تاریخ مدینة دمشق المجلد 9

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

ص: 2

الجزء التاسع

تتمة حرف الألف

تتمة ذكر من اسمه إسماعيل

ذكر من اسم أبيه عبد الرحمن ممن اسمه إسماعيل

743 - إسماعيل بن عبد الرّحمن بن أحمد

ابن إسماعيل بن إبراهيم بن عامر بن عابد (1)

أبو عثمان الصّابوني النّيسابوري الحافظ الواعظ المفسّر (2)

قدم دمشق حاجّا سنة اثنتين و ثلاثين و أربعمائة، و حدّث بها و قعد مجلس التذكير.

و روى عن: أبي طاهر بن خزيمة، و أبي علي زاهر بن أحمد السّرخسي الفقيه، و أبي سعيد عبد اللّه بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، و أبي العباس أحمد بن محمد بن إسحاق البالوي، و أبي محمد الحسن بن أحمد المخلدي، و أبي الحسين أحمد بن محمد الخفّاف، و أبي سعيد محمد بن الحسين بن موسى السّمسار، و أبي بكر محمد بن عبد اللّه الجوزقي، و أبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ، و أبي معاذ الشاه بن أحمد الهروي، و أبي نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري، و أبي محمد عبد اللّه بن أحمد بن الرومي، و أبي الحسن محمد بن علي بن سهل الماسرجسي، و السيد أبي الحسن محمد بن الحسين بن داود الحسني، و أبي الحسن عبد الرّحمن بن إبراهيم المزكّي، و أبي منصور محمد بن عبد اللّه بن حمشاد الواعظ، و الحاكم أبي عبد اللّه الحافظ، و أبي عبد الرّحمن السّلمي، و أبي محمد بن أبي شريح، و خلق سواهم.

و روى عنه من أهل دمشق: أبو الحسن علي بن محمد بن شجاع الرّبعي،

ص: 3


1- بالأصل عائذ و المثبت و الضبط عن م و انظر تبصير المنتبه 887/3 «عابد» بالباء و الدال.
2- ترجمته في بغية الطلب 1672/4 و الوافي بالوفيات 143/9. و سير أعلام النبلاء 40/18 و انظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

و علي بن الخضر السلمي، و عبد العزيز الكتّاني، و أبو القاسم بن أبي العلاء، و أبو العباس بن قبيس، و محمد بن علي بن أحمد بن المبارك الفرّاء، و أبو الحسن علي بن الحسين صصرى، و نجا بن أحمد العطّار، و عبد اللّه بن عبد الرزاق بن فضيل الدمشقيون، و من غيرهم: أبو الحسن علي بن عبد اللّه النيسابوري الواعظ - نزيل أصبهان - و أبو علي نصر اللّه بن أحمد بن عثمان الخشنامي النّيسابوري، و أبو علي الحسين بن أحمد بن عبد الواحد الصّوري، و جماعة كثيرة من أهل نيسابور و غيرهم.

و حدثنا عنه (1) أبو عبد اللّه الفراوي (2).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن بن أحمد الصّابوني، أنا أبو سعيد عبد اللّه بن محمد بن عبد الوهاب الرّازي، أنا محمد بن أيوب الرّازي، أنا مسلم بن إبراهيم، أنا هشام بن أبي عبد اللّه الدّستوائي، نا قتادة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«يكبر ابن آدم و يكبر معه اثنتان حب المال و طول العمر» رواه البخاري عن مسلم بن إبراهيم[2272].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو عثمان الصابوني النيسابوري الواعظ، قدم علينا، فذكر حديثا.

و أخبرنا أبو عبد اللّه قال: أنشدنا الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن بن أحمد الصّابوني لنفسه (3):

ما لي أرى الدّهر لا يسخو بذي كرم *** و لا يجود بمعوان و مفضال

و لا أرى أحدا في الناس مشتريا *** حسن الثّناء بإنعام و إفضال

و لا أرى أحدا في الناس مكتنزا *** ظهور أثنية أو مدح مقوال

صاروا سواسية في لؤمهم شرعا *** كأنما نسجوا فيه بمنوال (4)

ص: 4


1- بغية الطلب 1682/4 و بالأصل: و حدثنا عبد اللّه.
2- بغية الطلب 1681/4-1682 نقلا عن ابن عساكر.
3- الأبيات في بغية الطلب 1674/4 و الوافي 143/9 و معجم الأدباء 18/7-19.
4- المنوال: آلة النسج.

قال أبو عثمان: و رأيت في بعض أجزائي مكتوبا (1):

طيب الزمان لمن خفّت مئونته *** و لن يطيب لذي الأثقال و المؤن

فاستحسنته، و أضفت إليه من قبلي:

هذا يزجّي بيسر عمره طربا *** و ذاك ينماث في غمّ و في حزن

فاجهد لتزهد في الدنيا و زينتها *** إن الحريص على الدنيا لفي محن (2)

قال و كنت قلت في غياب ولدي أبي نصر عبد اللّه الخطيب رحمة اللّه و رضوانه عليه:

غاب و ذكراه لم يغب (3) أبدا *** و كان مثل السّواد في الحدقة

لو ردّه اللّه بعد غيبته *** جعلت مالي لشكره صدقة

فلم يرد اللّه سبحانه و تعالى ردّه إليّ و قضى، قبض روحه في بعض ثغور أذربيجان متوجّها إلى بيت اللّه الحرام، و زيارة قبر نبيّه محمد المصطفى عليه أفضل الصّلاة و السّلام، فصبرا لحكمه، و رضا بقضائه، و تسليما لأمره أَلاٰ لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبٰارَكَ اللّٰهُ رَبُّ الْعٰالَمِينَ (4) و إلى اللّه جلّ جلاله الرغبة في التّفضّل عليه بالمغفرة و الرّضوان، و الجمع بيننا و بينه في رياض الجنان بمنّه و كرمه.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر، قال: و من ذلك - يعني شعر أبي عثمان المذكور - قوله:

إذا لم أصب أموالكم و نوالكم *** و لم آمل المعروف منكم و لا البرّا

و كنتم عبيدا للّذي أنا عبده *** فمن أجل ما ذا أتعب البدن الحرّا (5)

أخبرني أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ، قال: أخبرنا إمام المسلمين حقا و شيخ الإسلام صدقا أبو عثمان إسماعيل بن

ص: 5


1- البيت في بغية الطلب 1674/4.
2- البيتان في بغية الطلب 1675/4.
3- في بغية الطلب 1675/4: لم تغب.
4- سورة الأعراف، الآية:54.
5- البيتان في بغية الطلب 1676/4.

عبد الرّحمن الصّابوني: بحكاية ذكرها.

حدّثني أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد بن محمد السّلماسي الواعظ بدمشق، أنا أبي أبو طاهر بن أبي بكر، أنا أبو علي الحسن بن نصر بن كاكا المرندي الفقيه، حدّثني أبو الحسين البغدادي، قال (1):كان الشيخ الإمام أبو الطّيّب - رضي اللّه عنه - إذا حضر محفلا من محامل التهنئة أو التعزية أو سائر ما لم يكن يعقد إلاّ بحضوره فكان المفتتح به و المختتم، الرئيس بإجماع المخالف و المؤالف، المقدّم أمر بإلقاء مسألة و كانت المتفقّهة لا يسألون غيره في مجلس حضره، فإذا تكلم عليها و وفّى حق الكلام فيها. و انتهى إلى آخرها أمر أبا عثمان فترقل الكرسي، و تكلم الناس على طريق التفسير و الحقائق، ثم يدعو و يقوم أبو الطّيّب فيتفرق الناس. قال: و هو يومئذ في أوائل سنه.

قال ابن كاكا: و حدّثني أبو سعد يحيى بن الحسن الهروي الفقيه - نزيل نيسابور - عن الإمام أبي علي الحسن بن العباس قال: اتفق مشايخنا - من أئمة الفريقين و سائر من ينتهي إلى علم التفسير و التذكير - أن أبا عثمان كامل في آلاته، مستحق للإمامة بصفاته، لم يترقّل الكرسي في زمانه على ظرفه و بيانه و ثقته و صدق لسانه.

قال ابن كاكا: و حدّثني أبو طالب الحرّاني - و كان قد أمضى في خدمة العلم طرفا صالحا من عمره بنيسابور، و قرأ على أبي منصور البغدادي و أبي محمد الجويني - قال:

توسّطت مجالس أعيان الوقت أيام السلطان أبي القاسم - رحمه اللّه - فصادفتهم مجمعين على أن أبا عثمان إذا نطق بالتفسير قرطس في غرض الإجادة و الإصابة، و إذا أخذ في التذكير و الرقائق أجابته القلوب القاسية أحسن الإجابة، و إنه في علم الحديث علم بل عالم و بسائر العلوم متحقّق عالم.

قال: و حدّثني الشيخ أبو منصور المقرئ الأسدآباذي (2)-و قد جمع في أسفاره بين بلاد المشرق و المغرب - قال: كانوا يعدّون بخراسان - و أفنية العلم رحاب، و يد العدل مجاب، و العيش عذب مستطاب، في علوم التفسير رجلين: أبا جعفر فاخرا بسجستان و الصابوني بخراسان لا يثلّثهما فاضل و لا يدخل في حسابهما كامل.

ص: 6


1- الخبر في بغية الطلب 1677/4-1678.
2- هذه النسبة إلى أسدآباذ مدينة بينها و بين همذان مرحلة واحدة نحو العراق (معجم البلدان).

قال أبو منصور: فأما اليوم فلا مثل لأبي عثمان في الموضعين.

قال: حدّثني أبو عبد اللّه الخوارزمي - شيخ تفقه ببغداد، وقع الينا - قال: دخلت نيسابور عند اجتيازي إلى العراق لطلب العلم، فرأيت أبا عثمان مائسا في حلّة الشباب، و لمته يومئذ كجناح الغداف (1) أو حنك الغراب، و شيوخ التفسير إذ ذاك متوافرون، كأبي سعد و أبي القاسم، و هو يعدّ على تقارب سنّه صدرا وجيها، و شيخا نبيها، له ما شئت من إكرام و إعظام و إجلال و إفضال.

قال: و حدّثني أبو شيبة مولى الهرويين قال: وفد أبو عثمان عن السلطان المعظّم إلى الهند فلما صدر منها دخل هراة (2) و عقد المجلس أياما و أبو زكريا - يعني يحيى بن عمّار - في قيد الحياة قد انتهت إليه رئاسة الحنابلة في جميع الإقليم، فكان إذا فرغ من المجلس جاءه و جلس عنده، و أبو زكريا يظهر السرور بمكانه، و يصرّح أنه ابن حسنات قرانه.

قال: و حدّثني أبو الفضل محمد بن سعيد النديم قال: كان مشايخنا الذين ينظم بقولهم عقد الاجماع يسلمون لأبي عثمان مقاليد الإمامة في علم التفسير و الحديث و ما يتعلق بهما من الفنون أيام السلطان المعظّم و المراتب متنافس فيها.

قال: و حدّثني أبو الوفاء - و كان حميد الخليقة، شديد الطريقة، كثير الإقامة بنيسابور، قد سمع بها الكثير و عاشر الصدور - قال: لقيت المئات من الرواة و من تبع من الفقهاء العصر من بعدهم فذكر من أولئك: الحيري و الطّرازي، و من هؤلاء العمري و الجويني و غيرهم من الأئمة الذين هم المعتمدون في أصول الفقه و فروعه، المدرّسون لمتفرق الشرع و مجموعه، فإذا نطقوا خرست الألسن هيبة و إجلالا، و إذا أفتوا همّت الكواعب بأن تخرّ لتقبيل فتاويهم سراعا عجالا، أو نازلوا الخصم في المناظرة و قوة الكلام صاعا بصاع سجالا فانزلوا به آجالا مآلا أو حالا.

قال: و تجاوبهم إلى من يتحقق بعلم التنزيل أو التأويل و يطّلع على خبايا التحقيق و التحصيل، فكانت آراؤهم مجمعة على أن أبا عثمان فيهم عين الإكليل، و أنه:

ص: 7


1- الغداف: غراب القيظ.
2- هراة: مدينة عظيمة من أمهات مدن خراسان (معجم البلدان).

يجلو القلوب بوعظه و كلامه *** كالثلج بالعسل المشوب لسانه

قال: و حدّثني الحسين بن إبراهيم مستملي المالكي قال: ما زلنا نسمع بالعراق من الشيوخ، ثم بديار بكر من القاضي أبي عبد اللّه المالكي أن الصّابوني في الحفظ و التفسير و غيرهما ممن شهدت له أعيان الرجال بالكمال.

قال: و حدّثني محمد بن عبد اللّه العامري الأسفرايني الفقيه قال: أدركت آخر أيام الأئمة الذين كانوا أئمة الأرض دون خراسان كأبي إسحاق، و أبي منصور البغدادي، و أبي بكر القفّال إمام الشفعوية في المشرق، و أبي زكريا يحيى بن عمار المفسّر، و كان الناس يطلقون القول في مجالس (1) النظر المعقودة عندهم أن أبا عثمان لا يدافع في كماله و لا ينازع في شيء من خصاله.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي قال (2):إسماعيل بن عبد الرّحمن بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عامر بن عابد الأستاذ الإمام شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني الخطيب المفسّر المحدّث الواعظ، أوحد وقته في طريقته، وعظ المسلمين في مجالس التذكير سبعين سنة، و خطب و صلّى في الجامع نحوا من عشرين سنة، و كان أكثر أهل العصر من المشايخ سماعا و حفظا و نشرا لمسموعاته، و تصنيفا و جمعا و تحريضا على السّماع، و إقامة لمجالس الحديث.

سمع الحديث بنيسابور - و ذكر بعض شيوخه - و بسرخس (3) و بهراة (4)،و سمع بالشّام و الحجاز (5) و بالجبال و غيرها من البلاد، و حدّث بخراسان إلى غزنة (6) و بلاد الهند، و بجرجان، و آمل (7) و طبرستان و الثغور، و بالشام و بيت المقدس و الحجاز و أكثر الناس السّماع منه.

ص: 8


1- عن م و بغية الطلب 1679/4 و بالأصل «مجلس».
2- المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور ترجمة 307 ص 131.
3- سرخس: مدينة قديمة من نواحي خراسان بين نيسابور و مرو (معجم البلدان).
4- و ذكر في كلّ منهما أيضا من سمع منه فيهما.
5- زيد في المنتخب: و دخل معرة النعمان فلقي أبا العلاء أحمد بن سليمان التنوخي المعري.
6- غزنة: ولاية واسعة في طرف خراسان، و مدينة عظيمة، و هي الحد بين خراسان و الهند (معجم البلدان).
7- آمل: أكبر مدينة بطبرستان.

و رزق العزّ و الجاه في الدين و الدنيا، و كان جمالا للبلد، زينا للمحافل و المجالس، مقبولا عند الموافق و المخالف، مجمعا على أنه عديم النّظير، و سيف السّنّة و دامغ أهل البدعة.

و كان أبوه أبو نصر من كبار الواعظين بنيسابور، ففتك به لأجل التّعصب و المذهب، و قتل، و هذا الإمام صبي بعد حول سبع سنين، و أقعد بمجلس الوعظ مقام أبيه، و حضر أئمة الوقت مجالسه، و أخذ الإمام أبو الطّيّب الصعلوكي (1) في تربيته و تهيئة أسبابه، و كان يحضر مجالسه و يثني عليه، و كذلك سائر الأئمة كالأستاذ أبي إسحاق الأسفرايني، و الأستاذ الإمام أبي بكر بن فورك و سائر الأئمة، و يتعجبون من كمال ذكائه و عقله، و حسن إيراده الكلام، و حفظه للأحاديث، حتى كبر و بلغ مبلغ الرجال، و لم يزل يرتفع شأنه حتى صار إلى ما صار إليه (2)،و هو في جميع أوقاته مشتغل بكثرة العبادات و وظائف الطاعات، بالغ في العفاف و السّداد و صيانة النّفس، معروف بحسن الصّلاة و طول القنوت، و استشعار الهيبة حتى كان يضرب به المثل، و كان محترما للحديث.

قرأت من خط الفقيه أبي سعد السّكري أنه حكى عن بعض من يوثق بقوله من الصالحين أنه قال (3):ما رويت خبرا و لا أثرا في المجلس إلاّ عندي إسناده، و ما دخلت بيت الكتب قط إلاّ على طهارة، و ما رويت الحديث، و لا عقدت المجلس و لا قعدت للتدريس قط إلاّ على الطهارة.

قال السّكري: و رأيت كتاب الأستاذ الإمام أبي إسحاق الأسفرايني إليه، كتبه بخطه و خاطبه بالأستاذ الجليل سيف السّنّة، و في كتاب آخر: غيظ أهل الزيغ.

و حكى الأستاذ أبو القاسم الصّيرفي المتكلم أن الإمام أبا بكر بن فورك رجع عن مجلسه يوما فقال: تعجبت اليوم من كلام هذا الشاب، تكلم بكلام عذب بالعربية و الفارسية.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني - بقراءتي - حدّثني الحسن بن سعيد العطّار، قال:

ص: 9


1- سهل بن محمد الصعلوكي، عن منتخب السياق.
2- زيد في المنتخب: من الحشمة التامة و الجاه العريض.
3- القائل هو أبو عثمان بن الصابوني، صاحب الترجمة.

سمعت من أبي عثمان الصابوني جميع كتاب الموطأ - رواية أبي مصعب عن مالك - ثم ورد كتابه إلى دمشق يذكر فيه أن بعضه ليس بسماع (1) له من شيخه فذكرت ذلك للشيخ الحافظ أبي محمد عبد العزيز بن أحمد، فقال: إلي ورد كتابه من نيسابور يذكر فيه أن كتاب القراض و الفرائض من الموطّأ غير مسموعين له، و وعدني بإخراج الكتاب، و ذكر لي بعد ذلك أنه لا يعلم أين تركه، و لم يزل يرجئ الأمر - رحمه اللّه - إلى أن توفي (2).

و حدثني الشيخ الفقيه الثقة أبو العباس أحمد بن منصور بن محمد الغسّاني قال:

أراني أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني الصّوفي في نصف جمادى الأول من سنة تسع و ثلاثين و أربعمائة كتاب الإمام أبي عثمان الصّابوني إليه يذكر فيه أن كتاب القراض و الفرائض من الموطّأ رواية أبي مصعب الزّهري غير مسموعين له و لا لشيخه زاهر بن أحمد و بقية الموطّأ سماعه من زاهر فليعلم الجماعة بذلك ليعلموه و لا يرووا عنه من الموطّأ هذين الكتابين، فإنهما غير مسموعين له و لا لشيخه زاهر.

أنشدنا (3) أبو جعفر محمد بن الحسين بن أبي القاسم بن الحسين، و محمد بن الخليل بن أبي بكر بن أبي جعفر السّلّال الطبريان - بمرو قالا-: أنشدنا أبو علي نصر اللّه بن أحمد بن عثمان الخشنامي - إملاء - قال: أنشدني والدي لنفسه من قصيدة أنشأها في مدح شيخ الإسلام و يهنئه بالقدوم من الحج:

من أبر شهر (4) الآن إذ هبّت بها *** ريح السعادة بكرة و أصيلا

بقدوم من أضحى فريد زمانه *** أعني أبا عثمان إسماعيلا

فضلا و عقلا و اشتهار صيانة *** و علوّ شأن في الورى و قبولا

من شاء أن يلقى الكمال بأسره *** خدم احتسابا ربّه (5) المأمولا

لا زال ركنا للمفاخر و العلى *** ما لاح نجم للسراة دليلا

أنبأنا أبو نصر إبراهيم بن الفضل بن إبراهيم الباز، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن

ص: 10


1- رسمها ناقص بالأصل، و المثبت عن م و انظر بغية الطلب 1682/4.
2- الخبر في بغية الطلب 1681/4-1682.
3- الخبر و الأبيات في بغية الطلب 1683/4 نقلا عن ابن عساكر.
4- هي نيسابور (ياقوت).
5- في بغية الطلب: ربعه المأهولا.

محمد الكتبي الحاكم - بهراة - قال: سنة تسع و أربعين و أربعمائة ورد الخبر بوفاة الإمام شيخ الإسلام إسماعيل الصّابوني بنيسابور في المحرّم، و كان مولده في سنة ثلاث و سبعين و ثلاثمائة، و كان أول مجلس عقده بنيسابور بعد قتل والده أبي نصر في سنة اثنتين و ثمانين و ثلاثمائة، و سمعته يقول هراة و سجستان مجمع الأسرة، و بوشنج مقطع المسرّة، و نيسابور موضع النّصرة و ذكر غير الكتبي: أن مولده ببوشنج (1) ليلة الاثنين للنصف من جمادى الآخرة (2).

أنبأنا أبو الحسن الفارسي، قال (3):حكى الأثبات و الثّقات أنه كان يعقد المجلس، و كان يعظ الناس و يبالغ فيه إذ دفع إليه كتاب ورد من بخارا مشتمل على ذكر وباء عظيم وقع بها، و استدعى فيه أغنياء (4) المسلمين بالدعاء على رءوس الملأ في كشف ذلك البلاء عنهم، و وصف فيه أن واحدا تقدّم إلى خبّاز يشتري الخبز، فدفع الدّراهم إلى صاحب الحانوت، فكان يزنها و الخبّاز يخبز و المشتري واقف، فمات الثلاثة في الحال؛ و اشتد الأمر على عامة الناس. فلما قرأ الكتاب هاله ذلك و استقرأ من القارئ قوله تعالى: أَ فَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئٰاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللّٰهُ بِهِمُ الْأَرْضَ (5)و نظائرها، و بالغ في التخويف و التحذير.

و أثّر ذلك فيه، و تغيّر في الحال، و غلبه وجع البطن من ساعته، و أنزل من المنبر، و كان يصيح من الوجع، و حمل إلى الحمّام إلى قريب من الغروب للشمس، فكان يتقلب ظهرا لبطن، و يصيح و يئنّ فلم يسكن ما به، فحمل إلى بيته و بقي فيه سبعة أيام لم ينفعه علاج؛ فلما كان يوم الخميس سابع مرضه ظهرت آثار سكرة الموت، فودّع أولاده و أوصاهم بالخير و نهاهم عن لطم الخدود و شقّ الجيوب و النّياحة و رفع الصوت بالبكاء؛ ثم دعا بالمقرئ أبي عبد اللّه خاصّته حتى قرأ سورة «يس» و تغيّر حاله و طاب وقته، و كان يعالج سكرات الموت إلى أن قرأ إسناد ما روي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من كان

ص: 11


1- بوشنج بليدة نزهة خصبة في واد مشجر من نواحي هراة.
2- الخبر في بغية الطلب 1683/4 نقلا عن ابن عساكر.
3- المنتخب من السياق ص 135.
4- المنتخب: اعتناء.
5- سورة النحل، الآية:45.

آخر كلامه، لا إله إلاّ اللّه دخل الجنة»[2273].

ثم توفي رحمه اللّه من ساعته عصر يوم الخميس، و حملت جنازته من الغد عصر يوم الجمعة إلى ميدان الحسين، الرابع من المحرم سنة تسع و أربعين و أربعمائة، و اجتمع من الخلائق ما اللّه أعلم بعددهم، و صلّى عليه ابنه أبو بكر، ثم أخوه أبو يعلى، ثم نقل إلى مشهد أبيه في سكة حرب، و كان مولده في سنة ثلاث و سبعين و ثلاثمائة، و كان وقت وفاته طاعنا في سبع و سبعين (1).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا القاضي أبو علي الحسن بن أبي طاهر الختّلي، قال: توفي الأستاذ أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصّابوني رحمه اللّه في سنة خمسين و أربعمائة.

قال عبد العزيز: و كان شيخا ما رأيت في معناه زهدا، و علما كان يحفظ من كل فن لا يقعد به شيء، و كان يحفظ القرآن و تفسيره من كتب كثيرة، و كان من حفاظ الحديث، و كان مقدّما في الوعظ و الأدب و غير ذلك من العلوم (2).

قال ابن الأكفاني: ثم حدّثني أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم الدّهستاني (3)-قدم علينا - قال حضرت وفاة أبي عثمان بنيسابور لأربع ليال مضت من المحرم سنة تسع و أربعين و أربعمائة و صلّى عليه ابنه أبو بكر.

قلت: و هذا هو الصحيح في وفاته.

سمعت أبا أحمد معمر بن عبد الواحد بن رجاء بن الفاخر - بجرباذقان (4)-قال:

سمعت أبا محمد عبد الرشيد بن ناصر الواعظ - ببطحاء مكة، من لفظه - قال: سمعت إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي بنيسابور قال: سمعت الإمام أبو المعالي الجويني قال:

كنت بمكة أتردد في المذاهب فرأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم في المنام فقال: عليك باعتقاد ابن الصّابوني.

ص: 12


1- نقل الخبر ابن العديم في بغية الطلب 1683/4-1684.
2- بغية الطلب 1684/4-1685 نقلا عن ابن عساكر.
3- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى دهستان و هي بلدة مشهورة عند مازندران و جرجان.
4- بلدة قريبة من همذان بينها و بين الكرج و أصبهان، كبيرة مشهورة (معجم البلدان).

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل قال: و من أحسن ما قيل فيه ما كتبته بهراة للإمام أبي الحسن عبد الرّحمن بن محمد الدّاودي البوشنجي (1):

اودى الإمام الحبر إسماعيل *** لهفي عليه فليس (2) منه بديل

بكت السماء و الأرض يوم وفاته *** و بكى عليه الوحي و التنزيل

و الشمس و القمر المنير تناوحا *** حزنا عليه و للنجوم عويل

و الأرض خاشعة تبكّي شجوها *** ويلي تولول: أين إسماعيل؟

أين الامام الفرد في آدابه؟ *** ما إن له في العالمين عديل

لا تخدعنك منى الحياة فإنّها *** تلهي و تنسي و المنى تضليل

و تأهّبن للموت قبل نزوله *** فالموت حتم و البقاء قليل

قال عبد الغافر: و حكى بعض الصالحين أنه رأى أبا بكر بن أبي نصر المفسّر المقرئ الحنيفي جالسا على كرسي و بيده جزء يقرأه فسأله عما فيه فقال: إذا احتاج الملائكة إلى الحجّ و زيارة بيت اللّه العتيق جاءوا إلى زيارة قبر إسماعيل الصّابوني.

قال: و قرأت من خط الفقيه أبي سعد السّكري أنه حكى عن السيد أبي إبراهيم بن أبي الحسن بن ظفر الحسيني أنه قال: رأيت في النوم السيد النقيب أبا القاسم زيد بن الحسن بن محمد بن الحسين - رحمه اللّه - و بين يديه طبق من الجواهر - ما شاء اللّه - فسألته فقال: أتحفت بهذا مما نثر على روح إسماعيل الصّابوني.

قال: و حكى المقرئ محمد بن عبد الحميد الأبيوردي الرجل الصالح عن الإمام فخر الإسلام أبي المعالي الجويني (3) أنه رأى في المنام كأنه قيل له عد عقائد أهل الحقّ قال: فكنت أذكرها إذ سمعت نداء كان مفهومي منه أني أسمعه من الحقّ تبارك و تعالى يقول: أ لم تقل أن ابن الصّابوني رجل مسلم.

و قرأت أيضا من خط السكري حكاية رؤيا رآها الشيخ أبو العباس الشّقّاني رأى

ص: 13


1- بالأصل «البوسنجي» و المثبت عن بغية الطلب. و الأبيات في سير أعلام النبلاء 44/18 و مختصر ابن منظور 364/4 و بغية الطلب 1685/4.
2- سير الأعلام: ليس.
3- عبد الملك بن عبد اللّه بن يوسف إمام الحرمين، ترجمته في سير الأعلام 468/18.

الحقّ سبحانه و تعالى أنه قال: و أما ابن ذلك المظلوم فإنّ له عندي قربى و نعمى و زلفى.

في منام طويل (1).

744 - إسماعيل بن عبد الرّحمن بن عبيد بن نفيع العنسيّ

روى عن أبيه.

روى عنه حماد بن مالك الحرستاني (2).

أخبرني أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ، نا عبد اللّه بن جعفر، نا إسماعيل بن عبد اللّه العبدي، حدّثني حمّاد بن مالك الدّمشقي، حدّثني إسماعيل بن عبد الرّحمن العنسي، عن أبيه عبد اللّه بن عبيد بن نفيع أنه كان في مسجد الكوفة ينتظر ركوع الضحى، و يمتع (3) النهار، إذ أجفل الناس من ناحية المسجد، فأجفلت فيمن أجفل، فإذا برجل عليه إزار له و ملاءة، و هو يقول: أنا عامر بن سعد بن أبي وقاص، سمعت أبي يأثر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«أربع من كنّ فيه فهو مؤمن، و من جاء بثلاث و كتم واحدة فقد كفر. شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، و أني رسول اللّه، و أنه مبعوث من بعد الموت، و إيمان بالقدر خيره و شرّه، فمن جاء بثلاث و كتم واحدة فقد كفر»[2274].

كذا قال إسماعيل سمّويه، و رواه يزيد بن محمد بن عبد الصمد، و أبو عمران موسى بن محمد بن أبي عوف و أبو زرعة الدمشقي، و يزيد بن أحمد السّلمي و أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري، عن حمّاد بن مالك فقالوا: عن مصعب بن سعد بدل عامر، و هو الصواب.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطيوري و أبو الغنائم محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسن الأصبهاني، قالا:- أنا

ص: 14


1- بغية الطلب 1686/4.
2- بالأصل و م الخرستاني بالخاء المعجمة، و المثبت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى حرستا.
3- أي يرتفع.

أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (1):إسماعيل بن عبد الرّحمن بن عبيد العبسي أو العنسي الشّامي من أهل حرستا (2).

أخبرنا أبو عبد اللّه (3) الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد الفأفاء قال: و أنا ابن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (4):إسماعيل بن عبد الرّحمن بن عبيد بن نفيع العنسي روى عن أبيه عن مصعب بن سعد، روى عنه أبو مالك حمّاد بن مالك بن بسطام الحرستاني سمعت أبي و أبا زرعة يقولان ذلك، زاد أبي أنه من أهل الشام من أهل حرستا، و زاد أبو زرعة: يعدّ في الدمشقيين.

و قال محمد بن حبان البستي: العبسي أو العنسي الشّامي من أهل حرستا، أورده في الثقات.

745 - إسماعيل بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه

أبو هشام الخولاني، الدّمشقي، الكتّاني

روى عن الوليد بن الوليد القلانسي، و علي بن عياش، و إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر.

روى عنه: أبو سعيد عبد الرّحمن بن عمرو بن عبد الرّحمن دحيم، و أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد العبسي، و أبو بكر أحمد بن محمد بن الوليد المرّي، و أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة الحمصي، و أبو الفضل العباس بن أحمد بن محمد السّلمي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني (5)،أنا أبو محمد الحسن بن علي اللّبّاد ح.

و أخبرنا أبو الحسن الفقيه، و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، قالا: نا

ص: 15


1- التاريخ الكبير 1/قسم 362/1.
2- بالأصل «حرستان» و المثبت عن البخاري، و انظر معجم البلدان و فيه: حرستا قرية كبيرة عامرة وسط بساتين دمشق على طريق حمص، بينها و بين دمشق أكثر من فرسخ.
3- بالأصل «أبو عبد» و المثبت عن م.
4- الجرح و التعديل 1/قسم 185/1-186.
5- بالأصل «الحسني» و الصواب عن م.

عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد اللّه الرّازي، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن عمرو بن عبد الرّحمن بن إبراهيم بن دحيم - قراءة عليه - نا أبو هاشم إسماعيل بن عبد الرّحمن الكتّاني الدّمشقي، نا الوليد بن الوليد القلانسي، نا عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر أنّ النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إنّ الجنّة لتزخرف لشهر رمضان من رأس الحول إلى الحول، فإذا كان أول يوم من شهر رمضان هبّت ريح من تحت العرش فشققت - و قال عبد العزيز فتفيقت - عن ورق الجنّة عن الحور العين، فقلن: اللّهمّ اجعل لنا من أولئك أزواجا تقرّ أعيننا بهم و تقرّ أعينهم بنا»[2275].

ذكر أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي فيما أخبره أبو عمرو بن مندة، عن أبيه قال: أنا محمد بن إبراهيم بن مروان قال: قال عمرو بن دحيم: إنه مات بدمشق مستهل شعبان سنة ست و سبعين و مائتين.

746 - إسماعيل بن عبد الرّحمن

البصري الثمالي، المعروف بالمهدي

قدم دمشق في أيّام هشام بن عمّار و سمع بها الحديث، و حدّث بها: عن عبيد اللّه بن موسى.

روى عنه: إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسّان الأنماطي.

كتب إليّ أبو علي الحداد، يخبرني عن أبي نعيم الحافظ عن أبي [علي] (1)محمد بن أحمد بن الحسن بن الصّوّاف، نا إسحاق بن أبي حسّان، نا إسماعيل بن عبد الرّحمن الثّمال البصري المعروف بالمهدي و كان يكتب معنا الحديث بدمشق قال:

سمعت عبيد اللّه بن موسى، نا فطر بن خليفة، عن أبي عمر، حدثني مولاي أنه كان في الركب الذين كانوا مع أبي عبد اللّه الحدلي إلى محمد بن علي قال: فإنا لنسير ذات ليلة إذ عرض لنا عارض و هو يرتجز و يقول:

يا أيها الركب إلى المهدي *** على عناجيج (2) من المطي

ص: 16


1- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه ترجمته في سير الأعلام 184/16.
2- العناجيج: جياد الخيل و الإبل (القاموس).

أعناقها كخشب الخطي *** لتنصروا عاقبة النبي

محمدا رأس بني علي *** سمي كهل أيّما سمي

حتى أصبح فنظر القوم فلم يروا أحدا.

747 - إسماعيل بن عبد الصّمد بن عليّ

ابن عبد اللّه بن عبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم الهاشمي

من أهل دمشق.

حدّث عن أبيه: عبد الصمد بن عليّ.

روى عنه ابن ابنه أبو العباس محمد بن الحسن بن إسماعيل.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم، نا أبو العباس محمد بن الحسن بن إسماعيل بن عبد الصّمد الهاشمي قال: سمعت جدّي إسماعيل بن عبد الصمد، قال:

حدّثني أبي عبد الصّمد بن علي، حدّثني أبي علي بن عبد اللّه، عن أبيه عبد اللّه بن عباس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«للمملوك على مولاه ثلاث، لا يعجله عن صلاته، و لا يقيمه عن طعامه و يبيعه إذا استباعه»[2276].

قال أبو يعقوب: لم يكن عنده إلاّ هذا الحديث الواحد - يعني أبا العباس - و هو حديث غريب.

748 - إسماعيل بن عبد العزيز بن سعادة بن حبّان

أبو طاهر الأمير

سمع بدمشق صحيح البخاريّ من أبي الحسن بن السّمسار، له ذكر، و لا أراه حدّث.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي: توفي الأمير أبو طاهر إسماعيل بن عبد العزيز بن سعادة بن حبّان يوم الأحد مستهلّ جمادى الآخرة سنة ستين، سمع صحيح البخاري بدمشق من ابن السّمسار و لم يحدّث به، و وقفه على دار العلم بالقدس.

ص: 17

749 - إسماعيل بن عبد الملك

أبو القاسم الطّوسي المعروف بالحاكميّ، الفقيه الشافعي (1)

قدم دمشق سنة تسع و ثمانين و أربعمائة، عديل الإمام أبي حامد الغزالي.

سمع من الفقيه أبي الفتح نصر بن إبراهيم بعض مصنفاته.

سمعت جدّي أبا المفضّل يحيى بن علي القاضي يثني عليه، و يذكر أنه كان أعلم بالأصول من الغزالي إلاّ أنه كان في لسانه ما يمنعه من الكلام (2).

750 - إسماعيل بن عبدة

رأى أبا مسهر.

روى عنه ابن فطيس.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصّيرفي، أنا منصور بن الحسين و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثني أبو بكر أحمد بن فطيس ورّاق أحمد بن عمير بن جوصا، قال: سمعت إسماعيل بن عبدة يقول: رأيت أبا مسهر عبد الأعلى بن مسهر و عليه قلنسوة سوداء.

ذكر من اسم أبيه علي ممن اسمه إسماعيل

751 - إسماعيل بن عليّ بن الحسين بن بندار بن المثنّى

أبو سعد الأسترآباذي الواعظ (3)

قدم دمشق و حدّث بها، و أملى ببيت المقدس و حدّث بها: عن أبيه، و أبي عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الحافظ البيّع، و أبي عبد الرّحمن السّلمي، و علي بن الحسن بن حموية الدّامغاني، و أبي عبد اللّه أحمد بن الحسن بن سهل بن الصّبّاح البلدي و أبي الحسن علي بن محمد الطّيبي الأسترآباذي، و أبي بكر محمد بن إبراهيم السّمّاك،

ص: 18


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 154/9 و سير أعلام النبلاء 6/20 و انظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- زيد في سير الأعلام: سمع أبا صالح المؤذن و أحمد بن الحسن الأزهري، توفي سنة 529 عن سن عالية.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 315/6 و بالأصل «الحسن» و المثبت عن تاريخ بغداد و مختصر ابن منظور 367/4 و في م:«الحسن» أيضا.

و العلاء بن محمد الرّوياني، و أبي سعد أحمد بن محمد بن أحمد الماليني، و أبي عبد اللّه أحمد بن محمد المطرّفي (1).

روى عنه أبو بكر الخطيب، و أبو القاسم مكّي بن عبد السلام بن الحسين بن الرّميل المقدسي و أبو القاسم سعد بن أحمد بن محمد النّسوي، و أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف الهكّاري.

أخبرنا أبو الحسن بن أحمد بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)،نا أبو سعد - من حفظه - نا أبي، نا أبو عبد اللّه محمد بن إسحاق الرّملي - ببيت المقدس - نا أبو الوليد هشام بن عمّار، نا إسماعيل بن عياش عن بحير بن سعد (3) عن خالد بن معدان، عن شدّاد بن أوس، قال: قال رسول الله صلى اللّه عليه و سلم:

«بكى شعيب النبي صلى اللّه عليه و سلم من حبّ اللّه عزّ و جلّ حتى عمي فردّ اللّه إليه بصره و أوحى إليه: يا شعيب ما هذا البكاء؟ أ شوقا إلى الجنّة أم خوفا من النار؟ قال: إلهي و سيدي أنت تعلم ما أبكي شوقا إلى جنتك، و لا خوفا من النار و لكني اعتقدت (4) حبك بقلبي، فإذا أنا نظرت إليك فما أبالي ما الذي صنع بي. فأوحى اللّه إليه عزّ و جلّ: يا شعيب إن يك ذلك حقّا فهنيئا لك لقائي، يا شعيب و لذلك أخدمتك موسى بن عمران كليمي»[2277].

رواه الواحدي عن أبي الفتح محمد بن علي الكوفي عن علي بن الحسن بن بندار، كما رواه ابنه إسماعيل عنه فقد برئ من عهدته، و الخطيب إنما ذكره لأنه حمل فيه على إسماعيل قالا: و أنشدنا الخطيب قال: أنشدنا أبو سعد قال: أنشدني طاهر الخثعمي قال: أنشدني الشبلي لنفسه (5):

مضت الشبيبة و الحبيبة فانبرى *** دمعان في الأجفان يزدحمان

ما أنصفتني الحادثات رمينني *** بمودّعين و ليس لي قلبان

ص: 19


1- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى مطرّف، اسم جد، ذكره السمعاني و ترجم له.
2- تاريخ بغداد 315/6.
3- تاريخ بغداد: سعيد.
4- تاريخ بغداد اعتدت.
5- تاريخ بغداد 315/6-316.

قال الخطيب: هذا جميع ما سمعت من أبي سعد ببغداد، و لم يكن موثوقا به في الرواية.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين (1) بن بندار بن المثنّى الأسترآباذي - ببيت المقدس - أنا علي بن الحسن بن حموية الدّامغاني، أنا زبير بن عبد الواحد، أنا محمد بن محمد بن الأشعث، نا الربيع - هو ابن سليمان - أنشدنا الشافعي (2):

يا راكبا قف بالمحصّب (3) من منّى *** و اهتف بقاطن (4) خيفها و النّاهض

سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى *** فيضا كملتطم الفرات الفائض

إن كان رفضا حبّ آل محمد *** فليشهد الثقلان أنّي رافضي

قرأت بخط أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ - بهمذان - سمعت حمد الرّهاويّ يقول: لمّا ظهر لأصحابنا كذب إسماعيل بن المثنّى أحضروا جميع ما كتبوا عنه و شقّقوه و رموا به بين يديه: و كان يملي و يتكلّم على الناس عند باب مهد عيسى عليه الصلاة و السلام - يعني ببيت المقدس - و كان حمد هذا إمام قبّة الصّخرة.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب، حدّثني أبو الفرج الأسفرايني - بلفظه غير مرة - قال: كان ابن المثنّى يعظ بدمشق فقام إليه رجل فقال: أيها الشيخ ما تقول في قول النبي صلى اللّه عليه و سلم:«أنا مدينة العلم و عليّ بابها».

قال: فأطرق لحظة ثم رفع رأسه و قال: نعم لا يعرف هذا الحديث على التمام إلاّ من كان صدرا في الإسلام، إنما قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«أنا مدينة العلم و أبو بكر أساسها، و عمر حيطانها، و عثمان سقفها و عليّ بابها» قال: فاستحسن الحاضرون ذلك و هو يردّده ثم سألوه أن يخرج لهم إسناده، فأنعم و لم يخرجه لهم ثم قال: شيخي أبو الفرج الأسفرايني، ثم وجدت هذا الحديث بعد مدة في جزء على ما ذكره ابن المثنى، فاللّه أعلم أو كما قال[2278].

ص: 20


1- بالأصل و م «الحسن».
2- الأبيات في ديوان الإمام الشافعي ص 71 و انظر تخريجها فيه.
3- المحصب: موضع رمي الحجار من منى.
4- الديوان: بقاعد.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):إسماعيل بن علي بن الحسين بن بندار بن المثنّى، أبو سعد الواعظ الأسترآباذي. قدم علينا بغداد حاجّا و سمعت منه بها حديثا واحدا مسندا منكرا، و ذلك في ذي القعدة من سنة ثلاث و عشرين و أربعمائة.

[قال:] (2) ثم لقيته ببيت المقدس عند عودي من الحجّ في سنة ست و أربعين و أربعمائة، فحدّثني عن شافع بن محمد بن أبي عوانة الأسفرايني و عن أبي العباس الرّازي الضرير، و علي بن محمد الطيبي، و أبي سعد (3) بن أبي بكر الإسماعيلي، و أبي عبد اللّه بن البيّع النّيسابوري (4)،و أبي عبد الرّحمن السّلمي، و أبي الفضل محمد بن جعفر الخزاعي. و سألته عن مولده فقال: ولدت بأسفراين في سنة خمس و سبعين و ثلاثمائة، و مات ببيت المقدس على ما بلغني في المحرم سنة ثمان و أربعين و أربعمائة.

752 - إسماعيل بن علي بن الحسين بن محمد بن زنجويه

أبو سعد الرازي المعروف بالسّمّان الحافظ (5)

قدم دمشق طالب علم، و كان من المكثرين الجوّالين، سمع من نحو من أربعة آلاف شيخ.

و سمع بدمشق: أبا محمد بن أبي نصر و جماعة سواه، و ببغداد: أبا طاهر المخلّص، و محمد بن بكران بن عمران، و محمد بن عمر بن محمد بن حميد بن بهتة (6)،و محمد بن علي بن أحمد السّقطي، و بالري: عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة، و علي بن عبيد اللّه بن أحمد بن محمد بن يحيى الفقيه و بمكة: أبا محمد بن النّحّاس، و أحمد بن إبراهيم بن فراس.

ص: 21


1- تاريخ بغداد 315/6.
2- زيادة للإيضاح، و العبارة التالية تتمة كلام أبي بكر الخطيب تاريخ بغداد 316/6.
3- كذا بالأصل ما بين الرقمين، و في تاريخ بغداد: و أبي سعد بن أبي بكر الإسماعيلي البيع النيسابوري و في م كالأصل.
4- كذا بالأصل ما بين الرقمين، و في تاريخ بغداد: و أبي سعد بن أبي بكر الإسماعيلي البيع النيسابوري و في م كالأصل.
5- بغية الطلب لابن العديم 1706/4 و سير أعلام النبلاء 55/18 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر ترجمت له.
6- ضبطت عن التبصير 109/1.

روى عنه أبو بكر الخطيب و عبد العزيز الكتاني، و جماعة من أهل بلده منهم: ابن أخيه أبو بكر طاهر بن الحسين (1).

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد - في كتابه-.

ثم أخبرنا أبو محمد بن طاوس عنه قال: نا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين الحافظ الرازي قدم علينا قال قرأت على أحمد بن محمد بن عمران بن عروة، حدّثكم محمد بن زهير بن الفضل - أبو يعلى - نا محمد بن يحيى بن نافع، نا عيسى بن شعيب، عن روح بن القاسم، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«علم لا يفاد به ككنز لا ينفق منه» الصواب:«يقال به»[2279].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، نا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين بن محمد السمّان الرازي - قدم علينا - نا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس قراءة عليه، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد البغوي، نا أبو نصر عبد الملك بن عبد [العزيز] (2) التّمّار، نا حمّاد بن سلمة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قرأ هذه الآية: يَوْمَ يَقُومُ النّٰاسُ لِرَبِّ الْعٰالَمِينَ (3) قال:

«يقومون حتى يبلغ الرشح أطراف آذانهم»[2280].

سمعت أبا أحمد معمر بن عبد الواحد بن رجاء بن الفاخر بجرباذقان يقول:

سمعت أحمد بن محمد بن الفضل، و عبد الرحيم بن علي الحاجي يقولان: سمعنا الشيخ أبا الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ يقول: سمعت المرتضى أبا الحسن المطهّر بن علي العلوي - بالري - يقول: سمعت أبا سعد السمّان - إمام المعتزلة - يقول: من لم يكتب الحديث لم يتغرغر بحلاوة الإسلام (4).

سألت أبا منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوي الرّازي - بالري - عن وفاة أبي سعد السّمّان الرازي، فقال: توفي سنة ثلاث و أربعين و أربعمائة

ص: 22


1- زيد في سير الأعلام 56/18 قال: قلت: و روى عنه أبو علي الحداد.
2- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين زيادة مستدركة عن الأنساب (التمار) و في م: عبد الملك بن عمر.
3- سورة المطففون، الآية:6.
4- سير أعلام النبلاء 57/18.

و كان عدلي المذهب - يعني معتزليا - و كان له ثلاثة آلاف و ستمائة شيخ، و صنف كتبا كثيرة، و لم يتأهل قط (1).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني، قال: بلغني وفاة أبي سعد إسماعيل بن علي الحافظ الرّازي السمّان بالري في شعبان سنة سبع و أربعين، قدم علينا دمشق و سمع بها من شيوخه عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر و غيره، حدّث عن أبي طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلّص البغدادي و غيره، و كان من الحفاظ الكبار، و كان فيه زهد و ورع، و كان يذهب إلى الاعتزال (2).

حدّثنا أبو محمد عمر بن محمد الكلبيّ (3)،قال: وجدت على ظهر جزء: مات الشيخ الزاهد أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السمّان وقت العتمة من ليلة الأربعاء الرابع و العشرين من شعبان سنة خمس و أربعين و أربعمائة، شيخ العدلية (4) و عالمهم و فقيههم و متكلّمهم و محدّثهم، و كان إماما بلا مدافعة في القراءات و الحديث، و معرفة الرجال و الأنساب، و الفرائض و الحساب، و الشروط و المقدورات، و كان (5) إماما أيضا في فقه أبي حنيفة و أصحابه، و في معرفة الخلاف بين أبي حنيفة و الشافعي، و في فقه الزيدية، و في الكلام، و كان يذهب مذهب الحسن البصري، و مذهب الشيخ أبي هاشم (6)؛و كان قد حجّ بيت اللّه الحرام و زار القبر، و دخل العراق، و الشامات، و الحجاز، و بلاد المغرب، و شاهد الرجال و الشيوخ، و قرأ على ثلاثة آلاف رجل من شيوخ زمانه، و قصد أصبهان لطلب الحديث في آخر عمره، و كان يقال في مدحه و تقريظه: إنه ما شاهد مثل نفسه؛ و كان مع هذه الخصال الحميدة زاهدا ورعا مجتهدا

ص: 23


1- الخبر في بغية الطلب 1712/4 نقلا عن ابن عساكر، و فيه «الحمدوني» بدل «الحمدوي».
2- بغية الطلب 1712/4-1713 و سير الأعلام 57/18.
3- الخبر في بغية الطلب 1714/4 و سير الأعلام 57/18-58.
4- العدلية: المعتزلة.
5- إلى هنا ينتهي كلام الكلبي كما في ابن العديم، و القول التالي نقله ابن العديم عن الحسين بن محمد بن مردك، قال ابن العديم: و قد خلط ابن عساكر القولين دون أن يشير إلى ابن مردك.
6- هو شيخ المعتزلة عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب البصري الجبائي ترجمته في سير الأعلام 32/15 (ترجمة). قال الذهبي: و أما قول القائل: كان يذهب مذهب الحسن، فمردود، قد كانت هفوة في ذلك من الحسن و ثبت أنه رجع عنها و للّه الحمد.

قوّاما صوّاما، قانعا راضيا. لم يتحرم في مدّة عمره، و قد أتى عليه أربع و سبعون سنة.

بطعام واحد، و لم يدخل يده في قصعة إنسان، و لم يكن لأحد عليه منّة و لا يد في حضره و لا في سفره.

مات رحمه اللّه تعالى و لم يكن له مظلمة و لا تبعة من مال و لا لسان؛ كانت أوقاته موقوفة على قراءة القرآن و التدريس و الرواية و الدّراية، و الإرشاد و الهداية، و الوراقة و القراءة.

خلّف ما جمعه في طول عمره من الكتب و جعلها وقفا على المسلمين. كان رحمه اللّه تعالى تاريخ الزمان و شيخ الإسلام و بقية السّلف و الخلف.

مات في مرضه و ما فاتته فريضة و لا صلاة، و ما سال منه لعاب، و لا تلوث له ثياب، و ما تغيّر لونه؛ كان مع ما به من الضّعف يجدد التوبة، و يكثر الاستغفار؛ و دفن غد ليلته يوم الأربعاء الرابع و عشرين من شعبان سنة خمس و أربعين و أربعمائة، بجبل طبرك (1)،بقرب الفقيه محمد بن الحسن الشيباني، بجنب قبر أبي الفتح عبد الرّزّاق بن مردك.

753 - إسماعيل بن عليّ بن عبد اللّه بن عبّاس

ابن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف

أبو الحسن الهاشمي (2)

عمّ السفاح و المنصور، و كان معهم بالحميمة (3) و خرج معهم حين خرجوا لطلب الخلافة، و ولي إمرة الموسم سنة سبع و ثلاثين و مائة في خلافة المنصور، و ولي البصرة.

كتب إليّ أبو جعفر الهمذاني، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أبو بكر بن منجويه، أنا الحاكم أبو أحمد، قال: أبو الحسن إسماعيل بن علي بن عبد اللّه بن عباس أخو سليمان و داود و محمد و عيسى، و عبد الصّمد.

ص: 24


1- قرب مدينة الري على يمين القاصد إلى خراسان (معجم البلدان).
2- له ذكر في تاريخ الطبري في أكثر من موضع، انظر الجزء السابع 423 و 496 و 514.
3- الحميمة: بلفظ تصغير الحمة، بلد من أرض الشراة من أعمال عمان في أطراف الشام (معجم البلدان).

أنا الثّقفي، قال: سمعت عبيد اللّه بن محمد بن سليمان بن جعفر بن سليمان يقول: إسماعيل بن علي يكنى أبا الحسن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا سلمة.

قال: و قال أحمد بن حنبل عن إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر: فحج إسماعيل بن علي سنة سبع و ثلاثين و مائة، و في سنة اثنتين و أربعين و مائة حج بالناس إسماعيل بن علي بن عبد اللّه بن عباس و على مكة الهيثم بن معاوية (1).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النّهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط، قال (2):و أقام الحج - يعني سنة سبع و ثلاثين - إسماعيل بن علي بن عبد اللّه بن عباس، و لم تك تلك السنة صائفة.

و قال خليفة (3):سنة اثنتين و أربعين أقام الحجّ إسماعيل بن علي بن عبد اللّه بن عباس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور و أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو محمد عبيد اللّه بن عبد الرحمن السّكري، نا أبو يعلى زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، قال: ثم ولّى يعني المنصور - البصرة سوّار بن عبد اللّه الأحداث مع القضاء و الصّلاة، فلما مات سوّار ولّى إسماعيل بن علي بن عبد اللّه بن عباس ثم عزله، و أقام سفيان بن معاوية ثم عزله، و ولّى سلم بن قتيبة ثم عزله، و ذكر غيرهم.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النّهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط، قال (4):و ولّى - يعني المنصور - عيسى بن عمرو السّكسكي سنة ثلاث و أربعين و مائة فكناه أهل البصرة

ص: 25


1- انظر المعرفة و التاريخ 119/1 و 124.
2- تاريخ خليفة ص 417.
3- تاريخ خليفة ص 420.
4- تاريخ خليفة ص 430-431 في تسمية عمال أبي جعفر - البصرة. و الزيادة عن خليفة.

أبا الجمل، ثم عزله و ولّى إسماعيل بن علي بن عبد اللّه بن عباس في هذه السنة أيضا، ثم شخص إسماعيل بن علي و استخلف علي البصرة محمد بن سليمان بن علي فعزله أبو جعفر و ولّى سفيان بن معاوية [بن يزيد بن المهلّب].

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطّوسي، نا الزّبير بن بكّار، حدثني مبارك الطّبري قال: لما قدم إسماعيل بن علي من واسط أنزله أمير المؤمنين المنصور في منزل في داره، و فتح خوخة بينه و بينه، ثم جاءه أمير المؤمنين المنصور - و نحن معه - فسلّم عليه، و عرض عليه تقديم أمير المؤمنين المهدي على عيسى بن موسى في ولاية العهد فأجابه إلى ذلك و بايعه.

و ذكر إبراهيم بن عيسى بن المنصور، أن إسماعيل بن عليّ ولد بالسّراة سنة ثلاث و مائة و توفي سنة سبع و أربعين و مائة و أمّه و أمّ عبد الصمد كثيرة التي يقول فيها ابن قيس الرّقيّات:

عاد له (1) من كثيرة الطرب *** [فعينه بالدّموع تنسكب] (2)

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم المقرئ، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو شعيب عبد الرحمن بن محمد المكتب، و أبو محمد عبد اللّه بن عبد الرحمن المصريان، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي، أخبرني محمد - يعني ابن إبراهيم بن هاشم - عن أبيه عن محمد بن عمر، قال: و فيها - يعني سنة ست و أربعين و مائة - مات إسماعيل بن علي بن عبد اللّه بن العباس بالكوفة و دفن بها. و كذا ذكر ابن عفير.

754 - إسماعيل بن علي

أبو محمد بن العين زربيّ (3)

شاعر محسن.

أنشدنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنشدنا خالي أحمد بن محمد بن عقيل

ص: 26


1- بالأصل «عاذلة» و المثبت عن ديوانه ص 1.
2- بالأصل صدر البيت فقط، و زيادة العجز عن الديوان.
3- ترجمته في بغية الطلب 1718/4 و الوافي بالوفيات 168/9 و فوات الوفيات 182/1.-

الشهرزوري لإسماعيل بن العين زربي (1):

و حقّكم لا زرتكم في دجنّة *** من الليل تخفيني كأنّي سارق

و لا زرت إلاّ و السيوف هواتف *** إليّ و أطراف الرماح لواحق

و قرأت بخط أخيه حمزة بن علي بن العين زربي لأخيه أبي محمد إسماعيل بن عليّ (2):

أيا راقد اللّيل حتى (3) يقال *** إذا هجع الجفن: زار الخيال

فما لي - و عهدك - عهد به *** و لا سرّ جفنيّ منه اكتحال

أحنّ إلى ساكنات الحجاز *** و قد حجزتني أمور ثقال

و أحنّو على طيّبات (4) هناك *** و قد تشتهي النّفس ما لا يقال (5)

وجدتك (6) يا قلب عن حبّهنّ *** و قلت: أ ما آن منهنّ آل

و ما هنّ سمر طوال برزن *** بلى في الحشى هنّ سمر طوال

بكيت ففاضت بحور الدّموع *** كأنّ (7) لها من جفوني انثيال

و ظنّ العواذل أنّي قد سلوت *** لفقد البكاء و جاءوا فقالوا:

حقيق حقيق وجدت السلوّ *** عنها؟ فقلت: محال محال (8)

دليل على أنّني ما سلوت ذاك *** التّثنّي و ذاك الدّلال

لهيبا ينفّث من طرفها *** إذا ما بدت له سحر حلال

و هي أطول من هذا.

و قرأت بخط أخيه حمزة له (9):

ص: 27


1- البيتان في بغية الطلب 1720/4 و الوافي و الفوات.
2- الأبيات في بغية الطلب 1719/4 و بعضها في الوافي و الفوات.
3- بغية الطلب: حقّ يقال.
4- بغية الطلب: ظبيات.
5- بغية الطلب: ما لا تنال.
6- بغية الطلب: زجرتك.
7- الوافي و بغية الطلب: و كان لها.
8- الوافي: فقلت: محال محال محال.
9- الأبيات في بغية الطلب 1720/4.

ما علي ما قلت تعويل *** كلّه مطل و تعليل

يا غزالا غير مكتحل *** طرفه بالسّحر مكحول (1)

كلّما حمّلت من سقم *** فعلى الأجفان محمول

ربّ ليل ظلّ يجمعنا *** كلّه ضمّ و تقبيل

أشرقت كاساته و علت *** في أعاليها أكاليل

أ شموس لحن مشرقة *** أم كئوس أم قناديل

في يديّ بدر يطوف بها *** من جنان الخلد منقول

لم يشن أعطافه قصر *** فيه بتمجين (2) و لا طول

و كأنّ الحسن صاح بنا *** حين وافى: نحوه ميلوا

كم أباطيل نعمت بها *** حبّذا تلك الأباطيل

قرأت بخط أبي محمد عبد اللّه بن محمد بن سعيد بن سنان الحلبي، أنشدنا أبو محمد إسماعيل بن العين زربيّ الكاتب بدمشق لنفسه (3):

ترك الظاعنون قلبي بلا قل *** ب و عيني عينا من الهملان

و إذا لم تفض دما و ما سحب أجفا *** ني على بعدهم فما أجفاني

حلّ في مقلتي فلو فتّشوها *** كان ذاك الإنسان في الإنساني

قرأت بخط لبعض أهل العلم لإسماعيل بن العين زربيّ الدمشقي الشاعر (4):

ألا يا حمام الأيك عشّك آهل *** و غصنك مياس (5) و إلفك حاضر

أ تبكي و ما امتدّت إليك يد النّوى *** ببين و لم (6) يذعر جنابك ذاعر

لعمر الذي أولاك نعمة محسن *** لأنت بما أولى و أنعم كافر

ص: 28


1- سقط من بغية الطلب.
2- بغية الطلب: فيه تهجين.
3- الأبيات في بغية الطلب 1719/4.
4- الأبيات نقلها في مختصر ابن منظور 372/4 و الأول و الثاني في الوافي، و الفوات.
5- الوافي: ميّاد.
6- بالأصل:«و لم يدغر جناحك داغر» و المثبت عن المختصر و الوافي.

و له (1):

على الدّهر أبكي أم على الدّهر أعتب *** على كل شيء مذ تعتّب أعتب

سئمت من العيش الذي كان بالي *** و عفت من الماء الذي كنت أشرب

فكلّ حياة مع سواك منية *** و كلّ ضحى في غير أرضك غيهب

[ذكر شيخنا أبو محمد بن الأكفاني أن إسماعيل بن العين زربي مولده بدمشق، و توفي سنة سبع و ستين و أربعمائة] (2).

755 - إسماعيل بن عمرو الأشدق

ابن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص

أبو محمد القرشي الأموي (3)

روى عن: ابن عبّاس و عبيد اللّه بن أبي رافع، و عثمان بن عبد اللّه بن الحكم.

روى عنه: مروان بن عبد الحميد، و شريك بن عبد اللّه بن أبي نمر (4)، و يعقوب بن عبد الرحمن الزّهري، و خالد بن إلياس القرشي، و سليمان بن بلال، و أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة.

و كان مع أبيه لما غلب على دمشق، ثم سيّره عبد الملك إلى الحجاز مع أخوته، ثم سكن الأعوص (5)،و اعتزل أمر السلطان، و كان عمر بن عبد العزيز يراه أهلا للخلافة.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، أنا أبو القاسم بن البسري ح.

و أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد و أبوا محمد هبة اللّه بن طاوس، و محمود بن محمد بن مالك الرّحبي المزاحمي، و أبو يحيى بشير بن عبد اللّه

ص: 29


1- الأبيات نقلها في مختصر ابن منظور 373/4.
2- العبارة بأكملها ما بين معكوفتين سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بجانبها كلمة صح. و نقلها عنه ابن العديم. و ذكر وفاته في الوافي 168/9 سنة ثمان و ستين و أربعمائة.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 203/1 و الوافي بالوفيات 183/9 و في م: عمر بدل عمرو.
4- ترجمته في سير الأعلام 159/6.
5- الأعوص: موضع قرب المدينة (معجم البلدان).

الروساني، و أبو إسماعيل محمد بن محمد بن عبد اللّه الأكّاف قالوا: أنا أبو محمد التّميمي، قالا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمد بن مخلد، نا محمد بن عثمان بن كرامة، نا خالد بن مخلد، حدّثني سليمان بن بلال، حدّثني شريك بن عبد اللّه بن أبي نمر عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن ابن مسعود، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إنّ اللّه عزّ و جلّ لم يبعث نبيّا إلاّ و له حواريّون، فيمكث بين أظهرهم ما شاء اللّه يعمل فيهم بكتاب اللّه عزّ و جلّ و سنّة نبيه صلى اللّه عليه و سلم، فإذا انقرضوا كان من بعدهم أمراء يركبون رءوس المنابر، يقولون ما تعرفون، و يعملون ما تنكرون، فإذا رأيتم أولئك فحقّ على كلّ مؤمن يجاهدهم بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع بلسانه فبقلبه ليس وراء ذلك إسلام»[2281].

أخبرنا أبو سعد عبد الرحمن بن عبد اللّه الحصيري الفقيه، أنا أبو منصور محمد بن أحمد بن الهيثم المقوّمي (1)،نا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب القزويني (2)،نا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطّان (3)،نا أبو عبد اللّه محمد بن يزيد بن ماجة، نا يعقوب بن حميد بن كاسب، نا المغيرة بن عبد الرحمن، نا خالد بن إلياس، عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن عثمان بن عبد اللّه بن الحكم بن الحارث، عن عثمان بن عفّان: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم صلّى على عثمان بن مظعون و كبّر عليه أربعا[2282].

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ، أنا القاسم بن مهدي، نا أبو مصعب، حدّثني مغيرة بن عبد الرحمن، عن خالد بن إلياس نحوه إلاّ أنه قال: أربع تكبيرات (4).

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النّقّور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى ح.

ص: 30


1- ترجمته في سير الأعلام 530/18(271).
2- في سير الأعلام 271/17 و 289.
3- ترجمته في سير الأعلام 463/15.
4- الكامل لابن عدي 6/3 في ترجمة خالد بن إلياس بن صخر، ترجمته في تهذيب التهذيب.

و أخبرناه أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان الشّروطي، أنا أبو الفرج أحمد بن عثمان بن الفضل بن جعفر المحبّري، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمد بن إسحاق بن حبابة، قالا: نا أبو القاسم البغوي، حدّثني أحمد بن عباد الفرغاني، نا يعقوب بن أحمد الزّهري، نا المغيرة بن عبد الرحمن - زاد ابن حبابة بن الحارث بن عبد اللّه بن عباس - عن خالد بن إلياس (1).

و قال عيسى: نا خالد بن إلياس، عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن عثمان بن عبد اللّه بن الحكم، عن عثمان بن عفّان: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صلّى على عثمان بن مظعون فكبّر عليه أربع تكبيرات.

و أعلى ما رفع إليّ من حديثه ما أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو محمد المخلدي، أنا المؤمّل بن الحسن بن عيسى، نا عبد اللّه بن حمزة الزّبيري، حدّثني عبد اللّه بن نافع، عن ابن إلياس - و هو خالد بن إلياس - عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص، و عن عثمان بن الحكم أنّهما حدّثاه عن عبد اللّه بن مسعود أنه قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعلّمنا التّشهّد كما يعلّمنا السورة من القرآن، يقول:«التّحيّات للّه و الصّلوات و الطّيبات، السلام عليك أيها النبيّ و رحمة اللّه و بركاته، السّلام علينا و على عباد اللّه الصّالحين، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أشهد أن محمدا عبده و رسوله»[2283].

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي ح، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل (2):حدثني محمد بن مهران، نا خالد بن مخلد، نا سليمان، عن شريك بن عبد اللّه بن أبي نمر، عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن عبيد اللّه، عن ابن مسعود: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما بعث اللّه نبيا إلاّ له حواريّ» فذكر الخلفاء، قال البخاري: إسماعيل بن عمرو بن سعيد القرشي سمع ابن

ص: 31


1- بالأصل و م «إياس» و الصواب ما أثبت، انظر ما تقدم.
2- التاريخ الكبير 1/قسم 368/1.

عباس روى عنه مروان (1)،و قال علي: حدّثنا سفيان: أدركنا عمّا لإسماعيل بن أمية و أيوب بن موسى يقال له: إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، أنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: إسماعيل بن عمرو بن سعيد.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطّوسي، نا الزّبير بن بكّار في تسمية ولد عمرو بن سعيد (2):إسماعيل، و محمد، و أم كلثوم، و أمهم: أم حبيب بنت حريث بن سليم من بني عذرة. كان إسماعيل بن عمرو يسكن الأعوص - في شرقي المدينة على بضعة عشر ميلا - و كان له فضل، لم يتلبّس بشيء من سلطان بني أمية.

قال الزبير: حدّثني غير واحد أن عمر بن عبد العزيز قال: لو كان لي أن أعهد ما عدوت أحد رجلين: صاحب الأعوص - يريد إسماعيل بن عمرو، أو أعيمش بني تميم يريد القاسم بن محمد-.

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا ابن سعد قال (3):في الطبقة الرابعة إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص صاحب الأعوص، و يكنى أبا محمد، و هو الذي قال له عمر بن عبد العزيز: لو كان لي من الأمر شيء لولّيت القاسم بن محمد أو صاحب الأعوص.

و قيل له ليالي قدم داود بن علي المدينة لو تغيّبت فقال: لا و اللّه و لا طرفة عين.

و كان خيرا فاضلا.

ص: 32


1- هو مروان بن عبد الحميد.
2- انظر نسب قريش لمصعب الزبيري ص 182.
3- لم يرد في طبقات ابن سعد المطبوع.

قال: و قيل لداود: ليس بك حاجة أن يتفرّغ لك إسماعيل في الدّعاء فتركه و لم يعرض له، و عرض لإسماعيل بن أمية و أيوب بن موسى فحبسهما بالمدينة. روى عنه سليمان بن بلال و ابن أبي سبرة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري عن أبي عمر بن حيّويه، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد، قال (1):فولد عمرو بن سعيد: أميّة و سعيدا و إسماعيل و محمدا و أم كلثوم و أمهم أم حبيب بنت حريث بن سليم بن عشّ بن لبيد بن عدّاء بن أمية بن عبد اللّه بن رزاح بن ربيعة بن حرام بن ضبّة (2) بن عبد (3) كبير بن عذرة بن قضاعة.

قال أبو عمر: و أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق، نا الحارث، نا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمر قال: كان إسماعيل بن عمرو يكنى أبا محمد و كان ينزل الأعوص على أجد عشر ميلا من المدينة طريق العراق، و كان عابدا ناسكا.

و قال عمر بن عبد العزيز: لو كان إليّ من الأمر شيء يعني أمر الخلافة بعده لولّيتها القاسم بن محمد أو صاحب الأعوص يعني إسماعيل بن عمرو (4).و عاش إسماعيل إلى دولة ولد العبّاس، فقيل له ليالي قدم داود بن علي المدينة واليا على الحرمين لو تغيبت، فقال: لا و اللّه و لا طرفة عين، و كان داود قد همّ به، فقيل له: ليس بك حاجة أن يتفرغ لك إسماعيل في الدّعاء عليك، فتركه و لم يعرض له، و عرض لإسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد، و أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد فحبسهما بالمدينة. و عاش إسماعيل بن عمرو بعد ذلك يسيرا ثم مات؛ و قد روى عنه سليمان بن بلال و أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة و غيرهما، و كان قليل الحديث.

قال: و نا محمد بن سعد قال: في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف و أمّه أمّ حبيب بنت

ص: 33


1- طبقات ابن سعد 237/5.
2- ابن سعد: ضنة.
3- ابن سعد: عبد بن كبير.
4- انظر ابن سعد 344/5 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.

حريث بن سليم بن عش بن لبيد بن عدّا بن أمية بن عبد اللّه بن رزاح بن ربيعة بن حرام بن ضبّة بن عبد بن كبير بن عذرة من قضاعة (1).

قال: و أنا أبو عمر بن حيويه - قراءة عليه - أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن محمد، نا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمر، حدّثني مسلم بن خالد، عن إسماعيل بن أميّة قال: قال عمر بن عبد العزيز: لو كان إليّ من الأمر شيء ما عدوت به القاسم بن محمد أو (2) صاحب الأعوص إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص.

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيويه، أنا أحمد بن معروف - إجازة - نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمر، حدّثني مسلم بن خالد، عن إسماعيل بن أمية قال: قال عمر بن عبد العزيز: لو كان إليّ من الأمر شيء ما عدوت به القاسم بن محمد أو (3) صاحب الأعوص إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص. قال محمد بن عمر: و كان إسماعيل بن عمرو عابدا منقطعا قد اعتزل، فنزل الأعوص.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمد بن علي بن يعقوب، أنا محمد بن أحمد بن محمد - بواسط - أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، نا أبي، نا الواقدي، قال: قال عمر بن عبد العزيز: لو كان الأمر إليّ لولّيت الأعمش - يعني القاسم بن محمد - أو صاحب الأعوص - يريد إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص - و كان فاضلا خيارا مسلما، و كان منزله بالأعوص على بريد من المدينة (4).

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا القاسم بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد ح، قال: و أنا ابن مندة، أنا أبو علي محمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا:

أنا أبو محمد بن أبي حاتم (5)،قال: إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص القرشي

ص: 34


1- ضاع قسم كبير من تراجم المدنيين من طبقات ابن سعد، فالمذكور ليس في القسم المطبوع من طبقات ابن سعد.
2- ابن سعد 344/5: و صاحب.
3- ابن سعد 344/5: و صاحب.
4- تهذيب التهذيب 203/1.
5- الجرح و التعديل 1/قسم 190/1/1.

روى عن ابن عباس، روى عنه مروان بن عبد الحميد، و يعقوب بن عبد الرحمن الزّهري، سمعت أبي و أبا زرعة يقولان ذلك. زاد أبو زرعة: يعد في الكوفيين (1) و هذا وهم.

و بلغني عن محمد بن عبيد اللّه العتبيّ عن أبيه قال: قال داود بن علي لإسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص بعد قتله من قتل من بني أمية: أساءك ما فعلت بأصحابك؟ فقال: كانوا يدا فقطعتها و عضدا فتتّها و مرة نفضتها، و ركنا هدمته، و جناحا نتفته قال: فإني خليق أن ألحقك بهم، قال: إنّي إذا لسعيد.

756 - إسماعيل بن عيّاش بن سليم

أبو عتبة العنسي الحمصي (2)

روى عن شرحبيل بن مسلم الخولاني، و محمد بن زياد الألهاني، و بحير بن سعد، و ثور بن يزيد، و أبي بكر بن أبي مريم، و عمرو بن قيس السّكوني، و عمرو و محمد ابني مهاجر، و ضمضم بن زرعة، و الأوزاعي، و هشام بن [الغاز] (3) الشاميين، و عطاء بن عجلان، و عمر بن محمد بن زيد العمري، و سهيل بن أبي صالح، و عبد اللّه بن عثمان بن خثيم المكي، و ابن السمعاني، و ابن جريج، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و موسى بن عقبة، و عبيد اللّه بن عمر، و محمد بن عمرو، و هشام بن عروة، و إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة الحجازيين، و الحجاج بن أرطأة، و سفيان الثوري، و روى عن الأعمش.

و روى عنه سفيان، و اللّيث بن سعد، و محمد بن إسحاق، و عبد اللّه بن المبارك، و عبد اللّه بن وهب، و ضمرة بن ربيعة، و حجّاج بن محمد الأعور، و معتمر بن سليمان، و مروان بن محمد الأسدي، و الوليد بن مسلم، و موسى بن أعين،

ص: 35


1- في الجرح و التعديل: المكيين.
2- تاريخ بغداد 221/6 و بغية الطلب لابن العديم 1722/4 و سير أعلام النبلاء 312/8 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. و بالأصل «العبسي» و المثبت «العنسي» عن المصادر، و هذه النسبة إلى عنس من مذحج و ترجمته كلها سقطت من م، مع العلم أن ناسخ الجزء السابق منها كتب في نهايته: يتلوه إن شاء اللّه في الذي يليه إسماعيل بن عياش و صلى اللّه على سيدنا محمد و آله و سلم.
3- مكانها بياض بالأصل، و المثبت عن بغية الطلب.

و هشام بن عمّار، و سليمان بن عبد الرحمن، و بقية بن الوليد، و أبو داود الطيالسي، و أبو قتيبة سلم بن قتيبة، و الفرج بن فضالة، و يزيد بن هارون، و يحيى بن حسّان، و ضمرة بن ربيعة (1)،و يحيى بن معين، و عبد الرحمن بن واقد الواقدي، و هارون بن معروف، و الهيثم بن خارجة، و الحسن بن عرفة، و منصور بن أبي مزاحم، و كثير بن الوليد، و الأبيض بن الأغر، و أبو أيوب سليمان بن أيوب الحمصي، و أبو عبيدة عبيد بن رزين الألهاني، و عبد الوهاب بن الضّحّاك، و إبراهيم بن العلاء، و حمّاد بن حمير، و أبو اليمان، و عبد الرحمن بن عبيد اللّه الحلبي، و أبو مسهر، و أبو معمر القطيعي، و داود بن رشيد، و علي بن عيّاش، و أبو الجماهر، و زهير بن عبّاد، و شبابة بن سوّار، و أبو عبيد، و محمد بن عيسى بن الطّباع و غيرهم.

و كان حجّاجا و كانت طريقه على دمشق، حجّ بضع عشرة حجّة، و بعثه أبو جعفر المنصور إلى دمشق، فعدّل أرضها الخراجيّة (2).

أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان، ثم أخبرنا خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى بن علي القرشي - بدمشق - و أبو الفرج رستم بن فرج بن عبّاس بن شيخان البغدادي التاجر - بنيسابور - و أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن السّكن البغدادي - بأصبهان - و أبو سليمان داود بن محمد الإربلي (3)-بدمشق - قالوا: أنا أبو القاسم بن بيان، أنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزّاز، أنا إسماعيل بن محمد الصّفّار، نا الحسن بن عرفة، نا إسماعيل بن عيّاش، عن أبي بكر بن عبد اللّه بن أبي مريم الغسّاني عن رشد بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم في هذه الآية قُلْ: هُوَ الْقٰادِرُ عَلىٰ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذٰاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ (4) فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أما إنها كائنة، و لم يأت تأويلها بعد»[2284].

أخبرنا أبو محمد السّيدي، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد، أنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان، نا هشام بن عمّار، نا إسماعيل بن عيّاش، نا

ص: 36


1- كذا بالأصل مكررة.
2- بغية الطلب 1740/4-1741 نقلا عن ابن عساكر.
3- الإربلي نسبة إلى إربل و هي قلعة على مرحلة من الموصل (الأنساب). و في اللباب: على مرحلتين.
4- سورة الأنعام، الآية:65.

ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن جبير بن نفير و كثير بن مرّة و المقدام بن معدي كرب، و أبي أمامة الباهلي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ الأمير إذا ابتغى الرّيبة (1) في النّاس أفسدهم»[2285].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد، نا إبراهيم بن أبي أمامة، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: إسماعيل بن عيّاش يكنى أبا عتبة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا القاضي أبو العلاء، أنا أبو بكر البابسيري، نا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، عن يحيى بن معين، قال:

و إسماعيل بن عيّاش مولى عنس (2).

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (3):إسماعيل بن عيّاش أبو عتبة الحمصي، أراه العنسي، سمع شرحبيل بن مسلم الخولاني [و محمد بن زياد] (4) روى عنه [ابن] (5)المبارك. ما روى عن الشاميين فهو أصح.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسن بن الآبنوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: في الطبقة السادسة إسماعيل بن عيّاش، أبو عتبة الحمصي عنسي.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا تمام بن محمد، أنا جعفر بن محمد بن جعفر، نا أبو زرعة قال: في ذكر أهل حمص، قال إسماعيل بن عيّاش.

ص: 37


1- مختصر ابن منظور: الزينة.
2- بالأصل «عبس» و المثبت عن بغية الطلب 1724/4.
3- التاريخ الكبير 369/1/1.
4- الزيادة في الموضعين عن البخاري.
5- الزيادة في الموضعين عن البخاري.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام الواسطي، عن أبي عمر بن حيّويه، أنا محمد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: و إسماعيل بن عيّاش يكنى أبا عتبة، حدّثنا بذاك الوليد بن شجاع، و سمعت أبي يقول: كان إسماعيل بن عيّاش أحول (1).

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكّي بن عبدان، قال سمعت مسلم بن الحجّاج يقول (2):أبو عتبة إسماعيل بن عيّاش الحمصي عن محمد بن زياد، و يحيى بن سعيد الأنصاري، روى عنه ابن المبارك، و يحيى بن يحيى.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو الفتح سليم بن أيوب، أنا أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان الموصلي، نا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس قال: سمعت محمد بن أحمد المقدّمي يقول: إسماعيل بن عيّاش الحمصي الأزرق أبو عتبة (3).

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، أنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن محمد بن زنجويه، أنا أبو أحمد الحسن بن عبد اللّه العسكري، قال: و أما عيّاش - تحت الياء نقطتان و الشين منقوطة - منهم: إسماعيل بن عيّاش الحمصي مشهور.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، قال: أجاز لنا أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا إبراهيم بن يونس بن محمد، نا أبو زكريا البخاري ح.

و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة، أنا أبو الفرج الأسفرايني، أنا رشأ بن نظيف، قالا: أنا عبد الغني بن سعيد، قال: و أما العنسي - بعين و سين مهملتين و نون - فعدد منهم: إسماعيل بن عيّاش أبو عتبة العنسي الحمصي.

ص: 38


1- بغية الطلب 1725/4-1726.
2- كتاب الكنى و الأسماء للإمام مسلم ص 161.
3- بغية الطلب 1726/4.

قرأت على أبي محمد السّلمي عن عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري ح.

و حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا عبد الرحيم البخاري، أنا عبد الغني بن سعيد قال: عيّاش بالياء معجمة باثنتين و الشين معجمة.

و قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1)،قال: أما عيّاش - بياء مشددة معجمة باثنتين من تحتها و آخره شين معجمة - إسماعيل بن عيّاش أبو عتبة.

قال ابن ماكولا (2):و أما العنسي - بالنون - فجماعة منهم: إسماعيل بن عيّاش أبو عتبة العنسي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):إسماعيل بن عيّاش بن سليم أبو عتبة العنسي. من أهل حمص سمع محمد بن زياد الألهاني، و شرحبيل بن مسلم، و بحير بن سعد، و أبا بكر بن عبد اللّه بن أبي مريم، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و سهيل بن أبي صالح، و عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، روى عنه سليمان الأعمش، و فرج بن فضالة، و عبد اللّه بن المبارك، و يزيد بن هارون، و أبو داود الطيالسي، و عبد اللّه بن صالح العجلي، و محمد بن بكّار بن الرّيّان، و أبو إبراهيم التّرجماني، و داود بن عمرو الضّبّي، و الحسن بن عرفة العبدي. و كان إسماعيل قد قدم بغداد على أبي جعفر المنصور و ولاّه خزانة الكسوة، و حدّث ببغداد حديثا كثيرا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ (4) قال: سمعت محمد بن عبيد اللّه بن فضيل يقول: سمعت سعيد بن عمرو يقول: سمعت بقية يقول: ولد - يعني إسماعيل بن عيّاش - سنة خمس و مائة، و ولدت سنة عشر و مائة.

ص: 39


1- الإكمال لابن ماكولا 64/6.
2- الإكمال لابن ماكولا 354/6.
3- تاريخ بغداد 221/6.
4- الكامل لابن عدي 294/1.

قال: و نا أبو أحمد (1)،نا أحمد بن محمد بن عنبسة، نا أبو التّقي، قال: قال لي بقية: مولد إسماعيل بن عيّاش سنة ثمان و مائة و مولدي سنة اثنتي عشرة و مائة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)، أنا محمد بن أحمد بن رزق، أنا إسماعيل بن علي الخطبي و أبو علي بن الصّوّاف، قالا:

نا عبد اللّه بن أحمد، قال: قال أبي: ولد ابن عيّاش - يعني إسماعيل - سنة ست و مائة.

قال (3):و أنا محمد بن الحسين القطان أنا دعلج بن أحمد، نا أحمد بن علي الأبّار قال: سألت عمرو بن عثمان، عن إسماعيل بن عيّاش، قال: قال أبي قال: قال لي ابن عيينة: مولد ابن عيّاش قبل (4) سنة ست. قال: و كيف ذهب عنه أصحابنا و أنا مولدي سنة ثمان؟ قال: قلت: يا أبا محمد و أنت بكّرت.

قال: و أنا الطناجيري، أنا عمر بن أحمد الواعظ، نا إسحاق بن موسى الرّملي، قال: سمعت محمد بن عوف يقول: سمعت يزيد بن عبد ربه يقول: كان مولد إسماعيل بن عيّاش سنة اثنتين و مائة و مات سنة إحدى و ثمانين و مائة.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (5)،حدثني يزيد بن عبد ربه قال: ولد إسماعيل بن عيّاش سنة ست و مائة.

أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، أنا أبو بكر الخطيب: أنا خليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب، نا العباس بن الوليد بن صبح الخلاّل، نا مروان، نا محمد بن مهاجر، قال: قال لي أخي عمرو بن مهاجر: ليس تحسن تسأل لم لا تسألني مسألة هذا الأزيرق؟ ما سألني أحد أحسن مسألة منه - يعني إسماعيل بن عيّاش - قال

ص: 40


1- الكامل لابن عدي 294/1.
2- تاريخ بغداد 228/6.
3- تاريخ بغداد 227/6.
4- عن تاريخ بغداد و بالأصل «قبلي».
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 277/1.

محمد: فقلت له: كيف هذا أن أكون أنا مثل هذا و هذا فقيه (1)؟ أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي و أبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة اللّه بن العالمة، و أبو منصور علي بن علي بن سكينة، قالوا: أنا أبو محمد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز، نا عمّي، نا سليمان بن أحمد، حدّثني أبو مسهر، حدّثني محمد بن مهاجر الأنصاري، قال كان أخي عمرو بن مهاجر يقول: أ لا تسألني كما يسألني هذا الأحمر الحمصي - يعني إسماعيل بن عيّاش-؟.

قال: و حدّثني عمي، نا سليمان، قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: رأيت شعبة بن الحجّاج عند فرج بن فضالة يسأله عن حديث إسماعيل بن عيّاش.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)، أخبرني محمد بن الحسين القطان، أنا دعلج بن أحمد، أنا أحمد بن علي الأبّار، نا الحسن بن علي، قال: سمعت يزيد بن هارون، قال: شهدت شعبة يسمع من الفرج بن فضالة، عن إسماعيل بن عيّاش.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا ابن حمّاد، نا أبو عمير، نا كثير بن الوليد، عن إسماعيل بن عيّاش قال: كنت أمرّ بهشام بن عروة و عنده ولده و ولد ولده، فيقول لي: يا حمصي سمعت حديثنا و تمر و لا تسلم علينا؟ قال: فأقول: أصلحك اللّه إني لمن أشدّ الناس معرفة بحقّك.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و حدّثني أبو البركات بن أبي طاهر الفقيه عنه، أنا رشأ بن نظيف - إجازة - أنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي - و نقلته من خطه - أنا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الرّبعي، نا عبد الصّمد بن سعيد بن عبد اللّه بن يعقوب الحمصي، قال: سمعت محمد بن عوف يقول: سمعت أبا اليمان يقول: كان منزل إسماعيل بن عيّاش إلى جانب منزلي فكان يحيي الليل. فكان ربّما قرأ ثم قطع ثم

ص: 41


1- بغية الطلب 173/4.
2- تاريخ بغداد 223/6.
3- الكامل لابن عدي 292/1.

رجع فقرأ من الموضع الذي قطع منه فلقيته يوما فقلت: يا عمّ قد رأيت منك شيئا و قد أحببت أن أسألك عنه إنك تصلّي من الليل، ثم تقطع ثم تعود إلى الموضع الذي قطعت فتبتدئ منه، فقال: يا بني و ما سؤالك عن ذلك؟ قلت: أريد أن أعلم، قال: يا بني إنّي أصلّي فأقرأ فأذكر الحديث في الباب من الأبواب الذي أخرجتها فأقطع الصّلاة فأكتبه فيه ثم أرجع إلى صلاتي فابتدئ من الموضع الذي قطعت منه (1).

أنبأنا أبو محمد بن السّمرقندي، أنا أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الصمد اللّبّاد، أنا أبو القاسم عمّار بن محمد بن الحسن بن درستويه، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو أيوب البهراني ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أنا عمر بن أحمد الواعظي ح، قال الخطيب: و أنا عبيد اللّه بن عمر بن أحمد الواعظ، حدّثني أبي، نا محمد بن أحمد بن محمويه - بالبصرة - نا سليمان بن عبد الحميد، نا يحيى بن صالح قال: ما رأيت رجلا أكبر - و في حديث خيثمة: كان أكبر - نفسا من إسماعيل بن عيّاش، كما أنه إذا اتيناه إلى مزرعته لا يرضى لنا إلاّ بالخروف و الخبيص، و سمعته يقول: ورثت عن أبي أربعة آلاف [دينار] (3) فأنفقتها في طلب العلم.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمد بن أحمد الفرضي، أنا أبو بكر محمد بن يحيى بن عبد اللّه الصولي، نا عبد اللّه بن أحمد بن موسى عبدان، عن جعفر بن محمد الرّسغني، نا عثمان بن صالح، قال: كان أهل مصر ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم الليث بن سعد يحدّثهم بفضل عثمان فكفّوا عن ذلك. و كان أهل حمص ينتقصون علي بن أبي طالب حتى نشأ فيهم إسماعيل بن عيّاش فحدّثهم بفضائله، فكفّوا عن ذلك (4).

ص: 42


1- بغية الطلب 1730/4-1731.
2- تاريخ بغداد 222/6.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.
4- بغية الطلب 1731/4.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)، أنا محمد بن أحمد بن رزق، أنا إسماعيل بن علي الخطبي، قال: قال أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال أبي لداود بن عمرو الضّبّي و أنا أسمع منه: يا أبا سليمان كان يحدثكم إسماعيل بن عيّاش هذه الأحاديث بحفظه؟ قال: نعم، ما رأيت معه كتابا قط. فقال له: لقد كان حافظا كم كان يحفظ؟ قال: شيئا كثيرا. قال له: كان يحفظ عشرة آلاف؟ قال: عشرة آلاف و عشرة آلاف و عشرة آلاف، قال أبي: كان بهذا مثل وكيع.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمد بن المظفّر بن بكران ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، قالا (2):أنا أحمد بن أبي جعفر، أنا يوسف بن أحمد الصّيدلاني، نا محمد بن عمرو العقيلي، نا زكريا بن يحيى الحلواني - أبو أحمد - نا أحمد بن سعد [بن أبي مريم] (3)،قال: سمعت علي بن عبد اللّه بن جعفر يقول (4):رجلان هما صاحبا حديث [بلدهما] (5)إسماعيل بن عيّاش، و عبد اللّه بن لهيعة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (6)،قالوا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا الفضل بن زياد قال: قال أحمد بن محمد بن حنبل: ليس أحد أروى لحديث الشاميين من إسماعيل بن عيّاش، و الوليد بن مسلم، انتهت رواية البيهقي. و زادا قال:

و نا يعقوب: قال: كنت أسمع أصحابنا [يقولون: علم الشام عند إسماعيل بن عيّاش و الوليد بن مسلم. قال: و سمعت أبا اليمان يقول: كان أصحابنا] (7) لهم رغبة في العلم

ص: 43


1- تاريخ بغداد 224/6.
2- تاريخ بغداد 222/6.
3- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.
4- بالأصل:«يقولان» و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن تاريخ بغداد.
6- تاريخ بغداد 222/6-223.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك على هامشه. و انظر تاريخ بغداد 224/6.

و طلب شديد بالشام، و المدينة، و مكة، و كانوا يقولون: نجهد في الطلب، و نتعب أبداننا، و نغيب فإذا جئنا وجدنا كلّما كتبنا عند إسماعيل. قال يعقوب: و تكلم قوم في إسماعيل، و إسماعيل ثقة (1) عدل، أعلم الناس بحديث الشام و لا يدفعه دافع. و أكثر ما تكلموا قالوا: يغرب عن ثقات المدنيين و المكيين.

أنبأنا أبو نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم، أنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، أنا عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشّيرازي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة، نا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثني جدّي يعقوب، حدّثني أحمد بن داود الحرّاني، حدّثني عيسى بن يونس و ذكر إسماعيل بن عيّاش.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ (2)،أنا يوسف بن الحجّاج، نا أبو زرعة الدّمشقي قال: سمعت الهيثم بن خارجة يقول: سمعت يزيد بن هارون يقول: ما رأيت أحفظ من إسماعيل بن عيّاش، ما أدري ما سفيان الثوري.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، نا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد ح، قال: و أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم (3):نا أبي قال: سمعت سليمان بن أحمد الواسطي (4) يقول: سمعت يزيد بن هارون يقول: ما رأيت شاميا [و لا عراقيا] (5) أحفظ من إسماعيل بن عيّاش.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (6):أخبرني محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي، أنا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي - بالأهواز - نا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعته - يعني أبا

ص: 44


1- عن تاريخ بغداد و بالأصل «أعدل».
2- الكامل لابن عدي 295/1.
3- الجرح و التعديل 1/قسم 191/1.
4- في الجرح و التعديل: الدمشقي.
5- بياض بالأصل، و الزيادة المستدركة عن الجرح و التعديل.
6- تاريخ بغداد 221/6-222.

داود السّجستاني - يقول: قال يزيد بن هارون يقول (1):ما رأيت عربيا أحفظ من إسماعيل بن عيّاش. قال أبو داود: قدم إسماعيل قدمتين قدم هو و جرير بن عثمان الكوفة في مساحة أرض حمص، و قدمة قدمها إلى بغداد، سمع منه البغداديون، و سمع يزيد بن هارون من إسماعيل بن عيّاش ببغداد في المقدمة الأولى.

قال: و أنا الحسين بن علي الصّيمري، أنا علي بن الحسن الرّازي، نا محمد بن الحسين الزعفراني، نا أحمد بن زهير، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: مضيت إلى إسماعيل بن عيّاش فرأيته قاعدا عند دار الجوهري على غرفة و ما معه إلاّ رجلين. ينظران في كتابه، فرجعت و لم أسمع شيئا، و كان يحدّثهم بنحو من خمسمائة في اليوم أكثر أو أقل و هم [أسفل] (2) و هو فوق، فيأخذون كتابه فينسخونه من غدوة إلى الليل. قال:

و أخبرني الحسن بن محمد الخلاّل، نا يوسف بن عمر القوّاس، قال: سمعت أبا طالب أحمد بن نصر بن طالب الحافظ يقول: سمعت العباس بن محمد الدّوري يقول:

سمعت يحيى بن معين يقول: قدم علينا إسماعيل بن عيّاش فنزل شارع عمرو الرومي فقعد على روشن و قرأ على الناس صحيفة و رمى بها إليهم، فلم آخذ منها شيئا لأني لم أكن انظر فيها.

أخبرني أبو محمد بن الأكفاني - شفاها - عن عبد العزيز بن أحمد، عن تمام بن محمد، حدّثني أبي أبو الحسين، حدّثني مكحول - ببيروت - نا جعفر بن نوح الأذني، نا محمد بن عيسى، قال: سمعت محمد بن كثير يقول: قلت للأوزاعي في حال إسماعيل بن عيّاش؟ فقال: إذا حدثك عن من يعرف فخذ عنه قال: و كتب عنه الأعمش.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، نا أبو أحمد بن عديّ (3)،قال: سمعت ابن حمّاد يقول: قال السعدي: سألت أبا مسهر عن إسماعيل بن عيّاش و بقية؟ فقال: كلّ كان يأخذ عن غير ثقة، فإذا أخذت حديثهم عن الثقات فهو ثقة.

ص: 45


1- كذا، و ليست في تاريخ بغداد.
2- بياض بالأصل و المثبت عن تاريخ بغداد 222/6.
3- الكامل لابن عدي 294/1.

قال (1):و سمعت ابن حمّاد يقول: إسماعيل بن عيّاش ما روى عن الشاميين فهو أصح.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني، أنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، أنا أبو هاشم بن عبد الجبار بن عبد الصّمد المؤدب، أنا أبو بكر القاسم بن عيسى، نا أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، قال: سألت أبا مسهر، عن إسماعيل بن عيّاش و بقية؟ فقال: كلّ كان يأخذ عن غير ثقة، فإذا أخذت حديثهم عن الثقات فهو ثقة، قال الجوزجاني: أما إسماعيل بن عيّاش، فقلت لأبي اليمان ما أشبه [حديثه] بثياب نيسابور يرقم على الثوب المائة، و لعل شراءه دون عشرة قال: و كان من أروى الناس عن الكذابين، و هو في حديث الثّقات من الشاميين أحمد منه في حديث غيرهم (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة، و أبو منصور علي بن علي بن عبيد اللّه بن سكينة، قالوا: أنا أبو محمد الصّريفيني، أنا عبد اللّه بن محمد بن إسحاق بن حبابة، نا أبو القاسم العربي، حدثني عباس - يعني ابن محمد - قال: سمعت يحيى يقول: إسماعيل بن عيّاش ثقة، قال يحيى: و كان إسماعيل أحب إلى أهل الشام من بقية، و قد سمع إسماعيل بن شرحبيل. قال يحيى:

إسماعيل بن عيّاش أحب إليّ من فرج بن فضالة.

قال يحيى: مضيت إلى إسماعيل بن عيّاش فرأيته عند دار الجوهري قاعدا على غرفة و ما معه إلاّ رجلان ينظران في كتابه فيحدّثهم خمسمائة في اليوم أقل أو أكثر، و هم أسفل و هو فوق، فيأخذون كتابه فينسخونه من غدوة إلى الليل، قال يحيى: فرجعت و لم أسمع منه شيئا.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن السّقّا، أنا أبو العباس الأصمّ، قال: سمعت العباس بن محمد الدّوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: و ذكر عنده إسماعيل بن عيّاش فقال

ص: 46


1- الكامل لابن عدي 293/1.
2- بغية الطلب 1734/3 و الزيادة عن ابن العديم.

علي: كان إسماعيل بن عيّاش يقعد و معه ثلاثة أو أربعة فيقرأ كتابا و هم معه و الناس مجتمعين ثم يلقيه إليهم فينسخونه جميعا، و لم ينظر في الكتاب إلاّ أولئك الثلاثة أو الأربعة.

قال: و سمعت يحيى يقول: شهدت إسماعيل بن عيّاش و هو يحدّث هكذا فلم أكن آخذ منه شيئا و لكني شهدته يملي إملاء فكتبت عنه.

و سمعت يحيى يقول: إسماعيل بن عيّاش ثقة، و سمعت يحيى يقول: كان إسماعيل بن عيّاش أحب إلى أهل الشام من بقية بن الوليد، و قد سمع إسماعيل بن عيّاش من شرحبيل. و سمعت يحيى يقول: إسماعيل بن عيّاش أحب إليّ من فرج بن فضالة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل المكّي، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أنا أبو موسى بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي، أنا سليمان بن أشعث، قال: سمعت يحيى بن معين قال: إسماعيل بن عيّاش ثقة (1).

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود العدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ الأصبهاني، نا سليمان بن أحمد الطّبراني ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن الدّخيل، أنا محمد بن عمرو بن موسى، قالا: نا عبد اللّه بن أحمد بن محمد بن حنبل، قال: سألت يحيى بن معين عن إسماعيل بن عيّاش؟ قال:

إذا حدّث عن الشيوخ الثقات مثل محمد بن زياد الألهاني و شرحبيل بن مسلم - زاد العقيلي قلت ليحيى: كتبت عن إسماعيل بن عيّاش؟ قال: نعم - سمعت منه (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ (3)،نا ابن حمّاد، حدّثني عبد اللّه بن أحمد قال: سألت يحيى بن معين عن إسماعيل بن عيّاش فقال: إذا حدّث عن الشيوخ الثقات مثل محمد بن زياد

ص: 47


1- بغية الطلب 1730/4.
2- سير أعلام النبلاء 317/8.
3- الكامل لابن عدي 292/1-293.

الألهاني و شرحبيل بن مسلم - زاد العقيلي قلت ليحيى: كتبت عن إسماعيل بن عيّاش؟ قال: نعم سمعت منه شيئا [قال عبد اللّه: و قد حدّثنا عنه يحيى بن معين و هارون] (1)-بن معروف، قالا:[حدثنا] (2) إسماعيل بن عيّاش، عن شرحبيل بن مسلم، عن أبي سعيد (3)،عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«الزعيم (4) غارم»[2286].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن و أبو منصور علي بن علي، قالوا: أنا أبو محمد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه، حدّثني أحمد بن محمد قال: سئل يحيى بن معين عن إسماعيل بن عيّاش؟ فقال: ليس به بأس من أهل الشام.[و قيل] (5) ليحيى: أيما أثبت بقية أو إسماعيل بن عيّاش؟ فقال: كلاهما صالحان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد (6)،نا أحمد بن علي بن بحر، نا عبد اللّه بن أحمد الدّوري (7)، قال: و كتبنا مع يحيى بن معين من (8) الهيثم بن خارجة كتاب الفتن عن إسماعيل بن عيّاش.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (9)،أنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني، قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطّرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول:

قلت ليحيى بن معين فإسماعيل بن عيّاش كيف هو عندك؟ قال: أرجو أن لا يكون [به بأس] (10).

ص: 48


1- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين استدرك عن ابن عدي 293/1، و بالأصل «أنا أحمد بن معروف».
2- ما بين معكوفتين زيادة عن ابن عدي و سير الأعلام 323/8.
3- كذا بالأصل و هو خطأ، و الصواب «أبي أمامة» كما في ابن عدي 293/1 و سير الأعلام 323/8.
4- الزعيم: الكفيل.
5- بياض بالأصل، و الزيادة عن بغية الطلب 1730/4.
6- الكامل لابن عدي 293/1.
7- ابن عدي: الدورقي.
8- بالأصل «بن» و المثبت عن ابن عدي.
9- تاريخ بغداد 225/6.
10- بياض بالأصل و الزيادة عن تاريخ بغداد.

و أخبرنا أبو الحسن، نا و أبو منصور، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أخبرني الحسين بن علي الطّناجيري، نا عمر بن أحمد الواعظ، نا ابن صدقة، قال: قال ابن أبي خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول إسماعيل بن عيّاش [ثقة و] (2) العراقيون يكرهون حديثه.

قال (3):و نا محمد بن أحمد بن رزق، أنا هبة اللّه بن محمد بن جيش (4) الفراء، أنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت يحيى بن معين - و ذكر عنده إسماعيل بن عيّاش - فقال: كان ثقة فيما روى عن أصحابه أهل الشام، فما روى عن غيرهم فخلط فيها. قال: و أنا أبو الفرج محمد بن عبيد اللّه (5) بن شهريار الأصبهاني، أنا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن عيّاش ثقة فيما روى عن الشاميين، و أما روايته عن أهل الحجاز فإن كتابه ضاع فخلط في حفظه عنهم.

قال الخطيب: و أنا عبد اللّه بن يحيى السّكّري، أنا محمد بن عبد اللّه الشافعي، نا جعفر بن محمد بن الأزهر، نا ابن الغلابي ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمد بن علي بن يعقوب، أنا محمد بن أحمد بن محمد، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، نا أبي قال: قال يحيى بن معين: إسماعيل بن عيّاش ثقة في أهل الشام و أما ما روى عن غيرهم ففيه شيء.

أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد، نا أبو عبد اللّه، أنا علي بن الحسن الرّبعي، نا أحمد بن عتبة، نا الهروي، قال: حدّثني مضرس (6) بن محمد قال: سألت يحيى بن معين عن إسماعيل بن عيّاش فقال: إذا حدّث عن الشاميين و ذكر الخبر فحديثه مستقيم،

ص: 49


1- تاريخ بغداد 225/6.
2- بياض بالأصل و الزيادة عن تاريخ بغداد.
3- تاريخ بغداد 226/6.
4- تاريخ بغداد: حبش.
5- تاريخ بغداد 226/6 «و أنا أبو الفتح محمد بن عبد اللّه بن شهريار».
6- عن ميزان الاعتدال 223/1 و بالأصل «مضر».

و إذا حدّث عن الحجازيين (1) و العراقيين خلط ما شئت.

أخبرنا أبو الحسن، نا و أبو منصور، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا الحسين بن علي التّميمي، نا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق [الأسفرايني، حدّثنا أبو بكر المروذي] (2) قال: سألت أحمد بن حنبل عن إسماعيل بن عيّاش [فحسّن روايته عن الشاميين. و قال: هو فيهم أحس حالا مما] (3) روى عن المدنيين و غيرهم (4).

757 - إسماعيل الأسديّ من شعراء الدّولة الأمويّة

إن لم يكن إسماعيل بن محمد الأسدي الكوفيّ فهو غيره.

كان له انقطاع إلى مروان الحمار.

قرأت على أبي منصور بن خيرون، عن أبي محمد الجوزلي و أبي جعفر بن المسلمة، عن أبي عبيد اللّه محمد بن عمران بن موسى المرزباني، قال (5):إسماعيل الأسدي - و لم ينسب، كان منقطعا إلى مروان بن محمد، فذكر يوما إسماعيل عند خدينة (6)-و هو سعيد بن عبد العزيز بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص بن أمية - و مودّته لمروان، فقال سعيد: و من ذلك الملط (7)،فهجاه إسماعيل بقوله:

زعمت خدينة أنّي ملط *** و لخدنة المرآة و المشط

ص: 50


1- في ميزان الاعتدال: المدينيين.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد 225/6 و مكان العبارة بياض بالأصل.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد 225/6 و مكانه بياض بالأصل.
4- هنا ينتهي المجلد المخطوط الثاني، و لمّا تنته ترجمة إسماعيل بن عياش بعد. و بهامش مختصر ابن منظور 376/4 و في آخر ترجمة إسماعيل بن عياش كتب محققه: يبدو أن خرما أصاب أصل التاريخ الكبير فأسقط منه ما تبقى من ترجمة إسماعيل بن عياش، و طرفا صالحا من ترجمة إسماعيل بن يسار النسائي (في المخطوط الذي بيدي لم أجد ترجمة لابن يسار النسائي المذكور) و أسقط ما بينهما من تراجم. و في اعتقادي أن ما بين عياش و يسار ليس بالقدر اليسير. و من الغريب أن المجلدة الثانية من نسخة الظاهرية (س) تنتهي بترجمة إسماعيل بن عياش و تبدأ المجلدة الثالثة بترجمة إسماعيل الأسدي، و لم ينتبه الشيخ بدران رحمه اللّه إلى هذا الخلل في تهذيبه. و أما ما تبقى من ترجمة إسماعيل بن يسار فقد وقفت عليه في نسخة أحمد الثالث.
5- لم يرد ذكره في معجم الشعراء المطبوع للمرزباني.
6- ضبطت عن جمهرة أنساب العرب ص 109.
7- الملط بالكسر الخبيث الذي لا يرفع له شيء إلاّ سرقه و استحله، و الملط: المختلط النسب (القاموس).

و مجامر و مكاحيل و معازف *** و بخدّها من شكلها نقط

أ فذاك (1) أم زغف مضاعفة *** و مهنّد من شأنه القطّ

لمفرض ذكر أخي ثقة *** لم يعده التأنيث و اللقط

758 - أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر

758 - أسماء بن خارجة بن حصن (2) بن حذيفة بن بدر

ابن عمرو بن جويّة بن لوذان بن ثعلبة بن عديّ بن فزارة بن ذبيان

ابن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان

أبو حسّان، و يقال أبو محمد الفزاري الكوفي (3)

روى عن عليّ بن أبي طالب، و عبد اللّه بن مسعود.

روى عنه مالك بن أسماء، و علي بن ربيعة الأسدي.

و كان قد وفد على عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية ح.

و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطّيّب عثمان بن عمرو بن محمد، قالا: أنا يحيى بن محمد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا المسعودي، عن مالك بن أسماء بن خارجة قال: كنت مع أبي أسماء إذ جاء رجل إلى أمير من الأمراء فأثنى عليه و أطراه، ثم أتى أسماء و هو جالس في جانب الدار، فجرى حديثهما، فما برح حتى وقع فيه فقال أسماء: سمعت عبد اللّه بن مسعود يقول: ذو اللّسانين في الدنيا له لسانان من نار يوم القيامة.

أخبرنا أبو علي الحداد و جماعة - في كتبهم - قالوا: أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد بن إبراهيم بن ريذة (4)،نا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا أبو خليفة، نا أبو الوليد و محمد بن كثير، قالا: نا شعبة.

قال الطّبراني: و نا محمد بن حبّان المازني، نا محمود بن مرزوق، أنا شعبة عن أبي

ص: 51


1- عن مختصر ابن منظور 379/4 و بالأصل «أ فذا».
2- ترجمته عن السير و الوافي و غيرها من مصادر ترجمته و بالأصل «حفص» و في م: حصن.
3- ترجمته في الوافي بالوفيات 59/9 و فوات الوفيات 168/1 و الأغاني 363/20 و سير أعلام النبلاء 535/3 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى.
4- رسمها و إعجامها غير واضح بالأصل و م و الصواب ما أثبت، انظر التبصير.

إسحاق عن أبي الأحوص، قال: فاخر أسماء بن خارجة رجلا فقال: أنا ابن الأشياخ الكرام، فقال عبد اللّه: ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح اللّه بن إبراهيم خليل اللّه عزّ و جلّ.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري (1) و أبو الغنائم بن النرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (2):أسماء بن خارجة، في الكوفيين، سمع منه ابنه [مالك] (3).قال أخي (4) أبو الوليد:[حدثنا] (5) شعبة عن أبي إسحاق، سمع أبا الأحوص قال: قال أسماء بن خارجة: أنا ابن الأشياخ الكرام، فقال عبد اللّه: ذاك يوسف بن يعقوب.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنا عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، قال (6):في الطبقة الرابعة:

خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن حوية بن لوزان بن ثعلبة بن عديّ بن قرادة، و هو أبو أسماء بن خارجة.

أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفرّاء، أنا أبي أبو يعلى، و أخبرنا أبو السعود بن المجلي (7)،نا أبو الحسين بن المهتدي، قالا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي المقرئ، أنا أبو عبد اللّه محمد بن مخلد العطّار قال:

قرأت على علي بن عمرو الأنصاري، حدّثكم الهيثم بن عديّ قال: أسماء بن خارجة يكنى أبا حسّان.

أخبرنا أبو الأعز الأزجي (8)،أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، نا أبو

ص: 52


1- الأصل «الطيروري» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- التاريخ الكبير 1/قسم ثاني/55.
3- الزيادة عن البخاري.
4- في البخاري: حدثنا بدل قال أخي.
5- الزيادة عن البخاري.
6- لم يرد في طبقات ابن سعد المطبوع، فهو في القسم الضائغ من طبقات المدنيين.
7- ضبطت عن التبصير، رسمها و إعجامها غير واضح بالأصل.
8- بالأصل «الأرجي» و الصواب عن م، و هو قراتكين بن الأسعد الأزجي انظر تذكرة الحفاظ 1275/4 و فهارس شيوخ ابن عساكر: المطبوعة 437/7.

الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ، نا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار، نا عمر بن علي بن بحر، قال: أسماء بن خارجة أبو حسّان، و هو رجل من بني فزارة.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني (1)،أنا أحمد بن منصور، أنا محمد بن عبد اللّه حمدون، أنا مكّي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو حسان أسماء بن خارجة الفزاري سمع عليا رضي اللّه عنه، و علي (2) بن ربيعة.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو منصور النّخعي، نا أبو القاسم علي بن محمد بن عبيد العامري، نا أحمد بن سعيد، أنا أحمد بن عبيد بن إسحاق، نا أبي، نا يوسف بن عمر، عن عبد الملك بن عمر، قال: وفد أسماء بن خارجة إلى عبد الملك بن مروان فلما دخل عليه قال له: بأي شيء سدت الناس؟ قال: هو من غيري أحسن منه مني، قال: عزمت عليك لتخبرني، قال: ما تقدمت جليسا لي بركبة لي قط، و لا سألني أحد قط إلاّ رأيت له الفضل عليّ لمساءلته إيّاي، و لا دعوت أحدا قط إلى طعام إلاّ رأيت له بذلك الفضل عليّ.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن أحمد بن الجندي، و أبو الحسن علي بن الحسين بن صدقة بن الشّرابي ح.

و أخبرنا أبو الحسن الفقيه و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة و أبو المعالي (3)الحسين بن حمزة بن الشّعيري السّلميون، قالوا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، قالوا: أنا أبو بكر بن أبي الحديد، أنا محمد السامري، نا أحمد بن يحيى بن مالك السّوسي، نا عبد المنعم بن إدريس، حدثني أبي عن البختريّ بن هلال، قال (4):دخل أسماء بن خارجة على عبد الملك بن مروان فقال له عبد الملك: قد بلغني عنك خصال كريمة، شريفة فأخبرني عنها، قال: يا أمير المؤمنين، هي من غيري أحسن؛ قال: فإني أحبّ أن أسمعها منك فأخبرني بها، قال: يا أمير المؤمنين، ما أتاني رجل قطّ في حاجة - صغرت أو كبرت فقضيتها إلاّ رأيت أن قضاءها ليس يعوّض من بذل وجهه إليّ، و لا جلس إليّ رجل قط

ص: 53


1- بالأصل «الشناني» و الصواب عن م، انظر الأنساب.
2- بالأصل «علي» بدون الواو، خطأ.
3- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب عن م، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 443/7.
4- التذكرة الحمدونية 71/1.

إلاّ رأيت له الفضل عليّ حتى يقوم من عندي، و لا جلست مع قوم قطّ ببسط رجليّ إعظاما لهم و إجلالا حتى أقوم عنهم.

قال له عبد الملك: حقّ لك أن تكون شريفا سيدا.

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين الهمذاني، أنا أبو طاهر عبد الكريم بن الحسن بن رزمة، أنا أبو الحسن بن بشران، أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن أبي الدنيا، حدّثني أبو حذيفة الفزاري قال: سمعت أبي قال: قال أسماء بن خارجة: ما شتمت أحدا قط لأنه إنما يشتمني أحد رجلين: كريم كانت منه زلّة و هفوة، فأنا أحق من غفرها و أخذ عليه بالفضل فيها، و أما اللئيم فلم أكن أجعل عرضي إليه.

قال: و نا أبو بكر، حدّثني القاسم بن هاشم، نا المسيّب بن واضح، عن محمد بن الوليد، أن أسماء بن خارجة، قال ذلك و كان يتمثل: و أغفر عوراء الكريم اصطناعه عن ذات اللئيم تكرما إلي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد، نا أحمد بن مروان المالكي، نا أحمد بن خالد الآجري، نا أبو حذيفة عبد اللّه بن مروان الفزاري، قال: سمعت أبي يقول: قال أسماء بن خارجة: ما شتمت أحدا قطّ، و لا رددت سائلا قطّ، لأنه إنما يسألني أحد رجلين: إمّا كريم أصابته خصاصة و حاجة فأنا أحقّ من سدّ خلّته، و أعانه على حاجته، و إما لئيم أفدي عرضي منه. و إنّما يشتمني أحد رجلين:

كريم كانت منه زلة و هفوة، فأنا أحقّ من غفرها، و أخذ بالفضل عليه فيها، و إمّا لئيم فلم أكن لأجعل عرضي له غرضا، و ما مددت رجلي بين يديّ جليس لي قطّ، فيرى أن ذلك استطالة منّي عليه، و لا قضيت لأحد حاجة إلاّ رأيت له الفضل عليّ حيث جعلني في موضع حاجته.

قال: و أتى الأخطل عبد الملك فسأله (1) حمالات عن قومه فأبى و عرض عليه نصفها (2)،فقدم الكوفة فأتى بشر بن مروان فسأله، فعرض عليه مثل ما عرض عليه عبد الملك، ثم أتى أسماء بن خارجة فحملها عنه كلّها فقال فيه:

ص: 54


1- غير واضحة بالأصل و المثبت عن م.
2- في الوافي 59/9 فأبي أن يعطيه شيئا.

إذا ما مات خارجة بن حصن *** فلا مطرت على الأرض السماء

و لا رجع (1) البشير بغنم جيش *** و لا حملت على الطّهر (2) النساء

فيوما منك خير من رجال *** كثير حولهم نعم و شاء

فبورك في بنيك و في أبيهم (3) *** و إن كثروا و نحن لك الفداء

فبلغت القصّة عبد الملك فقال: عرّض بنا النصراني الخبيث، كذا قال، و الصواب:

إذا مات ابن خارجة بن حصن (4)،و قد روي هذا الشعر للقطامي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب السّكّري القزّاز - قراءة عليه، و إن لم يكن فإجازة - أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطّاهري، قال قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم الختّلي، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب بن محمد الجمحي (5)،نا أبو عبد اللّه محمد بن سلام الجمحي: و قال:- يعني القطامي - يمدح أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري:

إذا مات بن خارجة بن حصن *** فلا مطرت على الأرض السماء

و لا رجع البريد بغنم جيش *** و لا حملت على الظهر النساء

[و قال فيه أيضا] (6):

فستعلمن أصادر ورّاده (7) *** عنه و أيّ فتى فتى غطفانا

و عليك أسماء بن خارجة الذي *** علاّ الفعال و رفّع البنيانا

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن بن محمد، أنا أبو إسماعيل

ص: 55


1- عن الوافي 59/9 و الفوات 168/1 و بالأصل «و راجع».
2- بالأصل «الظهر» و المثبت عن الوافي.
3- الوافي: بينهم.
4- قال في الوافي: كذا رواه الرواة (يعني إذا ما مات خارجة...) فحذف المضاف و أبقى المضاف إليه، لأنه أراد أسماء بن خارجة، و ما ذا عليه لو كان قال: إذا ما مات أسماء بن حصن؟ فإن نسبته إلى جده أهون من حذف اسمه و إقامة اسم أبيه مقامه، فإن الإضافة إلى الأجداد أمر مشهور على أنه كان يأتي بنوع من البديع و هو الجناس من أسماء و السماء في قافية البيت.
5- غير واضحة بالأصل و المثبت عن م و الضبط عن الاكمال 141/2.
6- ما بين معكوفتين زيادة لازمة عن م و فيها: و قال فيه.
7- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن م.

محمود بن عمر بن جعفر العكبري، أنا أبو الحسن علي بن الفرج بن علي بن أبي روح العكبري، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني العباس بن هشام بن محمد، عن أبيه، عن رجل من فزارة قال: قال لي أسماء بن خارجة: ما بذل إليّ رجل قطّ وجهه فرأيت شيئا من الدنيا - و إن عظم و جسم - عرضا لبذل وجهه إليّ.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)، حدّثني الأزهري، نا عبيد اللّه بن أحمد المقرئ أن محمد بن مخلد (2) أخبره: أخبرني أبو طاهر الدّمشقي، حدّثني أبي، نا مروان بن معاوية الفزاري، قال: أتيت الأعمش فقال لي:

ممّن أنت؟ فقلت: أنا مروان بن معاوية بن الحارث بن عثمان بن أسماء بن خارجة الفزاري فقال لي: لقد قسم جدّك أسماء قسما فنسي جارا له، ثم استحيا أن يعطيه و قد بدأ بآخر قبله، فبعث إليه، و صبّ عليه المال صبّا. أ فتفعل أنت شيئا من ذلك؟ أبو طاهر الدّمشقي هو ابن أحمد بن بشر بن عبد الوهاب.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، و أبو المعالي الحسين (3) بن حمزة بن الشّعيري، قالا: أنا [أبو] (4) الحسن بن أبي الحديد، أنا جدّي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، قال: سمعت أبا العباس محمد بن يزيد الطبري يقول: يروى عن هند بنت محمد بن عتبة عن أبيها قال: بلغنا أن أسماء بن خارجة كان جالسا على باب داره فمرّ به جوار يلتقطن البعر فقال: لمن أنتنّ؟ فقلن: لبني سليم، فقال: وا سوأتاه، جواري بني سليم يلتقطن البعر على بابي! يا غلام انثر عليهنّ الدراهم؛ فنثر عليهنّ و جعلن يتلقطن.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا الأمير أبو محمد الحسن بن عيسى المقتدر، نا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري، قال:

قرأت على ابن دريد، أنا السكن بن سعيد، عن محمد بن عبّاد، عن ابن الكلبي قال (5):نزل أسماء بن خارجة ظهر الكوفة في روضة معشبة أعجبته، و فيها رجل من بني عبس، فلما رأى قباب أسماء قوّض بيته فقال له أسماء: ما شأنك؟ قال: معي كلب هو أحبّ

ص: 56


1- تاريخ بغداد 150/14 في ترجمة مروان بن معاوية الفزاري.
2- عن تاريخ بغداد و بالأصل «خالد».
3- بالأصل و م «الحسن» و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.
4- زيادة لازمة، و بالأصل أنا يوسف الحسن، و الصواب عن م، ترجمته في سير الأعلام 418/18.
5- الخبر في الوافي 60/9-61.

إليّ من ولدي، و أخاف أن يؤذيكم فيقتله بعض غلمانك.

فقال له: أقم، و أنا ضامن لكلبك؛ فقال أسماء لغلمانه: إن رأيتم كلبه يلغ في قصاعي - و قد وري (1)-فلا يهجه أحد منكم.

فأقاموا على ذلك، ثم ارتحل أسماء و نزل الرّوضة رجل من بني أسد، فجاء الكلب لعادته فنحّى له الأسدي بسهم فقتله؛ فقدم العبسيّ على أسماء، فقال له: ما فعل الكلب؟ قال: أنت فقتلته، قال: و كيف؟ قال: عوّدته عادة ذهب يرومها من غيرك فقتل، فأمر له بمائة ناقة ودية (2) الكلب؛ قال: هل قلت في هذا شعرا قال: نعم فأنشده:

عوى بعد ما شال السّماك بزورة *** و طاب عهدا بعده قد تنكّرا

و شبّت له نار من الليل شبّهت *** له نار أسماء بن حصن (3) فكبّرا

فلاقى أبا حيّان عارض قومه *** على النّار لما جاءها متنوّرا

فما رامها حتى اكتسى من روائه *** رداء كلون الأرجواني أحمرا

فقال يلوم النفس: ما خفت ما أرى *** و ورد المنايا مدرك من تأخّرا

أخبرنا أبو القاسم الشّحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن محمد شبانة الهمذاني بها، نا أبو حاتم أحمد بن عبد اللّه البستي، نا إسحاق بن إبراهيم البستي، نا قتيبة (4)،نا عبد اللّه بن بكر السّهمي، نا أبو بشر: أن أسماء بن خارجة الفزاري لما أراد أن يهدي ابنته إلى زوجها (5) قال لها: يا بنية كوني لزوجك أمة يكن لك عبدا، و لا تدني منه فيملّك، و لا تباعدي عنه فتثقلي عليه، و كوني كما قلت لأمّك (6):

خذي العفو منّي تستديمي مودّتي *** و لا تنطقي في سورتي حين أغضب

فإنّي رأيت الحبّ في الصّدر و الأذى *** إذا اجتمعا لم يلبث الحبّ يذهب

كذا قال أبو بشر فإنما هو أبو نصر بشر.

ص: 57


1- بالأصل:«و قد رؤى» و المثبت عن الوافي.
2- كذا، و في الوافي: بمائة ناقة دية الكلب.
3- اللفظة غير واضحة بالأصل و المثبت عن المختصر.
4- بالأصل: قبيبة و الصواب عن م.
5- هو الحجاج بن يوسف الثقفي، كما يستفاد من عبارة الأغاني 363/20.
6- البيتان في الأغاني 370/20 و الوافي 61/9.

أنبأنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمد بن الحسين بن الحسن و غيرهما قالوا: حدّثنا عبد اللّه بن بكر السهمي، حدّثني بشر أبو نصر: أن أسماء بن خارجة زوّج ابنته فلما أراد أن يهديها إلى زوجها فقال: يا بنية إن النساء أحقّ بأدبك منّي، و لا بد لي من تأديبك (1):كوني لزوجك أمة يكن لك عبدا، لا تدنين منه فتملّيه، و لا تباعدي عنه فتثقلي عليه و يثقل عليك. و كوني كما قلت لأمّك:

خذي العفو (2) منّي تستديمي مودّتي *** و لا تنطقي في سورتي حين أغضب

فإنّي رأيت الحبّ في الصّدر و الأذى *** إذا اجتمعا لم يلبث الحبّ يذهب

و أخبرناها بعلوّ على الصواب: أبو منصور محمد بن زاهر بن عبد المنعم بن ماشاذة، أنا أبو علي الحسن بن عمر بن يونس أنا القاضي أبو عمر الهاشمي، أنا أبو العباس محمد بن أحمد الأثرم، أنا حميد بن الربيع، نا عبد اللّه بن بكر السهمي، نا بشر أبو نصر أن أسماء بن خارجة زوج ابنته فلما أراد أن يهديها إلى زوجها أتاها فقال: يا بنية، كان النساء أحق بتأديبك، و لا بدّ من تأديبك، يا بنية، كوني لزوجك أمة يكن لك عبدا. و لا تدني منه فتملّيه، و لا تباعدي عنه فتثقلي عليه و يثقل عليك، كوني كما قلت لأمك:

خذي (3) العفو مني تستديمي مودتي *** و لا تنطقي في سورتي حين أغضب

فإني رأيت الحب في الصدر و الأذى *** إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب

أنبأنا أبو الفضل بن ناصر، و أبو منصور بن الجواليقي و أبو الحسن سعد الخير محمد قالوا: أنا أبو ياسر أحمد بن قرار بن إبراهيم، أنا أبو الحسن عبد الواحد بن علي بن إبراهيم بن رزمة، أنا أبو العباس عمر بن محمد بن سيف، أنا أبو عبد اللّه محمد بن العباس اليزيدي الرياشي، نا العباس بن الفرج، حدّثني عنك الفضل بن محمد اليزيدي قال: شرب أسماء بن خارجة فضرب أمه فأنشأ يقول:

لعن اللّه شربة حملتني *** أن أقول الخنا لكم يا صفيّة

لم تكوني أهلا لذاك و لكن *** أسرع الباذق المقذيّ فيّه

ص: 58


1- كانت أمها قد هلكت و هي صغيرة، كما يفهم من عبارة الأغاني 363/20.
2- بالأصل:«خذ العفو» و المثبت عن م و انظر الرواية السابقة.
3- بالأصل: خذ و الصواب عن م.

أنبأنا أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ، عن أبي الحسن بن رشا بن نظيف - و نقلته من خطه - أنا أبو أحمد الأسدي، نا الرياشي، و أنا العتبيّ، عن أبيه: أن أسماء بن خارجة شرب شرابا يقال له الباذق، فسكر، فلطم أمّه، فلما صحا قالوا له، فاغتمّ و قال لأمه:

لعن اللّه شربة جعلتني *** أن أقول الخنا لكم يا صفيّة

لم تكوني أهلا لذاك و لكن *** أسرع الباذق المقدي فيّه

قال الرياشي: المقد: قرية من قرى [حمص] (1) و أصل الباذق: الباداة بالفارسية، إنما يعرف المقديّة: و هو حصن بن أصر بالبلقاء (2).

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا عبد الوهاب بن محمد، أنا الحسن بن محمد بن أحمد، أنا أحمد بن محمد بن أحمد، نا عبد اللّه بن محمد القرشي، نا إبراهيم بن سعد، نا مروان بن معاوية، عن مالك بن مشجعة قال: أتيت أسماء بن خارجة فدققت الباب دقا شديدا فجمعني البواب فخرج أسماء فزعا.

أنبأنا أبو القاسم و أبو الوحش سبيع بن المسلم، عن رشأ بن نظيف المقرئ، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمد بن أبي مسلم الفرضي، أنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم المقرئ، نا إسماعيل بن يونس، نا أحمد بن الحارث الحرار، قال: قال المدائني: حدّثني إياس بن مجمع العتكي قال: قال عبد الملك ذات يوم لجلسائه: هل تعلمون بيتا قيل لحيّ من العرب لا يحبّون أن لهم به مثل ما ملكوا، أو قيل فيهم: ودّوا لو فدوه بجميع ما ملكوا؟ فقال له أسماء بن خارجة: نعم يا أمير المؤمنين، نحن. قال: و ما ذاك؟ قال: قول قيس بن الخطيم الأنصاري:

هنينا بالإقامة ثم سرنا *** كسير حذيفة الخير بن بدر (3)

ص: 59


1- استدركت عن م و انظر مختصر ابن منظور 282/4 و انظر معجم البلدان و قد نقل هذا عن الحازمي و زيد فيه: مذكورة بجودة الخمر، و في موضع آخر: قال: و قيل: مقدية قرية بناحية دمشق من أعمال أذرعات.
2- في مختصر ابن منظور:«حصن من أرض البلقاء» كذا، و في معجم البلدان عن الليث: المقدي من الخمر منسوبة إلى قرية بالشام. و قال رجاء بن سلمة: المقدي بتشديد الدال الطّلاّء المنصف مشبه بما قد بنصفين.
3- ديوانه ص 122.

فو اللّه ما يسرّنا بها أنّ لنا به مثل ما نملك، و قول الحارث بن ظالم:

فما قومي بثعلبة بن سعد *** و لا بفزارة الشّعر الرّقابا

و اللّه إني لألبس العمامة الصفيقة فيخيّل إليّ شعر قفاي قد خرج منها.

أنبأنا أبو محمد بن المبارك بن أحمد بن بركة المقدّمي، أنا عاصم بن الحسن العاصمي، عن أبي الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو جعفر المدني عن شيخ من قريش قال: قال أسماء بن خارجة:

إذا طارقات الهمّ أسهرن الفتى *** و أعمل في الفكر (1) و الليل زاخر

و باكرني إذ لم يكن ملجأ له *** سواي و لا من نكبة الدّهر ناصر

فرجت لي همّه في مكانه *** فزاوله الهمّ الدّخيل المخامر

و كان له منّ عليّ بظنّه *** بي الخير أنيّ للذي ظنّ شاكر

أنبأنا أبو علي الحداد، و أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن رجاء بن سليم ح، ثم حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، أنا حمد بن الفضل الخوّاص، قالوا: أنا أحمد بن الفضل، حدّثني عبد اللّه بن عمر - هو ابن الهيثم - نا أحمد بن عبد اللّه بن العباس، نا خلف بن يحيى، نا إبراهيم بن مهدي، أنشدني الرّياشي قال: قال أسماء بن خارجة لامرأته: اخضبي لحيتي، فقالت: إلى كم نرفع منك ما قد خلق منك؟ و أنشأ يقول (2):

عيّرتني خلقا أبليت (3) جدّته *** و هل رأيت جديدا لم يعد خلقا

كما لبست جديدي فالبسي خلقي *** فلا جديد لمن لا يلبس الخلقا

و مما وجدت بخط أبي محمد عبد اللّه بن محمد الخطابي الشاعر الدّمشقي من بارع شعر أسماء بن خارجة:

قل للّذي لست أدري من تلوّنه *** أناصح أم على غشّ يداجيني

إني لأكثر ممّا [سمتني] (4) عجبا *** يد تشنّج و أخرى منك تأسوني

ص: 60


1- مختصر ابن منظور 383/4 التفكير.
2- البيتان في الوافي 61/9 و الفوات 168/1.
3- الوافي: أبديت.
4- الزيادة لازمة للوزن عن مختصر ابن منظور 384/4.

يغتابني عند أقوام و يمدحني *** في آخرين و كلّ عنك يأتيني

هذان أمران شتّى بون بينهما *** فاكفف لسانك عن ذمي و تزييني

لو كنت أعرف منك الودّ هان له *** عليّ بعض الذي أصبحت توليني

أرضى عن المرء ما أصفى مودّته *** و ليس شيء مع البغضاء يرضيني

رب امرئ لي أخفى بي ملاطفة *** محض الأخوة في البلوى يواسيني

و ملطف بسؤال أو مكاشرة *** مغضب على وغر في الصدر بمأمون

ليس الصديق بمن تخشى غوائله *** و ما العدوّ على حال بمأمون

يلومني النّاس فيما لو أخبّرهم *** بالغدر فيه لما كانوا يلوموني

أخبرنا أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي بن سهل بن بشر الأسفرايني، أنا محمد بن الحسين بن أحمد بن المقرئ - أبو الحسن بن الطّفّال (1)-أنا الحسن بن رشيق أبو محمد العسكري، نا يموت بن المزرّع، نا محمد بن حميد، نا الأصمعي قال: بينما أسماء بن خارجة قد عراه الأرق في ذات ليلة إذ سمع نادبة، و تبكي بصوت حزين و هي تقول:

من للمنابر و الخافقات *** و الجود بعد زمام العرب

و من للهياج غداة الطعان *** و من يمنع البيض عند الهرب

و من للعفاة و حمل الدّيات *** و من يفرج الكرب بعد الكرب

فقال أسماء بن خارجة: انظروا من مات في هذه الليلة من الأشراف فاتبعوا هذا الصوت فانظروا من أين هو؛ فنظروا و رجعوا إليه فقالوا: هذه امرأة فلان البقّال تبكي أباها مروان الحائك.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدّي أبو بكر، أنا أبو محمد بن زيد محمد بن يونس بن موسى، نا الأصمعي، نا المبارك بن سعيد الثوري، قال: بينما أسماء بن خارجة الفزاري ذات ليلة جالس في منزله على سطح و معه نساؤه إذا سمع في جوف الليل نادبة تندب و هي تقول:

ص: 61


1- هذه النسبة إلى بيع الطفل، و هو الطين الذي يؤكل، الأنساب، و اسمه محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن أحمد، ترجمته في سير الأعلام 664/17.

ألا فابك على السيد لمّا تعش نيرانه

و لمّا يطل العهد و لمّا تقل أكفانه

عظيم القدر و الجفنة ما تخمد نيرانه

قال: فاستوى أسماء بن خارجة جالسا، و قد اشتدّ جزعه و هو يقول: إِنّٰا لِلّٰهِ وَ إِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ (1)يا غلام يا غلام؛ فأتاه جماعة من غلمانه، فوقفوا قريبا منه حيث يسمعون كلامه، فقال لأحدهم: يا فلان، إنه قد حدث، الليلة في بعض أشرافنا حدث فانطلق إلى منزل عكرمة بن ربعي التّميمي، فانظر هل طرقهم شيء؟ فذهب الغلام ثم عاد فقال: ما طرقهم إلاّ خير، قال: فاذهب إلى منزل عبد الملك بن عبد التميمي فانظر هل طرقهم شيء، فذهب ثم عاد فقال: ما طرقهم إلاّ خير، ثم لم يزل يبعث إلى منازل أشراف الكوفة رجلا رجلا ممن يقرب جواره فيسأل عنهم، إذ قال له بعض جيرانه: أصلحك اللّه ليس الأمر كما تظن، قال: فما هذه النادبة قال: هذه ابنة فلان البقّال توفي أبوها فهي تندبه، فقال أسماء: سبحان اللّه ما رأيت كالليلة قطّ ثم أقبل على نسائه فقال: عزمت على كلّ واحدة منكن - إن حدث بي حدث - أن تندبني نادبة بعد ليلتي هذه أبدا.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا [أبو] (2)عبد اللّه أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط، قال (3):

و فيها - يعني سنة ست و ستين - مات أسماء بن خارجة بن حصن (4)بن حذيفة بن بدر الفزاري، ذكر أبو حسان الزيادي: أنه مات و هو ابن تسعين (5)سنة و أنه يكنى أبا محمد.

