تاریخ مدینة دمشق المجلد 72

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

ص: 2

الجزء الثاني و السبعون

[مستدرك تاريخ مدينة دمشق]

[المستدرك من حرف الجيم]

[9756] جابر بن عمرو أبي صعصعة بن زيد بن عوف

ابن منذر بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار، و اسمه: تيم اللّه

ابن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأنصاري النجاري

أخو قيس بن أبي صعصعة

له صحبة. شهد أحدا و غزوة مؤتة من أرض البلقاء في حياة النبي صلى اللّه عليه و سلم، و استشهد بها، له ذكر، و لا أعرف له رواية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر (1) بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (2):و كان لقيس ثلاثة إخوة صحبوا النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يشهدوا بدرا منهم الحارث بن أبي صعصعة قتل يوم اليمامة شهيدا، و جابر ابنا أبي صعصعة قتلا يوم مؤتة شهيدين و أمهم جميعا أم قيس، و هي شيبة بنت عاصم بن عمرو بن عوف بن مبذول.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا

ص: 3


1- بالأصل: عمرو، تصحيف.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 517/3.

أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الثانية: جابر بن أبي صعصعة بن زيد بن عوف بن مبذول، و أمه شيبة بنت عاصم بن عمرو بن عوف بن مبذول. شهد... (1) و قتل يوم مؤتة شهيدا.

أنبأنا أبو القاسم العلوي و غيره، عن أبي بكر الخطيب، أنا الحسين بن محمّد الرافقي إجازة، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل، أنا أحمد بن سعيد بن شاهين أخبرني مصعب بن عبد الله الزبيري عن عبد اللّه بن محمّد بن عمارة بن القداح قال: و أما غنم بن مازن بن النجار: فولد عمرا و مبذولا، فولد مبذول: حبيبا و عوفا، فمن ولد عوف: قيس بن أبي صعصعة، و هو عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول، شهد العقبة، و بدرا، و أخوه أبو كلاب بن أبي صعصعة، و أخوه الحارث بن أبي صعصعة، شهد أحدا و المشاهد بعدها حتى استشهد يوم اليمامة، و أخوه جابر بن أبي صعصعة شهد أحدا و المشاهد بعدها حتى استشهد بمؤتة (2).

[9757] جابر الرّعيني والد سعيد بن جابر

أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و شهد فتح دمشق.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد (3)،أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير قراءة قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في تسمية من شهد فتح دمشق مع أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم من التابعين: الرّعيني أبو سعيد بن جابر.

[9758] جابر النّخعي

حدث عن أبي الدّرداء بوصيته في مرض موته، و أظنه شهدها.

ص: 4


1- كلمة غير واضحة بالأصل، و الذي في الإصابة: شهد جابر أحدا.
2- انظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 352 و أسد الغابة 305/1.
3- قوله: أنا الحسن بن أحمد، مكرر بالأصل، و المثبت قياسا إلى سند مماثل.

روى عن أبو إسحاق السبيعي.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد الطبراني، نا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، نا أبو كريب، نا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق قال: سمعت رجلا من النخع يدعى جابرا يقول: وجع أبو الدرداء فأتوه يعودونه و حضره الموت، فقال فيما يوصي:«اعبد اللّه كأنك تراه، و عد نفسك في الموتى، و إياك و دعوات المظلوم فإنهن مجابات، و عليك بصلاة الغداة، و صلاة العشاء، فاشهدهما، و لو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما و لو حبوا»، قال: و ما رأيته إلاّ رفع حديثه هذا إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم.

يحتمل أن يكون جابر روى هذا مرسلا، و يحتمل أن يكون شهد وفاة أبي الدرداء بدمشق كانت.

[9759] جارية بن أصرم الكلبي ثم الأجداري

أدرك الجاهلية، و ذكر في الصحابة و هو ممّن كان بالشام، و أتى دومة الجندل (1).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو نصر منصور بن محمّد السرخسي، نا إبراهيم بن إسحاق الغسيلي، نا محمّد بن عباد بن موسى، نا محمّد بن زياد بن زياد، نا شرقي بن القطامي الكلبي، أخبرني زهير بن منظور الكلبي عن جارية بن أصرم الأجداري، حي من كلب، قال: رأيت ودّا في الجاهلية بدومة الجندل في صورة رجل أدم (2)،ثم ذكر الحديث.

و قال ابن مندة: جارية بن أصرم الأجداري حي من كلب (3)،عداده في أعراب البصرة.

ص: 5


1- دومة الجندل: بضم أوله و فتحه، على سبع مراحل من دمشق بينها و بين مدينة الرسول صلى اللّه عليه و سلم، وعدها ابن الفقيه من أعمال المدينة (معجم البلدان 487/2).
2- الحديث رواه ابن الأثير في أسد الغابة 312/1 و الإصابة 217/1.
3- هو عامر بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة. قال الكلبي: و إنما قيل له الأجدار، لأنه كان جالسا إلى جنب جدار، فأقبل رجل يريد عامر بن عوف بن بكر، فسأل عنه، فقال له المسئول: أين العامرين تريد أ عامر بن عوف بن بكر أم عامر الأجدار؟ فبقى عليه. و قيل كان في عنقه جدرة فسمي بها (الجدرة: ورم يأخذ في الحلق). انظر أسد الغابة 312/1.

قرأت (1) على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (2):أمّا جارية أوّله جيم و بعد الرّاء ياء معجمة باثنين من تحتها: جارية بن أصرم، صحابي، يعد في البصريين.

[9760] جارية بن عبد اللّه الأشجعي حليف بني سلمة

شهد اليرموك، و كان أميرا على بعض الكراديس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلص، نا أبو بكر بن يوسف، نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر قال:

و جارية بن عبد اللّه الأشجعي حليف بني سلمة على كردوس يعني أميرا يوم اليرموك (3).

أخبرنا أبو غالب بن البنا، و أخوه أبو عبد اللّه قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أبي الحسن الدار قطني.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني.

ح و قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (4).

قالا: في باب جارية بالجيم: جارية بن عبد اللّه الأشجعي، حليف لبني سلمة، كان على الميسرة يوم اليرموك مع خالد بن الوليد، قال ذلك سيف بن عمر، و قال ابن ماكولا:

قاله سيف.

ص: 6


1- بالأصل: أخبرنا.
2- الإكمال لابن ماكولا 1/2 و رواه ابن الأثير في أسد الغابة 312/1 نقلا عن ابن ماكولا.
3- الخبر في تاريخ الطبري 336/2 (حوادث سنة 13).
4- الإكمال لابن ماكولا 2/2.

[9761] جارية بن قدامة بن مالك بن زهير، و يقال: ابن قدامة

ابن زهير بن الحصين بن رزاح بن أبي سعد، و اسمه أسعد بن بجير

ابن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن مرّ أبو أيوب، و يقال:

أبو قدامة، و يقال: أبو يزيد التميمي ثم السعدي، و قيل: اسمه جويرية

له صحبة، و قيل: لا صحبة له، و هو من ساكني البصرة.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا واحدا.

روى عنه الأحنف بن قيس.

و شهد صفين مع علي أميرا (1)،و قدم دمشق على معاوية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (2)،نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور.

قالا: أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا داود بن عمرو، نا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة، عن الأحنف بن قيس، عن عمّ له و هو قدامة بن جارية قال: قلت: يا رسول اللّه قل لي قولا و اقلل لعلّي أعقله، قال:«لا تغضب» فرددت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مرتين أو ثلاثا كل ذلك يردّ علي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تغضب»[14059].

[قال ابن عساكر:] كذا وقع في هذه الرواية، و قد قلبه، و الصواب: جارية بن قدامة.

كذلك رواه سليمان بن داود الهاشمي، و أبو جعفر عبد اللّه بن محمّد النفيلي، عن أبي الزناد.

فأما حديث سليمان:

فأخبرناه أبو بكر عبد الغفار بن محمّد الشيروي في كتابه، و حدّثني أبو المحاسن عبد

ص: 7


1- و كان أميرا على بني تميم، انظر تهذيب الكمال 314/3 ط دار الفكر.
2- تحرفت بالأصل إلى: المرزقي.

الرزّاق بن محمّد بن أبي نصر الطبسي عنه أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم، نا العباس (1) بن محمّد الدوري، نا سليمان بن داود الهاشمي، نا عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن عروة، عن الأحنف بن قيس، أخبرني ابن (2) عمّ لي جارية بن قدامة قال: قلت: يا رسول اللّه قل لي قولا و أقلل، لعلّي أعقله، قال:«لا تغضب» قال: فقلت له مرارا، فكلّ ذلك يقول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تغضب»[14060].

و أما حديث النّفيلي:

فأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا عبد الرّحمن بن أحمد الهمداني، نا هلال بن العلاء، نا أبو جعفر النفيلي، نا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة، عن الأحنف، عن جارية بن قدامة قال: قلت للنبي صلى اللّه عليه و سلم فذكره نحوه.

و هكذا رواه عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، و يحيى بن سعيد القطان، و عبد اللّه ابن نمير، و عبد العزيز بن أبي حازم، عن هشام بن عروة.

و كذا رواه مفضّل بن فضالة قاضي مضر، و وهيب بن خالد، عن هشام إلاّ أنهما لم يسميا جارية.

و رواه إسماعيل بن أبي أويس، عن [ابن] (3) أبي الزناد، عن أبيه، و هشام، عن عروة، عن الأحنف، عن ابن عمّ له، و هو عمّ جارية بن قدامة.

و كذلك رواه الليث بن سعد، و عمرو بن الحارث المصريان، عن هشام، و رواه أبو معاوية الضرير، و أبو مروان يحيى بن أبي زكريا الغسّاني، و سعيد بن يحيى اللخمي (4)المعروف بسعدان، عن هشام، عن أبيه، عن الأحنف، عن جارية، عن عمّه.

فأمّا حديث ابن جريج:

ص: 8


1- بالأصل: نا أبو العباس.
2- كذا في هذه الرواية:«ابن عمّ » و هو ما ذهب إليه ابن حبان في الثقات، و قيل هو عم الأحنف، و قال الطبراني: ليس بعمّ الأحنف، أخي أبيه، و لكنه كان يدعوه عمه على سبيل الإعظام له. راجع تهذيب التهذيب 357/1.
3- سقطت من الأصل.
4- انظر ترجمته في تهذيب الكمال 323/7 ط دار الفكر.

فأخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر الشّحّامي، أنا أحمد بن الحسن الأزهري، أنا الحسن ابن أحمد المخلدي، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني، نا يوسف بن سعيد بن مسلم، نا حجاج، عن ابن جريج، حدّثني هشام بن عروة، عن عروة بن الزبير، عن الأحنف بن قيس، حدّث عنه بجير، عن ابن عم له، و هو جارية بن قدامة، أنّه قال: يا رسول اللّه قل لي قولا ينفعني، و أقلل لعلّي أعقله، قال:«لا تغضب»[14061].

و أما حديث يحيى:

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا الحسن بن علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا يحيى بن سعيد، عن هشام، أخبرني [أبي] (2) عن الأحنف بن قيس، عن عم له يقال له جارية بن قدامة أن رجلا قال: يا رسول اللّه قل لي قولا و أقلل علي، فذكر الحديث.

قال يحيى: قال هشام: قلت: يا رسول اللّه، و هم يقولون لم يدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم - يعني (3)يحيى بن سعيد - يقول: و هم يقولون.

أخبرناه أبو الحسن بن.... (4)،أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا أبو زيد عمر بن شبة (5) بن عبيدة (6) النميري، نا يحيى بن سعيد، عن هشام بن عروة، حدّثني أبي، عن الأحنف بن قيس، عن جارية بن قدامة أن رجلا قال للنبي صلى اللّه عليه و سلم: قل لي قولا و أقلل لعلّي أعقله، قال:«لا تغضب» فأعاد عليه مرارا كل ذلك يقول «لا تغضب»[14062].

و أما حديث ابن نمير:

ص: 9


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 406/5 رقم 15964 ط . دار الفكر. و رواه ابن الأثير في أسد الغابة 314/1 نقلا عن أحمد بن حنبل، و ابن حجر في الإصابة 218/1.
2- سقطت من الأصل و زيدت عن مسند أحمد.
3- من هنا إلى آخر الخبر ليس في مسند أحمد.
4- غير مقروءة بالأصل.
5- تحرفت بالأصل إلى: شيبة، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و شبة بشين معجمة مفتوحة ثم موحدة مشددة. انظر تهذيب الأسماء و اللغات 16/1/2 و تاريخ بغداد 208/11.
6- في سير أعلام النبلاء 369/12 عبدة.

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن عبد الملك، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا ابن (2) نمير، نا هشام، عن أبيه، عن الأحنف بن قيس، عن عمّ له يقال له جارية بن قدامة السعدي أنه سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه قل لي قولا ينفعني و أقلل عليّ لعلي أعيه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تغضب» فأعاد عليه حتى أعاد عليه مرارا كل ذلك يقول «لا تغضب»[14063].

أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا عبد الرّحمن بن يحيى، نا أبو مسعود، أنا عبد اللّه بن نمير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الأحنف بن قيس، عن جارية بن قدامة قال: قلت: يا رسول اللّه أوصني و أقلل لعلّي أن أعيه، قال:«لا تغضب» فأعاد عليه، كلّ ذلك يقول:«لا تغضب»[14064].

و أما حديث ابن أبي حازم:

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو الحسن أحمد ابن محمّد بن عمران بن موسى بن الجراح بن الجندل، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد ابن زنبور، نا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن الأحنف بن قيس التميمي يخبر عن ابن عم له و هو جارية بن قدامة أنّه قال: يا رسول اللّه قل لي قولا ينفعني و أقلل لعلّي أعيه، فقال:«لا تغضب» فعاد له مرارا، فرجع إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:««لا تغضب»[14065].

و أما حديث مفضّل:

فأخبرناه أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد، أنا عبد الرزّاق بن عمر بن موسى، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن زبان و إسماعيل بن داود.... (3) قالا: نا زكريا بن يحيى، حدّثني - و قال ابن داود: نا - مفضل، عن هشام، عن أبيه، عن الأحنف أخبره أن ابن عمّ له قال: يا رسول اللّه قل لي قولا ينفعني اللّه....... (4) و أقلل لعلّي أعقله، قال:«لا تغضب» فأعاد عليه مرارا فيرجع إليه:«لا تغضب»[14066].

ص: 10


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 301/7 رقم 20378 ط . دار الفكر.
2- بالأصل: أبو نمير تصحيف، و التصويب عن المسند.
3- كلمة غير مقروءة بالأصل.
4- بياض بالأصل، و كتب في وسط البياض: كذا.

اللفظ [لابن] (1) داود.

و قال ابن زبان: عن الأحنف، أن الأحنف أخبره أن ابن عم له قال: يا رسول اللّه، و ساق الحديث.

و أما حديث وهيب:

فأخبرناه أبو الغنائم بن النرسي في كتابه، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي النرسي، و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد عبد الوهّاب بن محمّد زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد (2) بن إسماعيل قال (3):و قال لنا موسى: نا وهيب، عن هشام، عن أبيه، عن الأحنف بن قيس، عن بعض عمومته قال: قلت: يا رسول اللّه قل لي في الإسلام قولا.

و أما حديث ابن أبي أويس:

فأخبرناه أبو سعد بن البغدادي، أنا محمود بن جعفر بن محمّد، أنا عمي أبو الحسين ابن أحمد بن جعفر، أنا إبراهيم بن السندي بن علي، أنا الزبير بن بكار، أنا أبو عبد اللّه إسماعيل بن أبي أويس عبد اللّه بن عبد اللّه (4)،عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، و عن هشام، عن عروة، عن الأحنف بن قيس، عن ابن عمّ له، و هو عم جارية بن قدامة قال: يا رسول اللّه قل لي قولا ينفعني و أقلل لعلي أعقله، قال:«لا تغضب» فعاد له مرارا فيرجع إليه النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لا تغضب»[14067].

و أما حديث الليث:

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي و أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد بن عبد اللّه الشالنجي (5) المقرئ ببغداد قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني.

ص: 11


1- سقطت من الأصل.
2- بالأصل: أنا محمد بن محمد بن إسماعيل.
3- الخبر في التاريخ الكبير للبخاري 237/2/1.
4- انظر ترجمته في تهذيب الكمال 186/2 ط دار الفكر.
5- الشالنجي بفتح الشين المعجمة و اللام بينهما الألف و سكون النون و في آخرها الجيم. هذه النسبة إلى بيع الأشياء من الشعر كالمخلاة و المقود و الجل (الأنساب 383/3).

ح و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو نصر الزينبي قالا: أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن علي بن خلف الورّاق، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث.

ح و أخبرناه أبو القاسم غانم خالد، أنا أبو الطيّب بن شمة، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أحمد بن عبد الوارث (1) قالا: نا عيسى بن حمّاد، زغبة، و قال ابن عبد الوارث: أنا الليث، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن الأحنف بن قيس، عن ابن عم له و هو عم جارية ابن قدامة أنه قال: يا رسول اللّه قل لي قولا و أقلل لعلي أعقله، قال:«لا تغضب» قال له مرارا فرجع إليه أن لا تغضب. و في حديث ابن عبد الوارث: فيرجع إليه.

و أما حديث عمرو بن الحارث:

فأخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر ابن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة أنا ابن وهب، نا عمرو بن الحارث، عن هشام، عن أبيه، عن الأحنف بن قيس، عن ابن عمّ له و هو عم جارية بن قدامة قال له: يا رسول اللّه قل لي قولا ينفعني اللّه و أقلل لعلي أعقله، قال:«لا تغضب» فعاد له مرارا كل ذلك يرجع إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تغضب»[14068].

و أما حديث أبي معاوية [الضرير].

فأخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى قالت: قرئ [على] (2) إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ. قالا: أنا أبو يعلى، نا سريج (3) بن يونس، نا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الأحنف بن قيس، عن جارية بن قدامة أخبرني ابن عم لي - و قال ابن حمدان: عمّ لي - أنّه قال للنبي صلى اللّه عليه و سلم: علّمني شيئا ينفعني اللّه به و أقلل لعلي أعي ما تقول، قال:«لا تغضب» فأعاد عليه مرارا يقول:«لا تغضب»[14069].

ص: 12


1- غير مقروءة بالأصل، و الصواب ما أثبت، باعتبار السياق، و ما يأتي. و هو أحمد بن عبد الوارث بن جرير أبو بكر الأسواني المصري العسال ترجمته في سير الأعلام 24/15.
2- زيارة لازمة للإيضاح، قياسا إلى أسانيد مماثلة.
3- تحرفت بالأصل إلى: شريح.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، أنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن الأحنف بن قيس، عن جارية بن قدامة قال: و أخبرني (2) عمّ أبي (3) أنه أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه علمني شيئا ينفعني و أقلل، فذكر الحديث.

و أخبرناه أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو المعالي ثعلبة بن جعفر قالا: أنا عبد الدائم بن الحسن، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أبو العباس عبد اللّه بن عتاب بن الزّفتي (4)، نا أحمد بن أبي الحواري، أنا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه، عن الأحنف بن قيس، عن جارية بن قدامة قال: حدّثني عمي أنه أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه علمني شيئا ينفعني اللّه به، و أقلل لعلي أعي ما تقول، قال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لا تغضب» فأعاد عليه مرارا يقول له النبي صلى اللّه عليه و سلم «لا تغضب»[14070].

و أما حديث أبي مروان:

فأخبرناه أبو السعود بن المجلي (5)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد بن محمّد بن النّضر الديباجي، نا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن مبشر الواسطي، نا محمّد بن حرب أبو عبد اللّه النّشائي، نا أبو مروان يحيى بن أبي زكريا الغسّاني، عن هشام، عن أبيه، عن الأحنف بن قيس، عن جارية بن قدامة، عن ابن عم له أنه قال للنبي صلى اللّه عليه و سلم: قل لي قولا ينفعني و أقلل لعلي أعيه قال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لا تغضب» فأعاد عليه مرارا كلّ ذلك يقول:«لا تغضب»[14071].

و أما حديث سعيد بن يحيى:

فأخبرناه أبو محمّد السّيّدي، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد (6) محمّد

ص: 13


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 301/7 رقم 20381 ط . دار الفكر.
2- في المسند: و حدثني.
3- في المسند:«لي» بدلا من «أبي».
4- تحرفت بالأصل «د» و هو الأصل الوحيد المعتمد، إلى: الرقي و الصواب ما أثبت، و هو عبد اللّه بن عتاب بن أحمد بن كثير، أبو العباس البصري الدمشقي، ابن الزفتي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 64/15.
5- تحرفت بالأصل إلى؛ المحلى.
6- بالأصل: أبو أحمد بن محمد «خطأ» و هو محمد بن أحمد بن إسحاق أبو أحمد الحاكم النيسابوري الكرابيسي، ترجمته في سير الأعلام 370/16.

ابن محمّد، أنا محمّد بن مروان، و هو محمّد بن خريم، أنا هشام بن عمّار، نا سعيد ابن يحيى، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن الأحنف بن قيس، عن جارية بن قدامة عن ابن عمّ له أنه قال للنبي صلى اللّه عليه و سلم: قل لي قولا ينفعني و أقلل لعلي أعيه، فقال:«لا تغضب» فأعاد عليه مرارا فقال:«لا تغضب» و أعاد عليه كل ذلك يقول:«لا تغضب»[14072].

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، و أبو العز ثابت بن منصور قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط قال (1):

من بني سعد بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة (2) ثم من بني ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة: جارية بن قدامة (3) بن مالك بن زهير بن حصين بن رزاح (4) بن أسعد بن بجير بن ربيعة بن كعب بن سعد.

قال شباب (5):نسبه أبو عبيدة قال أبو القيظان يكنى أبا أيوب و أبا يزيد، و له دار بالبصرة في معترض [بين] (6) سكة اصطفانوس (7) و سكة النجارية.

و ذكره شباب في موضع آخر فقال (8):جارية بن قدامة بن زهير بن حصين بن رزاح، فاللّه أعلم.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر (9) بن البنا، قالا: قرئ على أبي محمّد

ص: 14


1- طبقات خليفة بن خياط ص 89 رقم 281.
2- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن طبقات خليفة.
3- لفظتا «بن قدامة» مكرر في طبقات خليفة.
4- غير مقروءة بالأصل، و في طبقات خليفة: رباح، و المثبت عما تقدم في أول الترجمة.
5- يعني خليفة بن خياط ، و كان يعرف ب «شباب».
6- زيادة عن طبقات خليفة.
7- في الأصل: اسطفانوس، و المثبت عن طبقات خليفة.
8- طبقات خليفة بن خياط ص 305 رقم 1392.
9- كذا جاء بالأصل هنا، و هو تحريف أكيد، و المعروف في هذا السند هنا «أبو عبد اللّه» أو «أبو غالب» و هما «ابنا البنا» راجع أسانيد مماثلة للمصنف.

الجوهري، عن أبي عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (1):

في تسمية من نزل البصرة من الصحابة: جارية بن قدامة السعدي ابن زهير بن الحصين ابن رزاح بن أسعد بن بجير بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة و لجارية بن قدامة أخبار و مشاهد، كان مع علي بن أبي طالب، بعثه علي بن أبي طالب، بعثه (2) إلى البصرة، و بها عبد اللّه بن عامر الحضرمي خليفة عبد اللّه بن عامر بن كريز فحاصروه في دار سنبل (3)، رجل من بني تميم، و كان معاوية بعثه إلى البصرة يبايع له.

أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي في كتابه، و أخبرني أبو الفضل محمّد ابن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي أحمد بن علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال: جارية بن قدامة بن مالك بن زهير بن حصين بن رباح بن أسعد بن بجير بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي قال في تسمية من نزل البصرة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم من بني تميم: جارية بن قدامة أحد بني ربيعة بن كعب بن سعد.

قال هشام بن عروة، عن أبيه، عن الأحنف بن قيس، عن ابن عم له يقال له جارية بن قدامة.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد ابن الحسن بن المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي، و اللفظ له، قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد بن موسى زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا

ص: 15


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 56/7 و عن ابن سعد في تهذيب الكمال 315/3 ط دار الفكر.
2- كذا بالأصل، و ليست في الطبقات الكبرى.
3- كذا بالأصل، و في طبقات ابن سعد: سنيبل.

محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (1):جارية بن قدامة السعدي ثم التميمي عم الأحنف.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

ح قال: و أنا حمد بن عبد اللّه إجازة، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (2):

جارية بن قدامة السعدي البصري أبو أيوب عم الأحنف بن قيس، له صحبة، روى عنه الأحنف بن قيس، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن محمّد بن أبي شيبة قال: جارية بن قدامة.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد الفقيه، أنا أحمد بن أبي بكر العدل، أنا أبو أحمد الحسن بن عبد اللّه العسكري (3) قال (4):جارية بالجيم و الراء غير معجمة منهم: جارية بن قدامة السعدي التميمي، شريف، يكنى أبا أيوب، و أبا يزيد، لحق النبي صلى اللّه عليه و سلّم، روى عنه، ثم صحب أمير المؤمنين عليا، و كان يقال له محرّق، لأنه أحرق ابن الحضرمي بالبصرة، و كان ابن الحضرمي وجه به معاوية إلى البصرة. ينعى قتل عثمان، و يستنفر أهل البصرة على قتال علي، فوجه علي جارية بن قدامة إليه، فتحصّن منه ابن الحضرمي بدار تعرف بدار سينبل (5) فأضرم جارية الدار عليه، فاحترقت بمن فيها، و كان جارية شجاعا مقداما فاتكا.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أبي الحسن الدار قطني.

ص: 16


1- التاريخ الكبير للبخاري 237/2/1.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 520/1/1.
3- بالأصل: العسكر.
4- الخبر رواه المزي في تهذيب الكمال 315/3 ط دار الفكر نقلا عن أبي أحمد العسكري، و الإصابة 218/1 و أسد الغابة 314/1 و الاستيعاب 245/1 (هامش الإصابة).
5- كذا رسمها بالأصل، و في تهذيب الكمال: سينيل، و في مختصر ابن منظور:«سنبل» و في أسد الغابة و الإصابة: سنبيل و في الاستيعاب:«شبيل» و الذي في تاج العروس: و ابن سنبل بالكسر، رجل بصري أحرق جارية بن قدامة، و هو من أصحاب علي رضي اللّه عنه، خمسين رجلا من أهل البصرة في داره.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني، قال: جارية بن قدامة روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا يختلف فيه على عروة بن الزبير، و هو التميمي السعدي.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا عبد الغني بن سعيد الحافظ قال في كتاب جارية بالجيم: جارية بن قدامة، له صحبة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: جارية بن قدامة السعدي، عم الأحنف بن قيس التميمي، روى عنه الأحنف، و روى عن أبي (1) مرة فقال: عن جويرية بن قدامة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (2):

أما جارية أوله جيم و بعد الراء ياء معجمة باثنين من تحتها: جارية بن قدامة التميمي السعدي عم الأحنف بن قيس، روى عروة بن الزبير عن الأحنف بن قيس، عن جارية بن قدامة (3)،عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أن رجلا قال للنبي صلى اللّه عليه و سلم: قل لي قولا لعل اللّه أن ينفعني به، و يختلف على عروة فيه، قال لنا النسابة العمري (4) عن ابن أخي اللبن (5) النسابة: هو جارية بن قدامة ابن مالك بن زهير بن حصين بن رباح (6) بن أسيد (7) بن بجير بن ربيعة بن سعد الفزر (8)كان صاحب علي رضي اللّه عنه، و كان فارسا سمحا (9).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

ص: 17


1- كذا، و لم أحله.
2- الإكمال لابن ماكولا 1/2 و 2.
3- «بن قدامة» ليس في الإكمال.
4- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن الإكمال.
5- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن الإكمال.
6- كذا بالأصل، و في الإكمال:«رزاح» و تقدم:«رزاح» أيضا عند أكثر من ترجمة.
7- كذا بالإكمال أيضا، و تقدم: أسعد.
8- تقرأ بالأصل: الفرد، و المثبت عن الإكمال.
9- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن الإكمال.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، نا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي أحمد قال: جارية بن قدامة التميمي، بصري، تابعي، ثقة (1).

أخبرنا أبو محمّد السلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: في تسمية أمراء يوم الجمل من أصحاب علي، قال: و على من خرج إليهم من تميم البصرة جارية بن قدامة.

و قال يعقوب في أسامي أمراء أصحاب علي بن أبي طالب يوم صفين: جارية بن قدامة التميمي.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى (2) بن زكريا، نا خليفة بن خياط قال (3):و قال أبو عبيدة في تسمية الأمراء من أصحاب علي يوم صفين: و على سعد و الرباب جارية بن قدامة السعدي.

و قال (4):سنة أربعين فيها بعث معاوية بن أبي سفيان بسر (5) بن أبي أرطاة أحد بني عامر بن لؤي إلى اليمن و عليها عبيد اللّه (6) بن العباس بن عبد المطلب فتنحى عبيد اللّه، و أقام بسر (7) عليها، فبعث علي جارية بن قدامة السعدي فهرب بسر و رجع عبيد الله بن عباس إليها، فلم يزل عليها حتى قتل علي رضي اللّه عنه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد البلخي، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن

ص: 18


1- رواه العجلي في كتاب الثقات ص 94 رقم 197 و رواه المزي في تهذيب الكمال 315/3 نقلا عن العجلي ط دار الفكر.
2- غير مقروءة بالأصل، و المثبت قياسا إلى سند مماثل.
3- الخبر رواه خليفة بن خياط في تاريخه ص 194.
4- تاريخ خليفة ص 198.
5- تحرفت بالأصل إلى: بشر، و المثبت عن تاريخ خليفة، و فيه: بسر بن أرطاة، تقدمت ترجمته.
6- بالأصل: عبيدة، و المثبت عن تاريخ خليفة.
7- بالأصل: بشر.

أيوب أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب (1) الطيبي، نا إبراهيم ابن الحسين الهمداني، نا يحيى بن سليمان الجعفي، حدّثني نصر بن مزاحم (2)،ثنا عمر بن سعد في إسناده الأول.

أن عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد خرج يومئذ و معه لواء معاوية فجعل يقاتل و يقول:

أنا ابن سيف اللّه ذاكم خالد *** أضرب كلّ قدم و ساعد

بصارم مثل الشهاب الواقد *** أنصر عمّي إنّ عمي والدي

بالجهد لا بل فوق جهد الجاهد *** [ما أنا فيما نا بني براقد] (3)

فخرج إليه جارية بن قدامة السعدي و هو يقول:

أثبت لصدر الرمح يا بن خالد *** أثبت لليث ذي فلول حارد

من أسد خفان شديد الساعد *** ينصر (4) خير راكع و ساجد

من حقه عندي (5) كحق الوالد *** [ذاكم علي كاشف الأوابد] (6)

ثم اطّعنا (7)،فلم يصنعا شيئا، و انصرف كل واحد منهما عن صاحبه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، نا أبو الحسن اللّنباني (8)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا (9)،حدّثني أبو عثمان (10)القرشي... و هو سعيد بن يحيى بن سعيد، نا محمّد بن سعيد قال: عبد الملك بن عمير قال: قدم جارية بن قدامة السعدي على معاوية، و مع معاوية على سريره الأحنف بن قيس،

ص: 19


1- غير مقروءة بالأصل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 530/15.
2- الخبر و الشعر في وقعة صفين ص 395-396.
3- زيد الرجز عن وقعة صفين.
4- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن وقعة صفين.
5- تقرأ بالأصل: من أسد خفان، و المثبت عن وقعة صفين.
6- زيد الرجز عن وقعة صفين ص 396.
7- غير واضحة بالأصل، و المثبت يوافق ما جاء في وقعة صفين و فيها: و اطعنا مليّا.
8- تحرفت بالأصل إلى: اللبناني.
9- الخبر من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 315/3 ط دار الفكر.
10- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن تهذيب الكمال.

و الحتات (1) المجاشعي فقال له معاوية: من أنت ؟ قال: جارية بن قدامة - قال: و كان قليلا - قال: و ما عسيت أن تكون، هل أنت إلا نحلة ؟ قال: لا تفعل يا أمير المؤمنين فقد شبهتني بها حامية اللسعة، حلوة البساق و اللّه ما معاوية إلا كلبة تعاوي الكلاب، و ما أمية إلا تصغير أمة.

قال معاوية: لا تفعل. قال: إنك فعلت. قال: ادن (2) فاجلس معي على السرير. قال: لا.

قال: لم ؟ قال: رأيت هذين قد أماطاني عن مجلسك فلم أكن لأشركهما. قال: ادن أسارّك.

قال: إنّي اشتريت من هذين دينهما. قال: و مني فاشتر يا أمير المؤمنين [قال: لا تجهر] (3)(4).

قال: و أخبرني محمّد بن صالح القرشي، عن علي بن محمّد القرشي، عن مسلمة بن محارب، عن الفضل بن سويد قال: وفد الأحنف بن قيس و جارية بن قدامة و الحتات (5) بن يزيد المجاشعي على معاوية فقال لجارية: أنت الساعي مع علي بن أبي طالب و الموقد النار في شعلك تجوس قرى عربية بسفك دمائهم. قال جارية: يا معاوية دع عنك عليا فما أبغضنا عليا مذ أحببناه و لا غششناه منذ نصحناه. قال: ويحك يا جارية ما كان على أهلك إذ سموك جارية قال: أنت يا معاوية كنت أهون على أهلك أن سموك معاوية قال: لا أم لك (6) قال: أم ما ولدتني، إن قوائم السيوف التي لقيناك بها بصفين في أيدينا قال: إنك لتهددني قال: إنك لم تملكنا قسرة و لم تفتحنا عنوة، و لكن أعطيتنا عهودا و مواثيق، فإن وفيت لنا وفينا لك، و إن ترغب إلى غير ذلك فقد تركنا وراءنا رجالا مدادا و أذرعا شدادا و أسنة حدادا. فإن بسطت إلينا (7) فترا من غدر، دلفنا إليك بباع من ختر (8).قال معاوية لا كثر [اللّه في] (9) الناس أمثالك. قال: قل معروفا يا أمير المؤمنين فقد بلونا قريشا فوجدناك أوراها زندا. و أكثرها

ص: 20


1- غير واضحة بالأصل، و في تهذيب الكمال: الحباب، و المثبت عن مختصر ابن منظور، انظر ترجمته في أسد الغابة 454/1.
2- بالأصل: إذن، و المثبت عن تهذيب الكمال.
3- زيادة عن تهذيب الكمال و مختصر ابن منظور.
4- الخبر رواه ابن الأثير في أسد الغابة 454/1 في ترجمة الحتات بن يزيد المجاشعي باختلاف الرواية و السياق.
5- بالأصل: الحباب.
6- بالأصل: أملك.
7- بالأصل: فترى.
8- الختر: الخديعة و الحيلة، و هو أسوأ الغدر و أقبحه.
9- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.

رفدا. فارعنا رويدا فإنّ شرّ الرعاء الحطمة (1)(2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن كرتيلا، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد الخيّاط ، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد اللّه بن الخضر السوسنجري، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب الكاتب، حدّثني أبي، حدّثني أبو عمر محمّد بن مروان بن عمرو القرشي، أخبرني أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عمرو القرشي، حدّثني أبي قال (3):قال معاوية لآذنه: ائذن لجارية بن قدامة، فدخل و قضى سلامه فقال له: إيها يا جويرية بني قدامة قال: مهلا يا أمير المؤمنين بل جارية بن قدامة يا أمير المؤمنين، إنّا كنا نصار حرب يوم الفجار حين حزتم الغبار و همت قريش بالفرار، فقال له: مه لا رضى لك، أنت الذي قريت أهل الشام ظبات السيوف و أطراف الرماح. قال: إي و اللّه يا أمير المؤمنين أنا (4) هو، و لو كنت بالمكان الذي كان فيه أهل الشام لقريتك بمثل ما قريتهم به قال: فحاجتك يا أبا قندس. قال: أما إنها إليك غير طويلة تقر الناس في بيوتهم فلا توفدهم إليك، إنما يوفد إليك الأغنياء، و تذرون الفقراء في حكاية طويلة تأتي في غير هذا الموضع.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أبو الحسن أحمد بن أبي بكر الأصبهاني، أنا أبو أحمد العسكري، أنا أبو بكر بن الأنباري (5)،أخبرني أبي، عن أحمد بن عبيد قال: بينا الأحنف في الجامع بالبصرة إذا رجل قد لطمه، فأمسك الأحنف يده على عينه (6) و قال: ما شأنك ؟ فقال له: اجتعلت (7) جعلا على أن ألطم سيد بني تميم. فقال: لست سيدهم، إنما سيدهم جارية بن قدامة، و كان جارية في المسجد، فذهب الرجل فلطمه قال: فأخرج جارية من خفه سكينا و قطع يده، و ناوله. فقال الرجل: ما أنت قطعت يدي، إنما قطعها الأحنف بن قيس.

ص: 21


1- إن شرّ الرعاء الحطمة، مثل. الحطمة هو الذي يحطم الراعية بعنفه. يضرب لمن يلي شيئا ثم لا يحسن ولايته. مجمع الأمثال 363/1 رقم 1946.
2- الخبر رواه المزي من هذا الطريق في تهذيب الكمال 316/3.
3- الخبر في أخبار الوافدين من الرجال على معاوية، للعباس بن بكار الضبي ص 41-42.
4- في أخبار الوافدين: إني لأنا هو.
5- الخبر من هذا الطريق رواه المزي في تهذيب الكمال 316/3.
6- في تهذيب الكمال: عينيه.
7- تقرأ بالأصل:«فقلت» و المثبت عن تهذيب الكمال.

[9762] جامع بن بكار بن بلال أبو عبد اللّه العاملي

روى عن أبيه بكار بن بلال، و سعيد بن عبد العزيز، و يحيى بن أيوب، و محمّد بن راشد المكحولي.

روى عنه ابنا (1) أخيه الحسن بن محمّد بن بكار، و هارون بن محمّد بن بكار، و الهيثم ابن مروان [بن الهيثم بن عمران العنسي] (2).

أنبأنا أبو علي الحداد، و أبو سعد المطرز، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن إبراهيم، نا محمّد بن بركة الحلبي، نا يوسف بن سعيد بن مسلم، نا حجاج بن محمّد، عن ابن جريج قال ابن شهاب عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عمر.

ح قال: و نا أبو محمّد بن حيان، نا أبو بكر بن معدان، نا الهيثم بن مروان، نا جامع بن بكار، نا يحيى بن أيوب، عن ابن جريج، أخبرني ابن شهاب عن سالم و عبد اللّه، عن.... (3) ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال و هو قائم على المنبر:«من جاء منكم الجمعة فليغتسل»[14073]. لفظ حجاج.

كتب إليّ أبو الحسن محمّد بن مروان الزعفراني، و حدّثني أبو طاهر إبراهيم بن الحسن الفقيه عنه، أنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو محمّد الحسن بن محمّد بن الحسن بن علي الخلال، نا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، نا عبد اللّه بن أبي داود، نا هارون بن محمّد بن بكار، نا أبي و عمّي جامع بن بكار، و كان أسنّ من أبي قالا: نا محمّد بن راشد، عن مكحول، عن نعيم بن حمّار و قال محمّد بن راشد: و الحمصيون يقولون إنه همار (4) عن بلال مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«امسحوا على الموقين (5)و الخمار»[14074].

ص: 22


1- بالأصل:«ابن» خطأ، و المثبت عن تهذيب الكمال.
2- الزيادة بين معكوفتين عن تهذيب الكمال.
3- كلمة غير واضحة بالأصل.
4- هو نعيم بن همار، و يقال: هبار، و يقال: هدار، و يقال: حمار بالحاء المهملة و يقال: بالخاء المعجمة، كل هذا قد قيل فيه، و أصحها همّار. ترجمته في أسد الغابة 574/4.
5- الموقان: خف غليظ يلبس فوق الخف.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن يحيى بن عبد اللّه.... (1)،نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث إملاء، نا هارون بن محمّد ابن بكار، نا عمّي جامع بن بكار قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول:

لما قتل علي بن أبي طالب عليه السلام حملوه ليدفنوه مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فبينما هم في مسيرهم إذ ندّ الجمل الذي حملوا عليه عليا، فلم يدروا أين ذهب، و لم يقدر عليه. قال:

فلذلك يقول أهل العراق: هو في السحاب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة. قال في ذكر أهل الفتوى بدمشق، قال:

محمّد بن بكار بن بلال و أخوه جامع (2).

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: و فيها يعني سنة تسع و مائتين مات جامع بن بكار بن بلال، و هو ابن تسع و ستين سنة (3).

قال: و أنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي، نا محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاّس، نا الحسن بن محمّد بن بكار بن بلال قال: و توفي أبو عبد الرّحمن عمّي جامع بن بكار العاملي في سنة تسع و ستين (4).

[9763] جامع بن مخنف الكلابي

من أهل كفربطنا (5) من إقليم داعية من قرى الغوطة، له ذكر في كتاب أحمد بن حميد ابن أبي العجائز.

ص: 23


1- غير مقروءة بالأصل.
2- رواه المزي في تهذيب الكمال 317/3 نقلا عن أبي زرعة الدمشقي.
3- تهذيب الكمال 317/3.
4- رواه المزي نقلا عن الحسن بن محمد بن بكار بن بلال في تهذيب الكمال 317/3.
5- كفربطنا: بفتح أوله و سكون ثانيه - و بعض يفتحهما - ثم راء من قرى غوطة دمشق من إقليم داعية (معجم البلدان 468/4).

[9764] جانوش بن بك أبو الحسن الفرغاني

حدّث بدمشق، عن أبي يحيى الفضل بن يحيى الورّاق الحميدي.

روى عنه أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد.

أنبأنا أبوا محمّد هبة اللّه بن الأكفاني، و عبد اللّه بن السمرقندي، قالا: أنا أبو الحسن بن صصرى.

ح و أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، ثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، قالا: أنا تمام ابن محمّد، نا عبد الجبّار بن عبد الصّمد، نا أبو الحسن جانوش بن بك الفرغاني، أنا أبو يحيى الفضل بن يحيى الورّاق.. بخجندة (1)..، نا أبو علي بن الأزهر، نا عبد العزيز بن المغيرة، نا حماد بن سلمة، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ستكون فتن» قيل يا رسول اللّه فما تأمرنا؟ قال:«عليكم بالشام»[14075].

قرأت في كتاب أبي محمّد بن الأكفاني و ذكر أنه نقله من خط بعض أصحاب الحديث في تسمية من سمع منه بدمشق سنة ست عشرة و ثلاثمائة جانوش بن بك.

[9765] جبرون بن عبد الجبّار بن واقد الليثي

حدّث عن سفيان بن عيينة.

روى عنه سعيد بن[....] (2) العكاوي، و علي بن داود القنطري (3).

و كان أبوه عبد الجبّار من عبّاد أهل دمشق.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، و أبو الفضائل، ناصر بن محمود بن علي الصائغ قالا: نا نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا أبو القاسم عثمان بن الحسين بن إبراهيم، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد الواسطي، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد الملطي، حدّثني أبو بكر المؤدب و هو محمّد بن إبراهيم بن أسد الغنوي الصوري، نا أبو يحيى

ص: 24


1- خجندة بضم أوله و فتح ثانيه و نون ثم دال مهملة، بلدة مشهورة بما وراء النهر على شاطئ سيحون بينها و بين سمرقند عشرة أيام مشرقا (معجم البلدان 347/2).
2- غير مقروءة بالأصل.
3- هو علي بن داود بن يزيد، أبو الحسن التميمي البغدادي القنطري ترجمته في سير الأعلام 143/13.

زكريا بن يحيى.... (1)،نا سهيل بن سعيد، نا جبرون بن عبد الجبّار بن واقد الليثي الدمشقي، نا سفيان، عن الزهري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا كان آخر الزمان حرم فيه دخول الحمام على ذكور أمتي بمآزرها» قالوا: يا رسول اللّه لم ذاك ؟ قال:«لأنهم يدخلون على قوم عراة (2)،ألا و قد لعن اللّه الناظر و المنظور إليه»[14076].

قرأت على أبي محمّد السلمي عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدّثني خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر، نا عبد الغني بن سعيد قال: جبرون بن واقد بالجيم عن سفيان بن عيينة، روى عنه علي بن داود القنطري.

[قال ابن عساكر] (3) كذا قال و نسبه إلى جده.

[9766] جبريل بن يحيى بن قرة بن عبيد اللّه بن عتبة بن سلمة

ابن خويلد بن عامر بن عائذ (4) بن كلب بن عمرو بن لؤي

ابن رهم (5) بن معاوية بن أسلم بن أحمس بن الغوث

أبو غالب البجلي الجرجاني

شهد حصار دمشق مع عبد اللّه بن علي، و ولي بعض مغازي الروم في أيام المنصور، و ولاّه المهدي سمرقند.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (6) قال: جبريل بن يحيى بن قرة بن عبيد اللّه بن عتبة بن سلمة بن خويلد بن عامر بن عائذ بن كلب يعني ابن عمرو بن لؤي ابن رهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث بن زيد بن كهلان.

ص: 25


1- كلمة غير واضحة بالأصل.
2- زيد بعدها في مختصر ابن منظور: و يدخل عليهم أقوام عراة.
3- زيادة للإيضاح.
4- تقرأ بالأصل: عامر.
5- تقرأ بالأصل: غنم.
6- الإكمال لابن ماكولا 43/1.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو محمّد بن الأكفاني، قالا: نا عبد العزيز الكتاني، أخبرني تمام بن محمّد، أخبرني أبي، نا محمّد بن صالح النطاح قال: قال أبو الخطاب محمّد بن الخطاب بن يزيد الأزدي: سار عبد اللّه بن علي من حمص حتى نزل... (1) فأقام بها يومين ثم ارتحل، فنزل المزة من غوطة دمشق و هي ميلين من مدينة دمشق، و قدم صالح بن علي [مددا، فنزل مرج عذراء في] (2) ثمانية آلاف رجل معه من القواد بسام بن إبراهيم، و جبريل بن يحيى و يزيد بن هانئ الكندي، و هو على الشرطة، و أبو شراحيل في خيله و هو على حرسه، و خفاف بن منصور النمري المروزي في خيله، و سعيد بن عثمان التميمي من أهل.... (3) في خيله، و الفضل بن دينار المروروذي في خيله فنزل صالح بن علي على باب الجابية، و نزل عبد اللّه بن علي على باب الشرقي (4) و نزل أبو عون (5) في قواده على باب كيسان، و نزل بسام بن إبراهيم على باب الصغير، و نزل عبد الصمد بن علي و معه يحيى بن جعفر بن تمام بن العباس بن عبد المطلب على باب الفراديس.... (6) و نزل العباس بن يزيد على باب توما (7)،و في دمشق الوليد بن معاوية بن مروان عامل عليها، و بدمشق يومئذ خمسون ألف مقاتل، فحاصرهم عبد اللّه بن علي يوم الاثنين، و قاتلهم من الأبواب كلها يوم الثلاثاء، ففتحها اللّه يوم الأربعاء لعشر ليال بقين (8) من رمضان سنة اثنتين و ثلاثين و مائة. و كان أول من صعد السور من قبل الباب الشرقي عبد اللّه الطائي السمرقندي و بسام بن إبراهيم من باب الصغير و سود بالقحطانية بدمشق، و وقعوا بالمضرية فقتلوا منهم جماعة كثيرة و فتحوا الأبواب كلها و أسروا الوليد بن معاوية عامل

ص: 26


1- كلمة غير مقروءة بالأصل، و الذي في تاريخ الطبري 355/4 (حوادث سنة 132) أنه سار من حمص بعد ما أقام بها أياما ثم سار إلى بعلبك فأقام يومين ثم ارتحل، فنزل بعين الجر، فأقام يومين ثم ارتحل فنزل مزة.
2- كلمتان غير مقروءتين بالأصل، و المثبت بين معكوفتين زيادة عن تاريخ الطبري.
3- كلمة غير مقروءة بالأصل و بعدها بياض بسيط .
4- بالأصل: القرشي، و المثبت عن تاريخ الطبري.
5- هو عبد الملك بن يزيد الأزدي، من أمراء أبي العباس السفاح و قواده انظر ابن الأعثم 182/8 و مروج الذهب 3/ 310 و تاريخ الطبري 129/9.
6- كلمة غير مقروءة بالأصل.
7- كذا بالأصل، و الذي في تاريخ الطبري: و حميد بن قحطبة على باب توما، و عبد الصمد و يحيى بن صفوان و العباس بن يزيد على باب الفراديس.
8- في تاريخ الطبري: لعشر مضين من رمضان. و في الكامل لابن الأثير: لخمس مضين.

دمشق، و دخلت عليهم الرايات السود الهاشمية من الأبواب كلها. فاستعرضتهم قتلا بالسيف ثلاث ساعات حتى المساء ثم رفع عنهم السيف باقي اليوم، و أعطوهم الأمان. و أمر عبد اللّه بن علي بهدم سور مدينة دمشق، و أقام عبد اللّه في عسكره، و أقام كل عسكر في مركزه خمسة عشر يوما، و قتل الوليد بن معاوية.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (1):سنة أربعين و مائة فيها كتب أمير المؤمنين أبو جعفر لصالح بن علي يأمره ببناء مدينة المصّيصة فوجّه جبريل بن يحيى فرابط بها حتى بناها و فرغ منها سنة إحدى و أربعين و مائة.

و ولي جبريل بن يحيى ناحية يعني من خراسان لأبي جعفر (2).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني و غيره، قالوا: أنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ قال: في ذلك العالم يعني سنة اثنتين و أربعين و مائة وجّه صالح بن علي جبريل بن يحيى الخراساني في جماعة من أهل خراسان إلى المصّيصة فبنى مدينتها القديمة و عمّرها و أنزلها الناس.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسن، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال (3):سنة سبع و أربعين و مائة: خرج الترك (4) و سبوا سبايا

ص: 27


1- رواه خليفة بن خياط في تاريخه ص 418 و جاء في تاريخ الطبري 397/4 سنة 141 قال: و في هذه السنة فرغ من بناء مدينة المصيصة على يدي جبرائيل بن يحيى الخراساني. و جاء في الكامل لابن الأثير 547/3 حوادث سنة 140 قال: و فيها أمر المنصور بعمارة مدينة المصيصة على يد جبرائيل بن يحيى، و كان سورها قد تشعث من الزلازل، و أهلها قليل، فبنى السور و سماها المعمورة، و بنى بها مسجدا جامعا، و فرض فيها لألف رجل، و أسكنها كثيرا من أهلها.
2- تاريخ خليفة ص 432 تحت عنوان: تسمية عمال أبي جعفر: خراسان.
3- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 132/1 و انظر الكامل في التاريخ لابن الأثير 594/3 و البداية و النهاية 110/10 و تاريخ الطبري 482/4.
4- تقرأ بالأصل: اليرموك، و التصويب عن المعرفة و التاريخ، و في المصادر الأخرى: أغار استرخان الخوارزمي في جمع من الترك.

كثيرة من المسلمين و أهل الذمة، و دخلوا تفليس (1) و هزموا جبريل بن يحيى البجلي و قتلوا حرب بن عبد اللّه (2).

[9767] جبلة بن الأيهم بن جبلة بن الحارث بن أبي شمر،

و اسمه: المنذر بن الحارث

و هو ابن مارية ذات القرطين، و هو ابن ثعلبة بن عمرو بن جفنة، و اسمه: كعب بن عامر بن جارية بن امرئ القيس، و مارية هي بنت أرقم بن ثعلبة بن عمرو ابن جفنة.

و يقال: جبلة بن الأيهم بن جبلة بن الحارث بن ثعلبة بن جفنة بن عمرو بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد أبو المنذر الغساني الحنفي.

أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و قيل: إنه أرسل إليه شجاع بن وهب يدعوه إلى الإسلام و كان منزله الجولان (3) و غيره من أعمال دمشق، و دخل دمشق غير مرة و أسلم ثم تنصّر و لحق ببلاد الروم و كان آخر ملوك غسان، و قيل: إنه لم يسلم قط (4).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد (5)،أنا محمّد بن عمر الأسلمي، حدّثني معمر بن راشد، و محمّد بن عبد اللّه، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، عن ابن عباس.

ص: 28


1- تفليس: مدينة كبيرة في كرجستان (و هي جمهورية جورجيا الحالية) انظر بلدان الخلافة الشرقية لسترنج ص 216.
2- و كان حرب بن عبد اللّه الراوندي، و إليه تنسب الحربية ببغداد، مقيما بالموصل في ألفين من الجند لمكان الخوارج الذين بالجزيرة، و كان أبو جعفر حين بلغه تحزب الترك فيما هناك، وجه إليهم جبريل بن يحيى و كتب إلى حرب يأمره بالمسير معه (تاريخ الطبري 482/4).
3- تقرأ بالأصل:«الخولاني» تصحيف، و المثبت عن مختصر ابن منظور، و تاريخ الإسلام.
4- نقله ابن كثير في البداية و النهاية 69/8 و زيد فيه: و هكذا صرح به الواحدي و سعيد بن عبد العزيز.
5- الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 258/1 و 265 تحت عنوان: ذكر بعثة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الرسل بكتبه إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام. و البداية و النهاية 69/8-70.

قال: و نا أبو بكر عبد اللّه بن أبي سبرة، عن المسور بن رفاعة.

قال: و نا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه قال: و نا عمر بن سليمان بن أبي حثمة (1)، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة (2)،عن جدّته الشفاء.

قال: و نا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن محمد بن يوسف، عن السائب بن يزيد، عن العلاء بن الحضرمي.

قال: و نا معاذ بن محمّد الأنصاري، عن جعفر بن عمرو (3) بن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، عن أهله، عن عمرو (4) بن أمية [الضمري، دخل] (5) حديث [بعضهم] (6) في حديث بعض قالوا:

و كتب (7) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى جبلة بن الأيهم يدعوه إلى الإسلام، فأسلم، و كتب بإسلامه إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أهدى له هدية، ثم لم يزل مسلما حتى كان في زمن ابن عمر بن الخطاب، فبينا هو في سوق دمشق إذ وطئ رجلا من مزينة، فوثب المزني فلطمه، فأخذ و انطلق به إلى أبي عبيدة بن الجراح فقالوا: هذا لطم جبلة قال: فيلطمه. قالوا: أ ما يقتل ؟ قال: لا، فقالوا: فما تقطع يده ؟ قال: لا، إنّما أمر اللّه بالقود...

قال جبلة: أ ترون أني جاعل وجهي ندّا (8) لوجه جدي [جاء من عمق] (9) بئس الدين هذا! ثم ارتدّ نصرانيا و ترحّل بقومه حتى دخل أرض الروم، فبلغ ذلك عمر فشقّ عليه و قال لحسان بن ثابت: أبا الوليد، أ ما علمت أن صديقك جبلة بن الأيهم ارتدّ نصرانيّا؟ قال: إنا للّه و إنا إليه راجعون، و لم ؟ قال: لطمه رجل من مزينة. قال: و حقّ له. فقام إليه عمر [بالدرة، فضربه] (10) بها. قال: عمق: موضع في ناحية المدينة. كذا في هذه الرواية.

ص: 29


1- تقرأ في الأصل: خيثمة، تصحيف، و الصواب عن ابن سعد.
2- بالأصل: خيثمة.
3- بالأصل: على عمرو و الصواب عن ابن سعد.
4- بالأصل: عمر، و الصواب عن ابن سعد.
5- بياض بالأصل، و المثبت عن ابن سعد.
6- بياض بالأصل، و المثبت عن ابن سعد.
7- تقرأ بالأصل: ذكرت، و المثبت عن ابن سعد.
8- في البداية و النهاية: بدلا.
9- بياض بالأصل، و المستدرك عن ابن سعد. و في البداية و النهاية: جاء من ناحية المدينة.
10- بياض بالأصل، و المثبت عن ابن سعد.

و روى غيره عن الواقدي: أنه أقام على نصرانيته إلى أن شهد اليرموك في خلافة عمر بن الخطاب مع الروم، ثم أسلم بعد ذلك (1)،و كذا ذكر... (2) أيضا. و ذكر عن الواقدي في كتاب الصوائف أن جبلة لم يسلم.... (3) عمر أن لا يأخذ منه الجزية، و يقبل منه الصدقة فامتنع عنه، فلحق بالروم فاللّه أعلم و الأظهر بأنه أسلم ثم تنصّر.

كتب إليّ أبو علي بن نبهان ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد البلاقلاني قالا: نا أبو علي بن شاذان، نا عبد اللّه بن إسحاق، أنا عبد اللّه بن إسحاق ابن إبراهيم البغوي.

ح و أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا طراد بن محمّد، أنا أحمد بن علي بن الحسين بن البنا، نا حامد بن محمد بن عبد اللّه الهروي قالا: أنا علي بن عبد العزيز بن المرزبان، نا أبو عبيد، نا أبو مسهر الدمشقي، نا سعيد بن عبد العزيز قال:

قال عمر بن الخطاب لجبلة بن الأيهم الغساني: يا جبيلة! فلم يجبه، ثم قال: يا جبلة فلم يجبه مرتين. ثم قال: يا جبلة [فأجابه، قال: اختر] (4) مني إحدى ثلاث: إمّا أن تسلم فيكون لك ما للمسلمين و عليك ما عليهم، و إما أن تؤدي الخراج، و إما أن تلحق بالروم، قال: و لحق بالروم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: جبلة بن الأيهم الغساني أبو المنذر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو علي بن شاذان (5)،أنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني المعروف ببرزويه قال:

فحدّثني أبو طالب محمّد بن علي بن دعبل الخزاعي عن العباس بن هشام بن محمّد الكلبي، عن أبيه، عن عوانة قال:

ص: 30


1- البداية و النهاية 69/8.
2- بياض بالأصل.
3- بياض بالأصل بمقدار كلمتين، و في مختصر ابن منظور: لم يسلم البتة، و إنما سأل عمر.
4- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور.
5- تقرأ بالأصل: شان.

كان جبلة بن الأيهم الغساني من ملوك آل جفنة و كان سيّدا فأسلم في زمن عمر بن الخطاب، فبينما هو على حاله إذ تصارع هو و رجل من العرب، فلطمه جبلة فهشم أنفه فحاكمه الرجل إلى عمر بن الخطاب، فحكم عليه بالقصاص، فأنف جبلة و خرج حتى لحق بأرض الروم، فغزا المسلمون الروم و حاصروا بمدينة من المدائن، فأشرف عليهم جبلة بن الأيهم فقال: أ فيكم أحد من أهل المدينة من الأنصار ثم من الخزرج ؟ فقال رجل: نعم، أنا من الأنصار ثم من الخزرج، فقال: ما فعل صاحبكم حسان بن ثابت ؟ قال: تركته حيا و قد كفّ بصره، قال: فرمى إليه بصرّة فيها ألف دينار و قال: احملها إليه فإن وجدته حيا فأقرئه مني السلام و أعطه..... (1) و إن وجدته ميتا.... (2) و أنظمها على قبره.

قال: و قال غيره.... (3) على قبره قال: فقدمت المدينة فأتيت حسان بن ثابت فسلم عليه فقال: إني لأجد منك ريح آل جفنة.... قلت: إن جبلة يقرأ عليك السلام قال: فمدّ يده إليّ ، فقلت: ما تريد.... (4) هات ما معك.... (5) السلام قط إلاّ مع صلته و هي ألف دينار فناوله، و أخبره بما قال فقال: لوددت أنك وجدتني ميتا.... (6) فلي قبولي، ثم قال (7):

إن ابن جفنة من بقية معشر *** لم يغذهم آباؤهم باللّوم (8)

[قال الكلبي: (9)

ذكروا أنه لما أسلم جبلة بن الأيهم الغسّاني من ملوك جفنة في خلافة عمر بن الخطاب، كتب إلى عمر يعلمه بإسلامه و يستأذنه في القدوم عليه، فلما وصل كتابه إلى عمر

ص: 31


1- بياض بالأصل.
2- بياض بالأصل بمقدار كلمة، و كلمة غير واضحة بعد البياض.
3- كلمة غير واضحة بالأصل.
4- بياض بالأصل.
5- كلمتان غير مقروءتين بالأصل.
6- كلمتان غير مقروءتين بالأصل.
7- البيت من أبيات، لحسان بن ثابت في الأغاني 167/15 و البداية و النهاية 72/8.
8- بعدها كلام غير واضح من سوء التصوير بالأصل ثم بياض. و نستدرك بقية ترجمة جبلة بن الأيهم عن مختصر ابن منظور.
9- الخبر رواه ابن كثير في البداية 70/8 من طريق ابن الكلبي و غيره و الوافي بالوفيات 53/11 و الأغاني 162/15 و ما بعدها.

سرّه ذلك، و كتب إليه يأذن له في القدوم عليه، فخرج جبلة في خمسين و مائة (1) رجل من أهل بيته حتى إذا كانوا من المدينة على ميلين عمد إلى أصحابه فحملهم على الخيل و قلّدها قلائد الفضة و ألبسهم الديباج و سرق الحرير (2)،و لبس تاجه فيه قرطا مارية و هي جدته. قال: و بلغ عمر بن الخطاب، فبعث إليه بالنزل هناك، ثم دخل المدينة في هيئته. قال: فلم تبق بكر و لا عانس إلاّ خرجت تنظر إلى جبلة و موكبه، فأقبل حتى دخل على عمر بن الخطاب، فسلّم عليه و رحّب به عمر، و سرّ بإسلامه و بقدومه، ثم أقام أياما، و أراد عمر الحج من عامه ذلك، فخرج جبلة معه مشهورا بالموسم ينظر إليه الناس و يتعجّبون من هيئته و كماله. قال: فبينا جبلة يطوف بالبيت إذ وطئ رجل من بني فزارة إزاره من خلقه فانحلّ ، فما ورع جبلة أن رفع يده فهشم أنف الفزاري (3)،فولّى الفزاريّ و الدماء تشخب من أنفه حتى استعدى عليه عمر بن الخطاب، فبعث إلى جبلة فأتاه، فقال له: يا جبلة هشمت أنف الرجل ؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، اعتمد حلّ إزاري، و لو لا حرمة الكعبة لضربت بالسيف بين عينيه، فقال له عمر: أما أنت فقد أقررت، فإمّا أن ترضي الرجل، و إلا أقدته منك، قال: تصنع ما ذا؟ قال عمر: إمّا أن يهشم أنفك كما هشمت أنفه، و إمّا أن ترضيه. قال جبلة: أو خطير هو لي (4)؟قال: نعم. قال:

و كيف و أنا ملك و هو سوقة ؟ قال عمر: الإسلام قد جمعك و إياه، فلست تفضله إلا بالعافية (5).قال جبلة: و اللّه لقد ظننت يا أمير المؤمنين أن سأكون في الإسلام أعزّ مني في الجاهلية. قال عمر: هو ما ترى إما أن تقيده أو ترضيه. قال جبلة: إذا أتنصّر. قال عمر: إن فعلت قتلتك. قال: لم ؟ قال: لأنك قد دخلت في الإسلام فإن ارتددت قتلتك. قال: فلما رأى جبلة أن عمر لا تأخذه في اللّه لومة لائم و ليست له حيلة، و اجتمع من حيّ الفزاري و حيّ جبلة على باب عمر جمع كثير حتى كادت تكون فتنة عظيمة، فقال: أنا انظر في هذا الأمر ليلتي هذه، و انصرف إلى منزله، و تفرّق الناس، فلما ادلهمّ الليل عليهم تحمّل جبلة في أصحابه من ليلته إلى الشام، و أصبحت المدينة منه و من قومه بلاقع، ثم أتى الشام فتحمّل في

ص: 32


1- في البداية و النهاية: فركب في خلق كثير من قومه، قيل مائة و خمسين راكبا، و قيل: خمسمائة.
2- سرق الحرير: جمع سرقة، و هي القطعة من جيد الحرير الأبيض.
3- زيد في البداية و النهاية: و من الناس من يقول: إنه قلع عينه.
4- يقال: هذا خطير لهذا و خطر له، أي مثل له في القدر.
5- في البداية و النهاية: بالتقوى.

خمس مائة أهل بيت نم عكّ و جفنة حتى دخل القسطنطينيّة في زمن هرقل فتنصّر هو و قومه فلما رأى ذلك هرقل أقطعه حيث شاء و أجرى عليه من النّزل ما شاء، و جعله من سمّاره و محدثيه، و ظنّ أنه فتح من الفتوح عليه عظيم، فمكث دهرا، ثم إنّ عمر بدا له أن يكتب إلى هرقل كتابا يدعوه إلى اللّه عز و جل و إلى الإسلام، فكتب إليه و وجه به مع رجل من أصحابه (1)،فأتى هرقل، فأعطاه كتاب عمر، فسرّ به و أجاب إلى كل خير من غير أن يجيب إلى الإسلام، و لما أراد صاحب عمر الخروج من عنده، قال هرقل يا عربي قال: قل ما تشاء؟ قال: هل لقيت ابن عمك ؟ قال: من ابن عمي ؟ قال: جبلة بن أيهم الغسّاني. قال: لا، قال: فألقه و انظر إلى حاله، قال صاحب عمر: فأتيت جبلة بن أيهم، فما إخالني رأيت بباب هرقل من السرور و البهجة ما رأيت بباب جبلة، فلما استأذنت عليه أذن لي، فدخلت، فقام إليّ و رحّب بي و ألطفني و عانقني و عاتبني في ترك النزول عليه. قال: و إذا هو في بهو عظيم فيه من التماثيل و الهول ما لا أحسن أصفه، و إذا هو في جماعة على سرير من ذهب و أربع قوائمه أسد من ذهب، و إذا هو رجل أصهب (2) ذو سبال (3)،و إذا هو قد أمر بالذهب الأحمر فسحك (4) فذرّ في لحيته، و استقبل مجلسه ذلك عين الشمس، فما أحسبني رأيت شيئا قطّ أحسن منه، ثم أجلسني على شيء لم أتبيّنه فلما تبيّنته إذا هو كرسيّ من ذهب، فانحدرت عنه، فقال: ما لك ؟ قلت: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نهى عن هذا و شبهه، قال: و سألني عن الناس، و ألحف في السؤال عن عمر، ثم جعل يتنهّد حتى عرف الحزن فيه، فقلت: ما يمنعك من الرجوع إلى قومك و إلى الإسلام ؟ قال: بعد الذي كان! قلت: نعم، و كان الأشعث بن قيس الكندي ارتدّ عن الإسلام فضرهم بالسيف و منعهم الزكاة، ثم دخل في الإسلام و زوّجه أبو بكر الصديق، فقال: دع هذا عنك، ثم أومأ إلى وصيف قائم على رأسه فولى يحضر فما شعرنا إلاّ بالصناديق يحملها الرجال، فوضعت أمامنا مائدة من ذهب فاستعفيت منها، فأمر بمائدة خلنج (5) فوضعت

ص: 33


1- هو جثامة بن مساحق الكناني، كما في البداية و النهاية.
2- أصهب: الشعر يخالط بياضه حمرة. و الصهب محركة: لون حمرة أو شقرة في الشعر، أي شعر الرأس.(تاج العروس: صهب).
3- سبال: واحدها سبلة بالتحريك، و هي الدائرة في وسط الشفة العليا أو السبلة هي ما على الشارب من الشعر. أو طرفة أو مجتمع الشاربين أو ما على الذقن إلى طرف اللحية كلها أو مقدمها خاصة.(تاج العروس: سبل).
4- سحك أي سحق.
5- خلنج: شجر فارسي معرب، تتخذ من خشبه الأواني (اللسان).

أمامي، و سعى علينا من كل حارّ و بارد في صحاف ذهب و فضّة، قال: و أداروا علينا الخمر فاستعفيت منها، فأمر برفعها، فلما فرغنا من الطعام، أتى بطشت من ذهب و إبريق من ذهب فتوضّأ، ثم أومأ إلى وصيف له فولّى يحضر، فما كان إلا هنيهة حتى أقبل عشر جوار فقعد خمس على يمينه و خمس عن يساره على كراسي العاج، قال: ثم سمعت و شوشة خلفي، فإذا عشر أخر لم أر مثلهن حسنا و جمالا أفضل من الأول، فقعد خمس عن يمينه و خمس عن يساره على كراسي الخزّ و الوشي، ثم أقبلت جارية من أحسن ما تكون من الجواري بطائر أبيض مؤدب، في يدها اليمنى جام ذهب فيه مسك و عنبر سحينان (1) و في يدها اليسرى جام من فضّة فيه ماء ورد و زنبق لم أشمّ مثله فنفرت بالطائر فانحدر في جام المارود و الزنبق، فأعقب بين ظهره و بطنه و جناحيه فلم يدع منه شيئا إلا احتمله، ثم نفرت (2) به حتى سقط على صليب في تاج جبلة (3)،ثم رفرف بجناحيه فلم يبق عليه شيء إلاّ كان على جبلة على رأسه و لحيته. قال: ثم دعا بمكّوك (4) طويل من ذهب شرب فيه خمسة خمرا أعدها عدا، ثم استهل و استبشر ثم قال للجواري: أطربنني قال: فخفقن بعيدانهن، و اندفعن يغنّين (5):

للّه درّ عصابة نادمتهم *** يوما بجلّق في الزمان الأوّل (6)

أولاد جفنة عند (7) قبر أبيهم *** قبر ابن مارية الكريم المفضل

يسقون من ورد البريص (8) عليهم *** صهبا (9) تصفّق بالرحيق السّلسل

بيض الوجوه كريمة أحسابهم *** شمّ الأنوف من الطراز الأول

ص: 34


1- كذا في مختصر ابن منظور، و في الوافي بالوفيات: مسك و عنبر فتيت. و في الأغاني: مسك و عنبر قد خلطا و أنعم سحقهما.
2- كذا و في الوافي: صفرت به.
3- العبارة في الأغاني: ثم أخرجته فألقته في جام المسك و العنبر، فتمعك فيها، حتى لم يدع فيها شيئا، ثم نفرته فطار فسقط على تاج جبلة و انظر الوافي بالوفيات 55/11.
4- مكوك: طاس يشرب به، أعلاه ضيق و وسطه واسع (اللسان).
5- الأبيات لحسان بن ثابت، و هي في الأغاني 166/15 و البداية و النهاية 71/8 و الوافي بالوفيات 55/11 و ديوان حسان بن ثابت ط . صادر - بيروت ص 179.
6- جلّق المرجح أنها موضع قرب دمشق.
7- الديوان: حول.
8- البريص: نهر بدمشق.
9- في الديوان و البداية و النهاية: بردى، و في الأغاني: كأسا.

يغشون حتى ما تهرّ كلابهم *** لا يسألون عن السواد المقبل (1)

قال: فطرب ثم قال: هل تعرف هذا الشعر؟ قلت: لا، قال: قاله ابن الفريعة حسان بن ثابت شاعر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فينا و في ملكنا، قال: قلت: نعم أما إنه ضرير كبير، قال: ثم سكت هنيّة ثم قال: أطربنني، فخفقن بعيدانهنّ و اندفعن يغنّين (2):

لمن الدار أقفرت (3) بمعان *** بين فرع (4) اليرموك فالصّمّان (5)

فالقريّات من بلاس فداريّ *** ا فسكّاء فالقصور الدواني (6)

فحمى (7) جاسم إلى مرج ذي الصّف *** ر مغنى قبائل و هجان

تلك دار العزيز بعد ألوف (8) *** و حليل عظيمة الأركان

صلوات المسيح في ذلك الدّي *** ر دعاء القسّيس و الرهبان (9)

ذاك مغنى لآل جفنة في الدّه *** ر محاه (10) تعاقب الأزمان

قال: هل تعرف هذه المنازل و من قائلها؟ قلت: لا، قال: يقولها ابن الفريعة فينا و في ملكنا و منازلنا بأكناف غوطة دمشق حسان بن ثابت. قال: ثم سكت طويلا، ثم قال:

بكّينني. قال: فوضعن عيدانهنّ ، و نكّسن رءوسهن. و اندفعن يقلن (11):

ص: 35


1- يعني أن كلابهم قد أنست بكثرة من يأتيهم، فلا تهرّ على أحد، يعني أن منازلهم لا تخلو من الطراق و العفاة، حتى تعودت كلابهم أن ترى من يقصد منازلهم.
2- الأبيات أيضا لحسان بن ثابت، و هي في ديوانه ص 253، و الأغاني 166/15 و البداية و النهاية 71/8.
3- الديوان: أوحشت.
4- الديوان: أعلى. و في الأغاني و البداية و النهاية: أعلى.
5- الديوان: الحمان. و الصمان: من نواحي الشام بظاهر البلقاء. و معان: بالفتح و المحدثون يقولونه بالضم: مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي الحجاز.
6- بلاس بالفتح، بلد بينه و بين دمشق عشرة أميال. و داريا قرية كبيرة من قرى دمشق بالغوطة - و سكاء: قرية من قرى دمشق بالغوطة.
7- في الديوان: فقفا جاسم فأودية الصفر .
8- الديوان: أنيس.
9- ليس البيت في الديوان.
10- الديوان: و حق و عجزه في الوافي بالوفيات: محلا لحادثات الزمان و في مروج الذهب 118/2 و حقا تصرف الأزمان.
11- الأبيات في الأغاني 167/15 و البداية و النهاية 71/8 و الوافي بالوفيات 56/11.

تنصّرت الأشراف من عار لطمة *** و ما كان فيها لو صبرت لها ضرر

تكنّفني فيها لجاج و نخوة *** و بعت بها العين الصحيحة بالعور

فيا ليت أمي لم تلدني و ليتني *** رجعت إلى القول الذي قاله عمر (1)

و يا ليتني أرعى المخاض بقفرة *** و كنت أسيرا في ربيعة أو مضر

و يا ليت لي بالشام أدنى معيشة *** أجالس قومي ذاهب السمع و البصر

أدين بما دانوا به من شريعة *** و قد يصبر العود الكبير على الدّبر

قال: و انصرف الجواري و جعل يده على وجهه يبكي حتى نظرت إلى دموعه تحول على لحيته كأنها فصيص اللؤلؤ. قال: و بكيت معه، ثم نشف دموعه بكمه و مسح وجهه، ثم قال: يا جارية هاتي، فأتت بخمس مائة دينار هرقلية، قال: ادفع به إلى حسان بن ثابت و أقرئه مني السلام، ثم قال: يا جارية هاتي، فأتته بخمس مائة دينار هرقلية قال: خذها صلة لك، فأبيت عليه، قلت: لا أقبل صلة رجل ارتدّ عن الإسلام و أمير المؤمنين عليه ساخط ، فحرص بي، فأبيت عليه (2)،ثم ودع و قال: أقرئ عمر بن الخطاب مني و المسلمين السلام، ثم خرجت من عنده فأتيت عمر، فقال: هيه ما يصنع هرقل ؟ فخبرته، ثم قال: هل لقيت جبلة ابن أيّهم الغسّاني ؟ قلت: نعم قال: و تنصر؟ قلت: نعم. قال: أو رأيته يشرب الخمر؟ قلت:

نعم، قال: أبعده اللّه، تعجل فانية بباقية فما ربحت تجارته، فما الذي سرّح به معك ؟ قلت:

وجّه إلى حسان بن ثابت خمس مائة دينار، و اقتصصت عليه القصّة من أولها إلى آخرها. قال:

هاتها، فدفعتها إليه، فقال: يا غلام ادع لي حسان بن ثابت، فدعي، فلما دخل عليه و كان ضريرا و معه قائده، قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين إني لأجد روائح آل جفنة عندك.

قال: نعم، قد أتاك اللّه من جبلة بمعونة، و نزع لك منه على رغم أنفه، قال: فأخذها و ولّى و هو يقول (3):

إنّ ابن جفنة من بقية معشر *** لم يغذهم آباؤهم باللّوم (4)

لم ينسني بالشام إذ هو ربّها *** لا (5) لا و لا متنصّرا بالروم

ص: 36


1- الأغاني: قال لي عمر.
2- زيد في البداية و النهاية: فيقال إنه أضافها إلى التي لحسان، فبعث بألف دينار هرقلية.
3- الأبيات في ديوانه ص 234 و الأغاني 167/15 و البداية و النهاية 73/8.
4- اللوم: مسهل اللؤم.
5- الديوان: كلا.

يعطي الجزيل و لا يراه عنده *** إلا كبعض عطيّة المذموم (1)

و أتيته يوما فقرب مجلسي *** و سقى فروّاني من الخرطوم (2)

و قيل إن جبلة توفي في أول خلافة معاوية بأرض الروم سنة أربعين من الهجرة.

[9768] جبلة بن سحيم، أبو سويرة

و يقال: أبو سريرة - براءين - التيمي، و يقال الشيباني (3) الكوفي.

[روى عنه حنظلة الأنصاري، و عامر بن مطر الشيباني، و عبد اللّه بن الزبير بن العوام، و عبد اللّه بن عمر بن الخطاب، و علي بن حنظلة الشيباني، و معاوية بن أبي سفيان، و مغيث بن سمي، و أبي المثنى مؤثر بن عفازة العبدي. روى عنه: جعفر بن عمر بن أبي الزبير، و حجاج بن أرطاة، و رقبة بن مصقلة، و زيد بن أبي أنيسة، و سفيان الثوري، و سليمان بن فيروز الشيباني، و شعبة بن الحجاج، و عبد الملك بن حميد بن أبي غنية، و عريف بن درهم التيمي، و عمرو بن عبد اللّه السبيعي، و عمرو بن قيس الملائي، و العوام بن حوشب، و غيلان بن جامع، و قيس بن الربيع، و مسعر بن كدام.

عن علي بن المديني: قلت ليحيى بن سعيد: آدم بن علي أثبت أو أحب إليك أو جبلة ؟ قال: جبلة.

قال أحمد بن حنبل: ثقة. و زاد: كيس، حسن الحديث] (4).

[قال أبو عبد اللّه البخاري] (5):

[جبلة بن سحيم التيمي أبو سريرة الكوفي. سمع ابن عمر، روى عنه مسعر، نسبه

ص: 37


1- البداية و النهاية: المحروم.
2- البداية و النهاية: المذموم. و الخرطوم: الخمر السريعة الإسكار.
3- قال ابن حجر: تيم الذي نسب إليه جبلة هذا، هو تيم بن شيبان بن ذهل، فهو تيمي شيباني، ذكره الرشاطي. (تهذيب التهذيب).
4- ما بين معكوفتين استدرك عن تهذيب الكمال 327/3.
5- زيادة للإيضاح.

علي، قال يحيى القطان: كان ثقة. كان سفيان و شعبة يوثقانه] (1).

[قال أبو محمد بن أبي حاتم] (2):

[جبلة بن سحيم التيمي، و هو من شيبان، روى عن ابن عمر، و حنظلة رجل من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم روى عنه الثوري، و شعبة، و مسعر، و زيد بن أبي أنيسة سمعت أبي يقول ذلك.

سمعت أبي يقول: جبلة بن سحيم صالح الحديث. و قال مرة: ثقة] (3).

قال جبلة: سمعت ابن عمر يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الشهر هكذا و هكذا و هكذا، و قبض إبهامه في الثالثة»[14077].

قال جبلة بن سحيم:

دخلت على معاوية بن أبي سفيان و هو في خلافته و في عنقه حبل و صبيّ يقوده، فقلت: يا أمير المؤمنين أ تفعل هذا و أنت على أربع ؟! فقال: يا لكع اسكت، فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من كان له صبي فليتصاب له»[14078].

توفي جبلة بن سحيم في فتنة الوليد بن يزيد (4).

و قال: و توفي سنة خمس و عشرين و مائة (5).

[9769] جبلة بن مطر

[قال أبو عبد اللّه البخاري] (6):

ص: 38


1- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن التاريخ الكبير 219/2/1.
2- زيادة للإيضاح.
3- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن الجرح و التعديل 508/2/1.
4- رواه المزي في تهذيب الكمال 328/3 نقلا عن ابن سعد.
5- الخبر في تهذيب الكمال 328/3 و سير الأعلام 315/5 نقلا عن خليفة بن خياط ، و زيد في تهذيب الكمال: في ولاية يوسف بن عمر. قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: لم يصرح خليفة في تاريخه و لا في الطبقات له بوفاة جبلة في هذه السنة.
6- زيادة للإيضاح.

[جبلة بن مطر قال لي حسن بن عبد العزيز، ثنا يحيى بن حسان قال: ثنا الحسن بن يحيى الخشني قال: ثنا جبلة بن مطر، قال: سمعت فضالة بن عبيد يقول: كل ما رد عليك قوسك و صويلجانك. قال عبد اللّه بن يوسف: الصويلجان: المعراض.

حديثه في الشاميين] (1).

[قال أبو محمد بن أبي حاتم] (2):

[جبلة بن مطر روى عن فضالة بن عبيد، مرسل. روى عنه الحسن بن يحيى الخشني. سمعت أبي يقول ذلك] (3).

قال جبلة بن مطر: سمعت فضالة بن عبيد يقول:

كل ما ردّ عليك سيفك و صويلجانك.

قال عبد اللّه بن يوسف:

الصويلجان: المقراض.

[9770] جبير بن الحويرث بن نقيذ

ابن بجير بن عبد بن قصي بن كلاب، و يقال: الحويرث بن نقيذ بن عبد بن قصي القرشي.

له رؤية و إدراك للنبي صلى اللّه عليه و سلم، و ليست له رواية عنه.

[حدث عن أبي بكر، و عمر.

حدث عنه: سعيد بن المسيب، و عروة بن الزبير، و عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع] (4).

[قال أبو محمد بن أبي حاتم] (5):

ص: 39


1- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن التاريخ الكبير 220/2/1.
2- زيادة للإيضاح.
3- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن الجرح و التعديل 510/1/1.
4- الزيادة بين معكوفتين عن سير الأعلام 439/3.
5- زيادة للإيضاح.

[جبير بن الحويرث روى عن أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه، روى عنه سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع سمعت أبي يقول ذلك] (1).

حدّث جبير بن الحويرث قال: سمعت أبا بكر الصديق رضي اللّه عنه يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما بين بيتي و منبري روضة من رياض الجنة» (2)[14079].

قال جبير بن الحويرث:

رأيت أبا بكر رضي اللّه عنه واقفا على قزح و هو يقول: أيها الناس أصبحوا، أيها الناس أصبحوا، ثم دفع و إني لأنظر إلى فخذه قد انكشفت مما يخرش بعيره بمحجنه.

و في حديث آخر:

يعني من جمع.

و قزح جبل المزدلفة. و يخرش أو يجرش بالجيم. قالوا: الخرش: الكدّ و الاستحثاث، و المحجن: العصا المعوجّة للرأس. و قد يكون المحجن الصولجان، و الخرش أن يضربه بالمحجن ثم يجتذبه إليه يريد بذلك تحريكه للإسراع و السير.

قال جبير بن الحويرث (3):

حضرت يوم اليرموك المعركة. فلا أسمع الناس كلمة و لا صوتا إلا نقف الحديد (4)بعضه بعضا، إلا أني قد سمعت صائحا يصيح يقول: يا معشر المسلمين يوم من أيام اللّه أبلوا فيه بلاء حسنا، و إذا هو أبو سفيان بن حرب تحت راية ابنه يزيد بن أبي سفيان.

قال الزبير بن بكار:

و الحويرث بن نقيذ بن بجير بن عبد بن قصي، كان ممن أهدر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دمه يوم فتح مكة، و كان مؤذيا للّه و رسوله (5).

ص: 40


1- ما بين معكوفتين استدرك عن الجرح و التعديل 512/1/1.
2- رواه ابن الأثير في أسد الغابة 322/1.
3- رواه ابن حجر بالإصابة 225/1 من طريق الواقدي.
4- في الإصابة: فلا أسمع الناس كلمة إلا صوت الحديد.
5- من طريق الزبير بن بكار رواه الذهبي في سير الأعلام 439/3 و الإصابة 225/1.

[9771] جبير بن مطعم بن عديّ بن نوفل

ابن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب

أبو محمد - و يقال أبو عدي القرشي المكي.

له صحبة و رواية عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

[روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

روى عنه إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، و سعيد بن المسيب، و سليمان بن صرد الصحابي، و عبد اللّه بن باباه المخزومي، و عبد اللّه بن أبي سليمان، و عبد الرحمن بن أذينة، و أبو سروعة عقبة بن الحارث، و علي بن رباح اللخمي، و ابنه محمد بن جبير بن مطعم، و محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، و ابنه نافع بن جبير بن مطعم، و يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، و أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف.

قال الزبير بن بكار:

فولد مطعم بن عدي: جبيرا، أسلم و روى عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كان يؤخذ عنه النسب، و هو أحد الذين دفنوا عثمان بن عفان، و هو صلى عليه، و سعيدا الأكبر، و عروة، و الوليد، و سعيدا الأصغر، بني مطعم بن عدي، و أمهم أم جميل بنت شعبة بن عبد اللّه بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عارم بن لؤي، و أمها أم حبيب بنت العاص بن أمية.

قال أحمد بن عبد اللّه بن البرقي: ولد جبير بن مطعم محمدا الأكبر، درج، و محمد الأصغر، و أم كلثوم كانت عند سليمان بن صرد الخزاعي فولدت له، جاء عنه من الحديث نحو من عشرين، و توفي بالمدينة، سنة تسع و خمسين] (1).

ص: 41


1- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن تهذيب الكمال 332/3-334.

كان أبوه هو الذي قام في نقض صحيفة القطيعة، و كان يحنو على أهل الشعب، و يصلهم في السر، و هو الذي أجار النبي صلى اللّه عليه و سلم حين رجع من الطائف حتى طاف بعمرة] (1).

[قال أبو عبد اللّه البخاري] (2):

[جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي، والد محمد و نافع، قال لنا محمد بن كثير أخبرنا سليمان بن كثير عن حصين عن محمد بن طلحة بن ركانة عن جبير بن مطعم عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: صلاة في مسجدي أفضل من ألف فيما سواه غير الكعبة] (3).

[قال أبو محمد بن أبي حاتم] (4):

[جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشي، مدني، له صحبة، روى عنه ابناه محمد و نافع. سمعت أبي يقول ذلك.- و روى عنه سليمان بن صرد الخزاعي] (5).

حديث جبير بن مطعم أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا يدخل الجنة قاطع»[14080].

و حدث جبير قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقرأ في المغرب بالطور، قال: فلما سمعته يقرأ:

أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْ ءٍ أَمْ هُمُ الْخٰالِقُونَ [سورة الطور، الآيات:35]. إلى قوله: فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطٰانٍ مُبِينٍ [سورة الطور، الآيات:38]، كاد قلبي يطير (6).

و عن جبير قال:

قدمت على النبي صلى اللّه عليه و سلم المدينة في فداء الأسرى، فاضطجعت في المسجد بعد العصر و قد أصابني الكرى فنمت، فأقيمت صلاة المغرب، فقمت فزعا بقراءة النبي صلى اللّه عليه و سلم في المغرب: وَ الطُّورِ وَ كِتٰابٍ مَسْطُورٍ [سورة الطور، الآيتان:1 و 2]، فاستمعت قراءته حتى خرجت من المسجد، فكان يومئذ أول ما دخل الإسلام قلبي.

ص: 42


1- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن سير الأعلام 95/3.
2- زيادة للإيضاح.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن التاريخ الكبير 223/2/1.
4- زيادة للإيضاح.
5- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن الجرح و التعديل 512/1/1.
6- الخبر في الاستيعاب 230/1 (هامش الإصابة).

قال جبير بن مطعم (1):

لما بعث اللّه عز و جل نبيه صلى اللّه عليه و سلم، و ظهر أمره بمكة، خرجت إلى الشام، فلما كنت ببصرى (2) أتتني جماعة من النصارى، قالوا: أ من الحرم أنت ؟ قلت: نعم. قالوا: فتعرف هذا الذي تنبأ فيكم ؟ قلت: نعم. قال: فأخذوا بيدي، فأدخلوني ديرا لهم فيه تماثيل و صور، فقالوا لي: انظر، هل ترى صورة هذا النبي الذي يبعث فيكم ؟ فنظرت فلم أر صورته، قلت:

لا أرى صورته، فأدخلوني ديرا أكبر من ذلك الدير، و إذا فيه تماثيل و صور أكثر مما في ذلك الدير، فقالوا لي: انظر، هل ترى صورته ؟ فنظرت فإذا أنا بصفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و صورته، و إذا أنا بصفة أبي بكر و صورته، و هو آخذ بعقب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. فقالوا لي: هل ترى صفته ؟ قلت: نعم، فقلت: لا أخبرهم حتى أعرف ما يقولون، قالوا: أ هو هذا؟ قلت ؟ و أشاروا إلى صفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقلت: اللهم [نعم] (3) أشهد أنه هو، قالوا: أ تعرف هذا الذي أخذ بعقبه ؟ قلت: نعم، قالوا: نشهد أن هذا صاحبكم، و أن هذا الخليفة من بعده.

و حديث جبير أيضا قال (4):

كنت أكره أذى قريش لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. لما ظننت أنهم سيقتلونه خرجت حتى لحقت بدير من الديارات، فذهب أهل الدير إلى رأسهم، فأخبروه فقال: أقيموا له حقه الذي ينبغي له ثلاثا. فلما مرت ثلاث رأوه لم يذهب، فانطلقوا إلى صاحبهم فأخبروه فقال: قولوا له: قد أقمنا لك حقك الذي ينبغي لك، فإن كنت وصبا فقد ذهب وصبك (5)،و إن كنت واصلا فقد نأل (6) لك أن تذهب إلى من تصل، و إن كنت تاجرا فقد نأل لك أن تخرج إلى تجارتك، قال: ما كنت واصلا و لا تاجرا و ما أنا بنصب، فذهبوا إليه فأخبروه فقال: إن له لشأنا فسلوه ما شأنه ؟ قال: فأتوه فسألوه فقال: لا و اللّه إلا أني في قرية إبراهيم، و ابن عم (7) يزعم أنه نبي

ص: 43


1- رواه البيهقي في دلائل النبوة 384/1-385 و أبو نعيم في دلائل النبوة ص 49 رقم 12.
2- بصرى: موضع بالشام من أعمال دمشق، و هي قصبة حوران مشهورة عند العرب قديما و حديثا.(معجم البلدان).
3- زيادة عن دلائل النبوة.
4- رواه الطبراني في المعجم الكبير 144/2-145 رقم 1609 من طريق المقدام بن داود المصري ثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار أنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عامر بن يحيى عن علي بن رباح حدثه عن جبير بن مطعم، و ذكره. و انظر مجمع الزوائد 233/8 و سير أعلام النبلاء 96/3-97.
5- في المعجم الكبير: وصيا فقد ذهب وصيتك.
6- نأل أن يفعل: أي ينبغي، و في المعجم الكبير: نالك.
7- في المعجم الكبير: ابن عمي.

فآذاه قومه (1) و تخوفت أن يقتلوه، فخرجت لئلا أشهد ذلك. قال: فذهبوا إلى صاحبهم فأخبروه بقولي، قال: هلموا، فأتيته فقصصت عليه قصتي (2)،فقال: تخاف أن يقتلوه ؟ قلت: نعم، قال: و تعرف شبهه لو تراه مصوّرا؟ قلت: نعم عهدي به قريب، فأراه صورا مغطاة، فجعل يكشف صورة صورة ثم يقول أ تعرف ؟ فأقول: لا، حتى كشفت صورة مغطاة، فقلت: ما رأيت شيئا أشبه بشيء من هذه الصورة [به] (3) كأنه طوله و جسمه و بعد ما بين منكبيه، قال: فتخاف أن يقتلوه ؟ قال: أظنهم قد فرغوا منه. قال: و اللّه لا يقتلوه و لنقتلن من يريد قتله، و إنه لنبي، و ليظهرنه اللّه، و لكن قد وجب حقك علينا، فامكث ما بدا لك و ادع بما شئت، قال: فمكثت عندهم حينا ثم قلت: لو اطلعتم فقدمت مكة فوجدتهم قد أخرجوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى المدينة. فلما قدمت قامت إلي قريش فقالوا: قد تبين لنا أمرك و عرفنا شأنك، فهلم أموال الصبية التي عندك استودعكها أبوك، فقلت: ما كنت لأفعل حتى تفرقوا بين رأسي و جسدي، و لكن دعوني أذهب فأدفعها إليهم، فقالوا: إن عليك عهد اللّه و ميثاقه ألا تأكل من طعامه. قال: فقدمت المدينة و قد بلغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الخبر فدخلت عليه، فقال لي فيما يقول: إني لأراك جائعا، هلموا طعاما. قلت: لا آكل حتى أخبرك، فإن رأيت أن آكل أكلت، قال: فحدثته بما أخذوا علي، قال: فأوف بعهدك (4) و لا تأكل من طعامنا و لا تشرب من شرابنا.

قال عبد اللّه بن أبي بكر بن حزم و غيره:

كان من إعطاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من المؤلفة قلوبهم من أصحاب المئين من بني نوفل بن عبد مناف: جبير بن مطعم مائة من الإبل (5).

و عن ابن عباس قال (6):قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليلة قريب مكة في غزوة الفتح:

«إن بمكة أربعة نفر من قريش أربأ بهم عن الشرك و أرغب لهم في الإسلام»، فقيل: و ما

ص: 44


1- بأصل مختصر ابن منظور و المعجم الكبير: فآذوه قومه.
2- في المعجم الكبير: قصصي.
3- زيادة لازمة عن المعجم الكبير.
4- في المعجم الكبير: بعهد اللّه.
5- انظر الاستيعاب 231/1.
6- رواه ابن الأثير في أسد الغابة 324/1.

هم يا رسول اللّه ؟ قال:«عتّاب بن أسيد، و جبير بن مطعم، و حكيم بن حزام، و سهيل بن عمرو»[14081].

و عن جبير بن مطعم أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«أدخلوا علي، و لا تدخلوا علي إلا بني عبد المطلب» فدخل جبير من تحت القبة فأخذوا برجله، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«أرسلوه فإن ابن أخت القوم منهم»[14082].

و عن جبير بن مطعم أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال له:

يا جبير، أ تحب إذا خرجت سفرا أن تكون من أمثل أصحابك هيئة و أكثرهم زادا؟ فقلت: نعم بأبي أنت و أمي، قال: فاقرأ هذه السورة: قُلْ يٰا أَيُّهَا الْكٰافِرُونَ ،و إِذٰا جٰاءَ نَصْرُ اللّٰهِ وَ الْفَتْحُ ،و قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ ،و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ،و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّٰاسِ ،و افتح كلّ سورة ببسم اللّه الرحمن الرحيم، و اختم قراءتك ببسم اللّه الرحمن الرحيم».

قال جبير: و كنت غير كثير المال، فكنت أخرج مع من شاء اللّه في السفر، فكنت أبذهم هيئة و أقلهم زادا، فما زلت منذ علمنيهن و قرأتهن أكون أحسنهم هيئة و أكثرهم زادا حتى في سفري ذلك و في إقامتي، و ما كان من أصحابي أحد أقل دينا مني[14083].

كان (1) جبير بن مطعم من أنسب قريش لقريش و للعرب قاطبة، و كان يقول: إنما أخذت النسب من أبي بكر الصديق، و كان أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه من أنسب العرب.

و لما (2) أتى عمر بن الخطاب بسيف النعمان بن المنذر، دعا جبير بن مطعم فسلّحه إياه ثم قال: يا جبير، ممن كان النعمان ؟ قال: كان رجلا من أشلاء قنص بن معدّ. و كان جبير أنسب العرب للعرب.

كان (3) مطعم بن عدي أبو جبير من أشراف قريش، و كان كافا عن أذى سيدنا

ص: 45


1- رواه المزي في تهذيب الكمال 333/3 من طريق محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن شيخ من الأنصار من بني زريق. و سير الأعلام 97/3.
2- رواه المزي في تهذيب الكمال 333/3 من طريق الزبير بن بكار حدثني عمر بن أبي بكر المؤملي، عن عثمان بن أبي سليمان. و سير الأعلام 97/3.
3- رواه المزي في تهذيب الكمال 332/3-333 نقلا عن ابن سعد قال: و ذكره في الطبقة الثالثة.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في أسارى بدر:«لو كان مطعم بن عدي حيا لوهبت له هؤلاء النتنى» (1)،و ذلك ليد كانت لمطعم عند سيدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، كان أجاره حين رجع من الطائف، و قام في نقض الصحيفة التي كتبت قريش على بني هاشم حين حصروا في الشّعب، و كان مبقيا على نفسه، لم يكن يشرف لعداوة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لإيذائه و لا يؤذي أحدا من المسلمين كما كان يفعل غيره. و مدحه أبو طالب في قصيدة له.

و توفي مطعم بن عدي بمكة بعد هجرة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بسنة واحدة، و دفن بالحجون، مقبرة أهل مكة، و كان يوم توفي ابن بضع و تسعين سنة. و كان يكنى أبا وهب. و رثاه حسان ابن ثابت بقصيدته التي يقول فيها (2):

فلو كان مجد يخلد اليوم واحدا *** من الناس أنجى (3) مجده اليوم مطعما

أجرت رسول اللّه منهم فأصبحوا *** عبيدك ما لبّى ملبّ و أحرما

تزوج جبير بن مطعم امرأة فطلقها قبل أن يدخل بها، فقرأ: إِلاّٰ أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكٰاحِ [سورة البقرة، الآية:237]. قال: أنا أحق بالعفو منها، فسلّم لها المهر كاملا فأعطاها إياه (4).

توفي جبير بن مطعم سنة ثمان و خمسين. و قيل سنة تسع و خمسين.

[قدم المدينة في فداء الأسارى من قومه، و كان موصوفا بالحلم و نبل الرأي. و كان شريفا مطاعا.

وفد على معاوية في أيامه.

عد خليفة جبيرا في عمال عمر على الكوفة، و أنه ولاه قبل المغيرة بن شعبة.

الزبير، حدثنا المؤملي، عن زكريا بن عيسى عن الزهري، أن عمرو بن العاص قال لأبي موسى لما رأى كثرة مخالفته له: هل أنت مطيعي ؟ فإن هذا الأمر لا يصلح أن ننفرد به حتى نحضره رهطا من قريش، نستشيرهم فإنهم أعلم بقومهم، قال: نعم ما رأيت، فبعثنا إلى

ص: 46


1- أخرجه البخاري في(57) كتاب فرض الخمس(16) باب، رقم 3139.
2- البيتان في تهذيب الكمال 333/3 و ديوان حسان بن ثابت ص 239 ط . صادر بيروت.
3- في الديوان: أبقى.
4- رواه الذهبي في سير الأعلام من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة.

خمسة: ابن عمرو، و أبي جهم بن حذيفة، و ابن الزبير، و جبير بن مطعم و عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فقدموا عليهم] (1).

[قال خليفة بن خياط ] (2):

[و من بني نوفل بن عبد مناف بن قصي: جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، أمه أم جميل بنت سعيد بن عبد اللّه بن أبي قيس بن عبد ود بن عامر بن لؤي. مات بالمدينة سنة خمس و خمسين] (3).

[يقال: إن أول من لبس طيلسانا بالمدينة جبير بن مطعم] (4).

[9772] جبير بن نفير بن مالك بن عامر

أبو عبد الرحمن و يقال أبو عبد اللّه الحضرمي

من أهل حمص. أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و قدم دمشق و سمع بها.

[روى عن النبي مرسلا، و عن بشر بن جحاش، و ثوبان، و خالد بن الوليد، و ذي مخبر الحبشي، و سبرة بن فاتك، و سفيان بن أسيد، و سلمة بن نفيل التراغمي، و شداد بن أوس، و شرحبيل بن السمط ، و عبادة بن السمط ، و عبد اللّه بن عمر بن الخطاب، و عبد اللّه بن عمرو ابن العاص، و عبد اللّه بن معاوية الغاضري، و العرباض بن سارية، و عقبة بن عامر، و عمر بن الخطاب، و عمرو بن عنبسة، و عوف بن مالك الأشجعي، و كعب بن عياض، و مالك بن يخامر، و محمد بن أبي عميرة، و المستورد بن شداد، و المقداد بن الأسود، و نفير بن مالك، أبيه، و النواس بن سمعان، و أبي أيوب الأنصاري، و أبي بكر الصديق، مرسلا، و أبي ثعلبة الخشني، و أبي الدرداء، و أبي ذر، و عائشة.

ص: 47


1- ما بين معكوفتين استدرك عن سير الأعلام 95/3-98.
2- زيادة للإيضاح.
3- ما بين معكوفتين استدرك عن طبقات خليفة بن خياط ص 38 رقم 43.
4- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن الاستيعاب 231/1 (هامش الإصابة).

روى عنه: ثابت بن سعد الطائي، و الحارث بن يزيد الحضرمي، و حبيب بن عبيد، و خالد بن معدان، و ربيعة بن يزيد، و زيد بن أرطأة، و زيد بن واقد، و سليم بن عامر، و شرحبيل بن مسلم، و شريح بن عبيد، و صفوان بن عمرو، و عبد الرحمن بن جبير بن مطعم، و عبد الرحمن بن ميسرة، و لقمان بن عامر، و مكحول الشامي، و نصر بن علقمة، و الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، و يحيى بن جابر الطائي، و يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك، و أبو إدريس السكوني، و أبو الزاهرية الحمصي، و أبو عثمان شيخ لمعاوية بن صالح الحضرمي] (1).

[قال أبو عبد اللّه البخاري] (2):

[جبير بن نفير الحضرمي، أبو عبد الرحمن، سمع أبا الدرداء، و أبا ذر، كناه شريح و أبو حيوة، سكن الشام. قال لنا عبد اللّه بن صالح عن معاوية عن سليم بن عامر عن جبير بن نفير، قال: لقد استقبلت الإسلام من أوله فلم أزل أرى في الناس صالحا و طالحا.

و قال لنا علي: حدثنا زيد بن الحباب عن معاوية سمع أبا الزاهرية: عن جبير بن نفير بن مالك بن عامر الحضرمي، و كان جاهليا إسلاميا] (3).

[قال أبو محمد بن أبي حاتم] (4):

[جبير بن نفير الحضرمي أبو عبد الرحمن شامي، روى عن أبي ذر، و أبي الدرداء، و النواس بن سمعان، و سلمة بن نفيل التراغمي، روى عنه ابنه عبد الرحمن، و أبو الزاهرية، سمعت أبي يقول ذلك.

سئل أبو زرعة عن جبير بن نفير، فقال: حضرمي، شامي، ثقة. سئل أبي عن جبير بن نفير، فقال: ثقة من كبار تابعي أهل الشام القدماء] (5).

[قال أبو زرعة الدمشقي: قلت لدحيم: أي الرجلين عندك أعلم. أبو إدريس الخولاني

ص: 48


1- الزيادة بين معكوفتين استدركت عن تهذيب الكمال 334/3-335.
2- زيادة للإيضاح.
3- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن التاريخ الكبير 223/2/1.
4- زيادة للإيضاح.
5- ما بين معكوفتين استدرك عن الجرح و التعديل 512/1/1-513.

أو جبير بن نفير؟ قال: أبو إدريس عندي المقدم، و رفع من شأن جبير بن نفير.

قال النسائي: ليس أحد من كبار التابعين، أحسن رواية عن الصحابة من ثلاثة، قيس ابن أبي حازم، و أبي عثمان النهدي، و جبير بن نفير] (1).

حدث جبير بن نفير (2) عن النواس بن سمعان الكلابي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إن اللّه تبارك و تعالى ضرب مثلا صراطا مستقيما على كنفي الصراط ، سوران لهما أبواب مفتحة، و على الأبواب ستور، وداع يدعو على رأس الصراط وداع من فوقه، و اللّه يدعو إلى دار السلام و يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، فالأبواب التي على كنفي الصراط حدود اللّه، لا يقع أحد في حدود اللّه حتى يكشف ستر اللّه، و الذي يدعو من فوقه واعظ اللّه تبارك و تعالى»[14084].

حدث جبير بن نفير عن المقداد بن الأسود قال:

جاءنا المقداد بن الأسود لحاجة له فقلنا: اجلس عافاك اللّه حتى نطلب لك حاجتك، فجلس فقال: العجب من قوم مررت بهم آنفا يتمنّون الفتنة، يزعمون ليبتليهم اللّه فيها بما ابتلى رسوله صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه، و ايم اللّه، لقد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إن السعيد لمن جنب الفتن، يوردها ثلاث مرات، و إن ابتلي و صبر»، و ايم اللّه، لا أشهد لأحد أنه من أهل الجنة حتى أعلم ما يقول عليه، بعد حديث سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لقلب ابن آدم أسرع انقلابا من القدر إذا استجمعت غليا»[14085].

قال جبير بن نفير:

دخلت على أبي الدرداء بدمشق و بين يديه جفنة من لحم، فقال لي: يا جبير، اجلس فأصب من هذا اللحم، فإن كنيسة في ناحيتنا أهدى لنا أهلها مما ذبحوا لها، فجلست فأكلت معه (3).

و قيل إن جبير بن نفير لم يلق النبي صلى اللّه عليه و سلم، و لكنه صحب الصحابة بعد النبي صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 49


1- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن تهذيب الكمال 335/3.
2- أخرجه أحمد بن حنبل في المسند 199/6 رقم 17653 من طريق حيوة بن شريح حدثنا بقية قال حدثني بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن جبير عن النواس بن سمعان، و ذكره.
3- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 77/4.

و قيل إنه أسلم في خلافة أبي بكر، و كان ثقة فيما يروي من الحديث.

و حدث جبير بن نفير قال (1):

أدركت الجاهلية و أتانا رسول [رسول] (2) اللّه صلى اللّه عليه و سلم باليمن فأسلمنا. في حديث طويل.

و حدث جبير بن نفير قال:

قد استقبلت الإسلام من أوله، فلم أزل أرى في الناس صالحا و طالحا (3).

حدث جبير بن نفير (4):

أن يزيد بن معاوية كتب إلى معاوية فذكر أن جبير بن نفير قد نشر في أهل مصري حديثا، فقد تركوا القرآن، قال: فبعث إلى جبير، فقرأ عليه كتاب يزيد، فعرف بعضه، و أنكر بعضه، فقال معاوية: لأضربنك ضربا أدعك لمن بعدك نكالا، قال جبير: يا معاوية لا تطغ فيّ ، يا معاوية، إن الدنيا قد انكسرت عمادها، و انخسفت أوتادها، و أحبها أصحابها، قال:

فجاء أبو الدرداء فأخذ بيد جبير فقال: و الذي نفس أبي الدرداء بيده لئن كان تكلم [به] (5) جبير لقد تكلم به أبو الدرداء، و لو شاء جبير أن يخبر أنه إنما سمعه من أبي الدرداء لفعل، و لو ضربتموه يا معاوية، لضربكم اللّه بقارعة تحل بدياركم فتتركها منكم بلاقع (6).

