُ أی الماء المغلی فیذیب ما فی بطونهم من الشحوم و یتساقط الجلود و فی خبر مرفوع أنه یصب علی رءوسهم الحمیم فینفذ إلی أجوافهم فیسلت ما فیها (2)یُصْهَرُ بِهِ ما فِی بُطُونِهِمْ وَ الْجُلُودُ أی یذاب و ینضج بذلك الحمیم ما فیها من الأمعاء و تذاب به الجلود و الصهر الإذابة وَ لَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِیدٍ قال اللیث المقمعة شبه الجرز (3)من الحدید یضرب بها الرأس.
وَ رَوَی أَبُو سَعِیدٍ الْخُدْرِیُّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی قَوْلِهِ وَ لَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِیدٍ لَوْ وُضِعَ مِقْمَعٌ مِنْ حَدِیدٍ فِی الْأَرْضِ ثُمَّ اجْتَمَعَ عَلَیْهِ الثَّقَلَانِ مَا أَقَلُّوهُ مِنَ الْأَرْضِ.
. و قال الحسن إن النار ترمیهم بلهبها حتی إذا كانوا فی أعلاها ضربوا بمقامع
ص: 252
فهووا فیها سبعین خریفا فإذا انتهوا إلی أسفلها ضربهم زفیر لهبها فلا یستقرون ساعة فذلك قوله كُلَّما أَرادُوا أَنْ یَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِیدُوا فِیها أی كلما حاولوا الخروج من النار لما یلحقهم من الغم و الكرب الذی یأخذ بأنفاسهم حین لیس لها مخرج ردوا إلیها بالمقامع وَ ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِیقِ أی و یقال لهم ذوقوا عذاب النار التی تحرقكم و الحریق الاسم من الاحتراق.
و فی قوله بِإِلْحادٍ الإلحاد العدول عن القصد و فی قوله مُعاجِزِینَ أی مغالبین و قیل مقدرین أنهم یسبقوننا و قیل ظانین أن یعجزوا اللّٰه أی یفوتوه و لن یعجزوه و فی قوله تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ أی تصیب وجوههم لفح النار و لهبها و اللفح و النفح بمعنی إلا أن اللفح أشد تأثیرا و أعظم من النفح وَ هُمْ فِیها كالِحُونَ أی عابسون عن ابن عباس و قیل هو أن تتقلص شفاههم و تبدو أسنانهم كالرءوس المشویة عن الحسن أَ لَمْ تَكُنْ آیاتِی تُتْلی عَلَیْكُمْ أی و یقال لهم أ لم یكن القرآن یقرأ علیكم و قیل أ لم تكن حججی و بیناتی و أدلتی تقرأ علیكم فی دار الدنیا فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَیْنا شِقْوَتُنا أی شقاوتنا و هی المضرة اللاحقة فی العاقبة و المعنی استعلت علینا سیئاتنا التی أوجبت لنا الشقاوة وَ كُنَّا قَوْماً ضالِّینَ أی ذاهبین عن الحق رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها من النار فَإِنْ عُدْنا لما تكره من الكفر و التكذیب و المعاصی فَإِنَّا ظالِمُونَ لأنفسنا قال الحسن هذا آخر كلام یتكلم به أهل النار ثم بعد ذلك یكون لهم شهیق كشهیق الحمار قالَ اخْسَؤُا فِیها أی ابعدوا بعد الكلب فی النار و هذه اللفظة زجر للكلاب و إذا قیل ذلك للإنسان یكون للإهانة المستحقة للعقوبة وَ لا تُكَلِّمُونِ و هذه مبالغة للإذلال و الإهانة و إظهار الغضب علیهم و قیل معناه و لا تكلمونی فی رفع العذاب فإنی لا أرفعه عنكم إِنَّهُ كانَ فَرِیقٌ مِنْ عِبادِی و هم الأنبیاء و المؤمنون یَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا وَ أَنْتَ خَیْرُ الرَّاحِمِینَ أی یدعون هذه الدعوات فی الدنیا طلبا لما عندی من الثواب فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ أنتم یا معشر الكفار سِخْرِیًّا أی كنتم تهزءون بهم و قیل معناه تستعبدونهم و تصرفونهم فی أعمالكم و حوائجكم كرها بغیر أجر حَتَّی أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِی أی نسیتم ذكری لاشتغالكم بالسخریة منهم
ص: 253
فنسب الإنساء إلی عباده المؤمنین و إن لم یفعلوا لما كانوا السبب فی ذلك وَ كُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ إِنِّی جَزَیْتُهُمُ الْیَوْمَ بِما صَبَرُوا أی بصبرهم علی أذاكم و سخریتكم أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ أی الظافرون بما أرادوا و الناجون فی الآخرة قالَ أی قال اللّٰه تعالی للكفار یوم البعث و هو سؤال توبیخ و تبكیت لمنكری البعث كَمْ لَبِثْتُمْ فِی الْأَرْضِ أی فی القبور عَدَدَ سِنِینَ قالُوا لَبِثْنا یَوْماً أَوْ بَعْضَ یَوْمٍ لأنهم لم یشعروا بطول لبثهم و مكثهم لكونهم أمواتا و قیل إنه سؤال لهم عن مدة حیاتهم فی الدنیا فقالوا لبثنا یوما أو بعض یوم استقلوا حیاتهم فی الدنیا لطول لبثهم و مكثهم فی النار عن الحسن قال و لم یكن ذلك كذبا منهم لأنهم أخبروا بما عندهم و قیل إن المراد به یوما أو بعض یوم من أیام الآخرة و قال ابن عباس أنساهم اللّٰه قدر لبثهم فیرون أنهم لم یلبثوا إلا یوما أو بعض یوم لعظم ما هم بصدده من العذاب فَسْئَلِ الْعادِّینَ یعنی الملائكة لأنهم یحصون أعمال العباد و قیل یعنی الحساب لأنهم یعدون الشهور و السنین قالَ اللّٰه تعالی إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِیلًا لأن مكثكم فی الدنیا أو فی القبور و إن طال فإن منتهاه قلیل بالإضافة إلی طول مكثكم فی عذاب جهنم لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ صحة ما أخبرناكم به و قیل معناه لو كنتم تعلمون قصر أعماركم فی الدنیا و طول مكثكم فی الآخرة فی العذاب لما اشتغلتم بالكفر و المعاصی.
و فی قوله سبحانه وَ أَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِیراً أی نارا تتلظی ثم وصف ذلك السعیر فقال إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِیدٍ أی من مسیرة مائة عام عن السدی و الكلبی
وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِنْ مَسِیرَةِ سَنَةٍ.
و نسب الرؤیة إلی النار و إنما یرونها هم لأن ذلك أبلغ كأنها تراهم رؤیة الغضبان الذی یزفر غیظا و ذلك قوله سَمِعُوا لَها تَغَیُّظاً وَ زَفِیراً و تغیظها تقطعها عند شدة اضطرابها و زفیرها صوتها عند شدة التهابها كالتهاب الرجل المغتاظ و التغیظ لا یسمع و إنما یعلم بدلالة الحال علیه و قیل معناه سمعوا لها صوت تغیظ و غلیان قال عبید بن عمیر إن جهنم لتزفر زفرة لا یبقی نبی و لا ملك إلا خر لوجهه و قیل التغیظ للنار و الزفیر لأهلها كأنه یقول رأوا للنار تغیظا و سمعوا لأهلها زفیرا وَ إِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَیِّقاً
ص: 254
معناه و إذا ألقوا من النار فی مكان ضیق یضیق علیهم كما یضیق الزج فی الرمح عن أكثر المفسرین.
وَ فِی الْحَدِیثِ عَنْهُ علیه السلام فِی هَذِهِ الْآیَةِ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ إِنَّهُمْ یُسْتَكْرَهُونَ فِی النَّارِ كَمَا یُسْتَكْرَهُ الْوَتَدُ فِی الْحَائِطِ.
مُقَرَّنِینَ أی مصفدین قرنت أیدیهم إلی أعناقهم فی الأغلال و قیل قرنوا مع الشیطان فی السلاسل و الأغلال عن الجبائی دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً أی دعوا بالویل و الهلاك علی أنفسهم كما یقول القائل وا ثبوراه أی وا هلاكاه و قیل وا انصرافاه عن طاعة اللّٰه فتجیبهم الملائكة لا تَدْعُوا الْیَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَ ادْعُوا ثُبُوراً كَثِیراً أی لا تدعوا ویلا واحدا و ادعوا ویلا كثیرا أی لا ینفعكم هذا و إن كثر منكم قال الزجاج معناه هلاككم أكبر من أن تدعوا مرة واحدة.
و فی قوله تعالی الَّذِینَ یُحْشَرُونَ عَلی وُجُوهِهِمْ إِلی جَهَنَّمَ أی یسحبون علی وجوههم إلی النار و هم كفار مكة و ذلك لأنهم قالوا لمحمد و أصحابه هم شر خلق اللّٰه فأنزل اللّٰه سبحانه أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكاناً أی منزلا و مصیرا وَ أَضَلُّ سَبِیلًا أی دینا و طریقا من المؤمنین
وَ رَوَی أَنَسٌ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ كَیْفَ یُحْشَرُ الْكَافِرُ عَلَی وَجْهِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ قَالَ إِنَّ الَّذِی أَمْشَاهُ عَلَی رِجْلَیْهِ قَادِرٌ أَنْ یُمْشِیَهُ عَلَی وَجْهِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.
و فی قوله تعالی إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً أی لازما ملحا دائما غیر مفارق و فی قوله یَلْقَ أَثاماً أی عقوبة و جزاء لما فعل و قیل إن أثاما اسم واد فی جهنم عن ابن عمر و قتادة و مجاهد و عكرمة و فی قوله تعالی یَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِیطَةٌ بِالْكافِرِینَ یعنی أن العذاب و إن لم یأتهم فی الدنیا فإن جهنم محیطة بهم أی جامعة لهم و هم معذبون فیها لا محالة یَوْمَ یَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ یعنی أن العذاب یحیط بهم لا أنه یصل إلی موضع منهم دون موضع فلا یبقی جزء منهم إلا و هو معذب فی النار عن الحسن و هو كقوله لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ وَ مِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ وَ یَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أی جزاء أعمالكم.
ص: 255
و فی قوله إِلی عَذابٍ غَلِیظٍ أی إلی عذاب یغلظ علیهم و یصعب و فی قوله سبحانه وَ لكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّی أی الخبر و الوعید لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ أی من كلا الصنفین بكفرهم باللّٰه سبحانه و جحدهم وحدانیته ثم یقال لهم فَذُوقُوا بِما نَسِیتُمْ لِقاءَ یَوْمِكُمْ هذا أی بما فعلتم فعل من نسی لقاء جزاء هذا الیوم فتركتم ما أمركم اللّٰه به و عصیتموه و النسیان الترك إِنَّا نَسِیناكُمْ أی فعلنا معكم فعل من نسیكم من ثوابه أی ترككم من نعیمه جزاء علی ترككم طاعتنا.
و فی قوله تعالی مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنی دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ العذاب الأكبر عذاب جهنم و أما العذاب الأدنی ففی الدنیا و قیل هو عذاب القبر
وَ رُوِیَ أَیْضاً عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ الْأَكْثَرُ فِی الرِّوَایَةِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ الْعَذَابَ الْأَدْنَی الدَّابَّةُ وَ الدَّجَّالُ.
و فی قوله تعالی یَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِی النَّارِ التقلیب تصریف الشی ء فی الجهات و معناه تقلب وجوه هؤلاء السائلین عن الساعة و أشباههم من الكفار فتسود و تصفر و تصیر كالحة بعد أن لم تكن و قیل معناه تنقل وجوههم من جهة إلی جهة فی النار فیكون أبلغ فیما یصل إلیها من العذاب یَقُولُونَ متمنین متأسفین یا لَیْتَنا أَطَعْنَا اللَّهَ فیما أمرنا به و نهانا عنه وَ أَطَعْنَا الرَّسُولَا فیما دعانا إلیه رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَیْنِ مِنَ الْعَذابِ بضلالهم فی نفوسهم و إضلالهم إیانا أی عذبهم مثلی ما تعذب به غیرهم وَ الْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِیراً مرة بعد أخری و زدهم غضبا إلی غضبك.
و فی قوله لا یُقْضی عَلَیْهِمْ بالموت فَیَمُوتُوا فیستریحوا وَ لا یُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها أی و لا یسهل علیهم عذاب النار كَذلِكَ أی و مثل هذا العذاب و نظیره نَجْزِی كُلَّ كَفُورٍ و جاحد كثیر الكفران مكذب لأنبیاء اللّٰه وَ هُمْ یَصْطَرِخُونَ فِیها أی یتصایحون بالاستغاثة یقولون رَبَّنا أَخْرِجْنا من عذاب النار نَعْمَلْ صالِحاً أی نؤمن بدل الكفر و نطیع بدل المعصیة و المعنی ردنا إلی الدنیا لنعمل بالطاعات التی تأمرنا بها غَیْرَ الَّذِی كُنَّا نَعْمَلُ فوبخهم اللّٰه تعالی فقال أَ وَ لَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما
ص: 256
یَتَذَكَّرُ فِیهِ مَنْ تَذَكَّرَ أی أ لم نعطكم من العمر مقدار ما یمكن أن یتفكر و یعتبر و ینظر فی أمور دینه و عواقب حاله من یرید أن یتفكر و یتذكر.
وَ اخْتَلَفَ فِی هَذَا الْمِقْدَارِ فَقِیلَ هُوَ سِتُّونَ سَنَةً وَ هُوَ الْمَرْوِیُّ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ قَالَ: الْعُمُرُ الَّذِی أَعْذَرَ اللَّهُ فِیهِ إِلَی ابْنِ آدَمَ سِتُّونَ سَنَةً.
و هو إحدی الروایتین عن ابن عباس و قیل هو أربعون سنة عن ابن عباس و مسروق وَ قِیلَ هُوَ تَوْبِیخٌ لِابْنِ ثَمَانِیَ عَشْرَةَ سَنَةً عَنْ وَهَبٍ وَ قَتَادَةَ وَ رُوِیَ ذَلِكَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام وَ جاءَكُمُ النَّذِیرُ أی المخوف من عذاب اللّٰه و هو محمد صلی اللّٰه علیه و آله و قیل القرآن و قیل الشیب.
و فی قوله تعالی أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ الزقوم ثمر شجرة منكرة جدا من قولهم تزقم هذا الطعام إذا تناوله علی تكره و مشقة شدیدة و قیل الزقوم شجرة فی النار یقتاتها أهل النار لها ثمرة مرة خشنة اللمس منتنة الریح و قیل إنها معروفة من شجر الدنیا تعرفها العرب و قیل إنها لا تعرفها فقد روی أن قریشا لما سمعت هذه الآیة قالت ما نعرف هذه الشجرة قال ابن الزبعری الزقوم بكلام البربر التمر و الزبد و فی روایة بلغة الیمن فقال أبو جهل لجاریته یا جاریة زقمینا فأتته الجاریة بتمر و زبد فقال لأصحابه تزقموا بهذا الذی یخوفكم به محمد فیزعم أن النار تنبت الشجر و النار تحرق الشجر فأنزل اللّٰه سبحانه إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِینَ أی خبرة لهم افتتنوا بها و كذبوا بكونها فصارت فتنة لهم و قیل المراد بالفتنة العذاب من قوله یَوْمَ هُمْ عَلَی النَّارِ یُفْتَنُونَ (1)أی یعذبون إِنَّها أی الزقوم شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِی أَصْلِ الْجَحِیمِ أی فی قعر جهنم و أغصانها ترفع إلی دركاتها عن الحسن و لا یبعد أن یخلق اللّٰه سبحانه بكمال قدرته (2)فی النار من جنس النار أو من جوهر لا تأكله النار و لا تحرقه كما أنها لا تحرق السلاسل و الأغلال و كما لا تحرق حیاتها و عقاربها و كذلك الضریع و ما أشبه ذلك طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ
ص: 257
الشَّیاطِینِ یسأل عن هذا فیقال كیف شبه طلع هذه الشجرة برءوس الشیاطین و هی لا تعرف و إنما یشبه الشی ء بما یعرف و أجیب عنه بثلاثة أجوبة أحدها أن رءوس الشیاطین ثمرة یقال لها أستن (1)قال الأصمعی یقال له الصورم و ثانیها أن الشیطان جنس من الحیات فشبه سبحانه طلع تلك الشجرة برءوس تلك الحیات و ثالثها أن قبح صور الشیاطین متصور فی النفوس و لذلك یقولون لما یستقبحون جدا كأنه شیطان فشبه سبحانه طلع هذه الشجرة بما استقرت شناعته فی قلوب الناس و هذا قول ابن عباس و محمد بن كعب و قال الجبائی إن اللّٰه تعالی یشوه خلق الشیاطین فی النار حتی أنه لو رآه راء من العباد لاستوحش منهم فلذلك شبه برءوسهم.
فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْها یعنی أن أهل النار لیأكلون من ثمرة تلك الشجرة فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ أی یملئون بطونهم منها لشدة ما یلحقهم من ألم الجوع و قد روی أن اللّٰه تعالی یجوعهم حتی ینسوا عذاب النار من شدة الجوع فیصرخون إلی مالك فیحملهم إلی تلك الشجرة و فیهم أبو جهل فیأكلون منها فتغلی بطونهم كغلی الحمیم فیستسقون فیسقون شربة من الماء الحار الذی بلغ نهایته فی الحرارة فإذا قربوها من وجوههم شوت وجوههم فذلك قوله یَشْوِی الْوُجُوهَ فإذا وصل إلی بطونهم صهر ما فی بطونهم كما قال سبحانه یُصْهَرُ بِهِ ما فِی بُطُونِهِمْ وَ الْجُلُودُ فذلك شرابهم و طعامهم ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَیْها زیادة علی شجرة الزقوم لَشَوْباً مِنْ حَمِیمٍ أی خلطا و مزاجا من ماء حار یمزج ذلك الطعام بهذا الشراب و قیل إنهم یكرهون علی ذلك عقوبة لهم ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ بعد أكل الزقوم و شراب الحمیم لَإِلَی الْجَحِیمِ و ذلك أنهم یوردون الحمیم لشربه و هو خارج من الجحیم كما تورد الإبل إلی الماء ثم یوردون إلی الجحیم و یدل علی ذلك قوله یَطُوفُونَ بَیْنَها وَ بَیْنَ حَمِیمٍ آنٍ و الجحیم النار الموقودة و المعنی أن الزقوم و الحمیم طعامهم و شرابهم و الجحیم المسعرة منقلبهم و مآبهم.
ص: 258
و فی قوله سبحانه هذا فَلْیَذُوقُوهُ حَمِیمٌ وَ غَسَّاقٌ أی هذا حمیم و غساق فلیذوقوه و قیل معناه هذا الجزاء للطاغین فلیذوقوه و أطلق علیه لفظ الذوق لأن الذائق یدرك الطعم بعد طلبه فهو أشد إحساسا به و الحمیم الماء الحار و الغساق البارد الزمهریر عن ابن مسعود و ابن عباس فالمعنی أنهم یعذبون بحار الشراب الذی انتهت حرارته و ببارده الذی انتهت برودته فببرده یحرق كما یحرق النار و قیل إن الغساق عین فی جهنم یسیل إلیها سم كل ذات حمة من حیة و عقرب و قیل هو ما یسیل من دموعهم یسقونه مع الحمیم و قیل هو القیح الذی یسیل منهم یجمع و یسقونه و قیل هو عذاب لا یعلمه إلا اللّٰه وَ آخَرُ أی و ضروب أخر مِنْ شَكْلِهِ أی من جنس هذا العذاب أَزْواجٌ أی ألوان و أنواع متشابهة فی الشدة لا نوع واحد هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ أی یقال لهم هذا فوج و هم قادة أهل الضلالة إذا دخلوا النار ثم یدخل الأتباع فتقول الخزنة للقادة هذا فَوْجٌ أی قطع من الناس و هم الأتباع مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ فی النار دخلوها كما دخلتم عن ابن عباس و قیل یعنی بالأول أولاد إبلیس و بالفوج الثانی بنی آدم أی یقال لبنی إبلیس بأمر اللّٰه هذا جمع من بنی آدم مقتحم معكم یدخلون النار و عذابها و أنتم معهم عن الحسن لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ أی لا اتسعت لهم أماكنهم لأنهم لازموا النار فیكون المعنی علی القول الأول أن القادة و الرؤساء یقولون للأتباع لا مرحبا بهؤلاء إنهم یدخلون النار مثلنا فلا فرج لنا فی مشاركتهم إیانا فتقول الأتباع لهم بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أی لا نلتم رحبا و سعة أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا أی حملتمونا علی الكفر الذی أوجب لنا هذا العذاب و دعوتمونا إلیه و أما علی القول الثانی فإن أولاد إبلیس یقولون لا مرحبا بهؤلاء قد ضاقت أماكنهم إذ كانت النار مملوءة منا فلیس لنا منهم إلا الضیق و الشدة
وَ هَذَا كَمَا رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ النَّارَ تَضِیقُ عَلَیْهِمْ كَضِیقِ الزُّجِّ (1)بِالرُّمْحِ.
قالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أی تقول بنو آدم لا كرامة لكم أنتم شرعتموه لنا و زینتموه فی نفوسنا فَبِئْسَ الْقَرارُ الذی استقررنا علیه قالُوا رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا
ص: 259
هذا أی یدعون علیهم بهذا إذا حصلوا فی نار جهنم أی من سبب لنا هذا العذاب و دعانا إلی ما استوجبنا به ذلك فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً أی مثلا مضاعفا إلی ما یستحقه من النار أحد الضعفین لكفرهم باللّٰه و الضعف الآخر لدعائهم إیانا إلی الكفر وَ قالُوا ما لَنا لا نَری رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أی یقولون ذلك حین ینظرون فی النار فلا یرون من كان یخالفهم فیها معهم و هم المؤمنون عن الكلبی و قیل نزلت فی أبی جهل و الولید بن المغیرة و ذویهما یقولون ما لنا لا نری عمارا و خبابا و صهیبا و بلالا الذین كنا نعدهم فی الدنیا من جملة الذین یفعلون الشر و القبیح و لا یفعلون الخیر عن مجاهد
وَ رَوَی الْعَیَّاشِیُّ بِالْإِسْنَادِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: أَهْلُ النَّارِ یَقُولُونَ ما لَنا لا نَری رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ یَعْنُونَكُمْ لَا یَرَوْنَكُمْ فِی النَّارِ لَا یَرَوْنَ وَ اللَّهِ أَحَداً مِنْكُمْ فِی النَّارِ.
أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِیًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ معناه أنهم یقولون لما لم یروهم فی النار اتخذناهم هزوا فی الدنیا فأخطأنا أم عدلت عنهم أبصارنا فلا نراهم و هم معنا فی النار إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ أی ما ذكر قبل هذا لحق أی كائن لا محالة ثم بین ما هو فقال تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ یعنی تخاصم الأتباع و القادة أو مجادلة أهل النار بعضهم لبعض علی ما أخبر عنهم.
و فی قوله تعالی قُلْ إِنَّ الْخاسِرِینَ فی الحقیقة هم الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ أَهْلِیهِمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ فلا ینتفعون بأنفسهم و لا یجدون فی النار أهلا كما كان لهم فی الدنیا أهل فقد فاتتهم المنفعة بأنفسهم و أهلیهم و قیل خسروا أنفسهم بأن قذفوها بین أطباق الجحیم و خسروا أهلیهم الذین أعدوا لهم فی جنة النعیم عن الحسن.
قال ابن عباس إن اللّٰه تعالی جعل لكل إنسان فی الجنة منزلا و أهلا فمن عمل بطاعته كان له ذلك و من عصاه فصار إلی النار و دفع منزله و أهله إلی من أطاع فذلك قوله أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِینُ أی الظاهر الذی لا یخفی لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ أی سرادقات و أطباق من النار و دخانها نعوذ باللّٰه منها وَ مِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ
ص: 260
أی فرش و مهد منها و قیل إنما سمی ما تحتهم ظللا لأنها ظلل لمن تحتهم إذ النار أدراك و هم بین أطباقها و قیل إنما أجری اسم الظلل علی قطع النار علی سبیل التوسع و المجاز لأنها فی مقابلة ما لأهل الجنة من الظلل و المراد أن النار تحیط بجوانبهم.
و فی قوله أَ فَمَنْ حَقَّ عَلَیْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ أَ فَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِی النَّارِ اختلف فی تقدیره فقیل معناه أ فمن وجب علیه وعید اللّٰه بالعقاب أ فأنت تخلصه من النار فاكتفی بذكر من فی النار عن الضمیر العائد إلی المبتدأ و قیل تقدیره أ فأنت تنقذ من فی النار منهم و أتی بالاستفهام مرتین توكیدا للتنبیه علی المعنی و قال ابن الأنباری الوقف علی قوله كَلِمَةُ الْعَذابِ و التقدیر كمن وجبت له الجنة ثم یبتدئ أَ فَأَنْتَ تُنْقِذُ و أراد بكلمة العذاب قوله لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَ مِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِینَ (1)و فی قوله تعالی أَ فَمَنْ یَتَّقِی بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ یَوْمَ الْقِیامَةِ تقدیره أ فحال من یدفع عذاب اللّٰه بوجهه یوم القیامة كحال من یأتی آمنا لا یمسه النار و إنما قال بِوَجْهِهِ لأن الوجه أعز أعضاء الإنسان و قیل معناه أم من یلقی منكوسا فأول عضو منه مسته النار وجهه و معنی یتقی یتوقی وَ قِیلَ لِلظَّالِمِینَ یقوله خزنة النار.
و فی قوله إِنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا یُنادَوْنَ أی تنادیهم الملائكة یوم القیامة لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ المقت أشد العداوة و البغض و المعنی أنهم لما رأوا أعمالهم و نظروا فی كتابهم و أدخلوا النار مقتوا أنفسهم لسوء صنیعهم فنودوا لمقت اللّٰه إیاكم فی الدنیا إذ تدعون إلی الإیمان فتكفرون أكبر مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ الیوم و قیل إنهم لما تركوا الإیمان و صاروا إلی الكفر فقد مقتوا أنفسهم أعظم المقت ثم حكی سبحانه عن الكفار الذین تقدم وصفهم بعد حصولهم فی النار بأنهم قالوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَیْنِ وَ أَحْیَیْتَنَا اثْنَتَیْنِ اختلف فی معناه علی وجوه أحدها أن الإماتة الأولی
ص: 261
فی الدنیا بعد الحیاة و الثانیة فی القبر قبل البعث و الإحیاء الأولی فی القبر للمساءلة و الثانیة فی الحشر.
و ثانیها أن الإماتة الأولی حالكونهم نطفا فأحیاهم اللّٰه فی الدنیا ثم أماتهم الموتة الثانیة ثم أحیاهم للبعث فهاتان حیاتان و مماتان.
و ثالثها أن الحیاة الأولی فی الدنیا و الثانیة فی القبر و لم یرد الحیاة یوم القیامة و الموتة الأولی فی الدنیا و الثانیة فی القبر فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا التی اقترفناها فی الدنیا فَهَلْ إِلی خُرُوجٍ مِنْ سَبِیلٍ هذا تلطف منهم فی الاستدعاء أی هل بعد الاعتراف سبیل إلی الخروج و قیل إنهم سألوا الرجوع إلی الدنیا أی هل من خروج من النار إلی الدنیا لنعمل بطاعتك ذلِكُمْ أی ذلك العذاب الذی حل بكم بِأَنَّهُ إِذا دُعِیَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ أی إذا قیل لا إله إلا اللّٰه قلتم أَ جَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً و جحدتم ذلك وَ إِنْ یُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا أی و إن یشرك به معبود آخر من الأصنام و الأوثان تصدقوا.
و فی قوله تعالی وَ إِذْ یَتَحاجُّونَ فِی النَّارِ أی و اذكر یا محمد لقومك الوقت الذی یتحاج فیه أهل النار فی النار و یتخاصم الرؤساء و الأتباع فَیَقُولُ الضُّعَفاءُ و هم الأتباع لِلَّذِینَ اسْتَكْبَرُوا و هم الرؤساء إِنَّا كُنَّا لَكُمْ معاشر الرؤساء تَبَعاً و كنا نمتثل أمركم و نجیبكم إلی ما تدعوننا إلیه فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِیباً مِنَ النَّارِ لأنه یلزم الرئیس الدفع عن أتباعه المنقادین لأمره قالَ الَّذِینَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِیها أی نحن و أنتم فی النار إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَیْنَ الْعِبادِ بذلك بأن لا یتحمل أحد عن أحد و أنه یعاقب من أشرك به و عبد معه غیره لا محالة وَ قالَ الَّذِینَ فِی النَّارِ من الأتباع و المتبوعین لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ و هم الذین یتولون عذاب أهل النار من الملائكة الموكلین بهم ادْعُوا رَبَّكُمْ یُخَفِّفْ عَنَّا یَوْماً مِنَ الْعَذابِ یقولون ذلك لأنهم لا طاقة لهم علی شدة العذاب و لشدة جزعهم لا أنهم یطمعون فی التخفیف لأن معارفهم ضروریة یعلمون أن عقابهم لا ینقطع و لا یخفف عنهم قالُوا أی الخزنة أَ وَ لَمْ تَكُ تَأْتِیكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَیِّناتِ أی بالحجج و الدلالات علی صحة التوحید
ص: 262
و النبوة أی فكفرتم و عاندتم حتی استحققتم هذا العذاب قالُوا بَلی جاءتنا الرسل و البینات فكذبناهم و جحدنا نبوتهم قالُوا فَادْعُوا أی قالت الخزنة فادعوا أنتم فإنا لا ندعو إلا بإذن اللّٰه و لم یؤذن لنا فیه و قیل إنما قالوا ذلك استخفافا بهم و قیل معناه فادعوا بالویل و الثبور وَ ما دُعاءُ الْكافِرِینَ إِلَّا فِی ضَلالٍ أی فی ضیاع لأنه لا ینفع.
و فی قوله یُسْحَبُونَ فِی الْحَمِیمِ أی یجرون فی الماء الحار الذی قد انتهت حرارته ثُمَّ فِی النَّارِ یُسْجَرُونَ أی ثم یقذفون فی النار و قیل أی ثم یصیرون وقود النار ثُمَّ قِیلَ لَهُمْ أی لهؤلاء الكفار إذا دخلوا النار علی وجه التوبیخ أَیْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ من أصنامكم قالُوا ضَلُّوا عَنَّا أی ضاعوا و هلكوا فلا نراهم و لا نقدر علیهم ثم یستدركون فیقولون بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَیْئاً أی شیئا یستحق العبادة و لا ما ننتفع بعبادته و قیل لم نكن ندعو شیئا ینفع و یضر و یسمع و یبصر و هذا كما یقال لكل ما لا یغنی شیئا هذا لیس بشی ء و قیل معناه ضاعت عبادتنا لهم فلم نكن نصنع شیئا إذ عبدناها كما یقول المتحسر ما فعلت شیئا كَذلِكَ یُضِلُّ اللَّهُ الْكافِرِینَ أی كما أضل أعمال هؤلاء و أبطل ما كانوا یأملونه كذلك یفعل بجمیع من یتدین بالكفر فلا ینتفعون بشی ء من أعمالهم و قیل یضل اللّٰه أعمالهم أی یبطلها و قیل یضلهم عن طریق الجنة و الثواب كما أضلهم عما اتخذوه إلها بأن صرفهم عن الطمع فی نیل منفعة من جهتها ذلِكُمْ العذاب الذی نزل بكم بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ وَ بِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ أی تأشرون و تبطرون.
و فی قوله تعالی أَسْوَأَ الَّذِی كانُوا یَعْمَلُونَ أی نجازیهم بأقبح الجزاء علی أقبح معاصیهم و هو الكفر و الشرك و خص الأسوأ بالذكر للمبالغة فی الزجر و قیل معناه لنجزینهم بأسوإ أعمالهم و هی المعاصی دون غیرها مما لا یستحق به العذاب وَ قالَ الَّذِینَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَیْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ یعنون إبلیس الأبالسة و قابیل بن آدم أول من أبدع الكفر و الضلال و المعصیة روی ذلك عن علی علیه السلام و قیل كل من دعا إلی الضلال و الكفر من الجن و الإنس و المراد باللذین جنس
ص: 263
الجن و الإنس نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِیَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِینَ تمنوا لشدة عداوتهم لهم بما أضلوهم أن یجعلوهم تحت أقدامهم فِی الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ و قیل أی ندوسهما و نطؤهما بأقدامنا إذلالا لهما لیكونا من الأذلین قال ابن عباس لیكونا أشد عذابا منا.
و فی قوله تعالی لا یُفَتَّرُ عَنْهُمْ العذاب أی لا یخفف عنهم وَ هُمْ فِیهِ مُبْلِسُونَ آیسون من كل خیر وَ نادَوْا یا مالِكُ أی یدعون خازن جهنم فیقولون یا مالِكُ لِیَقْضِ عَلَیْنا رَبُّكَ أی لیمتنا ربك حتی نتخلص و نستریح من هذا العذاب قالَ أی فیقول مالك مجیبا لهم إِنَّكُمْ ماكِثُونَ أی لابثون دائمون فی العذاب قال ابن عباس و السدی إنما یجیبهم مالك بذلك بعد ألف سنة و قال ابن عمر بعد أربعین عاما لَقَدْ جِئْناكُمْ أی یقول اللّٰه تعالی لقد أرسلنا إلیكم الرسل بِالْحَقِّ أی جاءكم رسلنا بالحق و إضافة إلی نفسه لأنه كان بأمره و قیل هو قول مالك و إنما قال قد جئناكم لأنه من الملائكة و هم من جنس الرسل وَ لكِنَّ أَكْثَرَكُمْ معاشر الخلق لِلْحَقِّ كارِهُونَ لأنكم ألفتم الباطل فكرهتم مفارقته.
و فی قوله طَعامُ الْأَثِیمِ أی الآثم و هو أبو جهل و روی أن أبا جهل أتی بتمر و زبد فجمع بینهما و أكل و قال هذا هو الزقوم الذی یخوفنا محمد به نحن نتزقمه أی نملأ أفواهنا به فقال سبحانه كَالْمُهْلِ و هو المذاب من النحاس أو الرصاص أو الذهب أو الفضة و قیل هو دردی الزیت یَغْلِی فِی الْبُطُونِ كَغَلْیِ الْحَمِیمِ أی إذا حصلت فی أجواف أهل النار تغلی كغلی الماء الحار الشدید الحرارة قال أبو علی الفارسی لا یجوز أن یكون المعنی یغلی المهل فی البطون لأن المهل إنما ذكر للتشبیه به فی الذوب أ لا تری أن المهل لا یغلی فی البطون و إنما یغلی ما یشبه به خُذُوهُ أی یقال للزبانیة خذوه بالإثم فَاعْتِلُوهُ (1)أی زعزعوه و ادفعوه بعنف و قیل معناه جروا علی وجهه إِلی سَواءِ الْجَحِیمِ أی إلی وسط النار ثُمَ
ص: 264
صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ قال مقاتل إن خازن النار یمر به علی رأسه فیذهب رأسه عن دماغه ثم یصب فیه مِنْ عَذابِ الْحَمِیمِ و هو الماء الذی قد انتهی حره و یقول له ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْكَرِیمُ و ذلك أنه كان یقول أنا أعز أهل الوادی و أكرمهم فیقول له الملك ذق العذاب أیها المتعزز المتكرم فی زعمك و فیما كنت تقوله و قیل إنه علی معنی النقیض فكأنه قیل إنك أنت الذلیل المهین إلا أنه قیل علی هذا الوجه للاستخفاف به و قیل معناه إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِیزُ فی قومك الْكَرِیمُ علیهم فما أغنی عنك ذلك إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ أی ثم یقال لهم إن هذا العذاب ما كنتم تشكون فیه فی الدنیا.
و فی قوله تعالی مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ أی من وراء ما هم فیه من التعزز بالمال و الدنیا جهنم وَ لا یُغْنِی عَنْهُمْ ما كَسَبُوا شَیْئاً أی لا یغنی عنهم ما حصلوه و جمعوه من المال و الولد شیئا من عذاب اللّٰه وَ لا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِیاءَ من الآلهة التی عبدوها لتكون شفعاءهم عند اللّٰه هذا هُدیً أی هذا القرآن الذی تلوناه و الحدیث الذی ذكرناه دلالة موصلة إلی الفرق بین الحق و الباطل و الرجز العذاب.
و فی قوله وَ یَوْمَ یُعْرَضُ الَّذِینَ كَفَرُوا عَلَی النَّارِ یعنی یوم القیامة أی یدخلون النار كما یقال عرض فلان علی السوط و قیل معناه عرض علیهم النار قبل أن یدخلوها لیروا أهوالها أَذْهَبْتُمْ طَیِّباتِكُمْ فِی حَیاتِكُمُ الدُّنْیا أی فیقال لهم آثرتم طیباتكم و لذاتكم فی الدنیا علی طیبات الجنة وَ اسْتَمْتَعْتُمْ بِها أی انتفعتم بها منهمكین فیها و قیل هی الطیبات من الرزق یقول أنفقتموها فی شهواتكم و فی ملاذ الدنیا و لم تنفقوها فی مرضاة اللّٰه فَالْیَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ أی العذاب الذی فیه الذل و الخزی و الهوان بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِی الْأَرْضِ أی باستكباركم عن الانقیاد للحق فی الدنیا وَ بِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ أی و بخروجكم عن طاعة اللّٰه إلی معاصیه.
و فی قوله وَ یَوْمَ یُعْرَضُ الَّذِینَ كَفَرُوا عَلَی النَّارِ أَ لَیْسَ هذا بِالْحَقِّ أی یقال لهم علی وجه الاحتجاج علیهم أ لیس هذا الذی جوزیتم به حق (1)لا ظلم فیه قالُوا أی فیقولون بَلی وَ رَبِّنا اعترفوا بذلك و حلفوا علیه بعد ما كانوا منكرین
ص: 265
قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ أی بكفركم فی الدنیا و إنكاركم.
و فی قوله سبحانه وَ قالَ قَرِینُهُ یعنی الملك الشهید علیه عن الحسن و هو المروی عن أبی جعفر و أبی عبد اللّٰه علیه السلام و قیل قرینه الذی قیض له من الشیطان و قیل قرینه من الإنس هذا ما لَدَیَّ عَتِیدٌ إن كان المراد به الملك فمعناه هذا حسابه حاضر لدی فی هذا الكتاب أی یقول لربه كنت وكلتنی به فما كتبت من عمله حاضر عندی و إن كان المراد به الشیطان أو القرین من الإنس فالمعنی هذا العذاب حاضر عندی معد لی بسبب سیئاتی أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِیدٍ هذا خطاب لخازن النار و العرب تأمر الواحد و القوم بما تأمر به الاثنین أ لا تری فی الشعر أكثر شی ء قیلا یا صاحبی و یا خلیلی و قیل إنما ثنی لیدل علی التكثیر كأنه قال ألق ألق فثنی الضمیر لیدل علی تكریر الفعل و قیل خطاب للملكین الموكلین به و هما السائق و الشهید.
وَ رَوَی أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسْكَانِیُّ بِالْإِسْنَادِ عَنِ الْأَعْمَشِ أَنَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِی عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی لِی وَ لِعَلِیٍّ أَلْقِیَا فِی النَّارِ مَنْ أَبْغَضَكُمَا وَ أَدْخِلَا الْجَنَّةَ مَنْ أَحَبَّكُمَا وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِیدٍ
و العنید الذاهب عن الحق و سبیل الرشد مَنَّاعٍ لِلْخَیْرِ الذی أمر اللّٰه به من بذل المال فی وجوهه مُعْتَدٍ ظالم متجاوز یتعدی حدود اللّٰه مُرِیبٍ أی شاك فی اللّٰه و فیما جاء من عند اللّٰه و قیل متهم یفعل ما یرتاب بفعله و یظن به غیر الجمیل و قیل إنها نزلت فی ولید بن المغیرة حین استشاره بنو أخیه فی الإسلام فمنعهم فیكون المراد بالخیر الإسلام الَّذِی جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ من الأصنام و الأوثان فَأَلْقِیاهُ فِی الْعَذابِ الشَّدِیدِ هذا تأكید للأول فكأنه قال افعلا ما أمرتكما به فإنه مستحق لذلك قالَ قَرِینُهُ أی شیطانه الذی أغواه عن ابن عباس و غیره و إنما سمی قرینه لأنه یقرن به فی العذاب و قیل قرینه من الإنس و هم علماء السوء و المبتدعون رَبَّنا ما أَطْغَیْتُهُ أی ما أضللته و ما أوقعته فی الطغیان باستكراه وَ لكِنْ كانَ فِی ضَلالٍ من الإیمان بَعِیدٍ أی و لكنه طغی باختیاره السوء
ص: 266
قالَ أی فیقول اللّٰه لهم لا تَخْتَصِمُوا لَدَیَّ أی لا یخاصم بعضكم بعضا عندی وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَیْكُمْ بِالْوَعِیدِ فی دار التكلیف فلم تنزجروا و خالفتم أمری ما یُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَیَّ المعنی أن الذی قدمته لكم فی دار الدنیا من أنی أعاقب من جحدنی و كذب رسلی و خالف أمری لا یبدل بغیره و لا یكون خلافه وَ ما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِیدِ أی لست بظالم أحدا فی عقابی لمن استحقه بل هو الظالم لنفسه بارتكابه المعاصی التی استحق بها ذلك یَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ متعلق بقوله ما یُبَدَّلُ الْقَوْلُ أو بتقدیر اذكر وَ تَقُولُ جهنم هَلْ مِنْ مَزِیدٍ قال أنس طلبت الزیادة و قال مجاهد المعنی معنی الكفایة أی لم یبق مزید لامتلائها و یدل علی هذا القول قوله لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ و قیل فی وجه الأول إن هذا القول منها كان قبل دخول جمیع أهل النار فیها و یجوز أن تكون تطلب الزیادة علی أن یزاد فی سعتها
كَمَا جَاءَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قِیلَ لَهُ یَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ أَ لَا تَنْزِلُ دَارَكَ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِیلٌ مِنْ دَارٍ.
لأنه باع دور بنی هاشم لما خرجوا إلی المدینة فعلی هذا یكون المعنی و هل بقی زیادة.
فأما الوجه فی كلام جهنم فقیل فیه وجوه أحدها أنه خرج مخرج المثل أی إن جهنم من سعتها و عظمها بمنزلة الناطقة التی إذا قیل لها هل امتلأت تقول لم أمتل و بقی فیَّ سعة كثیرة.
و ثانیها أن اللّٰه سبحانه یخلق لجهنم آلة الكلام فتتكلم و هذا غیر منكر لأن من أنطق الأیدی و الجوارح و الجلود قادر علی أن ینطق جهنم.
و ثالثها أنه خطاب لخزنة جهنم علی وجه التقریر لهم هل امتلأت جهنم فیقولون بلی لم یبق موضع لمزید لیعلم الخلق صدق وعده عن الحسن قال معناه ما من مزید أی لا مزید.
و فی قوله تعالی یَوْمَ یُدَعُّونَ أی یدفعون إِلی نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا أی دفعا بعنف و جفوة قال مقاتل هو أن تغل أیدیهم إلی أعناقهم و تجمع نواصیهم إلی أقدامهم ثم یدفعون إلی جهنم دفعا علی وجوههم حتی إذا دنوا قال لهم خزنتها هذِهِ النَّارُ الَّتِی
ص: 267
كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ فی الدنیا ثم وبخهم لما عاینوا ما كانوا یكذبون به و هو قوله أَ فَسِحْرٌ هذا الذی ترون أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ و ذلك أنهم كانوا ینسبون محمدا صلی اللّٰه علیه و آله إلی السحر و إلی أنه یغطی علی الأبصار بالسحر فلما شاهدوا ما وعدوا به من العذاب وبخوا بهذا ثم یقال لهم اصْلَوْها قاسوا شدتها فَاصْبِرُوا علی العذاب أَوْ لا تَصْبِرُوا علیه سَواءٌ عَلَیْكُمْ الصبر و الجزع إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ فی الدنیا من المعاصی بكفركم و تكذیبكم الرسول.
و فی قوله تعالی إِنَّ الْمُجْرِمِینَ فِی ضَلالٍ وَ سُعُرٍ أی فی ذهاب عن وجه النجاة و طریق الجنة و فی نار مسعرة و قیل أی فی هلاك و ذهاب عن الحق وَ سُعُرٍ أی عناء و عذاب یَوْمَ یُسْحَبُونَ أی یجرون فِی النَّارِ عَلی وُجُوهِهِمْ یعنی أن هذا العذاب یكون لهم فی یوم یجرهم الملائكة فیه علی وجوههم فی النار و یقال لهم ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ أی إصابتها إیاهم بعذابها و حرها و هو كقولهم وجدت مس الحمی و سقر جهنم و قیل هو باب من أبوابها.
و فی قوله تعالی فَیُؤْخَذُ بِالنَّواصِی وَ الْأَقْدامِ فتأخذهم الزبانیة فتجمع بین نواصیهم و أقدامهم بالغل ثم یسبحون فی النار و یقذفون فیها عن الحسن و قیل تأخذهم الزبانیة بنواصیهم و بأقدامهم فیسوقونهم إلی النار هذِهِ جَهَنَّمُ أی و یقال لهم هذه جهنم الَّتِی یُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ الكافرون فی الدنیا قد أظهرها اللّٰه تعالی حتی زالت الشكوك فأدخلوها و یمكن أنه لما أخبر اللّٰه تعالی أنهم یؤخذون بالنواصی و الأقدام ثم قال للنبی صلی اللّٰه علیه و آله هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِی یُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ أی المشركون من قومك و سیردونها فلیهن علیك أمرهم یَطُوفُونَ بَیْنَها وَ بَیْنَ حَمِیمٍ آنٍ أی یطوفون مرة بین الجحیم و مرة بین الحمیم و الجحیم النار و الحمیم الشراب و قیل معناه أنهم یعذبون بالنار مرة و یجرعون من الحمیم یصب علیهم لیس لهم من العذاب أبدا فرج عن ابن عباس و الآنی الذی انتهت حرارته و قیل الآنی الحاضر. و فی قوله تعالی فِی سَمُومٍ وَ حَمِیمٍ أی فی ریح حارة تدخل مسامهم و خروقهم و فی ماء مغلی حار انتهت حرارته وَ ظِلٍّ مِنْ یَحْمُومٍ أی دخان أسود شدید السواد
ص: 268
عن ابن عباس و غیره و قیل الیحموم جبل فی جهنم یستغیث أهل النار إلی ظله ثم نعت ذلك الظل فقال لا بارِدٍ وَ لا كَرِیمٍ أی لا بارد المنزل و لا كریم المنظر و قیل لا بارد یستراح إلیه لأنه دخان جهنم و لا كریم فیشتهی مثله و قیل و لا كریم أی لا منفعة فیه بوجه من الوجوه و العرب إذا أرادت نفی صفة الحمد عن الشی ء نفت عنه الكرم و قال الفراء العرب تجعل الكریم تابعا لكل شی ء نفت عنه وصفا تنوی به الذم تقول ما هو بسمین و لا كریم و ما هذه الدار بواسعة و لا كریمة.
ثم ذكر سبحانه أعمالهم التی أوجبت لهم هذا فقال إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِینَ أی كانوا فی الدنیا متنعمین عن ابن عباس وَ كانُوا یُصِرُّونَ عَلَی الْحِنْثِ الْعَظِیمِ أی الذنب العظیم و الإصرار أن یقیم علیه فلا یقلع عنه و قیل الحنث العظیم الشرك و قیل كانوا یحلفون لا یبعث اللّٰه من یموت و أن الأصنام أنداد اللّٰه.
قوله فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِیمِ أی كشرب الهیم و هی الإبل التی أصابها الهیام و هو شدة العطش فلا تزال تشرب الماء حتی تموت و قیل هی الأرض الرملة التی لا تروی بالماء هذا نُزُلُهُمْ یَوْمَ الدِّینِ النزل الأمر الذی ینزل علیه صاحبه و المعنی هذا طعامهم و شرابهم یوم الجزاء فی جهنم.
و فی قوله تعالی قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِیكُمْ ناراً أی قوا أنفسكم النار بالصبر علی طاعة اللّٰه و عن معصیته و عن اتباع الشهوات و أهلیكم بدعائهم إلی طاعة اللّٰه و تعلیمهم الفرائض و نهیهم عن القبائح و حثهم علی أفعال الخیر عَلَیْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ أی غلاظ القلوب لا یرحمون أهل النار أقویاء یعنی الزبانیة التسعة عشر و أعوانها لا یَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ یَفْعَلُونَ ما یُؤْمَرُونَ فی هذا دلالة علی أن الملائكة الموكلین بالنار معصومون عن القبائح لا یخالفون اللّٰه فی أوامره و نواهیه ثم حكی سبحانه ما یقال للكفار یوم القیامة فقال یا أَیُّهَا الَّذِینَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْیَوْمَ و ذلك أنهم إذا عذبوا یأخذون فی الاعتذار فلا یلتفت إلی معاذیرهم و یقال لهم لا تعتذروا فهذا جزاء فعلكم.
و فی قوله وَ أَعْتَدْنا لَهُمْ أی للشیاطین عَذابَ السَّعِیرِ عذاب النار المسعرة
ص: 269
المشعلة إِذا أُلْقُوا فِیها سَمِعُوا لَها شَهِیقاً أی إذا طرح الكفار فی النار سمعوا للنار صوتا فظیعا مثل صوت القدر عند غلیانها و فورانها فیعظم بسماع ذلك عذابهم لما یرد علی قلوبهم من هوله وَ هِیَ تَفُورُ أی تغلی بهم كغلی المرجل (1)تَكادُ تَمَیَّزُ أی تتقطع و تتمزق مِنَ الْغَیْظِ أی شدة الغضب سمی سبحانه شدة التهاب النار غیظا علی الكفار لأن المغتاظ هو المتقطع مما یجد من الألم الباعث علی الإیقاع بغیره فحال جهنم كحال المتغیظ كُلَّما أُلْقِیَ فِیها أی كلما طرح فی النار فَوْجٌ من الكفار سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَ لَمْ یَأْتِكُمْ نَذِیرٌ أی یقول لهم الملائكة الموكلون بالنار علی وجه التبكیت لهم فی صیغة الاستفهام أ لم یجئكم مخوف من جهة اللّٰه سبحانه یخوفكم عذاب هذه النار قالُوا بَلی قَدْ جاءَنا نَذِیرٌ أی مخوف فَكَذَّبْنا وَ قُلْنا ما نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَیْ ءٍ أی لم نقبل منه بل قلنا ما نزل اللّٰه شیئا مما تدعونا إلیه و تحذرونا منه فتقول لهم الملائكة إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِی ضَلالٍ كَبِیرٍ أی لستم الیوم إلا فی عذاب عظیم و قیل معناه قلنا للرسل ما أنتم إلا فی ضلال أی ذهاب عن الصواب كبیر فی قولكم أنزل اللّٰه علینا كتابا وَ قالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ من النذر ما جاءونا به و دعونا إلیه و عملنا بذلك ما كُنَّا فِی أَصْحابِ السَّعِیرِ قال الزجاج لو كنا نسمع سمع من یعی و یفكر و نعقل عقل من یمیز و ینظر ما كنا من أهل النار فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فی ذلك الوقت الذی لا ینفعهم فیه الإقرار و الاعتراف فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِیرِ هذا دعاء علیهم أی أسحقهم اللّٰه و أبعدهم من النجاة سحقا.
و فی قوله وَ أَمَّا الْقاسِطُونَ العادلون عن طریق الحق و الدین فَكانُوا فی علم اللّٰه و حكمه لِجَهَنَّمَ حَطَباً یلقون فیها فتحرقهم كما تحرق النار الحطب أو یكون معناه فسیكونون لجهنم حطبا توقد بهم كما توقد النار بالحطب.