759 - أسميفع بن تاكور ذا الكلاع

يأتي في حرف الذال.

ص: 62


1- سورة البقرة، الآية:156.
2- سقطت من الأصل، و الزيادة عن م.
3- تاريخ خليفة ص 264.
4- بالأصل «حفص» و الصواب عن م.
5- في الوافي 61/9 «ثمانين سنة».

ذكر من اسمه أسود

760 - أسود بن أصرم المحاربي

760 - أسود بن أصرم المحاربي (1)

من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

روى عنه حديثا و قدم الشام و سكن داريّا (2).

روى عنه سليمان بن حبيب المحاربي.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، نا أحمد بن سليمان بن حزام ح.

و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد - بأصبهان - أنا شجاع بن علي بن شجاع، أنا أبو عبد اللّه بن مندة (3)،أنا أحمد بن سليمان بن أيوب القاضي - بدمشق - نا يزيد بن محمد بن عبد الصّمد، نا عبد اللّه بن يزيد المقرئ، نا صدقة بن عبد اللّه، نا عبد اللّه بن علي - و قال ابن مندة: عبيد اللّه، و كذلك قال غيره-: عبد الكريم عن عبد الكريم - عن عبد العزيز - زاد تمام: القرشي - عن سليمان بن حبيب، حدّثني أسود بن أصرم المحاربي قال: قلت: يا رسول اللّه أوصني قال:«أملك». و قال ابن مندة:

ملكت «يدك»، فقلت:- و قال ابن مندة قال: قلت:- فما ذا أملك إذا لم أملكه بيدي قال:

«أ فتملك»- و قال ابن مندة: تملك-«لسانك» قلت: ما ذا أملك إذا لم أملك لساني؟ قال:

«فلا تبسط يدك إلاّ إلى خير»- و قال تمام: إلاّ في خير-«و لا تقل بلسانك إلاّ معروفا»[2287].

ص: 63


1- ترجمته في أسد الغابة 99/1 و الإصابة 41/1 و انظر تاريخ داريا ص 56.
2- داريا: قرية كبيرة مشهورة من قرى دمشق بالغوطة.(معجم البلدان).
3- بالأصل «مناده» خطأ و الصواب عن م و سيرد أثناء الحديث صوابا.

رواه أحمد، عن عبد اللّه بن عبد الرحيم البرقي و غيره عن عمرو بن أبي سلمة (1)، عن صدقة بن عبد اللّه، عن عبيد اللّه بن علي، عن سليمان بن حبيب نحوه، و قد روي من وجه آخر عن سليمان.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا محمد بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه محمد البغوي، حدّثني محمد بن علي، أنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة، نا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن عبد الوهاب، عن سليمان بن حبيب المحاربي، عن أسود بن أصرم أن الأسود قال: يا رسول اللّه أوصني قال:«لا تقولن بلسانك إلاّ معروفا و لا تبسط يدك إلاّ إلى خير»[2288].

قال ابن منيع: لا أعلم له غيره، و لم يحدّث بهذا الحديث فيما أعلم غير أبي عبد الرحيم، و هو خال محمد بن سلمة الحرّاني (2)،و اسمه خالد بن أبي يزيد، و كان ثقة.

و أخبرناه بتمامه أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز الكتّاني، نا أبو بكر محمد بن أبي عمرو المقرئ و عبد الواحد بن أحمد بن مشماش قالا: أنا الحسين بن أحمد بن أبي ثابت، نا أبو عقيل أنس بن السلم، نا إسماعيل بن أبي كريمة، نا محمد، عن عبد الرحيم، عن عبد الوهاب، عن سليمان بن حبيب المحاربي، عن أسود بن أصرم المحاربي، قال سليمان: قدم أسود بن أصرم بإبل له سمان المدينة في زمن محل و جدب من الأرض، فلما رآها أهل المدينة عجبوا من سمانتها. فذكرت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأرسل إليها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأتي بها. فخرج إليها فنظر إليها قال:«لمن جلبت إبلك هذه» قال: أردت بها خادما، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من عنده خادم؟» فقال عثمان بن عفان: عندي يا رسول اللّه قال:«فائت بها» قال فجاء به (3)عثمان فلما رآها أسود قال: مثلها أريد، فقال:«عندك، خذها يا أسود». و قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إبله فقال أسود: يا رسول اللّه أوصني قال:«هل تملك لسانك؟» قال: فما ذا أملك إذا لم أملكه؛ قال:«تملك يدك» قال: فما ذا أملك إذا لم أملك يدي، قال:«فلا تقول بلسانك إلاّ معروفا و لا تبسط يدك إلاّ إلى خير»[2289] تابعه موسى بن

ص: 64


1- انظر أسد الغابة 99/1.
2- بالأصل «الحرابي» و الصواب عن م و انظر سير أعلام النبلاء 49/9.
3- كذا بالأصل و م.

أعين، عن أبي عبد الرحيم.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا تمام بن محمد الرازي، أنا جعفر بن محمد بن جعفر الكندي المعروف بابن بنت عدبّس (1)،نا أبو زرعة قال في تسمية من نزل الشام من الصحابة أسود بن أصرم المحاربي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب بن محمد، أنا أحمد بن عفير أجاز له ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عفير، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: في الطبقة الأولى أسود بن أصرم المحاربي.

أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي - في كتابه - و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي أحمد بن علي المدائني، أنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم البرقي (2)،قال:

و من بني محارب بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر: أسود بن أصرم المحاربي، له حديث.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا علي بن محمد بن طوق الطّبراني، أنا عبد الجبار بن محمد بن مهنى الخولاني في تاريخ داريا: ذكر أسود بن أصرم المحاربي. و الدليل على نزوله داريّا قطائع له بها لذويه إلى اليوم (3).

أنبأنا أبو علي بن داريا و أبو سعد المطرّز، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ: أسود بن أصرم المحاربي يعد في الشاميين.

761 - أسود بن بلال المحاربي الدّاراني

761 - أسود بن بلال المحاربي الدّاراني (4)

ولي الباب و الأبواب (5).

ص: 65


1- ضبطت عن التبصير 935/3.
2- بالأصل «البرني» خطأ و الصواب عن م ترجمته في سير الأعلام 47/13.
3- تاريخ داريا ص 56.
4- ترجمته في تاريخ داريا ص 102.
5- مدينة على بحر الخزر (معجم البلدان) و يقال له أيضا: باب الأبواب.

حكى عنه محمد بن المهاجر.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا علي بن محمد الطبراني، أنا عبد الجبار بن محمد الخولاني (1)،أنا أحمد الخولاني، نا أحمد بن سليمان، نا يزيد بن محمد، نا أبو الجماهر قال: كنت بالباب و الأبواب و عليها الأسود بن بلال المحاربي فأصاب الناس فزع من عدوّ، فصعد المنبر، فخطبهم، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: أَ فَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غٰاشِيَةٌ مِنْ عَذٰابِ اللّٰهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السّٰاعَةُ بَغْتَةً وَ هُمْ لاٰ يَشْعُرُونَ (2)قال: فصعق فخرّ عن المنبر.

قال أبو القاسم: قال لي ابن أبي الحواري: أحبّ أن تجيء معي إلى أبي الجماهر حتى أسمع منه هذا الحديث؛ قال: فجئت معه حتى يسمعه منه عند باب السّاعات (3).

قال أبو علي: و الأسود بن بلال من ساكني داريّا ذكره عبد الرّحمن بن إبراهيم في الطبقة الخامسة من التابعين. كذا قال، أبو الجماهر لم يدرك الأسود، و إنما يروي هذه الحكاية عن محمد بن المهاجر عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسن بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمد السّكّري، نا أحمد بن يوسف بن خالد الثّعلبي، نا أحمد بن أبي الحواري [نا] (4)أبو الجماهر، نا محمد بن المهاجر، قال:

كنا مع أبي الأسود المحاربي بالباب و الأبواب فأصاب الناس ظلمة أو غيره، فصعد الأسود المنبر يعظهم قال: فتلا هذه الآية: أَ فَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غٰاشِيَةٌ مِنْ عَذٰابِ اللّٰهِ قال: فأغمي عليه، فسقط من فوق المنبر إلى أسفل كذا قال [و الصواب] (5) أبو الجماهر قال: كنا مع الأسود.

أنبأنا أبو القاسم بن إبراهيم و غيره قالوا: نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم بن بشر، نا ابن عائذ (6)،نا

ص: 66


1- تاريخ داريا ص 102.
2- سورة يوسف، الآية:107.
3- هو الباب الشرقي من جامع بني أمية بدمشق، و يسمى اليوم بباب النوفرة.
4- زيادة لازمة.
5- كلمة غير غير واضحة في المخطوط، و المثبت بين معكوفتين عن م.
6- بالأصل «عائد» بالدال المهملة.

الوليد قال: عزل هشام بن عبد الملك ابن أبي مريم عن غازية البحر و ولى الأسود بن بلال المحاربي (1).

حدّثنا الوليد، نا غير واحد أن سبب (2) ولاية هشام بن عبد الملك الأسود بن بلال غازية البحر أن والي دمشق ولّى الأسود بن بلال ولاية مدينة بيروت من ساحل دمشق - لمكان أم الأسود عند سليمان بن حبيب القاضي، فأغارت الروم على سفن من التجار مرسية بنهر بيروت، فذهبت بها و مرّت بها على باب ميناء بيروت، و أهلها ممسوكون بأيديهم هيبة لهم، فصاح الأسود بهم، و ركب قوارب فيها لنسيه (3) و قد أفتق بطلبهم حتى استنقذ تلك المراكب، و قتل منهم، و كتب إلى هشام [فكتب هشام] (4) إلى الأسود بولايته على البحر، فلم يزل يحمد حزمه و عزمه و صنع اللّه له حتى توفي هشام، فأقره الوليد بن يزيد حتى قتل، و ولي يزيد بن الوليد فعزله و ولاّه الأردن و ولّى غازية البحر المغيرة بن عمير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: قال ابن بكير قال الليث: و فيها - يعني سنة عشرين - غزا الأسود بن بلال على الجماعة، و في سنة إحدى و عشرين غزا حفص بن الوليد البحر و كان بالسّاحل حتى قفل منه، و الأسود بن بلال على الجماعة فلم يخرجوا، و في سنة اثنتين (5) و عشرين و مائة غزا حفص بن الوليد البحر على أهل مصر، و على الجماعة أسود بن بلال فضلّوا من إسكندرية فأصابوا إقريطية (6) فبلغوا الجمع فهزمهم اللّه، و وطنوا إقريطية (7) و أصابوا منها رقيقا، و فيها - يعني سنة خمس و عشرين و مائة - غزا الأسود بن بلال البحر و على أهل مصر عيّاش بن عقبة، غزوا إلى قبرس (8) فأجلوها إلى الشام.

ص: 67


1- وردت الفقرة مضطربة بالأصل، و لعل الصواب ما أثبت.
2- العبارة مضطربة بالأصل، و المثبت عن م و انظر عبارة مختصر ابن منظور 387/4.
3- كذا بالأصل و في م: نشبه.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدركت الزيادة عن م.
5- بالأصل «اثنين».
6- في مختصر ابن منظور: إقريطش، و هي جزيرة كريت.
7- في مختصر ابن منظور: إقريطش، و هي جزيرة كريت.
8- جزيرة في بحر الروم.

قال ابن بكير: أمّر - يعني الوليد بن يزيد - على جيش البحر الأسود بن بلال المحاربيّ، و أمره أن يسير إلى قبرس فيخيّرهم فإن أحبّوا ساروا إلى الشّام، و إن شاءوا ساروا إلى الروم، فاختار طائفة منهم جوار المسلمين، فنقلهم الأسود إلى الشام، و اختار آخرون أرض الروم [فانتقلوا إليها.] (1).

762 - أسود بن قطبة

أبو مفزّر التميمي (2)

شاعر مشهور شهد اليرموك و القادسية و غيرها من المشاهد و قال في ذلك أشعارا يعدّ بلاءه و بلاء قومه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد بن يوسف، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا يوسف بن عمر قال: و قال الأسود أبو مفزّر في يوم اليرموك ثم شهد القادسية-:

قد علمت عمرو و زيد بأننا *** نحلّ إذا خاف العشائر بالسّهل

نجوب بلاد الأرض غير أذلّة *** بها عرض ما بين الفرات إلى الرّمل

أقمنا على اليرموك حتى تجمّعت *** جلابب روم في كتائبها العضل

نرى حين نغشاهم خيولا و معشرا *** و أسلحة ما تستفيق من القتل

شفاني الذي لاقى هرقل فردّه *** على رغمه بين الكتائب و الرّجل

قتلناهم حتى شفينا (3) نفوسنا *** من القادة الأولى الرءوس و من حمل

نعاورهم قتلا بكلّ مهنّد *** و نطلبهم (4) بالزحل زحلا على زحل

ص: 68


1- الخبر في الطبري 227/7 و الزيادة المستدركة منه.
2- ترجمته و شعره في كتاب «شعراء إسلاميون» للدكتور نوري حمودي القيسي ص 109 و ما بعدها و في تاريخ الطبري 3/.
3- عن مختصر ابن منظور و بالأصل سقينا.
4- عجزه في المختصر: و نطلبهم بالذحل ذحلا على ذحل و الأبيات ليست في شعره في كتاب «شعراء إسلاميون».

و قال أبو مفزّر التميمي أيضا (1):

أ لم تعلمي و العلم شاف و كافي *** و ليس الذي يهدي كآخر لا يهدي

بأنّا على اليرموك غير أشابة *** عراة هرقل في كتائبه يردي

و أن بني عمرو مطاعين في الوغى *** مطاعيم في اللأواء أنصبة الجهد

و كم فيهم من سيّد ذي توسّع *** و حمّال أعباء و ذي نائل قهد

و من ماجد لا يدرك النّاس فضله *** إذا عدّت الأحساب كالجبل الشّدّ

و قال أيضا (2):

و كم أغرنا غارة بعد غارة *** و يوما و يوما قد كشفنا أهاوله

و لو لا رجال كان حشو غنيمة *** له أما قط رجت عليهم أوائله

كفيناهم اليرموك لمّا تضايقت *** بمن حلّ باليرموك منه حمائله

فلا تعد من منّا هرقل كتائبا *** إذا رامها رام الذي لا يحاوله

و قال أبو مفزّر (3)-يعني في بهر سير (4)-:

زعمتم أنّنا لكم قطين *** و قول العجز (5) يخلطه الفجور

كذبتم ليس ذلكم كذاكم *** و لكنّا رحى بكم تدور

و لو رامت جموعكم بلادي *** إذا كرّت رحانا تستدير

فللنا حدكم بلوى قديس *** و لم يسلم هنالك بهر سير

فتحت البهرسير بإذن ربّي *** و أعدتني على ذاك الأمور

و قد عضّوا الشفاه ليهلكونا *** و دون القوم مهواة جرور

فطاروا قضّة و لهم زفير *** إلى دار و ليس بها نصير

[و قال أبو مفزّر أيضا:] (6)

تولّى بنو كسرى و غاب نصيرهم *** على بهر سيرا و استهدّ نصيرها

ص: 69


1- الأبيات ليست في:«شعراء إسلاميون».
2- الأبيات ليست في:«شعراء إسلاميون».
3- الأبيات في شعره (شعراء إسلاميون ص 120) و في غزوات ابن حبيش 251/2.
4- بهر سير: من نواحي بغداد قرب المدائن (معجم البلدان)، و في غزوات ابن حبيش بهر شير.
5- شعراء إسلاميون:«الفخر»، ابن حبيش: الفجر.
6- الأبيات الأول و الثاني الثالث في معجم البلدان «بهر سير» و نسبها إلى «أبي مقرّن» كذا. و ما بين معكوفتين زيادة لازمة.

غداة تولّت عن ملوك بنصرها *** كذا غمرات لا يبلّ بصيرها

مضى يزدجرد ابن الأكاسر سادما *** و أدبر عنه بالمدائن خيرها

فيا بوحة بالأخشبين (1) لأهلها *** و يثرب إذا جاء الأمير بشيرها

و يا قرحة ما تبرحنّ عدوّنا *** إذا جاءهم ما قد أسرّ خبيرها

فأبلغ أبا حفص - هديت - و قل له *** فأبشر بنصر اللّه، أنت أميرها

[و قال أبو مفزّر أيضا:] (2)

أبلغ أبا حفص بأني محافظ *** على الحرب و الأيام فيها فتوقها

أحطت بطورات الكتيبة إنّها *** أعدّت لفخر يوم ساحت عروقها

حططت عليك القوم من رأس شاهق *** و قد كان أعيا قبل ذلك نيقها

و حيث دفعنا بهر سير بمنطق *** من القول لم يعبأ بضاعت حقوقها

و قلّدت كسرى خيل موت فلم تزل *** مرازبه عنه و فيها عقوقها

حللت نظام القوم لمّا تحمسوا *** قطعت نفوس القوم و اعتاط ريقها

و أعجبني منهم هنالك أنهم *** على فتن منها و قد ضاق ضيقها

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني: و أما مفزر: أبو مفزّر الأسود بن قطّبة، شهد الفتوح، فتح القادسية فما بعدها، له أشعار كثيرة، و هو رسول سعد بن أبي وقاص في سبي جلولاء (3) إلى عمر بن الخطاب، و هو شاعر المسلمين في تلك الأيام، قال ذلك يوسف بن عمر في الفتوح، و قال أيضا عن عمرو بن محمد قال: أقطع عمر أبا مفزّر دار الفيل (4)،و قال أيضا: قال أبو مفزّر بعد فتح الحيرة (5):

ألا أبلغا عنّا الخليفة أننا *** غلبنا على نصف السّواد الأكاسرا (6)

ص: 70


1- الأخشبان: جبلان يضافان تارة إلى مكة و تارة إلى منى، و هما واحد (معجم البلدان).
2- زيادة لازمة.
3- جلولاء: طسوج من طاسيج السواد في طريق خراسان، بينها و بين خانقين سبعة فراسخ (معجم البلدان).
4- كذا، و لم أجدها.
5- الحيرة: مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة (معجم البلدان).
6- البيت في شعره (شعراء إسلاميون ص 121) و غزوات ابن حبيش 46/2 من ثلاثة أبيات. و بعدها في ابن حبيش قطعة من أربعة أبيات قالها بعد فتح الحيرة أولها: ألا أبلغا عني العريب رسالة فقد قسمت فينا فيوء الأعاجم

في شعر كثير قاله، و كان مع خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر رضي اللّه عنه في فتوحه.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أما مفزّر - بفاء ثم زاي مشددة مكسورة ثم راء مهملة - أبو مفزّر الأسود بن قطبة، شهد فتح القادسية و ما بعدها، و هو رسول سعد إلى عمر بفتح جلولاء، و له أشعار كثيرة ذكر يوسف.

763 - أسود بن قبيس بن معدي كرب بن عبد كلال الحميريّ،

[حكى] (2) عن عمر بن عبد العزيز.

حكى عنه عبد اللّه بن يزيد بن تميم السلمي.

و ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق فقال: و من كتّاب بني أمية بدمشق الأسود بن قبيس بن معدي كرب بن عبد كلال الحميري، و كان على زمام خراج الأرض (3) أيام عمر بن عبد العزيز.

قرأت على أبي عبد اللّه بن أسد بن عمّار، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن الحسن الرّبعي الحافظ، أنا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد، حدّثني أحمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد التّميمي و أبو الدحداح، نا أبو عامر موسى بن عامر بن عمارة المزني، نا الوليد بن مسلم، نا عبد اللّه بن يزيد بن تميم أنه سمع الأسود بن قبيس بن معدي كرب و كان على زمام خراج الأرض لعمر بن عبد العزيز قال: فسألني عن شيء فقلت: برئت من الإسلام إن كنت فعلت، فقال عمر: إلى أي دين ترجع؟ كدت أن تغرّنا من عملنا، الحق بأهلك.

764 - أسود بن مروان المقدّي البلقاوي

764 - أسود بن مروان المقدّي (4) البلقاوي

حدّث عن سليمان بن عبد الرّحمن التّميمي.

ص: 71


1- الاكمال لابن ماكولا 283/7.
2- زيادة لازمة عن م.
3- اللفظة غير واضحة بالأصل و المثبت عن مختصر ابن منظور 390/4 و في م: الأرضين.
4- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى حصن مقدية، و هي من عمل أذرعات من أعمال دمشق ذكره السمعاني ترجم له ترجمة قصيرة. و ضبطت بالقلم في ياقوت مقدية (بفتح فسكون و تخفيف الياء) و ذكره ياقوت و ترجم له.

روى عنه سليمان الطّبراني.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم.

و أنبأنا أبو الفتح الحداد، نا عبد الرّحمن بن محمد بن عبيد اللّه الهمذاني ح.

و أخبرنا أبو علي الحداد و جماعة، و حدّثني أبو العباس بن الرّويدشتي (1)،أنا محمد بن الفضل الفزاري، و فاطمة بنت عبد اللّه و حسنة بنت علي، قالوا: أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن ريذة (2)،قالوا: أنا أبو القاسم بن أحمد الطّبراني نا الأسود بن مروان المقرئ - زاد ابن ريدة (3):من أهل حصن بقرية من عمل أذرعات من دمشق - و قالوا: قال: أنا سليمان بن عبد الرّحمن - زاد ابن ريدة (4):بن بنت شرحبيل الدّمشقي - و قالوا: قال سعدان بن يحيى، عن صدقة بن أبي عمران، عن سليمان الكاهلي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«الإمام ضامن و المؤذن مؤتمن اللّهم أرشد الأئمة و اغفر للمؤذنين»[2290].

زاد ابن ريدة عن سليمان قال: لم يروه عن صدقة بن أبي عمران إلاّ سعدان بن يحيى و لا عنه إلاّ سليمان، تفرد به الأسود بن مروان و كان ثقة، و هكذا يقول ابن بنت شرحبيل سعدان بن يحيى، و يقول هشام بن عمار: سعيد بن يحيى النّخعي و سعيد بن يحيى و لقبه سعدان، و القولان جميعا صحيحان.

765 - أسود بن المغراء بن شراحيل بن الأرقم بن الأسود

شهد اليرموك نصرانيّا و قاتل بقوم قومه، ثم أسلم بعد ذلك بمن معه. له ذكر.

ذكره أبو بكر بن دريد في كتاب الاشتقاق.

766 - أسود صاحب عمر بن عبد العزيز

إن لم يكن الأسود بن قبيس الذي تقدم ذكره فهو آخر، روى عنه سعد أبو عاصم مولى بني هاشم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصّقر، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف، أنا أبو بكر أحمد بن

ص: 72


1- ضبطت عن الأنساب هذه النسبة إلى رويدشت و هي قرية من قرى أصبهان.
2- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت عن التبصير، ترجمته في سير الأعلام 595/17.
3- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت عن التبصير، ترجمته في سير الأعلام 595/17.
4- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت عن التبصير، ترجمته في سير الأعلام 595/17.

محمد بن إسماعيل بن الفرج، نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي، قال: قال محمد بن إسماعيل البخاري، نا موسى بن إسماعيل، نا سعد أبو عاصم، عن الأسود قال:

كنت أشتري لعمر بن عبد العزيز حوائجه.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، انا ابو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل بن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (1):قال الأسود: كنت أشتري لعمر بن عبد العزيز حوائجه، سمع منه سعد أبو عاصم، قال لي موسى بن إسماعيل حديثه عن البصريين.

ذكر من اسمه أسيد

767 - أسيد بن الحضير بن سماك بن عتيك بن رافع

767 - أسيد (2) بن الحضير بن سماك بن عتيك بن رافع

ابن امرئ القيس،

و يقال: ابن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل ابن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو، هو النّبيت بن مالك بن الأوس ابن حارثة، و هو العنقاء بن عمرو، و هو مزيقياء بن عامر ماء السّماء بن حارثة الغطريف ابن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان ابن سبأ، و اسمه عامر بن يشجب بن يعرب بن قحطان أبو يحيى، و يقال: أبو عتيك، و يقال: أبو الحضير، و يقال: أبو عيسى، و يقال: أبو عمرو الأنصاري الأوسي - الأشهلي النقيب (3)حدّث عن النبي صلى اللّه عليه و سلم و شهد معه العقبة.

روى عنه: أبو سعيد الخدري، و كعب بن مالك، و أنس بن مالك، و عائشة الصّدّيقة، و عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و محمد بن إبراهيم بن الحارث، و ابن شفيع.

و شهد مع عمر بن الخطاب الجابية فيما ذكره محمد بن عمر الواقدي في فتوح الشام، و ذكر أن عمر جعله على ربع الأنصار و شهد معه فتح بيت المقدس ثم خرج معه خرجته الثانية، التي رجع فيها من سرغ (4) أميرا على ربع الأنصار.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا

ص: 73


1- التاريخ الكبير 1/قسم 450/1.
2- ضبطت بالضم عن تهذيب التهذيب 220/1 ترجمته.
3- ترجمته في الإصابة 49/1 و أسد الغابة 111/1 الاستيعاب 175/1 و سير أعلام النبلاء 340/1 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر ترجمته.
4- سرغ و هو أول الحجاز و آخر الشام بين المغيثة و تبوك من منازل حاج الشام (معجم البلدان).

عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،نا محمد بن جعفر، نا شعبة، قال: سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك، عن أسيد بن حضير أن رجلا من الأنصار تخلّى برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: أ لا تستعملني كما استعملت فلانا؟ قال:«إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض»[2291].

أخرجه البخاري و مسلم عن محمد [بن] (2) بشّار، عن محمد بن جعفر.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمد بن الرّحمن، أنا أبو عمرو محمد بن أحمد.

ح و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور - و أنا حاضرة - أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو علي، نا و حموية، نا يحيى بن أبي زائدة، نا محمد بن إسحاق، عن حفص، عن عبد الرّحمن، عن محمود بن لبيد، عن ابن شفيع - و كان طبيبا - قال: دعاني أسيد بن حضير فقطعت له عرق النّسا، فحدّثني بحديثين.

قال: أتاني أهل بيتين من قومي من أهل بيت من بني ظفر و أهل بيت من بني معاوية فقالوا: كلم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقسم لنا أو يعطينا أو نحوا من هذا فكلّمته فقال:«نعم أقاسم لأهل كلّ بيت منهم شطرا، فإن عاد اللّه علينا عدنا عليهم». قال: فقلت جزاك اللّه خيرا يا رسول اللّه، قال:«و أنتم فجزاكم اللّه خيرا، فإنكم»- و قال ابن المقرئ: فإني-«ما علمتكم أعفّة صبر»[2292].

قال: و سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنكم ستلقون أثرة بعدي»[2293] فلمّا كان عمر بن الخطاب قسم حللا بين الناس فبعث إليّ منها بحلّة فاستصغرتها فأعطيتها ابني، و قال ابن حمدان: أنه فبينا أنا أصلّي إذ مرّ بي شاب من قريش عليه حلّة من تلك الحلل يجرّها، فذكرت قول النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إنكم ستلقون»- و قال ابن المقرئ: تلقون - أثرة بعدي» فقلت: صدق اللّه و رسوله، فانطلق رجل إلى عمر فأخبره فجاء و أنا أصلّي فقال: صلّ يا أسيد، فلما قضيت صلاتي قال: كيف قلت؟ فأخبرته، فقال: تلك حلّة بعثت بها إلى فلان

ص: 74


1- مسند أحمد 352/4.
2- سقطت من الأصل و الزيادة عن م. صحيح مسلم: كتاب الإمارة(33) باب(11) ح 1845 (ج 1474/3).

و هو بدريّ أحدي عقبيّ فأتاه هذا الفتى فابتاعها منه، فلبسها فأظننت - و قال ابن المقرئ:

فظننت - أن ذلك يكون في زماني! قلت: قد - و قال ابن المقرئ فقلت - و اللّه يا أمير المؤمنين ظننت أن ذاك لا يكون في زمانك.

و قد رويت القصة الأولى منه عن أنس قال: جاء أسيد. أخبرنا بها أبو محمد بن أبي القاسم بن أبي بكر القارئ أنا أبو جعفر عمر بن أحمد بن منصور الزاهدي، أنا أبو سعيد محمد بن الحسين بن موسى السّمسار، أنا الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، نا علي بن حجر، نا عاصم بن سويد، حدّثني يحيى بن سعيد، عن أنس بن مالك قال: جاء أسيد بن الحضير الأشهلي إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و قد كان قسم طعاما، فذكر له أهل بيته من الأنصار من بني ظفر فيهم حاجة، قال: و جلّ أهل ذلك البيت نسوة قال: فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«تركتنا يا أسيد حتى ذهب ما في أيدينا، فإذا سمعت بشيء قد جاءنا فاذكر لي أهل ذلك البيت» قال: فجاءه بعد ذلك طعام من خبيز و شعير أو تمر، قال فقسم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الناس و قسم في الأنصار فأجزل، و قسم في أهل ذلك البيت فأجزل، فقال أسيد بن الحضير متشكرا: جزاك اللّه أي نبي اللّه عنا أطيب الجزاء - أو قال: خيرا - فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«و أنتم معشر الأنصار فجزاكم اللّه أطيب الجزاء» أو قال:«خيرا - فإنكم - ما علمت - أعفّة صبر و سترون بعدي أثرة في الأمر و القسم فاصبروا حتى تلقوني على الحوض»[2294].

أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل العدوي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمد الخليلي - ببلخ - أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن الخزاعي، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشّاشي، نا عيسى [بن] (1) أحمد العسقلاني، أنا يزيد، أنا محمد بن عمر، عن أبيه، عن جدّه، عن عائشة قالت: قدمنا من حجّ أو عمرة فتلقينا بذي الحليفة (2)،و كان غلمان الأنصار يتلقون أهليهم، فلقوا أسيد بن حضير فنعوا له امرأته، فتقنّع و جعل يبكي؛ فقلت: غفر اللّه لك، أنت صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ليس (3) لك من المسابقة و القدم مالك، و أنت تبكي على امرأة (4)؛قالت فكشف رأسه، و قال: صدقت لعمري ليحقّ أن لا أبكي على أحد بعد سعد بن معاذ و قد قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما قال؛ قالت: قلت: و ما قال له

ص: 75


1- زيادة لازمة، انظر ترجمته في سير الأعلام 381/12(165).
2- ذو الحليفة: قرية بينها و بين المدينة ستة أميال أو سبعة و منها ميقات أهل المدينة (ياقوت).
3- كذا.
4- انظر سيرة ابن هشام 263/3 باختلاف.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؟ قال: قال:«لقد اهتزّ العرش بوفاة سعد بن معاذ» قالت: و هو يسير بيني و بين رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[2295].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد البغوي، نا وهب نا بقية، أنا خالد بن عبد اللّه، عن حصين، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أسيد بن حضير، عن رجل من الأنصار قال (1):بينما نحن عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نتحدث و كان فيه [مزاح] (2) يحدث القوم و يضحكهم فطعنه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في خاصرته، فقال:«أصبرني» فقال:«اصطبر» قال:

اصطبر قال: إنك عليك قميص و لم يكن عليّ قميص، فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قميصه، فاحتضنه (3) و جعل يقبّل كشحه و يقول: إنما أردت هذا يا رسول اللّه.

أخرجه أبو داود (4) عن عمرو بن عون، عن خالد[2296].

أخبرنا أبو محمد السّلمي، أنا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، حدثني يونس بن عبد الأعلى، أنا ابن وهب، نا مالك قال: كان أسيد بن الحضير أحد النقباء قال: و كانت الأنصار بينهم اثنا عشر نقيبا و كانوا سبعين رجلا، قال مالك: فحدّثني شيخ من الأنصار أن جبريل صلى اللّه عليه و سلم و على جميع الملائكة كان يشير له إلى أن يجعله نقيبا، قال مالك بن أنس: كنت أعجب كيف جاء من كل قبيلة رجلان، و من قبيلة رجل حتى حدّثني هذا الشيخ أن جبريل صلى اللّه عليه و سلم كان يشير إليهم يوم البيعة يوم العقبة.

قال لي مالك: عدّة النقباء اثنا عشر رجلا، تسعة من الخزرج، و ثلاثة من الأوس (5).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا محمد بن الحسين بن

ص: 76


1- سير الأعلام 342/1 و مختصر ابن منظور 393/4.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و انظر سير الأعلام.
3- إعجامها غير واضح بالأصل و المثبت عن م.
4- أخرجه أبو داود في كتاب الأدب، باب في قبلة الجسد (ح 5224). و قوله: أصبرني: أي أقدني، و اصطبر: استقد.
5- انظر في أسماء النقباء الاثني عشر و أنسابهم ابن سعد 603/3 و ما بعدها.

الفضل، أنا محمد بن عبد اللّه بن عتّاب، نا القاسم بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمّه موسى بن عقبة في تسمية من شهد العقبة الثانية من الأوس: ثم من بني عبد الأشهل: أسيد بن الحضير و هو نقيب (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، أنا محمد بن إسحاق، قال (2):و شهد العقبة من الأوس ابن خارجة بن ثعلبة بن عمر بن عامر: أسيد بن حضير بن سماك بن عبيد (3) بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو، ابن (4) مالك بن (5) الأوس، و هو نقيب قد شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم هذا وهم و يدل عليه ما أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حية، أنا محمد بن شجاع السّلمي، أنا محمد بن عمر الواقدي، حدّثني ابن أبي سبرة، عن عبد اللّه بن أبي سفيان قال: و لقيه أسيد بن حضير فقال: يا رسول اللّه، الحمد للّه الذي ظفرك و أقرّ عينك، و اللّه يا رسول اللّه ما كان تخلّفي عن بدر و أنا أظن أنك تلقى عدوّا و لكنّي ظننت أنها العير، و لو ظننت أنه عدو ما تخلّفت، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«صدقت»[2297].

و قوله ابن عبيد وهم، و إنما هو ابن عتيك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، حدّثني سعيد بن يحيى الأموي، حدّثني أبي عن ابن إسحاق قال: كان نقيب عبد الأشهل يوم العقبة: أسيد بن حضير بن سماك. سمعت سعد بن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري يقول: أسيد بن الحضير بن سماك من الأوس من النقباء ليلة العقبة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز ثابت بن منصور بن المبارك الكيلي، قالا:

ص: 77


1- انظر في أسماء النقباء الاثني عشر و أنسابهم ابن سعد 603/3 و ما بعدها.
2- سيرة ابن هشام 86/2-87.
3- في ابن هشام:«عتيك» و سينبه ابن عساكر إلى ذلك.
4- بالأصل «و ابن» و المثبت عن ابن هشام.
5- بالأصل «من» و المثبت عن ابن هشام.

أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن و محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو جعفر الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط قال في تسمية أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: من بني عبد الأشهل و هو ابن جشم بن الحارث بن الخزرج بن النّبيت و هو عمر بن مالك بن الأوس بن حادية بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان:

أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل يكنى أبا عتيك نقيب شهد بدرا، و مات بعد العشرين، قيل قبل عمر، كان في الأصل يكنى أبا عتيق بالقاف في تسمية أبا عتيك بالكاف و هو الصواب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد القرميسيني، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك من بني عبد الأشهل، و كنية أسيد بن حضير صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم أبو يحيى.

و أخبرني أبو الفضل بن ناصر، أنا الحسن بن علي، أنا محمد بن المظفّر، أنا أحمد بن علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن البرقي، قال: أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس شهد العقبة و كان نقيبا فيما قال ابن إسحاق و يكنى أبا يحيى: توفي زمن عمر سنة عشرين جاء عنه أربعة أحاديث (1).

أخبرنا أبو بكر شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمد بن سعد قال: في الطبقة الأولى من الأنصار: أسيد بن حضير بن السّماك بن عتيك،- حدّثني عبد الأشهل - و يكنى أبا يحيى و كان يكنى أيضا أبا الحضير.

أخبرنا على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (2):[أسيد] (3) ابن الحضير بن سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، و يكنى أبا يحيى،

ص: 78


1- انظر الاستيعاب 54/1 و 55 على هامش الإصابة.
2- طبقات ابن سعد 603/3-604.
3- زيادة عن ابن سعد.

و كان يكنى أيضا أبا الحضير، و أمّه في رواية محمد بن عمر: أم أسيد بنت النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، و في رواية عبد اللّه بن محمد بن عمارة: أم أسيد بنت سكن بن كرز بن زعورا بن عبد الأشهل، و كان لأسيد من الولد: يحيى و أمه من كندة توفي و ليس له عقب، و كان أبو [ه] (1) حضير الكتائب شريفا في الجاهلية، و كان رئيس الأوس يوم بعاث (2) و هي آخر وقعة كانت بين الأوس و الخزرج في الحروب التي كانت بينهم، و قتل يومئذ حضير الكتائب، و كانت هذه الوقعة و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بمكة قد تنبّى و دعا إلى الإسلام، ثم هاجر بعدها بستّ سنين إلى المدينة. و لحضير الكتائب يقول خفاف بن ندبة السّلمي (3):

لو أن المنايا حدن عن ذي مهابة *** لهبن حضيرا يوم غلّق واقما

يطوف به حتى إذا الليل جنّه *** تبوّأ منه مقعدا متناعما

قال: و واقم (4):أطم حضير الكتائب و كان في بني الأشهل، و كان أسيد بن الحضير بعد أبيه شريفا في قومه في الجاهلية [و في الإسلام يعدّ من عقلائهم و ذوي رأيهم، و كان يكتب بالعربية في الجاهلية] (5) و كانت الكتابة في العرب قليلا، و كان يحسن العوم (6)و الرمي، و كان يسمّى من كانت هذه الخصال فيه في الجاهلية الكامل و كانت قد اجتمعت في أسيد، و كان أبوه حضير الكتائب يعرف بذلك أيضا و يسمّى به، كذا قال و أسقط رافعا من نسبه.

و قد أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنا، قالا: أنا [أبو] (7) الحسين بن الآبنوسي، عن أبي بكر أحمد بن عبيد بن بيري (8)،أنا محمد بن الحسين الزّعفراني، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا هوذة، نا ابن جريج، حدّثني عكرمة بن

ص: 79


1- زيادة عن ابن سعد.
2- بعاث بالضم، موضع في نواحي المدينة كانت به وقائع بين الأوس و الخزرج في الجاهلية.
3- البيتان في ابن سعد 604/3 و معجم البلدان (بعاث) و هما في شعره المجموع ضمن كتاب «شعراء إسلاميون» للدكتور نوري حمودي القيسي ص 488 و انظر تخريجهما فيه.
4- واقم: أطم من آطام المدينة كأنه سمي بذلك لحصانته (معجم البلدان).
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و انظر ابن سعد.
6- كذا بالأصل و م.
7- الزيادة عن م.
8- رسمها غير واضح بالأصل و م و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 197/17.

خالد أنه أسيد بن حضير بن سماك، و هو سماك بن عتيك بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل.

قال: فأخبرنا الفضل بن غانم قال: عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس بن حارثة.

قال: و نا أحمد بن محمد بن أيوب، نا إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق قال:

أسيد بن حضير يكنى أبا يحيى.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون و أخبرنا (1) أبو البركات الأنماطي (2) أنا ثابت بن بندار، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الصّيرفي، أنا عبيد اللّه بن يعقوب، أنا العباس بن العباس بن محمّد الجوهري، أنا صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل، نا أبي قال: أسيد بن حضير أبو عتيك.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر [نا] (3) أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم بن النّرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا أحمد الواسطي - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن إسماعيل قال (4):أسيد بن حضير أبو يحيى الأنصاري الأشهلي، له صحبة، مديني مات في عهد عمر قاله عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر، و قال لي عبد العزيز بن عبد اللّه، عن إبراهيم بن سعد، عن محمد [بن] (5) إسحاق، عن يحيى بن عبّاد، عن أبيه، عن عائشة قالت: ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد يعتد عليهم فضلا كلهم من بني عبد الأشهل: سعد بن معاذ، و أسيد بن حضير، و عبّاد بن بشر. و قال أحمد (6):حدثنا عفّان عن حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن ابن أبي ليلى: أن أسيد بن حضير أبو عتيك.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو يحيى أسيد بن حضير الأنصاري الأشهلي له صحبة.

ص: 80


1- سقطت من الأصل و الزيادة عن م.
2- بالأصل «أن» و الصواب عن م.
3- بالأصل «أن» و الصواب عن م.
4- التاريخ الكبير 1/قسم ثاني/47.
5- سقطت من الأصل و الزيادة عن م.
6- بالأصل «بن» و المثبت عن البخاري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا ابن اللاّلكائي، أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، أنا يعقوب بن سفيان قال (1):أسيد بن الحضير أبو يحيى.

قرأت على أبي الفضل بن الحكاك، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أنا أبو موسى بن أبي عبد الرحمن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو يحيى أسيد بن حضير، و قيل أبو عتيك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن البقشلان، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا أحمد بن زهير، عن المدائني قال: كنية أسيد أبو يحيى. قال: و نا عبد اللّه بن محمد قال: أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك يكنى أبا عتيك و يقال: أبا يحيى، و يقال: أبا حضير (2).

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو نصر طاهر بن محمد، نا علي بن أحمد الحوري، نا أبو زكريّا يزيد بن أحمد، قال: سمعت القاضي محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقرئ قال: أسيد بن حضير الأنصاري يكنى أبا يحيى.

أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، أنا أبو القاسم الخليلي، أنا أبو القاسم الخزاعي، أنا الهيثم بن كليب، قال: أسيد بن حضير بن سماك بن عبيد بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل كان عقبيا (3) نقيبا.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا محمد بن إسحاق بن مندة، قال: أسيد بن حضير أبو يحيى، و يقال: أبو عتيك الأنصاري الأشهلي، عداده في أهل المدينة، توفي في عهد عمر (4) سنة عشرين.

قال ابن مندة: و أنا عبد اللّه بن جعفر البغدادي، نا يحيى بن أيوب، نا ابن بكير، حدّثني اللّيث، عن يزيد بن عبد اللّه بن الهاد، عن عبد اللّه بن محارب، عن أبي سعيد الخدري، عن أسيد بن الحضير أنه قال: غدوت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«يا أبا يحيى»[2298].

ص: 81


1- المعرفة و التاريخ 43/3.
2- بالأصل «حصير» و الصواب عن م.
3- بالأصل «عقيبا» و الصواب ما أثبت عن م.
4- بالأصل «عمرو» خطأ و الصواب عن م.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي، أنا أبو سعيد مسعود بن ناصر السّجزي، أنا أبو الحسين عبد الملك بن الحسن بن سياوش الكازروني، قال: قال [أبو] (1) نصر أحمد بن محمد بن الحسن الكلاباذي: أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك، و يقال أبو الحصير الأنصاري الأشهلي سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه أبو سعيد الخدري، و أنس بن مالك: فضائل القرآن، و المناقب، و الفتوحات في عهد عمر و ذكره البخاري.

و قال محمد بن يحيى الذهلي قال يحيى بن بكير: مات سنة عشرين و حمله عمر بين عمودي السرير حتى وضعه بالبقيع و صلّى عليه (2)؛و قال الواقدي نحو قول ابن بكير؛ و قال عمرو بن علي: مات سنة عشرين؛ و قال ابن بشير مثل عمرو.

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني، أنا أبو بكر الصّفّار، و أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ، أنا أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم (3)،أنا أبو العباس الثّقفي، نا زكريا بن الحارث أبو يحيى القيسي، نا معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أسيد بن حضير قال، قال: قال لي النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا أبا عيسى»[2299].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمد بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال (4):و حدثني عبد اللّه بن أبي بكر بن حزم و عبيد اللّه بن المغيرة بن معيقيب قالا:

بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مصعب بن عمير مع النفر الاثني عشر الذين بايعوا في العقبة الأولى - و كان عبد اللّه بن أبي بكر يقول: ما أدري ما العقبة الأولى، قال ابن إسحاق: بلى لعمري لقد كانت عقبة و عقبة إلى المدينة - يفقّه أهلها (5) و يقرئهم القرآن، و كان منزله على أسعد بن زرارة - و كان إنّما يسمّى بالمدينة المقرئ - فخرج يوما أسعد بن زرارة إلى دار

ص: 82


1- سقطت من الأصل، و الزيادة عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 94/17.
2- سير أعلام النبلاء 343/16.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 370/16.
4- انظر سيرة ابن هشام 76/2 و ما بعدها.
5- في ابن هشام: و أمره أن يقرئهم القرآن و يعلمهم الإسلام و يفقههم في الدين.

بني عبد الأشهل، فدخل حائطا من حوائط بني ظفر - و هي قرية لبني ظفر دون قرية بني عبد الأشهل، و كانا ابنا عمّ - يقال لها بئر مرق (1)،فسمع بهما سعد بن معاذ - و كان ابن خالة أسعد بن زرارة - فقال لأسيد بن حضير: ائت أسعد بن زرارة فازجره عنّا فليكفّ عنّا ما نكره، فإنه قد بلغني أنه قد جاء بهذا الرّجل الغريب معه يسفّه سفهاءنا و ضعفاءنا، فإنه لو لا ما بيني و بينه من القرابة لكفيتك ذلك؛ فأخذ أسيد بن حضير الحربة ثم خرج حتى أتاهما، فلما رآه أسعد بن زرارة قال لمصعب بن عمير: هذا و اللّه سيد قومه قد جاءك فأبل اللّه فيه بلاء حسنا. فقال: إن يقعد أكلّمه فوقف علينا متشتما فقال: يا أسعد ما لنا و لك تأتينا بهذا الرجل الغريب تسفّه به سفهاءنا؟ فقال: أو تجلس فتسمع، فإن رضيت أمرا قبلته، و إن كرهته كفّ عنك ما تكره قال: قد أنصفتم.

ثم ركز الحربة و جلس، فكلّمه مصعب، و عرض عليه الإسلام، و تلا عليه القرآن:

فو اللّه لعرفنا الإسلام في وجهه قبل أن يتكلم لتسهّله، ثم قال: ما أحسن هذا و أجمله! فكيف تصنعون إذا دخلتم في هذا الدين؟ قال: تطهّر و تطهّر ثيابك، و تشهد شهادة الحقّ و تصلّي ركعتين، ففعل ثم قال لهما: إن ورائي رجلا من قومي إن تابعكما (2) لم يخالفكما أحد بعده، ثم خرج حتى أتى سعد بن معاذ (3) فلما رآه سعد بن معاذ مقبلا قال: أحلف باللّه لقد رجع عليكم أسيد بن حضير بغير الوجه الذي ذهب به. قال له سعد فما ذا صنعت؟ قال قد ازدجرتهما (4)،و قد بلغني أن بني حارثة يريدون أسعد بن زرارة ليقتلوه ليخفروك (5) فيه - لأنه ابن خالته - فقام إليه سعد مغضبا، فأخذ الحربة من يده، و قال: و اللّه ما أدراك أغنيت شيئا، فخرج.

فلما نظر إليه أسعد بن زرارة قد طلع عليهما قال لمصعب: هذا و اللّه سيد من وراءه من قومه، إن هو تابعك لم يخالفك أحد من قومه، فاصدق اللّه فيه، فقال مصعب بن عمير:

إن يسمع مني أكلّمه.

فلما وقف عليهما قال: يا أسعد ما دعاك إلى أن تغشاني بما أكره - و هو متشتّم - أما

ص: 83


1- بئر مرق: بالمدينة، ذكر في الهجرة، و يروى بسكون الراء (معجم البلدان).
2- ابن هشام 78/2: إن اتبعكما.
3- و كان سعد و قومه في ناديهم ينتظرونه (ابن هشام).
4- زيد في ابن هشام: فقالا: نفعل ما أحببت.
5- الإخفاء: نقض العهد و الغدر.

و اللّه إنه لو لا ما بيني و بينك من القرابة ما طمعت في هذا مني فقالا له: أو تجلس فتسمع، فإن رضيت أمرا قبلته و إن كرهته أعفيت مما تكره؟ قال: أنصفتما بي، ثم ركز الحربة و جلس.

فكلّمه مصعب و عرض عليه الإسلام، و تلا عليه القرآن قال: فو اللّه لعرفنا فيه الإسلام قبل أن يتكلّم، لتسهّل (1) وجهه، ثم قال: أحسن هذا، و كيف تصنعون إذا دخلتم في هذا الدين؟ فقالا له: تطهّر و تطهّر ثيابك، و تشهد شهادة الحقّ و تركع ركعتين، فقام ففعل، ثم أخذ الحربة و انصرف عنهما إلى قومه.

فلمّا رآه رجال بني عبد الأشهل قالوا: نقسم باللّه لقد رجع إليكم سعد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم؟ فلما وقف عليهم قال: يا بني عبد الأشهل، أيّ رجل تعلمون فيكم؟ قالوا: نعلمك و اللّه خيرنا و أفضلنا، أيمننا نقيبة، و أفضلنا (2) رأيا: قال: فإن كلام نسائكم و رجالكم عليّ حرام حتى تؤمنوا باللّه وحده، و تصدقوا بمحمد صلى اللّه عليه و سلم.

فو اللّه ما أمسى من ذلك اليوم في دار بني الأشهل رجل و لا امرأة إلاّ مسلم [و مسلمة] (3).

قرأت على أبي الغالب بن (4) البنّا عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، أنا محمد بن سعد (5)،أنا محمد بن عمر أخبرنا (6) إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال:

كان إسلام أسيد بن الحضير و سعد بن معاذ على يدي مصعب بن عمير العبدري (7) في يوم واحد. تقدم أسيد سعدا في الإسلام بساعة، و كان مصعب بن عمير قد قدم المدينة قبل السبعين أصحاب العقبة الآخرة يدعو الناس إلى الإسلام و يعلمهم القرآن و يفقههم في

ص: 84


1- ابن هشام: لإشراقه و تسهله.
2- الأصل:«و أفضلنا فينا رأيا» و المثبت يوافق عبارة ابن هشام.
3- زيادة عن ابن هشام.
4- بالأصل «إنّ» خطأ.
5- طبقات ابن سعد 604/3.
6- عن ابن سعد و بالأصل «بن».
7- هو مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، أبو عبد اللّه، من جلة الصحابة و فضلائهم (انظر الاستيعاب - الروض الأنف).

الدين بأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و شهد أسيد العقبة الآخرة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا، و كان أحد النقباء الاثني عشر و آخى (1) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين أسيد بن الحضير و زيد بن حارثة، و لم يشهد أسيد بدرا و تخلف هو و غيره من أكابر أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من النقباء و غيرهم عن بدر و لم يظنوا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يلقى بها كيدا و لا قتالا و إنما خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و من معه يتعرضون لعير قريش حيث رجعت من الشام فيبلغ ذلك أهل العير فبعثوا إلى مكة من يخبر قريشا بخروج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إليهم و ساحلوا بالعير فأفلتت و خرج نفير قريش من مكة يمنعون غيرهم فالتقوا هم و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و من معه على غير موعد ببدر.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أبي بكر المقرئ، أنا محمد بن الحسين أبو عبد اللّه الزعفراني، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا يوسف بن بهلوك، نا ابن إدريس، عن ابن (2) إسحاق، أخبرني عبيد اللّه بن المغيرة بن معيقيب و عبد اللّه بن أبي بكر: أن إسلام أسيد بن الحضير إنما كان على يدي مصعب بن عمير.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا سعيد بن أحمد بن محمد، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن محمد الفامي ح.

و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا سعيد بن أحمد الصوفي، أنا عبد اللّه بن أحمد بن الرومي، قالا: أنا العبّاس محمد بن إسحاق الثقفي، نا قتيبة بن سعيد، نا عبد العزيز بن محمد، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«نعم الرجل أبو بكر، نعم الرجل عمر، نعم الرجل أبو عبيدة، نعم الرجل أسيد بن حضير، نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس، نعم الرجل معاذ بن جبل، نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح» (3) أخرجه الترمذي عن قتيبة[2300].

أخبرنا (4) أبو غالب بن أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي (5)،أنا

ص: 85


1- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن ابن سعد.
2- بالأصل «أبي» الصواب ما أثبت، انظر ابن هشام 77/2.
3- أخرجه الترمذي في المناقب، باب مناقب معاذ و زيد (ج 3797)، و سير أعلام النبلاء 341/1.
4- العبارة بالأصل ما بين الرقمين:«أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد بن الحسن بن الآبنوسي، و ما أثبت قياسا إلى سند مماثل انظر مطبوعة ابن عساكر 307/7» كالأصل أيضا و في م.
5- العبارة بالأصل ما بين الرقمين:«أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد بن الحسن بن الآبنوسي، و ما أثبت قياسا إلى سند مماثل انظر مطبوعة ابن عساكر 307/7» كالأصل أيضا و في م.

عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد بن زنبور بن أبي حازم، عن سهل، عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«نعم الرجل أسيد بن حضير»[2301].

أخبرنا أبو عمر محمد بن محمد بن القاسم الهيثمي، و أبو القاسم الحسين بن الزهري، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد الأديب، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق بن زياد، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمد الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد الحموي، أنا إبراهيم بن خزيم (1) الشاشي، نا عبد بن حميد الكشّي ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي (2)،أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل بن محمد الصفار.

أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم بن أحمد الصّقلّي، أنا أبو الفتح المظفر بن حمزة بن محمد الجرجاني، أنا عبد اللّه بن يوسف بن بامويه، أنا أبو سعيد الشرابي، قال: نا أحمد بن منصور الرمادي، قال: نا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن ثابت - زاد عبد:

البناني - عن أنس أن أسيد بن حضير و رجلا آخر من الأنصار تحدثا عند النبي صلى اللّه عليه و سلم - و قال الرمادي: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، زاد عبد: ليلة و قالا - في حاجة لهما حتى ذهب من الليل ساعة و ليلة - و قال الرمادي: في ليلة - شديدة الظلمة ثم خرجا من عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - زاد عبد:

بنقلتان - و بيد كل واحد منهما عصيّة فأضاءت عصا أحدهما لهما حتى مشى في ضوأها حتى إذا افترق بهما الطريق أضاءت للآخر عصاه (3).

رواه حمّاد بن سلمة (4)،عن ثابت فسمّى الرّجل الآخر عبّاد بن بشر.

أخبرنا أبو علي بن السبط و أبو (5) غالب بن البنّا، قالا: أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو (6) القاسم إبراهيم بن جعفر الخرقي، نا أبو العباس محمد بن طاهر المروزي ح.

ص: 86


1- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب عن م، ترجمته في سير الأعلام 386/14.
2- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب عن م.
3- دلائل النبوة للبيهقي 77/6-78 و الحاكم في المستدرك 288/3 و نقله السيوطي في الخصائص الكبرى 80/2.
4- أخرجه البخاري في 63 كتاب مناقب الأنصار 13 باب منقبة أسيد بن حضير و عبادة بن بشير (ح 3805) فتح الباري 124/7-125.
5- بالأصل «و ابن» خطأ و الصواب عن م.
6- بالأصل «ابن» خطأ و الصواب عن م.

و أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو يعلى محمد بن الحسين بن النّقّور و جماعة.

و أخبرنا أبو بكر المزرفي، و أبو ياسر سليمان بن عبد اللّه بن سليمان الفرغاني، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالوا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمد بن إسحاق بن حبابة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي بن داود بن الجراح ح.

و أخبرنا أبو العز ابن الكادش، أنا أبو طالب العشاري (1)،أنا أبو الحسين محمد بن عبد اللّه ابن أخي ميمي الدّقّاق قالوا: أنا عبد اللّه بن محمد البغوي، قالا: أنا عبيد اللّه بن محمد بن حفص العيشي - زاد المروزي: التّميمي - نا حمّاد بن سلمة [عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: كان عبّاد بن بشر و أسيد] (2)-زاد بن حبابة: بن حضير - كانا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في ليلة ظلماء حندس - زاد البغوي قال العيشي: الحندس الشديد الظلمة - و في حديث الدّقّاق: قال العيشي يعني شديدة الظلمة - فلما خرجا - زاد الدّقّاق: من عنده - أضاءت عصا أحدهما فمشيا في ضوئها فلما افترقت لهما الطريق أضاءت عصا الآخر - زاد الدّقّاق حتى بلغا منازلهما-.

و رواه عن قتادة، عن أنس أن رجلين من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يسمهما (3).

أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم، أنا المظفر بن حمزة التاجر، أنا عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (4)،نا عبد اللّه بن يوسف - إملاء - قالا: أنا أبو سعيد الأعرابي، نا أبو سعيد عبد الرّحمن بن منصور الهادي (5)،نا معاذ بن هشام، نا أبي، عن قتادة، نا أنس بن مالك - و في حديث أبي غالب، عن أنس -

ص: 87


1- اسمه محمد بن علي بن الفتح، ترجمته في سير أعلام النبلاء 48/18.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م مما شوه المعنى، و الزيادة المستدركة عن دلائل البيهقي 78/6.
3- دلائل البيهقي 77/6.
4- دلائل البيهقي 77/6.
5- دلائل البيهقي: الحارثي.

أن رجلين من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خرجا من عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - زاد الفراوي ذات ليلة مظلمة - و معهما مثل المصباحين يضيئان بين أيديهما، فلما افترقا صار مع كل واحد منهما واحد حتى أتى أهله.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسين ابن أخي ميمي، نا عبد اللّه بن محمد، نا عبيد اللّه بن عمر القواريري [نا] (1) يعني معاذ بن هشام، نا أبي عن قتادة عن (2) أنس بن مالك أن [رجلين من أصحاب] (3) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خرجا من عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في ليلة مظلمة فإذا بين أيديهما مثل المصباحين يضيئان بين أيديهما فلما افترقا صار مع هذا واحد و مع هذا واحد حتى أتى أهله.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو سعيد الأديب، أنا [أبو] (4) عمرو الحيري ح.

و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، و أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا زهير، نا عبد الرّحمن، نا حمّاد، نا ثابت، عن أنس: أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة - زاد ابن المقرئ: فيهم - لم يؤاكلوها و لم يجامعوها في البيوت، فسأل أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم - زاد أبو عمرو يعني و قالا النبي صلى اللّه عليه و سلم فأنزل اللّه تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ (5) إلى آخر الآية. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اصنعوا كل شيء إلاّ النكاح» فبلغ ذلك اليهود فقالوا: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيء إلاّ خالفنا فيه فجاء أسيد بن حضير و عبّاد بن بشر فقالا: يا رسول اللّه، إن اليهود قالت كذا و كذا أ فلا يجامعوهن؟ فتغير وجه - و قال ابن حمدان فتغير وجه - رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى ظننت أن قد وجد عليهما فخرجا فاستقبلتهما هدية من لبن - زاد ابن المقرئ إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم - فأرسل في آثارهما - و قال ابن حمدان: في اثرهما - فسقاهما - و قال ابن المقرئ فعرفا أن لم يجد عليهما-.

أخرجه مسلم عن زهير.

ص: 88


1- زيادة لازمة عن م.
2- بالأصل «بن» خطأ و الصواب عن م.
3- زيادة ضرورية، عن م.
4- زيادة لازمة، و هو أبو عمرو بن حمدان الحيري، راجع الأنساب.
5- سورة البقرة، من الآية:222.

أخبرتنا به أعلى من هذا أم المجتبى العلوية و أم البهاء بنت البغدادي قالتا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو يعلى الشامي، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس نحوه[2302].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه غير مرة، أنا أبو نصر الحسين بن محمد بن طلاّب الخطيب، و أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد، قالا: أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد، أنا أبو الحسين محمد بن علي بن أبي الحديد، نا إبراهيم - هو - ابن مرزوق، نا محمد بن كثير، أنا سليمان بن كثير، عن حصين، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن رجل من الأنصار حسبته - قال:

أسيد بن حضير - قال: بينما هو عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يحدث و هو يضحك القوم أو هوى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم هكذا في جنبه إذ قال بسم اللّه قتلتني يا رسول اللّه قال:«اصبر» قال: إن عليك قميصا و لم يكن علي قميص، فخلع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قميصه فاحتضنه فجعل يقبل كشحه و يقول: إنما أردت هذا[2303].

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو سعيد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا مصعب بن عبد اللّه، نا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عبّاد، عن أبيه، عن عائشة قالت: ثلاثة من الأنصار كلهم من بني عبد الأشهل لم يكن أحد يعتدّ عليهم فضلا بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سعد بن معاذ و أسيد بن حضير و عبّاد بن بشر.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنّا، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو بكر بن إسماعيل و أبي عمر بن حيّوية، قالا: نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن المروزي، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا يحيى بن أيوب، عن عمارة بن غزية، عن محمد بن عبد اللّه، عن عمر بن عثمان، عن أمّه فاطمة بنت حسين عن عائشة أنها كانت تقول: كان أسيد بن حضير من أفاضل الناس و كان يقول: لو أني [أكون] (1) كما أكون على أحوال ثلاث من أحوالي لكنت حين أقرأ القرآن و حين أسمعه يقرأ و إذا سمعت خطبة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و إذا شهدت جنازة و ما شهدت جنازة قط فحدّثت نفسي بسوى (2) ما هو

ص: 89


1- زيادة عن م.
2- بالأصل و م «سوى».

مفعول بها و ما هي صائرة إليه.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، نا أبو عبد اللّه الحافظ، حدّثني محمد بن صالح و محمد بن المؤمل و محمّد بن القاسم، قالوا: أنا أبو الفضل محمد الشعراني، نا سعيد بن أبي مريم، نا يحيى بن أيوب و ابن لهيعة، قالا: نا عمارة بن غزية، عن محمد بن عبد اللّه بن (1) عمرو بن عثمان عن أمه فاطمة بنت حسين بن علي؛ عن عائشة أنها قالت: كان أسيد بن حضير من أفاضل الناس فكان يقول: لو أني أكون كما أكون في حال من أحوال ثلاث لكنت من أهل الجنة و ما شككت في ذلك، حين أقرأ القرآن و حين أسمعه و إذا سمعت خطبة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و إذا شهدت جنازة فما شهدت جنازة قط فحدثت نفسي بسوى ما هو مفعول بها و ما هي صائرة إليه.

و رواه غيره عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب فأدخل بينه و بين عمارة ابن لهيعة.

أخبرناه أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي (2)، أنا أبو محمد عبد الرّحمن بن عمر بن محمد بن النحاس، أنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي، نا علي بن داود القنطري، نا ابن أبي مريم، نا يحيى بن أيوب، عن ابن لهيعة، نا ابن غزية، عن محمد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم أنها قالت: كان أسيد بن الحضير من أفاضل الناس و كان يقول: لو أني أكون على أحوال ثلاث لكنت من أهل الجنة فما شككت في ذلك، حين أقرأ القرآن و حين أسمعه يقرأ و إذا سمعت خطبة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و إذا شهدت جنازة و ما شهدت جنازة قط فحدثت نفسي إلاّ بما هو مفعول بها و ما هي صائرة إليه.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي أبو القاسم القشيري، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري، نا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الحافظ، أنا محمد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أنا أبي و شعيب بن الليث، عن خالد - و هو ابن يزيد - عن ابن أبي هلال - يعني سعيدا - عن يزيد بن الهاد، عن عبد اللّه بن حبان، عن أبي سعيد الخدري، عن أسيد بن حضير - و كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن - قال: قرأت ليلة سورة البقرة،

ص: 90


1- بالأصل «عن» خطأ، و بالأصل «عمر» و الصواب «عمرو» و الصواب في الموضعين عن م ترجمته في السير 224/6.
2- ضبطت عن التبصير.

و فرس لي مربوط، و يحيى ابني مضطجع قريب مني و هو غلام، فجالت الفرس فوقعت و ليس لي هم إلاّ ابني ثم قرأت فجالت الفرس فوقعت و ليس لي هم إلاّ ابني، ثم قرأت فجالت الفرس فرفعت رأسي فإذا شيء كهيئة الظلمة في مثل المصابيح مقبل من السماء فهالني فسكتّ فلما أصبحت غدوت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخبرته فقال:«اقرأ أبا يحيى».

فقلت: قد قرأت، فجالت الفرس و ليس لي هم إلاّ ابني فقال:«اقرأ يا ابن حضير» فقلت:

قد قرأت فرفعت رأسي فإذا كهيئة الظلمة فيها المصابيح فهالني فقال:«ذلك الملائكة دنوا لصوتك و لو قرأت حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون إليهم»[2304].

أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد الموحد، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد، أن عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا محمد بن زنبور المكي، نا ابن أبي حازم، عن يزيد - يعني - ابن الهادي، عن محمد بن إبراهيم أن أسيد بن حضير بينا هو يقرأ سورة البقرة و فرسه مربوطة عنده إذا جالت الفرس فمكث فسكنت فقرأ فجالت فانصرف و كان ابنه قريبا منها فأشفق أن تصيبه فلما أخذه رفع رأسه إلى السماء فإذا هو بمثل الظلة فيها أمثال المصابيح عرجت إلى السماء حتى لا أراها فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تدري ما ذاك؟» قال: لا يا رسول اللّه قال:«تلك الملائكة أذنت لصوتك و لو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا يواري منهم»[2305].

قال يزيد: حدّثني هذا الحديث أيضا عبد اللّه بن حباب، عن أبي سعيد الخدري، عن أسيد بن حضير.

آخر الجزء الثاني بعد المائة.

أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن الفراء، و أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو يعلى محمد بن الحسين الفقيه.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمد بن النّقّور، قالا: أنا أبو القاسم عيسى بن علي الوزير ح.

و أخبرنا أبو البركات [سعيد] (1) بن الحسين بن [الحسن بن] (2) حسان البزار و أبو القاسم بن السمرقندي، قالا: أنا أحمد بن محمد البزاز، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن

ص: 91


1- ما بين معكوفتين زيادة عن م، و انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة عبد اللّه بن جابر - عبد اللّه بن زيد).
2- ما بين معكوفتين زيادة عن م، و انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة عبد اللّه بن جابر - عبد اللّه بن زيد).

إسحاق بن حبابة، قالا: نا عبد اللّه بن محمد البغوي، نا هدبة بن خالد، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أسيد بن حضير أنه قال: بينما أنا أقرأ سورة البقرة إذ سمعت وجبة من خلفي فظننت أن فرسي أطلق - و قال ابن حبابة: انطلق - فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اقرأ يا أبا عتيك» فالتفتّ فإذا مثل المصابيح - و قال أبو يعلى الصباح ملاة بين السماء و بين الأرض، و قال ابن حبابة: من السماء إلى الأرض - و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«اقرأ يا أبا عتيك» فقال: يا رسول اللّه ما استطعت أن أمضي فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«تلك الملائكة نزلت»- و قال ابن حبابة نزلت لقراءة سورة البقرة-«أما إنك لو مضيت لرأيت العجائب»[2306].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا محمد بن العباس، أنا عبد الوهاب بن أبي حية، نا محمد بن شجاع البلخي، أنا محمد بن عمر الواقدي قال (1):فحدثني ابن أبي سبرة عن أسيد بن أبي أسيد، عن أبي قتادة، قال: انتهينا إليهم - يعني بني قريظة - فلما رأونا أيقنوا بالشرّ و غرز عليّ الراية عند أصل الحصن فاستقبلونا في صياصيهم يشتمون رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أزواجه قال أبو قتادة: و سكتنا و قلنا السيف بيننا و بينكم، و طلع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلما رآه علي رجع إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أمرني ألزم اللواء فلزمته، و كره أن يسمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أذاهم و شتمهم. فسار رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إليهم و تقدمه أسيد بن حضير فقال: يا أعداء اللّه لا نبرح حصنكم حتى تموتوا جوعا، إنما أنتم بمنزلة ثعلب في جحر قالوا: يا ابن الحضير نحن مواليك دون الخزرج و خاروا (2)فقال: لا عهد بيني و بينكم و لا إلّ (3).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرني عبد اللّه بن محمد الصيدلاني، نا محمد بن أيوب، أنا يحيى بن المغيرة السعدي، نا جرير، عن حصين، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أبيه قال: كان أسيد بن حضير رجلا ضاحكا مليحا قال: بينما هو عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يحدث القوم و يضحكهم فطعن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم باصبعه في خاصرته فقال: أوجعتني قال:«اقتص» قال: يا رسول إن عليك

ص: 92


1- مغازي الواقدي 499/2.
2- غير واضحة بالأصل و المثبت «و خاروا» عن الواقدي، أي خافوا.
3- الإل بالكسر: العهد و الحلف (القاموس).

قميصا و لم يكن علي قميص، قال: فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قميصه، فاحتضنه ثم جعل يقبل كشحه فقال: بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه أردت هذا[2307].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني (1) أبي نا يزيد بن هارون، أنا محمد بن عمرو عن أبيه، عن جده علقمة، عن عائشة قالت: قدمنا من حج أو عمرة فتلقينا بذي الحليفة و كان غلمان من الأنصار تلقوا أهليهم فلقوا أسيد بن حضير فنعوا له امرأته فتقنع و جعل يبكي قالت: فقلت له: غفر اللّه لك أنت صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لك من السّابقة و القدم ما لك تبكي على امرأة فكشف عن رأسه و قال: صدقت لعمري، حقي أن لا أبكي على أحد بعد سعد بن معاذ و قد قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما قال، قال: قلت له: ما قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«لقد اهتز العرش لوفاة سعد بن معاذ» قالت و هو يسير بيني و بين رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[2308].

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا [أبو] (2) عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (3)،أنا الفضل بن دكين، عن سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: و أخبرني عبد اللّه بن مسلمة (4) بن قعنب و خالد بن مخلّد، قالا: نا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار أن أسيد بن الحضير كان يؤم قومه و اشتكى فصلّى بهم قاعدا، قال سليمان بن بلال في حديثه فصلوا وراءه قعودا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المشكابي، أنا القاضي أبو منصور محمد بن الحسن بن محمد بن يونس، أنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن زنبيل النهاوندي، أنا عبد اللّه بن محمد بن عبد الرّحمن، نا محمد بن إسماعيل البخاري، نا عبد اللّه بن صالح، حدثني يحيى بن عبد اللّه بن سالم أن عبد اللّه بن عمر حدثه عن نافع، عن ابن عمر أن أسيد بن حضير حين هلك. قال عمر لغرمائه (5).

ص: 93


1- مسند أحمد 352/4.
2- زيادة عن م، قياسا إلى سند مماثل، و اسمه محمد بن العباس بن محمد بن زكريا أبو عمر، ترجمته في سير أعلام النبلاء 409/16.
3- طبقات ابن سعد 606/3.
4- عن ابن سعد 606/3 و بالأصل «سلمة» و انظر ترجمته في سير الأعلام 257/10.
5- بعدها بياض بالأصل، و نقل ابن حجر الخبر عن البخاري في الإصابة: و فيه قال عمر لغرمائه: فذكر قصة تدل على أنه مات في أيامه. كذا. و يبدو الخبر في م تامّا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن زبر، نا عباس الدوري، نا أبو بكر هو بن أبي الأسود، نا الأصمعي، أخبرني الغمري قال: قال: هلك أسيد بن حضير في خلافة عمر فكلم غرماءه و قال قتل عثمان و لم يبق من أهل بدر من قريش غير ثمانية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو الحسن بن النّقّور، أنا أحمد بن محمد بن عمران، نا عبد اللّه بن محمّد، نا عبد الأعلى بن حمّاد، نا حمّاد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن عروة: أن أسيد بن حضير مات و عليه دين أربعة آلاف درهم (1) فبيعت أرضه.

فقال عمر: لا أترك بني أخي عالة فردّ الأرض و باع ثمرها من الغرماء أربع سنين بأربعة آلاف كل سنة ألف درهم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي بن عيسى ح.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن الخطاب في كتابه، أنا أبو الفضل محمد بن عيسى السعدي، أنا عبد اللّه بن بطّة، قالا: أنا أبو القاسم البغوي، نا محمد بن عبد الملك الواسطي، نا يزيد، أنا يحيى بن سعيد أن أبا بكر بن محمد بن عمرو أخبره أن أسيد بن حضير توفي و عليه دين فبيع ماله في دينه فبلغ ذلك عمر فقال: لا نبيع (2) مال ابن حضير - و قال ابن بطة: بن حضير - فباع ثمر ماله سنوات فقضى منه - و قال ابن بطة: فقضي دينه-.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل و أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد، قالا: أنا أبو الطّيّب عبد الرّزّاق بن عمر بن موسى، أنا أبو بكر بن المقرئ - إجازة - أنا محمد بن الحسن بن قتيبة، نا محمد بن رمح، أنا اللّيث، عن يحيى بن عبد اللّه بن سالم أن عبيد اللّه بن عمر بن حفص حدّثه عن نافع عن ابن عمر بن الخطاب حين هلك أسيد ابن الحضير و قام غرماؤه بماله سأل عمر في كم يؤدي غرماؤه ما عليه من الدين؟ فقيل له: في أربع سنين، قال: فرضوا بذلك، فأقر المال لهم و لم يكن باع ثمار نخل أسيد أربع سنين من عبد الرّحمن بن عوف، و لكنه وضعه على يدي عبد الرّحمن بن عوف للغرماء.

ص: 94


1- في أسد الغابة: دينار.
2- بالأصل و م: لا نبع.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، أنا محمد بن سعد (1)،أنا خالد بن مخلّد البجلي، نا عبد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: هلك أسيد بن الحضير و ترك (2)عليه أربعة آلاف درهم دينا، و كان ماله يغلّ كل عام ألفا فأرادوا بيعه فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فبعث إلى غرمائه فقال: هل لكم أن تقبضوا كل عام ألفا فتستوفونه في أربع سنين؟ قالوا: نعم يا أمير المؤمنين، فأخّروا ذلك و كانوا يقبضون كل عام ألفا.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح عبد الملك بن عمر الرّزّاز، ثم أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن عمر، و أنا أبو الحسين بن الطّيوري، أنا أبو الفتح الرزّاز، أنا عمر بن أحمد بن شاهين، نا محمد بن خالد ح.

قال: و أنا أبو الحسين بن الطيوري، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا عثمان بن محمد المخرّمي (3)،نا إسماعيل بن محمد الصّفّار، قالا: نا عباس بن محمد الدّوري، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن حميد بن أبي الأسود، نا بشر بن الفضل، عن محمد بن المنكدر، قال: مات أسيد بن حضير في خلافة عمر.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمد بن الحسن أبو طاهر بن محمد الدوري، نا أبو بكر بن أبي الأسود، أخبرني الأصمعي، أنا العمري قال: مات أسيد بن حضير في خلافة عمر و كلّم غرماءه.

قال: و أنا ابن مندة، أنا أحمد بن الحسن بن عتبة، نا عبد اللّه بن عيسى المدني، نا إبراهيم بن المنذر الحزامي، قال: و أسيد بن الحضير بن سماك توفي سنة عشرين صلّى عليه عمر و دفن بالبقيع، يكنى أبا يحيى من بني عبد الأشهل.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا أنا محمّد بن سعد، أنا محمد بن عمر، نا [إبراهيم بن إسماعيل] (4) ابن أبي حبيبة، عن أصحابهم، و محمد بن صالح

ص: 95


1- طبقات ابن سعد 606/3.
2- عن ابن سعد و بالأصل «و تولى».
3- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى المخرّم إحدى محالّ بغداد.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن ابن سعد 606/3.

و زكريا بن زيد عن عبد اللّه بن أبي سفيان، عن محمود بن لبيد، قالوا: توفي أسيد سنة عشرين و حمله عمر بين العمودين حتى وضعه بالبقيع و صلى عليه، و هو من بني عبد الأشهل و كان عقبيا بدريا (1) و ليس له عقب و قتل أبو حضير للكتائب يوم بعاث و كان آخر وقعة كانت بين الأوس و الخزرج قبل قدوم النبي صلى اللّه عليه و سلم بست سنين.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد بن المذكور، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار (2)، أنا عمر بن علي بن بحر و ابن نمير قال: و مات أسيد بن حضير سنة عشرين و صلّى عليه عمر، و كان يكنى أبا يحيى.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قال: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أبي بكر أحمد بن عبيد بن بيري الواسطي، أنا محمد بن الحسين الزّعفراني، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنا المدائني، قال: توفي أسيد بن حضير سنة عشرين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة و أبو القاسم بن فهد، قالا: أنا أبو الحسين المقرئ، أنا الحسن بن محمد السّكوني، نا محمد بن عبد اللّه الخضري، نا ابن نمير قال: مات أسيد بن حضير سنة عشرين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا ابن البسري، أنا المخلّص - إجازة - أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن السّكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة، عن أبيه، أنا أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة عشرين فيها توفي أسيد بن الحضير.

أخبرنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، حدّثني نعمة اللّه بن محمد، نا أحمد بن محمد البجلي، نا محمد بن أحمد بن سليمان، نا سفيان بن محمد بن سفيان، حدّثني عمي الحسن بن سفيان، نا أبو عبد اللّه محمد بن علي، عن محمد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: توفي أسيد بن حضير سنة عشرين و دفن بالبقيع، هذا هو الصحيح في وفاته.

فأما ما أخبرنا به إبراهيم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر،

ص: 96


1- كذا، و لم يرد في ابن سعد أنه شهد بدرا و فيه خبر اعتذار أسيد من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين أقبل من بدر عن عدم حضوره و تخلفه.
2- بالأصل «شهير» و في م: شهربار و المثبت قياسا إلى سند مماثل.

نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، أنا ابن جريج، أخبرني عكرمة بن خالد، عن أسيد بن حضير الأنصاري، ثم أحد بني حارثة أنه أخبره: أنه كان عاملا على اليمامة (1) و أن مروان كتب إليه: أن معاوية كتب إليه أيما رجل سرق منه سرقة فهو أحق بها بالثمن حيث وجدها.

قال: و كتب إلي مروان أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قصد به أنه إذا كان الذي ابتاعها من الذي سرقها غير متّهم خيّر سيده فإن شاء أخّر الذي سرق منه بالثمن، و إن شاء اتبع سارقه. قال و قضى بذلك أبو بكر و عمر و عثمان. فهذا وهم إنما صاحب هذا الحديث أسيد بن ظهير بن رافع بن خديج و هو من بني حارثة، فأما أسيد بن حضير فمن بني عبد الأشهل و ذكر هارون بن عبد اللّه الحمّال، عن أحمد بن حنبل، قال: هو في كتاب ابن جريج أسيد بن ظهير، و لكن هكذا حدّثهم بالبصرة، و كذلك رواه عبد الرزاق، عن ابن جريج (2).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا عبد الرزاق، أنا ابن جريج قال: سألت عطاء فذكر مثله. قال: سمعنا إنه يقال خذ مالك حيث وجدته. و لقد أخبرني عكرمة بن خالد عن أسيد بن ظهير الأنصاري، ثم حدّثني حارثة أخبره أنه كان عاملا على اليمامة فذكر معناه، و هذا هو الصحيح، فقد جاء من غير وجه أنه مات في خلافة عمر.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني عن عبد اللّه المنيني، أنا محمد بن إبراهيم بن مروان، أنا أبو عبد الملك القرشي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا علي بن عبد اللّه التميمي قال: أسيد بن حضير يكنى أبا يحيى مات سنة عشرين و صلّى عليه عمر بالبقيع.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو الزنباع روح بن الفرج، نا يحيى بن بكير، قال: توفي أسيد بن حضير و يكنى أبا يحيى سنة عشرين و حمله عمر بن الخطاب بين عمودي السرير حتى وضعه بالبقيع و صلّى عليه.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي محمد الكتّاني، أنا مكي بن محمد بن الغمر: أن أبو سليمان بن زبر، قال: قال الواقدي و عمر بن علي بن بحر و ابن نمير: مات أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك أبو يحيى سنة عشرين و صلّى عليه عمر

ص: 97


1- اليمامة: انظر معجم البلدان 441/5-442.
2- الخبر في تهذيب التهذيب 220/1.

بالبقيع، و قيل إنه يكنى أبا الحضير ثم قال: سنة إحدى و عشرين، قال المدائني فيها مات أسيد بن حضير.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق بن خربان النهاوندي، نا أحمد بن عمران بن موسى الأشناني، نا موسى بن زكريا التستري، نا خليفة بن خياط، قال (1):سنة إحدى و عشرين فيها مات أسيد بن حضير.

فمن يموت في خلافة عمر كيف يبقى إلى أيام معاوية حتى يلي اليمامة و يكتب إليه مروان أمير المدينة من قبل معاوية فهذا مما لا يخفى بطلانه و اللّه أعلم.

768 - أسيد، و يقال: أسيد

شيخ من بني كلاب من أصحاب مكحول.

حدّث بدمشق في مجلس عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن عطية بن قيس و العلاء بن الزّبير الكلابيين.

روى عنه: الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو القاسم السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّيري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر،[نا] يعقوب، حدّثني صفوان بن صالح (2)،نا الوليد بن مسلم، نا أسيد الكلابي أنه سمع العلاء بن الزّبير الكلابي يحدّث عن أبيه قال: رأيت غلبة فارس الروم ثم رأيت غلبة الروم فارس ثم رأيت غلبة المسلمين فارس و الروم كل ذلك في خمس عشرة سنة.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي محمد التّميمي، أنا أبو نصر (3) محمد بن أحمد بن هارون، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن يعقوب، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب، قال: قرئ على أبي عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري القرشي، أنا أبو عبد اللّه محمد بن عائذ، قال: قال الوليد: فأخبرني أسيد (4)

ص: 98


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 149.
2- ترجمته في سير الأعلام 471/11.
3- بالأصل و م «أبو نصير» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 400/17.
4- بالأصل «أبو» و الصواب عن م، فهو صاحب الترجمة.

الكلابي عن العلاء بن الزّبير الكلابي، عن أبيه قال: رأيت غلبة فارس ثم رأيت غلبة المسلمين فارس و الروم و ظهورهم بالشام و العراق و كل ذلك في خمس (1) عشرة سنة.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمد، أنا عبد اللّه بن جعفر بن محمد أبو زرعة الدّمشقي، قال في تسمية أصحاب مكحول أسيد الكلابي.

في نسخة ما أخبرنا به أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن علي محمد ح، و أنا ابن مندة، أنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا محمد بن أبي حاتم (2) قال: أسيد الكلابي قال: سمعت مكحولا، روى عنه الوليد بن مسلم.

769 - أسيد بن عبد الرّحمن الخثعمي الفلسطيني

769 - أسيد بن عبد الرّحمن الخثعمي الفلسطيني (3)

روى عن فروة بن مجاهد، و صالح بن جبير، و يقال صالح بن محمد، و خالد بن دريك، و العلاء بن زياد و حكى عن رجاء بن حيوة.

روى عنه الأوزاعي، و إسماعيل بن عيّاش، و المغيرة بن المغيرة الرّملي، و عبد اللّه بن حسّان.

و اجتاز بناحية دمشق في مضيه إلى دابق (4).

أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفّق، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب، قالوا: أنا أبو الحسن الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا أبو عمران [عيسى بن عمر قال: أخبرنا] (5)عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدّارمي، نا أبو المغيرة ح.

و أخبرنا أبو القاسم الواسطي نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ، نا

ص: 99


1- بالأصل: خمسة عشرة.
2- الجرح و التعديل 1/قسم 311/1.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 219/1 و بغية الطلب 1859/4 و رواه بعضهم بالشك أسيد و أسيد.
4- دابق: قرية من قرى حلب من أعمال عزاز، بينها و بين حلب أربعة فراسخ (معجم البلدان).
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل استدرك عن بغية الطلب 1859/4 و انظر ترجمة عبد اللّه بن عبد الرحمن الدارمي في سير الأعلام 224/12 و انظر م باختلاف.

سليمان بن أحمد الطّبراني، نا أحمد بن عبد الوهاب، نا أبو المغيرة، نا الأوزاعي، حدّثني - و قال الدارمي، نا - أسيد بن عبد الرّحمن، عن خالد بن دريك، عن ابن عزيز قال: قلت لأبي جمعة - رجل من الصحابة - حدّثنا [حديثا] (1) سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال:- و قال أحمد: و قال-: نعم أحدثك حديثا جيدا؛ تغدينا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و معنا أبو عبيدة فقال: يا رسول اللّه أحد خير منّا؟ أسلمنا - زاد أحمد: معك، و قالا-: و جاهدنا معك قال:«نعم، قوم يكونون من بعدي - و قال الدارمي بعدكم - يؤمنون بي و لم يروني (2)»[2309].

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا دعلج بن أحمد، نا أبو شعب - يعني الجوابي - حدثني يحيى - هو ابن عبد اللّه البابلتّي (3)-نا الأوزاعي، حدّثني أسيد بن عبد الرّحمن، عن خالد بن دريك، عن عبد العزيز قال: قلت لأبي جمعة: حدّثنا حديثا سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: نعم أحدثكم حديثا جيدا؛ تغدينا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و معنا أبو عبيدة بن الجرّاح فقال: يا رسول اللّه أحد خير منا؟ آمنا بك و جاهدنا قال:«نعم قوم يجيئون من بعدكم يؤمنون بي و لم يروني»[2310].

أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و علي بن المسلّم الفقيهان، قالا:

أنا أبو العباس أحمد بن منصور الفقيه، أنا محمد بن أبي نصر، أنا خيثمة، أنا العباس بن الوليد، أخبرني أبي قال: سمعت الأوزاعي، حدّثني أسيد بن عبد الرّحمن، حدّثني خالد بن دريك، عن ابن محيريز قال: قلت لأبي جمعة فذكر مثله، رواه سعيد بن عثمان و محمد بن عوف، عن أبي المغيرة و رواه عقبة بن علقمة، عن الأوزاعي فقصر فيه.

أخبرناه أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمد، أنا أبو بكر بن خلف، أنا الشريف أبو طلحة محمد بن محمد الزّبيري أنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنا العباس [بن] (4) الوليد بن مزيد (5) البيروتي، أنا عقبة بن علقمة، أخبرني الأوزاعي ح.

ص: 100


1- عن بغية الطلب و مختصر ابن منظور 399/4 و كتبت في م بين السطرين.
2- الحديث في بغية الطلب 1859/4.
3- ضبطت عن الأنساب، ترجمته في سير الأعلام 318/10 هذه النسبة إلى بابلت قرية بالجزيرة بين حران و الرقة (معجم البلدان).
4- زيادة لازمة عن م.
5- بالأصل:«يزيد» و الصواب عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 471/12.

و أخبرنا [أبو] (1) المحاسن عبد الرزاق بن محمد بن أبي نصر الطّبسي، أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي (2)،أنا عبد الرّحمن السّلمي، أنا أبو العباس الأصم، نا سعيد بن عثمان و محمّد بن عوف، قالا: نا أبو المغيرة عبد القدوس، نا الأوزاعي، حدّثني أسيد بن عبد الرّحمن قال: قال رجل لأبي جمعة: حدّثنا حديثا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: أحدثكم بحديث جيد؛ تغدينا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و معنا أبو عبيدة بن الجرّاح، فقال أبو عبيدة بن الجرّاح: يا رسول اللّه أحد خير منّا، أسلمنا و جاهدنا معك و آمنا قال:«نعم قوم يكونون من بعدكم، يؤمنون بي و لم يروني» لفظهما سواء[2311].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد البغوي، نا داود بن عمرو، نا إسماعيل بن عيّاش، حدّثني أسيد بن عبد الرّحمن الخثعمي، عن فروة بن مجاهد النّخعي، عن عقبة بن عامر الجمحي، قال:

لقيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال لي:«يا عقبة صل من قطعك و اعط من حرمك و اعف عن من ظلمك»[2312].

قال: ثم لقيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«يا عقبة بن عامر أ لا أعلّمك سورا ما أنزل اللّه في التوراة و لا في الزبور و لا في الإنجيل و لا [في] (3) الفرقان مثلهن؟ لا يأتي عليك ليلة إلاّ قرأتهن فيها قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّٰاسِ ».

قال عقبة: فما أتت عليّ ليلة منذ أمرني بهنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلاّ قرأتهن، و حق لي أن لا أدعهن، و قد أمرني بهنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[2313] أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا جعفر أبو محمد الجوهري، أنا الحسن بن جعفر بن محمد، نا أبو شعيب الحرّاني (4)،حدّثني يحيى بن عبد اللّه، نا الأوزاعي، حدّثي أسيد بن عبد الرّحمن الفلسطيني، عن العلاء بن زياد قال: إنكم في زمان أقلّكم الذي

ص: 101


1- زيادة عن م، ترجمته في الأنساب «الطبسي» و هذه النسبة إلى طبس و هي بلدة في برية، و هي بين نيسابور و أصبهان و كرمان.
2- ترجمته في الأنساب (الطبسي).
3- زيادة عن مختصر ابن منظور 399/4.
4- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب عن م، و اسمه عبد اللّه بن الحسن بن أحمد، ترجمته في سير الأعلام 536/13.

ذهب عشر دينه، و سيأتي زمان أقلّكم الذي يبقى عشر دينه.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة، نا محمد بن أبي أسامة، نا ضمرة، حدّثني عبد اللّه بن حسان، عن أسيد بن عبد الرّحمن قال: رأيت مكحولا يسلم على رجاء بن حيوة بدابق راجلا، و رجاء راكب و هو يقول: يا أبا المقدام (1) عليك السلام فما يردّ عليه (2).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن عتاب بن محمد، نا أحمد بن عمير إجازة ح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت (3) أبا الحسن محمد بن إبراهيم بن سبيع يقول في الطبقة الخامسة أسيد بن عبد الرّحمن الخثعمي.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أحمد الواسطي - زاد ابن خيرون: و محمد بن الحسن الأصبهاني، قالا:- أنا أبو بكر أحمد بن عبدان (4)، أنا أبو الحسين محمد بن سهل، نا أبو عبد اللّه البخاري، قال (5):أسيد بن عبد الرّحمن الفلسطيني عن فروة بن مجاهد، و ابن محيريز، روى عنه الأوزاعي.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو صادق محمد بن أحمد الفقيه، أنا أحمد بن أبي بكر العدل [قال: أخبرنا] (6) أبو أحمد العسكري، قال: و أما أسيد - السين مكسورة و الياء ساكنة - فمنهم أسيد بن عبد الرّحمن الخثعمي الفلسطيني، روى عن ابن محيريز، و فروة بن مجاهد روى عنه الأوزاعي، و إسماعيل بن عياش.

ص: 102


1- بالأصل:«المقدمان» و المثبت عن م، و انظر بغية الطلب 1860/4.
2- لم يرد الخبر في تاريخ أبي زرعة المطبوع، نقل الخبر ابن العديم عن أبي زرعة.
3- بالأصل:«قال: سمعت رسول اللّه أنا أبو الحسن» و السند مضطرب، و الصواب عن م، و بغية الطلب 1860/4.
4- بالأصل:«أحمد بن عبد اللّه البخاري» و المثبت قياسا إلى سند مماثل، و بغية الطلب 1860/4.
5- التاريخ الكبير 1/قسم 14/2-15.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن بغية الطلب 1862/4.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أبي الحسن الدار قطني ح.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن عبد الكريم بن محمد بن أحمد المحاملي، أنا أبو الحسن الدّار قطني في باب أسيد - بفتح الألف - أسيد بن عبد الرّحمن الخثعمي، عن فروة بن مجاهد، و ابن محيريز، روى عنه الأوزاعي.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري ح.

و حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى القرشي، نا ناصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا البخاري، أنا عبد الغني بن سعيد قال:[أسيد] (1) بن عبد الرّحمن الخثعمي، عن فروة بن مجاهد، و ابن محيريز.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي أنا أبو بكر الخطيب، قال: قال أبو الحسن و أبو محمد (2) جميعا: أسيد بن عبد الرّحمن الخثعمي، عن فروة بن مجاهد و [ابن] (3)محيريز و روى عنه الأوزاعي.

قال الخطيب: و هذا الكلام ذكره البخاري في تاريخه نقلا له إلى كتابيهما، و هو خطأ و ذلك أن أسيد لا يروي عن ابن محيريز و إنما يروي عن خالد بن دريك عنه روى عن الأوزاعي عنه حديثه كذلك غير واحد (4).

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (5):و أسيد بن عبد الرّحمن الخثعمي، روى عن فروة بن مجاهد و خالد بن دريك، عن ابن محيريز عن

ص: 103


1- سقطت من الأصل و استدركت عن م.
2- يعني الدار قطني و عبد الغني بن سعيد.
3- الزيادة عن بغية الطلب 1861/4.
4- عقب ابن العديم في بغية الطلب 1861/4 على كلام الخطيب بقوله: و هذا القول من أبي بكر الخطيب تحكم على البخاري مع كونه إمام أهل الحديث و أكثرهم تنقيبا على رجاله و كشفا لأحوالهم و مواقع الصواب و الخطأ منهم، و كذلك على هذين الحافظين أبي الحسن الدار قطني و أبي محمد عبد الغني بن سعيد و هما هما في هذا الفن، و إطلاقه الخطأ عليهم في أن أسيدا لا يروي عن ابن محيريز و إنما يروي عن خالد بن دريك عنه الحديث الذي أوردناه غير مسلم له، فإن رواية أسيد عن خالد عن ابن محيريز هذا الحديث لا ينفي روايته عن ابن محيريز و غيره. في كلام طويل.
5- الإكمال لابن ماكولا 55/1.

أبي جمعة حديثا يختلف فيه، روى عن أبي واقد القيسي (1) صالح بن محمد، و عن العلاء بن زياد، روى عنه الأوزاعي، و هو قليل الحديث.

و قول ابن ماكولا: إنه روى عن أبي واقد القيسي وهم أخذه عن الخطيب، و إنما يروي عن صالح بن حسين الفلسطيني، و إنما قيل في نسبه ابن محمد خطأ، أخطأ فيه الأوزاعي و اللّه أعلم (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّيّوري، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،قال: و روى - يعني للأوزاعي - عن شيخ يقال له أسيد بن عبد الرّحمن شامي ثقة.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني (4)،نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم تمام بن محمد، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمد، نا أبو زرعة قال في تسمية نفر متقاربين في السّنّ عمّروا أسيد بن عبد الرّحمن (5).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد [نا] أبو زرعة (6)،نا محمد بن أبي أسامة، نا ضمرة، قال: توفي أسيد بن عبد الرّحمن بالرّملة سنة أربع و أربعين و مائة، قال و رأيته يصفّر لحيته، و قال في موضع آخر (7):نا ضمرة قال: رأيت أسيد، قال: و توفي أسيد بن عبد الرّحمن من أهل الرملة سنة أربع و أربعين و مائة.

ص: 104


1- الإكمال: الليثي.
2- عقب ابن العديم على كلام ابن عساكر في بغية الطلب 1863/4 بقوله: تخطئة الحافظ أبي القاسم: الأوزاعي و الخطيب تحكم أيضا، و الأوزاعي أقدم زمانا، و أعرف بنسب شيخ شيخه و أدرى به.
3- المعرفة و التاريخ 473/2.
4- رسمها مضطرب بالأصل و الصواب عن م.
5- بغية الطلب 1864/4.
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 700/2.
7- تاريخ أبي زرعة 258/1.

770 - أشجع بن عمرو

أبو الوليد - و قيل: أبو عمرو - السّلمي (1)

شاعر من ولد الشّريد بن مطرود، مشهور، ولد باليمامة و نشأ بالبصرة و تأدب بها و قال الشعر، ثم قصد الرشيد بالرّقّة، و امتدحه، و مدح البرامكة و اختصّ بجعفر بن يحيى، و خرج معه إلى دمشق حين ندبه الرشيد للإصلاح بين أهله.

حكى عن المهدي و سنان بن يرحم (2).

روى عنه أسد بن جديلة السّلمي، و أحمد بن سيّار الجرجاني الشاعر، و سعيد بن سلم (3) الباهلي، و علي بن عثمان، و أبو دعامة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):أشجع بن عمرو، أبو الوليد و قيل أبو عمرو السّلمي الشاعر من أهل الرّقّة، قدم البصرة فتأدب بها، ثم ورد بغداد فنزلها، و اتصل بالبرامكة، و غلب من بينهم على جعفر بن يحيى، فحباه و اصطفاه و آثره (5) و أدناه. و كان أشجع حلوا ظريفا سائر الشعر، و له كلام جزل، و مدح رصين. فمدح جعفر بقصائد كثيرة، و وصله بهارون الرشيد فمدحه و هو بالرّقّة بقصيدة تمكّنت بها حاله عند الرشيد و أولها:

قصر عليه تحية و سلام *** نشرت عليه جمالها الأيام

قيل إنه لما أنشد هذه القصيدة أعطاه هارون مائة ألف درهم.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب (6):أخبرني علي بن صالح، حدثني أحمد بن أبي فنن (7) حدثني داود بن مهلهل، قال: لما خرج جعفر بن يحيى

ص: 105


1- أخباره في تاريخ بغداد 45/7 الأغاني 212/18 و أخبار الشعراء المحدثين للصولي ص 78 الوافي بالوفيات 265/9 و بغية الطلب 1866/4.
2- الاسم غير واضح بالأصل و المثبت:«و سنان بن يرحم» عن بغية الطلب 1867/4 و في م: و هان بن مرجع.
3- بالأصل و م:«سالم» و المثبت عن بغية الطلب.
4- تاريخ بغداد 45/7.
5- بالأصل:«فجاه.. و اتوه» و الصواب عن تاريخ بغداد.
6- الأغاني 219/18.
7- عن الأغاني و بالأصل «قيس» و في م: فتن.

ليصلح أمر الشام فنزل في مضربه و أمر بإطعام الناس فقام أشجع فأنشده:

فئتان طاغية و باغية *** جلّت أمورهما عن الخطب

قد جاءكم بالخيل شازبة (1) *** ينقلن نحوكم رحى الحرب

لم يبق إلاّ أن تدور بكم *** قد قام هاديها على القطب

قال: فأمر له بصلة ليست بالسّنية، و قال له: دائم القليل خير من قطع الكثير، فقال له: و نزر الوزير أكثر من جزيل غيره، فأمر له بمثلها، قال: و كان جعفر يجري عليه في كل جمعة مائة دينار مدة مقامه ببابه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (2)،نا و أبو منصور بن خيرون: أنا أبو بكر الخطيب (3):أخبرني القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد اللّه الطّبري، أنا المعافى بن زكريا، أنا أحمد بن إبراهيم الطّبري، حدّثني علي بن محمد بن أبي عمر (4) البكري - من بكر بن وائل - حدّثني علي بن عثمان، حدّثني أشجع السّلمي، قال: أذن لنا المهدي و الشعراء في الدخول عليه، فدخلنا، فأمرنا بالجلوس (5)،فاتفق أن جلس جنبي بشّار و سكت المهدي و سكت الناس فسمع بشّار حسّا، فقال: يا أشجع من هذا؟ فقلت: أبو العتاهية. قال: فقال لي: أ تراه ينشد في هذا المحفل؟ فقلت: أحسب سيفعل. قال فأمره المهدي أن ينشد فأنشد:

ألا لسيد مالكها (6)

قال: فنخسني بمرفقه فقال: ويحك رأيت أجسر من هذا، ينشد مثل هذا الشعر في هذا الموضع؟[حتى بلغ إلى هذا الموضع] (7):

أتته الخلافة منقادة *** إليه تجرّر (8) أذيالها

ص: 106


1- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن الأغاني، و المعنى: ضامرة و يابسة.
2- بالأصل «قيس» و المثبت عن م.
3- تاريخ بغداد 257/6 في ترجمة أبي العتاهية.
4- في تاريخ بغداد: عمرو.
5- بالأصل «الجلوس» و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- كذا بالأصل: و تمام البيت في ديوانه:375: ألا ما لسيدتي ما لها؟ أدلّت فأجمل إدلالها
7- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد، و الأبيات في ديوان أبي العتاهية ص 375-376.
8- عن الديوان و بالأصل «تجر».

فلم تك تصلح إلاّ له *** و لم يكن يصلح إلاّ لها

و لو رامها أحد غيره *** لزلزلت الأرض زلزالها

و لو لم تطعه بنات (1)،النفو *** س لما قبل اللّه أعمالها

قال: فقال بشار: انظر ويحك يا أشجع، هل طار الخليفة عن فرشه؟ قال: لا و اللّه ما انصرف أحد من هذا المجلس بجائزة غير أبي العتاهية.

أخبرنا أبو علي محمد بن سعد بن نبهان (2).

حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد و أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن خالد البندار و أبو علي بن نبهان (3) ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ، نا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب، نا عمر (4) بن شبّة، نا أحمد بن سيّار الجرجاني - و كان شاعرا راوية مداحا ليزيد بن مزيد (5)- قال: دخلت أنا و أبو محمد التميمي (6)،و أشجع بن عمرو، و ابن رزين (7)الخزاعي (8) على الرشيد بالقصر الأبيض بالرّقة، و كان قد ضرب أعناق قوم في تلك الساعة فتخلّلنا (9) الدم حتى وصلنا إليه، فتقدم التميمي (10) فأنشده أرجوزة يذكر نقفور و وقعة الرشيد بالروم، فنثر عليه الدرّ من جودة شعره، و أنشده أشجع:

قصر عليه تحيّة و سلام *** ألقت عليه جمالها الأيام

قصر سقوف المزن دون سقوفه *** فيه لأعلام الهدى أعلام

يثني (11) على أيّامك الإسلام *** و الشاهدان: الحلّ و الإحرام

ص: 107


1- الديوان: بنات القلوب.
2- بالأصل: نهبان.
3- بالأصل: نهبان.
4- بالأصل «عمرو» و المثبت عن الأغاني 213/18.
5- عن الأغاني بالأصل «يزيد».
6- في الأغاني «التيمي».
7- عن الأغاني و بالأصل «زين».
8- في الأغاني:«الخراساني».
9- بالأصل «فتخلفنا» و الصواب ما أثبت عن مختصر ابن منظور، و في الأغاني: فجعلنا نتخلل الدماء.
10- في الأغاني «التيمي».
11- صدره في الأغاني: تثني على أيامك الأيام .

و على عدوك يا ابن عم محمّد *** رصدان: ضوء الصبح و الإظلام

فإذا تنبه رعته و إذا هدى *** سلّت عليه سيوفك الأحلام

القصيدة، قال و أنشدته:

زمن بأعلى الرّقّتين قصير

لا تبعد الأيام إذ ورق و الصبا *** خضل و إذ غضّ الشّباب قصير (1)

قال: فأعجب بها، و بعث إليّ الفضل بن الربيع ليلا قال: إني اشتهي أن أنشد قصيدتك الجواري. فابعث بها إليّ، فبعثت (2) بها إليه.

قال أبو العباس (3):و ركب الرشيد يوما في قبّة و سعيد بن سالم عديله، فدعا محمد الراوية - يعرف بالبيدق (4) لقصره - و كان إنشاده أشدّ طربا من الغناء، فقال له: أنشدني قصيدة الجرجاني التي مدحني بها فأنشده، فقال الرشيد: الشعر في ربيعة سائر اليوم؛ فقال له سعيد بن سالم: يا أمير المؤمنين استنشده [قصيدة أشجع التي مدحك بها؛ فقال: الشعر في ربيعة سائر اليوم، فلم يزل به سعيد حتى استنشده،] (5) فأنشده فلما بلغ قوله:

و على عدوك يا ابن عم محمّد *** رصدان (6):ضوء الصبح و الإظلام

فإذا تنبه رعته و إذا هدى *** سلّت عليه سيوفك الأحلام

فقال له سعيد: و اللّه لو خرس يا أمير المؤمنين بعد هذين البيتين كان أشعر الناس.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الوحش سبيع بن مسلّم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف - و نقله من خط رشأ أبو أحمد عبيد اللّه بن محمد بن أحمد الفرضي، أنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي (7)،قال: من أجمع ما في هذا المعنى و أحسنه ما قاله أشجع

ص: 108


1- الأغاني و بغية الطلب: نضير.
2- عن بغية الطلب 1870/4 و بالأصل «فيبعث».
3- الخبر و الأبيات في الأغاني 215/18 و بغية الطلب 1870/4.
4- عن الأغاني و بالأصل «بالبيزق».
5- ما بين معكوفتين زيادة عن م و الأغاني.
6- بالأصل «رضوان» و المثبت عن الأغاني و بغية الطلب و م.
7- لم يرد الخبر و الأبيات في شعر أشجع عند الصولي في أخبار الشعراء المحدثين و الخبر في بغية الطلب 1871/4.

السلمي لعثمان بن نهيك (1) حدثني به يحيى بن البحتري عن أبيه في خبر لأبيه مع الفتح:

كم تغضبت بالجهالة مني *** بعد ملك الرضى على عثمان

ملك ناعم الخليفة تطر *** يه بكلّ المديح كلّ إنسان

و إذا جئته تبيّن لك الإك *** رام منه في أوجه الغلمان

فامتحنت الأيام جهدي حتى *** ردّني صاغرا إليه امتحاني

و أراني زماني الغضّ من جدواه *** ادّعاء السرور خير زمان

فتلقّى بالفضل سيّئ فعلى *** و ذنوبي بالعفو و الإحسان

قال رشأ: و حدثنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت البغدادي، نا محمد بن يحيى الصولي (2)،نا أحمد بن الحارث، نا مساور بن لا حق - و كان أحد الكتّاب الحذّاق - قال: اعتلّ يحيى بن خالد فدخل عليه أشجع السّلمي فأنشده:

لقد قرعت شكاة أبي عليّ *** صفاة (3) معاشر كانوا صحاحا

فإن يدفع لنا الرّحمن عنه *** صروف الدهر و الأجل المتاحا

فقد أمسى صلاح أبي عليّ *** لأهل الأرض (4) كلهم صلاحا

إذا ما الموت أخطأه فلسنا *** نبالي الموت حيث غدا و راحا

قال: و نا الصولي - أظنه قال: حدثني-: حسين بن فهم عن أبيه قال: كتب أشجع بن عمرو السلمي إلى الرشيد في عيد (5).

لا زلت تنشر أعيادا و تطويها *** تمضي بها لك أيام و تثنيها

مستقبلا جدة الدنيا و بهجتها *** أيّامها لك نظم في لياليها

و العيد و العيد و الأيام بينهما *** موصولة لك لا تفنى و تفنيها

و لا تقضّت بك الدّنيا و لا برحت *** يطوي لك الدّهر أياما و تطويها (6)

ص: 109


1- عن الصولي ص 84 و بالأصل «هيك».
2- أخبار الشعراء للصولي ص 80 و الأغاني 250/8.
3- الصولي: قلوب.
4- الصولي: الدين.
5- كذا بالأصل و بغية الطلب 1872/4.
6- بالأصل «تطوى لك الدهر أيام و تطويها». و الأبيات في أخبار الشعراء ص 80-81 و الأغاني 246/18.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا النسيب أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون، نا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري قال: قرأت على أبي لأشجع بن عمرو السلمي يمدح جعفر بن خالد البرمكي (1):

أ تصبر يا قلب أم تجزع *** قال فإن الدّيار غدا بلقع

غدا يتفرّق أهل الهوى *** و يكثر باك و يسترجع (2)

و تختلف الدار بالظاعن *** ين فخذ ما شئت و لا تجمع

و تمضي الطلول و يبقى الهوى *** و يصنع ذو الشوق ما يصنع

فها أنت تبكي و هم جيرة *** فكيف يكون إذا ودّعوا

و راحت بهم أو غدت أينق *** تخب على الأين أو توضع

أ تطمع في العيش بعد الفرا *** ق محبّ لعمرك ما يطمع (3)

هناك تقطع من تشتهي ال *** وصال و يوصل من يقطع

لعمري لقد قلت يوم الفرا *** ق فأسمعت صوتك من يسمع (4)

فما عرّجوا حين ناديتهم *** و قد قتلوك (5) و ما ودّعوا

فإن تصبح الأرض عريانة *** تهب بها الشمال الزعزع

فقد كان ساكنها ناعما *** له محضر و له مربع

و مغترب ينقض ليله *** قنوتا و مقلته تهمع

يؤرقه ما به في الفؤا *** د فما يستقر به مضجع

ألا إنّ بالغور له حاجة *** تؤرق عيني فما تهجع

إذا الليل ألبسني ثوبه *** تقلّب فيه فتى موجع

ص: 110


1- انظر أخبار الشعراء المحدثين للصولي ص 82-83 و 102-103 و الأغاني 224/18-225 و بغية الطلب لابن العديم 1873/4.
2- في المصادر: و مسترجع.
3- الصولي: لبئس لعمرك ما تطمع.
4- البيت في الصولي: لعمري لقد قلت يوم الوداع و أعلنت قولك لو يسمع.
5- الصولي: و لا آذنوك.

يجاذبه بالحجاز (1) الهوى *** إذا اشتملت فوقه الأضلع

و لا يستطيع الفتى سترة *** إذا جعلت عينه تدمع

لقد زادني طربا بالعرا *** ق بوارق عودية تلمع

إذا قلت: قد هدأت عارضت *** بأبيض ذي رونق يسطع

و دويّة (2) بين أقطارها *** مفاوز أرضين لا تقطع

تضلّ القطابين أرجائها *** إذا ما سرى الفتى المصقع

تخطّيتها (3) بين عيرانة *** من الريح مرّها أسرع

إلى جعفر نزعت همّتي *** فأي فتى نحوه ينزع

إذا وضعت رجلها عنده *** تضمّنها البلد الممرع

و ما لامرئ دونه مطلب (4) *** و ما لامرئ دونه مقنع

رأيت الملوك تغضّ الجفو *** ن و إذا ما بدا الملك الأتلع

يفوت الرجال بحسن القوا *** م و يقصر عن شأوه المسرع

إذا رفعت كفة كفه *** أبى الفضل و العز أن يوضعوا

فما يرفع الناس من حطّه *** و لا يضع (5) الناس من يرفع

يريد الملوك مدى جعفر *** و هم يجمعون و لا يجمع (6)

و كيف ينالون غاياته *** و ما يصنعون كما يصنع؟

و ليس بأوسعهم في الغنى *** و لكن معروفه أوسع

هو الملك المرتجى الذي *** يضيق بأمثالها الأذرع

ص: 111


1- بالأصل:«يحاذ الحجاز الهوى» و المثبت عن بغية الطلب.
2- بالأصل «ودية» و المثبت عن الصولي و الأغاني.
3- البيت في المصدرين: تجاوزتها فوق عيرانة من الريح في سيرها أسرع و العيرانة: الناقة النشيطة (القاموس).
4- صدره في المصدرين: فما دونه لامرئ مطمع.
5- عجزه في المصدرين: و لا يضعون الذي يرفع .
6- في الصولي هذا العجز للبيت الذي يليه، و قد عجز البيت التالي إلى هذا البيت و مثله في الأغاني، و البيت التالي ليس في الأغاني.

يلوذ الملوك بأركانه (1) *** إذا نابها الحدث المفظع

بديهته مثل تفكيره (2) *** إذا رمته فهو مستجمع

إذا همّ بالأمر لم يثنه *** هجوع و لا شادن أفرع

فللجود في كفه مطلب *** و للسرّ في صدره موضع

شديد العقاب على عفوه *** إذا السوء ضمّنه الأخدع

و كم قائل إذا رأى همتي (3) *** و ما في فضول الغنى أصنع

غدا في ظلال ندى جعفر *** يجرّ ثياب الغنى أشجع

كأن أبا الفضل يدر الدجى *** لعشر خلت بعدها أربع

لفرقته التأمت بابل *** و أشرق إذ أمّه المطلع

فقل لخراسان تغش الطري *** ق فقد جاءها الحكم المقنع (4)

و لا تركب الميل عند امرئ *** فتصرف عن غبّ ما تصنع

فقد جزت يا بن يحيى البلاد *** و كلّ إلى ملكه أنزع

أنبأنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنا أبو تغلب عبد الوهاب بن علي بن الحسن الملحمي (5)،نا أبو الفرج المعافى ابن زكريا بن يحيى الجريري قال: أنشدنا محمد بن يحيى الصولي، قال: أنشدنا محمد بن يزيد لأشجع (6):

أنت في غمرة (7) الامارة أعمى *** فإذا ما انجلت فأنت بصير

لا تقولن للفتى قدم *** ت جميلا و قد طوتك الأمور

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب و أبو الوحش

ص: 112


1- في المصدرين: بآرائه إذا نالها الحدث الأفظع.
2- المصدران: تدبيره.
3- المصدران: ثروتي.
4- في المصدرين: فقل لخراسان تحيا فقد أتاها ابن يحيى الفتى الأروع
5- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى الملحم، و هي ثياب تنسج بمرو من الابريسم قديما.
6- البيتان في أخبار الشعراء المحدثين للصولي ص 118 من أبيات قالها لعامر بن شقيق يعاتبه و يوبخه في تغيره له عند ولاية وليها.
7- الصولي: سكرة.

المقرئ، نا أبو الحسن عبد الرّحمن بن معاذ، حدّثني أبو عبد اللّه محمود بن علي القزويني، حدّثني محمد بن الحسين، نا أحمد بن عبد اللّه لأشجع بن عمرو السلمي:

هي الشمس التي تطل *** ع بين الثغر و العقد

كأن الشمس لما طل *** عت في ثوبها الوردي

تباهي الغرة البيضا *** ء تحت الشعر الجعد (1)

ص: 113


1- الخبر و الأبيات في ابن العديم 1872/4.

ذكر من اسمه أشعث

771 - أشعث بن عمرو، و يقال: ابن عمر،

و يقال: ابن عثمان. التميمي الحنظلي البصري (1)

وفد على عمر بن عبد العزيز و روى عنه قوله.

روى عنه عنبس بن بيهس.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء - قراءة - و أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد - لفظا - قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، نا محمد بن موسى بن الحسين، أنا أبو بكر بن خريم، نا حميد بن زنجويه، نا يحيى بن يحيى، أنا عنبس بن بيهس (2)،عن رجل من بني تميم يقال له الأشعث بن عمرو أنه أتى عمر بن عبد العزيز بالشام حين استخلف قال: فكلّمته، قلت: اسقني سقاك اللّه، قال:[أين؟] (3)قلت بالخرنق (4)،[قال: و ما الخرنق؟ قلت: غائط بالشجيّ لا يطأه طريق؟ قال: لك الويل، ما تصنع بغائط لا يطأه طريق؟] قلت: أنا رجل صاحب سائمة أريد الفلاة، قال أ بني بالغائط أحد قبلك أثرا؟ قلت: نعم، حفر عبد اللّه بن عامر بها ركيّة؛ قال: كم صوبها؟ قلت: خمسون ذراعا أو خمسون قامة؛ قال: كم هي من البصرة؟ قلت: مسيرة ثلاث ليال.

فكتب إلى عديّ بن أرطأة: أتاني رجل من بني تميم فاستحفرني بالخرنق (5) و زعم

ص: 114


1- ترجمته في بغية الطلب 1887/4 و الجرح و التعديل 1/قسم 276/1.
2- بالأصل «نهبس» و قد تقدم في م: بهس.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
4- الخرنق موضع بين مكة و البصرة (معجم البلدان).
5- بالأصل:«الخرنق» و المثبت عن م.

أنها منك مسيرة ثلاث ليال فإذا أتاك فأحفره و أحفر من جاءك من أسود و أبيض، و اشترط - أظنه قال - الشك من يحيى: بن السبيل أول ريّان، و أن حريمها طول رشائها أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم بن النرسي - و اللفظ له - قالوا: أن أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا-: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا البخاري (1)،قال: أشعث بن عمر التميمي الحبطي البصري: سمع ابن عبد العزيز كتب إلي عدي أن احفر - و ابن السبيل أول ريّان و أن حريمها طول رشائها قاله لنا قتيبة عن عبيس (2) بن بيهس، و قال لنا موسى إسماعيل، نا عبيس (3) سمع أشعث بن عمرو.

رواه أحمد بن إبراهيم الدّورقي، عن عبد الصّمد بن عبد الوارث، نا إياس بن بيهس، عن أشعث بن عمرو مختصرا و خالفهما في اسم عنبس و وهم في ذلك.

قرأت بخط عبد الوهاب الميداني في سماعه من أبي سليمان بن زبر (4)،عن أبيه، أنا حمدان بن علي، نا معلى بن أسد، نا عنبس بن بيهس قال: زعم الأشعث بن عمرو - رجل من بني تميم - أحد بني حنظلة سمعته يحدّث أنه أتى عمر بن عبد العزيز حين استخلف فكلّمه فذكر نحوها.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد ح.

قال: و أنا ابن منده أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (5):أشعث بن عمر الحبطي (6) سمع عمر بن عبد العزيز [ما] (7) كتب إلى عدي بن أرطأة، روى عنه عنبس بن بيهس، سمعت أبي و أبا زرعة يقولان ذلك، و زاد أبو زرعة:

ص: 115


1- التاريخ الكبير 1/قسم 432/1.
2- عن التاريخ الكبير و بالأصل «عنبس».
3- عن التاريخ الكبير و بالأصل «عنبس».
4- بالأصل «زيد» خطأ و الصواب ما أثبت، و في م: ربر انظر ترجمته في سير الأعلام 440/16.
5- الجرح و التعديل 1/قسم 276/1.
6- عن الجرح، و الأصل «الحنطي» و في م: الحمطي.
7- الزيادة عن الجرح و التعديل.

يعد في البصريين، قال: أنا ابن أبي خيثمة - فيما كتب إليّ - قال سئل أبي و يحيى بن معين، عن أشعث بن عمر التميمي فقالا: لا نعرفه، و كذا قالا الحنطي و اللّه أعلم.

772 - أشعث بن قيس،

أبو محمد الكندي (1)

له صحبة، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث يسيرة.

روى عنه قيس بن أبي حازم، و الشعبي، و أبو وائل شقيق بن سلمة، و عبد الرّحمن [بن] (2) عدي، و مسلم بن هيصم، و إبراهيم النّخعي.

و شهد اليرموك و أصيبت عينه به و سكن الكوفة و شهد الحكمين [بدومة] (3)الجندل (4).

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، قالا:

أنا سعيد بن محمد بن أحمد ح.

و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالت: أنا سعيد بن أحمد العيّار، قالا: أنا الحسن بن أحمد المخلدي، أنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم، نا قتيبة، نا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، قال: قال عبد اللّه من حلف (5) على يمين يستحق بها مالا و هو فيها فاجر لقي اللّه و هو عليه غضبان، ثم أنزل اللّه عزّ و جلّ تصديق ذلك إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّٰهِ وَ أَيْمٰانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولٰئِكَ لاٰ خَلاٰقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ، وَ لاٰ يُكَلِّمُهُمُ اللّٰهُ، وَ لاٰ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ، وَ لاٰ يُزَكِّيهِمْ وَ لَهُمْ عَذٰابٌ أَلِيمٌ (6)فقال الأشعث بن قيس: فيّ نزلت، كان بيني و بين رجل خصومة في بئر، فاختصمنا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:[«شاهداك أو يمينه»

ص: 116


1- الإصابة 51/1 بغية الطلب 1889/4 و سير أعلام النبلاء 37/2 و انظر بحاشيتها ثبتا بمصادر أخرى ترجمته.
2- الزيادة عن م.
3- الزيادة عن م.
4- الزيادة عن أسد الغابة 118/1. و دومة الجندل: حصن و قرى بين الشام و المدينة قرب جبلي طيء (معجم البلدان).
5- بالأصل:«عبد اللّه بن خلف علي ابن» و على هامشه: لعله:«يحف على يمين» و هو ما أثبتناه و هو يوافق عبارة مختصر ابن منظور 406/4 و بغية الطلب 1890/4.
6- سورة آل عمران، الآية:77.

فقلت: إنه يحلف و لا يبالي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:] (1)«من حلف على يمين يستحقّ بها مالا هو فيها فاجر لقي اللّه و هو عليه غضبان» فأنزل اللّه تصديق ذلك، ثم قرأ هذه الآية إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّٰهِ وَ أَيْمٰانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً إلى آخر الآية[2314].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي بن عيسى، أنا عبد اللّه بن محمد، حدّثني محمد بن سليمان لوين، نا صالح بن عمر ح.

قال: و حدثه هارون أنا أبو أسامة، عن الأعمش، عن شقيق، قال: قال عبد اللّه قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من حلف على يمين فهو فيها فاجر ليقطع بها مالا لقي اللّه و هو عليه غضبان» فأنزل اللّه عز و جل: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّٰهِ وَ أَيْمٰانِهِمْ ثَمَناً الآية[2315].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني - و أنا حاضر - نا أبو بكر بن مالك - إملاء - نا أحمد بن محمد بن منصور الحاسب، نا عبد الرّحمن بن صالح، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من حلف على يمين ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقي اللّه و هو عليه غضبان» فقال الأشعث بن قيس: ففيّ كان ذلك، كان بيني و بين رجل من اليهود أرض فحجزني، فقدّمته إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال لي:«أ لك بيّنة»؟ قلت: لا، فقال لليهودي:«أ تحلف»؟ فقلت: يا رسول اللّه، إذا و اللّه يذهب بمالي (2)،فأنزل اللّه عز و جل:

إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّٰهِ وَ أَيْمٰانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً [2316].

أخبرنا أبو علي الحداد و جماعة في كتبهم قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (3)،أنا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن عبد اللّه البزّار التستري، نا محمد بن يزيد الاسفاطي، نا صفوان بن هبيرة، نا عيسى بن المسيّب البجلي القاضي، عن الأشعث بن قيس: لقد اشتريت يميني مرة بتسعين ألفا، و ذلك أني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من اقتطع من مسلم يمينه لقي اللّه، و هو عليه غضبان»[2317].

ص: 117


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
2- الحديث في أسد الغابة 118/1-119 و سير الأعلام 38/2 و من طرق أخرجه البخاري في التفسير 159/8 و في الأعيان 485/11-488 و مسلم في الإيمان(138) و الطبراني في الكبير، و أحمد 211/5 و 212.
3- بالأصل:«زيدة» و الصواب ما أثبت و ضبط عن التبصير.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن أحمد المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي ح.

و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصّيدلاني، أنا محمد بن خالد، قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري حدّثكم الهيثم بن عديّ، قال: الأشعث بن قيس: ذهبت عينه يوم اليرموك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز ثابت بن منصور بن الكيلي (1)،قالا: أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط، قال (2):و من عفير بن عديّ بن الحارث بن مرّة بن أدد ثم من كندة و هم ولد ثور بن عفير: الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عديّ بن ربيعة بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع (3) بن ثور و هو كنده بن عفير؛ أمّه كبشة بنت يزيد، من ولد الحارث بن عمرو بن معاوية يكنى أبا محمد مات في آخر سنة أربعين بعد قتل عليّ عليه السلام قليلا.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر بن أبان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمد بن سعد، قال (4):فيمن نزل الكوفة الأشعث بن قيس الكندي أحد بني الحارث بن معاوية و يكنى أبا محمد، ابتنى بها (5) دارا و مات بها، و الحسن بن علي بن أبي طالب يومئذ بالكوفة حين صالح معاوية، و هو صلّى عليه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنا عمرو بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، قال في الطبقة الرابعة: من كندة و هو كندي و اسمه ثور بن عفير بن عديّ بن الحارث بن مرّة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان: الأشعث بن قيس و هو

ص: 118


1- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة عبد اللّه بن جابر - عبد اللّه بن زيد ص 673 و في م: بن المبارك.
2- طبقات خليفة 162/1 و بغية الطلب 1892/4.
3- عن م و المصدرين و بالأصل: مرتك.
4- انظر طبقات ابن سعد 22/6.
5- عن م و ابن سعد و بالأصل «بهذا».

الأشج بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندة، و هو ثور بن عفير، و أمه كبشة بنت يزيد بن شرحبيل بن يزيد بن امرئ القيس بن عمر المقصور بن حجر آكل المرار ابن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة. و إنما سمّي كندة لأنه كند أباه النعمة، كفره، و كان اسم الأشعث معدي كرب و كان أبدا أشعث الرأس فسمّي الأشعث، و وفد الأشعث بن قيس على النبي صلى اللّه و سلم في سبعين رجلا من كندة، و كل اسم في كندة وفد بوفادته إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم مع الأشعث بن قيس و قد كتبنا كلّ من قدرنا عليه منهم، هذا كلّه في رواية هشام بن محمد بن السائب الكلبي.

أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه - في كتابه - و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن بن شعيب، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم بن البرقي (1)،قال:

و من كندة، و اسم كندة ثور بن مرتع بن عفير بن عمرو بن عديّ بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن الهميسع بن عمر بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ: الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عديّ بن ربيعة بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع يكنى أبا محمد، و كان أعور أصيبت عينه يوم اليرموك، و توفي سنة أربعين قبل قتل علي (2) بيسير؛ له أحاديث يسيرة.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن البنّا، عن أبي الحسن محمد بن محمد بن خالد، أنا أبو الحسين علي بن محمد (3) بن خزفة (4)،أنا محمد بن الحسين بن محمد، أنا أبو بكر بن خيثمة، قال: سمعت أبي يقول: الأشعث بن قيس الكندي أبو محمد، قال أبو بكر: و هو الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عديّ بن ربيعة بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون قالا: قال لنا أبو بكر

ص: 119


1- بالأصل «البوني» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 47/13.
2- كذا بالأصل، و على هامشه: لعله «الحسين بن علي» و في ابن العديم: كذا قال: قبل قتل علي، و الصواب بعد قتل علي، و اللّه أعلم، و تعقيب ابن العديم أقرب إلى الصواب انظر بغية الطلب 1893/4-1894.
3- لفظة «بن» سقطت من الأصل و استدركت على هامشه.
4- إعجامها غير واضح بالأصل و م، و المثبت و الضبط «خزفة» عن التبصير 429/1.

الخطيب (1):الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عديّ بن ربيعة بن معاوية بن الحارث بن الحارث بن مرّة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، و أمه كبشة بنت يزيد من ولد الحارث بن عمرو، كنية (2) الأشعث أبو محمد، قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في وفد كندة، و يعد فيمن نزل الكوفة من الصحابة، و له عن النبي صلى اللّه عليه و سلم رواية، و قد شهد مع سعد بن أبي وقاص قتال الفرس بالعراق، و كان على راية كندة يوم صفين مع علي بن أبي طالب، و حضر قتال الخوارج بالنهروان، و ورد المدائن ثم عاد إلى الكوفة فأقام بها حتى مات في الوقت الذي صالح فيه الحسن بن علي معاوية بن أبي سفيان، و صلّى عليه الحسن.

قرأت على أبي بكر السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):و أما مرتع - بضم الميم و سكون الراء و كسر التاء المعجمة باثنتين من فوقها و تخفيفها - فهو مرتع بن معاوية بن ثور الأكبر و هو كندة بن عفير بن عديّ بن الحارث بن مرّة بن أدد، و سمي مرتعا لأنه كان يقال له: ارتعنا في أرضك فيقول: ارتعت مكان كذا و كذا.

و قال ابن الكلبي: إنما سمّي عمرو بن معاوية بن ثور مرتعا، و قيل فيه: مرتّع - بفتح الراء و تشديد التاء و كسرها.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي - و اللفظ له - زاد ابن خيرون:

و محمد بن أحمد الأصبهاني قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (4):أشعث بن قيس الكندي سكن الكوفة و له صحبة.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمد بن عمر المقرئ، قال: قرئ على عثمان بن أحمد بن سمعان، أنا الهيثم بن خلف بن محمد، نا محمود بن غيلان المروزي، قال: سمعت وكيعا و أبو نعيم قالا ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو

ص: 120


1- ليس للأشعث ترجمة في تاريخ بغداد المطبوع. و الخبر في بغية الطلب نقلا عن الخطيب 1896/4.
2- بالأصل «كنيته».
3- الاكمال لابن ماكولا 235/7.
4- التاريخ الكبير 1/قسم 434/1.

الحسين بن بشران، أنا عثمان بن عبد اللّه، نا حنبل بن إسحاق، قال: سمعت أبا نعيم قال: كنية الأشعث بن قيس أبو محمد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: قال عمي أبو بكر: الأشعث بن قيس أبو محمد.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، نا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول (1):أبو محمد الأشعث بن قيس الكندي له صحبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل التّميمي، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أنا موسى بن أبي عبد الرّحمن النسائي، قال: سمعت أبي يقول:

أبو محمد الأشعث بن قيس.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، أنا نضر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا أبو زكريا بن أبي محمد بن إياس، قال: سمعت محمد بن أحمد بن المقدّمي، قال: الأشعث بن قيس الكندي أبو محمد.

أخبرنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي - إذنا - أنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه العكبري، أنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري (2)،نا يزداد بن عبد الرّحمن، نا أبو موسى يعني تينة، نا القحذمي، قال: تزوج قيس بن معدي كرب بنت الحارث بن عمرو آكل المرار فولدت له الأشعث بن قيس فقال أبو هانئ الكندي:

بنات الحارث الملك ابن عمرو *** تخبرها (3) فتنكح في ذراها

لها الويلات إذ أنكحتموها *** ألا طعنت بمديتها حشاها

ص: 121


1- الكنى و الأسماء للإمام مسلم ص 171.
2- الخبر و الأبيات في الجليس الصالح الكافي ط بيروت 361/3 و نقله عن الجريري ابن العديم في بغية الطلب 1898/4-1899.
3- بالأصل «يجرها» و المثبت عن الجليس الصالح.

و قد نبّئتها ولدت غلاما *** فلا عاش الغلام و لا هناها

فأجابه أبو قساس الكندي:

ألا أبلغ لديك أبا هنيّ *** أ لا تنهى لسانك عن رداها

فقد طالبت هذا قبل قيس *** لتنكحها فلم تك من هواها

فطافت (1) في المناهل تبتغيها *** فلاقت منهلا عذبا شفاها

شديد الساعدين أخا حروب *** إذا ما سيل منقصة أباها

و ما حثّت (2) مطيّته إليها *** و لا من فوق ذروتها أتاها

قال عيسى: قال القحذمي، و آل الأشعث ينشدون هذا الشعر و لا ينكرونه، قال:

و الأشراف لا يبالون أن يكون أخوالهم أشرف من أعمامهم.

قال القاضي (3):قوله في هذا الشعر:

أ لا تنهى لسانك عن رداها

أنّث اللسان، و ذكر أهل العلم بالعربية أن [العرب] (4) تذكر اللسان و تؤنثه، و قيل من أنثه أراد به اللغة و الرسالة كقول الشاعر (5):

إذا أتتني لسان لا أسرّ بها *** من علو لا صخب فيها و لا سحر (6)

[أخبرنا] (7) أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا [أبو] (8) محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد (9)،أنا محمد بن عمر، حدّثني محمد بن عبد الرّحمن (10)[عن] (11) الزّهري، قال: قدم

ص: 122


1- بالأصل «فطابت» و المثبت عن الجليس الصالح.
2- بالأصل «أحيت» و المثبت عن الجليس الصالح.
3- يعني المعافى بن زكريا الجريري.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن الجليس الصالح.
5- هو أعشى باهلة كما في الأصمعيات ص 88 و انظر اللسان «لسن».
6- روايته في الأصمعيات: قد جاء من عل أبناء أنبؤها إليّ لا عجب منها و لا سخر
7- زيادة لازمة.
8- زيادة لازمة قياسا إلى سند مماثل.
9- طبقات ابن سعد 328/1 و بغية الطلب 1891/4-1892.
10- الأصل و ابن العديم، في ابن سعد: عبد اللّه.
11- زيادة عن ابن سعد.

الأشعث بن قيس على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في بضعة عشر راكبا من كندة فدخلوا على النبي صلى اللّه عليه و سلم مسجده، و قد رجّلوا جممهم و اكتحلوا، و عليهم جباب الحيرة، قد كفّوها بالحرير.

و عليهم الديباج ظاهر مخوّص (1) بالذهب، فقال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أ لم تسلموا؟» قالوا: بلى، قال:«فما بال هذا عليكم»؟ فألقوه، فلما أرادوا الرجوع إلى بلادهم [أجازهم] (2) بعشرة أواق، عشرة (3) أواق، و أعطى الأشعث بن قيس اثنتي عشرة أوقية.

رواه ابن سعد في موضع آخر أتم من هذا عن الواقدي، عن معمر، عن الزهري[2318].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا محمد بن أحمد بن محمد، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا عبد الرّحمن بن حمّاد، نا هشيم بن بشير، نا مجالد بن سعيد، نا الشّعبي، عن الأشعث، قال قدمت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في وفد كندة فقال لي النبي صلى اللّه عليه و سلم:«هل لك من ولد؟» فقلت: غلام ولد مخرجي إليك من ابنة فلان و لوددت أن أشبع القوم مكانه، فقال:«لا تقولن ذا فإن فيهم قرة عين و أجرا إذا قبضوا» ثم قال:«إنهم لمجبنة محزنة» (4) قال هشيم: و أما منصور فحدّثنا:«مجبنة مبخلة محزنة»[2319].

