تاریخ مدینة دمشق المجلد 66

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

الجزء السادس و الستون

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل. و اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر دراسة و تحقيق علي شيري الجزء السّادس و السّتّون أبو أحمد - أبو ظبية دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

جميع حقوق إعادة الطّبع محفوظة للنّاشر الطّبعة الأولى 1419 ه -1998 م

ص: 2

باب ذكر

اشارة

باب (1) ذكر (2)

من سمّي بكنيته أو اشتهرت كنيته في اسمه

سوى ما تقدم ذكره مرتّبا على الحروف أيضا

حرف الألف

8350 - أبو أحمد بن علي الكلاعي [الشامي الدمشقي]

8350 - أبو أحمد بن علي الكلاعي [الشامي الدمشقي] (3)(4)

من أهل دمشق.

حكى عن مكحول و أبي الزبير [و عمرو بن شعيب].

روى عنه: بقية بن الوليد.

ص: 3


1- انتهى المجلد المخطوط الثامن عشر من النسخة السليمانية، و التي نعتمدها كأصل في أول ترجمة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، يتلوه خرم في نسخ التاريخ حتى نهاية حرف التاء من باب الكنى. و لم يتوفر بين أيدينا فيما يلي من تراجم أي من نسخ التاريخ تتناول هذه التراجم، حتى أن مختصر ابن منظور يقف عند ترجمة يزيد بن معاوية أيضا. و قد صنع أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي الدمشقي مختصرا للتاريخ، حفظته المكتبة الأهلية في باريس يبدأ بترجمة يزيد بن أبي يزيد و ينتهي بترجمة أبي محمد القرشي. نستدرك من هنا التراجم التي اختصرها أبو شامة مع كل الاستدراكات الكثيرة التي استدركها أبو شامة على المصنف في أثناء التراجم، أو التراجم التي استدركها بشكل كامل. و سنشير إلى نهاية الاستدراك في موضعه.
2- كتب قبلها في مختصر أبي شامة: بسم اللّه الرحمن الرحيم، و به نستعين.
3- الزيادة للإيضاح عن تهذيب الكمال.
4- ترجمته في تهذيب الكمال(9/21 الترجمة 7788) ط دار الفكر و تهذيب التهذيب و تقريبه:(4/10 ترجمة 8207) ط دار الفكر و الأسامي و الكنى للحاكم 331/1 رقم 250 و ميزان الاعتدال 486/4 و المغني في الضعفاء 768/2.

فقال [بقية بن الوليد] (1) أخبرنا أبو أحمد الدمشقي عن أبي الزبير، عن جابر أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«ترّبوا (2) صحفكم؛ فإنّه أنجح لها، فإنّ التراب مبارك»[13315] (3).

قال (4) و أخبرنا أبو أحمد رجل كلاعي (5) من أهل دمشق عن مكحول، عن وائلة قال (6):قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«يضمّن (7) المقدّم على الدابة ثلثي ما أصابت و هو راكب (8)،و يضمن الرّديف الثلث»[13316].

قال أبو أحمد الحاكم (9):

أبو أحمد الكلاعي الدمشقي، روى عنه بقيّة بن الوليد حديثا لا يتابع عليه.

قال الحافظ أبو القاسم:

كذا ذكره الحاكم أبو أحمد فيمن لم يقف على اسمه، و عندي أنّه عمر بن أبي عمر الكلاعي (10).روى أبو ياسر عمار بن نصر، و محمّد بن عمرو بن حنان (11) عن بقية، عن عمر بن أبي عمر، عن أبي الزّبير حديث تتريب الكتاب (12).

قال أبو طالب أحمد بن حميد (13):

ص: 4


1- زيادة منا للإيضاح.
2- أي اجعلوا عليها التراب.
3- رواه المزي في تهذيب الكمال 10/21.
4- القائل بقية بن الوليد.
5- الكلاعي بفتح الكاف و اللام عن تقريب التهذيب.
6- من هذا الطريق رواه أبو أحمد الحاكم في الأسامي و الكنى 332/1.
7- في الأسامي و الكنى:«ضمن» في الموضعين.
8- في الأسامي و الكنى: راكبه.
9- ترجمته في الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 331/1 رقم 250.
10- تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 309/45 رقم 5258 طبعة دار الفكر.
11- بدون إعجام في مختصر أبي شامة، و المثبت عن تهذيب الكمال. راجع ترجمته في تهذيب الكمال 109/17.
12- تقدمت رواية الحديث في ترجمة عمر بن أبي عمر الكلاعي 310/45.
13- من طريق أبي طالب رواه المزي في تهذيب الكمال 9/21.

سألت أحمد بن حنبل في (1) السجن، عن حديث يزيد بن هارون بسنده عن جابر أنّ النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إذا كتبت كتابا فترّبه، فإنّه أنجح للحاجة»، قال: هذا حديث منكر.

8351 - أبو أحمد بن هارون الرشيد

8351 - أبو أحمد بن هارون الرشيد (2)

قدم دمشق في صحبة ابن أخيه جعفر المتوكل بن المعتصم بن الرشيد مع من قدم معه من أهل بيته في سنة أربع و أربعين و مائتين.

حكى عن المأمون أخيه.

و سمع غناء عمّته عليّة بنت المهدي (3) في شعرها - و يروى لأبي العتاهية (4):

ما لي أرى الأنصار (5) لي جافية *** لم تلتفت منّي إلى ناحيه

لا تنظر الناس إلى المبتلى *** و إنّما الناس مع العافية

صحبي سلوا ربّكم العافيه *** فقد دهتني بعدكم داهيه

صار مني بعدكم سيّدي *** فالعين من هجرانه باكيه

قال محمّد بن القاسم بن بشار أنشدنا أبو الحسن بن البراء لجذيمة بن أبي علي النحوي، يخاطب أبا أحمد بن الرشيد:

عجبت لقلبك كيف انقلب *** و من طول حبّك لي لم ذهب

و أعجب من ذا و ذا أنّني *** أراك بعين الرّضى في الغضب

و أذكر سالف أيّامنا *** فأبكي عليها دما منسكب

و ما كنت أوّل ذي هفوة *** و ما كنت أوّل مولى عتب

مات أبو أحمد بن الرشيد في رمضان سنة أربع و خمسين و مائتين (6).

ص: 5


1- في مختصر أبي شامة: عن، و المثبت عن تهذيب الكمال.
2- جمهرة أنساب العرب ص 23.
3- علية بنت المهدي أمها أم ولد، مغنية يقال لها مكنونة، و هي أخت الهادي و هارون الرشيد، و كانت علية من أحسن الناس و أظرفهم تقول الشعر الجيد و تصوغ فيه الألحان الحسنة.
4- الأبيات في الأغاني 170/10 و نسبها أبو الفرج لأبي العتاهية، و نقل عن ابن المعتز أنها لعليّة.
5- في الأغاني: الأبصار.
6- قال ابن حزم في الجمهرة أن أبا أحمد عمّر حتى أدرك المعتز.

8352 - أبو إبراهيم الدمشقي

إن لم يكن خالد بن اللّجلاج (1) فهو غيره.

حدّث عن أبي إدريس الخولاني.

روى عنه: عياش بن عباس القتباني (2).

8353 - أبو الأبرد الدمشقي

حدّث عن مكحول.

روى عنه: حرب بن سيار.

[روى عنه حرب بن سيار] (3) حديثا آخره:

«.. موتا (4) في طاعة خير من حياة في معصية».

8354 - أبو الأبطال

حكى عنه حاتم بن عطارد، و أبو كنانة شيخ لعبد اللّه بن المبارك.

قال ابن أبي الدنيا، حدّثنا أبو صالح المروزي قال: سمعت حاتم بن عطارد قال حدّثني أبو الأبطال قال:

بعثت إلى سليمان بن عبد الملك و معي ستة أحمال مسك، فمررت بدار أيوب بن سليمان، فأدخلت عليه، فمررت بدار ما فيها من الثياب و النّجد (5) بياض، ثم أدخلت منها إلى دار أخرى صفراء، و ما فيها كذلك، ثم أدخلت منها إلى دار حمراء، و ما فيها كذلك، ثم أدخلت منها إلى دار خضراء، و ما فيها كذلك؛ فإذا أنا بأيوب و جارية له على سرير، ما أعرفه من الجارية.

قال: و لحقني من كان في تلك الدّور، فانتهبوا ما معي من المسك. ثم خرجت، فلمّا صرت إلى سليمان صليت العصر في مسجده، فقلت لرجل إلى جنبي: هل شهد أمير

ص: 6


1- تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 181/16 رقم 1911.
2- هو عياش بن عباس القتباني الحميري، أبو عبد الرحمن، ترجمته في تهذيب الكمال 513/14.
3- الزيادة للإيضاح عن مختصر ابن منظور.
4- كذا جاء عند أبي شامة.
5- النجد: ما ينضد به البيت من البسط و الوسائد و الفرش، و النجد: متاع البيت من فرش و نمارق و ستور. جمعها: نجود و نجاد.

المؤمنين الصلاة ؟ فأشار لي إلى سليمان، فأتيته، فكلّمته، فقال: أنت صاحب المسك ؟ قلت: نعم، قال: اكتبوا له بالموافاة.

قال: ثم مررت بدار أيوب بعد سبعة عشر يوما فإذا الدار بلافع (1)،فقلت: ما هذا؟ قالوا: طاعون أصابهم.

8355 - أبو الأبيض العبسي الشامي

8355 - أبو الأبيض العبسي (2) الشامي (3)

من بني زهير بن جذيمة.

حدّث عن حذيفة بن اليمان، و أنس بن مالك.

روى عنه: ربعي بن حراش، و إبراهيم بن أبي عبلة، و يمان بن المغيرة. و يقال: إن اسمه عيسى.

قال سعيد بن عامر: حدّثنا شعبة عن منصور عن ربعي بن حراش عن أبي الأبيض رجل من أهل الشام قدم مع الوليد بن عبد الملك عن أنس قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصلّي العصر و الشمس بيضاء محلّقة (4)(5).

قال أبو محمّد بن أبي حاتم (6):

عيسى أبو الأبيض العبسيّ (7).

ثم قال في باب الكنى (8):

سئل أبو زرعة عن أبي الأبيض الذي روى عن أنس، فقال: لا يعرف اسمه.

ص: 7


1- البلاقع وصف الدار بالجمع مبالغة، و البلاقع جمع بلقعة و هي الأرض التي لا شجر فيها، و البلقعة: الأرض القفر التي لا شيء بها.(تاج العروس).
2- كذا عند أبي شامة: العبسي، و في مصادر ترجمته: العنسي.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 5/21 و تهذيب التهذيب 286/6 و التاريخ الكبير 8/8 (كتاب الكنى) و الجرح و التعديل 336/9 و حلية الأولياء 133/10.
4- محلقة أي مرتفعة.
5- رواه المزي في تهذيب الكمال 7/21.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 293/6.
7- كذا في مختصر أبي شامة، و في الجرح و التعديل و تهذيب الكمال 6/21 فيما نقله عن ابن أبي حاتم:«العنسي» بالنون. و مما جاء في الجرح و التعديل: عيسى أبو الأبيض العنسي روى عن أنس بن مالك، روى عنه ربعي بن حراش و إبراهيم بن أبي عبلة. ثنا عبد الرحمن قال قال أبي: سألني محمد بن سلم فقال: تعرف أحدا روى عن أبي الأبيض عن أنس غير ربعي ؟ فقلت له: نعم، روى عنه إبراهيم بن أبي عبلة فحرك رأسه.
8- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 336/9 رقم 1488.

قال الحافظ أبو القاسم (1):

لعل ابن أبي حاتم وجد في بعض رواياته «أبو الأبيض عبسيّ » (2) فتصحفت عليه بعيسى، و اللّه أعلم.

قال أبو الأبيض: قال لي حذيفة:

إنّ أقرّ أيامي لعيني يوم أرجع إلى أهلي، فيسألون الحاجة. و الذي نفس حذيفة بيده لسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ اللّه ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء، كما يتعاهد الوالد ولده بالخير، و إنّ اللّه ليحمي عبده المؤمن من الدنيا كما يحمي المريض أهله الطعام»[13317].

و قال أبو الأبيض: رابطت أنا و صاحب لي بالبصرة، فكنت أقصر و يتمّ ، فقضى لي أنس بن مالك عليه.

قال أحمد بن عبد اللّه العجلي (3):

أبو الأبيض شامي، تابعي، ثقة.

قال علي بن أبي حملة (4):

لم يكن أحد بالشام يستطيع أن يعيب الحجاج علانية إلاّ ابن محيريز (5)،و أبو الأبيض العبسي (6).فقال الوليد بن عبد الملك لأبي الأبيض: ما للحجاج كتب يشكوك ؟ لتنتهينّ ، أو لأبعثنّك إليه!.

قال بن عثّام (7) حدّثني أبو حفص عمر الجزري قال: كتب أبو الأبيض - و كان عابدا - إلى بعض إخوانه:

أمّا بعد، فإنّك لم تكلّف من الدنيا إلاّ نفسا واحدة، فإن أنت أصلحتها لم يضرّك فساد من فسد بصلاحها، و إن أنت أفسدتها لم تنتفع بصلاح من صلح بفسادها، و أعلم أنّك لا تسلم من الدنيا حتى لا تبالي من أكلها من أحمر أو أسود.

ص: 8


1- نقل المزي قول المصنف في تهذيب الكمال 6/21.
2- في تهذيب الكمال: عنسي.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 489، و نقله المزي في تهذيب الكمال عن العجلي 6/21.
4- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 6/21.
5- يعني عبد اللّه بن محيريز بن جنادة القرشي الجمحي المكي تقدمت ترجمته في هذا الكتاب 6/33 رقم 3559.
6- في تهذيب الكمال: العنسي.
7- من طريق علي بن عثام العامري نقله المزي في تهذيب الكمال 6/21 و أبو نعيم في حلية الأولياء 134/10.

قال محمّد بن عائذ: أخبرنا الوليد بن مسلم (1) حدّثني إسماعيل بن عياش:

أن رجلا من الجيش أتى أبا الأبيض العبسي (2) بدابق (3) قبل نزولهم على الطوانة (4)، فقال: رأيت في يدك قناة فيها سنان يضيء لأهل العسكر كضوء كوكب، فقال: إن صدقت رؤياك، إنّها للشهادة (5).قال: فاستشهد في قتال أهل الطّوانة.

قال ابن عائذ: فحدّثني محمّد بن يحيى الثقفي أنّ أبا الأبيض قال هذه الأبيات:

ألا ليت شعري هل يقولنّ قائل *** و قد حان منهم عند ذاك قفول:

تركنا، و لم نجنن من الطير لحمه *** أبا الأبيض العبسيّ و هو قتيل

فعري أفراسي، و رنّت (6) حليلتي *** كأن لم تكن بالأمس ذات حليل (7)

و ذي أمل يرجو تراثي، و إنّ ما *** يصير له منه غدا لقليل

و ما لي تراث غير درع حصينة *** و أجرد من ماء الحديد صقيل

و قيل (8):إن أبا الأبيض خرج مع العباس بن الوليد في الصائفة، فقال أبو الأبيض:

رأيت كأنّي أتيت بتمر و زبد، فأكلته، ثم دخلت الجنّة. فقال العباس: نعجّل لك الزّبد و التّمر، و اللّه لك بالجنّة. فدعا له بتمر و زبد، فأكله. ثم لقي أبو الأبيض العدو، فقاتل حتى قتل.

قال الليث:

و في سنة ثمان و ثمانين غزا مسلمة (9)،و عباس بن أمير المؤمنين طوانة.

قال الوليد بن مسلم (10):

ص: 9


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 7/21.
2- في تهذيب الكمال: العنسي.
3- تحرفت في تهذيب الكمال إلى: دانق.
4- الطوانة بضم أوله، و بعد الألف نون، بلد بثغور المصيصة (معجم البلدان).
5- كذا عند أبي شامة و تهذيب الكمال، و في مختصر ابن منظور: الشهادة.
6- أي صاحت صيحة حزينة.
7- في البيت إقواء.
8- الخبر نقله المزي عن المصنف في تهذيب الكمال 7/21.
9- تحرفت في مختصر أبي شامة إلى: سلم. و الصواب ما أثبت، راجع تاريخ خليفة ص 302.
10- تهذيب الكمال 7/21.

حدّثني من أصدق أن الوليد لمّا عزم على غزو الطّوانة - فذكر القصة، قال:- و قتل أبو الأبيض العبسي (1).

8356 - أبو أحيحة القرشي

8356 - أبو أحيحة (2) القرشي

شهد الفتح. و كان في جيش خالد الذي قدم معه من العراق، و قال شعرا في رافع دليل خالد إلى دمشق.

قال ابن إسحاق: قال أبو أحيحة القرشي (3):

للّه عينا رافع (4) أنّى اهتدى *** في مهمة مشتبه يعيي السّرى

و العين منه قد تغشّاها القذى *** معصوبة كأنّها ملأى قذى (5)

فهو يرى بقلبه ما لا ترى *** من الصّوى تبرى له ثم الصّوى (6)

أو النّقا بعد النّقا إذا سرى *** و هو به خبرنا و ما دنا

و ما رآه ليس بالقلب خسا *** قلب حفيظ و فؤاد (7) قد وعى

فوّز من قراقر (8) إلى سوى (9) *** و السير زعزاع و ما فيه ونى

خمسا إذا ما سارها الجيش بكى (10) *** في اليوم يومين رواح و سرى

ما سارها من قبله انس أرى (11) *** هذا لعمر رافع هو الهدى

و قد روي بعض هذا الرجز للقعقاع بن عمرو التميمي.

ص: 10


1- في تهذيب الكمال العنسي.
2- ترجمته في الإصابة 4/4 و قال ابن حجر: بمهملتين مصغرا.
3- بعض الرجز في الإصابة 4/4 و نسبها لأبي أحيحة، و بدون نسبة في فتوح البلدان ص 129 و غزوات ابن حبيش 1/ 187 و نسبها لراجز من المسلمين، و تاريخ الطبري 416/3.
4- هو رافع بن عمير الطائي، كما في فتوح البلدان. و في الإصابة: للّه در خالد.
5- في الإصابة: معصوبة كأنها ملئت ثرى.
6- الصوى جمع صوّة، و الصوة ما غلظ و ارتفع من الأرض. و الصوى الأعلام المنصوبة من الحجارة في المفازة المجهولة يستدل بها على الطرق.(تاج العروس: صوو).
7- في الإصابة: و فؤادي.
8- قراقر: واد لكلب بالسماوة من ناحية العراق.
9- سوى: ماء لبهراء من ناحية السماوة.
10- روايته في غزوات ابن حبيش: أرضا إذا ما سارها الجبس بكى. و في فتوح البلدان: ماء إذا ما رامه الجيش انثنى.
11- روايته في فتوح البلدان: ما جازها قبلك من انس يرى.

8357 - أبو الأخضر

مولى خالد بن يزيد بن معاوية.

حكى عن مولاه خالد.

روى عنه أبو عبد رب الزاهد.

ذكره أبو زرعة في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام.

قال أبو مسهر: حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، عن أبي عبد ربّ الزاهد (1) قال (2):

لقيت أبا الأخضر مولى خالد بن يزيد بن معاوية، فقلت له: خالد، قد علم العرب و العجم في أي ذلك وجد بناء هذه الدار؟- يعني دار الحجارة- (3) فقال: و اللّه سمعته يقول:

لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما وضعت فيها حجرا على حجر.

8358 - أبو الأزهر

ابن بنت أبي النجم العجلي الراجز.

كان مع جده عند سليمان بن عبد الملك بن مروان، و يقال: عند عبد الملك (4).

حكى عن جده أبي النجم الفضل بن قدامة (5).

سمع منه: أبو عمرو (6) إسحاق بن مرار الشيباني صاحب النحو و اللغة.

8359 - أبو إسماعيل

مولى داود بن علي (7).

حدّث عن علي بن عبد اللّه بن عباس.

روى عنه: محمّد بن داود بن علي قال: و كان فاضلا.

ص: 11


1- أقحم بعدها في مختصر أبي شامة: ذكره أبو زرعة.
2- الخبر رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 355/1.
3- إلى هنا ينتهي الخبر في تاريخ أبي زرعة.
4- انظر أخباره في الأغاني 153/10 في ترجمة جده.
5- و قيل اسمه المفضل، و أبو النجم من رجاز الإسلام الفحول المقدمين انظر أخباره في الأغاني 150/10.
6- في مختصر أبي شامة:«عمر» تصحيف. راجع ترجمته و أخباره في انباه الرواة 256/1 و تاريخ بغداد 329/6.
7- يعني أبا سليمان داود بن علي بن عبد اللّه بن عباس الهاشمي، راجع ترجمته في سير الأعلام 444/5.

قال الحافظ : الأظهر أنّ أبا إسماعيل هذا من مواليه بالحميمة، لأن عليا مات قبل انتقالهم عنها (1).

8360 - أبو الأسود البيروتي

سمع الأوزاعي و كتب عنه.

كان من أهل الفضل. له ذكر.

قال أبو مسهر، حدّثني الهقل، و ابن شعيب، و الوليد قالوا:

احترقت كتب الأوزاعي. قلنا له: يا أبا عمرو، إن نسخها عند أبي الأسود - و كان أبو الأسود رجلا فاضلا، و كان قد كتب كتب الأوزاعي، و صحّحها مرارا، و منزله ببيروت عند قبلة الجامع - فقال الأوزاعي: بل نحدّث بما حفظنا منها. و ما حدث بحرف من ذلك إلاّ ما كان يحفظه.

8361 - أبو أسيد - بالفتح - و يقال: أبو أسيد -بالضم - الفزاري

8361 - أبو أسيد - بالفتح - و يقال: أبو أسيد (2)-بالضم - الفزاري

من زهاد أهل دمشق.

حكى عنه: سعيد بن عبد العزيز، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و ابن أبي زكريا.

و ذكره أبو زرعة في طبقة قدم تلي الطبقة العليا من التابعين.

قال أبو بكر بن أبي داود:

أبو أسيد الفزاري، أحد الأبدال. يقال: كان مستجاب الدعوة.

قال أبو مسهر: حدّثني سعيد بن عبد العزيز قال:

قيل لأبي أسيد الفزاري: من أين تعيش ؟ قال: فكبّر اللّه، و حمده، و قال: يرزق اللّه - و في رواية: يرزق (3)-الكلب و الخنزير و لا يرزق أبا أسيد؟!.

قال: و مرّ أبو أسيد الفزاري بسوق الرءوس، فذكر هذه الآية: هُمْ فِيهٰا كٰالِحُونَ (4)، فخرّ مغشيّا عليه.

ص: 12


1- مات سنة 118 ه و هو ابن 78 سنة.
2- الاكمال لابن ماكولا 71/1 في باب أسيد بالضم.
3- في مختصر ابن منظور: يرزق اللّه الكلب.
4- سورة المؤمنون، الآية:104.

قال الوليد بن مسلم:

سألت ابن جابر، فقلت: من رأيت ممّن يخضب ؟ قال: رأيت عبد اللّه بن أبي زكريا (1)،و أبا مخرمة، و أبا أسيد، و بلال بن سعد (2)،و القاسم بن مخيمرة (3)،و عطيّة بن قيس (4) لا يخضبون بشيء، بيض لحاهم.

قال أبو مسهر: حدّثنا سعيد بن عبد العزيز:

أن أبا أسيد كان يمشي مع ابن أبي زكريا، فقال له ابن أبي زكريا: فلان يفعل كذا و كذا - و في رواية: كان من أمر الناس كذا - فقال أبو أسيد: ذكر الناس داء، و ذكر اللّه شفاء. ثم أعرض عنه، فلم ير منه ما يحبّه حتى فارقه.

قال: و أراد ابن أبي زكريا عبادة أبي أسيد، فلم يقدر عليها. و ما كان عندنا أعبد منه - يعني من أبي أسيد-.

قال عمرو بن أبي سلمة: سمعت سعيدا يحدث عن أبي عبد ربّ عن ابن أبي زكريا قال:

و كان أبو أسيد الفزاري يغتسل كل يوم لصلاة الصبح، ثم يغدو إلى المسجد، فيصلي الصبح، ثم يجلس، فيذكر اللّه حتى تمكنه السبحة، ثم يقوم يركع، فلا يزال يركع حتى نصف النهار، ثم ينصرف إلى أم الدّرداء، فتقوم عليه أم الدّرداء بمنزلة الأمة له، فإذا سمع المؤذّن راح، فلا يزال قائما يصلّي حتى العصر، ثم يصلي العصر، ثم يجلس بعد العصر، فيذكر اللّه حتى المغرب، ثم يصلي المغرب، ثم يقوم، فيركع، فلا يزال راكعا حتى ينصرف آخر الناس (5) من العشاء الآخرة، ثم ينصرف إلى أهله، و هو مع هذا صائم. قال: و كان منزله عند باب الشرقي، فيفطر مع أهله، ثم ينام نومة، فعسى ألا (6) ينام آخر أهل بيته حتى يستيقظ ، فلا يزال قاما يصلي حتى يصبح.

ص: 13


1- هو عبد اللّه بن أبي زكريا أبو يحيى الخزاعي الدمشقي، تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 111/27 رقم 3197 طبعة دار الفكر.
2- هو بلال بن سعد بن تميم أبو عمرو السكوني، تقدمت ترجمته في تاريخ دمشق 480/10 رقم 975.
3- هو القاسم بن مخيمرة أبو عروة الهمداني الكوفي، تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ دمشق 196/49 رقم 5685.
4- هو عطية بن قيس أبو يحيى الكلاعي، تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 467/40 رقم 4718.
5- كذا عند أبي شامة، و في مختصر ابن منظور: النهار.
6- في مختصر أبي شامة: أن لا ينام.

قال: فجاءه ابن أبي زكريا، فقال: قد علمت أنّه كان من الناس كيت و كيت. فقال أبو أسيد: ذكر اللّه شفاء، و ذكر الناس داء. ثم لم يره ما يحبّ حتى فارقه.

قال سعيد:

فهذا أعجب إليّ من عبادته.

قال سعيد أو غيره:

شهد أبو أسيد جنازة، فمرّ بعتبة باب داره، فإذا هو قد أصلح، فقال: ما نظرت إلى هذا بنهار منذ ثماني عشرة سنة.

8362 - أبو أميّة العلى ؟؟؟؟

8362 - أبو أميّة العلى ؟؟؟؟ (1)

حدّث عن بلال بن سعد (2).

روى عنه الوليد بن مسلم.

8363 - أبو أمية الشّعباني

8363 - أبو أمية الشّعباني (3)

حكى عن سفيان الثوري.

حكى عنه حبيب المؤذن - مؤذن مسجد سوق الأحد-.

8364 - أبو أوس

ذكره خليفة في الطبقة الأولى من أهل الشامات (4) فقال:

أبو أوس الدمشقي روى عنه مكحول.

8365 - أبو إياس الليثي

8365 - أبو إياس الليثي (5)

قيل: إنّ له صحبة، و إنّه شهد عمر بالجابية.

روى عنه عبيد اللّه بن عتبة بن مسعود على ما قيل (6).

ص: 14


1- كذا رسمها في مختصر أبي شامة.
2- عند أبي شامة: سعيد، تصحيف.
3- الشعباني نسبة إلى شعبان، قبيلة من قيس، و قبيلة من حمير (راجع الأنساب).
4- طبقات خليفة بن خيّاط ص 563 رقم 2902.
5- ترجمته في الإصابة 12/4 رقم 74.
6- و مما ذكره ابن حجر قال: ذكره ابن عساكر في حرف الألف و الباء الأخيرة من تاريخه فقال: قيل له صحبة و شهد عمر بالجابية، ثم ساق له من طريق عبيد اللّه بن أبي زياد عن الزهري عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة عن أبي إياس الليثي ثم الأشجعي صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه بينما هو عند عمر بالجابية زمان قدمها عمر جاء رجل فقال: إن امرأتي زنت. فذكر قصة. قال ابن عساكر: قال غيره: عن أبي زائدة الليثي، و هو الصواب. قال ابن حجر: قلت و هو محتمل، و يحتمل أن يكون هو أبا أناس الذي تقدم بالنون.

و هو وهم، و الصواب: أبو واقد (1) الليثي، و سيأتي ذكره في حرف الواو من الكنى حين أرسله عمر إلى المرأة التي زنت.

8366 - أبو أيوب

مولى معاوية و حاجبه. ذكر ذلك خليفة (2).

[قال ابن عساكر] (3):و المعروف: أبو يوسف.

8367 - أبو أيوب

رجل من أهل دمشق.

حكى عنه أبو عبد الملك الحسن بن يحيى الخشني (4) قوله.

8368 - أبو أيوب [الدمشقي]

إن لم يكن سليمان بن عبد الرّحمن، فهو غيره.

حكى عن السري بن ينعم (5) الجبلاني (6).

روى عنه: محمّد بن الحسين البرجلاني.

[قال محمّد بن الحسين البرجلاني] (7) حدّثني أبو أيوب الدمشقي: قال السّري بن ينعم - و كان من عباد أهل الشام- (8):بؤسا لمحبّ الدنيا، أ يحبّ ما أبغض اللّه تعالى ؟.

ص: 15


1- تحرفت في الإصابة إلى: أبي زائدة.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 228 (ت. العمري).
3- زيادة منا.
4- تقدم ترجمته 3/14 رقم 1479 أبو عبد الملك و يقال: أبو خالد. و الخشني: بضم الخاء و فتح الشين نسبة إلى خشين بطن من قضاعة (الأنساب).
5- ينعم بفتح التحتانية و سكون النون و ضم المهملة كما في تقريب التهذيب.
6- بدون إعجام في مختصر أبي شامة، و الصواب ما أثبت. راجع ترجمته في تهذيب الكمال 68/7.
7- زيادة منا للإيضاح.
8- إلى هنا الخبر في تهذيب الكمال 68/7 في ترجمة السري بن ينعم.

حرف الباء

8369 - أبو البختري

شهد وفاة عمر بن عبد العزيز.

روى عنه: سفيان.

قال الحافظ أبو القاسم:

أظن أبا البختري هذا مغراء (1) العبديّ (2).

8370 - أبو بردة بن عوف الأزدي

عراقي من التابعين.

وفد على يزيد بن معاوية. له ذكر.

8371 - أبو بردة

مولى سعيد بن عبد الملك بن مروان.

حدّث عن مكحول.

روى عنه: أبو رافع إسماعيل بن رافع المدني (3).

8372 - أبو بسرة الجهني

8372 - أبو بسرة (4) الجهني

شهد خطبة عمر بن الخطّاب بالجابية.

روى عنه: سليمان بن سحيم المدني مولى آل حنين (5).

8373 - أبو بشر التّنوخي

كان نصرانيا. خرج مع الروم إلى اليرموك، و حكى بعض أمر الوقعة.

ص: 16


1- مغراء بفتح أوله و سكون ثانيه و المدّ، كما في تقريب التهذيب.
2- مغراء العبدي ترجمته في تهذيب الكمال 294/18 و كناه أبا المخارق و يقال فيه: العيذي من بني عائذ.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 164/2.
4- بسرة بالضم فسكون، كما في تبصير المنتبه 1493/4.
5- تحرفت في مختصر أبي شامة إلى: حسن، و الصواب ما أثبت، راجع ترجمة سليمان بن سحيم المدني في تهذيب الكمال 54/8.

8374 - أبو بشر

8374 - أبو بشر (1)

مؤذن مسجد دمشق. يقال: إنه من أهل قنّسرين (2).

حدّث عن عامر بن لدين الأشعري، و مكحول، و عمر بن عبد العزيز.

روى عنه: معاوية بن صالح الحمصي (3)،و راشد بن سعد، و سعيد بن عبد العزيز.

مات سنة ثلاثين و مائة في خلافة مروان بن محمّد (4).

8375 - أبو بشر الكلاعي

حدّث عن أبي وهب عبيد اللّه بن عبيد الكلاعي.

روى عنه: الوليد بن مسلم، و وثقه.

8376 - أبو بشر المروزيّ

إن لم يكن إسحاق بن عبد اللّه بن كيسان (5)،فلا أدري من هو.

قدم دمشق و حكى عن منصور بن عمار.

حكى عنه أبو الحسن أحمد بن أبي الحواري.

قال البخاري (6):

عبد اللّه بن كيسان المروزي، أبو مجاهد. و له ابن يسمّى (7) إسحاق. منكر. ليس من أهل الحديث.

قال أبو أحمد الحاكم (8):

أبو بشر إسحاق بن عبد اللّه بن كيسان المروزي. يحدث عن أبيه، روى عنه أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب، ليس من أهل الحديث (9).

ص: 17


1- ترجمته في تهذيب الكمال 57/21 و تهذيب التهذيب 300/6 و الأسامي و الكنى للحاكم 306/2 رقم 845 و تقريب التهذيب 395/2.
2- قنسرين: تقدم التعريف بها، راجع معجم البلدان.
3- في تهذيب الكمال: الحضرمي.
4- خبر موته في تهذيب الكمال 56/21 نقلا عن ابن سعد.
5- ترجم له في المغني في الضعفاء 72/1 و ميزان الاعتدال 194/1 و لسان الميزان 365/1.
6- التاريخ الكبير للبخاري 178/1/3.
7- في التاريخ الكبير:«نسبهما إسحاق» و المثبت يوافق ما جاء في الأسامي و الكنى للحاكم نقلا عن البخاري.
8- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 302/2 رقم 837.
9- الذي في الأسامي و الكنى: منكر الحديث بدل: ليس من أهل الحديث.

8377 - أبو بقية

راجز قدم مع المتوكل دمشق، و قال مزدوجة يصف فيها المنازل من سامرّاء إلى دمشق، أوّلها:

يا نفس إن العمر في انتقاص *** و ليس من موتك من مناص (1)

أ ما تخافين من القصاص *** و ترتجين (2) الفوز بالخلاص ؟

فبادري بالطاعة [من] (3) المعاصي

إلى أن قال:

ثمت سرنا سبعة خفيفه *** فراسخا أميالها منيفه

ثم أتينا منزل القطيفه (4) *** فارتحل الناس مع الخليفة

نؤم منها البلدة الشّريفه

مع الإمام السيد الهمام *** أمين ذي العرش على الإسلام

الكاشر (5) السيد و القمقام (6) *** قد سبق القوم على التمام

في أيمن اليوم من الأيام

و هي طويلة، فيها تكلف.

ذكر من اسمه أبو بكر

8378 - أبو بكر بن أنس بن مالك بن النضر الأنصاري

8378 - أبو بكر بن أنس بن مالك بن النضر الأنصاري (7)

أمّه أم ولد.

ص: 18


1- المناص: الملجأ و المفر.
2- كذا عند أبي شامة، و في مختصر ابن منظور: و ترغبين.
3- كتب تحت الكلام في مختصر أبي شامة.
4- القطيفة: تصغير القطيفة، قرية دون ثنية العقاب للقاصد إلى دمشق في طرف البرية من ناحية حمص (معجم البلدان).
5- الكاشر، كذا في مختصر أبي شامة، يقال: كشر فلان لفلان إذا تنمّر له و أوعده كأنه سبع، و كشر السبع عن نابه إذا هرّ للحراش (تاج العروس).
6- القمقام: السيد، الكثير الخير الواسع الفضل (تاج العروس).
7- ترجمته في تهذيب الكمال 62/21 و تهذيب التهذيب 301/6 و الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 251/2 رقم 756.

سمع أباه، و عتبان (1) بن مالك، و محمود بن الربيع، و غيرهم (2).

روى عنه: ثابت البناني، و قتادة، و علي بن زيد بن جدعان، و يونس بن عبيد (3).

و وفد على عبد الملك بن مروان مع أبيه أنس بن مالك، و قال:

قدم أبي من الشام وافدا، و أنا معه، فلقينا محمود بن الربيع، فحدّث أبي حديثا عن عتبان بن مالك، فقال أبي: يا بنيّ ، احفظ هذا الحديث؛ فإنّه من كنوز الحديث. فلما قفلنا انصرفنا إلى المدينة، فسألنا عنه، فإذا هو حيّ ، و إذا شيخ أعمى، فسألناه عن الحديث، فقال: نعم، ذهب بصري على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. فذكر حديث مالك بن الدّخشم (4).

قال قتيبة حدّثنا خلف بن خليفة حدّثنا حفص ابن أخي أنس، عن أنس قال:

انطلق أبي في أربعين رجلا من الأنصار حتّى أتى بها عبد الملك بن مروان، ففرض لنا. فلمّا رجع رجعنا، حتى إذا كنا بفجّ (5)... صلى بنا الظهر صلاة السفر (6) ركعتين، و سلم، فدخل فسطاطه، فقام القوم يضيفون إلى ركعتيه ركعتين آخرتين، فنظر إليهم، فقال لابنه أبي بكر: ما يصنع هؤلاء القوم ؟ قال: يضيفون إلى ركعتنا ركعتين آخرتين، فقال: قبّح اللّه الوجوه، ما قبلت الرخصة، و لا أصابت السنة؛ أشهد أنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إنّ قوما يتعمّقون في الدّين، يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة»[13318].

قال ثابت البنانيّ (7):

كنت عند أنس بن مالك إذ قدم علينا ابن له من غزاة، يقال له: أبو بكر، فساءله، فقال: أ لا أخبرك عن صاحبنا فلان ؟ بينا نحن قافلون من غزاتنا، إذ ثار و هو يقول: يا أهلاه،

ص: 19


1- عتبان بكسر العين و سكون التاء المعجمة باثنتين من فوقها و بعدها ياء معجمة بواحدة.(الاكمال 127/6) و قال ابن حجر في فتح الباري 519/1 هو بكسر العين و يجوز ضمها.
2- مكانها في تهذيب الكمال: و زيد بن أرقم، و محمود بن عمير بن سعد الأنصاري.
3- زيد في تهذيب الكمال: و سليمان التيمي، و ابنه عبيد اللّه بن أبي بكر بن أنس بن مالك.
4- تحرفت في مختصر أبي شامة إلى: الأخشم، و الصواب ما أثبت، و ضبطها ابن حجر بضم المهملة و المعجمة بينهما خاء معجمة، و يقال بالنون بدل الميم و يقال كذلك بالتصغير. ترجمته في الإصابة 343/3 رقم 7624 و ذكر ابن حجر حديثه.
5- كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة.
6- في مختصر أبي شامة الظهر، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
7- من طريق الحسن بن الصباح البزار بسنده إلى ثابت البناني رواه المزي في تهذيب الكمال 63/21-64.

يا أهلاه، أو: يا هؤلاء، يا هؤلاء (1) فثرنا إليه، فظننا أنّ عارضا عرض له، فقلنا: ما لك ؟ فقال: إنّي كنت أحدّث نفسي ألاّ أتزوج حتى أستشهد، فيزوّجني اللّه تعالى من الحور العين، فلمّا طالت عليّ الشهادة قلت في سفري هذا: إن أنا رجعت هذه المرة تزوجت. فأتاني آت قبيل (2) في المنام، فقال: أنت القائل: إن رجعت تزوجت ؟ فقم، فقد زوّجك اللّه العيناء، فانطلق إلى روضة خضراء معشبة، فيها عشر جوار، في يد كل جارية صنعة تصنعها، لم أر مثلهنّ في الحسن و الجمال، فقلت: فيكنّ العيناء؟ فقلن: نحن من خدمها، و هي أمامك.

فمضيت، فإذا روضة أعشب من الأولى و أحسن، فيها عشرون جارية، في يد كل واحدة صنعة تصنعها، ليس العشر إليهن بشيء في الحسن و الجمال. قلت: فيكن العيناء؟ قلن: نحن من خدمها، و هي أمامك، فمضيت، فإذا بروضة، و هي أعشب من الأولى و الثانية و أحسن، فيها أربعون جارية، في يد كلّ واحدة منهن صنعة تصنعها، ليس العشر و العشرون إليهنّ بشيء في الحسن و الجمال. قلت: فيكنّ العيناء؟ قلن: نحن من خدمها، و هي أمامك. فمضيت، فإذا أنا بياقوتة مجوّفة، فيها سرير عليه امرأة قد فضل جنباها السرير. قلت: أنت العيناء؟ قالت: نعم، مرحبا. فذهبت أضع يدي عليها، قالت: مه، إنّ فيك شيئا من الروح بعد، و لكن تفطر عندنا الليلة. قال: فانتبهت.

قال: فما فرغ الرجل من حديثه حتى نادى المنادي: يا خيل اللّه اركبي. قال: فركبنا، فصافنا (3) العدو؛ فإني لأنظر إلى الرجل، و انظر إلى الشمس، فأذكر حديثه، فما أدري أ رأسه سقط أولا أم الشمس سقطت.

فقال أنس: رحمه اللّه، رحمه اللّه.

قال أحمد العجلي (4):أبو بكر بن أنس بن مالك: بصري، تابعي، ثقة.

[و قال أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي: لا يعرف له اسم] (5).

ص: 20


1- في تهذيب الكمال:«يقول: وا أهلاه وا أهلاه» و لم يزد.
2- أي عيانا و مقابلة (القاموس).
3- في تهذيب الكمال: فصاففنا العدو.
4- كتاب تاريخ الثقات للعجلي ص 492 و نقله المزي عن العجلي في تهذيب الكمال 63/21.
5- ما بين معكوفتين استدرك عن تهذيب الكمال.
8379 - أبو بكر بن بشر القرشي

حكى عن محمّد بن شعيب بن شابور، و عبد الوهاب الثقفي.

حكى عنه: أحمد بن أبي الحواري.

8380 - أبو بكر بن حنظلة العنزي

كان من صحابة خالد بن يزيد بن معاوية، فجفاه، فقال في ذلك شعرا. ذكره البلاذري (1).

8381 - أبو بكر بن سعيد الأوزاعي

8381 - أبو بكر بن سعيد الأوزاعي (2)

حدّث عن مغيث بن سمي الأوزاعي الدمشقي.

روى عنه: الوليد بن مسلم.

و ذكره ابن سميع في الطبقة الخامسة.

و قد سمي في بعض الروايات عمروا (3).و قد تقدم في حرف العين (4).

8382 - أبو بكر بن سليمان بن أبي السائب القرشي الدمشقي

8382 - أبو بكر بن سليمان بن أبي السائب القرشي الدمشقي (5)

حدّث عن عمرو بن مهاجر.

روى عنه الوليد بن مسلم.

ذكره أبو أحمد الحاكم (6).

ص: 21


1- جاء في أنساب الأشراف 390/5 (طبعة دار الفكر): قال المدائني: كان أبو بكر بن حنظلة العنزي منقطعا إلى خالد بن يزيد، فجفاه فقال: بدا لي ما لم أخش منك و رابني صدود و طرف منك دوني خاشع و ما ذاك من شيء سوى أن ألسنا عليّ فرت ذنبا و هنّ سوابع أبا هاشم لا ضارع إن جفوتني و لا مستكين للذي أنت صانع و لكن إعراضا جميلا و عفة و بينا سليما عنك و البين فاجع
2- ترجمته في الأسامي و الكنى للحاكم 258/2 رقم 769 و التاريخ الكبير للبخاري 14/8 كتاب الكنى. و الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 343/9.
3- في مختصر أبي شامة: عمرو، و فوقها صح.
4- تقدمت ترجمته في تاريخ دمشق 49/46 رقم 5345 و سماه عمرو بن سعيد أبو بكر الأوزاعي.
5- ترجمته في التاريخ الكبير 13/8 كتاب الكنى.
6- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 257/2 رقم 767.
8383 - أبو بكر بن عبيد اللّه بن أنس بن مالك الأنصاري

8383 - أبو بكر بن عبيد اللّه (1) بن أنس بن مالك الأنصاري (2)

حدّث عن جده، و يقال عن أبيه عن جده (3).

روى عنه موسى بن عبيدة، و إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى الأسلمي، و محمّد بن عبد العزيز الراسبي الجرمي (4)(5) و وفد مع جده على عبد الملك بن مروان.

8384 - أبو بكر بن عبد اللّه بن حويطب

ابن عبد العزّى بن أبي قيس بن عبد ودّ القرشي العامري

حكى عن أبي بحرية عبد اللّه بن قيس (6).

روى عنه: شيخ من قريش، و روى عنه: سليمان بن الحجاج شيخ لعبد اللّه بن المبارك المروزي.

و قدم الشام غازيا.

8385 - أبو بكر بن عبد اللّه بن محمّد بن أبي سبرة

8385 - أبو بكر بن عبد اللّه بن محمّد بن أبي سبرة (7)

ابن أبي رهم (8) بن عبد العزّى بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر

ابن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي العامري المديني (9)

قيل: إن اسمه عبد اللّه بن عبد اللّه، و قيل: محمّد.

روى عن عبيد اللّه بن عمرو بن حفص، و صفوان بن سليم، و يحيى بن سعيد، و الأعرج، و هشام بن عروة، و موسى بن عقبة و غيرهم (10).

ص: 22


1- في مختصر أبي شامة: أبو بكر بن عبيد بن عبد اللّه بن أنس، و المثبت عن تهذيب الكمال.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 87/21 و تهذيب التهذيب 307/6 و تقريب التهذيب، و الأسامي و الكنى للحاكم 2/ 258 رقم 770 و الكامل لابن عدي 295/7 رقم 2200 و ميزان الاعتدال 503/4.
3- زيد في تهذيب الكمال: و عائشة بنت أنس بن مالك، عمته.
4- في مختصر أبي شامة: الحرمي، تصحيف، و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في التاريخ الكبير 166/1/1.
5- و زيد في تهذيب الكمال: و أبو ليلى عبد اللّه بن ميسرة الحارثي.
6- هو عبد اللّه بن قيس الكندي السكوني التراغمي، أبو بحرية الشامي، ترجمته في تهذيب الكمال 432/10.
7- سبرة: بفتح أوله و سكون ثانيه (تقريب التهذيب).
8- تحرفت في مختصر أبي شامة إلى: دهم. و التصويب عن تهذيب الكمال.
9- ترجمته في تهذيب الكمال 75/21 و تهذيب التهذيب 304/6 و تاريخ بغداد 367/14.
10- انظر تهذيب الكمال فقد ذكر العديد من شيوخه.

روى عنه: الوليد بن مزيد (1).

[قال الوليد بن مزيد:] (2) حدّثني أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة القرشي ثم الحسلي، و كان قدم علينا دمشق في ولاية الفضل بن صالح سنة خمس و أربعين و مائة.

فذكر حديث العرنيين.

قال أحمد بن زهير: أخبرنا مصعب قال: (3) أبو بكر بن عبد اللّه بن محمّد بن أبي سبرة. كان من علماء قريش. ولاه المنصور القضاء.

قال الزّبير (4):

و أمّه أمّ ولد.

و ذكره ابن سعد في الطبقة السادسة (5).و كان كثير العلم و السماع و الرواية. ولي قضاء مكة لزياد بن عبيد اللّه. و كان يفتي بالمدينة، ثم كتب إليه، فقدم به بغداد، فولي قضاء موسى بن المهدي و هو يومئذ وليّ عهد. ثم مات ببغداد سنة اثنتين و ستين و مائة في خلافة المهدي و هو ابن ستين سنة. فلما مات ابن أبي سبرة بعث إلى أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم، فاستقضي مكانه (6)،فلم يزل قاضيا مع موسى و هو وليّ عهد، و خرج معه إلى جرجان.

أخبرنا محمّد بن عمر قال: سمعت أبو بكر بن أبي سبرة (7) يقول: قال لي ابن جريج:

اكتب لي أحاديث من أحاديثك جيادا. قال: فكتبت له ألف حديث، و دفعتها إليه، ما قرأها عليّ ، و لا قرأتها عليه.

قال محمّد بن عمر (8):

ثم رأيت ابن جريج قد أدخل في كتبه أحاديث كثيرة من حديثه، يقول: حدّثني أبو

ص: 23


1- ذكر المزي أسماء أخرى كثيرة رووا عن أبي بكر.
2- زيادة منا.
3- الخبر من طريق مصعب بن عبد اللّه الزبيري رواه المزي في تهذيب الكمال 77/21.
4- نسب قريش للمصعب ص 428.
5- سقطت ترجمته من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد. و الخبر في تاريخ بغداد 369/14.
6- إلى هنا ينتهي الخبر في تاريخ بغداد.
7- الخبر في تاريخ بغداد 369/14.
8- تاريخ بغداد 369/14 و نقله المزي عنه في تهذيب الكمال 77/21.

بكر بن عبد اللّه، و حدّثني أبو بكر بن عبد اللّه - يعني ابن أبي سبرة - و كان كثير الحديث ليس بحجّة (1).

و أخوه محمّد بن عبد اللّه مات في ولاية زياد بن عبيد اللّه، و كان ولاه قضاء المدينة.

قال الخطيب (2):

و أبو سبرة صحابي شهد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بدرا. و أبو بكر من أهل مدينة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و هو أخو محمّد بن عبد اللّه بن أبي سبرة الذي تولّى قضاء المدينة من قبل زياد بن عبيد اللّه الحارثي.

حدث عن زيد بن أسلم، و شريك بن عبد اللّه بن أبي نمر، و موسى بن ميسرة، [و فضيل بن أبي عبد اللّه] (3) و إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة، و محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ذئب. روى عنه ابن جريج، و عبد الرزّاق بن همام، و أبو عاصم النبيل، و سعيد بن سلام العطار، و الواقدي و غيرهم.

قدم بغداد، و ولي القضاء [بها] (4)،و بها كانت وفاته.

قال مصعب بن عبد اللّه (5):

خرج محمّد بن عبد اللّه بن حسن بالمدينة على المنصور، و كان أبو بكر [بن عبد اللّه بن محمّد] (6) بن أبي سبرة على صدقات أسد وطيء، فقدم على محمّد بن عبد اللّه منها بأربعة و عشرين ألف دينار، دفعها إليه، فكانت قوّة لمحمّد (7) بن عبد اللّه؛ فلمّا قتل محمّد بن عبد اللّه بالمدينة قيل لأبي بكر: اهرب، قال: ليس مثلي يهرب. فأخذ أسيرا، فطرح في حبس المدينة، و لم يحدث فيه عيسى بن موسى شيئا غير حبسه. فولّى المنصور جعفر بن سليمان المدينة، فقال له: إن بيننا و بين أبي بكر بن عبد اللّه رحما، و قد أساء، و قد أحسن، فإذا قدمت عليه فأطلقه، و أحسن جواره.

ص: 24


1- قوله:«و كان كثير الحديث ليس بحجة» ليس في تاريخ بغداد.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 367/14.
3- زيادة عن تاريخ بغداد.
4- زيادة عن تاريخ بغداد.
5- راجع الخبر في نسب قريش للمصعب بن عبد اللّه الزبيري ص 428-429 و رواه الخطيب في تاريخ بغداد 14/ 367-368.
6- زيادة عن نسب قريش.
7- في مختصر أبي شامة:«محمد» و المثبت عن نسب قريش و تاريخ بغداد.

و كان الإحسان الذي ذكر المنصور من أبي بكر: أن عبد اللّه بن الربيع الحارثي قدم المدينة بعد ما شخص عيسى بن موسى، و معه جند، فعاثوا بالمدينة، و أفسدوا، فوثب عليه سودان المدينة و الرّعاع و الصبيان، فقاتلوا جنده، و طردوهم، و انتهبوهم (1)،و انتهبوا عبد اللّه بن الربيع؛ فخرج عبد اللّه بن الربيع حتى نزل بئر المطلب يريد العراق على خمسة أميال إلى المدينة - بالميل الأول - و كسر السودان السجن، و أخرجوا أبا بكر، فحملوه حتى جاءوا إلى المنبر، و أرادوا كسر حديده، فقال لهم: ليس على هذا فوت، دعوني حتى أتكلّم، فقالوا له: فاصعد المنبر، فأبى، و تكلم أسفل من المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه، و صلّى على النبي صلى اللّه عليه و سلم، ثم حذّرهم الفتنة، و ذكرهم ما كانوا فيه، و وصف عفو الخليفة عنهم، و أمرهم بالسمع و الطاعة، فأقبل (2) الناس على كلامه، و اجتمع القرشيون، فخرجوا إلى عبد اللّه بن الربيع، فضمنوا له ما ذهب منه و من جنده، و قد كان تأمّر على السودان زنجيّ منهم يقال له: وثيق، فمضى إليه محمّد بن عمران بن إبراهيم بن محمّد بن طلحة، فلم يزل يخدعه حتى دنا منه، فقبض عليه، و أمر من معه فأوثقوه، فشدّوه في الحديد؛ و ردّ القرشيون عبد اللّه بن الربيع إلى المدينة، و طلبوا ما ذهب من متاعه، فردّوا ما وجدوا منه، و غرموا لجنده. و كتب بذلك إلى المنصور، فقبل منه. و رجع ابن أبي سبرة أبو بكر بن عبد اللّه إلى الحبس، حتى قدم عليه جعفر بن سليمان، فأطلقه، و أكرمه؛ فصار بعد ذلك إلى المنصور فاستقضاه ببغداد، و مات ببغداد.

قال الزبير: و حدّثني سعيد بن عمرو قال:

كان أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة عاملا لرياح (3) بن عثمان بن حيان على مسعاة (4) أسد و طيّئ، فلما خرج محمّد بن عبد اللّه بن حسن جاءه أبو بكر بما صدّق من مسعاة أسد و طيّئ، فدفع ذلك إليه، فلمّا قتل محمّد أمر المنصور بحبس أبي بكر و تحديده.

فحبس و حدد. فلما قام السودان بعبد اللّه بن الربيع الحارثي أخرج القرشيّون أبا بكر، فحملوه على منبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فنهى عن معصية أمير المؤمنين، و حثّ على طاعته. و قيل

ص: 25


1- العبارة في نسب قريش:«فوثب عليهم سودان المدينة و الصبيان و الرعاع و النساء فقتلوا فيهم و طردوهم» و المثبت يوافق عبارة تاريخ بغداد.
2- كذا عند أبي شامة و تاريخ بغداد، و في نسب قريش: فافترق.
3- في مختصر ابن منظور: رباح، تصحيف، راجع تاريخ خليفة ص 420.
4- سعى المصدق يسعى سعاية: إذا عمل على الصدقات، و أخذ من أغنيائها، وردها على فقرائها.

له: صلّ بالناس ؟ فقال: إنّ الأسير لا يؤمّ . و رجع إلى محبسه. فلمّا ولّى المنصور جعفر بن سليمان بن علي المدينة أمر بإطلاق ابن أبي سبرة، و أوصاه به، و قال له: إنه إن كان أساء فقد أحسن. فأطلقه جعفر بن سليمان، فجاء إلى جعفر، فسأله أن يكتب له بوصاة إلى معن بن زائدة (1)،و هو إذ ذاك على اليمن، فكتب له بوصاة إليه، فلقي الرابحي، فقال: هل لك في الخروج معي إلى العمرة ؟ قال: و اللّه ما أخرجني من منزلي إلا طلب شيء لأهلي؛ ما تركت عندهم شيئا، قال ابن أبي سبرة: تكفاهم. فأمر لأهله بما يصلحهم، و خرج به معه. فلمّا قضيا عمرتهما قال للرابحي: هل لك بنا في معن بن زائدة ؟ قال: حال أهلي ما أخبرتك! فخرج معه، و أمر لأهله بما يصلحهم.

و قدم ابن أبي سبرة على معن و الرابحي معا (2)،فدخل عليه ابن أبي سبرة، فدفع إليه كتاب جعفر بن سليمان، فقرأه بالوصاة به. ثم قال له معن: جعفر أقوى على صلتك منّي، انصرف، فليس لك عندي شيء. فانصرف مغموما، فلما انتصف النهار أرسل إليه، فجاءه، فقال له: يا بن أبي سبرة، ما حملك على أن قدمت علي و أمير المؤمنين عليك واجد؟ ثم سأله: كم دينه ؟ فقال: أربعة آلاف دينار، فأعطاه إياها، و أعطاه ألفي دينار، فقال: أصلح بهما من أمرك. فانصرف، و أخبر الرابحي، فراح الرابحي إلى معن.

فأنشده الرابحي يقول في مدح لأبي الوليد أخي المهدي الغمر:

ملك بصنعاء الملوك، له *** ما بين بيت اللّه و الشّحر (3)

لو جاودته الريح مرسلة *** لجرى بجود فوق ما تجري

حملت به أمّ مباركة *** فكأنّها بالحمل ما تدري

حتى إذا ما تمّ تاسعها *** ولدته أوّل ليلة القدر

فأتت به بيضا أسرّته *** يرجى لحمل نوائب الدهر

مسح القوابل (4) وجهه فبدا *** كالبدر، أو أبهى من البدر

ص: 26


1- هو أبو الوليد معن بن زائدة الشيباني ترجمته في سير الأعلام 97/7 و تاريخ بغداد 235/13.
2- في مختصر أبي شامة: معي.
3- الشحر: بكسر أوله و سكون ثانيه. الشط ، و هو صقع على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن، قال الأصمعي هو بين عدن و عمان (معجم البلدان).
4- القوابل واحدتها القابلة، و هي المرأة التي تقبل الولد و تتلقاه.

فنذرن حين رأين غرّته *** إن عاش، أن سيفين بالنّذر

للّه صوما شكر أنعمه *** و اللّه أهل الحمد و الشكر

فنشا بحمد اللّه حين نشا *** حسن المروءة نابه الذكر

حتّى إذا ما طرّ (1) شاربه *** خضع الملوك لسيّد فهري (2)

فإذا رمي ثغر يقال له: *** يا معن أنت سداد ذا الثّغر

قال: أنا أبو الوليد؛ أعطه ألف دينار، فأعطيها. فرجع إلى ابن أبي سبرة. فخرج ابن أبي سبرة إلى مكة و خرج به معه، فلما قدما مكّة قال ابن أبي سبرة للرابحي: أما الأربعة الآلاف التي أعطاني معن في ديني فقد حبستها حتى أقضي بها ديني، لا أوثر عليه شيئا، و أما ألفا الدينار اللذان أعطاني فلي منها ألف دينار، و خذ أنت ألفا. فقال الرابحي: قد أعطاني ألف دينار! فقال: أقسمت عليك إلاّ أخذت. فأخذها، و قام هو الربحي حتى بلّغه أهله بالمدينة. فانصرف ابن أبي سبرة لقضاء دينه، و فضل ألف دينار، و انصرف الرابحي بألفي دينار.

قال: و نمي (3) الخبر إلى المنصور فكتب إلى معن: ما الذي حملك على أن تعطي ابن أبي سبرة ما أعطيته، و قد علمت ما فعل ؟ فكتب إليه معن: إن جعفر بن سليمان كتب إليّ يوصيني به، فلم أحسب جعفرا أوصاني به حتى رضي عنه أمير المؤمنين. فكتب المنصور إلى جعفر بن سليمان يبكّته (4) بذلك، فكتب إليه جعفر: إنك يا أمير المؤمنين أوصيتني به، فلم يكن من استيصائي به شيء أيسر من كتاب وصاة إلى معن بن زائدة.

قال يعقوب بن سفيان (5):حدّثنا إبراهيم بن المنذر، حدّثني معن، عن مالك قال:

لما لقيت أبا جعفر قال لي: يا مالك، من بقي بالمدينة من المشيخة ؟ قلت:[يا أمير المؤمنين:] (6) ابن أبي ذئب، و ابن أبي سلمة، و ابن أبي سبرة.

ص: 27


1- طرّ شاربه: أي طلع، و نبت (تاج العروس).
2- في مختصر أبي شامة: فهر.
3- في مختصر أبي شامة:«و نما» يقال: نمى إليه الحديث أي ارتفع و نميته و نميّته رفعته و أبلغته (تاج العروس: نمي).
4- بكّته بالعصا تبكيتا، و قيل: بكته تبكيتا: إذا قرعه تقريعا و التبكيت: التقريع و التوبيخ (تاج العروس: بكت).
5- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 685/1 و نقلا عن يعقوب في تاريخ بغداد 369/14 و تهذيب الكمال 77/21.
6- زيادة عن المعرفة و التاريخ.

قال (1):و حدّثنا إبراهيم، حدّثنا عبد اللّه بن الحارث المخزومي قال:

كتب ابن جريج إلى ابن أبي سبرة، فكتب إليه بأحاديث من أحاديثه، و ختم عليها.

قال يحيى بن معين (2):

روى ابن جريج عن أبي بكر السّبري، و كتبه منه إملاء.

قال: و كان ابن أبي سبرة (3) قدم العراق، فجعل يقول لمن أتاه: عندي سبعون ألف حديث، فإن أخذتم عني كما أخذ ابن جريج فخذوا (4).

قال: و كان ابن جريج أخذ عنه مناولة (5).

و قال يحيى القطان، و يحيى بن معين، و ابن المديني، و البخاري، و أبو زرعة، و الجوزجاني، و الدار قطني، و غيرهم:

ابن أبي سبرة ضعيف (6).

قال عبد اللّه بن أحمد بن حنبل: قال أبي (7):

أبو بكر بن أبي سبرة كان يضع الحديث. قال لي حجاج: قال لي أبو بكر السّبري:

عندي سبعون ألف حديث في الحلال و الحرام.

[و قال عبد اللّه بن أحمد بن حنبل] (8):قال أبي:

ليس بشيء، كان يضع الحديث، و يكذب (9).

و قال: أبو بكر بن أبي سبرة لا يساوي حديثه شيئا. قال الواقدي: تروى عنه العجائب.

ص: 28


1- القائل: يعقوب بن سفيان، و الخبر في المعرفة و التاريخ 825/2.
2- تاريخ ابن معين 695/2.
3- أقحم بعدها في مختصر أبي شامة: قال: و حدّثنا إبراهيم حدّثنا عبد اللّه بن الحارث المخزومي قال. و فوق كل كلمة خط أفقي، تنبيها على حذفها.
4- باختلاف الرواية في تهذيب الكمال 77/21 من طريق عباس الدوري.
5- تهذيب الكمال 77/21 و تاريخ بغداد 370/14.
6- نقل أقوالهم جميعا فيه المزي في تهذيب الكمال 77/21.
7- قوله رواه المزي في تهذيب الكمال 77/21 و تاريخ بغداد 370/14.
8- زيادة منا.
9- تهذيب الكمال 77/21 و تاريخ بغداد 370/14.

قال يحيى بن معين (1):

أبو بكر بن أبي سبرة الذي يقال له: السّبري، هو مديني، كان ببغداد، و ليس حديثه بشيء، قدم هاهنا فاجتمع الناس عليه، فقال: عندي سبعون ألف حديث، إن أخذتم كما أخذ ابن جريج - يعني عرضا - و إلاّ فلا.

قال: و قال ابن المديني و البخاري (2):

أبو بكر بن أبي سبرة منكر الحديث - زاد ابن المديني: هو عندي نحو ابن أبي يحيى-.

و قال النسائي (3):

هو متروك الحديث.

و قال أبو أحمد الحاكم:

ليس بالقوي عندهم.

و ذكره يعقوب بن سفيان في باب من يرغب عن الرواية عنهم. و رأيت أصحابنا يضعفونهم (4).

قال ابن عدي (5):

عامة ما يرويه غير محفوظ ، و هو في جملة من يضع الحديث.

و مات ببغداد سنة اثنتين و ستين و مائة، و بلغ ستين سنة (6).

8386 - أبو بكر بن عبد اللّه الأسوار ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان

- أخو أبي محمّد بن عبد اللّه (7)-القرشي الأموي. و كان شاعرا، و كان ممن بايع

ص: 29


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد نقلا عن يحيى بن معين 369/14 و تهذيب الكمال 77/21.
2- تهذيب الكمال 77/21 و تاريخ بغداد 371/14.
3- تاريخ بغداد 371/14 و ميزان الاعتدال 504/4.
4- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 40/3.
5- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 297/7 و عنه في تهذيب الكمال 78/21.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 371/14 و تهذيب الكمال 78/21 و ميزان الاعتدال 504/4.
7- أبو محمد بن عبد اللّه بن يزيد قتل بالمدينة في خلافة المنصور، و كان مختفيا بقناة أحد، فدل عليه زياد بن عبيد اللّه الحارثي أمير المدينة، فخرجوا إليه و قتلوه. راجع نسب قريش للمصعب ص 131 و أنساب الأشراف 394/5.

مروان بن محمّد بدمشق. و هو الذي يقول لولد عباد بن زياد (1)،و نزل عليهم فاعتلّوا باحتباس العطاء:

بتنهج ليلة طالت علينا *** و أخلفنا المواعد و الدّعاء

نناديهم ليقرونا فقالوا: *** سنقريكم إذا خرج العطاء

ذكر الجاحظ في (كتاب البخلاء) (2)،و ذكر البلاذري عن المدائني (3):

كان أبو بكر بن يزيد ذا نيقة في الطعام، و كان صاحب تنعّم، فمرّ بقرية لعبّاد بن زياد بن أبي سفيان، و معه رجل من تيم اللاّت (4) بن ثعلبة بن عكابة، و كانت القرية تدعى تنهج، فلم يقروهم، فقال التيمي:

بتنهج (5) ليلة طالت علينا *** و أخلفنا المواعد و العشاء

نناديهم ليقرونا فقالوا: *** سنقريكم إذا خرج العطاء

و دون عطائهم شهرا ربيع *** و نحن نسير إن متع (6) الضّحاء

أنادي خالدا (7) و الباب دوني *** و كيف يجيبك الفدم (8) العياء

و يقال: إنّ الأبيات لأبي بكر نحلها التيميّ . فأجاب خالد بن عبّاد على (9) الشعر، على أنه للتيمي فقال (10):

و ما علم الكرام بجوع كلب *** عوى، و الكلب عادته العواء؟

و تيم اللات لا ترجى لخير *** و تيم اللات تفضلها النساء

قال الحافظ أبو القاسم:

ص: 30


1- يعني عباد بن زياد بن أبيه، تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 277/26 رقم 3076.
2- لم أعثر على الخبر في كتاب البخلاء.
3- الخبر و الأبيات في أنساب الأشراف 395/5 طبعة دار الفكر.
4- كذا عند أبي شامة، و في أنساب الأشراف: تيم اللّه.
5- تنهج: قرية بها حصن من مشارف البلقاء من أرض دمشق (معجم البلدان).
6- متع الضحى: بلغ آخر غايته، و هو عند الضحى الأكبر (القاموس).
7- يعني خالد بن عباد بن زياد، تقدمت ترجمته في تاريخ دمشق 119/16 رقم 1889.
8- في أنساب الأشراف: البرم.
9- في مختصر أبي شامة: عن، و المثبت عن أنساب الأشراف.
10- البيتان في أنساب الأشراف 396/5 و تقدمت في ترجمة خالد بن عباد بن زياد في هذا الكتاب 119/16.

سألت بعض من يخبر الشام عن تنهج فقال: حصن من مشارف البلقاء مما يلي البرية، و ذكر أنّه خراب اليوم.

و قد ذكرت في ترجمة مروان بن محمّد أن أبا بكر بن عبد اللّه كان حيّا حين قدم مروان دمشق، و كان ذلك سنة سبع و عشرين و مائة (1).

8387 - أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة

ابن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي المدني (2)

الفقيه الضرير. أحد فقهاء المدينة السبعة. و يقال: اسمه أبو بكر، و كنيته أبو عبد الرّحمن (3).

حدّث عن أبي هريرة، و ابن مسعود، و عقبة بن عمرو المعروف بالبدري، و عائشة، و أم سلمة، و أسماء بنت عميس، و أم معقل الأسدية، و أبيه عبد الرّحمن بن الحارث، و نوفل (4)بن معاوية المدني، و عبد اللّه بن زمعة، و مروان بن الحكم، و غيرهم (5).

روى عنه: ابناه عبد الملك و عبد اللّه، و الشعبي، و الزهري، و عمرو بن دينار (6)، و عمرو بن عبد العزيز، و سمي مولى أبي بكر، و عبد ربه بن سعيد، و عراك بن مالك، و عكرمة بن خالد، و مجاهد بن جبر، و الحكم بن عتيبة، و يزيد بن [أبي] (7) سمية أبو صخر الأيلي و غيرهم.

و روي أنّه وفد على الوليد بن عبد الملك.

قال: و أنا أستبعد ذلك لأنه كان ضرير البصر، و المحفوظ أنّ دخوله عليه كان بالمدينة عام حج الوليد بعد ما استخلف.

ص: 31


1- راجع ترجمة مروان بن محمد بن مروان بن الحكم في تاريخ دمشق 330/57.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 82/21 و تهذيب التهذيب و تقريبه(34/10 ترجمة 8257) ط دار الفكر و طبقات ابن سعد 207/5 و حلية الأولياء 187/2 و نسب قريش ص 303 و التاريخ الكبير 9/8 (كتاب الكنى) و تذكرة الحفاظ 1/ 59 و سير أعلام النبلاء:(353/5 ترجمة 532) ط دار الفكر و طبقات خليفة ت 2097 و شذرات الذهب 104/1.
3- قال المزي في تهذيب الكمال: و الصحيح أن اسمه و كنيته واحد.
4- في مختصر أبي شامة: الحارث بن نوفل، تصحيف، و التصويب عن تهذيب الكمال.
5- راجع تهذيب الكمال و سير الأعلام فقد ذكرا له شيوخا أخر.
6- مطموسة في مختصر أبي شامة.
7- سقطت من أبي شامة، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 323/20.

ذكر أبو محمّد عبد اللّه بن سعد القطربلي قال:

روي أن أبا بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام قدم على الوليد بن عبد الملك، فأجلسه معه على سريره، و أقطعه أموال بني طلحة بن عبيد اللّه - و قد كان سخط على بعضهم، فاصطفى أموالهم - فلمّا خرج أتاه بنو طلحة، فاستأذنوا عليه، فأذن لهم، و حضره بنوه، فحمد اللّه و أثنى عليه، و صلّى على محمّد صلى اللّه عليه و سلم، ثم قال: إنّ اللّه قد ردّ عليكم أموالكم، و ما قبلتها من أمير المؤمنين إلاّ مخافة أن تصير إلى غيري، فابعثوا من يقبضها. فقال له بنوه: أ فلا تركت القوم حتى يتكلموا؟ قال: فما أتعبت عليهم بعد وجوههم.

قال الزّبير بن بكار (1):

فولد عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام: أبا بكر بن عبد الرّحمن، و كان قد كفّ بصره، و هو أحد فقهاء المدينة السبعة، و كان يسمى الراهب، و كان من سادة قريش. و كان من التابعين؛ قد سمع من أزواج النبي صلى اللّه عليه و سلم، و من أبي هريرة، و حمل عنه ابن شهاب، و أمّه الشريدة فاختة بنت عنبة (2) بن سهيل بن عمرو، و إخوته لأبيه و أمه: عمر، و عثمان، و عكرمة، و خالد، و محمّد - و به كان يكنى عبد الرّحمن - و حنتمة (3) ولدت لعبد اللّه بن الزبير بن العوام: عامرا، و موسى، و فاختة، و أم حكيم (4).

قال ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة (5):

أبو بكر بن عبد الرّحمن. و أمه فاختة - فذكر نسبهما كما سبق، ثم قال:- فولد أبو بكر: عبد الرّحمن، لا بقية له، و عبد اللّه، و عبد الملك، و هشاما لا بقية له، و سهيلا لا بقية له، و الحارث، و مريم. و أمّهم سارة بنت هشام بن الوليد بن المغيرة، و أبا سلمة لا بقية له، و عمر، و أمّ عمرو و هي ربيحة. و أمهم قريبة بنت عبد اللّه بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزّى بن قصي، و أمّها زينب بنت أبي سلمة بن عبد الأسد، و أمّها أمّ سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، و فاطمة بنت أبي بكر، و أمّها من نسل قيس بن عاصم المنقري.

ص: 32


1- الخبر في نسب قريش للمصعب ص 303-304.
2- في مختصر أبي شامة و نسب قريش: عتبة، تصحيف. و الصواب ما أثبت. سترد ترجمتها.
3- في مختصر أبي شامة: خيثمة، و المثبت عن نسب قريش.
4- نسب قريش ص 243 و لم يذكر مصعب: فاختة و أم حكيم.
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 207/5 و نقل الخبر عن ابن سعد المزي في تهذيب الكمال 88/21.

قال محمّد بن عمر (1):

ولد أبو بكر في خلافة عمر بن الخطاب، و كان يقال له: راهب قريش، لكثرة صلاته، و لفضله. و كان قد ذهب بصره. و ليس له اسم، كنيته اسمه. و استصغر يوم الجمل، فردّ هو و عروة بن الزبير. و قد روى أبو بكر عن أبي مسعود الأنصاري، و عائشة، و أمّ سلمة. و كان ثقة، فقيها، كثير الحديث، عالما، عاليا، عاقلا، سخيا.

قال موسى بن عقبة: سمعت علقمة بن وقّاص الليثي قال:

لما خرج طلحة و الزّبير و عائشة لطلب دم عثمان عرضوا من معهم بذات عرق (2)، فاستصغروا عروة بن الزّبير، و أبا بكر بن عبد الرّحمن، فردّوهما.

و عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:«نعم أهل البيت بنو الحارث بن هشام»[13319].

قال الزّبير: حدّثني محمّد بن سلام عن بعض العلماء قال (3):

كان يقال: ثلاثة أبيات من قريش توالت خمسة خمسة بالشرف، كل رجل منهم من أشرف أهل زمانه. فمن الثلاثة [الأبيات] (4):أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة.

[و قال (5) أبو بكر بن أبي خيثمة: حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال: حدّثنا معن بن عيسى القزاز عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد] (6):

أن السبعة الفقهاء الذين كان يذكرهم أبو الزّناد: سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزبير، و القاسم بن محمّد، و أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، و خارجة بن زيد بن ثابت، و سليمان بن يسار.

و قال ابن أبي الزّناد:

ص: 33


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 207/5-208 و عن الواقدي في تهذيب الكمال 83/21 و سير الأعلام:(5/ 353) ط دار الفكر.
2- ذات عرق: مهل أهل العراق، و هو الحد بين نجد و تهامة (معجم البلدان: عرق).
3- رواه المزي في تهذيب الكمال 84/21 من طريق محمد بن سلام الجمحي.
4- زيدت عن تهذيب الكمال.
5- ما بين معكوفتين زيادة استدركت للإيضاح عن تهذيب الكمال.
6- الخبر رواه المزي في تهذيب الكمال 84/21-85 و سير الأعلام(353/5) ط دار الفكر.

و السبعة الذين يستشيرهم الناس:

فذكر مثله.

[و قال (1) يعقوب بن سفيان (2):حدّثنا عبد اللّه بن محمّد المصري أبو محمّد قال:

حدّثنا عبد الرّحمن (3) بن أبي الزناد، قال: قال أبو الزناد]:

أدركت من فقهاء أهل المدينة و علمائهم، و من يرتضى (4) و ينتهى إلى قولهم، منهم:

سعيد، و عروة، و القاسم، و أبو بكر، و خارجة، و عبيد اللّه، و سليمان، في مشيخة سواهم من نظرائهم أهل فقه و فضل.

قال أحمد العجلي (5):

أبو بكر بن عبد الرّحمن: مدني، تابعي، ثقة.

و ذكره النسائي في تسمية فقهاء المدينة.

و قال ابن خراش:

هو أحد أئمة المسلمين (6).

و قال في موضع آخر (7):عمر، و أبو بكر، و عكرمة، و عبد اللّه، هؤلاء ولد [عبد الرّحمن بن] (8) الحارث بن هشام، كلهم جلة ثقات، يضرب بهم المثل. و روى الزهري عنهم كلّهم إلاّ عمر.

عن عثمان بن محمّد (9):

أنّ عروة استودع أبا بكر بن عبد الرّحمن مالا من مال بني مصعب. فأصيب ذلك المال، أو بعضه. فأرسل إليه عروة أن لا ضمان عليك، إنّما أنت مؤتمن. فقال أبو بكر: قد

ص: 34


1- ما بين معكوفتين زيادة عن المعرفة و التاريخ و تهذيب الكمال للإيضاح.
2- الخبر في المعرفة و التاريخ 559/1 و نقله عن يعقوب بن سفيان في تهذيب الكمال 85/21.
3- تحرفت في تهذيب الكمال إلى: عبد اللّه.
4- في مختصر أبي شامة: و نرتضي.
5- تاريخ الثقات للعجلي ص 492 و عنه رواه المزي في تهذيب الكمال 83/21 و سير الأعلام(353/5).
6- تهذيب الكمال 83/21 و سير الأعلام(353/5) ط دار الفكر.
7- تهذيب الكمال 83/21.
8- زيادة لازمة للإيضاح عن تهذيب الكمال.
9- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 208/5.

علمت أن لا ضمان عليّ ، و لكن لم يكن لتحدث قريش أنّ أمانتي خربت. فباع مالا له، فقضاه.

قال هشام بن عبد اللّه بن عكرمة:

جاء المطلب بن عبد اللّه بن حنطب المخزومي إلى أبي (1) بكر بن عبد الرّحمن يسأله في غريم ألطّ (2) به، فلمّا جلس قال له أبو بكر: قد أعانك اللّه على غرمك (3) بعشرين ألفا؛ فقال له من كان معه: و اللّه ما تركت الرجل يسألك! فقال: إذا سألني فقد أخذت منه أكثر مما أعطيه.

قال مصعب بن عبد اللّه (4):

ذكر أن قوما من بني أسد بن خزيمة قدموا عليه يسألونه في دماء كانت بينهم، فاحتمل عنهم أربع ديات، ثم قال لابنه عبد اللّه بن أبي بكر: اذهب إلى عمّك المغيرة بن عبد الرّحمن فأعلمه ما حملنا من هذه الدّيات، و سله المعونة. فذهب عبد اللّه (5) إلى عمه، فذكر ذلك له، فقال المغيرة: أكثر علينا أبوك. فانصرف عنه عبد اللّه، فأقام أياما لا يذكر لأبيه شيئا، و كان يقود أباه إلى المسجد، فقال له أبوه يوما: أذهبت إلى عمك ؟ قال: نعم، و سكت، فعرف حين سكت عبد اللّه أنّه لم يجد عند عمّه ما يحبّ ، فقال له أبو بكر: يا بني، لا تخبرني ما قال لك، فإن لا يفعل أبو هاشم - يعني أخاه المغيرة - فربما فعل (6)،و اغد غدا إلى السوق فخذ لي عينة (7).فغدا عبد اللّه، فتعيّن عينة من السوق لأبيه، و باعها، فأقام أياما ما يبيع أحد في السوق طعاما، و لا زيتا غير عبد اللّه من تلك العينة، فلمّا فرغ أمره أبوه أن يدفعها إلى الأسديين، فدفعها إليهم.

عن عمر بن عبد الرّحمن (8):

ص: 35


1- سقطت من مختصر أبي شامة.
2- لط الغريم: منع من الحق، و الغريم: الذي له دين.
3- الغرم: الدين.
4- رواه مصعب بن عبد اللّه الزبيري في نسب قريش ص 304.
5- في نسب قريش: فذهب عبد الرحمن بن أبي بكر.
6- في نسب قريش: أفعل.
7- العين: بالكسر: السلف. و عيّن الرجل أخذ بالعينة أو أعطى بها. و باعه بعينة: بنسيئة لأنها زيادة. و قال الأزهري: عين التاجر تعيينا و عينة. و أكثر العلماء كرهوا الفقهاء (راجع تاج العروس: عين).
8- رواه المزي في تهذيب الكمال 85/21 و الذهبي في سير الأعلام(353/5) ط دار الفكر.

أن أخاه أبا بكر بن عبد الرّحمن كان يصوم، و لا يفطر، فدخل عليه ابنه و هو مفطر، فقال: ما شأنك اليوم مفطرا؟ قال: أصابتني جنابة، فلم أغتسل حتى أصبحت، فأفتاني أبو هريرة أن أفطر. فأرسلوا إلى عائشة يسألونها، فقالت: كان النبي صلى اللّه عليه و سلم تصيبه الجنابة فيغتسل بعد ما يصبح، ثم يخرج رأسه يقطر، فيصلي بأصحابه، ثم يصوم ذلك اليوم[13320].

قال ابن سعد:[قال أخبرنا أبو أسامة حماد] بن أسامة عن هشام بن عروة قال (1):

رأيت على أبي بكر بن عبد الرّحمن كساء خزّ.

[قال محمّد بن عمر] (2):أخبرنا معن بن عيسى قال: حدّثنا محمّد بن هلال (3):

أنه رأى أبا بكر بن عبد الرّحمن لا يحفي شاربه جدا، يأخذ منه أخذا حسنا.

قال مصعب الزبيري:

كان عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة مكفوفا. و قد كفّ بصر أبي بكر بن عبد الرّحمن؛ و كفّ بصر ابن عباس في آخر عمره، و هو ممن رأى جبريل.

قال الواقدي (4):

و كان عبد الملك بن مروان مكرما لأبي بكر، مجلاّ له، فأوصى (5) الوليد و سليمان بإكرامه. و قال عبد الملك: إنّي لأهم بالشيء أفعله بأهل المدينة لسوء أثرهم عندنا، فأذكر أبا بكر بن عبد الرّحمن، فأستحي منه، و أدع (6) ذلك الأمر له.

قال الزّبير (7):

و كان أبو بكر ذا منزلة من عبد الملك، فأوصى به حين حضرته الوفاة ابنه الوليد، فقال له: يا بني، إنّ لي بالمدينة صديقين، فاحفظني فيهما: عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب،

ص: 36


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 208/5.
2- زيادة منا.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 208/5.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 208/5-209.
5- في طبقات ابن سعد: و أوصى.
6- في طبقات ابن سعد: فأدع.
7- راه المصعب الزبيري في نسب قريش ص 304.

و أبا (1) بكر بن عبد الرّحمن (2).

قال ابن أبي سبرة:

و زوج أبو (3) بكر في غداة واحدة عشرة من بني المغيرة، و أخدمهم.

قال: و تعيّن (4) مالا عظيما فأدّاه في ديات تحملها.

و قال صالح بن حسان:

سمعت عمر بن عبد العزيز يقول لي في خلافته:- و ذكر أبا بكر بن عبد الرّحمن - فكثّروا جلالته، و هيبته، و نبله.

و قال أبو عون مولى المسور بن مخرمة:

رأيت أبا بكر بن عبد الرّحمن و قد ذهب بصره يفرش له في وسط الدار، و هي دار فيها من أهل بيته، ما يفتح باب، و لا يغلق، و لا يدخل داخل و لا يخرج، و لا يمر به أحد حتى يقوم إعظاما له.

و قال عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرّحمن: قال لي أبي:

يا بني، لا يفقدنّ مني جليسي إلاّ وجهي، هذا عهدي إليك، و هو عهد أبي كان إليّ .

قال خليفة بن خياط (5)،و علي بن المديني:

مات أبو بكر بن عبد الرّحمن سنة ثلاث و تسعين.

قال ابن سعد (6):أخبرنا محمّد بن عمر، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر قال:

ص: 37


1- كذا في مختصر أبي شامة، و في نسب قريش: و أبو بكر.
2- زاد بعدها أبو شامة قال: قلت: و قال ابن المديني: أبو بكر بن عبد الرحمن أحد العشرة الفقهاء، و هو قديم، لقي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لا أنكر أن يكون سمع من صفوان بن معطل. و في تاريخ البلاذري قال: و أما أبو بكر بن عبد الرحمن فكان ذا قدر و فضل و منزلة من عبد الملك و أوصى به و بعبد اللّه بن جعفر الوليد و لم يمت... و له عقب بالمدينة... عن عبد اللّه بن عكرمة قال: سمعت أبي يقول: ما رأيت أحدا قط جمع اللّه فيه من خصال الخير ما جمع في أبي بكر بن عبد الرحمن عبادة، و علما، و شرفا، و بذلا، و أفضالا، فأغضى عن الأذى، و احتمالا لكل ما ناب العشيرة.
3- في مختصر أبي شامة: أبي بكر.
4- في مختصر ابن منظور: و تبين.
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 306 و نقل المزي في تهذيب الكمال 85/21 قول خليفة و ابن المديني. و ذكر خليفة بن خياط في الطبقات ص 425 رقم 2097 أنه توفي سنة أربع و تسعين. و نقل قوله هذا المزي في تهذيب الكمال.
6- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 208/5 و نقله عن الواقدي المزي في تهذيب الكمال 86/21.

صلى أبو بكر بن عبد الرّحمن العصر، فدخل مغتسله، فسقط ، فجعل يقول: و اللّه ما أحدثت في صدر نهاري هذا شيئا. قال: فما علمت غربت الشمس حتى مات، و ذلك سنة أربع و تسعين بالمدينة.

قال محمّد بن عمر (1):

و كان يقال لهذه السنة سنة الفقهاء لكثرة من مات منهم فيها.

قال غيره: مات فيها: سعيد بن المسيب، و عروة بن الزّبير، و سليمان بن يسار، و علي بن الحسين.

و قيل: مات أبو بكر بن عبد الرّحمن سنة خمس و تسعين (2).

قال ابن أبي فروة:

دخل مغتسله فمات فيه فجاءة.

8388 - أبو بكر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم القرشي الأموي

8388 - أبو بكر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم القرشي الأموي (3)

أخو عمر بن عبد العزيز لأبويه؛ أمهما أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب.

و كان أبو بكر فاضلا، و كان الأسن منهما، و كان له ابنان: الحكم بن أبي بكر، و مروان بن أبي بكر.

قال الزّبير بن بكار (4):

و ولد عبد العزيز بن مروان: عمر بن عبد العزيز، و عاصما، و أبا بكر، و محمّدا لا عقب له. و أمّهم أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب.

عن عبد اللّه بن أبي عبيدة بن عمار بن ياسر قال (5):

خرجت أنا و الأحوص الأنصاري مع عبد اللّه بن حسن [بن حسن] (6) للحج، فلما كنا

ص: 38


1- طبقات ابن سعد 208/5 و نقله عن الواقدي المزي في تهذيب الكمال 86/21 و الذهبي في سير الأعلام(354/5).
2- تهذيب الكمال 86/21 و سير الأعلام(354/5) ط دار الفكر.
3- ترجمته في نسب قريش ص 168 و جمهرة ابن حزم ص 105 و أنساب الأشراف 336/6.
4- رواه المصعب الزبيري في نسب قريش ص 168.
5- الخبر و الشعر في الأغاني 96/21-97 من طريق الحرمي عن الزبير بسنده إلى عبد اللّه بن أبي عبيدة.
6- زيادة عن الأغاني للإيضاح.

بقديد (1) قلنا لعبد اللّه بن حسن: لو أرسلت إلى سليمان (2) بن أبي دباكل الخزاعي فأنشدنا [شيئا] من شعره (3).فأرسل إليه، فجاءه، و أنشدنا قصيدة:

يا بيت خنساء الذي أتجنّب *** ذهب الزمان و حبّها لا يذهب

أصبحت أمنحك الصّدود و إنّني *** قسما إليك مع الصّدود لأجنب

ما لي أحنّ إذا (4) جمالك قرّبت *** و أصدّ عنك و أنت مني أقرب

للّه درّك هل لديك معوّل *** لمتيّم، أو هل لودّك مطلب ؟

فلقد رأيتك قبل ذلك و إنّني *** لمتيّم بهواك لو أتجنّب (5)

و أرى السّميّة باسمكم فيزيدني *** شوقا إليك جنابك المتسبّب (6)

و أرى العدوّ يودّكم فأودّه *** إن كان ينسب منك أو يتنسّب (7)

و أخالف الواشين فيك تجمّلا *** و هم عليّ ذوو ضغائن درّب (8)

ثم اتّخذتهم عليّ وليجة (9) *** حتى غضبت، و مثل ذلك يغضب

فلما كان القابل حج أبو بكر بن عبد العزيز بن مروان، فمررنا بالمدينة، فدخل عليه الأحوص، فاستصحبه، فأصحبه؛ فلما خرج الأحوص قال له بعض من عنده: تقدم بالأحوص الشام فتعيّر به ؟ فبعث إلى الأحوص فقال له: يا خال، إني نظرت فيما سألتني من الاستصحاب فكرهت أن أهجم بك على أمير المؤمنين بلا إذن، و لكني أستأذنه لك، فإن أذن كتبت إليك في المسير إليّ . فقال الأحوص: لا و اللّه، ما بك ما ذكرت، و لكني سبعت (10)عندك. ثم خرج. فأرسل إليه عمر بن عبد العزيز بصلة، و استوهبه عرض أبي بكر، فوهبه له، ثم قال (11):

ص: 39


1- قديد: اسم موضع قرب مكة راجع معجم البلدان.
2- في مختصر أبي شامة:«سليمان من دباكل» صوبنا الاسم عن الأغاني. و سليمان بن أبي دباكل شاعر خزاعي من شعراء الحماسة.
3- في مختصر أبي شامة:«فأنشده من شعره» و المثبت و الزيادة عن الأغاني.
4- في الأغاني: إلى.
5- عجزه في الأغاني: لموكل بهواك أو متقرّب .
6- عجزه في الأغاني: شوقا إليك رجاؤك المتنسّب .
7- في الأغاني: أو لا ينسب.
8- الأغاني: دؤّب.
9- وليجة الرجل: أصدقاؤه و أعوانه و بطانته.
10- سبع فلان فلانا: شتمه و وقع فيه. و سبعه يسبعه: طعن عليه و عابه، يريد أنك تغيرت عليّ بسبب الوشاية.
11- الأبيات في الأغاني 98/21.

يا بيت عاتكة الذي أتعزّل *** حذر العدى و به الفؤاد موكّل

إني لأمنحك الصّدود و إنّني *** قسما إليك مع الصّدود لأميل

ثم قال يعرّض بأبي بكر بن عبد العزيز (1):

و وعدتني في حاجتي (2) فصدقتني *** و وفيت إذ كذبوا الحديث و بدّلوا

حتّى إذا رجع الحديث (3) مطامعي *** يأسا و أخلفني الذين أؤمّل

قابلت (4) ما صنعوا إليك برحلة *** عجلى، و عندك منهم (5) متحوّل

و أراك تفعل ما تقول و بعضهم *** مذق اللسان (6) يقول ما لا يفعل

فقال له عمر بن عبد العزيز: ما أراك أعفيتني ما استعفيتك به!.

قال أبو سعيد بن يونس:

أبو بكر بن عبد العزيز بن مروان.

قال أحمد بن يحيى بن وزير:

توفي في رجب سنة ست و تسعين.

و ذكر غير ابن يونس: أن عمر كان قد رضيه للخلافة بعده، فسقيا (7) السم، فماتا معا (8).

8389 - أبو بكر بن عبد الواحد بن قيس الأفطس

حدّث عن أبيه.

روى عنه: عمر بن بكر (9) السكسكي - و كان عمر (10) ضعيفا (11)-.

و هو محمّد بن عبد الواحد، تقدم ذكره في حرم الميم (12).

ص: 40


1- الأغاني 100/21.
2- الأغاني: حاجة.
3- في الأغاني: اليقين.
4- الأغاني: زايلت.
5- الأغاني: عنهم.
6- في الأغاني: مذق الحديث. المذق: المزج و الخلط ، و مذق الود: لم يخلصه.
7- في مختصر أبي شامة: فسقي، و المثبت عن ابن حزم ص 105.
8- جاء في أنساب الأشراف 336/6 قال: و كان أبو بكر من خيار المسلمين، و كان عمر بن عبد العزيز على توليته عهده، و كان معجبا به.
9- كذا ورد هنا في مختصر أبي شامة، و فيما تقدم: عمر بن أبي بكر.
10- في مختصر أبي شامة: عمرو.
11- قوله: و كان عمرو ضعيفا تعقيب لأبي شامة.
12- ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 152/54 رقم 6690 طبعة دار الفكر.
8390 - أبو بكر بن عتيق بن عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم الأموي (1)

له ذكر.

8391 - أبو بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان

ابن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار

أبو محمّد الأنصاري الخزرجي المدني الفقيه (2)

ولي القضاء و الإمرة بالمدينة و الموسم لسليمان بن عبد الملك، ثم لعمر بن عبد العزيز. يقال: إن اسمه أبو بكر، و كنيته أبو محمّد.

روى عن: عمرة بنت عبد الرّحمن، و عمر بن عبد العزيز، و القاسم بن محمّد (3).

روى عنه: ابناه عبد اللّه و محمّد، و الزهري، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و يزيد بن عبد اللّه بن الهاد، و عبد اللّه بن سعيد بن أبي هند، و أبو بكر بن نافع، و إسحاق بن يحيى بن طلحة، و عبد الكريم (4) أبو أمية، و الأوزاعي، و أسامة بن زيد الليثي، و عمرو بن دينار و عبدة بن أبي لبابة، و أفلح بن حميد المديني، و الحجاج بن أرطاة، و يحيى بن يحيى الغساني.

قدم به على يزيد بن عبد الملك، فتزوج (5) بنت عون بن محمّد بن علي بن أبي طالب، و أصدقها مالا كثيرا، فكتب (6) الوليد بن عبد الملك إلى أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم: إنه قد بلغ من اللؤم (7) أن يزيد بن عبد الملك تزوج فلانة، و أصدقها مالا كثيرا، و لا أراه فعل ذلك إلاّ و هو يراها خيرا منه، فقبح اللّه رأيه، فإذا جاءك كتابي هذا فادع عونا، فاقبض المال منه، فإن لم يدفعه إليك فاضربه بالسياط حتى تستوفيه منه، ثم افسخ نكاحه.

ص: 41


1- جمهرة أنساب العرب ص 89.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 101/21 و تهذيب التهذيب 311/6 و جمهرة ابن حزم ص 348 و الجرح و التعديل 9/ 337 و تاريخ خليفة بن خيّاط ص 320 و سير الأعلام 313/5.
3- راجع تهذيب الكمال 101/21 فقد ذكر أسماء أخرى في مشايخه.
4- هو عبد الكريم بن أبي المخارق.
5- كذا في مختصر أبي شامة، و الذي تزوج هو يزيد بن عبد الملك. راجع الأغاني 252/4.
6- الخبر في الأغاني 252/4 باختلاف.
7- من قوله: فكتب.. إلى هنا مكرر في مختصر أبي شامة.

فأرسل أبو بكر بن محمّد إلى عون، فدعاه بالمال، فقال: ليس عندي، و قد فرقته، فقال أبو بكر: إن أمير المؤمنين أمرني إن لم تدفعه لمّا كله أن أضربك بالسياط ، ثم لا أرفعها عنك حتى أستوفيه منك، فصاح به يزيد بن عبد الملك، فجاءه، فقال له فيما بينه و بينه:

كأنك خشيت أن أسلمك ؟! ادفع إليه المال، و لا تعرّضه لنفسك، فإنه إن دفعه إليّ رددته إليك، و إن لم يدفعه إليّ أخلفته لك. ففعل. فلمّا ولي يزيد بن عبد الملك الخلافة كتب في أبي بكر بن محمّد، و في الأحوص، فحملا إليه، لما بين أبي بكر و الأحوص من العداوة - و كان أبو بكر قد ضرب الأحوص و غرّبه إلى دهلك (1)،و أبو بكر مع عمر بن عبد العزيز، و عمر إذ ذاك على المدينة - قال: فلما صارا بباب يزيد أذن للأحوص، فرفع أبو بكر يديه يدعو، فلم يخفضهما حتى خرج بالأحوص ملبّبا (2)،مكسور الأنف.

فإذا هو لما دخل على يزيد قال له: أصلح اللّه [أمير المؤمنين] (3)،هذا ابن حزم الذي سفّه رأيك، و ردّ نكاحك. فقال يزيد: كذبت، عليك غضب اللّه، و [على] (4) من يقول ذاك، اكسروا أنفه! فكسر أنفه، و أخرج ملبّبا.

قال ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل المدينة (5):

أبو بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم أحد بني مالك بن النجار. و أمه كبشة، و خالته عمرة بنت عبد الرّحمن التي روت عن عائشة. و أبو بكر هو اسمه.

قال محمّد بن عمر (6):

توفي أبو بكر بالمدينة سنة عشرين و مائة في خلافة هشام بن عبد الملك، و هو ابن أربع و ثمانين سنة، و كان ثقة كثير الحديث.

و قال ابن سعد أيضا (7):

ص: 42


1- دهلك: بفتح أوله و سكون ثانيه و لام مفتوحة و آخره كاف. و هي جزيرة في بحر اليمن (معجم البلدان).
2- ملببا، يقال: لببت الرجل و لبّبته إذا جعلت في عنقه ثوبا أو غيره و جررته به. و ملببا يعني مأخوذا بتلابيبه.
3- الزيادة استدركت عن هامش مختصر أبي شامة.
4- زيادة عن الأغاني.
5- سقطت ترجمته من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد. و نقله المزي في تهذيب الكمال 102/21 عن ابن سعد.
6- تهذيب الكمال 105/21 نقلا عن الواقدي.
7- نقلا عن ابن سعد في تهذيب الكمال 102/21.

فولد محمّد بن عمرو بن حزم: عثمان، و أبا بكر الفقيه، و أم كلثوم. و أمهم كبشة بنت عبد الرّحمن بن سعد بن زرارة بن عدس من بني مالك بن النجار.

قال أبو نصر الكلاباذي:

يقال: اسمه و كنيته واحد. و يقال: اسمه أبو بكر، و كنيته أبو محمّد. حدّث عن عبّاد بن تميم، و عمرو بن سليم، و عمر، و عمرة. روى عنه: ابنه عبد اللّه، و يحيى بن (1)سعيد في الاستسقاء و الجنائز و الأنبياء.

قال يحيى بن معين و ابن خراش:

هو مدني ثقة (2).

قال يعقوب بن سفيان (3):حدّثني أحمد بن الخليل (4):حدّثنا الهيثم بن جميل (5)، حدّثنا عطاف بن خالد عن أمّه، عن امرأة أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم أنّها قالت:

ما اضطجع أبو بكر على فراشه منذ أربعين سنة بالليل.

قال (6):و حدّثني إبراهيم بن محمّد الشافعي، حدّثنا جدي محمّد بن علي قال:

قالوا لعمر بن عبد العزيز: استعملت أبا بكر بن حزم، غرّك (7) بصلاته! قال: إذا (8)لم يغرّني المصلون فمن يغرّني ؟! قال: و كانت سجدته قد أخذت جبهته و أنفه.

قال صالح بن كيسان (9):

كان المحدثون من هذه الطبقة من أهل المدينة: سليمان بن يسار، و أبو بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، و عبيد اللّه بن عبد اللّه، و سالم بن عبد اللّه، و أبو بكر بن

ص: 43


1- تحرفت في مختصر ابن منظور إلى: بنت.
2- نقل قولهما المزي في تهذيب الكمال 102/21.
3- الخبر رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 437/1-438 و تهذيب الكمال 102/21.
4- في مختصر أبي شامة: الجليل، تصحيف و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
5- غير واضحة في مختصر أبي شامة و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
6- القائل: يعقوب بن سفيان الفسوي، و الخبر في المعرفة و التاريخ 644/1 و رواه المزي في تهذيب الكمال 102/21.
7- كذا بالأصل و تهذيب الكمال، و في المعرفة و التاريخ:«عدل بصلاته كامل».
8- الجملة في المعرفة و التاريخ: إذا لم يقتد به المصلون فمن يقتدي ؟.
9- من هذا الطريق في تهذيب الكمال 103/21.

عبد الرّحمن [بن الحارث] بن هشام، و يحيى (1) بن عبد الرّحمن بن حاطب بن أبي بلتعة.

قال ابن سعد (2):أخبرنا محمّد بن عمر: حدّثنا مالك بن أبي الرجال، عن سليمان بن عبد الرّحمن بن خبّاب قال:

أدركت رجالا من المهاجرين، و رجالا من الأنصار من التابعين يفتون بالبلد؛ فأما المهاجرون فسعيد بن المسيب - فذكرهم، و قال - و من الأنصار: خارجة بن زيد، و محمود بن لبيد، و عمر بن خلدة الزرقي، و أبو بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، و أبو أمامة (3) بن سهل بن حنيف.

قال ابن وهب: حدّثني مالك قال (4):

لم يكن عند أحد بالمدينة من علم القضاء ما كان عند أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم.

[قال:] و حدّثني عبد اللّه بن أبي بكر (5):

أنّ أبا بكر كان يتعلم القضاء من أبان بن عثمان.

قال مالك (6):

و كان أبو بكر قاضيا لعمر بن عبد العزيز إذ كان عمر أمير المدينة، و لم يكن على المدينة أنصاري أميرا غير أبي بكر بن محمّد. و كان قاضيا.

قال: و حدّثني مالك (7):

أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى أبي بكر، و كان عمر قد أمّره على المدينة بعد أن كان قاضيا، قال مالك: و قد ولي أبو بكر بن حزم المدينة مرتين أميرا، فكتب إليه عمر، أن يكتب

ص: 44


1- في مختصر أبي شامة:«عبد الرحمن و هشام بن يحيى» و المثبت و الزيادة السابقة عن تهذيب الكمال.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 383/2 تحت عنوان: ذكر من كان يفتي بالمدينة بعد أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و رواه المزي عن الواقدي في تهذيب الكمال 103/21.
3- في مختصر أبي شامة: أسامة، تصحيف، و التصويب عن ابن سعد و تهذيب الكمال.
4- تهذيب الكمال 103/21 و المعرفة و التاريخ 643/1.
5- تهذيب الكمال 104/21 و المعرفة و التاريخ 643/1.
6- تهذيب الكمال 104/21 و سير أعلام النبلاء 314/5 و المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان 645/1.
7- الخبر رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 644/1-645 و تهذيب الكمال 103/21.

له العلم من عند عمرة بنت عبد الرّحمن، و القاسم بن محمّد. قال: فقلت لمالك: السنن ؟ قال: نعم. قال: فكتبها له.

قال مالك (1):

فسألت ابنه عبد اللّه بن أبي بكر عن تلك الكتب، فقال: ضاعت. و كان أبو بكر عزل عزلا قبيحا.

قال خليفة (2):

أقام عمر بن عبد العزيز بالمدينة إلى سنة ثلاث و تسعين، ثم عزله الوليد، و استخلف على المدينة أبا بكر بن حزم، فعزله الوليد و ولى عثمان بن حيّان المري،[فلم يزل واليا حتى مات الوليد] (3)،فعزله سليمان (4) و ولى أبا بكر بن حزم في شهر رمضان سنة ست و تسعين حتى مات سليمان، و أقر عمر بن عبد العزيز عليها أبا بكر بن حزم. و قيل (5):إن محمّد بن قيس بن مخرمة ولي المدينة لعمر بن عبد العزيز. ثم عزل (6) يزيد بن عبد الملك أبا بكر بن حزم و ولاها عبد الرّحمن بن الضحاك بن قيس الفهري [سنة إحدى و مائة] (7).

و أقام الحج أبو بكر بن حزم سنة ست و تسعين (8)،و سنتي ولايته: تسع و تسعين، و سنة مائة.

قال (9):و ولى عمر بن عبد العزيز في إمرته على المدينة القضاء عبد الرّحمن بن يزيد بن جارية. ثم عزله و استقضى أبا بكر بن حزم. ثم عزله الوليد. و ولى عثمان بن حيان المريّ [ثم ولّى] (10) أبا بكر قضاء المدينة سنة ثلاث و تسعين.

ص: 45


1- المعرفة و التاريخ 645/1 و تهذيب الكمال 103/21.
2- الخبر في تاريخ خليفة بن خيّاط ص 311.
3- زيادة عن تاريخ خليفة.
4- تاريخ خليفة ص 317.
5- في تاريخ خليفة ص 323 و زعم عثمان بن عثمان أن محمد بن قيس بن مخرمة قد تولى المدينة لعمر بن عبد العزيز.
6- تاريخ خليفة ص 332.
7- زيادة للإيضاح عن تاريخ خليفة.
8- تاريخ خليفة ص 313 و 320 و 321 و 324.
9- الخبر في تاريخ خليفة ص 312.
10- الزيادة لازمة لإيضاح المعنى عن تاريخ خليفة.

قال: و كتب هشام بن عبد الملك إلى أبي بكر بن حزم فكان يصلي بالناس بالمدينة سنة تسع عشرة حتى قدم محمّد بن هشام.

قال أبو بكر بن أبي خيثمة أخبرنا علي بن محمّد قال:

أقرّ عثمان بن حيّان أبا بكر بن حزم على القضاء.

ثم عزل سليمان بن عبد الملك عثمان بن حيّان و ولّى أبا بكر بن حزم على المدينة فاستقضى أبا طوالة عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن معاوية (1).و أقرّ عمر أبا بكر على المدينة، فأقرّ أبا طوالة على القضاء. ثم عزل يزيد بن عبد الملك أبا بكر عن المدينة و ولى ابن الضحّاك (2).

قال ابن وهب: حدّثني مالك قال (3):

كان أبو بكر بن حزم على قضاء المدينة، و ولي المدينة أميرا. قال: فقال له قائل: ما أدري كيف أصنع بالاختلاف ؟ فقال أبو بكر: يا بن أخي، إذا وجدت أهل المدينة على أمر مستجمعين عليه فلا تشكّ فيه، إنه الحق.

قال المفضل الغلابي (4)،حدّثنا يحيى بن معين قال: قال مالك: أخبرني عبد اللّه بن أبي بكر:

أنّ عمر أجرى على أبيه ثمانية و ثمانين دينارا.

قال مالك بن أنس:

و لا أراه أجراها عليه إلاّ على حساب سعر المدينة.

قال الزبير: حدّثني مصعب بن عثمان و غيره:

أنّ أبا الحارث بن عبد اللّه بن السائب اختصم هو و رجل من قريش (5)،فقال له أبو الحارث: أ تكلمني و عندك يتيمة لك تبوكها؟ فاستعدى عليه أبا بكر بن حزم، فسأل عن

ص: 46


1- سماه خليفة في تاريخه ص 324 أبا طوالة عبد اللّه بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم.
2- يعني عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهري كما في تاريخ خليفة ص 332.
3- الخبر من هذا الطريق في تهذيب الكمال 104/21.
4- الخبر من طريقه في تهذيب الكمال 104/21.
5- الخبر في تاج العروس بوك. برواية مختلفة.

البوك، فذكر له أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وقف على ماء يحير (1) في عين تبوك، فقال:«أنتما عليها تبوكانها منذ اليوم (2)»، يريد تثوّرانها. فحدّ أبو بكر بن حزم أبا الحارث. فقال له أبو الحارث و هو يحدّه: أيا بن حزم، تضربني قلاظا؟ فقال ابن حزم: احفظ هذه الكلمة أيضا حتى نسأل عنها. فقال له أبو الحارث: أ تكلفني يا بن حزم أن أعلمك كلام مضر؟ و القلاظ : الظلم.

قال: و انتهى بعد ذلك إلى أبي بكر بن حزم أن البوك خرج غير المخرج الذي حدّ عليه أبا الحارث، فأشهد أنه قد درأ عنه الحدّ (3).

قال ابن وهب (4):قال لي مالك بن أنس:

ما رأيت مثل أبي بكر بن حزم أعظم مروءة، و لا أتمّ حالا، و لا رأيت مثلما أوتي (5):

ولاية المدينة، و القضاء، و الموسم. و كان يقول لابنه عبد اللّه: إني أراك تحبّ الحديث، و تجالس أهله، فلا (6) تستقبل صدر حديث إذا سمعت عجزه؛ استدل بأعجازها على صدورها.