و عن جبير بن نفير قال:

خمس خصال قبيحة في أصناف من الناس: الحدّة في السلطان، و الحرص في القرّاء، و الفتوّة في الشيوخ، و الشح في الأغنياء، و قلة الحياء في ذوي الأحساب.

توفي جبير بن نفير سنة خمس و سبعين. و قيل سنة ثمانين (7).

ص: 50


1- الخبر رواه ابن الأثير في أسد الغابة 325/1 من طريق ابنه عبد الرحمن بن جبير.
2- زيادة للإيضاح عن أسد الغابة.
3- الخبر في طبقات ابن سعد 145/3 و 440/7 و سير الأعلام 76/4.
4- رواه الذهبي في سير الأعلام 77/4 من طريق بقية حدثنا علي بن زبيد الخولاني، عن مرثد بن سمي، عن جبير بن نفير، و ذكره.
5- زيادة للإيضاح عن سير الأعلام.
6- بلاقع جمع بلقع. و البلقع الأرض القفر التي لا شيء بها، يقال: منزل بلقع و دار بلقع (تاج العروس: بلقع).
7- و قال معاوية بن صالح أنه أدرك إمارة الوليد بن عبد الملك. قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: فإن صح ذلك فيكون عاش إلى سنة بضع و ثمانين، لأن الوليد ولي سنة 86 و اللّه أعلم.

[9773] جحّاف بن حكيم بن عاصم بن قيس

ابن سباع بن خزاعي بن محارب بن هلال بن فالج

ابن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور السّلمي

قال الجحّاف بن حكيم (1):

دخلت على عبد الملك بن مروان و هو خليفة فقال لي: ما قلت في حرب قيس و تغلب ؟ قال: قلت:

صبرت سليم للطعان و عامر *** و إذا جزعنا لم نجد من يصبر

قال: كذبت من يصبر كثير. قال: ثم قلت:

نحن الذين إذا علوا لم يضجروا *** يوم الطعان و إن علوا لم يفخروا (2)

قال: صدقت، كذلك حدثني أبي عن أبي سفيان قال: لما انهزم الناس و رجعوا أشرف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على وادي حنين فبصر ببني سليم في أيديهم الحجف (3) و الرماح و السيوف و لم ينهزموا، فلما نظر إليهم على تلك الحال قال:«أنا ابن العواتك من سليم و لا فخر»[14086].

قال الجحاف:

و قد قال شاعرنا لبني هاشم:

اذكروا حرمة العواتك منا *** يا بني هاشم بن عبد المناف

قد ولدناكم ثلاث ولادا *** ت خلطنا الأشراف بالأشراف

قال الحسن بن علان:

الجحاف بن حكيم السلمي الذكواني الذي وقع ببني تغلب الوقعة المشهورة بالبشر (4)

ص: 51


1- الخبر و البيتان في الأغاني 204/12 باختلاف الرواية.
2- في الأغاني: ..... لم يفخروا يوم اللقا و إذا علوا لم يضجروا
3- الحجف جمع حجفة، و هي الترس.
4- البشر بكسر أوله ثم السكون. جبل يمتد من عرض إلى الفرات من أرض الشام من جهة البادية.(معجم البلدان).

فبقر بطون النساء، ثم خرج هاربا لعظم ما أتى إليهم، فحمل الحجاج بن يوسف تلك الحمالة لبني تغلب عنه، يقال إنه لم تكن حمالة قط أعظم منها.

و روي أن عبد اللّه بن عمر رأى الجحّاف و هو يطوف بالبيت و يقول: اللهم اغفر لي، و ما أراك تفعل، فقال له: يا عبد اللّه، لو كنت الجحّاف ما زدت على ما تقول، قال: فأنا الجحّاف (1).

حدث عمر بن عبد العزيز بن مروان (2):

إنه حضر الجحاف بن حكيم السلمي و الأخطل عند عبد الملك بن مروان و الأخطل ينشد:

ألا سائل الجحّاف هل هو ثائر *** بقتلى أصيبت من سليم و عامر؟ (3)

قال: فقبّض وجهه في وجه الأخطل ثم قال:

نعم سوف نبكيهم بكلّ مهنّد *** و نبكي عميرا بالرماح الخواطر (4)

يعني عمير بن الحباب السّلمي.

ثم قال: لقد ظننت يا بن النصرانية أنك لم تكن تجترئ علي، و لو رأيتني لك مأسورا، و أوعده، فما زال الأخطل من موضعه حتى حمّ ، فقال له عبد الملك: أنا جارك منه. قال:

هذا أجرتني منه يقظان فمن يجيرني منه نائما؟ فضحك عبد الملك.

و في رواية (5):أن الجحاف كان عند عبد الملك بن مروان فدخل عليه الأخطل فأنشده:

ألا أبلغ الجحّاف هل هو ثائر *** بقتلى أصيبت من سليم و عامر؟

ص: 52


1- الخبر في الأغاني 204/12.
2- الخبر و الشعر في الأغاني 204/12-205 من طريق الدمشقي عن الزبير بن بكار. عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عمر بن عبد العزيز بن مروان.
3- البيت في الأغاني 204/12 و معجم البلدان (البشر)، و الوافي بالوفيات 61/11 و ديوان الأخطل ص 130 (ط . بيروت).
4- البيت في الأغاني 205/12.
5- انظر الخبر و الشعر باختلاف الرواية، في الأغاني 200/12 و ما بعدها. و انظر معجم البلدان (البشر)427/1 و الوافي بالوفيات 61/11.

قال: و هم يأكلون تمرا، قال: فجعل الجحاف يأخذ التمرة و يجعلها في عينه من الغضب، ثم نهض و قد سقط رداؤه من جانب، و هو يجرّه، فقال عبد الملك للأخطل:

ويحك إني أخشى أن تكون قد سقت إلى قومك شرا، فخرج الجحّاف حتى أتى قومه و قد أوسق بغالا، فيها حصا في الأحمال يوهم أنها مال، ثم نادى في قومه فاجتمعوا إليه على أخذ الجائزة، فلما اجتمعوا كشف عما فيها فإذا هو الحصا، و قال: إنما أردت أن أجمعكم لهذا، ثم أنشدهم قول الأخطل. قال: فمن أراد أن يتبعني فليتبعني، فاتبعه منهم عدة آلاف، فسار.

فلما أمسى قال: من كان منكم مضعفا فليرجع، فرجع قوم ثم مضى فقال: من كان يكره الموت فليرجع، فرجع عنه قوم، فسار مسيرة أربع في يوم و ليلة حتى صبّح حيّ الأخطل، فأغار عليهم فقتل النساء و الصبيان و الماشية، و ذبح الدجاج و الكلاب، و أفلت الأخطل هاربا، فقال الأخطل: (1).

لقد أوقع الجحّاف بالبشر وقعة *** إلى اللّه منها المشتكى و المعوّل

و إلا تغيّرها (2) قريش بملكها *** يكن عن قريش مستماز (3) و مزحل (4)

قال: فقيل له: إلى أين ؟ قال: إلى النار، فقال له عبد الملك: يا بن اللخناء أ يكون عن قريش مستماز و مزحل ؟.

قال: ثم إن الجحاف خاف من عبد الملك، فخرج إلى بلاد الروم فقبله صاحب الروم، ثم إن عبد الملك وجه الصائفة فلقيهم الروم و لقيهم الجحّاف مع الروم، فهزمت الصائفة.

فلما رجعوا سأل عبد الملك عن الخبر فقالوا: أتينا من الجحّاف، فبعث إليه عبد الملك يؤمّنه فرجع و عرض عليه صاحب الروم النصرانية و المقام عنده و يعطيه ما شاء فأبى و قال: لم أخرج رغبة عن الإسلام، إنما خرجت حميّة، فلما رجع تفكر فيما صنع و ندم فدعا مولى له أو اثنين فركبا و ركب معهما و قد لبس أكفافا حتى أتى إلى البشر إلى حيّ الأخطل، فلم يرعهم حتى جاءهم، فقالوا: قد أتى الجحّاف فقالوا: ما جاء بك ؟ قال: أعطي القود من نفسي فإن شئتم

ص: 53


1- البيتان في الأغاني 203/12 و معجم البلدان 427/1 و ديوان الأخطل ص 230 و 231.
2- الديوان: فإن لا تغيرها.
3- الأغاني: مستراد، و المستماز: الذي تخلف عن أهله و التحق بغيرهم.
4- في الديوان و معجم البلدان: و مرحل. و المزحل: المبعد، الذي زحل عن مكانه و زال و تنحى.

فاقتلوا، فتسرّع بعضهم، و قال مشايخهم، تجبذون عنقه في الحبل و تقتلونه أسيرا؟! لا كان هذا أبدا، فتركوه و عفوا عنه.

قالوا (1):و قيل: إن الجحاف لما سار في جماعة من قومه إلى بني جشم بن بكر رهط الأخطل و أوقع بهم و قتل مقتلة عظيمة فيهم أبو الأخطل، وقع الأخطل في أيديهم و عليه عباءة دنسة، فسألوه فذكر أنه عبد (2) فأطلقوه فقال:

لقد أوقع الجحّاف بالبشر وقعة......................

[روى (3) ابن عساكر بسند صحيح إلى محمد بن سلام الجمحي قال (4):قال لي أبان الأعرج: قد أدرك الجحاف الجاهلية، فقلت له: لم تقول ذلك ؟ قال لقوله:]

[شهدن مع النبي مسومات *** حنينا و هي دامية الكلام

تعرض للطعان إذا التقينا *** وجوها لا تعرض للّطام

فقلت له: إنما عنى خيل قومه بني سليم.

و ذكرت ذلك لعبد القاهر بن السري، فقال: جدي قيس بن الهيثم أعطى حكيم بن أمية جارية ولدت له الجحاف في غرفة في دارنا، لا أحسبه إلا قال: رأيتها] (5).

[9774] جدار بن جدار العذري الصنعاني

صنعاء دمشق. كانت له بدمشق دار.

حدث بسنده عن أبي أمامة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من هاله الليل أن يكابده، و بخل بالمال أن ينفقه، و جبن عن العدو أن يقاتله فليكثر أن يقول: سبحان اللّه و بحمده، فإنها أحب إلى اللّه من جبل ذهب و فضة ينفقان في سبيل اللّه»[14087].

ص: 54


1- الخبر في الأغاني 201/12.
2- الأغاني: عبد من عبيدهم.
3- ما بين معكوفتين استدرك عن الإصابة 266/1 نقلا عن ابن عساكر.
4- الخبر و الشعر في طبقات الشعراء للجمحي ص 154.
5- ما بين معكوفتين استدرك عن طبقات الشعراء للجمحي ص 154.

و حدث جدار أيضا أنه سمع أبا إدريس الخولاني يقول سمعت أبا الدرداء يقول:

لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يعلم أن للقرآن وجوها.

[قال ابن ماكولا:] (1)[أما جدار: أوله جيم مكسورة فهو: جدار بن جدار العذري، و هو جدّ ابن ثوبان لأمه. ذكره ابن سميع في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام] (2).

[9775] جدّ بن قيس أحد العبّاد

كان يكون بجبل لبنان من أعمال دمشق.

قال جدّ بن قيس:

كان أول عبادتي أني قعدت على جبل لبنان، فإذ أنا بثلاثة قبور على ارتفاع من الأرض فإذا على أحدها مكتوب:

و كيف يلذّ العيش من كان موقنا *** بأنّ إله الخلق لا بدّ سائله ؟

فيأخذ منه ظلمه لعباده *** و يجزيه بالخير الذي هو فاعله

و رأيت على القبر الثاني مكتوبا:

و كيف يلذّ العيش من كان صائرا *** إلى جدث تبلي الشباب منازله

و يذهب رسم الوجه من بعد حسنه *** فأين منه جسمه و مفاصله (3)

و رأيت على القبر الثالث مكتوبا:

و كيف يلذّ العيش من كان موقنا *** بأنّ المنايا بغتة ستعاجله

و تسلبه ملكا عظيما و نخوة *** و تسكنه البيت الذي هو آهله

ص: 55


1- زيادة للإيضاح.
2- الزيادة بين معكوفتين زيادة عن الإكمال لابن ماكولا 64/2.
3- كذا، و الوزن غير مستقيم.

[9776] جرّاح بن عبد اللّه بن جعادة بن أفلح

ابن الحارث بن درّة بن حدقة بن مظّة، و اسمه سفيان

ابن سليم بن الحكم بن سعد العشيرة بن مالك بن أدد

ابن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ

أبو عقبة الحكمي

من قواد أهل الشام من دمشق. ولي البصرة في أيام الوليد بن عبد الملك للحجاج، ثم ولي العراق في أيام سليمان خلافة ليزيد بن المهلب، ثم ولي خراسان و سجستان لعمر بن عبد العزيز، و ولي عدة جهات و كان قارئا غازيا.

[روى عن ابن سيرين روى عنه يحيى بن عطية، و صفوان بن عمرو، و ربيعة بن فضالة.

كان بطلا شجاعا، مهيبا طوالا، عابدا قارئا، كبير القدر] (1).

[قال أبو عبد اللّه البخاري] (2):

[جراح بن عبد اللّه الحكمي، أبو عقبة، شامي الأصل، ولي خراسان، ولاه يزيد بن المهلب، و هو من سعد العشيرة من اليمن، روى عنه ابن سيرين قوله] (3).

[قال أبو محمد بن أبي حاتم] (4):

[الجراح بن عبد اللّه الحكمي، و هو من سعد العشيرة، أبو عقبة، من اليمن شامي الأصل، حمصي. كان واليا على خراسان و البصرة ولاه يزيد بن المهلب. روى عن ابن

ص: 56


1- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن سير الأعلام 189/5.
2- زيادة للإيضاح.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن التاريخ الكبير 226/2/1.
4- زيادة للإيضاح.

سيرين. روى عنه يحيى بن عطية و صفوان بن عمرو. سمعت أبي يقول ذلك] (1).

[قال خليفة بن خياط ] (2):

[و من بني الحكم بن سعد العشيرة: الجراح بن عبد اللّه بن جعادة بن أفلح من ولد سلهم بن الحكم بن سعد العشيرة] (3).

قال الجراح بن عبد اللّه:

تركت الذنوب حياء أربعين سنة، ثم أدركني الورع (4).

و في رواية:

تركت الذنوب حياء من الناس أربعين سنة. فلما جاوزت الأربعين أدركني الورع، فتركتها حياء من اللّه عز و جل.

قال الوليد بن مسلم (5):

كان الجراح بن عبد اللّه الحكمي إذا مشى في مسجد الجامع بدمشق يميل رأسه عن القناديل من طوله.

قال أبو عمرو:

بعث الحجاج إذا كان يقاتل مصعبا و الحرورية بالعراق إلى صاحب أهل دمشق، فلما أتاه قال له: اطلب لي من أصحابك رجلا جليدا بئيسا ذا رأي و عقل، فقال: أصلح اللّه الأمير، ما أحسبني إلا و قد أصبته، إن في أصحابي رجلا من حكم بن سعد يقال له الجراح، جلدا صحيح العقل يعد ذلك من نفسه، يعني البأس، قال: فابعث إليه، فلما رآه الحجاج قال له: ادن يا طويل، فلم يزل يقول له ذلك و يشير إليه بيده حتى لصق به أو كاد، ثم قال: اقعد فقعد تحكّ ركبته و ليس عنده غيره، ثم قال له: قم الساعة إلى فرسك فاحسسه (6)

ص: 57


1- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن الجرح و التعديل 522/1/1-523.
2- زيادة للإيضاح.
3- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن طبقات خليفة ص 265 رقم 1139.
4- رواه الذهبي في سير الأعلام 190/5 من طريق أبي مسهر عن شيخ من حكم، عن الجراح و ذكره.
5- رواه الذهبي في سير الأعلام 190/5 من طريق الوليد بن مسلم، و تاريخ الإسلام حوادث سنة 101-120 ص 336.
6- حسّ الدابة: نفض عنها التراب.

و اعلفه و أصلح منه، ثم خذ سرجه و لجامه و سلاحك فضعه عند وتد فرسك، ثم ارقب أصحابك حتى إذا أخذوا مضاجعهم و نوّموا فاشدد على فرسك سرجه و لجامه، و اصبب عليك سلاحك و خذ رمحك، ثم اخرج حتى تأتي عسكر أعداء اللّه فتعاينهم، و تنظر إلى حالاتهم و ما هم عليه، ثم تصحبني غدا، و لا تحدثن شيئا حتى تنصرف، فإذا انصرفت إلى أصحابك الساعة فلا تخبرهم بما عهدته إليك، فنهض الجراح. فلما أتى أصحابه و هم متشوّفون له سألوه عن أمره فقال: سألني الأمير عن أمر أهل دمشق و اعتلّ لهم، ثم فعل ما أمره الحجاج، ثم خرج من العسكر يريد عسكر القوم، فلما كان في المنصف من العسكرين لقي رجلا في مثل حاله، فعلم الجراح أنه عين للعدو يريد مثل الذي خرج له، فتواقفا و تساءلا ثم شد عليه الجراح فقتله و أوثق فرسه برجله، ثم نفر إلى المعسكر الذي فيه القوم فعاينه و عرف من حاله و حال أهله ما أمر به، ثم انصرف إلى القتيل فاحتزّ رأسه و أخذ سلاحه و جذب فرسه و علق الرأس في عنق فرسه، ثم أقبل. و صلى الحجاج صلاة الصبح و قعد في مجلسه و أمر بالأستار فرفعت، و تشوّف منتظرا الجرّاح و جعل يومئ بطرفه إلى الناحية التي يظنّ أنه يقبل منها. فبينا هو كذلك إذ أقبل الجرّاح يجذب الفرس، و الرأس منوط في لبان (1) فرسه، فأقبل الحجاج يقول و يقلب كفّيه: فعلت ما أمرتك به ؟ قال: نعم، و ما لم تأمرني، حتى وقف بين يديه، فسلّم ثم نزل. و حدّث الحجاج بما صنع و ما عاين من القوم، فلما فرغ من حديثه زبره الحجاج و انتهره و قال له: انصرف، فانصرف فبينا هو في رحله إذ أقبل فراشون يسألون عن الجراح معهم رواق و فرش و جارية و كسوة، فدلّوا على رحله، فلم يكلموه حتى ضربوا له الرواق و فرشوا له فرشا و أقعدوا فيه الجارية، ثم أتوه فقالوا: انهض إلى صلة الأمير و كرامته.

فلم يزل الجرّاح بعدها يعلو و يرتفع حتى ولي أرمينية و استشهد، قتلته الخزر سنة خمس و مائة.

قال أبو حاتم:

الجراح مولى مسكان أبي هانئ أبي أبي نواس، و ذلك عنّي أبو فراس بقوله (2):

يا شقيق النفس من حكم *** نمت عن ليلي و لم أنم

ص: 58


1- اللبان بالفتح، الصدر أو وسطه أو ما بين الثديين، و يكون للإنسان و غيره. أو صدر ذي الحافر خاصة (تاج العروس: لبن).
2- مطلع قصيدة، قصة الأمم، لأبي نواس، في ديوانه ص 41.

قال الصلت بن دينار:

رأيت في المنام كأن رجلا قطعت يداه و رجلاه و آخر صلب، فغدوت على ابن سيرين فأخبرته بذلك فقال: إن صدقت رؤياك نزع هذا الأمير و قدم أمير آخر قال: فلم نمس من يومنا حتى نزع قطن بن مدرك (1) و قدم الجراح بن عبد اللّه.

كتب (2) عمر بن عبد العزيز و هو خليفة إلى عامله على خراسان الجراح بن عبد اللّه الحكمي يأمره أن يدعو أهل الجزية إلى الإسلام، فإن أسلموا قبل إسلامهم و وضع الجزية عنهم، و كان لهم ما للمسلمين و عليهم ما على المسلمين، فقال له رجل من أشراف أهل خرسان: إنه و اللّه ما يدعوهم إلى الإسلام إلا أن توضع عنهم الجزية، فامتحنهم بالختان، فقال: أنا أردهم عن الإسلام بالختان ؟ هم لو قد أسلموا [فحسن إسلامهم] (3) كانوا إلى الطهرة أسرع، فأسلم على يده نحو من أربعة آلاف.

قال السائب بن محمد:

كتب الجراح بن عبد اللّه إلى عمر بن عبد العزيز (4):سلام عليك، أما بعد. فإن أهل خراسان قوم قد ساءت رعيتهم، و إنه لا يصلحهم إلا السيف و السوط ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في تلك فعل.

قال: فكتب إليه عمر بن عبد العزيز: من عبد اللّه عمر أمير المؤمنين إلى الجراح بن عبد اللّه: سلام عليك، أما بعد؛ فقد بلغني كتابك تذكر أن أهل خراسان قد ساءت رعيتهم، و أنه لا يصلحهم إلا السيف و السوط ، و تسألني أن آذن لك فقد كذبت، بل يصلحهم العدل و الحق، فابسط ذلك فيهم و السلام (5).

ص: 59


1- قطن بن مدرك الكلابي كان واليا على البصرة للوليد بن عبد الملك بعد عزل مهاصر بن سحيم الكناني.(انظر تاريخ خليفة ص 310).
2- الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 386/5 في ترجمة عمر بن عبد العزيز، من طريق أحمد بن محمد بن الوليد قال: حدثنا عبد الرحمن بن حسن عن أبيه، أن عمر بن عبد العزيز كتب... و ذكره.
3- زيادة اقتضاها السياق عن طبقات ابن سعد.
4- ذكر الطبري في تاريخه 65/4 كتاب الجراح بن عبد اللّه إلى عمر بن عبد العزيز باختلاف ألفاظه.
5- نص كتاب الخليفة عمر بن عبد العزيز إلى الجراح يرد فيه على كتابه له: و فيه: يا ابن أم الجراح، أنت أحرص على الفتنة منهم، لا تضربن مؤمنا و لا معاهدا سوطا إلا في حق، و احذر القصاص فإنك صائر إلى من يعلم خائنة الأعين و ما تخفى الصدور، و تقرأ كتابا لا يغادر صغيرة و لا كبيرة إلا أحصاها.

و قتل الجراح لثمان بقين من رمضان سنة اثنتي عشرة و مائة (1)،و غلبت الخزر (2) على أذربيجان و ساحت خيولهم حتى بلغوا قريبا من الموصل (3).

و ذكر الواقدي:

أن البلاء كان بمقتل الجراح على المسلمين عظيما، فبكى عليه في كل جند من أجناد العرب و مصر من أمصار المسلمين (4).

حدث إسماعيل بن عبيد اللّه مولى الحارث بن هشام، قال:

قدمت علينا امرأة يمانية عليها ثياب اليمن فقالت: هل تعرفون أبا المقدام رجاء بن حيوة ؟ قلنا: نعم. قالت: رأيت رجلا في النوم فقال: أنا أبو المقدام رجاء بن حيوة فقلت:

أ لم تمت ؟ قال: بلى، و لكن نودي في أهل الجنة أن يتلقوا روح الجراح بن عبد اللّه الحكمي، و ذلك قبل أن يأتيهم نعي الجراح، فكتبوا الوقت، فجاءهم أن الجراح قد قتل يومئذ بأرمينية، جاشت عليه الخزر فقتلوه.

قال أبو مسهر:

قال الجراح يوم قتل لأصحابه: أيها القواد و أمراء الأجناد، فيم اهتمامكم ؟! غدوتم أمراء، و تروحون شهداء، اللهم إذ رفعت عنا النصر فلا تحرمنا الصبر و الأجر ثم قال:

لم يبق إلاّ حسبي و كفني *** و صارم تلذّه يميني

و قاتل حتى قتل.

و أنشد أبو مسهر للفرزدق من أبيات (5):

لقد صبر الجرّاح (6) حتى مشت به *** إلى رحمة اللّه السّيوف الصوارم

ص: 60


1- هو قول خليفة بن خياط في تاريخه ص 342 (حوادث سنة 112) و جاء في الوافي بالوفيات أنه مات في حدود سنة 120 ه .
2- الخزر: شعب قطن شمالي بحر قزوين ثم قسما من أرمينيا (انظر معجم البلدان و مروج الذهب).
3- تاريخ خليفة ص 342 و الخبر رواه الذهبي في كتابيه تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120) ص 336 و سير الأعلام 190/5 نقلا عن خليفة. و انظر تاريخ الطبري 139/4.
4- تاريخ الإسلام 336، و سير الأعلام 190/5.
5- البيت في ديوان الفرزدق 251/2.
6- في أصل مختصر ابن منظور:«الحجاج» و المثبت عن ديوان الفرزدق.

[9777] جرجة بن عبد اللّه الرومي

أسلم على يدي خالد بن الوليد يوم اليرموك و حسن إسلامه، و قاتل الروم فاستشهد في يومه.

و كان قائدا من قواد الروم و خرج يوم اليرموك حتى كان بين الصفين، و نادى: ليخرج إلي خالد، فخرج إليه خالد و أقام أبا عبيدة مكانه، فوافقه بين الصفين حتى اختلفت أعناق دابتيهما و قد أمن أحدهما صاحبه، فقال جرجة: يا خالد، اصدقني و لا تكذبني، فإن الحر لا يكذب، و لا تخادعني فإن الكريم لا يخادع المسترسل باللّه (1)،هل أنزل اللّه على نبيكم سيفا من السماء فأعطاكه، فلا تسلّه على جند أبدا إلا هزمتهم ؟ فقال: لا. قال: فبم سمّيت سيف اللّه ؟ فقال: إن اللّه عز و جل بعث فينا نبيّه صلى اللّه عليه و سلم، فدعانا فنفرنا منه و نأينا عنه جميعا، ثم إن بعضنا صدقه و تابعه، و بعضنا كذبه و باعده، فلما ناوأنا كنا على ذلك (2)،فكنت فيمن كذبه و باعده و قاتله، ثم إن اللّه عز و جل أخذ بقلوبنا و نواصينا إليه، فهدانا به فتابعناه (3) فقال: أنت سيف من سيوف اللّه سله اللّه على المشركين (4).قال: صدقتني. ثم أعاد عليه جرجة: يا خالد، أخبرني إلام تدعون ؟ فقال: إلى شهادة أن لا إله إلا اللّه و أن محمدا عبده و رسوله و الإقرار بما جاء من عند اللّه. قال: فمن لم يجبكم ؟ قال: فالجزية و نمنعكم (5).قال: فمن لم يعط (6) هذا؟ قال: نؤذنه بحرب ثم نقاتله. قال: فما منزلة الذي يدخل فيكم و يجيبكم إلى هذا الأمر اليوم ؟ قال: منزلتنا واحدة فيما افترض اللّه عز و جل علينا، شريفنا و وضيعنا، أولنا و آخرنا. ثم أعاد عليه جرجة: يا خالد، هل لمن دخل فيكم اليوم مثل مالكم من الأجر و الذخر؟ قال: نعم، و أفضل. قال: و كيف يساوي بكم (7) و قد سبقتموه ؟ فقال: إنا دخلنا في

ص: 61


1- انظر الخبر في تاريخ الطبري 337/1-338 حوادث سنة 13 و انظر الكامل لابن الأثير 412/2 و البداية و النهاية 16/7.
2- قوله:«فلما ناوأنا كنا على ذلك، ليس في المصادر السابقة.
3- في البداية و النهاية: و بايعناه.
4- زيد في تاريخ الطبري: و دعا لي بالنصر، فسميت سيف اللّه بذلك، فأنا من أشد المسلمين على المشركين.
5- في تاريخ الطبري و البداية و النهاية: نمنعهم.
6- في تاريخ الطبري: فإن لم يعطها؟
7- الطبري و البداية و النهاية: يساويكم.

هذا الأمر (1)،و بايعنا نبينا صلى اللّه عليه و سلم و هو حي بين أظهرنا تأتينا (2) أخبار السماء، و يخبرنا بالكتب، و يرينا الآيات، و حق لمن رأى ما رأينا و سمع ما سمعنا أن يسلم و يبايع، و إنكم أنتم لم تروا ما رأينا، و لم تسمعوا ما سمعنا من العجائب [و الحجج] (3) فمن دخل في هذا الأمر منكم بحقيقة و نية كان أفضل منا منزلة. قال جرجة: باللّه لقد صدقتني و لم تخادعني و لم تألّفني ؟ فقال: باللّه لقد صدقتك و مالي إليك، و لا إلى أحد منكم وحشة، و إن اللّه لولي ما سألت عنه. فقال:

صدقتني، و قلب الترس و مال مع خالد و قال: علمني الإسلام، فمال به خالد إلى فسطاطه فشنّ (4) عليه قربة [من ماء] (5) ثم صلى به ركعتين.

و حملت الروم مع انقلابه إلى خالد، و هم يرون أنها حملة، فأزالوا المسلمين عن مواقفهم إلا المحامية، عليهم عكرمة بن أبي جهل و الحارث بن هشام، و ركب خالد و معه جرجة، و الروم خلال المسلمين فتنادى الناس و ثابوا، و تراجعت الروم إلى مواقفهم، فزحف بهم خالد حتى تصافحوا بالسيوف، فضرب فيهم خالد و جرجة من لدن ارتفاع النهار إلى جنوح الشمس للغروب، ثم أصيب جرجة و لم يصلّ صلاة سجد فيها إلا الركعتين اللتين أسلم عليهما.

[9778] جرول بن أوس بن جؤيّة و يقال: جرول بن مالك

ابن جؤيّة بن مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس

ابن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر

أبو مليكة العبسي، المعروف بالحطيئة

و الحطيئة يهمز و لا يهمز، فمن همزه جعله تصغير الحطأة و هي الضربة باليد (6)،و من

ص: 62


1- البداية و النهاية: إنا قبلنا هذا الأمر عنوة.
2- في تاريخ الطبري و البداية و النهاية: تأتيه.
3- زيادة عن الطبري و البداية و النهاية.
4- البداية و النهاية: فسنّ .
5- زيادة عن الطبري و البداية و النهاية.
6- حطأ فلان فلانا ضرب ظهره بيده مبسوطة منشورة، أي الجسد أصابت، و هي الحطأة. و جاء في تاج العروس:- و الحطيئة: الرجل الدميم أو القصير، و منه لقب جرول الشاعر العبسي، لدمامته. قاله الجوهري، و قيل: كان يلعب مع الصبيان فسمع منهم صوت فضحكوا، فقال: ما لكم إنما كانت حطيئة، فلزمته نبزا. و قيل غير ذلك (حطأ:137/1).

لم يهمزه جعله من الحطاة و هي القملة الصغيرة، شبه بها لقصره و قربه من الأرض، و كان جوالا في الآفاق يمتدح الأماثل و يستجديهم.

و قدم حوران ممتدحا لعلقمة بن علاثة فمات علقمة قبل أن يصل إليه.

و لما أطلق عمر بن الخطاب الحطيئة من حبسه قال له: يا أمير المؤمنين، اكتب لي كتابا إلى علقمة بن علاقة لأقصده به، فقد منعتني التكسب بشعري، فقال: لا أفعل. فقيل له: يا أمير المؤمنين، و ما عليك من ذلك علقمة ليس بعاملك فتخشى أن تأثم، و إنما هو رجل من المسلمين، قال: فشفع له إليه، فكتب له ما أراد. فمضى الحطيئة بالكتاب، فصادف علقمة قد مات، و الناس منصرفون عن قبره، فوقف عليه ثم أنشد قوله (1):

لعمري لنعم المرء من آل جعفر *** بحوران أمسى أعلقته الحبائل

فإن تحي لا أملك حياتي و إن تمت *** فما في حياة بعد موتك طائل

و ما كان بيني لو لقيتك سالما *** و بين الغنى إلا ليال قلائل

فقال له ابنه: كم ظننت علقمة يعطيك ؟ قال: مائة ناقة يتبعها مائة من أولادها. فأعطاه إياها.

و قيل: إنه بلغه أنه في الطريق يريده، فأوصى له بمثل سهم من سهام ولده.

قال محمد بن سلام (2):

قال الحطيئة لكعب بن زهير: قد علمت انقطاعي إليكم أهل البيت و روايتي إليك و لك، فشرفني بأبيات تقولها فيّ . فقال كعب بن زهير:

فمن للقوافي بعدنا من يقيمها (3) *** إذا ما ثوى كعب و فوّز (4) جرول

ص: 63


1- الديوان ص 99.
2- الخبر و البيتان في الأغاني 165/2.
3- في الأغاني: فمن للقوافي في شأنها من يحوكها
4- فوّز: مات.

يقول فلا يعيا بشيء يقوله *** و من قائليها من يسيء و يعمل (1)

جرول هو الحطيئة، و الجرول: الحجر و هو الجراول. و يقال أرض جرلة.

قال الأصمعي:

قيل للحطيئة: من أشعر الناس ؟ فأخرج لسانه و قال: هذا إذا طمع.

قال الشعبي:

كان الحطيئة و كعب (2) عند عمر رضي اللّه عنه فأنشد الحطيئة (3):

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه *** لا يذهب العرف بين اللّه و الناس (4)

فقال كعب: هي و اللّه في التوراة، لا يذهب العرب بين اللّه و بين خلقه (5).

أراد الحطيئة المضي إلى بعض ملوك اليمن لقصيدة كان امتدحه، فأمر أهله فشدّوا رحله على ناقته، ثم ركبها و أنشأ يقول:

عدّي السنين إذا خرجت لغنية *** و دعي الشهور فإنهنّ قصار

فأجابته بنية له في الخدر فقالت:

اذكر تحنّنا إليك و ضعفنا *** و ارحم بناتك إنّهنّ صغار (6)

قال: فحطّ رحله و أمسك عن ذكر الأسفار.

نزل الحطيئة برجل من العرب و معه ابنته مليكة، فلما جنّه الليل سمع غناء فقال لصاحب المنزل: كفّ هذا عني، قال له: و ما تكره من ذلك ؟ فقال: إن الغناء رائد من رائدة الفجور، و لا أحب أن تسمعه هذه - يعني ابنته - فإن كففته، و إلاّ خرجت عنك.

قالت مليكة بنت الحطيئة لأبيها: ما أصارك إلى القصار في الشعر بعد الطوال ؟ قال:

ص: 64


1- الأغاني: و يجمل.
2- يعني كعب الحبر. و هو كعب بن ماتع الحميري أبو إسحاق، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 399/15.
3- الخبر و البيت في الأغاني 174/2 باختلاف الرواية.
4- البيت في ديوان الحطيئة ص 109 من قصيدة يمدح بغيضا و يهجو الزبرقان، و قد شكاه الزبرقان بها إلى عمر بن الخطاب، و مطلعها: و اللّه ما معشر لاموا امرأ جنبا في آل لأي بن شماس بأكياس
5- قال إسحاق، راوي الخبر في الأغاني: و الذي صح عندنا في التوراة: لا يذهب العرف بين اللّه و العباد.
6- ليس البيتان في ديوانه (ط . صادر. بيروت).

لأنها في الآذان أولج، و في المحافل أجول، و على القلوب أسهل، و بأفواه الرجال أعلق.

قال حماد الرواية:

أفضل بيت روي من أشعار العرب ببيت الحطيئة حيث يقول (1):

يقولون تستغني و و اللّه ما الغنى *** من المال إلا ما يعفّ و ما يكفي

و أنشد أحمد بن عباد التميمي للحطيئة يعدد محاسن قوم، قيل: إنه يعني آل منظور بن زبّان بن سيّار بن عمر الفزاريين (2):

أولئك قوم إن ينوا أحسنوا البنا (3) *** و إن عاهدوا أوفوا و إن عقدوا شدّوا (4)

و إن كانت النعماء فيهم (5) جزوا بها *** و إن أنعموا لا كدّروها و لا كدّوا

يسوسون أحلاما بعيدا أناتها *** و إن غضبوا جاء الحفيظة و الحقد

أقلّوا عليهم لا أبا لأبيكم *** من اللوم أو سدّوا المكان الذي سدّوا (6)

لما (7) نزل بعبد اللّه (8) بن شداد الموت، دعا ابنا له يقال له محمد فأوصاه، و كان فيما أوصاه أن قال: يا بني أرى دواعي الموت لا تقلع، و من مضى لا يرجع، و من بقي فألية ينزع. و إني أوصيك بوصية فاحفظها: عليك بتقوى اللّه، و ليكن أولى الأمر بك الشكر للّه و حسن الثناء عليه في السرّ و العلانية، و اعلم أن الشكور مزيد و التقوى خير زاد، فكن يا بني كما قال الحطيئة العبسي (9):

و لست أرى السعادة جمع مال *** و لكنّ التقي هو السعيد

و تقوى اللّه خير الزّاد ذخرا *** و عند اللّه للأتقى مزيد

ص: 65


1- البيت في ديوانه ص 131.
2- الأبيات في ديوانه ص 41 من قصيدة يمدح بني سعد. و الأول و الثاني في الأغاني 178/2.
3- البنى بضم الباء و كسرها. جمع بنية، مثل: فعلة و فعل، و رشوة رشى.
4- شدوا يعني احكموا العقد.
5- في الديوان: النعمى عليهم.
6- يقول: كفوا عنهم اللوم في أمري، أو إن شئتم فافعلوا مثلما فعلوا.
7- الخبر و الشعر في الأغاني 175/2 و الأمالي للقالي 202/2.
8- في الأغاني: عبيد اللّه بن شداد، و في آمالي القالي: عبد اللّه بن شداد بن الهاد.
9- الأبيات في ديوان الحطيئة ص 252.

و ما لا بدّ أن يأتي قريب *** و لكنّ الذي يمضي بعيد

كان (1) سبب هجائه للزبرقان أنه صادفه بالمدينة و كان قدمها على عمر، فقال الحطيئة:

وددت أنّي أصبت رجلا يحملني و أصفيه مديحي و أقتصر عليه. قال الزبرقان: قد أصبته، تقدم على أهلي فإنّي على إثرك. فتقدم فنزل بحماه (2)،و أرسل الزبرقان إلى امرأته أن أكرمي مثواه. و كانت ابنته مليكة جميلة، فكرهت امرأته مكانها فظهرت منها لهم جفوة - و بغيض بن عامر بن لأي بن شماس (3) أحد بني قريع بن عوف، ينازع يومئذ الزبرقان الشرف، و الزبرقان أحد بني بهدلة بن عوف [و بغيض] (4) أرسخ في الشرف من الزبرقان، و قد ناوأه الزبرقان ببدنه (5) حتى ساواه بل اعتلاه - فاغتنم بغيض (6) و أخواه علقمة و هوذة ما فيه الحطيئة من الجفوة، فدعوه إلى ما عندهم فأسرع، فبنوا عليه قبة و نحروا له و أكرموه كل الإكرام و شدوا بكل طنب من أطناب خبائه جلّة (7) من برنيّ (8) هجر (9).قال: و المخبّل شاعر مفلق و هو ابن عمهم يلقاهم إلى أنف الناقة، و هو جعفر بن قريع. قال: و قدم الزبرقان أسيفا عاتبا على امرأته مدح [الحطيئة] بني قريع و ذمّ الزبرقان، فاستعدى عليه الزبرقان إلى عمر فأقدمه عمر و قال للزبرقان: ما قال لك ؟ قال: قال لي (10):

دع المكارم لا ترحل لبغيتها *** و اقعد فإنّك أنت الطّاعم الكاسي

قال عمر لحسان: ما تقول ؟ أ هجاه ؟ و عمر يعلم من ذلك ما يعلم حسان، و لكنه أراد الحجة على الحطيئة، فقال: ذرق (11) عليه. فألقاه عمر في حفرة اتخذها محبسا فقال الحطيئة:

ص: 66


1- الخبر رواه الجمحي في طبقات الشعراء ص 50-51 و انظر الأغاني 179/2 و ما بعدها. و الشعر و الشعراء 1/ 327 و الإصابة 180/1 في ترجمة بغيض بن عامر بن لؤي.
2- في طبقات الشعراء: بحراه.
3- في الأغاني: بن شماس بن لأي.
4- زيادة لازمة للإيضاح عن طبقات الشعراء.
5- البدن: نسب الرجل و حسبه.
6- انظر ترجمة بغيض في الإصابة 180/1.
7- الجلة: وعاء يتخذ من الخوص يوضع فيه التمر.(اللسان) و في طبقات الشعراء: حلة.
8- في طبقات الشعراء: بزّ.
9- هجر: بفتح الهاء و الجيم، مدينة كانت بالبحرين مشهورة بثيابها و بزها و في الأغاني: جلة هجرية.
10- البيت في طبقات الشعراء للجمحي ص 51 و الأغاني 185/2 و الشعر و الشعراء 328/1 و ديوان الحطيئة ص 108.
11- ذرق عليه: يقال ذرق الطائر هو ما يلقيه من بطنه، و في الأغاني سلح عليه.

ما ذا تقول لأفراخ بذي أمج *** .....................

قال أسلم: أرسل عمر إلى الحطيئة الشاعر و أنا عنده، و قد كلّمه عمرو بن العاص و غيره من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأخرجه من السجن فقال (1):

ما ذا تقول لأفراخ بذي أمج (2) *** زغب (3) الحواصل لا ماء و لا شجر

ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة *** فاغفر هداك مليك الناس يا عمر (4)

أنت الإمام الذي من بعد صاحبه *** ألقت إليك مقاليد النّهى البشر

لم يؤثروك بها إذ قدّموك لها *** لكن لأنفسهم كانت بك الأثر (5)

فامنن (6) على صبية بالرمل مسكنهم *** بين الأباطح يغشاهم بها القرر (7)

أهلي فداؤك كم بيني و بينهم *** من عرض داوية (8) تعيا (9) بها الخبر

قال: فبكى عمر حين قال له:

ما ذا تقول لأفراخ بذي أمج *** ....................

فقال عمرو: ما أظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء أعدل من رجل يبكي على تركه الحطيئة، فقال عمر: عليّ بالكرسي [فأتي به] (10) فوضع له فجلس عليه و قال: أشيروا عليّ في الشاعر فإنه يقول الهجر و يشبب بالحرم و يمدح الناس و يذمهم بما ليس فيهم، ما أراني إلا قاطعا لسانه. ثم قال: عليّ بالطست فأتي به، ثم قال: عليّ بالمخصف (11)،علي بالسكين، [لا، بل] (12) علي بالموسى. فقالوا: لا يعود يا أمير المؤمنين، و أشاروا عليه قل. لا أعود يا

ص: 67


1- الأبيات في طبقات الشعراء ص 51 و الأغاني 186/2 و الشعر و الشعراء ص 328/1 و ديوان الحطيئة ص 164.
2- الديوان و الأغاني و طبقات الشعراء: ذي مرخ. و أصبح من أعراض المدينة (معجم البلدان).
3- الديوان و طبقات الشعراء و الشعر و الشعراء: حمر الحواصل.
4- عجزه في الديوان: فاغفر عليك سلام اللّه يا عمر .
5- عجزه في الديوان: لكن لأنفسهم كانت به الخير .
6- البيتان التاليان ليسا في الديوان، و هما في الأغاني 188/2.
7- القرر جمع قرة، و هي البرد.
8- الداوية و الدويّة: الفلاة الواسعة.
9- في الأغاني: تعمى.
10- زيادة للإيضاح عن الأغاني.
11- المخصف: مخرز الإسكافي، و هو المثقب أو الإشفى.
12- زيادة عن الأغاني.

أمير المؤمنين، فقال: لا أعود يا أمير المؤمنين. قال له: النجاء. فلما أدبر قال: يا حطيئة، كأني بك و أنت عند فتى من فتيان قريش، قد بسط لك نمرقة (1) و كسر لك أخرى و أنت تغنيه بأعراض المسلمين! قال أسلم (2):فدخلت على عبيد اللّه بن عمر بعد أن توفي عمر و عنده الحطيئة، و قد بسط له نمرقة و كسر له أخرى و هو يغنيه. فقلت: يا حطيئة، أ ما تذكر ما قاله عمر؟ قال: فارتاع لها و قال: رحم اللّه ذلك المرء، لو كان حيا ما فعلنا هذا. فقال عبيد اللّه:

و ما قال ؟ قلت: قال: كذا و كذا. فكنت أنت ذلك الفتى.

و لما حضرت الحطيئة الوفاة قيل له: أوص يا أبا مليكة، قال: نعم، أخبروا الشّمّاخ أنه أشعر غطفان (3).قالوا: فأوص في مالك، قال: نعم، ما لي للذكور دون الإناث (4).قالوا:

فإن اللّه عز و جل لا يقول ذلك. فقال: ما أدري، أ عوّاد أنتم أم خصماء؟ قالوا: فأوص للمساكين. قال: أوصيهم بإلحاف المسألة. قالوا: فأعتق غلامك يسارا. قال: اشهدوا أنه مملوك ما بقي. قالوا: فما توصينا بشيء؟ قال: بلى، احملوني على حمار، فإنه لم يمت عليه كريم قط ، فلعلي لا أموت (5).قالوا: يا أبا مليكة، أي العرب أشعر؟ قال: هذا الجحير إذا طمع في خير، و أشار إلى فيه و لسانه، ثم استعبر و بكى، فقالوا: ما يبكيك ؟! أ فزعا من الموت ؟ سوأة لك ؟ قال: لا، و لكني أبكي للشعر من راوية السوء. ثم لم يلبث أن مات، فبلغ ذلك الشماخ فقال (6):

لبيك على الشعر الرّواة فقد مضى *** و فارق إذ مات الحطيئة جرول

و أودى فما أبقى مقالا لشاعر *** يقوم ليبلى من يشا (7) أو يعدل

مضى ذا و هذا و السّلام عليهما *** و كلّ عليه سوف يبكي و يعول

[9779] جرول بن جنفل

و يقال: ابن جنقل بالقاف، و الأول أصح - أبو توبة النميري الحراني المعلّم.

ص: 68


1- النمرقة: الوسادة.
2- في الأغاني: قال ابن أسلم.
3- إلى هنا الخبر في الشعر و الشعراء 318/1 في ترجمة الشماخ.
4- كذا، و الذي في فوات الوفيات 279/1 قالوا: فما تقول في مالك ؟ قال: للأنثى مثل حظ الذكر.
5- الخبر إلى هنا في فوات الوفيات 279/1 و الأغاني 197/2 باختلاف الرواية فيها.
6- ليس الأبيات في ديوانه.
7- خفف «بشا» لتقويم الوزن.

قدم دمشق و حدّث بها.

روى عن سعيد بن سنان الحمصي عن عمرو بن عريب (1) عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (2):في قوله تعالى: وَ آخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لاٰ تَعْلَمُونَهُمُ اللّٰهُ يَعْلَمُهُمْ [سورة الأنفال، الآية:60] قال:«هم الجن، و لن تخبل الجن (3) رجلا في داره فرس عتيق»[14088].

و حدث عن خليد بن دعلج الموصلي عن قتادة بن دعامة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إذا ادّهن أحدكم فليبدأ بحاجبيه فإنه يذهب بالصداع - أو قال: ينفع من الصداع»[14089].

قدم جرول بن جنفل حمص، فأتى بقية بن الوليد فقال له: ما اسمك ؟ قال: جرول.

قال: ابن من ؟ قال: ابن جنفل. قال: أبو من ؟ قال: أبو تيفل. فقال له بقية: تب إلى اللّه تعالى من هذه الأسماء. قال: قد تبت فكنّني، قال: أنت أبو توبة فكان يكنى بها.

[روى عن خليد بن دعلج.

صدوق. و قال علي بن المديني: روى مناكير] (4).

[9780] جرير بن عبد اللّه بن جابر بن مالك

ابن نصر بن ثعلبة بن جشم بن عويف بن خزيمة بن حرب

ابن عليّ بن مالك بن سعيد بن مالك بن نذير بن قسر،

و هو مالك بن عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث

ابن نبت بن مالك بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان

أبو عمرو، و قيل أبو عبد اللّه البجلي القسسري

صحب سيدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و روى عنه أحاديث صالحة. قدم دمشق رسولا من علي

ص: 69


1- عريب بوزن عظيم. و بمهملة، كما في الإصابة، و هو عريب أبو عبد اللّه المليكي، عداده في أهل الشام، انظر ترجمته في الإصابة 479/2.
2- الحديث رواه السيوطي في الدر المنثور 97/4 نقلا عن ابن عساكر بسنده إلى يزيد بن عبد اللّه بن عريب عن أبيه عن جده مرفوعا.
3- في الدر المنثور: و لا يخبل الشيطان إنسانا.
4- زيادة استدركت عن ميزان الاعتدال 391/1.

عليه السلام إلى معاوية (1)،و قدم على معاوية مرة أخرى في خلافته.

[سكن جرير الكوفة، ثم سكن قرقيسياء] (2).

[روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و عن عمر بن الخطاب، و معاوية بن أبي سفيان.

روى عنه ابنه: إبراهيم بن جرير، و أنس بن مالك، و ابنه أيوب بن جرير، و أبو ظبيان حصين بن جندب الجنبي، و زاذان الكندي، و زياد بن علاقة، و زيد بن وهب الجهني، و شقيق ابن سلمة الأسدي، و شهر بن حوشب، و الضحاك بن المنذر، و عامر بن سعد البجلي، و عامر ابن شراحيل الشعبي، و عبد الرحمن بن هلال العبسي، و ابنه عبد اللّه بن جرير، و قيس بن أبي حازم، و المغيرة بن شبيل، و ابنه المنذر بن جرير، و نافع بن جبير بن مطعم، و النعمان بن مرة، و همام بن الحارث، و أبو إسحاق السبيعي، و ابن ابنه أبو زرعة بن عمرو بن جرير، و أبو نخيلة البجلي] (3).

[قال أبو محمد بن أبي حاتم] (4):

[جرير بن عبد اللّه البجلي، أبو عمرو نزل الكوفة، له صحبة، روى عنه أنس بن مالك، و قيس بن أبي حازم، و الشعبي، و بنوه عبيد اللّه و المنذر و إبراهيم و همام بن الحارث، سمعت أبي يقول ذلك] (5).

[قال أبو عبد اللّه البخاري] (6):

[جرير بن عبد اللّه أبو عمرو البجلي، نزل الكوفة، و قال لنا أبو نعيم: حدثنا يونس بن

ص: 70


1- سير الأعلام 535/2 نقلا عن ابن عساكر.
2- زيادة عن سير أعلام النبلاء نقلا عن ابن عساكر 535/2.
3- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن تهذيب الكمال 352/3.
4- زيادة للإيضاح.
5- ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح و التعديل 502/1/1.
6- زيادة للإيضاح.

أبي إسحاق عن المغيرة بن شبيل بن عوف عن جرير بن عبد اللّه قال: لما دنوت من المدينة أنخت راحلتي و حللت عيبتي، فلبست حلتي، فدخلت و النبي صلى اللّه عليه و سلم يخطب، و قال يزيد بن هارون: حدثنا هشام عن حماد عن إبراهيم عن جرير بن عبد اللّه و كان أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم في العام الذي توفي فيه] (1).

حدّث جرير بن عبد اللّه قال:

بايعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على النصح لكلّ مسلم (2).

حدّث جرير بن عبد اللّه قال:

بعثني علي بن أبي طالب إلى معاوية بن أبي سفيان يأمره أن يبايع هو و من قبله، قال:

فخرجت لا أرى أحدا سبقني إليه حتى قدمت على معاوية، و إذا هو يخطب الناس و هم حوله يبكون حول قميص عثمان، و هو معلق في رمح، فدفعت إليه كتاب عليّ ، و مثل رجل إلى جنبي كان يسير بمسيري، و يقوم بمقامي لا أشعر به فقال لمعاوية (3):

إنّ بني عمّك عبد المطلب *** هم قتلوا شيخكم غير كذب

و أنت أولى الناس بالوثب فثب *** و اغضب معاوي للإله و ارتقب (4)

بادر بخيل الأمة الغار الأشب *** بجمع أهل الشّام ترشد و تصب

و سر مسير المحزئلّ المتلئب (5) *** و هزهز الصّعدة للبأس الشّغب (6)

قال: ثم دفع إليه كتابا من الوليد بن عقبة بن أبي معيط أخي عثمان لأمه فإذا فيه (7):

معاوي إنّ الملك قد جبّ غاربه *** و أنت بما في كفّك اليوم صاحبه

ص: 71


1- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن التاريخ الكبير 211/2/1.
2- سير أعلام النبلاء 531/2.
3- الرجز في وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 77 و نسبه إلى الحجاج بن خزيمة بن الصمّة. قالها لمعاوية لما نعى إليه عثمان بن عفان.
4- في وقعة صفين: و احتسب.
5- في وقعة صفين: و سر بنا سير الجريء المتلئب. قال ابن أبي الحديد في شرح النهج 253/1 المتلئب: المستقيم المطرد.
6- في وقعة صفين: ثم اهزز الصعدة للشأس الكلب.
7- الأبيات في وقعة صفين ص 53.

أتاك كتاب من عليّ بخطّة (1) *** هي الفصل فاختر سلمه أو تحاربه

فإن كنت تنوي أن تجيب كتابه *** فقبّح ممليه و قبّح كاتبه

و إن كنت تنوي ترك رجع جوابه *** فأنت بأمر لا محالة راكبه

فألق إلى الحيّ اليمانين كلمة *** تنال بها الأمر الذي أنت طالبه

تقول: أمير المؤمنين أصابه *** عدو و مالاهم (2) عليه أقاربه

و كنت أميرا قبل بالشام فيكم *** و حسبي من الحقّ الذي هو واجبه

فجيئوا و من أرسى ثبيرا مكانه *** ندافع بحرا (3) لا تردّ غواربه

فأكثر و أقلل مالها الدهر (4) صاحب *** سواك فصرّج لست ممّن تواربه

قال: فقال: أقم، فإن الناس قد نفروا عند قتل عثمان حتى يسكنوا. قال: فأقمت أربعة أشهر، ثم جاءه كتاب من الوليد بن عقبة فيه:

ألا أبلغ معاوية بن حرب *** فإنّك من أخي ثقة مليم

قطعت الدهر كالسّدم (5) المعنّى *** تهدّر في دمشق و ما تريم

فإنّك و الكتاب إلى عليّ *** كرابعة و قد حلم الأديم

فلو كنت القتيل و كان حيّا *** لشمّر لا ألف (6) و لا سئوم

فلما جاء كتابه وصل ما بين طومارين (7)،ثم طواهما أبيضين (8)،و كتب عنوانهما: من معاوية بن أبي سفيان، إلى علي بن أبي طالب، و دفعهما (9) إليّ ، و بعث معي رجلا من عبس، لا أدري ما مع العبسي، قال: فقدمنا الكوفة فاجتمع الناس إلى عليّ في المسجد، و لا

ص: 72


1- بأصل مختصر ابن منظور: خصلة، و المثبت عن وقعة صفين.
2- الممالأة المعاونة و المساعدة.
3- بأصل مختصر ابن منظور: تدافع بحرّ، و المثبت عن وقعة صفين.
4- في وقعة صفين: اليوم.
5- السّدم الذي يرغب عن فحلته، فيحال بينه و بين ألاّفه، و يقيد إذا هاج (اللسان).
6- رجل ألف: ثقيل.
7- الطومار: الصحيفة.
8- في الفتوح لابن الأعثم الكوفي 356/2 فوصل أحدهما إلى الآخر.
9- في فتوح ابن الأعثم: فكتب في الطومارين: بسم اللّه الرحمن الرحيم، لا أقل و لا أكثر ثم طواهما و ختمهما و عنونهما و دفعهما إلى العبسي و أرسله إلى علي بن أبي طالب.

يشكون أنها بيعة أهل الشام، فلما فتح الكتاب لم يوجد شيء، و قام العبسي فقال: من هاهنا من أفناء قيس، إنّي أخصّ من قيس غطفان، و أخص من غطفان عبسا، و إنّي أحلف باللّه لقد تركت تحت قميص عثمان أكثر من خمسين ألف شيخ، خاضبي (1) لحاهم بدموع أعينهم متعاقدين متحالفين ليقتلنّ قتلته، و إني أحلف باللّه ليقتحمنّها عليكم ابن أبي سفيان بأكثر من أربعة آلاف من خصيان الخيل، في ظنكم بعد بما فيها من الفحول! فقال له قيس بن سعد: يا أخا عبس لا نبالي بخصيان خيلك و لا ببكاء كهولك، و لا يكون بكاؤهم بكاء يعقوب على يوسف. ثم دفع العبسي كتابا من معاوية فيه (2):

أتاني أمر فيه للناس (3) غمّة *** و فيه اجتذاع للأنوف أصيل (4)

مصاب أمير المؤمنين و هذه (5) *** تكاد لها صمّ الجبال تزول

فلله عينا من رأى مثل هالك *** أصيب بلا ذنب و ذاك جليل

دعاهم فصمّوا عنه عند دعائه (6) *** و ذاك على ما في النفوس دليل

ندمت على ما كان من تبع الهوى *** و حسبي منه (7) حسرة و عويل

سأبغي أبا عمرو بكلّ مهند (8) *** و بيض لها في الدارعين صليل

فأما التي فيها المودة بيننا *** فليس إليها ما حييت سبيل

سألقحها حربا عوانا ملحّة *** و إنّي بها من عامها (9) لكفيل

ص: 73


1- في الفتوح: خاضبين لحاهم.
2- الأبيات في وقعة صفين ص 79 منسوبة إلى معاوية بن أبي سفيان قالها حين أتاه قتل عثمان.. و انظر الفتوح لابن الأعثم 266/2.
3- وقعة صفين: للنفس.
4- الذي في وقعت صفين: أتاني أمر فيه للنفس غمة و فيه بكاء للعيون طويل و فيه فناء شامل و خزاية و فيه اجتداع للأنوف أصيل
5- في وقعة صفين: و هدّة.
6- وقعة صفين: عند جوابه و ذاكم.
7- وقعة صفين: و قصري فيه.
8- صدره في وقعة صفين: سأنعى أبا عمرو بكل مثقف. و أبو عمرو كنية الخليفة عثمان بن عفان (رض).
9- وقعة صفين: عامنا.

قال: فأمر عليّ قيس بن سعد أن يجيبه في كتابه، فكتب إليه قيس:

معاوي لا تعجل علينا معاويا *** فقد هجت بالرأي السّخيف الأفاعيا

و حرّكت منّا كلّ شيء كرهته *** و أبقيت حزّات النفوس كما هيا

بعثت بقرطاسين صفرين ضلّة *** إلى خير من يمشي بنعل و حافيا

مضى أو بقي بعد النّبي محمد *** عليه سلام اللّه عودا و باديا

ألا ليت شعري و الأمانيّ ضلة *** على أي ما تنوي أردت الأمانيا

على أن فينا للموارث مطمعا *** و أنّك متروك بشامك عاصيا

أبى اللّه إلاّ أن ذا غير كائن *** فدع عنك ما منّتك نفسك خاليا

و أكثر و أقلل إنّ شامك شحمة *** يعجّلها طاه يبادر شاويا

من العام أو من قابل كل كائن *** قريب و أبعد بالذي ليس جائيا

حدث قيس قال: قال جرير لعبد اللّه بن رباح: إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«من لا يرحم الناس لا يرحمه اللّه» (1).فكتب معاوية: أن أرسل إلي جريرا على المربد (2) فأتاه فقال: أنت سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: من لا يرحم الناس لا يرحمه اللّه ؟ قال: نعم. قال: لا جرم لا أغزي جيشا وراء الدرب في شتاء أبدا. و بعث إليهم بطعام و لحف.

قيل إن جريرا تنقل من الكوفة إلى قرقيسياء (3) و قال: لا أقيم ببلدة يشتم فيها عثمان (4).

و توفي في زمن معاوية بعد الخمسين، يقال سنة إحدى و خمسين. و قيل: مات سنة أربع و خمسين (5).

و كان (6) سيّدا في قومه، و بسط له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثوبا ليجلس عليه وقت مبايعته له،

ص: 74


1- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 297/2-298 من عدة طرق بسنده إلى قيس بن أبي حازم عن جرير.
2- المربد الموضع الذي تحبس فيه الإبل و غيرها.
3- قرقيسياء بلد على نهر الخابور، عند مصب الخابور في الفرات (معجم البلدان).
4- رواه المزي في تهذيب الكمال 353/3 من طريق أحمد بن عبد اللّه بن البرقي ط دار الفكر. و انظر المعجم الكبير للطبراني 293/2.
5- انظر تهذيب الكمال 356/3 ط دار الفكر.
6- الخبر رواه المزي في تهذيب الكمال 353/3 من طريق أبي بكر الخطيب ط دار الفكر.

و قال لأصحابه:«إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه»، وجّهه إلى الخلصة (1) طاغية دوس فهدمها.

و دعا له حين بعثه إليها، و شهد جرير مع المسلمين يوم المدائن و له فيه أخبار مأثورة (2).

و جرير هذا هو الذي يقول له الشاعر:

لو لا جرير هلكت بجيله

و تمامه:

نعم الفتى و بئست القبيله (3)

قال جرير (4):

لما دنوت من مدينة سيدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، أنخت راحلتي و حللت عيبتي (5) فلبست حلتي، فدخلت و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يخطب، فسلم علي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فرماني الناس بالحدق فقلت لجليسي: يا عبد اللّه، هل ذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أمري شيئا؟ قال: نعم، ذكرك بأحسن الذكر، بينا هو يخطب إذ عرض له في خطبته قال:«إنه سيدخل عليكم من هذا الباب، أو من هذا الفجّ ، من خير ذي يمن، و إن على وجهه لمسحة ملك»[14090] قال:

فحمدت اللّه على ما أبلاني (6).

قال جرير (7):

ما رآني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلاّ تبسم في وجهي. في حديث.

حدث عبد اللّه بن ضمرة.

ص: 75


1- الخلصة بفتح أوله و ثانيه، و يروى بضم أوله و ثانيه. بيت أصنام كان لدوس و خثعم و بجيلة، و من كان ببلادهم من العرب بن تبالة (معجم البلدان).
2- الخبر رواه الصفدي في الوافي بالوفيات 76/11 نقلا عن ابن عساكر.
3- الاستيعاب 233/1 و تاريخ الإسلام(41-60) ص 187 و الوافي بالوفيات 76/11.
4- رواه الذهبي في تاريخ الإسلام(41-60) ص 188 من طريق يونس بن أبي إسحاق عن المغيرة بن شبيل عن جرير، و ذكره و سير الأعلام 531/2.
5- العيبة: ما يجعل فيه الثياب.
6- رواه أحمد بن حنبل في المسند من طريق أبي قطن حدثني يونس عن المغيرة بن شبل قال: و قال جرير، و ذكره. 60/7 رقم 19201 و أعاده من طريق آخر رقم 19247.
7- رواه الطبراني في المعجم الكبير 293/2 رقم 2220 من طريق أبي خليفة ثنا إبراهيم بن بشار الرمادي ثنا سفيان ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم. و سير الأعلام 531/2 و تاريخ الإسلام(41-60) ص 188.

أنه بينما هو ذات يوم عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في جماعة من أصحابه أكثرهم اليمن، إذ قال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«سيطلع عليكم من هذه الثنية خير ذي يمن» فبقي القوم كلّ رجل منهم يرجو أن يكون من أهل بيته، فإذا هم بجرير بن عبد اللّه قد طلع عليهم من الثنية، فجاء حتى سلم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و على أصحابه، فردوا عليه بأجمعهم السلام، ثم بسط له عرض ردائه و قال له:«على ذا يا جرير فاقعد». فقعد معهم ثم قام و انصرف. فقال جماعة أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لقد رأينا اليوم منك منظرا لجرير ما رأينا منك لأحد، قال:

«نعم، هذا كريم قوم. إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه»[14091].

و قال عدي بن حاتم:

لما دخل جرير على النبي صلى اللّه عليه و سلم، ألقى له وسادة فجلس على الأرض، فقال صلى اللّه عليه و سلم:«أشهد أنك لا تبغي علوّا في الأرض و لا فسادا»، فأسلم من حديث (1)[14092].

و في حديث: قال جرير:

فبسط رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يده فبايعني و قال:«على أن تشهد أن لا إله إلا اللّه، و أني رسول اللّه، و تقيم الصلاة، و تؤتي الزكاة، و تصوم شهر رمضان، و تنصح المسلم، و تطيع الوالي، و إن كان عبدا حبشيا». فقال: نعم. قال: فبايعه[14093].

حدث عبد اللّه بن مسعود قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا صلى الفجر لم يرم مجلسه حتى تطلع الشمس، فقال لنا ذات يوم حين طلعت الشمس:«يطلع عليكم من هذا الفجّ خير ذي يمن، على وجهه مسحة ملك». فطلع جرير بن عبد اللّه البجلي ثم القسري على راحلته حتى نزل على باب المسجد، ثم دخل فقال: يا معشر قريش، أين رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال:«هذا هو»، يعني نفسه عليه السلام، ثم التفت إلى أصحابه فقال لهم:«أتاكم أهل اليمن، و هم أرق أفئدة. الإيمان يمان و الحكمة يمانية و الغلظة و القسوة و الكبرياء و الفخر و الجفاء عند أصحاب الوبر و الصوف، نحو هذا المشرق في ربيعة و مضر».

فلما جلس جرير بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال له: ما اسمك ؟ قال: أنا جرير بن

ص: 76


1- رواه الذهبي في سير الأعلام 532/2 من طريق سوار بن مصعب عن مجالد عن الشعبي عن عدي بن حاتم.

عبد اللّه البجلي. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا جرير، إنك لن تدرك شريعة الإسلام، و لن تدرك حقيقة الإيمان حتى تترك عبادة الأوثان». قال جرير: يا رسول اللّه، قد أسلمت، فادع اللّه أن يشرح قلبي للإسلام. قال:«اللهم، اشرح قلبه للإيمان، و لا تجعله من أهل الرّدة، و لا تكثر له فيطغى، و لا تملي عليه فينسى». قال جرير: يا رسول اللّه، حدثني عما جئت أسألك عنه.

فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تسأل عن حق الوالد على ولده، و حق الولد على والده. و إن من حق الوالد على ولده أن يخشع له عند الغضب، و يؤثره عند الشكاية و الوصب، فإن المجافي ليس بالواصل، و لكن الواصل إذا قطعت رحمه وصلها. و من حقّ الولد على والده أن لا يجحد نسبه، و أن يحسن أدبه». قال جرير: بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه، هذا - و اللّه الذي بعثك نبيا - الذي جئت له، و أنا أريد أن أسألك عنه، آمنت باللّه، و أشهد أن لا إله إلا اللّه و أنك رسول اللّه. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أين منزلك يا جرير؟» قال: نحن بأكناف بيشة (1) بين سلم (2) و أراك و سهل و دكداك (3) و حمض (4) و علاك (5)،في نخلة و ضالة (6) و نجمة و أثلة (7)، و نجل (8) و تالة (9).ربيعنا مريع، و شتاؤنا ربيع، و ماؤنا نبيع (10)،لا يقام ماتحها (11) و لا يحسر مائحها (12) و لا يعزب سارحها (13)،فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«خير الماء الشّبم (14)،

ص: 77


1- بيشة: قرية غناء في واد كثير الأهل من بلاد اليمن (معجم البلدان).
2- السلم: شجر ورقه القرظ الذي يدفع به.
3- الدكداك من الرمل: ما التبد بعضه على بعض بالأرض، و لم يرتفع.
4- كذا، و جاء في اللسان: و في حديث جرير: من سلم و أراك و حموض هي جمع الحمض و هو كل تبت في طعمة حموضة.
5- العلاك: شجر ينبت بالحجاز.
6- الضالة بتخفيف اللام واحدة الضال، و هي شجر السدر (اللسان).
7- الأثلة: شجر من نوع الطرفاء (اللسان: أثل).
8- النجل جمع نجيل، و هو ضرب من دق الحمض، و هو خير منه (اللسان: نجل).
9- التالة: واحدة التال، و هي النخلة الصغيرة (اللسان: تول).
10- في الفائق للزمخشري: و ماؤنا يميع أو يريع. و في شرحها: يميع: يسيل و يريع: يثوب(432/1).
11- الماتح: نازع الدلو، أراد أن ماءهم سائح، فلا يحتاجون إلى إقامة ماتح (الفائق 432/1).
12- و في اللسان: و لا يحسر صابحها، و في الفائق: يحسر صابحها. و حسر: إذا أعيا. و الميح: أن يدخل البئر فيملأ الدلو، و ذلك إذ قلا ماؤها.
13- السارح: الإبل التي ترعى. أي لا يبعد ما يسرح منها إذا غدت للمرعى.
14- الشبم: البارد، و قيل: إنما هو السنم، أي العالي على وجه الأرض.

و أفضل الأموال الغنم، و أجود المراعي الأراك و السّلم. إذا أخلف كان لجينا (1)،و إذا سقط كان درينا (2)،و إذا أكل كان لبينا» (3).

قال جرير: يا رسول اللّه، أخبرني عن السماء الدنيا و الأرض السفلى. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أما السماء الدنيا فإن اللّه خلقها من دخان و ماء، ثم رفعها و جعل فيها سراجا مضيئا، و قمرا منيرا، و زينها بمصابيح النجوم، و جعلها رجوما للشياطين، و حفظها من كل شيطان رجيم. و أما الأرض السفلى، فإن اللّه تعالى خلقها من الزبد الجفاء و الماء الكباء (4)، حملها على ظهر حوت، تحته ملك على صخرة ينفجر منها الماء، لو انخرق منها خرق لأذهب من على ظهر الأرض سبحان خالق النور».

قال جرير: يا رسول اللّه، ابسط يدك أبايعك على الإسلام فقال:«تشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله، و تقيم الصلاة، و تؤتي الزكاة، و تصوم رمضان، و تحج البيت، و تسمع و تطيع الوالي و إن كان حبشيا»، قال جرير: نعم يا رسول اللّه. فبايعه، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا جرير ما فعل قومك ؟» قال: يا رسول اللّه، ليس ينتظرون أحدا غيري. قال:«فانطلق فادعهم إلى الإسلام». فخرج جرير حتى أتى بلاد قومه فسار فيهم حيا حيا، و دعاهم إلى الإسلام، و أمرهم بالهجرة إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان أول من أجابه إلى ذلك قيس بن غزية (5) الأحمسي ثم الذهني، و هو أبو عروة (6).

و روي عن جرير بن عبد اللّه أنه قال (7):

كنت لا أثبت على الخيل، فشكوت ذلك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«اللهم ثبته و اجعله هاديا مهديا»، فما قلعت عن فرسي بعد ذلك.

ص: 78


1- اللجين: الخبط ، و ذلك أن الورق يدق حتى يتلجن أي يتلزج ثم توجره الإبل (الفائق، و النهاية).
2- الدرين: حطام المرعى إذا قدم.
3- اللبين بمعنى اللابن، من لبنت القوم إذا سقيتهم اللبن، كأنه يلبن القوم، لأنه يدرّه و يكثره.
4- بأصل مختصر ابن منظور:«الكما» و المثبت عن منال الطالب 82/1 و الماء الكباء: العالي العظيم.
5- كذا بالأصل، و الذي في أسد الغابة 139/4 قيس بن غربة، و غربة: بالغين المعجمة و بالراء، و بالباء الموحدة. قاله الأمير. و جاء في الإصابة 256/3 قيس بن غربة بفتح المعجمة و الراء بعدها موحدة، ضبطه ابن الأثير و قيل بكسر الزاي بعدها مثناة تحتية ثقيلة.
6- كناه في أسد الغابة: أبا غربة، و جاء في الإصابة أنه والد عروة بن قيس.
7- رواه الطبراني في المعجم الكبير 300/2 رقم 2254 و انظر تهذيب الكمال 354/3.

و في حديث آخر:

فقال لي بعد إسلامي:«يا جرير، إن ربي قد أعلمني أنّ إبليس قد أيس أن تعبد الأصنام في أرض العرب، فتهيأ حتى تسير إلى بيت قومك خثعم ذي الخلصة فتدعوهم إلى شهادة أن لا إله إلا اللّه و أني رسول اللّه، و على أن تكسر أصنامهم و تحرّق بيتهم»، قال فقلت: يا رسول اللّه؛ إني رجل قلع: لا أثبت في السّرج، قال:«فادن إلي»، قال: فدنوت إليه، فضرب في صدري و قال:«اللهم ثبته و اجعله هاديا مهديا». قال: ثم ندب الناس معي فانتدب معي مائتان جلهم من أحمس، و انطلقت[14094].

حدث إبراهيم قال: (1)

توضأ جرير ثم مسح على خفيه، فقيل له: أتمسح على خفيك! قال: و ما لي لا أمسح، و قد رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يمسح! قال: فكان حديث جرير أوثق حديث في المسح، لأنه أسلم في العام الذي قبض فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعد نزول المائدة (2).

و عن جرير بن عبد اللّه قال (3):

ما حجبني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منذ أسلمت، و لا رآني إلاّ ضحك.

و عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«لا تسبوا جرير بن عبد اللّه، إنّ جريرا منا أهل البيت»[14095].

و عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (4):

جرير بن عبد اللّه منا أهل البيت ظهر لبطن ظهر لبطن ظهر لبطن.

ص: 79


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 57/7 رقم 19189 باختلاف من طريق أبي معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن همام قال: و ذكره.
2- يعني بعد نزول آية الوضوء في سورة المائدة يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاٰةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرٰافِقِ وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ... الآية:5.
3- رواه الطبراني في المعجم الكبير 309/2 رقم 2287 من طريق محمد بن النضر الأزدي، ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة ثنا بيان عن قيس بن أبي حازم عن جرير، و ذكره. و رواه المزي في تهذيب الكمال 355/3.
4- رواه الطبراني في المعجم الكبير 291/2 رقم 2211 و ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 373/9 و الذهبي في سير الأعلام 534/2.

و عن جرير قال (1):

بايعت (2) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على ما بايعت عليه النساء، لمن مات منّا و لم يأت شيئا ضمن له الجنة، و من مات منا و أتى شيئا منهن فأقيم عليه الحدّ فهو كفارته، و من مات منا و أتى شيئا منهن فستر عليه فعلى اللّه عز و جل حسابه.

و روي عن جرير أنه كان إذا باع رجلا قال له: إن الذي آخذ منك أحب إلي من الذي أعطيك، فقال له بنوه: إذا فعلت لم ترتفع إلى بيع سلعة، فقال: إني بايعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على الإسلام و النصح لكل مسلم.

و عن جرير قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (3):

«إنك امرؤ قد حسّن اللّه خلقك فأحسن خلقك»[14096].

و روي عن عمر بن الخطاب أنه قال (4):

إن جريرا يوسف هذه الأمة، يعني حسنه.

و عن عبد الملك بن عمير قال (5):

رأيت جرير بن عبد اللّه و كأن وجهه شقة قمر.

و قال عبد اللّه بن عمير:

رأيت جرير بن عبد اللّه يخضب لحيته بالزعفران.

و حدث ابن لجرير قال:

ص: 80


1- رواه الطبراني في المعجم الكبير 302/2 رقم 2260 من طريق علي بن عبد العزيز ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل ح و حدثنا محمد بن عبد اللّه الحضرمي ثنا إسماعيل بن موسى السدي ح و حدثنا أحمد بن القاسم الجوهري ثنا سعيد بن سليمان قالوا: ثنا سيف بن هارون بن إسماعيل عن قيس بن أبي حازم عن جرير، و ذكره. و رواه الهيثمي في مجمع الزوائد 37/6.
2- في المعجم الكبير: بايعنا.
3- سير أعلام النبلاء 534/2.
4- رواه المزي في تهذيب الكما 355/3 من طريق عبد الملك بن عمير حدثني إبراهيم بن جرير. و سير الأعلام 535/2.
5- رواه المزي في تهذيب الكمال 355/3.

كان نعل جرير بن عبد اللّه طولها ذراع (1).

و عن جرير قال (2):

تنفّس رجل و نحن خلف عمر بن الخطاب نصلي، و في رواية يعني: أحدث، فلما انصرف قال: أعزم على صاحبها إلا قام فتوضأ و أعاد الصلاة، قال: فلم يقم أحد. قال جرير: فقلت: يا أمير المؤمنين، لا تعزم عليه، و لكن اعزم علينا كلنا فتكون صلاتنا تطوعا و صلاته الفريضة، قال عمر: فإنّي أعزم عليكم و على نفسي قال: فتوضأ و أعادوا الصلاة (3).

و في حديث بمعناه فقال:

يرحمك اللّه، نعم السيّد كنت في الجاهلية، و نعم السيّد أنت في الإسلام (4).

و في رواية فقال:

رحمك اللّه إن كنت لسيدا في الجاهلية، فقيها في الإسلام.

و عن (5) جرير أن عمر بن الخطاب قال له - و الناس يتحامون العراق و قتال الأعاجم-:

سر بقومك، فما غلبت عليه فلك ربعه، فلما جمعت الغنائم غنائم جلولاء (6) ادعى جرير أن له ربع ذلك كله، فكتب سعد إلى عمر بن الخطاب، فكتب عمر: صدق جرير، قد قلت ذلك له، فإن شاء أن يكون قاتل هو و قومه على جعل (7) فأعطوه جعله، و أن يكون إنما قاتل للّه و لدينه و جاهد فهو رجل من المسلمين له ما لهم و عليه ما عليهم. و كتب عمر بذلك إلى سعد، فلما قدم الكتاب على سعد دعا جريرا فأخبره ما كتب به إليه عمر، فقال جرير:

صدق أمير المؤمنين، لا حاجة لي به، بل أنا رجل من المسلمين لي ما لهم و عليّ ما عليهم.

ص: 81


1- رواه المزي في تهذيب الكمال 355/3 من طريق سفيان بن عيينة عن ابن لجرير، و ذكره.
2- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 535/2 من طريق مغيرة عن الشعبي عن جرير، و ذكره. و الاستيعاب 233/1 و انظر تهذيب الكمال 355/3-356.
3- في سير الأعلام: فتوضأنا ثم صلينا.
4- سير أعلام النبلاء 535/2 و تهذيب الكمال 356/3.
5- الخبر رواه المزي في تهذيب الكمال 356/3 من طريق الواقدي حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن جرير بن يزيد بن جرير بن عبد اللّه عن أبيه عن جده جرير، فذكره.
6- جلولاء: طسوج من طساسيج السواد في طريق خراسان، بينها و بين خانقين سبعة فراسخ.. و بها كانت الوقعة المشهورة على الفرس للمسلمين سنة 16 ه .(معجم البلدان).
7- أجعله جعلا بالضم من العطية، و أجعله له أي أعطاه.

و قال ابن عياش (1):

جرير بن عبد اللّه ذهبت عينه بهمذان حيث وليها في زمان عثمان بن عفان.

و مات جرير سنة إحدى و خمسين.

و عن محمد بن سلام قال (2):

قال جرير بن عبد اللّه - و سأله رجل حاجة فقضاها فعاتبه بعض أهله فقال-: المال ودائع اللّه في الدنيا و نحن وكلاؤها، فمن غرثان (3) نشبعه، و من ظمآن نرويه.

و قيل: مات جرير سنة أربع و خمسين، و قيل: سنة ست و خمسين (4).

[9781] جرير بن عبد اللّه بن عنبسة

أظنه ابن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس المدني.

وفد على هشام بن عبد الملك.

حدث جرير بن عبد اللّه قال:

خرجت مع أبي إلى هشام بن عبد الملك فقدمنا عليه، فبعث إلى أبي بألطاف (5) فيها شراب، و كتب إليه رقعة يصف له الشراب و منفعته و يقول: شراب عمل لي يدعى الرساطون (6).قال: فلما خرجت رسله الذين حملوا الألطاف قال أبي: إنا للّه، خدع و اللّه أمير المؤمنين بها، فأمر بالقوارير فكدرت في البلاغة (7).

ص: 82


1- تحرفت في مختصر ابن منظور إلى عباس، و الصواب ما أثبت، و هو عبد اللّه بن عياش المنتوف، و من طريقه روى الخبر المزي في تهذيب الكمال 356/3 و من طريق الهيثم بن عدي رواه الذهبي في سير الأعلام 536/2.
2- من طريق محمد بن سلام الجمحي رواه المزي في تهذيب الكمال 356/3.
3- التغريث: التجويع (اللسان).
4- مات بقرقيسياء، و قيل مات بالسراة (أسد الغابة).
5- الألطاف جمع لطف، يقال أهدى إليه لطفا بمعنى الهدية و اللطف: اليسير من الطعام و غيره.
6- الرساطون بالفتح، قيل وزنه فعالون، قال الأزهري: هو الخمر بلغة الشام و سائر العرب لا يعرفونه. قال: و كأنها رومية دخلت في كلامهم (تاج العروس: رسط ).
7- البلاعة: في لغة مصر، بئر تحفر في وسط الدار ضيق الرأس يجري فيها ماء المطر و نحوه، و هي البالوعة و البلّوعة، ج بواليع و بلاليع (تاج العروس: بلع).

[9782] جرير بن عبد المسيح بن عبد اللّه بن زيد

ابن دوفن بن حرب بن وهب بن جلّى بن أحمس بن ضبيعة

ابن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان الضبعي المتلمّس

شاعر مشهور جاهلي. قدم دمشق هاربا من عمرو بن هند. و ذكر دمشق و بصرى في شعره.

و المتلمس خال طرفة بن العبد، و كان سيّدا، و إنما سمّي المتلمّس لقوله (1):

فهذا أوان العرض جنّ (2) ذبابه *** زنابيره و الأزرق المتلمّس (3)

روى أبو مسلم الخطابي في حديث سيدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

أنه كتب لعيينة بن حصين كتابا. فلما أخذ كتابه قال: يا محمد، أ تراني حاملا إلى قومي كتابا كصحيفة المتلمّس. يقول: لا أحمل إلى قومي كتابا لا علم لي بمضمونه.

و كان (4) من قصة المتلمّس و صحيفته أنه و طرفة بن العبد كانا ينادمان عمرو بن هند ملك الحيرة فهجواه. و في حديث: فبينما طرفة يوما يشرب معه في يده جام من ذهب فيه شراب أشرفت أخت عمرو فرأى طرفة خيالها في الإناء فقال (5):

ألا يا بأبي الظبي الذي يبرق شنفاه (6)

و لو لا الملك القاعد قد ألثمني فاه

فسمعها عمرو فاصطنعها عليه، و أمسكها في نفسه، و قد كان هجاه فممّا قاله فيه (7):

و ليت لنا مكان الملك عمرو *** رغوثا (8) حول قبّتنا تخور

ص: 83


1- البيت في الأغاني 260/24 و الشعر و الشعراء ص 86 و مختار شعراء العرب ص 128.
2- بأصل مختصر ابن منظور: حتى، و المثبت عن الأغاني و الشعر و الشعراء.
3- العرض واد باليمامة، و الأزرق: الذباب.
4- الخبر في الشعر و الشعراء لابن قتيبة ص 86-87 و مختارات شعراء العرب ص 128.
5- البيتان في الشعر و الشعراء ص 91 في ترجمة طرفة بن العبد، و ليسا في ديوانه ط بيروت: صادر.
6- الشنف: الذي يلبس في أعلى الأذن، و القرط الذي يلبس في أسفلها، و قيل هما واحد (اللسان: شنف).
7- البيت في ديوان طرفة ص 48 (ط . بيروت: صادر).
8- الرغوث: النعجة المرضع.

و كان المتلمس قال في عمرو أيضا شعرا كان يتوعده فيه، فبلغ ذلك عمرا، فهم عمرو بقتل المتلمس و طرفة، ثم أشفق من ذلك و أراد قتلهما بيد غيره، و كان على طرفة أحنق، فأراد قتله فعلم أنه إن فعل هجاه المتلمس، فكتب لهما كتابين إلى البحرين (1) و قال لهما: إني قد كتبت لكما بصلة فخرجا من عنده و الكتابان في يديهما، فمرا بشيخ جالس على ظهر الطريق متكشفا لقضاء الحاجة، و هو مع ذلك يأكل و يتفلى (2).فقال أحدهما لصاحبه: هل رأيت أعجب من هذا الشيخ! فسمع الشيخ مقالته فقال: ما ترى من عجبي ؟ أخرج خبيثا و أدخل طيبا و أقتل عدوا، و إن أعجب (3) مني لمن يحمل حتفه بيده و هو لا يدري. فأوجس المتلمس في نفسه خيفة، و ارتاب بكتابه. و لقيه غلام من أهل الحيرة فقال له: أ تقرأ يا غلام ؟ فقال: نعم.

ففضّ خاتم كتابه و دفعه إلى الغلام فقرأه عليه، فإذا فيه: إذا أتاك المتلمس فاقطع يديه و رجليه و اصلبه حيّا. و أقبل على طرفة فقال: تعلم و اللّه لقد كتب فيك بمثل هذا، فادفع كتابك إلى الغلام يقرأه. فقال: كلا، ما كان يجسر على قومي بمثل هذا. و ألقى المتلمس كتابه في نهر الحيرة (4)؛و مضى طرفة بكتابه إلى صاحب البحرين، فأمر به المعلى بن حنش (5) العبدي فقتله (6)،و هرب المتلمس فلحق ببلاد الشام و هجا عمرا، و بلغ شعره عمرا فآلى إن وجده بالعراق ليقتلنّه، فقال المتلمس من أبيات (7):

آليت حبّ العراق الدهر أطعمه *** و الحبّ يأكله في القرية السوس (8)

فضرب المثل بصحيفة المتلمس.

ص: 84


1- يعني إلى عامله بالبحرين، كما في الشعر و الشعراء.
2- في الشعر و الشعراء: و يتناول القمل من ثيابه فيقصعه.
3- في الشعر و الشعراء: أحمق و اللّه مني.
4- زيد في مختارات شعراء العرب: و قال: قذفت بها بالثني من جنب كافر كذلك أقنو كل قطّ مضلل رضيت لها بالماء لما رأيتها يجول بها التيار في كل جدول و أخذ نحو الشام.
5- في أصل مختصر ابن منظور:«حس» و المثبت عن الشعر و الشعراء ص 89 (في ترجمة طرفة بن العبد).
6- زيد في الشعر و الشعراء أن: الذي تولى قتله بيده معاوية بن مرة الأيفلي.
7- الأبيات في مختارات شعراء العرب لابن الشجري ص 130 و ما بعدها و قد ذكر 17 بيتا، و البيت التالي رقمه 13 في الأبيات التي ذكرها.
8- الأليّة: اليمين، و الجمع ألايا. و يروى: آليت بالضم، و يروى: يأكله بالنقرة، و هي بلد.

قال الخليل بن أحمد: أحسن ما قاله المتلمس (1):

و أعلم علم حقّ غير ظن *** لتقوى اللّه من خير العتاد (2)

فحفظ (3) المال أيسر من بغاه *** و ضرب في البلاد بغير زاد

و إصلاح القليل يزيد فيه *** و لا يبقى الكثير مع الفساد

قال أبو عمرو بن العلاء: كانت العرب إذا أرادت أن تنشد قصيدة المتلمس توضئوا لها (4):

تعيّرني أمّي (5) رجال و لن ترى *** أخا كرم إلاّ بأن يتكرّما

[9783] جرير - و يقال: حريز - بن عتبة

ابن عبد الرحمن الحرستاني

من أهل دمشق.

قال جرير: سمعت أبي يحدث الأوزاعي و أنا جالس قال: سمعت القاسم مولى يزيد ابن معاوية يحدث عن أبي أمامة قال:

كنت قاعدا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم في رهط ، فذكروا الشام و من فيها من الروم. قال: فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ستظهرون بالشام و تغلبون عليها و تصيبون من سيف (6) بحرها حصنا يقال له أنفة (7) يبعث اللّه منه يوم القيامة اثني عشر ألف شهيد». قال: فسمعت الأوزاعي يقول لأبي:

لقد سمعت منك حديثا جيّدا يا شيخ.

ص: 85


1- الأبيات في الشعر و الشعراء ص 88.
2- بأصل مختصر ابن منظور: المعاد، و المثبت عن الشعر و الشعراء.
3- في الشعر و الشعراء: لحفظ .
4- من أبيات للمتلمس في مختارات شعراء العرب لابن الشجري ص 118 قالها يذكر نسبه و يثبته.
5- قوله تعيرني أمي، و في مختارات شعراء العرب: يعيرني أمي، أي يعيرني - أو تعيرني - بأمي، فحذف الباء.
6- السيف بالكسر خاصة، ساحل البحر.
7- أنفة: بليدة على ساحل بحر الشام، شرقي جبل صهيون بينهما ثمانية فراسخ (معجم البلدان).

[9784] جرير بن عطيّة بن الخطفى،

و اسمه حذيفة بن بدر بن سلمة بن عوف

ابن كليب بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة

ابن تميم بن مر بن أدّ بن طابخة بن الياس بن مضر

ابن نزار أبو حزرة الشاعر - بالحاء المهملة - البصري

قدم دمشق غير مرة، و امتدح يزيد بن معاوية و عبد الملك بن مروان، و أمره في ذلك مشهور، و امتدح الوليد و سليمان ابني عبد الملك، و قدم على عمر بن عبد العزيز، و على يزيد ابن عبد الملك.

قال عثمان البتي (1):

رأيت جريرا و ما تضم شفتاه من التسبيح فقلت: ما ينفعك هذا و أنت تقذف المحصنة! فقال: سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلا اللّه و اللّه أكبر و للّه الحمد إِنَّ الْحَسَنٰاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئٰاتِ [سورة هود، الآية:115] وعد من اللّه حق.

قال ابن مناذر:

قلت لابن هرمة (2):من أشعر الناس ؟ قال: من إذا لعب (3) لعب، و إذا جدّ (4) جدّ.

قلت: مثل من ؟ قال: مثل جرير حيث يقول (5):

إن الذين غدوا بلبّك غادروا *** وشلا بعينك لا يزال معينا

غيّضن من عبراتهنّ و قلن لي: *** ما ذا لقيت من الهوى و لقينا؟

ص: 86


1- كذا، و الخبر في سير أعلام النبلاء 591/4 عن عثمان التيمي.
2- الخبر و الشعر في الأغاني 59/8 و فيها قال مسعود بن بشر: قلت لابن مناذر بمكة: و ذكره.
3- الأغاني: شئت.
4- الأغاني: شئت.
5- البيتان في ديوانه (ط . بيروت) ص 438 من قصيدة يهجو الأخطل.

قال الفرزدق لامرأته نورا: أنا أشعر أم ابن المراغة (1)؟قالت: غلبك على حلوه، و شركك في مرّه.

قال ابن سلمة (2):

سألت الأسيدي - أخا بني سلامة - عن جرير و الفرزدق فقال: بيوت الشعر أربعة، فخر و مديح و هجاء و نسيب، و في كلها غلب جرير، فالفخر قوله (3):

إذا غضبت عليك بنو تميم *** حسبت الناس كلّهم غضابا

و المدح قوله (4):

أ لستم خير من ركب المطايا *** و أندى (5) العالمين بطون راح

و الهجاء قوله (6):

فغضّ الطّرف إنّك من نمير *** فلا كعبا بلغت و لا كلابا

و النسيب قوله (7):

إنّ العيون التي في طرفها مرض (8) *** قتلننا ثم لم يحيين قتلانا

قال الكلبي (9):أتى أعرابي عبد الملك بن مروان، فمدحه فأحسن المدحة فأعجب به عبد الملك فقال له: من أنت يا أعرابي ؟ قال: رجل من عذرة. قال: أولئك أفصح الناس، هل تعرف أهجا بيت في الإسلام ؟ قال: قول جرير:

فغضّ الطّرف إنّك من نمير *** فلا كعبا بلغت و لا كلابا

ص: 87


1- المراغة: بفتح الميم و بعدها راء و بعد الألف غين معجمة و هاء و هذا لقب لأم جرير هجاه به الأخطل، و نسبها إلى الرجال يتمرغون عليها (وفيات الأعيان 325/1).
2- الخبر في وفيات الأعيان 321/1 و الوافي بالوفيات 80/11 و الأغاني 6/8.
3- البيت في ديوانه ص 62 (ط . بيروت).
4- البيت في ديوانه ص 74.
5- أي أكرم.
6- البيت في ديوانه ص 61.
7- البيت في ديوانه ص 452.
8- في الديوان: حور.
9- الخبر و البيتان في الأغاني 41/8.

فقال عبد الملك: أحسنت فهل تعرف أمدح بيت قيل في الإسلام ؟ قال: نعم، قول جرير:

أ لستم خير من ركب المطايا *** و أندى العالمين بطون راح

قال عبد الملك: أصبت و أحسنت، فهل تعرف أرقّ (1) بيت قيل في الإسلام ؟ قال:

نعم، قول جرير:

إنّ العيون التي في طرفها مرض *** قتلننا ثمّ لم يحيين قتلانا

يصرعن ذا اللبّ حتى لا حراك به *** و هنّ أضعف خلق اللّه أركانا (2)

قال: أحسنت يا أعرابي، فهل تعرف جريرا؟ قال: لا و اللّه، و إني إلى رؤيته لمشتاق، قال: فهذا جرير، و هذا الأخطل، و هذا الفرزدق: فأنشأ الأعرابي يقول:

فحيا الإله أبا حزرة *** و أرغم أنفك يا أخطل

و جدّ الفرزدق أتعس به *** و دقّ خياشيمه الجندل

فأنشأ الفرزدق يقول (3):

قد أرغم اللّه أنفا أنت حامله *** يا ذا الخنا و مقال الزور و الخطل

ما أنت بالحكم المرضى حكومته *** و لا الأصيل و لا ذي الرأي و الجدل

ثم أنشأ الأخطل يقول (4):

يا شرّ من حملت ساق على قدم *** ما مثل قولك في الأقوام يحتمل

إنّ الحكومة ليست في أبيك و لا *** في معشر أنت منهم إنّهم سفل

فقام جرير مغضبا و هو يقول (5):

شتمتما قائلا بالحقّ مهتديا (6) *** عند الخليفة، و الأقوال تنتضل

ص: 88


1- في الأغاني: أغزل.
2- البيت في ديوان جرير ص 452 (ط . بيروت).
3- ليس البيتان في ديوان الفرزدق الذي بين يدي.
4- ليس البيتان في ديوانه الذي بين يدي.
5- الأبيات في ديوان جرير ص 366.
6- بأصل مختصر ابن منظور: مفتديا، و المثبت عن الديوان.

أ تشتمان سفاها خيركم حسبا *** ففيكما و إلهي الزّور و الخطل (1)

شتمتماه (2) على رفعي و وضعكما *** لا زلتما في انحطاط (3) أيّها السّفل

قال: ثم وثب فقبّل رأس الأعرابي و قال: يا أمير المؤمنين، جائزتي له. قال: و كانت جائزة جرير خمسة عشر ألفا (4) كل سنة. فقال عبد الملك: و له مثلها من مالي. فقبضها و خرج.

قال مروان بن أبي حفصة:

جلس عبد الملك بن مروان يوما للناس على سرير، و عند رجل السرير محمد بن يوسف أخو الحجاج بن يوسف، و جعل الوفود يدخلون عليه و محمد بن يوسف يقول: يا أمير المؤمنين هذا فلان، هذا فلان، إلى أن دخل جرير بن الخطفى فقال: يا أمير المؤمنين هذا جرير بن الخطفى، قال: فلا حيّا اللّه القاذف المحصنات، العاضة (5) لأعراض الناس، فقال جرير: يا أمير المؤمنين، دخلت فاشرأب الناس نحوي، و دخل قوم فلم يشرئب الناس إليهم، فقدرت أن ذلك لذكر جميل ذكرني به أمير المؤمنين. فقال عبد الملك: لما ذكرت لي قلت: لا حيا اللّه القاذف المحصنات، العاضة لأعراض الناس. فقال جرير: و اللّه يا أمير المؤمنين، ما هجوت أحدا حتى أخبره غرضي سنة، فإن أمسك أمسكت، و إن أقام استعنت عليه و هجوته. فقال: هذا صديقك أبو مالك سلّم عليه لهو الأخطل، فاعتنقه و قال: و اللّه يا أمير المؤمنين، ما هجاني أحد كان هجاؤه علي أشدّ من أمك. قال جرير: صدقت و خنازير أمك. فقال عبد الملك: أحضروا جامعة، فأحضرت، و غمز الوليد الغلام أن تأخّر بها. فقال عبد الملك للأخطل: أنشد فأنشد (6):

تأبد الربع من سلمى بأحفار (7) *** و أقفرت من سليمى دمنة الدار

ص: 89


1- الخطل: الكذب و الدجل.
2- في الديوان: أ تشتماه.
3- في الديوان: سفال.
4- في الأغاني 42/8 و كانت جائزة جرير أربعة آلاف درهم و توابعها من الحملان و الكسوة.
5- العاضة: يقال عضه الرجل جاء بالإفك و البهتان و النميمة و يقال: قد أعضهت يا رجل أي جئت بالبهتان. و عضه فلانا عضها أي بهته و رماه بالبهتان، و قال فيه ما لم يكن.(تاج العروس).
6- البيت مطلع قصيدة للأخطل يمدح يزيد بن معاوية لأنه حماه من الأنصار بعد أن أباح لهم معاوية قطع لسانه ص 16 ط . بيروت.
7- أحفار: علم لموضع من بادية العرب (معجم البلدان).

حتى ختمها. فقال له عبد الملك: قضينا لك أنك أشعر من مضى و من بقي.

و استأذنت قيس عبد الملك في أن ينشد جرير فأبى، و لم يزل مقيما دهرا يلتمس إنشاد عبد الملك، و قيس تشفع له، و عبد الملك يأبى إلى أن أذن له يوما فأنشد (1):

أ تصحو أم (2) فؤادك غير صاح *** عشيّة همّ صحبك بالرّواح

فقال له عبد الملك: بل فؤادك يا ابن اللخناء. فلما انتهى إلى قوله:

تعزّت أمّ حزرة ثمّ قالت: *** رأيت الموردين ذوي لقاح (3)

تعلّل و هي ساغبة (4) بنيها *** بأنفاس من الشّبم القراح (5)

فقال عبد الملك: لا أروى اللّه غلمتها. فلما انتهى إلى قوله:

أ لستم خير من ركب المطايا *** و أندى العالمين بطون راح

قال عبد الملك: من مدحنا فليمدحنا هكذا. فلما ختمها أمره بإعادتها، فلما أنشد:

أ تصحو أم فؤادك غير صاح لم يقل له ما قال في المرة الأولى. فلما ختمها، أمر له بمائة ناقة بأداتها و رعاتها. فقال جرير: يا أمير المؤمنين، اجعلها من إبل كلب - و إبل كلب سود كرام - فأجابه (6).

حدّث محمد بن خطاب الأزدي أن الأخطل أنشد عبد الملك بن مروان و جرير خلفه (7):

ص: 90


1- الأبيات من قصيدة يمدح عبد الملك بن مروان، و هي في ديوانه ص 73 (ط . بيروت). و البيت التالي مطلع القصيدة المذكورة.
2- في الديوان: بل.
3- عجزه في الديوان: رأيت الواردين ذوي امتناع .
4- ساغبة أي جائعة.
5- الشبم: الماء البارد، و القراح: الماء العذب.
6- الخبر في وفيات الأعيان 325/1-326 و زيد فيه أن جرير قال: قلت يا أمير المؤمنين، نحن مشايخ و ليس بأحدنا فضل عن راحلته، و الإبل أباق. فلو أمرت لي بالرعاء، فأمر لي بثمانية، و كان بين يديه صحاف من الذهب و بيده قضيب، فقلت: يا أمير المؤمنين، و المحلب ؟ و أشرت إلى إحدى الصحاف فنبذها إلي بالقضيب، و قال: خذها، لا نفعتك.
7- البيت رقم 31 من قصيدة يمدح بشر بن مروان و يهجو فيها أعداءه، ديوانه ص 128 و 132.

و إنّي لقوام مقاوم لم يكن *** جرير و لا مولى جرير يقومها

فقال: أجل، صدق و اللّه إنّه ليقوم إلى الخمر فيشربها، و إلى الخنزير فيذبحه، و إلى الصليب فيقبّله و يسجد له، و ما أفعل ذلك و لا مولاي (1).

دخل جرير (2) على بشر بن مروان و الأخطل جالس عنده، فقال له بشر: أ تعرف هذا يا أبا حزرة ؟ قال: لا، فمن هو؟ قال الأخطل: أنا الذي شتمت عرضك، و أسهرت ليلك، و آذيت قومك، أنا الأخطل. فقال له جرير: أما قولك شتمت عرضك، فما يضرّ البحر أن يشتمه من غرق فيه، و أما قولك: أسهرت ليلك، فلو تركتني أنام لكان خيرا لك، و أما قولك:

آذيت قومك، فكيف تؤذي قوما أنت تؤدي إليهم الجزية! قال عوانة بن الحكم (3):

لما استخلف عمر بن عبد العزيز، وفد إليه الشعراء و أقاموا ببابه أياما لا يؤذن لهم، فبيناهم كذلك يوما و قد أزمعوا على الرحيل، إذ مرّ بهم رجاء بن حيوة (4)،و كان من خطباء أهل الشام، فلما رآه جرير داخلا على عمر أنشد (5):

يا أيّها الرّجل المرخي عمامته *** هذا زمانك فاستأذن لنا عمرا

قال: فدخل و لم يذكر من أمرهم شيئا. ثم مر بهم عدي بن أرطاة (6)،فقال له جرير (7):

ص: 91


1- و قد عنى الأخطل بقوله: إنني أنهض بأمور و أقوم بأعمال لا يستطيع جرير و لا مواليه النهوض بها.
2- الخبر في الأغاني 62/8 باختلاف الرواية: و فيها أن جرير وقف على باب عبد الملك بن مروان.
3- الخبر بطوله و الشعر، رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 251/1 و ما بعدها من طريق محمد بن القاسم الأنباري قال: حدثنا محمد بن المرزبان قال: حدثنا أبو عبد الرحمن الجوهري قال: حدثنا عبد اللّه بن الضحاك قال: أخبرنا الهيثم بن عدي عن عوانة بن الحكم. و رواه ابن الجوزي في سيرة عمر بن عبد العزيز من طريق عوانة بن الحكم. و في ثمرات الأوراق 71/1 و العقد الفريد 92/2 و المستطرف 62/1 و انظر الأغاني 46/8 و هو فيها مختصرا.
4- تقدمت ترجمته في 96/18 رقم 2162.
5- البيت في ديوان جرير ص 446 برواية: يا أيها الرجل المرخي عمامته هذا زمانك إني قد مضى زمني
6- سماه في الأغاني: عون بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود.
7- الأبيات في ديوان جرير ص 446.

يا أيّها الرّاكب المزجي مطيّته *** هذا زمانك إنّي قد مضى زمني

أبلغ خليفتنا إن أنت لاقيه *** أنّي لدى الباب كالمصفود في قرن

لا تنس حاجتنا لقّيت (1) مغفرة *** قد طال مكثي عن أهلي و عن وطني

قال: فدخل عدي على عمر فقال: يا أمير المؤمنين، الشعراء ببابك و سهامهم مسمومة و أقوالهم نافذة، قال: ويحك يا عدي، ما لي و للشعراء (2)!قال: أعز اللّه أمير المؤمنين، إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد امتدح و أعطى، و لك في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أسوة، فقال: كيف! قال: امتدحه العباس بن مرداس السّلمي فأعطاه حلّة قطع بها لسانه. قال: أ فتروي من قوله شيئا؟ قال:

نعم، فأنشده من أبيات (3):

رأيتك يا خير البرية كلّها *** نشرت كتابا جاء بالحق معلما

شرعت لنا دين الهدى بعد جورنا *** عن الحقّ لمّا أصبح الحق مظلما

قال: ويحك يا عدي، من بالباب منهم ؟ قال: عمر بن عبد اللّه بن أبي ربيعة (4).قال:

أ ليس هو الذي يقول:

ثم نبّهتها فهبّت كعابا *** طفلة ما تطيق (5) رجع الكلام

ساعة ثمّ إنّها بعد قالت *** ويلتا قد عجلت يا ابن الكرام

أعل غير موعد حيث تسري (6) *** تتخطّى إلى رءوس النيام

ما تجشمت ما ترين من الأمر *** و لا جئت طارقا لخصام

فلو كان عدو اللّه إذ فجر كتم على نفسه. لا يدخل و اللّه علي أبدا. فمن بالباب سواه ؟ قال: همام بن غالب - يعني الفرزدق - قال: أ و ليس هو الذي يقول (7):

ص: 92


1- الديوان: لاقيت.
2- في الجليس الصالح: ما لي و للشعر؟
3- كذا لم يذكر في مختصر ابن منظور إلا بيتين، و في الجليس الصالح و سيرة عمر لابن الجوزي ستة أبيات. و في ديوانه ص 145 أربعة أبيات فقط منها. و البيت الأول فقط في الديوان.
4- ليست الأبيات في ديوانه الذي بين يدي.
5- في الجليس الصالح: تبين.
6- صدره في الجليس الصالح: أعلى غير موعد جئت تسري .
7- البيتان في ديوانه 212/1.

هما دلّتاني من ثمانين قامة *** كما انقضّ باز أقتم الرّأس كاسره

فلمّا استوت رجلاي بالأرض قالتا *** أ حيّ يرجّى أم قتيل نحاذره ؟

لا يطأ و اللّه بساطي، فمن سواه بالباب منهم ؟ قال: الأخطل. قال: هو الذي يقول (1):

و لست بصائم رمضان طوعا *** و لست بآكل لحم الأضاحي

و لست بزاجر عنسا (2) بكورا *** إلى بطحاء مكة للنجاح

و لست بزائر بيتا بعيدا *** بمكة أبتغي فيه صلاحي

و لست بقائم كالعير أدعو *** قبيل الصّبح (3) حيّ على الفلاح

و لكنّي سأشربها شمولا *** و أسجد عند منبلج الصّباح

و اللّه لا يدخل علي و هو كافر أبدا. فهل بالباب سوى من ذكرت ؟ قال: نعم، الأحوص. قال: أ ليس هو الذي يقول:

اللّه بيني و بين سيّدها *** يفرّ مني بها و أتبعه

عدّ عنه (4)،فما هو بدون من ذكرت. فمن هاهنا؟ قلت: جميل بن معمر. قال: هو الذي يقول (5):

ألا ليتنا نحيا جميعا و إن نمت *** يوافق (6) في الموتى ضريحي ضريحها

فما أنا في طول الحياة براغب *** إذا قيل قد سوّي عليها صفيحها (7)

فلو كان عدو اللّه تمنى لقاءها في الدنيا ليعمل بعد ذلك صالحا. و اللّه لا يدخل علي أبدا. فهل سوى من ذكرت أحد؟ قال: نعم، جرير بن عطية. قال: هو الذي يقول (8):

ص: 93


1- الأبيات في ديوانه ص 486 ما عدا الثاني و الثالث.
2- في سيرة عمر بن عبد العزيز: عيسا. و العنس: الصخرة في الماء، و تطلق على الناقة القوية.
3- في الديوان: أنادي كمثل العير و لست بقائم أبدا
4- في الجليس الصالح: غرّب عنه.
5- البيتان في ديوان جميل ص 29.
6- الديوان: يجاور.
7- الصفيح: حجارة عراض رقاق. و المراد حجارة القبر.
8- البيت في ديوانه ص 416 من أبيات يجيب الفرزدق.