أخبرنا أبو القاسم الشّحامي، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو حامد أحمد بن سهل بن إبراهيم بن سهل الأنصاري، نا أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف القهستاني الحافظ، نا محمد بن شبّويه، نا يعلى - يعني ابن عبيد - نا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: بشر الأشعث بن قيس بغلام و هو عند النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: أمّا و اللّه لوددت أن لكم به قصعة من خبز و لحم؛ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لأن قلت ذاك إنّها لمحزنة مجبنة و إنّها لثمرة القلوب و قرّة العين»[2320].

أخبرنا أبو القاسم زاهر و أبو بكر وجيه ابنا طاهر، قالا: أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمد بن الحسين بن موسى، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى بن زكريا بن حرب، أنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن الحسين بن الشرقي، نا أبو

ص: 123


1- بالأصل «فحرص» و المثبت عن ابن سعد، مخوص أي منسوج بالذهب (النهاية).
2- زيادة عن ابن سعد.
3- كذا، و الصواب:«بعشر» في الموضعين.
4- انظر سير الأعلام 38/2-39 و الحاشية رقم 1 صفحة 39 فيها.

عبد الرّحمن عبد اللّه بن هاشم بن حيّان الطوسي العبدي، نا وكيع، نا أبو حباب، عن القاسم بن عبد الرّحمن، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم للأشعث بن قيس:«هل لك من بنت جمد من ولد؟» قال: نعم، لي منها غلام، وددت أن لي به جفنة من طعام أطعمها من معي من بني جبلة قال: فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لأن قلت ذاك إنهم لهم القلوب و قرّة الأعين، و إنهم مع ذلك لمجبنة مبخلة محزنة»[2321].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، نا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، قال: أبو محمد الأشعث بن قيس الكندي سكن الكوفة و مات بها.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد، نا شجاع بن علي بن شجاع، أنا عبد اللّه بن مندة، قال: أشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عديّ بن ربيعة بن الحارث بن معاوية بن ثور الكندي يكنى أبا محمد، و كان قد ارتدّ ثم راجع للإسلام في خلافة أبي بكر و زوّجه أخته أم فروة، شهد القادسية، و مدائن، و جلولاء (1)،و نهاوند (2)،و الحكمين على عهد علي، و فيه نزلت: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّٰهِ وَ أَيْمٰانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً الآية، توفي بالكوفة سنة اثنتين (3) و أربعين، و صلّى عليه الحسين (4) بن علي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمد النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا رضوان بن أحمد، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: و كان من حديث كندة حين ارتدّت أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كان بعث إليهم رجلا من الأنصار يقال له زياد بن لبيد و كان عقبيا بدريا أميرا على حضرموت فكان فيهم حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يطيعونه و يؤدون إليه صدقاتهم لا ينازعونه، فلما توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و بلغهم انتقاض من انتقض من العرب ارتدّوا و انتقضوا بزياد بن لبيد.

و كان سبب انتقاضهم به أن زيادا أخذ فيما يأخذ من الصدقة قلوصا لغلام من كندة، و كانت كوماء خيار إبله فلما أخذها زياد فعقلها في إبل الصدقة و وسمها جزع الغلام من

ص: 124


1- جلولاء: طسوج من طساسيج السواد في طريق خراسان، بينها و بين خانقين سبعة فراسخ (معجم البلدان).
2- نهاوند مدينة عظيمة في قبلة همذان بينهما ثلاثة أيام (معجم البلدان).
3- بالأصل:«اثنين».
4- كذا، و تقدم في رواية:«الحسن».

ذلك، فخرج يصيح إلى حارثة بن سراقة بن معدي كرب فقال: أخذت الفلانية في إبل الصدقة فأنشدك اللّه و الرحم، فإنها أكرم إبلي عليّ بعيرا و أباعر، فخرج معه حارثة حتى أتى زيادا، فتكلم إليه أن يردّها عليه و يأخذ مكانها بعيرا، فأبى عليه زياد، و كان رجلا صلبا مسلما، و خشي أن يروا ذلك منه ضعفا و خورا للحديث الذي كان، فقال:[ما] (1) كنت لأردها و قد وسمتها في إبل الصدقة، و وقع عليها حقّ اللّه عزّ و جلّ، فراجعه حارثة فأبى، فلمّا رأى ذلك حارثة قام إلى القلوص فحل عقالها ثم ضرب وجهها و قال: دونك و قلوصك - لصاحبها - و هو يرتجز و يقول (2):

يضعها شيخ بخدّيه الشّيب *** قد لمّع الوجه كتلميع الثوب

اليوم لا أخلط بالعلم الريب *** و ليس في منعي حريمي من عيب

و قال حارثة بن سراقة الكندي (3):

أطعنا رسول اللّه ما دام وسطنا *** فيال عباد اللّه ما لأبي بكر

أ يأخذها قسرا و لا عهد عنده *** يملكه فينا و فيكم عرى الأمر

فلم يك يهديها إليه بلا هدى *** و قد مات مولاها النبيّ و لا عذر

فنحن بأن نختارها و فصالها *** أحقّ و أولى بالامارة في الدّهر

إذا لم يكن من ربنا أو نبيّنا *** فذو الوفد أولى بالقضية في الوفر

أ يجري على أموالنا الناس حكمهم *** بغير رضى إلاّ التّسنّم بالقسر

بغير رضى منا و نحن جماعة *** شهودا كأنّا غائبين عن الأمر

فتلك إذا كانت من اللّه زلفة *** و من غيره إحدى القواصم للظهر (4)

فأجابه زياد بن لبيد:

سيعلم أقوام أطاعوا نبيّهم *** بأن عويّ القوم ليس بذي قدر

أذاعت عن القوم الأصاغر لعنة *** قلوب رجال في الحلوق من الصّدر

و دنوّ العقباه إذا هي صرمت *** هواديه الأولى على حين لا عذر

ص: 125


1- الزيادة للإيضاح عن م و انظر مختصر ابن منظور و بغية الطلب.
2- الشطران الأول و الثاني في تاريخ الطبري 332/3 و الشطور في بغية الطلب 1901/24.
3- الأبيات منسوبة للحطيئة باختلاف انظر ديوانه ط بيروت ص 142 و تخريجها فيه، و انظر الكامل للمبرد 508/2 و 509.
4- الأبيات منسوبة للحطيئة باختلاف انظر ديوانه ط بيروت ص 142 و تخريجها فيه، و انظر الكامل للمبرد 508/2 و 509.

فإن عصا الإسلام قد رضيت به *** جماعته الأولى برأي أبي بكر

فإن كنتم منهم فطوعا لأمره *** و إلاّ فأنتم من مخافته صعر

فنحن لكم حتى نقيم صعوركم (1) *** بأسيافنا الأولى و بالذبل السّمر

رويدكم إنّ السيوف التي بها *** ضربناكم فدا بأيماننا تبري

أبعد التي بالأمس كنتم غويتم *** لها يبغون الغير من فرط الصغر

و كان لهم في غيّ أسود عبرة *** و ناهية عن مثلها آخر الدّهر

تلعّب فيكم بالنساء ابن عبّه *** و بالقوم حتى نالهنّ بلا مهر

فإن تسلموا فالسّلم خير بقيّة *** و إن تكفروا تستوبلوا غبّة الكفر

و تفرق الناس عند ذلك طائفتين فصارت طائفة مع حارثة بن سراقة قد ارتدوا عن الإسلام، و طائفة مع زياد بن لبيد. فلما رأى ذلك زياد قال لهم: نقضتم العهد و كفرتم فأحللتم بأنفسكم و اغتنمتم أولاها بعد عقباها، فقال حارثة: أمّا عهد بيننا و بين صاحبك هذا لأحدث فقد نقضناها و إن أبيت إلاّ الأخرى أصبتنا على رجل، فاقض ما أنت قاضيها.

فتنحى زياد فيمن اتّبعه من كندة و غيرهم قريبا، و كتب إلى المهاجر (2) أن يمده، و أخبره خبر القوم فخرج المهاجر إليه، و سمع الأشعث بن قيس صارخا من أعلى حصنهم في شطر من الليل:

عشيرة تملك بالعشيرة *** في حائط يجمعها كالصيرة

و المسلمون كالليوث الزيرة *** قبائل أقلها كثيرة

فيها أمير من بني المغيرة

فلما سمع الأشعث الصّارخ إلى ما قد رأى من اختلاف أصحابه بادرهم فخرج من تحت ليله حتى أتى المهاجر و زيادا، فسألهما أن يؤمّناه على دمه و ماله حتى يبلغاه أبا بكر فيرى فيه رأيه و يفتح (3) لهم باب الحصن ففعلا، و يفتح لهم باب الحصن، فيدخل المسلمون على أهل الحصن، فاستنزلوهم فضربوا أعناقهم، و استاقوا أموالهم، و استبوا نساءهم، و كتبوا إلى أبي بكر بذلك، و استوثقوا من الأشعث حتى بعثوا به إلى أبي بكر في

ص: 126


1- الأصعر: المعرض بوجهه كبرا.
2- يريد: المهاجرين بن أبي أمية و قد كان أبو بكر أمّره على قتال من ارتد ما بين نجران إلى أقصى اليمن.
3- كذا بالأصل.

الحديد موثقا، فقال له أبو بكر: كيف ترى صنيع اللّه بمن نقض عهده؟ فقال الأشعث أرى أنه قد أخطأ حظه و نفس (1) جدّه، فقال له أبو بكر: فما تأمرني فيك؟ قال: آمرك أن تمنّ علي فتفكني من الحديد و تزوّجني أختك أم فروة ابنة أبي قحافة ففعل أبو بكر، فقال الأشعث حين زوّجه أبو بكر (2):

لعمري و ما عمري عليّ بهيّن *** لقد كنت بالأخوان جدّ ضنين

أحاذر أن تضرب هناك رءوسهم *** و ما الدهر عندي بعدها بأمين

فليت جنون الناس تحت جنونهم *** و لم ترم (3) أنثى بعدهم بجنين

و كنت كذات البوّ أنحت و أقبلت *** عليه بقلب واله و حنين (4)

فأجابه مسلم بن صبيح السّكوني:

جزى الأشعث الكنديّ بالغدر ربّه *** جزاء مليم في الأمور ظنين

أخا فجرة لا تستقال و غدرة *** لها أخوات مثلها ستكون

فلا تأمنوه بعد غدرته بكم *** على مثلها فالمرء غير أمين

و ليس امرؤ باع الحياة بقومه *** أخا ثقة أن يرتجى و يكون

هدمت الذي قد كان قيس يشيده *** و يرضى من الأفعال ما هو دون

و ألبستنا ثوب المسبّة بعدها *** فلا زلت عبوسا بمنزل هون

أرى الأشعث الكنديّ أصبح بعدها *** هجينا بها من دون كلّ هجين

سيهلك مذموما و يورث سبّة *** يبيت بها في النّاس ذات قرون

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف بن بشر، نا الحسين بن فهم، نا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمر، حدثني خالد بن القاسم، عن زرعة بن عبد اللّه بن لبيد، قال (5):كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قد

ص: 127


1- بغية الطلب: و تعس جده.
2- الأبيات في تاريخ الطبري 341/3 منسوبة للأشعث بن مئناس السكوني يبكي أهل النجير.
3- في الطبري: فليت جنوب الناس تحت جنوبهم و لم تمش.
4- في الطبري: و كنت كذات البوّ ريعت فأقبلت على بوّها إذ طرّبت بحنين
5- الخبر في غزوات ابن حبيش 131/1 نقلا عن الواقدي، و نقله ابن العديم في بغية الطلب 1904/4 و ما بعدها.

استعمل زياد بن لبيد على حضرموت و قال له:«سر مع هؤلاء القوم - يعني وفد كندة - فقد استعملتك عليهم»[2322]، فسار زياد معهم عاملا لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على حضرموت على صدقاتها: الثمار و الخفّ و الماشية و الكراع و العشور، و كتب له كتابا، فكان لا يعدوه إلى غيره و لا يقبض دونه، فلمّا قبض النبي صلى اللّه عليه و سلّم و استخلف أبو بكر كتب إلى زياد يقرّه على عمله، و يأمره أن يبايع من قبله، و من أبى وطئه بالسيف و يستعين بمن أقبل على من أدبر (1).

و بعث بكتابه إليه مع أبي هند البياضي، فلما أصبح زياد غدا بنعي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى الناس، و أخذهم بالبيعة لأبي بكر و بالصّدقة، فامتنع قوم من أن يعطوا الصّدقة، و قال الأشعث بن قيس: إذا اجتمع الناس فما أنا إلاّ كأحدهم، و نكص عن التقدم إلى البيعة، فقال له امرئ القيس بن عابس الكندي: أنشدك اللّه يا أشعث، و وفادتك على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و إسلامك أن تنقضه اليوم، و اللّه ليقومنّ بهذا الأمر من بعده من يقتل من خالفه، فإياك إياك و ابق على بنفسك، فإنك إن تقدّمت تقدم الناس معك، و إن تأخّرت افترقوا، فأبى الأشعث و قال: قد رجعت العرب إلى ما كانت الآباء تعبد، و نحن أقصى العرب دارا من أبي بكر، أ يبعث أبو بكر إلينا الجيوش؟ فقال امرؤ القيس: أي و اللّه، و أخرى: لا يدعك عامل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ترجع إلى الكفر، فقال الأشعث: من؟ قال: زياد بن لبيد. فيتضاحك الأشعث و قال: أمّا يرضى زياد أن أجيره؟ فقال امرؤ القيس: سترى.

ثم قام الأشعث فخرج من المسجد إلى منزله، و قد أظهر ما أظهر من الكلام القبيح من غير أن ينطق بالرّدّة، و وقف يتربص و قال: نقف أموالنا بأيدينا و لا ندفعها، و نكون من آخر الناس.

قال: و بايع زياد لأبي بكر بعد الظهر إلى أن قامت صلاة العصر، فصلّى بالناس العصر ثم انصرف إلى بيته، ثم غدا على الصّدقة من الغد كما كان يفعل قبل ذلك، و هو أقوى ما كان نفسا و أشدّه لسانا، فمنعه حارثة بن سراقة بن معدي كرب العبدي أن يصدّق غلاما منهم، و قام يحلّ عقال البكرة التي أخذت في الصّدقة، و جعل يقول:

يمنعها شيخ بخدّيه الشّيب *** ملمّع كما يلمّع الثوب

ماض على الرّيب إذا كان الرّيب

ص: 128


1- انظر نص كتاب أبي بكر إلى زياد بن لبيد في غزوات ابن حبيش 131/1.

فنهض زياد بن لبيد و صاح بأصحابه المسلمين، و دعاهم إلى النّصرة لله و لكتابه، فانحازت طائفة من المسلمين إلى زياد و جعل من ارتدّ ينحاز إلى حارثة، فكان زياد يقاتلهم النهار إلى الليل، فقاتلهم أياما كثيرة، وضوى إلى الأشعث بن قيس بشر كثير، فتحصن بمن معه ممن هو على [مثل رأيه، في النجير، فحاصرهم زياد بن لبيد، و قذف اللّه الرعب في أفئدتهم، و جهدهم] (1) الحصار. فقال الأشعث بن قيس: إلى متى هم في هذا الحصن، قد غرثنا (2) فيه و غرث عيالنا، و هذه البعوث تقدم عليكم ما لا قبل لنا به، و اللّه للموت بالسيف أحسن من الموت بالجوع، و يؤخذ برقبة الرجل كما يصنع بالذّريّة؛ قالوا:

و هل لنا قوة بالقوم، ارتأ لنا فأنت سيدنا قال: أنزل و آخذ لكم أمانا تأمنون به، قبل أن تدخل عليكم هذه الأمداد، ما لا قبل لنا به و لا يدان.

قال: فجعل أهل الحصن يقولون للأشعث: افعل فخذ لنا الأمان، فإنه ليس أحد أجدى (3) أن يقدر على ما قبل زياد منك؛ فأرسل الأشعث إلى زياد: أنزل فأكلمك، و أنا آمن؟ قال زياد: نعم، فنزل الأشعث [من] (4) النّجير فخلا بزياد، فقال: يا ابن عم قد كان هذا الأمر و لم يبارك لنا فيه، و لي قرابة و رحم، و إن وكلتني إلى صاحبك قتلني - يعني المهاجر بن أبي أمية - إن أبا بكر يكره قتل مثلي، و قد جاءك كتاب أبي بكر ينهاك عن قتل الملوك من كندة، فأنا أحدهم و إنما أطلب منك الأمان على أهلي و مالي؛ فقال زياد بن لبيد: لا أؤمنك أبدا على دمك، و أنت كنت رأس الرّدّة و الذي نقض علينا كندة فقال: أيها الرجل دع عنك ما مضى و استقبل الأمور إذا أقبلت عليك، فتؤمّني على دمي و أهلي و مالي حتى أقدم على أبي بكر فيرى فيّ رأيه؛ فقال زياد: و ما ذا؟ قال: و أفتح لك النّجير.

فأمّنه زياد على أهله و دمه و ماله، و على أن يقدم به على أبي بكر فيرى فيه رأيه، و يفتح له النّجير.

قال محمد بن عمر: و هذا أثبت عند أصحابنا من غيره.

ص: 129


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدراكه ضروري عن م و عن بغية الطلب 1905/4 و غزوات ابن حبيش 135/1 و مختصر ابن منظور 413/4 و فيه أيديهم بدل أفئدتهم. و النجير حصن باليمن قرب حضرموت (معجم البلدان).
2- غرثنا: جعنا و جاعت عيالنا (النهاية).
3- كذا و في غزوات ابن حبيش: أجرأ.
4- الزيادة عن ابن حبيش.

و قد حدّثني صدقة بن عتيبة (1) عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عن جدّه أبي مغيث، قال: كنت فيمن حضر أهل النّجير فصالح الأشعث زيادا على أن يؤمن من أهل النّجير سبعين رجلا ففعل، فنزل سبعون و نزل معهم الأشعث، فكانوا أحدا و سبعين، فقال له زياد: أقتلك، لم يكن لك أمان، فقال الأشعث: تؤمنني على أن أقدم على أبي بكر فيرى فيّ رأيه، فأمنه على ذلك. و قيل إن السبعين نزلوا واحدا واحدا فلما بقي هو قام إليه رجل واحد فقال: أنا معك، قال: إن الشرط سبعون و لكن كن فيهم، و أنا أتخلف فآثر بالحياة و تخلف هو فيمن تخلف أسيرا فاللّه أعلم (2).

قال: و أنا محمد بن عمر، حدّثني الزبير بن موسى بن عبد اللّه بن أبي أميّة، عن عمّه مصعب بن عبد اللّه بن أبي أمية قال: أمّن زياد بن لبيد الأشعث بن قيس على أن يبعث به و بأهله و ماله إلى أبي بكر فيحكم فيه بما يرى، و فتح له النّجير فأخرجوا المقاتلة و هم كثير، فعمد زياد إلى أشرافهم سبعمائة رجل فضرب أعناقهم على دم واحد، و لام القوم الأشعث، فقالوا لزياد: غدر بنا الأشعث و أخذ الأمان لنفسه و ماله و أهله و لم يأخذه لنا جميعا، فنزلنا و نحن آمنون فقتلنا، فقال زياد: ما أمنتكم؛ قالوا: صدقت، خدعنا الأشعث.

قال: و أنا محمّد بن عمر، نا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين قال: بعث زياد بن لبيد بالسبي مع نهيك بن أوس بن حزمة (3) الأشهلي إلى أبي بكر، و بعث معه بثمانين من بني قتيرة، و بعث بالأشعث معهم في وثاق.

قال: و حدّثني خالد بن القاسم، عن أبيه، عن عبد الرّحمن بن الحويرث بن نقيد، قال:

رأيت الأشعث بن قيس يوم قدم به المدينة في حديد مجموعة يداه إلى عنقه، بعث به زياد بن لبيد و المهاجر بن [أبي] (4) أمية إلى أبي بكر، و كتبا إليه: إنّا لم نؤمنه إلاّ على حكمك، و قد بعثنا به في وثاق و بأهله و ماله الذي خفّ حمله معه فيرى في ذلك رأيك.

ص: 130


1- في بغية الطلب: عتبة.
2- قال الواقدي: و القول الأول أثبت،(ابن حبيش 138/1).
3- في غزوات ابن حبيش:«خزيمة» و في بغية الطلب: حرمة.
4- سقطت من الأصل و من م.

قال: و نزل نهيك بن أوس بالسبيّ في دار رملة بنت الحارث، و معهم الأشعث بن قيس فجعل يقول: يا خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما كفرت بعد إسلامي، و لكن شححت على مالي، فقال أبو بكر: أ لست الذي تقول: قد رجعت العرب إلى ما كانت الآباء تعبد؟ و أبو بكر يبعث إلينا الجيوش و نحن أقصى العرب دارا، فردّ عليك من هو خير منك فقال لك: لا يدعك عامله ترجع إلى الكفر، فقلت: من؟ فقال: زياد بن لبيد، فتضاحكت، فكيف وجدت زيادا؟ أذكرت به أمه؟ فقال الأشعث: نعم كل الإذكار، ثم قال الأشعث: أيها الرجل أطلق إساري، و استبقني لحربك و زوّجني أختك أم فروة بنت أبي قحافة، فإني قد تبت مما صنعت و رجعت إلى ما خرجت منه من منعي الصدقة.

فزوجه أبو بكر أم فروة بنت أبي قحافة فكان بالمدينة مقيما حتى كانت ولاية عمر بن الخطاب، و ندب الناس إلى فتح العراق، فخرج الأشعث بن قيس مع سعد بن أبي وقاص فشهد القادسية و المدائن و جلولاء و نهاوند، و اختط بالكوفة حين اختط المسلمون، و بنى بها دارا في بني كندة، و نزلها إلى أن مات بها و ولده بها إلى اليوم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسن بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن يوسف، أنا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر التميمي، عن سهل بن يوسف، عن أبيه، عن كثير بن الصلت، قال (1):و لما رأى أهل [النّجير] (2)المواد لا تنقطع عن المسلمين، و أيقنوا أنهم غير منصرفين عنهم خشعت أنفسهم و خافوا القتل على أنفسهم، و لو صبروا حتى يجيء المغيرة (3) لكانت لهم في الثالثة الصلح عن الجلاء نجاة [فعجّل] (4) الأشعث فخرج إلى عكرمة (5) بأمان، و كان لا يأمن غيره، و ذلك أنه كانت تحته أسماء بنت النعمان بن الجون يخطبها و هو يومئذ ينتظر المهاجر، فأهداها إليه أبوها قبل أن يبادوا، و كان تزوجها على خميصة فابتنى بها ثم غدا بها، فأبلغه عكرمة المهاجر، و استأمنه له لنفسه و نفر معه تسعة على أن يؤمنهم و أهليهم على أن يفتحوا لهم الباب؛ فأجابه إلى ذلك و قال: انطلق و استوثق لنفسك ثم هلم كتابك أختمه.

ص: 131


1- تاريخ الطبري 337/3.
2- زيادة عن الطبري.
3- هو المغيرة بن شعبة، و كان أبو بكر كتب إلى المهاجر بن أبي أمية كتابا و أرسله مع المغيرة بن شعبة يتعلق بشأن أهل النجير، الطبري 337/3.
4- زيادة عن الطبري.
5- هو عكرمة بن أبي جهل انظر الطبري 337/3.

قال (1):و نا سيف عن أبي إسحاق الشّيباني، عن سعيد بن أبي بردة، عن عامر: أنه دخل عليه فاستأمنه على أهله و ماله و تسعة ممن أحب، و على أن يفتح لهم الباب فيدخلون على قومه. فقال لهم المهاجر: اكتب ما شئت و اعجل، فكتب أمانه، و أمانهم و فيهم أخوه و بنو عمه و أهلوهم، و نسي نفسه، عجل و دهش ثم جاء بالكتاب فختمه، و رجع فسرّب الّذين في الكتاب. (2)

و قال الأجلح و المجالد: لمّا لم يبق إلاّ أن يكتب نفسه وثب عليه جحدم بشفرة و قال: نفسك أو تكتبني، فكتبه و ترك نفسه.

قال أبو (3) إسحاق: فلمّا الباب اقتحمه المسلمون فلم يدعوا فيه مقاتلا إلاّ قتلوه، و ضربوا أعناقهم صبرا، و أحصى ألف امرأة ممن في النّجير و الخندق من بين سليب أو متبع و وضع على السبي و الفيوء الأحراس، و شاركهم كثير.

و قال كثير بن الصّلت (4):لمّا فتح الباب و فرغ ممن في النّجير و أحصي ما أفاء اللّه عليهم، دعا الأشعث بأولئك النفر، و دعا بكتابه فعرضهم، فأجاز (5) من في الكتاب، فإذا الأشعث ليس فيه، و إذا هو قد نسي نفسه، فقال المهاجر: الحمد للّه الذي أخطأك نوءك (6)يا أشعث، يا عدو اللّه قد كنت أشتهي أن يخزيك اللّه، فشدّه وثاقا، و همّ بقتله. فقالوا له:

أخّره و أبلغه أبا بكر، فهو أعلم بالحكم في هذا، و إن كان رجلا نسي اسمه أن يكتبه، و هو ولي المخاطبة أ فذاك، اللّه يبطل ذاك! فقال المهاجر: أمره بيّن، و لكني أتّبع المشورة و أوثرها (7).و أخّره و بعث به إلى أبي بكر مع السبي، و كان معهم يلعنه المسلمون و يلعنه سبايا قومه، و سماه نساء قومه عرف النار - كلام يماني يسمون به الغادر - و قد كان المغيرة تحير ليله للذي أراد اللّه عزّ و جلّ، فجاء و القوم في دمائهم (8) و السبي على ظهر،

ص: 132


1- الطبري 337/3-338.
2- الطبري 338/3.
3- بالأصل «ابن» و المثبت عن الطبري.
4- الطبري 338/3.
5- في الكامل لابن الأثير: فأجار.
6- قوله:«أخطأك نوءك» عن الطبري و مكانها بالأصل:«خطأ نفسه فولى» كذا.
7- بالأصل:«و أورثها و أجيره» و المثبت عن الطبري.
8- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن الطبري.

[و سارت] (1) السبايا و الأسرى، فقدم القوم على أبي بكر [بالفتح] (2) و السبايا و الأسرى، فدعا بالأشعث، و قال: استزلّك بنو وليعة، و لم يكن لتستزلهم - و لا يرونك كذلك أهلا - و أهلكوا و أهلكوا، أ ما تخشى أن تكون دعوة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قد وصل إليك منها طرف، ما تراني صانعا بك؟ قال: إني لا علم لي برأيك، و أنت أعلم برأيك، قال: فإني أرى قتلك.

قال: فإني أنا الذي راوضت القوم في عشرة، فما يحلّ دمي، قال: أ فوّضوا القوم إليك؟ قال: نعم، قال: ثم أتيتهم بما فوّضوه إليك يختموه لك؟ قال: نعم، قال: فإذا وجب الصلح بعد ختم الصحيفة على من في الصحيفة، و إنما كنت قبل ذلك مراوضا، فلما خشي أن يوقع به، قال: أو تحتسب فيّ خيرا فيطلق أساري و يقيلني عثرتي و يقبل إسلامي و تفعل بي مثل ما فعلت بأمثالي و تردّ علي زوجتي - و كان قد خطب أم فروة بنت أبي قحافة إلى أبي قحافة مقدمه على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فزوجه و أخّرها إلى أن يقدم الثانية، فتوفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و فعل الأشعث ما فعل فخشي أن لا ترد عليه - تجدني خير أهل بلادي لدين اللّه فتجافى له عن دمه، و قبل منه و ردّ عليه أهله، و قال: انطلق فليبلغني عنك [خير] (3) و خلا النفر فذهبوا و قسم أبو بكر السبي فباعه في الناس و ترك الخمس، فاقتسم الجيش أربعة أخماس.

أنبأنا أبو علي بن نبهان (4).

ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسين الباقلاني، قالا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم البغوي ح.

قال الأنماطي: و أنا طراد، أنا أحمد بن علي بن الحسين بن البادّا (5)،أنا حامد بن محمد بن عبد اللّه الهروي، قالا: أنا علي بن عبد العزيز، نا أبو عبيد، نا شريك، عن إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النّخعي، قال: ارتدّ الأشعث بن قيس في ناس من كندة فحوصر فأخذ الأمان لسبعين رجلا منهم، و لم يأخذ لنفسه فأتي به أبو بكر فقال: إنّا قاتلوك لا أمان لك، فقال: تمنّ عليّ و أسلم، فقال: ففعل و زوّجه أخته.

أخبرناه أتم من هذا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو

ص: 133


1- زيادة عن الطبري.
2- زيادة عن الطبري.
3- زيادة عن الطبري.
4- بالأصل «نهبان» و الصواب عن م.
5- كذا بالأصل، و في التبصير 56/1 البادي، قال و أخطأ من قال البادا، و هو قول العامة، و انظر الاكمال 408/1 و في م:«الباذا».

عمر بن مهدي، أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عقبة، نا أحمد بن يحيى الصوفي، نا عبد الرّحمن بن شريك، نا أبي، نا إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم، قال: ارتدّ الأشعث بن قيس و ناس من العرب لمّا مات نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقالوا: نصلّي و لا نؤدّي الزكاة، فأبى عليهم أبو بكر ذلك قال: لا أحلّ عقدة عقد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و لا أعقد عقدة حلها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و لا أنقصكم شيئا مما أخذ منكم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و لأجاهدنكم و لو منعوني عقالا مما أخذ منكم نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، لجاهدتكم عليه، ثم قرأ: وَ مٰا مُحَمَّدٌ إِلاّٰ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ (1) الآية، فتحصّن الأشعث بن قيس هو و ناس من قومه في حصن، فقال الأشعث: اجعلوا لسبعين (2) منّا أمانا فجعل لهم، فنزل بعد سبعين، و لم يدخل نفسه فيهم، فقال أبو بكر: إنه لا أمان لك، إنّا قاتلوك قال: أ فلا أدلك على خير من ذلك؟ تستعين بي على عدوك و تزوّجني أختك، ففعل.

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم ح.

و أخبرنا أبو علي الحداد و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (3)،قالا: أنا سليمان بن أحمد، نا عبد الرحمن بن مسلم، نا عبد المؤمن بن علي، نا عبد السلام بن حرب، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: لما قدم بالأشعث بن قيس أسيرا على أبي بكر الصديق أطلق وثاقه و زوّجه أخته، و اخترط سيفه و دخل سوق الإبل فجعل لا يرى جملا و لا ناقة إلاّ عرقبه، و صاح الناس: كفر الأشعث. فلمّا فرغ طرح سيفه، و قال: إني و اللّه ما كفرت، و لكن زوّجني هذا الرجل أخته، و لو كنا في بلادنا لكانت لنا وليمة غير هذه، يا أهل المدينة انحروا و كلوا، و يا أصحاب الإبل تعالوا خذوا شرواها (4).

و قد قيل إن الذي زوّجه أم فروة أبو قحافة، فلعل قوله زوّجني أختك أدخلها عليّ أو لأن النكاح انفسخ بردّته فأراد تجديده و اللّه أعلم.

آخر الجزء الثالث بعد المائة.

ص: 134


1- سورة آل عمران، الآية:144.
2- بالأصل «السبعين».
3- بالأصل «زيدة» و الصواب ما أثبت و ضبط عن التبصير.
4- بغية الطلب 1910/4-1911.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف السّجستاني [نا] السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن موسى بن عقبة، عن أبيه و سعيد، عن عبد اللّه النّخعي، عن عبد اللّه بن أبي مليكة و الوليد بن عبد اللّه، عن أبي الطفيل، قالوا: تزوج الأشعث مقدمه على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى أبي قحافة أم فروة، و هو ثالث أزواجها و الأوسط منهم تميم، و أزمع بالهجرة و المقام، فلما قدم على النبي صلى اللّه عليه و سلّم و أخبره الذي أراد أيسه من الهجرة إلى المدينة بعد الفتح، فرجع و أراد الانطلاق بأم فروة فأبى عليه أبو قحافة، و قال: إنا لا نغترب إلاّ في مغترب إلينا فرجع إلى اليمن، و فعل الذي فعل فلما أتى به أبو بكر تجافى له عن دمه و ردّ عليه أهله بالنكاح الأول كما فعل بغيره (1).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا خيثمة بن سليمان، نا إسحاق بن يسار، نا حامد بن يحيى، نا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: شهدت جنازة فيها الأشعث بن قيس و جرير قال: فقدّم الأشعث جريرا و قال: إن هذا لم يرتدّ عن الإسلام و كنت قد ارتددت.

أخبرناه عاليا أبو الحسن بن البقشلان، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد بن المقرئ، نا سفيان، عن إسماعيل، عن قيس، قال (2):

شهدت الأشعث و جرير بن عبد اللّه في جنازة فقدّمه - يعني الأشعث قدم جريرا - ثم التفت فقال: إني ارتددت (3) و هذا لم يرتدّ.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)، أخبرني أبو القاسم الأزهري، نا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، نا أبو أحمد محمد بن أحمد الحرّار، نا أحمد بن الحارث الخزّاز، أنا أبو الحسن المدائني عن شيوخه الذين روى عنهم خبر النهروان قال [و أمر عليّ] (5) بالرحيل - يعني بعد فراغه من قتال الحرورية - و قال لأصحابه قد أعزكم اللّه و أذهب ما كنتم تخافون، فامضوا من وجهكم هذا إلى الشام، فقال

ص: 135


1- الخبر في بغية الطلب 1910/4 و بهامشها أن أول أزواجها أبو أميمة رجل من بني الصقب.
2- الخبر في بغية الطلب 1911/4.
3- عن بغية الطلب، و بالأصل «ارتدت».
4- الخبر في بغية الطلب 1911/4 نقلا عن الخطيب.
5- الزيادة عن ابن العديم.

الأشعث: يا أمير المؤمنين نفذت نبالنا و كلّت سيوفنا و نصلت أسنة رماحنا، فلو أتينا مصرنا حتى نستعد ثم نسير إلى عدونا فركن الناس إلى ذلك، فسار عليّ يريد الكوفة فأخذ على المدائن حتى انتهى [إلى] (1) النخيلة (2) فنزلها، و ساق بقيّة الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان في أسامي من غزا مع علي بن أبي طالب يوم صفين: الأشعث بن قيس الكندي.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، أنا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط، قال (3):و قال أبو عبيدة: كان على الميمنة - يعني من أصحاب علي يوم صفين - الأشعث بن قيس الكندي.

قال: و نا خليفة، نا علي بن محمد، عن سلمة (4) بن محارب، عن حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية، قال: فصل معاوية في تسعين (5) ألفا، ثم سبق معاوية فنزل الفرات و جاء علي و أصحابه فمنعهم معاوية الماء فبعث علي الأشعث بن قيس في ألفين، و على الماء لمعاوية أبو الأعور السّلمي في خمسة آلاف، فاقتتلوا قتالا شديدا، و غلب الأشعث على الماء.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي المعروف بابن (6) البنّ - بقراءتي عليه غير مرة - أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر بن علي بن جعفر المدائني، أنا أبو محمد عبد اللّه بن عبد الغفار بن محمد بن أحمد بن إسحاق - قدم علينا - أنا أبو علي بن حيدرة، نا العباس بن الوليد بن مزيد (7) قال: سبق أصحاب معاوية إلى الماء بصفين قبل، و على أصحاب معاوية رجلان أحدهما أبو الأعور السلمي و الآخر بسر بن أبي أرطأة، فلما قدم

ص: 136


1- الزيادة عن ابن العديم.
2- النخيلة: تصغير نخلة، موضع قرب الكوفة على سمت الشام (معجم البلدان).
3- تاريخ خليفة ص 193.
4- تاريخ خليفة: مسلمة.
5- في تاريخ خليفة: سبعين.
6- ضبطت عن الاكمال 265/1.
7- بالأصل «زيد» خطأ، و الصواب عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 471/12.

أصحاب علي منعهم الماء و احتازوه دونهم فأرسل علي إلى معاوية أن يطلق الماء لعسكره، فلو كان أصحابي سبقوا إليه ما منعوك.

قال: فاستشار عمرو بن العاص و عبد اللّه بن أبي سرح، و كان أخا عثمان لأمه، فقال عمرو: أرى أن تطلق لهم الماء و قال ابن أبي سرح: لا تطلق لهم الماء حتى يموتوا عطشا كما قتلوا أمير المؤمنين عطشا - يعني بذلك عثمان - فمال معاوية إلى قوله، و ترك قول عمرو، فلما أضر بأصحاب علي ذلك أصبح على باب حجرة عليّ اثنا (1) عشرة ألفا من أصحاب البرانس، و قالوا: يا أمير المؤمنين أ نهلك و نحن ننظر إلى الماء قال: فمن له؟ قال الأشعث بن قيس: أنا، قال: فشأنك قال: فتقدم بهم، قال: فجعل يلقي رمحه و يسمي بطوله و هو راجل و هو يقول:

ميعادنا اليوم بياض الصّبح *** هل يصلح الأمر بغير نصح

لا لا و لا الزاد بغير ملح *** ادنوا إلى القوم يطعن كدح

حسبي من الأقدام قاب رمحي

قال: فحملوا عليهم فأزالوهم عن الماء و قعدوا عليه قال: فقال عمرو لمعاوية:

شمت بك أتراك تضاربه على الماء كما ضربوك بالأمس؟ قال معاوية: هم خير من ذلك، و أرسل عليّ إلى الأشعث أن خلّ بينه و بين الماء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، عن أبي القاسم يوسف بن محمد بن المهرواني (2)،أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحمّامي المقرئ، أنا أبو صالح القاسم بن القاسم بن سالم الأخباري، أنا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد بن محمد بن حنبل، حدّثني أبي - أملاه عليّ إملاء - نا أبو المغيرة، نا صفوان، حدّثني أبو الصلت سليم الحضرمي، قال: شهدنا صفين، فإنّا لعلى صفوفنا و قد حلنا بين أهل العراق و بين الماء، فأتانا فارس على برذون مقنعا بالحديد، فقال: السّلام عليكم، فقلنا:

و عليك؛ قال: فأين معاوية؟ قلنا: هو ذا، فأقبل حتى وقف ثم حسر عن رأسه فإذا هو أشعث بن قيس الكندي، رجل أصلع ليس في رأسه (3) إلاّ شعرات فقال: اللّه اللّه يا معاوية في

ص: 137


1- بالأصل «اثني».
2- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى مهروان، ناحية مشتملة على قرى بهمذان.
3- عن م و بغية الطلب و المختصر، و بالأصل «شعره».

أمّة محمد صلى اللّه عليه و سلّم؟ هبوا أنكم قتلتم أهل العراق فمن للبعوث و الذراري؟ أم هبوا أنّا قتلنا أهل الشام، فمن للبعوث و الذراري اللّه اللّه فإن اللّه يقول: وَ إِنْ طٰائِفَتٰانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمٰا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدٰاهُمٰا عَلَى الْأُخْرىٰ فَقٰاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتّٰى تَفِيءَ إِلىٰ أَمْرِ اللّٰهِ (1)فقال له معاوية: فما الذي تريد؟ قال: نريد أن تخلوا بيننا و بين الماء، فو اللّه لتخلّنّ بيننا و بين الماء أو لنضعنّ أسيافنا على عواتقنا ثم نمضي حتى نرد الماء و نموت دونه، فقال معاوية لأبي الأعور و عمرو بن سفيان: يا أبا عبد اللّه خلّ بين إخواننا و بين الماء فقال أبو الأعور لمعاوية: كلا و اللّه، يا أم (2) عبد اللّه لا تخلّ بينهم و بين الماء، يا أهل الشام دونكم عقيدة اللّه، فإن اللّه قد أمكنكم منهم، فعزم عليه معاوية حتى خلّى بينهم و بين الماء، فلم يلبثوا بعد ذلك إلاّ قليلا حتى كان الصلح بينهم، ثم انصرف معاوية إلى الشام بأهل الشام و علي إلى العراق بأهل العراق.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي.

ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون: و المبارك بن عبد الجبار، و أبو الغنائم بن النّرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسن الأصبهاني، قالا-: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل (3)،نا عبد اللّه بن عمر، نا حفص بن غياث عن الأعمش، عن حيّان أبي سعيد التميمي (4) قال: حذر الأشعث بن قيس الفتن فقيل له أخرجت مع علي؟ قال:

و من لك إمام (5) مثل علي.

أخبرنا أخبرنا أبو العز بن كادش، أنا أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء، أنا إسماعيل بن سعيد بن سويد، نا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثني أبو علي الحسن بن عليل، نا العمري، عن الهيثم بن عديّ، عن أبي عياش قال: خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام - على الحسن ابنه، أم عمران بنت سعيد بن قيس الهمداني فقال:

ص: 138


1- سورة الحجرات، الآية:9.
2- كذا بالأصل و بغية الطلب.
3- التاريخ الكبير، ج 2/قسم 59/1 في ترجمة حيان أبو سعيد و نقله ابن العديم في بغية الطلب 1912/4 و سير الأعلام 40/2.
4- عند البخاري: التيمي.
5- سقطت من البخاري.

فوقي (1) أمير أوامره - يعني أمها - فقال: قم فوامرها، فخرج من عنده فلقيه الأشعث بن قيس بالباب فأخبره الخبر فقال: ما تريد إلى الحسن يفخر عليها و لا ينصفها (2) و يسيء إليها فيقول: ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و ابن أمير المؤمنين، و لكن هل لك في ابن عمها فهي له و هو لها؟ قال: و من ذاك؟ قال محمد بن الأشعث، قال: قد زوّجته، و دخل الأشعث على أمير المؤمنين عليّ - عليه السّلام - فقال: يا أمير المؤمنين خطب الحسن ابنة سعيد؟ قال: نعم، قال: فهل لك في أشرف منها بيتا و أكرم منها حسبا و أتم جمالا و أكثر مالا؟ قال: و من هي؟ قال جعدة بنت الأشعث بن قيس، قال: قد قاولنا رجلا ليس إلى ذلك الذي قاولته سبيل، قال: إنه فارقه ليؤامر أمّها (3)،قال: فزوجها من محمد بن الأشعث، قال: متى؟ قال:

الساعة بالباب، قال: فزوج (4) الحسن جعدة، فلما لقي سعيد الأشعث قال: يا أعور خدعتني؟ قال: أنت يا أعور حيث تستشيرني في ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أ لست أحمق، ثم جاء الأشعث إلى الحسن فقال: يا أبا محمد أ لا تزور أهلك؟ فلما أراد ذلك قال: لا تمشي و اللّه إلاّ على أردية قومي، فقامت له كندة سماطين، و جعلت له أرديتها بسطا من بابه إلى باب الأشعث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسن بن النّقّور و أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو محمد عبيد اللّه بن عبد الرحمن، نا زكريا بن يحيى المقرئ، نا الأصمعي، نا سفيان، قال: عزّى علي بن أبي طالب الأشعث بن قيس على ابنه فقال: إن تحزن فقد استخفت منك الرحم، و إن تصبر ففي اللّه خلف من ابنك، إنك إن صبرت جرى عليك القدر و أنت مأجور، و إن جزعت جرى عليك و أنت مأثوم.

أخبرنا أبو طالب بن عبد الرحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن، أنا عبد الرحمن بن عمر بن النّحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، أنا أبو رفاعة عبد اللّه بن محمد بن عمر بن حبيب العدوي، نا إبراهيم بن بشّار، نا سفيان، عن إسماعيل، عن قيس قال: دخل الأشعث بن قيس على علي في شيء فتهدده بالموت، فقال علي: بالموت فتهددني؟ ما

ص: 139


1- بالأصل «قومي» و المثبت عن ابن العديم 1916/4 و في م:«مومى».
2- بدون نقط بالأصل، و المثبت عن م.
3- غير واضحة بالأصل، و المثبت:«ليؤامر أمها» عن ابن العديم.
4- بالأصل «فخرج» و المثبت عن م.

أبالي سقط عليّ أو سقطت عليه، هاتوا له جامعة و قيدا ثم أومأ إلى أصحابه فطلبوا إليه فيه، قال: فتركه (1).

قال سفيان: فحدثني ابن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: فسمعوا لصوت رجليه حفيفا، قال علي: فرقناه ففرق.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، نا الفضل بن دكين، نا محمد بن إسماعيل بن رجاء [بن] الزبير، قال: سمعت الشيباني يذكر عن قيس بن محمد بن الأشعث: و أن الأشعث كان عاملا على أذربيجان استعمله عثمان، و أنه أتاه رجل من قومه فأعطاه ألفين فشكاه، فلمّا قدم الأشعث أرسل إليه فقال: إنما استودعتك المال، قال: إنما أعطيتنيه صلة، فحمي الأشعث فحلف فكفّر عن يمينه بخمسة عشر ألفا (2).

أخبرنا أبو العز بن كادش، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا محمد بن محمد الباغندي، نا علي بن المديني، نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، حدّثني إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر، قال: كان الأشعث بن قيس حلف على يمين فأخذ بها مالا، قال: فصلّى الغداة و قد وضع المال في ناحية المسجد فقال: قبحك اللّه من مال، أما و اللّه ما حلفت إلاّ على حق و لكنه رد على صاحبه، و هو ثلاثون ألفا صدقة مقامي الذي قمته (3).

قال: و نا محمد بن محمد الباغندي، نا علي بن حكيم، عن يزيد، عن شريك، قال: سمعت أبا إسحاق يقول: صلّيت بالأشاعثة صلاة بليل الفجر، فلما سلّم الإمام إذا بين يديّ كيس و حذاء نعل، فنظرت فإذا بين يدي كلّ رجل كيس و حذاء نعل، فقلت: ما هذا؟ قالوا: قدم الأشعث بن قيس الليلة فقال: انظروا فكلّ من صلّى الغداة في مسجدنا فاجعلوا بين يديه كيسا و حذاء نعل.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنا، عن أبي الحسن محمد بن

ص: 140


1- بغية الطلب 1914/4 و سير أعلام النبلاء 40/2-41.
2- بغية الطلب 1915/4 و سير أعلام النبلاء 41/2 و الزيادة عن ابن العديم.
3- بغية الطلب 1915/4-1916.

محمد بن خالد (1)،أنا علي بن محمد بن خزفة (2) ح.

و قرأنا على أبي عبد اللّه، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل [بن بيري] (3) قالا: أنا محمد بن الحسين بن محمد، نا ابن أبي خيثمة، نا محمد بن أبي يزيد، نا عبيد اللّه بن موسى، عن شيخ قد سمّاه، عن أبي إسحاق، قال:

صلّيت الفجر في مسجد الأشعث أطلب غريما لي، فلما صلّى الإمام وضع رجل بين يديّ حلة و نعلا، فقلت: إني لست من أهل هذا المسجد، فقال - يعني - ابن قيس: قدم البارحة من مكة فأمر لكلّ من صلّى في المسجد بحلة و نعل.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا عبد الوهاب بن محمد، نا الحسن بن محمد بن يوه، أنا أحمد بن محمد بن عمر، نا عبد اللّه بن محمد بن عبيد، نا هارون بن سفيان، نا أبو نعيم، نا أبو إسرائيل الملائي، عن أبي إسحاق قال: كان لرجل على رجل من آل الأشعث بن قيس حقّ فأتاه يتقاضاه فقال: صلّى معي الغداة قال: فذهب فصلّى معه، فقال الأشعث بن قيس: لا يخرج أحد من المسجد.

قال: فبعثنا لكلّ رجل بحلة و نعلين، قال: فأخذ حلة و نعلين و أخّر حقّه (4).

قال: و نا عبد اللّه، قال: كتب إليّ أبو سعيد - يعني الأشجّ (5)-حدّثني الهزيل بن عمر، عن يحيى بن زكريا، عن خالد، عن عامر، قال: أرسل معاوية بن حديج السكوني (6) إلى الأشعث بن قيس بخمسمائة فرس معلمة محذفة (7) فقسمها الأشعث في قومه و كتب إليه: أ عهدتني نخّاسا؟ قال أبو سعيد: فحدثت به شيخا من ولد الأشعث فقال:

قد كان بعث إليّ بثمنها.

ص: 141


1- بغية الطلب 1916/4 مخلد.
2- بالأصل «حذيفة»، و المثبت عن بغية الطلب.
3- ما بين معكوفتين مكانها بياض بالأصل، و الزيادة عن م، و انظر ترجمته في سير الأعلام 197/17.
4- بغية الطلب 1914/4 و سير الأعلام 42/2.
5- بالأصل «الأشجعي» و في بغية الطلب:«الأشبح» و الصواب عن م انظر ترجمته في سير الأعلام 182/12.
6- بالأصل:«معاوية بن حريج السكري» و المثبت عن بغية الطلب و في م: خديج.
7- أي معروفة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد [بن] (1) أحمد بن العباس، أنا علي بن عمر بن الحسن بن القزويني، أنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان، أنا أبو القاسم البغوي، أنا أحمد بن حنبل، أنا علي بن ثابت، نا أبو المهاجر، عن ميمون بن مهران، قال: أول من مشت معه الرجال و هو راكب الأشعث بن قيس.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا ابن (2) سعد، أنا كثير بن هشام، نا فرات بن سلمان، نا ميمون بن مهران ح.

قال: و أنا عبد اللّه بن جعفر [حدثنا] (3) أبو المليح، عن ميمون بن مهران، قال:

أول من مشت معه الرجال و هو راكب الأشعث بن قيس، و كان المهاجرون إذا رأوا الدهقان راكبا و الرجال يمشون قالوا قاتله اللّه جبارا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدّي أبو بكر، أنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن زبر، نا إبراهيم بن مهدي بن عبد الرحمن الإيامي، نا أبو حاتم سهل بن (4) محمد السجستاني، قال: سمعت الأصمعي يقول: أول من دفن في منزله، و صلّى عليه الحسن بن علي - و كانت ابنة الأشعث تحته - قال: و أول من مشي بين يديه و خلفه بالأعمدة، الأشعث بن قيس.

أخبرنا أبو علي الحداد و جماعة في كتبهم قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (5)،نا سليمان الطبراني، نا أحمد بن عبد العزيز الجوهري، نا عمر بن شبّة، حدثني محمد بن عقبة، حدّثني محمد بن حرب الهلالي، عن عيسى بن يزيد قال: استأذن الأشعث على معاوية بالكوفة فحجبه مليا، و عنده ابن عباس و الحسن بن علي فقال: أ عن هذين حجبتني يا أمير المؤمنين؟ تعلم أن صاحبهما - يعني - ولينا فملأنا كذبا - يعني عليا - فقال ابن عباس:

أ تراني أسبك بابن أبي طالب؟ قال: تأست عرّبني خير مني، فقال ابن عباس: و اللّه عبد

ص: 142


1- زيادة عن م.
2- بالأصل «أبو» خطأ، و الصواب عن م.
3- الزيادة عن بغية الطلب 1917/4.
4- بالأصل «أبو» خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 268/12.
5- بالأصل «زيدة» و الصواب:«ريذة» عن م.

مهرة (1) قتل جدّك و طعن في است أبيك، فقال: أ لا تسمع ما يقول لي يا أمير المؤمنين؟ قال: أنت بدأت.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطّبري، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا الحميدي، نا سفيان، نا إسماعيل، عن حكيم بن جابر، قال: لما مات أشعث بن قيس أتاهم الحسن بن علي فأمرهم أن يوضئوه بالكافور وضوءا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي،[قال: أخبرنا أبو محمّد] (2) الصيريفيني (3)،أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شريك، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن حكيم بن جابر، قال: لما توفي الأشعث قال الحسن بن علي:

لا تعجلوا، فلمّا فرغ من غسله وضّأه بحنوطه وضوءا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمد الجوهري - فيما أذن لنا - أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، أنا محمد بن سعد، أنا وكيع بن الجرّاح، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن حكيم بن جابر، قال: لما توفي الأشعث بن قيس، و كانت ابنته تحت الحسن بن علي، قال الحسن: إذا غسّلتموه فلا تهيجوه حتى تؤذنوني، فآذنوه فجاء فوضّأه بالحنوط وضوءا.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي محمد التميمي، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال الهيثم بن عديّ و أبو موسى بن المثنّى و المدائني:

و في سنة أربعين مات أبو رافع و حسّان بن ثابت و الأشعث بن قيس و ذكر غيرهم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعيد بن حسنويه، أنا عبد اللّه بن محمد بن حسنون، نا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط، قال (4):الأشعث بن قيس يكنى أبا محمد مات في آخر سنة أربعين بعد علي قليلا.

ص: 143


1- على هامش الأصل: هي قبيلة.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و الزيادة قياسا إلى سند مماثل، و بغية الطلب 1917/4 و م.
3- بالأصل «الصيرفيني» خطأ، و هذه النسبة إلى صريفين. انظر ياقوت و في م: الصريعيني.
4- طبقات خليفة 162/1.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أبو عبد اللّه النّهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط، قال (1):و فيها - يعني سنة أربعين - مات الأشعث بن قيس.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - أنا أبو محمد عبيد اللّه بن عبد الرحمن السكّري، أنا عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة: أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة أربعين، فيها مات الأشعث بن قيس الكندي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، قال: و بلغني أنه مات الأشعث بن قيس في سنة أربعين بعد قتل علي بن أبي طالب، و كنيته أبو محمد، و كان الحسن بن علي تزوج ابنته (2).

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن جعفر، قال: سمعت هارون [بن] عبد اللّه يقول: الأشعث بن قيس الكندي كنيته أبو محمد، توفي بالكوفة حيث صالح الحسن [بن] علي معاوية، و صلّى عليه الحسن بن علي. قال عبد اللّه: بلغني عن بعض ولد الأشعث: أن الأشعث توفي بعد مقتل علي - عليه السلام - بأربعين ليلة و دفن في داره (3).

أخبرنا الحسن علي بن أحمد، نا و أبو منصور بن خيرون، نا أبو بكر الخطيب، نا محمد بن أحمد بن رزق، نا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكّي النّيسابوري، نا محمد بن إسحاق الثّقفي السّرّاج، قال: رأيت في كتاب أبي (4) حسان الزيادي: الأشعث بن قيس يكنى أبا محمد، مات بعد قتل ابن أبي طالب بأربعين ليلة، فيما أخبر عن ولده، و توفي و هو ابن ثلاث و ستين.

أخبرنا أبو محمد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب ح.

ص: 144


1- تاريخ خليفة ص 199.
2- بغية الطلب 1919/4.
3- بغية الطلب 1918/4-1919 و الزيادة في الموضعين عن ابن العديم.
4- بالأصل «ابن» خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 496/11.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسن محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: سمعت موسى بن عبد الرّحمن بن مسروق الكندي قال: مات الأشعث بن قيس في زمن معاوية و في آخرة أمره (1) و كان يكنى أبا محمد، و كانت ابنته تحت الحسن بن علي. قال أبو يوسف: زعموا أنها هي التي سمّته.

قوله في آخر أمره وهم إنما هو في أول أمره، قبل أن يبايعه الحسن، و قد تقدم.

773 - أشعث بن محمد بن الأشعث

أبو النّعمان الفارسيّ، و يعرف بابن أبي صرّة

حدّث بأطرابلس، عن موسى بن عيسى بن المنذر، و أحمد بن زيد بن هارون المكي القزّاز.

روى عنه: أبو عبد اللّه بن أبي كامل، و أبو القاسم عبد الصمد بن أحمد خقفش الحمصي، و أبو الفتح محمد بن إبراهيم بن محمد الطّرسوسي.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو القاسم عبيد اللّه بن عبيد اللّه بن هشام بن سوّار، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن محمد بن إسحاق الأطرابلسي - المعروف بابن أبي كامل، قدم علينا - أنا أبو النّعمان الأشعث بن محمد بن الأشعث الفارسي، نا موسى بن عيسى بن المنذر، نا أبي، نا يحيى بن سعيد، حدثني الحسن بن دنير عن حميد بن هلال العدوي، عن عبيد اللّه بن الصامت قال: سألت أبا ذرّ: ما يقطع الصلاة؟ قال: المرأة و الحمار و الكلب الأسود، قلت: ما بال الأسود من الأبيض من الأصفر؟ قال: يا ابن أخ سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عما سألتني فقال:«الكلب الأسود شيطان» مرتين[2323].

أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن الحسن البعلبكي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي كامل - إجازة - أنا أبو النّعمان الأشعث بن محمد بن الأشعث بطرابلس، نا موسى بن عيسى بن المنذر: بحديث ذكره.

ص: 145


1- كذا بالأصل و سيعقب ابن عساكر عليها، و في بغية الطلب:«و في آخر إمرة» و عقب ابن العديم بقوله: هكذا وقع في النسخة: و في آخر إمرة، و أظنه سقط من الكتاب «الحسن» و الصحيح: و في آخر إمرة الحسن، و قد سبق القول بأنه مات في الوقت الذي صالح فيه الحسن بن علي معاوية.

774 - أشعث بن يزيد

من أهل دمشق

حدّث بالكوفة عن أبي سلاّم الأسود.

روى عنه: وكيع، و القاسم بن مالك.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمد بن موسى - زاد أحمد: و محمد بن الحسن الأصبهاني، قالا-: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (1):الأشعث (2)الشامي عن أبي سلاّم الأعرج، عن علي قال: تِلْكَ الدّٰارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهٰا لِلَّذِينَ لاٰ يُرِيدُونَ عُلُوًّا (3) قاله وكيع، لا يتابع (4) عليه. و قال محمد: حدّثنا النّفيلي، نا القاسم بن مالك المزني، أنا أشعث بن يزيد الدمشقي، حدثني أبو سلاّم الحبشي: سمع عليا بهذا.

في نسخة ما أخبرنا به أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أحمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا ابن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (5):أشعث بن يزيد الدمشقي روى عن أبي سلاّم الأعرج [الحبشي] (6) روى عنه وكيع و القاسم بن مالك المزني، سمعت أبي و أبا زرعة يقولان ذلك.

ص: 146


1- التاريخ الكبير 1/قسم 430/1.
2- عند البخاري: أشعث بدون ألف و لام.
3- سورة القصص، الآية:83.
4- عن البخاري و بالأصل «لا نعارج».
5- الجرح و التعديل 1/قسم 277/1.
6- زيادة عن الجرح و التعديل.

775 - أشعب بن جبير ،و يعرف بابن أم حميدة

775 - أشعب بن جبير (1)،و يعرف بابن أم حميدة (2)

أبو العلاء و يقال: أبو إسحاق المدني (3)

مولى عثمان بن عفان، و يقال: مولى سعيد بن العاص، و يقال: مولى فاطمة بنت الحسين، و يقال: مولى عبد اللّه بن الزّبير.

حدّث عن عبد اللّه بن جعفر، و أبان بن عثمان، و سالم بن عبد اللّه بن عمرو، و عكرمة مولى ابن عباس.

روى عنه: عتاب بن إبراهيم، و معدي بن سليمان، و أبو لبابة عثمان بن فائد القرشي.

و وفد على الوليد بن يزيد.

أخبرنا جدّي أبو الفضل يحيى بن علي بن عبد العزيز القاضي بدمشق، أنا أبو القاسم بن أبي الكلام ح.

و أخبرنا أبو نصر بن غالب بن أحمد بن المسلم، أنا أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن بندار، قالوا: أنا أبو الحسن بن السّمسار، أنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن مروان، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا عثمان بن فائد، نا أشعب مولى عثمان بن عفان، عن عبد اللّه بن جعفر ذي الجناحين قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يتختم في يمينه مرة أو مرّتين (4)[2324].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أخبرني أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم الأسدي، أنا عبد الرّحمن بن عثمان التّميمي، أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد، نا سلمان بن عبد الرّحمن، نا أبو لبابة القرشي، نا أشعب مولى عثمان ح.

و أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، و أبو محمد بن طاوس المقرئ، و أبو

ص: 147


1- بالأصل «جفير» و المثبت عن م و انظر سير الأعلام و مختصر ابن منظور.
2- يقال حميدة بضم الحاء و بفتحها تاريخ بغداد 39/7.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 39/7 و سير أعلام النبلاء 66/7 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمته.
4- سير أعلام النبلاء 66/7 و انظر تخريجه فيها.

القاسم بن عبدان، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمد بن أبي نصر، نا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري، حدّثني أبو عامر محمد بن إبراهيم بن كامل السّلمي الصوري، نا أبو أيوب سلمان بن عبد الرّحمن بن بنت شرحبيل، نا أبو كنانة عثمان بن فائد القرشي، نا أشعب مولى عثمان بن عفان يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«المحرم لا ينكح و لا ينكح»[2325].

زاد النسيب:«عنده» هذه الزيادة تصحيف و لعله أراد:«غيره».

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)، أنا محمد بن أحمد بن رزق ح.

و أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه:

نا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي، نا محمد بن أحمد بن سفيان الترمذي، نا سندولا، نا أبي عبّاد بن موسى، نا غياث بن إبراهيم، حدّثني أشعب ابن أم حميدة الذي يقال له الطامع - قال غياث: و إنما حملنا هذا الحديث على أشعب أنه كان عليه - قال:

أتيت سالم بن عبد اللّه أسأله فأشرف عليّ من خوخة، قال لي: ويلك يا أشعب لا تسأل، فإن أبي حدّثني عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«ليجيئن أقوام يوم القيامة ليس في وجوههم مزعة (2)»[2326].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، نا محمد بن عمر الحافظ القاضي، حدثني محمد بن سهل بن الحسن، حدثني مضارب بن يزيد (4)[حدّثنا] (5) سليمان بن عبد الرّحمن [حدثنا] (6) عثمان بن فائد، عن أشعب الطّمع، عن عكرمة، عن ابن عباس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم لبّى حتى رمى جمرة العقبة[2327].

قال محمد بن عمر القاضي: أشعب الطّمع اسمه شعيب، و يكنى أبا العلاء، و كانت

ص: 148


1- تاريخ بغداد 38/7-39.
2- المزعة بضم الميم و كسرها القطعة من اللحم.
3- تاريخ بغداد 38/7.
4- كذا، و في تاريخ بغداد:«نديل» و في ميزان الاعتدال 259/1 نزيل.
5- الزيادة في الموضعين عن تاريخ بغداد.
6- الزيادة في الموضعين عن تاريخ بغداد.

بنت عثمان ربّته و كفلته، و كفلت ابن أبي الزناد معه، و كان يقول: حدثني سالم بن عبد اللّه، و كان يبغضني في اللّه عزّ و جلّ فيقال: دع هذا عنك. فيقول: ليس للحق مترك.

أخبرني بجميع هذا أبو محمد الجريري (1)،عن أحمد بن الحارث، قال الخطيب: كذا قال لنا المقرئ و الصواب أبو أحمد الجريري (2).

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي بن سرار، قالا: أنا أبو الفرج الحسين بن علي الطّناجيري، نا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن السّري الدارمي، نا أبو عبد اللّه عبد الملك بن بدر بن الهيثم - قراءة عليه - نا أحمد بن هارون بن روح البرديجي (3) قال في الطبقة الثانية من الأسماء المفردة و هم التابعون: أشعب مولى عثمان، و هو أشعب الطامع يروي عن عبد اللّه بن جعفر، مديني.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو القاسم التنوخي، أنا إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل المعدل، نا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري قال: قولهم هو أطمع من أشعب، حدثني أبي قال: هو أشعب بن جبير مولى عبد اللّه بن الزبير من أهل المدينة كان يكنى أبا العلاء.

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني، قال: أشعب رجلان أحدهما أشعب الطامع مولى عثمان و هو ابن أم حميدة، و الثاني (4) أشعب بن جبير مولى عبد اللّه بن الزبير يضرب بملحه المثل. كذا قال، و هما واحد.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي زكريا البخاري ح.

و حدثنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي، نا أبو القاسم نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا البخاري، أنا عبد الغني بن سعيد، قال: و أشعب واحد و هو ابن أم حميدة الطّمع، روى عن عبد اللّه بن جعفر، و سالم بن عبد اللّه حدث عنه عثمان بن فائد و غيره.

ص: 149


1- بالأصل و م:«الحريري» و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- بالأصل «الحرير» و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- بالأصل:«البرديجي» و الصواب ما أثبت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى برديج و هي بليدة بأقصى أذربيجان بينها و بين برذعة أربعة عشر فرسخا. ذكره السمعاني و ترجم له و في م: الردعي.
4- رسمها غير واضح بالأصل و في م:«فقال» و الصواب ما أثبت.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي قال: قال لنا أبو بكر الخطيب: قال أبو الحسن: أشعب رجلان أحدهما أشعب الطامع مولى عثمان و هو ابن أم حميدة - كذا قال: بضم الحاء و فتح الميم - و قال أبو محمد: هو ابن أم حميدة بفتح الحاء و كسر الميم. قال الخطيب:

و القولان جميعا يقالان فيه، و قد ينسب أشعب أيضا إلى ولاء سعيد بن العاص، و قيل إنه مولى عبد اللّه بن الزبير و قيل مولى فاطمة بنت الحسين كلّ ذلك قيل فيه، و قيل أيضا إنّ أمه جعدة مولاة أسماء بنت أبي بكر الصديق، و أسند الحديث عنه معدي بن سليمان و غيره، و ذكر أبو الحسن بعده: أشعب بن جبير مولى عبد اللّه بن الزبير و قال يضرب بملحه المثل، قال الخطيب: و هذا هو أشعب الطامع ليس بغيره.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):أشعب الطامع، يقال إن اسمه شعيب و كنيته أبو العلاء، و قيل أبو إسحاق مولى عثمان بن عفان، و قيل مولى سعيد بن العاص، و قيل مولى عبد اللّه بن الزبير، و قيل مولى فاطمة بنت الحسين، و هو أشعب بن أم حميدة - و قيل أم حميدة بضم الحاء و فتحها - و قيل إن أمه جعدة مولاة أسماء بنت أبي بكر الصديق. عمّر دهرا طويلا، و أدرك زمن عثمان بن عفان، و روى عن عبد اللّه بن [جعفر بن أبي طالب، و القاسم بن محمد بن أبي بكر، و سالم بن عبد اللّه بن] (2) عمر، و أبان بن عثمان، و عكرمة مولى ابن عباس.

و روى عنه عثمان بن فائد، و غياث (3) بن إبراهيم، و معدي بن سليمان. و له نوادر مأثورة، و أخبار مستطرفة، و كان من أهل مدينة الرسول صلى اللّه عليه و سلم، و هو خال محمد بن عمر الواقدي.

و زعم أبو عثمان الجاحظ أنه قدم بغداد في أيام المهدي، و قال الأصمعي: حدثني جعفر بن سليمان، قال: قدم الأشعب (4) أيام أبي جعفر بغداد فطاف به فتيان بني هاشم فغنّاهم فإذا ألحانه [طربة] (5) و حلقه على حاله. و قال: أخذت الغناء عن معبد، و كنت آخذ عنه اللحن، فإذا سئل عنه قال: عليكم بأشعب فإنه أحسن تأدية له مني. و قيل إن اسم أبيه جبير، و يقال: أشعب بن جبير آخر ليس هو أشعب الطامع. و الذي عندي أنهما واحد و اللّه أعلم.

ص: 150


1- تاريخ بغداد 37/7-38.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن تاريخ بغداد.
3- عن تاريخ بغداد و بالأصل «و عمار» و في م: و غباب.
4- عن م و تاريخ بغداد و بالأصل «الأشعث».
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن تاريخ بغداد.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):قال أبو الحسن - يعني الدّار قطني - أشعب رجلان: أحدهما أشعب الطامع مولى عثمان و هو ابن أم حميدة - قاله بضم الحاء - ثم قال: أشعب بن جبير مولى عبد اللّه بن الزبير و قال: يضرب بملحه المثل. قال ابن ماكولا: و هذا وهم و هما واحد.

و قال في موضع آخر: أشعب بالباء المعجمة بواحدة، و الملحي (2):بضم الميم و فتح اللام، فهو أشعب بن جبير الطامع أبو العلاء، و يعرف بابن أم حميدة - و يقال حميدة - و يقال أمه أم جعدة مولاة أسماء بنت أبي بكر، و اختلف في ولائه، فقيل:

لعثمان بن عفان، و قيل: لعبد اللّه بن الزبير، و قيل: لفاطمة بنت الحسين بن علي، و قيل: لسعيد بن العاص. و كان صاحب نوادر و ملح؛ و روى الحديث عن عبد اللّه بن جعفر، و أبان بن عثمان، و سالم بن عبد اللّه بن عمر. روى عنه غياث بن إبراهيم، و معدّي بن سليمان، و عثمان بن فائد و غيرهم؛ و ليس في هذا الباب غيره.

و قال في موضع آخر: و قيل في أمه: أم حميدة بفتح الحاء، و قيل اسمها جعدة مولاة أسماء بنت أبي بكر الصديق و اختلف في ولائه و قد ذكرنا ذلك في كتاب الإكمال و باللّه التوفيق.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)، أنا محمد بن الحسين (4) القطان، أنا أبو بكر الشافعي، نا محمد بن الحسن (5) بن سماعة، حدثني عبد اللّه بن سوادة، نا أحمد بن شجاع الخزاعي، حدّثني أبو العباس نسيم الكاتب - قديم - قال: قيل لأشعب: طلبت العلم، و جالست الناس، ثم تركت و أفضيت إلى المسألة فلو جلست لنا و جلسنا إليك فسمعنا منك؟ فقال لهم: نعم فوعدهم، فجلس لهم فقالوا له: حدثنا فقال (6):سمعت عكرمة يقول: سمعت ابن عباس يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«خلّتان لا يجتمعان في مؤمن» ثم سكت، فقالوا له: ما الخلتان؟

ص: 151


1- الاكمال لابن ماكولا 90/1.
2- الاكمال 246/7.
3- تاريخ بغداد 39/7.
4- عن تاريخ بغداد و بالأصل و م «الحسن».
5- كذا بالأصل و م «الحسن» و في تاريخ بغداد «الحسين» خطأ، ترجمته في سير الأعلام 568/13.
6- بالأصل «ما» و المثبت عن تاريخ بغداد.

فقال: نسي عكرمة الواحدة، و نسيت أنا الأخرى[2328].

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو محمد الجوهري، نا أبو عمر بن حيّوية، نا محمد بن مخلد (1)،نا محمد بن أبي يعقوب، حدّثني روح بن محمد السّكّري - بحمص - نا محمد بن عبد الرّحمن بن راشد الرّحبي، قال: قيل لأشعب قد أدركت الناس فما معك من العلم، قال: حدّثني عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«للّه على عبده نعمتان» ثم سكت أشعب، فقيل له: و ما النعمتان؟ قال: نسي عكرمة واحدة، و نسيت أنا الأخرى، رواها الخطيب (2) عن الجوهري[2329].

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السّوسي، أنا جدّي أبو محمد، نا أبو علي الأهوازي، نا أبو الفتح عمر بن أحمد بن سعيد بن قديدة - بمصر - نا أبو بكر محمد بن عثمان بن معبد الصّيداوي، نا أبو الحسن محمد بن حمزة بن عبد اللّه بن أبي (3)كريمة الطّرسوسي [نا] (4) أبو أمية محمد بن إبراهيم الطّرسوسي، نا ابن أبي عاصم النبيل عن أبيه قال: قلت لأشعب الطامع: أدركت الناس فما كتبت عن أحد منهم شيئا؟ فقال:

حدّثنا عكرمة عن ابن عباس قال: إن للّه على عبده نعمتين، ثم سكت، فقلت: اذكرهما، فقال الواحدة نسيها عكرمة و الأخرى نسيتها أنا (5).

قال: و نا الأهوازي، نا مكي بن محمد، نا أبو الخير أحمد بن علي الحمصي، أنا عبد اللّه بن محمد المقيمي، نا عبد اللّه بن قحطبة، نا نصر بن علي الحمصي، نا الأصمعي، قال: قال أشعب: أنا أشأم الناس: ولدت يوم قتل عثمان و ختنت يوم قتل الحسين.

قال: و قال الشعبي: لقيت طويس الشّؤم، فقلت: ما بلغ من شؤمك؟ قال: بلغ من شؤمي أنّي ولدت يوم قبض النبي صلى اللّه عليه و سلم فلمّا فطمت (6) مات أبو بكر، فلما راهقت قتل عمر، فلما دخلت الكتّاب قتل عثمان، فلما تعلّمت القرآن قتل علي، فلمّا أن تعلّمت الشعر قتل

ص: 152


1- بالأصل «خالد» و المثبت عن تاريخ بغداد 39/7 و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 256/15.
2- تاريخ بغداد 39/7.
3- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بجانبها كلمة صح.
4- زيادة لازمة.
5- سير أعلام النبلاء 66/7.
6- بالأصل «فطبت» و المثبت عن م.

الحسين فقلت: ما أظن بقي من شؤمك شيء؟ قال: بلى، بقي من شؤمي حتى أدفنك. قال الشعبي: و أنا دفنته بحمد اللّه و منّه.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا محمد بن أحمد بن رزق، أنا المظفّر بن يحيى الشرابي، نا أحمد بن محمد المرثدي، عن أبي إسحاق الطّلحي، نا أحمد بن معاوية، حدّثني المدنيون و خبروني، أنّ أشعب المديني كان خال الأصمعي.

أنبأنا أبو بكر الفرضي و أبو منصور بن خيرون و غيرهما عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو مزاحم موسى بن عبيد اللّه الخاقاني، نا الحارث - هو ابن أبي أسامة - قال: و قال المدائني: كان أشعب يروي (2) حديثا عن ابن عمر فأتاهم قوم فسألوه عن الحديث فقال: حدّثني عبد اللّه بن عمر و كان يبغضني في اللّه، فقيل له في ذلك، فقال: ما قلت إلاّ حقّا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، نا أبو بكر الخطيب (3)،أنا محمد بن أحمد بن رزق، أنا محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي، نا ابن ياسين، نا سوار، نا معدّي بن سليمان، حدّثني أشعب - يعني الطامع - قال: دخلت على القاسم بن محمد في حائط له، قال: و كان يبغضني في اللّه و أحبه فيه، فقال: ما أدخلك عليّ؟ فأخرج عني، قلت: أسألك بوجه اللّه عزّ و جلّ لما جددت (4) لي عذقا قال: يا غلام جدله عذقا، فإنه سأل بمسألة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدّي أبو بكر، أنا أبو محمد بن زبر، نا الحسن بن عليل، نا العباس بن الفرج الرياشي، نا الأصمعي، عن أشعب قال: كنت مع سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب و هو حاجّ فنزلنا (5) منزلا فإذا قام بقصر قد اجتمع الناس عليه. قال أشعب: فأخذت في قصيدة من الرفيق فتفرق الناس

ص: 153


1- تاريخ بغداد 38/7 و سير أعلام النبلاء 67/7.
2- بالأصل: يرى و الصواب عن م.
3- تاريخ بغداد 38/7.
4- بالأصل:«حددت.. حد له عذقا» و المثبت عن تاريخ بغداد و م.
5- بالأصل «فقلنا» و الصواب عن م.

عنه قال: فشكاني إلى سالم فقال سالم،: ما أردت منه، المسكين يعرف ذنوبه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي و أبو بكر محمد بن الحسن المقرئ، و أبو الدّر ياقوت بن عبد اللّه مولى ابن البخاري قالوا: أنا أبو محمد الصّريفيني، أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرّحمن المخلص، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزّبير بن بكار الزّبيري، حدّثني غير واحد من أصحابنا: أن سالم بن عبد اللّه بن عمر كان يستخلي أشعب و يضحك منه.

قال: و حدثني عمّي مصعب بن عبد اللّه، حدّثني أبي عبد اللّه بن مصعب قال: كان أشعب بن جبير مولى عبد اللّه بن الزبير يجلس مع سالم بن عبد اللّه بن عمر في مجلسه، و كان سالم يستخفه و يذهب به معه إلى الغابة قال: فقال لي أشعب كان سالم يذهب معه بابنين لأخيه عبيد اللّه غلامين، و ان معه سكينان فقال لأحدهما الوحا و الآخر العجلة، فكان الشيخ إذا غفل وقعنا بذينك السكينين في الأفنان فقطعناها بها، أو حتى قطع خلقه اللّه.

قالا: و قال لي يوما: ويحك أي أشعب غنّنا، فقلت: كيف أصنع بالشيخ أخاف منه قالا: انصت فإنه لا يبالي، ففعلت فلم يقل لي شيئا. ثم قال لي أحدهما يوما آخر: غنني صوت كذا لصوت لي و لك إزاري هذا، فقلت له تفعل؟ قال: نعم، و حلف لي، فغنيته بغناء أرق من ذلك، فصاح بي سالم هنا حييت. هنا حييت فسكتّ.

أخبرنا أبو المعالي الحسن بن حمزة بن الشّعيري، نا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن أبي علي، أنا إسماعيل بن أبي سعيد المعدّل، نا أبو بكر بن الأنباري، قال: قال مصعب الزّبيري (1):خرج سالم بن عبد اللّه متنزها إلى ناحية من نواحي المدينة، هو و حرمه و جواريه، و بلغ أشعب الخبر، فوافى الموضع الذي هم به يريد التطفيل فصادف الباب مغلقا، فتسوّر الحائط، فقال له سالم: ويحك يا أشعب معي بناتي و حرمي، فقال: لَقَدْ عَلِمْتَ مٰا لَنٰا فِي بَنٰاتِكَ مِنْ حَقٍّ، وَ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ [مٰا نُرِيدُ (2)]فوجّه إليه سالم من الطعام ما أكل، و حمل إلى منزله.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)،

ص: 154


1- الخبر في الأغاني 165/19.
2- سورة هود، الآية:79 و قوله «ما نريد» طمس بالأصل و استدرك الأغاني و نص الآية في القرآن الكريم.
3- تاريخ بغداد 41/7-42 و الخبر في الأغاني 161/19-162.

أنا علي بن أبي علي البصري، أنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ الورّاق، نا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، أنا أبو داود السّنجي (1)،قال الأصمعي عن أشعب الطّمع قال: دخلت على سالم بن عبد اللّه فقال لي: يا أشعب حمل إلينا جفنة من هريسة و أنا صائم، فاقعد فكل. قال: فحملت على نفسي فقال: لا تحمل على نفسك، ما يبقى تحمل معك قال: فلما رجعت إلى منزلي قالت امرأتي: يا مشئوم، بعث عبد اللّه بن عمرو بن عثمان يطلبك، و لو ذهبت إليه لحباك. قال: فما قلت له؟ قالت: قلت له: إنك مريض، قال: أحسنت فأخذ [ت] (2) قارورة دهن و شيئا من صفرة، فدخلت الحمام ثم تمرّخت به ثم خرجت فعصبت رأسي بعصابة و أخذت قصبة و اتكأت عليها، فأتيته و هو في بيت مظلم، فقال لي: أشعب؟ فقلت: نعم، جعلني اللّه فداك ما رفعت جنبي من الأرض منذ شهرين، قال: و سالم في البيت و أنا لا أعلم، فقال لي سالم: ويحك يا أشعب، قال:

فقلت لسالم نعم جعلني اللّه فداك منذ شهرين ما رفعت ظهري من الأرض، قال فقال سالم:

ويحك يا أشعب، قال: فقلت نعم جعلت فداك مريض منذ شهرين ما خرجت. قال:

فغضب سالم و خرج. فقال لي عبد اللّه بن عمرو (3):ويحك يا أشعب ما غضب خالي إلاّ من شيء، قال: قلت: نعم، جعلت فداك غضب من أنّي أكلت اليوم جفنة من هريسة قال:

فضحك عبد اللّه و جلساؤه و أعطاني و وهب لي، قال: فخرجت فإذا سالم بالباب فلما رآني قال: ويحك يا أشعب أ لم تأكل عندي؟ قال: قلت: بلى جعلت فداك، قال: فقال سالم:

و اللّه لقد شكّكتني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسن بن النّقّور ح.

و أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الدرّ ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمد الصّريفيني، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزّبير بن بكار، حدّثني مصعب بن عبد اللّه، عن مصعب بن عثمان، قال (4):قال أشعب كان عبد اللّه بن عمرو بن عثمان ينفعني و يستخفّني و يدعوني، فأحدّثه و ألهيه، فمرض و لهوت في بعض خرباتي أياما، ثم جئت منزلي، فقالت لي زوجتي بنت

ص: 155


1- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى سنج بكسر السين، قرية كبيرة من قرى مرو على سبعة فراسخ منها.
2- الزيادة عن تاريخ بغداد.
3- بالأصل «عمر» و المثبت عن تاريخ بغداد و الأغاني و سير الأعلام 67/7.
4- الأغاني 161/19-162.

وردان: ويحك أين كنت؟ عبد اللّه بن عمرو يطلبك كان ينفعك مرض و هو يقلق بالنهار و يسهر بالليل، أرسل إليك تلهيه و تعلّله فلم يجدك، قلت: أبا للّه؟ ثم فكرت ساعة ثم قلت لها: هات لي قارورة دهن خلوقة و منديل الحمّام، ففعلت فخرجت أريد الحمّام فأمرّ بسالم بن عبد اللّه بن عمر (1) فقال لي: يا أشعب هل لك في هريس أهديت لي؟ قال:

قلت: نعم، جعلني اللّه فداك، قال: فدعا بها فأتي بصفحة كبيرة، فأكلت حتى شبعت، فجعلت أتكاره عليها، فقال لي: ويحك لا تقتل نفسك، فإن ما فضل منك يبعث به إلى بيتك، قال: فقلت: و تفعل، ما أردت إلاّ ذاك. فكففت بها فبعث بها إلى بيتي، و خرجت فدخلت الحمام و اطّليت ثم صببت علي دهن الحلو فيه، ثم سكبت عليّ ماء و خرجت و عليّ صفرة الدهن، لم استفق منه، فقد صار لوني أصفر كأنه الزّعفران، فلبست أطمارا لي و عصبت رأسي و أخذت معي عصا، ثم خرجت أمشي عليها حتى جئت باب عبد اللّه بن عمرو بن عثمان فلما رآني حاجبه قال: ويحك يا أشعب ظلمناك و غضبنا عليك، و أنت قد بلغت ما أرى من العلّة ما أصابك، قال: قلت: أدخلني على سيدي أخبره، فأدخلني عليه فإذا عنده سالم بن عبد اللّه، فقال لي عبد اللّه بن عمرو: ويحك يا أشعب ظلمناك و غضبنا عليك و قد بلغت ما أرى من العلّة ما أمرك، قال: فتضاعفت فقلت: أي سيدي كنت عند بعض من أغشاه فأصابني قيء و بطن، فما حملت إلى منزلي إلاّ جنازة، فبلغتني علّتك فخرجت أدبّ إليك، قال: فنظر إليّ سالم ثم قال لي: يا أشعب، قال: قلت: أشعب.

قال: أ لم تكن عندي آنفا؟ قال: قلت: و أين أكون عندك جعلني اللّه فداك و أنا أموت؟ فجعل يمسح عينيه ثم يقول أ لم تأكل الهريس آنفا عندي؟ قال: فأقول: و هل بي أكل جعلني اللّه فداك مع العلّة، فقال: فقال: لا حول و لا قوة إلاّ باللّه، إنّي لأرى الشيطان يتمثل على صورتك، و ما أرى مجالستك تحلّ، و وثب، و فطن بي عبد اللّه بن عمرو فقال: أشعب تخدع خالي؟ أصدقني خبرك. قال: قلت بالأمان؟ قال: بالأمان، فحدّثته حديثي فضحك ضحكا شديدا.

قرأت على أبي محمد السّلمي عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر محمد بن علي بن عبد اللّه بن هشام بن معن الفارسي، أنا أبي، حدثني يموت بن المزرع، نا أبو مسلم عبد اللّه بن مسلم المكي، حدثني أبي عن أبيه قال: أتيت عبد العزيز بن المطّلب أسأله

ص: 156


1- بالأصل «عمرو» و الصواب ما أثبت عن م، و قد تقدم.

عن بيعة الجن، جاء صلى اللّه عليه و سلم في مسجد الأحزاب ما كان بدؤها؟ فوجدته مستلقيا قد - يعني - رفع إحدى رجليه راد بين إصبعيه على صدره و هو يترنّم بهذه الأبيات:

فما روضة بالحزن طيبة الثرى *** يمج الثرى حثاثها و عرارها

بأطيب من أردان عزة موهنا *** و قد وقدت بالمندل الرطب نارها

من الخفرات البيض لم تلق شقوة *** و بالحسب المكنون صاف نجارها

فإن برزت كانت لعينك قرة *** و إن تخف يوما لم يعممك عارها

فقلت له: أمثلك أعزك اللّه في شرفك و سنك تتغنى؟ فقال: فو اللّه ما أكثرت، و عاود يتغنى:

فما ظبية أدماء خفاقة الحشى *** تجوب بطيتها بطون الخمائل

بأحسن منها إذ تقول تدللا *** و أدمعها تذرين حشو المكاحل

تمتع يد الليل القصير فإنه *** رهين بأيام الشهور الأطاول

فندمت على قولي الأول ثم قلت له: أصلحك اللّه، أ تحدثني من هذا بشيء؟ قال:

نعم، حدثني أبي قال: دخلت على سالم بن عبد اللّه بن عمر و أشعب يغنيه بهذا الشعر:

مغيرية كالبدر سنة وجهها *** مطهّرة الأثواب و الدين وافر

لها حسب ذاك و عرض مهذب *** و عن كل مكروه من الأمر زاجر

من الخفرات البيض لم تلق ريبة *** و لم يستملها عن تقى اللّه شاعر

فقال سالم: زدني، فغنّاه:

ألمت بنا و الليل داج كأنه *** جناح غراب عنه قد نفض القطرا

فقلت أ عطار ثوبي في رحالنا *** و ما حملت ليلى سوى ريحها عطرا

فقال سالم: أحسنت أما و اللّه لو لا أن تداوله الرواة لأجزلت لك الجائزة و إنك من هذا الأمر بمكان. رواها الخرائطي عن يموت فخالفه في إسنادها.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلاّف - في كتابه - و حدثني أبو المعمر الأنصاري عنه ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو جعفر بن المسلمة و أبو الحسن بن

ص: 157

العلاّف، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الكندي،[نا] (1)أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي، حدثني يموت بن المزرع، نا محمد بن حميد شحن (2)،نا محمد بن سلمة، حدثني أبي قال: أتيت عبد العزيز [بن] (3) المطلب ليلة أسألك عن بيعة الجن للنبي صلى اللّه عليه و سلم بمسجد الأحزاب ما كان بدؤها؟ فوجدته مستلقيا و قد دخل رجليه يرادف بإصبعه على صدره و هو يتغنى:

فما روضة بالحزن طيبة الثرى *** يمج الثرى حثاثها و عرارها

بأطيب من أردان عزة موهنا *** و قد وقدت بالمندل الرطب نارها

من الخفرات البيض لم يلق سفرة *** و بالحسب المكنون صاف نجارها

فإن بردت كانت لعينيك قرة *** و إن غبت عنها لم يعممك عارها

فقلت له: أ تغني أصلحك اللّه و أنت في جلالك و شرفك أما و اللّه لأحدون بها ركنان نجد، قال: فو اللّه ما أكثرت، و عاد يتغنى:

فما ظبية أدماء خفافة الحشى *** بطلقتها متون الحمائل

بأحسن منها إذ تقول تذللا *** و أدمعها تذرين حشو المكاحل

تمتع بذا اليوم القصير فإنه *** رهين بأيام الشهور الأطاول

قال: فقدمت على قولي له فقلت: أصلحك أ تحدثني في هذا بشيء فقال: نعم، حدثني أبي قال: دخلت على سالم بن عبد اللّه بن عمر و أشعب يغنيه:

معيوية كالبدر سنة وجهها *** مطهّرة الأثواب و العرض وافر

لها حسب ذاك و عرض مهذب *** و عن كل مكروه من الأمر زاجر

من الخفرات البيض لم يلق ريبة *** و لم يستملها عن تقى اللّه شاعر

فقال له سالم: زدني، فغناه:

ألمت بنا و الليل داج كأنه *** جناح غراب عنه قد نفض القطرا

فقلت أ عطار ثوبي في رحالنا *** ما احتملت ليلى سوى طيبها عطرا

ص: 158


1- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
2- كذا، و انظر ترجمته في تهذيب التهذيب «محمد بن حميد اليشكري» و ليس في عامود نسبه هذه اللفظة و لعلها مقحمة و في م: شجن.
3- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.

فقال سالم: و اللّه لو لا أن تداوله الرواة لأجزلت جائزتك، فإنك من هذا الأمر بمكان.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد الكاتب (1)،أخبرني الحسن بن علي، حدثني ابن مهرويه، حدثني أبي سعد، حدثني القطراني المغني عن محمد بن جبر، عن إبراهيم [بن] (2) المهدي، حدثني ابن أشعب عن أبيه قال: دعي ذات يوم بالمغنّين للوليد (3) بن يزيد و كنت نازلا معهم فقلت للرسول: خذني فيهم، فقال: لم يؤمر بذلك، إنما أمرت بإحضار المغنّين، و أنت بطّال لا تدخل في جملتهم، فقلت له: أنا و اللّه أحسن غناء منهم، ثم اندفعت فغنّيت فقال: لقد سمعت حسنا و لكني أخاف، فقلت:

لا خوف عليك، و لك مع هذا شرط، قال: ما هو؟ قال: كلما أصبته فلك شطره، فقال للجماعة: اشهدوا لي عليه، فشهدوا، و مضينا فدخلنا على الوليد و هو آسن (4) النفس، فغنّاه المغنون في كل فن من ثقيل و خفيف، فلم يتحرك و لا نشط، فقام [الأبجر إلى الخلاء، و كان خبيثا داهيا، فسأل الخادم عن خبره، و بأي سبب هو خاثر، فقال:] (5) بينه و بين امرأته شرّ لأنه عشق أختها فغضبت عليه و هو إلى أختها أميل، و قد عزم على طلاقها، و حلف لها ألا يذكرها أبدا بمراسلة و لا مخاطبة، و خرج على هذه الحال من عندها فعاد الأبجر إليها و جلس، فما استقر به مجلسه حتى اندفع فغنّى:

فبيني بأني لا أبالي و أيقني *** أ صعّد باقي حبكم أم تصوّبا

أ لم تعلمي أني عزوف عن الهوى *** إذا صاحبي من غير شيء تغضّبا

فطرب الوليد و ارتاح، و قال: أصبت و اللّه يا عبيد ما في نفسي، و أمر له بعشرة آلاف درهم، و لم يحظ أحد سوى الأبجر بشيء، فلما أيقنت، فانقضى المجلس وقفت فقلت:

إن رأيت يا أمير المؤمنين أن تأمر من يضربني مائة الساعة بحضرتك، فضحك ثم قال:

قبّحك اللّه، و ما السبب في ذلك، فأخبرته بقصتي مع الرسول، و قلت له: إنه بدأني من

ص: 159


1- الأغاني 348/3 أخبار الأبجر و نسبه.
2- زيادة عن الأغاني.
3- بالأصل «الوليد» و المثبت عن الأغاني.
4- في الأغاني:«لقس النفس».
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدراكها عن م و الأغاني.

المكروه في أول يومه بما اتصل عليّ إلى آخره، فأريد أن أضرب مائة سوط و يضرب بعدي مثلها، فقال: لقد لطفت، بل اعطوه مائة دينار و اعطوا الرسول خمسين دينارا من مالنا عوضا من الخمسين التي أراد أن يأخذها من أشعب، فقبضتها و ما حظي أحد بشيء غيري و غير الأبجر.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه [ابنا] (1) البنّا، قالا: أنا أبو عبد اللّه جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار حدّثني صالح يقول: تولّع الصبيان بأشعب، فقال لهم لينفرهم عنه: إن في منزل فلان يقسمون الجوز فنزلوه و أقبلوا يمرون إلى منزل فلان، قال: فأقبل أشعب يمر خلفهم و هو يقول لعله حقّ.

قال: و أنا ابن حمكان، حدّثني أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن محمد بن سعيد بن نهرامان (2) التستري - بتستر - نا أحمد بن علي بن الحسن بن شعيب بن زياد المدائني الطّبراني - بمصر - نا إسماعيل بن يحيى المدني، قال: سمعت الشافعي يقول: مرّ أشعب فولع به الصبيان، فأراد أن يفرّقهم عنه، فقال: في منزل فلان الساعة يقسم الجوز، فأسرع الصبيان إلى المنزل الذي قال لهم، فلما رآهم مسرعين أسرع معهم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)، أنا علي بن أبي علي، أنا علي بن محمد بن لؤلؤ، نا عبد اللّه بن سليمان، نا أبو داود السّنجي، نا الأصمعي، قال: مرّ أشعب فجعل الصبيان يلعبون به حتى آذوه، قال: فقال لهم: ويحكم، سالم بن عبد اللّه يقسم تمرا من صدقة عمر (4) قال: فمر الناس يعدون إلى دار سالم، قال: فعدا أشعب معهم و قال: ما يدريني اللّه، لعله حق.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا عبد الغافر بن محمد الفارسي، أنا أبو سليمان الخطّابي، أخبرني أحمد بن عفو اللّه، نا عبد اللّه بن سليمان، نا يحيى بن عبد الرحيم الأعشى، نا أبو عاصم قال: أخذ بيدي ابن جريج فأوقفني على أشعب الطّماع، فقال: يا

ص: 160


1- زيادة لازمة، قياسا إلى سند مماثل و في م: أنا.
2- كذا رسمها بالأصل و في م: مهرامان.
3- تاريخ بغداد 42/7.
4- قوله:«من صدقة عمر» ليس في تاريخ بغداد.

ابن أخي ما بلغ من طمعك قال: بلغ من طمعي أنه ما زفّت بالمدينة امرأة إلاّ كنست بيتي رجاء أن تهدى إليّ (1).

قال الخطابي يقول: أخبر ابن أخي مجاهدا بذلك غير مساتر، و من هذا قول ذي الرمة (2):

أحب المكان القفر من أجل أنني *** به أتغنى باسمها غير معجم

أي أجهر بالصوت بذكرها لا أكنّي عنها حذار كاسح أو خوفا من رقيب، و على هذا تأول بعض العلماء قوله صلى اللّه عليه و سلم:«ليس منّا من لم يتغن بالقرآن»[2330] أي يجهر به.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أخبرني هلال بن محمد بن جعفر الحفّار، أنا عمر بن أحمد الواعظ، نا محمد بن مخلد، نا إبراهيم بن راشد، قال: قال أبو عاصم النبيل: قيل لأشعب: ما بلغ من طمعك؟ قال: لم تزفّ عروس بالمدينة إلى زوجها إلاّ قلت يجيئون بها إليّ قبله.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن أبي علي، نا علي بن محمد بن لؤلؤ، نا عبد اللّه بن سليمان، نا يحيى بن عبد الرّحمن الأعشى، نا أبو عاصم قال: أخذ بيدي ابن جريج فأوقفني على أشعب الطامع فقال له: حدّثه ما بلغ من طمعك، قال: بلغ من طمعي أنه ما زفّت امرأة بالمدينة إلاّ كنست بيتي رجاء أن تهدى إليّ.

حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل - إملاء - أنا أبو محمد الحسن بن أحمد السّمرقندي - بنيسابور - أنا أبو بكر بن أبي زكريا - ببلخ - نا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي (4)،نا عبد الملك بن محمد بن عباس الفارسي، نا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم، نا سعد بن عبد اللّه الرازي، قال: سمعت الهيثم بن عديّ يقول: مرّ أشعب الطماع برجل و هو يتخذ طبقا فقال: اجعله واسعا لعلهم يهدون إلينا فيه.

ص: 161


1- سير أعلام النبلاء 68/7 و ميزان الاعتدال 261/1 و فيه: و قلت: إلاّ قلت يجيئون بها إليّ.
2- ديوانه ص 628.
3- تاريخ بغداد 43/7.
4- ترجمته في سير الأعلام 492/16.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)، أنا أبو بكر عبد اللّه بن علي بن حموية الهمذاني - بها - أنا أحمد بن عبد الرّحمن الشيرازي، أنا أبو العباس أحمد بن سعيد الفقيه المعداني، نا عبد اللّه بن محمود، نا محمد بن إبراهيم، نا سعيد بن عنبسة، نا الهيثم بن عديّ، قال: مرّ أشعب الطماع برجل و هو يتخذ طبقا فقال: اجعله واسعا لعلهم يهدون إلينا فيه.

أخبرنا أبو العز ابن كادش، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا أبو عبد اللّه محمد بن مخلد، نا محمد بن أبي يعقوب، نا الفضل بن صعصعة، نا عمر بن الضحاك، عن أبيه قال: مرّ أشعب بقوم يعملون (2) قفّة فقال لهم: أوسعوها، فقالوا: و لم يا أشعب؟ قال: لعل يهدي إليّ إنسان فيها شيئا ما.

و نا [أبو] (3) عبد اللّه بن مخلد، نا محمد بن أبي يعقوب، نا عبد اللّه بن أبي حرب - بسلمية (4)-نا عمر بن الضحاك بن مخلد، عن أبيه قال: كنت يوما أريد منزلي فالتفتّ فإذا أشعب قد أتى، فقلت له: ما لك يا أشعب؟ فقال: يا أبا عاصم رأيت قلنسوتك قد مالت فتبعتك، قلت: لعلها تسقط فآخذها، قال: أي فأخذتها عن رأسي فدفعتها إليه و قلت له انصرف.

قال (5):و نا ابن مخلد، نا محمد بن أبي يعقوب الدّينوري، حدثني ابن أبي عبد الرّحمن المقرئ عن أبيه قال: قال أشعب الطماع: ما خرجت في جنازة قط فرأيت اثنين يتسارّان إلاّ ظننت أن الميت قد أوصى لي بشيء. رواهن الخطيب عن الجوهري.

ذكر أبو بكر أحمد بن كامل القاضي قال: في سنة أربع و خمسين و مائة مات أشعب بن جبير الطامع على ما أخبرنا أحمد بن يحيى ثعلب النحوي عن عمر بن شبّة.

أخبرني الفضل بن الربيع قال: كان أشعب عندي سنة أربع و خمسين و مائة و هو أشعب بن جبير و كان أبوه مولى آل الزبير، فخرج مع المختار فقتله مصعب صبرا مع من قتل.

ص: 162


1- تاريخ بغداد 42/7.
2- بالأصل «يعلمون».
3- زيادة عن تاريخ بغداد 43/7.
4- بليدة في ناحية البرية من أعمال حماة بينهما مسيرة يومين، و أهل الشام يشددون الياء (معجم البلدان).
5- تاريخ بغداد 43/7.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):قيل: إن أشعب توفي سنة أربع و خمسين و مائة.

776 - أشناس التركي

776 - أشناس التركي (2)

ولي إمرة دمشق في خلافة الواثق فيما ذكره أبو الحسين الرّازي في تسمية أمراء دمشق في أيام بني العباس.

777 - أشهب بن ثور بن حارثة

ابن عبد المدان بن جندل بن نهشل بن دارم

التميمي الحنظلي الدارمي النهشلي البصري (3)

شاعر مشهور إسلامي، و يعرف بابن رميلة و هي أمه، و كانت أمة لخالد [بن] (4)مالك بن ربعي بن سلمى بن مدرك بن نهشل بن دارم. وفد على الوليد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمد بن عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب بن السّكّري البزّاز، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري قال: قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم بن راشد الختّلي - و أنا أسمع - أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب بن محمد بن شعيب الجمحي، أنا أبو عبد اللّه محمد بن سلام بن عبيد اللّه بن زياد الجمحي، قال: الطبقة الرابعة من الإسلاميين: نهشل بن حري بن ضمرة بن جابر بن قطن بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، و حميد بن ثور و الأشهب بن رميلة، و اسم أبيه ثور أحد بني نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة، و عمر بن لجأ التميمي بن تيم الرباب.

قرأت بخط أبي محمد عبد اللّه بن سعد القطربلي قال: روي أن الفرزدق و جرير و الأخطل و ابن رميلة و البعيث قدموا على الوليد بن عبد الملك فدخلوا عليه جميعا غير

ص: 163


1- تاريخ بغداد 44/7.
2- ترجمته في بغية الطلب 1919/4 و سقطت من مختصر ابن منظور.
3- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور، أخباره في الأغاني 269/9 و شعره مجموع في كتاب:«شعراء أمويون» د. نوري حمودي القيسي.
4- زيادة عن الأغاني 269/9.

البعيث فأنشدوه، ثم دخل عليه البعيث بعدهم فقال: فقال: يا أمير المؤمنين وفدنا عليك جميعا فأدخلت هؤلاء و تركتني أهم أشعر مني؟ قال الوليد: أ و ما تعلم أنهم أشعر منك؟ قال: لا و اللّه، قال: فأنشد فإنهم قد أنشدوا، قال: حتى أعيب قولهم، قال الوليد: فهات، فقال: أما الفرزدق فهذا الذي يقول:

بأبي رشا يا جرير و بارع *** تذكيت في حومات تلك القماقم

فقد أقر بالهوان و الدخول عليه قهرا.

و أما جرير فهو الذي عليه قهرا.

و أما جرير فهو الذي يقول (1):

لقومي أحمي للحقيقة منكم *** و أضرب للجماء (2) و النقع ساطع

و أوثق عند المردفات عشية *** لحاقا إذا ما جرّد السيف لامع

فأقر بما استردف من نسائه و بالذل و ليس مصدوقا في دعواه.

و أما الأخطل فهو الذي يقول (3):

لقد أوقع (4) الجحّاف بالبشر وقعة *** إلى اللّه منها المشتكى و المعوّل

فقد جعل قومه لا شيء.

و أما ابن رميلة فهو الذي يقول (5):

لما رأيت القوم ضمت رحالهم *** زبابا وقى شرّي و ما كان وانيا

فما داوى سره عند استراحته فمتى يتوب. قال الوليد: فأنشدنا، فقد لعمري عبت قولهم، فأنشده:

إذا أنت تأخذ من الدهر عصمة *** تشد بها في راحتيك الأصابع

وجدت الهوى للنفس ليس بمكرم *** و لا صائن فاستبعدتك المطامع

قال: ففضله الوليد عليهم، و أعطاه ألفين و أعطاهم ألفا ألفا.

ص: 164


1- البيتان في الأغاني 18/8 في أخبار جرير.
2- الأغاني: للجبار.
3- ديوانه ص 230.
4- بالأصل «وقع» و المثبت عن الديوان. و الجحاف هو ابن حكيم السلمي، و قد جرت وقعة البشر بين قومه و بين بني تغلب، و قد قتل من بني تغلب مقتلة عظيمة.
5- البيت في شعره في شعراء أمويون ص 245 و فيه: صمت حبالهم.

778 - أشيم بن سفيان بن ثور السّدوسي ثم الذهلى

778 - أشيم بن سفيان بن ثور السّدوسي ثم الذهلى (1)

وفد على يزيد بن معاوية، و على عبد الملك بن مروان.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن الغسّاني عن عبد العزيز الكتاني، أنا عبد اللّه الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر (2)،أنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد الفرغاني، أنا أبو جعفر الطبري قال (3):حدثت عن أبي عبيدة: حدّثني زهير بن هنيد، عن عمرو بن عيسى، قال: كان منزل مالك بن مسمع الجحدري في الباطنة عند باب عبد اللّه الأصبهاني في خطة بني جحدر عند مسجد الجامع، فكان مالك يحضر المسجد، فبينا هو قاعد فيه - و ذلك بعد يسير من أمر (4) ببّة - و في الحلقة رجل من ولد عبد اللّه بن عامر بن كريز القرشي إذ (5) أتته وقعة عبد اللّه بن خازم (6) بربيعة و كثرتهم بهراة، فتنازعوا فأغلظ القرشي لمالك، فلطم رجل من بني بكر بن وائل القرشي فتهايج من ثمّ من مضر و ربيعة الذين في الحلقة، فنادى رجل: يا آل تميم فسمعت الدعوى عصبة من بني ضبّة بن أدّ - كانوا عند القاضي - فأخذوا رماح حرس المسجد و ترستهم ثم شدّوا على الربعيين فهزموهم (7) فبلغ ذلك شقيق بن ثور السّدوسي - و هو يومئذ رئيس بكر بن وائل - فأقبل إلى المسجد فقال:

لا تجدون مضريا إلاّ قتلتموه، فبلغ ذلك مالك بن مسمع فأقبل متفضلا، فسكّن الناس و كفّ بعضهم عن بعض. فمكث الناس شهرا أو أقلّ، و كان رجل من بني يشكر يجالس رجلا من بني ضبّة في المسجد فتذاكروا لطمة البكري القرشي، ففخر بها اليشكري و قال:

ذهبت طلقا (8)،فأحفظ الضبّي فوجأ عنقه، فوقذه و الناس في الجمعة، فحمل اليشكري ميتا إلى أهله فثارت بكر إلى رأسهم أشيم بن (9) شقيق فقالوا: سر بنا، قال: بل أبعث إليهم

ص: 165


1- بالأصل «الدهر لي» و الصواب عن م، و هذه النسبة إلى ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب، و من ولده سدوس بن شيبان بن ذهل جمهرة أنساب العرب ص 375.
2- بالأصل «زبير» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 440/16 و في م: زيد.
3- تاريخ الطبري 514/4-515 في حوادث سنة 64.
4- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن الطبري.
5- بالأصل «حازم» و المثبت عن الطبري، و العبارة بين الرقمين في الطبري: يريد ببة، و معه رسالة من عبد اللّه بن خازم، و بيعته بهراة، فتنازعوا... و هذا أوضح.
6- بالأصل «حازم» و المثبت عن الطبري، و العبارة بين الرقمين في الطبري: يريد ببة، و معه رسالة من عبد اللّه بن خازم، و بيعته بهراة، فتنازعوا... و هذا أوضح.
7- عن الطبري، بالأصل «فهزمهم».
8- كذا بالأصل و إحدى نسخ الطبري، و في الطبري المطبوع:«ظلفا» و هو الصواب يقال ذهبت ظلفا أي من غير فائدة.
9- بالأصل «في» و المثبت عن الطبري.

رسولا فإن سيّبوا لنا حقّنا و إلاّ سرنا إليهم، فأبت ذلك بكر، فأتوا مالك بن مسمع و قد كان قبل ذلك ملك (1) غلب أشيم على الرئاسة حتى شخص أشيم إلى يزيد بن معاوية فكتب له: إلى عبيد اللّه بن زياد أن اردد الرئاسة إلى أشيم، فأبت اللّهازم، و هم: بنو قيس بن ثعلبة، و تحلفت و حلفاؤها عنيزة و تيم اللاّت و حلفاؤهم عجل حتى تواقعوهم (2) و آل ذهل بن (3) شيبان و حلفاؤها يشكر و ذهل بن ربيعة و حلفاؤها ضبيعة بن ربيعة بن نزار أربع قبائل، و كان هؤلاء الحلفاء في أهل الوبر في الجاهلية، و كانت حنيفة بقيت من قبائل بكر لم تكن دخلت في الجاهلية في هذا الحلف لأنهم أهل مدر فدخلوا في الإسلام مع أخيهم عجل فصاروا لهزمة، ثم تراضوا بحكم عمران بن عاصم العنزي أحد بني هميم، فردّها إلى أشيم، فلما كانت هذه الفتنة استخفّ بكر مالك بن مسمع فحفّ و جمع و أعدّ و طلب إلى الأزد أن يجدد الحلف الذي كان بينهم، فسد ذلك في الجماعة على يزيد بن معاوية فقال حارثة بن بدر في ذلك:

نزعنا و أمّرنا و بكر بن وائل *** تجرّ خصاها تبتغي من تحالف

و ما بات بكر من الدّهر ليلة *** فيصبح ألاّ و هو للذلّ عارف

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران.

حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا خليفة بن خيّاط، قال: فقدم شقيق بن ثور السّدوسي على الحجّاج فأخبره - يعني - بمخرج عبد الرّحمن بن محمد بن الأشعث فحمله من ساعته إلى عبد الملك، فأمره بالتشمير و الجدّ حتى تأتيه الجنود.

ص: 166


1- في الطبري: مملكا عليهم قبل أشيم.
2- الطبري: توافوهم.
3- «و آل ذهل بن» غير واضحة بالأصل و م، و المثبت عن تاريخ الطبري.

ذكر من اسمه أصبغ

779 - أصبغ بن الأشعث بن قيس الكندي

779 - أصبغ بن الأشعث بن قيس الكندي (1)

ذكر أنه كان أميرا على كندة و غسّان في جيش مسلمة بن عبد الملك الذي خرج بهم غازيا من دمشق للقسطنطينية ذكر ذلك عن عبد اللّه بن سعيد بن قيس الهمذاني.

أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد السّمرقندي و هبة اللّه بن أحمد الأكفاني، قالا:

أنا أبو الحسن طاهر بن أحمد القايني - زاد الأكفاني: و أبو بكر الخطيب ح.

و حدثنا أبو القاسم وهب بن سلمان السّلمي، أنا أبو محمد بن الأكفاني، أنا أبو الحسين طاهر القايني (2) و أبو بكر الخطيب، قالا: أنا أبو الحسن بن رزقويه أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدّقّاق [أنا] (3) أبو علي الحسن بن سلام السّوّاق، نا الصباح بن بيان البغدادي، نا يزيد بن أوس الحمصي، عن عامر بن شرحبيل، عن عبد اللّه بن سعيد بن قيس الهمذاني في حديث طويل في جزء أخبرنا بإسناده أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه فذكره بإسناده و لم يسق الحديث بتمامه.

قال: فلمّا قدم الناس من جميع الآفاق قام - يعني - عبد الملك فيهم خطيبا فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن العدو قد كلب عليكم، و قد طمع فيكم، و هنتم عليه لترككم الغزو لهم، و استخفافكم بحقّ اللّه، و تشاغلكم عن الجهاد في سبيل [اللّه] (4)،و قد

ص: 167


1- ترجمته في بغية الطلب 1922/4-1923.
2- بغية الطلب 1922/4-1923.
3- زيادة لازمة سقطت من الأصل و م.
4- الزيادة عن م.

علمتم ما وعد ربكم في الجهاد لعدوه، و قد أردت أن أغزيكم غزاة كريمة شريفة إلى صاحب الروم إليون، و اللّه مهلكهم و مبدّد شملهم و لا قوة إلاّ باللّه العظيم، و قد جمعتكم يا معشر المسلمين و أنتم ذوو البأس و النجدة و الشجاعة، و إن من حقّ اللّه تعالى أن تقوموا للّه سبحانه بحقه و لنبيه صلى اللّه عليه و سلم بنصرته، و قد أمّرت عليكم مسلمة بن عبد الملك فاسمعوا له، و أطيعوا أمره ترشدوا و توفقوا، فإن استشهد فالأمير من بعده محمد بن خالد بن الوليد المخزومي، فإن استشهد فالأمير من بعده محمد بن عبد العزيز، و قد ولّيت الغنائم رجاء بن حيوة و صيرته أمينا على مسلمة و عليكم، و قد ولّيت على تميم محمد بن الأحنف، و على همدان عبد اللّه بن قيس، فقلت: يا أمير المؤمنين ولّ غيري فإني قد آليت أن لا أكون أميرا أبدا، فولّى همدان صدقة ابن اليمان الهمداني، و على ربيعة عبد الرّحمن بن صعصعة، و على طيء و لخم و جذام عبد اللّه بن عديّ بن حاتم الطائي و ولّى على قيس الضحاك بن مزاحم الأسدي، و ولّى على بني أمية و جماعة قريش محمد بن مروان بن الحكم، و ولّى على كندة و غسان الأصبغ بن الأشعث الكندي، و ولّى على رؤساء أهل الحجاز عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب، و ولى على رؤساء أهل الجزيرة و الشام البطّال، و ولّى على رؤساء أهل مصر يزيد بن مرّة القبطي (1) و ولّى على رؤساء أهل الكوفة الهيثم بن الأسود النّخعي، و ولّى على أهل البصرة سليمان بن أبي موسى الأشعري، و ولّى على رؤساء أهل اليمن جابر بن قيس المذحجي، و ولى على رؤساء أهل الجبال عبد اللّه بن جرير بن عبد اللّه البجلي.

ثم أقبل على مسلمة بن عبد الملك فقال: يا بني إني قد ولّيتك على هذا الجيش فسر بهم و اقدم على عدو اللّه إليون كلب الروم، و كن للمسلمين أبا رحيما أرفق بهم و تعاهدهم، و إياك أن تكون جبارا عنيدا مختالا فخورا.

ثم عرض الناس فانتخب منهم ثلاثين ألفا من أهل البأس و النجدة و اتّخذ من الخيل و الفرسان ثلاثين ألفا، و قال: يا بني صيّر على مقدمتك محمد بن الأحنف بن قيس، و على ميمنتك محمد بن مروان، و صيّر على ميسرتك عبد الرّحمن بن صعصعة، و صيّر على ساقتك محمد بن عبد العزيز، و كن أنت في القلب، و صيّر على طلائعك البطّال و أمره فليعس بالليل العسكر، فإنه أمين ثقة مقدام شجاع، و ذكر باقي وصيته قال: فخرج مسلمة

ص: 168


1- بدون نقط بالأصل و م، و المثبت عن بغية الطلب.

يوم الجمعة بعد صلاة الظهر، و ذلك أول يوم من رجب و خرجنا معه و خرج عبد الملك معنا يشيعنا حتى بلغ إلى باب دمشق، ثم خرج معنا مسلمة و عسكرنا على رأس أربع فراسخ من دمشق، و ذكر القصة بطولها.

780 - أصبغ بن ذؤالة

أبو ذؤالة الكلبي (1)

له ذكر في أهل دمشق.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمد بن جرير (2)،حدّثني أحمد بن زهير، نا علي بن محمد، عن يزيد بن مصاد الكلبي، عن عمر (3) بن شراحيل قال أجمع على قتل الوليد - يعني ابن يزيد - قوم من قضاعة و اليمانية من أهل دمشق خاصة، فأتى حريث و شبيب بن أبي مالك الغسّاني، و منصور بن جمهور، و يعقوب بن عبد الرّحمن، و حبال بن عمرو ابن عم منصور، و حميد بن نصر اللخمي و الأصبغ بن ذؤالة، و طفيل بن حارثة، و السّري بن زياد بن علاقة خالد بن عبد اللّه، فدعوه إلى أمرهم فلم يجبهم فسألوه أن يكتم عليهم، قال: لا أسمّي أحدا منكم. و أراد الوليد الحجّ فخاف خالد أن يفتكوا به في الطريق، فأتاه فقال: يا أمير المؤمنين، أخّر (4)الحج العام، قال: و لم؟ فلم يخبره، فأمر بحبسه و أن يستأدى ما عليه من أموال العراق.

781 - أصبغ بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن العاص

أبو ريان الأموي

و هو أكبر ولد أبيه و به كان يكنى، و أمّه أمّ ولد.

حكى عن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود.

حكى عنه عون بن عبد اللّه بن عتبة المسعودي، و أبو خيرة عباد بن عبد اللّه المعافري.

ص: 169


1- ترجمته في بغية الطلب 1924/4.
2- تاريخ الطبري 233/7.
3- في الطبري: عمرو.
4- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م و انظر الطبري.

و سكن الأصبغ مصر مع أبيه حتى مات بها قبل أبيه بعشرين يوما، و كان قد تزوج سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب، و كان له عقب: كان له ابنان ديكة حية و المصعب ابنا الأصبغ و ابن أمه دحية بن المصعب بن الأصبغ الذي قام في أعمال مصر أيام المهدي.

فقيل كتب إليّ أبو محمد حمزة بن العباس بن علي العلوي و أبو الفضل محمد بن الحسن بن سليم، ثم حدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا: أنا أحمد بن الفضل بن محمد الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد بن يونس حدثني أحمد بن محمد بن سلامة، حدثنا محمد بن عمرو السّوسي عن أبيه مات - يعني به لأن يحظى في العقوبة.

أخبرنا أبو غالب - بمصر - و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزّبير بن بكار، قال في تسمية ولد عبد العزيز: و الأصبغ بن عبد العزيز، و جري بن عبد العزيز و ربان بن عبد العزيز لأمهات أولاد.

أنشدني سلمان بن داود المجمعي لعمر بن أبي الحديد العجلاني يرثي عبد العزيز بن مروان و أبا ريان الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان (1):

أبعدك يا عبد العزيز لجاجة *** و بعد أبي ريان يستعتم الدهر

فلما صلحت مصر لحى سواكما *** و لا سقيت بالنيل بعد كما مصر

قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن أيوب الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد قال (2):فولد عبد العزيز بن مروان الأصبغ بن عبد العزيز و به كان يكنى، و أم محمد و أم عثمان لأم ولد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: قال ابن بكير: فيها - يعني سنة خمس و سبعين - خرج عبد العزيز إلى الشام و أمّر الأصبغ بن عبد العزيز.

ص: 170


1- البيتان من عدة أبيات في ولاة مصر للكندي ص 78.
2- طبقات ابن سعد 236/5.

قال: و نا يعقوب، قال: قال ابن بكير: قال الليث: توفي الأصبغ ليلة الخميس لسبع (1) ليال بقين من شهر ربيع الأول سنة ست و ثمانين.

كتب إليّ أبو محمد حمزة بن العباس و أبو الفضل أحمد بن محمد بن سليم، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أحمد بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، نا أبو سعيد بن يونس، قال: أصبغ بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم يكنى أبا ريان، حكى عنه أبو خيرة عباد بن عبد اللّه المعافري، و عون بن عبد اللّه و غيره توفي ليلة الجمعة لأربع بقين من شهر ربيع الآخر سنة ست و ثمانين قبل أبيه.

782 - أصبغ بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي

له ذكر و أعقب عقبا (2).

783 - أصبغ بن عمر

و يقال: ابن عمرو، و يقال: ابن ثعلبة بن حصن

ابن ضمضم بن عديّ بن جناب بن هبل الكلبي (3)

من أهل دومة الجندل من أطراف أعمال دمشق.

أسلم على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم على يد عبد الرّحمن بن عوف لما وجهه النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى دومة، و تزوج عبد الرّحمن بن عوف ابنته تماضر بنت الأصبغ.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الأشهلي (4)،أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد الخبّاز، أنا أبو عامر عمر بن تميم، أنا أبو سليمان الجوزجاني موسى بن سليمان، نا محمد بن الحسن - صاحب أبي حنيفة - عن سعيد بن مسلم بن بابك (5)،عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر قال (6):دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد الرّحمن بن عوف فقال:«تجهز

ص: 171


1- في ولاة مصر للكندي ص 76: لتسع.
2- ترجم له ابن العديم في بغية الطلب 1926/4. و فيه: أنه كان بخناصرة مع أبيه شهد وفاته بدير سمعان.
3- الإصابة 108/1.
4- عن الأنساب، و بالأصل «الأشهيل».
5- في الإصابة: فاتك.
6- انظر مغازي الواقدي 560/2 و ما بعدها.

فإني باعثك في سرية من يومك هذا، أو من الغد. إن شاء اللّه». قال ابن عمر: فسمعت ذلك فقلت: لأدخلن و لأصلين مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الغداة و لأسمعن وصية عبد الرّحمن قال:

فقعدت (1) فصلّيت فإذا أبو بكر و عمر و ناس من المهاجرين فيهم عبد الرّحمن بن عوف، و إذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد كان أمره أن يسير من الليل إلى دومة الجندل، فيدعوهم إلى الإسلام فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعبد الرّحمن:«ما خلّفك عن أصحابك» قال ابن عمر و قد مضى أصحابه من سحر و هم مغتدون (2) بالجرف (3)،و كانوا سبعمائة رجل قال: أحببت يا رسول اللّه أن يكون آخر عهدي بك و عليّ ثياب سفري قال: و على عبد الرّحمن عمامة قد لفها على رأسه، فقال ابن عمر: فدعاه نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأقعده بين يديه فنفض عمامته بيده، ثم عمّمه (4) بعمامة سوداء فأرخى بين كتفيه منها ثم قال:«هكذا يا ابن عوف - يعني - فاعتم» و على ابن عوف السيف متوشّحَهُ ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اغز بسم اللّه و في سبيل اللّه، قاتل من كفر باللّه لا تغلل (5) و لا تغدر و لا تقتل وليدا» قال: فخرج عبد الرّحمن بن عوف حتى لقي أصحابه فصار حتى قدم دومة الجندل فلما دخلها دعاهم إلى الإسلام، فمكث ثلاثة أيام يدعوهم إلى الإسلام، و قد كانوا أبوا أول ما قدم أن يعطوه إلاّ السيف، فلمّا كان اليوم الثالث أسلم أصبغ بن عمرو الكلبي و كان نصرانيا، و كان رأسهم، و كتب عبد الرّحمن إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم يخبره بذلك، و بعث رجلا (6) من جهينة يقال له رافع بن مكيث، فكتب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه أراد أن يتزوج فيهم، فكتب إليه النبي صلى اللّه عليه و سلم أن يتزوج ابنة الأصبغ تماضر، فتزوجها عبد الرّحمن و بنى بها، ثم أقبل بها و هي أم أبي سلمة بن عبد الرّحمن[2331].

قال الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث عطاء بن أبي رباح، عن عبد اللّه بن عمر، و هو غريب من حديث سعيد بن مسلم بن بابك (7)،و المدني عنه تفرد به عنه محمد بن الحسن الشيباني و لم يروه عنه غير أبي سليمان الجوزجاني كذا قال الدار قطني،

ص: 172


1- الواقدي: فغدوت.
2- الواقدي: معسكرون.
3- الجرف: موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام (معجم البلدان).
4- بالأصل «عممها» و المثبت عن الواقدي.
5- الواقدي: لا تغل.
6- بالأصل «رحل» و المثبت عن الواقدي.
7- الإصابة 108/1 فاتك.

و قد رواه عن سعيد بن مسلم بن قماد بن محمد بن عمر الواقدي و وقع لي عاليا من حديثه.

و قد ذكرته في باب سرايا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى الشام و غزاته الأوائل.

784 - أصبغ بن محمد بن محمد بن لهيعة السّكسكي

حكى عن أبيه.

حكى عنه ابنه أوس بن الأصبغ.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد - إجازة، إن لم يكن قراءة - قال: حدّثني أبي و الحسن بن غويت (1)-من أهل قرية بيت قوفا (2)-قال: أنا أبو المستضيء معاوية بن أوس بن الأصبغ بن محمد (3) بن محمد بن لهيعة السّكسكي من أهل بيت قوفا - حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه أن الوليد بن عبد الملك حين بنى مسجد دمشق، مرّ برجل ممن يعمل في المسجد، فرآه الوليد و هو يبكي فقال له: ما قصتك؟ قال: يا أمير المؤمنين كنت رجلا جمّالا، فلقيني يوما رجل فقال لي: تحملني إلى مكان كذا و كذا؟ فذكر موضعا في البرية قلت: نعم، فلما حملته و سرنا بعض الطريق التفت إليّ فقال لي: إن بلغت الموضع الذي ذكرته لك و أنا حي أغنيتك، و إن متّ قبل بلوغي إليه فاحمل جثتي (4) إلى الموضع الذي أصف لك، فإنّ ثمّ قصرا خرابا، فإذا بلغته فامكث إلى ضحوة النهار، ثم عدّ سبع شرافات من الضوء و احفر تحت ظل السابع منها على قدر قامة، فإنه سيظهر لك بلاطة، فاقلعها فإنّك سترى تحتها مغارة فادخلها فإنك ترى في المغازة سريرين (5) على أحدهما رجل ميت فاجعلني على أحد السريرين (6) و مدّني عليه، و حمّل جمالك هذه و حمارتك مالا من المغارة و ارجع إلى بلدك قال: فمات في الطريق ففعلت ما أمرني به، و كان معي أربعة أجمال و حمارة، فأوسقتها كلها مالا من المغارة و سرت بعض الطريق و كانت معي مخلاة فنسيت إملاءها من ذلك المال، و داخلني الشره، فقلت: لو رجعت فملأت هذه المخلاة أيضا من المال، فرجعت و تركت الجمال و الحمارة في الطريق، فلم أجد المكان الذي أخذت منه المال

ص: 173


1- في معجم البلدان (بيت قوفا): غريب.
2- قرية من قرى دمشق (معجم البلدان).
3- لفظة «محمد» لم تكرر في ترجمته في معجم البلدان «بيت قوفا».
4- عن مختصر ابن منظور 10/5 و بالأصل «جنبي».
5- بالأصل «سرير» و الصواب ما أثبت عن م.
6- بالأصل «سرير» و الصواب ما أثبت عن م.

فدرت فلم أعرف، فلما أيست رجعت إلى الجمال و الحمارة فلم أجدها و جعلت أدور في البرية أياما فلم أجد لها أثرا فلما يئست رجعت إلى دمشق و قد ذهبت الجمال و الحمارة و لم أحصل على شيء و اضطرني الأمر إلى ما ترى يا أمير المؤمنين. هو ذا أعمل كلّ يوم في التراب بدرهم، فلما ذكرت تلك الأموال و الجمال و الحمارة التي فرّت مني [لم] (1) أملك نفسي أن أبكي هذا البكاء الذي ترى. فقال له الوليد بن عبد الملك: لم يقسم اللّه لك من تلك الأموال شيئا، و إليّ صارت فبنيت بها هذا المسجد.

785 - أصبغ بن محمد بن مروان القرشي البعلبكي

785 - أصبغ بن محمد بن مروان (2) القرشي البعلبكي

والد عبد الملك بن الأصبغ حكى عن أبيه عن الربيع حاجب المنصور.

روى عنه ابنه عبد الملك بن الأصبغ.

786 - أصبغ بن يزيد بن الوليد بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي

له ذكر.

787 - أصبغ

787 - أصبغ (3)

حكى عن أبي مسهر الدمشقي، و كان قد خرج معه من دمشق (4) يخدمه عند امتحان المأمون إيّاه.

حكى عنه أبو محمد التميمي.

788 - أصرم

ولي إمرة دمشق في أيام المعتز باللّه، و يقال في أيام المهتدي باللّه من قبل صالح بن وصيف.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي في تسمية أمراء دمشق من قبل المعتز باللّه أصرم من قبل صالح بن وصيف.

آخر الجزء الرابع بعد المائة.

ص: 174


1- زيادة عن م.
2- في م: مرزوق.
3- ترجمته في بغية الطلب 1930/4.
4- زيد في بغية الطلب: إلى الرقة.

789 - اصطفانوس اصطفانون و يقال نسطاس

أبو الزبير

مولى مروان بن الحكم [ولي] (1) لهشام بن عبد الملك خزائن الخاصة (2).

له ذكر، و إليه تنسب الطاحونة الزّبيرية التي في شام مقبرة باب الفراديس.

قرأت في كتاب أبي الحسين الرازي [دار أبي] (3) الربيع مع الطاحونة المعروفة بالزبيرية عند مقابر باب الفراديس و الطاحونة لزيقها عند دار جبير الذي كان يلي الحسبة كانت لأبي الزبير مولى هشام بن عبد الملك بن مروان و اسمه نسطاس، و كان هشام غطسة في البركة حتى أسلم، و الطاحونة التي عند مسجد القاضي.

790 - أعنس بن عثمان الهمداني شاعر

ذكره المرزباني في معجم الشعراء (4).

قرأت على أبي منصور بن خيرون عن أبي محمد الجوهري و أبي جعفر بن المسلمة، قالا: أنا عبيد اللّه محمد بن عمران بن موسى الكاتب - إجازة - قال موسى:

الأعنس بن عثمان الهمداني شاعر من أهل دمشق محدّث يقول في عمرو بن أبي بكر قاضي دمشق يهجوه:

قل لعمرو قاضي دمشق أبي بكر *** فكن في طلاب غير القضاء

عملا يستقيم فيه لك *** الجور و تخفى مصالح الأبناء

كم قضايا قد (5) بعتها بارتشاء *** ثم أبطلتها بفضل ارتشاء

ما تبالي إذا أصبت مزيدا *** أي حكميك راج بالغماء

اتّخذ مربطا تغني عليه *** رث حبل الصفاء من اسماء

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (6):و أما الأعنس

ص: 175


1- زيادة لازمة.
2- في تاريخ خليفة ص 362 في تسمية عمال هشام كان على: الخاتم الصغير و الخاصة: إصطخر أبو الزبير مولاه.
3- كلمة غير واضحة في المخطوط رسمها «ذاراى» و المثبت عن م.
4- لم يرد له ترجمة في معجم الشعراء المطبوع، و سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
5- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بجانبها كلمة صح.
6- الاكمال لابن ماكولا 100/1.

-مثل الذي قبله إلاّ أنه بالنون - فهو الأعنس بن عثمان الهمداني شاعر من أهل دمشق، ذكره المرزباني.

791 - أعور الكلبي

هو حكيم بن عباس يأتي ذكره في حرف الحاء.

792 - أغيبر مولى هشام بن عبد الملك

792 - أغيبر مولى هشام بن عبد الملك (1)

حكى عن الزهري.

روى عنه: رشدين بن سعد.

أنبأنا أبو محمد هبة اللّه بن الأكفاني، و عبد اللّه بن السمرقندي، قالا: حدثنا عبد العزيز الكتاني، أنا العلاء بن أبي المغيرة [قال: أخبرنا] (2) علي بن بقاء الورّاق، أنا [أبو] (3) محمد عبد الغني بن سعيد، حدّثني الحسين بن عبد اللّه أبو القاسم، حدّثنا محمد بن محمد الباهلي، حدّثنا محمّد بن الوزير، حدثنا مروان، حدّثني رشدين بن سعد، حدّثني أغيبر مولى هشام بن عبد الملك قال: سمعت ابن شهاب الزّهري يقول:

ثلاثة ليس من أمة محمد صلى اللّه عليه و سلم: الجعدي و المناني و القدري (4).

قال بعض أصحابنا: هم أصحاب ماني (5) الزنديق، كذا قيّده عبد العزيز.

ص: 176


1- ترجمته في بغية الطلب 1943/4 و مختصر ابن منظور.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن بغية الطلب و في م: نا.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن بغية الطلب و في م: نا.
4- الجعدي: نسبة إلى الجعد بن درهم، الجعدية و هم الذين قالوا بالجبرية. و المناني نسبة إلى ماني، و هم المنانية. و القدري نسبة إلى القدر، و هم القدرية. انظر «الملل و النحل للشهرستاني - و الفرق بين الفرق للبغدادي».
5- بالأصل و م: مان.

ذكر من اسمه أفلح

793 - أفلح أبو كبير

793 - أفلح أبو كبير (1)

و يقال أبو عبد الرّحمن مولى أبي أيوب الأنصاري، أدرك زمان عمر، و رأى عثمان، و عبد اللّه بن سلام.

و حدّث عن مولاه أبي أيوب.

روى عنه: محمد بن سيرين، و أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، و أبو الوليد عبد اللّه بن الحارث نسيب ابن سيرين، و واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ، و أبو الورد بن أبي بردة، و أبو سفيان مولى ابن أبي أحمد، و كان مع مولاه أبي أيوب في مغازيه (2).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا ثابت - يعني ابن يزيد (4)-حدّثنا عاصم عن عبد اللّه بن الحارث، عن أفلح مولى أبي أيوب [عن أبي أيوب] (5) أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نزل عليه فنزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أسفل و أبو أيوب في العلو، فانتبه أبو أيوب ذات ليلة، فقال: نمشي فوق رأس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فتحوّل، فباتوا في

ص: 177


1- كذا بالأصل «أبو كبير» و في مصادر ترجمته في بغية الطلب 1944/4 و البخاري 52/1/2 و الجرح و التعديل 323/1/1 و ابن سعد 86/5 و الإصابة و تقريب التهذيب:«أبو كثير» بالثاء المثلثة و في م: أبو كبير.
2- بغية الطلب 1948/4.
3- مسند الإمام أحمد 415/5.
4- مسند أحمد:«يعني أبا زيد» و يكنى أبا زيد و في بغية الطلب:«ابن زيد» خطأ انظر ترجمته في سير الأعلام 305/7.
5- الزيادة عن مسند أحمد.

جانب، فلما أصبح ذكر ذلك للنبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«أسفل أرفق بي» فقال أبو أيوب:

لا أعلو سقيفة أنت تحتها، فتحوّل أبو أيوب في السفلى و النبي صلى اللّه عليه و سلم في العلو، فكان يضع طعام النبي صلى اللّه عليه و سلم فيبعث إليه، فإذا ردّ إليه سأل عن موضع أصابع النبي صلى اللّه عليه و سلم، فتبع أصابع النبي صلى اللّه عليه و سلم فيأكل من حيث أثر أصابع النبي صلى اللّه عليه و سلم، فصنع ذات يوم طعاما فيه ثوم، فأرسل به إليه، فسأل عن موضع أصابع النبي صلى اللّه عليه و سلم فقيل: لم يأكل، فصعد إليه فقال: أ حرام؟ فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«أكرهه» قال: فإني أكره ما تكره - أو قال: ما كرهته - و كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يؤتى[2332].

أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن أبي العلاء، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، و حدّثنا محمد بن أحمد، حدّثنا النّصر، حدثنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين قال:

حلف مسلمة بن خالد لا يركب معه في البحر أعجمي، فقال له رجل: ما أراك إلاّ قد حرمت خير الجند، قال: من هو؟ قال أبو أيوب: لا أركب مركبا ليس معي فيه أفلح قال:

ما كنت أرى بعيني أفلح - و دوني أفلح - فلقي أبا أيوب فقال: إني كنت حلفت ألا يركب معي في البحر أعجمي، فهذه مراكب الجند فاختر أيها شئت فاجعل فيه أفلح، و اركب أنت معي فقال: لا حسد عليك و لا على سفينتك ما كنت لأركب مركبا ليس معي فيه أفلح، فلما رأى ذلك أعتق رقبة، و قال لأفلح: اركب معنا (1).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، و أنا أبو الطّيّب محمد بن جعفر القزاز، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن سعيد الزهري، حدّثنا عمي، عن أبيه، عن أبي إسحاق، حدّثني صالح بن كيسان: أن خالد بن الوليد سار حتى نزل (2) على عين التمر (3) فقتل و سبى [و كان في السبي] (4):أبو عمرة مولى بني شيبان - و هو أبو عبد الأعلى بن أبي عمرة - و عبيد مولى بلقين من الأنصار، ثم من بني زريق، و حمران بن أبان مولى عثمان بن عفان، و أفلح مولى أبي

ص: 178


1- بغية الطلب 1947/4 و ليس لأفلح ترجمة في تاريخ بغداد المطبوع.
2- بالأصل «تولى» و المثبت عن مختصر ابن منظور 12/5.
3- عين التمر: بلدة قريبة من الأنبار غربي الكوفة. افتتحت على يد خالد بن الوليد سنة 12.
4- زيادة مقتبسة عن المختصر و في م: فكان في تلك السبايا.

أيوب الأنصاري، ثم أحد بني مالك بن النجار، و يسار مولى قيس بن مخرمة (1) بن المطّلب بن عبد مناف، و هو جد محمد بن إسحاق.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، حدثنا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمد بن هبة اللّه الطبري، قالا: أنا محمد بن الحسين، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر حدّثنا يعقوب، حدثنا عمار بن الحسن، عن سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، قال: ثم سار خالد حتى نزل (2) على عين التمر، و أغار على أهلها فأصاب منهم، و رابط حصنا بها فيه مقاتلة كان كسرى وضعهم فيه، و سبى من عين التمر فكان من تلك السبايا أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري، أحد بني مالك بن النجار.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر بن بيري - إجازة - حدثنا أبو عبد اللّه الزعفراني، حدّثنا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب بن عبد اللّه، قال: أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري يكنى أبا كثير، و هو من سبي عين التمر و ابنه كثير بن أفلح و أخوه عبد الرّحمن بن أفلح و أخوه محمد بن أفلح، روي عنهم (3).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمد بن علي الواسطي، أنا محمد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل الغلابي، نا أبي قال: قال أبو زكريا:

أفلح مولى أبي أيوب كان يكنى أبا كثير (4).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا أبو بشر محمد بن أحمد حمّاد، حدثنا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري (5).

ص: 179


1- بالأصل «عزمة» و المثبت عن جمهرة ابن حزم ص 73.
2- بالأصل و م «تولى» و المثبت عن مختصر ابن منظور 12/5.
3- بالأصل «عن» و الصواب عن جمهرة ابن حزم.
4- بغية الطلب 1945/4.
5- بغية الطلب 1946/4.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز الكيلي قالا: أنا أحمد بن الحسن الكرخي - زاد الأنماطي: و أحمد بن الحسن بن خيرون - قالا: أنا محمد بن الحسن الأصبهاني، أنا محمد بن أحمد الأهوازي، أنا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط قال (1) في الطبقة الثانية من أهل المدينة: أفلح مولى أبي أيوب خالد بن زيد بن كليب يكنى أبا عبد الرّحمن، قتل يوم الحرة سنة ثلاث و ستين.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد عمر، أنا ابن أبي الدنيا، أنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري، و يكنى أبا عبد الرّحمن و هو من سبي عين التّمر الذين سبى خالد بن الوليد، و له دار بالمدينة، و قتل يوم الحرّة سنة ثلاث و ستين.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، حدّثنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، أنا محمد بن سعد، قال (2):في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري، و يكنى أبا كثير. قال محمد بن عمر: و كان أفلح من سبي عين التمر الذين سبى خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر الصّدّيق و بعث بهم إلى المدينة. و قد سمعت من يذكر أنّ أفلح كان يكنى أبا عبد الرّحمن، و سمع من (3) عمر، و له دار بالمدينة، و قتل يوم الحرّة في ذي الحجة سنة ثلاث و ستين في خلافة يزيد بن معاوية. و كان ثقة قليل الحديث.(4) [أخبرنا محمّد بن ناصر، قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطيوري، و] أبو الغنائم بن النّرسي،- و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الواسطي،- زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل (5)،قال: أفلح أبو (6) كثير مولى أبي أيوب الأنصاري، يعد في أهل

ص: 180


1- طبقات خليفة 685/2.
2- طبقات ابن سعد 86/5-87.
3- عن ابن سعد و بالأصل «ابن».
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك قياسا لسند مماثل، و انظر بغية الطلب 1945/4 و مكان السقط بالأصل «أنبأنا».
5- التاريخ الكبير للبخاري 52/2/1.
6- بالأصل «ابن» و المثبت عن البخاري.

المدينة، رأى عثمان، و عبد اللّه بن سلام، و أبا أيوب. سمع منه محمد بن سيرين، و أبو بكر بن عمرو بن حزم، و عبد اللّه بن الحارث أبو الوليد. و قال موسى، عن جرير:

سمعت محمدا أخبرني أفلح مولى أبي أيوب: قال لي معاذ بن عفراء في زمن عمر: بع هذه الحلة؟ كنّاه يزيد بن هارون.

أخبرنا أبو القاسم النسيب و غيره عن أبي بكر الخطيب أحمد بن علي، أنا أبو محمد عبد اللّه بن يحيى السّكري، أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه الشافعي، أنا جعفر بن محمد بن الأزهر، أنا الفضل بن غسان الغلابي، قال: أفلح مولى أبي أيوب يكنى أبا كثير.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو عبد اللّه السّلماسي ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي، قالا: أنا أبو الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد حدثنا صالح بن أحمد، حدثني أبي قال (1):أفلح مولى أبي أيوب مدني تابعي ثقة من كبار التابعين.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، حدثنا الحسين بن الفهم الفقيه، أنا محمد بن سعد (2):أنا يزيد بن هارون، أنا هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين أن أبا أيوب [كاتب أفلح على أربعين ألفا، فجعل الناس يهنئونه و يقولون: يهنئك العتق أبا كثير. فلما رجع أبو أيوب] (3) إلى أهله ندم على مكاتبته، فأرسل إليه فقال: إني أحب أن ترد الكتاب إليّ و أن ترجع كما كنت.

فقال له ولده و أهله: لم ترجع رقيقا و قد أعتقك اللّه؟ فقال أفلح: و اللّه لا يسألني شيئا إلاّ أعطيته إياه، فجاء بمكاتبته فكسرها ثمّ مكث ما شاء اللّه، ثم أرسل إليه أبو (4) أيوب فقال:

أنت حر و ما كان لك من مال فهو لك.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أحمد بن عبيد بن بيري، نا محمد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا عبيد اللّه بن عمر،

ص: 181


1- تاريخ الثقات ص 71.
2- طبقات ابن سعد 86/5.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و انظر ابن سعد.
4- بالأصل «أبا» خطأ و الصواب عن م.

حدّثنا حماد بن زيد، عن أيوب، و هشام عن محمد: أن أبا أيوب أعتق أفلح و قال: مالك لك (1).

قال: و قال موسى بن إسماعيل: حدّثنا سلام بن أبي مطيع، حدثنا عبد العزيز بن قرير أن محمد بن سيرين حدّثه قال: كان لأفلح مولى أبي أيوب برذون فباعه، فقال له أبو أيوب: يا أفلح ما جعل فلانا أحقّ بحمالة منك (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه بن الحسين، و علي بن أحمد بن محمد بن حميد، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن السّمّاك، أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء، أنا علي بن المديني، قال:

و مات أفلح مولى أبي أيوب سنة ثلاث و ستين قبل يوم الحرّة.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، قال: أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطيوري و أبو الغنائم بن النّرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني (3)-زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني،- قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال (4):قال لي إبراهيم بن موسى، عن هشام بن يوسف، عن معمر (5) قال ابن سيرين: قتل كثير بن أفلح و أبوه و كانا موليين لأبي أيوب الأنصاري يوم الحرّة فلقيته في المنام فقلت: أ شهداء أنتم؟ قال: لا.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمد بن الحسين، حدثنا سعيد بن عامر، حدّثنا هشام بن حسان، قال: قال محمد بن سيرين (6) بينا أنا ذات ليلة نائم إذ رأيت أفلح - أو قال: كثير بن أفلح شك أبو محمد يعني سعيدا - و كان قتل يوم الحرّة، فعرفت أنه ميت و أني نائم - رؤيا رأيتها - فقلت: أ لست قد قتلت؟ قال: بلى، قلت: فما صنعت؟ قال: خيرا، قال: أ شهداء أنتم؟ قال: لا، إن المسلمين إذا اقتتلوا فقتل

ص: 182


1- الخبران في بغية الطلب 1948/4.
2- الخبران في بغية الطلب 1948/4.
3- إعجامها غير واضح بالأصل، و الصواب عن م قياسا إلى سند مماثل، و بغية الطلب 1949/4 و الأنساب.
4- التاريخ الكبير 52/2/1.
5- بالأصل «يعمر» و المثبت عن م و البخاري.
6- الخبر في طبقات ابن سعد 298/5-299 في ترجمة كثير بن أفلح، و بغية الطلب 1949/4-1950.

بينهم قتلى فليسوا بشهداء. قال سعيد: قال هشام كلمة خفيت عليّ، فقلت لبعض جلسائه:

ما ذا قال؟[قال:] (1) و كنا ندباء (2).

794 - أفلح

حكى عن عمر بن عبد العزيز و وفد عليه.

حكى عنه حمّاد بن سلمة.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا أبو محمد بن علي اللّخمي الباجي، أنا أبو محمد عبد اللّه بن يونس، أنا بقيّ بن مخلد، حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، نا محمد بن كثير، عن حمّاد بن سلمة، عن أفلح، قال: بعثني الأشرس إلى عمر بن عبد العزيز فقال عمر: ما اسمك؟ قلت: فزعة قال: بل أنت أفلح.

795 - أفلح الأندلسي مولى العتقيين

795 - أفلح الأندلسي مولى العتقيين (3)

سمع بدمشق، أبا الطّيّب بن عبادل، و القاضي أبا يحيى البلخي، و أبا علي بن حبيب الحصائري و بالرّقّة: من أبي علي القشيري الحافظ، و ببغداد: من أبي الحسن بن العبد.

ذكره القاضي أبو الوليد عبد اللّه بن محمد بن يوسف الفرضي الأندلسي في كتاب تاريخ [علماء] الأندلس قال (4):أفلح مولى محمد بن هارون العتقي. رأيت له كتبا مما (5)أسمعته بالمشرق سنة سبع و عشرين، و ثمان و عشرين و ثلاثمائة ببغداد من المحاملي، و من أبي الحسن علي بن الحسن بن العبد، و بالرّقّة: من أبي علي [محمد بن] (6) سعيد بن عبد الرّحمن الحرّاني، و بحلب: من أبي بكر بن شمرد الفارسي، و ابن رويط العدل، و بدمشق: من أبي الطّيّب أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب، يعرف بابن عبادل، و أبي يحيى زكريا بن يحيى بن موسى بن [القاضي] (7) البلخي، و أبي علي الحسن بن

ص: 183


1- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه.
2- بدون نقط بالأصل و المثبت عن ابن سعد. و ندباء جمع ندب و هو من يوجه لأمر عظيم. و في بغية الطلب «بدنا» جمع بدنة و هي الأضحية من الإبل و البقر.
3- بغية الطلب 1950/4 و تاريخ علماء الأندلس للفرضي ص 83.
4- ترجمة 261 صفحة 83.
5- عن الفرضي و بالأصل: من.
6- الزيادة عن الفرضي.
7- الزيادة عن الفرضي.

حبيب بن عبد الملك، و بالرّملة: من أبي بكر أحمد بن عمرو بن جابر، و بقنسرين من أبي البهي محمد بن عبد الصمد القرشي، و ببالس: من أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن بكر المعروف بابن حمدون. و لم أقف لأفلح هذا على خبر إلاّ ما حكيته عن كتبه.

796 - أفلح الزاجر

اسمه سلامة بن اليعبوب، يأتي بعد و هو بالجيم.

797 - أقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان

ابن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة

ابن مالك بن زيد مناة بن تميم ثم المجاشعي (1)

له صحبة، و كان من المؤلفة قلوبهم، و كان سيد قومه.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا.

روى عنه أبو سلمة بن عبد الرّحمن.

و اسم الأقرع فراس، و إنما لقّب الأقرع لقرع كان برأسه، و قدم دومة الجندل (2)-من أطراف أعمال دمشق - في خلافة أبي بكر الصّدّيق.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (3)،حدّثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا موسى بن عقبة، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن الأقرع بن حابس أنه نادى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من وراء الحجرات فقال: يا محمد إن حمدي زين، و إن ذمي لشين.

فقال:«ذاكم اللّه عزّ و جلّ»[2333].

كما حدّث أبو سلمة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

قال: و نا عبد اللّه بن أحمد (4)،نا عبد الأعلى بن حمّاد، نا وهيب، عن موسى بن

ص: 184


1- ترجمته في الاستيعاب رقم 69 و الإصابة 58/1، و أسد الغابة 128/1 و سيرة ابن هشام في أكثر من موضع، و الوافي بالوفيات 307/9.
2- انظر معجم البلدان.
3- مسند الإمام أحمد 393/6-394.
4- مسند الإمام أحمد 394/6.

عقبة، عن أبي سلمة، عن الأقرع، و قال مرة: إن الأقرع فذكر مثله.

أخبرناه أبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد، أنا أحمد بن محمد بن علي الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا عبد الأعلى بن حمّاد، نا وهيب، نا موسى بن عقبة، قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرّحمن يحدّث أن الأقرع بن حابس نادى من وراء الحجرات فلم يجبه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

قال: و أنا عبد اللّه، نا هارون بن عبد اللّه و محمد بن علي و ابن هانئ قالوا: أنا عفان، نا وهيب، نا موسى بن عقبة، عن أبي سلمة، عن الأقرع أنه نادى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من وراء الحجرات فقال: يا محمد فلم يجبه، فقال: يا محمد، و اللّه إن حمدي لزين، و إن ذمي لشين، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«سبحان اللّه ذاكم [اللّه عز و جل».

قال ابن منيع: و لا أعلم رواه الأقرع مسندا غير هذا، و كذا أن سماه عمر بن أبي سلمة عن أبيه] (1)[2334].

أخبرناه أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدوية، أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا أبو القاسم جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، أنا أبو بكر محمد بن هارون الرّوياني، حدّثنا خالد بن يوسف بن خالد السّمتي - أبو الربيع - حدّثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه قال: نادى الأقرع بن حابس التميمي: يا محمد ثلاث مرات، فلم يجبه، فقال في الرابعة: يعلم أن حمدي زين، و أن ذمي شين، فأجابه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ذلك اللّه عز و جل»[2335].

و قد روى هذه القصة أبو هريرة و البراء بن عازب، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

فأما رواية أبي هريرة:

فأخبرنا بها أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن نصر بن بحير، نا حاجب بن الوليد بن سليمان، نا أنس - هو ابن عياض - نا يزيد - هو ابن عياض - عن الأعرج، عن أبي هريرة:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ناداه رجل فلما استجاب له قال: أ لم تعلم أن مدحي زين و أن ذمي شين.

و أما رواية البراء:

ص: 185


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك على هامشه و بجانبه كلمة صح.

فأخبرتنا بها أم البهاء فاطمة بنت البغدادي قالت: أنا سعيد بن أحمد العيّار، أنا أبو الحسين الخفّاف، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا أبو صالح أحمد بن منصور ح.

و أخبرنا أبو البقاء محمود بن ظفر بن إبراهيم بن زفر بن عبد الرّحمن المديني الدلاّل - بأصبهان - أنا أبو عمرو بن مندة، حدّثنا ابن أبي عبد اللّه، حدّثنا القاسم بن القاسم السّياري (1)-بمرو - نا محمد بن موسى بن حاتم، قالا: نا علي بن الحسن بن شقيق، حدثنا الحسن بن واقد، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب في قوله عز و جل:

إِنَّ الَّذِينَ يُنٰادُونَكَ مِنْ وَرٰاءِ الْحُجُرٰاتِ (2) قال: جاء رجل إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم - و في [رواية] أبي البقاء: إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - فقال: يا محمد إن حمدي زين و إن ذمي شين فقال:«ذاك اللّه عز و جل» قال ابن حامد بن الشرقي: لم يروه عن أبي إسحاق إلاّ الحسين بن واقد[2336].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز ثابت بن منصور الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون - قالا: أنا أبو الحسين محمد بن الحسن، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط، قال: و من بني تميم بن مرّ بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر ثم من بني مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مرّ: الأقرع بن حابس بن عقال (3) بن محمد بن سفيان بن مجاشع أمه فطيمة بنت حوي بن سفيان بن مجاشع بن دارم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم [نا محمّد بن سعد قال] (4) في الطبقة الرابعة:

الأقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، و كان في وفد تميم الذين قدموا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أعطاه

ص: 186


1- ترجمته في سير الأعلام 500/15 و بالأصل «السير باري» و الصواب ما أثبت.
2- سورة الحجرات، الآية:4.
3- بالأصل «عفان».
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م، و الخبر في القسم الضائع من طبقات المدنيين من كتاب طبقات ابن سعد.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من غنائم حنين مائة من الإبل، و هو الذي قال فيه عباس بن مرداس يومئذ حين قصّر به في العطية (1):

أ تجعل نهبي و نهب العبيد *** بين عيينة و الأقرع

و ما كان بدر و لا حابس *** يفوقان مرداس في المجمع

و ما كنت دون أمري منهما *** و من تضع اليوم لا يرفع

أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي في كتابه.

و أخبرني أبو الفضل بن عبد اللّه بن محمد بن ناصر عنه، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم، قال: و من بني دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم:

الأقرع بن حابس بن عفان بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، جاء عنه حديث يعني الأول.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الموحد، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي الوزير، أنا أبو القاسم البغوي، قال: الأقرع بن حابس بن عقال من ولد زيد مناة بن تميم و كان ممن وفد على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سكن المدينة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي بن شجاع، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: أقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن جندلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم نسبه محمد بن إسماعيل البخاري، وفد عن النبي صلى اللّه عليه و سلم بالمدينة، روى عنه جابر، و أبو هريرة و غيرهم.

قرأت على أبي محمد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):أما الأقرع - بالقاف - فالأقرع بن حابس التميمي و غيره.

أخبرنا أبو القاسم يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، نا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا عثمان بن أحمد بن هارون السّمرقندي - بتنّيس - نا أبو أمية محمد بن إبراهيم، نا المعلّى بن عبد الرّحمن الأنصاري، حدّثنا عبد الحميد بن جعفر، عن عمر بن

ص: 187


1- الأبيات في سيرة ابن هشام 493/2 و تاريخ الطبري 91/3 - و ديوانه ص 111-112 و انظر تخريجها فيه.
2- الاكمال لابن ماكولا 104/1.

الحكم بن ثوبان، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، قال: جاء بنو تميم إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بشاعرهم و خطيبهم فنادوا على الباب اخرج إلينا فإنّ مدحنا زين، و إنّ ذمّنا شين قال:

فسمعهما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فخرج إليهم و هو يقول:«إنما ذاكم اللّه الذي مدحه زين، و شتمه شين فما ذا تريدون؟» فقالوا: ناس من بني تميم جئناك بشاعرنا و خطيبنا لنشاعرك و نفاخرك، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما بالشعر بعثت، و لا بالفخار أمرت، و لكن هاتوا» فقال الزّبرقان بن بدر لشابّ من شبابهم: يا فلان (1) قم فاذكر فضلك و فضل قومك، فقال: إن الحمد للّه الذي جعلنا خير خلقه، و أتانا أموالا نفعل فيها ما نشاء، فنحن خير أهل الأرض:

أكثرهم مالا، و أكثرهم عدة، و أكثر هم سلاحا، فمن أبى علينا قولنا فليأتنا بقول هو أفضل من قولنا، و فضل أفضل من فضلنا. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لثابت بن قيس:«قم يا ثابت بن قيس فأجبهم» فقال: الحمد للّه أحمده و أستعينه، و أؤمن به، و أتوكل عليه، و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله، دعا المهاجرين من بني عمه أحسن الناس وجوها، و أعظم الناس أحلاما، فأجابوه. الحمد للّه الذي جعلنا أنصاره، و وزراء رسوله، و عزا لدينه؛ فنحن نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلاّ اللّه فمن قاله منع منّا ماله و نفسه، و من أبى قاتلناه، و كان رغمه علينا في اللّه هينا، أقول قولي هذا و أستغفر اللّه لي و للمؤمنين و المؤمنات. فقال الأقرع بن حابس لشاب من شبابهم: قم يا فلان فقل أبياتا تذكر فيها فضلك و فضل قومك فقال (2):

نحن الكرام فلا حيّ يعادلنا *** نحن الرءوس و فينا يقسم الرّبع (3)

و نطعم الناس عند القحط كلّهم *** من السّويق إذا لم يؤنس القزع (4)

ص: 188


1- هو عطارد بن حاجب، انظر سيرة ابن هشام 207/4.
2- في سيرة ابن هشام 208/4 و الطبري 116/3 فقام الزبرقان بن بدر فقال، و ذكر الأبيات، و في الروض الأنف 222/4: و إن بعض الناس ينكر الشعر له، و ذكر أن الشعر لقيس بن عاصم.
3- الربع يعني ربع الغنيمة، و كان لعملك ربع الغنيمة في الجاهلية يأخذها دون أصحابه. و عجزه في الطبري و ابن هشام: منا الملوك و فينا تنصب البيع و البيع جمع بيعة بالكسر و هي مواضع الصلوات و العبادة.
4- القزع: السحاب. و في أسد الغابة:«السديف» و في ابن هشام الطبري:«الشواء» بدل «السويق». و صدره في ابن هشام و الطبري: و نحن نطعم عند القحط مطعمنا

إذا أبينا فلا يأبى لنا أحد *** إنّا كذلك عند الفخر نرتفع

فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«عليّ بحسان بن ثابت» فأتاه الرسول، فقال له: و ما يريد مني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و إنما كنت عنده آنفا؟ قال: جاءت بنو تميم بشاعرهم و خطيبهم، فتكلّم خطيبهم فأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثابت بن قيس بن شماس فأجابه، و تكلم شاعرهم فبعث إليك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لتجيبه فقال حسان: قد آن لكم أن تبعثوا إلى هذا العود (1)،فجاء حسان، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا حسان أجبه» فقال: يا رسول اللّه مره فليسمعني ما قال؛ قال:

«أسمعه ما قلت»، فأسمعه، فقال حسان بن ثابت (2):

نصرنا رسول اللّه و الدين عنوة *** على رغم عاب من معدّ و حاضر (3)

بضرب كإبزاغ المخاض مشاشه *** و طعن كأفواه اللّقاح الصوادر

و سل أحدا (4) يوم استقلت شعابه *** فضرب لنا مثل الليوث الحواذر

ألسنا نخوض الموت في حومة الوغى *** إذا طاب ورد الموت بين العساكر

و نضرب هام الدراعين و ننتمي *** إلى حسب في جذم غسّان قاهر

فلو لا حياء اللّه قلنا تكرّما *** على الناس بالخيفين هل من منافر؟

فأحياؤنا من خير من وطئ الحصا *** و أمواتنا من خير أهل المقابر

فقام الأقرع بن حابس فقال: يا محمد لقد جئت لأمر ما جاء به هؤلاء، و قد قلت شيئا فاسمعه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هات» فقال:

أتيناك كي ما يعرف الناس فضلنا *** إذا خالفونا عند ذكر المكارم

و إنّا رءوس الناس من كل معشر *** و أن ليس في أرض الحجاز كدارم

و آن لنا المرباع في كل غارة *** تكون بنجد أو بأرض التهائم

ص: 189


1- العود: الجمل المسن، يعني به الرجل المدرب.
2- الأبيات في أسد الغابة 129/1 منسوبة لحسان بن ثابت، و ليست في ديوانه، و الذي فيه قصيدة ميمية مطلعها ص 229: هل المجد إلا السود العود و الندى و جاء الملوك و احتمال العظائم و باختلاف بعض الألفاظ بالأصل.
3- في الديوان:«من معدّ و راغم» القصيدة ميمية. و انظر ابن هشام 209/4 و الطبري 117/3.
4- بالأصل:«أحد».

فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لحسان:«قم فأجبه» فقال (1):

بني دارم لا تفخروا إنّ فخركم *** يعود وبالا عند ذكر المكارم

هبلتم علينا؟ تفخرون و أنتم *** لنا خول من بين ظئر و خادم

فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا أخا بني دارم، لقد كنت غنيا أن يذكر منك ما كنت ظننت أن الناس قد نسوه» فكان قول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أشد عليهم من قول حسان إذ يقول:

هبلتم علينا؟ تفخرون و أنتم *** لنا [خول] من بين ظئر و خادم

ثم رجع إلى قول حسان:

و أفضل ما نلتم من الفضل و العلى *** ردافتنا من بعد ذكر الأكرم (2)

فإن كنتم جئتم لحقن دمائكم *** و أموالكم أن تقسموا في المقاسم

فلا تجعلوا للّه ندّا و أسلموا *** و لا تفخروا عند النبيّ بدارم (3)

و إلاّ و ربّ البيت مالت أكفّنا *** على رءوسكم بالمرهفات الصّوارم (4)

فقام الأقرع بن حابس فقال لأصحابه: يا هؤلاء، أدري ما هذا؟ قد تكلم خطيبهم فكان خطيبهم أحسن قولا و أعلى صوتا، و تكلم شاعرهم فكان شاعرهم أحسن قولا و أعلى صوتا، ثم دنا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، إنك رسول اللّه، و آمن هو و أصحابه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لا يضرك ما كان قبل هذا اليوم»[2337].

قال ابن مندة: هذا حديث غريب لا يعرف إلاّ من هذا الوجه، تفرد به المعلّى (5).

أخبرنا أبو بكر المزرفي، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عيسى بن علي، حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدثنا داود بن عمرو الضّبّي، حدّثنا عبد الجبّار بن الورد، عن

ص: 190


1- ديوانه ص 229.
2- في الديوان: عند احتضار المواسم.
3- في الديوان و ابن هشام: و لا تلبسوا زيّا كزي الأعاجم
4- روايته في الديوان و ابن هشام: و نحن ضربنا الناس حتى تتابعوا على دينه، بالمرهفات الصوارم
5- هو المعلى بن عبد الرحمن بن الحكم الواسطي، كما في أسد الغابة 130/1.

ابن أبي مليكة، قال: لما قدم وفد بني تميم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال أبو بكر: يا رسول اللّه استعمل عليهم القعقاع بن زرارة فإنه سيد القوم و أفضلهم، فقال عمر: يا رسول اللّه استعمل عليهم الأقرع بن حابس فإنه سيد القوم و أفضلهم، فقال أبو بكر: و اللّه ما أردت بهذا إلاّ خلافي قال: ما أردت خلافك و لكني رأيت ذلك، قال: فتماريا في ذلك حتى ارتفعت أصواتهما، فأنزل اللّه تعالى هاتين الآيتين: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ إلى قوله: لاٰ تَرْفَعُوا أَصْوٰاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ الآية كلها (1)،قال: فكانا لا يحدّثانه حديثا إلاّ استفهمه مرارا، كذا رواه عبد الجبار و مرسلا، و رواه ابن جريج و نافع عن عمر الجمحي عن ابن أبي مليكة عن عبد اللّه بن الزّبير.

فأما حديث ابن جريج:

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمد بن النّقّور، نا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمد، حدّثنا الحسين بن محمد بن الصّبّاح، نا حجاج بن محمد، أنا ابن جريج، حدّثني ابن أبي مليكة أن عبد اللّه بن الزبير أخبره أنه قدم ركب من تميم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال أبو بكر: أمّر القعقاع بن معبد، فقال عمر: بل أمّر الأقرع بن حابس، فقال أبو بكر: ما أردت إلاّ خلافي، فقال عمر: ما أردت خلافك، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما فنزل في ذلك يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ إلى قوله: وَ لَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتّٰى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ أخرجه البخاري عن الحسن بن محمد بن الصّبّاح.

و أمّا حديث نافع:

فأخبرناه أبو عبد اللّه الفراري، أنا أبو عبد اللّه محمد بن علي الخبّازي - و اللفظ له - و أبو سهل محمد بن أحمد قالا: أنا محمد المكي ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا سعيد بن أحمد بن محمد، أنا محمد بن عمر بن محمد ح.

و أخبرنا أبو الفتح المختار بن عبد الحميد و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالا: أنا أبو الحسن الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد ح.

ص: 191


1- سورة الحجرات، الآيتان:1 و 2.

و أخبرنا أبو بكر خلف بن عطاء بن أبي عاصم الهروي النّجّار، أنا أبو عمر عبد الواحد بن أحمد بن أبي القاسم اللّخمي و أنا أبو حامد أحمد بن عبد اللّه بن نعيم النّعيمي، قالوا: أنا أبو عبد اللّه محمد بن يوسف بن مطر، حدّثنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري (1)،حدّثنا يسرة بن صفوان بن جميل اللّخمي، حدّثنا نافع بن عمر (2)، عن ابن أبي مليكة، قال: كاد الخيران (3) يهلكا: أبو (4) بكر و عمر، رفعا أصواتهما عند النبي صلى اللّه عليه و سلم حين قدم عليه ركب بني تميم، فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس أخي بني مجاشع، و أشار الآخر برجل آخر - قال نافع: لا أحفظ اسمه - فقال أبو بكر لعمر: ما أردت إلاّ خلافي قال: ما أردت [خلافك] (5)،فارتفعت أصواتهما في ذلك فأنزل اللّه تعالى: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَرْفَعُوا أَصْوٰاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ الآية. قال ابن الزبير: فما كان عمر يسمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه، و لم يذكر ذلك عن أبيه، يعني أبا بكر.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم بن محمد بن البغوي، حدّثنا داود بن عمرو المسيبي، حدّثنا مبارك بن سعيد بن مسروق - أخو سفيان الثوري - نا سعيد بن مسروق عن ابن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري، قال: بعث إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم من اليمن ذهبة (6) و فيها تربتها، فقسمها بين أربعة: بين الأقرع بن حابس الحنظلي ثم أحد بني مجاشع، و بين عيينة بن حصن الفزاري و بين علقمة بن علاثة و بين زيد الخيل الطائي. فقال قريش و الأنصار: أ يقاسم بين صناديد أهل نجد و يدعنا؟ فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إنما أتألفهم»، إذ أقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناتئ الجبين كث اللحية محلوق، فقال: يا محمد اتق اللّه، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«من يطيع اللّه إذا عصيته»؟ قال: فسأله رجل من القوم قتله - قال: حسبته خالد بن الوليد - فولى الرجل فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن من ضئضئ هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يقتلون أهل الإسلام و يدعون أهل الأوثان، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لئن

ص: 192


1- صحيح البخاري كتاب التفسير، سورة الحجرات 171/6.
2- عن البخاري و بالأصل «عمير».
3- كذا و في البخاري: كاد الخيران أن يهلكا.
4- في البخاري «أبا» و على هامشه عن نسخة «أبو» كالأصل.
5- الزيادة عن البخاري.
6- في النهاية لابن الأثير: بدهيبة.

أدركتهم لأقتلنّهم قتل عاد»[2338].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، نا عبد اللّه بن محمد بن الحارث، حدّثنا القاسم بن عبّاد، حدّثنا صالح بن عبد اللّه الترمذي، حدّثنا محمد بن مروان عن محمد بن السائب، عن أبي صالح عن ابن عباس، قال: كانت المؤلفة قلوبهم خمسة عشر رجلا منهم أبو سفيان بن حرب، و الأقرع بن حابس المجاشعي، و عيينة بن حصن الفزاري، و سهيل بن عمرو - من بني عمرو - بن (1) لؤي؛ و الحارث بن هشام المخزومي، و حويطب بن عبد العزّى - من بني عامر بن لؤي - و سهيل بن عمرو الجهني، و أبو السنابل بن بعكك، و حكيم بن حزام - من بني أسد بن عبد العزّى - و مالك بن عوف النّصري، و صفوان بن أمية، و عبد الرّحمن بن يربوع - من بني مالك، و جدّ بن قيس السّهمي، و عمرو بن مرداس السّلمي، و العلاء بن الحارث الثقفي. أعطى كل رجل منهم سهما مائة من الإبل و أعطى ابن يربوع و حويطب خمسين من الإبل في حديث طويل.

إنما هو عديّ بن قيس السّهمي، و سهيل عامري لا جهني، و العلاء بن حارثة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدّي، أنا محمد بن يوسف بن بشر الهروي، أنا محمد بن حمّاد، أنا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير في قوله تبارك و تعالى: وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ (2) قال: من بني هاشم أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، و من بني أمية: أبو سفيان بن حرب، و من بني مخزوم: ابن هشام و عبد الرّحمن بن يربوع، و من بني جمح: صفوان بن أمية، و من بني عامر بن لؤي: سهيل بن عمرو (3) و حويطب بن عبد العزّى، و من بني أسد ابن عبد العزّى: حكيم بن حزام، و من بني سهم: عديّ بن قيس، و من بني فزارة: عيينة بن حصن بن بدر، و من بني تميم: الأقرع ابن حابس، و من بني نصر: مالك بن عوف، و من بني سليم: العباس بن مرداس، و من ثقيف: العلاء بن حارثة. أعطى النبي صلى اللّه عليه و سلم كل رجل منهم مائة ناقة إلاّ عبد الرّحمن بن يربوع و حويطب بن عبد العزى، أعطى كل واحد منهم خمسين.

ص: 193


1- بالأصل:«و ابن» خطأ، حذفنا الواو.
2- سورة التوبة، الآية:60.
3- بالأصل:«عمر».

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي الوزير، أنا أبو القاسم البغوي، حدّثني ابن زنجويه، حدّثنا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير قال: المؤلفة قلوبهم فعدّد رجالا قال: من بني تميم الأقرع بن حابس.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين (1) بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد بن جالينوس، أنا أحمد بن عبد الجبّار، حدّثنا يونس بن بكير، نا محمد بن إسحاق، قال: و كان الأقرع بن حابس و عيينة شهدا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حنينا و الفتح و الطائف. قال ابن إسحاق: و حدّثني عبد اللّه بن أبي بكر بن حزم و غيره قالوا: كان من (2) عطاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أصحاب المئين من المؤلفة قلوبهم الأقرع بن حابس مائة من الإبل.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد بن أبي حية، أنا محمد بن شجاع، أنا محمد بن عمر الواقدي قال: و أعطى - يعني النبي صلى اللّه عليه و سلم - من غنائم حنين في العرب: الأقرع بن حابس التميمي مائة من الإبل.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، حدثنا أبو بكر بن يوسف، حدثنا السري بن يحيى، حدثنا شعيب بن إبراهيم، حدثنا يوسف بن عمر، عن الصعب، عن عطية بن بلال، عن أبيه، و عن سهم بن منجاب قالا: و خرج الأقرع و الزّبرقان (3) إلى أبي بكر فقالا: اجعل لنا خراج البحرين (4) و نضمن لك أن لا يرجع من قومنا أحد، ففعل، و كتب الكتاب، و كان الذي يختلف بينهم طلحة بن عبيد اللّه و أشهدوا شهودا منهم عمر، فلما أتى عمر بالكتاب نظر فيه و لم يشهد، ثم قال: لا و لا كرامة، ثم مزق الكتاب و محاه، فغضب طلحة و أتى أبا بكر، فقال: أنت الأمير أم عمر؟ فقال عمر، غير أن الطاعة لي، فسكت. و شهدا مع خالد المشاهد حتى اليمامة ثم مضى الأقرع و معه شرحبيل إلى دومة.- يعني شرحبيل بن حسنة.

ص: 194


1- بالأصل «أبو الحسن» و المثبت عن م.
2- بالأصل «ابن».
3- بالأصل: و الزبيرقان.
4- عن مختصر ابن منظور و بالأصل «التمرين» خطأ.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب، أنا أبو منصور محمد بن الحسن، أنا أبو العباس، أنا أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمد بن عبد الرّحمن، حدّثنا محمد بن إسماعيل البخاري، حدثنا محمد بن العلاء، حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد المحاربي، عن الحجّاج بن أبي عثمان الصّوّاف، عن محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني أن عيينة (1) بن بدر و الأقرع بن حابس استقطعا أبا بكر أرضا فقال عمر: إنما كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يتألفكما على الإسلام، فأما الآن فاجهدا جهدكما.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا محمد بن هبة اللّه الطّبري، أنا محمد بن الحسين القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا هارون بن إسحاق الهمداني (2)،حدّثنا المحاربي عن الحجّاج بن دينار الواسطي، عن ابن سيرين، عن عبيدة، قال: جاء عيينة بن حصن و الأقرع بن حابس إلى أبي بكر فقالا: يا خليفة رسول اللّه إن عندنا أرضا سبخة ليس فيها نخلا و لا منفعة فإن رأيت أن تقطعناها لعلنا نحرثها و نزرعها، فلعل اللّه ينفع بها بعد اليوم. قال: فأقطعهم إيّاها و كتب لهما كتابا و أشهد، و عمر ليس في القوم، فانطلقا [إلى] (3) عمر ليشهداه فوجداه (4) يصلح بعيرا له فقالا: إن أبا بكر قد أشهدك على ما في هذا الكتاب أ فنقرأ عليك أو (5) تقرأ قال: أنا على الحال التي ترياني، فإن شئتما فاقرءا و إن شئتما فانتظرا حتى أفرغ فأقرأ، قالا: بل نقرأه، فلما سمع ما في الكتاب تناوله من أيديهما،[ثم] (6) تفل فيه، فمحاه فتذمّراه و قالا مقالة شتم (7)،فقال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يتألفكما و الإسلام يومئذ ذليل، و ان اللّه عز و جل قد أعزّ الإسلام، فاذهبا فاجهدا جهدكما، لا أرعى اللّه عليكما إن أرعيتما، قال: فأقبلا إلى أبي

ص: 195


1- كذا نسبه هنا إلى أحد أجداده و هو: عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر انظر ابن هشام 138/4.
2- رسمها بالأصل «المهدابي» و المثبت عن م.
3- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بجانبها كلمة صح.
4- رسمها بالأصل:«فوجداه فانهما بغير اله» كذا و المثبت عن تهذيب ابن عساكر، و بهامش مختصر ابن منظور 18/5 كتب محققه بعد إشارته إلى غموض الأصل لديه و غموض العبارة في نسخ مخطوط ابن عساكر: «و لعل الصواب فوجداه قائما يهنأ بعيرا له» و نراه أقرب، و هي عبارة يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 294/3 و في م كالأصل.
5- بالأصل «اتقرأ» و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
6- الزيادة عن المعرفة و التاريخ.
7- المعرفة و التاريخ: مقالة سيئة.

بكر و هما يتذمران فقالا (1):و اللّه ما ندري أنت الخليفة أم عمر؟ فقال: بل هو لو كان شيئا.

قال: فجاء عمر مغضبا حتى وقف على أبي بكر فقال: أخبرني عن هذه الأرض التي أقطعتها هذين الرجلين أرض لك خاصة أم هي بين المسلمين عامة؟ قال: فما حملك على أن تخص هذين بها دون جماعة المسلمين؟ قال: استشرت هؤلاء الذين حولي فأشاروا علي بذلك.

قال: فإذا استشرت هؤلاء الذين حولك أكل المسلمين أوسعت مشورة و رضى. قال: فقال أبو بكر: قد كنت قلت لك: إنك أقوى على هذا الأمر مني و لكنك غلبتني.

قال (2):و نا يعقوب حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا جرير بن حازم، عن نافع: أن أبا بكر أقطع الأقرع بن حابس و الزبرقان (3) قطيعة و كتب لهما كتابا فقال لهما عثمان:

أشهدا عمر فهو (4) حرزكما و هو الخليفة بعده، قال: فأتيا عمر فقال لهما: من كتب لكما هذا الكتاب؟ قالا: أبو بكر، قال: لا و اللّه و لا كرامة، و اللّه ليفلقنّ (5) وجوه المسلمين بالسيوف و الحجارة ثم تكون لكما هذا. قال: فتفل فيه فمحاه، فأتيا أبا بكر فقالا: ما ندري أنت الخليفة أم عمر قال: ثم أخبراه، فقال: فإنا لا نجيز إلاّ ما أجازه عمر.

بلغني أن ابن عامر (6)[استعمل] (7) الأقرع بن حابس على جيش، فأصيب هو و الجيش بالجوزجان (8).

798 - أقيبل القيني

798 - أقيبل القيني (9)

شاعر كان في أيام يزيد بن معاوية.

قرأت على أبي منصور بن خيرون، عن أبي محمد الجوهري و أبي جعفر بن

ص: 196


1- بالأصل «فقال» و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
2- المعرفة و التاريخ 294/3.
3- عن المعرفة و التاريخ و بالأصل «و الزبيرقان».
4- في المعرفة و التاريخ: فهو أحرز لأمركما.
5- المعرفة و التاريخ: ليعلقن.
6- بالأصل و م «ابن عمر» و الصواب عن الإصابة 59/1.
7- مكانها بياض بالأصل، و الزيادة عن م و انظر مختصر ابن منظور و الإصابة.
8- الجوزجان: كورة واسعة من كور بلخ بخراسان (معجم البلدان).
9- ترجم له في المؤتلف و المختلف للآمدي ص 23-24 و اسمه: الأقيبل القيني بن نبهان بن خنف إسلامي كان في زمن الحجاج.

المسلمة، عن أبي عبيد اللّه عمر بن عمران بن موسى المرزباني (1)،قال الأقيبل القيني و كان أسود و هو شامي اتهم بقتيل فقدّم إلى يزيد بن معاوية لضرب عنقه، فقال له يزيد: يا أقيبل أنشدني قصيدتك التي وصفت الخمر، فأنشده إيّاها و فيها:

كنت إذا صحت و في الكأس وردة *** لها في عظام الشاربين دبيب

تريك القذى من دونها و هي دونه *** لوجهك منها في الإناء قطوب

فجرت بينهما في ذلك محاورة ثم أنشده:

فما القيد أبكاني و لا القتل شفني *** و لا أنّني من خشية الموت أجزع

سوى أن قوما كنت أخشى عليهم *** إذا متّ أن يعطوا الذي كنت أمنع

فأطلقه، ثم جنى جناية فحبسه الحجّاج، فهرب من الحبس، و لحق بعبد الملك معتاذا بقبر مروان، و قال:

إني أعوذ بقبر لست مخفره *** و لن أعوذ بقبر بعد مروان

فأمنه عبد الملك و قال له: لا بد من الرجوع إلى الحجّاج، فانطلق إليه (2)،و قال:

لقد علمت لو أن العلم ينفعني (3) *** أن انطلاقي إلى الحجاج تغرير

مستخفيا صحقا تدمى طوابعها *** و في الصحائف حيات مداكير

لئن حدي بي إلى الحجاج يقتلني *** ما كنت أول (4) من تحدى به العير

ص: 197


1- لم يرد له ترجمة في معجم الشعراء للمرزباني.
2- و قد كتب عبد الملك كتابا إلى الحجاج و طلب إليه ألاّ يعرض للأقيبل، قال الآمدي: فقال له قومه: إنك إن أتيت الحجاج قتلك، فطرح الكتاب و هرب، و قال الأبيات.
3- صدره في الآمدي ص 24. إني لأعلم و الأقدار غالبة.
4- الآمدي:«إني لأحمق من».

799 - أكيدر بن عبد الملك بن عبد الجنّ

ابن أعنى بن الحارث بن معاوية بن حلاوة

ابن أمامة بن شكامة بن شبيب بن السّكون بن أشرس

ابن كندة بن عفير بن عديّ بن الحارث الكندي (1)

صاحب دومة الجندل (2)،أتى به إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فأسلم، و يقال بقي على نصرانيته، و كتب له النبي صلى اللّه عليه و سلم كتابا، و يقال أسلم ثم ارتدّ إلى النصرانية.

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، حدّثنا عبيد اللّه بن عمر القواريري، نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن عمران القطان، عن قتادة، عن أنس بن مالك: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كتب إلى كسرى و قيصر و أكيدر دومة يدعوهم إلى اللّه عزّ و جلّ[2339].

أخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو يعلى، نا جعفر بن حميد، حدّثنا عبيد اللّه بن زياد، عن أبيه، عن قيس بن النعمان قال: كان صار إلى ضمّ القرآن على عهد عمر بن الخطاب، قال: خرجت خيل لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فسمع بها أكيدر دومة الجندل فانطلق إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه بلغني أن خيلك انطلقت، و إني خفت على أرضي و مالي، فاكتب لي كتابا لا تعرض لشيء هو لي، فإني مقرّ بالذي عليّ من الحق. فكتب إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم أن أكيدر أخرج قباء منسوجا بالذهب مما كان كسرى يكسوهم فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ارجع بقبائك فإنه ليس أحد يلبس هذا في الدنيا إلاّ حرمه في الآخرة» فرجع به الرجل حتى إذا أتى منزله وجد في نفسه أن يردّ عليه هديته، فرجع إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه إنّا أهل بيت يشق علينا أن تردّ هديتنا، فاقبل مني هديتي، فقال له:«انطلق فادفعه إلى عمر» و قد كان عمر سمع ما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيه، فبكى و دمعت عيناه و ظن أنه قد لحقه شقاء، فانطلق إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: أحدث فيّ أمر؟ قلت في هذا القباء ما سمعت ثم بعثت به إليّ،

ص: 198


1- الإصابة 125/1 أسد الغابة 135/1 الوافي بالوفيات 349/9 و جمهرة ابن حزم ص 429 و قارن نسبه فيها مع الأصل.
2- انظر معجم البلدان.

فضحك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حتى وضع يده على فيه، ثم قال:«ما بعثت به إليك لتلبسه و لكن تبيعه فتستعين بثمنه» (1)[2340].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، حدّثنا إسماعيل بن عمرو السّمرقندي، قال: حدّثني محمد بن حامد بن حميد، نا علي بن إسحاق، حدّثنا رزق بن رزق (2) بن صدقة بن المهدي بن حريث (3) بن أكيدر بن عبد الملك، حدّثنا أشياخنا [يعني آباءهم أن] (4) النبي صلّى اللّه عليه و سلم خرج بالناس غازيا إلى تبوك ثم ذكره بطوله.

قال ابن مندة: قال أحمد:[أكيدر هذا هو أكيدر] (5) دومة، و رواه غيره فقال: عن آبائه عن أجداده إلى أكيدر قال: و أنا ابن مندة، أنا الحسن بن مروان - بقيسارية - نا إبراهيم بن أبي سفيان، حدّثنا الفريابي، نا يوسف بن صهيب. حدثنا موسى بن المختار، عن بلال بن يحيى، عن حذيفة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعث بعثا إلى دومة الجندل فقال:«إنكم ستجدون أكيدر دومة خارجا»[2341] ثم ذكر حديث إسلامه.

و قد روى سعد (6) بن أوس عن بلال بن يحيى شيئا من ذكر أكيدر.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (7)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو العباس الأصمّ، حدّثنا أحمد بن عبد الجبار، حدّثنا يونس بن بكير، عن سعد (8) بن أوس العبسي، عن بلال بن يحيى، قال: بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبا بكر رضي اللّه عنه - على المهاجرين إلى دومة الجندل، و بعث خالد بن الوليد على الأعراب معه، و قال:«انطلقوا فإنكم ستجدون أكيدر دومة يقتنص الوحش فخذوه أخذا، فابعثوا به إليّ، و لا تقتلوه و حاصروا أهلها» قال: فانطلقوا فوجدوا أكيدر دومة كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخذوه، فبعثوا به إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و حاصروهم، فقال لهم أبو بكر: تجدون ذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

ص: 199


1- الإصابة 126/1.
2- الإصابة: بن أبي رزق.
3- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن الإصابة.
4- ما بين معكوفتين زيادة استدرك عن الإصابة 126/1 مكانها بياض بالأصل و م.
5- ما بين معكوفتين زيادة استدرك عن الإصابة 126/1 مكانها بياض بالأصل و م.
6- بالأصل و م «سعيد» خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب التهذيب 274/2.
7- دلائل البيهقي 253/5.
8- بالأصل «سعيد» و الصواب عن البيهقي، و انظر ما تقدم بشأنه.

في الإنجيل؟ قالوا: ما نجد له ذكرا، قال: بلى و الذي نفسي بيده إنه لفي الإنجيل مكتوب كهيئة قرست (1) و لست بقرست، فانظروا. فنظروا، فقالوا: نجد الشيطان حظر حظرة بقلم لا ندري ما هي، فقال له رجل من الأنصار أو المهاجرين: أكفر هؤلاء يا أبا بكر؟ فقال:

نعم، و أنتم ستكفرون، فلمّا كان يوم مسيلمة قال ذلك الرجل لأبي بكر: هذا الذي قلت لنا يوم دومة الجندل إنّا سنكفر، فقال: لا، و لكن أخرياتكم (2).

قال (3):و أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو جعفر البغدادي، حدّثنا أبو علاثة، حدثنا أبي، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو الأسود عن عروة قال: و لمّا توجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قافلا إلى المدينة بعث خالد بن الوليد في أربعمائة و عشرين فارسا إلى أكيدر دومة الجندل فلما عهد إليه عهده قال خالد: يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كيف بدومة الجندل و فيها أكيدر و إنا نأتيها في عصابة من المسلمين؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لعل اللّه يكفيك (4) أكيدر،- أحسب [قال]- يقتنص، فيقبض (5) المفتاح فتأخذه، فيفتح اللّه لك دومة».

فسار خالد بن الوليد حتى إذا دنا منها نزل في أدبارها، لذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لعلك تلقاه يصطاد» قال: فبينما خالد و أصحابه في منزلهم ليلا، إذ أقبلت البقر حتى جعلت تحتك (6) بباب الحصن و أكيدر يشرب و يتغنى في حصنه بين امرأتيه، فاطّلعت إحدى امرأتيه فرأت البقر تحتك بالباب و بالحائط، فقالت امرأته لم أر كالليلة في اللحم قال: و ما ذاك؟ قالت: هذه البقر تحتك بالباب و بالحائط، فلما رأى ذلك أكيدر ثار فركب على فرس معدّة له و ركب غلمانه و أهله فطلبها حتى مرّ بخالد و أصحابه فأخذوه و من كان معه فأوثقهم، و ذكر خالد قول النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قال خالد لأكيدر: أ رأيتك أن أجرتك تفتح لي باب دومة؟ قال: نعم.

فانطلق حتى دنا منها، فعاد أهلها و أرادوا أن يفتحوا له فأبى عليهم أخوه، فلما رأى ذلك قال لخالد: أيها الرجل خلني، فلك اللّه أن أفتحها لك، إن أخي لا يفتحها ما علم أني

ص: 200


1- في دلائل البيهقي: قرشت و ليست بقرشت.
2- مهملة بالأصل، و المثبت عن دلائل البيهقي.
3- دلائل النبوة للبيهقي 251/5.
4- دلائل البيهقي: يلقيك.
5- دلائل البيهقي: فتقتنص.
6- عن البيهقي و بالأصل «تحت».

في وثاقك، فأرسله خالد [ففتحها له، فلما دخل أوثق أخاه و فتحها لخالد، ثم قال: اصنع ما شئت، فدخل خالد] (1) و أصحابه فذكر خالد قول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و الذي أمره فقال أكيدر: و اللّه ما رأيتها قط جاءتنا إلاّ البارحة - يريد البقر - و لقد كنت أضمر (2) لها إذا أردت أخذها فأركب بها اليوم و اليومين، و لكن هذا القدر، ثم قال يا خالد: إن شئت حكّمتك و إن شئت حكّمتني، فقال خالد: بل يقبل منك ما أعطيت، فأعطاهم ثمان مائة من السبي و ألف بعير و أربعمائة درع و أربعمائة رمح، و أقبل خالد بأكيدر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أقبل معه يحنة (3) بن روما عظيم (4) أيلة فقدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و اتفق أن يبعث إليه كما بعث إلى أكيدر، فاجتمعا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقاضاهما على قضيته على دومة [الجندل] و على تبوك و على أيلة و على تيماء و كتب لهما كتابا[2342].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو القاسم الشحامي، قالا: أنا أبو بكر البيهقي (5)، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قالا: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدّثني يزيد بن رومان و عبد اللّه بن أبي بكر: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبد الملك رجل من [كندة] (6) كان ملكا على دومة، و كان نصرانيا فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّك ستجده يصيد البقر» فخرج خالد حتى إذا كان من حصنه منظر العين، و في ليلة مقمرة صافية، و هو على سطح و معه امرأته، فأتت البقر تحك بقرنها باب القصر، فقالت له امرأته هل رأيت مثل هذا قط؟ قال: لا و اللّه فمن يترك هذا؟ فقال: لا أحد، فنزل بفرسه فأسرج و ركب معه نفر من أهل بيته فيهم أخ له يقال له حسان، فخرجوا معهم بمطاردهم (7)،فبلغهم (8) خيل

ص: 201


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن دلائل النبوة للبيهقي.
2- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن البيهقي.
3- عن دلائل البيهقي و بالأصل مخلد.
4- رسمها مضطرب بالأصل و المثبت «عظيم أيلة» عن البيهقي.
5- دلائل النبوة للبيهقي 250/5.
6- سقطت من الأصل و استدركت عن البيهقي.
7- المطارد واحدها مطرد كمنبر، رمح قصير يطعن به (لسان).
8- البيهقي: فتلقتهم.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخذ به، و قتلوا أخاه حسان، و كان عليه قباء ديباج مخرّص بالذهب فاستلبه إياه خالد، فبعث به إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبل قدومه عليه، ثم أن خالدا قدم بالأكيدر على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فحقن له دمه، و صالحه على الجزية و خلّى سبيله فرجع إلى قريته. انتهى حديث الشحامي و زاد: فقال رجل من طيء يقال له بجير بن بجرة فذكر قول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لخالد:«إنك ستجده يصيد البقر»[2343] و ما كانت صنعة البقرة (1) تلك الليلة حتى استخرجته لقول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

تبارك سائق البقرات إني *** رأيت اللّه يهدي كل هاد

فمن يكن حائدا عن ذي تبرّك (2) *** فإنا قد أمرنا بالجهاد

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو بكر الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّوية، أنا محمد بن شجاع [الثّلجي، أنا محمد بن عمر الواقدي، حدّثني [ابن] أبي حبيبة عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس،] (3)و محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة و معاذ بن محمد، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، و إسماعيل بن إبراهيم عن موسى بن عقبة فكلّ قد حدثني من هذا الحديث بطائفة و عماده حديث ابن أبي حبيبة (4) قالوا: بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خالد بن الوليد من تبوك في أربعمائة و عشرين فارسا إلى أكيدر بن عبد الملك في دومة الجندل، و كان أكيدر من كندة قد ملكهم، و كان نصرانيا، فقال خالد: يا رسول اللّه كيف لي به وسط بلاد كلب، و إنما أنا في أناس يسير، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ستجده يصيد البقر فتأخذه» قال: فخرج خالد حتى إذا كان من حصنه بنظر العين، و في ليلة مقمرة صائفة على سطح له و معه امرأته الرباب بنت أنيف بن عامر من كندة، و صعد على ظهر الحصن من الحر و قينته تغنّيه، ثم دعا بشراب فشرب، فأقبلت البقر تحك بقرونها باب الحصن، فأقبلت امرأته الرباب فأشرفت على الحصن فرأت البقر فقالت: ما رأيت كالليلة في اللحم، هل رأيت مثل هذا قط؟ قال: لا، ثم قالت من يترك هذا؟ قال: لا أحد، قال يقول أكيدر: و اللّه ما

ص: 202


1- بالأصل:«صمت للكفرة، كذا، و المثبت عن البيهقي و في م: صنعت البقر.
2- البيهقي: تبوك و في م: تبوك أيضا.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك على هامشه.
4- مغازي الواقدي 1025/3.

رأيت جاءتنا بقر ليلا غير تلك الليلة و لقد كنت أضمر لها الخيل إذا أردت أخذها شهرا أو أكثر ثم أركب بالرجال و بالآلة.

قال: فنزل، فأمر (1) بفرسه فأسرج و أمر بخيل فأسرجت و ركبت معه نفر من أهل بيته معه أخوه حسان و مملوكان له فخرجوا من حصنهم بمطاردهم، فلما فصلوا من الحصن و خيل خالد تنتظرهم لا يصهل منها فرس و لا يتحرك فساعة فصل أخذته الخيل، فاستأسر أكيدر و امتنع حسان فقاتل حتى قتل و هرب المملوكان و من كان معه من أهل بيته فدخلوا الحصن، و كان على حسان قباء ديباج مخوّص بالذهب و استلبه خالد فبعث به إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مع عمرو (2) بن أمية الضمري حين قدم عليهم فأخبرهم بأخذهم أكيدر.

قال أنس بن مالك و جابر بن عبد اللّه: رأينا قباء حسان أخي أكيدر حين قدم به إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فجعل المسلمون يلمسونه بأيديهم و يتعجبون منه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«يعجبون من هذا، و الذي نفسي بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنّة أحسن من هذا» و قد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لخالد بن الوليد:«إن ظفرت بأكيدر فلا تقتله، و ائت به إليّ و إن أبى فاقتلوه» فطاوعهم. فقال بجير بن بجرة من طيء ذكر قول النبي صلى اللّه عليه و سلم لخالد:«إنك تجده يصيد البقر» و ما صنع البقر تلك الليلة بباب الحصن تصديق قول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

تبارك اللّه سائق البقرات *** إني رأيت اللّه يهدي كل هاد

فمن يك عائدا عن ذي تبوك *** فإنا قد أمرنا بالجهاد

و قال خالد بن الوليد لأكيدر: هل لك أن أجيرك من القتل حتى آتي بك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على أن تفتح لي دومة؟ قال: نعم ذلك لك فلما صالح خالد أكيدر، و أكيدر في وثاق و انطلق به خالد حتى أدناه من باب الحصن نادى أكيدر أهله افتحوا باب الحصن، فأرادوا ذلك فأبى عليهم مصاد أخو أكيدر (3) فقال أكيدر (4) لخالد: يعلم و اللّه، و اللّه لا يفتحون لي ما رأوني في وثاقك، فخلّ عني، فلك اللّه و الأمانة أن أفتح لك الحصن إن كنت صالحتني على أهله، قال خالد: فإني أصالحك، فقال أكيدر: إن شئت حكّمتك و إن شئت حكّمتني، قال خالد: بل نقبل منك ما أعطيت، فصالحه على ألفي بعير و ثمان مائة رأس

ص: 203


1- بالأصل: قال: فتولى يأمر، و المثبت عن الواقدي.
2- عن الواقدي بالأصل «عمر».
3- بالأصل في الموضعين: أكيد.
4- بالأصل في الموضعين: أكيد.

و أربعمائة درع و أربعمائة رمح على أن ينطلق به و أخيه إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيحكم فيهما حكمه، فلما قاضاه خالد على ذلك خلّى سبيله، ففتح الحصن فدخله خالد، و أوثق مصاد (1) أخا أكيدر و أخذ ما صالح عليه من الإبل و الرقيق و السلاح، ثم خرج قافلا إلى المدينة و معه أكيدر و مصاد، فلما قدم بأكيدر على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صالحه على الجزية و حقن دمه و دم أخيه و خلّى سبيلهما، و كتب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كتابا فيه أمانهم، و صالحهم و ختمه يومئذ بظفره.

و ذكر غيره أنه أسلم، و قد تقدم[2344].

و ذكر أحمد بن يحيى البلاذري (2):حدّثني العباس بن هشام الكلبي، عن أبيه، عن جدّه قال: وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خالد بن الوليد إلى أكيدر، فقدم به عليه فأسلم و كتب له كتابا، فلما قبض النبي صلى اللّه عليه و سلم منع الصدقة و نقض العهد و خرج من دومة الجندل فلحق بالحيرة، و ابتنى بها بناء سماه دومة بدومة الجندل.

قال العباس (3):و أخبرني أبي عن عوانة بن الحكم أن أبا بكر كتب إلى خالد بن الوليد و هو بعين التّمر يأمره أن يسير إلى أكيدر فسار إليه فقتله، و فتح دومة، و قد كان خرج منها بعد وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم عاد إليها، فلما قتله خالد مضى خالد إلى الشام [قال] و لعله أن يكون قتله بدومة الجندل عند الحيرة، فهي تقرب من عين التّمر و اللّه أعلم.

800 - ألب رسلان بن رضوان بن تتش بن ألب رسلان التركي

800 - ألب رسلان بن رضوان بن تتش بن ألب رسلان التركي (4)

ولي إمرة حلب بعد موت أبيه رضوان في جمادى الآخرة سنة سبع و خمسمائة و هو صبي عمره ست عشرة سنة، و تولى تدبير أمره خادم لأبيه اسمه لؤلؤ البابا، و رفع عن أهل حلب بعض (5) ما كان جدد عليهم من الكلف، و قتل أخويه ملك شاه و أمير كاد (6).قتل جماعة من الباطنية، و كانت دعوتهم قد ظهرت في حلب في أيام أبيه، ثم كاتب طغتكين

ص: 204


1- في الواقدي:«مضاد» بالضاد المعجمة أينما وقع في الخبر.
2- فتوح البلدان (فتح دومة الجندل) ص 69.
3- ) فتوح البلدان ص 70.
4- ) بغية الطلب 1984/4 و الوافي بالوفيات 350/9 و وفيات الأعيان 295/1 فيها و في ابن العديم «أرسلان».
5- ) بالأصل «بعد» و المثبت عن ابن العديم.
6- في بغية الطلب:«و ميريجا» و في الكامل لابن الأثير 499/10 مباركشاه و في م: واسركا.

أمير دمشق، و رغب في استعطافه، فأجابه طغتكين إلى ذلك، و دعي له على منبر دمشق في شهر رمضان من هذه السنة، ثم قدم ألب رسلان في هذا الشهر دمشق و تلقّاه طغتكين و أهل دمشق في أحسن زي، و أنزله في قلعة دمشق، و بالغ في إكرامه، فأقام بها أياما ثم عاد إلى حلب في أول شوال، و صحبه طغتكين، فلما وصل إلى حلب لم ير منه طغتكين ما يحب، ففارقه و عاد إلى دمشق.

و ساءت سيرة ألب رسلان بحلب، و انهمك في المعاصي و اغتصاب الحرم، و خافه لؤلؤ البابا فقتله بقلعة حلب في الثاني من شهر ربيع الآخر من سنة ثمان و خمسمائة، و نصّب أخا له طفلا (1) عمره ست سنين، و بقي لؤلؤ بحلب إلى أن قتل في آخر سنة عشر و خمس مائة ببالس.

801 - ألفتكين

هو هفتكين التركي الأمير يأتي ذكره في حرف الهاء.

802 - إلياس بن نميس بن العازر بن هارون،

802 - إلياس بن نميس (2) بن العازر بن هارون،

و يقال: إلياس بن شبر، و يقال: إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون، و يقال إلياس بن العازر بن العيزار بن هارون بن عمران بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.

أرسله اللّه إلى أهل بعلبك من أعمال دمشق، و قيل إنه اختفى من الكفار في المغارة التي بجبل قاسيون بدمشق عشر سنين.

أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود القرشي، أنا علي بن أحمد بن زهير، حدّثنا علي بن محمد بن شجاع، أنا عبد الرّحمن بن عمر، أنا أبو يعقوب الأذرعي، حدّثنا يزيد بن عبد الصمد، عن هشام بن عمّار، قال: و سمعت من يذكر عن كعب أنه قال: إن إلياس اختبأ من ملك قومه في الغار الذي تحت الدم عشر سنين، حتى أهلك اللّه الملك، و وليهم غيره، فأتاه إلياس فعرض عليه الإسلام، فأسلم و أسلم من قومه خلق عظيم غير عشرة آلاف منهم، فأمر بهم فقتلهم عن آخرهم.

ص: 205


1- هو سلطان شاه بن رضوان، نقله ابن العديم في بغية الطلب 1987/4.
2- في مختصر ابن منظور «تشبين» و في م: امسن.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن بن محمد، أنا أبو السهل محمود بن عمر بن جعفر بن إسحاق بن محمود العكبري، أنا أبو الحسن علي بن الفرج بن علي بن أبي روح العكبري، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدثني أبو محمد القاسم بن هشام، حدّثنا عمر بن سعيد الدّمشقي، نا سعيد بن عبد العزيز، عن بعض مشايخه دمشق قال: أقام إلياس صلى اللّه عليه و سلم هاربا من قومه في كهف جبل عشرين ليلة - أو قال: أربعين - تأتيه الغربان برزقه.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية (1)،أنا أحمد بن معروف، حدّثنا حارث بن أبي أسامة، أنا محمد بن سعد (2)،أنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي، عن أبيه قال: أول نبي بعث إدريس، ثم نوح، ثم إبراهيم، ثم إسماعيل و إسحاق، ثم يعقوب، ثم يوسف، ثم لوط، ثم هود، ثم صالح، ثم شعيب، ثم موسى و هارون ابنا عمران، ثم إلياس بن نميس (3) بن العازر بن هارون بن عمران بن قاهث بن لاوي بن يعقوب.

أنبأنا أبو منصور محمد بن عبد الملك و غيره عن أبي بكر الخطيب، أنا محمد بن أحمد بن محمد بن زرقويه، أنا أبو بكر أحمد بن سندي بن الحسن الحداد، حدّثنا الحسن بن علي، حدّثنا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، عن أبي إلياس، عن وهب: أن حزقيل قام في بني إسرائيل بأمر اللّه عزّ و جلّ و طاعته، و كان فيما أعطاه اللّه عز و جل عزّة لبني إسرائيل حتى قبضه اللّه عزّ و جلّ إليه. فعظمت الأحداث في بني إسرائيل و خالطوا عبدة الأوثان، فنصبت الأوثان طوائف منهم و طائفة متمسكين بالعهد، فكانوا يقتلون الأنبياء و أبناء الأنبياء و الذين يأمرون بالقسط من الناس، و احبوا الملك حتى بعث اللّه جلّ و عزّ إليهم إلياس بن العازر بن هارون نبيا، و إنما كانت الأنبياء تبعث في بني إسرائيل بعد موسى لتجديد ما نسوا من التوراة، و كانت لا تنزل عليهم الكتب إنما كانوا يعملون بما في التوراة، و يجددون لهم ما نسوا من التوراة، و كان إلياس - عليه السلام - مع ملك من ملوك بني إسرائيل (4) يقوم بأمره، و ينتهي الملك إلى رأيه، و كان سائر ملوك بني

ص: 206


1- بالأصل «حمويه» خطأ و الصواب عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 409/16.
2- طبقات ابن سعد 54/1.
3- في ابن سعد:«تشبين» و بالأصل «ثم نميس» خطأ.
4- يقال له أحاب، انظر الطبري 461/1.

إسرائيل اتّخذوا الأصنام و كان له صنم يقال له بعل. و أنا إسحاق عن جرير، عن الضحاك، عن ابن عباس قال: البعل: الربّ سموا الصنم ربّا، و هو بلغة اليمن: البعل: الربّ.

أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي (1)،و أبو محمد عبد اللّه بن أحمد، وهبة اللّه بن أحمد، قالوا: أنا أحمد بن عبد الواحد ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدّي أبو عبد اللّه، أنا أبي أبو الحسن، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو علي عبد السلام بن أحمد بن القرشي، أنا أبو حصين محمد بن إسماعيل بن محمد التميمي، حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الزاهدي، حدّثنا علي بن عاصم عن برد بن مكحول، عن كعب قال: أربعة أنبياء اليوم اثنان في الدنيا، و اثنان في السماء، فأما اللذان في الدنيا فإلياس و الخضر، و أما اللذان في السماء فعيسى و إدريس عليهما السلام.

أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي الحافظ ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدثني أبو عبد اللّه، نا أبو كامل ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، حدّثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا أبي، نا يحيى بن آدم، قالا: نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبيدة بن ربيعة، قال: قال عبد اللّه بن مسعود: إن إسرائيل هو يعقوب عليه السلام، و إن إلياس هو إدريس - في رواية ابن أبي شيبة عن عبد اللّه قال: إدريس هو إلياس و يعقوب هو إسرائيل.

و أخبرني أبو المظفّر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: وجدت في كتاب أبي بخط يده سمعنا أن ستة من الأنبياء لهم في القرآن اسمان

ص: 207


1- رسمها غير واضح بالأصل و م و المثبت عن فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة عبد اللّه بن جابر - عبد اللّه بن زيد ص 680) و اسمه محمد بن الحسين بن محمد الحنائي و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 436/19.

اسمان: محمد و أحمد، و إبراهيم و أبراهام، و يعقوب و إسمايل (1)،و يونس ذو النون، و إلياس الياسين، و عيسى المسيح عليهم السلام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا جدي أبو محمد حدّثنا أبو علي الأهوازي، حدّثنا أبو شجاع فاتك بن عبد اللّه البراجمي - بصور - حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن هاشم المؤدب - بصور - حدّثنا أبو محمد جعفر بن محمد بن علي الهمذاني (2)- بصور - حدّثنا أبو رفاعة عمارة بن وثيمة، حدّثنا عبد الرّحمن، حدّثنا محمد بن المتوكل، حدّثنا ضمرة بن ربيعة، عن عبد اللّه بن شوذب، قال: الخضر من ولد فارس، و إلياس من بني إسرائيل فيلتقيان كل عام بالموسم.

أنبأنا [أبو] (3) الوحش سبيع بن المسلم، و أبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، حدّثنا الحسن بن علي، حدّثنا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر القرشي عن جرير، عن الضحاك عن ابن عباس، و مقاتل عن الضحاك، عن ابن عباس في قول اللّه عز و جل: وَ إِنَّ إِلْيٰاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ، إِذْ قٰالَ لِقَوْمِهِ أَ لاٰ تَتَّقُونَ، أَ تَدْعُونَ بَعْلاً وَ تَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخٰالِقِينَ اَللّٰهَ رَبَّكُمْ وَ رَبَّ آبٰائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (4) قال و إنما سمّي بعلبك لعبادتهم البعل، و كان موضعهم يقال له بك. فسمي بعل بك يقول اللّه عزّ و جلّ: وَ تَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخٰالِقِينَ اَللّٰهَ .

قال: و أنا إسحاق، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن قال: إن اللّه عز و جل بعث الناس إلى بعل بك و كانوا قوما يعبدون الأصنام، و كانت ملوك بني إسرائيل متفرقة عن العامة، كل ملك على ناحية يأكلها؛ و كان الملك الذي كان إلياس معه يقوم له أمره، و يقتدي برأيه، و هو على هدى من بين أصحابه، حتى وقع إليهم قوم من عبدة الأصنام فقالوا: ما يدعوك إلاّ إلى الضلال و الباطل، و جعلوا يقولون له: اعبد هذه الأوثان التي يعبد الملوك ودع ما أنت عليه، فقال الملك لإلياس: يا إلياس و اللّه ما تدعو إلاّ إلى الباطل، و إني أرى ملوك بني إسرائيل كلهم قد عبدوا الأوثان التي تفيد الملوك، و هم على ما نحن عليه

ص: 208


1- كذا بالأصل و في مختصر ابن منظور 24/5 و إسرائيل و في م: و اسرايل.
2- رسمها بالأصل «المهذابي» و في م: الهمذاني.
3- زيادة لازمة عن م.
4- سورة الصافات، الآيات:123-126.

يأكلون و يشربون و هم في ملكهم يتقلبون و ما تنقص دنياهم من أمرهم الذي تزعم أنه باطل، و ما لنا عليهم من فضل، فاسترجع الناس و قام شعر رأسه و جلده، فخرج عليه إلياس.

قال: و أنا إسحاق، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن قال: إن الذي زين لذلك الملك امرأته (1)،و كانت قبله تحت ملك جبّار و كان من الكنعانيين من طول و جسم و حسن، فمات زوجها الأول فاتّخذت تمثالا على صورة بعلها من الذهب، و جعلت له حدقتين من ياقوت و توّجته بتاج مكلّل بالدرّ و الجوهر، ثم أقعدته على سرير تدخل عليه فتدخّنه و تطيبه و تسجد له ثم تخرج عنه، فتزوجت بعد ذلك هذا الملك الذي كان إلياس معه. و كانت فاجرة قد قهرت زوجها، فكانت هي التي جمعت هؤلاء السبعين الذين زعموا أنهم أنبياء، و بنت بيت الأصنام و وضعت البعل. فدعاهم إلياس إلى اللّه فلم يزدهم ذلك إلاّ بعدا. فقال إلياس: اللّهم إن بني إسرائيل قد أبوا [إلاّ] (2) الكفر بك و عبادة غيرك، فغير ما بهم من نعمتك. قال الحسن: إن اللّه أوحى إلى إلياس إني قد جعلت أرزاقهم بيدك حتى تكون أنت الذي تأذن لهم، فقال إلياس: اللّهم أمسك عنهم القطر ثلاث سنين، فأمسك اللّه عنهم، و أرسل إلياس الملك فتاه و كان تلميذه يقال له اليسع بن حطوب (3)،و ليس باليسع الذي يقال له الخضر، و ذلك ابن عاميا و كان هذا غلام يتيم من بني إسرائيل، أوت أمه إلياس، أخفت أمره، و كان اليسع به ضرّ فدعا اللّه فعافاه من الضرّ الذي كان به، و اتّبع إلياس و آمن به و صدّقه و لزمه، فذهب حيث ما ذهب، فلما أمسك اللّه عنهم القطر أرسل إلياس اليسع إلى الملك، فقال: قل له إن إلياس يقول لك إنك اخترت عبادة البعل على عبادة اللّه و اتّبعت عتاة قومك هؤلاء الكذبة الذين يزعمون أنهم أنبياء، و اتّبعت هوى امرأتك الخبيثة التي خانتك و أهلكتك فاستعد للعذاب و البلاء.

قال: و أمسك اللّه عنهم القطر حتى هلكت الماشية و الدوابّ و الهوام و جهد الناس جهدا شديدا و خرج إلياس شفقا على نفسه حين دعا عليهم فانطلق اليسع فبلّغ رسالته الملك، فعصمه اللّه من شرك الملك و لحق بإلياس، فانطلق إلياس حتى أتى ذروة جبل،

ص: 209


1- و اسمها أزبل، انظر الطبري 461/1.
2- زيادة عن الطبري 462/1.
3- في الطبري: أخطوب.

فكان اللّه يأتيه برزقه، و فجّر له عينا معينا لشرابه و طهوره حتى أصاب الناس الجهد، فأكلوا الكلاب و الجيف و العظام فأرسل الملك إلى السبعين فقال لهم سلوا البعل أن يفرّج ما بنا قال: فأخرجوا أصنامهم فقرّبوا لها الذبائح، و عكفوا عليها و جعلوا يدعون حتى طال ذلك عليهم، فقال لهم الملك: إن إله إلياس كان أسرع إجابة من هؤلاء، قال: فبعثوا في طلب إلياس ليدعو لهم فلم يجبهم فغارموه فقال: يا رب غار مائي، فأوحى اللّه إليه أني قد أهلكت خلقا كثيرا لم أرد هلاكهم بخطايا بني إسرائيل فقال: أ تحبون أن تعلموا أن اللّه عليكم ساخط و إنما حبس عنكم المطر للذي أنتم عليه، فأخرجوا أوثانكم التي تعبدونها و تزعمون أنها خير مما أدعوكم إليه فادعوها هل تستجيب لكم؟ و إلاّ دعوت ربي يفرّج عنكم، فقالوا:

أنفعل (1)،فأخرجوا أوثانهم فجعلت الكذبة تدعو و تتضرع، و يدعو إلياس معهم فلا يستجاب لهم، فقالوا: يا إلياس ادع لنا ربك. قال: فدعا إلياس ربه أن يفرّج عنهم، فارتفعت سحابة مثل الترس و هم ينظرون حتى ركزت عليهم ثم أدحيت (2)،ثم أرسل اللّه عليهم المطر فأغاثهم. فقال الحسن فتابوا و راجعوا.

أخبرنا أبو الوحش سبيع بن مسلم و أبو تراب حيدرة بن أحمد المقرءان - في كتابهما - قالا: حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا محمد بن أحمد بن محمد، أنا أحمد بن سندي الحداد، حدّثنا الحسن بن علي، حدّثنا إسماعيل العطار، أنا إسحاق بن بشر، قال: و قال أبو إلياس عن وهب: تمادوا بعد ذلك فلما رأى ذلك إلياس دعا ربه أن يريحه منهم، فقيل له: انظر يوم كذا و كذا فإذا رأيت دابّة لونها مثل النار فاركبها، فجعل يتوقع ذلك اليوم، فإذا هو بشيء قد أقبل على صورة فرس لونه كلون النار حتى وقف بين يديه، فوثب عليه فانطلق به، و ناداه اليسع: يا إلياس بما ذا تأمرني؟ فكان آخر العهد به، فكساه اللّه عزّ و جلّ الريش، و ألبسه النور، و قطع عنه لذة المطعم و المشرب فصار في الملائكة فقال: كان إنسيا (3) ملكيا سمائيا.

و قال الحسن: هو موكل بالفيافي، و الخضر بالبحار، و قد أعطيا الخلد في الدنيا إلى الصيحة الأولى. فإنهما يجتمعان في كل عام بالموسم.

ص: 210


1- الطبري: أنصفت.
2- الطبري: أدجنت.
3- بالأصل:«أنيسا مليكا» و المثبت عن الطبري 464/1.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز بن الحسين - إذنا - حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ، أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، حدّثنا الحسن بن علي القطان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطّار، أنا إسحاق بن بشر، حدّثنا زكريا - يعني ابن عمرو - و إدريس - يعني ابن بنت وهب - عن وهب فيما ذكر من قول جرجس الشهيد لدابّة الجبار ملك الموصل فقال و إني سائلا عن شيء: هل تستطيع أن تجعل طرملسا (1) و ما مال من ولايتك، فإنه عظيم قومك مثل إلياس، و ما بال بولاية اللّه تعالى؟ قال: و من إلياس و ما بال بولاية اللّه تعالى قال: فإن إلياس كان عبدا من عباد اللّه أطاعه و كان بدؤه آدميا يأكل الطعام، و يمشي في الأسواق، و يعيش عيش الناس، و يستظل بظلمهم، فلم يزل تتراقى به كرامة اللّه عز و جل حتى أنبت له الريش، و ألبسه النور فصار إنسيا (2) ملكيا سمائيا أرضيا يطير مع الملائكة قد كسي ريشهم و ألبس نورهم و أعطي قوتهم و صبرهم، فأين نجعل هذا، و ما بال من ولاية من مطر (3) ملينا و ما بال بولايتك.

حدّثنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي - إملاء - قال: قرئ على أبي الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني - و أنا حاضر - حدّثنا أبو بكر بن مالك - إملاء - نا علي بن الحسن القطيعي، حدّثنا أحمد بن محمد بن أحمد بن زيد، أنا عمرو بن عاصم، حدّثنا الحسن بن رزين، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس قال: و لا أعلمه إلاّ مرفوعا إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: يلتقي الخضر و إلياس عليهما السلام في كل عام من الموسم بمنى فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه و يتفرقان عن هؤلاء الكلمات: سبحان اللّه ما شاء اللّه لا يسوق الخير إلاّ اللّه ما شاء اللّه لا يصلح السوء إلاّ اللّه، ما شاء اللّه لا قوة إلاّ باللّه.

قال: قال ابن عباس: من قالهن حين يصبح و حين يمسي ثلاث مرات أمنه اللّه من الغرق و السرق؛ قال: و أحسبه قال: و من الشيطان و السلطان و الحية و العقرب (4).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه و علي بن الحسن بن الحسين الموازيني، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمد بن يوسف بن بشر

ص: 211


1- كذا بالأصل و في م: طرقلبنا.
2- بالأصل:«أنيسا مليكا» و المثبت عن م و انظر الطبري 464/1.
3- كذا بالأصل و في م: طرمليتا.
4- نقله ابن كثير في البداية و النهاية 388/1 بتحقيقي. و فيه: محمد بن أحمد بن يزيد بدل زيد.

الهروي، أنا محمد بن حماد الطّهراني (1)،أنا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن قتادة في قوله تبارك و تعالى: وَ تَرَكْنٰا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (2)قال ترك اللّه تبارك و تعالى عليه ثناء حسنا في الآخرة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (3)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ، حدّثني أبو العباس أحمد بن سعيد المعداني (4)-ببخارا - أنا عبد اللّه بن محمود، نا عبدان بن سنان، حدثني أحمد بن عبد اللّه البرقي (5)،حدّثنا يزيد بن يزيد البلوي (6)، حدّثنا أبو إسحاق الفزاري، عن الأوزاعي، عن مكحول، عن أنس بن مالك قال: كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في سفر فنزلنا منزلا فإذا رجل في الوادي يقول: اللّهم اجعلني من أمة محمد المرحومة المغفورة المثاب لها. قال: فأشرفت على الوادي فإذا رجل طوله أكثر من ثلاثمائة ذراع، فقال لي: من أنت؟ قلت: أنا أنس بن مالك خادم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: فأين هو؟ قلت: هو ذا يسمع كلامك، قال: فائته فاقرئه السلام، و قل له أخوك إلياس يقرئك السلام، قال: فأتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخبرته، فجاء حتى لقيه فعانقه و سلّم ثم قعدا (7)يتحدثان فقال له: يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إني ما آكل في سنة إلاّ يوما و هذا يوم فطري فآكل أنا و أنت قال:

فنزلت عليهما مائدة من السّماء عليها خبز و حوت و كرفس فأكلا و أطعماني و صلّينا العصر، ثم ودّعه فرأيته مرّ في السحاب نحو السماء.

قال البيهقي إسناد هذا الحديث ضعيف بمرة و قد روي هذا الحديث من وجه آخر أطول من هذا.

أنبأناه أبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن علي الشهرزوي، أنا عمّي أبو البركات عبد الملك بن أحمد بن علي الشهرزوي سنة سبع و ستين و أربعمائة، أنا

ص: 212


1- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى طهران قرية كبيرة على باب أصبهان و أخرى قرية بالري، و المذكور ينتسب إلى الأخيرة، ذكره السمعاني و ترجم له.
2- سورة الصافات، الآية:129.
3- دلائل النبوة للبيهقي 421/5 باب ما روي في التقاء النبي صلى اللّه عليه و سلم بإلياس عليه السلام، و نقله عنه ابن كثير في البداية و النهاية 394/1.
4- الأصل و ابن كثير، و في البيهقي: البغدادي.
5- البيهقي: الرقي.
6- البيهقي: يزيد العلوي.
7- عن البيهقي و بالأصل «قعد».

عبيد اللّه بن عمر بن أحمد الواعظ، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن عبد العزيز بن منير الحرّاني - بمصر - حدّثنا أبو الطاهر خبر ابن عوفة الأنصاري، حدّثنا هانئ بن الحسن، حدّثنا بقية، عن الأوزاعي، عن مكحول، قال: سمعت واثلة بن الأسقع قال: غزونا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غزوة تبوك حتى إذا كنا في بلاد جذام (1)في أرض لهم يقال لها الحوزة (2)و قد كان أصابنا عطش شديد، فإذا بين أيدينا آثار غيث فسرنا مليا فإذا بغدير و إذا فيه جيفتان، و إذا السباع قد وردت الماء فأكلت من الجيفتين و شربت من الماء قال: فقلت: يا رسول اللّه هذه جيفتان و آثار السباع قد أكلت منها فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«نعم، هما طهوران اجتمعا من السماء و الأرض لا ينجسهما شيء،[و للسباع] (3)ما شربت في بطنها و لنا ما بقي»، حتى إذا ذهب ثلث الليل إذا نحن بمنادي ينادي بصوت حزين: اللّهم اجعلني من أمة محمد المرحومة المغفور لها المستجاب لها المبارك عليها فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا حذيفة و يا أنس ادخلا إلى هذا الشعب فانظرا ما هذا الصوت» قال: فدخلنا فإذا نحن برجل عليه ثياب بياض أشد بياضا من الثلج، و إذا وجهه و لحيته كذلك ما أدري أيهما أشد ضوءا ثيابه أو وجهه فإذا هو أعلى جسما منا بذراعين أو ثلاثة، قال فسلّمنا عليه فرد علينا السلام، ثم قال:

مرحبا أنتما [رسولا] (4)رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قالا: فقلنا: نعم، قالا: فقلنا من أنت رحمك اللّه؟ قال: أنا إلياس النبي خرجت أريد مكة فرأيت عسكركم، فقال لي جند من الملائكة على مقدمتهم جبريل و على ساقتهم ميكائيل هذا أخوك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فسلّم عليه و ألقه، ارجعا فأقرئاه السلام و قولا له: لم يمنعني من الدخول إلى عسكركم إلاّ أني أتخوف أن تذعر الإبل و يفزع المسلمون من طولي، فإن خلقي ليس كخلقكم، قولا له صلى اللّه عليه و سلّم يأتيني قال حذيفة و أنس فصافحناه، فقال لأنس خادم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من هذا؟ قال: حذيفة بن اليمان صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال: فرحّب به ثم قال: و اللّه إنه لفي السماء أشهر منه في الأرض، يسميه أهل السماء صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال حذيفة: هل تلقى الملائكة؟ قال: ما من يوم إلاّ و أنا ألقاهم و يسلمون علي و أسلم عليهم، قال: فأتينا النبي صلى اللّه عليه و سلّم فخرج النبي صلى اللّه عليه و سلّم معنا حتى أتينا الشعب و هو يتلألأ وجهه نورا، و إذا ضوء وجه إلياس و ثيابه كالشمس، قال

ص: 213


1- بالأصل «جذال» و المثبت عن م.
2- الحوزة: واد بالحجاز (معجم البلدان).
3- الزيادة عن م.
4- الزيادة عن م.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«على رسلكم» قال: فتقدمنا النبي صلى اللّه عليه و سلّم قدر خمسين ذراعا و عانقه مليا ثم قعدا.

قالا: فرأينا شيئا كهيئة الطير العظام بمنزلة الإبل قد أحدقت به و هي بيض، و قد نثرت أجنحتها فحالت بيننا و بينهم، ثم صرخ بنا النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال: يا حذيفة و يا أنس تقدّما، فتقدمنا فإذا بين أيديهم مائدة خضراء لم أر شيئا قط أحسن منها، قد غلب خضرتها لبياضها فصارت وجوهنا خضراء، و ثيابنا خضراء و إذا عليها خبز و رمان و موز و عنب و رطب و بقل، ما خلا الكراث. قال: ثم قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«كلوا بسم اللّه» قال: فقلنا: يا رسول اللّه أ من طعام الدنيا هذا؟ قال: لا، قال لنا:«هذا رزقي و لي في كل أربعين يوما و أربعين ليلة أكلة تأتيني بها الملائكة و هذا تمام الأربعين يوما و الليالي، و هو شيء يقول اللّه عزّ و جلّ له كن فيكون» قال: فقلنا من أين وجهك؟ قال: وجهي من خلف رومية كنت في جيش من الملائكة من جيش من المسلمين غزوا أمة من الكفار. قال: فقلنا: فكم يسار من ذلك الموضع الذي كنت فيه قال: أربعة أشهر و فارقته أنا منذ عشرة أيام، و أنا أريد إلى مكة أشرب بها في كل سنة شربة، و هي ربّي و عصمتي إلى تمام الموسم من قابل. قال: فقلت:

فأي المواطن أكبر معارك؟ قال: الشام و بيت المقدس و المغرب و اليمن، و ليس في مسجد من مساجد محمد صلى اللّه عليه و سلّم إلاّ و أنا أدخله صغيرا كان أو كبيرا. قال: الخضر متى عهدك به؟ قال: منذ سنة كنت قد التقيت أنا و هو بالموسم، و قد كان [قال:] (1)إنك ستلقى محمدا صلى اللّه عليه و سلّم قبلي، فأقرئه مني السلام، و عانقه و بكى قال: ثم صافحناه و عانقناه و بكى و بكينا، فنظرنا إليه حتى هوى في السماء كأنه يحمل حملا، فقلنا: يا رسول اللّه لقد رأينا عجبا إذا هوى إلى السماء. فقال:«إنّه يكون بين جناحي ملك حتى ينتهي به حيث أراد»[2345].

هذا حديث منكر و إسناده ليس بالقوي (2).

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمد بن أبي مسلم الفرضي، أنا أبو عمر عثمان بن أحمد السّمّاك، حدّثنا أبو القاسم إسحاق بن إبراهيم بن سفيان الختّلي، حدثني عثمان بن سعيد الأنطاكي، حدّثنا

ص: 214


1- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه.
2- نقله ابن كثير في البداية و النهاية 395/1.

علي بن إبراهيم المصّيصي، عن عبد الحميد بن بحر، عن سلام الطويل، عن داود بن يحيى مولى عون الطّفاوي (1)،عن رجل كان مرابطا في بيت المقدس و بعسقلان قال: بينا أنا أسير في وادي الأردن إذا أنا برجل في ناحية الوادي قائم يصلّي، فإذا سحابة تظله من الشمس، فوقع في قلبي أنه إلياس النبي صلى اللّه عليه و سلّم فأتيته فسلمت عليه فانفتل من صلاته فردّ علي السلام فقلت له: من أنت يرحمك اللّه؟ فلم يرد علي شيئا، فأعدت القول مرتين فقال: أنا إلياس النبي، فأخذتني رعدة شديدة خشيت على عقلي أن يذهب، فقلت له: إن رأيت - رحمك اللّه - أن تدعو لي أن يذهب اللّه عني ما أجد حتى أفهم حديثك، فدعا لي بثمان دعوات، فقال: يا بر يا رحيم، يا حي يا قيوم، يا حنان يا منان يا هيا شراهيا. فذهب عني ما كنت أجد، فقلت له: إلى من بعثك؟ قال: إلى أهل بعلبك، قال: فهل يوحى إليك اليوم؟ قال: منذ بعث محمد صلى اللّه عليه و سلم خاتم النبيين فلا. قلت فكم من الأنبياء في الحياة؟ قال: أربعة:

أنا و الخضر في الأرض، و إدريس و عيسى في السماء. قلت: فهل تلتقي أنت و الخضر؟ قال: نعم في كل عام بعرفات و بمنى، قلت: فما حديثكما؟ قال: يأخذ من شعري و آخذ من شعره، قلت: فكم الأبدال؟ قال: هم ستون رجلا خمسون ما بين عريش مصر إلى شاطئ الفرات، و رجلان بالمصّيصة. و رجل بانطاكية، و سبعة في سائر أمصار العرب هم بهم يسقون الغيث و بهم ينتصرون على العدو، و بهم و بهم، يقيم اللّه بهم أمر الدنيا حتى إذا أراد اللّه أن يهلك كلهم أماتهم جميعا رواه أبو حذيفة إسحاق بن بشر، عن محمد بن الفضل، عن عطية، عن داود بن يحيى، عن زيد مولى عون الطّفاوي نحوه فاللّه أعلم.

آخر الجزء الخامس بعد المائة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، أنا محمد بن عمر بن الحسن، أنا الفضل بن محمد بن سعيد، أنا أبو محمد بن حيان، حدّثنا عبد اللّه بن عبد الكريم، حدّثنا المنذر بن شاذان، حدّثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي، حدّثنا أبي عن الخليل بن مرّة قال: بينا رجل يبيع سلعة له و هو يكثر الكلام فيها، إذ أتى عليه آت فقال: يا عبد اللّه، إن كثرة الكلام لا تزيد في رزقك شيئا، و إنّ قلّة الكلام لا تنقص من رزقك شيئا، قال: عليك

ص: 215


1- ضبطت عن الأنساب هذه النسبة إلى طفاوة، قال ابن الأثير في اللباب: لم يذكر طفاوة من أي العرب هي، و هذه النسبة إلى ثعلبة و عامر و معاوية أولاد أعصر بن سعد بن قيس عيلان، قيل في أسمائهم غير ذلك، و أمهم طفاوة بنت جرم بن ريان فنسبوا إليها، و لا خلاف أنهم نسبوا إلى أمهم.

شأنك يا عبد اللّه، قال: هذا شأني، ثم ولّى الرجل، فلحقه، فقال: يا عبد اللّه قلت لي قولا فأحبّ أن تفسره لي، قال: إنّ من الإيمان أن تؤثر الصدق على الكذب و إن ضرّك، [و أن] (1)تدع الكذب و إن نفعك، و أن لا يكون لقولك فضل على عملك، قال: يا عبد اللّه، إني أحب أن تكتب لي هذا فإني أخاف أن أنساه، قال: فبينما أكلمه إذ (2)غاب عني فلم أره، فلقيت رجلا من آل عمر - رضي اللّه عنه - فأخبرته، فقال: هذا من قول إلياس عليه السلام.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، أنا أحمد بن سليمان الفقيه، حدّثنا الحسن بن مكرم، حدّثنا عبد اللّه بن بكر، حدّثنا الحجّاج بن فرافصة: أن رجلين كانا يتبايعان عند عبد اللّه بن عمر، فكان أحدهما يكثر الحلف، فبينما هو كذلك إذ مر عليهما رجل فقام عليهما فقال للذي يكثر الحلف، منهما:

يا عبد اللّه اتّق اللّه و لا تكثر الحلف، فإنه لا يزيد في رزقك إن حلفت، و لا ينقص من رزقك إن لم تحلف. قال: امض لما يغنيك، قال: إن ذا مما يغنيني، قالها ثلاث مرات، ورد عليه قوله، فلما أراد أن ينصرف عنهما قال: اعلم أن ذا مما يغنيني، قالها ثلاث مرات، ورد عليه قوله، فلما أراد أن ينصرف عنهما قال: اعلم أن من آية الإيمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك، و لا يكن في قولك فضل على فعلك، ثم انصرف. فقال عبد اللّه بن عمر الحلفة، فاستكتبه هؤلاء الكلمات، فقال: يا عبد اللّه أكتبني هذه الكلمات يرحمك اللّه، فقال الرجل: ما يقدّر اللّه تعالى من أمر يكن، فأعادهن عليه حتى حفظه، ثم مشى معه حتى وضع إحدى رجليه في المسجد فما أرى أرض لحسته أم سماء، قال: كأنهم كانوا يرونه الخضر و إلياس عليهما السلام.

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكّلي و أبو محمد [عبد] (3)الكريم بن حمزة السلمي، قالا: حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أنا محمد بن موسى بن الفضل، أنا محمد بن عبد اللّه بن أحمد الصّفّار، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني بشر بن معاذ، حدثنا أحمد بن واقد، عن ثابت، قال: كنا مع مصعب بن الزّبير بسواد الكوفة، فدخلت حائطا أصلّي ركعتين، و افتتحت: حم تَنْزِيلُ الْكِتٰابِ مِنَ اللّٰهِ الْعَزِيزِ

ص: 216


1- الزيادة عن م.
2- بالأصل «إذا» و المثبت عن م.
3- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه.

اَلْعَلِيمِ، غٰافِرِ الذَّنْبِ وَ قٰابِلِ التَّوْبِ، شَدِيدِ الْعِقٰابِ، ذِي الطَّوْلِ (1) فإذا رجل من خلفي على بغلة شهباء عليه مقطّعات (2)يمنة، فقال لي: إذا قلت: غٰافِرِ الذَّنْبِ اغفر ذنبي فقل: يا غافر الذنب اغفر لي ذنبي، و إذا قلت: قٰابِلِ التَّوْبِ فقل: يا قابل التوب تقبل توبتي، فإذا قلت شَدِيدِ الْعِقٰابِ فقل: يا شديد العقاب [لا تعاقبني] (3) و إذا قلت: ذِي الطَّوْلِ [فقل: يا ذي الطول] (4) طل عليّ منك برحمة، فالتفتّ فإذا لا أجده، خرجت فسألت: بربكم رجل على بغلة شهباء عليه مقطّعات يمنة؟ فقال: ما مرّ بنا أحد، فكانوا لا يرون إلاّ أنه إلياس (5).

803 - إمام بن أقوم النّميري

شاعر حبسه أبان بن مروان بن الحكم الأموي بالبلقاء، فهرب من حبسه و قال في ذلك شعرا.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب و أبو الوحش المقرئ عنه، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمد بن أبي مسلم الفرضي المقرئ، حدّثنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم، حدّثنا إسماعيل بن يونس، حدّثنا أبو القاسم أحمد بن يزيد من المسجديين حتى جعفر بن يزيد قال: قال عوانة: كان أبان بن مروان على البلقاء و الحجاج بن يوسف على شرطته فأخذ إمام بن أقوم النميري فحبسه، فتكلم في أمره يزيد بن هبيرة المحاربي و ابن أبي شريف الفزاري و الحجاج بن يوسف الثقفي و ابن أبي كثير السلولي فلم يشفعهم و أبى أن يخرجه، و احتال إمام حتى خرج من السجن فنجا و قال في ذلك:

و لما أن برزت إلى سلاحي *** و درعي قلت: ما أنا بالأسير

طليق اللّه أن يمنن عليه *** أبو داود و ابن أبي كثير

و أجري و لا ابن أبي شريف *** و لا أهل الأمير و لا الأمير

و لا الحجاج عينا بنت ما *** تقلب طرفها حذر الصقور

ص: 217


1- سورة غافر، الآيات:1-3.
2- المقطعات: برود عليها وشي مقطع، و في البداية و النهاية مقطعات يمنية.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و انظر مختصر ابن منظور30/5 و البداية و النهاية 395/1.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و انظر مختصر ابن منظور30/5 و البداية و النهاية 395/1.
5- نقله ابن كثير في البداية و النهاية 395/1-396 و فيه: حماد بن واقد بدل أحمد بن واقد.

قال: فبينا إمام في قصر بني نمير بواسط و قد أمطرت السماء، و قد خرج الحجاج يسير و عليه منظر يجعل يأمر بإصلاح الطريق حتى انتهى إلى قصر بني نمير، فرأى إمام فعرفه فالتفت إلى عنبسة بن سعيد فقال: أ عيناي أشبه بعيني بنت إمام عينا هذا؟ قال: بل غير هذا أصلحك اللّه، قال: فذهب إمام يعتذر، فقال له الحجاج: لا بأس عليك و كفّ عنه و زاده في عطائه، و قال: أنشدني قولك في أبان و أنشده:

تركت أبان نائما و تمطرت *** بسرحي سول كالعقاب ذنوب

و ما كنت جثاما إذا الأمر ثابني *** خشوعا لريب الدهر حين ينوب

و لا ضاق ذرعي يا أبان بسخطكم *** و لكنني في الحادثات صليب

نزوط لدار الضيم و الخسف مجهز *** يصير بفعل المكرمات طبيب

إذا سامني السلطان و الخسف مجهز *** يصير بفعل المكرمات طبيب

إذا سامني السلطان حسا أتيته *** و لم أعط ضيما ما أقام عسيب

و عندي عتاد الحادثات طمرة *** و أبيض من ماء الحديد سنيب

و موضونة دعف دلاص كأنها *** غدير زهته شمال و جنوب

و ماء جعير من سلاحهم صبعة *** و ملق هتوف ما نوال نخوب

و أسمر عراص كأن نشابه *** شهاب جلت عنه دجى و عيوب

و قلب حمي في الحروب مصنع *** إذا رجعت حوب الحروب قلوب

و علم بأن الموت للناس غاية *** يصير إليها صارم و هيوب

و إنّ امرأ يخشى الردى ليس *** ناجيا و لا مفلتا مما يزيد شعوب

804 - أماجور

804 - أماجور (1)

و يقال أياجور، ولي إمرة دمشق في أيام المعتمد على اللّه.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، حدّثني أبو الحارث إسماعيل بن إبراهيم المزني، قال: سمعت القاسم بن أحمد المعروف بابن كراد يقول: ولي أماجور دمشق سنة ست و خمسين و مائتين، و مات سنة أربع و ستين و مائتين.

قال أبو الحسين: و حدّثني أبو [الميمون] (2) عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن راشد الدّمشقي المحدّث قال: رأيت أماجور و كان أميرا مهابا ضابطا لعمله حشما شجاعا لا يقطع

ص: 218


1- ترجمته في الوافيات بالوفيات 375/9.
2- زيادة عن م.

في جميع أعماله الطريق، فوجه مرة فارسا إلى أذرعات (1) في رسالة، فلما رجع الفارس من أذرعات نزل اليرموك فصادف في القرية رجلا من الأعراب فلمّا رأى الأعرابي الجندي مدّ يده فنتف من سبال الجندي خصلتين من شعر. فلمّا أن رجع الفارس إلى دمشق اتّصل الخبر بأماجور ما فعل الأعرابي بالفارس، فدعاه أماجور جو فسأله عن القصة؟ فأخبره، فأمر بالفارس فحبس ثم قال لكتّابه (2) اطلبوا معلما يعلم الصبيان، فجاءوا بمعلم. فقال أماجور للمعلم هو ذا أعطيك نفقة واسعة و تخرج إلى اليرموك، و أعطيك طيورا تكون معك، فإذا دخلت القرية تقول لهم: إني معلّم جئت أطلب المعاش و أعلم صبيانكم، فإذا تمكنت من القرية فارصد لي الأعرابي الذي نتف سبال الفارس (3)،و خذ خبره و اسمه، و لا تبرح من القرية و إن بقيت بها مدة طويلة، حتى يوافي هذا الأعرابي القرية، فإذا رأيته قد وافى خذ هذا الكتاب الذي أعطيك، و ادفعه إلى أهل القرية حتى يقرءوه، ثم أرسل الطيور إليّ (4) بخبرك طيرا خلف طير. ففعل المعلم ذلك. وافى اليرموك، و أقام بها ستة أشهر حتى وافى الأعرابي القرية فلمّا أن رآه المعلم أخرج كتاب أماجور إلى القرية: اللّه اللّه في أنفسكم، اشغلوا الأعرابي إلى ما أوافيكم، فإن جئت و لم أوافه (5) خرّبت القرية و قتلت الرجال و أطلق (6) المعلم الطيور إلى دمشق بخبر الأعرابي و موافاته القرية، فلما أن وصل الخبر إلى أماجور ضرب بالبوق، و خرج من وقته حتى وافى اليرموك في أسرع (7) وقت، و أحدقوا بالقرية، فأصاب الأعرابي في وسط القرية، فأخذه و أردفه خلف بعض غلمانه و وافى به دمشق، فلما أصبح أماجور دعا بالأعرابي فقال له: ما حملك على أن رأيت رجلا من أولياء السلطان في قرية لم يؤذك و لم يعارضك نتفت خصلتين من سباله؟ فقال الأعرابي: كنت سكرانا أيها الأمير لم أعقل ما فعلت، فقال أماجور: ادعوا لي بحجام، فأتي بحجام فقال:

لا تدع في وجه الأعرابي و لا في رأسه و لا على بدنه شعرة إلاّ نتفتها، فبدأ بأشفار عينيه ثم حاجبيه ثم بلحيته ثم بشاربه ثم برأسه ثم بقرنه فما ترك عليه شعرة إلاّ نتفها ثم قال: هاتوا

ص: 219


1- أذرعات: بلد في أطراف الشام، يجاور أرض البلقاء و عمان (معجم البلدان).
2- و بالأصل «لكتابته» و في م:«لكاتبه» و لعل الصواب ما أثبت انظر تهذيب ابن عساكر.
3- بالأصل «الفاس» و المثبت عن م.
4- بالأصل «الذي يخبرك» و المثبت عن م.
5- بالأصل و م «أوافيه خربة» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
6- عن الوافي و بالأصل «و جاء».
7- في الوافي: في يوم واحد.

الجلادين، فأتي بالجلادين فضربه أربع مائة (1) سوط، ثم أمر بحبسه، فلمّا كان العبد دعا به فضربه أربع مائة سوط أخر، ثم قطع يده، فلما أن كان في اليوم الثالث قطع رجليه، فلما أن كان في اليوم الرابع قطع عنقه و صلبه، ثم دعا بذلك الجندي من الحبس فضربه مائة عصاة و أسقط اسمه، و قال: أنت ليس فيك خير لنفسك حيث رأيت أعرابيا واحدا ليس معه أحد و لا غلمان و لا أصحاب استخذيت له و خضعت له حتى فعل بسبالك ما فعل كيف يكون لي فيك خير إذا احتجت إليك، و طرده.

قرأت بخط أبي أحمد بن علي بن جعفر الواصلي الحلبي، سمعت أبا يعقوب الأذرعي يقول: لما بنى ماجور (2) الفندق الذي في الخوّاصين بدمشق كتب على بابه: مائة سنة و سنة قال الشيخ فما عاش بعد أن كتب ذلك إلاّ مائة يوم و يوم.

قرأت على أبي محمد السّلمي عن أبي محمد التميمي، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر (3)،قال: و فيها يعني سنة أربع و ستين و مائتين مات أماجور أمير دمشق.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و حدّثني أبو البركات الفقيه عنه، أنا رشأ بن نظيف المقرئ - إجازة - أنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي الميداني، أنا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الرّبعي، حدّثنا عبد الرّحمن بن إسماعيل الكوفي، حدّثنا أبو الحسن بن قريش أبو علي المحاملي الحرّاني - بدمشق - قال: رأيت أماجور الأمير في النوم فقلت له: ما فعل اللّه بك؟ قال: غفر لي، قال: قلت لما ذا؟ فقال: بضبطي طريق المسلمين و طريق الحجّاج.

805 - أمد بن أبد الحضرمي اليماني

أحد المعمّرين، استقدمه معاوية بن أبي سفيان.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب، حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا أبو منصور محمد بن علي بن إسحاق الكاتب، أنا أبو بكر أحمد بن بشر بن سعيد

ص: 220


1- في الوافي: ألف سوط.
2- كذا بالأصل و م هنا بدون ألف.
3- بالأصل «زبير» خطأ، و الصواب عن م، و قد تقدم.

الحرفي، حدّثنا أبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهزّاني، حدثنا أبو حاتم سهل بن محمد السّجستاني، قال: قالوا:- و قال أبو عامر رجل من أهل المدينة عن رجل من أهل البصرة، قال أبو حاتم: و حدّث به أبو الجنيد الضرير عن أشياخه قال:- قال معاوية: إني لأحبّ (1)أن ألقى رجلا قد أتت عليه سنّ، و قد رأى الناس يخبرنا عن ما رأى، فقال بعض جلسائه ذلك رجل بحضرموت. فأرسل إليه، فأتي به، فقال له: ما اسمك؟ قال: أمد؟ قال: ابن من؟ قال: ابن أبد، قال: ما أتى عليك من السنّ؟ قال: ستون و ثلاثمائة، قال: كذبت، قال (2):ثم أن معاوية تشاغل عنه، ثم أقبل عليه فقال: ما اسمك؟ قال: أمد قال: ابن من؟ قال: ابن أبد. قال: كم أتى عليك من السن؟ قال: ثلاثمائة و ستون سنة، قال: فأخبرنا عن ما رأيت من الأزمان، أين زماننا هذا من ذاك؟ قال: و كيف تسأل من يكذّب؟ قال: إنّي ما كذّبتك، و لكني أحببت أن أعلم كيف عقلك. قال: قال: يوم شبيه بيوم، و ليلة شبيهة بليلة، يموت ميت و يولد مولود، فلو لا من يموت لم تسعهم الأرض، و لو لا من يولد لم يبق أحد على وجه الأرض. قال: فأخبرني هل رأيت هاشما؟ قال: نعم رأيته رجلا طوالا حسن الوجه فقال: إن بين عينيه بركة أو غرّة بركة قال: فهل رأيت أمية؟ قال: نعم، رأيته رجلا قصيرا أعمى، يقال إن في وجهه لشرّا أو شؤما، قال: فهل رأيت محمدا؟ قال: من محمد؟ قال: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: ويحك قال: أ لا فخّمته كما فخّمه اللّه؟ فقلت:

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: فأخبرني ما كانت صناعتك؟ قال: كنت رجلا تاجرا. قال: فما بلغت تجارتك؟ قال: كنت لا أشتري عيبا و لا أردّ ربحا. قال (3) له معاوية: سلني، قال: أسألك أن تدخلني الجنة. قال: ليس ذاك بيدي و لا أقدر عليه، قال: أسألك أن تردّ عليّ شبابي، قال: ليس ذاك بيدي و لا أقدر عليه، قال: لا أرى بيديك شيئا من أمر الدنيا و لا من أمر الآخرة، قال: فردّني حيث جئت، قال: أما هذا فنعم.[ثم] (4) أقبل معاوية على أصحابه فقال: لقد أصبح هذا زاهدا فيما أنتم فيه راغبون.

كذا جاء اسمه و اللّه أعلم هل هو اسمه الذي سمّي به، أو هو اسم سمّى به نفسه عند طول عمره؟.

ص: 221


1- بالأصل «لا أحب» و المثبت عن مختصر ابن منظور 31/5 و المعمرون لأبي حاتم ص 108 و في م: ان لا حب.
2- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن «المعمرون» و م.
3- بالأصل: قاله معاوية و الصواب عن م.
4- الزيادة عن م.

ذكر من اسمه: امرؤ القيس

806 - امرؤ القيس بن حارثة الكلبي ثم الماذري

أخو الطفيل بن حارثة، كان مع الوليد بن يزيد، جيّش إزاء عسكر يزيد بن الوليد، و ولاّه إحدى المجنبتين، فلم ينصح له لأن أخاه الطفيل كان في عسكر يزيد [بن] الوليد. له ذكر.

807 - امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو

ابن حجر آكل المرار بن عمرو بن معاوية بن الحارث

ابن يعرب بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة

أبو يزيد، و يقال: أبو وهب، و يقال: أبو الحارث (1)

كان بأعمال دمشق، و قد ذكر مواضع من أعمالها في شعره فمن ذلك قوله (2):

قفا نبك من ذكرى حبيب و منزل *** بسقط اللّوى بين الدخول فحومل

فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها *** لما نسجتها من جنوب و شمأل

و كل هذه مواضع معروفة بحوران و نواحيها. و من ذلك قوله في قصيدته التي أوّلها (3):

سما لك شوق بعد ما كان آقصرا *** و حلّت سليمى بطن قوّ فعرعرا

يقول فيها:

ص: 222


1- و في بغية الطلب 1991/4 و قيل «أبو كبشة» و قيل «أبو عمرو» و في خزانة الآداب 330/1 «يكنى أبا زيد».
2- البيتان من معلقته، الأول و الثاني، ديوانه ط بيروت ص 29-30.
3- ديوانه ط بيروت ص 91.

و لما (1) بدا حوران و الآل دونه *** نظرت فلم تنظر بعينيك منظرا

ثم قال بعد أبيات منها:

لقد أنكرتني بعل بكّ و أهلها *** و لابن جريج كان (2) في حمص أنكرا

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب بن السّكّري البزّاز - إجازة - أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري - قراءة عليه - أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم بن راشد الختّلي، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، حدثنا عبد اللّه بن سلام بن عبيد اللّه بن زياد الجمحي في كتاب طبقات الشعراء الجاهليين في الطبقة الأولى: امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن يعرب بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي الفتح بن (3) المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: ابن الكلبي: إنّما سمّي حجر بن عمرو بن معاوية الأكبر بن آكل المرار لأن امرأته هند بنت ظالم بن وهب بن الحارث بن معاوية الأكرمين لما أغار عليه ابن الهيولة السّليحي (4) فأخذها فقال لها: كيف ترين الآن حجرا؟ فقالت: أراه و اللّه حثيث الطلب، شديد الكلب، كأنه بعير آكل مرارا - و المرار: نبت حار يأكله البعير فيتقلص منه مشفره، و كان حجر أفوه خارج الأسنان، فشبهته به فسمّي آكل المرار بذلك (5).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدّي، أنا أبو محمد عبد اللّه بن زبر، حدثنا الحسن بن عليل العنزي، حدثنا مسعود بن بشر، قال:

سمعت الأصمعي يقول: امرؤ القيس بن حجر يكنى أبا يزيد، و أبا وهب (6).

أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان و أبو القاسم غانم (7) بن محمد بن عبيد اللّه

ص: 223


1- في الديوان: فلما بدت حوران في الآل دونها.
2- في الديوان ص 96: و لابن جريج في قرى حمص.
3- بالأصل «عن» و المثبت عن بغية الطلب.
4- عن بغية الطلب 2005/4 و مختصر ابن منظور 33/5 و بالأصل «السلمي».
5- الخبر في بغية الطلب 2005/4.
6- بغية الطلب 2006/4.
7- ترجمته في سير أعلام النبلاء 320/19(203).

البرجي عن أبي علي بن شاذان، أنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني برزويه، حدّثني محمد [بن] (1) الحسن الأعرج عن البرقي، عن ابن الكلبي: أن قوما أتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فسألوه عن أشعر الناس فقال:«ائتوا ابن الفريعة»- يعني حسان - فأتوه، فقال: ذو القروح - يعني امرأ القيس - فرجعوا فأخبروا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«صدق، رفيع في الدّنيا خامل في الآخرة، شريف في الدنيا وضيع في الآخرة، هو قائد الشعراء إلى النار».

أو كما قال.

و أنا أبو جعفر حدّثنا أحمد بن سعيد الدّمشقي، حدّثنا الزّبير [بن] بكار، حدّثني محمد بن الحسن المخزومي قال: قيل لحسان بن ثابت: من أشعر الناس؟ قال: أبو أمامة - يعني النابغة الذبياني - قيل ثم من؟ قال: حسبك بي مناضلا أو منافحا. قيل: فأين أنت عن امرئ القيس؟ قال: إنما كنت في ذكر الإنس.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا أبو العباس أحمد بن منصور المالكي، و أبو عبد اللّه محمد بن أبي نعيم النّسوي الصوفي، قالا: أنا أبو محمد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أنا أبو علي محمد بن القاسم بن معروف قال: فحدّثني علي بن بكر، حدّثنا أحمد بن الخليل، أنا أبو زيد بن عبيدة، حدثني علي بن الصّبّاح، حدثنا هاشم بن محمد عن (2) فروة بن سعيد بن عفيف بن معدي كرب عن أبيه، عن جدّه قال: قدم قوم من اليمن على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالوا: يا محمد أحيانا اللّه ببيتين من شعر امرئ القيس بن حجر قال:«و كيف ذلك»؟ قال: قالوا: أقبلنا نريدك فضللنا، فبقينا ثلاثا بغير ماء، فاستظللنا بالطّلح و السّمر، فأقبل راكب متلثّم بعمامة، و تمثّل رجل منا ببيتين (3):

و لما رأيت أن الشريعة هاهنا (4) *** و أن البياض من فرائصها دامي

ص: 224


1- سقطت من الأصل و استدركت عن بغية الطلب.
2- بالأصل «بن» و المثبت عن بغية الطلب 2004/4 و فيه «هشام» بدل «هاشم».
3- البيتان في ديوانه ص 168.
4- الديوان: همها. و الشريعة: مورد الماء. همها أي همّ الحمر، أي طلبها. و الفرائص جمع فريصة و هي اللحم بين الكتف و الصدر ترعد عند الخوف.

تيممت العين التي عند ضارج *** يفيء عليها الطّلح عرمضها طامي (1)

فقال الرّاكب: من يقول هذا الشعر؟ قال: امرؤ القيس بن حجر، قال: فلا و اللّه ما كذب، هذا ضارج عندكم، فحبونا على الرّكب إلى ماء كما ذكر، عليه العرمض، يفيء عليه الطّلح فشربنا رينا، و حملنا ما بلغنا الطريق. فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ذاك رجل مذكور في الدنيا شريف فيها، منسي في الآخرة خامل فيها، يجيء يوم القيامة معه لواء الشعراء إلى النار»[2346].

و يقال إن لبيدا قدم المدينة قبيل إسلامه، فقال نفر من قريش لرجل منهم: انهض إلى لبيد فاسأله أن يسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أشعر الناس؟ فنهض إليه فسأله قال:«إن شئت أخبرتك من أعلمهم». قال: بل أشعرهم. قال:«يا حسان أعلمه» فقال حسان الذي يقول:

كأن قلوب الطّير رطبا و يابسا *** لدى و كرها العنّاب و الحشف البالي (2)

قال: هذا امرؤ القيس، فمن الثاني؟ قال:«يا حسان أعلمه» قال: الذي يقول:

كأنّ تشوّفه بالضحى *** تشوّف أزرق ذي مخلب (3)

إذا سلّ عنه جلال له *** يقال سليب و لم يسلب

قال لبيد: و هذا له أيضا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو أدركته لنفعته»، ثم قال:«معه لواء الشعراء يوم القيامة حتى يتدهدي (4) بهم في النار»[2347].

فقال لبيد: هذه المقالة قيلت لي، و إنني أدهدي في النار، ثم أسلم بعد، فحسن إسلامه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو الحسين عبد الغفار بن محمد الفارسي، قال:

قال أبو سليمان الخطابي في حديث عمر: أنه ذكر امرأ القيس (5) فقال: خسف لهم عين الشعر، و افتقر عن معان عور أصحّ بصرا (6) فسرّه ابن قتيبة في كتابه، فقال: خسف من

ص: 225


1- الديوان: الظل بدل الطلح. و ضارج: موضع ببلاد عبس، العرمض: الطحلب.
2- البيت لامرئ القيس، ديوانه ط بيروت ص 145 الحشف: أردأ التمر.
3- ليس في ديوانه ط بيروت.
4- دهديت الحجر فتدهدى إذا دحرجته فتد حرج.
5- الخبر في الشعر و الشعراء لابن قتيبة ص 52 و بغية الطلب 2010/4.
6- عن مختصر ابن منظور و بالأصل و بغية الطلب: بصر.

الخسيف، و هو البير يحفر في حجارة، فيستخرج منها ماء كثير، و افتقر: فتح، و هو من الفقير، و الفقير: فم القناة. و قوله: عن معان عور يريد أن امرأ القيس من اليمن، و ليست لهم فصاحة.

قال أبو سليمان: هذا لا وجه له و لا موضع لاستعماله فيمن لا فصاحة له، و إنما أريد بالعور هاهنا: غموض المعاني فيها من قولك: عورت الركية إذا دفنتها (1)،و ركية عوراء.

قال الشاعر:

و منهل أعور إحدى العينين *** بصيرة الأخرى أصمّ الأذنين (2)

جعل العين التي تنبع بالماء بصيرة، و جعل المندفنة عوراء، فالمعاني العور على هذا هي الباطنة الخفية، كقولك: هذا كلام معمى أي غامض غير واضح.

أراد عمر أنه قد غاص على معان خفية على الناس، فكشفها لهم، و ضرب العور مثلا لغموضها و جفائها، و صحة البصر مثلا في ظهورها و بيانها. و ذلك كما أجمعت عليه الرواة من سبقه إلى معان كثيرة لم يحتذ فيها إلى مثال متقدم: كابتدائه في القصيدة بالتشبيب، و البكاء في الأطلال، و التشبيهات المصيبة، و المعاني المقتضبة التي تفرّد بها، فتبعه الشعراء عليها، و امتثلوا رسمه فيها.

قرأت على أبي القاسم بن السّمرقندي، عن أبي محمد عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب السّكّري، أنا علي بن عبد العزيز الطاهري - قراءة عليه - أنا أبو بكر أحمد بن جعفر، أنا الفضل بن الحباب، حدثنا محمد بن سلاّم الجمحي، أخبرني يونس بن حبيب: أن علماء البصرة كانوا يقدّمون امرأ القيس بن حجر، و أن أهل الكوفة كانوا يقدّمون الأعشى، و أن أهل الحجاز و البادية يقدمون زهيرا و النابغة (3).

قال ابن سلاّم (4):

و أخبرني أبان بن عثمان البجلي قال: مرّ لبيد بالكوفة في بني نهد فأتبعوه رسولا

ص: 226


1- في بغية الطلب: دققتها.
2- الرجز في اللسان (عور) باختلاف ألفاظه.
3- بغية الطلب 2009/4 نقلا عن ابن سلاّم، و طبقات الشعراء لمحمد بن سلام الجمحي ص 41 (الطبقة الأولى).
4- طبقات الشعراء ص 42 و بغية الطلب 2009/4.

سئولا، فسأله من أشعر الناس؟ قال: الملك الضّليل، فأعادوه إليه، قال: ثم من؟ قال الغلام القتيل - و قال غير أبان: ابن العشرين - يعني طرفة - قال: ثم من؟ قال: الشيخ أبو عقيل يعني نفسه.

في نسخة الكتاب الذي أخبرنا به أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي السكري - إجازة - أنا علي بن عبد العزيز - قراءة - أنا أحمد بن جعفر، أنا الفضل بن الحباب، حدثنا محمد بن سلاّم (1)،أخبرني شعيب بن صخر، عن هارون بن إبراهيم، قال: سمعت قائلا يقول للفرزدق: من أشعر الناس يا أبا فراس؟ قال:

ذو القروح - يعني امرأ القيس - قال: حين يقول [قال] ما ذا؟ قال: حين يقول:

وقاهم جدّهم ببني أبيهم *** و بالأشقين ما كان العقاب (2)

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، عن عبد الوهاب بن علي، أنا علي بن عبد العزيز، أنا أحمد بن جعفر، حدّثنا خليفة، قال: قال ابن سلاّم (3):و احتج لامرئ القيس من يقدّمه، و ليس أنه قال ما لم يقولوا، و لكنه سبق العرب إلى أشياء ابتدعها، استحسنتها العرب و اتبعته فيها الشعراء، منه: استيقاف صحبه، و البكاء في الديار، و رقّة النسيب، و قرب المأخذ، و تشبيه النساء بالظباء و البيض، و تشبيه الخيل بالعقبان، و العصي، و قيّد الأوابد، و أجاد في التشبيه، و فصل بين التشبب و بين المعنى، و كان أحسن طبقته تشبيها، و أحسن الإسلاميين تشبيها ذو الرّمّة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أبو محمد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمد بن عيسى، نا أبو يعلى زكريا بن يحيى المنقري، حدّثنا الأصمعي قال: سألت بشار الأعمى: من أشعر الناس؟ فقال [اختلف الناس] (4) في ذلك فأجمع أهل البصرة على امرئ القيس و طرفة بن العبد.

أخبرنا أبو العز بن كادش، أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا أبو القاسم إسماعيل بن

ص: 227


1- طبقات الشعراء ص 41 و الشعر و الشعراء ص 41 و بغية الطلب 2009-2010.
2- ديوانه ط بيروت ص 78 و طبقات الشعراء لابن سلام، و الشعر و الشعراء. يعني ببني أبيهم: ببني كنانة.
3- طبقات الشعراء ص 42.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و انظر بغية الطلب 2011/4.

سعيد بن إسماعيل بن محمد بن سويد، حدّثنا أبو علي الحسين (1) بن القاسم بن جعفر الكوكبي، حدّثنا الغنوي، أنا دماد قال: قال أبو عبيدة: ذهبت اليمن بجدّ الشعر و هزله:

فجدّه امرؤ القيس و هزله أبو نواس.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم العلوي و أبو الوحش المقرئ عنه، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمد بن أبي مسلم الفرضي، حدّثنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم المقرئ (2)،حدثنا إسماعيل بن يونس، حدثنا محمد بن الجهم قال (3):سئل الفراء يحيى بن زياد القيسي النحوي عن أشعر العرب؟ فأبى أن يقول، فقيل له إنّك لهذا موضع، فقل. فقال: كان زهير بن أبي سلمى واضح الكلام، مكتفية بيوته، البيت منها بنفسه كاف، و كان جيد المقاطع. و كان النابغة جزل الكلام، حسن الابتداء و المقطع، تعرف في شعره قدرته على الشعر، لم يخالطه ضعف الحداثة. و كان امرؤ القيس شاعرهم الذي علم الناس الشعر و المديح و الهجاء بسبقه إياهم، و إنه كان خارجا من حدّ الشعر (4) يعرفهم. و كان لطرفة شيء ليس بالكثير، و ليس كما يذهب إليه بعض الناس لحداثته، و كان لو متّع بسنّ حتى يكثر معه شعره كان خليقا أن يبلغ المبالغ. و كان الأعشى يضع لسانه من الشعر حيث شاء. و كان الحطيئة نقي الشعر، قليل السقط، حسن الكلام مستويه. و كان لبيد و ابن مقبل يجريان مجرى واحدا في خشونة الكلام و صعوبته. و ليس ذلك محمود عند أهل الشعر، و أهل العربية يشتهونه لكثرة غريبه و ليس يجود الشعر عند أهله حتى يكون صاحبه يقدر على تسهيله و إيضاحه؛ فإذا نزلت عن هؤلاء فجرير و الفرزدق، فهما اللذان فتقا الشعر، و علّما (5) الناس و كادا يكونان خاتمي الشعر. و كان ذو الرّمّة مليح الشعر يشبّه فيجيد و يحسن، و لم يكن هجّاء و لا مدّاحا، و ليس الشاعر إلاّ من هجا فوضع، أو مدح فرفع، كالحطيئة و الأعشى فإنهما كانا يرفعان و يضعان، ثم قال الفراء: و اللّه الرافع الواضع.

أخبرنا أبو سعد محمد بن محمد بن الفضل المغازلي و أبو القاسم إسماعيل بن

ص: 228


1- عن بغية الطلب 2011/4 و بالأصل «الحسن» و في م: الحسين.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 21/16(8).
3- الخبر في بغية الطلب 2011/4-2012.
4- كذا العبارة بالأصل:«من حد الشعر يعرفهم» و في ابن العديم: من جيد الشعراء يفوقهم و في م: من حد الشعراء يفرقهم.
5- عن م و بغية الطلب و بالأصل «و علم».

علي بن الحسين الحمّامي، قالا: أخبرتنا أم الفتح عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية قالت: حدّثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن حسن المعدل - إملاء - حدثنا عمر بن عثمان البري، حدّثنا جنيد بن حكيم، حدّثنا محمد بن عبّاد، حدثنا هشام بن محمد الكلبي، حدّثنا فروة بن (1) سعيد بن عفيف بن (2) معدي كرب، عن أبيه، عن جدّه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«امرؤ القيس بن حجر قائد الشعراء إلى النار يوم القيامة، و هو رجل مذكور في الدنيا منسي في الآخرة»[2348].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، أنا محمد بن موسى بن حمّاد، حدثنا محمد بن سهل الأزدي، عن هشام بن محمد، عن أبيه قال: أقبل قوم من اليمن يريدون النبي صلى اللّه عليه و سلم فأضلوا الطريق و فقدوا الماء، فمكثوا ثلاثا لا يقدرون على الماء فجعل الرجل منهم يستذري بفيء السّمرة أو الطّلح آيسا من الحياة، حتى خفت كلامهم من العطش، فبينما هم كذلك أقبل راكب و هو ينشد بيتين لامرئ القيس:

و لما رأت أن الشريعة هاهنا *** و أن البياض من فرائصها دامي

[تيممت العين التي عند ضارج *** يفيء عليها الظلّ عرمضها طامي

فقال الراكب: من يقول هذا؟ قالوا: امرؤ القيس، فقالوا: فابن ضارج] (3) قال:

هو ذا خلفكم فانحرفوا إليه فإذا ماء غدق [و إذا عليه العرمض و الظل يفيء عليه، فشربوا منه و حملوا] (4) حتى بلغوا الماء فأتوا النبي صلى اللّه عليه و سلّم فأخبروه [و قالوا: أحيانا بيتين] (5) من شعر امرئ القيس و قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ذاك رجل مذكور في الدنيا شريف [فيها منسي في الآخرة خامل فيها، يجيء يوم القيامة] معه لواء الشعر إلى النار» رواه غيره عن هشام ابن الكلبي.(6) و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (7)،أنا محمد بن أحمد [بن رزق، حدثنا أحمد بن كامل القاضي] (8)،نا إبراهيم الحربي، نا محمد بن

ص: 229


1- بالأصل «عن» في الموضعين، خطأ.
2- بالأصل «عن» في الموضعين، خطأ.
3- ما بين معكوفتين مكانها بياض بالأصل و م و قد استدرك بيت الشعر و ما بعده عن بغية الطلب 2003/4.
4- ما بين معكوفتين مكانها بياض بالأصل و م و العبارة المستدركة عن بغية الطلب 2003/4.
5- ما بين معكوفتين مكانها بياض بالأصل و م و العبارة المستدركة عن بغية الطلب 2003/4.
6- بياض بالأصل و م حوالي نصف سطر.
7- تاريخ بغداد 373/2 ترجمة محمد بن عباد بن موسى العكلي.
8- ما بين معكوفتين بياض بالأصل و م، و الزيادة المستدركة المثبتة عن تاريخ بغداد.

عباد بن موسى، عن هشام بن الكلبي، عن فروة (1) بن سعيد بن عفيف [بن معدي كرب عن أبيه عن جدّه] (2) قال: كنا عند النبي صلى اللّه عليه و سلم فجاءه وفد من أهل اليمن فقالوا: يا رسول اللّه لقد أحيانا اللّه ببيتين من شعر امرئ القيس، قال:«[و ما ذاك]» (3) قالوا: أقبلنا نريدك حتى إذا كنا بموضع كذا و كذا أخطأنا الماء فمكثنا لا نقدر عليه، فانتهينا إلى موضع طلح و شجر، فانطلق كلّ رجل منا إلى أصل شجرة ليموت في ظلّها، فبينا نحن في آخر رمق إذا راكب قد أقبل معتم فلما رآه بعضنا تمثل:

لما رأت أن الشريعة هاهنا *** و أن البياض من فرائضها دامي

تيممت العين للتي عند ضارج *** يفيء عليها الظل عرمضها طامي

فقال الراكب: من يقول هذا الشعر؟ فقال - يعني-[بعضنا] (4) امرؤ القيس، قال:

هذه و اللّه ضارج أمامكم و قد رأى ما بنا [من الجهد] (5) فرجعنا إليها فإذا بيننا و بينها نحو من خمسين ذراعا، فإذا هي كما وصفها امرؤ القيس عليها [العرمض] يفيء عليها الظل، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هذا رجل (6) مشهور في الدنيا خال في الآخرة مذكور في الدنيا منسي في الآخرة يجيء يوم القيامة [و معه] (7) لواء الشعراء يقودهم إلى النار»[2349].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين [بن النّقّور، نا] (8) عيسى بن علي، أنا عبد اللّه، نا إبراهيم بن هاني، نا عوف بن المنذر أبو غسان الداودي البصري، نا هشام بن محمد، حدثني سعيد بن فروة بن (9) عفيف بن معدي كرب، عن أبيه، عن جدّه قال: بينا نحن عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا أقبل إليه وفد من اليمن فقالوا: يا رسول اللّه لقد أحيانا اللّه ببيتين من شعر امرئ القيس بن حجر قال:«و ما ذاك» قالوا: أقبلنا نريده حتى أنا [ضللنا الماء] (10) ببعض الطريق، فمكثنا ثلاثا لا نقدر عليه - يعني الماء - فتفرقنا إلى أطول طلح و شجر ليموت كل رجل منا تحت شجرة، فبينما نحن [في آخر رمق إذ] أقبل راكب معتم، فسمع رجلا منّا و هو ينشد بيتين من شعر امرئ القيس فيهما ذكر ضارج، فقال من يقول:

ص: 230


1- في تاريخ بغداد «قرن».
2- ما بين معكوفتين بياض بالأصل و م، و الزيادة المستدركة المثبتة عن تاريخ بغداد.
3- ما بين معكوفتين بياض بالأصل و م، و الزيادة المستدركة المثبتة عن تاريخ بغداد.
4- ما بين معكوفتين بياض بالأصل و م، و الزيادة المستدركة المثبتة عن تاريخ بغداد.
5- ما بين معكوفتين بياض بالأصل و م، و الزيادة المستدركة المثبتة عن تاريخ بغداد.
6- في تاريخ بغداد: ذاك مشهور.
7- ما بين معكوفتين بياض بالأصل و م، و الزيادة المستدركة المثبتة عن تاريخ بغداد.
8- ما بين معكوفتين بياض بالأصل و م، و الزيادة قياسا إلى سند مماثل.
9- بالأصل «عن» خطأ، و قد مرّ.
10- هذه الزيادة و ما بعدها في الخبر، مكانها بياض بالأصل و م، و ما استدرك عن الروايات السابقة للحديث.

[هذا الشعر؟ قلنا] امرؤ القيس، قال: صدق و اللّه إن ذاك لضارج أمامكم، فنظرنا فإذا بيننا و بين الماء [نحو] من خمسين ذراعا، فحبونا إليه على الركب، فشربنا و استقينا فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هذا رجل مذكور في الدنيا خامل منسي في الآخرة يجيء يوم القيامة [و معه لواء الشعراء] يقودهم إلى النار»[2350].