و في رواية: يا بني؛ إنك حديث السن، و إنك تجالس الناس، فاسمع ما يسأل عنه، و لا تسأل، فإن فاتك شيء من أول الحديث تستدل على أوله بآخره (7).

أخبرنا (8) معن، حدّثنا مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن:

أنه رأى أبا بكر بن حزم يقضي في المسجد معه حرسيان مستندا (9) إلى الأسطوان على القبر.

ص: 47


1- حار الماء و تحيّر: تردد.
2- كذا في مختصر أبي شامة، و العبارة في الروض الأنف 195/4 أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أمر الناس ألا يمسوا من مائها (العين) شيئا، فسبق إليها رجلان، و هي تبض بشيء من مائها فجعلا يدخلان فيها سهمين ليكثر ماؤها فسبهما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قال لهما: ما زلتما تبوكانها منذ اليوم. قال: و بذلك سميت العين تبوك.
3- عقب أبو شامة في مختصره بعد ذكره الخبر بقوله: قلت، يعني أن البوك لفظ مشترك، كما يستعمل بمعنى الجماع يستعمل أيضا بمعان أخرى كالبيع و الشراء، و تدوير البندقة على ما حكاه أئمة اللغة في كتبهم. و إذا كان كذلك لم يتعيّن للقذف و اللّه أعلم. راجع تاج العروس: بوك.
4- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 105/21 و سير الأعلام 314/5.
5- في مختصر ابن منظور:«أولي».
6- في مختصر أبي شامة:«و لا» و المثبت عن تهذيب الكمال.
7- قال أبو شامة: و في طبقات ابن سعد: أنا معن بن عيسى حدّثني سعيد بن مسلم قال: رأيت أبا بكر بن حزم يقضي في المسجد في زمان عمر بن عبد العزيز، يعني في ولاية عمر على المدينة للوليد بن عبد الملك.
8- القائل: ابن سعد، و ليس الخبر التالي في الطبقات الكبرى المطبوع.
9- في مختصر أبي شامة: مستسندا.

قال محمّد بن عمر:

فلمّا ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة ولّى أبا بكر إمرة المدينة، فاستقضى أبو بكر على المدينة ابن عمه أبا طوالة عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن معمر بن حزم. و كان أبو بكر هو الذي يصلي بالنّاس، و يتولّى أمرهم (1).

أخبرنا معن، حدّثنا أبو الغصن قال (2):

لم أر على أبي بكر بن حزم على المنبر سيفا قط ، و رأيته يعتم يوم العيد، و يوم الجمعة بعمامة بيضاء.

أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس، حدّثنا أبو الغصن:

أنه رأى أبا بكر بن حزم في إصبعه اليمين خاتم فيه ياقوتة لونها لون السماء.

و في رواية: خاتم فصّه ياقوتة حمراء.

قال يحيى بن معين:

مات أبو بكر بن حزم سنة عشرين و مائة (3)،و مات ابنه عبد اللّه بن أبي بكر سنة ثلاثين و مائة.

هذا الذي عليه الأكثر. و قال الهيثم: مات أبو بكر سنة ست و عشرين (4).و قال آخر:

سنة سبع عشرة (5).و قال غيره: سنة عشر و مائة (6).و قال بعضهم: سنة مائة. و اللّه أعلم.

8392 - أبو بكر بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

8392 - أبو بكر بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي (7)

أمه أم ولد.

ذكر البلاذري أنّه هو الذي يقول (8):

ص: 48


1- سير الأعلام 314/5.
2- سير أعلام النبلاء 314/5 و عقب الذهبي بقوله: لعله ما بلغه التحريم، و يجوز أن يكون فعله و تاب.
3- تهذيب الكمال 105/21.
4- رواه المزي في تهذيب الكمال 105/21، و عقب على قوله: و هذا القول خطأ، و اللّه أعلم.
5- تهذيب الكمال 105/21 و سير الأعلام 314/5.
6- هذا قول علي بن عبد التميمي، تهذيب الكمال 104/21.
7- جمهرة ابن حزم ص 112 و نسب قريش ص 130 و أنساب الأشراف 377/5.
8- أنساب الأشراف 395/5 طبعة دار الفكر.

و إذا العبد أغلق الباب دوني *** لم يحرّم عليّ متن الطريق

و ذكر أنّ خالد بن يزيد هجاه فقال:

سمين البغل من مال اليتامى *** رخيّ البال مهزول (1) الصّديق

8393 - أبو بكر بن يزيد بن أبي بكر بن يزيد بن معاوية الأموي

حفيد المقدم ذكره.

كان يسكن صهيا (2) من قرى دمشق، و كانت لجده معاوية.

8394 - أبو بكر بن يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان الأموي

أمه امرأة من كلب (3).

8395 - أبو بكر البيروتي

روى عن رجل لم يسمّه عن أبي طيبة.

روى عنه: آدم بن أبي إياس في فضل الرباط بعسقلان.

8396 - أبو بكر الكلبي العابد

قال ابن أبي الحواري حدّثنا عيسى بن الهذيل قال: سمعت أبا بكر الكلبي - و كان من عباد أهل الشام - يقول: ابن آدم، ليس لما بقي من عمرك في الدنيا ثمن.

و سمعته يقول: عند الصباح يحمد القوم السرى، و عند الممات يحمد القوم التقى.

8397 - أبو بكر

رجل من أهل دمشق.

روى العتبي عن أبيه، عن أبي بكر الدمشقي أن معاوية بن أبي سفيان قال:

فذكر كلاما.

8398 - أبو بكر الصيداوي

حدّث عن عقبة بن علقمة البيروتي.

ص: 49


1- في مختصر ابن منظور:«مرزول» و المثبت يوافق رواية أنساب الأشراف.
2- صهيا: قرية من إقليم بانياس من أعمال دمشق (معجم البلدان).
3- جمهرة أنساب العرب ص 90.

روى عنه: يعقوب بن سفيان في مشيخته و لم يسمعه.

و يغلب على ظني أنه عثمان بن سعيد بن محمّد بن بشير الصيداوي الذي تقدم ذكره في حرف العين (1).

8399 - أبو بكر الشّبلي

8399 - أبو بكر الشّبلي (2)(3)

أحد شيوخ الصوفية المعدودين، و زهّادهم الموصوفين.

اختلف في اسمه، فقيل: دلف بن جعبر (4)،و يقال: ابن جحدر، و يقال: بل اسمه جعفر بن يونس.

كان فقيها على مذهب مالك بن أنس، و كتب الحديث الكثير، ثم صدف عن ذلك، و لزم العبادة حتى صار رأسا في المتعبدين، و رئيسا للمجتهدين. و كان مقامه ببغداد، و قد زرت قبره بها. و قدم دمشق على ما بلغني في بعض الحكايات.

حكى عنه: أبو بكر محمّد بن أحمد بن الطبيب النصيبي المقرئ، و أبو الحسين بن جميع الصيداوي، و أبو عمرو بن علوان، و أبو العباس الدامغاني، و محمّد بن أحمد القصار، و أبو بكر أحمد بن الحسن الأحنف البغدادي الصوفي، و أبو الفرج غلام الشبلي و غيرهم.

و أسند أبو عبد الرّحمن السلمي (5) عن الشّبلي قال: حدّثنا محمّد بن مهدي المصري، حدّثنا عمرو بن أبي سلمة، حدّثنا صدقة بن عبد اللّه، عن طلحة بن زيد، عن أبي فروة الرّهاوي، عن عطاء، عن (6) أبي سعيد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«الق اللّه فقيرا، و لا تلقه (7) غنيا». قال: يا رسول اللّه، كيف لي بذلك ؟ قال:«ما سئلت

ص: 50


1- راجع ترجمته في تاريخ دمشق - طبعة دار الفكر-367/38 رقم 4596.
2- أخباره في حلية الأولياء 366/10 و الرسالة القشيرية ص 419 و تاريخ بغداد 389/14 و الأنساب (الشبلي) و سير أعلام النبلاء 367/15 و شذرات الذهب 337/2 و العبر 240/2 و وفيات الأعيان 273/2 و صفة الصفوة 2/ 456.
3- الشبلي بكسر الشين المعجمة و سكون الباء المنقوطة بواحدة هذه النسبة إلى الشبلية قرية من قرى أشروسنة، بلدة عظيمة وراء سمرقند.
4- كذا في مختصر أبي شامة.
5- من طريقه رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 390/14.
6- في مختصر أبي شامة «بن» تصحيف، و التصويب عن تاريخ بغداد.
7- في تاريخ بغداد: تلقاه.

فلا تمنع، و ما رزقت فلا تخبأ». قال: يا رسول اللّه، كيف لي بذاك ؟ قال:«هو ذاك، و إلاّ فالنار»[13321].

و قال الشّبلي:

كنت وردت الشام من مكة، فرأيت راهبا في صومعة، فنظر إليّ ، فقلت له: يا راهب، لما ذا حبست نفسك في هذه الصومعة ؟ قال: ليثوّب عملي، فقلت: يا راهب، و لمن تعمل ؟ قال: لعيسى، قلت: و بأيّ شيء استحقّ عيسى هذه العبادة منك دون اللّه ؟ قال: لأنه مكث أربعين يوما لم يطعم، و لم يشرب، فقلت له: و من يعمل ذلك يستحق العبادة له ؟ قال: نعم.

قال الشبلي: فقلت للراهب: فاستوفها منّي. فمكثت أربعين يوما تحت صومعته، لا آكل، و لا أشرب. فقال لي: ما دينك ؟ قلت: محمّدي. فنزل، و أسلم على يديّ . و حملته إلى دمشق، فقلت: اجمعوا له أشياء، فإنه قريب العهد بالإسلام. و انصرفت، و تركته مع الصوفية.

قال الحافظ أبو القاسم - رحمه اللّه-:

و قد كتبت نحو هذه الحكاية عن أبي [بكر] (1) محمّد بن إسماعيل الفرغاني، و سقتها في ترجمته (2).و قد ورد وروده - يعني الشبلي - الشام من وجهين آخرين:

قال أبو الحسين (3) بن سمعون (4):قال لي الشبلي:

كنت باليمن، و كان باب دار الإمارة (5) رحبة عظيمة، و فيها خلق كثير قيام ينظرون إلى منظرة، فإذا قد ظهر من المنظرة شخص أخرج يده كالمسلّم عليهم، فسجدوا كلهم. فلما كان بعد سنين كنت بالشام، و إذا تلك اليد قد اشترت لحما بدرهم، و حملته. فقلت له: أنت ذلك الرجل ؟ قال: نعم، من رأى ذاك، و رأى هذا لا يغتر بالدنيا.

و قال: سمعت الشبلي يقول:

كنت في قافلة بالشام، فخرج الأعراب فأخذوها، و أميرهم جالس يعرضون عليه.

ص: 51


1- استدركت على هامش مختصر أبي شامة.
2- تقدمت ترجمته في تاريخ دمشق 116/52 رقم 6111 طبعة دار الفكر.
3- تحرفت في مختصر ابن منظور إلى: الحسن.
4- الخبر من طريقه رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 393/14.
5- في تاريخ بغداد: دار الأمير.

فخرج جراب فيه لوز و سكر، فأكلوا منه إلاّ الأمير فما كان يأكل، فقلت له: لم لا تأكل ؟ قال: أنا صائم، قلت: تقطع الطريق، و تأخذ الأموال، و تقتل النفس و أنت صائم ؟! قال: يا شيخ، أجعل للصّلح موضعا.

فلمّا كان بعد حين رأيته يطوف حول البيت و هو محرم كالشّنّ (1) البالي. فقلت: أنت ذاك الرجل ؟ فقال: ذاك الصوم بلغ بي إلى هذا.

قال أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلمي (2):

دلف بن جعبر، و يقال: دلف بن جحدر، و يقال: دلف بن جعفر. و يقال: إنّ اسم الشبلي جعفر بن يونس. سمعت الحسين بن يحيى الشافعي يذكر ذلك، و هكذا رأيته على قبره مكتوبا ببغداد.

[قال ابن عساكر:] (3) و أظن أن الأصح: دلف بن جحدر.

و أبو بكر الشبلي أصله من أشروسنة (4)،و مولده بسرّمن رأى.

[قال:] (5) سمعت محمّد بن عبد اللّه بن شاذان يقول:

الشبلي من أهل أشروسنة، بها قرية يقال لها: شبليّة أصله منها. و كان خاله أمير الأمراء بإسكندرية.

قال السّلمي (6):

كان الشبلي مولده بسرّمن رأى، و كان حاجب الموفق (7)،و كان أبوه حاجب الحجاب، و كان الموفق جعل لطعمته دماوند (8)،ثم لمّا قعد الموفق - و كان ولي العهد من

ص: 52


1- الشن: الخلق من كل آنية صنعت من جلد.
2- الخبر نقلا عن السلمي في تاريخ بغداد 389/14.
3- زيادة منا.
4- أشروسنة ؟؟؟ بالضم ثم السكون و ضم الراء و واو ساكنة و سين مهملة و نون: بلدة كبيرة بما وراء النهر (معجم البلدان). و جاء في صفة الصفوة:«سروسة».
5- القائل: أبو عبد الرحمن السلمي، و الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 389/14.
6- يعني أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي، و الخبر من طريقه رواه الخطيب في تاريخ بغداد 389/14 و ابن الجوزي في صفة الصفوة 456/2 و المنتظم 50/14-51.
7- أبو أحمد الموفق ابن الخليفة المتوكل على اللّه، و أخو الخليفة المعتمد على اللّه راجع تاريخ بغداد 127/2.
8- دماوند: لغة في دنباوند و دباوند: جبل قرب الري و كورة (معجم البلدان).

قبل أخيه - حضر الشبلي يوما مجلس خير النسّاج (1)،و تاب فيه، و رجع إلى دماوند، و قال:

أنا كنت حاجب الموفق، و كان و لاني بلدتكم هذه، فاجعلوني في حل. فجعلوه في حل، و جهدوا أن يقبل منهم شيئا، فأبى. و صار بعد ذلك واحد زمانه حالا و نفسا. سمعت أبا سعيد السّجزي يذكر ذلك كله.

قال الأستاذ أبو القاسم القشيري (2):

و منهم أبو بكر دلف بن جحدر الشبلي. بغدادي المولد و المنشأ، أصله من أشروسنة.

صحب الجنيد، و من في عصره [من العلماء] (3)،و كان نسيج وحده (4) حالا و ظرفا و علما، مالكيّ المذهب، عاش تسعا و ثمانين سنة، و مات سنة أربع و ثلاثين و ثلاثمائة، و قبره (5)ببغداد. و مجاهداته في بدايته فوق الحد.

[قال:] (6) سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق (7) يقول: بلغني أنه اكتحل بكذا و كذا من الملح ليعتاد السّهر، و لا يأخذه النوم. و لو لم يكن من تعظيمه للشرع إلاّ ما حكاه بكران الدينوري في آخر عمره لكان كثيرا (8).

و كان الشبلي (9) إذا دخل شهر رمضان جدّ في الطاعات، و يقول: هذا شهر عظمه ربّي فأنا أولى من يعظمه (10).

ص: 53


1- اسمه محمد بن إسماعيل من سامرّاء، و إنما سمي خير النساج لأنه خرج إلى الحجّ ، فأخذه رجل على باب الكوفة، و قال له: أنت عبدي و اسمك خير، و كان أسود، فلم يخالفه، و استعمله الرجل في نسج الخز، ثم تركه الرجل، و بقي الاسم معلقا به انظر أخباره في الرسالة القشيرية ص 437 و حلية الأولياء 307/10.
2- الخبر رواه أبو القاسم القشيري في الرسالة القشيرية ص 419 رقم 49.
3- زيادة عن الرسالة القشيرية.
4- في الرسالة القشيرية: شيخ وقته.
5- في مختصر أبي شامة:«و قبر» و المثبت عن الرسالة القشيرية.
6- القائل أبو القاسم القشيري، و الخبر في الرسالة القشيرية ص 420.
7- هو الحسن بن علي الدقاق، أبو علي. أخباره في الرسالة القشيرية (الفهارس).
8- و هو ما جاء في الرسالة القشيرية ص 307-308 سأل جعفر بن نصر بكران الدينوري: و كان يخدم الشبلي، ما الذي رأيت منه ؟ فقال: قال لي عليّ درهم مظلمة، و قد تصدقت على صاحبه بألوف، فما على قلبي شغل أعظم منه، ثم قال: وضئني للصلاة، ففعلت فنسيت تخليل لحيته، و قد أمسك على لسانه، فقبض على يدي و أدخلها في لحيته ثم مات. فبكى جعفر و قال: ما تقولون في رجل لم يفته حتى في آخر عمره أدب من آداب الشريعة. و انظر المنتظم 51/14-52 و صفة الصفوة 459/2.
9- الرسالة القشيرية ص 420.
10- في الرسالة القشيرية: فأنا أول من يعظمه من الناس.

و قال الشبلي:

مات أبي و خلف ستين ألف دينار سوى الضياع و العقار و غيرها، فأنفقتها كلّها، ثم قعدت مع الفقراء (1) حتى لا أرجع إلى مادي، و لا أستظهر بمعلوم.

و قال أحمد بن عطاء (2):سمعت الشبلي يقول:

كتبت الحديث عشرين سنة، و جالست الفقراء عشرين سنة.

و كان يتفقه لمالك. و كان له يوم الجمعة نظرة، و من بعدها صيحة. فصاح يوما صيحة تشوّش ما حوله من الخلق. و كان بجنب حلقته حلقة أبي عمران الأشيب، فقال لأبي الفرج العكبري: ما للناس ؟ قال: حردوا من صيحتك. و حرد أبو عمران و أهل حلقته. فقام الشّبلي، و جاء إلى أبي عمران، فلما رآه أبو عمران قام إليه، و أجلسه إلى جنبه (3)،فأراد بعض أصحاب أبي عمران أن يري الناس [أن الشبلي جاهل، فقال له: يا أبا بكر، إذا اشتبه على المرأة دم الحيض بدم الاستحاضة كيف تصنع ؟ فأجاب بثمانية عشر] (4) جوابا. فقام أبو عمران و قبّل رأسه، و قال: يا أبا بكر، أعرف منها اثني عشر، و ستة ما سمعت بها قط .

قال السّلمي (5):سمعت أبا عبد اللّه الرازي يقول:

لم أر في الصوفية أعلم من الشّبلي، و لا أتمّ حالا من الكتاني (6).

و قال السّلمي (7):سمعت أبا العباس محمّد بن الحسن البغدادي يقول: سمعت الشبلي يقول:

أعرف من لم يدخل في هذا الشأن حتى أنفق جميع ملكه، و غرّق في هذه الدّجلة التي ترون سبعين قمطرا (8) مكتوبا بخطه، و حفظ «الموطّأ»، و قرأ (9) بكذا و كذا قراءة - عنى به نفسه-.

ص: 54


1- الخبر في صفة الصفوة 456/2.
2- من طريقه رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 393/14 و الذهبي في سير الأعلام 368/15.
3- في تاريخ بغداد: بجنبه.
4- ما بين معكوفتين سقط من مختصر أبي شامة و استدرك للإيضاح عن تاريخ بغداد.
5- الخبر في تاريخ بغداد 393/14.
6- أراد أبا بكر محمد بن علي الكتاني بغدادي الأصل توفي سنة 322 ه أخباره في الرسالة القشيرية ص 427 و مواضع أخرى.
7- تاريخ بغداد 393/14 و رواه الذهبي في سير الأعلام 369/15.
8- في مختصر أبي شامة: قمطر، و المثبت عن تاريخ بغداد و سير الأعلام. و القمطر: السفط ، و ما تصان فيه الكتب.
9- في سير الأعلام: و تلا.

قال أبو الحسين (1) زيد بن رفاعة الهاشمي (2):

دخل أبو بكر بن مجاهد على أبي بكر الشبلي، فحادثه، و سأله عن حاله. فقال ابن مجاهد: نرجو الخير؛ يختم في كل يوم بين يدي ختمتان و ثلاث (3).فقال له الشبلي: أيها الشيخ قد ختمت في تلك الزاوية ثلاثة عشر ألف ختمة إن كان فيها شيء قبل فقد وهبته لك، و إني لفي درسه منذ ثلاث و أربعين سنة ما انتهيت إلى ربع القرآن.

قال أبو بكر محمّد بن عمر (4):

كنت عند أبي بكر أحمد بن موسى بن مجاهد المقرئ، فجاء الشبلي، فقام إليه أبو بكر بن مجاهد، فعانقه، و قبّل بين عينيه، فقلت له: يا سيدي، تفعل هذا بالشبلي، و أنت و جميع من ببغداد يتصورونه بأنّه مجنون ؟! فقال لي: فعلت كما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فعل به؛ و ذاك أني رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في المنام و قد أقبل الشبلي، فقام إليه، و قبّل بين عينيه، فقلت: يا رسول اللّه، أ تفعل هذا بالشبلي ؟ قال لي:«نعم، هذا يقرأ بعد صلاته: لَقَدْ جٰاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ (5) الآية، و يتبعها بالصّلاة عليّ .

قال الخطيب (6):سمعت أبا القاسم عبيد اللّه بن عبد اللّه بن الحسن الخفاف - المعروف بابن النقيب - يقول:

كنت يوما جالسا بباب الطاق أقرأ القرآن على رجل يكنى بأبي بكر المعيمش (7)،و كان وليا للّه، فإذا بأبي (8) بكر الشبلي قد جاء إلى رجل يكنى بأبي الطيّب الجلاّء، و كان من أهل العلم، فسلّم عليه، و أطال الحديث معه، و قام لينصرف. فاجتمع قوم إلى أبي الطيب فقالوا:

نسألك أن تسأله أن يدعو لنا، و يرينا شيئا من آيات اللّه - و معهم (9) صاحبان له - فألح أبو

ص: 55


1- في مختصر أبي شامة: الخير، و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- من طريقه روي الخبر في تاريخ بغداد 392/14.
3- في تاريخ بغداد: ترجو الخير، تختم في كل يوم بين يدي ختمتين و ثلاثا.
4- الخبر باختلاف الرواية في تاريخ بغداد 395/14.
5- سورة التوبة، الآية:128.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 394/14.
7- في تاريخ بغداد: العميش.
8- في مختصر أبي شامة:«فإذا أبا بكر» و المثبت عن تاريخ بغداد.
9- كذا في مختصر أبي شامة، و في تاريخ بغداد: و معه.

الطيب عليه في المسألة، و اجتمع الناس بباب الطاق (1)،فرفع الشبلي يده إلى اللّه تعالى، و دعا بدعاء لم يفهم، ثم شخص إلى السماء، فلم يطبق جفنا على جفن إلى وقت الزوال.

و كان دعاؤه و ابتداء إشخاص بصره إلى السماء ضحى النهار. فكبّر الناس و ضجوا بالدعاء و الابتهال. ثم مضى الشبلي إلى سوق يحيى، و إذا برجل يبيع حلواء، و بين يديه طنجير (2) فيه عصيدة تغلي، فقال الشبلي لصاحب له: هل تريد من هذه العصيدة ؟ قال: نعم. فأعطى الحلاوي درهما، و قال: أعط هذا ما يريد (3)،ثم قال: تدعني أعطيه رزقه ؟ قال الحلاوي:

نعم. فأخذ الشبلي رقاقة، و أدخل يده في الطنجير (4)،و العصيدة تغلي، فأخذ منه بكفّه، و طرحها على الرقاقة. و مشى الشبلي إلى أن جاء إلى مسجد أبي بكر بن مجاهد، فدخل على أبي بكر، فقام إليه [أبو بكر] (5)،فتحدث أصحاب ابن مجاهد بحديثهما، و قالوا لأبي بكر:

أنت لم تقم لعلي بن عيسى الوزير، و تقوم للشبلي ؟! فقال أبو بكر: أ لا أقوم لمن يعظمه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟! رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم في النوم، فقال لي:«يا أبا بكر، إذا كان في غد فسيدخل عليك رجل من أهل الجنّة، فإذا جاءك فأكرمه».

قال ابن مجاهد: فلما كان بعد ذلك بليلتين (6) أو أكثر رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم في المنام، فقال لي:«يا أبا بكر، أكرمك اللّه كما أكرمت رجلا من أهل الجنّة». فقلت: يا رسول اللّه، بم استحق الشبلي هذا منك ؟ فقال:«هذا رجل يصلي كل يوم خمس صلوات يذكرني في إثر كلّ صلاة، و يقرأ: لَقَدْ جٰاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ،الآية يفعل ذلك منذ ثمانين سنة، أ فلا أكرم من يفعل هذا»؟.

قال أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن جعفر الرازي:

كان أهل بغداد يقولون: عجائب الدنيا ثلاث: إشارات الشبلي، و نكت المرتعش (7)، و حكايات جعفر.

ص: 56


1- باب الطاق ينسب إلى طاق أسماء، و هو بالجانب الشرقي من بغداد بين الرصافة و نهر المعلى.(راجع معجم البلدان: طاق أسماء 5/4).
2- الطنجير: بالكسر، و هو معروف فارسيته باتيله، و الطنجرة مثله.(تاج العروس).
3- في مختصر أبي شامة: تريد، و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- في مختصر أبي شامة: الطنجر، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- الزيادة عن تاريخ بغداد.
6- في تاريخ بغداد: بثلاثين.
7- هو عبد اللّه بن محمد المرتعش أبو محمد نيسابوري من محلة الحيرة، كان يقيم في مسجد الشونيزية و مات ببغداد سنة 329 أخباره في الرسالة القشيرية ص 431.

قال أبو بكر الزبير بن محمّد بن عبد اللّه:

رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم في المنام، فقلت: يا رسول اللّه، ما تقول في الجنيد (1)؟قال:«جمع العلم»، قلت: فالشبلي ؟ قال:«إن صحا انتفع به كثير من الناس»، قلت: فالحلاّج ؟ قال:

«استعجل».

قال الشبلي:

كان بدء أمري أني نوديت: يا أبا بكر، ليس لهذا أردناك، و لا بهذا أمرناك. فتركت خدمة المعتضد، و نظرت في الناسخ و المنسوخ، و التأويل و التفسير، و التحليل و التحريم.

و سمعت الحديث و الفقه و كتاب المبتدأ و غير ذلك، ثم أبدت علي خفقة أذهبت ما سوى اللّه، فإذا اللّه اللّه.

و قال: كنت في أول بدايتي أكتحل بالملح، فلمّا زاد علي الأمر أحميت الميل فاكتحلت به.

و قال: أطع اللّه يطعك كلّ شيء.

قال برهان الدينوري (2):

حضر الشبلي ليلة و معه صبيّ ، فقال للصبي: قم نم، فقال الصبي: إني آنس برؤيتك، فأشتهي (3) النظر إليك إلى أن تنام. فقال الشبلي: إن جاريتي قالت: عددت عليك ستة أشهر لم تنم فيها.

قال [أبو] (4) جعفر الفرغاني (5):سمعت الجنيد يقول:

لا تنظروا إلى أبي بكر الشبلي بالعين التي ينظر بعضكم إلى بعض، فإنه عين من عيون اللّه.

قال أبو عمر (6) الأنماطي: سمعت الجنيد يقول:

ص: 57


1- الجنيد بن محمد بن الجنيد، أبو القاسم، العالم المربي، انظر أخباره في حلية الأولياء 255/10.
2- من طريقه رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 394/14.
3- في تاريخ بغداد: و أشتهي.
4- سقطت من مختصر أبي شامة، و زيدت للإيضاح، انظر الحاشية التالية.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 395/14.
6- كذا عند أبي شامة، و في تاريخ بغداد: أبو عمران، و الخبر في تاريخ بغداد 395/14.

لكلّ قوم تاج، و تاج هؤلاء القوم الشبلي.

قال أبو عمرو بن علوان: سمعت الجنيد يقول:

جزى اللّه الشبلي عني خيرا، فإنه ينوب عني في أمر الفقراء شيئا كثيرا.

قال السلمي: سمعت عبد اللّه بن علي يقول: أخبرني أبو الحسين الفارسي أن الجنيد قال:

إذا كلمتم الشبلي فكلموه من وراء الترس، فإن سيوف الشبلي تقطر دما، فقال له ابن عطاء: هو هكذا يا أبا القاسم ؟ قال: نعم يا أحمد، ما ظنك بشخص السيوف في وجهه، و الأسنة في ظهره، و السهام عن يمينه و شماله، و النار تحت قدميه ؟ قال: فزعقت.

قال عبد اللّه بن يوسف الصباغ:

كنت مع أبي في الدكان نصبغ، فلمّا كان يوم من الأيام خرجت فإذا على باب الدكان شيخ جالس، فقلت مازحا: الشيخ قد صلى الظهر؟ قال: نعم، و الحمد للّه، قلت: أين صليت ؟ قال: بمكة. فدخلت إلى أبي، فقلت: يا أبه، رجل بباب الدكان قال: صليت الظهر بمكة! فخرج أبي، فلمّا رآه رجع و قال: هذا الشبلي.

قال أبو الحسين بن سمعون:

اعتل الشبلي، فقال علي بن عيسى للمقتدر باللّه: الشبلي عليل. فأنفذ إليه بطبيب يحمل إليه ما يصف له، فلمّا كان يوم قال الطبيب للشبلي: و اللّه لو كان دواؤك في قطعة من لحمي ما عسر علي ذلك. قال له الشبلي: دوائي في دون ذلك، قال: و ما هو؟ قال: تقطع الزّنار، قال: فإذا قطعت الزنار تبرأ؟ قال: نعم. قال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أنّ محمّدا رسول اللّه.

فأخبر الخليفة بذلك، فقال (1):أنفذنا بطبيب إلى عليل، و ما علمنا أنّا أنفذنا بعليل إلى طبيب.

قال أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى الوزير (2):

ص: 58


1- في مختصر أبي شامة: قال.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 392/14 من هذا الطريق، و باختلاف الرواية في حلية الأولياء 304/10.

كان ابن مجاهد يوما عند أبي، فقيل له: الشبلي ؟ قال: يدخل. فقال ابن مجاهد:

سأسكته الساعة بين يديك؛ و كان من عادة الشبلي إذا لبس شيئا خرق فيه موضعا (1)،فلما جلس قال له ابن مجاهد: يا أبا بكر، أين في العلم إفساد ما ينتفع به ؟ قال له الشبلي: أين في العلم فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَ الْأَعْنٰاقِ (2)؟قال: فسكت ابن مجاهد. فقال له أبي: أردت أن تسكته فأسكتك! ثم قال له: قد أجمع الناس أنك مقرئ الوقت؛ أين في القرآن: الحبيب لا يعذّب حبيبه ؟ قال: فسكت ابن مجاهد، فقال له أبي: قل يا أبا بكر. فقال: قوله تعالى:

وَ قٰالَتِ الْيَهُودُ وَ النَّصٰارىٰ نَحْنُ أَبْنٰاءُ اللّٰهِ وَ أَحِبّٰاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ (3) .فقال ابن مجاهد: كأنني ما سمعتهما (4) قط .

قال السلمي: سمعت أبا عبد اللّه الرازي يقول:

قال أبو العباس بن شريح يوما للشبلي: يا أبا بكر، أنت مع جودة خاطرك و فهمك لو شغلته بشيء من علوم الفقه ؟ فقال: أنا أشتغل بعلم يشاركني فيه مثلك ؟!.

قال القشيري (5):سمعت أبا حاتم السجستاني يقول: سمعت أبا نصر السراج يقول:

سئل الشبلي، فقيل له: أخبرنا عن توحيد مجرد بلسان حقّ مفرد؟ فقال: ويحك! من أجاب عن التوحيد بالعبارة فهو ملحد، و من أشار إليه فهو ثنويّ (6)،و من أومأ إليه فهو عابد وثن، و من نطق فيه فهو غافل (7)،و من سكت عنه فهو جاهل، و من توهم (8) أنه واصل فليس له حاصل، و من رأى (9) أنه قريب فهو بعيد (10)،و من تواجد فهو فاقد، و كل ما ميزتموه

ص: 59


1- العبارة في حلية الأولياء: أخبرت أنك تحرق الثياب و الخبز و الأطعمة و ما ينتفع به الناس في منافعهم و مصالحهم.
2- سورة ص، الآية:33.
3- سورة المائدة، الآية:18.
4- في تاريخ بغداد: سمعتها.
5- الخبر في الرسالة القشيرية ص 301 و رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 374/10.
6- ثنوي من أتباع الثنوية و هم أصحاب ماني و أشياعه، و هم يقولون بوجود مبدأين أساسيين متضادين لا ينفكان و هما في حالة صراع دائمة، و هما مبدأ الخير و مبدأ الشر. و قيل مبدأ النور و مبدأ الظلمة.
7- في مختصر أبي شامة: عاقل، تصحيف، و المثبت عن الرسالة القشيرية و حلية الأولياء.
8- في الرسالة القشيرية: وهم .
9- في مختصر أبي شامة: أرى، و المثبت عن الرسالة القشيرية.
10- في حلية الأولياء: و من أرى أنه عتيد فهو بعيد.

بأوهامكم (1)،و أدركتموه بعقولكم في أتمّ معانيكم فهو مصروف مردود إليكم، محدث مصنوع مثلكم.

قال السلمي: سمعت عبد اللّه بن موسى السّلامي يقول: سمعت الشبلي يقول:

جل الواحد المعروف قبل الحدود و قبل الحروف.

قال القشيري:

هذا صريح من الشبلي أن القديم سبحانه لا حدّ لذاته و لا.... (2).

و قال الشبلي (3) في قوله تعالى: اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ (4):ادعوني بلا غفلة أستجب لكم بلا مهلة.

قال السّلمي (5):سمعت عبد اللّه بن محمّد الدمشقي يقول:

كنت واقفا في مجلس الشبلي في جامع المدينة ببغداد، فوقف سائل على مجلسه و حلقته، و جعل يقول: يا اللّه، يا جواد، فتأوّه الشبلي، و صاح، و قال: كيف يمكنني أن أصف الحقّ بالجود، و مخلوق يقول في شكله (6):

تعوّد بسط الكف حتى لو أنه *** ثناها لقبض لم تجبه (7) أنامله

تراه (8) إذا ما جئته متهلّلا *** كأنّك تعطيه الذي أنت سائله (9)

و لو لم يكن في كفّه غير روحه *** لجاد بها، فليتّق اللّه سائله

هو البحر من أيّ النّواحي أتيته *** فلجّته المعروف و الجود ساحله

ثم بكى و قال: بلى يا جواد، فإنك أوجدت تلك الجوارح، و بسطت تلك الهمم، ثم مننت بعد ذلك على أقوام بالاستغناء عنهم، و عما في أيديهم [بك] (10)،فإنك الجواد كلّ

ص: 60


1- في الرسالة القشيرية: بخيالكم.
2- كلمتان ممحوتان في مختصر أبي شامة. و لم أعثر على قول القشيري في الرسالة القشيرية.
3- الخبر في حلية الأولياء 368/10.
4- سورة غافر، الآية:60.
5- الخبر و الشعر في حلية الأولياء 373/10.
6- الأبيات لأبي تمام و هي في ديوانه من قصيدة طويلة يمدح المعتصم ص 219.
7- في الديوان: تطعه.
8- هذا البيت ليس في ديوان أبي تمام، و هو لزهير بن أبي سلمى من قصيدة طويلة يمدح حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري ص 142 بشرح ثعلب. ط دار الهيئة العامة و قوله: متهللا: مستبشرا.
9- في الحلية: آمله.
10- زيادة عن حلية الأولياء.

الجواد، فإنّهم يعطون عن محدود، و عطاؤك لا حدّ له، و لا صفة. فيا جواد (1) يعلو كل جواد، و به جاد كل من جاد.

و قال الشبلي (2):

ما قلت: اللّه قط إلاّ و استغفرت اللّه من قولي: اللّه.

قال السلمي: سمعت علي بن عبد اللّه البصري يقول:

وقف رجل على الشبلي فقال: أي صبر أشد على الصابر؟ فقال: الصبر في اللّه، قال:

لا، قال: الصبر للّه، قال: لا، قال: الصبر مع اللّه، قال: لا، قال: فأيش ؟ قال: الصبر عن اللّه، فصرخ الشبلي صرخة كادت روحه أن تتلف.

و سئل الشبلي عن المحبة، فقال: الميم محو الصفات، و الحاء: حياة القلوب بذكر اللّه، و الباء بلى الأجساد، و الهاء: هيمان القلوب في ذات اللّه.

قال بندار بن الحسين:

سمعت الشبلي يقول يوم الجمعة و هو يتكلم على الناس، و قد سأله شاب فقال: يا أبا بكر، لم تقول: اللّه، و لا تقول: لا إله إلاّ اللّه ؟ قال الشّبلي: أخشى أن أؤخذ في كلمة الجحود فلا أصل إلى كلمة الإقرار. قال الشاب: أريد حجة أقوى من هذه، فقال: يا هذا، قال اللّه تعالى: قُلِ اللّٰهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (3)،قال: فزعق الشاب زعقة، فقال الشبلي: اللّه، فزعق ثانية، فقال الشبلي: اللّه، فزعق الثالثة، فمات. فاجتمع إليه أبواه، فقدماه إلى الخليفة، و ادعيا عليه الدم، فقال له الخليفة: يا أبا بكر، ما ذا صنعت ؟ فقال: يا أمير المؤمنين، روح جنت فرنت، و درّبت، فعلمت، و دعيت، فأجابت، فما ذنبي ؟ فصاح الخليفة ثم أفاق فقال: خلّيا سبيله، لا ذنب له. هذا قتيل لا دية له و لا قود.

قال السلمي: سمعت أبا بكر الأبهري (4) الفقيه ببغداد يقول: سمعت الشبلي يقول:

الانبساط بالقول مع الحقّ ترك الأدب، و ترك الأدب يوجب الطرد، و من لم يراع أسراره مع الحق لا يكاشف عن عين الحقيقة بذرّة.

ص: 61


1- في مختصر أبي شامة:«يا جوادا» و المثبت عن حلية الأولياء.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 390/14 و سير الأعلام 368/15.
3- سورة الأنعام، الآية:91.
4- هو عبد اللّه بن طاهر الأبهري، أبو بكر، من أقران الشبلي، و من مشايخ الجبل، عالم ورع توفي حوالي سنة 330 ه. أخباره في الرسالة القشيرية ص 390.

قال أبو العباس الدامغاني: أوصاني الشبلي فقال (1):

الزم الوحدة، و امح اسمك عن القوم، و استقبل الجدار حتى تموت.

قال السلمي: سمعت محمّد بن الحسن البغدادي يقول (2):

كان الشبلي يقول لمن (3) يدخل عليه: عندك خبر (4)،أو عندك أثر؟! و ينشد:

أسائل عن سلمي (5)،فهل من مخبر *** بأنّ (6) له علما بها أين تنزل ؟

ثم يقول: لا و عزّتك ما في الدارين عنك مخبر.

و قال الشبلي: ما أحد يعرف اللّه، قيل: كيف ؟ قال: لو عرفوه لما اشتغلوه عنه بسواه.

قال الحافظ أبو بكر البيهقي: أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي، أخبرنا والدي قال: أنبأني صديقي أبو محمّد جعفر بن محمّد الصوفي قال:

كنت عند الجنيد، فدخل الشبلي، فقال جنيد: من كان اللّه همه طال حزنه، فقال الشبلي: يا أبا القاسم، لا بل، من كان همّه زال حزنه.

قال البيهقي:

قول الجنيد محمول على دار الدنيا، و قول الشبلي محمول على الآخرة، و قول الجنيد محمول على حزنه عند رؤية التقصير في نفسه في القيام بواجباته، و قول الشبلي محمول على سروره بما أعطي من التوفيق في الوقت حتى جعل الهمّ هما واحدا. و اللّه أعلم.

و سئل الشبلي عن الزهد فقال (7):تحويل القلب عن الأشياء إلى رب الأشياء.

و قال: ليكن همّك معك لا يتقدم، و لا يتأخّر.

و سئل: لم سمّوا صوفية ؟ فقال: لمصافاة أدركتهم من الحق فصفوا. فمن صفا فهو صوفي. و قيل للشبلي: يا أبا بكر، أوصني، فقال: كلامك كتابك إلى ربّك، فانظر ما تملي فيه.

ص: 62


1- الخبر في طبقات الشعراني 105/1.
2- الخبر في طبقات الشعراني 105/1.
3- في مختصر أبي شامة: لم.
4- في مختصر أبي شامة:«خيرا و عندك أثر» و المثبت يوافق ما جاء في طبقات الشعراني و عبارتها: أ عندك خبر أو عندك أثر.
5- في طبقات الشعراني: ليلى.
6- في طبقات الشعراني: يخبرنا.
7- طبقات أبي عبد الرحمن السلمي ص 343.

و قال: سهو طرفة عين عن اللّه شرك باللّه.

قال السلمي: سمعت منصور بن عبد اللّه يقول:

سئل الشبلي و أنا حاضر: هل يبلغ الإنسان بجهده إلى شيء من طرق الحقيقة، أو الحق ؟ فقال: لا بدّ من الاجتهاد و المجاهدة، و لكنهما لا يوصلان إلى شيء من الحقيقة، لأنّ الحقيقة ممتنعة عن أن تدرك بجهد و اجتهاد، فإنما هي مواهب، يصل العبد إليها بإيصال الحقّ إياه لا غيره. و أنشد على أثره:

أسائلكم عنها، فهل من مخبّر *** فما لي بنعم بعد مكثتنا علم

فلو كنت أدري أين خيّم أهلها *** و أيّ بلاد اللّه - أو ظعنوا - أمّوا

إذا لسلكنا مسلك الريح خلفها *** و لو أصبحت نعم و من دونها النجم

قال السلمي (1):و حكي عن بعضهم قال:

كنت يوما في حلقة الشبلي فسمعته يقول: الحقّ يفني بما به يبقي، و يبقي بما (2) به يفني، و يفني بما (3) فيه بقاء، و يبقي بما فيه فناء. فإذا أفنى عبدا عن إياه أوصله به، و أشرفه على أسراره. و بكى، و أنشد على أثره:

لها في طرفها لحظات سحر *** تميت به و تحيي من تريد

و سئل الشبلي: ما (4) علامة صحة المعرفة ؟ قال: نسيان كل شيء سوى معروفه.

قيل (5):و ما علامة صحة المحبة ؟ قال: العمى عن كلّ شيء سوى محبوبه.

و قال (6):ليس للعارف [علاقة] (7)،و لا لمحبّ سلوى (8)،و لا لعبد (9) دعوى، و لا لخائف قرار، و لا لأحد (10) من اللّه فرار.

ص: 63


1- الخبر رواه السلمي في الطبقات ص 350.
2- في مختصر أبي شامة: ما.
3- انظر الحاشية السابقة.
4- في مختصر أبي شامة: عن ما.
5- الخبر في الرسالة القشيرية ص 321 باختلاف الرواية.
6- الخبر في الرسالة القشيرية ص 312 و طبقات الشعراني 104/1 و حلية الأولياء 368/10.
7- مطموسة في مختصر أبي شامة، و استدركت اللفظة عن الرسالة القشيرية.
8- كذا في مختصر أبي شامة، و في الرسالة القشيرية:«شكوى» و في حلية الأولياء: سكون.
9- في الحلية: و لا للصادق دعوى.
10- في الحلية: و لا للخلق من اللّه فرار.

قال الحسن الفرغاني:

سألت الشبلي: ما علامة العارف ؟ فقال: صدره مشروح، و قلبه مجروح، و جسمه مطروح (1).و العارف الذي عرف اللّه، و عرف مراد اللّه، و عمل لما أمر اللّه، و أعرض عما نهى اللّه، و دعا عباد اللّه إلى اللّه. و الصوفي من صفا قلبه فصفا، و سلك طريق المصطفى، و رمى الدنيا خلف القفا، و أذاق الهوى طعم الجفا. و التصوّف التآلف و التطرف، و الإعراض عن التكلف.

و قال أيضا: هو التعظيم لأمر اللّه، و الشفقة على عباد اللّه.

و قال أيضا: الصوفي من صفا من الكدر، و خلص من الغير، و امتلأ من الفكر، و تساوى عنده الذهب و المدر.

و قيل له: ما علامة القاصد؟ قال: أن لا يكون للدرهم راصدا.

و قيل له: في أي شيء أعجب ؟ قال: قلب عرف ربه ثم عصاه (2).

و قال: المعارف تبدو فتطمع، ثم تخفى فتؤيس، فلا سبيل إلى تحصيلها، و لا طريق إلى الهرب منها؛ فإنها تطمع الآيس، و تؤيس الطامع.

و سئل (3):إلى ما ذا تحنّ قلوب أهل المعارف ؟ فقال: إلى بدايات ما جرى لهم في الغيب من حسن العناية. و أنشد:

سقيا لمعهدك الذي لو لم يكن *** ما كان قلبي للصبابة معهدا

و قال: الدنيا خيال، و ظلها وبال، و تركها جمال، و الإعراض عنها كمال، و المعرفة باللّه اتصال.

و سئل (4):ما الفرق بين رقّ العبودية، و رقّ المحبة ؟ فقال: كم بين عبد إذا عتق (5) صار حرا، و عبد كلّما عتق (6) ازداد رقا.

ص: 64


1- إلى هنا الخبر رواه الذهبي في سير الأعلام 369/15.
2- الخبر في صفة الصفوة 458/2.
3- الخبر في طبقات أبي عبد الرحمن السلمي ص 354.
4- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 391/14 من طريق هبة اللّه بن الحسن بن منصور الطبري.
5- كذا في مختصر أبي شامة، و في تاريخ بغداد: أعتق.
6- انظر الحاشية السابقة.

و قال:

لتحشرنّ عظامي بعد إذ بليت *** يوم الحساب و فيها حبّكم علق

و سئل: هل يتسلى.... (1) عن حبيبه دون مشاهدته ؟ فأنشأ يقول:

و اللّه لو أنك توجتني *** بتاج كسرى ملك المشرق

و لو بأموال الورى جدت [لي] (2) *** أموال من باد، و من قد بقي

و قلت [لي] (3):لا نلتقي ساعة *** اخترت يا مولاي أن نلتقي

و سئل: هل يعرف المحبّ أنه محبّ ؟ قال: نعم، إذا كتم حبه، ثم ظهر عليه مع كتمانه.

و أنشد:

قد يسحب الناس أذيال الظنون بنا *** و فرّق الناس فينا قولهم فرقا

فكاذب قد رمى بالظن غرّكم *** و صادق ليس يدري أنه صدقا

قال زيد بن رفاعة الهاشمي (4):

سمعت أبا بكر الشبلي ينشد في جامع المدينة يوم الجمعة و الناس حوله:

يقول خليلي: كيف صبرك عنهم ؟ *** فقلت: و هل صبر فتسأل عن «كيف»

بقلبي هوى أذكى من النار حرّه *** و أحلى (5) من التقوى، و أمضى من السيف

قال أبو جعفر الفرغاني (6):

كنت أنا و أبو العباس بن عطاء، و أبو محمّد الجريري (7) جلوسا عند الجنيد، إذ أقبل الشبلي و هو متغيّر (8)،فلم يتكلم مع أحد، و قصد الجنيد، فوقف على رأسه، و صفق بيديه، و قال (9):

ص: 65


1- كلمة مطموسة في مختصر أبي شامة.
2- استدركت عن هامش مختصر أبي شامة.
3- سقطت من مختصر أبي شامة، و زدناه لتقويم الوزن.
4- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 393/14-394.
5- في تاريخ بغداد: و أصلى.
6- الخبر و الشعر في حلية الأولياء 367/10 باختلاف الرواية.
7- هو أحمد بن محمد بن الحسين الجريري أبو محمد، من كبار أصحاب الجنيد، انظر أخباره في الرسالة القشيرية ص 402.
8- في الحلية: سكران.
9- البيتان من ثلاثة أبيات في الحلية 367/10 و وفيات الأعيان 273/2 و البداية و النهاية 216/11.

عوّدوني الوصال، و الوصل عذب *** و رموني بالصّدّ، و الصدّ صعب

لا و حسن (1) الخضوع عند التلاقي *** ما جزى من يحبّ ألاّ يحبّ

قال: فضرب الجنيد برجله الأرض و قال: هو ذاك يا أبا بكر، هو ذاك![و خرّ مغشيا عليه] (2).

قال عامر الدّينوري:

كنت جالسا عند الشبلي، فاجتاز أبو بكر بن داود الأصبهاني، فسلّم عليه. فقال له الشبلي: أنت الذي أنشدت... (3) لك و حقيقته لنا:

موقف للرقيب لا أنساه *** لست أح .... (4) باه

مرحبا بالرقيب من غير وعد *** جاء يجلو عليّ من أهواه

لا أحبّ الرّقيب إلاّ لأني *** لا أرى من أحبّ حتى أراه

فقال ابن داود: ما علمت أنّ للّه فيها إشارة حتى نبهني الشبلي عليها.

و سئل الشبلي عن حقيقة التوكل، فقال: حفظ العبد حركات همّته من الطلب بما ضمنه الباري - عزّ و جل - من رزقه.

و قال الشّبلي: ذكر اللّه على الصفاء ينسي العبد مرارة البلاء.

و قال: ذكر الغفلة يكون جوابه اللعن. و أنشد (5):

ما إن ذكرتك إلاّ همّ يلعنني (6) *** ذكري، و سري، و فكري عند ذكراكا (7)

حتى كأن رقيبا منك يهتف بي: *** إياك، ويحك، و التذكار إياكا

و قال: ليس مع العالم إلاّ ذكر؛ قال اللّه تعالى: إِنْ هُوَ إِلاّٰ ذِكْرٌ لِلْعٰالَمِينَ (8).

ص: 66


1- في وفيات الأعيان: و حق.
2- الزيادة عن الحلية. و في وفيات الأعيان: أنه أجابه فقال: و تمنيت أن أرا ك فلما رأيتكا غلبت دهشة السرو ر فلم أملك البكا
3- مطموسة في مختصر أبي شامة.
4- مطموس في مختصر أبي شامة لم يظهر من اللفظة الأولى إلا حرفان و من الأخيرة «باه».
5- البيتان في الرسالة القشيرية ص 223 لبعضهم.
6- في الرسالة القشيرية: يزجرني.
7- عجزه في الرسالة القشيرية: قلبي و سري و روحي عند ذكراكا.
8- سورة يوسف، الآية:104.

و سئل: من أقرب أصحابك إليك ؟ قال: ألهجهم (1) بذكر اللّه، و أقومهم بحق اللّه، و أسرعهم مبادرة في مرضاة اللّه.

قال أبو نصر محمّد بن علي الطوسي:

سمعت الشبلي يوما في مجلسه، و قد غلبه حاله، جثا على ركبتيه و هو يقول:

إذا نحن أدلجنا و أنت إمامنا *** كفى لمطايانا بذكرك هاديا

و قطع المجلس.

و سمعته يوما ينشد و هو في مثل هذه الحال:

إذا أبصرتك العين من بعد غاية *** و عارض فيك الشكّ أثبتك القلب

و لو أن ركبا أمّموك لقادهم *** نسيمك حتى يستدلّ بك الركب

فقطع المجلس أيضا بمثل هذا.

و سل الشبليّ عن التصوف فقال: ترويح القلوب بمراوح الصفاء، و تجليل الخواطر بأردية الوفاء، و التخلّق بالسخاء، و البشر في اللقاء.

و قال السّلمي: سمعت أبي.... (2) و السّجزي يقولان:

بلغنا أن رجلا قال للشبلي.... (3) من أصحابك ؟- و هم في المسجد الجامع - فقال الشبلي: مرّ بنا إليهم، فمرّ الرجل معه حتى دخل المسجد، فرأى الشبلي قوما عليهم المرقعات و الفوط (4)،فقال: هؤلاء هم ؟ قال: نعم. فأنشأ يقول:

أمّا الخيام فإنّها كخيامهم *** و أرى نساء الحي غير نسائها

قال عيسى بن علي الوزير:

دخل الشبلي على أبي، فدفع إليه صرة فيها أربعون دينارا، فقال له: خذ هذه نفقة للصوفية. فأخذها و خرج. فقيل لأبي: إنه عبر على الجسر، فرأى رجلا صوفيا قد وقف على دكان الحجام يقول له: قد احتجت إليك ساعة، أ تفعل ذلك من أجل اللّه ؟ فقال له: ادخل،

ص: 67


1- غير مقروءة في مختصر أبي شامة، و استدركت اللفظة عن هامشه.
2- مطموس في مختصر أبي شامة.
3- مطموس في مختصر أبي شامة.
4- الفوط جمع فوطة: و هي ثوب قصير غليظ يكون مئزرا، و الفوطة: ثوب من صوف، و الفوط : ثياب تجلد من السند، أو مآزر مخططة.

فدخل إليه، فأصلح وجهه، و حلق رأسه، و حجمه، و الشبلي بباب الدكان، فلما فرغ و جاء الرجل ليخرج قال الشبلي للحجام: خذ هذه الصرة أجرة خدمتك لهذا الرجل، فقال الحجام:

إنما فعلت ذلك من أجل اللّه، فقال له: إن فيها أربعين دينارا! فقال الحجام: ما أنا بالذي أحل عقدا عقدته بيني و بين اللّه بأربعين دينارا. فلطم الشبلي وجهه و قال: كلّ أحد خير من الشبلي حتى الحجّام.

[قال الخطيب] (1):[أخبرني أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن الرازي بنيسابور، أخبرنا] (2) علي (3) بن جعفر السّيرواني:

دخلت أنا و فقير على الشبلي، فسلمنا عليه، فقال: إلى أين تريدان ؟ فقلنا: البادية، فقال: على أي حكم ؟ فقال صاحبي: على حكم الفقراء، فقال: احذروا ألا تسبقكم همومكم، و لا تتأخر!.

قال أبو الحسن السّيرواني (4):فجمع لنا العلم كلّه في هذه الكلمة.

قال أبو حاتم الطبري (5):سمعت أبا بكر الشبلي يقول في وصيته:

و إن أردت أن تنظر إلى الدنيا بحذافيرها فانظر إلى مزبلة، فهي الدنيا، فإذا (6) أردت أن تنظر إلى نفسك فخذ كفّا من تراب، فإنّك منها (7) خلقت، و فيها (8) تعود، و منها تخرج.

و متى أردت أن تنظر ما أنت ؟ فانظر ما يخرج منك في دخولك الخلاء، فمن كان حاله كذلك لا يجوز أن يتطاول و يتكبّر (9) على من هو مثله.

قال أبو طالب العلوي:

كنت مع الشبلي بباب الطاق، فجاء رجل راكب، و بين يديه غلام، فقال رجل لرجل:

ص: 68


1- الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 392/14.
2- ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح عن تاريخ بغداد.
3- في مختصر أبي شامة:«أحمد» و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- هذه النسبة بكسر السين المهملة و سكون الياء و فتح الراء نسبة إلى السيروان (الأنساب: و اللباب).
5- الخبر من طريقه رواه ابن الجوزي في صفة الصفوة 459/2.
6- في صفة الصفوة: و إذا.
7- في صفة الصفوة: منه.
8- في صفة الصفوة: و فيه تعود، و منه تخرج.
9- في صفة الصفوة: أو يتكبر.

من هذا؟ قال: صقعان الأمير و مسخرته، فغدا الشبلي، فقبل فخذه، فرمى الرجل نفسه من الفرس فقال: يا سيدي، أحسبك ما عرفتني! قال: بلى قد عرفتك، أنت تأكل الدنيا بما تساويه، اركب، فأنت خير ممن يأكل الدنيا بالدين.

قال أبو بكر الرازي (1):سمعت الشبلي يقول:

ما أحوج الناس إلى سكرة [فقيل: أي سكرة ؟ فقال: سكرة] (2) تغنيهم عن ملاحظات أنفسهم، و أفعالهم، و أحوالهم (3)،و الأكوان و ما فيها. و أنشد:

و تحسبني حيّا و إنّي لميّت *** و بعضي من الهجران يبكي على (4) بعضي

و سئل عن متابعة الإسلام، فقال: أن تموت عنك نفسك.

و قال: ليس في الوقت مرح، الوقت جدّ كله.

و قال: من فني عن نفسه و قام الحق بتوليه لا ينكر له تقليب الأعيان، و اتخاذ المفقود.

و قال: احذر أماكن الاتصال، فإنها خدع كلها، وقف بحيث وقف العوام تسلم.

و قال: لا أشك إلاّ أني قد وصلت، و لا أشك إلاّ أنّ الوصل دوني، و لكن أبكي. ثم أنشأ يقول:

فيبكي إن نأوا شوقا إليهم *** و يبكي إن دنوا خوف الفراق

فتسخن (5) عينه عند التنائي (6) *** و تسخن عينه عند التلاقي

و سئل الشبلي: ما الحيلة ؟ قال: ترك الحيلة، لأن الحيلة إما رشوة، أو قرار، و هما بعيدان عن طرق الحقيقة، فاطلب الدواء من حيث جاء الداء، فلا يقدر على شفائك إلاّ من أعلك و أنشد (7):

ص: 69


1- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 394/14 من هذا الطريق. و رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 372/10.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد و حلية الأولياء.
3- في مختصر ابن منظور: تفنيهم.
4- في مختصر أبي شامة: إلى. و المثبت عن حلية الأولياء و تاريخ بغداد.
5- تسخن عينه: سخنة العين نقيض قرتها، و قد سخنت سخنا و سخونا و سخنة فهو سخين العين، و أسخن اللّه عينه أي أبكاه نقيض أقر عينه (تاج العروس).
6- تناءوا: تباعدوا، و مصدره التنائي (تاج العروس: نأى).
7- البيتان في وفيات الأعيان 274/2.

إنّ الذين بخير كنت تذكرهم *** هم أهلكوك (1)،و عنهم كنت أنهاكا

لا تطلبنّ دواء عند غيرهم (2) *** فليس يحييك إلاّ من توفاكا

و اجتاز الشبلي بدرب سليمان عند الجسر في شهر رمضان، فسمع البقلي ينادي: من كل لون. فحال لونه، و أخذه السماع، و أنشأ يقول:

فيا ساقي القوم لا تنسني *** و يا ربّة الخدر غنّي رمل

و قد كان شيء يسمّى السرور *** قديما سمعنا به ما فعل

خليليّ إنّ دام هذا الصّدود *** على ما أراه، سريعا قتل

و في رواية:

خليلي إن دام همّ النفوس *** على ما تراه قليلا قبل

مؤمل دنيا لتبقى له *** فمات المؤمّل قبل الأمل

و قال الشبلي: لو لا أنّ اللّه خلق الدنيا على العكس لكان منفعة الإهليلج (3) في اللّوزينج.

و قال: كن مع مولاك مثل الصبي مع أمه؛ تضربه و يمسكها، و يقول: يا أمي لا أعود.

و قال: ما ظنك بمعان هي شموس كلّها، بل الشموس فيها ظلمة.

و قيل له: يا أبا بكر، الرجل يسمع الشيء و لا يفهم معناه، فيؤاخذ عليه، لم هذا؟! فأنشأ يقول:

ربّ ورقاء (4) هتوف بالضحى *** ذات شجو صدحت في فنن

ذكرت إلفا و دهرا صالحا *** فبكت حزنا، فهاجت حزني

فبكائي ربما أرّقها *** و بكاها ربما أرّقني

و لقد تشكو (5) فما أفهمها *** و لقد أشكو (6) فما تفهمني

ص: 70


1- في الوفيات: كنت أذكرهم قضوا عليك.
2- صدره في الوفيات: لا تطلبن حياة غير حبهم.
3- الإهليلج: معرب إهليلة. ثمر معروف. و هو على أقسام منه أصفر و منه أسود و هو البالغ النضيج. و له منافع جمة (تاج العروس).
4- الورقاء: الحمامة. جمع وراقى، و وراق.
5- في مختصر أبي شامة: أشكو.
6- في مختصر أبي شامة: تشكو.

غير أنّي بالجوى (1) أعرفها *** و هي أيضا بالجوى تعرفني

و قال الشبلي: الوجد: اصطلام (2).ثم قال:

الوجد عندي جحود *** ما لم يكن عن شهود

و شاهد الحق عندي *** يفني شهود الوجود

قال السلمي (3):سمعت عبد اللّه بن محمّد الدمشقي يقول:

حضرت مع الشبلي ليلة في مجلس سماع، و حضره المشايخ، فغنى قوّال شيئا، فصاح الشبلي و القوم سكوت، فقال له بعض المشايخ: يا أبا بكر، أ ليس هؤلاء يسمعون معك ؟ ما لك من بين الجماعة ؟ فقام، و تواجد، و أنشأ يقول (4):

لو يسمعون كما سمعت كلامها (5) *** خرّوا لعزّة ركّعا و سجودا

و قال (6):

لي سكرتان (7) و للندمان واحدة *** شيء خصصت به من بينهم وحدي

قال: و سمعت أبا العباس البغدادي يقول:

كنّا جماعة من الأحداث نصحب أبا الحسين بن أبي بكر الشبلي، و هو حدث، و نكتب الحديث، فأضافنا ليلة أبو الحسين، فقلنا: بشرط ألا (8) يدخل علينا أبوك، فقال: لا يدخل. فدخلنا داره، فلما أكلنا إذا نحن بالشبلي و بين كل إصبعين من أصابعه شمعة، ثماني شموع. فجاء و قعد في وسطنا، فاحتشمنا منه، فقال: يا سادة عدوني فيما بينكم طست شمع. ثم قال: أين غلامي أبو العباس ؟ فتقدمت إليه، فقال لي: غنّ الصوت الذي كنت تغني:

ص: 71


1- الجوى: الحرقة و شدة الوجد من عشق أو حزن.
2- الاصطلام: الصلم: القطع المستأصل. و اصطلمه: استأصله.
3- الخبر في طبقات الأولياء ص 206 باختلاف الرواية.
4- البيت لكثير عزّة، و هو في ديوانه ص 76 (ط . بيروت).
5- كذا في مختصر أبي شامة، و فوقها علامة تحويل إلى الهامش و كتب عليه:«حديثها» و المثبت يوافق رواية الديوان.
6- البيت لأبي نواس، و هو في ديوانه ص 27 من قصيدة مطلعها: لا تبك ليلى و لا تطرب إلى هند و اشرب على الورد من حمراء كالورد
7- في الديوان: نشوتان.
8- في مختصر أبي شامة: أن لا يدخل.

و لما بلغ الحير *** ة حادي جملي حارا

فقلت: احطط بها رحلي *** و لا تحفل بمن سارا

فغنيته،[فتغير] (1) فألقى الشموع من يده و خرج.

قال أبو يعقوب الخراط :

كنت في حلقة الشبلي، فبكى رجل حتى علا صوته، و بكى الشبلي و أهل الحلقة ببكائه، و أنشأ يقول:

أ نافعي دمعي فأبكيكا *** هيهات ما لي طمع فيكا

لو كنت تدري بالذي نالني *** أقصرت عن بعض تجنيكا

و قيل للشبلي (2):كم تهلك نفسك بهذه الدعاوى، و لا تدعها! فقال:

إني و إن كنت قد أسأت بي ال *** يوم لراج للعطف منك غدا

أستدفع الوقت بالرجاء و إن *** لم أر منكم ما أرتجي أبدا

أغرّ نفسي بكم و أخدعها *** نفس (3) ترى الغيّ فيكم رشدا

و سئل: هل يقع بين الإلفين تهاجر؟ فقال: يزاد رشدا، ثم أنشأ يقول:

هجرتك لا قلى (4) مني و لكن *** رأيت بقاء ودك في الصّدود

كهجر الحائمات الورد لمّا *** رأت أنّ المنية في الورود

و سئل عن قوله تعالى: وَ لِلّٰهِ عَلَى النّٰاسِ حِجُّ الْبَيْتِ (5)،فوصفه بصفة تضبط عنه، ثم قال:

لست (6) من جملة المحبّين إن لم *** أجعل القلب بيته و المقاما

و طوافي إجالة السرّ فيه *** و هو ركني إذا أردت استلاما

قال أبو السري: وقفت يوم عيد على حلقة الشبلي، و الناس عليه فجاء حدث من أولاد

ص: 72


1- استدركت عن هامش مختصر أبي شامة.
2- الخبر و الشعر في طبقات الصوفية ص 347.
3- في طبقات الصوفية: نفسا.
4- قلى: و قلى زيدا قلى بالكسر مقصور و قلاء: أبغضه، و قلاه في الهجر قلى (تاج العروس).
5- سورة آل عمران، الآية:97.
6- في مختصر أبي شامة: ليس.

الوزراء حسن الوجه و الزّي، و كثر الناس. فلما رآه الشبلي قال: من نظر اعتبارا سلم، و من نظر اختيارا فتن. ثم قال له: مرّ من عندي و إلاّ أخرق ثيابك.

قال الخطيب (1):أخبرني التنوخي، حدّثني أبو الحسن علي بن محمّد بن أبي صابر الدلال قال:

وقفت على الشبلي في قبة الشعراء في جامع المنصور و الناس مجتمعون عليه، فوقف عليه في الحلقة غلام لم يكن ببغداد في ذلك الوقت أحسن وجها منه يعرف بابن مسلم، فقال له: تنحّ ، فلم يبرح، فقال له الثانية: تنحّ يا شيطان عنّا، فلم يبرح، فقال له الثالثة: تنحّ ، و إلاّ و اللّه خرّقت كل ما عليك - و كان (2) عليه ثياب في غاية الحسن تساوي جملة كبيرة (3)- فانصرف الفتى (4).

و قيل: خرج الشبلي يوما من منزله و عليه خريق (5) و أطمار (6)،فقيل له: ما هذا؟ فقال:

فيوما ترانا في الخزوز (7) نجرّها *** و يوما ترانا في الحديد عوابسا

و يوما ترانا في الثريد نبسّه (8) *** و يوما ترانا نأكل الخبز يابسا

و قال الشبلي: ضاق صدري ببغداد، فضاقت علي أوقاتي، فوقع لي أن أنحدر إلى البصرة، فاكتريت سمارية (9)،و ركبت فيها، فلمّا بلغت البصرة، و خرجت من السمارية زاد

ص: 73


1- الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 95/12-96 في ترجمة أبي الحسن علي بن محمد بن أبي صابر الدلال.
2- في تاريخ بغداد: و كانت.
3- في تاريخ بغداد: كثيرة.
4- زيد بعدها في تاريخ بغداد: فقال الشبلي و نحن نسمع: طرحوا اللحم للبزا ة على ذروتي عدن ثم لاموا البزاة لم خلعوا فيهم الرسن لو أرادوا صلاحنا ستروا وجهه الحسن
5- خرق الثوب يخرقه: جابه و مزّقه، و خرق الثوب خرقا: شقه.
6- أطمار واحدها طمر، بالكسر الثوب الخلق، أو هو الكساء البالي من غير الصوف (تاج العروس).
7- الخزوز، الخزّ من الثياب ما ينسج من صوف و إبريسم.
8- البسّ اتخاذ البسيسة بأن يلت السويق أو الدقيق أو الأقط المطحون بالسمن أو الزيت ثم يؤكل و لا يطبخ (تاج العروس).
9- سمارية: جاء في تاج العروس: سمر: و السميرية ضرب من السفن.

علي ما كنت أجده ببغداد أضعاف ذلك. فركبت تلك السمارية، و رجعت إلى بغداد، فلما بلغت دار الخليفة إذا جارية تغني له في التاج (1):

أيا قادما من سفرة البحر مرحبا *** أناديك لا أنساك ما هبّت الصّبا

قدمت على قلبي كما قد تركته *** كئيبا، حزينا، بالصّبابة متعبا

فلما سمعت غناءها طرحت نفسي في دجلة، فقيل: أدركوا الرجل! فأخذت إلى الشّط ، فقال المقتدر: من هذا؟ فقالوا: أبو بكر الشبلي؛ فحملت إليه، و وقفت بين يديه، فقال: يا أبا بكر، تبلغنا عنك في كلّ وقت أعاجيب فما هذا؟ فقصصت عليه القصة، و خرجت.

و في رواية: فصاح صيحة، و وقع في دجلة مغشيا عليه، فقال الخليفة: الحقوه، و احملوه، فحمل إلى بين يديه، فقال له: أ مجنون أنت ؟ فقال: يا أمير المؤمنين، كان من أمري كيت و كيت، فتحيرت فيما هو يجري علي. فبكى الخليفة مما رأى من حرقته.

قال أبو الصقر الصوفي:

دخلت على شيخ من شيوخنا أهنئه يوم عيد، فرأيت عنده نخالة و هندباء (2) و خلا، فشغل ذلك قلبي، فخرجت من عنده، و دخلت على أحد أرباب الدنيا، فذكرت ذلك له، فدفع إلي صرّة فيها دراهم، فقال: احملها إليه.

فعدت و دخلت إليه، فأخبرته، فقال: و ما الذي رأيت من حالي ؟ قلت: رأيت هندباء و خلا و نخالة. فقال: كأنك افتقدت (3) منزلي، و كذلك لو كانت في بيتي حرمة أ كنت تفتقدها؟ قم فاخرج! أشهد لا كلّمتك شهرا. قال: فخرجت، فنطح الباب وجهي، ففتحته، فمسحت الدم و مشيت. فلقيني الشبلي، فقلت: يا أبا بكر، رجل مشى في طاعة اللّه ينطح وجهه، ما يوجب هذا؟ قال: لعله أراد أن يجيء إلى شيء صاف فيكدره.

و قال للشبلي رجل: يا أبا بكر، اليوم يوم العيد، فأنشأ يقول:

ص: 74


1- التاج: اسم لدار مشهورة جليلة المقدار واسعة الأقطار ببغداد من دور الخلافة المعظمة كان أول من وضع أساسه و سماه بهذه التسمية أمير المؤمنين المعتضد (معجم البلدان).
2- الهندباء بكسر الهاء و فتح الدال و قد تكسر، مقصور و يمد: بقلة معروفة نافعة للمعدة و الكبد و الطحال أكلا. (القاموس).
3- افتقد الشيء و تفقده: تطلب ما كان غائبا عنه.

الناس بالعيد قد سرّوا و قد فرحوا *** و ما سررت به و الواحد الصمد

لمّا تيقنت أنّي لا أعاينكم *** غمّضت طرفي فلم انظر إلى أحد

قال السّلمي:

و بلغني أن الشبلي كان واقفا على قبر الجنيد، فسئل عن مسألة، فنظر إلى الرجل، و نظر إلى القبر، و قال:

و إني لأستحييه و الترب بيننا *** كما كنت أستحييه حين يراني

و قيل له: إن فلانا - رجلا من أصحابه - مات فجاءة، فقال:

قضى اللّه في القتلى قصاص دمائهم *** و لكن دماء العاشقين جبار (1)

و مات أخ من إخوان الشبلي، فعزّ عليه، فرجع من (2) جنازته و هو يقول:

سأودّع الإحسان بعدك و النّهى *** إذ حان منك البين و التوديع

و لأستقلّ لك الدموع صبابة *** و لو أن دجلة لي عليك دموع

و حكايات الشبلي - رحمه اللّه - كثيرة في إنشاده للشعر الحسن، و التمثل به، و الطرب عليه، و التواجد من سماعه.

و أنشد:

كادت سرائر سرّي أن تشير بما *** أوليتني من سرور لا أسمّيه

فصاح بالسر سرّ منك ترقبه *** كيف السرور بسرّ دون مبديه

فظل يلحظني فكري لألحظه *** و الحق يلحظني أن لا أراعيه

و أقبل الحق يفني اللحظ عن صفتي *** و أقبل اللحظ يفنيني و أفنيه

و قال:

و كم كذبة لي فيك لا أستقلّها *** أقول لمن ألقاه: إنّي صالح

و أيّ صلاح بي و جسمي ناحل *** و قلبي مشغوف و دمعي سافح

و قال:

ص: 75


1- ذهب دمه جبارا، الجبار بالضم: الهدر في الديات، و الساقط من الأرض. و الجبار من الحروب: ما لا قود فيها و لا دية (تاج العروس: جبر).
2- في مختصر أبي شامة: عن.

ذكرتك، لا أنّي نسيتك لمحة *** و أيسر ما في الذكر ذكر لساني

و كدت بلا وجد (1) أموت من الهوى *** و هام عليّ القلب بالخفقان

فلما أراني (2) الوجد أنك حاضر *** شهدتك موجودا بكل مكان

فخاطبت موجودا بغير تكلم *** و لاحظت معلوما بغير عيان

و قال:

إنّي عجبت، و ما في الحبّ من عجب *** فيه الهموم، و فيه الوجد و الكلف

أرى الطريق قريبا حين أسلكه *** إلى الحبيب بعيدا حين أنصرف

قال جعفر الخلدي:

أحسن أحوال الشبلي أن يقال له: مجنون.

و قال الشبلي:

كلّما قلت: قد دنا حلّ قيدي *** قدّموني و أوثقوا المسمارا

و قال لأصحابه ذات يوم: أ لست عندكم مجنونا و أنتم أصحاء؟ زاد اللّه في جنوني، و زاد في صحتكم. ثم قال (3):

قالوا: جننت بمن تهوى (4)،فقلت لهم: *** ما لذّة العيش إلاّ للمجانين (5)

و قال أيضا:

بي جنون الهوى و ما بي جنون *** و جنون الهوى جنون الجنون

قال أبو نصر الهروي (6):كان الشبلي يقول:

إنما يحفظ هذا الجانب بي - يعني من الديالمة - فمات هو يوم الجمعة، و عبرت الديالمة إلى الجانب الشرقي يوم السبت. مات هو و علي بن عيسى في يوم واحد.

قال منصور بن عبد اللّه (7):

ص: 76


1- في مختصر أبي شامة:«وجه» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
2- في مختصر أبي شامة: رآني، تصحيف.
3- البيت في حلية الأولياء لأبي نعيم الحافظ 372/10.
4- في الحلية: جننت على ليلى.
5- عجزه في حلية الأولياء: الحب أيسره ما للمجانين.
6- الخبر من طريقه رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 396/14.
7- من طريقه الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 395/14-396.

دخل قوم على الشبلي في مرضه الذي مات فيه، فقالوا: كيف تجدك (1) يا أبا بكر؟ فقال:

إن سلطان حبه *** قال: لا أقبل الرّشا

فسلوه - فديته- *** لم بقلبي (2) تحرشا

و سأل جعفر بن نصير (3) بكران الدينوري - و كان يخدم الشبلي-: ما الذي رأيت منه ؟ [يعني عند وفاته] (4) فقال: قال لي: عليّ درهم مظلمة، و تصدقت عن صاحبه بألوف، فما على قلبي شغل أعظم (5) منه. ثم قال: وضئني للصلاة، ففعلت، فنسيت تخليل لحيته، و قد أمسك على لسانه، فقبض على يدي، و أدخلها في لحيته، ثم مات.

فبكى جعفر و قال: ما تقولون في رجل لم يفته في آخر عمره أدب من آداب الشريعة ؟ - و في رواية: ما يمكن أن يقال في رجل لم يذهب عليه تخليل لحيته في الوضوء في وقت نزع (6) روحه-.

و قيل: دخل عليه قوم من أصحابه و هو في الموت، فقالوا: قل لا إله إلاّ اللّه. فأنشأ يقول (7):

إنّ بيتا (8) أنت ساكنه *** غير محتاج إلى السّرج

وجهك المأمول حجتنا *** يوم يأتي الناس بالحجج

لا أتاح اللّه لي فرجا *** يوم أدعو منك بالفرج

و قال بكير صاحب الشّبلي (9):

ص: 77


1- في مختصر أبي شامة: نجدك، و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- في تاريخ بغداد: بقتلى.
3- الخبر من طريقه رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 396/14 و أبو نعيم في الحلية 371/10 و ابن الجوزي في صفة الصفوة 459/2 و المنتظم 51/14.
4- الزيادة للإيضاح عن تاريخ بغداد و صفة الصفوة و المنتظم.
5- في مختصر أبي شامة:«أعظم شغل منه» و المثبت عن تاريخ بغداد و صفة الصفوة. و المنتظم.
6- في حلية الأولياء: نزوع روحه.
7- البيتان الأول و الثاني في تاريخ بغداد 396/14.
8- في تاريخ بغداد: كل بيت.
9- الخبر من طريقه في تاريخ بغداد 396/14-397 و المنتظم 52/14 و فيه: أبو بكر غلام الشبلي و كان يعرف ببكير.

وجد الشبلي في (1) يوم الجمعة آخر (2) ذي الحجة سنة أربع و ثلاثين و ثلاثمائة خفة من وجع كان به، فقال: تنشط نمشي (3) إلى الجامع ؟ قلت: نعم. فاتكأ على يدي حتى انتهيت (4)إلى الوراقين من الجانب الشرقي، فتلقانا رجل جاء من الرصافة، فقال بكير؟ قلت: لبيك، قال: غدا يكون لي مع هذا الشيخ شأن. ثم مضينا، و صلينا، ثم عدنا. فتناول شيئا من الغداء، فلمّا كان الليل مات - رحمه اللّه - فقيل: في درب السقائين رجل شيخ صالح يغسل الموتى. قال: فدلوني عليه في سحر ذلك اليوم. فنقرت الباب خفيّا، فقلت: سلام عليكم، فقال: مات الشبلي ؟ قلت: نعم، فخرج إليّ ، فإذا به الشيخ، فقلت: لا إله إلاّ اللّه، فقال: لا إله إلاّ اللّه، تعجبا. ثم قلت: قال لي الشبلي أمس لمّا التقينا بك في الوراقين: غدا يكون لي مع هذا الشيخ شأن. بحق معبودك، من أين لك أن الشبلي قد مات ؟ قال: يا أبله (5)،فمن أين للشبلي أنه (6) يكون له معي شأن من الشأن اليوم ؟!.

و كان موت الشبلي يوم الجمعة لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة أربع و ثلاثين - و قيل:

سنة خمس و ثلاثين - و ثلاثمائة، و دفن في الخيزرانية.

8400 - أبو بكر الوراق الصوفي

من الطوافين. صحب أبا سعيد الخزّاز (7)،و كان معه في ساحل بحر صيدا في حكاية تقدمت (8).

8401 - أبو بكر الجصاص البصري الصوفي

سكن دمشق، و كان له كتاب يكتب فيه عمله حسنه و سيئه.

8402 - أبو بكر الدمشقي

من أهل الأدب. سكن بغداد.

حكى عنه علي بن هارون بن بن يحيى المنجم.

ص: 78


1- سقطت من تاريخ بغداد.
2- في المنتظم: سلخ.
3- في تاريخ بغداد:«نمضي» و في المنتظم: تعزم الجامع.
4- في تاريخ بغداد:«انتهينا» و في المنتظم: حصلنا.
5- في المنتظم: فقال لي: فقدتك أمك ما أجهلك.
6- في تاريخ بغداد: أن.
7- هو أحمد بن سعيد الخراز، أبو سعيد، من أهل بغداد توفي سنة 277 أخباره في الرسالة القشيرية.
8- ترجمته ليست في تاريخ دمشق المطبوع، فهي ضمن تراجم الأحمدين المفقودة.
8403 - أبو بكر الزعفراني

قدم دمشق.

روى عنه: أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن جعفر الفرغاني (1) صاحب التاريخ (2).

8404 - أبو بكر بن العطار الداراني

قرأت بخط عبد الوهّاب بن جعفر:

يوم السبت لاثنتي عشرة خلت من جمادى الآخرة سنة ثمان و أربعين و ثلاثمائة مات أبو بكر الداراني المعروف بابن العطار المتعبد في المسجد الجامع بدمشق. مات بداريا، و أخرجت جنازته بداريا من الغد ضحى نهار بعد أن نودي له في جامع دمشق، و خرج جماعة من الناس من الأشراف و الشيوخ و التجار، و غيرهم فشهدوا جنازته بداريا بلاس (3).

8405 - أبو بكر القلانسي

8405 - أبو بكر القلانسي (4)

قرأت بخط عبد الوهاب الميداني:

في يوم الأحد سلخ شهر رمضان - يعني سنة ثمان و أربعين و ثلاثمائة - مات أبو بكر المعروف بالقلانسي الذي كان مقيما بسطرا (5).و كان رجلا مستورا. و أخرجت جنازته في يوم الاثنين إلى باب شرقي، و شهد جنازته جماعة من الناس.

8406 - أبو بكر ابن العريف الأكفاني

من أهل باب الجابية.

حدّث عن سعيد بن عبد العزيز الحلبي.

روى عنه: عبد الرّحمن بن عمر بن نصر.

ص: 79


1- ترجمته في سير الأعلام 132/16.
2- يعني التاريخ المذيل على تاريخ محمد بن جرير الطبري.
3- بلاس:«بالفتح و السين مهملة، بينه و بين دمشق عشرة أميال» و يؤكد قربها من داريا قول حسان بن ثابت: عن الدار أقفرت بمعان بين شاطئ اليرموك فالصمان فالقريات من بلاس فدار يا فسكاء فالقصور الدواني
4- بفتح القاف و اللام. هذه النسبة إلى القلانس جمع قلنسوة و عملها، و لعل أحد أجداد المنتسب إليه كانت صنعته القلانس (الأنساب).
5- سطرا: من قرى دمشق.(معجم البلدان). و في غوطة دمشق لمحمد كردعلي ص 172: كانت قرب بيت لهيا شمالي البلد. خربت. و قال دهمان: كانت في الطريق المقابل لباب جامع القصب.
8407 - أبو بكر بن الفريابي

أحد الصالحين. قال عبد الوهاب:

مات لإحدى عشرة خلت من رجب سنة اثنتين و ستين و ثلاثمائة، فأخرجت جنازته إلى باب توما العصر، و كان له مشهد عظيم. عفا اللّه عنا و عنه.

8408 - أبو بكر الواسطي الصوفي

قرأت بخط غيث بن علي:

حدّثت أن أبا بكر الواسطي توفي بدمشق بعد مضيه من عندنا في ذي القعدة سنة خمس و سبعين و أربعمائة، و أقام بدار الحجارة نحوا من يومين لم يعلم به.

ذكر هو لي - رحمه اللّه - أنه سمع من القاضي أبي عمر الهاشمي، (1) و علي بن بشران، و هلال الحفار (2)،و طبقتهم. و لم يصحبه شيء من سماعه، و كان يذكر أنه شيء كثير، و ما أظنه حدّث. و كان يظهر لي أنه قد نيف على السبعين.

8409 - أبو بكر السمرقندي الفقيه الحنفي المعروف بالظهير

قدم دمشق، و أقام بها مدة، و عقد له مجلس التدريس في الخزانة الشرقية بالشام من جامع دمشق التي جعلت مسجدا. ثم فوض إليه التدريس بمسجد خاتون (3) إلى أن مات بدمشق في شوال سنة ثلاث و خمسين و خمسمائة.

حرف التاء

8410 - أبو تجراة الكندي

8410 - أبو تجراة (4) الكندي (5)

وفد على معاوية بن أبي سفيان في أمر (6) سعد بن طلحة بن أبي طلحة العبدري مع شيبة بن عثمان الحجبي. له ذكر.

ص: 80


1- اسمه القاسم بن جعفر بن عبد الواحد، أبو عمر العباسي البصري الهاشمي، ترجمته في سير الأعلام 225/17.
2- هو هلال بن محمد بن جعفر بن سعدان أبو الفتح الحفار الكسكري البغدادي، ترجمته في سير الأعلام 293/17.
3- مسجد خاتون على الشرف القبلي عند مكان يسمى صنعاء الشام المطل على وادي الشقراء، و هو مشهور بدمشق. و خاتون هي أم شمس الملوك أخت الملك دقاق، و هي ابنة الأمير جاولي (الدارس في تاريخ المدارس 384/1 - 385).
4- تجراة: بكسر المثناة و سكون الجيم (كما في الإصابة).
5- ترجمته في الإصابة 26/4 رقم 157.
6- في الإصابة: إمرة.

عن حسن بن زيد أنه قال يوما:

قاتل اللّه ابن هشام ما كان أجرأه على اللّه، دخلت عليه مع أبي في هذه الدار - يعني دار مروان - و قد أمره هشام أن يفرض للناس، فدخل عليه ابن لعبد اللّه بن جحش المجدع (1)في اللّه، فانتسب له، و سأله الفريضة، فلم يجبه بشيء، و لو كان أحد يرفع إلى السماء كان ينبغي له أن يرفع. ثم دخل عليه ابن أبي تجراة، و هم أهل بيت من كندة رفعوا بمكة، فقال:

ابن أبي تجراة صاحب عمل عمارة بن الوليد في سفره الذي يقول فيه (2):

تزوّج (3) أبا تجراة (4)،من يك أهله *** بمكة يرحل (5) و هو للظلّ آلف

فقال له: لتعلمن أن مودة أبي فائد قد نفعتك اليوم. ففرض له، و لأهل بيته.

8411 - أبو تميمة مولى بني مروان الأموي

8411 - أبو تميمة مولى بني مروان الأموي (6)

[روى عن عمر بن عبد العزيز.

روى عنه: عبيد اللّه بن الوليد.

أرى حديثه في الشاميين] (7).

[حدّث أبو تميمة مولى لبني مروان قال: إنه دخل] (8) على عمر بن عبد العزيز فقال (9):أين منزلك ؟ قال: بالعراق، قال: أ و ما علمت - أو بلغك - أنه لا ينزله أحد إلاّ سيق (10) إليه قطعة من البلاء.

ص: 81


1- و كان عبد اللّه بن جحش يقال له المجدع في اللّه، حيث جدع أنفه و أذنه في وقعة أحد. راجع الإصابة 287/2.
2- البيت في نسب قريش للمصعب ص 322 و نسبه لعمارة بن الوليد بن المغيرة، و في الإصابة 26/4 و نسبه مع بيت آخر لشيبة بن عثمان.
3- في الإصابة: يروح.
4- في نسب قريش:«أبا نحراة» تصحيف.
5- في الإصابة: يظعن.
6- ترجمته في الأسامي و الكنى للحاكم 400/2 رقم 946.
7- ما بين معكوفتين سقط من مختصر أبي شامة و استدرك للإيضاح عن الأسامي و الكنى.
8- ما بين معكوفتين زيادة عن الأسامي و الكنى.
9- الخبر في الأسامي و الكنى 401/2.
10- في الأسامي و الكنى: سبق.

8412 - أبو توبة المصري

حدّث عن عبد اللّه بن عمر.

روى عنه: محمّد بن أبي حميد (1).

و وفد على عمر بن عبد العزيز.

و قال: كنت عند عمر بن عبد العزيز، و نحن بالإسكندرية حين استخلف، قال:

فجمعني، و جمع فقهاء، فقال: لا يبقين أحد منكم إلاّ أعلمني ما سمع في الخمر فذكر حديث تحريم الخمر.

قال الحافظ ابن عساكر:

لا أعرف أن عمر بن عبد العزيز دخل الإسكندرية بعد أن استخلف، و أبو توبة هذا لم أجد له ذكرا في كتاب من الكتب المشهورة. و محمّد بن أبي حميد سيّئ الحفظ . و اللّه أعلم.

بسم (2) اللّه الرّحمن الرحيم و به ثقتي

حرف الثاء

8413 - أبو ثابت الدّمشقي

8413 - أبو ثابت الدّمشقي (3)

يروي عن مكحول.

روى عنه: سعيد بن [أبي] أيّوب.

ص: 82


1- محمد بن أبي حميد، و اسمه إبراهيم، الأنصاري الزرقي، أبو إبراهيم المدني ترجمته في تهذيب الكمال 16/ 227.
2- هنا يبدأ المجلد المخطوط 19 من النسخة السليمانية «نسخة سليمان باشا الحافظ » و هي الأصل الوحيد الذي اعتمدناها، و قد انتهى المجلد الثامن عشر المخطوط في ترجمة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، و لم تنته بعد. و انتهت أيضا المخطوطة الأزهرية المرموز لها بحرف «ز»، و النسخة المغربية المرموز لها بحرف «م». و تتوقف نسخ التاريخ هذه و الموجودة بين يدينا هنا، و يبقى الأصل الوحيد المعتمد بين أيدينا، و استمر الخرم أيضا في كتاب الكنى إلى هنا. و قد حفظت لنا المكتبة الأهلية في باريس - فرنسا، مجلدا يبدأ من يزيد بن جابر و ينتهي بترجمة يونس المديني و قسم منه خاص بالكنى يبدأ بأبي أحمد إلى أبي محمد بن عباس العطار و جميعه 234 ورقة. و قد نستفيد منه في ترميم الخرم الموجود، في حال الحصول عليه قريبا.
3- ترجمته في الجرح و التعديل 351/9 و الأسامي و الكنى 429/2 رقم 972 و في كنى ابن عبد البر الورقة 402 يقال له جبار الرحبي.

أخبرنا أبو الحسين - مناولة - و أبو عبد اللّه - إذنا - قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد (1)- إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنبأ علي.

قالا: أنا أبو محمّد قال (2):

أبو ثابت الدّمشقي، سمع مكحولا (3)،سمع منه سعيد بن [أبي] (4) أيّوب، سمعت أبي يقول ذلك، انتهى.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال (5):باب أبي ثابت: أبو ثابت الدّمشقي، سمع أبا عبد اللّه مكحول الهذلي، سمع منه أبو يحيى سعيد بن [أبي] (6) أيّوب، كنّاه محمّد بن إسماعيل.

و ذكر أبو عمر يوسف بن عبد اللّه الأندلسي في كتاب الكنى هذا، فقال: أبو ثابت الدّمشقي، عن مكحول، روى عنه سعيد بن أبي أيّوب، دخل [بيت] المقدس، عن أبي حاتم بن حبّان أنه قال: أبو ثاقب بالقاف و الباء، و لم يصب في ذلك، انتهى.

8413 م - أبو الثريا الكردي

8413 م - أبو الثريا الكردي (7)(8)

ولي إمرة دمشق يوم الخميس مستهل ربيع الأوّل سنة أربع و ستين (9) و ثلاثمائة، من قبل أبي محمود المغربي (10) أمير الشام، في أيّام الملقّب بالعزيز (11)،فوليها مدة يسيرة، ثم عزل

ص: 83


1- تحرفت بالأصل إلى: أحمد.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 351/9.
3- الأصل: مكحول.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن الجرح و التعديل.
5- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 429/2 رقم 972.
6- سقطت من الأصل و استدركت عن الأسامي و الكنى.
7- بالأصل:«أبو البرقا الكرخي» تحريف.
8- ترجمته في تحفة ذوي الألباب 390/1 و أمراء دمشق ص 23.
9- الأصل: و تسعين، و المثبت عن المختصر و تحفة ذوي الألباب.
10- هو أبو محمود إبراهيم بن جعفر الكتامي ترجمته في الوافي بالوفيات 340/5.
11- هو العزيز باللّه ابن المعز لدين اللّه، الخليفة الفاطمي، ترجمته في وفيات الأعيان 371/5 و خطط المقريزي 2/ 284.

بأبي الفتوح جيش بن الصمصامة (1) ولايته الثانية (2).

8414-[أبو ثعلبة الخشني، صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم]

8414-[أبو ثعلبة الخشني، صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم] (3)(4)

اختلف (5) في اسمه اختلافا كثيرا على ما سنورده، و كان من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه أحاديث.

و روى عن أبي عبيدة بن الجرّاح، و معاذ بن جبل.

روى عنه: أبو إدريس الخولاني، و سعيد بن المسيّب، و عمير بن هانئ، و أبو عبد اللّه مسلم بن مشكم، و جبير بن نفير، و أبو الزاهرية حدير بن كريب، و حميد بن عبد اللّه المزني، و أبو أسماء الرحبي، و أبو رجاء العطاردي، و عطاء بن يزيد الليثي، و أبو أميّة محمّد الشّعباني (6)،و مكحول.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو صالح طرفة بن أحمد بن محمّد بن طرفة الحرستاني،[أنا] (7) أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، نا محمّد بن خريم، نا دحيم، ثنا الوليد بن مسلم، نا الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ثعلبة الخشني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نهى عن كلّ ذي ناب من السباع[13322].

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر الفقيه، أنا أبو عثمان البحيري (8)،أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد، ثنا أبو مصعب الزهري، نا مالك، عن ابن شهاب، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ثعلبة الخشني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع[13323].

ص: 84


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 230/11 و خطط المقريزي 285/2.
2- أقحم بعدها بالأصل جملة:«فهو لعله الحسن».
3- زيادة منا للإيضاح.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 122/21 و تهذيب التهذيب و تقريبه:(53/10 ت 8287) ط دار الفكر و طبقات ابن سعد 416/7 و أسد الغابة 44/5 و الإصابة 29/4 و الاستيعاب 27/4 (هامش الإصابة) و سير أعلام النبلاء(4/ 168 ترجمة 216) ط دار الفكر و شذرات الذهب 82/1.
5- كتب على هامش الأصل: سقط أول ترجمة أبي ثعلبة الخشني. أشموني.
6- تحرفت بالأصل إلى:«التسقياني» و الصواب ما أثبت، و هو أبو أمية الشعباني الدمشقي راجع ترجمته في تهذيب الكمال 39/21.
7- سقطت من الأصل.
8- تحرفت بالأصل إلى: البختري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو محمّد الصّريفيني، أنبأ أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا عبد العزيز بن عبد اللّه، عن ابن شهاب، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ثعلبة الخشني قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ينهى عن أكل كلّ ذي ناب من السباع[13324].

قال: و نا البغوي: نا شريح، و ابن [أبي] (1) خيثمة، قالا: نا سفيان، عن الزهري، عن أبي إدريس، عن أبي ثعلبة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم نهى عن أكل كلّ ذي ناب من السّباع - زاد شريح في حديثه: قال الزهري: و لم أسمعه إلاّ بالشام[13325].

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، و أبو بكر محمّد بن شجاع، و محمّد بن جعفر بن محمّد بن مهران، و أبو طاهر محمّد بن أبي نصر بن أبي القاسم بن هاجر، و معمر بن منصور بن محمّد البزار، و أبو محمّد زيد بن الرضا (2) بن زيد بن علي الجعفري، قالوا: أنا أبو المظفّر محمود بن جعفر بن محمّد الكوسج، أنا عمّ والدي أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن جعفر العدل، أنا إبراهيم بن علي السدّي، نا الزبير بن بكّار، حدّثني سفيان، عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ثعلبة الخشني أن النبي صلى اللّه عليه و سلم نهى عن كلّ ذي ناب من السباع.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا علي بن محمّد بن طوق، أنا عبد الجبّار بن محمّد بن مهنى قال (3):

ذكر أبي ثعلبة الخشني - و اسمه جرثوم بن ناشر، و الدليل على نزوله داريا و مقامه بها حديث ابن جابر عن عمير بن هانئ العنسي (4) حيث يقول: كنا بداريا في المسجد، و معنا أبو ثعلبة الخشني (5) صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مع من روى عنه من أهل داريا، و قد قيل: إنّ أبا ثعلبة كان يسكن بقرية البلاط (6)،و إن من ولده بها قوما إلى هذا اليوم، قال أبو علي: و أرى أن ولده انتقلوا من داريا فسكنوا البلاط ، لأن حديث ابن جابر عن عمير بن هانئ مشهور معروف عند أهل العلم، و اللّه أعلم.

ص: 85


1- سقطت من الأصل.
2- تقرأ بالأصل:«الزما» و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 68/ب.
3- رواه القاضي عبد الجبّار الخولاني في تاريخ داريا ص 58 و عنه المزي في تهذيب الكمال 123/21.
4- تحرفت بالأصل إلى: العبسي، و التصويب عن تاريخ داريا و تهذيب الكمال.
5- الخشني بضم أوله و فتح ثانيه، كما في تقريب التهذيب.
6- البلاط : من قرى غوطة دمشق، تقع شرقي المنيحة (راجع معجم البلدان - و غوطة دمشق لمحمد كردعلي).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت أنا أبو طاهر محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر المنبجي.

أخبرنا أبو القاسم... (1)،أنا أبو الطّيّب، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا علي بن عيسى بن علي بن عيسى الوزير، أنا محمّد بن زيد، أنا عبد اللّه، حدّثني عمي [نا] (2)سليمان بن أحمد (3)،نا أبو مسهر، سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: اسم (4) أبي ثعلبة جرثوم بن لاشر. و قال (5) عبيد اللّه (6) بن سعد بن إبراهيم قال (7):قال أحمد: بلغني عن أبي مسهر قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز قال: أبو ثعلبة اسمه جرثوم (8).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (9) قال: سمعت أبا مسهر يقول: اسم أبي ثعلبة الخشني جرثوم.

أخبرنا أبو محمّد أيضا، أنا أبو محمّد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، أنا أبو زرعة قال: و أبو ثعلبة الخشني و منزله بدمشق، اسمه جرثوم عن أبي مسهر.

و قال أبو زرعة في غير هذه الرواية: حدّثني سليمان بن عبد الرّحمن قال: سألت بعض ولد أبي ثعلبة الخشني عن اسم أبي ثعلبة فقال: لاشر بن جرثوم (10).

قرأت على أبي الفضل بن ناصر (11)،عن جعفر بن علي، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي (12)،أنا عمرو بن منصور، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال: اسم أبي ثعلبة: جرثوم، و قيل: جرهم.

ص: 86


1- غير واضحة بالأصل و رسمها:«الرسلم».
2- زيادة منا.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 123/21 و سير الأعلام 568/2.
4- الأصل:«أنزلني» و المثبت «اسم أبي» عن تهذيب الكمال.
5- بالأصل: و ولده.
6- بالأصل: عبد اللّه.
7- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 123/21.
8- في تهذيب الكمال: جرثومة.
9- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 387/1.
10- تهذيب الكمال 123/21.
11- تحرفت بالأصل إلى: باهر.
12- من طريق النسائي في تهذيب الكمال 123/21.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (1)،نا معاوية بن صالح، نا أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز قال: اسم أبي ثعلبة الخشني جرثوم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (2)،نا العبّاس بن الوليد بن صبيح، نا أبو مسهر قال:

سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: اسم أبي ثعلبة الخشني جرثوم.

قال: و نا يعقوب قال (3):قلت لهشام بن عمّار: ما اسم أبي ثعلبة الخشني ؟ قال:

يقولون: جرثوم بن عمرو، فقلت له: يقول قوم هاهنا نحن من ولده، اسمه فلان، قال:

كذبوا، ليس هؤلاء من ولده.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الطّيّب، أنبأ بشرى بن عبد اللّه الرومي، أنا أبو بكر بن مالك، نا محمّد بن جعفر الراشدي.

قال: و أنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خلف، نا عمر بن محمّد الجوهري، قالا: أنا أبو بكر الأثرم قال (4):قلت لأبي عبد اللّه أحمد بن حنبل: أبو ثعلبة أي شيء اسمه ؟ فقال: قد اختلفوا فيه فقالوا: جرثوم، قلت: جرثوم بن عمرو؟ فقال:

نعم، قال أبو عبد اللّه، و قالوا: جرهم بن ناشم، و قال البرمكي: لاشم.

أخبرنا أبو القاسم الشروطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن علي، أنا عبيد بن علي، أنا... (5) ابن زنجويه قال: بلغني [أن] (6) اسم أبي ثعلبة جرهم بن ناشم، و قال هارون بن عبد اللّه: جرهم ياشم أبو ثعلبة.

قال: و أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنا ابن حنبل، حدّثني أبي قال: أبو ثعلبة الخشني جرهم بن ياشم، سمعته من فهم.

ص: 87


1- الكنى و الأسماء للدولابي 65/1.
2- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 170/3.
3- من طريق يعقوب بن سفيان رواه المزي في تهذيب الكمال 123/21.
4- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 123/21.
5- بياض بالأصل.
6- سقطت من الأصل.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول: و أبو ثعلبة الخشني، قال أبو سعيد (1):اسمه جرثوم، داره بالبلاط ، و ولده بها، مات بالشام (2).

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه قال: أبو ثعلبة الخشني جرهم بن ياشم.

قال: و بلغني عن سعيد بن عبد العزيز قال: أبو ثعلبة جرثوم - و في رواية ابن بشران:

ناشم بالنون و الشين، و كان في الأصل العتيق باشم بالباء و الشين، و كذلك هو [في] (3) نسخة بخط أبي عمر بن حيوية، كتبها عن ابن السمّاك، و اللّه أعلم (4).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا ثابت بن بندار قالا، أنا أبو القاسم الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العبّاس بن العبّاس بن محمّد، أنا صالح بن أحمد بن محمّد قال: قال أبي: أبو ثعلبة الخشني: جرهم بن ناشم، قال أبي: بلغني عن أبي مسهر قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز قال: أبو ثعلبة اسمه جرثوم (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أميّة قال: سمعت نوح بن حبيب يقول (6):و اسم أبي ثعلبة الخشني جرثوم بن عمرو (7)،سمعته من هشام بن عمّار،

ص: 88


1- يعني دحيما، كما في تهذيب الكمال.
2- تهذيب الكمال 124/21.
3- سقطت من الأصل.
4- رواه المزي في تهذيب الكمال 124/21 عن الحافظ أبي القاسم ابن عساكر.
5- تهذيب الكمال 124/21.
6- تهذيب الكمال 124/21.
7- بالأصل: عمر، و المثبت عن تهذيب الكمال.

و قال نوح في موضع آخر: أبو ثعلبة الخشني، اسمه جرهم بن ناشم.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد اللّه بن حسنويه، أنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط (1) قال: و أبو ثعلبة الخشني اسمه ألاشق (2) بن جرهم، و يقال: اسمه جرثومة بن ناشم، و يقال: اسمه جرهم، انتهى.

قال: و أنا الأزهري و الجوهري.

و أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي.

و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر نحنه (3)،أنا أبو محمّد الجوهري، قالا: أنا محمّد بن المظفّر، نا أحمد بن علي بن الحسن المدائني، نا أبو بكر بن البرقي (4) قال:

أبو ثعلبة الخشني، اسمه جرثومة بن الأشتر، و قال ابن عفير: الأشتر بن جرثم، ممن بايع تحت الشجرة، و قال بعض الناس: أبو ثعلبة الأشق بن جرهم، و يقال: جرثومة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللنباني (5)،نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (6) قال في تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أبو ثعلبة الخشني، و اسمه جرهم بن ناشم، و خشينة (7) من قضاعة مات سنة خمس و سبعين.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، أنا محمّد بن سعد قال (8):أبو ثعلبة الخشني، و خشين بن قضاعة، و اسم أبي ثعلبة فيما أخبرنا أصحابنا جرهم بن ناشم، و أخبرت عن أبي مسهر الدمشقي أنه قال: اسمه جرثومة بن عبد الكريم.

ص: 89


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 199 رقم 743.
2- في طبقات خليفة بن خيّاط : الأشق، و المثبت عن الإصابة و نص ابن حجر ألاشق بفتح الهمزة و تخفيف اللام.
3- كذا رسمها بدون إعجام بالأصل.
4- تهذيب الكمال 125/21.
5- تحرفت بالأصل إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
6- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
7- بالأصل: وحشية، خطأ. و التصويب عن تهذيب الكمال.
8- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 416/7 و عن ابن سعد في تهذيب الكمال 125/21.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه، أنبأنا أبو عامر محمود بن القاسم، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصّمد التاجر، قالوا: أنا عبد الجبّار بن محمّد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن أحمد بن محبوب، أنا أبو عيسى الترمذي قال: أبو ثعلبة اسمه جرثوم، و يقال: جرهم، و يقال: ناشب.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأ أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو ثعلبة الخشني جرثوم بن ناشم، و قيل: ناشب، انتهى.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد، أنا أبو القاسم علي بن الحسن، أنبأ محمّد بن المظفّر بن بكر بن أحمد بن جعفر، نا أحمد بن محمّد بن عيسى قال: في تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أبو ثعلبة الخشني، اسمه جرثوم، فيما ذكر أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز، و قال لي بعض الأشياخ عن بعض ولده: أن اسمه لاشر بن جرثوما، حدّث عنه جبير بن نفير من أهل حمص، و قال حميد بن عبد اللّه المزني: إن أوّل صلاة المسلمين بحمص في كنيسة يحنّا صلّى بهم أبو ثعلبة الخشني.

قال أبو بكر بن عيسى: و بلغني (1) أن أبا ثعلبة أقدم إسلاما من أبي هريرة، و لم يقاتل مع علي و لا مع معاوية، و مات في أول إمرة معاوية.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الكتاني (2)،أنا أبو المعمر مسدد بن علي بن عبد اللّه الحمصي، أنا أبي، أنا عبد الصّمد بن سعيد القاضي قال في تسمية من نزل بحمص من الصحابة: أبو ثعلبة الخشني، و اسمه جرثوم، نزل حمص ثم ارتحل عنها.

حدّثنا عبد اللّه بن علي بن عبيدة.... (3)،و عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن العمري، قالا: نا عبد اللّه بن عبد الجبّار، عن عبد اللّه بن حميد المزني، عن أبيه.

أن أوّل صلاة صلاّها المسلمون - يعني: بحمص - في كنيسة يحنّا صلّى بهم أبو ثعلبة

ص: 90


1- تهذيب الكمال 126/21.
2- تحرفت بالأصل إلى: الكناني.
3- غير واضحة بالأصل.

الخشني، و يقال إنه أقدم إسلاما من أبي هريرة، و مات في أيام معاوية، حدّث عنه جبير بن نفير، و أبو الزاهرية، و حميد، و أبو أسماء الرحبي، و أبو رجاء العطاردي، و غيرهم.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر بن سوار، و أبو الحسين بن عبد الجبّار، و قالا: أنا أحمد بن علي الطناجيري، أنا أبو حكيم محمّد بن إبراهيم التميمي، نا القاضي أبو عبد اللّه عبد الملك بن بدر بن الهيثم، نا أحمد بن هارون [بن] (1) روح البرديجي الحاجب في الطبقة الأولى من الأسماء المفردة، ولي (2) جرثومة و هو أبو ثعلبة الخشني بالشام.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، قرأت عليه عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا إبراهيم بن يونس بن محمّد، أنا أبو زكريا.

و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى، أنا سهل بن بشر (3)،أنا رشأ بن نظيف، قالا: نا عبد الغني بن سعيد قال: و أما ناشر بالنون في أوله و الراء المهملة في آخره فهو ناشر والد أبي ثعلبة الخشني، جرثوم (4)،و قيل ناشب.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: جرثوم بن ناشب، و يقال ابن ناشم، و قيل: ابن عمرو، و قيل: ابن ناشر، و قيل:

جرهم، سمّاه سعيد بن عبد العزيز، و رواه العرزمي عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: جاء أبو ثعلبة و اسمه جرثوم إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل و قال الخشنيون: منهم أبو ثعلبة جرثومة.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبد اللّه بن سعد قال: قال أحمد بن حنبل: أبو ثعلبة الخشني جرهم بن ناشم، انتهى.

ص: 91


1- سقطت من الأصل، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء(192/11 ترجمة 2587) ط دار الفكر.
2- كذا رسمها.
3- الأصل: يسر، تصحيف.
4- سير الأعلام 568/2 و المؤتلف و المختلف لعبد الغني ص 135.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن عبد الملك بن عمير (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري (2)،أنا عبد الملك، أنا أبو جعفر بن شاهين، نا محمّد بن مخلد.

قال: و أنا العتيقي، أنا عثمان بن محمّد بن أحمد المخرمي، نا إسماعيل الصفّار، قالا: نا عباس (3) الدوري، نا أبو... (4) أبي الأسود قال: أبو ثعلبة جرهم بن ناشم.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل، أنا محمّد بن أبي... (5) محمّد، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أبو ثعلبة الخشني جرهم.