طرقتك صائدة القلوب و ليس ذا *** حين (1) الزّيارة فارجعي بسلام

فإن كان لا بد فهو. قال: فأذن لجرير، فدخل و هو يقول (2):

إنّ الذي بعث النّبيّ محمدا *** جعل الخلافة للإمام (3) العادل

وسع الخلائق عدله و وفاؤه *** حتى ارعوى و أقام ميل المائل (4)

إني لأرجو (5) منك خيرا عاجلا *** و النّفس مولعة بحبّ العاجل

فلما مثل بين يديه قال: ويحك يا جرير، اتق اللّه و لا تقل إلاّ حقا. فأنشأ جرير يقول (6):

أ أذكر الجهد و البلوى الّتي نزلت *** أم قد كفاني ما (7) بلّغت من خبري

كم باليمامة (8) من شعثاء أرملة *** و من يتيم ضعيف الصوت و النظر

ممّن يعدّك تكفي فقد والده *** كالفرخ في العشّ لم ينهض (9) و لم يطر

يدعوك دعوة ملهوف كأنّ به *** خبلا من (10) الجنّ أو مسّا من النّشر

خليفة اللّه ما ذا تأمرون (11) بنا؟ *** لسنا إليكم و لا في دار منتظر

ما زلت بعدك في همّ يؤرّقني *** قد طال في الحيّ (12) إصعادي و منحدري

لا ينفع الحاضر المجهود بادينا (13) *** و لا يعود لنا باد على حضر

إنّا لنرجو إذا ما الغيث أخلفنا *** من الخليفة ما نرجو من المطر

ص: 94


1- في الديوان: وقت الزيارة.
2- الأبيات في ديوانه ص 313 يمدح عمر بن عبد العزيز.
3- الديوان: في الإمام العادل.
4- ليس في الديوان.
5- الديوان: لآمل.
6- الأبيات في ديوانه ص 204 من قصيدة يمدح عمر بن عبد العزيز.
7- الديوان:«الذي» بدلا من «ما».
8- الديوان: بالمواسم.
9- الديوان: لم يدرج.
10- بأصل مختصر ابن منظور: أو، و المثبت عن الديوان.
11- الديوان: تنظرون.
12- في الديوان: في دار تعرقني قد عيّ بالحي.
13- في الديوان: باديه.

نال الخلافة إذ كانت له قدرا *** كما أتى ربّه موسى على قدر

هذي الأرامل قد قضّيت حاجتها *** فمن لحاجة هذا الأرمل الذّكر

الخير ما دمت حيّا لا يفارقنا *** بوركت يا عمر الخيرات من عمر (1)

فقال: يا جرير: ما أرى لك فيما هاهنا حقا، قال: بلى يا أمير المؤمنين، أنا ابن سبيل و منقطع بي، فأعطاه من صلب ماله مائة درهم.

و ذكر أنه قال له: ويحك يا جرير! لقد ولّينا هذا الأمر و ما نملك إلاّ ثلاث مائة درهم، فمائة أخذها عبد اللّه (2)،و مائة أخذتها أمّ عبد اللّه. يا غلام، أعطه المائة الثالثة. فأخذها و قال:

و اللّه لهي أحب ما اكتسبته إلي.

قال: ثم خرج، فقال له الشعراء: ما وراءك ؟ قال: ما يسوؤكم، خرجت من عند أمير المؤمنين، و هو يعطي الفقراء و يمنع الشعراء، و إني عنه لراض. و أنشأ يقول (3):

رأيت رقى الشّيطان لا تستفزّه *** و قد كان شيطاني من الجنّ راقيا

و في سنة إحدى عشرة و مائة توفي الفرزدق بن غالب الشاعر بالبصرة، و توفي بعده بأربعين يوما جرير بن الخطفى. و قيل في سنة عشر (4).

قال الأصمعي: حدثني أبي قال:

رأى رجل جريرا في المنام فقال له: ما فعل اللّه بك ؟ فقال: غفر لي بتكبيرة كبرتها على ظهر المقر. قال: ما حول الفرزدق ؟ قال: إيها، و أهلكه قذف المحصنات.

قال الأصمعي: ما تركه جرير في المحيا و لا في الممات.

[9785] جرير بن غطفان ابن جرير، أبو القاسم

حدث عن عفان بسنده عن عبد اللّه (5) قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

ص: 95


1- البيتان الأخيران ليسا في الديوان.
2- يعني عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز، أحد أولاده، و كان شجاعا جوادا، ولي العراقين ليزيد بن الوليد ستة أشهر، و لمّا مات يزيد أرادوا في العراق مبايعته بالخلافة، و عبد اللّه هذا هو الذي احتفر نهر ابن عمر بالبصرة، راجع المعارف ص 363.
3- ليس البيت في ديوانه.
4- الخبر في الوافي بالوفيات 81/11 و زيد فيه: باليمامة و عمّر نيّفا و ثمانين سنة.
5- يعني عبد اللّه بن مسعود.

«لا تذهب الدنيا و لا تنقضي حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي»[14097].

و حدث عنه بسنده إلى أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من سئل عن علم فكتمه، ألجمه اللّه يوم القيامة بلجام من نار»[14098].

توفي جرير بن غطفان بدمشق، ليلة السبت مستهل المحرم، سنة ست و ستين و مائتين.

[9786] جسر بن الحسن

من أهل اليمامة. قدم الشام.

[روى عن الحسن البصري، و رجاء بن حيوة، و عطاء بن أبي رباح، و عمر بن عبد العزيز، و عون بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، و نافع مولى ابن عمر، و يعلى بن شداد بن أوس.

روى عنه إبراهيم بن محمد الفزاري، و خالد بن عبد الرحمن الخراساني، و عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، و عبد الصمد بن عبد الأعلى السامي، و عكرمة بن عمار اليمامي، و علي بن الجعد الجوهري، و يحيى بن حمزة الحضرمي] (1).

[قال أبو عبد اللّه البخاري] (2):

[جسر بن الحسن، سمع نافعا، روى عنه الأوزاعي، و عكرمة بن عمار، الفزاري (3)] (4).

[قال أبو محمد بن أبي حاتم] (5):

ص: 96


1- ما بين معكوفتين استدرك عن تهذيب الكمال 368/3.
2- زيادة للإيضاح.
3- كذا جاء في التاريخ الكبير، و كتب بهامشه:«عكرمة عجلي، و جسر لم ينسبوه بل ذكروا في الرواة عنه أبا إسحاق الفزاري، و يمكن أن يكون الصواب:... و الفزاري».
4- ما بين معكوفتين استدرك عن التاريخ الكبير 245/2/1-246.
5- زيادة للإيضاح.

[جسر بن الحسن روى عن نافع و يعلى بن شداد بن أوس و عطاء، روى عنه الأوزاعي و عكرمة بن عمار و أبو إسحاق الفزاري و يحيى بن حمزة و عبد الصمد بن عبد الأعلى السلامي. سمعت أبي يقول ذلك و سمعته يقول: هو يمامي لا أرى بحديثه بأسا.

أنا يعقوب بن إسحاق الهروي فيما كتب إلي قال: نا عثمان بن سعيد الدارمي قال:

سألت يحيى بن معين عن جسر بن الحسن قال: ليس بشيء] (1).

حدث عن نافع عن ابن عمر قال: (2)

كنا نفضل على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبا بكر و عمر و عثمان ثم لا نفضل أحدا على أحد.

و حدث جسر عن الحسن البصري (3):

أن رجلا لقي النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: مرحبا بسيدنا و ابن سيدنا. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«السيد اللّه تبارك و تعالى»[14099].

قال جسر بن الحسن:

رأيت عمر بن عبد العزيز يبكي حتى نفد الدمع، ثم رأيته يبكي الدم. ضعفه قوم.

[قال عثمان بن سعيد الدارمي: سألت يحيى بن معين عن جسر؟ فقال: ليس بشيء.

قال النسائي: جسر بن الحسن الكوفي ضعيف. و في موضع آخر قال: جسر ليس بثقة و لا يكتب حديثه] (4).

[قال ابن عدي] (5):

[سمعت ابن حماد يقول: قال السعدي: جسر بن الحسن واهي الحديث.

و جسر بن الحسن لا أعرف له إلاّ ما ذكرت - و ليس ما ذكرت بالمنكر.

و إنما عرف جسر بالأوزاعي حين روى عنه، و لا أعرف لجسر هذا كثير رواية] (6).

ص: 97


1- ما بين معكوفتين استدرك عن الجرح و التعديل 538/1/1.
2- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 170/2 من طريق إبراهيم بن دحيم ثنا أبي و هشام بن عمار قالا: ثنا الوليد عن الأوزاعي، حديث جسر بن الحسن عن نافع عن ابن عمر، و ذكره.
3- الكامل لابن عدي 170/2 و ميزان الاعتدال 398/1.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن تهذيب الكمال 368/3.
5- زيادة للإيضاح.
6- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن الكامل لابن عدي 170/2-171.

[9787] جعثل بن هاعان بن عمرو بن البثوث

أبو سعيد الرّعيني (1) القتباني (2) المصري

قاضي إفريقية. وفد على هشام بن عبد الملك، و توفي في خلافته قريبا من سنة خمس عشرة و مائة.

[روى عن أبي تميم عبد اللّه بن مالك الجيشاني المصري. روى عنه بكر بن سوادة الجذامي، و عبيد اللّه بن زحر الإفريقي.

ذكره ابن أبي حازم فيمن اسمه جعيل، و وهم في ذلك و اللّه أعلم. روى له الأربعة حديثا واحدا] (3).

[قال أبو محمد بن أبي حاتم] (4):

[جعيل بن هاعان أبو سعيد الرعيني المصري، روى عن عبد اللّه بن مالك. روى عنه عبيد اللّه بن زحر. سمعت أبي يقول ذلك] (5).

روى عن أبي تميم الجيشاني عن عقبة بن عامر أن أخت عقبة نذرت في ابن لها أن تحج حافية بغير خمار، فبلغ ذلك النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:

«لتخرج راكبة مختمرة، و لتطعم»[14100].

و في حديث بمعناه:

و لتصم ثلاثة أيام (6).

ص: 98


1- الرعيني نسبة إلى ذي رعين.
2- تحرفت في مختصر ابن منظور إلى: القتاني، و التصويب عن تهذيب الكمال، و القتباني بكسر القاف و سكون التاء هذه النسبة إلى قتبان، و هو بطن من رعين نزلوا مصر (اللباب).
3- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن تهذيب الكمال 369/3.
4- زيادة للإيضاح.
5- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن الجرح و التعديل 542/1/1.
6- تهذيب الكمال 370/3.

في رواية أخرى فقال:

«مرها فلتركب، فإن اللّه عن تعذيب أختك لغنيّ »[14101].

كان (1) قاضي الجند بإفريقية لهشام بن عبد الملك، و كان عمر بن عبد العزيز أخرجه من مصر إلى المغرب ليقرئهم القرآن، و كان أحد القراء الفقهاء.

[9788] جعد بن درهم

[أصله من خراسان، و يقال إنه من موالي بني مروان، سكن الجعد دمشق، كانت له بها دار بالقرب من القلانسيين إلى جانب الكنيسة] (2).

أول من قال بخلق القرآن. كان يسكن دمشق، و له بها دار، و هو الذي ينسب إليه مروان ابن محمد، لأنه كان معلمه. و قيل إنه كان من أهل حرّان، هو الذي قتله خالد بن عبد اللّه القسري بالكوفة يوم الأضحى، و كان أول من أظهر القول بخلق القرآن في أمة محمد، فطلبه بنو أمية فهرب من دمشق و سكن الكوفة، و منه تعلم الجهم بن صفوان بالكوفة خلق القرآن (3)،و هو الذي تنسب الجهمية (4) إليه، و قتله سلم بن أحوز بأصبهان.

سئل أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الغسيلي: من أين كان جهم ؟ قال: من ترمذ، و كان يذهب في بدء أمره، ثم صار صاحب جيش الحارث بن سريج بمرو، فقتله سلم بن أحوز في المعركة و قبره بمرو. و سئل: ممن أخذ ابن أبي دؤاد؟ فقال: من بشر المريسي، و بشر المريسي أخذه من جهم بن صفوان، و أخذه جهم من الجعد بن درهم، و أخذه جعد بن

ص: 99


1- رواه المزي في تهذيب الكمال 369/3 من طريق أبي سعيد بن يونس.
2- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن البداية و النهاية 382/9 نقلا عن ابن عساكر. و زاد ابن كثير قال: و هي محلة من الخواصين اليوم غربيها عند حمام القطانين الذي يقال له حمام قليس.
3- الجهم بن صفوان أبو محرز الراسبي السمرقندي و هو رأس الجهمية الذين ينسبون إليه من المجبرة ظهرت بدعته بترمذ انظر ترجمته و أخباره في سير الأعلام 26/6.
4- الجهمية و هم أصحاب الجهم بن صفوان و قد ذهبوا إلى القول أن الإنسان لا يوصف بالاستطاعة على الفعل بل هو مجبور بما يخلقه اللّه تعالى من الأفعال على حسب ما يخلقه في سائر الجمادات و أن نسبة الفعل إليه إنما هو بطريق المجاز (انظر الفرق بين الفرق - و الملل و النحل).

درهم من أبان (1) بن سمعان، و أخذه أبان من طالوت ابن أخت لبيد و ختنه (2)،و أخذه طالوت من لبيد بن أعصم، اليهودي الذي سحر النبي صلى اللّه عليه و سلم. و كان لبيد يقرأ القرآن، و كان يقول بخلق التوراة، و أول من صنّف في ذلك طالوت، و كان طالوت زنديقا و أفشى الزندقة، ثم أظهره جعد بن درهم، فقتله خالد بن عبد اللّه القسري يوم الأضحى بالكوفة (3)،و كان خالد واليا عليها، أتى به في الوثاق حتى صلى و خطب، ثم قال في آخر خطبته: انصرفوا و ضحّوا تقبل اللّه منا و منكم، فإني أريد أن أضحي اليوم بالجعد بن درهم، فإنه يقول ما كلّم اللّه موسى تكليما، و لا اتخذ إبراهيم خليلا، تعالى اللّه عما يقول الجعد بن درهم علوا كبيرا، ثم نزل و حزّ رأسه بيده بالسكين (4).

[9789] جعفر بن أحمد بن الحسين

أبو الفضل المقرئ المعروف بابن كرّار الضرر الثقفي

مولى بني هبّار. و بنو هبار موالي أبي الخليل، و بنو أبي الخليل موالي بني ثقيف.

حدث عن محمد بن إسماعيل بن عليّة بسنده عن أنس:

إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رأى نخامة في قبلة المسجد فحكّها بيده، فرئي في وجهه شدّة ذلك عليه فقال:«إن أحدكم إذا صلى فإنما يناجي ربه إن [ربه] (5) فيما بينه و بين القبلة، فإذا بصق أحدكم فليبصق عن يساره أو تحت قدمه، أو يفعل هكذا، ثم يبصق في ثوبه و يدلك بعضه ببعض» (6)[14102].

و حدث أيضا عن محمد بن عبد الرحمن بسنده عن أبي أمامة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:

في قوله عز و جل: وَ إِبْرٰاهِيمَ الَّذِي وَفّٰى [سورة النجم، الآية:37] قال: صلاة أربع ركعات من أول النهار.

ص: 100


1- في البداية و النهاية: بيان.
2- الوافي بالوفيات 87/11.
3- و ذلك في حدود سنة عشرين و مائة، قاله في الوافي بالوفيات 87/11.
4- البداية و النهاية 382/9.
5- استدركت عن مختصر ابن منظور، و هي بدورها مستدركة فيه.
6- أخرجه أحمد بن حنبل في المسند 398/4 رقم 13064 من طريق يزيد ثنا حميد عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رأى نخامة، و ذكره.

و في قوله: إِنَّ الْإِنْسٰانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ [سورة العاديات، الآية:6] قال: لكفور (1).

[9790] جعفر بن أحمد بن الحسين

أبو محمد، القارئ المعروف بالسّرّاج البغدادي

[سمع أبا علي بن شاذان، و محمد بن إسماعيل بن سنبك، و أي محمد الخلال، و عبيد اللّه بن عمر بن شاهين، و الحسين بن المقتدر، و أبي طالب الغيلاني، و أبي الحسن ابن القزويني، و أبي إسحاق البرمكي، و أبي القاسم التنوخي، و أبي الفتح ابن شيطا، و عدة ببغداد.

و سمع من الحافظ أبي نصر السجزي بمكة، و محمد بن إبراهيم الأردستاني، و بمصر من الشيخ عبد العزيز بن الحسن الضراب و طائفة، و بدمشق من أبي القاسم الحنائي، و الخطيب.

حدث عنه ابنه ثعلب، و أبو القاسم ابن السمرقندي، و عبد الوهاب الأنماطي، و محمد ابن ناصر، و أبو الفتح ابن البطي، و أبو طاهر السلفي، و سلمان الشحام، و أبو الحسن ابن الخل، و عبد الحق اليوسفي، و أبو الفضل خطيب الموصل، و شهدة بنت الإبري] (2).

[قال ابن عساكر:

و كان ذا طريقة جميلة و محبة للعلم و الأدب و له شعر لا بأس به و خرج له شيخنا الخطيب فوائد و تكلم عليها في خمسة أجزاء، و كان يسافر إلى مصر و غيرها و تردد إلى صور عدة دفعات ثم قطن بها زمانا و عاد إلى بغداد و أقام بها إلى أن توفي بها سنة خمسمائة و له تصانيف...] (3).

[كتب بخطه الكثير، و صنف، و نظم الكثير في الفقه و في المواعظ و اللغة. و شعره حلو عذب في فنون القريض. انتخب السلفي عليه من أصوله ثلاثين جزءا.

ص: 101


1- رواه السيوطي في الدر المنثور 603/7 نقلا عن ابن عساكر.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن سير الأعلام 228/19-229.
3- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن الوافي بالوفيات 93/11 نقلا عن ابن عساكر.

قال شجاع الذهلي: كان صدوقا، ألف في فنون شتى. قال أبو علي الصدفي: هو شيخ فاضل، جميل و سيم، مشهور يفهم عنده لغة و قراءات، و كان الغالب عليه الشعر.

و قال أبو بكر ابن العربي: ثقة عالم مقرئ، له أدب ظاهر. قال السلفي: كان ممن يفتخر برؤيته و رواياته لديانته و درايته.

قال حماد الحراني: سئل السلفي عن السراج فقال: كان عالما بالقراءات و النحو و اللغة ثقة ثبتا كثير التصنيف] (1).

حدث عن الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان بسنده عن أنس بن مالك قال (2):

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«يهرم ابن آدم و تبقى منه اثنتان الحرص و الأمل».

ولد سنة ست عشرة، أو سبع عشرة و أربع مائة، و توفي سنة خمس مائة، و قيل سنة إحدى، و قيل: سنة اثنتين و خمس مائة.

و له شعر و تصانيف.

[9791] جعفر بن أحمد بن عاصم بن الروّاس

أبو محمد الأنصاري الدمشقي

حدّث عن هشام بن عمار بسنده عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:

كان فيما قبلكم رجل يأتي وكر طائر إذا أفرخ، فيأخذ فرخيه، فشكا ذلك الطير إلى اللّه عز و جل ما يصنع ذلك الرجل، فأوحى اللّه إليه إن عاد فسأهلكه، فلما أفرخ خرج ذلك الرجل كما كان يخرج، و أسند سلما، فلما كان في طرف القرية لقيه سائل فأعطاه رغيفا من زاده، و مضى حتى أتى ذلك الوكر فوضع سلّمه، ثم صعد فأخذ الفرخين و أبواهما ينظران، فقالا:

ألا يا رب، إنك وعدتنا أن تهلكه إن عاد، و قد عاد فأخذهما و لم تهلكه، فأوحى اللّه إليهما:

أ و لم تعلما أني لا أهلك أحدا تصدّق في يوم بصدقة ذلك اليوم بميتة سوء؟» [14103].

ص: 102


1- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن سير الأعلام 229/19-230.
2- أخرجه أحمد بن حنبل في المسند 231/4 رقم 12143 من طريق يحيى ثنا شعبة ثنا قتادة عن أنس عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

توفي جعفر بن أحمد بن عاصم سنة سبع و ثلاث مائة.

[9792] جعفر بن أحمد بن أبي عبد الرحمن

أبو محمد الشاماتي النيسابوري

[تفقه بأبي إبراهيم المزني، و سمع إسحاق بن راهويه، و إسماعيل بن موسى الفزاري، و أبا كريب، و محمد بن رافع، و أحمد بن عبدة الضبي، و محمد بن بشار، و أبا موسى الزمن، و عبد اللّه بن عمر العابدي، و إسحاق الكوسج، و يونس بن عبد الأعلى. روى عنه أبو عبد اللّه ابن يعقوب الشيباني، و أبو الفضل بن إبراهيم، و أبو بكر بن جعفر، و أبو الوليد جمعان بن محمد].

من أهل ربع الشامات من أرباع رستاق نيسابور. رحل و سمع بدمشق و بغيرها.

حدث عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني بدمشق بسنده عن أبي سعيد الخدري.

أن رجلا أتى بابنته إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: هذه ابنتي تأبى أن تزوّج، فقال لها النبي صلى اللّه عليه و سلم:«أطيعي أباك». فقالت: لا، حتى تخبرني ما حقّ الزوج على زوجته، تعني؛ فقال:«لو كانت به قرحة فلحستها ما أدّت حقّه». قالت: و الذي بعثك بالحق ما أتزوج أبدا.

فقال:«لا تنكحوهن إلا بإذنهن».

قال جعفر بن أحمد الشاماتي: سمعت المزني يقول: سمعت الشافعي يقول:

من تعلّم القرآن عظمت قيمته، و من نظر في الفقه نبل مقداره، و من كتب الحديث قويت حجته، و من نظر في اللغة رق طبعه، و من نظر في الحساب جزل رأيه، و من لم يصن نفسه لم ينفعه علمه.

توفي جعفر بن أحمد الشاماتي في ذي القعدة سنة اثنتين و سبعين و مائتين، و قيل: سنة اثنتين و تسعين (1) و مائتين.

ص: 103


1- سير أعلام النبلاء 16/14.

[9793] جعفر بن أحمد بن علي بن بنان

ابن زيد بن شبابة أبو الفضل الغافقي المصري

قدم دمشق.

حدث عن يحيى بن عبد اللّه بن بكر المخزومي بسنده عن عبد اللّه بن عمر، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله و ماله»[14104].

و حدث عن سعيد بن عفير بسنده عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أربع إذا كنّ فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة، و صدق حديث، و حسن خليقة، و عفة طعمة»[14105].

قال أبو أحمد بن عدي:

و هذا الحديث مع أحاديث أخر بهذا الإسناد، مقدار عشرين حديثا حدّثنا بها جعفر كلها غير محفوظة، و كنا نتهمه بوضعها (1).

و كان جعفر رافضيا كذابا خبيثا، و كان قليل الحياء في دعاويه على قوم لعلّة لم تلحقه، و كان يضع الحديث على أهل البيت، و كان يعرف بابن الماسح.

[حدث عن أبي صالح كاتب الليث، و سعيد بن عفير، و عبد اللّه بن يوسف التنيسي، و عثمان بن صالح، و روح بن صلاح، و نعيم بن حماد] (2).

[روى عنه أبو أحمد بن عدي و الحسن بن رشيق] (3).

[قال أبو أحمد بن عدي] (4):

ص: 104


1- ميزان الاعتدال 400/1.
2- الزيادة بين معكوفتين استدركت عن الكامل لابن عدي 156/2.
3- الزيادة عن الوافي بالوفيات 94/11.
4- زيادة للإيضاح.

[كتبت عنه بمصر في الدخلة الأولى في سنة تسع و تسعين و مائتين، و كتبت عنه في الدخلة الثانية في سنة أربع و ثلاثمائة، و أظن فيها مات] (1).

[9794] جعفر بن أحمد و يقال ابن محمد

أبو محمد و يقال أبو الفضل المروروذي

حدث عن عبد العزيز بن بندار الشيرازي قال: سمعت أبا عبد اللّه محمد بن الخضر القارئ رحمه اللّه يقول:

رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم في النوم، فعلّمني هذا الدعاء، و أمرني أن أعلم الناس، و هو هذا:

إلهي بثبوت الربوبية، و بعظمة الصمدانية، و بسطوات الإلهية، و بعزة الفردانية إلاّ غفرت لي يا أرحم الراحمين.

أنشد جعفر بن محمد المروروذي قال: أنشدنا أحمد بن محمد بن إبراهيم قال:

أنشدنا أبو بكر بن مالك القطيعي لبعضهم:

ما أكثر الناس لا بل ما أقلّهم *** اللّه يعلم أنّي لم أقل فندا

إنّي لأفتح عيني حين أفتحها *** على كثير و لكن لا أرى أحدا

[9795] جعفر بن إياس

أبو بشر بن أبي وحشيّة اليشكري الواسطي

[روى عن بشير بن ثابت، و حبيب بن سالم، و حسان بن بلال، و حميد بن عبد الرحمن الحميري، و خالد بن عرفطة، و سعيد بن جبير، و سلام بن عمرو اليشكري، و شهر بن حوشب، و طاوس بن كيسان، و طلحة بن نافع و طلق بن حبيب، و عامر الشعبي، و عباد بن شرحبيل اليشكري، و عبد اللّه بن شقيق، و عبد الرحمن بن أبي بكرة، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب، و عطاء بن أبي رباح، و عكرمة، و علي بن

ص: 105


1- الزيادة بين معكوفتين عن الكامل لابن عدي 156/2.

عبد اللّه البارقي، و مجاهد بن جبر، و ميمون بن مهران، و نافع بن جبير بن مطعم، و نافع مولى ابن عمر، و هاني بن عبد اللّه ابن الشخير، و يزيد بن أبي كبشة، و يوسف بن ماهك، و أبي عمير بن أنس بن مالك. و أبي المتوكل الناجي، و أبي المليح بن أسامة الهذلي، و أبي نضرة العبدي.

روى عنه أيوب السختياني، و خالد بن عبد اللّه الواسطي، و خلف بن خليفة، و داود بن أبي هند، و رقبة بن مصقلة، و سفيان بن حسين، و سليمان الأعمش، و شعبة بن الحجاج، و عبد الحميد بن الحسن الهلالي، و عتبة بن حميد الضبي، و غيلان بن جامع، و هشيم بن بشير، و أبو عوانة] (1).

[قال أبو عبد اللّه البخاري] (2):

[جعفر بن إياس و هو ابن أبي وحشية اليشكري، سمع عباد بن شرحبيل، و سعيد بن جبير، روى عنه الأعمش و شعبة، و أيوب و أبو عوانة، يعد في البصريين، قال أبو نعيم: مات سنة أربع - أو ثلاث - و عشرين و مائة] (3).

[قال أبو محمد بن أبي حاتم] (4):

[جعفر بن أبي وحشية أبو بشر، و اسم أبي وحشية إياس اليشكري الواسطي روى عن طاوس و سعيد بن جبير، و عبد اللّه بن شقيق.

روى عنه الأعمش، و أيوب، و داود، و شعبة، و أبو عوانة، و هشيم، سمعت أبي يقول ذلك.

أنا عبد اللّه بن أحمد بن محمد بن حنبل فيما كتب إليّ قال: سمعت أبي يقول: أبو بشر أحب إليّ من المنهال بن عمرو. قلت له: أحب إليك من المنهال ؟ قال: نعم شديدا، أبو بشر أوثق.

ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى قال: أبو بشر ثقة.

ص: 106


1- ما بين معكوفتين زيادة عن تهذيب الكمال 378/3-379.
2- زيادة للإيضاح.
3- زيادة استدركت عن التاريخ الكبير 186/2/1.
4- زيادة للإيضاح.

سمعت أبي يقول: أبو بشر الواسطي ثقة.

سألت أبا زرعة عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، فقال: ثقة] (1).

[قال المفضل بن غسان الغلابي عن أحمد بن حنبل: كان شعبة يقول: لم يسمع أبو بشر من حبيب بن سالم، و كان شعبة يضعف حديث أبي بشر، عن مجاهد] (2).

[قال خليفة في الطبقات] (3):

[و من أهل واسط : جعفر بن إياس، و هو ابن أبي وحشية، مات سنة خمس و عشرين و مائة] (4).

حدث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس:

أن رجلا أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو محرم على بعير فوقصه (5) بعرفات. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«اغسلوه بماء، و سدر، و كفنوه في ثوبيه خارجا رأسه، و لا تمسّوه طيبا، فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا»[14106].

و حدث عنه أيضا له قال:

مرّ ابن عمر بفتيان قد نصبوا طائرا و هم يرمونه، و قد جعلوا لصاحبه كل خاطئة من نبلهم، فلما رأوا ابن عمر تفرّقوا فقال ابن عمر: من فعل هذا؟ لعن اللّه من فعل هذا، إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا[14107].

و حدث عنه أيضا عن ابن عباس قال:

أتى رجل النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: إن أختي نذرت أن تحجّ ، و إنها ماتت - يعني - و لم تحج.

قال: أ رأيت لو كان عليها دين أ كنت قاضيه ؟ قال:«نعم، قال: فاللّه أحق بالوفاء»[14108].

قال أبو بشر: سمعت يزيد بن أبي كبشة يخطب بالشام، قال:

سمعت رجلا من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم يحدث عبد الملك بن مروان أنه قال في الخمر:

ص: 107


1- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن الجرح و التعديل 473/1/1.
2- ما بين معكوفتين استدرك عن تهذيب الكمال 379/3.
3- زيادة للإيضاح.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن طبقات خليفة بن خياط ص 607 رقم 3177.
5- الوقص: كسر العنق (تاج العروس: وقص).

إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال في الخمر:«إن شربها فاجلدوه، ثم إن عاد فاجلدوه، ثم إن عاد فاجلدوه، ثم إن عاد الرابعة فاقتلوه»[14109].

[قال عمرو بن علي: كان ينزل البصرة، أصله منها، و كان ينزل في بني ثعلبة، داره قائمة إلى اليوم، و قد أتى واسط ، فسمع منه ثمة، و كان عنده كتب.

إبراهيم بن هاشم بن مشكان قال عن الواقدي: كان من أهل واسط ، و أصله شامي، و كان علويا.

و قال المفضل بن غسان الغلابي عن يحيى بن معين: جعفر بن أبي وحشية واسطي من أبناء جند الحجاج، طعن عليه شعبة في تفسيره عن مجاهد، قال: من صحيفة] (1).

[قال أبو أحمد بن عدي] (2):

[جعفر بن إياس، و إياس يكنى أبا وحشية، و جعفر يكنى أبا بشر، واسطي.

حدث عنه شعبة و هشيم بأحاديث مشاهير و غرائب، و أرجو أنه لا بأس به] (3).

توفي جعفر بن إياس سنة خمس و عشرين و مائة (4)،و كان ثقة، كثير الحديث، و قيل:

سنة ثلاث و عشرين، و قيل: أربع و عشرين، و قيل خمس عشرة و مائة (5)،و قيل: كان ساجدا خلف المقام حين مات (6).

[9796] جعفر بن برقان،

أبو عبد اللّه الكلابي مولاهم، الرقي

[روى عن ثابت بن الحجاج، و حبيب بن أبي مرزوق، و زياد بن الجراح، و شداد

ص: 108


1- ما بين معكوفتين زيادة عن تهذيب الكمال 380/3.
2- زيادة للإيضاح.
3- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن الكامل لابن عدي 151/2-152.
4- و هو قول خليفة و ابن سعد و أبي عبيد، تهذيب الكمال 381/3.
5- و نقل أبو الحسن ابن البراء عن علي بن المديني أنه مات سنة ست و عشرين. تهذيب الكمال 381/3.
6- و هو قول نوح بن حبيب كما في سير الأعلام 466/5.

مولى عياض بن عامر، و صالح بن مسمار، و عبد اللّه بن بشر الرقي، و عبد اللّه بن محمد بن عقيل ابن أبي طالب، و عبد الأعلى بن الحكم، و عبد الملك بن أبي القاسم و عطاء بن أبي رباح، و عكرمة، و فرات بن سلمان الجزري، و الزهري، و ميمون بن مهران، و نافع، و الوليد بن زروان، و يحيى بن راشد، و يزيد بن الأصم، و يزيد بن أبي نشبة، و أبي حمزة مولى يزيد بن المهلب، و أبي سكينة الحمصي.

روى عنه أصبغ بن محمد بن عمرو الرقي، و الحسين بن عياش، و خالد بن حيان، و زهير بن معاوية، و زيد بن أبي الزرقاء، و زيد بن علي بن دينار، و سفيان الثوري، و سفيان بن عيينة، و عبد اللّه بن داود الخريبي، و عبد اللّه بن المبارك، و عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، و عثمان بن فائد، و عطاء بن مسلم، و علي بن ثابت الجزري و عمر بن أيوب الموصلي، و عيسى بن يونس، و الفضل بن دكين، و كثير بن هشام، و محمد بن حمير، و محمد بن خازم، و مسكين بن بكير، و معمر بن راشد، و وكيع] (1).

[قال أبو عبد اللّه البخاري] (2):

[جعفر بن برقان الجزري، أبو عبد اللّه، سمع ميمون بن مهران و الزهري. روى عنه الثوري و وكيع. قدم الكوفة، و يقال: الكلابي. يقال: كان أميّا] (3).

[قال أبو محمد بن أبي حاتم] (4):

[جعفر بن برقان روى عن عكرمة، و يزيد بن الأصم، و ميمون بن مهران، و نافع، و ثابت بن الحجاج، و الزهري. روى عنه معمر، و الثوري، و عيسى بن يونس، و وكيع، و أبو نعيم. سمعت أبي يقول ذلك.

أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، فيما كتب إليّ قال: سألت أبي عن جعفر بن برقان قال: إذا حدث عن غير الزهري فلا بأس. ثم قال: في حديث الزهري يخطئ.

ص: 109


1- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن تهذيب الكمال 382/3-383.
2- زيادة للإيضاح.
3- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن التاريخ الكبير 187/2/1.
4- زيادة للإيضاح.

قرئ على العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين قال: جعفر بن برقان كان أميّا يذكر بخير، و ليس هو في حديث الزهري بشيء.

أنا يعقوب بن إسحاق فيما كتب إليّ قال: نا عثمان بن سعيد، قال: سألت يحيى بن معين عن جعفر بن برقان فقال: ثقة.

سمعت ابن الجنيد يقول: سمعت ابن نمير يقول: جعفر بن برقان ثقة، أحاديثه عن الزهري مضطربة.

سمعت أبي يقول: جعفر بن برقان محله الصدق، يكتب حديثه] (1).

حدث عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«تظهر الفتن و يكثر الهرج». قلنا: و ما الهرج ؟ قال:«القتل القتل، و يقبض العلم» فسمعها عمر بن الخطاب من أبي هريرة يأثرها عن النبي صلى اللّه عليه و سلم. فقال: إن قبض العلم ليس بشيء ينتزع من صدور الرجال، و لكنه فناء العلماء[14110].

و حدث بسنده عنه أيضا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«لقد هممت أن آمر بالصلاة، ثم آمر فتيتي فيجمعوا حزم الحطب، ثم أحرق على أقوام لا يشهدون الصلاة»[14111].

و حدث عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال:

نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن لبستين: الصّمّاء و هو أن يلتحف الرجل في الثوب الواحد، ثم يرفع جانبه عن منكبه، ليس عليه ثوب غيره، و يحتبي الرجل في الثوب الواحد ليس بينه و بين السماء، يعني: سترا. و نهانا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن نكاحين: أن تتزوج المرأة على عمتها أو على خالتها. و نهانا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن مطعمين: الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر، أو يأكل الرجل و هو مسطح على بطنه. و نهانا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن بيعتين: عن المنابذة و عن الملامسة (2)-و هي بيوع كانوا يتبايعون بها في الجاهلية-[14112].

قال كثير:

ص: 110


1- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن الجرح و التعديل 474/1/1.
2- تاج العروس 400/5 نبذ.

سألت جعفرا: ما المنابذة و الملامسة ؟ قال: المنابذة إذا نبذت إليك هو لك بكذا و كذا (1)،و الملامسة أن يغطي الرجل الشيء ثم يلمسه المشتري بيده و هو مغطى لا يراه (2).

و حدث عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت (3):

كنت أنا و حفصة صائمتين فعرض لنا طعام اشتهيناه، فأكلنا منه، فجاء النبي صلى اللّه عليه و سلم فبدرتني إليه حفصة و كانت بنت أبيها فقالت: يا رسول اللّه، إنا كنا صائمتين اليوم، فعرض لنا طعام اشتهيناه فأكلنا منه. فقال:«اقضيا يوما آخر»[14113].

[علي بن الحسين بن الجنيد عن محمد بن عبد اللّه بن نمير: ثقة، أحاديثه عن الزهري مضطربة.

قال يعقوب بن سفيان: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا جعفر بن برقان و هو جزري ثقة.

و بلغني أنه كان أميا و لا يكتب، و كان من الخيار.

و قال محمد بن سعد: كان ثقة صدوقا له رواية و فقه و فتوى في دهره، و كان كثير الخطأ في حديثه.

و قال أحمد بن عبد اللّه العجلي: جزري ثقة.

و قال النسائي: ليس بالقوي في الزهري، و في غيره لا بأس به.

و قال أبو زرعة الدمشقي عن أبي نعيم: قدم علينا جعفر بن برقان الكوفة، و عبد العزيز ابن عمر بن عبد العزيز، سنة سبع و أربعين و مائة، و كنا إذا خرجنا من عند جعفر دخل عليه سفيان الثوري. عن سفيان بن عيينة [قال:] حدثنا جعفر بن برقان. و كان ثقة، بقية من بقايا المسلمين.

ص: 111


1- قال أبو عبيد: المنابذة هو أن تقول لصاحبك: انبذ إليّ الثوب أو غيره من المتاع أو أنبذه إليك، و قد وجب البيع بكذا و كذا، و يقال له بيع الإلقاء كما في الأساس، أو هو أن ترمي إليه بالثوب و يرمي إليك بمثله و هذه عن اللحياني، أو أن تقول: إذا نبذت الحصاة إليك فقد وجب البيع، فيكون البيع معاطاة من غير عقد، و لا يصح (تاج العروس: نبذ).
2- قال أبو عبيد أن يقول: إذا لمست ثوبك أو لمست ثوبي أو إذا لمست المبيع فقد وجب البيع بيننا بكذا و كذا. أو هو أن يلمس المتاع من وراء الثوب و لا ينظر إليه ثم يوقع البيع عليه، و هذا كله غرر، و قد نهي عنه. و قيل: معناه أن يجعل اللمس باليد قاطعا للخيار، و يرجع ذلك إلى تعليق اللزوم، و هو غير نافذ.(تاج العروس: لمس).
3- أخرجه أحمد بن حنبل في المسند 125/9 رقم 26327 من طريق كثير بن هشام قال: حدثنا جعفر بن برقان قال حدثنا الزهري عن عروة عن عائشة قالت، و ذكره.

عن مروان بن محمد [قال:] جعفر بن برقان و اللّه الثقة العدل. قال سفيان الثوري: ما رأيت أفضل من جعفر بن برقان] (1).

[قال أبو أحمد بن عدي] (2):

[جعفر بن برقان أبو عبد اللّه الكلابي، جزري، مشهور معروف من الثقات، و قد روى عنه الناس الثوري فمن دون. و أحاديثه مستقيمة حسنة] (3).

كان جعفر ثقة صدوقا، له رواية وفقه و فتوى، و كان ينزل الرقة، و مات بها سنة أربع و خمسين و مائة، في خلافة أبي جعفر. و كان أميا لا يكتب، فليس هو مستقيم الحديث. و كان ضعيفا في روايته عن الزهري.

[9797] جعفر بن الحسن بن العباس بن الحسن

ابن الحسين و هو أبو الحسن، بن علي بن محمد بن علي

ابن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي أبو القاسم

ابن محمد الحسيني المعروف بولي الدولة

حدث عن سهل بن بشر بسنده عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

ما قام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.

ولد أبو القاسم في ربيع الآخر سنة ثلاث و ثلاثين و أربع مائة، و توفي في ربيع الأول سنة خمس و عشرين و خمس مائة.

[9798] جعفر بن الحسين

أبو الفضل الصيداوي يعرف بابن الخراساني

حدث عن أبي الحسن علي بن الحسن بن عمر الثّمانيني (4) القرشي، بسنده عن ابن عباس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

ص: 112


1- ما بين معكوفتين زيادة عن تهذيب الكمال 384/3-385.
2- زيادة للإيضاح.
3- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن الكامل لابن عدي 140/2-141.
4- هذه النسبة إلى ثمانين، و هي مدينة بالجزيرة بناحية الموصل عند جبل الجودي كثيرة الخير بها جامع و نهر جار (الأنساب 514/2).

«من قبّل بين عيني أمه كان له سترا من النار»[14114].

توفي في شوال سنة ثمان و ستين و أربع مائة.

[9799] جعفر بن حميد بن عبد الكريم بن فرّوخ

ابن ديزح بن بلال بن سعد الأنصاري الدمشقي

حدث عن جده لأمه عمر بن أبان بن مفضل المدني قال (1):

أراني أنس بن مالك [الوضوء] (2) أخذ ركوة (3) فوضعها عن (4) يساره، و صبّ على يده اليمنى فغسلها ثلاثا، ثم أدار (5) الركوة على يده اليمنى، فتهيأ فتوضأ ثلاثا، و مسح برأسه ثلاثا، و أخذ ماء جديدا لسماخيه (6) فمسح سماخه، فقلت له: قد مسحت أذنيك، فقال: يا غلام، إنهما من الرأس ليس هما من الوجه. ثم قال: يا غلام، هل رأيت و فهمت أم أعيد عليك ؟ فقلت: قد كفاني، و قد فهمت. فقال: هكذا رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يتوضأ (7).

[9800] جعفر بن الزبير الحنفي، و يقال الباهلي

دمشقي سكن البصرة.

[روى عن سعيد بن المسيب، و عبادة بن نسي، و عبد اللّه بن محمد بن عقيل، و القاسم أبي عبد الرحمن الشامي، و أبي عبيد اللّه مسلم بن مشكم.

روى عنه: إسرائيل بن يونس، و توبة بن نمر الحضرمي، و حماد بن سلمة،

ص: 113


1- رواه الطبراني في المعجم الصغير 116/1.
2- زيادة لازمة للإيضاح عن المعجم الصغير.
3- الركوة: إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء، و الجمع ركوات (اللسان).
4- المعجم الصغير: على.
5- في مختصر ابن منظور: أراد، و المثبت عن المعجم الصغير.
6- السماخ لغة في الصماخ (اللسان).
7- بهامش المعجم الصغير: قال الحافظ صلاح الدين العلائي في عشارياته:«هو (يعني جعفر) و شيخه لم يذكرهما أحد بتوثيق و لا ضعف، و لكن الجهالة ترتفع عن جعفر برواية الحافظ الطبراني عنه على رأي من يقول إن الجهالة ترتفع برواية الثقة وحده». قلت: و عمرو بن أبان ذكره ابن حبان في الثقات.

و درست بن زياد، و سهيل بن زيد المخزومي، و صغدي بن سنان و عباد بن عباد، و العباس بن الفضل الأنصاري، و عبد اللّه بن خلف الطفاوي، و عتبة بن حميد الضبي، و عثمان بن الهيثم، و عصام بن طليق، و عنبسة بن عبد الرحمن القرشي، و عيسى بن يونس، و محمد بن عيسى، و مروان بن معاوية الفزاري، و معتمر بن سليمان، و وكيع بن الجراح، و يزيد بن هارون، و يزيد بن يوسف الصنعاني، و أبو معشر يوسف بن يزيد البراء] (1).

[قال أبو عبد اللّه البخاري] (2):

[جعفر بن الزبير الشامي، عن القاسم، تركوه] (3).

[قال أبو محمد بن أبي حاتم] (4):

[جعفر بن الزبير، بصري، روى عن القاسم أبي عبد الرحمن. روى عنه إسرائيل، و معتمر بن سليمان، و وكيع، و يزيد بن هارون، و عثمان بن الهيثم المؤذن سمعت أبي يقول ذلك.

نا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل نا علي بن المديني قال: سمعت يحيى يعني ابن سعيد القطان و ذكر جعفر بن الزبير فقال: لو شئت أن أكتب عنه ألفا لكتبت عنه، كان يروي عن ابن المسيب نحوا من أربعين حديثا. و ضعفه يحيى جدا.

قرئ على العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين قال: جعفر بن الزبير، ضعيف الحديث.

سمعت أبي يقول: جعفر بن الزبير متروك الحديث، كان ينزل البصرة، و كان ذاهب الحديث، لا أرى أن أحدث عنه، و هو متروك الحديث.

سمعت أبا زرعة يقول: و كان في كتابنا حديث عن جعفر بن الزبير فقال: اضربوا عليه. فقلت: ما حال جعفر بن الزبير؟ ضعيف هو؟

ص: 114


1- الزيادة بين معكوفتين عن تهذيب الكمال 394/3-395.
2- زيادة للإيضاح.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن التاريخ الكبير 192/2/1.
4- زيادة للإيضاح.

قال: كما يكون لا أحدث عنه، ليس بشيء] (1).

حدث عن القاسم عن أبي أمامة قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا جلس مجلسا فأراد أن يقوم، استغفر عشرا إلى خمس عشرة (2)[14115].

و حدث عنه أيضا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال (3):

«من أسلم على يدي رجل فله ولاؤه»[14116].

و حدث عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إن اللّه خلق الخلق، و قضى القضية، و أخذ ميثاق النبيين، و عرشه على الماء، فأهل الجنة أهلها، و أهل النار أهلها»[14117].

و حدث عنه أيضا قال:

أعتق رجل في وصيته ستة أرؤس لم يكن له مال غيرهم، فبلغ ذلك النبي صلى اللّه عليه و سلم فتغيظ عليه، ثم أسهم عليهم فأخرج ثلثهم.

قال يزيد بن هارون (4):

كان جعفر بن الزبير و عمران بن حدير (5) في مسجد واحد مصلاهما، و كان الزحام على جعفر بن الزبير، و ليس عند عمران أحد، و كان شعبة يمرّ بهما فيقول: يا عجبا للناس! اجتمعوا على أكذب الناس، يعني: جعفرا، و تركوا أصدق الناس، يعني: عمران. قال يزيد:

فما أتى علينا إلا القليل حتى رأيت ذلك الزحام على عمران، و تركوا جعفرا و ليس عنده أحد.

قال غندر (6):

رأيت شعبة راكبا على حمار، فقيل له: أين تريد يا أبا بسطام ؟ قال: أذهب فأستعدي

ص: 115


1- ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح و التعديل 479/1/1.
2- رواه ابن عدي في الكامل من طريق طريف بن عبيد اللّه الموصلي 135/2.
3- ميزان الاعتدال 406/1 و الكامل لابن عدي 135/2.
4- رواه المزي في تهذيب الكمال 395/3 من طريق أحمد بن سعيد الدارمي.
5- في مختصر ابن منظور: جرير، و المثبت عن تهذيب الكمال.
6- رواه المزي في تهذيب الكمال 395/3-396 من طريق علي بن المديني عن غندر. و ميزان الاعتدال 406/1.

على هذا، يعني: جعفر بن الزبير، وضع على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أربع مائة حديث كذب (1)، خذوا به، فإنه يكذب على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

حدث معاذ بن معاذ قال: حدثني قرة بن خالد قال (2):

عندنا امرأة في الحي عرج بروحها، فمكثت سبعا لا ترجع، إلا أنهم يجدون عرقا ضاربا من وريدها. قال: ثم رجعت. قال: و قد كان جعفر بن الزبير مات في تلك الأيام.

قالت: رأيته في سماء الدنيا و أهل الأرض و الملائكة يتباشرون به أعرفه في أكفانه، و هم يقولون: قد جاء المحسن قد جاء المحسن. قال لي قرّة: اذهب فاسمعه منها. قلت: و ما أصنع إن أسمعه منها و قد حدثتنيه! قال (3):و كان جعفر صاحب عهر (4) و هو شاب، فلما أسنّ و كبر اجتهد في العبادة.

[قال أبو أمية الأحوص بن المفضل عن أبيه عن يحيى بن معين: كان مصلى جعفر بن الزبير في مسجدهم - يعني مسجد بني سدوس - و هو شامي، يقولون مولى بني قتيبة.

قال أبو أمية: عن باهلة، و هو شامي، لا يكتب حديثه.

قال أبو موسى محمد بن المثنى: ما سمعت يحيى و لا عبد الرحمن ممن حدثا عن جعفر بن الزبير قط شيئا.

قال عمرو بن علي: متروك الحديث، و كان رجلا صدوقا كثير الوهم.

و قال محمد بن عبد اللّه بن عمار: ضعيف.

و قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: نبذوا حديثه.

و قال في موضع آخر: جعفر بن الزبير و بشر بن نمير ليسا ممن يحتج بهما على أحد من أهل العلم.

و قال أبو زرعة: ليس بشيء، لست أحدث عنه، و أمر أن يضرب على حديثه.

ص: 116


1- إلى هنا الخبر في تهذيب الكمال.
2- رواه المزي في تهذيب الكمال 397/3 و الكامل لابن عدي 135/2.
3- تهذيب الكمال 397/3.
4- في تهذيب الكمال: غزو.

و قال يعقوب بن سفيان: ضعيف، متروك، مهجور.

قال النسائي و الدار قطني: متروك الحديث.

و قال النسائي في موضع آخر: ليس بثقة] (1).

[قال أبو أحمد بن عدي] (2):

[جعفر بن الزبير الشامي، دمشقي.

ثنا الجنيدي، ثنا البخاري، قال: جعفر بن الزبير عن القاسم أدركه وكيع.

و لجعفر بن الزبير هذا أحاديث غير ما ذكرت عن القاسم و عامتها مما لا يتابع عليه، و الضعف على حديثه بيّن] (3).

[9801] جعفر بن سعيد بن جعفر البعلبكي

حدّث عن أبي عمرو بن أبي غرزة بسنده عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من أكل الطين حوسب على ما نقص من لون، و نقص من جسمه»[14118].

[9802] جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله

ابن العباس بن عبد المطلب الهاشمي

[أبو القاسم العباسي، ابن عم المنصور

روى عن أبيه.

و عنه: ابناه: قاسم و يعقوب، و عمر بن عامر، و الأصمعي ولي ابنه أيوب اليمن في حياته.

له مآثر كثيرة و وقف على المنقطعين.

ص: 117


1- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن تهذيب الكمال 395/3-397.
2- زيادة للإيضاح.
3- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن الكامل لابن عدي 134/2-136.

قال عبد السميع بن علي: لا نعرف في بني هاشم أغبط منه، حصل له الشرف و الأمرة و المال الجم، و الأولاد الزهر، و العبيد] (1).

ولد بالشراة من أرض البلقاء (2)،و ولي إمرة المدينة في خلافة المنصور، ثم عزله بالحسن بن زيد بن الحسن بن علي (3)،ثم ولي مكة و المدينة و اليمامة و الطائف، ثم ولي البصرة للرشيد (4).

قال الأصمعي:

ما رأيت أكرم أخلاقا، و لا أشرف أفعالا من جعفر بن سليمان (5).

حدث عن أبيه، عن أبي قلابة، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من أخذ بركاب رجل لا يرجوه و لا يخافه غفر له»[14119].

و حدث عن أبيه بسنده عن أبيه عن جده عن أبيه علي بن عبد اللّه بن العباس قال:

سمعت أبي يقول: سألت علي بن أبي طالب: لم لم يكتب في براءة بسم اللّه الرحمن الرحيم ؟ قال: لأن بسم اللّه الرحمن الرحيم أمان، و براءة أنزلت بالسيف ليس فيها أمان.

حدث أحمد بن القاسم أن جعفر بن سليمان الهاشمي قال: حدثني أبي قال:

عطست بين يدي جدك جعفر بن سليمان. قال: فشمتني، فقلت: يغفر اللّه لك.

فقال: يا بني لا تفعل، فإني عطست بين يدي سليمان بن علي فشمتني أبي، فقلت: يغفر اللّه لك، فقال لي: يا بني لا تفعل، أخبرني أبي علي بن عبد اللّه بن عباس أنه عطس بين يدي أبيه عبد اللّه بن عباس فشمته، فقال له: لا تفعل، فإن ابن عباس قال: عطست بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقلت يغفر اللّه لك، فقال:«لا تفعل». فقلت: كيف أقول يا رسول اللّه ؟ فقال:«قل يهديكم اللّه و يصلح بالكم»[14120].

ص: 118


1- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن سير الأعلام 239/8.
2- البلقاء: كورة من أعمال دمشق بين الشام و وادي القرى، قصبتها عمان.
3- كذا و الذي في تاريخ خليفة ص 430 عزله سنة تسع و أربعين و مائة و ولى عبد الصمد بن علي بن عبد اللّه بن عباس ابن عبد المطلب.
4- تاريخ خليفة بن خياط ص 462.
5- سير الأعلام 239/8.

قال الزيادي:

كان الخليل بن أحمد صديقا لجعفر بن سليمان الهاشمي، فجاء يوما ليدخل إليه فوجد على بابه الشعراء قد أنشدوه، و قبل أشعارهم و ما جهّز جوائزهم، فشكوا ذلك إليه و سألوه تذكاره، فدخل إليه و أنشده:

لا تقبلنّ الشّعر ثم تعقّه *** فتنام و الشعراء غير نيام

و اعلم بأنهم إذا لم ينصفوا *** حكموا لأنفسهم على الحكّام

و جناية الجاني، عليهم تنقضي *** و عقابهم يبقى على الأيام

و قد رويت هذه الأبيات لابن الرومي.

قال أبو خليفة (1):

كان جعفر بن سليمان الهاشمي له بالبصرة كل يوم غلة ثمانين ألف درهم (2)،فبعث إلى علماء أهل البصرة يستشيرهم في امرأة يتزوجها، فأجمعوا على رابعة العدوية (3) فكتب إليها:

بسم اللّه الرحمن الرحيم. أما بعد، فإن الذي هو ملكي من غلة الدنيا في كل يوم ثمانون ألف درهم، و ليس يمضي إلا القليل حتى أتمها مائة ألف إن سألته. و أنا أخطبك نفسك، و قد بذلت لك من الصداق مائة ألف. و أنا مصير إليك من بعده أمثالها فأجيبي (4).

فكتبت إليه: بسم اللّه الرحمن الرحيم. أما بعد، فإن الزهد في الدنيا راحة القلب و البدن، و الرغبة فيها يورث الهمّ و الحزن، فإذا أتاك كتابي فهيئ زادك، و قدم لمعادك، و كن وصي نفسك، و لا تجعل وصيك غيرك (5)،و صم دهرك، و اجعل الموت فطورك، فما يسرني أن اللّه عز و جل خولني أضعاف ما خولك، فيشغلني بك عنه طرفة عين و السلام.

قال الأصمعي:

ص: 119


1- الخبر رواه ابن خلكان في وفيات الأعيان 286/2 و سماه أبا سليمان الهاشمي.
2- إلى هنا الخبر في سير الأعلام 240/8.
3- هي أم الخير رابعة ابنة إسماعيل العدوية البصرية مولاة آل عتيك، أخبارها في العبادة و الصلاح مشهورة انظر ترجمتها و أخبارها في وفيات الأعيان 285/2 و سير الأعلام 241/8.
4- في وفيات الأعيان: فأجيبيني.
5- وفيات الأعيان: وصيتك إلى غيرك.

سمعت جعفر بن سليمان يقول: ما ساد منا إلا سخي على الطعام. قال: و كنت أتغدى مع جعفر على مائدته فجاء الطباخ بصحفة ليضعها و استعجل الطباخ، فزلقت الصحفة من يده في حجر جعفر بن سليمان و عليه جبة خزّ نفيسة، قال: فكان بعض من كان على المائدة أغرى بالطباخ فقال جعفر: ما أراد البائس إلا خيرا إنما أراد أن يتقرب إلى قلوبنا، خذ يا غلام الجبة، و دفعها إليه.

كان جعفر بن سليمان حيّا إلى سنة أربع و سبعين و مائة (1).

[9803] جعفر بن أبي طالب عبد مناف

ابن عبد المطلب بن هاشم، الطيار، ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

أسلم و هاجر الهجرتين، و استعمله نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم على غزوة مؤتة بعد زيد بن حارثة، و استشهد بها (2).و مؤتة بأرض البلقاء.

[روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:

روى عنه: ابنه عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، و عبد اللّه بن مسعود، و عمرو بن العاص، و أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، و بعض أهله] (3).

قالت أم سلمة (4):

لما ضاقت على النبي صلى اللّه عليه و سلم مكة، و أوذي أصحابه، و فتنوا، و رأوا ما يصيبهم من البلاء و الفتنة في دينهم، و أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا يستطيع دفع ذلك عنهم، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في

ص: 120


1- في سير الأعلام 240/8. توفي سنة أربع و سبعين و مائة و قيل: سنة خمس. قال حماد بن زيد: غسلت جعفر بن سليمان، و زررت عليه قميصه حتى ألبسته الكفن، ثم جاء عمه عبد الصمد بتسعة أثواب ليكفنه فيها، فما كفن إلا في ثلاثة أثواب عملا بالسنة. و قد امتدحه جماعة، و أخذوا جوائزه.
2- تهذيب الكمال 404/3.
3- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن تهذيب الكمال 404/3.
4- الخبر بطوله في سيرة ابن إسحاق ص 194 و ما بعدها رقم 282 من طريق الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم. و الخبر في سيرة ابن هشام 356/1 و حلية الأولياء لأبي نعيم 115/1 و ذكره الهيثمي في المجمع 24/6-27.

منعة من قومه و من عمه، لا يصل إليه شيء مما يكره مما ينال أصحابه، فقال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: إن بأرض الحبشة ملكا لا يظلم أحد (1) عنده، فالحقوا ببلاده حتى يجعل اللّه لكم فرجا و مخرجا مما أنتم فيه. فخرجنا إليها أرسالا حتى اجتمعنا بها، فنزلنا بخير دار إلى خير جار، أمنّا على ديننا، و لم نخش ظلما. فلما رأت قريش أنّا قد أصبنا دارا و أمنا، اجتمعوا (2) على أن يبعثوا إليه فينا، ليخرجونا من بلاده، و ليردنا عليهم. فبعثوا عمرو بن العاص و عبد اللّه بن أبي ربيعة، فجمعوا له هدايا و لبطارقته، فلم يدعوا منهم رجلا إلاّ بعثوا (3) له هدية على حدة، و قالوا لهما: ادفعوا إلى كل بطريق هديته قبل أن تكلموا فيهم، ثم ادفعوا إليه هداياه، و إن استطعتما أن يردهم عليكم قبل أن يكلمهم فافعلوا. فقدما علينا، فلم يبق بطريق من بطارقته إلاّ قدّموا إليه هديته، فكلموه، فقالوا له: إنا قدمنا على هذا الملك في سفهاء من سفهائنا، فارقوا أقوامهم في دينهم، و لم يدخلوا في دينكم فبعثنا قومهم ليردهم الملك عليهم، فإذا نحن كلمناه فأشيروا عليه بأن يفعل، فقالوا: نفعل. ثم قدّموا (4) إلى النجاشي هداياه، فكان من أحب ما يهدى إليه من مكة الأدم. فلما أدخلوا عليه هداياه فقالوا له: أيها الملك إن فتية منا سفهاء، فارقوا دين قومهم و لم يدخلوا في دينك، و جاءوا بدين مبتدع لا نعرفه، و قد لجئوا إلى بلادك فبعثنا إليك فيهم عشائرهم، آباؤهم و أعمامهم و قومهم لتردهم عليهم، فهم أعلى بهم (5) عينا. فقالت بطارقته: صدقوا أيها الملك، لو رددتهم عليهم كانوا هم أعلى بهم، فإنهم لم يدخلوا في دينك فيمنعهم أملك (6).فغضب، ثم قال: لا لعمر اللّه، لا أردهم عليهم حتى أدعوهم و أكلمهم و انظر ما أمرهم، قوم لجئوا إلى بلادي، و اختاروا جواري على جوار غيري، فإن كانوا كما تقولون رددتهم عليهم، و إن كانوا على غير ذلك منعتهم، و لم أدخل بينهم و بينهم، و لم أنعمهم عينا. فأرسل إليهم النجاشي فجمعهم، و لم يكن شيء أبغض إلى عمرو بن العاص و عبد اللّه بن أبي ربيعة من أن يسمع كلامهم،

ص: 121


1- في مختصر ابن منظور: أحدا، و المثبت عن سيرة ابن إسحاق.
2- في سيرة ابن إسحاق: أجمعوا.
3- في سيرة ابن إسحاق: هيئوا له هدية على ذية حدة.
4- سيرة ابن إسحاق: قدما.
5- أعلى بهم عينا أي أبصر بهم و أعلم بحالهم.
6- سيرة ابن إسحاق: فتمنعهم بذلك، فغضب.

فلما جاءهم رسول النجاشي اجتمع القوم فقال: ما ذا تقولون ؟ فقالوا: و ما ذا نقول! نقول و اللّه ما نعرف و ما نحن عليه من أمر ديننا، و ما جاء به نبينا صلى اللّه عليه و سلم كائن من ذلك ما كان. فلما دخلوا عليه كان الذي يكلمه منهم جعفر بن أبي طالب، فقال له النجاشي: ما هذا الدين الذي أنتم عليه ؟ فارقتم دين قومكم و لم تدخلوا في يهودية و لا نصرانية فما هذا الدين ؟ فقال جعفر: أيها الملك كنا قوما على الشرك نعبد الأوثان و نأكل الميتة، و نسيء الجوار، و تستحلّ المحارم بعضنا من بعض في سفك الدماء و غيرها، لا نحلّ شيئا و لا نحرّمه، فبعث اللّه إلينا نبيا من أنفسنا نعرف وفاءه و صدقه و أمانته، فدعانا إلى أن نعبد اللّه وحده لا شريك له، و نصل الرحم، و نحسن الجوار، و نصلّي للّه تعالى، و نصوم له، و لا نعبد غيره. قال: فقال:

هل معك شيء مما جاء به ؟ و قد دعا أساقفته (1) فأمرهم فنشروا المصاحف حوله، فقال له جعفر: نعم. فقال: هلم فاتل عليّ ما جاء به. فقرأ عليه صدرا من كهيعص [سورة مريم، الآية:1] فبكى و اللّه النجاشي حتى أخضل لحيته، و بكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم.

ثم قال: إن هذا الكلام ليخرج من المشكاة (2) التي جاء بها موسى؛ انطلقوا راشدين (3)،لا و اللّه لا أردهم عليهم (4)،و لا أنعمكم عينا. فخرجنا من عنده، و كان أتقى الرجلين فينا عبد اللّه بن أبي ربيعة. فقال عمرو ابن العاص: و اللّه لآتينه (5) غدا بما استأصل به خضراءهم (6)،فلأخبرنه أنهم يزعمون أن إلهه الذي يعبد عيسى بن مريم عبد، فقال له عبد اللّه بن أبي ربيعة: لا تفعل، فإنهم و إن كانوا خالفونا فإن لهم رحما و لهم حقا، فقال: و اللّه لأفعلن. فلما كان الغد دخل عليه فقال: أيها الملك، إنهم يقولون في عيسى قولا عظيما، فأرسل إليهم فسلهم عنه، فبعث إليهم و لم ينزل بنا مثلها. فقال بعضنا لبعض: ما ذا تقولون له في عيسى إن هو سألكم عنه ؟ فقال: نقول و اللّه الذي قاله اللّه تعالى، و الذي أمرنا به نبينا صلى اللّه عليه و سلم أن نقول فيه؛ فدخلوا عليه و عنده بطارقته، فقال: ما

ص: 122


1- الأساقفة علماء النصارى الذين يقيمون لهم دينهم، الواحد أسقف، و قد يقال بتشديد الفاء.
2- المشكاة: جاء في اللسان: و في حديث النجاشي: إنما يخرج من مشكاة واحدة، المشكاة: الكوة غير النافذة. و قيل: هي الحديدة التي يعلق عليها القنديل، يريد أن القرآن و الإنجيل كلام اللّه تعالى، و أنهما من شيء واحد.
3- يخاطب فيه المسلمين.
4- أي على المشركين.
5- سيرة ابن إسحاق: لآتينه.
6- خضراءهم يعني شجرتهم التي منها تفرعوا.

تقولون في عيسى بن مريم ؟ فقال له جعفر: نقول: هو عبد اللّه و رسوله و كلمته و روحه ألقاها إلى مريم العذراء البتول، فدلى النجاشي يده إلى الأرض، فأخذ عودا (1) بين إصبعيه فقال: ما عدا عيسى بن مريم ما قلت هذا العويد (2)،فتناخرت بطارقته، فقال: و إن تناخرتم و اللّه، اذهبوا، فأنتم شيوم (3) في أرضي - و الشيوم الآمنون - من سبكم غرم، ثم من سبّكم غرم، ثم من سبّكم غرم، فأنا ما أحب أن لي دبرا (4) و أني آذيت رجلا منكم - و الدبر بلسانهم الذهب - فو اللّه ما أخذ اللّه تعالى مني الرشوة حين رد علي ملكي فآخذ الرشوة فيه، و لا أطاع الناس فيّ فأطيع الناس فيه، ردوا عليهما هداياهما، فلا حاجة لي بها، و اخرجا من بلادي. فرجعا مقبوحين مردودا عليهما ما جاءا به. فأقمنا مع خير جار، و في خير دار.

فلم ينشب أن خرج عليه رجل من الحبشة ينازعه في ملكه، فو اللّه ما علمنا حزنا حزنا قط كان أشد منه فرقا من أن يظهر ذلك الملك عليه، فيأتي ملك لا يعرف من حقنا ما كان يعرفه، فجعلنا ندعو اللّه و نستنصره للنجاشي، فخرج إليه سائرا، فقال أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعضهم لبعض: من رجل يخرج فيحضر الوقعة حتى ننظر على من تكون ؟ فقال الزبير و كان من أحدثهم سنا: أنا، فنفخوا له قربة، فجعلها في صدره، ثم خرج يسبح عليها في النيل حتى خرج من شقه الآخر إلى حيث التقى الناس (5)،فحضر الوقعة، فهزم اللّه ذلك الملك و قتله، و ظهر النجاشي عليه. فجاءنا الزبير فجعل يليح (6) إلينا بردائه و يقول: ألا أبشروا، فقد أظهر اللّه تعالى النجاشي، فو اللّه ما علمنا (7) فرحنا بشيء قط فرحنا بظهور النجاشي، ثم أقمنا عنده حتى خرج من خرج منا راجعا إلى مكة، و أقام من أقام.

ص: 123


1- في سيرة ابن إسحاق: عويدا.
2- سيرة ابن إسحاق:«العود» أي مقدار هذا العود، يريد أن قولك لم يعد عيسى بن مريم بمقدار هذا العود.
3- كذا و مثله في سيرة ابن هشام. و في سيرة ابن إسحاق: سيوم. قال السهيلي: يحتمل أن تكون لفظة حبشية غير مشتقة، و يحتمل أن يكون لها أصل في العربية، و أن تكون من شمت السيف أي أغمدته، لأن الآمن مغمد عنه السيف، أو لأنه مصون في حرز كالسيف في غمده.
4- في سيرة ابن إسحاق: دبيرا. قال ابن هشام: و يقال: الدبر بلسان الحبشة: الجبل.
5- سيرة ابن إسحاق: إلى جنب التقاء الناس. و في سيرة ابن هشام: إلى ناحية النيل التي بها ملتقى القوم.
6- ابن إسحاق: يلمح، و في سيرة ابن هشام: فلمع بثوبه.
7- سيرة ابن هشام: علمتنا.

و معنى قوله (1):ما أخذ اللّه مني الرشوة حين ردّ علي ملكي فآخذ الرشوة فيه، و لا أطاع الناس فيّ فأطيع الناس فيه، حدّثت عائشة: أن أباه كان ملك قومه، و كان له أخ من صلبه له اثنا عشر رجلا، و لم يكن لأبي النجاشي ولد غير النجاشي، فأدارت الحبشة رأيها بينها فقالوا:

لو أنا قتلنا أبا النجاشي و ملكنا أخاه، فإن له اثني عشر رجلا من صلبه، فتوارثوا الملك لبقيت الحبشة [بملكهم] (2) دهرا طويلا لا يكون بينهم اختلاف، فعدوا عليه فقتلوه و ملّكوا أخاه، فدخل النجاشي لعمه حتى غلب عليه فلا يدبر أمره غيره، و كان لبيبا. فلما رأت الحبشة مكانه من عمه قالوا: قد غلب هذا الغلام على أمر عمه، فما يأمن أن يملكه علينا، و عرف أنا قد قتلنا أباه [و جعلناه مكانه] (3) فإن فعل لم يدع منا شريفا إلا قتله، فكلموه فيه فليقتله أو ليخرجنه من بلادنا، فمشوا إلى عمه فقالوا: قد رابنا مكان هذا الفتى منك، و قد عرفت أنا قد قتلنا أباه و جعلناك مكانه، فلا نأمن إن تملك علينا فيقتلنا فإما أن تقتله، و إما أن تخرجه من بلادنا. قال: فقال: ويحكم، قتلتم أباه بالأمس، و أقتله اليوم! بل أخرجه من بلادكم، فخرجوا به فوقفوه بالسوق، و باعوه من تاجر من التجار، فقذفه في سفينة بست مائة درهم أو بسبع مائة درهم فانطلق به، فلما كان العشيّ هاجت سحابة من سحاب (4) الخريف، فخرج عمه يتمطر تحتها فأصابته صاعقة فقتلته، ففزعوا إلى ولده فإذا هم محمقين ليس في واحد منهم خير، فمرج (5) على الحبشة أمرهم، فقال بعضهم: تعلمون و اللّه أن ملككم الذي لا يصلح أمركم غيره الذي بعتم الغداة، فإن كان لكم بأمر الحبشة حاجة فأدركوه قبل أن يذهب، فخرجوا في طلبه حتى أدركوه فردّوه، فعقدوا عليه تاجه و أجلسوه على سريره و ملكوه، فقال التاجر: ردوا عليّ مالي كما أخذتم مني غلامي؛ فقالوا: لا نعطيك. فقال: إذا و اللّه أكلمه فقالوا: و إن. فمشى إليه فكلمه فقال: أيها الملك إني ابتعت غلاما فقبض مني الذي باعونيه ثمنه، ثم عدوا على غلامي فنزعوه من يدي و لم يردوا علي مالي، فكان أول ما خبر (6) من

ص: 124


1- الخبر في سيرة ابن إسحاق رقم 283 ص 197 قال: قال الزهري فحدثت بهذا الحديث عروة بن الزبير عن أم سلمة، فقال عروة: هل تدري ما قوله. و الخبر في سيرة ابن هشام 363/1.
2- زيادة عن سيرة ابن إسحاق.
3- زيادة للإيضاح عن سيرة ابن إسحاق.
4- ابن إسحاق: سحائب الخريف.
5- مرج: قلق و اختلط .
6- سيرة ابن إسحاق: اختبر.

صلابة حكمه و عدله أن قال: لتردّن عليه ماله أو لتجعلن غلامه يده في يده فليذهب به حيث شاء، فقالوا: بل نعطيه ماله، فأعطوه إياه. فلذلك يقول: ما أخذ اللّه مني الرشوة فآخذ الرشوة فيه حين رد علي ملكي، و ما أطاع الناس فيّ فأطيعهم فيه.

و جعفر و علي و عقيل بنو أبي طالب، و أمهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف (1)،و كنيته أبو عبد اللّه، و هو ذو الجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء صاحب الهجرتين، أسلم بعد أحد و ثلاثين إنسانا (2)،يقال له: جعفر الطيار، قتل يوم مؤتة شهيدا.

و روي عن الحسن بن زيد (3):

أن عليا عليه السلام أول ذكر أسلم، ثم أسلم زيد بن حارثة حبّ النبي صلى اللّه عليه و سلم، ثم جعفر ابن أبي طالب. و كان أبو بكر الرابع في الإسلام أو الخامس.

و عن علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه قال:

بينما أنا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم في حير (4) لأبي طالب أصلي أشرف علينا أبو طالب فنظر إليه النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«يا عم أ لا تنزل فتصلي معنا؟» فقال: يا ابن أخي، إنّي لأعلم أنك على الحق، و لكن أكره أن أسجد فيعلو استي، و لكن أنزل يا جعفر فصلّ جناح ابن عمك. قال: فنزل فصلى عن يساري (5).فلما قضى النبي صلى اللّه عليه و سلم صلاته التفت إلى جعفر فقال:«أما إن اللّه تعالى قد وصلك بجناحين تطير بهما في الجنة، كما وصلت جناح ابن عمك»[14121].

حدث صلصال (6) بن الدّلهمس قال:

كان أبي - يعني الدلهمس - لأبي طالب ولده (7)،فكان الذي بينهما في الجاهلية عظيم، فكان أبي يبعثني إلى مكة لأنصر النبي صلى اللّه عليه و سلم مع أبي طاب قبل إسلامي، فكنت أقيم بمكة

ص: 125


1- رواه المزي في تهذيب الكمال 405/3 و الذهبي في سير الأعلام 216/1 نقلا عن خليفة.
2- سير الأعلام 216/1.
3- رواه المزي في تهذيب الكمال 405/3 من طريق يعقوب بن سفيان: ذكر إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه عن الحسن بن زيد، و سير الأعلام 216/1.
4- الحير: بالفتح شبة الحظيرة أو الحمى (اللسان).
5- أسد الغابة 341/1.
6- انظر ترجمته في أسد الغابة 415/2.
7- كذا، و العبارة غير واضحة.

الليالي عند أبي طالب لحراسة النبي صلى اللّه عليه و سلم من قومه، فإني يوم من الأيام جالس بالقرب من منزل أبي طالب في الظهيرة و شدة الحر، إذ خرج أبو طالب شبيها بالملهوف فقال لي: يا أبا العصيفر (1)،هل رأيت هذين الغلامين فقد ارتبت بإبطائهما علي، فقلت: ما حسست لهما خبرا منذ جلست، فقال: انهض بنا فنهضت و إذا جعفر بن أبي طالب يتلو أبا طالب، قال:

فاقتصصنا الأثر حتى خرج بنا من أبيات مكة، قال: ثم علونا جبلا من جبالها، فأشرفنا منه على أكمة دون ذلك التل، فرأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم و عليا قائما عن يمينه، و رأيتهما يركعان و يسجدان قبل أن أعرف الركوع و السجود، ثم انتصبا قائمين فقال أبو طالب لجعفر: أي نبي، صلّ جناح ابن عمّك، قال: فمضى جعفر مسرعا حتى وقف بجنب علي. فلما أحس به النبي صلى اللّه عليه و سلم أخّرهما و تقدم، و أقمنا موضعنا حتى انقضى ما كانوا فيه من صلاتهم، ثم التفتّ إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فرآنا بالموضع الذي كنا فيه، فنهض و نهضنا معه مقبلين، فرأينا السرور يتردد في وجه أبي طالب ثم انبعث يقول:

إن عليا و جعفرا ثقتي *** عند مهمّ الأمور و الكرب

لا تخذلا و انصرا ابن عمّكما *** و ابن أمّي من بينهم و أبي

و اللّه لا أخذل النبيّ و لا *** يخذله من بني ذو حسب

قال: فلما آمنت به و دخلت في الإسلام، سألت النبي صلى اللّه عليه و سلم عن تيك الصلاة فقال:

«نعم، يا صلصال هي أول جماعة كانت في الإسلام»[14122].

و عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لجعفر بن أبي طالب:

«إن اللّه تعالى أوحى إليّ أنه شكرك على أربع خصال، كنت عليهن مقيما قبل أن يبعثني اللّه، فما هن ؟» قال له جعفر: بأبي أنت و أمي، لو لا أن اللّه أنبأك بهن ما أنبأتك عن نفسي كراهية التزكية، إنّي كرهت عبادة الأوثان لأني رأيتها لا تضرّ و لا تنفع، و كرهت الزّناء لأني رأيتها[....] أن[....] (2) إلي، و كرهت شرب الخمر لأني رأيتها منقصة للعقل، و كنت إلى أن أزيد في عقلي أحب إلي من أن أنقصه، و كرهت الكذب لأني رأيته دناءة.

و عن محمد بن علي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

ص: 126


1- كذا وردت كنيته في مختصر ابن منظور، و هي في أسد الغابة 415/2 و الإصابة 193/2 أبو الغضنفر.
2- كلمتان غير واضحتين في أصل مختصر ابن منظور، و قد أشير على هامش الأصل بحرف ط .

«خلق الناس من أشجار شتى، و خلقت أنا و جعفر من طينة واحدة»[14123].

و عنه قال (1):

ضرب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لجعفر يوم بدر بسهمه و أجره[14124].

و عن علي قال (2):سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

إن لكل نبي سبعة نقباء نجباء يعني: و إني أعطيت أربعة عشر، فعدّني، و ابنيّ ، و حمزة، و جعفرا، و أبا بكر، و عمر، و ابن مسعود، و حذيفة، و المقداد، و سلمان، و عمّارا، و بلالا، و أبا ذر.

و عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

نحن بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و حمزة سيد الشهداء، و جعفر ذو الجناحين، و علي، و فاطمة، و الحسن، و الحسين.

و في رواية أخرى:

نحن سبعة بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة، أنا، و علي أخي، و عمي حمزة، و جعفر، و الحسن و الحسين، و المهدي (3).

و عن علي قال (4):

قدم جعفر من أرض الحبشة في يوم فتح خيبر، فقبّل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين عينيه و قال:

«ما دري بأيهما أنا أشدّ فرحا، أ بفتح خيبر أم بقدوم جعفر»[14125].

قال علي بن يونس المديني:

ص: 127


1- تهذيب الكمال 405/3 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، حدثني جعفر بن محمد عن أبيه، و ذكره. و سير الأعلام 216/1.
2- رواه المزي في تهذيب الكمال 406/3 من طريق كثير النواء عن عبد اللّه بن مليل: سمعت عليا يقول، و ذكره. و أسد الغابة 342/1.
3- رواه المزي في تهذيب الكمال 406/3 من طريق عبد اللّه بن زياد اليمامي عن عكرمة بن عمار عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أنس.
4- رواه المزي في تهذيب الكمال 406/3 من طريق عيسى بن عبد اللّه بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن علي، فذكره. و أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 271/9.

كنت جالسا في مسجد مالك بن أنس، حتى إذا استأذن عليه سفيان بن عينية قال مالك: رجل صالح و صاحب سنة، أدخلوه. فلما دخل، سلّم ثم قال: السلام خاص و عام، السلام عليك أبا عبد اللّه و رحمة اللّه و بركاته. فقال له مالك: و عليك السلام أبا محمد و رحمة اللّه و بركاته، و قام إليه و صافحه و قال: لو لا أنه بدعة لعانقتك. قال سفيان: قد عانق من هو خير مني من هو خير مني و منك. فقال له مالك: النبي صلى اللّه عليه و سلم جعفرا؟ قال له سفيان: نعم، فقال مالك: ذاك حديث خاص ليس بعام. فقال له: ما عم جعفرا يعمّنا، و ما خصّه يخصّنا، إذا كنا صالحين، ثم قال له سفيان: يا أبا عبد اللّه أ تأذن لي أن أحدث في مجلسك ؟ فقال له مالك:

نعم، فقال سفيان: اكتبوا: حدثنا عبد اللّه بن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس أن جعفر بن أبي طالب لما قدم من أرض الحبشة، تلقاه النبي صلى اللّه عليه و سلم و اعتنقه، و قبّل ما بين عينيه و قال:

«مرحبا بأشبههم بي خلقا و خلقا»[14126].

و عن جابر قال:

لما قدم جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة، تلقاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فلما نظر جعفر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حجل (1)-مشى على رجل واحدة - إعظاما منه لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقبّل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين عينيه و قال له:«يا حبيبي، أنت أشبه الناس بخلقي و خلقي، و خلقت من الطينة التي خلقت منها. حدثني ببعض عجائب أرض الحبشة» قال: نعم، بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه، بينا أنا سائر في بعض طرقاتها إذا بعجوز على رأسها مكتل (2)،فأقبل شاب يركض على فرس له، فرجمها فألقاها لوجهها، و ألقى المكتل عن رأسها، فاسترجعت قائمة، و أتبعته النظر و هي تقول: الويل لك غدا إذا جلس الملك على كرسيّه فاقتصّ للمظلوم من الظالم. قال جابر: فنظرت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و إن دموعه على لحيته مثل الجمان (3)،ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا قدّس اللّه أمة لا تأخذ للمظلوم حقه من الظالم غير متعتع (4)»[14127].

و كان قدوم جعفر من الحبشة سنة سبع.

ص: 128


1- حجل المقيّد يحجل حجلا و حجلانا رفع رجله و تريّث في مشيه على رجله (تاج العروس: حجل).
2- مكتل: كمنبر، زنبيل يحمل فيه التمر أو العنب إلى الجرين، قيل إنه يسع خمسة عشر صاعا. و الجمع المكاتل. (تاج العروس: كتل).
3- الجمان: اللؤلؤ نفسه، الواحدة جمانة (تاج العروس: جمن).
4- متعتع بفتح التاء: أي من غير أن يصيبه أذى يقلقه و يزعجه (النهاية).

و عن علي بن أبي طالب قال (1):

لما صدرنا من مكة إذا ابنة حمزة تنادي: يا عم يا عم، فتناولها فأخذها، فقال لفاطمة:

دونك ابنة عمك فحملتها، فاختصم فيها عليّ و جعفر و زيد، قال علي: أنا آخذ بها (2) و هي ابنة عمي، قال جعفر: ابنة عمي و خالتها عندي، و قال زيد: ابنة أخي. فقضى بها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لخالتها و قال:«الخالة بمنزلة الأم». و قال لعلي:«أنت مني و أنا منك». و قال لجعفر:«أشبهت خلقي و خلقي». و قال: يا زيد، أنت أخونا و مولانا. قال علي: يا رسول اللّه،«أ لا تزوّج ابنة حمزة ؟» قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إنها ابنة أخي من الرضاعة»[14128].

و عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

أسمح أمتي جعفر.

و عن أبي هريرة قال (3):

ما احتذى البغال (4)،و لا انتعل، و لا ركب المطايا، و لا كرب الكور (5) بعد النبي صلى اللّه عليه و سلم أفضل (6) من جعفر. و زاد في رواية أخرى يعني في الجود و الكرم.

و أنشد أبو هريرة لحسان بن ثابت من أبيات (7):

رأيت خيار المؤمنين توادوا (8) *** شعوب (9) و قد خلّفت فيمن يؤخّر

فلا يبعدنّ اللّه قتلى تتابعوا *** جميعا و نيران الحروب تسعّر (10)

ص: 129


1- الخبر من طريق آخر في تهذيب الكمال 406/3 و أخرجه أحمد بن حنبل في المسند 245/1 رقم 931 من طريق حجاج حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ و هبيرة بن يريم عن علي، و ذكره.
2- في المسند: أخذتها.
3- الخبر في تهذيب الكمال 407/3 و رواه ابن الأثير في أسد الغابة 342/1 من طريق إسماعيل بن عبيد اللّه و غير واحد قالوا: بإسنادهم إلى أبي عيسى قال: حدثنا محمد بن بشار، أخبرنا عبد الوهاب الثقفي أخبرنا خالد الحذاء عن عكرمة عن أبي هريرة. و سير الأعلام 217/1.
4- كذا، و في تهذيب الكمال و أسد الغابة: النعال.
5- الكور بالضم، و هو للناقة بمثابة السرج و آلته للفرس.
6- في تهذيب الكمال: خير.
7- الأبيات في ديوان حسان بن ثابت ص 99-100 من قصيدة يرثي أهل مؤتة. و تهذيب الكمال 408/3.
8- الديوان: تواردوا.
9- شعوب: المنية.
10- عجزه في الديوان: بمؤتة منهم ذو الجناحين جعفر.

غداة غدا بالمؤمنين يقودهم *** إلى الموت ميمون النّقيبة (1) أزهر

و كنا نرى في جعفر من محمد *** و قارا و أمرا حازما (2) حين يأمر

و ما زال للإسلام من آل هاشم *** دعائم عزّ لا تزال (3) و مفخر

بهاليل منهم جعفر و ابن أمّه *** عليّ و منهم أحمد المتخيّر

و حمزة و العباس منهم و منهم *** عقيل و ماء العود من حيث يعصر

بهم تفرج اللأواء في كلّ مأزق *** عماس (4) إذا ما ضاق بالأمر مصدر

و هم أولياء اللّه نزّل حكمه *** عليهم، و فيهم و الكتاب المطهّر

و عن أبي هريرة قال (5):

كنا ندعو جعفر بن أبي طالب أبا المساكين، و كنا إذا أتيناه قرّب إلينا ما حضر، فأتيناه يوما فلم نجد عنده شيئا، فأخرج إلينا جرة من عسل فكسرها، فجعلنا نلعق منها.

و عن أبي هريرة قال:

إني كنت لأسأل الرجل من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الآيات، لأنا أعلم بها منه لا أسأله إلا ليطعمني شيئا، قال: فكنت إذا سألت جعفر بن أبي طالب، لم يجبني حتى يذهب معي إلى منزله، فيقول لامرأته: يا أسماء أطعمينا، فإذا طعمنا أجابني. و كان جعفر يحب المساكين و يجلس إليهم و يحدثهم و يحدثونه.

و في رواية:

و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يكنيه أبا المساكين (6).

حدث أبو قتادة فارس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال (7):

ص: 130


1- ميمون النقيبة: مبارك النفس، و أراد به زيد بن حارثة.
2- في الديوان: وفاء و أمرا جازما.
3- الديوان: لا ترام. و في تهذيب الكمال: لا يزول.
4- أمر عماس: شديد مظلم، لا يدرى من أين يؤتى له.
5- الخبر في تهذيب الكمال 408/3 و سير أعلام النبلاء 217/1.
6- رواه الطبراني في المعجم الكبير 109/2 رقم 1477.
7- رواه البيهقي في دلائل النبوة 367/4-368 من طريق عمر بن عبد العزيز بن قتادة قال: أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال: أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا الأسود بن شيبان: عن خالد بن سمير قال: قدم علينا عبد اللّه بن رباح الأنصاري، و كانت الأنصار تفقهه فغشيه الناس، فغشيته فيمن غشيه من الناس، فقال: حدثنا أبو قتادة، و ذكره.

بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جيش الأمراء و قال:«عليكم زيد بن حارثة، فإن أصيب زيد فجعفر، فإن أصيب جعفر فعبد اللّه بن رواحة الأنصاري»، فوثب جعفر فقال: بأبي أنت يا نبي اللّه و أمي فإني ما كنت أرهب أن تستعمل عليّ زيدا، قال:«امضوا (1) فإنك لا تدري أي ذلك خير». قال: فانطلق الجيش فلبثوا ما شاء اللّه، ثم إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صعد المنبر و أمر أن ينادى بالصلاة جامعة،[فاجتمع الناس إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم] (2) فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ناب خيرا أو باب خير (3) أ لا أخبركم عن جيشكم هذا الغازي، إنهم انطلقوا حتى لقوا العدو، فأصيب زيد شهيدا فاستغفروا له، فاستغفر له الناس، ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب، فشدّ على الناس حتى قتل شهيدا، أشهد له بالشهادة فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء عبد اللّه بن رواحة فقاتل (4) حتى قتل شهيدا فاستغفروا له»، ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد و لم يكن من الأمراء، هو أمّر نفسه، فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إصبعيه و قال:«اللهم هو سيف من سيوفك فانصره، و قيل: فانتصر به» فيومئذ سمي خالد سيف اللّه. ثم قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«انفروا فأمدّوا إخوانكم و لا يتخلفنّ أحد» فنفر الناس في حرّ شديد مشاة و ركبانا (5)[14129].

قال عبد اللّه بن أبي بكر:

وجد في بدن جعفر أكثر من ستين جرحا (6).

قال أحد بني مرة بن عوف (7):

ص: 131


1- في دلائل النبوة: امض.
2- زيادة للإيضاح عن دلائل النبوة.
3- في مجمع الزوائد: ناب خيرا أو بات خيرا أو ثاب خيرا، شك عبد الرحمن.
4- في دلائل النبوة: فأثبت قدميه بدلا من فقاتل.
5- و رواه الحاكم في المستدرك 298/3 عن أبي هريرة و أبي سعيد الخدري، و رواه أحمد بن حنبل في المسند رقم 1750 و رواه الهيثمي في مجمع الزوائد 156/6 و الذهبي في سير الأعلام 208/1-209.
6- طبقات ابن سعد 38/4.
7- الخبر في تهذيب الكمال 409/3 من طريق أحد بني مرة بن عوف، و هو في طبقات ابن سعد 37/4 من طريق عبد اللّه بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد عن أبيه قال: أخبرني أبي الذي أرضعني من بني قرة. و سير الأعلام 209/1 و المعجم الكبير 106/2.

لكأني انظر إلى جعفر بن أبي طالب يوم مؤتة حين اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها، ثم تقدم فقاتل حتى قتل.

قال ابن إسحاق (1):فهو أول من عقر في الإسلام و هو يقول:

يا حبّذا الجنّة و اقترابها *** طيّبة و بارد شرابها

و الروم روم قد دنا عذابها *** عليّ إن لاقيتها ضرابها

فلما قتل أخذ الراية عبد اللّه بن رواحة.

و عن سعيد بن المسيب (2) قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«مثّلوا لي في الجنة في خيمة من درّة (3)،كل واحد منهم على سريره، فرأيت زيدا و ابن رواحة في أعناقهما صدودا، و أما جعفر فهو مستقيم ليس فيه صدود، قال: فسألت، أو قال:

قيل لي: إنهما حين غشيهما الموت، كأنهما أعرضا، أو كأنهما صدّا بوجوههما. و أما جعفر فإنه لم يفعل»[14130].

قال ابن عيينة: فذلك حين يقول ابن رواحة (4):

أقسمت يا نفس لتنزلنّه *** بطاعة منك لتكرهنّه (5)

فطالما قد كنت مطمئنه *** جعفر ما أطيب ريح الجنّة

و لما (6) أخذ جعفر بن أبي طالب الراية، جاءه الشيطان فمنّاه الحياة و الدنيا (7)،و كرّه الموت فقال: الآن حين استحكم الإيمان في قلوب المؤمنين تمنيني الدنيا؟ ثم مضى قدما حتى استشهد. فصلى عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و دعا له، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«استغفروا

ص: 132


1- الخبر و الشعر من طريقه في تهذيب الكمال 409/3 و سير الأعلام 209/1-210 و دلائل النبوة للبيهقي 363/4 و سيرة ابن هشام 327/3.
2- رواه ابن عبد البر في الاستيعاب 212/1 هامش الإصابة عن طريق عبد الرزاق عن ابن عيينة عن ابن جدعان عن ابن المسيب، فذكره.
3- الاستيعاب: درّ.
4- الرجز في دلائل النبوة للبيهقي 363/4-364 و سيرة ابن هشام 21/4.
5- في سيرة ابن هشام: لتنزلن أو لتكرهنه.
6- الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 37/1 من طريق محمد بن عمر بسنده إلى عبد الله بن أبي بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم و دلائل النبوة للبيهقي 369/4.
7- في ابن سعد: الحياة الدنيا.

لأخيكم جعفر فإنه شهيد (1) و قد دخل الجنة، و هو يطير فيها بجناحين من ياقوت حيث شاء من الجنة»[14131].

قال ابن عمر: كان فيما أقبل من جعفر تسعين، من ضربة بسيف و طعنة برمح.

قال عمرو بن ثابت: سمعت أبي قال (2):

سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن جعفر بن أبي طالب عليه السلام، فقال رجل: أنا و اللّه انظر إليه حين طعنه رجل، فمشى إليه في الرمح فضربه فماتا جميعا، فدمعت عين رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قال الحاكم بن عيينة:

لما أصيب جعفر بن أبي طالب جاء رجل فنعاه لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فاشتد ذلك عليه فأقيمت الصلاة، فلما قضى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صلاته قال:«أين هذا؟» فجاءه فقال:«كيف صنع جعفر؟» فقال: قاتل يا رسول اللّه على فرسه، حتى إذا اشتد القتال نزل فقاتل حتى قتل. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لقد رأيته، أو قال: لقد أريته ملكا ذا جناحين، مضرجا بالدماء مصبوغ القوادم». ثم أرسل إلى امرأة جعفر أسماء ابنة عميس، و كان لها منه ثلاثة، بنون، فقال:

انظري بني أخي فاستوصي بهم خيرا، و اكتحلي و لا تسلتي (3)،و لا تبكيه بعد اليوم.

قالت أسماء بنت عميس (4):

لما أصيب جعفر و أصحابه أتاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لقد هيأت أربعين منا (5) من أدم و عجنت عجيني، و أخذت بنيّ فغسلت وجوههم و دهنتهم، فدخل علي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:

«يا أسماء، أين بنو جعفر؟» فجئت بهم إليه، فضمهم إليه و شمهم، ثم ذرفت عيناه فبكى،

ص: 133


1- في مختصر ابن منظور: فاستشهد، و المثبت فإنه شهيد عن ابن سعد.
2- الخبر في سير الأعلام 211/1.
3- السلتاء من النساء التي لا تختضب، و سلتت الخضاب عن يدها إذا مسحته و ألقته (النهاية: سلت).
4- الخبر رواه المزي في تهذيب الكمال 410/3 من طريق الواقدي، حدثني مالك بن أبي الرجال عن عبد اللّه بن أبي بكر بن حزم عن أم عيسى الجزار عن أم جعفر بنت محمد بن جعفر عن جدتها أسماء بنت عميس قالت، و ذكره. و الخبر في سيرة ابن هشام 22/4 و أسد الغابة 343/1 من طريق ابن إسحاق، و دلائل النبوة للبيهقي 4/ 370.
5- و في تهذيب الكمال:«منيئا» و في سيرة ابن هشام: منّا، قال ابن هشام: و يروى: منيئة. و في شرح السيرة لأبي ذر:«المنا بالقصر الذي يوزن به، و هو الرطل، و تعني أربعين رطلا من دباغ. و من روى: منيئة، فمعناه الجلد ما دام في الدباغ. و بهذه الرواية الثانية روى الحديث صاحب اللسان مادة: منأ.

فقلت: أي رسول اللّه لعله بلغك عن جعفر شيء فقال:«نعم، قتل اليوم». قالت: فقمت أصيح، و اجتمع إلي النساء، قالت: فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يا أسماء: لا تقولي هجرا، و لا تضربي صدرا». قالت: فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى دخل على ابنته فاطمة، و هي تقول: و اعماه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«على مثل جعفر فلتبك الباكية»، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اصنعوا لآل جعفر طعاما، فقد شغلوا عن أنفسهم اليوم»[14132].

و عن الحسين بن عبد اللّه بن عبيد اللّه ابن عباس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال بعد قتل جعفر:

«لقد مر بي الليلة جعفر يقتفي نفرا من الملائكة، له جناحان متخضبة قوادمها بالدم، يريدون بيشة» بلدا باليمن[14133].

و عن ابن عباس قال (1):

بينما النبي صلى اللّه عليه و سلم جالس و أسماء بنت عميس قريبا منه، إذ ردّ السلام. قال:«يا أسماء، هذا جعفر - يعني ابن أبي طالب - مع جبريل و ميكائيل و الملائكة عليهم السلام، مرّوا فسلّموا علينا، فردّوا عليهم السلام، و أخبرني أنه لقي المشركين يوم كذا و كذا، قبل ممره على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بثلاث أو أربع فقال: لقيت المشركين فأصبت في جسدي من مقاديمي ثلاثة و سبعين من طعنة و ضربة، ثم أخذت اللواء بيدي اليمنى فقطعت، ثم أخذته بيدي اليسرى فقطعت، فعوضني اللّه من يدي جناحين أطير بهما مع جبريل و ميكائيل، أنزل من الجنة حيث شئت، و آكل من ثمارها ما شئت. قالت أسماء: هنيئا لجعفر ما رزقه اللّه من الخير، لكني أخاف أن لا يصدق الناس، فاصعد المنبر فأخبر به الناس. فصعد المنبر فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال:«أيها الناس، إن جعفر بن أبي طالب مرّ مع جبريل و ميكائيل و له جناحان، عوّضه اللّه من يديه فسلّم علي». ثم أخبرهم كيف كان أمره حيث لقي المشركين. فاستبان الناس من بعد ذلك اليوم الذي أخبر به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن جعفرا لقيهم، فلذلك سمي الطيار في الجنة.

و عن ابن عباس قال (2):قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«دخلت الجنة البارحة فنظرت، فإذا جعفر يطير على الملائكة، و إذا حمزة متكئ على سرير. و ذكر ناسا من أصحابه»[14134].

ص: 134


1- الإصابة 238/1.
2- رواه المزي في تهذيب الكمال 411/3 من طريق زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس، و ذكره.

و عن علي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«عرفت جعفرا في رفقة من الملائكة يبشرون أهل بيشة بالمطر»[14135].

و بيشة قرية باليمن (1).

و عن عامر الشعبي قال:

أصيب جعفر بن أبي طالب بالبلقاء يوم مؤتة (2)،فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اللهم اخلف جعفرا في أهله، كأفضل ما خلّفت عبدا من عبادك الصالحين» (3)[14136].

قال الواقدي و غيره:

خرج جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة سنة خمس من مبعث النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قدم سنة سبع من الهجرة، و قتل سنة ثمان من الهجرة بمؤتة (4) هو و زيد بن حارثة و عبد اللّه بن رواحة.

و عمّر جعفر ثلاثا و ثلاثين سنة (5)،و قيل: قتل و هو ابن خمس و عشرين سنة (6).

[9804] جعفر بن عبد الجبار، و يقال ابن عبد الرزاق

ابن محمد بن جبير بن عبد الرحمن، أبو محمد القراطيسي

حدث عن يحيى بن أيوب بسنده عن أبي هريرة، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من سأله جاره أن يغرز خشبة في جداره فلا يمنعه» (7)[14137].

مات أبو محمد جعفر سنة ثلاث و عشرين و ثلاث مائة.

ص: 135


1- بيشة بالهاء اسم قرية غناء في واد كثير الأهل من بلاد اليمن، بينها و بين قبالة أربعة و عشرون ميلا.(معجم البلدان 529/1).
2- إلى هنا أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 109/2 رقم 1475.
3- طبقات ابن سعد 39/4.
4- إلى هنا رواه المزي في تهذيب الكمال 411/3 نقلا عن الواقدي.
5- الخبر في تهذيب الكمال 412/3 من طريق إسماعيل بن بهرام حدثنا علي بن عبد اللّه من ولد جعفر الطيار.
6- و هو قول جعفر بن محمد، و قال الزبير بن بكار كانت سنه يوم قتل إحدى و أربعين سنة و قيل إنه قتل و هو ابن ثلاثين سنة، قال داود بن القاسم: و حديث جعفر بن محمد أصحهما عندنا.
7- أخرجه أحمد بن حنبل في المسند 488/3 رقم 9968 من طريق عبد الرحمن عن مالك عن الزهري عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة، رفعه.

[9805] جعفر بن عبد الرزاق بن عبد الوهاب

ابن عبد الرزاق أبو الحسين المهندس

من موالي يحيى بن الحكم بن أبي العاص أخي مروان بن الحكم.

روى عن محمد بن أحمد بن عمارة بسنده عن النعمان بن بشير قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (1):

«إن الدعاء هو العبادة، ثم قرأ: وَ قٰالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبٰادَتِي [سورة غافر، الآية:60].

توفي أبو الحسين جعفر في جمادى الأولى سنة خمس و تسعين و ثلاث مائة.

[9806] جعفر بن عبد الواحد بن جعفر

ابن سليمان بن علي بن عبد اللّه بن العباس

ابن عبد المطلب الهاشمي القاضي

روى عن روح بن عبادة، بسنده عن علي بن أبي طالب قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لا تنظر إلى فخذ حيّ و لا ميت، فإن الفخذ عورة»[14138].

كان جعفر بن عبد الواحد كذابا، يضع الحديث، و في سنة خمسين و مائتين نفي عن قضاء القضاة إلى البصرة، بسبب كلام روي عنه إلى المستعين، و كان من حفاظ الحديث، و كانت له بلاغة و لسن، و كان بخيلا، و كان بسرّمن رأى يستهدي الرطب، و كان له صديق يوجه كل يوم بسلّة رطب مع غلام له، فقال له: إن الغلام يشعث السلة فاختمها، ففعل، فوجدها قد تشعثت فقال له: إن أردت أن تبرني بها فاختمها بعد أن تودعها زنبورين يكونان فيها، فكان يجيئه بها، فإذا فتحها طار الزنبوران، و علم أن اليد لم تدخل فيها، و توفي جعفر ابن عبد الواحد سنة ثمان و خمسين، و قيل سنة ثمان و ستين و مائتين.

ص: 136


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 373/6 من طريق عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن الأعمش و منصور عن ذر عن يسيع الكندي عن النعمان بن بشير، رفعه.

و قال أبو أحمد الحسن بن محمد يرثي عمه القاضي جعفر بن عبد الواحد:

ما اختصّ أهلوك بالرّزايا *** كلّ على فقدك المرزّى

و ما المعزّي عليك أولى *** من المعزّى بأن يعزّى

[قال أبو محمد بن أبي حاتم] (1):

[جعفر بن عبد الواحد الهاشمي روى عن.... (2) روى عنه هلال بن العلاء الرقي سمعت أبي يقول: كان جعفر بن عبد الواحد وصل حديثا لعبد اللّه بن مسلمة زاد فيه أنسا فدعا عليه القعنبي، فافتضح] (3).

[قال أبو أحمد بن عدي] (4):

[جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، منكر الحديث عن الثقات، و يسرق الحديث.

قال الشيخ:

و هذه الأحاديث التي ذكرتها عن جعفر بن عبد الواحد، كلها بواطيل، و بعضه سرقه من قوم. و له غير هذه الأحاديث من المناكير و كان يتهم بوضع الحديث.

و أحاديث جعفر إما أن تكون تروى عن ثقة بإسناد صالح و متن منكر، فلا يكون إسناده و لا متنه محفوظا، و إما أن يكون سرق الحديث من ثقة يكون قد تفرد به ذلك الثقة عن الثقة فيسرق منه فيرويه عن شيخ ذلك الثقة.

و إما أن يجازف إذا سمع بحديث لشعبة أو لمالك أو لغيرهم و يكون قد تفرد عنهم رجل فلا يحفظ الشيخ ذلك الرجل فيلزقه على إنسان غيره و لا يكون لذلك الرجل في ذاك الحديث ذكر و لا يرويه. و كذلك سرقه أيضا محمد بن الوليد بن أبان مولى بني هاشم بغدادي و غيرهما] (5).

ص: 137


1- زيادة للإيضاح.
2- بياض في الجرح و التعديل.
3- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن الجرح و التعديل 483/1/1-484.
4- زيادة للإيضاح.
5- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن الكامل لابن عدي 153/2-155.

[قال الدار قطني: يضع الحديث، و قال أبو زرعة: روى أحاديث لا أصل لها.

قال أبو زرعة: أخاف أن تكون دعوة الشيخ الصالح أدركته] (1).

[قال أبو بكر الخطيب] (2):

[جعفر بن عبد الواحد بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب ولي قضاء القضاة بسرّمن رأى في سنة أربعين و مائتين. و حدث بها عن محمد بن عباد الهنائي. و هارون بن إسماعيل الخزاز، و أبي عاصم النبيل، و أبي عتاب الدلال، و عبيد ابن إسحاق العطار، و محمد بن أبي مالك المازني، روى عنه: أحمد بن هارون البرويجي، و محمد بن محمد الباغندي، و محمد بن أحمد بن موسى السوانيطي، و علي بن سراج، و عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن رشدين المصريان] (3).

[9807][جعفر بن عبيد اللّه

أبو الفضل الدمشقي

كتب عنه ببغداد أبو البركات هبة اللّه بن المبارك السقطي و أبو الوفاء أحمد بن الحسين، سمع منه سنة تسع و تسعين و أربعمائة و مولده سنة أربع و عشرين و أربعمائة. و من شعره:

شربت على زهر البنفسج قهوة *** بجنح الدياجي و هي في الكاس مقباس

توهمها في الكاس وهمي فخلتها *** لرقتها نورا يلوح به الكاس

و قبلتها أحسو لذيذ شرابها *** فقلت: فمي المشكاة و الراح نبراس

و منه:

للّه يوم سرور قد نعمت به *** فيه على الراح و الريحان معتكف

و الكأس كالبدر في ليل الكسوف إذا *** قد انجلى بعضه و البعض منكسف]

ص: 138


1- ما بين معكوفتين زيادة عن ميزان الاعتدال 412/1-413.
2- زيادة للإيضاح.
3- ما بين معكوفتين استدرك عن تاريخ بغداد 173/7.

[9808] جعفر بن عمرو بن أمية بن خويلد

ابن عبد اللّه بن إياس بن عبد بن ناشرة بن كعب

ابن جدي بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة

ابن كنانة بن خزيمة بن مدركة الضمري المديني

[و هو أخو عبد الملك بن مروان من الرضاعة.

روى عن إبراهيم بن عمرو صاحب كردم بن قيس، و أنس بن مالك، و أبيه عمرو، و مسلم بن الأجدع الليثي، و وحشي بن حرب الحبشي.

روى عنه بكير بن عبد اللّه بن الأشج، و ابن أخيه الزبرقان بن عبد اللّه بن عمرو، و أخوه الزبرقان بن عمرو، و سليمان بن يسار، و عبد اللّه بن زيد الجرمي، و عبد العزيز بن عبد العزيز ابن عبد اللّه، و محمد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان، و محمد بن مسلم الزهري، و يعقوب بن عمرو بن عبد اللّه بن عمرو بن أمية الضمري، و يوسف بن أبي ذرة، و أبو سلمة بن عبد الرحمن] (1).

[قال أبو عبد اللّه البخاري] (2):

[جعفر بن عمرو بن أمية، سمع أباه، سمع منه الزهري، و أبو سلمة، يعد في أهل المدينة، الضمري] (3).

[قال أبو محمد بن أبي حاتم] (4):

[جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، روى عن أبيه، روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن، و الزهري، سمعت أبي يقول ذلك] (5).

ص: 139


1- ما بين معكوفتين استدرك عن تهذيب الكمال 414/3-415.
2- زيادة للإيضاح.
3- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن التاريخ الكبير 193/2/1.
4- زيادة للإيضاح.
5- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن الجرح و التعديل 484/1/1.

[قال أحمد بن عبد اللّه العجلي: مدني تابعي ثقة، من كبار التابعين، و أبوه من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم] (1).

[قال خليفة بن خياط ] (2):

[جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، مات سنة خمس أو ست و تسعين] (3).

حدث عن أبيه قال:

رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يحتزّ من كتف فيأكل منها، فدعي إلى الصلاة فقام، و طرح السكين فصلى و لم يتوضأ[14139].