وفد (1) من اليمن فقالوا: يا رسول اللّه لقد أحيانا اللّه ببيتين من شعر امرئ القيس قال: (2) حتى إذا كنا ببعض الطريق أخطأنا الطريق فمكثنا ثلاثا لا نقدر عليه ليموت كلّ رجل منا في ظل شجرة، فبينما نحن (3) بعضنا قال و الراكب يسمع:

لما رأت أن الشريعة همها *** و أن البياض من فرائصها دامي

تيممت العين التي عند ضارج *** يفيء عليها الظل عرمضها طامي (4)

فقال الراكب: من يقول هذا الشعر و قد رأى ما بنا من الجهد؟ قال: قلنا: امرئ القيس بن حجر قال: ما كذب (5) و إن هذا لضارج، أو ضارج عندكم، فنظرنا فإذا بيننا و بين الماء نحو من خمسين ذراعا، فحبونا إليه على الركب، فإذا هو كما قال امرؤ القيس:

العرمض يفيء عليه الظل. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ذاك رجل مذكور في الدّنيا منسي في الآخرة، شريف في الدنيا خامل في الآخرة، بيده لواء الشعراء يقودهم إلى النار»[2351].

قال (6):- و أنا المعافى (7) قال: و حدثنا أحمد بن عيسى (8) بن السكين البلدي، حدّثني أبو داود سليمان بن سيف الحرّاني، حدّثنا [حيان بن] (9) هلال أبو عبد اللّه البصري - جار أبي عاصم - حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن السائب حدثنا فروة بن عفيف - أو

ص: 231


1- كذا بالأصل و م و ثمة سقط في الكلام انظر الروايات السابقة للخبر. و انظر بغية الطلب 2001/4.
2- كذا بياض بالأصل و م تركناه، انظر ما سبق من رواية.
3- كذا بياض بالأصل و م تركناه، انظر ما سبق من رواية.
4- تقدم البيتان مرارا.
5- بالأصل: قال: ما ذا و بياض بالأصل و م مقدار كلمة، و لعل الصواب ما أثبت، انظر بغية الطلب 2001/4.
6- القائل هو أبو علي محمد بن الحسين بن محمد الجازري، كما يفهم من عبارة بغية الطلب 2001/4 في الخبر المتقدم.
7- هو القاضي المعافي بن زكريا بن يحيى النهرواني الجريري، انظر الخبر في الجليس الصالح الكافي 348/1.
8- في الجليس الصالح: علي.
9- ما بين معكوفتين بياض بالأصل و م و الزيادة المستدركة عن الجليس الصالح.

قال عفيف بن معدي كرب - عن أبيه، عن جده قال: كنت عند النبي صلى اللّه عليه و سلم فأتاه قوم من الأعراب حفاة عراة، فقالوا: يا رسول اللّه أنجانا اللّه ببيتين من شعر امرئ القيس بن حجر قال:«و كيف ذاك» قال: يا رسول اللّه أقبلنا نريدك حتى إذا كنا ببعض الطريق أضللنا ثلاثا لا نقدر عليه، فبينما نحن كذلك عمد كلّ رجل منّا إلى ظل شجرة أو سمرة يموت تحتها، فإذا راكب على بعير له يوضع، فلما رآه بعضنا قال و الراكب يسمع:

لما رأت أن الشريعة همها *** و أن البياض من فرائصها دامي

تيممت العين التي عند ضارج *** يفيء عليها الظل عرمضها طامي

قال: فقال الراكب: يا عبد اللّه من يقول هذا الشعر؟ قال: امرؤ القيس بن حجر، قال: و اللّه ما كذب و ان عنده الآن لضارجا عليه [العرمض] (1) يفيء عليه الظل قال: فنظرنا فإذا [ليس] (2) بيننا و بينه إلاّ قدر عشرين ذراعا، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ذاك رجل مذكور في الدنيا، منسي في الآخرة، بيده لواء الشعراء يقود [هم إلى النار] (3).

و قال القاضي أبو الفرج: قوله في هذا الشعر: و إن البياض من فرائصها جمع فريصة و هي الموضع الذي [يترعد] (4) من الدابة قال النابغة الذبياني:

[شك الفريصة بالمدرى فأنفذها *** شك المبيطر إذ يشفي من العضد

و من هاهنا أخذ قولهم: فلان ترعد فرائصه إذا وصف بشدة الخوف، و من ذاك الخبر المروي أن النبي صلى اللّه عليه و سلم صلّى بأصحابه و رأى رجلين ترعد فرائصهما.

و أما قوله: تيممت العين، فمعناه قصدت و تعمدت، يقال: يممت كذا و كذا إذا قصدته، و من ذلك قول اللّه عزّ و جلّ فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً النساء:43] يعني اقصدوا، و ذكر أنها في قراءة عبد اللّه بن مسعود.

فأقول: و المعنى واحد] (5).

أممت و تيمّمت مثل عمدت و تعمّدت و يقال: أمّمت، قال اللّه تعالى:

ص: 232


1- بياض بالأصل و م و المستدرك عن الجليس الصالح.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن الجليس الصالح.
3- بياض بالأصل و م و المستدرك عن الجليس الصالح.
4- بياض بالأصل و م، و الزيادة عن الجليس الصالح 351/1.
5- هذه الفقرة ما بين معكوفتين مكانها بياض بالأصل و استدرك عن الجليس الصالح 352/1 و هي مضطربة جدا في م.

وَ لاَ آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرٰامَ (1) يعني قاصدين و عامدين، قال عز ذكره: وَ لاٰ تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ (2) و قرأ مسلم بن جندب: و لا تيموا أي توجهوا. و من هذا الباب قول الشاعر:

[إني كذاك إذا ما ساءني بلد *** يممت صدر بعيري غيره بلدا

و يروى: أمّمت، قال الأعشى:

تيممت قيسا و كم دونه *** من الأرض من مهمه ذي شزن

و قال آخر:

تيممت همدان الذين هم هم *** إذا ناب خطب جنتي و سهامي

و قال خفاف بن ندبة:

فإن تك خيلي قد أصيب صميمها *** فعمدا على عيني تيممت مالكا] (3)

و من هذا قولهم: أمر أمم، أي قصد قال الأعشى:

أتانا عن بني الأحرا *** ر قول لم يكن أمما (4)

و قال ابن قيس الرقيات:

كوفيّة نازح محلّتها *** لا أمم دارها و لا صقب

الأمم: القصد، و الصقب: القرب، و منه «الجار حق بصقبه» (5) و قال الشاعر:

و لو نار ليلى بالعذيب بدت لنا *** لحنت [إليها] (6) دار من لم نصاقب

و قال الأعشى:

فما أنس مل الأشياء لا أنس قولها *** لعل النّوى بعد التّفرّق تصقب (7)

و هذا باب يكثر و يتسع جدا، و فيما ذكرنا منه هاهنا بل في بعضه كفاية.

ص: 233


1- سورة المائدة، الآية:2.
2- سورة البقرة، الآية:267.
3- الأبيات ما بين معكوفتين بياض بالأصل، و المستدرك عن الجليس الصالح 352/1-353. و م.
4- ديوانه ط بيروت ص 193 و يعني ببني الأحرار: الفرس.
5- حديث كما في اللسان صقب.
6- عن اللسان «صقب» للوزن، و في الجليس الصالح: لحبت إلينا و في م:«لحنّت إلينا».
7- ديوانه ط بيروت ص 11 و الجليس الصالح 354/1.

و معنى قوله: يفيء على الظل معنى يفيء: يرجع، فقال: يقال: فاء الظل أي رجع قبل الزوال، قالا: و لا يقال له [حينئذ فيء] (1)،و إنما يقال له فيء بعد الزوال لرجوعه و كلا الوجهين ظل. قال حميد بن ثور الهلالي (2):

فما الظلّ من برد الضّحى تستطيعه *** و لا الفيء من برد العشيّ تذوق

من هذا سمّي ما رد اللّه على المؤمنين من مال المشركين فيئا و قال اللّه تعالى: وَ مٰا أَفٰاءَ اللّٰهُ عَلىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ (3) و قال: مٰا أَفٰاءَ اللّٰهُ عَلىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرىٰ (4) و قال تقدس اسمه: فَقٰاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتّٰى تَفِيءَ إِلىٰ أَمْرِ اللّٰهِ (5) و قال: فَإِنْ فٰاؤُ (6) أي رجعوا إلى غشيان من آلوا من نسائهم.

و هذا الباب أيضا واسع بيّن.

و قول امرئ القيس: عرمضها طامي، العرمض: الطحلب الذي يكون في الماء، يقال له عرمض و علفق و ثور. و قوله: طام عيّن أنه عال، يقال طمى الوادي إذا امتلأ و علا ماؤه و قال الأعشى (7):

فاجعل الجدّ الظّنون الّذي *** جنّب صوب العجب الماطر (8)

مثل الفرات إذا ما طمى *** يقذف بالبوصي و الماهر (9)

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمر و عبد الرّحمن بن محمد الفارسي، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي، حدثنا أحمد بن علي المدائني، حدّثنا محمد بن عمرو بن نافع، حدّثنا عبد الغفار بن داود الخريبي، حدّثنا عبد الرزاق بن عمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبيّ قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

ص: 234


1- عن الجليس الصالح 354/1.
2- البيت في ديوانه ص 40 و اللسان: فيأ.
3- سورة الحشر، الآية:6.
4- سورة الحشر، الآية:7.
5- سورة الحجرات، الآية:9.
6- سورة البقرة، الآية:226.
7- ديوانه ط بيروت ص 93.
8- الديوان: اللجب الزاخر.
9- البوصي: الملاح، و الماهر: السابح.

«امرؤ القيس قائد الشعراء إلى النّار»[2352].

هذا حديث غريب، و المحفوظ حديث أبي الجهم.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن [مقاتل] (1)،أنا علي بن الحسن بن طاوس العاقولي، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو الحسين عبد الباقي [بن قانع] (2)،نا يحيى بن أكثم، نا عبد اللّه بن هارون (3)،قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«امرؤ القيس سائق الشعراء إلى النار» كذا روي عن المأمون.

و روى هشيم بلفظ أخبرناه أبو نصر محمد بن حمد بن عبد اللّه الكرماني، أنا أبو مسلم محمد بن علي بن محمد بن الحسين بن [مهرابزد النحوي، قال: أخبرنا أبو بكر] (4)بن المقرئ حدّثنا أبو عروبة (5) الحسين بن محمد بن مودود (6) الحرّاني، حدّثني محمد بن يحيى (7) بن كثير، حدّثنا الخضر بن محمد بن شجاع، حدّثنا هشيم، عن أبي الجهم، عن الزّهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«امرؤ القيس قاد (8) الشعراء إلى النار لأنه أول من أحكم قوافيها»[2353].

أخبرنا أبو الحسين علي بن الحسن بن الحسين الموازيني، أنا أبو الهيثم بن أبي نصر، أنا أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي [أنا] أبو يعلى أحمد بن علي الشعبي الموصلي، حدّثنا يحيى بن معين، حدّثنا هشيم.

قال: و أنا الميانجي، قال: و نا أبو بكار الفابلائي - في قطيعة عيسى - حدثنا محمد بن حميد، حدثنا هشيم، عن أبي الجهم الواسطي، عن الزهري (9)،عن أبي سلمة،

ص: 235


1- بياض بالأصل و الزيادة المستدركة عن فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة عبد اللّه بن جابر - عبد اللّه بن زيد ص 695).
2- بياض بالأصل و م و ما بين معكوفتين زيادة مستدركة، انظر ترجمة أبي القاسم بن بشران في سير الأعلام 450/17 و ترجمة أبي الحسين عبد الباقي بن قانع في السير 526/15.
3- يعني المأمون الخليفة العباسي.
4- ما بين معكوفتين بياض بالأصل و م و الزيادة مستدركة عن بغية الطلب 2000/4.
5- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م.
6- بالأصل «مردود» و الصواب عن م.
7- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب عن م، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 605/12.
8- في بغية الطلب: قائد.
9- بالأصل:«عن أبي هريرة» خطأ و الصواب عن م و انظر بغية الطلب 1999/4.

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النّار» قال القاضي يوسف بن القاسم: الحديث يحيى بن معين، و لا معنى لرواية محمد بن حميد فإنه وهم منه، و اللّه أعلم[2354].

أخبرنا أبو محمد السيدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، نا محمد بن عبد اللّه بن يوسف الدّويري (1)،نا بشر بن الحكم، أنا هشيم ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، حدثنا هشيم.

و أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو (2) بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا يحيى - يعني ابن معين - حدثنا هشيم.

و أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي، أنا أبو منصور و محمد بن زكريا بن الحسن الأديب، و أبو المظفّر محمود بن جعفر بن محمد و أبو بكر محمد بن أحمد بن علي السّمسار، و أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطيّان.

و أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم بن محمد الجرجاني - بمنى - أنا أبو بكر السمسار و أبو إسحاق الطيّان، قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمد بن خرشيد قوله:

أنا أبو محمد الحسن بن الربيع الأنماطي ح.

و أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه و أبو محمد بن طاوس و أبو نصر يحيى بن علي بن محمد بن الأخضر الأنباري البزاز، و أبو الفضل محمد بن ناصر و أبو علي بن الحسين بن محمد، و أبو البركات أحمد بن علي بن الأبرادي، و أبو الفضل نصر اللّه بن عبد الواحد بن أحمد بن الحصين الدّسكري - ببغداد - قالوا: أنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد الأنباري ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن نصر بن أحمد، و أبو القاسم محمود بن الفضل بن

ص: 236


1- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى دويرة، قرية على فرسخين من نيسابور.
2- بالأصل «أبو عمر» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في الأنساب (الحيري).

أبي نصر، و أبو محمد محمود بن أحمد الصّيرفي، و أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عثمان، و أبو سعيد [بندار] (1) بن محمد بن علي، و أبو همام عبد اللّه بن أحمد الدلال - قراءة ح.

و حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل - إملاء، و قراءة - قالوا: أنا أبو محمد التّميمي، قالا: حدّثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللّه بن مهدي، حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن مخلد العطّار ح.

و أخبرنا أبو نصر محمد بن حمد بن عبد اللّه الكبريتي، أنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمد الباطرقاني،[أنا] (2) أحمد بن علي بن أحمد بن عمران الشّيباني ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسن بن النّقّور، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران بن موسى بن الجرّاح بن جندي ح.

و أخبرنا أبو المعالي تغلب بن جعفر السراج، أنا الحسين بن محمد الحنّائي، أنا أبو يوسف يعقوب بن أحمد الجصّاص الدعاء قالوا: أنا حميد بن الربيع (3)،أنا محمد بن عبد اللّه بن محمد الصرّام، أنا أبو عمر محمد بن الحسين البسطامي، أنا أبو بكر أحمد بن عبد الرّحمن بن الجارود الرّقّي، أنا الحسين بن عرفة، أنا هشيم، أنا أبو الجهم - و في حديث تميم: عن أبي الجهم الواسطي - و في حديث الشيباني و الجصاص: عن أبي الجهم - عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النّار» و في حديث بشر بن الحكم، و حديث ابن الجندي:

عن أبي روق:«قائد الشعراء إلى النار».

و أبو الجهم الإيادي لا يعرف له اسم.

و قد روي من وجه آخر عن أبي هريرة.

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ (4)،حدّثنا أحمد بن محمد بن حرب أبو الحسن الملحمي (5)،

ص: 237


1- بياض بالأصل و م.
2- زيادة لازمة عن م و فيها: إملاء - نا.
3- بياض بالأصل و م مقدار سطر.
4- الكامل لابن عدي 201/1 ترجمة الملحمي.
5- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى الملحم و هي ثياب تنسج بمرو من الابريسم قديما. و بالأصل «المحلمي» خطأ و في م: المحلي.

حدّثنا أبو داود المروزي، نا الأصمعي، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار»[2355] قال ابن عديّ: و هذا الحديث [بهذا الإسناد] (1) باطل.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن نصر بن أحمد بن سلم، و أبو القاسم محمود بن الفضل بن أبي نصر، و أبو محمد محمود بن أحمد بن أبي الحسن الصّيرفي، و أبو عمر عثمان بن أحمد بن عثمان، و أبو سعيد بندار بن محمد بن علي، و أبو همّام عبد اللّه بن أحمد الدّلاّل قراءة ح.

و حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد - إملاء - قالوا: أنا أبو محمد رزق اللّه بن عبد الوهاب التّميمي ح.

و أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، و أبو نصر يحيى بن علي بن محمد بن محمد، و أبو الفضل محمد بن محمد، و أبو الفضل محمد بن علي بن ناصر، و أبو محمد بن طاوس المقرئ، و أبو عبد اللّه البلخي، و أبو البركات أحمد بن علي بن الأبرادي، و أبو الفضل نصر اللّه بن عبد الواحد بن أحمد بن الحصين الدّسكري، قالوا:

أنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن الأنباري، قالا: أنا أبو [عمر] (2)عبد الواحد بن محمد، [قال:] (3) حدثنا أبو عبد اللّه الخصيب الدّوري (4)،حدّثنا أبو بكر جنيد بن حكيم الأودي (5)،أنا أبو [هفّان] (6) الشاعر، حدّثنا الأصمعي عن ابن عون، عن محمد (7) عن (8)أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«امرؤ القيس بن حجر قائد لواء الشّعراء إلى النار يوم القيامة»[2356].

ص: 238


1- الزيادة عن ابن عدي.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن بغية الطلب 1998/4 و انظر ترجمته في سير الأعلام 221/17 و في م: أنا عبد الواحد.
3- بياض بالأصل مقدار كلمة و المثبت عن بغية الطلب.
4- في بغية الطلب: أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن مخلد.
5- بغية الطلب: الأزدي.
6- بياض بالأصل، و اللفظة مستدركة عن بغية الطلب 1998/4 و في م: هدان.
7- يعني ابن سيرين.
8- بالأصل «بن» خطأ و الصواب عن م.

أخبرنا أبو النجم (1) بدر بن عبد اللّه، حدثنا أبو بكر الخطيب، أنا محمد بن أحمد بن رزق، أنا مكرم بن أحمد القاضي، حدثنا جنيد بن حكيم بن جنيد الدّقاق، نا أبو هفّان الشاعر، نا الأصمعي، عن ابن عون، عن محمد، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«امرؤ القيس قائد الشّعراء إلى النّار» أبو هفّان اسمه عبد اللّه بن أحمد بن حرب المهزمي الشاعر[2357].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا الحسن بن عيسى بن المقتدر (2)،حدّثنا أحمد بن منصور أبو العباس اليشكري، حدّثنا ابن دريد، حدثنا أبو عمر السكن بن سعيد، عن محمد بن عباد، عن ابن الكلبي، قال: لما أقبل امرؤ القيس بن حجر يريد بني أسد ثائرا بأبيه، و كان مرثد بن علس بن ذي جدن ملك جهينة قد أمدّه بخمسمائة رجل من حمير رماة فسار حتى مرّ بتبالة (3) و بها ذو الخلصة، و كانت العرب كلّها تعظمه، فدخل امرؤ القيس عليه و عنده قداح له ثلاثة: الآمر و الناهي و المتربّص، يستقسم في قتال بني أسد، فخرج الناهي، فأعاد فخرج الناهي، فكسر الأقداح و ضرب به وجه ذي الخلصة، و قال: عضضت بأير أبيك لو كان أبوك المقتول لما عرفتني (4)،ثم أغار على بني أسد، قتلهم قتلا ذريعا فلم يستقسم عند ذي الخلصة حتى جاء اللّه بالإسلام.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسن بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو عدنان البصري، حدّثني الصامت بن المحبل اليشكري سنة إحدى و تسعين و مائة. و أخبرنيه أبو عبيدة، عن أبي عمرو بن العلاء (5)،قال: أقبل امرؤ القيس حتى لقي الحارث التوأم اليشكري، و كان الحارث يكنى أبا شريح فقال امرؤ القيس:

أ حار تري بريقا لم يغمّض (6)

ص: 239


1- بالأصل «أبو الجهم» خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 621/17.
3- تبالة موضع ببلاد اليمن، بينها و بين مكة 52 فرسخا (معجم البلدان).
4- كذا، و في المختصر: عوّقتني.
5- بالأصل «أبي عبيدة» و المثبت عن مختصر ابن منظور 38/5.
6- في الديوان ط بيروت ص 107: أ حار ترى بريقا هب و هنا؟

فقال الحارث:

كنار مجوس تستعر استعارا

[فقال امرؤ القيس] (1):

أرقت له و نام أبو شريح

فقال الحارث:

إذا ما قلت قد هدأ استطارا

[فقال امرؤ القيس]:

كأن (2) حنينه و الذعر فيه

فقال الحارث:

عشار ولّه لاقت عشارا (3)

[فقال امرؤ القيس]:

فلم يترك ببطن (4) الجوّ ظبيا

فقال الحارث:

و لم يترك بعرصتها (5) حمارا

[فقال امرؤ القيس]:

فلما إذ (6) علا بقفا أضاح

فقال الحارث:

وعت أعجاز ريّقه فحارا

ص: 240


1- الزيادة للإيضاح عن الديوان.
2- الديوان: كأن هزيزه بوراء غيب.
3- العشار: النوق ينتج بعضها، و بعضها ينتظر نتاجه.
4- الديوان: بذات السر.
5- الديوان: بجلهتها.
6- الديوان: فلما أن دنا لقفا أضاخ

[فقال امرؤ القيس]: لا بغيت أحدا بعدك بالشعر.

أخبرنا أبو الحسن بن الفراء، و أبو غالب (1) و أبو عبد اللّه، ابنا الحسن (2)،قالوا:

أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدثنا الزّبير بن بكار، قال: و قال امرؤ القيس بن حجر (3):

و لقد رحلت العيس ثم زجرتها *** و هنا و قلت عليك خير معدّ (4)

فعليك سعد بن الضّباب فأسرعي *** سيرا إلى سعد، عليك بسعد

قوم تفرّد من إياد بيته *** بين النّبيت الأكرمين و سرد

قال: و أخبرني عمي، عن جدي عبد اللّه بن مصعب و عن الضحاك بن عثمان و محمد بن الضحاك بن عثمان، عن أبيه و عمر بن أبي بكر المؤملي (5)،عن أبي عبيدة بن عبد اللّه بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر أنّ امرأ القيس بن حجر قال (6):

أ لم تريا و ريب الدّهر هن *** بتفريق المعاشر و السوام

صبرنا على عشيرتنا فباتوا *** كما صبرت خزيمة عن جذام

إلاّ أن المؤمّلي قال: بتفريق العشائر يعني أن جذاما بن عمرو بن أسدة بن خزيمة بن مدركة فانتسب جذام بعد في اليمن فقالوا: جذام بن عديّ بن الحارث بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن مالك بن زيد بن كهلان و اسم جذام عامر.

قال: و أنشدني عمّي مصعب بن عبد اللّه، عن جدّي عبد اللّه بن مصعب بن الضحاك بن عثمان الحزامي، و أنشدنيه محمد بن الضحاك، عن عثمان الحزامي عن أبيه لامرئ القيس بن حجر (7):

أبعد الحارث الخير (8) ابن عمرو *** له ملك العراق إلى عمان

ص: 241


1- بالأصل «غلاب» خطأ. و الصواب ما أثبت ترجمته في سير الأعلام 603/19.
2- بالأصل «أنبأنا الحسين» خطأ و الصواب ما أثبت.
3- ديوانه ط بيروت ص 89.
4- العيس: النياق التي يميل لونها إلى الحمرة، و الوهن: الليل.
5- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت.
6- البيتان ليسا في ديوانه ط بيروت.
7- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 176.
8- الديوان: الملك.

مجاورة بني سمجا (1) بن حزم *** هوانا ما أتيح من الهوان

و ينجيها بنو شمجا (2) بن حزم *** معيزهم (3) حنانك ذا الحنان

قالا: قال امرؤ القيس و هو مجاور في وطي.

في نسخة ما أخبرنا به أبو القاسم بن السمرقندي، أنا عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب - إجازة - أنا علي بن عبد العزيز - قراءة - أنا أحمد بن جعفر بن محمد بن محمد، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن سلاّم قال:

و استحسن الناس من تشبيه امرئ القيس (4):

كأنّ قلوب الطّير رطبا و يابسا *** لدى و كرها العنّاب و الحشف البالي

[و قوله] (5):

نظرت إليها و النّجوم كأنها *** قناديل (6) رهبان تشبّ لقفّالي

[و قوله يصف فرسا:

عظيم طويل مطمئن كأنه *** بأسفل ذي ماوان سرحه مرقب

له أيطلا ظبي و ساقا نعامة *** و صهوة عير قائم فوق مرحب

له جؤجؤ رحب كأن لجامه *** يعالي به في رأس جذع مشذب] (7)

و عينان كالماويتين و محجرا *** في سند مثل الزناح المصنّب

[إذا ما جرى شأوين و ابتل عطفه *** يقول هزيز الريح: مرت بأثأب

كأن دماء الهاديات بنحره *** عصارة حناء بشيب مخضب] (8)

و ذكر ابن سلام أبياتا غير هذه.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن و أبو عمرو عبد الوهاب، أنا محمد بن إسحاق بن مندة و أبو منصور بن شكرويه، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن

ص: 242


1- الديوان: شمجى بن جرم.
2- الديوان: شمجى بن جرم.
3- عن الديوان و بالأصل: معبرهم.
4- ديوانه ص 145 و بغية الطلب 2014/4.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و زيادتها لازمة عن م و البيت في ديوانه ص 141.
6- في الديوان: مصابيح.
7- بياض بالأصل و ما بين معكوفتين استدرك عن بغية الطلب 2015/4 و انظر ديوانه ص 64 و 73. و الأبيات موجودة في م و فيها بياض في الصدر أو في العجز.
8- بياض بالأصل و ما بين معكوفتين استدرك عن بغية الطلب 2015/4 و انظر ديوانه ص 64 و 73. و الأبيات موجودة في م و فيها بياض في الصدر أو في العجز.

محمد بن خرشيد قوله: أنا أبو بكر النيسابوري الربيع قال: قال الشافعي: قال امرؤ القيس (1):

ألا زعمت بسباسة اليوم أنني *** كبرت و أن لا يحسن الشرّ (2) أمثالي

كذبت لقد أصبي على المرء عرسه *** و أمنع عرسي أن يزنّ بها الخالي

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، قال: و أنشد لامرئ القيس:

فلو أنّ ما أسعى لأدنى معيشة *** كفاني و لم أطلب قليل من المال

و لكنما أسعى لمجد مؤثّل *** و قد يدرك المجد المؤثّل أمثالي (3)

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الغسّاني، حدّثنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشّيحي، أنا أبو بكر أحمد بن علي (4)،سمعت أبا القاسم عبد الرّحمن المطرف (5)الأنباري، يقول: سمعت أبا القاسم بن أبي حية يقول: سمعت خالد بن يزيد الكاتب (6)يقول: بينا أنا مارّ بباب الطاق (7) و إذا براكب خلفي على بغلة، فلما لحقني نخسني بسوطه، فقال: أنت القائل يا خويلد:

و ليل المحب بلا آخر؟

قلت: نعم، قال: اللّه أبرك (8)،وصف امرؤ القيس الليل الطويل في ثلاثة أبيات، و وصفه النابغة في ثلاثة أبيات، و وصفه بشّار بن برد في ثلاثة أبيات و برزت، عليهم بشطر كلمة فلله أبوك. قلت: و بم وصفه امرؤ القيس؟ فقال بقوله (9):

و ليل كموج البحر أرخى سدوله *** عليّ بأنواع الهموم ليبتلي

ص: 243


1- ديوانه ص 140.
2- الديوان: اللهو.
3- ديوانه ص 145 و الخبر و البيتان في بغية الطلب 2014/4.
4- تاريخ بغداد 311/8 في ترجمة خالد بن يزيد الكاتب: الخبر و الشعر.
5- تاريخ بغداد: المظفر.
6- عن تاريخ بغداد و بالأصل «الكلبي».
7- محلة كبيرة ببغداد، بالجانب الشرقي (معجم البلدان).
8- تاريخ بغداد: للّه أبوك.
9- ديوانه ص 48 و تاريخ بغداد.

فقلت له لما تمطّى بجوزه (1) و أردف أعجازا و ناء بكلكل

ألا أيّها الليل الطويل ألا انجلى *** بصبح و ما الإصباح فيك (2) بأمثل

قلت: و بم وصفه النابغة؟ فقال: بقوله (3):

كليني لهمّ يا أميمة ناصب *** و ليل أقاسيه بطيء الكواكب

و صدر أراح اللّيل عازب همّه *** تضاعف فيه الهمّ من كل جانب

تقاعس حتى قلت ليس بمنقض *** و ليس الذي يهدي النجوم بآئب

قلت له: بم وصفه بشار؟ فقال: بقوله (4):

خليلي ما بال الدّجى لا تزحزح *** و ما بال ضوء الصّبح لا يتوضّح؟

أظنّ الدّجى طالت و ما طالت الدّجى و لكن أطال اللّيل سقم مبرّح

أضلّ النهار المستنير طريقه *** أم الدّهر ليل ليس [فيه] مبرح

قلت: يا مولاي هل لك في شعر قلته لم أسبق إليه؟ قال: نعم، فقلت (5):

كلّما اشتد خضوعي *** لجوى بين ضلوعي

ركضت في حلبتي خدّ *** يّ خيل من دموعي

قال: فثنى رجله عن نعليه (6) و قال: هاكها فاركبها، فأنت أحق بها مني فلما مضى سألت عنه فقيل: هو أبو [تمام] (7) حبيب بن أوس الطائي.

أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الجنيدي المحتاجي الخطيب، و أبو محمد مسعود و يسمى أيضا هبة اللّه بن سعد بن أسعد الميهنيان - بها - قالا: أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسن بن محمد الفارسي، أنا أبو الغنائم محمد بن محمد بن محمد بن

ص: 244


1- تاريخ بغداد: بصلبه.
2- الديوان و تاريخ بغداد: منك.
3- ديوانه ط بيروت ص 9 و تاريخ بغداد.
4- ديوانه ص 104 و تاريخ بغداد.
5- البيتان في تاريخ بغداد 312/8.
6- تاريخ بغداد: بغلته.
7- سقطت من الأصل و م و الزيادة عن تاريخ بغداد.

الفرا - بالمسجد الأقصى - أنا أبو الحسن بن جهضم، قال: و قال امرؤ القيس بن حجر الكندي (1):

إذا قلت هذا صاحب قد رضيته *** و قرّت به العينان بدّلت آخرا

و ذلك أنّي لم أثق بصاحب (2) *** من النّاس إلاّ خانني و تغيّرا

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، حدّثنا أحمد بن مروان، حدّثنا أحمد بن صالح، حدّثنا الزيادي، قال: لما احتضر امرؤ القيس بأنقرة نظر إلى قبر فسأل عنه فقالوا: قبر امرأة غريبة فقال (3):

أجارتنا إن المزار قريب *** و إنّي مقيم ما أقام عسيب

أجارتنا إنّا غريبان هاهنا *** و كلّ غريب للغريب نسيب

قال: و عسيب: جبل كان القبر في سنده.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدّي أبو محمد، حدّثنا أبو علي الأهوازي، حدّثنا أبو الحسن مكي [بن] (4) محمد بن الغمري، أنا أبو العبّاس أحمد بن محمد بن هارون البردعي، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن وديع القاضي - بطبرية - حدّثنا إبراهيم بن محمد الأهوازي، حدّثنا الفضل بن جعفر، حدّثني محمد بن بكر بن زكريا، عن شيخ من بني هاشم يكنى أبا جعفر (5) قال: وجد على قبر امرئ القيس مكتوبا:

أجارتنا إن الخطوب تنوب *** و إنّي مقيم ما أقام عسيب

أجارتنا إنّا غريبان هاهنا *** و كلّ غريب للغريب نسيب

ص: 245


1- ديوانه ص 97.
2- كذا، و روايته في الديوان: كذلك جدي ما أصاحب صاحبا من الناس إلاّ خانني و تغيرا
3- ديوانه ص 79 و بغية الطلب 2020/4.
4- الزيادة عن بغية الطلب 2021/4.
5- الخبر و البيتان في بغية الطلب 2021/4، و في مختصر ابن منظور 41/5 و جدا على قبر أبي نواس.

808 - امرؤ القيس بن عابس بن المنذر بن امرئ القيس

ابن عمر بن معاوية بن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرتع

ابن معاوية بن كندة، و هو ثور بن عفير بن عديّ بن الحارث بن مرّة

ابن أدد بن زيد بن يشجب بن غريب بن كهلان

ابن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان الكندي (1)

وفد على النبي صلى اللّه عليه و سلم فأسلم و رجع إلى بلاد قومه، و ثبت على إسلامه فلم يرتدّ مع من ارتدّ من كندة، ثم خرج إلى الشام مجاهدا و شهد اليرموك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، و أبو القاسم تمام بن محمد، و أبو نصر بن الجندي و أبو بكر محمد بن عبد الرّحمن القطّان، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسين بن الحسن بن أبي العقب، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب، حدّثنا أبو زرعة، حدّثني سعيد - يعني ابن كثير بن عفير - حدّثني محمد بن مسروق الكندي، حدّثني جرير بن حازم عن عديّ بن عديّ، عن أبيه قال جرير:

و حدّثني رجاء بن حيوة، عن عديّ بن عديّ، عن العرس بن عميرة الكندي، قال:

اختصم امرؤ القيس بن عابس الكندي و رجل من حضر موت، فسأل الحضرمي البيّنة فلم يكن عنده بيّنة فقضى على امرئ القيس باليمين، فقال له الحضرمي: يا رسول اللّه قضيت عليه ذهبت أرضي فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من حلف على يمين ليقتطع بها حق امرئ مسلم لقي اللّه عزّ و جلّ و هو عليه غضبان» فقال امرؤ القيس: ما لمن ترك ذلك يا رسول اللّه؟ قال:

«الجنة» قال: فأشهد أن الأرض أرضه (2)[2358].

فلما ارتدّت كندة ثبت على الإسلام فلم يرتدّ.

قال محمد: و كان امرؤ القيس بن عابس نازلا بيسان (3) من الشام، فلما وقع طاعون عمواس أسرع في كندة فقال امرؤ القيس:

حرق مثل الهلال (4) و بيضا *** ء لعوب بالجزع من عمواس

قد لقوا اللّه غير باغ عليهم *** فأحلّوا بغير دار أساس

ص: 246


1- الاستيعاب 105/1 على هامش الإصابة، الإصابة 63/1 أسد الغابة 137/1 الوافي بالوفيات 381/9.
2- الحديث في الاستيعاب و الإصابة و أسد الغابة.
3- بيسان مدينة بالأردن بالغور الشامي و هي بين حوران و فلسطين (معجم البلدان).
4- في الوافي 381/9 ربّ خود مثل الهلال.

و صبرنا حقّا كما وعد اللّه *** و كنا في الصبر قوما تآسي

كذا رواه محمد بن مسروق، و قد قلب، إسناده و وهم فيه، إنما رواه عديّ، عن رجاء و العرس بن عميرة هو عديّ بن عميرة، و منهم من نقص عديّا من إسناده، فأما حديث من ذكر عديّا فيه.

فأخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن جرير بن حازم، حدّثنا عديّ بن عديّ، أخبرني رجاء بن حيوة و العرس بن عميرة، عن أبيه عديّ قال:

خاصم رجل من كندة يقال له امرؤ القيس بن عابس رجلا من حضر موت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في أرض فقضى على الحضرمي بالبيّنة، فلم تكن له بيّنة فقضى على امرئ القيس باليمين، فقال الحضرمي: أمكنته من اليمين يا رسول اللّه، ذهبت و اللّه - أو و ربّ الكعبة - أرضي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها مال أخيه لقي اللّه و هو عليه غضبان» قال رجاء و تلا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّٰهِ وَ أَيْمٰانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً (2)فقال امرؤ القيس: ما ذا لمن تركها يا رسول اللّه؟ قال:«الجنة» قال: فأشهد أنّي قد تركتها له كلّها[2359].

و أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمد بن محمد الخياش [نا] مالك بن يحيى ح.

قال: و أنا ابن مندة، أنا إسماعيل بن محمد البغدادي و أحمد بن محمد بن زياد، قالا: حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا جرير بن حازم، قال: سمعت عديّ بن عديّ يحدث عن رجاء بن حيوة و العرس بن عميرة أنهما حدّثاه عن أبيه عديّ بن عميرة قال: كان بين امرئ القيس و رجل من حضرموت خصومة فارتفعا إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال للحضرمي:

«بيّنتك و إلاّ فيمينه»، فقال: يا رسول اللّه إن حلف ذهب بأرضي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من حلف على يمين كاذبة يقتطع (3)بها حق أخيه لقي اللّه و هو عليه غضبان» فقال امرؤ

ص: 247


1- مسند الإمام أحمد 191/4-192.
2- سورة آل عمران، الآية:77.
3- بالأصل «ينقطع».

القيس: يا رسول اللّه فما لمن تركها و هو يعلم أنه محق؟ قال:«الجنة» قال: فإني أشهدك أني قد تركتها[2360].

قال جرير: و كنت مع أيوب السختياني حين سمعنا هذا الحديث (1)من عديّ بن عديّ قال: فقال أيوب: في حديث العرس فنزلت في هذه الآية: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّٰهِ وَ أَيْمٰانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً الآية. قال جرير: و لم أحفظه منه.

و أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي الوزير، أنا عبد اللّه بن محمد البغوي، حدّثني هارون بن عبد اللّه، حدّثنا وهب بن جرير، حدّثنا أبي قال: سمعت عديّ بن عديّ يحدث عن رجاء بن حيوة و العرس بن عميرة، عن جدّي - قال: عديّا - قال: اختصم امرؤ القيس و رجل من حضر موت إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم في أرض فذكر الحديث، قوله عن جدّي وهم و إنما عن عديّ - يعني ابن عميرة والد عديّ بن عديّ - و أما حديث من نقّص عديّا من إسناده.

فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، حدّثنا شيبان، حدّثنا جرير [بن] (2) حازم قال: سمعت عديّ بن عديّ يقول: حدّثنا رجاء بن حيوة و عرس بن عميرة أن رجلا من حضر [موت، يسمّى] (3) امرؤ القيس بن عابس كان بينه و بين آخر خصومة في أرض له، فأتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الحضرمي البيّنة، فلم يكن له بينة فقضى على امرئ القيس باليمين، فقال الحضرمي: يا رسول اللّه أمكنته من اليمين ذهبت و اللّه أرضي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها - يعني مال امرئ مسلم - لقي اللّه يوم القيامة و هو عليه غضبان» قال: فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم امرأ القيس فتلا عليه هذه الآية إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّٰهِ وَ أَيْمٰانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً إلى آخر الآية قال امرؤ القيس: ما ذا لمن تركها؟ قال:«الجنة» قال: فإني أشهدك أنّي قد تركتها[2361].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر

ص: 248


1- العبارة مضطربة بالأصل:«سمعنا هذا الحديث من فقال عدي أيوب بن عدي قال في حديث» كذا، و لعل الصواب ما أثبتناه.
2- زيادة لازمة عن م.
3- سقطت من الأصل، فاضطرب المعنى، و لعل الصواب ما زدناه و في م:«من حضر موت» بدون و يسمى.

2المخلّص، أنا أبو بكر بن يوسف بن يحيى، حدّثنا شعيب بن إبراهيم، حدّثنا سيف بن عمر، قال: و كان امرؤ القيس على كردوس - يعني - يوم اليرموك (1).

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد قال (2) في الطبقة الرابعة: امرؤ القيس بن عابس بن المنذر بن امرئ القيس بن عمر بن معاوية بن الحارث الأكبر، وفد إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و أسلم، و كان فيمن ثبت على الإسلام و لم يرتدّ، و كان امرؤ القيس بن عابس شاعرا و قال للأشعث (3) بن قيس: أنشدك اللّه يا أشعث (4) و وفادتك على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و إسلامك أن تنقضه اليوم، و اللّه ليقو منّ بهذا الأمر من بعده، ثم نقل من خالفه فإيّاك إيّاك، ابق على نفسك، فإنك إن تقدّمت تقدّم الناس معك، و إن تأخّرت افترقوا و اختلفوا فأبى الأشعث و قال: قد رجعت العرب إلى ما كانت الآباء تعبد فقال امرؤ القيس:

سترى و أخرى لا يدعك عامل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ترجع إلى الكفر - يعني زياد بن لبيد - فيما قدم بالأشعث على أبي بكر قال له: أ لست الذي تقول قد رجعت العرب إلى ما كانت تعبد، و تكلّمت بما تكلّمت؟ فردّ عليك من هو خير منك - يعني امرأ القيس بن عابس - فقال لك:

لا يدعك (5) عامله ترجع إلى الكفر.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، حدّثنا نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا أبو بكر الحافظ، حدّثني العلاء بن أبي المغيرة بن حزم الأندلسي قال: قرأت في كتاب عبد السلام بن الحسين البصري، عن أبي علي (6) الحسن بن بشر بن يحيى الآمدي قال (7):امرؤ القيس بن عابس بن المنذر بن السّمط بن امرئ القيس بن عمرو (8) بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع الكندي جاهلي و أدرك الإسلام، و وفد إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يرتدّ في أيام أبي بكر، و أقام على الإسلام، و كان له غناء (9) في الردّة و هو القائل:

ص: 249


1- تاريخ الطبري 396/3 حوادث سنة 13.
2- ليس في القسم المطبوع من طبقات ابن سعد.
3- بالأصل في الموضعين «أشعب» بالباء، و الصواب ما أثبت.
4- بالأصل في الموضعين «أشعب» بالباء، و الصواب ما أثبت.
5- بالأصل «بعدك» و الصواب ما أثبت.
6- كذا، و هو أبو القاسم. راجع ترجمته في معجم الأدباء 75/8.
7- انظر المؤتلف و المختلف ص 9-10 الخبر و الأبيات.
8- عن المؤتلف للآمدي و بالأصل «عمر».
9- الآمدي: عناء.

ألا أبلغ أبا بكر رسولا *** و خصّ بها جميع المسلمينا

فلست مجاورا (1) أبدا قبيلا *** بما قال الرسول مكذبينا

دعوت عشيرتي للسلم حتى *** رأيتهم أغاروا مفسدينا

فلست مبدلا باللّه ربّا *** و لا متبدلا بالسلم دينا

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، قال امرؤ القيس بن عابس: قال أبو القاسم في كتاب محمد بن إسماعيل البخاري في تسمية [من] (2) روى عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم امرؤ القيس بن عابس، سكن الكوفة و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا، و لم يذكر الحديث.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: امرؤ القيس بن عابس بن المنذر بن امرئ القيس بن عمر بن معاوية بن الحارث الأكبر وفد إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و كان فيمن ثبت على الإسلام، و لم يرتدّ و كان شاعرا.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):أما عابس - بباء معجمة بواحدة و سين مهملة - امرؤ القيس بن عابس بن المنذر [بن] (4) السمط بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع الكندي، أسلم، و خاصم إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أبو بكر بن سيف، حدّثنا السّري بن يحيى، حدّثنا شعيب بن إبراهيم، حدّثنا سيف بن عمر قال: و لما نزلت كندة بالرياض و مرض امرؤ القيس بن عابس و خاف أن يموت قبل أن يتخذ الحمى بكندة فقال امرؤ القيس في ذلك:

ألا ليت شعري هل أرى الورد مرة *** مطالب سربا موكلا بعرار

أمام رعيل أم روضة منضح *** يغادر سريا رعيل صبار

و هل أشربن كأسا بلذة شارب *** مشعشة أو من صرع عقار

ص: 250


1- عن الآمدي و بالأصل مجاوزا.
2- زيادة لازمة.
3- الاكمال لابن ماكولا 16/6 و 17.
4- زيادة عن الاكمال.

إذا ما جرت في العظم خلت دبيبها *** دبيب بنات النّحل و هي سواري

و روضة منضح لبني وليعة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد بن عبد الجبار، حدّثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال: و قال امرؤ القيس الكندي:

دعوت عشيرتي للسّلم لمّا *** رأيتهم تولّوا مدبرينا

فقلت لهم: أنيبوا يا لقومي *** إلى ما قد أناب المسلمونا

فقد ولّوا أبا بكر جميعا *** أمورهم هزيلا أو سمينا

و ما عدلوا به أحدا و لو لا *** أبو بكر لقد أضحوا عزينا

و كونوا منهم أنّى اهتديتم *** و إلاّ فاقتفوا بالذلّ فينا

فإنّي آخذ عنكم شمالا *** برجلي إن ضللتم أو يمينا

فلما أن عصوني لم أطعهم *** و لم أطمعتهم متحزبينا

أخذت الفضل إذا جاروا و حسبي *** بأخذ الفضل دينا مستبينا

فلست بعادل باللّه ربّا *** و لا مستبدلا بالدّين دينا

شأمتم قومكم و شأمتمونا *** و غابركم سيشأم غابرينا

و كان الأشعث الكندي رأسا *** فقد أضحى بها علقا مدينا

أ يجمع غدرتين معا جميعا *** أ في شهرين منكوبين فينا

فلا للمسلمين وفيت صبرا *** و قد صبروا و لا للمشركينا

و صحت بني معاوية و لمّا *** تنال بذاك حجرا و السّكونا

و كنت بها أخا إفك و كرب *** و لم تك في فعالك مستبينا

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، أنا أبو علي بن المسلمة، أنا جدّي أبو الفرج أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن بن السلمة العدل، أنا أبو سعيد الحسن بن عبد اللّه بن المرزبان (1) السّيرافي، أنشدنا المازني، أنشدنا الأصمعي على أبي عمرو (2)-يعني ابن

ص: 251


1- بالأصل «المرزبان» خطأ.
2- بالأصل «عمر» خطأ.

العلاء - لرجل من اليمن، و قد سماه غيره فقال: امرؤ القيس بن عابس (1):

يا تملك يا تملي *** ذريتي و ذري عذلي

ذريني و سلاحي ثم *** شدّي الكفّ بالعزل

و نبلي و فقاها ك *** عراقيب قطّا طحل

و ثوباي جديدان *** و أرخى شرك النعل

و مني نظرة خلفي (2) *** و مني نظرة قبلي

فأما متّ يا تمل *** فموتي حرّة مثلي

قال أبو عمرو: و زادني فيها الجمحي:

و قد أسبى للقد *** مان بالناقة و الرحل

و قد اختلس الطعن *** ة لا يدمى لها نصلي

كجيب الدفنس الورها *** ء ريعت و هي تستفلي

[قوله] أسبى: اشترى الخمر،[و قوله]: و قد اختلس الطعنة لا يدمى لها نصلي:

يقول تخرج منها الدم ما يمنع الرجل من الطريق.[و أراد باختلاسها] يعني السرعة و الحذق [و قوله]: كجيب الدفنس الورهاء ريعت و هي تستفلى، و الدفنس: المرأة الحمقاء.[و أراد بجيبها] يعني سعة الطعنة (3).

ذكر أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثني أحمد بن الفضل بن مطر، حدّثني الحارث بن منيب العبدي، أنا أبو دجانة عامر بن الصلت السّكوني عن أبيه الصلت بن مطرف قال: كان امرؤ القيس بن عابس الكندي مغرما بأيام عثمان بامرأة من جند و كانت لا تباكيه فيما يظهر له، فلما حضرته الوفاة جاءته مسلّمة في نسائها فقال:

أريتك إن مرت (4) عليك جنازتي *** تلح بها أيدي طوال و ترجع

أ ما تتبعين الناس حتى تسلّمي *** على رمس قبري كل ميت مودع

ص: 252


1- الأبيات في الشعر و الشعراء بدون نسبة ص 22.
2- الشعر و الشعراء: بعدي.
3- العبارة بالأصل مضطربة فيها تقديم و تأخير، من بداية الشعر: و قد اختلس الطعنة... إلى هنا» و الزيادة في الفقرة للإيضاح و هي في م أيضا كالأصل.
4- بالأصل:«مت» و في م: موت.

فبكت و دنت منه فقال:

دنت و ظلال الموت بيني و بينها *** و جادت بوصل حين لا ينفع الوصل

ألا لا يضرّ المرء طالت ديونه *** إذا وجبت حوباؤه الخلف و المطل

فلما حشرج بكت عليه، و أظهرت جزعا مجاوزا فقال:

المت فحيّتنا و عاجت فسلّمت *** على غصّة بين الحيازم و النّحر

خليليّ إن حانت وفاتي فاحفرا *** برابية بين المحاضر و القفر

لا لما يقول العبد إيه كلما *** جدّ لي اسعيت بأقبر من قبر

و مات، فاكبّت عليه باكية شاهقة، ثم ماتت مكانها.

ص: 253

ذكر من اسمه أمية

809 - أميّة بن أبان بن عبد العزيز

[بن] أبان بن مروان بن الحكم الأموي

ذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق من بني أمية. و امرأته أم القاسم ابنة أبان بن حرب بن عبد الرّحمن بن الحكم، و ابنيه عبد اللّه بن أمية بن أبان ابن أربع سنين، و الحكم بن أمية رضيع، و ابنته فاختة بنت أمية بنت خمس سنين، و ذكر أنه كان يسكن القوينصة (1).

810 - أمية بن خالد بن أسيد بن خالد

ابن عبد اللّه بن خالد بن أسيد القرشي

كان يسكن محلة الراهب (2) خارج باب الجابية، و امرأته عثامة ابنة عبد العزيز بن إبراهيم بن عبد اللّه بن أمية بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد ذكرهما أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز، و ذكر ابنة لهما اسمها أم كلثوم.

روى أمية هذا عن يونس بن عبيد.

روى عنه: محمد بن وهب بن عطيّة الدمشقي.

في نسخة ما أخبرنا به أبو عبد اللّه الخلال - إذنا - أنا أبو طاهر الرحمن بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا ابن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن

ص: 254


1- قرية من قرى غوطة دمشق (معجم البلدان) و نقل ياقوت عن ابن أبي العجائز أنه سكنها و له بها عقب.
2- محلة كانت قبلي المصلى لسعيد بن عبد الملك (غوطة دمشق - محمد كردعلي ص 170).

محمد، قالا: أنا أبو محمد [بن] أبي حاتم قال (1):أمية بن خالد بن أسيد القرشي روى عن يونس [بن] (2) عبيد، روى عنه محمد بن وهب بن عطية.

811 - أمية بن أبي الصّلت عبد اللّه بن أبي ربيعة

811 - أمية بن أبي (3) الصّلت عبد اللّه بن أبي ربيعة

ابن عوف بن عقدة بن غيرة (4) بن عوف

ابن ثقيف و هو قسيّ بن منبّه بن بكر بن هوازن

أبو عثمان، و يقال: أبو الحكم الثقفي (5)

شاعر جاهلي قدم دمشق قبل الإسلام، و قيل: إنه كان نبيّا و أنه كان في أوّل أمره على الإيمان ثم زاغ عنه، و أنه هو الذي أراد اللّه تعالى بقوله: وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنٰاهُ آيٰاتِنٰا فَانْسَلَخَ مِنْهٰا (6).

أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدّثنا الزبير بن بكار، قال: رقية بنت عبد شمس - يعني - ابن عبد مناف، ولدت رقية بنت عبد شمس أمية الشاعر ابن أبي الصلت ربيعة بن وهب بن علاج بن أبي سلمة بن ثقيف.

قرأت على أبي القاسم بن السّمرقندي، عن عبد الوهاب بن علي بن عبد العزيز الطاهري، أنا أحمد بن جعفر بن محمد بن مسلم، أنا أبو خليفة الجمحي، حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن سلاّم بن عبد اللّه الجمحي، قال: و من شعراء الطائف أبو الصلت بن أبي ربيعة بن عوف بن عقدة بن غبرة (7) بن عوف بن ثقيف، و ابنه أمية بن أبي الصلت، و هو أشعرهم.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن علي، أنا أبو

ص: 255


1- الجرح و التعديل 1/قسم 303/1.
2- الزيادة عن الجرح و التعديل.
3- الزيادة عن م. انظر مصادر ترجمته.
4- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب عن جمهرة ابن حزم ص 267 و الشعر و الشعراء ص 279 و في م: عفرة.
5- الشعر و الشعراء ص 279 و انظر الأغاني 120/4 و 301/17 و فحول الشعراء 262/1.
6- سورة الأعراف، الآية:135.
7- كذا في كتاب النسب لأبي عبيد القاسم بن سلام ص 266، و هي غير واضحة بالأصل. و قد تقدم «غيرة» عن ابن حزم و الاكمال 301/6.

الحسن علي بن محمد بن علي و أبو محمد عبد الرّحمن بن محمد بن أحمد بن بالوية، قالا: حدّثنا أبو العباس الأصمّ قال: سمعت العباس بن محمد الدّوري، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كنية أميّة بن أبي الصلت أبو الحكم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا عمر بن محمد بن سليمان - بمصر - و محمد بن العطار عبد اللّه بن إبراهيم البغدادي، قالا: حدّثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام، حدّثنا أبي، حدّثنا سليمان بن الحكم، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن طريح بن إسماعيل الثقفي، عن أبيه، عن جدّه، عن مروان بن الحكم، عن معاوية بن أبي سفيان، حدّثني أبو سفيان بن حرب قال:

خرجت أنا و أمية بن أبي الصلت الثقفي إلى الشام فمررنا بقرية من قرى الشام فيها نصراني فلما رأى أمية بن أبي الصلت أعظموه و أكرموه و أرادوه أن ينطلق (1) معه، فقال لي أمية يا [أبا (2) سفيان انطلق معي فإنك تمضي إلى رجل قد انتهى علم النصرانية إليه فقلت: لست انطلق معك، قال: و لم؟ قلت: إني أخاف أن تحدّثني فتفسد عليّ قلبي ثم ذكره، لم يزد عليه.

أخبرناه أتم من هذا [أبو] عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (3)،أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري (4)،أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه الشافعي، حدّثنا محمد بن أحمد بن أبي العوّام الرّياحي، حدّثنا أبي، حدّثنا سليمان بن الحكم بن عوانة، نا أبي، حدّثنا إسماعيل بن الطريح بن إسماعيل الثقفي، عن أبيه، عن جده، عن مروان بن الحكم، عن معاوية بن أبي سفيان،[قال] حدّثني أبو سفيان بن حرب قال: خرجت أنا و أمية بن أبي الصلت الثقفي إلى الشام فمررنا بقرية من قرى الشام فيها نصارى. فلما رأوا أمية أعظموه و أكرموه و أرادوه أن ينطلق معهم، فقال لي أمية: يا أبا سفيان انطلق معي، فإنك تمضي (5) إلى رجل قد انتهى إليه علم النصرانية. فقلت: لست انطلق معك، قال:

و لم؟ قلت: إني أخاف أن تحدّثني بشيء فيفسد عليّ قلبي. فذهب معهم، ثم عاد فرمى

ص: 256


1- بالأصل «انطلق».
2- زيادة لازمة.
3- الخبر في دلائل البيهقي 116/2-117.
4- في البيهقي:«الحميري» انظر ترجمته في «الأنساب: الحيري» و سير الأعلام 356/17.
5- عن البيهقي و بالأصل «تقضي».

بثوبه و لبس ثوبين أسودين و انطلق، فو اللّه ما جاءني حتى ذهب هدأة من الليل فجاء فانجدل على فراشه، فما نام حتى أصبح فقال: أ لا ترحل بنا؟ فقلت: و هل فيك من رحيل؟ قال:

نعم، فارتحلنا. قال: أ لا تجاوز بنا الركاب؟ قلت: بلى، فجاوزنا الركاب، فقال لي: يا صخر. قلت: قل يا أبا عثمان. قال: أي أهل مكة أشرف؟ قلت: عتبة بن ربيعة، قال: أي أهل مكة أكثر مالا و أكبرهم سنا؟ قلت: عتبة بن ربيعة. قال: إن الشرف و المال أزرى به؟ قلت: لا و اللّه، و لكن زاده شرفا، قال: تكتم (1) عليّ ما أحدّثك به؟[قلت: نعم] (2) قال:

حدّثني هذا الرجل الذي انتهى إليه علم الكتاب أن نبيّا مبعوثا (3)،فظننت أني أنا هو، فقال:

ليس منكم هو من أهل مكة، قلت: ما نسبه قال: هو وسط من قومه، فالذي رأيت من الهمّ ما صرف عني. قال: و قال لي: آية ذلك أن الشام قد رجفت بعد عيسى بن مريم ثمانين رجفة، و بقيت رجفة يدخل (4) على الشام [منها شر و مصيبة. فلما صرنا قريبا من ثنية إذا راكب قلنا: من أين؟ قال: من الشام] (5)،قال: هل كان من حدث؟ قال: نعم رجف رجفة دخل على [أهل] (6) الشام شرّ و مصيبة. و هذا أيضا مختصر.

أخبرنا بتمامه أبو علي الحداد في كتابه، أنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا علي بن عبد العزيز حدّثنا عبد اللّه بن شبيب الرّبعي، حدّثنا محمد بن سلمة بن هشام المخزومي، حدّثنا إسماعيل بن الطريح بن إسماعيل الثقفي، حدّثني أبي عن أبيه، عن مروان بن الحكم، عن معاوية بن أبي سفيان، عن أبيه، قال: خرجت و أمية بن أبي الصلت الثقفي تجارا إلى الشام، فكلما نزلت منزلا أخذ أميّة سفرا له يقرءوها علينا. فكنا كذلك حتى نزلنا قرية من قرى النصارى فجاءوه و أهدوا له و أكرموه، و ذهب معهم إلى بيوتهم، ثم رجع في وسط النهار فطرح ثوبيه، و أخذ ثوبين له أسودين فلبسهما، و قال لي: يا أبا سفيان، هل لك في عالم من علماء النصارى إليه يتناهى علم الكتاب نسأله؟ قلت: لا أرب لي فيه، و اللّه لئن حدّثني بما أحب لا أثق به، و لئن (7) حدّثني بما أكره

ص: 257


1- عن البيهقي و بالأصل «تكلم».
2- ما بين معكوفتين زيادة عن البيهقي.
3- بالأصل «مبعوث».
4- عن البيهقي و بالأصل: فدخل.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن دلائل البيهقي 117/2.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن دلائل البيهقي 117/2.
7- عن مختصر ابن منظور 43/5 و اللفظة غير واضحة بالأصل و في م: لين.

لأوجلن منه قال: فذهب و خالفه شيخ من النصارى فدخل عليّ فقال: ما يمنعك أن تذهب إلى هذا الشيخ؟ قلت: لست على دينه، قال: و إن، فإنك تسمع منه عجبا و تراه، ثم قال لي: أ ثقفي أنت؟ قلت: لا و لكني قرشي، قال: فما يمنعك من الشيخ فو اللّه إنه ليحبكم و يوصي بكم قال: فخرج من عندنا و مكث أمية حتى جاءنا بعد هدأة من الليل، فطرح ثوبيه ثم انجدل على فراشه، فو اللّه ما نام و لا قام حتى أصبح كئيبا حزينا ساقطا غبوقه على صبوحه، ما يكلمنا و لا نكلمه ثم قال: أ لا ترحل؟ قلت: و هل بك من رحيل؟ قال: نعم قال: فرحلنا فسرنا بذلك ليلتين من هبة، ثم قال في الليلة الثالثة: أ لا تحدث يا أبا سفيان؟ قلت: و هل بك من حديث؟ قال: و اللّه ما رأيت مثل الذي رجعت به من عند صاحبك قال أما إن ذلك لشيء لست فيه إنما ذلك شيء و جلت به من منقلبي قال: قلت و هل لك من منقلب؟ قال: أي و اللّه لأموتن ثم لأحيين، قال: قلت: هل أنت قابل أمانتي؟ قال: على ما ذا؟ قلت: على أنك لا تبعث و لا تحاسب؟ قال: فضحك ثم قال: بلى و اللّه يا [أبا] (1)سفيان لنبعثنّ ثم لنحاسبنّ و ليدخلنّ فريق الجنة و فريق النار، فقلت: ففي أيهما أنت أخبرك صاحبك؟ قال: لا علم لصاحبي بذلك فيّ و لا في نفسه. قال: فكنا في ذلك ليلتين، يعجب مني و أضحك منه حتى قدمنا غوطة دمشق فبعنا متاعنا فأقمنا بها شهرين، فارتحلنا حتى نزلنا قرية من قرى النصارى فلما رأوه جاءوه و أهدوا له، و ذهب معهم [إلى] (2) بيعتهم حتى جاء بعد ما انتصف النهار، فلبس ثوبيه و ذهب إليهم حتى بعد هدأة من الليل، فطرح ثوبيه و رمى بنفسه على فراشه، فو اللّه ما نام و لا قام و أصبح حزينا كئيبا لا يكلمنا و لا نكلمه ثم قال: أ لا ترحل؟ قلت: بلى إن شئت، فرحلنا كذلك من بثّه و حزنه ليالي، ثم قال: يا أبا سفيان هل لك في المسير نتقدم أصحابنا؟ قلت: هل لك فيه؟ قال: فسر فسرنا حتى برزنا من أصحابنا ساعة ثم قال: هيا صخر! قلت: ما تشاء؟ قال: حدّثني عن عتبة بن ربيعة أ يجتنب المظالم و المحارم؟ قلت: أي و اللّه. قال: و يصل الرحم و يأمر بصلتها؟ قلت: أي و اللّه. قال: و كريم الطرفين وسيط في العشيرة؟ قلت: نعم. قال: فهل تعلم قرشيا أشرف منه؟ قلت: لا و اللّه ما أعلمه قال: أ محوج هو؟ قلت: لا بل هو ذو مال كثير قال: و كم أتى عليه من السن؟ قلت: قد زاد على المائة قال: فالشرف و السن و المال أزرين به؟ قلت: و لم ذاك يزري به؟ لا و اللّه بل يزيده خيرا. قال: هو ذاك. هل لك في المبيت؟ قلت: هل بي

ص: 258


1- زيادة لازمة.
2- زيادة لازمة.

فيه؟ قال فاضطجعنا حتى مرّ الثقل. قال: فسرنا حتى نزلنا في المنزل و بتنا به ثم رحلنا منه فلما كان الليل قال لي: يا أبا سفيان قلت: ما تشاء؟ قال: هل لك في مثل البارحة؟ قلت:

هل لي فيه؟ قال: فسرنا على ناقتين بختيتين حتى إذا برزنا قال: هيا صخر هيه عن عتبة بن ربيعة قلت: هيها فيه. قال يجتنب المظالم و المحارم و يصل الرحم و يأمر بصلتها؟ قلت:

أي و اللّه إنه ليفعل. قال: و ذو مال؟ قلت: و ذو مال. قال: أتعلم قرشيا أسود منه؟ قلت: لا و اللّه ما أعلمه. قال: كم له من السن؟ قلت: قد زاد على المائة. قال: فإن السن و الشرف و المال أزرين به؟ قلت: كلا و اللّه ما أزرى به ذاك و أنت قائل شيئا فقله قال: لا تذكر حديثي حتى يأتي منه ما هو آت ثم قال: فإن الذي رأيت أصابني، أن جئت هذا العالم فسألته عن أشياء، ثم قلت: أخبرني عن هذا النبي الذي ينتظر قال: هو رجل من العرب، قلت: قد علمت أنه من العرب فمن أي العرب هو؟ قال: من أهل بيت يحجه العرب، قلت: و فينا بيت يحجه العرب، قال: هو من إخوانكم من قريش. قال: أصابني و اللّه شيء ما أصابني مثله قط، و خرج من يدي فوز الدنيا و الآخرة، و كنت أرجو أن أكون إياه، فقلت: فإذا كان ما كان فصفه لي، قال: رجل شاب حتى دخل في الكهولة، بدو أمره يجتنب المظالم و المحارم و يصل الرحم و يأمر بصلتها، و هو محوج كريم الطرفين متوسط في العشيرة أكثر من جنده الملائكة قلت و ما آية ذلك؟ قال: قد رجفت الشام منذ هلك عيسى بن مريم عليه السلام ثلاثين (1) رجفة كلها مصيبة و بقيت رجفة عامة فيها مصائب. قال أبو سفيان: قلت:

هذا و اللّه الباطل. لئن بعث اللّه رسولا لا يأخذه إلاّ مسنا شريفا قال أمية: و الذي حلفت به إن هذا لهكذا يا [أبا] (2) سفيان تقول إن قول النصراني حق. هل لك في المبيت؟ قلت: هل لي فيه؟ قال: فبتنا حتى جاءنا الثقل (3) ثم خرجنا حتى إذا كنا بيننا و بين مكة ليلتان (4) أدركنا راكب من خلفنا فسألناه فإذا هو يقول أصابت الشام بعدكم رجفة دمّر أهلها و أصابتهم فيها مصائب عظيمة. قال أبو سفيان فأقبل عليّ أمية فقال: كيف ترى قول النصراني يا أبا سفيان؟ قلت: أرى و اللّه و أظن أن ما حدّثك صاحبك حقّ. قال: فقدمنا مكة فقضيت ما كان معي ثم انطلقت حتى جئت اليمن تاجرا فكنت بها خمسة أشهر، ثم قدمت مكة فبينا أنا في منزلي جاءني الناس يسلمون عليّ و يسألون عن بضائعهم حتى جاءني محمد بن عبد اللّه،

ص: 259


1- الأصل و مختصر ابن منظور، و في البداية و النهاية بتحقيقي 282/2 ثمانين.
2- زيادة لازمة.
3- الثقل محركة المتاع و الحشم.
4- البداية و النهاية: مرحلتان ليلتان.

و هند عندي تلاعب صبيانها، فسلّم عليّ و رحب بي، و سألني عن سفري و مقامي، و لم يسألني [عن] بضاعته ثم قام فقلت لهند: و اللّه إن هذا يعجبني ما من أحد من قريش له معي بضاعة إلاّ قد سألني عنها و ما سألني هذا عن بضاعته؛ فقالت لي هند: و ما علمت شأنه؟ قلت و فزعت: ما شأنه؟ قالت يزعم أنه رسول اللّه، فوقذتني و ذكرت قول النصراني فرجفت، حتى قالت هند: ما لك؟ فانتبهت (1)،فقلت: إن هذا لهو الباطل، لهو أعقل من أن يقول هذا، قالت: بلى و اللّه إنه ليقولن ذاك و يواتى (2) عليه و إنّ له لصحابة على دينه.

قلت: هذا الباطل. قال: و خرجت فبينا أنا أطوف بالبيت لقيته فقلت: إن بضاعتك قد بلغت كذا و كذا، و كان فيها خير، فأرسل فخذها و لست آخذ منك فيها ما آخذ من قومي فأبى عليّ و قال: إذا لا آخذها، فأرسلت: فأرسل فخذها و أنا آخذ منك ما آخذ من قومي، فأرسل إلى بضاعته فأخذها و أخذت منه ما كنت آخذ من غيره، و لم أنشب أن خرجت إلى اليمن فقدمت الطائف فنزلت على أمية بن أبي الصّلت فقلت له: يا أبا عثمان قال: ما تشاء؟ هل تذكر حديث النصراني؟ قال: أذكره، فقلت: فقد كان، قال: و من؟ قلت: محمد بن عبد اللّه، قال: ابن عبد المطلب؟ قلت: ابن عبد المطلب، ثم قصصت عليه خبر هند؛ قال: فاللّه فاللّه يعلم لتصبّب عرقا، ثم قال: و اللّه يا أبا سفيان لعله أنّ صفته لهي، و إن ظهر و أنا حيّ [لأتلينّ إلى] (3) اللّه عزّ و جلّ في نصره عذرا. قال: و مضيت إلى اليمن، فلم أنشب أن جاءني هنالك استهلاله، و أقبلت حتى نزلت على أميّة بن أبي الصلت بالطائف، فقلت:

أبا عثمان قد كان من أمر الرجل ما قد بلغك و سمعت. قال: قد كان لعمري، قلت: فأين أنت منه يا أبا عثمان؟ قال: و اللّه ما كنت لأؤمن برسول (4) من غير ثقيف أبدا. قال أبو سفيان: و أقبلت إلى مكة فو اللّه ما أنا ببعيد حتى جئت مكة فوجدت أصحابه يضربون و يحقرون. قال أبو سفيان: فجعلت أقول: فأين جنده من الملائكة؟ قال: فدخلني ما يدخل الناس من النفاسة (5).

آخر الجزء السادس بعد المائة.

ص: 260


1- عن البداية و النهاية و بالأصل «فانتبهت».
2- البداية و النهاية: و يدعو إليه.
3- بياض بالأصل و الزيادة المستدركة عن مختصر ابن منظور، و في البداية و النهاية: لأطلبن من اللّه... و في م:«لا تلين؟؟؟ اللّه».
4- عن م و البداية و النهاية و بالأصل: يا رسول اللّه-.
5- نقله ابن كثير عن الطبراني في البداية و النهاية 281/2-283.

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الدّاراني، أنا أبو الفضل أحمد بن علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات، أنا رشأ بن نظيف المقرئ، أنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي الميداني، أنا أبو سليمان محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن زبر، أنا أبي، أنا أحمد بن محمد بن نصر، حدّثنا محمد بن عبد الوهاب الأزهري، حدّثنا يعقوب بن عبد اللّه السّلمي، حدّثني محمد بن مسلمة، عن إسماعيل بن الطريح بن إسماعيل الثقفي، عن أبيه، عن جدّه، عن مروان بن الحكم، حدّثني معاوية بن أبي سفيان، عن أبي سفيان بن حرب، قال: خرجت أنا و أمية بن أبي الصلت و طليق بن أمية تجارا (1) إلى الشام فكلما نزلنا منزلا أخرج أمية سفرا فقرأها علينا قال: فكنا كذلك حتى نزلنا قرية من قرى النصارى قال: فجاءوه و أكرموه و ذهب معهم إلى بيعتهم ثم رجع وسط النهار، فطرح ثوبيه و أخذ ثوبين له أسودين فلبسهما و قال: يا أبا سفيان هل لك في عالم من علماء النصارى إليه يتناهى علم الكتاب تسأله عما بدا لك؟ قال: قلت لا أرب لي فيه و اللّه لئن حدّثني ما أحب لا أثق به، و لأن حدّثني بما أكره لأوجلن منه قال: فذهب و يخالفه شيخ من النصارى فدخل علينا فقال: ما منعكما أن تذهبا (2) إلى هذا الشيخ؟ قال: قلنا: لسنا على دينه. قال: فإنكما تسمعان عجبا و تريانه قال: أ ثقفيان أنتما؟ قلنا: لا، و لكن قرشيان. قال: فما يمنعكما من الشيخ فو اللّه إنه ليحبكم و يوصي لكم؟ قال: و خرج من عندنا، و مكث أمية حتى جاءنا بعد هدأة من الليل، فطرح ثوبيه ثم انجدل على فراشه، فو اللّه ما نام و لا قام فأصبح كئيبا حزينا ساقطا غبوقه على صبوحه ما يكلمنا و لا نكلمه، ثم قال:

أ لا ترحلان؟ قلنا: و هل بك من رحيل؟ قال: نعم، فارحلا فترحلنا فسرنا بذلك ليلتين من همّه ثم قال لي ليلة: أ لا تحدث يا أبا سفيان؟ فقلت: و هل بك من رحيل و اللّه ما رأيت مثل رأيك الذي رجعت به من عند صاحبك. قال: أما إن ذاك شيء لست فيه، إنما ذلك شيء وكلت به من منقلبي، قال: فقلت له: هل لك من مقلب؟ قال: أي و اللّه لأموتن ثم لأحيين قال: فقلت له: هل أنت قابل أمانتي؟ قال: على ما ذا؟ قال: قلت: على أنك لا تبعث و لا تحاسب؟ قال: فضحك ثم قال: بلى يا أبا سفيان لنبعثنّ ثم لنحاسبن و ليدخلنّ فريق الجنة و فريق النار. قال: قلت: ففي أيهما أنت أخبرك صاحبك؟ قال: لا علم لصاحبي بذلك ثم

ص: 261


1- بالأصل «تجار».
2- بالأصل:«تذهب».

فيّ و لا في نفسه. قال: فكنا في ذلك ليلتين تعجّب منا و نضحك منه حتى قبلنا غويطة دمشق و إياها كنا نعمد فبعنا متاعنا و أقمنا بها شهرين، ثم ارتحلنا حتى نزلنا قرية من قرى النصارى، فلما رأوه جاءوه و أهدوا له، و ذهب معهم إلى بيعتهم حتى جاءنا بعد هذا فطرح ثوبيه ثم رمى بنفسه عن فراشه. فو اللّه ما نام و لا قام حتى أصبح، فأصبح كئيبا حزينا لا يكلمنا و لا نكلمه. فقال: أ لا ترحلان؟ قال: قلنا: بلى إن شئت. قال: فارحلا قال:

فرحلنا ثم سرنا كذلك من بثّه و حزنه ليالي ثم قال ليلة: يا أبا سفيان هل لك في المسير و تخلف هذا الغلام يأنس بأصحابنا و يأنسون به؟ قال: قلت: كما شئت. قال: فسرنا حتى برزنا من أصحابنا ساعة ثم قال: هيا يا صخر قال: قلت: فما تشاء؟ قال: حدّثني عن عتبة بن ربيعة أ يجتنب المحارم و المظالم؟ قال: قلت: أي و اللّه، قال: و يصل الرحم و يأمر بصلتها و كريم الطرفين وسيط في العشيرة؟ قال: قلت: و كريم الطرفين وسيط في العشيرة. قال: فهل تعلم قرشيا أشرف منه؟ قال: قلت: لا و اللّه ما أعلمه. قال: أ محوج (1)قال: قلت بل ذو مال كثير. قال: كم أتى له من السن؟ قال: قلت قد زاد على كذا و ذكر سنين كثيرة. قال: فالسن و الشرف و المال رزين (2) به؟ قال قلت: و ما ذاك يزري به لا و اللّه بل يزيده خيرا. قال: هو ذاك هل لك في المبيت؟ قال: قلت: هل لي فيه. قال:

فاضطجعنا حتى مرّ الثقل فسرنا حتى نزلنا في المنزل و بتنا به ثم رحلنا منه فلما كان الليل قال: يا أبا سفيان: قال: قلت: لبيك! قال: هل لك في [مثل] البارحة؟ قال: قلت هل لي؟ قال: فسرنا على ناقتين بختيتين حتى إذا برزنا قال: يا صخر أخبرني عن عتبة قال:

قلت: إنه عنه. قال: يجتنب المحارم و يصل الرحم و يأمر بصلتها؟ قال: قلت أي و اللّه إنه ليفعل. قال: و ذو مال؟ قلت: نعم. قال: أتعلم قرشيا أسود منه؟ قال: قلت: و اللّه ما أعلمه قال: كم أتى له من السن؟ قال: قلت يذكر مثل كلمة الأولى. قال: فإن السن و الشرف و المال أزرين به؟ قال: قلت: لا و اللّه ما أزرين به، و أنت قائل شيئا، فقل. قال:

باللّه لا تذكر حديثي حتى يأتي منه ما هو آت. قال: و اللّه لا أذكره حتى يأتي منه ما هو آت.

قال: فإن الذي رأيت أصابني إن جئت هذا العالم فسألته عن أشياء. ثم قلت: أخبرني عن هذا النبي الذي ينتظر. قال: هو رجل من العرب قال: قد علمت أنه من العرب فمن أي

ص: 262


1- غير واضحة بالأصل و المثبت عن الرواية السابقة.
2- غير واضحة بالأصل و في م: أزرين و المثبت عن الرواية السابقة.

العرب هو؟ قال: هو من أهل بيت تحجه العرب. قال: و فينا بيت يحجه العرب. قال: هو من إخوانكم و جيرانكم قريش فأصابني و اللّه شيء ما أصابني مثله قط، و خرج من يدي فوز الدنيا و الآخرة فكنت أرجو أن أكون إياه. فقلت له: فإذا كان ما كان فصفه لي، قال: رجل شاب حين دخل في الكهولة، بدو أمره أنه يجتنب المظالم و المحارم و يصل الرحم و يأمر بصلتها و هو محوج (1) ليس ببارع الشرف، كريم الطرفين متوسط في العشيرة أكثر جنده الملائكة قال: قلت له: و ما آية ذلك؟ قال: قد رجفت الشام مذ هلك عيسى ثمانين رجفة كلها فيها مصيبة بقيت رجفة عامة فيها مصائب تخرج أحداث و بينها قال أبو سفيان: فقلت له: هذا و اللّه الباطل لئن بعث اللّه رسولا لا نأخذه إلاّ مسنا شريفا. قال أمية: و الذي حلفت به إن هذا لهكذا يا أبا سفيان، هل لك في المبيت؟ قال: فبتنا حتى جاءنا الثقل قال: ثم خرجنا حتى كنا بيننا و بين مكة ليلتان أدركنا راكب من خلفنا، فسألناه فإذا هو يقول:

أصابت الشام رجفة دمر أهلها و أصابتهم فيها مصائب عظيمة. قال أبو سفيان: فأقبل عليّ أمية، فقال: كيف ترى يا أبا سفيان؟ قال: قلت: أرى و اللّه و أظن أن ما حدّثك صاحبك حقّ قال: و قدمنا مكة و قضيت ما كان معي ثم انطلقت حتى جئت اليمن تاجرا فقمت بها خمسة أشهر، فبينا أنا في منزلي جاءني الناس يسلمون علي و يسألوني عن بضائعهم، ثم جاءني محمد بن عبد اللّه في آخرهم، و هند عندي جالسة تلاعب صبيانها، فسلّم علي، و رحب بي، و سألني عن سفري و مقدمي و لم يسألني عن بضاعته. قال: فقلت لهند: و اللّه إن هذا الفتى ليعجبني ما أحد من قريش له معي بضاعة إلاّ و قد سألني عنها، و ما بلغت له، و له - و اللّه - معي بضاعة و ما هو بأغناهم عنها و ما سألني عنها. قال: فقالت لي هند: و ما علمت شأنه؟ قال: فقلت و فزعت: و ما شأنه؟ قال: فقالت: إنه ليزعم أنه رسول اللّه، فوقذتني و ذكرت قول النصارى و وجمت حتى قالت لي هند: ما لك؟ فانتبهت، فقلت: إن هذا و اللّه لهو الباطل، لهو أعقل من أن يقول هذا. قالت: بلى و اللّه إنه ليقوله و يؤاتى (2) عليه، و إن له لصحابة (3) معه على أمره. قال: قلت: هذا باطل، قال: و خرجت، فبينا أنا أطوف بالبيت إذ لقيته فقلت: إن بضاعتك قد بلغت كذا و كان فيها خير، فأرسل إليها فخذها و لست آخذ منك فيها ما آخذ من قومي، قال: و أنا غير آخذها حتى تأخذ منها ما تأخذ من غيري من

ص: 263


1- بالأصل «عوج» و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل «و يؤتى» و المثبت عن الرواية السابقة.
3- بالأصل:«لصاحبك» و المثبت عن الرواية السابقة.

قومي قال: قلت: ما أنا بفاعل، قال: فو اللّه إذا لا آخذها قال: قلت: أرسل إليها فخذها و أنا آخذ منك ما آخذ من قومي قال: فأرسل إلى بضاعته فأخذها و أخذت منها ما كنت آخذ من غيره، و لم أنشب أن خرجت تاجرا إلى اليمن فقدمت الطائف، فنزلت على أميّة بن أبي الصّلت فتغديت معه ثم قلت: يا أبا عثمان هل تذكر حديث النصارى قال: أذكره قال:

قلت: فقد كان، قال: و من هو؟ قال: قلت محمد بن عبد اللّه، قال: ابن عبد المطلب؟ قلت: ابن عبد المطلب، قصصت عليه القصة خبر هند فاللّه يعلم أنه تصبّب عرقا، ثم قال:

و اللّه يا أبا سفيان لعله إن صفته لهي، و لئن ظهر و أنا حيّ و لا تليّن إلى اللّه في نصرته عذرا قال: و مضيت إلى اليمن فلم أنشب أن جاءني هناك استهلاله، و أقبلت حتى نزلت على أمية بالطائف. فقلت: يا أبا عثمان قد كان من أمر هذا الرجل ما قد بلغك و سمعت. قال:

لعمري قد كان قال: فقلت: و أين أنت منه يا أبا عثمان قال: و اللّه ما كنت لأؤمن برسول من غير ثقيف أبدا. قال أبو سفيان: و أقبلت حتى أتى مكة فو اللّه ما أنا منه ببعيد حتى جئت مكة فوجدت أصحابه يضربون و يقهرون قال: فجعلت أقول: فأين جنده من الملائكة؟ قال:

و دخلني ما يدخل الناس من النفاسة.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا بكر بن أحمد بن عقيل (1)،حدّثنا عبد اللّه بن شبيب [حدّثنا] (2) يعقوب بن محمد الزّهري، حدّثنا مجاشع (3) بن عمر الأسدي، حدّثنا ليث بن سعد، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن، عن عروة بن الزبير، عن معاوية بن أبي سفيان (4):هل لك أن تتقدم على الرقعة فنتحدث؟ قلت: نعم قال: ففعلنا. فقال لي: يا أبا سفيان إيه عن عتبة بن ربيعة؟ قلت: إيه عن عتبة بن ربيعة؟ قال: كريم الطرفين و يجتنب المحارم و المظالم؟ قلت:

نعم، قال: و شريف مسن؟ قلت: و شريف مسن. قال: السن و الشرف أزريا به؟ فقلت له:

كذبت ما ازداد سنا إلاّ ازداد شرفا. قال: يا أبا سفيان إنها كلمة ما سمعت أحدا يقولها لي منذ تنصرت (5)،فلا تعجل عليّ حتى أخبرك. قال: قلت: هات. قال: إني كنت أجد في كتبي

ص: 264


1- البداية و النهاية 283/2 نفيل.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن البداية و النهاية و في م: نا.
3- البداية و النهاية: مجامع بن عمرو الأسدي.
4- كذا و في الإسناد نقص تمامه في البداية و النهاية و م عن أبي سفيان بن حرب أن أمية بن أبي الصلت كان بغزة أو بايلياء فلما قفلنا قال لي أمية يا أبا سفيان..
5- كذا بالأصل و م و في البداية و النهاية:«تبصرت».

نبيا يبعث من حرّتنا هذه، فكنت أظن بل كنت لا أشك أنّي هو، فلما دارست أهل العلم إذا هو من بني عبد مناف، فنظرت في بني عبد مناف فلم أجد أحدا يصلح لهذا الأمر غير عتبة بن ربيعة، فلما أخبرتني بسنّه عرفت أنه ليس به حين جاوز الأربعين فلم يوح إليه. قال أبو سفيان: فضرب الدهر من ضربه فأوحي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و خرجت في ركب من قريش أريد اليمن في تجارة فمررت بأمية فقلت له كالمستهزئ به: يا أمية قد خرج النبي الذي كنت تنعته. قال: أما أنّه حقّ فاتبعه. قلت: ما يمنعك من اتّباعه؟ قال: ما يمنعني إلاّ الاستحياء من نسيات ثقيف، إني كنت أحدثهن أنّي هو، ثم يرينني تابعا لغلام من بني عبد مناف. ثم قال أمية: و كأني بك يا أبا سفيان أنك (1) خالفته ثم (2) قد ربطت كما يربط الجدي حتى يؤتى بك إليه، فيحكم بك فيما يريد.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا عمر بن محمد بن علي، حدّثنا قاسم بن زكريا، حدّثنا عبد اللّه بن أبي زياد، حدّثني خالد بن مخلد، حدّثنا سعيد بن السائب، حدّثنا غطيف بن أبي سفيان الثقفي.

حدّثنا يعقوب و نافع ابنا عاصم بن عروة، قالا: سألنا عبد اللّه بن عمر قلنا: من هذا الذي ذكر في القرآن أنه أوتي الآيات فانسلخ منها؟ قال: ذاك صاحبكم ابن أبي الصّلت - يعني أمية بن أبي الصلت - رواه يحيى بن معين عن حميد بن عبد الرحمن الرواسي، عن سعيد بن السائب نحوه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا معاذ بن المثنى، حدّثنا مسدّد، أنا أبو عوانة، عن عبد الملك - هو ابن عمير - عن نافع بن عاصم بن مسعود، قال: إنّي لفي حلقة فيها عبد اللّه بن عمرو فقرأ رجل من القوم الآية التي في الأعراف: وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنٰاهُ آيٰاتِنٰا فَانْسَلَخَ مِنْهٰا (3)قال: هل تدرون من هو؟ قال بعضهم: هو صيفي (4)بن الراهب، و قال آخر: بل هو بلعم رجل من بني إسرائيل قال: لا، قالوا: فمن هو؟ قال: هو أمية بن أبي الصّلت (5).

ص: 265


1- بالأصل:«إني» و الصواب ما أثبت و في م: ان.
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن البداية و النهاية و سقطت اللفظة من م.
3- سورة الأعراف، الآية:175.
4- بالأصل «من» و الصواب عن البداية و النهاية.
5- نقله ابن كثير في البداية و النهاية 280/2-281.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدّي أبو بكر، أنا محمد بن يوسف بن بشر الهروي، قال: قرئ على محمد بن حمّاد الطّهراني، أنا عبد الرّزّاق، قال: قال الثوري: و أخبرني حبيب بن أبي ثابت أن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال: هو أمية بن أبي الصلت (1).

قال: و أنا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن الكلبي في قوله: وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنٰاهُ آيٰاتِنٰا فَانْسَلَخَ مِنْهٰا قال: هو أمية بن أبي الصلت.

قال معمر: و قال قتادة: نختلف فيه، قال بعضهم: بلعم، و بعضهم يقول: أمية بن أبي الصلت.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المطرف بن السبط، أنا أبو سعد المظفّر بن الحسن، أنا أحمد بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن فراس - بمكة - أنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد اللّه الديبلي، حدّثنا أبو عبد اللّه شعبة بن عبد الرحمن، حدّثنا سفيان عن (2) الكلبي، عن أبي صالح [في] (3) قوله تعالى: آتَيْنٰاهُ آيٰاتِنٰا فَانْسَلَخَ مِنْهٰا هو أمية بن أبي الصلت، قال سفيان: لا أدري (4) عن ابن عباس أم لا.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدّي أبو بكر، أنا محمد بن يوسف بن بشر قال: قرئ على محمد بن حمّاد، أنا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن الكلبي قال: بينا أمية راقد و معه ابنتان له، إذ فزعت إحداهما فصاحت عليه، فقال: ما شأنك؟ قالت: رأيت نسرين كشطا سقف البيت فنزل أحدهما إليك فشق بطنك، و الآخر واقف على ظهر البيت فناداه فقال: أوعى؟ قال: نعم، قال: أ زكا؟ قال: لا. فقال: ذاك خير أريد بأبيكما فلم يفعله (5).

أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر، أنا أبو الحسن بن مكي، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد اللّه بن حميد بن رزيق، حدّثنا [أبو] (6) محمد عبد الرحمن بن عبد اللّه بن

ص: 266


1- البداية و النهاية 280/2.
2- بالأصل «بن» و الصواب عن م.
3- زيادة لازمة.
4- غير واضحة بالأصل و الصواب عن م.
5- نقله ابن كثير في البداية و النهاية 284/2 و في مختصر ابن منظور 46/5 فلم يقبله.
6- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بجانبها لفظة صح.

محمد بن عبد اللّه بن يزيد المقرئ - بمكة - حدّثني جدّي - يعني محمد بن عبد اللّه-، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشّريد أن الشّريد قال:

أردفني النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت؟» قلت: نعم فأنشدته، فقال:«هيه» فلم يزل يقول:«هيه» حتى أنشدته مائة بيت[2362].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو عثمان بن عبد اللّه البصري، حدّثنا إسماعيل بن قتيبة، حدّثنا يحيى بن يحيى، أنا المعتمر بن سليمان، عن عبد اللّه بن عبد الرحمن الطائفي، عن عمرو (1) بن الشريد، عن أبيه قال: استنشدني نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«هل تروي من شعر أمية شيئا؟» قلت: نعم. قال:

فأنشدته حتى أنشدته مائة بيت فقال:«إنه كاد ليسلم»[2363].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي أبو العباس أحمد بن منصور و عبد العزيز الكتاني، و الحسين بن علي بن محمد بن أبي الرّضا، و غنائم بن أحمد بن عبيد اللّه، و أبو القاسم بن أبي العلاء ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، و أبو القاسم بن العلاء و أبو نصر بن طلاّب، و غنائم بن أحمد بن عبيد اللّه، و علي بن الخضر بن عبدان ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الحسن بن علي بن عبد الواحد، أنا عمّي عبد الواحد بن علي بن الغزي ح و أبو القاسم بن السّوسي و أبو محمد بن الخليل بن فارس، و أبو يعلى حمزة بن علي بن الحبوبي (2)،قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء قالوا: أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت، حدّثنا علي بن داود القنطري (3)،حدّثنا عمر بن خالد، حدّثني عيسى بن يونس، عن أبي العلاء عبد اللّه بن عبد الرحمن بن يعلى الثقفي، حدّثنا عمرو (4) بن الشريد، عن أبيه، قال:

أنشدت النبي صلى اللّه عليه و سلم مائة قافية من شعر أمية بن أبي الصلت، فقال عند كل قافية «إيه» ثم قال «إن كاد ليسلم»[2364].

ص: 267


1- بالأصل «عمر» و المثبت عن البداية و النهاية 287/2 و مختصر ابن منظور 46/5.
2- انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 357/20(247).
3- بالأصل القمطري، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 143/13(74).
4- بالأصل القمطري، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 143/13(74).

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، حدّثنا مجاهد بن موسى، حدّثنا عثمان بن عمر، حدّثنا عبد اللّه بن عبد الرحمن، عن عمرو (1) بن الشريد، عن أبيه قال: أنشدني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من شعر أمية بن أبي الصلت فأنشدته مائة بيت قال:«إيه قد كاد أن يسلم»[2365].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن، أنا أبو سعيد محمد بن بشر بن العباس الشامي، أنا أبو لبيد بن إدريس الشامي، حدّثنا بندار، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا عبد اللّه بن عبد الرحمن التيمي، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه قال: استنشدني النبي صلى اللّه عليه و سلم مائة قافية من شعر أمية بن أبي الصلت، قال:«لقد كاد أن يسلم في شعره»[2366].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمران نا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر، أنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الورّاق، حدّثنا يحيى بن محمد صاعد، حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، أنا أبو أسامة، حدّثنا حاتم بن أبي صغيرة (2)،عن سماك بن حرب، عن عمر (3) بن نافع، عن الشريد الهمذاني (4)-و أخواله ثقيف و هو ابن شريد قال: خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في حجّة الوداع، فبينا أنا أمشي ذات يوم إذا وقع ناقة خلفي، فالتفتّ فإذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال:«الشريد» قلت: نعم، قال:

«أ لا أحملك؟» قلت: بلى، و ما بي من عناء و لا لغوب، و لكن أردت البركة في ركوبي مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأناخ، فحملني، فقال:«أ معك من شعر أمية بن أبي الصلت؟» قلت:

نعم، قال:«هات» فأنشدته قال: أظنه قال: مائة بيت، فقال «عند اللّه علم أمية بن أبي الصلت، عند اللّه علم أمية بن أبي الصلت»، قال ابن صاعد: و هذا حديث غريب ما سمعناه إلاّ من إبراهيم (5)[2367].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو القاسم بن

ص: 268


1- بالأصل «عمر» و المثبت عن البداية و النهاية 287/2 و مختصر ابن منظور 46/5 و م.
2- رسمها بالأصل «بالفاء» و في البداية و النهاية:«صفرة» و الصواب عن م، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 253/16.
3- البداية و النهاية و م: عمرو.
4- بالأصل «المهدابي» تحريف و الصواب عن م.
5- البداية و النهاية 287/2.

البسري و أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن العطّار، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا يحيى بن محمد، حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدّثنا أبو أسامة، حدّثنا حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك بن حرب، عن عمر بن نافع، عن الشريد الهمذاني، و أخواله ثقيف قال: خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في حجة الوداع فبينا أنا أمشي ذات يوم إذا وقع ناقة خلفي فالتفتّ فإذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال «الشريد»: فقلت: نعم، قال:«أ لا أحملك؟» قلت: بلى، و ما بي من إعياء و لا لغوب، و لكني أردت البركة في ركوبي مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأناخ فحملني فقال:«أ معك من شعر أمية بن أبي الصلت» قلت: نعم، [فقال:] «عند اللّه علم أمية بن أبي الصلت»[2368].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي و أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون، قالا: أنا عبد اللّه بن محمد الصّريفيني، أخبرتنا أم الفتح أمة السلام بنت أحمد [بن] (1)كامل القاضي، قالت: حدّثنا محمد بن إسماعيل بن علي بن النعمان بن راشد البندار، حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن علي بن سويد بن منجوف، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا سفيان - و هو الثوري - عن عبد الملك بن عمير، حدّثنا أبو سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن أصدق (2) كلمة قالها شاعر كلمة لبيد:

ألا كلّ شيء ما خلا اللّه باطل

و كاد ابن أبي الصلت أن يسلم» (3)[2369].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، حدّثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدّثني يعقوب بن عتبة، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: أنشد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من قول أمية بن أبي الصلت:

رجل و ثور تحت رجل يمينه *** و النّسر للأخرى و ليث مرصد

فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم «صدق» و أنشد قوله:

ص: 269


1- سقطت من الأصل.
2- عن البداية و النهاية و بالأصل «الصدقة».
3- نقله ابن كثير في البداية و النهاية 287/2.

و الشمس تطلع كل آخر ليلة *** صفراء يصبح لونها يتورّد

فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم «صدق» و أنشد قوله:

تأبى فما تطلع لنا في رسلها *** إلاّ معذّبة و إلاّ تجلد (1)

فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم «صدق»[2370].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن محمد، و حدّثني عبد اللّه بن محمد، حدّثنا عبدة بن سليمان، عن محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة (2)،عن عكرمة، عن ابن عباس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم صدّق أمية في شيء من شعر، فقال:

رجل و ثور تحت رجل يمينه *** و النّسر للأخرى و ليث مرصد (3)

فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم «صدق» و قال:

[و] الشمس تطلع كلّ آخر ليلة *** حمراء (4) يصبح لونها يتورّد

تأبى فما (5) تطلع لنا في رسلها *** إلاّ معذّبة و إلاّ تجلد

فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«صدق»[2371].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرنا أبو منصور محمد بن حمد بن منصور، و الحسين بن طلحة بن الحسين، و أم البهاء فاطمة بنت محمد بن البغدادي، قالوا: أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال ابن حمدان:

و عبد اللّه بن عمر [بن] (6) أبان. و قال ابن المقرئ و الحسن بن حماد الورّاق بدلا منه،

ص: 270


1- الأبيات في ديوانه ص 365 و الأغاني 128/4 و 130 و البداية و النهاية 288/2 باختلاف الألفاظ، و بالأصل:«آخر كل ليلة».
2- بالأصل «عتيبة» و الصواب ما أثبت عن م.
3- بالأصل:«و ليس مصدر».
4- الأغاني 130/4 حمراء مطلع لونها متورد.
5- الأغاني: فلا تبدو.
6- زيادة عن م و بالأصل:«عمر بان» و سيأتي صوابا في آخر الخبر.

قالا: حدّثنا عبدة بن سليمان، عن محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة، عن عكرمة، عن ابن عباس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم صدّق أميّة بن أبي الصّلت في بيتين من شعره، و في حديث ابن المقرئ: في بيتين، أو قال في شيء من شعره، قال:

رجل و ثور تحت رجل يمينه *** و النّسر للأخرى و ليث مرصد

زاد ابن حمدان: فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«صدق» و قال: و قالا:

و الشمس تطلع آخر كل ليلة *** حمراء يصبح لونها يتورّد

تأبى فما تطلع لنا في رسلها *** إلاّ معذّبة و إلاّ تجلد

قال: و قال ابن المقرئ: فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«صدق» و في حديثه: عند «آخر» بدل «كل»، قال و أنا ابن المقرئ في موضع «آخر» قال: و أنا أبو يعلى، حدّثنا عبد اللّه بن عمر بن أبان، حدّثنا عبدة بن سليمان فذكر مثله، و قال: في بيتين من شعره، و قال: عند آخر ليلة، و لم يذكر تصديق النبي صلى اللّه عليه و سلم إلاّ بعد ذكر الأبيات[2372].

أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن الفضل الفضيلي، و أبو بكر خلف بن عطاء بن أبي عاصم النّجار، و أبو الفتح عبد الرشيد بن أبي يعلى بن عبد الواحد، قالوا:

أنا أبو عمر عبد الواحد بن أحمد بن أبي القاسم المليحي الهروي بها، أنا أبو الحسين الخفّاف، حدّثنا أبو العباس السّرّاج - إملاء - حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن عمر بن منيع - صدوق ثقة - حدّثنا ابن عيينة عن عمارة بن أبي حفصة، عن عكرمة، قال: قال ابن عباس: إن الشمس تطلع كل سنة في ثلاثمائة و ستين كوّة، تطلع كل يوم في كوة لا ترجع إلى تلك الكوة إلى ذلك اليوم من العام القابل، و لا تطلع إلاّ و هي كارهة فتقول: رب لا تطلعني على عبادك فإني أراهم يعصونك، يعملون بمعاصيك. فقال: أ و لم تسمعوا إلى ما قال أمية بن أبي الصلت: حتى تجبر و تجلد؟، قلت: يا مولاي أو تجلد الشمس؟ فقال:

عضضت على هن أبيك، إنما اضطر الرويّ إلى الجلد.

أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن صابر، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، حدّثنا أبو بكر الخطيب.

و أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني و غيره عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد، حدّثنا محمد بن العباس الخزّاز، حدّثنا محمد بن القاسم بن محمد بن بشار، حدّثني أبي، نا أبو مسلم عبد الرحمن بن حمزة بن عفيف

ص: 271

البلخي، حدّثنا محمد بن عمرو بن أبي عمرو الشّيباني - صاحب اللغة و الرواية عن العرب - عن أبي عمرو الشّيباني عن أبي بكر الهذلي عن عكرمة قال: قال: قلت لابن عباس: أ رأيت ما جاء عن النبي صلى اللّه عليه و سلم في أمية بن أبي الصلت:«آمن شعره و كفر قلبه» فقال:

هو حقّ، فما أنكرتم من ذلك؟ قلت: أنكرنا قوله:

و الشمس تطلع كلّ آخر ليلة *** حمراء يصبح لونها يتورّد

ليست بطالعة لهم في رسلها *** إلاّ معذّبة و إلاّ تجلد

ما بال الشمس تجلد؟ فقال: و الذي نفسي بيده ما طلعت الشمس قطّ حتى ينخسها سبعون ألف ملك فيقولون لها: اطلعي، فتقول: لا أطلع على قوم يعبدونني من دون اللّه، فيأتيها ملك، فيستقل الضياء بني آدم (1)،فيأتيها شيطان يريد أن يصدّها عن الطلوع، فتطلع بين قرنيه فيحرقه اللّه تحتها، و ذلك قول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما طلعت إلاّ بين قرني شيطان» و ما غربت الشمس قط إلاّ خرّت للّه ساجدة فيأتيها شيطان يريد أن يصدّها عن السجود، فتغرب بين قرنيه فيحرقه اللّه تحتها و قد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«و لا غربت إلاّ بين قرني شيطان (2)»[2373].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، قال: سمعت ابن أبي الدنيا يقول: للّه تبارك و تعالى من العلوم ما لا يحصى، يعطي كل واحد من ذلك ما لا يعطي غيره. لقد حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن سعيد الطائي، حدّثنا عبد اللّه بن بكر السهمي، عن أبيه: أن قوما كانوا في سفر فكان فيهم رجل يمر الطائر فيقول: تدرون ما يقول هذا؟ فيقولون: لا، فيقول:

يقول: كذا و كذا، فيحيلنا عن شيء لا ندري أصادق هو أم كاذب إلى أن مروا على غنم و منها شاة قد تخلفت على سخلة لها، فجعلت تحنو عنقها إليها و تثغو فقال: أ تدرون ما تقول هذه الشاة؟ قلنا: لا، قال: تقول للسخلة الحقيني لا يأكلك الذيب كما أكل أخاك عام أول في هذا المكان. قال: فانتهينا إلى الراعي فقلنا له: ولدت هذه الشاة قبل عامك هذا؟ قال: نعم، ولدت سخلة عام أول فأكلها الذئب بهذا المكان، ثم أتينا على قوم فيهم ظعينة

ص: 272


1- في الأغاني 130/4 «فيأتيها شيطان حتى تستقبل الضياء يريد أن يصدها.» و في البداية و النهاية 288/2 فإذا همت بالطلوع أتاها شيطان يريد أن يثبطها.
2- الخبر في البداية و النهاية 288/2 و الأغاني 130/4-131.

على جمل لها و هو يرغو و يحنو عنقه إليها فقال: أ تدرون ما يقول هذا البعير؟ فقلنا: لا، قال: فإنه يلعن راكبته و يزعم أنها رحلته على مخيط، فهو مزنر في سنامه قال: فانتهينا إليهم، فقلنا: يا هؤلاء إن صاحبنا هذا يزعم أن هذا البعير يلعن راكبته و تزعم انها رحلته على مخيط و أنه في سنامه، قال: فاناخوا البعير، فحطّوا عنه، فإذا هو كما قال.

روى الزّبير بن بكار، عن عبد الرحمن بن أبي حمّاد المنقري، قال: كان أمية جالسا و معه قوم فمرّت به غنم، فذكر معي قصة الشاة و لم يذكر الطائر و لا الجمل (1).

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب و أبو الوحش المقرئ عنه، أخبرني أبو الحسن عبد الرحمن بن أحمد بن معاذ - بمصر - أنا أبو العباس أحمد بن محمد البغوي، أنا أبو الطّيّب محمد بن إسحاق بن يحيى بن الأعرابي النحوي - المعروف بابن الوشا - قال الأصمعي: كل شعر قيل في السخاء غلب عليه حاتم، و كلّ شعر قيل في الشجاعة غلب عليه عنترة، و كلّ شعر قيل في الغزل غلب عليه ابن أبي ربيعة، و كلّ ما قيل في الزهد غلب عليه أمية بن أبي الصلت (2).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا عبد الغافر بن محمد الفارسي، أنا أبو سليمان الخطابي، حدّثني أحمد بن المظفّر، حدّثنا محمد بن صالح الكيلاني، حدّثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال: سألت سفيان بن عيينة عن هذا (3)،فقلت له: هذا ثناء و ليس بدعاء، فقال: أ ما بلغك حديث منصور، عن مالك بن الحارث يقول اللّه تعالى:«إذا شغل عبدي ثناؤه عليّ عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين». فقلت: حدّثني عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري، عن منصور.

و حدثتني أنت عن منصور، عن مالك بن الحارث فقال: هذا تفسيره، ثم قال: أ ما بلغك ما قال أمية بن أبي الصلت حين أتى ابن جدعان يطلب فضله و نائله فقال (4):

أ أطلب حاجتي أم قد كفاني *** حياؤك إنّ شيمتك الحياء

ص: 273


1- انظر البداية و النهاية 286/2-287 و خبر الشاة نقلها في الأغاني 124/4-125 عن الزبير.
2- انظر قوله باختلاف في الأغاني 125/4 و لم يذكر حاتم.
3- كذا بالأصل و م، و ثمة نقص ظاهر في الكلام، انظر الرواية التالية للخبر.
4- البيتان في ديوانه ص 333 و في البداية و النهاية 288/2 من شعر أمية يمدح عبد اللّه بن جدعان و بينهما عدة أبيات. و الأغاني 328/8 أيضا من عدة أبيات.

إذا أثنى عليك المرء يوما *** كفاه من تعرّضه الثّناء

ثم قال: يا حسين هذا مخلوق يكتفي بالثناء عليه دون مسألته فكيف بالخالق عز و جل؟ أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو علي الروذباري، أنا الحسن بن محمد القسري، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا الحسين بن الحسن المروزي،- و كان جاور بمكة حتى مات بها - قال: سألت سفيان بن عيينة عن تفسير قول النبي صلى اللّه عليه و سلم:«أكثر دعائي و دعاء الأنبياء قبلي بعرفة لا إله لا اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد، و هو على كل شيء قدير». و إنما هو ذكر ليس فيه دعاء، قال سفيان: سمعت حديث منصور، عن مالك بن الحارث؟ قلت: نعم، قال ذاك تفسير هذا، ثم قال: أ تدري ما قال أمية بن أبي الصلت حين أتى ابن جدعان يطلب نائله و معروفه؟ قلت: لا، قال: لما أتاه قال (1):

أ أذكر حاجتي أم قد كفاني *** حياؤك إنّ شيمتك الحياء

إذا أثنى عليك المرء يوما *** كفاه من تعرّضك الثناء

قال سفيان: فهذا مخلوق حين ينسب إلى الجود، قيل: يكفينا من تعرضك الثناء عليك حتى تأتي على حاجتنا فكيف بالخالق[2374]؟ أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد، حدّثنا أحمد بن مروان المالكي، حدّثنا إبراهيم بن دازيل الهمذاني، ثنا الحميدي، حدّثنا سفيان بن عيينة يوما بحديث النبي صلى اللّه عليه و سلم «إنه أفضل ما قلت أنا و النبيون من قبلي يوم عرفة لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له» قيل لسفيان بن عيينة تشتغل الإنس هذه عن المسألة فقال:

نعم، و حدّثنا منصور عن مالك بن الحارث، قال: قال اللّه تبارك و تعالى:«من شغله الثناء عليّ عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين»، ثم التفت إلينا سفيان بن عيينة فقال: أ ما سمعتم قول أمية بن أبي الصلت حين أتى ابن جدعان بطلب نائله فقال:

أ أذكر حاجتي أم قد كفاني *** حياؤك إنّ شيمتك الحياء

إذا (2) أثنى عليك المرء يوما *** كفاه من تعرّضك الثناء

ص: 274


1- الخبر في الأغاني 330/8-331 و البيتان، في ترجمة عبد اللّه بن جدعان.
2- بالأصل «إذا» و الصواب عن الأغاني و البداية و النهاية و الديوان.

كريم لا يغيّره صباح *** عن الخلق الجميل (1) و لا مساء

يباري الريح مكرمة وجودا *** إذا ما الضبّ (2) أجحره الشتاء

فأرضك (3) كل مكرمة بناها *** بنو تيم و أنت لها سماء

فأعطاه و وصله، فهذا مخلوق اكتفى بالثناء عليه عن المسألة، فكيف الخالق عزّ و جلّ الذي ليس كمثله شيء[2375].

أخبرنا أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا أبو بكر الخطيب (4)،أنا محمد بن علي بن مخلد الورّاق، حدّثنا أحمد بن محمد بن عمران، حدّثنا محمد بن يحيى الصولي، حدّثنا محمد بن يزيد المبرد، و محمد بن العباس الرياشي، قالا: حدّثنا العباس بن الفرج الرياشي، حدّثنا أبو عاصم قال: اشترى أخ لشعبة من طعام السلطان، فحبس (5) هو و شركاؤه، فحبس بستة آلاف دينار بحصته، فخرج شعبة إلى المهدي ليكلمه فيه، فلما دخل عليه قال له: يا أمير المؤمنين أنشدني قتادة و سماك بن حرب لأمية بن أبي الصلت بقوله لعبد اللّه بن جدعان:

أ أذكر حاجتي أم قد كفاني *** حياؤك إنّ شيمتك الحياء

كريم لا يعطّله صباح *** عن الخلق الكريم و لا مساء

فأرضك أرض مكرمة بنتها *** بنو تيم و أنت لها سماء

فقال: يا أبا بسطام لا تذكرها قد عرفناها و قضيناها لك، ادفعوا إليه أخاه لا تلزموه شيئا.

قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن بن البنا، عن أبي الفضل عبيد اللّه بن أحمد بن علي الكوفي ح.

و أنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن علي بن عبيد اللّه بن سوار، نا أبو

ص: 275


1- الأغاني 328/8 السنّي.
2- الأغاني و البداية و النهاية: الكلب.
3- البداية و النهاية: و أرضك أرض مكرمة بنتها.
4- تاريخ بغداد 256/9 في ترجمة شعبة بن الحجاج.
5- تاريخ بغداد: فخسر.

الفضل الكوفي، حدّثنا أحمد بن محمد بن عمران، حدّثنا محمد بن يحيى الصولي، حدّثنا المبرّد، حدّثنا الرياشي عن أبي عاصم، قال: قدم شعبة على المهدي و كلّمه في أخيه أن يهب له ما عليه، و كان عليه ستة آلاف دينار. فقال شعبة: يا أمير المؤمنين أنشدني قتادة لأمية بن أبي الصّلت:

أ أذكر حاجتي أم قد كفاني *** حياؤك إنّ شيمتك الحياء

كريم لا يغيّره صباح *** عن الخلق الكريم و لا مساء

فأرضك كل مكرمة بنتها *** بنو تيم و أنت لهم سماء

قال المهدي: قد عرفنا حاجتك و قد قضيناها لك، ادفعوا إليه أخاه لا تلزموه شيئا.

أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدّثنا الزبير بن بكار، قال و لعبد اللّه بن جدعان يقول أمية بن أبي الصلت الثّقفي:

أ أذكر حاجتي أم قد كفاني *** حياؤك إنّ شيمتك الحياء

و علمك بالحقوق (1) و أنت فرع (2) *** لك الحسب المهذّب و الثناء

كريم لا يغيّره صباح *** عن الخلق الجزيل و لا مساء

تباري الريح مكرمة وجودا *** إذا ما الكلب أجحره الشتاء

و أرضك أرض مكرمة بنتها *** بنو تيم و أنت لها سماء

إذا أثنى عليك المرء يوما *** كفاه من تعرّضه الثناء

و له يقول أيضا أمية بن أبي الصلت (3):

علم ابن جدعان بن عم *** رو أنه يوما مدابر

و مسافر سفرا بعي *** دا لا يرى (4) منه المسافر

فقدره (5) بفنائه *** للضيف مترعة زواجر

ص: 276


1- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن البداية و النهاية 288/2 و في الأغاني 328/8 بالأمور.
2- في الأغاني:«قرم».
3- الأبيات في الأغاني 331/8 قالها أمية بن أبي الصلت و قد دخل على عبد اللّه و هو يجود بنفسه فقال به: كيف تجدك أبا زهير؟ فقال: إني لمدابر (أي ذاهب). و شعراء النصرانية القسم الأول ص 222.
4- الأغاني: لا يئوب به.
5- الأغاني و شعراء النصرانية: فقدروه.

زبدا و غرغرة كقر *** قرة الفحول إذا تخاطر

فكأنهن إذا حمي *** ن بما سخفن (1) به ضرائر

و كأنما يدعي عري *** نه في طوائفها و هاجر

بذ المعاشر كلهم *** بالفضل يعرفه (2) المعاشر

و علا علو الشمس حت *** ى ما يفاخره مفاخر

آباؤك الشم المرا *** جيح المساميح الأخاير

و إذا تشام بروقهم *** جارت أكفّهم المواطر

لا يحمونهم جانب *** المحل و لا تجاور

قوم حصونهم الأسن *** ة و الأعنة و الحوافر

نزلوا البطاح ففضلت *** بهم البواطن و الظواهر

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، حدّثنا محمد بن يونس، قال: أنشدنا الأصمعي لأمية الملائك بن أبي الصلت في ذكر العرش:

مجّدوا اللّه فهو للمجد أهل *** ربّنا في السماء أمسى كبيرا

بالبناء الأعلى الذي سبق الناس *** و سرى فوق السماء سريرا

شريفا ما يناله بصر العي *** ن ترى دونه الملائك صورا

قال الأصمعي: الملائك جمع ملك، و صور: المائل العنق، و هم حملة العرش (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أبو محمد عبيد اللّه بن عبد الرحمن، حدّثنا أبو يعلى، حدّثنا زكريا بن يحيى المنقري، حدّثنا الأصمعي، حدثني محمد بن إسماعيل بن طريح الثقفي، عن أبيه، عن جده، قال: أنشدت لأمية بن أبي الصلت الثقفي:

ص: 277


1- الأغاني و شعراء النصرانية: شحنّ.
2- الأغاني و شعراء النصرانية: قد علم.
3- الأبيات في البداية و النهاية 288/2.

لا ينكشون (1) الأرض عند سؤالهم *** لتطلّب (2) العلاّت بالعيدان

بل يسفرون (3) وجوههم فترى لها *** عند السؤال كأحسن الألوان

و إذا المقلّ أقام وسط رحالهم (4) *** ردوه ربّ صواهل و قيان

و إذا دعوتهم لكلّ ملمة *** سدّوا شعاع الشّمس بالفرسان (5)

و يروى (6):و يوم ليوم كريهة (7).

أخبرنا أبو الحسن بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر - يعني (8):ابن المسلمة - أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزّبير بن بكّار، قال: قال أمية بن أبي الصلت بن أبي ربيعة الصلت الثقفي و هو يحرّض بني عبد مناة بن كنانة على نصر قريش و مؤازرتهم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (9):

للّه در بني علي *** أيّم منهم و ناكح

إن لم تغيروا غارة *** شعواء تجحر (10) كل نابح

بزهاء ألف أو (11) بأل *** ف بين ذي بدن و رامح

مردا (12) على جرد إلى *** أسد مكالبة كوالح

نسبهم إلى علي لأن أمهم تزوجت علي بن مسعود بن ذئب الغسّاني، فضم ولدها

ص: 278


1- البداية و النهاية 288/2 و شعراء النصرانية ص 237 «لا ينكثون» و في الأغاني 120/4 «ينكتون» و في الشعر و الشعراء ص 282 ينقرون.
2- الأغاني و شعراء النصرانية: لتلمس.
3- الشعر و الشعراء: بل يبسطون.
4- صدره في الأغاني و الشعر و الشعراء و الشعراء النصرانية: قوم إذا نزل الغريب بدارهم ابن قتيبة: الحريب بدل الغريب. و الأصل كالبداية و النهاية.
5- الشعر و الشعراء: بالخرصان.
6- بالأصل «و يوم» و الصواب ما أثبت.
7- و هي رواية الشعر و الشعراء ص 282.
8- بالأصل:«و يروى» و هي مقحمة و المثبت «يعني» للتوضيح.
9- شعراء النصرانية 224 و سيرة ابن هشام 31/3 من قصيدة طويلها قالها يرثي من أصيب من قريش يوم بدر.
10- عن ابن هشام، و بالأصل «بحجر».
11- ابن هشام:«ثم ألف» و البدن: الدرع.
12- عن ابن هشام، و بالأصل:«مرد».

بكرا و عامرا و مرة بني عبد مناف، فنسبوا إليها (1).

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن أحمد بن العباس، أنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن الحسن القزويني، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو محمد عبيد اللّه بن عبد الرحمن السّكّري، أنا أبو محمد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة الدّينوري، قال: سألت عن جهنم هل وجدت لها ذكرا في الشعر القديم و هذا يحتاج إلى تتبع و طلب، و قد تذكرت فلم أذكر إلاّ شيئا وجدته في شعر أمية بن أبي الصلت قال:

فلا تدنو جهنّم من برئ *** و لا عدن يطالعها الأثيم

و هم يطفون كالأقذاء فيها *** لئن لم يغفر البرّ الرحيم

إذا شبت جهنم ثم وارت *** و أعرض عن قوانسها الجحيم

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنشدني أبو ذرّ الفقيه - يعني عبد اللّه بن محمد بن أحمد بن حبيب - أنشدني أبو عبد اللّه الكندي الكوفي لأمية بن أبي الصلت (2):

عطاؤك زين لامرئ إن حبوته *** بخير (3) و ما كل العطاء يزين

و ليس بشين لامرئ بذل وجهه *** إليك كما بعض السؤال يشين

[أخبرنا] (4)-أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر، أنا علي بن يعقوب بن أبي العقب، حدّثنا القاسم بن موسى الأشيب، حدّثني السّري بن عاصم، قال: قال أمية بن أبي الصلت (5):

فمن حامل إحدى قوائم عرشه *** و لو لا إله الخلق كلّوا و أبلدوا (6)

ص: 279


1- في جمهرة ابن حزم ص 180 كان علي أخا عبد مناة بن كنانة لأمة، و هي امرأة من بليّ، فحضن علي بني عبد مناة بعد موته، فنسبوا إليه، و لم يشر ابن حزم إلى زواج علي من امرأة أخيه عبد مناة.
2- الأغاني 328/8 و شعراء النصرانية ص 221 و طبقات الشعراء لابن سلاّم ص 102.
3- كذا بالأصل و ابن سلام، و في الأغاني و شعراء النصرانية: ببذل.
4- زيادة لازمة.
5- البيتان في البداية و النهاية 288/2 «في حملة العرش» و شعراء النصرانية ص 227 من قصيدة في كمالات الحضرة العلوية.
6- عن البداية و النهاية، و بالأصل «و بدلوا» و روايته في شعراء النصرانية: ملائكة أقدامهم تحت عرشه بكفيه لو لا اللّه كلّوا و أبلدوا

قيام على الأقدام عانون تحته *** فرائصهم من شدة الخوف ترعد

[أخبرنا] (1) أبو القاسم الحسيني، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا سليمان بن أبي شيخ، حدّثني محمد بن الحكم، عن عوانة بن الحكم، قال: قال أمية بن أبي الصلت و هو جاهلي (2):

إن آيات ربّنا قائمات (3) *** ما يماري فيهن إلاّ الكفور

حبس الفيل بالمغمّس (4) حتى *** ظلّ يحبو كأنه معقور

قال: و أنا أحمد بن مروان، حدّثنا عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة، حدّثنا عبدة الصّفار، حدّثنا العلاء بن الفضل، عن محمد بن إسماعيل، عن أبيه، عن جده، عن جد أبيه، قال:

سمعت أمية بن أبي الصلت عند وفاته، و أغمي عليه طويلا ثم أفاق، فرفع رأسه إلى سقف البيت فقال: لبّيكما ها أنا ذا لديكما لا عشيرتي تحييني، و لا مالي يعديني، ثم أغمي عليه طويلا ثم أفاق فقال (5):

كأن عيشي و إن تطاول دهرا *** صائر مرة إلى أن يزولا

ليتني كنت قبل ما قد بدا لي *** في رءوس الجبال أرعى الوعولا

ثم فاضت نفسه.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، نا أبو علي أحمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أنا أبو سليمان محمد بن عبد اللّه الرّبعي، أنا أبي، حدّثنا محمد بن صالح أبو بكر البزّار، حدّثنا العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سويد، حدّثنا محمد بن إسماعيل بن طريح بن إسماعيل بن طريح الثقفي، عن أبيه، عن جدّ أبيه قال: حضرت أمية بن أبي الصلت حين حضرته الوفاة فأغمي عليه ثم أفاق فرفع

ص: 280


1- زيادة لازمة.
2- شعراء النصرانية ص 229، و نسبها ابن إسحاق لأبي الصلت بن أبي ربيعة الثقفي في شأن الفيل، و يذكر الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام. قال ابن هشام: تروى لأمية (سيرة ابن هشام 62/1) و معجم البلدان «المغمس».
3- ابن هشام:«ثاقبات» و بهامشها عن نسخة: باقيات. و في معجم البلدان: ظاهرات.
4- موضع قرب مكة في طريق الطائف.
5- الخبر و البيتان في الأغاني 128/4 - و 132 و طبقات ابن سلاّم ص 103 و الشعر و الشعراء ص 281 و البداية و النهاية 285/2.

رأسه إلى باب البيت فقال: لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما، لا مال ينجيني، و لا عشيرتي، و لا قوي فانتصر و لا براءة لي عذر (1)،ثم أغمي عليه، ثم رفع رأسه فقال:

كلّ عيش و إن تطاول دهره *** صائر مرة إلى أن يزولا

ليتني كنت قبل ما قد بدا لي *** في رءوس الجبال أرعى الوعولا

ثم فاضت نفسه.

قال: و حدّثنا محمد بن جعفر السامري، حدّثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق القلوسي، حدّثنا العلاء بن الفضل، حدّثنا محمد بن إسماعيل الثقفي، عن أبيه، عن جدّه، عن جدّ أبيه، قال: حضرت ابن أبي الصّلت حين حضرته الوفاة فأغمي عليه طويلا، ثم أفاق فرفع رأسه فنظر إلى باب البيت فقال: لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما، لا قوي فانتصر، و لا عذر فاعتذر، ثم أغمي عليه ثم أفاق فرفع رأسه فنظر إلى باب البيت فقال:

لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما، لا عشيرتي تحميني و لا مال يعديني (2)،ثم أغمي عليه ثم أفاق فقال:

كلّ عيش و إن تطاول دهرا *** صائر مرة إلى أن يزولا

ليتني كنت ما قد بدا لي *** في رءوس الجبال أرعى الوعولا

ثم فاضت نفسه.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن، حدّثنا أبو يعلى زكريا بن يحيى المنقري، حدّثنا العلاء بن الفضل، حدّثنا ابن إسماعيل بن طريح بن إسماعيل الثقفي، عن أبيه، عن جدّه، عن جدّ أبيه قال: شهدت أمية بن أبي الصلت عند موته و أغمي عليه طويلا ثم أفاق فرفع رأسه إلى باب البيت فقال: لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما، لا عشيرتي تحميني و لا مال يعديني، ثم أغمي عليه طويلا ثم أفاق فرفع رأسه نحو الباب باب البيت فقال: لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما لا قوي فانتصر، و لا براءة لي و لا عذر، ثم أغمي عليه طويلا ثم أفاق فقال:

ص: 281


1- كذا، و في الأغاني 127/4 و 132 لا برئ فاعتذر.
2- الأغاني:«يغنيني» و في موضع 132/4 يفديني.

كلّ عيش و إن تطاول دهرا *** صائر مرة إلى أن يزولا

ليتني كنت ما قد بدا لي *** في رءوس الجبال أرعى الوعولا

ثم فاضت نفسه.

أخبرنا أبو تراب حيدرة (1) بن أحمد، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو الحسن بن رزقويه (2)،حدّثنا أحمد بن السندي، حدّثنا الحسن بن علي، حدّثنا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر القرشي، عن محمد بن إسحاق، عن الزّهري، عن سعيد بن المسيّب؛ و عثمان بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، قال: قدمت الفارعة أخت أمية بن أبي الصلت (3) على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعد فتح مكة، و كانت ذات لبّ و عقل و جمال، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بها معجبا، فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذات يوم:«يا فارعة هل تحفظين من شعر أخيك شيئا؟» فقالت: نعم و أعجب منه ما قد رأيت.

قالت: كان أخي في سفر فلما انصرف بدأ بي فدخل عليّ فرقد على السرير و أنا أحلق أديما في يدي إذ أقبل طائران أبيضان - أو كالطيرين أبيضين - فوقع على الكوة أحدهما، و دخل الآخر فوقع عليه، فشقّ الواقع عليه ما بين قصه إلى عانته ثم أدخل يده في جوفه فأخرج قلبه فوضعه في كفه ثم شمه، فقال له الطائر الأعلى: أوعى (4)؟قال: وعا، قال: أ زكا؟ قال:

أبى، ثم رد القلب إلى مكانه، فالتأم الجرح أسرع من طرفة عين، ثم ذهبا فلما رأيت ذلك دنوت منه فحركته، فقلت هل تجد شيئا؟ قال: لا، إلاّ توصيبا (5) في جسدي، و قد كنت ارتعت مما رأيت، فقال لي: ما لي أراك مرتاعة؟ قالت: فأخبرته الخبر [فقال:] (6) خيرا أريد بي ثم أصرف عني، فأنشأ يقول (7):

بانت همومي تسري طوارقها *** ألف عيني و الدمع سابقها

ممّا أتاني من اليقين و لم *** أوت براة بعض ناطقها

ص: 282


1- بالأصل «حيدة» و الصواب عن م، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 415/7.
2- بالأصل «رقويه» و المثبت عن م.
3- بالأصل «عن» و الصواب عن البداية و النهاية 284/2 و م.
4- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب عن البداية و النهاية، و الأغاني 127/4 و طبقات ابن سلاّم ص 102.
5- في البداية و النهاية: توهينا.
6- زيادة عن البداية و النهاية و م.
7- الأبيات في ديوانه ص 419 و البداية و النهاية 284/2.

أم من تلظّى عليه واقدة *** النّار محيط بهم سرادقها

أم اسكن الجنّة التي وعد ال *** أبرار مصفوفة نمارقها

لا يستوي المنزلان و لا *** الأعمال لا تستوي طرائقها

هما فريقان فرقة تدخل ال *** جنة حفّت بهم حدائقها

و فرقة منهم قد أدخلت ال *** نار فساءتهم مرافقها

تعاهدت هذه القلوب إذا *** همّت بخير عاقب عواقبها

إن لم يمت عبطة (1) تمت هرما *** للموت كأس و المرء ذائقها

و صدها للشقاء عن طلب ال *** جنة دنيا اللّه ما حقها

عبد دعا نفسه فعاتبها *** يعلم أن الصبر (2) رامقها

يوشك من فرّ من منيته *** يوما على غرّة يوافقها

قالت: ثم انصرف إلى رحله فلم يلبث إلاّ يسيرا حتى طعن في جنازته، فأتاني الخبر فانطلقت إليه فوجدته منعوشا قد سجي عليه، فدنوت منه فشهق شهقة، و شق بصره و نظر نحو السقف و رفع صوته [و قال:] (3) لبيكما ها أنا ذا لديكما، لا ذو مال فيفديني و لا ذو أهل تحميني ثم أغمي عليه، إذ (4) شهق شهقة قلت: قد هلك الرجل فشق بصره نحو السقف و رفع صوته فقال: لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما، لا ذو براءة فأعتذر، و لا ذو عشيرة فأنتصر، ثم أغمي عليه إذ شهق شهقة و نظر نحو السقف فقال: لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما:

إن تغفر اللّهم تغفر جمّا *** و أي عبد لك لا ألمّا (5)

ثم أغمي عليه و شهق شهقة، فقال: لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما:

كلّ عيش و إن تطاول دهرا *** صائر مرة إلى أن يزولا

ليتني كنت قبل ما قد بدا لي *** في قلال الجبال أرعى الوعولا

ص: 283


1- مات عبطة أي شابا صحيحا، و اعتبطه الموت و أعبطه (القاموس).
2- البداية و النهاية: البصير.
3- زيادة عن البداية و النهاية.
4- بالأصل:«إذا» و المثبت عن ابن كثير.
5- البيت في الأغاني 128/4 و 132 و طبقات ابن سلام 103 و البداية و النهاية 285/2.

ثم مات فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا فارعة، فإنّ مثل أخيك كمثل الذي أتاه اللّه آياته فانسلخ منها» إلى آخر (1) الآية[2376].

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي، أنا أبو الحسين الفارسي، أنا أبو سليمان الخطابي، قال في حديث النبي صلى اللّه عليه و سلم إن فارعة بنت أبي الصلت الثقفي جاءته فسألها عن قصة أخيها أميّة فقالت: قدم أخي من سفر فأتاني فوثب على سريري فأقبل طائران فسقط أحدهما على صدره فشق ما بين صدره إلى ثيبته فأيقظته فقلت: يا أخي هل تجد شيئا، قال: لا، و اللّه إلاّ توصيبا (2) و ذكرت القصة في موته.

حدّثنيه بعض أصحابنا عن الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدّثنا عبد الله بن شبيب، حدّثني إبراهيم بن يحيى بن هانئ، حدّثني أبي، عن محمد بن إسحاق، عن الزّهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس: قولها وثب على سرير: معناه اتكأ عليه و نام أو نحو ذلك، و هي لغة حميرية يقال (3):وثب الرجل إذا قعد و استقر على المكان، و الوثاب: الفراش في لغتهم، و الثيبة: العانة، و يقال هي ما بين السرة و العانة.

و التوصيب كالتوصيم: فتور و تكسّر يجده الإنسان في نفسه، قال لبيد:

و إذا رمت رحيلا فارتحل *** و اعص ما تأمر توصيم الكسل (4)

و أخبرني أبو رجاء الغنوي، أخبرني محمد بن يحيى المقرئ، حدثنا سلمة، عن الفراء، قال: قيل لأعرابي: كيف تجدك؟ فقال:

صداع و توصيم العظام و فترة *** و غثي مع الإشراق في الجوف لابث

و قد تبدل الميم باء لقرب مخارجها كقولهم: سمد رأسه و سبده، و أمر لازم و لازب.

و قد روي في وفاته غير هذا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر

ص: 284


1- سورة الأعراف، الآية:175-177.
2- أي فتورا.
3- بالأصل «فقال».
4- ديوانه ط بيروت ص 141 و اللسان «وصم».

الخطيب (1)،أخبرني الحسن بن محمد الخلاّل، أنا أحمد بن محمد بن عمران، حدّثني خالي إبراهيم بن أحمد - يعني ابن إسحاق بن إبراهيم المخزومي (2)-حدّثنا أحمد بن فرج المقرئ، حدّثني يعقوب بن السكيت، قال: كان أمية بن أبي الصلت بسرف (3) قال:

فجاء غراب فنعب نعبة فقال له أمية:

بفيك التراب، ثم نعب نعبة أخرى [فقال] (4):بفيك التراب، ثم أقبل على أصحابه فقال: ما تدرون ما قال هذا الغراب؟ يزعم أني أشرب هذا الكأس، ثم أتّكئ فأموت، ثم نعب نعبة أخرى فقال: و آية ذلك أنّي أقع على هذه المزبلة فأبتلع عظما، ثم أقع فأموت.

قال: فوقع الغراب على المزبلة فابتلع عظما فمات، فقال أمية: أمّا هذا قد صدقني عن نفسه، و لكن لأنظرن أ يصدقني عن نفسي، قال: فشرب الكأس ثم اتّكأ فمات.

أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنا أبو الفضل أحمد بن علي بن الفرات، أنا رشأ بن نظيف، أنا عبد الوهاب بن جعفر، أنا أبو سليمان بن زبر (5)،أنا أبي، أنا أحمد بن محمد بن نصر، حدثني يحيى بن خالد بن يحيى بن أيوب بن سلمة بن عبد اللّه بن الوليد بن المغيرة، عن أبيه، عن الأعرج الزهري، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الجمحي، عن ابن شهاب قال: قال أمية بن أبي الصّلت:

أ لا رسول لنا منّا يخبّرنا *** ما بعد غايتنا من رأس مجرانا؟ (6)

قال: ثم خرج أمية إلى البحرين و نبّئ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأقام أمية بالبحرين ثماني سنين ثم قدم الطائف فقال لهم: ما يقول محمد بن عبد اللّه؟ قالوا: يزعم أنه نبي فهو الذي كنت تتمنى قال: فخرج حتى قدم عليه بمكة، قال: فلقي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا ابن عبد المطلب ما هذا الذي تقول؟ قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أقول إنّي رسول اللّه،[و أن اللّه

ص: 285


1- تاريخ بغداد 16/6 في ترجمة إبراهيم بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم.
2- كذا بالأصل و في تاريخ بغداد: المخرمي.
3- كذا بالأصل، و في تاريخ بغداد:«يشرب»!؟ و سرف: بفتح أوله و كسر ثانيه موضع على ستة أميال من مكة.
4- زيادة عن تاريخ بغداد.
5- بالأصل «زيد» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 440/16.
6- ديوانه ص 516 و البداية و النهاية 285/2 و الأغاني 129/4 برواية: أ لا نبي لنا منا فيخبرنا ما بعد غايتنا من رأس محيانا

لا إله] (1) إلاّ هو» قال: فإنّي أريد أن أكلمك، تعدني غدا؟ قال: فموعدك غدا،[قال] (2):

فتحب أن آتيك وحدي أو في جماعة من أصحابي، و تأتي وحدك أو في جماعة من أصحابك؟ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أيّ ذلك شئت» قال: فإني آتيك في جماعة فأت في جماعة. قال: فلمّا كان الغد غدا أمية في جماعة من قريش، قال: و غدا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم معه نفر من أصحابه حتى جلسوا في ظلّ البيت قال فبدأ أمية فخطب، ثم سجع ثم أنشد الشعر حتى إذا فرغ قال: أجبني يا ابن عبد المطلب قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ حتى إذا فرغ منها وثب أميّة يجر رجليه، قال: فتبعته قريش تقول: ما يقول يا أميّة، قال: أشهد أنّه على الحق، قالوا: فهل تتبعه؟ قال: حتى انظر في أمره، قال: ثم خرج أمية إلى الشام حتى نزل بدرا، قال: ثم ترحّل يريد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: فقال قائل: يا أبا الصلت ما تريد؟ قال: أريد محمدا (3)،قال: و ما تصنع؟ قال: أؤمن به و ألقي إليه مقاليد هذا الأمر، و قال: تدري من في القليب؟ قال: لا، قال: فيه عتبة بن ربيعة و شيبة بن ربيعة و هما ابنا خالك و أمه رقيقة (4) بنت عبد شمس.[قال: فجدع أنف] (5) ناقته و قطع ذنبها، ثم وقف على القليب يقول:

ما ذا ببدر فالعقن *** قل من مرازبة جحاجح (6)

قال: فرجع إلى مكة و ترك الإسلام، فخرج حتى قدم الطائف فقدم على أخته فوجدها تجلي أدما لها، قال: فقال: دعيني حتى أنام قال: فوضع رأسه، قالت أخته إلى أن شقت ناحية من سقف البيت فإذا طائران أبيضان فوقع أحدهما على الشق و وقع أحدهما على بطن أمية فنقر صدره نقرة شقه فأخرج قلبه ثم شق قلبه فقال له الطائر الأعلى: أوعى قال: وعا. قال: قبل؟ قال: أبى، قال: ثم ردّ قلبه و طار. قال: فأتبعهما بصره فقال:

لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما، لا مال يغنيني و لا عشيرة تحميني. قال: فأقبل الطير حتى وقع على بطنه فنقر صدره فأخرج قلبه ثم شق عليه فقال الطائر الأعلى أوعى؟ قال: وعا.