قال: و نا أحمد بن حنبل، قال: بلغني عن أبي مسهر عن سعيد بن عبد العزيز (6) قال:

أبو ثعلبة جرثوم، انتهى.

قال: و سمعت يحيى بن معين يقول: أبو ثعلبة جرهم بن ناشر، قال أحمد بن حنبل:

ابن ناشر، و بلغني أنه يقال: ابن ناشم، و ابن ناشب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، حدّثني محمّد بن عبد الرحيم قال: قال علي: أبو (7) ثعلبة الخشني، جرهم بن ناشم.

و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان أبو القاسم الصيرفي، أنا أبو عمر محمّد بن العبّاس الحزاز (8)،أنا إبراهيم بن محمّد الكندي، نا أبو موسى بن المثنّى قال: أبو ثعلبة الخشني جرهم بن ناشم، و يقال: اسمه جرثوم.

ص: 92


1- الأصل: عمر.
2- الأصل: الطيور.
3- تحرفت بالأصل إلى: عياش.
4- غير واضحة بالأصل و صورتها:«نلرنه».
5- كلمة غير مقروءة و صورتها: فرمن.
6- بالأصل: عبد الرحمن.
7- بالأصل: أبي.
8- تقرأ بالأصل: الحران، تحريف.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع المصقلي، أنا أبو عبد اللّه بن (1) مندة قال (2):أنا عبد اللّه بن الحارث، نا محمّد بن منصور البلخي قال: قال محمّد بن سعد [كاتب] (3)الواقدي: و ممن نزل الشام أبو ثعلبة، و اسمه جرهم بن ناشم، و خشينة حي من قضاعة، مات سنة خمس و سبعين.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار، قال: أبو ثعلبة الخشني، اسمه جرهم بن ناشم، قلنا:.... (4) ابن المديني عن أبي ثعلبة الخشني ؟ فقال ابن عيينة: يقول: الخشني.

أخبرنا أبو القاسم بن عبد اللّه الشروطي، قال أبو بكر الحافظ أنا ابن الفضل، أنا علي بن إبراهيم المستملي، أنا أبو أحمد بن فارس.

و أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:

أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، قالا: أنا البخاري قال (5):جرهم، و يقال:

جرثوم بن ناشم، و يقال: ناشب، و يقال: عمرو أبو ثعلبة الخشني، نزل الشام، انتهى حديث الشروطي و زادوا: المقدمي، نا معتمر قال: سمعت ليثا عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم فقام إليه عمرو بن جرثوم في قصة أهل الكتاب (6) و روى الأوزاعي، و حبيب المعلم، و عبيد اللّه بن الأخنس عن عمرو بن شعيب في حديثه أن أبا ثعلبة سأل النبي صلى اللّه عليه و سلم في قصة الصيد، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو حازم العبدوي، قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه الجوزقي يقول: قرئ على مكي بن عبدان و أنا أسمع.

ص: 93


1- الأصل: بن بن منده.
2- أقحم بعدها بالأصل: أنا عبد اللّه بن مندة.
3- زيادة منا للإيضاح، و الخبر نقله المزي في تهذيب الكمال عن ابن سعد 125/21.
4- تقرأ بالأصل:«ليس».
5- التاريخ الكبير للبخاري 250/2/1 رقم 2357.
6- بالأصل بدون إعجام و صورتها:«اللباب» و المثبت عن التاريخ الكبير.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي (1) بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو ثعلبة جرهم بن ناشم الخشني، و يقال: جرثوم، له صحبة، و قال الدارمي: لاش بن حمير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال (2):أبو ثعلبة الخشني جرهم بن باشخ، و في نسخة: ناشم، و هو الصواب.

قال يعقوب (3):قال أبو مسهر: سمعت سعيد بن عبد العزيز قال: أبو ثعلبة اسمه جرثوم.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي قال: أبو ثعلبة الخشني جرهم بن ناشم.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد اللّه بن حيوية الأصبهاني، أنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط (4) قال: و من خشين و هو وائل بن النمر بن وبرة بن ثعلبة بن حلوان بن الحاف بن قضاعة أبو ثعلبة الخشني من ساكني الشام.

أخبرنا أبو البركات، أنا أبو طاهر و أبو الفضل.

و أخبرنا أبو... (5) بن منصور، أنا أبو طاهر، قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد، نا خليفة (6) قال: و من خشين و هو وائل بن النمر بن وبرة بن ثعلبة (7) بن حلوان بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير أبو ثعلبة

ص: 94


1- الأصل: علي.
2- المعرفة و التاريخ 72/3.
3- المعرفة و التاريخ 170/3.
4- طبقات خليفة بن خيّاط ص 199 رقم 743.
5- الأصل:«الوماس» و فوقها ضبة.
6- طبقات خليفة بن خيّاط ص 199 و 557.
7- الأصل: ثعلب، و المثبت عن طبقات خليفة.

الخشني، اسمه ألاشق (1) بن جرهم و يقال: جرثومة بن ناشم، و يقال: جرهم، من ساكني الشام، مات سنة خمس و سبعين.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أنا أبو القاسم الأزهري، و أبو محمّد الجوهري، قالا: أنا ابن المظفّر، أنا أحمد بن علي بن الحسين المدائني [أنا] (2) أبو بكر بن البرقي قال: و من خشين بن النمر بن وبرة بن ثعلبة بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة أبو ثعلبة الخشني، و كان ممن بايع تحت الشجرة (3).

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، أخبرني أبو الفضل محمّد بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال:

و من خشين بن النمر بن وبرة بن ثعلبة (4) بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة أبو ثعلبة الخشني، و اسمه جرثومة بن الأشتر و قال ابن عفير: الأشتر بن خريم، و كان ممن بايع تحت الشجرة و ضرب له بسهمه في حنين، و أرسله إلى قومه، فأسلموا، توفي في خلافة يزيد بن معاوية، و قال بعض الناس: أبو ثعلبة ألاشق بن جرهم، و يقال: ابن جرثومة.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا عبد العزيز بن علي الخياط ، أنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنا أبو عمرو يوسف بن يعقوب النيسابوري، أنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: أبو ثعلبة الخشني لاشر بن حمير.

أخبرنا أبو البركات (5) ابن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء، أنا البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل، أنا أبي، حدّثني رجل من قيس يقال له عبد اللّه بن الحارث، عن رجل من أهل دمشق يسكن قرية الخشنيين من بيت البلاط أن اسم أبي ثعلبة الخشني لاشر بن جرهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي (6) العبدي، أنا هبة اللّه بن

ص: 95


1- في طبقات خليفة:«الأشق» و المثبت عن الإصابة.
2- زيادة منا.
3- تهذيب الكمال 125/21.
4- بالأصل: ثعلب.
5- تحرفت بالأصل إلى: الزناتي.
6- كذا.

إبراهيم، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو ثعلبة الخشني لاشر بن حمير، و يقال: جرثوم.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، حدّثني عمّي، عن أبي عبيد قال: أبو ثعلبة الخشني صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم، اسمه لاشر بن جرهم بن النمر بن وبرة.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا الخطيب، أنا محمّد بن عبد اللّه بن شهريار، أنا سليمان بن أحمد الطبراني [أنا] (1) أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، نا حيوة بن شريح قال:

سمعت بقية بن الوليد يقول: اسم أبي ثعلبة الخشني لاشومة بن جرثومة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال (2):سمعت عمّي يقول (3):

اسم أبي ثعلبة الخشني لاشر (4) بن حمير.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا ابن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال (5):

أبو ثعلبة [الخشني جرهم و يقال جرثوم بن ناشر، و يقال: ابن ناشب، و يقال:

عمرو] (6) بن جرثوم من النمر بن وبرة، و يقال: ألاشق بن جرهم، و يقال: اسمه جرثومة بن ناشج، و خشينة و هو وائل بن النمر بن وبرة بن ثعلبة (7) بن حلوان بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير، نزل الشام، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني قال (8):و أما خشين فهي قبيلة، و هم خشين بن النمر بن وبرة بن ثعلب بن حلوان بن

ص: 96


1- زيادة لازمة لتقويم السند.
2- سير أعلام النبلاء 568/2.
3- سير أعلام النبلاء 568/2.
4- عن سير الأعلام، و بالأصل: ناشر.
5- رواه أبو أحمد الحاكم النيسابوري في الأسامي و الكنى 25/3 رقم 990.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن الأسامي و الكنى لاقتضاء السياق.
7- بالأصل: ثعلب.
8- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 125/21.

عمران بن الحاف بن قضاعة منهم أبو ثعلبة الخشني صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قال ابن الكلبي (1):أبو ثعلبة الاشر بن جرهم، بايع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيعة الرضوان، و ضرب له بسهمه يوم حنين (2)،و أرسله إلى قومه فأسلموا، و أخوه عمرو بن جرهم، أسلم على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم، و هما من ولد لبوان بن مرّ بن خشين بن النمر بن وبرة بن ثعلب، قرأت ذلك في كتاب أبي (3) بكر بن الحلواني بخطه عن أبي سعيد السكري عن ابن حبيب عنه و قال غيره: اسم أبي ثعلبة الخشني جرهم بن ياشم، و يقال: جرثوم.

قال مسلم بن الحجّاج: و قال الدارمي: اسم أبي ثعلبة لاش بن حمير، روى عنه أبو إدريس الخولاني.

أخبرنا أبو البركات المجهز، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا أبو مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

جرهم، و يقال: جرثوم بن ناشم، و يقال: ابن ناشب، و يقال: جرثوم بن قيس، و يقال: عمرو بن جرثوم، و قال ابن أبي شيبة: لاشر بن حمير أبو ثعلبة الخشني، و خشينة حي من قضاعة، نزل الشام، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم روى عنه أبو إدريس الخولاني في الذبائح.

قال ابن سعد كاتب الواقدي: مات سنة خمس و سبعين.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: قال: أنا أبو نعيم الحافظ (4):

لاشر بن حمير، و يقال: لاشومة بن جرثوم، و قيل: ناشب بن عمرو، و قيل: لاش بن جلهم، و قيل عرنوف بن ناشم، و قيل: ناشر، و قيل جرثمة (5) بن ناشب، و قيل: جرهم بن ناشم، و قيل جرثوم أبو ثعلبة الخشني.

و قال أبو نعيم في موضع آخر (6):جرثوم بن ناشب، و قيل: ابن ناشم، و قيل: ابن ناشر، و قيل: ابن لاش، و قيل: جرهم، و اختلف فيه، و قيل غير ما ذكرنا، كنيته أبو ثعلبة

ص: 97


1- أسد الغابة 44/5.
2- في أسد الغابة:«يوم خيبر» و هو الصواب.
3- بالأصل: أبو.
4- تهذيب الكمال 125/21.
5- في تهذيب الكمال: خريم.
6- تهذيب الكمال 125/21.

الخشني، و خشينة بطن من قضاعة، سكن الشام، توفي سنة خمس و سبعين، روى عنه عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و أبو إدريس الخولاني، و جبير بن نفير، و عطاء، و يزيد، و مسلم بن مشكم، و أبو أميّة الشعباني، و مكحول و غيرهم.

و قال في حرف اللام (1):لاشر بن حمير، و قيل: لاشومة بن جرثوم، و قيل: لاش بن جلهم، أبو ثعلبة الخشني، مختلف في اسمه، و قيل عرنوف (2) بن ناشم، و قيل: ناشر، و قيل: ناشب بن عمرو (3)،و قيل: خريم بن ناشب، و قيل: جرهم بن ناشم، و قيل:

جرثوم، تقدم ذكره في باب الجيم.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (4):أما خشين بضم الخاء المعجمة و فتح الشين المعجمة فهو خشين بن النمر بن وبرة بن ثعلب (5) بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، و إليه ينسب أبو ثعلبة الخشني صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال ابن الكلبي: اسمه ألاشق بن جرهم، بايع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيعة الرضوان، و ضرب له بسهمه يوم حنين (6)،و أرسله إلى قومه، فأسلموا. و أخوه عمرو بن جرهم، أسلم على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم، و هما من ولد لبوان بن مر بن خشين، و قال غير ابن الكلبي: اسمه جرهم بن ناشم، و يقال: جرثوم، و قال الدارمي: اسمه لاش بن حمير.

و قال في باب الخشني (7):أوله خاء مضمومة معجمة بعدها شين معجمة مفتوحة، ثم نون، فهو أبو ثعلبة الخشني، له صحبة و رواية عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، مختلف في اسمه و نسبه، روى عنه أبو إدريس الخولاني، و أبو أسماء الرحبي.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنبأ أبو القاسم علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، و أنبأ أبو الحسن

ص: 98


1- تهذيب الكمال 125/21-126.
2- تهذيب الكمال: غرنوق.
3- بالأصل: عمر، و المثبت عن تهذيب الكمال.
4- الاكمال لابن ماكولا 467/2.
5- في الاكمال: تغلب.
6- كذا بالأصل و الاكمال، و لاحظنا فيما تقدم في أسد الغابة عن ابن الكلبي: يوم خيبر.
7- الاكمال لابن ماكولا 260/3-261.

الربعي، قالا: أنا عبد الوهّاب الكلابي، أخبرنا ابن (1) جوصا قراءة.

و أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي - قراءة - عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا ابن جوصا - إجازة - نا محمّد بن هاشم، نا سويد، عن محمّد بن عبد اللّه، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده:

أن أبا ثعلبة جرثوم بن عمرو الخشني،..... (2) في سفر، فأتى أبو ثعلبة النبي صلى اللّه عليه و سلم زاد ابن عتاب، و ذكر الحديث.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا خيثمة بن سليمان، و محمّد بن يعقوب، قالا: نا أحمد بن الفرج، نا بقية بن الوليد، نا الزبيدي عن ابن سيف، حدّثني أبو إدريس الخولاني، عن أبي ثعلبة الخشني قال:

أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فصعّد فيّ النظر و صوّبه و قال:«نويئبة (3)»فقلت: يا رسول اللّه، أ نويئبة خير أم نويئبة شرّ؟ قال:«بل نويئبة خير»، قلت: يا رسول اللّه إنّي في أرض صيد، فأرمي بقوسي فمنه ما أدرك ذكاته، و منه ما [لا] (4) أدرك ذكاته فأرسل كلبي المكلّب، فمنه ما أدرك ذكاته، و منه ما [لا] (5) أدرك ذكاته، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما ردّت عليك قوسك و كلبك فكل، ذكيا (6) و غير ذكي» (7)[13326].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و عقيل بن عبيد اللّه.

و أخبرنا أبو محمّد أيضا، أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد، و أنا أبو محمّد بن أبي نصر، قالوا: أنا أبو بكر أحمد بن القاسم، نا أبو زرعة، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر، حدّثني أبي عن أبي عبيد اللّه مسلم بن مشكم، عن أبي ثعلبة الخشني قال: أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال لي:«نويئبة» فقلت: يا رسول اللّه نويئبة خير أو نويئبة شرّ؟ قال:«بل

ص: 99


1- بالأصل: أبو.
2- الجملة غير واضحة بالأصل و صورتها: و ابن عنر له فاتا.
3- في مسند أحمد، في كل المواضع: نويبتة.
4- زيادة عن المسند.
5- زيادة عن المسند.
6- الأصل: ذكي، و المثبت عن المسند.
7- رواه أحمد بن حنبل في مسنده 224/6 رقم 17763.

نويئبة خير، لا تأكلوا الحمار الأهلي، و لا ذا ناب من السبع»[13327].

أنبأنا أبو علي بن نبهان.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الحسن محمّد بن إسحاق، و أبو علي بن نبهان.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا محمّد بن الحسن بن مقسم، نا أحمد بن يحيى ثعلب قال في الحديث:«نويئبة خير و نويئبة شرّ»، أي نائبة، تصغير.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (1)،نا محمّد بن عمر، حدّثنا عبد الرّحمن بن صالح، عن محجن بن وهب (2) قال: قدم أبو ثعلبة الخشني على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يتجهز (3) إلى خيبر، فأسلم، و خرج معه، فشهد خيبر، ثم قدم بعد ذلك سبعة نفر من خشين، فنزلوا على أبي ثعلبة، فأسلموا و بايعوا و رجعوا إلى قومهم.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد البغدادي، أنا أبو المظفّر محمود بن جعفر، و أبو الطّيّب محمّد بن أحمد بن إبراهيم، قالا: أنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد البغدادي، نا الفضل بن الخصيب، نا أبو بكر محمّد بن أبي بكر البرجمي البصري، نا الأنصاري، عن ابن جريج، أخبرنا (4) أبو الزبير عن عمر بن نبهان، عن أبي ثعلبة قال:

قلت: يا رسول اللّه، مات لي ولدان في الإسلام، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من مات له ولدان في الإسلام أدخله اللّه بفضل رحمته إيّاهم (5) الجنّة»، فلقيني أبو هريرة، فقال: أنت الذي قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الولدان ما قال ؟ قال: قلت له: نعم، قال: لأن يكون قالها لي

ص: 100


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 416/7.
2- في ابن سعد: وهيب.
3- تقرأ بالأصل:«و كلف مجهز» و المثبت:«و هو يتجهز» عن ابن سعد.
4- من هذا الطريق رواه ابن حجر في الإصابة 28/4 في ترجمة أبي ثعلبة الأشجعي. و نقل ابن حجر عن الدار قطني أن بعضهم رواه عن ابن جريج فقال:«الخشني». و رواه ابن الأثير في أسد الغابة 43/5 في ترجمة أبي ثعلبة الأشجعي أيضا. و قال أبو عيسى الترمذي: أبو ثعلبة الأشجعي له حديث واحد، هو هذا الحديث. و ليس هو بالخشني.
5- في الإصابة و أسد الغابة:«إياهما».

أحبّ إليّ مما أغلقت عليه حمص و فلسطين[13328].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،نا عبد الرزّاق، نا معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي ثعلبة قال: أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فقلت له: يا رسول اللّه اكتب لي بأرض كذا و كذا لأرض بالشام لم يظهر عليها النبي صلى اللّه عليه و سلم حينئذ، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«أ لا تسمعون (2) إلى ما يقول هذا»؟ فقال أبو ثعلبة: و الذي نفسي بيده لتظهرن عليها، قال: فكتب له بها[13329].

كتب إليّ أبو بكر الشيروي، ثم حدّثني أبو المحاسن عبد الرزّاق بن محمّد بن أبي نصر، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العبّاس الأصم، نا يحيى بن أبي طالب، أنا عبد الوهّاب هو ابن عطاء، أنا سعيد بن أبي عروبة، عن أيوب، عن أبي قلابة عن أبي ثعلبة الخشني:

أنه أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: يا رسول اللّه، أكتب (3) لي بأرض، قال:«أكتب لك بأرض الشام أو بالروم ؟» قال: يا نبي اللّه، و الذي بعثك بالحق لتملكن ما تحت أقدامهم، فأعجب ذلك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و جعل ينظر إلى أصحابه أي انظروا ما يقول أبو ثعلبة، قال: فكتب له بها كتابا، قال: فقلت: يا رسول اللّه، أنا بأرض صيد، فما ذا يحل لنا من ذلك و ما يحرّم علينا؟ قال نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا أرسلت كلبك المعلّم أو المكلّب - شك سعيد - و ذكرت اسم اللّه عليه فأخذ، أو قتل فكل، و إذا أرسلت كلبك الذي ليس بمعلّم فما أدركت ذكاته فكل، و ما لم تدرك ذكاته فلا تأكل، و ما ردّ سهمك فكل»، قال: قلت: يا رسول اللّه، إنّا بأرض أهلها أهل الكتاب، و إنّا نحتاج إلى قدورهم (4) و آنيتهم، قال:«فلا تقربوها ما وجدتم بدّا، فإذا لم تجدوا بدّا فاغسلوها بالماء، ثم اطبخوا و اشربوا»، قال: و نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن لحم الحمار الأهلي، و عن كلّ سبع ذي ناب، قال: فزعموا أنهم لما ظهروا على الشام أخرج كتاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأعطي ما فيه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر الباقلاني قال أبو علي بن شاذان، أنا

ص: 101


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 221/6 رقم 17752 طبعة دار الفكر، و عن أحمد في مسنده رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء:(185/4) ط دار الفكر.
2- الأصل:«تسمعوا» و المثبت عن المسند و سير الأعلام.
3- بالأصل: كتب.
4- بالأصل: قدرهم.

عبد اللّه بن إسحاق البغوي، قال: و أنا أبو الفوارس محمّد و أحمد بن عياض.... (1)

و جابر... (2) بن إبراهيم، عن أيوب، عن أبي قلابة أن أبا ثعلبة الخشني قال:

يا رسول اللّه اكتب في أرض كذا و كذا، أرض هي يومئذ بأيدي الروم، فكأنه أعجبه الذي قال، فقال:«أ لا تسمعون ما يقول»؟ فقال: و الذي بعثك بالحق لتفتحن عليك، قال:

فكتب له بها.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنبأ أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا محمّد بن أحمد بن حمدان.

و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدويه، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، قالا: أنبأ إبراهيم بن منصور، أنا محمّد بن إبراهيم بن المدني، قالا: أنا أبو يعلى أحمد بن علي، نا أبو خيثمة، نا جرير، عن ليث، عن عبد الرّحمن بن سابط ، عن أبي ثعلبة الخشني قال:

كان أبو عبيدة بن الجرّاح، و معاذ بن جبل يتناجيان بينهما بحديث، فقلت لهما: ما حفظتما وصية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - زاد ابن حمدان فيّ - قال: و قالا:- و كان أوصاهما فيّ قالا:

ما أردنا أن ننتجي بشيء دونك إنّما - و قال ابن المقرئ: إنا - ذكرنا حديثا (3) حدّثنا...

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فجعلا يتذاكرانه، قالا:«إنه بدأ هذا الأمر نبوة و رحمة، ثم كائن خلافة و رحمة، ثم كائن ملكا عضوضا، ثم كائن عتوا و جبرية و فسادا في الأمة فيستحلون الحرير و الخمر - و قال ابن حمدان: و الخمور - و زاد: الفروج و الفساد في الأمة، و قال ابن المقرئ:

و فسادا في الأرض، و قالا:- ينصرون على ذلك، و يرزقون أيدا حتى يلقوا اللّه، و في حديث ابن المقرئ: ثم كانت» في المواضع الثلاثة[13330].

قالا: و نا أبو يعلى، نا محمّد بن المنهال أخو حجّاج، نا عبد الواحد بن زياد، عن ليث بإسناده، فذكر نحوه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو

ص: 102


1- كلمة غير واضحة بالأصل.
2- بياض في الأصل.
3- بالأصل:«أبا زكريا حدّثنا».

عمرو بن حمدان، أنا حامد بن محمّد بن شعيب، نا داود بن رشيد، نا عمر بن عبد الواحد الدّمشقي (1)،عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن إسماعيل بن عبيد اللّه قال:

بينا أبو ثعلبة الخشني و كعب (2) جالسين ذات يوم إذ قال أبو ثعلبة: يا أبا إسحاق، ما من عبد تفرّغ لعبادة اللّه إلاّ كفاه اللّه مئونة الدنيا، قال: أ شيء سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [أم] (3) شيء تراه ؟. قال: بل شيء أراه قال: قال في كتاب اللّه المنزل من جمع همومه هما واحدا فجعله في طاعة اللّه كفاه اللّه ما همّه، و ضمن السموات و الأرض رزقه، فكان رزقه على اللّه، و عمله لنفسه و من فرق همومه، فجعل في كلّ واد همّا لم يبال اللّه في أيها هلك. ثم تحدثا ساعة، فمرّ رجل يختال بين بردين فقال أبو ثعلبة: يا أبا إسحاق، بئس الثوب ثوب الخيلاء، فقال: أ شيء سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أم شيء تراه ؟ قال: بل شيء أراه، قال: قال في كتاب اللّه المنزل: من لبس ثوب خيلاء لم ينظر اللّه إليه حتى يضعه عنه و إن كان يحبه.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني.

و أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد - إذنا - أنا جدي أبو عبد اللّه، قالا: أنا علي بن الحسن الربعي، أخبرني أبو علي الحسن بن عبد اللّه بن سعيد الكندي، أنا أبو الخليل العبّاس بن الخليل الحضرمي، نا أبو علقمة - يعني: نصر بن خزيمة بن عقمة بن محفوظ بن علقمة - أخبرني عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ بن علقمة (4) عن ابن عائذ (5) قال: قال ناشرة بن [سمي ما] (6) رأينا أصدق حديثا من أبي ثعلبة الخشني، لقد صدقنا حديثه في الفتنة الأولى، فتنة علي، و كان أبو ثعلبة لا يأتي عليه ليلة إلاّ خرج ينظر إلى السماء، فينظر كيف هي، ثم يرجع، فيسجد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا عبد العزيز، أنا علي بن محمّد بن طوق، أنا عبد الجبّار بن محمّد بن مهنّى (7)،أنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر، نا أبو زرعة قال:

ص: 103


1- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 569/2-570 و المزي في تهذيب الكمال 126/20.
2- بالأصل: أيوب، و المثبت عن المختصر و سير الأعلام و تهذيب الكمال.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن تهذيب الكمال.
4- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 127/21.
5- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن تهذيب الكمال، و فيه: عن عبد الرحمن بن عائذ.
6- الزيادة لازمة للإيضاح عن تهذيب الكمال.
7- رواه القاضي عبد الجبّار الخولاني في تاريخ داريا ص 58.

غزا (1) أبو ثعلبة الخشني للقسطنطينية مع يزيد بن معاوية سنة خمس و خمسين.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (2)،نا محمّد بن علي بن حبيش، نا إسماعيل بن إسحاق السراج، نا داود بن رشيد، نا الوليد بن مسلم أن أبا ثعلبة كان يقول: إنّي لأرجو أن لا يخنقني اللّه كما يخنقكم فبينما هو في صرحة داره إذ نادى: يا عبد الرّحمن، و قد قتل عبد الرّحمن جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلمّا أحس بالموت أتى مسجد بيته فخرّ ساجدا، فمات و هو ساجد.

قال: و أنا أبو نعيم (3)،نا أحمد بن بندار قال أبو بكر بن أبي عاصم، نا عمرو (4) بن عثمان، نا أبي، نا خالد بن محمّد الكندي - و هو أبو محمّد و أحمد ابنا خالد الوهبي - قال:

سمعت أبا الزاهرية يقول: سمعت أبا ثعلبة يقول: إنّي لأرجو أن لا يخنقني اللّه عزّ و جل كما أراكم تخنقون عند الموت، قال: فبينما هو يصلي في جوف الليل قبض و هو ساجد، فرأت ابنته أن أباها قد مات، فاستيقظت فزعة، فنادت أمّها: أين أبي ؟ قالت: في مصلاه فنادته، فلم يجبها، فأنبهته، فوجدته ساجدا، فحركته فوقع لجنبه ميتا.

أخبرنا أبو علي الحدّاد و غيره - إذنا - قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (5)،أنا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن علي المديني سعه (6) ثنا أبو موسى هارون بن عبد اللّه قال: مات أبو ثعلبة الخشني سنة خمس و سبعين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني القاسم بن سلاّم قال: سنة خمس و سبعين فيها توفي أبو ثعلبة الخشني بالشام (7)،و كذا ذكر أبو حسّان الزيادي في تاريخ وفاته.

ص: 104


1- مطموسة بالأصل، و المثبت عن تاريخ داريا.
2- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 31/2 و من طريق داود بن رشيد رواه المزي في تهذيب الكمال 127/21.
3- حلية الأولياء 30/2-31 و تهذيب الكمال 127/21 من طريق خالد بن محمد الكندي، و سير الأعلام 570/2 - 571.
4- تحرفت بالأصل إلى: عمر، و المثبت عن الحلية و سير الأعلام.
5- غير مقروءة بالأصل.
6- كذا رسمها بالأصل.
7- تهذيب الكمال 127/21 و سير الأعلام 571/2.

حرف الجيم

8415 - أبو الجرّاح الغسّاني

حكى عن أمّه.

روى عنه: مستنير بن الزّبير.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلم و غيرهما، قالوا: ثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني (1)،أنا أبو الحسين بن أحمد بن علي بن محمّد الدولابي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفّار بن ذكوان، أنا أبو يعقوب إسحاق بن عمّار بن جش بن محمّد بن جش، أنبأ أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن مهدي المصيصي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن ربيعة القدامي قال: و حدّثني مستنير بن الزبير قال: حدّثني أبو الجرّاح الغسّاني قال:

كانت أمّي من ذلك السبي يومئذ - يعني: يوم أغار خالد بن الوليد على غسّان بمرج راهط - قسمهم قبل افتتاحهم دمشق، قال: فلما رأت هدي المسلمين و صلاحهم، و حسن صلاتهم، و ما هم فيه وقع الإسلام في قلبها، فأعجبها ما رأت منهم، فأسلمت، فكانت مع المسلمين، ثم إن أبي طلبها في السبي فوجدها (2)،فجاء إلى المسلمين فقال لهم: يا أهل الإسلام، إنّي امرؤ مسلم، و قد جئتكم مسلما، و هذه امرأتي قد أصبتها، فإن رأيتم أن تصلوني بها و تحفظوا حقّي، و تردّوا عليّ أهلي فعلتم، قال: و قد كانت امرأته أسلمت و حسن إسلامها، فقال لها المسلمون: ما تقولين في زوجك ؟ فقد جاء يطلبك و هو مسلم، فقالت:

إن كان مسلما رجعت إليه، و إن لم يكن مسلما فلا حاجة لي فيه، و لست براجعة إليه، فلما عرفت إسلامه طابت نفسها بالرجوع إليه، فدفعوها إليه.

8416 - أبو الجعد السّائح

بلغ في سياحته جبل لبنان من أعمال دمشق.

حكى عنه: علي بن سيابة الصوفي.

ص: 105


1- تحرفت بالأصل إلى: الكناني.
2- الأصل: وجدها.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المبارك بن الخلّ (1) الفقيه و غيره - إذنا - قالوا: أنا جعفر بن أحمد السراج، أنا أبو طاهر محمّد بن علي الواعظ ، نا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان المرورّوذي، نا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير، نا أحمد بن محمّد بن مسروق الطوسي، نا أبو محمّد عبد الصّمد الصوفي، نا علي بن سيابة و كان من ظرفاء الصوفية و نسّاكهم، قال لي أبو الجعد السّائح، رأيت رجلا حسن الوجه كأنه الشنّ البالي بجبال لبنان، و عليه خرقة، و ما معه شيء، و لا عليه غير تلك الخرقة، فسمعته يقول:

شدة الشوق و الهوى *** تركاني كما ترى

8417 - أبو جعدة القرشي مولاهم دمشقي

له ذكر فيمن قاتل مع يزيد بن الوليد.

تقدم ذكره.

8418 - أبو جعفر الصّاحي

حكى عن شعيب.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش المقرئ و غيرهما، قالوا: أنا رشأ بن نظيف - إجازة - أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا أبو سليمان بن زبر، نا أبو إسحاق إبراهيم بن مروان قال: سمعت العبّاس بن الوليد يقول: حدّثني عبد الحميد بن بكّار، نا محمّد بن شعيب قال:

كان معنا رجل يقرأ في حلقة المساكين، فقال لنا يوما: أ لا أحدّثكم برؤيا رأيتها؟ قلنا:

و ما هي ؟ قال: رأيت كأن طائرا وقع على جانب القبة، ثم مثّل لي أنه صار رجلا، فقال: فلان قدري، و فلان كذا، و أبو جعفر الصّاحي نعم الرجل، و ابن عمرو خير من يمشي على الأرض، و أنت يا فلان ميت غدا.

قال: فلما أصبحنا قلت: أرعاه ببصري (2)،فقمت بعد ما طلعت الشمس، فإذا هو جالس في الصحن يتفلى فقال لي: أسبق تأخذ السرير قبل أن تسبق إليه، قال: ثم انصرفت

ص: 106


1- كلمة غير واضحة بالأصل، و لم أعثر على هذا الشيخ في مشيخة ابن عساكر، و المثبت عن وفيات الأعيان 227/4 ترجم له و كناه أبا الحسين.
2- تقرأ بالأصل: مصرى، و المثبت عن المختصر.

إلى البيت مستخفيا (1)،فلما كان قبل الظهر ذكرت فقلت: إيش عليّ لو ذهبت حتى انظر مصداق رؤيا هذا الرجل ؟ فرحت إلى المسجد فلقيت من يخبرني أنه قد مات.

كذا في هذه الرواية.

و رواها أحمد بن أنس بن مالك عن عبّاس، فقال بدل أبي جعفر الصّاحي أبو حفص (2)عثمان بن أبي العاتكة، و هو الصواب، و هذه الرواية تصحيف، تصحف أبو حفص (3) بأبي جعفر، و تصحف القاصّ (4) بالصّاحي، و اللّه أعلم (5).

8419 - أبو جعفر الخراساني الشّافعيّ

كان بدمشق.

و حكى عن الأصمعي.

حكى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان بن سعيد الخشّاب المصري.

ذكر أبو إسحاق محمّد بن القاسم بن شعبان القرظي الفقيه، حدّثني إبراهيم بن عثمان، حدّثني أبو جعفر الخراساني بدمشق من أصحاب الشّافعيّ قال: قال الأصمعي:

دخلت المقام (6)،فإذا أنا بامرأة تبكي ابنا لها و هي تقول:

لما نشا و رجوته لغد (7) *** و ظننت أن يقوى به ظهري

و يكون من أعمامه خلفا *** و نشد بعد ناظر (8) أزري

رشقته عن قوس بلا ترة (9) *** سهم المنون بمنزل قفر

ما زلت حتى ذقت لوعتها *** فأمرّ منها لوعة الصبر

ص: 107


1- بالأصل: مستخفا، و المثبت عن المختصر.
2- بالأصل: جعفر، خطأ، و الصواب ما أثبت راجع ترجمة عثمان بن أبي العاتكة في تهذيب الكمال 419/12.
3- بالأصل: جعفر.
4- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن المختصر.
5- لم يذكر المصنف في ترجمة عثمان بن أبي العاتكة هذه الرواية راجع ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 391/38 (طبعة دار الفكر) و لم ترد أيضا في ترجمته في تهذيب الكمال.
6- كذا بالأصل، و في المختصر: المقابر.
7- في المختصر: ذخرى.
8- في المختصر: و يشد بعد تأطر.
9- في المختصر: وتر.

و قال أيضا: رأيت أخرى تبكي ابنها و تقول:

قد كنت آمله و أرجو نفعه *** و أعيذه باللّه من حسد العدى

و أزال أرقيه و أنفت حوله *** حتى يغطّي الصبح أستار الدّجى

حذر العيون عليه إلاّ أنه *** لا ينفع الحذر التمائم و الرّقى

أ بنيّ قد أبليتني قبل البلى *** قدما، و قد أنسيتني ما قد مضى

أما الفراق فقد شربت بكأسه *** فمتى يكون، حبيب نفسي، الملتقى ؟

8420 - أبو جعفر بن بحيري

8420 - أبو جعفر بن بحيري (1)

روى عن: منبّه بن عثمان.

روى عنه: أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدّرداء الصّرفندي (2).

8421 - أبو جعفر ابن بنت أبي سعيد الثعلبي

حكى عن عبيد بن صرد الكوفي، و حاجب بن أبي علقمة العطاردي، و محمّد بن أبي مالك الغنوي.

روى عنه: أبو بكر الخرائطي، و محمّد بن المهاجر العدل.

قرأت على أبي يعلى حمزة بن علي بن هبة اللّه، عن أبي القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد بن فهد العلاّف، نا أبو الفتح محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن محمّد الهروي، نا أبو بكر محمّد بن جعفر الخرائطي، نا أبو جعفر ابن بنت أبي سعيد الثعلبي الدمشقي، قال: سمعت عبيد بن صرد - أخا ضرار بن صرد - يقول: سمعت رجلا من ولد الربيع بن خثيم (3) يقول: كتب الربيع بن خثيم (4) إلى أخ له: أمّا بعد، فرم جهازك، و أفرغ من زادك (5)،و كن وصي نفسك، و لا تجعل الناس

ص: 108


1- كذا صورتها بالأصل.
2- الصرفندي هذه النسبة إلى الصرفندة، و هي من قرى صور، و هي بلد على ساحل بحر الروم (الأنساب) راجع معجم البلدان 402/3 و قد ترجمه ياقوت و قال:«سمع بدمشق... و أبا جعفر محمد بن يعقوب بن حبيب» لعله صاحب الترجمة.
3- تحرفت في المختصر إلى: خيثم.
4- تحرفت بالأصل هنا إلى: خيثم.
5- الأصل: دارك، و المثبت عن المختصر.

أوصياءك، و لا تجعل الدنيا أكبر همّك، فإنه لا عوض من تقوى اللّه، و لا خلف من اللّه.

أخبرنا أبو جعفر حنبل بن علي بن الحسين بن الحسن السجزي المعروف بالبخاري - بهراة - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إياه و قال: اروه عنّي - أنا أبو محمّد أحمد بن أحمد التوني، ثنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد الشروطي - ببست - أنا أبو حاتم محمّد بن حبّان بن أحمد البستي، أنا محمّد بن المهاجر المعدل، نا أبو جعفر بن ابنة أبي سعيد الثعلبي الدمشقي، حاجب ابن أبي علقمة العطاردي قال: سمعت أبي يقول: قال مطرف بن عبد اللّه بن الشّخّير لابن أخيه: يا ابن أخ، إذا كانت لك حاجة إليّ فاكتب بها إليّ في رقعة، فإنّي أصون وجهك عن ذلّ السؤال، و أنشد في ذلك:

يا أيها المتبع نبل الرجال *** و طالب الحاجات من ذي الأنوال

لا تحسبن الموت موت البلى *** و إنما الموت سؤال الرجال

كلاهما موت و الر *** دى أعظم لذلّ السؤال

8422 - أبو جعفر بن ماهان الرّازي

سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و دحيما.

روى عنه: أبو الشيخ الأصبهاني.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو جعفر بن ماهان الرّازي، نا هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي قال: سمعت بلال بن سعد السكوني يقول: إنّ المؤمن ليقول قولا فلا يدعه اللّه و قوله حتى ينظر في عمله، فإن كان عمله موافقا لقوله لم يدعه حتى ينظر (2) ما نوى به، فإن سلمت له النيّة فبالحرى أن يسلم له سائر ذلك. إن المؤمن ليقول قولا يوافق [قوله] (3) عمله، و إن المنافق ليقول بما يعلم و يعمل بما ينكر، انتهى.

8423 - أبو جعفر الطبري

اسمه محمّد بن جرير، تقدم في حرف الميم.

ص: 109


1- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 229/5-230 في ترجمة بلال بن سعد.
2- في الحلية: حتى ينظر في ورعه، فإن كان ورعه موافقا لقوله و عمله لم يدعه حتى ينظر فيما نوى به.
3- استدركت عن هامش الأصل، و بعدها صح.

8424 - أبو جعفر الحدّاد الصّوفي

8424 - أبو جعفر الحدّاد الصّوفي (1)

سافر و دخل دمشق، و هو من أقران الجنيد بن محمّد (2)،و رويم بن يزيد.

لقي أبا تراب النخشبي (3).

حكى عنه جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي، و أبو الحسن العلوي، و أحمد بن النعمان البصري، و محمّد بن الهيثم.

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو عبد اللّه الحسين (4) بن يحيى بن إبراهيم المكّي، أنا الحسين بن علي بن محمّد الشّيرازي، أنا أبو الحسن بن جهضم، حدّثني أبو بكر أحمد بن محمّد البادى (5)-مذاكرة - عن أبي جعفر الحدّاد قال:

كنت اختلفت إلى الصّوفية و أنا حدث، فلمّا كان ذات يوم تبعني رجل، فتعرض لي، فدفعته عن نفسي جهدي و طاقتي، فلازمني، حيث ما مضيت و جئت و ذهبت يتبعني، و خشيت أن يقطعني عن صحبة الفقراء و مجالستهم، و ضاق بذلك صدري، فخرجت يوما إلى البرية، فتبعني، لا أكلمه، و هو لا يكلمني، كلما مشيت مشى، و إذا جلست جلس، فلمّا كان بعد ثلاثة أيام لا يأكل و لا يشرب و جئنا إلى بئر طويل فقلت له: لئن أنت أعفيتني منك، و انصرفت عني، و إلاّ طرحت نفسي في هذا البئر، فلم يصدّقني أنّي أفعل ذلك، فسكت، و جلس ناحية، فرميت نفسي في البئر، فوقعت على صخرة في وسط البئر، فجلست عليها، و بقي الرجل يصيح في الصحراء، و قد جعل التراب على رأسه، و يجيء كلّ ساعة يطّلع في البئر، ثم هام على وجهه، فبقيت في البئر ثلاثة أيام على حالتي، فلمّا كان يوم الرابع إذا حية عظيمة قد خرجت من ثقب في (6) البئر، و دارت حول البئر على رأس الماء، فقلت في نفسي قد أمرت فيّ بأمر، مرحبا بحكم اللّه، فلمّا بلغت إلى عندي قاءت (7)،فرمت شيئا أصفر كأنه

ص: 110


1- ترجمته في تاريخ بغداد 412/14 و الرسالة القشيرية ص 167 و 178 و 235 و حلية الأولياء 339/10.
2- ترجمته و أخباره في الرسالة القشيرية ص 430 رقم 65 و حلية الأولياء 255/10.
3- رسمها بالأصل:«الحسى» تصحيف، و هو أبو تراب النخشبي، راجع ترجمته و أخباره في حلية الأولياء 45/10 و الرسالة القشيرية ص 436 رقم 75.
4- كلمة غير مقروءة بالأصل، و لعل الصواب ما أثبت.
5- كذا رسمها بالأصل.
6- كتبت فوق الكلام بالأصل.
7- رسمها بالأصل:«مائب» و المثبت عن المختصر.

صفرة البيض على وجه الماء، و مرّت الحية، و رجعت في الثقب، فقلت: هذا، ما أشك هو رزقي، فمسسته و إذا فيه لبن، فأخذته و تذوقته، فإذا طعمه طيب، فأكلته فوجدت فيه شبعا، فلمّا كان اليوم الثاني إذ بالحية قد خرجت من الثقب و دارت في البئر على رأس الماء حتى بلغت إلى عندي، فقاءت مثل ذلك، فأخذته، و أكلته [و أقمت] (1) على هذا ثلاثة أيام، فكأني أنسيت بالموضع، و غمّني فوات الصلوات، فخرجت الحيّة يوم الرابع و انسابت في الحائط حتى صار رأسها عند رأس البئر، و ذنبها في آخر البئر، فثبّتت رأسها، فوقع لي أنها تقول:

تمسّك بي، فتعلّقت بها، فإذا هي قد رفعتني إلى رأس البئر، و خرجت و دخلت إلى البصرة، و جئت إلى الفقراء فحدّثتهم، فدعوا لي دعاء رأيت بركته، ثم صرت إلى أهلي فحدّثتهم بقصّتي.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - الخطيب (2)،أنا محمّد بن علي بن الفتح.

و أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنا أبو بكر المزكي.

قالا: قال أبو عبد الرّحمن السلمي: أبو جعفر الحدّاد الكبير، بغدادي، من أقران الجنيد، و رويم، و كان أستاذ أبي جعفر الحدّاد الصغير.

أخبرنا أبو منصور، و أبو الحسن، قالا: قال: أنا أبو بكر الخطيب (3) أبو جعفر الحدّاد من مشايخ الصّوفية، كان شديد الاجتهاد، معروفا بالإيثار.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر (4) بن إسماعيل، أنا محمّد بن يحيى بن... (5)،أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، قال: سمعت أبا العبّاس البغدادي يقول: سمعت محمّد (6) بن عبد اللّه الفرغاني يقول: حدّثني (7) أبو جعفر الحدّاد قال: دخلت دمشق، فوقفت على قاسم

ص: 111


1- سقطت من الأصل و استدركت عن المختصر.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 412/14.
3- تاريخ بغداد 412/14.
4- قوله:«عبد الغافر» مكرر بالأصل.
5- كلام ناقص بعدها بالأصل، و الكلام متصل، و لعله محمد بن يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه، ابن المزكي، راجع ترجمته في سير الأعلام 398/18، و راجع الحاشية المتعلقة بقاسم الجوعي.
6- بالأصل:«ابن محمد».
7- تقرأ بالأصل:«حسن» و المثبت عما تقدم في ترجمة القاسم الجوعي.

الجوعي و هو يتكلم، فذكر حكاية هي في ترجمة قاسم (1).

قال (2):و أنا السلمي قال: سمعت علي بن سعيد يقول: سمعت أحمد بن محمّد بن علي يقول: سمعت أحمد بن النّعمان البصري قال: قال أبو جعفر الحدّاد:

أشرف عليّ أبو تراب يوما و أنا جالس على بركة في البادية فيها ماء، و لي ستة عشر يوما لم آكل و لم أشرب من البركة، و أنا جالس، فقال لي: ما جلوسك ؟ قلت: أنا (3) بين العلم و اليقين انتظر من يغلب فأكون معه، قال: سيكون لك شأن من الشأن.

أخبرنا أبو جعفر المكّي - إذنا - أنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم، أنا الحسين بن علي الشيرازي، أنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن جهضم، حدّثني أبو العبّاس أحمد بن محمّد البردعي، حدّثني أحمد بن النعمان البصري عن أبي جعفر الحدّاد (4) قال:

أشرف عليّ أبو تراب و أنا جالس على طرف بركة في البادية فيها ماء، و لي ستة عشر يوما لم آكل و لم أشرب من البركة فقال لي: ما جلوسك هنا؟ فقلت: أنا بين العلم و اليقين، انظر من يغلب فأكون معه، فقال أبو تراب: سيكون لك شأن.

قال: و أنا السلمي (5) قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه الرازي يقول: سمعت أبا عمر الأنماطي يقول: مكث أبو جعفر الحدّاد عشرين سنة يكتسب كل يوم دينارا (6) فيتصدق به - أو ينفقه على الفقراء - و هو أشدّ الناس اجتهادا، و خرج بين العشاءين فيتصدّق من (7) الأبواب و لا يفطر إلاّ في وقت ما أحل اللّه عليه الميتة و كان من رؤساء المتصوفة.

و أنا [أبو] (8) المظفر بن القشيري يقول: سمعت أبي يقول: سمعت محمّد بن أبي (9).

أخبرنا أبو منصور زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد نا (10)-الخطيب (11)،أنا

ص: 112


1- يعني القاسم بن عثمان الجوعي، راجع ترجمته في تاريخ مدينة دمشق - طبعة دار الفكر-119/49.
2- يعني أبا بكر المزكي.
3- بالأصل: ان.
4- الخبر في الرسالة القشيرية ص 178-179.
5- تقرأ بالأصل:«أسلم» و لعل الصواب ما أثبت.
6- بالأصل:«يكتسب حل من مر» كذا صوبنا الجملة عن المختصر.
7- بالأصل: و من.
8- سقطت من الأصل.
9- كذا.
10- الأصل: بن، خطأ. و السند معروف.
11- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 412/14 و القشيري في الرسالة القشيرية ص 167.

عبد الكريم بن هوازن قال: سمعت أبا عبد الرّحمن السلمي يقول: سمعت أبا العباس البغدادي يقول: سمعت محمّد بن عبد اللّه الفرغاني (1) يقول: سمعت أبا جعفر الحدّاد يقول: مكثت بضع عشرة سنة أعتقد التوكل، و أنا أعمل في السوق، آخذ كل يوم أجرتي و لا أنتفع بها بشربة ماء، و لا بدخلة حمام، و كنت أجئ بأجرتي إلى الفقراء في الشونيزي (2)و أكون على حالي.

قال (3):و أنا محمّد بن علي بن الفتح، أنا محمّد بن الحسين بن موسى الصّوفي أبو عبد الرّحمن قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه الرازي يقول: سمعت أبا عمر الأنماطي يقول: مكث أبو جعفر الحدّاد عشرين سنة يكتسب كل يوم دينارا يتصدق به - أو قال: ينفقه على الفقراء - و هو أشد الناس اجتهادا و يخرج بين العشاءين فيتصدق من الأبواب و لا يفطر إلاّ في وقت ما أحل اللّه عليه الميتة و كان من رؤساء المتصوّفة.

أنبأنا أبو الحسن الفارسي، أنا محمّد بن يحيى، نا أبو عبد الرّحمن السلمي قال:

سمعت عبد اللّه بن يحيى يقول: سمعت أحمد بن محمّد البردعي يقول: سمعت أبا الحسن العلوي البصري يقول: كان أبو جعفر الحدّاد يمكث عشرين سنة يكسب كل يوم دينارا و عشرة دراهم، و ينفقه على الفقراء و لا يسألهم عن مسألة، و يصوم النهار كلّه، ثم يخرج بين العشاءين و يدور على الأبواب و يسأل.

سمعت أبا المظفر بن القشيري يقول: سمعت منصور بن عبد اللّه الأصبهاني يقول:

سمعت ا... (4) بن محمّد يقول: سمعت أبا جعفر الحدّاد (5) يقول: الفراسة هي أول خاطر بلا معارض [فإن عارض معارض] (6) من جنسه فهو خاطر و حديث نفس.

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز، سمعت أبي أبا القاسم يقول: سمعت أبا عبد اللّه السواري يقول: سمعت عبد الواحد بن... (7) يقول: سمعت أبا بكر الجوّال

ص: 113


1- في تاريخ بغداد: الزعفراني.
2- كذا بالأصل و تاريخ بغداد، و ورد في معجم البلدان: الشونيزية: مقبرة ببغداد.
3- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 412/14.
4- كذا بالأصل.
5- الخبر في الرسالة القشيرية ص 235.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن الرسالة القشيرية.
7- تقرأ بالأصل:«اكمل».

يقول: سمعت أبا عبد اللّه الحصري يقول: مكث أبو جعفر الحدّاد عشرين سنة يعمل كل يوم بدينار و ينفقه على الفقراء، و يصوم، و يخرج بين العشاءين فيتصدّق من الأبواب.

أنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم، أنا الحسين (1) بن علي بن محمّد الشيرازي.

و كتب إليّ أبو سعد بن الطّيّوري يخبرني عن عبد العزيز الأزجي.

و أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن بندار، قالا: أنا أبو الحسن بن جهضم، حدّثني أبو العبّاس أحمد بن هارون، حدّثني أبو الحسن العلوي، و كان جارا لأبي جعفر الحدّاد، قال:

مكث أبو جعفر عشرين سنة يعمل كل يوم بدينار أو عشرة دراهم، و أقل و أكثر، ينفقه على الفقراء و لا يسألهم عن مسألة - و في حديث الشيرازي: و لا يسألهم عن علم، و لا عن مسألة - و يصوم النهار، ثم يخرج بين العشاءين، فيتصدّق من الأبواب ما قسم اللّه له، و لا يرتفق من كسبه بشيء.

قالا: و أنا ابن جهضم.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (2)،نا عبد العزيز الأزجي، ثنا علي بن عبد اللّه الهمداني، حدّثني علي بن إسماعيل الطلاء، حدّثني أستاذي محمّد بن الهيثم قال: قال لي أبو جعفر الحدّاد:

كنت أحب أن أدري كيف تجري أسباب الرزق على الخلق ؟ فدخلت البادية بعض السنين على التوكّل، فبقيت سبعة عشر يوما لم آكل فيها شيئا، فضعفت عن المشي، فبقيت أياما أخر لم أذق فيها شيئا حتى سقطت على وجهي، و غشي عليّ ، و غلب عليّ القمل، شيء (3) ما رأيت مثله، و لا سمعت به، فبينا أنا كذلك إذ مرّ بي ركب، فرأوني على تلك الحال، فنزل أحدهم على راحلته فحلق رأسي و لحيتي و شقّ عليّ ثوبي و تركني في الرمضاء و ساروا، فمرّ بي ركب آخر، فحملوني إلى حيّهم و أنا مغلوب، و طرحوني ناحية، فجاءتني امرأة و حلبت على رأسي و صبّت اللبن في حلقي، ففتحت عيني قليلا، و قلت لهم: أقرب

ص: 114


1- تقرأ بالأصل: الخشني.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 412/14-413.
3- في تاريخ بغداد: شيئا.

المواضع منكم أين ؟ قالوا: جبل الشراة،[فحملوني إلى الشراة] (1).

قال أبو جعفر: و حين سقطت كنت قد قبضت على حصاة و جهدوا في البادية أن يفتحوا يدي فلم يطيقوا و إذا هي حصاة كلّما هممت برميها لم أجد إلى رميها سبيلا، فدخلت بيت المقدس، و اجتمع حولي الصّوفية و الحصاة في يدي، أقلّبها فأخذها مني بعض الفقراء و ضرب بها الأرض، فتفتّت و خرج منها دودة صغيرة، ثم صرف يده إلى ورقة فأخذها و وضعها على رأس الدودة، فلم تزل تقشر حتى قوّرت الورقة (2) و أنا انظر إليها، فقلت: نعم يا سيدي، لم تطلعني على سبب مجاري الأرزاق إلاّ بعد حلق رأسي و لحيتي، و اللفظ للخطيب.

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد، أنا الحسين بن يحيى، أنا الحسين بن علي.

و كتب إليّ أبو سعد بن الطّيّوري يخبرني عن عبد العزيز الأزجي.

و أنبأنا أبو الحسن الموازيني، عن عبد العزيز بن بندار، قالوا: نا ابن جهضم، حدّثني علي بن إسماعيل، حدّثني محمّد بن الهيثم قال:

قلت لأبي جعفر الحدّاد: الناس يقولون أنك أقمت في البادية سبعين يوما ما أكلت فيها و لا شربت، فحدّثني، فقال لي: أنا معتقد للتوكّل، و أرى رزقي يجري على أيدي الناس، و كنت أريد أن يجيء به الجن، أو الوحش، أو يخرج من الأرض، أو ينزل من السماء، فاعتقدت أنّي أدخل البادية، فإذا رأيت سوادا عدلت عنه، فأقمت أربعين يوما ما أكلت، و لا شربت، حتى ضعفت، فجئت إلى مصنع (3) فأخذت ماء - و قال أبو جعفر مصنع فيه ماء، فأخذت الماء - و غسلت وجهي و رجليّ و استرحت، ثم وجدت نصف دبّة (4) كان فيها قطران، قد مرّ عليها الحرّ و السيول، و قد استرقت، فقمت و أخذتها، و تركتها في حجري. و دققتها بين حجرين حتى صارت مثل السّويق، فاستففتها، و شربت عليها الماء فرجعت نفسي، و قمت، فطلبت السواد (5)،فلما أشرفت عليهم ذبحوا و خبزوا، فأكلت و استرحت، و لم أزل أعدل إلى

ص: 115


1- زيادة عن تاريخ بغداد.
2- من قوله: فتفتت إلى هنا سقط من تاريخ بغداد.
3- المصنع: محبس يتخذ للماء، و الجمع: المصانع.
4- الدبّة واحده الدباب، و هي ما يجعل فيها الزيت و البزر و الدهن.
5- السواد، راجع معجم البلدان.

البوادي حتى أتيت مكة، و أقبل شعر رأسي و لحيتي يتناثر حتى دخلت مكة و أنا أقرع بغير لحية، و جلست في موضع، و أهل الصوفية يذهبون و يجيئون، و ينكرون، و بعضهم يقول: هو أبو جعفر، و بعضهم يقول: لا، حتى جاءني واحد منهم، فقال لي: أنت أبو جعفر الحدّاد؟ فقلت: نعم، فمضى و حشر عليّ الصوفية، و جلسوا حولي، فقال بعضهم: يا أبا جعفر، التوكل ما هو؟ فقلت: أيما أحبّ إليك أصفه لك علما، أو تراه حقيقة ؟ فقال: أراه حقيقة، فقلت له: حلق الرءوس و اللحى.

أنبأنا أبو الحسن (1) عبد الغافر بن إسماعيل، أنا أبو بكر المزكي (2)،أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: سمعت علي بن سعيد يقول: سمعت أحمد بن هارون يقول:

سمعت أبا الحسن العلوي يقول: قال لي أبو جعفر الحدّاد:[إذا] (3) رأيت ضرّ الفقير في ثوبه فلا ترجو خيره (4) ملؤه في... (5).

سمعت أبا المظفر (6):

[و قال (7) أبو جعفر الحداد (8)]:

كنت بمكة، فطال شعري، و لم يكن معي قطعة آخذ بها شعري، فتقدمت إلى مزين توسمت فيه الخير، و قلت: تأخذ شعري للّه ؟ قال: نعم و كرامة، و كان بين يديه رجل من أبناء الدنيا، فصرفه، و أجلسني، و حلق شعري، ثم دفع إليّ قرطاسا فيه دراهم، و قال: استعن بها على حوائجك فأخذتها، و اعتقدت أني أدفع إليه أول شيء يفتح عليّ ، قال: فدخلت المسجد، فاستقبلني بعض إخواني، و قال: خذ صرة أنفذها بعض إخوانك من البصرة فيها ثلاثمائة دينار. قال: فأخذت الصرة و حملتها إلى المزين، و قلت: هذه ثلاثمائة دينار تصرفها في بعض أمورك، فقال لي: أ لا تستحي يا شيخ ؟ تقول لي: احلق شعري للّه، ثم آخذ عنه شيئا، انصرف عافاك اللّه].

ص: 116


1- بالأصل: أبو الحسن عن عبد الغافر.
2- تقرأ بالأصل: المرطي.
3- استدركت عن هامش الأصل، و بعدها صح.
4- حلية الأولياء 340/10.
5- رسمها بالأصل:«الرريف» و فوقها ضبة.
6- كذا بالأصل، ثم ينتقل مباشرة إلى ترجمة جديدة.
7- الخبر التالي استدرك عن المختصر لابن منظور 218/28 و مختصر أبي شامة ورقة 114.
8- في مختصر أبي شامة: قال أبو بكر الصائغ، سمعت أبا جعفر الحداد - أستاذ الجنيد، قال.

[قال (1) أبو جعفر الحداد (2)]:

جئت الثعلبية و هي خراب، و لي سبعة أيام لم آكل، فدخلت القبة، و جاء قوم قراء يبكون، أصابهم جهد، و طرحوا أنفسهم على باب القبة، فجاء أعرابي على راحلة، و صبّ تمرا بين أيديهم فاستقبلوا الأكل (3)،و لم يقولوا لي شيئا، و لم يرني الأعرابي، فلما كان بعد ساعة، فإذا الأعرابي جاء و قال لهم: معكم غيركم ؟ فقالوا: نعم، هذا الرجل داخل القبة.

قال: فدخل الأعرابي، و قال: أيش أنت ؟ لم لم تتكلم ؟ مضيت، فعارضني أن قد خلفت إنسانا لم تطعمه، و لم يمكني أن أمضي، و طولت عليّ الطريق، لأني رجعت عن أميال، و صب بين يدي التمر الكثير، و مضى، فدعوتهم، فأكلوا، و أكلت].

8425 - أبو جعفر الدّمشقي

حدّث عن وريزة (4) بن (5) محمّد الغسّاني.

روى عنه أيضا أبو الفضل صالح بن محمّد بن شاذان الأصبهاني الكرجي.

أبو جعفر، كأن اسمه سعيد، تقدّم ذكره في حرف السين.

8426 - أبو الجعيد

شهد اليرموك.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن هارون، و عبد الرّحمن بن الحسين بن الحسن، قالا: أنا علي بن يعقوب، نا أبو عبد الملك، نا محمّد بن عائذ قال: قال الوليد: و أخبرني غير واحد من الشيوخ منهم شيخ من بني أبي الجعيد عن أبيه أبي الجعيد:

أنه أشار على المسلمين ببيات الروم فقبلوا ذلك منه، فبعثوا معه خيلا عظيمة، و أمروا أهل العسكر بإيقاد النيران، قال: فانطلق بهم أبو الجعيد على مدقة الطريق، و جسر اليرموك حتى واقع عسكرهم، فقاتلوهم مليّا، فلمّا أنشب القتال انحاز بهم في ظلمة الليل على الطريق

ص: 117


1- الخبر التالي سقط من الأصل و استدرك عن المختصر لابن منظور 218/28 و مختصر أبي شامة الورقة 114.
2- في مختصر أبي شامة: قال محمد بن عبد اللّه الفرغاني سمعت أبا جعفر الحداد يقول.
3- في مختصر أبي شامة: فاشتغلوا بالأكل.
4- تحرفت بالأصل إلى: وزيره، و المثبت و الضبط عن تبصير المنتبه.
5- كتبت فوق الكلام بالأصل.

التي أقبل عليها [و الجسر] (1)،و تنادت الروم: إنّ العرب قد انهزمت، فخرجت تراكض تؤم النيران، فتوقّص (2) منهم في وادي اليرموك أكثر من ثمانين ألفا، لا يعلم الآخر ما لقي الأوّل.

8427 - أبو جلتا البهراني

حمصي، فارس، شهد حرب سليمان بن هشام بن عبد الملك لمّا وجّهه يزيد بن الوليد لقتال عسكر أهل حمص الّذين توجهوا إلى دمشق لطلب دم الوليد [و قتل] (3) أبو جلتا في ذلك الموطن بالسليمانية، من قرى (4) دمشق بقرب عذراء، له ذكر.

8428 - أبو الجلد التّميمي

حكى عن عبد الملك بن مروان.

روى عنه: يحيى بن يحيى الغسّاني.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا تمّام بن محمّد، نا محمّد بن سليمان الربعي، نا محمّد بن الفيض الغسّاني، نا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى، عن أبي، عن جدي، عن أبي الجلد التّميمي قال:

دخلت على عبد الملك بن مروان في الخضراء و بين يديه كانون فضة يوقد فيه بالعود الألنجوج (5)،فقلت: زادك اللّه في النعمة عندي يا أمير المؤمنين، قال: أعجبك ما ترى يا أبا الجلد؟ قلت: أي و اللّه يا أمير المؤمنين، فتمم اللّه ذلك برضوانه و الجنّة، قال: فلا يعجبك، هذا ابن هند، ملك الناس أربعين سنة، عشرين سنة أميرا، و عشرين سنة خليفة، و ها هو ذاك على قبره سومان (6)أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين (7) بن الطّيّوري، أنا أحمد بن

ص: 118


1- زيادة عن مختصر ابن منظور و مختصر أبي شامة. الورقة 114.
2- الأصل:«فتوقف» و المثبت عن مختصر ابن منظور، و مختصر أبي شامة. و وقص عنقه يقصها وقصا: كسرها و دقها، فوقصت العنق بنفسها.
3- زيادة لازمة للإيضاح عن مختصر ابن منظور.
4- تقرأ بالأصل:«ولى» و المثبت عن مختصر ابن منظور، و مختصر أبي شامة.
5- غير واضحة و بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن المختصر لابن منظور، و الألنجوج و اليلنجوج: عود طيب الريح، يتبخّر به.
6- كذا رسمها بالأصل، و سقطت اللفظة من المختصر.
7- تحرفت بالأصل إلى: الحسن.

عمر بن أحمد البرمكي، أنا محمّد بن أحمد بن سمعون، أنا محمّد بن محمّد بن أبي حذيفة، نا أبو حارثة - و هو أحمد بن إبراهيم بن هشام - حدّثني أبي، عن أبيه، عن جده قال: دخل أبو الجلد التّميمي على عبد الملك بن مروان و بين يديه كانون من فضة يوقد فيه بالعود الألنجوج (1) فألحّ النظر إلى عبد الملك، فقال له: أعجبك ما ترى يا أبا الجلد؟ قال:

أي و اللّه يا أمير المؤمنين، فتمم اللّه ذلك لك برضوانه و الجنّة، قال: فلا يعجبك، هذا ابن هند ملك الناس أربعين سنة: عشرين أميرا، و عشرين خليفة، ها هو ذاك على قبره بنبونان (2).

8429 - أبو الجماهر لقب

و اسمه محمّد بن عثمان

تقدم ذكره في حرف الميم.

8430 - أبو جميع بن عمر بن الوليد بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي

كان من أجواد بني أميّة.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار قال:

و من ولد عمر بن الوليد: أبو جميع بن عمر بن الوليد، كان جوادا ممدحا، له يقول إبراهيم بن علي بن هرمة يمدحه:

من مبلغ عمرا عني بعسكره *** و قد تبلّغ عن ذي الحاجة الخبر

أن قد أتى بامرئ ضخم دسيعته (3) *** أبي جميع، و جاء بهم عمر

هل يفعل المرء إلاّ فعل والده *** أنّى تيمّم و العيدان تعتصر

أخبرني ذلك نوفل بن ميمون عن أبي مالك محمّد بن مالك بن علي بن هرمة.

8431 - أبو جميل القدريّ

من الصدر الأول.

أمر أبو إدريس الخولاني بترك مجالسته.

ص: 119


1- انظر ما تقدم.
2- كذا رسمها بالأصل.
3- الدسيعة: العطية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا عبد العزيز الأزجي، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن سليمان الحرسي، أنا جعفر بن محمّد الفريابي، حدّثني أبو المنذر عنبسة بن يحيى، نا أبو المغيرة عبد القدّوس بن الحجّاج، نا أبو بكر بن أبي مريم، حدّثني أبو مالك الطائي، عن أبي إدريس الخولاني أنه قال:

لأن أسمع في ناحية المسجد بنار تحرّق أحبّ إليّ من أن أسمع ببدعة ليس لها مغيّر ألا إن أبا جميل لا يؤمن بالقدر فلا تجالسوه.

قرأت على أبي محمّد عبد اللّه بن أسد بن عمّار، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، نا أبو زرعة، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال: قال أبو إدريس إنّ أبا جميل لا يؤمن بالقدر فلا تجالسوه، فانتقل من دمشق إلى حمص.

8432 - أبو جناب الكلبي

اسمه يحيى بن أبي حية

تقدّم ذكره في حرف الياء.

8433 - أبو جندل العامري

8433 - أبو جندل (1) العامري

اسمه العاص بن سهيل

تقدّم ذكره في حرف العين.

8434 - أبو جندل بن سهيل

8434 - أبو جندل بن سهيل (2)

سأل بلالا عن المسح على الخفّين بدمشق.

روى حديثه أبو الأشعث الصنعاني، و مكحول، و قد قيل: إنه ابن سهيل (3) بن عمرو العامري (4)،و قد فرّق بينهما الزّبير بن بكّار (5).

ص: 120


1- جندل بوزن جعفر انظر الفتح 344/5.
2- ترجمته في الإصابة 37/4 و الأسامي و الكنى لأبي أحمد 176/3 رقم 1216.
3- بالأصل: سهل، خطأ، و المثبت عن المختصر لأبي شامة 114 و الأسامي و الكنى للحاكم.
4- زاد أبو شامة هنا بعدها: يعني الذي تقدمت ترجمته في باب العين - اسمه العاص بن سهيل.
5- سماه ابن حجر في الإصابة 34/4 عبد اللّه. و قال ابن حجر في فتح الباري 344/5 أبو جندل... كان اسمه العاصي فتركه لما أسلم و له أخ اسمه عبد اللّه أسلم أيضا قديما و حضر مع المشركين بدرا ففر منهم إلى المسلمين ثم كان معهم بالحديبية و وهم من جعلهما واحدا و قد استشهد عبد اللّه قبل أبي جندل.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أخبرني أبو زرعة و أبو بكر ابنا عبد اللّه بن أبي دجانة، قالا: نا إبراهيم بن دحيم، نا محمود - و هو ابن خالد - نا الوليد - و هو ابن (1) مسلم - أخبرني سعيد بن بشير، عن مطر الورّاق أنه أخبره عن أبي قلابة الجرمي عن أبي الأشعث الصنعاني:

أن أبا جندل بن سهيل و الحارث بن معاوية مرّا على بلال مؤذّن النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو يتوضأ عند ميضأة مسجد دمشق، فسألاه عن المسح على الخفّين، فقال بلال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يمسح على الخفّين و الخمار[13331].

هذا حديث غريب، و المحفوظ :

ما أخبرنا أبو محمّد بن محمّد الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا تمام بن محمّد، حدّثني أبو بكر بن أبي دجانة، نا إبراهيم بن دحيم، نا محمود بن خالد، نا مروان، عن محمّد، نا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول قال: كان الحارث بن معاوية الكندي و أبو جندل بن سهيل يتوضئان عند مطهرة باب البريد، فذكرا المسح على الخفّين، فمرّ بهما بلال مؤذّن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فسألاه عن ذلك فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«امسحوا على الخفّين و الخمار».

رواه أحمد بن المعلّى عن محمود، و قال: ابن عمرو:

و أخبرناه أبو [محمد] (2) أيضا، نا عبد العزيز، أنبأ تمام بن محمّد، أنا ابن مروان، نا أحمد بن المعلّى [عن] (3) محمود بن خالد، نا مروان، نا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول أن الحارث بن معاوية الكندي و أبا جندل بن سهيل بن عمرو تذاكروا المسح على الخفّين، فمرّ بهما بلال، فسألا فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«امسحوا على الخفّين و الخمار»[13332].

و رواه أبو وهب الكلاعي، عبيد اللّه بن عبيد (4)،عن مكحول، عن الحارث بن معاوية الكندي و جوّده.

ص: 121


1- الأصل: أبو.
2- سقطت من الأصل.
3- سقطت من الأصل.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 238/12.

أخبرنا أبو الحسن السلمي الفقيه، نا عبد العزيز - لفظا - أنبأ أبو نصر بن الجبّان، أنا جمح بن القاسم، نا أحمد بن عبد الواحد، نا مروان، نا الوليد، حدّثني يحيى بن حمزة و غيره، عن أبي وهب، عن مكحول، عن أبي جندل بن سهيل و الحارث بن معاوية الكندي أنهما كانا على ميضأة مسجد دمشق، فأزال أحدهما خفّه حتى صارت قدمه في الساق، فتذاكرا المسح فأفتاهما بلال مؤذن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [بالمسح] (1) فردّ قدمه في الخفّ و مسح على خفّيه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا أبو بكر يعقوب بن إبراهيم البزار، نا الحسن بن عرفة، نا إسماعيل بن عيّاش، عن عبيد اللّه بن عبيد الكلاعي، عن مكحول، عن الحارث بن معاوية الكندي و أبي جندل بن سهيل قالا: سألنا بلال مؤذّن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و نحن على مطهرة الدرج بدمشق و نحن نتوضأ منها - عن المسح على الخفّين، و نحن نريد أن ننزع خفافنا، فقال بلال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«امسحوا على النصيف (2) و الموق (3)»[13333].

و رواه بعضهم فقلبه:

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفضل أحمد بن الحسن، و أبو منصور علي بن علي بن عبيد اللّه، قالوا: أخبرنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا ابن (4) ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن الحارث بن معاوية، و سهيل بن أبي جندل بأنهما سألا بلالا عن المسح فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«امسحوا على الخمر و الموق»[13334].

انتهى، أبو جندل بن سهيل، اسمه عبد اللّه بن سهيل، قتل يوم اليمامة، و أبو جندل هذا سأل بلالا بدمشق في خلافة عمر هو غيره (5)(6).

ص: 122


1- استدركت عن مختصر أبي شامة.
2- النصيف: الخمار.
3- الموق، واحد الأمواق، و هو ضرب من الخفاف.
4- بالأصل: أبو.
5- بالأصل:«عبد اللّه» خطأ و التصويب عن المختصر.
6- عقب أبو شامة في مختصره الورقة 114 قال: قلت هو هو لا شك فيه، و الذي باليمامة ليس أبا جندل، إنما هو أخوه عبد اللّه و أبو جندل ليس اسمه عبد اللّه و إنما اسمه العاص، كذلك سماه الحافظ أبو القاسم في موضعه من هذا الكتاب، في أول باب العين. و ليس له ترجمة في تاريخ مدينة دمشق الذي حققناه، فتراجم حرف العين. تبدأ فيمن اسمه: عاصم.

8435 - أبو الجنوب [المؤذن] المؤدب مؤذّن الضّحّاك بن قيس

8435 - أبو الجنوب [المؤذن] (1) المؤدب مؤذّن الضّحّاك بن قيس

له ذكر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين [نا] ابن المهندس، أنا علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا أبو عبد اللّه أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصوفي، ثنا الهيثم بن خارجة، نا إسماعيل بن عيّاش، عن عمرو بن مهاجر:

أن أبا الجنوب مؤذّن (2) الضّحّاك بن قيس كان معلّم كتاب، فجاءه فسلّم عليه، ثم قال: و اللّه إنّي لأحبّك أيها الأمير للّه تعالى، فقال له الضّحّاك بن قيس: و أنا و اللّه أبغضك للّه، قال: و لم ؟ قال: إنك ترتشي في التعليم و تبغي في التأذين.

8436 - أبو الجهم بن حذيفة العدوي

اسمه عبيد

تقدم ذكره في حرف العين.

8437 - أبو الجهم بن كنانة الكلبي

من خاصة الحجّاج بن يوسف.

وفد على عبد الملك بن مروان برأس قطري (3) بن الفجاءة الخارجي لما قتل بطبرستان، و ولي عمالة الري، ثم وفد مرة أخرى على الوليد بن عبد الملك مع آل الحجّاج بن يوسف بعد موته قيّما عليهم و حافظا لهم.

8438 - أبو الجودي اسمه الحارث بن عمير

تقدّم ذكره في حرف الحاء.

8439 - أبو الجلاس العبدريّ

8439 - أبو الجلاس (4) العبدريّ (5)

كانت له قطيعة بدمشق، و كان في عقله شيء.

ص: 123


1- سقطت من الأصل و استدركت عن مختصر أبي شامة.
2- بالأصل: كان مؤذن، و المثبت يوافق مختصر أبي شامة.
3- تحرفت بالأصل إلى: فطر.
4- الجلاس: بضم الجيم و تخفيف اللام و آخره مهملة، تقريب التهذيب.
5- كذا بالأصل و مختصر أبي شامة، و الذي في مختصر ابن منظور: العبدي.

ذكره أبو الحسين الرّازي في كتاب الدور.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، أنا أبو محمّد الجوهري، نا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن الوضاح السمسار، نا أبو بكر جعفر (1) بن محمّد بن الحسن الفريابي، نا ميمون بن الأصبغ، نا عبد اللّه بن يوسف، نا سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس قال:

خرج أبو الدّرداء حتى إذا أتى الدرج، رفع يديه و أصحابه. قال: فعاب الناس ذلك عليه و أبو الجلاس قال: فقال أبو الدّرداء: أن تعيبوا علينا أن نرفع أيدينا في الدنيا خير من أن تسلك في الأغلال يوم القيامة.

قرأته في كتاب أبي الحسين الرّازي، أخبرني أبو الميمون أحمد بن محمّد بن بشر القرشي، أخبرني أبي، حدّثني الشافعي قال: قال أبو الدّرداء:

إنّا لنعرف خياركم من شراركم، فذهب أبو الجلاس إلى معاوية فقال: هذا أبو الدّرداء يزعم أنه يعلم الغيب، يزعم أنه يعرف خيارنا من شرارنا، فبعث إليه معاوية، فقال: يا أبا الدّرداء، ما هذا الذي يقول أبو الجلاس ؟ زعم أنك تعلم الغيب، أنك تعلم خيارنا من شرارنا، فقال أبو الدّرداء: نعم، خياركم الذين إذا ذكرنا أعانونا، و إذا نسينا ذكّرونا، و شراركم الذين إذا ذكرنا لم يعينونا، و إذا نسينا لم يذكّرونا، و الذين يتخذون مجالس الذكر هجرا، و لا يأتون الصلاة إلاّ دبرا، قال: فقال معاوية لأبي الجلاس: خذها إليك حكمة غير جلاسية.

حرف الحاء

8440 - أبو حاتم الرّازي اسمه محمّد بن إدريس الحنظلي

تقدم ذكره في حرف الميم.

8441 - أبو حاتم بن حبّان البستي اسمه محمّد بن حبّان

8441 - أبو حاتم بن حبّان البستي (2) اسمه محمّد بن حبّان

تقدّم ذكره في حرف الميم.

ص: 124


1- تحرفت بالأصل إلى:«جعد» راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 96/14.
2- بالأصل:«السى».

8442 - أبو حارثة أظنه ابن عراك بن خالد

ابن يزيد بن صالح بن صبيح (1) المرّي (2)

حكى وفاة خالد بن يزيد.

حكى عنه أبو زرعة الدمشقي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني (3)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)،حدّثني أبو حارثة، حدّثني ابن عراك قال: مات خالد بن يزيد بعد سعيد بن عبد العزيز بنحو من سنة، و هو ابن تسع و ثمانين سنة، يكنى أبا هاشم، انتهى.

و أورد أبو زرعة هذه الوفاة بعينها في موضع آخر فقال (5):حدّثني ابن عراك بن خالد بن يزيد، عن أبيه: أن خالد بن يزيد.

[قال ابن عساكر:] (6) و أظن أنا أن ابن عراك هو أبو حارثة، و أن الصواب في هذه الوفاة: حدّثني أبي عراك بدل ابن عراك، لأن ابن عراك حكاها عن أبيه لا عن نفسه، و اللّه أعلم.

8443 - أبو الحارث بن الحسن بن يحيى الخشني البلاطي

يحدّث عن أبيه.

روى عنه: عبد الكريم بن يزيد الغسّاني.

تقدمت روايته.

8444 - أبو الحارث بن أبي عطيّة

حدّث عن أبي الحسين محمّد بن حامد بن السري البغدادي.

ص: 125


1- تحرفت بالأصل إلى: صبح، و التصويب عن مختصر أبي شامة.
2- بالأصل: المزني، تحريف، و التصويب عن مختصر أبي شامة.
3- تحرفت بالأصل إلى: الكناني.
4- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 704/2.
5- تاريخ أبي زرعة 276/1.
6- زيادة منا.

كتب عنه: أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز الأزدي.

8445 - أبو الحارث الأولاسي فيض بن الخضر

8445 - أبو الحارث الأولاسي (1) فيض بن الخضر

تقدّم ذكره في حرف الفاء (2).

8446 - أبو الحارث الصّوفي

حكى عن أبي الحسن علي بن خشاف.

حكى عنه أحمد بن عبد اللّه بن سليمان الواعظ .

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أخبرني أحمد بن عبد اللّه بن سليمان الواعظ ، حدّثني أبو الحارث الدّمشقي الصّوفي، حدّثني أبو الحسن علي بن خشاف، حدّثني الجنيد قال: قال لي سري السقطي:

وقفت على راهب فناديته، فأشرف عليّ ، فقلت: منذ كم أنت في هذه الصومعة ؟ قال:

منذ ثلاثين سنة، قال: قلت: فأيش ورثك اللّه ؟ قال: فقال لي: هل رأيت وزيرا قط أخرج سر خليفته، انتهى.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنا أبو بكر المزكي، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، قال: أبو الحارث الدّمشقي صحب الزقاق الكبير (3)،كان من السائحين، دخل خراسان بعد قتل ابن ورقاء.

8447 - أبو الحارث بن أبي العجل

حكى عن أبيه.

حكى عنه أبو القاسم عثمان بن سعيد بن عبيد اللّه [بن فطيس] (4).

8448 - أبو حازم الأسدي بن الخناصري

8448 - أبو حازم الأسدي بن الخناصري (5)

حدّث عن أبي هريرة.

ص: 126


1- أقحم بعدها بالأصل: أحمد.
2- راجع تاريخ مدينة دمشق 24/49 رقم 5643 طبعة دار الفكر.
3- هو أبو بكر أحمد بن نصر الزقاق الكبير، و كان من أقران الجنيد و من أكابر مصر. راجع أخباره في الرسالة القشيرية ص 417.
4- ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل.
5- الخناصري نسبة إلى خناصرة - بضم الخاء المعجمة و فتح النون - موضع بالشام قريب من حلب (الأنساب).

و حكى عن عمر بن عبد العزيز، و وفد عليه إلى دمشق.

روى عنه رجل غير مسمى، و أبو الزناد عبد اللّه بن ذكوان المدني، انتهى.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،أنا عبد اللّه بن محمّد، نا إسحاق بن إسماعيل الرّملي (2)،حدّثنا هشام بن عمّار، نا بقية بن الوليد، عن رجل عن أبي حازم الخناصري الأسدي قال:

قدمت دمشق في خلافة عمر بن عبد العزيز يوم الجمعة و الناس رائحون إلى الجمعة، فقلت: إن أنا صرت إلى الموضع الذي أريد نزوله فاتتني الصلاة، و لكن أبدأ بالصلاة، فصرت إلى باب المسجد، فإذا أمير المؤمنين على الأعواد يخطب الناس، فلمّا أن بصر بي عرفني، فناداني: يا أبا حازم إليّ مقبلا؟ فلمّا أن سمع الناس نداء أمير المؤمنين لي أوسعوا لي، فدنوت من المحراب، فلمّا أن نزل أمير المؤمنين فصلّى بالناس، التفت إليّ فقال: يا أبا حازم، متى قدمت بلدنا؟ قلت: الساعة و بعيري معقول بباب المسجد، فلمّا أن تكلّم عرفته، فقلت: أنت عمر بن عبد العزيز؟ قال: نعم، قلت له: تاللّه، لقد كنت عندنا بالأمس بخناصرة أميرا لعبد الملك بن مروان، فكان وجهك وضيئا (3)،و ثوبك نقيا، و مركبك و طيئا (4)،و طعامك شهيا، و حرسك شديدا، فما الذي غيّرك و أنت أمير المؤمنين ؟ قال لي:

يا أبا حازم أناشدك اللّه إلاّ حدّثتني بالحديث الذي حدّثتني بخناصرة، قلت له: نعم، سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إن بين أيديكم عقبة كئودا (5) لا يجوزها إلاّ كل ضامر مهزول»[13335].

ثم ذكر معنى:

ما أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه (6) بن أحمد بن عمر، أنا أبو إسحاق البرمكي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن خلف بن بخيت، نا أحمد بن مطرف، نا أحمد بن المغلس

ص: 127


1- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 300/5 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
2- كذا بالأصل و مختصر أبي شامة، و في الحلية: الحربي.
3- بالأصل:«رضيا» و المثبت عن حلية الأولياء و مختصر أبي شامة.
4- بالأصل:«رطبا» و المثبت عن الحلية.
5- أي شاقة.
6- في مختصر أبي شامة: عبد اللّه.

الحمّامي (1)،نا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، نا ابن المبارك، عن سفيان، عن أبي الزناد عن أبي حازم (2) قال:

قدمت على عمر بن عبد العزيز و قد ولي الخلافة، فلمّا نظر إليّ عرفني و لم أعرفه، فقال: ادن منّي، فدنوت منه، فقلت: أنت أمير المؤمنين ؟ قال: نعم، فقلت: أ لم تكن عندنا بالمدينة أميرا على المسلمين فكان مركبك و طيئا، و ثوبك نقيا، و وجهك بهيا، و طعامك شهيا، و قصرك مشيدا، و خدمك (3) كثيرا، فما الذي غيّرك و أنت أمير المؤمنين ؟ قال: فبكى، ثم قال: يا أبا حازم، كيف لو رأيتني بعد ثلاث في قبري و قد سالت حدقتاي على وجنتي، ثم جفّ لساني، و انشقّ بطني، و جرت الديدان في بدني، لكنت لي أشدّ إنكارا منك يومك هذا، أعد عليّ الحديث الذي حدّثني به بالمدينة، فقلت: يا أمير المؤمنين، سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ بين أيديكم عقبة كئودا (4) مضرّسة (5) لا يجوزها إلاّ كل ضامر مهزول»، قال: فبكى بكاء طويلا، ثم قال: يا أبا حازم،[أ لا] (6) ينبغي [لي] (7) أن أضمّر نفسي لتلك العقبة، فعسى أنجو منها يومئذ، و ما أظن أني مع هذا البلاء الذي ابتليت به من أمور المسلمين بناج (8)،ثمّ رقد، ثم تكلم الناس فقلت: أقلّوا الكلام، فما فعل به ما ترون إلاّ سهر الليل، ثمّ تصبب عرقا في نوم اللّه أعلم كيف كان، ثم بكى حتى علا نحيبه ثم تبسّم فسبقت الناس إلى كلامه فقلت: يا أمير المؤمنين، رأيت منك عجبا، إنك لمّا رقدت تصبّبت عرقا حتى ابتلّ ما حولك، حتى علا نحيبك ثم تبسّمت فقال لي: و قد رأيت ذاك ؟ قلت: نعم، من كان حولك من الناس رآه، فقال لي: يا أبا حازم، إنّي لما وضعت رأسي فرقدت، رأيت كأن القيامة قامت، و اجتمع الخلق، فقيل: إنهم عشرون و مائة صف، ملء الأفق، أمّة محمّد صلى اللّه عليه و سلم من ذلك ثمانون مُهْطِعِينَ إِلَى الدّٰاعِ (9) ينتظرون متى يدعون إلى

ص: 128


1- تحرفت بالأصل إلى: الحمامي.
2- راجع حلية الأولياء 301/5-302.
3- في الحلية: و حديثك كثيرا.
4- بالأصل: كئود.
5- تقرأ بالأصل:«مفترشة» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
6- زيدت للإيضاح عن مختصر ابن منظور، و في مختصر أبي شامة: أما.
7- زيادة عن مختصري أبي شامة و ابن منظور.
8- من طريق آخر بسنده إلى إبراهيم بن هراسة رواه المصنف في ترجمة أبي حازم سلمة بن دينار، راجع تاريخ مدينة دمشق 17/22 رقم 2613 طبعة دار الفكر.
9- سورة القمر، الآية:8.

الحساب إذ نودي: أين عبد اللّه بن عثمان أبو بكر الصدّيق ؟ فأجاب، فأخذته الملائكة فأوقفوه (1) أمام ربّه، فحوسب ثم نجا، فأخذ به ذات اليمين، ثم نودي بعمر، فقرّبته الملائكة فأوقفوه أمام ربّه فحوسب ثم نجا، ثم أمر به و بصاحبه إلى الجنّة، ثم نودي بعثمان، فأجاب، فحوسب حسابا يسيرا، ثم أمر به إلى الجنّة، ثم نودي بعلي بن أبي طالب فحوسب ثم أمر به إلى الجنّة، فلمّا قرب الأمر منّي أسقط في يدي، ثم جعل يؤتى بقوم لا أدري ما حالهم، ثم نودي: أين عمر بن عبد العزيز، فتصبّبت عرقا، ثم سئلت عن الفتيل و النقير و القطمير، و عن كل قضية قضيت بها، ثم غفر لي، فمررت بجيفة ملقاة، فقلت للملائكة: من هذا؟ قالوا:

إنك إن كلمته كلّمك، فوكزته برجلي، فرفع رأسه إليّ و فتح عينيه فقلت له: من أنت ؟ فقال:

من أنت ؟ قلت: أنا عمر بن عبد العزيز، قال: ما فعل اللّه ؟ قلت: تفضّل عليّ و فعل بي ما فعل بالخلفاء الأربعة الذين غفر لهم، و أمّا الباقون فما أدري ما فعل بهم، فقال لي: هنيئا لك، ما صرت إليه، من أنت ؟ قال: أنا الحجّاج، قدمت على اللّه فوجدته شديد العقاب، فقتلني بكلّ قتلة قتلت قتلة، و ها أنا ذا موقوف بين يدي اللّه أنتظر ما ينتظر الموحّدون من ربّهم، إمّا إلى جنّة و إمّا إلى نار.

قال أبو حازم: فعاهدت اللّه تعالى بعد رؤيا عمر بن عبد العزيز أن لا أقطع على أحد بالنار ممن يموت يقول لا إله إلاّ اللّه، انتهى.

و رواها السري بن عاصم عن إبراهيم بن هراسة، عن سفيان الثوري، عن أبي الزناد، عن أبي حازم مختصرة (2)،و كأن رواية بقية (3) أشبه بالصواب في قوله: كنت أميرا بخناصرة من قول ابن المبارك: كنت أميرا بالمدينة في هذه الرواية.

و رواها أبو التقي هشام بن عبد الملك اليزني عن إبراهيم بن هراسة عن سفيان، عن أبي حازم.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى الفضيلي، أنبأ أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد الأنصاري، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل البلخي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن صالح الترمذي، ثنا أبو التقي هشام بن عبد الملك، نا إبراهيم بن هراسة، عن سفيان، عن أبي الزناد، عن أبي حازم قال:

ص: 129


1- في مختصر أبي شامة: فوقفوه.
2- بالأصل: مختصر، و المثبت عن أبي شامة.
3- تقرأ بالأصل:«فقيه» و المثبت عن مختصر أبي شامة.

قدمت على عمر بن عبد العزيز بخناصرة و هو يومئذ، فلما نظر إليّ عرفني و لم أعرفه، فقال لي: ادن يا أبا حازم، فلما دنوت منه عرفته، فقلت: أنت أمير المؤمنين ؟ قال: نعم، قلت: أ لم تكن عندنا بالمدينة بالأمس أميرا لسليمان بن عبد الملك، فكان مركبك وطيئا، و ثوبك نقيا، و وجهك بهيا، و طعامك شهيا، و قصرك مشيدا، و حرسك كثيرا، فما الذي غيّر ما بك و أنت أمير المؤمنين، فبكى ثم قال لي: يا أبا حازم، كيف لو رأيتني بعد ثالثة و قد سالت حدقتاي على وجنتي، و سال الصديد و القيح من منخري، و انشق بطني، و جرت الديدان في بدني لكنت لي أشدّ إنكارا منك من يومك هذا، أعد عليّ الحديث الذي حدّثتنيه بالمدينة، قال: قلت: نعم يا أمير المؤمنين، سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ بين أيديكم عقبة كئودا مضرّسة لا يجوزها إلاّ كل ضامر مهزول»، فبكى طويلا ثم قال لي: يا أبا حازم، أ تلومني أن أضمّر نفسي لتلك العقبة عسى أنجو منها يوما ما و ما أظنني بناج، ثم فتر ثم رقد، فتكلم الناس، فقلت: أقلوا الكلام، فما فعل به ما ترون إلاّ سهر الليل، ثم تصبّب عرقا في نومه حتى بلّ ما حوله، ثم بكى حتى علا نحيبه، ثم ضحك حتى تبدّت ثناياه، ثم استيقظ ، فسبقت الناس إلى كلامه، فقلت: يا أمير المؤمنين، لقد رأيت منك عجبا، إنك لمّا رقدت تصبّبت عرقا في نومك حتى بللت ما حولك، ثم بكيت حتى علا نحيبك، ثم ضحكت حتى بدت ثناياك، قال: رأيتموني في تلك الحالات كلّها؟ قلت: نعم، فبكى ثم قال لي: يا أبا حازم، إنّي لما وضعت رأسي فرقدت رأيت كأن القيامة قامت، و كأن اللّه حشر الخلائق حفاة عراة، ما على أحد منهم خرقة، فكانوا عشرين و مائة صفّ ، ما بين كل صف ملء الأفق، أمّة محمّد صلى اللّه عليه و سلم من ذلك ثمانون صفا، و الموحّدون من سائر الأمم أربعون صفا، مغتمين مُهْطِعِينَ إِلَى الدّٰاعِ (1) ينتظرون متى يقربون إلى الحساب، إذ نادى مناد (2):أين عبد اللّه بن عثمان، و هو أبو بكر الصدّيق غيّر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اسمه فخرج رجل طويل القامة، حسن الوجه، يخضب بالحنّاء و الكتم، فأخذت الملائكة بيده (3) فأوقفوه أمام اللّه، فحوسب حسابا يسيرا، ثم أمر به ذات اليمين إلى الجنّة، ثم نادى المنادي: أين عمر بن الخطّاب، فخرج رجل طويل القامة، حسن الوجه، حذر من الرجال، له شعرة، ناتئ الثديين، يخضب (4) بالحناء، فأخذت الملائكة بيده، فأوقفوه أمام اللّه، فحوسب حسابا

ص: 130


1- سورة القمر، الآية:8.
2- بالأصل: منادي.
3- في حلية الأولياء 300/5 بضبعيه.
4- تقرأ بالأصل: مخضب.

يسيرا ثم أمر به ذات اليمين إلى الجنّة، ثم نادى المنادي: أين عثمان بن عفّان، فخرج رجل طويل القامة، حسن الوجه، طلق يتبسم أحيانا، يصفّر لحيته، فأخذت الملائكة بيده، فأوقفوه أمام اللّه، فحوسب حسابا يسيرا، ثم أمر به ذات اليمين إلى الجنّة، ثم نادى المنادي: أين علي بن عبد مناف، فخرج رجل ربعة، عظيم البطن، مضطرب (1) الساقين، أصلع، أبيض الرأس و اللحية، فأخذت الملائكة بيده، فأوقفوه أمام اللّه، فحوسب حسابا يسيرا ثم أمر به ذات اليمين إلى الجنّة، ثم قال عمر: يا أبا حازم، فلمّا أن قرب الأمر منّي شغلت بنفسي، فجعل المنادي ينادي بالخلفاء الذين بيني و بين علي: أين فلان، لا أدري ما يفعل بهم، إذ نادى المنادي: أين عمر بن عبد العزيز؟ فتصبّبت عرقا، فذلك العرق الذي رأيتموه، ثم أخذت الملائكة بيدي فأوقفوني أمام اللّه، فسألني عن الفتيل و النقير و القطمير، و عن كلّ قضية قضيت بها حتى ظننت أنّي لست بناج، ثم إنّ اللّه تفضّل عليّ برحمته فغفر لي، و أمر بي ذات اليمين إلى الجنّة، فمررت بجيفة ملقاة، فقلت للملائكة: من هذا؟ قالوا: كلّمه يكلّمك، فوكزته برجلي، فرفع رأسه و فتح عينيه، فإذا رجل أفطس، أثرم، شديد الأدمة، وحش المنظر، فقال لي: من أنت ؟ قلت: عمر بن عبد العزيز، قال: فما فعل اللّه بك ؟ قلت:

تفضّل عليّ برحمة منه، فغفر لي، و أمر بي ذات اليمين، قال: فما فعل أصحابك الخلفاء الذين معك ؟ قلت: أما أربعة فغفر لهم و أمر بهم ذات اليمين إلى الجنّة، و أمّا الباقون فلا أدري ما فعل بهم، فسبق إليّ البكاء، ثم قال لي: هنّاك ما صرت إليه ؟ قلت: من تكون ؟ قال: أنا الحجّاج بن يوسف، قدمت على ربّي فوجدته شديد العقاب ذا بطشة، منتقم ممن عصاه، فقتلني بكلّ قتلة قتلت قتلة، و بكلّ شيء قتلت قتلة مثله، ثم ها أنا ذا موقوف بين يدي [ربي] (2) أنتظر ما ينتظر الموحّدون من ربّهم إمّا إلى الجنّة، و إمّا إلى النار، قال أبو حازم:

فأعطيت اللّه عهدا من رؤيا عمر بن عبد العزيز ألاّ أقطع الشهادة على أحد يقول لا إله إلاّ اللّه، انتهى (3).

ص: 131


1- في الحلية: دقيق الساقين.
2- سقطت من الأصل، و استدركت للإيضاح عن الحلية.
3- قال أبو شامة في المختصر الورقة 117: قلت: قد تقدم في حرف السين في ترجمة سلمة بن دينار أبي حازم الأعرج دون هذه الترجمة إن كان صاحب هذه الترجمة معروفا فإن أحدا من الحفّاظ لم يذكره في كتابه، و لم يسبق الحافظ ذكره في شيء سوى هذه الحكاية الأولى و راويها بقية بن الوليد على ضعفه عن رجل مجهول، فكيف يقدمها الحافظ أبو القاسم على رواية مثل عبد اللّه بن المبارك و غيره عن مثل سفيان الثوري عن أبي الزناد فإذا لم يقدم رواية ابن المبارك على رواية بقية فلا أقل من أن يجعلهما قضيتين، و الأشبه أن يكون الوهم في رواية بقية عن الرجل المجهول حيث جعل أبا حازم خناصريا، و القدوم إلى دمشق و اللّه أعلم.

8449 - أبو حازم الأعرج

اسمه سلمة بن دينار

تقدّم ذكره في حرف السين (1).

8450 - أبو حامد الجرجاني اسمه أحمد بن علي بن إسحاق

تقدّم ذكره في حرف الألف (2).

8451 - أبو حديرة ،و يقال: أبو حديرج ،

8451 - أبو حديرة (3)،و يقال: أبو حديرج (4)،

و يقال: أبو حدير الجذامي، و يقال: الأجذمي، و يقال: اللخمي (5)

ثم من بني [جذيم بن] (6) لخم أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و شهد خطبة عمر بالجابية.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة - بقراءتي عليه - عن عبد العزيز بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن هارون، و عبد الرّحمن بن حمزة - بقراءتي عليه - عن عبد العزيز بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن هارون، و عبد الرّحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن يعقوب، قالا: أنا علي بن يعقوب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا ابن عائذ، قال: قال الوليد: حدّثني عبد اللّه بن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب:

أن عبد العزيز بن مروان سأل عن من شهد خطبة عمر هذه، فأخبروه بسفيان بن وهب، فأرسل إليه، فأتاه، فقال: أشهدت خطبة عمر بالجابية ؟ فقال: نعم، شهدتها، قال:

قال عمر: قد اجتمعت هذه الأموال، فأنا قاسمها على من أفاءها اللّه عليه إلاّ هذين الحيين من لخم و جذام، فقام أبو حديرة الجذامي فقال: أنشدك اللّه يا أمير المؤمنين، و العدل، فقال عمر: العدل أردت، و اللّه، أجعل أقواما أنهكوا الظّهر و شدّوا الغرض (7)،فلو أنّ الهجرة

ص: 132


1- تاريخ مدينة دمشق 17/22 رقم 2613 طبعة دار الفكر.
2- تاريخ مدينة دمشق 29/5 رقم 15.
3- في الإصابة: أبو حديدة.
4- في الأصل: حدير، و المثبت عن المختصر لأبي شامة.
5- ترجمته في الإصابة 47/4.
6- زيادة عن مختصر ابن منظور، و في مختصر أبي شامة: بني أجذم.
7- الغرض: حزام الرحل، و أغرضت البعير: شددت عليه الغرض.

كانت بصنعاء ما هاجر من لخم و جذام، فقال أبو حديرة: إنّ اللّه وضعنا في بلاده حيث شاء، ثم ساق إلينا الهجرة، فأسلمنا، و قاتلنا، و نصرنا، فذلك الذي تقطع بحظنا، فقال عمر: لكم حظكم مع المسلمين.

كذا في هذه الرواية، و قد أسقط من إسناده أبو الخير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (1)،حدّثني سعيد بن كثير بن عفير المصري، نا ابن لهيعة أن يزيد بن أبي حبيب حدّثه أن أبا الخير حدّثه:

أن عبد العزيز بن مروان قال لكريب بن أبرهة: أحضرت عمر بن الخطاب بالجابية ؟ قال: لا، قال: فمن يحدّثنا عنها؟ قال: كريب، إن بعثت إلى سفيان بن وهب الخولاني، حدّثك عنها، فأرسل إليه فقال: حدّثني عن خطبة عمر بن الخطّاب يوم الجابية، قال سفيان:

إنه لما اجتمع الفيء أرسل أمراء الأجناد إلى عمر بن الخطّاب أن يقدم بنفسه، فقدم، فحمد اللّه و أثنى عليه،: ثم قال: أمّا بعد، فإنّ هذا المال نقسمه على من أفاء اللّه عليه بالعدل إلاّ هذين الحيين من لخم و جذام، فلا حقّ لهم فيه، فقام إليه أبو حديرة الأجذمي فقال:

ننشدك اللّه يا عمر في العدل، فقال عمر: العدل أريد أنا أجعل أقواما أنفقوا في الظهر، و شددوا الغرض و ساحوا في البلاد مثل قوم مقيمين في بلادهم ؟ و لو أن الهجرة كانت بصنعاء أو عدن ما هاجر إليها من لخم و لا جذام أحد، فقام أبو حديرة فقال: إنّ اللّه وضعنا من بلاده حيث شاء، و ساق إليها الهجرة في بلادنا، فقبلناها و نصرناها، أ فذلك يقطع حقّنا يا عمر؟ قال: لكم حقّكم مع المسلمين، ثم قسم فكان للرجل نصف دينار، فإذا كانت معه امرأته أعطاه دينارا ثم دعا ابن قاطوراء صاحب الأرض، فقال: أخبرني ما يكفي الرجل من القوت في الشهر و في اليوم ؟ فأتى بالمدي (2) و القسط ، فقال: يكفيه هذان المديان في الشهر، و قسط زيت و قسط خل، فأمر عمر بمدين من قمح، فطحنا ثم عجنا ثم خبزا ثم أدمهما بقسطين زيت، ثم أجلس عليهما ثلاثين رجلا، فكان كفاف شبعهم، ثم أخذ عمر المدين بيمينه و القسط بيساره ثم قال: اللّهمّ لا أحلّ لأحد أن ينقصها بعدي، اللّهمّ فمن نقصها فأنقص من

ص: 133


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 464/1 و من هذا الطريق في الإصابة 47/4.
2- المدي: مكيال لأهل الشام يسع خمسة عشر مكوكا؛ و المكوك: صاع و نصف.

عمره، فغضب عبد العزيز و قال: إنّك شيخ قد خرفت قال سفيان:[قد اعتذر] (1) اللّه لي في العمر، ثم قال عمر بن الخطّاب: هل من شراب ؟ فقال عندنا العسل و لا يشبع، و عندنا شراب نشربه من العنب، فدعا به عمر، فأتي به و هو مثل الطلاء (2)-طلاء (3) الإبل - فأدخل عمر فيه إصبعه ثم قال: ما أرى بهذا بأسا، انتهى.

و رواه عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد فقال: أبو جدير.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الصائغ، نا معاذ بن المثنّى بن معاذ، نا مسدّد بن مسرهد، نا يحيى، عن عبد الحميد بن جعفر، حدّثني يزيد بن أبي حبيب، عن سفيان (4) بن وهب الخولاني قال:

شهدت خطبة عمر بن الخطّاب بالجابية، فحمد اللّه و أثنى عليه بما هو أهله، ثم قال:

أمّا بعد، فإنّ هذا الفيء فيء أفاءه اللّه عليكم، الرفيع فيه بمنزلة الوضيع، ليس أحد أحق فيه من أحد، إلاّ ما كان من هذين الحيين لخم و جذام، فإنّي غير قاسم لهما شيئا، فقام رجل من لخم فقال: يا ابن الخطّاب، أنشدك اللّه في العدل و التسوية، فقال: إنّما يريد ابن الخطّاب العدل و التسوية، و اللّه، إنّي لأعلم لو كانت الهجرة بصنعاء ما خرج إليها من لخم و جذام إلاّ قليل، فلا أجعل (5) من تكلّف السفر و ابتاع (6) الظهر بمنزلة قوم إنّما قاتلوا في ديارهم ؟ فقام أبو جدير حينئذ فقال: يا أمير المؤمنين إن كان اللّه ساق إلينا الهجرة في ديارنا فنصرناها و صدّقناها، فذاك الذي يذهب حقنا في الإسلام ؟ فقال عمر: و اللّه لأقسمن ثلاث مرات، ثم قسم بين الناس غنائمهم، فأصاب كلّ رجل نصف دينار، و إذا كانت معه امرأته أعطاهما دينارا، و إذا كان وحده أعطاه نصف دينار، انتهى.

و رواه أبو عبيد (7) عن يحيى فقال: أبو حدير (8).

ص: 134


1- بياض بالأصل، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
2- الأصل:«الطا» و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
3- طلاء الإبل هو القطران، و يطلى به البعير.
4- تقرأ بالأصل:«سدى» خطأ.
5- في الأموال لأبي عبيد: أ فأجعل.
6- ابتاع الظهر أي اشترى ما يركبه.
7- رواه أبو عبيد في كتاب الأموال ص 113 (طبعة مؤسسة ناصر للثقافة).
8- الذي في كتاب الأموال:«أبو حدير» و هو ما أثبتناه، و كان بالأصل: أبو جدير.

أخبرناه أبو علي بن نبهان - في كتابه-.

ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، قالا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم.

و أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا طراد بن محمّد، أنا أحمد بن علي بن الحسين، أنا حامد بن محمّد، أنا علي بن عبد العزيز، نا القاسم بن سلام، نا يحيى بن سعيد، عن عبد الحميد بن جعفر، حدّثني يزيد بن أبي حبيب، عن سفيان بن وهب الخولاني قال:

شهدت خطبة عمر بالجابية، قال: فحمد اللّه و أثنى عليه بما هو أهله ثم قال: أمّا بعد، فإن هذا الفيء شيء أفاءه اللّه عليكم، الرفيع فيه بمنزلة الوضيع، ليس أحد أحقّ به من أحد إلاّ ما كان من هذين الحيين: لخم و جذام، فإنّي غير قاسم لهما شيئا، فقال رجل من لخم:

أحدنا... (1) فقال: يا ابن الخطّاب، أنشدك اللّه في العدل و التسوية، فقال: ما يريد ابن الخطّاب بهذا إلاّ العدل و التسوية، و اللّه، إنّي لأعلم أن الهجرة لو كانت بصنعاء ما خرج إليها من لخم و جذام إلاّ قليل، أ فأجعل من تكلّف السفر و ابتاع الظهر بمنزلة قوم إنّما قوتلوا (2) في ديارهم ؟ فقام أبو حدير (3) فقال: يا أمير المؤمنين، إن كان اللّه ساق الهجرة إلينا في ديارنا فنصرناها و صدّقناها، أذاك الذي يذهب حقنا؟ فقال عمر: و اللّه لأقسمن لكم، ثم قسم بين الناس، فأصاب كل رجل منهم نصف دينار، إذا كان وحده، فإذا كانت معه امرأته أعطاه دينارا.

8452 - أبو حرب اليماني المبرقع الذي زعم أنه السفياني

خرج على السلطان بفلسطين و دعا إلى الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، ثم قتل بناحية دمشق.

قرأت على أبي القاسم الخضر (4) بن الحسين بن [علي، أنا] (5) عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا أبو

ص: 135


1- غير مقروءة بالأصل و صورتها:«احرنا حدم» و ليست في كتاب الأموال.
2- كذا بالأصل، و في كتاب الأموال: قاتلوا.
3- بالأصل: أبو جدير، و المثبت عن كتاب الأموال.
4- بالأصل: الحصري.
5- زيادة منا لتقويم السند، راجع مشيخة ابن عساكر 61/ب.

جعفر الطبري (1)،قال: ثم دخلت سنة سبع (2) و عشرين و مائتين كان فيها من الأحداث خروج أبي حرب المبرقع اليماني بفلسطين، و خلافه على السلطان.