و فی قوله یَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً أی یدخله عذابا شاقا شدیدا متصعدا فی العظم و إنما قال یسلكه لأنه تقدم ذكر الطریقة و قیل معناه عذابا ذا صعد أی ذا مشقة و فی قوله تعالی إِنَّ لَدَیْنا أَنْكالًا أی عندنا فی الآخرة قیودا عظاما
ص: 270
لا تفك أبدا و قیل أغلالا وَ جَحِیماً و هو اسم من أسماء جهنم و قیل یعنی و نارا عظیمة و لا تسمی القلیلة به وَ طَعاماً ذا غُصَّةٍ أی ذا شوك یأخذ الحلق فلا یدخل و لا یخرج عن ابن عباس و قیل طعاما یأخذ بالحلقوم لخشونته و شدة تكرهه و قیل یعنی الزقوم و الضریع
وَ رُوِیَ عَنْ حُمْرَانَ بْنَ أَعْیَنَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله سَمِعَ قَارِئاً یَقْرَأُ هَذَا فَصَعِقَ.
وَ عَذاباً أَلِیماً أی عقابا موجعا مؤلما.
و فی قوله سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً أی سأكلفه مشقة من العذاب لا راحة فیه و قیل صعود جبل فی جهنم من نار یؤخذ بارتقائه فإذا وضع یده علیه ذابت فإذا رفعها عادت و كذلك رجله فی خبر مرفوع و قیل هو جبل من صخرة ملساء فی النار یكلف أن یصعدها حتی إذا بلغ أعلاها أحدر إلی أسفلها ثم یكلف أیضا أن یصعدها فذلك دأبه أبدا یجذب من أمامه بسلاسل الحدید و یضرب من خلفه بمقامع الحدید فیصعدها فی أربعین سنة عن الكلبی.
و فی قوله سَأُصْلِیهِ سَقَرَ أی سأدخله جهنم و ألزمه إیاها و قیل سقر دركة من دركات جهنم و قیل باب من أبوابها وَ ما أَدْراكَ أیها السامع ما سَقَرُ فی شدتها و هولها و ضیقها لا تُبْقِی وَ لا تَذَرُ أی لا تبقی لهم لحما إلا أكلته و لا تذرهم إذا أعیدوا خلقا جدیدا و قیل لا تُبْقِی شیئا إلا أحرقته وَ لا تَذَرُ أی لا إبقاء علیهم بل یبلغ مجهودهم فی أنواع العذاب لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ أی مغیرة للجلود و قیل لافحة للجلود حتی تدعها أشد سوادا من اللیل عَلَیْها تِسْعَةَ عَشَرَ من الملائكة هم خزنتها مالك و معه ثمانیة عشر أعینهم كالبرق الخاطف و أنیابهم كالصیاصی یخرج لهب النار من أفواههم ما بین منكبی أحدهم مسیرة سنة تسع كف أحدهم مثل ربیعة و مضر نزعت منهم الرحمة یرفع أحدهم سبعین ألفا فیرمیهم حیث أراد من جهنم و قیل معناه علی سقر تسعة عشر ملكا فهم خزان سقر و للنار و دركاتها الآخر خزان آخرون و قیل إنما خصوا بهذا العدد لیوافق الخبر لما جاء به الأنبیاء قبله و ما كان فی الكتب المتقدمة و یكون فی ذلك مصلحة للمكلفین و قال بعضهم فی تخصیص هذا العدد إن تسعة عشر یجمع أكثر القلیل
ص: 271
من العدد و أقل الكثیر منه لأن العدد آحاد و عشرات و مئون و ألوف فأقل العشرات عشرة و أكثر الآحاد تسعة قالوا و لما نزلت هذه الآیة قال أبو جهل لقریش ثكلتكم أمهاتكم أ تسمعون ابن أبی كبشة یخبركم أن خزنة النار تسعة عشر و أنتم الدهم (1)و الشجعان أ فیعجز كل عشرة منكم أن یبطشوا برجل من خزنة جهنم قال أبو الأسد الجمحی أنا أكفیكم سبعة عشر عشرة علی ظهری و سبعة علی بطنی فاكفونی أنتم اثنین فنزل وَ ما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً الآیة عن ابن عباس و قتادة و الضحاك و معناه و ما جعلنا الموكلین بالنار المتولین تدبیرها إلا ملائكة جعلنا شهوتهم فی تعذیب أهل النار و لم نجعلهم من بنی آدم كما تعهدون أنتم فتطیقونهم وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِینَ كَفَرُوا أی لم نجعلهم علی هذا العدد إلا محنة و تشدیدا فی التكلیف للذین كفروا نعم اللّٰه و جحدوا وحدانیته حتی یتفكروا فیعلموا أن اللّٰه سبحانه حكیم لا یفعل إلا ما هو حكمه و یعلموا أنه قادر علی أن یزید فی قواهم ما یقدرون به علی تعذیب الخلائق و لو راجع الكفار عقولهم لعلموا أن من سلط ملكا واحدا علی كافة بنی آدم لقبض أرواحهم فلا یغلبونه قادر علی سوق بعضهم إلی النار و جعلهم فیها بتسعة عشر من الملائكة لِیَسْتَیْقِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ من الیهود و النصاری أنه حق و أن محمدا صادق من حیث أخبر بما هو فی كتبهم من غیر قراءة لها و لا تعلم منهم وَ یَزْدادَ الَّذِینَ آمَنُوا إِیماناً أی یقینا بهذا العدد و بصحة نبوة محمد صلی اللّٰه علیه و آله إذا أخبرهم أهل الكتاب أنه مثل ما فی كتابهم وَ لا یَرْتابَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ وَ الْمُؤْمِنُونَ أی و لئلا یشك هؤلاء فی عدد الخزنة و المعنی لیستیقن من لم یؤمن بمحمد صلی اللّٰه علیه و آله و من آمن بصحة نبوته إذا تدبروا و تفكروا وَ لِیَقُولَ الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَ الْكافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا اللام لام العاقبة أی عاقبة أمر هؤلاء أن یقولوا هذا یعنی المنافقین و الكافرین و قیل معناه و لأن یقولوا ما ذا أراد اللّٰه بهذا الوصف و العدد و یتدبروه فیؤدی بهم التدبر فی ذلك إلی الإیمان كَذلِكَ یُضِلُّ اللَّهُ مَنْ یَشاءُ وَ یَهْدِی مَنْ یَشاءُ أی مثل ما جعلنا خزنة النار ملائكة
ص: 272
ذوی عدد محنة و اختبارا نكلف الخلق لیظهر الضلال و الهدی و أضافهما إلی نفسه لأن سبب ذلك التكلیف و هو من جهته و قیل یضل عن طریق الجنة و الثواب من یشاء و یهدی من یشاء إلیه وَ ما یَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ أی لا یعلم جنوده من كثرتها أحد إلا هو و لم یجعل خزنة النار تسعة عشر لقلة جنوده و لكن الحكمة اقتضت ذلك و قیل هذا جواب أبی جهل حین قال ما لمحمد أعوان إلا تسعة عشر و قیل معناه و ما یعلم عدة الملائكة الذین خلقهم اللّٰه لتعذیب أهل النار إلا اللّٰه و المعنی أن التسعة عشر هم خزنة النار و لهم من الأعوان و الجنود ما لا یعلمه إلا اللّٰه ثم رجع إلی ذكر سقر فقال وَ ما هِیَ إِلَّا ذِكْری لِلْبَشَرِ أی تذكرة و موعظة للعالم لیذكروا فیتجنبوا ما یستوجبون به ذلك و قیل معناه و ما هذه النار فی الدنیا إلا تذكرة للبشر من نار الآخرة حتی یتفكروا فیها فیحذروا نار الآخرة و قیل ما هذه السورة إلا تذكرة للناس و قیل و ما هذه الملائكة التسعة عشر إلا عبرة للخلق یستدلون بذلك علی كمال قدرة اللّٰه تعالی و ینزجرون عن المعاصی كَلَّا أی حقا و قیل أی لیس الأمر علی ما یتوهمونه من أنهم یمكنهم دفع خزنة النار و غلبتهم وَ الْقَمَرِ أقسم بالقمر لما فیه من الآیات العجیبة فی طلوعه و غروبه و مسیره و زیادته و نقصانه وَ اللَّیْلِ إِذْ أَدْبَرَ أی ولی وَ الصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ أی أضاء و أنار و قیل معناه إذا كشف الظلام و أضاء الأشخاص إِنَّها لَإِحْدَی الْكُبَرِ هذا جواب القسم یعنی أن سقر التی هی النار لإحدی العظائم و الكبر جمع الكبری و قیل معناه أن آیات القرآن إحدی الكبر فی الوعید نَذِیراً لِلْبَشَرِ صفة للنار و قیل من صفة النبی صلی اللّٰه علیه و آله فكأنه قال قم نذیرا و قیل من صفة اللّٰه تعالی فیكون حالا من فعل القسم المحذوف لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ یَتَقَدَّمَ أَوْ یَتَأَخَّرَ أی یتقدم فی طاعة اللّٰه أو یتأخر عنها بالمعصیة.
وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ مَنْ تَقَدَّمَ إِلَی وَلَایَتِنَا تَأَخَّرَ عَنْ سَقَرَ وَ كُلُّ مَنْ تَأَخَّرَ عَنْ وَلَایَتِنَا تَقَدَّمَ إِلَی سَقَرَ.
كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِینَةٌ أی مرهونة بعملها محبوسة به مطالبه بما
ص: 273
كسبته من طاعة أو معصیة إِلَّا أَصْحابَ الْیَمِینِ و هم الذین یعطون كتبهم بأیمانهم و قیل هم الذین یسلك بهم ذات الیمین فِی جَنَّاتٍ یَتَساءَلُونَ أی یسأل بعضهم بعضا و قیل یسألون عَنِ الْمُجْرِمِینَ أی عن حالهم و عن ذنوبهم التی استحقوا بها النار ما سَلَكَكُمْ فِی سَقَرَ هذا سؤال توبیخ أی یطلع أهل الجنة علی أهل النار فیقولون لهم ما أوقعكم فی النار قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّینَ أی كنا لا نصلی الصلوات المكتوبة علی ما قررها الشرع و فیه دلالة علی أن الكفار مخاطبون بالعبادات وَ لَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِینَ أی لم نكن نخرج الزكوات التی كانت واجبة علینا و الكفارات التی وجب دفعها إلی المساكین و هم الفقراء وَ كُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِینَ أی كلما غوی غاو بالدخول فی الباطل غوینا معه وَ كُنَّا نُكَذِّبُ بِیَوْمِ الدِّینِ أی نجحد یوم الجزاء حَتَّی أَتانَا الْیَقِینُ أی الموت علی هذه الحالة و قیل حتی جاءنا العلم الیقین من ذلك بأن عایناه فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِینَ أی شفاعة الملائكة و النبیین كما نفعت الموحدین.
و فی قوله سبحانه انْطَلِقُوا إِلی ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ أی تقول لهم الخزنة اذهبوا و سیروا إلی النار التی كنتم تجحدونها فی الدنیا انْطَلِقُوا إِلی ظِلٍّ ذِی ثَلاثِ شُعَبٍ أی نار لها ثلاث شعب سماها ظلا لسواد نار جهنم و قیل هو دخان جهنم له ثلاث شعب تحیط بالكافر شعبة تكون فوقه و شعبة عن یمینه و شعبة عن شماله فسمی الدخان ظلا كما قال أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها (1)أی من الدخان الآخذ بالأنفاس و قیل یخرج من النار لسان فیحیط بالكافر كالسرادق فتنشعب ثلاث شعب یكون فیها حتی یفرغ من الحساب ثم وصف سبحانه ذلك الظل فقال لا ظَلِیلٍ أی غیر مانع من الأذی بستره عنه فظل هذا الدخان لا یغنی شیئا من حر النار و هو قوله وَ لا یُغْنِی مِنَ اللَّهَبِ و اللّٰهب ما یعلو علی النار إذا اضطرمت من أحمر و أصفر و أخضر یعنی أنهم إذا استظلوا بذلك الظل لم یدفع عنهم حر اللّٰهب ثم وصف النار فقال إِنَّها تَرْمِی بِشَرَرٍ و هو ما تطایر من النار فی الجهات كَالْقَصْرِ
ص: 274
أی مثله فی عظمه و تخویفه یتطایر علی الكافرین من كل جهة نعوذ باللّٰه منه و هو واحد القصور من البنیان و العرب تشبه الإبل بالقصور و قیل كَالْقَصْرِ أی كأصول الشجر العظام ثم شبهه فی لونه بالجمالات الصفر فقال كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ أی كأنه أنیق سود لما یعتری سوادها من الصفر قال الفراء لا تری أسود من الإبل إلا و هو مشرب صفرة و لذلك سمت العرب سود الإبل صفرا و قیل هو من الصفرة لأن النار تكون صفراء.
و فی قوله تعالی إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً یرصدون به أی هی معدة لهم یرصد بها خزنتها الكفار و قیل مرصادا محبسا یحبس فیه الناس و قیل طریقا منصوبا علی العاصین فهو موردهم و منهلهم و هذا إشارة إلی أن جهنم للعصاة علی الرصد لا یفوتونها لِلطَّاغِینَ مَآباً أی للذین جازوا حدود اللّٰه و طغوا فی معصیة اللّٰه مرجعا یرجعون إلیه و مصیرا فكان المجرم قد كان بإجرامه فیها ثم رجع إلیها لابِثِینَ فِیها أَحْقاباً أی ماكثین فیها أزمانا كثیرة و ذكر فیه أقوال أحدها أن المعنی أحقابا لا انقطاع لها كلما مضی حقب جاء بعده حقب آخر و الحقب ثمانون سنة من سنی الآخرة.
و ثانیها أن الأحقاب ثلاثة و أربعون حقبا كل حقب سبعون خریفا كل خریف سبعمائة سنة كل سنة ثلاث مائة و ستون یوما كل یوم ألف سنة عن مجاهد.
و ثالثها أن اللّٰه تعالی لم یذكر شیئا إلا و جعل له مدة ینقطع إلیها و لم یجعل لأهل النار مدة بل قال لابِثِینَ فِیها أَحْقاباً فو اللّٰه ما هو إلا أنه إذا مضی حقب دخل حقب آخر ثم آخر كذلك إلی أبد الآبدین فلیس للأحقاب عدة إلا الخلود فی النار و لكن قد ذكروا أن الحقب الواحد سبعون ألف سنة كل یوم من تلك السنین ألف سنة مما نعده.
و رابعها أن المعنی لابِثِینَ فِیها أَحْقاباً لا یَذُوقُونَ فی تلك الأحقاب إِلَّا حَمِیماً وَ غَسَّاقاً ثم یلبثون یذوقون فیها غیر الحمیم و الغساق من أنواع العذاب فهذا توقیت لأنواع العذاب لا لمكثهم فی النار و هذا أحسن الأقوال.
ص: 275
و خامسها أنه یعنی به أهل التوحید عن خالد بن معدان.
وَ رَوَی نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ دَخَلَهَا حَتَّی یَمْكُثَ فِیهَا أَحْقَاباً وَ الْحُقْبُ بِضْعٌ وَ سِتُّونَ سَنَةً وَ السَّنَةُ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَ سِتُّونَ یَوْماً كُلُّ یَوْمٍ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ فَلَا یَتَّكِلَنَّ أَحَدٌ عَلَی أَنْ یَخْرُجَ مِنَ النَّارِ.
وَ رَوَی الْعَیَّاشِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ حُمْرَانَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ فَقَالَ هَذِهِ فِی الَّذِینَ یَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ- وَ رُوِیَ عَنِ الْأَحْوَلِ مِثْلُهُ.
و قوله لا یَذُوقُونَ فِیها بَرْداً وَ لا شَراباً یرید النوم و الماء عن ابن عباس قال أبو عبیدة البرد النوم هنا و قیل لا یَذُوقُونَ فِیها بَرْداً ینفعهم من حرها وَ لا شَراباً ینقعهم من عطشها إِلَّا حَمِیماً وَ غَسَّاقاً و هو صدید أهل النار جَزاءً وِفاقاً أی وافق عذاب النار الشرك لأنهما عظیمان و لا ذنب أعظم من الشرك و لا عذاب أعظم من النار عن مقاتل و قیل جوزوا جزاء وفق أعمالهم عن ابن عباس إِنَّهُمْ كانُوا لا یَرْجُونَ حِساباً أی فعلنا ذلك بهم لأنهم كانوا لا یخافون أن یحاسبوا و لا یؤمنون بالبعث وَ كَذَّبُوا بِآیاتِنا أی بما جاءت به الأنبیاء و قیل بالقرآن و قیل بحجج اللّٰه و لم یصدقوا بها كِذَّاباً أی تكذیبا وَ كُلَّ شَیْ ءٍ أَحْصَیْناهُ كِتاباً أی كل شی ء من الأعمال بیناه فی اللوح المحفوظ و قیل أی كل شی ء من أعمالهم حفظناه نجازیهم به فَذُوقُوا أی فقیل لهؤلاء الكفار ذوقوا ما أنتم فیه من العذاب فَلَنْ نَزِیدَكُمْ إِلَّا عَذاباً لأن كل عذاب یأتی بعد الوقت الأول فهو زائد علیه.
و فی قوله إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ یَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ یعنی أن هؤلاء الذین وصفهم بالكفر و الفجور محجوبون یوم القیامة عن رحمة ربهم و إحسانه و كرامته و قیل ممنوعون عن رحمته مدفوعون عن ثوابه غیر مقبولین و لا مرضیین و قیل محرومون عن ثوابه و كرامته عن علی علیه السلام.
و فی قوله تعالی إِنَّ الَّذِینَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ أی أحرقوهم و عذبوهم بالنار.
و فی قوله وَ یَتَجَنَّبُهَا أی و یتجنب الذكر و الموعظة الْأَشْقَی أی أشقی
ص: 276
العصاة و هو الذی كفر باللّٰه و بتوحیده و عبد غیره الَّذِی یَصْلَی النَّارَ الْكُبْری أی یلزم أكبر النیران و هی نار جهنم و النار الصغری نار الدنیا و قیل النار الكبری هی التی فی الطبقة السفلی من جهنم لا یَمُوتُ فِیها فیستریح وَ لا یَحْیی حیاة ینتفع بها بل صار حیاته وبالا علیه یتمنی زوالها لما هو فیه معها من فنون العقاب و ألوان العذاب.
و فی قوله فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّی أی تتلهب و تتوقد لا یَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَی الَّذِی كَذَّبَ بآیات اللّٰه و رسله وَ تَوَلَّی أی أعرض عن الإیمان وَ سَیُجَنَّبُهَا أی سیجنب النار و یجعل منها علی جانب الْأَتْقَی المبالغ فی التقوی الَّذِی یُؤْتِی مالَهُ أی ینفقه فی سبیل اللّٰه یَتَزَكَّی یطلب أن یكون عند اللّٰه زكیا لا یطلب بذلك رئاء و لا سمعة قال القاضی قوله لا یَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَی الَّذِی كَذَّبَ وَ تَوَلَّی لا یدل علی أنه تعالی لا یدخل النار إلا الكافر علی ما یقوله الخوارج و بعض المرجئة و ذلك لأنه نكر النار المذكورة و لم یعرفها فالمراد بذلك أن نارا من جملة النیران لا یصلها إلا من هذه حاله و النیران دركات علی ما بینه سبحانه فی سورة النساء فی شأن المنافقین فمن أین عرف أن غیر هذه النار لا یصلها قوم آخرون و بعد فإن الظاهر من الآیة یوجب أن لا یدخل النار إلا من كذب و تولی و جمع بین الأمرین فلا بد للقوم من القول بخلافه لأنهم یوجبون النار لمن یتولی عن كثیر من الواجبات و إن لم یكذب.
و فی قوله تعالی لَئِنْ لَمْ یَنْتَهِ أی إن لم یمتنع أبو جهل عن تكذیب محمد صلی اللّٰه علیه و آله و إیذائه لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِیَةِ النون نون التأكید الخفیفة أی لنجرن بناصیته إلی النار و هذا كقوله فَیُؤْخَذُ بِالنَّواصِی وَ الْأَقْدامِ (1)و معناه لنذلنه و نقیمنه مقام الأذلة ففی الأخذ بالناصیة إهانة و استخفاف و قیل معناه لنغیرن وجهه و نسودنه بالنار یوم القیامة لأن السفع أثر الإحراق بالنار ناصِیَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ وصفها بالكذب و الخطاء بمعنی أن صاحبها كاذب فی أقواله خاطئ فی أفعاله لما ذكر الجر بها أضاف
ص: 277
الفعل إلیها قال ابن عباس لما أتی أبو جهل رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله انتهره رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فقال أبو جهل أ تنهرنی یا محمد (1)فو اللّٰه لقد علمت ما بها أی بمكة أحد أكثر نادیا منی فأنزل اللّٰه سبحانه فَلْیَدْعُ نادِیَهُ و هذا وعید أی فلیدع أهل نادیه و مجلسه یعنی عشیرته فلینتصر بهم إذا حل عقاب اللّٰه به سَنَدْعُ الزَّبانِیَةَ یعنی الملائكة الموكلین بالنار و هم الملائكة الغلاظ الشداد.
و فی قوله تعالی كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْیَقِینِ أی لو تعلمون الأمر علما یقینا لشغلكم ما تعلمون عن التفاخر و التباهی بالعز و الكثرة ثم استأنف سبحانه وعیدا آخر فقال لَتَرَوُنَّ الْجَحِیمَ علی نیة القسم یعنی حین تبرز الجحیم فی القیامة قبل دخولهم إلیها ثُمَّ لَتَرَوُنَّها یعنی بعد الدخول إلیها عَیْنَ الْیَقِینِ كما یقال حق الیقین و محض الیقین معناه ثم لترونها بالمشاهدة إذا دخلتموها و عذبتم بها.
و فی قوله تعالی لَیُنْبَذَنَّ فِی الْحُطَمَةِ أی لیطرحن من وصفناه فی الحطمة و هی اسم من أسماء جهنم قال مقاتل و هی تحطم العظام و تأكل اللحوم حتی تهجم علی القلوب ثم قال وَ ما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ تفخیما لأمرها ثم فسرها بقوله نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ أی المؤججة أضافها سبحانه إلی نفسه لیعلم أنها لیست كسائر النیران ثم وصفها بالإیقاد علی الدوام الَّتِی تَطَّلِعُ عَلَی الْأَفْئِدَةِ أی تشرف علی القلوب فتبلغها ألمها و حریقها و قیل معناه أن هذه النار تخرج من الباطن إلی الظاهر خلاف نیران الدنیا إِنَّها عَلَیْهِمْ مُؤْصَدَةٌ یعنی أنها علی أهلها مطبقة تطبق أبوابها علیهم تأكیدا للإیاس عن الخروج فِی عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ و هی جمع عمود و قال أبو عبیدة كلاهما جمع عماد قال و هی أوتاد الأطباق التی تطبق علی أهل النار و قال مقاتل أطبقت الأبواب علیهم ثم شدت بأوتاد من حدید من نار حتی یرجع علیهم غمها و حرها فلا یفتح علیهم باب و لا یدخل علیهم روح و قال الحسن یعنی عمد السرادق فی قوله أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها (2)فإذا مدت تلك العمد أطبقت جهنم علی أهلها
ص: 278
نعوذ باللّٰه منها و قال الكلبی فی عمد مثل السواری ممدودة مطولة تمدد علیهم و قال ابن عباس هم فی عمد أی فی أغلال فی أعناقهم یعذبون بها.
وَ رَوَی الْعَیَّاشِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَحْوَلِ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْكُفَّارَ وَ الْمُشْرِكِینَ یُعَیِّرُونَ أَهْلَ التَّوْحِیدِ فِی النَّارِ وَ یَقُولُونَ مَا نَرَی تَوْحِیدَكُمْ أَغْنَی عَنْكُمْ شَیْئاً وَ مَا نَحْنُ وَ أَنْتُمْ إِلَّا سَوَاءٌ قَالَ فَیَأْنَفُ لَهُمُ الرَّبُّ تَعَالَی فَیَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ اشْفَعُوا فَیَشْفَعُونَ لِمَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ یَقُولُ لِلنَّبِیِّینَ اشْفَعُوا فَیَشْفَعُونَ لِمَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ یَقُولُ لِلْمُؤْمِنِینَ اشْفَعُوا فَیَشْفَعُونَ لِمَنْ شَاءَ اللَّهُ وَ یَقُولُ اللَّهُ أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ اخْرُجُوا بِرَحْمَتِی فَیَخْرُجُونَ كَمَا یَخْرُجُ الْفَرَاشُ (1)قَالَ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام ثُمَّ مُدَّتِ الْعُمُدُ وَ أُوصِدَتْ عَلَیْهِمْ وَ كَانَ وَ اللَّهِ الْخُلُودُ.
و فی قوله سبحانه سَیَصْلی ناراً ذاتَ لَهَبٍ أی سیدخل نارا ذات قوة و اشتعال تلتهب علیه و هی نار جهنم وَ امْرَأَتُهُ و هی أم جمیل بنت حرب أخت أبی سفیان حَمَّالَةَ الْحَطَبِ كانت تحمل الشوك و الغضا (2)فتطرحه فی طریق رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله إذا خرج إلی الصلاة و قیل معناه حمالة الخطایا فِی جِیدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ أی فی عنقها حبل من لیف و إنما وصفها بهذه الصفة تخسیسا لها و تحقیرا و قیل حبل تكون له خشونة اللیف و حرارة النار و ثقل الحدید یجعل فی عنقها زیادة فی عذابها و قیل فی عنقها سلسلة من حدید طولها سَبْعُونَ ذِراعاً تدخل من فیها و تخرج من دبرها و تدار علی عنقها فی النار عن ابن عباس و عروة بن الزبیر و سمیت السلسلة مسدا لأنها ممسودة أی مفتولة و قیل إنها كانت لها قلادة فاخرة من جوهر فقالت لأنفقنها فی عداوة محمد صلی اللّٰه علیه و آله فتكون عذابا فی عنقها یوم القیامة عن سعید بن المسیب.
و فی قوله سبحانه قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ الفلق الصبح لانفلاق عموده بالضیاء
ص: 279
عن الظلال و قیل الفلق الموالید لأنهم ینفلقون بالخروج من أصلاب الآباء و أرحام الأمهات و قیل جب فی جهنم یتعوذ أهل جهنم من شدة حره عن السدی و رواه أبو حمزة الثمالی و علی بن إبراهیم فی تفسیریهما.
«1»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ خَوِّفْنِی فَإِنَّ قَلْبِی قَدْ قَسَا فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ اسْتَعِدَّ لِلْحَیَاةِ الطَّوِیلَةِ فَإِنَّ جَبْرَئِیلَ جَاءَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ قَاطِبٌ (1)وَ قَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ یَجِی ءُ وَ هُوَ مُتَبَسِّمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا جَبْرَئِیلُ جِئْتَنِی الْیَوْمَ قَاطِباً فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ قَدْ وُضِعَتْ مَنَافِخُ النَّارِ فَقَالَ وَ مَا مَنَافِخُ النَّارِ یَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَ بِالنَّارِ فَنُفِخَ عَلَیْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّی ابْیَضَّتْ ثُمَّ نُفِخَ عَلَیْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّی احْمَرَّتْ ثُمَّ نُفِخَ عَلَیْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّی اسْوَدَّتْ فَهِیَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الضَّرِیعِ قَطَرَتْ فِی شَرَابِ أَهْلِ الدُّنْیَا لَمَاتَ أَهْلُهَا مِنْ نَتْنِهَا وَ لَوْ أَنَّ حَلْقَةً وَاحِدَةً مِنَ السِّلْسِلَةِ الَّتِی طُولُهَا سَبْعُونَ ذِراعاً وُضِعَتْ عَلَی الدُّنْیَا لَذَابَتِ الدُّنْیَا مِنْ حَرِّهَا وَ لَوْ أَنَّ سِرْبَالًا مِنْ سَرَابِیلِ أَهْلِ النَّارِ عُلِّقَ بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ لَمَاتَ أَهْلُ الدُّنْیَا مِنْ رِیحِهِ قَالَ فَبَكَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بَكَی جَبْرَئِیلُ فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَیْهِمَا مَلَكاً فَقَالَ لَهُمَا إِنَّ رَبَّكُمَا یُقْرِئُكُمَا السَّلَامَ وَ یَقُولُ قَدْ أَمَّنْتُكُمَا أَنْ تُذْنِبَا ذَنْباً أُعَذِّبُكُمَا عَلَیْهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَمَا رَأَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَبْرَئِیلَ مُتَبَسِّماً بَعْدَ ذَلِكَ (2)ثُمَّ قَالَ إِنَّ أَهْلَ النَّارِ یُعَظِّمُونَ النَّارَ وَ إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ یُعَظِّمُونَ الْجَنَّةَ وَ النَّعِیمَ وَ إِنَّ جَهَنَّمَ إِذَا دَخَلُوهَا هَوَوْا فِیهَا مَسِیرَةَ سَبْعِینَ عَاماً فَإِذَا بَلَغُوا أَعْلَاهَا قُمِعُوا بِمَقَامِعِ الْحَدِیدِ وَ أُعِیدُوا فِی دَرَكِهَا فَهَذِهِ حَالُهُمْ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كُلَّما أَرادُوا أَنْ یَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِیدُوا فِیها وَ ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِیقِ ثُمَّ تُبَدَّلُ جُلُودُهُمْ غَیْرَ الْجُلُودِ الَّتِی كَانَتْ عَلَیْهِمْ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حَسْبُكَ قُلْتُ حَسْبِی حَسْبِی.
«2»-ثو، ثواب الأعمال لی، الأمالی للصدوق ابْنُ مُوسَی عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِیَاثٍ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
ص: 280
صلی اللّٰه علیه و آله أَرْبَعَةٌ یُؤْذُونَ أَهْلَ النَّارِ عَلَی مَا بِهِمْ مِنَ الْأَذَی یُسْقَوْنَ مِنَ الْحَمِیمِ فِی الْجَحِیمِ یُنَادُونَ بِالْوَیْلِ وَ الثُّبُورِ یَقُولُ أَهْلُ النَّارِ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ مَا بَالُ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةِ قَدْ آذَوْنَا عَلَی مَا بِنَا مِنَ الْأَذَی فَرَجُلٌ مُعَلَّقٌ فِی تَابُوتٍ مِنْ جَمْرٍ وَ رَجُلٌ یَجُرُّ أَمْعَاءَهُ وَ رَجُلٌ یَسِیلُ فُوهُ قَیْحاً وَ دَماً وَ رَجُلٌ یَأْكُلُ لَحْمَهُ فَقِیلَ لِصَاحِبِ التَّابُوتِ مَا بَالُ الْأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَی مَا بِنَا مِنَ الْأَذَی فَیَقُولُ إِنَّ الْأَبْعَدَ قَدْ مَاتَ وَ فِی عُنُقِهِ أَمْوَالُ النَّاسِ لَمْ یَجِدْ لَهَا فِی نَفْسِهِ أَدَاءً وَ لَا وَفَاءً (1)ثُمَّ یُقَالُ لِلَّذِی یَجُرُّ أَمْعَاءَهُ مَا بَالُ الْأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَی مَا بِنَا مِنَ الْأَذَی فَیَقُولُ إِنَّ الْأَبْعَدَ كَانَ لَا یُبَالِی أَیْنَ أَصَابَ الْبَوْلُ مِنْ جَسَدِهِ ثُمَّ یُقَالُ لِلَّذِی یَسِیلُ فُوهُ قَیْحاً وَ دَماً مَا بَالُ الْأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَی مَا بِنَا مِنَ الْأَذَی فَیَقُولُ إِنَّ الْأَبْعَدَ كَانَ یُحَاكِی فَیَنْظُرُ إِلَی كُلِّ كَلِمَةٍ خَبِیثَةٍ فَیُسْنِدُهَا وَ یُحَاكِی بِهَا ثُمَّ یُقَالُ لِلَّذِی كَانَ یَأْكُلُ لَحْمَهُ مَا بَالُ الْأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَی مَا بِنَا مِنَ الْأَذَی فَیَقُولُ إِنَّ الْأَبْعَدَ كَانَ یَأْكُلُ لُحُومَ النَّاسِ بِالْغِیبَةِ وَ یَمْشِی بِالنَّمِیمَةِ.
توضیح قال الجزری فیه إن رجلا جاء فقال إن الأبعد قد زنی معناه المتباعد عن الخیر و العصمة یقال بعد بالكسر فهو باعد أی هلك و الأبعد الخائن أیضا.
«3»-لی، الأمالی للصدوق ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ دِینَارٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ علیهما السلام قَالَ: إِنَّ أَهْلَ النَّارِ یَتَعَاوَوْنَ فِیهَا كَمَا یَتَعَاوَی الْكِلَابُ وَ الذِّئَابُ مِمَّا یَلْقَوْنَ مِنْ أَلِیمِ الْعَذَابِ فَمَا ظَنُّكَ یَا عَمْرُو بِقَوْمٍ لا یُقْضی عَلَیْهِمْ فَیَمُوتُوا وَ لا یُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها عِطَاشٍ فِیهَا جِیَاعٍ كَلِیلَةٍ أَبْصَارُهُمْ صُمٍّ بُكْمٍ عُمْیٍ مُسْوَدَّةٍ وُجُوهُهُمْ خَاسِئِینَ فِیهَا نَادِمِینَ مَغْضُوبٍ عَلَیْهِمْ فَلَا یُرْحَمُونَ مِنَ الْعَذَابِ وَ لَا یُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَ فِی النَّارِ یُسْجَرُونَ وَ مِنَ الْحَمِیمِ یَشْرَبُونَ وَ مِنَ الزَّقُّومِ یَأْكُلُونَ وَ بِكَلَالِیبِ (2)النَّارِ یُحْطَمُونَ وَ بِالْمَقَامِعِ یُضْرَبُونَ وَ الْمَلَائِكَةُ الْغِلَاظُ الشِّدَادُ لَا یَرْحَمُونَ فَهُمْ فِی النَّارِ یُسْحَبُونَ عَلَی وُجُوهِهِمْ
ص: 281
مَعَ الشَّیَاطِینِ یُقَرَّنُونَ وَ فِی الْأَنْكَالِ وَ الْأَغْلَالِ یُصَفَّدُونَ إِنْ دَعَوْا لَمْ یُسْتَجَبْ لَهُمْ وَ إِنْ سَأَلُوا حَاجَةً لَمْ تُقْضَ لَهُمْ هَذِهِ حَالُ مَنْ دَخَلَ النَّارَ.
بیان: یحطمون أی یكسرون و یقطعون و فی بعض النسخ بالخاء المعجمة یقال خطمه أی ضرب أنفه و بالخطام جعله علی أنفه كخطمه به أو جر أنفه لیضع علیه الخطام ذكره الفیروزآبادی.
«4»-لی، الأمالی للصدوق أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیهما السلام قَالَ: إِنَّ عَبْداً مَكَثَ فِی النَّارِ سَبْعِینَ خَرِیفاً وَ الْخَرِیفُ سَبْعُونَ سَنَةً قَالَ ثُمَّ إِنَّهُ سَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ لَمَّا رَحِمْتَنِی قَالَ فَأَوْحَی اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ إِلَی جَبْرَئِیلَ علیه السلام أَنِ اهْبِطْ إِلَی عَبْدِی فَأَخْرِجْهُ قَالَ یَا رَبِّ وَ كَیْفَ لِی بِالْهُبُوطِ فِی النَّارِ قَالَ إِنِّی قَدْ أَمَرْتُهَا أَنْ تَكُونَ عَلَیْكَ بَرْداً وَ سَلَاماً قَالَ یَا رَبِّ فَمَا عِلْمِی بِمَوْضِعِهِ قَالَ إِنَّهُ فِی جُبٍّ مِنْ سِجِّینٍ قَالَ فَهَبَطَ فِی النَّارِ فَوَجَدَهُ وَ هُوَ مَعْقُولٌ عَلَی وَجْهِهِ فَأَخْرَجَهُ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ یَا عَبْدِی كَمْ لَبِثْتَ تُنَاشِدُنِی فِی النَّارِ قَالَ مَا أُحْصِیهِ یَا رَبِّ قَالَ أَمَا وَ عِزَّتِی لَوْ لَا مَا سَأَلْتَنِی بِهِ لَأَطَلْتُ هَوَانَكَ فِی النَّارِ وَ لَكِنَّهُ حَتْمٌ عَلَی نَفْسِی أَنْ لَا یَسْأَلَنِی عَبْدٌ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ إِلَّا غَفَرْتُ لَهُ مَا كَانَ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ وَ قَدْ غَفَرْتُ لَكَ الْیَوْمَ.
-مع، معانی الأخبار أبی عن سعد عن الحسن بن علی الكوفی مثله بیان قال الجزری فیه فقراء أمتی یدخلون الجنة قبل أغنیائهم بأربعین خریفا الخریف الزمان المعروف من فصول السنة ما بین الصیف و الشتاء و یرید به أربعین سنة لأن الخریف لا یكون فی السنة إلا مرة واحدة و منه الحدیث أن أهل النار یدعون مالكا أربعین خریفا انتهی.
أقول: لما لم یكن فی الآخرة یوم و لیل و شتاء و خریف یعبر عن مقدار من الزمان بالیوم و بالسنة فقد یطلق الیوم علی مقدار خمسین ألف سنة فكذلك عبر عن سبعین سنة هنا بالخریف لكون السبعین منتهی أعمار أكثر الناس أو لكونه بالنسبة
ص: 282
إلی أعمار المعمرین بمنزلة الخریف الذی یأتی علی الأشجار فیذهب بطراوتها و نمائها أو لغیر ذلك قوله و هو معقول أی مشدود یداه و رجلاه مكبوب علی وجهه.
«5»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْغَضَائِرِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ شُرَیْحٍ الْقَاضِی عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی خُطْبَةٍ لَهُ طَوِیلَةٍ حَتَّی تُشَقَّ عَنِ الْقُبُورِ وَ تُبْعَثَ إِلَی النُّشُورِ فَإِنْ خُتِمَ لَكَ بِالسَّعَادَةِ صِرْتَ إِلَی الْحُبُورِ وَ أَنْتَ مَلِكٌ مُطَاعٌ وَ آمِنٌ لَا تُرَاعُ یَطُوفُ عَلَیْكُمْ وِلْدَانٌ كَأَنَّهُمُ الْجُمَانُ (1)بِكَأْسٍ مِنْ مَعِینٍ بَیْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِینَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِیهَا یَتَنَعَّمُونَ وَ أَهْلُ النَّارِ فِیهَا یُعَذَّبُونَ هَؤُلَاءِ فِی السُّنْدُسِ وَ الْحَرِیرِ یَتَبَخْتَرُونَ وَ هَؤُلَاءِ فِی الْجَحِیمِ وَ السَّعِیرِ یَتَقَلَّبُونَ هَؤُلَاءِ تُحْشَی جَمَاجِمُهُمْ بِمِسْكِ الْجِنَانِ وَ هَؤُلَاءِ یُضْرَبُونَ بِمَقَامِعِ النِّیرَانِ هَؤُلَاءِ یُعَانِقُونَ الْحُورَ فِی الْحِجَالِ وَ هَؤُلَاءِ یُطَوَّقُونَ أَطْوَاقاً فِی النَّارِ بِالْأَغْلَالِ فَلَهُ فَزَعٌ قَدْ أَعْیَا الْأَطِبَّاءَ وَ بِهِ دَاءٌ لَا یَقْبَلُ الدَّوَاءَ.
«6»-ع، علل الشرائع أَبُو الْهَیْثَمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الصَّائِغِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ سُفْیَانَ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ فَإِنَّ الْحَرَّ مِنْ فَیْحِ جَهَنَّمَ وَ اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَی رَبِّهَا فَأَذِنَ لَهَا فِی نَفَسَیْنِ نَفَسٍ فِی الشِّتَاءِ وَ نَفَسٍ فِی الصَّیْفِ فَشِدَّةُ مَا یَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ مِنْ فَیْحِهَا وَ مَا یَجِدُونَ مِنَ الْبَرْدِ مِنْ زَمْهَرِیرِهَا.
«7»-مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لابِثِینَ فِیها أَحْقاباً قَالَ الْأَحْقَابُ ثَمَانِیَةُ أَحْقَابٍ وَ الْحُقْبَةُ ثَمَانُونَ سَنَةً وَ السَّنَّةُ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَ سِتُّونَ یَوْماً وَ الْیَوْمُ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ
إیضاح قال الجوهری الحقب بالضم ثمانون سنة و یقال أكثر من ذلك و الجمع حقاب مثل قف و قفاف و الحقبة بالكسر واحدة الحقب و هی السنون و الحقب و الأحقاب الدهور و منه قوله تعالی أَوْ أَمْضِیَ حُقُباً
«8»-ید، التوحید ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام لی، الأمالی للصدوق الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْهَرَوِیِّ قَالَ: قُلْتُ
ص: 283
لِلرِّضَا علیه السلام أَخْبِرْنِی عَنِ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ أَ هُمَا الْیَوْمَ مَخْلُوقَتَانِ فَقَالَ نَعَمْ وَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ رَأَی النَّارَ لَمَّا عُرِجَ بِهِ إِلَی السَّمَاءِ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ فَإِنَّ قَوْماً یَقُولُونَ إِنَّهُمَا الْیَوْمَ مُقَدَّرَتَانِ غَیْرُ مَخْلُوقَتَیْنِ فَقَالَ علیه السلام مَا أُولَئِكَ مِنَّا وَ لَا نَحْنُ مِنْهُمْ مَنْ أَنْكَرَ خَلْقَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ فَقَدْ كَذَّبَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَذَّبَنَا وَ لَیْسَ مِنْ وَلَایَتِنَا عَلَی شَیْ ءٍ وَ خُلِّدَ فِی نَارِ جَهَنَّمَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِی یُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ یَطُوفُونَ بَیْنَها وَ بَیْنَ حَمِیمٍ آنٍ الْخَبَرَ.
-ج، الإحتجاج مرسلا مثله.
«9»-لی، الأمالی للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیهما السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَیْثُ أُسْرِیَ بِهِ (1)لَمْ یَمُرَّ بِخَلْقٍ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ إِلَّا رَأَی مِنْهُ مَا یُحِبُّ مِنَ الْبِشْرِ وَ اللُّطْفِ وَ السُّرُورِ بِهِ حَتَّی مَرَّ بِخَلْقٍ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ فَلَمْ یَلْتَفِتْ إِلَیْهِ وَ لَمْ یَقُلْ لَهُ شَیْئاً فَوَجَدَهُ قَاطِباً عَابِساً فَقَالَ یَا جَبْرَئِیلُ مَا مَرَرْتُ بِخَلْقٍ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ إِلَّا رَأَیْتُ الْبِشْرَ وَ اللُّطْفَ وَ السُّرُورَ مِنْهُ إِلَّا هَذَا فَمَنْ هَذَا قَالَ هَذَا مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ هَكَذَا خَلَقَهُ رَبُّهُ قَالَ فَإِنِّی أُحِبُّ أَنْ تَطْلُبَ إِلَیْهِ أَنْ یُرِیَنِی النَّارَ فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام إِنَّ هَذَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ سَأَلَنِی أَنْ أَطْلُبَ إِلَیْكَ أَنْ تُرِیَهُ النَّارَ قَالَ فَأَخْرَجَ لَهُ عُنُقاً مِنْهَا فَرَآهَا فَلَمَّا أَبْصَرَهَا لَمْ یَكُنْ ضَاحِكاً حَتَّی قَبَضَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ.
-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ مِثْلَهُ وَ فِیهِ وَ قَدْ سَأَلَنِی أَنْ أَسْأَلَكَ أَنْ تُرِیَهَا إِیَّاهُ قَالَ فَكَشَفَ لَهُ طَبَقاً مِنْ أَطْبَاقِهَا قَالَ فَمَا افْتَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ضَاحِكاً حَتَّی مَاتَ.
بیان: افتر فلان ضاحكا بتشدید الراء أبدی أسنانه.
«10»-ل، الخصال ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: وَ اللَّهِ مَا خَلَتِ الْجَنَّةُ مِنْ أَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِینَ مُنْذُ خَلَقَهَا وَ لَا خَلَتِ النَّارُ مِنْ أَرْوَاحِ الْكُفَّارِ وَ الْعُصَاةِ مُنْذُ خَلَقَهَا عَزَّ وَ جَلَّ الْخَبَرَ.
ص: 284
«11»-ل، الخصال الْقَطَّانُ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا الْقَطَّانِ عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلنَّارِ سَبْعَةَ أَبْوَابٍ بَابٌ یَدْخُلُ مِنْهُ فِرْعَوْنُ وَ هَامَانُ وَ قَارُونُ وَ بَابٌ یَدْخُلُ مِنْهُ الْمُشْرِكُونَ وَ الْكُفَّارُ مِمَّنْ لَمْ یُؤْمِنْ بِاللَّهِ طَرْفَةَ عَیْنٍ وَ بَابٌ تَدْخُلُ مِنْهُ بَنُو أُمَیَّةَ وَ هُوَ لَهُمْ خَاصَّةً لَا یُزَاحِمُهُمْ فِیهِ أَحَدٌ وَ هُوَ بَابُ لَظَی وَ هُوَ بَابُ سَقَرَ وَ هُوَ بَابُ الْهَاوِیَةِ تَهْوِی بِهِمْ سَبْعِینَ خَرِیفاً فَكُلَّمَا هَوَی بِهِمْ سَبْعِینَ خَرِیفاً فَارَ بِهِمْ فَوْرَةً قَذَفَ (1)بِهِمْ فِی أَعْلَاهَا سَبْعِینَ خَرِیفاً ثُمَّ هَوَی بِهِمْ (2)كَذَلِكَ سَبْعِینَ خَرِیفاً فَلَا یَزَالُونَ هَكَذَا أَبَداً خَالِدِینَ مُخَلَّدِینَ وَ بَابٌ یَدْخُلُ فِیهِ مُبْغِضُونَا وَ مُحَارِبُونَا وَ خَاذِلُونَا وَ إِنَّهُ لَأَعْظَمُ الْأَبْوَابِ وَ أَشَدُّهَا حَرّاً.
بیان: الخبر یحتمل وجوها الأول أنه علیه السلام لم یعد جمیع الأبواب بل عد أربعة هی معظمها و اللظی و سقر و الهاویة كلها أسماء باب بنی أمیة و الثانی أن یكون قوله و هو باب لظی الضمیر فیه راجعا إلی جنس الباب و المعنی من الأبواب باب لظی فیكون غیر باب بنی أمیة فیتم السبعة الثالث أن تكون تلك الأبواب أیضا لبنی أمیة الرابع أن ینقسم باب بنی أمیة إلی تلك الأبواب و لم یذكر الباب السابع لسائر الناس لظهوره الخامس أن تكون الثلاثة أسماء للأبواب الثلاثة المتقدمة علی اللف و النشر.
«12»-ل، الخصال أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ هَمَّامٍ عَنِ ابْنِ غَزْوَانَ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: تُكَلِّمُ النَّارُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثَلَاثَةً أَمِیراً وَ قَارِئاً وَ ذَا ثَرْوَةٍ مِنَ الْمَالِ فَتَقُولُ لِلْأَمِیرِ یَا مَنْ وَهَبَ اللَّهُ لَهُ سُلْطَاناً فَلَمْ یَعْدِلْ فَتَزْدَرِدُهُ كَمَا یَزْدَرِدُ الطَّیْرُ حَبَّ السِّمْسِمِ وَ تَقُولُ لِلْقَارِئِ یَا مَنْ تَزَیَّنَ لِلنَّاسِ وَ بَارَزَ اللَّهَ بِالْمَعَاصِی فَتَزْدَرِدُهُ وَ تَقُولُ لِلْغَنِیِّ یَا مَنْ وَهَبَ اللَّهُ لَهُ دُنْیَا كَثِیرَةً وَاسِعَةً فَیْضاً وَ سَأَلَهُ الْحَقِیرَ (3)الْیَسِیرَ قَرْضاً فَأَبَی إِلَّا بُخْلًا فَتَزْدَرِدُهُ.
ص: 285
بیان: الازدراد الابتلاع و الفیض مبالغة فی الوصف بالكثرة أو أرید به الدوام و الاستمرار.
«13»-ل، الخصال ابْنُ مُوسَی عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا الْقَطَّانِ عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحِیمِ الْجَبَلِیِّ الصَّیْدَنَانِیِّ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّلْتِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ نَصْرٍ الْخَزَّازِ عَنْ عَمْرِو بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ نَصْرٍ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ (1)عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ یَهُودِیَّانِ فَسَأَلَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالا أَیْنَ تَكُونُ الْجَنَّةُ وَ أَیْنَ تَكُونُ النَّارُ قَالَ أَمَّا الْجَنَّةُ فَفِی السَّمَاءِ وَ أَمَّا النَّارُ فَفِی الْأَرْضِ الْخَبَرَ.
«14»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام فِی خَبَرِ الشَّامِیِّ أَنَّهُ سَأَلَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنْ شَرِّ وَادٍ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ فَقَالَ وَادٍ بِالْیَمَنِ یُقَالُ لَهُ بَرَهُوتُ وَ هُوَ مِنْ أَوْدِیَةِ جَهَنَّمَ وَ سَأَلَهُ عَنْ كَلَامِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَقَالَ كَلَامُ أَهْلِ الْجَنَّةِ بِالْعَرَبِیَّةِ وَ سَأَلَهُ عَنْ كَلَامِ أَهْلِ النَّارِ فَقَالَ بِالْمَجُوسِیَّةِ.
بیان: قوله علیه السلام و هو من أودیة جهنم أی تشبهها أو تحاذیها أو ستصیر منها أو هی جهنم لأرواح الكفار فی البرزخ كما مر.
«15»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام الْمُفَسِّرُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْحُسَیْنِیِّ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: قِیلَ لِلصَّادِقِ علیه السلام أَخْبِرْنَا عَنِ الطَّاعُونِ فَقَالَ عَذَابُ اللَّهِ لِقَوْمٍ وَ رَحْمَةٌ لِآخَرِینِ قَالُوا وَ كَیْفَ تَكُونُ الرَّحْمَةُ عَذَاباً قَالَ أَ مَا تَعْرِفُونَ أَنَّ نِیرَانَ جَهَنَّمَ عَذَابٌ عَلَی الْكُفَّارِ وَ خَزَنَةُ جَهَنَّمَ مَعَهُمْ فِیهَا فَهِیَ رَحْمَةٌ عَلَیْهِمْ.
«16»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی فِی كِتَابِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَی أَهْلِ مِصْرَ فِی وَصْفِ النَّارِ (2)قَعْرُهَا بَعِیدٌ وَ حَرُّهَا شَدِیدٌ وَ شَرَابُهَا صَدِیدٌ وَ عَذَابُهَا جَدِیدٌ وَ مَقَامِعُهَا حَدِیدٌ لَا یَفْتُرُ عَذَابُهَا وَ لَا یَمُوتُ سَاكِنُهَا دَارٌ لَیْسَ فِیهَا رَحْمَةٌ وَ لَا تَسْمَعُ لِأَهْلِهَا دَعْوَةٌ الْخَبَرَ.
ص: 286
«17»-مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَرَأَ رَجُلٌ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ فَقَالَ الرَّجُلُ وَ مَا الْفَلَقُ قَالَ صَدْعٌ (1)فِی النَّارِ فِیهِ سَبْعُونَ أَلْفَ دَارٍ فِی كُلِّ دَارٍ سَبْعُونَ أَلْفَ بَیْتٍ فِی كُلِّ بَیْتٍ سَبْعُونَ أَلْفَ أَسْوَدَ فِی جَوْفِ كُلِّ أَسْوَدَ سَبْعُونَ أَلْفَ جَرَّةِ سَمٍّ لَا بُدَّ لِأَهْلِ النَّارِ أَنْ یَمُرُّوا عَلَیْهَا.