و حدث عن أبيه قال:

قلت: يا رسول اللّه، أرسل و أتوكل، أو أقيّد و أتوكل ؟ قال:«بل قيّد و توكل»[14140].

و كان (4) جعفر أخا عبد الملك بن مروان من الرضاعة، فوفد على عبد الملك بن مروان في خلافته فجلس في مسجد دمشق، و أهل الشام يعرضون على ديوانهم، قال: و تلك اليمانية حوله يقولون: الطاعة الطاعة، فقال جعفر: لا طاعة إلا للّه فوثبوا عليه، و قالوا: توهن الطاعة، طاعة أمير المؤمنين! حتى ركّبوا الأسطوان عليه، قال: فما أفلت إلا بعد جهد، و بلغ الخبر عبد الملك فأرسل إليه فأدخل عليه، فقال: أ رأيت ؟ هذا من عملك، أما و اللّه لو قتلوك، ما كان عندي مثل (5) شيء، ما دخولك في أمر لا يعنيك! ترى قوما يشدون ملكي و طاعتي، فتجيء فتوهنه أنت، إياك إياك.

و مات جعفر بن عمرو في خلافة الوليد بن عبد الملك، سنة خمس أو ست و تسعين.

ص: 140


1- زيادة عن تهذيب الكمال 414/3.
2- زيادة للإيضاح.
3- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن طبقات خليفة ص 431.
4- الخبر في طبقات ابن سعد 247/5 و رواه المزي في تهذيب الكمال نقلا عن ابن سعد.
5- كذا، و في ابن سعد: فيك، و هو أشبه.

[9809] جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد

ابن موسى بن الحسن بن الفرات

أبو الفضل المعروف بابن حنزابة البغدادي الوزير

سكن مصر و وزر بها لكافور الإخشيدي، و كان أبوه وزيرا للمقتدر، و اجتاز أبو الفضل بدمشق و سمع بها.

[حدث عن أبي حامد محمد بن هارون الحضرمي، و الحسن بن محمد الداركي، و أبي يعلى محمد بن زهير الأبلّي، و محمد بن حمزة بن عمارة الأصبهاني، و محمد بن جعفر الخرائطي، و محمد بن سعيد الحمصي، و عدة.

حدث عنه: الدار قطني، و عبد الغني بن سعيد المصري، و طائفة] (1).

[قال أبو بكر الخطيب] (2):

[جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد بن الفرات، أبو الفضل، المعروف بابن حنزابة الوزير. نزل مصر و تقلد الوزارة لأميرها كافور، حدث أبو الفضل عن محمد بن هارون الحضرمي، و طبقته من البغداديين و عن محمد بن سعيد الترخمي الحمصي، و محمد بن جعفر الخرائطي، و الحسين بن أحمد بن بسطام، و محمد بن زهير الأبلّيين، و الحسن بن محمد الداركي، و محمد بن عمارة بن حمزة الأصبهاني.

و كان يذكر أنه سمع من عبد اللّه بن محمد البغوي مجلسا و لم يكن عنده. فكان يقول:

من جاءني به أغنيته، فكان يملي الحديث بمصر] (3).

[قال السلفي: كان ابن حنزابة من الحفاظ الثقات المتبجحين بصحبة أصحاب الحديث مع جلال و رئاسة يروي و يملي بمصر في حال وزارته و لا يختار على العلم و صحبة أهله

ص: 141


1- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن سير الأعلام 485/16.
2- زيادة للإيضاح.
3- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن تاريخ بغداد 234/7.

شيئا، و عندي من أماليه، و من كلامه على الحديث و تصرفه الدال على حدة فهمه و وفور علمه.

نقل بعضهم أن ابن حنزابة بعد موت كافور وزّر للملك أبي الفوارس أحمد بن علي بن الإخشيذ، فقبض على جماعة من أرباب الدولة، و صادرهم. قيل: كان ابن حنزابة متعبدا، ثم يفطر ثم ينام، ثم ينهض في الليل، و يدخل بيت مصلاه فيصف قدميه إلى الفجر] (1).

حدث عن إبراهيم بن محمد بن أبي عباد بسنده عن عبيدة السلماني:

أن عليا ذكر أهل النهروان فقال: فيهم رجل متدردر اليد (2)،أو مثدّن اليد (3)،أو مخدج اليد، لو لا أن ينظروا لأنبأتكم بما وعد اللّه الذين قتلوهم على لسان محمد صلى اللّه عليه و سلم قال عبيدة: فقلت لعلي: أنت سمعته ؟ قال: إي و ربّ الكعبة.

و من شعر أبي الفضل جعفر بن حنزابة (4):

من أخمل النّفس أحياها و روّحها *** و لم يبت طاويا منها على ضجر

إنّ الرياح إذا اشتدت عواصفها *** فليس ترمي سوى العالي من الشّجر

أملى الحديث بمصر، و بسببه خرج أبو الحسن الدار قطني إلى هناك، و أقام عنده مدة يصنّف له المسند، و حصل له من جهته مال كثير (5)،و لم يزل في أيام عمره يصنع أشياء من المعروف عظيمة، و ينفق نفقات كثيرة على أهل الحرمين من الأشراف و غيرهم، إلى أن تمّ له أن اشترى بالمدينة دارا إلى جانب المسجد، من أقرب الدور إلى القبر، ليس بينه و بين القبر إلا الحائط و طريق في المسجد، و أوصى أن يدفن فيها، و قرر عند الأشراف ذلك فسمحوا له بذلك و أجابوه إليه، فلما مات و حمل تابوته من مصر إلى الحرمين، خرجت الأشراف من مكة و المدينة لتلقّيه و النيابة في حمله، إلى أن حجّوا به و طافوا و وقفوا بعرفة، ثم ردوه إلى المدينة و دفنوه في الدار التي أعدها لذلك (6).

ص: 142


1- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن سير الأعلام 485/16-487.
2- متدردر اليد بمعنى أن له يدا تذهب و تجيء (اللسان: درر).
3- مثدن اليد أي تشبه يده ثدي المرأة (اللسان: ثدن).
4- البيتان في تاريخ بغداد 235/7 و الوافي بالوفيات 119/11 و وفيات الأعيان 349/1.
5- تاريخ بغداد 234/7-235.
6- الخبر رواه ابن خلكان في الوفيات 349/1 نقلا عن الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق.

ولد أبو الفضل جعفر بن الفرات في ذي الحجة سنة ثمان و ثلاث (1) مائة و توفي قيل:

سنة تسعين (2).قالوا: و هو الصحيح، و قيل: توفي سنة إحدى و تسعين و ثلاث مائة (3).

[9810][جعفر بن فلاح الأمير

والي دمشق من قبل المعز صاحب مصر. و هو أول أمير وليها لبني عبيد، و كان قد خرج مع القائد جوهر و فتح معه مصر، ثم سار فغلب على الرملة سنة ثمان و خمسين [و ثلاثمائة] و بعد أيام غلب على دمشق بعد أن قاتل أهلها أياما، و كان بها مريضا.

أقام بها إلى سنة ستين و نزل الدكة فوق نهر يزيد فقصده الحسن بن أحمد القرمطي و قتله سنة ستين و ثلاثمائة و قتل من خواص الأمير جعفر جماعة و كان رئيسا جليل القدر ممدحا.

و فيه يقول أبو القاسم محمد بن هانئ الأندلسي:

كانت مساءلة الركبان تخبرني *** عن جعفر بن فلاح أطيب الخبر

حتى التقينا فلا و اللّه ما سمعت *** أذني بأحسن مما قد رأى بصري]

[9811] جعفر بن محمد بن أحمد بن حمّاد

ابن صبيح بن زياد التميمي

والد الفضل بن جعفر.

روى عن محمود بن خالد بسنده عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة»[14141].

ص: 143


1- تاريخ بغداد 235/7.
2- و هو قول محمد بن المبارك الصوري، كما في تاريخ بغداد 235/7.
3- و هو قول عبد اللّه بن سبعون القيرواني، قال: و هذا القول الصحيح، يعني أنه مات سنة 391 بمصر. و ذكر بعض المصريين أنه توفي يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من ربيع الأول.

و في رواية عن أبي أمامة أنه سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إنه لا يلبس الحرير في الدنيا إلا من لا خلاق له في الآخرة»[14142].

[9812] جعفر بن محمد بن بكر

أبو العباس البالسي

[سمع النفيلي و الحكم بن موسى] (1).

روى عن الحكم بن موسى بسنده عن عبد اللّه بن عمرو قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«إن اللّه لا يقبض العلم انتزاعا من صدور الرجال، و لكن يقبضه بقبض العلماء، حتى إذا لم يترك عالما، اتخذ الناس رؤساء جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلّوا و أضلّوا»[14143].

و روى عن هشام بن عمار بسنده عن أبي الدرداء قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لو تعلمون ما أنتم لاقون بعد الموت ما أكلتم طعاما على شهوة أبدا، و لا شربتم شرابا على شهوة أبدا، و لا دخلتم بيتا تستظلون به، و لمررتم إلى الصعدات تكدمون صدوركم و تبكون على أنفسكم». ثم قال حين حدث بهذا الحديث: لوددت أني شجرة أعضد في كل عام فأوكل[14144].

[9813] جعفر بن محمد بن جعفر بن رشيد

أبو الفضل الكوفي

حدث بدمشق عن سليمان بن عبد الرحمن بسنده عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لا يقولن أحدكم: صمت رمضان، و قمت رمضان، و لا صنعت في رمضان كذا و كذا، فإن رمضان اسم من أسماء اللّه العظام. و لكن قولوا: شهر رمضان، كما قال ربكم في كتابه»[14145].

ص: 144


1- ما بين معكوفتين زيادة عن سير الأعلام 108/14.

[9814] جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام

ابن عبد ربه بن زيد بن خالد بن قيس بن عمرو بن عدي

ابن ربيعة بن الحارث أبو عبد اللّه الكندي، المعروف

بابن بنت عدبّس، أخو هشام بن محمد الكندي

أصله من الكوفة.

[حدث عن يزيد بن عبد الصمد، و أبي زرعة، و أحمد بن فيل البالسي، و عبد الباري الجسريني و خلق كثير.

حدث عنه: أبو عبد اللّه بن مندة، و تمام الرازي، و عبد الرحمن بن نصر، و عبد اللّه بن أحمد بن معاذ الداراني، و عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي] (1).

روى عن يزيد بن محمد بن عبد الصمد بسنده عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«طلب العلم فريضة على كل مسلم».

توفي في سنة سبع و أربعين و ثلاث مائة (2).و كان مولده سنة ثمان و خمسين و مائتين، و كان سنّة قد نيّف على الثمانين.

[قال الكتاني: ثقة مأمون] (3).

[9815] جعفر بن محمد بن الحارث أبو محمد المراغي

أحد الرحالين في طلب الحديث و جمعه، سمع بدمشق و غيرها، كتب الحديث بأصابعه نيفا و ستين سنة، و لم يزل يكتب إلى أن توفاه اللّه، و كان من أعرف الناس فيه، و أثبتهم، رحمة اللّه عليه.

حدث جعفر بن محمد عن أبي الأزهر جماهر بن محمد الغساني (4) بسنده عن الأوزاعي قال:

ص: 145


1- ما بين معكوفتين استدرك للإيضاح عن سير الأعلام 470/15.
2- سير الأعلام 470/15 و زيد فيه في ربيع الآخر.
3- زيادة عن سير الأعلام 151/16.
4- جماهر بن محمد بن أحمد بن حمزة أبو الأزهر الغساني الزملكاني الدمشقي ترجمته في سير الأعلام 406/14.

كانوا يستحبون أن يحدثوا أهل الشام بفضائل أهل البيت، ليرجعوا عما كانوا عليه.

أنشد جعفر بن الحارث المراغي لمنصور الفقيه:

لي حيلة فيمن ينمّ *** و ليس في الكذّاب حيله

من كان يكذب ما يري *** د مخيلتي فيه قليله

و أنشد له أيضا:

الكلب أحسن عشرة *** و هو النّهاية في الخساسه

ممّن ينازع في الرئا *** سة قبل أوقات الرئاسه

توفي أبو محمد المراغي في رجب سنة ست و خمسين و ثلاث مائة، و هو ابن نيّف و ثمانين سنة.

[9816] جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض

أبو بكر الفريابي القاضي

قدم دمشق و سمع بها.

[حدث عن شيبان بن فروخ، و محمد بن أبي بكر المقدمي، و هدبة بن خالد و قتيبة بن سعيد، و أبي مصعب الزهري، و إسحاق بن راهويه، و أبي جعفر النفيلي، و سليمان ابن بنت شرحبيل، و محمد بن عائذ، و هشام بن عمار، و صفوان بن صالح، و أبي بكر بن أبي شيبة، و إبراهيم بن الحجاج السامي، و علي ابن المديني، و عبد الأعلى بن حماد، و عثمان بن أبي شيبة، و أبي قدامة السرخسي، و يزيد بن موهب الرملي، و هدبة بن عبد الوهاب المروزي، و إسحاق بن موسى الخطمي، و محمد بن عثمان بن خالد العثماني، و عمرو بن علي الفلاس، و عبد اللّه بن جعفر البرمكي، و الهيثم بن أبوب الطالقاني، و أبي كامل الجحدري، و أحمد بن عيسى التستري، و محمد بن عبيد بن حساب، و عبيد اللّه بن معاذ، و محمد بن

ص: 146

العلاء، و تميم بن المنتصر، و عبد العزيز بن يحيى، و منجاب بن الحارث، و محمد بن مصفى.

حدث عنه: أبو بكر النجاد، و أبو بكر الشافعي، و أبو علي بن الصواف، و أبو القاسم الطبراني، و أبو الطاهر الذهلي، و أبو بكر القطعي، و أبو أحمد بن عدي، و أبو بكر الإسماعيلي، و أبو بكر الجعابي، و أبو القاسم علي بن أبي العقب، و أبو علي بن هارون، و أبو حفص عمر بن الزيات، و أبو بكر الآجري، و عبد الباقي بن قانع، و محمد بن عبد اللّه والد تمام الرازي، و الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي، و عبيد اللّه بن عبد الرحمن الزهري] (1).

حدث عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي سنة ثمان و تسعين و مائتين، بسنده عن ابن عباس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مرّ بشاة - يعني ميتة - فقال:«هلا استمتعتم بجلدها؟» قالوا: يا رسول اللّه، إنّها ميتة، قال:«إنما حرّم أكلها» (2)[14146].

و روى عن صفوان بن صالح بسنده عن فضالة بن عبيد الأنصاري قال (3):

غزونا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غزوة تبوك، فجهد الناس جهدا شديدا، فشكوا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما بظهرهم من الجهد، فتخير لهم (4) مضيقا سار الناس فيه، و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«مرّوا بسم اللّه». فمروا، فجعل ينفخ بظهرهم و هو يقول:«اللهم احمل عليها في سبيلك، فإنك تحمل على القوي و الضعيف، و الرطب و اليابس، في البر و البحر» قال: فما بلغنا المدينة حتى جعلت تنازعنا أزمّتها. قال فضالة: فقلت هذه دعوة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على القوي و الضعيف، فما بال الرطب و اليابس ؟ قال: فلما قدمنا الشام غزونا غزوة قبرس في البحر، و رأيت السفن و ما تحمل فيها، عرفت دعوة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[14147].

ص: 147


1- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن سير الأعلام 97/14.
2- رواه أحمد بن حنبل في المسند 795/1 رقم 3521 عن روح حدثنا شعبة عن يعقوب بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس: ماتت شاة ميمونة فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم: هلا استمتعتم بإهابها؟ فقالوا: إنها ميتة. فقال:«إن دباغ الأديم طهوره».
3- أخرجه أحمد بن حنبل في المسند 248/9 رقم 24010 من طريق عصام بن خالد الحضرمي حدثنا صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد أن فضالة بن عبيد الأنصاري كان يقول، و ذكره.
4- في المسند: فتحين بهم.

ولد الفريابي في سنة سبع و مائتين (1).

قال جعفر بن محمد الفريابي (2):

انصرفت من مجلس عبيد اللّه بن معاذ بالبصرة، فإذا بحلقة و بجماعة من الناس قيام، فنظرت فإذا بشاب مجنون، فقيل لي: يا فتى، تؤذن في أذنه ؟ فقلت: أمسكوا يده و رجله (3)، و أذنت في أذنه، فلما بلغت: أشهد أن محمدا رسول اللّه، قال لي: على لسان المجنون بصوت يسمعه الحاضرون: من لسوم محمد مكن (4) يعني أنا انصرف و لا تذكر محمدا.

قال أبو أحمد بن عدي:

رأيت مجلس الفريابي تجوز فيه خمسة عشر ألف محبرة و كنا نحتاج أن نبيت في موضع المجلس، لنجد من الغد موضع مجلس (5).

[قال أبو بكر الخطيب] (6):

[جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض، أبو بكر الفريابي، قاضي الدينور، أحد أوعية العلم، و من أهل المعرفة و الفهم، طوّف شرقا و غربا، و لقي أعلام المحدثين في كل بلد، و سمع بخراسان و ما وراء النهر، و العراق و الحجاز، و مصر، و الشام، و الجزيرة، ثم استوطن بغداد، و حدث بها.

قال الحسن بن شهاب العكبري: سمعت أبا علي ابن الصواف يقول: سمعت الفريابي يقول: كتبت الحديث سنة أربع و عشرين و مائتين من المشرق إلى المغرب فما رأيت أحدا يقرأ عليه، و لا قرأت على أحد، إلا على أبي مصعب الزهري بالمدينة، فإنه قد كان ثقل لسانه، و على المعلى بن مهدي بالموصل.

أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: بلغني عن شيخنا أبي حفص عمر بن محمد بن

ص: 148


1- سير أعلام النبلاء 96/14 و الوافي بالوفيات 146/11.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 201/7 من طريق الحسن بن محمد الخلال و أحمد بن محمد العتيقي، و اللفظ له، قالا حدثنا عمر بن محمد بن علي الزيات. قال: سمعت جعفر بن محمد الفريابي يقول: و ذكره.
3- في تاريخ بغداد: أمسكوا يديه و رجليه.
4- كذا في مختصر ابن منظور: من لسوم محمد مكن. و الذي في تاريخ بغداد: من بشوم محمد مكوا.
5- سير أعلام النبلاء 98/14 و 100.
6- زيادة للإيضاح.

علي الزيات أنه قال: لما ورد أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي إلى بغداد و استقبل بالطيارات و الزبازب و وعد الناس له إلى شارع المنار ليسمعوا منه، فاجتمع الناس، فحزر من حضر مجلسه لسماع الحديث، فقيل نحو ثلاثين ألفا، و كان المستملون ثلاثمائة و ستة عشر.

كان ثقة، أمينا، حجة.

و قال أحمد بن كامل القاضي: جعفر الفريابي كان مكثرا في الحديث، مأمونا موثوقا به] (1).

[قال الدار قطني: قطع الفريابي الحديث في شوال سنة ثلاثمائة.

و قال الحافظ أبو علي النيسابوري: دخلت بغداد و الفريابي حي، و قد أمسك عن التحديث، و دخلنا عليه غير مرة، و نكتب بين يديه، كنا نراه حسرة.

و قال القاضي أبو الوليد الباجي: جعفر الفريابي ثقة متقن] (2).

مات الفريابي ببغداد، سلخ ذي الحجة (3)،سنة ثلاث مائة، و المحفوظ سنة إحدى و ثلاث مائة. و ولد سنة سبع و مائتين، و كان عمره أربعا و تسعين سنة.

[9817] جعفر بن محمد بن حمّاد

أبو الفضل القلانسي

من أهل الرملة: سكن عسقلان، و حدّث بدمشق.

[عن عفان، و آدم.

لقيه الطبراني و خيثمة. صدوق عابد، كبير القدر] (4).

روى عن أحمد بن يونس بسنده عن داود بن علي عن أبيه عن جده قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

ص: 149


1- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن تاريخ بغداد 199/7-202.
2- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن سير الأعلام 98/14-100.
3- قال أبو بكر الخطيب و قول عيسى بن حامد بن بشر أنه مات لأربع بقين من المحرم هو الصحيح، و ذكره كذلك غير واحد، تاريخ بغداد 202/7.
4- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن سير الأعلام 108/14.

«صوموا عاشوراء و خالفوا فيه اليهود صوموا قبله يوما و بعده يوما»[14148].

توفي في الرملة سنة إحدى و ثمانين و مائتين، و قيل: سنة ثمانين.

[9818] جعفر بن محمد بن سعيد بن شعيب

ابن عبد اللّه بن عبد الغفار، و قيل ابن شعيب

ابن ذكوان بن أبي أمية أبو عبد اللّه العبدري

مولى بني عبد الدار من أهل بج (1) حوران من إقليم باناس.

[حدث عن الفضل بن العباس و أبي علي الحسين بن محمد بن جعفر الحلبي، المعروف بابن البطناني، و أبي محمد عبد الرحيم بن علي بن محمد الأنصاري المؤذن و أحمد ابن عبد الوهاب بن نجدة، و أبي عبد الملك ابن البسري، و زكريا بن يحيى السجزي، و أحمد ابن أنس بن مالك و أبي زرعة الدمشقي.

روى عنه: أبو مسلم محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللّه بن مهران، و أبو العباس محمد بن موسى السمسار، و أحمد بن عبد اللّه البرامي، و إبراهيم بن محمد بن سنان، و أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد، و أبو الحسين الكلابي] (2).

روى عن أبي عبد اللّه أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة بسنده عن أنس بن مالك قال:

مطرت السماء بردا، فقال أبو طلحة: ناولني من ذلك البرد، فناولته، فجعل يأكل و هو صائم و ذلك في رمضان - قال أبو سليمان: أشك في رمضان وحده - قال: قلت: أ لست صائما؟ قال: بلى إن هذا ليس بطعام و لا شراب، و إنه بركة نزلت من السماء نطهّر به بطوننا.

قال أنس: فأتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم، فذكرت ذلك له فقال:«خذ عن عمك» قال عبد الوارث: سمعته من علي بن زيد و إلا فصمّتا، و قال كلّ راو كذلك، إلى ابن عساكر.

و حدث عن أحمد بن نجدة أيضا بسنده عن ابن عباس قال:

ص: 150


1- بج حوران: الجيم مشددة، من أعمال دمشق، و نقل ياقوت عن أبي القاسم ابن عساكر قوله: قرية كانت على باب دمشق.
2- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن معجم البلدان 339/1-340 نقلا عن ابن عساكر.

عاش فرعون أربع مائة سنة، و كان طوله ستة أشبار، و كان اسمه الوليد بن مصعب، و كانت كنيته أبو مرة.

توفي سنة تسع و عشرين و ثلاث مائة [في ربيع الأول] (1).

[9819] جعفر بن محمد بن سوار بن سنان

أبو محمد النيسابوري الحافظ

[سمع قتيبة بن سعيد، و إسحاق بن راهويه، و إبراهيم بن يوسف، و علي بن حجر، و أبا مصعب الزهري، و أبا مروان محمد بن عثمان بن خالد، و يعقوب بن حميد بن كاسب، و عثمان بن أبي شيبة، و أحمد بن منيع، و أبا كريب، و خلقا سواهم.

دخل الشام بأخرة فكتب عن: محمد بن عوف الطائي، و يوسف بن سعيد بن مسلم.

حدث عنه: أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، و المؤمل بن الحسن، و أبو حامد ابن الشرقي، و الشيوخ] (2).

[قال أبو بكر الخطيب] (3):

[جعفر بن محمد بن سوار، أبو محمد النيسابوري، كان ثقة، قدم بغداد و حدث بها فروى عنه من أهلها محمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي، و محمد بن العباس بن نجيح الحافظ ] (4).

[ذكره الحاكم فقال: من أكابر الشيوخ، و أكثرهم حديثا و اتقانا. حدث بنيسابور، و بغداد، و كان من علماء هذا الشأن، يقع لنا حديثه عاليا في جزء ابن نجيد] (5).

حدث عن قتيبة بن سعيد بسنده عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«و الذي نفس محمد بيده، لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا و لضحكتم قليلا»[14149].

ص: 151


1- زيادة عن معجم البلدان نقلا عن ابن عساكر.
2- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن سير الأعلام 574/13.
3- زيادة للإيضاح.
4- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن تاريخ بغداد 191/7.
5- الزيادة بين معكوفتين عن سير الأعلام 574/13-575.

و بإسناده أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«قال اللّه عز و جل: أنفق أنفق عليك».

توفي جعفر بن سوار سنة ثمان و ثمانين و مائتين (1).

[9820]- جعفر بن محمد بن عبد اللّه بن أحمد

ابن العباس بن إدريس بن محمد بن جعفر بن إبراهيم

ابن علي بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب

أبو محمد الجعفري النيسابوري

قدم دمشق و حدث بها.

روى عن أحمد بن محمد الغزال بطوس بسنده عن أنس بن مالك، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من وعده اللّه على عمل ثوابا، فهو منجزه له، و من وعده على عمل عقابا فهو فيه بالخيار»[14150].

[9821] جعفر بن محمد بن علي بن يزيد بن عبد اللّه

أبو محمد الهمداني، المعروف بالمليح

سمع بدمشق.

حدث عن هلال بن العلاء بسنده عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من جلس في مجلس كثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم: سبحانك ربنا و بحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك ثم أتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه»[14151].

[9822] جعفر بن محمد بن الفضل بن عبد اللّه

أبو القاسم البغدادي الدقاق، المعروف بابن المارستاني

نزيل مصر. قرأ بصيدا و ببغداد، و ولد سنة ثمان و ثلاث مائة.

ص: 152


1- زيد في تاريخ بغداد 191/7 نقلا عن أبي الفضل محمد بن إبراهيم قوله: توفي يوم الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة مضت من ذي القعدة. و قال الحاكم: و صلى عليه ابن خزيمة. و قال الذهبي في سير الأعلام: هو من أبناء السبعين و زيادة.

[حدث عن أبي بكر بن مجاهد، و محمد بن مخلد، و أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي.

حدثنا عنه الحسن بن محمد الخلال، و محمد بن عمر الداودي، و الحسن بن علي ابن المذهب، و علي بن المحسن التنوخي.

قال لي التنوخي:

قدم علينا من مصر في سنة أربع و ثمانين و ثلاثمائة و قال: ولدت ببغداد في سنة ثمان و ثلاثمائة.

قال التنوخي: و كان صاحب رحلة، سمع الناس منه فأكثروا. و روى قراءات و كتبا مصنفة.

حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول: أبو القاسم جعفر بن محمد بن الفضل بن عبد اللّه الدقاق المعروف بابن المارستاني هو بغدادي، قدم بغداد من مصر في سنة أربع و ثمانين و ثلاثمائة. حدث عن ابن مجاهد بكتاب القراءات، و حدث عن ابن صاعد و أبي بكر النيسابوري.

قيل للدار قطني بحضرتي: إنه يدّعي عن هؤلاء المشايخ ؟ فقال: يكذب، ما سمع من ابن مجاهد، و لا من هؤلاء] (1).

[قال حمزة السبعي: سمعت أبا زرعة محمد بن يوسف يقول: جعفر الدقاق الحافظ ليس بمرضي في الحديث، و لا في دينه، و كان فاسقا كذابا] (2).

حدث عن الحسين بن الخضر بسنده عن أبي هند الداري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«قال اللّه عز و جل: اذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي، فمن ذكرني و هو مطيع فحق علي أن أذكره مني بمغفرتي، و من ذكرني و هو لي عاص فحق علي أن أذكره بمقت»[14152].

قال محمد بن علي الصوري:

كان كذابا، و مات بمصر في سنة سبع و ثمانين و ثلاث مائة (3).

ص: 153


1- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن تاريخ بغداد 233/7-234.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن ميزان الاعتدال 416/1.
3- قال أبو بكر الخطيب: و بلغني أنه مات في شهر ربيع الآخر من سنة سبع و ثمانين و ثلاثمائة (تاريخ بغداد 234/7).

[9823] جعفر بن محمد بن الفضيل

أبو الفضل الجزري الرّسعني

سمع بدمشق.

[روى عن إسحاق بن إبراهيم الحنيني، و إسماعيل بن مسلمة بن قعنب القعنبي، و الحسن بن بشر بن سلم، و سعيد بن الحكم بن أبي مريم، و سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، و صفوان بن صالح المؤذن، و عاصم بن يوسف اليربوعي، و عبد اللّه بن محمد بن حجر الرسعني، و عبد اللّه بن يوسف التنيسي، و عبد الغفار بن داود الحراني، و عبد القدوس ابن الحجاج الخولاني، و عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، و عبد الملك بن عبد الحميد الميموني، و عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون، و عثمان بن صالح السهمي، و علي بن عياش الحمصي، و عمرو بن عثمان الكلابي الرقي، و محمد بن حمير الحمصي، و محمد بن سليمان بن أبي داود، و محمد بن الصلت الأسدي، و محمد بن عثمان التنوخي، و محمد بن عمرو السلمي، و محمد بن كثير المصيصي، و محمد بن موسى بن أعين، و مؤمل بن إسماعيل، و الوليد بن الوليد القلانسي.

روى عنه: الترمذي، و أحمد بن إسحاق بن البهلول، و أحمد بن الحسين الجرادي، و أحمد بن علي بن المثنى، و أحمد بن محمد بن بشار، و زكريا بن يحيى السجزي، و العباس ابن حمدان الحنفي، و عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و عبدان بن أحمد الأهوازي، و علي بن حماد بن هشام، و علي بن سعيد بن بشير الرازي، و علي بن سعيد بن عبد اللّه، و علي بن الليث الحكيمي، و علي بن محمد بن الحسين الكازروني، و عمر بن حفص الكاغدي، و القاسم بن يحيى بن نصر المخرمي، و محمد بن أحمد بن حمدان بن عيسى، و محمد بن حامد بن السري البغدادي، و محمد بن الحسين بن أبي الشيخ، و موسى بن محمد بن موسى المكتب، و يعقوب بن إبراهيم البزاز، و يوسف بن يعقوب بن إسحاق البهلول التنوخي] (1).

ص: 154


1- ما بين معكوفتين زيادة عن تهذيب الكمال 432/3-434.

[قالوا أبو بكر الخطيب] (1):

[جعفر بن محمد بن فضيل، الرسعني، من أهل رأس عين، و يكنى أبا الفضل، قدم بغداد، و حدث بها.

قال عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه قال: جعفر بن محمد بن الفضيل كان برأس العين ليس بالقوي.

قال تمام بن محمد الرازي حدثنا علي بن الحسن بن علان الحراني الحافظ قال:

جعفر ابن فضيل الرسعني ثقة] (2).

[قال ابن حبان: مستقيم الحديث] (3).

حدث عن سعيد بن أبي مريم بسنده عن أبي سعيد أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول (4):

«من رآني، فقد رأى الحق، فإن الشيطان لا يتلوّن (5) بي»[14153].

[9824] جعفر بن محمد بن محمد -

و يقال: جعفر بن محمد بن خالد - البرذعي

روى عن هشام بن خالد بسنده عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«شهر رمضان شهر اللّه، و شهر شعبان شهري، و شعبان المطهّر، و رمضان المكفّر»[14154].

[9825] جعفر بن محمد بن موسى

أبو محمد النيسابوري الأعرج الحافظ

[حدث عن الحسن بن عرفة، و عبد اللّه بن هاشم، و محمد بن يحيى الذهلي، و علي ابن حرب الطائي - و إسحاق بن عبد اللّه الخشك، و عدة.

ص: 155


1- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد 177/7-178.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد 177/7-178.
3- الزيادة عن ميزان الاعتدال 415/1.
4- من هذا الطريق رواه الخطيب في تاريخ بغداد 178/7.
5- في تاريخ بغداد: يتكون.

و عنه: أبو إسحاق بن حمزة، و أبو علي النيسابوري الحافظان، و أبو بكر الإسماعيلي، و أبو بكر ابن المقرئ، و آخرون.

وثقه غير واحد، و نعتوه بالحفظ و المعرفة يقال له: جعفرك] (1).

[قال أبو بكر الخطيب] (2):

[جعفر بن محمد بن موسى، أبو محمد الأعرج النيسابوري، قدم بغداد و حدث بها.

قال حمزة بن يوسف: سألت أبا الحسن الدارقطني عن جعفر بن محمد النيسابوري الحافظ . فقال: ثقة مأمون، و عن مثله يسأل ؟] (3).

سكن حلب.

حدث عن محمد بن يحيى بسنده عن أنس قال:

كان النبي صلى اللّه عليه و سلم إذا أراد الحاجة لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض[14155].

و حدث عن إدريس بن يونس الحراني بسنده عن أبي الدرداء قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في مبلغ برّ أو إدخال السرور رفعه اللّه في الدرجات العلى من الجنة».

كان جعفر ثقة، حافظا، عالما، عارفا (4).توفي بحلب سنة سبع و ثلاث مائة (5).

[9826] جعفر بن محمد بن الوليد

حدث عن الوليد بن مسلم عن ابن جابر قال:

شكت أم عمر بن المنكدر إلى أخيه محمد بن المنكدر ما يلقاه من كثرة بكائه بالليل، فاستعان محمد عليه بأبي حازم، فدخلوا عليه، فقال أبو حازم: يا عمر، ما هذا البكاء الذي قد شكته أمك! قال: إنه إذا جن علي الليل هالني فأستفتح القرآن، فما تنقضي عني عجيبة، حتى ترد عليّ عجيبة، حتى إن الليل ينقضي، و ما قضيت نهمتي. قال: فما الذي أبكاك ؟

ص: 156


1- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن سير الأعلام 265/14.
2- زيادة للإيضاح.
3- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن تاريخ بغداد 203/7-204.
4- تاريخ بغداد 203/7.
5- تاريخ بغداد 204/7 و الوافي بالوفيات 147/11. و قال الذهبي في سير الأعلام 265/14 توفي سنة نيّف عشرة و ثلاثمائة.

قال: آية في كتاب اللّه عز و جل هي التي أبكتني: وَ بَدٰا لَهُمْ مِنَ اللّٰهِ مٰا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ [سورة الزمر، الآية:4].

[9827] جعفر المتوكل بن محمد المعتصم

ابن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد اللّه المنصور

ابن محمد بن علي بن عبد اللّه بن العباس

بويع بالخلافة بعد موت أخيه هارون الواثق (1) بمشاورة في ذلك.

قال محمد بن شجاع الأحمر (2):

دخلت على المتوكل و بين يديه نصر بن علي الجهضمي، فجعل نصر يحضّ المتوكل على الرفق، و يمدح الرفق، و يوصي به، و المتوكل ساكت، فلما سكت نصر قال المتوكل، و التفت إلى يحيى بن أكثم القاضي فقال له: أنت يا يحيى حدثتني بسندك (3) عن جرير بن عبد اللّه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«من حرم الرفق حرم الخير»[14156]. ثم أنشأ يقول:

الرّفق يمن و الأناة سعادة *** فاستأن في رفق تلاق نجاحا

لا خير في حزم بغير رويّة *** و الشّكّ وهن إن أردت سراحا

لما (4) مات الواثق أجمع (5) وصيف التركي، و أحمد بن أبي دؤاد، و محمد بن عبد

ص: 157


1- و كان ذلك في ذي الحجة سنة اثنتين و ثلاثين و مائتين، انظر سير الأعلام 31/12 و انظر ترجمة هارون الواثق، أبا جعفر، في تاريخ الخلفاء ص 400.
2- الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 166/7 من طريق محمد بن إسحاق بن إبراهيم القاضي - بالأهواز - حدثنا محمد بن هارون الهاشمي حدثني محمد بن شجاع الأحمر، فذكره.
3- كذا، و تمام السند في تاريخ بغداد: عن محمد بن عبد الوهاب عن سفيان عن الأعمش عن موسى بن عبد اللّه بن يزيد عن عبد الرحمن بن هلال عن جابر.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 165/7 من طريق الحسين بن علي الصيمري حدثنا محمد بن عمران بن موسى حدثنا أبو عبد اللّه الحكيمي حدثنا ميمون بن هارون عن جماعة سماهم، و ذكره.
5- تاريخ بغداد: اجتمع.

الملك، و أحمد بن خالد المعروف بابن (1) أبي الوزير، و عمر بن فرج، فعزم أكثرهم على تولية محمد بن الواثق، فأحضروه و هو غلام أمرد، فقال أحمد بن أبي دؤاد: أ ما تتقون اللّه! كيف تولّون مثل هذا الخلافة ؟ فأرسلوا بغا الشرابي إلى جعفر بن المعتصم فأحضروه، فقام ابن أبي دؤاد فألبسه الطويلة و دراعة، و عممه بيده على الطويلة، و قبّل بين عينيه و قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته، ثم غسّل الواثق، و صلّى عليه المتوكل و دفن.

و كان المتوكل رأى في النوم كأن سكرا سليما نيئا (2) سقط عليه من السماء، مكتوبا عليه: جعفر المتوكل على اللّه. فلما صلى على الواثق قال محمد بن عبد الملك: نسميه المنتصر، و خاض الناس في ذلك، فحدث المتوكل أحمد بن أبي دؤاد بما رآه في منامه، فوجده موافقا، فأمضى، و كتب بذلك للآفاق.

ولد المتوكل سنة سبع و مائتين، و قيل خمس، و بويع بسرّمن رأى سنة اثنتين و ثلاثين و مائتين، و كان أسمر، حسن العينين، نحيف الجسم، خفيف العارضين، إلى القصر أقرب، كنيته أبو الفضل (3)،و أمه أم ولد يقال لها شجاع، من سروات النساء سخاء و كرما (4)،و لما بويع أظهر السنة و بسطها و نصر أصحاب السنة (5).

و دخل دمشق في صفر سنة أربع و أربعين و مائتين، و كان من لدن شخص من سامراء إلى أن دخلها سبعة و سبعون يوما، و عزم على المقام بها و نقل دواوين الملك إليها، و أمر بالبناء بها، فتحرك الأتراك في أرزاقهم و أرزاق عيالاتهم، فأمر لهم بما أرضاهم، ثم استوبأ (6) البلد و ذلك أن الهواء بها بارد ندي، و الماء ثقيل (7)،و الريح تهب فيها مع العصر، فلا تزال تشتد حتى تمضي عامة الليل، و هي كثيرة البراغيث، و غلت عليه الأسعار، و حال الثلج بين السابلة و الميرة (8).و سيّر المتوكل بغا لغزو الروم، و غزا الصائفة. و أقام المتوكل بدمشق شهرين و أياما (9)،ثم رجع إلى سرمن رأى.

ص: 158


1- في تاريخ بغداد: المعروف بأبي الوزير.
2- في تاريخ بغداد: سليمانيا، مكان «سليما نيئا».
3- تاريخ بغداد 172/7.
4- تاريخ بغداد 166/7.
5- تاريخ الخلفاء ص 406 و سير الأعلام 31/12.
6- في البداية و النهاية 361/7 ثم إنه استوخمها.
7- زيد في البداية و النهاية: بالنسبة إلى هواء العراق و مائه.
8- في البداية و النهاية: و انقطعت الأجلاب بسبب كثرة الأمطار و الثلوج.
9- في البداية و النهاية: و عشرة أيام.

و كان السبب الذي عزم به المتوكل على الشخوص إلى دمشق أن خرج إلى الموضع المعروف بالمحمدية بسامراء في بعض نزهه التي كان يخرج فيها، و ذكروا بحضرته البلدان و هواء كل بلد و طيبه، و ما فيه مما يفضل به على غيره، و ذكر إسرائيل بن زكريا المتطبب المعروف بالطيفوري دمشق، و اعتدال الهواء بها و طيبها في الصيف، و قلة حرّها و برد مياهها، و كثرة البساتين و الأشجار بها، و أنها من البلدان التي يصلح لأمير المؤمنين سكناها و تلائم بدنه، و تنحلّ عنه فيها العلل التي لا تزال تعرض له في العراق عند حلول الصيف، و وافق ذلك مجيء كتاب عامل سميساط (1) بمصير الروم إلى القرى التي بالقرب من المدينة و إخرابهم إياها، فأمر المتوكل بالأهبة للسفر.

و لما نزل دمشق بنى بأرض داريا قصرا (2) عظيما، و وقعت من قلبه بالموافقة، فخرج يوما يتصيد فأجمع قوم من جنده على الفتك به، و اتصل ذلك به فرحل إلى سامراء، و قتل بها.

قال علي بن الجهم السّامي (3):

وجه إلي المتوكل فأتيته، فقال لي: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم الساعة في المنام، فقمت إليه فقال لي: تقوم إلي و أنت خليفة ؟ فقلت له: أبشر يا أمير المؤمنين، أما قيامك إليه فقيامك بالسّنة، و قد عدّك من الخلفاء. قال: فسرّ بذلك (4).

كان إبراهيم بن محمد التيمي قاضي البصرة يقول (5):

الخلفاء ثلاثة: أبو بكر الصديق، قاتل أهل الردة حتى استجابوا له، و عمر بن عبد العزيز ردّ مظالم بني أمية، و المتوكل (6) محا البدع، و أظهر السّنة.

قال محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب:

ص: 159


1- سميساط : مدينة على الشاطئ في طرف بلاد الروم، و لها قلعة.
2- سير الأعلام 31/12 نقلا عن خليفة بن خياط ، و زيد فيها: مما يلي المزة.
3- هذه النسبة إلى سامة بن لؤي، انظر الأنساب، و جمهرة ابن حزم ص 13.
4- الخبر في تاريخ بغداد 170/7.
5- الخبر رواه السيوطي في تاريخ الخلفاء ص 406 و انظر البداية و النهاية 367/7.
6- في تاريخ الخلفاء: و المتوكل في إحياء السنة و إماتة التجهم. و سير الأعلام 32/12 و فوات الوفيات 290/1.

جعلت دعائي في المشاهد كلها للمتوكل، و ذلك أن عمر بن عبد العزيز جاء اللّه به يرد المظالم، و جاء اللّه بالمتوكل يردّ الدّين.

قال هشام بن عمار (1):

سمعت المتوكل يقول: وا حسرتي (2) على محمد بن إدريس الشافعي رحمه اللّه كنت أحب أن أكون في أيامه فأراه، و أشاهده، و أتعلم منه، فإني رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في المنام ثلاث ليال متواليات و هو يقول: يا أيها الناس، إن محمد بن إدريس المطلبي قد صار إلى رحمة اللّه، و خلّف فيكم علما حسنا فاتبعوه تهتدوا (3)،فإن كلام المطلبي سنتي، يا أيها الناس، من ترحم على محمد بن إدريس الشافعي غفر اللّه تعالى له ما أسرّ و ما أعلن. ثم قال المتوكل: اللهم صلّ على محمد و على آله و أصحابه، و ارحم محمد بن إدريس رحمة واسعة، و سهّل عليّ حفظ مذهبه، و انفعني بذلك (4).

حكى علي بن الجهم عن المتوكل، كلاما، و قد بلغه أن رجلا أنكر على رجل ينتمي إلى التشيع و قال قولا أغرق فيه من مدح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فغضب المتوكل و قال: الناسب هذا المادح إلى الغلو جاهل، و هو إلى التقصير أقرب، و هل أحد بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أئمة الإسلام أحقّ بكل ثناء حسن من علي! وجّه (5) المتوكل إلى أحمد بن المعذّل و غيره من العلماء فجمعهم في داره، ثم خرج عليهم فقام الناس كلهم له غير أحمد بن المعذّل فقال المتوكل لعبيد اللّه (6):إنّ هذا لا يرى بيعتنا (7).فقال له: بلى، يا أمير المؤمنين، و لكن في بصره سوء. فقال أحمد بن المعذّل: يا

ص: 160


1- رواه السيوطي في تاريخ الخلفاء ص 412 نقلا عن ابن عساكر.
2- في تاريخ الخلفاء: وا حسرتا.
3- تاريخ الخلفاء: تهدوا.
4- عقب السيوطي على الخبر بقوله: استفدنا من هذا أن المتوكل كان متمذهبا بمذهب الشافعي، و هو أول من تمذهب من الخلفاء.
5- الخبر رواه السيوطي في تاريخ الخلفاء ص 412-413 نقلا عن ابن عساكر قال: و أخرج عن أحمد بن علي البصري قال، و ذكره، و رواه ابن كثير في البداية و النهاية 366/7 من طريق أحمد بن مروان المالكي حدثنا أحمد ابن علي البصري.
6- يعني عبيد اللّه بن يحيى بن خاقان.
7- في أصل مختصر ابن منظور: منعتنا و المثبت عن تاريخ الخلفاء.

أمير المؤمنين، ما في بصري سوء، و لكنني نزهتك من عذاب اللّه، قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«من أحب أن يتمثل له الرجال قياما، فليتبوأ مقعده من النار»[14157] فجاء المتوكل فجلس إلى جنبه.

قال يزيد المهلبي (1):

قال لي المتوكل يوما: يا مهلبي، إن الخلفاء كانت تتصعب (2) على الرعية لتطيعها (3)، و أنا أليّن لهم ليحبّوني فيطيعوني.

قال عبد الأعلى بن حماد الزينبي (4)(5):

قدمت على المتوكل بسرّمن رأى، فدخلت عليه يوما فقال: يا أبا يحيى [ما أبطأك عنا، منذ ثلاث لم نرك،] (6) قد كنا هممنا لك بأمر فتدافعت الأيام به، فقلت: يا أمير المؤمنين، سمعت مسلم بن خالد المكي يقول: سمعت جعفر بن محمد يقول: من لم يشكر الهمة لم يشكر النعمة و أنشدته:

لأشكرنّك معروفا هممت به *** إن اهتمامك بالمعروف معروف

و لا أذمّك (7) إن لم يمضه قدر *** فالشّيء (8) بالقدر المحتوم مصروف

فجذب الدواة فكتبها. ثم قال: ننجز لأبي يحيى ما كنا هممنا له به، و هو كذا و نضعف لخبره هذا (9).

دخل (10) علي بن الجهم على جعفر المتوكل و بيده درتان يقلبهما، فأنشده قصيدته التي يقول فيها:

ص: 161


1- الخبر رواه السيوطي في تاريخ الخلفاء ص 413 نقلا عن ابن عساكر. و سير الأعلام 32/12 و فوات الوفيات 1/ 291.
2- في تاريخ الخلفاء: تتعصب.
3- في فوات الوفيات: كانت تغضب على الرعية لتطيعها.
4- كذا في مختصر ابن منظور، و في تاريخ الخلفاء: النرسي.
5- الخبر و الشعر في تاريخ الخلفاء ص 413 نقلا عن ابن عساكر.
6- الزيادة بين معكوفتين عن تاريخ الخلفاء.
7- تاريخ الخلفاء: ألومك.
8- تاريخ الخلفاء: فالرزق.
9- في تاريخ الخلفاء: فأمر لي بألف دينار.
10- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 167/7 من طريق محمد بن علي بن الشاه التميمي حدثنا أحمد بن عبد اللّه العبسي الناقد - بمصر - حدثني أبو بكر محمد بن إسحاق قال: حدثني الأعثم. و ذكره (الصواب: الأعسم). و رواه ابن كثير في البداية و النهاية 366/7 من طريق أبي بكر الخطيب و السيوطي في تاريخ الخلفاء ص 409-410 و سير الأعلام 32/12.

و إذا مررت ببئر عر *** وة فاسقني من مائها

قال: فدحا بالدرة التي في يمينه فقبلتها (1)،فقال لي: تستنقص بها! و هي و اللّه خير من مائة ألف. قلت: لا و اللّه، ما استنقصت، و لكن فكرت في أبيات أعملها آخذ التي في يسارك.

فقال لي: قل، فأنشأت أقول:

بسرّمن رأى إمام (2) عدل (3) *** تغرف من بحره البحار

يرجى و يخشى لكلّ خطب *** كأنّه جنّة و نار

الملك فيه و في بنيه (4) *** ما اختلف الليل و النّهار

يداه في الجود ضرّتان (5) *** عليه كلتاهما تغار

لم تأت منه اليمين شيئا *** إلا أتت مثله اليسار

قال: فدحا بالتي في يساره و قال: خذها لا بارك اللّه لك فيها. و قد رويت هذه الأبيات للبحتري في المتوكل.

قال الفتح بن خاقان (6):

دخلت يوما على المتوكل فرأيته مطرقا يتفكر (7) فقلت: ما هذا الفكر يا أمير المؤمنين! فو اللّه ما على ظهر الأرض أطيب منك عيشا و لا أنعم منك بالا. فقال: يا فتح، أطيب عيشا مني رجل له دار واسعة، و زوجة صالحة، و معيشة حاضرة، لا يعرفنا فنؤذيه، و لا يحتاج إلينا فنزدريه.

قال (8) المتوكل لعلي بن الجهم و كان يأنس به و لا يكتمه شيئا من أمره: يا علي، إني

ص: 162


1- كذا في مختصر ابن منظور، و في تاريخ بغداد: فقلبتها.
2- تاريخ بغداد: أمير.
3- سقطت اللفظة من البداية و النهاية.
4- تاريخ بغداد: أبيه.
5- تاريخ بغداد: درتان.
6- الخبر رواه السيوطي في تاريخ الخلفاء ص 413 نقلا عن ابن عساكر. و رواه ابن كثير في البداية و النهاية 367/7.
7- في تاريخ الخلفاء: متفكرا، و في البداية و النهاية: مطرق مفكر.
8- الخبر و الشعر باختلاف الرواية في الأغاني 200/22-201.

دخلت على قبيحة (1) الساعة فوجدتها قد كتبت على خدها بغالية (2)«جعفر»، فو اللّه ما رأيت شيئا أحسن من سواد تلك الغالية على بياض ذلك الخدّ، فقل في هذا شيئا. قال: و كانت محبوبة (3) جالسة من وراء الستارة تسمع الكلام، قال: إذ دعي لعلي بالدواة و الدرج، و أخذ يفكر، قالت على البديهية (4):

و كاتبة بالمسك في الخدّ جعفرا *** بنفسي محطّ المسك من حيث أثّرا

لئن كتبت (5) في الخدّ سطرا بكفّها *** لقد أودعت قلبي من الحبّ (6) أسطرا

فيا من لمملوك لملك يمينه *** مطيع له فيما أسرّ و أظهرا

و يا من مناها في السّريرة جعفر *** سقى اللّه من سقيا ثناياك جعفرا

و بقي علي بن الجهم واجما لا ينطق بحرف، و أمر المتوكل عريبا فغنت في هذا الشعر.

و في رواية أخرى:

أن المتوكل لما رآها أنشد هو هذه الأبيات (7):

قال علي بن الجهم (8):

لما أفضت الخلافة إلى المتوكل على اللّه أهدى إليه عبد اللّه بن طاهر من خراسان جواري (9)،فكانت فيهن جارية يقال لها محبوبة، و كانت قد نشأت في الطائف، و كان لها

ص: 163


1- اسم زوجته، و أم ولده المعتز، و كان المتوكل مشغوفا بها و لا يصبر عنها.
2- الغالية: أخلاط من الطيب.
3- محبوبة شاعرة، مولدة من مولدات البصرة، و كانت أجمل من فضل و أعف، انظر أخبارها في الأغاني 200/22.
4- الأبيات نسبها هنا أبو الفرج إلى محبوبة 200/22-201 و نسبها إلى فضل الشاعرة في 310/19-311 و كانت فضل مولدة من مولدات البصرة، و أمها من مولدات اليمامة، و نشأت في دار رجل من عبد القيس و كانت أديبة فصيحة سريعة البديهة مطبوعة في قول الشعر، و لم يكن في نساء زمانها أشعر منها الأغاني 301/19.
5- الأغاني 311/19 أثرت.
6- الأغاني 311/19 الحزن.
7- انظر البداية و النهاية 366/7 و تاريخ الخلفاء ص 410.
8- الخبر و الشعر في الأغاني 202/22 من طريق جعفر بن قدامة قال: حدثني ملاوي الهيثمي قال: قال لي علي بن الجهم، فذكره. و رواه مختصرا السيوطي في تاريخ الخلفاء ص 414 نقلا عن ابن عساكر.
9- كذا.

مولى مغرى بالأدب، و كانت قد أخذت عنه و روت الأشعار، و كان المتوكل بها معجبا، فغضب عليها و منع جواري القصر من كلامها، فكانت في حجرتها لا يكلمها أحد أياما، فرأته في المنام كأنه قد صالحها. قال علي: فلما أصبح دخلت عليه فقال: يا علي، أشعرت أنّي رأيت محبوبة في منامي كأني قد صالحتها و صالحتني! فقلت: خيرا يا أمير المؤمنين، إذا يقرّ اللّه عينك، و يسرّك، فو اللّه إنا لفيما نحن فيه من حديثها، إذ جاءت وصيفة لأمير المؤمنين فقالت: يا سيدي، سمعت صوت عود من حجرة محبوبة، فقال أمير المؤمنين: قم بنا يا علي ننظر ما هذا الأمر! فنهضنا حتى أتينا حجرتها، فإذا هي تضرب بالعود و تقول:

أدور في القصر لا أرى أحدا *** أشكو إليه و لا يكلّمني

حتى كأنّي أتيت (1) معصية *** ليست لها توبة تخلّصني

فهل شفيع لنا (2) إلى ملك *** قد رآني (3) في الكرى فصالحني

حتّى إذا ما الصّباح لاح لنا *** عاد إلى هجره فصارمني

قال: فصاح أمير المؤمنين و صحت معه، فسمعت فتلقت أمير المؤمنين، و أكبّت على رجليه تقبلهما فقالت: يا سيدي، رأيتك في ليلتي هذه كأنك قد صالحتني. فقال: و أنا و اللّه قد رأيتك، فردّها إلى مرتبتها كأحسن ما كانت.

فلما كان من أمر المتوكل ما كان (4)،تفرقن و صرن إلى القوّاد، و نسين أمير المؤمنين، فصارت محبوبة إلى وصيف الكبير، فما كان لباسها إلا البياض، و كانت تنتحب و تشهق، إلى أن جلس و صيف يوما للشرب، و جلس جواري المتوكل يغنينه، فما بقيت منهن واحدة إلاّ تغنت غيرها. فقالت: إن رأى الأمير أن يعفيني فأبى. فقال لها الجواري: لو كان في الحزن فرج لحزنا معك. و جيء بالعود فوضع في حجرها فأنشأت تقول:

أيّ عيش يطيب (5) لي *** لا أرى فيه جعفرا

ص: 164


1- الأغاني: ركبت.
2- الأغاني: فهل لنا شافع.
3- الأغاني و تاريخ الخلفاء: زارني.
4- يعني لما قتل، و الخبر و الشعر في الأغاني 201/22-202 و تاريخ الخلفاء ص 411 و سير الأعلام 40/12-41.
5- تاريخ الخلفاء و سير الأعلام: يلذ.

ملك قد رأته عي *** ني جريحا (1) معفّرا (2)

كلّ من كان ذا هيا *** م و سقم فقد برا

غير محبوبة التي *** لو ترى الموت يشترى

لاشترته بما حوت *** ه جميعا (3) لتقبرا

فاشتد ذلك على وصيف.

و في رواية:

فهمّ بقتلها، فاستوهبها منه بغا و كان حاضرا.

و في هذه الرواية:

فأمر بإخراجها فصارت إلى قبيحة، و لبست الصوف، و أخذت ترثيه و تبكيه حتى ماتت.

قال (4) عمرو بن شيبان الحلبي (5):

رأيت في الليلة التي قتل فيها المتوكل فيما يرى النائم حين أخذت مضجعي كأن آتيا أتاني فقال:

يا نائم العين في أوطار جثمان *** أفض دموعك يا عمرو بن شيبان

أما ترى الفتية الأرجاس ما فعلوا *** بالهاشميّ و بالفتح بن خاقان

وافى إلى اللّه مظلوما فضجّ له *** أهل السّماوات من مثنى و وحدان

و سوف تأتيكم أخرى مسوّمة *** توقّعوها لها شأن من الشّأن

فابكوا على جعفر وارثوا خليفتكم *** فقد بكاه جميع الإنس و الجان

ص: 165


1- الأغاني: قتيلا، و في سير الأعلام و تاريخ الخلفاء: في نجيح.
2- معفرا: ممرغا في التراب، أو مضروبا به الأرض.
3- تاريخ الخلفاء و سير الأعلام: يداها، و روايته في الأغاني: لاشترته بملكها كل هذا لتقبرا
4- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 171/7 من طريق محمد بن أحمد بن رزق حدثنا محمد بن يوسف بن حمدان الهمذاني حدثنا أبو علي الحسن بن يزيد الدقاق حدثنا عبد العزيز بن محمد الحارثي حدثنا عمر بن عبد الله الأسدي قال: سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن الجلاء قال قال لي عمرو بن شيبان الحلبي، و ذكره. و تاريخ الخلفاء ص 415 و البداية و النهاية 367/7.
5- في تاريخ الخلفاء: الجهني.

قال: فأصبحت فإذا الناس يخبرون أن جعفرا المتوكل قد قتل في هذه الليلة.

قال أبو عبد اللّه:

ثم رأيت المتوكل بعد هذا بأشهر كأنه بين يدي اللّه تعالى، فقلت: ما فعل بك ربك ؟ قال: غفر لي. قلت: بما ذا؟ قال: بالقليل من السّنّة تمسكت بها. قلت: فما تصنع هاهنا؟ قال: أنتظر محمدا ابني (1)،أخاصمه إلى اللّه الحليم العظيم الكريم.

حدث إسماعيل بن داود:

أن المتوكل وصف له سيف بمصر، فأنفذ رسولا قاصدا في طلبه، و كتب له إلى عامل مصر، فلما وصل إليه سأله عن السيف فأخبر أن السيف بدمشق، فركب الرسول إلى دمشق و سأل عن السيف، فأخبر أنه صار إلى الحجاز، فعاد الرسول إلى المتوكل فأخبره بذلك، فأنفذ رسولا إلى الحجاز بكتابه إلى عامله بها، فبحث عن السيف فأخرج إليه، فأخذه، و مضى به إلى المتوكل و هو بسرّمن رأى. فلما رآه المتوكل لم يعجب به و رآه وحشا و استزراه و تصفح وجوه الغلمان الذين حوله فرأى غلاما تركيا يقال له ياغر و كان سمجا، فقال له: أنت وحش و هذا السيف وحش فخذه، فلما صار عنده و مضت مدة دخل ياغر في ليلة من الليالي بالسيف فقتل به المتوكل، و كان من أمره ما كان به.

بويع جعفر المتوكل في ذي الحجة (2) سنة اثنتين و ثلاثين و مائتين، و قتل ليلة الأربعاء لأربع (3) خلون من شوال سنة سبع و أربعين و مائتين، فكانت خلافته أربع عشرة سنة و تسعة أشهر و يوما واحدا (4)،و أمه أم ولد تركية يقال لها شجاع، و كنيته أبو الفضل، و صلى عليه المنتصر، و كان عمره أربعين (5) سنة، و مولده سنة سبع و مائتين.

قال أبو أيوب جعفر بن أبي عثمان الطيالسي: أخبرني بعض الزمازمة الذين يحفظون زمزم قال (6):

ص: 166


1- يعني محمدا المنتصر، حيث إنه تمالأ و جماعة من الأمراء على قتل أبيه، فقتلوه، و بويع له بالخلافة في الليلة التي قتل فيها، و في صباح اليوم التالي أخذت له البيعة من العامة.
2- في وفيات الأعيان: لست بقين من ذي الحجة.
3- تاريخ بغداد 172/7، و في وفيات الأعيان 350/1 لثلاث.
4- في وفيات الأعيان: و تسعة أيام، و في تاريخ بغداد: و عشرة أشهر و ثلاثة أيام.
5- في وفيات الأعيان: إحدى و أربعون سنة.
6- الخبر في تاريخ بغداد 172/7.

غارت زمزم ليلة من الليالي، فأرخناها فجاءنا الخبر أنها كانت الليلة التي قتل فيها جعفر المتوكل.

كان يزيد بن محمد المهلبي من ندماء المتوكل، فلما قتل قال يزيد:

لما اعتقدتم أناسا لا حفاظ لهم *** ضعتم و ضيّعتم ما كان يعتقد

و لو جعلتم على الأحرار نعمتكم *** حمتكم الذّادة المنسوبة الحسد

قوم هم الجذم و الأرحام تجمعكم *** و المجد و الدين و الإسلام و البلد

إنّ العبيد إذا ذلّلتهم صلحوا *** على الهوان و إن أكرمتهم فسدوا

ما عند عبد لمن يرجوه محتمل *** و لا على العبد عند الخوف معتمد

فاجعل عبيدك أوتادا تشحجها *** لا يثبت البيت حتى يثبت الوتد

[في سنة أربع و ثلاثين [و مائتين] استقدم [المتوكل] المحدثين إلى سامرا و أجزل عطاياهم و أكرمهم، و أمرهم أن يحدثوا بأحاديث الصفات و الرؤية.. و توفر دعاء الخلق للمتوكل و بالغوا في الثناء عليه و التعظيم له.

و في سنة خمس و ثلاثين [و مائتين] ألزم المتوكل النصارى بلبس الغل (1).

و في سنة ست و ثلاثين أمر بهدم قبر الحسين، و هدم ما حوله من الدور و أن يعمل مزارع، و منع الناس من زيارته، و خرّب، و بقي صحراء. و كان المتوكل معروفا بالتعصب، فتألم المسلمون من ذلك. و كتب أهل بغداد شتمه على الحيطان و المساجد، و هجاء الشعراء.

و في سنة سبع و ثلاثين بعث إلى نائب مصر أن يحلق لحية قاضي القضاة أبي بكر محمد ابن الليث و أن يضربه، و يطوف به على حمار، ففعل.

قال بعضهم: سلم على المتوكل بالخلافة ثمانية كل واحد منهم أبوه خليفة: منصور بن المهدي، و العباس بن الهادي، و أبو أحمد بن الرشيد، و عبد اللّه بن الأمين، و موسى بن المأمون، و أحمد بن المعتصم، و محمد بن الواثق، و ابنه المنتصر] (2).

ص: 167


1- كذا في تاريخ الخلفاء، و في سير الأعلام: العسلي، و في الكامل لابن الأثير: بلبس الطيالسة العسلية. و شد الزنانير، و ركوب السروج بالركب الخشب و عمل كرتين في مؤخر السروج.(الكامل لابن الأثير 52/7 و انظر البداية و النهاية 325/7).
2- ما بين معكوفتين زيادة من تاريخ الخلفاء ص 406 و ما بعدها.

[قال السيوطي: و من أخبار المتوكل: أخرج ابن عساكر:] (1).

[عن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قال: دخلت على المتوكل لما توفيت أمه، فقال:

يا جعفر، ربما قلت البيت الواحد، فإذا جاوزته خلطت، و قد قلت:

تذكرت لما فرق الدهر بيننا *** فعذبت نفسي بالنبي محمد

فأجازه بعض من حضر المجلس بقوله:

و قلت لها: إن المنايا سبيلنا *** فمن لم يمت في يومه مات في غد

و أخرج عن أبي العيناء قال: أهديت إلى المتوكل جارية شاعرة اسمها فضل. فقال لها:

أشاعرة أنت ؟ قالت: هكذا زعم من باعني و اشتراني، فقال: أنشدينا شيئا من شعرك، فأنشدته:

استقبل الملك إمام الهدى *** عام ثلاث و ثلاثينا

خلافة أفضت إلى جعفر *** و هو ابن سبع بعد عشرينا

إنا لنرجو يا إمام الهدى *** أن تملك الملك ثمانينا

لا قدس اللّه امرأ لم يقل *** عند دعائي لك: آمينا

و أخرج عن علي [بن الجهم] أن البحتري قال يمدح المتوكل فيما رفع من المحنة، و يهجو ابن أبي دؤاد بقوله:

أمير المؤمنين لقد شكرنا *** إلى آبائك الغرّ الحسان

رددت الدين فذا بعد أن قد *** أراه فرقتين تخاصمان

قصمت الظالمين بكل أرض *** فأضحى الظلم مجهول المكان

و في سنة رمت متجبريهم *** على قدر بداهية عيان

فما أبقت من ابن أبي دؤاد *** سوى جسد يخاطب بالمعاني

تحير فيه سابور بن سهل *** فطاوله و مناه الأماني

إذا أصحابه اصطحبوا بليل *** أطالوا الخوض في خلق القرآن

و أخرج عن أحمد بن حنبل قال: سهرت ليلة ثم نمت، فرأيت في نومي كأن رجلا يعرج بي إلى السماء و قائلا يقول:

ص: 168


1- زيادة للإيضاح.

ملك يقاد إلى مليك عادل *** متفضل في العفو ليس بجائر

ثم أصبحنا فجاء نعي المتوكل من سرمن رأى إلى بغداد.

و قال ابن عساكر: أخبرنا نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي، حدثني جدي أبو محمد، حدثنا أبو علي الحسين بن علي الأهوازي، حدثنا أبو محمد عبد اللّه بن عبد الرحمن بن محمد الأزدي، حدثنا أبو الطيب محمد بن جعفر بن دران غندر، حدثنا هارون بن عبد العزيز بن أحمد العباسي، حدثنا أحمد بن الحسن المقرئ البزار، حدثنا أبو عبد اللّه محمد بن عيسى الكسائي و أحمد بن زهير و إسحاق بن إبراهيم بن إسحاق، فقالوا: حدثنا علي بن الجهم، قال: كنت عند المتوكل فتذاكروا عنده الجمال، فقال: إن حسن الشعر لمن الجمال، ثم قال: حدثني المعتصم حدثني المأمون، حدثنا الرشيد، حدثنا المهدي، حدثنا المنصور، عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال: كانت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جمة إلى شحمة أذنيه كأنها نظام اللؤلؤ، و كان من أجمل الناس، و كان أسمر رقيق اللون، لا بالطويل و لا بالقصير، و كان لعبد المطلب جمة إلى شحمة أذنيه، و كان لهاشم جمة إلى شحمة أذنيه.

قال علي بن الجهم: و كان للمتوكل جمة إلى شحمة أذنيه، و قال لنا المتوكل: كان للمعتصم جمة، و كذلك للمأمون، و الرشيد، و المهدي، و المنصور، و لأبيه محمد، و لجده علي، و لأبيه عبد اللّه بن عباس] (1).

[قال ابن كثير] (2):

[و قال الحافظ ابن عساكر في تاريخه: و حدث عن أبيه المعتصم، و يحيى بن أكثم القاضي. روى عنه علي بن الجهم الشاعر، و هشام بن عمار الدمشقي] (3).

[و في سنة ست [و ثلاثين] أحضر القضاة من البلدان ليعقد بولاية العهد لبنيه المنتصر محمد، ثم للمعتز، ثم للمؤيد إبراهيم.

و كان المتوكل جوادا ممدحا لعابا، و أراد أن يعزل من العهد المنتصر، و أن يقدم عليه المعتز لحبه أمه قبيحة، فأبى المنتصر، فغضب أبوه و تهدده، و أغرى به، و انحرفت الأتراك

ص: 169


1- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن تاريخ الخلفاء ص 412 و ما بعدها نقلا عن ابن عساكر.
2- زيادة للإيضاح.
3- ما بين معكوفتين زيادة استدركت من البداية النهاية 366/7 نقلا عن ابن عساكر.

عن المتوكل لمصادرته بغا و مصيفا حتى اغتالوه. حكى المسعودي أن بغا الصغير دعا بباغر التركي فكلمه، و قال: قد صح عندي أن المنتصر عامل على قتلي، فاقتله. قال: كيف نقتله و المتوكل باق ؟ إذا يقيدكم به. قال: فما الرأي ؟ قال: نبدأ به. قال: ويحك و تفعل ؟! قال:

نعم. قال: فادخل على أثري، فإن قتلته، و إلا فاقتلني و قل: أراد قتل مولاه، فتم التدبير، و قتل المتوكل.

قال المسعودي: و نقل في مقتله غير ذلك] (1).

[9828] جعفر بن محمد بن هشام

ابن ملاس بن قاسم النميري

حدث عن سلم بن ميمون الخواص بسنده عن أبي ثعلبة الخشني قال:

نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن قتل النساء و الولدان[14158].

[9829] جعفر بن محمد بن يزدين

أبو الفضل ابن السوسي

سكن مكة، و سمع بدمشق.

روى عن كثير بن عبيد بسنده عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ما عال مقتصد قط »[14159].

و حدث عن إسحاق الفروي بسنده عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إن اللّه احتجز التوبة عن كل صاحب بدعة»[14160].

[9830] جعفر بن محمد

أبو عبد اللّه المعرّي المغربي

حدث بدمشق. و من شعره مما أنشده بدمشق:

إذا أراد اللّه أمرا بامرئ *** و كان ذا علم و رأي و بصر

و حيلة يعملها في كلّ ما *** يأتي به مكروه أشتات القدر

ص: 170


1- ما بين معكوفين زيادة استدركت عن سير الأعلام 34/12 و ما بعدها.

أغراه بالجهل و أعمى قلبه *** و سلّه من رأيه سلّ الشعر

حتى إذا أنفذ فيه حكمه *** ردّ عليه عقله ليعتبر

[9831] جعفر بن محمود الكاتب

[أبو الفضل الإسكافي]

قدم دمشق صحبة المتوكل، و استوزره المستعين سنة ثمان و أربعين و مائتين، ثم استوزره المعتز باللّه. و لما عزل من الوزارة و استوزر بعده عيسى (1) بن فرخان شاه أنشد محمد بن غياث لنفسه:

في غير حفظ اللّه يا جعفر *** زلت فزال الجور و المنكر

بلغت أمرا لست من أهله *** باعك عمّا دونه يقصر

كنت كثوب زانه طيّه *** حينا فأبدى عيبه المنشر

ما ينفع المنظر من جاهل *** بأمره ليس له مخبر

بل مثل عيسى لا انقضى عمره *** يخصّ بالعرب و يستوزر

حلم و علم ثاقب زنده *** بمثله من مثله يفخر

تذكره الأشعار إن أنشدت *** و أنت منسيّ فما تذكر

توفي جعفر بن محمود في سنة ثمان و ستين و مائتين.

[ولي الوزارة للمعتز حين خرج المستعين إلى بغداد، و لم يكن للوزير أدب و كان ثقيلا على قلب المعتز و كان يصبر عليه لميل الأتراك إليه، و كان وزيره أيام الفتنة و بعد أن صحت الخلافة له عزله في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين و خمسين و مائتين و نفاه إلى تكريت، و كان جعفر من كبار الشيعة] (2).

[كان يستميل القلوب بالمواهب و العطايا، و كان المعتز يكرهه، و كانوا ينسبونه إلى التشيع.

ص: 171


1- انظر أخباره في الفخري ص 244.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن الوافي بالوفيات 153/11.

و لما بويع [المهتدي باللّه] بالخلافة أقر جعفر بن محمود الإسكافي على وزارته ثم عزله و استوزر سليمان بن وهب] (1).

[9832] جعفر بن موسى

حدث بدمشق عن عبد الرحمن بن خالد بن نجيح المصري بسنده عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من أراد هوان قريش أهانه اللّه».

[9833] جعفر بن ميسّر بن يغنم، أبو محمد

أنشد أبو محمد جعفر بن ميسّر بن يغنم بصيدا لمحمد بن عمر الأنباري يرثي نصير الدولة أبا طاهر بن بقية (2) وزير عز الدولة بختيار (3)،حين صلبه عضد الدولة (4) ببغداد سنة تسع و أربع مائة (5):

علو في الحياة و في الممات *** بحق أنت إحدى المعجزات

كأنّ الناس حولك حين قاموا *** وفود نداك أيام الصّلات

كأنّك قائم فيهم خطيبا *** و كلّهم قيام للصّلاة

مددت يديك نحوهم اقتفاء (6) *** كمدّهما إليهم بالهبات

و لمّا ضاق بطن الأرض عن أن *** تضمّ علاك من بعد الممات

أصاروا الجوّ قبرك و استنابوا *** عن الأكفان ثوب السّافيات

لعظمك في النّفوس تبيت ترعى *** بحفّاظ و حرّاس ثقات

و تشعل حولك (7) النّيران ليلا *** كذلك كنت أيام الحياة

ص: 172


1- ما بين معكوفتين زيادة عن الفخري ص 244 و 247.
2- هو أبو طاهر محمد بن محمد بن بقية نصير الدولة، الوزير، وزير عز الدولة بختيار بن معز الدولة بن بويه. انظر أخباره في الكامل لابن الأثير (ج 8) الفهارس، و تجارب الأمم(2) الفهارس، و شذرات الذهب 63/3.
3- أبو منصور بختيار الملقب عز الدولة بن معز الدولة بن بويه الديلمي انظر أخباره في وفيات الأعيان 267/1.
4- هو فنا خسرو بن حسن بن بويه، أبو شجاع عضد الدولة، ترجمته في سير الأعلام 249/16.
5- الأبيات في وفيات الأعيان 120/5-121 رثاه بها أبو الحسن محمد بن عمر بن يعقوب الأنباري أحد العدول ببغداد، و بعضها في الكامل لابن الأثير 427/5 و البداية و النهاية 44/8 (حوادث سنة 367).
6- وفيات الأعيان: احتفاء.
7- وفيات الأعيان: عندك.

و لم أر قبل جذعك قطّ جذعا *** تمكّن من عناق المكرمات

أسأت إلى النوائب فاستثارت *** فأنت قتيل ثأر النّائبات

و كنت تجير من صرف اللّيالي *** فعاد مطالبا لك بالتّرات

و صيّر دهرك الإحسان فيه *** إلينا من عظيم السّيّئات

ركبت مطية من قبل زيد (1) *** علاها في السنين الذاهبات

و تلك فضيلة فيها تأسّ *** تباعد عنك أسباب الدنات (2)

و كنت لمعشر سعدا فلما *** مضيت تمزّقوا بالمنحسات

غليلي (3) باطن لك في فؤادي *** يخفّف بالدّموع الجاريات

و لو أنّي قدرت على قيامي *** بفرضك (4) و الحقوق الواجبات

ملأت الأرض من نظم المراثي (5) *** و نحت بها خلاف النائحات

و لكني أصبّر عنك نفسي *** مخافة أن أعدّ من الجناة

و مالك تربة فأقول تسقى *** لأنّك نصب هطل الهاطلات

عليك تحيّة الرحمن تترى *** برحمات روائح غاديات (6)

و لما أمر عضد الدولة بقتل الوزير محمد بن بقية و صلبه بمدينة السلام في سنة سبع [و ستين] (7) و ثلاث مائة كان له صديق يعرف بأبي الحسن (8) الأنباري، فرثاه بهذه الأبيات، فكتبها و رمى بها في شوارع بغداد، فتداولها الأدباء إلى أن اتصل الخبر بعضد الدولة، فلما أنشدت بين يديه تمنى أن يكون هو المصلوب دونه، فقال: عليّ بهذا الرجل فطلب سنة كاملة، و اتصل الخبر بالصاحب إسماعيل بن عباد بالري فكتب له الأمان. فلما سمع بذكر

ص: 173


1- يعني زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (رض)، لما قتل و صلب أيام هشام بن عبد الملك (انظر الكامل لابن الأثير 427/5).
2- وفيات الأعيان: تباعد عنك تعيير العداة.
3- وفيات الأعيان: غليل.
4- وفيات الأعيان: قيام لفرضك.
5- وفيات الأعيان: القوافي.
6- وفيات الأعيان: برحمات غواد رائحات.
7- سقطت من مختصر ابن منظور.
8- و كذا في وفيات الأعيان، و الذي في الكامل لابن الأثير و البداية و النهاية: أبي الحسين الأنباري.

الأمان قصد حضرته فقال له: أنت القائل هذه الأبيات ؟ قال: نعم. قال: أنشدنيها. فلما أنشده:

و لم أر قبل جذعك قطّ جذعا *** تمكّن من عناق المكرمات

قام الصاحب فعانقه و قبل فاه، و أنفذه إلى حضرة عضد الدولة. فلما مثل بين يديه قال له: ما الذي حملك على مرثية عدوّي ؟ فقال: حقوق سلفت و أياد مضت، فجاش الحزن في قلبي فرثيت، فقال: هل يحضرك شيء في الشموع ؟- و الشموع تزهر بين يديه - فأنشأ يقول (1):

كأنّ الشموع و قد أظهرت *** من النّار في كلّ رأس سنانا

أصابع أعدائك الخائفين *** تضرّع تطلب منك الأمانا

فلما أنشده هذين البيتين خلع عليه، و حمله على فرس و أعطاه بدرة (2).

و كان جعفر هذا أديبا فاضلا، و صدرا كاملا، رثاه القاصّ أبو الحسن بن هندي بقصيدة غراء عدّتها ثلاثة و تسعون بيتا منها:

يا من كأنّ الدهر يعشق ذكره *** فلسانه من وصفه لا يفتر

بأبي ثراك و ما تضمنه الثّرى *** كلّ يموت و ليس كلّ يذكر

[9834] جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك

أبو الفضل البرمكي

وزير الرشيد هارون، ولاه هارون دمشق و قدمها سنة ثمانين و مائة.

حدث عن أبيه يحيى بسنده إلى زيد بن ثابت كاتب الوحي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إذا كتبت بسم اللّه الرحمن الرحيم فبين السّين فيه»[14161].

ص: 174


1- البيتان في وفيات الأعيان 122/5 نقلا عن ابن عساكر.
2- البدرة كيس فيه ألف أو عشرة آلاف (انظر اللسان و تاج العروس: بدر).

و قال جعفر بن يحيى البرمكي لهارون الرشيد: يا أمير المؤمنين، قال لي أبي يحيى (1):

إذا أقبلت الدنيا عليك فأعط ، فإنها لا تفنى (2)،و إذا أدبرت عنك فأعط ، فإنها لا تبقى.

قال جعفر: و أنشدنا أبي (3):

لا تبخلنّ بدنيا و هي مقبلة *** فليس ينقصها التبذير و السرف

فإن تولّت فأحرى أن تجود بها *** فالحمد منها إذا ما أدبرت خلف

و لما (4) ثارت العصبية بالشام في سنة ثمانين و مائة و تفاقم أمرها اغتم الرشيد فعقد لجعفر ابن يحيى على الشام، و قال له: إما أن تخرج أو أخرج أنا، فقال له جعفر: بل أقبل (5)بنفسي، فشخص في جلّة القواد و الكراع و السلاح، فأتاهم فأصلح بينهم، و قتل زواقيلهم (6)و المتلصصة منهم، و لم يدع بها رمحا و لا قوسا (7)،فعادوا إلى الأمن و الطمأنينة، و أطفأ النّائرة (8).

[فقال (9) منصور النمري لما شخص جعفر:

لقد أوقدت بالشام نيران فتنة *** فهذا أوان الشام تخمد نارها

إذا جاش موج البحر من آل برمك *** عليها، خبت شهبانها و شرارها

رماها أمير المؤمنين لجعفر *** و فيه تلاقى صدعها و انجبارها

ص: 175


1- الخبر في البداية و النهاية 188/7.
2- في البداية و النهاية: لا تغني.
3- البيتان في البداية و النهاية 188/7.
4- الخبر رواه ابن كثير في البداية و النهاية 187/7 نقلا عن ابن عساكر، و الخبر رواه ابن عساكر نقلا عن تاريخ الطبري 642/4 حوادث سنة 180.
5- في تاريخ الطبري: بل أقيك بنفسي.
6- الزواقيل: اللصوص (القاموس المحيط : زقل).
7- في تاريخ الطبري: فرسا.
8- النائرة: الحقد و العداوة.(اللسان).
9- الذي في البداية و النهاية 187/7 و قيلت في ذلك أشعار حسان، قد ذكرها ابن عساكر في ترجمة جعفر من تاريخه، و ذكر ابن كثير منها أربعة أبيات، ثم قال: و هي قصيدة طويلة اقتصرنا منها على هذا القدر. و نحن نستدرك القصيدة عن تاريخ الطبري 642/4-643 تأكيدا لكلام ابن كثير أن ابن عساكر أوردها في ترجمة يحيى.

رماها بميمون النقيبة ماجد *** تراضى به قحطانها و نزارها

تدلت عليهم صخرة برمكية *** دموغ لهام الناكئين انحدارها

غدوت تزجى غابة في رءوسها *** نجوم الثريا و المنايا ثمارها

إذا خفقت راياتها و تجرست *** بها الريح هال السامعين انبهارها

فقولوا لأهل الشام: لا يسلبنكم *** حجاكم طويلات المنى و قصارها

فإن أمير المؤمنين بنفسه *** أتاكم و إلا نفسه فخيارها

هو الملك المأمول للبر و التقى *** و صولاته لا يستطاع خطارها

وزير أمير المؤمنين و سيفه *** و صعدته و الحرب تدمى شفارها

و من تطو أسرار الخليفة دونه *** فعندك مأواها و أنت قرارها

وفيت فلم تغدر لقوم بذمة *** و لم تدن من حال ينالك عارها

طبيب بإحياء الأمور إذا التوت *** من الدهر أعناق فأنت جبارها

إذا ما ابن يحيى جعفر قصدت له *** ملمات خطب لم ترعه كبارها

لقد نشأت بالشام منك غمامة *** يؤمل جدواها و يخشى دمارها

فطوبى لأهل الشام يا ويل أمها *** أتاها حياها أو أتاه بوارها

فإن سالموا كانت غمامة نائل *** و غيث، و إلا فالدماء قطارها

أبوك أبو الأملاك يحيى بن خالد *** أخو الجود و النعمى الكبار صغارها

كأين ترى في البرمكيين من ندى *** و من سابقات ما يشق غبارها

غدا بنجوم السعد من حل رحله *** إليك و عزت عصبة أنت جارها

عذيري من الأقدار هل عزماتها *** مخلفتي عن جعفر و اقتسارها

فعين الأسى مطروفة لفراقه *** و نفسي إليه ما ينام ادّكارها]

[قال أبو بكر الخطيب] (1):

و كان (2) جعفر بن يحيى من علوّ القدر، و نفاذ الأمر، و عظم المحلّ ، و جلالة المنزلة عند هارون بحالة انفرد بها و لم يشارك فيها، و كان سمح الأخلاق طلق الوجه، ظاهر البشر.

ص: 176


1- زيادة للإيضاح.
2- الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 152/7.

و أما جوده و سخاؤه و بذله و عطاؤه فكان أشهر من أن يذكر [و أبين من أن يظهر] (1) و كان أيضا من ذوي الفصاحة و اللّسن و البلاغة.

يقال: إنه وقع ليلة بحضرة الرشيد زيادة على ألف توقيع، و نظر في جميعها فلم يخرج بشيء منها عن موجب الفقه. و كان أبوه يحيى بن خالد قد ضمّه إلى أبي يوسف القاضي (2)حتى علّمه و فقّهه. و غضب الرشيد عليه في آخر عمره فقتله (3)،و نكب البرامكة لأجله.

كان (4) أبو علقمة الدمشقي (5)-صاحب الغريب - عند جعفر بن يحيى في بعض لياليه التي يسمر فيها، فأقبلت خنفساءة إلى أبي علقمة فقال: أ ليس يقال إن الخنفساء إذا أقبلت إلى الرجل أصاب خيرا! قالوا: بلى، قال جعفر بن يحيى: يا غلام، أعطه ألف دينار، قال:

فنحوها عنه فعادت إليه، فقال: يا غلام، أعطه ألف دينار، فأعطاه ألفي دينار.

خرج (6) عبد الملك بن صالح مشيّعا لجعفر بن يحيى البرمكي، فعرض عليه حاجاته فقال له: قصارى كل مشيّع الرجوع، و أريد أعز اللّه الأمير أن تكون لي كما قال بطحاء العذري:

و كوني على الواشين لدّاء شغبة *** فإنّي على الواشي ألدّ شغوب

فقال جعفر: بل أكون لك كما قال جميل:

و إذا الواشي وشى يوما بها *** نفع الواشي بما جاء يضرّ (7)

كان (8) أحمد بن الجنيد الإسكافي أخصّ الناس بجعفر بن يحيى، فكان الناس

ص: 177


1- الزيادة عن تاريخ بغداد.
2- هو يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاري، انظر ترجمته في سير الأعلام 535/8.
3- و كان ذلك في سنة 187.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 153/7 من طريق سلامة بن الحسين المقرئ حدثنا علي بن عمر الحافظ القاضي، حدثنا الحسين بن إسماعيل حدثنا عبد اللّه بن أبي سعد، حدثني محمد بن عبد اللّه بن طهمان، حدثني أبي قال: فذكره، و البداية و النهاية 188/7.
5- في تاريخ بغداد: الثقفي.
6- الخبر في تاريخ بغداد 153/7 من طريق محمد بن عمران بن موسى الكاتب حدثنا علي بن سليمان الأخفش حدثني بعض أصحابنا، فذكره.
7- لم أجده في ديوانه الذي بين يدي (ط . بيروت صادر).
8- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 153/7 من طريق الحسن بن علي الجوهري حدثنا محمد بن عمران المرزباني حدثنا أبو الحسين عبد الواحد بن محمد الخصيبي قال: سمعت علي بن الحسين بن عبد الأعلى الإسكافي يحدث، فذكره..

يقصدونه في حوائجهم إلى جعفر، فكثرت رقاع الناس في خف أحمد بن الجنيد، و لم يزل كذلك طلى أن تهيأ له الخلوة بجعفر فقال له: قد كثرت رقاع الناس معي و أشغالك كثيرة، و أنت اليوم خال، فإن رأيت أن تنظر فيها. فقال له جعفر: على أن تقيم عندي اليوم، فقال له أحمد: نعم، فصرف دوابه، فلما تغدّوا جاءه بالرقاع، فقال له جعفر: هذا وقت ذا؟! دعنا اليوم، فأمسك عنه أحمد، و انصرف في ذلك اليوم و لم ينظر في الرقاع. فلما كان بعد أيام خلا به فأذكره (1) الرقاع فقال: نعم، على أن تقيم عندي اليوم، فأقام عنده ففعل به مثل الفعل الأول، حتى فعل به ثلاثا، فلما كان في آخر يوم أذكره فقال: دعني الساعة و ناما، فانتبه جعفر قبل أحمد فقال لخادم له: اذهب إلى خف أحمد بن الجنيد فجئني بكل رقعة فيه، و انظر لا تعلم أحمد، فذهب الخادم و جاء بالرقاع، فوقّع جعفر فيها عن آخرها بخطه بما أحب أصحابها و وكّد ذلك، ثم أمر الخادم أن يردّها في الخفّ فردّها، و انتبه أحمد و أخذوا في شأنهم و لم يقل له فيها شيئا، و انصرف أحمد، فركب يعلل أصحاب الرقاع بها أياما، ثم قال لكاتب له: ويلك، هذه الرقاع قد أخلقت في خفي، و هذا - يعني جعفرا - ليس ينظر، فخذها تصفّحها و جدّد ما خلق منها، فأخذها الكاتب فنظر فيها فوجد الرقاع موقعا فيها بمال سأل أهلها و أكثر، فتعجب من كرمه و نبل أخلاقه، و أنه قضى حاجته و لم يعلمه بها، لئلا يظن أنه اعتدّ بها عليه.

حدث مهذب حاجب العباس بن محمد، صاحب قطيعة العباس و العباسة (2) قال:

نالت العباس إضاقة، و كثر غرماؤه و المطالبون له، فأخرج سفطا فيه جوهر، شراؤه ألف ألف درهم، أعده ذخرا لبناته، فحمله إلى جعفر بن يحيى، فتلقاه جعفر وسط الصحن و جلس بين يديه، فقال له العباس: نالني ما ينال الأحرار من الإضاقة، و هذا سفط شراؤه علي ألف ألف درهم، فأمر بعض تجارك أن يقبضه و يقرضني عليه خمس مائة ألف درهم، فإذا وردت الغلة رددتها إليه، و أخذت السفط ، قال: أفعل. و ختم السفط و دفعه إلى غلام بين يديه، و أوعز إليه بسرار ثم قال: الحاجة توافيك العشية و تتفضل بالغداء عندي ففعل، فقال

ص: 178


1- كذا، و في تاريخ بغداد: فذاكره.
2- الخبر رواه ابن كثير في البداية و النهاية 188/7 نقلا عن ابن عساكر و مختصرا في سير الأعلام 62/9.

له: ثيابي لا تصلح على الأمير، و هذه عشرة تخوت (1)،و مهري لين الركوب، ينصرف الأمير عليه، فانصرف و ذلك بين يديه، فوجد السفط في بيته و معه ألف ألف درهم قد وصله بها جعفر.

قال مهذب: فما بات و عليه درهم واحد، فقال لي: نبكّر غدا على الرجل شاكرين له، فبكّرنا فقيل لنا: هو عند أخيه الفضل، فجئنا إلى دار الفضل فقالوا: هما في دار أمير المؤمنين، فصرنا إلى دار أمير المؤمنين، فدخل مولاي فوجدهما في الصحن لم يؤذن لهما، فقال له جعفر: حدثت أخي بقصتك فأمر أن يحمل لك خازنك ألف ألف درهم، و ما أشك أنها في دارك، و نحن نكلم أمير المؤمنين أعز اللّه نصره الساعة في أمرك، فدخلا إلى الخليفة فأمر له بثلاث مائة ألف دينار، فلم يكن في بيت المال منها حاضر إلا مائتي ألف دينار فدفعت إليه، و قيل له اختر أين نسيب لك بهذا المال ؟ قال: إلى مصر، فما كانت إلا أيام حتى أنت السفائح (2) من مصر.

قال إبراهيم الموصلي (3):

حج الرشيد و معه جعفر بن يحيى البرمكي و كنت معهم، فلما صرنا إلى مدينة الرسول صلى اللّه عليه و سلم قال لي جعفر: انظر لي جارية و لا تتق (4) غاية في حذاقتها بالغناء و الضرب، و الكمال في الظرف و الأدب، و جنبني قولهم صفراء. قال: فأرشدت إلى جارية لرجل فدخلت عليه، فرأيت رسوم النعمة، و أخرجها إلي فلم أر أجمل منها و لا أصبح و لا آدب.

قال: ثم تغنت لي أصواتا فأجادتها. قال: فقلت لصاحبها: قل ما شئت. قال: أقول لك قولا لا أنقص منه درهما. قلت: قل. قال: أربعين ألف دينار. قلت: قد أخذتها و أشترط عليك نظرة. قال: ذلك لك. قال: فأتيت جعفر بن يحيى فقلت: قد أصبت حاجتك، على غاية الكمال، و الظرف، و الأدب، و الجمال، و نقاء اللون، و جودة الضرب، و الغناء، و قد

ص: 179


1- تخوت واحدها تخت، و هو وعاء تصان فيه الثياب.
2- السفائح جمع سفيح، و هو الكساء الغليظ (اللسان).
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 154/7 من طريق أبي القاسم الأزهري حدثنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا محمد بن خلف بن المرزبان حدثنا أبو يعقوب النخعي، حدثنا علي بن زيد - كاتب العباس بن المأمون - حدثني إسحاق بن إبراهيم الموصلي حدثني أبي، فذكره. و انظر البداية 188/7 و سير الأعلام 62/9.
4- تاريخ بغداد: تبقى.

اشترطت نظرة، فاحمل المال و مر بنا، فحملنا المال على حمالين، و جاء جعفر مستخفيا، فدخلنا على الرجل و أخرجها. فلما رآها جعفر أعجب بها، و عرف أن قد صدقته. ثم غنّته فازداد بها عجبا، فقال لي: اقطع أمرها، فقلت لمولاها: هذا المال قد نقدناه و وزناه، فإن قنعت و إلاّ فوجّه إلى من شئت لينتقده (1)،قال: لا بل أقنع بما قلتم، قال: فقالت الجارية: يا مولاي في أي شيء أنت! فقال: قد عرفت ما كنا فيه من النعمة، و ما كنت فيه من انبساط اليد، و قد انقبضت عن ذلك لتغير الزمان علينا، فقدرت أن تصيري إلى هذا الملك فتنبسطي في شهواتك و لذاذتك (2)،فقالت الجارية: و اللّه يا مولاي لو ملكت منك ما ملكت مني ما بعتك بالدنيا و ما فيها. و بعد، فاذكر العهد - و قد كان حلف لها أن لا يأكل لها ثمنا - قال فتغرغرت عين المولى و قال: اشهدوا أنها حرة لوجه اللّه، و أني قد تزوجتها و أمهرتها داري، فقال جعفر: انهض بنا، قال: فدعوت الحمالين ليحملوا المال، فقال جعفر: لا و اللّه لا يصحبنا منه درهم، ثم أقبل على مولاها و قال: هو لك مبارك لك فيه أنفقه عليك و عليها.

قال: و قمنا فخرجنا.

قال الأصمعي:

كنت عند جعفر بن يحيى و دخل عليه رجل فقال: أعذني أيها الأمير. قال: هو ذاك، صاحب شرطتي على الباب. فقال: أعذني أيها الأمير. قال: ويحك، ما أعذتك! قال: على الفقر. قال: نعم، يا غلام، أعطه ألف دينار.

و لما (3) غضب على البرامكة وجد في خزانة لجعفر بن يحيى في جرة ألف دينار، في كل دينار مائة دينار، على جانبيها مكتوب:

و أصفر من ضرب دار الملوك *** يلوح على وجهه جعفر

يزيد على مائة واحدا *** متى تعطه معسرا يوسر

ص: 180


1- تاريخ بغداد: لينقد.
2- تاريخ بغداد: و إرادتك.
3- الخبر و البيتان في تاريخ بغداد 155/7-156 من طريق سلامة بن الحسين المقرئ أخبرنا علي بن عمر الحافظ حدثنا إبراهيم بن حماد حدثنا عبد اللّه بن أبي سعد قال: حدثني محمد بن أحمد بن المبارك العبدي حدثني عبد اللّه بن علي - أبو محمد - قال، و ذكره. و البداية و النهاية 189/7 و سير الأعلام 63/9.

كان (1) جعفر بن يحيى أمر أن تضرب له دنانير، في كل دينار ثلاث مائة مثقال (2)، و تصور عليها صورة وجهه، فضربت، و بلغ أبا العتاهية فأخذ طبقا فوضع عليه بعض الألطاف و وجّهه إلى جعفر، و كتب إليه رقعة في آخرها (3):

و أصفر من ضرب دار الملوك *** يلوح على وجهه جعفر

ثلاث مئين يكن وزنه *** متى يلقه معسر ييسر

فأمر بقبض ما على الطبق، و صيّر عليه دينارا من تلك الدنانير و ردّه إليه.

قال الأصمعي:

كان رجل له انقطاع إلى جعفر بن يحيى، فعتب على جعفر لجفوة إليه منه، فلزم منزله زمانا لا يأتيه، فمرّ به يوما على ظهر الطريق، فوقف عليه و استبطأه في تأخّره عنه، فعرّفه سبب غيبته و قال له: أيها الوزير، لو أتيناك لما كان عجبا، لعلم الناس بحاجتنا إليك، و لو أتيتنا لكان تفضلا، لعلم الناس بغناك عنا. فاعتذر جعفر، و جعل على نفسه أن لا يغيب عنه أحد من أصحابه أو يتخلف عنه بسبب إلا أتاه. و أقام رجلا يتعرف أخبار المتخلفين عنه، و يعرفه السبب في ذلك، و أجرى عليه الرزق لهذا الباب فقط .

حدث (4) جعفر بن يحيى أباه يحيى بن خالد، في بعض ما كان يخبره به من خلواته مع الرشيد، قال له: بأنه أخذ أمير المؤمنين بيدي، ثم أقبل في حجر يخترقها، حتى انتهى إلى حجرة مغلقة ففتحت له، ثم رجع من كان معنا من الخدم، ثم صرنا إلى حجرة مغلقة ففتحها بيده، و دخلنا معا و أغلقها من داخلها بيده، ثم صرنا إلى رواق ففتحه و في صدره مجلس مغلق، فقعد على باب المجلس و نقر الباب نقرات، فسمعت (5) حسّا، ثم أعاد النّقر فسمعت صوت عود، ثم أعاد النّقر الثالثة فغنت جارية، ما ظننت و اللّه أن اللّه خلق مثلها في حسن

ص: 181


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 156/7.
2- المثقال ما يوزن به و هو الثقل، قاله الراغب، قال الكرماني و هو عبارة عن اثنتين و سبعين شعيرة، و قيل: المثقال عشرون قيراطا (تاج العروس: ثقل).
3- ليس البيتان في ديوانه.
4- الخبر رواه أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني 178/10-179 من طريق عبد اللّه بن الربيع الربيعي قال: حدثني أحمد بن إسماعيل عن محمد بن جعفر بن يحيى بن خالد، و ذكره عن أبيه جعفر.
5- الأغاني: فسمعنا حسّا.

الغناء و جودة الضرب، فقال أمير المؤمنين لها: غني صوتي فغنته:

و محبب (1) شهد الزفاف و قبله *** غنّى الجواري حاسرا و منقّبا

لبس الدلال و قام ينقر دفّه *** نقرا أقرّ به العيون فأطربا

إن النساء رأينه فعشقنه *** و شكون شدة ما بهنّ فكذّبا (2)

قال: فطربت و اللّه طربا هممت معه أن أنطح برأسي الحائط ، ثم قال لها: غني صوتي الآخر فغنت:

طال تكذيبي و تصديقي *** لم أجد عهدا لمخلوق

إنّ ناسا في الهوى حدّثوا (3) *** أحدثوا نقض المواثيق (4)(5)

قال: فرقص الرشيد و رقصت معه، ثم قال: امض بنا، فإنني أخشى أن يبدو ما هو أكثر من هذا، فمضينا. فلما صرنا في الدهليز قال و هو قابض على يدي: أعرفت هذه المرأة ؟ قلت: لا، يا أمير المؤمنين، قال: فإني أعلم أنك ستسأل عنها و لا تكتم ذلك، و أنا أخبرك بها، هي عليّة (6)،و اللّه إن لفظت به بين يدي أحد و بلغني لأقتلنّك، قال: فقال له أبوه قد و اللّه لفظت به، و و اللّه ليقتلنك، فاصنع ما أنت صانع.

قال أبو قابوس النصراني (7):

دخلت على جعفر بن يحيى البرمكي في يوم بارد، فأصابني البرد فقال: يا غلام، اطرح عليه كساء من أكسية النصارى، فطرح عليّ كساء خزّ قيمته ألف، قال: فانصرفت إلى

ص: 182


1- الأغاني: و مخنث.
2- عجزه في الأغاني: فشكون شدة ما بهن فأكذبا.
3- الأغاني: غدروا.
4- زيد في الأغاني بيتا ثالثا و روايته: لا تراني بعدهم أبدا أشتكي عشقا لمعشوق
5- نسب الشعر في الأغاني لأبي جعفر محمد بن حميد الطوسي.
6- يعني علية بنت المهدي، و أمها أم ولد مغنية، يقال لها مكنونة. و كانت علية من أحسن الناس و أظرفهم، تقول الشعر الجيد. انظر أخبارها في الأغاني 162/10.
7- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 157/7 من طريق عبيد اللّه بن عمر بن أحمد الحافظ حدثنا أبي حدثنا عمر بن الحسن بن علي الشيباني، أخبرنا الحارث بن محمد حدثني العباس بن الفضل عن إسماعيل بن علي قال، و ذكره.

منزلي، فأردت أن ألبسه في يوم عيد، فلم أصب له في منزلي ثوبا يشاكله، فقالت لي بنية لي:

اكتب إلى الذي وهبه لك حتى يرسل إليك بما يشاكله من الثياب، فكتبت إليه:

أبا الفضل لو أبصرتنا يوم عيدنا *** رأيت مباهاة لنا في الكنائس

فلو كان ذلك المطرف الخزّ جبة *** لباهيت أصحابي بها في المجالس

فلا بدّ لي من جبّة من حبابكم *** و من طيلسان من جياد الطيالس

و من ثوب قوهي (1) و ثوب غلالة *** و لا بأس إن أتبعت ذاك بخامس

إذا تمّت الأثواب في العيد خمسة *** كفتك فلم تحتج إلى لبس سادس

لعمرك ما أفرطت فيما سألته *** و ما كنت إذ (2) أفرطت فيه بآيس

و ذلك (3) أن الشعر يزداد شدّة *** إذا ما البلى أبلى جديد الملابس

فبعث إليه حين قرأ الشعر بتخوت خمسة، من كل نوع تختا.

قال: فو اللّه ما انقضت الأيام حتى قتل جعفر بن يحيى، و صلب، و حبس الفضل (4)، فرأينا أبا قابوس قائما تحت جذعه يزمزم، فأخذه صاحب الخبر فأدخله على الرشيد، فقال له: ما كنت قائلا تحت جذع جعفر؟ فقال: أ ينجيني منك الصدق ؟ قال: نعم. قال: ترحمت عليه و قلت في ذلك:

أمين اللّه هب فضل بن يحيى *** لنفسك أيّها الملك الهمام

و ما طلبي إليك العفو عنه *** و قد قعد الوشاة به و قاموا

أرى سبب الرّضا فيه قويا *** على اللّه الزيادة و التّمام

نذرت عليّ منه صيام حول *** فإن وجب الرّضا وجب الصّيام

و هذا جعفر بالجسر تمحو *** محاسن وجهه ريح قتام

أقول له و قمت لديه نصّا (5) *** إلى أن كاد يفضحني القيام

ص: 183


1- ثوب قوهي منسوب إلى قوهستان. و هي جبال بين هراة و نيسابور، انظر معجم البلدان، و في تاج العروس (قوه) و هي ثياب بيض.
2- تاريخ بغداد: لو.
3- تاريخ بغداد: و ذاك.
4- قوله: و حبس الفضل، استدركت على هامش مختصر ابن منظور، و اللفظتان ليستا في تاريخ بغداد.
5- في تاريخ بغداد: نصبا.

أما (1) و اللّه لو لا خوف واش *** و عين للخليفة لا تنام

لطفنا حول جذعك و استلمنا *** كما للنّاس بالرّكن استلام

فأطرق هارون مليا ثم قال: رجل أولى جميلا فقال فيه جميلا: يا غلام ناد بأمان أبي قابوس، و ألاّ يعرض له أحد، ثم قال لحاجبه: إياك أن تحجبه عني صر متى شئت إلينا في مهمك.

و قيل: إن هذه الأبيات للرقاشي، و إنه وقف لما صلب جعفر و قال هذه الأبيات، و في آخرها (2):

فما أبصرت قبلك (3) يا ابن يحيى *** حساما فلّه السيف الحسام

على اللّذات (4) و الدنيا جميعا *** لدولة آل برمك السلام

فقيل ذلك للرشيد، فأحضره و قال: ما حملك على ما فعلت ؟ قال: تحركت نعمته في قلبي فلم أصبر، قال: كم كان أعطاك (5)؟قال: كان يعطيني في كل سنة ألف دينار. فأمر له بألفي دينار.

قال محمد بن عبد الرحمن الهاشمي صاحب صلاة الكوفة (6):

دخلت على أمي في يوم أضحى، و عندها امرأة برزة (7) جلدة في أثواب دنسة رثّة، فقالت لي: أ تعرف هذه ؟ قلت: لا. قالت: هذه عبادة أم جعفر بن يحيى؛ فسلّمت عليها و رحبت بها، و قلت لها: يا فلانة، حدثيني ببعض أمركم، قالت: أذكر لك جملة كافية فيها اعتبار لمن اعتبر، و موعظة لمن فكر، لقد هجم عليّ مثل هذا العيد و على رأسي أربع مائة

ص: 184


1- البيتان التاليان من عدة أبيات في وفيات الأعيان 340/1 و الوافي بالوفيات 162/11 و نسبت فيهما للرقاشي.
2- البيتان في وفيات الأعيان 340/1 و الوافي بالوفيات 162/11.
3- كذا بالأصل و تاريخ بغداد، و في وفيات الأعيان: فلم أر قبل قتلك.
4- في وفيات الأعيان و الوافي بالوفيات: المعروف.
5- في تاريخ بغداد: كم كان عطاؤك ؟
6- الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 156/7 من طريق المعافى بن زكريا الجريري، و هو في كتابه الجليس الصالح الكافي 441/1-442 من طريق الحسين بن القاسم الكوكبي قال: حدثني أبو بكر الضرير وجه الهرة، قال: حدثني غسان بن محمد ابن القاضي عن محمد بن عبد الرحمن الهاشمي صاحب صلاة الكوفة، و ذكره. و مروج الذهب 469/3.
7- امرأة برزة أي تركت الحجاب، و جالست الناس.

[جارية و] (1) وصيفة، و أنا أزعم أن ابني جعفرا عاقّ بي، و قد أتيتكم في هذا اليوم و الذي يقنعني جلدا شاتين، أجعل أحدهما شعارا و الآخر دثارا.

قال ثمامة بن أشرس (2):

بت ليلة عند جعفر بن يحيى بن خالد البرمكي، فانتبهت ببكائه فقلت: ما يبكيك، لا أبكى اللّه عينيك ؟ قال: رأيت في منامي كأن شيخا قد أتاني، فأخذ بعضادتي باب البيت الذي أنا فيه فقال:

كأن لم يكن بين الحجون إلى الصّفا *** أنيس و لم يسمر بمكّة سامر

فقلت مجيبا له:

بلى نحن كنّا أهلها و أبادنا *** صروف اللّيالي و الجدود العواثر

قال: فلما رأيته على هذه الحال انصرفت إلى منزلي، فلما أصبحت غدوت إلى دار السلطان فإذا بجثته عند الجسر، و إذا خلق كثير حولها. فقلت: ما هذا؟ فقالوا: وجه السلطان إلى جعفر بن يحيى في الليل من ضرب عنقه، و قد أمر بصلبه. فمضيت لحاجتي و رجعت، فإذا هو مصلوب فقلت:

في آل برمك للورى عظة *** لو كان يعمل فيهم الفكر

منحتهم الدّنيا خزائنها *** و اختصّهم بصفائه الدّهر

حتّى إذا بلغوا السّها شرفا *** حقّا و قصّر عنهم الفخر

عزّ الزّمان بهم فجعفرهم *** بعد الحجاب محلّه الجسر!

و تمزّقوا من بين مصطلم *** و مكبّل قد ضمّه الأسر

قال إسحاق الموصلي (3):

قال لي الرشيد بعد قتل جعفر و صلبه: اخرج بنا لننظر إلى جعفر فلما وصل إليه جعل ينظره و يتأمله، و أنشأ يقول:

تقاضاك دهرك ما أسلفا *** و كدّر عيشك بعد الصّفا

ص: 185


1- زيادة عن الجليس الصالح الكافي.
2- الخبر و الشعر في البداية و النهاية 190/7.
3- الخبر و الشعر في البداية و النهاية 190/7 من طريق ثمامة بن أشرس.

فلا تعجبنّ فإنّ الزّمان *** رهين بتفريق ما ألّفا

قال: فنظرت إليه ثم قلت: إن كنت يا جعفر أصبحت آية، فلقد كنت في الجود (1)غاية، قال: فنظر إليّ الرشيد كالجمل الصّئول (2) و هو مغضب و أنشأ يقول:

ما يعجب العالم من جعفر *** ما عاينوه فبنا كانا

من جعفر أو من أبوه و من *** كانت بنو برمك لولانا؟!

ثم حوّل وجه فرسه و انصرف.