ذكر لي بعض أصحابي ممن ذكر أنه خبر (3) أمره و أن سبب خروجه على السلطان كان لأن بعض الجند أراد النزول في داره و هو غائب عنها، و فيها إمّا زوجته و إمّا أخته، فمانعته عن ذلك، فضربها بسوط معه، فاتّقته بذراعها، فأصاب السوط ذراعها، فأثّر فيها، فلمّا رجع أبو حرب إلى منزله بكت و شكت إليه ما فعل بها، و أرته الأثر الذي بذراعها من ضربه، فأخذ أبو حرب سيفه و مشى إلى الجندي و هو غارّ، فضربه حتى قتله، ثم هرب و ألبس وجهه برقعا كيلا يعرف، فصار إلى جبل من جبال الأردن، و طلبه السلطان، فلم يعرف له خبرا، فكان أبو حرب يظهر بالنهار فيقعد على الجبل الذي أوى إليه مبرقعا، فيراه الرائي فيأتيه يذكّره و يحرّضه على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و يذكر السلطان و ما يأتي إلى الناس و يعيبه، فما زال ذلك دأبه حتى استجاب له قوم من حرّاثي أهل تلك الناحية، و أهل القرى، و كان يزعم أنه أموي، فقال الذين استجابوا له: هذا السفياني، فلمّا كثرت غاشيته و تبّاعه من هذه الطبقة من الناس، دعا أهل البيوتات من تلك الناحية، فاستجاب له جماعة من رؤساء اليمانية؛ منهم رجل يقال له ابن بيهس (4)،و كان مطاعا في أهل اليمن، و رجلان آخران من أهل دمشق، و اتّصل الخبر بالمعتصم، و هو عليل؛ علّته التي مات فيها، فوجه إليه رجاء بن أيوب الحضاريّ (5) في زهاء ألف رجل من الجند (6)،فلمّا صار رجاء إليه وجده في عالم من الناس.

[قال أبو جعفر:] فذكر الذي أخبرني بقصته أنه كان في زهاء مائة ألف، فكره رجاء مواقعته (7)،و عسكر (8) بحذائه حتى إذا كان أول عمارة الناس الأرضين و حراثتهم، انصرف

ص: 136


1- رواه أبو جعفر الطبري في تاريخه 116/9 حوادث سنة 227.
2- تحرفت بالأصل إلى: تسع.
3- عند الطبري: خبير بأمره.
4- بالأصل:«بهيس»، و في المختصر لأبي شامة:«بهيش» و المثبت عن الطبري.
5- بالأصل: الخضاري، و المثبت عن الطبري و مختصر أبي شامة.
6- تقرأ بالأصل:«الخيار» و المثبت عن تاريخ الطبري.
7- الأصل:«موافقته» أو «موافقته» و المثبت عن الطبري.
8- بالأصل: و عسكره، و المثبت عن تاريخ الطبري.

من كان من الحرّاث مع أبي حرب إلى حراثته و أرباب الأرضين إلى أرضيهم، و بقي أبو حرب في نفر، في زهاء ألف أو ألفين، ناجزه رجاء الحرب، فالتقى العسكران: عسكر رجاء و عسكر المبرقع، فلمّا التقوا تأمل رجاء عسكر المبرقع، فقال لأصحابه: ما أرى في عسكره رجلا له فروسية غيره، و إنه سيظهر لأصحابه من نفسه بعض ما عنده من الرّجلة (1)،فلا تعجلوا عليه، قال: فكان الأمر كما قال رجاء، فلما لبث المبرقع أن حمل على عسكر رجاء، فقال رجاء لأصحابه: أفرجوا له، فأفرجوا له، حتى جاوزهم ثم كرّ راجعا إلى عسكر نفسه، ثم أمهل رجاء، و قال لأصحابه: إنه سيحمل عليكم مرة أخرى فأفرجوا له، فإذا أراد أن يرجع فحولوا بينه و بين ذلك، و خذوه، ففعل المبرقع ذلك، حمل على أصحاب رجاء، فأفرجوا له حتى جاوزهم ثم كر راجعا، فأحاطوا به، و أخذوه، و أنزلوه عن دابته.

قال: و قد كان قدم على رجاء حين ترك معاجلة المبرقع [الحرب] (2) من قبل المعتصم مستحث، فأخذ الرسول فقيّده إلى ما كان من أمره، و أمر أبي حرب ما كان مما ذكرنا، فأطلقه، فلمّا قدم رجاء بأبي حرب على المعتصم، عذله المعتصم على ما فعل برسوله، فقال له رجاء: يا أمير المؤمنين وجهتني في ألف إلى مائة ألف، فكرهت أن أعاجله فنهلك و يهلك من معي، و لا نغني شيئا، فتمهّلت حتى خفّ من معه و وجدت فرصة، و رأيت لحربه وجها، فناهضته و قد خفّ من معه و هو في ضعف، و نحن في قوة، و قد جئتك بالرجل أسيرا.

[قال أبو جعفر:] و أما غير من ذكرت أنه حدّثني حديث أبي حرب على ما وصفت، فإنه زعم أن خروجه كان في سنة ست و عشرين و مائتين، و أنه خرج بفلسطين (3)-أو قال:

مكة - فقالوا: إنه سفياني، فصار في خمسين ألفا من أهل اليمن و غيرهم، و اعتقد ابن بيهس (4)و آخران معه من أهل دمشق، فوجّه إليه المعتصم رجاء الحضاريّ في جماعة كثيرة، فواقعهم بدمشق، فقتل من أصحاب ابن بيهس و صاحبيه نحوا من خمسة آلاف و أخذ ابن بيهس أسيرا، و قتل صاحبيه، و واقع أبا حرب بالرّملة، فقتل من أصحابه نحوا من عشرين ألفا، و أسر أبا حرب، فحمل إلى سامرّاء (5) فجعل و ابن بيهس في المطبق، انتهى.

ص: 137


1- الرجلة: القوة و الشجاعة.
2- زيادة عن الطبري.
3- في تاريخ الطبري:«بالرملة» قوله:«أو قال مكة» ليس في تاريخ الطبري.
4- بالأصل: بهيس.
5- رسمها بالأصل:«سرمرا» و المثبت عن الطبري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال: سنة سبع و عشرين و مائتين خرج المبرقع بفلسطين و قاتل رجاء الحضاريّ أهل كفر بطنا.

8453 - أبو حرّة الحجازي

وفد على عبد الملك بن مروان.

أنبأنا أبو غالب محمّد بن محمّد بن [أسد] (1) العكبري، أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار بن أحمد، أنا أبو القاسم عبد العزيز علي الأزجي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد الخلاّل، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا أحمد بن رشويه المروزي، نا سليمان بن صالح قال: قال عبد اللّه بن المبارك:

قال عروة بن الزبير لأبي حرّة: كأنك ببعض بني أميّة قد ملك فأتيته فلم يزدك على مائتين، فلمّا ملك عبد الملك قدم عليك و عنده عروة، فأمر له بمائتي درهم، فكلّمه عروة فيه، فزاده مائة.

8454 - أبو حريش الكناني

من أهل دمشق.

روى عن: مكحول.

روى عنه: حمزة بن أبي محمّد المديني، و الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو حامد أحمد بن نصر بن علي الحاكمي - بطوس - أنا أبي أبو الفتح.

قالا: أنا القاضي أبو بكر الحيري، نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم، نا إبراهيم بن سليمان البرلسي، نا أصبغ بن الفرج، أخبرني حاتم بن إسماعيل، عن حمزة بن أبي محمّد، عن شيخ من أهل دمشق يقال له أبو حريش، عن مكحول الدّمشقي قال:

شهدت مع أنس بن مالك جنازة بالبصرة، فرجعت معه إلى منزله، فأتى فراشا له، فاضطجع عليه، ثم أخذ رائطة بصرية (2) فغطى بها وجهه ثم بكى، قال مكحول: فقلت: ما

ص: 138


1- بياض في الأصل، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 208/أ.
2- كذا بالأصل، و في مختصر ابن منظور: مصرية.

يبكيك يا أبا النّضر؟ فو اللّه إنّك لخادم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و إنك لنجيّ (1)،و إن في بيتك لطعام و شراب (2)،قال: ما على هذا أبكي، أبكي على [هذه الأمة] (3) أخاف عليها الشرط (4)و الشهوة الخفية، قال مكحول: لا يجعل في هذه الأمة شركا، قال: فقال أنس: و أنا من الأخرى أخوف، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من ركب فرسه، ثم استعرض أمّتي يقتلهم بسيفه خرج من الإسلام»، و أما الأخرى فانطلاق الرجل إلى جاره يخالفه في أهله، انتهى[13336].

و رواه إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان، عن إبراهيم بن سليمان بن أبي داود البرلسي، فقال فيه: لا يجعل اللّه في هذه الأمة شركا.

و كذلك رواه محمّد بن عبّاد عن حاتم إلاّ أنه قال: عن حمزة أبي محمّد و هو وهم.

أخبرناه أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن نصر، أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد بن إسحاق، نا محمّد بن عبّاد، نا حاتم بن إسماعيل، عن حمزة أبي محمد عن شيخ من أهل دمشق يقال له أبو حريش، عن مكحول قال:

شهدت مع أنس جنازة، فرجعت معه إلى منزله، فأتى فراشا له، فاضطجع عليه، و أخذ ريطة فغطّى بها وجهه ثم بكى، قال مكحول: فقلت: ما يبكيك يا أبا النّضر؟ فو اللّه إنك لخادم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و إن.... (5) لبخير، و إنّ في بيتك لطعام و شراب، فقال: ما على هذا أبكي، و لكن أبكي على هذه الأمة، أخاف عليها الشرك و الشهوة الخفية، قال مكحول:

فقلت: لا يجعل اللّه في هذه الأمة شركا... (6) و أنا من الاثنين أخوف قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من ركب فرسا ثم استعرض أمّتي يقتلهم خرج من الإسلام»، و أما الأخرى فانطلاق الرجل إلى جاره يخالفه في أهله، انتهى.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ص: 139


1- كذا بالأصل، و في مختصر ابن منظور: و إنك لبخير.
2- كذا بالأصل: و في مختصر ابن منظور: و إن في بيتك لطعاما و شرابا.
3- الزيادة للإيضاح عن مختصر ابن منظور.
4- في مختصر ابن منظور: الشرك.
5- رسمها بالأصل: حرى.
6- بياض بالأصل.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد (1) قال:

سألت أبي عن حمزة بن أبي محمّد فقال: ضعيف الحديث، منكر الحديث، لم يرو عنه غير حاتم، و سئل أبو زرعة عنه فقال: مديني لين (2).

أنبأنا أبو القاسم العلوي، و أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو تراب حيدرة بن أحمد المقرئ، قالوا: ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم، نا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، أنا الوليد، عن أبي حريش الكناني قال:

كنا في سنة خمس - يعني: و ثلاثين و مائة - و عبد اللّه بن علي يومئذ بدابق (3) على صائفة الناس، و معه من أهل الشام و غيرهم نحو من مائة ألف، قال أبو الحريش: أظنه عام عمورية، قلنا: و ما ذلك يا أبا حريش ؟ قال: غزونا الصائفة مع عثمان بن (4) حيان في خلافة يزيد بن عبد الملك، حتى نزلنا على عمورية، و أقام عليها ستة و ثلاثين منجنيقا، و جدّ في حصارها، و قتالهم. إذ خرج رجل منّا من كنانة من أهل فلسطين إلى البراز في دير الحبيش الذي دونها، فكلّمه الحبيش و قال له في ذلك قولا أتانا به عنه، فذهبنا به إلى عثمان بن حيان فأخبره بمقالته، فركب معه حتى وقف على الحبيش و أمر صاحبنا أن نكلمه، فتقدم، فكلّمه، فقال: إنّي قد أخبرت أميرنا (5) بمقالتك، و ها هو ذا قد أحبّ أن يسمعه منك، قال الحبيش:

أجل هو كما قلت لك، لا تقدرون على فتحها حتى يكون الذي بينكم رجل من أهل بيت نبيكم و حتى يكون فيكم قوم شعورهم شعور النساء، و لباسهم لباس الرهبان، فيومئذ يفتحونها، فو اللّه، لكأني انظر إليهم يدخلونها من هذا الباب، و يخرجون من ذاك.

قال أبو الحريش: فعاد عثمان إلى منزله و أمر بتحريق المجانيق، و أمر مناديا ينادي: يا أيها الناس أصبحوا على ظهر مغيرين إلى داخل أرض الروم، ففعل الناس، فمضى، ثم قفل بنا.

ص: 140


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 215/2/1.
2- تحرفت بالأصل إلى:«ابن» و المثبت عن الجرح و التعديل.
3- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن مختصر ابن منظور، و مختصر أبي شامة.
4- بالأصل:«و ابن» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
5- بالأصل:«اخترت أمرنا» و المثبت عن مختصر أبي شامة.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن علي بن هبة اللّه (1) قال: أما حريش بفتح الحاء المهملة، و كسر الراء و بالشين المعجمة: أبو حريش الدّمشقي، يحدّث عن مكحول، روى جابر بن إسماعيل عن حمزة بن أبي محمّد عنه.

8455 - أبو حزابة اسمه الوليد بن حنيفة

تقدّم ذكره في حرف الواو.

8456 - أبو حسّان بن حسّان البسريّ

أخو أبي عبيد محمّد بن حسّان

حكى عن أخيه.

روى عن: أبو بكر بن معمر الطبراني، و ابنه عبيد اللّه بن أبي حسّان.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و غيره، قالوا: أنا أبو علي الأهوازي.

و قرأت على أبي الحسين أحمد بن كامل بن ديسم، عن عبد الرّحمن بن علي بن القاسم الصوري، أنا أبو بكر محمّد بن علي الطوسي الخطيب بصد... (2) علي بن محمّد بن إبراهيم الحنائي، قالا: نا عبدان بن عمر المنبجي، نا أبو بكر الدّقي (3) محمّد بن داود قال: و سمعت أبا بكر بن معمر يقول: سمعت أبا حسّان يقول.

و أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم، أنا الحسين بن علي بن محمّد، أنا أبو الحسن بن جهضم قال: سمعت أبا بكر محمّد بن داود يقول: سمعت ابن أبي حسّان يقول: قال لي أبي: قال لي أخي أبو عبيد البسري يوما - زاد ابن كامل: يا أبا حسّان، و قالا:- ما غمي، و لا أسفي إلاّ أن يجعلني ممن يعفى - و قال ابن (4) جهضم: ممن عفا - عنه - زاد ابن كامل: غدا. فقلت: يا أخي، الخلق على العفو تذابحوا فقال: أجل، و لكن أيش يصبح (5) بشيخ مثلي (6) يوقف غدا بين يدي اللّه جلّ اسمه

ص: 141


1- الاكمال لابن ماكولا 419/2 و 422.
2- كذا بالأصل، لم يكتب إلا حرفان من اللفظة «بصد» و لعله: بصور.
3- تقرأ بالأصل: الرقي، تصحيف، راجع ترجمته في سير الأعلام 138/16.
4- تحرفت بالأصل إلى: أبي.
5- رسمها بالأصل:«امح» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
6- الأصل:«منكر» و المثبت عن مختصر ابن منظور.

فيقال له: شيخ سوء كنت إلي، اذهب فقد عفونا عنك، أنا أملي في اللّه جلّ اسمه أن يهب لي كل من جنى - و قال ابن جهضم: كل من اجتنى-.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد قال: أخبرتنا أم الحسين سيدة بنت عبيد اللّه بن مرحوم الطرسوسية الماجدية - قراءة عليها - قالت: قال أبو بكر محمّد بن داود الدينوري المعروف بالدّقي: سمعت أبا بكر بن معمر يقول: سمعت أبا حسّان يقول: و جاء ابن أبي حسّان عبيد اللّه إليه فقال: إني خرجت بجرة فيها سمن، فوقعت، فانكسرت فذهب رأس مالي، فقال له: يا بني، اجعل رأس مالك رأس مال أبيك، فو اللّه ما لأبيك رأس مال في الدنيا و الآخرة إلاّ اللّه عزّ و جلّ .

8457 - أبو حسّان الزيادي اسمه الحسن بن عثمان

تقدّم ذكره في حرف الحاء.

[ذكر من اسمه: أبو الحسن]

8458 - أبو الحسن بن جعفر المتوكّل بن محمّد المعتصم

[ذكر من اسمه: أبو الحسن] (1)

ابن هارون الرشيد بن محمّد المهدي بن عبد اللّه المنصور

ابن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس الهاشمي

قدم مع أبيه المتوكل دمشق سنة ثلاث و أربعين و مائتين فيما قرأته بخط أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد الخطّابي و كان يعرف بابن فريدة.

ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن القواس الورّاق قال: مات أبو الحسن بن المتوكّل المعروف بابن فريدة في آخر ذي الحجّة سنة اثنين و سبعين و مائتين.

8459 - أبو الحسن بعض إخوان أبي الميمون بن راشد

حكى عنه أبو الميمون.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - ثنا عبد العزيز بن أحمد - من لفظه - في شوال سنة ثمان و خمسين و أربع مائة، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن

ص: 142


1- ما بين معكوفتين استدرك عن مختصر أبي شامة الورقة 119.

راشد قال: أنشدني بعض إخواننا و يعرف با.... (1) أنشدني (2) أبو عبد اللّه الأعرابي:

إذا ضيعت أول كل أمر *** أبت اعجازه إلاّ التواء (3)

و إن أتبعت رأيك رأي و غد *** ضعيف كان رأيكما سواء

8460 - أبو الحسن الأعرابي الصوفي

صاحب سياحة و رباط ، صبور على الفقر و الشدائد.

اجتاز بجبل لبنان من أعمال دمشق.

حكى عنه أبو الحسن علي بن الحسن شيخ لأبي أحمد عبد اللّه بن بكر الطبراني (4).

8461 - أبو الحسن الأطرابلسي

حدّث عن أبي عتبة أحمد بن الفرج الحجازي الحمصي.

روى عنه: أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن علي بن هارون البردعي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن مهدي بن المفرج، أنبأ أبو طاهر بن الحنائي و أبو الحسن و أبو الفضل الموازينيان (5).

و أنبأنا أبو طاهر، و أبو الحسن و أبو الفضل قالوا: أنا أبو علي الحسن بن علي الأهوازي - إجازة - أنا عبد الوهّاب بن عبد اللّه القرشي، نا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن علي بن هارون البردعي، نا أبو الحسن الطرابلسي، نا أحمد بن الفرج، نا بقية، عن إبراهيم - يعني: ابن أدهم - قال: إنّ الحكمة لتكون [في] (6) جوف المنافق، فما تزال (7) تجلجل (8)في جوفه حتى يخرجها، فيتلقّاها المؤمن فيعمل بها.

ص: 143


1- كذا بالأصل.
2- رسمها بالأصل:«ائرى» و لعل الصواب ما ارتأيناه.
3- في الأصل:«الثواء» و المثب عن مختصر ابن منظور و مختصر أبي شامة.
4- كذا بالأصل و لم يظهر من اللفظة إلاّ:«الر» و المثبت عن مختصر أبي شامة.
5- الأصل: الموارسان.
6- سقطت من الأصل.
7- الأصل: قال.
8- الأصل: تخلخل، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
8462 - أبو الحسن بن حفص

حكى عن رجل من أهل قرية سمسكين (1) حكاية حكاها عنه أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد المزني (2).

8463 - أبو الحسن التهامي الشاعر اسمه علي بن محمّد

تقدّم ذكره في حرف العين (3).

8464 - أبو الحسن المعاني

8464 - أبو (4) الحسن المعاني

من أهل معان (5) من البلقاء. أحد شيوخ الصوفية. له معاملات و كرامات.

قال إبراهيم بن شيبان:

خرجت مع أبي عبد اللّه المغربي على طريق تبوك (6)،فلمّا أشرفنا على معان - و كان له بمعان شيخ يقال له: أبو الحسن المعاني ينزل عليه، و ما كنت رأيته قبل ذلك، و سمعت باسمه - فوقع في خاطري: إذا دخلت إلى معان قلت له يصلح لنا عدسا بخل، فالتفت إليّ الشيخ، فقال لي: احفظ خاطرك، فقلت له: ليس إلاّ خيرا. فأخذ الركوة من يدي. فجعلت أتقلب على الرّمضاء (7) و أقول: لا أعود، فلما رضي عني ردّ الركوة إلي، فلمّا دخلنا إلى معان قال لي الشيخ أبو الحسن:- و ما رآني قط - قد عاد خاطرك على الجماعة، كلّ ما عندنا عدس بخلّ !.

8465 - أبو الحسن الدمشقي

حكى عنه أبو عبد اللّه القفاف (8).

ص: 144


1- كذا رسمها بالأصل، و لم أعثر عليها، و ذكر ياقوت: سمكين، و هي ناحية من أعمال دمشق من جهة حوران.
2- تحرفت بالأصل إلى: المرقي.
3- بعدها سقط كبير بالأصل من هنا إلى أواخر ترجمة «أبي ذر» و كتب على هامش الأصل: سقطت بداية ترجمة أبي ذر.
4- سقطت التراجم التالية من الأصل الوحيد الذي نعتمد، و هو نسخة سليمان باشا، و نستدرك هذه التراجم عن مختصر أبي شامة، و سنشير في موضعه إلى نهايتها.
5- معان بالفتح و آخره نون، و المحدثون يقولونه بالضم، و هي مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء (معجم البلدان).
6- تبوك: بالفتح ثم الضم موضع بين وادي القرى و الشام، و قال أبو زيد: تبوك بين الحجر و أول الشام على أربع مراحل من الحجر نحو نصف طريق الشام (معجم البلدان).
7- الرمضاء: الأرض الشديدة الحرارة، يقال: رمضت قدمه رمضا: احترقت من الرمضاء (تاج العروس).
8- قوله:«حكى عنه أبو عبد اللّه القفاف» كتب في مختصر أبي شامة في آخر الترجمة.

حكى عمن حدثه قال:

كان لنا شيخ قد صحبناه نتأدب به. فكنا معه، فاشتد بنا الجوع، فشكونا إليه ما نجده من شدة الجوع، فقال: و يعرض لكم الجوع ؟ ثم قال: أما إنكم لا تصحبوني بعدها. ثم أخذ إزارا، فتباعد عنا، و نحن ننظر إليه، فجعل يسفي (1) فيه الرمل. ثم جمع طرفيه، و حمله على كتفه، و جاءنا به، فوضعه بين أيدينا، ثم قال: كلوا، فإذا هو خبز حار، فأكلنا، و مضينا، و ما قدرنا نصحبه بعدها.

8466 - أبو الحسن الدّويدة

شاعر مشهور. حج، و اجتاز بدمشق في طريقه. و قيل اسمه علي بن أحمد بن محمّد.

و من شعره:

ستور بيتك ذيل الأمن منك و قد *** علقتها مستجيرا أيّها الباري

و ما أظنّك لمّا أن علقت بها *** خوفا من النار تدنيني من النار

و ها أنا جار بيت قلت أنت لنا: *** حجّوا إليه، و قد أوصيت بالجار

و ولد له ولد على كبر، فقال:

رزقتك يا محمّد بعد يأس *** و قد شابت من الرأس القرون

فبعضي ضاحك طربا و بعضي *** من الإشفاق مكتئب حزين

مخافة أن تروّعك الليالي *** بفقدي، أو تعاجلك المنون

و له في أبي اليسر شاكر بن زيد بن عبد الواحد بن سليمان:

يا أبا اليسر، غدا اليس *** ر بكفّيك دفاقا (2)

فقت في السبق إلى السّؤ *** دد و المجد البراقا (3)

بالذي زادك ما زا *** د أعاديك احتراقا

لا تقل إن لم أكن ذا *** حاجة لا نتلاقى (4)

إنّما أدعوك للأم *** ر إذا اشتدّ و ضاقا

ص: 145


1- سفت الريح التراب و اليبيس و الورق تسفيه سفيا: ذرته، أو حملته، و السفى: التراب و إن لم تسفه الريح.
2- سيل دفاق بالضم، يملأ جنبتي الوادي، و الدفاق أيضا: المطر الواسع الكثير.
3- البراق: كغراب اسم دابة ركبها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليلة المعراج، و كانت دون البغل و فوق الحمار، سمي بذلك لنصوع لونه و شدة بريقه، و قيل: لسرعة حركتها (تاج العروس: برق).
4- في مختصر أبي شامة: ما نتلاقا.

و له:

يا سيدي خذ خبري جملة *** وارث له، مثلي له يرثى

مجتمع لي باجتماعي مع ال *** قلة ما يتركني خنثى (1)

خبز شعير و الثمانون و ال *** عجور (2) و الرائب و القثا

فهذه الأشياء لو جمّعت *** لآدم لم يدن من أنثى

و له (3):

أبا الحسن استمع قولي و بادر *** إلى ما تشتهيه فدتك (4) نفسي

و كن مستشفعا بأبي عليّ *** إلى ندمائنا ليتمّ أنسي (5)

فعندي عجّة (6) تقلى (7) بلوز *** كلون التّبر من عشر و خمس

أجادت في صناعتها عجوز *** لها في القلي حسّ أيّ حسّ

و لم أر قبل رؤيتها عجوزا *** تصوغ من الكواكب عين شمس

فدونكم إلي فإن يوما *** أراكم حولها هو يوم عرسي

ذكر من اسمه أبو الحسين

8467 - أبو الحسين بن أحمد بن الطيب النّصيبي

8467 - أبو الحسين بن أحمد بن الطيب النّصيبي (8)

الفقيه المعروف بالحكّاك

خرج من دمشق إلى مصر في صفر سنة خمس و سبعين و ثلاثمائة مستصرخا إلى الملقب

ص: 146


1- الخنث من فيه انخناث أي تكسر و تثن، و تخنث الرجل و غيره: سقط من الضعف. و يقال رجل خنثى: له ما للذكر و الأنثى، و قيل: الأنثى من له ما للرجال و النساء جميعا (تاج العروس).
2- العجور: نوع من القثاء.
3- الأبيات في خريدة القصر 178/2 (قسم شعراء الشام) منسوبة لأبي نصر ابن النحاس الحلبي.
4- عجزه في خريدة القصر: إلى ما تشتهي تفديك نفسي .
5- ليس البيت في خريدة القصر.
6- العجة بالضم دقيق يعجن بسمن ثم يشوى، و في الصحاح: العجة طعام يتخذ من البيض، مولد،(راجع تاج العروس: عجج).
7- في خريدة القصر: ..... تزهى بلون كلون البدر في عشر و خمس
8- النصيبي: نسبة إلى نصيبين، بلدة عند آمد و ميافارقين من ناحية ديار بكر (الأنساب 496/5).

بالعزيز، و مستحثا له بإخراج عسكر إلى الشام بسبب العدو، أنه قد نزل على حلب.

8468 - أبو الحسين بن بنان المصري الصوفي

8468 - أبو الحسين بن بنان المصري الصوفي (1)

صفة و طريقة.

صحب أبا سعيد الخرّاز (2)،و عمرو بن عثمان المكي (3)،و أبا بكر محمّد بن الحسن الزقّاق (4).

قال أبو عبد الرّحمن السّلمي:

أبو الحسين بن بنان. من أهل مصر. كان يبيع شقاق (5) الصوف، و كان يجالس القوم و يخالطهم، فلما دخل أبو سعيد الخراز مصر ذكر له أمر أبي الحسين بن بنان، فقعد أبو سعيد على حانوته، فسأله أبو الحسين عن الضّنّة (6)،فقال: ضنّتك ألحن أو ضنّة بك ؟ فأنفق أبو الحسين جميع ماله على الفقراء، و لم يأخذ أبو سعيد من ماله شيئا، و لم يأكل له لقمة، و قال:

إن أكلت له لقمة لا يفلح أبدا.

قال: و حكي لي عن محمّد بن علي الكناني قال: ما أعلم أن أحدا خرج من الدنيا و ليس في قلبه من الدنيا شيء إلاّ أبا الحسين بن بنان.

و ادعى في أبي الحسين بن بنان: عمرو المكي، و أبو سعيد الخرّاز، و الزّقّاق، كلهم قالوا: إنه صاحبه، و به تخرج، من فضله، و حسن سيرته.

و سمعت الحسن بن أحمد يقول: سمعت بعض أصحابنا يقول: سمعت ابن بنان يقول:

تشهى عليّ أبو سعيد الخرّاز كبولا (7)،فحملت إليه ستين عدلا قنّبا (8)،و قلت: إلى أن أحمل إليك آلته.

ص: 147


1- أخباره في الرسالة القشيرية ص 399.
2- تقدم التعريف به، قريبا.
3- انظر أخباره في حلية الأولياء 291/10 رقم 573.
4- تقدم التعريف به قريبا.
5- شقاق الصوف، الشقاق واحدتها شقة، و الشقة بالضم نوع من الثياب.
6- الضنة: الإمساك و البخل.
7- كبول. الكبل الكثير الصوف الثقيل، و قال ابن الأثير: الكبل فرو كبير، و به فسر حديث ابن عبد العزيز كان يلبس الفرو الكبل.(تاج العروس).
8- القنب: بالكسر فالتشديد: ضرب من الكتان، و هو الغليظ الذي تتخذ منه الحبال (تاج العروس).

قال أبو القاسم القشيري (1):

و منهم أبو الحسين بن بنان، ينتمي إلى أبي سعيد الخرّاز.[و هو] (2) من كبار مشايخ الصوفية.

قال ابن بنان: كل (3) صوفي كان هم الرزق قائما في قلبه فلزوم العمل أقرب له (4)، و علامة سكون القلب إلى اللّه تعالى أن يكون بما في يد اللّه أوثق منه بما في يده.

و في رواية: أن يكون قويا عند زوال الدنيا و إدبارها عنه، و فقده إياها، و يكون بما في يد اللّه عزّ و جلّ أقوى و أوثق منه بما في يده.

و قال: اجتنبوا دناءة الأخلاق كما تجتنبون (5) الحرام.

و قال: اتفقت مع السجزي في السفر من طرابلس، فسرنا أياما لم نأكل شيئا، فرأيت قرعا مطروحا، فأخذت آكله، فالتفت إليّ الشيخ، و لم يقل شيئا، فرميت به، و علمت أنه كره، ثم فتح علينا خمسة دنانير، فدخلنا قرية، فقلت: يشتري لنا شيئا لا محالة، فمرّ و لم يفعل. ثم قال: لعلك تقول: نمشي جياعا - و لم يشتر لنا شيئا - هو ذا نوافي اليهودية - قرية على الطريق - و ثمّ رجل صاحب عيال إذا دخلناها يشتغل بنا، فأدفعه إليه لينفق علينا، و على عياله، فوصلنا إليها، و دفع الدنانير إلى الرجل، و لا نفقة؛ فلما خرجنا قال لي: إلى أين ؟ فقلت: أسير معك، فقال: لا، إنك تخونني في قرعة و تصحبني، لا تفعل. و أبى أن أصحبه.

و قال السلمي (6):سمعت أبا عثمان المغربي يقول: سمعت أبا علي بن الكاتب يقول:

كان ابن بنان يتواجد، و كان أبو سعيد الخراز يصفق له.

قال السلمي:

ثم وجد ابن بنان في آخر عمره مطروحا على تلّ في التيه، و هو يجود بنفسه و يقول:

اربع، فهذا مربع الأحباب (7).

ص: 148


1- الرسالة القشيرية لأبي القاسم القشيري ص 399.
2- زيادة عن الرسالة القشيرية.
3- في مختصر أبي شامة:«كان». و المثبت عن الرسالة القشيرية.
4- في الرسالة القشيرية: إليه.
5- في مختصر ابن منظور: تجتنبوا.
6- رواه أبو عبد الرحمن السلمي في طبقات الصوفية 404.
7- جاء في الرسالة القشيرية ص 309: و كان سبب موت أبي الحسين بن بنان أنه ورد على قلبه شيء فهام على وجهه فلحقوه في متاهة بني إسرائيل في الرمل، ففتح عينيه و قال: ارتع فهذا مرتع الأحباب، و خرجت روحه.

قلت: و قال السلمي في كتاب «طبقات أئمة الصوفية» (1):

و منهم أبو الحسين بن بنان، و هو من جلة مشايخ مصر. صحب أبا سعيد الخراز، و إليه ينتمي. مات في التيه.

قال أبو عثمان:

كان أبو الحسين يقول: الناس يعطشون في البراري، و أنا عطشان، و أنا على شط النيل.

و قال (2):لا يعظم أقدار الأولياء إلاّ من كان عظيم القدر عند اللّه.

8469 - أبو الحسين بن حريش

قاضي دمشق خلافة لأبي عبد اللّه الحسين بن أبي زرعة محمّد بن عثمان بن زرعة إلى أن مات ابن أبي زرعة.

8470 - أبو الحسين بن عمرو بن محمّد السّلمي الداراني

مات سنة ثمانين و أربعمائة، و كانت له يد في علوم شتّى. و مات أبوه سنة ستين و أربعمائة.

8471 - أبو الحسين

حكى عن قاسم بن عثمان الجوعي قوله.

روى عنه: أبو علي الحسن بن حبيب الحصائري.

8472 - أبو الحسين الرائق المعري الشاعر

8472 - أبو الحسين الرائق المعري (3) الشاعر

قدم دمشق. و له فيها شعر سبق ذكره في أول الكتاب، يقول فيه من قصيدة:

أ بباب البريد (4) أذكر وجدي *** أم بباب الجنان (5) أم جيرون

ص: 149


1- طبقات الصوفية لأبي عبد الرحمن السلمي ص 404.
2- طبقات الصوفية للسلمي ص 405.
3- المعري نسبة إلى المعرة، و هي معرة النعمان، و هي مدينة قديمة كبيرة مشهورة من أعمال حمص بين حلب و حماه (معجم البلدان).
4- باب البريد من أبواب دمشق، و هو من أنزه المواضع.
5- باب الجنان من أبواب مدينة الرقة، و باب من أبواب حلب.

يقول فيها - و هي في مدح أميرها ينجوتكين- (1):

عزمات كأنّما خلقت من *** عزمات الأمير ينجوتكين

يا أمير الجيوش شاعرك الرا *** ئق ربّ المثقف الموزون

و له:

و فى لي الدهر بموعدي *** و تابع النعمى بتجديد

يا عمري زد في المدى فسحة *** و يا ليال ذهبت عودي

و فيها:

لمّا أثيرت من دمشق إلى *** ورد من الإنعام مورود

لاذ بها سكّان جيرون عن *** وجد و صبر غير موجود

و كان دمع القوم يجلى به *** سواد تلك الدّرج السّود

و ودّعت من ودّعت و اغتدت *** تنصاع من بيد إلى بيد

تزاحم الثلج بمن حلقه *** يوقد نارا بهوى الغيد

8473 - أبو حفص الدمشقي

8473 - أبو حفص الدمشقي (2)

حكى عن مكحول روى عنه عن أبي أمامة (3).

روى عنه: أبو عبد الرّحمن - و يقال أبو محمّد - إسحاق بن أسيد (4) الأنصاري المروزي (5).

كان بمصر.

و أظن أن أبا حفص هذا عمر الدمشقي الذي روى عنه (6) المصريون، و اللّه أعلم (7).

ص: 150


1- تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 278/60 رقم 7640 طبعة دار الفكر، و سمّاه ابن عساكر: منجوتكين - بالميم - و يقال ينجوتكين.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 183/21 و تهذيب التهذيب 338/6 و الأسامي و الكنى للحاكم 266/3 رقم 1354 و ميزان الاعتدال 516/4 و لسان الميزان 36/7 و تقريب التهذيب 413/2.
3- تحرفت في مختصر أبي شامة إلى: أسامة، و التصويب عن تهذيب الكمال.
4- أسيد، بالفتح، كما في تهذيب الكمال.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 34/2 و ذكر في شيوخه: أبا حفص الدمشقي.
6- في مختصر أبي شامة: عن، و المثبت عن تهذيب الكمال.
7- قول ابن عساكر نقله المزي في تهذيب الكمال 183/21.

و حديثه عن مكحول (1):أن رجلا قال لأبي أمامة الباهلي:

الرجل استودعني الوديعة، أو يكون لي عليه دين يجحدني فيستودعني، أو يكون له عندي الشيء، أ فأجحده ؟ قال: لا، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«أدّ الأمانة إلى من ائتمنك، و لا تخن من خانك»[13337].

قال الحافظ أبو بكر البيهقي (2):

أبو حفص الدمشقي هذا مجهول، و مكحول لم يسمع عن أبي أمامة شيئا. قاله الدار قطني.

8474 - أبو حفص الدمشقي

حدّث عن صدقة بن عبد اللّه.

روى عنه: محمّد بن قدامة.

و أظنه هو عمرو بن أبي سلمة.

ذكر من اسمه أبو الحكم

8475 - أبو الحكم بن أبي الأبيض العبسي

8475 - أبو الحكم بن أبي الأبيض العبسي (3)

كان من أصحاب هشام بن عبد الملك، و بعثه خطيبا إلى مصر حين قتل زيد بن علي (4).

8476 - أبو الحكم الدمشقي

حدّث عن عبادة بن نسي.

روى عنه: إسحاق بن عبد اللّه بن أبي المجالد.

ص: 151


1- رواه أبو أحمد الحاكم في الأسامي و الكنى 267/3 من طريق أحمد بن عمير بسنده إلى أبي أسامة، و انظر تخريجه فيه.
2- رواه المزي في تهذيب الكمال 183/21 نقلا عن أبي بكر البيهقي.
3- له ذكر في ولاة مصر للكندي ص 103 و وفيات الأعيان 122/5.
4- و كان ذلك في سنة 122، في جمادى الآخرة.
8477 - أبو الحكم - و يقال أبو الحكيم - بن الرداد الفزاري

حكى عن يزيد بن معاوية العاملي.

حكى عنه إسماعيل بن أبان بن حوي السكسكي.

8478 - أبو حلحة الفزاري

من أهل دمشق. شاعر له ذكر.

8479 - أبو حلحلة بن الردّاد الشاعر

من أهل دمشق.

حكى عن أبي تمام الطائي الشاعر.

حكى عنه أبو بكر محمّد ابن النائحة الشاعر، الدمشقي، و أظنه الأول.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي قال: و ذكر لي عن أبي بكر ابن النائحة:

أن أبا تمام الطائي وافى دمشق، و جاء إلى باب أبي حلحلة فاستأذن عليه، فقال أبو حلحلة لغلامه: سله من هو؟ فقال: قل له: إذا صعدت إليك عرّفتك. فأذن له، فصعد، و عليه ثوب كردواني. قال: فقلت له: من أخونا؟ فقال أبو تمام: و ما جئت هذا البلد - يعني دمشق - إلاّ ملتمسا لقاءك. فقلت: أحبّ أن تنشدني شيئا، فقال (1):

شهدت لقد أقوت (2) مغانيكم (3) بعدي *** و محّت (4) كما محّت و شائع (5) من برد

إلى آخرها. فاستحسنها. قلت: ما لي أرى عليك أثر خلّة (6)،و قد جئت من مصر؟ قال: أصبت في طريقي. فقلت: قل في الأمير مالك بن طوق (7) شعرا - و كان يتقلد دمشق -

ص: 152


1- البيت في ديوان أبي تمام ص 120 من قصيدة يمدح موسى بن إبراهيم الرافقي و يعتذر إليه (ط . بيروت).
2- أقوت: خلت من السكان.
3- مغانيكم: المغاني جمع مغنى و هو المنزل الذي أقام به أهله ثم ظعنوا.
4- محّ الثوب: بلي.
5- الوشائع جمع و شيعة و هي الغزل الملفوف من اللحمة التي يداخلها الناسج بين السدى.
6- الخلة: الحاجة و الفقر.
7- هو مالك بن طوق بن مالك بن غياث بن زافر، ينتهي إلى تغلب، أحد أجود العرب ولي إمرة دمشق في أيام الواثق ثم في أيام المتوكل، و قدم عليه أبو تمام و مدحه، و كان قدومه إلى دمشق في سنة 232. انظر أخباره في البداية و النهاية 32/11 و معجم البلدان (الرحبة).

فقال قصيدته التي يقول فيها (1):

سلّم على الجزع (2) من سلمى بذي سلم *** عليه و سم من الأيام و القدم

و عنيت بوصوله إلى مالك بن طوق، فاستحسن شعره، و أمر له بمائتي دينار، و تختين (3) ثيابا، و بغلة. فقلت لأبي تمام يمدح الكروس و تبوك (4)،فإنّهما شيخا دمشق.

فمدحهما بقصيدة أوّلها (5):

ضحك الزمان، و كان غير ضحوك *** بكروس حلف النّدى و تبوك

فأمر له كلّ واحد منهما بمائة دينار، و حسنت حاله. و اجتذبه نوح بن عمرو بن حويّ السكسكي إليه، فامتدحه أبو تمام بقصيدته التي يقول فيها (6):

يوم الفراق لقد خلقت طويلا *** لم تبق لي جلدا و لا معقولا

لا تدعون نوح بن عمرو دعوة *** في الخطب (7) إلاّ أن يكون جليلا

قال: فبرّه نوح بن عمرو، و أكرم مثواه. ثم خرج من دمشق.

8480 - أبو حلخان الصوفي

دمشقي، و يقال: حلبي.

قال السّلمي:

أبو حلخان الحلبي. دخل دمشق. يحكى عنه في الشواهد و الأرواح مناكير، إن صح عنه ذلك فما هو من القوم في شيء. و كان اسمه عليّا (8)،و كنيته أبا (9) الحسن. و أبو حلخان لقب. و أصله من فارس، و دخل بغداد بعد رجوعه من الشام، و نزل الرّميلة (10)،و لم يكن

ص: 153


1- مطلع قصيدة لأبي تمام يمدح مالك بن طوق، في ديوانه ص 252.
2- في الديوان: الربع.
3- التخت: وعاء تصفان فيه الثياب.
4- الكروس و تبوك من أولاد خالد بن يزيد بن عبد اللّه السلمي، تقدمت ترجمة تبوك في تاريخ دمشق 26/11 رقم 987 طبعة دار الفكر.
5- ليست القصيدة في ديوان أبي تمام الذي بين يدي.
6- البيتان من قصيدة في ديوانه ص 228 و 229.
7- في الديوان: للخطب.
8- في مختصر أبي شامة: علي.
9- في مختصر أبي شامة: أبو.
10- الرميلة: تصغير، رملة، منزل في طريق البصرة إلى مكة، و قرية في البحرين، و قرية من قرى بيت المقدس (معجم البلدان).

مذهبه - إن صحّ ما يحكى عنه في قدم الأرواح - مذهب الصوفية، و لكنه كان ينتمي إليهم، و يقعد معهم.

سمعت الحسن بن أحمد يقول: سمعت العباس يقول:

رأيت أبا حلخان الحلبي راكعا بين يدي شخص من أول الليل إلى آخره يبكي بين يديه.

و ذكر القشيري بسنده قال:

سمع أبو (1) حلخان الدمشقي طوافا ينادي:«يا سعتر بري»، فسقط مغشيا عليه، فلما أفاق سئل، فقال: حسبته يقول: أشنع تر برّي.

8481 - أبو حمزة البغدادي

اسمه محمّد بن إبراهيم، تقدم ذكره (2).

8482 - أبو حمزة الخراساني الصوفي

8482 - أبو حمزة الخراساني الصوفي (3)

من مشايخ الصوفية المعروفين. ينسب في بعض الروايات إلى دمشق، فيحتمل أن يكون سكنها، و إلاّ فهو من أهل خراسان، و هو معاصر الجنيد.

قال أبو عبد الرّحمن السّلمي:

أبو حمزة الخراساني من أقران الجنيد و أقدم منه. كان يجالس الفقراء، و أظنّ أن أصله جرجرائي (4).و قيل: كان بنيسابور من أهل محلة ملقباذ (5)،و سكنه ينسب إليه بعد.

قال القشيري (6):

هو من أقران الجنيد، و الخرّاز، و أبي تراب النّخشبي. و كان ورعا ديّنا.

و قال السّلمي في «الطبقات» (7):

ص: 154


1- في مختصر ابن منظور: ابن حلخان.
2- تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 252/51 رقم 6062 طبعة دار الفكر.
3- أخباره في الرسالة القشيرية ص 409 و الطبقات الكبرى للشعراني 103/1 و طبقات الصوفية للسلمي 328.
4- جرجرائي نسبة إلى جرجرايا بلد من أعمال النهروان الأسفل بين واسط و بغداد من الجانب الشرقي (معجم البلدان).
5- في معجم البلدان: ملقاباذ، بالضم ثم السكون و القاف: محلة بأصبهان و قيل بنيسابور.
6- الرسالة القشيرية لأبي القاسم القشيري ص 409.
7- طبقات الصوفية لأبي عبد الرحمن السلمي 328 و الطبقات الكبرى للشعراني.

صحب مشايخ بغداد، و سافر مع أبي تراب النّخشبي، و أبي سعيد الخرّاز. و هو من أفتى المشايخ و أورعهم.

قال أبو حمزة: من استشعر ذكر الموت حبّب إليه كلّ باق، و بغّض إليه كلّ فان (1).

و قال: العارف يدافع عيشه يوما بيوم، و يأخذ عيشه يوما ليوم (2).

و قال له رجل: أوصني، فقال: هيئ زادك للسفر [الذي] (3) بين يديك (4)،فكأني بك و أنت في جملة الراحلين، و هيئ لنفسك منزلا تنزل فيه إذا نزل أهل الصّفوة منازلهم، لئلا تبقى متحسّرا.

و قال: انظر رسل البلايا، و سهام المنايا.

و سئل عن الإخلاص، فقال: الخالص من الأعمال ما لا يحب أن يحمد عليه إلاّ اللّه - عزّ و جلّ -.

و قال (5):كنت قد بقيت محرما في عباء (6) أسافر كل سنة ألف فرسخ، تطلع علي الشمس و تغرب، كلما أحللت (7) أحرمت (8).

و قال (9):حججت سنة من السنين، فبينا أنا أمشي في الطريق وقعت في بئر، فنازعتني نفسي أن أستغيث، فقلت: لا و اللّه لا أستغيث. فما استتممت (10) هذا الخاطر حتى مرّ برأس البر رجلان، فقال أحدهما للآخر: تعال حتى نسدّ رأس هذا البئر في هذا الطريق (11).فأتوا

ص: 155


1- الرسالة القشيرية ص 409.
2- الرسالة القشيرية ص 409.
3- زيادة عن الرسالة القشيرية.
4- إلى هنا الخبر في الرسالة القشيرية.
5- رواه عنه الشعراني في الطبقات الكبرى 103/1.
6- في الطبقات للشعراني:«عباءة» و العباء ضرب من الأكسية، و العباءة لغة فيه.
7- في الطبقات للشعراني: تحللت.
8- يعني أني كلما ملت إلى شهوة جددت توبة، قاله الشعراني في الطبقات الكبرى.
9- الخبر و الأبيات رواه أبو القاسم القشيري في الرسالة القشيرية ص 171-172. و رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 391/1 في ترجمة أبي حمزة محمد بن إبراهيم البغدادي.
10- في مختصر أبي شامة:«استممت» و المثبت عن الرسالة القشيرية.
11- بدلا من:«في هذا الطريق» في الرسالة القشيرية:«لئلا يقع فيه أحد».

بقصب و بارية،[و طمّوا رأس البئر] (1) فهممت أن أصيح، فقلت (2) في نفسي: أصيح على (3)من هو أقرب إليّ منهما. فسكتّ (4) حتى طووا رأس البر، فإذا بشيء قد جاء و كشف رأس البئر و ما عليها، و دلّى رجليه في البئر كأنه يقول في همهمة (5) له: تعلق بي، من حيث كنت أفهم همهمته، فتعلقت به، فأخرجني من البئر، فنظرت إليه، فإذا هو سبع، و إذا هاتف يهتف بي و هو يقول: يا أبا حمزة، أ ليس ذا أحسن، نجيناك بالتلف من التلف، فمشيت و أنا أقول:

نهاني (6) حيائي منك أن أكشف (7) الهوى *** و أغنيتني بالفهم (8) منك عن الكشف

تلطفت في أمري فأبديت شاهدي *** إلى غائبي، و اللّطف يدرك باللطف

تراءيت لي بالغيب حتّى كأنّما *** تبشّرني بالغيب أنّك في الكفّ

أراك و بي من هيبة (9) لك وحشة *** فتؤنسني باللطف (10) منك و بالعطف

و تحيي محبّا أنت في الحبّ حتفه *** و ذا عجب كون الحياة مع الحتف

و قيل: إن صاحب هذه الحكاية أبو حمزة البغدادي (11)،و قيل: الدمشقي. و اللّه أعلم.

قال أبو محمّد الرصافي:

خرج أبو حمزة، فسمع قائلا يقول:

نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى *** ما الحبّ إلاّ للحبيب الأوّل

قال: فسقط مغشيا عليه.

قال القشيري:

ص: 156


1- زيادة للإيضاح عن الرسالة القشيرية.
2- في الرسالة القشيرية: ثم قلت.
3- في الرسالة القشيرية: إلى.
4- في الرسالة القشيرية: و سكنت.
5- في مختصر ابن منظور:«مهمهة».
6- قبله في الرسالة القشيرية: أهابك أن أبدي إليك الذي أخفي و سري يبدي ما يقول له طرفي
7- في الرسالة القشيرية: أكتم الهوى.
8- في تاريخ بغداد 392/1 بالقرب.
9- في تاريخ بغداد و الرسالة القشيرية: من هيبتي.
10- تاريخ بغداد: بالعطف.
11- و هي رواية أبي بكر الخطيب في تاريخ بغداد 391/1-392 في أخبار أبي حمزة محمد بن إبراهيم البغدادي.

توفي أبو حمزة سنة تسعين و مائتين (1).

قال أبو حمزة الخراساني (2):

من نصح نفسه كرمت عليه، و من تشاغل عن نصيحتها هانت عليه.

و قال: الأنس ضيق الصدر في (3) معاشرة الخلق.

و قال: العارف يخاف زوال ما أعطي، و الخائف يخاف نزول ما وعد.

و قال: خف سطوة العدل، و ارج رقّة الفضل، و لا تأمن مكره و إن أنزلك الجنان، ففي الجنة وقع لأبيك آدم ما وقع، و قد يقطع بقوم فيها. فقال: كُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنِيئاً بِمٰا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيّٰامِ الْخٰالِيَةِ (4)،فشغلهم عنه بالأكل و الشرب، و لا مكر فوق هذا، و لا حسرة أعظم منه.

و قال: من خصه اللّه منه بنظرة شفقة، فإن تلك النظرة تنزله منازل أهل السعادة، و تزيّنه بالصدق ظاهرا و باطنا.

و قال: الصوفي من صفا من كل درن، فلا يبقى فيه وسخ المخالفة بحال.

8483 - أبو حملة

والد علي بن أبي حملة الدمشقي. أدرك معاوية.

ذكره أبو زرعة في الطبقة الثالثة، و كذلك ابن سميع، و قال: هو مولى لقريش لأبي هاشم بن عتبة.

8484 - أبو حمل الكلبي

من بادية دمشق، ممن كان بالسماوة.

حكى عن عبد اللّه بن الزبير.

حكى عنه سلمة بن معيب الكلبي.

ص: 157


1- الرسالة القشيرية لأبي القاسم القشيري ص 409 و ذكر الشعراني في الطبقات الكبرى 103/1 أنه توفي سنة تسع و ثلاثمائة.
2- رواه السلمي في طبقات الصوفية ص 328.
3- في طبقات الصوفية: عن.
4- سورة الحاقة، الآية:24.

8485 - أبو حيي الأذرعي

8485 - أبو حيي الأذرعي (1)

حكى عن ابن عباس.

روى عنه: ابنه محمّد.

حرف الخاء

8486 - أبو خالد الحرسي

من حرس عبد الملك بن مروان.

حكى عن أنس بن مالك.

روى عنه (2):عروة بن رويم اللخمي.

8487 - أبو خالد الدمشقي

حدّث عن خالد بن معدان.

روى عنه: أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (3)،و إسحاق بن يعيش.

8488 - أبو خالد الفارسي

مولى عمر بن عبد العزيز.

كان رجلا صالحا أعتقه عمر.

روى عنه: حيوة بن شريح.

8489 - أبو خالد القصاع

حكى عن الحسن بن يحيى الخشني.

روى عنه: أحمد بن أبي الحواري.

فقال [أحمد بن أبي الحواري] حدّثنا أبو خالد القصاع قال:

سمعت الحسن - و سئل: ما علامته في أوليائه ؟- قال: توفيقهم في دار الدنيا للأعمال التي يرضى بها عنهم.

ص: 158


1- الأذرعي نسبة إلى أذرعات و هي ناحية بالشام (الأنساب).
2- في مختصر أبي شامة: عن.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 508/18.

8490 - أبو خداش بن عتبة بن أبي لهب

ابن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي

ابن ابن عم النبي صلى اللّه عليه و سلم... (1) له ذكر.

8491 - أبو خراسان بن تميم الفارسي

أخو الليث بن تميم (2).

ولي غازية البحر في خلافة الوليد و سليمان ابني عبد الملك. و كان يكون ببيروت و طرابلس (3) من ساحل دمشق. و أثّر في جهاد الرّوم آثارا حسنة.

قال محمّد بن عائذ، حدّثنا الوليد قال:

حدّثني الليث بن تميم الفارسي:

أنّ سفن المسلمين بالشام كانت متفرقة في ساحل الشام، فكانت طائفة منها باللاذقية (4)بساحل حمص، و عليها سفيان الفارسي، و طائفة منها بأطرابلس ساحل دمشق - أو قال:

ببيروت - و عليها أخي أبو خراسان الفارسي. و كان أيما رجل في كماله و بأسه - قال سليمان بن أبي كريمة: ما رأيت مثله من رجال فارس - فلم يزل الأمر كذلك حتى ولي الأمر عمر بن هبيرة، فعزل سفيان الفارسي أبا خراسان، و صاحب عكا عما كانوا يلون من ذلك، حملهم معه في مركبه لئلا يكون لهم الذكر دونه، و ولى عليها رجالا غيرهم.

قال الوليد: و أخبرني الليث:

أنّ ولاة غازية البحر في زمان الوليد بن عبد الملك: سحيم، و أبو خراسان، و سفيان؛ فكان سفيان الفارسي على سفن حمص بمدينة اللاذقية، و أبو خراسان على سفن دمشق بمدينة طرابلس، و سفن الأردن و فلسطين بعكا. فلما ولي سليمان بن عبد الملك ولّى على جماعة سفن المسلمين من أهل الشام و مصر و إفريقية - ألف سفينة - عمر بن هبيرة الفزاري، فعزل عمر بن هبيرة هؤلاء النفر عن ولايتهم، و ولى على ذلك غيرهم من رجال العرب.

ص: 159


1- كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة.
2- تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 337/50 رقم 5861 طبعة دار الفكر، و لأخيه أبي خراسان ذكر فيها.
3- قال ياقوت: أطرابلس بضم الباء الموحدة و اللام، مدينة مشهورة على ساحل بحر الشام بين اللاذقية و عكا. و زعم بعضهم أنها بغير همز (معجم البلدان 216/1).
4- اللاذقية بالذال المعجمة المكسورة مدينة في ساحل بحر الشام تعد من أعمال حمص و هي غربي جبلة بينهما ستة فراسخ، و هي الآن من أعمال حلب (معجم البلدان 5/5).

8492 - أبو الخطاب

من تابعي أهل دمشق.

أظنه حمادا، و قد سبقت ترجمته (1).

له ذكر.

8493 - أبو الخير الأقطع التيناتي

8493 - أبو الخير الأقطع التيناتي (2)(3)

و تينات من نواحي المصّيصة (4)،نسب إليها لأنه أقام بها، و أصله من المغرب. و قيل:

إن اسمه حماد بن عبد اللّه. و كان أسود من العباد المشهورين، و الزهاد المذكورين.

صحب أبا عبد اللّه الجلاّء (5).و سكن جبل لبنان أيضا من نواحي دمشق، و دخل أطرابلس.

حكى عنه أبو القاسم بكر بن محمّد، و أبو علي الأهوازي، و غيرهما.

قال أبو عبد الرّحمن السّلمي:

أبو الخير التيناتي. سكن جبل لبنان، و تينات على أميال من المصّيصة، و أقام بها، و كان يعرف بأبي الخير الأقطع. و له آيات و كرامات. و كان ينسج الخوص بإحدى يديه لا يدري كيف ينسجه، و كان تأوي إليه السباع، و يأنسون به (6).لم تزل ثغور الشام محفوظة أيام حياته إلى أن مضى لسبيله. رحمه اللّه.

كان أبو الخير أصله من المغرب، و له كرامات و آيات يطول شرحها.

و قال (7) في (كتاب الطبقات):

ص: 160


1- ترجمته في تاريخ دمشق 158/15 رقم 1729.
2- التيناتي نسبة إلى تينات قرية بالقرب من أنطاكية، و هو من أهل المغرب سكنها فنسب إليها كما في بغية الطلب 6/ 2909.
3- انظر أخباره في معجم البلدان(68/2 تينات) و صفة الصفوة 282/4 و حلية الأولياء 377/10 و الطبقات الكبرى للشعراني 109/1 و بغية الطلب 2909/6 و الرسالة القشيرية ص 394.
4- راجع معجم البلدان 68/2.
5- اسمه أحمد بن يحيى البغدادي، سكن الرمة، صحب ذا النون و أبا تراب و أباه يحيى الجلاء، انظر أخباره في حلية الأولياء 314/10.
6- انظر حلية الأولياء 377/10 و معجم البلدان 68/2.
7- القائل أبو عبد الرحمن السلمي، و الخبر في طبقات الصوفية ص 382 و الطبقات الكبرى للشعراني 109/1.

و منهم: أبو الخير الأقطع، و كان أوحد في طريقته في التوكل، كان يأنس إليه السباع و الهوام، و كان حادّ الفراسة، مات سنة نيف و أربعين و ثلاثمائة.

قال أبو الخير (1):دخلت مدينة الرسول صلى اللّه عليه و سلم، و أنا بفاقة، فأقمت خمسة أيام ما ذقت ذواقا (2)،فتقدمت إلى القبر، و سلّمت على النبي صلى اللّه عليه و سلم، و على أبي بكر و عمر - رضي اللّه عنهما - و قلت: أنا ضيفك الليلة يا رسول اللّه، و تنحّيت، و نمت خلف المنبر، فرأيت في المنام النبيّ صلى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر عن يمينه، و عمر عن يساره (3)،و علي بن أبي طالب بين يديه.

فحركني عليّ ، و قال لي: قم، قد جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. قال: فقمت إليه، و قبّلت بين عينيه، فدفع إلي رغيفا، فأكلت نصفه، فانتبهت (4)،فإذا في يدي نصف رغيف.

و قال أبو الخير: لن يصفو قلبك إلاّ بتصحيح النيّة للّه تعالى، و لن يصفو بدنك (5) إلاّ بخدمة أولياء اللّه تعالى.

و قال أبو الخير (6):ما بلغ أحد إلى حالة شريفة (7) إلاّ بملازمة الموافقة، و معانقة الأدب، و أداء الفرائض، و صحبة الصالحين، و خدمة الفقراء الصادقين.

و قال: حرام على قلب مأسور بحب الدنيا أن يسبح في روح الغيوب.

و قال (8):القلوب ظروف، فقلب مملوء إيمانا، فعلامته الشفقة على جميع المسلمين، و الاهتمام بما يهمهم، و معاونتهم على ما يعود صلاحه إليهم (9).و قلب مملوء نفاقا، فعلامته (10) الحقد، و الغلّ ، و الغشّ ، و الحسد.

و قال (11):الدعوى رعونة لا يحتمل القلب إمساكها، فيلقيها (12) إلى اللسان، فتنطق

ص: 161


1- الخبر في طبقات الصوفية للسلمي 382 و الطبقات الكبرى للشعراني 109/1 و صفة الصفوة 283/4.
2- الذواق: طعم الشيء، أي أنه لم يذق شيئا من طعام أو شراب.
3- في صفة الصفوة و طبقات الصوفية: شماله.
4- في صفة الصفوة و طبقات الصوفية: و انتبهت.
5- في مختصر أبي شامة: و «و أن يصفو بذلك» و التصويب عن طبقات الصوفية للسلمي.
6- الخبر في صفة الصفوة 284/4 و حلية الأولياء 378/10.
7- في مختصر أبي شامة:«شهية» تصحيف، و الصواب عن الحلية و صفة الصفوة.
8- الخبر في حلية الأولياء 378/10.
9- في الحلية: و معاونتهم على مصالحهم.
10- في الحلية: و علامته.
11- رواه ابن الجوزي في صفة الصفوة 283/4.
12- في صفة الصفوة: فليلقها إلى اللسان.

بها ألسنة الحمقى (1)،و لا يعرف الأعمى ما يبصره البصير من محاسنه و مقابحه.

قال أبو القاسم القشيري (2):

و منهم أبو الخير الأقطع. مغربي الأصل. سكن تينات، و له كرامات، و فراسة حادّة.

كان كبير الشأن.

قال أبو الحسين القيرواني (3):

زرت أبا الخير التّيناتي، فلما ودعته خرج معي إلى باب المسجد، فقال: يا أبا الحسين (4)،أنا أعلم أنّك لا تحمل معك معلوما، و لكن احمل هاتين التفاحتين. فأخذتهما، و وضعتهما في جيبي و سرت. فلم يفتح لي بشيء ثلاثة أيام، فأخرجت واحدة منهما، فأكلتها، ثم أردت أن أخرج الثانية فإذا هما في جيبي، فكنت آكل منهما، و تعودان، إلى باب الموصل؛ فقلت في نفسي: إنهما تفسدان علي حال توكلي إذا صارتا معلوما لي، فأخرجتهما من جيبي بمرة، فنظرت، فإذا فقير (5) ملفوف في عباءة يقول: أشتهي تفاحة، فناولتهما إياه، فلما عبرت وقع لي أن الشيخ إنما بعث بهما إليه، و كنت في رفقة في الطريق، فانصرفت إلى الفقير، فلم أجده.

قال أبو نعيم الأصبهاني (6):

سمعت غير واحد ممن لقي أبا الخير يقول: إن سبب قطع يده أنه كان عاهد اللّه ألاّ يتناول بشهوة نفسه شيئا مشتهيا (7)،فرأى يوما بجبل لكّام (8) شجرة زعرور، فاستحسنها، فقطع منها غصنا، فتناول منها شيئا من الزعرور، فذكر عهده، فتركه (9).ثم كان يقول:

قطعت غصنا فقطع مني عضو.

ص: 162


1- إلى هنا الخبر في صفة الصفوة.
2- رواه أبو القاسم القشيري في الرسالة القشيرية ص 394.
3- الخبر في صفة الصفوة 285/4.
4- في صفة الصفوة أنه رجل فقير يعرف بالأنصاري.
5- في صفة الصفوة: فإذا بعليل ينادي من الخراب.
6- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 278/10.
7- في مختصر أبي شامة: مشتها، و المثبت عن حلية الأولياء.
8- جبل اللكام: بالضم و تشديد الكاف، و يروى بتخفيفها: الحبل المشرف على أنطاكية (معجم البلدان).
9- في الحلية: و تركه.

قال أبو ذر الهروي:

سمعت عيسى بن أبي الخير التّيناتي بمصر - و كان رجلا صالحا - و قلت له: لم كان أبوك أقطع ؟ قال: ذكر لي أنّه كان عبدا أسود. قال: فضاق صدري في الملك، فدعوت اللّه، فأعتقت، فكنت أجيء إلى الإسكندرية، فاحتطب، و أتقوت بثمنه، و كنت أدخل المسجد أقف على الحلق، و أعلم أنهم لا يعلّموني شيئا، لأني عبد أسود، فكنت أقف عليهم، فيسهل اللّه على لسانهم ما كنت أريد أن أسأل عنه، فأحفظه، و أستعمل ذلك.

سمعت (1) مرة حكاية يحيى بن زكريا و ما عملوا به، فقلت في نفسي: إن اللّه ابتلاني بشيء في بدني صبرت. ثم خرجت إلى الثغر بطرسوس (2)،و كنت آكل المباحات، و معي حجفة (3) و سيف. و كنت أقاتل (4) العدو مع الناس، فآواني الليل إلى غار هناك، فقلت في نفسي: إني أزاحم الطير في أكل المباحات، فنويت أ لا آكل فمررت بعد ذلك بشجرة، فقطعت منها شيئا، فلما أردت [أن] (5) آكله ذكرت، فرميته، ثم دخلت المغارة بالليل، فإذا هناك... (6) قطعوا الطريق، و دخلوا إلى الغار قبلي و لم أعلم، فلما دخلت إلى هناك، فإذا نحن بصاحب الشرطة يطلبهم، فدخل الغار، فأخذهم، و أخذني معهم، فقدموا جميعا، فقطعوا. فلما قدّمت قالت اللصوص: لم يكن هذا الأسود معنا، و كان أهل الثغر يعرفونني، فغطى اللّه عنهم حتى قطعوا يدي، فلما مدّوا رجلي قلت: يا رب، هذه يدي قطعت لعقد عقدته، فما بال رجلي ؟! فكأنه كشف عنهم، و عرفوني، و قالوا: هذا أبو الخير! و اغتمّوا (7).

فلما أرادوا أن يغمسوا يدي في الزيت امتنعت، و خرجت، و دخلت الغار، و بت ليلة عظيمة، فأخذني النوم، فرأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم في النوم، فقلت: يا رسول اللّه، فعلوا بي و فعلوا، فأخذ يدي المقطوعة، فقبّلها، فأصبحت و لا أجد ألم الجرح، و قد عوفيت.

و قال ابن جهضم: حدّثني بكر بن محمّد قال:

ص: 163


1- كذا في مختصر أبي شامة، و في مختصر ابن منظور: ذكرت.
2- طرسوس: مدينة بثغور الشام بين أنطاكية و حلب و بلاد الروم (معجم البلدان).
3- الحجفة: الترس، جمعها الحجف.
4- في مختصر ابن منظور: أغزو.
5- زيادة للإيضاح.
6- كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة.
7- الطبقات الكبرى للشعراني 109/1 باختلاف الرواية.

كنت عند الشيخ أبي الخير بالتينات، فبسط محادثته لي إلى أن هجمت عليه، فسألته عن سبب قطع يده، و ما كان منه، فقال: يد جنت فقطعت. فظننت أنه كانت له صبوة في حداثته في قطع طريق أو نحوه مما أوجب ذلك، فأمسكت. ثم اجتمعت معه بعد ذلك بسنين مع جماعة من الشيوخ، فتذاكروا مواهب اللّه لأوليائه، و أكثروا كرامات اللّه لهم، إلى أن ذكروا طيّ المسافات، فتبرم الشيخ بذلك، فقال: لم يقولون: فلان مشى إلى مكة في ليلة، [و فلان] (1) مشى في يوم ؟ أنا أعرف عبدا من عبيد اللّه حبشيا كان جالسا في جامع أطرابلس، و رأسه في جيب مرقّعته، فخطر له طيبة الحرم، فقال في سرّه: يا ليتني كنت بالحرم، ثم أمسك عن الكلام.

فتغامز الجماعة، و أجمعوا على أنه ذلك الرجل.

و قال أبو القاسم بكر بن محمّد:

كنت عند أبي الخير التيناتي و جماعة اجتمعوا على أن يسألوه (2) عن سبب قطع يده، فقال: يد جنت، فقطعت. فقيل: قد سمعنا منك هذا مرارا كثيرة، أخبرنا كيف سببه ؟ فقال:

نعم.

أنتم تعلمون أني من أهل المغرب، فوقعت في مطالبة السفر، فسرت حتى بلغت إسكندرية، فأقمت بها اثنتي عشرة سنة، ثم سرت منها إلى أن صرت بين شطا (3) و دمياط (4)، فأقمت أيضا اثنتي عشرة سنة. فقيل له: مكانك، إلى هاهنا انتهينا، الإسكندرية بلد عامر، أمكن أن تقيم بها، بين شطا و دمياط لا زرع و لا ضرع، أي شيء كان قوتك اثنتي عشرة سنة ؟ فقال: نعم، كان في الناس خير في ذلك الزمان، و ان يخرج من مصر خلق كثير يرابطون بدمياط ، و كنت قد بنيت كوخا على شط الخليج، فكنت أجيء من الليل إلى الليل إلى تحت السور، فإذا أفطر المرابطون نفضوا سفرهم (5) خارج السور، فأزاحم الكلاب على قمامة السّفر، فآخذ كفايتي، فكان هذا قوتي في الصيف. فقالوا: ففي الشتاء؟ قال: نعم، كان ينبت

ص: 164


1- استدركت على هامش مختصر أبي شامة.
2- في مختصر أبي شامة: يسألونه.
3- شطا: بالفتح و القصر، و قيل: شطاة: بليدة بمصر (معجم البلدان).
4- دمياط : مدينة قديمة بين تنيس و مصر على زاوية بين بحر الروم و نهر النيل (معجم البلدان).
5- سفرهم: السفرة بالضم، طعام المسافر، المعدّ للسفر، و السفرة ما يوضع فيه الأديم. و السفرة التي يؤكل عليها، و سميت لأنها تبسط إذا أكل عليها (تاج العروس).

حول الكوخ من هذا البردي (1) الجافي، فيخصب في الشتاء، فأقلعه، فما كان منه في التراب يخرج غضا أبيض، فآكله، و أرمي بالأخضر الجافي. فكان هذا قوتي إلى أن نوديت (2) في سري: يا أبا الخير، تزعم أنك لا تزاحم الخلق في أقواتهم، و تشير إلى التوكل، و أنت في وسط المعلوم جالس ؟ فقلت: إلهي و سيدي و مولاي، و عزّتك لا مددت يدي إلى شيء مما تنبت الأرض حتى تكون أنت الموصلي إليّ رزقي من حيث لا أكون أنا أتولى فيه. فأقمت اثني عشر يوما أصلي الفرض و أتنفّل (3)،ثم عجزت عن النافلة، فأقمت اثني عشر يوما أصلي الفرض لا غير، ثم عجزت عن القيام، فأقمت اثني عشر يوما أصلي جالسا، ثم عجزت عن الجلوس، فرأيت إن طرحت نفسي ذهب فرضي. فلجأت إلى اللّه بسري، و قلت: إلهي و سيدي و مولاي افترضت علي فرضا تسألني عنه، و ضمنت لي رزقا فتفضل علي برزقي، و لا تؤاخذني بما اعتقدته معك، فوعزتك لأجتهدن ألا (4) أخالف عقدي الذي عقدته معك. فإذا بين يدي رغيفان - و ربما قال: قرصان - بينهما شيء - و لم يذكر الشيء - فكنت آخذه على دوار وقتي من الليل إلى الليل. ثم طولبت بالمسير إلى الثغر، فسرت حتى دخلت مصر، و كان ذلك يوم جمعة، فوجدت في صحن الجامع قاصّا يقصّ على الناس، و حوله حلقة، فوقفت بينهم أسمع ما يقول - فذكر قصة زكريا و المنشار - و ما كان من خطاب اللّه له حين هرب منهم، فنادته الشجرة: إليّ يا زكريا، فانفرجت له، فدخلها، ثم أطبقت عليه، و لحقه العدو، فتعلّق بطرف عبائه، و ناداهم: إليّ ، فهذا زكريا! ثم أخرج لهم حيلة المنشار، فنشرت الشجرة حتى بلغ المنشار رأس زكريا، فأنّ منه أنّة، أوحى اللّه تعالى: يا زكريا، لئن صعدت منك إليّ أنّة ثانية لأمحونّك من ديوان النبوة. فعضّ زكريا على الصّير (5) حتى قطع بشطرين، فقلت في نفسي: لقد كان زكريا صابرا، إلهي و سيدي و مولاي لئن ابتليتني لأصبرنّ . ثم سرت حتى دخلت أنطاكية، فرآني بعض إخواني، و علم أني أريد الثغر فدفع إليّ سيفا و ترسا و حربة للسبيل، فدخلت الثغر، و كنت حينئذ أحتشم من اللّه أن أرى وراء سور خيفة العدوّ، فجعلت مقامي بالنهار في غابة أكون فيها، و أخرج بالليل إلى شط البحر، فأغرز الحربة على

ص: 165


1- البردي بالفتح نبات معروف واحدته بردية.(تاج العروس).
2- في مختصر أبي شامة: توفرت، تصحيف، و أثبتنا ما جاء في مختصر ابن منظور.
3- تنفل فلان: صلى النوافل، و النافلة: ما تفعله مما لم يجب عليك، و منه نافلة الصلاة (تاج العروس: نفل).
4- في مختصر أبي شامة: أن لا أخالف.
5- الصير: الشقّ .

الساحل، و أشد الترس إليها محرابا، و أتقلد سيفي، و أصلي إلى الغداة، فإذا صليت الصبح غدوت إلى الغابة، فكنت فيها نهاري أجمع. فبدرت في بعض الأيام، فبصرت بشجرة بطم قد بلغ بعضه أخضر، و بعضه أحمر، قد وقع عليه الندى، و هو يبرق، فاستحسنته، و أنسيت عقدي مع اللّه، و قسمي به أني لا أمدّ يدي إلى شيء مما تنبت الأرض، فرددت يدي إلى الشجرة، فقطعت منها عنقودا، و جعلت بعضه في فمي ألوكه، فذكرت العقد، فرميت ما في يدي، و بزقت ما في فمي، و قلت: حلّت المحنة، و رميت الترس و الحربة، و جلست موضعي يدي، على رأسي. فما استقر جلوسي حتى دار بي فرسان، و قالوا لي: قم. فساقوني إلى أن أخرجوني إلى الساحل، و إذا أمير بناس... (1) جماعة على خيول، و رجاله كثير و بين أيديهم جماعة سودان كانوا يقطعون الطريق قبل ذلك اليوم في ذلك المكان، فأسرى إليهم أمير بناس في موضع الأكواخ فكبسهم في السجن و أخذ من كان منهم في الأكواخ و افترقت الخيل تطلب من هرب منهم في الغابة، فوجدوني أسود معه سيف و ترس و حربة فساقوني، فلما قدّمت إلى الأمير، و كان رجلا تركيا، قال لي: أيش أنت ويلك ؟ قلت: عبد من عبيد اللّه، فقال للسودان: تعرفونه ؟ قالوا: لا، قال: بلى، هو رئيسكم، و إنما تفدونه بنفوسكم، لاقطّعن أيديكم و أرجلكم. فقدّموهم، فلم يزل يقدم رجلا رجلا يقطع أيديهم حتى انتهى إليّ آخرهم، فقال لي: تقدم، مدّ يدك، فمددتها، فقطعت، ثم قال لي: مدّ رجلك، فمددتها، فرفعت سري (2) إلى السماء و قلت: إلهي و سيدي و مولاي، يدي جنت، رجلي أيش عملت ؟! فإذا بفارس قد أقبل وقف على الحلقة، و رمى نفسه إلى الأرض، و صاح: أيش تعملون، تريدون أن تنطبق الخضراء على الغبراء؟ هذا رجل صالح يعرف بأبي الخير المناجي - و كنت حينئذ أعرف بالمناجي - فرمى الأمير نفسه عن فرسه، و أخذ يدي المقطوعة من الأرض يقبّلها، و تعلّق بي يقبّل صدري، و يشهق، و يبكي، و يقول: ما علمت، سألتك باللّه اجعلني في حلّ .

فقلت: جعلتك في حلّ من أول ما قطعتها، هذه يد جنت فقطعت (3).

فقال أبو الخير:- و هو يبكي - و أي مصيبة أعظم من مصيبتي هذه. يعني قطعت يدي و انقطع عني... (4).

ص: 166


1- كلمة غير مقروءة في مختصر أبي شامة.
2- كذا في مختصر أبي شامة، و في الطبقات الكبرى للشعراني: ثم رفعت رأسي.
3- انظر الحكاية باختلاف في الطبقات الكبرى للشعراني 109/1-110.
4- كلمة غير مقروءة في مختصر أبي شامة.

و قال أبو الخير (1):جاورت بمكة سنة من السنين، و مرّ عليّ بها شدائد، و همت نفسي بالسؤال، فهتف بي هاتف: أ ما يستحي الوجه الذي تسجد لي به أن تبذله لغيري ؟! فجلست.

و قال أبو الخير: من أنس باللّه لم يستوحش من شيء.

قال أبو سعد إسماعيل بن علي الواعظ : سمعت جماعة من مشايخنا:

أن يوما صلّوا خلف أبي الخير الأقطع، فلما سلّم قال رجل: لحن الشيخ. ففي نصف الليل خرج إلى البراز، فرأى أسدا و الشيخ يطعمه، فغشي على الرجل، فقال الشيخ: منهم من يكون لحنه في قلبه، و منهم من يكون يلحن بلسانه.

قال السّلمي (2):سمعت جدي إسماعيل بن نجيد (3) يقول:

دخل على أبي (4) الخير الأقطع بعض البغداديين، و قعدوا يتكلمون بين يديه، و ضاق صدره، فخرج، فلمّا خرج جاء السبع، و دخل البيت، فسكتوا، و انضمّ بعضهم إلى بعض، و تغيّرت ألوانهم، فدخل عليهم أبو الخير و قال: يا سادتي، أي تلك الدعاوى ؟ قال أبو القاسم القشيري:

و أبو الخير التّيناتي مشهور بالكرامات. حكي [عن] (5) إبراهيم الرقي (6) أنّه قال: قصدته مسلّما، فصلى صلاة المغرب، فلم يقرأ الفاتحة مستويا، فقلت في نفسي: ضاعت سفرتي.

فلمّا سلمت خرجت للطهارة، فقصدني السّبع، فعدت إليه فقلت: إن الأسد قصدني، فخرج، و صاح على الأسد. و قال: أ لم أقل لك لا تتعرّض لضيفاني ؟ فتنحى. و تطهّرت، فلما رجعت قال: اشتغلتم بتقويم الظاهر فخفتم الأسد، و اشتغلنا بتقويم القلب فخافنا الأسد.

قال الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ :

بكرت يوما إلى أبي عثمان المغربي (7)،فقعدت معه إلى أن أذنوا لصلاة الظهر، ثم

ص: 167


1- الخبر رواه ابن الجوزي في صفة الصفوة 283/4.
2- الخبر من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 337/10.
3- هو إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف، أبو عمرو النيسابوري، ترجمته في سير أعلام النبلاء(281/12 ت 3302) ط دار الفكر.
4- في مختصر أبي شامة «أبو» خطأ، و الصواب عن حلية الأولياء.
5- زيادة اقتضاها السياق.
6- هو إبراهيم بن داود الرقي، أبو إسحاق، من كبار مشايخ الشام، انظر أخباره في الرسالة القشيرية ص 415.
7- اسمه سعيد بن سلام المغربي، أبو عثمان، واحد زمانه لم يوصف قبله مثله، توفي بنيسابور سنة 373، أخباره في الرسالة القشيرية ص 434.

قلت: آذيت الشيخ. قال: ثم أقبل علي فقال: أنا لا أعرف الناس، قد كان رجل بمكة يحمل إليّ الطعام ثلاث سنين و أنا لا أعرف اسمه، و لكن أجدني قد أنست إليك، فاعلم أن طريق السالكين أحكم من طريق أهل الروايات؛ هذا الأسود الذي كان بالشام - يعني أبا الخير الأقطع - خرج إليه إبراهيم بن المولد (1) من العراق، فوصل إليه عند المساء، فنزل، و تطهر، و صلّى معه صلاة العتمة، فازدرى به لقراءته، ففطن أبو الخير لذلك، فلما جن عليه الليل أخذ إبراهيم ركوته، و ذهب يجدد [و ضوءا] (2)،فبينا هو على ذلك إذ جاء سبع، فوقف عليه، فترك إبراهيم ركوته و عدا إلى المسجد، فأدركه أبو الخير، فقال: ما لك ؟ قال: سبع! فخرج أبو الخير، و أخذ بأذن السبع. و قال: يا أبا الحارث، أ لم أقل لك لا تؤذ الناس! و أخذ ركوة إبراهيم و ردّها إليه.

قال أبو القاسم بكر بن محمّد:

ورد على أبي الخير رجل فقيه من العراق، فلمّا وجبت صلاة العشاء خرج إلى المسجد و ضيفه معه، فتقدم الشيخ، فصلّى بهم، و كان في لسانه عجمة الحبش، فلما فرغ من الصلاة قام الفقيه فأعاد صلاته التي صلاّها خلفه، فلما كان من غد قدم الشيخ ضيفه فقال: تقدم، صلّ بنا الصبح، فإنك تحقّق القراءة أكثر منّي، فتقدّم الرجل، و صلّى بالشيخ و لجماعة، ثم خرج الرجل بين الآجام (3)،فإذا به يصرخ، فخرج الشيخ فدخل الأجمة، فإذا بالرجل ملقى على ظهره، و السبع على صدره، فتقدم الشيخ إلى السبع، فأخذ أذنه و قال: ويحك تخيف ضيفي!؟ و نحاه عن صدره، فأقام الرجل مغشيا عليه ساعة، و حمل إلى المسجد، فلما أفاق قال له الشيخ: يا هذا، لو حقّقت يقينك كما حققت قراءتك لكنت أحد رجال اللّه، ففطن الرجل و قال: أيها الشيخ التوبة، فقال: يا هذا، لا يعرج إلى السماء إلاّ كما نزل منها محقّقا، و لي اجتهادي (4)،فصوب يقينك كما صوبت قراءتك، ارفع سوء الظن عن عباد اللّه. فقال:

سمعا لك و طاعة.

قال أبو ذرّ الهروي: سألت عيسى بن أبي الخير:

كيف كان حديث السبع معك ؟ قال: كان أبي يخرج خارج الحصن، و عنده آجام

ص: 168


1- هو إبراهيم بن أحمد بن محمد أبو الحسن الزاهد الصوفي، انظر أخباره في حلية الأولياء 364/10.
2- استدركت عن هامش مختصر أبي شامة.
3- الآجام واحدتها أجمة بالتحريك، الشجر الكثير الملتف (القاموس).
4- كذا في مختصر أبي شامة، و في مختصر ابن منظور: اجتهادك.

كثيرة، و سباع، و كان أبي يضرب السبع و يقول: لا تؤذ أصحابي. فلما كان ذات يوم قال:

ادخل القرية فأتني بعيش (1)،فتركت ما أمرني و اشتغلت ألعب مع الصبيان بجفنة (2) العشاء، فغضب عليّ ، فقال: لأحملنك و أبيتنك في الأجمة، فأخذني تحت إبطه و حملني إلى أجمة بعيدة لا أهتدي للطريق منها، و رماني هناك و رجع، فلم أزل أبكي و أصيح، ثم أخذني النوم، فانتبهت قريب السحر، فإذا أنا بالسبع إلى جنبي، و أبي قائم يصلي، فلما فرغ قال له: قم فإن رزقك على الساحل. فقام السبع و مضى، ثم نمت، فلما أصبحت انتبهت و أبي قد ذهب، فخرجت من الأجمة، و عرفت الطريق، و جئت إلى أبي.

قال أبو الحسن بن زيد:

ما كنا ندخل على أبي الخير و في قلبنا سؤال إلاّ تكلم علينا من ذلك الموضع من غير أن نسأله.

قال حمزة بن عبد اللّه العلوي:

دخلت على أبي الخير التيناتي، و كنت اعتقدت في نفسي أن أسلم عليه و أخرج و لا آكل عنده طعاما. فلما خرجت من عنده و مشيت إذا به خلفي، و قد حمل طبقا عليه طعام، فقال:

يا فتى، كل هذا فقد خرجت الساعة من اعتقادك.

قال أبو الحسن علي بن محمود الزّوزني الصوفي:

كان أبو الخير التيناتي صاحب مشاهدة، و كان يسميني: غلام اللّه، و كنت أنبسط إليه.

فقلت: يا سيدي، بأيش وصلت إلى هذه الحال ؟ فقال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في النوم، فقبّل صدري، فأنا أرى من خلفي كما أرى من قدامي.

قال: و سمعت العراقي يحكي:

إني كنت ماضيا إلى التينات أزور الشيخ، فالتقيت بإنسان بغدادي، فقال لي: إلى أين تمضي ؟ فقلت: إلى التينات أزور الشيخ، فقال: إن نقم بزيارة إليه الساعة، ندخل عليه و يقدم (3) لنا الخبز و اللبن، و أنا لا أتمكن من أكله فإني صفراوي. فدخلنا على الشيخ، فقام

ص: 169


1- العبش: الطعام.
2- إعجامها مضطرب في مختصر أبي شامة، و رسمها: بجبنة.
3- العبارة في مختصر أبي شامة:«فقال: أنا هم بنية الزيارة الساعة فدخل عليه و تقدم» صوبنا العبارة عن مختصر ابن منظور.

و دخل إلى بيته، و جاء على يده قصعة فيها لبن و خبز، و قال: كل أنت هذا، و في يده الأخرى رمان حلو و حامض، فتركه بين يدي البغدادي، فقال: كل أنت هذا، ثم قال لي: من أين صحبت هذا فإنه بدعيّ (1)؟و ما كنت سمعت منه شيئا. فلما كان بعد عشر سنين رأيته بتنّيس (2) و هو تاجر، و إذا به معتزلي محض.

قال عبد العزيز البحراني - و كان يمشي حافيا في أسفاره - قال:

خرجت من البصرة حافيا و نعلي بيدي، إذا وصلت إلى بلد تحظّيت فيهما، و إذا خرجت حملتهما بيدي إلى أن دخلت الثغر، فلما عدت من الغزو، و أردت الخروج من الثغر أحببت أن ألقى أبا الخير التيناتي، فعدلت إلى التينات، فسألت صبيا على باب الزقاق: كيف الطريق إلى مسجد الشيخ ؟ فقال: ما أكثركم! قد آذيتم هذا الشيخ الزّمن (3)،كم تأكلون خبز هذا الضعيف ؟ فوقع في قلبي من قوله، فاعتقدت أ لا آكل (4) طعاما ما دمت بتينات. و أتيته، فبت عنده ليلتين ما قدّم لي شيئا، و لا عرض عليّ [شيئا] (5).فلما خرجت، و صرت بين الزيتون إذا به يصيح خلفي: قف. فالتفتّ ، فإذا به، فقلت: أنا أرجع إليك، فاستقبلته، فدفع إليّ ثلاثة أرغفة ملطوخة بلبن (6)،و قال لي: كل هذه فقد خرجت من عقدك، ثم قال: أ ما سمعت قول النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ الضيف إذا نزل نزل برزقه»؟ فقلت: بلى، قال: فلم شغلت قلبي بقول صبي ؟ فاعتذرت إليه، و سرت[13338].

و قال أبو الحسن العراقي:

قدم أبو الخير تنّيس، فقال لي: قم نصعد السور نكبّر، فصعدت معه، ثم قلت في نفسي و نحن على السور: هذا عبد أسود قد نال ما هو فيه، فالتفت إليّ و قال: يَعْلَمُ مٰا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ (7)،فلمّا سمعت ذلك فزعت، و غشي علي، فمرّ و تركني، فلما أفقت

ص: 170


1- بدعي يعني أنه صاحب بدعة، و البدعة بالكسر: الحدث في الدين بعد الإكمال، أو هي ما استحدث بعد النبي صلى اللّه عليه و سلم من الأهواء و الأعمال. و قال ابن الأثير: البدعة: بدعتان: بدعة هدى، و بدعة ضلال.(انظر تاج العروس: بدع).
2- تنيس: بكسرتين و تشديد النون: جزيرة في بحر مصر قريبة من البر، ما بين الفرما و دمياط (معجم البلدان).
3- الزمن: الزمانة: العاهة، زمن زمنا فهو زمن و زمين و أزمن اللّه فلانا: جعله زمنا أي مقعدا، أو ذا عاهة (تاج العروس: زمن).
4- في مختصر أبي شامة: أن لا آكل.
5- ليست في مختصر أبي شامة، زيادة للإيضاح.
6- في مختصر أبي شامة: بين.
7- سورة البقرة، الآية:235.

جعلت أذمّ نفسي، و أستغفر مما جرى في نفسي، فجاءني، فقال: وَ هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبٰادِهِ (1).فقمت معه.

قال أبو ذر الهروي: و سمعت عيسى بن أبي الخير، سمعت أبي يقول:

الآن يدخل رجل عليه ثياب - ذكرها - فلما كان بعد ساعة قال أبي: بين يديه ظلمة نعوذ باللّه. فلما دخل سلّم عليه أبي و قال: من أين أتيت ؟ قال: من الجبل الفلاني، قال: و ما تعمل هناك ؟ قال: أتزهّد و أتعبد، قال: و أيش هذه الظلمة بين يديك ؟ فقال الرجل: ليس إلاّ خير.

فسكت، ثم رفع رأسه فقال: أعوذ باللّه! أرى في عنقك رأسا، ما هذا؟ فبكى الرجل، و لطم نفسه، و قال: اعلم أنّي بليت في شبابي بقتل، و قد تبت من ذلك من سنين، فما الحيلة ؟ قال:

ارجع إلى الجبل، و أخلص النية للّه، فلعله يقبل توبتك.

و قال أبو الخير: كنت واقفا أركع، فإذا أنا بإبليس اللعين قد جاء في صورة حية عظيمة، فتطوق بين يدي سجودي، فنفضته و قلت: يا لعين، لو لا أنّك نجس لسجدت على ظهرك.

و قال: كنت بأطرابلس الشام بعد عشاء الآخرة، و قد مضى من الليل وقت، فذكرت الحرم و طيبة (2)،فاشتد شوقي إليه، فقلت: أيش أعمل الساعة ؟ فسجدت، و رفعت رأسي، فإذا أنا في المسجد الحرام.

و قال: أشرفت على.... (3) فرأيت أكثر أهلها أصحاب.... (4) و المرقعات. قال:

فسمعت بعد ذلك عن بعض الفقراء أنّه قال: ما استوجبوا ذلك إلاّ بقلة.... (5).

قال بكر بن محمّد: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه - و يعرف بابن أم راغب - قال:

دخلت على الشيخ أبي الخير التيناتي في مسجده، فإذا هو مع شخص يحدثه، فقال

ص: 171


1- سورة الشورى، الآية:25.
2- طيبة: المدينة النبوية، و طيبة بالكسر: اسم بئر زمزم (تاج العروس).
3- كلمة غير مقروءة في مختصر أبي شامة.
4- كلمة غير مقروءة في مختصر أبي شامة.
5- كلمة غير مقروءة في مختصر أبي شامة.

لي: يا إبراهيم، اخرج و ردّ الباب، فخرجت، و جلست بالباب طويلا، و كانت بي حاجة إليه، فقلت في نفسي: إن كانا في سرّ فقد فرغا. ففتحت الباب، و دخلت، و إذا به جالس وحده، فقلت: حبيبي، أين الرجل الذي كان معك، فإنه لم يخرج ؟ فقال: يا بني، هو لا يخرج من الباب، فقلت: من هو؟ قال: هو الخضر، فبكيت، فقال: لم تبكي ؟ قلت: لو عرفت لسألته الدعاء. ثم مضت مديدة، ففتح على الشيخ نقود تركية، فقال: يا بني، لو حملت إلى الأذنة فبعته، و ابتعت به حوائج - ذكرها-. فانحدرت، فاشتريت الحوائج، و حملتها في كساء على ظهري، فلقيت رجلا في الطريق، فسلم علي، و قد بقي إلى التينات ستة أميال، فقال: يا أخي قد تعبت، فناولني أحمل عنك، فناولته، فحملها، و جعل يحادثني بأخبار الصالحين حتى بلغنا التينات، فدفعها، و ودعني، و قال: تقرأ على الشيخ منّي السّلام، فقلت: حبيبي، أقول من ؟ قال: هو يعرف. فلما دخلت على الشيخ قال لي: يا إبراهيم، ما استحييت، حمّلته ستة أميال ؟ ما حسدتك، و حسدتني على كلامه إياي ؟ فبكيت، و قلت: هو هو؟ قال: هو هو و لا حيلة، تبكي إذا لم تلقه، و تبكي إذا لقيته!.

قال أبو الحسن جعفر بن هارون السيرواني:

أنفذ أبو علي للمستولي إلى أبي الخير الأقطع صرّة دنانير مع أبي عوانة، فأخذ الصرّة، فقسمها و جعلها قسمين، ثم أخذ قسما و قال: هذا يصلح لنا، و ذاك لا يصلح لنا. فرد ما ردّه من الدنانير إلى أبي علي، فدعا بوكلائه و قال: من أين حملت هذه الدنانير؟ قالوا: وقفت على بغلة فبعناها على بعض الأخشادية، فقال أبو علي: من هاهنا أتينا.

قال أبو ذرّ: سمعت عيسى يقول:

كان خيثمة بن سليمان يبعث كلّ سنة لي شيئا. فلمّا كان بعض السنين بعث لي ذلك مع رجل، فإذا بين الدراهم التي بتينات و بين الذي معه صرف، فباع ما معه بدراهم تينات، و أخذ الزيادة لنفسه، ثم جاء اليّ ، و أعطاني، فخرج أبو الخير إلى الطرابلس من يومه، فإذا بخيثمة قد خرج إلى الصحراء لبعض شأنه، فلما رآه عرفه. و ترجّل له. و قبّل رأسه، و قال له: ما الذي أقدمك ؟ فقال: كنت تبعث لنا في كل سنة بشيء طيب، و هذا ليس بطيّب، و الذنب للرسول، و لكن لا تعاقبه، و لا تستعمله أبدا. و ترك تلك الدراهم عنده و رجع، فرجع الرسول بعد أيام - قال خيثمة: و كنت كتبت اليوم الذي رأيت فيه أبا الخير - فقال: قدمت تينات و سلمت إليه ما أمرتني في يوم كذا و كذا. قال: و هو اليوم الذي جاءني أبو الخير، و بين تينات و بين

ص: 172

طرابلس مسيرة أيّام فوق العشرة، فأخرجت إلى الرسول الصرّة،.... (1) و فزع. فقلت لو لا أنّه قال: أن لا أعاقبك لعاقبتك (2)،و لكن مرّ، فليس تصلح لخدمتي.

قال أبو الخير (3):من أحب أن يطلع النّاس على عمله فهو مراء، و من أحب ألاّ يطلع الناس على حاله فهو مدّع كذّاب.

قال أبو القاسم بكر بن محمّد المنذري:

سألني أبو حفص عمر بن عبد اللّه الأسواني (4) عن أبي الخير التيناتي فقلت: قد نحل جسمه، فقال: قربت وفاته، قلت: من أين قلت ؟ قال: ما هو بمريد فتنحله الرياضة، و لا بخائف تذيبه الهموم، و ما هو إلاّ يصفيه حتى يقبضه إليه. قال: فوصل الخبر بعد مديدة بوفاته - رحمه اللّه-.

قال أبو القاسم: و سمعت أبا الخير التيناتي يقول:

بعثت إلى الثغور، فبكيت، فقيل لي: هي محروسة ما عشت، و فلان، و فلان، و فلان - طائفة من الأخيار - ما بقي منهم غيري، كلهم ماتوا.

قال السلمي: سمعت أبا الأزهر يقول:

عاش أبو الخير التيناتي مائة و عشرين سنة، و مات سنة تسع و أربعين و ثلاثمائة، أو قريبا منه (5).

حرف الدال

8494 - أبو دوس الأشعري

حدّث عن معاوية.

روى عنه: يزيد بن سنان الأشعري.

ص: 173


1- كلمة غير مقروءة في مختصر أبي شامة.
2- من قوله: فأخرجت إلى هنا، سقط من مختصر ابن منظور.
3- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 377/10.
4- الأسواني بفتح الألف و سكون السين المهملة، نسبة إلى أسوان، و هي بلدة بصعيد مصر.(الأنساب 158/1).
5- جاء في الرسالة القشيرية أنه مات سنة 340 ه (ص 394) و قال الشعراني في الطبقات الكبرى 109/1: مات بمصر سنة نيف و أربعين و ثلاثمائة و دفن بجنب منارة الديلمية بالقرافة الصغرى. و قال ابن الجوزي في صفة الصفوة 4/ 285 و توفي بعد الأربعين و ثلاثمائة.

[حرف الذال]

اشارة

[حرف (1) الذال]

8495 - أبو ذرّ الغفاري

8495 - أبو ذرّ الغفاري (2)

صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

اختلف في اسمه اختلافا كبيرا، و الأظهر أنّه جندب بن جنادة. و هو من أعيان الصحابة. قديم الإسلام. أسلم بمكة قبل الهجرة، و رجع إلى بلاد قومه، و لم يشهد مع النبي صلى اللّه عليه و سلم بدرا.

و حدّث عنه بأحاديث كثيرة.

روى عنه: أبو سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري، و ابن عباس، و ابن عمر، و أنس، و معاوية بن حديج، و يزيد بن وهب، و المعرور بن سويد، و عبد اللّه بن الصامت، و يزيد بن شريك، و جبير بن نفير، و أبو مسلم الخولاني و أبو إدريس الخولاني، و موسى بن طلحة بن عبيد اللّه، و أبو الأسود الدولي، و خرشة بن الحر، و ربعي بن حراش، وزر بن حبيش، و أبو الشعثاء، و أبو السليل ضريب بن نفير، و غيرهم.

و شهد فتح بيت المقدس، و الجابية مع عمر بن الخطّاب، و قدم دمشق، و رآه بها الأحنف بن قيس، و قيل: ببيت المقدس، و قيل: بحمص.

و ذكر أبو بكر البلاذري قال (3):

بنى معاوية الخضراء بدمشق، فقال له أبو ذرّ: إن كانت هذه من مال اللّه فهي الخيانة، و إن كانت من مالك فهذا الإسراف. فسكت معاوية.

و قال محمّد بن سعد (4):أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثنا خالد بن حيان قال:

كان أبو ذر و أبو الدرداء في مظلتين من شعر بدمشق.

ص: 174


1- سقط القسم الكبير من ترجمة أبي ذر الغفاري، نستدرك القسم الساقط من مختصر أبي شامة، و وضعنا القسم المأخوذ عنه بين معكوفتين، و سنشير إلى نهايته في موضعه.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 213/21 و تهذيب التهذيب و تقريبه:10/و الإصابة 62/4 و الاستيعاب 61/4 (هامش الإصابة) و أسد الغابة 99/5 و طبقات ابن سعد 219/4 و التاريخ الكبير 221/2 و حلية الأولياء 156/1 و سير الأعلام:(378/3 ت 106) ط دار الفكر و أنساب الأشراف 166/6.
3- الخبر في أنساب الأشراف 167/6 طبعة دار الفكر.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 236/4 و عن ابن سعد رواه الذهبي في سير الأعلام(380/3) ط دار الفكر.

و قال الأحنف بن قيس:

دخلت مسجد دمشق فإذا رجل يكثر الركوع و السجود. قلت: لا أخرج حتى انظر أعلى شفع يدري هذا ينصرف أم على وتر، فلما فرغ قلت: يا أبا عبد اللّه أعلى شفع تدري انصرفت أم على وتر؟ فقال: إلاّ أدر فإنّ اللّه يدري؛ إني سمعت خليلي أبا القاسم صلى اللّه عليه و سلم - ثم بكى، ثم قال: سمعت خليلي أبا القاسم صلى اللّه عليه و سلم - يقول:«ما من عبد يسجد للّه سجدة إلاّ رفعه اللّه بها درجة و حطّ عنه بها خطيئة»، قلت: من أنت، رحمك اللّه ؟ قال: أنا أبو ذر. قال الأحنف: فتقاصرت إليّ نفسي ممّا وقع في نفسي عليه.

و قال أبو ذر:

قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اتق اللّه حيثما كنت، و اتبع السنة الحسنة... (1) و خالق الناس بخلق حسن».

قال أبو زرعة:

و ممن نزل الشام من مصر أبو ذرّ جندب بن جنادة الغفاري، نزل بيت المقدس يوم ارتحله عثمان إلى المدينة.

قال ابن سعد في الطبقة الثانية (2):

و أبو ذرّ، و اسمه جندب بن جنادة - و ساق نسبه إلى غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار-.

قال: و كان خامسا في الإسلام، و لكنه رجع إلى بلاد قومه، فأقام بها حتى قدم على النبي صلى اللّه عليه و سلم بعد ذلك، و توفي لأربع سنين بقيت من خلافة عثمان، و صلّى عليه عبد اللّه بن مسعود بالرّبذة - زاد غيره: سنة اثنتين و ثلاثين-.

و وقع في طبقات ابن سميع أنه بدريّ ، و هو وهم؛ فإن أبا ذرّ لم يشهد بدرا.

و قال البخاري (3):

هاجر إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم. حجازي. و مات بالرّبذة في زمن عثمان.

ص: 175


1- كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 219/4 و 224 و 226.
3- التاريخ الكبير للبخاري 221/2.

قال أبو أحمد الحاكم:

أبو ذر جندب بن جنادة - و يقال: برير بن جندب، و يقال: برير بن جنادة، و يقال:

جندب بن عبد اللّه، و يقال: جندب بن السكن. و المشهور: جندب بن جنادة - الحجازي.

له صحبة. و أمّه: رملة بنت الوقيعة (1)،من بني غفار أيضا.

قال ابن يونس:

شهد فتح مصر، و اختط بها، حدّث عنه من أهل مصر عمرو بن العاص و أبو بصرة الغفاري و معاوية بن حديج (2)،و ذكر غيرهم.

قال ابن مندة:

و يقال: إن اسم أبي ذر جنادة بن السكن، روى عنه عمر بن الخطاب و جماعة من الصحابة.

قال أبو نعيم:

اختلف في اسمه و نسبه، و كان يتعبد قبل مبعث النبي صلى اللّه عليه و سلم بثلاث (3) سنين، يقوم بالليل مصليا، حتى إذا كان آخر الليل سقط كأنّه خرقة، ثم أسلم بمكة في أول الدعوة، و هو رابع الإسلام، و هو أول من حيّا النبي صلى اللّه عليه و سلم بتحية الإسلام، و بايع النبي صلى اللّه عليه و سلم على ألاّ تأخذه في اللّه لومة لائم، ثم كان يشبه بعيسى بن مريم عبادة و نسكا، لم يتلوث بشيء من فضول الدنيا حتى فارقها. ثبت على العهد الذي بايع عليه النبي صلى اللّه عليه و سلم من التخلي عن فضول الدنيا، و التبري منها؛ كان يرى إقبالها محنة و هوانا، و إدبارها نعمة و امتنانا. حافظ على وصيّة الرسول صلى اللّه عليه و سلم له في محبّة المساكين و مجالستهم، و مباينة المكثرين في مفارقتهم. كان يخدم النبيّ صلى اللّه عليه و سلم، فإذا فرغ منه أوى إلى مسجده، و استوطنه. سيّد من آثر العزلة و الوحدة، و أوّل من تكلم في علم الفناء و البقاء. و كان وعاء مليء علما فربط عليه.

كان رجلا آدم طويلا أبيض الرأس و اللحية، توفي بالرّبذة، فولي غسله و تكفينه و الصلاة عليه عبد اللّه بن مسعود في نفر كان منهم حجر بن الأدبر، سنة اثنتين و ثلاثين، و دفن بها.

ص: 176


1- في مختصر أبي شامة:«الرقيعة» و المثبت عن الإصابة و أسد الغابة.
2- في مختصر أبي شامة: خديج.
3- في مختصر أبي شامة: ثلاث.

و كان يؤاخي سلمان الفارسي. لم تقلّ الغبراء، و لم تظل الخضراء على ذي لهجة أصدق منه (1).

قال أحمد بن حنبل (2)،حدّثنا إسماعيل، حدّثنا أيوب عن أبي قلابة، عن رجل من بني عامر قال:

كنت كافرا فهداني اللّه إلى الإسلام، و كنت أعزب عن الماء، و معي أهلي، فتصيبني الجنابة، فوقع ذلك في نفسي، و قد نعت لي أبو ذرّ، فحججت، فدخلت مسجد منى، فعرفته، بالنعت (3)،فإذا شيخ معروق (4) آدم عليه [حلة] (5) قطريّ (6).

و قال الأحنف بن قيس (7):

قدمت المدينة، فدخلت مسجدها، فبينما أنا أصلي إذ دخل رجل آدم طوال أبيض الرأس و اللحية محلوق، يشبه بعضه بعضا. قال: فخرج، فاتّبعته، فقلت: من هذا؟ قالوا:

أبو ذرّ.

و في صحيح مسلم (8):حدّثنا هدّاب بن خالد الأزدي [و قال محمّد بن سعد (9):

أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني أبو النضر قالا:] (10) حدّثنا سليمان بن المغيرة (11)،أخبرنا حميد بن هلال، عن عبد اللّه بن الصامت قال: قال أبو ذرّ:

خرجنا من قومنا غفار، و كانوا يحلّون الشهر الحرام، فخرجت أنا و أخي أنيس و أمّنا، فنزلنا على خال لنا، فأكرمنا خالنا، و أحسن إلينا، فحسدنا قومه، فقالوا: إنّك إذا خرجت عن

ص: 177


1- في الاستيعاب 64/4 (هامش الإصابة) روى بسنده إلى أبي الدرداء أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: ما أظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر.
2- رواه أحمد بن حنبل في المسند 68/8 رقم 21362 طبعة دار الفكر و الإصابة 63/4.
3- رسمها في مختصر أبي شامة:«مالنعب» و في مختصر ابن منظور:«فالتفت» و المثبت عن مسند أحمد.
4- تحرفت في مسند أحمد إلى:«معروف» و معروق: قليل اللحم.
5- زيادة عن المسند.
6- قطري: بكسر القاف و سكون الطاء: ضرب من البرود، في حمرة.
7- رواه الذهبي في سير الأعلام 50/2.
8- صحيح مسلم(44) كتاب فضائل الصحابة(28) باب رقم 2473 (ج 1919/4).
9- و رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 219/4.
10- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش مختصر أبي شامة.
11- و من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام(380/3) ط دار الفكر.

أهلك خالف إليهم أنيس. فجاء خالنا، فثنا (1) علينا الذي قيل له، فقلت: أمّا ما مضى من معروفك فقد كدّرته، و لا جماع لك (2) فيما بعد. فقرّبنا (3) صرمتنا (4)،فاحتملنا عليها، و تغطّى خالنا بثوبه فجعل يبكي. فانطلقنا حتى نزلنا بحضرة مكة، فنافر (5) أنيس عن صرمتنا و عن مثلها، فأتيا الكاهن، فخيّر أنيسا، فأتانا (6) أنيس بصرمتنا و مثلها معها.

قال: و قد صليت يا بن أخي قبل أن ألقى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بثلاث سنين، قلت: لمن ؟ قال: للّه، قلت: فأين توجّه ؟ قال: أتوجه حيث يوجهني ربي، أصلي عشاء حتى إذا كان من آخر الليل ألقيت كأنّي خفاء (7) حتى تعلوني الشمس. فقال أنيس: إنّ لي حاجة بمكة، فاكفني. فانطلق أنيس حتى أتى مكة، فراث عليّ (8)،ثم جاء، فقلت: ما صنعت ؟ قال:

لقيت رجلا بمكة على دينك، يزعم أن اللّه أرسله. قلت: فما يقول الناس ؟ قال: يقولون:

شاعر، كاهن ساحر - و كان أنيس أحد الشعراء - قال أنيس: لقد سمعت قول الكهنة، فما هو بقولهم، و لقد وضعت [قوله] (9) على أقراء الشعر (10) فما يلتئم على لسان أحد يعدو أنه (11)شعر، و اللّه إنه لصادق، و إنهم لكاذبون.

قال: قلت: فاكفني حتى أذهب فأنظر - زاد في رواية أخرى: قال: نعم، و كن على حذر من أهل مكة، فإنهم قد شنفوا (12) له، و تجهّموا (13)-.