«18»-فس، تفسیر القمی فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ یَوْمَئِذٍ خَیْرٌ مُسْتَقَرًّا وَ أَحْسَنُ مَقِیلًا فَبَلَغَنَا وَ اللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا اسْتَوَی أَهْلُ النَّارِ إِلَی النَّارِ (2)لِیُنْطَلَقَ بِهِمْ قَبْلَ أَنْ یَدْخُلُوا النَّارَ فَیُقَالُ لَهُمُ ادْخُلُوا إِلی ظِلٍّ ذِی ثَلاثِ شُعَبٍ مِنْ دُخَانِ النَّارِ فَیَحْسَبُونَ أَنَّهَا الْجَنَّةُ ثُمَّ یَدْخُلُونَ النَّارَ أَفْوَاجاً وَ ذَلِكَ نِصْفُ النَّهَارِ وَ أَقْبَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِیمَا اشْتَهَوْا مِنَ التُّحَفِ حَتَّی یُعْطَوْا مَنَازِلَهُمْ فِی الْجَنَّةِ نِصْفَ النَّهَارِ فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ یَوْمَئِذٍ خَیْرٌ مُسْتَقَرًّا وَ أَحْسَنُ مَقِیلًا
«19»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا خَلَقَ اللَّهُ خَلْقاً إِلَّا جَعَلَ لَهُ فِی الْجَنَّةِ مَنْزِلًا وَ فِی النَّارِ مَنْزِلًا فَإِذَا سَكَنَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَ أَهْلُ النَّارِ النَّارَ نَادَی مُنَادٍ یَا أَهْلَ الْجَنَّةِ أَشْرِفُوا فَیُشْرِفُونَ عَلَی النَّارِ وَ تُرْفَعُ لَهُمْ مَنَازِلُهُمْ فِیهَا ثُمَّ یُقَالُ لَهُمْ هَذِهِ مَنَازِلُكُمُ الَّتِی لَوْ عَصَیْتُمُ اللَّهَ دَخَلْتُمُوهَا (3)قَالَ فَلَوْ أَنَّ أَحَداً مَاتَ فَرَحاً لَمَاتَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ فَرَحاً لِمَا صُرِفَ عَنْهُمْ مِنَ الْعَذَابِ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ یَا أَهْلَ النَّارِ ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ فَیَرْفَعُونَ رُءُوسَهُمْ فَیَنْظُرُونَ إِلَی مَنَازِلِهِمْ فِی الْجَنَّةِ وَ مَا فِیهَا مِنَ النَّعِیمِ فَیُقَالُ لَهُمْ هَذِهِ مَنَازِلُكُمُ الَّتِی لَوْ أَطَعْتُمْ رَبَّكُمْ دَخَلْتُمُوهَا قَالَ فَلَوْ أَنَّ أَحَداً مَاتَ حُزْناً لَمَاتَ أَهْلُ النَّارِ حُزْناً فَیُورَثُ هَؤُلَاءِ مَنَازِلَ هَؤُلَاءِ وَ یُورَثُ هَؤُلَاءِ مَنَازِلَ هَؤُلَاءِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِینَ یَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِیها خالِدُونَ
ص: 287
«20»-فس، تفسیر القمی كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَیْرَها لِیَذُوقُوا الْعَذابَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَزِیزاً حَكِیماً فَقِیلَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَیْفَ تُبَدَّلُ جُلُودُهُمْ غَیْرَهَا فَقَالَ أَ رَأَیْتَ لَوْ أَخَذْتَ لَبِنَةً فَكَسَرْتَهَا وَ صَیَّرْتَهَا تُرَاباً ثُمَّ ضَرَبْتَهَا فِی الْقَالَبِ أَ هِیَ الَّتِی كَانَتْ إِنَّمَا هِیَ ذَلِكَ وَ حَدَثَ تَغَیُّرٌ آخَرُ وَ الْأَصْلُ وَاحِدٌ.
«21»-فس، تفسیر القمی قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ نَارَكُمْ هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِینَ جُزْءاً مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ وَ قَدْ أُطْفِئَتْ سَبْعِینَ مَرَّةً بِالْمَاءِ ثُمَّ الْتَهَبَتْ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ مَا اسْتَطَاعَ آدَمِیٌّ أَنْ یُطِیقَهَا وَ إِنَّهُ لَیُؤْتَی بِهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَتَّی تُوضَعَ عَلَی النَّارِ فَتَصْرَخَ صَرْخَةً لَا یَبْقَی مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ إِلَّا جَثَا عَلَی رُكْبَتَیْهِ فَزَعاً مِنْ صَرْخَتِهَا.
-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر ابن علوان عن عمرو بن خالد عن زید بن علی عن آبائه عن علی علیه السلام عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله مثله بیان قوله علیه السلام و إنه لیؤتی بها أی بنار الدنیا حتی توضع علی نار الآخرة و تضاف إلیها أو بالعكس و علی التقدیرین الصارخة نار الآخرة كما دلت علیه الأخبار السالفة و یحتمل نار الدنیا.
«22»-فس، تفسیر القمی إِنَّما یُؤَخِّرُهُمْ لِیَوْمٍ تَشْخَصُ فِیهِ الْأَبْصارُ قَالَ تَبْقَی أَعْیُنُهُمْ مَفْتُوحَةً مِنْ هَوْلِ جَهَنَّمَ لَا یَقْدِرُونَ أَنْ یَطْرِفُوهَا.
«23»-فس، تفسیر القمی مُقَرَّنِینَ فِی الْأَصْفادِ مُقَیَّدِینَ بَعْضُهُمْ إِلَی بَعْضٍ سَرابِیلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ قَالَ السَّرَابِیلُ الْقُمُصُ.
وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ سَرابِیلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ هُوَ الصُّفْرُ الْحَارُّ الذَّائِبُ یَقُولُ انْتَهَی حَرُّهُ یَقُولُ اللَّهُ وَ تَغْشی وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَ سَرْبَلُوا ذَلِكَ الصُّفْرَ فَتَغْشَی وُجُوهَهُمُ النَّارُ.
«24»-فس، تفسیر القمی إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِیدٍ قَالَ مَسِیرَةَ سَنَةٍ سَمِعُوا لَها تَغَیُّظاً وَ زَفِیراً وَ إِذا أُلْقُوا مِنْها أَیْ فِیهَا مَكاناً ضَیِّقاً مُقَرَّنِینَ قَالَ مُقَیَّدِینَ بَعْضُهُمْ مَعَ بَعْضٍ دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً
«25»-فس، تفسیر القمی قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی قَوْلِهِ مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ وَ یُسْقی مِنْ ماءٍ صَدِیدٍ قَالَ مَا یَخْرُجُ مِنْ فُرُوجِ الزَّوَانِی قَوْلُهُ یَتَجَرَّعُهُ وَ لا یَكادُ یُسِیغُهُ وَ یَأْتِیهِ الْمَوْتُ
ص: 288
مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَ ما هُوَ بِمَیِّتٍ قَالَ یُقَرَّبُ إِلَیْهِ فَیَكْرَهُهُ وَ إِذَا أُدْنِیَ مِنْهُ شُوِیَ وَجْهُهُ وَ وَقَعَتْ فَرْوَةُ رَأْسِهِ فَإِذَا شَرِبَ قُطِّعَتْ أَمْعَاؤُهُ وَ مُزِّقَتْ تَحْتَ قَدَمَیْهِ وَ إِنَّهُ لَیَخْرُجُ مِنْ أَحَدِهِمْ مِثْلُ الْوَادِی صَدِیداً وَ قَیْحاً ثُمَّ قَالَ وَ إِنَّهُمْ لَیَبْكُونَ حَتَّی تَسِیلَ دُمُوعُهُمْ عَلَی وُجُوهِهِمْ (1)جَدَاوِلَ ثُمَّ یَنْقَطِعُ الدُّمُوعُ فَیَسِیلُ الدِّمَاءُ حَتَّی لَوْ أَنَّ السُّفُنَ أُجْرِیَتْ فِیهَا لَجَرَتْ وَ هُوَ قَوْلُهُ وَ سُقُوا ماءً حَمِیماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ
«26»-فس، تفسیر القمی فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً یَقُولُ مُلَازِماً لَا یُفَارِقُ قَوْلُهُ وَ مَنْ یَفْعَلْ ذلِكَ یَلْقَ أَثاماً قَالَ أَثَامٌ وَادٍ مِنْ أَوْدِیَةِ جَهَنَّمَ مِنْ صُفْرٍ مُذَابٍ قُدَّامَهَا حَرَّةٌ (2)فِی جَهَنَّمَ یَكُونُ فِیهِ مَنْ عَبَدَ غَیْرَ اللَّهِ وَ مَنْ قَتَلَ النَّفْسَ الَّتِی حَرَّمَ اللَّهُ وَ تَكُونُ فِیهِ الزُّنَاةُ.
«27»-فس، تفسیر القمی وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِینَ لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ قَالَ یَدْخُلُ فِی كُلِّ بَابٍ أَهْلُ مِلَّةٍ وَ لِلْجَنَّةِ ثَمَانِیَةُ أَبْوَابٍ.
وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِینَ فَوُقُوفُهُمْ عَلَی الصِّرَاطِ وَ أَمَّا لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ فَبَلَغَنِی وَ اللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ جَعَلَهَا سَبْعَ دَرَكَاتٍ أَعْلَاهَا الْجَحِیمُ یَقُومُ أَهْلُهَا عَلَی الصَّفَا مِنْهَا تَغْلِی أَدْمِغَتُهُمْ فِیهَا كَغَلْیِ الْقُدُورِ بِمَا فِیهَا وَ الثَّانِیَةُ لَظی نَزَّاعَةً لِلشَّوی تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَ تَوَلَّی وَ جَمَعَ فَأَوْعی وَ الثَّالِثَةُ سَقَرُ لا تُبْقِی وَ لا تَذَرُ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ عَلَیْها تِسْعَةَ عَشَرَ وَ الرَّابِعَةُ الْحُطَمَةُ وَ مِنْهَا یَثُورُ شَرَرٌ (3)كَالْقَصْرِ كَأَنَّهَا جِمَالاتٌ صُفْرٌ تُدَقُّ كُلُّ مَنْ صَارَ إِلَیْهَا مِثْلَ الْكُحْلِ فَلَا یَمُوتُ الرُّوحُ كُلَّمَا صَارُوا مِثْلَ الْكُحْلِ عَادُوا وَ الْخَامِسَةُ الْهَاوِیَةُ فِیهَا مَلَأٌ یَدْعُونَ یَا مَالِكُ أَغِثْنَا فَإِذَا أَغَاثَهُمْ جَعَلَ لَهُمْ آنِیَةً مِنْ صُفْرٍ مِنْ نَارٍ فِیهِ صَدِیدُ مَاءٍ یَسِیلُ مِنْ جُلُودِهِمْ كَأَنَّهُ مُهْلٌ فَإِذَا رَفَعُوهُ لِیَشْرَبُوا مِنْهُ
ص: 289
تَسَاقَطَ لَحْمُ وُجُوهِهِمْ فِیهَا مِنْ شِدَّةِ حَرِّهَا وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی وَ إِنْ یَسْتَغِیثُوا یُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ یَشْوِی الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَ ساءَتْ مُرْتَفَقاً وَ مَنْ هَوَی فِیهَا هَوَی سَبْعِینَ عَاماً فِی النَّارِ كُلَّمَا احْتَرَقَ جِلْدُهُ بُدِّلَ جِلْداً غَیْرَهُ وَ السَّادِسَةُ هِیَ السَّعِیرُ فِیهَا ثَلَاثُ مِائَةِ سُرَادِقٍ مِنْ نَارٍ فِی كُلِّ سُرَادِقٍ ثَلَاثُ مِائَةِ قَصْرٍ مِنْ نَارٍ فِی كُلِّ قَصْرٍ ثَلَاثُ مِائَةِ بَیْتٍ مِنْ نَارٍ فِی كُلِّ بَیْتٍ ثَلَاثُ مِائَةِ لَوْنٍ مِنْ عَذَابِ النَّارِ فِیهَا حَیَّاتٌ مِنْ نَارٍ وَ عَقَارِبُ مِنْ نَارٍ وَ جَوَامِعُ مِنْ نَارٍ وَ سَلَاسِلُ مِنْ نَارٍ وَ أَغْلَالٌ مِنْ نَارٍ وَ هُوَ الَّذِی یَقُولُ اللَّهُ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِینَ سَلاسِلَ وَ أَغْلالًا وَ سَعِیراً وَ السَّابِعَةُ جَهَنَّمُ وَ فِیهَا الْفَلَقُ وَ هُوَ جُبٌّ فِی جَهَنَّمَ إِذَا فُتِحَ أَسْعَرَ النَّارَ سِعْراً وَ هُوَ أَشَدُّ النَّارِ عَذَاباً وَ أَمَّا صَعُوداً فَجَبْلٌ مِنْ صُفْرٍ مِنْ نَارٍ وَسَطَ جَهَنَّمَ وَ أَمَّا أَثاماً فَهُوَ وَادٍ مِنْ صُفْرٍ مُذَابٍ یَجْرِی حَوْلَ الْجَبَلِ فَهُوَ أَشَدُّ النَّارِ عَذَاباً.
بیان: الصفا جمع الصفاة و هی الحجر الصلب الضخم الذی لا ینبت و الجوامع جمع الجامعة و هی الغل.
«28»-فس، تفسیر القمی الدَّلِیلُ عَلَی أَنَّ النِّیرَانَ (1)فِی الْأَرْضِ قَوْلُهُ فِی مَرْیَمَ وَ یَقُولُ الْإِنْسانُ أَ إِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَیًّا أَ وَ لا یَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَ لَمْ یَكُ شَیْئاً فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَ الشَّیاطِینَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِیًّا وَ مَعْنَی حَوْلَ جَهَنَّمَ الْبَحْرُ الْمُحِیطُ بِالدُّنْیَا یَتَحَوَّلُ نِیرَاناً وَ هُوَ قَوْلُهُ وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ ثُمَّ یُحْضِرُهُمُ اللَّهُ حَوْلَ جَهَنَّمَ وَ یُوضَعُ الصِّرَاطُ مِنَ الْأَرْضِ إِلَی الْجِنَانِ قَوْلُهُ جِثِیًّا أَیْ عَلَی رُكَبِهِمْ ثُمَّ قَالَ وَ نَذَرُ الظَّالِمِینَ فِیها جِثِیًّا یَعْنِی فِی الْأَرْضِ إِذَا تَحَوَّلَتْ نِیرَاناً قَوْلُهُ مِهادٌ (2)أَیْ مَوْضِعٌ وَ مِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ أَیْ نَارٌ تَغْشَاهُمْ.
بیان: لعل مراده أن البحار إذا تحولت نیرانا تضاف إلی جهنم و كذا الأرض بعد خروج المؤمنین منها لا أنه لیست نار غیرهما بل النار تحت الأرض تشتعل بها البحار و الأرض نیرانا علی ما ذكره.
ص: 290
«29»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ یَرْفَعُهُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا قَالَ: إِنَّ فِی جَهَنَّمَ لَوَادِیاً یُقَالُ لَهُ سَعِیرٌ إِذَا خَبَتْ جَهَنَّمُ فُتِحَ سَعِیرُهَا وَ هُوَ قَوْلُهُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِیراً أَیْ كُلَّمَا انْطَفَأَتْ.
-شی، تفسیر العیاشی عن بكر بن بكر رفع الحدیث إلی علی بن الحسین علیهما السلام و ذكر مثله.
«30»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام فِی خَبَرِ الْمِعْرَاجِ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله سَمِعْتُ صَوْتاً أَفْزَعَنِی فَقَالَ لِی جَبْرَئِیلُ أَ تَسْمَعُ یَا مُحَمَّدُ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ هَذِهِ صَخْرَةٌ قَذَفْتُهَا عَنْ شَفِیرِ جَهَنَّمَ مُنْذُ سَبْعِینَ عَاماً فَهَذَا حِینَ اسْتَقَرَّتْ قَالُوا فَمَا ضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی قُبِضَ قَالَ فَصَعِدَ جَبْرَئِیلُ وَ صَعِدْتُ حَتَّی دَخَلْتُ سَمَاءَ الدُّنْیَا فَمَا لَقِیَنِی مَلَكٌ إِلَّا وَ هُوَ ضَاحِكٌ مُسْتَبْشِرٌ حَتَّی لَقِیَنِی مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَمْ أَرَ أَعْظَمَ خَلْقاً مِنْهُ كَرِیهُ الْمَنْظَرِ ظَاهِرُ الْغَضَبِ فَقَالَ لِی مِثْلَ مَا قَالُوا مِنَ الدُّعَاءِ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ یَضْحَكْ وَ لَمْ أَرَ فِیهِ مِنَ الِاسْتِبْشَارِ مَا رَأَیْتُ مِمَّنْ ضَحِكَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا یَا جَبْرَئِیلُ فَإِنِّی قَدْ فَزِعْتُ مِنْهُ فَقَالَ یَجُوزُ أَنْ تَفْزَعَ مِنْهُ فَكُلُّنَا یَفْزَعُ مِنْهُ إِنَّ هَذَا مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ لَمْ یَضْحَكْ قَطُّ وَ لَمْ یَزَلْ مُنْذُ وَلَّاهُ اللَّهُ جَهَنَّمَ یَزْدَادُ كُلَّ یَوْمٍ غَضَباً وَ غَیْظاً عَلَی أَعْدَاءِ اللَّهِ وَ أَهْلِ مَعْصِیَتِهِ فَیَنْتَقِمُ اللَّهُ بِهِ مِنْهُمْ وَ لَوْ ضَحِكَ إِلَی أَحَدٍ كَانَ قَبْلَكَ أَوْ كَانَ ضَاحِكاً إِلَی أَحَدٍ بَعْدَكَ لَضَحِكَ إِلَیْكَ وَ لَكِنَّهُ لَا یَضْحَكُ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ عَلَیَّ وَ بَشَّرَنِی بِالْجَنَّةِ فَقُلْتُ لِجَبْرَئِیلَ وَ جَبْرَئِیلُ بِالْمَكَانِ الَّذِی وَصَفَهُ اللَّهُ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِینٍ أَ لَا تَأْمُرُهُ أَنْ یُرِیَنِی النَّارَ فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِیلُ یَا مَالِكُ أَرِ مُحَمَّداً النَّارَ فَكَشَفَ عَنْهَا غِطَاءَهَا وَ فَتَحَ بَاباً مِنْهَا فَخَرَجَ مِنْهَا لَهَبٌ سَاطِعٌ فِی السَّمَاءِ وَ فَارَتْ وَ ارْتَفَعَتْ حَتَّی ظَنَنْتُ لَیَتَنَاوَلُنِی مِمَّا رَأَیْتُ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ قُلْ لَهُ فَلْیَرُدَّ عَلَیْهَا غِطَاءَهَا فَأَمَرَهَا فَقَالَ لَهَا ارْجِعِی فَرَجَعَتْ إِلَی مَكَانِهَا الَّذِی خَرَجَتْ مِنْهُ الْخَبَرَ.
«31»-فس، تفسیر القمی وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلی رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِیًّا ثُمَّ نُنَجِّی الَّذِینَ اتَّقَوْا وَ نَذَرُ الظَّالِمِینَ فِیها جِثِیًّا یَعْنِی مَنْ فِی الْبِحَارِ إِذَا تَحَوَّلَتْ نِیرَاناً یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ قَالَ هِیَ مَنْسُوخَةٌ بِقَوْلِهِ إِنَّ الَّذِینَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنی أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ
ص: 291
الْحَكَمِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها قَالَ أَ مَا تَسْمَعُ الرَّجُلَ یَقُولُ وَرَدْنَا مَاءَ بَنِی فُلَانٍ فَهُوَ الْوُرُودُ وَ لَمْ یَدْخُلْهُ.
«32»-فس، تفسیر القمی فَالَّذِینَ كَفَرُوا یَعْنِی بَنِی أُمَیَّةَ قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِیابٌ مِنْ نارٍ إِلَی قَوْلِهِ حَدِیدٍ قَالَ یَغْشَاهُمُ النَّارُ كَالثَّوْبِ لِلْإِنْسَانِ فَتَسْتَرْخِی شَفَتُهُ السُّفْلَی (1)حَتَّی تَبْلُغَ سُرَّتَهُ وَ تَقَلَّصُ شَفَتُهُ الْعُلْیَاءُ حَتَّی تَبْلُغَ رَأْسَهُ وَ لَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِیدٍ قَالَ الْأَعْمِدَةُ الَّتِی یَضْرِبُونَ بِهَا وَ قَوْلُهُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ یَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِیدُوا فِیها أَیْ ضَرْباً بِتِلْكَ الْأَعْمِدَةِ (2).
«33»-فس، تفسیر القمی قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی قَوْلِهِ وَ أَمَّا الَّذِینَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ یَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِیدُوا فِیها قَالَ إِنَّ جَهَنَّمَ إِذَا دَخَلُوهَا هَوَوْا فِیهَا مَسِیرَةَ سَبْعِینَ عَاماً فَإِذَا بَلَغُوا أَسْفَلَهَا زَفَرَتْ بِهِمْ جَهَنَّمُ فَإِذَا بَلَغُوا أَعْلَاهَا قُمِعُوا بِمَقَامِعِ الْحَدِیدِ فَهَذِهِ حَالُهُمْ.
«34»-فس، تفسیر القمی قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَمَّا أَهْلُ الْمَعْصِیَةِ فَخَذَلَهُمْ (فخلّدهم خ ل) فِی النَّارِ وَ أَوْثَقَ مِنْهُمُ الْأَقْدَامَ وَ غَلَّ مِنْهُمُ الْأَیْدِیَ إِلَی الْأَعْنَاقِ وَ أَلْبَسَ أَجْسَادَهُمْ سَرَابِیلَ الْقَطِرَانِ وَ قُطِّعَتْ لَهُمْ مِنْهَا مُقَطَّعَاتٌ مِنَ النَّارِ وَ هُمْ فِی عَذَابٍ قَدِ اشْتَدَّ حَرُّهُ وَ نَارٍ قَدْ أُطْبِقَ عَلَی أَهْلِهَا فَلَا یُفْتَحُ عَنْهُمْ أَبَداً وَ لَا یَدْخُلُ عَلَیْهِمْ ریحا (رِیحٌ خ ل) أَبَداً وَ لَا یَنْقَضِی مِنْهُمْ عُمُرٌ (غمٌّ خ ل) أَبَداً الْعَذَابُ أَبَداً شَدِیدٌ وَ الْعِقَابُ أَبَداً جَدِیدٌ لَا الدَّارُ زَائِلَةٌ فَتَفْنَی وَ لَا آجَالُ الْقَوْمِ تُقْضَی ثُمَّ حَكَی نِدَاءَ أَهْلِ النَّارِ فَقَالَ وَ نادَوْا یا مالِكُ لِیَقْضِ عَلَیْنا رَبُّكَ قَالَ أَیْ نَمُوتُ فَیَقُولُ مَالِكٌ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ
«35»-فس، تفسیر القمی یَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِیدٍ قَالَ هُوَ اسْتِفْهَامٌ لِأَنَّهُ وَعَدَ اللَّهُ النَّارَ (3)أَنْ یَمْلَأَهَا فَتَمْتَلِئُ النَّارُ ثُمَّ یَقُولُ لَهَا هَلِ امْتَلَأْتِ وَ تَقُولُ
ص: 292
هَلْ مِنْ مَزِیدٍ عَلَی حَدِّ الِاسْتِفْهَامِ أَیْ لَیْسَ فِیَّ مَزِیدٌ قَالَ فَتَقُولُ الْجَنَّةُ یَا رَبِّ وَعَدْتَ النَّارَ أَنْ تَمْلَأَهَا وَ وَعَدْتَنِی أَنْ تَمْلَأَنِی فَلِمَ لَا تَمْلَؤُنِی وَ قَدْ مَلَأْتَ النَّارَ قَالَ فَیَخْلُقُ اللَّهُ یَوْمَئِذٍ خَلْقاً یَمْلَأُ بِهِمُ الْجَنَّةَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام طُوبَی لَهُمْ إِنَّهُمْ لَمْ یَرَوْا غُمُومَ الدُّنْیَا وَ هُمُومَهَا.
«36»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ وَ جِی ءَ یَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ بِذَلِكَ أَخْبَرَنِی الرُّوحُ الْأَمِینُ أَنَّ اللَّهَ لَا إِلَهَ غَیْرُهُ إِذَا بَرَّزَ (1)الْخَلَائِقَ وَ جَمَعَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ أُتِیَ بِجَهَنَّمَ یُقَادُ بِأَلْفِ زِمَامٍ یَقُودُهَا مِائَةُ أَلْفِ (2)مَلَكٍ مِنَ الْغِلَاظِ الشِّدَادِ لَهَا هَدَّةٌ وَ غَضَبٌ وَ زَفِیرٌ وَ شَهِیقٌ وَ إِنَّهَا لَتَزْفِرُ الزَّفْرَةَ فَلَوْ لَا أَنَّ اللَّهَ أَخَّرَهُمْ لِلْحِسَابِ لَأَهْلَكَتِ الْجَمِیعَ ثُمَّ یَخْرُجُ مِنْهَا عُنُقٌ فَیُحِیطُ بِالْخَلَائِقِ الْبَرِّ مِنْهُمْ وَ الْفَاجِرِ فَمَا خَلَقَ اللَّهُ عَبْداً مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَلَكاً وَ لَا نَبِیّاً إِلَّا یُنَادِی رَبِّ نَفْسِی نَفْسِی وَ أَنْتَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ تُنَادِی أُمَّتِی أُمَّتِی ثُمَّ یُوضَعُ عَلَیْهَا الصِّرَاطُ أَدَقُّ مِنْ حَدِّ السَّیْفِ عَلَیْهَا ثَلَاثُ قَنَاطِرَ فَأَمَّا وَاحِدَةٌ فَعَلَیْهَا الْأَمَانَةُ وَ الرَّحِمُ وَ ثَانِیهَا فَعَلَیْهَا الصَّلَاةُ وَ أَمَّا الثَّالِثَةُ فَعَلَیْهَا رَبُّ الْعَالَمِینَ لَا إِلَهَ غَیْرُهُ فَیُكَلَّفُونَ الْمَمَرَّ عَلَیْهَا فَیَحْبِسُهُمُ الرَّحِمُ وَ الْأَمَانَةُ فَإِنْ نَجَوْا مِنْهَا حَبَسَتْهُمُ الصَّلَاةُ فَإِنْ نَجَوْا مِنْهَا كَانَ الْمُنْتَهَی إِلَی رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ هُوَ قَوْلُهُ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ وَ النَّاسُ عَلَی الصِّرَاطِ فَمُتَعَلِّقٌ بِیَدٍ وَ تَزُولُ قَدَمٌ وَ یَسْتَمْسِكُ بِقَدَمٍ وَ الْمَلَائِكَةُ حَوْلَهَا یُنَادُونَ یَا حَلِیمُ اعْفُ وَ اصْفَحْ وَ عُدْ بِفَضْلِكَ وَ سَلِّمْ سَلِّمْ وَ النَّاسُ یَتَهَافَتُونَ فِی النَّارِ كَالْفَرَاشِ فِیهَا فَإِذَا نَجَا نَاجٍ بِرَحْمَةِ اللَّهِ مَرَّ بِهَا فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ وَ تَزْكُو الْحَسَنَاتُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی نَجَّانِی مِنْكِ بَعْدَ إِیَاسٍ بِمَنِّهِ وَ فَضْلِهِ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ.
ص: 293
«37»-فس، تفسیر القمی وَ أَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ قَالَ یُسِرُّونَ النَّدَامَةَ فِی النَّارِ إِذَا رَأَوْا وَلِیَّ اللَّهِ فَقِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ (1)وَ مَا یُغْنِیهِمْ إِسْرَارُ النَّدَامَةِ وَ هُمْ فِی الْعَذَابِ قَالَ یَكْرَهُونَ شَمَاتَةَ الْأَعْدَاءِ.
«38»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ فِی جَهَنَّمَ لَوَادِیاً لِلْمُتَكَبِّرِینَ یُقَالُ لَهُ سَقَرُ شَكَا إِلَی اللَّهِ شِدَّةَ حَرِّهِ وَ سَأَلَهُ أَنْ یَتَنَفَّسَ فَأَذِنَ لَهُ فَتَنَفَّسَ فَأَحْرَقَ جَهَنَّمَ.
-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر ابن أبی عمیر مثله- ثو، ثواب الأعمال ابن الولید عن الصفار عن ابن یزید عن ابن أبی عمیر مثله- كا، الكافی علی عن أبیه مثله.
«39»-فس، تفسیر القمی قَوْلُهُ سَقَرُ وَادٍ فِی النَّارِ لا تُبْقِی وَ لا تَذَرُ أَیْ لَا تُبْقِیهِ وَ لَا تَذَرُهُ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ قَالَ تَلُوحُ عَلَیْهِ فَتُحْرِقُهُ عَلَیْها تِسْعَةَ عَشَرَ قَالَ مَلَائِكَةٌ یُعَذِّبُونَهُمْ وَ هُوَ قَوْلُهُ وَ ما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَ هُمْ مَلَائِكَةٌ فِی النَّارِ یُعَذِّبُونَ النَّاسَ وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِینَ كَفَرُوا قَالَ لِكُلِّ رَجُلٍ تِسْعَةَ عَشَرَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ یُعَذِّبُونَهُمْ.
«40»-فس، تفسیر القمی انْطَلِقُوا إِلی ظِلٍّ ذِی ثَلاثِ شُعَبٍ قَالَ فِیهِ ثَلَاثُ شُعَبٍ مِنَ النَّارِ إِنَّها تَرْمِی بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ قَالَ شَرَرُ النَّارِ مِثْلُ الْقُصُورِ وَ الْجِبَالِ كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ أَیْ سُودٌ.
«41»-فس، تفسیر القمی سَعِیدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْغَنِیِّ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُوسَی بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ جَرِیحٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ وَ إِذَا الْجَحِیمُ سُعِّرَتْ یُرِیدُ أُوقِدَتْ لِلْكَافِرِینَ وَ الْجَحِیمُ النَّارُ الْأَعْلَی مِنْ جَهَنَّمَ وَ الْجَحِیمُ فِی كَلَامِ الْعَرَبِ مَا عَظُمَ مِنَ النَّارِ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ ابْنُوا لَهُ بُنْیاناً فَأَلْقُوهُ فِی الْجَحِیمِ یُرِیدُ النَّارَ الْعَظِیمَةَ.
ص: 294
«42»-فس، تفسیر القمی فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ أَمَّا الْوَیْلُ فَبَلَغَنَا وَ اللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّهَا بِئْرٌ فِی جَهَنَّمَ.
«43»-فس، تفسیر القمی تَصْلی وُجُوهُهُمْ ناراً حامِیَةً تُسْقی مِنْ عَیْنٍ آنِیَةٍ قَالَ لَهَا أَنِینٌ مِنْ شِدَّةِ حَرِّهَا لَیْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِیعٍ قَالَ عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ وَ مَا یَخْرُجُ مِنْ فُرُوجِ الزَّوَانِی لا یُسْمِنُ وَ لا یُغْنِی مِنْ جُوعٍ
بیان: قوله لها أنین من شدة حرها لیس المعنی أنها مشتقة من الأنین بل وصف لشدة حرها بأنها یسمع لها أو لأهلها أنین شدید من شدة الحر و یحتمل أن یكون مشتقا من الأنین قلبت النون الثانیة یاء كأملیت و أمللت.
«44»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ فِی النَّارِ لَنَاراً تَتَعَوَّذُ مِنْهَا أَهْلُ النَّارِ مَا خُلِقَتْ إِلَّا لِكُلِّ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ عَنِیدٍ وَ لِكُلِّ شَیْطانٍ مَرِیدٍ وَ لِ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا یُؤْمِنُ بِیَوْمِ الْحِسابِ وَ كُلِّ نَاصِبٍ لآِلِ مُحَمَّدٍ وَ قَالَ إِنَّ أَهْوَنَ النَّاسِ عَذَاباً یَوْمَ الْقِیَامَةِ لَرَجُلٌ فِی ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ عَلَیْهِ نَعْلَانِ مِنْ نَارٍ وَ شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ یَغْلِی مِنْهَا دِمَاغُهُ كَمَا یَغْلِی الْمِرْجَلُ مَا یَرَی أَنَّ فِی النَّارِ أَحَداً أَشَدَّ عَذَاباً مِنْهُ وَ مَا فِی النَّارِ أَحَدٌ أَهْوَنُ عَذَاباً مِنْهُ.
بیان: المرجل بالكسر القدر من النحاس.
«45»-فس، تفسیر القمی لابِثِینَ فِیها أَحْقاباً قَالَ الْأَحْقَابُ السنین (السِّنُونَ) وَ الْحُقُبُ ثَمَانُونَ سَنَةً وَ السَّنَةُ عَدَدُهَا ثَلَاثُ مِائَةٍ وَ سِتُّونَ یَوْماً وَ الْیَوْمُ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِی مَنْصُورٍ عَنِ الْأَحْوَلِ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ لابِثِینَ فِیها أَحْقاباً لا یَذُوقُونَ فِیها بَرْداً وَ لا شَراباً إِلَّا حَمِیماً قَالَ هَذِهِ فِی الَّذِینَ یَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ وَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی قَوْلِهِ لا یَذُوقُونَ فِیها بَرْداً أَیْ نَوْماً قَالَ الْبَرْدُ النَّوْمُ.
ص: 295
«46»-فس، تفسیر القمی قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ قَالَ الْفَلَقُ جُبٌّ فِی جَهَنَّمَ یَتَعَوَّذُ أَهْلُ النَّارِ مِنْ شِدَّةِ حَرِّهِ سَأَلَ اللَّهَ أَنْ یَأْذَنَ لَهُ أَنْ یَتَنَفَّسَ فَأَذِنَ لَهُ فَتَنَفَّسَ فَأَحْرَقَ جَهَنَّمَ قَالَ وَ فِی ذَلِكَ الْجُبِّ صُنْدُوقٌ مِنْ نَارٍ یَتَعَوَّذُ أَهْلُ تِلْكَ الْجُبِّ مِنْ حَرِّ ذَلِكَ الصُّنْدُوقِ وَ هُوَ التَّابُوتُ وَ فِی ذَلِكَ التَّابُوتِ سِتَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ سِتَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ فَأَمَّا السِّتَّةُ مِنَ الْأَوَّلِینَ فَابْنُ آدَمَ الَّذِی قَتَلَ أَخَاهُ وَ نُمْرُودُ إِبْرَاهِیمَ الَّذِی أَلْقَی إِبْرَاهِیمَ فِی النَّارِ وَ فِرْعَوْنُ مُوسَی وَ السَّامِرِیُّ الَّذِی اتَّخَذَ الْعِجْلَ وَ الَّذِی هَوَّدَ الْیَهُودَ وَ الَّذِی نَصَّرَ النَّصَارَی (1)وَ أَمَّا السِّتَّةُ مِنَ الْآخِرِینَ فَهُوَ الْأَوَّلُ وَ الثَّانِی وَ الثَّالِثُ وَ الرَّابِعُ وَ صَاحِبُ الْخَوَارِجِ وَ ابْنُ مُلْجَمٍ وَ مِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ قَالَ الَّذِی یُلْقَی فِی الْجُبِّ یَقِبُ فِیهِ (2).
بیان: الذی هود الیهود هو الذی أفسد دینهم و حرفه و أبدع فیه كما فعل الأول و الثانی فی دین محمد صلی اللّٰه علیه و آله و كذا الذی نصر النصاری هو الذی أبدع الشرك و كون عیسی ابن اللّٰه و غیر ذلك فی دینهم و الرابع معاویة و صاحب الخوارج هو ذو الثدیة.
«47»-ج، الإحتجاج عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: قَالَ الزِّنْدِیقُ لِلصَّادِقِ علیه السلام أَخْبِرْنِی أَ وَ لَیْسَ فِی النَّارِ مَقْنَعٌ أَنْ یُعَذِّبَ خَلْقَهُ بِهَا دُونَ الْحَیَّاتِ وَ الْعَقَارِبِ قَالَ إِنَّمَا یُعَذِّبُ بِهَا قَوْماً زَعَمُوا أَنَّهَا لَیْسَتْ مِنْ خَلْقِهِ (3)إِنَّمَا شَرِیكُهُ الَّذِی یَخْلُقُهُ فَیُسَلِّطُ اللَّهُ عَلَیْهِمُ الْعَقَارِبَ وَ الْحَیَّاتِ فِی النَّارِ لِیُذِیقَهُمْ بِهَا وَبَالَ مَا كَانُوا عَلَیْهِ فَجَحَدُوا أَنْ یَكُونَ صَنَعَهُ (4)الْخَبَرَ.
بیان: لعله علیه السلام بین بعض الحكم فی خلقها علی قدر فهم السائل و یكون الحصر إضافیا و إلا فیظهر من أكثر الأخبار أن غیرهم أیضا یعذبون بها.
«48»-ثو، ثواب الأعمال أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ النَّهْدِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ
ص: 296
عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: كَانَ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ وَ كَانَ لَهُ جَارٌ كَافِرٌ فَكَانَ یَرْفُقُ بِالْمُؤْمِنِ وَ یُوَلِّیهِ الْمَعْرُوفَ فِی الدُّنْیَا فَلَمَّا أَنْ مَاتَ الْكَافِرُ بَنَی اللَّهُ لَهُ بَیْتاً فِی النَّارِ مِنْ طِینٍ فَكَانَ یَقِیهِ حَرَّهَا وَ یَأْتِیهِ الرِّزْقُ مِنْ غَیْرِهَا وَ قِیلَ لَهُ هَذَا بِمَا كُنْتَ تَدْخُلُ عَلَی جَارِكَ الْمُؤْمِنِ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ مِنَ الرِّفْقِ وَ تُوَلِّیهِ مِنَ الْمَعْرُوفِ فِی الدُّنْیَا.
بیان: هذا الخبر الحسن الذی لا یقصر عن الصحیح (1)یدل علی أن بعض أهل النار من الكفار یرفع عنهم العذاب لبعض أعمالهم الحسنة فلا یبعد أن یخصص الآیات الدالة علی كونهم معذبین فیها لا یخفف عنهم العذاب لتأیده بأخبار أخر سیأتی بعضها و یمكن أن یقال كونهم فی النار أیضا عذاب لهم و إن لم یؤذهم و هذا لا یخفف عنهم و یحتمل أن یكون لهم فیها نوع من العذاب غیر الاحتراق بالنار كالتخویف به مثلا كما سیأتی فی خبر الوصافی (2)یا نار هیدیه (3)و لا تؤذیه و اللّٰه یعلم.
«49»-ثو، ثواب الأعمال ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُیَسِّرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ فِی جَهَنَّمَ لَجَبَلًا یُقَالُ لَهُ الْصَّعْدَی وَ إِنَّ فِی الْصَّعْدَی لَوَادِیاً یُقَالُ لَهُ سَقَرُ وَ إِنَّ فِی سَقَرَ لَجُبّاً یُقَالُ لَهُ هَبْهَبُ (4)كُلَّمَا كُشِفَ غِطَاءُ ذَلِكَ الْجُبِّ ضَجَّ أَهْلُ النَّارِ مِنْ حَرِّهِ وَ ذَلِكَ مَنَازِلُ الْجَبَّارِینَ.
«50»-یج، الخرائج و الجرائح مِنْ مُعْجِزَاتِهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ لَمَّا غَزَا بِتَبُوكَ كَانَ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِینَ خَمْسَةٌ وَ عِشْرُونَ أَلْفاً سِوَی خَدَمِهِمْ فَمَرَّ صلوات اللّٰه علیه و آله فِی مَسِیرِهِ بِجَبَلٍ یَرْشَحُ الْمَاءُ مِنْ أَعْلَاهُ إِلَی أَسْفَلِهِ مِنْ غَیْرِ سَیَلَانٍ فَقَالُوا مَا أَعْجَبَ رَشْحَ هَذَا الْجَبَلِ فَقَالَ إِنَّهُ یَبْكِی قَالُوا وَ الْجَبَلُ
ص: 297
یَبْكِی قَالَ أَ تُحِبُّونَ أَنْ تَعْلَمُوا ذَلِكَ قَالُوا نَعَمْ قَالَ أَیُّهَا الْجَبَلُ مِمَّ بُكَاؤُكَ فَأَجَابَهُ الْجَبَلُ وَ قَدْ سَمِعَهُ الْجَمَاعَةُ بِلِسَانٍ فَصِیحٍ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَرَّ بِی عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ وَ هُوَ یَتْلُو ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ فَأَنَا أَبْكِی مُنْذُ ذَلِكَ الْیَوْمِ خَوْفاً مِنْ أَنْ أَكُونَ مِنْ تِلْكَ الْحِجَارَةِ فَقَالَ اسْكُنْ مَكَانَكَ فَلَسْتَ مِنْهَا إِنَّمَا تِلْكَ الْحِجَارَةُ الْكِبْرِیتُ فَجَفَّ ذَلِكَ الرَّشْحُ مِنَ الْجَبَلِ فِی الْوَقْتِ حَتَّی لَمْ یُرَ شَیْ ءٌ مِنْ ذَلِكَ الرَّشْحِ وَ مِنْ تِلْكَ الرُّطُوبَةِ الَّتِی كَانَتْ.
«51»-شی، تفسیر العیاشی عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَی النَّارِ قَالَ مَا أَصْبَرَهُمْ عَلَی فِعْلِ مَا یَعْلَمُونَ أَنَّهُ یُصَیِّرُهُمْ إِلَی النَّارِ.
«52»- م، تفسیر الإمام علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی اللَّهُ یَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَ أَمَّا اسْتِهْزَاؤُهُ بِهِمْ فِی الْآخِرَةِ فَهُوَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا أَقَرَّ الْمُنَافِقِینَ الْمُعَانِدِینَ لِعَلِیٍّ علیه السلام فِی دَارِ اللَّعْنَةِ وَ الْهَوَانِ وَ عَذَّبَهُمْ بِتِلْكَ الْأَلْوَانِ الْعَجِیبَةِ مِنَ الْعَذَابِ وَ أَقَرَّ الْمُؤْمِنِینَ الَّذِینَ كَانَتِ الْمُنَافِقُونَ یَسْتَهْزِءُونَ بِهِمْ فِی الدُّنْیَا فِی الْجِنَانِ بِحَضْرَةِ مُحَمَّدٍ صَفِیِّ الْمَلِكِ الدَّیَّانِ أَطْلَعَهُمْ عَلَی هَؤُلَاءِ الْمُسْتَهْزِءِینَ بِهِمْ فِی الدُّنْیَا حَتَّی یَرَوْا مَا هُمْ فِیهِ مِنْ عَجَائِبِ اللَّعَائِنِ وَ بَدَائِعِ النَّقِمَاتِ فَیَكُونُ لَذَّتُهُمْ وَ سُرُورُهُمْ بِشَمَاتَتِهِمْ بِهِمْ كَمَا (كَانَ) لَذَّتُهُمْ (1)وَ سُرُورُهُمْ بِنَعِیمِهِمْ فِی جِنَانِ رَبِّهِمْ فَالْمُؤْمِنُونَ یَعْرِفُونَ أُولَئِكَ الْكَافِرِینَ بِأَسْمَائِهِمْ وَ صِفَاتِهِمْ وَ هُمْ عَلَی أَصْنَافٍ مِنْهُمْ مَنْ هُوَ بَیْنَ أَنْیَابِ أَفَاعِیهَا تَمْضَغُهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ هُوَ بَیْنَ مَخَالِیبِ سِبَاعِهَا تَعْبَثُ بِهِ وَ تَفْتَرِسُهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ هُوَ تَحْتَ سِیَاطِ زَبَانِیَتِهَا وَ أَعْمِدَتِهَا وَ مِرْزَبَاتِهَا یَقَعُ مِنْ أَیْدِیهِمْ عَلَیْهِ تُشَدِّدُ فِی عَذَابِهِ وَ تُعَظِّمُ خِزْیَهُ وَ نَكَالَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ هُوَ فِی بِحَارِ حَمِیمِهَا یَغْرَقُ وَ یُسْحَبُ فِیهَا وَ مِنْهُمْ مَنْ هُوَ فِی غِسْلِینِهَا وَ غَسَّاقِهَا تَزْجُرُهُ زَبَانِیَتُهَا وَ مِنْهُمْ مَنْ هُوَ فِی سَائِرِ أَصْنَافِ عَذَابِهَا وَ الْكَافِرُونَ وَ الْمُنَافِقُونَ یَنْظُرُونَ فَیَرَوْنَ هَؤُلَاءِ الْمُؤْمِنِینَ الَّذِینَ كَانُوا بِهِمْ فِی الدُّنْیَا یَسْخَرُونَ لِمَا كَانُوا مِنْ مُوَالاةِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ آلِهِمَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ یَعْتَقِدُونَ فَیَرَوْنَهُمْ مِنْهُمْ مَنْ هُوَ عَلَی فُرُشِهَا یَتَقَلَّبُ وَ مِنْهُمْ مَنْ هُوَ عَلَی فَوَاكِهِهَا یَرْتَعُ وَ مِنْهُمْ مَنْ هُوَ عَلَی غُرُفَاتِهَا أَوْ فِی بَسَاتِینِهَا وَ تَنَزُّهَاتِهَا یَتَبَحْبَحُ وَ الْحُورُ الْعِینُ وَ الْوُصَفَاءُ وَ الْوِلْدَانُ وَ
ص: 298
الْجَوَارِی وَ الْغِلْمَانُ قَائِمُونَ بِحَضْرَتِهِمْ وَ طَائِفُونَ بِالْخِدْمَةِ حَوَالَیْهِمْ وَ مَلَائِكَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَأْتُونَهُمْ مِنْ عِنْدَ رَبِّهِمْ بِالْحِبَاءِ (1)وَ الْكَرَامَاتِ وَ عَجَائِبِ التُّحَفِ وَ الْهَدَایَا وَ الْمَبَرَّاتِ یَقُولُونَ سَلامٌ عَلَیْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَی الدَّارِ فَیَقُولُ هَؤُلَاءِ الْمُؤْمِنُونَ الْمُشْرِفُونَ عَلَی هَؤُلَاءِ الْكَافِرِینَ الْمُنَافِقِینَ یَا أَبَا فُلَانٍ وَ یَا فُلَانُ حَتَّی یُنَادُونَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ مَا بَالُكُمْ فِی مَوَاقِفِ خِزْیِكُمْ مَاكِثُونَ هَلُمُّوا إِلَیْنَا نَفْتَحْ لَكُمْ أَبْوَابَ الْجِنَانِ لِتَتَخَلَّصُوا مِنْ عَذَابِكُمْ وَ تَلْحَقُوا بِنَا فِی نَعِیمِهَا فَیَقُولُونَ یَا وَیْلَنَا أَنَّی لَنَا هَذَا یَقُولُ الْمُؤْمِنُونَ انْظُرُوا إِلَی هَذِهِ الْأَبْوَابِ فَیَنْظُرُونَ إِلَی أَبْوَابِ الْجِنَانِ مُفَتَّحَةً یُخَیَّلُ إِلَیْهِمْ أَنَّهَا إِلَی جَهَنَّمَ الَّتِی فِیهَا یُعَذَّبُونَ وَ یُقَدِّرُونَ أَنَّهُمْ مُمَكَّنُونَ أَنْ یَتَخَلَّصُوا إِلَیْهَا فَیَأْخُذُونَ فِی السِّبَاحَةِ فِی بِحَارِ حَمِیمِهَا وَ عَدْواً بَیْنَ أَیْدِی زَبَانِیَتِهَا وَ هُمْ یَلْحَقُونَهُمْ وَ یَضْرِبُونَهُمْ بِأَعْمِدَتِهِمْ وَ مِرْزَبَاتِهِمْ وَ سِیَاطِهِمْ فَلَا یَزَالُونَ هَكَذَا یَسِیرُونَ هُنَاكَ وَ هَذِهِ الْأَصْنَافُ مِنَ الْعَذَابِ تَمَسُّهُمْ حَتَّی إِذَا قَدَّرُوا أَنَّهُمْ قَدْ بَلَغُوا تِلْكَ الْأَبْوَابَ وَجَدُوهَا مَرْدُومَةً عَنْهُمْ وَ تُدَهْدِهُهُمُ الزَّبَانِیَةُ بِأَعْمِدَتِهَا فَتَنْكُسُهُمْ إِلی سَواءِ الْجَحِیمِ وَ یَسْتَلْقِی أُولَئِكَ الْمُؤْمِنُونَ عَلَی فُرُشِهِمْ فِی مَجَالِسِهِمْ یَضْحَكُونَ مِنْهُمْ مُسْتَهْزِءِینَ بِهِمْ فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ اللَّهُ یَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَالْیَوْمَ الَّذِینَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ یَضْحَكُونَ عَلَی الْأَرائِكِ یَنْظُرُونَ
بیان: المرزبة بتخفیف الباء و قد یشدد المطرقة الكبیرة التی تكون للحداد و یقال بحبح إذا تمكن و توسط المنزل و المقام و أبو فلان هو أبو بكر و فلان عمر و یقال دهده الحجر أی دحرجه.
«53»-م، تفسیر الإمام علیه السلام فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِی وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ حِجَارَةُ الْكِبْرِیتِ أَشَدُّ الْأَشْیَاءِ حَرّاً أُعِدَّتْ تِلْكَ النَّارُ لِلْكافِرِینَ بِمُحَمَّدٍ وَ الشَّاكِّینَ فِی نُبُوَّتِهِ وَ الدَّافِعِینَ لِحَقِّ أَخِیهِ عَلِیٍّ وَ الْجَاحِدِینَ لِإِمَامَتِهِ علیه السلام.
«54»-وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی وَقُودُهَا أَیْ حَطَبُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ تُوقَدُ تَكُونُ عَذَاباً عَلَی أَهْلِهَا أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِینَ الْمُكَذِّبِینَ بِكَلَامِهِ وَ نَبِیِّهِ النَّاصِبِینَ الْعَدَاوَةَ لِوَلِیِّهِ وَ وَصِیِّهِ.
