تاریخ مدینة دمشق المجلد 63

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

ص: 2

الجزء الثالث و الستون

[تتمة حرف الواو]

[ذكر من اسمه] ورقة

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) ورقة

7971 - ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب بن مرّة

ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك القرشيّ الأسديّ (2)

كان ممن رغب عن عبادة الأوثان و سأل العلماء من أهل الأديان عن الدين الحنيف.

قدم البلقاء مع زيد بن عمرو (3) بن نفيل، و قيل إنه أسلم، و روى حديثا رواه عنه ابن عبّاس.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحسن بن أحمد، قالا: أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد (4)،نا المقدام بن داود، نا أسد بن موسى، نا روح بن مسافر، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن عبد اللّه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، عن ورقة قال:

قلت: يا محمّد كيف يأتيك الذي يأتيك - يعني - جبريل ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يأتيني من السماء جناحاه من لؤلؤ و باطن قدميه أخضر»[12906].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، نا عبّاس بن محمّد الدوري، نا عثمان بن سعيد الأحول، نا روح ابن مسافر قال: و أخبرنا محمّد بن أحمد بن عبد الجبّار المصري، نا الربيع بن سليمان، عن

ص: 3


1- زيادة منا.
2- ترجمته في الإصابة 633/3 و أسد الغابة 671/4.
3- تحرفت بالأصل إلى: عمر، و المثبت عن «ز»، و م.
4- رواه الطبراني في المعجم الكبير 153/22 رقم 411.

أسد بن موسى، عن روح بن مسافر، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن عبد اللّه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، عن ورقة بن نوفل قال: قلت: يا محمّد، أخبرني عن هذا الذي يأتيك - يعني - جبريل ؟ فقال:«يأتيني، جناحاه لؤلؤ و باطن قدميه أخضر»[12907].

قال ابن منده: ورقة بن نوفل القرشيّ اختلف في إسلامه، روى عنه عبد اللّه بن عبّاس، و لا أعرف من قال: إن ورقة أسلم، و النبي صلى اللّه عليه و سلم لم يقطع بإسلامه، و عبد اللّه بن عبّاس لم يسمع منه، و اللّه أعلم، و الصحيح أن ورقة توفي أول ما تبدّى جبريل للنبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال (1):

و من ولد نوفل بن أسد يعني ابن عبد العزّى بن قصي: ورقة، و صفوان، أمهما هند بنت أبي كبير (2) بن عبد بن قصي، فأما ورقة فلم يعقب، و كان قد كره عبادة الأوثان، و طلب الدين في الآفاق، و قرأ الكتب، و كانت خديجة بنت خويلد تسأله عن أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيقول لها: ما أراه إلاّ نبي هذه الأمة الذي بشّر به موسى و عيسى، و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تسبّوا ورقة فإنّي أريته (3) في ثياب بيض»[12908] و هو الذي يقول (4):

رحلت قتيلة (5) عيرها قبل الضحى *** و أخال أن شحطت بجارتك النّوى

أ و كلما رحلت قتيلة غدوة *** و غدت مفارقة لأرضهم بكى

و لقد ركبت على السفين ملجّجا (6) *** أذر الصديق و أنتحي دار العدى

و لقد دخلت البيت يخشى أهله *** بعد الهدوء و بعد ما سقط الندى

فوجدت فيه طفلة (7) قد زيّنت *** بالحلي تحسبه بها جمر الغضا

فنعمت بالا إذ أتيت فراشها *** و سقطت منها (8) حيث جئت على هوى

ص: 4


1- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 207.
2- بدون إعجام بالأصل، أعجمت عن «ز»، و م و نسب قريش.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في نسب قريش: رأيته.
4- الأبيات في الأغاني 118/3.
5- الأصل و م: قبيلة، و المثبت عن «ز»، و الأغاني.
6- ملججا: خائضا اللجة و هي معظم الماء.
7- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الأغاني:«حرة» و الطفلة: بفتح الطاء المرأة الناعمة الرخصة.
8- الأصل: من، و المثبت عن «ز»، و م، و الأغاني.

فتلك لذّات الشباب قضيتها *** عنّي فسائل بعضهم ما ذا قضى

قدح الزناد (1) فليس يوري قدحه *** لا حاجة قضّى و لا مالا نما (2)

فارفع (3) ضعيفك لا يحل (4) بك ضعفه *** يوما و تدركه العواقب قد نما

يجزيك أو يثني عليك و إنّ من *** أثنى عليك بما فعلت كمن جزى

قال الزبير: و قد روي البيتان الآخران: لليهودي.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: أخبرنا أبو نعيم الحافظ ورقة بن نوفل الديلي، و قيل الأنصاري.

[قال ابن عساكر:] (5) كذا قال، و أخطأ في ذلك؛ ورقة أسدي صحيح النسب، ليس بديلي و لا أنصاري.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن علي بن هبة اللّه، قال (6):أما ورقة بالراء فهو ورقة بن نوفل.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنا أحمد نا (7)الزبير، حدّثني عبد اللّه بن معاذ، عن معمر، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة.

أن خديجة بنت خويلد انطلقت بالنبي صلى اللّه عليه و سلم حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى بن قصي، و هو ابن عم خديجة أخي أبيها، و كان امرأ تنصّر في الجاهلية، و كان يكتب الكتاب العربي، فكتب بالعربية [من] (8) الإنجيل، ما شاء اللّه أن يكتب، و كان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت خديجة: أي ابن عم، اسمع من ابن أخيك، قال ورقة: يا ابن أخي، ما ذا ترى ؟ فأخبره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خبر ما رأى، فقال ورقة بن نوفل: هذا الناموس الذي أنزل على موسى، يا ليتني فيها جذعا (9) أكون حيّا حين يخرجك قومك، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أو

ص: 5


1- كذا بالأصل و «ز»، و في م و الأغاني:«فرج الرباب» و في م: الذباب.
2- في الأغاني: ماء بغى.
3- هذا البيت و الذي يليه في الشعر و الشعراء منسوبين إلى زهير بن جناب، و في الأغاني 117/3 و نسبهما إلى غريض اليهودي، و فيها أنهما نسبا إلى ورقة بن نوفل، و في نسب قريش نسبا لورقة بن نوفل.
4- كذا بالأصل، و في م: يخل، و في «ز»: «يخل» و على هامشها:«يحز» و في الأغاني و الشعر و الشعراء: يحر.
5- زيادة منا للإيضاح.
6- الاكمال لابن ماكولا 301/7.
7- الأصل و م: بن، و المثبت عن «ز».
8- سقطت من الأصل، و م، و زيدت عن «ز».
9- جذعا: الجذع الشاب الحدث.

مخرجي هم ؟» [12909] قال ورقة: نعم، لم يأت رجل قط بما جئت به إلاّ عودي، و إن لم يدركني يومك أنصرك نصرا موفورا، ثم لن ينشب ورقة أن توفي (1).

قال: و حدّثنا الزبير، حدّثني عمّي مصعب بن عبد اللّه، حدّثني الضحّاك بن عثمان عن (2) عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه.

أن خديجة بنت خويلد كانت تأتي ورقة بما يخبرها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه يأتيه فيقول ورقة:

و اللّه لئن كان ما يقول حقا إنه ليأتيه الناموس الأكبر، ناموس عيسى الذي ما يخبّره (3) أهل الكتاب إلاّ بثمن و لئن نطق و أنا حي لأبلين اللّه فيه بلاء حسنا.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك الكرماني، أخبرنا أبو الفضل محمّد ابن أحمد بن أبي جعفر الطّبسي (4)،أنا القاضي أبو بكر المروزي الصدفي، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن حكيم العامري، حدّثنا أبو الموجّه محمّد بن عمرو بن الموجّه، أنا سعيد العامري، نا حمّاد بن سلمة، أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه.

أن زيد بن عمرو بن نفيل و ورقة بن نوفل ذهبا نحو الشام يلتمسان الدين، فأتيا على راهب، فسألاه فقال: إن الذي تطلبان لم يجيء بعد، و هذا زمانه، و إنّ نبي هذا الدين يخرج من قبل تيماء (5)،فرجعا، فقال ورقة: أما أنا فأقيم على نصرانيتي حتى يبعث هذا النبي، و قال زيد بن عمرو: و أما أنا فأعبد رب هذا البيت حتى يبعث النبي، و كان زيد يأتي على بلال و هو يعذّب في اللّه فيقول: يا بلال أحد أحد، و الذي نفسي بيده لئن قتلت لأتخذنّك حنانا (6)،فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يبعث زيد أمّة وحده»، و كان زيد يأتي على الصبيّة و قد وئدت، فيستخرجها فيسترضع لها حتى تشبّ ، و قد ذكرت في ترجمة زيد بن عمرو أنه بلغ البلقاء، لا شك أن ورقة كان معه.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي (7)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ،

ص: 6


1- الحديث في الأغاني 120/3.
2- تحرفت بالأصل و م إلى: بن، و المثبت عن «ز».
3- في الأغاني: يجيزه.
4- الأصل و م: الطيبي، و المثبت عن «ز».
5- تيماء: بليد في أطراف الشام بين وادي القرى و الشام، على طريق حاج الشام و دمشق (معجم البلدان).
6- الحنان: الرحمة و العطف، أراد لأجعلن قبره موضع حنان أي مكانا أتبرك به، و أتمسح به تبركا.
7- رواه البيهقي في دلائل النبوة 158/2-159 و عن البيهقي في البداية و النهاية 9/3.

نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن يونس بن عمرو، عن أبيه، عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لخديجة:«إنّي إذا خلوت وحدي سمعت نداء، فقد و اللّه خشيت أن يكون هذا أمرا» فقالت: معاذ اللّه، ما كان اللّه ليفعل بك، فو اللّه إنك لتؤدي الأمانة، و تصل الرحم، و تصدق الحديث، فلمّا دخل أبو بكر و ليس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم ذكرت خديجة حديثه له، و قالت: يا عتيق، اذهب مع محمّد إلى ورقة، فلمّا دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أخذ أبو بكر بيده فقال: انطلق بنا إلى ورقة فقال:«و من أخبرك ؟» فقال: خديجة، فانطلقا (1) إليه، فقصّا عليه، فقال: إذا خلوت وحدي سمعت نداء خلفي:«يا محمّد، يا محمّد، فأنطلق هاربا في الأرض»، فقال: لا تفعل إذا أتاك فاثبت حتى تسمع ما يقول، ثم ائتني فأخبرني فلمّا خلا ناداه: يا محمّد قل: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ ،حتى بلغ: وَ لاَ الضّٰالِّينَ (2)،قل لا إله إلاّ اللّه، فأتى ورقة، فذكر ذلك له فقال ورقة: أبشر، ثم أبشر، فأنا أشهد أنك الذي بشّر به ابن مريم، و أنك على مثل ناموس موسى، و أنّك نبي مرسل، و أنك سوف تؤمر بالجهاد بعد يومك هذا، و لئن أدركني ذلك لأجاهدنّ معك، فلمّا توفي ورقة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لقد رأيت القس في الجنّة عليه ثياب الحرير، لأنه آمن بي و صدّقني»- يعني - ورقة[12910].

قال البيهقي: هذا منقطع، فإن كان محفوظا فيحتمل أن يكون خبرا عن نزولها بعد ما نزلت عليه: اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ (3)،و يٰا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (4)،و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو الحسين علي بن المسلم - لفظا - و أبو القاسم بن عبدان - قراءة - قالا: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم، أنا أحمد بن إبراهيم بن نصر، حدّثنا محمّد بن عائذ، أنا محمّد بن شعيب، عن عثمان بن عطاء أخبره عن أبيه عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:

ثم استعلن له جبريل و هو بأعلى مكة من قبل حراء، فوضع يده على رأسه و فؤاده و بين كتفيه و قال: لا تخف، جبريل جبريل، فأجلسه معه على مجلس كريم، جميل معجب، و كان

ص: 7


1- بالأصل و م: فانطلقنا، و المثبت عن «ز»، و الدلائل.
2- سورة الفاتحة، إلى الآية:7.
3- سورة العلق، الآية الأولى.
4- سورة المدثر، الآية الأولى.

النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«أجلسني على بساط كهيئة الدرنوك (1) فيه من الياقوت و اللؤلؤ» فبشّره برسالة اللّه ربّه حتى اطمأن النبي صلى اللّه عليه و سلم ثم قال: اقرأ، قال:«كيف أقرأ؟» قال: اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، خَلَقَ الْإِنْسٰانَ مِنْ عَلَقٍ ، اِقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ (2) فقبل الرسول رسالات ربه، و سأله أن يخفيها (3) و اتبع النبي صلى اللّه عليه و سلم الذي نزل به جبريل من عند رب العرش العظيم، فلمّا قضى إليه الذي أمر به، انصرف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منقلبا إلى أهله، لا يأتي على حجر و لا شجر إلاّ سلّمت عليه: سلام عليك يا رسول اللّه، فرجع إلى بيته و هو موقن (4)،قد فاز فوزا عظيما، فلمّا دخل على امرأته خديجة قال:«يا خديجة، أ رأيت ما كنت أريه في المنام و أحدّثك به، فإنه قد استعلن لي، و إنه جبريل، أرسله ربه» و أخبرها بالذي قال له، و بالذي رأى و سمع (5)،فقالت:

أبشر، فو اللّه لا يفعل اللّه بك إلاّ خيرا أبدا أقبل (6) الذي أتاك من اللّه، فإنه حق، و أبشر فإنك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم انطلقت مكانها حتى أتت غلاما لعتبة بن ربيعة يقال له: عداس، نصراني من أهل نينوى (7)،فقالت: يا عداس، أذكرك اللّه إلاّ حدثتني هل عندك من جبريل علم، فلمّا سمعها الرجل ذكرت جبريل قال: قدّوس قدّوس ربنا، و ما شأن جبريل يذكر بهذه الأرض التي أهلها أهل أوثان، فقالت: أحب أن تحدّثني بعلمك عنه، قال عداس: فإنه أمين اللّه بينه و بين النبيين، و هو صاحب موسى و عيسى، فرجعت خديجة فأتت عمها ورقة بن نوفل، و كان ورقة قد كره عبادة الأوثان هو و زيد بن عمرو بن نفيل، و كان زيد قد حرّم كل شيء حرمه اللّه من الدم و الذبيحة على النّصب، و أبواب الظلم في الجاهلية، فعمد هو و ورقة بن نوفل يلتمسان العلم و الدين حتى وقعا (8) بالشام، فلما عرضت عليهما الأديان كرهاها و سألا رهبان نصارى و كلّ قائم أتيا عليه، فأما ورقة فتنصّر، و أما زيد فكره النصرانية، قال له قائم من الرهبان: إنّك تلتمس دينا ليس يوجد في الأرض غير موجود، قال القائم: دين اللّه دين إبراهيم خليل اللّه، قال: و ما كان دينه ؟ قال: كان حنيفا، فلمّا نعت له دين إبراهيم قال زيد:

ص: 8


1- الدرنوك: ضرب من الثياب أو البسط له خمل قصير كخمل المناديل.
2- سورة العلق، الآيات 1-3.
3- الأصل و م و «ز»: يخفها، و المثبت عن المختصر.
4- الأصل و م و «ز»: «موفق» و المثبت عن المختصر.
5- في «ز»: و أخبرها بالذي رأى و سمع.
6- الأصل: قبل، و المثبت عن «ز»، و م.
7- نينوى هي قرية يونس بن متى بالموصل (راجع معجم البلدان).
8- كذا بالأصل و م و «ز»، و في دلائل النبوة للبيهقي 144/2 وقفا بالشام.

يا ورقة أنا على دين إبراهيم، و أنا ساجد نحو هذه البنية التي بني إبراهيم، فسجد نحو الكعبة في الجاهلية، ثم توفي زيد و بقي ورقة بن نوفل بعد، فقال ورقة في الشعر و هو يبكي على زيد و هو خليل اللّه (1):

أنعمت يا زيد بن عمرو و إنما (2) *** تجنّبت تنورا من النار حاميا

دعاؤك ربا ليس ربّ كمثله *** و تركك (3) دار الحياة كما هيا

فعمدت خديجة إلى ورقة حين رجعت من عند عداس، فأخبرته ببعث (4) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و بقول عداس (5)،فقال لها ورقة: و اللّه يا ابنة أخي، و اللّه ما أدري لعل صاحبك هو الرسول الذي ينتظر أهل الكتاب الذي يجدونه مكتوبا عندهم، و أقسم باللّه لئن كان هو ثم أظهر دعاؤه و أنا حي لأبلين اللّه من نفسي في طاعة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و حسن مؤازرته، فمات ورقة على نصرانيته.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (6)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد بن جالينوس.

قالا: حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار (7)،نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق بن يسار قال (8):و قد كانت خديجة بنت خويلد قد ذكرت لورقة بن نوفل بن أسد و كان ابن عمّها، و كان نصرانيا قد تبع الكتب، و علم من علم الناس ما ذكر لها غلامها ميسرة من قول الراهب و ما كان رأي - و في رواية رضوان: يرى - منه إذ كان الملكان يظلانه، فقال ورقة: لئن كان هذا حقا يا خديجة، إنّ محمّدا لنبي هذه الأمة، قد عرفت أنه لكائن - و في رواية ابن يعقوب:

كائن - لهذه الأمة نبي ينتظر هذا زمانه أو كما قال، فجعل ورقة يستبطئ الأمر و يقول: حتى

ص: 9


1- البيتان - من أربعة - في دلائل النبوة للبيهقي 144/2.
2- في دلائل النبوة: رشدت و أنعمت ابن عمرو و إنما.
3- في دلائل النبوة: بدينك ربا.... و تركك جنان الجبال كما هيا.
4- كذا بالأصل، و في «ز»، و م: بنعت.
5- الأصل و م و «ز»: «و تقول يا عداس»! و المثبت عن المختصر.
6- رواه البيهقي في دلائل النبوة 127/2-128.
7- بالأصل: أحمد بن جالينوس عبد الجبار.
8- الخبر في سيرة ابن هشام 203/1.