و لما (3) بلغ سفيان بن عيينة قتل جعفر بن يحيى و ما نزل بالبرامكة، حوّل وجهه إلى الكعبة و قال: اللهم، إنه قد كان كفاني مئونة الدنيا، فاكفه مئونة الآخرة.

قال الأصمعي (4):

كنت أجالس الرشيد و أسامره، فوجه إليّ ليلة في ساعة يرتاب فيها البريء، فتناولت أهبة الدخول عليه فمنعت من ذلك و أعجلت، فدخلني من ذلك رعب شديد و خوف، و جعلت أتذكر ذنبا فلا أجده، و جعلت نفسي تظن الظنون. فلما دخلت عليه سلّمت و مثلت بين يديه قائما و هو مطرق، فرفع رأسه إلي، فلما رآني أمرني بالجلوس، فجلست، فقال: يا عبد الملك، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين، قال:

لو أنّ جعفر خاف أسباب الرّدى (5) *** لنجا بمهجته طمرّ (6) ملجم (7)

و لكان من حذر المنون (8) بحيث لا *** يرجو اللحاق به الغراب (9) القشعم (10)

ص: 186


1- في البداية و النهاية: في الكرم و الجود غاية.
2- صال الجمل يصول: و صؤل يصؤل: هو الذي يأكل راعيه، و يشل الناس و يعدو عليهم.
3- الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 160/7 من طريق محمد بن أحمد بن رزق حدثنا عمر بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال حدثني إسماعيل بن محمد، قال، و ذكره. و البداية و النهاية 190/7 من طريق أبي بكر الخطيب.
4- الخبر و الأبيات في وفيات الأعيان 339/1 و الوافي بالوفيات 163/11 و مروج الذهب 465/3 باختلاف الرواية.
5- بأصل مختصر ابن منظور: الرضى، و المثبت عن المصادر السابقة.
6- الطمر: الفرس الجواد المستعد للوثوب. و الملجم من اللجام، و هو الرباط الذي يشد به الفرس عند الوقوف.
7- عجزه في وفيات الأعيان و الوافي بالوفيات: لنجا به به منها طمرّ ملجم
8- كذا في مروج الذهب، و في وفيات الأعيان و الوافي: المنية.
9- في المصادر الثلاثة: العقاب.
10- القشعم: المنّ من العقبان.

لكنّه لما تقارب (1) يومه *** لم يدفع الحدثان عنه منجّم

و كان بين يديه طست مغطى بمنديل، فأمر بكشفه فكشف، فإذا رأس جعفر بن يحيى البرمكي، ثم قال: الحق بأهلك يا ابن قريب، فنهضت و لم أحر جوابا للرعب. فلما أفرخ روعي فكرت في ذلك، فوجدته أحبّ أن يعلمني مكره و نكره و دهاءه ليتحدث به عنه. قال الأصمعي: فخرجت و أنا أقول:

أيّها المغرور هل لك *** عبرة في آل برمك

عبرة لم ترها أنت *** و لا قبل آت لك

قتل جعفر بن يحيى في صفر سنة سبع و ثمانين و مائة، و هو ابن سبع و ثلاثين سنة (2).

و كانت الوزارة إليهم سبع عشرة سنة (3).

ص: 187


1- وفيات الأعيان و الوافي: أتاه.
2- في مروج الذهب 466/3 سبع عشرة سنة و سبعة أشهر و خمسة عشر يوما.
3- في مروج الذهب 472/3 قتل جعفر بن يحيى و هو ابن خمس و أربعين سنة، و قيل: أقل من ذلك.

[المستدرك من حرف الراء]

ذكر من اسمه ربيعة

[9835] ربيعة بن لقيط بن حارثة

ابن عميرة التجيبي القردمي المصري

حدث عن (1) معاوية، و عمرو بن العاص، و عبد اللّه بن حوالة، و مالك بن هدم التجيبي، و مطعم بن عبيدة البلوي، و عبد اللّه بن مسند.

روى عنه ابنه إسحاق بن ربيعة، و يزيد بن أبي حبيب.

و شهد صفين مع معاوية، و خرج معه إلى العراق.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (2)،نا يحيى بن إسحاق، نا يحيى بن أيوب، حدّثني يزيد بن أبي حبيب.

ح و حدّثنا أبو عبد اللّه بن البنا، نا أبو القاسم يوسف بن محمّد المهرواني الهمداني، نا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة بن الصلت حدثني جدي أبو يوسف يعقوب بن أبي شيبة، نا يحيى بن إسحاق البجلي، أنا يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب.

ص: 188


1- في الأصل: حدثني، و المثبت عن م.
2- أخرجه أحمد بن حنبل في المسند 41/6 رقم 16970 طبعة دار الفكر.

عن ربيعة بن لقيط ، عن عبد اللّه بن حوالة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال - و في حديث يعقوب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:- «من نجا من ثلاث فقد نجا، ثلاث مرات موتي و الدجال و قتل خليفة مصطبر (1) بالحق معطيه»[14162].

أخبرناه عاليا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد اللّه بن عبد الرحمن بن محمد الزهري، نا محمد بن محمد بن سليمان الواسطي - إملاء - نا عيسى بن حماد، زغبة، أنا الليث بن سعد: عن يزيد بن أبي حبيب، عن ربيعة بن لقيط التجيبي عن ابن حوالة (2) و هو (3) عبد اللّه الأزدي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«من نجا من ثلاث، فقد نجا، من نجا من ثلاث فقد نجا» قالوا: يا رسول اللّه، و ما ذاك ؟ قال:«موتى، و من قتل خليفة قال بالحق، و من الدجال».

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن [حيويه] (4) و أبو بكر بن إسماعيل قالا: نا يحيى بن [محمّد بن صا] (5) عد، نا الحسين بن الحسن، نا عبد اللّه بن المبارك (6)[قال: أخبرنا ابن لهيعة قال:] (7) حدثني يزيد بن أبي حبيب أن ربيعة بن لقيط أخبره أنه كان مع عمرو بن العاص عام الجماعة و هم راجعون من مسكن و أمطروا دما عبيطا. قال ربيعة: فلقد رأيتني أنصب الإناء فيمتلئ دما عبيطا فظن الناس أنها هي، و ماج الناس بعضهم في بعض، فقام عمرو بن العاص فأثنى عليه (8) بما هو أهله، ثم قال: يا أيها الناس أصلحوا ما بينكم و بين اللّه، و لا يضركم لو اصطدم هذان الجبلان.

رواه عمرو بن الحارث، عن يزيد نحوه.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن

ص: 189


1- في الأصل ظهر الحرف الأول «م» ثم بياض بعده ثم «طير» أثبتنا اللفظة عن مسند أحمد.
2- بالأصل: حواليه.
3- غير واضحة بالأصل و لعل الصواب ما أثبت.
4- بياض بالأصل، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
5- بياض بالأصل، و المثبت قياسا إلى سند مماثل.
6- الخبر رواه ابن المبارك في الزهد و الرقائق ص 197 رقم 561.
7- ما بين معكوفتين زيادة استدركت لتقويم السند عن الزهد و الرقائق.
8- في كتاب الزهد و الرقائق: أثنى على اللّه بما هو أهله.

الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي، و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (1):ربيعة بن لقيط التجيبي عن عبد اللّه بن حوالة يعد في المصريين. قال ابن المثنى: نا وهب سمع أباه و سمع يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ربيعة بن لقيط ، عن مالك بن هدم عن عوف بن مالك قال: غزونا مع عمرو بن العاص و معنا عمر و أبو عبيدة.

في نسخة ما شافهني أبو عبد الخلال، أنا أبو القاسم بن منده، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا:

أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (2):

ربيعة بن لقيط التجيبي روى عن عبد اللّه بن حوالة، و مالك بن هدم. روى عنه يزيد بن أبي حبيب. سمعت أبي يقول ذلك. كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، ثم حدّثني أبو بكر محمّد بن شجاع، عن أبي الفضل قال: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة.

ح و أنبأني أبو عمرو بن مندة، عن أبيه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

ربيعة بن لقيط بن جارية (3) بن عميرة التجيبي من بني القردم بن بدا بن أراه بن عدي بن تجيب هو أبو إسحاق بن ربيعة يروي عن معاوية بن أبي سفيان، و عمرو بن العاص، و ابن حوالة، و مطعم بن عبيدة البلوي. روى عنه يزيد بن أبي حبيب، و ابنه إسحاق بن ربيعة، و كان شهد صفين مع معاوية، ثم دخل معه الكوفة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (4):أما عميرة (5) بفتح العين و كسر الميم: ربيعة بن لقيط بن حارثة بن عميرة التجيبي من بني القردم (6) ابن بدّا بن أداة روى عن معاوية بن أبي سفيان، و عمرو بن العاص، و عبد اللّه بن حوالة، و مطعم بن

ص: 190


1- الخبر في التاريخ الكبير للبخاري 283/1/2.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 475/2/1.
3- كذا بالأصل هنا: جارية، و تقدم: حارثة.
4- الإكمال لابن ماكولا 276/6 و 280.
5- بالأصل: عمير، و المثبت عن الإكمال.
6- في الإكمال: الفردم.

عبيدة البلوي، روى عنه يزيد بن أبي حبيب، و ابنه إسحاق بن ربيعة و شهد صفين مع معاوية، و دخل معه الكوفة، قاله ابن يونس.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطيوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا (1)،أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي قال: ربيعة بن لقيط التجيبي مصري، تابعي، ثقة.

[9836] ربيعة - و يقال: النعمان بن نجوان بن معاوية،

المعروف بأعشى بني تغلب أحد بني معاوية بن جشم

ابن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل

ابن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة

ابن أسد بن ربيعة بن نزار

من أهل الجزيرة نصراني، شاعر، وفد على غير واحد من خلفاء بني أمية منهم الوليد ابن عبد الملك، و عمر بن عبد العزيز.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب (2)،أخبرني علي بن سليمان الأخفش، نا أبو سعيد الحسن بن الحسن السكري، نا محمّد بن حبيب، عن أبي عمرو الشيباني قال:

كان الوليد بن عبد الملك محسنا إلى أعشى تغلب فلما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة وفد إليه و مدحه، فلم يعطه شيئا و قال: ما أرى للشعراء في بيت المال حقّا، و لو كان

ص: 191


1- رواه العجلي في كتاب تاريخ الثقات ص 159 رقم 435.
2- الخبر في الأغاني 283/11.

لهم عليه حق لما كان ذلك، لأنك امرؤ نصراني، فانصرف الأعشى و هو يقول (1):

لعمي لقد عاش الوليد حياته *** إمام هدى لا مستزاد و لا نزر

كأنّ بني مروان بعد وفاته *** جلاميد ما تندى و إن بلّها القطر

و كان الأعشى مع مسلمة في غزوة الطّوّانة فحكى أبو محمّد عبد اللّه بن سعد القطربلي عن الوليد قال: قيل لمسلمة بن عبد الملك إن القعقاع بن خليد العبسي هو الذي يمنع العباس بن الوليد بن عبد الملك من تعظيمه فقال لأعشى بني (2) تغلب و كان معه: أهج بني عبس ببيتين لا تزد عليهما فقال:

تعلم عبس مشيه قرشية *** تلوى بها استاهها ما تحيدها

فاخر عيس فما الحديث نساؤها *** و أول عبس في القديم عبيدها

[9837] ربيعة بن يزيد

أبو شعيب الإيادي القصير

روى عن واثلة بن الأسقع، و عطية بن عروة السعدي، و أبي إدريس الخولاني، و جبير ابن نفير، و عبد الرّحمن بن عايش، و إسماعيل بن عبيد اللّه بن [أبي] (3) المهاجر، و معاوية ابن أبي سفيان، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و عبد الرّحمن بن أبي عميرة المزني، و عبد اللّه بن الديلمي، و قيل عن أبي إدريس عن عبد اللّه بن الديلمي، و عمر بن عبد العزيز، و عبد اللّه ابن أبي زكريا الخزاعي، و عبد اللّه بن قيس، و أبي كبشة السلولي و قزعة بن يحيى، و عبد اللّه ابن عامر القارئ و مسلم ابن قرظة الأنصاري، و أبي أسماء الرحبي.

روى عنه العلاء بن الحارث، و أبو عمرو الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و العباس ابن سالم بن جميل اللخمي، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و عبد اللّه بن يزيد الدمشقي، و الوليد بن سليمان بن أبي السائب، و عبد الرّحمن بن عامر

ص: 192


1- البيتان في الأغاني 283/11 و شعراء النصرانية بعد الإسلام ص 124.
2- بالأصل: بن.
3- سقطت من الأصل الوحيد، مخطوط أحمد الثالث «د»، و استدركت عن تهذيب الكمال.

اليحصبي، و سلمة بن عمرو بن القاص (1)،و عبد الخالق بن زيد بن واقد، و أبو كامل يزيد بن ربيعة الصنعاني، و همّام بن إسماعيل، و حيوة (2) بن شريح المصري، و معاوية بن صالح الحمصي، و يزيد بن أبي حبيب، و جعفر بن ربيعة، و حازم بن عطاء البجلي، و موسى بن عيسى القرشي.

و كانت داره بدمشق، داخل باب الفراديس (3) داخل الحصن عن يسار الداخل.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، أنا حيدرة بن علي بن محمّد.... (4).

ح و أخبرنا أبو الفرج أحمد بن الحسن بن علي بن زرعة، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن عبيد اللّه الهاشمي - قاضي صور بها - قالا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، أنا العباس، أخبرني أبي، نا الأوزاعي، حدّثني ربيعة بن يزيد، عن واثلة بن الأسقع قال: خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«أ تزعمون أني من آخركم وفاة، ألا إنّي من أولكم وفاة و تتبعوني أفنادا (5) و يهلك بعضكم بعضا»[14163].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح التميمي، نا أحمد بن عبد الواحد، نا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي، عن ربيعة القصير قال: سمعت واثلة بن الأسقع يقول: خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:

«أ تزعمون أنّي من آخركم وفاة، ألا إنّي من أولكم وفاة، و ستتبعوني أفنانا يضرب بعضهم رقاب بعض»[14164].

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالا: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس [بن] (6) قتيبة، نا حرملة بن يحيى التجيبي المصري.

ص: 193


1- كذا بالأصل، و في تهذيب الكمال: سلمة بن عمرو القاضي.
2- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن تهذيب الكمال.
3- باب الفراديس، أحد أبواب دمشق، يقع شمال شرق جامع دمشق، اسمه اليوم: باب العمارة.
4- كلمة غير مقروءة بالأصل.
5- أي تتبعوني ذوي فند، أي ذوي عجز و كفر للنعمة، و في النهاية: أي جماعات متفرقين، قوما بعد قوم، واحدهم فند (تابع العروس: فند).
6- سقطت من الأصل.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر ابن المقرئ، نا أبو القاسم علي بن خلف بن قديد البزار المصري بمصر، و كان من ثقات المسلمين، نا أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح.

قالا: نا ابن وهب، أخبرني معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن واثلة بن الأسقع أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«تزعمون أنّي آخركم موتا، و لعمري إنّي أوّلكم موتا تأتون بعدي أفنادا يقتل بعضكم بعضا، أو يهلك [بعضكم بعضا»] (1)».

هو علي بن الحسن بن خلف (2) نسبة إلى جده، و اللفظ لأبي الطاهر.

و مما وقع إلي عاليا من حديثه ما.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمّد بن الوضاح، نا أبو شعيب عبد اللّه بن الحسن بن أحمد الحراني، نا يحيى بن عبد اللّه البابلتّي (3)،نا الأوزاعي، حدّثني ربيعة بن يزيد، عن عبد اللّه بن الديلمي، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من شرب من الخمر شربة لم تقبل له توبة أربعين صباحا، فإن تاب، تاب اللّه عليه ثلاثا أو أربعا - قال الأوزاعي: ما أدري في الثالثة أو في الرابعة-، فإن عاد كان حقا على اللّه أن يسقيه من ردغة الخبال يوم القيامة»[14165].

قال الأوزاعي: ردغة الخبال (4):صديد أهل النار.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا ابو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5)،حدّثني العباس بن الوليد بن مزيد العذري، أخبرني أبي، نا الأوزاعي، حدّثني ربيعة بن يزيد فيما بين المقسلاط و باب (6) الصغير.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أحمد بن

ص: 194


1- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل، و بعده صح.
2- علي بن الحسن بن خلف بن قديد، أبو القاسم المصري، انظر ترجمته في سير الأعلام 435/14.
3- تقرأ بالأصل: البابلي، و هو يحيى بن عبد اللّه بن الضحاك بن بابلت الأموي، أبو سعيد البابلتي الحراني، ترجمته في سير الأعلام 318/10.
4- ردغة بالفتح و تحرك، ردغة الخبال: عصارة أهل النار (تاج العروس: ردغ).
5- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 293/2-294.
6- في المعرفة و التاريخ: يريد باب الصغير.

الحسن بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خياط (1) قال في الطبقة الثالثة من أهل الشامات: ربيعة بن يزيد دمشقي.

أخبرنا أبو البركات، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن محمّد، نا أبي حدثه رجل من أهل العلم قال: ربيعة بن يزيد إيادي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (2) قال:

في الطبقة الثالثة من أهل الشام.

ح و قرأت: على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3) قال: في الرابعة منهم ربيعة ابن يزيد - زاد ابن الفهم: و كان ثقة-.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين الطيوري، و المبارك بن عبد الجبار، و أبو الغنائم و اللفظ له، قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمد - زاد ابن خيرون و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد ابن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (4):ربيعة بن يزيد القصير الدمشقي سمع واثلة، سمع منه الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و معاوية، و حيوة (5)،و ابن جابر، و الوليد بن مسلم، و سمع أبا كبشة السلولي، و عبد اللّه بن عامر، و قزعة و ابن الديلمي و عن مسلم بن قرظة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: ربيعة القصير دمشقي.

ص: 195


1- طبقات خليفة بن خياط ص 573 رقم 2987.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.
3- الخبر في الطبقات الكبرى لابن سعد 465/7.
4- التاريخ الكبير للبخاري 288/1/2.
5- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن التاريخ الكبير.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة قال: أبو شعيب هو ربيعة بن يزيد.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة (1)،أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال (2):

ربيعة بن يزيد الدمشقي القصير روى عن واثلة بن الأسقع، و أبي إدريس الخولاني، و عبد اللّه بن الديلمي، و عبد اللّه بن عامر اليحصبي.

روى عنه الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و معاوية بن صالح، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني شفاها، أنا عبد العزيز إجازة، أنا تمام بن محمّد إجازة، حدّثني أبي، أخبرني أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة الربعي، نا جعفر بن محمّد ابن أبي عثمان الطيالسي، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ربيعة القصير أبو شعيب.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو شعيب ربيعة لم ينسبه و روى له عن يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، عن أبي مسهر، عن الهقل، عن الأوزاعي، عن ربيعة أبي شعيب عن واثلة بن الأسقع، قال: خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فذكر الحديث الأول.

.... (3) عن إبراهيم بن سليمان البرلسي، نا أبو مسهر، حدثني إسماعيل بن سماعة، نا الأوزاعي، حدثني ربيعة. قال أبو مسهر: و ليس هو ربيعة بن يزيد، إنما هو القصير أبو شعيب، و قد تقدم حديث الوليد عن الأوزاعي عن ربيعة بن يزيد، عن واثلة الذي رواه الهقل فلم ينسب ربيعة.... (4) على أن ربيعة أبا شعيب هو ربيعة بن يزيد، و تفرقة أبي مسهر بينهما لا أعلم وجهها.

ص: 196


1- بالأصل: مسلمة، تصحيف، و الصواب قياسا إلى أسانيد مماثلة.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 474/2/1 رقم 2128.
3- كلمة غير مقروءة بالأصل.
4- كلمة غير مقروءة بالأصل.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك ابن الحسن، أنا أحمد بن محمّد بن الحسين قال: ربيعة بن يزيد الدمشقي القصير، حدّث عن أبي إدريس الخولاني، روى عنه حيوة المصري في الذبائح في مواضع منها.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (1)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال: لم يكن عندنا أحد أحسن سمتا في العبادة من مكحول و ربيعة بن يزيد.

قال (2):و حدّثنا أبو مسهر، نا عبد الرّحمن بن عامر قال: سمعت ربيعة بن يزيد قال:

ما أذن المؤذن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة إلا و أنا في المسجد، إلا أن أكون مريضا أو مسافرا.

قال (3):و نا محمود بن خالد، نا عمر بن عبد الواحد، عن سعيد بن عبد العزيز قال:

كان ربيعة بن يزيد و نمير بن أوس ربما أمّا الناس في شهر رمضان.

قال (4):و حدّثني هشام، نا الهيثم بن عمران قال: سمعت إسماعيل بن عبيد اللّه، و سمع ربيعة بن يزيد يحدث عن النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال له إسماعيل بن عبيد اللّه: انظر يا ربيعة كيف تحدث (5).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا الحسن بن حبيب، نا أنس بن السلم، نا أيوب بن سليمان الرصافي (6)،نا أبو العوام، نا الفرج بن فضالة، عن ربيعة بن يزيد، و كان يفضل على مكحول، فذكر حكاية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو القاسم بن البسري. قالا: أنا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن نصر بن بجير، نا علي بن عثمان بن نفيل، نا أبو مسهر، نا سعيد قال: ما.... (7) سمتا في العبادة من مكحول و ربيعة بن يزيد.

ص: 197


1- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 326/1، و تهذيب الكمال 179/6 و سير الأعلام 240/5.
2- القائل: أبو زرعة الدمشقي، و الخبر في تاريخه 344/1 و تهذيب الكمال 179/6 و سير الأعلام 240/5.
3- تاريخ أبي زرعة 344/1.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 348/1.
5- في تاريخ أبي زرعة: انظر ما تحدث يا ربيعة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
6- الخبر من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 179/6.
7- كلمة غير مقروءة بالأصل، و مرّ قريبا: أحد أحسن سمتا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي قالا: أنا أبو الحسين بن الطيوري، و ثابت بن بندار قالا: أنا أبو عبد اللّه و أبو نصر قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح العجلي (1)،حدّثني أبي قال:

ربيعة بن يزيد الدمشقي تابعي ثقة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد ابن عبد اللّه بن خميرويه الهروي، نا الحسين بن إدريس، نا محمّد بن عبد اللّه بن عمار قال: ربيعة بن يزيد من ثقات الناس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال: و روى يحيى عن ربيعة بن يزيد شامي ثقة (2).

أنبأنا أبو البركات عبد الوهاب الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطيوري، أنا عبد العزيز ابن علي الأزجي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر ابن أحمد بن حمد، أنا أبو بكر محمّد ابن أحمد بن يعقوب بن أبي شيبة، حدثني جدي يعقوب قال: ربيعة بن يزيد معروف، ثقة (3).

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمد بن الحسين بن عبد اللّه، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني قال: سمعت أبا الحسن يقول: ربيعة بن يزيد الدمشقي، يعرف بالقصير.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4) حدثني سعيد بن أسد، نا ضمرة عن رجاء قال: كان مكحول يقول: ربما (5) أردت أن أدعو على ربيعة بن يزيد - و كان فيمن شهد عليه - فأذكر تهجيره إلى المسجد فأكف عنه.

ص: 198


1- رواه العجلي في كتابه تاريخ الثقات ص 159 رقم 437.
2- تهذيب الكمال 179/6.
3- تهذيب الكمال 179/6 نقلا عن يعقوب بن شيبة.
4- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 373/2.
5- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن عتاب، أنا أحمد بن عمير إجازة.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: و ربيعة بن يزيد قتل بأفريقية في خلافة هشام دمشقي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو محمّد يوسف بن رباح البصري، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حماد، نا معاوية بن صالح قال: ربيعة بن يزيد، مات في إمارة هشام بأفريقية، أبو مسهر يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد الأنصاري، أنا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا عبد الرّحمن بن عثمان الدمشقي، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة قال (1):

ربيعة بن يزيد ابن طباخ معاوية. سمعت أبا مسهر يذكر عن الهقل (2) عن الأوزاعي:

ربيعة أبو شعيب.

قال أبو زرعة: خرج غازيا نحو المغرب في بعث بعثه هشام بن عبد الملك و استعمل عليهم كلثوم بن عياض القشيري، فقتله البربر أخبرني بذلك (3) محمود بن خالد أنه سمع مروان بن محمّد يذكر ذلك. و كان خروج (4) كلثوم بن عياض في آخر إمرة هشام بن عبد الملك، فخبّرني ذلك هشام أنه سمع الهيثم بن عمران يذكر ذلك. قلت: نرى ذلك سنة ثلاث و عشرين و مائة.

قال (5):و حدّثني محمود بن خالد أنه سمع مروان بن محمّد يقول: ربيعة بن يزيد قتل مع كلثوم بن عياض في مخرجه إلى المغرب، قتلته البربر في خلافة هشام بن الملك.

كتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا

ص: 199


1- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 251/1.
2- هو الهقل بن زياد، أبو عبد الله الدمشقي، كاتب الأوزاعي، ترجمته في تهذيب التهذيب 64/11.
3- الأصل: ذلك، و المثبت عن تاريخ أبي زرعة.
4- بالأصل: خرج، و المثبت عن تاريخ أبي زرعة.
5- القائل: أبو زرعة الدمشقي، و الخبر في تاريخه 344/1 و أعاده باختلاف الرواية في تاريخه 696/2.

عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس.

ربيعة بن يزيد مولى أبي سفيان بن حرب بن أمية يكنى أبا شعيب من سكان دمشق، قدم مصر و روى عنه يزيد بن أبي حبيب، و جعفر بن ربيعة، و حيوة بن شريح، قتلته البربر بالمغرب سنة ثلاث و عشرين و مائة، فكان في البعث الذي طلع المغرب مع كلثوم بن عياض القشيري.

[9838] ربيعة الشعوذي

وفد على عمر بن عبد العزيز، و حكى عنه.

و روى عنه سهل بن شعيب النخعي الكوفي.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا سليمان ابن إسحاق بن إبراهيم، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (1)،أنا مالك بن إسماعيل النهدي، حدّثني سهل بن شعيب أن ربيعة الشعوذي حدثهم قال: ركبت البريد إلى عمر بن عبد العزيز فانقطع في بعض أرض الشام فركبت السخرة حتى أتيته و هو بخناصرة فقال: ما فعل جناح المسلمين ؟ قال: قلت: و ما جناح المسلمين يا أمير المؤمنين ؟ قال:

البريد، قال: قلت: انقطع في أرض أو مكان كذا و كذا. قال: فعلى أي شيء أتيتنا؟ قال:

قلت: على السخرة، تسخرت دوابّ النبط . قال: تسخرون في سلطاني ؟ قال: فأمر بي فضربت أربعين سوطا رحمه اللّه.

و روي عن مسدد بن قطن النيسابوري عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن مالك بن إسماعيل [النهدي] عن سهل بن شعيب عن ربيعة الشعوذي. و ذكر نحوه.

و رواية ابن سعد أشبه بالصواب، و ستأتي رواية مسدد في ذكر من اسمه سهل. و قد رواها بقي بن مخلد عن الدورقي عن مالك بن إسماعيل مثل رواية ابن سعد.

ص: 200


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 374/5 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.

ذكر من اسمه الربيع

[9839] الربيع بن ثعلب

أبو الفضل مروزي الأصل

سكن بغداد و قرأ القرآن بدمشق بحرف ابن عامر على الوليد بن مسلم و سويد بن عبد العزيز، و محمّد بن شعيب بن شابور، و عراك بن خالد، و يحيى بن حمزة، و أيوب بن مدرك الحنفي.

و حدث عن يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، و الفرج بن فضالة، و أبي إسماعيل المؤدب، و جارية بن هرم، و مسعدة بن اليسع، و أبي معاوية الضرير.

قرأ عليه القرآن أبو الطّيّب سالم بن عبيد اللّه بن يحيى المقرئ، و أبو أيوب سليمان بن يحيى بن يحيى بن الوليد بن أبان الضبي المصري.

و روى عنه عبد اللّه بن موسى بن أبي عثمان الدهقان، و أحمد بن محمّد بن يوسف بن شاهين، و علي بن إسحاق بن زاطيا، و عمر بن أيوب السّقطي، و عبد اللّه بن محمّد بن ناجية، و أبو القاسم البغوي، و أبو زرعة و علي بن الحسين بن الجنيد الرازيان، و موسى بن إسحاق بن موسى القاضي، و حامد بن محمد البلخي، و أحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي الصغير (1).

ص: 201


1- ترجمته في سير الأعلام 153/14.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد، قالا: أنا أبو عثمان البحيري، أنا الحسن بن أحمد المخلدي، نا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا يعقوب بن إبراهيم، و الربيع بن ثعلب - الرضا، ثقة-، قالا: نا ابن عليّة، عن سعيد بن يزيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أمّا أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها و لا يحيون و لكن أناس - أو كما قال - تصيبهم النار بذنوبهم - أو قال: بخطاياهم - تميتهم النار، حتى إذا صاروا فحما أذن في الشفاعة، فجيء بهم ضبائر (1) ضبائر فبثوا على أنهار الجنة، فيقال: يا أهل الجنة أفيضوا عليهم، فينبتون كما تنبت الحبّة في حميل السبيل»[14166] فقال رجل من القوم حينئذ: كأنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: قد كان بالبادية[14167].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو القاسم عمر بن الحسين بن إبراهيم الخفاف، أنا أبو حفص عمر بن محمّد بن علي بن الزيات، نا عبد اللّه بن محمّد بن ناجية.

ح و أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو العباس حامد بن محمّد بن شعيب البلخي ببغداد، قالا: نا الربيع بن ثعلب، نا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، عن محمّد بن جحادة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تطرحوا الدرّ في أفواه الكلاب»[14168] يعني الفقه.

و في حديث ابن ناجية: نا محمّد بن جحادة (2).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن أبي القاسم بن الفرات، أنا أبو علي أحمد بن محمّد الأصبهاني قال: قال لنا أبو بكر محمّد بن عبد الوهاب المقرئ بأصبهان: قال لي أبو الطّيّب سالم بن عبيد اللّه بن يحيى المقرئ، و ابن شنبوذ (3) جميعا كان الربيع بن ثعلب قال لنا: إنه قد ختم القرآن على جماعة منهم الوليد بن مسلم، و سويد بن عبد العزيز، و محمّد

ص: 202


1- الضبائر جمع ضبارة، بالضم و تكسر، و هي الحزمة. و غير الليث لا يجيز: ضبارة من كتب. و الضبائر: جماعات الناس في تفرقة (تاج العروس: ضبر).
2- هو محمد بن جحادة الأودي الإيامي الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 166/16.
3- هو محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت، أبو الحسن، ابن شنبوذ، شيخ المقرئين ترجمته في سير الأعلام 15/ 264.

ابن شعيب بن شابور، و أيوب بن مدرك الحنفي، و عراك بن خالد المري، و يحيى بن حمزة، و بقية بن الوليد، كلّ واحد من هؤلاء ختمة كاملة، و قرأ جميع هؤلاء على يحيى بن الحارث، و قرأ يحيى على عبد اللّه بن عامر.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن (1) قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أبي الحسن الدار قطني.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني قال:

الربيع بن ثعلب بغدادي ثقة، يروي عن يحيى بن أبي العيزار، يكنى أبا الفضل كان ببغداد.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي الهمذاني (2) في كتابه، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن منجويه، أنا أبو أحمد (3) محمّد بن محمّد قال: أبو الفضل الربيع بن ثعلب البغدادي، سمع أبا فضالة الفرج بن فضالة الشامي، و أبا إسماعيل إبراهيم بن سليمان المؤدب البغدادي كناه لنا أبو العباس محمّد بن إسحاق الثقفي.

أخبرناه أبو بكر محمّد بن أبي نصر شجاع، أنا محمّد بن أحمد بن جعفر الفقيه، أنا أبو الحسين أحمد بن أبي بكر، أنا أبو أحمد الحسن بن عبد اللّه العسكري، قال: و في محدثي بغداد الربيع بن ثعلب، روى عن فرج بن فضالة، و أبي إسماعيل المؤدب روى عنه أبو زرعة و موسى بن إسحاق.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة بقراءتي عليه عن أبي زكريا البخاري (4).

ح و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم،

ص: 203


1- يعني أحمد بن الحسن بن أحمد، أبو الغالب ابن البنا البغدادي الحنبلي ترجمته في سير الأعلام 603/19. و أبو عبد اللّه - أخوه - يحيى بن الحسن بن أحمد البغدادي، ابن البنا، ترجمته في سير الأعلام 6/20.
2- بالأصل: الهمداني.
3- بالأصل: أبو أحمد بن محمد، تصحيف، و هو محمد بن أحمد بن إسحاق أبو أحمد الحاكم الكبير، النيسابوري، ترجمته في سير الأعلام 370/16.
4- غير مقروءة بالأصل، و المثبت قياسا إلى سند مماثل.

نا عبد الرحيم بن أحمد، أنا أبو محمّد عبد الغني بن سعيد قال في باب ثعلب فالثاء معجمة بثلاث: الربيع بن ثعلب أبو الفضل.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد و أبو النجم الشيحي قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):

الربيع بن ثعلب أبو الفضل المروزي، سكن بغداد و حدث بها عن يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، و الفرج بن فضالة، و أبي إسماعيل المؤدب، و جارية بن هرم (2)،و مسعدة بن اليسع. روى عنه عبد اللّه بن موسى بن أبي عثمان الدهقان، و أحمد بن محمّد بن يوسف بن شاهين، و علي بن إسحاق بن (3) زاطيا، و عمر بن أيوب السقطي، و عبد اللّه بن محمّد بن ناجية، و أبو القاسم البغوي، و غيرهم.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (4):في باب ثعلب أوله ثاء معجمة بثلاث و بعدها عين مهملة: أبو الفضل الربيع بن ثعلب، بغدادي، ثقة، روى عن يحيى بن عقبة بن أبي العيزار.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا - و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنا الحسن بن أبي بكر، أنا محمّد بن الحسن بن مقسم المقرئ قال: قال أبو الحسن إدريس (6) بن عبد الكريم سألت يحيى بن معين عن الربيع بن ثعلب فقال: رجل صالح.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (7):

ص: 204


1- الخبر في تاريخ بغداد 418/8.
2- كلمة غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- سقطت من الأصل، و أضيفت عن تاريخ بغداد.
4- الإكمال لابن ماكولا 509/1 و 510.
5- الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 416/8.
6- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن تاريخ بغداد.
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 456/2/1.

سمعت علي بن الحسين بن الجنيد يقول: حدّثنا (1) الربيع بن ثعلب الشيخ الفقيه (2)الصالح و سمعت موسى بن إسحاق الأنصاري يقول: حدّثنا الربيع بن ثعلب أحد العابدين ببغداد.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا أحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي، أنا الربيع بن ثعلب أبو الفضل العابد في المقابر باب البردان، فذكر عنه حديثا.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا - و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا - أبو بكر الخطيب (3) أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنا محمّد بن نعيم الضبي.

ح و قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي إجازة، أنا [أبو] (4)عبد اللّه الحافظ .

أخبرني (5) علي بن محمّد المروزي قال: و سألته يعني صالح بن محمّد - المعروف بجزرة - عن الربيع بن ثعلب فقال: صدوق، ثقة، من عباد اللّه الصالحين.

أخبرنا أبو الحس، نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا أبو بكر البرقاني قال: قرئ على أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي - و أنا أسمع - قيل له: سئل السراج، و هو أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي و أنت تسمع: أيش كنية الربيع بن ثعلب ؟ [فقال:] (7) نا الربيع بن ثعلب أبو الفضل و كان من خيار المسلمين.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن خسرو، و أنا أبو منصور محمد بن الحسين نا أحمد بن محمد بن غالب قال: سألت أبا الحسن الدار قطني قلت: الربيع بن ثعلب عنده من أبي بكر بن عياش و عن إسماعيل بن عياش قال برأسه إيماء: نعم. قلت: فكيف

ص: 205


1- في الجرح و التعديل: أخبرنا.
2- الجرح و التعديل: الثقة.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 416/8.
4- استدركت فوق السطر بالأصل.
5- من هنا إلى آخر الخبر مكرر بالأصل.
6- الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 416/8.
7- زيادة عن تاريخ بغداد.

يفترقان.... (1) فهو إسماعيل بن عياش و إذا كان عن عاصم بن.... (2) و أبي إسحاق اليسع و ليث ابن أبي سليم هو أبو بكر بن عياش.

أخبرنا أبو الحسن نا - و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا - أبو بكر الخطيب (3) أنا الأزهري، أنا علي بن عمر الحافظ قال: الربيع بن ثعلب بغدادي، ثقة.

كتب إليّ أبو سعد محمد بن محمد و أبو علي الحسن بن أحمد و أبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد اللّه البرجي (4).

ح و أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمد البزار، أنا أبو علي الحداد قالوا أنا أبو نعيم نا أحمد بن جعفر بن سالم.

ح و أخبرنا أبو الحسن نا - و أبو النجم أنا - أبو بكر الخطيب (5) أنا ابن (6) الفضل دعلج ابن أحمد قالا: أنا أحمد بن علي الأبّار قال: و مات الربيع بن ثعلب سنة ثمان و ثلاثين.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن عن أبي.... (7) علي بن محمد عن أبي عمر ابن حيويه أنا محمد بن القاسم بن حفص، نا ابن أبي.... (8) قال: و مات الربيع بن ثعلب سنة ثمان و ثلاثين و مائتين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن. نا - و أبو النجم بدر بن عبد اللّه أنا - أبو بكر الخطيب (9) أنا محمد بن جعفر بن علان الوراق، أنا مخلد بن جعفر، أنا محمد بن جرير الطبري قال: الربيع بن ثعلب يكنى أبا الفضل من أهل الصغد، ولد بمرو، و سكن بغداد و لم يزل بها حتى توفي بها في سنة ثمان و ثلاثين و مائتين بعد الفطر بيوم، و كان فيما ذكر لي رجلا صالحا، صدوقا، ورعا.

ص: 206


1- كلمتان غير واضحتين بالأصل.
2- كلمة غير مقروءة بالأصل.
3- الخبر في تاريخ بغداد 416/8.
4- غير واضحة بالأصل، و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في سير الأعلام 320/19.
5- الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 416/8.
6- بالأصل: أبو تصحيف، و المثبت عن تاريخ بغداد.
7- كلمة غير مقروءة بالأصل.
8- كلمة غير مقروءة بالأصل.
9- الخبر في تاريخ بغداد 416/8.

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا علي بن محمد، أنا أبو سليمان ابن زبر قال: سنة ثمان و ثلاثين و مائتين فيها مات الربيع بن ثعلب.

[9840] الربيع بن الجهم

حدث بدمشق.

قرأت بخط أبي محمد ابن الأكفاني، و ذكر أنه وجده بخط بعض أصحاب الحديث في تسمية من سمع منه بدمشق: ربيع بن الجهم في طبقة فيها ذكر ابن جوصا و أبي الدحداح و أسند منهما، و ذكر أنه سمع منه سنة ثلاث عشرة و مائة.

[9841] الربيع بن حظيان

- و يقال: جظيان بالجيم

بصري الأصل، سكن دمشق، و ولاه المنصور دار الضرب بدمشق.

روى عن مكحول، و عطاء بن أبي رباح، و حسان بن عطية، و ثور بن يزيد، و هشام بن حسان، و الزهري، و الحسن البصري، و أبي الزبير محمّد بن مسلم، و عكرمة مولى ابن عباس، و عاصم بن بهدلة، و أبي هارون العبدي، و بيان بن بشر، و قتادة، و عمرو بن عبيد.

روى عنه عمر بن عبد الواحد، و عبد ربه بن ميمون، و زيادة بن الربيع اليحمدي، و عبد الملك بن محمّد الصنعاني، و سويد بن عبد العزيز، و يحيى بن سعيد العطار، و إبراهيم بن الفضل المخزومي، و أبو عتبة محمّد بن أبان بن جزي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو نصر بن طلاّب، بقراءتي عليه، أنا القاضي أبو نصر محمّد بن أحمد بن هارون بن موسى الغساني الإمام في الجامع بمدينة دمشق، نا أبو عبد اللّه بن مروان، نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا سليمان بن عبد الرحمن، نا عبد ربه بن ميمون النحاس، نا الربيع بن حظيان، عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد اللّه، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه خرج إلينا فقال:«إنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة»[14169].

ص: 207

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المقرئ، و أبو القاسم بن عبدان، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري (1)،حدّثني إسماعيل بن محمّد العذري (2)، نا أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن ابن بنت شرحبيل (3)،نا عبد ربه بن ميمون النحاس الأشعري، نا الربيع بن حظيان، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم مسح على الخفين و العمامة[14170].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن أحمد بن البراء قال:

قال علي بن المديني: الربيع بن حظيان شيخ روى عنه زياد بن الربيع اليحمدي، و هو مجهول.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد ابن عبد اللّه بن خميرويه، أنا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمار الموصلي قال: الربيع بن حظيان معروف بصري، قلت: هو ثقة ؟ قال: لا أدري.

أنبأنا أبو الغنائم [محمد] (4) بن علي الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي، أنا أبو الفضل الباقلاني، و ابو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم و اللفظ له، قالوا: نا عبد الوهّاب بن محمّد زاد الباقلاني و محمّد بن الحسن الأصبهاني، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (5):ربيع بن حظيان الدمشقي عن مكحول، روى عنه زياد ابن الربيع منقطع.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني أبو عبد الرّحمن معاوية بن محمّد الدمشقي قال: سئل أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، عن الربيع بن حظيان فقال: هو دمشقي، قيل:

ص: 208


1- ترجمته في سير الأعلام 528/15.
2- هو إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن إسماعيل أبو قصي العذري، انظر ترجمته في سير الأعلام 185/14.
3- هو سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى بن ميمون بن عبد اللّه، أبو أيوب التميمي الدمشقي، ابن بنت شرحبيل، ترجمته في سير الأعلام 136/11.
4- سقطت من الأصل.
5- التاريخ الكبير للبخاري 278/1/2 رقم 950.

كيف هو له أحاديث غرائب ؟ فسكت أبو زرعة، و لم يقل فيه شيئا.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق الفقيه، أنا أبو الحسن أحمد بن أبي بكر، أنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكري قال: الربيع بن جظيان - الجيم مكسورة و فوق الظاء نقطة و تحت الياء نقطتان - روى عن مكحول، و حسان بن عطية روى عنه زياد بن الربيع، و عمر بن عبد الواحد.

[قال ابن عساكر:] (1) كذا قيل بالجيم، و لا أعلم أحدا تابعه عليه، و هو تصحيف من العسكري مصنفه التصحيف (2).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني شفاها، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر بن الجبّان إجازة، أنا أحمد بن القاسم بن يوسف الميانجي، نا أحمد بن طاهر بن النجم، حدّثني سعيد بن عمرو قال: قلت يعني لأبي زرعة الرازي الربيع بن حظيان ؟ قال: منكر الحديث (3).حدث عن الزهري، غريب منكر، روى عنه عبد ربه بن ميمون.

[9842] الربيع بن حنطي

قاضي حوران (4).

حكى عنه محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي عصمة.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، نا أبو الحسن عبد الرّحمن بن أحمد بن معاذ المصري، أنشدنا أحمد بن أبي التمام أنشدنا محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي عصمة قال: أنشدنا الربيع بن حنطي (5) قاضي حوران:

إذا كان نجم المرء في الشيء مقبلا *** تاقت له الأسباب من كل جانب

ص: 209


1- زيادة للإيضاح.
2- كلمة غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
3- ميزان الاعتدال 39/2.
4- حوران كورة واسعة من أعمال دمشق، من جهة القبلة، ذات قرى كثيرة و مزارع و حرار، و ما زالت منازل العرب (معجم البلدان 317/2).
5- كذا.

و إن أدبرت دنياه عنه *** بعورت (1) عليه و أعيته وجوه المطالب

و لا تدرك الأرزاق فيها و لا المنى *** بحيلة محتال و لا حرص كاسب

إذا قلّ مال المرء أقصاه أهله *** و أقصر عنه كلّ إلف و صاحب

[9843] الربيع بن ربيعة بن مسعود بن مازن بن ذيب

ابن عدي بن مازن بن الأزد و يقال: الربيع بن مسعود

و أمه رويمة بنت سعد بن الحارث الحجوري. و يقال: ربيع بن ربيعة بن مسعود بن عدي بن الذيب بن حارثة بن عدي بن عمرو بن مازن بن الأزد. المعروف بسطيح الكاهن الغساني، المذكور.

كان يسكن الجابية على ما حكاه أبو العباس محمود بن محمّد بن الفضل الرافقي (2)عن عبد اللّه بن الهيثم بن عثمان العبدي (3)،عن القاسم بن عمرو، عن أحمد بن عبد اللّه المخزومي المكي، عن إبراهيم بن يونس البرام، عن سعيد بن مزاحم عن معروف بن خربوذ، عن بشير بن تيم المكي ذكر ذلك في حديث، هو الحديث الذي يأتي في ذكر عبد المسيح بن عمرو بن نفيلة الغساني.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (4) قال: و أما حجن بالنون فهو ذئب بن حجن القبيل الذي منه سطيح الذيب (5) الكاهن.

و قال في موضع آخر (6) من باب ذيب، ذئب بن عمرو بن حارثة بن عدي بن عمرو بن مازن، رهط سطيح الذئبي قاله ابن الحباب.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو منصور محمّد بن علي بن

ص: 210


1- كذا رسمها بالأصل.
2- غير واضحة بالأصل، و الصواب ما أثبت، هو محمود بن محمد بن الفضل بن الصباح أبو العباس الرافقي. انظر الحاشية التالية.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 605/10. و ذكر في أسماء الرواة عنه أبا العباس الرافقي.
4- الإكمال لابن ماكولا 392/2.
5- في الإكمال: الذئبي.
6- الإكمال لابن ماكولا 393/3.

إسحاق الكاتب، أنا أبو بكر أحمد بن بشر بن سعيد الحرفي، نا أبو روق أحمد بن محمّد بن بكر الهزّاني، نا أبو حاتم سهل بن محمّد بن عثمان السجستاني إملاء قال: سمعت مشيختنا منهم أبو عبيدة و غيره، و أبو اليقظان و هو عامر بن حفص و لقبه سحيم و هو مولى بلعجيف، و محمّد بن سلام الجمحي قالوا (1):و كان من بعده يعنون لقمان بن عاد: سطيح ولد في زمن سيل العرم و عاش إلى ملك ذي نواس و ذلك نحو من ثلاثين قرنا، و كان مسكنه البحرين و زعمت عبد القيس أنه منهم، و تزعم الأزد أنه منهم، و أكثر المحدثين يقولون هو من الأزد و لا يدرى ممن هو، غير أن ولده يقولون: إنّهم من الأزد.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أخبرنا أبو الحسن الخرائطي قال: أنشدني أبو سهل الرازي لسطيح الكاهن (2):

عليكم بتقوى اللّه في السرّ و الجهر *** و لا تلبسوا صدق الأمانة بالغدر (3)

و كونوا لجار (4) الجنب حصنا و جنّة *** إذا ما عرته النائبات من الدهر

أخبرنا أبو العزّ بن كادش إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده، أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (5)،نا محمّد بن الحسن بن دريد، أخبرني عمي عن أبيه، عن ابن الكلبي قال:

كان أول من قال «برج الخفاء» (6) أن رجلا من كندة يقال له صدّاد بن أسماء، و أسماء أمه، و هي امرأة من بني الحارث بن كعب، و كانت تحت صدّاد امرأة من قومه كندية و امرأة من بني الحارث، و كان له من ابنة عمه أربعة رجال و لم يكن له من الحارثية ولد فوقع على

ص: 211


1- الخبر نقله ابن كثير في البداية و النهاية 329/2 نقلا عن ابن عساكر.
2- البيتان في البداية و النهاية 330/2.
3- كذا بالأصل و البداية و النهاية، و في مختصر ابن منظور: بالعذر.
4- بالأصل: لجانب، و لا يستقيم الوزن، و المثبت عن البداية و النهاية.
5- الخبر بطوله رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 7/4 و ما بعدها، و انظر البداية و النهاية 329/2-330.
6- برح الخفاء، مثل. معناه زال الستر، و انكشف السرّ. و هو من قولهم: برح الرجل من مكانه إذا زال عنه. قال ثعلب: معناه صار في براح من الأرض، و هو ما ظهر منها. انظر جمهرة الأمثال للعسكري 205/1 و فصل المقال ص 57 و مجمع الأمثال للميداني 63/1 و المستقصى للزمخشري 183 و اللسان (برح).

جارية سوداء فأحبلها، فلما تبين حملها و خاف امرأته، فأنكر ذلك في العلانية و أقرّ به في السّرّ، و سماه ثعلبة، و أشهد امرأته الحارثية و أخا له أن ثعلبة ابنه. فلما مات صدّاد أخبرت السوداء ابنها أنه من صدّاد، فخرج الغلام حتى أتى ملكا من ملوك اليمن، فذكر له أمره و أتاه بعمه و امرأة أبيه فشهدا، فقالت الكندية: إنما شهدا للعداوة، فبعث الملك إلى سطيح الكاهن و خبأ له دينارا بين قدمه و نعله، فلما دخل إليه قال له: إني قد خبأت لك شيئا فأخبرني به.

فقال سطيح: أحلف بالبلد الحرام و الحجر الأصمّ ، و الليل إذا أظلم، و النهار إذا تبسم، و بكل فصيح و أعجم، لقد خبأت دينارا بين نعل و قدم، قال: فأخبرني مع من هو؟ قال: أحلف بالشهر الحرام، و باللّه محيي العظام، و بما خلق من النسام إنه لتحت قدم الملك الهمام؛ قال:

فأخبرني لما أرسلت إليك، قال أرسلت إليّ تسألني عن ابن السوداء، و من أبوه من الآباء، و قد برح الخفاء، و هو أول من قاله، و أبوه صدّاد ابن أسماء لا شك فيه و لا من مراء فألحقه بأبيه و ورّثه. قال الملك: يا سطيح أ لا تخبرني عن علمك هذا؟ قال: إن علمي ليس مني، و لا بجزم و لا تظني، و لكن أخذته من أخ لي جني، قد سمع الوحي بطور سنيّ . قال الملك:

أ رأيت أخاك هذا الجني أ هو معك لا يفارقك ؟ قال: إنه ليزول حيث أزول، فلا أنطق إلا بما يقول، قال له الملك: فهل من خبر بما يكون تخبرنا به ؟ قال: نعم، عندي خبر ظريف (1)، شهركم هذا خريف، و القمر فيه كسيف، و يأتي غدا سحاب كثيف، فيملأ البر و الريف، فكان كما قال.

قال المعافى (2):أخبار سطيح كثيرة، و قد جمعها غير واحد من أهل العلم، و كذلك أخبار غيره من الكهان، و المشهور من أمر سطيح أنه كان كاهنا، و قد أخبر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم و عن نعته و مبعثه بأخبار كثيرة، و روي أنه عاش سبعمائة سنة، و أدرك الإسلام فلم يسلم، و روي أنه هلك عند ما ولد النبي صلى اللّه عليه و سلم و أخبر بذلك ابن أخته عبد المسيح بن حيان بن بقيلة (3) و قد أوفده إليه كسرى أنوشروان لارتياعه من أمور ظهرت عند مولد النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أمره أن يسأل خاله سطيحا عنها، و يستعلم منه تأويلها، و ذكر عبد المسيح أنه أنبأه بذلك، و نعى إليه نفسه ثم قضى مكانه.

ص: 212


1- في الجليس الصالح: طريف.
2- يعني القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري صاحب كتاب الجليس الصالح الكافي.
3- أعجمت عن الجليس الصالح.

و روي لنا من بعض الطرق بإسناد و اللّه به أعلم أن النبي صلى اللّه عليه و سلم سئل عن سطيح فقال:

«نبيّ ضيّعه قومه» (1) و هو مشهور عند العرب يذكرون سجعه و كهانته، و يضربون المثل بعلمه و صدقه فيما يخبر به، و قد قال الأعشى يذكر زرقاء اليمامة لما أخبرت أهل اليمامة برؤيتها ما رأت من مكان بعيد لم يعلم آدمي أدرك مرئيا من مثل مداه. فلم يصدّقوها، فأتاهم العدو الذي أنذرتهم به، فاستباحهم و خرّب ديارهم (2):

ما نظرت ذات أشفار كنظرتها *** حقا كما صدق الذئبي إذ سجعا

قالت أرى رجلا في كفّه كتف *** أو يخصف النعل لهفي أية صنعا

فكذّبوها بما قالت، فصبّحهم *** ذو آل حسّان يزجي (3) الموت و الشّرعا (4)

فاستنزلوا أهل جوّ من منازلهم (5) *** و استخفضوا (6) شاخص البنيان فاتضعا

قال المعافى: قوله: الذئبي، يعني سطيحا لأنه من ولد ذئب بن حجن، و بسطيح الذئبي كان يعرف. و قد قال له عبد المسيح ابن أخته حين وفد عليه من عند كسرى (7):

يا فاصل الخطة أعيت من و من *** أتاك شيخ الحي من أهل (8) سنن

و أمه من آل ذئب بن حجن

و لكلّ فصل مما ذكرنا أخبار و أنباء و قصص تأتي في أماكنها إن شاء اللّه عز و جل.

أخبرنا أبو الحسن علي بن مسلم الفقيه، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى الجوبري، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو قال: و كتب إليّ سليمان بن عبد الرّحمن بخطه في سنة

ص: 213


1- عقب ابن كثير على ذلك بقوله: أما هذا الحديث فلا أصل له في شيء من كتب الإسلام المعهودة، و لم أره بإسناد أصلا. و يروى مثله في خبر خالد بن سنان العبسي و لا يصح. و ظاهر هذه العبارات تدل على علم جيد لسطيح و فيها روائح، التصديق لكنه لم يدرك الإسلام كما قال الجريري.
2- البيت الأول في تاريخ الطبري 431/1 و الأبيات في ديوان الأعشى من قصيدة طويلة ص 106.
3- الأصل: يرجي، و المثبت عن الديوان.
4- الشرع الأوتار، و قيل: حبالة الصيد.
5- الديوان: مساكنهم.
6- الديوان: و هدموا.
7- الرجز في تاريخ الطبري 459/1 و الجليس الصالح الكافي 9/4.
8- الطبري و الجليس الصالح: من آل سنن.

خمس عشرة و مائتين قال (1):قال إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن عمرو الشيباني (2) عن عبد اللّه ابن الديلمي، عن ابن عباس أن رجلا أتاه فقال: بلغنا أنك تذكر سطيحا تزعم أن اللّه لم يخلق من ولد آدم شيئا يشبهه ؟ قال: نعم، إن اللّه تبارك و تعالى خلق سطيحا الغساني لحما على و ضم - و الوضم شرائح من جرائد النخل - و كان يحمل على وضمه، فيؤتى به حيث يشاء، و لم يكن فيه عظم و لا عصب إلا الجمجمة و العنق و الكفين (3)،و كان يطوى من رجليه إلى ترقوته كما يطوى الثوب، و لم يكن فيه شيء يتحرك إلاّ لسانه فلما أراد الخروج إلى مكة حمل على وضمه، فأتي به مكة فخرج إليه أربعة نفر من قريش: عبد شمس و عبد مناف ابنا قصي، و الأحوص بن فهر، و عقيل بن أبي وقاص، فانتموا إلى غير نسبهم فقالوا نحن أناس أتيناك لنزورك لما بلغنا قدومك، و رأينا أن إتياننا إياك حقا واجبا لك علينا، و أهدى له عقيل صفيحة هندية و صعدة (4) ردينية (5)،فوضعتا (6) على باب البيت الحرام لينظروا (7) هل يراهما (8) سطيح أم لا. فقال: يا عقيل، ناولني يدك. فناوله يده، فقال: و العالم الخفية، و الغافر الخطية، و الذمة الوفية، و الكعبة المبنية، إنك لجائي بالهدية، الصفيحة الهندية، و الصعدة الردينية، قالوا: صدقت يا سطيح. فقال سطيح: و الآتي بالفرح، و قوس قزح، و سائر (9) القرح، و اللطيم (10) المنبطح و النخل الرطب و البلح، إن الغراب حيث مرّ سنح، فأخبر أن القوم ليسوا من جمح، و إن نسبهم في قريش ذي البطح. قالوا: صدقت يا سطيح.

نحن أهل البيت الحرام، أتيناك لنزورك، لما بلغنا من علمك، فأخبرنا عما يكون في زماننا

ص: 214


1- الخبر في البداية و النهاية 329/2-330 و الخصائص الكبرى للسيوطي 57/1-58 و دلائل النبوة لأبي نعيم ص 122 رقم 69.
2- كذا بالأصل و الخصائص و دلائل النبوة، و الصواب: السيباني، بالسين المهملة و سكون الياء، كما في تقريب التهذيب.
3- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن مختصر ابن منظور و البداية و النهاية.
4- الصعدة القناة المستقيمة.
5- الردينية نسبة إلى امرأة اسمها ردينة، تقوم القنا: فنسبت إليها الرماح الردينية.
6- في دلائل أبي نعيم: فوضعت.
7- بالأصل: لينظرون.
8- في دلائل أبي نعيم: يراها.
9- في الخصائص:«و السابق القرح» و القرح: جمع قارح و هو الفرس إذا استكمل خمس سنين و انتهت أسنانه.
10- اللطيم: من الخيل الذي سالت غرته في أحد شقي وجهه.

[هذا] (1) و ما يكون من بعده، إن يكن (2) عندك في ذلك علم ؟ قال: فقال: الآن صدقتم، خذوا مني من إلهام اللّه إياي، أنتم الآن يا معشر العرب في زمان الهرم، فتبينوا بصائركم و بصيرة العجم، لا علم عندكم و لا فهم. و ينشأ من عقبكم [ذوو] (3) فهم (4).يطلبون أنواع العلم، فيكسرون الصنم و يبلغون الردم (5) و يقتلون العجم يطلبون الغنم. قالوا: يا سطيح، ممن يكون أولئك ؟ قال لهم: و البيت ذي الأركان و الأمن و السلطان (6)،لينشون من عقبكم ولدان يكسرون الأوثان و ينكرون عبادة الشيطان، و يوحدون الرحمن، و ينشرون دين الديان يشرفون البنيان و يقتنون القيان. قالوا: يا سطيح ممن نسل من يكون أولئك ؟ قال: و أشرف الأشراف، و المفضي للإسراف و المزعزع الأحقاف و المضعف للأضعاف لينشون الآلاف. من بني عبد شمس و عبد مناف يكون فيهم اختلاف. قالوا: يا سوأتاه يا سطيح مما تخبر به من العلم بأمرهم. و من أي بلد يخرج [أولئك] (7) قال: و الباقي الأبد، و البالغ الأمد، ليخرجن من ذي (8) البلد نبي مهتد، يهدى إلي الرشد، يرفض يغوث (9) و الفند (10)،يبرأ من عبادة الضدد (11)،يعبد ربا انفرد، ثم يتوفاه اللّه محمودا، و من الأرض مفقودا، و في السماء مشهودا، ثم يلي أمره (12) الصديق إذا قضى صدق، و في رد الحقوق لا خرق و لا نزق، ثم يلي أمره الحنيف، مجرب غطريف، و يترك قول الرجل الضعيف - يعني عمر - قد أضاف المضيف و أحكم التحنيف، ثم يلي أمره داعيا لأمره مجربا فيجتمع له جموع و عصب، فيقتلونه نقمة و غضبا عليه، فيؤخذ الشيخ فيذبح إربا، فيقوم له رجال خطباء، ثم يلي أمره

ص: 215


1- زيادة عن دلائل أبي نعيم.
2- بالأصل: يكون.
3- سقطت من الأصل، و زيدت عن دلائل أبي نعيم.
4- بالأصل و الخصائص:«دهم» و المثبت عن دلائل النبوة.
5- الردم: قرية بالبحرين (معجم البلدان).
6- كذا بالأصل و الخصائص، و في دلائل أبي نعيم: و السكان.
7- زيادة عن دلائل أبي نعيم.
8- بالأصل: ذا البلد.
9- بالأصل: يغوثا.
10- الفند: الخطأ في الرأي و القول، و الكذب.
11- في الخصائص: الصدد، بالصاد المهملة.
12- بالأصل: أمر، و المثبت عن الدلائل.

الناصر معاوية، فيخلط الرأي برأي ماكر، يظهر في الأرض العساكر (1)،ثم يلي من بعده ابنه، يأخذ جمعه و يقل حمده و يأخذ المال فيأكل وحده، و يكثر (2) المال لعقبه من بعده، ثم يلي من بعده عدة ملوك، لا شك، أن الدم فيهم مسفوك (3).ثم يلي من بعده الصعلوك يطؤهم كوطأة الدرنوك (4)،ثم يلي عضوض، أبو جعفر يقضي الخلق (5) و يدني مضر، يفتتح الأرض افتتاحا [منكرا، ثم يلي قصير القامة، بظهره علامة، يموت موت السلامة، ثم يأتي قليل ماكر، يترك الملك مجلى بائر. ثم يلي أخوه بسنته سائر يختص بالأموال و المنابر، ثم يلي أمره من بعده] (6) أهوج صاحب دنيا و نعيم، مخلّج تثاوره معاشرة و ذووه، ينهضون إليه و يخلعونه، يأخذون الملك و يقتلونه، ثم يلي أمره من بعده السابع، فيترك الملك مخلى ضائع تثوره في ملكه مسورة جائع، عند ذلك يطمع في الملك كل عريان، فيلي أمر الناس اللهفان، يوطئ نزارا جمع قحطان، و إذا التقى بدمشق جمعان، بين بيسان (7) و لبنان، يصنف اليمن يومئذ صنفين. صنف سورة و صنف مخذول، لا ترى إلا خبّا مخلولا و لواء محلولا، و أسيرا مغلولا بين الفرات و الجبول (8)،عند ذلك تخرب المنابر و تسلب الأموال، و تسقط الحوامل، و تظهر الزلازل، و تطلب الخلافة وائل، فعند ذلك تغضب نزار، و تدني العبيد و الأشرار، و تقضي النساك و الأخيار، يجوع الناس و تغلو الأسعار، و في صفر من الأصفار يقتل كل جبار، ممن تشرف إلى خنادق و أنهار. ذات أشغال و أشجار. يعمد لهم الأغيار، يهزمهم أول النهار، و يظهر لأمره الأخيار، فلا ينفعهم نوم و لا قرار، حتى يدخل مصرا من الأمصار، فيدركه القضاء و الأوزار، ثم تجيء الرماة، تزحف مشاة، لقتل الكماة، و أشر الحماة و مهل الغواة هنالك تدرك أعلى المياه، ثم يبور الدين، و تقلب الأمور، و يكفر الزنبور، و تقطع الجسور، و لا يفلت إلا من كان من جزائر البحور، ثم يشور الجنوب، و تظهر الأعاريب، ليس فيهم معين على أهل الفسوق، و الأعاريب في زمان عصيب، لو كان للقوم حيا و ما تغني

ص: 216


1- في الدلائل: الفساد.
2- في الدلائل: و يكنز.
3- إلى هنا ينتهي الخبر في دلائل النبوة لأبي نعيم.
4- الدرنوك: ضرب من البسط له خمل قصير. أو هو الطنافس.
5- في الخصائص: يقصي الحق.
6- ما بين معكوفتين استدرك عن الخصائص الكبرى 58/1-59.
7- بيسان مدينة بالأردن بالغور الشامي، بين حوران و فلسطين (معجم البلدان).
8- الجبول: قرية كبيرة إلى جنب ملاحة حلب (معجم البلدان).

المنى، قالوا: ثم ما ذا يا سطيح ؟ قال: ثم يظهر رجل من اليمن أبيض كالشطن. يخرج من بين صنعاء و عدن، يسمى حسين أو حسن يذهب اللّه على رأسه الفتن.

قال أبو زرعة: فذكرته لأبي اليمان. فلم يقل (1) به، ثم قدمت فلقيني هشام بن عمار و هو يظن أني قد سمعته من أبي اليمان عن إسماعيل بن عياش، فأعلمته أني لم أسمعه.

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب أنا محمد بن هارون الروياني، أنا أبو طلحة الخزاعي، نا بكر بن سليمان نا ابن إسحاق (2) عن بعض أهل الرواية: أن ربيعة بن نصر اللخمي رأى رؤيا هائلة و فظع بها، فلما رآها بعث إلي الحزاة من أهل مملكته فلم يدع كاهنا و لا ساحرا و لا عائفا و لا منجما إلا جمعهم إليه. ثم قال: إني قد رأيت رؤيا هالتني و فظعت بها، فأخبروني بتأويلها. فقالوا: اقصصها علينا، نخبرك بتأويلها. فقال: إني إن أخبرتكم بها فلم أطمئن إلى تأويلها، إنه لا يعرف تأويلها إلا من يعرفها قبل أن أخبره بها، فلما قال ذلك قال له رجل من القوم الذين جمع لذلك: فإن كان الملك يريد هذا فليبعث إلى سطيح و شق، فإنه ليس أحد أعلم منهما، فهما يخبرانك بما تسأل عنه، و اسم سطيح ربيع بن ربيعة بن مسعود بن مازن بن ذئب ابن عدي بن مازن بن ثعلبة بن الأزد، و مازن غسان، و كان يقال لسطيح الذئبي لنسبه إلى ذئب ابن عدي، و شق بن صعب بن يشكر بن الهرم (3) بن أفرك بن نذير بن قسر بن عبقر بن أنمار بجيلة فلما قال ذلك له، بعث إليهما، فقدم إليه سطيح قبل شق، و لم يك في زمانهما مثلهما من الكهان. فلم قدم عليه سطيح ورعا، فقال له: يا سطيح، إني قد رأيت رؤيا هالتني و فظعت بها فأخبرني بها، فإنك إن أصبتها أصبت تأويلها. قال: أفعل، رأيت حممة خرجت من ظلمة فوقعت في أرض تهمة، فأكلت منها كل ذات جمجمة. فقال له الملك: ما أخطأت منها شيئا يا سطيح. فما عندك في تأويلها؟ فقال: أحلف بما بين الحرتين من حنش، ليهبطن أرضكم الحبش فليملكن ما بين أبين (4) إلى جرش (5).فقال له

ص: 217


1- بالأصل: يقول.
2- الخبر رواه السيوطي في الخصائص الكبرى 60/1 من طريق ابن عساكر، و رواه أبو نعيم الحافظ في دلائل النبوة ص 125 رقم 70 و سيرة ابن هشام 15/1-16.
3- في دلائل النبوة: بن رهم بن برانوك بن نذير.
4- أبين: بفتح أوله و يكسر، مخلاف باليمن منه عدن.
5- جرش: من مخاليف اليمن من جهة مكة، و قيل هي مدينة عظيمة باليمن، و ولاية واسعة.

الملك: و أبيك يا سطيح، إن ذلك لنا لغائط موجع، فمتى هو كائن ؟ أ في زماني أو بعده ؟ قال: بل بعده بحين أكثر من ستين أو سبعين، يمضين من السنين. قال: فهل يدوم ذلك من ملكهم أم ينقطع ؟ قال: ينقطع لبضع و سبعين يمضين من السنين ثم يقتلون بها أجمعين و يخرجون منها هاربين. قال الملك: و من الذي يلي ذلك منهم من قتلهم و إخراجهم ؟ قال:

يليه إرم ذي يزن يخرج عليهم من عدن فلا يترك أحدا منهم باليمن. قال: فيدوم ذلك من سلطانه ؟ أو ينقطع ؟ قال: بل ينقطع لبضع و سبعين من السنين. قال: و من يقطعه ؟ قال: نبي زكي، يأتيه الوحي من قبل العلي، قال: و ممن هذا النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: من ولد غالب بن فهر بن مالك بن النضر يكون الملك في قومه إلى آخر الدهر. قال: و هل للدهر (1) يا سطيح من آخر؟ قال: نعم يوم يجمع فيه الأولون و الآخرون، يسعد فيه المحسنون و يشقى فيه المسيئون. قال: أحق ما تخبرني به يا سطيح ؟ قال: نعم. و الشفق و الغسق و الفلق إن ما نبأتك به لحق.

قال: فلما فرغ سطيح من قوله قدم عليه شق، فدعا به، فقال: يا شق إني رأيت رؤيا هالتني و فظعت بها، فأخبرني عنها، فإنك إن أصبت، أصبت تأويلها كما قال لسطيح. و قد كتمه ما قال سطيح له لينظر أ يتفقان أم يختلفان. قال: نعم. رأيت حممة خرجت من ظلمة، فوقعت في روضة و أكمة فأكلت منها كل ذات نسمة. فلما قال له ذلك عرف أنهما قد اتفقا، و أن قولهما واحد. إلا أن سطيحا قال: وقعت بأرض تهمة فأكلت منها كل ذات جمجمة، و قال شق: وقعت بين روضة واكمة و أكلت منها كل ذات نسمة.

فلما رأى الملك ذلك أن قولهما شيئا واحدا قال: ما أخطأت يا شق، فما عندك في تأويلها؟ قال: أحلف بما بين الحرتين من إنسان، ليردن أرضكم السودان، فليغلبن على كل ذي طفلة (2) البنان، و ليملكن ما بين أبين و نجران.

قال له الملك: و أبيك يا شق، إن هذا لنا لغائط موجع، فمتى هو كائن في زماني أم بعده ؟ قال: بعده بزمان ثم يستنقذكم منهم عظيم ذو شأن، يذيقهم أشد الهوان...

ص: 218


1- بالأصل: الدهر، و المثبت عن سيرة ابن هشام.
2- الطفلة: الناعمة الرخصة.

قال: و من هذا عظيم الشأن ؟ قال: غلام ليس بدني و لا مدنّ ، يخرج من بيت ذي يزن.

قال: فهل يدوم سلطانه أو ينقطع ؟ قال: بل ينقطع برسول مرسل، يأتي بالحق و العدل من أهل الدين و الفضل، يكون الملك من قومه إلى يوم الفصل.

قال: و ما يوم الفصل ؟ قال: يوم تجزى فيه الولاة، و يدعى فيه من السماء بدعوات يسمع منها الأحياء و الأموات، و بجمع فيه الناس للميقات، يكون فيه لمن اتقى الفوز و الخيرات. قال: أحق ما تقول ؟ قال: إي و رب السماء و الأرض و ما بينهما من رفع و خفض، إن ما أنبأتك به لحق ما فيه أمض.

فلما فرغ من مسألتهما وقع في نفسه أن الذي قالا له كائن من أمر الحبشة فجهز بنيه و أهل بيته إلى العراق بما يصلحهم، و كتب لهم إلى ملك من ملوك فارس يقال له سابور بن خرزاذ، فأسكنهم الحيرة.

فمن بقية ربيعة كان النعمان ملك الحيرة. زاد غيره: و هو النعمان ابن المنذر بن النعمان ابن المنذر بن عمرو بن عدي بن ربيعة بن نصر، ذلك الملك في نسب أهل اليمن و علمهم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، و أبو الفرج غيث بن علي الخطيب، و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر بن العباس قالوا: أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد ابن محمد بن أحمد بن عثمان أنا جدي أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن سهل الخرائطي. نا علي بن حرب، نا أبو أيوب يعلى بن عمران من آل جرير بن عبد اللّه البجلي، حدثني مخزوم بن هانئ المخزومي عن أبيه و أتت له خمسون و مائة سنة قال (1):

لما كان ليلة ولد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ارتجس إيوان كسرى، و سقطت منه أربع عشرة شرفة، و خمدت نار فارس، و لم تخمد قبل ذلك بألف عام، و غاضت بحيرة ساوة (2)،و رأى الموبذان (3) إبلا صعابا، تقود خيلا عرابا قد قطعت دجلة و انتشرت في بلادها.

فلما أصبح كسرى أفزعه ذلك، فصبر عليه تشجعا، ثم رأى أن - و قال الفقيه: أنه - لا يدخر ذلك عن مرازبته، فجمعهم و لبس تاجه و جلس على سريره. ثم بعث إليهم فلما

ص: 219


1- الخبر رواه بطوله البيهقي في دلائل النبوة 126/1 و ما بعدها، و سيرة ابن هشام 11/1-14 و دلائل النبوة لأبي نعيم ص 139 رقم 82 و تاريخ الطبري 131/2 و البداية و النهاية 327/2-328 و الخصائص الكبرى للسيوطي 51/1.
2- ساوة مدينة حسنة بين الري و همذان في وسط ، بينها و بين كل منهما ثلاثون فرسخا (معجم البلدان).
3- الموبذان للمجوس: كقاضي القضاة للمسلمين (اللسان).

اجتمعوا عنده قال: تدرون فيما بعثت إليكم ؟ قالوا: لا، إلا أن يخبرنا الملك. فبينا هم كذلك إذ ورد عليهم كتاب بخمود النيران، فازداد غمّا إلى غمه، ثم أخبرهم ما رأى و ما هاله. فقال الموبذان: و أنا أصلح اللّه الملك قد رأيت في هذه الليلة رؤيا. ثم قصّ عليه رؤياه في الإبل.

فقال: أي شيء يكون هذا يا موبذان ؟ قال: حدث يكون في ناحية العرب - و كان أعلمهم في أنفسهم - فكتب عند ذلك:

من كسرى ملك الملوك إلى النعمان بن المنذر. أما بعد، فوجه إليّ برجل عالم بما أريد أن أسأله عنه.

فوجه إليه بعبد المسيح بن عمرو بن حيان بن بقيلة الغساني، فلما ورد عليه قال له:

أ لك علم بما أريد أن أسألك عنه ؟ قال: ليخبرني الملك أو ليسألني عما أحب. فإن كان عندي منه علم و إلا أخبرته بمن يعلمه. فأخبره بالذي وجه إليه فيه. قال: علم ذلك عند خال لي يسكن مشارف الشام يقال له سطيح. قال: فأته. اسأله عما سألتك عنه. ثم أنبئني بتفسيره.

فخرج عبد المسيح حتى انتهى إلى سطيح، و قد أشفى على الضريح، فسلم عليه ثم كلمه، فلم يرد عليه جوابا. فأنشأ يقول:

أصم أم يسمع غطريف اليمن *** أم فاز فاز لم به شأو العنن ؟

يا فاضل الخطة أعيت من و من *** أتاك شيخ الحي من آل سنن

و أمه من آل ذئب بن حجن *** أزرق بهم الناب صرار الأذن

أبيض فضفاض الرداء و البدن *** رسول قيل العجم يسري للوسن

لا يرهب الرعد و لا ريب الزمن *** تجوب به الأرض علنداة شجن (1)

ترفع بي وجنا و تهوي بي وجن (2) *** حتى أتى عاري الجآجي و القطن (3)

تلفه في الرمح بوغاء الدمن (4) *** كأنما حثحث من جفني ثكن (5)

قال: فلما سمع سطيح شعره، رفع رأسه، يقول: عبد المسيح على جمل مسيح. إلى

ص: 220


1- علنداة: الناقة الطويلة العظيمة، و الشجن: المتداخلة الخلق، كأنها شجرة متصلة الأغصان.
2- الوجن: الأرض الغليظة الصلبة.
3- القطن: جمع قطنة و هي ما بين الفخذين.
4- البوغاء: التراب الناعم.
5- في دلائل النبوة للبيهقي: حضني ثكن.

سطيح، و قد أوفى على الضريح، بعثك ملك بني ساسان لارتجاس الإيوان، و خمود النيران و رؤيا الموبذان رأى إبلا صعابا و تقود خيلا عرابا، قد قطعت دجلة و انتشرت في بلادها. يا عبد المسيح إذا كثرت التلاوة. و ظهر صاحب الهراوة، و فاض وادي السماوة، و غاضت بحيرة ساوة، و خمدت نار فارس، فليس الشام لسطيح شاما، يملك منهم ملوك و ملكات، على عدد الشرفات، و كل ما هو آت آت.

ثم قضى سطيح مكانه، و نهض عبد المسيح إلى راحلته و هو يقول:

شهر فإنك ماض الهم شمير *** لا يفزعنك تفريق و تغيير

إن يمس ملك بني ساسان أفرطهم *** فإن ذا الدهر أطوار دهارير

فربما ربما أضحوا بمنزلة *** يهاب صوتهم (1) الأسد المهاصير

منهم أخو الصرح بهرام و أخوته *** و الهرمزان و سابور و سابور

و الناس أولاد علات فمن علموا *** أن قد أقل فمحقور و مهجور

و هم بنو الأم. إما أن رأوا نشبا *** فذاك، بالغيب محفوظ و منصور

و الخير و الشر مقرونان في قرن *** و الخير متبع و الشر محذور

فلما قدم عبد المسيح على كسرى أخبره بما قال له سطيح. فقال كسرى: إلى أن يملك منا أربعة عشر ملكا كانت أمور و أمور. فملك منهم عشرة في أربع سنين، و ملك الباقون إلى خلافة عثمان.

تابعه عبد الرحمن بن عبد اللّه بن يزيد عن علي بن حرب، و هو غريب لا نعرفه إلا من حديث مخزوم بن هانئ عن أبيه تفرد به أبو أيوب البجلي.

و قوله: ارتجى: تزلزل. و الموبذان: عالم المجوس. و المرازبة: جمع مرزبان، و هم الرؤساء المقدمون. و مشارف الشام: القرى التي بين بلاد الشام و جزيرة العرب سميت بذلك لإشرافها على السواد.... (2) أشرف. و الضريح: القبر. و الغطريف: السيد. و فاز فازلم:

مات.... (3) و شأو: سبق. و العنن: الموت الذي يعنن، أي يعترض. و قوله: أزرق أراه أورق. و يهم الناب: أي حديد الناب، و يقال: يهو بالواو، و هو في معناه، يقال: سيف فهو أي

ص: 221


1- دلائل النبوة للبيهقي: صولتها.
2- كلمة غير مقروءة بالأصل.
3- كلام غير واضح.

حديد. و الفضفاض: الواسع. و بدن فضفاض أي كثير اللحم، و يكنى بالزاد عن لابسه، و المراد يدهو. و القيل: الملك بلغة حمير، و الوسن: النوم، أي لأجل المنام. و تجوب: تقطع.

و العلنداة: البعير القوي، و الشجن: و يقال: الشزن: العي. و الوجن و الوجن: الأرض الغليظة الصلبة. و الجآجئ جمع جؤجؤ و هو عظام الصدر و العطن مثله. و يروى: القطن بالقاف و هو اللحمة التي بين الوركين و هو المنزل. و حثحث هيأ البعير للسير. و استحث. و حضنا ثكن:

جنباه، و هو جبل معروف. و المسيح: المسرع المجد. و الهراوة. و غاض الماء أي ذهب.

و الشمير: المشمر في الأمور. و أفرطهم: جاوزهم وفاتهم. و الأطوار: الحالات المتغايرة، و الدهارير: جمع الدهر، يعني أنه يتقلب بين حالين نعيمي و بؤسي.

و المهاصير جمع مهصار و هو الأسد المفترس. و أولاد العلات الذين يكونون من أب واحد و أمهات شتى. و الشب (1):المال.

بلغني أن سطيحا ولد في أيام سيل العرم، و توفي في العام الذي ولد فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنه عاش خمسمائة سنة، و قيل: ثلاثمائة سنة.

[9844] الربيع بن زياد بن سابور

و يقال: ابن سليم بن سابور الحرشي، مولاهم، الكاتب

كان حاجبا لهشام بن عبد الملك، و كان على خاتمه و حرسه.

و حكى عن هشام.

حكى عنه: علي بن محمد المدائني. و أظنه لم يلقه.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق أنا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا. نا خليفة بن خياط (2) قال في تسمية عمال هشام:

الخاتم: الربيع (3) بن زياد بن سابور، مولى بني الحريش، الحرس: نصير مولاه، ثم عزله و ولى الربيع بن زياد مع الخاتم (4) و ذكر أبو الحسين الرازي: أن الربيع بن زياد كان كاتبا لهشام بن عبد الملك على الرسائل و الخاتم.

ص: 222


1- كذا، و مرت في الشعر: و الشّرّ.
2- الخبر رواه خليفة بن خياط في تاريخه ص 362.
3- في تاريخ خليفة: الربيع بن شابور مولى بني الحريش.
4- أقحم بعدها بالأصل:«الصغير و الخاصة» و لا علاقة للفظتين بالخبر.

[المستدرك من حرف السين]

ذكر من اسمه: سليمان

[9845] سليمان بن يسار أبو عبد الرحمن و يقال:

[9845] سليمان (1) بن يسار أبو عبد الرحمن و يقال:

أبو عبد اللّه و يقال أبو أيوب أخ عطاء و عبد اللّه

مولى ميمونة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم

من أهل المدينة.

روى عن زيد بن ثابت، و عبد اللّه بن عمر، و ميمونة، و عبيد اللّه [و عبد الله و الفضل] (2) بني العباس، و أبي هريرة، و المقداد بن الأسود، و حسان بن ثابت، و أبي سعيد الخدري، و أبي واقد الليثي، و عائشة، و أم سلمة، و ميمونة، و عبد اللّه بن عياش بن أبي ربيعة، و مالك بن [أبي] (3) عامر.

روى عنه الزهري، و عمرو بن دينار، و قتادة، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و يزيد بن أبي حبيب، و أسامة بن زيد الليثي، و بكير بن عبد اللّه بن الأشج، و نافع مولى ابن عمر، و أبو النّضر (4) سالم موسى عمر بن عبيد اللّه التيمي، و يعقوب بن عتبة، و خالد بن أبي

ص: 223


1- من هنا الأصل الوحيد المعتمد هو نسخة أحمد الثالث، المرموز إليها بحرف «د».
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن تهذيب الكمال.
3- سقطت من الأصل، و استدركت عن تهذيب الكمال.
4- بالأصل: النصر، تصحيف.

عمران، و عبد اللّه بن سعد الأنصاري، و أخوه عطاء بن يسار، و ميمون بن مهران.

و قدم دمشق وافدا على الوليد بن عبد الملك، و روى خطبة عمر (1) بالجابية، و لم يشهدها.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنبأ أبو عثمان البحيري، أنبأ زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد، نا أبو مصعب، نا مالك، عن نافع، عن سليمان بن يسار، عن أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم أن امرأة كانت تهراق الدماء على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فاستفتت لها أم سلمة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«لتنظر عدد الليالي و الأيام التي كانت تحيضهن من الشهر قبل أن يصيبها الذي أصابها»[14171] قلت: ترك الصلاة قبل ذلك من الشهر فإذا خلعت ذلك فلتغتسل ثم لتستثفر (2) بثوب، ثم لتصلّي[14172].

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد ابن عبيد بن الفضل - إجازة - ح، قالا: و أنا أبو تمام علي بن محمد - إجازة - أنبأ أحمد بن عبيد قراءة، أنبأ محمد بن الحسن بن محمد بن سعيد، نا أبو بكر بن [أبي] (3)خيثمة، نا يحيى ابن معين، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن سليمان بن يسار قال: ركبت أنا و عمر بن عبد العزيز و معنا عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز نريد (4) دير مرّان (5) و بها الوليد بن عبد الملك، و قال عبد الملك بن عمر: أ رأيت المرأة تطلق ثم تحيض الثالثة قلت: قد حلت، فقال عبد الملك: فأين ما تذكر عن ابن عباس، فقال: ذرنا منك نحدّث عن زيد بن ثابت، و معاوية بن [أبي] (6) سفيان، ثم تأتينا بابن عباس.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد الأنصاري، أنا أبو محمد التميمي [أنا أبو محمد بن أبي نصر] (7) أنا أبو الميمون البجلي، نا أبو زرعة (8) ثنا.

ص: 224


1- تحرفت بالأصل إلى: علي.
2- رسمها بالأصل: لتسعر، و الصواب ما أثبت، و استثفرت المرأة هو أن تمنع سيل الدم بخرقة عريضة بعد أن تحتشي قطنا، راجع النهاية لابن الأثير.
3- سقطت من الأصل.
4- تحرفت بالأصل إلى: بن يزيد.
5- دير مران: بضم أوله، بالقرب من دمشق على تل مشرف على مزارع الزعفران و رياض حسنة.
6- سقطت من الأصل.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن أسانيد مماثلة.
8- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 381/1.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني عبد الرحمن بن إبراهيم، عن الوليد بن مسلم، عن أبي جابر قال: قدم علينا سليمان بن يسار فدعاه أبي إلى الحمام و صنع له طعاما.

أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل بن محمد بن الحسين، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو زكريا ابن أبي إسحاق، و أبو بكر بن أحمد ابن الحسين القاضي، قالوا: حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، أنا الربيع بن سليمان، أنا الشافعي، أنا ابن عيينة، عن عبد اللّه بن أبي لبيد، عن ابن (1) سليمان بن يسار، عن أبيه أن عمر بن الخطاب قام بالجابية للناس خطيبا، فقال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قام فينا كقيامي فيكم، فقال:«أكرموا أصحابه ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يظهر الكذب، حتى إن الرجل ليحلف و لا يستحلف، و يشهد و لا يستشهد، ألا فمن سرّه بحبحة الجنة فليكرم الجماعة، و من سرّته حسنته و ساءته سيئته فهو مؤمن»[14173]. هذا مرسل.

أخبرنا عاليا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النقور، و أبو القاسم بن البسري (2)،قالا: أنا أبو طاهر المخلص، نا أبو القاسم البغوي، نا لوين، نا ابن عيينة، عن ابن أبي لبيد، عن ابن سليمان بن يسار، عن أبيه قال:

قام عمر بالجابية فقال: قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كقيامي فيكم، فقال:«أكرموا أصحابي ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يظهر الكذب حتى يحلف الرجل و لا يستحلف، و يشهد و لا يستشهد، فمن سره بحبحة الجنة فليكرم الجماعة، فإن الشيطان مع الفذ (3) و هو من الاثنين أبعد، ألا لا يخلونّ رجل بامرأة فإنّ الشيطان ثالثهما، من سرته حسنته و ساءته سيئته فهو مؤمن»[14174].

قال: و نا لوين قال: سمعت ابن عيينة مرة أخرى يحدّث بهذا الحديث عن ابن أبي لبيد، عن سليمان بن يسار و لم يذكر ابنه، اسم ابن [سليمان بن] (4) يسار عبد اللّه.

أخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي.... (5) الأبيوردي أنا أحمد بن

ص: 225


1- غير مقروءة بالأصل.
2- تقرأ بالأصل: السري، تصحيف.
3- الفذ: الواحد.
4- زيادة منا للإيضاح.
5- كلمة غير مقروءة بالأصل، انظر ترجمته في سير الأعلام 283/19.

علي بن عبد اللّه بن خلف أنا الحاكم أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الحافظ ، أنبأ أبو علي المذكر محمد بن علي بن عمر، نا عتيق بن محمد، نا سفيان، عن عبد اللّه بن أبي لبيد، عن عبد اللّه بن سليمان بن يسار، عن أبيه أن عمر بن الخطاب خطب الناس بالجابية، فقال في خطبته: قام فينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كقيامي فيكم، فقال:«أكرموا أصحابي ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يظهر الكذب حتى يشهد الرجل و ما استشهد، و يحلف و ما استحلف، ألا لا يخلونّ رجل بامرأة فإنّ ثالثهم الشيطان، ألا من سرّه بحبحة الجنّة فليكرم الجماعة، فإن الشيطان مع الفذّ، فهو مع الاثنين أبعد، و من سرّته حسنته و ساءته سيئته فهو مؤمن»[14175].

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مجالد الواسطي - إجازة - أنا أبو الحسن علي بن محمد بن خزفة (1)،أنا أبو عبد اللّه محمد بن الحسين بن محمد، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنا مصعب بن عبد اللّه قال:

سليمان بن يسار كان مقدما في الفقه و العلم، و كان نظير سعيد بن المسيّب، و كان مكاتبا لميمونة ابنة الحارث ابن حزن زوجة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأدى و عتق، و هبت (2) ميمونة، ولاءه لعبد اللّه بن عباس و هي خالة عبد اللّه بن عباس.

أخبرنا أبو محمد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عبيد (3)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمد بن سعد (4) قال في الطبقة الثانية من أهل المدينة: سليمان بن يسار مولى ميمونة بنت الحارث الهلالية. قال الهيثم بن عدي: يكنى أبا عبد اللّه توفي سنة مائة. قال الواقدي: لم أر بينهم اختلافا أنه توفي سنة سبع و مائة، و هو ابن ثلاث و سبعين سنة، و يكنى أبا أيوب، و كان ينزل في بني حديلة.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (5) قال في الطبقة الأولى من أهل المدينة: سليمان بن يسار مولى ميمونة بنت الحارث الهلالية، زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم. يقال إن سليمان نفسه كان مكاتبا لها.

ص: 226


1- تحرفت بالأصل إلى: حزقه.
2- بالأصل، و ذهبت، خطأ.
3- غير واضحة بالأصل.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.
5- الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 174/5-175.

أخبرنا عبد اللّه بن إدريس، و وكيع بن الجراح، عن مالك بن أنس، عن الزهري أن أبا عبد الرحمن سأل زيد بن ثابت، قال (1):و هو سليمان بن يسار، و قال محمد بن عمر:

لم أر بين أصحابنا اختلافا أن سليمان كان يكنى أبا أيوب (2)،و كان ينزل في بني حديلة، و قد ولي سوق المدينة لعمر بن عبد العزيز، و هو يومئذ والي المدينة للوليد بن عبد الملك، و قد روى سليمان عن زيد بن ثابت، و أبي واقد الليثي، و أبي هريرة، و ابن عمر، و عبد اللّه، و عبيد اللّه ابني العباس، و عائشة، و أم سلمة، و ميمونة، و عروة بن الزبير، و كان ثقة، عاليا، رفيعا، فقيها (3)،كثير الحديث، و مات سليمان بن يسار سنة سبع و مائة و هو ابن ثلاث و سبعين سنة. و قال غير (4) محمد بن عمر توفي سليمان سنة ثلاث و مائة في خلافة يزيد بن عبد الملك.

أنبأنا أبو الغنائم (5) محمد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد زاد أحمد و محمد بن الحسن، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل (6)،أنا محمد بن إسماعيل قال (7):

سليمان بن يسار مولى ميمونة بنت الحارث بن حزن، و هو أخو عطاء بن يسار، سمع ابن عباس، و أبا هريرة، و أم سلمة، روى عنه الزهري، و يحيى بن سعيد الأنصاري. قال علي: كنيته أبو أيوب، و قال عبد اللّه عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن الحسن بن محمد قال: سليمان بن يسار أفهم (8) عندنا من سعيد بن المسيب، و لم يقل أعلم، و لا أفقه.

قال: و نا الوليد (9)،عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: قدم علينا سليمان بن يسار، فدعاه أبي إلى منزله، فصنعنا له طعاما و حماما و دخله و اطّلى.

ص: 227


1- بالأصل: قالا، و المثبت عن ابن سعد.
2- في طبقات ابن سعد: أبا تراب.
3- الحرف بالأخير لم يظهر بالتصوير بالأصل.
4- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن طبقات ابن سعد.
5- بالأصل: الغنا.
6- لم تظهر اللفظة كلها بالأصل و فيه: سل.
7- التاريخ الكبير للبخاري 41/2/2.
8- في التاريخ الكبير: أقيس.
9- في التاريخ الكبير: الفقيه و كتب محققه بالهامش: كذا و يمكن أن يكون الصواب «الثقة» و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد، أنا محمد بن الحسن بن محمد، نا أحمد ابن الحسين، نا عبد اللّه بن محمد، نا محمد بن إسماعيل قال: و سليمان مولى ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية، قال علي: كنيته أبو تراب (1)،و هم اخوة: سليمان، و عطاء، و عبد الملك بنو (2) يسار.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمد بن الحسين قال:

سليمان بن يسار أبو أيوب، فقال الهيثم بن عدي: أبو عبد اللّه أخو عطاء، و عبد اللّه، و عبد الملك، موالي ميمونة بنت الحارث بن حزن، زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، الهلالي، المديني، سمع ابن عباس، و أبا هريرة، و عائشة، و عراك بن مالك، في رواية الزهري، و عبد اللّه بن دينار، و بكير بن الأشج، و عمرو بن ميمون بن مهران في الوضوء و الحج و الزكاة، و غير موضع، مات سنة أربع و تسعين، و قال عمرو بن علي: مات سنة سبع و مائة، و قال أبو عيسى مثل عمرو، فقال ابن سعد قال الهيثم: و في سنة مائة، و قال ابن تميم: مات سنة سبع و مائة.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (3) في باب يسار: أوله يا معجمة باثنتين (4) من تحتها و سين مهملة: سليمان بن يسار أبو أيوب أخو عطاء أحد فقهاء أهل المدينة، و كان يقال: هو أفهم من سعيد بن المسيب، سمع أبا هريرة، و ابن عباس، و أم سلمة، روى عنه عبد اللّه بن دينار، و نافع (5) مولى ابن عمر، و ابن شهاب، و يحيى بن سعيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدثني محمد بن عبد الرحيم قال: قال علي:

كنية سليمان ابن يسار أبو أيوب.

ص: 228


1- كذا بالأصل: أبو تراب.
2- بالأصل: أبو.
3- الإكمال لابن ماكولا 311/1 و 313.
4- بالأصل: باثنين.
5- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن الإكمال.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول:

سمعت علي بن المديني يقول: سليمان بن يسار يكنى أبا أيوب.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد [بن] (1) حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو أيوب سليمان بن يسار مولى ميمونة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، سمع ابن عباس، و أبا هريرة، روى عنه الزهري، و يحيى بن سعيد الأنصاري.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر، أنا الخصيب، أخبرني عبد الكريم، أخبرني أبي قال: أبو أيوب سليمان بن يسار أحد الأئمة.

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه، قال (2):

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر (3)،أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أبو بكر أحمد بن محمد أبو بشر الدولابي قال (4):أبو أيوب سليمان بن يسار مولى ميمونة.

أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي في كتابه، أنبأ أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي ابن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال (5):أبو عبد اللّه و يقال أبو أيوب، و يقال أبو عبد الرحمن سليمان بن يسار الهلالي المدني، مولى ميمونة بنت الحارث بن حزن (6) الهلالية، زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، أخو عطاء، و عبد الملك، و عبد اللّه، سمع ابن عباس، و أبا هريرة، و أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه ابن شهاب (7)،و عمرو بن دينار، و يحيى بن سعيد الأنصاري.

ص: 229


1- سقطت من الأصل.
2- الخبر من زيادات القاسم ابن المصنف.
3- بالأصل: الصفر.
4- الكنى و الأسماء للدولابي 102/1.
5- ترجمه الحاكم أبو أحمد في الأسامي و الكنى فيمن كنيته أبو أيوب 268/1 رقم 162.
6- تحرفت في الأسامي و الكنى إلى: حمزة.
7- في الأسامي و الكنى: أبو بكر محمد بن مسلم بن شهاب الزهري.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أحمد بن عبد الملك، أنبأ أبو الحسن بن السقا، و أبو محمد بن بالويه، قالا: نا محمد بن يعقوب، نا عباس بن محمد قال: سألت يحيى عن حديث سفيان بن عيينة، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن أبي عبد الرحمن، عن زيد بن ثابت قال: لا يحل له إلا من الباب الذي خرجت منه؛ من أبو عبد الرحمن هذا؟ قال: يقولون هو سليمان بن يسار، قلت: ما تقول ؟ قال: يقولون هو سليمان بن يسار.

و قال في موضع آخر، قد روى الزهري عن سليمان أبي (1) عبد الرحمن، يحسبونه سليمان بن يسار.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، ثنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، نا طاهر ابن محمد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمد (2) بن إياس قال: سمعت محمد بن أحمد المقدمي يقول: سليمان بن يسار مولى ميمونة، يكنى أبا عبد الرحمن، و أخوه عطاء بن يسار.

كتب إلي أبو بكر عبد الغفّار بن محمد، و أخبرني أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن حبيب عنه.

ح و أخبرتنا فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن فضلويه (3) قالت: أنا أبو بكر الخطيب، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري (4)،نا أبو العباس الأصم، أنا الربيع، أنا الشافعي، أنا ابن عيينة.

ح و أخبرنا أبو سعد عبد اللّه بن سعد بن أحمد بن محمد بن حيان، أنا محمد بن عبيد ابن محمد، أنا أبو عمر محمد بن الحسين، أنا أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود، أنبأ علي ابن حرب، نا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن سليمان بن يسار قال: أدركت بضعة عشر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كلهم نوفف (5) المولى.

ص: 230


1- غير واضحة بالأصل، و لعل الصواب ما ارتأيناه.
2- غير واضحة بالأصل.
3- تقرأ بالأصل: فضلون.
4- غير مقروءة بالأصل.
5- كذا رسمها بالأصل و فوقها ضبة.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، نا أبو بكر البيهقي، أنا أبو علي الروذباري.

ح و أخبرنا محمد بن عبد الجبار بن محمد، أنبأ أبو بكر أحمد بن الحسين.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد، و أبو (1) بكر محمد بن شجاع، قالا: أنا [أبو] (2) محمد التميمي، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، ثنا سعدان بن نصر، نا أبو معاوية، عن عمرو بن ميمون بن مهران، عن سليمان بن يسار، عن عائشة قال: استأذنت عليها (3)فقالت: من هذا؟ فقلت: سليمان، قالت كم (4) بقي عليك من مكاتبتك ؟ قلت: عشرة أواق، قالت: ادخل فإنك عبد ما بقي عليك درهم.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمد بن عبد الرحمن.

ح و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد، أنا أبو الحسن اللّنباني (5)،قالا: أنا أبو بكر بن أبي الدنيا.

قالا: نا محمد بن سعد (6)،أنبأ محمد بن عمر، حدثني هشام بن سعد، حدثني الزهري قال: و سمعت سليمان بن يسار يقول: كنا نجالس زيد بن ثابت أنا و سعيد بن المسيب و قبيصة بن ذؤيب، و نجالس ابن عباس فأما أبو هريرة فكان سعيد أعلمنا (7) بمسنداته لصهره منه.

أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: ثنا أبو العباس الأصم، ثنا يحيى بن يونس الفارسي، نا إسماعيل بن أبي أويس، و عيسى بن مينا.

ح و أخبرنا أبو المعالي أيضا، أنا أبو بكر.

ص: 231


1- غير واضحة بالأصل.
2- سقطت من الأصل.
3- غير واضحة بالأصل.
4- غير مقروءة بالأصل.
5- إعجامها مضطرب بالأصل و الصواب ما أثبت، تقدم التعريف به.
6- الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 380/2.
7- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن ابن سعد.

[ح] (1) و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، و أبو سعد محمد ابن علي الرستمي، قالوا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)، حدثني أبو محمد عبد اللّه بن محمد المصري، قالوا: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد قال:

قال أبو الزناد: أدركت من فقهاء المدينة و علمائهم ممن يرضى (3) و ينتهى (4) إلى قولهم - و في رواية ابن أبي أويس و صاحبه: أن أباه قال: كان ممن أدرك من فقهائنا الذين ينتهى إلى قولهم، و قالوا:- سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزبير، و القاسم بن محمد، و أبو بكر بن عبد الرحمن، و خارجة بن زيد بن ثابت، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و سليمان بن يسار في مشيخة - رآه البيهقي: أجلّة (5) و قالوا - سواهم من نظرائهم أهل فقه و فضل.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أنبأ أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أحمد بن علي المقرئ، أنا العوّام محمد بن عبد اللّه بن عبد الجبّار المرادي - بمصر - نا خالد بن نزار الأيلي، حدّثني عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه قال:

أدركت من فقهائنا الذي (6) ينتهى إلى قولهم: سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزبير، و القاسم بن محمد، و أبو بكر بن عبد الرحمن، و خارجة بن زيد، و عبيد اللّه بن عبد اللّه، و سليمان بن يسار، و هم أهل فقه و صلاح و فضل.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه (7) بن محمد الأنصاري، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو (8) ميمون، نا أبو زرعة (9) حدثني أحمد بن شبّويه (10)،نا

ص: 232


1- سقط حرف التحويل من الأصل و مكانه بياض.
2- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 559/1 و عن طريق أبي الزناد رواه الذهبي في سير الأعلام 445/4 و تهذيب الكمال 120/8-121.
3- في المعرفة و التاريخ: نرضى.
4- المعرفة و التاريخ: ينتهون.
5- بالأصل نقرأ: جلد، و المثبت عن سير الأعلام. و في تهذيب الكمال: جلّة.
6- كذا بالأصل.
7- مطموسة بالأصل.
8- مطموسة بالأصل.
9- الخبر رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 406/1.
10- رسمها و إعجامها مضطربان و صورتها تنويه، و المثبت عن تاريخ أبي زرعة.

إسماعيل بن أبي أويس، حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه أنه أدرك من فقهاء [أهل] (1) المدينة و أهل العلم بالسنن و من ينتهى إليه و يرضى به و لا يدفع قوله، و لا يجد (2)عنه مذهبا منهم: سعيد بن المسيب، و القاسم بن محمد، و عروة بن الزبير، و أبو بكر بن عبد الرحمن، و خارجة بن زيد، و عبيد اللّه بن عبد اللّه، و سليمان بن يسار.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو يعلى حمزة بن علي البزار، قالا:

أنبأ سهل بن بشر، أنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد، أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو عبد الرحمن النسائي، قال في تسمية فقهاء أهل الحديث من التابعين: سعيد بن المسيب، و عروة ابن الزبير، و أبو سلمة بن عبد الرحمن، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و سليمان بن يسار، و ذكر غيرهم.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم.

ح و أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا عبد الوهاب بن محمد، أنا أبو محمد الحسن ابن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا.

قالا: ثنا محمد بن سعد (3)،أنبأ محمد بن عمر، نا هشام بن سعد، عن الزهري قال لزمت سعيدا - يعني ابن المسيب - و كان هو الغالب على علم المدينة، و المستفتى (4) هو و سليمان بن يسار و كان من العلماء.

قرأت على أبي الفضل ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الحصيب ابن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي قال: أنا قتيبة بن سعيد، نا سفيان، عن عمرو، عن الحسن بن محمد قال: سليمان بن يسار أفهم عندنا من سعيد بن المسيب (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن

ص: 233


1- زيادة عن تاريخ أبي زرعة.
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن تاريخ أبي زرعة.
3- الخبر في الطبقات الكبرى لابن سعد 382/2-383.
4- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن طبقات ابن سعد الكبرى.
5- رواه الذهبي في سير الأعلام 446/4 و تهذيب الكمال 121/8.

الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا أبو بكر الحميدي (2)،ثنا سفيان، نا عمرو بن دينار، أخبرني الحسن بن محمد قال: سليمان بن يسار أفهم عندنا من سعيد بن المسيّب، و لم يقل أفقه.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر (3) بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم.

ح و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمد، أنا أحمد ابن محمد، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا.

قالا: ثنا محمد بن سعد (4)،أنا محمد بن عمر، حدّثني - و قال ابن أبي الدنيا (5):

سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار قال: سمعت الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب يقول: سليمان بن يسار أفهم عندنا من سعيد (6) بن المسيّب.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن.... (7)،أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (8)،نا محمد بن أبي زكير (9)،أنا ابن وهب، حدثني مالك قال: كان سليمان بن يسار من علماء الناس بعد سعيد بن المسيّب، و كان كثيرا ما يوافق سعيدا، قال: و كان (10) سعيد لا يجترئ عليه.

أخبرنا أبو البركات الحاسب، أنا الحسن بن علي، أنا محمد بن العباس، أنا أبو الحسن الخشّاب (11)،أنبأ الحسين بن الفهم.

ص: 234


1- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 549/1.
2- تقرأ بالأصل: الجندي، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
3- تحرفت بالأصل إلى: عمرو.
4- الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 384/2.
5- كذا و ثمة سقط في الكلام، و الأرجح أن لفظة «ثنا» هي الساقطة.
6- ليست لفظة «سعيد» في ابن سعد.
7- كلمة غير مقروءة بالأصل.
8- الخبر رواه يعقوب بن سفيان في المعروفة و التاريخ 549/1.
9- تحرفت بالأصل إلى:«زكريا» و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
10- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
11- بالأصل: الحساب.

ح و أخبرنا أبو بكر الأصبهاني، أنا أبو عمرو بن محمد، أنبأ أبو محمد الحسن بن محمد، أنا أبو الحسن اللنباني (1)،أنا أبو بكر بن أبي الدنيا.

قالا: نا محمد بن سعد (2)،أنا محمد بن عمر، ثنا عبد اللّه بن يزيد الهذلي قال:

سمعت سليمان بن يسار يقول: سعيد بن المسيب. بقية الناس، و سمعت السائل يأتي سعيد بن المسيب فيقول: اذهب إلى سليمان بن يسار فإنه أعلم من بقي اليوم.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر، أنا أبو بكر بن أبي القاسم، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا أبو محمد بن درستويه، نا يعقوب (3)،نا ابن بكير، حدثني الليث عن (4) يزيد بن أبي حبيب أن رجلا سأل سعيد بن المسيب عن شيء، فقال: سألت أحدا غيري ؟ فقال:

نعم، قال: من هو؟ قال: عطاء بن يسار، قال: فما قال لك ؟ قال: كذا و كذا، قال: فاذهب إلى سليمان بن يسار فاسأله ثم أخبرني ما قال [لك] (5) قال: فسأله قال: الأمر فيه كذا و كذا، فأخبرت ابن المسيّب، فقال ابن المسيّب: عطاء قاضي (6)،و سليمان مفتي (7).

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي (8)،أنا أبو عمر محمد بن العباس، أنا أبو الحسن أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم.

ح و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، نا الحسن بن محمد، نا أحمد بن محمد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا.

قالا: نا محمد بن سعد (9)،أنا محمد بن عمر، نا سعيد بن بشير، و خليد بن دعلج، عن قتادة قال: قدمت المدينة فسألت من أعلم أهلها بالطلاق ؟ فقالوا:- و في حديث ابن أبي الدنيا: فقيل،- سليمان بن يسار.

ص: 235


1- بدون إعجام بالأصل.
2- الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 384/2 و عن الواقدي رواه المزي في تهذيب الكمال 121/8 و الذهبي في سير الأعلام 446/4.
3- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 549/1.
4- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
5- زيادة عن المعرفة و التاريخ.
6- كذا بالأصل: قاضي، بإثبات الياء.
7- كذا بالأصل: مفتي، بإثبات الياء.
8- غير واضحة بالأصل، و المثبت قياسا إلى سند مماثل.
9- الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 384/2.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا يونس بن (2) عبد الأعلى، أخبرني أشهب صاحب مالك قال: قال مالك: كان سعيد بن المسيب عالما بالبيوع فقيل له: سليمان (3) بن يسار قال: لم أسمع عن سليمان فيها بعلم (4)،و قد كان علم و سمع.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،أخبرني (6) الحارث بن مسكين، عن ابن وهب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر [ابن الطبري] (7)،أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (8)،نا محمد بن أبي زكير (9)،أنا ابن وهب.