قال: فأتيت مكة، فتضعّفت (14) رجلا منهم، فقلت: أين هذا الذي تدعونه الصابئ ؟

ص: 178


1- فثنا علينا الذي قيل له: أي أشاعه و أفشاه.
2- في مختصر أبي شامة:«لي» و المثبت عن صحيح مسلم.
3- في سير الأعلام: فقدمنا.
4- الصرمة: القطعة من الإبل.
5- نافر: حاكم، يقال: نافرت الرجل منافرة إذا قاضيته، و المنافرة: المفاخرة و المحاكمة، فيفخر كل واحد من الرجلين على الآخر.
6- في مختصر أبي شامة:«فأبى» و المثبت عن صحيح مسلم.
7- الخفاء: الكساء، و جمعه أخفية.
8- أي أبطأ.
9- استدركت عن هامش مختصر أبي شامة.
10- واحدها قرء، و أقراء الشعر: طرقه و أنواعه.
11- في صحيح مسلم:«بعدي أنه شعر» و في طبقات ابن سعد:«بعيد أنه شعر».
12- بدون إعجام في مختصر أبي شامة، و المثبت عن صحيح مسلم 1923/4 و في طبقات ابن سعد: شنعوا.
13- يعني قابلوه بوجوه غليظة و كريهة.
14- في ابن سعد:«فاستضعفت» و تضعفت رجلا منهم: أي نظرت إلى أضعفهم.

فأشار إليّ ، فقال: هذا الصابئ، فمال عليّ أهل الوادي بكل مدرة و عظم حتى خررت مغشيا عليّ ، فارتفعت حين ارتفعت كأني نصب (1) أحمر، فأتيت زمزم، فغسلت عني الدماء، و شربت من مائها، و لقد لبثت يا بن أخي ثلاثين بين ليلة و يوم، ما كان لي طعام إلاّ ماء زمزم، فسمنت حتى تكسرت عكن بطني، و ما وجدت على كبدي سخفة (2) جوع.

قال: فبينا أهل مكة في ليلة قمراء إضحيان (3) إذ ضرب اللّه على أسمختهم (4)،فما يطوف بالبيت أحد منهم غير امرأتين، فأتتا عليّ و هما يدعوان إسافا و نائلة، فقلت: هن مثل الخشبة - غير أني لا أكني - فانطلقتا تولولان، و تقولان: لو كان هاهنا أحد من أنفارنا! فاستقبلهما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبو بكر و هما هابطان (5)،قال:«ما لكما»؟ قالتا: الصابئ بين الكعبة و أستارها، قال:«ما قال لكما»؟ قالتا: إنّه قال لنا كلمة تملأ الفم (6).و جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتّى استلم الحجر، و طاف بالبيت هو و صاحبه، ثم صلّى، فلما قضى صلاته كنت أوّل من حيّاه بتحية الإسلام، فقال:«و عليك و رحمة اللّه، ممن أنت»؟ قلت: من غفار، فأهوى بيده، فوضع أصابعه على جبهته، فقلت في نفسي: كره أن انتميت إلى غفار، فذهبت آخذ بيده، فقدعني (7) صاحبه، و كان أعلم به مني، فرفع رأسه ثم قال:«متى كنت هاهنا»؟ قلت:

منذ ثلاثين بين ليلة و يوم، قال:«فمن كان يطعمك ؟» قلت: ما كان لي طعام إلاّ ماء زمزم، فسمنت حتى تكسّرت عكن بطني، فما وجدت على كبدي سخفة جوع. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنها مباركة، إنها طعام طعم» (8).

فقال أبو بكر: يا رسول اللّه، ائذن لي في إطعامه الليلة، فانطلق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر، و انطلقت معهما، ففتح أبو بكر بابا، فجعل يقبض لنا من زبيب الطائف، فكان ذلك أوّل طعام أكلته بها، ثم غبرت ما غبرت (9)،ثم أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال:«إنه قد وجهت لي

ص: 179


1- النصب: الحجر أو الصنم، و قد كانوا ينصبونه في الجاهلية و يذبحون عليه، فيحمر بالدم، أراد أنهم ضربوه حتى أدموه.
2- سخفة الجوع: رقته و ضعفه و هزاله.
3- ليلة إضحيان أي مضيئة و منورة.
4- أسمختهم جمع سماخ و هو الخرق الذي في الأذن و يفضي إلى الرأس، و المراد هنا: آذانهم.
5- في مختصر ابن منظور و سير الأعلام: هابطتان.
6- أي كلمة كبيرة عظيمة لا شيء أقبح منها.
7- قدعني صاحبه: أي كفني و منعني.
8- طعام طعم: أي تشبع شاربها كما يشبعه الطعام.
9- أي بقيت ما بقيت.

أرض ذات نخل، لا أراها إلاّ يثرب، فهل أنت مبلّغ عني قومك، عسى اللّه أن ينفعهم بك، و يأجرك فيهم»[13339].

فأتيت أنيسا، فقال: ما صنعت ؟ فقلت: صنعت أنّي أسلمت، و صدّقت، قال: ما لي (1) رغبة عن دينك، فإنّي قد أسلمت و صدّقت. فأتينا أمّنا، فقالت: ما لي (2) رغبة عن دينكما، فإنّي قد أسلمت، و صدّقت. فاحتملنا حتى أتينا قومنا غفارا، فأسلم نصفهم قبل أن يقدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة [فقدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة] (3)،فأسلم نصفهم الباقي.

و جاءت أسلم، فقالوا: يا رسول اللّه، إخوتنا، نسلم على الذي أسلموا عليه، فأسلموا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«غفار غفر اللّه لها، و أسلم سالمها اللّه».

رواه ابن عون (4)،عن حميد بن هلال، عن عبد اللّه بن الصامت، عن أبي ذرّ قال:

صليت قبل أن يبعث النبيّ صلى اللّه عليه و سلم بسنتين، قلت: أين كنت توجّه ؟ قال: حيث وجّهني اللّه، كنت أصلي حتى إذا كان نصف الليل سقطت كأني خرقة - فذكر الحديث نحو ما مضى إلى أن قال:- فانطلق أخي أنيس، فأتى مكة، فلمّا قدم قال: أتيت رجلا تسميه الناس الصابئ، هو أشبه الناس بك.

قال أبو ذرّ:

فأتيت مكة، فرأيت، رجلا هو أضعف القوم في عيني، فقلت: أين الرجل الذي تسميه الناس الصابئ ؟ فرفع صوته عليّ ، و قال: صابئ، صابئ. فرماني الناس حتى كأني نصب أحمر، فاختبأت بين الكعبة و بين أستارها، فكنت فيها خمس عشرة من بين يوم و ليلة - فذكر الحديث في اجتماعه بالنبي صلى اللّه عليه و سلم نحو ما مضى - و قال: قال صاحبه: يا رسول اللّه، أتحفني (5)بضيافته الليلة.

رواه مسلم في الصحيح مختصرا، ثم قال (6):و حدّثني إبراهيم بن محمّد بن عرعرة، و محمّد بن حاتم قالا: أخبرنا عبد الرّحمن بن مهدي، حدّثنا المثنى بن سعيد، عن أبي

ص: 180


1- في صحيح مسلم: ما بي.
2- الزيادة بين معكوفتين عن صحيح مسلم، للإيضاح.
3- الزيادة بين معكوفتين عن صحيح مسلم، للإيضاح.
4- راجع صحيح مسلم 1923/4.
5- أتحفني بضيافته: أي خصني بها و أكرمني بذلك.
6- صحيح مسلم(44) كتاب فضائل الصحابة(28) باب، رقم 2474 ج 1923/4-1924 و أسد الغابة 100/5 - 101 و ابن سعد في الطبقات الكبرى 224/4-225.

جمرة (1)،عن ابن عباس قال:

لمّا بلغ أبا ذرّ مبعث النبيّ صلى اللّه عليه و سلم بمكة قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي، فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنّه يأتيه الخبر من السماء، و اسمع من قوله، ثم ائتني.

فانطلق الأخ (2) حتى قدم مكّة، و سمع من قوله، ثم رجع إلى أبي ذرّ فقال: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق، و كلاما ما هو بالشعر. فقال: ما شفيتني فيما أردت. فتزوّد و حمل شنّة (3)له، فيها ماء حتى قدم مكّة، فأتى المسجد، فالتمس النبي صلى اللّه عليه و سلم، و هو لا يعرفه، و كره أن يسأل عنه، حتّى أدركه - يعني الليل - فاضطجع، فرآه عليّ ، فعرف أنّه غريب، فلمّا رآه تبعه، فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح، ثم احتمل قربته و زاده إلى المسجد، فظلّ ذلك اليوم و لا يرى النبيّ صلى اللّه عليه و سلم حتّى أمسى، فعاد إلى مضجعه، فمرّ به عليّ ، فقال: أما أنى للرجل أن يعلم منزله!؟ فأقامه، فذهب به معه، و لا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء، حتى إذا كان يوم الثالثة (4) فعل مثل ذلك، فأقامه عليّ معه، ثم قال: أ لا تحدّثني ما الذي أقدمك هذا البلد؟ قال: إن أعطيتني عهدا و ميثاقا لترشدنّي فعلت. ففعل، فأخبره، فقال: إنه حقّ ، و هو رسول اللّه، فإذا أصبحت فاتبعني، فإنّي إنّ رأيت شيئا أخاف عليك منه قمت كأني أريق الماء. فإن مضيت فاتّبعني حتى تدخل مدخلي. ففعل. فانطلق يقفوه حتى دخل على النبيّ صلى اللّه عليه و سلم، و دخل معه، فسمع من قوله، و أسلم مكانه، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري»، فقال: و الذي نفسي بيده لأصرخنّ بها بين ظهرانيهم.

فخرج حتى أتى المسجد، فنادى بأعلى صوته: أشهد أنّ لا إله إلاّ اللّه، و أنّ محمّدا رسول اللّه. و ثار القوم فضربوه (5) حتى أضجعوه، و أتى العباس فأكبّ عليه، فقال: ويلكم! أ لستم (6) تعلمون أنه من غفار، و أنّ طريق تجاركم (7) إلى الشام عليهم ؟ فأنقذه منهم، ثم عاد

ص: 181


1- في مختصر أبي شامة:«حمزة» تصحيف، و المثبت عن مصادر الخبر المتقدمة. و هو نصر بن عمران بن عصام الضبعي، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 70/19.
2- كذا في أبي شامة و أسد الغابة، و في ابن سعد:«الرجل» و في صحيح مسلم: الآخر.
3- الشنة: القربة البالية.
4- في ابن سعد و أسد الغابة:«اليوم الثالث»، و في صحيح مسلم:«يوم الثالث».
5- في مختصر أبي شامة: يضربوه، و المثبت عن صحيح مسلم.
6- في مختصر أبي شامة: أ لست، و المثبت عن مسلم.
7- في مختصر ابن منظور: تجارتكم.

من الغد لمثلها، و ثاروا إليه فضربوه (1)،فأكب عليه العباس فأنقذه.

و قال أبو قتيبة سلم بن قتيبة: حدّثنا المثنّى بن سعيد القصير، حدّثني أبو جمرة قال:

قال ابن عباس:

أ لا أخبركم بإسلام أبي ذرّ؟ قلنا: بلى، قال: قال: كنت رجلا من غفار، فبلغنا أنّ رجلا قد خرج بمكة يزعم أنّه نبي، فقلت لأخي: انطلق إلى هذا الرجل فكلّمه، و ائتني بخبره. فانطلق، فلقيه ثم رجع، فقلت: ما عندك ؟ قال: و اللّه لقد رأيته رجلا يأمر بالخير، و ينهى عن الشرّ، فقلت: لم تشفني من الخبر. فأخذت جرابا و عصا ثم أقبلت إلى مكة، فجعلت لا أعرفه، و أكره أن أسأل عنه، و أشرب من ماء زمزم، و أكون في المسجد. فمر عليّ فقال: كأنّ الرجل غريب ؟ قلت: نعم، قال: فانطلق إلى المنزل، فانطلقت معه، لا يسألني عن شيء، و لا أخبره. فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه، و ليس أحد يخبرني عنه بشيء، فمرّ بي عليّ فقال: ما آن للرجل أن يعود؟ قلت: لا، قال: ما أمرك، و ما أقدمك هذه البلدة ؟ قلت: إن كتمته عليّ أخبرتك، قال: فإني أفعل. قلت: بلغنا أنه قد خرج رجل يزعم أنه نبي، فأرسلت أخي ليكلمه (2)،فرجع و لم يشفني من الخبر، فأردت أن ألقاه.

قال: أما إنك قد رشدت لأمرك، هذا وجهي إليه فاتبعني، فادخل حيث أدخل، فإنّي إن رأيت أحدا أخافه عليك قمت إلى الحائط . و امض أنت. قال: فمضى، و مضيت معه حتى دخل، و دخلت معه على النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقلت: يا رسول اللّه، اعرض عليّ الإسلام، فعرضه عليّ ، فأسلمت مكاني، فقال لي:«يا أبا ذرّ، أكتم هذا الأمر و ارجع إلى بلدك، فإذا بلغك ظهورنا فأقبل». قلت: و الذي بعثك بالحقّ لأصرخنّ ما بين أظهركم. فجاء إلى المسجد و قريش فيه، فقال: يا معشر قريش، إنّي أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله، فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ، فقاموا، فضربت لأموت، و أدركني العباس، فأكبّ عليّ ثم قال: ويحكم! تقتلون رجلا من غفار، و متجركم، و ممرّكم على غفار؟ فأقلعوا عني، فلما أصبحت الغد رجعت، فقلت ما قلت بالأمس، فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ.

فضربوني، و أدركني العباس، فأكبّ عليّ .

قال: فكان هذا أوّل إسلام أبي ذر.

ص: 182


1- في مختصر أبي شامة: يضربوه، و المثبت عن مسلم.
2- في مختصر أبي شامة:«ليطهر» و المثبت عن البخاري.

و قد روي عن ابن عباس من وجه آخر:

قال أبو يعلى الموصلي: حدّثنا قطن بن نسير (1)،حدّثنا جعفر بن سليمان الضبعي، حدّثنا أبو طاهر عن أبي زيد المدني عن ابن عباس قال: قال أبو ذر: كان لي أخ يقال له أنيس.... (2) قال كاهن بمكة. قال: نعم فخرجنا إلى مكة، فاجتمعنا عند الكاهن، فكأنه فضّل شعر أنيس، فقال: يا أخي رأيت بمكة رجلا يزعم أنه نبي، و هو على دينك. قال ابن عباس: فقلت لأبي ذر: ما كان دينك ؟ قال: رغبت عن آلهة قومي التي كانوا يعبدونها.

فقلت: أي شيء كنت تعبد؟ قال: لا شيء، كنت أصلي من الليل حتى أسقط كأني خفاء حتى يوقظني حر الشمس. قال أنيس: و قد شانفه قومه - يعني كرهوه - قال أبو ذر: فإني أريد أن آتيه، قال: فتجهزت، ثم خرجت، فقال لي أنيس: لا تظهر أنك تطلبه، أخاف عليك أن تقتل دونه. قال: فجئت حتى دخلت مكة، مكثت بين الكعبة و أستارها خمس عشرة ليلة و يوما، أخرج كل ليلة فأشرب من ماء زمزم شربة، فجاءت امرأتان تدعوان ليلة آلهتهما تقول إحداهما: يا أساف هب لي غلاما، و تقول الأخرى: يا نائلة (3) هب لي كذا و كذا، فقلت:

هنّ بهن. فتولّتا تقولان: إن الصابئ من الكعبة و أستارها. إذ مرّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبو بكر يمشي وراءه. فتكلم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بكلام... (4) ما قلت، فظننت أنه رسول اللّه، فخرجت إليه فقلت: السلام عليك يا رسول اللّه، فقال:«و عليك و رحمة اللّه، ممن أنت ؟» قلت: من غفار، و كانت غفار يقطون على الحاج [الطريق] (5)،فذكر نحو ما مضى، قال: و أقمت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بمكة يعلمني الإسلام و من القرآن، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إني أخاف عليك أن تقتل» قلت: لأتبعنك يا رسول اللّه و إن قتلت، فسكت عني، و ذكر الحديث في ضرب قريش إياه، قال:... (6) فجئت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فرأى ما بي من حال فقال لي:«أ لم أنهك ؟» فقلت: يا رسول اللّه كانت حاجة في نفسي قضيتها، فقال:«الحق بقومك، فإذا بلغك ظهوري فأتني» فجئت قومي، و قد... (7) عليهم، فلقيت أنيسا، فبكى، و قال: يا أخي

ص: 183


1- في مختصر أبي شامة: بشير.
2- كلمات غير مقروءة في مختصر أبي شامة.
3- أساف و نائلة صنمان، كانت العرب في الجاهلية تزعم أنهما كانا رجلا و امرأة و كانا قد زنيا في الكعبة، فمسخا.
4- كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة.
5- استدركت على هامش مختصر أبي شامة.
6- كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة.
7- غير واضحة في مختصر أبي شامة.

ما كنت إذ ذاك إلاّ قد قتلت، فما بطأك عنا؟ ما صنعت ؟ ألقيت صاحبك الذي طلبت، قلت:

أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أن محمّدا رسول اللّه. ثم ذكر إسلام أخيه و أمّه و ناس كثير من قومه.

و قال ابن [سعد] (1) أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثني أبو بكر عبد اللّه بن أبي سبرة عن يحيى بن شبل، عن خفاف بن إيماء بن رحضة قال (2):

كان أبو ذرّ رجلا يصيب الطريق، و كان شجاعا يتفرد وحده بقطع (3) الطريق، و يغير على الصّرم (4) في عماية الصبح على ظهر فرسه، أو على قدميه كأنه السبع، فيطرق الحي، و يأخذ ما أخذ. ثم إن اللّه قذف في قلبه الإسلام، و سمع بالنبي (5) صلى اللّه عليه و سلم و هو يومئذ بمكة يدعو مختفيا، فأقبل يسأل عنه، حتى أتاه في منزله - و قبل ذلك ما قد طلب من يوصله إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فلم يجد أحدا - فانتهى إلى الباب، فاستأذن، فدخل، و عنده أبو بكر، و قد أسلم قبل ذلك بيوم أو يومين، و هو يقول: يا رسول اللّه، و اللّه لا نستسر بالإسلام، و لنظهرنّه، فلا يرد عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شيئا، فقلت: يا محمّد، إلام تدعو (6)؟قال:«إلى اللّه وحده لا شريك له، و خلع الأوثان، و تشهد أني رسول اللّه». قلت: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أنّك رسول اللّه. ثم قال أبو ذرّ: يا رسول اللّه، إنّي منصرف إلى أهلي، و ناظر متى يؤمر بالقتال فألحق بك، فإنّي أرى قومك عليك جميعا. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أصبت، فانصرف». فكان يكون بأسفل ثنية غزال، فكان يعترض لعيرات قريش، فيقتطعها، فيقول: لا أرد إليكم منها شيئا حتى تشهدوا (7) أن لا إله إلاّ اللّه، و أنّ محمّدا رسول اللّه، فإن فعلوا ردّ عليهم ما أخذ منهم، و إن أبوا لم يرد عليهم شيئا. فكان على ذلك حتى هاجر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و مضى بدر و أحد، ثم قدم، فأقام بالمدينة مع النبي صلى اللّه عليه و سلم[13340].

[قال ابن سعد:] (8) أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثني نجيح أبو معشر قال:

ص: 184


1- سقطت من مختصر أبي شامة.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 222/4.
3- ابن سعد: يقطع.
4- الصرم: الجماعة ينزلون بإبلهم ناحية على الماء.
5- في مختصر أبي شامة:«رسول اللّه» و فوقها ضبة، و استدرك على هامشه:«بالنبي» و هو يوافق رواية ابن سعد.
6- في مختصر أبي شامة:«ما تدعو» و المثبت عن ابن سعد.
7- كتب على هامش أبي شامة:«تقولوا» ثم شطبت و كتب فوقها «تشهدوا» و هو ما أثبت و هو يوافق عبارة ابن سعد.
8- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 222/4-223.

كان أبو ذر يتألّه في الجاهلية و يقول: لا إله إلاّ اللّه، و لا يعبد الأصنام، فمر عليه رجل من أهل مكة بعد ما أوحى اللّه إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا أبا ذر، إن رجلا بمكة يقول مثل ما تقول لا إله إلاّ اللّه، و يزعم أنّه نبي. قال: ممن هو؟ قال: من قريش، قال: فأخذ شيئا من بهش و هو المقل (1)،فتزوده حتى قدم مكة، فرأى أبا بكر يضيف الناس، و يطعمهم الزبيب، فجلس معهم فأكل، ثم سأل من الغد: هل أنكرتم على أحد من أهل مكة شيئا؟ فقال رجل من بني هاشم: نعم، ابن عمّ [لي] (2) يقول: لا إله إلاّ اللّه، و يزعم أنّه نبي. قال: دلّني عليه،[قال] فدلّه عليه، و النبي صلى اللّه عليه و سلم راقد على دكان قد سدل ثوبه على وجهه، فنبهه أبو ذرّ، فانتبه، فقال:

أنعم صباحا، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«عليك السّلام» قال له أبو ذر: أنشدني ما تقول. فقال:«ما أقول الشعر، و لكنه القرآن، و ما أنا قلته، و لكن اللّه قاله» قال: اقرأه عليّ ، فقرأ عليه سورة، فقال أبو ذرّ: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أن محمّدا رسول اللّه، فسأله النبي:«ممن أنت ؟» فقال: من بني غفار، فعجب النبي صلى اللّه عليه و سلم لأنهم يقطعون الطريق، فجعل [النبي صلى اللّه عليه و سلم] يرفع بصره فيه و يصوّبه تعجبا من ذلك لما كان يعلم منهم ثم قال:«إن اللّه يهدي من يشاء» فجاء أبو بكر و هو عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخبره بإسلامه، فقال له أبو بكر: أ لست ضيفي بالأمس ؟ فقال: بلى، قال: فانطلق معي، فذهب مع أبي بكر إلى بيته، فكساه ثوبين ممشقين، فأقام أياما ثم رأى امرأة تطوف بالبيت، فذكر نحوا مما تقدم[13341].

قال عكرمة (3):حدّثنا أبو زميل، عن مالك بن مرثد عن أبيه عن أبي ذرّ قال:

كنت رابع الإسلام، أسلم قبلي ثلاثة، و أنا الرابع، فأتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقلت: سلام عليك يا نبي اللّه، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله، فرأيت الاستبشار في وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال:«من أنت ؟» قلت: أنا جندب رجل من بني غفار، قال:

فرأيتها في وجه النبي صلى اللّه عليه و سلم، حيث ارتدع، كأنه ودّ أني كنت من قبيلة أرفع من قبيلتي. قال:

و كنت من قبيلة فيها رقّة، كانوا يسرقون الحاج بمحاجن لهم[13342].

قال جبير بن نفير (4):

ص: 185


1- في أبي شامة: شيئا من المقل، و المثبت عن ابن سعد.
2- زيادة عن ابن سعد.
3- من طريق عكرمة بن عمار رواه الذهبي في سير الأعلام(384/3) ط دار الفكر و المعجم الكبير للطبراني 147/2 رقم 1617.
4- رواه الذهبي في سير الأعلام(384/3) ط دار الفكر

كان أبو ذرّ، و عمرو بن عبسة، كلّ واحد منهم (1) يقول: أنا ربع الإسلام. و قال:

و كان أبو ذرّ يقول: لقد رأيتني ربع الإسلام، لم يسلم قبلي إلاّ النبيّ صلى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر، و بلال.

و عن موسى بن عقبة، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عن أبي ذرّ قال:

كنت في الإسلام خامسا.

قال الواقدي: قالوا (2):

و عبّأ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أصحابه، و صفّهم صفوفا - يعني يوم حنين - و وضع الرايات و الألوية في أهلها، و سمّى حامليها. قال: و كان في بني غفار راية يحملها أبو ذرّ.

قال (3):و كان أبو ذرّ يقول: أبطأت في غزوة تبوك من أجل بعيري، كان نضوا (4)أعجف، فقلت: أعلفه أياما، ثم ألحق برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. فعلفته أياما، ثم خرجت، فلما كنت بذي المروة أذمّ بي (5)،و تلوّمت عليه يوما فلم أر به حركة. فأخذت متاعي، فحملته على ظهري، ثم خرجت أتبع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ماشيا في حرّ شديد، و قد تقطّع الناس فلا أرى أحدا يلحقه (6) من المسلمين، و طلعت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نصف النهار، و قد بلغ مني العطش، فنظر ناظر من الطريق، فقال: يا رسول اللّه، إن هذا الرجل يمشي على الطريق وحده، فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«كن أبا ذرّ»، فلمّا تأملني القوم قالوا: يا رسول اللّه، هذا أبو ذرّ، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى دنوت منه، فقال:«مرحبا بأبي ذرّ، يمشي وحده، و يموت وحده، و يبعث وحده»، فقال:«ما خلّفك يا أبا ذرّ؟» فأخبره خبر بعيره، ثم قال:«إن كنت لمن أعزّ أهلي علي تخلفا، لقد غفر اللّه لك يا أبا ذرّ بكلّ خطوة ذنبا إلى أن بلغتني»، و وضع متاعه عن ظهره، ثم استسقى، فأتي بإناء من ماء فشربه[13343].

و عن غضيف بن الحارث (7)،عن أبي الدّرداء قال:

ص: 186


1- في سير الأعلام: منهما.
2- رواه الواقدي في مغازيه 895/3-896.
3- القائل راوي الخبر هو هلال بن أمية الواقفي، كما يفهم من مغازي الواقدي، و قد نقل الخبر الواقدي 1000/3.
4- النضو: الدابة التي أهزلتها الأسفار و أذهبت لحمها (النهاية لابن الأثير).
5- عند أبي شامة:«ادم» و في مغازي الواقدي:«عجز بي» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
6- مغازي الواقدي: يلحقنا.
7- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام(385/3) ط دار الفكر.

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يبتدئ أبا ذرّ إذا حضر، و يتفقّده إذا غاب.

و عن عبد اللّه بن عبيد بن عمير قال: قال أبو ذرّ:

و كان أكثر أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم له سؤالا.

فذكر حديثا.

و عن حاطب قال (1):قال أبو ذرّ:

ما ترك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شيئا مما صبّه جبريل و ميكائيل في صدره، إلاّ قد صبّه في صدري، و لا تركت شيئا مما صبّه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في صدري إلاّ صببته في صدر مالك بن ضمرة.

و قال أبو ذرّ: لقد تركنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ما طائر يقلب جناحيه في السماء إلاّ و هو يذكرنا منه علما.

و قال: سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن كلّ شيء حتى عن مسح الحصا، فقال:

«واحدة»[13344].

قال (2):أوصاني حبّي بخمس: أرحم المساكين و أجالسهم، و انظر إلى من تحتي و لا انظر إلى من فوقي، و أن أصل الرّحم و إن أدبرت، و أن أقول الحقّ و إن كان مرّا، و أن أقول:

لا حول و لا قوة إلاّ باللّه»[13345].

قال عمر مولى غفرة:

ما أعلم بقي فينا من الخمس إلاّ هذه؛ قولنا: لا حول و لا قوة إلاّ باللّه.

و عن عون بن مالك، عن أبي ذرّ (3):

أنه جلس إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«يا أبا ذرّ هل صلّيت الضحى ؟» قال: لا، قال:

«قم فصلّ ركعتين»، فقام فصلى، ثم جلس، فقال:«يا أبا ذرّ، تعوّذ باللّه من شياطين الإنس»، قلت: يا رسول اللّه، هل للإنس شياطين ؟ قال:«نعم يا أبا ذر، أ لا أدلك على كنز من كنوز الجنّة ؟» قلت: ما هو؟ قال:«لا حول و لا قوة إلاّ اللّه»[13346].

ص: 187


1- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء(386/3) ط دار الفكر من هذا الطريق.
2- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء(386/3) ط دار الفكر.
3- من طريق آخر و أتم من هذا رواه أحمد بن حنبل في المسند 132/8 رقم 21608.

و عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر قال:

دخلت المسجد فإذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال:«يا أبا ذرّ أ لا أوصيك بوصايا إن أنت حفظتها نفعك اللّه بها؟» قلت: بلى بأبي أنت و أمي، قال:«جاور القبور تذكر بها و عيد الآخرة، و زرها بالنهار، و لا تزرها بالليل، و اغسل الموتى؛ فإن في معالجة جسد خاو عظة، و شيع الجنائز؛ فإن ذلك يحرّك القلب و يحزنه، و أعلم أنّ أهل الحزن في أمن اللّه، و جالس أهل البلاء و المساكين، و كل معهم، و مع خادمك لعلّ اللّه يرفعك يوم القيامة، و البس الخشن الصّفيق (1) من الثياب تذلّلا للّه - عز و جلّ - و تواضعا لعلّ الفخر و البطر لا يجدان فيك مساغا، و تزيّن أحيانا في عبادة اللّه بزينة حسنة تعففا و تكرما، فإن ذلك لا يضرك - إن شاء اللّه - و عسى أن يحدث للّه شكرا»[13347].

و ذكر أبو ذرّ: هل كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصافحكم إذا لقيتموه ؟ قال: ما لقيني قطّ إلاّ صافحني (2)،و لقد جئت مرة، فقيل لي: إنّ النبي صلى اللّه عليه و سلم طلبك، فجئت، فاعتنقني، فكان ذلك أجود و أجود.

و قال (3):أرسل إليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في مرضه الذي توفي فيه، فأتيته، فوجدته نائما (4)،فأكببت عليه، فرفع يده فالتزمني.

و سئل علي بن أبي طالب عن أبي ذرّ، فقال (5):علم العلم ثم أوكى (6)،فربط عليه ربطا شديدا.

و قال أيضا (7):أبو ذرّ وعاء مليء علما ثم أوكى عليه فلم يخرج منه شيء، حتى قبض.

و قال أيضا (8):وعى علما عجز فيه و كان شحيحا حريصا؛ شحيحا على دينه، حريصا على العلم، و كان يكثر السؤال، فيعطى و يمنع، أما إنّه قد ملئ له في وعائه حتى امتلأ.

ص: 188


1- في مختصر أبي شامة:«الشقيق» و المثبت عن كنز العمال.
2- إلى هنا رواه أحمد بن حنبل في المسند 101/8 رقم 21500 من طريق رجل من عنزة.
3- رواه أحمد بن حنبل في المسند 101/8 رقم 21499 من طريق أيوب بن بشير عن فلان العنزي.
4- في المسند: مضطجعا.
5- رواه الذهبي في سير الأعلام(387/3) ط دار الفكر.
6- أي شده بالوكاء، و الوكاء: سير أو خيط يشد به فم السقاء.
7- القائل: علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه، و الخبر عنه في سير الأعلام(387/3).
8- سير أعلام النبلاء المصدر السابق.

فلم يدروا ما يريد بقوله: وعى علما عجز فيه؛ أعجز عن كشفه، أم عمّا عنده من العلم، أم عن طلب ما طلب من العلم إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟.

و عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف أنّه قال:

كان أبو ذرّ جالسا إلى جنب أبيّ بن كعب يوم الجمعة، و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يخطب، فتلا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم آية لم يكن أبو ذرّ سمعها، فقال أبو ذرّ لأبيّ : متى أنزلت هذه الآية ؟ فلم يكلّمه، فلمّا أقيمت الصلاة قال له أبو ذرّ: ما منعك أن تكلمني حين سألتك ؟ فقال أبيّ : إنه ليس لك من جمعتك إلاّ ما لغوت. فانطلق أبو ذرّ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأخبره، فقال:

«صدق أبيّ »، فقال أبو ذرّ: أستغفر اللّه و أتوب إليه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهمّ اغفر لأبي ذرّ و تب عليه» (1)[13348].

و عن أبي أمامة:

أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دفع إلى أبي ذرّ غلاما، فقال:«يا أبا ذرّ، أطعمه مما تأكل، و اكسه مما تلبس»، فلم يكن عنده غير ثوب واحد، فجعله نصفين، فراح إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:

«ما شأن ثوبك يا أبا ذرّ؟» فقال: إن الفتى الذي دفعته إليّ أمرتني أن أطعمه مما آكل، و أكسوه مما ألبس، و إنّه لم يكن معي إلاّ هذا الثوب فناصفته. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أحسن إليه يا أبا ذرّ»، فانطلق أبو ذرّ فأعتقه، فسأله رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما فعل فتاك ؟» قال: ليس لي فتى، قد أعتقته، قال:«أجرك اللّه يا أبا ذرّ»[13349].

قال عبد اللّه بن مليل: سمعت عليا يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إنّه لم يكن قبلي نبي إلاّ قد أعطاه اللّه سبعة رفقاء وزراء، و إنّي أعطيت أربعة عشر»، فذكرهم، و فيهم أبو ذرّ (2)[13350].

و عن ابن بريدة (3)،عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أمرت بحبّ أربعة من أصحابي، و أخبرني اللّه أنّه يحبّهم: علي، و أبو ذرّ، و سلمان، و المقداد»[13351].

ص: 189


1- سير أعلام النبلاء(387/3) ط دار الفكر.
2- راه الذهبي في سير أعلام النبلاء(387/3) ط دار الفكر.
3- رواه الذهبي المصدر السابق.

و عن علي، و أبي الدّرداء، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص قالوا (1):قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ما أظلّت الخضراء، و لا أقلّت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ - زاد عليّ :

طلب شيئا من الزهد عجز عنه الناس-» [13352].

و عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ما أظلّت الخضراء، و لا أقلّت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ، من سرّه أن ينظر إلى تواضع - و في رواية: إلى زهد - عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذرّ» (2)[13353].

و عن مالك بن مرثد، عن أبيه قال: قال أبو ذرّ: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ما تقلّ الغبراء، و لا تظلّ الخضراء من ذي لهجة أصدق، و لا أوفى من أبي ذرّ، شبه عيسى بن مريم». قال: فقام عمر بن الخطاب، فقال: يا رسول اللّه، أ فنعرف ذلك له ؟ قال:

«نعم فاعرفوه له»[13354].

و في رواية أخرى عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«فإذا أردتم أن تنظروا إلى أشبه الناس بعيسى بن مريم هديا و برّا و نسكا فعليكم بأبي ذرّ»[13355].

و عن علي بن الحسين عن جابر بن عبد اللّه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«ما أظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء بعد النبيين و الصدّيقين على ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ، و لا خيرا من عمر» (3).

و عن ابن مسعود قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أبا ذر ليباري عيسى بن مريم في عبادته. من سرّه أن ينظر إلى شبه عيسى بن مريم خلقا و خلقا فلينظر إلى أبي ذرّ»[13356].

و عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما من نبي إلاّ له نظير في أمتي: أبو بكر نظير إبراهيم، و عمر نظير موسى، و عثمان نظير هارون، و علي نظيري. و من سرّه أن ينظر إلى عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذرّ الغفاري»[13357].

ص: 190


1- راجع الاستيعاب 64/4 (هامش الإصابة)، و سير الأعلام 59/2 و طبقات ابن سعد 228/4.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 228/4 أعلام النبلاء 59/2.
3- عقب أبو شامة بعده قال: أراد النبي صلى اللّه عليه و سلم - و اللّه أعلم - أن أبا ذر قد بلغ في مقام الصدق الدرجة العليا منه، فليس أحد يفوقه في الصدق، و هذا لا ينافي مساواة أحد له في ذلك.

قال الزّبير بن بكار حدّثني ابن طلحة بن عبيد اللّه، عن عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أرحم أمتي أبو بكر الصدّيق، و أحسنهم خلقا أبو عبيدة بن الجراح، و أصدقهم لهجة أبو ذرّ، و أشدهم في الحقّ عمر، و أقضاهم علي» (1)[13358].

و عن مالك بن مرثد عن أبيه، عن أبي ذرّ قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«يا أبا ذرّ، إنّي رأيت أنّي وزنت بأربعين أنت فيهم، فوزنتهم»[13359].

و عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن عبد الملك ابن أخي أبي ذرّ، عن أبي ذرّ قال:

و اللّه ما كذبت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لا أخذت إلاّ عنه، أو عن كتاب اللّه - عزّ و جلّ -.

و قال: و اللّه إنّي لعلى العهد الذي فارقت عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ما غيّرت، و لا بدّلت.

قال يحيى بن أبي بكير، حدّثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه:

أن عمر بن الخطاب قال لعبد اللّه بن مسعود، و أبي الدّرداء، و أبي ذرّ:

ما هذا الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: و أحسبه حبسهم المدينة حتى أصيب. رواه ابن إدريس عن شعبة فقال: و أبي مسعود بدلا من أبي ذرّ.

و قال أبو ذرّ: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (2):

«كيف أنت عند ولاة يستأثرون عليك ؟» قلت: و الذي بعثك بالحق، أضع سيفي على عاتقي و أضرب حتى ألحقك. قال:«أ فلا أدلك على ما هو خير لك من ذلك ؟ اصبر حتى تلحقني - و في رواية: تنقاد لهم حيث قادون، و تنساق لهم حيث ساقوك حتى تلقاني و أنت على ذلك، و في رواية (3):إذا بلغ البناء (4) سلعا (5) فاخرج منها - و ضرب بيده نحو الشام، و لا

ص: 191


1- قال أبو شامة: هذا و الذي قبله منقطعان معضلان عن سفيان بن حسين هو الواسطي، روى عن الزهري و أبي بشر و ابن المنكدر قاله البخاري.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 226/4.
3- طبقات ابن سعد 226/4 و سير الأعلام 63/2.
4- في ابن سعد: النبأ.
5- سلع: موضع بقرب المدينة.

أرى أمراءك إلاّ يحولون بينك و بين ذلك» قلت: فآخذ سيفي، و أضرب به من حال بيني و بين أمرك ؟ قال:«لا، و لكن تسمع و تطيع و لو لعبد حبشي». فلمّا بلغ البناء سلعا خرج من المدينة حتى أتى الشام، فتكابّ الناس عليه، فكتب معاوية إلى عثمان: إن كان لك بالشام حاجة فأرسل إلى أبي ذرّ. فكتب إليه عثمان يأمره بالقدوم عليه، فقال: سمعا و طاعة. فلما قدم على عثمان قال له: هاهنا عندي. قال: الدنيا لا حاجة لي فيها، قال: تأتي الرّبذة، قال: إن أذنت لي. فلما قدم الرّبذة حضرت الصلاة، فقيل له: تقدم يا أبا ذرّ، فقال: من على هذا الماء؟ قالوا: هذا، فإذا عبد حبشي. قال أبو ذرّ: اللّه أكبر، أمرت أن أسمع و أطيع و لو لعبد حبشي، فأنت عبد حبشي. فتقدّم، فصلّى خلفه أبو ذرّ.

و قال أبو ذرّ (1):

كنت أخدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم آتي المسجد إذا أنا فرغت من عملي فاضطجع فيه.

فأتاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنا مضطجع فيه، فضربني برجله، فاستويت جالسا، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كيف تصنع إذا أخرجت منها»؟ قلت: ألحق بأرض الشام، قال:«كيف تصنع إذا أخرجت منها»؟ قلت: آخذ سيفي، فأضرب به من يخرجني، قال: فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يده على منكبي ثم قال:«غفرا أبا ذرّ، غفرا أبا ذرّ، بل تنقاد معهم حيث قادوك، و تنساق معهم حيث ساقوك و لو لعبد أسود». قال: فلما نفيت إلى الرّبذة أقمت الصّلاة، فتقدمهم رجل أسود كان فيها على بعض الصدقة، فلمّا رآني أخذ يرجع ليقدمني، فقلت: كما أنت أنقاد لأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[13360].

و قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«يا أبا ذرّ، أنت رجل صالح، و سيصيبك بعدي بلاء»، قلت: في اللّه ؟ قال:«في اللّه» قلت: مرحبا بأمر اللّه[13361].

و قال أبو ذرّ:

أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ألا نغلب على أن نأمر بالمعروف، و ننهى عن المنكر، و نعلّم الناس السنن[13362].

قال عبد اللّه بن أبي قيس:

ص: 192


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 440/10 رقم 27659 طبعة دار الفكر، و رواه الذهبي في سير الأعلام(388/3) ط دار الفكر.

خرجنا مع غضيف بن الحارث نريد بيت المقدس، فأتينا أبا الدّرداء، فسلمنا عليه، فقال أبو الدّرداء: الق أبا ذرّ، فقل: يقول لك أبو الدّرداء: اتق اللّه، و خف الناس، فقال أبو ذرّ: اللّهم غفرا، إن كنّا قد سمعنا فقد سمع، و إن كنا قد رأينا فقد رأى، أ و ما علم أني بايعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على ألاّ تأخذني في اللّه لومة لائم ؟.

قال أحمد بن حنبل حدّثنا أبو المغيرة حدّثنا صفوان عن أبي اليمان، و أبي المثنى (1) أن أبا ذرّ قال:

بايعني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خمسا، و واثقني سبعا، و أشهد اللّه عليّ تسعا (2) ألا أخاف في اللّه لومة لائم. ثم قال أبو المثنى: قال أبو ذرّ: فدعاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [فقال:] (3)«هل لك إلى بيعة و لك الجنة»؟ قلت: نعم، و بسطت يدي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يشترط عليّ :«أن لا تسأل الناس شيئا»، قلت: نعم، قال:«و لا سوطك إن سقط منك حتّى تنزل إليه فتأخذه»[13363].

قال الطبراني حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عوف حدّثنا محمّد بن المصفى، حدّثنا بقية، عن صفوان بن عمرو، عن أبي اليمان قال:

لما قفل الناس عام غزوة قبرس و عليهم معاوية، و معه أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الذين كانوا بالشام، فخرج إلى الكنيسة التي إلى جانب أنطرسوس التي يقال لها كنيسة معاوية، و بمقامه عندها دعيت كنيسة معاوية، فقام في الناس قبل أن يتفرقوا إلى أجنادهم، فقال: إنّا قاسموا غنائمكم على ثلاثة أسهم: سهم للسفن فإنها مراكبكم، و سهم للقبط ، فإنكم لم يكن لكم حيلة إلاّ بهم، و سهم لكم. فقام أبو ذرّ، فقال: كلا و اللّه لا نقسم سهامنا على ذلك، أ تقسم للسفن و هي مما أفاء اللّه علينا؟ و تقسم للقبط و إنما هم خولنا؟ و اللّه ما أبالي من قال أو ترك، لقد بايعني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خمسا (4)،و أوثقني سبعا، و أشهد اللّه عليّ سبعا: ألاّ تأخذني في اللّه لومة لائم.

فقال معاوية: تقسم الغنائم جميعا على المسلمين.

ص: 193


1- من هذا الطريق رواه أحمد بن حنبل في المسند 119/8 رقم 21565 و الذهبي في سير الأعلام 61/2.
2- في مختصر أبي شامة: سبعا.
3- زيادة عن مسند أحمد.
4- في مختصر أبي شامة: على خمسا.

قال الطبراني: هكذا روى هذا الحديث صفوان عن عبد الرّحمن بن نفير عن أبيه قال بشر بن بكر (1):حدّثنا الأوزاعي: حدّثني أبو كثير، حدّثني أبي قال:

أتيت أبا ذرّ و هو جالس عند الجمرة الوسطى، و قد اجتمع الناس عليه يستفتونه، فأتاه رجل، فوقف عليه، فقال: أ لم ينهك أمير المؤمنين عن الفتيا؟ فرفع رأسه إليه ثم قال: أ رقيب أنت عليّ ؟! لو وضعتم الصّمصامة على هذه - و أشار بيده إلى قفاه - ثم ظننت أن أنفذ كلمة سمعتها من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبل أن تجيزوا عليّ لأنفذتها.

و في رواية (2):أنّ رجلا أتى أبا ذرّ فقال: إنّ المصدقين - يعني جباة الصدقة - ازدادوا علينا، فنغيّب عنهم بقدر ما ازدادوا علينا؟ قال: لا، قف مالك عليهم فقل: ما كان لكم من حقّ فخذوه، و ما كان باطلا فذروه، فما تعدّوا عليك جعل في ميزانك يوم القيامة.

و على رأسه فتى من قريش، فقال: أ ما نهاك أمير المؤمنين عن الفتوى ؟.

فذكر ما سبق.

و عن ثعلبة بن الحكم، عن علي قال (3):

لم يبق اليوم أحد لا يبالي في اللّه لومة لائم غير أبي ذرّ، و لا نفسي؛ ثم ضرب بيده على صدره.

عن أبي الطفيل، عن ابن أخي أبي ذرّ قال:

أخبرني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه لن يسلّط أحد على قتلي، و لن يفتنونني عن ديني. و أخبرني أني أسلمت فردا، و أموت فردا، و أبعث يوم القيامة فردا.

قال الأحنف بن قيس (4):

أتيت المدينة، ثم أتيت الشام، فجمّعت، فإذا أنا برجل لا ينتهي إلى سارية إلاّ فرّ أهلها (5)،يصلّي و يخفّ صلاته. فجلست إليه، قال: قم عني لا أغرّك بشر، فقلت: كيف تغرّني بشرّ؟ قال: إن هذا - يعني معاوية - نادى مناديه أن لا يجالسني أحد.

ص: 194


1- رواه الذهبي في سير الأعلام من هذا الطريق 64/2.
2- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 160/1.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 231/4 و سير أعلام النبلاء 64/2.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 229/4.
5- في ابن سعد: خرّ أهلها.

و في رواية: كنت جالسا في حلقة بمسجد المدينة، فأقبل رجل لا تراه حلقة إلاّ فروا حتى انتهى إلى الحلقة التي كنت فيها، ففروا، و ثبتّ ، فقلت: من أنت ؟ فقال: أنا أبو ذرّ صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قلت: فما يفرّ الناس منك ؟ قال: إنّي أنهاهم عن الكنوز، قلت: فإن أعطيتنا قد بلغت و ارتفعت، أ فتخاف علينا منها؟ قال: أمّا اليوم فلا، و لكن يوشك أن يكون أثمان دينكم، فإذا كان أثمان دينكم فدعوهم و إياها.

و قال (1):قدمت المدينة، فبينما أنا في حلقة فيها ملأ من قريش، إذ جاء رجل أخشن الثياب، أخشن الجسد، أخشن الوجه، فقام عليهم، فقال: بشّر الكنّازين برضف (2) يحمى عليهم في نار جهنم، فيوضع على حلمة ثدي أحدهم، حتى يخرج من نغض (3) كتفه، و يوضع على نغض كتفه حتى يخرج من حلمة ثديه يتجلجل.

قال: فوضع القوم رءوسهم، فما رأيت أحدا منهم رجع إليه (4) شيئا، فأدبر، فتبعته حتى جلس إلى سارية، فقلت: ما رأيت هؤلاء إلاّ كرهوا ما قلت لهم، فقال: إنّ هؤلاء لا يعقلون شيئا، إنّ خليلي أبا القاسم دعاني فقال:«يا أبا ذر»، فأجبته، فقال:«ترى أحدا»، فنظرت ما عليّ من الشمس، و أنا أظنه يبعث بي في حاجة له، فقلت: أراه، فقال:«ما يسرّني أنّ لي مثله ذهبا أنفقه كلّه إلاّ ثلاثة دنانير»، ثم هؤلاء يجمعون الدنيا، لا يعقلون شيئا! فقلت:

ما لك و لإخوانك قريش، لا تعتريهم، و تصيب منهم ؟ قال: لا و ربّك ما أسألهم دنيا، و لا أستفتيهم عن دين حتى ألحق باللّه و رسوله[13364].

قال مالك بن أوس بن الحدثان (5):

قدم أبو ذرّ من الشام، فدخل المسجد و أنا جالس، فسلّم علينا، و أتى سارية، فصلّى ركعتين تجوّز فيهما، ثم قرأ: أَلْهٰاكُمُ التَّكٰاثُرُ حتى ختمها، و اجتمع الناس عليه، فقالوا له:

يا أبا ذرّ، حدّثنا ما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال لهم: سمعت حبيبي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«في الإبل صدقتها، و في البقر صدقتها، و في البرّ صدقته، من (6) جمع دينارا أو

ص: 195


1- يعني الأحنف بن قيس، و الخبر من طريقه في سير أعلام النبلاء(390/3) ط دار الفكر.
2- الرضف الواحدة رضفة، و هي الحجارة المحماة.
3- النغض: العظم الرقيق الذي على طرف الكتف.
4- في مختصر أبي شامة:«إلى» و المثبت عن سير الأعلام.
5- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء(391/3) ط دار الفكر.
6- في مختصر أبي شامة:«في» و المثبت عن سير الأعلام.

درهما، أو تبرا، أو فضّة لا يعدّه لغريم، و لا للنفقة (1) في سبيل اللّه كوي به». قلت: يا أبا ذر، انظر ما تخبر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فإن هذه الأموال قد فشت. فقال: من أنت يا بن أخي ؟ فانتسبت له، قال: قد عرفت نسبك الأكبر، ما تقرأ وَ الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ وَ لاٰ يُنْفِقُونَهٰا فِي سَبِيلِ اللّٰهِ (2)؟.

و في رواية: قدم أبو ذرّ من الشام و أنا جالس مع عثمان بن عفان في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فجاء أبو ذرّ فسلّم عليه، فقال عثمان: كيف أنت يا أبا ذرّ؟ قال: بخير، فكيف أنت ؟ ثم ولى و هو يقول: أَلْهٰاكُمُ التَّكٰاثُرُ حَتّٰى زُرْتُمُ الْمَقٰابِرَ (3)،و رفع صوته و كان صلب الصوت حتى ارتجّ المسجد بقراءة السورة كلها، حتى مالت القراءة إلى سارية من سواري المسجد. فصلى ركعتين فتجوّز فيهما، فاحتوشه الناس و قالوا: حدّثنا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و جلست قبالة وجهه.

فذكر نحو ما تقدم.

قال عبيد اللّه بن شميط : سمعت أبي يقول:

بلغنا أنّ أبا ذرّ كان يقول و هو في مجلس معاوية: لقد عرفنا خياركم من شراركم، و لنحن أعرف بكم من البياطرة بالخيل. فقال رجل: يا أبا ذرّ، أتعلم الغيب ؟ فقال معاوية:

دعوا الشيخ فالشيخ أعلم منكم، من خيارنا يا أبا ذرّ؟ قال: خياركم أزهدكم في الدنيا، و أرغبكم في الآخرة، و شراركم أرغبكم في الدنيا و أزهدكم في الآخرة.

حدّثنا عبد اللّه بن الصامت قال (4):

دخلت مع أبي ذرّ في رهط من غفار على عثمان من الباب الذي لا يدخل عليه منه، فتخوّفنا عثمان عليه، فانتهى إليه، فسلّم عليه و قال: أ حسبتني منهم يا أمير المؤمنين ؟ و اللّه ما أنا منهم، و لا أدركهم، لو أمرتني أن آخذ بعرقوتيّ (5) قتب لأخذت بهما حتى أموت. ثم استأذنه إلى الرّبذة، فقال: نعم نأذن لك.

ص: 196


1- في مختصر أبي شامة: النفقة.
2- سورة التوبة، الآية:34.
3- سورة التكاثر، الآيتان 1 و 2.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 232/4.
5- العرقوتان خشبتان تضمان ما بين واسط الرحل و المؤخرة، و قال الليث: و للقتب عرقوتان، و هما خشبتان على عضديه من جانبيه (تاج العروس: عرق).

و قال ضمرة بن شوذب، عن سليمان عن حميد بن هلال، عن عبد اللّه بن الصامت ابن أخي أبي ذرّ قال (1):

دخلت مع أبي ذرّ على عثمان، فلما دخل إليه حسر عن رأسه و قال: و اللّه ما أنا منهم يا أمير المؤمنين - يريد الخوارج-.

قال ابن شوذب:

سيماهم التّسبيت - يعني الحلق - فقال له عثمان: صدقت يا أبا ذرّ، إنما أرسلت إليك لتجاورنا بالمدينة، قال: لا حاجة لي في ذلك، ائذن لي إلى الرّبذة، قال: نعم، و نأمر لك بنعم من نعم الصدقة تغدو عليك و تروح، قال: لا حاجة لي في ذلك، تكفي أبا ذرّ صريمته (2).فلما خرج من عنده قال: دونكم معاشر قريش دنياكم فاخذموها (3)،و دعونا و ربنا.

حدّثني غزوان أبو حاتم قال (4):

بينا أبو ذرّ عند باب عثمان ليؤذن له إذ مرّ به رجل من قريش، فقال: يا أبا ذرّ، ما يجلسك هاهنا؟ قال: يأبى هؤلاء أن يأذنوا لنا. فدخل الرجل، فقال: يا أمير المؤمنين، ما بال أبي ذرّ على الباب لا يؤذن له ؟ فأمر فأذن له، فجاء حتى جلس ناحية القوم و ميراث عبد الرّحمن يقسم، فقال عثمان لكعب: يا أبا إسحاق، أ رأيت المال الذي أدّى زكاته هل يخشى على صاحبه فيه تبعة ؟ فقال: لا، فقام أبو ذرّ و معه عصا، فضرب بها بين أذني كعب، ثم قال: يا بن اليهودية، أنت تزعم أنّه ليس عليه حق في ماله إذا أدى (5) الزكاة، و اللّه تعالى يقول: وَ يُؤْثِرُونَ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ (6) الآية، وَ يُطْعِمُونَ الطَّعٰامَ عَلىٰ حُبِّهِ (7)،و فِي أَمْوٰالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسّٰائِلِ وَ الْمَحْرُومِ (8)،فجعل يذكر نحو هذا من القرآن. فقال عثمان للقرشي:

إنما نكره أن نأذن لأبي ذرّ من أجل ما ترى!.

ص: 197


1- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 160/1 و ابن سعد 232/4.
2- الصريمة تصغير صرمة، و هي القطيع من الإبل و الغنم.
3- كذا في مختصر أبي شامة، و في سير الأعلام:«فاعذموها» و اخذموها يعني اقطعوها، و الخذم: سرعة القطع.
4- رواه الذهبي في سير الأعلام(392/3) ط دار الفكر.
5- في سير الأعلام: آتى.
6- سورة الحشر، الآية:9.
7- سورة الدهر، الآية:8.
8- سورة المعارج، الآيتان 4،3.

قال سيف بن عمر عن محمّد بن عون عن عكرمة عن ابن عباس قال (1):

كان أبو ذرّ يختلف من الرّبذة إلى المدينة مخافة الأعرابية (2)،فكان يحبّ الوحدة و الخلوة. فدخل على عثمان و عنده كعب الأحبار، فقال عثمان: أ لا ترضون من الناس بكفّ الأذى حتى يبذلوا المعروف، و قد ينبغي للمؤدي الزكاة ألاّ يقتصر عليها حتى يحسن إلى الجيران و الإخوان، و يصل القرابات. فقال كعب: من أدّى الفريضة فقد قضى ما عليه، فرفع أبو ذرّ محجنة، فضربه، فشجّه، فاستوهبه عثمان، فوهبه له، و قال: يا أبا ذرّ، اتّق اللّه، و اكفف يدك و لسانك. و قد كان قال له: يا بن اليهودية، ما أنت و ما هاهنا؟! و اللّه لتسمعنّ مني أو لا أدخل عليك، و اللّه لا يسمع أحد من اليهود إلاّ فتنوه.

قال زيد بن وهب: حدّثني أبو ذرّ قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إذا بلغ البناء سلعا فارتحل إلى الشام». فلما بلغ البناء سلعا قدمت الشام، و كنت بها، فتلوت هذه الآية وَ الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ (3)،فقال معاوية: هذه للكفّار، فقلت:

هي لأهل الإسلام. فكتب إلى عثمان: إنّ هذا يفسد، فكتب إليّ عثمان، فقدمت المدينة، فأجفل الناس ينتظرونني، كأنّهم لم يروني قط ، فقال لي عثمان: لو ارتحلت إلى الرّبذة ؟ قال:

فارتحلنا إلى الرّبذة.

و في رواية (4):مررت بالربذة فإذا أنا بأبي ذرّ، فقلت: ما أنزلك هذا؟ قال: كنت بالشام، فاختلفت أنا و معاوية في هذه الآية: وَ الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ ،فقال معاوية: نزلت في أهل الكتاب، و قلت: نزلت فينا و فيهم. فكان بيني و بينه في ذلك كلام، فكتب يشكوني إلى عثمان، فكتب إليّ عثمان أن أقدم المدينة، فقدمت المدينة، فكثر الناس عليّ كأنّهم لم يروني قبل ذلك، فذكر ذلك لعثمان، فقال: إن شت تنحّيت، فكنت قريبا.

قال: فذلك أنزلني هذا المنزل، و لو أمّر عليّ حبشيّ لسمعت و أطعت.

قال موسى بن عبيدة (5):أخبرني ابن نفيع (6)،عن ابن عباس قال:

ص: 198


1- رواه الذهبي في سير الأعلام(392/3) ط دار الفكر.
2- يعني توطن البادية بعد الهجرة.
3- سورة التوبة، الآية:34.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 226/4.
5- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء(392/3).
6- كذا في مختصر أبي شامة، و سير الأعلام، و لم أعرفه.

استأذن أبو ذرّ على عثمان و أنا عنده، فتغافلوا عنه ساعة، فقلت: يا أمير المؤمنين، هذا أبو ذرّ بالباب يستأذنك، فقال: ائذن له إن شئت، إنه يؤذينا و يبرّح بنا، قال: فأذنت له، فجلس على سرير مرمول (1) من هذه البحرية، فرجف به السرير، و كان عظيما طويلا، فقال له عثمان: أما إنّك الزاعم أنّك خير من أبي بكر و عمر؟ قال: ما قلت: قال عثمان: إني أنزع عليك بالبيّنة، قال: و اللّه ما أدري ما بيّنتك، و ما تأتي به ؟ و قد علمت ما قلت، قال: فكيف قلت إذا؟ قال: قلت: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ أحبّكم إليّ و أقربكم منّي الذي يلحق بي على العهد الذي عاهدته عليه»، و كلكم قد أصاب من الدنيا، و أنا على ما عاهدني عليه، و على اللّه تمام النعمة. و سأله عن أشياء، فأخبره بالذي يعلمه، فأمره أن يرتحل إلى الشام فيلحق بمعاوية، فكان يحدث بالشام، فاستهوى قلوب الرجال، فكان معاوية ينكر بعض شأن رعيته، و كان يقول: لا يبيتن عند أحدكم دينار و لا درهم، و لا تبر، و لا فضة إلاّ شيء ينفقه في سبيل اللّه، أو يعدّه لغريم. و إنّ معاوية بعث إليه بألف دينار في جنح الليل فأنفقها، فلمّا صلّى معاوية الصبح دعا رسوله الذي أرسله إليه فقال: اذهب إلى أبي ذرّ فقل: أنقذ جسدي من عذاب معاوية أنقذك اللّه من النار، فإنّي أخطأت بك. قال: يا بني، قل له: يقول لك أبو ذرّ: و اللّه ما أصبح عندنا منه دينار، و لكن أنظرنا ثلاثا حتى نجمع لك دنانيرك. فلما رأى معاوية أن قوله صدّق فعله كتب إلى عثمان: أمّا بعد، فإن كان لك بالشام حاجة أو بأهله فابعث إلى أبي ذرّ، فإنه قد أوغل (2) صدور الناس. فكتب إليه عثمان: أقدم عليّ . فقدم عليه المدينة[13365].

قال شداد بن أوس (3):

كان أبو ذرّ يسمع الحديث من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيه الشدّة، ثم يخرج إلى قومه يسلم عليهم، ثم إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يرخص فيه بعد، فلم يسمعه أبو ذرّ، فتعلّق أبو ذر بالأمر الشديد.

قال زيد بن خالد الجهني (4):كنت جالسا عند عثمان إذ أتاه شيخ، يقال له أبو ذرّ،

ص: 199


1- يعني منسوج بالسعف و الحبال، و يقال أيضا: سرير مرمول: إذا كان مزينا بالجواهر.
2- في سير الأعلام: أوغل.
3- رواه أحمد بن حنبل في المسند 80/6 رقم 17137 بسنده إلى شداد بن أوس، و سير الأعلام(393/3) ط دار الفكر.
4- الخبر من طريقه في سير أعلام النبلاء(394/3) ط دار الفكر.

[فلما رآه عثمان قال:] (1) مرحبا و أهلا يا أخي،[فقال أبو ذرّ: مرحبا و أهلا بأخي،] (2) لقد أغلظت علينا في العزيمة، و أيم اللّه لو عزمت عليّ أن أحبوا لحبوت ما استطعت، إني خرجت مع النبي صلى اللّه عليه و سلم ذات ليلة متوجها نحو حائط بني كلاب (3)،فأتيته.... (4) فلما جاء وصفه له، فجعل يصعد بصره... (5) ثم قال لي:«ويحك بعدي» فبكيت، فقلت: يا رسول اللّه، و إني لباق بعدك ؟ قال:«نعم، فإذا رأيت البناء قد علا سلعا، فالحق بالمغرب، أرض قضاعة، فإنه سيأتي عليك يوم قاب قوس أو قوسين، أو رمح أو رمحين، خير من كذا و كذا» قال عثمان:

أحببت أن أجعلك مع أصحابك، خفت عليك جهال الناس. قال: كلاّ و لكنه أمر من معاوية، و يوم ما لكم من معاوية.

قال سلمة بن نباتة الحارثي:

خرجنا عمارا أو حجاجا فمررنا بالرّبذة، فابتغينا أبا ذرّ، فلم نجده في بيته، فنزلنا قريبا، فمر علينا يحمل معه عظم جزور، فذهب إلى بيته، ثم أتانا فجلس، فقال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لي:«اسمع و أطع من كان عليك، و لو كان عبدا حبشيا مجدعا» فأبلاني اللّه أن نزلت على هذا الماء، و عليه مال اللّه، و عليهم رجل حبشي و لا أراه إلاّ مجدعا و اللّه ما علمت أنه رجل صدق. و قال له معروفا ملهم من مال اللّه كل يوم أو ثلاثة أيام جزور و لي من كل جزور عظم، فقال له القوم: و ما لك يا أبا ذرّ؟ قال: كذا و كذا من الغنم. أحدها يرعاها ابن لي و الأخرى يرعاها عبدي، و هو عتيق إلى الحول، فذكر كذا و كذا من الإبل، قالوا: و اللّه، إن أكثر الناس عندنا أمر أصحابك، قال: و اللّه ما لهم في مال اللّه حق إلاّ لي مثله.

و في رواية:

فنزلت هذا الماء و عليه رقيق من رقيق مال اللّه و عليهم عبد حبشي.

قال عبد اللّه بن سيدان السّلمي (6):

ص: 200


1- ما بين معكوفتين استدرك عن سير الأعلام، و مكانه في مختصر أبي شامة:«فتعلق أبو ذر بالأمر الشديد».
2- الزيادة اقتضاها السياق عن سير الأعلام.
3- في سير الأعلام: بني فلان.
4- كلمة غير مقروءة في أبي شامة.
5- كلمة غير واضحة عند أبي شامة.
6- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 227/4 و الذهبي في سير الأعلام 71/2.

تناجى أبو ذرّ و عثمان حتى ارتفعت أصواتهما، ثم انصرف أبو ذرّ متبسما (1)،فقال الناس: ما لك و لأمير المؤمنين ؟ قال: سامع مطيع، و لو أمرني أن آتي صنعاء أو عدن ثم استطعت أن أفعل لفعلت. و أمره عثمان أن يخرج إلى الرّبذة.

و في رواية (2):لو أن عثمان أمرني أن أمشي على رأسي لمشيت، و في رواية: لو أمرني ألا أجلس ما جلست ما حملتني رجلاي و لو كنت على بعير - يعني موثقا - ما أطلقت نفسي حتى يكون هذا الذي يطلقني.

و قال (3):قال أبو ذرّ لعثمان: أمير المؤمنين، افتح الباب، لا تحسبني من قوم يمرقون كما يمرق السهم من الرمية - يعني الخوارج-.

و في رواية: لما قدم أبو ذرّ على عثمان من الشام قال: يا أمير المؤمنين، أ تحسب أنّي من قوم - و اللّه ما أنا منهم، و لا أدركتهم - يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيّهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرّمية، و لا يرجعون إليه حتى يرجع السهم على فوقه، سيماهم التّحليق. و اللّه لو أمرتني أن أقوم ما قعدت ما ملكتني رجلاي و لو أوثقتني بعرقوتيّ قتب ما حللته حتى تكون أنت الذي تحلّني.

و قال ابن سعد (4):أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا العوام بن حوشب، حدّثني رجل من أصحاب الآجر، عن شيخين من بني ثعلبة: رجل و امرأته قالا:

نزلنا الرّبذة، فمر بنا شيخ أشعث أبيض الرأس و اللحية، فقالوا: هذا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فاستأذنّاه أن نغسل رأسه، فأذن لنا، و استأنس بنا، فبينا نحن كذلك إذ أتاه نفر من أهل العراق، حسبته قال: من أهل الكوفة، فقالوا: يا أبا ذرّ، فعل بك هذا الرجل و فعل، فهل أنت ناصب له راية، فنكملك (5) برجال ما شئت ؟ فقال: يا أهل الإسلام، لا تعرضوا عليّ ذاكم، و لا تذلّوا السلطان؛ فإنّه من أذلّ السلطان فلا توبة له، و اللّه لو أنّ عثمان صلبني على أطول خشبة و أطول جبل لسمعت، و أطعت، و صبرت، و احتسبت، و رأيت أنّ

ص: 201


1- في مختصر ابن منظور: مبتسما.
2- سير الأعلام 71/2.
3- راوي الخبر عبد اللّه بن الصامت، و هو في سير الأعلام 71/2.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 227/4 و سير أعلام النبلاء 71/2-72.
5- كذا في مختصر أبي شامة و على هامشه:«فنكلمك» و عند ابن سعد: فلنكمل.

ذلك خير لي، و لو سيّرني ما بين الأفق إلى الأفق - أو قال: ما بين الشرق و المغرب (1)- لسمعت، و أطعت، و صبرت، و احتسبت، و رأيت أن ذلك خير لي، و لو ردّني إلى منزلي لسمعت، و أطعت، و صبرت، و احتسبت، و رأيت أن ذلك خير لي.

و عن شهر بن حوشب عن عبد الرّحمن بن غنم قال:

كنت عند أبي الدّرداء إذ جاءه رجل من أهل المدينة، فسأله فقال: إني تركت أبا ذرّ يسيّر إلى الرّبذة، فقال أبو الدرداء: إنّا للّه و إنا إليه راجعون! لو أن أبا ذرّ قطّعني عضوا عضوا ما هجته مما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول فيه.

قال الحافظ أبو القاسم - رحمه اللّه-:

و لم يسيّر عثمان أبا ذرّ، لكنه خرج هو إلى الرّبذة لمّا تخوّف من الفتنة التي حذّره النبي صلى اللّه عليه و سلم، فلما خرج عقيب ما جرى بينه و بين أمير المؤمنين عثمان ظنّ أنه هو الذي أخرجه.

ثم أسند عن عبد اللّه بن الصامت قال: قالت أم ذرّ (2):

و اللّه ما سيّر عثمان أبا ذرّ و لكنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إذا بلغ البناء سلعا فاخرج منها»، فلما بلغ البناء سلعا و جاوز خرج أبو ذرّ إلى الشام.

و ذكر الحديث في رجوعه، ثم خروجه إلى الرّبذة، و موته بها.

و عن ضمرة عن ابن شوذب، عن غالب القطان قال (3):قلت للحسن: يا أبا سعيد أ عثمان رحمه اللّه أخرج أبا ذرّ؟ قال: معاذ اللّه.

قال يزيد بن هارون (4)،أخبرنا محمّد بن عمرو قال: سمعت عراك بن مالك قال:

قال أبو ذرّ:

إنّي لأقربكم مجلسا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم القيامة. و قال: إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ أقربكم منّي مجلسا يوم القيامة من خرج من الدنيا بهيئة (5) ما تركته فيها»، و إنّه و اللّه ما منكم أحد إلاّ قد تشبث منها بشيء[13366].

ص: 202


1- في مختصر ابن منظور: و الغرب.
2- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء(394/3) ط دار الفكر.
3- سير الأعلام 72/2.
4- من هذا الطريق رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 228/4-229 و الذهبي في سير الأعلام(395/3) ط دار الفكر و حلية الأولياء 161/1-162.
5- عند ابن سعد و سير الأعلام: كهيئة.

قال مالك بن دينار: قال أبو ذرّ للنبي صلى اللّه عليه و سلم:

و الذي بعثك بالحقّ لا لقيتك إلاّ على الذي فارقتك عليه.

قال الحارث بن سالم سمعت أنسا يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لأبي ذر:«إن بين أيدينا عقبة كئودا لا يجاوزها إلاّ المخفون» قال أبو ذرّ: أنا منهم يا رسول اللّه ؟ فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«لك موت و يوم و ليلة». قال: لا، قال:«فأنت من المخفين»[13367].

عن أبي ذرّ قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«يكون في جهنم عقبة كئود لا يقطعها إلاّ المخفّون»، قلت: أ من المخفّين أنا يا رسول اللّه ؟ قال:«عندك طعام يوم ؟» قلت: نعم، قال:«أ عندك طعام غد؟» قلت: نعم، قال:«أ عندك طعام بعد غد؟» قلت: لا، قال:«لو كان عندكم طعام ثلاثة أيّام لكنت من المثقلين»[13368].

و قال أبو ذرّ:

كان قوتي على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في كل جمعة صاعا فلست بزائد عليه حتى ألقاه.

قال إبراهيم التيمي:

دخل شباب من قريش على أبي ذرّ فقالوا له: فضحتنا بالدنيا، و أغضبوه، فقال: ما لي و للدنيا، و إنما يكفيني صاع من طعام في كلّ جمعة، و شربة من ماء في كل يوم.

قال المعرور بن سويد (1):

نزلنا الرّبذة، فإذا رجل عليه برد، و على غلامه برد مثله، فقلنا له، لو أخذت برد غلامك هذا فضممته إلى بردك هذا فلبسته كانا حلّة، و اشتريت لغلامك بردا غيره ؟ قال: إني سأحدّثكم عن ذلك: كان بيني و بين صاحب لي كلام، و كانت أمّه أعجمية، فنلت منها، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعذره مني، فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا أبا ذرّ، ساببت فلانا؟» فقلت: نعم، قال:«ذكرت أمّه ؟» فقلت: من سابّ الرجال ذكر أبوه و أمه، فقال لي:«إنك امرؤ فيك جاهلية»، قلت: على حال ساعتي من الكبر؟ قال:«على حال ساعتك من الكبر؛ إنّهم إخوانكم جعلهم اللّه تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه من طعامه، و ليلبسه من لباسه، و لا يكلّفه ما يغلبه»[13369].

ص: 203


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند بسنده إلى المعرور بن سويد 99/8 رقم 21488 و الذهبي في سير الأعلام 395/3 ط دار الفكر

قال ابن سعد (1) أخبرنا محمّد بن عمر [أخبرنا من سمع إسماعيل بن أبي حكيم عن سليمان بن يسار قال:

قال أبو ذرّ حدثان إسلامه لابن عمّه: يا بن الأمة، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما ذهبت عنك أعرابيّتك بعد] (2)[13370].

حدّثنا سعيد بن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عن أبي ذرّ (3):

أنه رآه في نمرة (4) مؤتزرا بها، قائما يصلي، فقلت: يا أبا ذرّ، ما لك ثوب غير هذه النمرة ؟ قال: لو كان لي رأيته عليّ ، قلت: رأيت عليك منذ أيام ثوبين، فقال: يا بن أخي، أعطيتهما من هو أحوج مني إليهما، قلت: و اللّه إنّك لمحتاج إليهما، قال: اللّهم غفرا، إنك لمعظّم للدنيا، أ لست ترى عليّ هذه البردة ؟ و لي أخرى للمسجد، و لي أعنز نحلبها، و لي أحمرة نحمل (5) عليها ميرتنا، و عندنا من يخدمنا و يكفينا مهنة طعامنا، فأيّ نعمة أفضل ممّا نحن فيه ؟.

قال عفان (6):حدّثنا همام، حدّثنا قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي أنّه دخل على أبي ذرّ، و هو بالرّبذة، و عنده امرأة له سوداء شعثة (7) ليس عليها أثر المجاسد و الخلوق.

فقال: أ لا تنظرون إلى ما تأمرني به هذه السويداء (8)؟تأمرني أن آتي العراق فإذا أتيت العراق مالوا عليّ بدنياهم،[ألا] و إن خليلي عهد إليّ أن دون جسر جهنم طريقا ذا دحض (9) و مزلة، و إنّا أن نأتي عليه و في أحمالنا اقتدار - و في رواية: اضطمار - أحرى أن ننجو من أن نأتي عليه و نحن مواقير.

ص: 204


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 225/4.
2- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش مختصر أبي شامة.
3- الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 235/4.
4- النمرة: شملة فيها خطوط بيض و سود.
5- في ابن سعد: نحتمل.
6- من طريقه رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 236/4 و الذهبي في سير الأعلام(395/3) و رواه الإمام أحمد في مسنده 95/8 رقم 21473 طبعة دار الفكر.
7- كذا عند أبي شامة، و على هامشة:«مشنفة» و في سير الأعلام:«مشعثة» و في ابن سعد:«مشنفة» و في المسند: مسغبة.
8- عند أبي شامة: السوداء، و المثبت عن ابن سعد و المسند.
9- الدحض: الزلق و المزلة.

قال عبد اللّه بن خراش:

رأيت أبا ذرّ بالرّبذة في ظلة له سوداء، و تحته امرأة له سحماء، و هو جالس على قطعة جوالق، فقيل له: يا أبا ذرّ، إنّك امرؤ ما يبقى لك ولد، فقال: الحمد للّه الذي يأخذهم في الفناء، و يدّخرهم في دار البقاء، قالوا: يا أبا ذرّ، لو اتخذت امرأة غير هذه ؟ قال: لأن أتزوج امرأة تضعني أحبّ إليّ من امرأة ترفعني، قالوا له: لو اتخذت بساطا ألين من هذا؟ قال:

اللّهم غفرا، خذ مما خوّلت ما بدا لك.

و عن عمرو بن ميمون بن مهران، عن أبيه، عن رجل من بني سليم قال:

جاورت أبا ذرّ بالرّبذة و له فيها قطيع إبل، له فيها راع ضعيف، فقلت: يا أبا ذرّ، أ لا أكون لك صاحبا أكف راعيكم، و أقتبس بعض ما لعل اللّه ينفعني به. فقال له أبو ذرّ: إن صاحبي من أطاعني، فما كنت لي مطيعا فأنت لي صاحب، و إلاّ فلست لي بصاحب. قلت:

و ما الذي تسألني الطاعة فيه ؟ قال: لا أدعوك لشيء من مالي إلاّ توخيت أفضله. قال: فلبثت معه ما شاء اللّه، فذكر له في أهل الماء حاجة، فقال: ائتني ببعير من الإبل، فتصفحت الإبل، فإذا أفضلها فحلها ذلول، فهممت بأخذه، فذكرت حاجتهم إليه، فتركته و أخذت ناقة ليس في الإبل بعد الفحل أفضل منها، فجئت بها، فحانت منه نظرة، فرآني، فقال: يا أخا بني سليم، جنّبني، يا أخا بني سليم اجتنبني، فلما فهمتها خليت الناقة ثم رجعت إلى الإبل، فأخذت الفحل، فجئت به، فقال لجلسائه: من رجلان يحتسبان عملهما؟ فقال رجلان: نحن، فقال:

إما لا فأنيخاه، ثم اعقلاه، ثم انحراه، ثم عدّوا بيوت الماء، فجزءوا لحمه على عددهم، و اجعلوا بيت أبي ذرّ بيتا مما تفعلون.

فلما فرقوا اللحم دعاني، فقال: ما أدري حفظ وصيتي فظهرت بها (1)،أم نسيت فأعذرك ؟ قلت: ما نسيت وصيتك، و لكن لما تصفحت الإبل وجدت أفضلها فحلها، فهممت بأخذه، ثم ذكرت حاجتكم إليه فتركته. قال: ما تركته إلاّ لحاجتي إليه ؟ قلت: ما تركته إلاّ لذلك. قال: أ فلا أخبرك بيوم حاجتي إليه ؟ يوم أوضع في حفرتي، فذلك يوم حاجتي. إن في المال ثلاثة شركاء: القدر لا يستأمرك أن يذهب بخيرها أو بشرها، و الوارث، ينتظر متى يوضع رأسك فيستفيئها (2) و أنت ذميم، و أنت الثالث، فإن استطعت ألا تكون أعجز الثلاثة فلا

ص: 205


1- يعني أنك استخفيت بها.
2- يستفيئها من الفيء، يعني يأخذها.

تكن؛ مع أنّ اللّه تعالى قال: لَنْ تَنٰالُوا الْبِرَّ حَتّٰى تُنْفِقُوا مِمّٰا تُحِبُّونَ (1)،و إن هذا الجمل كان مما أحب من مالي فأحببت أن أقدّمه لنفسي] (2).

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال:

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بقراءتي عليه، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي، أنا محمّد بن العباس بن حيوية، أنا أبو الحسن الساجي، أنا أبو علي الفقيه، نا محمّد بن سعد (3)،نا سليمان بن حرب، نا أبو هلال، نا قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن أن أبا ذرّ كان عطاؤه أربعة آلاف فكان إذا أخذ عطاءه دعا خادمه فسأله عما يكفيه للسنة فاشتراه، ثم اشترى فلوسا بما بقي و قال: إنه ليس من وعاء ذهب (4) أو فضة يوكى عليه إلاّ و هو يتلظى على صاحبه.

أخبرنا أبو غالب..... (5)،أنا أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك (6)،أنبأ معمر، عن يحيى بن أبي كثير عن رجل من أهل الشام:

أنه دخل على أبي ذرّ و هو يوقد تحت قدر له من حطب قد أصابه مطر و دموعه تسيل فقالت له امرأته: لقد كان لك عن هذا مندوحة، فلو شئت (7) لكفيت (8) فقال: فأنا أبو ذرّ و هذا عيشي، فإن رضيت و إلا فتحت كنف اللّه، قال: فكأنما ألقمها حجرا، حتى إذا أنضج ما في قدره جاء بصحفة، فكسر فيها خبز له غليظا، ثم جاء بالذي كان في القدر فكدره (9) عليه، ثم جاء به إلى امرأته، فقال لي: ادن فأكلنا (10) جميعا (11) ثم أمر جاريته أن تسقينا، فسقتنا

ص: 206


1- سورة آل عمران، الآية:92.
2- إلى هنا ينتهي الأخذ عن مختصر أبي شامة، و نعود إلى الأصل المعتمد بين أيدينا نسخة سليمان باشا، و نعود إلى ما بقي فيها من ترجمة أبي ذر.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 230/4
4- في ابن سعد:«من وعى ذهبا».
5- بياض بالاصل.
6- رواه عبد اللّه بن المبارك في الزهد و الرقائق ص 208-209 رقم 589.
7- تقرأ بالأصل: نسبت، و المثبت عن ابن المبارك.
8- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن ابن المبارك، و في مختصر أبي شامة: كفيت.
9- كذا بالأصل و الزهد و ابن المبارك، و في مختصر أبي شامة «فكبه».
10- بالأصل: فأكلها، و المثبت عن الزهد و الرقائق، و مختصر أبي شامة.
11- بالأصل: جميعها، و المثبت عن الزهد و الرقائق.

مذقة من لبن معزاة، فقلت: يا أبا ذرّ لو اتخذت في بيتك عيشا، فقال: عباد اللّه أ تريد (1) لي من الحساب أكثر من هذا العيش، هذا مثال نرقد عليه و عباءة نبسطها، و كساء نلبسه و برمة (2)نطبخ فيها، و صحفة نأكل فيها، و بطة فيها زيت، و غرارة (3) فيها دقيق، أ تريد لي من الحساب أكثر من هذا؟ قلت: فإنّ عطاءك أربع مائة دينار، و أنت في شرف من العطاء، فأين يذهب عطاؤك ؟ فقال لي: أما إنّي لن أعمى عليك لي في هذه القرية - و أشار إلى قرية بالشام - ثلاثون فرسا، فإذا خرج عطائي اشتريت لهم علفا و أرزاقا لمن يقوم عليها و نفقة لأهلي، فإن بقي منها شيء اشتريت به فلوسا فجعلته عند نبطي هاهنا، فإن احتاج أهلي إلى لحم أخذوا منه، و إن احتاجوا إلى شيء أخذوا منه، ثم أحمل عليها في سبيل اللّه، ليس عند آل أبي ذرّ دينار و لا درهم (4).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين (5) بن المهتدي، أنبأ أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن القاسم بن جامع، أنا أبو علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن الرقي، نا هلال بن العلاء، نا أبي، نا سليمان بن صهيب الرقّي، عن فرات، عن ميمون قال (6):لما احتضر أبو ذرّ قال لا مرأته أين تلك النفقة ؟ قال: فجاءت بثلاثة عشر درهما، قال: فأمر بها (7)،فوضعت مواضعها (8)،ثم قال: إن كانت محرقتي ما بين عاتقي إلى ذقني.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنبأ الحسين بن صفوان، نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، حدّثني شريح، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ محمّد بن عمرو، عن محمّد بن المنذر (9)،قال:

ص: 207


1- كذا بالأصل، و في الزهد: أ تريدون من الحساب.
2- البرمة: قدر من حجارة.
3- الغرارة: الجوالق.
4- بالأصل:«دنيا و لا ذر» و المثبت:«دينار و لا درهم» عن الزهد و الرقائق.
5- بالأصل: الحسن.
6- تاريخ الرقة ص 132.
7- الأصل: به، و المثبت عن مختصر أبي شامة.
8- الأصل: موضعها، و المثبت عن مختصر أبي شامة.
9- الأصل: المنكدر، و المثبت عن مختصر أبي شامة.

بعث حبيب بن مسلمة إلى أبي ذرّ و هو بالشام ثلاثمائة دينار و قال: استعن بها على حاجتك؛ فقال أبو ذرّ: ارجع بها إليه، ما أحد أغنى باللّه منا، ما لنا إلاّ ظل يتوارى به، و تلة من غنم تروح علينا، و مولاة لنا تصدقت علينا بخدمتها، ثم إنّي لأتخوف الفصل.

أنبأنا أبو علي الحدّاد و غيره، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا أبو القاسم الطبراني (1)، نا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، نا أبو حصين (2) عبد اللّه بن أحمد بن يونس، حدّثني أبي، نا أبو بكر بن عيّاش، عن هشام بن حسّان، عن محمّد بن سيرين قال:

بلغ الحارث رجل كان بالشام من قريش (3) أن أبا ذرّ كان به عوز، فبعث إليه ثلاثمائة دينار، فقال: ما وجد عبد اللّه هو أهون عليه مني، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من مات و له أربعون فقد ألحف» و لآل أبي ذرّ أربعون درهما، و أربعون شاة، و ماهنان (4).

قال أبو بكر بن عيّاش: يعني خادمين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد الدينوري، أنا علي بن عمر بن محمّد بن الحسين، أنا أبو بكر بن شاذان، أنا أبو القاسم البغوي، نا أحمد بن حنبل، نا عباد بن العوّام، عن عاصم بن كليب، حدّثني سلمة بن نباتة قال:

خرجنا إمّا حجاجا، و إمّا عمّارا، فمررنا بأبي ذرّ، فمر بنا عشاء، فجلس إلينا، فقال له بعضنا: يا أبا ذرّ، ما مالك ؟ قال: لي من الإبل كذا، و من الغنم كذا، إحداهما يراعاها ابن لي، و الأخرى يرعاها عبد لي و هو عتيق إلى الحول.

أخبرنا أبو القاسم زاهر و أبو بكر وجيه ابنا طاهر، قالا: أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن الشّرقي، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، ثنا سفيان (5)، عن عمّار بن معاوية الدهني، عن أبي شعبة قال: مرّ قوم بأبي ذرّ بالربذة، فعرضوا عليه (6)

ص: 208


1- رواه أحمد بن سليمان الطبراني في المعجم الكبير 150/2 رقم 1630.
2- تقرأ بالأصل: حصن، و المثبت عن المعجم الكبير.
3- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن المعجم الكبير.
4- في المعجم الكبير: و ماهنين .
5- من هذا الطريق روي في الطبقات الكبرى لابن سعد 235/4.
6- في مختصر أبي شامة: عليّ .

النفقة، فقال أبو ذرّ: عندنا أعنز نحلبها، و أحمرة (1) ننتقل عليها، و محرّرة تخدمنا و فضل عباءة إنّي لأخاف الحساب فيها.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين (2) بن بشران، أنا عثمان بن أحمد الدقّاق، نا محمّد بن أحمد بن النّضر، نا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري، عن الأوزاعي، عن يحيى (3) قال: كان لأبي ذرّ ثلاثون فرسا يحمل عليها، فكان يحمل على خمسة عشر منها، فغزوا عليها و يصلح آلة بقيتها، فإذا رجعت أخذها فأصلح آلتها و حمل على الأخرى.

و عن أبي إسحاق عن جسر بن الحسن قال: كان عطاء أبي ذرّ أربعة آلاف فكان يشتري عشرين فرسا فيرتبطها بحمص، فكان يحمل على عشر عاما، و عشر عاما.

أخبرنا (4) أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأ جدي أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل بن يوسف الشيباني، نا أبو بكر محمّد بن سليمان الربعي، ثنا أبو الحسن محمّد بن الفيض، ثنا إبراهيم بن هشام، حدّثني أبي عن جدي قال:

خرج أبو الدّرداء إلى السوق يشتري قميصا، فلقي أبا ذرّ، فقال: أين تريد يا أبا الدّرداء؟ قال: أريد أن أشتري قميصا، قال: و بكم ؟ قال: بعشرة دراهم، قال: فوضع يده على رأسه ثم قال: ألا إنّ أبا الدّرداء من المسرفين، ألا إنّ أبا الدّرداء من المسرفين، قال:

فالتمست مكانا أتوارى فيه، فلم أقدر، فقلت: يا أبا ذرّ لا تفعل، مرّ معي، فاكسني أنت، قال: و تقبل ؟ قلت: نعم، فأتى السوق، فاشترى قميصا بأربعة دراهم، قال: فانصرفت حتى إذا كنت بين منزلي و السوق لقيت رجلا لا يكاد يواري سوأته فقلت له: اتّق اللّه و وار سوأتك، فقال: و اللّه ما أجد ما أوري به سوأتي، فألقيت إليه الثوب، ثم انصرفت إلى السوق فاشتريت قميصا بأربعة دراهم، ثم انصرفت إلى منزلي، فإذا خادمة على الطريق تبكي، قد اندقّ إناؤها، فقلت: ما يبكيك ؟ فقالت: اندقّ إنائي، و أبطأت على أهلي، فذهبت معها إلى

ص: 209


1- في مختصر أبي شامة: و أحمر.
2- بالأصل: الحسن.
3- من طريق يحيى بن أبي كثير، رواه الذهبي في سير الأعلام(396/3) ط دار الفكر.
4- الخبر التالي تقدم في ترجمة أبي الدرداء، راجع تاريخ مدينة دمشق 157/47 طبعة دار الفكر.

السوق، فاشتريت لها سمنا بدرهم (1)،فقالت: يا شيخ، أما إذا فعلت ما فعلت فامش معي إلى أهلي فإنّي قد أبطأت و أنا أخاف أن يضربوني، قال: فمشيت معها إلى مواليها (2)، فدعوت، فخرج إليّ مولاها، فقال: ما عنّاك يا أبا الدّرداء؟ فقلت: خادمتكم (3) أبطأت عنكم و أشفقت أن تضربوها، فسألتني أن آتيكم لتكفوا عنها، قال: فأنا أشهدك أنها حرّة لوجه اللّه لممشاك معها، قال: قلت: أبو ذرّ أرشد منّي حين كساني قميصا، و كسا مسكينا قميصا، و أعتق رقبة بعشرة دراهم.

أخبرنا (4) أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو العبّاس الأصمّ ، نا الخضر - هو ابن أبان (5)-نا سيّار (6) هو أبي حكم، نا جعفر قال:

سمعت ثابت البنّاني يقول: بنى أبو الدرداء مسكنا تدرأ بظله (7)،فمرّ عليه أبو ذر، فقال: ما هذا؟ تعمّر دارا أمر اللّه بخرابها؟! لأن أكون رأيتك تتمرغ في عذرة أحب إليّ من أن أكون رأيتك فيها، فلما فرغ أبو الدرداء من بنائه قال: إني قائل على بنائي هذا شيئا:

بنيت دارا و لست عامرها *** لقد علمت إذ بنيت أين داري

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنبأ أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنبأ أبو علي بن الفهم، نا محمّد بن سعد (8)،أنا عبد اللّه بن عمرو أبو معمر المنقري، ثنا عبد الوارث بن سعيد، عن الحسين المعلم، عن ابن بريدة قال:

لما قدم أبو موسى الأشعري لقي أبا ذرّ، فجعل أبو موسى يلزمه، و كان الأشعري رجلا خفيف اللحم، قصيرا، و كان أبو ذرّ رجلا أسود، كثّ الشعر، فجعل الأشعري يلزمه و يقول أبو ذرّ: إليك عنّي، و يقول الأشعري: مرحبا بأخي، و يدفعه أبو ذرّ و يقول: لست بأخيك، إنما كنت أخاك قبل أن تستعمل قال: ثم لقي أبا هريرة فالتزمه و قال: مرحبا بأخي، فقال له

ص: 210


1- زيد بعدها في مختصر أبي شامة: و إناء بدرهم.
2- في مختصر أبي شامة: إلى أهلها.
3- كذا بالأصل، و فيما تقدم:«خادمكم» و في مختصر أبي شامة: خادمكم.
4- الخبر التالي تقدم في ترجمة أبي الدرداء، راجع تاريخ مدينة دمشق 138/47.
5- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن الخبر المتقدم.
6- بالأصل غير مقروءة و المثبت عن الخبر المتقدم.
7- في الخبر المتقدم: قدر بسطة.
8- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 230/4 و الذهبي في سير الأعلام 74/2.

أبو ذرّ: إليك عنّي، هل كنت عملت لهؤلاء؟ قال: نعم، قال: هل تطاولت في البناء أو اتخذت زرعا أو ماشية ؟ قال: لا، قال: أنت أخي، أنت أخي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أبو بكر عبد اللّه بن أبي الدنيا، ثنا أبو قدامة، عن سفيان الثوري قال: قال أبو ذرّ:

لك في مالك شريكان، أيّهما جاء أخذ، و لم يؤامرك: الحدثان و القدر، كلاهما يمرّ على الغثّ و السمين، و الورثة ينتظرون متى تموت فيأخذون ما (1) تحت يدك، و أنت تقدّم لنفسك، فإن استطعت ألاّ تكون أحسن الثلاثة (2) نصيبا فافعل.

أخبرنا أبو القاسم، أنا رشأ، أنا الحسن، أنا أحمد.

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي رضوان.

قالا: نا ابن أبي الدنيا، ثنا زياد بن أيوب، نا سعيد بن عامر، عن جعفر بن سليمان - و في رواية الشّحّامي: حفص بن سليمان - قال:

دخل رجل على أبي ذرّ، فجعل يقلب بصره في بيته، فقال: يا أبا ذرّ، أين متاعكم ؟ - و في حديث رشأ: ما أرى في بيتك متاعا، و لا غير ذلك من الأثاث - فقال: إنّ لنا بيتا نوجّه إليه صالح متاعنا، قال: إنّه لا بد لك من متاع ما دمت هاهنا، فقال: إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه.

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي، أنا أبو طالب العشاري، و أبو الحسن بن الملطي، قالا: أنا أبو عبد اللّه بن دوست، نا أبو طالب و أبو الحسين بن أخي ميمي قالا: أنا أبو علي البردعي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا عبد اللّه بن محمّد التيمي، نا عبد الجبّار بن النضر السلمي عن بعض رجاله قال:

جاء غلام لأبي ذرّ قد كسر رجل شاة له، فقال له أبو ذرّ: من كسر رجل هذه الشاة ؟ قال: أنا، قال: و لم ؟ قال: لأغيظك فتضربني فتأثم، فقال أبو ذرّ: لأغيظنّ من حرّضك على غيظي، قال: فأعتقه.

ص: 211


1- في مختصر أبي شامة: من.
2- بالأصل: لليلته، و المثبت عن مختصر أبي شامة.

أخبرنا أبو حفص عمر بن ظفر (1) أحمد المغازلي (2)،أنبأ أبو الفوارس طراد بن محمّد بن علي الزينبي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبّار السكري، أنا أبو علي إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا أحمد بن منصور الرمادي، نا عبد الرزّاق، أنبأ زكريا بن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه عن رجل من بني بكر قال: كان أبو ذرّ ينزل علينا فيحجّ من مكة ماشيا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، نا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، ثنا جعفر بن محمّد الصائغ، نا سعيد بن سليمان، نا صالح بن عمر، حدّثني علي بن مسعدة، حدّثني عبد اللّه الرومي، عن أم طلق قالت (3):

دخلت على أبي ذرّ فرأيته شعثا شاحبا، بيده صوف، قد جعل عودين، و هو يغزل بهما (4) ذلك الصوف، فنظرت يمنة و يسرة، فلم أر في بيته شيئا، فناولته شيئا من دقيق و سويق، فقال لي: أمّا ثوابك، فعلى اللّه.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى، أنبأ أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل، ثنا الصوفي - يعني أحمد بن يحيى - نا زيد - هو ابن حباب - حدّثني علي بن مسعدة، نا عبد اللّه الرومي، حدّثني أم طلق:

أنها دخلت على أبي ذرّ فناولته شيئا من دقيق و سويق، فجعله في طرف ثوبه و قال:

ثوابك على اللّه، فقلت لها: يا أم طلق، كيف رأيت هيئة أبي ذرّ؟ قالت: شعثا، شحبا، و في يده صوف منفوش و عودين قد وضع أحدهما على الآخر، و هو يغزله من ذلك الصوف.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر السّوسي، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا ابن سعد (5)،أنبأ محمّد بن عمر، نا يزيد بن علي الأسلمي، حدّثني عيسى بن عميلة الفزاري، أخبرني من رأى أبا ذرّ يحلب غنيمة له فيبدأ

ص: 212


1- الأصل: طور، تصحيف، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 155/ب.
2- بالأصل: المعاولي.
3- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء(396/3-397) ط دار الفكر.
4- بالأصل: به.
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 235/4-236.

بجيرانه و أضيافه قبل نفسه (1)،و لقد رأيته ليلة حلب ما بقي في ضروع غنمه شيء إلاّ مصره و قرّب إليهم تمرا و هو يسير، ثم تعذر إليهم و قال: لو كان عندنا ما هو أفضل من هذا لجئنا به، قال: و ما رأيته ذاق تلك الليلة شيئا.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو الحسن المصري (2)،أنا أبو بكر المالكي، نا ابن أبي الدنيا، نا إسحاق بن إسماعيل، نا سفيان، عن ابن جدعان عن من سمع أبا ذرّ في مسجد المدينة يقول لرجل: بما تخوّفني، فو اللّه الفقر أحبّ إليّ من الغنى، و لبطن الأرض أحبّ إليّ من ظهرها.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن الفضل بن محمّد - قدم علينا حاجا - نا خلف بن محمّد، نا عبد اللّه بن محمود المروزي، نا الحسين بن حريث، نا الفضل بن موسى السّيناني (3)،نا حميد - و هو الأكاف - عن رجل من محارب اسمه يحيى، عن يونس بن عبيد، عن الحسين، عن أبي ذرّ قال:

أحب الإسلام و أهله، و أحبّ الفقراء و أحب الغريب من كل قلبك، و ادخل في عموم الدنيا و اخرج منها بالصبر، و لا يأمن رجل أن يكون على خير فيرجع إلى شرّ، فيموت بشرّ، و لا تيأس من رجل (4) يكون على شرّ، فيرجع إلى خير، فيموت بخير، و ليردك عن الناس ما تعرف من نفسك.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكاذي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا عبيد اللّه بن أحمد.

أخبرني أبو سعد منصور بن علي بن عبد الرّحمن الحجري (5)،أنا أبو منصور سعد بن عبد الحميد البوسنجي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن منصور الخطيب

ص: 213


1- تقرأ بالأصل:«بعيشه» و المثبت عن ابن سعد.
2- غير مقروءة بالأصل، و استدرك على هامشه: المصري.
3- تحرفت بالأصل إلى: الشيباني، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 91/15.
4- في مختصر أبي شامة: و لا ييأس رجل.
5- ضبطت بفتحتين عن مشيخة ابن عساكر 246/ب.

العالي (1)،أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن البندجاني (2)،و أبو القاسم منصور بن العباس الفقيه، قالا: أنا أبو سليمان داود بن الوسيم البوسنجي، حدّثني أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، حدّثني عبيد اللّه بن محمّد القرشي قال (3):

سمعت شيخا يقول: بلغنا أنا أبا ذرّ كان يقول: يا أيّها الناس إنّي عليكم ناصح، إنّي عليكم شفيق، صلّوا في ظلمة الليل لوحشة القبور، و صوموا في الدنيا لحرّ يوم النشور، و تصدّقوا مخافة يوم عسير، يا أيها الناس إنّي لكم ناصح، إنّي عليكم شفيق.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، أنبأ أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا ابن عائشة قال: حدّثنا شيخ يكنى أبا زكريا عن بعض رجاله قال: كان أبو ذرّ يقول: يا أيّها الناس إنّي لكم ناصح، إنّي عليكم شفيق، صلّوا في ظلام الليل لوحشة القبور، و صوموا في حرّ هذه الدنيا لحرّ يوم النشور، و تصدّقوا مخافة يوم عسير لعظائم الأمور.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، أنا أبو الحسن المصري، أنا أبو بكر الدينوري، نا محمّد بن موسى، نا محمّد بن الحارث، عن المدائني قال:

قال عمر بن الخطّاب لأبي ذرّ: يا أبا ذرّ، من أنعم الناس بالا؟ قال: برئ في التراب (4) قد أمن العقاب، و بشر بالثواب، قال: صدقت يا أبا ذرّ.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضيل (5) بن يحيى، أنا ابن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا عمر بن شبّة، نا غندر، نا شعبة، عن يونس بن حباب قال:

سمعت مجاهدا يحدّث عن أبي ذرّ قال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا، و لما ساغ لكم الطعام و الشراب، و لا نمتم على الفرش، و لا حنثتم النساء، و خرجتم إلى الصعدات تحارون و تبكون، و لوددت أن اللّه خلقني شجرة تعضد.

أخبرنا أبو القاسم و أبو بكر زاهر و وجيه الشّحّاميان، قالا: أنا أبو نصر عبد الرّحمن

ص: 214


1- ترجمته في سير الأعلام 381/17.
2- الأصل:«البيدخاني» و لعل الصواب ما أثبت، نسبة إلى بندجان مدينة بفارس (معجم البلدان).
3- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 165/1 من طريق عبد اللّه بن أحمد بن حنبل.
4- كذا بالأصل و مختصر أبي شامة، و في المختصر لابن منظور: الثواب.
5- بالأصل: الفضل، تصحيف.

و علي بن محمّد الشاهد، أنا أبو... (1)،حدّثني إسماعيل بن يحيى، أنا عبد اللّه بن محمّد ابن... (2)[نا] (3) عبد اللّه بن هاشم بن حيّان (4)،نا وكيع، نا أبي، عن إبراهيم بن مهاجر، عن أبي ذرّ قال: وددت أنّي كنت شجرة تعضد، و وددت أنّي لم أخلق.

أخبرنا أبوا (5) الحسن الفقيهان، و أبو المعالي الحسين بن حمزة، قالوا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا الحسن بن عرفة، نا عباد بن عباد المهلبي، نا يونس بن عبيد:

أن رجلا أتى أبا ذرّ فقال: أنت أبو ذرّ؟ قال: نعم، قال: فسكت و سكتّ ، ثم قال: إن تملي خيرا فيكتب لك خير من السكوت، ثم سكت ساعة، ثم قال: و السكوت خير من أن تملي شرّا ثم سكت ساعة، ثم قال: و الجليس الصالح خير من الجليس السوء، ثم سكت ساعة ثم قال: و الوحدة خير من جليس السوء.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو المعالي بن الشعيري، أنا أبو الحسن السلمي، أنا جدي، أنا الخرائطي، نا سعدان بن يزيد البزار، نا الهيثم بن جميل، نا شريك، عن أبي المحجل، عن.... (6) بن عمران.... (7) قال: رأيت أبا ذرّ جالسا في المسجد وحده، محتبي (8) بكساء صوف، فقال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الوحدة خير من جليس السوء»، ثم قال: و الجليس الصالح خير من الوحدة، ثم قال: و السكوت خير من إملاء الشرّ، ثم قال:

و إملاء الخير خير من السكوت.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (9)،حدّثني محمّد بن مهدي الأيلي، نا أبو داود، نا مهدي بن

ص: 215


1- كلمة غير مقروءة بالأصل و رسمها:«رمد».
2- كلمة غير مقروءة بالأصل و صورتها:«انحفس»؟؟؟.
3- زيادة منا.
4- تقرأ بالأصل: ثان، و لعل الصواب ما أثبت، راجع ترجمة وكيع بن الجراح في تهذيب الكمال 391/19 و ترجمة عبد اللّه بن هاشم بن حيان العبدي في تهذيب الكمال 596/10.
5- بالأصل: أبو.
6- كلمة غير معجمة بالأصل.
7- كلمة غير مقروءة بالأصل.
8- كذا بالأصل.
9- رواه أحمد بن حنبل في المسند 137/8 رقم 21631 طبعة دار الفكر.

ميمون (1)،عن واصل مولى أبي عيينة، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود الديلي قال: قد رأيت أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فما رأيت بأبي ذرّ شبيها.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، و أبو صالح... (2)،و أبو الفضل محمّد بن عبد الواحد المغازلي، قالوا: أنا أبو محمّد التميمي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد، ثنا علي بن محمّد بن عبيد، أنا محمّد بن إبراهيم بن يحيى المقرئ الطحّان - بالكوفة - نا عبيد بن يعيش، نا يونس - و هو ابن بكير - نا عبيد بن عيينة العنقزي، عن وهب بن عبد اللّه بن كعب بن سور، عن عبد الملك بن أبي ذرّ، عن أبي ذرّ قال:

إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عهد إليّ أني أحشر أمّة على حدة.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبي، عن ابن إسحاق (3)،عن بريدة بن سفيان، و محمّد (4) بن كعب القرظي قالا:

لما صار أبو ذرّ إلى الرّبذة و أصابه قدره لم يكن معه أحد إلاّ امرأته و غلامه، فأوصاهما أن اغسلاني و كفّناني و ضعاني على قارعة الطريق، فأول ركب يمرّ بكم فقولوا: هذا أبو ذرّ صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأعينونا على دفنه، فلمّا مات فعلا ذلك به، ثم وضعاه على قارعة الطريق، فأقبل عبد اللّه بن مسعود في رهط من أهل العراق عمّارا (5)،فلم يرعهم إلاّ بجنازة على ظهر الطريق قد كادت الإبل أن تطأها، فقام إليهم الغلام فقال: هذا أبو ذرّ صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأعينونا (6) على دفنه، فاستهله عبد اللّه يبكي، فقال: صدق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«تمشي وحدك،[و تموت] (7) وحدك، و تبعث [وحدك] (8)»ثم نزل هو و أصحابه، فواروه[13371].

ص: 216


1- في مسند أحمد:«الأبلي، حدثنا داود بن ميمون» خطأ راجع ترجمة مهدي بن ميمون في تهذيب الكمال 18/ 425 و فيها روى عن... و واصل مولى أبي عيينة. و روى عنه: و أبو داود سليمان بن داود الطيالسي.
2- كلمة غير مقروءة بالأصل.
3- رواه ابن هشام في السيرة 168/4 و ابن سعد في الطبقات الكبرى 234/4 و الطبري في تاريخه 107/3.
4- كذا بالأصل، و في ابن سعد و تاريخ الطبري:«عن محمد» بدلا من:«و محمد».
5- بالأصل: عمار، خطأ، و المثبت عن الطبري و ابن سعد.
6- الأصل: فأعيننا.
7- بياض بالأصل، استدركت اللفظة عن الطبري و ابن سعد.
8- سقطت من الأصل، و استدركت عن الطبري و ابن سعد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا المخلص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن إسماعيل بن رافع، عن محمّد بن كعب (1):

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قيل له عام (2) تبوك: تخلف أبو ذرّ و هو في الطريق، فطلع فقال:

«يرحم اللّه أبا ذرّ، يمشي وحده [و يموت] (3) وحده، و يبعث وحده»، قال: فلما حضرت أبا ذرّ الوفاة، و ذلك في سنة ثمان في ذي الحجّة من إمارة عثمان، نزل بأبي ذرّ، فلمّا أشرف قال لابنته: استشر في يا بنية، فهل ترين أحدا؟ قالت: لا، قال: فما جاءت ساعتي بعد [ثم] (4)أمرها فذبحت شاة ثم قصبتها (5) ثم قال لها: إذا جاءك الذين يدفنونني فقولي لهم: إنّ أبا ذرّ يقسم عليكم ألاّ تركبوا حتى تأكلوا، فلمّا نضجت قدرها قال لها: انظري هل ترين أحدا؟ قالت: نعم، هؤلاء ركب مقبلون، قال: استقبلي بي الكعبة، ففعلت، و قال (6):بسم اللّه، و باللّه، و على ملّة رسول اللّه، ثم خرجت ابنته فتلقتهم و قالت: رحمكم اللّه، اشهدوا أبا ذرّ، قالوا: و أين هو؟ فأشارت لهم إليه و قد مات، فادفنوه فقالوا: نعم و نعمة عين، لقد أكرمنا اللّه بذلك، و إذا ركب من أهل الكوفة فيهم ابن مسعود، فمالوا (7) إليه و ابن مسعود يبكي و يقول:

صدق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يموت وحده، و يبعث وحده»، فغسّلوه و كفّنوه و صلّوا عليه و دفنوه، فلمّا أرادوا أن يرتحلوا قالت لهم ابنته: إنّ أبا ذرّ يقرأ عليكم السّلام و أقسم ألاّ تركبوا حتى تأكلوا، ففعلوا و حملوهم حتى أقدموهم مكة، و نعوه إلى عثمان، فضمّ ابنته إلى عياله و قال:

يرحم اللّه أبا ذرّ[13372].

قال: نا سيف، عن القعقاع بن الصلت عن رجل، عن كليب، عن الحلحال بن ذريّ قال (8):

خرجنا حجّاجا مع ابن مسعود سنة إحدى و عشرين، و نحن أربعة عشر راكبا حتى أتينا

ص: 217


1- رواه الطبري في تاريخه 629/2 حوادث سنة 32 (طبعة بيروت).
2- بالأصل:«على تبوك».
3- بياض بالأصل.
4- بالأصل:«بعده أمرها» و المثبت و الزيادة عن الطبري.
5- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن مختصر ابن منظور، و أبي شامة و في تاريخ الطبري:«طبختها». و قصب الجزار الشاة: قطعها عضوا عضوا.
6- بالأصل: فمالا.
7- رواه الطبري في تاريخه 629/2 حوادث سنة 32 (طبعة بيروت).
8- الخبر في تاريخ الطبري 629/2-630.