متى ؟ و كان فيما يذكرون يقول أشعار يستبطئ فيها - و في رواية رضوان: بها - خبر خديجة، و يستريث ما ذكرت، فقال ورقة بن نوفل (1):

أ تبكر أم أنت العشية رائح *** و في الصدر من إضمارك الحزن فادح

لفرقة قوم لا أحبّ فراقهم *** كأنك عنهم بعد يومين نازح

و أخبار صدق خبرت عن محمّد *** يخبّرها عبد إذا غاب ناصح

و قال رضوان عنه (2):

فتاك الذي وجّهت يا خير حرّة *** بغور و بالنجدين حيت الصحاصح (3)

إلى سوق بصرى في الركاب التي غدت *** و هنّ من الأحمال قعص (4) دوالح

يخبرنا عن كل حبر بعلمه *** و للحق أبواب لهن مفاتح

كأن ابن عبد اللّه أحمد مرسل *** إلى كل من ضمت الأباطح

و ظني به أن سوف يبعث صادقا *** كما أرسل العبدان: هود و صالح

و موسى و إبراهيم حتى يرى له *** بهاء و منشور من الذكر واضح

و يتبعه حيّا لؤي و جماعة *** شبابهم و الأشيبون الجحاجح (5)

فإن أبق حتى يدرك الناس دهره *** فإني به مستبشر الود فارح

و إلاّ فإني يا خديجة فاعلمي *** عن أرضك في الأرض العريضة سائح

قال: و قال ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي: فيما ذكرت من أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيما يزعمون (6).

إن يك حقّا يا خديجة فاعلمي *** حديثك إيانا فأحمد مرسل

و جبريل يأتيه و ميكال معهما *** من اللّه وحي يشرح الصدر منزل

يفوز به من فاز فيها بتوبة *** و يشقى بها العاتي الغوي المضلل

ص: 10


1- الأبيات في دلائل النبوة للبيهقي 127/2-128 و الروض الأنف للسهيلي 127/1 و بعضها في البداية و النهاية 3/ 10.
2- يعني بدل: عبد.
3- الصحاصح جمع صحصح، الأرض الجرداء المستوية ذات حصى صغار.
4- قعص: القعص، الموت؛ يقال: مات قعصا: أصابته رمية أو ضربة فمات مكانه.
5- الجحاجح جمع جحجح و هو السيد.
6- الأبيات في دلائل النبوة للبيهقي 250/2 و البداية و النهاية 16/3.

فريقان منهم فرقة في جنانه *** و أخرى بأحواز الجحيم تعلل

إذا ما دعوا بالويل فيها تتابعت *** مقامع في هاماتها ثم تشعل

و في رواية رضوان: في هاماتهم ثم مرعل.

فسبحان من تهوى الرياح بأمره *** و من هو في الأيام ما شاء يفعل

و من عرشه فوق السماوات كلها *** و اقضاؤه في خلقه لا تبدل

و قال ورقة بن نوفل في ذلك (1):

يا للرجال لصرف الدهر و القدر *** و ما لشيء قضاه اللّه من غير

و في حديث رضوان: و صرف الدهر (2)

حتى خديجة تدعوني لأخبرها *** و ما لها بحق (3) الغيب من خبر (4)

فخبرتني بأمر قد سمعت به *** فيما مضى من قديم الدهر و العصر

بأن أحمد يأتيه فيخبره *** جبريل أنك مبعوث إلى البشر

فقلت علّ الذين ترجين ينجزه *** له الإله فرجي الخير و انتظري

و أرسليه إلينا كي نسائله *** عن أمره ما يرى في النوم و السهر

فقال حين أتانا منطقا عجبا *** يقف منه أعالي الجلد و الشعر

إني رأيت أمين اللّه واجهني *** في صورة أكملت من أعظم الصور

و قال رضوان: في أهيب الصور (5)

ثم استمر فكاد الخوف يذعرني *** مما يسلّم ما حولي من الشجر

فقلت ظني و ما أدري أ يصدقني *** أن سوف يبعث يتلو منزل السور

و سوف أبليك (6) إن أعلنت دعوته (7)*** من الجهاد بلا منّ و لا كدر

أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد بن بيان، ثم أخبرنا أبو البركات بن المبارك،

ص: 11


1- الأبيات في دلائل النبوة للبيهقي 150/2-151 و البداية و النهاية 17/3.
2- في دلائل البيهقي و البداية و النهاية: و صرف الدهر.
3- كذا بالأصل، و في «ز»، و م و الدلائل: بخفي.
4- في البداية و النهاية: حتى خديجة تدعوني لأخبرها أمرا أراه سيأتي الناس من آخر
5- و في دلائل النبوة للبيهقي: أهيب الصور.
6- في دلائل النبوة: أنبيك.
7- دلائل النبوة و البداية و النهاية: دعوتهم.

أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن بشران، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا المنجاب، أنا إبراهيم بن يوسف، نا زياد، عن محمّد بن إسحاق (1)،حدّثني وهب بن كيسان مولى آل الزبير قال:

سمعت عبد اللّه بن الزبير و هو يقول لعبيد بن عمير بن قتادة الليثي: حدّثنا يا عبيد، كيف كان بدو (2) ما ابتدئ به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من النبوة حين جاءه جبريل ؟ قال عبيد - و أنا حاضر لحديث عبد اللّه بن الزبير و من عنده من الناس - قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يجاور (3) في حراء من كل سنة [شهرا] (4)،و كان ذلك مما تحنّث به قريش في الجاهلية، و التحنث التبرز، قال: فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يجاور ذلك الشهر من كل سنة، يطعم من جاءه من المساكين، فإذا قضى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جواره من شهره ذلك، كان أول ما يبدأ به إذا انصرف من جواره، الكعبة، قبل أن يدخل بيته، فيطوف بها سبعا، أو ما شاء اللّه من ذلك، ثم يرجع إلى بيته، حتى إذا كان الشهر الذي أراد اللّه به فيه ما أراد من كرامته، من السنة التي بعثه فيها، و ذلك الشهر شهر رمضان، خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى حراء كما كان يخرج لجواره، و معه أهله، حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه اللّه فيها برسالته، و رحم العباد بها (5)،جاءه جبريل بأمر اللّه، قال (6)رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فجاءني و أنا نائم بنمط (7) من ديباج فيه كتاب فقال: اقرأ، فقلت: ما أقرأ، [قال: فغتني به فظننت أنه الموت، ثم أرسلني، قال اقرأ، قال قلت: ما أقرأ، قال: فغتني به حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني فقال: اقرأ، قال: قلت: ما ذا أقرأ؟ قال: فغتني به حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت: ما ذا أقرأ؟] (8) ما أقول ذلك إلاّ افتداء منه أن يعود بمثل ما صنع فقال: اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، خَلَقَ الْإِنْسٰانَ مِنْ عَلَقٍ ، اِقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ اَلَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ، عَلَّمَ الْإِنْسٰانَ مٰا لَمْ يَعْلَمْ (9)،فقرأتها كلها ثم انتهى، فانصرف

ص: 12


1- الخبر في سيرة ابن هشام 251/1 و ما بعدها. و البداية و النهاية 18/3.
2- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م، و في السيرة: بدء.
3- يجاور: يعتكف.
4- زيادة عن ابن هشام و البداية و النهاية.
5- الأصل و م و «ز»: به، و المثبت عن ابن هشام.
6- الأصل:«فان» و المثبت عن «ز»، و م، و ابن هشام.
7- النمط : وعاء كالسفط ، و ضرب من البسط .
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، و استدرك للإيضاح عن سيرة ابن هشام.
9- سورة العلق، الآيات 1-5.

عني، و هببت من نومي كأنّما كتبت في قلبي كتابا، قال (1):و لم يكن من خلق اللّه شيء أبغض إلي من شاعر أو مجنون، كنت لا أطيق أن انظر إليهما، قال: قلت إنّ الأبعد - يعني نفسه - لشاعر أو مجنون، لا تحدّثن قريش عنّي بهذا أبدا إلاّ عمدت إلى حالق من الجبل فلأطرحن نفسي فلأقتلنها فلأستريحن، قال: فخرجت أريد ذلك حتى إذا كنت في وسط الجبل سمعت صوتا من السماء و هو يقول: يا محمّد أنت رسول اللّه، و أنا جبريل، فرفعت رأسي إلى السماء انظر، فإذا جبريل في صورة رجل صافّ قدميه إلى أفق السماء يقول: يا محمّد، أنت رسول اللّه و أنا جبريل، قال: فوقفت انظر حتى شغلني ذلك عمّا أردت، فما أتقدم ما أتأخّر و جعلت أصرف وجهي في آفاق السماء فلا انظر في ناحية إلاّ وجدته كذلك، فما زلت واقفا ما أتقدم أمامي و ما أرجع ورائي حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي، فبلغوا مكة، و رجعوا إليها و أنا واقف في مكاني ذلك، ثم انصرف عني، و انصرفت راجعا حتى أتيت خديجة، فجلست إلى فخذها مضيفا (2) إليها، فقالت: يا أبا القاسم، أين كنت ؟ فو اللّه لقد بعثت رسلي في طلبك حتى بلغوا مكة و رجعوا إليّ ، قال: قلت لها: إنّ الأبعد لشاعر أو مجنون، قال: فقالت: أعيذك باللّه يا أبا القاسم، ما كان اللّه ليصنع ذلك بك مع ما أعلم منك من صدق حديثك، و عظم أمانتك، و حسن خلقك، و صلة رحمك، و ما ذاك يا ابن عم ؟ لعلك رأيت شيئا؟ قال: قلت لها: نعم، قال: ثم حدّثتها بالذي رأيت فقالت: أبشر يا ابن عم و اثبت، فو الذي نفس خديجة بيده إنّي لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة.

قال: ثم قامت فجمعت عليها ثيابها، ثم انطلقت إلى ورقة بن نوفل بن أسد، و هو ابن عمّها، و كان ورقة قد تنصّر و قرأ الكتب، و سمع من أهل التوراة، و أهل الإنجيل، فأخبرته بما أخبرها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الذي رأى و سمع، فقال ورقة: قدّوس قدّوس، و الذي نفس ورقة بيده لئن صدقتني يا خديجة لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى، و إنه لنبي هذه الأمة، فقولي له: فليثبت، قال: فرجعت خديجة إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأخبرته بما قال ورقة، فسهل ذلك عنه بعض ما هو فيه من الهم بما جاءه، فلمّا قضى جواره و انصرف، صنع كما كان يصنع، و بدأ بالكعبة، فطاف بها، فلقيه ورقة بن نوفل و هو يطوف بالكعبة فقال له: يا ابن أخي، أخبرني بما رأيت و سمعت، فأخبره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال له ورقة: و الذي نفسي بيده

ص: 13


1- من هنا إلى قوله: فلأستريحن، سقط من سيرة ابن هشام.
2- مضيفا إليها يعني ملتصقا بها، يقال: أضفت إليه إذا ملت نحوه و لصقت به.

إنّك لنبي هذه الأمة، و لقد جاءك الناموس الأكبر الذي جاء موسى، و لتكذّبنّه و لتؤذينّه و لتخرجنّه و لتقاتلنّه، و لئن أنا أدركت ذلك لأنصرن اللّه نصرا يعلمه، ثم أدنى رأسه منه فقبّل يافوخه، ثم انصرف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قد زاده ذلك من قول ورقة بن نوفل ثباتا و خفّف عنه بعض ما كان فيه من الغمّ .

قال ابن إسحاق: و قال ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى بن قصي فيما كانت ذكرت له خديجة من أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيما يزعمون:

إن يك حقّا يا خديجة فاعلمي *** حديثك إيانا فأحمد مرسل

و جبريل يأتيه و ميكال معهما *** من اللّه وحي يشرح الصدر منزل

يفوز به من فاز فيها بتوبة *** و يشقى به العاتي الغوي المضلل

فريقان منهم فرقة في جنانه *** و أخرى بأحواز الجحيم تغلغل

إذا ما دعوا بالويل فيها تتابعت *** مقامع في هاماتهم ثم مرعل

فسبحان من تجري الرياح بأمره *** و من هو في الأيام (1) ما شاء يفعل

و من عرشه فوق السموات كلها *** و اقضاؤه في خلقه لا تبدل

و قال ورقة أيضا:

يا للرجال لصرف الدهر و القدر *** و ما لشيء قضاه اللّه من غير

حتى خديجة تدعوني لأخبرها *** و ما لنا بحق (2) الغيب من خبر

فكان ما سألت عنه لأخبرها *** أمرا أراه سيأتي الناس عن أخر

فخبّرتني عن أمر سمعت به *** فيما مضى من قديم الناس و العصر

بأن أحمد يأتيه فيخبره *** جبريل أنّك مبعوث إلى البشر

فقلت إنّ الذي ترجين ينجزه *** لك الإله فرجي الخير و انتظري

و أرسليه إلينا كي نسائله *** عن أمره ما يرى في النوم و السهر

فقال حين أتانا منطقا عجبا *** يقفّ منه أعالي الجلد و الشعر

إني رأيت أمين اللّه واجهني *** في صورة أكملت في أهيب الصور

ثم استمر فكاد الخوف يذعرني *** مما يسلّم من حولي من الشجر

ص: 14


1- الأصل: أيام، و المثبت عن «ز»، و م.
2- كذا بالأصل، و في «ز»، و م: بخفي.

فقلت ظني و ما أدري أ يصدقني *** أن سوف يبعث يتلو منزل السور

و سوف يأتيك إن أعلنت دعوتهم *** من الجهاد بلا منّ و لا كدر

قال المنجاب: و هذه الثلاثة الأشعار أيضا لورقة، وجدتها في كتاب زياد ليست في كتاب إبراهيم:

أ تبكر أم أنت العشية رائح *** و في الصدر من إضمارك الحزن فادح

لفرقة قوم لا نحب فراقهم *** كأنك عندهم بعد يومين نازح

و أخبار صدق خبرت عن محمد *** يخبرها عنه إذا مات ناصح

فتاك الذي وجهت يا خير حرة *** بغور و بالنجدين حيث الصحاصح

إلى سوق بصرى في الركاب التي غدت *** و هن من الأحمال قعص دوالح

فخبرنا عن كل حبر يعلمه *** و للحق أبواب لهن مفاتح

بأن ابن عبد اللّه أحمد مرسل *** إلى كل من ضمت عليه الأباطح

و ظني به أن سوف يبعث صادقا *** كما أرسل العبدان هود و صالح

و موسى و إبراهيم حتى يرى له *** بهاء و منشور من الذكر واضح

و يتبعه حيّا لؤي جماعة *** شبابهم و الأشيبون الجحاجح

فإن أبق حتى يدرك الناس دهره *** فإني به مستبشر الود فادح

و إلاّ فإني يا خديجة فاعلمي *** عن أرضك في الأرض العريضة سابح

فمتبع دين الذي أسس الهوى *** و كل له فضل على الدين راجح

و أسس بنيانا بمكة ثابتا *** تلألأ فيه بالظلام المصابح

منيفا على تشييد كل مشيد *** على بابه ذي العروتين الصفائح

مثابا لأفناء القبائل كلها *** تحب إليه اليعملات الطلائح

حراجيج حرب قد كللن من السرى *** تعلّق في أرساغهن السوابح

و قال ورقة أيضا:

أ من طارق زارنا بعسف *** دموعك سافحها يذرف

أم الهم ضاقك بعد الهجوع *** فجنبني لصائفه أحنف

يجايفني عن [فراش] (1) و تبر *** و غيري بمضجعه ألطف (2)

ص: 15


1- استدركت عن «ز»، لتقويم الوزن.
2- كذا البيت بالأصل و «ز».

لما خبرتني عن حبرها *** بصدق الحديث و قد يحلف

خديجة عن خبر حادث *** أشاع حديثا به الأشرف

و أبرهة القس في ذكره *** غداة تراءى له الأسقف

تتابع أخبارهم بالصواب *** و غيري بما أخبروا أعرف

فقالوا لأحمد قولا عجيبا *** تكاد البلاد له ترجف

بأن سوف يتبعه من لؤي *** ذوو الرأي و العزّ و الأضعف

فيظهر في الناس من بعد حين *** .... (1) له سبل مسدف

فيتبع ذلك من شاء *** و يصدف عن ذاك من يصدف

فخير البرية أتباعه *** و شر البرية من يصدف

فيا ليتني كنت في دهره *** فيعلم أني لا أجنف

فأبلى في اللّه خير البلاء *** و إن كان ذلك لا أخلف

مواعيد من كنت واعدته *** و من أنا في بره أرؤف

و إلاّ فإني إذا سابح *** و فهر بأوطانها عكف

فأمسي و أصبح في همتي *** و بيني و بينكم نفنف

و قال ورقة بن نوفل أيضا (2):

لججت و كنت في الذكرى لجوجا *** لهمّ (3) طال ما بعث النشيجا

و وصف من خديجة بعد وصف *** فقد طال انتظاري يا خديجا

ببطن المكتين (4) على رجائي *** حديثك أن أرى منه خروجا

بما خبرتني عن قول قسّ *** من الرهبان يكره أن يعوجا

بأن محمدا سيسود قوما (5) *** و يخصم من يكون له حجيجا

و يظهر في البلاد ضياء نور *** يقيم به البرية أن تموجا (6)

ص: 16


1- غير مقروءة بالأصل و م «ز» و صورتها:«مسا».
2- الشعر في سيرة ابن هشام 203/1-204 و البداية و النهاية 15/3.
3- في البداية و النهاية: لأمر.
4- رسمها بالأصل و م و «ز»: «المكننن» و المثبت عن السيرة و البداية و النهاية و قوله: المكتين لعله أراد أسفل مكة و أعلاها، فثناها، و هي واحدة: مكة.
5- في سيرة ابن هشام: فينا.
6- البداية و النهاية: تعوجا.