نا مالك قال: كان سليمان بن يسار من (10) أعلم أهل هذه البلدة بالسنن، و كان من علماء الناس، فكان - زاد يعقوب يكون (11) يقول - في مجلسه فإذا كثر فيه الكلام و سمع اللغط أخذ نعليه ثم قام عنهم، قلت لمالك: و هو في (12) مجلسه ؟ قال: نعم، و كان ابن المسيّب رجلا شديدا يحصب الناس بالحصباء (13).

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمد، قالا:

أنا أبو الحسين بن الطيوري، و ثابت بن بندار بن إبراهيم، قالا: أنا الحسين بن جعفر - زاد

ص: 236


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 477/1.
2- تحرفت بالأصل إلى: عن، و الصواب عن المعرفة و التاريخ.
3- في المعرفة و التاريخ: فسليمان.
4- في المعرفة و التاريخ: قال: لم أسمع، و سليمان فيما يعلم.
5- غير مقروءة بالأصل، و الصواب قياسا إلى سند مماثل.
6- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 405/1-406.
7- لم تظهر بالتصوير بالأصل.
8- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 549/1.
9- تقرأ بالأصل: ركين، خطأ، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
10- بالأصل: هو، و المثبت عن المصدرين السابقين.
11- كذا، و الذي في المعرفة و التاريخ: و كان.
12- مكانها فراغ في تاريخ أبي زرعة.
13- في المعرفة و التاريخ: بالحصا.

ابن الطيوري: و ابن عمه محمد بن الحسن بن محمد، قالا: أنا الوليد بن [بكر] (1) أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدثني أبي قال (2):سليمان بن يسار مديني، تابعي، ثقة، و كان فقيها، كان الحسن بن محمد بن الحنفية يقول: سليمان بن يسار أفهم (3) عندنا من سعيد بن المسيب.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك، أنا علي بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد، ثنا أبو العباس الأصم، نا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى ابن معين يقول: سليمان بن يسار ثقة (4).

أخبرنا أبو غالب (5) أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن ابن البنا، قالا: أنا أبو الحسن محمد بن محمد الواسطي إجازة، أنا علي بن محمد بن خزفة (6)،أنا أبو عبد اللّه محمد بن الحسين الزعفراني (7)،نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سليمان ثقة، و بشير بن يسار ثقة، و ليس هو أخو سليمان بن يسار.

في نسخة ما شافهني بها أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر الهمداني، أنا أبو الحسن.

قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (8):سئل أبو زرعة، عن سليمان بن يسار فقال:

مدني، ثقة، مأمون، فاضل [عابد] (9).

أنبأنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف، أنا المبارك بن عبد الجبار، أنبأ محمد بن علي بن الفتح، أنا محمد بن عبد اللّه ابن أخي ميمي، أنا الحسين بن

ص: 237


1- سقطت من الأصل. و استدركت قياسا إلى سند مماثل.
2- كتاب تاريخ الثقات للعجلي ص 207 رقم 620.
3- في تاريخ الثقات: أفقه.
4- تهذيب الكمال 121/8.
5- سقطت من الأصل.
6- بدون إعجام بالأصل.
7- رسمها بالأصل: الرغواني.
8- الخبر في الجرح و التعديل 149/1/2.
9- زيادة عن الجرح و التعديل.

صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: قال محمد بن الحسين، نا أبو مروان الضرير، نا ابن أبي الزناد، عن أبيه قال (1):كان سليمان بن يسار يصوم الدهر، و كان عطاء بن يسار يصوم يوما و يفطر يوما.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمد عبد اللّه بن يحيى السكري، أنا أبو بكر الشافعي، نا جعفر بن محمد بن الأزهر، نا العلاء.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري (2)،أنا الأحوص بن المفضّل، أنا مصعب بن عبد اللّه، حدثني مصعب ابن عثمان (3) قال: كان سليمان بن يسار من أحسن الناس وجها فدخلت عليه امرأة فسامته نفسه فامتنع عليها فقالت: إذن أفضحك فخرج إلى خارج و تركها إلى منزله و هرب منها، قال سليمان فرأيت بعد يوسف عليه السلام فيما يرى النائم، فكأنّي أقول له: أنت يوسف [قال:

نعم، أنا يوسف] (4) الذي هممت ؟ فقال: و أنت سليمان الذي لم تهمّ .

ح قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمد، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل، نا محمد بن الحسين بن محمد، نا ابن أبي خيثمة، نا مصعب بن عبد اللّه، نا مصعب بن عثمان قال: كان سليمان بن يسار من أحسن الناس وجها، فخدلت عليه امرأة مستفتية فسامته نفسه فامتنع عليها و ذكّرها فقالت له لئن لم تفعل لأشهّر بك أو لأفضحنّك. فخرج و تركها في البيت، قال: فرأى في منامه يوسف النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: فقلت له:

أنت يوسف ؟ قال: أنا يوسف الذي هممت، و أنت سليمان الذي لم تهم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا ابنا، قالا: أنا أبو الحسن بن محمد بن مخلد، أنا علي بن محمد بن خزفة، أنا أبو عبد اللّه الزعفراني، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة، فذكره إلا أنه قال: لأشهرنك و... (5) بك، و قال: فقال له: أنت يوسف.

ص: 238


1- الخبر رواه الذهبي في سير الأعلام 448/4 نقلا عن أبي الزناد.
2- غير مقروءة و بدون إعجام بالأصل، و المثبت قياسا عن سند مماثل.
3- رواه المزي في تهذيب الكمال 8 121 و الذهبي في سير الأعلام 446/4 من طريق مصعب الزبيري، و حلية الأولياء 190/1-191.
4- زيادة لازمة للإيضاح عن تهذيب الكمال و سير الأعلام.
5- كلمة غير واضحة بالأصل.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،أخبرني جعفر بن محمد بن نصير في كتابه و حدثني عنه محمد بن إبراهيم، نا أبو العباس بن مسروق، نا محمد بن الحسين، نا محمد بن بشر الكندي، نا عبد الرحمن بن جرير بن عبيد بن حبيب بن يسار الكلابي حدثني (2) عن أبي حازم قال: خرج سليمان بن يسار حاجّا من المدينة و معه رفيق له حتى نزلوا بالأبواء (3) فقال رفيقه و أخذ السفرة و انطلق إلى السوق يبتاع لهم، و قعد سليمان في الخيمة، و كان من أجمل الناس وجها، و أورع الناس، فبصرت به أعرابية من قلّة الجبل (4)و هي في خيمتها، فلما رأت حسنه و جماله انحدرت عليه و عليها البرقع و القفازان، فجاءت فوقفت (5) بين يديه فأسفرت عن وجه لها كأنه فلقة قمر. فقالت: أهيئني (6) فظن أنها تريد طعاما، فقام إلى فضل السفرة ليعطيها، فقالت: لست أريد هذا إنما أريد ما يكون من الرجل إلى أهله، فقال: جهزك إلي إبليس، ثم وضع رأسه بين كمّيه و أخذ في النحيب، فلم يزل يبكي، فلما رأيت ذلك سدلت البرقع على وجهها و رفعت رجليها [بأكواب] (7) حتى رجعت إلى خيمتها، فجاء رفيقه و قد ابتاع لهم ما يرفقهم، فلما رآه قد انتفخت عيناه من البكاء و انقطع حلقه، قال: ما يبكيك ؟ قال: خير ذكرت صبيتي قال: لا، ألا إن لك قصة، إنما عهدك [بصبيتك منذ ثلاث أو نحوها، فلم يزل به رفيقه حتى أخبره بشأن الأعرابية، فوضع السفرة و جعل] (8) يبكي بكاء شديدا، فقال له سليمان: أنت ما يبكيك ؟ قال أنا أحق بالبكاء منك، قال: و لم ؟ قال: لأني أخشى أن لو كنت مكانك لما صبرت عنها، قال: فما زالا يبكيان، قال: فلما انتهى سليمان إلى مكة فطاف و سعى، أتى الحجر و احتبى بثوبه فنعس، فإذا رجل و سيم جميل طوال شرجب له شارة حسنة، و رائحة طيبة، فقال له سليمان: من أنت رحمك

ص: 239


1- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 191/2.
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن حلية الأولياء 191/2.
3- الأبواء: قرية من أعمال المدينة (معجم البلدان).
4- مطموسة بالأصل، و المثبت عن حلية الأولياء.
5- مطموسة بالأصل، و المثبت عن الحلية.
6- صورتها بالأصل: أهيتني، و في الحلية: أهبتني. و بهامشها: كذا في الأصلين، و لعله: اهبيني، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
7- سقطت من الأصل، و استدركت عن الحلية. و الأكواب جمع كوبة و هي الحسرة و الندامة.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن حلية الأولياء.

اللّه ؟ قال: أنا يوسف بن يعقوب قال: يوسف الصديق ؟ قال: نعم، قال: إن في شأنك و شأن امرأة العزيز لشأنا عجيبا، فقال له يوسف: شأنك و شأن صاحبة الأبواء أعجب.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و علي بن المسلّم الفقيهان، قالا: أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد (1)،أنبأ جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا أحمد بن جعفر، نا يحيى بن أيوب، نا يحيى بن بكير قال: كان سليمان بن يسار [يقول] (2) تودّد الناس و استعطافهم نصف الحلم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب، أنبأ محمد بن الحسن بن محمد، أنا أحمد ابن الحسين بن زنبيل، أنا عبد اللّه بن محمد بن عبد الرحمن بن الخليل، نا محمد بن إسماعيل، حدثني الأويسي يعني عبد العزيز بن عبد اللّه قال: و حدّثني جرير بن أبي حازم، عن ابن أبي حرملة قال: كان الناس يصمتون إلا كربا (3) حتى استعمل سليمان بن يسار على السوق.... (4) ذلك.

قال محمد بن إسماعيل و قد سمع أسامة بن زيد (5) من سليمان مولى ميمونة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، و يقال: لم يصح.

قال: و نا محمد بن إسماعيل (6)،حدثني هارون بن محمد قال: سمعت بعض أصحابنا (7) قال: مات سليمان بن يسار، و سعيد بن المسيب، و علي بن الحسين، و أبو بكر ابن عبد الرحمن، يقال: سنة (8) الفقهاء، سنة أربع و تسعين، و مات عروة بن الزبير سنة تسع أو سنة إحدى و مائة.

ح قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسن بن مجالد، أنا أبو

ص: 240


1- غير واضحة بالأصل.
2- زيادة للإيضاح.
3- كذا بالأصل:«يصمتون الاكربا».
4- كلمة غير واضحة بالأصل.
5- و ذكر المزي في تهذيب الكمال في أسماء الرواة عن سليمان: أسامة بن زيد الليثي.
6- رواه المزي في تهذيب الكمال 122/8 نقلا عن البخاري.
7- سقطت من الأصل، و استدركت عن تهذيب الكمال.
8- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن تهذيب الكمال.

الحسن علي بن محمد بن خزفة (1)،أنا محمد بن الحسين الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سليمان بن يسار مات سنة سبع و مائة، و يقال:

سنة أربع و تسعين.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (2)،نا أبو الحسين (3) بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا أبو القاسم الصيدلاني، أنا محمد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري حدّثكم الهيثم بن عدي.

ح و أخبرنا (4) أبو سعد (5) المطرز و أبو علي الحداد، و أبو القاسم غانم بن محمد البرجي.

ح و أخبرنا أبو المعالي.... (6) أنا أبو علي الحداد قالوا: أنا أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، قالا: أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا.... (7) محمد، نا الهيثم بن عدي قال: سليمان بن يسار مولى ميمونة، سنة مائة (8)- يعني مات-.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي محمد التميمي، أنا مكي بن محمد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال الهيثم: و في سنة مائة مات سليمان بن يسار و أبو عثمان النهدي، و شهر بن حوشب، و ذكر... (9) أخبره عن أحمد بن عبيد، عن الهيثم بذلك.

ص: 241


1- إعجامها مضطرب بالأصل.
2- بدون إعجام بالأصل.
3- غير واضحة بالأصل، و المثبت هو الصواب.
4- سقطت من الأصل.
5- بالأصل: سعيد، تصحيف.
6- غير مقروءة بالأصل.
7- غير مقروءة بالأصل.
8- تهذيب الكمال 122/8.
9- كلمة غير واضحة في التصوير.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط قال: و في سنة أربع و مائة مات سليمان بن يسار مولى ميمونة (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا محمد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال (2):سليمان و عطاء و عبد الملك و عبد اللّه بنو يسار موالي ميمونة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، و هي ميمونة بنت الحارث الهلالية، هي أخت أم الفضل، سليمان يكنى أبا أيوب، توفي سنة أربع و مائة.

ح قرأت على أبي غالب و أبي عبد اللّه ابني البنا، عن أبي الحسن بن مخلد، أنا أبو الحسن بن خزفة (3)،أنا أبو عبد اللّه الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، أخبرني مصعب بن عبد اللّه قال (4):و مات سليمان بن يسار سنة سبع و مائة و هو ابن ثلاث (5)و سبعين سنة.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس، قال: و مات سليمان ابن يسار مولى ميمونة، و يكنى أبا.... (6)،سنة (7) سبع و مائة، و كان من الفقهاء.

قال الحسن بن محمد بن علي: سليمان بن يسار عندنا أفهم من سعيد بن المسيّب (8)،و مات سليمان بن يسار عن ثلاث و سبعين سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا محمد بن عبد اللّه بن الحسن، أنبأ أبو الحسين

ص: 242


1- تهذيب الكمال 122/8.
2- طبقات خليفة بن خياط ص 430.
3- بالأصل: حرفه.
4- تهذيب الكمال 122/8.
5- بالأصل: ثلاثة.
6- كلمة غير واضحة في التصوير بالأصل.
7- سقطت من الأصل.
8- تقدم الخبر عن الحسن بن محمد بن علي.

علي بن محمد بن عبد اللّه، أنا عثمان بن أحمد بن السماك، أنا محمد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي بن المديني: مات سليمان بن يسار سنة سبع و مائة، و يكنى أبا أيوب.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا علي بن أحمد بن محمد بن المغيرة، حدثني أبي، أنا أبو طاهر المخلص إجازة، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة سبع و مائة توفي فيها سليمان بن يسار أبو عبد اللّه، و يقال أبو أيوب.

ح أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا محمد بن عبيد اللّه، أنا أبو (1) عبد اللّه بن مروان، أنا.... (2) أبو عبد الملك، نا سليمان بن عبد الرحمن، نا علي ابن عبد اللّه التميمي قال: سليمان بن يسار يكنى أبا أيوب، مات سنة سبع و مائة، و هو ابن ثلاث و سبعين سنة (3).

أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، نا أبو العباس النهاوندي، أنا أبو القاسم الأشقر، نا أبو عبد اللّه البخاري، قال: مات يعني سليمان بن يسار سنة سبع و مائة و هو ابن ثلاث و سبعين سنة (4).

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده، و حدثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أن عبد اللّه قال: قال أنا أبو سعيد بن يونس: سليمان بن يسار مولى ميمونة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم يكنى أبا أيوب، مديني، دخل مصر لغزو إفريقية مع معاوية بن خديج سنة خمسين، توفي بالمدينة سنة سبع و مائة.

ح قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمد، أنا أبو سليمان الربعي قال: و فيها يعني سنة سبع و مائة مات سليمان بن يسار، يكنى أبا أيوب، و هو مولى ميمونة و هو ابن ثلاث و سبعين سنة.

و قال ابن بكير: مات سليمان بن يسار سنة سبع (5) و مائة.

ص: 243


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- كلمة غير واضحة بالأصل.
3- سير الأعلام 447/4.
4- سير الأعلام 447/4.
5- كذا رسمها بالأصل، و نقل المزي في تهذيب الكمال و الذهبي في سير الأعلام عن يحيى بن بكير قوله: سنة تسع و مائة. و عقب الذهبي بقوله: و هذا وهم، لعله تصحيف.
[9846] سليمان أبو الربيع

حدث عن القاسم بن عبد الرّحمن.

روى عنه معاوية بن صالح.

و هو سليمان بن عبد الرّحمن تقدم ذكره.

[9847] سليمان الطيّار

مولى ثقيف، من أهل العراق، وفد على الوليد بن عبد الملك بخبر وفاة الحجاج بن يوسف له ذكر.

[9848] سليمان أبو أيوب الخوّاص

أحد الزهاد المعروفين، و العباد الموصوفين، سكن الشام، و كان أكبر مقامه ببيت المقدس، و دخل بيروت.

حكى عنه سعيد بن عبد العزيز، و محمد بن يوسف الفريابي، و حذيفة المرعشي (1)، و يوسف بن أسباط (2).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن الكتاني (3)،أنا تمام بن محمد، أنا جعفر بن محمد، نا أبو (4) زرعة قال في تسمية نفر أهل زهد و فضل: سليمان الخواص.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه (5)،ثنا محمد بن أحمد ابن عمر، نا أبي، نا أبو بكر بن سفيان، نا محمد بن هارون، حدثنا يعقوب بن كعب، حدثني إسحاق رجل من أهل الشام، قال:

كان سليمان الخوّاص ببيروت، فدخل عليه سعيد بن عبد العزيز فقال: ما لي أراك في الظلمة ؟ قال: ظلمة القبر أشد، قال: فما لي أراك وحدك ليس لك رفيق ؟ قال: أكره أن يكون

ص: 244


1- انظر أخباره في الطبقات الكبرى للشعراني 62/1 رقم 104.
2- انظر أخباره في الطبقات الكبرى للشعراني 61/1 رقم 103.
3- تحرفت بالأصل إلى: الكناني.
4- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
5- الخبر رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 277/8.

لي رفيق لا أقدر أن أقوم بحقه (1)،فقال له سعيد: خذ هذه الدراهم فأنا (2) لك بها يوم القيامة قال: يا سعيد إن نفسي لم تجبني إلى هذا الذي أجابتني إليه إلا بعد كد (3)،فأنا أكره أن أعوّدها مثل دراهمك هذه (4) فمن لي بمثلها إذا أنا احتجت إليها؛ لا حاجة لي فيها، يذكر سعيد ذلك للأوزاعي، فقال: دع سليمان، فإنه لو كان من السلف لكان علاّمة (5).

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (6)،أنا أحمد بن محمد العتيقي، و علي بن المحسن (7) التنوخي، قالا: نا عمر بن محمد بن علي، نا أحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي قال: سمعت سري بن المغلّس السّقطي (8) يقول: أربعة كانوا في الدنيا أعملوا أنفسهم في طلب الحلال، فلم يدخلوا أجوافهم إلا الحلال، فقيل: من هم يا أبا الحسن ؟ قال: وهيب بن الورد، و شعيب بن حرب، و يوسف بن أسباط ، و سليمان الخوّاص.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني جعفر بن محمد، حدثني الجنيد بن محمد قال (9):سمعت السّري بن المغلّس يقول: كان أهل الورع في وقت من الأوقات أربعة: حذيفة المرعشي، و إبراهيم بن أدهم، و يوسف بن أسباط ، و سليمان الخوّاص فنظروا إلى الورع، فلما ضاقت عليهم الأمور فزعوا إلى التقلّل - أو قال: التذلّل-.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ ابن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا يحيى بن المختار، نا محمد بن حميد الخوّاص قال: قال لي بشر بن

ص: 245


1- في الحلية:«به» بدلا من «بحقه».
2- كذا، و في الحلية: فإنها.
3- العبارة في الحلية شديدة الاضطراب و فيها: قال سعيد: أي شيء إلى هذا الذي أحسى إليه إلا بعد كد.
4- إلى هنا ينتهي الخبر في حلية الأولياء.
5- انظر سير الأعلام 179/8.
6- الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 241/9 في ترجمة شعيب بن حرب المدائني.
7- في تاريخ بغداد: الحسن.
8- السري بن المغلس أبو الحسن السقطي، صاحب معروف الكرخي، كان من المشايخ المذكورين، و أحد العباد المجتهدين، ترجمته في تاريخ بغداد 187/9.
9- الخبر في الرسالة القشيرية ص 110.

الحارث يوما:.... (1) أربعة: سفيان الثوري، و يوسف بن أسباط (2)،و سليمان الخوّاص، و إبراهيم بن أدهم.

أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين، و أبو الحسين محمد بن محمد الفرّاء، قالا: أنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد الخياط ، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن السماك، نا الحسن بن عمرو قال: سمعت بشرا يقول: العلم علم سفيان، و الخبر خبر هؤلاء الخمسة: وهيب العابد (3)،و سليمان الخوّاص، و حذيفة، و إبراهيم بن أدهم، و يوسف بن أسباط .

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن (4) العباس، نا علي بن عمر بن محمد بن الحسن بن القزويني الزاهد (5) إملاء قال: قرأت على يوسف بن عمر قلت:

حدثكم أبو عيسى السمسار و هو حمزة بن الحسين قراءة من لفظه، نا أحمد بن عبد اللّه الحداد، نا أبو بكر بن عفان قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: كان عشرة ينظرون في الحلال النظر الشديد لا يدخل بطونهم إلا الحلال، و لو استفّوا التراب: سفيان الثوري، و إبراهيم بن أدهم، و يوسف بن أسباط ، و علي بن فضيل (6)،و أبو معاوية الأسود (7)، و وهيب بن الورد، و سليمان الخوّاص، و حذيفة، و رجلين ذهبا عليّ .

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن علي، أنا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد اللّه بن نوح النخعي بالكوفة، نا أبو القاسم علي بن محمد بن عبيد بن كثير العامري، أنا أبو أحمد محمد بن عمران بن موسى الصيرفي ببغداد، نا أحمد بن محمد أبو بكر المروزي، حدّثني عبد الصّمد بن محمد بن مقاتل العبّاداني عن بشر بن الحارث قال:

سمعت المعافى بن عمران يقول: كان عشرة فيمن مضى من أهل العلم ينظرون في الحلال

ص: 246


1- كلمة غير مقروءة بالأصل.
2- انظر أخباره في حلية الأولياء 237/8 رقم 401.
3- وهيب بن الورد المكي، انظر أخباره في حلية الأولياء 140/8 رقم 396.
4- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
5- ترجمته في سير الأعلام 609/17.
6- انظر أخباره في حلية الأولياء 297/8.
7- انظر ترجمته في حلية الأولياء 271/8.

النظر الشديد لا يدخلون بطونهم إلاّ ما يعرفون من الحلال و إلاّ استفّوا التراب، ثم عدّ بشر:

إبراهيم ابن أدهم، و سليمان الخوّاص، و علي بن فضيل بن عياض، و أبا معاوية الأسود، و يوسف بن أسباط ، و وهيب بن الورد، و حذيفة شيخ من أهل حران، و داود الطائي، فعد بشر عشرة، كانوا لا يدخلون بطونهم إلاّ ما يعرفون من الحلال و إلاّ استفّوا التراب.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،ثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا جعفر بن محمد بن فضيل (2)،نا الفريابي قال: كنت في مجلس فيه الأوزاعي و سعيد بن عبد العزيز و سليمان الخوّاص، فذكر الأوزاعي الزّهّاد فقال الأوزاعي:

ما نريد أن نرى في دهرنا مثل هؤلاء، فقال سعيد بن عبد العزيز: سليمان الخوّاص ما رأيت أزهد منه، و كان سليمان في المجلس و لا يعلم سعيد، فرفع سليمان رأسه و قام، فأقبل الأوزاعي على سعيد، فقال: ويحك لا تعقل (3) ما يخرج من رأسك، تؤذي جليسنا؟ تزكيه في وجهه ؟ أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه محمد بن المسيّب الأرغياني (4)،أنا عبد اللّه بن خبيق (5) الأنطاكي، أنا أبو سهل الدمشقي، عن سعيد بن عبد العزيز قال:

دخلت على سليمان الخوّاص فرأيته جالسا في الظلمة وحده، فقلت له: ما لي أراك جالسا في الظلمة وحدك ؟ قال: ظلمة القبر أشدّ يا سعيد، فقلت: أ لا تطلب لك رفيقا؟ فقال:

أكره أن أطلب رفيقا فلا أقوم بحقّه الذي يجب له عليّ ، قلت له: هذا مال صحيح قد أصبته و أنا لك به يوم القيامة، خذه تنفق منه على نفسك و تستر به عورتك، فقال: يا سعيد إنّ نفسي لم تجبني إلى ما رأيت حتى خشيت أن لا تفعل، فإن أخذت مالك هذا ثم نفد فمن لي بمثله صحيح، فتركته، ثم عدت إليه من الغد، فقلت له: رحمك اللّه إنه بلغني في الحديث أن

ص: 247


1- رواه أبو نعيم الحافظ في الحلية 276/8.
2- قوله:«نا جعفر بن محمد بن فضيل» ليس في حلية الأولياء.
3- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن الحلية.
4- بالأصل: الأرغيناني، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و هو محمد بن المسيب بن إسحاق بن عبد اللّه، أبو عبد اللّه النيسابوري الأرغياني، ترجمته في سير الأعلام 422/14.
5- بالأصل: حبيق، تصحيف.

الرجل لا تستجاب دعوته في العامة حتى يكون نقيّ المطعم، نقيّ الملبس، فادع لهذه الأمة دعوة، فابتدر الباب مغضبا ثم قال: يا سعيد أنت بالأمس فتنتني (1) و أنت اليوم تشهرني قال:

فأتيت الأوزاعي فأخبرته بما قلت له، و ما قال لي فقال لي الأوزاعي: يا سعيد دع سليمان الخوّاص، ودع إبراهيم بن أدهم، فإنهما لو أدركا محمدا صلى اللّه عليه و سلم لكانا من خيار أصحاب محمد.

أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن أحمد الجوهري، أنا أبو سعد علي بن عبد اللّه بن أبي صادق (2) الحبري، أنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن باكويه الشيرازي، نا محمد بن علي بن سعيد الأرموي، نا محمّد بن سهل الكرماني، نا يوسف بن موسى المروزي، نا محمد بن سلام قال: سمعت ابن يزيد (3) الشامي يقول: دخل سعيد بن عبد العزيز على سليمان الخوّاص فقال له:

أراك في ظلمة - يعني - فقال: ظلمة القبر أشدّ من هذا، قال: أراك وحدك، قال: إن للصاحب على الصاحب حقا، فخفت أن لا أقوم بحقّ صاحبي، قال: فأخرج سعيد صرّة فيها شيء، فقال له: تنفق هذا و أنا أحلف لك بين يدي اللّه إنها صرّة حلال، قال: لا حاجة لي فيها، فقال له: رحمك اللّه، ما ترى ما الناس فيه دعوة قال: فصرخ سليمان صرخة و قال: ما لك يا سعيد، أ فتنتني بالدنيا و تفتنّي بالدين ؟ ما لي و الدعاء من أنا؟ قال: فخرج سعيد و أخبر ما كان من سليمان إلى الأوزاعي، فقال الأوزاعي: دعوا سليمان لو كان سليمان من الصحابة كان مثلا.

[قال ابن عساكر:] (4) كذا قال و أظنه سعيد بن بريد (5) أبا عبد اللّه (6) النّباجي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد لفظا.

ص: 248


1- في مختصر ابن منظور: تفتنني.
2- غير واضحة بالأصل، و الصواب ما أثبت، راجع سير الأعلام 224/19.
3- كذا بالأصل: يزيد، انظر ما سنلاحظه قريبا.
4- زيادة للإيضاح.
5- تحرفت بالأصل إلى: يزيد، و الصواب ما أثبت، تقدمت ترجمته في كتابنا هذا 13/21 رقم 2449.
6- في بغية الطلب: أبا خزيمة.

ح أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، و ابن (1) السمرقندي، قالا: نا أبو الحسن بن أبي الحديد، قالا: أنا محمد بن نصر، أنا الحسن بن حبيب، نا أبو يعقوب المروزي، نا عبد اللّه ابن خبيق، نا إسحاق بن إسماعيل الحلبي قال: قال لي الفريابي جئت سليمان الخوّاص و هو بقيسارية، و هو مغطى الوجه بكساء فجرى الحديث إلى أن قلت: قدم علينا رجل فاشترى زيتا فربح فيه كذا و كذا دينارا فكشف سليمان الكساء عن وجهه فقال: ما أكثر فضولك يا محمد أيش.... (2) لهذا الكلام، و ما مائة ألف دينار؟ رجل عاش ألف سنة إلا أنه يموت.

أنبأنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان حدثنا عبد اللّه بن محمد بن أبي الدنيا قال: قال محمد بن الحسين.

ح و أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا محمود بن عمر بن جعفر، أنا علي بن الفرج بن علي بن أبي روح، نا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: قال لي محمد ابن الحسين: حدّثني أحمد بن سهل الأردني حدّثني أبو قدامة الرملي قال: قرأ رجل هذه الآية: وَ تَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لاٰ يَمُوتُ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَ كَفىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبٰادِهِ خَبِيراً [سورة الفرقان، الآية:58] فأقبل علي سليمان الخوّاص فقال: يا أبا قدامة ما ينبغي لعبد بعد هذه الآية أن يلجأ إلى أحد غير اللّه في أمره - زاد ابن صفوان: ثم قال انظر كيف قال تعالى:

وَ تَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لاٰ يَمُوتُ فأعلمك أنه لا يموت، و أن جميع خلقه يموتون ثم أمرك بعبادته، فقال: وَ سَبِّحْ بِحَمْدِهِ ثم أخبرك أنه خبير بصير، ثم اتفقا-، ثم قال: و اللّه يا أبا قدامة لو عامل عبد اللّه (3) بحسن التوكل و صدق النية له بطاعته لاحتاجت إليه الأمراء فمن دونهم، فكيف يكون هذا محتاجا؟ أخبرنا أبو محمد الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، قالا: نا أبو بكر أحمد بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا علي بن أبي مريم، عن موسى بن عيسى قال:

ص: 249


1- تحرفت بالأصل إلى: أبو.
2- غير مقروءة بالأصل.
3- بالأصل: اللّه، و المثبت عن مختصر ابن منظور.

اجتمع (1) حذيفة المرعشي و سليمان الخوّاص و يوسف بن أسباط فتذاكروا الفقر و الغنى، و سليمان ساكت، فقال بعضهم: الغني من كان له بيت يسكنه، و ثوب يستره، و سداد من عيش يكفّه عن فضول الدنيا، و قال بعضهم: الغني من لم يحتج إلى الناس. فقيل لسليمان: ما تقول أنت يا أبا أيوب ؟ فبكى ثم قال: رأيت جوامع الغنى في التوكل، و رأيت جوامع الشرّ في القنوط ، و الغنى حقّ ، الغنيّ من أسكن اللّه في قلبه من غناه يقينا، و من معرفته توكّلا، و من عطاياه و قسمه رضى فذلك الغني حقّ الغني و إن أمسى طاويا، و أصبح معوزا، فبكى القوم جميعا من كلامه.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم و غيرهما، عن رشأ بن نظيف المقرئ [أنا] (2) أبو الحسين الكلبي، أنا أبو الحسن بن جوصا، نا عبد اللّه بن خبيق، حدّثني أبو يعقوب.... (3) قال: قلت ليوسف بن أسباط : من أفضل سليمان الخوّاص أو إبراهيم بن أدهم ؟ قال: سليمان الديباج الخضر و... (4) يا أبا محمد فإبراهيم قال: كانت الدنيا أهون على إبراهيم بن أدهم من المزبلة.

قال: و نا ابن خبيق قال: قال يوسف: ذهب إبراهيم بن أدهم بالذكر، و ذهب سليمان الخوّاص بالعمل.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، ثنا أبو القاسم التنوخي، نا عمرو بن أحمد الآجري، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن علي بن العلاء، نا زياد بن أيوب، نا أحمد بن أبي الحواري، حدثني مضاء بن عيسى الدمشقي قال: مرّ سليمان الخواص بإبراهيم بن أدهم و هو عند قوم قد أضافوه فقال: يا أبا إسحاق نعم الشيء هذا إن لم يكن تكرمة على دين (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو (6) الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر

ص: 250


1- بالأصل:«أجمع»، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
2- سقطت من الأصل، و استدركت للإيضاح، راجع ترجمة رشأ بن نظيف في معرفة القراء الكبار 401/1 رقم 342.
3- غير واضحة بالأصل.
4- غير واضحة بالأصل.
5- الخبر في حلية الأولياء.276/8.
6- تحرفت بالأصل إلى: ابن.

المخلص، نا عبيد اللّه بن عبد الرحمن بن محمد السكري، نا أحمد بن يوسف بن مخلد، نا أحمد بن أبي الحواري، نا أحمد بن وديع قال: قال سليمان الخوّاص من وعظ أخاه المؤمن فيما بينه و بينه فهي نصيحة، و من وعظ على رءوس الناس فإنما يبكته (1).

أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه العقيلي.

ح و أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا، أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى، قالا: أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد، أنا أبو عبد اللّه محمد بن عقيل ابن الأزهر بن عقيل الفقيه البلخي، نا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم، نا أبو صالح الفراء محبوب بن موسى (2) قال: سمعت أبا إسحاق الفزاري (3) يقول: قال لي سليمان الخوّاص لو دخلت على بعض هؤلاء الولاة لقلت له: اثن بساطك لا أطأ عليه فإنّي كنت أخاف أن يكون وطئ بساطه مرزية، فيلين له قلبي.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (4)،نا محمد بن أحمد بن عمر، نا أبي، نا أبو بكر بن سفيان و هو ابن أبي الدنيا، نا محمد بن هارون، نا يعقوب بن كعب، حدثني أبي عن سليمان الخوّاص قال: قيل له: إن الناس قد شكوك (5) أنك (6) تمر و لا تسلّم، فقال: و اللّه ما ذاك لفضل أراه عندي و لكنه شبيه الحسن إن ثورته (7) ثار، و إن قعدت مع الناس جاء مني (8)ما أريد و ما لا أريد.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد الصريفيني (9)،أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا أحمد بن زهير، نا مؤمل بن إهاب، نا أبو بشر الفقيمي قال:

ص: 251


1- بالأصل: يبليه، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
2- انظر ترجمته في تهذيب الكمال 459/17.
3- تحرفت بالأصل إلى: الفراوي، و ذكر المزي في شيوخ أبي صالح الفراء: أبا إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري.
4- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 277/8.
5- في الحلية: يبكون.
6- في الحلية: إذ.
7- في الحلية: تورثه نار.
8- في الحلية:«جاءني» بدلا من «جاء مني».
9- غير واضحة بالأصل.

رأيت في المنام كأن القيامة قد قامت و كأن مناديا (1) ينادي لنعم السابقون الأولون، فقام سفيان الثوري، ثم قال: ليقم السابقون الأولون. فقام سليمان الخوّاص، ثم قال: ليقم السابقون الأولون، فقام إبراهيم بن أدهم.

رواه غيره عن ابن أبي خيثمة، فقال: أبو بشر القعنبي.

أخبرنا أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد و ابن عمه أبو المحاسن عبد الرزّاق بن عبد اللّه، أنبأ أبو القاسم القشيري، قال: أخبرتنا فاطمة بنت أبي علي الحسن بن علي الدقاق قالت: أنا الحاكم أبو عبد اللّه، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد.... (2) بن عبد اللّه بن السماك ببغداد، نا أبو علي الحسن بن عمرو السبيعي قال: سمعت بشر بن الحارث يقول:

رئي في المنام مناد ينادي: أين السابقون ؟ ليقم سفيان يعني الثوري، ثم نادى ليقم إبراهيم بن أدهم، ثم نادى أين السابقون ؟ ليقم سليمان الخوّاص.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي (3) و غيره عن أبي بكر البيهقي، أنا محمد بن عبد اللّه الحافظ ، سمعت أبا أحمد بن أبي بكر المروزي يقول: سمعت محمد بن أيوب يقول:

سمعت القعنبي يقول: سمعت أخي يقول: رأيت فيما يرى النائم كأن القيامة قد قامت، فنادى مناد (4):أين سفيان الثوري أين سيّد القرّاء، ثم نادى: أين مالك بن أنس ؟ أين سيّد العلماء.

ثم نادى مناد (5):أين سليمان الخوّاص قال: فجاءوا و كان الثوري من أشدهم بشرا.

ص: 252


1- غير واضحة بالأصل.
2- غير واضح بالتصوير.
3- غير واضحة بالتصوير، و المثبت قياسا إلى سند مماثل.
4- بالأصل: منادي، بإثبات الياء.
5- بالأصل: منادي.

ذكر من اسمه: سليم

[9849] سليم بن أسود بن حنظلة

أبو الشعثاء المحاربي الكوفي

حدّث عن عمر، و ابن مسعود، و أبي هريرة، و ابن عمر، و حذيفة، و أبي أيوب الأنصاري، و ابن عباس، و طارق بن عبد اللّه المحاربي، و مسروق بن الأجدع، و الأسود بن يزيد.

روى عنه ابنه أشعث بن أبي الشعثاء، و أبو مالك الأشجعي سعد بن طارق، و الحكم بن عتيبة (1)،و أبو يحيى حبيب بن أبي ثابت، و إبراهيم بن يزيد النخعي، و أبو إسحاق السبيعي، و أبو العنبس (2) الحارث.

و قدم دمشق، و بها لقي أبا هريرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد الصريفيني (3)،أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شريك، عن أشعث، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رجلا خرج من المسجد و المؤذن يؤذن أو يقيم، فقال: قد عصى هذا أبا

ص: 253


1- تقرأ بالأصل: عيينة، تصحيف، و المثبت عن تهذيب الكمال.
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن تهذيب الكمال. و هو الحارث بن عبيد الكوفي.
3- تقرأ بالأصل: الضريسي.

القاسم صلى اللّه عليه و سلم، إذا كنتم في المسجد فنودي بالصلاة فلا يخرجن أحد حتى يصلي.

ح قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني محمد بن جعفر، نا جدي أحمد بن محمد ابن يحيى بن حمزة، نا أبي، عن أبيه يحيى، نا سفيان الثوري، عن عمرو بن قيس، عن أبي مرداس المحاربي، عن أبي الشعثاء المحاربي قال: أوصى طارق بن عبد اللّه المحاربي بنيه أن ينتقلوا من الكوفة و ينزلوا دمشق، و نهاهم أن ينزلوا الفراديس، قال أبو الشعثاء: فخرجت لوصية طارق حتى أقدم دمشق، فلقيت بها أبا هريرة، فأخبرته الخبر، و معه زياد النميري، فقال: ليس منزل اليوم أحب إلي من برذوني، فإذا قلّت الصفراء و البيضاء و انقطعت لقحة المسلمين فخير الحلل دمشق.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرّج (1)،أنا سهل بن بشر (2) الأسفرايني، نا أحمد بن محمد بن سعيد الطوسي، قالا: أنا محمد بن أحمد بن عيسى، أنا منير بن أحمد ابن الحسن، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن الهيثم قال: قال أبو نعيم: أبو الشعثاء المحاربي، اسمه سليم بن الأسود.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح (3)بن.... (4)،أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا محمد بن أحمد بن حماد، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو الشعثاء سليم بن الأسود كوفي، ثقة، و هو المحاربي، و هو أبو الأشعث بن أبي الشعثاء، و قد روى عنه إبراهيم النخعي.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، نا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو القاسم الأزهري، أنا أبو الحسين عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العباس بن محمد الجوهري، أنا صالح بن أحمد بن حنبل، قال: قال أبي: أبو الشعثاء سليم بن أسود، و هو أبو أشعث.

ص: 254


1- غير واضحة بالأصل و قد تقرأ: الموج.
2- تقرأ بالأصل: ريش، خطأ، و الصواب ما أثبت، و هو سهل بن بشر بن أحمد بن سعيد، أبو الفرج الأسفراييني الدمشقي ترجمته في سير الأعلام 162/19.
3- كذا رسمها بالأصل.
4- كلمة غير واضحة بالأصل، و لم أتعرف إليه.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الحسن بن علي، أنا علي بن محمد بن أحمد بن نصير، أنا محمد بن الحسين بن شهريار، ثنا أبو حفص الفلاّس قال:

أبو الشعثاء المحاربي هو سليم بن أسود، سمعت وكيعا يقول: حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن سليمان بن أسود أبي الشعثاء.

[قال ابن عساكر:] (1) صوابه: سليم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسن الحمامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول:

اسم أبي الشعثاء سليم بن أسود، هو أبو أشعث بن أبي الشعثاء.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين [بن] (2) الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،حدثني محمد بن عبد اللّه بن نمير قال: أبو الشعثاء سليم ابن أسود المحاربي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد، أنا أبو علي بن الصواف، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا أبي و عمي، قالا:

أبو الشعثاء المحاربي سليم بن أسود.

أخبرنا أبو البركات محمد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا محمد بن سعد (4) قال في الطبقة الأولى من أهل الكوفة: أبو الشعثاء المحاربي و اسمه سليم بن أسود، روى عن عبد اللّه، توفي زمن الحجّاج.

أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي في كتابه ح، و حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمد بن علي، و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد زاد أحمد و محمد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال (5):

ص: 255


1- زيادة للإيضاح.
2- سقطت من الأصل.
3- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 117/3.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.
5- رواه البخاري في التاريخ الكبير 120/2/2 رقم 2176.

سليم بن أسود أبو الشعثاء المحاربي، قال: كنت في جيش فيه سلمان، قال: و نا قتيبة، نا جرير، عن الأعمش، عن العلاء بن بدر، عن أبي نهيك، و عبد اللّه بن حنظلة، كنا مع سلمان في جيش فقرأ رجل سورة مريم فسبها رجل و ابنها، فقال سلمان: لاٰ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ فَيَسُبُّوا اللّٰهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ سورة الأنعام، الآية:108] هو الكوفي، و سمع حذيفة، و أبا أيوب، و مسروقا (1).

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد، أنا محمد بن الحسن بن محمد، نا أحمد بن الحسين، نا عبد اللّه بن محمد، نا محمد بن إسماعيل قال:

اسم أبي الشعثاء المحاربي الكوفي سليم بن أسود، روى عنه ابنه أشعث، قال يعلى عن أبي سنان، عن العلاء بن بدر، عن أبي الشعثاء المحاربي: كنت في جيش فيه سلمان، و قال حرمي: عن الأعمش، عن العلاء بن بدر، عن عبد اللّه بن حنظلة: كنا مع سلمان في جيش. و قد سمع أبو الشعثاء من ابن مسعود، و ابن عمر.

و كان يحيى بن سعيد ينكر أن يكون أبو الشعثاء سمع من سلمان (2).

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو الشعثاء سليم بن أسود المحاربي، سمع ابن مسعود، روى عنه ابنه أشعث، و أبو إسحاق.

و في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب أنا عبد الرحمن بن محمد، أنا حمد (3)إجازة.

ح قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم (4) قال:

سليم بن أسود أبو الشعثاء المحاربي، والد أشعث بن أبي الشعثاء، روى عن ابن

ص: 256


1- بالأصل: و مسروق، خطأ، و المثبت عن التاريخ الكبير.
2- ذكر المزي سلمان في شيوخ سليم بن أسود، و نقل ابن حجر في تهذيب التهذيب 387/3 عن البخاري في التاريخ قول يحيى بن سعيد في إنكاره أن يكون أبو الشعثاء سمع من سلمان.
3- تحرفت بالأصل إلى:«أحمد» و السند معروف.
4- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 211/1/2 رقم 910.

مسعود، و ابن عمر، و أبي هريرة، روى عنه عمارة بن عمير، و ابنه أشعث، و إبراهيم بن مهاجر، و أبو مالك الأشجعي، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا عبد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا الخصيب (1) بن عبد اللّه بن محمد، أخبرني (2) عبد الكريم بن [أبي] (3) عبد الرحمن، أخبرني أبي قال: أبو الشعثاء سليم بن الأسود كوفي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد الشافعي، أنا نصر بن إبراهيم قراءة عليه، بصور، أنا سليم بن أيوب الرازي، أنا طاهر بن محمد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمد بن إياس قال: سمعت محمد بن أحمد المقدمي يقول: أبو الشعثاء المحاربي أبو الأشعث بن أبي الشعثاء سليمان بن أسود.

ح قرأت: على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني قال: أبو الشعثاء سليمان بن أسود المحاربي، هو والد أشعث بن أبي الشعثاء، روى عن ابن عمر، و أبي هريرة (4).

[قال أبو الحسن الميموني عن أحمد بن حنبل: ثقة.

و قال غيره عن أحمد بن حنبل و أبي حاتم: لا يسأل عن مثله.

و كذلك قال أحمد بن عبد اللّه العجلي و عبد الرحمن بن يوسف بن خراش.

و ذكره الهيثم بن عدي عن مجالد بن سعيد في المحدثين من أصحاب عبد اللّه بن مسعود.

قال الواقدي: شهد مع علي كل شيء، هلك في ولاية عبد الملك أو الوليد.

و قال الهيثم بن عدي و خليفة بن خياط : مات بعد الجماجم. زاد خليفة سنة اثنتين و ثمانين] (5).

ص: 257


1- بالأصل:«الحصيب» تصحيف، راجع ترجمته في سير الأعلام 349/17.
2- بالأصل: ابن عبد الكريم.
3- سقطت من الأصل.
4- كذا بترت ترجمة سليم بن أسود بن حنظلة بالأصل الوحيد المعتمد لدينا و هو نسخة أحمد الثالث «د» و بعدها القسم الأخير من ترجمة سليم بن أيوب بن سليم.
5- ما بين معكوفتين استدرك عن تهذيب الكمال 475/7.

[و قيل: إن أبا الشعثاء المحاربي قتل يوم الزاوية مع ابن الأشعث سنة اثنتين و ثمانين] (1).

[9850][سليم بن أيوب بن سليم

أبو الفتح الرازي الفقيه الشافعي الأديب

سكن الشام مرابطا محتسبا لنشر العلم و السنة.

[حدث عن محمد بن عبد الملك الجعفي، و محمد بن جعفر التميمي، و الحافظ أحمد ابن محمد بن البصير الرازي، و حمد بن عبد اللّه، و أحمد بن محمد بن الصلت المجبر، و أبي الحسين أحمد بن فارس، و أبي أحمد الفرضي، و أبي حامد الأسفراييني و تفقه به، و طائفة سواهم.

حدث عنه أبو بكر الخطيب، و أبو محمد الكتاني، و الفقيه نصر المقدسي، و أبو نصر الطريثيثي، و سهل بن بشر الأسفراييني، و أبو القاسم النسيب، و آخرون] (2).

حدث عن أبي عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن الحسين الجعفي بأيلة بسنده عن جرير بن عبد اللّه قال:

خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فحثنا على الصدقة، فأمسك الناس حتى رأيت في وجهه الغضب، ثم إن رجلا من الأنصار جاء بصرة فأعطاه إياها ثم تتابع الناس حتى رئي في وجهه السرور، فقال رسول اللّه: من سنّ سنة حسنة كان له أجرها، و مثل أجر من عمل بها من غير أن ينتقص من أجورهم شيء، و من سن سنة سيئة كان عليه وزرها و وزر من عمل بها من غير أن ينتقص من أوزارهم شيء.

حدث أبو الفتح سليم.

أنه كان في صغره في الري، و له نحو من عشر سنين، قد حضر بعض الشيوخ، و هو

ص: 258


1- ما بين معكوفتين استدرك عن سير الأعلام 179/4.
2- ما بين معكوفتين استدرك للإيضاح عن سير الأعلام 645/17.

يقرئ القرآن، فلما قرئ عليه قال لي: تقدم فاقرأ، فجهد أن أقرأ الفاتحة، فلم أقدر على ذلك لانغلاق لساني، فقال: يا بني، أ لك والدة ؟ قلت: نعم، قال: قل لها تدعو لك يرزقك اللّه قراءة القرآن و معرفة العلم. قلت: نعم، ثم رجعت إلى والدتي، فسألتها الدعاء، ففعلت، ثم إني كبرت و اشتهيت العربية، فدخلت بغداد، و قرأت بها العربية، و تفقهت. ثم عدت إلى الري، فبينا أنا يوما في الجامع و قد كتبت مختصر المزني، و أنا أقابل عليه صديقا لي، و إذا الشيخ قد حضر، و سلم علينا و هو لا يعرفني و سمع مقابلتنا، و هو لا يعلم ما نقول، ثم قال:

متى نتعلم مثل هذا؟ فأردت أن أقول له: إن كان لك والدة قل لا تدعو لك، فاستحييت (1)منه، أو كما قال.

كان سليم ببغداد في حال طلبه العلم ترد عليه كتب من الري، فلا يقرأ شيئا منها، و لا ينظر فيها، و يجمعها عنده، إلى أن فرغ من تحصيل ما أراد، ثم فتحها فوجد في بعضها:

ماتت أمك، و في بعضها ما يضيق له صدره. فقال: لو كنت قرأتها قطعتني عن تحصيل ما أردت، و تفقه بعد أن] جاز الأربعين (2).

ناولني أبو محمد طاهر بن سهل بخط أبيه سهل بن بشر، توفي الشيخ الفقيه أبو الفتح سليم بن أيوب الرازي غريقا غرق على ساحل جار (3) و هو راجع من مكة في صفر سنة ست و أربعين و أربعمائة، رحمه اللّه، حدثني ولده، ح، قال:

أنا أبو محمد بن الأكفاني ورد الخبر بوفاة الفقيه أبو الفتح سليم بن أيوب الرازي في طريق الحج في صفر سنة سبع و أربعين و أربعمائة، رحمه اللّه، و كان قد قدم دمشق، و حدّث بها عن جماعة، و كذا ذكر ابنه أبو سعد إبراهيم بن سليم.

ح قرأت: بخط أبي الفرج غيث بن علي: غرق أبو الفتح سليم بن أيوب بن سليم الفقيه الرازي في بحر القلزم عند ساحل جدّة، بعد عوده من الحج في صفر سنة سبع و أربعين، و كان قد نيّف على الثمانين، حدّثني بذلك ابنه إبراهيم، و كان فقيها جيدا مشارا إليه

ص: 259


1- انظر سير الأعلام 646/17 و الطبقات الكبرى للسبكي 390/4-391.
2- سير الأعلام 646/17 نقلا عن ابن عساكر.
3- الجار: بتخفيف الراء، مدينة على ساحل بحر القلزم، بينها و بين المدينة يوم و ليلة، و بينها و بين أيلة نحو من عشر مراحل، و إلى ساحل الجحفة نحو ثلاث مراحل (معجم البلدان).

في علمه، صنّف الكثير في الفقه و غيره و درّس (1) و حدّث عن أبي حامد الأسفرايني و غيره، حدّثنا عنه جماعة، و هو أول من نشر هذا العلم بصور، و انتفع به جماعة، و كان أحد من تفقه عليه بها الفقيه نصر، و حدّثت (2) عنه أنه كان يحاسب نفسه على الأنفاس، لا يدع وقتا يمضي عليه بغير فائدة، إما بنسخ (3) أو بدرس، أو يقرأ، و نسخ شيئا كثيرا (4).

و لقد حدثني عنه شيخنا أبو الفرج (5) الأسفرايني أنه نزل يوما إلى داره و رجع فقال قد قرأت جزءا في طريقي.

و حدّثني المؤمّل بن الحسن: أنه رأى سليما و قد جفا عليه القلم (6)،فإلى أن قطه جعل يحرك شفتيه، فعلم أنه يقرأ أثناء (7) إصلاحه القلم لئلا يمضي عليه زمان و هو فارغ، أو كما قال.

قال غيث: و قيل: إن غرق سليم كان سلخ صفر من السنة، و دفن في جزيرة بقرب الجار، عند المخاضة.

[9851] سليم بن خلدة

أبو عمرو الأنصاري الزرقي

أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و خرج إلى الشام غازيا.

ذكر أبو عبد اللّه الواقدي في كتاب الصوائف الذي ذكره عنه أبو محمد عبد اللّه بن سعد القطربلي أن أبا عمرو سليم الأنصاري أحد بني زريق كان يحمل لواء شرحبيل بن حسنة أحد الأمراء الذين وجههم أبو بكر الصديق لافتتاح الشام.

ص: 260


1- اللفظة غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن سير الأعلام.
2- اللفظة مضطربة بالأصل لسوء التصوير.
3- في سير الأعلام: إما ينسخ و إما يدرس.
4- الخبر رواه الذهبي في سير الأعلام 646/17 نقلا عن ابن عساكر.
5- غير واضحة بالأصل.
6- بالأصل:«العلما» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
7- رسمها بالأصل:«بارا» و المثبت عن المختصر.
[9852] سليم بن عامر

أبو يحيى الخبائري الكلاعي

من أهل حمص.

سمع المقداد بن الأسود، و عوف بن مالك و أبا هريرة، و عبد اللّه بن الزبير، و أبا الدرداء، و تميم الداري، و عبد اللّه، و عطية بن بشر، و أبا أمامة الباهلي، و روى عن معدي كرب بن عبد كلال، و عمرو بن عبسة، و جبير بن نفير، و عبد اللّه بن قرط الأزدي الثمالي و شرحبيل بن السمط .

روى عنه صفوان بن عمرو، و معاوية بن صالح، و يزيد (1) بن خمير، و عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، و عفير بن معدان، و محمد بن الوليد الزبيدي، و يزيد بن سنان الرهاوي، و جابر ابن غانم، و حريز (2) بن عثمان، و أبو الفيض الشامي (3).

و شهد فتح القادسية (4)،و استسقاء معاوية بدمشق.

ح أنبأ أبو علي الحسن بن أحمد ح، و أخبرني أبو مسعود المعدل عنه، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، أنا سليمان بن أحمد (5)،نا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، نا أبو المغيرة، ح قال: و نا سليمان، نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو، نا أبو اليمان، قالا: ثنا صفوان بن عمرو، عن سليم بن عامر، عن تميم الداري قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل، و لا يترك اللّه عز و جل بيت مدر و لا وبر إلا أدخله اللّه عز و جل هذا الدين، بعزّ عزيز يعز به الإسلام، و ذلّ ذليل يذلّ به الكفر»[14176].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، و أبو الحسن عبد اللّه بن محمد بن أحمد

ص: 261


1- بالأصل: بريد، تصحيف.
2- بالأصل: جرير، تصحيف.
3- في تهذيب الكمال: الحمصي.
4- سير الأعلام 185/5 نقلا عن ابن عساكر.
5- رواه الطبراني في المعجم الكبير 58/2 رقم 1280 من طريق علي بن سعيد الرازي أخبرني محمد بن أيوب بن عافية بن أيوب حدثني جدي حدثني معاوية بن صالح أن أبا يحيى سليم بن عامر الخبائري حدثه... و ذكره.

البيهقي، قالا: أنا أبو بكر (1) أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني الحسن بن حكيم المروزي، أنا أبو الموجه، أنا عبدان، أنا عبد اللّه يعني ابن المبارك، أخبرنا صفوان بن عمرو، حدثني سليم بن عامر، قال:

خرجنا في جنازة على باب دمشق، و معنا أبو أمامة الباهلي، فلمّا صلى على الجنازة و أخذوا في دفنها قال أبو أمامة: يا أيها الناس، إنكم قد أصبحتم و أمسيتم في منزل تقتسمون فيه الحسنات و السيئات، و توشكون (2) أن تظعنوا منه إلى المنزل الآخر، و هو هذا - يشير إلى القبر - بيت الوحدة، و بيت الظلمة، و بيت الدود، و بيت الضيق، إلا ما (3) وسّع اللّه، ثم تنتقلون منه إلى مواطن يوم القيامة، فإنكم لفي بعض تلك المواطن حتى يغشى الناس أمر من أمر اللّه، فتبيضّ وجوه و تسوّد وجوه، ثم تنتقلون منه إلى منزل آخر فيغشى الناس ظلمة شديدة، ثم يقسم النور، فيعطى المؤمن نورا، و يترك الكافر و المنافق و لا يعطيان شيئا، و هو المثل الذي ضرب اللّه عز و جل في كتابه أَوْ كَظُلُمٰاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشٰاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحٰابٌ ظُلُمٰاتٌ بَعْضُهٰا فَوْقَ بَعْضٍ إِذٰا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرٰاهٰا، وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللّٰهُ لَهُ نُوراً فَمٰا لَهُ مِنْ نُورٍ [سورة النور، الآية:40] و لا يستضيء الكافر و المنافق بنور المؤمن، كما لا يستضيء الأعمى بنور البصير، يقول المنافق للذين آمنوا اُنْظُرُونٰا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ ، قِيلَ ارْجِعُوا وَرٰاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً [سورة الحديد، الآية:13] و هي خدعة التي خدع بها المنافق، قال اللّه عز و جل:

يُخٰادِعُونَ اللّٰهَ وَ هُوَ خٰادِعُهُمْ [سورة النساء، الآية:142] و يرجعون إلى المكان الذي قسم فيه النور، فلا يجدون شيئا، فينصرفون إليه و قد ضرب بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بٰابٌ ، بٰاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ ، وَ ظٰاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذٰابُ ، يُنٰادُونَهُمْ : أَ لَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ [سورة الحديد، الآية:13] نصلي بصلاتهم و نغزو مغازيكم ؟ قٰالُوا: بَلىٰ ، وَ لٰكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَ تَرَبَّصْتُمْ ، وَ ارْتَبْتُمْ ، وَ غَرَّتْكُمُ الْأَمٰانِيُّ حَتّٰى جٰاءَ أَمْرُ اللّٰهِ وَ غَرَّكُمْ بِاللّٰهِ الْغَرُورُ تلا إلى قوله وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ [سورة الحديد، الآيتان:14 و 15].

ص: 262


1- مطموس بالأصل.
2- بالأصل: يوشكون، و في مختصر ابن منظور: يوشك.
3- بالأصل: من.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، أنا أبو محمد الكتاني (1)،أنا أبو محمد بن [أبي] (2)نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،نا علي بن عياش، نا حريز (4) بن عثمان، عن سليم ابن عامر قال: خرجت أريد بيت المقدس فمررت بأم الدرداء، فسقتني طلاء (5)،و أمرت لي بدينار، رواه أبو اليمان، عن حريز (6) فقال: مررت بأم الدرداء بدمشق.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (7) قال: و سليم بن عامر يكنى أبا.... (8) حدّثنا (9) أبو الوليد و أبو عمر، قالا: نا شعبة، عن أبي الفيض قال: سمعت سليم بن عامر رجلا من حمير.

قال يعقوب: و سليم بن عامر ثقة، مشهور، كلاعي، خبائري.

أخبرنا أبو المحاسن مسعود بن محمد بن غانم الغانمي، و أبو الفضل (10) محمد بن إسماعيل الفضيلي، قالا: أنا أبو القاسم أحمد بن محمد بن محمد الخليلي، ببلخ، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن الحسن الخزاعي، نا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، أنا أبو الحسين بن الطيوري، و ثابت بن بندار، قالا: نا محمد بن عبيد اللّه بن المنادي، نا روح، نا شعبة، أخبرني يزيد بن خمير (11) قال: سمعت سليم بن عامر رجل من أهل حمص، و كان قد أدرك أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 263


1- تحرفت بالأصل إلى: الكناني.
2- سقطت من الأصل.
3- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 333/1.
4- تحرفت بالأصل إلى: جرير.
5- الطلاء: نوع من الشراب المطبوخ من عصير العنب (اللسان)، و هو الرب و هو حلال (انظر النهاية لابن الأثير).
6- تحرفت بالأصل إلى: جرير.
7- المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 331/2.
8- كلمة غير واضحة بالأصل، و هي غير موجودة في المعرفة و التاريخ.
9- الخبر في المعرفة و التاريخ 425/2.
10- غير واضحة بالأصل و نميل إلى قراءتها «المفضل» تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 20/ 64.
11- تحرفت بالأصل إلى: حمير.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن روح بن علي، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا محمد بن أحمد بن حماد، نا معاوية بن صالح قال: سليم بن عامر كلاعي، و هو يقول: استقبلت الإسلام من أوله، و زعم أنه قرئ عليه كتاب عمر (1).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العباس، أنا صالح بن أحمد، حدثني أبي قال: سليم بن عامر كنيته أبو يحيى.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقال.

ح، و أخبرني أبو المظفر بن القاسم، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: سليم بن عامر كنيته أبو يحيى.

أخبرنا أبو القاسم الفضل بن أحمد، أنا أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: اسم أبي يحيى الكلاعي الذي روى عنه أبو فروة الحريري و معاوية بن صالح، سليم بن عامر.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن الكتاني (2)،أنا تمام بن محمد، أنا جعفر بن محمد بن جعفر، نا أبو زرعة قال: أبو يحيى الخبائري هو سليم بن عامر.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أبو الحسن - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: سليم بن عامر أبو يحيى الكلاعي، حمصي.

ص: 264


1- تهذيب الكمال 477/7.
2- تحرفت بالأصل إلى: الكناني.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد زاد أحمد و محمد ابن الحسن قالا: أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، نا أبو عبد [اللّه] (1) البخاري (2) قال: سليم بن عامر أبو يحيى الخبائري، و يقال الكلاعي الشامي، سمع أبا أمامة، سمع منه معاوية بن صالح، و يزيد بن خمير (3).

و في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال أنبأ أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد.

قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم (4) قال:

سليم بن عامر أبو يحيى الخبائري الحمصي الكلاعي، روى عن أبي الدرداء، و أبي أمامة، و روى عن عوف بن مالك مرسل، لم يلقه، روى عنه صفوان بن عمرو، و حريز (5)بن عثمان، و معاوية بن صالح، و يزيد بن خمير (6)،و عبد الرّحمن بن يزيد بن (7) جابر، و الزبيدي، و عفير (8) بن معدان، و يزيد بن سنان الرهاوي، سمعت أبي يقول بعض ذلك، و بعضه من قبلي.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو يحيى سليم بن عامر الخبائري سمع أبا أمامة، روى عنه معاوية بن صالح، و يزيد بن خمير.

ح قرأت: على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا

ص: 265


1- سقطت لفظة اسم الجلالة من الأصل.
2- رواه البخاري في التاريخ الكبير 125/2/2.
3- تحرفت بالأصل إلى: حمير.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 211/1/2 رقم 909.
5- تحرفت بالأصل إلى: جرير.
6- تحرفت بالأصل إلى: حمير.
7- بالأصل:«و جابر» و المثبت «بن جابر» عن الجرح و التعديل.
8- تحرفت بالأصل إلى: عمرو، و المثبت عن الجرح و التعديل.

الخصيب (1) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو يحيى سليم بن عامر شامي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا محمد بن أحمد بن حماد قال: أبو يحيى سليم بن عامر الخبائري، يروي عنه معاوية بن صالح.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر ابن محمد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمد بن إياس قال:

سمعت محمد بن أحمد المقدمي قال: سليم بن عامر الخبائري يكنى أبا عامر، كان بالشام.

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصفّار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو يحيى سليم بن عامر الخبائري و يقال: الكلاعي الشامي، سمع أبا أمامة الباهلي، و المقدام بن معدي كرب الكندي، روى عنه أبو عمرو يزيد بن خمير (2)الرحبي، و معاوية بن صالح الحضرمي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطيوري و ثابت بن بندار قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنبأ علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدثني أبي أحمد قال (3):سليم بن عامر الخبائري، شامي، تابعي، ثقة، يكنى أبا يحيى.

ذكر أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني، قال: قلت لأبي حاتم: ما تقول في سليم بن عامر الخبائري صاحب أبي أمامة ؟ فقال: لا بأس به (4).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر بن الخطبراني، نا أبو طالب محمد بن علي ابن الفتح العشاري (5) نا محمد بن أحمد بن إسماعيل، نا محمد بن الفتح القلانسي، ثنا

ص: 266


1- تحرفت بالأصل إلى: الحصيب.
2- تحرفت بالأصل إلى حمير.
3- رواه العجلي في كتابه تاريخ الثقات ص 199 رقم 600.
4- تهذيب الكمال 477/7 و سير الأعلام 185/5.
5- رسمها بالأصل:«العسار» و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في سير الأعلام 48/18.

عباس.... (1) نا سعيد بن عثمان الحمصي، نا حريز (2) بن عثمان، عن سليم بن عامر قال:

رأيت غلاما يمشي إلى وراء قال: قلت: لم تفعل هذا يا غلام ؟ قال: لانقلاب الزمان.

أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمد في كتابه و أخبرنا عمي رحمه اللّه (3)،أنا الزينبي قراءة، أنا أبو القاسم علي بن المحسّن، أنا محمد بن المظفر، نا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي، بحمص، قال: أبو يحيى الخبائري، عاش بعد قتل الجرّاح، و كانت وقعة الجرّاح في سنة اثنتي عشرة و مائة (4).

فرق أحمد بن محمد البغدادي، بينه و بين سليم أبو عامر الأنصاري سباه (5) خالد بن الوليد من حاضر حلب، لقي أبا بكر و عمر، و هذا الصواب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنا محمد بن الحسن، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال (6):في الطبقة الثالثة من أهل الشامات. سليم بن عامر، مات سنة ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا محمد بن سعد قال (7):

في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمد بن سعد قال (8) في الطبقة الرابعة من أهل الشام.

ص: 267


1- كلمة غير مقروءة بالأصل و رسمها: اليوفني.
2- تحرفت بالأصل إلى: جرير.
3- الخبر من زيادات القاسم ابن المصنف.
4- تهذيب الكمال 477/7 و سير الأعلام 186/5.
5- كلمة غير واضحة بالأصل. و المثبت «سباه» عن الإصابة 115/2 ترجمة سليم أبو عامر.
6- طبقات خليفة بن خياط ص 572 رقم 2984.
7- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
8- رواه ابن سعد من رواية ابن الفهم في الطبقات الكبرى 464/7.

سليم بن عامر مات سنة ثلاثين و مائة، انتهت رواية ابن أبي الدنيا، و قال ابن الفهم:

قالوا: توفي سليم في خلافة مروان بن محمد (1)،و كان ثقة، و كان قديما معروفا، و ذكر له مروره بأم الدرداء بدمشق.

[9853] سليم بن عبدة التغلبي

شاعر.

أخبرنا أبو الفتوح أسامة بن محمد بن زيد العلوي، أنا أبو جعفر بن المسلمة إجازة، قال: أخبرنا أبو عبيد اللّه محمد بن عمران بن موسى المرزباني قال (2):سليم بن عبدة التغلبي من بني عبد بن جشم بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب أحد بني قعين، إسلامي، يقول على لسان كعب بن جعيل التغلبي يهجو الضحاك بن قيس الفهري:

تبكي على دير ابن عفان بعد ما *** يضحك ضحّاك بنا و يلعبا

قصير القميص فاحش عند بيته *** و شرّ قريش في قريش مركبا

ينالك قيس في قرى عربية *** من اللوم بيتنا ثابت الأصل ترتبا

و هذا الشعر قاله بالجزيرة إذ كان الضحاك واليا لها من قبل معاوية، و لا أظنه قدم الشام، و اللّه أعلم.

[9854] سليم بن عتر بن سلمة بن مالك بن عتر

ابن وهب بن عوف بن معاوية بن الحارث

ابن أيدعان بن سعد بن تجيب

أبو سلمة التّجيبي المصري

قاضي مصر.

ص: 268


1- عقب الذهبي في سير الأعلام على قول خليفة و ابن سعد في أنه مات سنة 130 بقوله: فهو بعيد، ما أعتقد أنه بقي إلى هذا الوقت. و لو عاش إلى هذا الوقت، لسمع منه إسماعيل بن عياش و أقرانه.
2- لم أعثر له على ترجمة في معجم الشعراء المطبوع الذي بين يدي.

كان يسمى الناسك لشدة عبادته، شهد خطبة عمر بالجابية.

و روى عن عمر، و علي بن أبي طالب، و أبي الدرداء، و حفصة أم المؤمنين، و أم الدرداء.

روى عنه عليّ بن رباح، و أبو قبيل (1) و مشرح بن هاعان المعافري، و عقبة بن مسلم، و الحسن بن ثوبان (2)،و ابن عمه الهيثم بن خالد، و أبو صالح سعيد بن عبد الرحمن المعافري.

أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن سليم في كتابه، و حدثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني (3)،أنا أبو عبد اللّه بن مندة. ح، و حدثني أبو بكر أيضا قال: أنبأني أبو عمرو بن منده عن أبيه أبي عبد اللّه قال: أنا أبو سعيد ابن يونس، نا علي بن الحسن بن قديد، نا أحمد بن عمرو بن السرح، نا ابن وهب، عن ابن أنعم، عن عبد الرحمن بن رافع (4)،عن سليم بن عتر قال: سجد لنا عمر بن الخطاب في سورة الحج سجدتين ثم قال: إن هذه السورة فضّلت (5) بأن فيها سجدتين (6).

قال: قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا محمد ابن أحمد بن هارون، و عبد الرحمن بن الحسين بن علي قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب [نا] (7) أبو عبد الملك بن عائذ قال: قال الوليد: نا عبد اللّه بن لهيعة، عن ابن سوادة، عن عبد الرحمن بن رافع، قاضي إفريقية، عن سليم بن عتر قال: خطبنا عمر بالجابية، و هو على المنبر، فقرأ آية سجدة فنزل فسجد فيها.

أنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمد، و حدثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا أبو بكر الباطرقاني (8) قال: أنا أبو عبد اللّه بن مندة.

ص: 269


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن سير الأعلام.
2- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن سير الأعلام.
3- تحرفت بالأصل إلى: الناظرقاني.
4- كلمة غير واضحة بالأصل، و سيأتي في الخبر التالي: عبد الرحمن بن رافع.
5- تقرأ بالأصل: فصلت.
6- بالأصل: سجدتان.
7- سقطت من الأصل.
8- تقرأ بالأصل: الناظر.

ح قال: و أنبأني أبو عمرو بن مندة، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: أنا أبو سعيد بن يونس، أنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي، نا إبراهيم بن يعقوب، نا ابن أبي مريم، أنا نافع بن يزيد، حدثني عبد الرحمن بن شريح أن عبد الكريم بن الحارث حدثه أنه سمع مشرح (1) بن هاعان يقول: سمعت سليم بن عتر يقول: صدرنا من الحج مع حفصة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، و عثمان محصور، فكانت تسأل عنه ما فعل، حتى رأت راكبين، فأرسلت تسألهما فقالا: قتل، فقالت: فالّذي نفسي بيده إنها القرية التي قال اللّه وَ ضَرَبَ اللّٰهُ مَثَلاً قَرْيَةً كٰانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهٰا رِزْقُهٰا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكٰانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّٰهِ [سورة النحل، الآية:112].

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، حدثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قال أنا عبد الوهاب بن محمد زاد الباقلاني و محمد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال (2):سليم بن عتر المصري، سمع أبا الدرداء، روى عنه عبيد اللّه بن زحر، و سمع منه مشرح.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح و قال: و أنا أبو طاهر الهمداني، أنا أبو الحسن الفأفاء.

قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (3):سليم بن عتر المصري، روى عن أبي الدرداء، روى عنه عبيد اللّه بن زحر، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي القاسم خلف بن أحمد بن الفضل الحوفي، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد البزار (4) المعروف بابن

ص: 270


1- بالأصل: سرح.
2- رواه البخاري في التاريخ الكبير 125/2/2 رقم 2189.
3- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 211/1/2-212 رقم 911.
4- انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 313/17.

النحاس قراءة، نا أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الكندي قال: أبو سلمة سليم بن عتر ابن سلمة بن مالك بن عتر بن وهب بن عون بن معاوية بن الحارث بن أيدعان بن سعد بن تجيب بن الأشرس بن شبيب بن السكون بن الأشرس بن كندة.

ح قرأت على أبي غالب (1) بن البنا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني قال: سليم بن عتر من أهل مصر، روى عن عمر، و علي، و أبي الدرداء، و عمرو ابن العاص، و حفصة، كان قاصا يقصّ و هو قائم، و كان رجلا صالحا، و روي أنه كان يختم في كل ليلة ثلاث ختمات (2)،و يأتي امرأته و يغتسل ثلاث مرات، و أن امرأته قالت بعد موته:

رحمك اللّه، لقد كنت ترضي ربك، و ترضي أهلك (3)،روى عنه أبو صالح سعيد بن عبد الرحمن الغفاري و غيره.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (4):و أما عتر بكسر العين المهملة و سكون التاء المعجمة باثنتين (5) من فوقها: سليم بن عتر بن سلمة بن مالك بن عتر ابن وهب بن عوف بن معاوية بن الحارث بن أيدعان بن سعد بن تجيب أبو سلمة من أهل مصر،[روى عن عمر، و علي، و أبي الدرداء، و حفصة رضي اللّه عنهم و غيرهم، كان قاصا] (6) روى عنه أبو صالح سعيد بن عبد الرّحمن الغفاري، و أبو قبيل (7)،و عليّ بن رباح، و غيرهم، و كان رجلا صالحا.

أنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمد، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا أحمد بن الفضل، أنا محمد بن إسحاق.

ح قال: و أنبأني أبو عمرو عن أبيه محمد بن إسحاق قال: أنا أبو سعيد بن يوسف، نا

ص: 271


1- بالأصل: قرأت على أبي عمار غالب.
2- كذا، و نظن أن هذا بعيد.
3- إلى هنا الخبر في سير الأعلام 132/5، و انظر ولاة مصر و قضاتها ص 303 و 307 و 308 و الوافي بالوفيات 15/ 336.
4- الإكمال لابن ماكولا 291/6 و 293.
5- بالأصل: باثنين.
6- ما بين معكوفتين، استدرك عن الإكمال.
7- إعجامها مضطرب، و المثبت عن الإكمال.

أحمد بن محمد بن عبد العزيز المؤدب، نا يحيى بن بكير، نا الليث، عن موسى بن عليّ ، عن أبيه قال:

خرجنا حجاجا من مصر، فأوصاني سليم بن عتر أن أقرأ على أبي هريرة السلام، و أخبره أني قد استغفرت له بالغداة و لأمه، قال: فلقيت أبا هريرة فأخبرته؛ فقال أبو هريرة:

فأنا قد استغفرت له الغداة و لأمه (1).

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن محمد، أنا حمد (2) بن عبد اللّه - إجازة-.

ح قال: و أنا الحسين بن سلمة، و أنا علي بن محمد.

قالا: أنا [أبو] (3) محمد بن أبي حاتم (4)،نا محمد بن عوف الحمصي قال: قال أبو صالح كاتب الليث: حدّثني حرملة بن عمران، عن كعب بن علقمة قال: كان سليم بن عتر من خير التابعين.

أنبأنا أبو محمد السلمي، عن أبي القاسم خلف بن أحمد بن الفضل، أنا محمد بن النحاس، نا محمد بن يوسف الكندي، حدثني يحيى بن أبي معاوية الكندي، حدّثني خلف يعني ابن ربيعة بن الوليد الحضرمي، عن أبيه قال: أخبرنا أشياخنا أن أول من قصّ بمصر سليم بن عتر التّجيبي سنة تسع و ثلاثين، ثم لما كان عام الجماعة سنة أربعين ولاّه معاوية القضاء (5).

قال: و نا محمد بن يوسف، نا علي بن قديد، عن عبيد اللّه بن سعيد بن عتير، عن أبيه قال: كان سليم بن عتر قاضي الجند زمان عمرو بن العاص، و كان ممن شهد خطبة عمر بالجابية، و حضر فتح مصر.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي في كتابه، أنا أبو الحسن عبد

ص: 272


1- الخبر في فتوح مصر و أخبارها ص 232.
2- تحرفت بالأصل إلى: أحمد.
3- سقطت من الأصل.
4- رواه أبو محمد بن أبي حاتم في الجرح و التعديل 212/1/2.
5- الوافي بالوفيات 336/15.

الملك بن عبد اللّه بن محمود بن مسكين (1)،أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، نا أبي، نا أبو علي الحسن بن سليمان العسكري، نا أحمد بن صالح، نا حجّاج بن سليمان الذي يقال له ابن القمري، نا حرملة بن عمران قال:

كان يوسف جالسا في هذا المسجد، يعني مسجد الفسطاط ، و معه الحجاج ابنه، فمر سليمان (2) بن عتر، فقام إليه يوسف (3)،فسلّم عليه، و قال: إنّي أريد أن آتي أمير المؤمنين، فإن كانت لك حاجة فأمرني بها، قال: نعم، حاجتي أن تسأله أن يعزلني عن القضاء، فقال:

و اللّه لوددت أن قضاة المسلمين كلهم مثلك، فكيف أسأله أن يعزلك ؟ ثم انصرف، فجلس، فقال له الحجاج ابنه: يا أبت من هذا الذي قمت إليه ؟ قال: يا بني، هذا سليم بن عتر قاضي أهل مصر و قاصّهم، فقال: يغفر اللّه لك يا أبه. أنت يوسف بن أبي عقيل تقوم إلى رجل من كندة أو تجيب ؟! فقال: و اللّه يا بني إني لأرى الناس ما يرحمون إلاّ بهذا أو أشباهه، فقال:

و اللّه ما يفسد الناس على أمير المؤمنين إلاّ هذا و أشباهه، يقعدون و يقعد إليهم أقوام أحداث فيذكرون سيرة أبي بكر و عمر فيخرجون على أمير المؤمنين، و اللّه لو صفا هذا الأمر لسألت أمير المؤمنين أن يجعل لي السبيل فأقتل هذا و أشباهه، فقال: و اللّه يا بني إنّي لأظن اللّه خلقك شقيا.

أنبأنا أبو محمد بن حمزة، عن خلف بن أحمد بن الفضل، أنا أبو محمد بن النحاس، أنا أبو عمر الكندي، حدثني يحيى بن أبي معاوية، حدثني خلف بن ربيعة، عن أبيه، حدثني المفضل بن فضالة، عن إبراهيم بن نشيط ، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن حجيرة قال (4):

اختصم إلى سليم بن عتر في ميراث فقضى بين الورثة، ثم تناكروا فعادوا إليه، فقضى بينهم، و كتب كتابا بقضائه، و أشهد فيه شيوخ الجند، فقال: فكان أول القضاة بمصر يسجل سجلا بقضائه.

قال خلف عن أبيه عن أشياخه: فوليها سليم بن عتر من سنة أربعين إلى موت

ص: 273


1- انظر ترجمته في سير الأعلام 661/17.
2- كذا ورد اسمه هنا: سليمان، و هو سليم.
3- كتبت الكلمة فوق الكلام بالأصل.
4- الخبر رواه الذهبي في سير الأعلام 132/5.

معاوية بن أبي سفيان سنة ستين، قال أبو عمر: فوليها سليم بن عتر إلى أن صرف عنها سنة ستين فكانت ولايته عشرين سنة.

قال: و نا أبو عمر، نا محمد بن هارون بن حسان الأزدي، نا عبيد اللّه بن سعيد بن عفير، عن أبيه، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد قال: كان سليم بن عتر يختم القرآن كلّ ليلة ثلاث مرات (1).

أخبرنا أبو الفضل بن سليم، و حدّثني أبو بكر محمد بن شجاع عنه، أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة ح قال: و أنبأني أبو عمرو عن أبيه قال: أنا أبو سعيد بن يونس، حدثني أبي عن جدي أنه حدّثه، نا ابن وهب، حدثني ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد أن سليم بن عتر التّجيبي كان يقرأ القرآن كلّ ليلة ثلاث مرات.

قال: و نا أبو سعيد، نا الحسن بن علي بن يوسف.... (2)،نا أحمد بن سعيد بن أبي مريم بن عفير، عن بكر بن مضر قال: كان سليم بن عتر يختم القرآن في كلّ ليلة ثلاث مرات، و يطأ أهله و يغتسل، فلما توفي قالت امرأته: رحمك اللّه، لقد كنت ترضي أهلك و ترضي ربك.

أنبأنا أبو محمد السلمي، عن خلف بن أحمد، أنا عبد الرحمن بن عمر، نا أبو عمر محمد بن يوسف، حدثني ابن قديد، عن عبيد اللّه يعني ابن سعيد، عن أبيه، عن خاله القاسم بن الحسن أن سليم بن عتر كان يصلي بالليل فيختم القرآن، ثم يأتي أهله، ثم يعود فيختم القرآن ثم يأتي أهله، ثم يعود فيختم القرآن ثم يأتي أهله، فلما مات قالت امرأته:

رحمك اللّه، فقد كنت ترضي ربك و تسرّ أهلك.

قال: و نا أبو عمر.... (3) أبو سلمة، نا زيد بن أبي يزيد، حدثني ابن وزير و هو أحمد بن يحيى، حدثني الحجاج بن سليمان، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد قال:

قلت لحسن بن عبد اللّه: أخبرني عن قول اللّه عز و جل: كٰانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مٰا يَهْجَعُونَ (4) قال: هذه و اللّه صفة أبي عبد الرحمن الجبيلي و سليم بن عتر.

ص: 274


1- سير أعلام النبلاء 132/5.
2- غير مقروءة بالأصل.
3- كلمة غير مقروءة بالأصل.
4- سورة الذاريات، الآية:17. أخرج عن أنس فيها قال: كانوا يصلون ما بين المغرب و العشاء. و أخرج عن أبي العالية قال: لا ينامون عن العشاء الآخرة. و عن عطاء قال: ذلك إذ أمروا بقيام الليل. و قال الضحاك: كانوا قليلا من الناس الذين يفعلون ذلك إذ ذاك. و عنه أيضا قال: المتقين هم القليل. و أخرج عن مجاهد قال: كانوا لا ينامون الليل كله. و عن قتادة قال: كان الحسن يقول: كانوا قليلا من الليل ما ينامون، و كان مطرف بن عبد اللّه يقول: كانوا قلّ ليلة لا يصيبون منها. و كان محمد بن علي يقول: لا ينامون حتى يصلوا العتمة.(قاله السيوطي في الدر المنثور 615/7).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه، أنا أبو الحسن عبد الملك بن عبد اللّه بن محمود بن مسكين، نا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا أبي، نا أبو علي الحسن بن سليمان، أنا ابن عفير، نا بكر بن مضر قال: لما مات سليم (1)بن عتر قالت امرأته في جنازته: يرحمك اللّه، لقد كنت ترضي أهلك، و ترضي ربك، قيل لها: و كيف ذاك ؟ قالت: كان يغتسل أربع مرات و يختم القرآن أربع مرات في ليلة.

رواها أبو عمر الكندي عن محمد بن إسماعيل بن الفرج.

أنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمد، و حدثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة ح قال: و أنبأني أبو عمرو عن أبيه، أنبأ أبو سعيد بن يونس، حدثني سلامة بن عمر المرادي، نا محمد بن حميد الرعيني، نا النّضر بن عبد الجبار، أنا ضمام (2)،عن الحسن بن ثوبان، عن سليم بن عتر قال: لما قفلت من البحر تعبدت في غار سبعة أيام بالاسكندرية، لم أصب فيها طعاما و لا شرابا (3) و لو لا أنّي خشيت أن أضعف لزدت فتمّمت عشرا (4).

أنبأنا أبو محمد بن حمزة، عن خلف بن أحمد، أنا أبو محمد بن النحاس، أنا أبو عمر الكندي، حدثني عبد الوهاب بن سعد، نا أحمد بن رشدين، حدثني مرة الكلاعي، حدثني ضمام، عن الحسن بن ثوبان قال: ركب سليم (5) بن عتر البحر، فلما قفل نزل فأقام سبعة أيام لا يدري أين هو، ثم جاءهم فقالوا له: أين كنت ؟ فقال: إني ذهبت إلى هذا الغار فأقمت هذه السبعة شكرا للّه عز و جل.

ص: 275


1- تحرف اسمه بالأصل هنا إلى سليمان.
2- تقرأ بالأصل: همام. و الخبر رواه الذهبي في سير الأعلام 132/5-133 من طريق ضمام بن إسماعيل.
3- إلى هنا الخبر في سير الأعلام.
4- الخبر بتمامه في ولاة مصر للكندي ص 307.
5- تحرفت بالأصل إلى: سليمان.

قال: و نا أبو عمر، نا علي بن قديد و أبو سلمة، قالا: نا يحيى بن عثمان، عن زيد بن بشير، عن ضمام أن سليم بن عتر كان في بعث البحر قال: فلما نزلت دخلت في غار، فتعبدت فيه سبعا، و لو لا أنّي خشيت (1) أن أضعف لأتممتها عشرا.

أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن سليم - إجازة - حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة ح قال: و أنبأني أبو عمرو بن مندة، عن أبيه، أنا أبو سعيد بن (2) يونس، حدثني سلامة بن عمر بن حفص المرادي، حدثني أبي، نا ابن بكير، حدثني ابن لهيعة، حدثني موسى بن أيوب أن عامر بن يحيى المعافري أخبره أن عقبة ابن مسلم التّجيبي أخبره أن سليم بن عتر التّجيبي أمّ الناس في قيام رمضان، فسلّم في اثنين (3)و أوتر بواحدة، و كان يصلي يوم الأضحى و الفطر قبل أن يخطب.

قال: و نا أبو سعيد، نا أحمد بن شعيب النسائي، أنا سويد بن نصر، أنا عبد اللّه و هو ابن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد اللّه بن زحر (4)،عن الهيثم بن خالد قال: كنت خلف عمي سليم بن عتر فمرّ عليه كريب بن أبرهة و وراءه علج يتبعه، فقال سليم: يا أبا رشدين أ لا حملته ؟ قال: أحمل غلاما مثل هذا ورائي، قال: أ فلا قدّمته بين يديك إلى باب المسجد، قال: و لم أفعل ؟ قال: أ فلا نظرت غلاما صغيرا فحملته وراءك ؟ قال: ما فعلت.

قال سليم: سمعت أبا الدرداء يقول: لا يزال العبد يزداد من اللّه بعدا (5) ما مشي خلفه.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد البغدادي، أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن محمد بن عمر، أنبأ أبو سعيد الصوفي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصفار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمد يعني ابن الحسين، حدّثني أحمد بن سهل، حدثني رشدين بن سعد عن رجل، عن يزيد بن أبي حبيب أن سليم بن عتر مرّ على مقبرة و هو حاقن (6) قد غلبه البول، فقال له بعض أصحابه: لو نزلت إلى هذه المقابر فبلت في بعض حفرها، فبكى ثم قال: سبحان اللّه، و اللّه إنّي لأستحي الأموات كما أستحي من الأحياء.

ص: 276


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت قياسا إلى رواية سابقة.
2- تحرفت بالأصل إلى: عن.
3- كذا بالأصل.
4- الخبر في فتوح مصر و أخبارها ص 232.
5- في فتوح مصر: تبعدا.
6- حقن البول: حبسه، و لا يقال: أحقنه، و الحاقن: الذي له بول شديد.(تاج العروس).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا زهير بن محمد، نا أبو عبد الرّحمن المقرئ (1)،أنا حيوة (2)، أخبرني الحجاج بن شداد الصّنعاني أن أبا صالح سعيد بن عبد الرّحمن الغفاري أخبره أن سليم بن عتر التّجيبي كان يقص على الناس و هو قائم، فقال له صلة بن الحارث الغفاري و هو من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم: و اللّه ما تركنا عهد نبينا و لا قطعنا أرحامنا حتى قمت أنت و أصحابك بين أظهرنا.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن محمد بن زياد، نا أبو يحيى بن أبي مرة، نا أبو عبد الرحمن المقرئ، نا حيوة (3) ابن شريح (4)،أخبرنا الحجاج بن شداد الصنعاني أن أبا صالح سعيد بن عبد الرّحمن الغفاري أخبره أن سليم بن عتر التّجيبي كان يقصّ على الناس و هو قائم، فقال له صلة بن الحارث الغفاري، و هو من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم: و اللّه ما تركنا عهد نبينا صلى اللّه عليه و سلم حتى قمت أنت و أصحابك بين أظهرنا.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر.... (5) علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (6)،نا ابن بكير (7)،حدثنا عبد اللّه بن لهيعة، حدّثني أبو قبيل (8) قال: لما توفي معاوية و استخلف يزيد كره عبد اللّه بن عمرو أن يبايع ليزيد و مسلمة بن مخلد بالاسكندرية، فبعث إليه مسلمة كريب بن أبرهة و عابس بن سعيد (9)فدخلا عليه و معهما سليم بن عتر و هو يومئذ قاصّ أهل الشام و قاضيهم (10) فوعظوا

ص: 277


1- الخبر من طريقه رواه أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد اللّه بن عبد الحكم في فتوح مصر و أخبارها ص 231-232.
2- يعني حيوة بن شريح.
3- بالأصل: حيوية.
4- من طريقه رواه ابن عبد الحكم في فتوح مصر ص 314.
5- لم أجد الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ المطبوع ليعقوب بن سفيان الفسوي.
6- لم أجد الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ المطبوع ليعقوب بن سفيان الفسوي.
7- الخبر من طريقه رواه ابن عبد الحكم في فتوح مصر ص 234-235.
8- إعجامها مضطرب بالأصل.
9- كان عابس بن سعيد المرادي على الشرط و القضاء جميعا.
10- في فتوح مصر: و هو يومئذ قاض و قاصّ .

عبد اللّه بن عمرو في بيعة يزيد، فقال عبد اللّه: و اللّه لأنا أعلم بأمر يزيد منكم، و إنّي لأول الناس أخبر به معاوية أنه سيستخلف، و لكني أردت أن يلي هو (1) بيعتي، فقال لكريب بن أبرهة: أ تدري ما مثلك،[إنما مثلك] (2) مثل قصر عظيم في صحراء غشيه أناس قد أصابهم الحرّ، فدخلوا يستظلون فيه، فإذا هو ملآن (3) من مجالس الناس و إنّ صوتك في العرب كريب بن أبرهة و ليس عندك شيء، و أما أنت يا عابس فبعت آخرتك بدنياك، و أما أنت يا سليم بن عتر كنت قاصّا و كان معك ملكان يعينانك و يذكّرانك ثم صرت قاضيا و معك شيطانان يزيغانك [عن الحق] (4) و يفتنانك.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، و أبو عبد اللّه البلخي قالا: نا أبو الحسين ابن الطيوري، و ثابت بن بندار قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و محمد بن الحسن قالا: أنا الوليد بن بكر (5)،أنا علي بن أحمد (6) بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدثني أبي أحمد قال (7):سليم بن عتر، مصري، تابعي، ثقة، و كان يختم في الليلة ثلاث مرات و يجامع ثلاث مرات، فلمّا مات بكت امرأته فقالت: رحمك اللّه، إن كنت لترضي ربك و ترضي أهلك.

أنبأنا أبو الفضل بن سليم، حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا أبو بكر الباطرقاني (8)، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: و أنبأني أبو عمرو بن مندة، عن أبيه أنا أبو سعيد بن يونس قال: سليم بن عتر بن سلمة بن مالك بن عتر بن وهب بن عوف بن معاوية بن الحارث بن أيدعان ابن سعد بن تجيب قاضي مصر، هاجر في خلافة عمر بن الخطاب و حضر خطبة عمر بن الخطاب بالجابية، و شهد الفتح بمصر، و جمع له القضاء و القصص بمصر (9)،و كان يسمى سليم الناسك لشدة عبادته، يروي عن عمر بن الخطاب، روى عنه

ص: 278


1- تقرأ بالأصل:«مكرهوا» و المثبت «يلي هو» عن فتوح مصر.
2- زيادة عن فتوح مصر.
3- بالأصل:«ملا» و المثبت عن فتوح مصر.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن فتوح و مصر و أخبارها.
5- تحرفت بالأصل إلى: بكير.
6- تحرفت بالأصل إلى: حمد.
7- الخبر رواه العجلي في كتابه تاريخ الثقات ص 200 رقم 602.
8- بالأصل: الناطرفاني، تصحيف.
9- انظر فتوح مصر لابن عبد الحكم ص 231.

عليّ بن رباح و أبو قبيل المعافري و مشرح بن عاهان المعافري، و عقبة بن مسلم، و الحسن بن ثوبان و غيرهم، يقال: توفي سنة خمس و سبعين (1) بدمياط (2) في إمرة عبد العزيز بن مروان.

[9855] سليم، أبو عامر

من أهل الحاضر (3) من نواحي حلب (4).

أدرك أبا بكر الصديق، و روى عنه، و عن عمر، و عثمان، و عمار بن ياسر.

و شهد فتح دمشق.

روى عنه ثابت بن عجلان.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي، أنا أحمد بن أحمد بن عمر، و شجاع بن علي بن شجاع، و أخبرتنا أم البهاء محسنة بنت أبي الوفاء بن عمير بن ماجة قالت.

ح أنا شجاع بن علي.

قالا: أنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن أحمد بن إبراهيم الثقفي الخشاب (5)،أنا أبو علي الحسن بن محمد بن دكة ثنا (6) محمد بن سليمان بن حبيب لوين المصيصي (7)،نا سويد بن عبد العزيز، عن ثابت بن (8) عجلان عن سليم أبي عامر زادت محسنة (9):ابن عامر

ص: 279


1- سير الأعلام 133/5 و الوافي بالوفيات 336/15.
2- دمياط : مدينة قديمة بين تنيس و مصر على زاوية بين بحر الروم الملح و النيل (معجم البلدان).
3- الحاضر: كان بقرب حلب حاضر و هو الحي العظيم، و يدعى حاضر حلب، يجمع أصنافا من العرب من تنوخ و غيرهم (معجم البلدان).
4- ترجمته في معجم البلدان (الحاضر)، و أسد الغابة 294/2 و سماه: سليم بن عامر أبو عامر. و الاستيعاب 74/2 (هامش الإصابة) و الإصابة 115/2 و فيها سليم الأنصاري أو المخزومي مولاهم أبو عامر. و الجرح و التعديل 2/ 210/1 و التاريخ الكبير 126/2/2.
5- ترجمته في سير الأعلام 551/16.
6- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
7- ترجمته في سير الأعلام 500/11.
8- تحرفت بالأصل إلى: و عجلان.
9- غير واضحة بالأصل، و لعل الصواب ما ارتأيناه يوافق السياق.

-عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ناد في الناس: من قال لا إله إلا اللّه وجبت له الجنة» قال: فاستقبله عمر فقال: أين تريد يا أبا بكر؟ قال: أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن أنادي من قال:«لا إله إلا اللّه وجبت له الجنة،» قال: ارجع، فرجع، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما ردك ؟» قال: استقبلني عمر فقال: ارجع، فرجعت، فقال عمر: يا رسول اللّه إذا يتكلوا فدعهم فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«صدق» زادت محسنة:«عمر» (1)[14177].

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، حدّثنا أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا إبراهيم بن محمد بن عرق، نا عمرو بن عثمان، نا عبد الملك بن محمد، عن ثابت بن عجلان، عن سليم بن عامر و كان ممن سباه خالد بن الوليد من حاضر حلب، قال:

فلما قدمنا على أبي بكر جعلني في المكتب فكان المعلم يقول لي: اكتب الميم، فإذا لم أحسنها قال لي: دوّرها، اجعلها مثل عين البقرة.

و عن سليم أبي (2) عامر قال (3):رأيت أبا بكر و عمر، و عثمان أكلوا مما مسّت النار ثم صلّوا و لم يتوضئوا، و رأيت عمار بن ياسر شرب من لقحة فمضمض ثم قام إلى الصلاة، و سمعت عمار بن ياسر يقول: جفّ القلم بما هو كائن.

أنبأنا أبو مسعود الأصبهاني، أنا أبو علي الحداد قال أنا أبو نعيم الأصبهاني يقول.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر ابن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (4)،حدثني أبو سعيد عبد الرّحمن - يعني دحيم - أنا سويد (5)،نا ثابت بن العجلان، عن سليم أبي عامر قال: رأيت أبا بكر و صلّيت خلفه سبعة أشهر، و رأيت من عن يمينه و عن شماله و ما عليهم إلاّ شملة واحدة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب، أنا محمد بن الحسن بن محمد، أنا

ص: 280


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 307/2.
2- بالأصل: أبو.
3- الإصابة 115/2.
4- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 316/2.
5- يعني سويد بن عبد العزيز السلمي الدمشقي، راجع ترجمته في تهذيب التهذيب 276/4.

أحمد ابن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمد بن عبد الرحمن، نا محمد بن إسماعيل (1)،نا محمد بن مهران، نا مسكين الحربي و ثابت بن عجلان، عن أبي عامر و هو سليم قال: كان أبو بكر أخدمه (2) عمار بن ياسر، و كان ممن أفاء اللّه على خالد بن الوليد في حاضر قنّسرين، و شهد فتح دمشق و القادسية في سفرته قال فصلى مع أبي بكر تسعة أشهر يعني سليما.

أنبأنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد الأنصاري، و عبد اللّه بن أحمد بن السمرقندي، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن محمد بن عبد اللّه المعدل، أنا أبو جعفر محمد بن عمرو البختري الرزاز، نا سعدان بن نصر، نا مسكين (3) بن بكير، عن ثابت بن عجلان، عن سليم بن عامر قال:

كنت ممن أفاء اللّه على خالد بن الوليد في قنسرين و حاضر حلب، فقدمت على أبي بكر، و أنا في الخمس، فصلّيت خلفه تسعة أشهر، و إن عمار بن ياسر استخدم أبا بكر من الخمس، فأخدمه إياي، و كان أجذم (4) الأذن، فكان إذا شرب لبنا مضمض منه فقيل له: لم تمضمض منه ؟ قال: إنّ له تفلا.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، و نا عبد العزيز الكتّاني (5)،أنا [أبو] (6) القاسم تمام بن محمد، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمد، نا أبو زرعة قال في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هي العليا: سليم أبو عامر من سبي قنّسرين، صحب أبا بكر.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد ابن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنبأ أحمد بن عمير قراءة، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول

ص: 281


1- رواه البخاري في التاريخ الصغير، و نقله ابن حجر في الإصابة 115/2 عن البخاري.
2- تقرأ بالأصل: أخادمه، و المثبت عن الإصابة.
3- غير واضحة بالأصل، و الصواب ما أثبت، و هو مسكين بن بكير أبو عبد الرحمن الحراني الحذاء، ترجمته في سير الأعلام 209/9.
4- جذمه جذما و هو جذيم أي قطعه فانقطع و تقطع. و الجذم: سرعة القطع.(تاج العروس: جذم).
5- تحرفت بالأصل إلى: الكناني.
6- سقطت من الأصل.

في الطبقة الأولى: و سليم أبو عامر من حاضر حلب، روى عن أبي بكر.

أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي، حدثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي، و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني (1) زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري قال (2):سليم أبو عامر مولى، سمع عمر، و عثمان، يعد في الشاميين.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي الأصفهاني - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد.

قالا: أنبأ أبو محمد بن أبي حاتم قال (3):

سليم بن عامر أبو عامر، روى عن أبي بكر، و عمر و عثمان، و عمار بن ياسر، روى عنه ثابت بن العجلان، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو زرعة: سليم بن عامر صالح، أدرك الجاهلية غير أنه لم يصحب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و هاجر في عهد أبي بكر.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو عامر سليم عن عبد اللّه بن الزبير، روى عنه ثابت بن عجلان.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن عبد الرحمن، أخبرني أبي قال: أبو عامر سليم.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر فيما قرأنا عليه عن طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، نا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا محمد بن أحمد بن حماد قال (4):أبو عامر سليم يحدث عنه ثابت بن عجلان.

ص: 282


1- تقرأ بالأصل:«العندجار» تحريف.
2- رواه أبو عبد اللّه البخاري في التاريخ الكبير 126/2/2 رقم 2194.
3- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 210/1/2-211 رقم 908.
4- الكنى و الأسماء للدولابي 23/2.

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر أحمد بن علي، أنا أبو أحمد محمد بن محمد قال: أبو عامر سليم عن أبي بكر [و] (1) عبد اللّه بن الزبير بن العوام الأسدي، روى عنه ثابت بن عجلان، حديثه في الشاميين، كناه مسلم.

[9856] سليم أبو الصلت الحضرمي الشامي الحمصي

[9856] سليم أبو الصلت الحضرمي الشامي الحمصي (2)

شهد صفين، و حكى عن معاوية، و الأشعث بن قيس، و أبي الأعور السلمي.

روى عنه صفوان بن عمرو الحضرمي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر الأنباري، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم، نا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (3)،نا عمران بن بكار، نا أبو المغيرة، نا صفوان بن عمرو، نا أبو الصلت سليم الحضرمي قال: شهدت صفين (4) فإنا على صفوفنا و قد حلنا (5) بين أهل العراق و بين الماء فأتانا فارس مقنع بالحديد، فأقبل حتى وقف ثم حسر عن رأسه، فإذا هو الأشعث بن قيس فقال: اللّه اللّه يا معاوية في أمة محمد، قال معاوية: ما الذي تريد؟ قال: نريد أن تخلو بيننا و بين الماء، فقال معاوية لأبي الأعور عمرو بن سفيان:

يا أبا عبد اللّه خلّ بين إخواننا و بين الماء، فقال أبو الأعور لمعاوية: كلاّ و اللّه يا أبا عبد اللّه لا نخلي بينهم و بين الماء، فعزم عليه معاوية حتى خلّى بينهم و بين الماء، فلم يلبثوا بعد ذلك إلا قليلا حتى كان الصلح بينهم. رواها النسائي عن عمران بن بكار.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا تمام بن محمد، نا جعفر بن محمد، نا أبو زرعة قال في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام: أبو الصلت سليم، شهد صفين.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ص: 283


1- سقطت من الأصل.
2- ترجمته في الجرح و التعديل 212/1/2 و الكنى و الأسماء للدولابي 11/2.
3- الخبر رواه أبو بشر الدولابي في الكنى و الأسماء 11/2.
4- زيد بعدها في الكنى و الأسماء: مع علي.
5- في الكنى و الأسماء: حيل.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمد.

قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: سليم الحضرمي الشامي أبو الصلت، قال:

شهدت صفين، روى عنه صفوان بن عمرو.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، عن أبي نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن [أبي] (1) عبد الرحمن، أخبرني أبي قال: أبو الصلت سليم الحضرمي.

قرأنا على أبي الفضل عن أبي طاهر بن أبي الصّقر (2)،أنا أبو القاسم الصواف، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال (3):أبو الصلت سليم الحضرمي.

[9857] سليم مولى بني عذرة

سمع كعب الأحبار.

روى عنه مولاه من فوق مدلج بن المقداد العذري.

أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسين، و حدّثنا أبو البركات الخضر بن شبل (4) الفقيه عنه، أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ، نا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي (5)،أخبرنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير ابن يوسف، نا أبو عامر موسى بن عامر، نا الوليد بن مسلم قال:

حدثني يزيد بن سعيد العنسي عن مدلج بن المقداد العذري عن سليم مولاهم أنه سمع كعب الأحبار يقول: إذا نزلت الروم عمق الأعماق بأنطاكية فمن لم ينصر المسلمين. يومئذ فليس هو على (6) شيء.

ص: 284


1- سقطت من الأصل.
2- تقرأ بالأصل: الصفر.
3- الكنى و الأسماء للدولابي 11/2.
4- غير واضحة بالأصل، و الصواب ما أثبت، و هو الخضر بن شبل بن الحسين بن عبد الواحد، أبو البركات الحارثي الدمشقي ابن عبد، ترجمته في سير الأعلام 592/20.
5- تحرفت بالأصل إلى: المزني، و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في سير الأعلام 468/17.
6- مطموسة بالأصل، و هي مكتوبة فوق الكلام بين السطرين.
[9858] سليم المشجعي

ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق، و زعم أنه كان وكيلا لمعاوية بن أبي سفيان على ضياعه بفلسطين و هي الطاني (1).

[9859] سليم مولى زياد

وفد على معاوية.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد، أنا أحمد بن محمد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا أنا أبو السكين الطائي، و هو زياد بن يحيى، عن شيخ.... (2) عن عوانة قال: قال معاوية لسليم مولى زياد، و كان به معجبا (3):أخبرني يا سليم عني و عن زياد، فإن لك بالرجال علماء قال: يا أمير المؤمنين لك (4) الفضل. قال:

عزمت عليك لتخبرني. قال: أما إذا عزمت علي فإني كنت عنده، يعني زياد، فرأيت موارده أموره و مصادرها قلت: هذا أحزم العرب و إذا قدمت عليك، فرأيت موارد أمورك و مصادرها قلت: هذا أحزم العرب. و أحزمكما عندي الذي أكون عنده. قال: كرهت يا سليم أن تفضل أحدنا على صاحبه و سأخبرك عني و عن زياد [و عما بيننا] (5) إني أطلب الأمر مجاملة، فإن لم أظفر به لم يعلم بما فاتني، و إن زيادا يطلبه مغالبة فيعلم خيبته و ظفره.

[9860] سليم مولى يزيد بن معاوية بن أبي سفيان

وجهه يزيد إلى مسلم بن زياد فقبض منه بعض مال خراسان.

له ذكر.

[9861] سليم بن صالح، أبو سفيان العنسي

سكن جبلة.

ص: 285


1- كذا رسمها.
2- كلمة غير مقروءة بالأصل.
3- مطموسة بالأصل، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
4- تقرأ بالأصل: للّه، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
5- زيادة عن مختصر ابن منظور.

و حدث عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان نسخة.

روى عنه عثمان بن سعيد الصيداوي.

أخبرنا أبو المطهر شاكر بن نصر بن طاهر الأنصاري البيع بأصبهان، أنا أبو بكر محمد ابن أحمد بن سيد المديني و عبد اللّه بن محمد بن يحيى بن منده، أنا علي بن أحمد بن إسحاق البنداري، نا الحسن بن حزم الطيوري، نا عثمان بن سعيد الصيداوي، نا سليم (1) بن صالح عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان (2) عن الحجاج بن دينار عن محمد بن المنكدر، عن جابر ابن عبد اللّه قال:

بلغني عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديث في القصاص، و كان صاحب الحديث بمصر (3)،فاشتريت بعيرا و شددت عليه رجلا، و سرت حتى وردت مصر، فقصدت إلى باب الرجل الذي بلغني عنه الحديث، فقرعت الباب، فخرج إليّ مملوك له، فنظر في وجهي و لم يكلمني، فدخل على سيده فقال: أعرابي بالباب، فقال سليم: من أنت ؟ فقلت: جابر بن عبد اللّه. فخرج إليّ مولاه فاعتنق أحدنا (4) صاحبه. فقال: يا جابر، فيما جئت ؟ فقلت: لحديث بلغني عن النبي صلى اللّه عليه و سلم في القصاص. و لا أظن أحدا ممن مضى و ممن بقي بأحفظ له منك. قال (5):نعم، يا جابر، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: إن اللّه عز و جل يبعثكم [يوم القيامة] (6) من قبوركم حفاة عراة غرلا بهما، ثم ينادي بصوت رفيع غير فظيع، يسمع به من بعد كمن قرب، فيقول:

أنا الديان، لا تظالم اليوم، و عزتي لا يجاورني اليوم ظلم ظالم و لو لطمة كف بكف، أو يد بيد.