قال: قبل؟ قال: أبى. قال: فردّه ثم طار، فأتبعهما أمية بصره، فقال: لبيكما لبيكما ها أنا

ص: 286


1- ما بين معكوفتين زيادة عن البداية و النهاية سقط من الأصل و م.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن البداية و النهاية سقط من الأصل و م.
3- في البداية و النهاية: ربيعة.
4- في البداية و النهاية: ربيعة.
5- الزيادة عن م مختصر ابن منظور 53/5، و في البداية و النهاية:«أذني ناقته».
6- ديوانه ص 346 و طبقات ابن سلاّم ص 101 و سيرة ابن هشام 31/3.

ذا لديكما، لا بريء فأعتذر و لا ذو عشيرة فأنتصر. قال: فأقبل الطائر فوقع على صدره فنقر صدره نقرة شقه فأخرج قلبه فشقه قال: فقال له الطائر الأعلى: أوعى؟ قال: وعا. قال:

قبل؟ قال: أبى قال فردّه ثم طار فأتبعهما أميّة طرفه، فقال: لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما، محفود بالنعم مخصود بالدم. قال فأقبل الطير فوقع على بطنه قال: فنقر صدره نقرة شقه ثم أخرج قلبه فشقه قال: فقال الطائر الأعلى: أوعى؟ قال: وعا. قال: فأقبل؟ قال: فأبى قال: فردّه ثم طار فأتبعهما أمية بصره، فقال: لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما:

إن تغفر اللّهم تغفر جمّا *** و أي عبد لك إلاّ ألمّا

فاستوى السقف و استوى أمية جالسا فقالت أخته: يا أخي هل تجد شيئا قال: لا إلاّ حرّا في صدري، قال: و جعل يمسح بيده صدره و أنشأ يقول:

ليتني كنت قبل ما قد بدا لي *** في قنان الجبال أرعى الوعولا

فاجعل الموت نصب عينيك و احذر *** غولة الدّهر إنّ للدهر (1) غولا

نائلا طرفها (2) القساور و الصد *** عان و الطفل في المنار الشكيلا

و بغاث النياف اليعفر النا *** فر و العوهج التوأم الضئيلا

قال: ثم خرج من عندها حتى إذا كان بين بيتها و بين بيته أدركه الموت، قال: ففيه أنزل اللّه عز و جل: وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنٰاهُ آيٰاتِنٰا فَانْسَلَخَ مِنْهٰا .

القساور: الأسد، الواحد قسورة، و الصدعان: ثيران الوحش الواحد صدع، و الطفل الشكيل من الشكلة، و هي حمرة في العين، و البغاث: الرخم واحدها بغاثة، و النياف: الجبال، و اليعفر: الظبي، و العوهج: ولد النعامة[2377].

812 - أمية بن أبي عائذ العمري ثم الهذلي

812 - أمية بن أبي عائذ العمري ثم الهذلي (3)

من أهل الحجاز شاعر من مدّاحي بني أمية له في عبد الملك و عبد العزيز (4) ابني مروان مدائح، و وفد على عبد العزيز و له فيه قصيدة حسنة أولها (5):

ص: 287


1- عن الديوان 451 و الأغاني و بالأصل «الدهر».
2- البداية و النهاية: ظفرها.
3- الوافي بالوفيات 400/9 و الأغاني 115/20 شرح أشعار الهذليين السكري 487/2.
4- يعني إلى مصر.
5- القصيدة في شرح أشعار الهذليين 515/2 من واحد و خمسين بيتا.

ألا إنّ قلبي مع الظاعنينا *** حزين فمن ذا يعزى الحزينا؟

فيا لك من روعة (1) يوم بان من *** كنت أحسب ألاّ يبينا

يقول فيه:

إلى سيد الناس عبد العزيز *** أعملت للسير حرفا أبونا (2)

إلى معدن الخير عبد العزيز *** تبلّغنا طلعا قد خفينا (3)

813 - أمية بن عبد اللّه بن خالد

ابن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس

ابن عبد مناف القرشي الأموي (4)

أصله من مكة.

روى عن ابن عمر.

روى عن عبد اللّه بن أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام المخزومي، و المهلّب بن أبي صفرة، و أبو إسحاق السّبيعي، و عطية بن قيس.

و ولاه عبد الملك بن مروان خراسان، و قدم على عبد الملك، و كانت داره بدمشق في الراهب قبل المصلّى.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر الفارسي، قالا: أنا أبو عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر، أنا أبو سهل بشر بن أحمد بن بشر بن محمود الأسفرايني، أنا أبو سليمان داود بن الحسين بن عقيل البيهقي، حدّثنا [أبو] زكريا يحيى (5) بن يحيى بن عبد الرّحمن التميمي النّيسابوري، أنا الليث بن سعد ح.

و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالت: أنا سعيد بن أحمد العيّار، أنا أبو

ص: 288


1- غير واضحة بالأصل و المثبت عن م و شرح أشعار الهذليين.
2- أشعار الهذليين: أمونا.
3- عجزه في أشعار الهذليين: يبلغنه ظلّعا قد حفينا
4- الوافي بالوفيات 406/9 و سير أعلام النبلاء 272/4 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
5- ترجمته في سير الأعلام 512/10 كنيته «أبو زكريا» و لفظه «أبو» سقطت من الأصل و استدركت عن السير.

محمد عبد اللّه بن أحمد بن محمد الرّومي الصّيرفي، حدّثنا أبو العباس السّرّاج، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل و أبو القاسم غانم بن خالد، قالا: أنا أبو الطّيّب عبد الرّزّاق بن عمر بن موسى (1)،أنا أبو بكر بن المقرئ - إجازة - حدثنا أبو العباس بن قتيبة.

حدثنا أبو خالد، حدّثني الليث ح، قال: وثنا محمد بن ريان، حدّثنا محمد بن رمح، أنا الليث، عن ابن شهاب، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن عبد الرّحمن، عن أمية بن عبد اللّه بن خالد أنه قال لعبد اللّه بن عمر: إنا نجد صلاة الحضر و صلاة الخوف في القرآن، و لا نجد صلاة السفر في القرآن، فقال - زاد: قتيبة: بن عمر (2)،قال - يا ابن أخي إن اللّه بعث إلينا محمدا صلى اللّه عليه و سلم و لا نعلم شيئا، و إنما نفعل - و في حديث ابن شهبة: يقول: كما رأينا محمدا صلى اللّه عليه و سلم يفعل - قال قال ابن المقرئ لفظهما سواء.

تابعه ابن خالد (3) و محمّد بن راشد، عن الزّهري، و رواه يونس، عن الزّهري فاختلف عنه فيه فرواه عنبسة بن سعيد الايلي كما رواه الليث و من تابعه، و رواه ابن وهب عن يونس فقال: عن عبد الملك بدل عبد الملك.

فأما حديث عنبسة: فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمد الصّريفيني، أنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي بن خلف بن زبير الورّاق، حدّثنا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الاشعث السّجستاني، حدّثنا أحمد بن صالح، حدّثنا عنبسة، حدّثنا يونس، عن ابن شهاب: أن عبد اللّه بن أبي بكر بن عبد الرّحمن أخبره: أن أمية بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد، أخبره أنه سأل (4) ابن عمر فقال: يا عبد الرّحمن إنا نجد صلاة الحضر و صلاة الخوف فأخبرني عن صلاة السفر فإنا لا نجد في القرآن، فقال ابن عمر: يا ابن أخي إنّ اللّه جل ثناؤه بعث إلينا محمدا صلى اللّه عليه و سلم و لا نعلم شيئا فإنما نفعل كما رأينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يفعل.

و أما حديث ابن وهب فأخبرناه: أبو الوفاء عبد الواحد بن أحمد الأصبهاني، أنا أبو

ص: 289


1- ترجمته في سير الأعلام 149/18.
2- بالأصل و م «عمرو».
3- في م: تابعه عقيل بن خالد و معمر بن راشد.
4- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت عن م.

طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، حدّثنا حرملة، أنا ابن وهب ح.

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمد الصّريفيني، أنا أبو بكر بن زنبور، حدثنا عبد اللّه بن سليمان، حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أخبرني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرّحمن عن (1) أمية بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد.

و في حديث حرملة: أمية بن خالد، عن عبد اللّه بن أسيد أنه سأل عبد اللّه بن عمر قال: قلت له: أ رأيت قصر الصلاة في السفر إنا لا نجدها في كتاب اللّه، إنما نجد ذكر صلاة الحضر؟ قال أمية: قال عبد اللّه بن عمر: يا ابن أخي إنّ اللّه أرسل إلينا محمدا صلى اللّه عليه و سلم و لا نعلم شيئا، و إنما نعمل (2) ما رأينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يفعل، و قصر الصّلاة في السفر سنّة سنّها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قال أحمد: القول قول عنبسة، و رواه مالك عن الزهري فأفسده، أسقط عبد اللّه و لم يسمّ أمية.

أخبرناه [أبو] (3) عبد اللّه الفراوي و أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم، قالا: أنا عبد الغافر بن محمد، أنا بشر بن أحمد، أنا داود بن الحسين، حدّثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك ح.

و أخبرنا أبو محمد السيدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصمد، حدّثنا أبو مصعب، حدّثنا مالك (4):عن ابن شهاب، عن رجل من آل خالد بن أسيد: أنه سأل عبد اللّه بن عمر فقال: يا أبا عبد الرّحمن إنّا نجد صلاة الخوف و صلاة الحضر في القرآن، و لا نجد صلاة السفر؟ فقال ابن عمر - و في رواية أبي مصعب:

فقال عبد اللّه: يا ابن أخي إنّ اللّه عزّ و جلّ بعث إلينا محمدا صلى اللّه عليه و سلم و لا نعلم شيئا فإنا (5) نفعل كما رأيناه يفعل.

ص: 290


1- بالأصل «بن» خطأ.
2- بالأصل «نعلم» و الصواب عن م.
3- زيادة عن م، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة: عبد اللّه بن جابر - عبد اللّه بن زيد ص 682) و اسمه محمد بن الفضل بن أحمد، الفقيه.
4- موطأ مالك: قصر صلاة السفر حديث رقم 331.
5- في مالك: فإنما.

[أخبرنا] (1) أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن البقشلان، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، حدّثنا عبيد اللّه بن عمر القواريري، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، حدّثني أبو إسحاق، عن أمية بن خالد ح.

قال: و حدّثني هارون بن عبد اللّه، حدّثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أمية بن خالد، قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يستفتح بصعاليك المهاجرين - قال وكيع في حديثه: يستفتح العدو-.

قال البغوي: و لا أرى لأمية بن خالد صحبة، غير أن القواريري و ابن أبي شيبة أخرجا هذا الحديث في المسند و لا أعلم روى غير هذا الحديث، و لا رواه عنه غير أبي إسحاق. أصاب البغوي في بعض قوله و أخطأ في بعض. أما قوله: لا أرى لأمية صحبة صحيح، و قوله لا أعلم روى غيره وهم، فقد سقنا روايته عن أبي عمر، و قوله: و لا رواه عنه غير أبي إسحاق وهم فقد روي عن المهلّب بن أبي صفرة، عن أمية. و قصّر في شيئين:

نسب أمية: و هو أمية بن عبد اللّه بن خالد، فنسب في حديث سفيان الذي ساقه البغوي إلى جدّه و قد رواه ابن مهدي، عن سفيان، و قد نسب إلي أنّه قلبه فقال: أمية بن خالد بن عبد اللّه بن أسيد، و صواب القول في نسبه ما قدّمناه في ترجمته، فأما حديث المهلّب عن أبيه:

فأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمد بن الحسن أبو طاهر النيسابوري، حدّثنا قطن بن إبراهيم، حدّثنا طلق بن غنام، حدثنا قيس ح.

قال: و أنا خيثمة، حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الجنين، حدّثنا أبو غسّان، عن قيس، عن أبي إسحاق، عن المهلّب بن أبي صفرة، عن أمية بن خالد بن (2) أسيد قال:

كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يستفتح (3) بصعاليك المهاجرين[2378].

و قد كان لأمية بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد عم اسمه أمية بن خالد فيجعل أن يكون الحديث الثاني له غير أن البخاري ذكره في ترجمة أمية بن عبد اللّه و حكى قول أبي عبيد فيه، فاللّه أعلم.

ص: 291


1- زيادة لازمة.
2- بالأصل «عن».
3- يستفتح بهم أي يستنصر بهم، و يقصد بالصعاليك هنا: الفقراء.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أنا أبو محمد بن حيان، حدّثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، حدّثنا أبو عامر، حدثنا الوليد، عن سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس، عن أبي إدريس الخولاني، قال: يرجع فيبني على ما قد صلّى - يعني في الرعاف - قال عطية: و كتب ابن عمر و أبو سلمة بن عبد الرّحمن إلى أمية بن خالد بن أسيد فقرأ علينا كتابهما بذلك.

أخبرنا أبو البركات الانماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا أبو محمد يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، حدثنا أبو بشر الدّولابي، حدّثنا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية التابعين من أهل مكة:

أمية بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد الأموي.

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، أنا أبو عمر بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ح.

و أنبأنا أبو طالب بن يوسف و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي (1) محمد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، حدثنا الحسين بن فهم، قالا:

حدثنا محمد بن سعد (2) قال: في الطبقة الثالثة من أهل مكة: أمية بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد بن أبي العيص - زاد ابن الفهم: ابن أمية بن عبد شمس، و أمه أم حجير بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي. كان قليل الحديث.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي، و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسن بن الطّيّوري و أبو الغنائم بن النّرسي،- و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسن الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري (3)،قال: أمية بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد أخو (4) خالد. سمع ابن عمر، روى عنه عبد اللّه بن أبي بكر بن عبد الرّحمن، و قال ابن مهدي، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أمية بن خالد بن

ص: 292


1- بالأصل:«ابن أبي محمد» خطأ و الصواب عن م.
2- طبقات ابن سعد 478/5.
3- التاريخ الكبير 1/قسم ثاني/7.
4- عن م و البخاري و بالأصل «أبو».

عبد اللّه بن أسيد، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم و قال أبو عبيد: هو عندي (1) أميّة بن عبد اللّه بن خالد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسن بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر و محمد بن الحسن و أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح العجلي، حدّثنا أبي قال (2):أمية بن عبد اللّه (3) بن خالد مدني تابعي ثقة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدثنا موسى بن زكريا، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (4):و في سنة ثلاث و سبعين بعث خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد و هو والي البصرة أخاه أمية بن عبد اللّه إلى البحرين إلى أبي فديك في جمع كثير فالتقوا فانهزم أمية و أهل البصرة.

و قال (5):سنة أربع و سبعين فيها بعث عبد الملك بن مروان عمر بن عبيد اللّه بن معمر التميمي إلى أبي فديك.

و كتب عبد الملك إلى بكير (6):إن قتلت ابن خازم أو أخرجته من خراسان فأنت الأمير. قتل بكير بن خازم و أقام واليا حتى قدم أمية بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد، فعزله و ولّى أمية - يعني خراسان - ثم عزله و ولّى المهلّب بن أبي صفرة في سنة تسع و سبعين.

و سجستان ولاّها عبد الملك [عبد اللّه] (7) بن علي بن عدي ثم عزله و ضمّها مع خراسان إلى أمية بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد و ذلك سنة ثلاث و سبعين، فولّى أمية ابنه عبد اللّه نحوا من ثلاث سنين، فعزله عبد الملك، و ولّى محمد بن موسى بن طلحة بن عبيد اللّه فقتله شبيب الحروري بالأهواز قبل أن يصل إليها، و ذلك سنة سبع و سبعين ثم عزل أمية فضمّت إلى الحجاج.

ص: 293


1- عن البخاري و بالأصل «عند».
2- تاريخ ثقات العجلي ص 73.
3- عن ثقات العجلي و بالأصل «عبد الرحمن».
4- راجع تاريخ خليفة ص 267 حوادث سنة 73 لم يرد خبره فيها.
5- راجع تاريخ خليفة ص 270 حوادث سنة 74 لم يرد خبره فيها.
6- هو بكير بن وشاح الصريمي، انظر تاريخ خليفة ص 294-295 في تسمية ولاة عبد الملك.
7- سقطت من الأصل و استدركت عن م و انظر تاريخ خليفة ص 295.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر [بن] المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: استعمل عبد الملك بن مروان أمية بن عبد اللّه بن خالد على خراسان و مدحه نهار ابن توسعة فقال (1):

أمية يعطيك اللّها ما سألته *** و إن أنت لم تسأل أمية أضعفا

و يعطيك ما أعطاك جذلان ضاحكا *** إذا عبّس الكز (2) اليدين و قفقفا

هنيئا مريئا جود كفّ ابن خالد *** إذا الممسك الرعديد أعطى تكلّفا

و قال الشاعر:

أمسى أمية يعطي المال سائله *** عفوا إذا ضنّ بالمال المباخيل

لا يتبع المنّ من أعطاه منفسة *** إذا اللئيم زهاه القال و القيل

بحر ان بحر نمير فاز وارده *** إذا البحور مباريح صلاصيل

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا الحسن بن عيسى بن المقتدر (3)،حدثنا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري، قال: قرأت على أبي بكر بن دريد و قلت له أخبركم أبو حاتم، حدّثنا القتيبي، عن أبيه قال: كان رجل يصحب أمية بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد فاشتكى فلم يعده أمية، و كان أمية عظيم الكبر، فقال لو كنا نعود أحدا لعدناك، فقال الرجل:

إن من يرتجي أمية بعدي *** لكمن يرتجي هوى السراب

كنت أرجوه (4) و الرجاء كذوب *** فإذا عهده كعهد الغراب

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو القاسم بن البسري (5)،قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، حدثنا أحمد بن نصر بن بجير، حدثنا علي بن عثمان بن نفيل، حدثنا أبو مسهر، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، قال: دعا عبد الملك

ص: 294


1- الأبيات في الوافي بالوفيات 406/9 بدون نسبة.
2- الوافي: الخدل.
3- بالأصل «المقدر» و المثبت عن م.
4- بالأصل «أجوه» و المثبت عن م.
5- الأصل و م:«السري» و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 402/18.

بغدائه فقال: ادع خالد بن يزيد بن معاوية قال: مات يا أمير المؤمنين، قال: ادع ابن أسيد قال: مات يا أمير المؤمنين، قال: ادع روح بن زنباع، قال: مات يا أمير المؤمنين قال:

ارفع ارفع، قال أبو مسهر فحدّثني رجل قال فلما ركب تمثّل بهذين البيتين:

ذهبت لما بي و انقضت آجالهم *** و غبرت بعدهم و لست بغابر

و غبرت بعدهم فأسكن مرّة *** بطن العقيق و مرّة بالظاهر

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، حدثنا أحمد بن عمران، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا خليفة بن خيّاط، قال: و في ولاية عبد الملك مات أمية بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد، بلغني أن أمية بن خالد و خالد بن يزيد بن معاوية و روح بن زنباع ماتوا بالصّنّبرة (1) في عام واحد. بلغني من وجه آخر: أن روحا مات في سنة أربع و ثمانين.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الوحش سبيع بن المسلّم المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمد و أبو محمد عبد اللّه بن عبد الرّحمن المصريان، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدّولابي، حدّثني أحمد بن محمد بن القاسم، حدّثني أبي، حدّثني أبو الحسن المدائني، قال: سنة سبع و ثمانين فيها مات أمية بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد.

814 - أميّة بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان

814 - أميّة بن عبد اللّه بن عمرو (2) بن عثمان

[ابن عفّان] (3) بن أبي العاص بن أمية

أبو عثمان القرشي الأموي (4)

روى عن أبيه، و عكرمة مولى ابن عباس، و عمر بن عبد العزيز و وفد عليه.

روى عنه محمد بن إسحاق، و يحيى بن سليم الطائفي، و محمد بن مروان بن أبان بن عثمان.

ص: 295


1- الصنبرة موضع بالأردن بينه و بين طبرية ثلاثة أميال (معجم البلدان).
2- بالأصل «عمر» خطأ و المثبت عن م.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن م و انظر مصادر ترجمته.
4- ترجمته في أسد الغابة 141/1 و الإصابة 131/1 و مختصر ابن منظور 55/5.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفراوي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنا [أبو] (1) عبد اللّه الحافظ و أحمد بن الحسن، قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدّثنا محمد الصّغانيّ، حدّثنا صدقة أبو عمرو المقعد - و هو ابن سابق - قال:

قرأت على محمد بن إسحاق، حدثني أميّة بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان، عن أبيه قال:

سمعت عبد اللّه بن عمرو بن العاص يحدّث مروان بن الحكم - و هو أمير المدينة - قال:

خلق اللّه عز و جل الملائكة لعبادته أصنافا، و إن منهم لملائكة قياما صافّين من يوم خلقهم إلى يوم القيامة، و ملائكة ركوعا فخشوعا (2) من يوم خلقهم إلى يوم القيامة، و ملائكة سجودا منذ خلقهم إلى يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة، تجلّى لهم تبارك و تعالى و نظروا (3) إلى وجهه الكريم قالوا: سبحانك ما عبدناك حقّ عبادتك.

أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرحمن النجّار، حدّثنا نصر بن إبراهيم، أنا أبو محمد عبد اللّه بن الوليد، أنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد فيما كتب إليّ قال: أخبرني جدّي عبد اللّه بن محمد بن علي اللّخمي الباجي، أنا أبو محمد عبد اللّه بن يونس أبا بقي بن مخلد، حدّثنا أحمد بن إبراهيم الدّورقي، حدثنا منصور بن بشر، حدثنا شعيب بن يحيى - و هو ابن صفوان - عن محمد بن مروان بن أبان، عن أمية بن عبد اللّه بن عمرو (4) بن عثمان بن عفان قال: قدمت الصائفة غازيا فدخلت على عمر بن عبد العزيز فرحّب بي و قال: أين يا أبا عثمان؟ قلت غازيا إن شاء اللّه، قال: صنعت الذي يشهد (5) و ما كان عليه أولوك و خيار سلفك، إن هاهنا شيئا قد أمرنا به لمثل من كان في وجهك قال: قبلت ذلك، و كان خمسين دينارا، فلما رجعت مررت عليه، فقال لي مثل مقالته الأولى، فقلت: يا أمير المؤمنين ما يقع مني هذا موقعا. قال: ما يزيد على هذا أحد، و لو وجدت سبيلا إلى أن أعطيك غيره من بيت مال المسلمين لفعلت، فقلت: إن لي ولدا، قال: هذا حق نكتب لك إلى عاملك (6) من كان منهم يطيق معاملة المسلمين في مغازيهم

ص: 296


1- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
2- كذا بالأصل، و في م: ركوعا خشوعا.
3- عن مختصر ابن منظور 55/5 و بالأصل «نظر».
4- بالأصل «عمر».
5- المختصر: يشبهك.
6- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن م.

فرض له في عيال المسلمين، قلت: فإن عليّ دينا فاقضه عني. قال: هذا حق نكتب لك إلى عاملك، فيبيع مالك فيقضي دينك، فما فضل عليك قضاه من بيت مال المسلمين، فقلت له: و اللّه ما جئتك لتفلسني و تبيع مالي قال: و اللّه ما هو غيره.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن علي بن أبي عثمان، أنا الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر، أنا أبو علي بن صفوان، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني محمد بن عباد بن موسى العكلي (1)،حدثنا يحيى بن سليم بن أمية بن عبد اللّه بن عمرو (2) بن عثمان قال: كنا عند عمر بن عبد العزيز فقال رجل لرجل: تحت إبطك، فقال عمر: و ما على أحدكم أن يتكلم، بأجمل ما يقدر عليه، قالوا: و ما ذاك؟ قال: لو قال تحت يدك كان أجمل.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاّب، حدثنا الحارث بن أبي أسامة، حدثنا محمد بن سعد قال (3):في الطبقة الرابعة من أهل المدينة أمية بن عبد اللّه بن عمرو (4) بن عثمان بن عفان، و أمه أم عبد العزيز بنت عبد اللّه بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية. و قد روي عنه، و أمية بن عبد اللّه هو الذي لقيته طيء يوم المنتهب (5) فهزموه.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الواسطي - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل [أنا] (6) البخاري قال (7):أمية بن عبد اللّه بن عمرو، عن عكرمة. قال لي أحمد بن عاصم، نا عبد اللّه بن هارون، حدّثني أبي، حدثني ابن إسحاق، حدّثني أمية بن عبد اللّه بن

ص: 297


1- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن م و الضبط عن الأنساب.
2- بالأصل «عمر» و المثبت عن م.
3- في القسم الضائع من طبقات أهل المدينة من طبقات ابن سعد.
4- بالأصل «عمر» و المثبت عن م.
5- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب عن معجم البلدان و فيه: المنتهب قرية في طرف سلمى أحد جبلي طيّئ، و يوم المنتهب من أيام طيئ المذكورة و رسمها في م: السبف.
6- زيادة لازمة.
7- التاريخ الكبير 1/قسم ثاني/8.

عمرو بن عثمان، عن أبيه عبد (1) اللّه بن عمرو، قال: سمعت عبد اللّه بن عمرو بن العاص يحدّث مروان و هو أمير المدينة قال: خلق اللّه الملائكة لعبادته [أصنافا] (2) و قال لي حسين بن حريث (3)،حدثنا يحيى بن سليم سمع أمية بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان [سمع] (4) عمر بن عبد العزيز قوله، حديث آخر، و هو أخو محمد بن عبد اللّه القرشي الأموي، حجازي.

في نسخة ما أخبرنا به أبو عبد اللّه الخلال - شفاها - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قال: و أنا ابن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (5):سئل أبي عنه فقال: ما بحديثه [بأس] (6).

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدثنا الزبير بن بكار قال في تسمية ولد عبد اللّه بن عمرو بن عثمان (7):أمية و عبد العزيز و أم عبد اللّه و خليدة و عثيمية (8) بني (9) عبد اللّه لأم عبد العزيز بنت عبد اللّه بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية، و أمية الذي كان غزا طيّئا يوم المنتهب فهزمته أيام مروان بن محمد، و كان عبد الواحد بن سليمان استعمله على أسيد وطيء فجاءه سبعون رجلا من فزارة فسألوه أن يخرج بهم معه ليغيروا على طيّ ء لثأر لهم، فخرج بهم و تجمع إليه ناس من أهل المعادن طلبا للغنائم فلقيه معدان بن راس الطائي بالمنتهب في جماعة من طيء فهزموه. و في ذلك يقول معدان بن راس يعتذر إلى عبد الواحد بن سليمان و إلى أهل المدينة، و يذكر عرضهم على أمية أن يرد فزارة و يأتي بمن أحب فيأخذ صدقة أموالهم، فقال معدان بن راس:

ألا أهل أتى أهل المدينة عرضنا *** خضالا من المعروف بعرف حالها

ص: 298


1- بالأصل «عن أبيه عن عبد اللّه بن عمرو» و لفظة «عن» بعد أبيه غير موجودة عند البخاري فحذفناها.
2- زيادة عن البخاري.
3- عن البخاري و بالأصل «حارث».
4- زيادة عن البخاري.
5- الجرح و التعديل 1/قسم 302/1.
6- سقطت من الأصل، زيادة عن م و الجرح و التعديل.
7- نسب قريش لمصعب بن عبد الله ص 114 و 116.
8- نسب قريش و م: و عثيمة.
9- نسب قريش: بنتي.

على عاملين و السيوف مصانة *** بأعنادها ما زايلتها نصالها

أتينا إلى برتاح سمعا و طاعة *** نؤدي زكاة حين كان عقالها

و من قبل ما جئنا و جاءت وفودنا *** إلى فيد حتى ما تعذر حالها

فقالوا أعن بالناس تعطيك طيء *** إذا وطئتها الخيل و اجتيح مالها

و دون الذي منوا أمية أعنته *** من الضرب لا يخلي بخيل ظلالها

دعوا بنزار فاعترتنا لطيئ *** أسود الفضاء أقدامها و قزالها

دعوا بنزار فاعترتنا لطيئ *** هنالك زلت من نزار نعالها

و قد انقرض ولد أمية.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، حدّثنا أحمد بن عمران، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا خليفة بن خيّاط (1)،حدثني إسماعيل بن إبراهيم، حدّثني غسان بن عبد الحميد، قال: خرج أمية بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان مقنّعا يوم قديد، لا يلتفت إلى أحد و لا يكلّم أحدا مقبلا [على] (2) بثه حتى قتل. قال خليفة: و قتل يومئذ - يعني يوم قديد (3)،سنة ثلاثين و مائة-: و أمية بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان.

815 - أمية بن عبد العزيز بن أبان بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص الأموي له ذكر.

816 - أمية بن عثمان

من أهل دمشق.

حكى عنه محمد بن عكّاشة الكرماني أصول السّنّة على ما قيل.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، أخبرني جدّي لأمي أبو طالب عبد الوهاب بن عبد اللّه الهاشمي، أنا جدي لأبي أبو القاسم الفضل بن جعفر التّميمي، حدّثنا أبو عبد الرّحمن محمد بن العباس بن الدّرفس الغسّاني، قال: قال أبو جعفر محمد بن

ص: 299


1- تاريخ خليفة ص 392 حوادث سنة 130 ه.
2- زيادة عن تاريخ خليفة.
3- قديد موضع قرب مكة.

سليمان البصري: قدم علينا محمد بن عكّاشة الكرماني البصرة سنة خمس و عشرين و مائتين فسمعته يقول هذا ما اجتمع عليه أهل السّنّة و الجماعة ممن رأيت و سمعت من أهل العلم منهم سفيان بن عيينة فذكر جماعة ثم قال: و أمية بن عثمان الدمشقي، و أحمد بن خالد الدمشقي، فذكر ما عليه أهل السّنّة.

و ذلك فيما أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم، أنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن محمد بن أيمن - قراءة - أنا علي بن موسى بن الحسين بن السمسار، - إجازة - نا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي (1)،حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد البرودي بالبصرة سنة إحدى و ثلاثمائة، حدّثنا محمد بن عكّاشة الكرماني ح.

ابن السمسار و أنا أبو سليمان محمد بن عبد اللّه بن زبر، حدثنا أبو علي الحسن بن غطفان، أنا أبو جعفر محمد بن سليمان، قال: قدم علينا محمد بن عكّاشة الكرماني البصرة سنة خمس و عشرين و مائتين و سياق الحديث لابن غطفان قال: فسمعته يقول: هذا ما اجتمع عليه أهل السنة و الجماعة ممن رأيت و سمعت من أهل العلم منهم: سفيان بن (2)عيينة و وكيع بن الجرّاح و محمد بن يوسف الفريابي، و شعيب بن حرب، و علي بن عاصم، و عبد الوهاب بن عطاء و عبد الرّزّاق بن همّام، و يزيد بن هارون، و كثير بن هشام، و محمد بن عمر الواقدي، و داود بن المخبر، و شبابة بن سوّار، و عبد العزيز بن أبان، و أبو نعيم الفضل بن دكين، و يعلى و محمد ابنا عبيد الطنافسي، و عبد اللّه بن داود، و قبيصة، و سعيد بن عامر، و زهير بن نعيم، و أزهر بن سعد السّمّان، و أبو عبد الرّحمن المقرئ، و النّضر بن شميل، و أمية بن عثمان الدمشقي، و أحمد بن خالد الدمشقي، و الوليد بن مسلم، و محمد بن عبد اللّه بن الحارث الدمشقي، و عامة أصحاب ابن المفرط و إسحاق بن زاهرية، و يحيى بن سعيد القطان، و عبد الرّحمن بن مهدي، و أبو عمر الضرير، و غيرهم من أهل السّنّة على الرضا بفضل اللّه عزّ و جلّ، و التسليم لأمره و الصبر على حكمه، و الأخذ بما أمر اللّه عزّ و جلّ، و النهي عما نهى اللّه عنه، و إخلاص العمل للّه، و الإيمان بالقدر خيره و شرّه، و ترك المراء و الخصومات و الجدل في الدين، و المسح على الخفّين، و الجهاد مع الخليفة. و إن عمل أيّ عمل، و صلاة الجمعة خلف كل برّ و فاجر،

ص: 300


1- ترجمة في سير الأعلام 361/16(258).
2- بالأصل:«و عيينة» و الصواب ما أثبت عن م.

و الصلاة على من مات من أهل القبلة سنة، و الإيمان قول و عمل يزيد و ينقص، و القرآن كلام اللّه، و الصبر تحت لواء السلطان على ما كان منه من عدل أو جور، و أن لا يخرج على الأمراء بالسيف و إن جاروا، و لا ينزل أحدا من أهل القبلة جنة و لا نارا، و لا يكفّر أحدا و إن عمل بالكبائر، و الكف عن مساوئ أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أفضل الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رحمة اللّه عليهم و بركاته.

و قال محمد بن عكّاشة: و قد كان حدّثنا محمود بن معاوية بن حمّاد الكرماني حديثا عن الزهري قال: من اغتسل ليلة الجمعة و صلّى ركعتين يقرأ فيهما قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ ألف مرة رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم في منامه.

قال محمد بن عكّاشة: قدمت عليه نحوا من سنتين أغتسل كل ليلة جمعة و أصلّي ركعتين أقرأ فيهما قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ ألف مرة طمعا أن أرى النبي صلى اللّه عليه و سلم فصلّيت ركعتين قرأت فيهما قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ ألف مرة فلما أخذت مضجعي أصابني حلم، ففقت الثانية فاغتسلت ثم صلّيت ركعتين قرأت فيهما قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ ألف مرة فلما فرغت منهما كان قريبا من السحر فاستندت إلى الحائط و وجهي إلى القبلة، فجاءني النوم فدخل عليّ النبي صلى اللّه عليه و سلم على النعت و الصفة و عليه بردان من هذه البرود اليمانية قد تأزّر بإزار و ارتدى بآخر، فجثا مستوفزا (1) على رجله اليسرى و أقام اليمنى قال محمد بن عكاشة:[أردت] (2)أن أقول حيّاك اللّه يا رسول اللّه، فبدأني فقال: حيّاك اللّه. قال: و كنت أحب أن أرى رباعيته المكسورة، فتبسم فرأيت رباعيته المكسورة، فقلت: يا رسول اللّه الفقهاء قد خلطوا عليّ في الاختلاف و عندي أصيلات من السّنّة أعرضها عليك، قال:«نعم»، قلت:

الرضا بقضاء اللّه، و التسليم لأمر اللّه و الصبر على حكمه، و الأمر بما أمر اللّه، و النهي عمّا نهى اللّه، و إخلاص العمل و الإيمان بالقدر خيره و شرّه، و ترك المراء و الجدل و الخصومات في الدين، و المسح على الخفّين، و الجهاد مع كل خليفة، و الصلاة يوم الجمعة مع كل برّ و فاجر، و الصلاة على من مات من أهل القبلة سنّة، و الإيمان قول و عمل يزيد و ينقص، و القرآن كلام اللّه و الصبر تحت لواء السلطان على ما كان منهم من عدل أو جور، و لا يخرج على الأمراء بالسيف و إن جاروا، و لا ننزل أحدا من أهل القبلة جنة و لا

ص: 301


1- عن مختصر ابن منظور 57/5 و بالأصل «مسترقدا» و في م: مستوقرا.
2- زيادة مقتبسة عن م، و فيها فأردت.

نارا، و لا يكفر أحدا من أهل التوحيد و إن عملوا بالكبائر، و الكفّ عن مساوئ أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أفضل الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان.

قال محمد بن عكاشة: فوقفت على علي و عثمان كأني هبت النبي صلى اللّه عليه و سلم أن أفضل عثمان على علي فقلت في نفسي علي ابن عمه و ختنه، فتبسم النبي صلى اللّه عليه و سلم كأنه قد علم، فقال:

«عثمان ثم علي»، ثم قال:«هذه السّنّة فتمسك بها»، و ضم أصابعه و عقد على ثلاثة و تسعين، و حوّل الإبهام و عطفها على أصابعه.

قال محمد بن عكاشة: فعرضت هذه الأصول عليه ثلاث ليال كل ليلة أقف على عثمان و علي فتبسم صلى اللّه عليه و سلم عند قولي كأنه قد علم، ثم يقول:«عثمان ثم علي»، فكنت أعرض عليه هذه الأصول و عيناه تهطلان، قال: فلما قلت و الكف عن مساوئ أصحابك انتحب حتى علا صوته. قال ابن عكّاشة: و وجدت حلاوة في [فمي] (1) و قلبي، فمكثت ثمانية أيام لا آكل طعاما حتى ضعفت عن صلاة الفريضة، فلما أكلت ذهبت عني تلك الحلاوة، و لم يقع إليّ ذكر أمية هذا إلاّ من طريق ابن عكّاشة من هذين الوجهين.

و رواه أحمد بن إسحاق السّكّري عن ابن عكّاشة فقال: منبّه بن عثمان بدل أمية، و هذا الصواب.

آخر الجزء السابع بعد المائة.

817 - أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص

ابن سعيد بن العاص بن أمية

ابن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي

والد إسماعيل بن أمية كان بالشام عند قتل أبيه (2) و بعد ذلك، و كان عند عمر بن عبد العزيز، و سكن مكة.

و حدّث عن أبيه.

روى عنه ابنه إسماعيل.

أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي، حدثنا أبو علي الأهوازي - سنة خمس و أربعين

ص: 302


1- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه و بجانبها كلمة صح.
2- يريد عمرو بن سعيد الأشدق، و قد قتله عبد الملك بن مروان بدمشق سنة 70.

و أربعمائة - حدثنا تمام بن محمد الرّازي، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي، أنا أبو عمرو مقدام بن داود - بمصر - حدثنا أسد بن موسى، حدثنا أبو معشر، عن محمد بن كعب القرظي، قال: كنا بخناصرة و ثم أمية بن عمرو بن سعيد، و عراك بن مالك، و عمر بن عبد العزيز فقال عمر بن عبد العزيز: ما أحد أكرم على اللّه من كريم بني آدم. و هذا مختصر من حكاية أطول من هذا.

أخبرنا بها أبو عبد اللّه بن البنّا - إجازة، إن لم أكن سمعتها منه - أنا أبو الفرج أحمد بن عثمان بن الفضل بن جعفر المخبزي (1)-قراءة عليه و أنا أسمع - أنا أبو القاسم بن حبابة - سنة ثمان و ثمانين و ثلاثمائة-.

حدثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا محمد بن بكّار بن ريان - أبو عبد اللّه، قراءة من كتابه - أنا أبو معشر، عن محمد بن كعب، قال: كنا بخناصرة في مجلس فيه أمية بن عمرو بن سعيد، و عراك بن مالك، و عمر بن عبد العزيز:

فقال عمر بن عبد العزيز ما أحد أكرم على اللّه عزّ و جلّ، إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (2)و قال أمية بن عمرو مثل قول عمر بن عبد العزيز.

فقال عراك بن مالك: ما أحد أكرم على اللّه من ملائكته، هم خدمة داريه و رسله إلى أنبيائه، و ما خدع إبليس آدم إلاّ أنه قال: مٰا نَهٰاكُمٰا رَبُّكُمٰا عَنْ هٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاّٰ أَنْ تَكُونٰا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونٰا مِنَ الْخٰالِدِينَ وَ قٰاسَمَهُمٰا إِنِّي لَكُمٰا لَمِنَ النّٰاصِحِينَ (3)قال: فقال عمر بن عبد العزيز:

ما رأيك يا أبا حمزة - يعني محمد بن كعب - فيما امترينا فيه؟ قال: قلت: قد أكرم اللّه آدم خلقه بيده، و نفخ فيه من روحه، و أمر الملائكة أن يسجدوا له، و جعل من ذرّيته من تزوره الملائكة، و جعل من ذرّيته الأنبياء و الرسل و أما قوله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ فهذا للخلائق كلّهم قال اللّه تعالى: اَلَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يُؤْمِنُونَ بِهِ

ص: 303


1- بالأصل «المخبري» و الصواب عن الأنساب، و هذه النسبة بفتح الميم و الباء و سكون الخاء نسبة إلى المخبز، و هو موضع يخبز فيه الرغفان، و إلى الساعة موضع ببغداد داخل دار الخليفة يقال له المخبز، ترجم له و لأخيه عبد الوهاب (السمعاني).
2- سورة البينة، الآية:7.
3- سورة الأعراف، الآية:20-21.

وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنٰا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْ ءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً (1) الآية، فهؤلاء من الذين آمنوا و عملوا الصالحات ثم ذكر الجن فقال: انهم قالوا: وَ أَنّٰا لَمّٰا سَمِعْنَا الْهُدىٰ آمَنّٰا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلاٰ يَخٰافُ بَخْساً وَ لاٰ رَهَقاً وَ أَنّٰا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ (2)فهؤلاء من الذين آمنوا و عملوا الصالحات ثم جمع الخلائق كلهم و قال إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ هؤلاء من الملائكة و الإنس و الجن، ليس خاصة لبني آدم.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، أنا الزّبير بن بكار قال:

و من ولد عمرو بن سعيد: أمية بن كان يكنى، و ابنه سعيد بن أمية.

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي محمد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاّب، حدثنا حارث بن أبي أسامة، قال:

و حدثنا محمد بن سعد قال (3):فولد عمرو بن سعيد: أمية و سعيدا و إسماعيل، و محمدا و أم كلثوم و أمهم أم حبيب بنت حريث (4) بن سليم بن عشّ بن لبيد بن عدّاء بن أمية بن عبد اللّه بن رزاح (5) بن ربيعة بن حزام (6)[بن] (7) ضبّة بن عبد بن كثير (8) بن عذرة بن قضاعة.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، و حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال (9):أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص القرشي الأموي أخو موسى و سعيد و محمد.

ص: 304


1- سورة غافر، الآية:7.
2- سورة الجن، الآية:13 و 14.
3- طبقات ابن سعد 237/5.
4- عن م و ابن سعد و بالأصل: حريش.
5- عن م و ابن سعد و بالأصل: رواح.
6- في ابن سعد: حرام.
7- سقطت من الأصل و استدركت عن م و ابن سعد، و اللفظة التالية في ابن سعد: ضنّة بالنون.
8- في م و ابن سعد: كبير.
9- التاريخ الكبير 1/قسم ثاني/11.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدثنا الزّبير بن بكار، حدثني عمر بن أبي بكر المؤمّلي، عن زكريا بن عيسى، عن ابن شهاب أن (1) مروان بن الحكم خطب إلى أبي جهم بن حذيفة ابنته سعدى على ابن يحيى بن الحكم بإعانة خالتيه مليكة و سعدى و سائر بنات عوف فكلّمن أبا جهم فيه، و قلن: انكح ابن أخينا، فأبى، و عمرو بن سعيد بن العاص أمير المدينة، فأرسل إلى ابن قطن مولى أبي جهم فدعاه فسأله فقال: يا ابن قطن أ ترى أبا جهم منكحا ابني إن خطبنا إليه أم نخشى أن يردّنا كما رد يحيى بن الحكم قال:

سأنظر لك في ذلك، فذهب إلى أبي جهم فقال: إن عمرو بن سعيد دعاني فذكر لي الخطبة إليك على ابنه أمية بن عمرو، و سألني كم كان مروان عرض عليكم لأخته من الصداق و أخبرته بالذي عرض مروان فقال لي: إن كان أبو جهم يريد ردّي فاخف ذلك، فقال له أبو جهم سأنظر في ذلك و دعا حميد فقال: يا حميد بن أبي أحيحة أحب إليك أن أنكحه، أم ابن خالتك يحيى بن الحكم؟ قال: أنت أعلم و أبصر. فلم يزل الرسل بينهم حتى وعدهم، فأرسل أبو جهم إلى عبد اللّه بن عمر و عبد اللّه بن مطيع في رجال من بني عديّ و جاء عمرو (2) بن سعيد في رجال من آل سعيد و بني أمية فجلس مع أبي الجهم على السرير ثم قال: هل تنتظرون من أحد؟ قال أبو جهم: ينتظر محمد بن أبي جهم اذهب يا غلام فادع لنا محمدا، فذهب الغلام يدعوه، فقال محمد: لا و اللّه لا أشهد نكاحها و عبد اللّه بن مطيع عند رجليه، و صخر بن أبي جهم عند رأسه، فرجع الرسول إلى محمد: إنّي أعزم عليك لتأتينه، فأقبل يمشي حتى قام بين الناس فقال: أنكح أيها الرجل ابنتك فإني لا و اللّه لا أدخل في شيء من ذلك، و لا أشهد نكاحها ثم انصرف، و ذلك لبعض الأمر كان بينه و بين عمرو بن سعيد. ثم تكلم عمرو بن سعيد فذكر ما كان بين أبي جهم و بين آل سعيد بن العاص و عظّم من بيت أبي جهم و شرفه بما يحق تعظيمه. ثم إن أبا جهم تكلّم فذكر منهم ما كانوا له أهلا حتى قال: أنتم بيت قومكم، و كان شبهكم فيها شبه الأدحية ثم نشرها، فأخذ عبد اللّه بن مطيع برجليه فقال: حسبك يرحمك اللّه، تجاوز يرحمك اللّه. فقال دعني يا عبد اللّه، فإني و اللّه ما أنا من الذين ينفسون على العشيرة و لا يتشوفون بهم، فلم يزل ذلك

ص: 305


1- بالأصل «بن» و الصواب عن م.
2- بالأصل:«عمر».

من ابن مطيع حتى روى عن بعض ما يقول لهم، فجعل عمرو (1) بن سعيد ينظر إلى صخر بن أبي جهم و يقول: يا صخر، انظر إلى هذا و ما يصنع، ثم أنكحهم.

818 - أمية بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

قتله مروان بن محمد صبرا، له ذكر.

819 - أمية بن يزيد بن أبي عثمان بن عبد اللّه

ابن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية الأموي

روى عن أبي المصبّح المقرائي (2)،و مكحول، و سليمان بن عطاء بن يزيد الليثي، و عمر بن عبد العزيز.

روى عنه ابن لهيعة، و رشدين بن سعد، و ابن المبارك، و بقية بن الوليد، و أيوب بن سويد، و محمد بن شعيب بن شابور، و أيوب بن حسان الحرشي، و أبو إسحاق الفزاري، و عتبة بن علقمة، و مروان أبو عبد اللّه بن مروان الحمصي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص ح.

و أخبرنا أبو الفتح محمد بن علي بن عبد اللّه المصري، أنا محمد بن أبي مسعود بن محمد ح.

و أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن عمر العمري قالا: أنا أبو محمد بن أبي شريح، قالا: حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا الربيع بن سليمان ح.

و أخبرنا أبو الفضل عبد الرحيم [بن] غانم بن عبد الواحد، و أبو علي الحسن بن أحمد بن محمد البغدادي، و أبو زيد شكر بن أحمد بن محمد الأبهري المؤدب، و تقية بنت المفضل بن عبد الخالق أبي منصور بن عبد الوهاب، قالوا: أنا أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن أحمد، حدّثنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل - بنيسابور -

ص: 306


1- بالأصل:«عمر» و المثبت عن م.
2- هذه النسبة - ضبطت عن الأنساب - إلى مقرى قرية بدمشق. و يقال بفتح الميم.

حدثنا محمد بن يعقوب، حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، حدثنا أيوب بن سويد الرّملي، حدثني أمية بن يزيد، عن أبي مصبّح الحمصي، عن ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«رأس الدّين النّصيحة» قلنا: يا رسول اللّه لمن؟ قال:«للّه و لدينه» و قال محمد بن يعقوب:«و لرسوله و لكتابه و لأئمة المسلمين و للمسلمين عامة»[2379].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدّي أبو بكر، أنا محمد بن يوسف الهروي، حدثنا الربيع بن سليمان - صاحب الشافعي - حدثنا أيوب بن سويد، حدثنا أمية بن يزيد، عن أبي المصبّح (1) الحمصي، عن ثوبان، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة» قالوا: لمن يا رسول اللّه؟ قال:«للّه و لكتابه و لرسوله و لأئمة المسلمين و عامتهم»[2380].

و أخبرنا أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن أحمد بن محمد بن حيان (2) النسوي (3)، أنا أبو الفضل محمد بن عبيد اللّه بن محمد الصّرّام (4)،أنا القاضي الإمام أبو عمر [محمّد] (5) بن الحسين بن محمد البسطامي، أنا أحمد بن عبد الرّحمن بن الجارود بن هارون الرّقّي، أنا يونس بن عبد الأعلى، أنا أيوب بن سويد، حدثنا أمية بن يزيد بن عبد اللّه بن أسيد، حدثنا أبو المصبّح، عن ثوبان، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«رأس الدين النصيحة»، قلنا: لمن يا رسول اللّه؟ قال:«للّه و لدينه و لأئمة المسلمين و للمسلمين عامة»[2381].

أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان، ثم أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو طاهر الباقلاني، قالا: أنا أبو علي بن شاذان، حدثنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم البغوي ح.

ص: 307


1- بالأصل «الصبح» و الصواب ما أثبت و قد تقدم في أول الترجمة و في م هنا: الصبح و انظر ترجمته في تقريب التهذيب.
2- بالأصل و م «حبان» و الصواب ما أثبت، انظر ما يلي.
3- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب عن م و انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 422/7).
4- ترجمته في سير الأعلام 483/18. و الصرام بفتح الصاد المهملة و تشديد الراء هذه النسبة إلى بيع الصرم و هو الجلد الذي ينعل به الخفاف (الأنساب).
5- زيادة عن م انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 320/17(193) و فيها روى عنه الصرام، و سمع أحمد بن الجارود الرقي.

و أخبرنا أبو البركات، أنا طراد بن محمد، أنا أحمد بن علي، حدثنا حامد بن محمد، قالا: أنا علي بن عبد العزيز البغوي، حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلاّم، حدثنا محمد بن كثير، عن أمية بن يزيد، قال: سألت عمر بن عبد العزيز أن يفرض لابن لي فقال: لو كنت أفرض لابن لي مثله فرضت لهذا.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، حدثنا نصر بن إبراهيم المقدسي و عبد اللّه بن عبد الرّزّاق بن فضل - قراءة - قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو الحسن بن منير، حدثنا أبو بكر بن خريم، حدثنا هشام، حدثنا أيوب بن حسان، حدثنا أمية بن يزيد القرشي، قال: كان عمر بن عبد العزيز إذا أملى على كتّابه قال: اللّهم إنّي أعوذ بك من شرّ لساني.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدثنا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمد، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمد بن جعفر، حدثنا أبو زرعة الدمشقي قال في تسمية أصحاب مكحول: أمية بن يزيد بن أبي عثمان القرشي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا [أنا] (1) أبو الحسن بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب بن محمد، أنا أحمد إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت محمود بن إبراهيم بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: أمية بن يزيد بن أبي عثمان القرشي - زاد الكلابي: الحمصي.

كتب إليّ أبو محمد حمزة بن العباس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمد سليم ح.

و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة ح.

و حدثنا أبو بكر اللّفتواني، قال: و أنبأني أبو عمرو بن مندة، عن أبيه أبي عبد اللّه، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: أمية بن يزيد بن أبي عثمان بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد

ص: 308


1- زيادة لازمة.

أخو عثمان و خالد بن يزيد أبي عثمان، حدّث عنه عبد اللّه بن لهيعة، و رشدين بن سعد.

ذكر أنه من أهل مصر و لم أكن عرفته، و هو عندي شامي سكن مصر و اللّه أعلم.

و قال ابن يونس في تاريخ الغرباء: الذي كتب به إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، و حدثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه بن مندة، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: أمية بن يزيد بن عبد الرّحمن الأموي دمشقي قدم إلى مصر، و روى عنه ابن لهيعة.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):

أمية بن يزيد بن [أبي] (2) عثمان بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد، أخو عثمان و خالد ابني يزيد [بن] (3) أبي عثمان، حدّث عنه ابن لهيعة و رشدين بن سعد. ذكر أنه من أهل مصر و لم أكن عرفته، و هو عندي شامي سكن مصر و اللّه أعلم، قال ذلك ابن يونس. قال ابن ماكولا: و لست أدري هل هو من ولد أسيد بن هديّة أم أسيد آخر؟ هو أسيد آخر من قريش، و هو والد عتّاب بن أسيد، و لست أدري كيف خفي هذا على أبي نصر؟ أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، قال: قال أبو زرعة: و نسب أمية بن يزيد بن أبي عثمان بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد قال أبو زرعة: سمعت أبا مسهر يذكر عن عقبة عن أمية بن يزيد أنه لقي مكحولا، و صلّى خلفه.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد، أخبرني أبي، حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن ملاس، حدثنا الحسن بن محمد بن البكار بن بلال، حدثني محمد بن شعيب بن شابور (4)،قال: قلت لامية بن يزيد بن أبي عثمان الأموي و كان من كبراء من أدركنا، و ذكر عنه حكاية في مدح الأوزاعي.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدثنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن

ص: 309


1- الاكمال لابن ماكولا 61/1.
2- زيادة عن الاكمال.
3- زيادة عن الاكمال.
4- بالأصل «سابور» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 376/9.

إسماعيل البخاري، قال (1):و قال يحيى بن حسان: هو أمية بن أبي عثمان. و ذكر من فضله، قتله صالح بن علي أو عبد اللّه بن علي يوم نهر أبي فطرس (2) و كان نهر أبي فطرس (3) سنة اثنتين و ثلاثين و مائة.

820 - أميّة بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي

من أهل عذراء من إقليم حران.

و ذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق، و بغوطتها من بني أمية.

821 - أميّة بن يزيد الافقم بن هشام بن عبد الملك بن مروان الاموي

له ذكر.

822 - انتصار بن يحيى بن المصمودي

المعروف برزين الدولة (4)

غلب على دمشق في المحرم سنة ثمان و ستين و أربعمائة، حين هرب عنها معلّى بن حيدرة بن منزو فاجتمعت المصامدة (5) إلى انتصار هذا، و كان زمامهم و المقدّم عليهم، و قروا (6) نفسه على الأمر فرضي أكثر الناس بذلك لسداده و حميد سيرته، فاستقر أمره يوم الأحد مستهل المحرم، و أقام واليا بها إلى أن دخلها أتسز في ذي القعدة من هذه السنة فعوّضه على دمشق بانياس و يافا (7) من الساحل.

قرأت بخط شيخنا أبي محمد بن الأكفاني رزين الدولة انتصار بن يحيى المصمودي ولي دمشق بعد هرب ابن منزو في يوم الأحد مستهل المحرم من سنة ثمان و ستين و أربعمائة، و لم يزل واليا على دمشق إلى أن نزل الملك أتسز بن الخوارزمي على دمشق.

ص: 310


1- التاريخ الكبير 1/قسم ثاني/10.
2- بالأصل «فرطس» و المثبت عن م و البخاري و معجم البلدان، و فيه: مخرج هذا النهر من أعين في الجبل المتصل بنابلس، و ينصب في البحر الملح، و هو موضع قرب الرملة من أرض فلسطين، فيه كانت وقعة عبد اللّه بن علي مع بني أمية (معجم البلدان).
3- بالأصل «فرطس» و المثبت عن م و البخاري و معجم البلدان، و فيه: مخرج هذا النهر من أعين في الجبل المتصل بنابلس، و ينصب في البحر الملح، و هو موضع قرب الرملة من أرض فلسطين، فيه كانت وقعة عبد اللّه بن علي مع بني أمية (معجم البلدان).
4- الوافي بالوفيات 409/9 و فيه «زين الدولة».
5- بالأصل «المصادمة» و المثبت عن م، و المختصر 60/5 و ينتسبون إلى قبيلة مصمودة، و هي من قبائل البربر بالمغرب.
6- في المختصر: و قووا.
7- يافا: مدينة على ساحل بحر الشام من أعمال فلسطين بين قيسارية و عكا (معجم البلدان).

ذكر من اسمه أنس

823 - أنس بن أحمد الخوئي قاضي آذربيجان

823 - أنس بن أحمد الخوئي (1) قاضي آذربيجان (2)

حدّث عن أبي بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري بأطرابلس.

روى عنه: أبو بكر أحمد بن الخطاب.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي، قال خلف بن القاسم بن خلف بن سليمان اللّخمي القيرواني، حدّثنا أحمد بن الخطاب أبو بكر، حدثني أنس بن أحمد الخوئي قاضي أذربيجان - بأطرابلس - حدّثنا أبو بكر الأنباري ببغداد بحكاية ذكرها.

824 - أنس بن أنيس

824 - أنس بن أنيس (3)

و يقال: ابن أبي أنيس العذري، و يقال: الكندي. من حملة القرآن.

روى عن عبد الرّحمن بن خشخاش.

روى عنه: صدقة بن خالد، و الوليد بن مسلم، و محمد بن شعيب.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب بن محمد، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا علي بن الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: أنس بن أنيس العذري.

ص: 311


1- م: الخوي.
2- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
3- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسن بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو محمد حمد بن محمد - زاد ابن خيرون: و أبو الحسن الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال (1):أنس بن أنيس العذري، سمع عبد الرّحمن بن خشيش (2) أو خشاش، سمع فضالة بن عبيد قوله، قاله يحيى بن حسان، حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا أنس. كذا قال: و القولان جميعا خطأ، و أنما هو عبد الرّحمن بن خشخاش و قد ذكره في ترجمته على الصواب (3) في حرف الخاء من أسماء آباء عبيد الرّحمن.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال - بأصبهان - أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (4):أنس بن أنيس العذري الدّمشقي روى عن عبد الرّحمن بن خشخاش روى عنه صدقة بن خالد، و محمّد بن شعيب، و مسلم بن الوليد، غير أن الوليد قال: ابن أبي أنيس سمعت أبي يقول ذلك.

825 - أنس بن السلم بن الحسن بن السلم

أبو عقيل الخولاني الأنطرطوسي (5)

حدّث بدمشق سنة تسع و ثمانين و مائتين عن عيسى بن سليمان الشّيزري (6)، و مخلد بن مالك الحرّاني، و أيوب بن سليمان الرّمّاني (7)-المعروف بابن مطا عن إمام

ص: 312


1- التاريخ الكبير 1/قسم 33/2.
2- في البخاري: خشاس.
3- كذا، و قد ورد هنا في البخاري: خشاس أو خشاش، و في البخاري في ترجمته 279/1/3 عبد الرحمن بن خشخاش سمع منه أنيس بن أبي أنيس.
4- الجرح و التعديل 288/1/1.
5- الأنطرطوسي: هذه النسبة إلى أنطرطوس، بلد من سواحل بحر الشام، و هي آخر أعمال دمشق من البلاد الساحلية و أول أعمال حمص.(معجم البلدان). ذكره ياقوت و ترجم له و فيه: أنس بن السلام بن الحسن بن الحسن بن السلام.
6- هذه النسبة إلى شيزر - بتقديم الزاي - مدينة و قلعة حصينة بالشام قريبة من حمص، و في معجم البلدان: الشيرازي.
7- في معجم البلدان: الرصافي.

سلمية (1)-و مغيرة بن عبد الرّحمن بن عون الحرّاني، و عبيد بن رزين، و إبراهيم بن هشام الغسّاني، و أحمد بن حرب الموصلي، و أحمد بن أبي الحواري الزاهد، و دحيم، و معلل بن نفيل، و أبي أحمد عبد الملك بن مسرح، و محمد بن رجاء الشحشاني (2)، و أبي نعيم عبيد بن هشام الحلبي، و إسماعيل بن أبي كريمة، و عمر بن هشام الحرانيين، و عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان، و هشام بن عمّار، و المؤمّل بن إهابة، و أبي بشر بكر بن خلف، و أبي الأصبغ عبد العزيز بن يحيى، و أبي وهب الوليد بن عبد الملك الحرانيين، و عمر بن الضحاك.

روى عنه: أبو القاسم بن أبي العقب، و يحيى بن عبد اللّه بن الحارث الزّجّاج، و أبو علي بن شعيب، و محمد بن منصور بن نصر بن إبراهيم، و أبو عبد اللّه بن مروان، و أبو الحسن بن جوصا، و إبراهيم بن أحمد بن الحسن، و أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن أبي ثابت، و سليمان بن أحمد الطبراني، و أبو علي بن حبيب الحصائري، و أبو أحمد بن عديّ، و أبو بكر أحمد بن إسحاق اللّخمي بن الأعرابي، و أبو عثمان سعيد بن محمد بن حرب، و أبو صالح سهل بن إسماعيل بن سهل الطّرسوسي القاضي.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، حدثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، حدثنا أبو القاسم علي بن يعقوب، أنا أبو عقيل أنس بن السلم الأنطرطوسي، حدثنا عيسى بن سليمان الشيزري (3)،حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن موسى بن عقبة، عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص قالت: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يستعيذ من عذاب القبر.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد الطّبراني، حدثنا أبو عقيل أنس بن سلم الخولاني، حدثنا عمر بن هشام الحرّاني، نا عثمان بن عبد الرّحمن الطرائفي، حدثنا ابن

ص: 313


1- بالأصل «سلمة» و المثبت عن م و معجم البلدان و هي بليدة في ناحية البرية من أعمال حماة بينهما مسيرة يومين، و كانت تعد من أعمال حمص. و ذكره ياقوت في «سلمية» أيوب بن سلمان السلمي القرشي كان إمام مسجدها.
2- كذا بالأصل و في م: السجستاني.
3- بالأصل «الشيموري» و الصواب عن م.

ثوبان عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا»[2382].

826 - أنس بن سيرين

826 - أنس بن سيرين (1)

و كنية سيرين أبو عمرة. أخو محمد بن سيرين أبو حمزة، و يقال أبو موسى، و يقال:

أبو عبد اللّه.

من أهل البصرة قدم دمشق مع أنس بن مالك.

روى عن ابن عمر، و ابن عباس، و زيد بن ثابت، و جندب بن عبد اللّه، و أنس بن مالك، و أخيه معبد بن سيرين، و أبي عبيدة بن حذيفة، و عبد الملك بن المنهال، و شريح القاضي، و مسروق بن الأجدع، و القاسم بن محمد.

روى عنه: قتادة، و يونس بن عبيد، و هشام بن حسان، و عبد الملك بن أبي سليمان بن عوف، و شعبة، و الحمّادان: ابن يزيد و ابن سلمة، و أيوب بن خالد، و حميد الطويل، و حزيم بن عبيد اللّه أخي خلاّد.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو إسحاق بن عمر البرمكي، أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن خلف بن بخيت (2) الدّقّاق، حدثنا أبو أحمد إسماعيل بن موسى بن إبراهيم بن محمد الذّراع، حدثنا حمّاد بن زيد، حدثنا أنس بن سيرين، قال:

سألت ابن عمر عن الركعتين قبل الغداة أطيل فيهما القراءة؟ قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصلّي مثنى مثنى، و يوتر بركعة. قال: قلت: ليس غير هذا أسألك، قال: إنك لضخم، أ لا تدعني أستقرئ لك الحديث. كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصلّي من الليل مثنى مثنى، و يوتر بركعة، و يصلّي ركعتين الغداة، و كان الأذان بإذنه. قال حماد: يعني بسرعته[2383].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السلام قالا: أنا أبو محمد الصّريفيني، أنا عبيد اللّه بن محمد بن إسحاق بن حبابة، حدثنا أبو القاسم البغوي، حدثنا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن أنس بن سيرين قال: سمعت

ص: 314


1- الوافي بالوفيات 416/9 و تهذيب التهذيب 237/1 سير أعلام النبلاء 622/4 و انظر بحاشيتها ثبتا بمصادر أخرى.
2- ضبطت عن التبصير 68/1.

أنس بن مالك قال: قال رجل من الأنصار و كان ضخما للنبي صلى اللّه عليه و سلم: إني لا أستطيع الصلاة معك، فصنع الرجل له طعاما فدعاه إلى بيته، و نضح له طرف حصير لهم، فصلّى عليه ركعتين. قال: فقال فلان بن فلان بن الجارود لأنس: أ كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصلّي الضحى؟ قال ما رأيته صلاّها غير ذلك اليوم.

أخبرنا الفقيه أبو الحسن السّلمي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدّي أبو بكر، أنا أبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل التّميمي، حدثنا أحمد بن عبد الواحد بن عبود (1)،حدثنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، قال: حدّثت أن أنس بن سيرين صام يوم عرفة فجهده الصوم، فسأل ابن عمر و ابن عباس و أبا سعيد الخدري و أنس بن مالك، فأمروه أن يفطر و يقضي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا يزيد بن هارون، أنا همّام، عن أنس بن سيرين قال: تلقينا أنس بن مالك حيث قدم من الشام، فلقيناه بعين التمر و هو يصلّي على دابّته لغير القبلة، فقلنا له: إنّك تصلّي إلى غير القبلة، فقال: لو لا أني رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يفعل ذلك ما فعلت.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو محمد عبد اللّه بن الحسن بن طلحة بن النحاس التّنّيسي - قدم علينا - أنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن قامون، حدثنا الحسين بن محمد بن داود القيسي - بمصر - أنا أبو القاسم بكير بن الحسن بن عبد اللّه بن سلمة بن دينار الرازي، حدثنا أبو بكرة بكّار بن قتيبة البكراوي، حدثنا سعيد بن عامر، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن سيرين قال: أقبلت مع أنس بن مالك من الشام فكان يصلّي على حماره أين ما توجّه به تطوعا حتى أتينا أطط (2)،و أصبحت الأرض غدائر، فاستخار ربّه و استقبل القبلة و صلّى على حماره.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي [محمد] (3)

ص: 315


1- بالأصل «عمود» و المثبت عن سير الأعلام 248/12.
2- و يقال أطد بفتحتين. بين الكوفة و البصرة، قرب الكوفة (معجم البلدان).
3- سقط من الأصل، و أضيفت عن م. ترجمته في سير الأعلام 68/18 و اسمه الحسن بن علي بن محمد بن الحسن أبو محمد الشيرازي البغدادي المقنعي.

الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، حدثنا الحسين بن الفهم، نا ابن سعد (1)،أنا خالد بن خداش، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن أنس بن سيرين، قال: ولد محمد بن سيرين لسنتين بقيتا من خلافة عثمان بن عفان و ولدت أنا لسنة بقيت من خلافته.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي محمد التّميمي، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر (2)،قال: سنة أربع و ثلاثين فيها ولد أبو عبد اللّه أنس بن سيرين أخو محمد.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار، حدثنا أبو حفص الفلاس، عن أنس بن سيرين أبو حمزة.

قال: و أنا أبو حفص الفلاس، قال: حدثنا سعيد بن عامر، حدثنا أسماء بن عبيد، عن أنس بن سيرين، قال: لما ولدت ذهب أبي إلى أنس بن مالك فسمّاني أنسا و كناني أبو حمزة، قال الفلاس و كانوا ستة: خمسة اخوة و أختهم حفصة، و كان أكبرهم معبد بن سيرين، و يحيى بن سيرين، و محمد بن سيرين - يعني - و خالد بن سيرين، و أنس بن سيرين - و كان أصغرهم - و حفصة بنت سيرين.

[أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السلام قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني] أخبرنا أبو القاسم بن حبابة، حدثنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا محمّد [بن] (3) إسحاق قال: سمعت علي بن المديني يقول: محمّد و معبد و أنس و يحيى بنو سيرين اخوة و لم يرو عن يحيى أحد إلاّ أخوه محمّد و لم يرو [عن معبد] (4)إلاّ أخوه أنس و حفصة بنت سيرين و في غير حديث علي بن المديني: و كريمة بنت سيرين أختهم.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي، و غيره عن أبي بكر البيهقي، أنا محمد بن عبد اللّه قال:

سمعت علي بن حمشاد العدل يقول: سمعت محمد بن عيسى بن السكن الواسطي يقول:

سمعت أبا زكريا يحيى بن معين [يقول:] (5) ولد سيرين ستة أثبتهم محمد و أنس بن سيرين

ص: 316


1- طبقات ابن سعد 193/7 في ترجمة محمد بن سيرين.
2- بالأصل «زيد» خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 440/16(326).
3- زيادة لازمة عن م.
4- مكانها بالأصل غير واضح، و المثبت عن م.
5- زيادة لازمة.

دونه و لا بأس به (1)،و معبد بن سيرين يعرف و تنكر، و يحيى بن سيرين ضعيف الحديث و كريمة بنت سيرين كذلك، و حفصة بنت سيرين أثبت منها.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن علي المؤذن، أنا علي بن محمد بن علي بن السّقا، حدثنا أبو العباس الأصمّ، حدثنا عباس بن محمد الدّوري، قال: سمعت يحيى يقول: أنس بن سيرين أكبر من محمد بن سيرين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، حدّثنا أبو بشر الدّولابي، حدثنا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة: أنس بن سيرين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب قال: من روى عنه أنس بن سيرين: ابن عباس، و ابن عمر، و أنس بن مالك، و زيد بن ثابت، و معبد بن سيرين، و عبد الملك بن المنهال، و أبو عبيدة بن حذيفة، و أبو عبيدة بن عبد اللّه، و شريح و مسروق، و القاسم بن محمد.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد قال في الطبقة الثانية من أهل البصرة: أنس بن سيرين و يكنى أبا حمزة، سمّي باسم أنس بن مالك، و كني بكنيته لأنه مولاه، مات بعد محمد.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف و أبو نصر بن البنّا، قالا: أنا أبو محمد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، حدثنا الحسين بن الفهم، حدثنا ابن سعد (2)قال في الطبقة الثانية من أهل البصرة: أنس بن سيرين و يكنى أبا حمزة و في بعض حديث حماد بن زيد أنه يكنى أبا موسى، و كان ثقة قليل الحديث. قالوا: و توفي أنس بن سيرين بعد محمد بن سيرين.

ص: 317


1- تهذيب التهذيب 237/1.
2- طبقات ابن سعد 207/7.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي في كتابه، ثم حدثه أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم بن النّرسي - و اللفظ له - قالا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (1):أنس بن سيرين هو أخو محمد بن سيرين، مولى أنس بن مالك الأنصاري (2) خزرجي أبو حمزة سمع ابن عمر، و ابن عباس، و أنسا. و روى عنه ابن عون، و أيوب، و حمّاد بن زيد و قال لي بيان عن يزيد بن هارون، حدّثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن أنس بن سيرين: دخلنا على زيد بن ثابت.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو (3) حمزة أنس بن سيرين أخو محمد، سمع ابن عمر، و أنس بن مالك. روى عنه ابن عون، و حمّاد بن زيد.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل بن الحكّاك، أنا أبو نصر الوائلي، حدثنا الخصيب بن عبد اللّه القاضي، أنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي، أخبرني أبي، قال: أبو حمزة أنس بن سيرين.

أنبأ (4) معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال: أنس بن سيرين بصري ثقة.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، أنا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا سليم بن أيوب الرازي، أنا أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان، حدّثنا علي بن إبراهيم بن أحمد، حدّثنا يزيد بن محمد بن إياس، قال: سمعت محمد بن أحمد المقدّمي يقول: ولد سيرين ستة الذين روي عنهم خاصّة: يحيى بن سيرين، و محمد بن سيرين، و أنس بن سيرين، و معبد بن سيرين و ذكر أخا لهم آخر يقال له خالد و لم يخرج له حديث، و حفصة بنت سيرين، و كريمة بنت سيرين، و أنس بن سيرين أبو حمزة و أبو موسى جميعا.

ص: 318


1- التاريخ الكبير 1/قسم 32/2.
2- بالأصل «الأنصار» و المثبت عن البخاري.
3- بالأصل «ابن» و الصواب ما أثبت،(الكنى و الأسماء للإمام مسلم).
4- كذا ورد الخبر بالأصل و من مبتور الإسناد.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمد بن علي أحمد بن المبارك الفراء، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمد بن إبراهيم بن محمد الطّرسوسي، أنا محمد بن محمد بن داود، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش (1)،قال: محمد بن سيرين، و يحيى بن سيرين، و معبد بن سيرين، و أنس بن سيرين، و حفصة بنت سيرين هؤلاء إخوة كلّهم ثقات، و حفصة من الثقات.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي، أنا مسعود بن ناصر السّجزي، أنا عبد الملك بن الحسن بن سياوش، حدّثنا محمد بن أحمد بن علي الكلاباذي قال: أنس بن سيرين أخو محمد، و يحيى، و معبد، و خالد، و حفصة. مولى أنس بن مالك الأنصاري سمع من (2) محمد، و أنس بن مالك. روى عنه ابن عون، و خالد الحذّاء، و ثابت، و همّام، و حمّاد بن زيد و قال كاتب الواقدي (3):مات بعد أخيه محمد بن سيرين و قد مات محمد بن سيرين. سنة عشر و مائة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو القاسم بن عثمان الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العباس بن محمد بن عبد اللّه بن المغيرة الجوهري، أنا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل، قال: قال أبي:

أنس بن سيرين يكنى أبا موسى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن بن عبد السلام قالا: أنا أبو محمد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، حدّثنا أبو القاسم البغوي، قال: و كان أنس بن سيرين يكنى أبا موسى، حدّثنا بذلك صالح بن أحمد، عن أبيه، و قد قيل إنه يكنى أبو حمزة، و إنه سمّي حين ولد باسم أنس بن مالك و كني بكنيته. و روى حمّاد بن زيد، عن أنس بن سيرين، قال: ولدت لسنة بقيت من خلافة عثمان. بلغني من ذلك عن حمّاد بن زيد قال: و حدّثنا أحمد بن زهير، حدّثنا أبو سلمة، حدّثنا جرير بن عبد اللّه أخو خلاّد الأعمى - يعني لأمه - قال: قلت لأنس بن سيرين: يا أبا عبد اللّه، كذا قال جرير بن

ص: 319


1- رسمها غير واضح بالأصل و في م: حراش و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 508/13 (253).
2- بالأصل «بن» و الصواب ما أثبت يعني أخاه محمد و في م: سمع ابن عمر.
3- يعني ابن سعد، انظر طبقات ابن سعد 206/7 و 207.

عبد اللّه، و قال غير: ابن عبيد اللّه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أيوب البزّاز، أنا أبو الفرج محمد بن عمر بن محمد، حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن محمد بن إسماعيل البزّاز قال: قرأت على أبي بكر محمد بن أحمد بن هارون قلت له: أخبرك إبراهيم بن الجنيد، حدّثني سنيد (1) بن داود قال: سمعت حمّاد بن زيد يقول: قلت لأنس بن سيرين: يا أبا موسى حدّثنا قال: فقال لي: اتقوا هذه الأحاديث المحدثة و من يحدّثها قال حماد و ذلك منذ ستين سنة.

قال: و نا إبراهيم، حدّثنا الصلت بن مسعود (2)،حدّثنا حمّاد بن زيد قال: قلنا لابن سيرين: حدّثنا بحديث عسى اللّه أن ينفعنا به. قال: اتقوا اللّه و اتقوا أحاديث أحدثت لا نعرفها.

أخبرنا أبو سعد محمد بن محمد بن محمود المطرّز و أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد بن محمد الثّقفي، و أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء - إجازة - أنا منصور بن الحسين و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن إسحاق المروزي، حدّثنا الدّقيقي، حدّثنا محمد بن إسماعيل السّكّري الكوفي، حدّثنا حمّاد بن زيد قال: دخلنا على أنس بن سيرين قال: اتقوا اللّه يا معشر الشباب، و انظروا هذه الأحاديث عمن تأخذونها فإنها من دينكم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسن بن جعفر، و محمد بن الحسن و أحمد بن محمد العتيقي ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا: أنا الوليد بن بكر بن مخلد، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا، حدّثنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي قال (3):أنس بن سيرين بصري تابعي ثقة.

و في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا حمد بن

ص: 320


1- أبو علي حسين بن داود، و لقبه سنيد، ترجمته في تهذيب التهذيب و سير الأعلام 627/10(217).
2- في سير الأعلام 153/11 و 464.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 73.

عبد اللّه - إجازة - قال ابن مندة: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد بن أبي حاتم قال (1):ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين قال: أنس بن سيرين ثقة.

و سمعت أبي يقول: أنس بن سيرين ثقة.

أخبرني أبو محمد بن الأكفاني - بقراءتي - حدّثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو محمد عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، و أبو القاسم تمام بن محمد الرازي، قالا: أنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن راشد البجلي، حدّثنا أبو هاشم وريزة (2) بن محمد بن وريزة (3) الغسّاني، حدّثنا عمر بن عثمان، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن سالم الخيّاط، قال: رأيت على أنس بن سيرين خزّا (4) أصفر كساه إياه ابن عمر.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، حدّثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدّثنا محمد بن أبان، حدّثنا جرير بن حازم، عن أنس بن سيرين، قال: استعمل أنس بن مالك على أعمال (5)فاستعملني على الأبلّة (6).فقلت: تستعملني على المكس من شرّ عملك فقال: أ ما ترضى أن تأخذ منهم ما كان عمر يأخذ؟ أمرني أن آخذ صدقات المسلمين من كل أربعين درهما درهما، و من أهل العهد (7) من كل عشرين درهما، و من أهل الحرب من كل عشرة الدراهم درهما.

أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم بن محمد الكرماني - بفيد - و أبو بكر محمد بن أحمد بن مهران، و أبو جعفر أبو بكر محمد بن ظفر بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحيم الخطيب، و أم الشمس خجستة (8) بنت إبراهيم بن عبد الوهاب بن مندة

ص: 321


1- الجرح و التعديل 1/قسم 288/1.
2- إعجام اللفظتين بالأصل اختلف في الموضعين و كلاهما خطأ، و الصواب ما أثبت و الضبط عن التبصير 1471/4 ذكره و قيده بالتصغير و في م كالأصل.
3- إعجام اللفظتين بالأصل اختلف في الموضعين و كلاهما خطأ، و الصواب ما أثبت و الضبط عن التبصير 1471/4 ذكره و قيده بالتصغير و في م كالأصل.
4- بالأصل و م:«خز» و الصواب ما أثبت.
5- بالأصل و م:«عماله».
6- الأبلة: بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة البصرة (معجم البلدان).
7- مختصر ابن منظور: أهل الذمة.
8- ضبطت عن التبصير 526/2.

-بأصبهان - قالوا: أنا أبو عمر و ابن مندة - قالت خجستة: و أنا حاضرة - أنا أبي أبو عبد اللّه ابنا عبد اللّه بن يعقوب بن إسحاق الكرماني، حدّثنا يحيى بن بحر الكرماني، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن أيوب السختياني، عن أنس بن سيرين قال: ولي أنس بن مالك أعمالا من أعمال البصرة فاستعملني على الأبلّة قال: فقلت:[تستعملني] على المكس من بين عملك؟ فقال: و ما عليك أن تأخذ بكتاب عمر. قال: قلت و ما كتاب عمر؟ قال:

قلت: أن آخذ من المسلمين من كل أربعين درهما درهما (1) و من أهل الذمة من كل عشرين درهما درهما، و ممن لا ذمة له من كل عشرة، يعني درهما، فقلت: و من لا ذمة له؟ قال:

الروم كانوا يجيئون بتجارات لهم إلى المدينة فيؤخذ منهم العشر.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن بن بشران - ببغداد - أنا إسماعيل بن محمد الصفّار، حدّثنا سعدان بن نصر، حدّثنا معاذ بن معاذ، عن ابن عون، عن أنس بن سيرين، قال: أرسل إليّ أنس بن مالك فأبطأت عليه ثم أرسل إليّ فأتيته فقال: إن كنت لأرى أن لو أمرتك أن تقضي على حجر كذا و كذا أتبغى مرضاتي لفعلت، اخترت لك خير عمل فكرهته، إني أكتب له سنّة عمر فقلت: فاكتب سنة عمر.

قال: فكتب: من المسلمين من كل أربعين درهما درهما (2)،و من أهل الذمة من كل عشرين درهما درهما (3) و ممن لا ذمة له من كل عشرة دراهم درهما (4) قال: قلت: من لا ذمة؟ قال: الروم، كانوا يقدمون من الشام.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن فهم [أنا] (5) ابن سعد (6)،أنا عمر (7) بن عاصم. حدّثنا أبو العوّام، حدّثنا قتادة، قال: استعمل ابن الزبير أنس بن مالك على البصرة، قال: فأرسل إلى مولاه أنس بن سيرين فاستعمله على الأبلّة، فقال أنس بن سيرين: أ تريد أن تجعلني عاشرا؟ أ تريد أن تجعلني عاشرا؟ فقال له: أ ما ترضى بكتاب عمر بن الخطاب؟ فأخرجه فإذا فيه: أن يأخذ من تجار المسلمين من كل أربعين

ص: 322


1- بالأصل و م: درهم.
2- بالأصل و م: درهم.
3- بالأصل و م: درهم.
4- بالأصل و م: درهم.
5- زيادة لازمة عن م.
6- طبقات ابن سعد 207/7.
7- في م و ابن سعد: عمرو.

درهما درهما (1) و من تجار أهل الذمة من كل عشرين درهما درهما، و من تجار أهل الحرب من كل عشرة دراهم درهما.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ، حدّثنا أحمد بن يحيى بن زهير التستري (2)،حدّثنا نصر بن علي، حدّثني أبي، حدّثنا حماد بن زيد قال: أتينا أنس بن سيرين فلما رآنا قال: قد جاء اللّغاطون يعني أصحاب الحديث.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمد بن علي بن أحمد السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النّهاوندي، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى بن زكريا، حدّثنا خليفة بن خيّاط، قال: و أنس بن سيرين في وسط من ولاية خالد. و ذكر خليفة (3):أن خالد بن عبد اللّه القسري (4) ولي العراق ستّ (5) ستة و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز ثابت بن منصور بن الكيلي (6) قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا أبو الحسين محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن موسى، حدّثنا محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو حفص الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خيّاط: في الخامسة من البصرة من قال: أنس بن سيرين مولى أنس بن مالك يكنى أبا حمزة مات سنة عشر (7).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن بن عبد السلام، قالا: أنا أبو محمد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا محمد بن علي الجوزجاني، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: مات أنس بن سيرين سنة [مائة] (8)و عشرين.

ص: 323


1- بالأصل: درهم و الصواب عن م.
2- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 362/14.
3- تاريخ خليفة ص 337.
4- بالأصل «القرشي» و المثبت عن تاريخ خليفة.
5- بالأصل:«ستة».
6- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة عبد اللّه بن جابر - عبد اللّه بن زيد ص 683) و في م: المبارك.
7- بالأصل «عشرة».
8- سقطت من الأصل و م و الزيادة مقتبسة عن تهذيب التهذيب.

827 - أنس بن عبّاس بن عامر بن حتى بن رعل بن مالك

827 - أنس بن عبّاس بن عامر بن حتى (1) بن رعل بن مالك

ابن عوف بن امرئ القيس بن نهبة (2) بن سليم بن منصور السلمي

ممن أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و وفد عليه، و كان من الجيش الذي أمدّ بهم عمر بن الخطاب أهل القادسية ممن شهد اليرموك.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمد بن سعد (3)،أنا علي بن محمد القرشي، عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان و محمد بن كعب، و عن أبي بكر الهذلي عن الشعبي، و [عن] علي بن مجاهد [و] عن محمد بن إسحاق عن الزهري، و عكرمة بن خالد، و عاصم بن عمر بن قتادة، و عن يزيد بن عياض بن جعدبة، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن حزم، و عن مسلمة بن علقمة، عن خالد الحذّاء، عن أبي قلابة في رجال آخرين من أهل العلم يزيد بعضهم على بعض فيما ذكروا من وفود العرب على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قالوا: و قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رجل من بني سليم يقال له قيس بن نسبة (4) فسمع كلامه و سأله عن أشياء فأجابه و وعى ذلك كله، و دعاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى الإسلام فأسلم، و رجع إلى قومه بني سليم فقال: قد سمعت ترجمة الروم، و هينمة فارس، و أشعار العرب، و كهانة الكاهن، و كلام مقاول حمير، فما يشبه كلام محمد شيئا من كلامهم، فأطيعوني و خذوا بنصيبكم منه. فلما كان عام الفتح خرجت بنو سليم إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلقوه بقديد و هم سبع (5) مائة رجل و يقال كانوا ألفا، و فيهم العباس بن مرداس، و أنس بن عباس (6) بن رعل، و راشد بن عبد ربه، فأسلموا و قالوا: اجعلنا في مقدمتك، و اجعل لواءنا أحمر، و شعارنا مقدم، ففعل (7) ذلك بهم، فشهدوا معه الفتح و الطائف و حنينا. و أعطى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم راشد بن عبد ربه رهاطا (8) و فيها عين يقال لها

ص: 324


1- في جمهرة ابن حزم ص 262 «جبير» و في مختصر ابن منظور 62/5 و الإصابة و معجم المرزباني «حي».
2- في الإصابة 70/1 و معجم الشعراء للمرزباني في ترجمة أبيه ص 263 «بهثة».
3- طبقات ابن سعد 305/1 و الزيادة في الموضعين عنه و 307/1.
4- ابن سعد 307/1 «نسيبة» و في الإصابة: نشبة.
5- في ابن سعد: تسعمائة.
6- ابن سعد: عياض.
7- بالأصل «فعل» و المثبت عن ابن سعد.
8- موضع على ثلاث ليال من مكة (معجم البلدان).

عين الرسول، و كان راشد يسدن صنما لبني سليم، فرأى يوما ثعلبين يبولان عليه فقال:

أ ربّ (1) يبول الثّعلبان برأسه *** لقد ذلّ من بالت عليه الثّعالب

ثم شد عليه فكسره ثم أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«ما اسمك؟» قال: غاوي بن عبد العزّى، قال: أنت راشد بن عبد ربّه، فأسلم و حسن إسلامه و شهد الفتح مع النبي صلى اللّه عليه و سلم و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«خير قرى عربيّة خيبر، و خير بني سليم راشد» و عقد له على قومه[2384].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حية، أنا محمد بن شجاع، أنا محمد بن عمر الواقدي (2)، قال: و قال أنس بن عبّاس السّلمي و كان خال طعيمة بن عديّ، و كان طعيمة يكنى أبا الرّيّان خرج يوم بين معونة يحرّض قومه يطلب بدم ابن أخيه حتى قتل نافع بن بديل بن ورقاء فقال:

تركت ابن ورقاء الخزاعي ثاويا *** بمعترك يسفيان (3) عليه الأعاصر

ذكرت أبا ريان لمّا عرفته *** و أيقنت أنّي يوم ذلك ثائر (4)

سمعت أصحابنا يثبتونها (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أبو بكر بن سيف، حدّثنا السّري بن يحيى، حدّثنا شعيب بن إبراهيم، حدّثنا سيف بن عمر، قال (6):لما قدم على أبي عبيدة كتاب عمر بصرف أهل العراق و أصحاب خالد، و لم يذكر خالدا ضنّا بخالد فحبسه و سرّح الجيش: خمسة آلاف من ربيعة و مضر، و ألف من أفناء اليمن من أهل الحجاز و أمّر عليهم هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، و على مقدمته القعقاع بن عمرو فعجّله (7) أمامه و جعل على مجنبته (8) قيس بن هبيرة بن

ص: 325


1- بالأصل:«ربّ» بدون ألف. و المثبت عن ابن سعد.
2- مغازي الواقدي 353/1 الخبر و البيتان.
3- الواقدي: تسفي.
4- ثائر بمعنى آخذ الثّأر.
5- مهملة بالأصل، و المثبت عن الواقدي.
6- تاريخ الطبري 542/3-543.
7- في الطبري:«فجعله» و بهامشه عن نسخة: فعجله كالأصل.
8- الطبري: على إحدى مجنبتيه.

عبد يغوث (1) المرادي، و لم يكن شهد الأيام، أتاهم باليرموك حين صرف أهل العراق أو صرف (2) معهم - و على المجنبة الأخرى الهزهاز بن عديّ (3) العجلي، و على الساقة أنس بن عبّاس فانجذب القعقاع و طوى فعجّل، فقدم على الناس صبيحة يوم أغواث (4)، الحديث.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد الفقيه، أنا أحمد بن أبي [بكر العدل] (5)،أنا الحسن بن عبد اللّه العسكري، قال: و في فوارس بني سليم أنس بن عبّاس الرّعلي، و هو الذي عنى حسّان (6)،و عباس بن عامر بن حيّ بن رعل السّلمي ظاهر ابن نوفل بن عبد مناف.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدّثنا الزبير بن بكار قال: ولد عدي بن نوفل مطعم بن عديّ [و طعيمة بن عدي] (7) قتل يوم بدر كافرا و هو الأعرج، و أمهما فاختة (8) بنت عباس بن عامر بن حيّ بن رعل بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة (9) بن سليم بن منصور، و إنما أنجدت بنو رعل و ذكوان و هم حلفاء بني رعل، و بنو ذكوان (10) من بني سليم و أنجدوا عامر بن الطفيل عن أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الذين قتلوا ببئر معونة من أجل طعيمة (11) و كان الذي أنجد (12) عامرا أنس بن عباس، و هو

ص: 326


1- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن الطبري.
2- الطبري: و صرف.
3- الطبري: عمرو.
4- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن الطبري.
5- كلمة غير واضحة بالأصل و المثبت عن م.
6- كذا بالأصل، و لعله يريد بيته في رثاء أصحاب بئر معونة: أصابهم الفناء بحبل قوم تخون عقد حبلهم بغدر انظر سيرة ابن هشام 198/3.
7- الزيادة لازمة عن نسب قريش لمصعب الزبيري ص 198.
8- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن نسب قريش لمصعب ص 198.
9- بالأصل «بهية» و المثبت عن نسب قريش.
10- بالأصل «ابن».
11- انظر خبر بئر معونة في سيرة ابن هشام 195/3.
12- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن نسب قريش ص 199.

الأصمّ، فبقي (1) مع عامر بنو رعل و بنو ذكوان و بنو عصيّة و هؤلاء كلهم من بني سليم (2)فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يدعو على رعل و فالج و ذكوان و عصيّة و هؤلاء كلهم من بني سليم، و لما قتل أصحاب بئر معونة دعا عليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أربعين ليلة، حتى نزل عليه: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ ءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظٰالِمُونَ (3) فأمسك عنهم.

828 - أنس بن عياض

أبو ضمرة اللّيثي المدني (4)

حدّث عن هشام بن عروة (5)،و ربيعة الرأي، و أبي حازم الأعرج، و شيبة بن نصاح، و جعفر بن محمد، و صالح بن كيسان، و شريك بن عبد اللّه بن أبي نمر، و عبيد اللّه بن عمر بن حفص العمري، و موسى بن عقبة، و يونس بن يزيد الأيلي.

روى عنه: بقية بن الوليد و مات قبله، و أبو بكر الحميدي، و يحيى بن بكير، و إبراهيم بن المنذر، و محمد بن عبد اللّه بن نصير، و أحمد بن حنبل، و سليمان بن عبد الرّحمن، و علي بن المديني، و قتيبة بن سعيد، و محمد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، و أبو بكر عبد اللّه بن حميد بن أبي الأسود، و محمد بن الوليد الزّبيدي المديني.

و قدم دمشق.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين بن علي الشّيروي ح.

و أخبرني أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن حبيب، و أبو منصور عثمان بن عبد اللّه عنه، أنا أبو سعد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصّيرفي، حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف، أنا محمد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أنا أنس بن عياض، عن هشام بن عروة، عن أبيه يحدّث عن عائشة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إذا وضع العشاء و أقيمت الصّلاة فابدءوا بالعشاء»[2385].

ص: 327


1- في نسب قريش:«فنفر» و هي أقرب.
2- العبارة بالأصل و فيها تقديم و تأخير و زيادة و تكرار فاضطرب المعنى، و ما أثبتناه يوافق عبارة نسب قريش ص 199.
3- سورة آل عمران، الآية:128.
4- تهذيب التهذيب 237/1-238 سير أعلام النبلاء 86/9 و بهامشها ثبت بمصادر أخرى ترجمت له.
5- بالأصل «عورة» و الصواب عن سير الأعلام.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، حدّثنا أبو زرعة (1)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، قال:

سمعت أنس بن عياض يقول: ولدت سنة أربع و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، أنا عبد اللّه بن جعفر، قال: قال يعقوب بن سفيان (2):سمعت عبد الرّحمن بن إبراهيم، قال: سمعت أبا ضمرة يقول: ولدت سنة أربع و مائة، و قال لي: من أين أنت؟ قلت: من دمشق، قال:

أعرفها - و اللّه - و قد دخلتها أيام هشام. قال عبد الرّحمن: و قال إنسان لأبي ضمرة: قرأت حديث المغفر (3) عليه، كما قرأت. قال: ما لي و لك قراءة عليه جاز لنا، ثم قال: حدّثنا صالح بن كيسان البصري، قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يقول: ما يكذب الكذاب إلاّ من مهانة نفسه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز ثابت بن منصور قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون - قالا: أنا محمد بن الحسن بن أحمد، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو حفص الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خيّاط: في تاسعة أهل المدينة.

و أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا محمد بن سعد (4)قال: في الطبقة الثامنة من أهل المدينة أبو ضمرة أنس بن عياض ليثي.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلاّب، حدّثنا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمد بن سعد، قال (5) في الطبقة السابعة من أهل المدينة أبو ضمرة و اسمه أنس بن عياض اللّيثي من أنفسهم، و كان ثقة كثير الحديث.

ص: 328


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 277/1.
2- المعرفة و التاريخ للفسوي 190/1.
3- المعرفة و التاريخ: حديث جعفر.
4- الخبر ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد المطبوع.
5- طبقات ابن سعد 436/5.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني، أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال (1):أنس بن عياض أبو ضمرة المديني اللّيثي (2) سمع ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، و شريك بن أبي نمر، قال لي عبد الرّحمن: مات أنس سنة مائتين.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني [أنا] (3) أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو ضمرة (4) أنس بن عياض القيسي سمع أبا حازم و ربيعة الرأي و جعفر بن محمد.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل بن الحكّاك، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب (5) بن عبد اللّه، أنا أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن النسائي، قال: أخبرني أبي، قال: أبو ضمرة أنس بن عياض.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي، أنا مسعود بن ناصر السّجزي، أنا عبد الملك بن الحسن بن سياوش، أنا أحمد بن محمد بن علي الكلاباذي، قال: أنس بن عياض أبو ضمرة القيسي المدني، و كان قد قدم بلخ في ولاية نصر بن سيّار. سمع شريك بن عبد اللّه بن أبي نمر، و موسى بن عقبة، و هشام بن عروة، و عبيد اللّه بن عمر روى عنه علي بن المديني، و قتيبة، و إبراهيم بن المنذر، و عبد اللّه بن أبي الأسود:«في الوضوء» و غير موضع. مات سنة مائتين قاله البخاري عن عبد الرّحمن بن شيبة، و قال أبو عيسى مثله.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، حدّثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن

ص: 329


1- التاريخ الكبير 1/قسم ثاني/33.
2- عن البخاري و بالأصل «القيسي».
3- سقطت من الأصل.
4- بالأصل: أبو ضمرة بن أنس.
5- بالأصل «الحصيب» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 349/17.

حمّاد، أنا معاوية [بن] (1) صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل المدينة و محدثيهم.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، حدّثنا الأحوص بن المفضّل (2)،حدّثنا أبي، عن يحيى بن معين، قال:

أنس بن عياض ثقة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، أنا أبو الحسن علي بن محمد السقا، و أبو محمد عبد الرّحمن بن محمد بن بالوية، قالا: حدّثنا أبو العباس الأصمّ قال: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو ضمرة أنس بن عياض ثقة.

قرأت على أبي غالب أحمد و أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، عن محمد بن محمد بن مخلد، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن خزفة (3)،أنا أبو عبد اللّه محمد بن الحسين بن محمد بن سعيد، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أنس بن عياض أبو ضمرة ثقة.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر أحمد بن محمد، قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس قال: سمعت أبا سعيد عثمان بن سعيد الدّارمي يقول: سمعت يحيى بن معين قلت: فأنس بن عياض ما حاله؟ فقال: ليس به بأس.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قال: و أنا ابن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا:

أنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (4):ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: أبو ضمرة المديني صويلح. و سئل أبو زرعة عن أبي ضمرة أنس بن عياض فقال: لا بأس به.

ص: 330


1- زيادة لازمة، انظر ترجمته في سير الأعلام 23/13(14).
2- بالأصل «الفضل» خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر سير الأعلام 92/14.
3- المثبت و الضبط عن التبصير، إعجامها غير واضح بالأصل.
4- الجرح و التعديل 1/قسم 289/1 و العبارة من هنا إلى قوله: صويلح ليست فيه. و وردت في تهذيب التهذيب 238/1.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان (1)،حدّثنا الفضل بن زياد، قال: و سئل أحمد بن محمد بن حنبل، عن ابن أبي فديك فقال: لا بأس به، فقيل له: فهو أحب إليك أو أبو ضمرة؟ قال: لا أدري.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ قال: أبو ضمرة ثقة.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمد بن عبد اللّه بن خميرويه (2)،حدّثنا الحسن بن إدريس، قال: سمعت ابن عمّار يقول: سمعت أنس بن عياض يقول: جميع ما سمعت من الحديث ثمانية أحاديث فلما سمعتها، قال: الزم الطريق فليس عندي غير ذا.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب، أنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الرّازي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد المعروف بالحكيمي الورّاق، أنا الشريف أبو القاسم الميمون بن حمزة [بن] الحسين، أنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطّحاوي، قال: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: ما رأيت أحدا ممن لقينا أحسن خلقا و لا أسمح (3) بعلمه من أنس بن عياض و لقد قال لنا مرّة: و اللّه لو تهيأ لي أن أحدّثكم بكل ما عندي في مجلس واحد لحدّثتكموه (4).

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (5)،أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، حدّثنا أبو خيثمة، قال: قال لنا أنس بن عياض: أنا أسير اللّه في أرضه، يعني أنه بلغ تسعين سنة.

ص: 331


1- المعرفة و التاريخ للفسوي 165/2.
2- بالأصل بالحاء المهملة، و الصواب:«خميرويه» انظر ترجمته في سير الأعلام 311/16(219).
3- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب عن م و انظر سير الأعلام 87/9.
4- سير الأعلام:«لفعلت» بدل «لحدثتكموه».
5- إعجامها مضطرب بالأصل و م و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا عمر بن عبد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم، قال: مات أبو ضمرة أنس بن عياض سنة تسع و تسعين.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، حدّثنا أبو زرعة، حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، قال: قال عبد الرّحمن بن إبراهيم: و مات - يعني أبا ضمرة - سنة مائتين، و كذا ذكر الزّبير بن بكّار في وفاته (1).

829 - أنس بن مالك بن النّضر بن ضمضم بن زيد

ابن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عديّ بن النجار

أبو حمزة، و يقال: أبو ثمامة (2) الأنصاري النجاري

خادم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و صاحبه (3)

قدم دمشق أيام الوليد بن عبد الملك.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أبي بكر، و عمر، و عثمان، و عبد اللّه بن مسعود، و حذيفة بن اليمان، و أبي ذرّ و معاذ بن جبل، و عبادة بن الصامت (4)،و أبي الدرداء و غيرهم.

روى عنه قتادة، و ثابت البنّاني (5)،و عبد العزيز بن صهيب، و حميد الطويل، و أبو قلابة الجرمي، و الحسن البصري، و محمد بن سيرين، و جماعة كثيرة من أهل البصرة، و إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، و محمد بن شهاب الزهري، و محمد المنكدر، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن أبو طوالة في جماعة من أهل المدينة، و عبد الرّحمن بن أبي

ص: 332


1- انظر تاريخ أبي زرعة الدمشقي 277/1 و المعرفة و التاريخ 190/1.
2- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت «أبو ثمامة» عن م.
3- ترجمته في: الاستيعاب 71/1 هامش الإصابة، الإصابة 71/1 أسد الغابة 151/1 الوافي بالوفيات 4342/9 سير أعلام النبلاء 395/3 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- بالأصل «الصلت» تحريف، و الصواب عن م و هو زوج خالته أم حرام، انظر سير الأعلام 396/3.
5- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب عن، عن سير أعلام النبلاء، و أسد الغابة.

ليلى، و عامر الشعبي، و أبو مالك الأشجعي، و غيرهم من أهل الكوفة، و إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، و مكحول الفقيه، و سعيد بن خالد بن طويل، الشاميون، و جماعة سواهم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، حدّثنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا القاضي إسماعيل بن إسحاق [بن] (1) إسماعيل بن حمّاد بن زيد، حدّثنا محمد بن عبد اللّه الأنصاري، حدّثنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال: كان ابن لأم سليم يقال له أبو عمير كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يمازحه إذا دخل على أم سليم فدخل يوما فوجده حزينا فقال:«ما لأبي عمير حزينا» فقال: يا رسول اللّه مات نغيرة (2) الذي كان يلعب به فجعل يقول:«أبا عمير ما فعل النغير؟» [2386].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو إسحاق بن عمر البرمكي - قراءة عليه - و أنا حاضر، أنا عبد اللّه بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، حدّثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه بن مسلم الكجّي البصري، حدّثنا محمد بن عبد اللّه الأنصاري، حدّثنا سليمان التّميمي، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا هجرة بين المسلمين فوق ثلاثة أيام» أو قال:«ثلاث ليال»[2387].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، حدّثنا علي بن عياش، حدّثنا محمد بن مهاجر، عن عروة بن رويم، قال: أقبل أنس بن مالك إلى معاوية بن أبي سفيان و هو بدمشق قال:

فدخل عليه فقال له معاوية: حدّثني بحديث سمعته من النبي صلى اللّه عليه و سلّم ليس بينك و بينه فيه أحد.

قال أنس: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«الإيمان يمان هكذا إلى لخم و جذام» كذا قال:

معاوية، و المحفوظ على عبد اللّه (4) و على الوليد.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد حسنون النّرسي، أنا أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد اللّه السّرّاج، حدّثنا عبد اللّه بن أبي داود، حدّثنا

ص: 333


1- سقطت من الأصل، و زيادتها لازمة، انظر ترجمته في سير الأعلام 339/13.
2- نغير تصغير نغر، طائر يشبه العصفور.
3- مسند الإمام أحمد 224/3.
4- كذا و في م و مختصر ابن منظور 65/5 عبد الملك.

أحمد بن عمر بن السرح أبو الطاهر، حدّثنا بشر بن بكر (1)،عن الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، قال: قدم أنس بن مالك على الوليد بن عبد الملك فقال له الوليد: ما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يذكر به الساعة؟ فحدّث أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«لست من الدّنيا و ليست منّي إني بعثت و الساعة نستبق» قال ابن أبي داود و لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلاّ بشر بن (2) بكر[2388].

أخبرنا أبو محمد الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمد، أنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن مروان، حدّثنا أبو بكر أحمد بن المعلّى، حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا سعيد، عن مكحول، قال: رأيت أنس بن مالك يمشي في هذا المسجد (3) فقمت إليه فقلت: كيف ترى في الوضوء من الجنازة؟ فقال أ ليس إنّما كنّا في صلاة و رجعنا إلى صلاة؟ لا وضوء.

أخبرناه أعلى من هذا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة و طاهر بن سهل بن بشر، قالا: أنا أبو الحسين بن مكي، أنا أبو الحسن أحمد بن حميد بن رزيق، حدّثنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمد بن الحجّاج بن رشدين، حدّثنا سلمة بن شبيب، حدّثنا مروان - يعني ابن محمد - حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، قال: مر بنا أنس بن مالك، فلم أقم إليه ثم رجع فقلت: رجل من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم لو قمت إليه، و كان أهل المسجد قد اختلفوا في الوضوء من الجنازة؟ فسألته عن ذلك فقال: كنا في صلاة و رجعنا إلى صلاة.

أخبرنا عاليا أبو بكر بن المزرفي، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا أبو نصر، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، قال: رأيت أنس يمشي في هذا المسجد فقمت إليه فقلت: ما ترى من الوضوء من الجنازة؟ قال أ ليس إنما كنا في صلاة و رجعنا إلى صلاة؟ لا وضوء.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (4) و علي بن المسلّم الفقيهان، قالا: أنا أبو العباس

ص: 334


1- ترجمته في تهذيب التهذيب و سير الأعلام 507/9.
2- بالأصل: بن أبي بكر، و الصواب ما أثبت عن م انظر الحاشية السابقة.
3- يعني مسجد دمشق، أفاده بهامش مختصر ابن منظور نقلا عن هامش أصله.
4- بالأصل و م «قيس» تحريف و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

أحمد بن منصور المالكي، أنا أبو محمد بن أبي نصر، حدّثنا خيثمة بن سليمان ح.

و أخبرنا أبو المحاسن عبد الرّزّاق بن محمد بن أبي نصر الطّبسي (1)،أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطّبسي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، حدّثنا أبو العباس الأصم، قالا: أنا العباس بن الوليد بن مزيد، أنا أبي، حدّثنا الأوزاعي، حدّثني إسماعيل بن عبيد اللّه قال: قدم أنس بن مالك على الوليد بن عبد الملك فقال له الوليد:

ما ذا سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يذكر به الساعة؟ فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«أنتم و الساعة كهاتين كتين»[2389].

و أخبرنا أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمد، أنا أبو الفضل محمد بن أحمد، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، حدّثنا أبو العباس الأصم، حدّثنا بحر بن نصر، حدّثنا بشر بن بكر، أخبرني الأوزاعي، حدّثني إسماعيل بن عبيد اللّه (2)،قال: قال قدم أنس بن مالك على الوليد بن عبد الملك فذكر مثله سواء.

و أخبرناه أبو المظفّر سعيد بن سهل بن محمد بن عبد اللّه الخوارزمي - بدمشق - حدّثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد المديني المؤذن - إملاء - أنا أبو نصر أحمد بن علي الزاهد، حدّثنا أبو العباس الأصم، أنا سعيد بن عثمان التّنوخي، حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبيد اللّه (3)،قال: قدم أنس بن مالك على الوليد بن عبد الملك فسأله ما ذا سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يذكر به [الساعة] (4) قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«أنتم و الساعة كهاتين»[2390].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا الحسين بن محمد بن مصعب، حدّثنا يحيى بن حكيم، حدّثنا محمد بن بكر البرساني (5)،حدّثنا عثمان بن أبي داود، قال: سمعت الزهري يقول: دخلت على أنس بن مالك - بدمشق، و هو وحده - فسألته و هو يبكي فقلت: ما يبكيك؟ فقال: ما أعرف شيئا مما أدركنا إلاّ هذه الصّلاة، و هذه الصّلاة قد ضيّعت.

ص: 335


1- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى طبس بلدة بين نيسابور و أصبهان و كرمان، في البرية.
2- بالأصل و م «عبد اللّه» و الصواب ما أثبت، عن الروايات السابقة للحديث.
3- بالأصل و م «عبد اللّه» و الصواب ما أثبت، عن الروايات السابقة للحديث.
4- سقطت من الأصل و م و الزيادة عن الرواية السابقة للحديث.
5- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى بني برسان و هو بطن من الأزد. ذكره السمعاني و ترجم له ترجمة قصيرة.

أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أبي الحسن الدّاراني، أنا أبو الفرج سهل بن بشر الأسفرايني، أنا الخليل بن هبة اللّه، أنا عبد الوهاب الكلابي، حدّثنا أبو الجهم المشغرائي (1)،حدّثنا هشام بن خالد، حدّثنا أبو مسهر قال: قدم أنس بن مالك على الوليد بن عبد الملك حين استخلف (2) في سنة ست و ثمانين.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، حدّثنا أبو زرعة (3)،حدّثنا محمد بن المبارك الصّوري، حدّثنا عبد الرّزّاق بن عمر، عن إسماعيل بن عبيد اللّه أنه حضر أنس بن مالك عند الوليد بن عبد الملك سنة اثنتين و تسعين.

قال: و حدّثنا أبو مسهر حدّثني إسماعيل بن [عبد اللّه بن] (4) سماعة، عن الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبيد اللّه قال: قدم أنس بن مالك على الوليد بن عبد الملك.

قال: و حدّثنا أبو مسهر حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، قال: رأيت أنس بن مالك في هذا المسجد - يعني مسجد دمشق.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون - قالا: أنا أبو الحسين بن أحمد، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو حفص الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خياط، قال:

أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حزام بن جندب بن عامر بن غنم بن مالك بن النجار، أمه أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن مالك بن النجار، يكنى أبا حمزة. مات بالبصرة سنة ثلاث و تسعين، له بالبصرة أربع (5) دور: دار حضرة المسجد الجامع، و دار من سكة اصطفانوس، و دار من ناحية الزاوية على فرسخين من البصرة (6).

ص: 336


1- بالأصل:«الشغراي» خطأ، و الصواب ما أثبت و هذه النسبة إلى مشغرى و هي قرية من قرى دمشق من ناحية البقاع (الأنساب - معجم البلدان) و في م:«الشعراى».
2- بالأصل:«اختلف» خطأ، و المثبت عن م.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 240/1 و 241.
4- الزيادة عن تاريخ أبي زرعة، انظر ترجمته تهذيب التهذيب 309/1.
5- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت عن م.
6- كذا بالأصل و ذكر ثلاث دور، و زيد في تهذيب ابن عساكر: و دار غيرهن.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أبو الحسين البناني، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا محمد بن سعد قال:

في الطبقة الثانية أنس بن مالك بن النضر أحد بني عدي بن النجار، يكنى أبا حمزة. أنا محمد بن عمر (1)،حدّثني عبد اللّه بن يزيد الهذلي، قال: حضرته، مات بالبصرة سنة اثنتين و تسعين. قال محمد [بن] (2) عمر: و هذا آخر من مات بالبصرة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. و قد روى عن أبي بكر و عمر،[و عثمان] (3) و عبد اللّه بن مسعود. قال:

و كان يوم مات ابن تسع و تسعين سنة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، أنا محمد بن سعد (4) قال: في الطبقة الثالثة: أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام (5) بن جندب بن عامر بن غنم بن عديّ بن النجار، و أمه أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عديّ بن النجار.

أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن علي الآبنوسي - إجازة - و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن، حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم بن البرقي قال: و من بني النجار أنس بن المالك بن النّضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن مالك بن النجار، أمه أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن مالك بن النّجار.

أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عثمان الصابوني، أنا أبو محمد محمد بن أحمد الهويري، حدّثنا أبو بكر الجنيد، حدّثنا عبد (6) اللّه بن أحمد بن حنبل، قال أملى عليّ أبي إملاء من كنية أبو حمزة فقال: أنس بن مالك أبو حمزة.

ص: 337


1- طبقات ابن سعد 25/7.
2- زيادة عن ابن سعد 26/7.
3- زيادة عن ابن سعد 26/7.
4- انظر طبقات ابن سعد 17/7 تحت عنوان: تسمية من نزل البصرة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم..
5- بالأصل «حزام» و المثبت عن م و ابن سعد.
6- بالأصل: أبو عبد اللّه و في م: أبو عبد الرحمن عبد اللّه.

أخبرنا أبو بكر السلماسي - إجازة - حدّثني نعمة اللّه بن محمد المهدي، أنا أبو مسعود البجلي، أنا أبو نصر الشّرمغولي (1)،أنا سفيان بن محمد بن سفيان الصّفّار، حدّثني عمي الحسن بن سفيان، حدّثنا محمد بن علي، عن محمد بن إسحاق، قال:

سمعت أبا عمر الضرير يقول: أنس بن مالك أبو حمزة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الخياط، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب القومسيّ يقول: كنية أنس بن مالك بن النّضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب أبو حمزة.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد بن محمد - زاد ابن خيرون: و أبو الحسن الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال (2):أنس بن مالك أبو حمزة النّجاري الخزرجي الأنصاري خادم النبي صلى اللّه عليه و سلم سكن البصرة قال لي نصر بن علي: أنا نوح بن قيس [عن خالد بن قيس] (3)،عن قتادة:

لما مات أنس بن مالك قال مورق (4):ذهب اليوم نصف العلم، قيل: كيف ذاك يا أبا المعتمر؟ قال: كان الرجل من أهل الأهواء إذا خالفنا في الحديث قلنا: تعال إلى من سمعه من النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مكي بن الحجاج يقول: أبو حمزة أنس بن مالك الأنصاري النجاري خادم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن لؤلؤ، أنا محمد بن الحسين بن شهريار، حدّثنا أبو حفص الفلاس قال:

و أنس بن مالك الأنصاري و يكنى أبا حمزة.

ص: 338


1- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى شرمغول: قرية فيها قلعة حصينة بنسا على أربعة فراسخ منها.
2- التاريخ الكبير 1/قسم 28/2.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن البخاري.
4- عن البخاري و بالأصل: مروان.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، قال: أجاز لنا أبو الفضل بن الحكاك المكي، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه بن الخصيب، أنا أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن، قال: أخبرني أبي: قال أبو حمزة أنس بن مالك.

أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد بن الحسن بن البقشلان، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد البغوي، قال: أنس بن مالك بن النّضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عديّ بن النجار خادم النبي صلى اللّه عليه و سلم نزل المدينة و تحوّل إلى البصرة، و كان يأتي الشام و مات بالبصرة، و أمّه أم سليم بنت ملحان. و قال علي بن المديني: اسمها مليكة بنت ملحان الرميط.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، أنا نصر بن إبراهيم الفقيه، أنا سليم بن إبراهيم الرازي، أنا طاهر بن محمد بن سليمان، حدّثنا علي بن إبراهيم بن أحمد، حدّثنا يزيد بن محمد بن إياس، قال: سمعت محمد بن أحمد بن محمد يقول: أنس بن مالك الأنصاري يكنى أبا حمزة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: أنس بن مالك بن النّضر بن ضمضم بن زيد بن حرام الأنصاري يكنى أبا حمزة خادم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أمه مليكة، أم سليم بنت ملحان، تعرف بالرميط (1).قدم النبي صلى اللّه عليه و سلم المدينة و هو ابن عشر سنين، اختلف في وفاته فقيل سنة إحدى و تسعين، و قيل سنة اثنتين و قيل ثلاث.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (2) في باب حرام - بحاء مهملة وراء - أنس بن مالك بن النّضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن مالك بن النجار.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف المقرئ، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الوحش سميع بن المسلم عنه، أنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطّرسوسي، حدّثنا أبو علي الحسن بن علي بن عبد الرّحمن بن رزيق، حدّثنا الوليد بن مروان، حدّثنا

ص: 339


1- المختصر: بالرّميصاء.
2- الاكمال لابن ماكولا 411/2 و 413.

جنادة بن مروان، حدّثنا الحارث بن النعمان قال: سألت أنسا قال: قلت: يا أبا ثمامة.

و كان يدعى أبا ثمامة و أبا حمزة، و كان ثمامة أكبر ولده، إنما كان يكنيه أبا ثمامة من لم يعرف كنيته التي كناه بها النبي صلى اللّه عليه و سلم، لأن ثمامة أكبر ولده.

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد (1) الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى حدّثنا عمر بن حصين، حدّثنا المعتمر، حدّثني سفيان الثوري، عن جابر بن يزيد، عن أبي نصر، عن أنس قال: كناني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [ببقلة] (2)اجتنيتها و قال ابن حمدان: ببقلة كنت أجتنيها - و قالا: يعني: حمزة.

أبو نصر هذا هو خيثمة البصري.

أخبرنا بذلك أبو الحسن بن البقشلان، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي.

و أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، قالا: أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد البغوي، حدّثنا داود بن عمر، و حدّثنا شريك، عن جابر، عن خيثمة البصري، عن أنس بن مالك قال: كناني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ببقلة كنت أجتنيها.

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنا أبو بكر بن الآبنوسي، حدّثنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، حدّثنا عبيد اللّه بن عمر القواريري، حدّثنا غسان بن مضر، حدّثنا أبو - سلمة يعني سعيد بن يزيد - أن أبا نصرة قال: لأنس: يا أبا حمزة.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن حمدي الخرقي (3)،حدّثنا أبو العباس أحمد بن عمر بن زنجويه (4)،حدّثنا هشام - هو ابن عمّار، حدّثنا سفيان بن عيينة، نا الزّهري، عن

ص: 340


1- بالأصل:«أبو سعيد» خطأ و الصواب عن م.
2- سقطت من الأصل، و الزيادة استدركت عن أسد الغابة 151/1. قال في النهاية: البقلة التي خباها أنس كان في طعمها لذع فسميت حمزة بفعلها، يقال: رمانة حامزة، أي فيها حموضة.
3- رسمها غير واضح بالأصل و م و الصواب ما أثبت عن الأنساب و هذه النسبة إلى بيع الخرق.
4- غير واضحة بالأصل، و الصواب عن م، و انظر سير الأعلام، ترجمته 246/14 و تاريخ بغداد 287/4.

أنس قال: قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة و أنا ابن عشر سنين، و توفي و أنا ابن عشرين سنة، و كنّ أمهاتي يحثثني على خدمته، فدخل علينا دارنا فاستقينا من بئرنا و حلبنا له من شاة لنا داجن، فناولته فشرب، و عن يمينه أعرابي، و عن يساره أبو بكر، فشرب ثم أعطى الأعرابي و قال:«الأيمن فالأيمن»[2391].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة و أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد، قالا: حدّثنا أبو الحسن الحمّامي، أنا أبو القاسم بن محمد السّكوني، حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي، حدّثنا الحسن بن حمّاد الضّبّي، حدّثنا محمد بن الحسن، عن عبّاد المنقري، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيّب، عن أنس بن مالك قال: قدم النبي صلى اللّه عليه و سلم المدينة و أنا ابن ثمان أو تسع، و هذا مختصر (1).

أخبرناه عاليا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (2)،أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرتنا أم المجتبى العلوية و أم البهاء بنت البغدادي، قالتا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، حدّثنا يحيى بن أيوب، حدّثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمذاني، حدّثنا عباد المنقري، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب، عن أنس بن مالك قال: قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة و أنا ابن ثمان سنين، فأخذت أمي بيدي فانطلقت بي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالت: يا رسول اللّه إنّه لم يبق رجل و لا امرأة من الأنصار إلاّ قد أتحفتك بتحفة، و إني لا أقدر على ما أتحفك به إلاّ ابني هذا، فخذه فليخدمك ما بدا لك. فخدمت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عشر سنين، فما ضربني - زاد ابن حمدان: ضربة، و قالا:- و لا سبّني سبّة، و لا انتهرني، و لا عبس في وجهي، فكان أول ما أوصى لي به أن قال:«يا بني اكتم سرّي تك مؤمنا»، و كانت أمي و أزواج النبي صلى اللّه عليه و سلم يسألني (3) عن سرّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلا أخبرهم به، و ما أنا بمخبر بسرّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أحدا أبدا. و قال:«يا بنيّ عليك بإسباغ الوضوء يحبّك حافظاك و يزد في عمرك، و تأتني»- و قال

ص: 341


1- انظر سير الأعلام 398/3.
2- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب عن م، ترجمته في سير الأعلام 101/20(61).
3- كذا، و في المختصر: يسألنني.

ابن حمدان:«و يا أنس بالغ في الاغتسال من الجنابة فإنك تخرج من مغتسلك و ليس عليك ذنب و لا خطيئة» قال: قلت: كيف المبالغة يا رسول اللّه؟ قال:«تبلّ - و قال ابن المقرئ:

تبلغ - أصل الشّعر و تنقّي البشرة، و يا بني إن استطعت أن لا تزال أبدا على وضوء، فإنه من يأته الموت و هو على وضوء يعطى الشهادة، و يا بني إن استطعت أن لا تزال تصلّي فإن الملائكة تصلي عليك ما دمت مصليا و يا بني - و قال ابن حمدان: ما دمت تصلي و يا أنس - إذا ركعت فأمكن كفيك من ركبتيك و فرج - و قال ابن المقرئ: و افرج - بين أصابعك و ارفع مرفقيك على جنبيك، و يا بني إذا رفعت رأسك من الركوع فأمكن كلّ عضو منك موضعه؛ فإنّ اللّه لا ينظر يوم القيامة إلى من لا يقيم صلبه بين ركوعه و سجوده، و يا بني فإذا سجدت فأمكن جبهتك و كفيك من الأرض، و لا تنقر نقر الديك، و لا تقع إقعاء الكلب - أو قال الثعلب - و إياك و الالتفات في الصلاة فإن الالتفات في الصّلاة هلكة فإن كان و لا بد ففي النافلة لا في الفريضة، و يا بني إذا خرجت من بيتك فلا تقعن عينيك على أحد من أهل القبلة إلاّ سلمت عليه فإنك ترجع مغفورا لك، و يا بني إذا دخلت منزلك فسلّم على نفسك، و على أهلك، و يا بنيّ إن استطعت أن تصبح و تمسي و ليس في قلبك شيء لأحد؛ فإنه أهون عليك في الحساب، و يا بنيّ إن اتّبعت وصيتي فلا يكن شيء أحب إليك من الموت»[2392].

و قد روى عبد اللّه بن المثنى بن ثمامة بن أنس الأنصاري هذا الحديث عن علي بن زيد (1)،حدّثناه أبو عبد اللّه بن البنّا - لفظا - و أبو القاسم بن السمرقندي - قراءة - قالا:

أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسين محمد بن عبد اللّه بن الحسين الدّقّاق (2)،أنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدّثنا مسلم بن خالد أبو حاتم الأنصاري، حدّثنا محمد بن عبد اللّه الأنصاري، عن أبيه، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب، قال: قال أنس:

قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة و أنا ابن ثمان سنين فذهبت بي أمي إليه فقالت: يا رسول اللّه إن رجال الأنصار و نساءهم (3) قد اتحفوك غيري، و إني لا أجد ما أتحفك به إلاّ ابني هذا فاقبله مني يخدمك ما بدا لك. قال: فخدمت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عشر سنين لم يضربني ضربة و لا سبّني، و لم يعبس في وجهي و كان أول ما أوصاني به أن قال:«يا بني أسبغ الوضوء يزيد في

ص: 342


1- بالأصل:«يزيد» و الصواب عن م، انظر ما تقدم.
2- انظر ترجمته في سير الأعلام 564/16(416).
3- بالأصل: و نساؤهم، خطأ.

عمرك و يحبك حافظاك»، ثم قال لي:«يا بنيّ إن استطعت ألاّ تزال على وضوء فإنه من أتاه الموت و هو على وضوء أعطي الشهادة» ثم قال:«يا بني إياك و الالتفات في الصلاة فإن الالتفات في الصلاة هلكة، و إن كان لا بد ففي التطوع لا في الفريضة». ثم قال:«يا بنيّ إن استطعت أن لا تزال تصلّي فإن الملائكة تصلّي عليك ما بقيت تصلّي»؛ ثم قال:«يا بنيّ إن قدرت أن تكون من صلاتك في بيتك مثنى فافعل، يا بني إذا ركعت فضع كفيك على ركبتيك، و افرج بين أصابعك، و ارفع يديك عن جنبيك فإذا رفعت رأسك من الركوع فمكّن كلّ عضو موضعه فإنّ اللّه عزّ و جلّ لا ينظر يوم القيامة إلى من لا يقيم صلبه». ثم قال:«يا بنيّ إذا سجدت فلا تنقر كما ينقر الديك و لا تقع كما يقعى الثعلب، و لا تفرش ذراعيك الأرض افتراش السبع - أو قال الثعلب - و افرش ظهر قدميك الأرض وضع إليتيك على عقبيك فإن ذلك لأيسر عليك يوم القيامة». ثم قال لي: بالغ في الغسل من الجنابة تخرج من مغتسلك ليس عليك ذنب و لا خطيئة. قال: بأبي و أمي و ما المبالغة؟ قال: تبل أصول الشعر و تنقّي البشرة، ثم قال: يا بنيّ إذا دخلت على أهلك فسلّم تكن بركة عليك و على أهل بيتك؛ ثم قال: يا بنيّ إذا خرجت من أهلك فلا يقعنّ بصرك على أحد من أهل القبلة إلاّ ظننت أن له الفضل عليك، ثم قال لي: يا بنيّ و ذلك من سنّتي، و من أحبّ سنّتي فقد أحبّني و من أحبّني كان معي في الجنة. قال لي: يا بنيّ إن حفظت وصيتي لم يكن شيء أحبّ إليك من الموت[2393].

كذا كان في الأصل ابن خالد، و إنما هو ابن أبي حاتم. أخرجه الترمذي (1)؛و قد روى حميد الطويل عن أنس شيئا منه.

أخبرنا به أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن محمد بن عبد اللّه المعدّل، أنا إسماعيل بن محمد الصفّار، حدّثنا ابن محمد بن حاتم، حدّثنا حمّاد بن محمد بن عبد اللّه بن مجيب بن حرمي بن أيوب الفزاري الكوفي، حدّثني محمد بن طلحة بن مصرّف (2) عن حميد، عن أنس أنه قال: اتحفت الأنصار رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لم يكن لأمي ما تتحف به فأخذت بيدي فأتت به النبي صلى اللّه عليه و سلم فقالت: يا

ص: 343


1- انظر سنن الترمذي في أكثر من موضع حديث 589 و 2678 و 2698.
2- رسمها غير واضح و الصواب ما أثبت «مصرف» بضم أوله و فتح ثانيه و كسر الراء المشددة، ترجمته في تهذيب التهذيب 154/5 و في م: مصرب.

رسول اللّه أتحفك الأنصار و لم يكن عندي ما أتحفك به فها ابني يخدمك ما أردت. فأدناني النبي صلى اللّه عليه و سلم و مسح يده على رأسي فقال: يا أنس اكتم سرّي تكن مؤمنا، و بالغ في الغسل من الجنابة. قال أنس: يا رسول اللّه كيف التبليغ في الغسل من الجنابة؟ قال:«بل الشعر و أنق البشرة، و إن استطعت أن لا تكون إلاّ على وضوء فافعل يحبّك حافظاك و يزيد في عمرك، و إن متّ على هذا متّ شهيدا»[2394].

أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو أحمد محمد بن محمد، أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الفضل السّجستاني - بدمشق - حدّثنا نصر بن علي الجهضمي، أخبرني عويد بن أبي عمران الحربي، عن أبيه، عن أنس بن مالك: أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيدي فقال:«يا أنس، ارحم الصغير و وقّر الكبير، و صلّ صلاة الضّحى فإنها صلاة الأوّابين تكن رفيقي في الجنّة»[2395].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (1)،أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، حدّثنا منصور بن مزاحم، حدّثنا عمر بن أبي خليفة، عن ضرار بن مسلم قال: سمعته ذكره عن أنس - زاد ابن المقرئ: ابن مالك - قال: أوصاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«يا أنس و اسبغ الوضوء يزيد في عمرك، يا أنس صلّ صلاة الضحى فإنها صلاة الأوّابين من قبلك، يا أنس سلّم على أهل بيتك يكثر خير بيتك، يا أنس سلّم على من لقيت من أمّتي تكثر حسناتك، يا أنس أكثر الصلاة بالليل و النهار يحفظك حفظتك، يا أنس بت و أنت طاهر فإن متّ متّ شهيدا، يا أنس، وقّر الكبير و راجع الصغير»[2396].

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن الأكفاني و عبد الكريم بن حمزة و أبو المعالي تغلب بن جعفر السراج، قالوا: أنا أبو القاسم الحسين بن محمد الحنّائي ح.

و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن حسون ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد بن سعيد، أنا أبو القاسم

ص: 344


1- رسمها غير واضح بالأصل و في م:«أبو سعيد الجنررودي» تحريف و المثبت قياسا إلى سند مماثل.

السّميساطي، قالوا: أنا عبد الوهاب الكلابي، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز الحلبي، حدّثنا أبو نعيم عبيد بن هشام، حدّثنا سليمان بن حيان (1)،عن أبي همّام، قال: قال أنس:

خدمت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنا ابن ثمان، و قبض و أنا ابن ثمان عشرة فما قال لي لشيء صنعته؟ لم صنعته، و لا قال لي لشيء لم أصنعه - و قال ابن الأكفاني: في شيء لم أصنعه لم لم تصنعه - و قال لي في مرضه:«إني أوصيك بوصية فاحفظها: أكثر الوضوء يزيد في عمرك، و لا تزل طاهرا و لا تبيتنّ إلاّ على طهر، فإن متّ متّ شهيدا، و أكثر صلاة الليل و النهار تحبك الحفظة، و صلّ صلاة الضّحى فإنها صلاة الأوّابين، و إذا خرجت من بيتك فسلّم على من لقيت من المسلمين يزيد في حسناتك، و إذا دخلت على أهلك فسلّم عليهم يزد في بركاتك، و وقّر كبير المؤمنين، و ارحم صغيرهم تكن معي» و ضمّ بين أصابعه[2397].

أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر، أنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن إبراهيم الحنّائي، حدّثنا عبيد اللّه بن الحسن بن أحمد الورّاق ح.

و أخبرنا أبو الحسن الفقيه، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، و تمام بن محمد الرّازي و عقيل بن عبيد اللّه بن عبدان ح.

و أخبرنا أبو الحسن الفقيه أيضا، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمد بن أبي نصر، قالوا: أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، حدّثنا بكار بن قتيبة، حدّثنا عمر بن يونس اليمامي (2)،حدّثنا عكرمة بن عمّار (3)،حدّثني إسحاق - يعني ابن عبد اللّه بن أبي طلحة - حدّثني أنس بن مالك قال: جاءت [بي] (4) أم سليم إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد أزّرتني بنصف خمارها، و ردّتني ببعضه، فقالت: يا رسول اللّه هذا أنيس ابني آتيك به يخدمك فادع اللّه له. فقال:«اللّهم أكثر ماله و ولده» قال أنس: فو اللّه إنّ مالي لكثير، و إنّ ولدي و ولد ولدي يتعادّون على نحو من مائة اليوم. (5)[2398]

ص: 345


1- ترجمته في سير الأعلام 9/9.
2- ترجمته في سير الأعلام 422/9.
3- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب عن م انظر ترجمته في سير الأعلام 134/7 و ترجمة عمر بن يونس اليمامي. و سير أعلام النبلاء 398/3.
4- زيادة عن مختصر ابن منظور 67/5 و سير أعلام النبلاء 398/3.
5- أخرجه مسلم في صحيحه: فضائل الصحابة: باب في فضائل أنس بن مالك ح(2481) و سير أعلام النبلاء 398/3.

أخبرنا أبو عمر محمد بن محمد بن القاسم العبشمي، و أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين الزهري، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفّق، قالوا: أنا أبو الحسن الداودي (1)،أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية (2)،أنا إبراهيم بن خزيم الشاشي (3)،حدّثنا عبد بن حميد الكشّي، أنا عبد الرزاق، أنا جعفر بن سليمان الضّبعي (4)،عن ثابت، عن أنس: جاءت بي أم سليم إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و أنا غلام فقالت: يا رسول اللّه، أنيس ادع له، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهم أكثر ماله و ولده، و أدخله الجنة» قال: فلقد رأيت اثنتين (5)،و أنا أرجو الثالثة[2399].

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي و أبو عبد اللّه الحسين بن ظفر بن الحسين بن يزداد، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا قطن - يعني ابن نسير (6)-حدّثنا جعفر - هو ابن سليمان - حدّثنا الجعد أبو نعيم اليشكري، عن أنس قال: سمعت أمي أم سليم كلام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالت: بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه، أنس ادع اللّه له قال أنس: فدعا لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثلاث دعوات، قد رأيت اثنتين في الدنيا، و أرجو أن أرى الثالثة في الآخرة. كذا قال، الصواب: أبو عثمان.

أخبرناه أبو الحسن بن البقشلان، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، حدّثنا قطن بن نسير (7) أبو عبّاد الذّارع، حدّثنا جعفر بن سليمان، حدّثنا الجعد - أبو عثمان اليشكري - عن أنس بن مالك قال: سمعت أمي أمّ سليم كلام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقالت: بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه، أنس، لو دعوت اللّه له دعوات، قال أنس: فدعا لي بثلاث دعوات، قد رأيت اثنتين في الدنيا، و أرجو أن أرى الثالثة.

أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان (8) ح.

ص: 346


1- اسمه عبد الرحمن بن محمد بن المظفر بن محمد، أبو الحسن البوشنجي، ترجمته في السير 222/18.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 492/16.
3- ترجمته في السير 486/14. و الشاشي نسبة إلى الشاش، مدينة من مدن الترك، و انظر معجم البلدان.
4- ضبطت عن الأنساب.
5- بالأصل: اثنين.
6- إعجامها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت، انظر تقريب التهذيب و الاكمال 302/1.
7- إعجامها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت، انظر تقريب التهذيب و الاكمال 302/1.
8- بالأصل «عمدان» خطأ. و الصواب ما أثبت انظر الأنساب: الحيري.

و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ قالا: أنا أبو يعلى، حدّثنا قطن بن نسير (1) الغبري (2)،حدّثنا جعفر - زاد ابن المقرئ: ابن سليمان - حدّثنا الجعد أبو عثمان اليشكري، عن أنس بن مالك قال:

سمعت أمّ سليم كلام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالت: بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه، أنيس لو دعوت اللّه له دعوات. قال أنس: فدعا لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثلاث دعوات قد رأيت اثنتين في الدنيا، و أرجو أن أرى الثالثة في الآخرة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثنا أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة و حجاج، حدّثني شعبة قال: سمعت قتادة يحدّث عن أنس بن مالك عن أمّ سليم أنها قالت: يا رسول اللّه، أنس خادمك ادع اللّه له، قال: فقال:«اللّهم أكثر ماله و ولده و بارك له فيما أعطيته» قال حجاج في حديثه: قال: فقال أنس أخبرني بعض ولدي [أنه قد دفن من ولدي] (4) و ولد ولدي أكثر من مائة[2400].

آخر الجزء الثامن بعد المائة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر و فاطمة بنت محمد، قالتا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، حدّثنا عبيد اللّه - هو القواريري - حدّثنا حرمي - هو ابن عمارة - حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس قال: قالت أمي: يا نبي اللّه خادمك فادع اللّه له، قال:«اللّهم أكثر ماله و ولده و بارك له فيما أعطيته»[2401].

قالا: و أنا أبو يعلى، حدّثنا أحمد بن إبراهيم الدّورقي، حدّثنا حجاج، حدّثني شعبة قال: سمعت قتادة، عن أنس، عن أم سليم أنها قالت: يا رسول اللّه، أنس خادمك ادع اللّه له فقال:«اللّهم أكثر ماله و ولده و بارك له فيما أعطيته» قال أنس: أخبرني بعض ولدي [أنه

ص: 347


1- إعجامها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت، انظر تقريب التهذيب و الإكمال 302/1.
2- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت عن الإكمال 302/1.
3- مسند الإمام أحمد 430/6.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن مسند أحمد.

قد دفن من ولدي] (1) و ولد ولدي أكثر من مائة.

قال: و حدّثنا شعبة، قال: سمعت هشام بن زيد يحدّث عن أنس بن مالك بمثل ذلك[2402].

أنبأنا أبو علي الحداد ثم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا يوسف بن الحسن، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ح.

و أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر بن فورك، قالا: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يونس بن حبيب، حدّثنا أبو داود ح.

و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو محمد المخلدي، أنا عبد العزيز بن محمد بن مسلم، حدّثنا محمد بن غالب، حدّثنا عمرو بن مرزوق، قالا: حدّثنا شعبة ح.

و أخبرنا أبو سعد (2) بن البغدادي، أنا أبو المظفّر محمود بن جعفر بن محمد، و عبد الرحمن بن مندة و أبو منصور بن شكرويه، قالوا: أنا أبو الطيّب محمد بن أحمد بن إبراهيم (3) سلّة ح.

و أخبرنا أبو مطيع عبد الجليل بن محمد بن أحمد، و أبو بكر محمد بن الفضل بن محمد الدّوغي (4)،و أم الفتوح رابعة بنت معمر بن أحمد اللبنانية، و أم الضياء لامعة بنت الحسن بن أحمد الدقاق، قالوا: أنا أبو الطيب بن سلّة قالوا: أنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان بن البغدادي، حدّثنا أبو عبد اللّه الحسن بن علي بن الحسن بن الحارث بن مرداس التميمي الهمداني، حدّثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق المروزي، قال: سمعت أبي، حدّثنا الحسين بن واقد، عن ثابت.

ص: 348


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك على هامشه.
2- رسمها غير واضح بين سعد و سعيد، و الصواب عن م و قياسا إلى سند مماثل و انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 422/7) و اسمه: ناصر بن سهل بن أحمد الطرسوسي.
3- ضبطت عن التبصير 1408/4.
4- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى الدوغ، و هو اللبن الحامض نزع منه السمن.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن زياد، أنا أحمد بن منصور بن راشد، حدّثنا علي بن الحسن، حدّثنا الحسين بن واقد، حدّثني ثابت، عن أنس بن مالك قال:

دعا لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال:«اللّهمّ أكثر ماله و ولده و أطل حياته» فأكثر اللّه عز و جل حتى أن كرما لي يحمل - زاد ابن زياد: في السنة و قالوا-: مرتين و ولد لصلبي مائة و ستة أولاد - و لم يقل ابن زياد: أولاد[2403].

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمد بن مخلد، حدّثنا حمزة بن العباس، أنا علي بن الحسن، أنا الحسين بن واقد، عن ثابت، عن أنس قال: دعا لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال:«اللّهم أكثر ماله و ولده و أطل حياته»[2404].

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب، أنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون، حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن زياد ح.

و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و أبو بكر السّمسار ح.

و أخبرنا أبو القاسم الجنيد بن محمد بن علي القايني - بهراة - أنا أبو منصور بن شكرويه، قالا: أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه بن خرشيد، حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل، قالا: حدّثنا أحمد بن منصور، حدّثنا علي بن الحسن، أنا الحسين بن واقد، حدّثني ثابت ح.

و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا يعقوب بن أحمد بن محمد الصّريفيني (1)، حدّثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم بن عيسى الأزهري، أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزّاز، حدّثنا أحمد بن يوسف، حدّثنا علي بن الحسن بن شقيق، حدّثنا الحسين بن واقد، حدّثنا ثابت - زاد وجيه: البنّاني، عن أنس - زاد وجيه: بن مالك - قال: دعا لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«اللّهمّ أكثر ماله و ولده»- زاد أحمد بن منصور: و أطل حياته - فأكثر اللّه مالي حتى أن كرما لي يحمل في السنة مرتين، و ولد لصلبي مائة و ستة[2405].

ص: 349


1- بالأصل «الصيرفيني» و الصواب ما أثبت، هذه النسبة إلى صريفين.

أخبرنا أبو عمر محمد بن محمد بن القاسم، و أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين القرشيان و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر، و أبو المحاسن أسعد بن علي الموفق، قالوا: أنا أبو الحسن الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا إبراهيم بن خزيم، أنا عبد بن حميد، حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس قال: دخل النبي صلى اللّه عليه و سلم علينا و ما هو إلاّ أنا و أمي و أم حرام خالتي قال:«قوموا فلأصلّي بكم»- في غير وقت صلاة فصلّى بنا، فقال رجل لثابت: أين جعل أنسا منه قال: جعله عن يمينه، ثم دعا لنا أهل البيت بكل خير من خير الدنيا و الآخرة، فقالت أمي: يا رسول اللّه خويدمك ادع اللّه له قال: فدعا لي بكل خير فكان في آخر ما دعا به لي أن قال:«اللّهم أكثر ماله و ولده و بارك له فيه»[2406].

أخبرناه عاليا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو (1) بن حمدان ح.

و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، و فاطمة بنت محمد بن أحمد البغدادي، قالتا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، حدّثنا هدبة، حدّثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس قال: أتى - و قال ابن المقرئ - أتانا - رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و ما هو إلاّ أنا و أمي و خالتي أم حرام، فقال:«قوموا فلأصلّ بكم» و ذلك في غير وقت صلاة فقال رجل لثابت: فأين جعل أنسا؟ قال: عن يمينه، قالا: فدعا لنا أهل البيت بكل خير من خير الدنيا و الآخرة فقالت أمي: يا رسول خويدمك أنس، ادع اللّه له، فدعا لى بكل خير فكان آخر ما دعا - زاد ابن المقرئ: لي - و قال:«اللّهم أكثر ماله و ولده و بارك له فيه»[2407].

قالا: و أنا أبو يعلى، حدّثنا زهير، حدّثنا عبد اللّه بن بكر، حدّثنا حميد، عن أنس قال: دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على أمّ سليم فأتته بسمن و تمر فقال:«أعيدي سمنكم في سقاية، و تمركم في وعاية، فإني صائم»، ثم قال: فصلّى صلاة غير مكتوبة و صلّينا. فدعا لأم سليم و لأهل بيتها. فقالت أم سليم إن لي خويصة قال:«و ما هي؟» قالت: خادمكم أنس، قال:

فدعا لي بخير الدنيا و الآخرة و قال:«اللّهم ارزقه مالا و ولدا و بارك له فيه» قال: فإني لمن أكثر الأنصار ولدا، و أخبرتني - زاد ابن المقرئ بنتي و قالا:- أمينة إنه دفن من صلبه إلى

ص: 350


1- بالأصل «عمر» و الصواب عن م و قد تقدم.

مقدم الحجّاج البصرة بضعا (1) و عشرين و مائة[2408].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثنا عبيدة (3) بن حميد، عن حميد، عن أنس قال: جاء النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى أم سليم فقربت إليه سمنا و تمرا فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«أعيدوا سمنكم في سقائكم و تمركم في وعائكم فإني صائم» ثم قام فصلّى في ناحية البيت فصلينا بصلاته، ثم دعا لأم سليم و أهلها، ثم قالت أم سليم: يا رسول اللّه إنّ لي خويصة قال:«ما هي؟» قالت: أنس قال: فما ترك يومئذ من خير آخرة و لا دنيا إلاّ دعا به من قوله:«اللّهم ارزقه مالا و ولدا و بارك له فيهم» قال: فقال أنس: حدثتني ابنتي أنه دفن من صلبي عشرين و مائة و نيّف، و إني لمن أكثر الأنصار مالا[2409].

قال (4):و حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عديّ، عن حميد عن (5) أنس قال: دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على أم سليم فأتته بتمر و سمن فكان صائما فقال:«أعيدوا تمركم في وعائه و سمنكم في سقائه» ثم قام إلى ناحية البيت فصلّى ركعتين و صلينا معه، ثم دعا لأم سليم و لأهلها بخير فقالت أم سليم: يا رسول اللّه، إن لي خويصة. قال:«ما هي؟» قالت:

خادمك أنس قال: فما ترك خير آخرة و لا دنيا إلاّ دعا لي به و قال:«اللّهم ارزقه مالا و ولدا و بارك له فيه» قال: فما من الأنصار إنسان أكثر مالا مني و ذكر أنه لا يملك ذهبا و لا فضة غير خاتمه. قال: و ذكر أن ابنته الكبرى أمينة أخبرته أنه دفن من صلبه إلى مقدم الحجّاج نيّف على عشرين و مائة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو العباس (6) الدّغولي (7)،حدّثنا أبو جعفر محمد بن عبد الكريم العبدي، حدّثنا

ص: 351


1- كذا بالأصل و م و الصواب:«بضعة» و في سير الأعلام 399/3 تسعة.
2- مسند الإمام أحمد 188/3.
3- بالأصل و م «عبدة» و المثبت عن مسند الإمام أحمد.
4- مسند أحمد 108/3.
5- بالأصل «قال» و المثبت عن مسند أحمد.
6- اللفظة غير واضحة بالأصل، و استدركت على هامشه.
7- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن م، انظر الأنساب،«الدغولي» و هذه النسبة إلى دغول، يقال للخبز الذي لا يكون رقيقا بسرخس شبه الجرادق الغلاظ، دغول، و لعله بعض أجداد المنتسب إليه كان يخبز ذلك.

عبد اللّه بن بكر، حدّثنا أنيس ح.

قال: و أنا أبو الفضل عبدوس بن الحسين بن منصور، حدّثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرّازي، حدّثنا محمد بن عبد اللّه الأنصاري، حدّثني حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على أمّ سليم فأتته بتمر و سمن فقال:«أعيدوا سمنكم في سقائه و تمركم في وعائه فإني صائم» ثم قام يصلي صلاة غير مكتوبة، و صلينا معه، فدعا لأم سليم و لأهل بيتها فقالت أمّ سليم: يا رسول اللّه إن لي خويصة قال:«ما هي يا أم سليم»؟ قالت: خادمك أنس، قال: فدعا لي خير الآخرة و الدنيا و قال:«اللّهمّ ارزقه مالا و ولدا و بارك له» قال: فإني لمن أكثر الأنصار مالا، و أخبرتني ابنتي أمينة أنه قد دفن من صلبه إلى مقدم الحجّاج البصرة بضع (1) و عشرين و مائة[2410].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا جدي لأمي أبو الفتح عبد الصمد بن محمد بن تميم، و عبد الرزاق بن عبد اللّه بن فضيل، قالا: أنا أبو بكر الحنّائي، حدّثنا إسحاق بن عبدوس، حدّثنا الحارث، حدّثنا عبد اللّه بن بكر، حدّثنا حميد، عن أنس قال: دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على أمّ سليم فأتته بتمر و سمن فقال:«أعيدوا سمنكم في سقائه و تمركم في وعائه فإني صائم» ثم قام فصلّى صلاة غير مكتوبة فصلينا معه، و دعا لأم سليم و لأهل بيتها فقالت أمّ سليم: يا رسول اللّه، إن لي خويصة. قال:«ما هي يا أمّ سليم»؟ قالت: خادمك، فدعا بخير الدنيا و الآخرة و قال:«اللّهمّ ارزقه مالا و ولدا و بارك له فيه»[قال:] فإني لأكثر الأنصار ولدا. قال أنس: و أخبرتني ابنتي أمينة: أنه قد رزق من صلبي إلى مقدم الحجّاج بضعة و عشرين و مائة[2411].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (2)،أنا أبو طاهر الفقيه، أنا عبدوس بن الحسين بن منصور [حدّثنا] (3) أبو حاتم الرازي، حدّثنا محمد بن عبد اللّه الأنصاري، حدّثني حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: قالت أمّ سليم: يا رسول اللّه إن لي خويّصة. قال:«و ما هي»؟ قالت: خادمك أنس، قال: فما ترك خير آخرة و لا دنيا إلاّ دعا لي به، ثم قال:«اللّهم ارزقه مالا و ولدا و بارك له فيه» قال: فإني لمن أكثر الأنصار

ص: 352


1- الصواب: بضعة.
2- دلائل النبوة للبيهقي 195/6.
3- سقطت من الأصل، زيادتها لازمة، عن دلائل البيهقي.

مالا. قال أنس: و حدثتني ابنتي أمينة أنه قد دفن من صلبي إلى مقدم الحجّاج البصرة تسعة و عشرين و مائة[2412].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرتنا فاطمة بنت ناصر، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا:

نا أبو يعلى الموصلي، حدّثنا أبو الربيع الزّهراني، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن سنان بن ربيعة، عن أنس بن مالك، قال: انطلقت بي أمي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالت: يا رسول اللّه خويدمك فادع اللّه له، فقال:«اللّهم أكثر ماله و ولده و أطل عمره و اغفر له» قال: فكثر مالي حتى صار يطعم في السنة مرتين، و كثر ولدي حتى قد دفنت من صلبي أكثر من مائة، و طال عمري حتى قد استحيت من أهلي و اشتقت لقاء ربي، و أما الرابعة يعني المغفرة - رواه سليمان بن حرب عن حماد فقال: و أنا أرجو الرابعة[2413].

أخبرني أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد الشروطي - ببغداد - أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أخبرني أبو القاسم الأزهري، أنا أبو علي بن عمر الحافظ، حدّثنا محمد بن مخلد، حدّثنا أبو بكر حفص بن عمر السّيّاري (1)،حدّثنا أبو عبد اللّه الأنصاري، حدّثني أبي [عن] (2) ثمامة، عن أنس قال: دعا لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«اللّهم أكثر ماله و ولده و أطل عمره» قال: و قال أنس: حدّثتني ابنتي أنه خرج من صلبي إلى مخرج الحجّاج ثلاثة و عشرون و مائة ولد، و قد بلغت من السن مائة سنة و سبع سنين، و ما بها أنصاري أكثر مالا مني، و أنا انتظر الرابعة من ربي عزّ و جلّ[2414].

أخبرنا أبو المظفّر، أنا أبو سعد، أنا أبو عمرو ح.

و أخبرتنا فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، و أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر

ص: 353


1- رسمها غير واضح بالأصل و م، و المثبت و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى سيار اسم جد. ذكره السمعاني و ترجم له.
2- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.

المخلّص، أنا عبد اللّه بن محمد بن منيع، قالا: حدّثنا شيبان - زاد عبد اللّه: بن فروخ، - حدّثنا سلام بن مسكين، حدّثني عبد العزيز بن أبي جميلة، عن أنس بن مالك، قال:

إني لأعرف دعوة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يبارك في مالي و ولدي - و في حديث ابن حمدان و البغوي: لي في مالي و ولدي.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا محمود بن جعفر، أنا أبو علي بن البغدادي، حدّثنا أبو بكر محمد بن علي بن الحسين بن يزيد بن عبد الرّحمن الهمداني، حدّثنا عبد اللّه بن هشام القواس أبو محمد، حدّثنا إبراهيم بن سليمان الزيات، حدّثنا عبد الحكم، عن أنس بن مالك قال: دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يبارك اللّه عز و جل في مالي و ولدي، فكان من بركة دعائه أن العنب كانت لي تحمل في السنة مرتين و ولد من صلبي مائة و عشرون ذكرا و أنثى.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، قال (1):و أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصّفّار، حدّثنا محمد بن بشر أخو خطاب، حدّثنا سعيد بن مهران الهدادي، حدّثنا نوح بن قيس، حدّثني ثمامة بن أنس، عن أنس بن مالك قال:

قالت أمّ سليم: يا رسول اللّه: أنس خادمك ادع اللّه له قال:«اللّهم عمّره و أكثر ماله و اغفر له»[2415].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو [بكر] (2) بن المقرئ، أنا أبو يعلى، حدّثنا يحيى بن أيوب، حدّثنا سعيد بن عبد الرّحمن الجمحي، حدّثنا عبد بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، عن أمّ سليم بنت ملحان قالت:

دخل عليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فدعا لي حتى ما أبالي إلاّ يزيد فقلت: يا رسول اللّه إن من أهلي من له خاصة عندي، فادع له، فدعا له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى ما أبالي إلاّ يزيد، و كان فيما دعا يومئذ أن قال:«اللّهم و ائته مالا و ولدا» قال: فما أعلم أحدا أصاب من لين العيش أفضل مما أصبت، و لقد دفنت بكفي هاتين من ولدي أكثر من مائة، لا أقول لكم فيه ولد (3) و لا سقط[2416].

ص: 354


1- دلائل النبوة للبيهقي 196/6.
2- زيادة لازمة عن م.
3- بالأصل و م كرر لفظ «ولد» مرتين.

رواه سعدوية عن سعيد مختصرا، و لم يذكر أمّ سليم في إسناده.

قرأناه على أبي عبد اللّه يحيى بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمد بن أبي عمير بن حموية، أنا أبو الطيّب محمد بن القاسم بن جعفر، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، حدّثنا سعدوية، نا سعيد بن عبد الرّحمن، حدّثنا عبد اللّه بن عبد اللّه بن أبي طلحة أن أنس بن مالك قال: دفنت بكفي هذه أكثر من مائة ما فيهم ولد و لا سقط.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، حدّثنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، أنا محمد بن سعد، أنا عبد اللّه بن ضرار، حدّثني أبي عن أبان، عن أنس بن مالك قال: قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة و أنا ابن ثمان حجج فلم يبق أهل بيت من بيوت المدينة إلاّ تحفوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غير أمي، فأخذت بيدي حتى أتته بي فقالت: يا بني اللّه أتحفك أهل المدينة أجمعون أكتعون إلاّ ما كان مني، و هذا ابني خذه فليخدمك ما بدا لك، فخدمت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عشر حجج ما ضربني ضربة قط، و لا سبّني سبّة، و لا انتهرني انتهارة قط، و لا عبس في وجهي قط و ما قدمت و ما أخرت، و ما قال لي أ لا استفعلت إلاّ فعلت و ما فعلت؟ ثم قال:«يا بني اكتم سرّي تكن مؤمنا» فكانت أمي تسألني عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فما أخبرها، و كانت نساء النبي صلى اللّه عليه و سلم تسألني (1) عن سرّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فما أخبرهن (2)،و كان ما عبر بسرّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أحدا (3) أبدا[2417].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (4)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أحمد بن علي المقرئ، أنا أبو عيسى الترمذي، حدّثنا محمود بن غيلان، حدّثنا أبو داود، عن أبي خلدة (5)،قال: قلت: يا أبي العالية سمع أنس من النبي صلى اللّه عليه و سلم؟ قال: خدمه عشر سنين، و دعا له النبي صلى اللّه عليه و سلم و كان له بستان يحمل في السنة الفاكهة مرتين، و كان فيها ريحان يجيء منه ريح المسك.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر،

ص: 355


1- كذا بالأصل و م.
2- بالأصل و م «أخبرها».
3- انظره في كنز العمال رقم 43575.
4- دلائل النبوة للبيهقي 195/6 و هو في سنن الترمذي ح 3833 في كتاب المناقب، باب مناقب أنس بن مالك و سير أعلام النبلاء 400/3.
5- في البيهقي:«أبي العالية» خطأ.

حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، حدّثنا زكريا بن أبي زائدة عن سعيد بن أبي بردة، عن أنس بن مالك قال: خدمت النبي صلى اللّه عليه و سلم تسع سنين فما أعلمه قال لي قطّ هلاّ فعلت كذا و كذا، و لا عاب عليّ شيئا قطّ.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن البقشلان، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، حدّثنا شيبان، حدّثنا سلام بن مسكين، عن ثابت، عن أنس، قال: خدمت النبي صلى اللّه عليه و سلم عشر سنين.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو عروبة، حدّثنا محمد بن مصفّى، حدّثنا بقية عن الزبيدي، عن الزهري، عن أنس قال: خدمت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عشر سنين.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (1)،حدّثني الحكم بن نافع (2)،حدّثنا شعيب بن أبي حمزة (3)،عن الزّهري، قال: و كان قد سمع (4)،النبي صلى اللّه عليه و سلم و صحبه و خدمه - يعني أنس بن مالك.

أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنا عمر بن أحمد بن محمد بن عمر بن مسرور، أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن عبيد اللّه البالوي، حدّثنا أبو قريش الحافظ - يعني محمد بن جمعة - حدّثنا محمد بن حميد الرازي، حدّثنا زافر بن سليمان، عن مالك بن أنس، عن بحير بن سعيد الأنصاري، عن أنس بن مالك (5) قال: لما كان صبيحة اليوم الذي احتلمت فيه أخبرت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«لا تدخل على النّساء إلاّ بإذن» قال: فما أتى عليّ يوم كان أشدّ عليّ منه[2418].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرى، حدّثني ابن أخي أبي زرعة - يعني عبد اللّه بن محمد بن عبد الكريم - حدّثنا أبو

ص: 356


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 152/1.
2- أبو اليمان الحمصي، ترجمته في تهذيب التهذيب 441/2.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 357/4.
4- عند أبي زرعة: تبع.
5- بالأصل: محمد.

يوسف القلوسيّ (1)،حدّثنا أبو همّام الخاركي (2)،حدّثنا هزيل بن عقيل، أبو صخر قال:

سمعت ثابتا البناني يقول: قلت لأنس بن مالك: أحب أن أقبل منك ما رأيت به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأمكنه من عينيه.

قال: و أنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا إسحاق بن أحمد بن نافع الخزاعي - بمكة - حدّثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر، حدّثنا سفيان، قال زيد بن جدعان حدّثنا قال: سمعت ثابتا يقول لأنس: مسست رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيدك؟ قال: نعم، قال: فأعطني يدك، فأعطاه، فقبّلها.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه يحيى ابنا البنّا، قالا: أنا أبو سعد محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد اللّه بن أبي علاثة، أنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدّثنا محمد بن زياد بن الربيع الزيادي - بالبصرة - حدّثنا سفيان بن عيينة، عن ابن (3) جدعان، قال: سمعت ثابتا يقول لأنس: يا أنس، هل مسست بيدك هذه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؟ قال: نعم، قال: هات حتى أقبّلها.

قال: و حدّثنا يحيى، حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن المسور الزّهري - بالبصرة - حدّثنا سفيان بن عيينة عن ابن جدعان قال أنس: قال: قال ثابت: يا أنس هل مسست رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيدك؟ قال: نعم [قال:] فأعطيتها حتى أقبّلها.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم، حدّثنا سليمان، حدّثنا ثابت، قال:

قلت: يا أبا حمزة أ لست كأنك تنظر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كأنك تسمع إلى نغمته فقال: بلى و اللّه إنّي لأرجو أن ألقاه يوم القيامة فأقول: يا رسول اللّه خويدمك، قال: خدمته عشر سنين بالمدينة و أنا غلام ليس كلّ امرئ كما يشتهي صاحبي أن يكون، ما قال لي فيها أفّ، و ما قال لي لم فعلت هذا؟ أو أ لا فعلت هذا؟.

ص: 357


1- ضبطت عن الأنساب، و أسسه يعقوب بن إسحاق بن زياد البصري، المعروف بالقلوسي ترجمته في سير الأعلام 631/12.
2- هذه النسبة إلى خارك بليدة في جزيرة في البحر قريبة من عمان، و اسمه: أبو همام الصلت بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي المغيرة الخاركي (الأنساب).
3- بالأصل «أبي».

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمد بن سعد (1)،أنا الفضل بن دكين، حدّثنا يونس بن أبي إسحاق، حدّثنا المنهال بن عمرو قال: كان أنس صاحب نعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و إداوته.

قال: و أنا محمد بن سعد (2)،أنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا المثنى بن سعيد الذّارع، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: ما من ليلة إلاّ و أنا أرى فيها حبيبي، ثم يبكي.

قال: و أنا محمد بن سعد، أنا إسماعيل، حدّثنا حماد بن سلمة، أنا ثابت بن أنس بن مالك: دفع إلى أبي العالية الرياحي تفاحة فجعلها في كفّه و جعل يشمّها و يقبّلها و يمسحها بوجهه ثم قال: تفاحة مسّتها كفّ مسّت كفّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدّثنا محمد بن سنان الفزاري، حدّثنا بكّار بن عديّ، حدّثنا الفضل بن العباس أبو العباس، حدّثنا ثابت البناني، قال: دخلت على أنس بن مالك فقلت: رأت عيناك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؟ أظنه قال: نعم قال: فقبّلتهما (3) ثم قلت: فصببت الماء بيديك على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؟ قال: نعم. قال: فقبلتهما (4) قال: ثم قال لي: يا ثابت صببت الماء بيدي على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لوضوئه فقال لي:«يا غلام أسبغ الوضوء يزد (5) في عمرك، و أفش السلام تكثر حسناتك، و أكثر من قراءة القرآن تجيء يوم القيامة معي كهاتين». و قال بإصبعيه هكذا. و أرانا أبو الحسن السبّابة و الوسطى. كذا قال.

و صوابه و أرانا أبو الحسن و هو محمد بن سنان[2419].

أخبرنا أبو عمر محمد بن محمد بن القاسم، و أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين القرشيان، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفّق بن زياد، قالوا: أنا أبو الحسن الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد، أنا إبراهيم هو بن خزيم أنا عبد بن حميد، حدّثني هاشم بن القاسم، حدّثني

ص: 358


1- طبقات ابن سعد 482/1.
2- طبقات ابن سعد 20/7.
3- بالأصل في الموضعين «فقبلتها» و المثبت عن م.
4- بالأصل في الموضعين «فقبلتها» و المثبت عن م.
5- بالأصل و م:«يزيد».

سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس قال: دخل علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال (1) عندنا، فعرق فجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق فيها، فاستيقظ النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«يا أمّ سليم ما هذا الذي تصنعين»؟ قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا و هو من أطيب الطيب من ريح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال ثابت: قال أنس بن مالك: ما شممت عنبرا قط، و لا مسكا أطيب، و لا مسست شيئا قط ديباجا، و لا خزّا و لا حريرا ألين مسّا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. قال ثابت: فقلت: يا أبا حمزة أ لست كأنك تنظر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كأنك تسمع إلى نغمته؟ قال: بلى، إني و اللّه، إني لأرجو أن ألقاه يوم القيامة، فأقول: يا رسول اللّه خويدمك، قال: خدمته عشر سنين بالمدينة و أنا غلام ليس كل أمري كما يشتهي صاحبي أن يكون ما قال لي فيها أفّ، و ما قال لي لم فعلت هذا؟ أو أ لا فعلت هذا؟ أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي قال: قرئ على إبراهيم بن عمر البرمكي و أنا حاضر، قيل له: أخبركم عبد اللّه بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، حدّثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه الكجّي، حدّثنا محمد بن عبد اللّه الأنصاري، حدّثنا أبي عن جميلة مولاة أنس قالت: كان ثابت إذا جاء إلى أنس قال: يا جميلة ناوليني طيبا أمسّ به يدي، فإن ابن أبي ثابت لا يرضى حتى يقبّل (2) يدي، يقول: يدي مسّت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور و أبو القاسم بن البسري و أبو نصر الزينبي ح.

و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو القاسم بن البسري، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا عبد اللّه بن محمد، حدّثنا محمود بن غيلان، حدّثنا أبو داود الحكم بن عطية، عن ثابت، عن أنس قال: إني لأرجو أن ألقى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأقول: يا رسول اللّه خويدمك.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو المظفّر عبد اللّه بن شبيب بن عبد اللّه بن شبيب - إملاء - حدّثنا أبو بكر أحمد بن موسى الحافظ، حدّثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن علي الاسواري، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق، حدّثنا حرمي بن حفص بن ميمون الأنصاري، حدّثنا النصر بن أنس، حدّثنا أنس بن مالك أنه سأل

ص: 359


1- فقال: من القيلولة.
2- الأصل: في يدي.

النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: خويدمك أنس اشفع له يوم القيامة، قال:«أنا فاعل» قال: فأين أطلبك قال:«اطلبني أول ما تطلبني عند الصراط فإن وجدتني و إلاّ فأنا عند الميزان، فإن وجدتني و إلاّ فأنا عند حوضي لا أخطى هذه الثلاثة المواضع»[2420].

أخبرناه أبو بكر محمد بن علي بن عمر الكابلي و أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن عبد اللّه بن مندويه، و أبو المطهّر شاكر بن نصر بن طاهر، و أبو غالب الحسن بن محمد بن عالي بن علوكة، قالوا: أنا أبو سهل حمد بن أحمد بن عمر بن محمّد بن إبراهيم أنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن أحمد الخشّاب، أنا أبو علي الحسن بن محمد بن دكة المعدل، حدّثنا أبو حفص عمرو بن علي، حدّثنا بدل بن المحبّر (1)، حدّثنا حرب بن ميمون، حدّثنا النضر بن أنس بن مالك [عن أنس] (2) قال: سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يشفع لي يوم القيامة قال:«أنا فاعل» قلت: فأين أطلبك يا رسول اللّه؟ قال:«اطلبني أول ما تطلبني على الصراط» قلت: فإن لم ألقك على الصراط؟ قال:«اطلبني عند الميزان» قلت: فإن لم ألقك عند الميزان؟ قال:«فاطلبني عند الحوض لا أخطى هذه الثلاث (3) المواضع»[2421].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا حرب بن ميمون ح.

و أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، حدّثنا أبو محمد الجوهري - إملاء - أنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن ماهيز الأصبهاني، حدّثنا عبد اللّه بن محمد البغوي، حدّثنا محمد بن عبيد اللّه، حدّثنا يونس بن محمد، حدّثنا حرب بن ميمون ح.

و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو نصر بن شكرويه، و محمد بن أحمد بن علي السمسار ح.

و أخبرنا أبو سعد محمد بن الهيثم بن محمد بن الهيثم الأديب، أنا أبو منصور بن شكرويه، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمد، حدّثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدّثنا فضل الأعرج، حدّثنا يونس، حدّثنا حرب، عن النّضر بن أنس، عن

ص: 360


1- ضبطت عن التبصير 1253/4.
2- زيادة لازمة و في م: النضر بن أنس عن أنس بن مالك.
3- كذا بالأصل و م و الصواب «الثلاثة».

أنس قال (1):سألت نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يشفع لي يوم القيامة قال:«أنا فاعل» قال: فأين أطلبك يوم القيامة - زاد ابن حنبل: يا نبي اللّه - و قالوا: قال:«اطلبني أول ما تطلبني عنده»- و قال ابن حنبل: على الصراط - قلت: فإذا لم ألقك عليه قال:«فأنا عند الميزان» قال: فإن لم ألقك عند الميزان؟ قال:«فأنا عند الحوض لا أخطى هذه الثلاثة المواضع (2) يوم القيامة»[2422].

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، حدّثنا عمر بن شبّة بن عبيدة النّميري، حدّثنا محمد بن عبد اللّه الأنصاري عن أبيه، عن ثمامة بن أنس قال: قيل لأنس: أشهدت بدرا؟ قال: و أين أغيب عن بدر لا أمّ لك. لم يوافق أصحاب المغازي على هذا القول (3).

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد، أنا محمد بن عبد اللّه الأنصاري، حدّثنا أبي عن مولى (4) لأنس بن مالك أنه قال لأنس:

شهدت بدرا؟ قال: لا أمّ لك. و أين أغيب عن بدر؟ قال محمد بن عبد اللّه الأنصاري:

خرج أنس بن مالك مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين توجّه إلى بدر، و هو غلام يخدم النبي صلى اللّه عليه و سلم (5).

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد البغدادي، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن، و أبو عمرو، و عبد الوهاب، أنا محمد بن إسحاق و أبو منصور محمد بن أحمد و أم العلاء - هي بنت أحمد بن الحسن بن سهلويه، قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرشيد قوله: حدّثنا الحسين بن إسماعيل، حدّثنا سعيد بن بحر - هو القراطيسي نا ريحان بن سعيد، حدّثنا عباد بن منصور، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس قال: شهدت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الحديبية و عمرته و الحجّ و الفتح و حنينا و خيبر.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو

ص: 361


1- مسند الإمام أحمد 178/3.
2- مسند الإمام أحمد: الثلاث مواطن.
3- يعني أنهم لم يعتبروه في البدريين لكونه حضرها صبيا ما قاتل، بل بقي في رجال الجيش. انظر سير الأعلام 397/3-398.
4- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن م و انظر أسد الغابة 151/1 و الاستيعاب 72/1.
5- أسد الغابة 151/1 سير أعلام النبلاء 397/3 و الاستيعاب 72/1.

بكر بن المقرئ، حدّثنا محمد بن جعفر أبو الطّيب الزّرّاد (1)-بمنبج - حدّثنا عبيد اللّه بن سعد، حدّثنا أحمد بن حنبل، حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدّثنا أبو يعقوب - يعني إسحاق بن عثمان - قال: سألت موسى بن أنس: كم غزا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؟ قال: سبع و عشرون غزوة، ثمان غزوات يغيب فيها الأشهر، و تسع عشرة (2) يغيب فيها الأيام قال: قلت: كم غزا أنس بن مالك؟ قال: ثمان غزوات.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، حدّثنا عبد العزيز الكتاني و أبو القاسم بن أبي العلاء - قراءة - قالا: أنا محمد بن محمد بن محمد بن خالد، حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي، نا إسحاق بن الحسن الحربي، حدّثنا أبو سلمة، حدّثنا حمّاد، أنا ثابت، أنا أبو (3) هريرة قال: ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من ابن أم سليم أنس بن مالك.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، و على بن محمد بن عبد السيد بن محمد بن الصّبّاغ، و أبو العباس أحمد بن على بن الحسن بن نصر بن الباحمشي و أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشّيحيّ (4) قالوا: أنا أبو محمد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن ثابت، قال: قال أبو هريرة: ما رأيت أحدا أشبه صلاة بر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من ابن أم سليم، يعني أنسا.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن علي (5) بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثنا أبو داود، نا شعبة، عن أنس بن سيرين قال: كان أنس أحسن الناس صلاة في السّفر و الحضر.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، أنا محمد بن سعد، أنا محمد بن

ص: 362


1- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب عن م، انظر الأنساب «الزراد».
2- بالأصل: و تسعة عشر.
3- بالأصل:«أبا» خطأ.
4- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى شيحة من قرى حلب.
5- كذا، و هو الحسن بن علي بن محمد بن علي، أبو علي التميمي البغدادي، انظر ترجمته في سير الأعلام 640/17.

عبد اللّه الأنصاري، حدّثني أبي عن ثمامة بن عبد اللّه قال: كان أنس يصلّي فيطيل القيام حتى تقطر قدماه دما.

قال: و أنا محمد بن سعد، أنا عفّان، حدّثنا خالد بن أبي عثمان القرشي، حدّثنا ثمامة بن عبد اللّه بن أنس قال: كان لأنس ثوبان على المشجب كل يوم، فإذا صلّى المغرب لبسهما، فلم يقدر عليه ما بين المغرب و العشاء قائما يصلّي.

أخبرنا أبو سعد البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه و أبو بكر السّمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه الورّاق، حدّثنا الحسين بن إسماعيل، حدّثنا يعقوب - هو الدورقي - حدّثنا أبو عاصم، عن ميمون بن أبان، حدّثنا ثابت، قال: قال لي أنس بن مالك: يا أبا محمد خذ عني فإني أحدّث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن ربّه عزّ و جلّ.

أخبرتنا أم البهاء البغدادي قالت: أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، حدّثنا محمد بن هارون الروياني، حدّثنا أبو كريب، حدثنا زيد بن حباب، حدّثني ميمون - أبو عبد اللّه - حدّثنا ثابت قال: قال أنس: يا أبا محمد، خذ عني فإني أحدّث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [عن ربّه] و لن تأخذ عن أحد أوثق مني. قال: ثم صلّى بي العشاء، ثم صلى ست ركعات يسلّم بين الركعتين، ثم أوتر بثلاث يسلّم في آخرهن.

أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن عمر الكابلي و أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن عبد اللّه بن مندويه، و أبو المطهّر شاكر بن نصر بن ظاهر، و أبو غالب الحسن بن محمد بن عالي بن علوكة الأسدي، قالوا: أنا أبو سهل حمد بن أحمد بن عمر الصّيرفي، أنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن أحمد الخشّاب، أنا أبو علي الحسن بن محمد بن دكّة المعدّل، حدّثنا عمرو بن علي، حدّثنا بدل بن المحبّر (1)،حدّثنا حرب بن ميمون الأنصاري، حدّثنا النّضر بن أنس بن مالك، قال: ما أورثتني (2) أم سليم إلاّ برد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قدحه الذي كان يشرب فيه، و عمود فسطاطه و صلاية (3) كانت تعجن عليها أم سليم الرّامك (4) بعرق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يكون في بيت أم سليم فينزل

ص: 363


1- المثبت و الضبط عن التبصير، و بالأصل «المخبر».
2- بالأصل «أورثني» و المثبت عن م.
3- الصلابة كل حجر عريض يدق عليه عطر أو طيب.
4- الرامك شيء أسود كالقار يخلط بالمسك فيجعل طيبا.

عليه الوحي و هو على فراشها، فيجدل كما يجدل المحموم فيعرق، فكانت أم سليم تعجن الرّامك بعرقه.

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، حدّثنا عبد الأعلى بن حمّاد، حدّثنا معتمر، حدّثنا أبي قال:

سمعت أنسا يقول: ما بقي أحد صلّى القبلتين غيري.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، حدّثنا محمد بن محمد بن سليمان، حدّثنا أبو نعيم - يعني عبيد بن هشام الحلبي، حدّثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه قال: سمعت أنس بن مالك يقول: ما بقي أحد ممن صلّى القبلتين غيري، قال أبو نعيم: و القبلتان (1) بالمدينة بطرف الحرّة: قبلة إلى بيت المقدس، و قبلة إلى الكعبة (2).

أخبرنا أبو بكر أيضا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد (3)،أنا محمد بن عبد اللّه الأنصاري، حدّثنا أبي عن ثمامة بن عبد اللّه، قال: جاء أنسا أكّار بستانه في الصيف فشكا العطش فدعا بماء فتوضّأ و صلّى ثم قال: هل ترى شيئا؟ فقال: ما أرى شيئا، قال: فدخل فصلّى ثم قال في الثالثة أو الرابعة: انظر، قال: أرى مثل جناح الطير من السحاب، قال:

فجعل يصلّي و يدعو حتى دخل عليه القيّم فقال: قد استوت السماء و مطرت، فقال: اركب الفرس الذي بعث به بشر بن شغاف فانظر أين بلغ المطر قال: فركبه فنظر، فإذا المطر، لم يجاوز قصور المسيّرين (4) و لا قصر الغضبان (5).

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا طراد بن محمد الزّينبي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا بشار بن موسى الخفّاف،

ص: 364


1- بالأصل و م: و القبلتين.
2- أخرجه البخاري في تفسير سورة البقرة 131/8 باب قوله تعالى قَدْ نَرىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمٰاءِ ،و ابن سعد 20/7 و سير أعلام النبلاء 403/3.
3- طبقات ابن سعد 21/7.
4- عن ابن سعد و بالأصل «المسر» و في م: المسربي؟؟؟.
5- مهملة بالأصل و في م: العصبان و المثبت عن ابن سعد.

حدّثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، قال: كنت مع أنس فجاء قهرمانه (1) فقال: يا أبا حمزة عطشت أرضنا. قال: فقام أنس فتوضّأ و خرج إلى البرية. فصلى ركعتين ثم دعا، فرأيت السحاب يلتئم قال: ثم مطرت حتى ملأت كل شيء فلما سكن المطر بعث أنس بعض أهله فقال: انظر أين بلغت السماء، فنظر فلم تعد أرضه ألاّ يسيرا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (2)،أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أنا أبو أحمد الحافظ، حدّثنا محمد بن إبراهيم بن شعيب الرّازي (3)،نا ابن أبي الشوارب، حدّثنا جعفر بن سليمان، حدّثنا ثابت البناني، قال: جاء قيّم أنس بن مالك في أرضه فقال: يا أبا حمزة عطشت أرضك قال: فردّني (4) ثم خرج إلى البرية ثم صلّى ما قضي له، ثم دعا فثارت سحابة فجاءت و غشيت أرضه و مطرت حتى ملأت صهريجه (5) و ذلك في الصيف، فأرسل بعض أهله فقال: انظروا أين بلغت؟ فإذا هي لم تعد أرضه.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، أنا محمد بن سعد (6)،أنا عمرو (7) بن عاصم، حدّثنا همّام بن يحيى، قال: حدّثني من صحب أنس بن مالك: فلما أحرم لم أقدر أكلمه حتى حلّ، من شدة إتقانه على إحرامه.

قال: و أنا محمد بن سعد، أنا سعيد بن منصور، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرّحمن بن عوف، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف، قال: دخل علينا أنس بن مالك يوم الجمعة و الإمام يخطب، و نحن في بعض أبيات أزواج النبي صلى اللّه عليه و سلم نتحدث فقال: مه، فلما أقيمت الصلاة قال: إني أخاف أن أكون قد أبطلت جمعتي لقولي (8) لكم مه.

ص: 365


1- القهرمان، فارسي معرّب، و هو الخازن و الوكيل الحافظ لما تحت يده، و القائم بإدارة أمور الرجل.
2- دلائل النبوة 148/6.
3- في البيهقي: الفزاري.
4- بالأصل «فتردني» و في البيهقي:«فتردّا» و المثبت عن مختصر ابن منظور 72/5.
5- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن البيهقي.
6- طبقات ابن سعد 22/7.
7- عن ابن سعد و بالأصل «عمر».
8- بالأصل «لقول».

قال: و أنا محمد بن سعد (1)،أنا عفان بن مسلم (2)،حدّثني شيخ لنا يكنى أبا حباب، قال: سمعت الجريري يقول: أحرم أنس بن مالك من ذات عرق (3) قال: فما سمعناه متكلما إلاّ يذكر اللّه عزّ و جلّ حتى أحلّ (4).قال فقال لي: يا ابن أخي هكذا الإحرام.

قال: و أنا محمد بن سعد (5)،أنا المعلى بن أسد، حدّثنا حفص بن أبي الصّهباء العدويّ، قال: سمعت أبا غالب يقول: لم أر أحدا كان أضنّ بكلامه من أنس بن مالك.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، أنا إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل الخيّاط، حدّثنا أبو الحسن بن أحمد الواقفي، حدّثنا العبّاس بن الفضل البغدادي، حدّثنا محمد بن حاتم أبو جعفر المصّيصي، حدّثنا بشر بن الحارث الزاهد، حدّثنا معاوية عن العوّام بن جويرية، عن الحسن، عن أنس بن مالك قال: أربع خصال لا تضيق إلاّ لعجب: الصمت و هو أول العبادة، و التواضع، و قلّة الشيء، و ذكر اللّه عز و جل.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (6)،أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، حدّثنا موسى بن حيّان، حدّثنا عبد الرّحمن، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن محمد، قال: كان أنس قليل الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كان إذا حدّث قال، أو كما قال. موسى هو ابن محمد بن حيّان نسبه إلى جده، و عبد الرّحمن هو ابن مهدي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا ابن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثنا معاذ - يعني ابن معاذ - حدّثنا ابن عوف، عن محمد، قال: كان أنس بن مالك إذا حدّث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حديثا فرغ منه [قال] أو كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 366


1- طبقات ابن سعد 22/7.
2- في ابن سعد: محمد بن عبد اللّه الأنصاري.
3- ذات عرق مهل أهل العراق، و هو الحد بين تهامة و نجد.
4- ابن سعد: حلّ.
5- طبقات ابن سعد 22/7.
6- رسمها غير واضح بالأصل و م و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.

قال: و حدّثني أبي، حدّثنا أبو قطن، حدّثنا ابن عون، عن محمد قال كان أنس إذا حدّث حديثا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ففرغ منه [قال] أو كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن علي بن محمد الغزّي، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق، حدّثنا يوسف بن يعقوب، حدّثنا محمد بن عبيد، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، قال: كان أنس بن مالك قليل الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فكان إذا حدّث، أو قلّ ما يحدّث إلاّ قال حين يفرغ: أو كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا سوار بن عبد الملك القاضي، حدّثنا عبد الملك بن موسى أبو بشر، قال: كان أنس بن مالك إذا أراد أن يحدّث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تغيّر لونه ثم قال: أو كما قال.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الحرفي، حدّثنا جعفر بن محمد الفريابي، حدّثنا إبراهيم بن الحجّاج الشامي، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن حميد، عن أنس بن مالك حدّث بحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال رجل: أنت سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؟ فغضب غضبا شديدا و قال:

و اللّه ما كلّ ما نحدّثكم (1) سمعناه من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لكن كان يحدّث بعضنا بعضا و لا نتّهم بعضنا. و رواه أبو شهاب عن حميد.

أخبرناه أبو المعالي (2) الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق، حدّثنا يوسف بن يعقوب، حدّثنا أبو الربيع، حدّثنا أبو شهاب، عن حميد الطويل قال: كنا مع أنس بن مالك في بستان له و هو على دكان، و هو يومئذ طيب النفس، فحدّثنا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؟ فقال له بعضنا: أسمعت هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فغضب غضبا شديدا ثم قال: إنه و اللّه ما كل ما نحدّثكم (3) به عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سمعناه منه، و لكن لا يكذّب بعضنا بعضا.

ص: 367


1- بالأصل و م «يحدثكم» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
2- رسمها بالأصل غير واضح، عن م و قياسا إلى سند مماثل، تقدم قريبا، و انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة ج 7).
3- بالأصل و م «يحدثكم» و المثبت عن مختصر ابن منظور.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر (1) بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين (2) بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد، أنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي، أنا ابن عون، عن محمد بن سيرين، قال: بعث إلى أنس بن مالك بشيء من الغنائم فردّه و قال: لا، حتى يقسم.

قال: و أنا محمد بن سعد أنا محمد بن عبد اللّه الأنصاري، حدّثنا ابن عون، عن محمد بن سيرين أن أميرا من الأمراء أعطى أنس بن مالك شيئا من الفيء، قال أنس:

أخمس؟ فقال: لا، فلم يقبله.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا الحسين بن علي بن بكر، حدّثنا أبو عيسى محمد بن عبد اللّه بن العباس المافرّوخي (3)،حدّثنا جعفر بن موسى بن مرزوق، حدّثني النضر (4) بن شداد، عن أبيه شداد قال (5):اعتلّ أنس بن مالك فعدناه فقلنا له: ندعو لك الطبيب، قال: الطبيب أمرضني.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، حدّثنا حسين بن الفهم، أنا محمد بن سعد، أنا خالد بن مخلد، حدّثني يزيد بن عبد الملك بن المغيرة النّوفلي، حدّثنا يزيد بن خصيفة، قال:

تنخّع أنس بن مالك في المسجد و نسي أن يدفنها، ثم خرج حتى جاء إلى أهله، فذكرها فجاء بسعفة من نار فطلبها حتى وجدها، ثم حفر لها فأعمق فدفنها.

قال: و أنا عفان بن مسلم، حدّثنا حمّاد بن سلمة، حدّثنا عبيد اللّه بن أبي بكر أن زيادا النّميري جاء مع القرّاء إلى أنس بن مالك قال: فقيل له: اقرأ فرفع صوته، و كان رفيع الصوت، فكشف أنس عن وجهه الخرقة، و كان على وجهه خرقة سوداء، فقال: ما هذا ما

ص: 368


1- بالأصل «عمرو» خطأ و الصواب عن م.
2- بالأصل «الحسن» و المثبت عن م.
3- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى ما فرّوخ و هو اسم لبعض الموالي من العجم، و اسمه ماه فروخ فخفف.
4- بالأصل «النصر» بالصاد المهملة، و الصواب عن م، انظر مختصر ابن منظور 73/5.
5- قوله: قال:«اعتل» اللفظتان غير واضحتين بالأصل، و المثبت عن مختصر ابن منظور.

هذا ما هذا؟ ما هكذا كانوا يفعلون. قال: و كان إذا رأى شيئا ينكره كشف الخرقة عن وجهه.

حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل - إملاء - أنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنا والدي أبو عبد اللّه، أنا حاجب بن أحمد الطوسي، حدّثنا عبد الرحيم بن منيب المروزي، حدّثنا النّضر بن شميل (1)،حدّثنا صالح بن أبي الأخضر عن ابن شهاب قال: دخلت على أنس بن مالك بالهاجرة فذكرت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبا بكر و عمر و عثمان فبكى فقلت: ما يبكيك يا أبا حمزة؟ فقال: ما أخّرت له، فقلت له: لا تبك إنّي لأرجو أن تكون أخّرت لخير، صحبت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبا بكر و عمر و عثمان و ما أخّرت إلى الآن إلاّ أن تكون شهيدا على هؤلاء، فقال: و اللّه ما أنتم على شيء مما كانوا عليه إلاّ الصلاة، و إنما هي المؤخرة.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، أنا محمد بن سعد (2)،أنا علي بن عبد الحميد المعنى، حدّثنا عمران بن خالد، عن ثابت البناني، قال: كنا عند أنس بن مالك و جماعة من أصحابه، فالتفت إلينا فقال: و اللّه لأنتم أحبّ إليّ من عدّتكم من ولد أنس إلاّ أن يكونوا في الخير أمثالكم.

قال: و أنا محمد بن سعد، أنا محمد بن عبد اللّه الأنصاري، حدّثنا ابن عون، عن موسى بن أنس: أن أبا بكر لما استخلف بعث إلى أنس بن مالك ليوجهه إلى البحرين على السّعاية قال: فدخل عليه عمر، فقال له أبو بكر: إنّي أردت أن أبعث هذا إلى البحرين و هو فتى شاب، قال: فقال له عمر: ابعثه فإنه لبيب كاتب. فلما قبض أبو بكر قدم، على عمر:

فقال له عمر هات هات يا أنس ما جئت به؟ قال: قال: يا أمير المؤمنين البيعة أو لا. قال:

فقال: نعم، قال: فبسط يده، قال: قال: عليّ السمع و الطاعة - قال ابن عون: فما أدري قال: ما استطعت، و قال أنس: ما استطعت - قال: فأخبرته ما جئت به، قال: فقال أما ما كان من كذا و كذا فاقبضوه و ما كان من المال فهو لك. قال: فأتيت على زيد بن ثابت و هو جالس على الباب، فقال: ألق عليه ما أعطاك أمير المؤمنين قال: فألقيت عليه، فحسب

ص: 369


1- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب عن م، ترجمته في سير الأعلام 328/9.
2- طبقات ابن سعد 22/7.

-قال ابن عون: فلا أدري أقصر على بني النجار أو قال: أنت أكثر خزرجي فيها مالا.

قال: و أنا محمد بن سعد، أنا عفان بن مسلم، و يحيى بن عباد، و عارم بن الفضل، قالوا: حدّثنا حمّاد بن سلمة، أنا عبيد اللّه بن أبي بكر، عن أنس بن مالك قال: استعلمني أبو بكر على الصدقة، فقدمت و قد مات أبو بكر فقال عمر: يا أنس أ جئتنا بظهر؟ قال:

قلت: نعم، قال: فقال: جئنا بالظهر و المال لك، قال: قلت: هو أكبر من ذلك، قال:

و إن كان هو لك، قال: و كان المال أربعة آلاف (1).

قال عفان و عارم في حديثهما قال: مكث أكثر أهل المدينة مالا. و قال يحيى بن عباد في حديثه قال: أ جئتنا بظهر؟ قال: قلت البيعة ثم الخبر، فقال عمر: وقفت فبايعته.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النّهاوندي، حدّثنا أحمد بن عمران بن موسى الأشناني، حدّثنا موسى بن زكريا التستري، حدّثنا خليفة بن خيّاط، قال: تراضى الناس - يعني بعد موت يزيد بن معاوية - بالبصرة بعبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب و يلقب ببّة وقعت الفتنة فأقره ابن الزبير أشهرا (2)،ثم عزله و كتب إلى أنس بن مالك فصلّى بالناس أربعين يوما، ثم كتب إلى عمر بن عبيد اللّه بن معمر التّيمي بولايته.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النّرسي، حدّثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الورّاق - إملاء - حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، حدّثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة، حدّثنا أبي عن شعبة، عن يونس بن عبيد، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: صحبت جرير بن عبد اللّه فكان يخدمني، و قال: إني رأيت الأنصار يصنعون برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - شيئا لا أرى أحدا منهم إلاّ أكرمته (3).

أخبرنا أبو القاسم بن عبد السيد بن محمد بن عبد الواحد بن الصباغ، و ابن السمرقندي، و أبو العباس أحمد بن علي بن الحسن بن نصر الباحمشي، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشيحي، قالوا: أنا أبو محمد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، حدّثنا

ص: 370


1- سير أعلام النبلاء 401/3.
2- في تاريخ خليفة ص 256 أربعين يوما.
3- كذا و في سير أعلام النبلاء «خدمته».

أبو القاسم البغوي، حدّثنا شجاع بن مخلد، حدّثنا سعيد بن واصل البصري ح.

قال: و حدّثني إبراهيم بن هاني، حدّثنا محمد بن عرعرة جميعا، قالا: حدّثنا شعبة، عن يونس بن عبيد، عن ثابت، عن أنس قال: كان جرير معي في سفر فكان يخدمني. فقال: رأيت الأنصار تصنع برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شيئا فلا أرى أحدا منهم إلاّ خدمته؛ و هذا لفظ شجاع.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا [أبو] (1) عثمان البحيري، أنا أبو الحسن أحمد بن الفرج بن منصور الكاتب الرّماني، حدّثنا علي بن محمد بن يحيى بن مهران السّوّاق، حدّثنا محمد بن سنان القزّاز، حدّثنا سعيد بن واصل ح.

و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو محمد المخلدي، أنا جدي أبو أحمد محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن نصر بن زياد، حدّثنا العباس بن محمد، حدّثنا محمد بن عرعرة، و سعيد بن واصل الجرمي جميعا، قالا:

حدّثنا شعبة ح.

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن الفلوي، حدّثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ حدّثنا محمد بن يحيى بن خالد الذهلي، حدّثنا سعيد بن واصل الطّفاوي، عن شعبة، عن يونس بن عبيد، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: صحبني جرير بن عبد اللّه - و لم ينسبه الشّحّامي فجعل - يخدمني و قال: إني رأيت الأنصار يصنعون برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شيئا لا أرى أحدا منهم إلاّ خدمته، و في حديث وجيه: فكان يخدمني، و فيه يصنع بدلا من يصنعون.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر المقرئ، أنا أحمد بن يحيى [بن] (2) زهير التّستري، حدّثنا أبو كريب - هو محمد بن العلاء - حدّثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، قال: شكونا الحجّاج بن يوسف قال: فكتب أنس إلى

ص: 371


1- سقطت من الأصل، و اسمه سعيد بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر، أبو عثمان، ترجمته في سير أعلام النبلاء 103/18.
2- سقطت من الأصل، و زيادتها عن م انظر ترجمته في سير الأعلام 362/14.

عبد الملك إنّي خدمت النبي صلى اللّه عليه و سلم تسع سنين و اللّه لو أن اليهود و النصارى أدركوا رجلا خدم نبيّهم لأكرموه (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران العدل، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد اللّه بن السّماك، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا أبو عبد اللّه الرقاشي - يعني محمد بن عبد اللّه - حدّثنا جعفر بن سليمان، حدّثنا علي بن زيد قال: كنت في [القصر مع] (2) الحجّاج و هو يعرض الناس ليالي ابن الأشعث، فجاء أنس بن مالك [فقال الحجّاج] (3):هي يا خبيث! جوّال في [الفتن، مرّة] (4) مع علي بن أبي طالب، و مرّة مع ابن الزبير، و مرّة مع ابن الأشعث. أما و الذي نفس الحجّاج بيده لأستأصلنّك كما تستأصل الصّمغة، و لأجرّدنّك كما يجرّد الضّبّ. قال: يقول أنس: من يعني الأمير؟ قال: إيّاك أعني، أصمّ اللّه سمعك، قال:

فاسترجع أنس، و شغل الحجّاج و خرج أنس فتبعناه إلى الرّحبة، فقال: لو لا أني ذكرت ولدي و خشيته عليهم بعدي لكلّمته بكلام في مقامي لا يستحييني بعده أبدا (5).

رواه محمد بن سعد، عن محمد بن كثير، و شهاب بن عبّاد العبدي عن جعفر بن سليمان، و قال: لأسمعته في مقامي هذا ما لا يستحيي لأحد بعدي.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب محمد بن جعفر الزّرّاد المنبجي، حدّثنا عبيد اللّه بن سعد الزهري، حدّثنا الهيثم بن خارجة، حدّثنا عبد اللّه بن سالم الأشعري عن أزهر بن عبد اللّه قال: كنت في الخيل الذين بيّتوا أنس بن مالك و كان فيمن يؤلّب على الحجّاج و كان مع عبد الرّحمن بن الأشعث، فأتوا به الحجّاج فوسم في يده: عتيق الحجّاج (6).

أخبرنا أبو الفتح محمد بن علي بن عبد اللّه المصري، أنا محمد بن

ص: 372


1- سير أعلام النبلاء 402/3.
2- ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، و المثبت عن م مختصر ابن منظور 74/5 و في سير أعلام النبلاء 402/3 كنت بالقصر، و الحجاج يعرض الناس.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن م، و انظر سير أعلام النبلاء.
4- ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، و اللفظتان استدركتا عن م، و انظر سير الأعلام.
5- سير أعلام النبلاء 402/3.
6- سير أعلام النبلاء 404/3.

عبد العزيز بن محمد الفارسي، أنا عبد الرّحمن بن أبي شريح، حدّثنا ابن صاعد، حدّثنا زياد بن أيوب، حدّثنا أبو بكر بن عياش، حدّثنا الأعمش قال: كتب أنس بن مالك إلى عبد الملك بن مروان: يا أمير المؤمنين إنّي قد خدمت محمدا صلى اللّه عليه و سلم تسع سنين، و أن الحجّاج يعرض بي حوكة البصرة، فقال: اكتب إليه (1) يا غلام: ويلك قد خشيت أن لا يصلح على يدي أحد (2) فإذا جاءك كتابي هذا فقم إليه حتى تعتذر إليه. قال الرسول: فلما جئته، قرأ الكتاب ثم قال: أ أمير المؤمنين كتب بما هاهنا؟ قلت: أي و اللّه، و ما كان في وجهه أشدّ من هذا، قال: سمعا (3) و طاعة فأراد أن ينهض إليه، قال: قلت: إن شئت أعلمته، فأتيت أنسا فقلت: أ لا ترى قد خافك و أراد أن يقوم إليك فنظرت لك، فقم إليه، فأقبل يمشي حتى دنا منه فقال: يا أبا حمزة. غضبت؟ قال: أغضب تعرضني بحوكة البصرة قال: يا أبا حمزة إنما مثلي و مثلك كقول الذي قال:«إياك أعني و اسمعي يا جارة (4)» أردت أن لا يكون لأحد عليّ منطق (5).

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر الفقيه ح.

و أخبرنا أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري، أنا أبو الحسن المبارك بن أحمد الجبّار، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر، و أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن، قالا: أنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمد السّكّري، حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة الدّينوري، قال في حديث الحجّاج: أنه قال لأنس بن مالك و اللّه لأقلعنّك قلع الصّمغة و لأجررنّك جر الضرب و لأعصبنّك عصب السّلمة. فقال أنس: من يعني الأمير؟ فقال: إيّاك أعني، أصمّ اللّه صداك.

فكتب أنس بذلك إلى عبد الملك بن مروان (6).

ص: 373


1- يعني إلى الحجاج.
2- بالأصل «أحدا» خطأ.
3- بالأصل: سمع.
4- بالأصل:«يا جابرة» و الصواب عن السير.
5- الخبر في سير أعلام النبلاء 404/3 و مختصرا في المستدرك 574/3.
6- انظر كتاب أنس بن مالك إلى عبد الملك بن مروان في الأخبار الطوال ص 323.

فكتب عبد الملك إلى الحجّاج: يا ابن المستفرمة بحبّ الزبيب، لقد هممت أن أركلك ركلة تهوي بها إلى نار جهنم، قاتلك اللّه، أخفش العينين، أصكّ الرجلين، أسود الجاعرتين (1).

قوله: لأقلعنّك قلع الصّمغة يريد لأستأصلنّك، و الصمغ إذا قلع انقلع كلّه، و لم يبق له أثر و كذلك يقال تركتهم على مثل مقلع الصّمغة و مفرق الصمغة إذا لم يبق لهم شيء إلاّ نهب، و مثله: تركتهم على مثل ليلة الصدر يراد إذا نفر الناس من حجّهم، و تركتهم على أنقى من الراحة، هذا كله واحد.

و قوله: لأجررنّك [جر] (2) الضرب، و الضرب: العسل الأبيض الغليظ، يقال قد استضرب العسل إذا غلظ، و ذكر الزيادي عن الأصمعي أنه قال: حدّثني رجل من قريش بالطائف أن العسل يستضرب إذا جرست (3) نحلة البر، و إذا غلظ العسل سهل على الجازر أخذه و استقط شوره، و إذا دق سال.

و قوله: أصمّ اللّه صداك، و الصّدى هو ما يسمعه من الجبل إذا أنت صوّت فأجابك، يريد بذلك أهلكك (4) اللّه، لأن الصدى يجيب الحي فإذا هلك الرجل صمّ صداه كأنه لا يسمع شيئا فيجيب عنه. قال: و حدّثنا أبو محمد [حدّثنا] أبو حاتم عن الأصمعي أنه قال:

يقال صمّي ابنة الجبل. عند الأمر يستفظع، و يزعمون أنهم يريدون بابنة الجبل الصّدى، و قال امرؤ القيس (5):

بدّلت من وائل و كندة عد *** و ان و فهما صمّي ابنة الجبل

يقال: ابنة الجبل الحية و يقال لها: صمّي صمام، أن لا تخشى الرقى، و لذلك يقال للداهية: صمام تشبيها بالحية الصّمّاء. و قال أبو عبيدة ابنة الجبل هي الحصاة، يقال:

صمّت حصاة بدم و ذلك إذا اشتدت الحرب و تفاقم الأمر، كأنه كثر (6) الدم، و إذا وقعت فيه حصاة لم يسمع لها صوتا. قال الكميت:

ص: 374


1- انظر نصا آخر مختلف و فيه زيادة لكتاب عبد الملك إلى الحجاج في الأخبار الطوال ص 324.
2- سقطت من الأصل، الزيادة لازمة، عن الرواية المتقدمة و في م: جرز.
3- بالأصل «خرست» و الصواب عن م، انظر اللسان «جرس».
4- بالأصل «أهلك».
5- ديوانه ط بيروت ص 157 من بيتين قالهما حين نزل في بني عدوان بعد مقتل أبيه، و اللسان: صمم.
6- عن اللسان و بالأصل و م «كبر».

و إياكم إياكم و سلمة يقو *** ل لها الكانون: صمّي ابنة الجبل

و الكانون الذين يكنون عنها.

و قال ابن أحمر:

وردوا ما لديكم من ركابي *** و طاما بكم صمّي صمام

يعني الداهية.

و قول عبد الملك: يا ابن المستفرمة بحب الزّبيب يريد أنها تعالج به فرجها ليضيق و يستحصف، و لست أعلم من أي شيء أخذ هذا الحرف، إلاّ أنه يقال: استفرمت البغيّ إذا فعلت ذلك، قال أبو محمد: و قال امرؤ القيس:

و آثر بالملحاة آل مجاشع *** رقاب إماء يقتنين المفارما (1)

يقتنين: أي يتخذن ونهيني، و المفارم: قالوا: ما يتضيقن به، و الخفش في العين صغرها و ضعف البصر و الصّكك أن تصطك الركبتان، و منه قيل للنعامة: صكّاء، قال أبو عمرو: الصّكك في الرجلين هو أن يصطكا، و الجاعرتان: موضع الرّقمتين من است الحمار.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي [أنا] (2) أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا: أنا الوليد بن بكر بن مخلد الغمري، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن زكريا بن الخصيب، أنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن صالح العجلي، حدّثني أبي أحمد قال: لم يبتل (3) أحد من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم إلاّ رجلين معيقيب كان به هذا الداء الجذام (4)،و أنس بن مالك كان به وضح.

ص: 375


1- ديوانه ط بيروت ص 165 و بالأصل:«و أتو» بدل «و آثر»، «الفارما» بدل «المفارما» و المثبت عن الديوان.
2- سقطت من الأصل.
3- بالأصل: يبتلي، خطأ.
4- الجذام من الأمراض المعدية، كانت العرب تتطير منه و تتجنبه (اللسان) و في القاموس: علة تحدث من انتشار السوداء في البدن كله، فيفسد مزاج الأعضاء و هيأتها و ربما انتهى إلى تأكل الأعضاء و سقوطها عن تقرّح و الوضح: البرص (القاموس).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد اللّه بن بشران، أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصّوّاف، حدّثنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن نمير، حدّثنا محمد بن حرب المكي، نا سفيان (1) بن عيينة، عن عمرو (2) بن دينار، عن أبي جعفر، قال: رأيت أنس بن مالك يأكل، فرأيته يلقم لقما عظاما، و رأيت به وضحا (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا أبو بكر الحميدي، حدّثنا سفيان، حدّثنا عمرو، عن أبي جعفر محمد بن علي قال: رأيت أنس بن مالك أبرص و به وضح شديد، و رأيته يأكل فيلقم لقما كبارا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المشكاني (4)،أنا أبو منصور النهاوندي، حدّثنا أحمد بن الحسين، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد الرّحمن بن الخليل القاضي (5)-المعروف بابن الأشقر - حدّثنا محمد بن إسماعيل البخاري، حدّثنا عبد اللّه بن صالح ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، حدّثنا ابن بكير و محمد بن رمح (6)، قالوا: حدّثنا الليث بن سعد، حدّثني - و في حديث يعقوب: عن - يحيى بن سعيد، عن أمّه أنها رأت امرأة - و في حديث المشكاني: أنس بن مالك - كانت تحت ابنه نضرة فتزوجها بعد أبيه - زاد المشكاني: أنس بن مالك و قالا:- فنظرت إلى أنس متخلقا بالخلوق و كان به - في حديث المشكاني: و - به برص. فقلت - زاد ابن السّمرقندي لها

ص: 376


1- بالأصل «سليمان» و الصواب عن م.
2- بالأصل «عمر» و الصواب عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام الجزء الخامس.
3- سير أعلام النبلاء 405/3.
4- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى مشكان، قرية من أعمال روذراور قريبة منها، من نواحي همذان.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 303/14.
6- ترجمته في سير الأعلام 498/11.

-و قالا: لهذا أجلد من سهل بن سعد، و هو أكبر من سهل فسمعني فقال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دعا لي.

أخبرناه عاليا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد، أنا عبد الرّزّاق بن عمر بن موسى، عن أبي بكر بن المقرئ، أنا محمد بن زبان (1)،حدّثنا محمد بن رمح، أنا الليث عن يحيى بن سعيد أنه قال: أخبرتني أمي أنها رأت امرأة كانت تحت ابنه نضرة لها فتزوجت بعد ابنه أنس بن مالك، فنظرت إلى أنس بن مالك متخلّقا بالخلوق و كان به برص. قالت: فقلت لها: لهذا أجلد من سهل بن سعد. و هو أكبر من سهل بن سعد قال:

فسمع فقال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دعا لي.

آخر الجزء الثامن بعد المائة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، حدّثنا أحمد بن عمران الأشناني، حدّثنا موسى بن زكريا، حدّثنا خليفة بن خيّاط، قال: قال أبو اليقظان: مات لأنس بن مالك في الجارف ثمانون ابنا، و يقال سبعون، يعني سنة تسع و ستين (2).

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد بن الجنزرودي، أنا أبو [عمرو بن حمدان ح.] (3)و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، حدّثنا عبيد اللّه بن معاذ - زاد ابن حمدان: بن معاذ العنبري - حدّثنا أبي، حدّثنا عمران عن (4) أيوب بن أبي تميمة قال: ضعف أنس عن الصوم فصنع جفنة من ثريد و دعا بثلاثين مسكينا - و قال ابن المقرئ: و ثلاثين مسكينا - فأطعمهم (5).

ص: 377


1- ترجمته في سير الأعلام 519/14.
2- الذي في تاريخ خليفة ص 265 حوادث سنة 69: قال خليفة: فيها كان طاعون الجارف، مات فيه أولاد لأنس بن مالك كثير عددهم.
3- ما بين معكوفتين غير واضح بالأصل، و المثبت عن م.
4- بالأصل «بن» خطأ، انظر ترجمة أيوب ابن أبي تميمة في سير الأعلام 15/6.
5- الخبر في سير أعلام النبلاء 405/3 و انظر خبرا بنحوه في البخاري 135/8.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشّيروي، و حدّثنا أبو المحاسن عبد الرّزّاق بن محمد بن أبي نصر عنه، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، حدّثنا محمد بن عبد اللّه الحافظ، قالا: حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدّثنا أبو جعفر محمد بن عبيد بن عتبة بن عبد الرّحمن الكندي، حدّثنا مخول بن إبراهيم، حدّثنا إسرائيل، عن عاصم، عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك أنه كان عنده عصيّة لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فمات فدفنت معه بين جيبه و بين قميصه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا أبو الحسن بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمد - هو ابن الحسين البرجلاني - حدّثنا فهد بن حيان، حدّثنا حفص بن عبد الملك قال: سمعت أنس بن سيرين يقول: شهدت أنس بن مالك و حضره الموت فجعل يقول: لقّنوني لا إله إلاّ اللّه، فلم يزل يقولها حتى قبض.

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد البغوي، حدّثني عمر بن شبّة قال: سمعت الأنصاري يقول: مات أنس و هو ابن مائة و سبع سنين قال: و حدّثنا البغوي، حدّثنا شيبان، حدّثنا أبو هلال، حدّثنا قتادة، قال: كان آخر من مات من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالبصرة أنس بن مالك.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمد بن أبي حامد البخاري - بها - حدّثنا إسماعيل [بن] (1)إسحاق، حدّثنا علي [بن] (2) المديني قال: آخر من بقي من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم بالبصرة أنس بن مالك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل (3)،حدّثنا أبي قال: كان آخر من مات من الصحابة أنس بن مالك بالبصرة.

ص: 378


1- زيادة لازمة في الموضعين عن م.
2- زيادة لازمة في الموضعين عن م.
3- بالأصل «الفضل» خطأ و الصواب عن م، و انظر الأنساب (الغلابي).

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، نا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، أنا محمد بن سعد، أنا علي بن محمد، عن شعبة، عن محمد السنبلاني، قال: أتيت أنس بن مالك فقلت: أنت آخر من بقي من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؟ قال: قد بقي قوم من الأعراب، فأمّا من أصحابه فأنا آخر من بقي.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، أنا محمد بن سعد (1)،أنا الواقدي، أخبرني خليد بن دعلج، عن قتادة، عن الحسن، قال: أنس بن مالك آخر من مات من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم بالبصرة. قال: محمد بن عمر الواقدي: و قد روى عن أبي بكر، و عمر، و عثمان، و عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنهم أجمعين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة و أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد، قالا: أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا أبو القاسم الحسن بن محمد، حدّثنا أبو جعفر محمد بن عبد اللّه الحضرمي ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنا أبو الحسن بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل و أبو المظهر عبد المنعم بن أحمد بن يعقوب، قالا:

أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا حامد بن شعيب، قالوا: أنا أحمد بن إبراهيم الموصلي، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن جرير بن حازم، قال: قلت لشعيب بن الحبحاب متى مات أنس؟ قال: سنة تسعين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمد بن علي بن يعقوب، أنا محمد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل (2)،حدّثنا أبي، حدّثنا وهب بن جرير، عن أبيه قال: مات أنس بن مالك سنة تسعين، و أنا ابن خمس سنين.

أخبرنا أبو بكر بن اللفتواني، أنا أبو عمر بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن

ص: 379


1- طبقات ابن سعد 26/7.
2- بالأصل «الفضل» خطأ، و الصواب عن م، و قد مرّ قريبا.

يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا محمد بن سعد قال: أنس بن مالك الأنصاري و يكنى أبا حمزة. قال الهيثم بن عدي: توفي سنة إحدى و تسعين بالبصرة. قال أبو نعيم: مات سنة ثلاث و تسعين.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد، أنا أبو طاهر المخلّص،- إجازة - حدّثنا أبو محمد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمد بن عيسى السّكّري، أخبرني أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة، أخبرني أبي محمد بن المغيرة، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة إحدى و تسعين فيها مات أنس بن مالك بالطائف (1).

كتب إليّ أبو بكر الشّيروي، ثم أخبرني أبو القاسم أحمد بن منصور بن محمد السمعاني عنه، أنا أبو بكر الحيري، حدّثنا أبو العباس الأصم، حدّثنا إبراهيم بن سليمان، حدّثنا محمد بن عبد الرّحمن، حدّثنا ابن سواء، حدّثنا همّام عن قتادة، قال: مات سعيد بن المسيّب سنة تسع و ثمانين، و مات أنس بن مالك سنة إحدى و تسعين. قال همّام قال أبان: سنة ثلاث و تسعين.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا عبيد اللّه بن سعد الزهري، حدّثنا أحمد بن حنبل، حدّثني يحيى بن سعيد ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا أحمد - هو ابن حنبل - قال: قال يحيى بن سعيد ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا أبو عبد اللّه، عن يحيى بن سعيد قال: مات أنس سنة إحدى أو اثنتين (2) و تسعين.

ص: 380


1- كذا بالأصل و في م: بالطفّ و قد تقدم أنه مات بالبصرة انظر الاستيعاب 73/1 و أسد الغابة 152/1.
2- بالأصل «اثنين».

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري [أنا أبو عمر] (1) بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد (2)،أنا محمد بن عمر، أخبرني عبد اللّه بن يزيد الهذلي، قال: حضرت أنسا مات بالبصرة سنة اثنتين (3)و تسعين. قال محمد بن عمر: و ذكر لنا أنه كان يوم مات ابن تسع و تسعين سنة، و هو آخر من مات بالبصرة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قد روى عن أبي بكر و عمر [و عثمان] (4)و عبد اللّه بن مسعود.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا عبد اللّه بن إسحاق الجوهري - بمصر - حدّثنا أحمد بن محمد بن الحجّاج، حدّثنا حامد بن يحيى، حدّثنا معن بن عيسى، حدّثني ابن لأنس بن مالك قال: توفي أنس بن مالك سنة ثنتين و تسعين (5).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، و أبو طاهر أحمد بن الحسين (6) الباقلانيان، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، حدّثنا محمد بن عثمان بن (7) أبي شيبة، حدّثنا يعقوب ح.

و أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، حدّثنا أبو العباس النّهاوندي، حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن الخليل، حدّثنا محمد بن إسماعيل، حدّثنا إبراهيم بن المنذر، قالا: حدّثنا معن ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، حدّثنا حامد بن يحيى و يوسف بن محمد قالا: حدّثنا معن، حدّثني ابن لأنس بن مالك قال: توفي أنس بن مالك سنة ثنتين و تسعين.

ص: 381


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و الزيادة عن م و قياسا إلى سند مماثل، و انظر ترجمة ابن حيوية في سير أعلام النبلاء 409/16(296).
2- طبقات ابن سعد 25/7-26.
3- بالأصل «اثنين».
4- زيادة عن ابن سعد.
5- الخبر في سير أعلام النبلاء 406/3.
6- بالأصل و م «الحسن».
7- بالأصل «عن» خطأ و الصواب عن م انظر ترجمته في سير الأعلام 21/14.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة - فيما قرأت عليه - عن أبي محمد التميمي، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال الواقدي: مات أنس بن مالك بن النّضر (1) في سنة اثنتين و تسعين، و يكنى أبا حمزة، و هو ابن سبع و تسعين سنة.

قال: و أنا أبي، حدّثنا الحسين بن إسحاق، حدّثنا النضر قال: سمعت أبا نعيم يقول: مات أنس بن مالك سنة ثلاث و تسعين، و ذكر أبو سليمان بن زبر أن أباه أخبره عن إبراهيم بن عبد اللّه البغدادي، عن محمد بن سعد، عن الواقدي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسين الباقلاني، أنا أبو محمد يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، حدّثنا أنا أبو بشر الدولابي، حدّثنا معاوية بن صالح، قال: حدّثت عن المعتمر، عن حميد أن أنس بن مالك توفي سنة ثلاث و تسعين بالبصرة قال غير حميد: اثنتين و تسعين.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن داود المغربي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا يحيى بن عثمان بن صالح، حدّثنا حسان بن غالب، حدّثنا السّري بن يحيى، قال: مات أنس بن مالك سنة ثلاث و تسعين (2).

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، حدّثني عقبة، عن سعيد بن عامر (3)، قال: مات أنس بن مالك سنة ثلاث و تسعين.

أخبرنا أبو الحسن الطّيّب (4)،أنا أبو منصور محمّد بن الحسن القاضي، حدّثنا أحمد بن الحسين، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، حدّثنا محمّد بن إسماعيل البخاري (5)، حدّثني أحمد بن سليمان، عن ابن عليّة قال: هلك أنس بن مالك سنة ثلاث و تسعين.

ص: 382


1- بالأصل «النصر» بالصاد المهملة، خطأ و الصواب عن م.
2- بعدها بالأصل:«قال غير حميد: ثنتين و تسعين» كذا و هي مقحمة، و قد تقدمت في آخر الخبر السابق، فحذفناها.
3- بالأصل:«عن سعد عن عامر» خطأ و الصواب عن م و انظر سير الأعلام 406/3.
4- في م: الخطيب.
5- التاريخ الكبير 1/قسم 28/2.

و قال أبو نعيم: مات جابر بن زيد و أنس سنة ثلاث و تسعين يوم جمعة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى بن زكريا، حدّثنا خليفة بن خيّاط، قال (1):و في سنة ثلاث و تسعين مات أنس بن مالك قال أبو اليقظان: صلى عليه قطن بن مدرك الكلابي و بلغ أنس مائة سنة و ثلاث سنين.

أخبرنا أبو الفتح الأكفاني، أنا شجاع بن علي، أنا محمد بن إسحاق الأصبهاني، أنا جعفر بن أحمد الخصّاف - بمكة - حدّثنا أحمد بن الهيثم، حدّثنا أبو نعيم قال: مات أنس بن مالك و جابر بن زيد سنة ثلاث و تسعين.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد الكرماني و أبو الحسن مكي بن أبي طالب الهمذاني، قالا: أنا أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو عبد اللّه الصفّار، أنا أبو إسماعيل السّلمي، حدّثنا أبو نعيم ح.

و أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، حدّثنا أبو زرعة قال: و قال أبو نعيم ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد البغوي، حدّثنا أحمد بن إبراهيم العبدي، قال: سمعت أبا نعيم ح.

و أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، حدّثنا أبو بكر بن المؤمّل، حدّثنا الفضل بن محمد، أنا أحمد بن حنبل.

قال: و أنا أبو بكر البيهقي ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، حدّثنا أبو نعيم ح.

و أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد و أبو القاسم غانم بن محمد.

ص: 383


1- تاريخ خليفة ص 306.

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو علي الحداد، قالوا: أنا أبو نعيم، حدّثنا أبو بكر بن مالك، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، حدّثني أبو نعيم قال: مات (1) أنس بن مالك و جابر بن زيد - زاد بعضهم: في جمعة واحدة و قالوا-: سنة ثلاث و تسعين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص (2) بن المفضل بن غسّان الغلاّبي، أنا أبي، أنا أبو نعيم قال: و جابر بن زيد و أنس بن مالك في جمعة سنة ثلاث و تسعين.

و حدّثنا أحمد بن حنبل، قال: مات أنس بن مالك و إبراهيم و جابر بن زيد في جمعة في سنة ثلاث و تسعين.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد بن علي، أنا أبو الحسين بن لؤلؤ، أنا محمد بن الحسين بن شهريار، حدّثنا أبو حفص الفلاس، قال: و آخر من مات بالبصرة (3) أنس بن مالك سنة ثلاث و تسعين، و يكنى أبا حمزة.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمد بن علي بن يعقوب، أنا علي بن الحسن بن علي الجرّاحي، قال أحمد، و أنا الحسن بن الحسين بن العباس بن دوما، أنا جدّي لأمي إسحاق بن محمد النّعالي، قالا:

أنا عبد اللّه بن إسحاق المدائني، حدّثنا قعنب بن المحرّر بن قعنب الباهلي، قال: و مات أنس بن مالك بالبصرة و جابر بن زيد سنة ثلاث و تسعين، و في جمعة واحدة.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، أنا أبو عامر محمود بن القاسم و أبو نصر عبد العزيز بن محمد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصمد، قالوا: أنا أبو عبد الجبار بن محمد، أنا أبو العباس المحبوبي، أنا أبو عيسى الترمذي، قال: و مات أنس بن مالك سنة ثلاث و تسعين.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب [أنا] (4) أحمد بن جعفر،

ص: 384


1- رسمها غير واضحة بالأصل، و لعل الصواب ما أثبتناه. و في م: قال: و أنس.
2- بالأصل «أبو الأحوص» و الصواب عن م.
3- كذا، يعني من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم.
4- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.

حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه ح.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا أحمد ح.

و أخبرنا أنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، حدّثنا أبو بكر محمد بن المؤمّل، حدّثنا الفضل بن محمد، حدّثنا أحمد بن حنبل، حدّثنا معتمر بن سليمان، عن حميد: أن أنسا عمّر مائة سنة إلاّ - و قال ابن الحصين غير - سنة، و مات سنة إحدى و تسعين، و لم يذكر ابن الحصين التاريخ.

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، أنا محمد بن أحمد و سليمان بن إبراهيم، قالا: أنا عثمان بن أحمد، أنا محمد بن عمر بن حفص، أنا إسحاق بن الفيض، حدّثنا المضاء بن أبي الجارود، حدّثنا عبد العزيز بن زياد أن أنس بن مالك هلك و هو ابن ست و تسعين سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة و أبو القاسم بن فهد، قالا: أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا أبو القاسم السّكّري، أنا أبو جعفر الحضرمي، حدّثنا المقدّمي، حدّثنا نوح بن قيس، حدّثنا أبو ثمامة الأنصاري، عن أنس قال: عاش أنس مائة سنة و ست سنين.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد (1) قال: سألت محمد بن عبد اللّه الأنصاري القاضي: ابن كم كان (2) أنس بن مالك يوم مات؟ فقال: ابن مائة و سبع سنين.

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، حدّثنا عبد اللّه بن

ص: 385


1- طبقات ابن سعد 25/7.
2- عن ابن سعد، و بالأصل «مات».

محمد، حدّثنا ابن أبي عاصم، حدّثنا أبو موسى، حدّثنا محمد بن عبد اللّه الأنصاري، قال: اختلف علينا مشيختنا في سن أنس فقال بعضهم: بلغ مائة و ثلاث سنين، و قال بعضهم: بلغ مائة و سبعا (1).

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، حدّثنا ناصر بن علي، حدّثنا نوح بن قيس، عن أخيه خالد بن قيس، عن قتادة، قال: لما مات أنس بن مالك قال مورّق العجلي: ذهب اليوم نصف العلم، قيل له: و كيف ذاك يا أبا المعتمر؟ قال: كان الرجل من أهل الأهواء أي إذا خالفونا في الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قلنا: تعال إلى من سمعه منه.

830 - أنس الجهني

له صحبة على ما قيل في بعض الروايات. نزل الشام و كان بدمشق عند مرض أبي الدرداء، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا و عن أبي الدرداء حديثا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال [أنا] (2) أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ.

حدّثنا محمد بن الحسن، عن قتيبة، حدّثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز [حدّثنا] (3) يزيد بن أبي حبيب، عن معاذ بن سهل بن أنس الجهني، عن أبيه، عن جده قال: دخلت على أبي الدرداء أعوده في مرضه فقلت: يا أبا الدرداء إنّا نحبّ أن تصحّ فلا تمرض؛ فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إن المليلة (4)و الصّداع يولعان بالمؤمن، و إن ذنبه (5) مثل جبل أحد، حتى لا يدعا عليه من ذنبه (6) مثقال حبة من خردل» كذا وقع في هذه الرواية و هو سهل بن معاذ بن أنس[2423].

أخبرناه على الصواب أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنا

ص: 386


1- سير أعلام النبلاء 406/3. قال ابن الأثير في أسد الغابة معقبا(152/1): فعندي فيه نظر، لأنه أكثر ما قيل في عمره عند الهجرة عشر سنين، و أكثر ما قيل في وفاته سنة ثلاث و تسعين فيكون له على هذا مائة سنة و ثلاث سنين، و أما على قول من يقول إنه كان له في الهجرة سبع سنين أو ثمان سنين فينقص عن هذا نقصا بيّنا و اللّه أعلم.
2- سقطت من الأصل.
3- زيادة لازمة.
4- المليلة: حمى تكون في العظم.
5- بالأصل في الموضعين «دينه» و المثبت عن م.
6- بالأصل في الموضعين «دينه» و المثبت عن م.

تمام بن محمد الرازي، أنا أبو عبد اللّه بن مروان، حدّثنا أبو بكر بن المعلّى، حدّثنا صفوان، حدّثنا الوليد، حدّثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه، عن جده عن أبي الدرداء، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم بمثل حديث قبله.

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، حدّثني محمد بن زنجويه، حدّثنا هاشم بن القاسم ح.

قال: و حدّثنا محمد بن علي الجوزجاني، حدّثنا أبو الوليد ح.

قال: و حدّثني عباس، حدّثنا يونس بن محمد، قالوا: حدّثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن معاذ بن أنس، عن أنس - زاد ابن يونس في حديثه: و كان من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم - قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اركبوا هذه الدوابّ سالمة و ابتدعوها سالمة و لا تتخذوها كراسي (1)»[2424].

قال: و حدّثنا عباس حدّثنا يونس، حدّثنا ليث بن سعد عن زبّان (2) بن فائد، عن معاذ بن أنس عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مثله.

قال البغوي: هكذا حدّثنا ابن زنجويه و غيره بهذا الحديث عن معاذ بن أنس، عن أبيه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قد روى يزيد بن أبي حبيب و زبّان (3) بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم جماعة أحاديث مسندة عن معاذ بن أنس عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و لا أعلم فيما روى يزيد و زبان حديثا عن معاذ بن أنس يعني عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم غير هذا الحديث الواحد قد رواه غير هؤلاء عن الليث على الصواب إلاّ أنه أسقط منه يزيد بن أبي حبيب.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي (5)،حدّثنا ليث بن سعد، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اركبوا هذه الدوابّ سالمة و ابتدعوها سالمة و لا تتخذوها كراسي» و رواه عبد اللّه بن وهب عن الليث قال فيه: حدّثني سهل بن معاذ[2425].

ص: 387


1- الإصابة 74/1.
2- بالأصل «ربان» و المثبت «زبان» عن م و انظر الإصابة 74/1 و أسد الغابة 154/1.
3- بالأصل «ربان» و المثبت «زبان» عن م و انظر الإصابة 74/1 و أسد الغابة 154/1.
4- مسند الإمام أحمد 234/4.
5- في مسند أحمد: حدّثني أبي ثنا موسى بن داود ثنا ليث بن سعد.

أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب أحمد بن علي بن الفتح الحربي، حدّثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسماعيل، حدّثنا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث - إملاء - حدّثنا الربيع بن سليمان المرادي، حدّثنا عبد اللّه بن وهب قال: سمعت الليث يقول: حدّثني سهل بن معاذ الجهني، عن أبيه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«اركبوا هذه الدوابّ سالمة و لا تتخذوها كراسي» كذا قالا، و قد أسقط منه يزيد بن أبي (1)حبيب، فإن الليث لا يروي عن سهل، و لكن يروي عن يزيد بن أبي حبيب و زبّان بن فائد عنه[2426].

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يونس بن محمد، حدّثنا ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، و كان أبوه من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه ذكر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«اركبوا هذه الدوابّ سالمة و انتجعوا (2)لها و لا تتّخذوها كراسي»[2427].

قال: و أنا أبو يعلى، حدّثنا زهير، حدّثنا يونس، حدّثنا ليث، عن زبّان بن فائد، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مثل ذلك و كذا رواه عبد اللّه بن لهيعة عن زبّان بن فائد.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (3)،حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا زبّان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه مر على قوم و هم وقوف على دوابّ لهم و رواحل فقال لهم:«اركبوا سالمة و دعوها سالمة و لا تتّخذوها كراسي لأحاديثكم في الطّرق و الأسواق، فربّ مركوبة خير من راكبها، و أكثر ذكرا للّه عزّ و جلّ منه» و هذا هو الصواب، و حديث البغوي مبهم[2428].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني،- زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا محمد بن الحسن الأصبهاني، أنا

ص: 388


1- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه.
2- بالأصل «و انتجعلولها» و الصواب ما أثبت و في م: و انتجعوها.
3- مسند الإمام أحمد 439/3.

محمد بن أحمد الأهوازي، أنا عمر بن أحمد الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال في تسمية الصحابة الذين نزلوا الشام: أنس الجهني، روى:«اركبوا هذه الدواب» و ذكر قبله معاذ بن أنس.

كذلك ذكر البخاري فيما أخبرنا به أبو الغنائم بن النرسي - إجازة - ثم حدّثني أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم بن النّرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري (1).و قال أيضا: سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه روى عنه الليث، و يزيد (2) بن أبي حبيب، و زبّان و فروة بن مجاهد. قال ابن لهيعة: هو من أهل الشام.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب بن محمد، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب بن الحسين، أنا أحمد بن عمير (3)-قراءة - قال: قال لنا أبو الحسن بن سميع في تسمية من نزل الشام من الصحابة: معاذ بن أنس الجهني بفلسطين مات بالشام قاله أبو سعيد يعني دحيما.

831 - أنوجور بن محمد بن طغج بن جف

أبو القاسم الفرغاني المعروف بالإخشيد بن الإخشيد أبي بكر

ولي دمشق و مصر بعد موت أبيه أبي بكر، و كان القيّم بأمر كافور الإخشيدي و قدم دمشق سنة خمس و ثلاثين و ثلاثمائة لقتال سيف الدولة بن حمدان حين استولى على دمشق بعد أبيه أبي بكر الإخشيد، فانترح سيف الدولة عنها إلى حلب، فتبعه إلى حلب فهرب منه إلى الرّقّة و حصل ابن الإخشيد بحلب ثم استقر الأمر بينهما بعد ذلك و رجع إلى مصر، و مات بها.

ص: 389


1- التاريخ الكبير 2/قسم 98/2.
2- عن البخاري و بالأصل:«و زيد» خطأ.
3- بالأصل «عمر» خطأ و الصواب عن م.

832 - أنوجور أبو منصور الختني

832 - أنوجور أبو منصور الختني (1)

ولد بختن من بلاد الترك. و قدم به دمشق سنة أربعمائة و هو مولى دزير (2) أونيم الديلمي المعروف بأمير الجيوش (3) الدزيري، ولي دمشق من قبل الملقب بالظاهر بعد أبي المطاع بن حمدان سنة تسع عشرة و أربعمائة، و لم يزل واليا بها إلى أن وقع بينه و بين أهلها و الجند بها، فخرج عنها هاربا سنة ثلاث و ثلاثين و أربعمائة إلى حلب، فأقام بها ثلاثة أشهر و مات، و كان سبب هربه أن الوزير أبا القاسم علي بن أحمد الجرجرائي بلغه عنه أنه قال:

قد خرف الوزير، فكاتب الجرجرائي أهل دمشق حتى أفسد الحال بينهم و بينه، و كان عادلا صارما حسن السيرة و امتدت ولايته، و بلغني أنه مات بحلب ليلة الأحد لأربع عشرة ليلة خلت من جماد الأول سنة ثلاث و ثلاثين و أربعمائة من فالج أصابه بعد هربه من دمشق و يقال لأربع و عشرين.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي مما علقه من تاريخ الممدودي أنه مات في السادس عشر من ربيع الآخر سنة ثلاث و ثلاثين.

قرأت بخط شيخنا أبي محمد بن الأكفاني: أمير الديوش المظفّر أبو شتكين التركي الدرموي خرج إلى الشام في سنة تسع عشرة و أربعمائة و خرج أمير الديوش من دمشق هاربا بعد، فقال جرى بينه و بين أهلها و العسكرية بعد صلاة الظهر من يوم السبت الخامس و العشرين من شهر ربيع الأول من سنة ثلاث و ثلاثين و أربعمائة و قصد إلى حلب و أقام بها و ورد الخبر بوفاته بحلب ليلة الكسوف من جماد الأول من سنة ثلاث و ثلاثين و أربعمائة.

آخر [الجزء] التاسع بعد المائة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، قال: أنشدنا الأمير أبو الفتيان محمد بن سلطان بن حيوس الغنوي يهنئ أمير الجيوش بمولد محمود ابنه:

ليهن العلى فرع غدوت له أصلا *** و غرس نعته تربه ينبت الفضلا

ص: 390


1- الختني ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى ختن: بلدة وراء يوزكند من بلاد الترك دون كاشغر. و ترجمته في الوافي بالوفيات 425/9 باسم «أنوشتكين أبو منصور التركي الختني» و انظر بحاشيته ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- في ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ص 71 تزبر أونيم.
3- بالأصل «الديوس» و المثبت عن الوافي و ابن القلانسي.

و نعمى بشهر الصوم مدّ ظلالها *** سيشكرها من صام فيه و من صلاّ

و يوم به أضحى المهيمن شائدا *** له لدين الهدى عزا يزيد العدى ذلاّ

لقد رآهم ليث الشرى و هو وحده *** فكيف إذا لاقوه مستصحبا شبلا

لعمري لقد أهدى البشير بشارة *** فردّ على الشيب الشباب الذي و لا

بأسعد مولود أتى فتضمّنت *** سعادته أن يطرد الخوف و المحلا

سيفرغ قبل الفطام محلة ترى *** رجلا فيها لأخمصه نعلا

و يبلغ من قبل البلوغ إلى مدى *** تعذر أدناه على غيره كهلا

فعشت له حتى يرى جد اسرة *** يبينون عن من المشتري أعلى

و يلقى له عزم كعزمك و اللّظى *** تصلى و نار الحرب تذهب أن تصلا

و همة مسعود كهمّتك التي *** بنت شرفا يبلى الزمان و ما تبلا

و ذاك شهاب مصطفى الملك زنده *** و بالغصن قدما يعرف الرائد الحملا

بعدة مولانا الإمام و بسيفه *** جلى اللّه من ريب النوائب ما جلا

و حل عقودا لو تيمّمها الورى *** بأجمعهم لم يستطيعوا لها حلا

فكم ملك حلاه في الناس مثلة *** و لولاه لم تذهب طريقته المثلا

أ صائن حمدي عن معاشر أصبحوا *** بصدر العلى غلا و في نحرها فلا

رويدك كم جففت عني بمنّة *** فحملتني من شكر آلائها ثقلا

و من أين يعدو النجح فيك وسائلي *** و ما نزلت إلاّ بأوفى الورى إلا

فلا زال عني ظل مجدك إنّه *** عتاد لمن أكدى و هاد لمن ضلا

و لا زلت مسموع التهاني بحضرة *** عرائس أفكاري بها أبدا تجلا

قال: و أنشدنا أبو الفتيان يمدح أمير الجيوش:

كذا في طلاب المجد فليسع من سعى *** بلغت المدى فليعط فخرك ما ادّعا

مدى لو تجاريك [الأنام] (1) تامة *** لخلفها التقصير حسرى و طلعا

فلست ترى طرفا إلى المجد طامحا *** سلي الناس عما لم تدع فيه مطمعا

إذا ما ملوك الأرض تيها (2) ترفّعوا *** كفاك علو القدر أن تترفعا

ص: 391


1- زيادة لاستقامة الوزن.
2- بالأصل «تهيا» خطأ.

و إنك إن عمت غمارا (1) من الردى *** لا وردهم ما لم تر العار مشرعا

و امنعهم حربا إذا استجر الفتى *** و انداهم تربا إذا الغيث أقلعا

و حاشاك أن يغشاك عجر إناثهم *** مدى اللّيل عن ساري همومك منجعا

تبيت العتاق ألقت تحت سروجها *** لترسلها في غرّة الصبح مزّعا

و تمنع ما يحوي ليعطيه ندي *** و غيرك ما ينفك يعطي ليمنعا

و هي طويلة نحو سبعين بيتا.

833 - أنيف العذري

شاعر. قال في يوم المرج - مرج راهط (2):

سائل بني مروان كيف بلاؤنا *** إذا هيج الحرب الدفين مثيرها

ألسنا بفرسان الوغا يوم راهط *** إذا الحرب تغلي بالمنايا فشا غديرها

834 - أوسط بن عمرو، يقال: ابن عامر، و يقال: ابن إسماعيل

أبو إسماعيل، و يقال: أبو محمد، و يقال: أبو عمرو البجلي (3)

أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يره. و روى عن أبي بكر الصديق، و عمر بن الخطاب.

روى عنه سليم بن عامر،[الخبائري] (4)،و لقمان بن عامر [الوصابي] (5)و حبيب بن عبيد.

و سكن دمشق و حمص، و كان له بدمشق دار عند الباب الشرقي.

أخبرنا أبو الوفا عبد الواحد بن حمد، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية، قالا:

أنا أبو طاهر محمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، حدّثنا حرملة، حدّثنا ابن وهب، حدّثني معاوية، عن أبي يحيى - و هو سليم بن عامر - عن أوسط بن عمرو البجلي قال: قدمنا المدينة بعد وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعام فلقيت أبا بكر على

ص: 392


1- بالأصل «عماد».
2- موضع في الغوطة من دمشق في شرقيه بعد مرج عذراء.
3- الاستيعاب 123/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 178/1 الإصابة 115/1 و تهذيب التهذيب 243/1.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن الاستيعاب.
5- ما بين معكوفتين زيادة عن تهذيب التهذيب.

منبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يخطب الناس قال: قام فينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عام الأول هذا الأول، فاغرورقت عيناه، فما استطاع أن يتكلم من العبرة، ثم قال: يا أيها الناس سلوا اللّه العافية فإنه لن يؤتى أحد بعد يقين خير من معافاة، و إياكم [و الكفر] (1) فإنه لن أجد أشدّ من ريبة بعد كفر، و عليكم بالصدق، فإنه مع البرّ و هما في الجنّة، و إيّاكم و الكذب؛ فإنه مع الفجور و هما في النار.

رواه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن سليم.

أخبرناه أبو سعد بن البغدادي، أنا ابن محمد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرشيد قوله: حدّثنا أبو بكر بن زياد النّيسابوري، حدّثنا الربيع بن سليمان، حدّثنا بشر بن بكر، حدّثني ابن جابر [أنا] (2) سليم بن عامر، قال: سمعت أوسط البجلي على منبر حمص يقول: سمعت أبا بكر الصديق يقول: قام فينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عام أول - بأبي هو و أمي - فخنقته العبرة فبكى فقال: سلوا اللّه المعافاة فإنه ما أتى أحد بعد يقين خير من معافاة.

قال: و نا أبو بكر، حدّثنا العباس بن الوليد، حدّثني أبي، حدّثني ابن جابر، عن سليم بن عامر، قال: سمعت أوسط البجلي على منبر حمص يقول: سمعت أبا بكر الصديق يقول: قام فينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عام أول - بأبي هو و أمي - ثم ذكر مثله. و رواه يزيد بن حمير الحمصي، عن سليم.

و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو يعلى بن الفراء.

و أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو الحسن بن عبد السلام، قالا: أنا أبو محمد الصّريفيني، قالا: أنا أبو القاسم بن حبابة، حدّثنا البغوي، حدّثنا علي بن الجعد، نا شعبة، عن يزيد بن حمير، قال: سمعت سليم بن عامر يحدّث عن أوسط البجلي بن إسماعيل بن أوسط انه سمع أبا بكر الصّدّيق بعد ما قبض النبي صلى اللّه عليه و سلم بسنة قال: قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عام أول مقامي هذا - ثم بكى أبو بكر، ثم قال: عليكم بالصدق فإنه مع البرّ و هما في الجنة، و إياكم و الكذب فإنه مع الفجور و هما في النار، و سلوا اللّه عز و جل

ص: 393


1- ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور 77/5 و هي فيه مستدركة أيضا و قد سقطت من الأصل و م.
2- زيادة لازمة منا، و في م: حدّثني.

المعافاة فإنه لم يؤت أحد شيئا بعد اليقين خير من المعافاة، و لا تقاطعوا و لا تدابروا و لا تحاسدوا و لا تباغضوا، و كونوا عباد اللّه إخوانا.

و رواه حبيب بن عبيد أيضا عن أوسط.

أخبرناه أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو عبد اللّه عبد الكريم بن علي السّيبي القصري ح.

و أخبرنا أبو الحسن محمد بن هبة اللّه بن إبراهيم بن القطان الوكيل، أنا أبو نصر الزينبي، قالا: أنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي بن زنبور ح.

و حدّثنا ابن صاعد، حدّثنا سليمان بن يوسف الحرّاني، حدّثنا عبد اللّه بن واقد الحرّاني أبو قتادة، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن حبيب، عن عبيد، عن أوسط البجلي، عن أبي بكر الصّدّيق: أنه قام في الناس، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: ألا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قام فينا عام أول، فقال: عليكم بالصدق فإنه من البرّ و إياكم و الكذب، فإنه من الفجور، ألا و لا تقاطعوا و لا تدابروا و لا تباغضوا، و كونوا عباد اللّه إخوانا كما أمركم اللّه عز و جل، و سلوا اللّه العافية فإنه لم يعط عبد خير من العافية.

أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أبي الحسن الدّاراني، أنا نصر بن أحمد الهمداني، أنا الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا الحسن بن محمد بن درستويه، حدّثنا أبو الدّحداح، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، حدّثنا أبو النصر، حدّثنا شعبة، أخبرني يزيد بن حمير، قال: سمعت سليم بن عامر - رجلا من حمير - يحدّث عن أوسط بن إسماعيل بن أوسط البجلي يحدث عن أبي بكر الصّدّيق.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمد، حدّثنا محمد بن أحمد، حدّثنا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الكوفة: أوسط البجلي روى عن أبي بكر، ثم قال في أهل الشام: أوسط بن عمرو البجلي روى عن أبي بكر و كان أميرا على حمص.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز ثابت بن منصور الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا-: أنا أبو الحسن محمد بن الحسن، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد الأهوازي، حدّثنا خليفة بن

ص: 394

خيّاط قال في الطبقة الأولى من أهل الشامات أوسط بن عمرو (1) البجلي روى عن أبي بكر و عمر رضي اللّه عنهما، حمصي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد (2) قال: في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام أوسط بن عمرو البجلي و هو ابن (3) إسماعيل بن أوسط، لقي أبا بكر و روى عنه، و كان قليل الحديث.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن عمر، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا محمد بن سعد، قال: أوسط بن عمر البجلي لقي أبا بكر و روى عنه. و قال ابن سعد أيضا: في الطبقة الأولى من بعد أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم من أهل الكوفة ممن روى عن أبي بكر الصّدّيق أوسط أبو إسماعيل بن أوسط البجلي. لا أعرف أن أوسط سكن الكوفة، بل هو شامي و الذي سكن الكوفة، ابنه إسماعيل بن أوسط، و قد ذكره ابن سعد في موضعه من الشاميين.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمد الرازي، أنا جعفر بن محمد بن جعفر، حدّثنا أبو زرعة قال: في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هي العليا أوسط البجلي. قال أبو زرعة في رواية أخرى له:

دمشقي داراني.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل (4)،حدّثنا أبي قال: أوسط البجلي بن عمرو.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عمار أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا علي بن الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة - أنا أبو

ص: 395


1- بالأصل:«عمر» و الصواب عن م.
2- طبقات ابن سعد 441/7.
3- كذا، و في م و ابن سعد:«أبو إسماعيل».
4- بالأصل «الفضل»، و المثبت عن م و انظر الأنساب «الغلابي».

الحسن بن سميع قال: أوسط بن عمرو البجلي كان أميرا على حمص، مات عندهم، و له دار بدمشق داخل الباب الشرقي. قال ابن جوصا حدّثني أبو بشر رجل من ولده قال: أبو عمر (1) أوسط بن عمرو.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسن بن الطّيّوري و أبو الغنائم بن النّرسي - و اللفظ له - قالوا أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و محمد بن أحمد الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل (2) قال: أوسط بن عمرو (3) أبو إسماعيل البجلي. و قال سويد بن جبلة (4):عن أوسط بن عامر، سمع أبا بكر الصّدّيق سمع منه سليم بن عامر، و يقال أوسط بن إسماعيل.

[أخبرنا] (5) أبو بكر الشّقّاني، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، حدّثنا مسلم بن الحجاج قال: أبو إسماعيل أوسط بن عمرو البجلي سمع أبا بكر الصّدّيق روى عنه سليم بن عامر، و يقال: أوسط بن عامر، و يقال: ابن إسماعيل.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل جعفر بن يحيى - في كتابه - أنا أبو نصر عبيد اللّه بن سعيد، أنا المصعب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي، أخبرني أبي، قال: أبو إسماعيل أوسط بن عمرو، و قيل: ابن إسماعيل بن أوسط البجلي.

أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمد بن علي - في كتابه - أنا أبو القاسم علي بن المحسّن، أنا محمد بن المظفّر، أنا بكر بن أحمد بن حفص.

حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال: في الطبقة العليا من أهل حمص التي تلي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منهم: أوسط بن عمرو (6) البجلي لقي أبا بكر الصّدّيق و أسند عنه،

ص: 396


1- كذا بالأصل هنا، و الصواب:«أبو عمرو» انظر تهذيب التهذيب.
2- التاريخ الكبير 1/قسم 64/2.
3- عن البخاري و بالأصل «عمر».
4- عن البخاري و بالأصل «جمله».
5- زيادة لازمة عن م.
6- بالأصل «عمر» و الصواب عن م، و هو صاحب الترجمة.

و استعمله على حمص يزيد بن معاوية يكنى أبا محمد، بلغني أن وفاته سنة تسع و سبعين.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي بن شجاع، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: أوسط بن عمرو البجلي أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يره، قدم المدينة بعد وفاته بعام، يكنى أبا إسماعيل، و قيل: ابن عامر.

أنبأنا أبو سعيد المطرّز و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ: أوسط عمرو البجلي أدرك عمر النبي صلى اللّه عليه و سلم و أيامه و لم يره، يكنى أبا إسماعيل، و قيل: ابن إسماعيل، و قيل: ابن عامر.

أخبرنا أبوا البركات الأنماطي و أبو عبد اللّه البجلي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر و أبو نصر محمد بن الحسن، قالا: أنا أبو الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، حدّثنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (1):أوسط البجلي شامي تابعي ثقة [من كبار التابعين] (2)

ص: 397


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 74.
2- زيادة عن تاريخ الثقات.

ذكر من اسمه أوس

835 - أوس بن الأصبغ بن محمد بن أبي لهيعة السّكسكي

حكى عن أبيه.

حكى عنه ابنه أبو المستضيء معاوية بن أوس.

836 - أوس بن أوس، و يقال: ابن أبي أوس، الثقفي

836 - أوس بن أوس، و يقال: ابن أبي أوس، الثقفي (1)

صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نزل دمشق و قبره بها، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثين.

روى عنه أبو الأشعث الصّنعاني، و عبادة بن نسيّ، و عبد اللّه بن محيريز، و الحسن السعدي.

و دار أوس بن أوس في درب القبلي مما يلي سوق الدقيق.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو القاسم علي بن المحسّن التّنوخي، حدّثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الورّاق ح.

و أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، قالا: أنا محمد بن محمد بن سليمان، حدّثنا شيبان بن فروخ، حدّثنا عبد العزيز بن مسلم، حدّثنا أبو جناب، عن عبد اللّه بن عيسى، عن يحيى بن الحارث، عن أبي الأشعث الصّنعاني، عن أوس بن أبي أوس الثقفي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من غسل يوم الجمعة و اغتسل، و دنا و استمع و أنصت، كان [له] (2) بكلّ خطوة يخطوها من

ص: 398


1- الاستيعاب 79/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 164/1 الإصابة 79/1 تهذيب التهذيب 241/1.
2- زيادة عن أسد الغابة 164/1.

حين يخرج من بيته إلى حين يأتي المسجد أجرها كصيام سنة و قيامها» و اتفقا في اللفظ.

هكذا قال عبد العزيز عن أبي جناب يحيى بن أبي حية الكلبي.

و رواه الثوري عن عبد اللّه بن عيسى - و هو ابن عبد الرّحمن بن أبي ليلى - و وكيع بن الجراح، عن أبي جناب فقال أوس بن أوس، و كذلك قال جماعة عن يحيى بن الحارث منهم محمد بن شعيب و سعيد بن عبد العزيز، و كذلك رواه حسان بن عطية و العلاء بن الحارث و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر و سليمان بن موسى و غيرهم، عن أبي الأشعث.

فأما حديث سفيان:

أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي بن شجاع، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمد بن سعيد، نا أحمد بن عصام، حدّثنا [أبو] أحمد الزبيري ح، قال: و حدّثنا خيثمة، حدّثنا السّري بن يحيى، نا قبيصة، قالا: حدّثنا سفيان، عن عبد اللّه بن عيسى، عن يحيى بن الحارث، عن أبي الأشعث الصّنعاني، عن أوس بن أوس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من غسل و اغتسل و غدا و ابتكر و جلس من الإمام قريبا و أنصت، كان له بكلّ خطوة أجر سنة صيامها و قيامها»[2429].

و أما حديث وكيع، فأخبرناه أبو القاسم الشحامي، أنا أبو سعد الجنزرودي (1)،أنا أحمد بن سهل الأنصاري، حدّثنا أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف القهستاني، حدّثنا أبو كريب حدّثنا وكيع، عن أبي جناب، و سفيان عن عبد اللّه بن عيسى، عن يحيى بن الحارث، عن أبي الأشعث الصّنعاني، عن أوس بن أوس الثقفي، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من اغتسل يوم الجمعة و بكّر و ابتكر، و دنا و أنصت و استمع كان له بكلّ خطوة يخطوها (2) أجر سنة صيامها (3) و قيامها».

و أما حديث ابن شعيب:

فأخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا

ص: 399


1- بالأصل «الجزرودي» و في م: الجنرره ودي و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- بالأصل «يخطيها» و المثبت عن مختصر ابن منظور 77/5.
3- عن م و أسد الغابة و بالأصل «صياما».

تمام بن محمد و أبو محمد بن أبي نصر، قالا: أنا خيثمة بن سليمان - زاد تمام:

و الحسن بن حبيب، قالا:- أنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي - قراءة عليه - أنا محمد بن شعيب، حدّثني أبو عمرو يحيى بن الحارث الذّماري (1) عن أبي الأشعث الصّنعاني، عن أوس بن أوس الثقفي، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال في يوم الجمعة:«من غسل و اغتسل ثم ابتكر، أو غدا ثم دنا من الإمام و أنصت و لم يلغ حتى يفرغ الإمام، كانت له كل خطوة يخطوها كأجر سنة صيامها و قيامها»[2430].

و في حديث ابن أبي نصر: ثم غدا و ابتكر.

و أمّا حديث سعيد: فأخبرتنا به أم الخير فاطمة بنت علي بن المظفّر بن الحسن البغدادية - بنيسابور - قالت: أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر التاجر، أنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري (2)،أنا أبو العباس الحسن بن سفيان، حدّثنا عباس بن الوليد، حدّثنا أبو مسهر، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، عن يحيى بن الحارث الذّماري (3)،عن أبي الأشعث الصّنعاني، عن أوس بن أوس الثقفي، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من غسل و اغتسل و اغتدا و ابتكر و دنا من الإمام و لم يلغ كان له بكلّ خطوة عمل سنة صيامها و قيامها»[2431].

و أما حديث حسان و العلاء:

فأخبرنا أبو الحسن بن قبيس (4)،أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدّي أبو بكر محمد بن بركة بن إبراهيم بن() (5) المعروف ببرداغس (6)،حدّثنا يوسف بن مسلم، حدّثنا هيثم بن جميل، حدّثنا عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، عن حسان بن عطية و العلاء بن الحارث سمعا أبا الأشعث الصّنعاني يحدّث عن أوس بن أوس الثقفي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من غسل و اغتسل و غدا و اقترب و أنصت و لم يلغ حتى يخرج الإمام كان له

ص: 400


1- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 189/6 و في م: الدماري.
2- هذه النسبة إلى حيرة نيسابور (انظر الأنساب: الحيري).
3- بالأصل «الرمادي» و الصواب ما أثبت، تقدم قريبا و في م أيضا: الدماري.
4- بالأصل «قيس» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
5- ما بين قوسين كلمة غير واضحة بالأصل تركناها بياضا، و انظر ترجمته في سير الأعلام 81/15 و رسمها في م:«الفرداح» كذا.
6- في م و سير الأعلام برداعس بالعين المهملة.

بكلّ خطوة صيام سنة و قيامها»[2432].

و أما حديث عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر:

فأخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي (1)،حدّثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدّثنا يوسف بن سعيد، حدّثنا عمارة بن بشر، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، نا أبو الأشعث الصّنعاني، عن أوس بن أوس الثقفي، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من غسل يوم الجمعة و اغتسل و غدا و اقترب و سعى و لم يركب و أنصت و لم يلغ كتب اللّه عزّ و جلّ له بكلّ خطوة عبادة سنة صيامها و قيامها»[2433].

و أما حديث سليمان بن موسى:

فأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا خيثمة بن سليمان، حدّثنا العباس بن الوليد بن مزيد (2)،حدّثنا محمد بن شعيب بن شابور، حدّثنا النعمان بن المنذر، عن سليمان بن موسى، عن أبي الأشعث، عن أوس بن أوس، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من أدركته الجمعة فغسل و اغتسل ثم دنا و ابتكر، ثم دنا من الإمام كان له بكلّ خطوة كعمل سنة و صيامها و قيامها»[2434].

و رواه ثور بن يزيد، عن عثمان الشامي، عن أبي الأشعث، عن أوس، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (3)،نا روح - هو ابن عبادة - حدّثنا ثور بن يزيد، عن عثمان الشامي أنه سمع أبا الأشعث الصّنعاني عن أوس بن أوس الثقفي، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من غسل و اغتسل، و غدا و ابتكر، و دنا فاقترب (4)و استمع و أنصت، كان له بكلّ خطوة يخطوها [أجر] (5) قيام سنة و صيامها» تابعه المعافى بن عمران الموصلي، عن ثور، و خالفهما أبو عاصم الضحاك بن مخلد قراءة عن

ص: 401


1- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن الأنساب و في م: الحرفي.
2- بالأصل «يزيد» خطأ، و الصواب ما أثبت، تقدم، ترجمته في سير الأعلام ج 12.
3- مسند الإمام أحمد 209/2.
4- عن الإمام أحمد و بالأصل «فأقرب».
5- زيادة عن الإمام أحمد.

ثور و لم يذكر عبد اللّه بن عمرو (1)[2435].

أخبرناه أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي أبو العباس، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، حدّثنا أبو يعقوب إسحاق بن سيار النّصيبي، حدّثنا أبو عاصم، عن ثور، عن عثمان أبي خالد، عن أبي الأشعث الصّنعاني، عن أوس بن أوس، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من غسل و اغتسل، و غدا و ابتكر، و دنا فاقترب و سمع فأنصت، كان له بكلّ خطوة صيام سنة و قيامها»[2436].

و أما الحديث الثاني الذي رواه أوس.

فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا محمد بن الفضل بن إسحاق، حدّثنا جدي، حدّثنا محمد بن العلاء بن كريب، حدّثنا حسين - يعني ابن علي الجعفي - حدّثنا عبد الرّحمن بن يزيد [عن أبي الأشعث] (2) الصّنعاني، عن أوس بن أوس، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق اللّه آدم، و فيه قبض، و فيه النّفخة، و فيه الصّعقة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإنّ صلاتكم معروضة عليّ» قالوا: و كيف تعرض صلاتنا عليك و قد أرمت (3)؟فقال:«إن اللّه عزّ و جلّ (4) حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء»[2437].

قال: و حدّثنا جدي محمد، حدّثنا محمد بن رافع، حدّثنا حسين بن علي، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر بهذا الإسناد مثله، و قال: يعنون: قد بليت.

و رواه أحمد بن حنبل في مسنده عن حسين الجعفي و خلط ترجمة أوس بن أوس بترجمة أوس بن أبي أوس و هو ابن حذيفة، و كلاهما ثقفي.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمد بن جعفر، حدّثنا أبو زرعة قال في ذكر من نزل الشام من الصحابة: أوس بن أوس الثقفي.

ص: 402


1- بالأصل «عمر» و الصواب عن م.
2- ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح عن م.
3- على هامش الأصل: لعله و قدمت.
4- بالأصل «إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم» و المثبت:«إن اللّه عزّ و جلّ» عن مسند الإمام أحمد 8/4.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة - أنا أبو الحسن بن سميع في الأول من الطبقات قال: أوس الثقفي صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو محمد بن الآبنوسي - في كتابه - ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه [أنا] (1) أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن بن المظفّر، أنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم بن البرقي (2) قال: أوس بن أوس، و يقال: أوس بن أبي أوس الثقفي له سبعة أحاديث هذا القول يدل على أنه جعلهما (3)واحدا، و لذلك عدّ أحاديثه سبعة، و هما اثنان أحدهما هذا الذي نزل الشام و له حديثان، و الآخر من أهل الطائف و هو ابن أبي أوس و له أحاديث (4).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه محمد بن إسحاق، قال أوس بن أوس و قيل ابن أبي أوس عداده في أهل الشام، روى عنه أبو الأشعث الصّنعاني، و عبد اللّه بن محيريز.

837 - أوس بن بشر و يقال ابن بشير

المعافري المصري (5)

حدّث عن عقبة بن عامر، و عن رجل من جيشان، له صحبة.

روى عنه عامر بن يحيى المعافري (6)،و واهب بن عبد اللّه، و أبو قبيل حي ابن

ص: 403


1- زيادة لازمة عن م.
2- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن م عن الأنساب، و هذه النسبة إلى برقة و هي بلدة تقارب تروجة من أعمال المغرب.
3- رسمها غير واضح بالأصل و م و لعل الصواب ما أثبت.
4- راجع أسد الغابة 165/1 الإصابة 79/1-80.
5- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور. ترجمته في الاستيعاب 79/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 165/1 و الإصابة 133/1.
6- الاستيعاب: الجيشاني و في م كالأصل.

يونس، و الليث بن سعد، و الحلاّج مولى عبد العزيز بن مروان، و أبو صالح التميمي أو التيمي.

و قدم دمشق ببيعة أهل مصر ليزيد بن الوليد.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - في كتابه - أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم بن النّرسي، قالوا: أنا [أبو] (1) أحمد بن الغندجاني [أنا] (2)عبد الوهاب بن محمد - زاد ابن خيرون: و محمد بن الحسن الأهوازي، قالا:- أنا أحمد بن عبدان الشيرازي، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال (3):أوس بن بشر المعافري، يعد في المصريين، صحب أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم روى عنه عامر بن يحيى، و واهب بن عبد اللّه، سمع عقبة بن عامر.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - في كتابه - أنا عبد الرّحمن بن محمد بن إسحاق، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد الفأفاء ح، قال: و أنا أحمد بن عبد اللّه الأصبهاني - إجازة - قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال (4):

أوس بن بشر رجل (5) من أهل اليمن، يقال إنه من جيشان أنه أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى الليث بن سعد، عن عامر بن يحيى عنه.

أنبأنا أبو بكر اللّفتواني، أنا حمزة بن العباس العلوي و أحمد بن محمد بن سليم، قالا: أبا أبو بكر الباطرقاني، أنا عبد اللّه بن مندة، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

أوس بن بشر المعافري عريف بني أنعم كان يقرأ التوراة و الإنجيل، و كان يوازي عبد اللّه بن عمرو في العلم، حدث عنه أبو قبيل، و واهب بن عبد اللّه، و ليث بن سعد، و الجلاّح مولى عبد العزيز بن مروان، و أبو صالح التميمي. و يقال التيمي (6) و هو رجل معروف من أهل مصر. و ذكره أبو عمر الكندي المصري في بعض مصنفاته فقال: أوس بن بشير، بزيادة ياء.

ص: 404


1- الزيادة في الموضعين عن م.
2- الزيادة في الموضعين عن م.
3- التاريخ الكبير 1/قسم 19/2.
4- الجرح و التعديل 1/قسم 304/1.
5- بالأصل:«عن رجل» و «عن» مقحمة ليست في الجرح و التعديل فحذفناها، انظر أسد الغابة 165/1.
6- بالأصل «التميمي» خطأ و الصواب عن م، و قد مرّ في أثناء الترجمة.

838 - أوس بن ثعلبة بن زفر بن الحارث

838 - أوس بن ثعلبة بن زفر بن الحارث (1)

بن أوس بن وديعة بن مالك بن تيم اللّه بن ثعلبة التّيمي تيم الرباب

نسبه أبو القاسم الزجاجي عن أبي بكر بن دريد.

قيل إن له صحبة، قدم على معاوية بن أبي سفيان، ثم بعثه مسلم بن زياد إلى يزيد بن معاوية يحتال له في ولاية العراق؛ و كان شاعرا.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر - فيما أرى - أنا أبو المظفّر موسى بن عمران الأنصاري، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرني علي بن عبد العزيز - يعني الجرجاني - أنا أحمد بن عمرو بن فضالة، حدّثنا العباس بن مصعب، أخبرني محمد الروادي، عن سليمان بن صالح، حدّثني يزيد بن عمر بن عبّاد أخو تميم بن عمر الليثي: أن أوس بن ثعلبة التميمي ورد مع سعيد بن عثمان بن عفّان خراسان فنزل [أبر شهر] (2) ثم وجهه سعيد بن عثمان إلى معاوية.

قال الحاكم أبو عبد اللّه أوس بن ثعلبة التّيمي من الصحابة، و ذكر أبو محمد الحسن بن محمد الكاتب، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد، أنا أبو حاتم، أنا أبو عبيدة، عن يونس، قال: كان أوس بن ثعلبة و هو صاحب قصر أوس بالبصرة وقع بينه و بين طلحة الطلحات معارضة بخراسان و سعيد بن عثمان يومئذ أمير خراسان فشكاه طلحة إلى سعيد و حمله عليه، فخافه فخرج أوس و استصحب رجلا يقال له عبدك بن يسار (3) فأخذ مفازة قاسان، و خرج هاربا إلى معاوية، فكتب فيه سعيد إلى معاوية فلما قدم الشام استأذن على معاوية فدخل، فأخبره بما كان، فأمنّه و كان عبدك قد أظهر عجزا عند ركوبه المفازة فقال أوس (4):

بكى عبدك لما رأى البيد أعرضت *** و قال: هلكنا و الضعيف ضعيف

فقلت له: لا تبك عينيك إنها *** قوي (5) غربة بالصّالحين قذوف

ص: 405


1- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور. ترجمته في أسد الغابة 166/1 الإصابة 81/1 و الوافي بالوفيات 443/9.
2- بياض بالأصل، و المثبت عن م، و انظر الإصابة و الوافي بالوفيات.
3- في الوافي: عبدل بن خالد الليثي و في م: عبدل بن يسار.
4- الأول و الثاني و السادس في الوافي 444/9.
5- الوافي: نوى غربة.

سأرمي بها الموماة خوضا كأنها *** قطا قارب يسقى الفراخ مصيف

فهان على أم الظباء بما أرى *** إذا كان باب دونها و سجوف

تبكي على أم الظباء و دونها *** مصاريع أبواب لهن صريف

لعمرك إني من شريط مطرد *** و خاس لمدلاج الظلام عسوف

تشكى بصحراء الفرس بغلتي *** كما تشتكي عود بساق نهيف

فقلت لها: لا تجزعي إن ليلة *** سراك بها في حاجتي لطفيف

و باتوا يظنون الظنون و بغلتي *** لقاسان فيها ناكف و زحوف

إذا ما علت حرفا ذمت حدودها *** و أعرض مغبر العجاج مخوف

فلما دخل سأله عن شعره في نفسه و شقيق بن ثور حاضر فقال شقيق: لا و اللّه إني تبعت فزارة إذا ألقى فقال معاوية كيف قلت: قال أنا الذي أقول:

و حادثة لا يستطيع احتمالها *** من القوم إلاّ الشرمجي المصمم

تفرّدت وحدي فاطلعت بأولها *** و لم يستطعها المأنف المتهكّم

و يوم ترى أبطاله بكآبة *** شهدت و آدابي حسام مصمم

و قلب كمي حين يلقى عدوه *** و أجرد كالسرحان نهد عثمثم

فقال معاوية: أحسنت لو تابعك شقيق. فقال: ما قول شقيق: و هتف الريح إلاّ سواء و ما يعتد شقيق في بكر بن وائل أكبر من مرق سدوس و نوكه، و كيف يعتبني شقيق، و فيه يقول الشاعر:

أحاط شقيق بالفواكه و الخفا *** و بالجهل إن الحلم خير من الجهل

فما في سدوس خصلة تستحبها *** و لا رزقت شيئا سدوس من العقل

عظام الحباربّ اللّحا لا تراهم *** يدا الدهر إلاّ يغلبون على الفضل

هم القوم لا يخشى العدوّ عقابهم *** و لم يدركوا يوما بثأر و لا بتل

قال معاوية: أقسم عليك أمير المؤمنين إلاّ كففت، من يقول هذا الشعر؟ قال: أنا قلته الساعة.

و ذكر أبو بكر محمد بن يحيى الصولي، حدّثني القاسم بن إسماعيل، حدّثنا محمد بن سلاّم، قال: دخل أوس [بن] ثعلبة صاحب قصر أوس بالبصرة، و كان شريفا، على الحكم بن المنذر بن الجارود فلم ير منه ما يحبّ فقال:

ص: 406

ندمت على تركي خراسان بعد ما *** رأيت لعبد القيس فردا معصّبا

فلو بالفتى منصور بكر بن وائل *** نزلنا على علاّته قال: مرحبا

و منصور هذا من بني يشكر بن بكر فأوصى منصور أهله و حشمه ألاّ يلقوا أوس بن ثعلبة إلاّ: بمرحبا فلقوه بذلك، فلما سلّم عليه قال له ابن له صغير: أنت مرحبا؟ قال:

نعم.

839 - أوس بن حارثة بن لأم

839 - أوس بن حارثة بن لأم (1)

و إليه البيت في طيّئ بن عمرو بن طريف بن ثمامة بن مالك بن جدعان بن ذهل بن رومان بن حرب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طيّئ بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان الطائي.

شاعر قدم دمشق في الجاهلية خاطبا لماويّة بنت حجر بن النعمان.

قرأت بخط أبي محمد عبد الرّحمن بن أحمد التميمي قال: وجدت بخط أبي الحسن محمد بن عبد اللّه بن جعفر الرازي قال: وجدت في غير هذه الرواية أن ماويّة هذه هي بنت حجر الغسّاني عمة أبي شمر بن الحارث بن حجر بن النعمان الغسّاني، فكان مقامها بدمشق، و كانت تخطب في سائر العرب من يمني أو مضري فلا يكلمها أحد في التزويج مصرّحا إلاّ أن يكون في الشعر. و أن أوس بن سعدي الطائي و زيد الخيل التّيهاني الطائي و حاتما أبا عدي الطائي ساروا إليها يخطبونها فلما دخلوا عليها سألتهم من أكبرهم سنا فقالوا: أوس بن سعدي أكبرنا، قالت: من يليه؟ قالوا: زيد الخيل ثم حاتم الأصغر و ذكر قصة.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة، و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين الجازري، أنا المعافى بن زكريا، حدّثنا محمد بن القاسم الأنباري، أنا أبو العباس أحمد بن يحيى، عن محمد بن سلاّم قال: قيل لأوس بن حارثة و هو أوس بن سعدي الطائي أنت أسود أم حاتم؟ و كان أوس يحتبي في ثلاثين من ولده فقال: لو أني و ولدي

ص: 407


1- انظر في نسبه جمهرة ابن حزم ص 399 باختلاف بعض الأسماء و نقص و زيادة، و ذكره باسم: السيد المشهور.

لحاتم لانتهبنا في غداة. و قيل لحاتم: أنت أسود أم أوس؟ فقال: بعض بني أوس أسود مني.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه، أخبرني أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن الجرّاح، حدّثنا يحيى بن ساسويه، حدّثنا عبد الكريم السّكري، حدّثنا وهب بن زمعة، أخبرني فضالة بن إبراهيم النّرسي، قال: قال عبد اللّه - يعني ابن المبارك سأل النعمان حاتم طيئ من سيدكم؟ قال: حارثة بن أوس، قال: فأين أنت منه؟[قال] ما أصلح أن أكون مملوكا له، قال: و سأل حارثة بن أوس قال: من سيدكم؟ قال: حاتم طيئ، قال: فأين أنت منه؟ قال: ما أصلح أن أكون مملوكا له. فقال النعمان: هذا السؤدد قال عبد اللّه: فأين قراؤنا و علماؤنا عن هذا؟ كذا في هذه الرواية، و صوابه: أوس بن حارثة.

840 - أويس بن عامر بن مالك بن عمرو بن سعد

840 - أويس بن عامر بن مالك بن عمرو بن سعد (1)

أويس بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد، و هو يحامر بن مالك بن أدد بن مذحج، و يقال: أويس بن عمرو بن حمدان بن عصوان، و يقال: ابن سعد بن عصوان، و يقال: أويس بن عامر بن الخليص، و يقال: أويس بن عبد اللّه أبو عمر المرادي القرني.

من تابعي أهل اليمن أدرك حياة النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يره، و وفد على عمر بن الخطاب، و روى عنه، و عن علي إن صحّت الرواية عنه.

روى عنه: يسير بن عمرو، و عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و أبو عبد ربه الدمشقي الزاهد، و موسى بن يزيد.

و سكن الكوفة، و يقال: إنه مات بدمشق و أن قبره في مقابر باب الجابية.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل بن سيّار بن محمد بن أبي القاسم التاجر الهروي، أنا أبو سهل نجيب بن ميمون بن سهل بن علي الواسطي (2)،أنا أبو علي

ص: 408


1- حلية الأولياء 79/2 الوافي بالوفيات 456/9 و سير أعلام النبلاء 19/4(5) و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- ترجمته في سير الأعلام 36/19.