فيلقى من يحاربه خسارا *** و يلقى من يسالمه فلوجا

فيا ليتني إن كان ذاكم *** شهدت فكنت أولهم ولوجا

ولوجا في الذي كرهت قريش *** و لو عجّت بمكتها عجيجا

أرجى بالذي كرهوا جميعا *** إلى ذي العرش إن سفلوا (1) عروجا

و إن يبقوا و يبق تكن أمور *** يضج الكافرون لها ضجيجا

و إن أهلك فكل فتى سيلقى *** من الأقدار متلفة خلوجا (2)

و هل أمر السفاهة غير كفر *** كمن يختار من سمك البروجا

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن الحسن الخلاّل، نا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان، نا إبراهيم بن عبد اللّه الزبيبي - بعسكر مكرم (3)-قرئ عليه الإسناد و بعض المتن و أنا أسمع، و أجاز لنا باقي الحديث، نا محمّد بن عبد الأعلى الصنعاني، حدّثنا المعتمر بن سليمان، حدّثني أبي قال (4):

بلغنا عن حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن اللّه بعث محمّدا رسولا على رأس خمس (5) سنين من بناء الكعبة، فكان أول شيء اختصه اللّه به من النبوة و الكرامة رؤيا كان يراها، فقصّ ذلك على زوجته خديجة بنت خويلد و هي من بني عبد العزّى فقالت له: أبشر، فو اللّه لا يفعل اللّه بك إلاّ خيرا، فكان نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد ترك كثيرا مما كانت عليه قريش تفعل بآلهتهم و تنزّه عنه (6)،فبينما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في حراء يتمشّى إذ نزل عليه جبريل، فدنا منه، فخافه نبي اللّه مخافة شديدة، فأخذ جبريل فوضع يده على صدره و بين [كتفيه، فقال: اللهم احطط وزره، و اشرح صدره، و طهر قلبه، يا محمد أبشر فإنك نبي هذه] (7) الأمة: اقرأ، قال له نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو خائف يرعد: ما قرأت كتابا قط و لا أحسنه، و ما أكتب و ما أقرأ، فأخذه جبريل، فغتّه غتّا (8) شديدا، ثم تركه فقال: اقرأ، فقال نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم: ما أرى شيئا أقرأه، و ما أقرأ و ما أكتب،

ص: 17


1- في «ز»: سبلوا.
2- في السيرة: حروجا.
3- عسكر مكرم: بلد مشهور من نواحي خوزستان (معجم البلدان).
4- رواه بطوله ابن كثير في البداية و النهاية 20/3 و ما بعدها نقلا عن ابن عساكر.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في البداية و النهاية: خمسين سنة.
6- بالأصل:«و تنزهه عنهم» و المثبت عن «ز»، و م.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز».
8- بالأصل:«فغثه غثا» و المثبت عن «ز»، و م.

فقال له جبريل و أجلسه على بساط كهيئة الدرنوك، فرأى فيه ماء يقال من صفائه و حسنه كهيئة اللؤلؤ و الياقوت، فقال له جبريل: اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، خَلَقَ الْإِنْسٰانَ مِنْ عَلَقٍ ، اِقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ اَلَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ، عَلَّمَ الْإِنْسٰانَ مٰا لَمْ يَعْلَمْ ،لا تخف يا محمّد، فإنك رسول اللّه، ثم انصرف و أقبل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم همّه فقال: كيف أصنع ؟ و كيف أقول لقومي ؟ ثم قام و هو خائف، فأتاه جبريل من أمامه في صورة نفسه، فأبصر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أمرا عظيما ملأ صدره فقال له جبريل: لا تخف يا محمّد، جبريل، جبريل رسول اللّه إلى أنبيائه و رسله، فأيقن بكرامة اللّه، فإنك رسول اللّه، ثم انصرف جبريل و أقبل النبي صلى اللّه عليه و سلم راجعا، فجعل لا يمر على حجر و لا شجر إلاّ و هو ساجد له يقول: السلام عليك يا رسول اللّه، فاطمأنت نفسه، و عرف كرامة اللّه إياه، و عجب لقول الشجر و الأحجار و سجوده له، فلما انتهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى زوجته خديجة أبصرت ما بوجهه من تغيير (1)لونه، فأفزعها ذلك، فقامت إليه، فلمّا دنت منه، أبصرت كسوف وجهه، فحسبته عيانا، فجعلت تمسح عن وجهه و تقول: يا ابن عبد اللّه، لقد أصابك اليوم أمر أفزعك، يا ابن عبد اللّه لعله كبعض ما كنت ترى و تسمع قبل اليوم، و كان نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد سمع الصوت مرارا، و أبصر الضوء، و سمع البشرى، فإذا سمع بذلك بأرض الفلاة أقبل مذعورا فقصّ ذلك على خديجة، فلمّا أن رأت خديجة أنه لا يحير (2)إليها شيئا أشفقت، فقالت: يا ابن عبد اللّه، ما لك لا تكلّم ؟ قال: يا خديجة، أ رأيت الذي كنت أخبرتك أنّي أرى في المنام، و الصوت الذي كنت أسمع في اليقظة و الصوت الذي كنا أهال منه، فإنه جبريل قد استعلن لي، و كلّمني، و أقرأني كلاما فزعت منه ثم عاد إليّ فبشّرني و أخبرني أنّي نبي هذه الأمة، فأقبلت راجعا، فمررت على شجر و حجارة و هنّ يسجدن لي، فقلن: السلام عليك يا رسول اللّه، فقالت خديجة: أبشر، فو اللّه لقد كنت أعلم أنّ اللّه لن يفعل بك إلاّ خيرا، و أشهد أنّك نبي هذه الأمة الذي تنتظره اليهود، قد أخبرني به قبل أن أتزوجك ناصح غلامي و بحيرا الراهب، و أمرني (3)أن أتزوجك منذ أكثر من عشرين سنة، فلم تزل عن نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى طعم و ضحك (4)،ثم خرجت إلى الراهب و كان قريبا من مكة، فلما دنت منه و عرفها قال لها: ما لك يا سيدة نساء قريش ؟ و كذلك كانت تسمّى، فقالت: أقبلت

ص: 18


1- كذا بالأصل و م و «ز»: تغيير لونه، و في البداية و النهاية: تغير لونه.
2- في «ز»: يخبر، و قوله: لا يحير يعني لا يرجع و لا يرد و لا يجيب.
3- في «ز»: و أمراني.
4- في البداية و النهاية: فلم تزل برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى طعم و شرب و ضحك.

إليك لتخبرني عن جبريل ؟ قال الراهب: سبحان اللّه، ربّنا القدّوس ما بال جبريل تذكرينه يا سيدة نساء قريش في هذه البلدة التي إنّما يعبد أهلها الأوثان، قالت: أنشدك بنصرانيتك و مسيحك لتخبرني عنه بعلمك فيه، قال لها الراهب: يا سيدة نساء قريش ذلك أمين اللّه، و رسوله إلى أنبيائه و رسله الذي يرسله إليهم، و هو صاحب الرسل، و صاحب موسى، و عيسى ابن مريم، فازدادت يقينا، و عرفت أن اللّه قد أهدى لمحمّد صلى اللّه عليه و سلم أفضل الكرامة، ثم أقبلت من عنده حتى تأتي عبدا لعتبة بن ربيعة نصرانيا من أهل نينوى يقال له عداس، قالت له: أذكرك اللّه يا عداس، إلاّ حدّثتني عن جبريل بما تجد عندك في الكتب، قال: قد ذكرتني بعظيم، فإنّ جبريل عبد اللّه و رسوله و أمينه الذي يبعثه اللّه إلى الرسل، و هو صاحب المرسلين كلهم، و هو الذي كان مع موسى بين يدي فرعون، و كان معه حين فلق البحر، و كان معه إذ كلمه ربه بطور سيناء، و كان معه في كلّ موطن من تلك المواطن كلها، و هو صاحب عيسى ابن مريم الذي أيّده به، ثم قامت من عنده، فأتت عمّا لها شيخا كبيرا يقال له ورقة بن نوفل نصرانيا، فقالت:

أذكرك اللّه يا ابن عمّ و الرحم التي بيني و بينك لما حدثتني عن جبريل ما هو؟ قال: قدّوس ربنا الأعلى، مهلا يا خديجة، لا تذكرين جبريل و لست من أهل ذكره، قالت: أذكرك اللّه يا ابن عم لما حدثتني عنه، فإنّي أرجو أن أكون قد كنت من أهل ذكره، قال: ما أنا بمخبرك عنه كما حدثتيني ما أذكرك فإنك في بلد لا يذكر فيه و لا يدرون ما هو، قالت: فلا عليك إن ذكرت لك لتكتمن عليّ و الصدق لي عما أسألك عنه، فقال لها عند ذلك: نعم، قالت: فإن ابن عبد اللّه ذكر لي و هو صادق باللّه ما كذب، و لا كذب أنه نزل عليه جبريل بحراء، و أنه أخبره أنه رسول هذه الأمة و أقرأه آيات أرسل اللّه بها إليه، فذعر لذلك ورقة و قال: لئن كان جبريل قد استقرت قدماه اليوم على الأرض، لقد نزل على خير أهل الأرض، و ما ينزل إلاّ إلى نبي و هو صاحب الأنبياء و الرسل الذي يرسله اللّه إليهم، و قد صدقتك عنه، قال فارسلي (1)إليّ ابن عبد اللّه أسأله و أسمع من قوله، و أحدّثه فإني أخاف أن يكون غير جبريل، فإن بعض الشياطين يتشبه بغير صورته ليضلّ به بني آدم و يفسدهم حتى يصير الرجل بعد العقل الرضي مدلها مجنونا، و أنا خائف على صاحبك أن يكون كذلك، فقامت من عند ورقة و هي واثقة باللّه أن لا يفعل اللّه بصاحبها إلاّ خيرا، فرجعت إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و قد نزل جبريل، فأنبأته بما تكلّم به ورقة و من تخويف الشياطين، فأنزل اللّه عليه ن وَ الْقَلَمِ وَ مٰا يَسْطُرُونَ مٰا أَنْتَ بِنِعْمَةِ

ص: 19


1- بالأصل: فارسل، و المثبت عن «ز»، و م.

رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ، وَ إِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ ، وَ إِنَّكَ لَعَلىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ، فَسَتُبْصِرُ وَ يُبْصِرُونَ ، بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (1) المجنون، و قد كانت قريش إذا سمعت بذكر محمّد بما ذكر لهم الراهب و عداس قالوا: فلعله مجنون و خاضوا في ذلك، فوافق ذلك قول ورقة بن نوفل، ففي ذلك أنزل اللّه فَسَتُبْصِرُ وَ يُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ .

فلما رجعت خديجة إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أخبرته بالذي ذكر لها ورقة، فقال لها نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم كلا و الذي اختصني بالنبوة ما بي جنون، و إنه لجبريل أتاني، فأخبرني بالذي خاضت فيه قريش و بقول ورقة، فاقترأ نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم على خديجة هذه الآيات، فقالت: الحمد للّه كثيرا، قد زادني هذا يقينا مع ما كنت فيه من اليقين، ثم قالت له: أحب أن تلقى ورقة فتنبئنّه الحديث، و تخبره بما حدّثت عن هذه الآيات، لعل اللّه يقبل بقلبه، فإنه رجل قد أعطي علما و هو يقرأ الكتب، فأتاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلمّا أبصره ورقة رأى له هيبة و جمالا لم يكن يراه قبل ذلك، فقال له ورقة: يا ابن أخي، حدّثني ما رأيت و ما قيل لك، فإنّي أرى لك هيئة لم أكن أراها و لا أراك إلاّ صادقا، فحدّثني عن الذي أتاك في نور أتاك أو في ظلمة ؟ فصف لي صفته، فإنه نعت لي، و لن يخفى عليّ أ هو هو أو غيره إن شاء اللّه، فأخبره نبي اللّه بصفة جبريل و بما رأى من هيئته، فقال له ورقة: أشهد أن هذا جبريل، فحدّثني ما قال لك، فأخبره كيف وضع يده على صدره و بين كتفيه، فازداد ورقة يقينا، و اقترأ [عليه] (2)الآيات التي أقرأه جبريل و الآيات بعد من ن وَ الْقَلَمِ (3)،فقال له ورقة: أشهد أن هذا كلام اللّه، فهل أمرك بشيء تبلّغه قومك، فقال له: لا، فقال له ورقة: أمرك أمر نبوة، فإن أدرك زمانك اتبعك، أما و الذي نفس ورقة بيده لئن أعلنت و دعوت لأبلين اللّه في نصرتك من الصدق و حسن المودة، فأبشر يا ابن عبد المطّلب بما يسرك اللّه به، و فشا قول ورقة في قريش و بصدقه في نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم فشقّ ذلك على الملأ من قريش، و ألقى الشيطان في قلوبهم أن قول هذا الرجل فساد لأمركم، و هلاك لدينكم، فكيف ترضونه و هو من فقرائكم و أصغركم ؟ و احتبس جبريل على نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعد ذلك ما شاء اللّه، فقالت قريش: ما نرى محمّدا أحدث شيئا بعد، و لو كان من اللّه لتتابع الحديث كما بلغنا أنه كان يفعل من كان قبله، فقد وعده الذي كان يأتيه و قلاه، فأتاه جبريل عند ذلك فقال: إنّ اللّه أنزل عليك يا محمّد وَ الضُّحىٰ وَ اللَّيْلِ إِذٰا سَجىٰ مٰا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ مٰا

ص: 20


1- سورة القلم، الآيات من 1-6.
2- زيادة عن «ز».
3- سورة القلم، الآيتان 1 و 2.

قَلىٰ (1) ففرغ من السورة كلها و من أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (2) فذكره نعمته عليه، ثم انصرف جبريل.

و كان ورقة بن نوفل و زيد بن عمرو بن نفيل، قد كرها دين قومهما في الجاهلية، و رغبا عنه قبل أن يبعث اللّه محمّدا رسولا حينا (3) من الدهر، فخرجا من مكة منطلقين إلى الشام يلتمسان العلم و الدين، حتى إذا هبطا أدنى الشام فلقيا اليهود فعرضوا عليهما دينهم فكرها اليهودية، و عرضت عليهم النصارى دينهم، فأمّا ورقة فتنصّر، و أما زيد بن عمرو فكره النصرانية، فقال له قائل من تلك الرهبان: ما لك و لهذا الدين الذي نرى صاحبك قد رضي به ؟ قال: أكره النصرانية، فادللني على دين هو خير منه، قال له الراهب: لا أعلمه، فقال له زيد: فإنّي أكل أمري إلى الذي خلق الأديان، لعله يدلّني على خير الأديان، فغضب الراهب، و ألقى اللّه في نفس الراهب أن يتكلم بخير الأديان فقال: إنك لتلتمس يا رجل دينا ليس يوجد اليوم في الأرض، و قد كان مرة، فقال له زيد بن عمرو: فإنّي أذكرك باللّه و بنصرانيتك و مسيحك لما حدثتني بذلك الدين، قال الراهب: هو دين إبراهيم الخليل، خليل الرّحمن، قال له زيد: و ما كان دين إبراهيم خليل الرّحمن ؟ قال الراهب: كان حنيفا مسلما، يسجد قبل الكعبة، فقال زيد بن عمرو للراهب و لورقة بن نوفل: فإنّي أشهدكما أنّي على دين إبراهيم خليل الرّحمن، و أنّي مصلّ قبل الكعبة، فانعت لي يا راهب بدينك و مسيحك كيف كان صنيع إبراهيم ؟ قال له الراهب: دعا إلى اللّه فكذّبه قومه، و ألقوه في النار فأنجاه اللّه منها - يعني - فخرج منها متوجها قبل الشام، فرزقه اللّه المال و الولد، و كان يحجّ الكعبة، و يصلّي نحوها، فقال له زيد: فما يمنعك يا راهب من دين إبراهيم ؟ قال: أمور حدثت و نحن بعد على دين إبراهيم، فقال زيد: فإنّي مهاجر إلى ربي، أسيح في هذه الأرض، و أعبد اللّه، و أصلّي قبل الكعبة حتى أموت على ما مات عليه خليل الرّحمن، ففعل، فساح في الأرض، و رجع ورقة ابن نوفل إلى مكة، فأخبرهم الخبر، فلما بلغ ورقة موت زيد بن عمرو بكاه و قال له فيما يقول:

رشدت فأنعمت ابن عمرو و إنما *** تجنّبت تنورا من النار حاميا

دعاؤك ربّا ليس رب كمثله *** و تركك جنان الجبال ماهيا

ص: 21


1- سورة الضحى، الآيات 1-3.
2- سورة الانشراح، الآية الأولى.
3- الأصل: حين، و المثبت عن «ز»، و م.