ص: 299
«55»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ قالُوا یُعْنَی الْیَهُودُ الْمُصِرُّونَ الْمُظْهِرُونَ لِلْإِیمَانِ الْمُسِرُّونَ لِلنِّفَاقِ الْمُدْبِرُونَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ذَوِیهِ بِمَا یَظُنُّونَ أَنَّ فِیهِ عَطَبُهُمْ لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَیَّاماً مَعْدُودَةً وَ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ لَهُمْ أَصْهَارٌ وَ إِخْوَةُ رَضَاعٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ یُسِرُّونَ كُفْرَهُمْ بِمُحَمَّدٍ وَ صَحْبِهِ وَ إِنْ كَانُوا بِهِ عَارِفِینَ صِیَانَةً لَهُمْ لِأَرْحَامِهِمْ وَ أَصْهَارِهِمْ لَمَّا قَالَ لَهُمْ هَؤُلَاءِ لِمَ تَفْعَلُونَ هَذَا النِّفَاقَ الَّذِی تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ بِهِ عِنْدَ اللَّهِ مَسْخُوطٌ عَلَیْكُمْ مُعَذَّبُونَ أَجَابَهُمْ هَؤُلَاءِ الْیَهُودُ بِأَنَّ مُدَّةَ ذَلِكَ الْعَذَابِ الَّذِی نُعَذَّبَ بِهِ لِهَذِهِ الذُّنُوبِ أَیَّامٌ مَعْدُودَةٌ تَنْقَضِی ثُمَّ نَصِیرُ بَعْدَهُ فِی النِّعْمَةِ فِی الْجِنَانِ وَ لَا نَسْتَعْجِلُ الْمَكْرُوهَ فِی الدُّنْیَا (1)لِلْعَذَابِ الَّذِی هُوَ بِقَدْرِ أَیَّامِ ذُنُوبِنَا فَإِنَّهَا تَفْنَی وَ تَنْقَضِی وَ یَكُونُ قَدْ حَصَّلْنَا لَذَّاتِ الْحُرِّیَّةِ مِنَ الْخِدْمَةِ وَ لَذَّاتِ نِعْمَةِ الدُّنْیَا ثُمَّ لَا نُبَالِی بِمَا یُصِیبُنَا بَعْدُ فَإِنَّهُ إِذَا لَمْ یَكُنْ دَائِماً فَكَأَنَّهُ قَدْ فَنِیَ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی قُلْ یَا مُحَمَّدُ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً أَنَّ عَذَابَكُمْ عَلَی كُفْرِكُمْ بِمُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ دَفْعِكُمْ لِآیَاتِهِ فِی نَفْسِهِ وَ فِی عَلِیٍّ علیه السلام وَ سَائِرِ خُلَفَائِهِ وَ أَوْلِیَائِهِ مُنْقَطِعٌ غَیْرُ دَائِمٍ بَلْ مَا هُوَ إِلَّا عَذَابٌ دَائِمٌ لَا نَفَادَ لَهُ فَلَا تَجْتَرُّوا عَلَی الْآثَامِ وَ الْقَبَائِحِ مِنَ الْكُفْرِ بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ بِوَلِیِّهِ الْمَنْصُوبِ بَعْدَهُ عَلَی أُمَّتِهِ لِیَسُوسُهُمْ وَ یَرْعَاهُمْ سِیَاسَةَ الْوَالِدِ الشَّفِیقِ الرَّحِیمِ الْكَرِیمِ لِوَلَدِهِ وَ رِعَایَةَ الْحَدِبِ الْمُشْفِقِ عَلَی خَاصَّتِهِ فَلَنْ یُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ فَكَذَلِكَ أَنْتُمْ بِمَا تَدَّعُونَ مِنْ فَنَاءِ عَذَابِ ذُنُوبِكُمْ هَذِهِ فِی حِرْزٍ أَمْ تَقُولُونَ عَلَی اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ أَتَّخَذْتُمْ عَهْداً أَمْ تَقُولُونَ جَهْلًا بَلْ أَنْتُمْ فِی أَیِّهِمَا ادَّعَیْتُمْ كَاذِبُونَ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی رَدّاً عَلَیْهِمْ بَلی مَنْ كَسَبَ سَیِّئَةً وَ أَحاطَتْ بِهِ خَطِیئَتُهُ قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام السَّیِّئَةُ الْمُحِیطَةُ بِهِ أَنْ تُخْرِجَهُ عَنْ جُمْلَةِ دِینِ اللَّهِ وَ تَنْزِعَهُ عَنْ وَلَایَةِ اللَّهِ الَّتِی یُؤْمِنُهُ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ وَ هِیَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَ الْكُفْرُ بِهِ وَ الْكُفْرُ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَ الْكُفْرُ
ص: 300
بِوَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ خُلَفَائِهِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ سَیِّئَةٌ تُحِیطُ بِهِ أَیْ تُحِیطُ بِأَعْمَالِهِ فَتُبْطِلُهَا وَ تَمْحَقُهَا فَأُولئِكَ عَامِلُو هَذِهِ السَّیِّئَةِ الْمُحِیطَةِ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ وَلَایَةَ عَلِیٍّ حَسَنَةٌ لَا یَضُرُّ مَعَهَا شَیْ ءٌ مِنَ السَّیِّئَاتِ وَ إِنْ جَلَّتْ إِلَّا مَا یُصِیبُ أَهْلَهَا مِنَ التَّطْهِیرِ مِنْهَا بِمِحَنِ الدُّنْیَا وَ بِبَعْضِ الْعَذَابِ فِی الْآخِرَةِ إِلَی أَنْ یَنْجُوا مِنْهَا بِشَفَاعَةِ مَوَالِیهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ وَ إِنَّ وَلَایَةَ أَضْدَادِ عَلِیٍّ وَ مُخَالَفَةَ عَلِیٍّ علیه السلام سَیِّئَةٌ لَا یَنْفَعُ مَعَهَا شَیْ ءٌ إِلَّا مَا یَنْفَعُهُمُ بِطَاعَاتِهِمْ فِی الدُّنْیَا بِالنِّعَمِ وَ الصِّحَّةِ وَ السَّعَةِ فَیَرُدُّوا الْآخِرَةَ وَ لَا یَكُونَ لَهُمْ إِلَّا دَائِمُ الْعَذَابِ.
«56»-قب، المناقب لابن شهرآشوب تَفْسِیرُ الْهُذَیْلِ وَ مُقَاتِلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ وَ الْحَدِیثُ مُخْتَصَرٌ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ أَصْحَابِهِ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی اللَّهُ یَسْتَهْزِئُ بِهِمْ یَعْنِی یُجَازِیهِمْ فِی الْآخِرَةِ جَزَاءَ اسْتِهْزَائِهِمْ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَمَرَ اللَّهُ الْخَلْقَ بِالْجَوَازِ عَلَی الصِّرَاطِ فَیَجُوزُ الْمُؤْمِنُونَ إِلَی الْجَنَّةِ وَ یَسْقُطُ الْمُنَافِقُونَ فِی جَهَنَّمَ فَیَقُولُ اللَّهُ یَا مَالِكُ اسْتَهْزِئْ بِالْمُنَافِقِینَ فِی جَهَنَّمَ فَیَفْتَحُ مَالِكٌ بَاباً فِی جَهَنَّمَ إِلَی الْجَنَّةِ وَ یُنَادِیهِمْ مَعْشَرَ الْمُنَافِقِینَ هَاهُنَا هَاهُنَا فَاصْعَدُوا مِنْ جَهَنَّمَ إِلَی الْجَنَّةِ فَیَسِیحُ الْمُنَافِقُونَ فِی نَارِ جَهَنَّمَ سَبْعِینَ خَرِیفاً حَتَّی إِذَا بَلَغُوا إِلَی ذَلِكَ الْبَابِ وَ هَمُّوا بِالْخُرُوجِ أَغْلَقَهُ دُونَهُمْ وَ فَتَحَ لَهُمْ بَاباً إِلَی الْجَنَّةِ فِی مَوْضِعٍ آخَرَ فَیُنَادِیهِمْ مِنْ هَذَا الْبَابِ فَاخْرُجُوا إِلَی الْجَنَّةِ فَیَسِیحُونَ مِثْلَ الْأَوَّلِ فَإِذَا وَصَلُوا إِلَیْهِ أَغْلَقَ دُونَهُمْ وَ یَفْتَحُ فِی مَوْضِعٍ آخَرَ وَ هَكَذَا أَبَدَ الْآبِدِینَ.
«57»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: یُؤْتَی بِجَهَنَّمَ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ بَابُهَا الْأَوَّلُ لِلظَّالِمِ وَ هُوَ زُرَیْقٌ وَ بَابُهَا الثَّانِی لِحَبْتَرٍ وَ الْبَابُ الثَّالِثُ لِلثَّالِثِ وَ الرَّابِعُ لِمُعَاوِیَةَ وَ الْبَابُ الْخَامِسُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ وَ الْبَابُ السَّادِسُ لِعَسْكَرِ بْنِ هُوسِرٍ وَ الْبَابُ السَّابِعُ لِأَبِی سَلَامَةَ فَهُمْ أَبْوَابٌ لِمَنِ اتَّبَعَهُمْ.
بیان: الزریق كنایة عن أبی بكر لأن العرب یتشأم بزرقة العین و الحبتر هو عمر و الحبتر هو الثعلب و لعله إنما كنی عنه لحیلته و مكره و فی غیره من الأخبار
ص: 301
وقع بالعكس و هو أظهر إذ الحبتر بالأول أنسب و یمكن أن یكون هنا أیضا المراد ذلك و إنما قدم الثانی لأنه أشقی و أفظ و أغلظ و عسكر بن هوسر كنایة عن بعض خلفاء بنی أمیة أو بنی العباس و كذا أبی سلامة و لا یبعد أن یكون أبو سلامة كنایة عن أبی جعفر الدوانیقی و یحتمل أن یكون عسكر كنایة عن عائشة و سائر أهل الجمل إذ كان اسم جمل عائشة عسكرا و روی أنه كان شیطانا.
«58»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنَّ أَهْلَ النَّارِ لَمَّا غَلَی الزَّقُّومُ وَ الضَّرِیعُ فِی بُطُونِهِمْ كَغَلْیِ الْحَمِیمِ سَأَلُوا الشَّرَابَ فَأُتُوا بِشَرَابِ غَسَّاقٍ وَ صَدِیدٍ یَتَجَرَّعُهُ وَ لا یَكادُ یُسِیغُهُ وَ یَأْتِیهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَ ما هُوَ بِمَیِّتٍ وَ مِنْ وَرائِهِ عَذابٌ غَلِیظٌ وَ حَمِیمٌ یَغْلِی فِی جَهَنَّمَ مُنْذُ خُلِقَتْ كَالْمُهْلِ یَشْوِی الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَ ساءَتْ مُرْتَفَقاً
«59»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ابْنُ آدَمَ خُلِقَ أَجْوَفَ لَا بُدَّ لَهُ مِنَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ فَقَالَ وَ إِنْ یَسْتَغِیثُوا یُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ یَشْوِی الْوُجُوهَ
«60»-وَ عَنْهُ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ یَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَیْرَ الْأَرْضِ قَالَ تُبَدَّلُ خُبْزَةً بَیْضَاءَ نَقِیَّةً یَأْكُلُ النَّاسُ مِنْهَا حَتَّی یَفْرُغَ مِنَ الْحِسَابِ قَالَ لَهُ قَائِلٌ إِنَّهُمْ یَوْمَئِذٍ لَفِی شُغُلٍ عَنِ الْأَكْلِ وَ الشُّرْبِ فَقَالَ لَهُ ابْنُ آدَمَ خُلِقَ أَجْوَفَ لَا بُدَّ لَهُ مِنَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ أَ هُمْ أَشَدُّ شُغُلًا أَمْ مَنْ فِی النَّارِ قَدْ اسْتَغَاثُوا قَالَ اللَّهُ وَ إِنْ یَسْتَغِیثُوا یُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ
«61»-قیه، الدروع الواقیة مِنْ كِتَابِ زُهْدِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ أَحْمَدَ الْقُمِّیِّ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: وَ الَّذِی نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقُّومِ قَطَرَتْ عَلَی جِبَالِ الْأَرْضِ لَسَاخَتْ إِلَی أَسْفَلِ سَبْعِ أَرَضِینَ وَ لَمَا أَطَاقَتْهُ فَكَیْفَ بِمَنْ هُوَ شَرَابُهُ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَوْ أَنَّ مِقْمَاعاً (1)وَاحِداً مِمَّا ذَكَرَهُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ وُضِعَ عَلَی جِبَالِ الْأَرْضِ لَسَاخَتْ إِلَی أَسْفَلِ سَبْعِ أَرَضِینَ وَ لَمَا أَطَاقَتْهُ فَكَیْفَ بِمَنْ یَقَعُ عَلَیْهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی النَّارِ.
ص: 302
«62»-وَ فِی الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ، أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِینَ لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ بَكَی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بُكَاءً شَدِیداً وَ بَكَتْ صَحَابَتُهُ لِبُكَائِهِ وَ لَمْ یَدْرُوا مَا نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ لَمْ یَسْتَطِعْ أَحَدٌ مِنْ صَحَابَتِهِ أَنْ یُكَلِّمَهُ وَ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا رَأَی فَاطِمَةَ علیها السلام فَرِحَ بِهَا فَانْطَلَقَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ إِلَی بَابِ بَیْتِهَا فَوَجَدَ بَیْنَ یَدَیْهَا شَعِیراً وَ هِیَ تَطْحَنُهُ وَ تَقُولُ وَ ما عِنْدَ اللَّهِ خَیْرٌ وَ أَبْقی فَسَلَّمَ عَلَیْهَا وَ أَخْبَرَهَا بِخَبَرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بُكَائِهِ فَنَهَضَتْ وَ الْتَفَّتْ بِشَمْلَةٍ لَهَا خَلَقَةٍ قَدْ خِیطَتْ اثْنَا عَشَرَ مَكَاناً بِسَعَفِ النَّخْلِ فَلَمَّا خَرَجَتْ نَظَرَ سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ إِلَی الشَّمْلَةِ وَ بَكَی وَ قَالَ وَا حُزْنَاهُ إِنَّ قَیْصَرَ وَ كِسْرَی لَفِی السُّنْدُسِ وَ الْحَرِیرِ وَ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَیْهَا شَمْلَةُ صُوفٍ خَلَقَةٌ قَدْ خِیطَتْ فِی اثْنَیْ عَشَرَ مَكَاناً فَلَمَّا دَخَلَتْ فَاطِمَةُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ سَلْمَانَ تَعَجَّبَ مِنْ لِبَاسِی فَوَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا لِی وَ لِعَلِیٍّ مُنْذُ خَمْسِ سِنِینَ إِلَّا مِسْكُ (1)كَبْشٍ تَعْلِفُ عَلَیْهَا بِالنَّهَارِ بَعِیرُنَا فَإِذَا كَانَ اللَّیْلُ افْتَرَشْنَاهُ وَ إِنَّ مِرْفَقَتَنَا لَمِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِیفٌ (2)فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا سَلْمَانُ إِنَّ ابْنَتِی لَفِی الْخَیْلِ السَّوَابِقِ ثُمَّ قَالَتْ یَا أَبَتِ فَدَیْتُكَ مَا الَّذِی أَبْكَاكَ فَذَكَرَ لَهَا مَا نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِیلُ مِنَ الْآیَتَیْنِ الْمُتَقَدِّمَتَیْنِ قَالَ فَسَقَطَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام عَلَی وَجْهِهَا وَ هِیَ تَقُولُ الْوَیْلُ ثُمَّ الْوَیْلُ لِمَنْ دَخَلَ النَّارَ فَسَمِعَ سَلْمَانُ فَقَالَ یَا لَیْتَنِی كُنْتُ كَبْشاً لِأَهْلِی فَأَكَلُوا لَحْمِی وَ مَزَّقُوا جِلْدِی وَ لَمْ أَسْمَعْ بِذِكْرِ النَّارِ وَ قَالَ أَبُو ذَرٍّ یَا لَیْتَ أُمِّی كَانَتْ عَاقِراً وَ لَمْ تَلِدْنِی وَ لَمْ أَسْمَعْ بِذِكْرِ النَّارِ وَ قَالَ عَمَّارٌ یَا لَیْتَنِی كُنْتُ طَائِراً فِی الْقِفَارِ وَ لَمْ یَكُنْ عَلَیَّ حِسَابٌ وَ لَا عِقَابٌ وَ لَمْ أَسْمَعْ بِذِكْرِ النَّارِ وَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا لَیْتَ السِّبَاعُ مَزَّقَتْ لَحْمِی وَ لَیْتَ أُمِّی لَمْ تَلِدْنِی وَ لَمْ أَسْمَعْ بِذِكْرِ النَّارِ ثُمَّ وَضَعَ عَلِیٌّ علیه السلام یَدَهُ عَلَی رَأْسِهِ وَ جَعَلَ یَبْكِی وَ یَقُولُ وَا بُعْدَ سَفَرَاهْ وَا قِلَّةَ زَادَاهْ فِی سَفَرِ الْقِیَامَةِ یَذْهَبُونَ وَ فِی النَّارِ یَتَرَدَّدُونَ
ص: 303
وَ بِكَلَالِیبِ النَّارِ یَتَخَطَّفُونَ (1)مَرْضَی لَا یُعَادُ سَقِیمُهُمْ وَ جَرْحَی لَا یُدَاوَی جَرِیحُهُمْ وَ أَسْرَی لَا یُفَكُّ أَسِیرُهُمْ مِنَ النَّارِ یَأْكُلُونَ وَ مِنْهَا یَشْرَبُونَ وَ بَیْنَ أَطْبَاقِهَا یَتَقَلَّبُونَ وَ بَعْدَ لُبْسِ الْقُطْنِ وَ الْكَتَّانِ مُقَطَّعَاتِ النَّارِ یَلْبَسُونَ وَ بَعْدَ مُعَانَقَةِ الْأَزْوَاجِ مَعَ الشَّیَاطِینِ مُقَرَّنُونَ.
«63»-قَالَ السَّیِّدُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ أَقُولُ وَ فِی الْحَدِیثِ أَنَّ أَهْلَ النَّارِ إِذَا دَخَلُوهَا وَ رَأَوْا نَكَالَهَا وَ أَهْوَالَهَا وَ عَلِمُوا عَذَابَهَا وَ عِقَابَهَا وَ رَأَوْهَا كَمَا قَالَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ علیه السلام مَا ظَنُّكَ بِنَارٍ لَا تُبْقِی عَلَی مَنْ تَضَرَّعَ إِلَیْهَا وَ لَا یَقْدِرُ عَلَی الْخَفِیفِ عَمَّنْ خَشَعَ لَهَا وَ اسْتَسْلَمَ إِلَیْهَا تَلْقَی سُكَّانَهَا بِأَحَرِّ مَا لَدَیْهَا مِنْ أَلِیمِ النَّكَالِ وَ شَدِیدِ الْوَبَالِ یَعْرِفُونَ أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ فِی ثَوَابٍ عَظِیمٍ وَ نَعِیمٍ مُقِیمٍ فَیَأْمُلُونَ أَنْ یُطْعِمُوهُمْ أَوْ یُسْقُوهُمْ لِیَخِفَّ عَنْهُمْ بَعْضُ الْعَذَابِ الْأَلِیمِ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ جَلَالُهُ فِی كِتَابِهِ الْعَزِیزِ وَ نادی أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِیضُوا عَلَیْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ فَیُحْبَسُ عَنْهُمُ الْجَوَابُ أَرْبَعِینَ سَنَةً ثُمَّ یُجِیبُونَهُمْ بِلِسَانِ الِاحْتِقَارِ وَ التَّهْوِینِ إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُما عَلَی الْكافِرِینَ قَالَ فَیَرَوْنَ الْخَزَنَةَ عِنْدَهُمْ وَ هُمْ یُشَاهِدُونَ مَا نَزَلَ بِهِمْ مِنَ الْمُصَابِ فَیَأْمُلُونَ أَنْ یَجِدُوا عِنْدَهُمْ فَرَحاً بِسَبَبٍ مِنَ الْأَسْبَابِ كَمَا قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ وَ قالَ الَّذِینَ فِی النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ یُخَفِّفْ عَنَّا یَوْماً مِنَ الْعَذابِ قَالَ فَیُحْبَسُ عَنْهُمُ الْجَوَابُ أَرْبَعِینَ سَنَةً ثُمَّ یُجِیبُونَهُمْ بَعْدَ خَیْبَةِ الْآمَالِ قالُوا فَادْعُوا وَ ما دُعاءُ الْكافِرِینَ إِلَّا فِی ضَلالٍ قَالَ فَإِذَا یَئِسُوا مِنْ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ رَجَعُوا إِلَی مَالِكٍ مُقَدَّمِ الْخُزَّانِ وَ أَمَّلُوا أَنْ یُخَلِّصَهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْهَوَانِ كَمَا قَالَ جَلَّ جَلَالُهُ وَ نادَوْا یا مالِكُ لِیَقْضِ عَلَیْنا رَبُّكَ قَالَ فَیُحْبَسُ عَنْهُمُ الْجَوَابُ أَرْبَعِینَ سَنَةً وَ هُمْ فِی الْعَذَابِ ثُمَّ یُجِیبُهُمْ كَمَا قَالَ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ الْمَكْنُونِ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ قَالَ فَإِذَا یَئِسُوا مِنْ مَوْلَاهُمْ رَبِّ الْعَالَمِینَ الَّذِی كَانَ أَهْوَنُ شَیْ ءٍ عِنْدَهُمْ فِی دُنْیَاهُمْ وَ كَانَ قَدْ آثَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَیْهِ هَوَاهُ مُدَّةَ الْحَیَاةِ وَ كَانَ قَدْ قُدِّرَ عِنْدَهُمْ بِالْعَقْلِ وَ النَّقْلِ أَنَّهُ أَوْضَحَ لَهُمْ عَلَی یَدِ الْهُدَاةِ سُبُلَ النَّجَاةِ وَ عَرَّفَهُمْ
ص: 304
بِلِسَانِ الْحَالِ أَنَّهُمُ الْمُلْقُونَ بِأَنْفُسِهِمْ إِلَی دَارِ النَّكَالِ وَ الْأَهْوَالِ وَ أَنَّ بَابَ الْقَبُولِ یُغْلَقُ عَنِ الْكُفَّارِ بِالْمَمَاتِ أَبَدَ الْآبِدِینَ وَ كَانَ یَقُولُ لَهُمْ فِی أَوْقَاتٍ كَانُوا فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا مِنَ الْمُكَلَّفِینَ بِلِسَانِ الْحَالِ الْوَاضِحِ الْمُبِینِ هَبْ أَنَّكُمْ مَا صَدَّقْتُمُونِی فِی هَذَا الْمَقَالِ أَ مَا تُجَوِّزُونَ أَنْ أَكُونَ مِنَ الصَّادِقِینَ فَكَیْفَ أَعْرَضْتُمْ عَنِّی وَ شَهِدْتُمْ بِتَكْذِیبِی وَ تَكْذِیبِ مَنْ صَدَّقَنِی مِنَ الْمُرْسَلِینَ وَ هَلَّا تَحَرَّزْتُمْ مِنْ هَذِهِ الضَّرَرِ الْمُحَذَّرِ الْهَائِلِ أَ مَا سَمِعْتُمْ بِكَثْرَةِ الْمُرْسَلِینَ وَ تَكْرَارِ الرَّسَائِلِ ثُمَّ كَرَّرَ جَلَّ جَلَالُهُ مُرَافَقَتَهُمْ فِی النَّارِ بِلِسَانِ الْمَقَالِ فَقَالَ أَ لَمْ تَكُنْ آیاتِی تُتْلی عَلَیْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ فَقَالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَیْنا شِقْوَتُنا وَ كُنَّا قَوْماً ضالِّینَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ فَیَقِفُونَ أَرْبَعِینَ سَنَةً ذُلَّ الْهَوَانِ لَا یُجَابُونَ وَ فِی عَذَابِ النَّارِ لَا یُكَلَّمُونَ ثُمَّ یُجِیبُهُمُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ اخْسَؤُا فِیها وَ لا تُكَلِّمُونِ قَالَ فَعِنْدَ ذَلِكَ یَیْأَسُونَ مِنْ كُلِّ فَرَجٍ وَ رَاحَةٍ وَ یُغْلَقُ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ عَلَیْهِمْ وَ یَدُومُ لَدَیْهِمْ مَآتِمُ الْهَلَاكِ وَ الشَّهِیقُ وَ الزَّفِیرُ وَ الصُّرَاخُ وَ النِّیَاحَةُ.
«64»-وَ مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ أَنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام أَتَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَ الزَّوَالِ فِی سَاعَةٍ لَمْ یَأْتِهِ فِیهَا وَ هُوَ مُتَغَیِّرُ اللَّوْنِ وَ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَسْمَعُ حِسَّهُ وَ جِرْسَهُ فَلَمْ یَسْمَعْهُ یَوْمَئِذٍ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا جَبْرَئِیلُ مَا لَكَ جِئْتَنِی فِی سَاعَةٍ لَمْ تَكُنْ تَجِیئُنِی فِیهَا وَ أَرَی لَوْنَكَ مُتَغَیِّراً وَ كُنْتُ أَسْمَعُ حِسَّكَ وَ جِرْسَكَ فَلَمْ أَسْمَعْهُ فَقَالَ إِنِّی جِئْتُ حِینَ أَمَرَ اللَّهُ بِمَنَافِخِ (1)النَّارِ فَوُضِعَتْ عَلَی النَّارِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَخْبِرْنِی عَنِ النَّارِ یَا جَبْرَئِیلُ حِینَ خَلَقَهَا اللَّهُ تَعَالَی فَقَالَ إِنَّهُ سُبْحَانَهُ أَوْقَدَ عَلَیْهَا أَلْفَ عَامٍ فَاحْمَرَّتْ ثُمَّ أَوْقَدَ عَلَیْهَا أَلْفَ عَامٍ فَابْیَضَّتْ ثُمَّ أَوْقَدَ عَلَیْهَا أَلْفَ عَامٍ اسْوَدَّتْ فَهِیَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ لَا یُضِی ءُ جَمْرُهَا وَ لَا یَنْطَفِئُ لَهَبُهَا وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَوْ أَنَّ مِثْلَ خَرْقِ إِبْرَةٍ خَرَجَ مِنْهَا عَلَی أَهْلِ الْأَرْضِ لَاحْتَرَقُوا عَنْ آخِرِهِمْ وَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ جَهَنَّمَ ثُمَّ أُخْرِجَ مِنْهَا لَهَلَكَ أَهْلُ الْأَرْضِ جَمِیعاً حِینَ یَنْظُرُونَ إِلَیْهِ لِمَا یَرَوْنَ بِهِ وَ لَوْ أَنَّ ذِرَاعاً مِنَ السِّلْسِلَةِ الَّتِی ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَی فِی كِتَابِهِ وُضِعَ عَلَی جَمِیعِ جِبَالِ الدُّنْیَا لَذَابَتْ عَنْ آخِرِهَا وَ لَوْ أَنَّ بَعْضَ خُزَّانِ جَهَنَّمَ التِّسْعَةَ
ص: 305
عَشَرَ نَظَرَ إِلَیْهِ أَهْلُ الْأَرْضِ لَمَاتُوا حِینَ یَنْظُرُونَ إِلَیْهِ وَ لَوْ أَنَّ ثَوْباً مِنْ ثِیَابِ أَهْلِ جَهَنَّمَ أُخْرِجَ إِلَی الْأَرْضِ لَمَاتَ أَهْلُ الْأَرْضِ مِنْ نَتْنِ رِیحِهِ فَأَكَبَّ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَطْرَقَ یَبْكِی وَ كَذَلِكَ جَبْرَئِیلُ فَلَمْ یَزَالا یَبْكِیَانِ حَتَّی نَادَاهُمَا مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ یَا جَبْرَئِیلُ وَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ آمَنَكُمَا مِنْ أَنْ تَعْصِیَاهُ فَیُعَذِّبَكُمَا.
«65»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ بَصِیرٍ (1)مَوْلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ مُوَفَّقٍ (2)مَوْلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: كَانَ مَوْلَایَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام إِذَا أَمَرَ بِشِرَاءِ الْبَقْلِ یَأْمُرُ بِالْإِكْثَارِ مِنْهُ وَ مِنَ الْجِرْجِیرِ فَنَشْرِی لَهُ (3)وَ كَانَ یَقُولُ علیه السلام مَا أَحْمَقَ بَعْضَ النَّاسِ یَقُولُونَ إِنَّهُ یَنْبُتُ فِی وَادِی (4)جَهَنَّمَ وَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ فَكَیْفَ یَنْبُتُ الْبَقْلُ.
«66»-تَفْسِیرُ النُّعْمَانِیِّ، بِالْإِسْنَادِ الْآتِی فِی كِتَابِ الْقُرْآنِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: نَسَخَ قَوْلَهُ تَعَالَی وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها قَوْلُهُ إِنَّ الَّذِینَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنی أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ
بیان: الناسخ الآیة الثانیة و لیس المراد بالنسخ هنا المعنی المصطلح بل هی بمنزلة الاستثناء أو المفسرة لها.
«67»-نهج، نهج البلاغة وَ اتَّقُوا نَاراً حَرُّهَا شَدِیدٌ وَ قَعْرُهَا بَعِیدٌ وَ حِلْیَتُهَا حَدِیدٌ (5)وَ شَرَابُهَا صَدِیدٌ.
«68»-نهج، نهج البلاغة نبه، تنبیه الخاطر قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَیْسَ لِهَذَا الْجِلْدِ الرَّقِیقِ صَبْرٌ عَلَی النَّارِ فَارْحَمُوا نُفُوسَكُمْ فَإِنَّكُمْ قَدْ جَرَّبْتُمُوهَا فِی مَصَائِبِ الدُّنْیَا فَرَأَیْتُمْ جَزَعَ أَحَدِكُمْ مِنَ الشَّوْكَةِ تُصِیبُهُ وَ الْعَثْرَةِ تُدْمِیهِ وَ الرَّمْضَاءِ تُحْرِقُهُ فَكَیْفَ إِذَا كَانَ بَیْنَ طَابَقَیْنِ
ص: 306
مِنْ نَارٍ ضَجِیعَ حَجَرٍ وَ قَرِینَ شَیْطَانٍ أَ عَلِمْتُمْ أَنَّ مَالِكاً إِذَا غَضِبَ عَلَی النَّارِ حَطَمَ بَعْضُهَا بَعْضاً لِغَضَبِهِ وَ إِذَا زَجَرَهَا تَوَثَّبَتْ بَیْنَ أَبْوَابِهَا جَزَعاً مِنْ زَجْرَتِهِ أَیُّهَا الْیَفَنُ الْكَبِیرُ الَّذِی قَدْ لَهَزَهُ الْقَتِیرُ كَیْفَ أَنْتَ إِذَا الْتَحَمَتْ أَطْوَاقُ النَّارِ بِعِظَامِ الْأَعْنَاقِ وَ نَشِبَتِ الْجَوَامِعُ حَتَّی أَكَلَتْ لُحُومَ السَّوَاعِدِ فَاللَّهَ اللَّهَ مَعْشَرَ الْعِبَادِ وَ أَنْتُمْ سَالِمُونَ فِی الصِّحَّةِ قَبْلَ السُّقْمِ وَ فِی الْفُسْحَةِ قَبْلَ الضِّیقِ فَاسْعَوْا فِی فَكَاكِ رِقَابِكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُغْلَقَ رَهَائِنُهَا.
إیضاح الرمضاء الأرض الشدیدة الحرارة و الطابق كهاجر و صاحب الأجر الكبیر و الحطم الكسر و الیفن بالتحریك الشیخ الكبیر و یقال لهزه أی خالطه و القتیر كأمیر الشیب أو أوله قوله علیه السلام إذا التحمت أی التفت علیها و انضمت و التصقت بها و نشب الشی ء بالشی ء أی علق و الجوامع جمع جامعة و هی الغل لأنها تجمع الیدین إلی العنق.
«69»-ل، الخصال أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ سُفْیَانَ الْجُرْجَانِیِّ رَفَعَ الْحَدِیثَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: خُلِقَتِ النَّارُ یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ انْطَلِقُوا إِلی ظِلٍّ ذِی ثَلاثِ شُعَبٍ لا ظَلِیلٍ وَ لا یُغْنِی مِنَ اللَّهَبِ قَالَ قُلْتُ فَالْأَرْبِعَاءُ (1)قَالَ بُنِیَتْ أَرْبَعَةُ أَرْكَانٍ لِلنَّارِ.
«70»-ل، الخصال أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْأَحْوَلِ (2)عَنْ بَشَّارٍ (3)قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِأَیِّ شَیْ ءٍ
ص: 307
یُصَامُ یَوْمُ الْأَرْبِعَاءِ قَالَ لِأَنَّ النَّارَ خُلِقَتْ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ.
«71»-سن، المحاسن أَبِی عَنْ یُونُسَ عَنْ أَبَانٍ عَنِ الْأَحْوَلِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ مِثْلَهُ.
أقول: سیأتی مثله بأسانید كثیرة فی باب صوم السنة و باب الحجامة و أبواب الأیام و هذه الأخبار أكثر و أصح و أوثق من مرفوعة عمر بن سفیان و إن كان فیها وجه الجمع أیضا.
«72»-كا، الكافی فِی الرَّوْضَةِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْأَحْوَلِ عَنْ سَلَّامِ بْنِ الْمُسْتَنِیرِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ النَّارَ الْحَدِیثَ.
«73»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ بُرَیْدٍ (1)عَنْ أَبِی عَمْرٍو الزُّبَیْرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْكُفْرُ فِی كِتَابِ اللَّهِ عَلَی خَمْسَةِ أَوْجُهٍ مِنْهَا كُفْرُ الْجُحُودِ وَ هُوَ الْجُحُودُ بِالرُّبُوبِیَّةِ وَ هُوَ قَوْلُ مَنْ یَقُولُ لَا رَبَّ وَ لَا جَنَّةَ وَ لَا نَارَ وَ هُوَ قَوْلُ صِنْفَیْنِ مِنَ الزَّنَادِقَةِ یُقَالُ لَهُمُ الدَّهْرِیَّةُ الْخَبَرَ.
«74»-مع، معانی الأخبار بِالْإِسْنَادِ إِلَی الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْأَرْوَاحَ قَبْلَ الْأَجْسَادِ بِأَلْفَیْ عَامٍ فَجَعَلَ أَعْلَاهَا وَ أَشْرَفَهَا أَرْوَاحَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ الْأَئِمَّةِ بَعْدَهُمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ فِی قِصَّةِ آدَمَ وَ حَوَّاءَ إِلَی أَنْ قَالَ قَالا رَبَّنَا فَأَرِنَا ظَالِمِیهِمْ (2)فِی نَارِكَ حَتَّی نَرَاهَا كَمَا رَأَیْنَا مَنْزِلَتَهُمْ فِی جَنَّتِكَ فَأَمَرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی النَّارَ فَأَبْرَزَتْ جَمِیعَ مَا فِیهَا مِنْ أَلْوَانِ النَّكَالِ وَ الْعَذَابِ وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَكَانُ الظَّالِمِینَ لَهُمُ الْمُدَّعِینَ لِمَنْزِلَتِهِمْ فِی أَسْفَلِ دَرْكٍ مِنْهَا كُلَّما أَرادُوا أَنْ یَخْرُجُوا مِنْها أُعِیدُوا فِیها الْحَدِیثَ.
ص: 308
«75»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام الْوَرَّاقُ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ فَاطِمَةُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَوَجَدْتُهُ یَبْكِی بُكَاءً شَدِیداً فَقُلْتُ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الَّذِی أَبْكَاكَ فَقَالَ یَا عَلِیُّ لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ رَأَیْتُ نِسَاءً مِنْ أُمَّتِی فِی عَذَابٍ شَدِیدٍ فَأَنْكَرْتُ شَأْنَهُنَّ فَبَكَیْتُ لِمَا رَأَیْتُ مِنْ شِدَّةِ عَذَابِهِنَّ وَ رَأَیْتُ امْرَأَةً مُعَلَّقَةً بِشَعْرِهَا یَغْلِی دِمَاغُ رَأْسِهَا وَ رَأَیْتُ امْرَأَةً مُعَلَّقَةً بِلِسَانِهَا وَ الْحَمِیمُ یُصَبُّ فِی حَلْقِهَا وَ رَأَیْتُ امْرَأَةً مُعَلَّقَةً بِثَدْیِهَا وَ رَأَیْتُ امْرَأَةً تَأْكُلُ لَحْمَ جَسَدِهَا وَ النَّارُ تُوقَدُ مِنْ تَحْتِهَا وَ رَأَیْتُ امْرَأَةً قَدْ شُدَّ رِجْلَاهَا إِلَی یَدَیْهَا وَ قَدْ سُلِّطَ عَلَیْهَا الْحَیَّاتُ وَ الْعَقَارِبُ وَ رَأَیْتُ امْرَأَةً صَمَّاءَ عَمْیَاءَ خَرْسَاءَ فِی تَابُوتٍ مِنْ نَارٍ یَخْرُجُ دِمَاغُ رَأْسِهَا مِنْ مَنْخِرِهَا وَ بَدَنُهَا مُتَقَطِّعٌ مِنَ الْجُذَامِ وَ الْبَرَصِ وَ رَأَیْتُ امْرَأَةً مُعَلَّقَةً بِرِجْلَیْهَا فِی تَنُّورٍ مِنْ نَارٍ وَ رَأَیْتُ امْرَأَةً تُقَطَّعُ لَحْمُ جَسَدِهَا مِنْ مُقَدَّمِهَا وَ مُؤَخَّرِهَا بِمَقَارِیضَ مِنْ نَارٍ وَ رَأَیْتُ امْرَأَةً یُحْرَقُ وَجْهُهَا وَ یَدَاهَا وَ هِیَ تَأْكُلُ أَمْعَاءَهَا وَ رَأَیْتُ امْرَأَةً رَأْسُهَا رَأْسُ خِنْزِیرٍ وَ بَدَنُهَا بَدَنُ الْحِمَارِ وَ عَلَیْهَا أَلْفُ أَلْفِ لَوْنٍ مِنَ الْعَذَابِ وَ رَأَیْتُ امْرَأَةً عَلَی صُورَةِ الْكَلْبِ وَ النَّارُ تَدْخُلُ فِی دُبُرِهَا وَ تَخْرُجُ مِنْ فِیهَا وَ الْمَلَائِكَةُ یَضْرِبُونَ رَأْسَهَا وَ بَدَنَهَا بِمَقَامِعَ مِنْ نَارٍ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام حَبِیبِی وَ قُرَّةُ عَیْنِی أَخْبِرْنِی مَا كَانَ عَمَلُهُنَّ وَ سِیرَتُهُنَّ حَتَّی وَضَعَ اللَّهُ عَلَیْهِنَّ هَذَا الْعَذَابَ فَقَالَ یَا بِنْتِی أَمَّا الْمُعَلَّقَةُ بِشَعْرِهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ لَا تُغَطِّی شَعْرَهَا مِنَ الرِّجَالِ وَ أَمَّا الْمُعَلَّقَةُ بِلِسَانِهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ تُؤْذِی زَوْجَهَا وَ أَمَّا الْمُعَلَّقَةُ بِثَدْیِهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ تَمْتَنِعُ مِنْ فِرَاشِ زَوْجِهَا وَ أَمَّا الْمُعَلَّقَةُ بِرِجْلَیْهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْ بَیْتِهَا بِغَیْرِ إِذْنِ زَوْجِهَا وَ أَمَّا الَّتِی كَانَتْ تَأْكُلُ لَحْمَ جَسَدِهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ تُزَیِّنُ بَدَنَهَا لِلنَّاسِ وَ أَمَّا الَّتِی شُدَّتْ یَدَاهَا إِلَی رِجْلَیْهَا وَ سُلِّطَ عَلَیْهَا الْحَیَّاتُ وَ الْعَقَارِبُ فَإِنَّهَا كَانَتْ قَذِرَةَ الْوَضُوءِ قَذِرَةَ الثِّیَابِ وَ كَانَتْ لَا تَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ وَ الْحَیْضِ وَ لَا تَتَنَظَّفُ وَ كَانَتْ تَسْتَهِینُ بِالصَّلَاةِ وَ أَمَّا الْعَمْیَاءُ الصَّمَّاءُ الْخَرْسَاءُ فَإِنَّهَا كَانَتْ تَلِدُ مِنَ الزِّنَاءِ فَتُعَلِّقُهُ فِی عُنُقِ زَوْجِهَا وَ أَمَّا الَّتِی تُقْرَضُ لَحْمُهَا بِالْمَقَارِیضِ فَإِنَّهَا تَعْرِضُ نَفْسَهَا عَلَی الرِّجَالِ وَ أَمَّا الَّتِی كَانَتْ تُحْرَقُ وَجْهُهَا وَ بَدَنُهَا وَ هِیَ تَأْكُلُ أَمْعَاءَهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ قَوَّادَةً
ص: 309
وَ أَمَّا الَّتِی كَانَ رَأْسُهَا رَأْسَ خِنْزِیرٍ وَ بَدَنُهَا بَدَنَ الْحِمَارِ فَإِنَّهَا كَانَتْ نَمَّامَةً كَذَّابَةً وَ أَمَّا الَّتِی كَانَتْ عَلَی صُورَةِ الْكَلْبِ وَ النَّارُ تَدْخُلُ فِی دُبُرِهَا وَ تَخْرُجُ مِنْ فِیهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ قَیْنَةً نَوَّاحَةً حَاسِدَةً ثُمَّ قَالَ علیه السلام وَیْلٌ لِامْرَأَةٍ أَغْضَبَتْ زَوْجَهَا وَ طُوبَی لِامْرَأَةٍ رَضِیَ عَنْهَا زَوْجُهَا.
بیان: كانت قینة أی مغنیة.
«76»-ل، الخصال مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْخَشَّابِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ وَ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ فِیمَا یُعْلَمُ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِمَا قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ مِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ یُحِبُّ أَنْ یَخْزُنَ عِلْمَهُ وَ لَا یُؤْخَذَ عَنْهُ فَذَاكَ فِی الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَ مِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ إِذَا وُعِظَ أَنِفَ وَ إِذَا وَعَظَ عَنَّفَ فَذَاكَ فِی الدَّرْكِ الثَّانِی مِنَ النَّارِ وَ مِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ یَرَی أَنْ یَضَعَ الْعِلْمَ عِنْدَ ذَوِی الثَّرْوَةِ (1)وَ لَا یَرَی لَهُ فِی الْمَسَاكِینِ (2)فَذَاكَ فِی الدَّرْكِ الثَّالِثِ مِنَ النَّارِ وَ مِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ یَذْهَبُ فِی عِلْمِهِ مَذْهَبَ الْجَبَابِرَةِ وَ السَّلَاطِینِ فَإِنْ رُدَّ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ مِنْ قَوْلِهِ أَوْ قُصِّرَ فِی شَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِهِ غَضِبَ فَذَاكَ فِی الدَّرْكِ الرَّابِعِ مِنَ النَّارِ وَ مِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ یَطْلُبُ أَحَادِیثَ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی لِیَغْزُرَ بِهِ عِلْمُهُ وَ یَكْثُرَ بِهِ حَدِیثُهُ فَذَاكَ فِی الدَّرْكِ الْخَامِسِ مِنَ النَّارِ وَ مِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ یَضَعُ نَفْسَهُ لِلْفُتْیَا وَ یَقُولُ سَلُونِی وَ لَعَلَّهُ لَا یُصِیبُ حَرْفاً وَاحِداً وَ اللَّهُ لَا یُحِبُّ الْمُتَكَلِّفِینَ فَذَاكَ فِی الدَّرْكِ السَّادِسِ مِنَ النَّارِ وَ مِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ یَتَّخِذُ عِلْمَهُ مُرُوءَةً وَ عَقْلًا فَذَاكَ فِی الدَّرْكِ السَّابِعِ مِنَ النَّارِ.
بیان: من إذا وعظ علی بناء المجهول أنف أی استنكف لترفعه عن أن یعظه غیره و إذا وعظ علی بناء المعلوم عنف بضم النون و فتحها من العنف ضد الرفق أو علی بناء التفعیل بمعنی التعییر و اللوم.
«77»-ل، الخصال ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام فِی حَدِیثٍ
ص: 310
طَوِیلٍ یَقُولُ فِیهِ یَا إِسْحَاقُ إِنَّ فِی النَّارِ لَوَادِیاً یُقَالُ لَهُ سَقَرُ لَمْ یَتَنَفَّسْ مُنْذُ خَلَقَهُ اللَّهُ لَوْ أَذِنَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ فِی التَّنَفُّسِ بِقَدْرِ مِخْیَطٍ لَاحْتَرَقَ مَا عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ وَ إِنَّ أَهْلَ النَّارِ لَیَتَعَوَّذُونَ مِنْ حَرِّ ذَلِكَ الْوَادِی وَ نَتْنِهِ وَ قَذَرِهِ وَ مَا أَعَدَّ اللَّهُ فِیهِ لِأَهْلِهِ وَ إِنَّ فِی ذَلِكَ الْوَادِی لَجَبَلًا یَتَعَوَّذُ جَمِیعُ أَهْلِ ذَلِكَ الْوَادِی مِنْ حَرِّ ذَلِكَ الْجَبَلِ وَ نَتْنِهِ وَ قَذَرِهِ وَ مَا أَعَدَّ اللَّهُ فِیهِ لِأَهْلِهِ وَ إِنَّ فِی ذَلِكَ الْجَبَلِ لَشِعْباً یَتَعَوَّذُ جَمِیعُ أَهْلِ ذَلِكَ الْجَبَلِ مِنْ حَرِّ ذَلِكَ الشِّعْبِ وَ نَتْنِهِ وَ قَذَرِهِ وَ مَا أَعَدَّ اللَّهُ فِیهِ لِأَهْلِهِ وَ إِنَّ فِی ذَلِكَ الشِّعْبِ لَقَلِیباً (1)یَتَعَوَّذُ جَمِیعُ أَهْلِ ذَلِكَ الْجَبَلِ مِنْ حَرِّ ذَلِكَ الْقَلِیبِ وَ نَتْنِهِ وَ قَذَرِهِ وَ مَا أَعَدَّ اللَّهُ فِیهِ لِأَهْلِهِ وَ إِنَّ فِی ذَلِكَ الْقَلِیبِ لَحَیَّةً یَتَعَوَّذُ جَمِیعُ أَهْلِ ذَلِكَ الْقَلِیبِ مِنْ خُبْثِ تِلْكَ الْحَیَّةِ وَ نَتْنِهَا وَ قَذَرِهَا وَ مَا أَعَدَّ اللَّهُ فِی أَنْیَابِهَا مِنَ السَّمِّ لِأَهْلِهَا وَ إِنَّ فِی جَوْفِ تِلْكَ الْحَیَّةِ لَصَنَادِیقَ (2)فِیهَا خَمْسَةٌ مِنَ الْأُمَمِ السَّالِفَةِ وَ اثْنَانِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَنِ الْخَمْسَةُ وَ مَنِ الِاثْنَانُ قَالَ فَأَمَّا الْخَمْسَةُ فَقَابِیلُ الَّذِی قَتَلَ هَابِیلَ وَ نُمْرُودُ الَّذِی حَاجَّ إِبْراهِیمَ فِی رَبِّهِ فَ قالَ أَنَا أُحْیِی وَ أُمِیتُ وَ فِرْعَوْنُ الَّذِی قَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلی وَ یَهُودُ الَّذِی هَوَّدَ الْیَهُودَ وَ بُولَسُ الَّذِی نَصَّرَ النَّصَارَی وَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَعْرَابِیَّانِ.
بیان: الأعرابیان أبو بكر و عمر و إنما سماهما بذلك لأنهما لم یؤمنا قط.
«78»-ل، الخصال أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ: إِنَّ فِی جَهَنَّمَ رَحًی تَطْحَنُ خَمْساً أَ فَلَا تَسْأَلُونِّی مَا طِحْنُهَا فَقِیلَ لَهُ وَ مَا طِحْنُهَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ الْعُلَمَاءُ الْفَجَرَةُ وَ الْقُرَّاءُ الْفَسَقَةُ وَ الْجَبَابِرَةُ الظَّلَمَةُ وَ الْوُزَرَاءُ الْخَوَنَةُ وَ الْعُرَفَاءُ الْكَذَبَةُ وَ إِنَّ فِی النَّارِ لَمَدِینَةً یُقَالُ لَهَا الْحَصِینَةُ فَلَا تَسْأَلُونِی مَا فِیهَا فَقِیلَ وَ مَا فِیهَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ فِیهَا أَیْدِی النَّاكِثِینَ.
«79»-م، تفسیر الإمام علیه السلام أَلَا وَ إِنَّ الرَّاضِینَ بِقَتْلِ الْحُسَیْنِ علیه السلام شُرَكَاءُ قَتْلِهِ أَلَا وَ إِنَّ قَتَلَتَهُ وَ أَعْوَانَهُمْ وَ أَشْیَاعَهُمْ وَ الْمُقْتَدِینَ بِهِمْ بُرَآءُ مِنْ دِینِ اللَّهِ وَ إِنَّ اللَّهَ لَیَأْمُرُ مَلَائِكَتَهُ الْمُقَرَّبِینَ أَنْ یَتَلَقَّوْا (3)
ص: 311
دُمُوعَهُمُ الْمَصْبُوبَةَ لِقَتْلِ الْحُسَیْنِ إِلَی الْخُزَّانِ فِی الْجِنَانِ فَیَمْزُجُونَهَا بِمَاءِ الْحَیَوَانِ فَتَزِیدُ عُذُوبَتَهَا وَ یُلْقُونَهَا فِی الْهَاوِیَةِ وَ یَمْزُجُونَهَا بِحَمِیمِهَا وَ صَدِیدِهَا وَ غَسَّاقِهَا وَ غِسْلِینِهَا فَتَزِیدُ فِی شِدَّةِ حَرَارَتِهَا وَ عَظِیمِ عَذَابِهَا أَلْفَ ضِعْفِهَا تُشَدِّدُ عَلَی الْمَنْقُولِینَ إِلَیْهَا مِنْ أَعْدَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ عَذَابَهُمْ.
«80»-لی، الأمالی للصدوق بِالْإِسْنَادِ الْمَسْطُورِ فِی كِتَابِ النُّبُوَّةِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی سِیَاقِ قِصَّةِ یَحْیَی علیه السلام قَالَ قَالَ زَكَرِیَّا حَدَّثَنِی حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّ فِی جَهَنَّمَ جَبَلًا یُقَالُ لَهُ السَّكْرَانُ فِی أَصْلِ ذَلِكَ الْجَبَلِ وَادٍ یُقَالُ لَهُ الْغَضْبَانُ لِغَضَبِ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فِی ذَلِكَ الْوَادِی جُبٌّ قَامَتُهُ مِائَةُ عَامٍ فِی ذَلِكَ الْجُبِّ تَوَابِیتُ مِنْ نَارٍ فِی تِلْكَ التَّوَابِیتِ صَنَادِیقُ مِنْ نَارٍ وَ ثِیَابٌ مِنْ نَارٍ وَ سَلَاسِلُ مِنْ نَارٍ وَ أَغْلَالٌ مِنْ نَارٍ الْحَدِیثَ.
«81»-ع، علل الشرائع أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ أُصَلِّی فِی قَلَنْسُوَةٍ سَوْدَاءَ قَالَ لَا تُصَلِّ فِیهَا فَإِنَّهَا لِبَاسُ أَهْلِ النَّارِ.
أقول: سیأتی كثیر من الأخبار فی ذلك فی أبواب الصلاة و أبواب اللباس.
«82»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ مُعَنْعَناً عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ یَا عَلِیُّ إِنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام أَخْبَرَنِی أَنَّ أُمَّتِی یَغْدِرُ بِكَ مِنْ بَعْدِی فَوَیْلٌ ثُمَّ وَیْلٌ ثُمَّ وَیْلٌ لَهُمْ (1)ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا وَیْلٌ قَالَ وَادٍ فِی جَهَنَّمَ أَكْثَرُ أَهْلِهِ مُعَادُوكَ وَ الْقَاتِلُونَ لِذُرِّیَّتِكَ وَ النَّاكِثُونَ لِبَیْعَتِكَ فَطُوبَی ثُمَّ طُوبَی ثُمَّ طُوبَی ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لِمَنْ أَحَبَّكَ (2)وَ وَالاكَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا طُوبَی قَالَ شَجَرَةٌ فِی دَارِكَ فِی الْجَنَّةِ لَیْسَ دَارٌ مِنْ دُورِ شِیعَتِكَ فِی الْجَنَّةِ إِلَّا وَ فِیهَا غُصْنٌ مِنْ تِلْكَ الشَّجَرَةِ تَهْدِلُ عَلَیْهِمْ بِكُلِّ مَا یَشْتَهُونَ.
ص: 312
بیان: قال الجوهری هدلت الشی ء أهدله هدلا إذا أرخیته و أرسلته إلی أسفل و یقال تهدلت أغصان الشجرة إذا تدلت.