منصور بن عبد اللّه بن خالد بن حمّاد الذهلي الخالدي (1)،حدّثني محمد بن عبيد اللّه المروزي، حدّثنا أحمد بن الخضر أبو العباس المروزي، حدّثنا أحمد بن تميم، حدّثنا أحمد بن عبيدة النافقاني (2) أبو عبد اللّه، حدّثنا أبو علي عبد اللّه بن عبيد اللّه العاموري، حدّثنا سورة بن شدّاد، عن سفيان الثّوري، عن إبراهيم بن أدهم، عن موسى بن يزيد، عن أويس القرني، عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن للّه عز و جل تسعة و تسعين اسما، مائة غير واحدة، إنه وتر يحب الوتر، و ما من عبد يدعو بها إلاّ وجبت له الجنة» و ذكر الأسامي كلها، كذا في الأصل و رواه غيره عن سفيان الثوري، زاد في إسناده عمر بن الخطاب[2438].

أخبرتنا به أعلى من هذا أم البهاء حسنة بنت أبي الوفاء بن عمر بن ماجة قالت: أنا شجاع [بن علي بن شجاع،] (3) أنا أبو عبد اللّه بن مندة، حدّثنا القاسم بن القاسم، حدّثنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، حدّثنا عمران بن موسى أبو نعيم، حدّثنا الثّوري، عن إبراهيم بن أدهم، عن موسى بن يزيد، عن أويس القرني، عن علي عن (4) عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن للّه - تبارك و تعالى - تسعة و تسعين اسما من أحصاها دخل الجنة» و قد روي عن إبراهيم، عن موسى، عن أويس، عن عمر بن الخطاب و علي بن أبي طالب حديث آخر[2439].

أخبرناه أبو غالب محمد بن إبراهيم الضبعي (5)،أنا أبو عمر عبد الوهاب بن مندة، أنا أبي أبو عبد اللّه، أنا إبراهيم بن محمد رجاء الورّاق، حدّثنا إبراهيم بن محمد بن يزيد بن خالد المروذي، حدّثنا محمد بن موسى السّلمي، حدّثنا أحمد بن عبد اللّه النيسابوري، عن شقيق بن إبراهيم البلخي، عن إبراهيم بن أدهم، عن موسى بن يزيد عن أويس القرني، عن عمر بن الخطاب و علي (6) بن أبي طالب أنهما قالا: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

ص: 409


1- انظر عامود نسبه، ترجمته في سير الأعلام 114/17.
2- مهملة بالأصل و م، و المثبت و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى نافقان من قرى مرو على ستة فراسخ منها.
3- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه.
4- بالأصل و م «بن».
5- في م: الصيقلي.
6- في حلية الأولياء 55/8 في ترجمة إبراهيم بن أدهم: عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

«من دعا بهذه الأسماء استجاب اللّه له: اللّهم أنت حي لا تموت، و خالق لا تغلب، و بصير لا ترتاب، و سميع لا تشكّ، و صادق لا تكذب، و قاهر لا تغلب و ندى لا تنفذ، و قريب لا تبعد، و غافر لا تظلم، و صمد لا تطعم، و قيّوم لا تنام، و مجيب لا تسأم، و جبار لا تقهر، و عظيم لا ترام، و عالم لا تعلّم، و قويّ لا تضعف، و علم لا توصف، و وفيّ لا تخلف، و عدل لا تحيف، و غنيّ لا تفتقر، و حليم لا تجور، و منيع لا تقهر، و معروف لا تنكر، و وكيل لا تخفر، و غالب لا تغلب، و قدير لا تستأمر، و فرد لا تستشير، و وهاب لا تمل، و سريع لا تذهل، و جواد لا تبخل، و عزيز لا تزال، و حافظ لا تغفل، و قائم لا تنام، و محتجب لا ترى، و دائم لا تفنى، و باق لا تبلى، و واحد لا تشبّه و مقتدر لا تنازع».

قال صلى اللّه عليه و سلم:«و الذي بعثني بالحق لو دعا بهذه الدعوات و الأسماء على صفائح الحديد لذابت، و لو دعا بها [على] (1) ماء حار لسكن، و من أبلغ إليه الجوع و العطش ثم دعا ربه أطعمه اللّه و سقاه، و لو أن بينه و بين موضع يريد [جبلا] (2) لانشعب (3) له الجبل حتى يسلكه إلى الموضع، و لو دعا على مجنون لأفاق، و لو دعا على امرأة قد عسر عليها ولدها، لهوّن عليها ولدها، و لو دعا بها و المدينة تحترق و فيها منزله لنجا و لم يحترق منزله، و لو دعا بها أربعين ليلة من ليالي الجمعة (4) غفر اللّه له كلّ ذنب بينه و بين اللّه عز و جل، و لو أنه دخل على سلطان جائر ثم دعا بها قبل أن ينظر السلطان إليه لخلّصه اللّه من شرّه. و [من] (5) دعا بها عند منامه بعث اللّه بكل حرف منها سبع مائة (6) ألف من الروحانيين، وجوههم أحسن من الشمس و القمر يسبحون له، و يستغفرون له، و يدعون و يكتبون له الحسنات، و يمحون عنه السيئات، و يرفعون له الدرجات».

فقال سلمان: يا رسول اللّه أ يعطي اللّه هذه الأسماء كل هذا الخير؟ فقال:«لا تخبر به الناس حتى أخبرك بأعظم منها، فإني أخشى أن يدعوا العمل أو يقتصروا على هذا. ثم قال:

من نام و دعا فإن مات مات شهيدا، و إن عمل الكبائر و غفر لأهل بيته، و من دعا بها قضى اللّه

ص: 410


1- ما بين معكوفتين زيادة عن حلية الأولياء 56/8.
2- زيادة عن مختصر ابن منظور، و هي مستدركة فيه.
3- عن المختصر و بالأصل «لاتسعت».
4- بالأصل:«من ليال غفر اللّه.» و المثبت و الزيادة عن حلية الأولياء 56/8.
5- زيادة عن الحلية.
6- في الحلية: سبعين ألف ملك.

له ألف ألف حاجة»[2440].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، ثنا أبو زرعة (1)،حدّثني محمد بن أبي أسامة، حدّثنا ضمرة، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، قال: قال لي رجل من قومه: تدري أويس بن من؟ قال:[قلت: لا.] (2) قال: أويس بن عامر بن الخليص.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطاب - في كتابه - أنا القاضي أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن محمد الهمداني، أنا أبو عبد اللّه محمد بن الحسين بن عمر اليماني، أنا أبو الفضل جعفر بن أحمد بن عبد السلام الحميري، حدّثنا الحسين بن نصر بن البغدادي، قال: سمعت أحمد بن صالح المصري يقول: قال أبو نعيم: و أويس القرني المرادي، أويس بن عمر.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ (3)،حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي بكر، حدّثنا عباس، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أويس القرني أويس بن عمرو، و قال ابن عدي: أويس القرني هو أويس بن عامر، و يقال: ابن عمر بن عبيد اللّه (4).

[أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه]، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال: قال يحيى بن معين: أويس القرني أويس بن عمر (5).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا القاضي أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا أبو أمية، حدّثنا أبي قال: قال أبو (6):أويس القرني أويس بن عمرو أو عامر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنا أبو القاسم بن

ص: 411


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 660/1.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن أبي زرعة.
3- الكامل في الضعفاء لابن عدي 227/1.
4- كذا بالأصل، و الذي في الكامل لابن عدي و م: و يقال: ابن عمرو، و أصله من اليمن مرادي، يعد في الكوفيين.
5- كذا بالأصل و في م:«عمرو» و الزيادة السابقة عن م.
6- بياض بالأصل مقدار كلمة و اللفظة غير مقروءة في م و رسمها:«البركويا».

بشران، أنا أبو علي بن الصّواف، حدّثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا هاشم بن محمد، عن الهيثم بن عديّ، عن ابن عباس، قال [في] (1) أسماء أهل الكوفة سلمان بن ربيعة الباهلي و هو أوّل من قضى بالكوفة، و أويس بن عروة المرادي و هو القرني، و ذكر غيرهما. كذا حكى عن الهيثم: بن عروة، و في تاريخ الهيثم: أويس بن عمرو، و هو الصواب.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن البنّا، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - قراءة - و عن أبي نعيم محمّد بن عبد الواحد بن خصية، أنا علي بن [محمّد بن خزفة، قالا: أنا] محمد بن الحسين بن محمّد الزّعفراني، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، حدّثنا عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي، حدّثنا يحيى بن سعيد العطّار، حدّثنا يزيد بن عطاء، عن علقمة بن مرثد (2)،قال: أويس بن أنيس القرني.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد قال (3):في الطبقة الأولى من أهل الكوفة القرني من مراد و هو أويس بن عامر بن جزء بن مالك بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد و هو يحابر بن مالك بن أدد بن مذحج، و كان أويس ثقة، و ليس له حديث عن أحد (4).

أخبرنا أبو [بكر] اللفتواني (5)،أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أبو الحسن البناني، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الأولى من أهل الكوفة: أويس القرني و هو بطن من مراد، توفي في خلافة عمر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ، قال (6):سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري:

ص: 412


1- زيادة لازمة.
2- بالأصل «مدثر» و الصواب عن م انظر ترجمته في سير الأعلام 206/5.
3- طبقات ابن سعد 165/6.
4- بالأصل «أحمد» و المثبت عن م، و انظر ابن سعد.
5- بالأصل: أبو الفتواني، و المثبت عن م و قياسا إلى سند مماثل، و انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة المجلدة السابعة).
6- الكامل في الضعفاء لابن عدي 412/1.

أويس القرني أصله من اليمن مرادي في إسناده نظر فيما يرويه.

قال ابن عديّ (1):و ليس لأويس من الرواية شيء، و إنما له حكايات و نتف و أخبار في زهده، و قد شكّ قوم فيه، إلاّ أنه من شهرته في نفسه و شهرة أخباره لا يجوز أن يشكّ فيه و [ليس] (2) له من الأحاديث إلاّ القليل فلا يتهيأ أن يحكم عليه بالضعف، بل هو صدوق ثقة مقدار ما يروى عنه، و مالك ينكره و يقول: لم يكن.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: و أما قرن - بفتحتين - فهو فيما ذكر ابن حبيب قال: في مراد قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد قوم أويس بن عمر (3) القرني الزاهد، قال الدارقطني: و أما القرني فهو أويس بن عمرو، و يقال: ابن عامر الزاهد، روي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«من خير التابعين أويس» حديثه مشهور[2441].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: أويس بن أنيس، و قيل: ابن عامر، و يقال: أويس القرني أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يره.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، قال: أجاز لنا أبو زكريّا عبد الرحيم بن أحمد ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا إبراهيم بن السّوسي، أنا إبراهيم بن يونس الخطيب، أنا أبو زكريا البخاري ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن سلامة بن يحيى، أنا سهل بن بشر، أنا رشأ بن نظيف، قالا: حدّثنا عبد الغني بن سعيد، قال: فأما القرني بالقاف و الرّاء غير معجمة و النون فأويس القرني بطن من مراد أخبر به النبي صلى اللّه عليه و سلم قبل وجوده، و شهد مع علي صفين و كان من خيار المسلمين.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ، قال:

ص: 413


1- الكامل 413/1.
2- الزيادة عن ابن عدي.
3- كذا.

أويس بن عامر القرني، و قيل: أويس بن أنس [بن] عامر أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يره، عداده في تابعي أهل الكوفة من اليمن من مراد.

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أما قرن - بفتح القاف و الراء - ففي مراد قرن بن ردمان بن (2) ناجية [بن] (3) مراد منهم: أويس بن عمرو القرني الزاهد و غيره، و يقال: ابن عامر أحد الزهاد الثمانية، سمع عمر بن الخطاب، و شهد مع علي صفين، و مراد آخره دال القبيلة التي ينسب إليها - و هو يحامر بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن غريب بن زيد بن كهلان بن سبأ.

قال ابن الكلبي: قال ابن إسحاق: مراد بن مذحج بن يحابر بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي ح.

و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا أبو عبد اللّه بن أحمد بن علي الصّيدلاني، أنا محمد بن مخلد قال:

قرأت على علي بن عمر الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عباس:

أويس القرني يكنى أبا عمر.

حدّثني أبو بكر السّلماسي، حدّثني نعمة اللّه بن محمد، أنا أبو مسعود البجلي، أنا أبو النضر الشّرمغولي، أنا حنين، أنا عمي الحسن بن سفيان الصفّار، حدّثنا محمد بن علي، عن محمد بن إسحاق البصري، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: أويس القرني أبو عمرو.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا عثمان (4) بن أبي شيبة، قال: أويس القرني أبو عمرو.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم، عن أبي حازم

ص: 414


1- الاكمال لابن ماكولا 88/7.
2- عن الاكمال و بالأصل «من».
3- زيادة عن الاكمال.
4- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 151/11 و في م: أنا أبو جعفر بن أبي شيبة.

محمد بن الحسين بن محمد بن الفراء، أنا أبو العباس منير بن أحمد بن الحسن، أنا علي بن أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن مروان الرّملي، حدّثنا الوليد بن طلحة، حدّثنا ضمرة بن ربيعة، عن أصبغ بن يزيد، قال: أسلم أويس القرني على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم و لكن منعه من القدوم برّه بأمه.

أخبرنا أبو النجم عباد بن حمد بن طاهر بن عبد اللّه الحسناباذي (1)-ببغداد - أنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس ح.

و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي - بأصبهان - أنا أبو المظفّر محمود بن جعفر، و أبو الطّيّب محمد بن أحمد بن إبراهيم سلّة، قالوا: أنا أبو علي أحمد [بن] (2) الحسن بن أحمد بن البغدادي، حدّثنا محمد بن علي بن الحسين بن يزيد الهمذاني، حدّثنا محمد بن عبد العزيز بن المبارك الدّينوري، حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن أسير بن جابر، عن عمر بن الخطاب، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ من خير - و قال أبو سعدان:«خير»- التابعين رجل من قرن يقال له أويس القرني»[2442].

أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، حدّثنا زهير، حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن أسير بن جابر، عن عمر بن الخطاب، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّ خير التابعين رجل يقال له أويس بن عامر و له والدة، و كان به بياض فدعا اللّه عز و جل فأذهبه عنه إلاّ موضع الدرهم في سرّته»[2443].

قال: و حدّثنا زهير، حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا سليمان بن المغيرة، حدّثني سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن أسير بن جابر: أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر و فيهم رجل ممن كان يسخر بأويس فقال (3):هاهنا أحد من القرنيين؟ فجاء ذلك الرجل، فقال (4):إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له أويس لا يدع باليمن غير أمّ له، و قد كان به بياض، فدعا اللّه عز و جل فأذهبه عنه إلاّ موضع الدينار أو الدرهم فمن لقيه

ص: 415


1- هذه النسبة إلى حسن آباذ، من قرى أصبهان.
2- زيادة لازمة.
3- القائل عمر بن الخطاب (رضي اللّه عنه) كما يفهم من سياق عبارة مسلم.
4- القائل عمر بن الخطاب (رضي اللّه عنه) كما يفهم من سياق عبارة مسلم.

منكم فمروه فليستغفر لكم» أخرجه مسلم عن زهير (1)[2444].

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية أيضا، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمد بن هارون الرّوياني، حدّثنا عمر بن علي، حدّثنا معاذ بن هشام، حدّثني أبي عن قتادة عن زرارة بن أوفى، عن أبيه، عن أسير بن جابر، قال: كان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم أ فيكم أويس بن عامر؟ حتى أتى على أويس فقال له:

أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم، قال: من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم، قال: كان بك برص فبرأت منه إلاّ موضع درهم؟ قال: نعم، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يأتي عليك أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلاّ موضع درهم، له والدة هو بها برّ لو أقسم على اللّه لأبرّه، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل» فسأله عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة قال: أ لا أكتب لك إلى عاملها فيستوصي بك قال: لا. و لكن أكون في غبّرات (2) الناس أحب إليّ.

فلمّا كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافى عمر، فسأله عن أويس كيف تركته؟ قال: تركته رث البيت قليل المتاع. فقال عمر: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يأتي عليك أويس القرني مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلاّ موضع درهم، له والدة هو بها برّ، لو أقسم على اللّه لأبرّه، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل» فلما قدم الرجل إلى الكوفة أتى أويسا فقال له: استغفر لي، فقال: لقيت عمر؟ قال: نعم (3) قال فاستغفر له، ففطن له الناس فانطلق على وجهه. فقال أسير بن جابر و كسوته بردا فكان إذا رآه عليه إنسان قال: من أين لأويس هذا البرد (4)[2445].

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا أبو القاسم إبراهيم بن إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو يعلى، حدّثنا عبيد اللّه - هو ابن عمر - نا معاذ بن هشام ح.

و أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أحمد بن محمد بن

ص: 416


1- صحيح مسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أويس القرني (ح:2542) و بالأصل «أخرجها».
2- غبرات الناس مفردها غبّر، و الغبرات: البقايا، عن أبي عبيدة، و في أسد الغابة 180/1 و مسلم 1969/4 «غبراء» و غبراء الناس: ضعاف و الصعاليك و الأخلاط الذي لا يؤبه بهم و لهم.
3- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن مسلم و أسد الغابة و سير الأعلام.
4- نقله الذهبي في سير الأعلام 20/4-21 و ابن عدي في كامله 413/1 أيضا.

عبد اللّه بن أحمد بن القاسم بن جامع الأنباري - المعروف بابن الدهان - حدّثنا الحسن بن إسماعيل، حدّثنا المخرّمي، حدّثنا معاذ بن هشام، حدّثني أبي عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أسير بن جابر، قال: كان عمر بن الخطاب إذا أتت عليه أمداد أهل اليمن سألهم أ فيكم - و في حديث ابن سعدوية: هل - فيكم أويس بن عامر حتى أتى على أويس فقال - زاد ابن القشيري: له، و قالا:- أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم، قال: من مراد؟ قال: نعم. قال: ثم من قرن؟ قال: نعم، قال: لك والدة؟ قال: نعم - و في حديث ابن القشيري: أ لك والدة أنت بها بر قال: نعم - قال: كان بك برص فبرأت منه إلاّ موضع درهم؟- و في حديث ابن سعدوية: موضع الدرهم - قال: نعم.[قال عمر:] (1) سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يأتي أويس بن عامر مع أمداد (2) أهل اليمن [من] (3) مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلاّ موضع درهم له والدة و هو بها برّ، لو أقسم على اللّه لأبرّه، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل» فاستغفر لي، فاستغفر له. قال: أين تريد؟- قال ابن سعدوية: فقال له عمر: أين تريد - قال: الكوفة قال: أ لا أكتب لك إلى عاملها فيستوصي بك؟ قال: لا أكون - و في حديث ابن سعدوية: لأن أكون - في غبّرات - و قال ابن سعدوية:

- غبّر الناس أحبّ إليّ. فلما كان في العام - و قال ابن القشيري من عام - المقبل حجّ رجل من أشرافهم موافق عمر فسأله أويس كيف تركته؟ و في حديث ابن القشيري قال: فقال له عمر: كيف تركت أويس و قالا:- تركته رثّ البيت و رثّ المتاع - و قال ابن القشيري: قليل المتاع.

قال (4):سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يأتي عليك»- و قال ابن سعدوية: عليكم - أويس بن عامر مع أمداد اليمن من مراد ثم قرن به برص فبرأ منه إلاّ موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على اللّه لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل» فلمّا قدم - زاد القشيري:

الرجل، و قالا - الكوفة أتى أويسا فقال: استغفر لي قال: أنت أحدث عهدا بسفر صالح فاستغفر - زاد ابن سعدوية: لي - قال استغفر لي قالت: أنت أحدث عهدا بسفر صالح فاستغفر لي ثم اتفقا و قالا-: لقد لقيت عمر؟ قال: نعم، فاستغفر له ففطن له، الناس

ص: 417


1- زيادة لازمة مقتبسة من روايات المصادر السابقة سقطت من الأصل و م.
2- أمداد أهل اليمن هم الجماعة الغزاة الذين يمدون جيوش الإسلام في الغزو.
3- زيادة عن أسد الغابة و سير الأعلام.
4- القائل عمر بن الخطاب.

فانطلق - و قال ابن القشيري فخرج و قالا - على وجهه - زاد القشيري: حتى أتى الجزيرة فمات بها و قالا-: قال أسير: فكسوته بردا فكان إذا رآه عليه إنسان قال: من أين لأويس هذا البرد[2446].

و هذه الأحاديث مختصرة من حديث أخبرناه بطوله أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن شجاع بن الحسن بن موسى البزّاز الصوفي - ببغداد، قراءة عليه في جامع المنصور - أنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الأنباري، حدّثنا أحمد بن الخليل البرجلاني (1)،حدّثنا أبو النّضر، حدّثنا سليمان بن المغيرة، عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن أسير بن جابر، قال (2):كان محدّث بالكوفة يحدّثنا، فإذا فرغ من حديثه تفرقوا، و يبقى رهط فيهم رجل يتكلم بكلام لم أسمع أحدا يتكلم بكلامه، فأتيته ففقدته، فقلت لأصحابي: هل تعرفون رجلا كان يجالسنا كذا و كذا؟ فقال رجل من القوم:

أنا أعرفه ذاك أويس القرني. قلت: أ فتعرف منزله؟ قال: نعم، فانطلقت معه حتى جئت حجرته فخرج إليّ. فقلت: يا أخي ما حبسك عنا؟ قال: العري قال: و كان أصحابه يسخرون به و يؤذونه قال: قلت: خذ هذا البرد فالبسه. قال: لا تفعل فإنهم إذا يؤذونني إذا رأوه. قال: فلم أزل به حتى لبسه فخرج عليهم، فقالوا: من ترون خدع عن برده هذا؟ قال:

فجاء، فوضعه، قال: أ ترى؟ قال: فأتيت المجلس فقلت: ما تريدون من هذا الرجل؟ قد آذيتموه، الرجل يعرى مرة و يكتسي مرّة، قال: فأخذتهم بلساني أخذا شديدا، قال: فقضي أن أهل الكوفة وفدوا على عمر بن الخطاب فوفد رجل ممن كان يسخر به، فقال عمر: ما هاهنا أحد من القرنيين؟ قال: فجاء ذلك الرجل فقال عمر: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له أويس لا يدع باليمن غير أمّ له، و قد كان به بياض فدعا اللّه عزّ و جلّ فأذهب عنه إلاّ مثل موضع الدينار أو الدرهم، فمن لقيه منكم فأمروه (3) أن يستغفر لكم» قال:

- يعني - عمر: فقدم علينا، قال: قلت: من أين؟ قال: من اليمن، قلت: ما اسمك؟ قال:

أويس قال: قلت: فمن تركت باليمن؟ قال: أمّا لي، قال: قلت: أ كان بك بياض فدعوت اللّه عزّ و جلّ فأذهبه عنك؟ قال: نعم. قال: قلت: استغفر لي، قال: أو يستغفر مثلي

ص: 418


1- غير واضحة بالأصل و المثبت عن حلية الأولياء 79/2 و في م: المرجلاني.
2- الخبر في حلية الأولياء 79/2 و طبقات ابن سعد 161/6 و سير أعلام النبلاء 23/4-24.
3- ابن سعد و الحلية: فمروه.

لمثلك يا أمير المؤمنين؟ قال: فاستغفر لي. قال: قلت: أنت أخي لا تفارقني، قال:

فانملس (1) مني، فأنبئت أنه قدم عليكم الكوفة. قال: فجعل ذلك الذي يسخر به يحقّره قال: يقول: ما هذا منا و لا نعرفه. قال عمر: بلى إنه رجل كذا قال - كأنه يضع شأنه - فينا يا أمير المؤمنين رجل يقال له أويس قال: أدرك و لا أراك تدرك. قال: فأقبل ذلك الرجل حتى دخل عليه قبل أن يأتي أهله. فقال له أويس: ما هذه بعادتك فما بدا لك؟ قال: سمعت عمر يقول فيك كذا و كذا فاستغفر لي يا أويس، قال: لا أفعل حتى تجعل عليك أن لا تسخر بي فيما بعد و أن لا تذكر ما سمعته من عمر إلى أحد. فاستغفر له، قال أسير: فما لبثنا أن فشا أمره بالكوفة، قال: فدخلت عليه فقلت له: يا أخي أ لا أراك العجب و نحن لا نشعر؟ فقال:

ما كان في هذا ما أتبلّغ به في الناس، و ما يجزى كلّ عبد إلاّ بعمله، قال: فانملس مني فذهب[2447].

رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب، عن هاشم بن القاسم مختصرا (2).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، حدّثنا يحيى بن محمد بن صاعد، قال: أسانيد أحاديث أويس صحاح رواها الثقات و هذا الحديث منها و هذا يسميه أهل البصرة يسير بن جابر، و يسميه أهل الكوفة يسير بن عمرو و له صحبة (3).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمد بن عمر، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم شاذان، حدّثنا سعد بن الصلت، حدّثنا المبارك بن فضالة، عن مروان الأصفر، عن صعصعة بن معاوية قال: كان عمر بن الخطاب يسأل وفد أهل الكوفة إذا قدموا عليه يعرفون أويس بن عامر القرني فيقولون: لا، و كان أويس رجلا يلزم المسجد بالكوفة فلا يكاد يفارقه و له ابن عمّ يغشى السلطان و يؤذي أويسا فإذا رآه منع الفقراء، قال: يخدعهم و إن رأوه مع الأغنياء قال: يستأكلهم حتى إن كان أويس يراه فيعرض عنه مما يؤذيه، قال: فوفد ابن عمه ذلك عمر فيمن وفد من أهل الكوفة،

ص: 419


1- ابن سعد:«فامّلس» يعني فأفلت.
2- صحيح مسلم 44 كتاب فضائل الصحابة(55) باب من فضائل أويس القرني الحديث ص 1968 برقم 2542.
3- سير أعلام النبلاء 22/4.

فقال عمر: أ تعرفون أويس بن عامر القرني، فقال ابن عمه: ذلك يا أمير المؤمنين أن أويسا لم يبلغ أن تعرفه أنت، أنت إنما هو إنسان دون، و هو ابن عمي، فقال له عمر: ويحك هلكت إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حدّثنا أنه سيكون في التابعين رجل يقال له أويس بن عامر القرني فمن أدركه منكم و استطاع أن يستغفر له فليفعل فإذا رأيته فاقرئه مني السلام و مره أن يفد إليّ فجاء ابن عمه فلم يضع ثيابه، و لم يأت منزله حتى أتى أويسا فقال: استغفر لي يا ابن عم، فقال: غفر اللّه لك، فقال: إن عمر يقرئك السلام و يأمرك أن تفد إليه قال: و إني عرفني عمر قال قد أمرك أن تفد إليه فوفد إليه فلما دخل عليه قال: أنت أويس بن عامر القرني؟ أنت الذي خرج بك بوضح من برص فدعوت اللّه عزّ و جلّ أن يذهبه عنك فأذهبه، فقلت: اللّهم بابن لي منه في جسدي ما اذكر به نعمتك؟ قال: و إني دريت يا أمير المؤمنين فو اللّه إن كلمت على هذا بشرا. قال: أخبرني به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنّه سيكون في التابعين رجل يقال له أويس بن عامر القرني يخرج به وضح من برص فيدعو اللّه أن يذهبه عنه فيفعل، فيقول اللّهم اترك في جسدي ما أذكر به نعمتك فيفعل فمن أدركه فاستطاع أن يستغفر له فليفعل، فاستغفر لي يا أويس. قال: غفر اللّه لك، يا أمير المؤمنين قال: و لك، فغفر اللّه يا أويس بن عامر فقال الناس: استغفر لنا يا أويس. قال: فراح فما رؤي حتى الساعة.

قال ابن مندة: هذا حديث غريب من حديث مروان الأصفر. و قال علي سعد في حديثه عن مبارك، عن أبي الأصفر، عن صعصعة و رواه هدبة بن خالد، عن مبارك بن فضالة فقال: عن أبي الأصفر بدلا من مروان بن الأصفر.

أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري (1)،أنا أبو سعد الجنزرودي (2)،أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرنا أبو سهل بن سعدوية أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى حدّثنا هدبة بن خالد أبو خالد، حدّثنا مبارك بن فضالة، حدّثني أبو الأصفر عن صعصعة بن معاوية (3) قال: كان أويس بن عامر رجلا من قرن و كان من أهل الكوفة قال: و كان من التابعين، فخرج به وضح فدعا اللّه أن يذهبه عنه فأذهبه فقال: اللّهم

ص: 420


1- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب عن م.
2- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل، و في سير الأعلام: الكنجروذي و في م: أبو سعيد الخبرودي.
3- الخبر بطوله نقله الذهبي في سير الأعلام 25/4-26 و ابن حبان في المجروحين و الضعفاء 151/3.

دع لي في جسدي منه ما أذكر به نعمتك (1) فترك له ما - و قال ابن حمدان: منه ما - يذكر نعمه عليه و كان رجلا يلزم المسجد في ناس من أصحابه، و كان ابن عم له يلزم السلطان يولع به - و قال ابن المقرئ: مولع به - فإن رآه مع قوم أغنياء قال: ما هو إلاّ يستأكلهم و إن رآه مع قوم فقراء قال: ما هو إلاّ يخدعهم، و أويس لا يقول في ابن - و قال ابن سعدوية: لابن - عمّه إلاّ خيرا، غير أنه إذا مرّ به استتر منه مخافة أن يأثم في سببه.

و كان عمر بن الخطاب يسأل الوفود - و قال ابن حمدان: الوفد - إذا قدموا عليه من أهل الكوفة هل تعرفون أويس بن عامر القرني فيقولون: لا، فقدم وفد من أهل الكوفة فيهم ابن عمه ذاك، فقال - زاد ابن المقرئ: عمرو، قال:- هل تعرفون أويس بن عامر القرني؟ قال ابن عمه: يا أمير المؤمنين، هو ابن عمي، و هو رجل نذل فاسد لم يبلغ أن تعرفه أنت يا أمير المؤمنين، فقال له عمر: ويلك هلكت، ويلك هلكت، فإذا أتيته فاقرئه مني السلام، و مره فليفد إليّ. فقدم الكوفة فلم يضع ثياب سفره عنه حتى أتى المسجد قال:

فرأى أويسا فلمّ به، و قال: استغفر لي يا ابن عمي، فقال: غفر اللّه لك يا ابن عم. قال:

و أنت، فغفر اللّه لك، يا أويس بن عامر أمير المؤمنين يقرئك السلام. قال: و من ذكرني لأمير المؤمنين؟ قال: هو ذكرك و أمرني أن أبلغك أن تفد إليه. قال: سمعا (2) و طاعة لأمير المؤمنين. فوفد إليه حتى دخل على عمر فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم، قال: أنت الذي خرج بك - و قال ابن سعدوية به - وضح فدعوت اللّه عزّ و جلّ أن يذهبه عنك فأذهبه، فقلت: اللّهم دع لي في جسدي - زاد ابن حمدان: منه، و قالا - لما اذكر به نعمك عليّ فترك لك في جسدك ما تذكر به نعمه عليك؟ قال: و ما أدراك - و قال ابن المقرئ: ما أبدا لك - يا أمير المؤمنين، فو اللّه ما اطّلع على هذا بشر. قال: أخبرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أنه سيكون في التابعين رجل من قرن يقال له أويس بن عامر، يخرج به وضح، فيدعو اللّه أن يذهبه عنه فيذهبه، فيقول: اللّهم دع لي في جسدي ما أذكر به نعمتك - و قال ابن المقرئ: نعمك و قالا:- عليّ، فيدع له منه ما يذكر به نعمه عليه، فمن أدركه منكم فاستطاع أن يستغفر له، فليستغفر له»، فاستغفر لي يا أويس بن عامر فقال: غفر اللّه لك يا أمير المؤمنين. قال:

و أنت فيغفر اللّه لك يا أويس بن عامر. قال: فلما سمعوا عمر قال عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، قال رجل:

ص: 421


1- في السير: نعمك عليّ.
2- بالأصل «سمع».

استغفر لي يا أويس، فقال آخر: استغفر لي يا أويس، فلما أكثروا عليه انساب فذهب فما رؤي حتى الساعة[2448].

كتب إليّ أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النّرسي أنا محمد بن علي بن الحسين الحسني، حدّثنا يزيد بن جعفر بن حاجب، حدّثنا أبو العباس بن هارون، قال شيخنا أبو عامر العبدري: هو محمد بن الحسين بن هارون، حدّثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم [القماط] (1)،حدّثنا يحيى، حدّثنا ليث بن خالد البلخي، حدّثنا أبو العلاء بن عبد الحكم البصري، عن نهشل بن سعيد، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس قال:

مكث عمر يسأل عن أويس القرني عشر سنين، فذكر أنه قال: يا أهل اليمن من كان من مراد فليقم، قال: فقام من كان من مراد. و قعد آخرون فقال: أ فيكم أويس فقال رجل: يا أمير المؤمنين لا يعرف أويسا و لكن ابن أخ لي يقال له أويس هو أضعف (2) و أمهن من أن يسأل مثلك عن مثله يا أمير المؤمنين. قال له أبحر منا هو؟ قال: نعم هو بالأراك بعرفة يرعى إبل القوم. فركب عمر [و عليّ] (3) رضي اللّه عنهما حمارين ثم انطلقا حتى أتيا الأراك فإذا هو قائم يصلّي يصرف ببصره نحو مسجده قد دخل بعضه في بعض فلما رأياه قال أحدهما لصاحبه: إن يك أحد الذي نطلب فهذا هو فلما سمع حسّهما خفف و انصرف، فسلّما عليه فردّ عليهما: و عليكما السلام و رحمة اللّه. قالا له: ما اسمك رحمك اللّه؟ قال: أنا راعي هذه الإبل. قالا (4):أخبرنا باسمك قال: أنا أجير القوم. قالا (5):ما اسمك؟ قال: أنا عبد اللّه. قال له علي: قد علمنا أن من في السموات و الأرض عبيد اللّه فأنشدك برب هذه الكعبة، و رب هذا الحرم ما اسمك الّذي سمّتك به أمك؟ قال: و ما تريد إلى ذلك؟ أنا أوس بن بدار فقالا له: أكشف لنا عن شقك الأيسر، فكشف لهما فإذا لمعة بيضاء قدر (6)الدرهم من غير سوء فابتدرا يقبلان الموضع، ثم قالا له: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أمرنا أن نقرئك السلام، و أن نسألك أن تدعو لنا. قال: إن دعائي في شرقي الأرض و مغربها لجميع المؤمنين و المؤمنات فقالا: ادع لنا، فدعا لهما و للمؤمنين و المؤمنات. فقال له عمر:

ص: 422


1- كلمة غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م.
2- في الحلية 82/2: هو أخمل ذكرا و أقل مالا و أهون أمرا من أن نرفعه إليك.
3- زيادة عن الحلية و م.
4- بالأصل «قال».
5- بالأصل «قال».
6- بالأصل «قد».

أعطيك شيئا من رزقي أو من عطائي تستعين به. فقال: ثوباي جديدان و نعلاي مخصوفتان و معي أربعة دراهم و لي فضلة عند القوم، فمتى أ في هذا؟ إنه من أمل جمعة أمل شهرا، و من أمل شهرا أمل سنة ثم رد على القوم إبلهم ثم فارقهم فلم ير بعد ذلك.

و روي هذا الحديث من وجه آخر عن الضحاك، عن أبي هريرة بدلا من ابن عباس.

أخبرناه أبو إسماعيل سهل بن سعدويه، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، حدّثنا محمد بن هارون الرّوياني، حدّثنا سلمة بن شبيب، حدّثنا الوليد بن إسماعيل الحرّاني، حدّثنا محمد بن إبراهيم بن عبيد، حدّثنا مخلد (1) بن يزيد، عن نوفل بن عبد اللّه، عن الضحاك بن مزاحم، عن أبي هريرة قال (2):

بينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في حلقة من أصحابه إذ قال:«ليصلين معكم غدا رجل من أهل الجنة» قال أبو هريرة فطمعت أن أكون أنا ذلك، فغدوت [و صلّيت خلف] (3) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أقمت في المسجد حتى انصرف الناس، و بقيت أنا و هو، فبينما نحن كذلك، إذ أقبل رجل أسود متزر بخرقة مرتد بقباطي (4) حتى وضع يده في يد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم قال: يا نبي اللّه ادع اللّه لي فدعا له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالشهادة، و إنّا لنجد منه ريح المسك الأذفر، فقلت: يا رسول اللّه أ هو هو؟ قال:«نعم، و إنه لمملوك بني فلان»، فقلت أ لا تشتريه فتعتقه يا نبي اللّه؟ قال:«و أرى ذلك (5) إن كان اللّه يريد أن يجعله من ملوك أهل الجنة يا أبا هريرة، إن لأهل الجنة ملوكا و سادة، و إن هذا الأسود أصبح من ملوك أهل الجنة و سادتهم، يا أبا هريرة إن اللّه يحب من خلقه الأصفياء الأتقياء، الشعثة رءوسهم المغبرّة وجوههم، الخمصة بطونهم من كسب الحلال الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يؤذن لهم، و إن خطبوا المتنعمات لم ينكحوا، و إن غابوا لم يفتقدوا، و إن حضروا لم يدعوا، و إن طلعوا لم يفرح بطلعتهم، و إن مرضوا لم يعادوا، و إن ماتوا لم يشهدوا». قالوا: يا رسول اللّه كيف لنا برجل

ص: 423


1- حلية الأولياء 81/2 «مجالد بن يزيد» تحريف و الصواب عن م انظر ترجمة مخلد في سير الأعلام 237/9 (66).
2- الخبر في حلية الأولياء 81/2-82 و انظر سير الأعلام 27/4.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن م، و انظر حلية الأولياء، موضعها مطموس بالأصل.
4- بالأصل «بقفاطي» و الصواب ما أثبت، و القباطي جمع قبطية، نسبة إلى القبط، و هي ثياب كتان بيض رقاق تعمل بمصر، و هي منسوبة إلى القبط (اللسان).
5- في الحلية: و أنّى لي ذلك.

منهم؟ قال:«ذاك أويس القرني». [قالوا:] (1) و ما أويس القرني؟ قال:«أشهل ذو صهوبة بعيد ما بين المنكبين، معتدل القامة، آدم شديد الأدمة، ضارب بذقنه إلى صدره، رام ببصره موضع سجوده، واضع يمينه على شماله، يتلو القرآن يبكي على نفسه، ذو طمرين لا يؤبه له، متزر بإزار صوف و رداء. تحت منكبه لمعة بيضاء. ألا و إنه إذا كان يوم القيامة قيل للعباد: ادخلوا الجنة، و يقال لأويس: قف لتشفع، فيشفّعه اللّه في مثل عدد ربيعة و مضر. يا عمر و يا علي إذا أنتما لقيتماه فاطلبا إليه أن يستغفر لكما يغفر اللّه لكما»[2449].

قال: فمكثا يطلبانه عشر سنين لا يقدران عليه، فلما كان في آخر سنة قبض فيها عمر في ذلك العام، صعد على أبي قبيس (2) فنادى بأعلى صوته: يا أهل الحجيج من أهل اليمن أ فيكم أويس القرني؟ فقال شيخ طويل كبير طويل اللحية فقال: إنّا لا ندري ما أويس و لكن ابن أخ لي يقال [له] (3) أويس و هو أخمل ذكرا و أقلّ مالا و أهون أمرا فينا نرفعه إليك، و إنه ليرعى إبلنا حقيرا بين أظهرنا. فعمّى (4) عليه عمر كأنه لا يريده فقال: ابن أخيك هذا بحرمنا هو؟ قال: نعم، قال: و أين يصاب؟ قال: بأراك عرفات. قال: فركب عمر و علي سراعا [إلى] (5) عرفات فإذا هو قائم يصلي إلى شجرة و الإبل حوله ترعى فشدّا حماريهما ثم أقبلا إليه، فقالا: السلام عليك و رحمة اللّه، فخفّف أويس الصلاة ثم قال: السلام عليكما و رحمة اللّه و بركاته. قالا: من الرجل؟ قال: راعي إبل و أجير لقوم، قالا: لسنا نسألك عن الرعاية و لا عن الإجارة، قالا: ما اسمك؟ قال: عبد اللّه، قالا: قد علمنا أن أهل السموات (6) و اللّه كلهم عبيد اللّه فما اسمك الذي سمّتك أمك؟ قال: يا هذان ما تريدان إلى هذا؟ قالا: وصف لنا محمد صلى اللّه عليه و سلم أويس القرني فقد عرفنا الصهوبة و الشهولة، و أخبرنا أن تحت منكبك الأيسر لمعة بيضاء، فأوضحها لنا فإن كانت بك فأنت هو، فأوضح منكبه فإذا اللّمعة، فابتدراه يقبّلانه و قالا: نشهد أنك أويس القرني، فاستغفر لنا يغفر اللّه لك. قال: ما أخصّ باستغفاري نفسي و لا أحدا من ولد آدم، و لكنه في البر و البحر في المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات، يا هذان قد شهر اللّه لكما حالي و عرّفكما أمري فمن

ص: 424


1- زيادة عن الحلية.
2- أبو قبيس: جبل مشرف على مسجد مكة (معجم البلدان).
3- زيادة عن الحلية.
4- عن الحلية، و بالأصل «فنعم».
5- زيادة عن الحلية.
6- الحلية: أهل السموات و الأرض.

أنتما؟ فقال علي: أنا علي بن أبي طالب و هذا عمر أمير المؤمنين، فاستوى أويس قائما، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته، فجزاكم اللّه عن هذه الأمة خيرا، و قالا: و أنت فجزاك اللّه عن نفسك خير الجزاء [فقال له] (1) عمر:[مكانك] (2) حتى [أدخل] (3) مكة فآتيك بنفقة من عطائي و فضل كسوة من ثيابي، هذا المكان ميعاد بيني و بينك [قال: يا أمير المؤمنين لا ميعاد بيني و بينك] (4) و لا أعرفك بعد اليوم، ما أصنع بالنفقة؟ ما أصنع بالكسوة؟ أما ترى عليّ إزار من صوف، و رداء من صوف؟ متى تراني أخرقهما؟ أما ترى أن نعليّ مخصوفتان؟ متى ترى أبليهما؟ أ ما تراني أني قد أخذت من رعايتي أربعة دراهم؟ متى تراني آكلها؟ يا أمير المؤمنين إن بين يدي و يديك عقبة كئودا لا يجاوزها إلاّ ضامر مخفّ مهزول. فأخفّ عني رحمك اللّه. فلما سمع ذلك عمر من كلامه ضرب بدرّته الأرض ثم نادى بأعلى صوته: ألاّ ليت أن عمر لم تلده أمه، يا ليتها كانت عاقرا لم تعالج حمله، ألا من يأخذها بما فيها و لها؟ قال أويس: من جدع اللّه أنفه ثم قال: يا أمير المؤمنين خذ أنت هاهنا و آخذ أنا هاهنا، فولّى عمر ناحية مكة و ساق أويس إبله فوافى القوم إبلهم و خلّى عن الرعي، و أقبل على العبادة حتى لحق باللّه. فهذا ما أتانا عن أويس القرني سيد التابعين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا الحسن بن علي القطّان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطّار، حدّثنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر [نا] (5) ورقاء بن خالد، عن خليد بن حسان، عن الحسن، و عن يزيد بن أبي حصين: أن عمر بن الخطاب وافى الناس، بالموسم في خلافته، فلما كان بمنى خطب الناس فحمد اللّه و أثنى عليه و صلّى على نبيه صلى اللّه عليه و سلم و وعظ الناس و نهى و أمر بما شاء اللّه عزّ و جلّ ثم نادى: أهل فيكم من قرن؟ فقال ابن عم لأويس القرني: أنا أحدهم يا أمير المؤمنين، قال: هل تعرف خليلي فيهم؟ قال: و من خليلك يا أمير المؤمنين ليت أني أعرفه؟ فقال عمر: لو كنت منهم لعرفته. فقال: سمّه لي يا أمير المؤمنين وصفه، فسمّاه و وصفه على ما كان سمع من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال: و اللّه إنه لابن

ص: 425


1- زيادة عن م و انظر حلية الأولياء.
2- عن الحلية و في م: و حمدك.
3- عن الحلية و في م: تدخل.
4- زيادة عن م و انظر حلية الأولياء.
5- زيادة عن م.

عمي، قال: فأحضرنيه إن كنت تريد منا مثوبة، قال: و كان أويس رجلا دميما قصيرا أدم أثعل كثّ اللحية كريه المنظر، و كان ابن عمه هذا مولعا به يؤذيه و يهزأ به، و كان أويس يقرئ الناس القرآن في مسجد الجماعة في الكوفة. تعرّى في حال [من حالاته]، فلزم بيته فاشترى له بعض خلطائه قميصا سنبلانيا بثلاثة دراهم، أو أربعة دراهم و أخرجوه إلى المسجد و مجلسه، فولع به ابن عمه هذا يهزأ و يضحك و يقول له: إن تثبت على تعليمك الناس (1) القرآن؟ فلما رأى ذلك منه و تأذّى به، ردّ عليهم القميص و لزم بيته، و أمرهم أن يأتوه في بيته، فيقرؤهم حتى يرزقه اللّه ما يكتسي به فقدم ابن عمه من مكة ليس له همّ إلاّ أن يرضي أويسا و استذلال ما في صدره و الانتصاح مما كان يأتي إليه، فأتاه فضرب عليه الباب، فقال: من أنت؟ قال: أنا ابن عمك فلان، اخرج إلي يا أويس، و كان قدمها ليلا فبدأ به قبل منزله، فظن أويس أنه إنما جاءه ليؤذيه كما كان يفعل فيما خلا، فقال: أي ابن عم ارجع إلى بيتك فإنه الليل و أنت حاجّ و لا يحل لك أذاي، و يأبى أن يفتح الباب، فجعل ابن عمه يتضرع إليه و يسأله باللّه و بالرحم، فخرج إليه أويس فتعلق ابن عمه بغرمة يقبّلها، و هو يقول: يا أويس استغفر اللّه لي، و أويس يستغفر له [فقال] ويه ابن عمّ، أنا ابن عمك، و ما استفدت بعدك سلطانا و لا مالا فاستغفر له عن أمره، و أمر عمر، و ما سأل من قدومه عليه، فطلب له أويس أن يعفيه من ذلك، و أن لا يشهره فأبى عليه ابن عمه حتى سلس له بالمسير إلى عمر، فجهّزه ابن عمه و حمله على راحلته حتى قدم به المدينة. و قد أقام له عمر المناظر ليأتوه بالخبر شوقا إليه، و شفقة من يقربه دعوته و رؤيته، فلما خبر أنه قد أظله ركب عمر بالناس يتلقّاه، فلما أبصره عرفه عمر بالوصف الذي وصف له نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم فنزل عن حماره و أمر الناس بالكفّ و نزل أويس عن راحلته و مشى كل منهما إلى صاحبه، فلما التقيا قال له:

[عمر: اكشف] عن سرّتك، فكشف عن سرته، فلما أبصر عمر اللمعة بحيال سرته ألصق فاه بها تقبيلا، و هو يقول: يا أويس استغفر اللّه لي، و أويس يبكي و يستغفر له، فقال له عمر:[هل] تقدم المدينة؟ فقال: يا أمير المؤمنين جعلتني شهرة للناس. و إني أسألك أن تأذن لي فألحق بأي أرض شئت، فكره عمر أن يأتي أمرا فيما بينه و بينه لا يوافقه، فأذن له فرجع من مكانه، ذلك فأخذ نحو سواحل البحر مرابطا فما رؤي له بعد ذلك عين.

قال: و أنا أبو حذيفة قال: قال يعقوب، عن عبد اللّه بن سليمان، عن الضحاك

ص: 426


1- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه.

الجرمي، عن هرم بن حيّان قال (1):قدمت الكوفة فلم يكن لي همّ (2) إلاّ أويس القرني أطلبه و أسأل عنه، حتى سقطت عليه نصف النهار على شاطئ الفرات يتوضأ أو يغسل ثوبه. قال: فعرفته بالنعت الذي نعت لي، فإذا رجل لحيم آدم أشعر محلوق الرأس، كث اللحية مغبرا، كريه (3) المنظر و الوجه، عليه إزار من صوف، و رداء من صوف فسلّمت عليه فقلت: حيّاك اللّه من رجل. كيف أنت رحمك اللّه و غفر لك يا أويس؟ فقال: و أنت فحياك اللّه يا هرم بن حيّان كيف أنت؟ قال: و خنقتني العبرة حين رأيت من حاله ما رأيت قال:

فمددت يدي لأصافحه، فأبى أن يصافحني قال: و عجبت حين عرفني و عرف اسم أبي، ما كنت رأيته قبل ذلك و لا رآني. قال: قلت: رحمك اللّه من أين عرفتني و عرفت اسم أبي و لم أكن رأيتك قط؟ قال: نبأني العليم الخبير و عرفت روحي روحك حين كلّمت نفسي نفسك، إن الأرواح لها أنفس (4) كأنفس الأجساد يتحابّون بروح اللّه، و إن لم يتلاقوا و لم يتعارفوا، و تفرقت بهم المنازل قال: فقلت: حدّثني بحديث من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أحفظ عنك فقال: إني لم أدرك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بأبي رسول اللّه و أمي، و لم تكن لي معه صحبة، و لكن أدرك رجالا رأوه فحدّثوني عنه نحو ما حدّثوك و لست أحبّ أن أفتح هذا الباب على نفسي أن أكون محدّثا (5) قاصا أو مفتيا؛ في نفسي شغل عن الناس يا هرم بن حيّان، قال: قلت اقرأ عليّ آيات من كتاب اللّه، أسمعها منك و ادع لي بدعوات أحفظها عنك، فإني أحبك حبا شديدا فقال: سُبْحٰانَ رَبِّنٰا إِنْ كٰانَ وَعْدُ رَبِّنٰا لَمَفْعُولاً (6)فأخذ بيدي فمشى بي على شاطئ الفرات ثم قال: أعوذ بالسميع العليم: من الشيطان الرجيم إن اللّه هو السميع العليم بسم اللّه الرحمن الرحيم وَ مٰا خَلَقْنَا السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ وَ مٰا بَيْنَهُمٰا لاٰعِبِينَ إلى قوله إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (7) قال: فنظرت إليه و أنا أحسب أنه قد غشي عليه. قال: ثم نظر إليّ فقال: يا هرم بن حيّان مات أبوك فإما إلى الجنة و إما إلى النار، و يوشك أن تموت، و مات آدم و ماتت حواء و مات إبراهيم خليل اللّه، و موسى نجيّ اللّه، و مات داود خليفة اللّه،

ص: 427


1- حلية الأولياء 84/2-85 و سير أعلام النبلاء 28/4-29.
2- عن الحلية و السير، و بالأصل «عم».
3- الحلية و السير: مهيب المنظر.
4- السير: لها أنس كأنس الأجساد.
5- الحلية: قاضيا.
6- سورة الإسراء، الآية:108.
7- سورة الدخان، من الآية:38 إلى 42.

و مات محمد صلى اللّه عليه و سلم، و عليهم أجمعين، و مات أبو بكر خليفة المسلمين، و مات خليلي و صفيّي عمر بن الخطاب، و قال: وا عمراه وا عمراه و عمر يومئذ حيّ و ذلك عند آخر خلافته قال: فقلت له: إن عمر لم يمت، فقال: بلى قد نعاه إليّ ربي، إن كنت تفهم و عقلت ما قلت و أنا و أنت غدا في الموتى، و كان قد صلّى على النبي صلى اللّه عليه و سلم ثم دعا بدعوات خفاف (1) ثم قال: عليك بذكر الموت لا يفارق قلبك طرفة عين، و إياك أن تفارق الجماعة، فيتفرق دينك و أنت لا تعلم فتدخل النار ثم قال: اللّهم إن هذا يزعم أنه يحبني فيك، و زارني فيك، اللّهم أدخله عليّ زائرا في دارك، دار السلام و ضمّ عليه ضيعته، و أرضه من الدنيا باليسير، و ما أعطيته من الدنيا فاجعله لما تعطيه من نعمتك من الشاكرين.

ثم قال: لا أراك فيما بعد اليوم، فإني كثير الهمّ، شديد الغمّ، ما دمت مع هؤلاء الناس حيا و أكره الشهرة، و الوحدة أحبّ إلي فلا تطلبني، خذ هكذا. قال: فجهدت أن أمشي معه ساعة فأبى عليّ فدخل في بعض أزقة الكوفة. قال: فجعلت التفت إليه و أنا أبكي و يبكي حتى توارى عني، فسألت عنه و طلبته فلم أجد أحدا يخبر عنه بشيء. قال: فما أتت عليّ جمعة إلاّ و أنا أراه في منامي مرة أو مرّتين، أو كما قال.

قرأت على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر بن بيري (2)-قراءة - أنا أبو عبد اللّه محمد بن الحسين الزّعفراني، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، حدّثنا هارون بن معروف، حدّثنا ضمرة بن ربيعة، قال عثمان بن عطاء اللّه، حدّثنا عن أبيه قال: كان أوس القرني - كذا قال عطاء الخراساني - يجالس رجلا من فقهاء الكوفة يقال له يسير قال ففقده فلم يزل يسأل عنه حتى انتهى إلى منزله، فإذا هو في خصّ له، و إذا هو قد جلس في بيته من العري، لم يستطع يخرج من العري، قال: فكساه حلة إزار و رداء فخرج فيهما، قال: و قد كان و كان قد تم النبي صلى اللّه عليه و سلّم ثم دعا بدعوات خفاف ثم قال:

عليك بذكر الموت لا يفارق قلبك طرفة عين، و إياك أن تفارق الجماعة فيتفرق دينك و أنت لا تعلم فتدخل النار. ثم قال: اللّهم إنّ هذا يزعم أنه يحبني فيك، و زارني فيك، اللّهمّ أدخله عليّ زائرا في دارك دار السلام، و ضم عليه ضيعته، و أرضه من الدنيا باليسير، و ما أعطيته من الدنيا فاجعله مما تعطيه من نعمتك من الشاكرين. ثم قال: لا أراك فيما بعد اليوم

ص: 428


1- السير: خفية.
2- رسمها غير واضح بالأصل و م، و الصواب ما أثبت و قد مرّ التعريف به.

فإني كثير الهمّ، شديد الغم، ما دمت مع هؤلاء الناس حيا و أكره الشهرة، و الوحدة أحبّ إلي فلا تطلبني، خذ هكذا. قال: فجهدت أن أمشي معه ساعة فأبى عليّ فدخل في بعض أزقة الكوفة، قال: فجعلت التفت إليه و أنا أبكي و يبكي حتى توارى عني، فسألت عنه و طلبته فلم أجد أحدا يخبر عنه بشيء، قال: فما أتت عليّ جمعة إلاّ و أنا أراه في منامي مرة أو مرتين. أو كما قال.

قرأت على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر بن بيري (1)،- قراءة - أنا أبو عبد اللّه محمد بن الحسين الزعفراني، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، حدّثنا هارون بن معروف، حدّثنا ضمرة بن ربيعة، قال عثمان بن عطاء، حدّثنا عن أبيه قال: كان أويس القرني - كذا قال عطاء الخراساني - يجالس رجلا من فقهاء الكوفة يقال له يسير، قال ففقده فلم يزل يسأل عنه حتى انتهى إلى منزله فإذا هو في خصّ (2) له، و إذا هو يجلس في بيته من العري، فلم يستطع [أن] (3) يخرج من العري قال: فكساه حلة إزار و رداء فخرج فيهما، قال: و قد كان فتى من حيّه يولع به إذا رآه يمشي مشية لص، قال:

فلما رأى عليه تلك الحلة جعل يقول: من طرف أوس سرق حلته، قال: فلما سمع ذلك جاء إلى يسير فقال: خذ ثوبيك لا حاجة لي بهما، قال: ما لك؟ قال: إن رجلا من قومي يولع بي و يقول: انظر من طرف أوس سرق حلته، فقام يسير و قام معه أناس من إخوانه حتى أتوا حيه فأعلمهم أنه هو الذي كساه تلك الحلة فأوصاهم به قال: ثم انصرف قال: فذكر يسير يوما الحج فحض عليه، فقال أويس: لو كان عندي زاد و راحلة لحججت، قال: فقال رجل: عندي راحلة، و قال آخر: عندي زاد، قال: فحجّ فمر بالمدينة، قال و كان عمر بن الخطاب مما يبرز من المدينة هو و أصحابه، قال: فمر أوس قريبا من مجلس عمر، فسقط زمام راحلته، فقال عمر: أ لا أحد يناول هذا الرجل زمام راحلته فتناول القوم، قال: فقام عمر بن الخطاب حتى أخذ الخطام فناوله، فلما رفع أوس يده رأى به العلامة فقال له عمر:

من أنت؟ قال: أنا أوس. قال: من من؟ قال: من مذحج، قال: ثم من من؟ قال: ثم من مراد، قال: ثم من من؟ قال: من قرن. قال: استغفر لي قال: يغفر اللّه لك يا أمير

ص: 429


1- رسمها غير واضح بالأصل و م و الصواب ما أثبت و قد مرّ قريبا.
2- الخص بالضم البيت من قصب، أو البيت يسقف بخشبة كالأزج (القاموس).
3- زيادة لازمة سقطت اللفظة من الأصل و م.

المؤمنين. أنا استغفر لك و أنت عمر بن الخطاب و أنت أمير المؤمنين و انت من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: عمر بن الخطاب سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«خير التابعين أوس القرني، و من علامته أن يكون به بياض فيدعو اللّه فيذهبه عنه إلاّ مثل موضع الدرهم بكشحه تركه اللّه تذكرة له، فإذا لقيته فسله يستغفر لك يا عمر» قال: فدعا اللّه لعمر و استغفر له ثم مضى لوجهه[2450].

فلما كان العام المقبل حجّ عمر بن الخطاب قال: و حج ذلك الفتى الذي كان يؤذيه، فنادى عمر: من هاهنا من أهل الكوفة، من هاهنا من مراد، من هاهنا من قرن، فقال الفتى: أنا يا أمير المؤمنين، قال: تعرف خليلي أ تعرف أخي؟ قال: من هو يا أمير المؤمنين؟ قال: أويس القرني، قال: ثم حدّث الناس بحديثه. فلما انصرف الفتى لم يكن له همّه حين وضع رحله إلى أن أتى أوسا فخرّ عليه يبكي و يسأله يدعو اللّه له، فقال: ما لك؟ ما قصتك؟ ما دعاك إلى هذا؟ فأخبره بقول عمر بن الخطاب، قال: يغفر اللّه لأمير المؤمنين.

قال: فغزا غزوة أذربيجان فمات، قال: فتنافس أصحابه في حفر قبره، قال: فحفروا فإذا بصخرة محفورة ملحودة. قال: و تنافسوا في كفنه قال: فنظروا فإذا في عيبته ثياب ليس مما ينسج بنو آدم، قال: فكفنوه في تلك الثياب و دفنوه في ذلك القبر.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصّيدلاني، حدّثنا محمد بن مخلد بن حفص (1)،حدّثنا إبراهيم بن راشد، حدّثنا الحسن بن عمرو السّدوسي، حدّثنا عبد الرّحمن بن بديل، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب، عن عمر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«يا عمر يكون في أمّتي رجل يقال له أويس» هذا مختصر[2451].

و قد أخبرناه بتمامه أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد، حدّثنا الهيثم بن خلف، حدّثنا إبراهيم بن راشد، حدّثني الحسن بن عمرو السّدوسي، حدّثنا عبد الرّحمن بن بديل بن ميسرة (2) العقيلي،

ص: 430


1- ترجمته في سير الأعلام 256/15.
2- بالأصل «مسيرة» خطأ و الصواب عن م.

عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب، عن عمر بن الخطاب قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذات يوم:«يا عمر» فقلت: لبّيك و سعديك يا رسول اللّه، فظننت (1) أنه يبعثني في حاجة قال:«يا عمر يكون في أمتي في آخر الناس رجل يقال له أويس القرني يصيبه بلاء في جسده فيدعو اللّه عزّ و جلّ فيذهب به إلاّ لمعة في جنبه، إذا رآها ذكر اللّه عزّ و جلّ فإذا رأيته فاقرئه مني السلام، و أمره أن يدعو لك، فإنه كريم على ربّه بارّ بوالدته، لو يقسم على اللّه لأبرّه يشفع لمثل ربيعة و مضر» فطلبته حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلم أقدر عليه، فطلبته خلافة أبي بكر [فلم] (2) أقدر عليه، و طلبته شطرا من إمارتي فبينا أنا اتقرأ الرفاق و أقول: فيكم أحد من مراد؟ فيكم أحد من قرن؟ فيكم أويس القرني؟ فقال شيخ من القوم:

هو ابن أخي، هل تسأل عن رجل وضيع الشأن ليس مثلك يسأل عنه يا أمير المؤمنين؟ قلت: أراك فيه من الهالكين، فردّ الكلام الأول. قال: فبينا أنا كذلك إذ رفقت إلى راحله رثة الحال عليها رجل رث الحال فوقع في خلدي أنه أويس، قلت: يا عبد اللّه، أنت أويس القرني؟ قال: نعم، قلت: فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقرأ عليك السلام، فقال: على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم السلام، و عليك يا أمير المؤمنين قلت: و يأمرك أن تدعو لي. فكنت ألقاه في كل عام، أو قال في كل موسم، فأخبره بذات نفسي، و يخبرني بذات نفسه[2452].

و أخبرنيه أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا عبد العزيز بن جعفر فذكر مثله. قال الخطيب: هذا حديث غريب جدا من رواية يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيّب بن حزن القرشي، عن عمر بن الخطاب لم أكتبه إلاّ من هذا الوجه.

آخر الجزء العاشر بعد المائة من الفرع نقله محمد بن يوسف بن أبي يداس البرزالي الإشبيلي لنفسه بخط يده الفانية و اللّه يغفر لك بدمشق بدار الحديث منها، في شهر () (3) سنة اثنتي عشرة و ستمائة. و الحمد للّه على نعمه و صلاته و سلامه على نبيّه.

أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر، أنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنّائي، قال: كتب إليّ أبو الحسن (4) أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن

ص: 431


1- جزء من اللفظة مطموس بالأصل، و الصواب عن م.
2- سقطت من الأصل، زيادة لازمة عن م.
3- كذا بياض بالأصل و الفقرة من قوله: آخر الجزء إلى: و سلامه على نبيه سقطت من م.
4- ترجمته في سير الأعلام 181/17(103).

أحمد بن فراس من مكة يخبر أن أبا التريك محمد بن الحسن الأطرابلسي حدّثهم بمكة، أنا أبو عتبة أحمد بن الفرج بن سليمان المؤذن الكندي الحجازي (1)،حدّثنا يحيى بن سعيد العطار، حدّثنا يزيد بن عطاء الواسطي عن علقمة بن مرثد الحضرمي، قال: انتهى الزهد إلى ثمانية نفر من التابعين: عامر بن عبد اللّه القيسي، و أويس القرني، و هرم بن حيّان العبدي، و الرّبيع بن خثيم (2) الثّوري، و أبي مسلم الخولاني، و الأسود بن يزيد، و مسروق بن الأجدع، و الحسن بن أبي الحسن البصري (3).فذكر الحديث و قال فيه: فأما أويس القرني فإن أهله ظنّوا أنه مجنون، فبنوا له بيتا على باب دارهم، فكان يأتي عليه السّنة و السّنتان لا يرون له وجها، كان طعامه مما يلقط من النوى، فإذا أمسى باعه لإفطاره، و إن أصاب حشفة خبّأها لإفطاره.

قال فلما ولي عمر بن الخطاب قال: يا أيها الناس قوموا - بالموسم - فقال: ألا اجلسوا إلاّ من كان من أهل اليمن، فجلسوا فقال: ألا اجلسوا إلاّ من كان من أهل الكوفة، فجلسوا، فقال: ألا اجلسوا إلاّ من كان من مراد، فجلسوا، فقال: ألاّ اجلسوا إلاّ من كان من قرن فجلسوا، إلاّ رجل و كان عم أويس بن أنس فقال عمر له: أقرني أنت؟ قال: نعم قال: أ تعرف أويس؟ قال: و ما تسأل عن ذلك يا أمير المؤمنين فو اللّه ما فينا أحمق منه و لا أجن منه و لا أحوج منه. قال: فبكى عمر، قال: أبكي (4) لأنه سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«يدخل الجنة بشفاعته مثل ربيعة و مضر»[2453]، فقال هرم بن حيّان العبدي: فلما بلغني ذلك، قدمت الكوفة فلم يكن لي همّ إلاّ طلبه (5)،حتى سقطت عليه جالسا على شاطئ الفرات نصف النهار يتوضأ للصلاة، فعرفته بالنعت الذي نعت لي، فإذا رجل لحيم آدم شديد الأدمة أشعث محلوق الرأس مهيب المنظر، و زاد غيره: كان رجل أشهل أصهب عريض ما بين المنكبين، و في كتفه اليسرى وضح ضارب بلحيته على صدره، ناصب بعده موضع السجود فلما سلّمت عليه فردّ علي السلام و نظر إليّ و مددت يدي إليه لأصافحه فأبى أن يصافحني فقلت: يرحمك اللّه يا أويس و غفر لك، كيف أنت رحمك اللّه؟ و خنقتني

ص: 432


1- ترجمته في سير الأعلام 584/12(221).
2- بالأصل و م:«خيثم» و المثبت عن ميزان الاعتدال و التقريب و سير الأعلام.
3- إلى هنا ينتهي الخبر في سير أعلام النبلاء 28/4 و حلية الأولياء 87/2 في ترجمة عامر بن عبد قيس.
4- رسمها غير واضح بالأصل و في م: بك، و لعل الصواب؟؟؟ أثبت.
5- بالأصل و م «إلى طلبه».

العبرة من حبي إياه و رقتي عليه، لما رأيت من حاله حتى بكيت و بكى قال: و أنت فحياك اللّه يا هرم بن حيّان كيف أنت يا أخي؟ من دلّك علي؟ قلت: اللّه، قال: لا إله إلاّ اللّه سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا، فقلت له: فمن أين عرفت اسمي و اسم أبي و ما رأيتك قبل اليوم و لا رأيتني؟ قال: أنبأني بذلك العليم الخبير، عرفت روحي روحك حيث كلّمت نفسي نفسك، إن الأرواح لها أنفسا كأنفاس الأجساد، و ان المؤمنين ليعرف بعضهم بعضا، و يتحابّون بروح اللّه و إن لم يلتقوا، و يتعارفوا و إن نأت بهم الديار، و تفرقت بهم المنازل.

قلت: حدثني رحمك اللّه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: إني لم أدرك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لم يكن له معه صحبة بأبي و أمي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لكني قد رأيت رجالا رأوه، و لست أحب أن أفتح هذا الباب على نفسي، أن أكون محدثا أو قاصّا أو مفتيا، في نفسي شغل عن الناس قلت:

أي أخي اقرأ علي آيات من كتاب اللّه أسمعها منك و أوصني بوصية أحفظها، فإني أحبك في اللّه قال: فأخذ بيدي ثم قال: أعوذ باللّه السميع العليم من الشيطان الرجيم قال ربي و أحق القول قول ربي و أصدق الحديث حديث ربي فقرأ: وَ مٰا خَلَقْنَا السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ وَ مٰا بَيْنَهُمٰا لاٰعِبِينَ مٰا خَلَقْنٰاهُمٰا إِلاّٰ بِالْحَقِّ إلى قوله إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (1) فشهق شهقة فنظرت إليه، و أنا أحسبه قد غشي عليه ثم قال: يا هرم بن حيّان مات أبوك حيان، و يوشك أن تموت أنت، فإمّا إلى الجنة و إمّا إلى النار، و مات أبوك آدم، و يوشك أن تموت، و ماتت أمك حواء يا ابن حيان، و مات نوح نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و مات إبراهيم خليل اللّه، و مات موسى نجيّ الرّحمن، و مات داود خليفة الرّحمن، و مات محمد صلى اللّه عليه و سلّم، و عليهم أجمعين، و مات أبو بكر خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و مات أخي و صديقي عمر بن الخطاب، فقلت له: إن عمر لم يمت، قال: بلى قد نعاه إليّ ربي، و نعا إليّ ربي و أنا و أنت من الموتى، ثم صلى على النبي صلى اللّه عليه و سلم و دعا بدعوات خفاف. ثمّ هذه وصيتي إياك كتاب اللّه، و نعى المرسلين، و نعى صالح المؤمنين. و عليك بذكر الموت و لا يفارق قلبك طرفة عين ما بقيت، فانذر بها قومك إذا رجعت إليهم، و انصح الأمة جميعا، و إياك أن تفارق الجماعة فتفارق دينك و أنت لا تعلم فتدخل النار، و ادع لي و لنفسك. ثم قال: اللّهم إنّ هذا يزعم أنّه يحبني فيك، و زارني من أجلك، فعرفني وجهه في الجنة، و ادخله عليّ في دارك دار السلام، و احفظه ما دام في الدنيا حيا، و أرضه باليسير، و اجعله لما أعطيته من نعمتك من

ص: 433


1- سورة الدخان، من الآية:38 إلى 42.

الشاكرين، و أجزه عني خيرا. ثم قال: السلام عليك و رحمة اللّه و بركاته لا أراك بعد اليوم يرحمك اللّه، و إني أكره الشهرة، و الوحدة أعجب إليّ لأني كثير الغمّ ما دمت مع هؤلاء الناس حيا، و لا تسأل عني و لا تطلبني، و اعلم أنك مني على بال، و إن لم أرك و تراني فادع لي فإني سأدعو لك و أذكرك إن شاء اللّه. انطلق أنت هاهنا حتى آخذ أنا هاهنا فحرصت أن أمشي معه ساعة، فأبي عليّ، ففارقته [و أنا] أبكي، و بكى، فجعلت انظر في قفاه حتى دخل بعض السكك، ثم سألت عنه بعد ذلك و طلبته فما وجدت أحدا يخبرني عنه بشيء رحمه اللّه و غفر له، و ما أتت عليّ جمعة إلاّ و أنا أراه في منامي مرة أو مرتين.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو القاسم الشّحّامي - في كتابهما - عن أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصّابوني، أنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيبة المفسر، قال: وجدت في كتاب جدي الحسن بن جعفر أن السّري بن خزيمة السويدي حدّثهم:

حدّثنا إبراهيم بن طارق الكوراني، حدّثنا الفضيل (1) بن عياض.

قال: و أنا أبو القاسم الحسن بن محمد، أنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن الصديق، و حدّثنا الحسين بن مصعب السّنجي (2)،حدّثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، حدّثنا الفضيل (3) بن عياض أنا أبو قرّة السّدوسي (4)،عن سعيد بن المسيّب، قال:

نادى عمر بن الخطاب و هو على المنبر بمنى يا أهل قرن فقام مشايخ فقالوا: نحن يا أمير المؤمنين قال: أ في قرن من اسمه أويس؟ فقال شيخ: يا أمير المؤمنين ليس فينا من اسمه أويس إلاّ مجنون يسكن القفار و الرمال لا يألف و لا يؤلف فقال: ذاك الذي أعنيه، إذا عدتم - إلى قرن - فاطلبوه و بلغوه سلامي، و قولوا له: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بشّرني بك، و أمرني أن أقرأ عليك سلامه، قال: فعادوا إلى قرن فطلبوه فوجدوه في الرّمال فأبلغوه سلام عمر و سلام النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: عرفني أمير المؤمنين و شهّر باسمي، السلام على رسول اللّه صلى اللّه عليه و على آله، و هام على وجهه فلم يوقف له بعد ذلك على أثر دهرا، ثم عاد في أيام علي فقاتل بين يديه فاستشهد في صفين أمامه، فنظروا فإذا عليه نيّف و أربعون جراحة، من

ص: 434


1- بالأصل «الفضل» خطأ و الصواب عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 421/8.
2- ترجمته في سير الأعلام 413/11 و السنجي: ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى سنج - بكسر السين - قرية كبيرة من قرى مرو، على سبعة فراسخ منها.
3- بالأصل «الفضل» خطأ و الصواب عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 421/8.
4- لم نجده، و لعله أبو قرة الأسدي الذي يروي عن سعيد بن المسيّب.

طعنة و ضربة و رمية (1).

أنبأنا أبو القاسم [علي بن إبراهيم الحسيني، نا عبد العزيز بن أحمد، نا تمام بن محمّد، نا جمح بن القاسم] (2)،أنا أبو قصي إسماعيل بن محمّد، حدّثنا زهير بن عبّاد، حدّثنا محمّد بن أيوب يعني الرّقّي، عن مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر قال:

بينما النبي صلى اللّه عليه و سلم بفناء الكعبة إذ نزل عليه جبريل عليه السلام في صورة لم ينزل عليه مثلها قط، فقال: السلام عليك يا محمّد، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«و عليك السلام و رحمة اللّه و بركاته» فقال: يا محمّد إنه سيخرج من أمتك رجل يشفع فيشفّعه اللّه في عدد ربيعة و مضر فإن أدركته فسله الشفاعة لأمتك، فقال:«أي حبيبي جبريل ما اسمه و ما صفاته؟» قال: أما اسمه فأويس، و أما صفته و قبيلته فمن اليمن من مراد، و هو رجل أصهب مقرون الحاجبين، أدعج العينين، بكفّه اليسرى وضح أبيض، قال: فلم يزل النبي صلى اللّه عليه و سلم يطلبه فلم يقدر عليه، فلما احتضر النبي صلى اللّه عليه و سلم أوصى أبا بكر و أخبره بما قال له جبريل في أويس القرني:«فإن أنت أدركته فسله الشفاعة لك و لأمتي»[2454]، فلم يزل أبو بكر يطلبه فلم يقدر عليه فلما احتضر أبو بكر الصّدّيق أوصى به عمر بن الخطاب و أخبره بما قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قال: يا عمر إن أنت أدركته فسله الشفاعة لي و لك و لأمة محمّد صلى اللّه عليه و سلم فلم يزل عمر يطلب حتى كان آخر حجة حجها عمر و علي بن أبي طالب فأتيا رفاق اليمن، فنادى عمر بأعلى صوته: يا معشر الناس هل فيكم أويس القرني - أعاد مرتين - فقام شيخ من أقصى الرفاق. فقال: يا أمير المؤمنين نعم هو ابن أخ لي، هو أخمل أمرا و أهون ذكرا من أن يسأل مثلك، فأطرق عمر طويلا حتى أن الشيخ ظن أنه ليس من شأنه ابن أخيه، قال عمر: أيها الشيخ ابن أخيك في حرمنا هذا؟ قال الشيخ: هو في وادي أراك عرفات.

قال: فركب عمر [و علي] (3) على حماريهما حتى أتيا وادي أراك عرفات، فإذا هما برجل كما وصفه جبريل للنبي صلى اللّه عليه و سلم أصهب مقرون الحاجبين، أدعج العينين رام بذقنه على صدره، شاخص ببصره نحو موضع سجوده، قائم يصلّي و هو يتلو القرآن، فدنيا منه فقالا له لما فرغ: السلام عليك و رحمة اللّه، فقال لهما: و عليكما السلام و رحمة اللّه و بركاته، فقال له عمر: من أنت يا عبد اللّه؟ قال: أنا عبد اللّه بن عبد اللّه، فقال له علي: قد علمنا أن أهل السموات و الأرض كلهم عبيد اللّه، قال: أنا راعي الإبل و أجير القوم، فقال له

ص: 435


1- الخبر نقله في سير أعلام النبلاء 32/4.
2- زيادة لازمة عن م.
3- زيادة عن م.

علي: لسنا عن هذا سألناك من رعيتك و إجارتك، إنّا نسألك بحق حرمنا هذا إلاّ أخبرتنا باسمك الذي سماك به أبوك؟ قال: أنا أويس القرني، فقال له: يا أويس إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذكر أن بكفك اليسرى و ضحا أبيض، فأوضح لنا فيه فأراهما يده، فأقبل علي و عمر يقبّلانه، فقال علي: يا أويس، إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذكر أنّك سيد التابعين، و أنك تشفع فيشفعك اللّه في عدد ربيعة و مضر، فقال لهما أويس: فعسى أن يكون ذلك غيري قال له علي: قد أيقنّا أنك أنت هو حقا يقينا، قال: فرفع أويس يده [إلى] (1) السماء ثم قال: إن هذين ابنا عمي يحبّاني فيك فاغفر لهما و للمؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات، ثم إن عمر قال له: أين الميعاد بيني و بينك إني أراك رثّ الحال حتى آتيك بكسوة و نفقة من رزقي، فقال له أويس: هيهات هيهات إن بيني و بينك عقبة كئودا لا يجاوزها إلاّ كل ضامر عطشان مهزول، ما ترى يا عمر، إنّ عليّ طمرين من صوف و نعلين مخصوفتين، و لي نفقة، و لي على القوم حساب. قال متى آكل هذا؟ و إلى متى يبلى هذا؟ فأخرج عمر الدرّة من كمه ثم نادى: يا معشر الناس من يأخذ الخلافة بما فيها؟ فقال له أويس: من جدع اللّه أنفه يا أمير المؤمنين، فقال له عمر: و اللّه ما بكيت مصرا و لا كلمت به ذميا، و لا أكلت بها حمى أرض. قال أويس: جزاك اللّه خيرا عن هذه الأمة، و أنت يا علي فجزاك اللّه خيرا عن هذه الأمة، تعيشان حميدين و تموتان فقيدين، فقالا له: أوصنا بحياتك يرحمك اللّه، فقال لهما أويس: أوصيكما بتقوى اللّه و العمل بطاعته و الصبر على ما أصابكما، فإن ذلك من عزم الأمور، و أوصيكما أن تلقيا هرم بن حيّان فتقرئاه مني السّلام، و خبّراه أني أرجو أن يكون رفيقي في الجنة. قال: فودّعاه و لم يزل (2) عمر و عليّ رضي اللّه عنهما (3) يطلبان هرم بن حيّان فبينما هما ماران (4) في مسجد النبي صلى اللّه عليه و سلم إذا هما بهرم بن حيّان قائم يصلّي فانتظراه، فلما انصرف سلّما عليه، فردّ عليهما السلام، ثم قال لهما: من أين جئتما؟ قالا: جئنا من عند أويس القرني و هو يقرئك السلام، و هو يقول لك إني أرجو أن تكون رفيقي في الجنة.

قال: فلم يزل هرم بن حيّان في طلب أويس فبينما هو بالكوفة مارّ على شاطئ

ص: 436


1- زيادة لازمة عن م.
2- بالأصل: و لم يزال و في م: و لم يزالا.
3- بالأصل و م: عنه.
4- بالأصل و م: مارين.

الفرات إذ هو برجل أصهب مقرون الحاجبين، أدعج العينين، يغسل طمرين له من صوف، فدنا منه هرم بن حيّان فقال: السلام عليك و رحمة اللّه يا أويس، فأجابه بمثل ذلك من السلام و قال له: يا هرم بن حيّان، قال له هرم: كيف الزمان عليك؟ قال له أويس: كيف الزمان على رجل إذا أصبح يقول لا أمسي، و يمسي يقول لا أصبح، يا أخا مراد إن الموت و ذكره لم يترك للمؤمنين فرحا، و إن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لم يترك للمؤمن صديقا، فقال له هرم: يا أويس أما معرفتك أن عمر و عليا و صفاك لي فعرفتك بصفتهما، فأنت فمن أين عرفتني؟ قال له أويس: إن الأرواح جنود مجنّدة فما تعارف منها في اللّه ائتلف، و ما تناكر في اللّه اختلف. قال له أويس: يا هرم اتل عليّ (1) آيات من كتاب اللّه عزّ و جلّ فتلا عليه هذه الآية: وَ مٰا خَلَقْنَا السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ وَ مٰا بَيْنَهُمٰا لاٰعِبِينَ (2) قال: فخرّ أويس مغشيا عليه، فلما أفاق قال له هرم: إني أريد أن أصحبك و أكون معك، فقال له أويس: لا يا هرم و لكن إذا مت فكفنني و تدفنني، ثم إنهما افترقا، و لم يزل هرم بن حيّان في طلب أويس حتى دخل مدينة من مدائن الشام، يقال لها دمشق، فإذا هو برجل ملفوف في عباءة له ملقى في صحن المسجد، فدنا منه فكشف منه العباءة عن وجهه فإذا هو بأويس قد توفي، فوضع يده على أمّ رأسه ثم قال: و آخاه هذا أويس القرني مات ضائعا، فقالوا له:

من أنت يا عبد اللّه؟ و من هذا؟ فقال: أمّا أنا فهرم بن حيّان المرادي، و أما هذا فأويس القرني وليّ اللّه. قالوا: فإنا قد جمعنا له ثوبين نكفنه فيهما، فقال لهم هرم: ما له بثمن ثوبيكم حاجة، و لكن يكفنه هرم بن حيّان من ماله، قال: فضرب هرم بيده إلى مزود أويس فإذا هو بثوبين لم يكن له بهما عهد عند رأس أويس على أحدهما مكتوب: بسم اللّه الرّحمن الرحيم براءة من اللّه الرّحمن الرحيم لأويس القرني من النار؛ و على الآخر مكتوب:«هذا كفن لأويس القرني من الجنة».

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا [أبو] (3) أحمد بن عديّ، حدّثنا أحمد بن الحسين بن عبد الصمد، حدّثنا أبو الوليد الحرّاني - يعني وهب بن حفص - حدّثنا عمر بن حفص [بن] عمر، حدّثنا الحكم بن

ص: 437


1- بالأصل: عليهم و المثبت عن م.
2- سورة الدخان، الآية:38.
3- زيادة لازمة عن م.

أبان، عن عثمان بن حاضر، عن ابن عباس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«سيكون في أمتي رجل يقال له أويس بن عبد القرني و إن شفاعته في أمتي مثل ربيعة و مضر»[2455].

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو المظفّر محمود بن جعفر، و أبو الطّيّب محمّد بن أحمد بن إبراهيم، قالا: أنا أبو علي بن البغدادي، حدّثنا عمّي أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن سليمان، حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن محمّد الطنافسي، حدّثنا مقاتل بن محمّد، حدّثنا سهل بن سليمان، حدّثني عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جدّه أسلم، عن ابن الخطاب، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمّتي يقال له أويس فئام من الناس»[2456].

أنبأنا أبو القاسم النسيب، حدّثنا أبو بكر الخطيب، حدّثني أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن النّيسابوري، و أنبأنيه أبو سعد بن أبي صالح، عن أبيه، أنا عبد اللّه بن يوسف [بن] محمّد بن أحمد بن مخلد المروزي - بمكة - حدّثنا عمران بن موسى القرشي - بمصر - حدّثنا زهير بن عبّاد، حدّثني محمّد بن أيوب الرّقّي، عن مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر قال: بينا النبي صلى اللّه عليه و سلم بفناء (1) الكعبة إذا نزل عليه جبريل في صورة لم ينزل عليه في مثلها قطّ فقال: السلام عليك يا محمّد، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«و عليك السلام و رحمة اللّه و بركاته» فقال: يا محمّد سيخرج من أمتك رجل يشفع، فيشفّعه اللّه عزّ و جلّ في عدد ربيعة و مضر، فإن أدركته فسله الشفاعة لأمتك، قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«حدّثني يا جبريل ما اسمه و ما صفته» قال: أما اسمه أويس القرني، و أما صفته و نسبه: فمن اليمن من مراد. لم نكتبه إلاّ من هذا الوجه[2457].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا أبو العباس أحمد بن زياد الفقيه - بالدامغان (2)-حدّثنا محمّد بن أيوب، أنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، حدّثنا أبو بكر بن (3) عياش عن هشام، عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يدخل الجنّة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من ربيعة و مضر» قال هشام:

ص: 438


1- بالأصل «بنفا» و الصواب ما أثبت.
2- الدامغان: بلد كبير بين الري و نيسابور، و هو قصبة قومس (معجم البلدان).
3- بالأصل «عن» خطأ و المثبت عن م.

أخبرني حوشب، عن الحسن: أنه أويس القرني، قال أبو بكر بن عياش (1):فقلت لرجل من قومه: أويس بأي شيء بلغ هذا؟ قال: بفضل اللّه يؤتيه من يشاء[2458].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا ابن عبد اللّه الدّقّاق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، حدّثنا أبو طاهر المخلّص، قالا: أنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا محمّد بن زياد أبو روح البندي، حدّثنا أبو شهاب، عن يونس بن عبيد، عن الحسن قال: يخرج من النار بشفاعة رجل ليس بنبي أكثر من ربيعة و مضر، قال أبو روح: و حدّث أبو شهاب عن فضيل، عن هشام، عن الحسن قال: أويس - في حديث ابن الفراء، قال: هو أويس القرني-.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (2)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ، حدّثنا أبو زكريا يحيى بن محمّد العنبري، نا محمّد بن عبد السلام، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبد الوهاب (3) الثقفي، حدّثنا خالد الحذّاء، عن عبد اللّه بن شقيق، عن عبد اللّه بن [أبي] (4) الجدعاء أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي [أكثر] (5) من بني تميم».

قال الثقفي: قال هشام بن حسان: كان الحسن يقول: إنه أويس القرني. رواه غيره عن الثقفي، و لم يذكر أويسا[2459].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أحمد بن المقدام العجلي، حدّثنا يزيد (6) بن زريع ح.

قال: و حدّثني سويد بن سعيد، حدّثنا عبد الوهاب الثقفي جميعا عن خالد، عن عبد اللّه بن شقيق، قال: جلست إلى رهط أنا رابعهم فإذا رجل يحدّث عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ليدخلنّ الجنة رجل من أمتي أكثر من بني تميم» قلنا: يا رسول اللّه

ص: 439


1- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت عن م.
2- دلائل النبوة للبيهقي 378/2.
3- عن البيهقي و بالأصل «عبد اللّه» و في م: عبد الوهاب.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن البيهقي.
5- ...
6- زريع بتقديم الزاي، و إعجامها غير واضح بالأصل و المثبت عن م. انظر ترجمته في سير الأعلام 296/8.

سواك. قلنا: أنت سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؟ قال: نعم، قال: فسألت عنه بعد ما قام فقالوا: هذا ابن أبي الجدعاء، اللفظ لابن زريع (1)[2460].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا خالد الحذّاء، عن عبد اللّه بن شقيق، قال: جلست إلى رهط أنا رابعهم - بإيلياء - فقال أحدهم: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ليدخلنّ الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم» قلنا: سواك يا رسول اللّه قال:«سواي» قلت: أنت سمعته؟ قال: نعم (3)،قلت: أنت سمعته؟ قال: نعم. فلما قام، قلت من هذا؟ قالوا: ابن أبي الجدعاء.

أخبرنا أبو بكر صدّيق بن عثمان بن إبراهيم الدّيباجي التّبريزي، أنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد اللّه بن البطر (4)،أنا أبو الحسن (5) محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنا أبو علي إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا محمّد بن سنان بن يزيد القزّاز، حدّثنا عبد اللّه بن تمام أبو عاصم، حدّثنا خالد الحذّاء، عن عبد اللّه بن شقيق، عن [ابن] (6) أبي الجدعاء، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ليدخلنّ الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم» فقال رجل: يا رسول اللّه سواك؟ قال:«سواي» كذا قال. و الصواب عبيد اللّه بن تمام بزيادة ياء[2461].

أخبرنا أبو عبد [اللّه] (7) الخلال، أنا أبو طاهر [بن] (8) محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أحمد بن الحسين الجوّادي الموصلي، حدّثنا سعيد بن المغيرة الموصلي، حدّثنا أبو أحمد الزّبيري، حدّثنا سفيان الثّوري، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن

ص: 440


1- زريع بتقديم الزاي، و إعجامها غير واضح بالأصل. انظر ترجمته في سير الأعلام 296/8.
2- مسند الإمام أحمد ج 469/3-470.
3- كذا وردت مكررة بالأصل، و ذكرت مرة واحدة في مسند أحمد.
4- ترجمته في سير الأعلام 46/19(29) و بالأصل «ابن النظر» و الصواب ابن البطر و في م: ابن البظر.
5- ترجمته في سير الأعلام 258/17 و بالأصل «و أبو الحسين بن محمّد» خطأ و الصواب ما أثبت، و انظر ترجمة ابن البطر و في م:«أبو الحسين محمّد».
6- زيادة لازمة.
7- سقط لفظ الجلالة من الأصل و أضيف عن م.
8- زيادة لازمة.

سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يدخل الجنّة من أمتي أكثر من بني تميم»[2462].

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطّيّب عثمان بن عمرو بن محمد بن المنتاب، حدّثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، أنا يزيد بن زريع، أنا داود بن أبي هند، عن عبد اللّه بن قيس، عن الحارث بن قيس، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما من مسلمين يموت لهما أربعة إلاّ أدخلهما اللّه الجنّة بفضل رحمته» قال: يا رسول اللّه و الثلاثة:[قال:«و الثلاثة»] قالوا: يا رسول اللّه و اثنان؟ قال:«و اثنان» قال:«و إنّ من أمتي من يعظم النار حتى يكون أحد زواياها، و إن من أمتي لمن يدخل اللّه عزّ و جلّ بشفاعته أكثر من مضر»[2463].

أخبرنا أبو منصور أحمد بن محمد بن ينال الترك، أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم، حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن عمر بن الهيثم المذكر، أنا أبو بكر محمد بن علي بن الجارود، حدّثنا أبو سيار محمد بن عبد اللّه بن المستور، حدّثنا الحسن بن بشر، حدّثنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن أبي المليح، عن واثلة بن الأسقع، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يدخل الجنّة بشفاعة رجل [أكثر] من بني تميم»[2464].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، حدّثنا أبو علي أحمد بن إبراهيم الموصلي، نا أبو اليمان، عن جرير، عن عبد الرّحمن، قال: سمعت أبا أمامة يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ليدخلنّ الجنّة بشفاعة رجل - و ليس بنبي - الحيّين أو مثل أحد الحيّين ربيعة و مضر» فقال قائل: يا نبي اللّه ما ربيعة من مضر؟ فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«أنا أقول ما أقول»[2465].

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرّجاء الأصبهاني، أنا منصور بن الحسين بن علي، و أحمد بن محمود بن أحمد، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن أبي يحيى المدني، حدّثنا عمر بن علي أبو حفص، حدّثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، حدّثنا خالد، عن عبد اللّه بن أبي الجدعاء أنه سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ليدخلنّ الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم» قالوا: يا رسول اللّه سواك؟ قال:«سواي».

و هذه الأحاديث تقوي ما تقدم من إثبات شفاعة أويس القرني.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر،

ص: 441

حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا شريك، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، قال: نادى رجل من أهل الشام يوم صفّين أ فيكم أويس القرني؟ قالوا: نعم قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّ من خير التابعين أويس القرني»[2466].

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (2)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ، حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ح.

و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا و أبو محمد بن بالوية، قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب.

حدّثنا العباس بن محمد، حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا شريك، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، قال: لما كان يوم صفّين نادى مناد من أصحاب معاوية أصحاب علي: فيكم أويس القرني؟ قالوا: نعم، فضرب دابّته حتى دخل معهم و قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«خير التابعين أويس القرني»[2467].

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، أنا محمد بن سعد (3)،أنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا سلاّم بن مسكين، حدّثني رجل قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«خليلي من هذه الأمة أويس القرني»[2468].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمد بن موسى، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي، أنا عبد اللّه بن محمد بن الحسن، حدّثنا عبد اللّه بن هشام، حدّثنا وكيع، عن ابن عون، عن ابن سيرين، قال:

كان (4) عمر بن الخطاب: إذا لقي رجلا من التابعين أن يأمره أن يستغفر له.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، حدّثنا

ص: 442


1- حلية الأولياء 86/2 و مسند الإمام أحمد 480/3 و اللفظ لأحمد، و فيه «أويسا» بدل «أويس».
2- دلائل النبوة للبيهقي 378/2.
3- طبقات ابن سعد 163/6.
4- بالأصل و م «أبو» و لعل الصواب ما أثبت.

يحيى بن محمد بن صاعد، حدّثنا الحسين، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا جعفر بن حيّان، أنا أبو نضرة العبدي، عن أسير بن جابر قال: كنا نجلس في مجلس في تلك المجالس و يجلس معنا أويس - فأحسب جعفرا ذكر من صفته فإذا حدّث هو أصاب حديثه من قلوبنا ما لا يصيب من حديث غيره قال: فسأل عنه عمر بن الخطاب و قد أقدموا عليه: هل سقط إليكم رجل من قرن من أمره، فقال رجل لأويس ذكرك أمير المؤمنين فلم يذكر لنا ذلك، فقال: ما كان في ذكره ما أتبلغ به إليكم قال: فأخذ عليكم عهدا أو ميثاقا ألاّ تحدث به غيره.

قال: و أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا عيسى بن عمر، حدّثنا عمر بن مرّة، قال: لما لقيه عمر و ظهر عليه هرب، فما رؤي حتى مات. قال أبو محمد بن صاعد: أسانيد أحاديث أويس صحاح رواها الثقات، عن الثقات و هذا الحديث منهما، و هذا تسميه أهل البصرة يسير بن جابر و يسميه أهل الكوفة يسير بن عمرو، و له صحبة (1).

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون، أنا محمد بن علي بن الحسن الحسني، أنا أحمد بن علي بن العطّار، أنا علي بن أحمد بن عمرو، حدّثنا محمد بن منصور، حدّثنا عبد اللّه بن أبي زياد، حدّثنا سيّار، حدّثنا جعفر بن سليمان، عن إبراهيم بن عيسى اليشكري، قال: قال أويس القرني: لأعبدنّ اللّه في الأرض كما تعبده الملائكة في السماء.

قال: فكان إذا استقبل الليل. قال: يا نفس، الليلة القيام، فيصفّ قدميه حتى يصبح، ثم يستقبل الليلة الثانية، فيقول: يا نفس، الليلة الركوع فلا يزال راكعا حتى يصبح، و يستقبل الليلة الثالثة (2) فيقول: يا نفس، الليلة السجود فلا يزال ساجدا حتى يصبح.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو القاسم الشّحّامي و غيرهما - في كتبهم - عن أبي عثمان الصّابوني، أنا أبو القاسم بن حبيب المفسر، أنا أبو القاسم منصور بن العباس، حدّثنا محمد بن إبراهيم بن خالد، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني عبد الرّحمن بن صالح الأزدي، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز الربيع، عن يسير بن ذعلوق، عن بكر بن ماعز، عن الربيع بن خثيم قال: أتيت أويس القرني فوجدته جالسا يصلي الفجر، فقلت:

لا أشغله عن التسبيح، فمكث مكانه ثم قام إلى الصلاة حتى صلّى الظهر ثم قام إلى الصلاة فقلت: لا أشغله عن العصر فصلّى العصر ثم صلّى المغرب، فقلت: لا بد له من أن يرجع

ص: 443


1- انظر الخلاف حول اسمه ترجمته في تهذيب التهذيب 378/11.
2- عن مختصر ابن منظور 89/5 و بالأصل و م «القبلة».

فيفطر، فثبت مكانه حتى صلّوا العشاء الآخرة، فقلت: لعله يفطر بعد العشاء الآخرة، فثبت مكانه حتى صلّى الفجر ثم جلس، فغلبته عيناه فانتبه و قال: اللّهمّ إني أعوذ بك من عين نوّامة، و من بطن لا يشبع، فقلت: حسبي ما عاينت منه فرجعت.

و كان أويس يقول: هذه ليلة الركوع فيحيي الليل كله في ركعة، و يقول: هذه ليلة السجود فيحيي الليل كله في سجدة.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،حدّثنا أبو بكر محمد بن أحمد، حدّثنا الحسن بن محمد، حدّثنا عبيد اللّه بن عبد الكريم، حدّثنا سعيد بن أسد بن موسى، حدّثنا ضمرة بن ربيعة، عن أصبغ بن زيد، قال: كان أويس القرني إذا أمسى يقول: هذه ليلة الركوع، فيركع حتى يصبح، و كان يقول إذا أمسى هذه ليلة السجود، فيسجد حتى يصبح. و كان إذا أمسى تصدق بما في بيته من الفضل من الطعام و الثياب (2) ثم يقول: اللّهم من مات جوعا فلا تؤاخذني به، و من مات عريانا فلا تؤاخذني به.

أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد اللّه السّنجي، أنا عبد الكريم بن عبد الرزاق الحسناباذي، أنا منصور بن الحسين بن علي الكاتب، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، حدّثنا عبد الصمد بن يزيد قال: سمعت رافع بن حفص الهذلي يقول: كان أويس القرني إذا جنّه الليل يقول: اللّهمّ إنّي أبرأ إليك من كل كبد جائعة، و من كل بدن عار (3)،اللّهم إنّي لا أملك إلاّ ما ترى.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو العباس السّيّاري، حدّثنا عبد اللّه بن علي الغزال، حدّثنا علي بن الحسن بن سفيان، حدّثنا عبد اللّه بن المبارك، أنا يزيد بن يزيد البكري، قال: قال أويس القرني: كن في أمر اللّه كأنك فقدت (4) الناس كلهم.

قال: و أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا سفيان الثوري، قال: كان لأويس القرني رداء إذا جلس مسّ الأرض، و كان يقول: اللّهم إني أعتذر إليك من كل كبد جائعة، و جسد عار (5)،

ص: 444


1- حلية الأولياء 87/2 و سير أعلام النبلاء 30/4.
2- السير: و الشراب.
3- بالأصل «فقلت» و في م:«قتلت» و لعل الصواب ما أثبت.
4- بالأصل و م: عاري.
5- بالأصل «فقلت» و في م:«قتلت» و لعل الصواب ما أثبت.

و ليس لي إلاّ ما على ظهري و في بطني.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، أنا عبد الرزاق بن عبد الكريم و عبد اللّه بن محمد أبو طاهر الكيّال، قالا: أنا محمد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي، حدّثنا محمد بن يعقوب بن يوسف، حدّثنا محمد بن سفيان، حدّثنا أبو عاصم النبيل، عن النجم بن فرقد، قال: قال أويس القرني: اللّهمّ إنّي أبرأ إليك من كل كبد جائعة فإنه ليس لي إلاّ ما في بطنى (1)،اللّهم إني أبرأ إليك من كل جنب عار فإنه ليس لي إلاّ ما على جنبي.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي، أنا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمد، حدّثنا عبد اللّه بن هاشم، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، حدّثني قيس بن يسير بن عمرو، عن أبيه: أن أويس القرني عري مرة فكساه أبي فقيل قال:

و كان أويس يقول: اللّهم لا تؤاخذني بكل كبد جائعة أو جسد عار.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، حدّثنا أحمد بن زياد الفقيه - بالدامغان - حدّثنا محمد بن أيوب، حدّثنا أحمد بن يونس، حدّثنا أبو الأحوص، حدّثني صاحب لنا قال (2):جاء رجل من مراد إلى أويس القرني فقال:

السلام عليكم. قال: و عليكم قال.: كيف أنتم يا أويس؟ قال: فحمد اللّه. قال: كيف الزمان عليكم؟ قال: لا تسأل رجلا (3) إذا أمسى لم ير أنه يصبح، و إذا أصبح لم ير أنه يمسي، يا أخا مراد إن الموت لم يبق لمؤمن فرحا، يا أخا مراد إن عرفان المؤمن بحقوق اللّه لم يبق له فضة و لا ذهبا، يا أخا مراد إن قيام المؤمن بأمر اللّه لم يبق له صديقا، و اللّه إنّا لنأمرهم بالمعروف و ننهاهم عن المنكر، فيتّخذونا أعداء، و يجدون على ذلك من الفاسقين أعوانا حتى و اللّه لقد يقذفون بالعظائم (4)،و أيّم اللّه لا يمنعني ذلك أن أقول (5)بالحق هذا الرجل الذي لم يسم في هذه الرواية اسمه وهيب.

أخبرناه أبو محمد بن طاوس، أنا علي بن محمد بن محمد بن الأخضر، أنا أبو

ص: 445


1- بالأصل «بطن».
2- انظر طبقات ابن سعد 164/6-165.
3- بالأصل و م:«رجل».
4- عن ابن سعد، رسمها بالأصل غير واضح و في م: بالعظايم.
5- ابن سعد: أن أقوم للّه بالحق.

عبد اللّه أحمد بن محمد بن يوسف العلاّف، أنا الحسين بن صفوان البردعي، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا وهب بن منصور الورّاق، حدّثنا أبو الأحوص سلاّم بن سليم، عن وهيب، قال: جاء رجل إلى أويس القرني فقال: السلام عليكم. فقال: و عليكم. قال:

كيف أنتم يا أويس؟ قال: فحمد اللّه قال: كيف الزمان عليكم؟ قال: ما دنيا رجل إذا أصبح لم ير أنه يمسي،[و إذا أمسى] (1) لم ير أنه يصبح، قال: فيبشّر بجنة أو بنار. يا أخا مراد إن الموت لم يبق فرحا، يا أخا مراد، قيام المؤمن بحقوق اللّه لم يبق له ذهبا و لا فضة، يا أخا مراد قيام المؤمن بأمر اللّه لم يبق له صديقا. و اللّه إنا لنأمرهم بالمعروف و ننهاهم عن المنكر، فيأمرنا (2) بالعظائم و يتخذونا أعداء و يجدون على ذلك أعوانا. و أيم اللّه لا يمنعني ذلك أن نقوم للّه عزّ و جلّ بحق.

و قد روي عن أويس من وجه آخر، أخبرناه أبو عبد اللّه الخلال، حدّثنا أبو بكر محمد [بن] عبد اللّه بن شبيب بن عبد اللّه بن شبيب الضّبّي إمام جامع أصبهان - إملاء - حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن عمر بن الهيثم الواعظ حدّثنا أبو عيسى المافرّوخي و اسمه محمد بن عبد اللّه بن عيسى بن العباس، حدّثنا أبو خالد القرشي، حدّثنا أبو عاصم، حدّثنا النجم بن فرقد، عن عبادة بن المغيرة قال: جاء رجل من مراد إلى أويس القرني، فقال: السلام عليكم يا أويس، كيف أنت؟[قال]: و كيف على رجل إن أصبح ظنّ أن لن يمسي، و إن أمسى ظنّ أن لن يصبح مبشّرا بجنة أم بنار. يا أخا مراد إن الموت و ذكره لم يدع لمؤمن في الدنيا فرحا، و إنّ علم المؤمن باللّه لم يدع لمؤمن ذهبا و لا فضة، و إنّ قيام المؤمن في الناس بالحق لم يدع له فيهم صديقا. و أيم اللّه ما يمنعنا ذلك من أن نأمرهم بالمعروف و ننهاهم عن المنكر، و يشتمون أعراضنا و يجدون على ذلك من الفاسقين أعوانا.

أنبأنا أبو علي الحداد، و أنا أبو نعيم الحافظ (3) حدّثنا محمد (4) بن جعفر، حدّثنا محمد بن جرير، حدّثنا محمد بن حميد، حدّثنا زافر بن سليمان، عن شريك، عن جابر،

ص: 446


1- زيادة عن الرواية السابقة.
2- في مختصر ابن منظور 90/5 فيرمونا.
3- حلية الأولياء 83/2 و سير أعلام النبلاء 30/4.
4- بالأصل و م «مخلد» و المثبت عن الحلية.

عن الشعبي، قال: مرّ رجل من مراد على أويس القرني فقال: كيف أصبحت؟ قال:

أصبحت أحمد اللّه، قال: كيف الزمان عليك؟ قال: كيف الزمان على رجل إن أصبح ظن أنه لا يمسي، و إن أمسى ظن أنه لا يصبح، فمبشّر بالجنة أو مبشّر بالنار. يا أخا مراد إن الموت و ذكره لم يترك (1) لمؤمن فرحا، و إنّ علمه بحقوق اللّه لم يترك له في ماله فضة و لا ذهبا، و إنّ قيامه للّه بالحق لم يترك له صديقا.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمر بن السّماك، حدّثنا الحسن بن عمر، و قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: قال أويس: لا يقال (2) هذا الأمر حتى تكون كأنك قتلت الناس أجمعين.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي (3)،أنا أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن الحسن بن النّقّور، و أبو علي محمد بن وشاح ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالوا: أنا عيسى بن علي، حدّثنا القاضي أبو عبيد علي بن الحسن بن حرب، حدّثنا أبو السكين زكريا بن يحيى بن عمر الطائي، حدّثني شريح - يعني ابن مسلم العابد الضرير - و جعفر بن حميد زنبقة مولى أم سلمة قالا جميعا: حدّثنا أبو سلامة وهيب بن أبي الشعثاء قال: قدم هرم بن حيّان الكوفة فسأل عن أويس فقيل له: هو يألف موضعا من الفرات يقال له العريض بين الجسر و العاقول، و من صفته كذا. فمضى هرم حتى وقف عليه فإذا هو جالس ينظر إلى الماء و يفكر، و كانت عبادة أويس الفكرة. فقال هرم: السلام عليك يا أويس القرني. قال:

و عليك السلام يا هرم بن حيّان العبدي. قال له هرم: رحمك اللّه أنت وصفت لي فعرفتك بصفتك، و أنت كيف عرفتني؟ قال: عرفت روحي روحك، ثم ذكر له الحديث الذي جاء إن الأرواح أجناد مجنّدة. فقال له هرم: يا أويس أوصني، فقرأ عليه آيات من آخر حم الدخان من قوله إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقٰاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (4)حتى ختمها ثم قال له: يا هرم احذر ليلة صبيحتها القيامة، و لا تفارق الجماعة فتفارق دينك؛ ما زاده عليه.

ص: 447


1- الحلية:«لم يدع» و الأصل كالسير.
2- في المختصر: لا ينال.
3- بالأصل «المحلي» و المثبت و الضبط عن التبصير.
4- سورة الدخان، الآية:40.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن أحمد بن يوة (1)أبو الحسن اللّبناني (2)،حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمد - هو ابن الحسين بن أبي جعفر - حدّثنا بقية بن الوليد، حدّثني سعيد بن علي القرشي، حدّثني شيخ من أهل مكة يكنى أبا عبد اللّه، عن هرم بن حيّان العبدي: أنه أتى أويس بن عامر القرني فوجده يغسل ثيابه بالطين على شاطئ الفرات قال: فعرف كل واحد منهما صاحبه بالنعت، فوعظه يومئذ موعظة فكان فيما قال: يا هرم بن حيّان توسّد الموت إذا نمت و اجعله أمامك إذا قمت، و لا تنظر في صغر ذنبك و لكن انظر من عصيت، فإن صغّرت ذنبك فقد صغّرت اللّه، و إن عظّمت ذنبك فقد عظمت.

قال: و حدّثنا وهب بن منصور، حدّثنا أبو الأحوص سلام بن سليم بن سليم، عن وهيب، قال: قال أويس القرني: إن الموت لم يبق لمؤمن فرحا.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد (3)،أنا الفضل بن دكين، حدّثنا سيف بن هارون البرجميّ، عن منصور (4)بن مسلم بن شابور، حدّثني شيخ من بني حرام عن هرم بن حيّان العبدي قال: قدمت من البصرة فلقيت أويس (5)القرني على شط الفرات بغير حذاء فقلت: كيف أنت يا أخي؟ كيف أنت يا أويس؟ فقال لي: كيف أنت يا أخي؟ فقلت: حدّثني. قال: إني أكره أن أفتح هذا الباب - يعني على نفسي - أن أكون محدثا أو قاصّا أو مفتيا، ثم أخذ بيدي فبكى قال: فقلت: فاقرأ عليّ قال: أعوذ باللّه السميع العليم من الشيطان الرجيم حم وَ الْكِتٰابِ الْمُبِينِ إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبٰارَكَةٍ إِنّٰا كُنّٰا مُنْذِرِينَ حتى بلغ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) قال: فغشي عليه ثم أفاق، قال: الوحدة أحبّ إليّ.

أخبرنا القاسم بن السوسي، أنا سهل بن بشر، أنا طرفة بن أحمد الحرستاني (7)

ص: 448


1- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن م و الضبط عن التبصير.
2- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت و الضبط عن التبصير 1501/4 و في م: النساي.
3- طبقات ابن سعد 165/6.
4- ابن سعد: منصور عن مسلم بن سابور.
5- ابن سعد: أويسا.
6- سورة الدخان، من الآية الأولى إلى الآية 6.
7- هذه النسبة إلى حرستا، قرية على باب دمشق قريبة منها.

[أنا] (1) عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو الجهم، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، قال:

سمعت أبا عبد اللّه النّباجي (2) قال: قال هرم بن حيّان لأويس القرني: صلنا بالزيارة، فقال له أويس: قد وصلتك بما هو خير من الزيارة و اللقاء، بالدعاء بظهر الغيب، إن الزيارة و اللقاء - يعني - ينقطعان و الدعاء يبقى ثوابه. أو كما قال.

أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضل بن يحيى، أنا أبو محمد بن أبي شريح، أنا محمد بن عقيل بن الأزهر، حدّثنا محمد بن نصر، حدّثني محمد بن يحيى الأزدي، حدّثني محمد بن إبراهيم، حدّثني شعيب بن حرب، قال: قال رجل لأويس القرني: أصبحك أستأنس بك، فقال: سبحان اللّه ما كنت أرى أحدا يعبد اللّه أو قال يعرف اللّه يستوحش مع اللّه قال: فإن تأمرني أن أنزل، فأومأ بيده نحو الشام قال: فكيف بالمعيشة؟ فقال أويس: أ يخالط هذه القلوب شكّ ما تنتفع معه موعظة؟.

قال: و حدّثنا محمد بن نصر، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي، عن سفيان، عن قيس بن يسير (3) بن عمرو، عن أبيه قال: كسوت أويس القرني ثوبين من العري.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه و محمد بن أحمد بن علي السّمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمد، حدّثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدّثنا محمد بن عبد اللّه المخرّمي، حدّثنا ابن مهدي، حدّثنا سفيان بن أسير بن عمرو، عن أبيه قال: كسوت أويسا القرني ثوبين من العري. كذا قال سفيان بن أسير. و الصواب سفيان، عن قيس بن يسير، كما تقدم.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن محمد بن عبيد قراءة ح، و عن أبي نعيم محمد بن عبد الواحد، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن خزفة (4)،قالا: أنا أبو عبد اللّه محمد بن الحسين الزّعفراني، حدّثنا أبو بكر بن أبي الخيثمة، حدّثنا موسى بن إسماعيل، حدّثنا حمّاد، أنا الجريري،

ص: 449


1- زيادة لازمة.
2- اسمه سعيد بن بريد النباجي أحد عباد اللّه الصالحين، و هذه النسبة النباجي إلى نباج قرية في بادية البصرة على النصف من طريق مكة (الأنساب).
3- في الحلية 84/2:«بشير» و الأصل مثل ابن سعد 164/6.
4- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن م و الضبط عن التبصير 429/1.

عن أبي نضرة، عن أسير بن جابر، أنا أويس القرني كان إذا حدّث يقع حديثه من قلوبنا موقعا حديث غيره.

أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد البيهقي، أنا علي بن أحمد بن محمد الواحدي، أنا أبو القاسم بن عبدان، حدّثنا محمد بن عبد الضّبّي، أخبرني الحسن بن حليم المروزي، حدّثنا أبو الموجّه، أنا عبدان، أنا ابن المبارك، حدّثنا جعفر بن سليمان، عن أبي نضرة العبدي، عن أسير بن جابر، عن أويس القرني قال: لم يجالس هذا القرآن أحد إلاّ قام عنه بزيادة أو نقصان، قضاء من اللّه الذي قضى شِفٰاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ لاٰ يَزِيدُ الظّٰالِمِينَ إِلاّٰ خَسٰاراً (1).

أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن البروجردي، أنا أبو سعد علي بن عبد اللّه بن أبي صادق الحيري، أنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن باكويه الشيرازي (2)،حدّثنا إسحاق بن أحمد بن علي، حدّثنا إبراهيم بن يوسف، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أبا سليمان يقول: لما حجّ أويس القرني دخل المدينة، فلما وقف على باب المسجد قيل له: هذا قبر النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال: فغشي عليه فلما أفاق قال: أخرجوني فليس ببلدي بلدة محمد صلى اللّه عليه و سلّم فيها مدفون.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا محمد بن الحسين، حدّثنا عبيد بن إسحاق الضّبّي، حدّثنا العلاء بن ميمون عن الحكم بن عتيبة قال: قرأ (3) أويس القرني على قصّار في يوم شديد البرد، فرحمه أويس و جعل يبكي، فنظر إليه القصّار، فقال له: يا أويس ليت تلك الشجرة لم تخلق. قال: فما سمع جواب أسرع منه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي.

أخبرنا أبو علي البجلي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي،

ص: 450


1- سورة الإسراء، الآية:82.
2- ترجمته في سير الأعلام 544/17(363).
3- في مختصر ابن منظور 90/5 «مرّ».

حدّثني أبي أحمد (1) قال: أويس كوفي تابعي من خيار التابعين و عبّادهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا محمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد الخشّاب، أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه الجوزقي، أنا محمد بن عبد الرّحمن الدّغولي (2)،قال: سمعت محمد بن عبد اللّه بن قهذان يقول:

حدّثنا وهب بن زمعة عن سفيان بن عبد الملك قال: قال عبد اللّه - هو ابن المبارك - أصبت حديث أويس القرني و هرم بن حيّان و أنا إسناده عن أسلم أبي مرية فطمعت فيه فقلت لإنسان أكتبه فكتبه فسألته عنه فما وجدت له أصلا، كذا قال. و الصواب عن أسلم، عن أبي مرية و اسمه عبد اللّه بن عمرو العجلي، و أسلم الراوي عنه عجلي أيضا.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا و أبو محمد بن بالوية، قالا: حدّثنا العباس محمد الدّوري، حدّثنا قراد أبو نوح حدّثنا ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي، نا أبو نوح، أنا شعبة قال: سألت عمرو بن مرّة و أبا إسحاق عن أويس القرني فلم يعرفاه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف حدّثنا أبو جعفر محمد بن عمرو العقيلي، حدّثنا محمد بن علي بن زيد، حدّثنا الحسن - يعني ابن علي - حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنا شعبة قال: سألت عمرو بن [مرّة] (3) عن أويس القرني فلم يعرفه. قال زيد: و كان أويس من عشيرته.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا الحسين بن أحمد بن فهد، أنا أبو يعلى، حدّثنا أبو داود، حدّثنا شعبة قال: سألت عمرو بن مرّة، قلت: أخبرني عن أويس القرني تعرفونه فيكم قال: لا، إن لم يعرفه عمرو بن مرّة فقد عرفه غيره، و أمر أويس مشهور فلا معنى لهذا القول.

ص: 451


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 74.
2- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى دغول، اسم رجل.
3- سقطت من الأصل، و أضيفت عن م.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (1) و ابن (2) المهتدي ح.

و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي، قال: أويس بن عمرو المرادي و هو القرني في زمن عمر بن الخطاب يعني مات.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا خيثمة بن سليمان، حدّثنا إسحاق بن سيّار (3)،حدّثنا الكوفي، عن شريك، عن يزيد بن أبي زياد، عن ابن أبي ليلى، قال: نادى مناد يوم صفّين: أ في القوم أويس؟ قال:

فوجد في قتلى علي.

أخبرنا أبو محمد السّلمي، حدّثنا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا يحيى بن عبد الحميد، حدّثنا شريك، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، قال:

نادى مناد يوم صفّين: أ في القوم أويس القرني، فوجد في قتلى علي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (4) حدّثنا محمود بن محمد الواسطي، حدّثنا زحمويه (5)،حدّثنا سنان بن هارون، عن حمزة الزيات، حدّثني يسير (6) قال: سمعت زيد بن علي يقول: قتل أويس القرني يوم صفّين.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا

ص: 452


1- بالأصل «المحلي» و الصواب ما أثبت و ضبط، عن التبصير.
2- بالأصل «بن» بدون «واو» خطأ و في م: أنا أبو الحسين بن المهتدي.
3- رسمها غير واضح بالأصل، ترجمته في سير الأعلام 194/13 و فيها: حدث عنه... و خيثمة بن سليمان.
4- الكامل في الضعفاء 412/1.
5- اسمه زكريا بن يحيى بن صبيح بن راشد الواسطي انظر لسان الميزان 484/2 و الاكمال لابن ماكولا 179/4 و سير الأعلام 446/11 و 498.
6- في ابن عدي: بشر و في م: سير.

محمد بن عبد اللّه بن خميرويه (1)،حدّثنا الحسين بن إدريس، أنا محمد بن عبد اللّه بن عمّار، قال: ذكر عند المعافى بن عمران و أنا حاضر أن أويس قتل في الرّجّالة مع علي بصفّين فقال معافى: ما حدث بهذا الأمر أعرج، فقال له عبد ربه الواسطي: يا أبا مسعود حدّثني به شريك بن عبد اللّه، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، فسكت.

حدّثنا أبو النضر عبد الرّحمن بن عبد الجبار، عن عثمان - لفظا - و أبو الحسن علي بن سهل بن محمد - بهراة - و أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن عمر قراءة - بأرّجان (2)-قالوا: أنا نجيب بن ميمون بن سهل، حدّثنا منصور بن عبد اللّه بن خالد، قال: سمعت أحمد بن هشام بن حميد يقول: سمعت أحمد بن عبد الجبار يقول: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: مات أويس القرني بسجستان فوجد معه أكفان لم يكن معه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، حدّثنا محمد بن الصّوّاف [حدّثنا] (3)عثمان بن أبي شيبة، قال: و الذي سمعنا في الحديث أن أويسا شهد مع علي صفّين و بها قتل.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي (4)،أنا أبو محمد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، قال: سمعت محمد بن زكريا الغلاّبي يقول: سمعت رجلا يقول لابن عائشة تزعمون أن أويسا (5) لم يكن مع علي؟ فقال ابن عائشة: فإنما خير أويس أو علي و قد روي في موته خلاف ذلك.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو القاسم السحامي - في كتابيهما - عن أبي عثمان الصابوني، أنا أبو القاسم بن حبيب حدّثنا أبو القاسم. عبيد اللّه بن المأمون بن أحمد - بهراة - حدّثنا أبي، حدّثنا أحمد بن عبد اللّه، حدّثنا يحيى بن الحجاج المنقري، عن

ص: 453


1- بالأصل بالحاء المهملة خطأ.
2- ضبطت عن ياقوت، و العجم يسمونها أرغان، مدينة كبيرة كثيرة الخير، بينها و بين شيراز ستون فرسخا، و بينها و بين سوق الأهواز ستون فرسخا.
3- سقطت من الأصل و في م: نا.
4- ضبطت عن الأنساب و التبصير.
5- بالأصل و م «أويس».

هشام، عن قتادة، عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يدخل بشفاعة رجل من أمتي الجنة أكثر من ربيعة و مضر». ما اسمى لكم ذلك الرجل قالوا: بلى، قال:«ذاك أويس القرني» ثم قال: يا عمر إن أدركته فاقرئه مني السلام و قل له حتى يدعو لك، و اعلم أنه كان به وضح فدعا اللّه عز و جل فرفع عنه، ثم دعاه فرئي عليه بعضه».

فلما كان في خلافة عمر و هو بالموسم [قال]: ليجلس كل رجل منكم إلاّ من كان من قرن فجلسوا إلاّ رجلا فدعاه فقال: هل تعرف فيكم رجلا اسمه أويس قال: و ما تريد منه فإنه رجل لا يعرف، يأوي الخربات لا يخالط الناس. فقال: أقرئه مني السلام، و قل له حتى يلقاني، فأبلغه الرجل رسالة عمر، فقدم عليه فقال له عمر: أنت أويس فقال: نعم يا أمير المؤمنين، فقال: صدق اللّه و رسوله هل كان بك وضح فدعوت اللّه فرفعه عنك، ثم دعوته فردّ عليك بعضه فقال: نعم من أخبرك به فو اللّه ما أطّلع عليه غير اللّه عزّ و جلّ قال: أخبرني به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أمرني أن أسألك حتى تدعو إليّ و قال:«يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من ربيعة و مضر» ثم سمّاك، قال: فدعا لعمر، ثم قال له حاجتي إليك يا أمير المؤمنين أن تكتمها عليّ و تأذن لي في الانصراف ففعل، فلم يزل مستخفيا من الناس حتى قتل يوم نهاوند فيمن استشهد، و قد روي في موته خلاف ذلك[2469].

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني، حدّثنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي الميداني، أنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن أبي الخطاب فيما قرأت عليه، حدّثنا أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل الأديب، حدّثنا المعافى بن مدرك، حدّثنا داود بن الجرّاح، حدّثنا عثمان بن عطاء، عن أبيه قال: خرج أويس القرني عاريا راجلا إلى ثغر أرمينية، فأصابه البطن، فالتجأ إلى أهل خيمة فمات عندهم، و معه جراب و قعب (1) فقالوا لرجلين منهم: اذهبا فاحفرا له قبرا، قالوا: فنظرنا في جرابه فإذا فيه ثوبان ليسا من ثياب الدنيا، و جاء الرجلان فقالا: قد أصبنا قبرا محفورا في صخرة كأنما رفعت الأيدي (2) عنه الساعة، فكفنوه و دفنوه ثم التفتوا فلم يروا شيئا.

ص: 454


1- القعب: القدح الغليظ، يروي الرجلين و الثلاثة.
2- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن م.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،حدّثنا أبو بكر بن مالك، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثنا زكريا بن يحيى زحمويه (2)،حدّثنا الهيثم بن عديّ، حدّثنا عبد اللّه بن عمرو بن مرّة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن سلمة قال: غزونا أذربيجان زمن عمر بن الخطاب و معنا أويس القرني، فلما رجعنا - يعني - مرض علينا، فحملناه فلم يستمسك، فمات فنزلنا فإذا قبر محفور، و ماء مسكوب و كفن و حنوط، فغسلناه و كفّناه و صلّينا عليه، و دفناه. فقال بعضنا لبعض: لو رجعنا فعلّمنا قبره فرجعنا فإذا لا قبر (3)،و لا أثر.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علية بن الحسن الحسني، حدّثنا القاضي محمد بن عبد اللّه الجعفي، حدّثنا الحسين بن محمد بن الفرزدق، نا الحسن بن علي بن بزيع، حدّثنا محمد بن عمر، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق، حدّثنا عبد اللّه بن أذينة البصري، عن أبان بن أبي عياش، عن سليمان بن قيس العامري، قال: رأيت أويسا القرني بصفين صريعا بين عمّار و خزيمة بن ثابت.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي ح.

و أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمد بن الحسين، حدّثني زيد الحمري حدّثني أبو يعقوب القارئ - زاد ابن طاوس:

الدّقيقي قالا:- قال: رأيت في منامي رجلا أدم طوالا و الناس يتبعونه قال: قلت: من هذا؟. قالوا: أويس القرني، فاتبعته فقلت: أوصني رحمك اللّه - زاد ابن طاوس: فصاح في وجهي و قالا - فقلت: مسترشد فأرشدني أرشدك اللّه، فأقبل علي و قالا: فقال: اتبع رحمة ربك - و قال الشّحّامي: رحمة اللّه - عند محبته و احذر نقمته عند معصيته، و لا تقطع رجاءك عنه - و قال ابن طاوس: منه - في خلال ذلك، ثم ولاه و كنى.

ص: 455


1- حلية الأولياء 83/2.
2- بالأصل و م «رحمويه» و الصواب ما أثبت بالزاي، انظر تبصير 592/2 و هو لقبه، و قد تقدم قريبا.
3- الحلية: لا قبور.

الفهرس

ذكر من اسم أبيه عبد الرّحمن ممن اسمه إسماعيل 743 - إسماعيل بن عبد الرّحمن بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عامر ابن عابد أبو عثمان الصّابوني النيسابوري الحافظ الواعظ المفسّر 3

744 - إسماعيل بن عبد الرّحمن بن عبيد بن نفيع العنسيّ 14

745 - إسماعيل بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه أبو هشام الخولاني الدمشقي الكتاني 15

746 - إسماعيل بن عبد الرّحمن البصري الثّمالي، المعروف بالمهدي 16

747 - إسماعيل بن عبد الصّمد بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس بن عبد المطّلب ابن هشام الهاشمي 17

748 - إسماعيل بن عبد العزيز بن سعادة بن حبّان أبو طاهر الأمير 17

749 - إسماعيل بن عبد الملك أبو القاسم الطّوسي المعروف بالحاكميّ، الفقيه الشافعي 18

750 - إسماعيل بن عبدة 18

751 - إسماعيل بن علي بن الحسن بن بندار بن المثنّى أبو سعد الأسترآباذي الواعظ 18

752 - إسماعيل بن علي بن الحسين بن محمد بن زنجويه أبو سعد الرازي المعروف بالسّمّان الحافظ 21

753 - إسماعيل بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم ابن عبد مناف أبو الحسن الهاشمي 24

754 - إسماعيل بن علي أبو محمد بن العين زربيّ 26

755 - إسماعيل بن عمرو الأشدق بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص أبو محمد القرشي الأموي 29

756 - إسماعيل بن عيّاش بن سليم أبو عتبة العنسي الحمصي 35

757 - إسماعيل الأسدي من شعراء الدولة الأموية 50

ص: 456

758 - أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن جويّة بن لوذان ابن ثعلبة بن عدي بن فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان ابن سعد بن قيس عيلان أبو حسّان، و يقال أبو محمد الفزاري الكوفي 51

759 - أسميفع بن تاكور ذا الكلاع 62

ذكر من اسمه أسود 760 - أسود بن أصرم المحاربي 63

761 - أسود بن بلال المحاربي الدّاراني 65

762 - أسود بن قطبة أبو مفزّر التميمي 68

763 - أسود بن قبيس بن معدي كرب بن عبد كلال الحميري 71

764 - أسود بن مروان المقدّي البلقاوي 71

765 - أسود بن المغراء بن شراحيل بن الأرقم بن الأسود 72

766 - أسود صاحب عمر بن عبد العزيز 72

767 - أسيد بن الحضير بن سماك بن عتيك بن رافع بن امرئ القيس، و يقال: ابن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث ابن الخزرج بن عمر، و هو النّبيت بن مالك بن الأوس بن حارثة، و هو العنقاء بن عمرو، و هو مزيقياء بن عامر ماء السّماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس ابن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد ابن كهلان ابن سبأ، و اسمه عامر بن يشجب بن يعرب بن قحطان أبو يحيى، و يقال: أبو عتيك، و يقال: أبو الحضير، و يقال: أبو عيسى، و يقال: أبو عمر الأنصاري الأوسي - الأشهلي النقيب 73

768 - أسيد، و يقال: أسيد 98

769 - أسيد بن عبد الرّحمن الخثعمي الفلسطيني 99

770 - أشجع بن عمرو أبو الوليد - و قيل: أبو عمرو - السّلمي 105

ذكر من اسمه أشعث

771 - أشعث بن عمرو، و يقال: ابن عمر، و يقال: ابن عثمان التميمي الحنظلي البصري 114

772 - أشعث بن قيس، أبو محمد الكندي 116

773 - أشعث بن محمد بن الأشعث أبو النّعمان الفارسيّ، و يعرف بابن أبي صرّة 145

774 - أشعث بن يزيد من أهل دمشق 146

775 - أشعب بن جبير، و يعرف بابن أم حميدة أبو العلاء و يقال: أبو إسحاق المدني 147

776 - أشناس التركي 163

ص: 457

777 - أشهب بن ثور بن حارثة بن عبد المدان بن جندل بن نهشل ابن دارم التميمي الحنظلي الدارمي النهشلي البصري 163

778 - أشيم بن سفيان بن ثور السّدوسي ثم الذهلي 165

ذكر من اسمه أصبغ

779 - أصبغ بن الأشعث بن قيس الكندي 167

780 - أصبغ بن ذؤالة أبو ذؤالة الكلبي 169

781 - أصبغ بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن العاص أبو ريان الأموي 169

782 - أصبغ بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي 171

783 - أصبغ بن عمر و يقال: ابن عمرو، و يقال: ابن ثعلبة بن حصن ابن ضمضم بن عديّ بن جناب بن هبل الكلبي 171

784 - أصبغ بن محمد بن محمد بن لهيعة السّكسكي 173

785 - أصبغ بن محمد بن مروان القرشي البعلبكي 174

786 - أصبغ بن يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي 174

787 - أصبغ 174

788 - أصرم 174

789 - اصطفانوس اصطفانون و يقال نسطاس أبو الزبير 175

790 - أعنس بن عثمان الهمداني شاعر 175

791 - أعور الكلبي 176

792 - أغيبر مولى هشام بن عبد الملك 176

ذكر من اسمه أفلح

793 - أفلح أبو كبير 177

794 - أفلح 183

795 - أفلح الأندلسي مولى العتقيين 183

796 - أفلح الزاجر 184

797 - أقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك ابن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ثم المجاشعي 184

798 - أقيبل القيني 196

799 - أكيدر بن عبد الملك بن عبد الجنّ بن أعنى بن الحارث بن معاوية ابن حلاوة بن أمامة بن شكامة بن شبيب بن السّكون بن أشرس بن كندة ابن عفير بن عديّ بن الحارث الكندي 198

ص: 458

800 - ألب رسلان بن رضوان بن تتش بن ألب رسلان التركي 204

801 - ألفتكين 205

802 - إلياس بن نميس بن العازر بن هارون 205

803 - إمام بن أقوم النّميري 217

804 - أماجور 218

805 - أمد بن أبد الحضرمي اليماني 220

ذكر من اسمه: امرؤ القيس 806 - امرؤ القيس بن حارثة الكلبي ثم الماذري 222

807 - امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار بن عمرو بن معاوية ابن الحارث بن يعرب بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة أبو يزيد، و يقال:

أبو وهب، و يقال: أبو الحارث 222

808 - امرؤ القيس بن عابس بن المنذر بن امرئ القيس بن عمر بن معاوية ابن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة، و هو ثور بن عفير ابن عديّ بن الحارث بن مرّة بن أدد بن زيد بن يشجب بن غريب بن كهلان بن سبأ ابن يشجب بن يعرب بن قحطان الكندي 246

ذكر من اسمه أمية 809 - أمية بن أبان بن عبد العزيز بن أبان بن مروان ابن الحكم الأموي 254

810 - أمية بن خالد بن أسيد بن خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد القرشي 254

811 - أمية بن أبي الصّلت عبد اللّه بن أبي ربيعة بن عوف بن عقدة أبو عثمان، و يقال: أبو الحكم الثقفي 255

812 - أمية بن أبي عائذ الهذلي 287

813 - أمية بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية ابن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي 288

814 - أمية بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان بن عفّان بن أبي العاص ابن أمية أبو عثمان القرشي الأموي 295

815 - أمية بن عبد العزيز بن أبان بن مروان بن الحكم 299

816 - أمية بن عثمان 299

817 - أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية ابن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي 302

818 - أمية بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 306

ص: 459

819 - أمية بن يزيد بن أبي عثمان بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد ابن أبي العيص بن أمية الأموي 306

820 - أمية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي 310

821 - أمية بن يزيد الأفقم بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي 310

822 - انتصار بن يحيى بن المصمودي المعروف برزين الدولة 310

ذكر من اسمه أنس 823 - أنس بن أحمد الخوئي قاضي آذربيجان 311

824 - أنس بن أنيس 311

825 - أنس بن السلم بن الحسن بن السلم أبو عقيل الخولاني الأنطرطوسي 312

826 - أنس بن سيرين 314

827 - أنس بن عبّاس بن عامر بن حتى بن رعل بن مالك بن عوف ابن امرئ القيس بن نهبة بن سليم بن منصور السلمي 324

828 - أنس بن عياض أبو ضمرة اللّيثي المدني 327

829 - أنس بن مالك بن النّصر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي ابن النجار أبو حمزة، و يقال: أبو ثمامة الأنصاري النجاري خادم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و صاحبه 332

830 - أنس الجهني 386

831 - أنوجور بن محمد بن طغج بن جف أبو القاسم الفرغاني المعروف بالإخشيد ابن الإخشيد أبي بكر 389

832 - أنوجور أبو منصور الختني 390

833 - أنيف العذري 392

834 - أوسط بن عمرو، يقال: ابن عامر، و يقال: ابن إسماعيل أبو إسماعيل، و يقال: أبو محمد، و يقال: أبو عمرو البجلي 392

ذكر من اسمه أوس 835 - أوس بن الأصبغ بن محمد بن أبي لهيعة السّكسكي 398

836 - أوس بن أوس، و يقال: ابن أبي أوس، الثقفي 398

837 - أوس بن بشر و يقال ابن بشير المعافري المصري 403

838 - أوس بن ثعلبة بن زفر بن الحارث بن أوس بن وديعة بن مالك ابن تيم اللّه بن ثعلبة التّيمي تيم الرباب 405

839 - أوس بن حارثة بن لأم 407

840 - أويس بن عامر بن مالك بن عمرو بن سعد 408

ص: 460

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.