أنبأنا أبو القاسم بن بيان، ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا يوسف بن يعقوب الصفّار، نا يحيى بن سعيد الأموي، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر قال:

قيل يا رسول اللّه، ورقة بن نوفل كان يستقبل الكعبة في الجاهلية و يقول: إلهي إله زيد، و ديني دين زيد، ثم يسجد، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لقد رأيته على نهر في بطنان الجنة، عليه حلّة من سندس، و رأيت خديجة على نهر من أنهار الجنّة في بيت من قصب لا صخب (1) فيه و لا نصب» (2)[12911].

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر، نا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل - بمكة - سنة ثلاث و ثمانين و مائتين، حدّثني سريج (3) بن يونس، نا إسماعيل بن مجالد،[عن مجالد] (4) عن الشعبي، عن جابر بن عبد اللّه قال:

سئل النبي صلى اللّه عليه و سلم عن أبي طالب هل نفعته نبوتك، قال:«نعم، أخرجته من غمرة جهنم إلى ضحضاح (5) منها»، و سئل عن خديجة أنها ماتت قبل الفرائض و أحكام القرآن فقال:

«أبصرتها في الجنّة في بيت من قصب لا صخب فيه و لا نصب»، و سئل عن ورقة بن نوفل فقال:«أبصرته في بطنان (6) الجنّة، عليه السندس»، و سئل عن زيد بن عمرو بن نفيل فقال:

«يبعث أمّة وحده»[12912].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (7)،نا محمّد بن إبراهيم بن ميمون السراج، نا سريج (8) بن يونس، نا

ص: 22


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر:«سخب» و هما بمعنى.
2- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء الثاني عشر بعد السبعمائة تجزئة القاسم.
3- بالأصل و م و «ز»: «شريح» تصحيف.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز»، لتقويم السند راجع ترجمة إسماعيل بن مجالد في تهذيب الكمال 220/2.
5- ضحضاح، ماء ضحضاح قليل القعر، و الماء القليل.
6- بطنان الجنة: وسطها.
7- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 319/1 في ترجمة إسماعيل بن مجالد.
8- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: شريح.

إسماعيل بن مجالد،[عن مجالد] (1) عن الشعبي، عن جابر قال:

سئل النبي صلى اللّه عليه و سلم عن أبي طالب قال:«أخرج إلى ضحضاح من جهنم»، فسئل عن خديجة فقال:«أبصرتها على نهر من أنهار الجنّة في بيت من قصب، لا صخب فيه و لا نصب»، و سئل عن ورقة بن نوفل قال:«أبصرته في بطنان الجنّة عليه السندس»، و سئل عن زيد بن عمرو بن نفيل قال:«يبعث يوم القيامة أمّة وحده بيني و بين عيسى»[12913].

قال ابن عدي: و هذان الحديثان - يعني - هذا و حديث آخر (2)،لم يحدّث بهما عن مجالد غير ابنه إسماعيل، و إسماعيل هذا قد حدّث عنه يحيى بن معين، و قد وثّقه، و هو خير من أبيه مجاهد يكتب حديثه.

أخبرناه عاليا أبو المظفّر بن القشيري، أخبرنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أخبرنا أبو يعلى، حدّثنا سريج (3)-زاد ابن حمدان: بن يونس، نا إسماعيل، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر - زاد ابن حمدان: بن عبد اللّه - قال: سئل النبي صلى اللّه عليه و سلم عن أبي طالب هل تنفعه نبوتك ؟ قال:«نعم، أخرجته من غمرة جهنم إلى ضحضاح منها»، و سئل عن خديجة لأنها ماتت قبل الفرائض و أحكام القرآن فقال:«أبصرتها على نهر من أنهار [الجنة في بيت من قصب لا صخب فيه و لا نصب».

و سئل عن ورقة بن نوفل ؟ قال:«أبصرته في بطنان الجنة عليه السندس»- و قال ابن حمدان: سندس - و سئل عن زيد بن عمرو بن نفيل ؟] (4) فقال:«يبعث يوم القيامة أمّة وحده بيني و بين عيسى»[12914].

أخبرنا أبو غالب محمّد (5) بن الحسن الماوردي، أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن ابن الخلاّل، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا يزداد بن عبد الرّحمن بن محمّد، نا أبو سعيد

ص: 23


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و «ز»، و استدرك عن ابن عدي.
2- راجع الكامل لابن عدي 319/1.
3- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: شريح.
4- ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م.
5- سقطت من «ز».

الأشج، نا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لا تسبّوا ورقة بن نوفل فإنّي رأيت له جنة أو جنتين»[12915].

رواه أحمد بن أبي الحواري عن أبي معاوية، و عبد الرّحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة، فلم يذكرا أبيه عن عائشة، و لم يذكر عبد الرّحمن عروة.

فأمّا حديث أحمد بن أبي الحواري:

فأخبرناه أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر، قالا: أخبرنا عبد الدائم بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا عبد اللّه بن عتّاب بن الزفتي، نا أحمد بن أبي الحواري، نا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تسبّوا ورقة بن نوفل فإنّي قد رأيت له جنة أو جنتين»[12916].

و أمّا حديث ابن أبي الزناد:

فأخبرناه أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني عمّي مصعب بن عبد اللّه، حدّثني الضحّاك بن عثمان، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لأخي ورقة بن نوفل عدي أو لابن أخيه:«أشعرت أني قد رأيت لورقة جنة أو جنتين»[12917].

يشك هشام.

قال عروة: و نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن سبّ ورقة.

أخبرنا أبو القاسم الشيباني، أنا أبو علي التميمي، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،نا حسن بن موسى، نا ابن لهيعة، نا أبو الأسود، عن عروة، عن عائشة أن خديجة سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن ورقة بن نوفل ؟ فقال:«قد رأيته في المنام، فرأيت عليه ثياب بياض [فأحسبه لو كان من أهل النار، لم يكن عليه ثياب بيض]» (2)[12918].

رواه الزهري عن عروة فأرسله.

ص: 24


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 334/9 رقم 24421 طبعة دار الفكر.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و المسند؛ و في «ز»: لم يكن عليه بياض.. و المثبت عن المسند.

حدّثناه أبو الحسن الفرضي - لفظا - و أبو القاسم بن عبدان - قراءة - قالا: أخبرنا علي بن محمّد الشافعي، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ قال: و أخبرني الوليد بن محمّد، عن ابن شهاب الزهري قال:

و سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كما بلغنا عن ورقة بن نوفل ؟ فقال:«قد رأيته في المنام، فرأيت عليه ثياب بياض (1)،فقد أظن أن لو كان من أهل النار لم أر عليه البياض»[12919].

و كذا رواه معمر عن الزهري.

أخبرناه أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنا أحمد، نا الزبير، حدّثني عبد اللّه بن معاذ الصنعاني، عن معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير قال (2):سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن ورقة بن نوفل كما بلغنا فقال:«قد رأيته في المنام عليه ثياب بيض، فقد أظن أن لو كان من أهل النار لم أر عليه البياض»[12920].

قال: و حدّثنا الزبير، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه، عن الضحّاك بن عثمان، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد [قال] (3) قال عروة (4):

كان بلال لجارية من بني جمح بن عمرو، و كانوا يعذبونه برمضاء (5) مكة، يلصقون ظهره بالرمضاء ليشرك باللّه فيقول: أحد، أحد، فيمرّ عليه ورقة بن نوفل و هو على ذلك فيقول: أحد أحد، يا بلال و اللّه لئن قتلتموه لأتخذنّه حنانا، كأنه يقول: لأتمسّحن به، قال ورقة في ذلك (6):

لقد نصحت لأقوام و قلت لهم *** أنا النذير فلا يغرركم أحد

لا تعبدن إلها غير خالقكم *** فإن دعوكم فقولوا بيننا حدد (7)

ص: 25


1- كذا بالأصل و م:«ثياب بياض» و في «ز»: «ثياب بيض».
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: قالا.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و م.
4- الخبر و الشعر في الأغاني 120/3-121.
5- الرمضاء: الأرض الحامية من شدة حر الشمس.
6- الأبيات في الأغاني 121/3 منسوبة لورقة بن نوفل، و الروض الأنف 217/1 (ط . دار الفكر) منسوبة إلى ورقة ابن نوفل، و قال السهيلي: و فيه أبيات تنسب إلى أمية بن أبي الصلت.
7- الأصل و م و «ز»: جدد، بالجيم خطأ، و المثبت عن الأغاني، و الحدد محركة: المنع. و في الروض الأنف: جدد، بالجيم.

سبحان ذي العرش سبحانا يعادله (1) *** رب البرية فرد واحد صمد

مسخّر كل ما تحت السماء له *** لا ينبغي أن يساوي (2) ملكه أحد

لا شيء مما ترى إلاّ (3) بشاشته *** يبقى الإله و يودي المال و الولد

لم يغن عن هرمز يوما خزائنه *** و الخلد قد حاولت عاد فما خلدوا

و لا سليمان إذ دان الشعوب له *** و الجن و الإنس تجري بينها البرد (4)

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمد ابن النحاس، أنا أبو سعيد ابن الأعرابي، نا سعيد الضرير أبو عثمان، حدثنا أحمد بن المقدام العجلي - بصري - نا عمر بن علي المقدمي، عن السائب بن عمر المخزومي، عن يحيى بن صيفي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من زلفت إليه يد، فإن عليه من الحق ما يجزي بها، فإن لم يفعل فليظهر الثناء، فإن لم يفعل فقد كفر النعمة، أ ما سمعت قول ورقة بن نوفل:

ارفع ضعيفك لا يحل بك ضعفه *** يوما فتدركه العواقب قد نما

يجزيك أو يثني عليك و إن من *** أثنى عليك بما فعلت فقد جزى

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أخبرنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار (5) حدثني عمي مصعب بن عبد اللّه عن الضحاك بن عثمان عن (6) عبد الرحمن بن أبي الزناد قال: قال هشام بن عروة عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر الصديق أنها قالت: قال زيد بن عمرو (7):

عزلت الجن و الجنّان عني *** كذلك يفعل الجلد الصبور (8)

فلا العزى أدين و لا ابنتيها *** و لا أطمي بني طسم أدير (9)

ص: 26


1- في الأغاني: نعوذ به..... و قبل قد سبّح الجودي و الجمد و في الروض الأنف: يدوم له.... و قبلنا سبّح الجودي و الحجد
2- الأغاني و الروض الأنف: ينادي.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الأغاني و الروض الأنف: تبقى بشاشته.
4- البرد جمع بريد، و هو الرسول.
5- الخبر و الشعر في الأغاني 124/3-125.
6- تحرفت بالأصل إلى: بن، و المثبت عن «ز»، و م، و الأغاني.
7- الأبيات في الأغاني 124/3-125 و سيرة ابن هشام 240/1 و الروض الأنف 257/1 (ط . دار الفكر).
8- صدره في السيرة و الروض الأنف: عزلت اللات و العزى جميعا .
9- عجزه في الأغاني و سيرة ابن هشام و الروض الأنف: و لا صنمي بني عمرو أزور .في الأغاني: بني غنم.

و لا غنما (1) أدين و كان ربّا *** لنا في الدهر إذ حلمي صغير

أدبا واحدا أم ألف ربّ *** أدين إذا تقسمت الأمور

أ لم تعلم بأن اللّه أفنى *** رجالا كأن شأنهم الفجور (2)

و أبقى آخرين ببرّ قوم *** فيربو (3) منهم الطفل الصغير

و بين المرء يعثر ثاب يوما *** كما يتروح (4) الغصن المطير

فقال ورقة بن نوفل لزيد بن عمرو (5):

و شدت و أنعمت ابن عمرو، و إنما *** تجنبت تنورا من النار حاميا

بدينك ربّا ليس ربّ كمثله *** و تركك جنان الجبال كما هيا (6)

أقول إذا جاوزن أرضا مخوفة *** حنانيك لا تظهر عليّ الأعاديا

حنانيك إن الجن كانت رجاءهم *** و أنت إلهي ربنا و رجائيا

أدين لربّ يستجيب و لا أرى *** أدين لمن لا يسمع الدهر داعيا

أقول إذا صليت في كل بيعة (7) *** تباركت قد أكثرت باسمك داعيا

يقول: خلقت كثيرا يدعون باسمك.

و قال أيضا يبكي عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزى، و كان اسمه عمرو بن جفنة الغساني بالشام، و لذلك حديث سيأتي في قصة عثمان بن الحويرث إن شاء اللّه، فقال ورقة بن نوفل:

هل أتى ابنتي عثمان أنّ أباهما *** حانت منيته بجنب الفرصد

ركب البريد مخاطرا عن نفسه *** ميت المظنة للبريد المقصد

فلأبكين عثمان حق بكائه *** و لأنشدن عمرا و إن لم ينشد

ص: 27


1- في المصادر: هبلا.
2- رواية البيت في السيرة و الروض الأنف: بأن اللّه قد أفنى رجالا كثيرا كان شأنهم الفجور
3- في السيرة و الروض: فيربل، أي يكبر و ينبت.
4- يتروح الغصن أي ينبت ورقة بعد سقوطه، قاله السهيلي في الروض الأنف.
5- الأبيات في الأغاني 125/3 و سيرة ابن هشام 247/1 و الروض الأنف 263/1.
6- في السيرة و الروض: و تركك أوثان الطواغي كما هيا.
7- الأصل: ركعة، و المثبت عن «ز»، و م.

يريد عمرو بن جفنة الغساني. و ورقة الذي يقول:

لمن الديار غشيتها كالمهرق *** قدمت و عهد جديدها لم يخلق

أنى يراني الموعدي كأنني *** في الحصن من نجران أوفى الأبلق

في يافع دون السماء ممرد *** صعب نزل به بنان المرتقي

و يصدهم عن باني ماجد *** حسبي و أصدقهم إذا ما نلتقي

و إذا عفوت عفون عفوا بيّنا *** و إذا انتصرت بلغت رتق المستقي

و له شعر كثير.

ذكر من اسمه وريزة

7972 - وريزة بن سماك بن وريزة أبو يحيى العنسيّ

ذكر (1) من اسمه وريزة (2)

7972 - وريزة (3) بن سماك بن وريزة (4) أبو يحيى العنسيّ (5)

من أهل داريا (6)،من فرسان اليمن و وجوههم و شعرائهم، قتل في حرب أبي الهيذام المرّي في خلافة الرشيد.

ذكر أبو الحسين (7) الرازي فيما أفاده بعض أهل دمشق عن أبيه عن جده و أهل بيته من المريّين أن وريزة بن سماك العنسيّ قال:

سيعلم الشيخ أبو الهيذام *** إذا التقينا ساعة الزحام

م ن الضعيف الواهن العظام *** أنا الغلام اليمني الحامي (8)

قال: و قال محرز (9) بن مدرك الغساني يرثي وريزة بن سماك العنسيّ :

قد فجعت أسياف قيس بفارس *** ضروب بنصل السيف محض الخلائف

وريزة أعني ذا الوفاء و ذا الندا *** و عصمة قحطان غداة البوائق

ص: 28


1- قوله:«ذكر من اسمه وريزة» بالأصل و م، و سقط من «ز»، أعجمت و ضبطت عن تبصير المنتبه 1471/4.
2- الأصل و م: وزيرة.
3- الأصل و م: وزيرة، و في «ز»: وريرة، و الإعجام و الضبط عن تبصير المنتبه، و الاكمال 301/7 و قد صوب الاسم و النسبة في كل مواضع الترجمة.
4- الأصل و م: وزيرة، و في «ز»: وريرة، و الإعجام و الضبط عن تبصير المنتبه، و الاكمال 301/7 و قد صوب الاسم و النسبة في كل مواضع الترجمة.
5- الأصل و م و «ز»: العبسي، و العنسي بفتح العين و سكون النون نسبة إلى عنس بن مالك بن أدد بن زيد، من مذحج اليمن، و جماعة منهم نزل الشام (الأنساب).
6- داريا: قرية كبيرة مشهورة من قرى دمشق بالغوطة (معجم البلدان).
7- الأصل و م: الحسن، تصحيف، و المثبت عن «ز».
8- الأصل: الحسامي، و المثبت عن «ز»، و م.
9- بالأصل: محمد، و المثبت عن «ز»، و م.

و أي فتى ديّنا و أي أخي ندى *** و أي ابن عمّ كان عند الحقائق

سليل ملوك في ذؤابة مذحج *** و في الأشعريين الكرام البطارق

سأبكي أبا يحيى وريزة ما دعا *** حمام يبكي إلفه كلّ شارق

و قال محرز بن مدرك أيضا في قتل وريزة بن سماك العنسيّ و قتل أهل اليمن برز بن كامل العنسي (1):

لأن كان ذاق الحتف (2) عن غير ضربة *** و لا طعنة منهم و لا سهم ناصل

لقد حزّمت أسيافنا و رماحنا *** فأثّرن بالأوصال برز (3) بن كامل

حملنا عليه حملة يمنية *** عركناه فيها تحتنا بالكلاكل

متى أدع في غسان بلج جيادها *** يقولون لي: لبيك رام و شاول

فلسنا بأنكاس إذا الحرب شمّرت *** و لا نحن فيها باللئام التنابل

بأسيافنا اللائي شهدن خليفة *** ذوات السيوف (4) المخلصات المناصل

نصرنا بها الإسلام من كلّ فاجر *** جحود عنود من جميع القبائل

7973 - وريزة بن محمّد بن وريزة أبو هاشم الشيبانيّ الحمصيّ

7973 - وريزة (5) بن محمّد بن وريزة (6) أبو هاشم الشيبانيّ الحمصيّ

إخباري، قدم دمشق و أطرابلس، و حدّث بها، و بحمص عن أبيه محمّد بن وريزة (7)، و محمّد بن هاشم بن منصور، و مؤمّل بن إهاب، و إبراهيم بن عبد اللّه الهروي، و عبد اللّه بن سليمان العبدي، و عبد العظيم بن إبراهيم، و يعقوب و أحمد ابني إبراهيم الدورقيين، و هشام بن عمّار، و سليمان بن سلمة، و عمرو بن عثمان، و هو بر بن معاذ، و أبي عمر حفص بن عمر الدوري المقرئ، و أبي جعفر أحمد بن محمّد الحذاء، و عمر بن شبّة، و محمّد بن عبيد اللّه، و عبد الوهّاب بن الضحّاك، و العبّاس بن محمّد الهاشمي، و إسماعيل بن محمّد بن إسحاق، و العبّاس بن إسماعيل بن يونس بن موسى القصّار، و سليمان بن عبد الجبّار، و سلمة بن شبيب.