«83»-ثو، ثواب الأعمال ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ سَدِیرٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَاباً یَوْمَ الْقِیَامَةِ لَسَبْعَةُ نَفَرٍ أَوَّلُهُمُ ابْنُ آدَمَ الَّذِی قَتَلَ أَخَاهُ وَ نُمْرُودُ الَّذِی حَاجَّ إِبْراهِیمَ فِی رَبِّهِ وَ اثْنَانِ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ هَوَّدَا قَوْمَهُمْ وَ نَصَّرَاهُمْ وَ فِرْعَوْنُ الَّذِی قَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلی وَ اثْنَانِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَحَدُهُمَا شَرُّهُمَا فِی تَابُوتٍ مِنْ قَوَارِیرَ تَحْتَ الْفَلَقِ فِی بِحَارٍ مِنْ نَارٍ.
بیان: الثانی شرهما.
«84»-فس، تفسیر القمی إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الْأَثِیمِ قَالَ نَزَلَتْ فِی أَبِی جَهْلٍ وَ قَوْلُهُ تَعَالَی كَالْمُهْلِ قَالَ الصُّفْرُ الْمُذَابُ یَغْلِی فِی الْبُطُونِ كَغَلْیِ الْحَمِیمِ وَ هُوَ الَّذِی قَدْ حَمِیَ وَ بَلَغَ الْمُنْتَهَی ثُمَّ قَالَ خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ أَیْ اضْغَطُوهُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ثُمَّ انْزِلُوا بِهِ إِلی سَواءِ الْجَحِیمِ ثُمَّ یُصَبُّ عَلَیْهِ ذَلِكَ الْحَمِیمُ ثُمَّ یُقَالُ لَهُ ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْكَرِیمُ فَلَفْظُهُ خَبَرٌ وَ مَعْنَاهُ حِكَایَةٌ عَمَّنْ یَقُولُ لَهُ ذَلِكَ وَ ذَلِكَ أَنَّ أَبَا جَهْلٍ كَانَ یَقُولُ أَنَا الْعَزِیزُ الْكَرِیمُ فَیُعَیَّرُ بِذَلِكَ فِی النَّارِ.
«85»-فس، تفسیر القمی قَوْلُهُ تَعَالَی إِنَّ الْمُجْرِمِینَ فِی ضَلالٍ وَ سُعُرٍ قَالَ أَیْ فِی عَذَابٍ وَ سُعُرٌ وَادٍ فِی جَهَنَّمَ عَظِیمٌ (1).
«86»-فس، تفسیر القمی قَوْلُهُ تَعَالَی وَ إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ قَالَ أَمَّا أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزَوَّجُوا الْخَیْرَاتِ الْحِسَانَ وَ أَمَّا أَهْلُ النَّارِ فَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ شَیْطَانٌ یَعْنِی قُرِنَتْ نُفُوسُ الْكَافِرِینَ وَ الْمُنَافِقِینَ بِالشَّیَاطِینِ فَهُمْ قُرَنَاؤُهُمْ.
«87»-فس، تفسیر القمی مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّی لا
ص: 313
یَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَی الَّذِی كَذَّبَ وَ تَوَلَّی قَالَ فِی جَهَنَّمَ وَادٍ فِیهِ نَارٌ لا یَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَی فُلَانٌ الَّذِی كَذَّبَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عَلِیٍّ علیه السلام وَ تَوَلَّی عَنْ وَلَایَتِهِ ثُمَّ قَالَ النِّیرَانُ بَعْضُهَا دُونَ بَعْضٍ فَمَا كَانَ مِنْ نَارِ هَذَا الْوَادِی فَلِلنُّصَّابِ.
بیان: فلان هو الثانی.
«88»-فس، تفسیر القمی وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ قَالَ تَتَحَوَّلُ الْبِحَارُ الَّتِی هِیَ حَوْلَ الدُّنْیَا كُلُّهَا نِیرَاناً.
«89»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ فِی جَهَنَّمَ لَوَادٍ یُقَالُ لَهُ غَسَّاقٌ فِیهِ ثَلَاثُونَ وَ ثَلَاثُ مِائَةِ قَصْرٍ فِی كُلِّ قَصْرٍ ثَلَاثُونَ وَ ثَلَاثُ مِائَةِ بَیْتٍ فِی كُلِّ بَیْتٍ ثَلَاثُونَ وَ ثَلَاثُ مِائَةِ عَقْرَبٍ فِی حُمَةِ (1)كُلِّ عَقْرَبٍ ثَلَاثُونَ وَ ثَلَاثُ مِائَةِ قُلَّةِ (2)سَمٍّ لَوْ أَنَّ عَقْرَباً مِنْهَا نَضَحَتْ سَمَّهَا عَلَی أَهْلِ جَهَنَّمَ لَوَسِعَتْهُمْ سَمّاً.
«90»-فس، تفسیر القمی فَلْیَذُوقُوهُ حَمِیمٌ وَ غَسَّاقٌ قَالَ الْغَسَّاقُ وَادٍ فِی جَهَنَّمَ وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ وَ زَادَ فِیهِ فِی كُلِّ بَیْتٍ أَرْبَعُونَ زَاوِیَةً فِی كُلِّ زَاوِیَةٍ شُجَاعٌ (3)فِی كُلِّ شُجَاعٍ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثُونَ عَقْرَباً.
«91»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَیْمَانَ ذَكَرَ فِی قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی تُسْقی مِنْ عَیْنٍ آنِیَةٍ قَالَ یُسْمَعُ لَهَا أَنِینٌ مِنْ شِدَّةِ حَرِّهَا.
«92»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِیدِ الْوَصَّافِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ مُؤْمِناً كَانَ فِی مَمْلَكَةِ جَبَّارٍ فَوَلَعَ بِهِ فَهَرَبَ مِنْهُ إِلَی دَارِ الشِّرْكِ فَنَزَلَ بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ
ص: 314
فَأَظَلَّهُ (1)وَ أَرْفَقَهُ وَ أَضَافَهُ فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَوْ كَانَ لَكَ فِی جَنَّتِی مَسْكَنٌ لَأَسْكَنْتُكَ فِیهَا وَ لَكِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَی مَنْ مَاتَ بِی مُشْرِكاً وَ لَكِنْ یَا نَارُ هِیدِیهِ وَ لَا تُؤْذِیهِ وَ یُؤْتَی بِرِزْقِهِ طَرَفَیِ النَّهَارِ قُلْتُ مِنَ الْجَنَّةِ قَالَ مِنْ حَیْثُ شَاءَ اللَّهُ.
بیان: قال الفیروزآبادی ولع كوجل ولعا محركة و أولعته و أولع به بالضم فهو مولع به استخف و كذب و بحقه ذهب و أولعه به أغراه به و قال الجزری هدت الشی ء أهیده هیدا إذا حركته و أزعجته و منه الحدیث یا نار لا تهیدیه أی لا تزعجیه انتهی.
أقول: لا یبعد أن یكون فی هذا الخبر أیضا لا تهیدیه فصحف و روی الخبر الحسن بن سلیمان فی كتاب المحتضر نقلا من كتاب الشفاء و الجلاء.
«93»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: نَهَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنِ الِاسْتِشْفَاءِ بِالْحَمَّیَاتِ وَ هِیَ الْعُیُونُ الْحَارَّةُ الَّتِی تَكُونُ فِی الْجِبَالِ الَّتِی تُوجَدُ فِیهَا رَوَائِحُ الْكِبْرِیتِ فَإِنَّهَا مِنْ فَوْحِ جَهَنَّمَ (2).
بیان: قال الجزری الحمة عین ماء حار یستشفی به المریض و قال فیه شدة الحر من فوح جهنم أی شدة غلیانها و حرها و یروی فیح بالیاء.
«94»-ختص، الإختصاص عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَأَلَ ابْنُ سَلَامٍ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ مَسَائِلَ فَكَانَ فِیمَا سَأَلَهُ أَخْبِرْنِی مَا السَّبْعَةَ عَشَرَ قَالَ سَبْعَةَ عَشَرَ اسْماً مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَی مَكْتُوباً بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَزَفَرَتْ جَهَنَّمُ زَفْراً فَتُحْرِقُ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ.
«95»-ختص، الإختصاص الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِیُّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: خَرَجْتُ ذَاتَ یَوْمٍ إِلَی ظَهْرِ الْكُوفَةِ وَ بَیْنَ یَدَیَّ قَنْبَرٌ فَإِذَا إِبْلِیسُ قَدْ
ص: 315
أَقْبَلَ فَقُلْتُ بِئْسَ الشَّیْخُ أَنْتَ فَقَالَ لِمَ تَقُولُ هَذَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَوَ اللَّهِ لَأُحَدِّثَنَّكَ بِحَدِیثٍ عَنِّی عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا بَیْنَنَا ثَالِثٌ إنَّهُ لَمَّا هَبَطْتُ بِخَطِیئَتِی إِلَی السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ نَادَیْتُ إِلَهِی وَ سَیِّدِی مَا أَحْسَبُكَ خَلَقْتَ خَلْقاً هُوَ أَشْقَی مِنِّی فَأَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَیَّ بَلَی قَدْ خَلَقْتُ مَنْ هُوَ أَشْقَی مِنْكَ فَانْطَلِقْ إِلَی مَالِكٍ یُرِیكَهُ فَانْطَلَقْتُ إِلَی مَالِكٍ فَقُلْتُ السَّلاَمُ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلاَمَ وَ یَقُولُ أَرِنِی مَنْ هُوَ أَشْقَی مِنِّی فَانْطَلَقَ بِی مَالِكٌ إِلَی اَلنَّارِ فَرَفَعَ الطَّبَقَ الْأَعْلَی فَخَرَجَتْ نَارٌ سَوْدَاءُ ظَنَنْتُ أَنَّهَا قَدْ أَكَلَتْنِی وَ أَكَلَتْ مَالِكاً فَقَالَ لَهَا اهْدِئِی (1)فَهَدَأَتْ ثُمَّ انْطَلَقَ بِی إِلَی الطَّبَقِ الثَّانِی فَخَرَجَتْ نَارٌ هِیَ أَشَدُّ مِنْ تِلْكَ سَوَاداً وَ أَشَدُّ حَمًی فَقَالَ لَهَا اخْمُدِی فَخَمَدَتْ إِلَی أَنِ انْطَلَقَ بِی إِلَی السَّابِعِ وَ كُلُّ نَارٍ تَخْرُجُ مِنْ طَبَقٍ هِیَ أَشَدُّ مِنَ الْأُولَی فَخَرَجَتْ نَارٌ ظَنَنْتُ أَنَّهَا قَدْ أَكَلَتْنِی وَ أَكَلَتْ مَالِكاً وَ جَمِیعَ مَا خَلَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَوَضَعْتُ یَدِی عَلَی عَیْنِی وَ قُلْتُ مُرْهَا یَا مَالِكُ تَخْمُدْ وَ إِلاَّ خَمَدْتُ فَقَالَ إِنَّكَ لَنْ تَخْمُدَ إِلَی الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ فَأَمَرَهَا فَخَمَدَتْ فَرَأَیْتُ رَجُلَیْنِ فِی أَعْنَاقِهِمَا سَلاَسِلُ اَلنِّیرَانِ مُعَلَّقَیْنِ بِهَا إِلَی فَوْقُ وَ عَلَی رُءُوسِهِمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ مَقَامِعُ اَلنِّیرَانِ یَقْمَعُونَهُمَا بِهَا فَقُلْتُ یَا مَالِكُ مَنْ هَذَانِ فَقَالَ أَ وَ مَا قَرَأْتَ عَلَی سَاقِ الْعَرْشِ وَ كُنْتُ قَبْلُ قَرَأْتُهُ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ الدُّنْیَا بِأَلْفَیْ عَامٍ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَیَّدْتُهُ وَ نَصَرْتُهُ بِعَلِیٍّ فَقَالَ هَذَانِ عَدُوَّا أُولَئِكَ وَ ظَالِمَاهُمْ.
بیان: لعله تعالی خلق صورتیهما فی جهنم لتعیین مكانهما و تصویر شقاوتهما للملإ الأعلی و لمن سمع الخبر من غیرهم.
«96»- نَوَادِرُ اَلرَّاوَنْدِیِّ ،بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله : إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ اَلنَّارِ عَذَاباً اِبْنُ جُذْعَانَ فَقِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا بَالُ اِبْنِ جُذْعَانَ أَهْوَنَ أَهْلِ اَلنَّارِ عَذَاباً قَالَ إِنَّهُ كَانَ یُطْعِمُ الطَّعَامَ .
«97»-وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله : رَأَیْتُ فِی اَلنَّارِ صَاحِبَ الْعَبَاءِ الَّتِی قَدْ غَلَّهَا وَ رَأَیْتُ فِی اَلنَّارِ صَاحِبَ الْمِحْجَنِ (2)الَّذِی كَانَ یَسْرِقُ الْحَاجَّ بِمِحْجَنِهِ وَ رَأَیْتُ فِی
ص:316
النَّارِ صَاحِبَةَ الْهِرَّةِ تَنْهَشُهَا مُقْبِلَةً وَ مُدْبِرَةً كَانَتْ أَوْثَقَتْهَا لَمْ تَكُنْ تُطْعِمُهَا وَ لَمْ تُرْسِلْهَا تَأْكُلُ مِنْ حِشَاشِ الْأَرْضِ وَ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَیْتُ صَاحِبَ الْكَلْبِ الَّذِی أَرْوَاهُ مِنَ الْمَاءِ.
«98»-وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُؤْتَی بِالزَّانِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَتَّی یَكُونَ فَوْقَ أَهْلِ النَّارِ فَتَقْطُرُ قَطْرَةٌ مِنْ فَرْجِهِ فَیَتَأَذَّی بِهَا أَهْلُ جَهَنَّمَ مِنْ نَتْنِهَا فَیَقُولُ أَهْلُ جَهَنَّمَ لِلْخُزَّانِ مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ الْمُنْتِنَةُ الَّتِی قَدْ آذَتْنَا فَیُقَالُ لَهُمْ هَذِهِ رَائِحَةُ زَانٍ وَ یُؤْتَی بِامْرَأَةٍ زَانِیَةٍ فَتَقْطُرُ قَطْرَةٌ مِنْ فَرْجِهَا فَیَتَأَذَّی بِهَا أَهْلُ النَّارِ مِنْ نَتْنِهَا.
«99»-ختص، الإختصاص أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ سَعِیدِ بْنِ جَنَاحٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِیِّ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ قَبْضَ الْكَافِرِ قَالَ یَا مَلَكَ الْمَوْتِ انْطَلِقْ أَنْتَ وَ أَعْوَانُكَ إِلَی عَدُوِّی فَإِنِّی قَدْ أَبْلَیْتُهُ فَأَحْسَنْتُ الْبَلَاءَ وَ دَعَوْتُهُ إِلَی دَارِ السَّلَامِ فَأَبَی إِلَّا أَنْ یَشْتِمَنِی (1)وَ كَفَرَ بِی وَ بِنِعْمَتِی وَ شَتَمَنِی عَلَی عَرْشِی فَاقْبِضْ رُوحَهُ حَتَّی تَكُبَّهُ فِی النَّارِ قَالَ فَیَجِیئُهُ مَلَكُ الْمَوْتِ بِوَجْهٍ كَرِیهٍ كَالِحٍ عَیْنَاهُ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ وَ صَوْتُهُ كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ لَوْنُهُ كَقِطَعِ اللَّیْلِ الْمُظْلِمِ نَفْسُهُ كَلَهَبِ النَّارِ رَأْسُهُ فِی السَّمَاءِ الدُّنْیَا وَ رِجْلٌ فِی الْمَشْرِقِ وَ رِجْلٌ فِی الْمَغْرِبِ وَ قَدَمَاهُ فِی الْهَوَاءِ مَعَهُ سَفُّودٌ (2)كَثِیرُ الشُّعَبِ مَعَهُ خَمْسُمِائَةِ مَلَكٍ أَعْوَاناً مَعَهُمْ سِیَاطٌ مِنْ قَلْبِ جَهَنَّمَ تَلْتَهِبُ تِلْكَ السِّیَاطُ وَ هِیَ مِنْ لَهَبِ جَهَنَّمَ وَ مَعَهُمْ مِسْحٌ أَسْوَدُ وَ جَمْرَةٌ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ ثُمَّ یَدْخُلُ عَلَیْهِ مَلَكٌ مِنْ خُزَّانِ جَهَنَّمَ یُقَالُ لَهُ سَحْقَطَائِیلُ فَیَسْقِیهِ شَرْبَةً مِنَ النَّارِ لَا یَزَالُ مِنْهَا عَطْشَاناً حَتَّی یَدْخُلَ النَّارَ فَإِذَا نَظَرَ إِلَی مَلَكِ الْمَوْتِ شَخَصَ بَصَرُهُ وَ طَارَ عَقْلُهُ قَالَ یَا مَلَكَ الْمَوْتِ ارْجِعُونِی قَالَ فَیَقُولُ مَلَكُ الْمَوْتِ كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها قَالَ فَیَقُولُ یَا مَلَكَ الْمَوْتِ فَإِلَی مَنْ أَدَعُ مَالِی وَ أَهْلِی وَ وُلْدِی وَ عَشِیرَتِی وَ مَا كُنْتُ فِیهِ مِنَ الدُّنْیَا فَیَقُولُ دَعْهُمْ لِغَیْرِكَ وَ اخْرُجْ إِلَی النَّارِ قَالَ فَیَضْرِبُهُ بِالسَّفُّودِ ضَرْبَةً فَلَا یَبْقَی مِنْهُ شُعْبَةٌ إِلَّا أَنْشَبَهَا فِی كُلِّ عِرْقٍ وَ مَفْصِلٍ ثُمَّ یَجْذِبُهُ جَذْبَةً فَیَسُلُّ رُوحَهُ مِنْ قَدَمَیْهِ بَسْطاً فَإِذَا بَلَغَتِ الرُّكْبَتَیْنِ أَمَرَ أَعْوَانَهُ فَأَكَبُّوا عَلَیْهِ بِالسِّیَاطِ ضَرْباً ثُمَّ یَرْفَعُهُ عَنْهُ فَیُذِیقُهُ سَكَرَاتِهِ وَ غَمَرَاتِهِ قَبْلَ خُرُوجِهَا كَأَنَّمَا ضُرِبَ بِأَلْفِ سَیْفٍ فَلَوْ كَانَ لَهُ قُوَّةُ الْجِنِّ وَ
ص: 317
الْإِنْسِ لَاشْتَكَی كُلُّ عِرْقٍ مِنْهُ عَلَی حِیَالِهِ بِمَنْزِلَةِ سَفُّودٍ كَثِیرِ الشُّعَبِ أُلْقِیَ عَلَی صُوفٍ مُبْتَلٍّ ثُمَّ یَطُوفُهُ فَلَمْ یَأْتِ عَلَی شَیْ ءٍ إِلَّا انْتَزَعَهُ كَذَلِكَ خُرُوجُ نَفْسِ الْكَافِرِ مِنْ عِرْقٍ وَ عُضْوٍ وَ مَفْصِلٍ وَ شَعْرَةٍ فَإِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ وَجْهَهُ وَ دُبُرَهُ وَ قِیلَ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْیَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَی اللَّهِ غَیْرَ الْحَقِّ وَ كُنْتُمْ عَنْ آیاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ یَوْمَ یَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْری یَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِینَ وَ یَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً فَیَقُولُونَ حَرَاماً عَلَیْكُمُ الْجَنَّةُ مُحَرَّماً وَ قَالَ یَخْرُجُ رُوحُهُ فَیَضَعُهُ مَلَكُ الْمَوْتِ بَیْنَ مِطْرَقَةٍ وَ سَنْدَانٍ فَیَفْضَحُ أَطْرَافَ أَنَامِلِهِ وَ آخِرُ مَا یُشْدَخُ مِنْهُ الْعَیْنَانِ فَیَسْطَعُ لَهَا رِیحٌ مُنْتِنٌ یَتَأَذَّی مِنْهُ أَهْلُ السَّمَاءِ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ فَیَقُولُونَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَیْهَا مِنْ رُوحٍ كَافِرَةٍ مُنْتِنَةٍ خَرَجَتْ مِنَ الدُّنْیَا فَیَلْعَنُهُ اللَّهُ وَ یَلْعَنُهُ اللَّاعِنُونَ فَإِذَا أُتِیَ بِرُوحِهِ إِلَی السَّمَاءِ الدُّنْیَا أُغْلِقَتْ عَنْهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَ لا یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّی یَلِجَ الْجَمَلُ فِی سَمِّ الْخِیاطِ وَ كَذلِكَ نَجْزِی الْمُجْرِمِینَ یَقُولُ اللَّهُ رُدُّوهَا عَلَیْهِ فَمِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَ فِیهَا أُعِیدُهُمْ وَ مِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَی فَإِذَا حُمِلَ عَلَی سَرِیرِهِ حَمَلَتْ نَعْشَهُ الشَّیَاطِینُ فَإِذَا انْتَهَوْا بِهِ إِلَی قَبْرِهِ قَالَتْ كُلُّ بُقْعَةٍ مِنْهَا اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ فِی بَطْنِی حَتَّی یُوضَعَ فِی الْحُفْرَةِ الَّتِی قَضَاهَا اللَّهُ فَإِذَا وُضِعَ فِی لَحْدِهِ قَالَتْ لَهُ الْأَرْضُ لَا مَرْحَباً بِكَ یَا عَدُوَّ اللَّهِ أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أُبْغِضُكَ وَ أَنْتَ عَلَی مَتْنِی (1)وَ أَنَا لَكَ الْیَوْمَ أَشَدُّ بُغْضاً وَ أَنْتَ فِی بَطْنِی أَمَا وَ عَزَّةِ رَبِّی لَأُسِیئَنَّ جِوَارَكَ وَ لَأُضِیقَنَّ مَدْخَلَكَ وَ لَأُوحِشَنَّ مَضْجَعَكَ وَ لَأُبَدِّلَنَّ مَطْمَعَكَ (2)إِنَّمَا أَنَا رَوْضَةٌ مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النِّیرَانِ ثُمَّ یَنْزِلُ عَلَیْهِ مُنْكَرٌ وَ نَكِیرٌ وَ هُمَا مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ یَبْحَثَانِ الْقَبْرَ بِأَنْیَابِهِمَا وَ یَطَئَانِ فِی شُعُورِهِمَا حَدَقَتَاهُمَا مِثْلُ قِدْرِ النُّحَاسِ وَ كَلَامُهُمَا مِثْلُ الرَّعْدِ الْقَاصِفِ وَ أَبْصَارُهُمَا مِثْلُ الْبَرْقِ اللَّامِعِ فَیَنْتَهِرَانِهِ (3)وَ یَصِیحَانِ بِهِ فَیَتَقَلَّصُ نَفْسُهُ حَتَّی یَبْلُغَ حَنْجَرَتَهُ فَیَقُولَانِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ وَ مَا دِینُكَ وَ مَنْ نَبِیُّكَ وَ مَنْ إِمَامُكَ فَیَقُولُ لَا أَدْرِی قَالَ فَیَقُولَانِ شَاكٌّ فِی الدُّنْیَا وَ شَاكٌّ الْیَوْمَ لَا دَرَیْتَ وَ لَا هُدِیتَ قَالَ
ص: 318
فَیَضْرِبَانِهِ ضَرْبَةً فَلَا یَبْقَی فِی الْمَشْرِقِ وَ لَا فِی الْمَغْرِبِ شَیْ ءٌ إِلَّا سَمِعَ صَیْحَتَهُ إِلَّا الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ قَالَ فَمِنْ شِدَّةِ صَیْحَتِهِ یَلُوذُ الْحِیتَانُ بِالطِّینِ وَ یَنْفِرُ الْوَحْشُ فِی الْخِیَاسِ (1)وَ لَكِنَّكُمْ لَا تَعْلَمُونَ قَالَ ثُمَّ یُسَلِّطُ اللَّهُ عَلَیْهِ حَیَّتَیْنِ سَوْدَاوَیْنِ زَرْقَاوَیْنِ یُعَذِّبَانِهِ بِالنَّهَارِ خَمْسَ سَاعَاتٍ وَ بِاللَّیْلِ سِتَّ سَاعَاتٍ لِأَنَّهُ كَانَ یَسْتَخْفِی مِنَ النَّاسِ وَ لَا یَسْتَخْفِی مِنَ اللَّهِ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا یُؤْمِنُونَ قَالَ ثُمَّ یُسَلِّطُ اللَّهُ عَلَیْهِ مَلَكَیْنِ أَصَمَّیْنِ أَعْمَیْنِ (أَعْمَیَیْنِ خ ل) مَعَهُمَا مِطْرَقَتَانِ مِنْ حَدِیدٍ مِنْ نَارٍ یَضْرِبَانِهِ فَلَا یَخْطَئَانِهِ (یَخْبِطَانِهِ خ ل) وَ یَصِیحُ فَلَا یَسْمَعَانِهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَإِذَا كَانَتْ صَیْحَةُ الْقِیَامَةِ اشْتَعَلَ قَبْرُهُ نَاراً فَیَقُولُ لِیَ الْوَیْلُ إِذَا اشْتَعَلَ قَبْرِی نَاراً فَیُنَادِی مُنَادٍ أَلَا الْوَیْلُ قَدْ دَنَا مِنْكَ وَ الْهَوَانُ (2)قُمْ مِنْ نِیرَانِ الْقَبْرِ إِلَی نِیرَانٍ لَا یَطْفَأُ فَیَخْرُجُ مِنْ قَبْرِهِ مُسْوَدّاً وَجْهُهُ مُزْرَقَّةً عَیْنَاهُ قَدْ طَالَ خُرْطُومُهُ وَ كَسَفَ بَالُهُ مُنَكِّساً رَأْسَهُ یُسَارِقُ النَّظَرَ فَیَأْتِیهِ عَمَلُهُ الْخَبِیثُ فَیَقُولُ وَ اللَّهِ مَا عَلِمْتُكَ إِلَّا كُنْتَ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ مُبْطِئاً وَ إِلَی مَعْصِیَتِهِ مُسْرِعاً قَدْ كُنْتَ تَرْكَبُنِی فِی الدُّنْیَا فَأَنَا أُرِیدُ أَنْ أَرْكَبَكَ الْیَوْمَ كَمَا كُنْتَ تَرْكَبُنِی وَ أَقُودُكَ إِلَی النَّارِ قَالَ ثُمَّ یَسْتَوِی عَلَی مَنْكِبَیْهِ فَیَرْحَلُ (فَیَرْكُلُ ظ) قَفَاهُ حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی عُجْزَةِ جَهَنَّمَ فَإِذَا نَظَرَ إِلَی الْمَلَائِكَةِ قَدِ اسْتَعَدُّوا لَهُ بِالسَّلَاسِلِ وَ الْأَغْلَالِ قَدْ عَضُّوا عَلَی شِفَاهِهِمْ مِنَ الْغَیْظِ وَ الْغَضَبِ فَیَقُولُ یا لَیْتَنِی لَمْ أُوتَ كِتابِیَهْ وَ یُنَادِی الْجَلِیلُ جِیئُوا بِهِ إِلَی النَّارِ فَصَارَتِ الْأَرْضُ تَحْتَهُ نَاراً وَ الشَّمْسُ فَوْقَهُ نَاراً وَ جَاءَتْ نَارٌ فَأَحْدَقَتْ بِعُنُقِهِ فَنَادَی وَ بَكَی طَوِیلًا یَقُولُ وَا عَقِبَاهُ قَالَ فَتُكَلِّمُهُ النَّارُ فَتَقُولُ أَبْعَدَ اللَّهُ عَقِبَیْكَ مِمَّا أَعْقَبَتَا فِی طَاعَةِ اللَّهِ (3)قَالَ ثُمَّ تَجِی ءُ صَحِیفَتُهُ تَطِیرُ مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ فَتَقَعُ فِی شِمَالِهِ ثُمَّ یَأْتِیهِ مَلَكٌ فَیَثْقُبُ (فَیُقَلِّبُ خ ل) صَدْرَهُ إِلَی ظَهْرِهِ ثُمَّ یَفْتِلُ شِمَالَهُ إِلَی خَلْفِ ظَهْرِهِ
ص: 319
ثُمَّ یُقَالُ لَهُ اقْرَأْ كِتَابَكَ قَالَ فَیَقُولُ أَیُّهَا الْمَلَكُ كَیْفَ أَقْرَأُ وَ جَهَنَّمُ أَمَامِی قَالَ فَیَقُولُ اللَّهُ دُقَّ عُنُقَهُ وَ اكْسِرْ صُلْبَهُ وَ شُدَّ نَاصِیَتَهُ إِلَی قَدَمَیْهِ ثُمَّ یَقُولُ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ قَالَ فَیَبْتَدِرُهُ (1)لِتَعْظِیمِ قَوْلِ اللَّهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ غِلَاظٍ شِدَادٍ فَمِنْهُمْ مَنْ یَنْتِفُ لِحْیَتَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَحْطِمُ عِظَامَهُ قَالَ فَیَقُولُ أَ مَا تَرْحَمُونِی قَالَ فَیَقُولُونَ یَا شَقِیُّ كَیْفَ نَرْحَمُكَ وَ لَا یَرْحَمُكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ أَ فَیُؤْذِیكَ هَذَا قَالَ فَیَقُولُ نَعَمْ أَشَدَّ الْأَذَی قَالَ فَیَقُولُونَ یَا شَقِیُّ وَ كَیْفَ لَوْ قَدْ طَرَحْنَاكَ فِی النَّارِ قَالَ فَیَدْفَعُهُ الْمَلَكُ فِی صَدْرِهِ دَفْعَةً فَیَهْوِی سَبْعِینَ أَلْفَ عَامٍ قَالَ فَیَقُولُونَ یا لَیْتَنا أَطَعْنَا اللَّهَ وَ أَطَعْنَا الرَّسُولَا قَالَ فَیَقْرِنُ مَعَهُ حَجَرٌ عَنْ یَمِینِهِ وَ شَیْطَانٌ عَنْ یَسَارِهِ حَجَرُ كِبْرِیتٍ مِنْ نَارٍ یَشْتَعِلُ فِی وَجْهِهِ وَ یَخْلُقُ اللَّهُ لَهُ سَبْعِینَ جِلْداً غِلَظُهُ أَرْبَعُونَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِ الْمَلَكِ الَّذِی یُعَذِّبُهُ بَیْنَ الْجِلْدِ إِلَی الْجِلْدِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعاً بَیْنَ الْجِلْدِ إِلَی الْجِلْدِ حَیَّاتٌ وَ عَقَارِبُ مِنْ نَارٍ وَ دِیدَانٌ مِنْ نَارٍ رَأْسُهُ مِثْلُ الْجَبَلِ الْعَظِیمِ وَ فَخِذَاهُ مِثْلُ جَبَلِ وَرِقَانَ وَ هُوَ جَبَلٌ بِالْمَدِینَةِ مِشْفَرُهُ (2)أَطْوَلُ مِنْ مِشْفَرِ الْفِیلِ فَیَسْحَبُهُ (3)سَحْباً وَ أُذُنَاهُ عَضُوضَانِ بَیْنَهُمَا سُرَادِقٌ مِنْ نَارٍ تَشْتَعِلُ قَدْ أَطْلَعَتِ النَّارُ مِنْ دُبُرِهِ عَلَی فُؤَادِهِ فَلَا یَبْلُغُ دُوَیْنَ سَائِهِمَا (4)(دَرْكاً) مِنْ دَرَكَاتِهِ حَتَّی یُبَدَّلَ لَهُ سَبْعُونَ سِلْسِلَةً لِلسِّلْسِلَةِ سَبْعُونَ ذِرَاعاً مَا بَیْنَ الذِّرَاعِ حَلَقٌ عَدَدَ الْقَطْرِ وَ الْمَطَرِ لَوْ وُضِعَتْ حَلْقَةٌ مِنْهَا عَلَی جِبَالِ الْأَرْضِ لَأَذَابَتْهَا قَالَ وَ عَلَیْهِ سَبْعُونَ سِرْبَالًا مِنْ قَطِرَانٍ مِنْ نَارٍ وَ یَغْشَی وُجُوهَهُمُ النَّارُ عَلَیْهِ قَلَنْسُوَةٌ مِنْ نَارٍ وَ لَیْسَ فِی جَسَدِهِ مَوْضِعُ فِتْرٍ إِلَّا وَ فِیهِ حِلْیَةٌ مِنْ نَارٍ (5)وَ فِی رِجْلَیْهِ قُیُودٌ مِنْ نَارٍ عَلَی رَأْسِهِ تَاجٌ سِتُّونَ ذِرَاعاً مِنْ نَارٍ قَدْ نُقِبَ رَأْسُهُ ثَلَاثَ مِائَةٍ وَ سِتِّینَ نَقْباً یَخْرُجُ مِنْ ذَلِكَ النَّقْبِ الدُّخَانُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ وَ قَدْ غَلَی مِنْهَا دِمَاغُهُ حَتَّی یَجْرِیَ عَلَی كَتِفَیْهِ یَسِیلُ مِنْهَا ثَلَاثُ مِائَةِ نَهَرٍ وَ سِتُّونَ نَهَراً مِنْ صَدِیدٍ یَضِیقُ عَلَیْهِ مَنْزِلُهُ كَمَا
ص: 320
یَضِیقُ الرُّمْحُ فِی الزُّجِّ فَمِنْ ضِیقِ مَنَازِلِهِمْ عَلَیْهِمْ وَ مِنْ رِیحِهَا وَ مِنْ شِدَّةِ سَوَادِهَا وَ زَفِیرِهَا وَ شَهِیقِهَا وَ تَغَیُّظِهَا وَ نَتْنِهَا اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ وَ عَظُمَتْ دِیدَانُهُمْ فَیَنْبُتُ لَهَا أَظْفَارُ السِّنَّوْرِ وَ الْعِقْبَانِ تَأْكُلُ لَحْمَهُ وَ تَقْرِضُ عِظَامَهُ وَ تَشْرَبُ دَمَهُ لَیْسَ لَهُنَّ مَأْكَلٌ وَ لَا مَشْرَبٌ غَیْرَهُ ثُمَّ یُدْفَعُ فِی صَدْرِهِ دَفْعَةً فَیَهْوِی عَلَی رَأْسِهِ سَبْعِینَ أَلْفَ عَامٍ حَتَّی یُوَاقِعَ الْحُطَمَةَ فَإِذَا وَاقَعَهَا دَقَّتْ عَلَیْهِ وَ عَلَی شَیْطَانِهِ وَ جَاذَبَهُ الشَّیْطَانُ بِالسِّلْسِلَةِ (1)فَكُلَّمَا رَفَعَ رَأْسَهُ وَ نَظَرَ إِلَی قُبْحِ وَجْهِهِ كَلَحَ فِی وَجْهِهِ قَالَ فَیَقُولُ یا لَیْتَ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَیْنِ فَبِئْسَ الْقَرِینُ وَیْحَكَ بِمَا أَغْوَیْتَنِی احْمِلْ عَنِّی مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَیْ ءٍ فَیَقُولُ یَا شَقِیُّ كَیْفَ أَحْمِلُ عَنْكَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَیْ ءٍ وَ أَنَا وَ أَنْتَ الْیَوْمَ فِی الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ ثُمَّ یُضْرَبُ عَلَی رَأْسِهِ ضَرْبَةً فَیَهْوِی سَبْعِینَ أَلْفَ عَامٍ حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی عَیْنٍ یُقَالُ لَهَا آنِیَةٌ یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی تُسْقی مِنْ عَیْنٍ آنِیَةٍ وَ هُوَ عَیْنٌ یَنْتَهِی حَرُّهَا وَ طَبْخُهَا وَ أُوقِدَ عَلَیْهَا مُذْ خَلَقَ اللَّهُ جَهَنَّمَ كُلُّ أَوْدِیَةِ النَّارِ تَنَامُ وَ تِلْكَ الْعَیْنُ لَا تَنَامُ مِنْ حَرِّهَا وَ یَقُولُ الْمَلَائِكَةُ یَا مَعْشَرَ الْأَشْقِیَاءِ ادْنُوا فَاشْرَبُوا مِنْهَا فَإِذَا أَعْرَضُوا عَنْهَا ضَرَبَتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ بِالْمَقَامِعِ وَ قِیلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِیقِ ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَیْدِیكُمْ وَ أَنَّ اللَّهَ لَیْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِیدِ قَالَ ثُمَّ یُؤْتَوْنَ بِكَأْسٍ مِنْ حَدِیدٍ فِیهِ شَرْبَةٌ مِنْ عَیْنٍ آنِیَةٍ فَإِذَا أُدْنِیَ مِنْهُمْ تَقَلَّصَتْ شِفَاهُهُمْ وَ انْتَثَرَ لُحُومُ وُجُوهِهِمْ فَإِذَا شَرِبُوا مِنْهَا وَ صَارَ فِی أَجْوَافِهِمْ یُصْهَرُ بِهِ ما فِی بُطُونِهِمْ وَ الْجُلُودُ ثُمَّ یُضْرَبُ عَلَی رَأْسِهِ ضَرْبَةً فَیَهْوِی سَبْعِینَ أَلْفَ عَامٍ حَتَّی یُوَاقِعَ السَّعِیرَ فَإِذَا وَاقَعَهَا سُعِّرَتْ فِی وُجُوهِهِمْ فَعِنْدَ ذَلِكَ غَشِیَتْ أَبْصَارُهُمْ مِنْ نَفْحِهَا ثُمَّ یُضْرَبُ عَلَی رَأْسِهِ ضَرْبَةً فَیَهْوِی سَبْعِینَ أَلْفَ عَامٍ حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی شَجَرَةِ الزَّقُّومِ شَجَرَةٍ تَخْرُجُ فِی أَصْلِ الْجَحِیمِ طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّیاطِینِ عَلَیْهَا سَبْعُونَ أَلْفَ غُصْنٍ مِنْ نَارٍ فِی كُلِّ غُصْنٍ سَبْعُونَ أَلْفَ ثَمَرَةٍ مِنْ نَارٍ كُلُّ ثَمَرَةٍ (2)كَأَنَّهَا رَأْسُ الشَّیْطَانِ قُبْحاً وَ نَتْناً تَنْشَبُ عَلَی صَخْرَةٍ مُمَلَّسَةٍ سَوْخَاءَ كَأَنَّهَا مِرْآةٌ ذَلِقَةٌ مَا بَیْنَ أَصْلِ الصَّخْرَةِ إِلَی الصَّخْرَةِ سَبْعُونَ أَلْفَ عَامٍ أَغْصَانُهَا یَشْرَبُ مِنْ نَارٍ وَ ثِمَارُهَا نَارٌ وَ فَرْعُهَا نَارٌ فَیُقَالُ لَهُ یَا شَقِیُّ اصْعَدْ فَكُلَّمَا صَعِدَ زَلِقَ وَ كُلَّمَا زَلِقَ صَعِدَ فَلَا یَزَالُ كَذَلِكَ سَبْعِینَ أَلْفَ عَامٍ فِی الْعَذَابِ وَ إِذَا
ص: 321
أَكَلَ مِنْهَا ثَمَرَةً یَجِدُهَا أَمَرَّ مِنَ الصَّبِرِ وَ أَنْتَنَ مِنَ الْجِیَفِ وَ أَشَدَّ مِنَ الْحَدِیدِ فَإِذَا وَاقَعَتْ بَطْنَهُ غَلَتْ فِی بَطْنِهِ كَغَلْیِ الْحَمِیمِ فَیَذْكُرُونَ مَا كَانُوا یَأْكُلُونَ فِی دَارِ الدُّنْیَا مِنْ طِیبِ الطَّعَامِ فَبَیْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ تَجْذِبُهُمُ الْمَلَائِكَةُ فَیَهْوُوُنَ دَهْراً فِی ظُلَمٍ مُتَرَاكِبَةٍ فَإِذَا اسْتَقَرُّوا فِی النَّارِ سُمِعَ لَهُمْ صَوْتٌ كَصَیْحِ السَّمَكِ عَلَی الْمَقْلَی (1)أَوْ كَقَضِیبِ الْقَصَبِ ثُمَّ یَرْمِی بِنَفْسِهِ مِنَ الشَّجَرَةِ فِی أَوْدِیَةٍ مُذَابَةٍ مِنْ صُفْرٍ مِنْ نَارٍ وَ أَشَدَّ حَرّاً مِنَ النَّارِ تَغْلِی بِهِمُ الْأَوْدِیَةُ تَرْمِی بِهِمْ فِی سَوَاحِلِهَا وَ لَهَا سَوَاحِلُ كَسَوَاحِلِ بَحْرِكُمْ هَذَا فَأَبْعَدُهُمْ مِنْهَا بَاعٌ وَ الثَّانِی ذِرَاعٌ وَ الثَّالِثُ فِتْرٌ (2)فَیَحْمِلُ عَلَیْهِمْ هَوَامُّ النَّارِ الْحَیَّاتُ وَ الْعَقَارِبُ كَأَمْثَالِ الْبِغَالِ الدُّلْمِ لِكُلِّ عَقْرَبٍ سِتُّونَ فَقَاراً فِی كُلِّ فَقَارٍ قُلَّةٌ مِنْ سَمٍّ وَ حَیَّاتٌ سُودٌ زُرْقٌ أَمْثَالُ الْبَخَاتِیِّ فَیَتَعَلَّقُ بِالرَّجُلِ سَبْعُونَ أَلْفَ حَیَّةٍ وَ سَبْعُونَ أَلْفَ عَقْرَبٍ ثُمَّ كُبَّ فِی النَّارِ سَبْعِینَ أَلْفَ عَامٍ لَا تُحْرِقُهُ قَدِ اكْتَفَی بِسَهْمَتِهِ ثُمَّ تَعَلَّقَ عَلَی كُلِّ غُصْنٍ مِنَ الزَّقُّومِ سَبْعُونَ أَلْفَ رَجُلٍ مَا یَنْحَنِی وَ لَا یَنْكَسِرُ فَیَدْخُلُ النَّارُ مِنْ أَدْبَارِهِمْ فَتَطَّلِعُ عَلَی الْأَفْئِدَةِ تُقَلِّصُ الشِّفَاهَ وَ تُطَیِّرُ الْجَنَانَ وَ تُنْضِجُ الْجُلُودَ وَ تَذُوبُ الشُّحُومُ وَ یَغْضَبُ الْحَیُّ الْقَیُّومُ فَیَقُولُ یَا مَالِكُ قُلْ لَهُمْ ذُوقُوا فَلَنْ نَزِیدَكُمْ إِلَّا عَذاباً یَا مَالِكُ سَعِّرْ سَعِّرْ فَقَدِ اشْتَدَّ غَضَبِی عَلَی مَنْ شَتَمَنِی عَلَی عَرْشِی وَ اسْتَخَفَّ بِحَقِّی وَ أَنَا الْمَلِكُ الْجَبَّارُ فَیُنَادِی مَالِكٌ یَا أَهْلَ الضَّلَالِ وَ الِاسْتِكْبَارِ وَ النِّعْمَةِ فِی دَارِ الدُّنْیَا كَیْفَ تَجِدُونَ مَسَّ سَقَرَ قَالَ فَیَقُولُونَ قَدْ أَنْضَجَتْ قُلُوبَنَا وَ أَكَلَتْ لُحُومَنَا وَ حَطَمَتْ عِظَامَنَا فَلَیْسَ لَنَا مُسْتَغِیثٌ وَ لَا لَنَا مُعِینٌ قَالَ فَیَقُولُ مَالِكٌ وَ عِزَّةِ رَبِّی لَا أَزِیدُكُمْ إِلَّا عَذَاباً فَیَقُولُونَ إِنْ عَذَّبَنَا رَبُّنَا لَمْ یَظْلِمْنَا شَیْئاً قَالَ فَیَقُولُ مَالِكٌ فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِیرِ یَعْنِی بُعْداً لِأَصْحَابِ السَّعِیرِ ثُمَّ یَغْضَبُ الْجَبَّارُ فَیَقُولُ یَا مَالِكُ سَعِّرْ سَعِّرْ فَیَغْضَبُ مَالِكٌ فَیَبْعَثُ عَلَیْهِمْ سَحَابَةً سَوْدَاءَ یَظَلُّ أَهْلَ النَّارِ كُلَّهُمْ ثُمَّ یُنَادِیهِمْ فَیَسْمَعُهَا أَوَّلُهُمْ وَ آخِرُهُمْ وَ أَفْضَلُهُمْ وَ أَدْنَاهُمْ فَیَقُولُ مَا ذَا تُرِیدُونَ أَنْ أُمْطِرَكُمْ فَیَقُولُونَ الْمَاءَ الْبَارِدَ
ص: 322
وَا عَطَشَاهْ وَا طُولَ هَوَانَاهُ فَیُمْطِرُهُمْ حِجَارَةً وَ كَلَالِیباً وَ خَطَاطِیفاً (1)وَ غِسْلِیناً وَ دِیدَاناً مِنْ نَارٍ فَیَنْضَجُ وُجُوهُهُمْ وَ جِبَاهُهُمْ وَ یُغْضَی (2)أَبْصَارُهُمْ وَ یُحْطَمُ عِظَامُهُمْ فَعِنْدَ ذَلِكَ یُنَادُونَ وَا ثُبُورَاهْ فَإِذَا بَقِیَتِ الْعِظَامُ عَوَارِی مِنَ اللُّحُومِ اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ فَیَقُولُ یَا مَالِكُ اسْجُرْهَا عَلَیْهِمْ كَالْحَطَبِ فِی النَّارِ ثُمَّ یَضْرِبُ أَمْوَاجُهَا أَرْوَاحَهُمْ سَبْعِینَ خَرِیفاً فِی النَّارِ ثُمَّ یُطْبَقُ عَلَیْهِمْ أَبْوَابُهَا مِنَ الْبَابِ إِلَی الْبَابِ مَسِیرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ وَ غِلَظُ الْبَابِ مَسِیرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ ثُمَّ یُجْعَلُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فِی ثَلَاثِ تَوَابِیتَ مِنْ حَدِیدٍ مِنْ نَارٍ بَعْضُهَا فِی بَعْضٍ فَلَا یُسْمَعُ لَهُمْ كَلَامٌ أَبَداً إِلَّا أَنَّ لَهُمْ فِیهَا شَهِیقٌ كَشَهِیقِ الْبِغَالِ وَ زَفِیرٌ مِثْلُ نَهِیقِ الْحَمِیرِ وَ عُوَاءٌ (3)كَعُوَاءِ الْكِلَابِ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْیٌ فَلَیْسَ لَهُمْ فِیهَا كَلَامٌ إِلَّا أَنِینٌ فَیُطْبَقُ عَلَیْهِمْ أَبْوَابُهَا وَ یُسَدُّ عَلَیْهِمْ عُمُدُهَا فَلَا یَدْخُلُ عَلَیْهِمْ رَوْحٌ أَبَداً وَ لَا یَخْرُجُ مِنْهُمُ الْغَمُّ أَبَداً فَهِیَ عَلَیْهِمْ مُؤْصَدَةٌ یَعْنِی مُطْبَقَةً لَیْسَ لَهُمْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ شَافِعُونَ وَ لَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ صَدِیقٌ حَمِیمٌ وَ یَنْسَاهُمُ الرَّبُّ وَ یَمْحُو ذِكْرُهُمْ مِنْ قُلُوبِ الْعِبَادِ فَلَا یُذْكَرُونَ أَبَداً.
بیان: الفضخ و الشدخ الكسر و الخیاس لعله جمع الخیس بالكسر و هو الشجر الملتف أو هو تصحیف الجبال قوله علیه السلام فلا یخطئانه أی لا تقع ضربتهما علی غیره و فی بعض النسخ فلا یخبطانه من قولهم خبطت الرجل إذا أنعمت علیه من غیر معرفة بینكما و قال فی القاموس كسف حاله ساءت و فلان نكس طرفه (4)و رجل كاسف البال سیئ الحال قوله علیه السلام فیرحل قفاه یقال رحلت البعیر إذا شددت علی ظهره الرحل و الظاهر فیركل و الركل الضرب بالرجل و عجزة الشی ء مؤخره قوله علیه السلام مما أعقبتا أی أورثتا من العقوبة بسبب التقصیر فی طاعة اللّٰه أو من قولهم عقبت الرجل إذا بغیته بشر و العضوض البئر البعیدة القعر و السوخاء الأرض التی تسیخ فیها الرجل أی ترسب و لعله إن صحت النسخة هنا كنایة عن زلق الأقدام إلی أسفل و الفتر بالكسر ما بین طرف الإبهام و المشیرة و الدلم بالضم جمع الأدلم
ص: 323
و هو الشدید السواد و الخطاف كل حدیدة حجناء و جمعه خطاطیف و كان فی النسخة تصحیفات تركناها كما وجدناها.
«100»- أَقُولُ قَالَ سَیِّدُ السَّاجِدِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فِی الصَّحِیفَةِ الْكَامِلَةِ فِیمَا كَانَ یَدْعُو علیه السلام بَعْدَ صَلَاةِ اللَّیْلِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَارٍ تَغَلَّظْتَ بِهَا عَلَی مَنْ عَصَاكَ وَ تَوَعَّدْتَ بِهَا مَنْ صَدَفَ عَنْ رِضَاكَ (1)وَ مِنْ نَارٍ نُورُهَا ظُلْمَةٌ وَ هَیِّنُهَا أَلِیمٌ وَ بَعِیدُهَا قَرِیبٌ وَ مِنْ نَارٍ یَأْكُلُ بَعْضَهَا بَعْضٌ وَ یَصُولُ بَعْضُهَا عَلَی بَعْضٍ (2)وَ مِنْ نَارٍ تَذَرُ الْعِظَامَ رَمِیماً وَ تَسْقِی أَهْلَهَا حَمِیماً وَ مِنْ نَارٍ لَا تُبْقِی عَلَی مَنْ تَضَرَّعَ إِلَیْهَا وَ لَا تَرْحَمُ مَنِ اسْتَعْطَفَهَا وَ لَا تَقْدِرُ عَلَی التَّخْفِیفِ عَمَّنْ خَشَعَ لَهَا وَ اسْتَسْلَمَ إِلَیْهَا تَلْقَی سُكَّانَهَا بِأَحَرِّ مَا لَدَیْهَا مِنْ أَلِیمِ النَّكَالِ وَ شَدِیدِ الْوَبَالِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَقَارِبِهَا الْفَاغِرَةِ أَفْوَاهُهَا (3)وَ حَیَّاتِهَا الصَّالِقَةِ بِأَنْیَابِهَا (4)وَ شَرَابِهَا الَّذِی یُقَطِّعُ أَمْعَاءَ وَ أَفْئِدَةَ سُكَّانِهَا وَ یَنْزِعُ قُلُوبَهُمْ وَ أَسْتَهْدِیكَ لِمَا بَاعَدَ مِنْهَا وَ أَخَّرَ عَنْهَا الدُّعَاءَ.
«101»-نهج، نهج البلاغة مِنْ عَهْدٍ لَهُ علیه السلام إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ وَ احْذَرُوا نَاراً قَعْرُهَا بَعِیدٌ وَ حَرُّهَا شَدِیدٌ وَ عَذَابُهَا جَدِیدٌ دَارٌ لَیْسَ فِیهَا رَحْمَةٌ وَ لَا تُسْمَعُ فِیهَا دَعْوَةٌ وَ لَا تُفَرَّجُ فِیهَا كُرْبَةٌ.