أخبرنا أعلى منه أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه نا سليمان بن أحمد الطبراني نا الحسن ابن جرير، نا عثمان بن سعيد العداوي (7) نا سليم بن صالح نا ابن ثوبان عن الحجاج بن

ص: 286


1- تحرفت بالأصل إلى: سليمان.
2- تقرأ بالأصل: موتان، تصحيف.
3- مطموسة بالأصل، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
4- بالأصل: أحدانا.
5- مطموسة بالأصل.
6- زيادة عن مختصر ابن منظور.
7- كذا رسمها بالأصل هنا، و مر الصيداوي.

دينار عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد اللّه قال: كان يبلغني حديث في القصاص، و كان صاحب الحديث بمصر، فاشتريت بعيرا فشددت عليه رجلا، فسرت حتى جئت إلى مصر، فقصدت إلى باب الرجل الذي بلغني عنه الحديث، فقرعت الباب، فخرج إلي مولى له، فنظر في وجهي و لم يكلمني، فقال: أعرابي بالباب، فقال: سله من أنت ؟ فقلت: جابر ابن عبد اللّه، فخرج إليّ مولاه، فلما تراءينا اعتنق أحدنا صاحبه، فقال: يا جابر، ما جاء بك ؟ فقلت: حديثا بلغني عن النبي صلى اللّه عليه و سلم في القصاص، و لا أظن أحدا ممن مضى أو ممن بقي أفهم له منك. قال: نعم يا جابر سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: إن اللّه عز و جل يبعثكم يوم القيامة من قبوركم حفاة عراة غرلا بهما، ثم ينادى بصوت رفيع غير فظيع يسمع به من بعد كمن قرب. فيقول: أنا الديان لا تظالم اليوم، و عزتي لا يجاورني اليوم ظلم ظالم و لو لطمة كف بكف، و يد على يد، ألا و إن أشد ما أتخوف على أمتي من بعدي عمل قوم لوط ، فلترقب أمتي العذاب إذا تكافأ النساء بالنساء و الرجال بالرجال قال: و الرجل الذي حدثه عبد اللّه بن أنيس.

أخبرنا نصر بن أحمد بن السوسي، أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا محمد بن عيسى بن عبد الكريم، نا أحمد بن محمد الحلي، نا عبد اللّه بن أحمد بن سوادة البغدادي نا علي بن محمد الأزدي، نا عثمان بن سعيد الصيداوي، نا السليم بن صالح أبو سفيان العنسي عن ابن ثوبان.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدّثنا خالي أبو المعالي محمد بن عيسى القاضي، أنا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا أبو زكريا البخاري، نا عبد العزيز بن سعيد ح.

و قرأت على أبي محمد، عن أبي نصر بن ماكولا قالا (1):سليم بفتح السين سليم بن صالح روى عن ابن ثوبان نسخة.

بلغني عن الحسن بن جرير الصوري قال: كان عثمان بن (2) سعيد يثني على السّليم بن صالح، و زعم أنه كان من جبلة، و أثنى عليه خيرا.

ص: 287


1- الإكمال لابن ماكولا 329/4 و 330.
2- تقرأ بالأصل: و سعيد.

ذكر من اسمه: سماك

[9862] سماك بن الأحوص الصوفي

كان بدمشق.

حكى عنه أبو حمزة محمد بن إبراهيم الصوفي.

قرأت بخط عمر بن الحسن الدّهستاني مما سمعه من أبي العيش محمد بن علي بن محمد بن العيش، أنا محمد بن النحاس، أنا أبو يعقوب الرملي الصوفي، حدثني أحمد بن محمد الدينوري، نا جعفر بن عبد اللّه الخياط البغدادي، نا محمد بن إبراهيم أبو حمزة الصوفي قال: و كنت مع سماك بن الأحوص الصوفي في مجلس دمشق، فنظر إلي رجل من أصحاب الحديث يعارض غلاما جميلا، فقام إليهما فقال له: يا فتى في هذا الدفتر شيء من كلام اللّه أو من قول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: نعم، قال: قد كان يغبطني لك إن كنت تطلب أخبار النبيين، و سنن المرسلين، و فضائل الصديقين، و أعمال الزاهدين أن يرى عليك من اللّه بعض ما يرد عليك من أن يحكي عنه كتابك أخبار رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و آثار أصحابه، و أنت ذاهل العقل مختلس القلب، أ ما خفت من اللّه أن يسلبك بصرك و يحمل إليّ و أن يتم عليك، فبكى الرجل و قام.

[9863] سماك بن عبد الرحمن الدمشقي

حدّث عن أبي مسهر، قدم العراق، و حدث بها.

قال ابن مندة فيما حكاه أبو الفضل المقدسي عنه.

ص: 288

[قال ابن عساكر:] (1) و هذا و هم من ابن منده أو من المقدسي، و إنما هو سماك بن عبد الصمد الذي يأتي أيضا.

[9864] سماك بن عبد الصمد بن سلام بن وديعة

و قيل: ربيعة بن سماك بن رافع بن مالك

أبو القاسم الأنصاري البغدادي

سمع بدمشق أبا مسهر، و حدث عنه، و عن أبي الأخيل خالد بن عمرو السلفي الحمصي، و أبي مسلم عبد الرحمن بن واقد.

روى عنه أبو محمد بن زبر الدمشقي، و علي بن إسحاق المادرائي (2)،و عبد الصمد بن علي الطستي (3)،و أبو بكر الشافعي، و الحسن بن محمد بن عفير الأنصاري، و أبو عوانة الأسفرايني، و عبد اللّه بن محمد بن علي بن طرخان البلخي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمد بن إبراهيم البزار ببغداد، نا سماك بن عبد الصمد، نا [أبو] (4) مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني، نا إسماعيل بن عبد اللّه، حدثني الأوزاعي، حدثني سليمان بن حبيب، عن أبي أمامة الباهلي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«ثلاثة كلهم ضامن على اللّه عز و جل: رجل خرج غازيا في سبيل اللّه فهو ضامن على اللّه حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يردّه بما نال من أجر أو غنيمة، و رجل [راح إلى المسجد فهو ضامن على اللّه حتى يتوفاه فيدخله الجنة، أو يرده بما نال من أجر أو غنيمة، و رجل] (5) دخل بيته بسلام فهو ضامن على اللّه»[14178].

ص: 289


1- زيادة للإيضاح.
2- الأصل: الماذري، و هو علي بن إسحاق بن البختري، أبو الحسن الماردائي البصري، ترجمته في سير الأعلام 334/15.
3- غير واضحة بالأصل، و الصواب ما أثبتناه، و هو عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم أبو الحسين البغدادي الطستي ترجمته في سير الأعلام 555/15.
4- سقطت من الأصل.
5- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل و بعده صح.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد الواسطي، أنا أبو بكر (1) الخطيب، أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، نا أبو الحسن علي بن إسحاق بن محمد بن البختري المادراني، نا أبو القاسم الأنصاري سماك بن عبد الصمد بن سلام بن وديعة بن سماك بن رافع، نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني، نا وهب بن تميم، عن الشعبي، عن جيفان بن عرابة (2) العنسي قال:

قدمت على عثمان في ثلاثمائة راكب من اليمن، فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته، أنا جيفان بن عرانة (3) العنسي، قدمت عليك من خبج (4) و خبيج (5)لتلحقنا بالمهاجرين و تجعل لنا سهما في المسلمين، فقال عثمان: أخبرني عما مررت به من أفاريق العرب في بلاد اليمن فقلت له: يا أمير المؤمنين أمّا هذا الحي من بني الحارث بن كعب فحسبك أمراس (6) و مسك (7) أحماس (8)،إذا اشتد الباس، و أما هذا الحي من مذحج فأنجاد بسل، و مساعير غير عزل، و أما هذا الحي من خثعم فجعابيب (9) أصحاب أنابيب بنو أب و أولاد علة، و أما هذا الحي من الأزد فكرام في الجاهلية سادة، و حماة في الإسلام، قادة، و أما هذا الحي من حمير فبخ بخ أولئك الملوك أرباب الملوك فقال عثمان: مرحبا بأهل اليمن، أعلام في الدين قادة في المسلمين، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«الإيمان يمان، و الحكمة يمانية، و رحا الإسلام دائرة فيما ولد قحطان، و الجفوة و القسوة فيما ولد عدنان، حمير رأس العرب و نابها، و مذحج هامتها و عصامتها (10)،و الأزد كاهلها

ص: 290


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- كذا بالأصل: جيفان بن عرابة، و في الإكمال 184/6 جيفان بن عرانة. و بهامشه عن زيادات المستغفري: خيفان. و قال المستغفري عرانة: بفتح العين المهملة و النون. و وقع في تبصير المنتبه: عرانة بتثقيل الراء و النون.
3- كذا، و مرّ عرابة، و انظر ما لاحظناه.
4- بدون إعجام بالأصل، أعجمت عن مختصر ابن منظور، و في معجم البلدان: خبج يوزن زفر، قرية من أعمال ذمار باليمن.
5- بدون إعجام، بالأصل، أعجمت عن مختصر أن منظور.
6- أمراس: جمع مرس بكسر الراء، و هو الشديد الذي مارس الأمور و جربها (النهاية).
7- المسك جمع مسكة: و هو الرجل الذي لا يتعلق بشيء فيتخلص منه، و لا ينازله منازل فيفلت (النهاية).
8- أي شجعان.
9- كذا بالأصل، و هم القصار من الرجال جمع جعبوب، و في النهاية: صعابيب. و هم الصعاب أي الشداد.
10- كذا بالأصل، و في مختصر ابن منظور: و غلصمتها.

و جمجمتها (1) و الأنصار مني و أنا منهم، اللهم اغفر للأنصار و لأبناء الأنصار، اللهم أعزّ غسان أكرم العرب في الجاهلية و انصر الناس في الإسلام [تقية، من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فليكرم الأنصار] (2) وازروني و نصروني و حموني، هم شيعتي و أصحابي و أول من يدخل بحبوحة الجنة من أمتي»[14179].

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن أحمد بن المبارك السلمي.

و أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن، أنا أحمد بن علي بن طاهر بن الفضل ابن الفرات.

قالا: أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف المقرئ، أنا عبد الوهاب بن جعفر بن عمار الميداني، أنا أبو سليمان محمد بن عبد اللّه بن زبر، نا أبي، أنا سماك بن عبد الصّمد أبو القاسم الأنصاري، نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني بمسجد دمشق في صفر سنة ست عشرة و مائتين، نا وهب بن تميم فذكر بإسناده نحوه و زاد في آخره ثم أنشأ كعب بن مالك الأنصاري يقول:

ألا أيهذا السائلي عن عترتي *** هلمّ إلى أهل المكارم و الفخر

أنا ابن مباري الريح عمرو بن عامر *** نموت إلى قحطان في بناها الدهر

نصرنا رسول اللّه إذ حلّ وسطنا *** ببيض اليماني و المنفقة السّمر

و سرنا إلى بدر و نحن عصابة *** ثلاث مئين كالمسوّدة الزّهر

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا-[و] (3) أبو الحسن بن سعيد، ثنا - أبو بكر الخطيب قال (4):سماك بن عبد الصّمد بن سلام بن وديعة (5)-، و قيل: ربيعة - بن سماك بن رافع أبو القاسم الأنصاري، حدث عن أبي (6) مسهر عبد الأعلى بن مسهر الدمشقي، و أبي

ص: 291


1- بدون إعجام بالأصل.
2- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل، و بعد صح.
3- زيادة لازمة لتقويم السند.
4- الخبر في تاريخ بغداد 216/9.
5- في تاريخ بغداد: وريعة.
6- تحرفت بالأصل إلى: ابن.

الأخيل الحمصي، روى عنه علي بن إسحاق المادراني، و عبد الصمد بن علي الطستي (1)، و أبو بكر الشافعي، و ما علمت من حاله إلا خيرا.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب قال في باب سماك: و سماك قال أما الأول بكسر السين و تخفيف الميم، و آخر الحروف كاف، فهو سماك بن عبد الصمد بن سلام ابن وديعة بن سماك بن رافع أبو القاسم الأنصاري البغدادي، حدث عن أبي مسهر الدمشقي، روى عنه الحسين بن محمد بن عفير الأنصاري، و علي بن إسحاق المادراني، و أبو بكر الشافعي.

ح قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر علي (2) ابن هبة اللّه (3) قال: أما سماك بكسر السين المهملة و تخفيف الميم و آخره كاف فهو سماك بن عبد الصّمد بن سلام بن وديعة ابن سماك بن رافع أبو القاسم الأنصاري البغدادي، حدث عن أبي مسهر الدمشقي، روى عنه الحسين بن محمد بن عفير [الأنصاري] (4) و علي بن إسحاق المادراني، و أبو بكر الشافعي.

أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك و أبو الحسن علي بن الحسن قالا (5):نا أبو بكر الخطيب (6)،أنا محمد بن عبد الواحد، أنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي و أنا أسمع قال: و بلغتنا وفاة سماك بن عبد الصّمد الأنصاري بطرسوس في شهر رمضان سنة اثنتين (7) و ثمانين، يعني و مائتين.

[9865] سماك بن عمرو الساعدي العاملي القضاعي

[9865] سماك بن عمرو الساعدي العاملي (8) القضاعي

شاعر.

قرأت في أمالي أبي بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري، حدثني أبي، نا أحمد بن

ص: 292


1- رسمها بالأصل: العلنسي، كذا، و الصواب عن تاريخ بغداد.
2- تحرفت بالأصل إلى: عن.
3- الخبر في الإكمال لابن ماكولا 349/4 و 351.
4- زيادة عن الإكمال.
5- بالأصل: قال.
6- الخبر في تاريخ بغداد 217/9.
7- بالأصل: اثنين.
8- تحرفت بالأصل إلى: المعاملي.

عبيد، نا هشام بن محمد، عن أبيه، و الزيادي عن الشّرقي، و ابن الأعرابي عن الفضل قالوا:

كان ملك من ملوك غسان يطلب ذحلا (1) في فخذ من عاملة يقال لهم بنو ساعدة، و بنو عاملة من قضاعة، فأخذ رجلين منهم يقال لهما سماك و مالك ابنا عمرو، فاحتبسهما زمانا ثم أخرجهما من محبسهما، فقال لهما: إني قاتل أحدكما فأيكما أقتل ؟ فقال كل واحد منهما:

اقتلني أنا و كفّ عن أخي، فقتل سماكا و خلّى عن مالك فلما قدّم سماك للقتل أنشأ يقول:

إلام سحت (2) ليلة عامد *** كما ابد (3) ليلة واحدة

فأبلغ قضاعة أن جيتهم *** وحص سراة بني ساعدة

و أبلغ نزارا على بابها *** بأن الرماح هي العائدة

و أقسم لو قتلوا مالكا *** لكنت لهم حيّة راصدة

برأس سبيل علي مرقب *** و يوما عليّ طرق واردة

فأم سماك فلا تجزعي *** فللموت ما تلد الوالدة

فانصرف مالك إلى أمه و منزله بعد قتل أخيه فمكث أياما، فبينا هو جالس مع أمه مرّ بهم ركب، فتمثّل بعضهم بهذا الشعر:

فأقسم لو قتلوا مالكا *** لكنت لهم حيّة راصدة

فقالت أمّه: أخزى اللّه الحياة بعد سماك، يا بني، أخرج فاطلب بدم أخيك، فتأهب و خرج فتلقّى ركبا فيهم قاتل أخيه فقال: من أحس لي الجمل الأحمر، فعرفوه، و علموا بغيته، فقالوا له: خذ مائة ناقة و انصرف، فأبى و حمل على قاتل أخيه فقتله، و كان قاتل أخيه رجلا من بني قمير، و قمير من غسان و أنشأ يقول:

يا راكبا بلغا و لا تدعا *** بني قمير و إن هم جزعوا

فليحمدوا مثل ما و حمد... *** شتا كنت مشتى وجع (4)

ص: 293


1- بالأصل: دحلا، و الذحل بالحاء المهملة، الثأر. أو طلب مكافأة بجناية جنيت عليك، أو عداوة أتيت إليك، أو هو العداوة و الحقد.(تاج العروس: ذحل).
2- كذا، و فوقها ضبة بالأصل.
3- كذا رسمها بالأصل.
4- كذا البيت بالأصل.

لا أسمع اللهو في الحديث و لا *** ينفعني في الغراغر مضطجع

لا وجد ثكلا كما وجد و لا *** ثكل عجوز أضلها رتع

أو وجد شيخ أضل ناقته *** يوم توافى الحجيج فاندفعوا

ينظر في أوجه الركاب و لا *** يعرف شيئا بالوجه ملتمع

حللته صارم الحديدة كما *** لملحمة فيه شفا من (1) لمع

بين ضمير و باب خلق *** في أثوابه من دمائه دفع

أضر به باديا بواحدة *** يبدو امراه و الرأس منصدع

بني قمير قتلت سيدكم *** فاليوم لا دنة و لا جزع

و اليوم نمنا على السواء فإن *** نجزوا فدهري و دهركم جزع

قال الزيادي في روايته: فانصرف مالك إلى أمه بالسيف، و فيه دم ثأره، فجعلت تلحس الدم حتى هذّ السيف لسانها و هي لا تشعر من شدة السرور و التشفي.

و قال أحمد بن عبيد: قمير منزل على ليلة من دمشق، و هو لغسان و اشتقاق الطرائق و الآثار.

[9866] سماك بن مخرمة بن حمين بن ثلث

ابن الهالك بن عمرو بن أسد بن خزيمة بن مدركة

ابن إلياس بن مضر الأسدي الهالكي الكوفي

يقال: إن له صحبة.

وفد على عمر بن الخطاب، و دعا له، و كان من وجوه أهل العراق، و قدم على معاوية بعد ذلك و إليهم تنسب السيوف الهالكية (2).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين ابن النقور، أنا أبو طاهر المخلص، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد [نا] (3) السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم نا

ص: 294


1- فوقها ضبة بالأصل.
2- الوافي بالوفيات 448/15 نقلا عن ابن عساكر.
3- سقطت من الأصل.

سيف بن عمر عن محمد و طلحة و المهلب و عمرو و سعيد قالوا (1):

قدم سماك بن مخرمة و سماك بن عبيد، و سماك بن خرشة في وفود من وفود أهل الكوفة بالأخماس - يعني من همذان (2)-على عمر، فنسبهم فانتسب له سماك و سماك و سماك، فقال: بارك اللّه فيكم، اللهم اسمك بهم الإسلام و أيّدهم بالإسلام:

فقال سماك بن مخرمة بعد تلك الأيام (3):

برزت لأهل القادسية معلما *** و ما كان من يلقى الكريهة يعلم

و قومي بنو عمرو و نصير كأنهم *** أسود بمرج حين بشوا و أسلموا

و يوم بأكناف النّخيلة (4) قبلنا *** عجيب فلم أبرح أدمّى و أظلم (5)

و أقعص (6) منهم فارسا بعد فارس *** و ما كل من يغشى الكريهة يسلم (7)

فنجّاني اللّه الأجلّ و جرأتي *** و سيف لأطراف المرازب مخذم

و خولي بتؤدة أن لا يبرحونني *** إذا أسرجت صاحوا بها ثم صمّموا

و أيقنت يوم الدّيلميّين أنه *** متى ينصرف قومي عن الناس يهزموا (8)

محافظة إنّي امرؤ ذو حفيظة *** إذا لم أجد مستأخرا أتقدم

و سماك بن مخرمة هو صاحب مسجد سماك (9).

أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن كرتيلا، أنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد الخياط ، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد اللّه بن الخضر السوسجركبن، أنا أبو جعفر أحمد بن

ص: 295


1- الخبر رواه الطبري في تاريخه 536/2 (حوادث سنة 22).
2- بالأصل: همدان.
3- الأبيات في معجم البلدان (النخيلة) و نسبها لعروة بن زيد الخيل قالها يوم النخيلة من أيام القادسية.
4- النخيلة: موضع قرب الكوفة، على سمت الشام. و النخيلة ماء على يمين الطريق قرب المغيثة و العقبة على سبعة أميال من جوي (معجم البلدان).
5- عجزه في معجم البلدان: شهدت فلم أبرح أدمى و أكلم.
6- غير واضحة بالأصل و رسمها: و العصى و في معجم البلدان: و أقصعت.
7- عجزه في معجم البلدان: و ما كل من يلقى الفوارس يسلم
8- عجزه في معجم البلدان: متى ينصرف وجهي إلى القوم يهزموا.
9- تاريخ الطبري 537/2 و الإصابة 77/2.

أبي طالب علي بن محمد الكاتب، حدثني أبي، حدثني أبو عمرو محمد بن مروان بن عمر القرشي السعيدي، أخبرني أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عمرو القرشي، حدثني أبي قال (1):

قال، يعني معاوية، لآذنه: ائذن لسماك بن مخرمة، فدخل، و قضى سلامه، فقال: إيها يا سميك بني مخرمة، قال: مهلا يا أمير المؤمنين بل سماك بن مخرمة، و اللّه يا أمير المؤمنين ما أحببناك منذ أبغضناك، و لا أبغضنا عليا منذ أحببناه، و إنّ السيوف التي ضربناك بها لعلى عواتقنا، و إن القلوب التي قابلناك بها لبين جوانحنا، و لئن قدمت إلينا شبرا من غدر لنقدمن إليك باعا من ختر (2)،قال: اخرج (3) عنا (4).

و ذكرنا في الحكاية و ستأتي في ترجمة جويرية بنت أبي سفيان (5) على الكمال، و هذا إنما كان بدمشق، لأن جويرية كانت شاهدة ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه، أنا علي بن محمد بن عبد اللّه بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن السماك، أنبأ أبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني: مسجد سماك سماك بن مخرمة خال سماك بن حرب، و به تسمّى.

و في نسخة ما أجازني أبو عبد اللّه الخلال أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي الأصبهاني - إجازة.

ح قال (6) و أخبرنا أبو طاهر بن (7) سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء.

قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم (8) قال:

ص: 296


1- الخبر في أخبار الوافدين على معاوية للضبي ص 42-43.
2- الختر: أقبح الغدر.
3- في أخبار الوافدين: أخرج عني.
4- زيد في أخبار الوافدين: ثم قال لأخته الذي عاينت من قبله واحدة، فما ذا رأيت ؟ قالت: و اللّه يا أمير المؤمنين لقد ضاق بي مجلسي حتى أردت أن أكلمهم لما كلموك به. قال: إذا و اللّه كانوا إليك أسرع، و عليك أجرأ، هم العرب لا تفروها.
5- راجع ترجمة جويرية بنت أبي سفيان - تراجم النساء - طبعة دار الفكر-.
6- بالأصل: ح قالوا أخبرنا و المثبت قياسا إلى سند مماثل.
7- بالأصل: عن، تصحيف.
8- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 279/1/2.

سماك بن مخرمة الذي ينسب إليه مسجد بالكوفة، يقال: مسجد سماك، و هو خال سماك بن حرب، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنا قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي قراءة على أبي الحسن الدار قطني.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني.

قال: أما ثلث فمن ولده سماك بن مخرمة بن حمين (1) بن ثلث بن الهالك الأسدي، خرج هاربا من علي بن أبي طالب، و قصد الجزيرة (2)،و هو الذي ينسب إليه مسجد سماك بالكوفة، قال ذلك ابن الكلبي، زاد ابن المحاملي فيما قرأته بخط أبي رؤبة عن ابن حبيب عنه: هو مخضرم.

ح قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (3):و أما بلث أوله باء معجمة بواحدة و بعدها ياء ساكنة و آخره ثاء معجمة بثلاث، و حمين (4) بحاء مهملة مضمومة و ميم مفتوحة و بعدها ياء ساكنة معجمة باثنتين (5) من تحتها: فهو سماك بن مخرمة بن حمين بن بلث بن الهالك الأسدي خرج هاربا من علي و قصد الجزيرة قاله ابن الكلبي، هو الذي ينسب إليه مسجد سماك بالكوفة.

و قال ابن ماكولا في موضع آخر (6):سماك بن خرشة أنصاري و ليس بأبي دجانة، و سماك بن عبيد العبسي (7)،و سماك بن مخرمة الأسدي، ذكرهم سيف، و قال: قدموا على عمر و هم أول من قاتل الدّيلم.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار، أنبأ أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي.

ص: 297


1- غير مقروءة بالأصل.
2- أسد الغابة 301/2.
3- الإكمال لابن ماكولا 514/1.
4- الإكمال لابن ماكولا 534/2.
5- بالأصل: باثنين.
6- الإكمال لابن ماكولا 349/4 و 350 في باب سماك، بكسر السين المهملة و تخفيف الميم و آخره كاف.
7- في الإكمال «العبسي» و هو ما أثبت، و بالأصل «العنسي» انظر ترجمته في الإصابة 77/2.

ح و أنبأنا أبو سعد بن الطيوري، عن عبد العزيز الأزجي، قالا: أنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة (1) الخلال، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثني جدي قال: سماك بن مخرمة الأسدي يقال: إن سماكا هذا مات بالرقة (2)، و اللّه أعلم.

[9867] سمرة بن سهم الأسدي -

و يقال: القرشي

من أهل الكوفة.

قدم دمشق، و سمع بها معاوية و خاله أبا هاشم بن عتبة بن ربيعة، و سمع ابن مسعود بالكوفة.

روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة [الأسدي].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر القطيعي، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي (3)،نا معاوية بن عمرو أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو محمد بن يوسف، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا عبد الرحمن بن طلق، نا عمرو بن مرزوق.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أحمد بن الحسين، أنا أبو طاهر الفقيه.

ح أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمد البراء، نا أبو علي أحمد بن علي بن عبد اللّه بن عمر بن خلف قال: أنا الأستاذ الإمام أبو طاهر محمد بن محمد الزيادي، أنبأ أبو عثمان عمرو بن عبد اللّه البصري، ثنا محمد بن عبد الوهاب، أنا معاوية بن عمرو.

قالا: نا زائدة، عن منصور، عن سفيان، نا سمرة بن سهم.

قالا: نزلت على أبي هاشم بن عتبة و هو طعين فدخل عليه معاوية يعوده، فبكى، فقال

ص: 298


1- تحرفت بالأصل إلى: رحمة، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 82/17.
2- أسد الغابة 301/2 و الإصابة 77/2.
3- رواه أحمد بن حنبل في المسند 349/8 رقم 22559 طبعة دار الفكر.

له معاوية: ما يبكيك ؟ أوجع يشترك (1) أم الدنيا؟ فقد ذهب صفوها؟ و في رواية الفقيه: أم حرص على الدنيا؟ قال: على كلّ ، لا - و في رواية أحمد فقال: لا (2)-و لكن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عهد إلي عهدا فوددت أن أتبعه - و قال البزار: أنّي تبعته - إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«لعلك أن تدرك أموالا تقسم بين أقوام، و إنّما يكفيك من جمع المال خادم و مركب في سبيل اللّه»[14180] فوجدت فجمعت.

رواه الأعمش، كذا رواه أبو بكر بن عيّاش، عن عاصم، عن أبي وائل لم يذكروا سمرة.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبّار، و محمد بن علي، و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد زاد أحمد و محمد ابن الحسن، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال (3):سمرة بن شهر (4) سمع أبا هاشم بن عتبة، روى عنه شقيق بن سلمة، و قال إسرائيل: رجل من قريش و هم (5).

كذا في الأصل: ابن شهر، و صوابه ابن سهم، و قوله: من قريش تصحيف، و إنّما هو رجل من قومي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد.

قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (6):سمرة بن سهم روى عن أبي هاشم، روى عنه شقيق بن سلمة، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 299


1- رسمها بالأصل:«شبرى» و فوقها ضبة، و المثبت عن مسند أحمد.
2- في مسند أحمد: فقال: على كلّ ، لا.
3- التاريخ الكبير للبخاري 179/2/2.
4- كذا بالأصل، و كانت بأصل التاريخ الكبير:«شهر» أيضا. و سينبه المصنف إلى الصواب.
5- كذا بالأصل: و هم و في التاريخ الكبير: و لم يسمه.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 156/1/2 رقم 684.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد، أنا محمد بن أحمد بن الصواف، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال في أسماء أصحاب عبد اللّه: سمرة بن سهم الأسدي، حدث عنه أبو وائل.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، أنا محمد بن أحمد بن البراء قال: سئل علي بن المديني عن سمرة بن سهم فروى عنه أبو وائل، روى عن أبي هاشم بن عتبة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال له:

«لعلك أن تدرك أموالا»؟ فقال: سمرة بن سهم مجهول، لا نعلم (1) أحدا روى عنه غير أبي وائل (2)،و اللّه أعلم.

ص: 300


1- بالأصل: يعلم.
2- ميزان الاعتدال 234/2.

ذكر من اسمه سمط

[9868] السّمط بن الأسود بن جبلة، والد شرحبيل

شهد اليرموك و أمّر على بعض الكراديس و كانت هجرته إلى المدينة في خلافة عمر بن الخطاب.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمد بن النقور، أنا أبو طاهر المخلص، نا أبو بكر بن سيف، نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر قال: و كان السّمط بن الأسود على كراديس، يعني، اليرموك (1).

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل السلامي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسن الصيرفي، و أبو الغنائم، و اللفظ له، قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمد زاد ابن خيرون و أبو محمد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا أبو الحسن المقري، أنا أبو عبد اللّه البخاري (2)،نا ابن يوسف، نا يحيى بن حمزة، حدثني أبو حمزة العبسي (3)، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، و راشد بن سعد، و شبيب الكلاعي، عن جبير بن نفير، عن عمرو بن عبسة (4):عرضت الخيل على النبي صلى اللّه عليه و سلم، فبعث السّمط إلى عمرو: سمعت

ص: 301


1- تاريخ الطبري 336/2 (حوادث سنة 13).
2- الخبر رواه البخاري في التاريخ الكبير 248/2/2 في ترجمة شرحبيل بن السمط الكندي رقم 2691.
3- في التاريخ الكبير: العنسي.
4- بالأصل: عنبسة، و المثبت عن التاريخ الكبير.

النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«حضرموت خير من بني الحارث ؟..» قال: نعم، قال السمط : آمنت باللّه و رسوله.

[9869] السمط بن ثابت بن يزيد بن شرحبيل بن السّمط

ابن ثابت بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية بن الحارث

ابن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة الكندي

حمصي، من أشراف حمص، قدم دمشق في عسكر من أهل حمص للطلب يوم الوليد ابن يزيد، فهزم الجيش بقرب عذراء و دخل السمط دمشق فبايع يزيد بن الوليد الناقص. له ذكر، و قيل إن أهل حمص قاموا عليهم لما خلعوا مروان بن محمد، و قيل ولوا غيره (1).

حكى عنه رجاء بن حيوة.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن الحسن بن علي الربعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أبو الحسن بن جوصا، نا يحيى ابن أبي طالب، و مالك بن يحيى، قالا: نا عبد الوهاب بن عطاء، أنا ابن عون، عن رجاء بن حيوة، عن السّمط بن ثابت، أو ثابت بن السّمط قال:

كنا في مسير في خوف، فصلّوا ركبانا، قال: فالتفتّ فإذا بالأشتر قد نزل يصلّي، فقال: ما له خالف خولف به، قالها ثلاث مرات.

و قد رويت هذه القصة عن شرحبيل بن السّمط ، و هي عنه أصح.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن عبد الرحمن بن أحمد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا، نا عمران بن بكار بن راشد، نا يحيى بن صالح الوحاظي، نا ابن عياش، عن مالك بن عبد الوحاظي، عن زياد بن عبيد أبي المغيرة أن أبا عون الأنصاري حدثه أن أبا إدريس الخولاني حدثه أنه كان مع شرحبيل بن السّمط في سريّة و أنهم صبّحوا عند صلاة الفجر قرية في مغارهم ينظرون إلى أهلها حتى انتشروا لهم، فصلّوا مفترقين على خيولهم مستقبلي جوف الشام، فصلّى من كان مع شرحبيل تلك الصلاة، و نزل مالك الأشتر عن فرسه، فاستقبل القبلة يصلّي، فاستحوذ شرحبيل و أصحابه على القرية

ص: 302


1- الوافي بالوفيات 451/15.

و من فيها، فذكر لابن السمط ما فعل مالك الأشتر فقال شرحبيل: خالف مخالف خالف اللّه به، فقتله اللّه مخالفا، فسئل أبو إدريس عن تلك الصلاة: أ راغبين صليتموها أم راهبين ؟ قال:

بل راغبين.

و هذا رواه الوليد بن مسلم، عن إسماعيل بن عيّاش و عبد اللّه بن لهيعة، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس، و قال: شرحبيل بن السّمط .

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد قال: شرحبيل بن السمط بن الأسود بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين، جاهلي، إسلامي، وفد إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم (1)،و أسلم، من ولده: السّمط بن ثابت بن يزيد بن شرحبيل، كان خرج على مروان بن محمد فظفر به مروان فصلبه (2)،و ابنه عبد اللّه بن السّمط كان من أشراف أهل الشام، فقتله عبد اللّه بن سعيد الجرشي أيام ولي حمص لمحمد بن هارون أمير المؤمنين، و قتل معه ابنين له: أحمد، و أبا الأسود.

[9870] السمط والد يزيد بن السمط

قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني و ذكر أنه وجده بخط بعض أصحاب الحديث في تسمية رجال من أهل العلم، السمط أبو يزيد بن السّمط ، دمشقي.

[9871] سمعان بن هبيرة بن مساحق بن بجير بن حمير

ابن أسامة بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان

ابن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر

أبو سمّال الأسدي الكوفي

فصيح، وفد على معاوية.

ص: 303


1- الإصابة 144/2 نقلا عن ابن سعد.
2- انظر جمهرة ابن حزم ص 426.

و قال أبو عبيد اللّه المرزباني (1):هو سمعان بن هبيرة بن فروة (2) بن عمرو بن عبيد بن أسعد (3) بن جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين.

قرأت في كتاب أبي محمد بن زبر فيما رواه ابنه محمد بن عبد اللّه بن أحمد عنه، ثنا الحارث بن أبي أسامة، نا ابن سعد، أنا الواقدي قال: وجدت هذا الكتاب عند عبد اللّه بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر فقرأته عليه، و سألته ممن صار إليك هذا؟ فإذا هو يورطه إلى ناحية الكوفة، قال:

لما أراد معاوية أن يبايع أهل الأمصار ليزيد كتب إلى زياد أن يوفد عليه وجوه أهل الكوفة، فذكره و فيه: فلمّا اجتمع أهل البصرة و الكوفة، يعني عند معاوية، قام أبو سمّال الأسدي، فحمد اللّه و أثنى عليه و صلّى على النبي صلى اللّه عليه و سلم ثم قال: يا أمير المؤمنين لا ينفع الحذر القدر، و لا يغلب الجهل القضاء، و لا يملك الناس تغيير (4) النعماء، و ليس أمير المؤمنين بالذي يعطينا و لا يمنعنا، و لا بالذي يضعنا و لا يرفعنا، و لكن اللّه هو الرافع الخافض، المعطي المانع، و الأمور بيده و هو يديرها في خلقه كما يشاء، نحن يا أمير المؤمنين رعية أنت مسئول عنها، و مجازى بما عملت فيها، و لا تعذر بفسادها، فقال له معاوية و هو يستنطقه: و لست راع يا أبا سمّال، قال: و اللّه ما رعيت الشاء و لا لبست العباء. قال معاوية: لكن أهل بيتك أنت راع عليهم و مسئول عنهم، قال أبو سمّال: و اللّه إنّي لأضرب جاهلهم و أعطي سائلهم و أقوّم جائرهم، و إنّي لتدركني (5) لهم رأفة الوالد ولده، و البعل زوجته، فقال معاوية له:

حاجتك يا أبا سمّال ؟ فما (6) عرّضت بذكر الولد و الزوجة إلا لذلك. قال (7):مسألتي إياك يسيرة، و عطيتك إياي جليلة، فأخّر معاوية عطية أبي سمّال حتى كان اليوم الذي أذن للوفود فيه برجوعهم إلى أمصارهم، فبعث إليه بخمسة آلاف درهم، و ثلاثة (8) مطارف (9)،

ص: 304


1- ليس لسمعان ترجمة في معجم الشعراء المطبوع للمرزباني الذي بين يدي.
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن جمهرة ابن حزم.
3- في جمهرة ابن حزم: سعد.
4- غير مقروءة بالأصل لسوء التصوير، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
5- في مختصر ابن منظور: و إنه ليدركني.
6- تقرأ بالأصل:«كما» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
7- بالأصل: قال: قال.
8- بالأصل: و ثلاث.
9- مطارف واحدها مطرف، و هو رداء من خز مربع ذو أعلام،(تاج العروس).

و عشرة (1) برود، و عشر رواحل، و نعلين، و برذون، و فرس، و غلام سائس، و وصيف خباز، و جارية بربرية.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح ابن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال: و أما سمّال فمنهم أبو سمّال الأسدي، كان مع طليحة على الردة، فلما دهمهم خالد قال له: بما أمرت ؟ قال: أمرت أن أصنع رحاكم جاهم (2) أو تفركي لا تراهم قال ذاك سيف بن عمر.

و مما أخبرنا أبو جعفر المؤذن عن السّري، عن شعيب، عن سيف، و حدثنا مسلم بن عبيد اللّه الحسني، نا الخضر بن داود، نا الزبير قال: و قال أبو سمّال الأسدي، و اسمه سمعان بن هبيرة بن مساحق بن بجير بن عمير بن أسامة بن نصر بن قعين شعرا، ذكره الزبير عنه (3).

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (4):و أما سمّال أوله سين مفتوحة بعدها ميم مشدّدة و آخره لام أبو سمّال الأسدي، كان مع طليحة في الردة، و هو شاعر، و اسمه سمعان بن هبيرة بن مساحق بن بجير بن عمير بن أسامة بن نصر بن قعين، نسبه الزبير بن بكار.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون، أنا محمد بن علي بن الحسن بن الحسين (5)،أنا علي بن محمد بن بيان قراءة، أنا الحسن بن محمد الرفا - إجازة - نا محمد بن زيد الرطاب، نا إبراهيم بن محمد الثقفي، حدثني محرز بن هشام المرادي، نا جرير الرازي، عن مغيرة الضبّي قال (6):كان أبو السّمّال الأسدي لا يغلق على داره بابا كان مناديه ينادي بالكناسة لتنزل الأعراب من منازل أبي السّمّال ألا و كلب خاصة، فقيل له: لم خصصت كلبا، قال: لأنهم ليس لهم بالكوفة كبير أهل.

ص: 305


1- بالأصل: و عشر.
2- كذا بالأصل، و فوقها ضبة.
3- في الإصابة 116/2 أربعة أبيات نسبت لأبي سمّال نقلا عن الزبير بن بكار.
4- الإكمال لابن ماكولا 353/4-354.
5- هو محمد بن علي بن محمد بن الحسين بن مهربزد، أبو مسلم الأصبهاني، ترجمته في سير الأعلام 146/18.
6- الوافي بالوفيات 452/15 و مختصرا في الإصابة 116/2.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو منصور محمد بن بكر.... (1)،نا أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان السجستاني إملاء، قال: سمعت مشايخنا قالوا: و عاش سمعان بن هبيرة و هو أبو السّمّال الأسدي سبعا و ستين و مائة سنة (2)و هو الذي يقول:

و هاربة من شيبتي و تجنني *** و طول قعودي بالوصيد (3) أفكر

تقول فنا سمعان بعد اعتداله *** و بعد سواد الرأس و الرأس أزعر

فقلت لها: لا تهربي إن قصّرت *** المنايا و ريب الدهر بالمرء يعذر

فكم من صحيح عاش دهرا بنعمة *** فحلّ به يوم أغرّ مشهر

فصار لقاء في البيت لا يبرح الفنا *** رديّا عليه كآبة و توقّر

و قد كان مدلاجا (4) إلى المسجد متعبا *** إليه المطايا عمره ليس يقتر

فلما ترمته المنايا و ريبها *** تقوّس منه الظهر فالخطو مقصر

و عاد كفرخ النسر أعمى عن التي *** يريد طوال الدهر يهذي و يهدر

فإن أك شيخا فانيا فلربما *** أصبت الذي أهوى و ما كنت أحذر

و إن جموع جمّة قد لقيتها *** و شرّ كثير عن شواني يحذر

و خير دعتني للنزال أجبتها *** و في الكفّ مني مشرفي مذكر

و تحتي طمرّ مستطار فؤاده *** سليم الشّظى تهذ كميت مضمر

ما زلت إذ نادوا فزال و نلت ما *** ينال الكريم الأحوزي المشمر

فذلك دهر قد مضى حلو عيشه *** و غادرني شلو إلى الذئب يكسر

و قد كنت إما على القرن من حما *** أجود و أحمي المستغاث و أجتر

و للموت خير لامرئ من حياته *** بدارة ذلّ عليلا لا يوقر

يريد على البلايا، قال أبو حاتم: و آخر حرف في كتاب سيبويه علماء بنو فلان، يريد على الماء.

ص: 306


1- كلمة غير مقروءة بالأصل.
2- الإصابة 115/2 و الوافي بالوفيات 452/15.
3- الوصيد: الفناء و العتبة و بيت كالحظيرة من الحجارة في الجبال للمال، و الجبل (القاموس).
4- كذا رسمها بالأصل، الإدلاج سير الليل، و قيل: سير آخر الليل (تاج العروس: دلج).

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار (1)، حدثني عمر بن أبي بكر المؤملي، عن صالح القعنبي (2) و أبي فقعس الفقعسي الذي كان مع عبد اللّه ابن صالح قال: و كانا من علماء العرب، قال: قال: ولد أسد بن خزيمة: عمرا، فولد عمرو: جذاما (3) و لخما و عاملة (4)،قالا: و قال في ذلك أبو السّمّال الأسدي و اسمه سمعان بن هبيرة ابن مساحق بن بجير بن عمير بن أسامة بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة:

أبلغ جذاما و لخما إن لقيتهم *** و القوم ينفعهم علم إذا علموا

و القوم عاملة إلاّ ترين، قل لهم *** قولا ستبلغه الوشاحة الرّسم

لأنتم في صميم الحقّ إخوتنا *** إذ يخلق الماء في الأرحام و النّسم

يعرف منا و منكم وجه والدنا *** و العزّ من مجده القدموس و الشّيم

شق اسمكم من أبيكم فاسمكم تبر *** كما يقد ليسير الخارز الأدم

لم أر مثل الذي تأتون جابه *** قوم تذر على بحتونهم (5) حمم

لم ينقموا غير أن لم يأت سهمهم *** يوم النشاة حتى فاته الزّلم (6)

كنتم إذا شئتم زارت نساؤكم *** حوض الحجيج و لم ينكب لها قدم

إن شئتم بدماء البدن عند منى *** يوما حلفنا إذا ما يبتلى القسم

إنا نذكركم باللّه أن تدعوا *** أباكم حين حمد الأمر و اعتزموا

لن (7) ندّعي معشرا ليسوا بإخوتنا *** حتى الممات و إن عزوا و إن كرموا

ص: 307


1- الخبر من طريقه رواه ابن حجر في الإصابة 115/2-116.
2- في الإصابة: أبي صالح الفقعسي.
3- في الإصابة: جذيمة.
4- كذا ورد هنا بالأصل نسب عمرو و جذام و عاملة، و انظر في جمهرة أنساب العرب ص 419 و 420 و 421 و 422 نسبا آخر لهذه البطون و تعود إلى بني أدد بن زيد بن يشجب.
5- كذا رسمها بالأصل.
6- الزلم: محركة و كصرد، القدح الذي لا ريش عليه، و الزلم: سهام كانوا يستقسمون بها في الجاهلية جمع أزلام (تاج العروس زلم).
7- الأبيات الثلاثة التالية في الوافي بالوفيات 452/15.

إذ

نحن حيّ جميع الأمر حلتنا *** غورا تهامة فالأسياف فالحرم (1)

ثم استمرت بكم دارا (2) مفرقة *** بين الجميع و دهر ريبه (3) أضم

قال: و أنشدني (4):

أبلغ جذاما على نابهم *** و نابهم من ملم الخطوب (5)

و قولا لعاملة الأقربين *** فإن أولئك أدنى نسيب (6)

و لخما فأبلغ خصوصية *** على اليعملات آلات الحبيب

قبائل مني نأت دارهم *** و هم في القرابة أدنى قريب

هلم إلينا تحلوا إلى (7) *** أخي معتف و محل رحيب

[9872] سمعون التغلبي

شاعر، وفد على عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو الفتوح أسامة بن محمد بن زيد العلوي، أنا أبو جعفر بن المسلمة - إجازة - قال: أجاز لنا أبو عبيد اللّه محمد بن عمران بن موسى المرزباني قال (8):سمعون التغلبي كلّم عبد الملك بن مروان بشيء أغضبه، فرماه بخرز كان في يده، فضحك به قوم من بني تميم فقال:

أ من حذفة بالخرز عرضا تباشرت *** عداتي فلا عار عليّ و لا نكر

فإنّ أمير المؤمنين و فعله *** لكالدهر لا عار على ما فعل الدهر

ص: 308


1- الوافي بالوفيات: و الآساف و الحرم.
2- الوافي بالوفيات: بهم دار مفرقة.
3- الوافي بالوفيات: زينه.
4- الأبيات في الإصابة 116/2.
5- روايته في الإصابة: أبلغ جذاما و لخما معا على اليعملات أولات الحقيب
6- عجزه في الإصابة: كأن أولئك أولى نسيب
7- صدره في الإصابة: هلموا إلينا نجلو إلى
8- لم أجد لسمعون ذكرا في معجم الشعراء المطبوع للمرزباني.
[9873] سمهري بن صبيح الكلبي

كان بالرصافة مع هشام بن عبد الملك، حكى عنه سميع هو ذو الكلاع.

[9874] سمي بن عبد الله،

و يقال: شمر الخثعمي

من بني قحافة، من أصحاب معاوية، و هو الذي شفع في كريم بن عفيف الخثعمي الذي قدم به مع حجر بن عدي فعفا عنه، له ذكر. يأتي ذكره في ترجمة عاصم بن عمرو البجلي.

ص: 309

ذكر من اسمه سنان

[9875] سنان بن جابر الجهني

شاعر من شعراء عرب دمشق، قديم، كان في زمن عبد الملك بن مروان.

قال يمدح حميد بن حريث بن بحدل لما أوقع، يعني ببني (1) سليم، الذين كانوا مع عمير بن الحباب (2) السّلمي:

لقد طار في الآفاق أن ابن بحدل *** حميدا.... (3) كلبا فقرّت عيونها

و عرف قيسا بالهوان و لم يكن *** ليفزع إلاّ عند أمر يهينها

فقلت له قيس بن عيلان إنها *** سريع إذا ما عضّت الحرب لينها

سما بالعتاق الجود من مرج راهط *** و تدمر ينوي بذلها لا يصونها

فكان لها عرض السماوة ليلة *** سواء عليها سهلها و حزونها

فمن يحتمل في شأن كلب ضغينة *** علينا إذا ما حان في الحرب حينها

فإنّا و كلبا كاليدين متى تضع *** شمالك في شيء تعنها يمينها

لقد تركت قتلى حميد بن بحدل *** .... (4) ضوى فيها قليلا دفينها

و قيسية قد طلقتها رماحنا *** تلفت كالصيد أوذي جنينها

ص: 310


1- مطموسة بالأصل.
2- انظر أخبار عمير بن الحباب و مقتله يوم الحشاك في أنساب الأشراف 72/7 و ما بعدها.
3- كلمة مطموسة بالأصل.
4- كلمة غير واضحة بالأصل.
[9876] سنان بن أبي منصور، و يقال: ابن أبي منظور

أبو الفضل مولى وائلة بن الأسقع

حدّث عن واثلة.

روى عنه أبو عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد، و يقال: أبو الفضل يروي عنه.

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة قالوا: أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد، أنا سليمان بن أحمد (1)،أنا عبيد العجل (2)،نا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة الحراني، نا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، حدّثني أبو الفضل، عن (3) سنان (4) مولى واثلة قال:

توفي ولد للرّيّان (5) و شهده واثلة، فلما انصرفوا من المقبرة قعد واثلة عند باب دمشق، فمر به الرّيّان فقال له واثلة: يا أبا سعيد، جبر اللّه مصيبتك، و غفر لمتوفاك، إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من دفن ثلاثة من الولد احتسبهم (6)،حرّم اللّه عليه النار»[14181].

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم، و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد زاد أبو الفضل و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، نا محمد ابن إسماعيل البخاري قال (7):سنان بن أبي منصور مولى واثلة بن الأسقع الليثي عن واثلة، روى عنه أبو الفضل، يعدّ في الشاميين.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا عبد الرحمن بن محمد، أنا حمد (8) بن عبد اللّه - إجازة-.

ص: 311


1- رواه الطبراني في المعجم الكبير 96/22 رقم 231.
2- تقرأ بالأصل: البجلي، خطأ، و الصواب ما أثبت عن المعجم الكبير، و عبيد العجل، اسمه الحسين بن محمد بن حاتم، أبو علي البغدادي، ترجمته في سير الأعلام 90/14.
3- كذا بالأصل و المعجم الكبير، راجع الجرح و التعديل كتاب الكنى.
4- تقرأ بالأصل: يسار، تصحيف، و الصواب عن المعجم الكبير.
5- بالأصل و مختصر ابن منظور: الربان، و المثبت عن المعجم الكبير.
6- سقطت من المعجم الكبير.
7- رواه البخاري في التاريخ الكبير 164/2/2.
8- تحرفت بالأصل إلى: أحمد، و الصواب قياسا إلى سند مماثل.

ح قال: و أنا أبو طاهر الهمداني، أنا علي بن محمد.

قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (1):سنان بن أبي منصور، و يقال ابن أبي منظور، شامي، مولى واثلة بن الأسقع، روى عن واثلة، روى عنه أبو الفضل، سمعت أبي يقول ذلك (2)،و سمعت أبي يقول: هما مجهولان.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا عبد اللّه بن سعيد، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي قال: أخبرني محمد بن وهب، نا محمد بن سلمة، حدثني أبو عبد الرحيم، حدثني أبو الفضل سنان بن أبي منصور مولى واثلة بن الأسقع، قال أبو عبد الرحيم الشامي أبو الفضل سنان بن أبي منصور.

قرأت على أبي الفضل أيضا، عن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصّقر، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الفرج، نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد (3) قال: أبو الفضل سنان بن أبي منصور مولى واثلة بن الأسقع، و كذا قال.

أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي في كتابه، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو الفضل عن سنان بن أبي منصور مولى واثلة بن الأسقع، روى عنه أبو عبد الرحيم خالد بن [أبي] (4) يزيد القرشي.... (5).

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال: سنان بن أبي منصور مولى واثلة بن الأسقع الليثي، عن واثلة، روى عنه أبو الفضل، يعدّ في الشاميين، قال ذلك البخاري فيما أخبرنا علي عن ابن فارس عنه.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر (6) ابن ماكولا، قال (7):و أما سنان

ص: 312


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 252/1/2-253 رقم 1091.
2- إلى هنا تنتهي رواية الجرح و التعديل.
3- الكنى و الأسماء للدولابي 80/2.
4- سقطت من الأصل.
5- غير واضحة بالأصل.
6- تحرفت بالأصل إلى: منصور.
7- الإكمال لابن ماكولا 439/4 و 441.

بنونين (1) فهو سنان بن أبي منصور مولى واثلة بن الأسقع، روى عن (2) واثلة بن الأسقع، روى عنه أبو الفضل، قاله البخاري.

[9877] سنان بن يحيى

حكى عنه ابن ابنته أبو هشام عبد الرحمن بن عبد الصّمد بن عبد الملك بن البوروز.

[9878] سندي بن شاهك

أبو نصر مولى المنصور

أمير دمشق من قبل موسى بن عيسى بن علي في خلافة الرشيد.

حكى عن المنصور.

حكى عنه ابن أخيه إبراهيم بن عبد السلام، و جعفر [بن] محمد بن حكيم الكوفي.

قرأت على أبي (3) الوفاء حفاظ بن حسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمد بن جرير (4) قال: ذكر إبراهيم بن عبد السلام ابن أخي السندي بن شاهك عن السندي قال:

ظفر المنصور برجل من كبراء بني أمية، فقال: إني أسألك عن أشياء فاصدقني و لك الأمان، قال: نعم، فقال له المنصور: من أين أتى بنو أمية حتى انتشر أمرهم ؟ قال: من تضييع الأخبار. قال: فأي الأموال وجدوها أنفع ؟ قال: الجوهر، قال: فعند من وجدوا الوفاء؟ قال: عند مواليهم، قال: فأراه المنصور أن يستعين في الأخبار بأهل بيته، ثم قال:

أضع من أقدارهم، فاستعان بمواليه.

قرأت خط أبي الحسين (5) الرازي، حدثني أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي البجلي

ص: 313


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن الإكمال.
2- تحرفت بالأصل إلى عنه.
3- تحرفت بالأصل إلى: ابن.
4- الخبر رواه الطبري في تاريخه 527/4 (حوادث سنة 158).
5- تحرفت بالأصل إلى: الحسن.

الدمشقي، عن عمه، عن أبيه و غيره عن شيوخ دمشق قالوا: خرج أبو الهيذام (1) في سنة ست و سبعين و مائة، و في هذه السنة هدم سور مدينة دمشق، هدمه السندي بن شاهك، رجل من أهل السند، و كان ذميم الخلق، و كان أمير الشام كلها موسى بن عيسى (2)،و كان السندي بن شاهك من قبله على دمشق في أيام هارون الرشيد.

قال: و أخبرني أحمد بن حمدون بن عيسى بن مساور بن أحمد قال: قال إسحاق بن سليمان: ثم دخلت سنة ست و سبعين و مائة و على كور دمشق السندي بن شاهك مولى أمير المؤمنين، و فيها هاجت العصبية (3)،و كان رأس القيسية أبو الهيذام المري (4) فقتل فيما بينهم بشر كثير.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (5) قال: أما شاهك بالكاف فهو السندي بن شاهك صاحب الحرس.

أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمد، أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار الصيرفي، نا أبو بكر محمد بن علي بن عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن علي بن هشام، أنبأ أبي أبو الحسن علي بن عبد اللّه، نا أبو بكر يموت بن المزرع بن يموت النصري، حدثني عمرو بن بحر الجاحظ (6) قال: قال السندي بن شاهك لا يستحلف المكاري (7)، [و لا الفلاح] (8) و لا الملاح و لا الحائك، كان يجعل القول قول المدّعي.

و كان يقول كثيرا: اللهم إنّي أستخيرك في الجمّال، و معلم الكتاب.

ص: 314


1- تحرفت بالأصل إلى: الهندام، و الصواب ما أثبت، و هو عامر بن عمارة بن خريم الناعم بن عمرو بن الحارث الغطفاني المري رأس المضرية بالشام انظر أخباره في تاريخ الطبري 633/4 و الكامل لابن الأثير 127/7 حوادث سنة 176.
2- هو موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، ترجم له ابن عساكر في هذا التاريخ، راجع تراجم حرف الميم (موسى) و تحفة ذوي الألباب 234/1.
3- بالأصل: العصبة.
4- تحرفت بالأصل إلى: المزني.
5- الإكمال لابن ماكولا 3/5.
6- الخبر في الوافي بالوفيات 487/15 و تحفة ذوي الألباب 236/1 عن الجاحظ .
7- المكاري من يكري الدواب أي يؤجرها.
8- زيادة عن الوافي بالوفيات.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد لفظا (1)،نا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمد بن أبي مسلم - إجازة - أنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخوّاص، نا أحمد بن محمد بن مسروق، نا حميد بن الصّبّاح، حدّثني محمد بن مهدي قال (2):

ضرب السندي رجلا، و كان طويل اللحية فجعل يقول: العفو يا ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فدعا به، قال: ويلك، أنا هاشمي ؟ قال: يا سيدي، تريد لحية و عقلا (3)؟.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري قال (4):و فيها يعني سنة أربع و مائتين مات السندي ببغداد، و ذكر ذلك أبو حسان الزيادي، و زاد: أنه مات لست خلون من رجب.

[9879] سند بن بخناسة السعد

[9879] سند بن بخناسة السعد (5)

[9879] سند (6) بن بخناسة السعد (6)

أحد قواد المتوكل، قدم معه دمشق سنة ثلاث و أربعين و مائتين، فيما قرأته بخط أبي محمد عبد اللّه بن محمد الخطابي، و كان مقدما أيضا في زمن المنتصر، له ذكر.

[9880] سند بن يحيى بن سند

أبو صالح المعرّي

سمع العباس بن الوليد بن مزيد (7) ببيروت، و يوسف بن بحر بن عبد الرحمن قاضي جبلة.

روى عنه أبو أحمد بن عدي.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف،

ص: 315


1- غير واضحة بالأصل.
2- الخبر في تحفة ذوي الألباب 236/1 و الوافي بالوفيات 486/15.
3- بالأصل: و عقل.
4- ليس لسندي بن شاهك أي ذكر في تاريخ خليفة بن خياط و لا في طبقاته المطبوعين و اللذين بين يدي.
5- لم يظهر بالتصوير بالأصل من الكلمة إلا: السعد.
6- كذا بالأصل: سند بن بخناسة، و الذي في تاريخ الطبري 247/5 و 345 السندي بن بختاشة، و بختاشة أبوه.
7- تحرفت بالأصل إلى: مرثد.

أنا أبو أحمد بن عدي (1)،حدثنا سند بن يحيى بن سند المعري، نا العباس بن الوليد بن مزيد، نا محمد بن شعيب، نا عبد العزيز بن الحصين، عن عمرو بن دينار المكي أنه أخبره عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«إنّ اللّه تجوّز (2) لكم عن صدقة الخيل و الرقيق» (3)[14182].

[9881] سواد بن قارب الأزدي،

و يقال: السّدوسي

له صحبة و وفادة على النبي صلى اللّه عليه و سلم، من أهل الشراة، من جبال البلقاء.

روى حديث إسلامه عنه سعيد بن جبير، و أرسله أبو جعفر محمد بن علي عنه.

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن محمد، أنبأ عبد الرحمن بن الحسن، أنا جعفر ابن عبد اللّه بن يعقوب بن قتادة، نا محمد بن هارون، نا عبد اللّه بن محمد، نا محمد بن عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، حدثني سعيد بن عبيد اللّه بن الوليد الوصّافي (4)،عن أبيه، عن أبي جعفر (5) قال (6):

دخل سواد بن قارب السدوسي على عمر بن الخطاب، فقال: نشدتك اللّه يا سواد بن قارب، هل تحسن اليوم من كهانتك شيئا، قال: سبحان اللّه يا أمير المؤمنين، و اللّه ما استقبلت أحدا من جلسائك مثل الذي استقبلتني به، فقال عمر: سبحان اللّه يا سواد، ما كنا عليه من شركنا أعظم مما كنت عليه من كهانتك، و اللّه يا سواد لقد بلغني عنك حديث، إنه

ص: 316


1- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 287/5 في ترجمة عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان.
2- في مختصر ابن منظور: يجوز.
3- عقب ابن عدي بقوله: و هذا أيضا بهذا الإسناد غير محفوظ .
4- غير واضحة بالأصل، و الصواب ما أثبت، راجع ترجمة أبيه عبيد اللّه بن الوليد الوصافي أبي إسماعيل الكوفي في تهذيب الكمال 277/12.
5- يعني محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (رض) أبو جعفر الباقر. راجع ترجمته في سير الأعلام 401/4.
6- من طريقه رواه ابن الأثير في أسد الغابة 332/2 و ابن حجر في الإصابة 96/2 و ابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 123-124.

لعجب من العجب، قال: أي و اللّه يا أمير المؤمنين إنه لعجب من العجب، قال: فحدّثنيه، قال: كنت كاهنا في الجاهلية، فبينا أنا ذات ليلة نائم إذ أتاني نجيّي (1) فضربني برجله ثم قال:

يا سواد... اسمع (2) ما أقول (3) لك. قال: قلت: هات، قال:

عجبت للجن و أنجاسها (4) *** و شدّها (5) العيس بأحلاسها (6)

تهوي إلى مكة تبغي الهدى *** ما مؤمنوها مثل (7) أرجاسها (8)

فارحل إلى الصفوة من هاشم *** و اسم بعينيك (9) إلى راسها (10)

قال: فنمت و لم أحفل بقوله شيئا، فلما كانت الليلة الثانية أتاني فضربني برجله و قال:

يا سواد، اسمع أقل لك قال: قلت: هات، قال:

عجبت للجن و تطلابها *** و رحلها العيس بأقتابها

تهوي إلى مكة تبغي الهدى *** ما صادق الجن ككذابها

زاد ابن أبي شيبة:

فارحل إلى الصفوة من هاشم *** ليس المقاديم كأذنابها

قال: فحرك (11) قوله مني شيئا، قال: و نمت، فلما كانت الليلة الثالثة أتاني فضربني برجله و قال: يا سواد بن قارب، و قال عبد اللّه بن محمد: ثم قال: يا سواد، و زاد: أ تعقل أم لا تعقل ؟ قال: قلت: و ما ذاك ؟ قال: ظهر بمكة نبيّ يدعو إلى عبادة ربه بالحق، اسمع، أقل لك، قال: قلت: هات، قال:

ص: 317


1- في أسد الغابة: رئيي.
2- مطموسة بالأصل، و لم يظهر من اللفظة سوى حرف العين، و المثبت عن أسد الغابة و الإصابة.
3- بالأصل و الإصابة:«اسمعه أقل» و المثبت عن أسد الغابة: اسمع ما أقول لك.
4- في الاستيعاب: و تطلابها، و في الإصابة: و أرجاسها.
5- في الإصابة و أسد الغابة: و رحلها.
6- في الاستيعاب: بأقتابها.
7- مطموسة بالأصل و المثبت عن الإصابة و أسد الغابة.
8- في الإصابة: أنجاسها، و رواية الشطر في الاستيعاب: ما صادق الجن ككذابها
9- في الإصابة: بعينك.
10- في الاستيعاب: ليس قدامها كأذنابها.
11- بالأصل: فحركه.

عجبت للجن و أخبارها *** و رحلها العيس بأكوارها

تهوي إلى مكة تبغي الهدى *** ما مؤمنوها (1) مثل كفّارها

فارحل إلى الصفوة من هاشم *** بين روابيها و أحجارها

قال: فعلمت أن اللّه قد أراد لي خيرا، فقمت إلى بردة ففتقتها، زاد ابن أبي شيبة:

فلبستها - و وضعت رجلي في غرز، زاد ابن أبي شيبة: رحل، و قالا:- الناقة، ثم أقبلت حتى، و قالا: انتهيت إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، فأخبرته فقال:«إذا اجتمع المسلمون، و في حديث عبد اللّه بن محمد: الناس - فأخبرهم»، فلما اجتمع المسلمون - و قال عبد اللّه: الناس - قمت، فقلت (2):

أتاني نجيّي بعد هدء و رقدة (3) *** و لم يك فيما قد بلوت (4) بكاذب

ثلاث ليال قوله كل ليلة *** أتاك رسول (5) من لؤي بن غالب

فشمّرت عن ذيل الإزار و وسّطت *** بي الذّعلب الوجناء غبر السّباسب (6)

و قال عبد الله بن.... (7).

و أعلم (8) أن اللّه لا ربّ غيره *** و أنك مأمون على كلّ غائب

و أنّك أدنى المرسلين وسيلة (9) *** إلى اللّه يا ابن الأكرمين الأطايب

و قال عبد اللّه: و أنك أوفى.

ص: 318


1- بالأصل: ما منوها.
2- الأبيات في الاستيعاب 124/2 و دلائل النبوة للبيهقي 251/2.
3- في دلائل النبوة: أتاني رئيي بعد ليل و هجعة
4- بالأصل: يكون و المثبت عن الاستيعاب.
5- الاستيعاب: نبي.
6- روايته في الاستيعاب: فرفعت أذيال الإزار و شمرت بي الفرس الوجناء بين السباسب و الذعلب: الناقة السريعة. و الوجناء من النوق: ذات الوجنة الضخمة.
7- كلمة غير واضحة.
8- في الاستيعاب و دلائل النبوة: فأشهد.
9- في دلائل النبوة: شفاعة.

فمرنا بما قد شئت (1) يا خير مرسل (2) *** و إن كان فيما جاك شيب الذوائب

و قال ابن أبي شيبة: فمرنا بما يأتيك.

قال: فسرّ المسلمون، زاد عبد اللّه: بذلك، قال عمر:- و قال ابن أبي شيبة: قال:

فقال عمر، زاد عبد اللّه: ابن الخطاب:- هل تحس منها اليوم شيئا؟ قال: أما منذ علّمني اللّه القرآن فلا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو الفرج غيث بن علي التنوخي، و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالوا: أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، نا أبو بكر الخرائطي، نا أبو موسى عمران بن موسى المؤدب، نا محمد بن عمران، نا سعيد بن عبيد الله الوصّافي، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي قال:

دخل سواد بن قارب السّدوسي على عمر بن الخطاب فقال: نشدتك باللّه يا سواد هل تحسن اليوم من كهانتك شيئا؟ قال: سبحان اللّه يا أمير المؤمنين، ما استقبلت أحدا من جلسائك بمثل ما استقبلتني به، قال: سبحان اللّه يا سواد ما كنا عليه من شركنا أعظم مما كنت عليه من كهانتك، و اللّه يا سواد لقد بلغني عنك حديث إنه لعجب من العجب، قال: أي و اللّه يا أمير المؤمنين إنه لعجب من العجب قال: فحدثنيه قال: كنت كاهنا في الجاهلية، فبينا أنا ذات ليلة نائم إذ أتاني نجيّي فضربني برجله ثم قال: يا سواد، اسمع، أقل لك، قلت: هات، قال:

عجبت للجنّ و أنجاسها *** و رحلها العيس بأحلاسها

تهوي إلى مكة تبغي الهدى *** ما مؤمنوها (3) مثل أرجاسها

فارحل إلى الصفوة من هاشم *** و اسم بعينيك إلى راسها

قال: فنمت و لم أحفل بقوله شيئا، فلما كانت الليلة الثانية أتاني فضربني برجله ثم قال:

يا سواد، اسمع، أقل لك، قلت: هات، قال:

ص: 319


1- في الاستيعاب و دلائل النبوة: فمرنا بما يأتيك.
2- في دلائل النبوة: يا خير من مشى و في الاستيعاب:«من وحي ربنا» بدلا من «يا خير مرسل».
3- بالأصل: منوها.

عجبت للجن و تطلابها *** و رحلها العيس بأقتابها

تهوي إلى مكة تبغي الهدى *** ما صادقوا الجنّ ككذابها

فارحل إلى الصفوة من هاشم *** ليس المقاديم كأذنابها

قال: فحرك قوله مني شيئا و نمت، فلما كانت الليلة الثالثة أتاني فضربني برجله ثم قال: يا سواد أ تعقل أم لا تعقل، قلت: و ما ذاك ؟ قال: قد ظهر بمكة نبيّ يدعو إلى عبادة ربه، فالحق به، اسمع، أقل لك، قلت: هات، قال:

عجبت للجن و أخبارها *** و رحلها العيس بأكوارها

تهوي إلى مكة تبغي الهدى *** ما مؤمنوها (1) مثل كفارها

فارحل إلى الصفوة من هاشم *** بين روابيها و أحبارها

قال: فعلمت أن اللّه عز و جل قد أراد بي خيرا، فقمت إلى بردة لي، ففتقتها و لبستها، و وضعت رجلي في غرز ركاب الناقة، و أقبلت حتى انتهيت إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فعرض عليّ الإسلام فأسلمت و أخبرته الخبر، فقال:«إذا اجتمع المسلمون فأخبرهم»[14183] فلما اجتمع الناس قمت فقلت:

أتاني نجيّي بعد هدء و رقدة *** و لم يك فيما قد بلوت بكاذب

ثلاث ليال قوله كلّ ليلة *** أتاك رسول من لؤي بن غالب

فشمّرت عن ذيلي الإزار و وسّطت *** بي الذّعلب الوجناء غير السباسب

و أعلم أن اللّه لا ربّ غيره *** و أنك مأمون على كلّ غائب

و أنّك أدنى المؤمنين وسيلة *** إلى اللّه يا ابن الأكرمين الأطايب

فمرنا بما يأتيك يا خير مرسل *** و إن كان فيما جاء شيب الذوائب

قال: فسرّ المسلمون بذلك، فقال عمر: هل تحسن اليوم منها شيئا؟ قال: أما مذ علّمني اللّه القرآن فلا (2).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأ جدي أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن موسى بن عبدان الغسّاني، إمام جامع دمشق و قاضيها،

ص: 320


1- بالأصل: منوها.
2- غير واضحة بالأصل لسوء التصوير، و المثبت قياسا إلى الرواية السابقة.

أنا أبو عمر محمد (1) بن موسى بن فضالة القرشي [أنا] (2) أبو قصيّ إسماعيل بن محمد العذري، نا سليمان بن عبد الرحمن، نا الحكم بن يعلى بن (3) عطاء المحاربي (4)،نا عباد بن عبد الصّمد قال: سمعت سعيد بن جبير قال: أخبرني سواد بن قارب الأزدي قال:

كنت نائما على جبل من جبال الشراة (5) قال: فأتاني آت فضربني برجله و قال: قم يا سواد بن قارب أتاك رسول من لؤي بن غالب، قال: فاستويت قاعدا فأدبر و هو يقول:

عجبت للجن و أرجاسها *** و رحلها العيس بأحلاسها

قال: ثم عدت فنمت، فأتاني فضربني برجله و قال: قم يا سواد بن قارب أتاك رسول من لؤي بن غالب، قال: فاستويت قاعدا فأدبر و هو يقول (6):

عجبت للجن و تطلابها *** و رحلها العيس بأقتابها

تهوي إلى مكة تبغي الهدى *** ما صادقوها مثل كذّابها

فارحل إلى الصفوة من هاشم *** و اسم بعينيك إلى راسها (7)

قال: فأصبحت فاقتعدت بعيرا لي، فأتيت مكة، فإذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد ظهر، فأخبرته الخبر و تابعته (8).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنبأ أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران الواعظ ، أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف، نا

ص: 321


1- غير واضحة بالأصل لسوء التصوير، انظر ترجمته في سير الأعلام 157/16.
2- سقطت من الأصل. و زيادة لازمة، انظر ترجمته إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن إسماعيل، أبي قصي العذري في سير الأعلام 185/14.
3- تحرفت بالأصل إلى:«عن» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في التاريخ الكبير 340/2/1.
4- من هذا الطريق الحديث في دلائل النبوة للبيهقي 253/2 و ما بعدها.
5- في دلائل النبوة: السراة.
6- بعدها في دلائل النبوة: عجبت للجن و أخبارها و رحلها العيس بأكوارها تهوي إلى مكة تبغي الهدى ما مؤمنوها مثل كفارها قال: ثم عدت فنمت، فأتاني فضربني برجله و قال: قم يا سواد بن قارب أتاك رسول من لؤي بن غالب، فاستويت قاعدا فأدبر، و هو يقول:
7- في دلائل النبوة: نابها.
8- غير واضحة بالأصل، و نميل إلى قراءتها: و بلغته. و المثبت عن دلائل النبوة، و بهامشها عن نسخ: و بايعته.

أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا محمد بن عبد الجبار الهمداني، مولى عمرو بن حريث، نا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، ثنا الحكم بن يعلى بن عطاء المحاربي، عن أبي معمر عباد بن عبد الصّمد أن سعيد بن جبير أخبره قال:

سمعت سواد بن قارب قال: بينا أنا نائم على جبل من جبال الشراة إذ أتاني (1) آت فضربني برجله، فذكر الحديث، و الأول أتم.

كذا نقلته من خط أبي الحسن محمد بن العباس بن (2)... الشراة بالشين المعجمة، و كان صحيح الخط محكم الضبط .

و قد أخرجت هذا الحديث من طريق من حديث سليمان بن عبد الرحمن بهذا الإسناد في ترجمة الحكم بن يعلى.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (3)،أنا أبو القاسم الحسن بن محمد ابن حبيب المفسر، من أصل سماعه، أنبأ أبو عبد اللّه الصفار الأصبهاني، قراءة عليه، نا أبو جعفر أحمد بن موسى الحمّار الكوفي، بالكوفة، نا زياد بن يزيد بن بادويه (4) أبو بكر القصري (5)،نا محمد بن التراس الكوفي، نا أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، عن البراء قال:

بينما عمر بن الخطاب يخطب على منبر النبي صلى اللّه عليه و سلم إذ قال: أيها الناس أ فيكم سواد بن قارب ؟ قال: فلم يجبه أحد تلك السنة، فلما كانت السنة المقبلة قال: أيها الناس، أ فيكم سواد بن قارب ؟ قال: فقلت: يا أمير المؤمنين و ما سواد بن قارب ؟ قال: فقال: إن سواد بن قارب كان بدو إسلامه شيئا عجيبا، قال: فبينا نحن كذلك إذ طلع سواد بن قارب قال: فقال له عمر: يا سواد. حدثنا ببدء إسلامك كيف كان ؟ قال سواد: فإنّي كنت نازلا بالهند، و كان لي رئي من الجن قال: فبينا أنا ذات ليلة نائم إذ جاءني في منامي ذلك قال: قم فافهم و اعقل إن كنت تعقل، قد بعث رسول من لؤي بن غالب، ثم أنشأ يقول:

ص: 322


1- مطموسة بالأصل.
2- مطموسة بالأصل.
3- رواه أبو بكر البيهقي في دلائل النبوة 248/2 و ما بعدها.
4- في دلائل النبوة: بارويه.
5- تقرأ بالأصل: العصري، و المثبت عن دلائل النبوة.

عجبت للجن و أنجاسها *** و شدّها العيس بأحلاسها

تهوي إلى مكة تبغي الهدى *** ما مؤمنوها (1) مثل أرجاسها

فانهض إلى الصفوة من هاشم *** و اسم بعينيك إلى راسها

ثم أنبهني فأفزعني و قال: يا سواد بن قارب إن اللّه عز و جل بعث نبيا، فانهض إليه تهتد و ترشد، فلما كان في الليلة الثانية أتاني فأنبهني ثم أنشأ يقول ذلك:

عجبت للجن و تطلابها *** و شدّها العيس بأقتابها

تهوي إلى مكة تبغي الهدى *** ليس قداماها كأذنابها

فانهض إلى الصفوة من هاشم *** و اسم بعينيك إلى نابها

فلما كان في الليلة الثالثة أتاني فأنبهني ثم قال كذلك:

عجبت للجن و تخبارها *** و شدّها العيس بأكوارها

تهوي إلى مكة تبغي الهدى *** ليس ذوو الشرّ كأخيارها

فانهض إلى الصفوة من هاشم *** ما مؤمنو الجن ككفّارها

قال: فلما سمعته يكرر ليلة بعد ليلة، وقع في قلبي حب الإسلام من أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما شاء اللّه، قال: فانطلقت إلى رحلي، فشددته على راحلتي، فما حللت تسعة و لا عقدت أخرى حتى أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم، فإذا هو بالمدينة و الناس على أحرف الفرش (2)،فلما رآني النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«مرحبا بك يا سواد بن قارب، قد علمنا ما جاء بك»[14184] قال: قلت: يا رسول اللّه قد قلت شعرا فاسمعه مني، قال سواد: فقلت:

أتاني رئيّ بعد ليل و هجعة *** و لم يك فيما قد بلوت بكاذب

ثلاث ليال قوله كلّ ليلة *** أتاك نبيّ من لؤي بن غالب

فشمّرت عن ساق الإزار و وسّطت *** بي الذّعلب الوجناء غير السباسب

فأشهد أن اللّه لا شيء غيره *** و أنّك مأمون على كل غائب

و أنّك أدنى المرسلين شفاعة *** إلى اللّه يا ابن الأكرمين الأطايب

فمرنا بما يأتيك يا خير من مشى *** و إن كان فيما جاء شيب الذوائب

ص: 323


1- بالأصل: منوها، و المثبت عن دلائل النبوة.
2- كذا بالأصل العبارة: و الناس على أحرف الفرش» و في دلائل النبوة: و الناس عليه كعرف الفرس.

و كن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة *** سواك بمغن عن سواد بن قارب

قال: فضحك النبي صلى اللّه عليه و سلم حتى بدت نواجذه، و قال لي:«أفلحت يا سواد»، فقال له عمر: هل يأتيك رئيّك (1) الآن ؟ فقال: منذ قرأت القرآن لم يأتني، و نعم العوض كتاب اللّه من الجن[14185].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، قراءة، أنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي، أنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي (2)،أنا أبو يعلى الموصلي (3)،قراءة عليه، نا يحيى بن حجر بن النعمان الشامي، نا علي بن منصور الأبناوي (4)،عن محمد بن عبد الرحمن الوقّاصي، عن محمد بن كعب القرظي قال:

بينما عمر بن الخطاب ذات يوم جالس (5) إذ مرّ به رجل، فقيل: يا أمير المؤمنين أ تعرف هذا المار؟ قال: و من هذا؟ قال: هذا سواد بن قارب الذي أتاه رئيّه (6) بظهور النبي صلى اللّه عليه و سلم، قال: فأرسل إليه [عمر] (7) فقال له: أنت سواد بن قارب ؟ قال: نعم، قال: أنت الذي أتاك رئيّك (8) بظهور النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: نعم، قال: فأنت على ما كنت عليه من كهانتك ؟ قال: فغضب و قال: ما استقبلني بهذا أحد منذ أسلمت يا أمير المؤمنين، فقال عمر: يا سبحان اللّه، ما كنا عليه من الشرك أعظم مما كنت عليه من كهانتك، فأخبرني بما يأتيك رئيّك بظهور رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: نعم يا أمير المؤمنين، بينا (9) أنا ذات ليلة بين النائم و اليقظان إذ أتاني رئيّي (10) فضربني برجله، و قال: قم يا سواد بن قارب و اسمع مقالتي، و اسمع مقالتي (11)،و اعقل إن كنت تعقل، إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى اللّه و إلى عبادته، ثم أنشأ يقول:

ص: 324


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن دلائل النبوة.
2- تقرأ بالأصل: الميايمي، تصحيف، و الصواب ما أثبت، قياسا إلى أسانيد مماثلة.
3- الخبر من طريقه في دلائل النبوة للبيهقي 252/2.
4- إعجامها مضطرب بالأصل، و في دلائل النبوة: الأنباري.
5- في دلائل النبوة: جالسا.
6- تقرأ بالأصل:«ربه» خطأ، و المثبت عن دلائل النبوة.
7- زيادة عن دلائل النبوة.
8- في دلائل النبوة: أتاه رئيه.
9- بالأصل: بين، و المثبت عن دلائل النبوة.
10- تقرأ بالأصل: ربي، تصحيف، و الصواب عن دلائل النبوة.
11- كذا «و اسمع مقالتي» مكرر بالأصل، و لم تكرر في دلائل النبوة.

عجبت للجن و تطلابها *** و شدّها العيس بأقتابها

تهوي إلى مكة تبغي الهدى *** ما صادق الجن ككذّابها

فارحل إلى الصفوة من هاشم *** ليس قداماها كأذنابها

قال: قلت: دعني أنام فإني لست ناعسا، قال: فلما كانت الليلة الثانية أتاني فضربني برجله و قال: قم يا سواد بن قارب فاسمع مقالتي، و اعقل إن كنت تعقل، إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى اللّه عز و جل و إلى عبادته، ثم أنشأ يقول:

عجبت للجن و تخيارها *** و شدّها العيس بأكوارها

تهوي إلى مكة تبغي الهدى *** ما مؤمنو الجن ككفّارها

فارحل إلى الصفوة من هاشم *** بين روابيها و أحجارها

قال: قلت: دعني أياما فإنّي أمسيت ناعسا، فلما كانت الليلة الثالثة أتاني فضربني برجله و قال: قم يا سواد بن قارب فاسمع مقالتي، و اعقل إن كنت تعقل، إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى اللّه عز و جل و إلى عبادته ثم أنشأ يقول:

عجبت للجن و تحساسها *** و شدّها العيس بأحلاسها

تهوي إلى مكة تبغي الهدى *** ما خيّر الجن كأنجاسها

فارحل إلى الصفوة من هاشم *** و اسم بعينيك إلى راسها

فقمت، فقلت: قد امتحن اللّه قلبي، فرحّلت ناقتي ثم أتيت المدينة، فإذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه حوله فدنوت فقلت: اسمع مقالتي يا رسول اللّه، قال:«هات» فأنشأت أقول:

أتاني نجيي بين هدء و رقدة *** و لم يك فيما قد بلوت بكاذب

ثلاث ليال قوله كلّ ليلة *** أتاك رسول من لؤي بن غالب

فشمّرت من ذيلي الإزار و وسطت *** بي الذّعلب الوجناء بين السباسب

فأشهد أن اللّه لا رب غيره *** و أنّك مأمون على كلّ غائب

و أنّك أدنى المرسلين وسيلة *** إلى اللّه يا ابن الأكرمين الأطايب

فمرنا بما يأتيك يا خير من مشى *** و إن كان فيما جاء شيب الذوائب

و كن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة *** سواك بمغن عن سواد بن قارب

ص: 325

قال: ففرح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه بمقالته (1) فرحا شديدا، حتى رئي الفرح في وجوههم، قال: فوثب إليه عمر بن الخطاب فالتزمه و قال: كنت أشتهي أن أسمع (2) هذا الحديث منك، فهل يأتيك رئيّك اليوم ؟ قال: أما منذ قرأت القرآن فلا، و نعم العوض كتاب اللّه عز و جل من الجن، ثم أنشأ عمر يقول: كنا يوما في حيّ من قريش يقال لهم آل ذريح، و قد ذبحوا عجلا لهم و الجزّار يعالجه إذ سمعنا صوتا من جوف العجل، و لا نرى شيئا: يا آل ذريح أمر نجيح، صائح يصيح، بلسان فصيح، يشهد أن لا إله إلا اللّه.

بلغه عبدان الجواليقي عن يحيى بن حجر، و رواه غيرهما عن يحيى، فقال عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي: بدل محمّد، و هو الصواب.

أنبأنا أبو الغنائم الحافظ ، حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك ابن عبد الجبار، و أبو الغنائم، و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد زاد أحمد و محمد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال (3):سواد بن قارب الأزدي له صحبة.

و في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا عبد الرحمن بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن.

قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (4):سواد بن قارب الأزدي له صحبة، روى عنه أبو جعفر محمد بن علي، و سعيد بن جبير، سمعت أبي (5) يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن محمد بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد قال: سواد بن قارب الأزدي كان يسكن البادية.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن علي بن عبيد اللّه بن سوار، و المبارك بن عبد الجبّار قالا: أنا الحسين بن علي بن عبيد اللّه، نا محمد بن إبراهيم بن السري، نا عبد

ص: 326


1- مطموس بالأصل.
2- مطموس بالأصل.
3- رواه البخاري في التاريخ الكبير 202/2/2.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 303/1/2.
5- تحرفت بالأصل إلى: علي، و الصواب عن الجرح و التعديل.

الملك ابن بدر بن الهيثم، نا أحمد بن روح قال في الطبقة الأولى من الأسماء المنفردة، و هم أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: سواد، و هو ابن قارب بالبصرة.

[قال ابن عساكر] (1):هذا وهم، فإنه سمي بهذا الاسم غيره.

قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن بن البنا، عن أبي الفتح عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن المحاملي، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني الحافظ قال: أما سواد فكثيرون، منهم من له صحبة، سواد بن غزيّة (2)،و سواد بن عمرو (3)،و منهم أيضا سواد بن قارب و غيرهم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأ شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده قال: سواد بن قارب الأزدي كان كاهنا في الجاهلية، روى عنه سعيد بن جبير، و أبو جعفر محمد بن علي.

ح قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدثنا خالي أبو المعالي القاضي، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا.

ثنا عبد الغني بن سعيد قال: سواد بالتخفيف: هو سواد بن قارب.

[9882] سويبط بن سعد بن حرملة بن مالك بن عميلة

ابن السّبّاق بن عبد الدار بن قصي بن كلاب

أبو حرملة القرشي العبدري

له صحبة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لا تحفظ له رواية، و هو ممن هاجر الهجرتين كلاهما (4)،و شهد بدرا (5) مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و خرج مع أبي بكر الصديق في تجارة إلى

ص: 327


1- زيادة للإيضاح.
2- تقرأ بالأصل: عريضة، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و هو سواد بن غزية الأنصاري من بني عدي بن النجار، ترجمته في أسد الغابة 332/2.
3- هو سواد بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول النجاري الأنصاري ترجمته في أسد الغابة 331/2.
4- لم يذكره موسى بن عقبة فيمن هاجر إلى الحبشة، انظر أسد الغابة 335/2 و نقل ابن حجر في الإصابة نقلا عن ابن عقبة هجرته إلى الحبشة.
5- الإصابة و أسد الغابة.

بصرى قبل فتح الشام، و هو صاحب القصة المشهورة مع نعيمان (1) و أكثر ما ينسب إلى جده، فيقال: سويبط بن حرملة.

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم المزني، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمد بن هارون، نا محمد بن المثنى، نا أبو داود (2)،نا زمعة، أخبرني الزهري، عن عبد اللّه بن وهب بن زمعة، عن أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم قالت: خرج أبو بكر تاجرا في زمن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و معه السّويبط و النعيمان، فقال يا سويبط إنّي جائع فأطعمني، قال: كما أنت حتى ينزل أبو بكر، فأبى أن يطعمه، فلما نزلوا انطلق النعيمان إلى ناس من الأعراب، فقال: أبيعكم عبدا لي، فإن أخبركم بأنه حرّ فلا تصدّقوه، فانطلق، فباعه بقلائص (3)،و جاء القوم السويبط و قالوا: قد ابتعناك، فقال: إنّي حرّ، فلم يلتفتوا إلى قوله، فانطلقوا به، فأعطوا النعيمان (4) القلائص (5)،و جاء أبو بكر فقال: يا نعيمان أين السويبط؟ قال: و اللّه قد بعته، قال: و حقّ ما تقول ؟ قال: نعم، و هذا ثمنه قال: هذه القلائص، قال:

انطلق معي إليهم، قال: فانطلق مع أبي بكر إليهم، فلم يزل أبو بكر بهم حتى استنقذه و رد القلائص، فلما قدموا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أخبره أبو بكر الأمر، قال: فضحك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه منها حولا.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم مولى بني هاشم، نا أبو بقية، نا روح، أنا زمعة قال:

سمعت ابن شهاب يحدّث عن عبد اللّه بن وهب بن زمعة عن أم سلمة أن أبا بكر خرج تاجرا إلى بصرى، و معه نعيمان و سويبط ابنا (6) حرملة، و كلاهما بدري، و كان سويبط على الزاد، فجاء نعيمان فقال: أطعمني، فقال: لا حتى يجيء أبو بكر، ثم ذكر الحديث، لم يزد عليه.

و هكذا رواه محمد بن عبد اللّه بن المنادي عن روح بن عبادة و قد وهم فيه إذ قال ابنا

ص: 328


1- هو النعيمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث... بن النجار أبو عمرو، ترجمته في أسد الغابة 575/4.
2- من طريقه رواه ابن حجر في الإصابة هنا 98/2 و رواه ابن الأثير في أسد الغابة 575/4-576 في ترجمة النعيمان.
3- ابتاعوه منه بعشر قلائص، كما في الإصابة و أسد الغابة.
4- تحرفت بالأصل إلى: النعمان.
5- القلائص جمع قلوص و هي الناقة الشابة.
6- كذا بالأصل، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.

حرملة، فإنّهما ليسا بأخوين، سويبط بن حرملة قرشي مكي، و نعيمان هو ابن عمرو أنصاري مدني، و اللّه أعلم.

أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد، و أبو الفضل محمد بن ناصر قالا: أنا المبارك بن عبد الجبار، أنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أنا محمد بن عبد اللّه بن خلف قال:

أنا عمر بن محمد، نا أحمد بن محمد بن هانئ، نا أبو عبد اللّه بحديث نعيمان و سويبط من حديث وكيع، و من حديث روح. فقال وكيع عن زمعة عن الزهري عن عبد اللّه بن وهب بن زمعة عن أم سلمة قال: و حدّثناه وكيع مرة أخرى قال: نا زمعة عن ابن شهاب، عن وهب بن عبد اللّه، عن أم سلمة قال: و أما روح فقال عن ربيعة، عن الزهري، عن عبد اللّه بن وهب ابن زمعة كقول وكيع الأول، و هذا أشبه، وهب بن عبد اللّه يعني قول وكيع الثاني، قال:

لأن عبد اللّه ابن زمعة هو المعروف، و قد قلت لأبي عبد اللّه: أبو عبيدة بن عبد اللّه أبو زمعة أخو وهب ؟ فقال: نعم، قال أبو عبد اللّه: و خالف وكيع روحا، قال: و كان نعيمان على الزاد في حديث روح كان سويبط على الزاد.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب القومسي قال: سويبط الذي ذكرته أم سلمة في حديث الزهري سويبط بن سعد بن حرملة بن مالك بن عميلة بن السّباق بن عبد الدار بن قصي.

حدّثنا أبو الحسن علي بن مسلم الفقيه لفظا، و أبو القاسم الخضر بن الحسين، قراءة، قالا: أنا أبو القاسم علي بن محمد الفقيه، أنا عبد الرحيم بن عثمان، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم، أنبأ أحمد بن إبراهيم، نا محمد بن عائذ قال: فأخبرني الوليد بن مسلم عن عبد اللّه ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من شهد بدرا من بني عبد الدار بن قصي: سويبط ابن زائدة (1) بن حرملة بن عميلة بن السّبّاق بن عبد الدار.

أخبرنا أبو محمد السلمي، نا أبو بكر أحمد بن علي.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن اللالكائي (2)،أنا أبو الحسين

ص: 329


1- بالأصل: سعد، ثم شطبت و كتب فوقها: زائدة.(كذا) و قد مرّ في عامود نسبه: سعد.
2- تحرفت بالأصل إلى: الألكائي.

محمد بن الحسين، أنا أبو محمد عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا عمرو بن خالد و حسّان يعني ابن عبد اللّه، و عثمان يعني ابن صالح، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال: شهد بدرا من بني عبد الدار بن قصي: سويبط بن سعد بن حرملة بن عميلة بن السّباق بن عبد الدار.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني، نا أبو بكر الحافظ ، أنا محمد بن الحسين بن الفضل، أنا محمد بن عبد اللّه بن عتاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة، قال في تسمية من شهد بدرا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من بني عبد الدار بن قصي: سويبط بن سعد.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت: أنبأ أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر ابن المقرئ، نا محمد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا عمي، عن أبيه، عن ابن إسحاق (2).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا رضوان بن أحمد الصيدلاني.

ح و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أخبرنا شجاع (3) بن علي، أنا أبو عبد اللّه ابن مندة، أنا محمد بن يعقوب قالا: نا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس، عن ابن إسحاق في تسمية من شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من بني عبد الدار بن قصي سويبط بن سعد بن حرملة، و في رواية رضوان: بن حريملة (4)،زاد الزهري: بن مالك بن عميلة بن السّبّاق بن عبد الدار ابن قصي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين، أنا أبو طاهر، أنا رضوان - إجازة - نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس، عن ابن (5) إسحاق (6) في تسمية من هاجر إلى أرض

ص: 330


1- لم أعثر على الخبر في المعرفة و التاريخ المطبوع ليعقوب بن سفيان الفسوي.
2- سيرة ابن هشام 336/2.
3- بالأصل: أبو شجاع.
4- تحرفت بالأصل إلى: حريلمة، و المثبت عن سيرة ابن هشام.
5- تحرفت بالأصل إلى: أبي.
6- الخبرة في سيرة ابن إسحاق رقم 302 ص 206.

الحبشة من بني عبد الدار: سويبط بن خزيمة (1)،أمه حرملة بنت الأسود بن خزيمة بن أقيش ابن عامر بن بياضة بن سبع (2) بن جعثمة (3) من خزاعة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال في تسمية بني عبد الدار بن قصي: و سويبط بن سعد بن حرملة بن مالك بن عميلة بن السّبّاق (4)،هاجر إلى أرض الحبشة، و شهد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بدرا، و أمه هنيدة من خزاعة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة (5)،أنا محمد بن شجاع، نا محمد بن عمر قال (6):في تسمية من شهد بدرا من بني عبد الدار بن قصي: سويبط بن حرملة بن مالك بن عميلة بن السّباق.

أخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي القرشي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الفقيه، أنا أبو محمد عبد الرحمن المالكي، نا أبو عمرو عثمان بن محمد بن أحمد بن محمد (7) بن هارون بن وردان السمرقندي، نا [أبو] (8) عبد المؤمن أحمد بن شيبان (9) الرملي، نا سفيان بن عيينة (10)،عن عمرو بن دينار، عن حسن (11) بن محمد، أخبرني عبيد اللّه بن أبي رافع و هو كاتب علي قال: سمعت عليا يقول:

بعثني النبي صلى اللّه عليه و سلم أنا و الزبير و المقداد قال:«انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ (12) فإن بها

ص: 331


1- كذا بالأصل و سيرة ابن إسحاق.
2- في سيرة ابن إسحاق: سبيع.
3- كذا بالأصل، و في سيرة ابن إسحاق: خثعمة.
4- مطموسة بالأصل.
5- غير مقروءة بالأصل.
6- مغازي الواقدي 155/1.
7- ترجمته في سير الأعلام 422/15.
8- سقطت من الأصل.
9- غير مقروءة بالأصل: و الصواب ما أثبت، و هو أحمد بن شيبان بن الوليد بن حيان أبو عبد المؤمن الرملي، ترجمته في سير الأعلام 346/12.
10- من طريقه رواه ابن الأثير في أسد الغابة 432/1 في ترجمة حاطب بن أبي بلتعة.
11- في أسد الغابة: الحسين بن محمد.
12- روضة خاخ من أحماء المدينة التي حماها النبي صلى اللّه عليه و سلم و تقع بين الحرمين (معجم البلدان).

ظعينة (1) معها كتاب، فخذوه منها»، فانطلقنا تعادي (2) بنا خلينا حتى انتهينا إلى الروضة فإذا نحن بالظعينة قلنا: أخرجي الكتاب، قالت: ما معي كتاب، قلنا: لتخرجي الكتاب أو لتقلعن الثياب، فأخرجته من عقاصها (3)،فأتينا به النبي صلى اللّه عليه و سلم، فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين بمكة يخبرهم ببعض أمر النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا حاطب ما هذا؟» قال: يا رسول اللّه لا تعجل، إنّي كنت امرأ ملصقا في قريش، و لم أكن من أنفسها، و كان من كان معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون أهليهم بمكة، و لم يكن لي فيهم قرابة، و أحببت أن أتخذ فيهم يدا إذ فاتني ذلك، يحمون بها قرابتي، و ما فعلته كفرا و لا ارتدادا و لا رضى (4) بالكفر بعد الإسلام، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنه قد صدقكم» قال عمر رضي اللّه عنه: يا رسول اللّه دعني أضرب عنق هذا المنافق، قال:«إنه قد شهد بدرا، و ما يدريك لعل اللّه اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم»[14186].

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن نصر، أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، نا يحيى بن سليمان بن أيوب أبو عمر الصريفيني أخو شعيب بن أيوب، أكبر منه، نا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال عمر بن الخطاب لأسماء: سبقناكم بالهجرة، فقالت: أجل و اللّه لقد سبقتمونا بالهجرة و كنا عند العراة الحفاة - يعني الحبشة - و كنتم عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعلّم جاهلكم و يفقّه عالمكم، و يأمركم بمعالي الأخلاق، و قالت: لآتين رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لأخبرنّه، فأتت النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخبرته، فقال:

«للناس هجرة و لكم (5) هجرتان»[14187].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن الفقيه، نا محمد بن سعد قال (6) في الطبقة الأولى ممن شهد بدرا: سويبط بن سعد بن حرملة بن مالك، و كان مالك

ص: 332


1- الظعينة: المرأة في الهودج.
2- في أسد الغابة: تتعادى.
3- أي من ضفائرها.
4- في مختصر ابن منظور: و لا أريد أذى و لا أرضى بالكفر.
5- تقرأ بالأصل: و للمرء. و المثبت عن مختصر ابن منظور.
6- الطبقات الكبرى لابن سعد 122/3.

شاعرا، ابن عميلة بن السّباق بن عبد الدار بن قصي، و أمه هنيدة بنت خبّاب (1) أبي سرحان بن منده (2) ابن سبيع بن خثعم (3) بن سعد بن مليح من خزاعة، و كان سويبط من مهاجرة الحبشة.

[قال:] أخبرنا محمد بن عمر، ثنا حكيم بن محمد، عن أبيه قال: لما هاجر سويبط بن سعد من مكة إلى المدينة نزل على عبد اللّه بن سلمة العجلاني، فقال ابن (4) سعد قالوا: آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين سويبط بن سعد و عائذ بن ماعص الزرقي، و شهد سويبط بدرا و أحدا.

ص: 333


1- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن ابن سعد.
2- كذا بالأصل، و في ابن سعد: منقذ.
3- كذا، و في ابن سعد: جعثمة.
4- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

ذكر من اسمه سويد

[9883] سويد بن بكر الدمشقي

حدّث عن الدّجين بن ثابت أبي الغصن اليربوعي البصري (1) الملقب بجحى (2)،ذكره أبو الفضل علي بن الحسين الفلكي (3) الهمذاني (4) الحافظ في كتاب الألقاب (5).

[9884] سويد بن سعيد المكي

قدم دمشق.

و حكى عن الشعبي.

حكى عنه: أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن.

قرأت على أبي محمد عبد اللّه بن أسد بن عمران بن الخضر، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، أنا يزيد بن محمد بن عبد الصّمد، نا سليمان بن عبد الرحمن، نا سويد بن سعيد المكي، و لقيته بدمشق عند داود ابن أبي هند، قال: رأيت الشعبي يترجح.

ص: 334


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 23/2 و سير الأعلام 172/8.
2- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن ميزان الاعتدال، و في سير الأعلام: جحا.
3- تقرأ بالأصل: العللي، تصحيف، و الصواب ما أثبت.
4- بالأصل: الهمداني، و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 502/17.
5- سماه السمعاني: معرفة ألقاب المحدثين.
[9885] سويد بن سعيد بن سهل بن شهريار

أبو محمد المعروف بالحدثاني

أصله من هراة، و سكن حديثة النورة التي تحت عانة، و فوق الأنبار.

و سمع بدمشق و مصر و غيرها: الوليد بن مسلم، و سويد بن عبد العزيز، و خالد بن يزيد ابن أبي مالك، و الوليد بن محمد الموقّري، و عيسى بن يونس، و مروان بن معاوية الفزاري، و حفص بن ميسرة، و فرج بن فضالة، و رشدين (1) بن سعد، و ضمام بن إسماعيل، و شهاب ابن خراش الحوشبي، و مالك بن أنس، و إبراهيم بن سعد، و ابن عيينة، و يحيى بن سليم، و مسلم بن خالد الزنجي، و فضيل بن عياض، و شريك بن عبد اللّه، و عبد الحميد بن الحسن الهلالي، و يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، و سوار بن مصعب الهمداني، و علي بن مسهر، و عثمان بن مطر، و أبا معاوية الضرير، و معتمر بن سليمان، و زياد بن الربيع اليحمدي، و يزيد ابن زريع.

روى عنه مسلم بن الحجاج في صحيحه، و أبو عبد اللّه بن ماجة في سننه، و يعقوب بن شيبة، و أبو زرعة، و أبو حاتم الرازيان، و أحمد بن الأزهر، و إبراهيم بن هانئ النيسابوريان، و الحسن بن علي بن شبيب المعمري، و عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و عبيد العجلي (2)،و أحمد ابن محمد بن الجعد الوشّاء، و أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصوفي، و عبد اللّه بن محمد ابن ناجية، و أحمد بن محمد الباغندي، و عبد اللّه بن محمد البغوي، و إسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، و عمران بن موسى السجستاني (3)،و محمد بن عبدة بن حرب، و جعفر بن محمد الفريابي، و أبو بكر بن أبي الدنيا، و قاسم المطرز، و غيرهم.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمد، أنا أبو طالب محمد بن إبراهيم، أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه الشافعي، نا عبد اللّه بن أبي الدنيا، نا سويد بن سعيد، نا سويد بن عبد

ص: 335


1- الأصل: رشد، و المثبت عن تهذيب الكمال.
2- كذا بالأصل: العجلي، و المشهور: عبيد العجل، و هو الحسين بن محمد بن حاتم تقدم التعريف به قريبا.
3- غير واضحة بالأصل، و نميل إلى قراءتها: السختياني. و الصواب ما أثبت.

العزيز، نا نوح بن ذكوان عن أخيه أيوب، عن الحسن عن (1) أنس، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يقول اللّه تبارك و تعالى: إني لأستحي من عبدي و أمتي يشيبان في الإسلام أعذّبهما بعد ذلك»[14188].

و بإسناده قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يقول اللّه عز و جل لأنا أعظم عفوا من أن أستر على عبدي ثم أفضحه، و لا أزال أغفر لعبدي ما استغفرني»[14189].

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (2) قال: سويد بن سعيد و يكنى أبا محمد الأنباري، و كان ينزل الحديثة، حديثة النّورة على فراسخ من الأنبار.

في نسخة الكتاب الذي شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك الأصبهاني في كتابه.

ح قال: و أنا ابن مندة، أنا أبو طلحة الحسين بن سلمة الهمداني قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الفأفاء.

قالا: أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال (3):سويد بن سعيد الأنباري الحديثي، روى عن ضمام بن إسماعيل و حفص بن ميسرة، و شريك، روى عنه أبي، و أبو زرعة، سمعت أبي يقول ذلك، و سمعته يقول: كان صدوقا، و كان يدلس و يكثر ذلك، يعني التدليس.

لم يذكره البخاري في تاريخه (4) و لا مسلم بن الحجاج في كتاب الكنى.

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا [أبو] (5) أحمد الحاكم قال: أبو محمد سويد بن سعيد بن شهريار الهروي الحدثاني، سكن الحديثة، سمع أبا عمر حفص بن ميسرة الصنعاني، و أبا الحسن علي بن

ص: 336


1- تحرفت بالأصل إلى:«بن».
2- الطبقات الكبرى لابن سعد 383/7.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 240/1/2.
4- لم يذكره البخاري في التاريخ الكبير. ذكره في التاريخ الصغير 373/2.
5- سقطت من الأصل.

مسهر القرشي، عمي في آخر عمره، و ربّما لقّن ما لبس من حديثه ممن سمع منه و هو بصير فحديثه عنه أحسن، روى عنه أبو (1) الأزهر أحمد بن الأزهر بن منيع العبدي، و مسلم بن الحجاج كناه. و أبو (2) القاسم البغوي.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، و أبو الحسن بن سعيد قالا: قال لنا (3) أبو بكر الخطيب (4):سويد بن سعيد بن سهل بن شهريار أبو محمد الهروي، سكن حديثة النّورة على فراسخ من الأنبار، و قدم بغداد و حدّث بها، و كان قد كفّ بصره في آخر عمره، و ربما لقن ما ليس عنده، و من سمع منه و هو بصير فحديثه عنه حسن، و قال أبو حاتم الرازي: كان كثير التدليس، فهو صدوق.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنا أبو بكر البرقاني، أنا الإسماعيلي (5) قال: قال المنيعي (6):كان أحمد ينتقي (7) لصالح و عبد اللّه على سويد بن سعيد فيسمعان منه. قال الإسماعيلي: و عرضت على إسحاق بن إبراهيم الحربي كتاب عبد اللّه بن أحمد عن أبيه من غير قراءة فقال: هو سماعي منه.

قال عبد اللّه: عرضت على أبي أحاديث لسويد بن سعيد عن ضمام فقال: إني أكتبها كلها أو قال: تتبّعها فإنه صالح أو قال: ثقة (8).

أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك، أنا - و أبو الحسن علي (9) بن الحسن، ثنا - أبو بكر الخطيب (10)،أنبأ البرقاني قال:[قال:] (11) لنا (12) أبو بكر بن الإسماعيلي يوما: في

ص: 337


1- غير واضحة بالأصل.
2- بالأصل: أنا أبو القاسم.
3- بالأصل: أنا.
4- الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 228/9.
5- لم يظهر من الكلمة في التصوير إلا:«الاسمعي».
6- يعني أبا القاسم البغوي، و الخبر من طريقه في تهذيب الكمال 207/8 و سير الأعلام 412/11.
7- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن تهذيب الكمال.
8- تهذيب الكمال 206/8 و سير الأعلام 411/11-413.
9- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
10- الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 230/9-231.
11- زيادة عن تاريخ بغداد.
12- بالأصل: أنا، و المثبت عن تاريخ بغداد.

القلب من سويد شيء - يعني من سويد بن سعيد - من جهة التدليس، و ما ذكر عنه في حديث عيسى بن يونس الذي كان يقال تفرد به نعيم بن حمّاد، و قال عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز البغوي: كان سويد من الحفاظ ، و كان أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل ينتقي لو لديه صالح و عبد اللّه، يختلفان إليه فيسمعان منه، هذا معنى ما قاله حكاية عن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و رأيت في تاريخ أبي طالب أنه سأله عن غير شيء من حديث سويد عن سويد بن عبد العزيز، و حفص بن ميسرة، فضعّف حديث سويد بن عبد العزيز من أجله، لا من أجل سويد الأنباري.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال (1):سمعت إسحاق بن إبراهيم بن يونس يقول: بلغني عن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: قال [لي] (2) أبي أكتب عن سويد أحاديث ضمام.

قرأت في سماع أبي طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصّقر الأنباري، و أنبأنيه أبو القاسم ابن السمرقندي عنه، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصواف، أنا أبو الطيب عبد المنعم بن عبيد اللّه بن غلبون المقرئ، أنا أبو أحمد جعفر بن سليمان الميموني قال (3):و سأل رجل أبا عبد اللّه عن سويد الحدثي فقال: ما علمت إلاّ خيرا، فقال له: إنسان جاءه بكتاب فضائل فجعل عليا أول (4)،و أخّر أبا بكر و عمر، فعجب أبو عبد اللّه من هذا ثم قال: لعله أتى من غيره، قالوا له: و ثم تلك الأشياء. قال له: فلم تسمعوهما أنتم لا تسمعوها و لم أره يقول فيه إلا خيرا.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا-[و] (5) أبو الحسن بن سعيد، ثنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا أحمد بن محمد العتيقي (7)،و علي بن أبي علي البصري، و عبيد اللّه بن عبد

ص: 338


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 428/3.
2- زيادة لازمة عن الكامل لابن عدي.
3- الخبر رواه المزي في تهذيب الكمال 206/8 من طريق أبي الحسن الميموني، و في سير الأعلام 412/11 من طريق الحسن الميموني.
4- في تهذيب الكمال: أولها.
5- زيادة لازمة لتقويم السند.
6- الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 230/9.
7- تقرأ بالأصل: العتبي، خطأ، و الصواب ما أثبت عن تاريخ بغداد.