روى عنه: الضحاك بن يزيد السكسكي البتلهي، و أبو الميمون بن راشد، و أبو بكر عبد

ص: 29


1- تقدمت الأبيات في ترجمة محرز بن مدرك الغساني في تاريخ مدينة دمشق 86/57 رقم 7229 طبعة دار الفكر.
2- في ترجمة محرز: الحيف.
3- كذا بالأصل و م و «ز» هنا، و فيما تقدم: بور.
4- في ترجمة محرز: الفلول.
5- بالأصل و م:«وزيرة» تصحيف، و المثبت عن «ز»، و تبصير المنتبه 1471/4 و فيها: بالضم و فتح الزاي مؤخرة.
6- بالأصل و م:«وزيرة» تصحيف، و المثبت عن «ز»، و تبصير المنتبه 1471/4 و فيها: بالضم و فتح الزاي مؤخرة.
7- الأصل و م: وزيرة، و المثبت عن «ز».

الرّحمن بن محمّد بن الدرفس، و أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن هلال، و أبو يعقوب الأذرعي، و محمّد بن جعفر بن ملاّس، و أحمد بن محمّد بن موسى بن [أبي عطاء، و أبو عبد اللّه الهروي، و محمد بن حميد الحوراني، و أبو القاسم علي بن الحسين بن محمد بن] (1)السفر (2)،و محمّد بن أحمد بن محمويه (3) أبو بكر العسكري.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد الرّحمن ضحّاك بن يزيد بن أبي كبشة السكسكي - قراءة عليه ببيت لهيا - حدّثنا أبو هاشم وريزة (4) بن محمّد بن وريزة (5) الغسّاني، نا مؤمل بن إهاب، نا معاوية بن الصلت بن هشام، نا عمرو بن عباد، عن عاصم (6)،عن زر (7) عن (8) عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن فاطمة أحصنت فرجها، فحرّم اللّه ذريتها على النار»[12921].

رواه أبو كريب عن معاوية بن هشام، عن عمرو بن عتّاب، عن عاصم.

أخبرناه أبو محمّد أيضا، نا عبد العزيز، أنا تمام، أنا خيثمة بن سليمان - قراءة عليه - نا أبو عمرو بن أبي غرزة، أنا محمّد بن العلاء، نا معاوية بن هشام فذكره.

و رواه أبو نعيم عن عمرو بن عتاب الحضرمي عن عاصم، عن زر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لم يذكر ابن مسعود.

أخبرناه أبو محمّد أيضا، نا عبد العزيز، أنا تمام، أنا خيثمة، نا أبو عمرو بن أبي غرزة، أنا أبو نعيم فذكره.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا أبو القاسم الحنّائي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن القاسم بن معروف، أنا أبو الميمون البجلي، نا وريزة (9) بن محمّد (10)،أنشدني محمّد بن بكير:

ص: 30


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم المعنى عن «ز».
2- تحرفت في م إلى: السفرجل.
3- أقحم بعدها بالأصل:«أنا» و المثبت يوافق عبارة «ز»، و م.
4- بالأصل و م: وزيرة، و التصويب عن «ز».
5- بالأصل و م: وزيرة، و التصويب عن «ز».
6- من قوله: محمد... إلى هنا سقط من «ز»، فاختل السند و في «ز»، فالسند فيها كالأصل.
7- الأصل: زيد، تحريف، و المثبت عن «ز»، و م.
8- الأصل و م: بن، خطأ، و التصويب عن «ز».
9- الأصل و م: وزيرة، و المثبت عن «ز».
10- أقحم بعدها بالأصل: البجلي، و هو:«غساني» و المثبت عن «ز»، و م.

يا ساعة القبر أين زواري *** إذا تفردت بين أحجاري

يهجر ذكري و يحتمى وطني *** و تنقضي مدتي و آثاري

يا سفر الموت أنت مرتقب *** [إليك] (1) أقضي وجوه أسفاري

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):أما وريزة (3) فهو وريزة (4) الغسّاني.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال لنا الهروي و غيره: فيها يعني سنة إحدى و ثمانين و مائتين مات وريزة بن محمّد الغسّاني.

و ذكر أبو الفضل المقدسي (5) فيما أخبره أبو عمرو بن منده عن أبيه أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن مروان قال: قال عمرو بن دحيم: مات وريزة بدمشق ليلة الاثنين لليلتين خلتا من شهر ربيع الآخر سنة إحدى و ستين و مائتين.

ذكر من اسمه وزير

7974 - وزير بن صبيح أبو روح الثقفي

7974 - وزير بن صبيح (6) أبو روح الثقفي (7)

من أهل دمشق.

روى عن: يونس بن ميسرة بن حلبس.

روى عنه: نعيم بن حمّاد، و هشام (8)،و سليمان بن أحمد الدمشقي نزيل واسط ، و أبو همام الوليد بن شجاع، و صفوان بن صالح، و إبراهيم بن أيوب الحوراني، و الربيع بن روح.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الشافعي، أنا نصر بن إبراهيم، و عبد اللّه بن عبد الرزّاق.

ص: 31


1- سقطت من الأصل و م، و زيدت لإقامة الوزن عن «ز»، و المختصر.
2- الاكمال لابن ماكولا 301/7.
3- الأصل و م: وزيرة، و المثبت عن «ز»، و الاكمال.
4- الأصل و م: وزيرة، و المثبت عن «ز»، و الاكمال.
5- من قوله: و غيره... إلى هنا سقط من «ز».
6- وزير بكسر الزاي. و صبيح بوزنه قاله ابن حجر في تقريب التهذيب.
7- ترجمته في تهذيب الكمال 377/19 و تهذيب التهذيب 75/6.
8- يعني: هشام بن عمار.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن زيد، أنا نصر، قالا: أخبرنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم في أحاديث الدمشقيين المقلين من مشيخة هشام بن عمّار.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم المقرئ، أنا سهل بن بشر.

ح و أنبأنا أبو عبد اللّه بن الحطاب (1)،قالا: أخبرنا علي بن محمّد بن علي الفارسي، أنا أبو الطاهر الذهلي، أنا موسى بن سهل، قالا: حدّثنا هشام بن عمّار، نا الوزير بن صبيح الثقفي، نا يونس بن حلبس، عن أم الدّرداء، عن أبي الدّرداء قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فرغ اللّه إلى كلّ عبد من خمس: من رزقه، و أجله، و عمله، و أثره، و مضجعه»[12922].

قالا: و أخبرنا هشام، نا الوزير بن صبيح الثقفي، نا يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أم الدّرداء، عن أبي الدّرداء، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قول اللّه، و قال ابن خريم: في قول اللّه.

ح و أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو نصر بن الجبّان، أنا جمح بن القاسم، نا أبو سعيد بن فياض، نا هشام، نا الوزير بن صبيح، نا يونس، عن أم الدّرداء، عن أبي الدّرداء (2) في قول اللّه: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (3)قال: من شأنه أن يغفر ذنبا و يفرّج كربا، و قال ابن فيّاض: و يكشف كربا، و يرفع قوما و يضع آخرين.

أخبرناه عاليا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم القارئ، أنا عمر بن أحمد بن مسرور، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد البالوي، أنا أبو العباس السراج، نا أبو همّام الوليد بن شجاع.

ح و أخبرناه أبو محمّد أيضا، أخبرنا عمر، أنا أبو عمرو بن حمدان، نا الحسن بن سفيان بن عامر، نا هشام بن عمّار، قالا: حدّثنا الوزير بن صبيح، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أم الدّرداء، عن أبي الدّرداء، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم في قول اللّه: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ قال:«من شأنه أن يغفر ذنبا، و يفرّج كربا، و يرفع قوما، و يضع آخرين»[12923].

هذا لفظ حديث هشام، و في حديث الوليد:«من شأنه أن يرفع قوما و يضع آخرين».

ص: 32


1- الأصل و م و «ز»: الخطاب، تصحيف.
2- كذا هنا بالأصل و م، و «ز»، و لم يرفعه.
3- سورة الرحمن، الآية:29.

رواه النسائي عن هشام.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، و نقلته من خطه، أنا أبو القاسم رمضان بن علي - بتنيس - نا أبو حفص عمر بن الحسن بن محمّد بن عبد اللّه المعروف بابن العتّال، نا أبو العباس يحيى بن عبيد بن حمدون الحذّاء المعدّل المعروف بالمحايري، نا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن زياد الرازي، نا أبو همّام الوليد بن شجاع بن الوليد، نا الوزير بن صبيح و دلنا عليه الوليد بن مسلم، عن مطرف، عن الشعبي، عن أم الدّرداء، عن أبي الدّرداء قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فذكر الحديث نحوه.

[قال ابن عساكر:] (1) و الأول أصح.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (2):

وزير بن صبيح الثقفي أبو روح (3)،سمع يونس بن ميسرة، يعدّ في الشاميين، كنّاه أبو همّام ابن أبي بدر، و سمع منه (4).

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا ابن منده، أنا حمد (5)-إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (6):

وزير بن صبيح الثقفي، يعدّ في الشاميين، روى عن يونس بن ميسرة بن حلبس، روى عنه هشام بن عمّار، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عنه سليمان بن أحمد الدمشقي، نزيل واسط ، سألت أبي عنه فقال: صالح الحديث.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أخبرنا

ص: 33


1- زيادة منا للإيضاح.
2- التاريخ الكبير للبخاري 182/8.
3- قوله:«أبو روح» ليس في التاريخ الكبير.
4- من قوله: كناه... إلى هنا ليس في التاريخ الكبير.
5- تحرفت في «ز» إلى: أحمد.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 44/9.

الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو روح وزير بن صبيح، شامي، عن يونس بن ميسرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد ابن زنجويه، أنا الحسن بن عبد اللّه العسكري قال:

فأمّا صبيح: الصاد مفتوحة و الباء مكسورة، فمنهم الوزير بن صبيح، يعد في الشاميين، روى عنه يونس بن ميسرة بن حلبس، روى عنه الربيع بن روح، و هشام بن عمّار، و سليمان ابن أحمد الواسطي.

7975 - وزير بن عبد الحميد النصري

ولي غازية البحر في زمن أبي جعفر المنصور، له ذكر.

أنبأنا (1) أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، نا الوليد قال:

ثم ولّى - يعني - المنصور من بعده - يعني: صالح بن علي - إبراهيم بن صالح جند دمشق و الأردن و البحر، فولّى البحر الوزير بن عبد الحميد النصري، ثم عزل إبراهيم، و ولّى ابن أبي عوف الكوفي، ثم ولّى علي بن صالح الأردن و البحر.

7976 - وزير بن القاسم بن وزير أبو القاسم السّلمي الجبيلي

7976 - وزير بن القاسم بن وزير أبو القاسم السّلمي الجبيلي (2)

من أهل جبيل (3)،من سواحل دمشق.

روى عن: عبد الوهّاب الحوطي، و أبي اليمان، و محمّد بن عبد الرّحمن السلمي، و عمرو بن هاشم البيروتي، و عبيد بن حبان (4) الجبيليّ ، و آدم بن أبي إياس، و موسى بن محمّد البلقاوي.

روى عنه: أبو الحسن بن جوصا، و أبو علي الحسن بن حبيب، و خيثمة بن سليمان،

ص: 34


1- أقحم بعدها بالأصل: ابن عبد الحميد النصري.
2- ترجمته في معجم البلدان (جبيل)109/2 و الأنساب (الجبيلي)24/2 و حرف فيها إلى: بريد، و الاكمال 258/2 و 259.
3- جبيل بلد في سواحل دمشق، و هو بلد مشهور في شرقي بيروت، على ثمانية فراسخ من بيروت (معجم البلدان).
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في معجم البلدان: حيان.

و أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن الصّلت البغدادي، و أبو علي بن عتّاب، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن الوليد المرّي، و صاعد بن عبد الرّحمن بن صاعد النصري النحّاس البرّاد، و أبو بكر بن حمدون النيسابوري.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا تمام بن محمّد، نا خيثمة بن سليمان - إملاء - نا وزير بن القاسم الجبيليّ أبو القاسم - بجبيل - نا عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي، نا إسماعيل بن عيّاش، عن المطعم بن المقدام الصنعاني (1) عن نصيح الشامي، عن ركب المصري، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«طوبى لمن تواضع من غير منقصة، و ذلّ في نفسه من غير مسكنة، و أنفق مالا جمعه من غير معصية، و رحم أهل الذلّ و المسكنة، و خالط أهل الفقه و الحكمة، طوبى لمن ذلّ في نفسه، و طاب كسبه، و صلحت سريرته [و كرمت علانيته، و عزل عن الناس شره، طوبى لمن عمل بعلمه، و أنفق الفضل من ماله، و أمسك] (2) الفضل من قوله».

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: وزير ابن القاسم الجبيليّ حدّث عن آدم بن أبي إياس، روى عنه خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، و غيره.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):

و أما الجبيليّ بضم الجيم و فتح الباء المعجمة بواحدة، و سكون الياء المعجمة باثنتين، نسبه إلى جبيل: وزير بن القاسم الجبيليّ ، حدّث عن آدم بن أبي إياس، حدّث عنه خيثمة بن سليمان.

7977 - وزير بن محمّد بن الحكم أبو العبّاس

روى عن: عمّار بن مطر العنبري الرهاوي، و إبراهيم بن حرب العسقلاني، ختن آدم.

روى عنه: القاسم بن عيسى العصّار.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا تمام بن محمّد، حدّثني أبو

ص: 35


1- بالأصل و م: و الصنعاني، و المثبت بحذف الواو، عن «ز».
2- ما بين معكوفتين مكانه مطموس بالأصل، و استدرك عن «ز»، و م، و المختصر.
3- الاكمال لابن ماكولا 258/2 و 259.

بكر أحمد بن عبد اللّه بن أبي دجانة، نا القاسم بن عيسى العصّار، نا الوزير بن محمّد، نا عمّار بن مطر العنبري، نا سعيد بن عبد العزيز، و لقيته ببيت المقدس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا قال:«سمع اللّه لمن حمده» في الركعة الأخيرة في صلاة الغداة قال:«اللّهمّ أنج المستضعفين من عبادك، اللّهمّ أنج الوليد بن الوليد، و سلمة بن هشام، و عيّاش بن أبي ربيعة، اللّهمّ أشدد وطأتك على مضر، و اجعلها عليهم سنين مثل سني يوسف، اللّهمّ العن فلانا و فلانا» يسمّيهم، فأنزل اللّه تبارك و تعالى لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ ءٌ، أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ، أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظٰالِمُونَ (1).

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو العباس الوزير بن محمّد بن الحكم الشامي، سمع عمّار بن مطر العنبري، روى عنه القاسم بن عيسى العصّار الدمشقي، و هو الذي كنّاه و نسبه لنا.

ذكر أبو الفضل المقدسي فيما أخبره أبو عمرو بن منده، عن أبيه أبي عبد اللّه، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان قال: قال عمرو بن دحيم: مات وزير بن محمّد بدمشق في المحرم سنة خمس و ستين و مائتين.

7978 - وزير بن مسافر الجرشي

ذكر أبو عبد اللّه بن منده: أنه دمشقي.

حدّث عن جدته.

روى عنه: الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو بكر محمّد بن [عمر بن] (2) علي بن خلف بن زنبور، نا عبد اللّه بن أبي داود، نا عمرو بن عثمان، نا الوليد ابن مسلم، قال: و أخبرني الوزير بن المسافر الجرشي، عن جدته - أم أبيه، أنها سمعت أبا الدّرداء يقول:

ص: 36


1- سورة آل عمران، الآية:128.
2- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز»، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 554/16.

تدفن في حواشي قبور المسلمين فإن ولدها لنا (1) و حسابها على اللّه عزّ و جلّ .

قال أبو بكر: هذه النصرانية تموت حبلى من المسلم، و يجعل وجهها إلى دبر القبلة لأن الولد في بطن أمه يكون وجهه إلى ظهر أمّه.

ذكر من اسمه وشاح

7979 - وشاح أبو اللّيث السلمي

7979 - وشاح أبو اللّيث السلمي (2)

ولي إمارة دمشق من قبل الحسن بن أحمد القرمطي المعروف بالأعصم (3)،فوصل إليها لأيام خلت من المحرم من سنة ثمان و خمسين (4) و ثلاثمائة، و كان الوالي إذ ذاك بها صالح بن عمير العقيلي البدوي (5)،فخرج صالح عنها، فلما رجعت القرامطة إلى الإحساء (6) في أيام خلت من صفر من هذه السنة رجع صالح بن عمير إلى دمشق، و تعصّب له أحداثها، فأخرجوا وشاحا عنها قهرا، و سلّموها إلى صالح لأيام خلت من ربيع الأول من سنة ثمان و خمسين (7).