«102»-عد، العقائد اعتقادنا فی النار أنها دار الهوان و دار الانتقام من أهل الكفر و العصیان و لا یخلد فیها إلا أهل الكفر و الشرك فأما المذنبون من أهل التوحید فإنهم یخرجون منها بالرحمة التی تدركهم و الشفاعة التی تنالهم
وَ رُوِیَ أَنَّهُ لَا یُصِیبُ أَحَداً مِنْ أَهْلِ التَّوْحِیدِ أَلَمٌ فِی النَّارِ إِذَا دَخَلُوهَا وَ إِنَّمَا یُصِیبُهُمُ الْآلَامُ عِنْدَ الْخُرُوجِ مِنْهَا فَتَكُونُ تِلْكَ الْآلَامُ جَزَاءً بِمَا كَسَبَتْ أَیْدِیهِمْ وَ مَا اللَّهُ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِیدِ وَ أَهْلُ النَّارِ هُمُ الْمَسَاكِینُ حَقّاً لا یُقْضی عَلَیْهِمْ فَیَمُوتُوا وَ لا یُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها لا یَذُوقُونَ فِیها بَرْداً وَ لا شَراباً إِلَّا حَمِیماً وَ غَسَّاقاً وَ إِنِ اسْتَطْعَمُوا أُطْعِمُوا
ص: 324
مِنَ الزَّقُّومِ وَ إِنِ اسْتَغَاثُوا یُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ یَشْوِی الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَ ساءَتْ مُرْتَفَقاً یُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِیدٍ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ فَیُمْسَكُ الْجَوَابُ عَنْهُمْ أَحْیَاناً ثُمَّ قِیلَ لَهُمْ اخْسَؤُا فِیها وَ لا تُكَلِّمُونِ وَ نادَوْا یا مالِكُ لِیَقْضِ عَلَیْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ
وَ رُوِیَ أَنَّهُ یَأْمُرُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِرِجَالٍ إِلَی النَّارِ فَیَقُولُ لِمَالِكٍ قُلْ لِلنَّارِ لَا تُحْرِقِی لَهُمْ أَقْدَاماً فَقَدْ كَانُوا یَمْشُونَ إِلَی الْمَسَاجِدِ وَ لَا تُحْرِقِی لَهُمْ أَیْدِیاً فَقَدْ كَانُوا یَرْفَعُونَهَا إِلَیَّ بِالدُّعَاءِ وَ لَا تُحْرِقِی لَهُمْ أَلْسِنَةً فَقَدْ كَانُوا یُكْثِرُونَ تِلَاوَةَ الْقُرْآَنِ وَ لَا تُحْرِقِی لَهُمْ وُجُوهاً فَقَد كَانُوا یُسْبِغُونَ الْوُضُوءَ فَیَقُولُ مَالِكٌ یَا أَشْقِیَاءُ فَمَا كَانَ حَالُكُمْ فَیَقُولُونَ كُنَّا نَعْمَلُ لِغَیْرِ اللَّهِ فَقِیلَ لَنَا خُذُوا ثَوَابَكُمْ مِمَّنْ عَمِلْتُمْ لَهُ.
بیان: أقول قال الشیخ المفید رفع اللّٰه درجته و أما النار فهی دار من جهل اللّٰه سبحانه و قد یدخلها بعض من عرفها بمعصیة اللّٰه تعالی غیر أنه لا یخلد فیها بل یخرج منها إلی النعیم المقیم و لیس یخلد فیها إلا الكافرون و قال تعالی فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّی لا یَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَی الَّذِی كَذَّبَ وَ تَوَلَّی (1)یرید بالصلی هنا الخلود فیها و قال تعالی إِنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا بِآیاتِنا سَوْفَ نُصْلِیهِمْ ناراً (2)و قال إِنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً وَ مِثْلَهُ مَعَهُ لِیَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذابِ یَوْمِ الْقِیامَةِ ما تُقُبِّلَ مِنْهُمْ (3)الآیتان و كل آیة تتضمن ذكر الخلود فی النار فإنما هی فی الكفار دون أهل المعرفة باللّٰه تعالی بدلائل العقول و الكتاب المسطور و الخبر الظاهر المشهور و الإجماع السابق لأهل البدع من أصحاب الوعید (4)ثم قال رحمه اللّٰه و لیس یجوز أن یعرف اللّٰه تعالی من هو كافر به و لا یجهله من هو به مؤمن و كل كافر علی أصولنا فهو جاهل باللّٰه و من خالف أصول الإیمان من المصلین إلی قبلة الإسلام فهو عندنا جاهل باللّٰه و إن أظهر القول بتوحیده كما أن الكافر برسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله جاهل باللّٰه
ص: 325
و إن كان فیهم من یعترف بتوحید اللّٰه تعالی و یتظاهر بما یوهم المستضعفین أنه معرفة باللّٰه تعالی و قد قال تعالی فَمَنْ یُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا یَخافُ بَخْساً وَ لا رَهَقاً (1)فأخرج بذلك المؤمن عن أحكام الكافرین و قال تعالی فَلا وَ رَبِّكَ لا یُؤْمِنُونَ حَتَّی یُحَكِّمُوكَ فِیما شَجَرَ بَیْنَهُمْ (2)الآیة فنفی عمن كفر بنبی اللّٰه الإیمان و لم یثبت له مع الشك فیه المعرفة باللّٰه علی حال و قال تعالی قاتِلُوا الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لا بِالْیَوْمِ الْآخِرِ إلی قوله وَ هُمْ صاغِرُونَ (3)فنفی الإیمان عن الیهود و النصاری و حكم علیهم بالكفر و الضلال.
أقول: سیأتی بعض ما یتعلق بالجنة و النار فی احتجاج الرضا علیه السلام علی سلیمان المروزی و قد مضی بعضها فی باب صفة المحشر و باب جنة الدنیا و نارها.
تتمیم أقول بعد اتضاح الحق لدیك فیما ورد فی الآیات المتظافرة و الأخبار المتواترة من أحوال الجنة و النار و خصوصیاتهما فلنشر إلی بعض ما قاله فی ذلك الفرقة المخالفة للدین من الحكماء و المتفلسفین لتعرف معاندتهم للحق المبین و معارضتهم لشرائع المرسلین.
قال شارح المقاصد فی تقریر مذهب الحكماء فی الجنة و النار و الثواب و العقاب أما القائلون بعالم المثل فیقولون بالجنة و النار و سائر ما ورد به الشرع من التفاصیل و لكن فی عالم المثل لا من جنس المحسوسات المحضة علی ما تقول به الإسلامیون و أما الأكثرون فیجعلون ذلك من قبیل اللذات و الآلام العقلیة و ذلك أن النفوس البشریة سواء جعلت أزلیة كما هو رأی أفلاطون أو لا كما هو رأی أرسطو فهی أبدیة عندهم لا تفنی بخراب البدن بل تبقی ملتذة بكمالاتها مبتهجة بإدراكاتها و ذلك سعادتها و ثوابها و جنانها علی اختلاف المراتب و بتفاوت الأحوال أو متألمة بفقد الكمالات و فساد الاعتقادات و ذلك شقاوتها و عقابها و نیرانها علی ما لها من اختلاف التفاصیل و إنما لم یتنبه لذلك فی هذا العالم لاستغراقها فی تدبیر
ص: 326
البدن و انغماسها فی كدورات عالم الطبیعة و بالجملة لما بها من العلائق و العوائق الزائلة بمفارقة البدن فما ورد فی لسان الشرع من تفاصیل الثواب و العقاب و ما یتعلق بذلك من السمعیات فهی مجازات و عبارات عن تفاصیل أحوالها فی السعادة و الشقاوة و اختلاف أحوالها فی اللذات و الآلام و التدرج مما لها من دركات الشقاوة إلی درجات السعادة فإن الشقاوة السرمدیة إنما هی بالجهل المركب الراسخ و الشرارة المضادة للملكة الفاضلة لا الجهل البسیط و الأخلاق الخیالیة عن غایتی الفضل و الشرارة فإن شقاوتها منقطعة بل ربما لا یقتضی الشقاوة أصلا.
و تفصیل ذلك أن فوات كمالات النفس یكون إما لأمر عدمی كنقصان غریزة العقل أو وجودی كوجود الأمور المضادة للكمالات و هی إما راسخة أو غیر راسخة و كل واحد من الأقسام الثلاثة إما أن یكون بحسب القوة النظریة أو العملیة یصیر ستة فالذی بحسب نقصان الغریزة فی القوتین معا فهو غیر مجبول بعد الموت و لا عذاب بسببه أصلا و الذی بسبب مضاد راسخ فی القوة النظریة كالجهل المركب الذی صار صورة للنفس غیر مفارقة عنه فهو غیر مجبول أیضا لكن عذابه دائم و أما الثلاثة الباقیة أعنی النظریة الغیر الراسخة كاعتقادات العوام و المقلدة و العملیة الراسخة و غیر الراسخة كالأخلاق و الملكات الردیئة المستحكمة و غیر المستحكمة فیزول بعد الموت لعدم رسوخها أو لكونها هیئات مستفادة من الأفعال و الأمزجة فتزول بزوالها لكنها تختلف فی شدة الرداءة و ضعفها و فی سرعة الزوال و بطئه فیختلف العذاب بها فی الكم و الكیف بحسب الاختلافین و هذا إذا عرفت النفس أن لها كمالا فانیا إما لاكتسابها ما یضاد الكمال أو لاشتغالها بما یصرفها عن اكتساب الكمال أو لتكاسلها فی اقتناء الكمال و عدم اشتغالها بشی ء من العلوم و أما النفوس السلیمة الخالیة عن الكمال و عما یضاده و عن الشوق إلی الكمال ففی سعة من رحمة اللّٰه خارجة من البدن إلی سعادة تلیق بها غیر متألمة بما یتأذی به الأشقیاء إلا أنه ذهب بعض الفلاسفة إلی أنها لا تجوز أن تكون معطلة عن الإدراك فلا بد أن تتعلق بأجسام أخر لما أنها لا تدرك إلا بآلات جسمانیة و حینئذ إما أن تصیر مبادئ صور لها و
ص: 327
یكون نفوسا لها و هذا هو القول بالتناسخ و إما أن لا تصیر و هذا هو الذی مال إلیه ابن سینا و الفارابی من أنها تتعلق بأجرام سماویة لا علی أن یكون نفوسا لها مدبرة لأمورها بل علی أن یستعملها لإمكان التخیل ثم تتخیل الصور التی كانت معتقدة عندها و فی وهمها فیشاهد الخیرات الأخرویة علی حسب ما یخیلها قالوا و یجوز أن یكون هذا الجرم متولدا من الهواء و الأدخنة من غیر أن یقارن مزاجا یقتضی فیضان نفس إنسانیة.
ثم إن الحكماء و إن لم یثبتوا المعاد الجسمانی و الثواب و العقاب المحسوسین فلم ینكروها غایة الإنكار بل جعلوها من الممكنات لا علی وجه إعادة المعدوم و جوزوا حمل الآیات الواردة فیها علی ظواهرها و صرحوا بأن لیس مخالفا للأصول الحكمیة و القواعد الفلسفیة و لا مستبعد الوقوع فی الحكمة الإلهیة لأن للتبشیر و الإنذار نفعا ظاهرا فی أمر نظام المعاش و صلاح المعاد ثم الإیفاء بذلك التبشیر و الإنذار بثواب المطیع و عقاب العاصی تأكید لذلك و موجب لازدیاد النفع فیكون خیرا بالقیاس إلی الأكثرین و إن كان ضرا فی حق المعذب فیكون من جملة الخیر الكثیر الذی یلزمه شر قلیل بمنزلة قطع العضو لصلاح البدن انتهی.
و نحوا من ذلك ذكر الشیخ ابن سینا فی رسالة المبدإ و المعاد و لم یذكر هذا التجویز و إنما جوزه فی الشفاء خوفا من الدیانین فی زمانه و لا یخفی علی من راجع كلامهم و تتبع أصولهم أن جلها لا یطابق ما ورد فی شرائع الأنبیاء و إنما یمضغون ببعض أصول الشرائع و ضروریات الملل علی ألسنتهم فی كل زمان حذرا من القتل و التكفیر من مؤمنی أهل زمانهم فهم یؤمنون بأفواههم و تأبی قلوبهم و أكثرهم كافرون و لعمری من قال بأن الواحد لا یصدر عنه إلا الواحد و كل حادث مسبوق بمادة و ما ثبت قدمه امتنع عدمه و بأن العقول و الأفلاك و هیولی العناصر قدیمة و أن الأنواع المتوالدة كلها قدیمة و أنه لا یجوز إعادة المعدوم و أن الأفلاك متطابقة و لا تكون العنصریات فوق الأفلاك و أمثال ذلك كیف یؤمن بما أتت به الشرائع و نطقت به الآیات و تواترت به الروایات من اختیار الواجب و أنه یَفْعَلُ ما یَشاءُ و یَحْكُمُ ما
ص: 328
یُرِیدُ و حدوث العالم و حدوث آدم و الحشر الجسمانی و كون الجنة فی السماء مشتملة علی الحور و القصور و الأبنیة و المساكن و الأشجار و الأنهار و أن السماوات تنشق و تطوی و الكواكب تنتثر و تتساقط بل تفنی و أن الملائكة أجسام ملئت منهم السماوات ینزلون و یعرجون و أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله قد عرج إلی السماء و كذا عیسی و إدریس علیه السلام و كذا كثیر من معجزات الأنبیاء و الأوصیاء علیهم السلام من شق القمر و إحیاء الأموات و رد الشمس و طلوعها من مغربها و كسوف الشمس فی غیر زمانه و خسوف القمر فی غیر أوانه و أمثال ذلك و من أنصف و رجع إلی كلامهم علم أنهم لا یعاملون أصحاب الشرائع إلا كمعاملة المستهزئ بهم أو من جعل الأنبیاء علیهم السلام كأرباب الحیل و المعمیات الذین لا یأتون بشی ء یفهمه الناس بل یلبسون علیهم فی مدة بعثتهم أعاذنا اللّٰه و سائر المؤمنین عن تسویلاتهم و شبههم و سنكتب إن شاء اللّٰه فی ذلك كتابا مفردا و اللّٰه الموفق.
الآیات:
الأعراف: «وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِیها خالِدُونَ *وَ نَزَعْنا ما فِی صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِیَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ وَ نُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ* وَ نادی أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَیْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الظَّالِمِینَ* الَّذِینَ یَصُدُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ وَ یَبْغُونَها عِوَجاً وَ هُمْ بِالْآخِرَةِ كافِرُونَ* وَ بَیْنَهُما حِجابٌ وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ وَ نادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَیْكُمْ لَمْ یَدْخُلُوها وَ هُمْ یَطْمَعُونَ *وَ إِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ قالُوا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ* وَ نادی
ص: 329
أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالًا یَعْرِفُونَهُمْ بِسِیماهُمْ قالُوا ما أَغْنی عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ* أَ هؤُلاءِ الَّذِینَ أَقْسَمْتُمْ لا یَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَیْكُمْ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ* وَ نادی أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِیضُوا عَلَیْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُما عَلَی الْكافِرِینَ* الَّذِینَ اتَّخَذُوا دِینَهُمْ لَهْواً وَ لَعِباً وَ غَرَّتْهُمُ الْحَیاةُ الدُّنْیا فَالْیَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ یَوْمِهِمْ هذا وَ ما كانُوا بِآیاتِنا یَجْحَدُونَ»(42-51)
تفسیر: قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی: وَ نَزَعْنا ما فِی صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ أی و أخرجنا ما فی قلوبهم من حقد و حسد و عداوة فی الجنة حتی لا یحسد بعضهم بعضا و إن رآه أرفع درجة منه وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدانا لِهذا أی هدانا للعمل الذی استوجبنا به هذا الثواب بأن دلنا علیه و عرضنا له بتكلیفه إیانا و قیل هدانا لثبوت الإیمان فی قلوبنا و قیل لنزع الغل من صدورنا و قیل هدانا لمجاوزة الصراط و دخول الجنة وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِیَ لما یصیرنا إلی هذا النعیم المقیم و الثواب العظیم لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ هذا اعتراف من أهل الجنة بنعمة اللّٰه سبحانه إلیهم و منه علیهم فی دخول الجنة علی سبیل الشكر و التلذذ بذلك لأنه لا تكلیف هناك وَ نُودُوا أی و ینادیهم مناد من جهة اللّٰه تعالی و یجوز أن یكون ذلك خطابا منه سبحانه لهم أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها أی أعطیتموها إرثا و صارت إلیكم كما یصیر المیراث لأهله أو جعلها اللّٰه سبحانه بدلا لكم عما كان أعده للكفار لو آمنوا بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أی توحدون اللّٰه و تقومون بفرائضه وَ نادی أی و سینادی أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا من الثواب فی كتبه و علی ألسنة رسله حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ من العقاب حَقًّا فهذا سؤال توبیخ و شماتة یزید به سرور أهل الجنة و حسرة أهل النار قالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أی نادی مناد بَیْنَهُمْ أسمع الفریقین أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الظَّالِمِینَ أی غضب اللّٰه و ألیم عقابه علی الكافرین الَّذِینَ یَصُدُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ أی الطریق الذی دل اللّٰه سبحانه علی أنه یؤدی إلی الجنة وَ یَبْغُونَها عِوَجاً قال ابن عباس معناه یصلون لغیر اللّٰه و یعظمون ما لم یعظمه اللّٰه و قیل یطلبون لها العوج بالشبه التی یلبسون بها.
ص: 330
وَ رَوَی أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسْكَانِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: أَنَا ذَلِكَ الْمُؤَذِّنُ.
و بإسناده عن أبی صالح عن ابن عباس أن لعلی فی كتاب اللّٰه أسماء لا تعرفها الناس قوله فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَیْنَهُمْ فهو المؤذن بینهم یقول أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الظَّالِمِینَ الذین كذبوا بولایتی و استخفوا بحقی.
وَ بَیْنَهُما حِجابٌ أی بین الفریقین أهل الجنة و أهل النار ستر و هو الأعراف و الأعراف سور بین الجنة و النار عن ابن عباس و مجاهد و السدی و فی التنزیل فَضُرِبَ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ الآیة و قیل الأعراف شرف ذلك السور و قیل الأعراف الصراط وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ اختلف فی المراد بالرجال هنا علی أقوال فقیل إنهم قوم استوت حسناتهم و سیئاتهم فحالت حسناتهم بینهم و بین النار و حالت سیئاتهم بینهم و بین الجنة فجعلوا هنالك حتی یقضی اللّٰه فیهم ما شاء ثم یدخلهم الجنة عن ابن عباس و ابن مسعود و ذكر أن بكر بن عبد اللّٰه المزنی قال للحسن بلغنی أنهم قوم استوت حسناتهم و سیئاتهم فضرب الحسن یده علی فخذه ثم قال هؤلاء قوم جعلهم اللّٰه علی تعریف أهل الجنة و النار یمیزون بعضهم من بعض و اللّٰه لا أدری لعل بعضهم معنا فی هذا البیت و قیل إن الأعراف موضع عال علی الصراط علیه حمزة و العباس و علی و جعفر یعرفون محبیهم ببیاض الوجوه و مبغضیهم بسواد الوجوه عن الضحاك عن ابن عباس رواه الثعلبی بالإسناد فی تفسیره.
و قیل إنهم الملائكة فی صورة الرجال یعرفون أهل الجنة و النار و یكونون خزنة الجنة و النار جمیعا أو یكونون حفظة الأعمال الشاهدین بها فی الآخرة عن أبی محلز (1)و قیل إنهم فضلاء المؤمنین عن الحسن و مجاهد و قیل إنهم الشهداء و هم عدول الآخرة عن الجبائی.
وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ علیهما السلام هُمْ آلُ مُحَمَّدٍ علیهم السلام لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَهُمْ وَ عَرَفُوهُ وَ لَا یَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَنْكَرَهُمْ وَ أَنْكَرُوهُ.
-وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام الْأَعْرَافُ كُثْبَانٌ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ فَیُوقَفُ
ص: 331
عَلَیْهَا كُلُّ نَبِیٍّ وَ كُلُّ خَلِیفَةِ نَبِیٍّ مَعَ الْمُذْنِبِینَ مِنْ أَهْلِ زَمَانِهِ كَمَا یَقِفُ صَاحِبُ الْجَیْشِ مَعَ الضُّعَفَاءِ مِنْ جُنْدِهِ وَ قَدْ سَبَقَ الْمُحْسِنُونَ إِلَی الْجَنَّةِ فَیَقُولُ ذَلِكَ الْخَلِیفَةُ لِلْمُذْنِبِینَ الْوَاقِفِینَ مَعَهُ انْظُرُوا إِلَی إِخْوَانِكُمُ الْمُحْسِنِینَ قَدْ سَبَقُوا إِلَی الْجَنَّةِ فَیُسَلِّمُ الْمُذْنِبُونَ عَلَیْهِمْ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ وَ نادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَیْكُمْ
ثم أخبر سبحانه أنهم لَمْ یَدْخُلُوها وَ هُمْ یَطْمَعُونَ یعنی هؤلاء المذنبین لم یدخلوا الجنة و هم یطمعون أن یدخلهم اللّٰه إیاها بشفاعة النبی و الإمام و ینظر هؤلاء المذنبون إلی أهل النار و یقولون رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ ثم ینادی أصحاب الأعراف و هم الأنبیاء و الخلفاء أهل النار مقرعین لهم ما أَغْنی عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ به أَ هؤُلاءِ الَّذِینَ أَقْسَمْتُمْ یعنی أ هؤلاء المستضعفین الذین كنتم تحقرونهم و تستطیلون بدنیاكم علیهم ثم یقولون لهؤلاء المستضعفین عن أمر من اللّٰه لهم بذلك ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَیْكُمْ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ
وَ یُؤَیِّدُهُ مَا رَوَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسْكَانِیُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَی الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ عَلِیٍّ علیه السلام فَأَتَاهُ ابْنُ الْكَوَّاءِ فَسَأَلَهُ عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ فَقَالَ وَیْحَكَ یَا ابْنَ الْكَوَّاءِ نَحْنُ نُوقَفُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ فَمَنْ نَصَرَنَا عَرَفْنَاهُ بِسِیمَاهُ فَأَدْخَلْنَاهُ الْجَنَّةَ وَ مَنْ أَبْغَضَنَا عَرَفْنَاهُ بِسِیمَاهُ فَأَدْخَلْنَاهُ النَّارَ.
و قوله یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ یعنی هؤلاء الرجال الذین هم علی الأعراف یعرفون جمیع الخلق بسیماهم یعرفون أهل الجنة بسیماء المطیعین و أهل النار بسیماء العصاة وَ نادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّةِ یعنی هؤلاء الذین علی الأعراف ینادون أصحاب الجنة أَنْ سَلامٌ عَلَیْكُمْ و هذا تسلیم تهنئة و سرور بما وهب اللّٰه لهم لَمْ یَدْخُلُوها أی لم یدخلوا الجنة بعد وَ هُمْ یَطْمَعُونَ أن یدخلوها قیل إن الطمع هاهنا طمع یقین مثل قول إبراهیم وَ الَّذِی أَطْمَعُ أَنْ یَغْفِرَ لِی خَطِیئَتِی یَوْمَ الدِّینِ (1)وَ إِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ أی أبصار أهل الأعراف تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ أی إلی
ص: 332
جهتهم فنظروا إلیهم و إنما قال كذلك لأن نظرهم نظر عداوة فلا ینظرون إلیهم إلا إذا صرفت وجوههم إلیهم قالُوا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ أی لا تجمعنا و إیاهم فی النار:
وَ رُوِیَ أَنَّ فِی قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَ سَالِمٍ وَ إِذَا قُلِبَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا عَائِذاً بِكَ أَنْ تَجْعَلَنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ وَ رُوِیَ ذَلِكَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام.
وَ نادی أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالًا من أصحاب النار یَعْرِفُونَهُمْ بِسِیماهُمْ أی بصفاتهم یدعونهم بأسامیهم و كناهم و یسمون رؤساء المشركین عن ابن عباس و قیل بعلاماتهم التی جعلها اللّٰه تعالی لهم من سواد الوجوه و تشویة الخلق و زرقة العین و قیل بصورهم التی كانوا یعرفونهم بها فی الدنیا قالُوا ما أَغْنی عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ الأموال و العدد فی الدنیا وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ أی و استكباركم من عبادة اللّٰه تعالی و عن قبول الحق و قد كنا نصحناكم فاشتغلتم بجمع الأموال و تكبرتم فلم تقبلوا منا فأین ذلك المال و أین ذلك التكبر و قیل معناه ما نفعكم جماعتكم التی استندتم إلیها و تجبركم عن الانقیاد لأنبیاء اللّٰه فی الدنیا أَ هؤُلاءِ الَّذِینَ أَقْسَمْتُمْ لا یَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ أی حلفتم أنهم لا یصیبهم اللّٰه برحمة و خیر و لا یدخلون الجنة كذبتم ثم یقولون لهؤلاء ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَیْكُمْ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ أی لا خائفین و لا محزونین علی أكمل سرور و أتم كرامة و المراد بهذا تقریع الذین أزروا علی ضعفاء المؤمنین (1)حتی حلفوا أنهم لا خیر لهم عند اللّٰه.
و قد اضطربت أقوال المفسرین فی القائل لهذا القول فقال الأكثرون إنه كلام أصحاب الأعراف و قیل هو كلام اللّٰه تعالی و قیل كلام الملائكة و الصحیح ما ذكرناه لأنه المروی عن الصادق علیه السلام.
وَ نادی أَصْحابُ النَّارِ و هم المخلدون فیها أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِیضُوا عَلَیْنا مِنَ الْماءِ أی صبوا علینا من الماء نسكن به العطش أو ندفع به حر النار أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ أی أعطاكم اللّٰه من الطعام قالُوا یعنی أهل الجنة جوابا لهم إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُما عَلَی الْكافِرِینَ
ص: 333
و یسأل فیقال كیف یتنادی أهل الجنة و أهل النار و أهل الجنة فی السماء علی ما جاءت به الروایة و أهل النار فی الأرض و بینهما أبعد الغایات من البعد و أجیب عن ذلك بأنه یجوز أن یزیل اللّٰه تعالی عنهم ما یمنع من السماع و یجوز أن یقوی اللّٰه أصواتهم فیسمع بعضهم كلام بعض.
الَّذِینَ اتَّخَذُوا دِینَهُمْ لَهْواً وَ لَعِباً أی أعدوا دینهم الذی أمرهم اللّٰه تعالی به اللّٰهو و اللعب دون التدین به و قیل اتخذوا دینهم الذی كان یلزمهم التدین به و التجنب من محظوراته لعبا و لهوا فحرموا ما شاءوا و استحلوا ما شاءوا بشهواتهم.
وَ غَرَّتْهُمُ الْحَیاةُ الدُّنْیا أی اغتروا بها و بطول البقاء فیها فكأن الدنیا غرتهم فَالْیَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ یَوْمِهِمْ هذا أی نتركهم فی العذاب كما تركوا التأهب و العمل للقاء هذا الیوم و قیل أی نعاملهم معاملة المنسی فی النار فلا نجیب لهم دعوة و لا نرحم لهم عبرة كما تركوا الاستدلال حتی نسوا العلم و تعرضوا للنسیان وَ ما كانُوا بِآیاتِنا یَجْحَدُونَ ما فی الموضعین بمعنی المصدر و تقدیره كنسیانهم لقاء یومهم هذا و كونهم جاحدین لآیاتنا و اختلف فی هذه الآیة فقیل إن الجمیع كلام اللّٰه تعالی علی غیر وجه الحكایة عن أهل الجنة و تم كلام أهل الجنة عند قوله حَرَّمَهُما عَلَی الْكافِرِینَ و قیل إنه من كلام أهل الجنة إلی قوله الْحَیاةُ الدُّنْیا ثم استأنف سبحانه الكلام بقوله فَالْیَوْمَ نَنْساهُمْ انتهی كلامه رحمه اللّٰه.
أقول: الذی یظهر لی من الآیات و الأخبار هو أن اللّٰه تعالی بعد خرق السماوات و طیها ینزل الجنة و العرش قریبا من الأرض فیكون سقف الجنة العرش و لا یبعد أن یكون هذا هو المراد بقوله تعالی وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِینَ و تتحول البحار نیرانا فیوضع الصراط من الأرض إلی الجنة و الأعراف درجات و منازل بین الجنة و النار و بهذا یندفع كثیر من الأوهام و الاستبعادات التی تخطر فی أذهان أقوام فی كثیر مما ورد فی أحوال الجنة و النار و الصراط و مرور الخلق علیه و دخولهم الجنة بعده و إحضار العرش یوم القیامة أمثالها و به یقل أیضا الاستبعاد الذی مر فی كلام السائل و إن كان یحتاج إلی أحد الوجهین اللذین ذكرهما أو مثلهما لیرفع الاستبعاد رأسا و اللّٰه یعلم.
ص: 334
«1»-فس، تفسیر القمی سُئِلَ الْعَالِمُ علیه السلام عَنْ مُؤْمِنِی الْجِنِّ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فَقَالَ لَا وَ لَكِنْ لِلَّهِ حَظَائِرُ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ یَكُونُ فِیهَا مُؤْمِنُو الْجِنِّ وَ فُسَّاقُ الشِّیعَةِ.
«2»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ بُرَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْأَعْرَافُ كُثْبَانٌ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ الرِّجَالُ الْأَئِمَّةُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ یَقِفُونَ عَلَی الْأَعْرَافِ مَعَ شِیعَتِهِمْ وَ قَدْ سَبَقَ الْمُؤْمِنُونَ (1)إِلَی الْجَنَّةِ بِلَا حِسَابٍ فَیَقُولُ الْأَئِمَّةُ لِشِیعَتِهِمْ مِنْ أَصْحَابِ الذُّنُوبِ انْظُرُوا إِلَی إِخْوَانِكُمْ فِی الْجَنَّةِ قَدْ سَبَقُوا إِلَیْهَا بِلَا حِسَابٍ (2)وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی سَلامٌ عَلَیْكُمْ لَمْ یَدْخُلُوها وَ هُمْ یَطْمَعُونَ ثُمَّ یُقَالُ لَهُمْ انْظُرُوا إِلَی أَعْدَائِكُمْ فِی النَّارِ وَ هُوَ قَوْلُهُ وَ إِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ قالُوا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ وَ نادی أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالًا یَعْرِفُونَهُمْ بِسِیماهُمْ فِی النَّارِ قالُوا ما أَغْنی عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ فِی الدُّنْیَا وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ ثُمَّ یَقُولُ لِمَنْ فِی النَّارِ مِنْ أَعْدَائِهِمْ هَؤُلَاءِ شِیعَتِی وَ إِخْوَانِیَ الَّذِینَ كُنْتُمْ أَنْتُمْ تَحْلِفُونَ فِی الدُّنْیَا أَنْ لا یَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ثُمَّ یَقُولُ الْأَئِمَّةُ لِشِیعَتِهِمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَیْكُمْ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ثُمَّ نادی أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِیضُوا عَلَیْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ
«3»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ بُرَیْدٍ الْعِجْلِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ قَالَ أُنْزِلَتْ فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ الرِّجَالُ هُمُ الْأَئِمَّةُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ قُلْتُ فَمَا الْأَعْرَافُ قَالَ صِرَاطٌ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ فَمَنْ شُفِّعَ لَهُ الْأَئِمَّةُ مِنَّا مِنَ الْمُؤْمِنِینَ الْمُذْنِبِینَ نَجَا وَ مَنْ لَمْ یُشَفَّعُوا لَهُ هَوَی.
«4»-یر، بصائر الدرجات بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ
ص: 335
یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ قَالَ الْأَئِمَّةُ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ فِی بَابٍ مِنْ یَاقُوتٍ أَحْمَرَ عَلَی سُورِ الْجَنَّةِ یَعْرِفُ كُلُّ إِمَامٍ مِنَّا مَا یَلِیهِ قَالَ مِنَ الْقَرْنِ الَّذِی هُوَ فِیهِ إِلَی الْقَرْنِ الَّذِی كَانَ.
«5»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ فَقَالَ یَا سَعْدُ إِنَّهَا أَعْرَافٌ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَهُمْ وَ عَرَفُوهُ وَ أَعْرَافٌ لَا یَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَنْكَرَهُمْ وَ أَنْكَرُوهُ وَ أَعْرَافٌ لَا یُعْرَفُ اللَّهُ إِلَّا بِسَبِیلِ مَعْرِفَتِهِمْ فَلَا سَوَاءَ مَا اعْتَصَمَتْ بِهِ الْمُعْتَصِمَةُ وَ مَنْ ذَهَبَ مَذْهَبَ النَّاسِ ذَهَبَ النَّاسُ إِلَی عَیْنٍ كَدِرَةٍ یَفْرَغُ بَعْضُهَا فِی بَعْضٍ وَ مَنْ أَتَی آلَ مُحَمَّدٍ أَتَی عَیْناً صَافِیَةً تَجْرِی بِعِلْمِ اللَّهِ لَیْسَ لَهَا نَفَادٌ وَ لَا انْقِطَاعٌ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَوْ شَاءَ لَأَرَاهُمْ شَخْصَهُ حَتَّی یَأْتُوهُ مِنْ بَابِهِ لَكِنْ جَعَلَ اللَّهُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ الْأَبْوَابَ الَّتِی یُؤْتَی مِنْهَا وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ وَ لَیْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُیُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقی وَ أْتُوا الْبُیُوتَ مِنْ أَبْوابِها.
بیان: الضمیر فی قوله إلا من عرفهم راجع إلی أهل الأعراف قوله علیه السلام فلا سواء ما اعتصمت به المعتصمة أی من اعتصم به أو المراد به الدین الذی اختاروه فیقدر مضاف فی قوله من ذهب.
قوله علیه السلام لأراهم شخصه أی آثاره من الآیات و المعجزات و الكلام و الوحی بدون توسط الأنبیاء و الأئمة صلوات اللّٰه علیهم حتی یأتوه من بابه أی بغیر توسط و یحتمل أن یكون الرؤیة بمعنی العلم لا الأبصار.
«6»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیهما السلام فِی قَوْلِهِ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَیْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الظَّالِمِینَ قَالَ الْمُؤَذِّنُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام.
«7»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: أَنَا یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَنَا أَوَّلُ السَّابِقِینَ وَ خَلِیفَةُ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ أَنَا قَسِیمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ أَنَا صَاحِبُ الْأَعْرَافِ.
«8»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ هِلْقَامٍ (1)عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ مَا یَعْنِی بِقَوْلِهِ وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ قَالَ
ص: 336
أَ لَسْتُمْ تُعَرِّفُونَ عَلَیْكُمْ عُرَفَاءَ وَ عَلَی قَبَائِلِكُمْ لِیَعْرِفَ مَنْ فِیهَا مِنْ صَالِحٍ أَوْ طَالِحٍ قُلْتُ بَلَی قَالَ فَنَحْنُ أُولَئِكَ الرِّجَالُ الَّذِینَ یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ.
«9»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ زَاذَانَ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَلِیٍّ أَكْثَرَ مِنْ عَشْرِ مَرَّاتٍ یَا عَلِیُّ إِنَّكَ وَ الْأَوْصِیَاءَ مِنْ بَعْدِكَ أَعْرَافٌ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَكُمْ وَ عَرَفْتُمُوهُ وَ لَا یَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَنْكَرَكُمْ وَ أَنْكَرْتُمُوهُ.
«10»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی هَذِهِ الْآیَةِ وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ قَالَ یَا سَعْدُ هُمْ آلُ مُحَمَّدٍ علیهم السلام لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَهُمْ وَ عَرَفُوهُ وَ لَا یَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَنْكَرَهُمْ وَ أَنْكَرُوهُ.
«11»-شی، تفسیر العیاشی عَنِ الطَّیَّارِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ أَیُّ شَیْ ءٍ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ قَالَ اسْتَوَتِ الْحَسَنَاتُ وَ السَّیِّئَاتُ فَإِنْ أَدْخَلَهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ فَبِرَحْمَتِهِ وَ إِنْ عَذَّبَهُمْ لَمْ یَظْلِمْهُمْ.
بیان: ما رواه علی بن إبراهیم عن برید و رواه الطبرسی جامع بین تلك الأخبار فإن الأئمة هم رؤساء أهل الأعراف و المذنبون من المؤمنین أیضا هم من أهلها كما عرفت.
«12»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ كَرَّامٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَقْبَلَ سَبْعُ قِبَابٍ مِنْ نُورٍ یَوَاقِیتَ خُضْرٍ وَ بِیضٍ فِی كُلِّ قُبَّةٍ إِمَامُ دَهْرِهِ قَدْ حَفَّ بِهِ أَهْلُ دَهْرِهِ بَرُّهَا وَ فَاجِرُهَا حَتَّی یَقِفُونَ بِبَابِ الْجَنَّةِ فَیَطَّلِعُ أَوَّلُهَا صَاحِبَ قُبَّةٍ اطِّلَاعَةً فَیَتَمَیَّزُ أَهْلُ وَلَایَتِهِ وَ عَدُوُّهُ ثُمَّ یُقْبِلُ عَلَی عَدُوِّهِ فَیَقُولُ أَنْتُمُ الَّذِینَ أَقْسَمْتُمْ لا یَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَیْكُمْ الْیَوْمَ یَقُولُهُ لِأَصْحَابِهِ فَیَسْوَدُّ وُجُوهُ الظَّالِمِ فَیُمَیِّزُ أَصْحَابَهُ إِلَی الْجَنَّةِ وَ هُمْ یَقُولُونَ رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ فَإِذَا نَظَرَ أَهْلُ الْقُبَّةِ الثَّانِیَةِ إِلَی قِلَّةِ مَنْ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَ كَثْرَةِ مَنْ یَدْخُلُ النَّارَ خَافُوا أَنْ لَا یَدْخُلُوهَا وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ لَمْ یَدْخُلُوها وَ هُمْ یَطْمَعُونَ
«13»-م، تفسیر الإمام علیه السلام عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: فَأَمَّا فِی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَإِنَّا وَ أَهْلَنَا نَجْزِی عَنْ شِیعَتِنَا كُلَّ جَزَاءٍ لِیَكُونَنَّ عَلَی الْأَعْرَافِ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ- مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ
ص: 337
وَ الْحُسَیْنُ علیهم السلام وَ الطَّیِّبُونَ مِنْ آلِهِمْ فَنَرَی بَعْضَ شِیعَتِنَا فِی تِلْكَ الْعَرَصَاتِ مِمَّنْ كَانَ مِنْهُمْ مُقَصِّراً فِی بَعْضِ شَدَائِدِهَا فَنَبْعَثُ عَلَیْهِمْ خِیَارَ شِیعَتِنَا كَسَلْمَانَ وَ الْمِقْدَادِ وَ أَبِی ذَرٍّ وَ عَمَّارٍ وَ نُظَرَائِهِمْ فِی الْعَصْرِ الَّذِی یَلِیهِمْ وَ فِی كُلِّ عَصْرٍ (1)إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَیَنْقَضُّونَ عَلَیْهِمْ كَالْبُزَاةِ وَ الصُّقُورَةِ وَ یَتَنَاوَلُونَهُمْ كَمَا تَتَنَاوَلُ الْبُزَاةُ وَ الصُّقُورَةُ صَیْدَهَا فَیَزُفُّونَهُمْ إِلَی الْجَنَّةِ زَفّاً الْخَبَرَ.
«14»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عُبَیْدُ بْنُ كَثِیرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْأَصْبَغِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ فَقَالَ نَحْنُ الْأَعْرَافُ نَعْرِفُ أَنْصَارَنَا بِأَسْمَائِهِمْ وَ نَحْنُ الْأَعْرَافُ الَّذِینَ لَا یُعْرَفُ اللَّهُ إِلَّا بِسَبِیلِ مَعْرِفَتِنَا وَ نَحْنُ الْأَعْرَافُ نُوقَفُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ فَلَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَنَا وَ عَرَفْنَاهُ وَ لَا یَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَنْكَرَنَا وَ أَنْكَرْنَاهُ الْحَدِیثَ.
«15»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَنْ عُبَیْدِ بْنِ كَثِیرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِیِّ (2)عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام إِلَی أَنْ قَالَ نَحْنُ الْأَعْرَافُ مَنْ عَرَفَنَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ مَنْ أَنْكَرَنَا دَخَلَ النَّارَ.
«16»-شی، تفسیر العیاشی عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ: سُئِلَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام نَحْنُ الْأَعْرَافُ الَّذِینَ لَا یُعْرَفُ اللَّهُ إِلَّا بِسَبَبِ مَعْرِفَتِنَا وَ نَحْنُ الْأَعْرَافُ الَّذِینَ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَنَا وَ عَرَفْنَاهُ وَ لَا یَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَنْكَرَنَا وَ أَنْكَرْنَاهُ وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ لَوْ شَاءَ أَنْ یُعَرِّفَ النَّاسَ نَفْسَهُ لَعَرَّفَهُمْ وَ لَكِنَّهُ جَعَلَنَا سَبَبَهُ وَ سَبِیلَهُ وَ بَابَهُ الَّذِی یُؤْتَی مِنْهُ.
«17»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ أَحَدِهِمَا قَالَ: إِنَّ أَهْلَ النَّارِ
ص: 338
یَمُوتُونَ عِطَاشاً وَ یَدْخُلُونَ قُبُورَهُمْ عِطَاشاً وَ یَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ عِطَاشاً فَیُرْفَعُ لَهُمْ قَرَابَاتُهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ فَیَقُولُونَ أَفِیضُوا عَلَیْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ
«18»-شی، تفسیر العیاشی عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ یَوْمَ التَّنادِ یَوْمَ یُنَادِی أَهْلُ النَّارِ أَهْلَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِیضُوا عَلَیْنا مِنَ الْماءِ
«19»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَّالِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَیْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الظَّالِمِینَ قَالَ الْمُؤَذِّنُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام.
«20»-مع، معانی الأخبار الطَّالَقَانِیُّ عَنِ الْجَلُودِیِّ عَنِ الْمُغِیرَةِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ رَجَاءِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: خَطَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ سَاقَ الْخُطْبَةَ إِلَی أَنْ قَالَ وَ نَحْنُ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ أَنَا وَ عَمِّی وَ أَخِی وَ ابْنُ عَمِّی وَ اللَّهِ فَالِقِ الْحَبِّ وَ النَّوَی لَا یَلِجُ النَّارَ لَنَا مُحِبٌّ وَ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَنَا مُبْغِضٌ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ الْخُطْبَةَ.
«21»-فس، تفسیر القمی قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام كُلُّ أُمَّةٍ یُحَاسِبُهَا إِمَامُ زَمَانِهَا وَ یَعْرِفُ الْأَئِمَّةُ أَوْلِیَاءَهُمْ وَ أَعْدَاءَهُمْ بِسِیمَاهُمْ وَ هُوَ قَوْلُهُ وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ وَ هُمُ الْأَئِمَّةُ یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ فَیُعْطُونَ أَوْلِیَاءَهُمْ كِتَابَهُمْ بِیَمِینِهِمْ فَیَمُرُّونَ إِلَی الْجَنَّةِ بِلَا حِسَابٍ وَ یُؤْتُونَ أَعْدَاءَهُمْ كِتَابَهُمْ بِشِمَالِهِمْ فَیَمُرُّونَ إِلَی النَّارِ بِلَا حِسَابٍ فَإِذَا نَظَرَ أَوْلِیَاؤُهُمْ فِی كِتَابِهِمْ یَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمْ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِیَهْ إِنِّی ظَنَنْتُ أَنِّی مُلاقٍ حِسابِیَهْ فَهُوَ فِی عِیشَةٍ راضِیَةٍ أَیْ مَرْضِیَّةٍ فَوُضِعَ الْفَاعِلُ مَكَانَ الْمَفْعُولِ.
«22»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ مُقَرِّنٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ جَاءَ ابْنُ الْكَوَّاءِ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ فَقَالَ نَحْنُ الْأَعْرَافُ نَعْرِفُ أَنْصَارَنَا بِسِیمَاهُمْ وَ نَحْنُ الْأَعْرَافُ الَّذِینَ لَا یُعْرَفُ اللَّهُ إِلَّا بِسَبِیلِ مَعْرِفَتِنَا وَ نَحْنُ الْأَعْرَافُ یُعَرِّفُنَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ
ص: 339
یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی الصِّرَاطِ وَ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَنَا وَ عَرَفْنَاهُ وَ لَا یَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَنْكَرَنَا وَ أَنْكَرْنَاهُ.
-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم بإسناده عن الأصبغ عنه علیه السلام مثله أقول سیأتی الأخبار الكثیرة فی أنهم أهل الأعراف فی أبواب فضائلهم علیهم السلام 23 عد، العقائد اعتقادنا فی الأعراف أنه سور بین الجنة و النار علیه رجال یعرفون كلا بسیماهم و الرجال هم النبی و أوصیاؤه علیهم السلام لا یدخل الجنة إلا من عرفهم و عرفوه و لا یدخل النار إلا من أنكرهم و أنكروه و عند الأعراف المرجون لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا یُعَذِّبُهُمْ وَ إِمَّا یَتُوبُ عَلَیْهِمْ أقول و قال الشیخ المفید رحمه اللّٰه فی شرح هذا الكلام قد قیل إن الأعراف جبل بین الجنة و النار و قیل أیضا إنه سور بین الجنة و النار و جملة الأمر فی ذلك أنه مكان لیس من الجنة و لا من النار و قد جاء الخبر بما ذكرناه و أنه إذا كان یوم القیامة كان به رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و أمیر المؤمنین و الأئمة من ذریته صلوات اللّٰه علیهم و هم الذین عنی اللّٰه بقوله وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ الآیة و ذلك أن اللّٰه تعالی یعلمهم أصحاب الجنة و أصحاب النار بسیماء یجعلها علیهم و هی العلامات و قد بین ذلك فی قوله تعالی یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ (1)یُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِیماهُمْ (2)و قال تعالی إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ وَ إِنَّها لَبِسَبِیلٍ مُقِیمٍ (3)فأخبر أن فی خلقه طائفة یتوسمون الخلق فیعرفونهم بسیماهم.
وَ رُوِیَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ فِی بَعْضِ كَلَامِهِ أَنَا صَاحِبُ الْعَصَا وَ الْمِیسَمِ.
یعنی علمه بمن یعلم حاله بالتوسم.
-وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیهما السلام أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ قَالَ فِینَا نَزَلَتْ أَهْلَ الْبَیْتِ یَعْنِی فِی الْأَئِمَّةِ علیهم السلام.
-وَ قَدْ جَاءَ اْلَحِدیثُ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَی یُسْكِنُ الْأَعْرَافَ طَائِفَةً مِنَ الْخَلْقِ لَمْ یَسْتَحِقُّوا بِأَعْمَالِهِمُ الْحَسَنَةِ الثَّوَابَ مِنْ غَیْرِ عِقَابٍ وَ لَا اسْتَحَقُّوا الْخُلُودَ فِی النَّارِ وَ هُمُ الْمُرْجَوْنَ
ص: 340
لِأَمْرِ اللَّهِ وَ لَهُمُ الشَّفَاعَةُ وَ لَا یَزَالُونَ عَلَی الْأَعْرَافِ حَتَّی یُؤْذَنَ لَهُمْ فِی دُخُولِ الْجَنَّةِ بِشَفَاعَةِ النَّبِیِّ وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ صلی اللّٰه علیه و آله.
و قیل أیضا إنه مسكن طوائف لم یكونوا فی الأرض مكلفین فیستحقون بأعمالهم جنة و نارا فیسكنهم اللّٰه تعالی ذلك المكان یعوضهم علی آلامهم فی الدنیا بنعیم لا یبلغون منازل أهل الثواب المستحقین له بالأعمال و كل ما ذكرناه جائز فی العقول و قد وردت به أخبار و اللّٰه أعلم بالحقیقة من ذلك إلا أن المقطوع به فی جملته أن الأعراف مكان بین الجنة و النار یقف فیه من سمیناه من حجج اللّٰه تعالی علی خلقه و یكون به یوم القیامة قوم من المرجون لأمر اللّٰه و ما بعد ذلك فاللّٰه أعلم بالحال فیه.
الآیات:
هود: «وَ ما نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ* یَوْمَ یَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِیٌّ وَ سَعِیدٌ* فَأَمَّا الَّذِینَ شَقُوا فَفِی النَّارِ لَهُمْ فِیها زَفِیرٌ وَ شَهِیقٌ *خالِدِینَ فِیها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما یُرِیدُ* وَ أَمَّا الَّذِینَ سُعِدُوا فَفِی الْجَنَّةِ خالِدِینَ فِیها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَیْرَ مَجْذُوذٍ»(104-108)
مریم: «وَ أَنْذِرْهُمْ یَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِیَ الْأَمْرُ وَ هُمْ فِی غَفْلَةٍ وَ هُمْ لا یُؤْمِنُونَ»(39)
تفسیر: قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی: خالِدِینَ فِیها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ اختلف العلماء فی تأویل هذا فی الآیتین و هما من المواضع المشكلة فی القرآن و الإشكال فیه من وجهین أحدهما تحدید الخلود بمدة دوام السماوات و الأرض و الآخر الاستثناء بقوله إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ فالأول فیه أقوال أحدها أن المراد ما دامت السماوات و الأرض مبدلتین أی ما دامت سماء الآخرة و أرضها و هما لا یفنیان إذا أعیدا بعد الإفناء و ثانیها أن المراد ما دامت سماوات الجنة و النار و أرضهما و كل ما علاك و أظلك فهو سماء كل ما استقر علیه قدمك فهو
ص: 341
أرض و هذا مثل الأول أو قریب منه و ثالثها أن المراد ما دامت الآخرة و هی دائمة أبدا كما أن دوام السماء و الأرض فی الدنیا قدر مدة بقائها و رابعها أنه لا یراد به السماء و الأرض بعینهما بل المراد التبعید فإن للعرب ألفاظا للتبعید فی معنی التأبید یقولون لا أفعل ذلك ما اختلف اللیل و النهار و ما دامت السماوات و الأرض و ما ذر شارق و أشباه ذلك كثیرة ظنا منهم أن هذه الأشیاء لا تتغیر و یریدون بذلك التأبید لا التوقیت فخاطبهم اللّٰه سبحانه بالمتعارف من كلامهم علی قدر عقولهم و ما یعرفون.
و أما الكلام فی الاستثناء فقد اختلف فیه أقوال العلماء علی وجوه أحدها أنه استثنی فی الزیادة من العذاب لأهل العذاب و الزیادة من النعیم لأهل الجنة و التقدیر إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ من الزیادة علی هذا المقدار كما یقول الرجل لغیره لی علیك ألف دینار إلا الألفین اللذین أقرضتكهما وقت كذا فالألفان زیادة علی الألف بغیر شك لأن الكثیر لا یستثنی من القلیل فیكون علی هذا إلا بمعنی سوی و ثانیها أن الاستثناء واقع علی مقامهم فی المحشر و الحساب لأنهم حینئذ لیسوا فی جنة و لا نار و مدة كونهم فی البرزخ الذی هو ما بین الموت و الحیاة لأنه تعالی لو قال خالدین فیها أبدا و لم یستثن لظن ظان أنهم یكونون فی النار أو الجنة من لدن نزول الآیة أو من بعد انقطاع التكلیف فحصل للاستثناء فائدة.
و ثالثها أن الاستثناء الأول یتصل بقوله لَهُمْ فِیها زَفِیرٌ وَ شَهِیقٌ و تقدیره إلا ما شاء ربك من أنواع العذاب علی هذین الضربین (1)و لا یتعلق الاستثناء بالخلود و فی أهل الجنة یتصل بما دل علیه الكلام فكأنه قال لهم فیها نعیم إلا ما شاء ربك من أنواع النعیم و إنما دل علیه قوله عَطاءً غَیْرَ مَجْذُوذٍ و رابعها أن یكون إلا بمعنی الواو أی و ما شاء ربك عن الفراء و قد ضعفه محققو النحویین.
و خامسها أن المراد بالذین شقوا من أدخل النار من أهل التوحید الذین
ص: 342
ضموا إلی إیمانهم و طاعاتهم ارتكاب المعاصی فقال سبحانه إنهم معاقبون فی النار إلا ما شاء ربك من إخراجهم إلی الجنة و إیصال ثواب طاعاتهم إلیهم.