على الربذة، فإذا امرأة قد تلقتنا، فقالت: اشهدوا أبا ذرّ، و لا شعرنا بأمره و لا بلغنا، فقلنا:

و أين أبو ذرّ؟ فأشارت إلى خباء، فقلنا: ما له ؟ فقالت: فارق المدينة لأمر قد بلغه فيها، ففارقها، فقال ابن مسعود: ما دعاه إلى الاعراب ؟ قالت: أما إنّ أمير المؤمنين قد كره ذلك و لكن كان يقول: بعد، و هي مدينة، فمال ابن مسعود إليه و هو يبكي، فغسلناه و كفنّاه، و إذا خباؤه منضوح بمسك، فقلنا للمرأة: ما هذا؟ قالت: كانت مسكه، فلمّا حضر قال: إن الميت يحضره شهود يجدون الريح و لا يأكلون، فدوفي (1) تلك المسكة بماء، ثم رشي بها الخباء، و اطبخي هذا اللحم، فإنه سيشهدني قوم صالحون يلون دفني (2)،فاقريهم، فلما دفناه دعينا إلى الطعام، فأكلنا، و أردنا احتمالها، فقال ابن مسعود: أمير المؤمنين منا (3) قريب فنستأمره، فقدمنا مكة، فأخبرناه بالخبر، فقال: يرحم اللّه أبا ذرّ، و غفر له نزوله بالربذة.

و لما صدر خرج فأخذ طريق الربذة، و ضمّ عياله إلى عياله، و توجّه نحو المدينة، و توجّهنا نحو العراق، و عدّتنا: ابن مسعود، و أبو مقرر التميمي، و بكر بن عبد اللّه التميمي، و الأسود بن يزيد النخعي، و علقمة بن قيس النخعي، و الحلحال بن ذري الضبّي، و الحارث بن سويد التميمي، و عمرو بن عتبة بن فرقد السلمي، و ابن ربيعة السلمي (4)، و سويد بن مثعبة التميمي، و زياد بن معاوية النخعي، و أخو (5) القرثع (6)،و أخو معضد الشيباني، و أبو رافع المزني.

[قال (7) ابن سعد (8) قال محمّد بن إسحاق:] آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين أبي ذرّ الغفاري و بين المنذر بن عمرو أحد بني ساعدة، و هو المعنق ليموت.

قال: و أنكر محمّد بن عمر هذه المؤاخاة بين أبي ذرّ و المنذر بن عمرو، و قال: لم

ص: 218


1- داف الطيب دوفا: خلطه.
2- بالأصل:«يكون كفني» خطأ، و المثبت عن الطبري.
3- رسمها بالأصل:«فنامر» و المثبت عن الطبري.
4- رسمها بالأصل:«المرمى» و المثبت عن الطبري.
5- بالأصل:«و أبو» و كتب فوقها «أخو».
6- الأصل:«الفرتع» و المثبت عن الطبري.
7- الأخبار التالية استدركت بين معكوفتين عن مختصر أبي شامة.
8- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 225/4.

تكن المؤاخاة إلاّ قبل بدر، فلما نزلت آية المواريث انقطعت المؤاخاة، و أبو ذرّ حين أسلم رجع إلى بلاد قومه فأقام بها حتى مضت بدر و أحد و الخندق ثم قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة بعد ذلك.

أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا سفيان بن حسين عن الحكم بن عتيبة عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذرّ قال (1):

كنت ردف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو على حمار و عليه بردعة أو قطيفة.

أخبرنا (2) عبد اللّه بن يزيد فذكر حديث أبي ذر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا أبا ذرّ إني أراك ضعيفا، و إني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تأمرن على اثنين، و لا تولين مال يتيم»[13373].

و في حديث آخر: أن أبا ذرّ، سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الإمرة فقال:«إنك ضعيف و إنها أمانة و إنها يوم القيامة خزي و ندامة إلاّ من أخذها بحقّها، فأدى الذي عليه فيها»[13374].

أخبرنا كثير بن هشام، حدّثنا جعفر بن برقان، حدّثنا غالب بن عبد الرّحمن قال:

لقيت رجلا قال: كنت أصلي مع أبي ذرّ في بيت المقدس فكان إذا دخل خلع خفّيه، فإذا بزق أو تنخع تنخّع عليهما، قال: و لو جمع ما في بيته لكان رداء هذا الرجل أفضل من جميع ما في بيته. قال جعفر: فذكرت هذا الحديث لمهران (3) بن ميمون فقال: ما أراه كان ما في بيته يساوي درهمين.

أخبرنا (4) عفّان أخبرنا حماد بن سلمة أخبرنا عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي قال: رأيت أبا ذرّ يميد على راحلته و هو مستقبل مطلع الشمس فظننته نائما. فدنوت منه فقلت: أ نائم أنت يا أبا ذرّ؟ فقال: لا، بل كنت أصلي].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرّازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن إسحاق، نا عفان بن مسلم، ثنا وهيب، نا عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، عن مجاهد، عن إبراهيم بن الأشتر:

أن أبا ذرّ حضره الموت و هو بالربذة، فبكت امرأته، فقال (5):ما يبكيك ؟ فقالت: أبكي

ص: 219


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 227/4-228.
2- الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 231/4.
3- في مختصر أبي شامة:«لميمون بن مهران» و المثبت عن ابن سعد.
4- طبقات ابن سعد 236/4.
5- في مختصر أبي شامة: فقالت.

لأنه لا بدّ لي من تكفينك، و ليس عندي ثوب يسع لك كفنا (1)،فقال: لا تبكي، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذات يوم و أنا عنده في نفر يقول:«ليموتنّ رجل منكم بفلاة من الأرض، تشهده عصابة من المؤمنين»، فكلّ من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة و قرية، و لم يبق منهم غيري، و قد أصبحت بالفلاة أموت،.... (2) الطريق، فإنك سوف ترين ما أقول لك، و إنّي و اللّه ما كذبت و لا كذبت، قالت: و أنّى ذلك، و قد انقطع الحاج ؟ قال... (3) الطريق... (4) هي كذلك إذ هي تقوم تخب بهم رواحلهم كأنهم الرّخم، فأقبل القوم حتى وقفوا عليها، فقالوا: ما لك ؟ قالت: امرؤ من المسلمين تكفنونه و تؤجرون فيه، قالوا: و من هو؟ قالت: أبو ذرّ، قال: ففدوه بآبائهم و أمهاتهم، ثم وضعوا أسيافهم في نحورها يبتدرونه، فقال: أبشروا أنتم النفر الذين قال فيكم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال: أبشروا، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ما من امر أين من المسلمين هلك بينهما ولدان أو ثلاثة فاحتسبا و صبرا فيردان النار أبدا»، ثم قال: أصبحت اليوم حيث ترون، و لو أن ثوبا من ثيابي يسعني لم أكفن إلاّ فيه، فأنشدكم اللّه لا يكفّني رجل منكم كان أميرا أو عريفا أو بريدا، فكلّ القوم، كان نال من ذلك شيئا إلاّ ولي من الأنصار كان مع القوم، قال: أنا صاحبه الثوبين في عيبتي من غزل أمي، و أحد ثوبي هذين اللذين عليّ ، قال: أنت صاحبي فكفنّي[13375].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد أحمد بن علي بن الحسن، و أبو طاهر أحمد بن محمّد بن إبراهيم.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد، أنبأ أبي، قالا: أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه، نا الحسين بن إسماعيل، نا يوسف بن موسى، نا يحيى بن سليم الطائفي، حدّثني عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، عن مجاهد، عن إبراهيم بن... (5)،عن أبيه عن أم ذرّ أنها قالت:

لما حضر أبا ذرّ الوفاة، قالت: بكيت، فقال: ما يبكيك ؟ قالت: قلت: و ما لي لا

ص: 220


1- العبارة في مختصر أبي شامة: قلت: و ما لي لا أبكي و أنت تموت بفلاة من الأرض و لا يدان لي بتغيبك، و ليس معنا ثوب يسعك كفنا.
2- غير واضحة بالأصل، و في ابن سعد: فراقبي الطريق.
3- غير واضحة بالأصل. و في ابن سعد: راقبي الطريق.
4- بياض بالأصل مقدار كلمة.
5- بياض بالأصل. و الذي تقدم، و في طبقات ابن سعد 232/4-233 إبراهيم بن الأشتر.

أبكي و أنت تموت بفلاة من الأرض، و لا بدّ لي بتكفينك (1)،و ليس معنا ثوب يسعك كفنا، و لا لك، فقال: لا تبكي، و أبشري، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا يموت بين امرأين مسلمين ولدان أو ثلاثة فيصبرا و يحتسبا فيريان (2) النار أبدا» و إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لنفر أنا فيهم:«ليموتنّ رجل منكم بفلاة من الأرض، تشهده عصابة من المؤمنين» و ليس من أولئك النفر أحد إلاّ و قد مات في قرية و جماعة، و إنّي أنا الذي أموت بالفلاة، و اللّه ما كذبت و لا كذبت، فأبصري (3) الطريق، قالت: فقلت: أنّى و قد ذهب الحاج و تقطعت الطرق، قال: فقال: انظري، فكنت اشتدّ إلى الكثيب، فأقوم عليه ثم أرجع إليه فأمرّضه، قالت: فبينما أنا كذلك إذا أنا برجال على رواحلهم كأنهم الرّخم، فألحت بثوبي، فأسرعوا إليّ ، و وضعوا السياط في نحورها يستبقون إلي، فقالوا: ما لك يا أمة اللّه ؟ فقلت:

امرؤ من المسلمين تكفنونه يموت، قالوا: و من هو؟ قلت: أبو ذرّ، قالوا: صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قلت: نعم، قالت: ففدوه بآبائهم و أمهاتهم و أسرعوا إليه حتى دخلوا عليه، فسلموا عليه، فرحّب بهم و قال: أبشروا، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا يموت بين امرأين من المسلمين ولدان أو ثلاثة فيصبرا و يحتسبا فيريان (4) النار أبدا»، و سمعته يقول لنفر أنا فيهم:«ليموتنّ رجل منكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين»، و ليس من أولئك النفر أحد إلاّ و قد هلك في قرية و جماعة، و إنّي أنا الذي أموت بفلاة، و اللّه ما كذبت و لا كذبت، و إنه لو كان عندي ثوب يسعني كفنا أو لامرأتي ثوب يسعني كفنا لم أكفن إلاّ في ثوب هو لي أو لها، و إنّي أنشدكم اللّه لا يكفّني منكم رجل كان أميرا و لا عريفا أو بريدا أو نقيبا، قال: فليس على القوم أحد إلاّ و قد قارف من ذلك شيئا إلاّ فتى من الأنصار، قال: أنا أكفنك بكذا... (5) مما ذكرت شيئا، أكفنك في ردائي هذا و في ثوبين في عيبتي من غزل أمي، قال:

أنت صاحبي، قال: فكفني، قال: فكفّنه الأنصاري و دفنه في النفر الذين هم معه منهم:

حجر بن الأدبر، و مالك الأشتر في نفر كلهم يماني.

ص: 221


1- فوقها ضبة بالأصل، و في مختصر أبي شامة و ابن سد: بتغييبك.
2- كذا بالأصل: فيريا.
3- في ابن سعد: فراقبي الطريق.
4- بالأصل: فيريا.
5- كلمة غير واضحة بالأصل.

أنبأنا أبو [سعد] (1) المطرز و أبو علي الحداد قالا: أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد (2)،نا أبو الزنباع، نا يحيى بن بكير (3) قال: مات أبو ذر بالربذة سنة اثنين و ثلاثين و اسمه جندب بن جنادة.

قال: و نا أبو حامد النيسابوري، نا محمّد بن إسحاق، أخبرني يونس المديني، نا إبراهيم بن المنذر قال: توفي أبو ذر الغفاري، و اسمه جندب بن جنادة، و يقال... (4)

لأربع سنين بقين من خلافة عثمان، و صلى عليه ابن مسعود بالربذة.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل، أنبأ محمّد بن الحسين بن محمّد، نا ابن أبي خيثمة، أنا المدائني قال: أبو ذر مات بالربذة، و صلّى عليه ابن مسعود سنة اثنتين و ثلاثين.

قال: و قدم ابن مسعود المدينة، فأقام عشرة أيام فمات بعد عاشرة (5).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن (6) السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (7):و أبو ذر مات فيها - يعني سنة اثنتين و ثلاثين قبل ابن مسعود، ابن مسعود صلّى على أبي ذرّ.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنبأ أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل، نا أبي، قال: و مات أبو ذر و عبد اللّه بن مسعود سنة اثنتين و ثلاثين.

قرأت على أبي محمّد السلمي عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان الربعي قال: و قال المدائني و أبو موسى و عمرو و الهيثم بن عدي مات سنة اثنتين و ثلاثين أبو الدرداء و أبو ذر و كعب الأحبار و ذكر أسانيده.

ص: 222


1- سقطت من الأصل.
2- رواه سليمان بن أحمد الطبراني في المعجم الكبير 148/2 رقم 1620.
3- بالأصل: بكر، و المثبت عن المعجم الكبير.
4- بياض بالأصل بمقدار كلمة.
5- سير الأعلام 74/2.
6- بالأصل: الحسين، تصحيف.
7- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 166-167.

حدّثنا أبو بكر السلماسي، أنا نعمة اللّه بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد البجلي، نا محمّد بن أحمد بن سليم، أنا سفيان بن محمّد، حدّثني أبو بكر بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: توفي أبو ذر سنة اثنين و ثلاثين.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاس، قال: و مات أبو ذر سنة اثنين و ثلاثين في خلافة عثمان و اسمه جندب بن جنادة. و كان آدم طوالا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد، أنبأ المخلص، إجازة، أنا عبيد اللّه السكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة اثنتين و ثلاثين فيها توفي أبو ذر الغفاري و اسمه جندب، و يقال برير بن جنادة.

أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا البخاري قال: مات أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري بالربذة، و معاذ بن عمرو بن الجموح زمن عثمان.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري قالا: أنا ابن الفضل، نا عبد اللّه، نا يعقوب قال: و فيها يعني سنة اثنتين و ثلاثين مات أبو ذر بالربذة.

آخر الرابع و السبعين بعد السبعمائة.

8496 - أبو ذر البعلبكي

حدّث عن أحمد بن محمّد الهاشمي.

روى عنه: أبو الحسين أحمد بن الحسين المرى ؟؟؟ (1) حديثا تقدم في ترجمة أحمد بن الحسين (2).

أخبرنا أبو القاسم النسيب و أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون قالوا: قال:

ص: 223


1- كذا رسمها بالأصل.
2- كذا، و القسم الأول من أسماء الأحمدين سقط من النسخ التي بين يدينا لتاريخ مدينة دمشق.

أنا أبو بكر الخطيب: أبو ذر البعلبكي [شيخ مجهول] (1).

8497 - أبو الذكر

حكى عنه أبو علي بن شعيب القينني (2).

أنشدنا أبو الحسن علي بن المسلم، أنشدنا أبو محمّد الصوفي، أنشدنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنشدنا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري أنشدنا أبو الذكر الشامي - و في نسخة الدمشقي:

و سئمت كل مآربي *** فكأن أحسنها خبيث

إلاّ الحديث فإنه *** مثل اسمه أبدا حديث

8498 - أبو ذؤيب الهذلي

الشاعر، اسمه خويلد، تقدم ذكره في حرف الخاء.

8499 - أبو الذّيّال

من ولد بلال بن سعد.

حكى عنه أبو الحسن بن جوصا.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي إجازة، أنا أبو القاسم بن عتاب، أنا ابن جوصا، إجازة.

و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قراءة قال: حدّثني أبو الذيال من ولد بلال بن سعد قال: نسب جدي بلال بن سعد بن تميم، و بلال يكنى بأبي عمرو.

حرف الراء

8500 - أبو راشد الخولاني

اسمه عبد الرّحمن بن عبد، تقدم ذكره في حرف العين.

ص: 224


1- الزيادة استدركت على هامش الأصل.
2- غير مقروءة بالأصل، و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في سير الأعلام 528/15 و القينني نسبة إلى قيننة، و هي قرية كانت مقابل الباب الصغير في دمشق (راجع معجم البلدان).

8501 - أبو راشد الحبراني

8501 - أبو راشد الحبراني (1)(2)

اسمه أخضر [بن حوط ] (3)،و يقال: النعمان بن بشير، من أهل حمص، و يقال: إنه دمشقي.

سمع: أبا الوليد عبادة بن الصامت، و أبا أمامة، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و كعب الأحبار، و بسر (4) بن أبي أرطأة العامري.

روى عنه: محمّد بن زياد الألهاني، و أبو عامر لقمان بن عامر الوصابي و أبو اليمان عامر بن عبد اللّه الهوزني، و عبد الرّحمن بن عائذ الأزدي.

أخبرنا أبو الحسن الموازيني و أبو طاهر الحنائي في كتابيهما قالا: أنا محمّد بن عبد السّلام بن سعدان، أنا محمّد بن يوسف الربعي البندار (5)،نا أحمد بن عامر بن المعمر، نا هشام بن عمار، نا ابن عياش، عن عقيل بن مدرك السلمي، عن لقمان بن عامر الأوصابي، عن أبي راشد الحبراني عن عبادة بن الصامت:

أنه قام فينا عند كنيسة معاوية، فحدث أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يقول:«من عبد اللّه لا يشرك به شيئا، و أقام الصلاة، و آتى الزكاة و سمع و أطاع أدخله اللّه من أي أبواب الجنّة شاء، و لها ثمانية أبواب، قال: و من عبد اللّه لا يشرك به شيئا، و سمع، و عصى فإن اللّه من أمره بالخيار، إن شاء رحمه و إن شاء عذّبه».

كنيسة معاوية إلى جانب انطرطوس نسبت إليه لأنه كان ينزل بها.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن روح الحرة، نا محمّد بن إسماعيل - إملاء - نا يحيى بن محمّد بن صاعد.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم بن أحمد، و أبو حمد محمّد بن عبد الواحد بن محمّد، و أبو الوفاء المفضل بن المطهر بن المفضل قالوا: أنا أبو عمرو بن منده، أنبأ أبي عبد اللّه.

ص: 225


1- الحبراني: بضم المهملة و سكون الموحدة.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 217/21 و تهذيب التهذيب 352/6 و طبقات ابن سعد 47/7 و تاريخ الثقات ص 497.
3- الزيادة عن هامش مختصر أبي شامة.
4- بالأصل: بشر.
5- رسمها بالأصل: السرار.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفزاري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا علي الحسين بن محمّد الروذباري بنيسابور، و أبو عبد اللّه الحسين بن عمر بن برهان و أبو الحسين محمّد بن الحسين بن محمّد بن الفضل القطان ببغداد.

ح [و أخبرنا أبو القاسم الأسدي، أنا أبو القاسم السلمي.

و أخبرنا أبو المعالي السلمي، أنا أبو القاسم بن... (1)] (2).

أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان.

و أخبرنا خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى، و أبو سليمان داود بن محمّد عنه قالا:

أنبأ محمّد بن محمّد قالوا: أنا إسماعيل بن محمّد الصفار، قالا: أنا الحسن بن عرفة، نا إسماعيل بن عياش، عن محمّد بن زياد الألهاني، عن أبي راشد الحبراني قال:

أتيت عبد اللّه بن عمرو بن العاص، فقلت له: حدّثنا مما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فألقى إليّ صحيفة، فقال: هذا ما كتب لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. قال: فنظرت، فإذا فيها: إن أبا بكر الصدّيق قال: يا رسول اللّه، علّمني ما أقول إذا أصبحت، و إذا أمسيت، فقال:«يا أبا بكر قل اللّهم فاطر السموات و الأرض، عالم الغيب و الشهادة، لا إله إلا اللّه أنت رب كل شيء و مليكه، أعوذ بك من شرّ نفسي، و من شر الشّيطان و شركه، و أن أقرف على نفسي سوءا، أو أجره إلى مسلم»[13376].

رواه الترمذي (3) عن الحسن بن عرفة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن طاهر، أنبأ عبد الرّحمن و عبد الوهّاب ابنا محمّد بن إسحاق.

و أخبرنا أبو بكر محمّد و أبو الحسين محمّد ابنا أحمد بن محمّد بن عمر، و أبو مسعود أحمد بن إبراهيم قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد، قالا: أنا أبو... نا محمّد بن إسحاق بن منده، أنبأ محمّد بن يعقوب بن يوسف، نا أبو عتبة أحمد بن الفرج، نا بقية بن الوليد، نا محمّد بن زياد الألهاني، نا أبو راشد الحبراني قال:

ص: 226


1- كلمة ممحوة بالأصل.
2- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.
3- سنن الترمذي - الدعوات رقم 3526.

أخذ بيدي أبو أمامة الباهلي، قال: أخذ بيدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قال:«يا أبا أمامة إن من المؤمنين من يلين له قلبي»[13377].

قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمّد الجوهري، نا أبو عمر بن حيوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا ابن سعد (1) قال في الطبقة الثالثة من أهل الشام:

أبو راشد الحبراني من حمير قال إسماعيل بن عياش (2)؛عن صفوان بن عمرو، عن أبي راشد الحبراني أنه كان يصفر لحيته.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني (3)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال (4):و اسم أبي راشد الحبراني أخضر.

قال: و أنبأ تمام، أنبأ أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة، قال في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هي العليا: أبو راشد الحبراني اسمه أخضر (5).

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قراءة، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا ابن جوصا إجازة.

و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأ أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قراءة، قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثانية: أبو راشد الحبراني اسمه أخضر بن حوط (6).

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد، أنا أبو القاسم علي بن المحسن، أنبأ محمّد بن المظفر، أنبأ بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى قال: أبو راشد الحبراني، يقال: إن اسمه أخضر. و قال قوم: النعمان بن بشير، و قال فيه ابن الجارود: إن اسمه النعمان بن بشير.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أخبرنا أحمد قال:

ص: 227


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 457/7.
2- تحرفت بالأصل إلى: عباس.
3- تحرفت بالأصل إلى: الكناني.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 391/1.
5- رواه المزي في تهذيب الكمال 217/21 عن أبي زرعة الدمشقي.
6- تهذيب الكمال 217/21.

أبو راشد الحبراني، عن عبادة بن الصامت، و أبي أمامة الصّديّ بن عجلان، روى عنه محمّد بن زياد الألهاني، و لقمان بن عامر الوصّابي (1).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: أبو راشد الحبراني، اسمه أخضر بن حوط ، ذكر ذلك محمّد بن إبراهيم بن سميع في تاريخه.

[قال ابن عساكر:] (2) كذا قال، و هو أبو محمود بن إبراهيم بن سميع، و هو طبقات لا تاريخ.

ذكر محمّد بن عمر الواقدي قال (3):حدّثت عن أبي راشد الحبراني من حمير قال:

ركبت البحر عام قبرس مع ثلاثة عشر رجلا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، منهم عبادة بن الصامت، و أبو أيوب الأنصاري، و أبو ذر الغفاري، و أبو الدرداء، و فضالة بن عبيد، و عمير بن سعد، و معاوية و هو الأمير.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (4):أبو راشد الحبراني شامي، تابعي ثقة، لم يكن بدمشق في زمانه أفضل منه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا محمّد بن عوف، نا أبو المغيرة، نا صفوان بن عمرو، قال: رأيت أبا راشد الحبراني يصفر لحيته.

8502 - أبو الرباب القشيري

اسمه مطرف بن مالك، تقدم ذكره في حرف الميم.

8503 - أبو الربيع الدمشقي

إن لم يكن سليمان بن عتبة فهو آخر يروي عن مكحول.

ص: 228


1- تحرفت بالأصل إلى: الوصافي.
2- زيادة منا.
3- رواه المزي في تهذيب الكمال 218/21.
4- رواه العجلي في تاريخ الثقات ص 497 و في تهذيب الكمال 217/21 نقلا عن العجلي.

روى عنه حفص بن عمر.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، أنا أبو عبد اللّه بن سلوان (1)،أنا الفضل بن جعفر، نا أبو بكر عبد الرّحمن بن القاسم، نا يحيى بن صالح، نا حفص بن عمر، نا أبو الربيع الدمشقي، عن مكحول قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه يقول: يا بن آدم قد أنعمت عليك نعما عظاما لا تحصي عددها و لا تطيق شكرها، و إنّ مما أنعمت عليك أن جعلت لك عينين تنظر بهما، و جعلت لهما غطاء تنظر بعينيك إلى ما أحللت لك، فإن رأيت ما حرمت عليك فأطبق عليها غطاءهما، و جعلت لك لسانا، و جعلت له غلافا فانطق بما أمرتك و أحللت لك، فإن عرض لك ما حرمت عليك، فاغلق عليك لسانك، و جعلت لك فرجا و جعلت لك سترا، فأصب بفرجك ما أحللت لك، فإن عرض لك ما حرمت عليك فارخ عليك سترك، ابن آدم إنك لا تحمل سخطي و لا تطيق انتقامي»[13378].

8504 - أبو رجاء مولى أبي قلابة

اسمه سلمان، تقدم ذكره في حرف السين.

8505 - أبو رجاء ابن أخي أبي إدريس الخولاني

روى عن عمه أبي إدريس.

روى عنه حميد الطويل.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الفتح عبد الرزّاق بن عبد الكريم بن عبد الواحد، أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الجرجاني، نا أبو العباس الأصم، نا أبو غسان مالك بن يحيى بن مالك السوسي، ثنا أبو بدر شجاع بن الوليد، نا أبو خيثمة، نا حميد الطويل، عن أبي رجاء، عن أبي إدريس - عمه - أنه كان بدمشق قاعدا في يوم بارد فأراد أن يخلع خفّيه فيتوضأ قال: فمر به بلال مؤذن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال: يا بلال، كيف كان نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم يتوضأ؟ قال:

يمسح على الخفين و الخمار، فقال: الحمد للّه، و ترك خفيه و لم يخلعهما[13379].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه محمّد بن طلحة بن علي الرازي، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أخبرنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي

ص: 229


1- غير واضحة بالأصل و صورتها:«سكوان» و الصواب ما أثبت، و هو محمد بن علي بن يحيى بن سلوان المازني الدمشقي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 647/17.

[نا] (1) علي بن الجعد، أنبأ زهير، عن حميد، عن أبي رجاء، عن عمه أبي إدريس أنّه كان قاعدا بدمشق، فأراد أن يتوضأ، فأراد أن يخلع خفّيه، فمرّ به بلال مؤذن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال: يا بلال كيف كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يتوضأ؟ فقال: كان يمسح على الخفين و الخمار، فقال: الحمد للّه، و ترك خفيه فلم يخلعهما.

و رواه خالد بن عبد اللّه الواسطي الطحان، عن حميد، عن أبي رجاء مولى أبي قلابة، عن أبي قلابة، عن أبي موسى، و رواه معتمر بن سليمان، عن حميد، عن أبي المتوكل علي بن داود الناجي (2)،عن أبي إدريس.

فأمّا حديث خالد:

فأنبأناه أبو علي الحداد و غيره، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (3)،أنا سليمان بن أحمد (4)،نا يوسف بن يعقوب المقرئ الواسطي، نا محمّد بن خالد بن عبد اللّه، نا أبي، عن حميد الطويل، عن أبي رجاء مولى أبي قلابة، عن أبي قلابة، عن أبي إدريس، عن بلال أنّ النبي صلى اللّه عليه و سلم توضأ و مسح على الخفين و الخمار[13380].

و أمّا حديث معتمر:

فأنبأناه أبو علي و غيره، أنبأ ابن ريذة، أنا الطبراني (5)،نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا محمّد بن أبي بكر المقدمي، نا معتمر بن سليمان، عن حميد، عن أبي المتوكل النّاجي، عن أبي إدريس، عن بلال قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يمسح على الخفين و الخمار[13381].

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب، قال: سألته - يعني الدارقطني - عن حديث وهب، عن حميد، عن أبي رجاء، عن عمّه أبي إدريس (6)،عن بلال في المسح فقال: يتفرد زهير فيه بزيادة أبي

ص: 230


1- سقطت من الأصل.
2- ترجمته في سير الأعلام 8/5.
3- بدون إعجام بالأصل.
4- رواه أحمد بن سليمان الطبراني في المعجم الكبير 363/1 رقم 1116.
5- رواه سليمان بن أحمد الطبراني في المعجم الكبير 363/1 رقم 1117.
6- بالأصل:«عن عمه عن أبي إدريس» صوبنا السند عن مختصر أبي شامة و ابن منظور.

رجاء، فقلت: يخرج هذا الحديث الصحيح ؟ فقال:[نعم] (1).

8506 - أبو رجاء الدمشقي

روى عنه شعيب بن الأصم، ذكره أبو الفضل المقدسي.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم، و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد، زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا ابن سهل، أنا البخاري، قال (2):شعيب الحمصي، عن أبي رجاء الدمشقي، قال النبي صلى اللّه عليه و سلم لبلال، قاله أبو عاصم (3) عن ثور، عن شعيب مرسل.

[قال ابن عساكر:] (4) كذا قال، و أظنه ابن أخي أبي إدريس.

8507 - أبو الرضا الصياد العابد

حكى عن قاسم الجوعي.

روى عنه أبو علي الحصائري (5).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأ علي بن الحسين بن أحمد بن صصرى، نا عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، حدّثني أبو علي بن حبيب من حفظه، قال: سمعت أبا الرضا الصياد العابد يقول: سمعت قاسم الجوعي يقول:

العيش في ثلاثة أشياء، أوّلها: الاستغناء عن الناس: العدو (6) منهم و الصديق، و الثانية: صحة البدن، و الثالثة: الأمن من الدّين.

أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا الحسن بن حبيب، قال: سمعت أبا الرضا الصياد، و كان من المتعبدين.

ص: 231


1- سقطت من الأصل، و استدركت عن مختصر أبي شامة.
2- رواه البخاري في التاريخ الكبير 223/2/2 في ترجمة شعيب الحمصي رقم 2582.
3- كذا بالأصل و مختصر أبي شامة، و في التاريخ الكبير: أبو عامر.
4- زيادة منا.
5- هو الحسن بن حبيب بن عبد الملك الحصائري، أبو علي، ترجمته في سير الأعلام:(59/12 ت 3053) ط دار الفكر.
6- بالأصل:«العد» و المثبت عن مختصر أبي شامة.

8508 - أبو الرضا بن النحاس الحلبي

شاعر قدم دمشق.

حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن المحسن بن أحمد السلمي، بلفظه، و كتب لي بخطه، قال:

أبو الرضا بن النحاس شيخ حلبي، هو ابن أخت أبي نصر الوزير العالم المفيد الكاتب الشاعر المجيد، و كان أبو الرضا وصل إلى دمشق عند القبض على خاله، لأخذ خاله، فاجتمعت به، و تحدّثت معه، و أنشدني أبو الرضا لخاله:

يا قلب أنت أذنت لي في هجره *** و زعمت أنك قاصر عن ذكره

و ضمنت إنجادي عليه بسلوة *** لا أتقي فيها عواقب غدره

و رجعت تطلبه و أنت أضعته *** هيهات فات الحزم فارط أمره

فاستحسنت هذه الأبيات حتى غنى بها القيان، و هام بها الشيوخ و الشبان، فعمل أبو الرضا:

يا طرف أنت طرحتني في حبه *** و زعمت قلبك في هواه كقلبه

حتى إذا لفحتك نيران الجوى *** فحرمت ما أمّلته من قربه

أنشأت تذكر (1) ما جنيت و قلت: خذ *** قلبي المعنى في هواه بذنبه

ذق مرّ ما استحسنته (2) و جنيته *** لا ينكر المغرور صرعة عجبه

و اغرق بدمعك في البكاء فربما *** قتل المتيم نفسه من كربه

قال ابن الملحي: و كتب إليّ يوما:

يا من إذا البليغ الحبر جاذبه *** حبل (3) الفصاحة منسوب إلى النوك

و ابن الألى غمر الأحرار فضلهم *** حتى لقد أصبحوا مثل المماليك

الواهبي كل مصقول و مسمعه *** و كل أجرد كالسرحان محبوك

قوم إذا ترك الأمجاد مكرمة *** فمجدهم لسواهم غير متروك

ما زلت تدأب في العلياء تعمرها *** مجاهدا في طريق غير مسلوك

دعوتنا دعوة بالأمس معجزة *** فتنّ لا تجعلنها بيضة الديك

ص: 232


1- الأصل:«ننكر» و المثبت عن مختصر أبي شامة.
2- بالأصل: استحليته، و المثبت عن أبي شامة.
3- بالأصل:«على» و المثبت عن مختصر أبي شامة.

8509 - أبو روح

شيخ صالح.

حكى عن أبيه.

حكى عنه إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن سليمان الغامدي.

أنبأنا أبو محمّد بن السمرقندي، و أبو تراب حيدرة بن أحمد، قالوا (1):ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي (2)،نا عبد الوهاب بن الحسن، نا إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان، نا أحمد بن إبراهيم بن ملاس، نا إسحاق بن [إبراهيم] (3) الغامدي، عن أبي روح، رجل صالح، قال ابن ملاّس:

قد رأيت أبا روح و ذكر أنه كان يشبه بالأوزاعي، فذكر أن أباه [بلغ] (4) مائة و ست سنين، و أنّه ذكر أنّه كان ناحية عبادان من أرض البصرة، و أن المراكب كانت إذا شحنت للغزو، لم يؤذن لها في المضي حتى يدخلها، فيدعو فيها بالبركة و السلامة، فذكر عن أبيه أنه صلّى مع الناس صلاة العيد بالبصرة، فلمّا انصرف الناس ذكر الزّحام و الدواب، فقعد على رأسه، فخفّ الناس، فما علم إلاّ بفارس قد أقبل على فرس كميت عليه قباء أبيض، فسلم عليه و قال: هل مرّ بك إنسان ؟ قال: لا، قال: فما علم إلاّ بآخر قد جاء في مثل هيئته على فرس، و عليه قباء أبيض، قال: فقال أحدهما لصاحبه: انظر من صح عمله فأجز عليه، قال:

فأخرج من قبائه كتابا فجعل يجيز على واحد واحد.

8510 - أبو روق الدمشقي

أحد المجاهيل.

حدّث عن محمّد بن غالب.

روى عنه أبو حامد البخاري.

أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن محمّد البلخي، نا أبو محمّد محمّد بن محمّد

ص: 233


1- كذا بالأصل.
2- تحرفت بالأصل إلى: المزني.
3- سقطت من الأصل، و زيدت عن أبي شامة.
4- سقطت من الأصل زيدت عن مختصر ابن منظور و أبي شامة.

القطواني، أنبأ أبو عبد اللّه الحسين بن أبي الحسن الفضلي الكاشغري، أنا أبو القاسم محمّد بن الحسن، أنا أبو محمّد طاهر بن محمّد، أنا أبو حامد البخاري، نا أبو روق الدمشقي، نا محمّد بن غالب، ثنا عمر بن القاسم، نا هشام بن حسان، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«سبعة في ظل العرش يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه، رجل ذكر اللّه ففاضت عيناه، و رجل يحب عبدا لا يحبه إلاّ للّه، و رجل قلبه معلّق بالمساجد من شدة حبه إياها، و رجل يعطي الصدقة بيمينه فيكاد يخفيها عن شماله، و إمام مقسط في رعيته، و امرأة ذات جمال عرضت نفسها على رجل فتركها لخوف من اللّه، و رجل كان في سرية، فلقيهم العدو، و انكشفوا فحمى أدبار [هم] (1) حتى نجا (2) و نجوا».

8511 - أبو الروم بن عمير

اسمه منصور.

تقدم ذكره في حرف الميم.

8512 - أبو رويحة الخثعمي

8512 - أبو رويحة الخثعمي (3)

قيل اسمه عبد اللّه بن عبد الرّحمن، و يقال: ربيعة بن السكن، و آخى النبي صلى اللّه عليه و سلم بينه و بين بلال بن رباح. و قدم الشام مع بلال، ثم سكن فلسطين.

روى عنه عبد الجبار بن عبد اللّه الخثعمي.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني زهير بن محمّد، أخبرني صدقة بن سابق، عن محمّد بن إسحاق (4) قال: آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين أصحابه، فكان بلال مولى أبي بكر مؤذن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبو رويحة عبد اللّه بن إبراهيم الخثعمي أخوين، فلمّا دوّن عمر الديوان (5)بالشام، كان بلال قد خرج إلى الشام فأقام بها مجاهدا، فقال عمر لبلال: إلى من تجعل

ص: 234


1- مكانها بياض في الأصل، و الزيادة عن مختصر ابن منظور.
2- تقرأ بالأصل:«كاد» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
3- ترجمته في الإصابة 72/4 و أسد الغابة 114/5 و الاستيعاب 71/4 (هامش الإصابة) سيرة ابن هشام 153/2.
4- رواه ابن هشام في السيرة 153/2 و عن ابن إسحاق في الإصابة 72/4.
5- في سيرة ابن هشام: الدواوين.

ديوانك ؟ فقال: مع أبي رويحة، لا أفارقه أبدا، للأخوة التي كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عقد بيني و بينه، فضمّه إليه، و ضم ديوان الحبشة إلى خثعم لمكان بلال منهم، فهم مع خثعم إلى هذا اليوم بالشام.

قال البغوي: عبد الرّحمن الخثعمي أبو رويحة لم يسند عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر (1)،أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر بن الصواف، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حماد، حدّثني أبو عمران موسى بن سهل، نا أبو شبيب أبان بن السري بن عبد الرّحمن بن جابر الخثعمي، حدّثني عبد الجبار بن محرز بن عبد الجبار بن عبد اللّه الفزعي (2)،عن أبيه محرز بن عبد الجبار، و عن جده عبد الجبار بن عبد اللّه الخثعمي، ثم الفزعي، عن أبي رويحة ربيعة بن السكن الفزعي، قال: قدمت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فعقد لي راية بيضاء، فقال لي:«يا أبا رويحة اذهب إلى قومك فناد فيهم من دخل تحت أبي رويحة فهو آمن» (3)،ففعلته (4)[13382].

أخبرنا أبو القاسم.... (5)،أنا أبو طاهر، أنا أبو القاسم، أنا أبو بكر ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا سهل بن بشر (6)،أنا علي بن منير الخلال، أنا أبو محمّد الحسن بن رشيق، قالا: ثنا أبو بشر الدولابي (7)،نا إسحاق بن سويد، نا أيوب بن عبد الرّحمن الخثعمي، نا عبد الجبار بن محرز أبو عبد اللّه - و قال: ابن رشيق أبو عبد اللّه - عن أبيه، عن جده، عن أبي رويحة الفزعي قال: أتيت (8) النبي صلى اللّه عليه و سلم فعقد لي لواء، و قال:«اخرج فناد من دخل تحت راية أبي رويحة فهو آمن»[13383].

ص: 235


1- تقرأ بالأصل: الصفن.
2- غير مقروءة بالأصل، و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى الفزع، بفتح الفاء و الزاي، ينتهي نسبه إلى خثعم، راجع الروض الأنف، سيرة ابن هشام - و الإصابة 73/4.
3- الاستيعاب 72/4 (هامش الإصابة)، و الإصابة 72/4.
4- رواه أبو بشر الدولابي في الكنى و الأسماء 30/1.
5- كلمة غير واضحة بالأصل
6- بالأصل: بسر.
7- رواه أبو بشر الدولابي في الكنى و الأسماء 30/1.
8- في الكنى و الأسماء: رأيت.

أخبرنا أبو عبد اللّه، سمعت ابن السوسي محمّد بن غانم بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنبأ أبي، أنا محمّد بن نافع الخزاعي، نا محمّد بن حمّاد الدولابي، نا موسى بن سهل، قال: و ممن نزل فلسطين من الصحابة أبو رويحة، و اسمه ربيعة بن السكن.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه قراءة عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتاب، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا ابن عمير، قراءة، قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الأولى:

أبو رويحة الفزعي بن خثعم، سمعت ابن نصر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا المهندس، نا الدولابي، قال (1):أبو رويحة ربيعة بن السكن الفزعي، سمعت موسى بن سهل يقول: أبو رويحة الفزعي من خثعم، اسمه ربيعة بن السكن.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال:

رويحة أخو بلال بن رباح القرشي، مؤذن النبي صلى اللّه عليه و سلم، مولى أبي بكر الصدّيق الذي آخى بينه و بين [أبي رويحة] رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، نزل الشام، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و لست أقف على اسمه و نسبه.

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، قال: ربيعة بن السكن أبو رويحة الفزعي يعدّ في أهل فلسطين، قاله موسى بن سهل و ذكر أنّه من الصحابة.

8513 - أبو ريحانة الصحابي

اسمه شمعون، تقدم ذكره في حرف الشين.

8514 - أبو ريحانة الجمحي

اسمه علي بن أسيد، تقدم ذكره في حرف العين.

ص: 236


1- الكنى و الأسماء للدولابي 30/1.

حرف الزاي

8515 - أبو الزاهرية

اسمه حدير بن كريب، تقدم ذكره في حرف الحاء.

8516 - أبو زائد

حكى عن جعفر بن زياد الشامي.

حكى عنه بعض الشاميين.

أنبأنا أبو البركات الأنماطي، و أبو الفوارس (1) هبة اللّه بن أحمد بن علي بن سوار، و أبو بكر أحمد بن علي بن جبيرة، قالوا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أخبرنا أبو محمّد الجوهري.

و أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي و غيره، عن أبي القاسم التنوخي، و أبي محمّد الجوهري.

قالا: أنا أبو عمر محمّد بن العباس بن حيوية، أنا أبو بكر محمّد بن خلف بن المرزبان، حدّثني محمّد بن جعفر، حدّثني بعض الشاميين عن أبي زائد الدمشقي، حدّثني جعفر بن زياد الشامي قال:

هوى رجل منا جارية سوداء، فلامه أهله على ذلك، و قالوا: عشقت سوداء و قدموه إلى رجل من أهل فلسطين من كبرائهم، و قد شكوه إليه، فقال له: ما حملك على ما فعلت ؟ فأنشأ يقول:

يكون الخال في خدّ قبيح *** فيكسوه الملاحة و الجمالا

فكيف يلام إنسان على من *** يراه كله في العين خالا؟

8517 - أبو زبيد الطائي

اسمه حرملة بن المنذر، تقدم ذكره في حرف الحاء.

8518 - أبو الزبير

اسمه اصطفانوس، و يقال: سنطاس، تقدم ذكره في حرف الألف.

ص: 237


1- تقرأ بالأصل:«أبو العوام بن هبة اللّه» و الصواب ما أثبت. قارن مع مشيخة ابن عساكر 234/ب.

8519 - أبو الزبير [الدمشقي]

8519 - أبو الزبير [الدمشقي] (1)

حكى عن أبيه.

روى عنه أبو حفص الشامي.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمّد بن عثمان بن السواق، و أبو منصور محمّد بن محمّد بن محمّد بن أحمد، قالا: أنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان بن أحمد، أنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير، نا أحمد بن محمّد بن مسروق، نا أحمد بن داود، نا أبو حفص الشامي، عن أبي الزبير الدمشقي، حدّثني أبي قال:

نفق فرس لرجل مع الفضل بن العباس في رفقته، فأعطاه فرسا كان يحبب له، فعاتبه بعض المنتصحين إليه، فقال: أ بخيلي (2) تتنصح إلي ؟ إنه كفى لؤما أن يمنع الفضل، و تترك المواساة. و اللّه ما رأيت اللّه حمد في كتابه إلاّ المؤثرين (3) على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة (4).

8520 - أبو زرارة الحكمي

له ذكر، تقدم ذكره في ترجمة الجراح بن عبد اللّه الحلمي.

8521 - أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد اللّه البجلي

8521 - أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد اللّه البجلي (5)

اختلف في اسمه فقيل: عمرو، و قيل: هرم بن عمرو، و قيل: عبد الرّحمن بن عمرو، و قيل: عبد اللّه (6).

حدّث عن جده جرير، و أبي ذرّ الغفاري، و معاوية بن أبي سفيان، و أبي هريرة، و خرشة بن الحرّ.

ص: 238


1- زيادة عن مختصر ابن منظور، و مختصر أبي شامة.
2- بالأصل:«إنه بخيل» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
3- بالأصل: المؤثرون.
4- يشير إلى الآية الكريمة: وَ يُؤْثِرُونَ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كٰانَ بِهِمْ خَصٰاصَةٌ سورة الحشر، الآية:9.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 234/21 و تهذيب التهذيب 358/6 و طبقات ابن سعد 297/6 و الجرح و التعديل 2/ 265/2 و سير أعلام النبلاء 8/5.
6- قال الذهبي في سير الأعلام: اسمه كنيته على الأشهر.

روى عنه عمارة بن عمير النخعي، و إبراهيم النخعي، و عمارة بن القعقاع بن شبرمة، و الحسن بن عبيد اللّه، و أبو فروة الهمداني، و جرير، و يحيى ابنا أيوب البجليان، و سالم (1)ابن عبد الرّحمن، و عبد اللّه بن يزيد، و علي بن مدرك، و إبراهيم بن جرير، و عبد اللّه بن بشر الخثعمي، و جرير بن يزيد، و عيسى بن المسيّب، و أبو حيان يحيى بن سعيد بن حيّان (2)،و عمرو بن سعيد الثقفي، و أبو التياح يزيد بن حميد (3) الضبعي (4)،و طلق بن معاوية النخعي، و يزيد بن زياد.

و وفد مع جده جرير [على معاوية] (5).

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا إبراهيم بن منصور، أخبرنا أبو بكر بن المدني، أنا أبو يعلى، ثنا أبو خيثمة، نا محمّد بن فضيل، نا عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرّحمن: سبحان اللّه و بحمده، سبحان اللّه العظيم».

رواه البخاري (6) و مسلم (7) عن أبي خيثمة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسن، نا أبو الحسين ابن المهتدي، نا أبو حفص بن شاهين، نا إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاب، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا محمّد بن فضيل، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا كبّر سكت بين التكبير و القراءة، فقلت: بأبي أنت و أمي رأيت سكتتك بين التكبير و القراءة، فأخبرني ما تقول ؟ قال:«أقول: اللّهمّ باعد بيني و بين خطاياي كما باعدت بين المشرق و المغرب، اللّهمّ نقّني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللّهمّ اغسلني من خطاياي بالماء و الثلج و البرد»[13384].

ص: 239


1- في تهذيب الكمال: سلم.
2- بالأصل: حبان.
3- تحرفت بالأصل إلى: حمد، ترجمته في سير الأعلام 251/5.
4- في تهذيب الكمال: الضبي.
5- الزيادة عن مختصر أبي شامة.
6- صحيح البخاري، الدعوات، رقم(6406)، و في الإيمان و النذور، و في التوحيد.
7- صحيح مسلم، كتاب الذكر، رقم 2694.

رواه مسلم (1) و ابن ماجة (2) عن أبي بكر بن أبي شيبة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، و نقلته من خطه، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو عبيدة السري بن يحيى، نا أبو نعيم، نا حرملة بن قيس النخعي، حدّثني أبو زرعة بن عمرو بن جرير قال: ما وفد جرير قط إلاّ وفدت معه، و لا دخل على معاوية إلاّ دخلت معه، و لا دخلنا عليه إلاّ ذكر قتل حجر ثم يخرج إلى أبي هريرة فيحدثه و يحدّثنا، فحدّثنا أنّ ربّ العزة - عزّ و جل - نادى محمّدا صلى اللّه عليه و سلم:

«رحمتي سبقت غضبي»، ثم أنزلت هذه الآية في سورة موسى و فرعون مٰا كُنْتَ بِجٰانِبِ الطُّورِ إِذْ نٰادَيْنٰا (3)،الآية.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر و أبو الفضل.

و أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر.

قالا: أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خياط (4)،قال في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الكوفة: أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد اللّه بن جابر و هو الشليل (5) بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن جشم بن عويف بن خزيمة بن حرب بن عليّ بن مالك بن سعد بن يزيد (6) بن قيس، و هو مالك بن عبقر (7) بن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو محمّد بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل الكوفة: أبو زرعة بن عمرو بن جرير، سمع من أبي هريرة.

ص: 240


1- صحيح مسلم: كتاب المساجد رقم 598.
2- سنن ابن ماجة: الإقامة، رقم 805.
3- سورة القصص، الآية:46.
4- طبقات خليفة بن خيّاط ص 26 رقم 1157.
5- تحرفت بالأصل إلى:«الشكبك» و المثبت عن طبقات خليفة.
6- الأصل:«بدير» و المثبت عن طبقات خليفة.
7- رسمها بالأصل:«عمص»؟؟؟ و المثبت عن طبقات خليفة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه أنا أبو الحسن اللنباني نا ابن أبي الدنيا، نا ابن سعد، قال (1):في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة من الفقهاء بعد أصحاب علي، و عبد اللّه (2):أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد اللّه البجلي.

قرأت على أبي غالب بن البنّاء، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا ابن سعد، قال (3):في الطبقة الثانية من تابعي أهل الكوفة: أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد اللّه البجلي، روى عن جده، و عن أبي هريرة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، قال: نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، إجازة، أنا أبو عبد اللّه (4) جعفر بن محمّد الكندي، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو النصري: فيمن يكنى بأبي زرعة، أبو زرعة بن عمرو بن جرير، روى عنه من الأجلّة إبراهيم النخعي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال (5):أبو زرعة بن عمرو بن جرير، حدّثنا محمّد بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن عمر، قال: أبو زرعة بن عمرو بن جرير البجلي، و كان لجرير ابن يقال له عمرو، و به كان يكنى، هلك في إمارة عثمان، فولد عمرو (6) ابنا سمّاه جريرا (7) باسم أبيه، و غلب عليه أبو زرعة، رأى (8) عليا، و كان انقطاعه إلى أبي هريرة، و سمع عن جده أحاديث و كان بين ذلك.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس (9)،قال: سمعت يحيى يقول: أبو زرعة بن عمرو بن جرير، عمرو بن عمرو.

ص: 241


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.
2- بالأصل:«و عبد» و المثبت عن مختصري ابن منظور و أبي شامة.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 297/6.
4- بالأصل:«عبد»، راجع ترجمته في سير الأعلام 570/15.
5- الكنى و الأسماء للدولابي 182/1 عن الواقدي في تهذيب الكمال 235/21.
6- كذا بالأصل، و في الكنى و الأسماء: فولد لعمرو ابن.
7- الأصل: جرير، خطأ.
8- بالأصل:«و أبى» خطأ، و المثبت عن الكنى و الأسماء.
9- تحرفت بالأصل إلى:«عياش» و هو عباس بن محمد الدوري.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل، نا أبي، قال: و أبو زرعة بن عمرو بن جرير، اسمه عمرو بن عمرو بن جرير.

أخبرنا أبو البركات، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء، أنبأ أبو بكر، أنا أبو أمية الكلابي، نا أبي، قال: قال يحيى: أبو زرعة بن عمرو بن جرير: عمرو بن عمرو.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال (1):أبو زرعة عمرو بن عمرو بن جرير بن عبد اللّه.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم، و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد، زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري، قال (2):هرم أبو زرعة [بن عمرو بن جرير البجلي الكوفي سمع] (3) ثابت بن قيس سمع أبا موسى، قاله قيس بن حفص، سمع عبد الواحد، سمع الحسن بن عبيد اللّه، سمع هرما (4).

[قال ابن عساكر:] (5) فرق علي بن المديني بين ابن عمرو بن جرير و بين هرم أبي زرعة صاحب ثابت بن قيس (6).

أخبرنا أبو السعود المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي باللّه.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن أبي يعلى، أنا أبي.

قالا: أنا عبد اللّه بن أحمد المقرئ، أنا محمّد بن مهدي العطار، قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري، حدثكم الهيثم بن عدي، قال: قال ابن عياش: أبو زرعة بن عمرو بن جرير يكنى أبا زرعة، فزاد.... (7) و لم يذكر له اسما.

ص: 242


1- عن النسائي رواه المزي في تهذيب الكمال 234/21.
2- التاريخ الكبير للبخاري 243/8.
3- الزيادة بين معكوفتين عن التاريخ الكبير.
4- الأصل: هرم.
5- زيادة منا.
6- قول ابن عساكر نقله المزي في تهذيب الكمال 235/21.
7- بياض بالأصل.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلما يقول: أبو زرعة هرم بن جرير بن عبد اللّه البجلي، سمع جريرا، و أبا هريرة، روى عنه أبو حيان التيمي، و عمارة، و الحسن بن عبيد اللّه.

[قال ابن عساكر:] (1) كذا قال فنسبه إلى جده.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال: هرم بن عمرو بن جرير بن عبد اللّه (2)،أبو زرعة البجلي الكوفي، حدّث عن أبي هريرة، و جدّه جرير بن عبد اللّه، روى عنه أبو حيان التيمي، و علي بن مدرك، و عمارة بن القعقاع في الإيمان، و العين، و التهجد، و المغازي.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):أمّا هرم بفتح الهاء و كسر الراء: هرم بن عمرو بن جرير، هو أبو زرعة، يروي عن جده و أبي هريرة، و أبي موسى، روى عنه عمارة بن القعقاع.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن منده، أنا حمد، إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (4):

عبد الرّحمن بن عمرو بن جرير، أبو زرعة، كوفي، روى عن أبي هريرة، و جرير بن عبد اللّه، روى عنه عمارة بن عمير، و إبراهيم النخعي، و عمارة بن القعقاع، و الحسن بن عبيد اللّه، و أبو فروة،[و جرير] (5) و يحيى ابنا (6) أيوب البجلي، و سلم (7) بن عبد الرّحمن،

ص: 243


1- زيادة منا.
2- بالأصل: عبد.
3- الاكمال لابن ماكولا 316/7.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 265/2/2.
5- مكانها بالأصل بياض.
6- عن الجرح و التعديل:«ابنا» و بالأصل:«بن».
7- بالأصل:«و سالم» و المثبت عن الجرح و التعديل.

و عبد اللّه بن يزيد، و يزيد بن زاذي (1)،سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو زرعة هرم، و يقال: عبد الرّحمن بن عمرو بن جرير، و يقال ابن عمرو بن عمرو بن جرير بن عبد اللّه البجلي الكوفي، سمع أبا هريرة، و جده أبا عمرو جرير بن عبد اللّه، روى عنه أبو عمران إبراهيم بن يزيد النخعي، و عمارة بن القعقاع بن شبرمة الضبي.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد، و عن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، قال: سئل يحيى بن معين، عن حديث مغيرة، عن الحارث، عن أبي زرعة، قال: بعث عمر جيشا، ثم قال عمر: لغدوة أو روحة. فقال: مرسل.

و سئل يحيى بن معين عن حديث جرير، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ من عباد اللّه لأناس ما هم ناسا»، فكتب يحيى بيده على أبي زرعة مرسل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسن بن الحمامي، أنبأ إبراهيم بن أحمد، أنبأ إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: و عمرو بن جرير أبو أبي زرعة يقول ولده: مات في الجاهلية، و ليس يروي عنه شيء، و روى ابن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب حديثا اختلف فيه بهز و عفان، فقال بهز:

عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن عمرو بن جرير، قال: كتب عند عمر و قال عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن جرير قال: كتب عنه عمر، فما قال ولده دليل على الصواب في قول عفّان.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم، قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي قال: سألت يحيى بن معين قلت: فأبو زرعة بن عمرو بن جرير؟ فقال: ثقة (2).

ص: 244


1- بالأصل: زياد، و المثبت عن الجرح و التعديل.
2- تهذيب الكمال 235/21.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم أبي محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد، قال (1):أبو زرعة كوفي صدوق ثقة (2).

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حمويه، أنبأ عيسى بن عمر بن العباس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن بهرام، أنبأ محمّد بن حميد، ثنا جرير (3)،عن عمارة بن القعقاع، قال: قال إبراهيم: إذا حدّثتني فحدّثني عن أبي زرعة، فإنّه حدّثني بحديث سألته بعد ذلك بسنة فما أخرم منه حرفا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، قالا: أنا الصريفيني، أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتاني (4)،ثنا أبو القاسم البغوي، ثنا أبو خيثمة، نا جرير، عن عمارة بن القعقاع، قال: قال لي إبراهيم: حدّثني عن أبي زرعة، فإنّي سألته عن حديث بعد سنين (5) فما أخرم منه حرفا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنى، نا مسدد، نا يحيى، عن سفيان، حدّثني أبو (6) غياث النخعي - قال مسدّد: هذا جد حفص بن غياث - قال: رأيت أبا زرعة بايع رجلا فخيّره بعد ما وقع البيع ثلاث مرار (7)،فسمعت أبا زرعة يقول: سمعنا أبا هريرة يقول:

هذا البيع عن تراض.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد، أخبر [نا أبو عمرو بن حمدان، نا] (8)

ص: 245


1- أقحم بعدها بالأصل:«أبو زرعة عن حرسه».
2- تهذيب الكمال 235/21.
3- من طريق جرير بن عبد الحميد، رواه المزي في تهذيب الكمال 235/21.
4- تحرفت بالأصل إلى: الكناني.
5- كذا بالأصل، و في تهذيب الكمال: سنتين.
6- بالأصل:«أبي» و المثبت عن مختصري ابن منظور و أبي شامة.
7- في مختصري: ابن منظور و أبي شامة: ثلاث مرات.
8- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن أسانيد مماثلة.

الحاكم أبو أحمد، أنا أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد الهاشمي، نا..... (1)،نا لوين (2) يعني محمّد بن سليمان بن حبيب المصيصي، نا محمّد بن جابر، عن طلق بن معاوية النخعي، عن أبي زرعة قال: بايعت رجلا.... (3) ثم قال: خيّرني فخيّره الرجل.

8522 - أبو زرعة اللخمي

من وجوه عسكر مسلمة بن عبد الملك الذي توجه به من دمشق لحصار القسطنطينية، له ذكر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، عن الوليد، قال: فحدّثنا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر:

أن مسلمة أرسل البطّال و أبا زرعة اللّخمي و سمّى ابن جابر آخر إلى ليون يعني المتملك على الروم: أين ما (4) كنت عاهدت اللّه عليه من النصيحة لنا و إدخالنا إياها؟ فأذن لهم فدخلوا عليه فعرفهم. فقال: لئن (5) ظن مسلمة أنّي أبيع ملك الروم بالوفاء له، لبئس ما ظنّ و قد رأيت أن أ في له بما يستقيم، أصنع له طعاما، و حمّاما، فيدخل [هو] (6) و من أحب من أصحابه الحمام، و يصيب الطعام، ثم ينصرف [راشدا] (7).

فقال: إن هذا لغير كائن، و إنا لنقول: إنّ اللّه قد أحاط بكم، و لسنا نبرح دون صغار الجزية، أو يدخلناها اللّه عنوة، فقال: إنّ دون ذلك لصغارا و قتالا شديدا، و كم عسى أن تصبروا؟ فقالوا: نصبر و لا بد لطعامك الذي عددت (8) فيه أن يعفن، فقال: أ و ما ترى كيف دبرته ؟ لم أدخله بيتا و لا هرّيا مخافة عليه، فأما (9) هذه السنة فنطحن ما طحنا، و نأكل ما

ص: 246


1- كلمة غير مقروءة بالأصل و بدون إعجام.
2- غير مقروءة بالأصل، و الصواب ما أثبت، و هو لقبه، تراجع ترجمته في تهذيب الكمال 321/16.
3- بياض بالأصل بمقدار كلمة.
4- تقرأ بالأصل:«أينما» و المثبت عن أبي شامة.
5- تقرأ بالأصل:«ابن» و المثبت عن أبي شامة.
6- سقطت من الأصل و أضيفت عن مختصري ابن منظور و أبي شامة.
7- مكانها بياض بالأصل، و المثب عن مختصري ابن منظور و أبي شامة.
8- بالأصل:«غدرت» و المثبت عن أبي شامة.
9- الأصل:«ما» و المثبت عن أبي شامة.

أكلنا، و يفسد منه ما فسد، و إذا كان قابل أمرت به فطحن [من] آخره، أكلنا منه ما أكلنا، و يفسد منه ما فسد؛ فإذا كان العام الثالث أمرنا فخبز خبز القرابين، فأكلناه حتى نأتي على آخره، فهذا إلى ثلاث سنين، ما قد كان أمر يحول بينكم و بين ما تريدون، و دعا بغدائه، فغداهم من كل الألوان، و آتاهم من كل الطرائف، ثم أقبل عليهم ثم قال: نحن فيما تقولون من الحصار و الأزل (1) نأكل مما ترون، فادعوا بما شئتم، و تشهّوا علينا. فقال البطّال: أمر يسير عليك، خفيف مئونته تدعو لنا به، قال: ما هو؟ قال: كفا من تراب من خلف الخندق، فقطّب و غضب، و أمر بهم فخرجوا (2)،و أتوا مسلمة بمقالته.

8523 - أبو زرعة السيباني

8523 - أبو زرعة السيباني (3)

اسمه يحيى بن أبي عمرو زرعة تقدم ذكره في حرف الياء.

8524 - أبو زرعة الدمشقي

اسمه عبد الرّحمن بن عمرو، تقدم ذكره في حرف العين.

8525 - أبو زرعة الرازي

اسمه عبد اللّه بن عبد الكريم، تقدم ذكره في حرف العين.

8526 - أبو زرعة [الدمشقي] الصوفي

8526 - أبو زرعة [الدمشقي] (4) الصوفي

صحب القاسم بن عثمان الجوعي.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن إبراهيم، قال: قال أنا أبو عبد الرّحمن السلمي: أبو زرعة الدمشقي صحب قاسم الجوعي،[و هو] (5)من فتيان مشايخ الشام، و يرجع إلى علم و دراية.

[قال ابن عساكر:] (6) فرّق السّلمي بينه و بين الجنبي (7) و هما عندي واحد، و اللّه أعلم.

ص: 247


1- الأزل: الحبس و الضيق.
2- في مختصر أبي شامة: فأخرجوا.
3- بالأصل: الشيباني.
4- زيادة عن مختصر ابن منظور. و استدركت على هامش مختصر أبي شامة.
5- زيادة عن مختصر أبي شامة.
6- زيادة منا.
7- بدون إعجام بالأصل و مختصر أبي شامة، راجع ما سيأتي.

8527 - أبو زرعة الجنبي

8527 - أبو زرعة الجنبي (1)

صحب أبا عبيد محمّد بن حسان البسري (2)،و القاسم بن عثمان الجوعي.

روى عنه أبو بكر بن معمر الطبراني.

أنبأنا أبو الحسن الفارسي، أنا عبد الغافر بن إسماعيل، أنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن إبراهيم، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي في كتابه مراتب الصوفية، قال: أبو زرعة الجنبي من تلامذة أبي عبيد البسري.

أخبرتنا أمة العزيز شكر بنت سهل بن أحمد الأسفرايني قالت: أنبأ أبي و أبو نصر أحمد بن محمّد بن سعيد، قالا: أنا أبو الحسن علي بن القاسم بن أحمد، قال: خبرنا أبو القاسم الحسن بن بكر بن محمّد العكاوي، حدّثني المرعشي رحمه اللّه، رفع إلى أبي زرعة قال: قال أبو زرعة يوما لأبي عبيد محمّد بن حسان البسري: يا أستاذ أنا أحبك شديد المحبة، فقال له أبو عبيد: مثل أيش تحبني ؟ فقال: لو أمر بك إلى النار و أمر بي إلى الجنة لافتديتك بنفسي. فقال له أبو عبيد: أنا أحبك أشدّ من هذا، فقال أبو زرعة: أيش أشد من هذا؟ فقال أبو عبيد: أنا أعرف باللّه منك.

سمعت أبا المظفر ابن القشيري يقول: سمعت أبي يقول: سمعت محمّد بن عبد اللّه الصوفي يقول: سمعت الحسين بن أحمد الفارسي يقول: سمعت الدّقّي يقول: سمعت أبا بكر بن معمر يقول: سمعت أبا زرعة الجنبي يقول: مكرت بي امرأة فقالت: أ لا تدخل الدار فتعود مريضا؟ فدخلت، فأغلقت الباب، و لم أر أحدا فعلمت ما فعلت، فقلت: اللّهمّ سوّدها فاسودت، فتحيرت، و فتحت الباب، فخرجت و قلت: اللّهمّ ردّها إلى حالها، فردّها إلى ما كانت.

أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي، و أبو الفرج أحمد بن الحسن بن علي بن زرعة (3)،قالا: أنا جعفر بن أحمد بن الحسين السراج، قراءة عليه، أنا أبو القاسم بن شكر يعني الأزجي.

ص: 248


1- بدون إعجام بالأصل.
2- أخباره في الرسالة القشيرية ص 395.
3- تقرأ بالأصل:«روكه» قارن مع مشيخة ابن عساكر 4/ب.

و كتب إلي أبو سعد بن الطّيّوري يخبرني عن عبد العزيز الأزجي، نا علي بن عبد اللّه بمكة، قال: سمعت أبا بكر الدّقّي (1) يقول: سمعت أبا بكر بن معمر يقول: قال لي أبو زرعة الجنبي:

مكرت بي امرأة فقالت لي: يا أبا زرعة ادخل فشد معي هذا الشيء، فلما دخلت أغلقت عليّ الباب، فلمّا علمت قصدها قلت: اللّهمّ اجعلها سوداء، فإذا هي سوداء، فحارت في نفسها، ففتحت الباب و خرجت، فلمّا صرت برّا قلت: اللّهمّ ردّها إلى حالتها التي كانت، فرجعت إلى حالها الأوّل.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، قراءة عليه، أنا أبو بكر محمّد بن علي الحداد، إجازة، أنا علي بن محمّد الحنائي، نا عبدان بن عمر المنبجي، و صدقة بن المظفر الأنصاري، و سيدة بنت عبد اللّه.

ح و قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد الرازي، قال: أخبرتنا أم الحسين سيدة بنت عبد اللّه بن مرحوم الطرسوسية الماحدية قراءة عليها قالوا: ثنا أبو بكر محمّد بن داود الدينوري الدّقّي، قال:

سمعت أبا بكر بن معمر يقول: قال لي أبو زرعة: مكرت بي امرأة، فقالت لي: يا أبا زرعة ادخل فشل (2) معي هذا الزنبيل، فلمّا دخلت غلقت الباب عليّ ، فلمّا علمت قصدها قلت:

اللّهمّ اجعلها سوداء، فإذا هي سوداء، فحارت في نفسها ففتحت الباب و خرجت فلما صرت خارج الباب قلت: اللّهمّ ردّها إلى حالها، فرجعت.

8528 - أبو زرعة الحاجب

اسمه عبد الرّحمن بن عمرو بن عبد اللّه، تقدم ذكره في حرف العين.

8529 - أبو الزّعيزعة

كاتب مروان، اسمه سالم، تقدم ذكره في حرف السين.

8530-[أبو زكّار الزاهد]

8530-[أبو (3) زكّار الزاهد]

من أهل حوران.

ص: 249


1- تحرفت بالأصل إلى: الرقي.
2- شلت بالجرة شولا: رفعتها.
3- سقطت ترجمته من الأصل، استدركت عن مختصري ابن منظور و أبي شامة، و اللفظ لابن منظور.

ذكره أبو أحمد عبد اللّه بن بكر الطبراني في كتاب «أخبار الأولياء» و ذكر أنّه كان من أفاضل القوم، و أحسنهم إشارة، و له حالة مع اللّه جليلة، رفيعة، ظاهرة البركات.

قال أحمد الهلالي: قال لي ولد [أبي] زكار:

أقام أبي خمس عشرة سنة لازما البيت، و كنا إذا قلنا له: قد فرغنا من الزرع، أو من الحصاد، أو من الدرس، أو نريد سفرا يقول: يا بني، لا تخبروني بشيء من أموركم، فتشغلوا قلبي.

و حدّث أبو بكر الهلالي، عن بعض شيوخه قال:

كان أبو زكار بدمشق، فوافاه قوم من أهل قريته، فشكوا إليه شدة العطش في نفوسهم، و بهائمهم، فدعا لهم عند العصر، و عادوا إلى قريتهم، فقيل لهم: في ساعة الدعاء - على ما حدّثوهم - ثارت سحابة، فمطروا مطرا عظيما، امتلأت منه الجباب و الأودية.

قال الهلالي: قال لي ولد أبي زكار:

لما حضرت أبي الوفاة قال لنا: إذا أنا مت فلا تعترضوا على الخراساني في أمري، فلما توفي أقبل رجل خراساني، فقرع الباب بعكاز معه، و دخل و تولى جميع أمره، و بات عندنا تلك الليلة، فأحضرنا له الطعام، و فيه خلاط ، فأكل منه، ثم قدمنا له دجاجة، فقال: لا آكل إلاّ من لون واحد، فلم يضع يده في غير الخلاط ، حتى فرغ من طعامه، فودعته بكرة، فقال لي: كيف حالك ؟ فقلت له: إنني فقير، فقال: أيش تقول في البيضاء، و براق، و المرجانية، و هذه ثلاث ضياع نفيسة إن قيل لك خذها و دع شهادة أن لا إله إلاّ اللّه كنت تفعل ؟ فقلت:

سبحان اللّه، فقال: أ ما يستحي من له خير من البيضاء، و براق، و المرجانية أن يشكو الفقر؟ و ودعني، و مضى].

8531 - أبو الزناد

اسمه عبد اللّه بن ذكوان، تقدم ذكره في حرف العين.

8532 - أبو الزهراء القشيري

8532 - أبو الزهراء (1) القشيري (2)

ممن أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و شهد فتح دمشق، و ولي صلح أهل البثنية و حوران، من قبل يزيد بن أبي سفيان في خلافة عمر.

ص: 250


1- بالأصل: الزهر، و المثبت عن الإصابة، و في مختصر أبي شامة: أبو الزهر.
2- ترجمته في الإصابة 81/4.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلص، أنبأ أبو بكر بن سيف، أنا السري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر، عن أبي عثمان، عن خالد و عبادة، قالا (1):و بعث يزيد بن أبي سفيان دحية بن خليفة الكلبي في خيل بعد فتح دمشق إلى تدمر، و أبا الزهراء القشيري إلى البثنية و حوران، فصالحوهما على صلح دمشق، و وليا القيام على فتح ما بعثا إليه و كان أخو أبي الزهراء قد أصيبت رجله بدمشق يوم دمشق، فلما هاجى بنو قشير بني جعدة فخروا (2)،و عددوه و ععروه (3)،فأجابهم نابغة بني جعدة:

فإن بكر قدم بالشام.... (4) *** فإن بالشام أقداما و أوصالا

و إن بكر حاجب ممن فخرت به *** فلم يكن حاجب عمّا و لا خالا

.... (5) ثم فخر عليهم و قال:

تلك المكارم لا قعبان من لبن *** شيبا بماء فعادا بعد أبوالا

قال: و نا سيف، قال (6):و قال أبو الزهراء (7) القشيري في ذلك، يعني في حدّ عمر من شرب الخمر بالشام:

أ لم تر أن الدهر يعثر بالفتى *** و ليس على صرف المنون (8) بقادر

صبرت و لم أجزع و قد مات إخوتي *** و لست عن الصهباء يوما بصابر

رماها أمير المؤمنين بحتفها *** فخلاّنها يبكون حول المعاصر

و قال أبو مفزر (9) في ذلك.... (10):

ص: 251


1- رواه الطبري في تاريخه 359/2 حوادث سنة 13 (طبعة بيروت).
2- بدون إعجام بالأصل و فوقها ضبة، و المثبت عن الإصابة.
3- كذا رسمها بالأصل.
4- غير مقروءة.
5- كلمة غير مقروءة.
6- الخبر و الأبيات في تاريخ الطبري 508/2.
7- بالأصل: الزهر، و المثبت عن الطبري، و مختصر أبي شامة.
8- في مختصر أبي شامة: الزمان.
9- أبو مفزر التميمي له إدراك، جمع شعره نوري القيسي ضمن كتاب «شعراء إسلاميون» و ليست الأبيات فيه، ترجمته في الإصابة 191/4.
10- ثلاث كلمات غير مقروءة.

لعمري لأهل السراوغ (1) و... (2) *** و أعدل في تلك الأمور الكبائر

صبرنا و كان الصبر منا سجية *** ليالي ظفرنا بالقرى و المعاصر

و لم يسبق (3) فيما هنالك حيلة *** كما سفهت بالشام خل العشائر

8533 - أبو زياد مولى آل دراج الجمحي

8533 - أبو زياد مولى آل دراج الجمحي (4)

روى عن أبي بكر الصدّيق.

روى عنه خالد بن معدان.

أنبأنا أبو الحسين علي بن محمّد بن العلاّف، ثم أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، قالا: أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحمّامي.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه، أنبأ أحمد بن موسى بن مردويه، قالا: أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا معاذ بن المثنى، نا مسدّد بن مسرهد، نا يحيى هو ابن سعيد، نا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أبي زياد مولى آل دراج، قال: ما رأيت فنسيت فإنّي لم أنس أن أبا بكر الصدّيق كان إذا قام إلى الصلاة قام هكذا (5)،و أخذ بكفه اليمنى على ذراعه اليسرى لازقا بالكوع. (6)

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة، قال: ربيعة بن دراج من بني جمح من أهل دمشق، داره بها، حدّثني بذلك دحيم ممن رأى أبا بكر، و ذكر محمود بن سميع أن ابن (7) دراج فلسطيني.

8534 - أبو زياد أو أبو ثابت، أو ثابت

روى عن أبي الدرداء، أو عن رجل عن أبي الدرداء.

ص: 252


1- الأصل:«السرواغ» و لعل ما أثبت الصواب، فالسراوغ، موضع، عن معجم البلدان.
2- كلمة غير واضحة بالأصل.
3- البيتان الثاني و الثالث في الإصابة 191/4.
4- كلمة غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن الإصابة.
5- ترجمته في الإصابة 81/4 و ميزان الاعتدال 526/4.
6- في مختصر ابن منظور:«هدلا» يعني مسبل اليدين.
7- الأصل:«أبي» و المثبت عن مختصري ابن منصور و أبي شامة.

روى عنه الأعمش.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا وكيع، نا سفيان، عن الأعمش، عن ثابت، أو عن أبي ثابت أن رجلا دخل مسجد دمشق فقال: اللّهم آنس وحشتي، و ارحم غربتي، و ارزقني جليسا صالحا، فسمعه أبو الدرداء فقال: إن (2) كنت صادقا فلأنا (3) أسعد بما قلت منك، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:« فَمِنْهُمْ ظٰالِمٌ لِنَفْسِهِ (4)»، قال: الظالم يؤخذ منه في مقامه ذلك (5)، فذلك الهم و الحزن وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ،قال: يحاسب حسابا يسيرا وَ مِنْهُمْ سٰابِقٌ بِالْخَيْرٰاتِ ،قال: الذين يدخلون الجنّة بغير حساب»[13385].

قال عبد اللّه (6):قال أبي: قال الأشجعي يعني عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي زياد: دخلت مسجد دمشق.

8535 - أبو زياد

8535 - أبو زياد (7)

حدّث عن أبي سلاّم ممطور الحبشي.

روى عنه محمّد بن أبي الزّعيزعة (8).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (9)،أنا عمر بن سنان، نا عباس بن الوليد الخلال، نا محمّد بن عيسى - يعني أبي القاسم بن سميع - نا محمّد بن أبي الزعيزعة، عن أبي زياد الدمشقي، عن أبي سلام، عن أبي الدرداء أنه كان يحدث أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«تعلّموا القرآن، فوالذي نفسي بيده إنّ الشيطان ليخرج من البيت تقرأ فيه سورة البقرة»[13386].

ص: 253


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 421/10 رقم 27575 طبعة دار الفكر.
2- في المسند: لئن.
3- في المسند: لأنا.
4- سورة فاطر، الآية:32.
5- ليست في مسند أحمد.
6- مسند أحمد بن حنبل حديث رقم 27576.
7- ترجمته في ميزان الاعتدال 526/4.
8- ترجمته في لسان الميزان 165/5.
9- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 206/6 ضمن أخبار محمد بن أبي الزعيزعة.

8536 - أبو زياد

من أهل جبيل من ساحل دمشق.

حكى عن مغيث بن سمّي الأوزاعي.

روى عنه: فرات الجبيلي.

8537 - أبو زياد السفياني

حكى عن سفيان الثوري.

حكى عنه حبيب مؤذن مسجد سوق الأحد.

تقدمت حكايته في فصل الجامع، و في ترجمة حبيب.

[ذكر من اسمه أبو زيد]

اشارة

[ذكر من اسمه أبو زيد] (1)

8538 - أبو زيد الأسدي، و يقال الأزدي

رجل فصيح، وفد على سليمان بن عبد الملك، له ذكر.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، نا أبو بكر الخطيب، نا أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن موسى بن حمّاد اليزيدي، نا يعقوب بن إبراهيم بن صالح، نا عمي علي بن صالح، عن عيسى بن يزيد بن دأب:

أن أبا زيد الأزدي (2) دخل على سليمان بن عبد الملك و هو قاعد على دكان مبلط بالرخام الأحمر مفروش بالديباج المطبوخ الأخضر في وسط بستان ملتصق قد أثمر، و بإزاء (3)كل شقّ من الدكان ميدان ينبت الربيع و على رأسه و صفاء، كل واحدة منهن من صاحبتها أقمر و أزهر، و قد أشرقت الشمس فنضرت لحسنها الخضرة و تضاعفت الزهرة، و تغنّت الأطيار، و تجاوبت، و هبّت الرياح على الأشجار فتمايلت، بين أنهار فيه قد شقّقت، و مياه فيها قد دفّقت فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته، فرفع رأسه و كان مطرقا، فقال: أبا زيد أ يصاب في هذا اليوم حيا؟ فقلت: يا أمير المؤمنين و قد قامت القيامة ؟ فقال:

ص: 254


1- زيادة عن مختصر أبي شامة.
2- الرواية في العقد الفريد 74/6 و ما بعدها.
3- في مختصر ابن منظور:«و نار».

نعم على أهل المحبة سرّا و المراسلة خفيا قد أكلوا النعيم. فمشمشوه (1)،و أيقظوا التفكر فقاربوه، و رفعوا الحمام الطيب فمازجوه، ثم أطرق مليا، ثم رفع رأسه فقال: أبا زيد ما يطيب في يومنا هذا؟ فقال: قهوة حمراء في زجاجة بيضاء، تناولتها مقدودة هيفاء، كوماء (2)، كحلاء، أشربها من يدها و أمسح فمي بفمها.

فأطرق عند ذلك مليا تنحاز من عينيه عبرات متواليات [بلا] (3) شهيق، فلما رأى الوصفاء ذلك تنحوا عنه فقال: أبا زيد حللت بيوم فيه انقضاء أجلك، و تصرّم عمرك، لتخبرني ما أثار هذه الصفة من قبلك ؟ أو لأضربن عنقك، فقد أبديت مني مكتوما بوصفك، و أعليت مني مستورا بنعتك، فقلت: الأمان يا أمير المؤمنين، قال: لك ذلك، فقل، فقلت:

يا أمير المؤمنين بينا أنا ذات يوم قاعد بباب سعيد بن عبد الملك إذا أنا بجارية قد خرجت من باب القصر تريد رحبة كالغزال الفالت من شبكة الصائد، و عليها ثوب سكب (4) إسكندراني، يرى منه نور بدنها و طيّ عكنها، و نقش تكتها، و تدوير سرتها؛ في رجلها نعل قد أشرق بياض قدمها على حمرة نعلها، تفرد ذؤابة تضرب الحقو، و عينان مملوءتان سحرا، الغالب عليها الفتور، بينهما أنف أقنى، كأنه قصبة [درّ] (5) فوقه جناحان (6) قد قوّسا على محاجر عينيها، و طرّة كالحمم على متن جبينها و صدغان قد تعقربا، نونان على صحن خدها، و قفا كالعناقيد على سلتها، شغلني عن صفة فمها ذهاب عقلي، كأنه قمر غلام قد تبرق شاربه، و هي تلون كلامها و تقول: عباد اللّه، ما الدواء لما لا يشتكي ؟ و العلاج لما لا يسمى ؟ دام الحجاب و أبطأ الكتاب، و النفس محتبس، و الروح مختلس، و النفس واهية، و الأذن واعية، سلم اللّه على قوم عاشوا تجلّدا و ماتوا كمدا.

فقلت: سماوية أم أرضية، أم جنية أم إنسية ؟ فقد انتهى جمال خلقك، و كمال عقلك و حسن منطقك، فسترت وجهها بكمها، و قالت: اعذر أيها القاعد، فما أشد الوحشة بلا (7)

ص: 255


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
2- في العقد الفريد: مضمومة لفاء مكحولة دعجاء.
3- زيادة لازمة عن مختصر ابن منظور و العقد الفريد.
4- السكب: ضرب من الثياب رقيق.
5- زيادة عن مختصر ابن منظور.
6- كذا، و في المختصر و العقد الفريد:«حاجبان» و هو أشبه.
7- بالأصل:«و لا» و المثبت عن المختصر و العقد الفريد.

مساعد و المقاساة لخصم معاند، غلب القضاء، و قل العزاء و برح الخفاء، و اللّه شاهد على ما ترى و رقيب على ما يخفى، ثم ولّت مدبره، فو اللّه يا أمير المؤمنين ما أستحلي طيبا إلاّ غصصت به، و لا أرى حسنا إلاّ سمج في عيني لتشكيها.

فقال سليمان: كاد الجهل أن يستفزّني و الصبا أن يعاودني لسحر ما رأيت و حسن ما سمعت، أبا زيد، أ تدري من تلك ؟ هي الزلفاء باعها أمير المؤمنين بألف ألف درهم و هي عاشقة لمن باعها، و أمير المؤمنين عاشق لها، و اللّه لا مات من يموت إلاّ بحسرتها، و لا يفارق الدنيا إلاّ بغصتها، قم (1) أبا زيد و اكتم المفاوضة يا غلام، نعله، و أمر بإخراجه.

8539 - أبو زيد الدمشقي

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

روى عنه هشام بن عبيد اللّه الرازي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد و هو ابن الحسين البرجلاني، نا هشام بن عبيد اللّه الرازي، نا أبو زيد الدمشقي، قال:

لما ثقل عمر بن عبد العزيز دعي له طبيب، فلمّا نظر إليه قال: أرى الرجل قد سقي السم، و لا آمن عليه الموت، فرفع عمر بصره فقال: و لا تأمن الموت أيضا على من لم يسق السم، قال الطبيب: هل حسست بذلك يا أمير المؤمنين ؟ قال: نعم، قد عرفت حين وقع في بطني قال: فتعالج يا أمير المؤمنين، فإنّي أخاف أن تذهب نفسك، قال: ربي خير مذهوب إليه، و اللّه لو علمت أن شفائي عند شحمة أذني ما رفعت يدي إلى أذني فتناولته؛ اللّهمّ خر لعمر في لقائك، قال: فلم يلبث إلاّ أياما حتى مات، رحمه اللّه.

8540 - أبو زيد

شيخ كان بمكة.

حكى عن عمر بن عبد العزيز، و وفد عليه.

روى عنه عبد اللّه بن رجاء الغداني.

ص: 256


1- بالأصل:«و أبا» و المثبت عن ابن منظور.

ذكر أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن عبيد بن أبي الدنيا في كتاب البكاء قال: حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني عبد اللّه بن رجاء الغداني، حدّثني أبو زيد شيخ بمكة قال: رأينا عمر بن عبد العزيز يبكي على المنبر، ما يستطيع أن يتكلم من شدة البكاء.

8541 - أبو زيد الأعمى

وفد على هشام بن عبد الملك.

حكى عنه عبيد اللّه القعنبي.

أنبأنا أبو الحسن الفرضي، و أبو محمّد بن طاوس، و أبو القاسم بن تميم، قالوا: أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن عبد الواحد، أنا أبو المعمر المسدد بن علي، نا أبو بكر أحمد بن عبد الكريم معلم ابن عدنان الحلبي، ثنا المنقري، ثنا العتبي، عن أبيه قال: قال أبو زيد الأعمى:

وفدت إلى هشام بن عبد الملك فشهدت وفاته، فسمعت ابن عبد الأعلى يتمثّل بهذه الأبيات:

و ما سالم عما قليل بسالم *** و لو كثرت أحراسه و كتائبه

و من يك ذا باب سديد و حاجب *** فعمّا قليل يهجر الباب حاجبه

و يصبح بعد الحجب للناس مفردا *** رهينة باب لم تنفس جوانبه

و ما كان إلاّ الدفن حتى تفرقت *** إلى غيره أدراسه و مواكبه

و أصبح مسرورا به كل كاسح *** و أسلمه أحبابه و جنائبه

فنفسك أكسبها السعادة جاهدا *** فكل امرئ رهين بما هو كاسبه

رويت هذه الأبيات عن محمّد بن زياد بن الأعرابي قال: قال زياد الأعجم بدل أبي زيد الأعمى، فاللّه أعلم.

8542 - أبو زيد الغساني الدمشقي

حدّث عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم.

روى عنه مظفر بن مرجا.

ص: 257

حرف السين

8543 - أبو ساسان الرقاشي

و هو لقب، و اسمه حضين (1) بن المنذر، و كنيته أبو محمّد، تقدم ذكره في حرف الحاء.

8544 - أبو الساكن

من أهل دمشق، له ذكر.

أنبأنا أبو غالب بن البنّا، و غيره، عن أبي طالب محمّد بن علي بن الفتح الحربي، نا أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه بن الحسين بن عبد اللّه بن هارون المعروف بابن أخي ميمي، نا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير الخواص، نا أبو العباس أحمد بن مسروق الطوسي، حدّثني أبو الحسن بن سراج، نا يزيد بن محمّد بن عبد الصمد الدمشقي، نا أبو مسهر، نا هشام بن يحيى بن يحيى، قال:

كان في مسجد دمشق رجل في عقله شيء، يقال له: أبو الساكن، فمرّ على يحيى بن يحيى، فقال له: أنت ذو ميسرة، فمر لي بدرهمين، قال: كيف أصبحت ؟ قال: بخير، قال:

فلم تريد الدرهمين ؟ قال: ثم أعاد عليه القول، فأعاد عليه مثل ما قال المرة الأولى، فقال له أبو الساكن: ويلي على عقلك، من أجل درهميك أقول لك إنّي بشر.

8545 - أبو سباع

8545 - أبو سباع (2)

سمع واثلة بن الأسقع الليثي.

روى عنه يزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (3)،نا أبو النّضر، نا أبو جعفر، يعني الرازي، عن يزيد بن أبي مالك، أنا أبو سباع قال: اشتريت ناقة من دار واثلة بن الأسقع، فلمّا خرجت بها أدركنا

ص: 258


1- بالأصل: حصين، بالصاد المهملة.
2- ترجمته في ميزان الاعتدال 527/4.
3- رواه أحمد بن حنبل في المسند 421/5 رقم 16013 طبعة دار الفكر.

واثلة و هو يجر رداءه، فقال: يا عبد اللّه، اشتريت ؟ قلت: نعم، قال: هل بيّن لك ما فيها؟ قلت: و ما فيها؟ إنّها لسمينة ظاهرة الصحة، قال: فقال: أردت بها سفرا أم أردت بها لحما؟ قلت: بل أردت عليها الحج، قال: فإن بخفّها نقبا (1)،قال: فقال صاحبها: أصلحك اللّه، ما تريد إلى هذا، تفسد علي ؟ قال: إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا يحلّ لأحد يبيع شيئا إلاّ يبيّن ما فيه، و لا يحلّ لمن يعلم ذلك إلاّ يبيّنه»[13387].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأ - أبو بكر الخطيب (2)، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا عبد اللّه بن إسحاق البغوي، ثنا الحسن بن مكرم، نا أبو النضر.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا أبو علي الحسن بن مكرم، نا أبو النّضر هاشم بن القاسم.

أنا أبو جعفر الرازي، عن يزيد بن أبي مالك، أنا أبو سباع قال: اشتريت ناقة من دار واثلة بن الأسقع، فلمّا خرجت أدركنا واثلة بن الأسقع، و هو يجر رداءه، قال: يا عبد اللّه اشتريت ؟ قلت: نعم، قال: هل بيّن لك ما فيها؟ قلت: و ما فيها؟ إنّها لسمينة ظاهرة الصحة، فقال: أردت بها لحما أو أردت بها سفرا؟ قال: قلت: بل أردت عليها الحجّ ، قال: فإنّ بخفها نقبا، قال: فقال صاحبها: أصلحك اللّه، ما تريد إلى هذا تفسد علي ؟ قال: إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من باع شيئا فلا يحل له حتى يبيّن ما فيه، و لا يحلّ لمن يعلم ذلك إلاّ أن يبيّنه»، لفظ زاهر.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا البيهقي (3)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو بكر إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الفقيه، نا لوين، نا محمّد بن الفرج الأزرق، نا أبو النضر هاشم بن القاسم، نا أبو جعفر الرازي، عن يزيد بن أبي مالك، حدّثنا أبو سباع قال:

اشتريت ناقة من دار واثلة بن الأسقع فلمّا خرجت بها أدركني واثلة و هو يجر إزاره، فقال: يا عبد اللّه اشتريت ؟ قلت: نعم، قال: بيّن لك ما فيها؟ قلت: و ما فيها؟ إنها لسمينة

ص: 259


1- نقب الخف ينقب: رق، و نقب: تخرّق.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 144/11 ضمن ترجمة عيسى بن أبي عيسى التميمي.
3- السنن الكبرى للبيهقي 320/5.

ظاهرة الصحة، قال: أردت بها سفرا أو أردت بها لحما؟ قلت: أردت بها الحج، قال: فإنّ بخفها نقبا، فقال صاحبها: ما أردت إلى هذا أصلحك اللّه تفسد علي ؟ قال: إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا يحلّ لأحد يبيع شيئا إلاّ بيّن ما فيه، و لا يحلّ لمن علم ذلك إلاّ بيّنه»[13388].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس قال: سمعت يحيى يقول: أبو سباع شامي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الأنباري، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر قال: أبو سباع شامي.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال: أبو سباع عن أبي الأصبغ واثلة بن الأسقع الليثي، روى عنه يزيد بن أبي مالك، حديثه في أهل الشام.

8546 - أبو سبرة النخعي كوفي

8546 - أبو سبرة (1) النخعي كوفي (2)

سمع عمر حين كان بالشام، و فروة بن مسيك المرادي.

روى عنه الحسن بن مسافر، و الحسن بن الحكم النخعي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن ميمون الخياط ، و أبو سعيد الأشج، قالا: نا أبو أسامة، عن الحسن بن الحكم النخعي، نا أبو سبرة النخعي، عن فروة بن مسيك المرادي قال (3):

أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه أ لا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل ؟ فأذن لي في قتالهم، و أمرني، فلمّا خرجت من عنده سأل عني فقال:«ما فعل الغطيفي»، فأخبر أني قد سرت، فأرسل في أثري، فردني، فأتيته و هو في نفر من أصحابه، فقال:«ادع القوم، فمن أسلم فاقبل منه، و من لم يسلم فلا تعجل حتى يحدث إليك»، قال: و أنزل في «سبأ» ما

ص: 260


1- سبرة: بفتح أوله و سكون ثانيه.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 246/21 و تهذيب التهذيب 362/6 و ميزان الاعتدال 528/4 و الجرح و التعديل 9/ 385.
3- رواه ابن حجر في الإصابة 205/3.

أنزل، فقال رجل: يا رسول اللّه و ما سبأ أرض أو امرأة ؟ قال:«ليست بأرض، و لا امرأة، و لكنه رجل من اليمن ولد عشرة من العرب، فتيامن (1) منهم ستة و تشاءم منهم أربعة، فأما الذين تشاءموا فلخم و جذام و عاملة و غسان، و أما الذين تيامنوا فكندة و الأشعريون، و خثعم، و بجيلة، و مذحج، و أنمار» (2).

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، قراءة، عن أبي تمام علي بن محمّد بن الحسن، عن أبي عمر بن حيوية، أنبأ محمّد بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، نا إبراهيم بن عبد اللّه الهروي، أنا هشيم، أنا جابر الجعفي، أخبرنا الحسن بن مسافر (3)،عن أبي سبرة النخعي:

أنه شهد عمر بن الخطاب حيث قدم الشام فأتي بطعام فأكل منه خبزا و لحما، ثم أتى بثوب كتان ليمسح يديه فقال: إنّ هذا ثوب رجل من المسلمين، ثم غسل يده و صلّى و لم يتوضأ.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه الأصبهانيان، قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي، إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد، قال (4):

أبو سبرة النخعي روى عن فروة بن مسيك، روى عنه الحسن بن الحكم [النخعي] (5)، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو سبرة النخعي عن فروة بن مسيك المرادي، روى عنه الحسن بن الحكم، حديثه في الكوفيين.

8547 - أبو سبرة الهذلي

اسمه سالم بن سلمة، تقدم ذكره في حرف السين.

ص: 261


1- تيامن يعني قصد نحو اليمن، و قوله: تشاءم قصد نحو بلاد الشام.
2- تحرفت بالأصل إلى: مساور.
3- تحرفت بالأصل إلى: مساور.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 385/9.
5- زيادة عن الجرح و التعديل.

8548 - أبو سريحة

8548 - أبو سريحة (1)

اسمه حذيفة بن أسيد الغفاري، تقدم ذكره في حرف الحاء.

8549 - أبو سعد بن أبي فضالة الأنصاري

8549 - أبو سعد بن أبي فضالة الأنصاري (2)

قيل إنه غير أبي سعد الزّرقي عامر بن مسعود.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

روى عنه زياد بن ميناء، و قدم الشام، و شهد الفتوح بها.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، قال (3):نا يحيى بن معين، نا محمّد بن بكر البرساني، نا عبد الحميد بن جعفر، حدّثني أبي، عن زياد بن ميناء، عن أبي سعد بن أبي فضالة الأنصاري - و كان من الصحابة - قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إذا جمع اللّه الأولين و الآخرين يوم القيامة، ليوم لا ريب فيه، نادى منادي (4):من كان أشرك [اللّه] (5) في عمله أحدا فليطلب ثوابه من عنده، فإن اللّه أغنى الشركاء عن الشرك»[13389].

أخبرناه عاليا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، أنا علي بن عمر بن محمّد بن الحسن، ثنا أحمد بن عبد الجبار الصوفي، ثنا يحيى بن معين، نا محمّد بن بكر، نا عبد الحميد، ثنا أبي، عن زياد بن ميناء، عن أبي سعيد بن فضالة بن أبي فضالة الأنصاري، و كان من الصحابة، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إذا جمع اللّه الأولين و الآخرين يوم القيامة ليوم لا ريب فيه نادى منادي: من كان أشرك في عمله للّه عز و جل أحدا فليطلب ثوابه من عنده، فإن اللّه أغنى الشركاء عن الشرك»[13390].

[قال ابن عساكر:] (6) كذا قال أبو سعيد بن فضالة و هو وهم.

ص: 262


1- بالأصل:«سرئه ؟؟؟» و المثبت عن تهذيب الكمال.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 248/21 و تهذيب التهذيب 363/6 و الإصابة 86/4 و أسد الغابة 139/5 طبقات ابن سعد 453/5 و طبقات خليفة رقم 637 و الجرح و التعديل 378/9.
3- رواه أبو زرعة الدمشقي 566/1.
4- كذا بالأصل.
5- زيادة عن تاريخ أبي زرعة.
6- زيادة منا.

و قد رواه ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين على الصواب، كما رواه أبو زرعة، و كذلك رواه أحمد بن حنبل، عن أبي بكر.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، ثنا محمّد بن بكر البرساني، أنا عبد الحميد بن جعفر، أخبرني أبي، عن زياد بن ميناء، عن أبي سعد (2) بن أبي فضالة الأنصاري، و كان من الصحابة أنّه قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إذا جمع اللّه الأولين و الآخرين ليوم لا ريب فيه، نادى مناد: من كان أشرك في عمل عمله للّه أحدا فليطلب ثوابه من عند غير اللّه، فإن اللّه أغنى الشركاء عن الشرك»[13391].

و كذا رواه محمّد بن يزيد المستملي، عن أبي بكر إلاّ أنّه قال: أبو سعيد.

أخبرناه أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز النقيب، أنا الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن الشافعي، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، أنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه الديبلي، نا محمّد بن يزيد، نا محمّد بن بكر البرساني (3)، عن عبد الحميد بن جعفر، حدّثني أبي، عن زياد بن ميناء، عن أبي سعيد بن أبي فضالة الأنصاري، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إذا جمع اللّه الأولين و الآخرين ليوم لا ريب فيه نادى منادي (4):من كان أشرك في عمل عمله أحدا فليطلب ثوابه من عند غير اللّه، فإن اللّه أغنى الشركاء عن الشرك»[13392].

كذا رواه لنا أبو جعفر، و إنّما يرويه ابن فراس عن عباس بن محمّد بن.... (5)،عن محمّد بن زياد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (6)،أنا محمّد بن عمر (7)،

ص: 263


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 369/5 رقم 15838 طبعة دار الفكر.
2- في المسند: أبي سعيد.
3- بالأصل هنا: البرشاني.
4- كذا بالأصل.
5- بياض بالأصل.
6- قوله:«أنا محمد بن سعد» مكرر بالأصل.
7- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 405/7.

حدّثني عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن زياد بن ميناء، عن أبي سعد (1) بن أبي فضالة الأنصاري و كانت له صحبة، قال: اصطحبت أنا و سهيل بن عمرو إلى الشام ليالي أغزانا (2)أبو بكر الصدّيق. فذكر حديثا.

أخبرناه أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البساسيري، أنا الأحوص بن المفضل بن غسان، نا أبي، نا الواقدي، نا عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، عن زياد بن ميناء، عن أبي سعد بن أبي فضالة، و كانت له صحبة، قال:

اصطحبت أنا و سهيل بن عمرو إلى الشام [حين ندب] (3) أبو بكر البعوث (4)،فقال له سهيل:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«مقام أحدكم في سبيل اللّه ساعة خير من عمله في أهله عمره»، فأنا مقيم في سبيل اللّه حتى أموت لا أرجع إلى مكة أبدا[13393].

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر الباقلاني، و أبو الفضل بن خيرون.

و أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر.

قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد، أنا إسحاق، أنا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خياط (5)،قال: و من الأنصار ممن لم يحفظ لنا نسبه إلى أقصى آبائه: أبو سعد (6) بن أبي فضالة، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم،«إذا جمع اللّه الأولين و الآخرين»[13394].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا ابن حيوية، أنا ابن معروف، نا ابن فهم، نا ابن سعد الكاتب، قال: في الطبقة الثانية: أبو سعد بن أبي فضالة، قال محمّد بن عمر: أراه من الأنصار، كانت له صحبة، و روى عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أحاديث.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد، إجازة.

ص: 264


1- في طبقات ابن سعد: أبي سعيد.
2- اللفظتان بدون إعجام بالأصل، و فوقهما ضبتان.
3- بياض بالأصل و في آخر البياض:«يدب» و استدركت اللفظتان عن مختصري ابن منظور و أبي شامة.
4- رسمها بالأصل:«العور» و المثبت عن أبي شامة.
5- طبقات خليفة بن خيّاط ص 175 رقم 637.
6- الأصل:«سعيد»، و المثبت عن طبقات خليفة.

قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (1):

أبو سعد بن أبي فضالة الأنصاري، كانت له صحبة، قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إذا جمع اللّه الأولين و الآخرين». روى عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن زياد بن ميناء عنه سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو عبد اللّه بن الحطّاب، أنا أبو الفضل السعدي، أنا أبو عبد اللّه بن بطة، قال: قرئ على أبي القاسم البغوي، قال: أبو سعد بن أبي فضالة الأنصاري، سكن المدينة، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا، و روى الحديث الأول (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو [بشر] (3) الدولابي، قال: أبو سعد بن أبي فضالة.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا ابن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو سعد بن أبي فضالة الحارثي له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، لا أحفظ له اسما و لا نسبا إلى أقصى آبائه (4).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: أبو سعد بن أبي فضالة الأنصاري، له صحبة، روى عنه زياد بن ميناء، أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد قالا: قال: أنا أبو نعيم الحافظ : أبو سعد بن أبي فضالة الأنصاري، له صحبة. روى عنه زياد بن ميناء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا محمّد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي بن المديني: زياد بن ميناء الذي روى عن أبي سعد بن فضالة روى عن عبد الحميد بن جعفر مجهول و لا أعرفه (5).

ص: 265


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 378/9.
2- الإصابة 87/4.
3- سقطت من الأصل.
4- الإصابة 86/4.
5- تهذيب الكمال 248/21.

قال (1):سئل علي بن المديني عن زياد بن ميناء، روى عنه جعفر أبو عبد الحميد بن جعفر، روى عن أبي سعيد بن أبي فضالة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه أغنى الشركاء عن الشرك». فقال: أستاذ صالح يقبله القلب، و ربّ إسناده ينكره القلب، و زياد بن ميناء مجهول (2).

8550 - أبو سعد، و يقال أبو سعيد الزّرقي

اسمه عامر بن مسعود، تقدم ذكره في حرف العين.

8551 - أبو سعد الحمصي

8551 - أبو سعد الحمصي (3)

حدّث عن أبي هريرة، و حكى عن واثلة بن الأسقع، و رآه بدمشق.

روى عنه الفرج بن فضالة.

أنبأنا أبو الحسن بن أحمد، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا يوسف بن الحسن بن محمّد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود، عن الفرج بن فضالة، عن أبي سعد (4) الشامي، عن أبي هريرة قال: كلمات سمعتهن من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا أدعهن:«اللّهمّ اجعلني أكثر ذكرك، و أعظم شكرك، و أتبع (5) نصيحتك، و أحفظ وصيتك»[13395].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (6)،حدّثني أبي، نا وكيع، نا فرج بن فضالة، عن أبي سعد الحمصي، قال: سمعت أبا هريرة يقول: دعاء حفظته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا أدعه:«اللّهمّ اجعلني أعظم شكرك، و أتبع نصيحتك، و أكثر ذكرك، و أحفظ وصيتك».

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، و أبو الفضل محمّد بن أحمد بن علي الشروطي، قالا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا إسحاق بن

ص: 266


1- تهذيب الكمال 248/21.
2- كتبت على هامش الأصل.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 250/21 و تهذيب التهذيب 363/6.
4- ورد هنا بالأصل: سعيد.
5- في مختصر أبي شامة: و أنفع نصيحتك.
6- رواه أحمد بن حنبل في المسند 184/3 رقم 8107 من طريق آخر، و فيه: أبو سعيد المديني عن أبي هريرة.

إبراهيم، نا فرج بن فضالة، عن أبي سعد: رأيت واثلة بن الأسقع يصلي في مسجد دمشق قال: فبزق تحت قدمه اليسرى على البواري (1) ثم عركها برجله، فقلت: تبزق في المسجد و أنت من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال: هكذا رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يفعل.

رواه أحمد بن حنبل (2)،عن أبي النّضر هاشم بن القاسم، عن الفرج.

و رواه أبو داود الطيالسي (3)،عن الفرج بن فضالة، حدّثني أبو سعد الشامي، و رواه مطر، عن يحيى الحماني، عن فرج، عن أبي سعد الثمال و هو وهم.

[ذكر من اسمه: أبو سعيد]

اشارة

[ذكر من اسمه: أبو سعيد] (4)

8552 - أبو سعيد الخدري

اسمه سعد بن مالك، تقدم ذكره في حرف السين.

8553 - أبو سعيد المعيطي مولاهم

كان ممن غزا مع مسلمة بن عبد الملك القسطنطينية.

روى عنه الوليد بن مسلم.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، ثنا الوليد، قال: فحدّثني أبو سعيد مولى محمّد بن عمر المعيطي:

أن مسلمة كان يقوت المسلمين من ذلك الطعام، و أنّه سأل أناسا من جلسائه عن حال العامة في مطعمهم، فأخبروه أن الناس في شدة من عيشهم يقوتون أنفسهم بخزيرة (5) يكللون أنفسهم بها نهارهم و ليلهم، فقال: و ما الخزيرة يا غلام ؟ اصنع لنا خزيرة، فصنعها بقديد

ص: 267


1- البواري، جمع بوري، حصير مصنوع من قصب (راجع النهاية لابن الأثير).
2- رواه أحمد بن حنبل في المسند 420/5 رقم 16004 طبعة دار الفكر.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 250/21.
4- الزيادة عن مختصر أبي شامة.
5- الخزيرة: شبه عصيدة، و هو اللحم الغاب، يقطع صغارا في القدر، ثم يطبخ بالماء الكثير و الملح، فإذا أميت طبخا ذر عليه الدقيق فعصد به، و لا تكون الخزيرة إلاّ بلحم (تاج العروس).

و.... (1) و تابك (2) و هيّأ منها، و قدمها إليه، فأكل و استطابها و قال: إن الناس بعد لفي خير و عافية، الصبر بركة.

قال أبو سعيد: و قد جهد الناس عامة، و إنّما يأكل الخزيرة منهم أهل القوة و بقيتهم فيما لا يصفه واصف من أكل توافق الدواب و أشباه ذلك، حتى لقد ذكر له أن قوما أكلوا ميتا لهم.

و قد تقدم (3) في ترجمة أبي أيوب الأنصاري، أن أبا سعيد المعيطي شهد هذه الغزوة و رأى كبر أبي أيوب يحضر القسطنطينية.

8554 - أبو سعيد الرّعيني

اسمه جعثل بن هاعان، تقدم ذكره في حرف الجيم.

8555 - أبو سعيد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي

ولي إمرة الأردن في خلافة أبي العباس السفاح. و حكى عن أبي جعفر المنصور.

حكى عنه أبو الخطاب الأزدي.

قرأت في كتاب أبي الحسين الرّازي، أخبرني أبو الحسن علي بن محمّد بن عيسى المرادي بمصر، نا عبيد اللّه بن سعيد بن كثير بن عفير، حدّثني أبي، عن أبي الخطاب الأزدي قال:

لما وجه أبو العباس أبا جعفر إلى خراسان في أخذ البيعة على أبي مسلم، قال أبو سعيد بن حبيب بن المهلب: فإنّي لعند أبي مسلم - بمرو - إذ دخل عليه أبو جعفر، فقام إليه أبو مسلم، فاعتنقه، و أقعده على الفراش، فالتفت إليّ فقال: من هذا؟ قال: ابن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة، فقال: نعم، أهل بيت شرف و عزّ و طاعة، قال: و خرج أبو جعفر.

قال أبو سعيد: و صرت بعد ذلك إلى العراق، فلما وقفت على أبي جعفر قال لي: يا أبا سعيد، أتذكر فعل العبد السوء بي و سوء جواره ؟ يعني أبا مسلم ثم تمثّل:

رويدا بذي (4) الإجرام إن ذنوبه *** ستورده عما قليل بمعطب

ص: 268


1- بياض بالأصل.
2- كذا رسمها بالأصل.
3- كتبت فوق الكلام بالأصل.
4- في الأصل:«رويد لبذي» و فوق:«لبذي» ضبة بالأصل.