و حدّثنا أبو الحسن الفرضي، عن مجير الكتامي: أن وشاحا ولي دمشق سنة ستين و ثلاثمائة، فاللّه أعلم، و كان وشاح في جملة جند الإخشيديين الذين كانوا بدمشق و مصر، ثم بايع (8) القرمطي.

ص: 37


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر:«لباق».
2- ترجمته في أمراء دمشق ص 94 و تحفة ذوي الألباب 377/1.
3- ترجمته في الوافي بالوفيات 372/11 و وفيات الأعيان 318/1.
4- كذا بالأصل و م و «ز»: ثمان و ستين، و هو خطأ، فقد توفي الحسن بن أحمد القرمطي سنة 366، و قد جاء في ترجمته في تحفة ذوي الألباب 373/1 أنه غلب على دمشق سنة 357 و ولى عليها وشاحا السلمي و رجع إلى الأحساء في صفر سنة 358 ه ، و هو ما ارتأيناه.
5- ترجمته في الوافي بالوفيات 268/16 و النجوم الزاهرة 56/4 و تحفة ذوي الألباب.
6- الإحساء: مدينة بالبحرين معروفة و مشهورة، راجع الروض المعطار.
7- بالأصل و م و «ز»: و ستين.
8- الأصل و م و «ز»: شايع، و المثبت عن تحفة ذوي الألباب.

ذكر من اسمه وصيف

7980 - وصيف موشكير

7980 - وصيف موشكير (1)

أحد القوّاد الذين قدموا دمشق مجتازين إلى مصر مع محمّد بن سليمان (2) لقتال الطولونية.

ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن القوّاس الورّاق قال: مات وصيف موشكير (3) يوم الخميس لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان سنة تسع و تسعين و مائتين.

7981 - وصيف بن عبد اللّه أبو علي الرّوميّ الحافظ الأشروسني

7981 - وصيف بن عبد اللّه أبو علي الرّوميّ الحافظ الأشروسني (4)(5)

قدم دمشق و حدّث بها عن أبي يعقوب إسحاق بن العنبر الفارسي، و علي (6) بن سرّاج (7)،و سهل بن صالح، و أحمد بن حرب الموصلي، و محفوظ بن بحر، و أبي علي الحسن بن عبد الرّحمن الجزري، و سليمان بن عبد اللّه بن محمّد، و محمّد بن عبيد اللّه القردواني الحراني، و عبد اللّه بن محمّد بن سعيد الحرّاني، و عبد اللّه (8) بن محمّد، و أحمد ابن علي الأفطح، و عبد الحميد بن محمّد بن المسام (9)،و إبراهيم بن محمّد المدني، و علي ابن الحسين بن بيان، و الحسن بن محبوب، و حاجب بن سليمان المنبجي (10)،و سليمان بن سيف الحرّاني، و إبراهيم بن محمّد بن إسحاق، و علي بن بكار المصيصي.

ص: 38


1- الأصل: بن شكير، و المثبت عن «ز»، و م.
2- بالأصل: محمّد بن محمّد بن سليمان، و المثبت عن «ز»، و م. لعله أراد محمّد بن سليمان الكاتب، و قد بعثه المكتفي باللّه لقتال هارون بن خمارويه، راجع ولاة مصر للكندي ص 268 و ما بعدها.
3- بالأصل هنا: مولى شكير، و المثبت عن «ز»، و م. و جاء في ولاة مصر ص 268 أن وصيف بن صوارتكين كان عاملا لهارون بن خمارويه على فلسطين، فكتب إلى محمّد بن سليمان بالسمع و الطاعة.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 496/14.
5- الأشروسني نسبة إلى أشروسنة بالضم ثم السكون و ضم الراء و واو ساكنة: بلدة كبيرة بما وراء النهر من بلاد الهياطلة بين سيحون و سمرقند (معجم البلدان).
6- تحرفت بالأصل إلى: عن، و المثبت عن «ز»، و م.
7- الأصل و م: سراح، و المثبت عن «ز»، و سير الأعلام.
8- كذا بالأصل و م، و في «ز»: و سليمان بن عبد اللّه بن محمّد.
9- كذا رسمها بالأصل و م، و في «ز»: المسلم.
10- تحرفت في «ز» إلى: المنيحي.

روى عنه: أبو زرعة، و أبو (1) بكر ابنا أبي دجانة، و أبو علي بن آدم الفزاري، و أبو محمّد الحسن بن سليمان بن داود بن بنوس البعلبكي، و أبو علي الحسن بن منير التنوخي، و أبو عبد اللّه بن مروان، و أبو أحمد بن عدي، و أبو سعيد بن الأعرابي، و أبو الحسن بن جوصا، و سليمان الطبراني، و أبو مروان عبد الملك بن محمّد بن أبي عمرو الطحان، و أبو القاسم حمزة بن محمّد بن علي الكناني الحافظ ، و أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علي اليقطيني.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، حدّثني أبو زرعة محمّد، و أبو بكر [أحمد] ابنا عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمرو بن عبد اللّه بن صفوان النصري، قالا: نا وصيف بن عبد اللّه الأنطاكي الحافظ ، نا أبو يعقوب إسحاق بن العنبر، نا نصر بن باب، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن ابن عبّاس.

أن رجلا أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: إنّي نذرت إن فتح اللّه عليك مكة أن آتي البيت، فأقبّل أسفل الأسكفة (2)،فقال:«قبّل قدمي أمك (3) و قد وفيت بنذرك»[12924].

قال تمام: غريب من حديث داود بن أبي هند، لم يحدّث به إلاّ إسحاق بن العنبر، و هو لين الحديث، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو بكر محمّد بن رزق اللّه بن عبد اللّه المقرئ، نا أبو علي محمّد بن محمّد بن عبد الحميد بن آدم، نا أبو علي وصيف بن عبد اللّه الحافظ الأنطاكي - قدم علينا - أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن زياد، نا أبو بدر شجاع بن الوليد، عن موسى بن عقبة، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إن من الشعر حكمة»[12925].

أنبأنا أبو علي الحدّاد و غيره، قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة (4)،أنا سليمان بن أحمد (5)،حدّثني وصيف الأنطاكي، نا سليمان بن سيف أبو داود الحرّاني، نا سعيد بن سلام العطّار، نا عمر بن محمّد بن صهبان المدني، عن صفوان بن سليم، عن أبي سلمة، عن أبي

ص: 39


1- بالأصل و م:«و أبي» و المثبت عن «ز».
2- الأسكفة: عتبة الباب التي يوطأ عليها.
3- في «ز»: أبيك.
4- في م: زايده، و في «ز»: ريده، تصحيف.
5- رواه سليمان بن أحمد الطبراني في المعجم الصغير 125/2.

هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لقّنوا موتاكم لا إله إلاّ اللّه، و قولوا الثبات الثبات، و لا قوة إلاّ باللّه»[12926].

قال الطبراني: لم يروه عن صفوان بن سليم إلاّ عمر بن محمّد.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن أبي دجانة النصري (1)-إملاء - نا وصيف بن عبد اللّه الأنطاكي، أنا أبو بشر داود بن سليمان، نا أبو معاوية محمّد بن حازم، عن سهيل بن أبي صالح، عن المقبري، عن أبي سعيد قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من صام يوما في سبيل اللّه باعد اللّه بينه و بين النار بذلك اليوم سبعين خريفا»[12927].

[قال ابن عساكر:] (2) كذا قال، و المحفوظ حديث سهيل عن النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد.

ذكر بعض أصحاب الحديث أنه سمع منه بدمشق سنة ثلاث عشرة و ثلاثمائة.

7982 - وصيف المكتمري

7982 - وصيف المكتمري (3)

ولي إمارة دمشق في أيام المقتدر بعد هلال بن بدر (4) سنة ست عشرة و ثلاثمائة فيما ذكر أبو الحسين الرازي قال: و في أيامه خلع المقتدر المرة الثانية ثم رجعت إليه الخلافة فطلب الأولياء من المكتمري البيعة له بدمشق، فامتنع عليهم فوقع الهيج، و ركبوا إلى داره بالسلاح و القفاطات، و كانت دار الإمارة تلك الأيام خارج لؤلؤة الصغيرة (5) على نهر باناس (6)فأحرقوها و بقيت صحراء إلى يومنا هذا، ثم تولى ابن علاء (7) المعروف بغلام الراشدي سنة سبع عشرة و ثلاثمائة - يعني - ولي غلام الراشدي بعده.

ص: 40


1- في «ز»: النضري.
2- زيادة منا.
3- ترجمته في تحفة ذوي الألباب 342/1 و أمراء دمشق ص 95.
4- ترجمته في تحفة ذوي الألباب 341/1.
5- لؤلؤة الصغيرة محلة بدمشق، تعرف اليوم بزقاق الجن، و اللؤلؤة الكبيرة حي بدمشق اليوم يقال لها حي الحلبوني، و اللؤلؤتان في أرض كفرسوسية بينها و بين المزة (راجع غوطة دمشق لمحمّد كردعلي ص 243).
6- نهر باناس: نهر في دمشق يتفرع من بردى في الربوة.
7- كذا بالأصل و م و «ز»: «ابن علاء» و الذي في تحفة ذوي الألباب 343/1 محمّد بن علي المعروف بغلام الراشدي.

ذكر من اسمه وضّاح

7983 - وضّاح اليمن

هو عبد اللّه بن إسماعيل، تقدم في حرف العين.

7984 - وضّاح بن خيثمة

قيل إنه أحد أصحاب عمر بن عبد العزيز.

روى عنه: أمية بن خالد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن الحمامي، أنا أبو بكر النجاد، نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، نا عمر بن شبة، حدّثني محمّد، عن أمية بن خالد، عن وضّاح بن خيثمة قال:

أمرني عمر بن عبد العزيز بإخراج من في السجن، فأخرجتهم إلاّ يزيد بن أبي مسلم، فنذر دمي، قال: فو اللّه إنّي بأفريقية قيل (1) لي قدم يزيد بن أبي مسلم، فهربت منه، فأرسل في طلبي، فأخذت، فأتي بي، فقال لي: وضّاح ؟ قلت (2):وضّاح، قال: أما و اللّه لطال ما (3)سألت اللّه أن يمكّنني منك، قلت: و أنا و اللّه لطال ما استعذت باللّه من شرّك، قال: فو اللّه ما أعاذك، و اللّه لأقتلنّك، ثم و اللّه لأقتلنّك، و اللّه لو سابقني ملك الموت إلى قبض روحك لسبقته بالسيف و النطع، قال: فجيء بالنطع فأقعدت فيه، و كتّفت (4) و قدم (5) قائم على رأسي بسيف مشهور، و أقيمت الصلاة فخرج إلى الصلاة فلما خرّ ساجدا أخذته سيوف الجند، فقتل، و جاءني رجل فقطع كتافي (6) بسيفه و قال: انطلق.

أخبرناه أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو زيد النميري أنه حدّث أمية بن خالد، فذكره،

ص: 41


1- بالأصل و م:«قبل ما قدم» و المثبت:«قيل لي قدم» عن «ز».
2- في المختصر: فقال لي: وضاح، فكيف وضاح ؟.
3- كذا بالأصل و م و «ز»: لطال ما.
4- بالأصل و م: و كتبت، و المثبت عن «ز».
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر:«و قام» و هو أشبه.
6- بالأصل و م: كتابي، و كتب على هامش الأصل:«لعله كتافي» و هو ما أثبت عن «ز».

و في حديث ابن طاوس: بأفريقية، و فيه: أن يمكنني (1)،و الباقي مثله.

كذا قال أمية، و قد أسقط منه رجلان: داود بن أبي هند، و محمّد بن يزيد.

رواه غيره عن وضّاح بن خيثمة عن داود بن أبي هند، عن محمّد بن يزيد الأنصاري، قال: بعثني عمرو، و هو الصواب، و قد ذكرته في ترجمة محمّد بن يزيد.

7985 - وضّاح بن رزاح الأشجعي

شهد يوم المرج مع الضحّاك بن قيس الفهري، و له عقب بالأندلس.

ذكر من اسمه وضين

7986 - الوضين بن عطاء بن كنانة بن عبد اللّه بن مصدّع

7986 - الوضين بن عطاء بن كنانة بن عبد اللّه بن مصدّع (2)

أبو كنانة الخزاعيّ ، و يقال (3):أبو عبد اللّه

أصله من بانياس، و سكن قرية كفرسوسية (4).

روى عن سالم بن عبد اللّه بن عمر، و محفوظ بن نصر بن علقمة، و أبي عثمان يزيد بن مرثد الصنعاني، و عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، و جنادة بن أبي أمية، و عبادة بن نسي، و عمير ابن هانئ، و عطاء بن أبي رباح، و حفص بن غيلان، و سليمان بن داود الخولاني، و بلال بن سعد، و مكحول [و] (5) أبي الأشعث الصنعاني.

روى عنه: الهيثم بن حميد، و هو أقدم من روى عنه من الشاميين، و حمّاد بن سلمة، و حمّاد بن زيد، و يحيى بن حمزة، و الوليد بن مسلم، و محمّد بن راشد الدمشقيون، و سويد ابن عبد العزيز، و بقية بن الوليد، و عبد الخالق بن زيد بن واقد، و صدقة بن عبد اللّه، و طلحة

ص: 42


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و الذي مرّ في الرواية السابقة: بأفريقية، و أن يمكنني. و لعله صحفت اللفظتان في نسخة، ثم صوبهما النساخ بعد في النسخ.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 383/19 و تهذيب التهذيب 78/6 و طبقات خليفة ص 576 رقم 3015 و التاريخ الكبير للبخاري 189/8 و الجرح و التعديل 50/9 و تاريخ بغداد 512/13 و الكامل لابن عدي 88/7 و طبقات ابن سعد 466/7 و فيها: الوضين. و الوضين: بفتح أوله و كسر المعجمة بعدها تحتانية ساكنة ثم نون. و كنانة بكسر أوله.
3- بالأصل: يقال، و في «ز»: و قال، و المثبت عن م.
4- كفرسوسية: من قرى دمشق (معجم البلدان).
5- سقطت من الأصل و م و «ز»، و زيدت للضرورة، راجع تهذيب الكمال 383/19، و أبو الأشعث اسمه شراحيل بن آدة الصنعاني ترجمته في سير الأعلام 357/4.

ابن زيد الرقّي، و محمّد بن غزوان الدمشقي، و أيوب بن حسان، و معقل بن عبيد اللّه الجزري، و أبو خليد عتبة بن حمّاد، و عبد اللّه بن بكر السهمي، و الخليل بن مرّة، و عبد اللّه ابن أحمد اليحصبي، و مكبّر (1) بن عثمان، و زهير بن محمّد الخراساني، و أبو حاضر عبد الملك بن عبد ربه، و منبّه بن عثمان، و حكيم بن خذام (2) أبو [سمير] (3)،و أبو العطوف الجزري. و روى عن الأوزاعي عنه.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أخبرنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا الحاكم أبو أحمد، نا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم (4)،نا الوليد بن مسلم، عن الوضين بن عطاء، عن سالم، عن أبيه: أنه كان يفصل بين الشفع و الوتر بتسليمة و يخبر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يفعل ذلك[12928].

أخبرنا أبو محمّد أيضا، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو العبّاس الحسن بن سفيان النسوي، حدّثنا صفوان بن صالح، عن الوليد، حدّثنا الوضين بن عطاء قال: سمعت سالم بن عبد اللّه يخبر عن أبيه ابن عمر أنه كان يفصل بين شفعه و وتره من صلاة الليل بتسليمة،[و يخبر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يفعل ذلك بتسليمة] (5).

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، قالا: أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر بن محمّد بن مسرور، أنا أبو سهل بشر ابن أحمد بن بشر الأسفرايني، أنا أبو العباس الحسن بن سفيان الشيباني، حدّثنا دحيم بن اليتيم، نا الوليد بن مسلم، حدّثنا الوضين بن عطاء، عن سالم بن عبد اللّه، عن أبيه قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يفصل بين الشفع و الوتر بتسليمة يسمعناه.

أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العبّاس، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا محمّد ابن بشر بن العبّاس التميمي، أنا أبو لبيد محمّد بن إدريس السامي (6)،حدّثنا أبو همام، نا بقية.

ص: 43


1- كذا بالأصل و م، و تحرفت في «ز» إلى: بكر.
2- الأصل: حرام، و في م: حذام، و في «ز»: جذام، و المثبت عن تهذيب الكمال.
3- بياض بالأصل و م و «ز»، و الزيادة عن تهذيب الكمال.
4- في «ز»: بن دحيم.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز».
6- تحرفت بالأصل و «ز» إلى الشامي، و المثبت عن م، و هو محمّد بن إدريس بن إياس، أبو لبيد السامي السرخسي المحدث، ترجمته في سير الأعلام 464/14.

ح و أخبرنا أبو منصور محمود بن عبد الواحد بن عبد المنعم الواعظ ، أخبرنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس، أنا الشريف أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد، نا أبو هاشم عبد الغافر بن سلامة الحمصي، نا يحيى بن عثمان بن كثير، نا بقية، عن الوضين ابن عطاء، عن محفوظ بن علقمة الحضرمي، عن عبد الرّحمن بن عائذ الأزدي، عن علي بن أبي طالب عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«إنما العين وكاء (1) السّه (2) فمن نام فليتوضأ»[12929].