و یجوز أن یرید بالذین شقوا جمیع الداخلین إلی جهنم ثم استثنی بقوله إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ أهل الطاعات منهم ممن قد استحق الثواب و لا بد أن یوصل إلیه و تقدیره إلا ما شاء ربك أن یخرجه بتوحیده من النار و یدخله الجنة و قد یكون ما بمعنی من و أما فی أهل الجنة فهو استثناء من خلودهم أیضا لما ذكرناه لأن من ینقل إلی الجنة من النار و خلد فیها لا بد فی الإخبار عنه بتأبید خلوده أیضا من استثناء ما تقدم فكأنه قال خالدین فیها إلا ما شاء ربك من الوقت الذی أدخلهم فیه النار قبل أن ینقلهم إلی الجنة فما فی قوله ما شاءَ رَبُّكَ هاهنا علی بابه و الاستثناء من الزمان و الاستثناء فی الأول عن الأعیان و الذین شقوا علی هذا القول هم الذین سعدوا بأعیانهم و إنما أجری علیهم كل لفظ فی الحال التی تلیق به فإذا أدخلوا النار و عوقبوا فیها فهم من أهل الشقاوة و إذا نقلوا منها إلی الجنة فهم من أهل السعادة و هذا القول عن ابن عباس و جابر بن عبد اللّٰه و أبی سعید الخدری و قتادة و السدی و الضحاك و جماعة من المفسرین و روی أبو روق (1)عن الضحاك عن ابن عباس قال الَّذِینَ شَقُوا لیس فیهم كافر و إنما هم قوم من أهل التوحید یدخلون النار بذنوبهم ثم یتفضل اللّٰه علیهم فیخرجهم من النار إلی الجنة فیكونون أشقیاء فی حال سعداء فی حال أخری و قال قتادة اللّٰه أعلم بثنیاه (2)ذكر لنا أن ناسا یصیبهم سفع من النار بذنوبهم ثم یدخلهم اللّٰه الجنة برحمته یسمون الجهنمیین و هم الذین أنفذ فیهم الوعید ثم أخرجهم اللّٰه بالشفاعة.
و سادسها أن تعلیق ذلك بالمشیة علی سبیل التأكید للخلود و التبعید للخروج
ص: 343
لأن اللّٰه تعالی لا یشاء إلا تخلیدهم علی ما حكم به فكأنه تعلیق لما لا یكون بما لا یكون لأنه لا یشاء أن یخرجهم منها.
و سابعها ما قاله الحسن: إن اللّٰه تعالی استثنی ثم عزم بقوله إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما یُرِیدُ أنه أراد أن یخلدهم و قریب منه ما قاله الزجاج و غیره أنه استثناء تستثنیه العرب و تفعله كما تقول و اللّٰه لأضربن زیدا إلا أن أری غیر ذلك و أنت عازم علی ضربه و المعنی فی الاستثناء علی هذا أنی لو شئت أن أضربه لفعلت.
و ثامنها ما قاله یحیی بن سلام البصری إنه یعنی بقوله إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ ما سبقهم به الذین دخلوا قبلهم من الفریقین و احتج بقوله تعالی وَ سِیقَ الَّذِینَ كَفَرُوا إِلی جَهَنَّمَ زُمَراً وَ سِیقَ الَّذِینَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَی الْجَنَّةِ زُمَراً (1)قال إن الزمرة تدخل بعد الزمرة فلا بد أن یقع بینهما تفاوت فی الدخول و الاستثناءان علی هذا من الزمان.
و تاسعها أن المعنی أنهم خالدون فی النار دائمون فیها مدة كونهم فی القبور ما دامت السماوات فی الأرض و الدنیا و إذا فنیتا و عدمتا انقطع عقابهم إلی أن یبعثهم اللّٰه للحساب و قوله إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ استثناء وقع علی ما یكون فی الآخرة أورده الشیخ أبو جعفر قدس اللّٰه روحه و قال ذكره قوم من أصحابنا فی التفسیر.
و عاشرها أن المراد إلا ما شاء ربك أن یتجاوز عنهم فلا یدخلهم النار فالاستثناء لأهل التوحید عن أبی محلز (2)قال هی جزاؤهم و إن شاء سبحانه تجاوز عنهم و الاستثناء علی هذا یكون من الأعیان عَطاءً غَیْرَ مَجْذُوذٍ أی غیر مقطوع.
و فی قوله وَ أَنْذِرْهُمْ یَوْمَ الْحَسْرَةِ الخطاب للنبی صلی اللّٰه علیه و آله أی خوف كفار قریش یوم یتحسر المسی ء هلا أحسن العمل و المحسن هلا ازداد من العمل و هو یوم القیامة و قیل إنما یتحسر من یستحق العقاب فأما المؤمن فلا یتحسر.
وَ رَوَی مُسْلِمٌ فِی الصَّحِیحِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَ أَهْلُ النَّارِ النَّارَ قِیلَ یَا أَهْلَ الْجَنَّةِ
ص: 344
فَیُشْرِفُونَ وَ یَنْظُرُونَ وَ قِیلَ یَا أَهْلَ النَّارِ فَیُشْرِفُونَ وَ یَنْظُرُونَ فَیُجَاءُ بِالْمَوْتِ كَأَنَّهُ كَبْشٌ أَمْلَحُ فَیُقَالُ لَهُمْ تَعْرِفُونَ الْمَوْتَ فَیَقُولُونَ هُوَ هَذَا وَ كُلٌّ قَدْ عَرَفَهُ قَالَ فَیُقَدَّمُ وَ یُذْبَحُ ثُمَّ یُقَالُ یَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ وَ یَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ قَالَ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ وَ أَنْذِرْهُمْ یَوْمَ الْحَسْرَةِ الْآیَةَ.
-وَ رَوَاهُ أَصْحَابُنَا عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ثُمَّ جَاءَ فِی آخِرِهِ فَیَفْرَحُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَرَحاً لَوْ كَانَ أَحَدٌ یَوْمَئِذٍ مَیِّتاً لَمَاتُوا فَرَحاً وَ یَشْهَقُ أَهْلُ النَّارِ شَهْقَةً لَوْ كَانَ أَحَدٌ مَیِّتاً لَمَاتُوا.
إِذْ قُضِیَ الْأَمْرُ أی فرغ من الأمر و انقضت الآمال و أدخل قوم النار و قوم الجنة و قیل معناه انقضی أمر الدنیا فلا یرجع إلیها لاستدراك الغایة و قیل معناه حكم بین الخلائق بالعدل و قیل قضی علی أهل الجنة الخلود و قضی علی أهل النار الخلود وَ هُمْ فِی غَفْلَةٍ فی الدنیا عن ذلك وَ هُمْ لا یُؤْمِنُونَ أی لا یصدقون به.
«1»-مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَفْصٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ: وَ یَوْمُ الْحَسْرَةِ یَوْمٌ یُؤْتَی بِالْمَوْتِ فَیُذْبَحُ.
«2»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر النَّضْرُ بْنُ سُوَیْدٍ عَنْ دُرُسْتَ عَنْ أَبِی الْمَغْرَاءِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ ذَكَرَهُ إِلَّا عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ إِذَا أَدْخَلَ اللَّهُ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَ أَهْلَ النَّارِ النَّارَ جِی ءَ بِالْمَوْتِ فِی صُورَةِ كَبْشٍ حَتَّی یُوقَفَ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ قَالَ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ یَسْمَعُ أَهْلُ الدَّارَیْنِ جَمِیعاً یَا أَهْلَ الْجَنَّةِ یَا أَهْلَ النَّارِ فَإِذَا سَمِعُوا الصَّوْتَ أَقْبَلُوا قَالَ فَیُقَالُ لَهُمْ أَ تَدْرُونَ مَا هَذَا هَذَا هُوَ الْمَوْتُ الَّذِی كُنْتُمْ تَخَافُونَ مِنْهُ فِی الدُّنْیَا قَالَ فَیَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ اللَّهُمَّ لَا تُدْخِلِ الْمَوْتَ عَلَیْنَا قَالَ وَ یَقُولُ أَهْلُ النَّارِ اللَّهُمَّ أَدْخِلِ الْمَوْتَ عَلَیْنَا قَالَ ثُمَّ یُذْبَحُ كَمَا تُذْبَحُ الشَّاةُ قَالَ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ لَا مَوْتَ أَبَداً أَیْقِنُوا بِالْخُلُودِ قَالَ فَیَفْرَحُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَرَحاً لَوْ كَانَ أَحَدٌ یَوْمَئِذٍ یَمُوتُ مِنْ فَرَحٍ لَمَاتُوا قَالَ ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآیَةَ أَ فَما نَحْنُ بِمَیِّتِینَ إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولی وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبِینَ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ لِمِثْلِ هذا فَلْیَعْمَلِ الْعامِلُونَ قَالَ وَ یَشْهَقُ أَهْلُ النَّارِ شَهْقَةً لَوْ كَانَ أَحَدٌ یَمُوتُ مِنْ شَهِیقٍ لَمَاتُوا وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَنْذِرْهُمْ یَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِیَ الْأَمْرُ
ص: 345
«3»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر النَّضْرُ بْنُ سُوَیْدٍ عَنْ دُرُسْتَ عَنِ الْأَحْوَلِ عَنْ حُمْرَانَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّهُ یَأْتِی عَلَی جَهَنَّمَ حِینٌ یَصْطَفِقُ أَبْوَابُهَا فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ إِنَّهُ الْخُلُودُ قُلْتُ خالِدِینَ فِیها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ فَقَالَ هَذِهِ فِی الَّذِینَ یَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ.
بیان: قوله حین یصطفق أبوابها (1)یقال اصطفقت الأشجار اهتزت بالریح و هی كنایة عن خلوها عن الناس.
«4»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی وَلَّادٍ الْحَنَّاطِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ وَ أَنْذِرْهُمْ یَوْمَ الْحَسْرَةِ الْآیَةَ قَالَ یُنَادِی مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ ذَلِكَ بَعْدَ مَا صَارَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِی الْجَنَّةِ وَ أَهْلُ النَّارِ فِی النَّارِ یَا أَهْلَ الْجَنَّةِ وَ یَا أَهْلَ النَّارِ هَلْ تَعْرِفُونَ الْمَوْتَ فِی صُورَةٍ مِنَ الصُّوَرِ فَیَقُولُونَ لَا فَیُؤْتَی بِالْمَوْتِ فِی صُورَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ فَیُوقَفُ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ ثُمَّ یُنَادَوْنَ جَمِیعاً أَشْرِفُوا وَ انْظُرُوا إِلَی الْمَوْتِ فَیُشْرِفُونَ ثُمَّ یَأْمُرُ اللَّهُ بِهِ فَیُذْبَحُ ثُمَّ یُقَالُ یَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ أَبَداً وَ یَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ أَبَداً وَ هُوَ قَوْلُهُ وَ أَنْذِرْهُمْ یَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِیَ الْأَمْرُ وَ هُمْ فِی غَفْلَةٍ أَیْ قُضِیَ عَلَی أَهْلِ الْجَنَّةِ بِالْخُلُودِ (2)فِیهَا وَ قُضِیَ عَلَی أَهْلِ النَّارِ بِالْخُلُودِ فِیهَا (3).
ص: 346
«5»-ع، علل الشرائع أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الشَّاذَكُونِیِّ (1)عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یُونُسَ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الْخُلُودِ فِی الْجَنَّةِ وَ النَّارِ فَقَالَ إِنَّمَا خُلِّدَ أَهْلُ النَّارِ فِی النَّارِ لِأَنَّ نِیَّاتِهِمْ كَانَتْ فِی الدُّنْیَا لَوْ خُلِّدُوا فِیهَا أَنْ یَعْصُوا اللَّهَ أَبَداً وَ إِنَّمَا خُلِّدَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِی الْجَنَّةِ لِأَنَّ نِیَّاتِهِمْ كَانَتْ فِی الدُّنْیَا لَوْ بَقُوا أَنْ یُطِیعُوا اللَّهَ أَبَداً مَا بَقُوا فَالنِّیَّاتُ تُخَلِّدُ هَؤُلَاءِ وَ هَؤُلَاءِ ثُمَّ تَلَا قَوْلَهُ تَعَالَی قُلْ كُلٌّ یَعْمَلُ عَلی شاكِلَتِهِ قَالَ عَلَی نِیَّتِهِ.
-سن، المحاسن القاسانی عن الأصبهانی عن المنقری عن أحمد بن یونس مثله(2).
«6»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ وَ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ دُرُسْتَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَ أَهْلُ النَّارِ النَّارَ جِی ءَ بِالْمَوْتِ فَیُذْبَحُ (3)ثُمَّ یُقَالُ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ أَبَداً.
«7»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ قَالَ: قَصَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قِصَصَ أَهْلِ الْمِیثَاقِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ أَهْلِ النَّارِ فَقَالَ فِی صِفَاتِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْهُمْ مَنْ لَقِیَ اللَّهَ شُهَدَاءَ لِرُسُلِهِ ثُمَّ مَنْ فِی صِفَتِهِمْ حَتَّی بَلَغَ مِنْ قَوْلِهِ ثُمَّ جَاءَ الِاسْتِثْنَاءُ مِنَ اللَّهِ فِی الْفَرِیقَیْنِ
ص: 347
جَمِیعاً فَقَالَ الْجَاهِلُ بِعِلْمِ التَّفْسِیرِ إِنَّ هَذَا الِاسْتِثْنَاءَ مِنَ اللَّهِ إِنَّمَا هُوَ لِمَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ النَّارَ وَ ذَلِكَ أَنَّ الْفَرِیقَیْنِ جَمِیعاً یَخْرُجَانِ مِنْهُمَا فَیَبْقَیَانِ فَلَیْسَ فِیهِمَا أَحَدٌ وَ كَذَبُوا بَلْ إِنَّمَا عَنَی بِالاسْتِثْنَاءِ أَنَّ وُلْدَ آدَمَ كُلَّهُمْ وَ وُلْدَ الْجَانِّ مَعَهُمْ عَلَی الْأَرْضِ وَ السَّمَاوَاتُ یُظِلُّهُمْ فَهُوَ یَنْقُلُ الْمُؤْمِنِینَ حَتَّی یُخْرِجَهُمْ إِلَی وَلَایَةِ الشَّیَاطِینِ وَ هِیَ النَّارُ فَذَلِكَ الَّذِی عَنَی اللَّهُ فِی أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ أَهْلِ النَّارِ ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ یَقُولُ فِی الدُّنْیَا وَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَیْسَ بِمُخْرِجٍ أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْهَا أَبَداً وَ لَا كُلَّ أَهْلِ النَّارِ مِنْهَا أَبَداً وَ كَیْفَ یَكُونُ ذَلِكَ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ خالِدِینَ فِیها أَبَداً لَیْسَ فِیهَا اسْتِثْنَاءٌ وَ كَذَلِكَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مَنْ دَخَلَ فِی وَلَایَةِ آلِ مُحَمَّدٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ مَنْ دَخَلَ فِی وَلَایَةِ عَدُوِّهِمْ دَخَلَ النَّارَ وَ هَذَا الَّذِی عَنَی اللَّهُ مِنَ الِاسْتِثْنَاءِ فِی الْخُرُوجِ مِنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ الدُّخُولِ.
بیان: الظاهر أنه علیه السلام فسر الجنة و النار بما یوجبهما من الإیمان و الكفر مجازا أو بالجنة و النار الروحانیتین فإن المؤمن فی الدنیا لقربه تعالی و كرامته و حبه و مناجاته و هدایاته و معارفه فی جنة و نعیم و الكافر لجهالته و ضلالته و بعده و حرمانه فی عذاب ألیم فعلی هذا یكون المراد بالأشقیاء و السعداء من یكون ظاهر حاله ذلك فالشقی أبدا فی الكفر و الجهل و العمی إلا أن یشاء اللّٰه هدایته فیهدیه و یخرجه من نار الكفر إلی جنة الإیمان و كذا السعید أبدا فی الإیمان و الهدایة و العلم إلا أن یشاء اللّٰه خذلانه بسوء أعماله فیخرج من جنة الإیمان إلی نار الكفر و إنما خص الخروج من الجنة بالبیان لأنه موضع الإشكال حقیقة و إن أمكن أن یكون سقط الآخر من النسخ.
«8»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ وَ أَمَّا الَّذِینَ سُعِدُوا فَفِی الْجَنَّةِ إِلَی آخِرِ الْآیَتَیْنِ قَالَ هَاتَانِ الْآیَتَانِ فِی غَیْرِ أَهْلِ الْخُلُودِ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ وَ السَّعَادَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ یَجْعَلُهُمْ خَارِجِینَ وَ لَا تَزْعُمْ یَا زُرَارَةُ أَنِّی أَزْعُمُ ذَلِكَ.
«9»-شی، تفسیر العیاشی حُمْرَانُ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ قَوْلُ اللَّهِ خالِدِینَ فِیها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ لِأَهْلِ النَّارِ أَ فَرَأَیْتَ قَوْلَهُ لِأَهْلِ
ص: 348
الْجَنَّةِ خالِدِینَ فِیها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ قَالَ نَعَمْ إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَهُمْ دُنْیَا فَرَدَّهُمْ وَ مَا شَاءَ وَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ خالِدِینَ فِیها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ فَقَالَ هَذِهِ فِی الَّذِینَ یَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ.
بیان: الظاهر أن ما ذكره علیه السلام فی استثناء أهل الجنة یرجع إلی ما ذكره الزجاج فی الوجه السابع من الوجوه التی ذكرها الطبرسی رحمه اللّٰه و الحاصل أن اللّٰه تعالی إن شاء خلق لهم عالما آخر فردهم إلیه لكنه لم یشأ.
«10»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ فَمِنْهُمْ شَقِیٌّ وَ سَعِیدٌ قَالَ فِی ذِكْرِ أَهْلِ النَّارِ اسْتَثْنَی وَ لَیْسَ فِی ذِكْرِ أَهْلِ الْجَنَّةِ اسْتِثْنَاءٌ أَمَّا الَّذِینَ سُعِدُوا فَفِی الْجَنَّةِ خَالِدِینَ فِیهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَیْرَ مَجْدُودٍ- وَ فِی رِوَایَةِ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَطاءً غَیْرَ مَجْذُوذٍ بِالذَّالِ.
بیان: ظاهر خبر أبی بصیر أن فی مصحف أهل البیت علیهم السلام لم یكن الاستثناء فی حال أهل الجنة بل كان فیه خَالِدِینَ فِیهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ عَطَاءً غَیْرَ مَجْدُودٍ و إنما زید فی الخبر من النساخ و یظهر منه أنه كان فی مصحفهم علیهم السلام غَیْرَ مَجْدُودٍ بالدالین المهملتین و لم ینقل فی الشواذ لكن لا یختلف المعنی لأن الجد أیضا بمعنی القطع.
«11»-ثو، ثواب الأعمال عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام إِنَّهُ كَانَ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ وَ كَانَ لَهُ جَارٌ كَافِرٌ فَكَانَ الْكَافِرُ یَرْفُقُ بِالْمُؤْمِنِ وَ یُوَلِّیهِ الْمَعْرُوفَ فِی الدُّنْیَا فَلَمَّا أَنْ مَاتَ الْكَافِرُ بَنَی اللَّهُ لَهُ بَیْتاً فِی النَّارِ مِنْ طِینٍ یَقِیهِ مِنْ حَرِّهَا وَ یَأْتِیهِ رِزْقُهُ مِنْ غَیْرِهَا وَ قِیلَ لَهُ هَذَا لِمَا كُنْتَ تَدْخُلُ عَلَی الْمُؤْمِنِ مِنْ جَارِكَ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ مِنَ الرِّفْقِ وَ تُوَلِّیهِ مِنَ الْمَعْرُوفِ فِی الدُّنْیَا.
«12»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَاقَ الْحَدِیثَ فِی مَرَاتِبِ خَلْقِ الْأَشْیَاءِ یَغْلِبُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا الْآخَرَ حَیْثُ بَغَی وَ فَخَرَ إِلَی أَنْ قَالَ ثُمَّ إِنَّ الْإِنْسَانَ طَغَی وَ قَالَ مَنْ
ص: 349
أَشَدُّ مِنِّی قُوَّةً فَخَلَقَ اللَّهُ لَهُ الْمَوْتَ وَ قَهَرَهُ (1)وَ ذَلَّ الْإِنْسَانُ ثُمَّ إِنَّ الْمَوْتَ فَخَرَ فِی نَفْسِهِ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَا تَفْخَرْ فَإِنِّی ذَابِحُكَ بَیْنَ الْفَرِیقَیْنِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ أَهْلِ النَّارِ ثُمَّ لَا أُحْیِیكَ أَبَداً فَتُرْجَی أَوْ تُخَافُ الْحَدِیثَ.
تذنیب: اعلم أن خلود أهل الجنة فی الجنة مما أجمعت علیه المسلمون و كذا خلود الكفار فی النار و دوام تعذیبهم. قال شارح المقاصد: أجمع المسلمون علی خلود أهل الجنة فی الجنة و خلود الكفار فی النار فإن قیل القوی الجسمانیة متناهیة فلا یعقل خلود الحیاة و أیضا الرطوبة التی هی مادة الحیاة تفنی بالحرارة سیما حرارة نار جهنم فیفضی إلی الفناء ضرورة و أیضا دوام الإحراق مع بقاء الحیاة خروج عن قضیة العقل قلنا هذه قواعد فلسفیة غیر مسلمة عند الملیین و لا صحیحة عند القائلین بإسناد الحوادث إلی القادر المختار علی تقدیر تناهی القوی و زوال الحیاة لجواز أن یخلق اللّٰه البدل فیدوم الثواب و العقاب قال اللّٰه تعالی كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَیْرَها لِیَذُوقُوا الْعَذابَ هذا حكم الكافر المعاند و كذا من بالغ فی الطلب و النظر و استفرغ المجهود و لم ینل المقصود خلافا للجاحظ و القسری حیث زعما أنه معذور إذ لا یلیق بحكمة الحكیم أن یعذبه مع بذله الجهد و الطاقة من غیر جرم و تقصیر كیف و قد قال اللّٰه تعالی ما جَعَلَ عَلَیْكُمْ فِی الدِّینِ مِنْ حَرَجٍ (2)لَیْسَ عَلَی الْأَعْمی حَرَجٌ وَ لا عَلَی الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَ لا عَلَی الْمَرِیضِ حَرَجٌ (3)و لا شك أن عجز المتحیر أشد و هذا الفرق خرق للإجماع و ترك للنصوص الواردة فی هذا الباب هذا فی حق الكفار عنادا أو اعتقادا و أما الكفار حكما كأطفال المشركین فكذلك عند الأكثرین لدخولهم فی العمومات
-وَ لِمَا رُوِیَ أَنَّ خَدِیجَةَ سَأَلَتِ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ أَطْفَالِهَا الَّذِینَ مَاتُوا فِی الْجَاهِلِیَّةِ فَقَالَ هُمْ فِی النَّارِ.
و قالت المعتزلة و من تبعهم لا یعذبون بل هم خدم أهل الجنة علی ما ورد فی الحدیث لأن تعذیب من لا جرم له ظلم و لقوله
ص: 350
تعالی وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْری (1)وَ لا تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (2)و نحو ذلك و قیل من علم اللّٰه منه الإیمان و الطاعة علی تقدیر البلوغ ففی الجنة و من علم منه الكفر و العصیان ففی النار انتهی.
أقول: قد عرفت أحوال أولاد الكفار سابقا و ستعرف حال من لم یتم علیه الحجة فی كتاب الإیمان و الكفر.
«1»-ید، التوحید الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ قَالَ سَمِعْتُ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ علیهما السلام یَقُولُ لَا یُخَلِّدُ اللَّهُ فِی النَّارِ إِلَّا أَهْلَ الْكُفْرِ وَ الْجُحُودِ وَ أَهْلَ الضَّلَالِ وَ الشِّرْكِ وَ مَنِ اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ لَمْ یُسْأَلْ عَنِ الصَّغَائِرِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَیِّئاتِكُمْ وَ نُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِیماً قَالَ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَالشَّفَاعَةُ لِمَنْ تَجِبُ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ (3)فَقَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّمَا شَفَاعَتِی لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِی فَأَمَّا الْمُحْسِنُونَ مِنْهُمْ فَمَا عَلَیْهِمْ مِنْ سَبِیلٍ قَالَ ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَكَیْفَ تَكُونُ الشَّفَاعَةُ لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ وَ اللَّهُ تَعَالَی یَقُولُ وَ لا یَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضی وَ هُمْ مِنْ خَشْیَتِهِ مُشْفِقُونَ وَ مَنْ یَرْكَبُ الْكَبَائِرَ (4)لَا یَكُونُ مُرْتَضًی فَقَالَ یَا أَبَا أَحْمَدَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یَرْتَكِبُ ذَنْباً إِلَّا سَاءَهُ ذَلِكَ وَ نَدِمَ عَلَیْهِ وَ قَدْ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله كَفَی بِالنَّدَمِ تَوْبَةً وَ قَالَ مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَةٌ وَ سَاءَتْهُ سَیِّئَةٌ (5)فَهُوَ مُؤْمِنٌ فَمَنْ لَمْ یَنْدَمْ عَلَی ذَنْبٍ یَرْتَكِبُهُ فَلَیْسَ بِمُؤْمِنٍ وَ لَمْ تَجِبْ لَهُ الشَّفَاعَةُ وَ كَانَ ظَالِماً وَ اللَّهُ تَعَالَی یَقُولُ ما لِلظَّالِمِینَ مِنْ حَمِیمٍ
ص: 351
وَ لا شَفِیعٍ یُطاعُ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ كَیْفَ لَا یَكُونُ مُؤْمِناً مَنْ لَمْ یَنْدَمْ عَلَی ذَنْبٍ یَرْتَكِبُهُ فَقَالَ یَا أَبَا أَحْمَدَ مَا مِنْ أَحَدٍ یَرْتَكِبُ كَبِیرَةً مِنَ الْمَعَاصِی وَ هُوَ یَعْلَمُ أَنَّهُ سَیُعَاقَبُ عَلَیْهَا إِلَّا نَدِمَ عَلَی مَا ارْتَكَبَ وَ مَتَی نَدِمَ كَانَ تَائِباً مُسْتَحِقّاً لِلشَّفَاعَةِ وَ مَتَی لَمْ یَنْدَمْ عَلَیْهَا كَانَ مُصِرّاً وَ الْمُصِرُّ لَا یُغْفَرُ لَهُ لِأَنَّهُ غَیْرُ مُؤْمِنٍ بِعُقُوبَةِ مَا ارْتَكَبَ وَ لَوْ كَانَ مُؤْمِناً بِالْعُقُوبَةِ لَنَدِمَ وَ قَدْ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَا كَبِیرَةَ مَعَ الِاسْتِغْفَارِ وَ لَا صَغِیرَةَ مَعَ الْإِصْرَارِ وَ أَمَّا قَوْلُ اللَّهِ وَ لا یَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضی فَإِنَّهُمْ لَا یَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنْ ارْتَضَی اللَّهُ دِینَهُ وَ الدِّینُ الْإِقْرَارُ بِالْجَزَاءِ عَلَی الْحَسَنَاتِ وَ السَّیِّئَاتِ وَ مَنِ ارْتَضَی اللَّهُ دِینَهُ نَدِمَ عَلَی مَا یَرْتَكِبُهُ مِنَ الذُّنُوبِ لِمَعْرِفَتِهِ بِعَاقِبَتِهِ فِی الْقِیَامَةِ.
«2»-م، تفسیر الإمام علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَیَّاماً مَعْدُودَةً قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ وَلَایَةَ عَلِیٍّ حَسَنَةٌ لَا تَضُرُّ مَعَهَا شَیْ ءٌ مِنَ السَّیِّئَاتِ وَ إِنْ جَلَّتْ إِلَّا مَا یُصِیبُ أَهْلَهَا مِنَ التَّطْهِیرِ مِنْهَا بِمِحَنِ الدُّنْیَا وَ بِبَعْضِ الْعَذَابِ فِی الْآخِرَةِ إِلَی أَنْ یَنْجُوا مِنْهَا بِشَفَاعَةِ مَوَالِیهِمُ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ وَ إِنَّ وَلَایَةَ أَضْدَادِ عَلِیٍّ وَ مُخَالَفَةَ عَلِیٍّ علیه السلام سَیِّئَةٌ لَا تَنْفَعُ مَعَهَا شَیْ ءٌ إِلَّا مَا یَنْفَعُهُمْ بِطَاعَاتِهِمْ فِی الدُّنْیَا بِالنِّعَمِ وَ الصِّحَّةِ وَ السَّعَةِ فَیَرِدُوا الْآخِرَةَ وَ لَا یَكُونُ لَهُمْ إِلَّا دَائِمُ الْعَذَابِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ مَنْ جَحَدَ وَلَایَةَ عَلِیٍّ علیه السلام لَا یَرَی بِعَیْنِهِ (1)الْجَنَّةَ أَبَداً إِلَّا مَا یَرَاهُ مِمَّا یَعْرِفُ بِهِ أَنَّهُ لَوْ كَانَ یُوَالِیهِ لَكَانَ ذَلِكَ مَحَلَّهُ وَ مَأْوَاهُ فَیَزْدَادُ حَسَرَاتٍ وَ نَدَمَاتٍ وَ إِنَّ مَنْ تَوَلَّی عَلِیّاً وَ تَبَرَّأَ مِنْ أَعْدَائِهِ وَ سَلَّمَ لِأَوْلِیَائِهِ لَا یَرَی النَّارَ بِعَیْنِهِ إِلَّا مَا یَرَاهُ فَیُقَالُ لَهُ لَوْ كُنْتَ عَلَی غَیْرِ هَذَا لَكَانَ ذَلِكَ مَأْوَاكَ وَ إِلَّا مَا یُبَاشِرُهُ فِیهَا إِنْ كَانَ مُسْرِفاً عَلَی نَفْسِهِ بِمَا دُونَ الْكُفْرِ إِلَی أَنْ یُنَظَّفَ بِجَهَنَّمَ كَمَا یُنَظَّفُ الْقَذِرُ بَدَنُهُ بِالْحَمَّامِ ثُمَّ یُنْقَلُ عَنْهَا بِشَفَاعَةِ مَوَالِیهِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اتَّقُوا اللَّهَ مَعَاشِرَ الشِّیعَةِ فَإِنَّ الْجَنَّةَ لَنْ تَفُوتَكُمْ وَ إِنْ أَبْطَأَتْ بِهَا عَنْكُمْ قَبَائِحُ أَعْمَالِكُمْ فَتَنَافَسُوا فِی دَرَجَاتِهَا قِیلَ فَهَلْ یَدْخُلُ جَهَنَّمَ أَحَدٌ مِنْ مُحِبِّیكَ وَ مُحِبِّی عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ مَنْ قَذِرَ نَفْسُهُ بِمُخَالَفَةِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ وَاقَعَ الْمُحَرَّمَاتِ وَ ظَلَمَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ خَالَفَ مَا رُسِمَ لَهُ مِنَ الشَّرِیعَاتِ جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ قَذِراً طَفِساً
ص: 352
یَقُولُ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ علیهما و آلهما السلام یَا فُلَانُ أَنْتَ قَذِرٌ طَفِسٌ لَا تَصْلُحُ لِمُرَافَقَةِ الْأَخْیَارِ وَ لَا لِمُعَانَقَةِ الْحُورِ الْحِسَانِ وَ لَا الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ لَا تَصِلُ إِلَی هُنَاكَ (1)إِلَّا بِأَنْ یُطَهَّرَ عَنْكَ مَا هَاهُنَا یَعْنِی مَا عَلَیْكَ مِنَ الذُّنُوبِ فَیَدْخُلُ إِلَی الطَّبَقِ الْأَعْلَی مِنْ جَهَنَّمَ فَیُعَذَّبُ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ یُصِیبُهُ الشَّدَائِدُ فِی الْمَحْشَرِ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِ ثُمَّ یَلْتَقِطُهُ (یَلْقُطُهُ خ ل) مِنْ هُنَا مَنْ یَبْعَثُهُمْ (2)إِلَیْهِ مَوَالِیهِ مِنْ خِیَارِ شِیعَتِهِمْ كَمَا یَلْقُطُ الطَّیْرُ الْحَبَّ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَكُونُ ذُنُوبُهُ أَقَلَّ وَ أَخَفَّ فَیُطَهَّرُ مِنْهَا بِالشَّدَائِدِ وَ النَّوَائِبِ مِنَ السَّلَاطِینِ وَ غَیْرِهِمْ وَ مِنَ الْآفَاتِ فِی الْأَبْدَانِ فِی الدُّنْیَا لِیُدْلَی فِی قَبْرِهِ (3)وَ هُوَ طَاهِرٌ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَقْرُبُ مَوْتُهُ وَ قَدْ بَقِیَتْ عَلَیْهِ سَیِّئَةٌ فَیَشْتَدُّ نَزْعُهُ فَیُكَفَّرُ بِهِ عَنْهُ فَإِنْ بَقِیَ شَیْ ءٌ وَ قَوِیَتْ عَلَیْهِ وَ یَكُونُ عَلَیْهِ بَطَرٌ أَوِ اضْطِرَابٌ (4)فِی یَوْمِ مَوْتِهِ فَیَقِلُّ مَنْ بِحَضْرَتِهِ فَیَلْحَقُهُ بِهِ الذُّلُّ فَیُكَفَّرُ عَنْهُ فَإِنْ بَقِیَ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ أُتِیَ بِهِ وَ لَمَّا یُلْحَدْ فَیَتَفَرَّقُونَ عَنْهُ فَتُطَهَّرُ (5)فَإِنْ كَانَتْ ذُنُوبُهُ أَعْظَمَ وَ أَكْثَرَ طَهُرَ مِنْهَا بِشَدَائِدِ عَرَصَاتِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَإِنْ كَانَتْ أَكْثَرَ وَ أَعْظَمَ طَهُرَ مِنْهَا فِی الطَّبَقِ الْأَعْلَی مِنْ جَهَنَّمَ وَ هَؤُلَاءِ أَشَدُّ مُحِبِّینَا عَذَاباً وَ أَعْظَمُهُمْ ذُنُوباً إِنَّ هَؤُلَاءِ لَا یُسَمَّوْنَ بِشِیعَتِنَا (6)وَ لَكِنْ یُسَمَّوْنَ بِمُحِبِّینَا وَ الْمُوَالِینَ لِأَوْلِیَائِنَا وَ الْمُعَادِینَ لِأَعْدَائِنَا إِنَّمَا شِیعَتُنَا مَنْ شَیَّعَنَا وَ اتَّبَعَ آثَارَنَا وَ اقْتَدَی بِأَعْمَالِنَا.
توضیح الطفس محركة قذر الإنسان إذا لم یتعهد نفسه و هو طفس ككتف قذر نجس و البطر بالتحریك الدهش و الحیرة.
«3»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم إِسْمَاعِیلُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ مُعَنْعَناً عَنْ مَیْسَرَةَ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ وَ اللَّهِ لَا یُرَی فِی النَّارِ مِنْكُمْ اثْنَانِ أَبَداً وَ اللَّهِ وَ لَا وَاحِدٌ قَالَ قُلْتُ لَهُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ أَیْنَ
ص: 353
هَذَا فِی كِتَابِ اللَّهِ قَالَ فِی سُورَةِ الرَّحْمَنِ وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی فَیَوْمَئِذٍ لَا یُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ مِنْكُمْ إِنْسٌ وَ لَا جَانٌّ قَالَ قُلْتُ لَیْسَ فِیهَا مِنْكُمْ قَالَ بَلَی وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَمُثْبَتٌ فِیهَا وَ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ غَیَّرَ ذَلِكَ لَابْنُ أَرْوَی وَ ذَلِكَ لَكُمْ خَاصَّةً وَ لَوْ لَمْ یَكُنْ فِیهَا مِنْكُمْ لَسَقَطَ عِقَابُ اللَّهِ عَنِ الْخَلْقِ.
بیان: ابن أروی هو عثمان.
«4»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ مُیَسِّرٍ (1)قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ كَیْفَ أَصْحَابُكَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَنَحْنُ عِنْدَهُمْ أَشَرُّ مِنَ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی وَ الْمَجُوسِ وَ الَّذِینَ أَشْرَكُوا قَالَ وَ كَانَ مُتَّكِئاً فَاسْتَوَی جَالِساً ثُمَّ قَالَ كَیْفَ قُلْتَ قُلْتُ وَ اللَّهِ لَنَحْنُ عِنْدَهُمْ أَشَرُّ مِنَ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی وَ الَّذِینَ أَشْرَكُوا فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَا یَدْخُلُ النَّارَ مِنْكُمْ اثْنَانِ لَا وَ اللَّهِ وَ لَا وَاحِدٌ وَ اللَّهِ إِنَّكُمُ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ قالُوا ما لَنا لا نَری رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِیًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ثُمَّ قَالَ طَلَبُوكُمْ وَ اللَّهِ فِی النَّارِ وَ اللَّهِ فَمَا وَجَدُوا مِنْكُمْ أَحَداً.
«5»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ عَنْبَسَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا اسْتَقَرَّ أَهْلُ النَّارِ فِی النَّارِ یَفْقِدُونَكُمْ فَلَا یَرَوْنَ مِنْكُمْ أَحَداً فَیَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ما لَنا لا نَری رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِیًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ قَالَ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ یَتَخَاصَمُونَ فِیكُمْ فِیمَا كَانُوا یَقُولُونَ فِی الدُّنْیَا.
«6»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ لِأَبِی بَصِیرٍ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللَّهُ إِذْ حَكَی عَنْ عَدُوِّكُمْ فِی النَّارِ بِقَوْلِهِ وَ قالُوا ما لَنا لا نَری رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِیًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ وَ اللَّهِ مَا عَنَی اللَّهُ وَ لَا أَرَادَ بِهَذَا غَیْرَكُمْ صِرْتُمْ عِنْدَ أَهْلِ هَذَا الْعَالَمِ شِرَارَ النَّاسِ
ص: 354
وَ أَنْتُمْ وَ اللَّهِ فِی الْجَنَّةِ تُحْبَرُونَ (1)وَ فِی النَّاسِ تُطْلَبُونَ (2)الْخَبَرَ.
«7»-مع، معانی الأخبار ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ ابْنِ فَرْقَدٍ عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ فِی قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ وَ لَا یَدْخُلُ النَّارَ مَنْ فِی قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِیمَانٍ فَاسْتَرْجَعْتُ فَقَالَ مَا لَكَ تَسْتَرْجِعُ فَقُلْتُ لِمَا أَسْمَعُ مِنْكَ فَقَالَ لَیْسَ حَیْثُ تَذْهَبُ إِنَّمَا أَعْنِی الْجُحُودَ إِنَّمَا هُوَ الْجُحُودُ.
«8»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عُبَیْدٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ (3)عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام ثُمَّ تَأْخُذُ بِحُجْزَتِی وَ آخُذُ بِحُجْزَةِ اللَّهِ وَ هِیَ الْحَقُّ وَ تَأْخُذُ ذُرِّیَّتُكَ بِحُجْزَتِكَ وَ تَأْخُذُ شِیعَتُكَ بِحُجْزَةِ ذُرِّیَّتِكَ فَأَیْنَ یُذْهَبُ بِكُمْ إِلَّا إِلَی الْجَنَّةِ فَإِذَا دَخَلْتُمُ الْجَنَّةَ فَتَبَوَّأْتُمْ مَعَ أَزْوَاجِكُمْ وَ نَزَلْتُمْ مَنَازِلَكُمْ أَوْحَی اللَّهُ إِلَی مَالِكٍ أَنِ افْتَحْ بَابَ الْجَنَّةِ (أَبْوَابَ جَهَنَّمَ ظ) لِیَنْظُرُوا أَوْلِیَائِی إِلَی مَا فَضَّلْتُهُمْ عَلَی عَدُوِّهِمْ فَیُفْتَحُ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ فتطلون (وَ یَطَّلِعُونَ) عَلَیْهِمْ (4)فَإِذَا وَجَدَ أَهْلُ جَهَنَّمَ رَوْحَ رَائِحَةِ الْجَنَّةِ قَالُوا یَا مَالِكُ أَ تَطْمَعُ لَنَا فِی تَخْفِیفِ الْعَذَابِ عَنَّا إِنَّا لَنَجِدُ رَوْحاً فَیَقُولُ لَهُمْ مَالِكٌ إِنَّ اللَّهَ أَوْحَی إِلَیَّ أَنْ أَفْتَحَ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ لِیَنْظُرَ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَیْكُمْ فَیَرْفَعُونَ رُءُوسَهُمْ فَیَقُولُ هَذَا یَا فُلَانُ أَ لَمْ تَكُ تَجُوعُ فَأَشْبَعُكَ وَ یَقُولُ هَذَا یَا فُلَانُ أَ لَمْ تَكُ تَعْرَی فَأَكْسُوكَ وَ یَقُولُ هَذَا یَا فُلَانُ أَ لَمْ تَكُ تَخَافُ فَآوَیْتُكَ وَ یَقُولُ هَذَا یَا فُلَانُ أَ لَمْ تَكُ تُحَدِّثُ فَأَكْتُمُ عَلَیْكَ فَیَقُولُونَ بَلَی فَیَقُولُونَ اسْتَوْهِبُونَا مِنْ رَبِّكُمْ فَیَدْعُونَ لَهُمْ فَیَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ إِلَی الْجَنَّةِ فَیَكُونُونَ فِیهَا مَلُومِینَ (5)وَ یُسَمَّوْنَ
ص: 355
الْجَهَنَّمِیِّینَ فَیَقُولُونَ سَأَلْتُمْ رَبَّكُمْ فَأَنْقَذَنَا مِنْ عَذَابِهِ فَادْعُوهُ یُذْهِبْ عَنَّا هَذَا الِاسْمَ وَ یَجْعَلْ لَنَا فِی الْجَنَّةِ مَأْوًی فَیَدْعُونَ فَیُوحِی اللَّهُ إِلَی رِیحٍ فَتَهُبُّ عَلَی أَفْوَاهِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَیُنْسِیهِمْ ذَلِكَ الِاسْمَ وَ یَجْعَلُ لَهُمْ فِی الْجَنَّةِ مَأْوًی.
«9»-فس، تفسیر القمی وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ هُمُ الَّذِینَ خَالَفُوا دِینَ اللَّهِ وَ صَلَّوْا وَ صَامُوا وَ نَصَبُوا لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی عامِلَةٌ ناصِبَةٌ عَمِلُوا وَ نَصَبُوا فَلَا یُقْبَلُ مِنْهُمْ شَیْ ءٌ مِنْ أَفْعَالِهِمْ تَصْلی وُجُوهُهُمْ ناراً حامِیَةً
-وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِلَّا مَنْ تَوَلَّی وَ كَفَرَ یُرِیدُ مَنْ لَمْ یَتَّعِظْ وَ لَمْ یُصَدِّقْكَ وَ جَحَدَ رُبُوبِیَّتِی وَ كَفَرَ نِعْمَتِی فَیُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ یُرِیدُ الْغَلِیظَ الشَّدِیدَ الدَّائِمَ.
«10»-وَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِیمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ مَنْ خَالَفَكُمْ وَ إِنْ عَبَدَ وَ اجْتَهَدَ مَنْسُوبٌ إِلَی هَذِهِ الْآیَةِ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلی ناراً حامِیَةً
«11»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُلُّ نَاصِبٍ وَ إِنْ تَعَبَّدَ مَنْسُوبٌ إِلَی هَذِهِ الْآیَةِ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ الْآیَةَ.
«12»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ حَنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَا یُبَالِی النَّاصِبُ صَلَّی أَمْ زَنَی وَ هَذِهِ الْآیَةُ نَزَلَتْ فِیهِمْ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلی ناراً حامِیَةً
«13»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ قَالَ أَبِی كُلُّ نَاصِبٍ وَ إِنْ تَعَبَّدَ وَ اجْتَهَدَ مَنْسُوبٌ إِلَی هَذِهِ الْآیَةِ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلی ناراً حامِیَةً كُلُّ نَاصِبٍ مُجْتَهِدٍ فَعَمَلُهُ هَبَاءٌ الْخَبَرَ.
«14»-ثو، ثواب الأعمال أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ سَعِیدٍ الْقَمَّاطِ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ
ص: 356
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كُلُّ نَاصِبٍ وَ إِنْ تَعَبَّدَ وَ اجْتَهَدَ یَصِیرُ إِلَی هَذِهِ الْغَایَةِ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلی ناراً حامِیَةً
«15»-لی، الأمالی للصدوق ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ هَاشِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَرْبَعَةٌ لَا یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ الْكَاهِنُ وَ الْمُنَافِقُ وَ مُدْمِنُ الْخَمْرِ وَ الْقَتَّاتُ وَ هُوَ النَّمَّامُ.
بیان: لعل المعنی أن الكاهن و المدمن و القتات لا یدخلونها إذا كانوا مستحلین أو ابتداء و كذا الكلام فی بعض ما سیأتی من الأخبار فی أصحاب الكبائر.
«16»-ل، الخصال أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُنْذِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی هَارُونَ الْمَكْفُوفِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا أَبَا هَارُونَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی آلَی عَلَی نَفْسِهِ أَنْ لَا یُجَاوِرَهُ خَائِنٌ قَالَ قُلْتُ وَ مَا الْخَائِنُ قَالَ مَنِ ادَّخَرَ عَنْ مُؤْمِنٍ دِرْهَماً أَوْ حَبَسَ عَنْهُ شَیْئاً مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا قَالَ قُلْتُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی آلَی عَلَی نَفْسِهِ أَنْ لَا یُسْكِنَ جَنَّتَهُ أَصْنَافاً ثَلَاثَةً رَادٌّ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْ رَادٌّ عَلَی إِمَامٍ هُدًی أَوْ مَنْ حَبَسَ حَقَّ امْرِئٍ مُؤْمِنٍ قَالَ قُلْتُ یُعْطِیهِ مِنْ فَضْلِ مَا یَمْلِكُ قَالَ یُعْطِیهِ مِنْ نَفْسِهِ وَ رُوحِهِ فَإِنْ بَخِلَ عَلَیْهِ بِنَفْسِهِ فَلَیْسَ مِنْهُ إِنَّمَا هُوَ شِرْكُ شَیْطَانٍ.
«17»-ل، الخصال أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثَةٌ لَا یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ السَّفَّاكُ لِلدَّمِ وَ شَارِبُ الْخَمْرِ وَ مَشَّاءٌ بِنَمِیمَةٍ.
«18»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ أَوْحَی إِلَیَّ رَبِّی جَلَّ جَلَالُهُ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ فِی مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام إِلَی أَنْ قَالَ یَا مُحَمَّدُ لَوْ أَنَّ عَبْداً عَبَدَنِی حَتَّی یَنْقَطِعَ وَ یَصِیرَ كَالشَّنِّ الْبَالِی ثُمَّ أَتَانِی جَاحِداً لِوَلَایَتِهِمْ مَا أَسْكَنْتُهُ جَنَّتِی وَ لَا أَظْلَلْتُهُ تَحْتَ عَرْشِی الْخَبَرَ.
ص: 357
«19»-م، تفسیر الإمام علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی بَلی مَنْ كَسَبَ سَیِّئَةً وَ أَحاطَتْ بِهِ خَطِیئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ قَالَ السَّیِّئَةُ الْمُحِیطَةُ بِهِ أَنْ تُخْرِجَهُ عَنْ جُمْلَةِ دِینِ اللَّهِ وَ تَنْزِعَهُ عَنْ وَلَایَةِ اللَّهِ وَ تُؤْمِنَهُ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ وَ هِیَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَ الْكُفْرُ بِهِ وَ الْكُفْرُ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْكُفْرُ بِوَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ خُلَفَائِهِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ سَیِّئَةٌ تُحِیطُ بِهِ أَیْ تُحِیطُ بِأَعْمَالِهِ فَتُبْطِلُهَا وَ تَمْحَقُهَا فَأُولئِكَ عَامِلُو هَذِهِ السَّیِّئَةِ الْمُحِیطَةِ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ
«20»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْیَمَانِیِّ عَنْ مَنِیعِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ یُونُسَ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِیِّ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بَلی مَنْ كَسَبَ سَیِّئَةً وَ أَحاطَتْ بِهِ خَطِیئَتُهُ قَالَ إِذَا جَحَدَ إِمَامَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ
«21»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ لا یَسْتَوِی أَصْحابُ النَّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَصْحَابُ الْجَنَّةِ مَنْ أَطَاعَنِی وَ سَلَّمَ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ بَعْدِی وَ أَقَرَّ بِوَلَایَتِهِ وَ أَصْحَابُ النَّارِ مَنْ سَخِطَ الْوَلَایَةَ وَ نَقَضَ الْعَهْدَ وَ قَاتَلَهُ بَعْدِی.
«22»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَضَّاحٍ اللُّؤْلُؤِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَیْنَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ قَالَ فَأَقُومُ أَنَا فَیُقَالُ لِی أَنْتَ عَلِیٌّ فَأَقُولُ أَنَا ابْنُ عَمِّ النَّبِیِّ وَ وَصِیُّهُ وَ وَارِثُهُ فَیُقَالُ لِی صَدَقْتَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ فَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ وَ لِشِیعَتِكَ فَقَدْ آمَنَكَ اللَّهُ وَ آمَنَهُمْ مَعَكَ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ آمِنِینَ لا خَوْفٌ عَلَیْكُمْ (1)وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ
«23»-لی، الأمالی للصدوق حَمْزَةُ الْعَلَوِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَحْیَی بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ نَصْرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ بَشِیراً وَ نَذِیراً
ص: 358
لَا یُعَذِّبُ اللَّهُ بِالنَّارِ مُوَحِّداً أَبَداً وَ إِنَّ أَهْلَ التَّوْحِیدِ یَشْفَعُونَ فَیُشَفَّعُونَ ثُمَّ قَالَ علیه السلام إِنَّهُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَمَرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بِقَوْمٍ سَاءَتْ أَعْمَالُهُمْ فِی دَارِ الدُّنْیَا إِلَی النَّارِ فَیَقُولُونَ یَا رَبِّ كَیْفَ تُدْخِلُنَا النَّارَ وَ قَدْ كُنَّا نُوَحِّدُكَ فِی دَارِ الدُّنْیَا وَ كَیْفَ تُحْرِقُ قُلُوبَنَا (1)وَ قَدْ عَقَدَتْ عَلَی أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَمْ كَیْفَ تُحْرِقُ وُجُوهَنَا وَ قَدْ عَفَرْنَاهَا لَكَ فِی التُّرَابِ أَمْ كَیْفَ تُحْرِقُ أَیْدِیَنَا وَ قَدْ رَفَعْنَاهَا بِالدُّعَاءِ إِلَیْكَ فَیَقُولُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ عِبَادِی سَاءَتْ أَعْمَالُكُمْ فِی دَارِ الدُّنْیَا فَجَزَاؤُكُمْ نَارُ جَهَنَّمَ فَیَقُولُونَ یَا رَبَّنَا عَفْوُكَ أَعْظَمُ أَمْ خَطِیئَتُنَا فَیَقُولُ بَلْ عَفْوِی فَیَقُولُونَ رَحْمَتُكَ أَوْسَعُ أَمْ ذُنُوبُنَا فَیَقُولُ عَزَّ وَ جَلَّ بَلْ رَحْمَتِی فَیَقُولُونَ إِقْرَارُنَا بِتَوْحِیدِكَ أَعْظَمُ أَمْ ذُنُوبُنَا فَیَقُولُ عَزَّ وَ جَلَّ بَلْ إِقْرَارُكُمْ بِتَوْحِیدِی أَعْظَمُ فَیَقُولُونَ یَا رَبَّنَا فَلْیَسَعْنَا عَفْوُكَ وَ رَحْمَتُكَ الَّتِی وَسِعَتْ كُلَّ شَیْ ءٍ فَیَقُولُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ مَلَائِكَتِی وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَحَبَّ إِلَیَّ مِنَ الْمُقِرِّینَ لِی بِتَوْحِیدِی وَ أَنْ لَا إِلَهَ غَیْرِی وَ حَقٌّ عَلَیَّ أَنْ لَا أَصْلِیَ بِالنَّارِ أَهْلَ تَوْحِیدِی أَدْخِلُوا عِبَادِیَ الْجَنَّةَ.