و قال أبو سعيد: و كلم في السفاح قولا في البلقاء.

8556 - أبو سعيد الساحلي

اسمه أخطل بن المؤمل، و قال عبد اللّه: بن سعيد، تقدم ذكره في حرف الألف (1).

8557 - أبو سعيد الساحلي الجبيلي

8557 - أبو سعيد الساحلي الجبيلي (2)

روى عن أبي زياد عبد الملك بن داود.

روى عنه عبد اللّه بن يوسف التنيسي.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد الرحيم بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا إبراهيم بن يونس بن محمّد، أنبأ عبد الرحيم.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة، أنا سهل بن بشر، أنا رشأ بن نظيف، قالا:

نا عبد الغني بن سعيد قال: فأمّا الجبيلي بضم الجيم، و بالباء المعجمة بواحدة تليها ياء معجمة من تحتها باثنتين: فهو أبو سعيد الجبيلي، يروي عن أبي زياد عبد الملك بن داود، يحدث عنه عبد اللّه بن يوسف.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن علي بن هبة اللّه الحافظ ، قال (3):أما الجبيلي بضم الجيم و فتح الباء المعجمة بواحدة و سكون الياء المعجمة باثنين من تحتها نسبة إلى جبيل فهو أبو سعيد الجبيلي عن أبي زياد عبد الملك بن داود، يروي عنه عبد اللّه بن يوسف.

8558 - أبو سعيد البجلي

من أهل دمشق.

روى عن علي بن عروة الدمشقي.

روى عنه هشام بن عمار.

ص: 269


1- ترجمته في تاريخ مدينة دمشق طبعة دار الفكر 363/7 رقم 569.
2- ترجمته في معجم البلدان (جبيل)109/2 و الأنساب: الجبيلي 23/2. و الجبيلي بضم الجيم و فتح الباء نسبة إلى جبيل، بلدة من بلاد ساحل الشام، شرقي بيروت على ثمانية فراسخ من بيروت.
3- الاكمال لابن ماكولا 258/2.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي (1)،و علي بن زيد السلميان، قالا: أنا نصر بن إبراهيم الزاهد، زاد الفرضي: و عبد اللّه بن عبد الرزاق، قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنبأ أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، ثنا هشام بن عمار في ذكر مسألة الدمشقيين قال: حدّثنا أبو سعيد البجلي، ثنا علي بن عروة، عن من حدثه:

أنّ عمّار بن ياسر صلى بقوم فاستخفوا صلاته، فقال: و اللّه ما انصرفت حتى دعوت بدعاء كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يدعو و يقول: إنه لم يدعه ملك مقرب، و لا نبي مرسل، و لا عبد صالح إلاّ كرم بدعائه (2):«اللّهم بعلمك الغيب، و بقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، و توفّني إذا علمت الوفاة خيرا لي، و أسألك خشيتك في الغيب و الشهادة، و كلمة الحلم (3)في الغضب و الرجاء (4)،و الفضل في الفقر و الغنى، و أسألك نعيما لا ينفد، و قرة عين لا تنقطع، و برد العيش بعد الموت، و أسألك النظر إلى وجهك، و الشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة، و لا فتنة مضلة، اللّهمّ زيّنا بزينة الإيمان، و اجعلنا هداة مهتدين»[13396]. يتلوه أبو سعيد الساحلي.

8559 - أبو سعيد الحراني الصوفي

اسمه أحمد بن عيسى، تقدّم ذكره في حرف الألف.

8560 - أبو سعيد بن محمّد

قدم دمشق.

روى عنه أبو علي بن أبي نصر إجازة.

قرأت بخط الحسين بن الحسن بن علي الربعي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن عطية بن حبيب، أنبأ أبو علي محمّد بن القاسم، أنا أبو سعيد بن محمّد شيخ قدم علينا من ناحية الفسطاط فيما أجازه لي و وجدته في كتابه عن العيني و لم أدر من حدّثه عن العيني قال:

سمعت أعرابية فصيحة في الحجاز و هي ترمي رجلا من.... (5).

ص: 270


1- غير واضحة بالأصل.
2- بالأصل: دعائه.
3- كذا بالأصل، و في المختصر لابن منظور: كلمة الحق.
4- في مختصر ابن منظور: و الرضى.
5- كذا بياض بالأصل.
8561 - أبو سعيد الصوفي

حكى عن أبي عمر الدمشقي الصوفي.

حكى عنه الحسين بن يحيى.

أنبأنا أبو الحسين عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر، أنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن إبراهيم، نا أبو عبد الرّحمن السلمي، قال: سمعت الحسين بن يحيى يقول:

سمعت أبا سعيد الدمشقي يقول: سمعت أبا عمر الدمشقي يقول: من غلب عليه إحسان الصانع يستحسن صنعته.

[ذكر من اسمه: أبو سفيان]

اشارة

[ذكر من اسمه: أبو سفيان] (1)

8562 - أبو سفيان

اسمه صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، تقدّم ذكره في حرف الصاد.

8563 - أبو سفيان بن أبي بكر بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

من ساكني [صهيا] (2) من إقليم باناس.

له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي العجائز، و ذكر ابنيه زييد بن أبي سفيان محتلم، و معاوية بن أبي سفيان ابن تسع سنين، و ابنته أم أبان بنت أبي سفيان بنت ست سنين.

و ذكر أبو المظفر محمّد بن أحمد الأبيوردي أن أبا سفيان أمه أم أبان بنت خالد بن عمرو (3) بن عثمان بن عفّان (4).

8564 - أبو سفيان بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

أمّه أم ولد. له ذكر.

ص: 271


1- الزيادة عن مختصر أبي شامة.
2- بياض بالأصل، و المثبت عن مختصري ابن منظور و أبي شامة، و قد تحرفت فيهما إلى:«صهبا» و التصويب عن معجم البلدان، و فيه أنها قرية من إقليم بانياس من أعمال دمشق.
3- في مختصر أبي شامة: عمر.
4- زيد بعدها في مختصر أبي شامة الورقة 162/ب و ما بعدها ترجمة طويلة لأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. و قال أبو شامة: لم يذكر الحافظ أبو القاسم له ترجمة.

ذكره أبو المظفر محمّد بن أحمد النسابة و غيره.

8565 - أبو سفيان بن عبد اللّه بن أبي سفيان بن عبد اللّه بن يزيد

ابن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي

من أهل شمس (1) من إقليم بيت الأبار (2) من الغوطة.

ذكره أحمد بن حميد في تسمية من كان بدمشق و غوطتها من بني أمية، و ذكر ابنه عبد اللّه بن أبي سفيان ابن ست سنين، و ابنته خلاّدة بنت أبي سفيان رضيع.

8566 - أبو سفيان بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

8566 - أبو سفيان بن عبد اللّه (3) بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

له ذكر. ذكره أبو المظفر الأبيوردي. و ذكر أن أمه أم عثمان بنت سعيد بن العاص، و أمّها أميمة بنت جرير بن عبد اللّه البجلي (4).

8567 - أبو سفيان بن عتبة الأعور بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

أمّه أم خالد بنت عبد اللّه بن قيس الصاص. له ذكر. ذكره أبو المظفر النسابة.

8568 - أبو سفيان بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

[أمه] (5) أم ولد. له ذكر تقدم ذكره في ترجمة أخيه سليمان بن يزيد.

8569 - أبو سفيان [بن] يزيد بن معاوية

8569 - أبو سفيان [بن] (6) يزيد بن معاوية

ابن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي

له ذكر.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو

ص: 272


1- رسمها بالأصل:«سمس» و في مختصر ابن منظور:«سميس» و مثله عند أبي شامة و المثبت عن غوطة دمشق لمحمد كردعلي ص 173.
2- تحرفت في مختصر ابن منظور إلى بيت الأبيات.
3- زيد بعدها في مختصر أبي شامة:«بن أبي سفيان بن عبد اللّه».
4- بعدها زيد في مختصر ابن منظور، و مختصر أبي شامة أيضا: أبو سفيان بن عتبة بن ربيعة القرشي. روى عنه حريز ابن عثمان قال: دخلت على معاوية و هو يحبو على أربعة، و صبي على ظهره، فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من كان له صبي فليتصابى له». لم أجد ذكره إلاّ من هذا الوجه.
5- سقطت من الأصل، و استدركت عن مختصري ابن منظور و أبي شامة.
6- سقطت من الأصل و استدركت عن ابن منظور و أبي شامة.

جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال (1):

فولد يزيد بن معاوية: معاوية، و خالدا، و أبا سفيان و أمّهم أم هاشم بنت [أبي] (2) هاشم بن عتبة بن ربيعة.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، نا عبد اللّه بن أحمد، نا محمّد بن جرير، قال (3) في تسمية ولد يزيد بن معاوية: خالد بن يزيد، و كان يكنى أبا هاشم، و كان يقال إنه أصاب عمل الكيمياء، و أبو سفيان و أمهما أم هاشم بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس تزوجها بعد يزيد مروان، و هي التي يقول لها الشاعر:

أسلمي (4) أم خالد *** ربّ ساع لقاعد

8570 - أبو سفيان العتبي - و يقال: القيني

8570 - أبو سفيان العتبي - و يقال: القيني (5)

من حرس عمر بن عبد العزيز.

حكى عن عمر.

روى عنه عثمان بن حصن (6) بن عبيدة بن علاّق.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و علي بن زيد، قالا: أنا أبو الفتح الزاهد، زاد الفرضي:

و عبد اللّه بن عبد الرزّاق، قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا ابن خريم، نا هشام عن (7) عثمان بن علاّق، نا أبو سفيان القيني (8)،قال:

كنت في حرس عمر بن عبد العزيز، و كان على كلّ رجل منا موكل به إذا أبطأ عمر آذنه، فأبطأ (9) في يوم جمعة فقال لي المؤذن: آذنه (10)،فدخلت، فوجدته يعتم على مرآة

ص: 273


1- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 128.
2- سقطت من الأصل و أبي شامة، و زيدت عن نسب قريش.
3- الخبر في تاريخ الطبري 500/5 في حوادث سنة 64.
4- في تاريخ الطبري: أنعمي.
5- بدون إعجام بالأصل، أعجمت عن مختصري ابن منظور و أبي شامة، و ليس فيهما: العتبي.
6- كذا بالأصل، و في مختصري ابن منظور و أبي شامة:«حصين» راجع ترجمته في تهذيب الكمال 290/12.
7- بالأصل: بن.
8- بدون إعجام بالأصل، أعجمت عن مختصري أبي شامة و ابن منظور.
9- بالأصل:«و أذنه» و المثبت عن مختصر ابن منظور، و أبي شامة.
10- بالأصل: اذن.

فقلت: إن المؤذن قد استبطأك (1) قال: نعم حبستني هذه العمامة، أصلح خروقا فيها، أداريها، و كان عمر رجلا مقرورا، فقال لغلامه في الشتاء: أسخن لي الماء أتوضأ به، فأقام بذلك مدة، ثم قال له عمر: إنّي لا أدعوك بالماء إلاّ وجدته عندك عتيدا سخنا، و أنّى ذلك ؟ قال: يطبخ للعامة من الحرس و غيرهم، فيفضل الجمر، فأجعله عليه، ثم أطمره لك. قال:

و كم لذلك ؟ احتط و زد، قال: شهرين (2)،قال: فأمر بنفقة (3) فجعلت في بيت المال لموضع ما انتفع به من ذلك الجمر.

8571 - أبو سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف

هو عبد اللّه بن عبد الرّحمن.

تقدم ذكره في حرف العين.

8572 - أبو سلمة الصّنعاني

أظنه من صنعاء دمشق.

حدّث عن كعب، و أراه (4) لم يلقه.

روى عنه إسماعيل بن عياش.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن علي بن الحسن، أنا الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن إدريس، نا أبو النّضر الدمشقي، نا إسماعيل بن عياش، عن أبي سلمة الصنعاني، عن كعب قال: قلة المنطق حكم عظيم، فعليكم بالصمت، فإنه زعة حسنة، و قلة وزر، و خفة من الذنوب.

قال: وثنا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن منصور، نا حسن بن محمّد، نا ابن عياش، عن أبي سلمة الصنعاني أن كعبا كان يقول: قلة المنطق حكم عظيم يعني فعليكم بالصمت، فإنه زعة حسنة، و قلة وزر، و ختمة من [الذنوب] (5).

ص: 274


1- بالأصل:«أين المؤذن قد استبطات» صوبنا الجملة عن ابن منظور و أبي شامة.
2- كذا بالأصل، و في مختصري ابن منظور و أبي شامة: شهران.
3- في مختصر أبي شامة: بنفقته.
4- في مختصر أبي شامة: و أظنه.
5- استدركت عن هامش الأصل.

8573 - أبو سلمة العاملي

اسمه الحكم بن عبد اللّه بن خطاف، تقدّم ذكره في حرف الحاء.

8574 - أبو سلمى راعي النبي صلى اللّه عليه و سلم

8574 - أبو سلمى راعي النبي صلى اللّه عليه و سلم (1)

يقال: إنّ اسمه حريث.

خدم النبي صلى اللّه عليه و سلم.

روى [عنه أبو سلاّم ممطور] (2)[الأسود و ذكر عنه في بعض طرق الحديث أنّه سمع منه بدمشق و في رواية: في مسجد حمص، و في أخرى في مسجد الكوفة، و لعلّه سمع منه في الجميع. و روى عنه أيضا عباد] (3) بن عبد الصمد.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، و أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى.

و أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد القاهر، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو المحاسن محمّد بن الحسين بن محمّد، قالوا: أنا أحمد بن محمّد بن أحمد البزار، أنا عيسى بن علي، قالا: أنبأ عبد اللّه البغوي، نا كامل بن طلحة، نا عبّاد بن عبد الصّمد، حدّثني أبو سلمى راعي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (4) قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من لقي اللّه يشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أنّ محمّدا رسول اللّه، و آمن بالبعث و الحساب، دخل الجنّة» قلنا: أنت سمعت هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فأدخل إصبعيه في أذنيه ثم قال: أنا سمعت هذا منه غير مرة و لا مرتين، و لا ثلاث، و لا أربع[13397].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قدمت على إبراهيم بن منصور، أنا ابن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا داود بن رشيد، نا الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن العلا، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، قالا: نا أبو سلام [حدّثني أبو سلمى] (5) راعي

ص: 275


1- ترجمته في الإصابة 94/4 و أسد الغابة 153/5 و تهذيب الكمال 267/21 و تهذيب التهذيب 369/6.
2- الزيادة استدركت عن هامش الأصل.
3- ما بين معكوفتين استدرك عن مختصر أبي شامة. و انظر أسد الغابة.
4- رواه ابن الأثير في أسد الغابة 153/5.
5- زيادة عن مختصر أبي شامة.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«بخ بخ خمس (1) ما أثقلهن في الميزان: لا إله إلاّ اللّه، و سبحان اللّه، و الحمد للّه، و اللّه أكبر، و الولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه»[13398].

تابعه صفوان بن صالح، و عمرو بن عثمان، عن الوليد، و رواه إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء، عن أبيه، عن أبي سلام، فقال: عن ثوبان بدلا من أبي سلمى (2).

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي، أنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد (3)،نا أبو عبد الملك الدمشقي، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء، حدّثني أبي، ثنا أبو سلام، عن ثوبان قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان: سبحان اللّه، و الحمد للّه، و لا إله إلاّ اللّه، و اللّه أكبر، و الولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه»[13399].

تابعه زيد بن يحيى بن عبيد، عن عبد اللّه بن العلاء.

أنبأنا أبو نصر محمود بن الفضل بن محمود، و أبو الحسن أحمد بن عبد اللّه بن الآبنوسي، و أبو عبد اللّه البلخي، و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين الطرائفي، أنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن مخلد، ثنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي، ثنا أحمد بن زكريا بن كثير بن عدي الجوهري أبو العباس، نا سعد بن شعبة بن الحجاج، قال: سمعت أبي يحدث عن أبي عقيل، عن سابق بن ناجية، عن أبي سلاّم قال:

كنا قعودا في مسجد دمشق، فمرّ بنا بعض خدّام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال القوم: قوموا حتى نسأله عن حديث لم يتداوله الرجال، قال: من قال رضيت باللّه ربّا، و بالإسلام دينا، و بمحمّد صلى اللّه عليه و سلم نبيا كلّ يوم، إذا أصبح ثلاث مرات، و إذا أمسى ثلاث مرات قال: حقّا على اللّه أن يرضيه يوم القيامة.

رواه خالد بن الحارث و محمّد بن جعفر، و عفان، و عمرو بن مروان، عن شعبة بهذا الإسناد. و ذكروا: أنه لقيه في مسجد حمص.

ص: 276


1- في مختصر ابن منظور و أبي شامة:«لخمس».
2- سلمى ضبطه ابن الفرضي بالضم، قال ابن الأثير: و هو الصحيح (أسد الغابة 154/5).
3- رواه الطبراني في المعجم الكبير 348/22 رقم 873 بسنده إلى أبي سلام قال: حدّثني أبو سلمى راعي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (1)،حدّثني أبي، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة قال: سمعت أبا عقيل يحدث عن سابق بن ناجية، عن أبي سلاّم قال:

كنا قعودا في مسجد حمص إذ مرّ رجل فقالوا: هذا خدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: فنهضت فسألته فقلت: حدّثنا بما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لم يتداوله (2) الرجال فيما بينكما، قال:

سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ما من عبد مسلم يقول ثلاث مرات حين يمسي أو يصبح:

رضيت باللّه ربّا و بالإسلام دينا و بمحمّد صلى اللّه عليه و سلم نبيا إلاّ كان حقا على اللّه أن يرضيه يوم القيامة»[13400].

قال (3):و حدّثني أبي، نا عفان، نا شعبة، قال أبو عقيل: أخبرني قال: سمعت سابق بن ناجية من أهل الشام يحدث عن أبي سلام البرا - رجل من أهل دمشق - قال: كنا قعودا في مسجد حمص، فذكر معناه إلاّ أنه قال: يقول إذا أصبح و إذا أمسى: رضيت باللّه ربا، و بالإسلام دينا، و بمحمّد صلى اللّه عليه و سلم نبيا ثلاث مرات إذا أصبح، و ثلاث مرات إذا أمسى، إلاّ كان حقا على اللّه أن يرضيه [يوم القيامة] (4).

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد، إجازة.

قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد، قال (5):

أبو سلمى راعي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان». روى الوليد بن مسلم عن ابن جابر، و عبد اللّه بن العلاء، عن أبي سلام الأسود، عن أبي سلمى راعي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: رأيته في مسجد الكوفة، و روى هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلاّم، قال: حدّثني رجل أنه سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم، و رواه أحمد (6)،عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلاّم، عن أبي سلاّم، عن

ص: 277


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 44/9 رقم 23172 طبعة دار الفكر.
2- بالأصل: تداوله، و المثبت عن المسند.
3- رواه أحمد بن حنبل في المسند 44/9 رقم 23173.
4- الزيادة عن مسند أحمد.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 386/9.
6- كذا بالأصل، و في الجرح و التعديل: أبان.

مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و رواه زيد بن يحيى بن عبيد، عن عبد اللّه بن العلاء، عن أبي سلاّم، عن ثوبان، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قراءة عن أبي الحسين الصيرفي، أنا أبو القاسم بن عتاب، أنا أحمد بن عمير، إجازة.

و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا الحسن بن أحمد، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا ابن عمير، قراءة، قال: سمعت محمود بن سميع يقول في الطبقة الأولى: و أبو سلمى راعي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حمصي.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: فيمن نعرف تكنيته و لا نقف على اسمه: أبو سلمى راعي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، حديثه في أهل الشام.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن أحمد بن عيسى، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن بطة، قال: قرئ على عبد اللّه بن محمّد البغوي قال: أبو سلمى راعي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، سكن الكوفة، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا، و ذكر له حديث كامل بن طلحة عن عبّاد، قال البغوي: حدّثني عمي، نا سليمان بن أحمد، قال: زعموا أن اسم أبي سلمى راعي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حريث.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمّد، أنبأ شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: حريث راعي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عداده في الشاميين، سماه حنبل بن إسحاق، عن سليمان بن أحمد الواسطي، و كذلك سماه ابن أبي عاصم في الآحاد.

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ : أبو سلمى راعي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و صاحب حديثه عند أبي سلام الأسود، و عبّاد بن عبد الصّمد، أبو معمر، و قيل: أبو سلمى اسمه حريث.

8575 - أبو سليمان الحرستاني ،و يقال: الخراساني

8575 - أبو سليمان الحرستاني (1)،و يقال: الخراساني

حدّث عن أنس بن مالك.

ص: 278


1- بفتح الحاء و الراء و سكون السين، نسبة إلى حرستا قرية على باب دمشق.(الأنساب).

روى عنه مطر بن العلاء الفزاري الغداني.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأ أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري، قال: أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن أبي شريح الأنصاري، قال: أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن عبد الجبار الرّزاني، أنا أبو أحمد حميد بن زنجويه النسوي، نا أبو أيوب، ثنا مطر (1) بن العلاء الفزاري، حدّثني أبو سليمان الحرستاني قال: أتيت أنس بن مالك فسمعته يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من قال حين يصبح و حين يمسي و حين يصبح أربع مرات: اللّهمّ إنّي أشهدك و ملائكتك و حملة عرشك و جميع خلقك أنك أنت اللّه لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك، و أن محمّدا عبدك و رسولك أربعا غدوة و أربعا عشيا ثم مات، دخل الجنة»[13401].

أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن عمر، و أبو تراب حيدرة بن أحمد إذنا، قالا:

أنا علي بن الحسين بن أحمد بن صصرى، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو الأصبع عبد العزيز بن سعيد الهاشمي، نا أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن، ثنا مطر بن العلاء الفزاري، نا أبو سليمان الحرستاني قال:

كان والدي مع أنس بن مالك بنيسابور إذ كان عليها واليا أميرا فتوفي والدي، و جعل وصيته إلى أنس بن مالك، و قد احتلمت، فدفع إلي ما ترك أبي فسمعته هو يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من قال حين يصبح و حين يمسي أربع مرات: اللّهمّ إنّي أشهدك و ملائكتك، و حملة عرشك، و جميع خلقك أنك أنت اللّه لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك، و أن محمّدا عبدك و رسولك أربعا غدوة، و أربعا عشية ثم مات دخل الجنّة»[13402].

رواه أبو الحسن علي بن داود...... (2) أبي و قال: أبو سليمان الحرشاوي.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال: أبو سليمان الخراساني سمع أنس بن مالك، قاله البخاري.

8577 - أبو سليمان القرشي العامري ثم البسري

[من ولد بسر بن أبي أرطاة] (3).

ص: 279


1- بالأصل: مطرف.
2- كلمة غير مقروءة بالأصل.
3- زيادة عن مختصري ابن منظور و أبي شامة.

حكى عن أهل بيته.

روى عنه الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، بقراءتي عليه، ثنا أبو محمّد الكتاني، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، حدّثني الوليد بن مسلم، أخبرني أبو سليمان عن غير واحد من كبراء أهل بيته:

أن راية بسر بن أبي أرطأة كانت بيضاء مربعة، قدر ذراع في ذراع، محفوفة بسواد، مضافة إلى رمحها، إذا نظرت إليها قلت: هذه كوّة سوداء.

8577 - أبو سليمان العنسي

من أصحاب الأوزاعي.

حكى عن سليمان بن داود الخولاني الدّاراني حكاية في الثناء (1) على الأوزاعي.

حكى عنه عمرو بن أبي سلمة.

و يغلب (2) على ظني أنه أبو سليمان الداراني، فإن (3) كان هو (4) فاسمه عبد الرّحمن بن أحمد بن عطية، و قد تقدم ذكره.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن محمّد بن طوق الطبراني، أنا عبد الجبار بن عبد اللّه بن محمّد الخولاني (5)،نا الهروي، نا ابن البرقي، قال: و أخبرني أبو سليمان العنسي من أصحاب الأوزاعي قال: دخل سليمان بن داود الخولاني من باب مسجد - ذكره ابن البرقي - فرأى الأوزاعي يصلي فقال: ما رأيت أحدا أشبه بصلاة عمر بن عبد العزيز من هذا و هو يشير إلى الأوزاعي.

[قال ابن عساكر:] (6) كذا فيه و قد أسقط منه ذكر عمرو بن أبي سلمة بين ابن البرقي، و أبي سليمان.

ص: 280


1- تقرأ بالأصل:«البنا» و المثبت عن مختصر أبي شامة.
2- تقرأ بالأصل:«و نقل بن علي» صوبنا الجملة عن مختصري ابن منظور و أبي شامة.
3- تحرفت بالأصل إلى:«قال» و المثبت عن ابن منظور و أبي شامة.
4- في مختصر أبي شامة: أباه.
5- الخبر رواه عبد الجبّار الخولاني في تاريخ داريا ص 88.
6- زيادة منا.

8578 - أبو سليمان الداراني

اسمه عبد الرّحمن بن أحمد بن عطية، تقدم ذكره في حرف العين.

8579 - أبو سليمان السعدي المفسّر

اسمه محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، تقدّم ذكره.

8580 - أبو السمراء الغساني

8580 - أبو السمراء الغساني (1)

اسمه العلاء بن عاصم، تقدّم ذكره في حرف العين.

8581 - أبو سمال الأسدي

اسمه سمعان بن هبيرة، تقدّم ذكره في حرف السين.

8582 - أبو سنان الدمشقي

8582 - أبو سنان الدمشقي (2)

روى عن معاذ بن جبل.

روى عنه إسحاق بن نوح.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنبأ أبو الحسين زيد بن عبد اللّه بن محمّد النوحي البلوطي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن حاتم التستري الزاهد، نا أبو (3) إسحاق إبراهيم بن جعفر بن حمدان التستري، نا عبد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه اللخمي، نا أبي، نا أحمد بن عطاء الهجيمي، نا عمرو بن عمر، عن إسحاق بن نوح، عن أبي سنان الدمشقي، عن معاذ بن جبل أنه سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«رحم اللّه عبدا أخذ من بدنه لآخرته، فأذاب لحمه و أجف جلده فيوشك أن يأتي يوم هبط كلّ كبد جائعة، طال جوعها في الدنيا، و عرّيها، فإن أفضل الناس كلّ جائع عاري»[13403].

هذا حديث منكر، و في إسناده عدة مجاهيل.

8583 - أبو سنان القسملي

اسمه عيسى بن سنان، تقدّم ذكره في حرف العين.

ص: 281


1- رسمها بالأصل:«العياني» و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 219/47 رقم 5470 طبعة الدر.
2- ترجمته في ميزان الاعتدال 534/4.
3- كتبت فوق الكلام بين السطرين.

8584 - أبو سهيل - و يقال: أبو سهيل - الأسود

مولى مروان بن الحكم و حاجبه. له ذكر.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):و حاجبه يعني مروان أبو سهل الأسود مولاه.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى.

قالا: أنا أبو القاسم الصيدلاني، ثنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو، حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عياش: و كان مروان يأذن عليه مولاه أبو سهل الأسود.

8585 - أبو سهيل [الأصبحي

عمّ مالك بن أنس نافع بن مالك، تقدم ذكره في حرف النون.

8586 - أبو سهيل]

8586 - أبو سهيل] (2)

اسمه عبد العزيز بن سهيل، تقدّم ذكره في حرف العين.

8588 - أبو سلاّم الحبشي

اسمه ممطور، تقدّم ذكره في حرف الميم.

8588 - أبو سيار

ولاه عمر بن عبد العزيز بعض جباية الصدقات.

حكى عن عمر.

حكى عنه أبو إسحاق.

ذكر أبو عبد اللّه إبراهيم بن محمّد بن عرفة (3)،أخبرني محمّد بن عيسى الأنصاري،

ص: 282


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 263 (ت. العمري).
2- ما بين معكوفتين استدركت عن هامش الأصل.
3- بالأصل:«عربة» راجع ترجمته في سير الأعلام 75/15.

عن عبد اللّه بن محمّد بن عائشة، عن أبي إسحاق، عن أبي سيّار، قال: ولاّني عمر بن عبد العزيز صدقة فقلت: أين (1) أدفعها يا أمير المؤمنين ؟ قال: إلى من مدّ يده إليها، فإن كان غنيا عنها فأحوجه اللّه إليها، و إن كان محتاجا إليها فأغناه اللّه عنها.

حرف الشين

8589 - أبو شبيب

أحد الصلحاء من أهل غوطة دمشق.

حكى عن أبي موسى الساوي.

حكى عنه أبو محمّد المعيوفي، و أبو العباس أحمد بن محمّد بن علي البردعي و غيره.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا سهل بن بشر الأسفرايني، أنا محمّد بن إسماعيل بن القاسم بن الحسن الحداد، ثنا... (2)،ثنا أبو علي محمّد بن الحسين بن أحمد بن بكر الطبراني، ثنا عمي أبو أحمد عبد اللّه بن بكر، حدّثني علي بن محمّد المعيوفي:

حدّثني عمي (3) و أبو محمّد المعيوفي - رحمهما اللّه - أنهما حضرا أبا شبيب شيخا من أهل الغوطة و كان وليا من أولياء اللّه فقال لهما: نفسي تطالبني منذ ثلاثين سنة بشيء من الفريك، فلمّا كان في هذا اليوم أطعمتها إياه قال: فقلنا له: يا أبا شبيب تحب أن تطعمنا (4)منه قال: قوموا إلى تلك القلنسوة ففيها شيء منه، قال عمي: فقمت إلى القلنسوة فجئت بها (5) و فيها شيء من بزر الخبّيز قد فركه و نقّاه قالا: فأكلناه، فما علمنا أنا طعمنا شيئا قط ألذّ منه، و أنه قد جمع فيه طعم كل شيء طيب.

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن عبد العزيز العباسي، أنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم بن الحافظ ، ثنا الحسين بن علي بن محمّد الشيرازي، أنا علي بن عبد اللّه بن جهضم، حدّثني

ص: 283


1- في مختصر ابن منظور و مختصر أبي شامة: فقلت: إلى من أدفعها.
2- كلمة بدون إعجام بالأصل و صورتها:«ساسارمن».
3- كذا بالأصل و مختصر أبي شامة، و في مختصر ابن منظور: عمر.
4- بالأصل:«تطعمها» و المثبت عن مختصري ابن منظور و أبي شامة.
5- بالأصل: منها، و المثبت عن مختصري ابن منظور و أبي شامة.

أبو العباس أحمد بن محمّد بن علي البردعي، قال: سمعت أبا شبيب يقول: كنا عند أبي موسى الساوي فمرّ له كلام حسن، فقال في آخره: أستغفر اللّه، إن كنا صادقين، فإنا حمقى، و إن كنا كاذبين فإنا هلكى.

8590 - أبو شراحيل

شهد حصار دمشق مع عبد اللّه بن علي، و كان على..... (1)،تقدم ذكره في ترجمة جبريل بن يحيى.

8591 - أبو شريف الأسدي

8591 - أبو شريف الأسدي (2)

وجهه معاوية و غيره إلى حجر بن عدي الكندي بعذراء فقتله هو و جماعة معه له ذكر.

8592 - أبو الشعثاء

اسمه سليم بن أسود المحاربي، تقدم ذكره في حرف السين.

8593 - أبو الشعثاء القشيري

8593 - أبو الشعثاء القشيري (3)

شاعر متقدم.

قرأت بخط عبد الوهاب الميداني في سماعه من أبي سليمان بن زبر، عن أبيه قال:

قال أبو الشعثاء القشيري يذم يزيد بن الوليد و بني أمية:

أمية هذا ما جنته أكفكم *** فسقيا و رعيا للفضل اللجب

تعاورتموه بالسيوف سفاهة *** فصرتم حديثا بين شرق و مغرب

نصحت فلم يقبل وليد نصيحتي *** فأصبح شلوا بين ذيب و ثعلب

و أدرك منه ما أراد ابن عمه *** و كان ابن عم.... لم يغب

فقلت أمير المؤمنين سفاهة *** فدونك ما استحليته الدهر فاشرب

مستحلب سمّا ناقعا (4) *** فأحسن فضلة يزيد و لا تغضب

فلست.... (5) يزيد زعمت الحق في *** ذاك نواضح يلوح لعيني كل عز و أشيب

ص: 284


1- كلمة غير معجمة بالأصل و صورتها: مرس ؟؟؟؟.
2- رسمها بالأصل:«السعئدى» و فوقها ضبة، و المثبت عن مختصر أبي شامة.
3- كذا بالأصل، و ليست «بن» في مختصر أبي شامة.
4- كذا.
5- غير مقروءة بالأصل.

فسر إلى مروان فاتيه ناصرا *** و في الصديق منجاة و في..... (1)

ففروا فلا يغني الفرار من الردى *** إذا لقحت هيجاء ذات تلهب

بكلّ حسام مشرفي كأنه *** حقيقة برق في يدي متلبب

فمن مبلغ مروان عني رسالة *** و مروان قرن في الوغا لا يكذب

8594 - أبو شعيب الحضرمي

أظنه من أهل بيت المقدس، و يقال أبو الأشعث.

روى عن عمر بن الخطاب، و أبي أيوب الأنصاري، و أظنه شهد الجابية مع عمر.

روى عنه عثمان بن أبي سودة، و أبو سنان عيسى بن سنان القسملي، و أظن أبا سنان لم يلقه، و إنّما يروي عن عثمان عنه.

أنبأنا أبو سعد المطرز (2)،و أبو علي الحداد، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد (3)،نا بكر بن سهل، نا عمرو بن هاشم البيروتي (4)،ثنا الهقل بن زياد، عن الأوزاعي، عن عثمان بن أبي سودة، عن أبي شعيب الحضرمي، عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا تغوط أحدكم فليستنج بثلاثة أحجار، فإنّ ذلك كافية»[13404].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

و أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

قالا: أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، ثنا أسود بن عامر، نا حماد بن سلمة، عن أبي سنان (6)،عن عبيد بن آدم، و أبي مريم، و أبي شعيب:

أن عمر بن الخطاب كان بالجابية، فذكر فتح بيت المقدس، فقال: قال أبو سلمة فحدّثني أبو سنان عن عبيد بن آدم قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول لكعب: أين ترى أن

ص: 285


1- لفظتان غير مقروءتين بالأصل.
2- بدون إعجام بالأصل و فوقها ضبة.
3- رواه الطبراني في المعجم الكبير 174/4 رقم 4055.
4- بدون إعجام بالأصل، أعجمت عن المعجم الكبير.
5- رواه أحمد بن حنبل في المسند 88/1 رقم 261 طبعة دار الفكر.
6- رسمها بالأصل:«سسار؟؟؟» و المثبت عن المسند.

أصلي ؟ فقال: إن أخذت عني صلّيت خلف الصخرة فكانت القدس كلها بين يديك، فقال عمر: ضاهيت اليهودية، لا، و لكن أصلي حيث صلّى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فتقدم إلى القبلة فصلّى، ثم جاء فبسط رداءه، فكنس الكناسة في ردائه و كنس الناس.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، بقراءتي عليه، عن أبي جعفر بن المسلمة، عن أبي الحسن محمّد بن عمر بن محمّد بن حميد بن بهتة، أنبأ أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا موسى بن إسماعيل، نا حماد بن سلمة، أنبأ أبو سنان، عن عبيد بن آدم، و أبي مريم، و أبي شعيب:

أن عمر بن الخطاب كان بالجابية فقدم خالد بن الوليد إلى بيت المقدس فقالوا له: ما اسمك ؟ قال: أنا خالد بن الوليد، قالوا: و ما اسم صاحبك ؟ قال: عمر بن الخطاب، قالوا:

انعته لنا، فنعته، قالوا: أما أنت فلست تفتحها و لكن عمر، فإنّا نجد في الكتب كلّ مدينة تفتح قبل الأخرى، و كل رجل يفتحها بنعته و إنّا نجد في الكتاب أن قيسارية (1) تفتح قبل بيت المقدس [فاذهبوا فافتحوها ثم تعالوا بصاحبكم.

فكتب خالد إلى عمر بذلك، فشاور عمر الناس، فقال: إنهم أصحاب كتاب و عندهم علم، فما ترون ؟ فذهبوا إلى قيسارية ففتحوها، و جاءوا إلى بيت المقدس] (2) فصالحهم، فدخل عليهم و عليه قميصان سنبلانيان فصلّى عند كنيسة مريم ثم بزق في أحد قميصه فقيل له: ابزق فيها، فإنها يشرك فيها باللّه فقال: إن كان يشرك فيها باللّه فإنه يذكر اللّه فيها كثيرا، ثم قال: لقد كان عمر غنيا أن يصلي عند وادي جهنم.

قال أبو سنان: فحدّثني عبيد بن آدم قال: سمعت عمر يقول لكعب: أين ترى أن أصلي ؟ قال: إن أخذت عني صليت خلف الصخرة فكان القدس كلها بين يديك، يعني المسجد الحرام، فقال عمر: ضاهيت اليهودية، و لكن أصلي حيث صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليلة أسري به، فتقدم إلى قبلة المسجد فصلّى، ثم جاء فبسط رداءه فكنس الكناسة في ردائه و كنس الناس.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصفار، أنا ابن منجويه، أنا أبو أحمد، أنا محمّد بن المسيّب، أنا إسحاق، حدّثني الحارث بن أسد، و الربيع بن سليمان، قالا: حدّثنا

ص: 286


1- قيسارية: بلد على ساحل بحر الشام تعد في أعمال فلسطين، بينها و بين طبرية ثلاثة أيام (معجم البلدان).
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لاقتضاء السياق عن مختصري ابن منظور و أبي شامة.

بشر بن بكر، نا الأوزاعي [نا] (1) ابن أبي سودة، حدّثني أبو شعيب الحضرمي، قال: سمعت أبا أيوب الذي نزل عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا حمد، إجازة.

قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد، قال (2):

أبو شعيب الحضرمي روى عن أبي أيوب الأنصاري في الاستنجاء. روى الأوزاعي عن عثمان بن أبي سودة [عنه] (3)،سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو جعفر، أنا أبو بكر، أنا ابن منجويه، أنا الحاكم قال: أبو شعيب، و يقال أبو الأشعث الحضرمي، سمع أبا أيوب خالد بن زيد الأنصاري، روى عنه عثمان بن أبي سودة، حديثه في الشاميين.

8595 - أبو شمر بن أبرهة بن الصباح بن لهيعة بن شيبة بن مرثد

ابن ينكف بن ينوف بن شرحبيل.... (4) الحمد بن معدي كرب و يقال: ابن شرحبيل بن لهيعة بن عبد اللّه و هو مصبح بن عمرو ابن ذي أصبح، و اسمه الحارث، بن مالك بن زيد بن غوث بن سعد ابن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية ابن جشم بن عبد شمس بن وائل (5) بن عوف بن حمير بن قطن بن عوف ابن زهير بن أيمن بن حمير بن سبأ الأصبحي أخو كريب بن أبرهة (6)يقال: إنّ له صحبة، و هو مصري، أخذه معاوية في الرهن، و سجنه، و قيل إن أبا شمر وفد على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 287


1- زيادة منا لتقويم السند.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 389/9.
3- زيادة لازمة للإيضاح عن الجرح و التعديل، مكانها فراغ بالأصل.
4- بدون إعجام بالأصل، و صورتها:«سبب ؟؟؟».
5- بالأصل: زائد، و المثبت عن نسب أخيه فيما تقدم.
6- تقدمت ترجمته في كتاب تاريخ مدينة دمشق طبعة الدار 112/50 رقم 5807.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،أخبرني الحارث بن مسكين، عن ابن وهب.

و أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أحمد بن ثابت الحافظ .

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا ابن بكير، و أبو الطاهر، قالا: أنا ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد (2):

أن عبد اللّه بن سعد غزا الأساود (3) سنة إحدى و ثلاثين فاقتتلوا قتالا شديدا فأصيبت يومئذ عين معاوية بن حديج، و أبي شمر بن أبرهة، و حيويل بن ناشرة الكنعي فسموا رماة الحدق (4)،فهادنهم عبد اللّه سعد إذ لم يطقهم - زاد الحارث بن مسكين في روايته: فقال الشاعر يومئذ:

لم تر عيني مثل يوم دمقله (5) *** الخيل تعدو بالدروع مثقله

و في رواية الحارث: الأساودة بزيادة هاء، و فيها الضمري بدل الكنعي، و الصواب الكنعي، و هم بطن من معافر.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه.

قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا ابن بكير، عن الليث بن سعد:

أن ابن أبي حذيفة خرج من مصر، و استخلف، و خرج معه قتلة عثمان بأعيانهم، فقذفهم معاوية في سجن له فكسروا السجن و خرجوا، و أبي أبو شمر أن يخرج من السجن و قال: لا أكون دخلته أسيرا و أخرج منه آبقا فأقام في السجن (6)،و جعل معاوية جعلا لمن

ص: 288


1- رواه أبو زرعة الدمشقي 185/1-186.
2- هو أبو عبد الكريم الحضرمي المصري، الحارث بن يزيد، ترجمته في تهذيب التهذيب 163/2.
3- الأساود هم أهل النوبة، راجع معجم البلدان و فتوح مصر و أخبارها ص 118.
4- تحرفت بالأصل إلى:«الخندق» و المثبت عن تاريخ أبي زرعة.
5- بالأصل:«يوم المقلة» و المثبت عن تاريخ أبي زرعة. و دمقلة: مدينة كبيرة في بلاد النوبة، و هي منزلة ملك النوبة على شاطئ النيل. و ذكر ياقوت البيت و نسبه لشاعر المسلمين.
6- الإصابة 103/4.

يأتيه برءوسهم فقتل ابن أبي حذيفة و أصحابه.

كتب إلي أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنبأ أبو عبد اللّه بن مندة قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: أبو شمر بن أبرهة بن الصباح الأصبحي، يقال: له صحبة، يوجد ذكره في الأخبار (1).و في الحديث، و يقال: قتل أبو شمر مع معاوية بصفين.

8596 - أبو شيبان العبسي و يقال: مولى بسر بن أبي أرطأة،

8596 - أبو شيبان العبسي (2) و يقال: مولى بسر بن أبي أرطأة،

والد إبراهيم بن أبي شيبان، يقال اسمه يزيد و أظنه أبو رافع أو نفيع

روى عن معاوية، و كان من كتّاب معاوية.

روى عنه ابنه إبراهيم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و علي بن زيد السّلميان، قالا: أنا نصر بن إبراهيم زاد الفرضي: و عبد اللّه بن عبد الرزّاق، قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمار، نا أبو إسماعيل إبراهيم بن أبي شيبان العبسي و يخضب بصفرة، قال: سمعت أبي يقول: دخلت على معاوية بن أبي سفيان و عنده عسّان من لبن (3) اللقاح فقال: اشرب من أيهما شئت، أما هذا فمخيض، و أما هذا فبعسل، أما الذي بالعسل فبه كنا نستمشي (4) إذا كنا بالحجاز.

أخبرنا أبو القاسم علي بن أبي الجن (5)،و أبو الحسن بن قبيس، قالا: ثنا - و أبو منصور بن زريق، قال: أخبرنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا محمّد بن أحمد بن زرق (7)،نا أبو حاتم أحمد بن عبد اللّه بن سهل بن خشنام البستي قدم علينا للحج، نا إسحاق بن إبراهيم، قال: سمعت أبو محمّد البستي، نا هشام بن عمار (8)،نا إبراهيم بن أبي شيبان و يخضب

ص: 289


1- الإصابة 103/4.
2- غير واضحة بالأصل و بدون إعجام، و المثبت عن مختصري ابن منظور و أبي شامة.
3- بالأصل:«أي» خطأ، و المثبت عن مختصري ابن منظور و أبي شامة.
4- نستمشي أي نشرب المشيّ و هو دواء يسهل.
5- الأصل: الحسن.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 233/4 في ترجمة أبي حاتم البستي.
7- الأصل: ورق، تحريف، و المثبت عن تاريخ بغداد.
8- تحرفت بالأصل إلى: عباد، و المثبت عن تاريخ بغداد.

بالصفرة (1)،قال: سمعت أبي يقول: دخلت على معاوية و عنده شرابان، فقال: اشرب من أيهما شئت، إنّما هذا المخيض، و إنما هذا بعسل.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، نا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، أنا أبو زرعة قال: أبو شيبان العبسي روى عن معاوية.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي قراءة عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أبو القاسم بن عتاب، أنا أحمد بن عمير، إجازة.

و أخبرنا أبو القاسم بن البانوسي ؟؟؟؟ (2)،أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأ أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنبأ أحمد بن عمير، قراءة، قال: سمعت ابن سميع يقول: أبو شيبان أبو إبراهيم بن أبي شيبان دمشقي، هو ذكره أبو الحسين (3) الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق فقال: و منهم أبو شيبان مولى بسر (4) بن أبي أرطأة و ابنه إبراهيم بن أبي شيبان، و كان أبو شيبان من كتاب سرجون، فكان يدخل معه بما كتبه إلى معاوية.

8597 - أبو شيبة الخدري

8597 - أبو شيبة الخدري (5)

صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

حدّث عن النبي صلى اللّه عليه و سلم بحديث واحد.

روى عنه والد مشرس و كان فيمن غزا القسطنطينية مع يزيد بن معاوية.

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا حبيب بن الحسن، و فاروق الحطابي، و سليمان بن أحمد (6) في جماعة، قالوا: ثنا أبو مسلم الكجي، نا أبو عاصم النبيل، عن يونس بن الحارث، حدّثني أبو مشرس أو أبو مسرح قال: سمعت أبا شيبة يقول: أنا أبو شيبة الخدري سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من قال لا إله إلاّ اللّه دخل الجنّة»[13405].

ص: 290


1- كذا بالأصل، و الذي في تاريخ بغداد: بالبصرة.
2- كذا رسمها بالأصل.
3- تحرفت بالأصل إلى: الحسن.
4- تحرفت بالأصل إلى: بشر.
5- ترجمته في الإصابة 104/4 و أسد الغابة 168/5 و الجرح و التعديل 390/9.
6- رواه سليمان بن أحمد الطبراني في المعجم الكبير 313/22 رقم 790.

كذا قال أبو مسلم الكجي، و هو مشرس بلا شك، و لم نسمعه من أبي شيبة، إنما رواه عن أبيه عن أبي شيبة.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنبأ أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا عمرو بن علي، نا أبو عاصم، نا يونس بن الحارث الطائفي، أخبرني مشرس (1) حدّثني أبي قال: سمعت أبا شيبة الخدري يقول: أنا أبو شيبة الخدري، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من قال لا إله إلاّ اللّه مخلصا دخل الجنّة» (2)[13406].

أخبرنا أبو الحسين بن قيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف بشر الهروي، نا محمّد بن حماد.... (3)،أنا أبو عاصم (4) أن يونس بن الحارث قال: قدم (5) مشرس عن أبيه قال: سمعت أبا شيبة الخدري يقول: أنا أبو شيبة سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من قال لا إله إلاّ اللّه مخلصا دخل الجنّة»[13407].

قال: و مات أبو شيبة بأرض الروم.... (6) تابعه جابر بن كردي الواسطي عن أبي عاصم، و إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني.

أخبرنا أبو الفتح الباقلاني، أنا شجاع الصوفي، نا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، نا عباس (7) بن محمّد الدوري، نا أبو عاصم النبيل، نا يونس بن الحارث، عن مشرس، عن أبيه قال: سمعت أبا شيبة الخدري يقول: أنا أبو شيبة الخدري سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من كان آخر كلامه: لا إله إلاّ اللّه دخل الجنّة»[13408].

قال: و أنا محمّد بن يعقوب بن يوسف، نا يزيد بن محمّد بن عبد الصمد، نا محمّد بن عائذ.

قال: و أنا أحمد بن إسحاق الهروي، نا علي بن محمّد الحكاني الهروي، نا محمّد بن

ص: 291


1- في الإصابة: شرس، بمعجمة ثم مهملة بينهما راء ساكنة.
2- الإصابة 104/4.
3- بياض بالأصل. و لعل مكان البياض «الدولابي» و الخبر في الكنى و الأسماء 38/1 و فيه: حدّثنا إبراهيم بن يعقوب قال: ثنا أبو عاصم قال ثنا ذلك الشيخ يونس بن الحارث.
4- تقرأ بالأصل:«علام» و المثبت عن الكنى و الأسماء.
5- كذا و في الكنى و الأسماء:«عن».
6- بياض بالأصل بمقدار كلمة.
7- تحرفت بالأصل إلى: عياش.

وهب بن عطية، قالا: نا الوليد بن مسلم، ثنا سليمان بن موسى الزهري، عن يونس بن الحارث بإسناده نحوه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو محمّد الكتاني (1)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا ابن عائذ قال الوليد بن مسلم: ثنا أبو داود، عن يونس بن الحارث الثقفي قال: سمعت مشرسا يحدث عن أبيه قال (2):

بينا نحن وقوف على القسطنطينية إذ هتف أبو شيبة فقال: يا أيها الناس، فأقبلت إليه و معي ناس كثير، فإذا نحن برجل متقنع على دابته و هو يقول: يا أيّها الناس من كان يعرفني فقد عرفني، و من لم يعرفني فأنا أبو شيبة الخدري، صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من شهد أن لا إله إلاّ اللّه مخلصا وجبت له الجنّة» فاعملوا و لا تتكلوا، و مات فدفناه مكانه[13409].

أبو داود هو سليمان بن موسى (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال: في الطبقة الثالثة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من بني الحارث بن الخزرج ثم من بني الأبجر: و اسمه خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج، و زعم بعض الناس أن خدرة هي أم الأبجر: أبو شيبة الخدري لم يسمّ لنا، و لم نجد اسمه، و نسبه في كتاب نسبة الأنصار، و قد روى عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حديثا، ثم ذكر حديثه عن أبي عاصم النبيل.

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد (4)،إجازة.

قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد قال (5):

ص: 292


1- تحرفت بالأصل إلى: الكناني.
2- رواه ابن حجر في الإصابة من هذا الوجه 104/4.
3- هو سليمان بن موسى الزهري، أبو داود الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 118/8.
4- تحرفت بالأصل إلى: أحمد.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 390/9.

أبو شيبة الخدري روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من قال لا إله إلاّ اللّه دخل الجنة». سئل أبو زرعة عنه فقال: له صحبة، و لا يعرف اسمه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو شيبة الخدري سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل السعدي، أنا أبو عبد اللّه بن بطة، قال: قرئ على أبي القاسم البغوي في معجم أسماء الصحابة: أبو شيبة الخدري كان بأرض الروم، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بكر المهندس، نا الدولابي قال فيمن لا نعرف له اسم: أبو شيبة الخدري (1).

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنبأ أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال فيمن لم نقف على اسمه: أبو شيبة الخدري، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم مات بأرض الروم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده قال: أبو شيبة الخدري، له صحبة، عداده في أهل الحجاز، روى حديثه يونس بن الحارث، عن مشرس.

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ : أبو شيبة الخدري حجازي، حديثه عند يونس بن الحارث.

8598 - أبو شيبة

من صحابة عمر بن عبد العزيز.

حكى عن عمر.

حكى عنه ابن أخته (2) أبو الأصبغ الأشعري.

أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد النجار، ثنا نصر بن إبراهيم بن

ص: 293


1- الكنى و الأسماء للدولابي 38/1.
2- تقرأ بالأصل و مختصر أبي شامة: أخيه.

نصر الزاهد، أنبأ أبو محمّد عبد اللّه بن الوليد الأنصاري الأندلسي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد فيما كتب إلي، أخبرني جدي عبد اللّه بن محمّد بن علي اللخمي الباجي، أنبأ أبو محمّد عبد اللّه بن يونس، أنا بقي بن مخلد، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدّثني أسود بن سالم، نا سعيد بن عمارة، عن أبي الأصبغ الأشعري، عن خاله أبي شيبة و كان حاضنا لعمر بن عبد العزيز قال:

إنّي معه جالس بدير سمعان (1) في مجلس نرى منه الطريق فتبين لي الغضب في وجهه، فأمسكت عن حديثه حتى صعد إلينا كاتبه الليث بن أبي رقية (2) قال: يا ليث يحضر معك رجل من المسلمين، و أنت ترفع (3) دابتك لا تقف عليه تسأله عن حاجته!؟ قال: ما فعلته في عسكرك إلاّ مرة، و ما عجلت إلاّ إليك مخافة أن تسألني عن شيء من أمر المسلمين، قال:

لأن عدت لم تصحبني.

8599 - أبو شيبة

حكى عن عبد الرّحمن بن أحمد بن عطية الداراني (4).

روى عنه أحمد بن أبي الحواري.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، و ابن السمرقندي، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد.

و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم إذنا، ثنا عبد العزيز بن أحمد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو علي الحسن بن حبيب الفقيه، نا أبو الحسن محمّد بن إسحاق، نا أحمد بن أبي الحواري، حدّثني أبو شيبة قال:

عرض لأبي سليمان حاجة إلى شاب في داريا قال: فقال لهشام: يا أبا الوليد لنا إلى فلان حاجة، قال: سعيت يا أبا سليمان إليه ندعوه، قال: فكأنه غضب و قال: و اللّه ما يسرني أنه يطلع عليّ أنني أريد أن يدعى إليّ و الحاجة لي إليه، و إن جميع ما طلعت عليه الشمس لي قوموا بنا إليه.

ص: 294


1- دير سمعان: دير بنواحي دمشق (راجع معجم البلدان).
2- ترجمته في تهذيب الكمال 436/15.
3- يقال: رفع البعير في السير يرفع أي بالغ.
4- في مختصر أبي شامة:«حكى عن أبي سليمان الداراني» و كنية عبد الرحمن أبي سليمان.

8600 - أبو شيخ بن الغرق التميمي

8600 - أبو شيخ بن الغرق التميمي (1)

وفد على سليمان بن عبد الملك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري قال: و للبصريين شيخ يقال له يوسف بن الغرق و أبو شيخ بن الغرق جميعا بالغين المنقوطة، و الغرق اسم، و هو تميمي، وفد إلى سليمان و كان لحانة، حكوا أنه قرأ غير المغضوب عليه و لا الضالون (2) و قد ولي يوسف هذا قضاء عسكر مكرم (3).و قال أحمد بن حنبل: سقط ما بعده من الرواية، و قال غير شيخنا رأيته و ثم أكتب عنه.

حرف الصاد [المهملة]

8601 - أبو الصالحات

أحد قواد المعتصم، و أبو الصالحات لقبه، و اسمه مسلم بن محمّد، و كنيته أبو صالح، تقدم ذكره في حرف الميم.

8602 - أبو صالح الأشعري

8602 - أبو صالح الأشعري (4)

من أهل الأردن (5).

قدم دمشق و سمع أبا أمامة الباهلي، و أبا عبد اللّه الأشعري، و أبا مالك الأشعري، و أبا ريحانة الأزدي.

روى عنه حسان بن عطية، و أبو سلاّم الأسود، و إسماعيل بن عبيد اللّه (6) بن أبي المهاجر، و أبو الحصين الفلسطيني، و راشد بن داود الصنعاني.

أخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد بن الخليل النوقاني، أنبأ خالي أبو الفضل محمّد بن أحمد بن أبي الحسن.

ص: 295


1- في مختصر أبي شامة: التيمي.
2- سورة الفاتحة، الآية:7، و قراءة الجمهور: الضالين.
3- عسكر مكرم: بضم الميم و سكون الكاف و فتح الراء: بلد مشهور من نواحي خوزستان (معجم البلدان 123/4).
4- ترجمته في تهذيب الكمال 300/21 و تهذيب التهذيب 381/6 و ميزان الاعتدال 538/4.
5- فوقها ضبة في مختصر أبي شامة.
6- بالأصل: عبد اللّه، تصحيف. و التصويب عن مختصر أبي شامة.

قال: أخبرنا أبو سعيد الصيرفي، أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الأصبهاني الصفار، أنا ابن أبي الدنيا [نا] يحيى بن جعفر، نا يزيد بن هارون، أنا محمّد - يعني - ابن مطرّف، عن أبي الحصين عن أبي صالح الأشعري عن أبي أمامة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«الحمى كير من جهنم، فما أصاب المؤمن كان حظه من النار»[13410].

أخبرناه (1) عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، حدّثني محمّد بن غالب، نا عبد الصّمد بن النعمان، نا أبو غسان محمّد بن مطرّف عن أبي الحصين، عن أبي صالح، عن أبي أمامة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«الحمى من كير جهنم، فما أصاب المؤمن منها كان حظه من النار»[13411].

و روي عن إسماعيل بن عبيد اللّه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

أخبرناه أبو المعالي الحسن بن محمّد بن الحسن الوركاني، و أبو القاسم بينمان (2) بن محمّد بن الفضل، قالا: أنا أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل، نا أبو بكر محمّد بن جعفر المقرئ، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن بن بندار.

و أخبرنا أبو إبراهيم الفتح بن أحمد بن هبة اللّه البنداري، و أبو سعيد النعمان بن الحسن بن علي بن منصور الخطيب، و أبو عبد اللّه يحيى بن أحمد بن محمّد بن زكريا، و أبو أحمد هبة اللّه بن محمّد بن عمر بن الفرج البغال (3)،و أبو الحسن نادر بن عبد اللّه اليزدي (4)،و أبو العلاء صاعد بن عبد اللّه بن حمد بن جنة (5)،قراءة، و أبو.... (6)

محمّد بن أحمد الواعظ ، لفظا، قالوا: أنا أبو مطيع محمّد بن عبد الواحد بن عبد العزيز المصري، أنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد اللّه بن حسنويه، قراءة عليه، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن بن بندار المديني.

أخبرنا أبو الفضل مسعود بن محمّد بن أحمد المديني القاضي بجيّ ، أنا روح بن

ص: 296


1- من هذا الوجه رواه المزي في تهذيب الكمال 301/21 في ترجمة 8029 أبي صالح الأشعري.
2- كذا بدون إعجام بالأصل، أعجمت عن مشيخة ابن عساكر 34/ب.
3- كذا رسمها بالأصل، و ليست في مشيخة ابن عساكر 237/ب.
4- قارن مع مشيخة ابن عساكر 229/أ.
5- قارن مع مشيخة ابن عساكر 81/ب.
6- بياض بالأصل بمقدار كلمة، و لم أعثر عليها في المشيخة.

محمّد بن عبد الواحد، نا علي بن يحيى الإمام، أنا عبد اللّه بن الحسن بن بندار المديني، ثنا محمّد بن إسماعيل الصانع، نا أبو أسامة، ثنا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، عن أبي صالح الأشعري، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه عاد مريضا و معه أبو هريرة من وعك كان به، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أبشر، إنّ اللّه يقول: هي ناري أسلّطها على عبدي المؤمن في الدنيا، لتكون حظه من النار»[13412].

قوله عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر وهم من أبي أسامة، إنّما هو عبد الرّحمن بن يزيد بن تميم، و الحديث محفوظ عنه.

أخبرناه أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المصري، أنا محمّد بن عبد العزيز بن محمّد، قال: أنا أبو محمّد بن أبي شريح، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد بن هارون، نا أبو المغيرة، نا عبد الرّحمن بن يزيد بن تميم، حدّثني إسماعيل بن عبيد اللّه (1)، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال:

خرج النبي صلى اللّه عليه و سلم يعود رجلا من أصحابه و علي و أنا معه، فقبض على يده فوضع يده على جبهته و كان يرى ذلك من تمام عيادة المريض ثم قال:«إن اللّه يقول: هي ناري أسلّطها على عبدي المؤمن لتكون حظه من النار»[13413].

و رواه سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل، فجعله من قول كعب.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (2)،حدّثني أبو سعيد عبد الرّحمن بن إبراهيم، ثنا أبو حفص (3)،عن سعيد، عن إسماعيل قال:

مرضت فعادني أبو صالح الأشعري فحدّثني عن كعب (4)،قال: الحمّى كير من النار يبعثه اللّه على عبده المؤمن في الدنيا، فتكون حظه من نار جهنم.

و أخبرناه عاليا أبو سعد إسماعيل بن عبد الواحد بن إسماعيل البوسنجي بهراة، أنا

ص: 297


1- تحرفت بالأصل إلى: عبد اللّه.
2- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 483/2.
3- هو عمر بن عبد الواحد بن قيس السلمي الدمشقي، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 124/14.
4- يعني كعب الأحبار.

أبو بكر بن خلف بنيسابور، أنا الأستاذ أبو طاهر محمّد بن محمّد بن محمش الزيادي، أنبأ أبو حامد أحمد بن محمّد بن يحيى بن بلال البزار المعروف بالخشّاب (1)،نا محمّد بن يحيى، نا أبو مسهر، نا سعيد يعني ابن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، قال:

مرضت فعادني أبو صالح الأشعري فحدّثني عن كعب الأحبار قال: الحمى كير من النار يبعثها اللّه على عبده المؤمن في الدنيا، فتكون حظه من نار جهنم.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا أبو العباس الثقفي، نا عبد اللّه بن سعيد، نا أيوب بن سويد الرملي أبو مسعود، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن أبي صالح الأشعري قال:

أتيت بيت المقدس فلقيت أبا ريحانة (2) فذكرت الحجاج فصلّيت عليه، فقال لي:

هلكت أبا صالح ثلاثا، إنّي لأجد في بعض ما أنزل من الكتب: الأبتر، القصير، قصره (3)، صاحب العراقين، مبدّل السنة غير السنة، و الملة غير الملة، يلعنه أهل السماء و أهل الأرض، ويل له و ويل لمن أحبه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس قال: سمعت يحيى يقول: أبو صالح الأشعري، روى عنه حسان بن عطية.

قال: و أنا ابن (4) السقاء، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: ثنا محمّد، نا عباس، قال (5):

سمعت يحيى يقول: أبو صالح الأشعري الذي يروي عنه أبو غسان المديني، عن أبي الحصين، عن أبي صالح الأشعري، أبو صالح هذا مولى عثمان.

[قال ابن عساكر:] (6) قلت: إذا كان أشعريا فكيف يكون مولى عثمان إلاّ أن يكون أصابه سباء في الجاهلية.

ص: 298


1- بدون إعجام بالأصل، راجع ترجمته في سير الأعلام 284/15.
2- اسمه شمعون بن زيد بن خنافة - و قيل شمغون بالغين المعجمة له صحبة، مشهور بكنيته أبي ريحانة، الأزدي، ترجمته في تهذيب الكمال 395/8.
3- كذا و في مختصر ابن منظور:«قصيره» و ليست في مختصر أبي شامة.
4- بالأصل:«أبو السفا».
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 300/21.
6- زيادة منا.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي، إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد، قال (1):أبو صالح الأشعري شامي، سمع أبا ريحانة، و أبا عبد اللّه، و روى عن أبي أمامة، روى عنه حسان بن عطية، و أبو سلاّم الأسود، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو صالح الأشعري سمع أبا ريحانة، روى عنه حسان بن عطية.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة، قال في طبقة تلي الطبقة العليا قدم: أبو صالح الأشعري.

قال: و أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،قال: أبو صالح الأشعري شامي، من أصحاب كعب الأحبار.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قراءة، عن أبي الحسين بن الآبنوسي. أنبأنا أبو القاسم بن عتاب، أنا أحمد بن عمير، إجازة.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير، قراءة، قال: سمعت ابن سميع يقول: أبو صالح الأشعري أزدي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قال: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، قال: أبو صالح الأشعري روى عنه حسان بن عطية.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد، قال: أبو صالح الأشعري، روى عنه إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر و غيره.

ص: 299


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 390/9.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 478/1.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عبد الباقي بن محمّد بن غالب، أنا أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث في ذكر من يكنى أبا صالح: أبو صالح الأشعري، روى عن أبي هريرة، حدّث عنه شيبة بن الأحنف، و إسماعيل بن عبيد اللّه.

[قال ابن عساكر:] (1) كذا قال، و شيبة إنّما يروي عن أبي سلاّم عنه.

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه الخلال، قالا: أنا ابن مندة، أنا أبو علي، إجازة.

ح قال: و أنبأ أبو طاهر، أنبأ علي.

قالا: أنا [أبو] (2) محمّد، قال (3):سألت أبي عن أبي صالح الأشعري، فقال: لا بأس به. و سئل أبو زرعة عن أبي صالح الأشعري، فقال: روى عنه حسان بن عطية، و أبو سلاّم الأسود، و إسماعيل بن عبيد اللّه و لا يعرف اسمه.

8603 - أبو صالح

كاتب الليث، اسمه عبد اللّه بن صالح، تقدم ذكره في حرف العين.

8604 - أبو صالح الدمشقي

حكى عنه أبو حمزة [محمّد] (4) بن إبراهيم الدمشقي الصوفي، و ذكر أنّه كان من الآمرين بالمعروف.

8605 - أبو صالح بن جميع الصّيداوي

سمع منه محمّد بن أحمد الجلاّب بصيدا أبياتا، تقدمت في ترجمة الجلاّب.

8606 - أبو صالح الجسريني

8606 - أبو صالح الجسريني (5)

حدّث عن ذؤالة بن محمّد.

ص: 300


1- زيادة منا.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم.
4- استدركت عن هامش الأصل، و بعدها صح.
5- الجسريني نسبة إلى جسرين بكسر الجيم و الراء و سكون السين، من قرى غوطة دمشق (معجم البلدان).

روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن سنان حديثا تقدم في حرف الذّال في ترجمة ذؤالة.

8607 - أبو صالح المتعبد

الذي ينسب إليه المسجد الذي خارج الباب الشرقي.

صحب أبا بكر بن سيد حمدويه، و تأدب به، و حكى عنه، و اسم أبي صالح مفلح بن عبد اللّه.

روى عنه الموحد بن إسحاق ابن البرّي، و أبو الحسن علي القجّة، قيّم المسجد، و أبو بكر محمّد بن داود الدّينوري الدّقّي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي (1)،أنبأ أبو سعد علي بن عبد اللّه بن الصادق الحيري، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن بالويه الشيرازي، قال:

سمعت الحسين بن أحمد الفارسي يقول: سمعت الدّقّي يقول:

سمعت أبا صالح الدمشقي يقول: كنت أدور في جبل اللّكام (2) أطلب الزهاد و العبّاد، فرأيت رجلا عليه مرقعة جالسا على حجر مطرقا إلى الأرض، فقلت له: يا شيخ ما تصنع هاهنا؟ قال: انظر و أرعى، فقلت له: ما أرى بين يديك إلاّ الحجارة، فما الذي تنظر و ترعى ؟ قال: فتغيّر لونه ثم نظر إليّ مغضبا و قال: انظر خواطر قلبي و أرعى أوامر ربي (3)،و يحقّ الذي أهظرك عليّ ألا جزت عني، فقلت له: كلمني.... (4) بشيء أنتفع به حتى أمضي، فقال: من لزم الباب أثبت في الخدم، و من أكثر ذكر الذنوب أكثر الندم، و من استغنى باللّه أمن العدم، ثم تركني و مضى.

قال: و سمعت أبا صالح الدمشقي يقول: الدنيا حرام على القلوب، حلال على النفوس، لأن كلّ شيء يحلّ لك أن تنظر إليه بعين رأسك، فيحرم عليك أن تنظر إليه بعين قلبك.

ص: 301


1- الأصل:«الئروحركئي ؟؟؟» تصحيف، قارن مع مشيخة ابن عساكر 169/ب.
2- جبل اللكام: جبل مشرف على أنطاكية (معجم البلدان).
3- بالأصل:«أمري» و المثبت عن مختصر أبي شامة.
4- كلمة غير واضحة بالأصل، و ليست في مختصري ابن منظور و أبي شامة، و الكلام متصل فيهما، و المعنى تام.

قال: و سمعته يقول: البدن لباس القلب، و القلب لباس الفؤاد، و الفؤاد لباس الضمير، و الضمير لباس السر، و السر لباس المعرفة.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم [و] (1) أبو الوحش سبيع بن المسلم و غيرهما، قالوا: ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن عبيد اللّه بن الحسن بن الوراق، إجازة، نا موحّد (2) بن البرّي، قال: حدّثنا أبو صالح، قال:

أقمت ستة أيام - أو سبعة - لم آكل و لم أشرب، و لحقني عطش عظيم، فخرجت إلى النهر الذي من وراء المسجد، فقعدت انظر إلى الماء؛ فخطر بقلبي قوله: وَ كٰانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمٰاءِ (3) فذهب ما بي من العطش، و انصرفت، فأقمت تمام عشرة أيام.

أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمّد الأصبهاني، أنبأ أبو بكر أحمد علي بن الحسين الطوسي، أنبأ أبي أبو الحسن، نا أبو سعد الماليني، قال: سمعت أبا بكر أحمد بن عبد اللّه بن المنتصر الأندلسي يقول: أخبرنا أبو الفرج الموحد بن إبراهيم بن إسحاق بن البرّي قال: قال لي أبو صالح مفلح بن عبد اللّه: أقمت أربعين يوما ما شربت، فلمّا مضى أربعون يوما أخذ بيدي الشيخ أبو بكر محمّد بن سيد حمدويه، و حملني إلى بيته فأخرج لي ماء و قال: اشرب، فشربت فحكت لي امرأته أنّه قال لها: اشربي فضلة رجل له أربعون يوما ما شرب ماء، قال أبو صالح: و ما أطلع على تركي لشرب الماء أحد إلاّ اللّه.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمّد الحنّائي، قال: سمعت أبا الحسن علي بن محارب يقول: سمعت أبا الحسن علي المعروف بالقجّة القيّم يقول: كنت عند أبي صالح إذ جاءه رجل فانكبّ عليه و قبّل رأسه، و قال: أيها الشيخ كان لي كيس فيه أربع مائة درهم، و قد افتقدته، و لم يفتح لي دكان فقال: امض إلى الجبّ توضأ للصلاة، و صلّ ركعتين، فإنّ اللّه يردّ عليك الكيس، فمضى الرجل فتوضأ و دخل المسجد إلى الموضع الذي رسم له الشيخ و صلّى ركعة.، فلمّا قام إلى الثانية قطع الصلاة، و مضى يعدو، فقال الشيخ: قد ردّ عليه الكيس إلاّ أنه ما أتم الصلاة. فغاب ساعة و رجع، فجاء إلى الشيخ فقبّل رأسه و قال: إلى اللّه، و إليك

ص: 302


1- زيادة لازمة.
2- بالأصل هنا:«عمر» و في مختصر أبي شامة أيضا:«عمر».
3- سورة هود، الآية:7.

المعذرة، ذكرت أنّي كنت قد طمرته في زنبيل (1) الملح، و كنت قبل [أن] (2) أجيئك قد أخرجت زنبيل الملح على باب الدكان، فخشيت أن يجيء إنسان فيأخذه، فقال له الشيخ:

امض، فتمم الصلاة.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، قال: قرئ على جدي و أنا أسمع عند أبي علي الحسن بن علي المقرئ، و نقلته أنا من خط المقرئ، قال: أخبرنا طلحة بن أسد الرقي، قال: قال أبو الفرج الموحد بن إسحاق بن إبراهيم بن سلامة بن البرّي و أبو صالح سنة ثلاثمائة و ثلاثين، يعني مات.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: سنة ثلاثين و ثلاثمائة أبو صالح الصوفي في جمادى (3) الأول يعني مات (4).

8608 - أبو الصباح بن سوادة

كان عند عمر بن عبد العزيز و هو خليفة، و حكى عنه.

حكى عنه والد أبي ربيعة (5) الكندي.

أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمّد بن صصرى (6)،قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمذاني (7) المؤدب، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن القاسم بن درستويه (8)،أنبأ أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل التميمي، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، ثنا أبو توبة، يعني الربيع بن نافع، نا أبو ربيعة من ولد عدي بن عدي، حدّثني أبي، نا أبو الصباح بن سوادة قال: رأيت عمر بن عبد العزيز إذا جلس على المنبر جثوا بالبكاء حوله قبل أن يتكلم.

ص: 303


1- الزنبيل: الوعاء يحمل فيه، و قيل هو الجراب.
2- سقطت من الأصل و مختصر أبي شامة، و أضيفت عن مختصر ابن منظور.
3- رسمها بالأصل: حرى، و المثبت عن مختصر أبي شامة.
4- راجع العبر للذهبي و البداية و النهاية، وفيات سنة 330.
5- بالأصل: الوانى و تبعه الكندي، كذا، صوبنا الاسم عن مختصر أبي شامة.
6- قارن مع مشيخة ابن عساكر 234/ب.
7- بالأصل: الهمداني، بالدال المهملة.
8- رسمها بالأصل:«لرسوئه ؟؟؟» و المثب عن مشيخة ابن عساكر 234/ب.

8609 - أبو صفوان الأموي

اسمه عبد اللّه بن سعيد بن عبد الملك، تقدم ذكره في حرف العين.

8610 - أبو صفوان بن علقمة الرّعيني

أحد الزهاد.

حكى عن الأوزاعي، و يحيى بن حمزة القاضي.

حكى عنه أحمد بن أبي الحواري.

أخبرنا خالي (1) القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى، أنا أبو القاسم علي بن محمّد ابن أبي العلاء، أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه المري، أنا أبو عمر محمّد بن فضالة القرشي، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن العباس بن الدر [فس] (2)،نا أحمد بن أبي [الحواري] (3)،نا أبو صفوان، عن يحيى قال:

شهدت (4) عمرو بن عبيد، و يونس بن عبيد [يتناظران] (5) في المسجد الحرام في قول اللّه: إِنْ تُبْدُوا مٰا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحٰاسِبْكُمْ بِهِ اللّٰهُ (6)،فقالا: قالت عائشة كل [روعة تمر بقلب ابن آدم، يخوف من شيء لا يحل به، فهو كفارة لكل ذنب همّ به فلم يفعله] (7).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ [أنا] (8) أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا أبو عثمان الحناط ، ثنا أحمد بن أبي الحواري، قال:

سمعت أبا سليمان الدّاراني يقول لأبي صفوان: أي شيء أول حدود الزهد؟ فقال أبو صفوان: استصغار الدنيا، فقال له أبو سليمان: إذا كان هذا أوله فأي شيء يكون أوسطه ؟

ص: 304


1- بالأصل:«أبي» قارن مع مشيخة ابن عساكر 219/ب.
2- بياض بالأصل، و هو: محمد بن العباس بن الوليد بن الدرفس روى عن أحمد بن أبي الحواري، راجع ترجمة أحمد في تهذيب الكمال 179/1.
3- بياض بالأصل، و الصواب ما أثبت، راجع أول الترجمة.
4- تحرفت بالأصل إلى:«سهل بن» و التصويب عن مختصري ابن منظور و أبي شامة.
5- بياض بالأصل، استدركت اللفظة عن مختصري أبي شامة و ابن منظور.
6- سورة البقرة، الآية:284.
7- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن ابن منظور و أبي شامة.
8- زيادة لازمة.

و أي شيء يكون آخره ؟ قال له أبو صفوان: إن زهد في شيء من الدنيا ثم تمنعه بعد نفسه، فإذا بلغ الغاية استصغر الدنيا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا عبد الصمد بن أبي يزيد، نا ابن أبي الحواري، قال:

سمعت أبا سليمان سأل أبا صفوان،- يعني الرعيني - أي شيء أول حدود الزهد؟ فقال له أبو صفوان: استصغار الدنيا.

قال أبو سعيد: سمعت جماعة ممن ينسب إلى علم ذلك يقولون: أول الزهد إخراج قدرها من القلب، و آخره خروج قدرها حتى لا يقوم لها في القلب قدر، و لا يخطر بباله رغبة فيها، و لا زهد فيها، لأن الرغبة و الزهد لا يكونان إلاّ فيما قام قدره في القلب.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قراءة، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا [أبو] (1) القاسم بن عتاب، أنا أحمد بن عمير، إجازة.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا [أبو] (2) الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة: أبو صفوان الرعيني.

أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي، أنا أبو علي الأهوازي.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأ سهل بن بشر، أنبأ طرفة بن أحمد، قالا: أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو الجهم بن طلاب، ثنا أحمد هو ابن أبي الحواري، قال:

قلت لأبي صفوان الرعيني: أيّما أحب إليك يجلس و يجوع و يتفكر أو يأكل و يقوم يصلي ؟ قال: يأكل و يقوم يصلي و يتفكر في صلاته أحب إليّ . فحدثت به مروان فأعجبه، و حدّثت به أبا سليمان فقال: صدق أبو صفوان؛ التفكر (3) في صلاة خير منه في غير صلاة، لأنه في الصلاة عملان، و هو في غير الصلاة عمل. و عملان أفضل من عمل واحد، فحدثت به بشر بن السري بمكة، فأخذ حصاة من المسجد (4) الحرام بمنزلة القمح فقال: لأن أنال من الجوع الذي وصفت مثل هذه أحبّ إلي من طواف الطائفين، و صلاة المصلين، و حج الحاجين، و غزو الغازين.

ص: 305


1- سقطت من الأصل.
2- سقطت من الأصل.
3- في مختصر ابن منظور: التفكير.
4- بالأصل: مسجد الحرام.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أحمد بن الحسين، أنبأ أبو محمّد بن يوسف، أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي، نا جعفر بن أحمد بن عاصم، ثنا ابن أبي الحواري، قال: قلت لأبي صفوان الرعيني: الدنيا التي ذمّها اللّه في القرآن ينبغي للعاقل أن يجتنبها قال: كل ما عملت في الدنيا تريد به الدنيا فهو مذموم، و كل ما (1) أصبت منها تريد به الآخرة فليس منها.

فحدثت بها مروان فقال: الفقه على ما قال أبو صفوان.

أخبرنا أبوا (2) محمّد: عبد اللّه بن أحمد بن عمر، و عبد الكريم بن حمزة، إجازة.

قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين (3) بن بشران، أنا الحسن بن صفوان [أنا] (4)ابن أبي الدنيا، حدّثني من سمع ابن أبي الحواري قال: قلت لأبي صفوان الرعيني بمكة - و كان سفيان بن عيينة يجيء فيسلم عليه و يقف عليه - الدنيا التي ذمها اللّه في القرآن التي ينبغي للعاقل أن يجتنبها قال: كلّ ما أصبت في الدنيا تريد به الدنيا فهو مذموم، و كلّ ما أصبت فيها تريد به الآخرة فليس منها.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا علي بن الحسين بن أحمد بن صصرى، نا عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، نا أحمد بن سليمان بن حذلم، نا أبو زرعة، نا أحمد بن أبي الحواري قال: قلت لأبي صفوان الرعيني: إنّ نفسي تنازعني الصمت، قال: فإن كنت صادقا فتكلم فيما يعنيك و دع ما لا يعنيك.

8611 - أبو الصلت، أو والد الصلت المروزي التّوذي

8611 - أبو الصلت، أو والد الصلت المروزي التّوذي (5)

وفد على عمر بن عبد العزيز، حكى عنه ابنه الصلت.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمّد الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنبأ أبو العباس القاسم بن عبد اللّه بن مهدي السياري، قال: قال جدي أحمد بن سيار، حدّثنا رافع بن أشرس أبو عبد اللّه، نا الصلت التوذي، قال: حدّثني أبي قال:

ص: 306


1- بالأصل: و كلما.
2- بالأصل:«أبو» راجع مشيخة ابن عساكر 89/أ و 122/ب.
3- تحرفت بالأصل إلى: الحسن.
4- زيادة لازمة.
5- التوذي بضم التاء المنقوطة باثنتين و في آخرها الذال المعجمة و هذه النسبة إلى توذ من قرى مرو (راجع الأنساب، و معجم البلدان).

و فدنا إلى عمر في.... (1) وادي مرو.

قال: و قال أحمد بن سيار: أبو الصلت شيخ من أهل مرو من قرية يقال لها توذ، و كان ممن وفد على عمر بن عبد العزيز، و لم يرو عنه إلاّ ابنه.

كذا قال أحمد بن سيار فلا أدري أراد بقوله: أبو الصلت أنه يكنى أبا الصلت، أو أراد والد الصلت.

حرف الضاد

8612 - أبو ضمرة الليثي

اسمه أنس (2) بن عياض، تقدّم ذكره في حرف الألف.

حرف الطاء

8613 - أبو طالب بن عبد مناف، و قيل شيبة بن عبد المطلب،

شيبة الحمل بن هاشم (3)

و اسمه عمرو بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قدم بصرى مع النبي صلى اللّه عليه و سلم، و حكى عنه.

حكى عنه ابنه علي، و أبو رافع مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قيل إنه أسلم و لا يصح إسلامه، و قد تقدم ذكره وفوده في صدر الكتاب.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن علي بن إبراهيم البيضاوي، أنبأ سليمان بن محمّد بن أحمد الشاهد، نا أحمد بن الحسن المعروف بدبيس، نا محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم العلوي، حدّثني عمّ أبي الحسين بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن الحسين، عن علي قال: سمعت

ص: 307


1- كلمة غير مقروءة بالأصل.
2- تحرفت بالأصل إلى: اش.
3- ترجمته في الإصابة 115/4.

أبا طالب يقول: حدّثني محمّد ابن أخي - و كان و اللّه صدوقا - قال: قلت له: بما بعثت يا محمّد؟ قال:«بصلة الأرحام، و إقام الصلاة، و إيتاء الزكاة»[13414].

قال الخطيب: لم أكتبه بهذا الإسناد إلاّ عن هذا الشيخ و دبيس المقرئ صاحب غرائب، و كثير الرواية للمناكير (1).

قال: و أنا أبو [بكر] (2) الحافظ ، نا محمّد بن فارس بن حمدان العبدي ببغداد، نا علي بن سراج البرقعيدي، نا جعفر بن عبد الواحد القاصّ ، قال: قال لنا محمّد بن عباد، عن إسحاق بن عيسى، عن مهاجر مولى بني نوفل، قال: سمعت أبا رافع سمع أبا طالب يقول: حدّثني محمّد:«أن اللّه أمره بصلة الأرحام، و أن يعبد اللّه وحده و لا يعبد معه أحدا»، و محمّد عندي الصدوق الأمين (3).

قال الخطيب: و هذا الحديث لا يثبت عند أهل العلم بالنقل، و في إسناده غير واحد من المجهولين، و جعفر بن عبد الواحد ذاهب الحديث.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، أنا إسحاق بن يوسف الأزرق، نا عبد اللّه بن عون، عن عمرو بن سعيد أن أبا طالب قال:

كنت بذي المجاز (4) مع ابن أخي - يعني النبي صلى اللّه عليه و سلم - فأدركني العطش، فشكوت إليه، فقلت: يا ابن أخي قد عطشت و ما قلت له ذاك و أنا أرى عنده شيئا إلاّ الجزع (5) قال: فثنى وركه ثم نزل فقال:«يا عمّ ، أ عطشت ؟» قال: قلت: نعم، قال: فأهوى بعقبه إلى الأرض، فإذا أنا بالماء (6)،فقال:«اشرب يا عمّ »، قال: فشربت (7)[13415].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسين بن

ص: 308


1- الخبر من هذا الوجه رواه ابن حجر في الإصابة 119/4.
2- سقطت من الأصل.
3- رواه ابن حجر في الإصابة 119/3.
4- ذو المجاز: موضع سوق بعرفة كانت تقوم في الجاهلية ثمانية أيام (معجم البلدان).
5- الجزع: منعطف الوادي أو منقطعه أو وسطه أو منحناه (تاج العروس: جزع).
6- و نقل أبو شامة رواية أخرى قال: و في رواية: فركل الأرض برجله، فنبع الماء.
7- رواه ابن حجر في الإصابة عن ابن سعد في الطبقات 119/4.

بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، قال: قال أبو نعيم: قلت لمالك بن أنس: ما كان اسم أبي طالب ؟ قال: شيبة، قلت: فعبد المطلب ؟ قال: شيبة، قلت: فهاشم ؟ قال: عمرو، قلت: فعبد مناف ؟ قال: لا أدري، قلت: التي أدري اسمه المغيرة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثني هاشم بن محمّد، عن الهيثم بن عدي، عن ابن عيّاش، قال: اسم أبي طالب عبد مناف.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين (1) بن الأسعد، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن مردك، أنبأ عبد الرّحمن بن أبي حاتم، قال: حدّثنا علي بن الحسن، قال: سمعت أحمد - يعني ابن حنبل - عن الشافعي قال: أبو طالب اسمه عبد مناف بن عبد المطلب، و عبد المطلب اسمه شيبة بن هاشم، و هاشم اسمه عمرو بن عبد مناف بن قصي، و قصي اسمه زيد.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنبأ أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الطيب محمّد بن جعفر المنبجي الزّرّاد، ثنا عبيد اللّه بن سعد الزهري، أنا أحمد بن حنبل، قال بعضه عن الشافعي و بعضه عن آخر، قال علي بن أبي طالب: اسمه عبد مناف بن عبد المطلب، و عبد المطلب اسمه شيبة بن هاشم، و هاشم اسمه عمرو بن عبد مناف بن قصي، و قصي اسمه زيد.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ .

و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، و أبو محمّد بن بالويه، قالوا: ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، قال:

سمعت العباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: اسم أبي طالب عبد مناف، زاد وجيه (2):و اسم أبي جهل عمرو بن هشام.

ص: 309


1- تحرفت بالأصل إلى:«و أبي بكير».
2- بالأصل:«زاد: ابن دحية».

قال الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ : هكذا ذكره أحمد بن حنبل عن الشافعي، و أكثر المتقدمين على أنّ اسمه كنيته، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو الحسين المعدل، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال (1):فولد عبد المطلب بن هاشم: عبد اللّه أبا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبا طالب و اسمه عبد مناف و في حجره كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعد جده عبد المطلب، قال عمي مصعب: و إلى أبي طالب أوصى عبد المطلب برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ نصر بن أحمد بن نصر، أنبأ محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الجواليقي بالكوفة.

و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا [أبو] (2) الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي، قالا: أنا أبو الفرج الحسين بن علي، قالا: أنا محمّد بن زيد بن علي، أنا محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، قال: اسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب، و اسم عبد المطلب شيبة، و اسم هاشم عمرو، و اسم عبد مناف مغيرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النقور، أنبأ أبو طاهر المخلص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق، قال (3):و قال أبو طالب يعني حين توجه إلى بصرى (4):

بكى طربا لما رآنا محمّد *** كأن لا يراني راجعا لمعاد

فبت يجافيني تهلل دمعه *** و قرّبته من مضجعي و وسادي

فقلت له قرب قعودك و ارتحل *** و لا تخش مني جفوة ببلادي

و خلّ زمام العيس و ارتحلن بنا *** على عزمة من أمرنا و رشاد

و رح رائحا في الراشدين مشيّعا *** لذي رحم في القوم غير معادي

ص: 310


1- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 17.
2- سقطت من الأصل.
3- الخبر و الأبيات في سيرة ابن إسحاق ص 56-57.
4- بصرى: قصبة كورة حوران، مشهورة عند العرب قديما و حديثا (معجم البلدان).

فرحنا مع العيس التي (1) راح ركبها *** يؤمون من غوري أرض إياد

و حتى رأوا أحبار كل مدينة *** سجودا له من عصبة و فراد

فما رجعوا حتى رأوا من محمّد *** أحاديث تجلو غمّ كل فؤاد

زبيرا و تماما و قد كان شاهدا *** دريسا (2) و هموا كلهم بفساد

فقال لهم قولا بحيرا و أيقنوا *** له بعد تكذيب و طول بعاد

كما قال للرهط الذي تهودوا *** و جاهدهم في اللّه كل جهاد

فقال و لم يملك له النصح رده *** فإن له أرصاد كل مضاد

فإني أخاف (3) الحاسدين و إنه *** أخو الكتب مكتوب بكل مداد

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر المعدل، أنا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير، قال: و حدّثني محمّد بن حسن، عن إسحاق بن عيسى، قال: سمعت بعض المشيخة يقول:

لم يكن أحد يسود في الجاهلية إلاّ بمال إلاّ أبو طالب بن عبد المطلب، و عتبة بن ربيعة.

و قيل لتأبط شرا أخبرنا عن أشراف العرب، فقال: أفعل، سيد قريش ذو مالها، و إنّما يسود في قريش ذو المال بالفعال.

قال عمر بن الخطاب: إذا كان هذا المال في قريش فاض، و إذا كان في غيرها غاض (4).قال الزبير: و كانت بيده السقاية ثم أسلمها إلى العباس بن عبد المطلب، و كان نديمه مسافر بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس، و كان مسافر (5) بن أبي عمرو (6) قد حبن (7)،فخرج ليتداوى بالحيرة فمات بهبالة (8) فقال أبو طالب يرثيه (9):

ص: 311


1- بالأصل: الذي، و المثبت عن سيرة ابن إسحاق.
2- زبير، و تمام، و دريس هم نفر من أهل الكتاب رأوا نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم لما كان في سفره مع عمه أبي طالب، فأرادوه فردهم عنه بحيرا و ذكّرهم اللّه فيه (راجع سيرة ابن إسحاق ص 55).
3- سيرة ابن إسحاق: أخشى.
4- بالأصل:«فاض» و المثبت عن مختصري ابن منظور و أبي شامة.
5- تحرفت بالأصل إلى:«مساور» راجع أخباره في الأغاني 51/9 و قد صححناه في كل مواضع الخبر.
6- تحرفت بالأصل إلى: عمر.
7- الحبن: داء يأخذ في البطن، فيعظم منه و يرم.
8- هبالة ماء لبني نمير، كما في معجم البلدان.
9- الأبيات في الأغاني 51/9 و نسب قريش ص 136-137 و معجم البلدان (هبالة).

ليت شعري مسافر بن أبي عم *** رو و ليت يقولها المحزون

كيف كانت مذاقة الموت إذ *** مت، و ما ذا بعد الممات يكون ؟

رجع الركب قافلين (1) إلينا *** و خليلي في مرمس (2) مدفون

بورك الميت الغريب كما بو *** رك نضر الريحان و الزيتون

ميت رزء (3) على هبالة قد حا *** لت فياف من دونه و حزون

مدره يدفع الخصوم بأيد *** و بوجه يزينه العرنين

كم خليل و صاحب و ابن عم *** و حميم قفّت عليه المنون

فتعزّيت بالجلادة و الصب *** ر و إني بصاحبي لضنين

كل من كان بالأباطح و الجل *** س عليه من شيبة توشين

أصبحوا بعده كدابغة اله *** ناءة (4) منها معين و عطين

قال الزبير: و قال عمي مصعب بن عبد اللّه: خرج مسافر في تجارة فمات بالحيرة عند النعمان، و لما هلك مسافر نادم أبو طالب عمرو بن عبد بن أبي قيس بن عبد ود بن (5)نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي. و لذلك قال عمرو بن عبد لعلي بن أبي طالب يوم الخندق حين دعاه إلى البراز: إنّ أباك كان لي صديقا.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر المرّي، ثنا عبد الرّحمن بن عمر الشيباني، قال: حدّثنا أحمد بن محمود الشمعي البغدادي، نا محمّد بن يونس الكديمي قال: حدّثنا عفان بن مسلم، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي سعيد الخدري، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«بعثت و لي أربع عمومة، فأما العباس فيكنى بأبي الفضل، و لولده الفضل إلى يوم القيامة، و أما حمزة فيكنى بأبي يعلى فأعلى اللّه قدره في الدنيا و الآخرة، و أما عبد العزى فيكنى بأبي لهب، فأدخله اللّه النار، و ألهبها عليه، و أما عبد مناف فيكنى بأبي طالب فله و لولده المطاولة و الرفعة إلى يوم القيامة»[13416].

ص: 312


1- الأغاني:«سالمين» و في نسب قريش: و هل الركب قافلون.
2- المرمس: القبر.
3- الأغاني: بيت صدق.
4- الهناء: ضرب من القطران تطلى به الإبل.
5- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، و محمّد و أحمد ابنا أبي عثمان.

و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا محمّد بن أبي عثمان، قالوا: أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى البيع، ثنا أبو عبد اللّه المحاملي، قال: حدّثنا يحيى بن معلى، قال:

حدّثنا محمّد بن الصلت، حدّثنا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن جده قال:

رأيت عليا على المنبر ضحك ضحكا لم أره ضحك مثله، ثم قال: بينا أنا و النبي صلى اللّه عليه و سلم ببطن نخلة نصلي إذ أشرف علينا أبو طالب قال: فدعاه النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: نعم، ما تصنعان - أو نعم ما تقول - و لكن و اللّه لا تعلوني استي أبدا، قال: فضحك عليّ من قول أبيه.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنا أبو محمّد الجوهري.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الكاتب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه، حدّثني أبي (1)،نا أبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدّثنا يحيى بن سلمة، يعني ابن كهيل (2) قال: سمعت أبي يحدث عن حبة العرني قال: رأيت عليا ضحك على المنبر ضحكا لم أره ضحك ضحكا أكثر منه، حتى بدت نواجذه ثم قال: ذكرت قول أبي طالب ظهر علينا (3) أبو طالب و أنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و نحن ببطن نخلة، فقال: ما ذا تصنعان يا بن أخي ؟ فدعاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى الإسلام فقال: ما بالذي تصنعان بأس، أو بالذي تقولان بأس، و لكن و اللّه لا تعلوني استي أبدا، فضحك تعجبا بقول أبيه، ثم قال: اللّهم لا أعرف أن عبدا لك من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيّك، مرارا، لقد صلّيت قبل أن يصلي الناس سبعا.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ يوسف بن الحسن، قالا: أنا أبو نعيم، ثنا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد، ثنا يونس بن حبيب، ثنا سليمان بن داود الطيالسي، نا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن حبة العرني، قال:

سمعت عليا يخطب فضحك ضحكا ما رأيته ضحكه و هو على المنبر، فقال: لقد رأيتني أصلي مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فاطّلع أبي علينا و أنا أصلي مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال لي

ص: 313


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 213/1 رقم 776 طبعة دار الفكر، و من طريق أحمد بن حنبل في الإصابة 4/ 115.
2- تحرفت بالأصل إلى: جهيل.
3- بالأصل: عليه، و المثبت عن المسند.

أبي: بنيّ ما كنتما تصنعان ؟ قلت: كنا نصلي، فقال أبو طالب: و اللّه و اللّه لا تعلوني استي أبدا، فرأيته يضحك من قول أبيه، ثم قال: و اللّه لقد رأيتني صلّيت قبل الناس حججا.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال:

و كان أبو طالب عليه - يعني النبي صلى اللّه عليه و سلم - رفيقا شفيقا، يمنعه من مشركي قريش، جاءوه ذات صباح بعمارة بن الوليد، فقالوا له: قد عرفت حال عمارة بن الوليد في قريش، و نحن ندفعه إليك مكان محمّد و ادفعه إلينا، قال: ما أنصفتموني، أعطيكم ابن أخي تقتلونه و تعطوني ابن أخيكم أغذوه (1) لكم، و هو الذي يقول (2):

عجبت لحلم يا بن شيبة حادث *** و أحلام أقوام لديك سخاف (3)

يقولون شائع من أراد محمّدا *** بسوء و قم في أمره بخلاف

أضاميم: إما حاسد ذو خيانة *** و إما قريب منك غير مصاف

فلا تركبن الدهر مني ظلامة *** و أنت امرؤ من خير عبد مناف

فإن له قربى إليك وسيلة *** و ليس بذي حلف و لا بمضاف (4)

و لكنه من هاشم في صميمها *** إلى أبحر فوق البحور طواف

فإن غضبت فيه قريش فقل لهم (5) *** بني عمنا ما قومكم بضعاف

فما قومكم بالقوم يغشون ظلمهم *** و ما نحن فيما ساءكم (6) بخفاف

و قال أبو طالب (7):

ص: 314


1- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
2- الأبيات في سيرة ابن إسحاق ص 189.
3- السخيف العقل: الرجل الضعيف العقل.
4- المضاف: الملصق بالقوم، و ليس منهم.
5- بالأصل: لها، و المثبت عن ابن إسحاق.
6- روايته في سيرة ابن إسحاق: و ما قومنا بالقوم تغشون ظلمنا و ما نحن فيما ساءهم بخفاف
7- الأبيات من قصيدة طويلة في سيرة ابن هشام 291/1 و ما بعدها و مطلعها: و لما رأيت القوم لا ودّ فيهم و قد قطعوا كل العرى و الوسائل قالها أبو طالب لما خشي دهماء العرب أن يركبوه مع قومه، و أنه يخبرهم أنه غير مسلم لهم ابن أخيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لا تاركه لشيء أبدا حتى يهلك دونه.

كذبتم و بيت اللّه نبزى (1) محمّدا *** و لما نطاعن دونه و نناضل

و نسلمه حتى نصرع حوله *** و نذهل عن أبنائنا و الحلائل

و ينهض قوم نحوكم غير عزّل *** ببيض حديث عهدها بالصياقل

و أبيض يستسقى الغمام بوجهه *** ثمال اليتامى عصمة للأرامل

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنبأ أبو طاهر المخلص، أنبأ رضوان بن أحمد.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين (2)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن طلحة بن يحيى بن عبيد (3) اللّه، هن موسى بن طلحة، أخبرني عقيل بن أبي طالب قال: جاءت قريش إلى أبي طالب، فقالوا: إنّ ابن أخيك هذا قد أذانا في نادينا و مسجدنا فانهه عنا، فقال: يا عقيل انطلق فائتني بمحمّد، فانطلقت إليه، فاستخرجته من كبس (4)-زاد أبو العباس: أو قال حفش، و قالا:- يقول: بيت صغير، فجاء به في الظهيرة في شدة الحر - زاد أبو الحسن فجعل يطلب الفيء يمشي فيه من شدة الحرّ الرمض، قالا:- فلمّا أتاهم، قال أبو طالب إنّ بني عمك هؤلاء زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم و مسجدهم، فانته عن أذاهم، فحلق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ببصره إلى السماء فقال:«أ ترون هذه الشمس ؟» قالوا:

نعم، قال:«فما أنا بأقدر على أن أدع ذلك منكم على أن تستشعلوا منها شعلة» فقال أبو طالب: و اللّه ما كذبنا (5) ابن أخي، فارجعوا - و قال أبو العباس: ما كذبت ابن أخي قط ، فارجعوا[13417].

رواه البخاري في التاريخ (6) عن محمّد بن العلاء، عن يونس.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس.

ص: 315


1- نبزى محمدا: أي نسلبه و نغلب عليه.
2- رواه البيهقي في دلائل النبوة 186/2.
3- في دلائل النبوة: عبد اللّه.
4- تحرفت بالأصل إلى:«كنس» و التصويب عن مختصر ابن منظور، و دلائل النبوة للبيهقي، و الكبس هو الكن الذي يأوي إليه الإنسان.
5- رسمها بالأصل:«ررئئا؟؟؟؟» و المثبت عن مختصري ابن منظور و أبي شامة.
6- التاريخ الكبير للبخاري 51/1/4.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن الحسن الخلال، نا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد الزينبي قرئ عليه الأستاذ بعض المتن و أنا أسمع و أجاز لنا باقي الحديث قال: ثنا محمّد بن عبد الأعلى الصنعاني، نا المعتمر بن سليمان، حدّثني أبي قال:

فازداد البلاء من قبل قريش على النبي صلى اللّه عليه و سلم، فائتمروا بينهم أن يكلّموا أبا طالب في ابن أخيه، فإن فعل و إلا تعاقدوا على عقد أن لا يناكحوهم، و لا يبايعونهم حتى يدفعوه إليهم، فكتبوا في صحيفتهم عهدا بينهم أن لا يناكحوهم و لا يبايعونهم و لا يجالسوهم و لا يكلموهم حتى يدفعوا إليهم محمّدا، فيقتلونه؛ فمشوا إلى أبي طالب و قد كتبوا كتابهم، قالوا: يا ابن عبد المطلب، أنت أفضل قريش اليوم حلما، و أكبرهم سنا، و أعظمهم شرفا، و قد رأيت صنيع ابن أخيك و السفهاء الذين معه الصّباة (1) المخلصين (2) لأمرهم، إنّ قومك قد نفروا في أمر فيه صلاح قومك، و صلاحهم لك صلاح إن فعلت، و إن أبيت فقد أبلغوا إليك في العذر، و فيه هلاكك و هلاك أهل بيتك، لا يعدوكم ذلك إلى أحد غيركم، قد كتب قومك كتابا فيه الذي تكرهون إن أبيتم [أن تدفعوا] (3) إليهم حاجتهم، قال: ما حاجتكم فيما قبلي، قالوا:

حاجتنا أن تدفع إلينا هذا الصابئ الذي فرّق كلمتنا، و أفسد جماعتنا، و قطع أرحامنا، فنقتله، و نعطيك ديته. قال: لا تطيب بذلك نفسي أن أرى قاتل ابن أخي يمشي بمكة، و قد أكلت ديته، قالوا: فإنّا ندفعه إلى بعض العرب فيكون هو يقتله، و ندفع إليك ديته، و نعطيك أيّ أبنائنا شئت، فيكون لك ولدا مكان هذا الصابئ، فقال لهم: ما أنصفتموني، تقتلون ولدي (4)و أغذو أولادكم ؟ أو لا تعلمون أنّ الناقة إذا فقدت ولدها لم تحن إلى غيره ؟ و لكن أمر هو أجمع لكم مما أراكم تخوضون فيه، تجمعون شباب قريش، ممن كان منهم بسن محمّد، و يقتلونهم جميعا، و تقتلون معهم محمّدا، قالوا: لا لعمر أبيك، لا نقتل أبناءنا و إخواننا من أجل هذا الصابئ و لكن سنقتله سرّا و علانية، فائتمر لذلك أمرك. فعند ذلك يقول لهم:

كذبتم و بيت اللّه نترك (5) محمّدا *** و لما نضارب دونه و نناضل

ص: 316


1- بالأصل:«الصا» و الصباة: جمع صبابي، بدون همزة، و كان العرب يسمون رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الصابئ، و قد خرج على دينهم و ملة آبائهم و اتبع ملة جديدة - الإسلام-.
2- كذا بالأصل، و في مختصر ابن منظور: المخلطين.
3- الزيادة عن مختصر ابن منظور.
4- في مختصر ابن منظور: ابني.
5- كذا بالأصل هنا، و مرّ: نبزى.

و نسلمه حتى نصرع حوله *** و نذهل عن أبنائنا و الحلائل

و ينهض نهضا في نحوركم القنا *** كنهض الروايا (1) في طريق حلاحل (2)

و حتى نرى ذا الدرع يركب ردعه *** من الطعن مشي الأنكب (3) المتحامل

في قول كثير يقول لهم.

فلما سمعت بذلك قريش و عرفوا منه الجد، يئسوا منه، و أظهروا لبني عبد المطلب العداوة، و اللفظ القبيح، و الشتم و أقسموا ليقتلنّه سرا و علانية، فلما عرف أبو طالب أن القوم قاتلو (4) ابن أخيه إن استطاعوا خافهم و تتابعت معهم القبائل كلها. فلما رأى ذلك أبو طالب جمع رهطه فانطلق بهم، فقاموا بين الأستار و الكعبة، فدعوا اللّه على ظلمة قومهم في قطيعتهم أرحامهم، و انتهاكهم محارمهم و تناولهم سفك دمائهم. فقال أبو طالب: إن أبى قومنا إلاّ البغي علينا، فعجّل نصرنا، و حل بينهم و بين الذي يريدون من قتل ابن أخي. ثم أقبل إلى جمع قريش، و هم ينظرون إليه و إلى أصحابه، فقال لهم: إنا قد دعونا رب هذا البيت على القاطع، المنتهك المحارم، و اللّه، لتنتهن عن الذي تريدون، أو لينزلن اللّه لكم في قطيعتنا بعض الذي تكرهون. قال (5):فأجابوه أن يا ابن عبد المطلب لا صلح بيننا و بينكم أبدا و لا رحم إلاّ على قتل الصابئ السفيه. ثم عمد فدخل الشعب بابن أخيه و بني أبيه و من اتبعهم من بين مؤمن دخل لنصر اللّه و نصر رسوله، و من بين مشرك يحمي أنفا، فدخلوا شعبهم، و هو شعب أبي طالب في ناحية مكة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن أحمد بن إبراهيم، أنا القاضي أبو القاسم علي بن الحسين الشافعي، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن خشنام المالكي قال: حدّثنا أبو يزيد خالد بن النصر القرشي قال: حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، نا معتمر بن سليمان، نا أبي قال:

و أراد الملأ من قريش قتل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فائتمروا بينهم أن يكلموا أبا طالب في ابن

ص: 317


1- الروايا واحدتها راوية، و هي الإبل التي تحمل الماء و الأسقية.
2- حلاحل: موضع.
3- الأنكب: المائل إلى جهة.
4- بالأصل: قاتلي.
5- بالأصل: كان.

أخيه، فإن فعل فعل و إلا تعاقدوا أن لا ينكحوهم و لا يبايعوهم، حتى يدفعوا إليهم على عقد محمّدا، فكتبوا في صحيفتهم عهدا (1) بينهم أن لا ينكحوا بني عبد المطلب، و لا يبايعوهم، و لا يجالسوهم، و لا يكلموهم حتى يدعوا إليهم محمّدا صلى اللّه عليه و سلم، فيقتلوه، فمشوا إلى أبي طالب و قد كتبوا كتابهم، فقالوا: يا ابن عبد المطلب، أنت أفضل قريش اليوم حلما، و أكبرهم سنا، و أعظمهم شرفا، و قد رأيت صنع ابن أخيك و السفهاء الذين معه الصّباة (2) المخلطين لأمرهم، و إنّ قومك قد نفروا إليك في أمر فيه صلاح قومك، و صلاحهم لك صلاح، إن فعلت و إن أبيت، فقد أبلغوا العذر و فيه هلاكك و هلاك أهل بيتك، لا يعدوكم ذلك إلى أحد غيركم. قد كتب قومك كتابا فيه الذي يكرهون إن أبيتم أن تدفعوا إليهم حاجتهم، قال: ما حاجتهم فيما قبلي ؟ قالوا: حاجتنا أن تدفع إلينا هذا الصابئ الذي فرّق كلمتنا، و أفسد جماعتنا، و قطع أرحامنا؛ فنقتله و نعطيك الدية، قال: لا تطيب بذلك نفسي، أن أرى قاتل ابن أخي يمشي بمكة، و قد أكلت ديته، قالوا: فإنّا ندفعه إلى بعض ذؤبان العرب فيكون هو يقتله و ندفع إليك الدية، و نعطيك أيّ أبنائنا شئت، فيكون لك ولدا مكان هذا الصابئ، فقال لهم: ما أنصفتموني تقتلون ولدي و أغذو أولادكم، إذ لا تعلمون أنّ الناقة إذا فقدت ولدها لم نحن إلى غيره، و لكن أمر هو أجمع مما أراكم تخوضون فيه، تجمعون شباب قريش من كان منهم بسنّ محمّد صلى اللّه عليه و سلم فتقتلونهم جميعا و تقتلون معهم محمّدا، قالوا: لا، لعمرو أبيك، لا نقتل أبناءنا و إخواننا من أجل هذا الصابئ، و لكنا سنقتله سرّا أو علانية، فائتمر لذلك أمرك، فعند ذلك يقول أبو طالب:

كذبتم و بيت اللّه تبارك محمّدا *** و لما نضارب دونه و نناضل

و نسلمه حتى نصرّع حوله *** و نذهل عن أبنائنا و الحلائل

و ننهض نهضا في نحوركم القنا *** نهوض الروايا في طريق حلاحل

و حتى نرى ذا الدرع يركب ردعه (3) *** من الطعن مشي الأنكب المتحامل

في قول كثير يقول لهم.