العزيز بن جعفر البرذعي - قال البرذعي: أخبرنا. و قالا - حدثنا.

ح أخبرنا عاليا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنبأ محمد بن عبيد اللّه بن الشّخير، نا أبو عيسى إسحاق بن موسى بن سعيد [الرملي - إملاء - حدثنا محمد بن يحيى الخزاز السوسي قال: سألت يحيى بن معين عن سويد بن سعيد] (1) فقال:

ما حدثك فاكتب عنه، و ما حدث (2) به تلقينا فلا.

أخبرنا أبو منصور، أنا [و] (3) أبو الحسن قال: نا - أبو بكر الخطيب (4) أخبرني الأزهري، أنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، نا محمد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي قال:

سويد بن سعيد صدوق، و مضطرب الحفظ ، و لا سيما بعد ما عمي.

قال (5):و أخبرني محمد بن علي المقرئ، أنا أبو مسلم عبد الرحمن بن مهران، نا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سمعت أبا علي صالح بن محمد يقول: سويد بن سعيد صدوق، إلا أنه كان أعمى، و كان يلقن أخاه أحاديث (6) ليست من حديثه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال (7):سمعت جعفر الفريابي يقول: أفادني أبو بكر الأعين في قطيعة الربيع سنة إحدى (8) و ثلاثين بحضرة أبي زرعة و جمع كبير (9) من رؤساء أصحاب الحديث حين أردت أن أخرج إلى سويد و قال: وقّفه و ثبّت منه هذا الحديث هل سمع من عيسى بن يونس ؟ فقال: فقدمت على سويد فسألته. فقال: حدثنا عيسى بن يونس، عن حريز (10) بن

ص: 339


1- ما بين معكوفتين زيادة لازمة للإيضاح و تقويم السياق عن تاريخ بغداد.
2- بالأصل: حدثت، و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- زيادة منا لتقويم السند.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 231/9.
5- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 231/9.
6- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن تاريخ بغداد.
7- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 429/3 و المزي في تهذيب الكمال 208/8-209 نقلا عن ابن عدي.
8- في الكامل: اثنين.
9- في الكامل: جمع كثير.
10- تحرفت بالأصل إلى: جرير، و الصواب عن الكامل لابن عدي.

عثمان، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير (1)،عن أبيه، عن عوف بن مالك، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«تفترق هذه الأمة بضعة و سبعين فرقة شرّها فرقة قوم (2) يقيسون الرأي، يستحلون به الحرام و يحرّمون به الحلال».

قال الفريابي: و وقفت سويد عليه بعد أن حدثني و صار بيني و بينه كلام كثير.

قال ابن عدي: و هذا إنما يعرف بنعيم بن حمّاد، رواه عن عيسى بن يونس فتكلم الناس فيه مجراه، ثم رواه رجل من أهل خراسان يقال له الحكم بن المبارك، يكنى أبا صالح الخواشتي (3)،و يقال: إنه لا بأس به، ثم إنه سرقه قوم ضعفاء ممن يعرفون بسرقة الحديث، منهم: عبد الوهاب بن الضحاك، و النضر بن طاهر، و ثالثهم سويد الأنباري، و لسويد أحاديث كثيرة عن شيوخه، روى عن مالك الموطّأ، و يقال: إنه سمعه خلف حائط فضعف في مالك أيضا، و هو إلى الضعف أقرب.

أخبرنا بحديث عبد الوهاب أبو بكر محمد بن الحسين المزرفي (4)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن الحربي، نا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، نا عبد الوهاب بن الضحاك، نا عيسى بن يونس، عن حريز (5)ابن عثمان، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«تفترق أمتي على نيّف و سبعين فرقة أضلّها على أمتي قوم يفشون الأمور برأيهم فيحلّون الحرام و يحرّمون الحلال»[14190].

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (6)،أنا محمد بن أحمد بن رزق، نا إسماعيل بن علي الخطبي، نا أبو علي حسين بن فهم قال: سمعت يحيى بن معين و ذكر عنده سويد بن سعيد الحدثاني، فقال: لا صلى اللّه عليه، قال: و لم يكن عنده بشيء.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا

ص: 340


1- تحرفت بالأصل إلى ثور، و الصواب عن الكامل لابن عدي.
2- اللفظة مطموسة بالأصل، و المثبت عن الكامل لابن عدي و تهذيب الكمال.
3- اللفظة مضطربة و غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن الكامل لابن عدي.
4- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
5- تحرفت بالأصل إلى جرير.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 230/9.

الخصيب (1) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي قال:

أخبرني سليمان بن الأشعث قال: سمعت يحيى يقول: سويد بن سعيد حلال الدم، قال النسائي: أبو محمد سويد بن سعيد ليس بثقة و مأمون (2).

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن علي بن الحسن، نا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا أحمد بن أبي (4) جعفر، أنا أحمد (5) بن علي البصري في كتابه، نا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن سويد فقال: سمعت يحيى بن معين يقول:

سويد مات منذ حين، و سمعت يحيى قال: هو حلال الدم، و سمعت أحمد ذكره فقال: أرجو أن يكون صدوقا، أو قال: لا بأس به.

قال (6):و قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي قال: سمعت محمد بن موسى بن حماد يذكر عن يحيى بن معين قال: لو كان لي خيل و رجال لخرجت إلى سويد بن سعيد حتى أحاربه.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، ثنا - أبو بكر الخطيب (7)، أخبرني الأزهري، أنا عبد اللّه بن عثمان الصفار، نا محمد بن عمران الصيرفي، نا عبد اللّه بن علي بن المديني قال: سئل أبي عن سويد الأنباري فحرك رأسه و قال: ليس بشيء (8)،و قال الضرير (9):إذا كانت عنده كتب فهو عيب (10) شديد، و قال هذا أحد رجلين:

إما رجل يحدث من كتابه أو من حفظه، ثم قال: هو عندي و لا شيء، قيل له: فأين حفظه (11) ثلاثة آلاف ؟ قال: فهذا أشد، يكرر عليه (12).

ص: 341


1- بالأصل: الحصيب، بالحاء المهملة. تصحيف.
2- سير أعلام النبلاء 413/11 و تهذيب الكمال 207/8.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 230/9.
4- ليست في تاريخ بغداد.
5- في تاريخ بغداد: محمد بن عدي البصري.
6- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 229/9-230.
7- الخبر في تاريخ بغداد 229/9.
8- تهذيب الكمال 207/8.
9- تاريخ بغداد 229/9 و تهذيب الكمال 207/8 و سير الأعلام 413/11.
10- تقرأ بالأصل: عبث، تصحيف.
11- بالأصل: حفظ ، و المثبت عن تهذيب الكمال، و في تاريخ بغداد: فإنه يحفظ .
12- الجملة في الأصل: فهذا أيشم له و عليه. كذا و لا معنى لها، و المثبت عن تاريخ بغداد، و في تهذيب الكمال: هذا اليسر، و في سير الأعلام: فهذا أيسر.

كتب إلي أبو نصر القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني عبد اللّه بن محمد قال: سمعت أبا العباس، يعني السّراج يقول: سمعت أبا بكر الأعين (1)و سئل عن سويد بن سعيد فقال: سداد من عيش و ضعّفه (2).

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي، أنا أبو [بكر] (3) الصفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا محمد بن محمد بن إسحاق أنا أبو العباس الثقفي قال: سمعت أحمد بن عبد اللّه بن زياد، أنا جعفر الديباجي قال: سمعت أبا بكر الأعين يقول و سألته عن سويد بن سعيد فقال: هو سداد من عيش هو شيخ.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، ثنا - أبو بكر الخطيب (4)، أنا البرقاني، نا يعقوب بن موسى الأردبيلي، نا أحمد بن طاهر الميانجي، نا سعيد بن عمرو ابن عمار البرذعي قال: رأيت أبا زرعة يسيء القول في سويد بن سعيد؛ و قال: رأيت منه شيئا لم يعجبني، قلت: ما هو؟ قال: لما قدمت من مصر مررت به فأقمت عنده، فقلت: إن عندي أحاديث لابن وهب عن ضمام و ليست عندك، فقال: ذاكرني بها، فأخرجت الكتب، و أقبلت أذاكره، فكنت كلما أذاكره كان يقول: حدثنا به ضمام، و كان يدلس حديث حريز (5)ابن عثمان و حديث نيار (6) بن مكرم، و حديث عبد اللّه بن عمرو «زر غبا» فقلت أبو محمد لم يسمع هذه الثلاثة (7) أحاديث من هؤلاء؟ فغضب، قال سعيد فقلت لأبي زرعة: فأيش حاله ؟ قال: أما كتبه فصحاح، و كنت أتتبع أصوله فأكتب منها، فأما إذا وجدت من حفظه فلا.

قال (8):و سمعت أبا زرعة يقول: قلنا ليحيى بن معين: إنّ سويد بن سعيد حدّث عن ابن أبي الرجال عن ابن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من قال في

ص: 342


1- غير واضحة بالأصل. و نميل إلى قراءتها: الأعسر.
2- الخبر في تهذيب الكمال 208/8 و سير الأعلام 413/11 نقلا عن أبي بكر الأعين.
3- سقطت من الأصل.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 230/9-231.
5- تحرفت بالأصل إلى: جرير.
6- تحرفت بالأصل إلى: ينار.
7- بالأصل: الثلاث.
8- القائل: سعيد بن عمرو البرذعي، كما يفهم من عبارة الخطيب انظر الخبر في تاريخ بغداد 229/9.

ديننا برأيه فاقتلوه»، فقال يحيى: سويد ينبغي أن يبدأ به فيقتل، قلت لأبي زرعة: سويد يحدّث بهذا عن إسحاق بن نجيح، قال: هذا حديث إسحاق بن نجيح إلا أن سويدا أتى به عن ابن أبي الرجال، قلت: فقد رواه لغيرك عن إسحاق، فقال عسى قيل له فرجع (1).

أخبرنا أبو القاسم (2) بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي قال (3):سألت الدارقطني عن سويد بن سعيد، فقال: تكلم فيه يحيى بن معين، و قال حدّث عن أبي معاوية عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد أن (4) النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنة»[14191]، قال يحيى بن معين: و هذا باطل عن أبي معاوية، لم يروه غير (5) سويد، و جرّح (6) سويد لروايته لهذا الحديث.

قال الشيخ أبو الحسن (7) فلم (8) يزل يظنّ أن هذا كما قال يحيى، و أن سويد أتى أمرا عظيما في روايته هذا الحديث حتى دخلت مصر في سنة سبع و خمسين فوجدت هذا الحديث في مسند أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي المعروف بالمنجنيقي، و كان ثقة، روى عن أبي كريب، عن أبي معاوية كما قال سويد سواء، و تخلّص سويد و صحّ الحديث عن أبي معاوية، و قد حدّث أبو عبد الرّحمن النسائي عن إسحاق بن إبراهيم هذا، و مات أبو عبد الرحمن قبله.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي، و أبو يعلى حمزة بن علي قالا: أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرحمن النسائي قال: سويد بن سعيد الحدثاني ليس بثقة.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو (9) الحسن بن سعيد، ثنا - أبو بكر

ص: 343


1- كتب مصحح تاريخ بغداد على الهامش: كذا في النسختين.
2- مطموسة بالأصل.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 209/8 و سير الأعلام 416/11.
4- مطموسة بالأصل.
5- تقرأ بالأصل: عن، و المثبت عن تهذيب الكمال و سير الأعلام.
6- بالأصل: خرج، خطأ، و المثبت عن تهذيب الكمال و سير الأعلام.
7- يعني الدارقطني.
8- بالأصل: علم، خطأ، و الصواب عن تهذيب الكمال و سير الأعلام.
9- بالأصل:«أنا أبو» زدنا «الواو» لتقويم السند.

الخطيب (1)،أنا البرقاني، أنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، نا أبي قال: سويد بن سعيد الحدثاني ليس بثقة.

أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي، نا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري، أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع قال: هذا ما سأل ابن بكير أبا الحسن الدارقطني عن أقوام أخرجهما البخاري و مسلم في كتابيهما و أخرجهم أبو عبد الرحمن النسائي في كتاب الضعفاء منهم: سويد بن سعيد ليس بثقة، سأل أبا الحسن الدارقطني عنه فحمل أمره على الإصابة.

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، ثنا - أبو بكر أحمد بن علي (2)،أنا ابن الفضل، أنا جعفر الخلدي، نا محمد بن عبد اللّه بن الحضرمي قال: و مات سويد بن سعيد سنة أربع و أربعين (3) و مائتين.... (4) الخطيب كذا قال، و أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، نا محمد بن المظفر قال: قال عبد اللّه بن محمد البغوي: مات سويد بن سعيد بالحديثة (5) سنة ست و أربعين (6)،و كان قد بلغ مائة سنة، و كتبت عنه بالحديثة.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد بن عدي (7)،نا الجنيدي، نا البخاري قال: توفي سويد بن سعيد بالحديثة أول شوال سنة أربعين و مائتين، فيه نظر، كان قد عمي، فتلقن ما ليس من حديثه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا علي بن المسلمة، و أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد، قالا: أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا الحسن بن محمد السّكوني، نا محمد ابن عبد اللّه الحضرمي قال: و فيها، يعني سنة أربعين و مائتين، مات قتيبة بن سعيد و سويد بن سعيد.

ص: 344


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 231/9.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 232/9.
3- في تاريخ بغداد: سنة أربعين و مائتين.
4- كلمة غير واضحة بالأصل.
5- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- في تاريخ بغداد: سنة أربعين.
7- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 428/3.
[9886] سويد بن عبد العزيز بن نمير

أبو محمد السلمي القاضي

أصله من الكوفة، و سكن دمشق، و كان شريك يحيى بن حمزة في القضاء، و كان يتقاضى إليه أهل الذمة، و ولي القضاء ببعلبك أيضا.

و قرأ القرآن على يحيى بن الحارث، و قرأ يحيى على عبد اللّه بن عامر المقرئ، و قرأ (1) سويد أيضا على الحسن بن عمران، و قرأ الحسن على عطية بن قيس، و قرأ عطية على أم الدرداء، و قرأت أم الدرداء على أبي الدرداء، و قرأ عن سويد ابن (2) مسهر، و هشام بن عمار و الربيع بن ثعلب.

و روى سويد عن عمرو بن مهاجر، و ثابت بن عجلان الحمصي، و حصين بن عبد الرحمن، و داود بن عيسى النخعي، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و عبد اللّه بن أبي نجيح، و مغيرة بن مقسم، و سفيان بن حسين، و أبو الزبير، و الأوزاعي، و يحيى بن الحارث، و عبيد اللّه بن عمر، و محمد بن الحجاج بن أبي قتيلة الخولاني (3)،و حميد الطويل، و شعبة، و هشام بن زيد، و أيوب بن مسكين، و الوضين بن عطاء، و شداد بن عبيد اللّه القارئ، و قرّة ابن عبد الرحمن، و موسى بن أبي كثير، و يزيد (4) بن أبي (5) مريم، و نوح بن ذكوان، و عبد الرحمن بن أبي الحارث، و الحجاج بن أرطأة، و خصيف (6)،و أيوب السختياني، و عاصم الأحول، و مالك بن أنس.

روى عنه محمد بن شعيب بن شابور، و محمد بن عائذ، و هشام بن عمار، و دحيم، و صفوان بن صالح، و محمد بن مهران الجمال، و محمد بن هاشم البعلبكي، و أبو سليم عبد

ص: 345


1- رسمها بالأصل: و قري.
2- كذا و يعني أبا مسهر عبد الأعلى بن مسهر.
3- في تهذيب الكمال: الحراني.
4- كذا بالأصل و تهذيب الكمال: يزيد.
5- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
6- بالأصل: حصيف، تصحيف، و الصواب ما أثبت و هو خصيف بن عبد الرحمن الجزري.

الرحمن بن الضحاك البعلبكي، و محمد بن يحيى بن حمزة، و محمد بن الخليل الخشني (1)البلاطي، و إبراهيم بن هشام الغساني، و محمد بن مصفّى، و كثير بن عبيد، و أبو مسعود هاشم ابن خالد بن أبي جميل الدمشقي، و أبو التّقي هشام بن عبد الملك، و السّلم بن يحيى الحجراوي، و عبد الرحمن بن بشير بن ذكوان، و سليمان بن عبد الرحمن، و أبو أيوب سليمان ابن سلمة الخبائري، و عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي، و عبد الحميد بن حمّاد، و محمد ابن السّري العسقلاني، و عبد الرحمن بن عبد الصّمد بن شعيب بن إسحاق، و محمد بن عمرو الغزّي، و داود بن رشيد، و أبو نعيم الحلبي، و أبو سليم إسماعيل بن حصن الجبيلي (2)،و أبو إسحاق إبراهيم [بن] (3) النضر (4) البعلبكي، و عبد السلام بن إسماعيل الحداد، و سويد بن سعيد الحدثاني، و إبراهيم بن أيوب الحوراني الزاهد.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا القاضي أبو الطّيب طاهر بن عبد اللّه الطبري، أنا علي بن عمر بن محمد الحربي، نا محمد بن محمد الباغندي، نا أبو نعيم الحلبي، نا سويد بن عبد العزيز، عن عاصم الأحول، عن أنس بن مالك أن النبي صلى اللّه عليه و سلم نهى عن بيع السنبل حتى ييبس[14192].

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين السلمي، أنا أبو القاسم علي بن الفضل ابن الفرات، أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، نا أبو الحسن بن جوصا، نا محمد بن هاشم، نا سعيد، نا سويد بن عبد العزيز، نا الأوزاعي، حدثني الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما من نبيّ و لا وال إلاّ و له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف و تنهاه عن المنكر، و بطانة لا تألوه خبالا، و من وقي شرّها فقد وقي، و هو من التي تغلب عليه منهما».

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر ابن المقرئ، نا محمد بن الحسن بن قتيبة، نا أبو أيوب الخبائري الحمصي (5) قال:

ص: 346


1- غير معجمة بالأصل أعجمت عن تهذيب الكمال.
2- تقرأ بالأصل: الحنبلي، و المثبت عن تهذيب الكمال.
3- سقطت من الأصل.
4- بالأصل: الفضل، و المثبت عن تهذيب الكمال.
5- يعني سليمان بن سلمة الخبائري أبو أيوب، و بالأصل: ابن الحمصي.

رأيت سويد بن عبد العزيز بزق في ثوبه و قال: رأيت حميد الطويل بزق في ثوبه، و قال:

رأيت أنس ابن مالك بزق في ثوبه و قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بزق في ثوبه.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمد، أنا أبو سليمان الربعي قال: و فيها يعني سنة أربع و مائة ولد سويد بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدثنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد الشاهد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: سمعت سويد بن عبد العزيز يقول: ولدت سنة ثمان و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: سمعت عبد الرحمن بن إبراهيم يقول: ولد سويد بن عبد العزيز سنة ثمان و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي (2)،قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنا أبو الحسين محمد بن الحسن، أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط قال (3):سويد بن عبد العزيز مولى بني سليم، يكنى أبا محمد، دمشقي.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمد بن سعد (4) قال في الطبقة الخامسة من أهل الشام: سويد بن عبد العزيز، و يكنى أبا محمد، مولى لبني سليم.

أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي في كتابه، حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمد بن علي، و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو الحسن المقرئ، نا أبو عبد اللّه البخاري قال (5):سويد بن عبد العزيز [الدمشقي، سمع ثابت بن عجلان

ص: 347


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 278/1.
2- رسمها بالأصل: الكتني، تصحيف، و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.
3- طبقات خليفة بن خياط ص 580 رقم 3047.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
5- التاريخ الكبير للبخاري 148/2/2.

و حصين بن عبد الرحمن، و يحيى بن سعيد الأنصاري، هو السلمي] (1) قاضي دمشق، أبو محمد عنده مناكير، أنكرها أحمد، كناه الهيثم بن خارجة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي (2) بن محمد.

قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم (3) قال:

سويد بن عبد العزيز الدمشقي، السّلمي، قاضي بعلبك، روى عن عمرو بن مهاجر، و ثابت بن عجلان، و حصين بن عبد الرحمن، و يحيى بن سعيد الأنصاري [و يحيى بن الحارث] (4) و سيّار أبي (5) الحكم، و عبد اللّه بن أبي نجيح، و مغيرة، و سفيان بن (6) حسين، روى عنه صفوان بن صالح، و دحيم، و هشام بن عمار، و محمد بن مهران الجمال (7) و ابن أبي شريح (8)،سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا تمام بن محمد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في ذكر أصحاب الأوزاعي: سويد بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو (9) غالب بن البنا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتاب، أنا أبو الحسن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا (10) أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن،

ص: 348


1- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن التاريخ الكبير.
2- بالأصل: أنا أبو علي.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 238/1/2.
4- سقط الاسم من الأصل و استدرك عن الجرح و التعديل.
5- بالأصل: أبو.
6- بالأصل: سفيان و حسين، خطأ، و الصواب عن الجرح و التعديل.
7- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن الجرح و التعديل.
8- في الجرح و التعديل: ابن أبي سريج. و لعل الصواب: ابن أبي السري يعني محمدا.
9- مطموسة بالأصل.
10- مطموسة بالأصل.

أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو الحسن قال: سمعت محمد بن إبراهيم بن سميع يقول في الطبقة السادسة: سويد بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني شفاها، ثنا عبد العزيز بن أحمد لفظا، أنا تمام بن محمد، نا محمد بن سليمان بن زبر (1)،نا محمد بن الفيض قال: سويد بن عبد العزيز أصله كوفي، دمشقي.

ح قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب (2) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم [بن] (3) أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي قال:

أبو محمد سويد بن عبد العزيز ليس بثقة.

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد قال: أبو (4) محمد سويد بن عبد العزيز بن نمير السّلمي الواسطي، قاضي دمشق، عن أبي سعيد يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو الأنصاري (5)،و أبي (6) الهذيل (7) حصين بن عبد (8) الرحمن السلمي، حديثه ليس بالقوي، يروي عنه (9) هشام بن عمار، و أبو العباس الوليد ابن عتبة الدمشقي، سمعت أبا بكر القاسم بن عيسى العصار بدمشق، و كان فهما يقول: سويد ابن عبد العزيز بن نمير، واسطي، سكن الشام.

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال (10):قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر أحمد بن الحسين، أنبأ أبو عبد اللّه الحافظ قال:

ص: 349


1- تحرفت بالأصل إلى زين.
2- تحرفت بالأصل إلى «الحصيب».
3- سقطت من الأصل.
4- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 103/20.
6- بالأصل: و أبو.
7- غير واضحة بالأصل.
8- بالأصل:«حصين بن سعيد بن عبد الرحمن» سمى أباه: سعيدا، و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 6/5.
9- بالأصل:«عن» و الصواب ما أثبت، انظر تهذيب الكمال 211/8.
10- الخبر من زيادات القاسم ابن المصنف.

سمعت أبا الفضل محمد بن إبراهيم يقول: سمعت محمد بن نعيم يقول: سمعت علي بن حجر يقول (1):سألت هشيم بن بشير قلت: شيخ من أهل واسط بالشام يقال له: سويد بن عبد العزيز قال: فأثنى عليه خيرا، و بلغني عن عبيد البزار قال: نا نعيم بن حماد قال: كان هشيم يحسّن أمر سويد يعني ابن عبد العزيز (2).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسين، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (3)،ثنا أبو تقي هشام بن عبد الملك، نا سويد بن عبد العزيز، و سأله بعض أصحابه فقال: لم لم تحمل عن أبي الزبير، قال: خدعني شعبة فقال لي: لا تحمل عنه، فإني (4) رأيته يسيء صلاته، ليتني لم أكن رأيت شعبة.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري.

و حدثنا عمي لفظا، أنا أبو طالب بن يوسف.

أنبأ أبو عمر محمد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمد ابن سعد (5)،أنا أبو عبد اللّه الشامي قال: ولي سويد بن عبد العزيز قضاء بعلبك، و كان محتاجا، فلقيه داود بن أبي شيبان الدمشقي فقال: يا أبا محمد وليت القضاء بعد العلم و الحديث ؟ قال: نعم، نشدتك اللّه أ تحت جبّتك شعار؟ فقال داود: نعم، فرفع (6) سويد جبّته و قال لكن جبّتي ليس تحتها شعار، ثم قال: أنشدك اللّه هذا الطيلسان لك ؟ قال داود: نعم، قال سويد: فو اللّه ما هذا الطيلسان الذي ترى عليّ لي و إنه لعارية، أ فلا ألي القضاء بعد هذا؟ فو اللّه لو ولّوني بيت المال فإنه شرّ من القضاء لوليته.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقاء، ثنا محمد بن يعقوب، نا عبّاس (7) بن محمد قال: سمعت يحيى يقول: سويد بن عبد العزيز الواسطي انتقل إلى دمشق.

ص: 350


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 213/8.
2- تهذيب الكمال 213/8.
3- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 780/2.
4- تقرأ بالأصل: فإنه، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
5- الطبقات الكبرى لابن سعد 470/7.
6- بالأصل: رفع، و المثبت عن طبقات ابن سعد.
7- بالأصل: عياش، تصحيف.

و قال في موضع آخر: سويد بن عبد العزيز الذي كان بالشام واسطي، قال: و سمعت يحيى يسأل عن سويد الدمشقي ؟ فقال: ليس حديثه بشيء (1)،قال: و سمعت يحيى يقول:

سويد بن عبد العزيز ليس بشيء، و كان قاضي (2) بدمشق بين النصارى، قلت: و المسلمون من يقضي لهم ؟ قال: يقضي لهم قاض آخر (3).

ح قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن، عن أبي (4) عمر بن حيوية، أنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، أنا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سويد بن عبد العزيز حديثه ليس بشيء، قال: و سويد بن عبد العزيز من أهل دمشق، حدثنا بذاك محمد بن بكير الحضرمي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا محمد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح قال: سويد بن عبد العزيز ضعيف.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم الجرجاني، أنا أبو القاسم بن يوسف، أنا عبد اللّه بن عدي (5)،نا ابن حمّاد، نا معاوية، عن يحيى قال: سويد بن عبد العزيز ضعيف.

قال (6):و نا أحمد بن علي بن بحر، نا عبد اللّه الدورقي قال يحيى بن معين:

سويد بن عبد العزيز واسطي، تحول إلى دمشق، و ليس بشيء.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، عن أبي الحسين بن الطيوري، أنا أبو محمد بن الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر، نا إبراهيم بن الجنيد قال: سأل رجل يحيى بن معين و أنا أسمع عن سويد بن عبد العزيز الدمشقي فقال: ليس بثقة.

ص: 351


1- تهذيب الكمال 212/8.
2- كذا بالأصل بإثبات الياء.
3- الكامل لابن عدي 424/3.
4- تحرفت بالأصل إلى: ابن.
5- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 424/3.
6- الكامل لابن عدي 424/3.

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عديّ (1)،نا ابن عوف، يعني محمد ابن عوف بن سفيان الطائي (2) قال: قال يحيى بن معين: سويد بن عبد العزيز لا يجوز في الصحابة (3).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم الجرجاني، أنا أبو القاسم السهمي، أنا عبد اللّه بن عدي (4) قال: سمعت عبدان يقول: سمعت بعض أصحابنا يقول:

سمعت هشام بن عمار يقول: نظر يحيى بن معين في كتبي كلها إلا حديث سويد بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا أبو بكر محمد بن المظفر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، أنا محمد بن عمرو بن موسى العقيلي (5)، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي عن سويد بن عبد العزيز فقال: متروك الحديث.

ذكر (6) أبو بكر أحمد بن محمد بن هانئ الأثرم قال: سمعت أبا عبد اللّه، يعني أحمد، و عنده الهيثم بن خارجة فذكر سويد بن عبد العزيز فقال أبو عبد اللّه للهيثم (7):كم كانت روايته عن حصين ؟ فقال: أربع مائة أو ستمائة. قال أبو عبد اللّه: فيها أرى تخليط ، فقال: لا، كلها صحاح، فقال أبو عبد اللّه: أ ليس فيها سترة الإمام سترة لمن خلفه عن الشعبي عن مسروق ؟ و تبسّم كأنه ينكره.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (8)،نا محمد بن

ص: 352


1- تحرفت بالأصل إلى: عدن، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 541/14.
2- من طريقه روي في تهذيب الكمال 212/8.
3- كذا رسمها بالأصل، و في تهذيب الكمال: الضحايا.
4- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 424/3.
5- رواه أبو جعفر العقيلي في الضعفاء الكبير 157/2 رقم 662.
6- الخبر نقلا عن أبي بكر الأثرم في تهذيب الكمال 213/8-214.
7- بالأصل: الهيثم.
8- الكامل في ضعفاء الرجال 425/3.

أحمد الأنصاري، حدّثني عبد اللّه بن أحمد، عن أبيه قال: سويد بن عبد العزيز متروك الحديث.

أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، ثنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا البرقاني قال: قال لنا أبو بكر الإسماعيلي: رأيت في تاريخ أبي طالب أنه سأله، يعني أحمد بن حنبل، عن شيء من حديث سويد (2)،عن سويد بن عبد العزيز، و حفص بن ميسرة، فضعّف حديث سويد بن عبد العزيز من أجله، لا من أجل سويد الأنباري.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمد.

قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (3):سمعت أبي يقول: سمعت دحيما و قيل له:

سويد بن عبد العزيز ممن إذا دفع إليه من غير حديثه قرأه على ما في الكتاب، فقال: نعم.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني شفاها، نا عبد العزيز بن أحمد، نا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - أنا أحمد بن القاسم الميانجي (4)-إجازة - حدثني أحمد بن طاهر بن النجم، أنا سعيد ابن عمرو البرذعي قال: و ذكرنا عند أبي زرعة الرازي سويد بن عبد العزيز فقال: قال إبراهيم ابن موسى: كان سويد بن عبد العزيز يحدث عن مغيرة، عن إبراهيم: إذا أفاق المجنون توضأ و اغتسل، فقيل له: أين سمعت هذا من مغيرة ؟ قال: مع هشيم، و ذكر ذلك لهشيم فقال: لم أسمعه من مغيرة.

قال أبو عثمان (5):و قال لي أبو حاتم و كان حاضرا، قلت لدحيم: كان سويد عندك ممن يقرأ إذا دفع إليه ما ليس من حديثه ؟ قال: نعم.

ص: 353


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 231/9 في ترجمة سويد بن سعيد الحدثاني.
2- يعني سويد بن سعيد الحدثاني.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 238/1/2.
4- تحرفت بالأصل إلى: المنائحي.
5- الخبر في تهذيب الكمال 213/8.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب.

و حدثني أبو عبد اللّه البلخي، أنا [أبو] (1) منصور محمد بن الحسين، قالا: أنا أحمد ابن محمد بن غالب، أنا أبو يعلى حمزة بن محمد بن علي بن هاشم، نا محمد بن إبراهيم الغازي، نا محمد بن إسماعيل قال: سويد بن عبد العزيز الدمشقي، سمع ثابت بن عجلان و حصين بن عبد الرحمن، و يحيى بن سعيد الأنصاري، في حديثه نظر لا يحتمل (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، نا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد الجرجاني قال (3):سمعت ابن حماد يقول: قال البخاري: سويد بن عبد العزيز سمع ثابت العجلاني (4)،و حصين بن عبد الرحمن، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و هو سلمي، قاضي دمشق، في بعض حديثه نظر.

قال: و نا أبو أحمد (5)،نا الجنيدي، نا البخاري قال: أنكر أحمد أحاديث سويد بن عبد العزيز السلمي قاضي دمشق، روى عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة:«سارق أحيائنا كسارق أمواتنا»، و إنما يروى هذا عن يحيى بن سعيد، عن رجل، عن عمر بن عبد العزيز قوله.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال (6):سويد بن عبد العزيز كان قاضيا (7) على دمشق، ضعيف الحديث.

و قال في موضع آخر (8):سويد بن عبد العزيز مستور، و في حديثه لين، حدثنا عنه سليمان (9) بن عبد الرحمن الدمشقي، و سليمان ثقة.

ص: 354


1- سقطت من الأصل.
2- تهذيب الكمال 212/8 نقلا عن البخاري.
3- الكامل لابن عدي 424/3-425 نقلا عن البخاري.
4- كذا بالأصل، و في الكامل لابن عدي:«ثابت بن العجلان» و هو الصواب، و هو ثابت بن عجلان الأنصاري السلمي، أبو عبد اللّه الشامي، ترجمته في تهذيب الكمال 237/3.
5- الكامل لابن عدي 425/3.
6- المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان 451/2.
7- لم يظهر من الكلمة إلا «قا» و الباقي مكانه مطموس بالأصل، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
8- المعرفة و التاريخ 453/2.
9- تحرفت بالأصل إلى: سليم، و الصواب عن المعرفة و التاريخ.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو يعلى حمزة بن علي البزار، قالا: أنبأ سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرحمن النسائي قال: سويد بن عبد العزيز الدمشقي ضعيف.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد لفظا، أنا أبو نصر الجبّان (1)- إجازة - أنا أحمد بن القاسم - إجازة - حدثني أحمد بن طاهر بن النجم، أنا سعيد بن عمرو البرذعي، عن أبي زرعة قال في أسامي الضعفاء و من تكلّم فيهم من المحدثين: سويد بن عبد العزيز الدمشقي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا عبد الرحمن بن محمد، أنا بو علي - إجازة - ح قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمد.

قالا: أنا أبو (2) محمد بن أبي حاتم قال (3):سمعت أبي يقول: سويد بن عبد العزيز هو السلمي، قاضي دمشق، في حديثه نظر، هو ليّن الحديث.

ذكر أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن سويد بن عبد العزيز، قال: ليس بالقوي.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا محمد بن الحسين بن هريسة، أنا أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب قال: سمعت أبا الحسن الدار قطني يقول: سويد بن عبد العزيز الواسطي، سكن الشام، يعتبر به.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا حسين بن الفهم، نا محمد بن سعد قال (4):في الطبقة السادسة:

سويد ابن عبد العزيز مولى بني سليم، و يكنى أبا محمد، و كان يروي أحاديث منكرة، ولد سن تسعين في آخر خلافة الوليد بن عبد الملك، و توفي سنة سبع و ستين، يعني و مائة، في خلافة المهدي.

ص: 355


1- تقرأ بالأصل: الخباز، تصحيف.
2- كتبت فوق الكلام بين السطرين.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 238/1/2-239.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 470/7.

[قال ابن عساكر:] (1) و هذا وهم في مولده و وفاته جميعا (2).

ح أنبأنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد المزكي، نا عبد العزيز التميمي، أنا أبو بكر محمد بن عبيد اللّه بن أبي عمرو، أنا أبو عبد اللّه بن مروان القرشي، أنا أبو عبد الملك البسري (3)،قال: قال هشام بن عمار: مات سويد بن عبد العزيز سنة ثلاث و تسعين، أو أربع و تسعين، و صلى عليه منصور ابن المهدي.

قرأت على أبي منصور محمد بن عبد الملك، عن أبي محمد الجوهري، عن أبي الحسن الدار قطني، نا الحسين بن أحمد بن علي المادراني، نا عمر بن محمد بن أحمد العطار، أنا أحمد بن إبراهيم بن محمد القرشي قال: قال هشام بن عمار: مات سويد بن عبد العزيز سنة ثلاث و تسعين، أو أربع و تسعين و مائة، و صلّى عليه منصور ابن المهدي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: سمعت هشام بن عمار و عبد الرحمن بن إبراهيم يقولان: مات سويد سنة أربع و تسعين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا عبد الرحمن بن دحيم قال: مات سويد بن عبد العزيز سنة أربع و تسعين، و مولده سنة ثمان و مائة (4).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن علي بن عبيد اللّه بن عمر بن سوار المقرئ، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن أحمد بن علي.

ثم قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفضل عبيد اللّه بن أحمد، أنبأ أحمد بن محمد بن عمران بن الجندي، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا ابن مصفّى (5) قال:

ص: 356


1- زيادة للإيضاح.
2- روى المزي الخبر نقلا عن ابن سعد في تهذيب الكمال 213/8 و نقل تعقيب ابن عساكر عليه، و زيد فيه: و كأنه اشتبه عليه بسعيد بن عبد العزيز و اللّه أعلم.
3- بالأصل: البشري، تصحيف.
4- سير الأعلام 19/9.
5- تقرأ بالأصل:«نصفا» تصحيف.

و سويد بن عبد العزيز توفي سنة أربع و تسعين و مائة (1)،و هو ابن أربع و ثمانين سنة.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، أنا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمد، نا محمد بن سليمان، نا محمد بن الفيض، حدثني خالي محمد بن عبد اللّه بن مسعود بن يوسف الكندي قال: شهدت جنازة سويد بن عبد العزيز، أبي محمد السّلمي، سنة أربع و تسعين و مائة بدمشق، و صلى عليه منصور ابن المهدي، قال محمد بن الفيض: و كان سويد قاضي العجم.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن عبد العزيز بن أحمد [أنا] (2) تمام بن محمد، أخبرني أبي، نا أبو العباس محمد بن جعفر بن ملاس، نا الحسن بن محمد بن بكار بن بلال قال: و توفي أبو محمد سويد بن عبد العزيز السّلمي في سنة أربع و تسعين و مائة.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (3):و مات سويد بن عبد العزيز سنة أربع و تسعين و مائة و صلّى عليه منصور ابن المهدي (4).

و هكذا قال عمرو بن عبد السلام.

[9887] سويد بن عمرو الأنصاري

شهد غزوة مؤتة من نواحي البلقاء من أعمال دمشق، و استشهد بها.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن محمد بن زياد، نا محمد بن عبد الملك، نا يزيد بن هارون، أنا مجمع بن يحيى، نا سويد بن عمرو الأنصاري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«بلوا أرحامكم و لو بسلام» (5).قال ابن مندة: رواه وكيع و غيره عن مجمع. قال ابن مندة: سويد بن عامر بن

ص: 357


1- تهذيب الكمال 213/8.
2- سقطت من الأصل.
3- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 278/1.
4- كان منصور ابن الخليفة المهدي، كان يقرب أهل العلم و يكرمهم، و قد ولي أعمالا كثيرة، توفي في سنة 236 ه ، انظر تاريخ بغداد 82/13.
5- رواه ابن الأثير في أسد الغابة 339/2 في ترجمة سويد بن عامر بن زيد بن حارثة الأنصاري. و بلّوا أرحامكم يعني: ندّوها بصلتها.

زيد بن جارية (1) الأنصاري، روى عنه مجمع بن يحيى لا تعرف له صحبة.[قال ابن عساكر:] (2) كذا قال في الترجمة ابن عامر، و قال في الحديث ابن عمرو، و هو الصواب، و سويد هذا إن كان الذي استشهد بمؤتة فالحديث مرسل (3).

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمد بن عبد الرحمن، نا محمد بن سعد قال: قالوا:

أخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين وهب بن سعد، و سويد بن عمرو و قتلا جميعا يوم مؤتة شهيدين.

[9888] سويد بن غفلة بن عوسجة بن عامر بن وداع

ابن معاوية بن الحارث بن مالك بن عوف بن سعد بن عوف

ابن حريم بن جعفى بن سعد العشيرة بن مذحج

- و هو مالك - بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب

ابن زيد بن كهلان بن سبأ أبو أمية الجعفي

أدرك الجاهلية و الإسلام، و قيل إنه صلّى مع النبي صلى اللّه عليه و سلم (4)،و شهد فتح اليرموك، و خطبة عمر بالجابية، و سكن الكوفة.

و روى عن عمر، و علي، و بلال، و أبي الدرداء، و أبي ذر.

روى عنه الشعبي، و أبو ليلى (5) سلمة بن معاوية، و يقال: معاوية بن سلمة الكندي،

ص: 358


1- كذا بالأصل، و في أسد الغابة:«حارثة» و في الإصابة 99/2 خارجة.
2- زيادة للإيضاح.
3- عقب ابن حجر في الإصابة 99/2 على تعقيب ابن عساكر بقوله: كيف يكون مرسلا و مجمع يقول حدثنا، بل يكون الصواب فيه: سويد بن عامر كما تقدم.
4- و قيل إنه قدم المدينة حين نفضت الأيدي من دفن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. قال المزي في تهذيب الكمال و هو الأثبت.
5- بالأصل: ليلة.

و عمران بن مسلم، و نفّاعة بن مسلم، و عبد العزيز بن رفيع، و عبدة بن أبي لبابة، و خيثمة بن عبد الرّحمن، و طلحة بن مصرّف، و أبو قيس عبد الرحمن بن ثروان، و أسامة بن أبي عطاء، و عمران (1) بن مسلم الجعفي.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمد بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا علي بن الجعد قال: أنا يحيى بن عبد الحميد، يعني الحمّاني، قالا: ثنا شريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن أبي (2) ليلى الكندي، عن سويد بن غفلة قال: قدم عليه مصدّق (3) النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخذت بيده، فقرأت كتابه، فإذا فيه:«لا يجمع بين متفرّق، و لا يفرّق بين مجتمع خشية الصدقة»، قال: فأتيته بناقة عظيمة ململمة فقال: أي سماء تظلّني، و أيّ أرض تقلني إذا أخذت خيار مال امرئ مسلم ؟ فأتيته بناقة من الإبل خيار فقبلها (4).

تابعهما محمد بن عيسى بن الطباع، عن شريك.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن أبي ليلى الكندي، عن سويد بن غفلة قال: أتانا مصدّق النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أخذت بيده، و قرأت عهده:«أن لا يجمع بين متفرّق و لا يفرّق بين مجتمع، خشية الصدقة»، فأتاه رجل بناقة عظيمة ململمة فأبى أن يأخذها، ثم أتاه بأخرى دونها، فأخذها، ثم قال: أيّ أرض تقلّني أو أي سماء تظلّني إذا أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم و قد أخذت خيار إبل امرئ مسلم.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمد [بن] (5) الحصين، أنا أبو علي الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (6)،حدثني أبي، نا هشيم، أنا هلال بن خباب، نا

ص: 359


1- كذا و لعله مكرر.
2- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
3- فوقها ضبة بالأصل. و المصدق: عامل الزكاة الذي يستوفيها من أربابها (النهاية: صدق).
4- انظر النهاية لابن الأثير (فرق) و أسد الغابة 340/2.
5- سقطت من الأصل.
6- رواه أحمد بن حنبل في المسند 472/6 رقم 18859 طبعة دار الفكر.

ميسرة أبو صالح، عن سويد بن غفلة قال: أتانا مصدّق النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: فجلست إليه، فسمعته يقول: إنّ في عهدي:«أن لا آخذ من راضع لبن، و لا يجمع بين متفرّق، و لا يفرّق بين مجتمع»«،و أتاه رجل يناقة كوماء (1)،فقال: خذها، فأبى أن يأخذها.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين (2) بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا عمرو بن محمد الناقد، نا هشيم، عن هلال بن خبّاب، عن ميسرة أبي صالح، عن سويد بن غفلة قال: أتانا مصدّق النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخذت بيده، و قرأت عهده:«لا يفرّق بين مجتمع، و لا يجمع بين متفرّق»، و أتاه رجل بناقة كوماء و قال: خذها فأبى.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، و أبو محمد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان.

ح و أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان.

قالوا: أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى البيع (3) و الحسين بن إسماعيل المحاملي، أنا أبو حميد الجلاب، نا هشيم، نا هلال بن خبّاب، عن أبي صالح ميسرة، عن سويد بن غفلة قال: أتانا مصدّق النبي صلى اللّه عليه و سلم فقعدت إليه، فقلت: أيش في كتابك ؟ فقال:«أن لا أفرّق بين مجتمع، و لا أجمع بين متفرّق»، فأتاه رجل بناقة كوماء، فأبى أن يقبلها.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي قال: قال لنا (4) أبو سليمان الخطابي: الململمة هي المستديرة سمنا (5)،أخذت من اللمّ و هو الجمع، قال اللّه تعالى: وَ تَأْكُلُونَ التُّرٰاثَ أَكْلاً لَمًّا [سورة الفجر، الآية:19] أي أكلا كثيرا مجتمعا (6)،و إنّما ردّها لأن النبي صلى اللّه عليه و سلم نهى المصدّق عن أخذ خيار المال، و نهى صاحب

ص: 360


1- ناقة كوماء: هي العظيمة السنام (القاموس المحيط ).
2- تحرفت بالأصل إلى: الحسن.
3- قسم من اللفظة مطموس. و قراءتها غير ممكنة، و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في سير الأعلام 221/17.
4- بالأصل: أنا.
5- و قال ابن شميل: ناقة ململمة و هي المدارة الغليظة الكثيرة اللحم المعتدلة الخلق (قاله في تاج العروس عنه: لمم).
6- جاء في تاج العروس (لمم) في تفسيرها: قال الفراء: أي شديدا، و قال الزجاج: أي تلمون بجميعه، و في الصحاح: أي نصيبه و نصيب صاحبه، و قال أبو عبيدة: يقال: لممته أجمع حتى أتيت على آخره.

المال أن يعطي من رذالته، و لكن وسطا بينهما لا يضرّ بأهل الصّدقة، و لا يجحف بأرباب المال.

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم.... (1)،أنا إبراهيم بن منصور السلمي، أنا محمد بن إبراهيم بن علي، أنا أبو يعلى الموصلي، نا دحيم، نا معاذ، يعني ابن هشام، حدثني أبي عن قتادة، حدثني عامر الشعبي، عن سويد بن غفلة أن عمر بن الخطاب خطب بالجابية فقال: نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن لبس الحرير إلاّ موضع إصبعين أو ثلاث أو أربع.

أخرجه مسلم (2) عن زهير[14193].

أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن، أنا أبي أبو القاسم القشيري.

و أخبرنا أبو نصر سعيد بن أبي بكر (3) بن أبي نصر الشعري (4) قال: أخبرتنا فاطمة بنت الحسن بن علي الدقاق.

قالا: أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، نا يزيد بن سنان و عبد الرحمن بن محمد بن منصور.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المقرئ، أنا محمد بن عبد اللّه بن محمد الجوزقي، أنا إسماعيل بن محمد الصفار، و عبد اللّه بن عبد الرحمن بن حماد - ببغداد - قالا: نا عبد الرحمن بن محمد بن منصور.

قالا: نا معاذ بن هشام، نا أبي عن قتادة، حدثني عامر بن شراحيل الشعبي، عن سويد ابن غفلة أن عمر بن الخطاب خطب بالجابية، و في حديث الجوزقي، قال: خطب عمر بالجابية فقال: نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن لبس الحرير إلاّ موضع إصبعين أو ثلاث أو أربع[14194].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر، أنا محمد بن عبد اللّه، أنا محمد بن

ص: 361


1- غير واضحة، و نميل إلى قراءتها المزني، و انظر ترجمته في سير الأعلام 47/20 و ليس في نسبه هذه اللفظة.
2- صحيح مسلم، كتاب اللباس و الزينة، باب تحريم استعمال إناء الذهب و الفضة على الرجال و النساء. و خاتم الذهب و الحرير على الرجال 1643/3 حديث رقم(2069)(15).
3- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 72/أ.
4- تقرأ بالأصل: السعدي، و المثبت عن المشيخة.

يعقوب ابن يوسف بن معقل (1)،نا يحيى بن أبي طالب، أنا عبد الوهاب بن عطاء، أنا داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن سويد بن غفلة، عن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه.

و رواه عبد اللّه بن أبي السفر عن الشعبي، و وقع إلي عاليا.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو جعفر محمد بن علي بن محمد السمناني، أنا أبو محمد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، أنا عبد اللّه بن أبي السفر قال: سمعت الشعبي يحدّث عن سويد بن غفلة قال:

كنا في غزاة بالشام، فقضينا غزاتنا، فقدمنا على عمر و هو بظهر المدينة يستقبلنا أو يتلقانا، فلما رآنا و علينا الديباج و الحرير جعل يرمينا، فرجعنا فخلعناها و لبسنا برودا يمانية ثم أتيناه، فلما رآنا قال: مرحبا بالمهاجرين، إن اللّه عز و جل لم يرض الحرير و الديباج لمن كان قبلكم فيرضاه لكم ؟ ثم قال: إن الحرير لا يصلح منه إلا هكذا، و أشار بإصبعه السبابة و الوسطى، ثم زاد إصبعا إصبعا إلى أربع قال: فحدثت به الحكم فقال: أخبرني خيثمة عن سويد بن غفلة عن عمر قال: لا يصلح منه إلاّ هكذا و هكذا، مثل حديث الشعبي.

و رواه حصين بن عبد الرحمن عن الشعبي أتمّ من هذا.

أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها، و ابنه أبو الحسن علي، قالا: أنا أبو الفضل أحمد بن علي بن الفرات، أنا [أبو] (2) محمد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا محمد بن عائذ، نا سويد بن عبد العزيز، عن حصين، عن عامر الشعبي، عن سويد بن غفلة قال:

لما هزمنا العدو يوم اليرموك أصبنا يلامق (3) ديباج و حرير فلبسناها، و قدمنا على عمر، و نحن نرى أنه يعجبه ذلك، فاستقبلنا و سلمنا عليه، قال: فشتمنا و رجمنا بالحجارة حتى سبقناه نعدو، قال: فقال بعض القوم لقد بلغه عنكم شرّ، و قال بعضهم: فلعله في زيّكم هذا الذي عليكم فضعوه، فإن هو فعل بكم هذا فقد بلغه عنكم شرّ، قال: فوضعنا ثيابنا تلك

ص: 362


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و نميل إلى قراءتها: مغفل، تصحيف و الصواب ما أثبت، و هو محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل، أبو العباس النيسابوري الأصم، ترجمته في سير الأعلام 452/15.
2- سقطت من الأصل.
3- اليلامق جمع يلمق، فارسي معرب، معناه القباء (تاج العروس: يلمق).

و أتيناه، فسلّمنا عليه، فرحّب و ساءلنا ثم قلنا له: أتيناك فسلّمنا عليك فشتمتنا و رجمتنا، و أتيناك الآن فسلّمنا فردّيت و رحّبت بنا. قال: فقال: إنّكم جئتموني في زيّ أهل الكفر، و إنكم الآن في زيّ أهل الإيمان، و إنّه لا يصلح من الديباج إلاّ هكذا، و أشار بإصبعيه، و هكذا و أشار بثلاث أصابعه، و هكذا و أشار بأربع أصابعه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في أهل الكوفة: سويد بن غفلة الجعفي، روى عن أبي بكر، و عمر، و أدرك إمارة الحجّاج، و دخل عليه حتى أذّن بالهاجرة.

ح قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد ابن عبيد.

ح و قرأنا على أبي عبد اللّه، عن أبي (1) نعيم محمد بن عبد الواحد، و أبي المعالي محمد بن عبد السلام.

ح و قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي المعالي محمد بن عبد السلام، قالا: أنا علي بن محمد خزفة (2) قالا: نا محمد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت أبي يقول: سويد بن غفلة أبو أمية.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح (3) بن حبيب يقول: و سويد بن غفلة يكنى أبا أمية.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، و أبو نصر محمد بن الحسن بن البنا، قالا: قرئ على أبي محمد الجوهري، و نحن نسمع، عن أبي عمر بن حيوية، أخبرنا أحمد ابن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (4) قال: في الطبقة الأولى من

ص: 363


1- سقطت من الأصل.
2- إعجامها مضطرب بالأصل و صورتها: حرفه.
3- تقرأ بالأصل: برخ، تصحيف، و الصواب ما أثبت.
4- طبقات ابن سعد الكبرى 68/6.

تابعي أهل الكوفة: سويد بن غفلة بن عوسجة بن عامر بن وداع بن معاوية بن الحارث بن مالك بن عوف ابن سعد [بن عوف بن حريم بن جعفي بن سعد] (1) العشيرة من (2) مذحج، أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و وفد عليه فوجده و قد قبض، فصحب أبا بكر، و عمر، و عثمان، و عليا، و شهد مع علي صفين، و سمع من عبد اللّه بن مسعود، و لم يسمع من عثمان شيئا، يكنى أبا أمية.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل قال: قال أبي: و سويد بن غفلة بن عوسجة بن عامر، قدم على النبي صلى اللّه عليه و سلم فوجده قد قبض.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك ابن عبد الجبّار، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد زاد أحمد و محمد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال (3):سويد ابن غفلة أبو أمية الجعفي الكوفي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد (4)- إجازة-.

ح قال: و أنا الحسين، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (5):

سويد بن غفلة أبو أمية الجعفي، أدرك الجاهلية، روى عنه أبو ليلى الكندي، و عمران ابن مسلم، و نفّاعة بن مسلم، سمعت أبي يقول ذلك، ذكره أبي (6) عن (7) إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: سويد بن غفلة ثقة.

ص: 364


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم عامود نسبه عن ابن سعد.
2- بالأصل: بن. و المثبت عن ابن سعد.
3- التاريخ الكبير للبخاري 142/2/2.
4- تحرفت بالأصل إلى: أحمد، و الصواب عن سند مماثل.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 234/1/2.
6- تحرفت بالأصل إلى:«ابن» و الصواب عن الجرح و التعديل.
7- تحرفت بالأصل إلى:«علي» و الصواب عن الجرح و التعديل.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد ابن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو أمية سويد بن غفلة الجعفي، سمع عمر، و عليا.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: قرأت بخط مسلم بن الحجاج: ذكر من أدرك الجاهلية و لم يلق النبي صلى اللّه عليه و سلم، و لكنه صحب الصحابة بعد النبي صلى اللّه عليه و سلم، منهم سويد بن غفلة الكندي، يكنى أبا أمية.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر (1) الوائلي، أنا الخصيب (2) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن [أبي] (3) عبد الرحمن، أخبرني أبي قال:

أبو أمية سويد بن غفلة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمد بن عثمان قال: أبو أمية سويد بن غفلة.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو طاهر الأنباري، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أحمد بن محمد الآبنوسي قال: سويد بن غفلة أبو أمية.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد قال: سويد بن غفلة بن عوسجة أبو أمية أدرك الجاهلية، و لم يسمع من النبي صلى اللّه عليه و سلم، سكن الكوفة.

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي (4) علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم قال (5):أبو أمية سويد بن غفلة بن عوسجة بن عامر بن وداع بن معاوية بن الحارث بن مالك بن أدد الجعفي الكوفي، أدرك زمان النبي صلى اللّه عليه و سلم، و مالك بن أدد بن

ص: 365


1- غير واضحة بالأصل لسوء التصوير.
2- تحرفت بالأصل إلى: الحصيب.
3- سقطت من الأصل.
4- سقطت من الأصل.
5- أبو أحمد الحاكم في الأسامي و الكنى لم يذكره فيمن كنيته «أبو أمية».

جعفر بن صعب بن سعد العشيرة، و سمع عمر بن الخطاب، و علي بن أبي طالب، روى عنه الشعبي، و أبو عيسى عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري.

حدثنا الثقفي، نا يعقوب بن إبراهيم، نا ابن مهدي، عن سفيان، عن إبراهيم هو ابن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة قال: قال: لي عمر: يا أبا أمية.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: سويد بن غفلة أبو أمية الجعفي، أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و هاجر إليه، و أدرك دفن النبي صلى اللّه عليه و سلم حين نفضوا أيديهم عنه، كناه عمر بن الخطاب أبا أمية، و كان أسنّ منه، و كان النبي صلى اللّه عليه و سلم أكبر منه بسنتين، ذكر أنه ولد عام الفيل.

أخبرنا جعفر بن أحمد الخصاف، نا أحمد بن الهيثم، نا أبو نعيم قال: سمعت عبد السلام يذكره عن الشعبي.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل محمد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، نا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمد الكلاباذي (1) قال: سويد بن غفلة أبو أمية الجعفي الكوفي أدرك الجاهلية، و أسلم و لم يهاجر، سمع علي بن أبي طالب، و أبيّ بن كعب، روى عنه خيثمة بن عبد الرحمن، و سلمة بن كهيل، في اللقطة، و فضائل القرآن، و صفة النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى الشعبي عنه أنه قال: أنا أصغر من النبي صلى اللّه عليه و سلم بسنتين (2).قال البخاري:

قال أبو نعيم: مات سنة ثمانين (3)،و قال الذهلي: و فيما كتب إليّ أبو نعيم نحوه، و قال ابن نمير: مات سويد بن غفلة سنة إحدى و ثمانين و له عشرون و مائة سنة، حدّثني بذلك أبو نعيم، و قال غيره: و هو ابن إحدى و ثلاثين سنة، و يقال ابن ثمان و عشرين و مائة سنة، و قال عمرو بن علي: مات سنة اثنين و ثمانين و هو ابن عشرين و مائة سنة.

و قال ابن سعد (4):قال الواقدي: توفي سنة إحدى أو اثنين و ثمانين، و قال ابن أبي شيبة: حدثنا الفضل بن دكين، حدثنا حنش بن الحارث قال: رأيت سويد بن غفلة يمرّ إلى

ص: 366


1- يعني أبا نصر البخاري أحمد بن محمد بن الحسين بن الحسن، ترجمته في سير الأعلام 94/17.
2- سير الأعلام 70/4 و تاريخ الإسلام(81-100) ص 76.
3- تهذيب الكمال 217/8.
4- الطبقات الكبرى لابن سعد 70/6.

امرأة من بني أسد و هو ابن سبع و عشرين و مائة (1)،و قد قيل: إنّ لسويد صحبة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن غانم، أنبأ أبو القاسم عبد الرحمن بن [أبي] (2)عبد اللّه ابن مندة (3)،أنا أبي، أنا سهل بن السّري، نا سفيان بن وكيع (4)،عن يونس بن بكير (5)،عن عمرو و هو ابن شمر، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة قال:

رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم أهدب الشعر، مقرون الحاجبين، واضح الثنايا، أحسن شعر وضعه اللّه على رأس إنسان، الحديث.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد، أنا أبو محمد التميمي، أنا عبد الرحمن بن عثمان، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (6)،ثنا محمد بن أبي أسامة، نا مبشّر بن إسماعيل (7)، ثنا عبد اللّه (8) بن الزبرقان، حدثني أسامة بن أبي عطاء أنه كان عند النعمان بن بشير، إذ أقبل سويد بن غفلة أبو (9) أمية، فأرسل إليه، فدعاه و النعمان يومئذ أمير، فقال: أ لم يبلغني أنك صلّيت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: و مرة (10)؟قال: لا بل مرارا، كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا سمع النداء كأنه لا يعرف أحدا من الناس.

كذا قال، و الصواب: سليم (11) بن عبد اللّه بن الزبرقان، و هو أنطاكي.

ص: 367


1- تهذيب الكمال 216/8 و طبقات ابن سعد 69/6.
2- سقطت من الأصل. و هو عبد الرحمن بن أبي عبد اللّه محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده العبدي الأصبهاني، ترجمته في سير الأعلام 349/18.
3- بالأصل: بن أبي منده.
4- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 70/4 و تاريخ الإسلام(81-100) ص 77.
5- تقرأ بالأصل: بدر، و المثبت عن سير الأعلام.
6- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 659/1-660.
7- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 71/4 و تاريخ الإسلام(81-100) ص 77.
8- كذا في الأصل و تاريخ أبي زرعة، و عنه يأخذ المصنف، و الذي عند الذهبي في كتابيه: عن سليمان بن عبد اللّه بن الزبرقان.
9- تحرفت في تاريخ أبي زرعة إلى: بن.
10- الذي في تاريخ أبي زرعة: قال: أو مرة، لا بل مرارا.
11- كذا بالأصل، و مرّ في رواية الذهبي:«سليمان» و سيمر في الرواية التالية «سليمان».

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (1)،أنبأ تمام بن محمد، و عبد الرحمن بن غنم بن القاسم، و عقيل بن عبيد اللّه بن عبدان.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأ أبو محمد بن أبي نصر، قالوا: أنا أبو بكر أحمد بن القاسم، أنا أبو زرعة، نا محمد بن أبي أسامة، نا مبشّر بن إسماعيل، عن سليمان بن عبد اللّه بن الزبرقان، عن أسامة ابن أبي عطاء، قال: كنت عند النعمان بن بشير، فدخل عليه سويد بن غفلة فقال له النعمان: أ لم يبلغني أنك صليت مع النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: مرّة، لا بل مرارا، كان النبي صلى اللّه عليه و سلم إذا نودي بالأذان كأنه لا يعرف أحدا (2).

[قال ابن عساكر] (3) و هذا هو الصواب، فقد رواه موسى بن أيوب، عن مبشّر، فقال:

عن سليمان بن الزبرقان، و روي أنه قدم المدينة بعد دفن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أنبأنا أبو سعد المطرز (4)،و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ (5)،نا أبو حامد بن جبلة، نا أبو العباس السراج، نا خالد بن الليث، أنا الحسن بن علي، نا أبو جعفر النفيلي، نا الحارث بن مسلم بن الرّحيل الجعفي قال: قدم الرّحيل (6) و سويد حين فرغوا من دفن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أو قال: حين نفضوا أيديهم من التراب.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أبي الحسن الدارقطني.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنا، عن عبد الكريم بن محمد المحاملي، قالا: أنا أبو الحسن الدارقطني، نا محمد بن مخلد، نا أبو بكر بن عبد اللّه (7) بن المستورد يعرف بأبي

ص: 368


1- تحرفت بالأصل إلى: الكناني.
2- هذه الرواية عند الذهبي في سير الأعلام و تاريخ الإسلام، و زيد فيهما: من الناس.
3- زيادة للإيضاح.
4- تحرفت بالأصل إلى: المطيري.
5- رواه ابن حجر في الإصابة 528/1 من طريق أبي نعيم في ترجمة رحيل الجعفي، و الخبر في سير الأعلام 71/4 و تاريخ الإسلام ص 76.
6- الرحيل بالمهملة و مصغرا، كما في الإصابة.
7- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

سيار، نا عبد الرحمن بن عمرو البجلي، نا زهير بن معاوية، حدثني أسعر (1) بن الرّحيل: أن أباه و سويد بن غفلة انتهيا حين رفعت الأيدي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فنزل سويد على عمر، و نزل الرّحيل على بلال.

قال: و نا ابن مخلد، نا أبو الأحوص القاضي (2) محمد بن الهيثم، نا عبد الرحمن بن عمرو أبو عثمان، نا زهير، عن ابنه فيما يظن عن أسعر بن الرّحيل، أو سمعه زهير من أسعر، الشك من أبي عثمان، قال: قدم الرّحيل و سويد بن غفلة حين نفضت الأيدي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فنزل سويد على عمر، و نزل الرّحيل على بلال.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن غانم الحداد، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبي أبو عبد اللّه، أنا أحمد بن سليمان بن حذلم، نا موسى بن محمد، نا النّفيلي، نا زهير، عن الحارث ابن مسلم ابن عمّ زهير قال: قدم الرّحيل و سويد بن غفلة على النبي صلى اللّه عليه و سلم حين سوّي عليه التراب.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، و أبو سعد محمد بن علي بن محمد بن جعفر الرستمي قالوا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان (3)،نا يحيى بن بكير بن عبد اللّه، نا نعيم بن ميسرة، عن بعضهم، عن سويد بن غفلة قال: أنا [لدة] (4) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ولدت عام الفيل.

ح، و رواه يعقوب في موضع آخر (5) عن أحمد بن الخليل، عن يحيى بن بكير (6)، و هو فيما أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا أحمد بن الخليل، عن يحيى بن بكير يذكره.

ص: 369


1- كذا رسمها بالأصل.
2- تقرأ بالأصل:«القاص» و المثبت عن تهذيب الكمال، ترجمته في سير الأعلام 156/13 و تهذيب الكمال 17/ 298.
3- الخبر في المعرفة و التاريخ 235/1-236 و سير الأعلام 70/4 و تاريخ الإسلام(81-100) ص 76.
4- بياض بالأصل، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
5- المعرفة و التاريخ 235/1 و هذه هي الرواية الموجودة فيها و لم أعثر على رواية أخرى فيها.
6- الذي في المعرفة و التاريخ: يحيى بن أبي بكير.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا الفضل بن دكين، عن عبد السلام بن الحارث قال: قال الشعبي: قال سويد بن غفلة كان النبي صلى اللّه عليه و سلم أكبر مني بسنتين.

أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي في كتابه، ثم حدثني أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد ابن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمد بن علي قالوا: أنا أبو أحمد زاد أحمد و محمد ابن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال (1):و قال لي أحمد بن أبي الطيب، عن عبد السلام، عن زياد بن خيثمة، عن الشعبي، عن سويد قال: أنا أصغر من النبي صلى اللّه عليه و سلم بسنتين، قال: هشيم: بلغ سويد ثمان و عشرين و مائة سنة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الطيب، أنا أبو منصور محمد بن الحسين بن محمد، أنا أبو العباس أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمد بن الخليل، نا محمد بن إسماعيل، نا أحمد بن أبي الطيب، نا عبد السلام بن حرب، عن زياد بن خيثمة، عن عامر قال: قال سويد ابن غفلة: أنا أصغر من النبي صلى اللّه عليه و سلم بسنتين.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد قال: نا عبد العزيز بن أحمد، نا عبد الرحمن بن عثمان، أنا أبو الميمون، أنا أبو زرعة (2)،حدثني أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا أبو بكر بن عيّاش، عن أبي (3) حصين، عن سويد بن غفلة قال: صليت مع أبي بكر، و عمر، و عثمان.

ح أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنا، قالا: قرئ على أبي محمد الجوهري، عن أبي عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (4)،أنا الفضل بن دكين، نا حنش بن الحارث، عن [علي] (5) ابن مدرك أن

ص: 370


1- الخبر في التاريخ الكبير 142/2/2 و من طريق زياد بن خيثمة رواه الذهبي في كتابيه تاريخ الإسلام (ص 76) و سير الأعلام 70/4.
2- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 660/1.
3- في تاريخ أبي زرعة: ابن.
4- الطبقات الكبرى لابن سعد 69/6.
5- سقطت من الأصل و زيدت عن ابن سعد.

سويد بن غفلة كان يؤذن بالهاجرة، فسمعه الحجّاج و هو بالدير فقال: ائتوني بهذا المؤذن، فأتي بسويد ابن غفلة فقال: ما حملك على الصلاة بالهاجرة ؟ فقال: صلّيتها مع أبي بكر، و عمر، فقال: لا تؤذن لقومك و لا تؤمّهم.

و كان أبو بكر بن عيّاش يروي هذا الحديث أيضا عن [أبي] (1) حصين، عن سويد، و يزيد فيه: و عثمان. قال: فقال الحجاج: اطرحوه عن الأذان و عن الأمّ .

ح قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي جعفر بن المسلمة، أنا أبو الحسن محمد بن عمر بن بهتة البزار، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، نا هاشم (2) بن القاسم، نا محمد بن طلحة (3)،عن عمران بن مسلم قال:

مر رجل من صحابة الحجّاج على مؤذن جعفي (4)،و الحجاج في قصره، و هو يؤذن، فأتى الحجاج فقال: أ لا تعجب من أنّي سمعت مؤذن جعفي (5) يؤذن بالهجير؟ قال: فأرسل فجاء به فقال: ما هذا الأذان ؟ فقال: ليس لي أمر إنما سويد الذي يأمر بهذا، فأرسل إلى سويد فجيء به، فقال له الحجاج: ما هذه الصلاة ؟ قال: صلّيتها مع أبي بكر، و عمر، و مع عثمان، فلما ذكر عثمان جلس و كان مضطجعا فقال: أ صلّيتها مع عثمان ؟ قال: نعم، قال: لا تؤمنّ قومك، و إذا رجعت إليهم فسبّ عليا (6)،قال: نعم، سمعا و طاعة، فلما أدبر قال الحجاج لقد عهد للشيخ الناس و هم يصلّون الصلاة هكذا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم الواعظ ، أنا أبو علي ابن الصواف، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا حسين بن علي، عن الوليد بن علي، عن أبيه قال: كان سويد بن غفلة يؤمهم و هو ابن عشرين و مائة سنة.

ص: 371


1- سقطت من الأصل و زيدت عن ابن سعد.
2- غير واضحة بالأصل و صورتها: ميثم. و الصواب ما أثبت راجع ترجمة يعقوب بن شيبة في تاريخ بغداد 281/14 و انظر تاريخ الإسلام(81-100) ص 77.
3- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 71/4-72 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 77-78 و انظر طبقات ابن سعد 69/6 و الحلية 175/4.
4- تقرأ بالأصل: جحفي، تصحيف، و الصواب عن المصدرين المتقدمين.
5- كذا بالأصل و هو خطأ و الصواب:«مؤذنا جعفيا» كما في تاريخ الإسلام و في سير الأعلام: مؤذن الجعفيين.
6- كذا بالأصل و تاريخ الإسلام، و في سير الأعلام: فلانا.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا أحمد بن محمد بن الفضل، نا أبو العباس السراج، نا أبو كريب و هنّاد (2)،قالا: نا الحسين بن علي الجعفي (3)،عن الوليد بن علي، عن أبيه قال: كان سويد بن غفلة يؤمنا في شهر رمضان في القيام و قد أتى عليه عشرون و مائة سنة.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني (4)،أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (5):قال محمد بن أبي عمر إن سفيان حدّثهم عن عاصم بن كليب قال: كان سويد بن غفلة يمر بنا ماشيا إلى الجمعة، و هو ابن عشرين و مائة سنة، و تزوج جارية بكرا، و هو ابن ست عشرة (6) سنة و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (7)،نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان، نا عاصم بن كليب الجرمي (8) قال: رأيت سويد بن غفلة يمر بنا ماشيا إلى الجمعة، و هو ابن ست (9) عشرة و مائة، و تزوج بكرا و هو ابن ست عشرة و مائة.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن غانم الحداد، أنا أبو القاسم بن مندة.

ح و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أخبرنا شجاع بن علي، قالا: أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا الهيثم بن كليب - إجازة - نا ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين قال ابن أبي خيثمة: و سمعت أحمد بن حنبل يقول: قيل لهشيم: فسويد كم أتى عليه ؟ قال: ثمان و عشرون و مائة، قيل: من ذكره ؟ قال: ابن أبي خالد.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن بن

ص: 372


1- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 175/4.
2- بالأصل: أبو كريب بن هناد، خطأ، و الصواب عن الحلية.
3- و من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 216/8.
4- تحرفت بالأصل إلى: الكناني.
5- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 657/1.
6- بالأصل: ستة عشر.
7- المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 227/1.
8- بالأصل:«الحرمي» تصحيف و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
9- بالأصل: ستة عشر.

لؤلؤ، أنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس قال: سمعت عبد اللّه ابن داود يقول (1):سمعت علي بن صالح يقول: بلغ سويد بن غفلة عشرين و مائة سنة لم ير محتبيا قط و لا متساندا قط ، و أصاب بكرا، قال ابن داود: يعني في العام الذي توفي فيه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل البقال، أنا أبو الحسين بن بشران (2)،أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا الحميدي، نا سفيان، عن عاصم بن كليب قال: تزوج سويد بن غفلة بكرا و هو ابن ست عشرة و مائة سنة (3).

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر ابن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،نا أبو نعيم، نا حنش بن الحارث بن لقيط النخعي، و هو كوفي ثقة، قال رأيت سويد بن غفلة يمر إلى امرأة له من بني أسد و هو ابن عشرين (5) و مائة سنة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس النهاوندي، أنا أبو عبد اللّه بن محمد بن عبد الرحمن بن الخليل، نا محمد بن إسماعيل، نا أبو (6) نعيم، نا حنش بن الحارث بن لقيط النخعي قال: رأيت سويد بن غفلة يمر إلى امرأة من بني أسد. و هو ابن سبع و عشرين و مائة سنة، و كنيته أبو أمية الجعفي، قال: أتانا مصدق النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن غانم الحداد، أنا عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق.

ح و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي قالا: أنا محمد بن إسحاق، أنا عبد اللّه بن إسحاق، نا ابن عبد العزيز، نا أبو نعيم، نا حنش بن الحارث قال:

ص: 373


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 216/8 و الذهبي في سير الأعلام 72/4 و تاريخ الإسلام(81-100) ص 78.
2- بالأصل: الحسين و بشران، خطأ.
3- سير الأعلام 72/4 و تاريخ الإسلام(81-100) ص 78.
4- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 226/1.
5- في المعرفة و التاريخ: و هو ابن سبع و عشرين و مائة.
6- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

رأيت سويد ابن غفلة يمر إلى امرأة في بني أسد، و هو ابن سبع و عشرين و مائة سنة، و ربما وصل و ربما لم يصل (1).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم و ابنه أبو علي و أبو الحسين بن الوهاب بن جعفر الميداني و أبو نصر بن الجبّان (2) قالوا: أنا أبو سليمان بن زبر (3).

ح و أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد اللّه بن الحسن بن أبي الحديد، أنبأ جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الربعي، أنا أبو الفرج العباس بن محمد بن حيان قالا: أنا محمد بن أحمد بن عمارة، نا الحسين بن علي بن الأسود، نا الحسين بن علي الجعفي، أخبرني شيخ أن سويد بن غفلة ابتكر جارية و هو ابن سبع و عشرين و مائة.

قرأنا على أبي الفضل محمد بن ناصر عن أبي المعالي محمد بن عبد السلام و قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي نعيم محمد بن عبد الواحد بن حصية قالا: أنا علي بن محمد بن خزفة (4)،أنا محمد بن الحسين الزعفراني، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا عبد الرحمن بن صالح، حدثني عبد الرحمن بن حماد الجهني، عن محمد بن أبان عن عمران ابن مسلم قال: كان سويد بن غفلة إذا قيل له: ولي فلان، قال: حسبي كسرتي و ملحي.

هذا وهم، و الصواب عبد اللّه بن جياد.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (5) أنا محمد بن أحمد في كتابه، نا موسى ابن إسحاق، نا عبد الرحمن بن صالح، نا عبد اللّه بن جياد (6) الجهني عن محمد بن أبان الجعفي عن عمران بن مسلم قال: كان سويد بن غفلة إذا قيل له: أعطي فلان، و ولي فلان قال: حسبي كسرتي و ملحي.

ص: 374


1- تهذيب الكمال 216/8.
2- تحرفت بالأصل إلى: الخباز.
3- تحرفت بالأصل إلى: زيد.
4- بالأصل: حرفه.
5- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 176/4 و تهذيب الكمال 216/8 و سير الأعلام 72/4.
6- كذا بالأصل هنا، و فيما مر قريبا، و في الحلية: جناد.

قال: و أنا سليمان بن أحمد، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أحمد بن محمد ابن بلال قال: سمعت علي ابن المديني يقول (1):دخلت منزل أحمد بن حنبل فما شبهت بيته إلا بما وصف من بيت سويد بن غفلة من زهده و تواضعه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين ابن الطيوري و ثابت بن بندار بن إبراهيم، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، زاد ابن الطيوري و ابن عمه أبو نصر محمد بن الحسن قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدثني أبي أحمد قال (2):سويد بن غفلة الجعفي، كوفي، تابعي، ثقة. و كان جاهليا، يكنى أبا أمية.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف و أبو نصر ابن البنا قالا: قرئ على أبي محمد الجوهري و نحن نسمع عن أبي عمر (3) بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (4)،أنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن ليث، عن خيثمة قال: أوصى سويد بن غفلة قال: إذا متّ فلا تؤذنوا بي أحدا و لا تقربوا قبري جصّا و لا آجرا و لا عودا، و لا تصحبني امرأة، و لا تكفنوني إلا في ثوبي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمد، أنا أبو علي بن الصواف، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمد، نا الهيثم بن عدي، قال: سويد بن غفلة الجعفي مات في ولاية الحجاج قبل الجماجم.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا أبو محمد، نا أبو الميمون، نا أبو زرعة الدمشقي (5)،أخبرني أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين أن سويد بن غفلة بقي إلى أيام الحجاج.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد، أنا محمد بن الحسن بن محمد، أنا أحمد بن

ص: 375


1- تهذيب الكمال 216/8 و سير الأعلام 72/4 و تاريخ الإسلام(81-100) ص 78.
2- رواه العجلي في كتابه تاريخ الثقات ص 212 رقم 643.
3- تحرفت بالأصل إلى: عمرو.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 69/6-70.
5- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 660/1.

الحسين بن زنبيل، نا عبد اللّه بن محمد، نا عبد الرحمن بن الخليل، نا محمد بن إسماعيل، قال: قال أبو نعيم: مات سويد بن غفلة سنة ست.

[قال ابن عساكر:] (1) هذا وهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، أنا أحمد بن إبراهيم، نا أبو نعيم قال: سويد بن غفلة بن عوسجة أبو أمية مات سنة ثمانين.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك و أبو الحسن مكي بن أبي طالب قالا: أنا أبو أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن الصفار، أنا أبو إسماعيل السلمي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الصوفي، أنا أبو خازم (2) بن الفراء، أنا يوسف بن عمر، نا محمد بن مخلد، نا عباس بن محمد، نا أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج، أنا سهل بن بشر بن أحمد، و أحمد ابن محمد بن سعيد قالا: أنا محمد بن أحمد بن عيسى، أنا أبو العباس منير بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، نا أحمد بن الهيثم، قال: قال أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج، أنا سهل بن بشر بن أحمد، و أحمد بن محمد بن سعيد قالا: أنا محمد بن أحمد بن عيسى، أنا أبو العباس منير بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم نا أحمد بن الهيثم، قال: قال أبو نعيم.

ح و أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي الحافظ ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد ابن الحسن و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي و اللفظ له، قالوا: أنا عبد الوهاب بن أحمد، زاد أحمد و محمد بن الحسن قالا: أنا أبو بكر الشيرازي. أنا أبو الحسن المقرئ، أنا

ص: 376


1- زيادة للإيضاح.
2- تحرفت بالأصل إلى: حازم.

أبو عبد اللّه البخاري قال (1):قال أبو نعيم: و مات سويد بن غفلة سنة ثمانين.

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال أبو نعيم و فيها يعني سنة ثمانين مات سويد بن غفلة.

قال المدائني: و فيها مات سويد بن غفلة، و قال ابن نمير: مات سويد سنة إحدى، و له عشرون و مائة. و قال عمرو: و مات سويد بن غفلة يكنى أبا أمية سنة اثنتين و ثمانين، و هو ابن عشرين و مائة سنة.

و ذكر ابن زبر أن الهروي أخبره عن إسحاق بن سنان عن أبي نعيم، و أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن المدائني، و أن الهروي أخبره عن محمد بن عبد اللّه بن سليمان عن ابن نمير، و أن مصعب بن إسماعيل أخبره عن محمد بن أحمد بن هامان بذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلص إجازة قال محمد بن عبيد اللّه بن عبد الرحمن بن عيسى بن خلف السكري أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة، أخبرني أبي حدثني أبو عبيد القاسم بن سلام قال: سنة إحدى و ثمانين فيها: مات سويد بن غفلة الجعفي بالكوفة يقال إنه كان ابن سبع و عشرين و مائة. و يقال: إن سويد بن غفلة مات فيها يعني سنة اثنتين و ثمانين.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي. أنبأ نصر بن أحمد بن نصر، أنبأ محمد بن أحمد الجواليقي.

ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الحسين بن الطيوري و أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار، قالا: أنا الحسين الطناجيري قالا: أنا محمد بن زيد بن علي، أنا محمد بن محمد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، نا الفضل بن عمرو قال: مات سويد بن غفلة سنة إحدى و ثمانين و له عشرون سنة و مائة سنة.

قرأنا على أبي الفضل محمد بن ناصر، عن أبي المعالي عبد السلام.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن عن أبي نعيم الواسطي قالا: أنا أبو الحسن بن خزفة.

ص: 377


1- التاريخ الكبير للبخاري 142/2/2-143.

ح و قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن عن أبي نعيم أيضا عن أبي الحسين ابن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن بيري قراءة قالا: أنا محمد (1) بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة قال: قال المدائني و توفي سويد بن غفلة سنة إحدى و ثمانين و يقال: سنة اثنتين و ثمانين، دعا اللّه يعني سويد بن غفلة أن يميته، فمات.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، أنا أبو بكر ابن أبي الدنيا، نا ابن سعد قال:

في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة سويد بن غفلة الجعفي، قال الواقدي: توفي سنة إحدى أو اثنتين و ثمانين و يكنى أبا أمية، و قد روى عن أبي بكر، و عمر، و علي، و عبد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو علي محمد بن محمد بن المسلمة و أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد قالا: أنا أبو الحسن الحمامي، أنا الحسن بن محمد بن السكون، أنا محمد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي، أنا ابن نمير، قال: مات سويد بن غفلة سنة إحدى و ثمانين و له عشرون و مائة [سنة] قال ابن نمير: حدثني بذلك أبو نعيم عن حنش.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنبأ علي بن محمد بن أحمد بن نصير، أنا محمد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص عمرو بن علي قال: مات سويد بن غفلة سنة اثنين و ثمانين و هو ابن عشرين و مائة سنة و يكنى أبا أمية.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو الحسين محمد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خياط قال (2):و من سعد العشيرة و هو مالك ابن أدد من بني جعفي بن صعب (3) بن سعد العشيرة: سويد بن غفلة بن عوسجة بن عامر بن وداع بن معاوية بن الحارث بن مالك، يكنى أبا أمية، عمّر، مات سنة إحدى أو اثنتين و ثمانين.

ص: 378


1- بالأصل: أبو محمد.
2- طبقات خليفة بن خياط ص 247 رقم 1049.
3- بالأصل: مصعب، و المثبت عن طبقات خليفة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق أنا عمران نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (1) قال: و في سنة اثنين و ثمانين مات سويد بن غفلة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أحمد بن محمود بن أحمد، أنا أبو بكر ابن المقرئ، نا عبد الرحمن بن الحسن الضراب، نا محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي، نا المحاربي، قال: زعم أشعث بن سوار أن سويد بن غفلة مات و هو ابن مائة و عشرين سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين ابن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، أنا أبو الأحوص القاضي، نا عمرو بن خالد قال: سمعت زهيرا يقول:

كان سويد بن غفلة أكبر من عمر بن الخطاب و مات سويد و هو ابن عشرين و مائة سنة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن غانم، أنا عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق، نا أبي قال: و قال عمرو بن خالد عن زهير بن معاوية: كان سويد أكبر من عمر، مات و هو ابن عشرين و مائة سنة.

أخبرنا عبد اللّه بن جعفر البغدادي نا محمد بن عمرو بن خالد عن أبيه بهذا، و قال يحيى بن معين: مات سويد، هو ابن مائة و خمس (2) عشرة سنة في ولاية الحجاج. أخبرنا الهيثم بن كليب إجازة، نا ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين. قال ابن أبي خيثمة: و سمعت أحمد بن حنبل يقول: قيل لهشيم فسويد كم أتى عليه ؟ قال: ثمان و عشرون. قيل: من ذكره ؟ قال: ابن أبي خلدة. و قال المدائني: مات سنة إحدى و ثمانين أو اثنين و ثمانين.

أخبرنا الهيثم إجازة عن ابن أبي خيثمة عنه.

و قال ابن عيينة عن عاصم بن كليب: كان سويد بن غفلة أتت عليه ثلاثون و مائة سنة، و كان يأتي الخيف ماشيا و يتزوج.

ص: 379


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 288.
2- بالأصل: خمسة عشر سنة.

قال: و أنبأ عبد اللّه بن إبراهيم المقرئ، نا صالح بن أحمد، نا أحمد بن حنبل قال:

قيل لهشيم: فسويد بن غفلة كم أتى عليه ؟ قال: ثمان و عشرون و مائة، قيل: من ذكره ؟ قال:

ابن خلدة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقال، أنا علي بن محمد بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدثني أبو عبد اللّه أحمد. قال: قيل لهشيم: فسويد بن غفلة ؟ قال: ثمان و عشرين و مائة. قيل له: من ذكره ؟ قال: إسماعيل بن أبي خلدة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المشكاني، أنا محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد بن الحسن، أنا عبد اللّه بن محمد بن عبد الرحمن، نا محمد بن إسماعيل البخاري، حدثني أحمد بن أبي الطيب، قال: سمعت هشيما يقول: زر بن حبيش بلغ سنّه مائة و اثنين و عشرين، و سويد بن غفلة سنه ثمان و عشرون و مائة. قيل: من ذكر هذا؟ قال:

إسماعيل بن أبي خلدة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن الطيوري، أنا أبو العباس أحمد بن عمر بن أحمد البرمكي، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسماعيل بن سمعون، نا محمد بن محمد بن أبي حذيفة، نا أبو أمية، نا الخضر بن محمد بن شجاع الحراني، نا هشيم. أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد قال: توفي زر بن حبيش و هو ابن اثنتين و عشرين و مائة سنة و توفي سويد بن غفلة و هو ابن سبع و عشرين و مائة سنة، و توفي أبو عثمان النهدي و هو ابن أربعين و مائة سنة.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف و أبو نصر بن البنا قالا: قرئ على أبي محمد الجوهري، و نحن نسمع، عن أبي عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد قال (1):أنا الفضل بن دكين قال: مات سويد بن غفلة و هو ابن مائة و ثمان و عشرين سنة.

ص: 380


1- الطبقات الكبرى لابن سعد 70/6.
[9889] سويد بن كلثوم بن قيس بن خالد الأكبر بن وهب

ابن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان المحاربي بن فهر الفهري

قالوا: محمد بن سويد استعمله (1) على دمشق.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، أنا أبو الحسن الحمامي، أنا أبو علي بن الصواف، نا أبو محمد الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر البخاري قال: قالوا: فخرج خالد يعني ابن الوليد في ألف رجل حتى انتهى إلى دمشق، و بها سويد بن كلثوم بن قيس الفهري من بني محارب بن فهر، و كان أبو عبيدة استخلفه بدمشق في خمسمائة رجل. قالوا: فقدمها خالد، فعسكر خارجا منها و أمر سويد بن كلثوم أن يقيم في جوفها (2).و ذكر حكاية (3) في فتح حمص. (4)

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص ثنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار قال في تسمية بني فهر: و سويد بن كلثوم بن قيس، ولي دمشق.

و الزبير هو الذي نسبه.

[9890] سويد بن منجوف بن ثور بن عفير بن زهير

ابن كعب بن عمرو بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة

أبو علي - و يقال: أبو المنهال - ابن النصري

رأى علي بن أبي طالب، و معاوية بن أبي سفيان. و وفد عليه.

و سمع أبا هريرة.

روى عنه المسيب بن رافع.

ص: 381


1- كذا العبارة بالأصل، و الذي في الإصابة نقلا عن الزبير بن بكار أن أبا عبيدة استعمل محمد بن سويد على دمشق.
2- الإصابة 100/2.
3- غير واضحة بالأصل، و لعل الصواب ما أثبت، و في الإصابة: و ذكر القصة.
4- كلمة غير مقروءة بالأصل.

ح قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد بن أبي عمر بن حيويه أنبأ أبو الطيب محمد بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة.... (1) نا الأسود بن سنان، نا خالد بن سمير قال: اختلفت أنا و سويد بن منجوف إلى أنس بن مالك.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنى، نا مسدد بن مسرهد، نا معتمر قال:

سمعت أبي يقول: حدثنا السميط أن سويد بن منجوف حمل على فرس... (2) ثم أراد أن يشتريه فقال له رجل: إن أبا هريرة نهاني أن أشتري صدقتي.

ح قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنا، عن أبي تمام الواسطي عن أبي عمر بن حيويه أنا محمد بن القاسم، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: و سويد بن منجوف يكنى أبا المنهال، حدثنا بذاك محمد بن سلام عن رجل من ولد أبي بكرة. قال: قال عبيد اللّه بن أبي بكرة لسويد بن منجوف يا أبا المنهال، و هذا أبو علي بن سويد بن منجوف.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسن بن الحمامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: سويد بن منجوف السدوسي سمع من أبي هريرة.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، حدثنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأ أبو الفضل أحمد ابن الحسن و أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار و محمد بن علي و اللفظ له، قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمد زاد أحمد و محمد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل (3) قال: سويد بن منجوف هو والد علي بن سويد البصري، رأى عليا رضي اللّه عنه، يروي عنه مسيب بن رافع. قال أحمد بن علي: هو جدي سويد [أبو المنهال السدوسي و هو سدوس بن شيبان بن ذهل بن ربيعة] (4).

ح قرأت في كتاب أبي محمد عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة العبدي فيما رواه عنه أبو سليمان ثنا الحارث بن أبي أسامة، نا أبي أبو أسامة، نا ابن سعد أنا محمد بن عمر يعني

ص: 382


1- كلمة غير واضحة بالأصل.
2- كلمة غير واضحة بالأصل.
3- التاريخ الكبير للبخاري 143/4.
4- ما بين معكوفتين استدرك عن التاريخ الكبير.

الواقدي قال: وجدت هذا الكتاب عند عبد اللّه بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر.

فقرأته عليه و سألته ممن هذا، و إليك هذا. فإذا هو بوطه (1) إلى ناحية الكوفة، قال: لما أراد معاوية أن يبايع أهل الأمصار ليزيد بالخلافة كتب إلى زياد أن يوفد عليه وجوه أهل الكوفة و البصرة، و خرج أهل البصرة يريدون الشام حتى إذا قدموا الكوفة خرج معهم أهل الكوفة.

فاصطحبوا جميعا الأحنف بن قيس التميمي و المنذر [بن] الجارود العبدي و كان سيدا مطاعا، و عبد اللّه بن حازم السلمي و كان أجل أهل زمانه، و سويد بن منجوف السدوسي و كان ذا أدب... (2) و مالك بن مسمع و كان شجاعا، و المغيرة بن عبد اللّه التميمي، و كان فيهم من أهل الكوفة أبو بردة بن أبي موسى و محمد بن الأشعث بن قيس و أبو سماك الأسدي و عامر بن عبد الأسود العجلي، و ذكر الخبر بتمامه.

أنبأنا أبو علي محمد بن محمد بن عبد العزيز بن المهدي، و حدثنا أبو الحجاج يوسف بن مكي الحارثي عنه، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي سنة سبع و ثلاثين و أربعمائة، أنبأ أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان، نا أبو بكر محمد بن يزيد بن محمود بن منصور بن راشد الخزاعي المعروف بابن أبي الأزهر، نا عمر بن شبة، نا محمد بن سلام، أخبرني عمر بن عبيد اللّه بن أبي بكر قال: نحل عبيد اللّه بن أبي بكرة ابنه سويد أن.... (3) معقل، فأخرج وجوها من وجوه الناس يشهدهم عليها و فيهم سويد بن منجوف، فقال سويد للمنحول يا بني علي بتقوى اللّه و حفظ المال، فإن أباك قد نحلك مالا عظيم الخطر، فقال عبيد اللّه: و كذاك نراها يا أبا علي. قال: نعم. قال: فاشهدوا أنها له، و إني قد عوضت ابني كذا و كذا.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسين السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى التستري نا خليفة العصفري (4) قال: و في سنة ثنتين و سبعين مات سويد بن منجوف السدوسي.

ص: 383


1- كذا رسمها بالأصل.
2- كلمة غير واضحة بالأصل.
3- كلمة غير واضحة بالأصل.
4- تاريخ خليفة ص 268.

الفهرس

[9756] جابر بن عمرو أبي صعصعة بن زيد بن عوف ابن منذر بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار، و اسمه: تيم اللّه ابن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأنصاري النجاري أخو قيس بن أبي صعصعة 3

[9757] جابر الرّعيني والد سعيد بن جابر 4

[9758] جابر النّخعي 4

[9759] جارية بن أصرم الكلبي ثم الأجداري 5

[9760] جارية بن عبد اللّه الأشجعي حليف بني سلمة 6

[9761] جارية بن قدامة بن مالك بن زهير، و يقال: ابن قدامة ابن زهير بن الحصين ابن رزاح بن أبي سعد، و اسمه أسعد بن بجير ابن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن مرّ أبو أيوب، و يقال: أبو قدامة، و يقال: أبو يزيد التميمي ثم السعدي، و قيل: اسمه جويرية 7

[9762] جامع بن بكار بن بلال أبو عبد اللّه العاملي 22

[9763] جامع بن مخنف الكلابي 23

[9764] جانوش بن بك أبو الحسن الفرغاني 24

[9765] جبرون بن عبد الجبّار بن واقد الليثي 24

[9766] جبريل بن يحيى بن قرة بن عبيد اللّه بن عتبة بن سلمة ابن خويلد بن عامر بن

ص: 384

عائذ بن كلب بن عمرو بن لؤي ابن رهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس بن الغوث أبو غالب البجلي الجرجاني 25

[9767] جبلة بن الأيهم بن جبلة بن الحارث بن أبي شمر، و اسمه المنذر بن الحارث، و هو ابن مارية ذات القرطين، و هو ابن ثعلبة بن عمرو بن جفنة، و اسمه كعب بن عامر ابن جارية بن امرئ القيس، و مارية هي بنت أرقم بن ثعلبة ابن عمرو ابن جفنة. و يقال: جبلة بن الأيهم بن جبلة بن الحارث ابن ثعلبة بن جفنة بن عمرو بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس ابن ثعلبة بن مازن بن الأزد أبو المنذر الغساني الحنفي 28

[9768] جبلة بن سحيم، أبو سويرة 37

[9769] جبلة بن مطر 38

[9770] جبير بن الحويرث بن نقيذ 39

[9771] جبير بن مطعم بن عديّ بن نوفل 41

[9772] جبير بن نفير بن مالك بن عامر أبو عبد الرحمن و يقال أبو عبد اللّه الحضرمي 47

[9773] جحّاف بن حكيم بن عاصم بن قيس ابن سباع بن خزاعي بن محارب بن هلال بن فالج ابن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور السّلمي 51

[9774] جدار بن جدار العذري الصنعاني 54

[9775] جدّ بن قيس أحد العبّاد 55

[9776] جرّاح بن عبد اللّه بن جعادة بن أفلح ابن الحارث بن درّة بن حدقة بن مظّة، و اسمه سفيان ابن سليم بن الحكم بن سعد العشيرة بن مالك بن أدد ابن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ أبو عقبة الحكمي 56

[9777] جرجة بن عبد اللّه الرومي 61

[9778] جرول بن أوس بن جؤيّة و يقال: جرول بن مالك ابن جؤيّة بن مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس ابن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر أبو مليكة العبسي، المعروف بالحطيئة 62

ص: 385

[9779] جرول بن جنفل 68

[9780] جرير بن عبد اللّه بن جابر بن مالك ابن نصر بن ثعلبة بن جشم بن عويف بن خزيمة بن حرب ابن عليّ بن مالك بن سعيد بن مالك بن نذير بن قسر، و هو مالك بن عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث ابن نبت بن مالك بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان أبو عمرو، و قيل أبو عبد اللّه البجلي القسسري 69

[9781] جرير بن عبد اللّه بن عنبسة 82

[9782] جرير بن عبد المسيح بن عبد اللّه بن زيد ابن دوفن بن حرب بن وهب بن جلّى بن أحمس بن ضبيعة ابن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان الضبعي المتلمّس 83

[9783] جرير - و يقال: حريز - بن عتبة ابن عبد الرحمن الحرستاني 85

[9784] جرير بن عطيّة بن الخطفى، و اسمه حذيفة ابن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع بن حنظلة ابن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أدّ بن طابخة بن الياس ابن مضر بن نزار أبو حزرة الشاعر - بالحاء المهملة - البصري 86

[9785] جرير بن غطفان ابن جرير، أبو القاسم 95

[9786] جسر بن الحسن 96

[9787] جعثل بن هاعان بن عمرو بن البثوث أبو سعيد الرّعيني القتباني المصري 98

[9788] جعد بن درهم 99

[9789] جعفر بن أحمد بن الحسين أبو الفضل المقرئ المعروف بابن كرّار الضرر الثقفي 100

[9790] جعفر بن أحمد بن الحسين أبو محمد، القارئ المعروف بالسّرّاج البغدادي 101

[9791] جعفر بن أحمد بن عاصم بن الروّاس أبو محمد الأنصاري الدمشقي 102

[9792] جعفر بن أحمد بن أبي عبد الرحمن أبو محمد الشاماتي النيسابوري 103

[9793] جعفر بن أحمد بن علي بن بنان ابن زيد بن شبابة أبو الفضل الغافقي المصري 104

[9794] جعفر بن أحمد و يقال ابن محمد أبو محمد و يقال أبو الفضل المروروذي 105

ص: 386

[9795] جعفر بن إياس أبو بشر بن أبي وحشيّة اليشكري الواسطي 105

[9796] جعفر بن برقان، أبو عبد اللّه الكلابي مولاهم، الرقي 108

[9797] جعفر بن الحسن بن العباس بن الحسن ابن الحسين و هو أبو الحسن، بن علي بن محمد بن علي ابن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي أبو القاسم ابن محمد الحسيني المعروف بولي الدولة 112

[9798] جعفر بن الحسين أبو الفضل الصيداوي يعرف بابن الخراساني 112

[9799] جعفر بن حميد بن عبد الكريم بن فرّوخ ابن ديزح بن بلال بن سعد الأنصاري الدمشقي 113

[9800] جعفر بن الزبير الحنفي، و يقال الباهلي 113

[9801] جعفر بن سعيد بن جعفر البعلبكي 117

[9802] جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله ابن العباس بن عبد المطلب الهاشمي [أبو القاسم العباسي، ابن عم المنصور 117

[9803] جعفر بن أبي طالب عبد مناف ابن عبد المطلب بن هاشم، الطيار، ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم 120

[9804] جعفر بن عبد الجبار، و يقال ابن عبد الرزاق ابن محمد بن جبير بن عبد الرحمن، أبو محمد القراطيسي 135

[9805] جعفر بن عبد الرزاق بن عبد الوهاب ابن عبد الرزاق أبو الحسين المهندس 136

[9806] جعفر بن عبد الواحد بن جعفر ابن سليمان بن علي بن عبد اللّه بن العباس ابن عبد المطلب الهاشمي القاضي 136 [9807][جعفر بن عبيد اللّه أبو الفضل الدمشقي 138

[9808] جعفر بن عمرو بن أمية بن خويلد ابن عبد اللّه بن إياس بن عبد بن ناشرة بن كعب ابن جدي بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة ابن كنانة بن خزيمة بن مدركة الضمري المديني 139

[9809] جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد ابن موسى بن الحسن بن الفرات أبو

ص: 387

الفضل المعروف بابن حنزابة البغدادي الوزير 141 [9810][جعفر بن فلاح الأمير 143

[9811] جعفر بن محمد بن أحمد بن حمّاد ابن صبيح بن زياد التميمي 143

[9812] جعفر بن محمد بن بكر أبو العباس البالسي 144

[9813] جعفر بن محمد بن جعفر بن رشيد أبو الفضل الكوفي 144

[9814] جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام ابن عبد ربه بن زيد بن خالد بن قيس بن عمرو بن عدي ابن ربيعة بن الحارث أبو عبد اللّه الكندي، المعروف بابن بنت عدبّس، أخو هشام بن محمد الكندي 145

[9815] جعفر بن محمد بن الحارث أبو محمد المراغي 145

[9816] جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض أبو بكر الفريابي القاضي 146

[9817] جعفر بن محمد بن حمّاد أبو الفضل القلانسي 149

[9818] جعفر بن محمد بن سعيد بن شعيب ابن عبد اللّه بن عبد الغفار، و قيل ابن شعيب ابن ذكوان بن أبي أمية أبو عبد اللّه العبدري 150

[9819] جعفر بن محمد بن سوار بن سنان أبو محمد النيسابوري الحافظ 151

[9820] جعفر بن محمد بن عبد اللّه بن أحمد ابن العباس بن إدريس بن محمد بن جعفر بن إبراهيم ابن علي بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب أبو محمد الجعفري النيسابوري 152

[9821] جعفر بن محمد بن علي بن يزيد بن عبد اللّه أبو محمد الهمداني، المعروف بالمليح 152

[9822] جعفر بن محمد بن الفضل بن عبد اللّه أبو القاسم البغدادي الدقاق، المعروف بابن المارستاني 152

[9823] جعفر بن محمد بن الفضيل أبو الفضل الجزري الرّسعني 154

[9824] جعفر بن محمد بن محمد - و يقال: جعفر بن محمد بن خالد - البرذعي 155

[9825] جعفر بن محمد بن موسى أبو محمد النيسابوري الأعرج الحافظ 155

ص: 388

[9826] جعفر بن محمد بن الوليد 156

[9827] جعفر المتوكل بن محمد المعتصم ابن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد اللّه المنصور ابن محمد بن علي بن عبد اللّه بن العباس 157

[9828] جعفر بن محمد بن هشام ابن ملاس بن قاسم النميري 170

[9829] جعفر بن محمد بن يزدين أبو الفضل ابن السوسي 170

[9830] جعفر بن محمد أبو عبد اللّه المعرّي المغربي 170

[9831] جعفر بن محمود الكاتب [أبو الفضل الإسكافي] 171

[9832] جعفر بن موسى 172

[9833] جعفر بن ميسّر بن يغنم، أبو محمد 172

[9834] جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك أبو الفضل البرمكي 174

ذكر من اسمه ربيعة

[9835] ربيعة بن لقيط بن حارثة ابن عميرة التجيبي القردمي المصري 188

[9836] ربيعة - و يقال: النعمان بن نجوان بن معاوية، المعروف بأعشى بني تغلب أحد بني معاوية بن جشم ابن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل ابن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة ابن أسد بن ربيعة بن نزار 191

[9837] ربيعة بن يزيد أبو شعيب الإيادي القصير 192

[9838] ربيعة الشعوذي 200

ذكر من اسمه الربيع

[9839] الربيع بن ثعلب أبو الفضل مروزي الأصل 201

[9840] الربيع بن الجهم 207

[9841] الربيع بن حظيان - و يقال: جظيان بالجيم 207

[9842] الربيع بن حنطي 209

ص: 389

[9843] الربيع بن ربيعة بن مسعود بن مازن بن ذيب ابن عدي بن مازن بن الأزد و يقال: الربيع بن مسعود 210

[9844] الربيع بن زياد بن سابور و يقال: ابن سليم بن سابور الحرشي، مولاهم، الكاتب 222

ذكر من اسمه سليمان

[9845] سليمان بن يسار أبو عبد الرحمن و يقال أبو عبد اللّه و يقال أبو أيوب أخ عطاء و عبد اللّه مولى ميمونة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم 223

[9846] سليمان أبو الربيع 244

[9847] سليمان الطيّار 244

[9848] سليمان أبو أيوب الخوّاص 244

ذكر من اسمه: سليم

[9849] سليم بن أسود بن حنظلة أبو الشعثاء المحاربي الكوفي 253 [9850][سليم بن أيوب بن سليم أبو الفتح الرازي الفقيه الشافعي الأديب 258

[9851] سليم بن خلدة أبو عمرو الأنصاري الزرقي 260

[9852] سليم بن عامر أبو يحيى الخبائري الكلاعي 261

[9853] سليم بن عبدة التغلبي 268

[9854] سليم بن عتر بن سلمة بن مالك بن عتر ابن وهب بن عوف بن معاوية بن الحارث ابن أيدعان بن سعد بن تجيب أبو سلمة التّجيبي المصري 268

[9855] سليم، أبو عامر 279

[9856] سليم أبو الصلت الحضرمي الشامي الحمصي 283

[9857] سليم مولى بني عذرة 284

[9858] سليم المشجعي 285

[9859] سليم مولى زياد 285

[9860] سليم مولى يزيد بن معاوية بن أبي سفيان 285

ص: 390

[9861] سليم بن صالح، أبو سفيان العنسي 285

ذكر من اسمه: سماك

[9862] سماك بن الأحوص الصوفي 288

[9863] سماك بن عبد الرحمن الدمشقي 288

[9864] سماك بن عبد الصمد بن سلام بن وديعة و قيل: ربيعة بن سماك بن رافع بن مالك أبو القاسم الأنصاري البغدادي 289

[9865] سماك بن عمرو الساعدي العاملي القضاعي 292

[9866] سماك بن مخرمة بن حمين بن ثلث ابن الهالك بن عمرو بن أسد بن خزيمة ابن مدركة ابن إلياس بن مضر الأسدي الهالكي الكوفي 294

[9867] سمرة بن سهم الأسدي - و يقال: القرشي 298

ذكر من اسمه سمط

[9868] السّمط بن الأسود بن جبلة، والد شرحبيل 301

[9869] السمط بن ثابت بن يزيد بن شرحبيل بن السّمط ابن ثابت بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية بن الحارث ابن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة الكندي 302

[9870] السمط والد يزيد بن السمط 303

[9871] سمعان بن هبيرة بن مساحق بن بجير بن حمير ابن أسامة بن نصر بن قعين ابن الحارث بن ثعلبة بن دودان ابن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر أبو سمّال الأسدي الكوفي 303

[9872] سمعون التغلبي 308

[9873] سمهري بن صبيح الكلبي 309

[9874] سمي بن عبد الله، و يقال: شمر الخثعمي 309

ذكر من اسمه سنان

[9875] سنان بن جابر الجهني 310

ص: 391

[9876] سنان بن أبي منصور، و يقال: ابن أبي منظور أبو الفضل مولى وائلة بن الأسقع 311

[9877] سنان بن يحيى 313

[9878] سندي بن شاهك أبو نصر مولى المنصور 313

[9879] سند بن بخناسة السعد 315

[9880] سند بن يحيى بن سند أبو صالح المعرّي 315

[9881] سواد بن قارب الأزدي، و يقال: السّدوسي 316

[9882] سويبط بن سعد بن حرملة بن مالك بن عميلة ابن السّبّاق بن عبد الدار بن قصي بن كلاب أبو حرملة القرشي العبدري 327

ذكر من اسمه سويد

[9883] سويد بن بكر الدمشقي 334

[9884] سويد بن سعيد المكي 334

[9885] سويد بن سعيد بن سهل بن شهريار أبو محمد المعروف بالحدثاني 335

[9886] سويد بن عبد العزيز بن نمير أبو محمد السلمي القاضي 345

[9887] سويد بن عمرو الأنصاري 357

[9888] سويد بن غفلة بن عوسجة بن عامر بن وداع ابن معاوية بن الحارث بن مالك بن عوف بن سعد بن عوف ابن حريم بن جعفى بن سعد العشيرة بن مذحج - و هو مالك - بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب ابن زيد بن كهلان بن سبأ أبو أمية الجعفي 358

[9889] سويد بن كلثوم بن قيس بن خالد الأكبر بن وهب ابن. ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان المحاربي بن فهر الفهري 381

[9890] سويد بن منجوف بن ثور بن عفير بن زهير ابن كعب بن عمرو بن سدوس ابن شيبان بن ذهل بن ثعلبة أبو علي - و يقال: أبو المنهال - ابن النصري 381

ص: 392

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.