«24»-مِنْ كِتَابِ صِفَاتِ الشِّیعَةِ، لِلصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصاً دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ إِخْلَاصُهُ أَنْ یَحْجُزَهُ (2)لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ.
«25»-وَ عَنِ ابْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَكَّةَ قَامَ عَلَی الصَّفَا فَقَالَ یَا بَنِی هَاشِمٍ یَا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْكُمْ وَ إِنِّی شَفِیقٌ عَلَیْكُمْ لَا تَقُولُوا إِنَّ مُحَمَّداً مِنَّا فَوَ اللَّهِ مَا أَوْلِیَائِی مِنْكُمْ وَ لَا مِنْ غَیْرِكُمْ إِلَّا الْمُتَّقُونَ أَلَا فَلَا أَعْرِفُكُمْ تَأْتُونِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ تَحْمِلُونَ الدُّنْیَا عَلَی رِقَابِكُمْ وَ یَأْتِی النَّاسُ یَحْمِلُونَ الْآخِرَةَ أَلَا وَ إِنِّی قَدْ أَعْذَرْتُ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ وَ فِیمَا بَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بَیْنَكُمْ وَ إِنَّ لِی عَمَلِی وَ لَكُمْ عَمَلَكُمْ.
ص: 359
«26»-وَ مِنْ كِتَابِ فَضَائِلِ الشِّیعَةِ لِلصَّدُوقِ رَحِمَهُ اللَّهُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِشِیعَتِهِ دِیَارُكُمْ لَكُمْ جَنَّةٌ وَ قُبُورُكُمْ لَكُمْ جَنَّةٌ لِلْجَنَّةِ خُلِقْتُمْ وَ إِلَی الْجَنَّةِ تَصِیرُونَ.
«27»-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ سَیَابَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَیُحِبُّكُمْ وَ مَا یَدْرِی مَا تَقُولُونَ فَیُدْخِلُهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ وَ إِنَّ الرَّجُلَ لَیُبْغِضُكُمْ وَ مَا یَدْرِی مَا تَقُولُونَ فَیُدْخِلُهُ اللَّهُ النَّارَ.
«28»-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُیَسِّرٍ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ لَا یُرَی مِنْكُمْ فِی النَّارِ اثْنَانِ لَا وَ اللَّهِ وَ لَا وَاحِدٌ قَالَ قُلْتُ فَأَیْنَ ذَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَأَمْسَكَ عَنِّی هُنَیْئَةً قَالَ فَإِنِّی مَعَهُ ذَاتَ یَوْمٍ فِی الطَّوَافِ إِذْ قَالَ یَا مُیَسِّرُ الْیَوْمَ أُذِنَ لِی فِی جَوَابِكَ عَنْ مَسْأَلَتِكَ كَذَا قَالَ قُلْتُ فَأَیْنَ هُوَ مِنَ الْقُرْآنِ قَالَ فِی سُورَةِ الرَّحْمَنِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیَوْمَئِذٍ لَا یُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ مِنْكُمْ إِنْسٌ وَ لَا جَانٌّ هَكَذَا نَزَلَتْ وَ غَیَّرَهَا ابْنُ أَرْوَی.
«29»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر فَضَالَةُ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ بُرَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الْجَهَنَّمِیِّینَ فَقَالَ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ یَخْرُجُونَ مِنْهَا فَیُنْتَهَی بِهِمْ إِلَی عَیْنٍ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ تُسَمَّی عَیْنَ الْحَیَوَانِ فَیُنْضَحُ عَلَیْهِمْ مِنْ مَائِهَا فَیَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الزَّرْعُ تَنْبُتُ لُحُومُهُمْ وَ جُلُودُهُمْ وَ شُعُورُهُمْ.
«30»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر فَضَالَةُ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ آدَمَ أَخِی أَیُّوبَ عَنْ حُمْرَانَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّهُمْ یَقُولُونَ لَا تَعْجَبُونَ مِنْ قَوْمٍ یَزْعُمُونَ أَنَّ اللَّهَ یُخْرِجُ قَوْماً مِنَ النَّارِ فَیَجْعَلُهُمْ مِنْ أَصْحَابِ الْجَنَّةِ مَعَ أَوْلِیَائِهِ فَقَالَ أَ مَا یَقْرَءُونَ قَوْلَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ مِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ إِنَّهَا جَنَّةٌ دُونَ جَنَّةٍ وَ نَارٌ دُونَ نَارٍ إِنَّهُمْ لَا یُسَاكِنُونَ أَوْلِیَاءَ اللَّهِ وَ قَالَ بَیْنَهُمَا وَ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ وَ لَكِنْ لَا أَسْتَطِیعُ أَنْ أَتَكَلَّمَ إِنَّ أَمْرَهُمْ لَأَضْیَقُ مِنَ الْحَلْقَةِ إِنَّ الْقَائِمَ لَوْ قَامَ لَبَدَأَ بِهَؤُلَاءِ.
بیان: قوله علیه السلام إن أمرهم أی المخالفین لأضیق من الحلقة أی الأمر فی الآخرة مضیق علیهم لا یعفی عنهم كما یعفی عن مذنبی الشیعة و لو قام القائم بدأ
ص: 360
بقتل هؤلاء قبل الكفار فقوله علیه السلام لا أستطیع أن أتكلم أی فی تكفیرهم تقیة و الحاصل أن المخالفین لیسوا من أهل الجنان و لا من أهل المنزلة بین الجنة و النار و هی الأعراف بل هم مخلدون فی النار و یحتمل أن یكون المعنی لا أستطیع أن أتكلم فی رد أقوالهم لأنهم ضیقوا علینا الأمر كالحلقة و أضیق فلزمنا التقیة منهم.
«31»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر فَضَالَةُ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَمَّنْ دَخَلَ النَّارَ ثُمَّ أُخْرِجَ مِنْهَا ثُمَّ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَالَ إِنْ شِئْتُ حَدَّثْتُكَ بِمَا كَانَ یَقُولُ فِیهِ أَبِی قَالَ إِنَّ نَاساً یَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ بَعْدَ مَا كَانُوا حُمَماً فَیَنْطَلِقُ بِهِمْ إِلَی نَهَرٍ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ یُقَالُ لَهُ الْحَیَوَانُ فَیُنْضَحُ عَلَیْهِمْ مِنْ مَائِهِ فَتَنْبُتُ لُحُومُهُمْ وَ دِمَاؤُهُمْ وَ شُعُورُهُمْ.
«32»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر فَضَالَةُ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ (1)قَالَ سَمِعْتُ عَبْداً صَالِحاً یَقُولُ فِی الْجَهَنَّمِیِّینَ إِنَّهُمْ یَدْخُلُونَ النَّارَ بِذُنُوبِهِمْ وَ یَخْرُجُونَ بِعَفْوِ اللَّهِ.
«33»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر عُثْمَانُ بْنُ عِیسَی عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ قَوْماً یُحْرَقُونَ فِی النَّارِ حَتَّی إِذَا صَارُوا حُمَماً أَدْرَكَتْهُمُ الشَّفَاعَةُ قَالَ فَیُنْطَلَقُ بِهِمْ إِلَی نَهَرٍ یَخْرُجُ مِنْ رَشْحِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَیَغْتَسِلُونَ فِیهِ فَتَنْبُتُ لُحُومُهُمْ وَ دِمَاؤُهُمْ وَ تَذْهَبُ عَنْهُمْ قَشَفُ النَّارِ وَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فَیُسَمَّوْنَ الْجَهَنَّمِیُّونَ فَیُنَادُونَ بِأَجْمَعِهِمْ اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنَّا هَذَا الِاسْمَ قَالَ فَیُذْهِبُ عَنْهُمْ ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا بَصِیرٍ إِنَّ أَعْدَاءَ عَلِیٍّ هُمُ الْخَالِدُونَ فِی النَّارِ لَا تُدْرِكُهُمُ الشَّفَاعَةُ.
بیان: قال الفیروزآبادی الحمم كصرد الفحم و قال القشف محركة قذر الجلد و رثاثة الهیئة و سوء الحال.
«34»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر فَضَالَةُ عَنْ رِبْعِیٍّ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ آخِرَ مَنْ یَخْرُجُ مِنَ النَّارِ لَرَجُلٌ یُقَالُ لَهُ هَمَّامٌ یُنَادِی فِیهَا عُمُراً یَا حَنَّانُ یَا مَنَّانُ.
«35»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنِ الْأَحْوَلِ عَنْ حُمْرَانَ قَالَ
ص: 361
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ الْكُفَّارَ وَ الْمُشْرِكِینَ یَرَوْنَ أَهْلَ التَّوْحِیدِ فِی النَّارِ فَیَقُولُونَ مَا نَرَی تَوْحِیدَكُمْ أَغْنَی عَنْكُمْ شَیْئاً وَ مَا أَنْتُمْ وَ نَحْنُ إِلَّا سَوَاءٌ قَالَ فَیَأْنَفُ لَهُمُ الرَّبُّ عَزَّ وَ جَلَّ فَیَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ اشْفَعُوا فَیَشْفَعُونَ لِمَنْ شَاءَ اللَّهُ وَ یَقُولُ لِلْمُؤْمِنِینَ مِثْلَ ذَلِكَ حَتَّی إِذَا لَمْ یَبْقَ أَحَدٌ تَبْلُغُهُ الشَّفَاعَةُ قَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ اخْرُجُوا بِرَحْمَتِی فَیَخْرُجُونَ كَمَا یَخْرُجُ الْفَرَاشُ (1)قَالَ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام ثُمَّ مُدَّتِ الْعُمُدُ وَ أُعْمِدَتْ عَلَیْهِمْ وَ كَانَ وَ اللَّهِ الْخُلُودُ.
«36»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام فِیمَا كَتَبَ الرِّضَا علیه السلام لِلْمَأْمُونِ مِنْ مَحْضِ الْإِسْلَامِ إِنَّ اللَّهَ لَا یُدْخِلُ النَّارَ مُؤْمِناً وَ قَدْ وَعَدَهُ الْجَنَّةَ وَ لَا یُخْرِجُ مِنَ النَّارِ كَافِراً وَ قَدْ أَوْعَدَهُ النَّارَ وَ الْخُلُودَ فِیهَا وَ مُذْنِبُو أَهْلِ التَّوْحِیدِ یَدْخُلُونَ النَّارَ وَ یَخْرُجُونَ مِنْهَا (2)وَ الشَّفَاعَةُ جَائِزَةٌ لَهُمْ.
-ل، الخصال فی خبر الأعمش عن الصادق علیه السلام مثله (3).
«37»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ مَا هُمْ بِخَارِجِینَ مِنَ النَّارِ قَالَ أَعْدَاءُ عَلِیٍّ علیه السلام هُمُ الْمُخَلَّدُونَ فِی النَّارِ أَبَدَ الْآبِدِینَ وَ دَهْرَ الدَّاهِرِینَ.
«38»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ سَعَی فِی حَاجَةِ أَخِیهِ الْمُسْلِمِ طَلَبَ وَجْهَ اللَّهِ كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ أَلْفَ حَسَنَةٍ یَغْفِرُ فِیهَا لِأَقَارِبِهِ وَ جِیرَانِهِ وَ مَعَارِفِهِ وَ مَنْ صَنَعَ إِلَیْهِ مَعْرُوفاً فِی الدُّنْیَا فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ قِیلَ لَهُ ادْخُلِ النَّارَ فَمَنْ وَجَدْتَهُ فِیهَا صَنَعَ إِلَیْكَ مَعْرُوفاً فِی الدُّنْیَا فَأَخْرِجْهُ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا أَنْ یَكُونَ نَاصِباً.
«39»-كا، (4)الكافی فِی الصَّحِیحِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ مَاتَ لَا یَعْرِفُ إِمَامَهُ مَاتَ مِیتَةً جَاهِلِیَّةً قَالَ نَعَمْ قُلْتُ جَاهِلِیَّةً جَهْلَاءَ أَوْ جَاهِلِیَّةً لَا یَعْرِفُ إِمَامَهُ قَالَ جَاهِلِیَّةَ كُفْرٍ وَ نِفَاقٍ وَ ضَلَالٍ.
ص: 362
«40»-كا، الكافی بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ ثَلَاثَةٌ لا یَنْظُرُ اللَّهُ إِلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ لا یُزَكِّیهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ مَنِ ادَّعَی إِمَامَةً مِنَ اللَّهِ لَیْسَتْ لَهُ وَ مَنْ جَحَدَ إِمَاماً مِنَ اللَّهِ وَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ لَهُمَا فِی الْإِسْلَامِ نَصِیبٌ (1).
«41»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً یُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ قَالَ فَقَالَ هُمْ أَوْلِیَاءُ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ اتَّخَذُوهُمْ أَئِمَّةً دُونَ الْإِمَامِ الَّذِی جَعَلَهُ اللَّهُ لِلنَّاسِ إِمَاماً فَلِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ لَوْ یَرَی الَّذِینَ ظَلَمُوا إِذْ یَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِیعاً وَ أَنَّ اللَّهَ شَدِیدُ الْعَذابِ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِینَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِینَ اتَّبَعُوا إِلَی قَوْلِهِ وَ ما هُمْ بِخارِجِینَ مِنَ النَّارِ قَالَ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هُمْ وَ اللَّهِ یَا جَابِرُ أَئِمَّةُ الظُّلْمِ وَ أَتْبَاعُهُمْ.
تذییل: اعلم أن الذی یقتضیه الجمع بین الآیات و الأخبار أن الكافر المنكر لضروری من ضروریات دین الإسلام. مخلد فی النار لا یخفف عنه العذاب إلا المستضعف الناقص فی عقله أو الذی لم یتم علیه الحجة و لم یقصر فی الفحص و النظر فإنه یحتمل أن یكون من المرجون لأمر اللّٰه كما سیأتی تحقیقه فی كتاب الإیمان و الكفر و أما غیر الشیعة الإمامیة من المخالفین و سائر فرق الشیعة ممن لم ینكر شیئا من ضروریات دین الإسلام فهم فرقتان إحداهما المتعصبون المعاندون منهم ممن قد تمت علیهم الحجة فهم فی النار خالدون و الأخری المستضعفون منهم و هم الضعفاء العقول مثل النساء العاجزات و البله و أمثالهم و من لم یتم علیه الحجة ممن یموت فی زمان الفترة أو كان فی موضع لم یأت إلیه خبر الحجة فهم المرجون لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا یُعَذِّبُهُمْ وَ إِمَّا یَتُوبُ عَلَیْهِمْ فیرجی لهم النجاة من النار و أما أصحاب الكبائر من الإمامیة فلا خلاف بین الإمامیة فی أنهم لا یخلدون فی النار و أما أنهم هل یدخلون النار أم لا فالأخبار مختلفة فیهم اختلافا كثیرا و مقتضی الجمع بینها أنه یحتمل دخولهم النار و أنهم غیر داخلین فی الأخبار التی وردت أن الشیعة و المؤمن لا یدخل النار لأنه قد ورد فی أخبار أخر أن الشیعة من شایع علیا فی أعماله و أن الإیمان مركب من القول و العمل لكن الأخبار الكثیرة دلت علی أن الشفاعة تلحقهم
ص: 363
قبل دخول النار و فی هذا التبهیم حكم لا یخفی بعضها علی أولی الأبصار و سیأتی تمام القول فی ذلك و الأخبار الدالة علی تلك الأقسام و أحكامهم و أحوالهم و صفاتهم فی كتاب الإیمان و الكفر.
قال العلامة رحمه اللّٰه فی شرحه علی التجرید أجمع المسلمون كافة علی أن عذاب الكافر مؤبد لا ینقطع و اختلفوا فی أصحاب الكبائر من المسلمین فالوعیدیة (1)علی أنه كذلك و ذهبت الإمامیة و طائفة كثیرة من المعتزلة و الأشاعرة إلی أن عذابه منقطع و الحق أن عقابهم منقطع لوجهین الأول أنه یستحق الثواب بإیمانه لقوله تعالی فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ (2)و الإیمان أعظم أفعال الخیر فإذا استحق العقاب بالمعصیة فإما أن یقدم الثواب علی العقاب و هو باطل بالإجماع لأن الثواب المستحق بالإیمان دائم علی ما تقدم أو بالعكس و هو المراد و الجمع محال.
الثانی یلزم أن یكون من عبد اللّٰه تعالی مدة عمره بأنواع القربات إلیه ثم عصی فی آخر عمره معصیة واحدة مع بقاء إیمانه مخلدا فی النار كمن أشرك باللّٰه مدة عمره و ذلك محال لقبحه عند العقلاء ثم قال المحارب لعلی علیه السلام كافر
لِقَوْلِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله حَرْبُكَ یَا عَلِیُّ حَرْبِی.
و لا شك فی كفر من حارب النبی صلی اللّٰه علیه و آله و أما مخالفوه فی الإمامة
ص: 364
فقد اختلف قول علمائنا فیهم فمنهم من حكم بكفرهم لأنهم دفعوا ما علم ثبوته من ضرورة و هو النص الجلی الدال علی إمامته مع تواتره و ذهب آخرون إلی أنهم فسقة و هو الأقوی ثم اختلف هؤلاء علی أقوال ثلاثة أحدها أنهم مخلدون فی النار لعدم استحقاقهم الجنة الثانی قال بعضهم إنهم یخرجون من النار إلی الجنة الثالث ما ارتضاه ابن نوبخت و جماعة من علمائنا أنهم یخرجون من النار لعدم الكفر الموجب للخلود و لا یدخلون الجنة لعدم الإیمان المقتضی لاستحقاق الثواب انتهی.
و قال رحمه اللّٰه فی شرح الیاقوت أما دافعو النص فقد ذهب أكثر أصحابنا إلی تكفیرهم و من أصحابنا من یحكم بفسقهم خاصة ثم اختلف أصحابنا فی أحكامهم فی الآخرة فالأكثر قالوا بتخلیدهم و فیهم من قال بعدم الخلود و ذلك إما بأن ینقلوا إلی الجنة و هو قول شاذ عنده أولا إلیهما و استحسنه المصنف انتهی.
أقول: القول بعدم خلودهم فی النار نشأ من عدم تتبعهم للأخبار و الأحادیث الدالة علی خلودهم متواترة أو قریبة منها نعم الاحتمالان الأخیران آتیان فی المستضعفین منهم كما ستعرف. (1)و القول بخروج غیر المستضعفین من النار قول مجهول القائل نشأ بین المتأخرین الذین لا معرفة لهم بالأخبار و لا بأقوال القدماء الأخیار قال الصدوق رحمه اللّٰه اعتقادنا فی الظالمین أنهم ملعونون و البراءة منهم واجبة و استدل علی ذلك بالآیات و الأخبار ثم قال و الظلم هو وضع الشی ء فی غیر موضعه فمن ادعی الإمامة و لیس بإمام فهو الظالم الملعون و من وضع الإمامة فی غیر أهلها فهو ظالم ملعون
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ جَحَدَ عَلِیّاً إِمَامَتَهُ مِنْ بَعْدِی فَإِنَّمَا جَحَدَ نُبُوَّتِی وَ مَنْ جَحَدَ نُبُوَّتِی فَقَدْ جَحَدَ اللَّهَ رُبُوبِیَّتَهُ.
ثم قال: و اعتقادنا فیمن جحد إمامة أمیر المؤمنین و الأئمة من بعده علیهم السلام أنه
ص: 365
بمنزلة من جحد نبوة الأنبیاء علیهم السلام و اعتقادنا فیمن أقر بأمیر المؤمنین و أنكر واحدا ممن بعده من الأئمة علیهم السلام أنه بمنزلة من آمن بجمیع الأنبیاء و أنكر نبوة محمد صلی اللّٰه علیه و آله
وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام الْمُنْكِرُ لآِخِرِنَا كَالْمُنْكِرِ لِأَوَّلِنَا.
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْأَئِمَّةُ مِنْ بَعْدِی اثْنَا عَشَرَ أَوَّلُهُمْ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ آخِرُهُمُ الْقَائِمُ طَاعَتُهُمْ طَاعَتِی وَ مَعْصِیَتُهُمْ مَعْصِیَتِی مَنْ أَنْكَرَ وَاحِداً مِنْهُمْ فَقَدْ أَنْكَرَنِی.
وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام مَنْ شَكَّ فِی كُفْرِ أَعْدَائِنَا وَ الظَّالِمِینَ لَنَا فَهُوَ كَافِرٌ.
و اعتقادنا فیمن قاتل علیا صلوات اللّٰه علیه
كَقَوْلِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ قَاتَلَ عَلِیّاً فَقَدْ قَاتَلَنِی.
وَ قَوْلِهِ مَنْ حَارَبَ عَلِیّاً فَقَدْ حَارَبَنِی وَ مَنْ حَارَبَنِی فَقَدْ حَارَبَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ.
وَ قَوْلِهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَهُمْ وَ سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَهُمْ.
و اعتقادنا فی البراءة أنها من الأوثان الأربعة و الإناث الأربع و من جمیع أشیاعهم و أتباعهم و أنهم شر خلق اللّٰه عز و جل و لا یتم الإقرار باللّٰه و برسوله و بالأئمة علیهم السلام إلا بالبراءة من أعدائهم.
و قال الشیخ المفید قدس اللّٰه روحه فی كتاب المسائل اتفقت الإمامیة علی أن من أنكر إمامة أحد من الأئمة و جحد ما أوجبه اللّٰه تعالی له من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود فی النار و قال فی موضع آخر اتفقت الإمامیة علی أن أصحاب البدع كلهم كفار و أن علی الإمام أن یستتیبهم عند التمكن بعد الدعوة لهم و إقامة البینات علیهم فإن تابوا من بدعهم و صاروا إلی الصواب و إلا قتلهم لردتهم عن الإیمان و أن من مات منهم علی ذلك فهو من أهل النار.
و أجمعت المعتزلة علی خلاف ذلك و زعموا أن كثیرا من أهل البدع فساق لیسوا بكفار و أن فیهم من لا یفسق ببدعته و لا یخرج بها عن الإسلام كالمرجئة من أصحاب ابن شبیب و التبریة من الزیدیة الموافقة لهم فی الأصول و إن خالفوهم فی صفات الإمام.
و قال المحقق الطوسی روح اللّٰه روحه القدوسی فی قواعد العقائد أصول
ص: 366
الإیمان عند الشیعة ثلاثة التصدیق بوحدانیة اللّٰه تعالی فی ذاته و العدل فی أفعاله و التصدیق بنبوة الأنبیاء علیهم السلام و التصدیق بإمامة الأئمة المعصومین من بعد الأنبیاء.
و قال أهل السنة الإیمان هو التصدیق باللّٰه تعالی و بكون النبی صلی اللّٰه علیه و آله صادقا و التصدیق بالأحكام التی نعلم یقینا أنه علیه السلام حكم بها دون ما فیه اختلاف أو اشتباه و الكفر یقابل الإیمان و الذنب یقابل العمل الصالح و ینقسم إلی كبائر و صغائر و یستحق المؤمن بالإجماع الخلود فی الجنة و یستحق الكافر الخلود فی العقاب.
و قال الشهید الثانی رفع اللّٰه درجته فی رسالة حقائق الإیمان عند تحقیق معنی الإیمان و الإسلام البحث الثانی فی جواب إلزام یرد علی القائلین من الإمامیة بعموم الإسلام مع القول بأن الكفر عدم الإیمان عما من شأنه أن یكون مؤمنا أما الإلزام فإنهم حكموا بإسلام من أقر بالشهادتین فقط غیر عابث دون إیمانه سواء علم منه عدم التصدیق بإمامة الأئمة علیهم السلام أم لا إلا من خرج بدلیل خارج كالنواصب و الخوارج فالظاهر أن هذا الحكم مناف للحكم بأن الكفر عدم الإیمان عما من شأنه أن یكون مؤمنا و أیضا قد عرفت مما تقدم أن التصدیق بإمامة الأئمة علیهم السلام من أصول الإیمان عند الطائفة من الإمامیة كما هو معلوم من مذهبهم ضرورة و صرح بنقله المحقق الطوسی رحمه اللّٰه عنهم فیما تقدم و لا ریب أن الشی ء یعدم بعدم أصله الذی هو جزؤه كما نحن فیه فیلزم الحكم بكفر من لم یتحقق له التصدیق المذكور و إن أقر بالشهادتین و أنه مناف أیضا للحكم بإسلام من لم یصدق بإمامة الأئمة الاثنی عشر علیهم السلام و هذا الأخیر لا خصوصیة لوروده علی القول بعموم الإسلام بل هو وارد علی القائلین بإسلام من لم یتحقق له التصدیق المذكور مع قطع النظر عن كونهم قائلین بعموم الإسلام أو مساواته للإیمان.
و أما الجواب فبالمنع من المنافاة بین الحكمین و ذلك لأنا نحكم بأن من لم یتحقق له التصدیق المذكور كافر فی نفس الأمر و الحكم بإسلامه إنما هو فی الظاهر فموضوع الحكمین مختلف فلا منافاة ثم قال المراد بالحكم بإسلامه ظاهرا صحة ترتب كثیر من الأحكام الشرعیة علی ذلك و الحاصل أن الشارع جعل الإقرار بالشهادتین علامة
ص: 367
علی صحة إجراء أكثر الأحكام الشرعیة علی المقر كحل مناكحته و الحكم بطهارته و حقن دمه و ماله و غیر ذلك من الأحكام المذكورة فی كتب الفروع و كان الحكمة فی ذلك هو التخفیف عن المؤمنین لمسیس الحاجة إلی مخالطتهم فی أكثر الأزمنة و الأمكنة و استمالة الكافر إلی الإسلام فإنه إذا اكتفی فی إجراء أحكام المسلمین علیه ظاهرا بمجرد إقراره الظاهری ازداد ثباته و رغبته فی الإسلام ثم یترقی فی ذلك إلی أن یتحقق له الإسلام باطنا أیضا.
و اعلم أن جمعا من علماء الإمامیة حكموا بكفر أهل الخلاف و الأكثر علی الحكم بإسلامهم فإن أرادوا بذلك كونهم كافرین فی نفس الأمر لا فی الظاهر فالظاهر أن النزاع لفظی إذ القائلون بإسلامهم یریدون ما ذكرناه من الحكم بصحة جریان أكثر أحكام المسلمین علیهم فی الظاهر لا أنهم مسلمون فی نفس الأمر و لذا نقلوا الإجماع علی دخولهم النار و إن أرادوا بذلك كونهم كافرین ظاهرا و باطنا فهو ممنوع و لا دلیل علیه بل الدلیل قائم علی إسلامهم ظاهرا
لِقَوْلِهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّی یَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهِ.
انتهی كلامه رفع مقامه.
و قال الشیخ الطوسی نور اللّٰه ضریحه فی تلخیص الشافی عندنا أن من حارب أمیر المؤمنین كافر و الدلیل علی ذلك إجماع الفرقة المحقة الإمامیة علی ذلك و إجماعهم حجة و أیضا فنحن نعلم أن من حاربه كان منكرا لإمامته و دافعا لها و دفع الإمامة كفر كما أن دفع النبوة كفر لأن الجهل بهما علی حد واحد ثم استدل رحمه اللّٰه بأخبار كثیرة علی ذلك.
فإذا عرفت ما ذكره القدماء و المتأخرون من أساطین العلماء و الإمامیة و محققیهم عرفت ضعف القول بخروجهم من النار و الأخبار الواردة فی ذلك أكثر من أن یمكن جمعه فی باب أو كتاب و إذا كانوا فی الدنیا و الآخرة فی حكم المسلمین فأی فرق بینهم و بین فساق الشیعة و أی فائدة فیما أجمع علیه الفرقة المحقة من كون الإمامة من أصول الدین ردا علی المخالفین القائلین بأنه من فروعه و قد روت العامة و الخاصة متواترا من مات و لم یعرف إمام زمانه مات میتة جاهلیة و قد أوردت أخبارا كثیرة
ص: 368
فی أبواب الآیات النازلة فیهم علیهم السلام أنهم فسروا الشرك و الكفر فی الآیات بترك الولایة و قد وردت أخبار متواترة أنه لا یقبل عمل من الأعمال إلا بالولایة.
و قال الصدوق رحمه اللّٰه: الإسلام هو الإقرار بالشهادتین و هو الذی به تحقن الدماء و الأموال و الثواب علی الإیمان
-وَ قَدْ وَرَدَ فِی الصَّحِیحِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مَنْ أَصْبَحَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ لَا إِمَامَ لَهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ظَاهِرٌ عَادِلٌ أَصْبَحَ ضَالًّا تَائِهاً وَ إِنَّ مَنْ مَاتَ عَلَی هَذِهِ الْحَالَةِ مَاتَ مِیتَةَ كُفْرٍ وَ نِفَاقٍ.
و اعلم أن أئمة الجور و أتباعهم لمعزولون عن دین اللّٰه قد ضلوا و أضلوا فأعمالهم التی یعملونها كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّیحُ فِی یَوْمٍ عاصِفٍ لا یَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلی شَیْ ءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِیدُ و
عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ الَّذِینَ كَفَرُوا أَوْلِیاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ ،الْآیَةَ، قَالَ علیه السلام إِنَّمَا عَنَی بِذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا عَلَی نُورِ الْإِسْلَامِ فَلَمَّا أَنْ تَوَلَّوْا كُلَّ إِمَامٍ جَائِرٍ لَیْسَ مِنَ اللَّهِ خَرَجُوا بِوَلَایَتِهِمْ إِیَّاهُ مِنْ نُورِ الْإِسْلَامِ إِلَی ظُلُمَاتِ الْكُفْرِ فَأَوْجَبَ اللَّهُ لَهُمُ النَّارَ مَعَ الْكُفَّارِ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ
-و قد ورد فی الناصب ما ورد فی خلوده فی النار
-وَ قَدْ رُوِیَ بِأَسَانِیدَ كَثِیرَةٍ عَنْهُمْ علیهم السلام لَوْ أَنَّ كُلَّ مَلَكٍ خَلَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كُلَّ نَبِیٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ وَ كُلَّ صِدِّیقٍ وَ كُلَّ شَهِیدٍ شَفَعُوا فِی نَاصِبٍ لَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ أَنْ یُخْرِجَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ النَّارِ مَا أَخْرَجَهُ اللَّهُ أَبَداً وَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ ماكِثِینَ فِیهِ أَبَداً
-وَ قَدْ رُوِیَ بِأَسَانِیدَ مُعْتَبَرَةٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَیْسَ النَّاصِبُ مَنْ نَصَبَ لَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ لِأَنَّكَ لَا تَجِدُ رَجُلًا یَقُولُ أَنَا أُبْغِضُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ وَ لَكِنَّ النَّاصِبَ مَنْ نَصَبَ لَكُمْ وَ هُوَ یَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَتَوَلَّوْنَا وَ تَتَبَرَّءُونَ مِنْ عَدُوِّنَا وَ أَنَّكُمْ مِنْ شِیعَتِنَا.
و یظهر من بعض الأخبار بل من كثیر منها أنهم فی الدنیا أیضا فی حكم الكفار لكن لما علم اللّٰه أن أئمة الجور و أتباعهم یستولون علی الشیعة و هم یبتلون بمعاشرتهم و لا یمكنهم الاجتناب عنهم و ترك معاشرتهم و مخالطتهم و مناكحتهم أجری اللّٰه علیهم حكم الإسلام توسعة فإذا ظهر القائم علیه السلام یجری علیهم حكم سائر الكفار فی جمیع الأمور و فی الآخرة یدخلون النار ماكثین فیها أبدا مع الكفار و به یجمع بین الأخبار كما أشار
ص: 369
إلیه المفید و الشهید الثانی قدس اللّٰه روحهما.
و أیضا یمكن أن یقال لما كان فی تلك الأزمنة علیهم شبهة فی الجملة یجری علیهم فی الدنیا حكم الإسلام فإذا ظهر فی زمانه علیه السلام الحق الصریح بالبینات و المعجزات و لم تبق لهم شبهة و أنكروه التحقوا بسائر الكفار و أخبار هذا المطلب متفرقة فی أبواب هذا الكتاب و أرجو من اللّٰه أن یوفقنی لتألیف كتاب مفرد فی ذلك إن شاء اللّٰه تعالی و بعض الأخبار المشعرة بخلاف ما ذكرنا محمول علی المستضعفین كما عرفت.
و قال شارح المقاصد اختلف أهل الإسلام فیمن ارتكب الكبیرة من المؤمنین و مات قبل التوبة فالمذهب عندنا عدم القطع بالعفو و لا بالعقاب بل كلاهما فی مشیة اللّٰه تعالی لكن علی تقدیر التعذیب نقطع بأنه لا یخلد فی النار بل یخرج البتة لا بطریق الوجوب علی اللّٰه تعالی بل بمقتضی ما سبق من الوعد و ثبت بالدلیل كتخلید أهل الجنة و عند المعتزلة القطع بالعذاب الدائم من غیر عفو و لا إخراج من النار و ما وقع فی كلام البعض من أن صاحب الكبیرة عند المعتزلة لیس فی الجنة و لا فی النار فغلط نشأ من قولهم إن له المنزلة بین المنزلتین (1)أی حالة غیر الإیمان و الكفر و أما ما ذهب إلیه مقاتل بن سلیمان و بعض المرجئة (2) من أن عصاة المؤمنین لا یعذبون أصلا وإنما النار للكفار تمسكا بالآیات الدالة علی اختصاص العذاب بالكفار مثل « إِنَّا قَدْ أُوحِیَ إِلَیْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَی مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّی» (3)إن الخزی
ص: 370
الْیَوْمَ وَ السُّوءَ عَلَی الْكافِرِینَ (1)فجوابه تخصیص ذلك العذاب بما یكون علی سبیل الخلود
وَ أَمَّا تَمَسُّكُهُمْ بِمِثْلِ قَوْلِهِ علیه السلام مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ إِنْ زَنَی وَ إِنْ سَرَقَ.
فضعیف لأنه إنما ینفی الخلود لا الدخول لنا وجوه الأول و هو العمدة الآیات و الأحادیث الدالة علی أن المؤمنین یدخلون الجنة البتة و لیس ذلك قبل دخول النار وفاقا فتعین أن یكون بعده و هو مسألة انقطاع العذاب أو بدونه و هو مسألة العفو التام قال اللّٰه تعالی فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ (2)مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ (3)
-وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ قَالَ مَنْ مَاتَ لَا یُشْرِكُ بِاللَّهِ شَیْئاً دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ إِنْ زَنَی وَ إِنْ سَرَقَ.
-الثانی النصوص المشعرة بالخروج من النار كقوله تعالی النَّارُ مَثْواكُمْ خالِدِینَ فِیها إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ (4)فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ (5)
وَ كَقَوْلِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَخْرُجُ مِنَ النَّارِ قَوْمٌ بَعْدَ مَا امْتَحَشُوا وَ صَارُوا فَحْماً وَ حُمَماً فَیَنْبُتُونَ كَمَا یَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِی حَمِیلِ السَّیْلِ.
و خبر الواحد و إن لم یكن حجة فی الأصول لكن یفید التأیید و التأكید بتعاضد النصوص. (6)الثالث و هو علی قاعدة الاعتزال أن من واظب علی الإیمان و العمل الصالح مائة سنة و صدر عنه فی أثناء ذلك أو بعده جریمة واحدة كشرب جرعة من الخمر فلا یحسن من الحكیم أن یعذبه علی ذلك أبد الآباد و لو لم یكن هذا ظلما فلا ظلم أو لم یستحق بهذا ذما فلا ذم.
ص: 371
الرابع أن المعصیة متناهیة زمانا و هو ظاهر و قدرا لما یوجد من معصیة أشد منها فجزاؤها یجب أن یكون متناهیا تحقیقا لقاعدة العدل بخلاف الكفر فإنه لا یتناهی قدرا و إن تناهی زمانه.
و احتجت المعتزلة بوجوه الأول الآیات الدالة علی الخلود المتناولة للكافر و غیره كقوله تعالی وَ مَنْ یَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِینَ فِیها أَبَداً (1)و قوله تعالی وَ مَنْ یَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِیها (2)و قوله وَ أَمَّا الَّذِینَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ یَخْرُجُوا مِنْها أُعِیدُوا فِیها (3)و مثل هذا مسوق للتأبید و نفی الخروج و قوله وَ إِنَّ الْفُجَّارَ لَفِی جَحِیمٍ یَصْلَوْنَها یَوْمَ الدِّینِ وَ ما هُمْ عَنْها بِغائِبِینَ (4)و عدم الغیبة عن النار خلود فیها و قوله وَ مَنْ یَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یَتَعَدَّ حُدُودَهُ یُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِیها (5)و لیس المراد تعدی جمیع الحدود بارتكاب الكبائر كلها تركا و إتیانا فإنه محال لما بین البعض من التضاد كالیهودیة و النصرانیة و المجوسیة فیحمل علی مورد الآیة من حدود المواریث و قوله بَلی مَنْ كَسَبَ سَیِّئَةً وَ أَحاطَتْ بِهِ خَطِیئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ (6)و الجواب بعد تسلیم كون الصیغ للعموم أن العموم غیر مراد فی الآیة الأولی للقطع بخروج التائب و أصحاب الصغائر و صاحب الكبیرة الغیر المنصوصة إذا أتی بعدها بطاعات تربی ثوابها علی عقوباته فلیكن مرتكب الكبیرة من المؤمنین أیضا خارجا مما سبق من الآیات و الأدلة و بالجملة فالعام المخرج منه البعض لا یفید القطع وفاقا و لو سلم فلا نسلم تأبید الاستحقاق بل هو مغیا بغایة رؤیة الوعید لقوله بعده حَتَّی إِذا رَأَوْا ما یُوعَدُونَ (7)و لو سلم فغایته الدلالة علی استحقاق العذاب المؤبد
ص: 372
لا علی الوقوع كما هو المتنازع لجواز الخروج بالعفو.
و عن الثالثة بأن معنی متعمدا مستحلا فعله علی ما ذكره ابن عباس إذ التعمد علی الحقیقة إنما یكون من المستحل أو بأن التعلیق بالوصف یشعر بالحیثیة فیختص بمن قتل المؤمن لإیمانه أو بأن الخلود و إن كان ظاهرا فی الدوام فالمراد هاهنا المكث الطویل جمعا بین الأدلة.
و عن الثالثة بأنها فی حق الكافرین المنكرین للحشر بقرینة قوله ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِی كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (1)مع ما فی دلالتها علی الخلود من المناقشة الظاهرة لجواز أن یخرجوا عند عدم إرادتهم الخروج بالیأس أو الذهول أو نحو ذلك.
و عن الرابعة بعد تسلیم إفادتها النفی عن كل فرد و دلالتها علی دوام عدم الغیبة أنها تختص بالكفار جمعا بین الأدلة و كذا الخامسة و السادسة حملا للحدود علی حدود الإسلام و لإحاطة الخطیئة علی غلبتها بحیث لا یبقی معها الإیمان هذا مع ما فی الخلود من الاحتمال.
ثم قال فی بحث آخر لا خلاف فی أن من آمن بعد الكفر و المعاصی فهو من أهل الجنة بمنزلة من لا معصیة له و من كفر نعوذ باللّٰه بعد الإیمان و العمل الصالح فهو من أهل النار بمنزلة من لا حسنة له و إنما الكلام فیمن آمن و عمل صالحا وَ آخَرَ سَیِّئاً و استمر علی الطاعات و الكبائر كما یشاهد من الناس فعندنا مآله إلی الجنة و لو بعد النار و استحقاقه للثواب و العقاب بمقتضی الوعد و الوعید ثابت من غیر حبوط و المشهور من مذهب المعتزلة أنه من أهل الخلود فی النار إذا مات قبل التوبة فأشكل علیهم الأمر فی إیمانه و طاعاته و ما یثبت من استحقاقاته أین طارت و كیف زالت فقالوا بحبوط الطاعات و مالوا إلی أن السیئات یذهبن الحسنات حتی ذهب الجمهور منهم إلی أن الكبیرة الواحدة تحبط ثواب جمیع العبادات و فساده ظاهر أما سمعا فللنصوص الدالة علی أن اللّٰه تعالی لا یضیع أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا و عمل صالحا و أما عقلا فللقطع بأنه لا یحسن من الحكیم الكریم إبطال ثواب إیمان العبد
ص: 373
و مواظبته علی الطاعات طول العمر بتناول لقمة من الرباء أو جرعة من الخمر إلی آخر ما قال.
أقول: قد سبق القول فی ذلك فی باب الحبط و التكفیر و لا أظنك یخفی علیك ما مهدناه أولا بعد الإحاطة بما أوردناه من الآیات و الأخبار و سیأتی عمدة الأخبار المتعلقة بتلك المباحث فی كتاب الإیمان و الكفر.
«1»-ل، الخصال ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ لَقَدْ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الْأَرْضِ مُنْذُ خَلَقَهَا سَبْعَةَ عَالَمِینَ لَیْسَ هُمْ مِنْ وُلْدِ آدَمَ خَلَقَهُمْ مِنْ أَدِیمِ الْأَرْضِ فَأَسْكَنَهُمْ فِیهَا وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ مَعَ عَالَمِهِ ثُمَّ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَبَا هَذَا الْبَشَرِ وَ خَلَقَ ذُرِّیَّتَهُ مِنْهُ وَ لَا وَ اللَّهِ مَا خَلَتِ الْجَنَّةُ مِنْ أَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِینَ مُنْذُ خَلَقَهَا وَ لَا خَلَتِ النَّارُ مِنْ أَرْوَاحِ الْكُفَّارِ وَ الْعُصَاةِ مُنْذُ خَلَقَهَا عَزَّ وَ جَلَّ لَعَلَّكُمْ تَرَوْنَ أَنَّهُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ صَیَّرَ اللَّهُ أَبْدَانَ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَعَ أَرْوَاحِهِمْ فِی الْجَنَّةِ وَ صَیَّرَ أَبْدَانَ أَهْلِ النَّارِ مَعَ أَرْوَاحِهِمْ فِی النَّارِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی (لَا یُعْبَدُ خ ل) فِی بِلَادِهِ وَ لَا یَخْلُقُ خَلْقاً یَعْبُدُونَهُ وَ یُوَحِّدُونَهُ (1)وَ یُعَظِّمُونَهُ وَ یَخْلُقُ لَهُمْ أَرْضاً تَحْمِلُهُمْ وَ سَمَاءً تُظِلُّهُمْ أَ لَیْسَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ یَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَیْرَ الْأَرْضِ وَ السَّماواتُ وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَ فَعَیِینا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِی لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِیدٍ
: شی، تفسیر العیاشی عن محمد مثله.
«2»-ل، الخصال أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَ فَعَیِینا بِالْخَلْقِ
ص: 374
الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِی لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِیدٍ فَقَالَ یَا جَابِرُ تَأْوِیلُ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا أَفْنَی هَذَا الْخَلْقَ وَ هَذَا الْعَالَمَ وَ أَسْكَنَ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَ أَهْلَ النَّارِ النَّارَ جَدَّدَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَالَماً غَیْرَ هَذَا الْعَالَمِ وَ جَدَّدَ خلق (عَالَماً) مِنْ غَیْرِ فُحُولَةٍ وَ لَا إِنَاثٍ یَعْبُدُونَهُ وَ یُوَحِّدُونَهُ وَ خَلَقَ لَهُمْ أَرْضاً غَیْرَ هَذِهِ الْأَرْضِ تَحْمِلُهُمْ وَ سَمَاءً غَیْرَ هَذِهِ السَّمَاءِ تُظِلُّهُمْ لَعَلَّكَ تَرَی أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّمَا خَلَقَ هَذَا الْعَالَمَ الْوَاحِدَ وَ تَرَی أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ یَخْلُقْ بَشَراً غَیْرَكُمْ بَلَی وَ اللَّهِ لَقَدْ خَلَقَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَلْفَ أَلْفِ عَالَمٍ وَ أَلْفَ أَلْفِ آدَمٍ أَنْتَ فِی آخِرِ تِلْكَ الْعَوَالِمِ وَ أُولَئِكَ الْآدَمِیِّینَ.
بیان: یمكن الجمع بینه و بین ما سبق بحمل السبعة علی الألواح و هذا علی الأشخاص (1)
«3»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْقَمَّاطِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ یُقَالُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِذَا أُدْخِلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَ أُدْخِلَ أَهْلُ النَّارِ النَّارَ فَمَهْ قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنْ أَرَادَ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ خَلْقاً وَ یَخْلُقَ لَهُمْ دُنْیَا یَرُدُّهُمْ إِلَیْهَا فَعَلَ وَ لَا أَقُولُ لَكَ إِنَّهُ یَفْعَلُ.
«4»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَ أَهْلُ النَّارِ النَّارَ فَمَهْ فَقَالَ مَا أَزْعُمُ لَكَ أَنَّهُ تَعَالَی یَخْلُقُ خَلْقاً یَعْبُدُونَهُ.
ص: 375
بیان: یفهم من سیاق هذین الخبرین أن اللّٰه تعالی یخلق خلقا آخر لكن الإمام علیه السلام لم یصرح به تقیة و خوفا من التشنیع و ما یدل علیه تلك الأخبار لم أر أحدا من المتكلمین تعرض له بنفی و لا إثبات و أدلة العقل لا تنفیه بل تعضده لكن الأخبار الواردة فی ذلك لم تصل إلی حد یوجب القطع به و اللّٰه تعالی یعلم.
هذا آخر ما أردنا إیراده فی هذا المجلد من كتاب بحار الأنوار و ختم علی یدی مؤلفه ختم اللّٰه له و لوالدیه بالحسنی فی حادی عشر شهر محرم الحرام من شهور سنة ثمانین بعد الألف من الهجرة و الحمد لله أولا و آخرا و صلی اللّٰه علی محمد و أهل بیته الطاهرین المعصومین و لعنة اللّٰه علی ظالمیهم و قاتلیهم و غاصبی حقوقهم و مبغضیهم و مخالفیهم أبد الآبدین.
ص: 376
تصویر
إلی هنا ینتهی الجزء الثامن من كتاب بحار الأنوار من هذه الطبعة المزدانة بتعالیق نفیسة قیّمة و فوائد جمّة ثمینة؛ و به یختم المجلد الثالث من الأصل حسب تجزءة المصنّف. و یحوی هذا الجزء 556 حدیثاً فی 11 باباً.
جمادی الثانیة 1377
ص: 377
الموضوع/ الصفحه
بقیّة أبواب المعاد و ما یتبعه و یتعلق به
باب 18 اللّواء؛ و فیه 12 حدیثاً. 1- 7 باب 19 أنّه یدعی فیه كلّ اناس بإمامهم؛ و فیه 20 حدیثاً. 7- 16 باب 20 صفة الحوض و ساقیه صلوات اللّٰه علیه؛ و فیه 33 حدیثاً. 16- 29 باب 21 الشفاعة؛ و فیه 86 حدیثاً. 29- 63 باب 22 الصراط؛ و فیه 19 حدیثاً. 64- 71 باب 23 الجنّة و نعیمها؛ و فیه 204 حدیثاً. 71- 222 باب 24 النار؛ و فیه 102 حدیثاً. 222- 329 باب 25 الأعراف و أهلها؛ و فیه 23 حدیثاً. 329- 341 باب 26 ذبح الموت بین الجنّة و النار و الخلود فیهما و علته؛ و فیه 12 حدیثاً. 341- 351 باب 27 فی ذكر من یخلد فی النار و من یخرج منها؛ و فیه 41 حدیثاً. 351- 374 باب 28 ما یكون بعد دخول أهل الجنّة الجنّة و أهل النار النار؛ و فیه أربعة أحادیث. 374- 376
ص: 378
و قد بالغنا فی تصحیح الكتاب و قابلناه بنسخة المصنّف- قدسّ سرّه الشریف- الّتی كتبها بخطّه و صحّحها بعد؛ و یجد القاری ء انموذجاً منها فی أوّل الجزء و آخره؛ و هذه النسخة الثمینة النفیسة لخزانة كتب فضیلة الفقید ثقة الإسلام و المحدّثین الحاج السیّد (صدر الدین الصدر العاملیّ) الخطیب الشهیر الإصفهانیّ- رضوان اللّٰه علیه- و أتحفنا إیّاه ولده المعظّم العالم العامل الحاج السیّد (مهدیّ الصدر العاملیّ) نزیل طهران، فمن واجبنا أن نقدّم إلیه ثناءنا العاطر و شكرنا الجزیل؛ و لا ننسی الثناء علی الأستاذ السیّد جلال الدین المحدّث الاموریّ و سائر من تفضل علینا بإهداء النسخ الخطّیّة النفیسة؛ وفّقهم اللّٰه تعالی و إیّانا لجمیع مرضاته إنّه ولیّ التوفیق. و نرجو من حملة العلم و الفضل مساعدتنا فی ذلك المشروع الفخم بإهدائهم إیّانا بما عندهم من تلكم النسخ و إعلامنا بوجودها فی المكتبات لنطلب منها و نتّم هذه الخدمة الدینیّة فی غایة الإتقان. و اللّٰه الموفّق للرشاد.
یحیی عابدی
ص: 379
ب: لقرب الإسناد.
بشا: لبشارة المصطفی.
تم: لفلاح السائل.
ثو: لثواب الأعمال.
ج: للإحتجاج.
جا: لمجالس المفید.
جش: لفهرست النجاشیّ.
جع: لجامع الأخبار.
جم: لجمال الأسبوع.
جُنة: للجُنة.
حة: لفرحة الغریّ.
ختص: لكتاب الإختصاص.
خص: لمنتخب البصائر.
د: للعَدَد.
سر: للسرائر.
سن: للمحاسن.
شا: للإرشاد.
شف: لكشف الیقین.
شی: لتفسیر العیاشیّ
ص: لقصص الأنبیاء.
صا: للإستبصار.
صبا: لمصباح الزائر.
صح: لصحیفة الرضا (ع).
ضا: لفقه الرضا (ع).
ضوء: لضوء الشهاب.
ضه: لروضة الواعظین.
ط: للصراط المستقیم.
طا: لأمان الأخطار.
طب: لطبّ الأئمة.
ع: لعلل الشرائع.
عا: لدعائم الإسلام.
عد: للعقائد.
عدة: للعُدة.
عم: لإعلام الوری.
عین: للعیون و المحاسن.
غر: للغرر و الدرر.
غط: لغیبة الشیخ.
غو: لغوالی اللئالی.
ف: لتحف العقول.
فتح: لفتح الأبواب.
فر: لتفسیر فرات بن إبراهیم.
فس: لتفسیر علیّ بن إبراهیم.
فض: لكتاب الروضة.
ق: للكتاب العتیق الغرویّ
قب: لمناقب ابن شهر آشوب.
قبس: لقبس المصباح.
قضا: لقضاء الحقوق.
قل: لإقبال الأعمال.
قیة: للدُروع.
ك: لإكمال الدین.
كا: للكافی.
كش: لرجال الكشیّ.
كشف: لكشف الغمّة.
كف: لمصباح الكفعمیّ.
كنز: لكنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة معا.
ل: للخصال.
لد: للبلد الأمین.
لی: لأمالی الصدوق.
م: لتفسیر الإمام العسكریّ (ع).
ما: لأمالی الطوسیّ.
محص: للتمحیص.
مد: للعُمدة.
مص: لمصباح الشریعة.
مصبا: للمصباحین.
مع: لمعانی الأخبار.
مكا: لمكارم الأخلاق.
مل: لكامل الزیارة.
منها: للمنهاج.
مهج: لمهج الدعوات.
ن: لعیون أخبار الرضا (ع).
نبه: لتنبیه الخاطر.
نجم: لكتاب النجوم.
نص: للكفایة.
نهج: لنهج البلاغة.
نی: لغیبة النعمانیّ.
هد: للهدایة.
یب: للتهذیب.
یج: للخرائج.
ید: للتوحید.
یر: لبصائر الدرجات.
یف: للطرائف.
یل: للفضائل.
ین: لكتابی الحسین بن سعید او لكتابه و النوادر.
یه: لمن لا یحضره الفقیه.
ص: 380