فلما سمعت بذلك قريش و عرفوا منه الجد يئسوا منه، و أظهروا لبني عبد المطلب

ص: 318


1- قوله:«فكتبوا في صحيفتهم عهدا» مكرر بالأصل.
2- بالأصل: الصبا.
3- تحرفت بالأصل إلى:«درعه» و المثبت عن الروايات السابقة يقال للقتيل: ركب ردعه إذا خرّ لوجهه على دمه.

العداوة، و اللفظ القبيح، السيّئ، و أقسموا لنقتلنه سرّا أو علانية.

فلما عرف أبو طالب أن القوم قاتلو (1) ابن أخيه إن استطاعوا خافوا و تبايعت معهم القبائل كلها، فلما رأى ذلك أبو طالب جمع رهطه فانطلق بهم فقاموا بين الأستار و الكعبة فدعوا اللّه على ظلمة قومهم في قطيعتهم أرحامهم، و انتهاكهم محارمهم و تناولهم سفك دمائهم، و قال أبو طالب: اللّهمّ إن أبى قومنا إلاّ البغي علينا فعجّل نصرنا و خلّ بينهم و بين الذي يريدون من قتل ابن أخي، ثم أقبل إلى جمع قريش و هم.... (2) ينظرون إليه و إلى أصحابه، فقال لهم: إنّا قد دعونا ربّ هذا البيت على القاطع المنتهك المحارم، و اللّه لينتهين عن الذي تريدون، أو لينزلنّ اللّه بكم في قطيعتنا بعض الذي تكرهون، فأجابوه: أن يا ابن عبد المطلب لا صلح بيننا و بينكم أبدا، و لا رحم إلاّ على قتل هذا الصابئ السفيه، فعند ذلك يقول أبو طالب (3):

و لما رأيت القوم لا ودّ فيهم *** و قد طاوعوا أمر العدو المزايل (4)

حسيبك باللّه رهطي و معشري (5) *** و أمسكت من أثوابه بالوصائل (6)

و ثور و من (7) أرسى ثبيرا مكانه *** و راق ليرقى في حراء (8) و نازل

و بالحجر الأسود إذ يمسحونه *** إذا أسلموه بالضحى و الأصائل

في قول كثير يقول لهم.

ثم دعا على قومه في سفره، ثم عمد فدخل الشعب بابن أخيه و بني أبيه و من اتّبعهم من بين مؤمن داخل بنصر اللّه و نصر رسوله، و بين مشرك يحمي أنفا فدخلوا شعبهم، و هو شعب أبي طالب في ناحية مكة.

ص: 319


1- بالأصل: قاتلي.
2- غير واضحة و بدون إعجام و رسمها:«حب ؟؟؟؟».
3- الشعر في سيرة ابن هشام 291/1.
4- البيت ملفق من بيتين كما في سيرة ابن هشام و روايتهما: و لما رأيت القوم لا ود فيهم و قد قطعوا كل العرى و الوسائل و قد صارحونا بالعداوة و الأذى و قد طاوعوا أمر العدو المزايل
5- صدره في سيرة ابن هشام: و أحضرت عند البيت رهطي و إخوتي.
6- الوصائل: ثياب حمر فيها خطوط ، كانوا يكسون بها البيت.
7- بالأصل:«و بعدنا عن» و المثبت عن سيرة ابن هشام.
8- ثور و ثبير و حراء جبال بمكة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال (1):هشام بن عمرو يعني العامري الذي قام في نقض الصحيفة التي كتب مشركو قريش على بني هاشم في نفر قاموا معهم منهم: مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، و زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى، و أبو البختري بن هاشم (2) بن الحارث بن أسد بن عبد العزى، و زهير بن أبي أمية بن المغيرة، تبرءوا من الصحيفة، و في ذلك يقول أبو طالب بن عبد المطلب (3):

جزى اللّه رهطا من لؤي (4) تبايعوا *** على ملأ يهدي لحزم و يرشد

قعودا لدى جنب الحطيم كأنهم *** مقاولة بل هم أعز و أمجد

هم رجعوا سهل بن بيضاء (5) راضيا *** و سرّ أبو بكر بها و محمّد

أ لم يأتكم أن الصحيفة مزقت *** و أن كلّ ما لم يرضه اللّه مفسد

أعان عليها كل صقر كأنه *** شهاب بكفي قابس يتوقد

جرىء على جلّ الأمور كأنه *** إذا ما مشى في رفرف الدرع أحرد

و كان سهل بن بيضاء الفهري الذي مشى إليهم في ذلك حتى اجتمعوا عليه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن (6) إسحاق (7)[قال:] فقال أبو جهل و عتبة و شيبة ابنا ربيعة، و العاص بن سعيد، و أمية بن خلف يا معشر قريش إن هذا الأمر يزداد، و إن أبا طالب ذو رأي، و شرف، و سن، و هو على دينكم، و هو اليوم مدنف، فامشوا إليه فاعطوه السواء يأخذ لكم و عليكم في ابن أخيه، فإنكم إن خلوتم

ص: 320


1- راجع حديث نقض الصحيفة في سيرة ابن هشام 14/2 و ما بعدها.
2- في سيرة ابن هشام: هشام.
3- الأبيات من قصيدة في سيرة ابن هشام 17/2-18.
4- في سيرة ابن هشام:«بالحجون» بدلا من «من لؤي».
5- قوله: سهل بن بيضاء، بيضاء هي أمه و هي دعد بنت جحدم بن أمية بن ضرب بن الحارث، و أبوه وهب بن ربيعة بن هلال بن ضبة بن الحارث بن فهر.
6- تحرفت بالأصل إلى: أبي.
7- الخبر في سيرة ابن إسحاق ص 220 رقم 324.

بعمر بن الخطاب و حمزة بن عبد المطلب و قد خالفا دينكم يكون الحرب بينكم و بين قومكم، فأقبلوا يمشون إلى أبي طالب حتى جاءوه فقالوا: أنت سيدنا و أنصفنا في أنفسنا، و قد رأيت الذي فعل هؤلاء السفهاء مع ابن أخيك من تركهم آلهتنا، و طعنهم في ديننا، و قد فرّق بيننا محمّد صلى اللّه عليه و سلم، و أكفر آلهتنا، و سب آباءنا فأرسل إلى ابن أخيك فأنت بيننا عدل، قال:

فأرسل أبو طالب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأتاه فقال له: هؤلاء قومك و ذوو أسنانهم، فأهل الشرف منهم (1)،و هم يعطونك السواء فلا تمل عليهم كل الميل، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قولوا، اسمع قولكم»، فقال أبو جهل بن هشام ترفضنا من ذكرك، و لا تلزمنا، و لا من آلهتنا في شيء، و ندعك و ربك، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن أعطيتكم ما سألتم أ معطي أنتم كلمة واحدة ؟ لكم فيها خير، تملكون بها العرب و تدين لكم بها العجم»، فقال أبو جهل و هو مستهزئ: نعم، للّه أبوك، لكلمة نعطيكها و عشرة أمثالها فقال:«قولوا: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له»، فنفروا من كلامه و خرجوا مفارقين له، و قالوا: اِمْشُوا وَ اصْبِرُوا عَلىٰ آلِهَتِكُمْ إِنَّ هٰذٰا لَشَيْ ءٌ يُرٰادُ، مٰا سَمِعْنٰا بِهٰذٰا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ ، إِنْ هٰذٰا إِلاَّ اخْتِلاٰقٌ أَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنٰا؟ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمّٰا يَذُوقُوا عَذٰابِ (2)و كان ممشاهم إلى أبي طالب لما لقوا من عمر، و سمعوا منه.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأ أبو بكر البيهقي (3)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأ أبو بكر بن أبي دارم (4)الحافظ بالكوفة، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا محمّد بن عبد اللّه الأسدي، نا سفيان، عن الأعمش، عن يحيى بن عمارة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

مرض أبو طالب، فجاءت قريش و جاء النبي صلى اللّه عليه و سلم و عند رأس أبي طالب مجلس رجل، فقام أبو جهل كي يمنعه ذاك و شكوه إلى أبي طالب، فقال: يا ابن أخي ما تريد من قومك، قال:«يا عم إنّما أريد منهم كلمة تذلّ لهم بها العرب، و يؤدي إليهم بها الجزية العجم، كلمة واحدة»، قال: ما هي ؟ قال:«لا إله إلاّ اللّه»، قال: فقالوا: أَ جَعَلَ الْآلِهَةَ إِلٰهاً وٰاحِداً، إِنَّ هٰذٰا

ص: 321


1- في سيرة ابن إسحاق: و أهل الشرف بينهم.
2- سورة ص، الآيات 6 إلى 8.
3- رواه البيهقي في دلائل النبوة 34/2.
4- كذا بالأصل، و في دلائل النبوة:«حازم» و بهامشها عن نسخة: دارم.

لَشَيْ ءٌ عُجٰابٌ (1) قال: و نزل فيهم ص وَ الْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَ شِقٰاقٍ - إلى قوله- اِخْتِلاٰقٌ (2).

أخبرنا أبو القاسم السفياني، ثنا أبو علي بن المذهب، لفظا، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (3)،ثنا يحيى، عن سفيان، عن سليمان، يعني الأعمش، عن يحيى بن عمارة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: مرض أبو طالب فأتته قريش و أتاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعوده و عند رأسه مقعد رجل، فقام أبو جهل فقعد فيه، فقالوا: إن ابن أخيك يقع في آلهتنا قال: ما شأن قومك يشكونك ؟ قال:«يا عمّ أردتهم (4)على كلمة واحدة تدين لهم بها العرب و يؤدي العجم إليهم الجزية»، قال: ما هي ؟ قال:«لا إله إلاّ اللّه»، فقاموا فقالوا: أجعل الآلهة إلها واحدا، قال: و نزل ص وَ الْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ فقرأ حتى بلغ إِنَّ هٰذٰا لَشَيْ ءٌ عُجٰابٌ .

قال أبي: ثنا أبو أسامة، نا الأعمش، نا عباد فذكر نحوه، قال عبد اللّه: قال أبي:

و قال الأشجعي: يحيى بن عباد.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أخبرنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا أبو القاسم جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أبو كريب، نا معاوية، عن سفيان، عن الأعمش، عن يحيى بن عمارة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال:

مرض أبو طالب فأتاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعوده و هم حوله جلوس، و عند رأسه مكان فارغ، فقام أبو جهل فجلس فيه، فقال أبو طالب: يا ابن أخي ما لقومك يشكونك ؟ قال:«يا عم أريدهم على كلمة تدين لهم بها العرب، و تؤدي إليهم بها العجم الجزية»، فقال: ما هي ؟ قال:«لا إله إلاّ اللّه» فقاموا و هم يقولون مٰا سَمِعْنٰا بِهٰذٰا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هٰذٰا إِلاَّ اخْتِلاٰقٌ (5)،قال: و نزل القرآن ص وَ الْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ،قال: ذي الشرف بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَ شِقٰاقٍ -إلى قوله- أَ جَعَلَ الْآلِهَةَ إِلٰهاً وٰاحِداً (6).

ص: 322


1- سورة ص، الآية:5.
2- سورة ص، الآيات من 1 إلى 7.
3- رواه أحمد بن حنبل في المسند 490/1 رقم 2008 طبعة دار الفكر.
4- في المسند: أريدهم.
5- سورة ص، الآية:7.
6- سورة ص، الآيات 1 إلى 5.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا المخلص، أنا رضوان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس، عن قيس بن الربيع، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: حدّثني من سمع ابن عباس يقول في قوله: وَ هُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَ يَنْأَوْنَ عَنْهُ (1)نزلت في أبي طالب، كان ينهى عن أذى محمّد صلى اللّه عليه و سلم و ينأى عما يجيء به أن يتبعه.

أخبرنا أبو حفص عمر بن ظفر بن أحمد المغازلي (2)،أنا طراد بن محمّد الزينبي، أنا عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبار، نا إسماعيل بن محمّد الصفار، نا أحمد بن منصور الرمادي، نا عبد الرزّاق، أنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن من سمع ابن عباس يقول في قوله: وَ هُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَ يَنْأَوْنَ عَنْهُ .قال: نزلت في أبي طالب، كان ينهى عن أذى النبي صلى اللّه عليه و سلم و ينأى عن ما جاء به (3).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا إسحاق بن الحسن، نا أبو حذيفة، نا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، أخبرني من سمع ابن عباس يقول في قول اللّه: وَ هُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَ يَنْأَوْنَ عَنْهُ ،قال: نزلت في أبي طالب، قال:

كان ينهى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أن يؤذى، و ينأى - يجفو - عن ما جاء به وَ إِنْ يُهْلِكُونَ إِلاّٰ أَنْفُسَهُمْ وَ مٰا يَشْعُرُونَ (4)،قال: يعني أبا طالب.

رواه الواقدي عن الثوري، عن حبيب، عن ابن عباس نفسه، و رواه حمزة الزيات عن حبيب فسمّى الذي سمع ابن عباس.

أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي (5)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا علي بن حمشاذ، ثنا محمّد بن منده الأصبهاني، نا بكر بن بكار، نا حمزة بن حبيب، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قول اللّه: وَ هُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَ يَنْأَوْنَ عَنْهُ ،قال: نزلت في أبي طالب، كان ينهى المشركين أن يؤذوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و يتباعد عما جاء به.

ص: 323


1- سورة الأنعام، الآية:26.
2- تحرفت بالأصل إلى: المغازي.
3- من طريق عبد الرزّاق رواه ابن حجر في الإصابة 115/4.
4- سورة الأنعام، الآية:26.
5- رواه البيهقي في دلائل النبوة 340/2-341.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا ثابت بن بندار، أنبأ أبو العلاء الواسطي، نا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل، نا أبي، نا يحيى بن معين، حدّثني هشام بن يوسف، عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة قال النبي صلى اللّه عليه و سلم: عليك بأخوالك (1) فإنهم أمنع الناس لما في بيوتهم.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنبأ إسماعيل بن إبراهيم الواعظ ، أنا إسماعيل بن نجيد، أنا محمّد بن الحسن بن الخليل، أنا محمّد بن العلاء، نا الجامي، نا النّضر، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يحرس، و كان يرسل معه أبو طالب كلّ يوم رجالا من بني هاشم يحرسونه حتى نزلت عليه هذه الآية، فأراد عمه أن يرسل معه من يحرسه فقال: يا عماه إنّ اللّه قد عصمني من الجن و الإنس، يعني قوله وَ اللّٰهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّٰاسِ (2).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي (3)،أنا أبو بكر البيهقي (4)،أنا أبو سعد أحمد بن محمّد الماليني.

و أخبرنا أبو القاسم بن الغمر، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا عقبة بن مكرم العمي، نا شريك بن عبد الحميد الحنفي، نا هيثم البكاء، عن ثابت، عن أنس:

أن أبا طالب مرض فعاده النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا ابن أخي ادع ربك الذي تعبد فيعافني، فقال:«اللّهم اشف عمي» فقام أبو طالب كأنما نشط من عقال، فقال: يا ابن أخي إنّ ربك الذي تعبد ليطيعك، قال:«و أنت يا عماه لو أطعته - أو قال: إن أطعت اللّه ليطيعنّك-» [13418].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين (5) بن النقور، و أبو القاسم بن البسري.

ص: 324


1- في مختصر ابن منظور: بأخوالك بني النجار.
2- سورة المائدة، الآية:67.
3- تحرفت بالأصل إلى: العرادي.
4- رواه البيهقي في دلائل النبوة 184/6.
5- تحرفت بالأصل إلى: الحسن.

و أخبرنا أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمّد بن الحصري الجواليقي، و أبو الحسين أحمد بن محمّد بن الطيب بن الصباغ، قالا: أنا أبو القاسم بن البسري.

قالا: أنا أبو طاهر المخلص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا عقبة بن مكرم العمي (1) أبو عبد الملك قدم علينا من البصرة سنة اثنتين و أربعين، نا شريك بن عبد الحميد الحنفي، نا هيثم البكّاء، عن ثابت، عن أنس:

أن أبا طالب مرض فعاده النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال له: ابن أخي ادع ربك الذي تعبد أن يعافيني، فقال:«اللّهمّ اشف عمي»، فقام أبو طالب كأنّما نشط من عقال، فقال: يا ابن أخي إن ربك الذي تعبد ليطيعك، قال:«و أنت يا عمّاه لئن أطعت اللّه ليطيعنّك»[13419].

و كذا رواه داود الرقي عن عقبة.

أخبرناه أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا أبو الحسين أحمد بن عمر بن عبد العزيز بن محمّد بن إبراهيم بن الواثق باللّه، حدّثني جدي، أنبأ أبو سليمان داود بن محمّد الرقي سنة سبع و ثمانين و مائتين قدم للحج، نا عقبة بن مكرم، نا شريك بن عبد الحميد الحنفي، نا الهيثم البكاء، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال:

مرض أبو طالب فعاده النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال: يا ابن أخ أدع لي ربك الذي تعبده أن يعافيني، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهمّ اشف عمي»، قال: فقام أبو طالب كأنّما نشط من عقال، فقال: يا ابن أخي إن ربك الذي تعبده ليطيعك، قال:«و أنت يا عماه إن أطعت اللّه ليطيعنك»[13420].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو غالب بن البنا، و أبو علي بن السبط ، و أبو نصر بن رضوان، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا محمّد بن يونس بن موسى القرشي، نا شريك بن عبد الحميد - و قال ابن السبط : عبد المجيد - الحنفي، نا الهيثم البكاء، نا ثابت، عن أنس قال:

لما مرض أبو طالب مرضه الذي مات فيه، أرسل إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم: أدع ربك أن يشفيني فإن ربك ليطيعك و ابعث إليّ بقطاف من قطاف الجنّة، فأرسل إليه النبي صلى اللّه عليه و سلم:«و أنت يا عمّ إن أطعت اللّه أطاعك»[13421].

ص: 325


1- ترجمته في تهذيب الكمال 138/13.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 377/8 في ترجمة داود بن محمد الرقي.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب (1)،نا أبو محمّد الحسن بن علي بن زياد البسري، نا محمّد بن يوسف بن أسوار الزّبيدي، أنا أبو قرة موسى بن طارق (2)،عن موسى بن عبيدة، عن عبد اللّه بن دينار، عن عبد اللّه بن عمر قال:

جاء أبو بكر بأبي قحافة يقوده إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم فتح مكة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أ لا تركت الشيخ حتى نأتيه ؟» قال أبو بكر: أردت أن يأجره اللّه، و الذي بعثك بالحق لأنا كنت أشد فرحا بإسلام أبي طالب لو كان أسلم مني بأبي.

أخبرناه أعلى من هذا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو حفص عمر بن علي بن يونس البغدادي القطان، أنا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود الحراني، ثنا محمّد بن معمر، نا بهلول بن مورق، نا موسى بن عبيدة، أخبرني عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر قال:

جاء أبو بكر بأبي قحافة إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شيخا أعمى يوم فتح مكة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ لا تركت الشيخ حتى نأتيه» قال: أردت يا رسول اللّه أن يأجره اللّه، أما و الذي بعثك بالحق ما كنت أشدّ فرحا بإسلام أبي طالب مني بإسلام أبي، ألتمس بذلك قرّة عينيك.

و أخبرناه أبو عبد اللّه الفزاري، ثنا أبو محمّد السيدي، و أبو محمّد بن أبي القاسم القاري، و فاطمة بنت علي بن الحسين، قالوا: أنا عبد الغافر بن محمّد الفارسي، أنا أبو العباس إسماعيل بن عبد اللّه بن محمّد بن ميكال (3)،أنا عبد اللّه بن أحمد بن موسى عبدان (4)،نا زيد بن الحريش (5)،نا أبو همام، عن موسى بن عبيدة، عن عبد اللّه بن دينار، عن عبد اللّه بن عمر قال:

جاء أبو بكر بأبي قحافة يقوده إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شيخ أبله يوم الفتح فقال

ص: 326


1- إعجامها مضطرب بالأصل و صورتها: بنجاب.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 473/18.
3- رسمها بالأصل:«سكار» راجع ترجمته في سير الأعلام 156/16.
4- رسمها بالأصل:«ئيلان???» و فوقها ضبة، راجع ترجمته في سير الأعلام 168/14.
5- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت، راجع الحاشية السابقة و أسماء شيوخ عبدان.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ لا تركت الشيخ حتى نأتيه»؟ قال: أردت يا رسول اللّه أن يأجره اللّه، أما و الذي بعثك بالحق، لأنا كنت أشدّ فرحا بإسلام أبي طالب مني بإسلام أبي، ألتمس ذلك قرة عينك، قال:«صدقت»[13422].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللنباني (1)،نا ابن أبي الدنيا، حدّثني إبراهيم بن محمّد، عن قتيبة بن سعيد، عن ليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد:

أن أبا بكر جاء بأبيه أبي قحافة إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم،[فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:] (2)«فلولا تركت الشيخ حتى كنت آتيه ؟» فقال أبو بكر: و الذي بعثك بالحق لإسلام أبي طالب كان أقر لعيني من إسلامه، و ذلك أن إسلام أبي طالب كان أقرّ لعينك، هذا مرسل.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر، أنا أحمد بن محمّد البزار، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأ أبو الحسين بن جالينوس، أنا أبو عمر العطاردي، نا يونس بن بكير (3)، عن يونس بن عمرو، عن أبي السفر سعيد بن أحمد الثوري قال:

بعث أبو طالب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: أطعمني من عنب جنتك، و أبو بكر الصدّيق جالس عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال أبو بكر: إن اللّه حرمهما على الكافرين.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، قراءة، عن محمّد بن محمّد الأنباري، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حماد (4)،نا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، نا يونس بن بكير، عن يونس بن عمرو، عن أبي السفر سعيد بن أحمد الثوري قال:

بعث أبو طالب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: أطعمني من عنب جنتك، و أبو بكر الصدّيق جالس عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال أبو بكر: حرمها اللّه على الكافرين. فقال أبو طالب: فلأبي قحافة (5) آكل الذبان تدخرها.

ص: 327


1- رسمها بالأصل: اللسانى.
2- زيادة منا اقتضاها السياق.
3- من هذا الطريق رواه ابن حجر في الإصابة 116/4.
4- رواه أبو بشر الدولابي في الكنى و الأسماء 202/1.
5- تقرأ بالأصل:«فلانة» و المثبت عن الكنى و الأسماء.

أخبرنا أبو حفص عمر بن عبد اللّه بن أحمد الفقيه، نا أبو الحسن الواحدي (1)،أنا أبو سعيد بن أبي عمرو النيسابوري، أنا الحسن بن علي بن المؤمل.

و أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد الفقيه، أنا أبو الحسن الواحدي، أنا أبو سعيد بن أبي عمرو النيسابوري، أنا حمزة بن شبيب العمري.

أنا عمرو بن عبد اللّه النضري (2)،نا محمّد بن عبد الوهاب، أنا جعفر بن عون (3)، أنا موسى بن عبيدة، أنا محمّد بن كعب القرظي قال:

بلغني أنه لما اشتكى أبو طالب شكواه التي قبض فيها قالت له قريش: يا أبا طالب أرسل إلى ابن أخيك فيرسل إليك من هذه الجنة التي ذكر شيئا يكون لك شفاء، فخرج الرسول حتى وجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبا بكر جالسا معه، فقال: يا محمّد إن عمك يقول لك:

يا ابن أخي إنّي كبير ضعيف سقيم، فأرسل إليّ من جنتك هذه التي تذكر من طعامها و شرابها شيئا يكون لي فيه شفاء، فقال أبو بكر: إنّ اللّه حرمهما على الكافرين، فرجع الرسول فأخبرهم، فقال: بلغت محمّدا الذي أرسلتموني به فلم يجز إليّ شيئا، و قال أبو بكر: إنّ اللّه حرمهما على الكافرين، فحملوا أنفسهم عليه حتى أرسل رسولا من عنده، فوجده الرسول في مجلسه فقال له مثل ذلك، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن اللّه حرمهما على الكافرين طعامها و شرابها»، انتهى حديث عبد الجبار، و زاد عمر: ثم قام في أثر الرسول حتى دخل معه بيت أبي طالب فوجده مملوءا رجالا، فقال:«خلّوا بيني و بين عمي» قالوا: ما نحن بفاعلين، ما أنت بأحق به منا (4) إن كانت له قرابة (5)،فلنا قرابة مثل قرابتك فجلس إليه فقال:«يا عمّ جزيت عني خيرا كفلتني صغيرا و حطتني كبيرا، جزيت عني خيرا، يا عم أعنّي على نفسك بكلمة واحدة أشفع لك بها عند اللّه يوم القيامة»، قال: و ما هي يا ابن أخي ؟ قال له:«قل لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له»، قال: إنّك لي ناصح، و اللّه، لو لا أن تعير بها فيقال: جزع (6)عمك من الموت لأقررت بها عينك قال: فصاح القوم: يا أبا طالب أنت رأس الحنيفية ملة

ص: 328


1- رواه أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي في أسباب النزول ص 146-147 طبعة دار الفكر.
2- في أسباب النزول: البصري.
3- قوله:«نا محمد بن عبد الوهاب، أنا جعفر بن عون» سقط من أسباب النزول.
4- بالأصل:«ما» و المثبت عن أسباب النزول.
5- بالأصل:«الرواية» خطأ، و المثبت «له قرابة» عن أسباب النزول.
6- في مختصر ابن منظور: خرع.

الأشياخ (1) فقال: لا تحدث نساء قريش أنّ عمك جزع عند الموت؛ فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لا أزال أستغفر لك ربي حتى يردني» فاستغفر له بعد ما مات فقال المسلمون: ما منعنا أن نستغفر لآبائنا و لذي قرابتنا، قد استغفر إبراهيم لأبيه، و هذا محمّد صلى اللّه عليه و سلم يستغفر لعمه، فاستغفروا للمشركين حتى نزل: مٰا كٰانَ لِلنَّبِيِّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَ لَوْ كٰانُوا أُولِي قُرْبىٰ (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا ابن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني محمّد بن عبد اللّه ابن أخي الزهري، عن أبيه، عن عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير العذري قال: قال أبو طالب: يا ابن أخي، و اللّه لو لا رهبة أن تقول قريش دهرني (3) الجزع، فيكون سبّة عليك و على بني أبيك لفعلت الذي تقول، و أقررت عينك لما أرى من شكرك و وجدك فيّ و نصيحتك لي ثم إن أبا طالب دعا بني عبد المطلب فقال: لن تزالوا بخير ما سمعتم من محمّد، و ما اتبعتم بأمره فاتبعوه و أعينوه ترشدوا. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ تأمرهم (4) بها و تدعها لنفسك» فقال أبو طالب: أما إنك لو سألتني الكلمة و أنا صحيح لتابعتك على الذي تقول، و لكني أكره أن أجزع عن الموت فترى قريش أني أخذتها جزعا و رددتها في صحتي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا ابن النقور، أنا المخلص، أنا رضوان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق (5) قال:

فلما رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تكذيبهم بالحق قال:«لقد دعوت قومي إلى أمر ما اشتططت في القول» فقال عمه: أجل لم تشتط فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عند ذلك - و أعجبه قول عمه:«يا عم بك عليّ كرامة، و يدك عندي حسنة. و لست أجد اليوم ما أجزيك به، غير أنّي أسألك كلمة واحدة تحلّ لي بها الشفاعة عند ربي؛ أن تقول: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، تصيب بها الكرامة عند الممات، فقد حيل بينك و بين الدنيا، و تنزل بكلمتك هذه الشرف الأعلى في

ص: 329


1- بالأصل:«الأشياع» و المثبت عن أسباب النزول.
2- سورة التوبة، الآية:113.
3- دهر فلانا أمر: إذا أصابه مكروه.
4- بالأصل:«أئام» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
5- الخبر في سيرة ابن إسحاق ص 221 رقم 325.

الآخرة» فقال له عمه: و اللّه يا ابن أخي لو لا رهبة أن ترى قريش إنّما ذعرني الجزع فتعهد بعهدي سبّة تكون عليك و على بني أبيك غضاضة لفعلت الذي تقول، فأقررت بها عينك، لما أرى من شدة وجدك لي و نصحك لي، ثم إنّ أبا طالب دعا بني عبد المطلب، فقال: إنكم لن تزالوا بخير ما سمعتم قول محمّد و اتّبعتم أمره، فاتبعوه و صدقوه ترشدوا، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عند ذلك:«تأمرهم بالنصيحة و تدعها لنفسك»؟ فقال له عمه: أجل إنك لو سألتني هذه الكلمة و أنا صحيح لها لا تبعتك على الذي تقول، و لكني أكره الجزع عند الموت، فترى قريش أني أخذتها عند الموت و تركتها و أنا صحيح، فأنزل اللّه تعالى إِنَّكَ لاٰ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ يَهْدِي مَنْ يَشٰاءُ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عاصم بن الحسن بن محمّد بن علي، أنا أبو عمر بن مهدي، أنبأ أبو العباس بن عبده، نا أحمد بن يحيى الصوفي، نا عبد الرّحمن بن شريك، نا أبي، عن ابن إسحاق (2)،عن العباس بن معبد (3) بن العباس، عن بعض أهله، عن العباس بن عبد المطلب أنه قال:

لما حضرت أبا طالب الوفاة قال له نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا عمّ قل كلمة واحدة أشفع لك بها يوم القيامة، لا إله إلاّ اللّه»، فقال: لو لا أن يكون عليك و على بني أبيك غضاضة (4)،لأقررت بعينيك، و لو سألتني هذه في الحياة لفعلت قال: و عنده جميلة (5) بنت حرب حمّالة الحطب، و هي تقول له: يا أبا طالب مت على دين الإسلام. قال: فلما خفت صوته فلم يبق منه شيء، قال: حرك شفتيه، فقال العباس: فأصغيت إليه، فقال قولا خفيا: لا إله إلاّ اللّه، فقال العباس للنبي صلى اللّه عليه و سلم يا ابن أخي قد و اللّه قال أخي الذي سألته، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لم أسمعه»[13423].

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (6)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب.

ص: 330


1- سورة القصص، الآية:56.
2- و رواه ابن حجر من طريق يونس بن بكير بسنده إلى العباس بن عبد المطلب، في الإصابة 116/4.
3- غير مقروءة بالأصل، و في الإصابة: سعيد، و المثبت عن سيرة ابن إسحاق ص 222.
4- عليه غضاضة أي ذلّ .
5- تقرأ بالأصل:«حملها» و المثبت عن مختصر ابن منظور، و في نسب قريش ص 123 حمالة الحطب هي أم جميل بنت حرب.
6- رواه البيهقي في دلائل النبوة 346/2.

و أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر، أنا أبو الحسين البزار، أنا أبو طاهر، أنا رضوان بن أحمد.

قالا: نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق (1)،حدّثني العباس بن عبد اللّه بن معبد، عن بعض أهله عن ابن عباس قال: لما أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبا طالب في مرضه فقال له:«يا عم قل لا إله إلاّ اللّه أستحل لك بها الشفاعة يوم القيامة»، فقال:

يا ابن أخي وا [للّه] (2)-في حديث ابن السمرقندي - قال: و اللّه، يا بن [أخي-] (3) لو لا أن يكون سبّة عليك و على أهل بيتك من بعدي يرون أنّي قلتها جزعا حين نزل بي الموت لقلتها، لا أقول إلاّ لأسرك بها، فلما ثقل أبو طالب رئي يحرك شفتيه، فأصغى إليه العباس ليسمع قوله، فرفع (4) العباس عنه فقال: يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال الكلمة التي سألته، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لم أسمع»[13424].

[قال ابن عساكر:] (5) هذا حديث في بعض إسناده من يجهل، و الأحاديث الصحيحة تدل على موته كافرا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا ابن النقور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الدقاق، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا داود بن رشيد، نا مروان بن معاوية، نا يزيد بن كيسان، عن أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعمه عند الموت:«قل لا إله إلاّ اللّه» قال: لو لا أن تعيّرني بها قريش أقررت بها عينك، فأنزل اللّه تعالى عليه: إِنَّكَ لاٰ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ يَهْدِي مَنْ يَشٰاءُ (6).

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن (7)رحمه اللّه، قال:

ص: 331


1- سيرة ابن إسحاق ص 222 رقم 328.
2- بياض بالأصل و المثبت عن دلائل النبوة.
3- سقطت من الأصل، و استدركت عن سيرة ابن إسحاق.
4- كذا بالأصل و سيرة ابن إسحاق، و في دلائل النبوة:«فرجع» و بهامشه عن نسخة: فرفع.
5- زيادة منا.
6- سورة القصص، الآية:56.
7- تحرفت بالأصل إلى: الحسين.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفزاري، و أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأ أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأ إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو علي الموصلي، نا الحارث بن شريح، نا مروان، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لأبي طالب حين حضره الموت:«قل لا إله إلاّ اللّه أشفع لك يوم القيامة» قال: يا ابن أخي لو لا أن تعيّرني قريش لأقررت عينك بها، فنزلت: إِنَّكَ لاٰ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ [13425].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص (1)بن شاهين، نا إبراهيم بن عبد اللّه العسكري، نا محمّد بن عبد الأعلى الصنعاني، نا محمّد بن ثور، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه قال:

لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي صلى اللّه عليه و سلم و عنده أبو جهل و عبد اللّه بن أبي أمية، فقال:«يا عم، قل لا إله إلاّ اللّه كلمة أحاجّ بها لك عند اللّه» قال أبو جهل و عبد اللّه بن أبي أمية: يا أبا طالب أ ترغب (2)عن ملة عبد المطلب ؟ فلم يزالا يكلمانه [حتى قال آخر شيء كلمهم به:] (3)على ملة عبد المطلب. فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لأستغفرن لك ما لم أنه عنك» فنزلت مٰا كٰانَ لِلنَّبِيِّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ (4)و نزلت: إِنَّكَ لاٰ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ [13426].

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنا أبي أبو سعد..... (5)إبراهيم الديبلي، نا أبو عبيد اللّه المخزومي، نا سفيان عن (6)عمرو بن دينار، عن أبي سعيد بن

ص: 332


1- تحرفت إلى:«جعفر» بالأصل.
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن مختصري ابن منظور و أبي شامة.
3- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور، و في مختصر أبي شامة:«حتى كان آخر ما كلمه».
4- سورة التوبة، الآية:113.
5- بياض بالأصل مقدار أكثر من نصف سطر.
6- بالأصل:«بن» راجع ترجمة عمرو بن دينار في تهذيب الكمال 211/14.

[رافع قال:] (1)سألت ابن عمر: أ في أبي طالب نزلت هذه الآية: إِنَّكَ لاٰ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ؟، فقال: نعم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، أنا أبو العباس محمّد بن أحمد السليطي، أنا أبو نصر محمّد بن حمدويه بن سهل الغازي (2)المروزي، نا محمود بن آدم المروزي، نا سفيان، عن عمرو، عن سعيد بن رافع قال: قلت لابن عمر: إِنَّكَ لاٰ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ أ في أبي طالب نزلت ؟ قال: نعم.

[قال ابن عساكر:] (3) كذا قال، و إنما هو أبو سعيد.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم، أنبأ أبو بكر محمّد بن جعفر بن أحمد الطبري، نا بشر بن مطر الواسطي، نا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن أبي سعيد بن رافع قال: سألت ابن عمر قلت: إِنَّكَ لاٰ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ في أبي طالب نزلت ؟ قال: نعم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو بكر الخطيب، نا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصلت، نا محمّد بن مخلد، نا العباس بن يزيد البحراني، نا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن أبي سعيد بن رافع قال: قلت لابن عمر: في أبي طالب نزلت: إِنَّكَ لاٰ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ يَهْدِي مَنْ يَشٰاءُ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ؟قال: نعم.

رواه أبو داود في كتاب القدر عن أحمد بن عبدة، عن سفيان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين البزار، أنا أبو طاهر المخلص، أنا رضوان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير (4)،عن يونس بن عمرو (5)، قال:

لما مات أبو طالب أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: إنّ أبا طالب عمك الكافر قد مات،

ص: 333


1- بياض بالأصل.
2- بالأصل:«النار» خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 80/15.
3- زيادة منا.
4- من طريقه رواه ابن إسحاق في سيرته ص 223 رقم 330.
5- زيد في سيرة ابن إسحاق في سنده بعدها: عن أبيه، عن ناجية بن كعب عن علي بن أبي طالب.

فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اذهب فواره» فقلت: و اللّه لا أواريه (1)،قال:«فمن يواريه إن لم تواره»، فانطلق فواره (2)،ثم لا تحدث شيئا حتى تأتيني»، فانطلقت فواريته، ثم رجعت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«انطلق فاغتسل ثم ائتني»، ففعلت ثم أتيته، فلما آتيته دعا لي بدعوات ما أحبّ أنّ لي بهن ما على الأرض من شيء[13427].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الفضل الزهري، نا أبو محمّد عبد اللّه بن إسحاق المدائني، نا الحسن بن حماد سجّادة، نا يحيى بن علي الأسلمي، عن سفيان و إسرائيل و شريك، عن أبي إسحاق، عن ناجية بن كعب، عن علي قال:

لما مات أبو طالب أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا نبي اللّه قد مات الشيخ الضالّ - و قال أحدهم: الكافر - فما ذا ترى ؟ قال:«اذهب فواره» قال: ما أنا بمواريه، قال:«فمن يواريه، اذهب فواره، و لا تحدثن شيئا حتى تأتيني» قال: فواريته و جئت و عليّ غبار، فقال:«اذهب فاغتسل ثم ائتني» قال: فذهبت فاغتسلت ثم جئت، فدعا لي بدعوات ما يسرني أن لي بها حمر النعم (3)[13428].

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد الله، حدّثني أبي (4)،نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت ناجية بن كعب يحدث عن علي أنه أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: إنّ أبا طالب مات، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«اذهب فواره»، فقال: إنه مات مشركا، قال:«اذهب فواره»، قال: فلما واريته و رجعت إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال لي:«اغتسل»[13429].

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا أبو علي بشر بن موسى، نا أبو نعيم الفضل بن دكين، نا سفيان، عن أبي إسحاق، عن ناجية بن كعب، عن علي قال:

ص: 334


1- بالأصل:«أواره» خطأ، و المثبت عن ابن إسحاق.
2- من قوله: فقلت.. إلى هنا مكرر بالأصل.
3- الإصابة 117/4.
4- رواه أحمد بن حنبل في المسند 210/1 رقم 759.

أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فقلت: إنّ عمك الضالّ قد مات، يعني أباه، قال:«اذهب فواره، و لا تحدثن حدثا حتى تأتيني» فأتيته فأخبرته، فأمرني فاغتسلت و دعا لي بدعوات ما يسرّني بهن ما عرض من شيء[13430].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، قالا: أنا أبو عثمان البحيري.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، قالا: أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، و الحسن بن سفيان، قالا: ثنا عبد الرّحمن بن سلام الجمحي، نا إبراهيم بن طهمان، عن أبي إسحاق الهمداني، عن ناجية بن كعب، عن علي - زاد زاهر: بن أبي طالب - قال: لما مات أبو طالب أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: إن عمك الشيخ الضالّ قد مات، قال:«اذهب فواره، و لا تحدث شيئا حتى تأتيني» ففعلت الذي أمرني، ثم أتيته، فقال لي:«اغتسل» و علّمني دعوات هنّ أحب إليّ من حمر النعم[13431].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، ثنا ابن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب، نا الحسن بن الحسين النعالي (1)،نا أحمد بن عبد اللّه بن نصر الذّراع بالنهروان، نا سعيد بن معاذ الأيلي بالأيلة، نا منصور بن أبي مزاحم (2)،حدّثني أبو عبيد اللّه صاحب المهدي، حدّثني المهدي، عن أبيه، حدّثني عطاء قال: سمعت ابن عباس يقول:

عارض النبي صلى اللّه عليه و سلم جنازة أبي طالب فقال:«وصلتك رحم، جزاك اللّه خيرا يا عم»[13432].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد الماليني.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأ حمزة بن يوسف.

قالا: أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا محمّد بن هارون بن حميد، نا محمّد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، نا الفضل بن موسى السيناني (4)،عن إبراهيم بن عبد الرّحمن،

ص: 335


1- ترجمته في تاريخ بغداد 300/7.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 80/13.
3- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 260/1.
4- تحرفت بالأصل إلى: الشيباني.

عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم عارض جنازة أبي طالب فقال:

«وصلتك رحم، و جزيت خيرا يا عمّ » و ليس في حديث الفراوي: السيناني (1)[13433].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو محمّد المخلدي، أنا أبو العباس السراج، نا محمّد بن طريف أبو بكر الأعين، نا الفضل بن موسى (2)،نا عنبسة بن عبد الواحد القرشي، عن بيان، عن قيس، عن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ لأبي طالب عندي رحما سأبلّها (3)ببلالها»[13434].

أخبرنا أبوا (4)الحسن الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا علي بن حرب، نا زيد بن الحباب، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث، عن العباس أنه سأل النبي صلى اللّه عليه و سلم ما ترجو لأبي طالب ؟ قال:«كلّ الخير أرجو من ربي»[13435].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي أنبا الحسن بن علي، أنبأ أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني معاوية بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده، عن علي قال:

أخبرت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بموت أبي طالب فبكى ثم قال:«اذهب فغسله و كفّنه و واره، غفر اللّه له و رحمه» قال: ففعلت، قال: و جعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يستغفر له أياما و لا يخرج من بيته، حتى نزل عليه جبريل بهذه الآية: مٰا كٰانَ لِلنَّبِيِّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ (5)،قال علي: و أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فاغتسلت[13436].

قال: و أنا محمّد بن عمر، أنا سفيان بن عيينة، عن عمرو، قال: لما مات أبو طالب قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«رحمك اللّه و غفر لك، لا أزال أستغفر لك حتى ينهاني اللّه» قال:

فأخذ المسلمون يستغفرون لموتاهم الذين ماتوا و هم مشركون، فأنزل اللّه تعالى: مٰا كٰانَ لِلنَّبِيِّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَ لَوْ كٰانُوا أُولِي قُرْبىٰ .

ص: 336


1- راجع الحاشية السابقة.
2- غير واضحة بالأصل، و نميل إلى قراءتها: موقف.
3- بلّ رحمه: وصلها.
4- بالأصل: أبو.
5- سورة التوبة، الآية:113.

أخبرنا أبوا (1)الحسن الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن السلمي، أنا جدي، أنبأ أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل التميمي، نا أبو عبد اللّه عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي، نا سفيان بن عيينة، عن عمرو قال:

لما مات أبو طالب قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«رحمك اللّه و غفر لك، فلا أزال أستغفر لك حتى ينهاني اللّه» قال: فأخذ المسلمون يستغفرون لموتاهم الذين ماتوا و هم مشركون فأنزل اللّه: مٰا كٰانَ لِلنَّبِيِّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَ لَوْ كٰانُوا أُولِي قُرْبىٰ .

أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن بن أحمد، و أبو تراب حيدرة بن أحمد، و أبو الحسن علي بن بركات، قالوا: ثنا أبو بكر أحمد بن علي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، و أحمد بن سيدي، قالا: ثنا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن قال:

لما مات أبو طالب قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إن إبراهيم استغفر لأبيه و هو مشرك، و أنا أستغفر لعمي حتى أبلغ» فأنزل اللّه عز و جل: مٰا كٰانَ لِلنَّبِيِّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَ لَوْ كٰانُوا أُولِي قُرْبىٰ ،يعني به أبا طالب، قال: فاشتدّ على النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال اللّه عز و جل لنبيه:

وَ مٰا كٰانَ اسْتِغْفٰارُ إِبْرٰاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاّٰ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهٰا إِيّٰاهُ (2) يعني حين قال: سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كٰانَ بِي حَفِيًّا (3)فَلَمّٰا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّٰهِ (4)يعني مات على الشرك تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوّٰاهٌ مُنِيبٌ (5)يعني بالحليم: السيد، و الأوّاه: الدعّاء إلى اللّه، و المنيب:

المستغفر.

قال: و أنا إسحاق، عن شيخ من خزاعة يكنى أبا عبد الرّحمن، حدّثني الحسن بن عمارة، عن رجال سمّاهم:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم و علي بن أبي طالب ذهبا إلى قبر أبي طالب ليستغفرا (6)له فأنزل اللّه عز

ص: 337


1- بالأصل: أبو.
2- سورة التوبة، الآية:114.
3- سورة مريم، الآية:47.
4- بالأصل: عدو اللّه.
5- سورة هود، الآية:75.
6- بالأصل: ليستغفر.

و جل هذه الآية: مٰا كٰانَ لِلنَّبِيِّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَ لَوْ كٰانُوا أُولِي قُرْبىٰ ، فاشتدّ على النبي صلى اللّه عليه و سلم موت أبي طالب على الكفر فأنزل اللّه على نبيه صلى اللّه عليه و سلم إِنَّكَ لاٰ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ (1)يعني به أبا طالب وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ يَهْدِي مَنْ يَشٰاءُ يعني به: العباس بن عبد المطلب، هذا مكان أبي طالب عوضا للنبي صلى اللّه عليه و سلم من أبي طالب، و كان العباس أحبّ عمومة النبي صلى اللّه عليه و سلم بعد أبي طالب إليه، لأنه كان يتيما في حجره.

أخبرنا أبو بكر الشاهد، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس بن حيّويه الخزاز (2)،قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن معروف بن بشر الخشّاب، قال: أخبرنا أبو علي الحسين (3) بن محمّد بن الفهم الفقيه، نا أبو عبد اللّه محمّد بن سعد، أنبأ يحيى بن عون بن زياد، ثنا هشام بن يوسف، عن معمر، عن أيوب، عن محمّد بن سيرين قال:

لما حضرت أبو طالب الوفاة دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال له: ابن أخي إذا أنا مت فائت أخوالك من بني النّجار فإنهم أمنع الناس لما في بيوتهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (4)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن إسحاق الصغاني، نا يوسف بن بهلول، نا عبد اللّه بن إدريس، نا محمّد بن إسحاق، عن من حدّثه عن عروة بن الزبير، عن عبد اللّه بن جعفر قال:

لما مات أبو طالب عرض لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سفيه من سفهاء قريش، فألقى عليه ترابا فرجع إلى بيته، فأتته امرأة من بناته تمسح عن وجهه التراب و تبكي، قال فجعل يقول:«أي بنية لا تبكين فإنّ اللّه مانع أباك»، و يقول ما بين ذلك:«ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب»[13437].

كتب إلي أبو علي الحداد، و حدّثني عنه أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسين، نا أبو بكر محمّد بن الحسن بن

ص: 338


1- سورة القصص، الآية:56.
2- بدون إعجام بالأصل.
3- تحرفت بالأصل إلى: الحسن.
4- رواه البيهقي في دلائل النبوة 350/2.

أبي الذّيّال (1) الأصبهاني بدمشق، نا عثمان بن خرّزاذ (2) بن عبد اللّه الأنطاكي، نا أحمد بن الدهقان، نا فرات بن محبوب، عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: لما مات أبو طالب ضرب النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«ما أسرع ما وجدت فقدك يا عم»[13438].

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو سهل بن زياد القطان، نا إبراهيم بن إسحاق الحربي، حدّثني أبو بلال الأشعري، نا قيس بن الربيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما زالت قريش كافّة عني حتى مات أبو طالب»[13439].

كذا قال: كافة بالفاء، و المحفوظ كاعة بالعين (3).

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (4)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس الأصم، نا العباس بن محمّد، ثنا يحيى، نا عقبة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما زالت قريش كاعّة عنى حتى توفي أبو طالب»[13440].

[قال ابن عساكر:] (5) كذا قالا عن عائشة و المحفوظ مرسل.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا عباس بن محمّد، نا يحيى بن معين، نا عقبة المجدّر، نا هشام بن عروة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما زالت قريشة كاعّة عني حتى مات أبو طالب».

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلص، أنا رضوان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس، عن هشام بن عروة، عن أبيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما زالت قريش كاعين عنّي حتى مات أبو طالب»[13441].

ص: 339


1- بدون إعجام بالأصل. راجع ترجمته في سير الأعلام 378/13 و تهذيب الكمال 432/12.
2- إعجامها مضطرب بالأصل و الصواب ما أثبت، راجع الحاشية التالية و أسماء الرواة عن ابن خرّزاذ، في تهذيب الكمال.
3- انظر ما يأتي قريبا.
4- رواه البيهقي في دلائل النبوة 349/2-350.
5- زيادة منا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا عبد الغافر بن محمّد، أنبأ أبو سليمان الخطابي قال:

كاعة جمع كائع، و هو الجبان. كما يقال: بائع و باعة، و قائد و قادة، يريد أنّه كان يحوط رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و يذبّ عنه، فكانت قريش تكيع و تجبن عن أذاه، يقال: كعّ الرجل عن الأمر:

إذا جبن و انقبض: يكع، و كاع يكيع. قال الفراء: يقال كععت عن الشيء و كبنت.... (1)

بمعنى واحد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو الحارث أحمد بن محمّد بن عمارة بن أبي الخطاب الليثي، و محمّد بن هارون بن شعيب بن عبد اللّه الأنصاري، قالا: أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا أبو سليمان أيوب المكتب، نا الوليد بن سلمة، عن عبد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا كان يوم القيامة شفعت لأبي و أمي، و عمي أبي طالب و أخ لي كان في الجاهلية»[13442].

قال تمام: الوليد بن سلمة منكر الحديث، و المحفوظ ما:

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، أنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو طاهر بن خزيمة.

و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن بن محمّد الأزهري، أنا أبو محمّد المخلدي، قالا: أنا أبو العباس السراج، نا قتيبة بن سعيد، نا الليث بن سعد، عن ابن الهاد، عن عبد اللّه بن خبّاب، عن أبي سعيد الخدري أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذكر عنده أبو طالب - زاد إسماعيل: عمه، و قالا:- فقال:«تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح (2) من النار، يبلغ كعبيه، يغلي منه دماغه»[13443].

رواه مسلم (3) عن قتيبة.

أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنا أبو حامد، أنا المخلدي، أنا أبو العباس، نا أبو جعفر عمرو بن علي، نا يحيى بن سعيد، نا إسرائيل، نا عبد الملك بن عمير، نا عبد اللّه بن الحارث بن نوفل، نا العباس بن عبد المطلب قال: قلت يا رسول اللّه ما أغنيت عن عمك ؟

ص: 340


1- رسمها بالأصل:«وارات».
2- الضحضاح هو ما رقّ من الماء على وجه الأرض إلى نحو الكعبين، هكذا في الأصل و استعير هنا في النار.
3- صحيح مسلم(1) كتاب الإيمان،(90) باب شفاعة النبي صلى اللّه عليه و سلم لأبي طالب رقم 360(195/1).

فقد كان يحوطك و يغضب لك ؟ قال:«هو في ضحضاح من النار، و لو لا أنا كان في الدرك الأسفل من النار»[13444].

قال: أنا أبو العباس، نا مجاهد بن موسى، نا قبيصة، عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد اللّه بن الحارث قال: قال العباس: يا رسول اللّه ما أغنيت عن عمك قد كان يغضب لك و يحفظك ؟ قال:«هو في ضحضاح من نار، و لو لا أنا كان في الدرك الأسفل من النار»[13445].

أخبرنا أبو سعد إسماعيل (1) بن أحمد بن عبد الملك، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد بن المخلدي، نا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا محمّد بن يحيى يعني ابن أبي عمر، نا سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد اللّه بن الحارث، قال: سمعت العباس قال: قلت: يا رسول اللّه، إن أبا طالب كان يحوطك و ينفعك فهل تنفعه ؟ قال:«نعم وجدته في غمرات (2) النار فأخرجته إلى ضحضاح»[13446].

رواه مسلم (3) عن محمّد بن يحيى.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أبو المظفر القشيري، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأ أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو بكر بن أبي شيبة، زاد ابن المقرئ: عبد اللّه بن محمّد، نا وكيع، نا سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد اللّه بن الحارث، عن العباس، زاد ابن المقرئ: ابن عبد المطلب أنه قال للنبي صلى اللّه عليه و سلم: عمك أبو طالب كان يحوطك (4) و يفعل بك قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّه لفي ضحضاح من النار، و لو لا أنا لكان في الدرك (5) الأسفل»[13447].

قال: و نا أبو بكر، نا ابن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد اللّه بن الحارث،

ص: 341


1- استدركت عن هامش الأصل.
2- غمرات جمع غمرة، و هي المعظم من الشيء.
3- صحيح مسلم(1) كتاب الإيمان(90) باب، رقم 358(195/1).
4- حاطه يحوطه حوطا و حياطة: إذا صانه و حفظه و ذب عنه.
5- الدرك الأسفل قعر جهنم، و أقصى أسفلها، و قالوا: و لجهنم أدراك، فكل طبقة من أطباقها تسمى دركا.

قال: قال العباس لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: إنّ أبا طالب كان يحوطك و يمنعك فهل تنفعه، زاد ابن حمدون: بشيء؟ و قالا: قال - فقال:«وجدته في الغمرات من النار فأخرجته إلى الضحضاح»[13448].

قال: و نا محمّد بن أبي بكر المقدمي، نا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل، عن العباس بن عبد المطلب، قال: يا رسول اللّه هل نفعت أبا طالب، فإنه قد كان يحوطك و يغضب لك ؟ قال:«هو في ضحضاح من النار، و لو لا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار»، و في حديث ابن حمدان: و لولاي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو بكر الخطيب، بدمشق، أنا أبو الحسن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت الأهوازي، قال: أنا أبو (1) عبد اللّه محمّد بن مخلد العطار، نا العباس بن يزيد بن أبي حبيب أبو الفضل البحراني، نا سفيان بن عيينة، سمع عبد الملك بن عمير، عن عبد اللّه بن الحارث، قال: قال العباس: يا رسول اللّه إن أبا طالب كان يحوطك و يدفع عنك فهل تنفعه بشيء؟ قال:«نعم، وجدته في الغمرة (2)، فأخرجته إلى الضحضاح»[13449].

أخبرنا أبو غالب البنّا، أنا أبو يعلى بن الفراء، و أبو الحسين بن حسنون، قالا: أنا أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد اللّه السراج، نا محمّد بن محمّد، يعني ابن سليمان الباغندي (3)،نا محمّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب القرشي، نا أبو عوانة، نا عبد الملك بن عمير، عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل، عن العباس بن عبد المطلب قال: يا رسول اللّه هل نفعت أبا طالب بشيء؟ فإنه كان يحوطك و يغضب لك، قال:«نعم، هو في ضحضاح من النار، و لو لا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار»[13450].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو الحسين بن المظفر، نا أبو بكر محمّد بن محمّد الباغندي، نا أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل، عن العباس بن عبد المطلب، قال: قلت: يا رسول اللّه هل تنفع أبا طالب فإنه قد كان يغضب

ص: 342


1- بالأصل: قال علي أبي عبد اللّه.
2- بالأصل:«العمر» و لعل الصواب ما أثبت، و الغمرة واحدة الغمرات.
3- تحرفت بالأصل إلى:«أنا عندي».

لك و يحوطك ؟ قال:«نعم، هو في ضحضاح من نار، و لو لا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار»[13451].

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (1)(2)،و أبو غالب البنّا، قالا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنبأ أبو القاسم بن حبابة، نا عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، قال: قرئ على أبي عثمان البحيري، أنبأ زاهر بن أحمد، أنبأ البغوي المنيعي (3)،نا أبو نصر التّمّار، نا حمّاد، عن ثابت، عن أبي عثمان، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أهون أهل النار عذابا أبو طالب، في رجليه نعلان من نار يغلي منهما دماغه»[13452]، و اللفظ لابن حبابة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الدقاق، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا سريج (4) بن يونس، نا إسماعيل بن مجالد، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر قال:

سئل النبي صلى اللّه عليه و سلم عن أبي طالب هل نفعته بشيء؟ قال:«نعم أخرج عن غمرة جهنم إلى ضحضاح منها». و سئل عن خديجة لأنها ماتت قبل الفرائض و أحكام (5) القرآن ؟ قال:

«أبصرتها على نهر من أنهار الجنّة في بيت من قصب، لا صخب فيه و لا نصب»[13453].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنبأ أبو طاهر المخلص، أنا رضوان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن شيبان بن إسماعيل الحنفي، عن يزيد الرقاشي، قال:

قيل لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: يا رسول اللّه، أبو طالب و نصرته لك و حيطته عليك أين منزلته ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هو في ضحضاح من نار» فقيل: و إن فيها لضحضاحا (6) و غمرا (7)؟

ص: 343


1- تحرفت بالأصل إلى: المرزقي.
2- أقحم بعدها بالأصل:«بن المررمى».
3- تحرفت بالأصل إلى: المنبعي، و المنيعي نسبة إلى منيع، جدّ أبي القاسم البغوي.
4- تحرفت بالأصل إلى: شريح.
5- قيل إنها ماتت قبل الهجرة بثلاث سنوات، و نقل عن عروة قوله أنها ماتت قبل الهجرة بسنتين، و قال بعضهم: قبل الهجرة بخمس سنوات، قال البلاذري: و هذا غلط .
6- بالأصل: لضمضاح.
7- بالأصل: و عمر.

فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«نعم، إن أدنى أهل النّار منزلة لمن يحذى له منها نعلان من نار يغلي من وهجهما (1) دماغه حتى يسيل على قوائمه» قال شيبان: فبلغني أنه ينادي مناد: أنه لا يعذب أحد عذابه من شدة ما هو فيه[13454].

قال: و نا يونس عن ابن إسحاق قال: و قال علي بن أبي طالب يرثي أباه حين مات (2):

أرقت لنوح آخر الليل غردا *** لشيخي ينعى و الرئيس المسوّدا (3)

أبا طالب مأوى الصعاليك ذا الندى *** و ذا الحلم لا جلفا (4) و لم يك قعددا

أخا الهلك خلّى ثلمة سيسدها *** بنو هاشم أو تستباح و تضهدا (5)

فأمست قريش يفرحون لفقده *** و لست أرى حيا لشيء مخلّدا

أرادت (6) أمورا زينتها حلومهم *** ستوردهم يوما من الغي موردا

يرجون تكذيب النبي و قتله *** و أن يفتروا بهتا عليه و يجحدا

كذبتم و بيت الله حتى نذيقكم *** صدور العوالي و الصفيح المهندا

و يبدو (7) منا منظر ذو كريهة *** إذا ما تسربلنا الحديد المسردا

فإما تبيدونا و إما نبيدكم *** و إما تروا سلم العشيرة أرشدا

و إلاّ فإن الحي دون محمّد *** بنو هاشم خير البرية محتدا

فإن له منكم من اللّه ناصرا *** و لست بلاق (8) صاحب اللّه أوحدا

نبي أتى من كل وحي بخطة *** فسماه ربي في الكتاب محمّدا

أغرّ كضوء (9) البدر صورة وجهه *** جلا الغيم عنه ضوؤه فتعددا (10)

ص: 344


1- من قوله: نعم، إلى هنا، مطموس بالأصل و غير مقروء، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
2- الأبيات في سيرة ابن إسحاق ص 224 رقم 332 و ديوان الإمام علي ط بيروت ص 69-70.
3- في سيرة ابن إسحاق هذا العجز جعله عجزا لعجز البيت التالي حيث جعل عجزه صدرا للبيت التالي، و صدر البيت التالي عجزا للبيت الأول.
4- الديوان: خلقا.
5- في الديوان: أخا الملك.... فيهمدا.
6- سيرة ابن إسحاق: أرادوا.
7- الديوان: و يظهر.
8- عجزه في سيرة ابن إسحاق: و لست أرى حيّا لشيء مخلدا. و في الديوان: و ليس نبي.
9- في سيرة ابن إسحاق: كضوء الشمس.
10- بالأصل: تعددا، و المثبت عن ابن إسحاق، و في الديوان: فتوقدا.

أمين على ما استودع اللّه قلبه *** و إن قال قولا كان فيه مسدّدا

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر الأسلمي، قال: توفي أبو طالب للنصف من شوال في السنة العاشرة من حين تنبّى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و هو يومئذ ابن بضع و ثمانين سنة، و توفيت خديجة بعده بشهر و خمسة أيام، و هي يومئذ بنت خمس و ستين سنة، فاجتمعت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مصيبتان: موت خديجة، و موت أبي طالب عمّه.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل، نا أبي، نا الواقدي قال: و في هذه السنة يعني سنة الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين توفيت خديجة و أبو طالب، بينهما خمس و ثلاثون ليلة، المتقدمة خديجة.

8614 - أبو طالب الجعفري الفقيه

قدم دمشق في صحبة المتوكل، فيما قرأت بخط أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد الخطابي الشاعر الدمشقي.

حكى عنه أبو نصر الأوسي، و أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر، صاحب كتاب بغداد.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، و نقلته من خطه، أنبأ أبو بكر الخطيب، و عبد المحسن بن محمّد البغداديان، قالا: أنا محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر، أنا محمّد بن عبد الرحيم المازني، نا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثني أبو نصر الأوسي، حدّثني أبو طالب الجعفري، قال:

جرى بين رجل من قريش و رجل من الأنصار ملاحاة فقال له القرشي: تكلمني و أنا رجل من قريش، فقال له الأنصاري: من أيّ قريش ؟ ممن آوينا و نصرنا أو ممن حاربنا فقتلنا، أو ممن أسرنا فمننّا؟ قال أبو طالب: فذهبت لأكلم الأنصاري، فقال أبي: أسكت، اتركهم ينتصرون لأنفسهم.

قرأت على أبي محمّد عبد اللّه بن أسد بن عمار، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا يحيى أبو علي، نا علي بن بكر، ثنا ابن يحيى إملاء، ثنا محمّد بن

ص: 345

الفضل، أنشدني أبو طالب الجعفري إنه مما كان يتمثل بها زيد بن علي في حربه (1) و هي:

منخرق الخفين يشكو الوجى *** تنكبه (2) أطراف مرو حداد

شرده الخوف و أزرى به *** كذاك من يكره حر الجلاد

قد (3) كان في الموت له راحة *** و الموت حتم في رقاب العباد

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (4)، أنبأ أحمد بن عمر بن روح النهرواني، نا المعافا بن زكريا الجريري، نا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثني أحمد بن فراس السامي (5)،قال:

جرت بين أبي طالب الجعفري و بين علي بن الجهم وحشة، أرسل أبو طالب يعتذر إليه فكتب إليه علي:

لم تذقني حلاوة الإنصاف *** و تعسفتني أشد اعتساف

و تركت الوفاء جهلا بما فى *** ه و أسرفت غاية الإسراف

غير أني إذا رجعت إلى ح *** ق بني هاشم بن عبد مناف

لم أجد لي إلى التشفي سبيلا *** بقواف و لا بغير قواف

لي نفس تأبى الدنية و الأش *** راف لا تعتدي على الأشراف

ذكر أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي، أنشدني أبو نصر الأوسي لأبي طالب الجعفري:

إني أهابك أن أقو *** ل و لست آتمن الرسولا

فإذا هدت فطن الرسول *** ل (6) و رنّح السكر العقولا

فانظر إلى نظري إلي *** ك فإن في نظري دليلا

و ابسط لسانك إن رأي *** ت إلى مؤانستي سبيل

ص: 346


1- الأبيات في تاريخ الطبري 535/7 و عيون الأخبار 291/1-292.
2- عن المصدرين السابقين و صورتها بالأصل:«نبصه ؟؟؟».
3- بالأصل:«قدر» و المثبت عن المصدرين السابقين.
4- الخبر و الأبيات في تاريخ بغداد 368/11-369 في ترجمة الشاعر علي بن الجهم.
5- بالأصل: الشامي، و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- الأصل:«الرقيب» و المثبت عن مختصري ابن منظور و أبي شامة.

إني أعيذك أن تكو *** ن عليّ ممتنعا بخيلا

أجمل (1)-فديتك - في جوا *** بك إذ ظننت بك الجميلا

ألهيتني بك عن سوا *** ك و صرت لي أملا و سولا

8615 - أبو طالب الدمشقي

[حكى عنه: أبو محمّد القاسم] (2).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأ عاصم بن الحسن بن محمّد، أنا أبو السهل محمود بن عمر بن جعفر العكبري، أنا أبو الحسن علي بن الفرج بن علي بن أبي روح العكبري، ثنا ابن أبي الدنيا، حدّثني القاسم بن هاشم، حدّثني أبو طالب الدمشقي:

أن رجلا كتب إلى ابن له: إنك لن تبلغ أملك، و لن تعدوا أجلك، فأجمل في الطلب، و استطب المكسب، فإنه ربّ طلب قد جرّ إلى حرب. فأكرم نفسك عن دنيا دنية، و شهوة ردية، فإنك لا تعتاض بما (3) تبذل (4) من نفسك عوضا، و لا تأمن من خدع الشيطان أن تقول: متى أرى ما أكره ؟ نزعت، فإنه هكذا هلك من كان قبلك.

8616 - أبو طالب بن عبد الرحيم الجعفري الهمذاني

8616 - أبو طالب بن عبد الرحيم الجعفري الهمذاني (5)

سمع بدمشق عبد الوهاب الكلابي.

روى عنه أبو بكر عتيق بن علي بن داود السمنطاري، و ذكر أنه همذاني، ثقة سمع منه أحاديث بهمذان، و ليس هو أبو طالب حمزة بن محمّد بن عبد اللّه الحميري الطوسي الصوفي الذي روى عن الكلابي أيضا، و روى عنه أهل طوس لأني لا أحفظ في نسب حمزة هذا أبا اسمه عبد الرحيم.

8617 - أبو طاهر الدمشقي

حدّث عن أبيه، و هشام بن عمار، و محمّد بن عبد الرّحمن بن سهم.

ص: 347


1- بالأصل و مختصر أبي شامة:«فأجمل» حذفنا الفاء لتقويم الوزن.
2- ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح عن مختصر أبي شامة.
3- الأصل: ما، و المثبت عن أبي شامة و ابن منظور.
4- بالأصل:«بدل ؟؟؟» و المثبت عن أبي شامة و ابن منظور.
5- في مختصر أبي شامة:«الهمذاني» و هو ما أثبت.

روى عنه أبو عبد اللّه المحاملي، و محمّد بن مخلد العطار.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم القرشي المقرئ، ببغداد، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي القاضي، نا أبو الطاهر الدمشقي، نا هشام بن عمار، نا يحيى بن حمزة، حدّثني الوضين بن عطاء، عن القاسم بن عبد الرّحمن، قال:

حدّثني بعض أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: صلّى بنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في يوم عيد، فكبّر أربعا و أربعا، فلمّا انصرف، أقبل بوجهه و قبض إبهاميه، و أشار بأصابعه و قال:«لا تنسوا، كتكبير الجنائز»[13455].

و هو أحمد بن بشر بن عبد الوهاب، تقدم ذكره في حرف الألف.

8618 - أبو طاهر الدمشقي

شاعر.

قرأت من شعره:

دوائي مكروهي و دائي محبتي *** فقد عيل بي صبري فكيف أقلب (1)؟

فلا كبدي تبلى و لا لك رحمة *** و لا عنك إقصار و لا لي مذهب

8619 - أبو طعمة مولى عمر بن عبد العزيز

8619 - أبو طعمة (2) مولى عمر بن عبد العزيز (3)

سمع عبد اللّه بن عمر بن الخطاب.

روى عنه عبد اللّه، و عبد الرّحمن ابنا يزيد بن جابر، و عبد اللّه بن لهيعة، و عبد اللّه بن عيسى بن أبي ليلى و عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز.

و أصله من الشام، و سكن مصر، و كان يقصّ بها، و رماه مكحول بالكذب، و هو هلال مولى عمر الذي تقدم ذكره.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو القاسم بن الفرات، أنا عبد الوهاب

ص: 348


1- بالأصل: أفلت، و المثبت عن أبي شامة.
2- طعمة: بضم أوله و سكون المهملة.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 317/21 و تهذيب التهذيب 388/6 و ميزان الاعتدال 541/4 و الجرح و التعديل 9/ 398.

الكلابي، نا ابن جوصا، نا يحيى بن عثمان، نا محمّد بن حمير، نا معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي طعمة، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال:

كسفت الشمس على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فنودي: الصلاة جامعة، فركع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ركعتين في سجدتين، ثم قام فركع ركعتين في سجدتين، ثم جلّي عن الشمس، و كانت عائشة تقول: ما سجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سجودا و لا ركع ركوعا أطول منه[13456].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن إسحاق الصّغاني، نا أبو نعيم، نا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الغافقي من أهل مصر و مولى له يقال له أبو طعمة أنهما خرجا من مصر حاجّين فجلسا إلى ابن عمر فذكر القصة، فقال ابن عمر: أشهد لسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لعن اللّه الخمر و شاربها، و ساقيها، و بائعها، و مبتاعها، و عاصرها، و حاملها و المحمولة إليه، و آكل ثمنها»[13457].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا محمّد بن خريم بن محمّد بن مروان، نا هشام بن عمار، نا سعيد بن يحيى بن صالح اللخمي، ثنا عبد العزيز يعني ابن عمر بن عبد العزيز، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الغافقي عن مولى لهم يقال له أبو طعمة قال:

أتينا ابن عمر بالمدينة فأتاه رجل، فقال: يا أبا عبد الرّحمن ما تقول في شرب الطلاء (1)الحلو الحلال الطيّب ؟ قال: اشرب و اسقني، فولّى الرجل، فقال ابن عمر لرجل: أدركه، فسله، فإن قال: أحله له، فردّه، فأدركه فردّه فقال: ما قلت ؟ قال: كذا و كذا، فقال: و هل يقدر ابن عمر أن يحرّم الحلو الحلال الطيب، أشهد أنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لعن اللّه الخمر، و بائعها، و مبتاعها، و ساقيها، و شاربها، و عاصرها، و معتصرها، و حاملها، و المحمولة إليه و آكل ثمنها»[13458].

و كذا رواه أبو أحمد الحاكم، عن ابن خريم، و الصواب ما تقدم، و قد رواه وكيع، عن عبد العزيز و رواية أبي نعيم.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري (2)،أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد البحيري،

ص: 349


1- الطلاء: ما طبخ من عصير العنب حتى ذهب ثلثاه (تاج العروس: طلى).
2- غير واضحة بالأصل.

أنا أبو علي زاهر بن أحمد بن أبي بكر بن موسى السرخسي، بها، نا أبو عبد اللّه محمّد بن وكيع الطوسي بها، نا أبو الحسن محمّد بن أسلم بن سالم بن يزيد الطوسي، نا جعفر بن عون، و أبو نعيم، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه و رجل من مواليهم أنهما سمعا ابن عمر يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لعن اللّه الخمر، و شاربها، و ساقيها، و بائعها، و مبتاعها، و عاصرها، و معتصرها، و حاملها، و المحمولة إليه، و آكل ثمنها»[13459].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،نا وكيع، نا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن أبي طعمة مولاهم، و عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه الغافقي أنّهما سمعا ابن عمر يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لعنت الخمر على عشرة وجوه، لعنت الخمر بعينها، و شاربها، و ساقيها، و بائعها، و مبتاعها، و عاصرها، و معتصرها، و حاملها، و المحمولة إليه، و آكل ثمنها»[13460].

كتب إلي أبو بكر عبد الغفار بن محمّد الشيرويي، و أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن حبيب عنه، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي (2)،أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلص، أنا رضوان بن أحمد، قالا: أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه و أبي طعمة، قالا: سمعنا عبد اللّه بن عمر يقول: أشهد لسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لعن اللّه الخمر، و شاربها، و ساقيها، و بائعها، و مبتاعها، و عاصرها، و معتصرها، و حاملها و المحمولة له و آكل ثمنها»[13461].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن يحيى بن بلال البزار، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه، نا يزيد بن هارون، أنا شريك، عن عبد اللّه بن عيسى، عن أبي طعمة، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لعنت الخمر، و شاربها، و ساقيها، و عاصرها، و معتصرها، و حاملها، و المحمولة إليه، و مبتاعها، و آكل الثمن»[13462].

ص: 350


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 254/2 رقم 4787 طبعة دار الفكر.
2- أقحم بعدها بالأصل: أنا أبو القاسم بن السمرقندي.

أخبرنا أبو القاسم الشيباني، أنا الحسن بن علي، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه، حدّثني أبي، نا حسن، يعني ابن موسى، نا ابن لهيعة، نا أبو طعمة - قال ابن لهيعة: لا أعرف اسمه، قال: سمعت عبد اللّه بن عمر، فذكر حديثا.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد إجازة.

قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد، قال (1):

أبو طعمة قارئ (2) أهل مصر سمع ابن عمر، روى عنه ابنا يزيد بن جابر، و عبد اللّه بن عيسى، و ابن لهيعة، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو طعمة مولى عمر بن عبد العزيز، سمع أبا عبد الرّحمن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب العدوي، ذكره عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز (3) القرشي، رماه مكحول الهذلي بالكذب، حديثه في الشاميين. فلا أدري هو الذي تقدم ذكرنا له، أو هما اثنان (4) يعني أبا طعمة الذي روى عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، روى عنه يحيى بن أبي كثير الطائي.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنبأ محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمار، قال: أبو طعمة ثقة (5).

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا الصفار، أنا ابن منجويه، أنا الحاكم، أخبرني أبو الفضل محمّد بن أحمد السلمي، أنا يحيى يعني ابن ساسّويه الرقاشي، نا أحمد بن عبد اللّه الطالقاني و هو عندنا أبو إسحاق، عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، قال: سمعت مكحولا و حدّثه أبو طعمة بشيء، فقال: ذروه يكذب (6).

ص: 351


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 398/9.
2- تقرأ بالأصل:«قارين» و المثبت عن الجرح و التعديل.
3- بالأصل:«عبد» راجع ترجمته في تهذيب الكمال 517/11.
4- تقرأ بالأصل:«أيضا» و المثبت عن مختصر أبي شامة.
5- تهذيب الكمال 317/21.
6- الجملة بالأصل تقرأ:«فقال: دروع ان بلغت» صوبنا الجملة عن تهذيب التهذيب 388/6 «ذروه يكذب».

8620 - أبو طفيل

اسمه عامر بن واثلة، تقدّم ذكره في حرف العين.

8621 - أبو طلحة الأنصاري

اسمه زيد بن سهل، تقدّم ذكره في حرف الزاي.

8622 - أبو طوالة

8622 - أبو طوالة (1)

اسمه عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن معمر، تقدّم ذكره في حرف العين.

8623 - أبو الطيب بن عبد الصّمد

حدّث عن هشام بن عمّار، و يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد.

روى عنه أبو الحسن أحمد بن حميد بن سعيد بن أبي العجائز.

8624 - أبو الطيب الوراق

قرأت بخط عبد الوهاب الميداني: و في يوم السبت لسبع خلون من شعبان يعني سنة سبع و أربعين و ثلاثمائة، مات أبو الطيّب الورّاق، و كان فاضلا في صنعته حاذقا بها، مقدّما فيها، بصيرا، يكتب المحاضر و السجلات، و الإقرار، و البيوع، و سائر الشروط و لم يترك مثله في صنعته، و كان جمّاعة للكتب، أعني: كتب العلم، و النحو، و الأدب، و سائر العلوم، عفا اللّه عنا و عنه.

حرف الظاء [المعجمة]

8625 - أبو ظبية السّلفي ثم الكلاعي الحمصي

8625 - أبو ظبية (2) السّلفي (3) ثم الكلاعي الحمصي (4)

سمع عمر بن الخطاب، و معاذ بن جبل، و المقداد بن الأسود، و عمرو بن عبسة، و عبد اللّه بن عمرو، و أبا أمامة الباهلي، و عمرو بن العاص.

ص: 352


1- طوالة: بضم أوله و تخفيف ثانيه.
2- ظبية: بفتح أوله و سكون الموحدة بعدها تحتانية (كما في تقريب).
3- السلفي: بضم أوله.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 326/21 و تهذيب التهذيب 390/6 و ميزان الاعتدال 542/4 و سماه: أبا طيبة، و الجرح و التعديل 399/9 و المعرفة و التاريخ 463/2 و الكنى و الأسماء 41/1 و الإصابة 120/4.

روى عنه أبو سعيد شهر بن حوشب، و محمّد بن سعد الأنصاري، و ثابت البناني، و شريح بن عبيد، و بشر (1) بن عطية.

و شهد الجابية مع عمر.

أخبرنا أبو البقاء هبة اللّه بن عبد اللّه بن الحسن بن أحمد بن البصيدائي (2)،ببغداد، أنا أبو محمّد الجوهري.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهاب بن الدباش (3)،و أبو غالب بن البنّا، قالا: أنا أبو علي الحسن بن غالب بن المبارك المقرئ، قالا: أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، نا محمّد بن هارون بن حميد بن المجدّر، نا أبو بكر بن أبي شيبة العبسي، نا شريك، عن محمّد بن سعد الأنصاري، عن أبي ظبية، عن أبي أمامة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«المقة من اللّه، و الصيت في السماء، فإذا أحب اللّه عبدا نادى جبريل: إنّ ربكم يحب فلانا فأحبّوه، فيحبه أهل السماء، و ينزل له القبول في الأرض»[13463].

أخبرناه أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا الحاكم أبو أحمد، أنا أبو الحسن علي بن المبارك المسروري، ببغداد، نا أبو بكر يعني ابن أبي شيبة، نا شريك بن عبد اللّه النخعي، عن محمّد بن سعد الأنصاري، عن أبي ظبية، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«المقة من اللّه، و الصيت من السماء، فإذا أحبّ اللّه عبدا قال: يا جبريل إنّ ربكم يحب فلانا فأحبوه، قال: فينادي جبريل: إنّ ربكم يحب فلانا فأحبوه، قال: فينزل اللّه له المقة على أهل الأرض»[13464].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي، أنا أبو بكر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد [نا] (4) علي بن حكيم الأودي، نا شريك (5).

ص: 353


1- كذا بالأصل و تهذيب التهذيب و مختصر أبي شامة، و في تهذيب الكمال: بسر.
2- قارن مع مشيخة ابن عساكر 236/ب.
3- كذا بالأصل، و في مشيخة ابن عساكر 49/ب.
4- سقطت من الأصل.
5- رواه أحمد بن حنبل في المسند من طريق آخر 290/8 رقم 22296 بسنده إلى أمامة.

قال: و نا أبو بكر بن أبي شيبة (1)،عن محمّد بن سعد، عن أبي ظبية، عن أبي أمامة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو حفص (2) بن شاهين، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا أبو بكر بن أبي شيبة حدّثنا شريك، عن محمّد بن سعد الأنصاري، عن أبي ظبية، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«المقة من اللّه و الصيت في السماء، فإذا أحبّ اللّه عبدا قال: يا جبريل إنّ ربك يحب فلانا فأحبه، فينادي جبريل، فينزل له المقة على الأرض»[13465].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا أبو فروة الرهاوي يزيد بن محمّد بن يزيد، حدّثني أبي، نا يزيد بن سنان، ثنا زيد بن أبي أنيسة، و عبد اللّه بن يحيى، عن عمرو بن مرة، عن شمر (3) بن عطية، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة الباهلي، قال: قلت: يا أبا أمامة حديث بلغني عنك تحدث به عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الوضوء، قال أبو أمامة: لو لم أسمعه من نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلاّ مرة أو مرتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا أو ستا أو سبعا لم أحدّث به، قال شهر: فقلنا له: كيف سمعته ؟ فقال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من توضأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه من مسامعه و بصره، و يديه و رجليه»، فقال أبو ظبية الحمصي:

و وجدته عند أبي أمامة، و أنا سمعت عروة بن عبسة يحدّث بذلك عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و يقول:

ما من عبد يبيت على طهر، فيذكر اللّه ثم يتعارّ (4) من الليل، فيدعو اللّه إلاّ أعطاه اللّه ما سأل من أمر الدنيا و الآخرة»[13466].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالا: أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا زهير، نا جرير، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن شهر بن حوشب، قال:

دخلت المسجد فإذا أبو أمامة في زاوية المسجد، فجلست إليه فجاء رجل أفضل رجل

ص: 354


1- أقحم بعدها بالأصل: نا جبريل.
2- تحرفت بالأصل إلى: جعفر.
3- غير واضحة بالأصل، راجع ترجمة شهر بن حوشب في تهذيب الكمال و انظر فيها أسماء الرواة عنه.
4- التعارّ: السهر.

بالشام إلاّ رجلا من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يحدّث حديثا لو لم أسمعه يحدّثه،- فذكر شيئا سقط عني - أو خمسة، أو ستة، أو سبعة، لم أحدث به يقول:«ما من رجل يتوضأ فيحسن وضوءه، و سقط شيء، رجله و سمعه و بصره» قال أبو ظبية: و سقط شيء - هذا المرء، و ذكر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما من رجل نام طاهرا على ذكر (1) فيتعارّ من الليل، يسأل اللّه خيرا من الدنيا و الآخرة، إلاّ أعطاه اللّه إياه»[13467].

أخبرناه على الصواب: أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن عبيد اللّه بن عثمان السكري، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصلت المجبّر.

ح و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه، و محمّد بن أحمد بن علي السمسار.

قالا: أنبأ إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد بن خرّشيد قوله، قالا: نا الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء، حدّثنا يوسف بن موسى، نا جرير، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن شهر بن حوشب، قال:

دخلت المسجد فإذا أبو أمامة جالس في زاوية المسجد، فجلست إليه، فجاء شيخ يقال له أبو ظبية من أفضل رجل بالشام، إلاّ رجل من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال أبو أمامة: لقد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يحدّث حديثا لو لم أسمعه يحدثه - و قال ابن خرشيد قوله: يحدث - إلاّ مرة، أو اثنتين، أو ثلاثا، أو أربعا، أو خمسا، أو ستا أو سبعا (2) ما حدّثته لكني سمعته أكثر من ذلك سمعته يقول:«ما من رجل يتوضأ فيحسن الوضوء إلاّ مرت ذنوبه من سمعه، و بصره، و يديه، و رجليه» قال أبو ظبية: قالا: سمعت عمرو بن عبسة (3) زاد ابن الصلت:

يحدث هذا الحديث كما حدّثت، فذكر كما ذكر أبو أمامة و سمعته ثم اتفقا فقالا: يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما من رجل ينام طاهرا على ذكر فيتعارّ من الليل، فسأل اللّه خيرا من الدنيا و الآخرة إلاّ أعطاه اللّه عزّ و جل» زاد ابن الصلت: إياه.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، أنبأ عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي (4)،نا

ص: 355


1- كذا بالأصل، و مرّ في الرواية السابقة: ذكر اللّه.
2- بالأصل: أو اثنين، أو ثلاثة، أو أربعة، أو خمسة، أو ستة، أو سبعة.
3- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن مختصر أبي شامة.
4- ترجمته في سير الأعلام 18/18.

الحسن بن جعفر بن الوضاح، نا جعفر بن محمّد الفريابي، حدّثني أبو مروان عبد الملك بن حبيب المصيصي، نا أبو إسحاق الفزاري، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، [عن شهر بن حوشب] (1) قال:

دخلت مسجد دمشق فإذا أبو أمامة جالس في زاوية المسجد، فجاءه أبو ظبية حتى جلس، و كانوا لا يعدلون به رجلا إلاّ رجلا صاحب محمّدا عليه السّلام فقال أبو أمامة:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يحدّث حديثا لو لم أسمعه منه إلاّ مرة أو اثنتين (2) حتى عدّ سبعا ما حدّثتكموه، و لكني قد سمعته أكثر من ذلك. سمعته يقول:«ما من رجل يتوضأ فيحسن وضوءه، ثم يقوم إلى الصلاة إلاّ خرجت ذنوبه من سمعه و بصره و يديه» قال أبو ظبية: و أنا قد سمعته من عمرو بن عبسة (3) يحدّث كما قلت، و سمعته يقول:«ما من مسلم ينام طاهرا على ذكر فيتعارّ من الليل فيسأل اللّه خيرا من الدنيا و الآخرة إلاّ أعطاه إياه»، قال: فقلنا: أين أنت من هذا يا أبا ظبية ؟ قال: ما آلو.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد (4)،نا عمران بن بكار بن راشد أبو موسى الكلاعي الحمصي، نا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، نا صفوان بن عمرو، عن غيلان بن معشر، عن أبي ظبية السلفي قال: خطبنا عمر بن الخطاب بالجابية في يوم الجمعة فقرأ: إِذَا السَّمٰاءُ انْشَقَّتْ (5) فنزل عن المنبر فسجد، و سجد الناس معه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، ثنا محمّد بن يعقوب، نا عباس، قال: سمعت يحيى يقول: أبو ظبية الكلاعي شامي، هو صاحب معاذ.

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أنا أبو

ص: 356


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل.
2- بالأصل: اثنين.
3- بالأصل: عسسه.
4- رواه الدولابي في الكنى و الأسماء 41/1.
5- سورة الانشقاق، الآية الأولى.

القاسم العبدي، أنا حمد (1)،إجازة.

قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد (2)،قال:

أبو ظبية الكلاعي سمع معاذا و المقداد، روى عنه شهر بن حوشب، و محمّد بن سعد، و ثابت البناني، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن مدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلما يقول: أبو ظبية الكلاعي عن المقداد بن الأسود، و أبي أمامة، روى عنه محمّد بن سعد الأنصاري، و شهر بن حوشب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال (3):أبو ظبية كلاعي، شامي، يحدّث عن معاذ بن جبل.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني (4)،أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال (5) في طبقة قدم تلي الطبقة العليا من التابعين: أبو ظبية يحدث عن معاذ.

أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمّد بن علي، أنا علي بن المحسن التنوخي، أنا محمّد بن المظفر، أنبأ بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد عيسى قال: و أبو ظبية السّلفي يحدث عن معاذ، و حضر خطبة عمر بالجابية.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين (6)،عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن المبارك، أنا رشأ بن نظيف المقرئ، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد الطرسوسي، أنا

ص: 357


1- تحرفت بالأصل إلى: أحمد.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 399/9.
3- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 463/2.
4- تحرفت بالأصل إلى الكناني.
5- عن أبي زرعة الدمشقي رواه المزي في تهذيب الكمال 326/21.
6- بالأصل:«الحصري الحسني» تصحيف.

محمّد بن محمّد بن داود الكرجي، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش قال: أبو ظبية الكلاعي أرجو أن يكون سمع من معاذ.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني قال: و أما ظبية الظاء المعجمة فهو أبو ظبية الكلاعي، يروي عن عمرو بن عبسة، و المقداد، و أبي أمامة، روى عنه محمّد بن سعد، و شهر بن حوشب (1).

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو ظبية الكلاعي عن عمرو بن عبسة السلمي، و المقداد، و معاذ بن جبل، و عبد اللّه بن عمر، روى عنه أبو سعيد شهر بن حوشب، و محمّد بن سعد، و ثابت.

حديثه في الشاميين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد، قال: و أما أبو ظبية فوق الطاء نقطة و بعدها باء تحتها نقطة و يليها ياء تحتها نقطتان: فأبو ظبية الكلاعي، روى عن معاذ بن جبل، و المقداد بن الأسود، روى عنه شهر بن حوشب، و محمّد بن سعد، و ثابت البناني، و لا يعرف له اسم، و يقال إنّ اسمه كنيته (2).

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد الرّحيم بن أحمد.

حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا عبد الرحيم بن أحمد، أنا عبد الغني بن سعيد قال: ظبية بالظاء معجمة بواحدة و يقال له أبو ظبية، روى عنه محمّد بن سعد الأنصاري.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا (3)،قال: و أما ظبية بظاء معجمة، ثم باء معجمة بواحدة ثم ياء معجمة باثنتين من تحتها: أبو ظبية الكلاعي، يروي عن عمرو بن عبسة، و المقداد، و أبي أمامة، روى عنه محمّد بن سعد الأنصاري، و شهر بن حوشب.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا

ص: 358


1- تهذيب الكمال 326/21.
2- تهذيب الكمال 326/21.
3- الاكمال لابن ماكولا 250/5-251.

محمّد بن هارون الروياني، نا محمّد بن المثنى، نا محمّد بن عمار، نا جرير (1)،عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن شهر بن حوشب، قال: دخلت فإذا أبو أمامة في زاوية المسجد، فجلست إليه، فجاء شيخ يقال له أبو ظبية من أفضل رجل بالشام إلاّ رجلا (2) من أصحاب نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق الأصبهاني، أنا أبو الحسن العدل، أنا أبو أحمد العسكري، قال: أخبرني علي بن سعدان بن نصر، قال: سمعت العباس يقول (3):

سئل يحيى بن معين عن أبي ظبية الذي يروي عنه محمّد بن سعد الأنصاري، فقال: ثقة، و قد روى [بشر] (4) بن عطية عن أبي ظبية، عن عمرو بن عبسة، لا أدري هو هذا أم غيره.

[قال ابن عساكر:] (5) هو هو بلا شك.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول (6):قلت ليحيى: أبو ظبية الذي يروي عنه محمّد بن سعد الأنصاري ؟ فقال: ثقة.

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنبأ حمد، إجازة.

قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: نا محمّد، قال (7):سئل أبو زرعة عن أبي ظبية هل يسمى فقال: لا أعرف أحدا يسميه.

أنبأنا أبو المظفر القشيري، عن محمّد بن علي بن محمّد الصوفي، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أنا أبو الحسن الدار قطني، قال: أبو ظبية الشامي الكلاعي ليس به بأس (8).

ص: 359


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 327/21.
2- عن تهذيب الكمال:«رجلا» و بالأصل: رجل.
3- تهذيب الكمال 326/21.
4- بياض بالأصل و الزيادة المثبتة عن تهذيب الكمال، و فيه:«بسر».
5- زيادة منا.
6- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 327/21.
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 399/9.
8- تهذيب الكمال 327/21.

ص: 360

فهرس

الجزء السادس و الستون

ص: 361

ص: 362

الفهرس باب ذكر من سمّي بكنيته أو اشتهرت كنيته في اسمه سوى ما تقدم ذكره مرتّبا على الحروف أيضا

8350 - أبو أحمد بن علي الكلاعي [الشامي الدمشقي] 3

8351 - أبو أحمد بن هارون الرشيد 5

8352 - أبو إبراهيم الدمشقي 6

8353 - أبو الأبرد الدمشقي 6

8354 - أبو الأبطال 6

8355 - أبو الأبيض العبسي الشامي 7

8356 - أبو أحيحة القرشي 10

8357 - أبو الأخضر 11

8358 - أبو الأزهر 11

8359 - أبو إسماعيل 11

8360 - أبو الأسود البيروتي 12

8361 - أبو أسيد - بالفتح - و يقال: أبو أسيد - بالضم - الفزاري 12

8362 - أبو أميّة الثعلبى 14

8363 - أبو أمية الشّعباني 14

8364 - أبو أوس 14

8365 - أبو إياس الليثي 14

ص: 363

8366 - أبو أيوب 15

8367 - أبو أيوب 15

8368 - أبو أيوب [الدمشقي]15 حرف الباء

8369 - أبو البختري 16

8370 - أبو بردة بن عوف الأزدي 16

8371 - أبو بردة 16

8372 - أبو بسرة الجهني 16

8373 - أبو بشر التّنوخي 16

8374 - أبو بشر 17

8375 - أبو بشر الكلاعي 17

8376 - أبو بشر المروزيّ 17

8377 - أبو بقية 18 ذكر من اسمه أبو بكر

8378 - أبو بكر بن أنس بن مالك بن النضر الأنصاري 18

8379 - أبو بكر بن بشر القرشي 21

8380 - أبو بكر بن حنظلة العنزي 21

8381 - أبو بكر بن سعيد الأوزاعي 21

8382 - أبو بكر بن سليمان بن أبي السائب القرشي الدمشقي 21

8383 - أبو بكر بن عبيد اللّه بن أنس بن مالك الأنصاري 22

8384 - أبو بكر بن عبد اللّه بن حويطب بن عبد العزّى بن أبي قيس بن عبد ودّ القرشي العامري 22

8385 - أبو بكر بن عبد اللّه بن محمّد بن أبي سبرة بن أبي رهم بن عبد العزّى بن أبي قيس ابن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي العامري المديني 22

8386 - أبو بكر بن عبد اللّه الأسوار ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان 29

8387 - أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي المدني 31

8388 - أبو بكر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم القرشي الأموي 38

ص: 364

8389 - أبو بكر بن عبد الواحد بن قيس الأفطس 40

8390 - أبو بكر بن عتيق بن عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 41

8391 - أبو بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم ابن مالك بن النجار أبو محمّد الأنصاري الخزرجي المدني الفقيه 41

8392 - أبو بكر بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي 48

8393 - أبو بكر بن يزيد بن أبي بكر بن يزيد بن معاوية الأموي 49

8394 - أبو بكر بن يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان الأموي 49

8395 - أبو بكر البيروتي 49

8396 - أبو بكر الكلبي العابد 49

8397 - أبو بكر 49

8398 - أبو بكر الصيداوي 49

8399 - أبو بكر الشّبلي 50

8400 - أبو بكر الوراق الصوفي 78

8401 - أبو بكر الجصاص البصري الصوفي 78

8402 - أبو بكر الدمشقي 78

8403 - أبو بكر الزعفراني 79

8404 - أبو بكر بن العطار الداراني 79

8405 - أبو بكر القلانسي 79

8406 - أبو بكر ابن العريف الأكفاني 79

8407 - أبو بكر بن الفريابي 80

8408 - أبو بكر الواسطي الصوفي 80

8409 - أبو بكر السمرقندي الفقيه الحنفي المعروف بالظهير 80

حرف التاء

8410 - أبو تجراة الكندي 80

8411 - أبو تميمة مولى بني مروان الأموي 81

8412 - أبو توبة المصري 82 حرف الثاء

8413 - أبو ثابت الدّمشقي 82

ص: 365

8413 م - أبو الثريا الكردي 83

8414 - أبو ثعلبة الخشني 84 حرف الجيم

8415 - أبو الجرّاح الغسّاني 105

8416 - أبو الجعد السّائح 105

8417 - أبو جعدة القرشي مولاهم دمشقي 106

8418 - أبو جعفر الصّاحي 106

8419 - أبو جعفر الخراساني الشّافعيّ 107

8420 - أبو جعفر بن بحبرى 108

8421 - أبو جعفر ابن بنت أبي سعيد الثعلبي 108

8422 - أبو جعفر بن ماهان الرّازي 109

8423 - أبو جعفر الطبري 109

8424 - أبو جعفر الحدّاد الصّوفي 110

8425 - أبو جعفر الدّمشقي 117

8426 - أبو الجعيد 117

8427 - أبو جلتا البهراني 118

8428 - أبو الجلد التّميمي 118

8429 - أبو الجماهر لقب و اسمه محمّد بن عثمان 119

8430 - أبو جميع بن عمر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي 119

8431 - أبو جميل القدريّ 119

8432 - أبو جناب الكلبي اسمه يحيى بن أبي حية 120

8433 - أبو جندل العامري اسمه العاص بن سهيل 120

8434 - أبو جندل بن سهيل 120

8435 - أبو الجنوب [المؤذن] المؤدب مؤذّن الضّحّاك بن قيس 123

8436 - أبو الجهم بن حذيفة العدوي اسمه عبيد 123

8437 - أبو الجهم بن كنانة الكلبي 123

8438 - أبو الجودي اسمه الحارث بن عمير 123

8439 - أبو الجلاس العبدريّ 123

ص: 366

حرف الحاء

8440 - أبو حاتم الرّازي اسمه محمّد بن إدريس الحنظلي 124

8441 - أبو حاتم بن حبّان البستي اسمه محمّد بن حبّان 124

8442 - أبو حارثة أظنه ابن عراك بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المرّي 125

8443 - أبو الحارث بن الحسن بن يحيى الخشني البلاطي 125

8444 - أبو الحارث بن أبي عطيّة 125

8445 - أبو الحارث الأولاسي فيض بن الخضر 126

8446 - أبو الحارث الصّوفي 126

8447 - أبو الحارث بن أبي العجل 126

8448 - أبو حازم الأسدي بن الخناصري 126

8449 - أبو حازم الأعرج اسمه سلمة بن دينار 132

8450 - أبو حامد الجرجاني اسمه أحمد بن علي بن إسحاق 132

8451 - أبو حديرة، و يقال: أبو حديرج، و يقال: أبو حدير الجذامي، و يقال: الأجذمي، و يقال:اللخمي 132

8452 - أبو حرب اليماني المبرقع الذي زعم أنه السفياني 135

8453 - أبو حرّة الحجازي 138

8454 - أبو حريش الكناني 138

8455 - أبو حزابة اسمه الوليد بن حنيفة 141

8456 - أبو حسّان بن حسّان البسريّ أخو أبي عبيد محمّد بن حسّان 141

8457 - أبو حسّان الزيادي اسمه الحسن بن عثمان 142

[ذكر من اسمه: أبو الحسن]

8458 - أبو الحسن بن جعفر المتوكّل بن محمّد المعتصم بن هارون الرشيد بن محمّد المهدي ابن عبد اللّه المنصور بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس الهاشمي 142

8459 - أبو الحسن بعض إخوان أبي الميمون بن راشد 142

8460 - أبو الحسن الأعرابي الصوفي 143

8461 - أبو الحسن الأطرابلسي 143

8462 - أبو الحسن بن حفص 144

8463 - أبو الحسن التهامي الشاعر اسمه علي بن محمّد 144

ص: 367

8464 - أبو الحسن المعاني 144

8465 - أبو الحسن الدمشقي 144

8466 - أبو الحسن الدّويدة 145 ذكر من اسمه أبو الحسين

8467 - أبو الحسين بن أحمد بن الطيب النّصيبي الفقيه المعروف بالحكّاك 146

8468 - أبو الحسين بن بنان المصري الصوفي 147

8469 - أبو الحسين بن حريش 149

8470 - أبو الحسين بن عمرو بن محمّد السّلمي الداراني 149

8471 - أبو الحسين 149

8472 - أبو الحسين الرائق المعري الشاعر 149

8473 - أبو حفص الدمشقي 150

8474 - أبو حفص الدمشقي 151 ذكر من اسمه أبو الحكم

8475 - أبو الحكم بن أبي الأبيض العبسي 151

8476 - أبو الحكم الدمشقي 151

8477 - أبو الحكم - و يقال أبو الحكيم - بن الرداد الفزاري 152

8478 - أبو حلة الفزاري 152

8479 - أبو حلحلة بن الردّاد الشاعر 152

8480 - أبو حلخان الصوفي 153

8481 - أبو حمزة البغدادي 154

8482 - أبو حمزة الخراساني الصوفي 154

8483 - أبو حملة 157

8484 - أبو حمل الكلبي 157

8485 - أبو حيي الأذرعي 158 حرف الخاء

8486 - أبو خالد الحرسي 158

ص: 368

8487 - أبو خالد الدمشقي 158

8488 - أبو خالد الفارسي 158

8489 - أبو خالد القصاع 158

8490 - أبو خداش بن عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي 159

8491 - أبو خراسان بن تميم الفارسي 159

8492 - أبو الخطاب 160

8493 - أبو الخير الأقطع التيناتي 160 حرف الدال

8494 - أبو دوس الأشعري 173 حرف الذال

8495 - أبو ذرّ الغفاري 174

8496 - أبو ذر البعلبكي 223

8497 - أبو الذكر 224

8498 - أبو ذؤيب الهذلي 224

8499 - أبو الذّيّال 224 حرف الراء

8500 - أبو راشد الخولاني 224

8501 - أبو راشد الحبراني 225

8502 - أبو الرباب القشيري 228

8503 - أبو الربيع الدمشقي 228

8504 - أبو رجاء مولى أبي قلابة 229

8505 - أبو رجاء ابن أخي أبي إدريس الخولاني 229

8506 - أبو رجاء الدمشقي 231

8507 - أبو الرضا الصياد العابد 231

8508 - أبو الرضا بن النحاس الحلبي 232

8509 - أبو روح 233

ص: 369

8510 - أبو روق الدمشقي 233

8511 - أبو الروم بن عمير 234

8512 - أبو رويحة الخثعمي 234

8513 - أبو ريحانة الصحابي 236

8514 - أبو ريحانة الجمحي 236 حرف الزاي

8515 - أبو الزاهرية 237

8516 - أبو زائد 237

8517 - أبو زبيد الطائي 237

8518 - أبو الزبير 237

8519 - أبو الزبير [الدمشقي] 238

8520 - أبو زرارة الحكمي 238

8521 - أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد اللّه البجلي 238

8522 - أبو زرعة اللخمي 246

8523 - أبو زرعة السيباني 247

8524 - أبو زرعة الدمشقي 247

8525 - أبو زرعة الرازي 247

8526 - أبو زرعة [الدمشقي] الصوفي 247

8527 - أبو زرعة الجنبي 248

8528 - أبو زرعة الحاجب 249

8529 - أبو الزّعيزعة 249 8530-[أبو زكّار الزاهد 249

8531 - أبو الزناد 250

8532 - أبو الزهراء القشيري 250

8533 - أبو زياد مولى آل دراج الجمحي 252

8534 - أبو زياد أو أبو ثابت، أو ثابت 252

8535 - أبو زياد 253

8536 - أبو زياد 254

ص: 370

8537 - أبو زياد السفياني 254 [ذكر من اسمه أبو زيد]

8538 - أبو زيد الأسدي، و يقال الأزدي 254

8539 - أبو زيد الدمشقي 256

8540 - أبو زيد 256

8541 - أبو زيد الأعمى 257

8542 - أبو زيد الغساني الدمشقي 257 حرف السين

8543 - أبو ساسان الرقاشي 258

8544 - أبو الساكن 258

8545 - أبو سباع 258

8546 - أبو سبرة النخعي كوفي 260

8547 - أبو سبرة الهذلي 261

8548 - أبو سريحة 262

8549 - أبو سعد بن أبي فضالة الأنصاري 262

8550 - أبو سعد، و يقال أبو سعيد الزّرقي 266

8551 - أبو سعد الحمصي 266 [ذكر من اسمه: أبو سعيد]

8552 - أبو سعيد الخدري 267

8553 - أبو سعيد المعيطي مولاهم 267

8554 - أبو سعيد الرّعيني 268

8555 - أبو سعيد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي 268

8556 - أبو سعيد الساحلي 269

8557 - أبو سعيد الساحلي الجبيلي 269

8558 - أبو سعيد البجلي 269

8559 - أبو سعيد الحراني الصوفي 270

ص: 371

8560 - أبو سعيد بن محمّد 270

8561 - أبو سعيد الصوفي 271 [ذكر من اسمه: أبو سفيان]

8562 - أبو سفيان 271

8563 - أبو سفيان بن أبي بكر بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي 271

8564 - أبو سفيان بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي 271

8565 - أبو سفيان بن عبد اللّه بن أبي سفيان بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي 272

8566 - أبو سفيان بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي 272

8567 - أبو سفيان بن عتبة الأعور بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي 272

8568 - أبو سفيان بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 272

8569 - أبو سفيان [بن] يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي 272

8570 - أبو سفيان العتبي - و يقال: القيني - 273

8571 - أبو سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف 274

8572 - أبو سلمة الصّنعاني 274

8573 - أبو سلمة العاملي 275

8574 - أبو سلمى راعي النبي صلى اللّه عليه و سلم 275

8575 - أبو سليمان الحرستاني، و يقال: الخراساني 278

8577 - أبو سليمان القرشي العامري ثم البسري 279

8577 - أبو سليمان العنسي 280

8578 - أبو سليمان الداراني 281

8579 - أبو سليمان السعدي المفسّر 281

8580 - أبو السمراء الغساني 281

8581 - أبو سمال الأسدي 281

8582 - أبو سنان الدمشقي 281

8583 - أبو سنان القسملي 281

8584 - أبو سهل - و يقال: أبو سهيل - الأسود 282

8585 - أبو سهيل [الأصبحي 282

ص: 372

8586 - أبو سهيل] 282

8588 - أبو سلاّم الحبشي 282

8588 - أبو سيار 282 حرف الشين

8589 - أبو شبيب 283

8590 - أبو شراحيل 284

8591 - أبو شريف الأسدي 284

8592 - أبو الشعثاء 284

8593 - أبو الشعثاء القشيري 284

8594 - أبو شعيب الحضرمي 285

8595 - أبو شمر بن أبرهة بن الصباح بن لهيعة بن شيبة بن مرثد بن ينكف بن ينوف ابن شرحبيل... الحمد بن معدي كرب و يقال: ابن شرحبيل بن لهيعة بن عبد اللّه و هو مصبح بن عمرو بن ذي أصبح، و اسمه الحارث، بن مالك بن زيد بن غوث بن سعد ابن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم ابن عبد شمس بن وائل بن عوف بن حمير بن قطن بن عوف بن زهير بن أيمن بن حمير ابن سبأ الأصبحي أخو كريب بن أبرهة 287

8596 - أبو شيبان العبسي و يقال: مولى بسر بن أبي أرطأة، والد إبراهيم بن أبي شيبان، يقال اسمه يزيد و أظنه أبو رافع أو نفيع 289

8597 - أبو شيبة الخدري 290

8598 - أبو شيبة 293

8599 - أبو شيبة 294

8600 - أبو شيخ بن الغرق التميمي 295 حرف الصاد [المهملة]

8601 - أبو الصالحات 295

8602 - أبو صالح الأشعري 295

8603 - أبو صالح 300

8604 - أبو صالح الدمشقي 300

ص: 373

8605 - أبو صالح بن جميع الصّيداوي 300

8606 - أبو صالح الجسريني 300

8607 - أبو صالح المتعبد 301

8608 - أبو الصباح بن سوادة 303

8609 - أبو صفوان الأموي 304

8610 - أبو صفوان بن علقمة الرّعيني 304

8611 - أبو الصلت، أو والد الصلت المروزي التّوذي 306 حرف الضاد

8612 - أبو ضمرة الليثي 307 حرف الطاء

8613 - أبو طالب بن عبد مناف، و قيل شيبة بن عبد المطلب، شيبة الحمل بن هاشم 307

8614 - أبو طالب الجعفري الفقيه 345

8615 - أبو طالب الدمشقي 347

8616 - أبو طالب بن عبد الرحيم الجعفري الهمذاني 347

8617 - أبو طاهر الدمشقي 347

8618 - أبو طاهر الدمشقي 348

8619 - أبو طعمة مولى عمر بن عبد العزيز 348

8620 - أبو طفيل 352

8621 - أبو طلحة الأنصاري 352

8622 - أبو طوالة 352

8623 - أبو الطيب بن عبد الصّمد 352

8624 - أبو الطيب الوراق 352 حرف الظاء [المعجمة]

8625 - أبو ظبية السّلفي ثم الكلاعي الحمصي 352

ص: 374

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.