و في حديث أبي همّام عن عبد الرّحمن بن عباية. و الصواب ابن عائذ، و فيه: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال، و الباقي مثله.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو المظفّر (3) محمود بن جعفر بن محمّد، و عبد الرّحمن بن منده، قالا: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان ابن البغدادي، نا أبو عبد اللّه الحسن بن علي الكسائي الهمداني، نا عبد الصّمد بن سليمان البلخي، نا أبو بكر محمّد بن المهلب السرخسي، نا الحسن بن علي الكلبي الكوفي، نا عبد اللّه بن واقد، عن الأوزاعي، عن الوضين بن عطاء، عن يزيد بن مرثد، عن أبي رهم (4)، اسمه أحزاب، قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما اصطيد صيد في برّ و لا بحر إلاّ بتضييعه التسبيح»[12930].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أبو القاسم غانم بن خالد، قالا: أخبرنا أبو الطيّب عبد الرزّاق بن [عمر بن] (5) موسى، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو العباس بن قتيبة قال: قرئ على عيسى بن حمّاد زغبة - و أنا حاضر أسمع - أخبرنا أبو الليث عن الخليل بن مرّة، عن الوضين بن عطاء أبي كنانة الدمشقي عن مكحول الدمشقي، بحديث.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات - إمام مسجد الجامع بدمشق -

ص: 44


1- الوكاء: رباط القربة و غيرها الذي يشد بها رأسها، و الخيط الذي تشد به الصرة.
2- السّه: مخففة، العجز، أو حلقة الدبر.(القاموس المحيط ).
3- الأصل: المطهر، و في م: المظهر، تصحيف، و الصواب عن «ز»، راجع ترجمته في سير الأعلام 449/18.
4- تحرفت في «ز» إلى: دهيم، و هو أحزاب بن أسيد، أبو رهم السماعي، ترجمته في تهذيب الكمال 476/1 طبعة دار الفكر.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.
6- رواه أبو بكر الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 513/13.

أخبرنا عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف، حدّثني أحمد بن الوضين، كذا قال لنا، و إنما هو يحيى بن أحمد بن الوضين، عن أبيه [إلى] (1) ينسب جده الوضين بن عطاء بن كنانة بن عبد اللّه بن مصدع، أبو كنانة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا - قراءة - عن أبي الحسين (2) بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو القاسم الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - حدّثني يحيى بن أحمد بن الوضين، عن أبيه ينسب جدّه الوضين بن عطاء بن كنانة بن عبد اللّه بن مصدع، و قال ابن عتّاب: مصيدع أبو كنانة [قال ابن عمير: و حدّثني ابن البرقي، نا عمرو، حدّثني صدقة حدّثني أبو كنانة] (3)-زاد ابن عتّاب: الوضين-.

أخبرنا أبو منصور بن زريق (4)،أنا - أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (5)،أنا أبو سعيد بن حسنويه، أنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، أنا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط قال: الوضين بن عطاء بن كنانة، يكنى أبا كنانة، دمشقي، مات سنة تسع و أربعين و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أخبرنا أبو طاهر - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا: أخبرنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة قال (6) في الطبقة الرابعة من أهل الشام: الوضين بن عطاء من كنانة، يكنى أبا كنانة، مات سنة تسع و أربعين و مائة، دمشقي (7).

ص: 45


1- زيادة عن تاريخ بغداد.
2- تحرفت في «ز» إلى: الحسن.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».
4- الأصل و م: رزين، و المثبت عن «ز».
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 514/13.
6- طبقات خليفة بن خيّاط ص 576 رقم 3015 طبعة دار الفكر.
7- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء الثالث بعد الخمسمائة من الأصل. بلغت سماعا بقراءتي و عرضا بأصله على سيدنا الفاضل أبي البركات الحسن بن محمّد بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي بحق إجازته من عمه المصنف و كتب محمّد ابن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي يوم السبت التاسع من جمادى الأولى سنة عشرين و ستمائة بالمسجد الجامع بدمشق حرسها اللّه، و الحمد للّه وحده و صلاته على محمّد نبيّه و سلامه.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال:

الوضين بن عطاء، قال أبو مسهر: بلغني أن كنيته أبو كنانة،[و هو ابن عطاء بن كنانة] (1) مات سنة نيف و خمسين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّنباني (2)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (3) قال في الطبقة الرابعة من أهل الشام.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا الجوهري.

أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، قالا: حدّثنا محمّد ابن سعد (5)-زاد ابن البنّا في الطبقة الرابعة من أهل الشام و قالوا:- الوضين (6) بن عطاء بن كنانة، يكنى أبا كنانة، مات بدمشق في عشر ذي الحجة سنة تسع و أربعين و مائة، زاد ابن البنّا: في خلافة أبي جعفر، و كان ضعيفا في الحديث.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار، أنا عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة (7)، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثني جدي قال: الوضين بن عطاء بن كنانة، يكنى أبا كنانة، توفي بدمشق في عشر ذي الحجة سنة سبع و أربعين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا

ص: 46


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.
2- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- رواه أبو بكر الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 514/13.
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 466/7.
6- في الطبقات الكبرى لابن سعد: الوضين، بالصاد المهملة.
7- تحرفت في «ز» إلى: جمة.

[أبو] (1) أحمد بن عدي (2)،نا الجنيدي، نا البخاري قال: وضين بن عطاء، قال ابن بكير:

كنيته أبو كنانة الشامي.

أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا؛- أخبرنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (3):الوضين بن عطاء الشامي، و يقال: كنيته أبو كنانة، عن محفوظ بن علقمة، روى عنه محمّد بن راشد.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، قالا:

أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد، أخبرنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (4):

وضين بن عطاء بن كنانة، أبو كنانة الشامي، روى عن محفوظ بن علقمة، و سالم بن عبد اللّه، و يزيد بن مرثد (5)،روى عنه محمّد بن راشد، و يحيى بن حمزة، و الوليد بن مسلم، و بقية، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو كنانة الوضين بن عطاء، عن محفوظ بن علقمة، روى عنه محمّد بن راشد.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخطيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو كنانة الوضين بن عطاء، شامي.

أخبرنا أبو الفضل أيضا - قراءة - عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن

ص: 47


1- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
2- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 88/7.
3- التاريخ الكبير للبخاري 189/8.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 50/9.
5- تحرفت بالأصل و م: مرشد، و المثبت عن «ز»، و الجرح و التعديل.

عمر، نا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو كنانة الوضين بن عطاء.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا - قراءة - عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا [أبو] (1) عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد ابن عمير قال: سمعت ابن سميع يقول: الوضين بن عطاء خزاعي.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن علي بن عبيد اللّه، و المبارك بن عبد الجبّار، قالا: أخبرنا الحسين بن علي بن عبد اللّه، أنا محمّد بن إبراهيم بن السري (2)،نا عبد الملك ابن بدر بن الهيثم، نا أحمد بن هارون الحافظ قال في الطبقة الثالثة من الأسماء المنفردة:

وضين بن عطاء، روى عنه بقية بن الوليد، شامي.

أخبرنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو كنانة الوضين بن عطاء الشامي، الدمشقي، سمع أبا عمر سالم بن عبد اللّه بن عمر ابن الخطّاب العدوي، و أبا محمّد عطاء بن أبي رباح الفهري، روى عنه أبو عبد الرّحمن يحيى بن حمزة الحضرمي، و أبو محمّد بقية بن الوليد الكلاعي.

أخبرنا أبو منصور الشيباني، و أبو الحسن العطّار، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):

الوضين بن عطاء بن كنانة، أبو كنانة الخزاعيّ ، من أهل دمشق، حدّث عن مكحول، و محفوظ بن (4) علقمة، و سالم بن عبد اللّه بن عمر، و عطاء بن أبي رباح، و جنادة بن أبي أمية، و خالد بن معدان، روى عنه صدقة بن عبد اللّه السمين (5)،و بلغني عن العبّاس بن الوليد بن مزيد [البيروتي] (6)،قال: سمعت ناعم بن مرثد يذكر عن الوضين بن عطاء قال:

استزارني أبو جعفر - و كانت بيني و بينه حالة من قبل الخلافة - فصرت إلى مدينة السلام، فخلونا يوما، فقال لي: يا أبا عبد اللّه ما لك ؟ قلت: الذي تعرف يا أمير المؤمنين، قال: و ما

ص: 48


1- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: التستري.
3- رواه أبو بكر الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 512/13 رقم 7334.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: أبي علقمة.
5- زيد في تاريخ بغداد بعدها: و يحيى بن حمزة، و الوليد بن مسلم، و محمّد بن عمر الواقدي، و بقية بن الوليد، و عبد اللّه بن بكر السهمي.
6- زيادة عن تاريخ بغداد.

عيالك ؟ قلت: ثلاث بنات [و المرأة و خادم لهم، قال: فقال لي: أربع في بيتك ؟[قال:] قلت: نعم، قال: فو اللّه لردّد ذلك، حتى ظننت أنه سيمولني (1)،ثم رفع رأسه، فقال: أنت أيسر العرب، أربعة مغازل تدور في بيتك] (2).

أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا أبو محمّد التميمي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، نا يزيد (3) بن محمّد، نا محمّد بن عثمان، قال: و سألته - يعني - سعيد ابن بشير (4).

قال: و حدّثنا أبو زرعة قال (5):و حدّثت عن محمّد بن عثمان قال: سألت سعيد بن بشير عن الوضين بن عطاء فقال: صاحب منطق.

قلت (6):يعني لدحيم: فما تقول في الوضين بن عطاء؟ قال: كان ثقة، قلت: فأين هو من أبي معيد (7)؟قال: فوقه لسنّه و لقيه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: قلت له - يعني - عبد الرّحمن بن إبراهيم:

فالوضين بن عطاء؟ قال: كان قليل الرواية عن مكحول، إنما كان يجالس قوما آخرين.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (8)،أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي (9)،نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم، نا يزيد بن محمّد بن يعقوب عبد الصّمد الدمشقي، نا أبو الجماهر محمّد بن عثمان قال: سألت سعيد بن بشير عن الوضين بن عطاء قال: كان صاحب منطق.

ص: 49


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: سيلومني.
2- ما بين معكوفتين مطموس و غير واضح بالأصل، أثبتناه عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
3- بالأصل: نا أبو محمّد يزيد بن محمّد، و المثبت عن «ز»، و م. و هو يزيد بن محمّد بن عبد الصمد الهاشمي، أبو القاسم الدمشقي، ترجمته في تهذيب التهذيب 357/11.
4- الأصل و م: بشر، تصحيف، و المثبت عن «ز».
5- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 257/1 و 259.
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 394/1 و نقلا عن أبي زرعة في تهذيب الكمال 384/19.
7- بالأصل بدون إعجام، و في «ز»: معبد، و المثبت عن «ز»، و تاريخ أبي زرعة.
8- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 513/13.
9- الأصل: القرشي، و المثبت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو (1) مسعود المعدّل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ .

ح و أخبرنا أبو منصور بن زريق (2)،أنا - و أبو الحسن، نا - الخطيب (3)،أنا أبو الفرج عبد السّلام بن عبد الوهّاب القرشي - بأصبهان - قالا: حدّثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي عن الوضين بن عطاء؟ فقال: ثقة.

أخبرنا أبو منصور أيضا، و أخبرنا - أبو الحسن، نا - الخطيب (4)،أنا علي بن محمّد بن عبد [اللّه] (5) المعدل، أنا أبو علي بن الصوّاف، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل - إجازة - قال:

قال أبي: (6) الوضين بن عطاء ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (7)،حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: قال أبي:

الوضين بن عطاء ليس به بأس، كان يرى القدر.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم (8)،أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل - فيما كتب إليّ - قال: قال أبي: الوضين بن عطاء ثقة، ليس به بأس.

[قال:] (9) و نا محمّد بن عوف الحمصي قال: قال يحيى بن معين: الوضين بن عطاء لا بأس به] (10).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن محمّد بن طوق، أنا

ص: 50


1- بالأصل و م: ابن، و المثبت عن «ز».
2- تحرفت بالأصل و م إلى: رزين، و المثبت عن «ز».
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 513/13.
4- تاريخ بغداد 513/13.
5- زيدت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
6- الأصل:«أبو» و المثبت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
7- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 329/4.
8- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 50/9.
9- زيادة منا للإيضاح، و القاتل أبو محمّد عبد الرحمن بن أبي حاتم، و الخبر في الجرح و التعديل 50/9.
10- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز»، و الجرح و التعديل.

عبد الجبّار بن محمّد بن مهنى، نا علي بن يعقوب، نا أحمد بن محمود، نا عثمان بن سعيد قال: سألت يحيى بن معين عن الوضين بن عطاء كيف هو؟ قال: ثقة.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد قال (1):و للوضين أحاديث غير ما ذكرت، و ما أرى بأحاديثه بأسا.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن المجهز، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (2)،أنا أحمد بن يحيى، نا الهيثم بن خارجة، نا الوليد بن مسلم قال: مات (3) الوضين بن عطاء و كان صاحب خطب، و لم يكن في حديثه بذاك.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا عبد الوهّاب بن جعفر، أنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد، نا القاسم بن عيسى العصّار، نا إبراهيم بن يعقوب السعدي قال:

قال معاوية بن يحيى الصدفي، و الوضين بن عطاء واهيا الحديث (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد قال (5):سمعت حمّاد (6) يقول: قال السعدي: وضين بن عطاء بن كنانة، أبو كنانة الشامي، واهي الحديث.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (7):سألت أبي عن الوضين بن عطاء؟ فقال: تعرف و تنكر.

ص: 51


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 89/7.
2- الضعفاء الكبير لأبي جعفر العقيلي 329/4.
3- كذا بالأصل و م و «ز»: «مات» و في الضعفاء الكبير: رأيت.
4- راجع الخبر في تهذيب الكمال 225/18 في ترجمة محمّد بن يحيى الصدفي، و فيه هناك: ذاهب الحديث؛ و تهذيب الكمال 384/19.
5- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 88/7.
6- في الكامل: ابن عمارة.
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 50/9.

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أخبرنا - و أبو الحسن العطّار، نا - أبو بكر الحافظ (1)، أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمّد بن عدي البصري - في كتابه - نا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري، قال: سألت أبا داود عن الوضين بن عطاء قال: صالح الحديث، قلت: هو قدري ؟ قال: نعم.

قال (2):و أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمّد بن جعفر بن الهيثم البندار، قال: قال أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي: الوضين بن عطاء يكنى أبا كنانة، غيره أوثق منه.

قال: و أخبرني علي بن محمّد السمسار، أنا عبد اللّه بن عثمان الصفّار، أنا عبد الباقي ابن قانع (3) قال: الوضين بن عطاء ضعيف (4).

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم (5)،أنا أبو أحمد (6)،نا محمود بن عبد البر، نا إسماعيل بن إبراهيم الترجماني، حدّثني بقية، حدّثني الوضين بن عطاء عن بعض أشياخه قال: كانوا يكرهون أن يحدّ الرجل النظر إلى الغلام الجميل الوجه.

أخبرنا أبو منصور الشيباني، و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (7).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطبري.

قالا: أخبرنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال: سألت عبد الرّحمن بن إبراهيم عن موت الوضين بن عطاء فقال: سنة سبع و أربعين و مائة أو نحوه (8).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل، نا أبي قال: قال يحيى بن معين:

مات أبو كنانة الوضين بن عطاء سنة تسع و أربعين.

أخبرنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له -

ص: 52


1- تاريخ بغداد 513/13.
2- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 513/13.
3- تحرفت بالأصل و م إلى: نافع، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
4- تاريخ بغداد 514/13.
5- قوله:«أنا أبو القاسم» الثالثة، سقطت من «ز».
6- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 89/7.
7- تاريخ بغداد 514/13.
8- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: أو نحوها.

قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد ابن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):قال يحيى بن بكير: مات - يعني - الوضين سنة تسع و أربعين و مائة.

أخبرنا أبو محمّد الأنصاري، أنا أبو محمّد الصوفي، أنا أبو محمّد العدل، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،حدّثني محمّد بن عثمان قال: رأيت الوضين بن عطاء و كنت أمرّ عليه، مات سنة تسع و أربعين و مائة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (3):سنة تسع و أربعين و مائة فيها مات الوضين بن عطاء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - أنا عبيد اللّه السكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد [أخبرني أبي محمّد] (4) بن المغيرة، حدّثني القاسم بن سلاّم قال: سنة تسع و أربعين و مائة فيها مات الوضين بن عطاء الشامي (5).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أخبرنا أبو سليمان الربعي قال: قالوا: و فيها - يعني - سنة تسع و أربعين و مائة مات الوضين بن عطاء.

و هكذا ذكر سليمان بن عبد الرّحمن عن علي بن عبد اللّه التميمي، و قد تقدم قول معاوية: إنه مات سنة نيف و خمسين.

[قال ابن عساكر:] (6) و ذلك وهم (7).

و ذكر أبو حسّان الزيادي أنه مات و هو ابن سبعين سنة.

ص: 53


1- البخاري في التاريخ الكبير 189/8 لم يروه في ترجمته.
2- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 259/1.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 425 (ت. العمري).
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم السند عن «ز».
5- تهذيب الكمال 385/19.
6- زيادة منا للإيضاح.
7- و عقب المزي على قول معاوية بن صالح الأشعري قال: و هو خطأ لم يتابعه عليه أحد، تهذيب الكمال 385/19.

ذكر من اسمه وقّاص

7987 - وقّاص بن ربيعة أبو رشدين العبسيّ

7987 - وقّاص بن ربيعة أبو رشدين العبسيّ (1)(2)

من أهل دمشق، و يقال: من أهل حمص.

روى عن: المستورد بن شداد الفهري.

روى عنه: مكحول، و سليمان بن موسى.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا روح، نا ابن جريج قال: قال سليمان، حدّثنا وقاص بن ربيعة أن المستورد (3) حدّثهم (4) أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من أكل برجل مسلم أكلة - و قال مرة: أكله - فإنّ اللّه يطعمه مثلها من جهنم، و من اكتسى برجل مسلم ثوبا، فإن اللّه يكسوه مثله من جهنم، و من قام برجل مسلم مقام سمعة فإنّ اللّه يقوم به مقام سمعة يوم القيامة» (5)[12931].

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن نصر الزاغوني، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد ابن عمر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا سفيان بن وكيع، نا روح بن عبادة، نا ابن جريج. قال: و حدّثني سليمان بن موسى، نا وقّاص بن ربيعة، عن المستورد - و هو ابن شداد الفهري - أنه حدّثه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من أكل بأخيه المسلم أكلة أطعمه اللّه مثلها من النار، و من اكتسى بمسلم ثوبا كساه اللّه مثله من النار، و من قام بأخيه المسلم مقام سمعة أقامه اللّه مثله مقام سمعة يوم القيامة»[12932].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أخبرنا عبد الملك بن بحر بن شاذان، نا محمّد بن إسماعيل الصائغ، نا روح.

ص: 54


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و المختصر: العيسي، و في تهذيب الكمال و تهذيب التهذيب العنسي.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 388/19 و تهذيب التهذيب 80/6 و التاريخ الكبير 182/8 و الجرح و التعديل 46/9 و تقريب التهذيب 331/2. وقاص بتشديد القاف. و رشدين بكسر أوله و سكون ثانيه، كما في تقريب التهذيب. و جاء في تقريب التهذيب: العنسي، بنون و مهملة.
3- من قوله: أبي... إلى هنا مطموس و غير مقروء بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م.
4- في مسند أحمد - حدثه.
5- رواه أحمد بن حنبل في المسند 294/6 رقم 18033 طبعة دار الفكر.

ح و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، نا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا محمّد بن سنان، نا أبو عاصم.

ح قال: و أخبرنا خيثمة، نا إسحاق بن سيار، نا أبو عاصم.

ح قال: و أخبرنا محمّد بن أيوب بن حبيب، نا عبد الملك بن عبد الحميد الميموني، نا روح بن عبادة، قالا: حدّثنا ابن جريج قال: قال سليمان بن موسى: نا وقّاص بن ربيعة أن المستورد حدّثهم.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من أكل برجل مسلم أكلة فإن اللّه يطعمه مثلها من جهنم، و من اكتسى برجل مسلم ثوبا فإنّ اللّه يكسوه مثله من نار جهنم، و من قام برجل مسلم مقام رياء و سمعة فإنّ اللّه يقوم به مقام رياء و سمعة يوم القيامة»[12933].

قال ابن منده: رواه عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه عن مكحول، عن وقّاص نحوه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أخبرنا أبو بكر الخرائطي، نا محمّد بن سليمان الباغندي، نا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن سليمان ابن موسى، عن وقّاص بن ربيعة، عن المستورد، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من أكل بأخيه المسلم أكلة أطعمه اللّه بها أكلة من نار جهنم، و من اكتسى بأخيه ثوبا كساه اللّه مثله من نار جهنم، و من قام بمسلم مقام سمعة و رياء أقامه اللّه مقام سمعة و رياء»[12934].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر بن عبد الكريم، قالا: أخبرنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو (1) بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر ابن المقرئ.

قالا: أخبرنا أبو يعلى الموصلي، حدّثنا عمرو بن الضحّاك بن (2) مخلد، نا أبي قال:

قال سليمان بن موسى، نا وقّاص بن ربيعة أن المستورد حدّثهم.

ص: 55


1- تحرفت بالأصل إلى: عمر، و في م: بكر، و الصواب المثبت عن «ز».
2- تحرفت بالأصل و م إلى: عن، و المثبت عن «ز». راجع ترجمة الضحاك بن مخلد في تهذيب الكمال 167/9.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من أكل برجل أكلة، فإنّ اللّه يطعمه مثلها من جهنم، و من قام برجل مقام سمعة فإن اللّه يقوم به مقام سمعة و رياء يوم القيامة»[12935].

أخبرنا أبو بكر صديق بن عثمان بن إبراهيم التبريزي الفقيه - بتبريز - أنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد اللّه بن البطر، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنا أبو [علي] (1) إسماعيل بن محمّد الصفّار - قراءة عليه - نا محمّد بن سنان، عن (2) يزيد القزّاز البصري، نا أبو عاصم الضحّاك بن مخلد، نا ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن وقّاص ابن ربيعة، عن المستورد قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من أكل بأخيه أكلة أطعمه اللّه تعالى مثلها من النار، و من اكتسى بأخيه قميصا كساه اللّه مثله من النار، و من أقام أخاه مقام رياء و سمعة أقامه اللّه مقام رياء و سمعة»[12936].

أخبرنا أبو الغنائم الكوفي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل، و أبو الحسين الكوفي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن سهل، أنا البخاري قال (3):وقّاص بن ربيعة سمع المستورد، روى عنه مكحول، و سليمان بن موسى.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا ابن منده، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):

وقّاص بن ربيعة روى عن المستورد بن شداد، روى عنه مكحول، و سليمان بن موسى، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في الطبقة الثانية: وقّاص بن ربيعة.

ص: 56


1- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «بن» تحريف، و هو يزيد بن سنان بن يزيد بن الذيال، أبو خالد القزاز، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 323/20، و راجع الحاشية السابقة.
3- التاريخ الكبير للبخاري 182/8.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 46/9.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي - إجازة - أنا أبو القاسم بن عتاب، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير بن جوصا،[قال سمعت ابن سميع يقول: وقاص بن ربيعة بن عمرو الجرشي، دمشقي.

قال أبو الحسن بن جوصا:] (1) أنكر أبو زرعة هذا النسب و قال: وقّاص بن ربيعة، و ربيعة الجرشي.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد الزينبي، أنا أبو القاسم علي بن المحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي قال: و أبو رشدين وقّاص بن ربيعة العبسيّ (2)،من أصحاب أبي الدّرداء.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر بن سوار، و أبو الحسين بن عبد الجبّار، قالا: أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري، أنا أحمد (3) بن إبراهيم بن السري، نا عبد الملك ابن بدر بن الهيثم، نا أحمد بن هارون بن روح قال: في الطبقة الثانية و هم التابعون من الأسماء المنفردة: وقّاص بن ربيعة، روى عنه سليمان بن موسى، و مكحول، شامي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا محمّد بن مصفّى بن بهلول، نا بقية، نا محمّد بن زياد قال: قعد وقّاص بن ربيعة و رجل من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم قد سمّاه، قال بقية: فتركت أن أسميه لأنها غيبة، فذكر النساء، قال وقاص بن ربيعة: إن امرأتي لمن أجمل النساء، و إني لأمكث الشهر و الشهرين و الثلاثة لا أقربها، و لأن أكون في بيت مع أسد يهارّني (4) و أهارّه أحب إليّ من أن يكون مكانها امرأة شابة ليس بيني و بينها محرم. قال صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم: لكني لا أقول ذلك.

قال: فابتلي بيتيمة كانت في حجره ثم تزوجها بعد.

ص: 57


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز».
2- كذا بالأصل و م، و في «ز» هنا:«العنسي» و مرّ أنه في بعض مصادر ترجمته جاء فيها: العنسي.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: محمّد.
4- هارّه: هرّ في وجهه، هره يهره: كرهه، و هر الكلب إليه يهر هريرا، و هو صوته دون نباحه من قلة صبره على البرد (القاموس المحيط ).

7988 - وقاء بن سمي البجلي

7988 - وقاء (1) بن سمي البجلي

من تابعي أهل الكوفة و وجوه الشيعة.

قدم به في حجر بن عدي و أصحابه إلى عذراء، و كانوا اثني عشر رجلا فشفع فيه جرير ابن عبد اللّه البجلي بكتاب كتبه إلى معاوية، و شفع فيه يزيد بن أبي أسد البجلي، فأطلقه و قتل جماعة من أصحابه، و قد تقدم ذكر ذلك في ترجمة الأرقم بن عبد اللّه الكندي.

ذكر من اسمه وكيع

7989 - وكيع بن الجرّاح بن مليح بن عدي بن فرس بن حمحمة ،

7989 - وكيع بن الجرّاح بن مليح بن عدي بن فرس بن حمحمة (2)،

و قيل: ابن فراس (3) بن سفيان بن الحارث بن عمرو بن عبيد بن رؤاس

ابن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة أبو سفيان الرؤاسي الكوفي (4)

روى عن: أبيه، و الأعمش، و هشام بن عروة، و إسماعيل بن أبي خالد، و عبد اللّه بن عون، و عبيد اللّه بن أبي حميد، و الأسود بن شيبان، و الربيع بن صبيح، و هشام بن سعد، و يونس بن أبي إسحاق، و ابنه إسرائيل بن يونس، و سفيان الثوري، و داود بن يزيد الأودي (5)،و الصّلت بن بهرام، و محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و شعبة بن الحجّاج، و عبد الملك (6) بن عبد العزيز بن جريج، و أسامة بن زيد، و سعيد بن عبد العزيز، و سعيد بن بشير، و هشام بن الغاز، و صدقة بن عبد اللّه السمين، و عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي.

روى عنه: عبد اللّه بن المبارك، و عبد الرّحمن بن مهدي، و يزيد بن هارون، و يحيى ابن آدم، و أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين، و أبو بكر و عثمان ابنا أبي شيبة، و عبد اللّه بن

ص: 58


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: وفاء.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر:«جمحة» و في سير الأعلام: جمجمة.
3- في «ز»: فارس.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 391/19 و تهذيب التهذيب 81/6 و ميزان الاعتدال 335/4 و حلية الأولياء 368/8 و تاريخ بغداد 466/13 و المعرفة و التاريخ (الفهارس) و تاريخ أبي زرعة (الفهارس) و الجرح و التعديل 37/9 و التاريخ الكبير 179/8 و طبقات ابن سعد 394/6 و سير أعلام النبلاء 140/9.
5- بالأصل و م: الأزدي، و المثبت عن «ز»، و تهذيب الكمال، و سير الأعلام.
6- تحرفت بالأصل و م إلى: عبد اللّه، و المثبت عن «ز»، و تهذيب الكمال.

الزبير الحميدي، و مسدد بن مسرهد، و إسحاق بن راهوية، و عبد الجبّار بن العلاء العطّار، و عبد اللّه بن محمّد بن نفيل، و محمّد بن عبد اللّه بن نمير، و يحيى بن عبد الحميد الحماني (1)،و محمّد بن سعيد بن الأصبهاني، و الحسين بن علي بن الأسود العجلي، و أبو كريب، و قتيبة بن سعيد، و علي بن المديني، و أبو خيثمة زهير بن حرب، و أحمد بن جعفر الوكيعي، و يعقوب بن إبراهيم الدورقي، و عبّاس بن غالب الورّاق، و عبد اللّه بن هاشم بن حيان الطوسي، و علي بن خشرم (2)،و وهب بن بقية، و أبو هشام الرفاعي (3)،و ابناه مليح، و سفيان ابنا وكيع.

و قدم دمشق و حدّث بها، فروى عنه من أهلها أحمد بن أبي الحواري، و عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان (4)،و هشام بن عمّار.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك (5)،و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم [أنا أبو القاسم عبد الكريم] (6) بن هوازن، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا أبو كريب، و إسحاق بن إبراهيم، قالا: أخبرنا وكيع، نا جعفر ابن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«لقد هممت أن آمر بالصلاة ثم آمر فتيتي، فيجمعوا حزم الحطب، ثم أحرّق على أقوام لا يشهدون الصلاة»[12937].

رواه مسلم عن أبي كريب (7).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (8)،حدّثنا وكيع، نا سعد بن أوس، عن بلال بن يحيى - شيخ

ص: 59


1- تحرفت بالأصل و م إلى: الحناني، و المثبت عن «ز»، و تهذيب الكمال.
2- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: حشرم.
3- تحرفت بالأصل و م إلى: الرباعي، و المثبت عن «ز»، و سير الأعلام و هو أبو هشام محمّد بن يزيد الرفاعي، كما في تهذيب الكمال.
4- هو عبد اللّه بن أحمد بن بشير بن ذكوان المقرئ الدمشقي.
5- أقحم بعدها بالأصل و م: بن عبد العزيز بن جريج، و أسامة بن زيد و سعيد بن عبد العزيز.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم السند عن «ز».
7- صحيح مسلم(5) كتاب المساجد و مواضع الصلاة،(42 باب) رقم 651(452/1).
8- رواه أحمد بن حنبل في المسند 291/5 رقم 15541 طبعة دار الفكر.

لهم - عن شتير بن شكل، عن أبيه قال: قلت: يا رسول اللّه علّمني دعاء أنتفع به، قال:«قل:

اللّهمّ إنّي أعوذ بك من شر سمعي و بصري و قلبي و مني»[12938].

رواه أبو داود عن أحمد بن حنبل.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، أنا ابن أبي خيثمة، نا محمّد بن يزيد، حدّثني حسين أخو زيدان قال (1):

كنت مع وكيع، فأقبلنا جميعا من المصيصة أو طرسوس، فأتينا الشام، فما أتينا بلدا إلاّ استقبلنا و اليها، و شهدنا الجمعة في مسجد دمشق، فلمّا سلّم الإمام طافوا بوكيع، فلمّا انصرف إلى أهله فحدثت به مليحا ابنه فقال: رأيت في جسده آثار خضرة (2) مما زحم ذلك اليوم.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار، قال: أحرم وكيع من بيت المقدس (3).

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (4).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد بن حميد، قالا:

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، أنا عثمان بن أحمد الدقّاق، قال: قرئ على محمّد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي بن عبد اللّه بن جعفر بن نجيح المديني:

و وكيع بن الجرّاح بن مليح بن عدي بن فرس، و يكنى أبا سفيان، مات سنة سبع و تسعين و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أخبرنا أحمد بن الحسين - زاد الأنماطي: و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا:- أخبرنا محمّد بن الحسن،

ص: 60


1- الخبر في سير أعلام النبلاء 144/9-145.
2- الأصل و م و «ز»: خضر، و المثبت عن سير الأعلام.
3- سير أعلام النبلاء 145/9.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 511/13.

أخبرنا محمّد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد، نا خليفة قال (1):وكيع بن الجرّاح بن مليح (2)الرؤاسي، يكنى أبا سفيان، مات سنة سبع و تسعين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن (3) بن الحمامي (4)،أنا إبراهيم بن أحمد، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول:

اسم أبي وكيع: الجرّاح بن مليح بن عدي بن فرس (5) الرؤاسي.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أخبرنا الحسن بن محمّد، أنا محمّد ابن أحمد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (6) قال في الطبقة الثانية (7):وكيع بن الجرّاح بن مليح بن عدي بن فرس الرؤاسي، من بني عامر بن صعصعة، و يكنى أبا سفيان، مات منصرفا من الحجّ بفيد في المحرم سنة سبع و تسعين و مائة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (8) في الطبقة السابعة: وكيع بن الجرّاح بن مليح بن عدي بن الفرس بن سفيان بن الحارث بن عمرو بن عبيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، و يكنى أبا سفيان، حجّ سنة ست و تسعين و مائة، ثم انصرف من الحج فمات بفيد في المحرم سنة سبع و تسعين و مائة في خلافة محمّد بن هارون، و كان ثقة مأمونا، عالما (9)،رفيعا، كثير الحديث، حجّة.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (10):

ص: 61


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 291 رقم 1308 طبعة دار الفكر.
2- قوله:«بن مليح» ليس في طبقات خليفة.
3- تحرفت بالأصل إلى: الحسين، و المثبت عن «ز»، و م.
4- تحرفت في م إلى: الحمالمي.
5- في «ز»: فارس.
6- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
7- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الثامنة.
8- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 394/6.
9- الأصل و م:«غالبا» و في «ز»: «عاليا» و المثبت عن «ز».
10- التاريخ الكبير للبخاري 179/8.

وكيع بن الجرّاح بن مليح بن فرس أبو سفيان الرؤاسي (1) من (2) قيس بن عيلان الكوفي، سمع إسماعيل بن أبي خالد،[و الأعمش] (3) و الثوري، قال عبد اللّه بن [أبي] (4)الأسود: مات سنة سبع و تسعين و مائة. و قال ابن حنبل: ولد سنة تسع و عشرين، و قال:

سمعت الأعمش سنة خمس و أربعين، فجاءنا خبر محمّد أنه خرج بالمدينة، و هشام بن عروة عندنا، فمات الأعمش (5) سنة ثمان و أربعين، و خرجنا فيها إلى البصرة.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (6):

وكيع بن الجرّاح بن مليح بن عدي بن فرس أبو سفيان الرؤاسي، من قيس عيلان، كوفي، روى عن الأعمش، و إسماعيل بن أبي خالد، و هشام بن عروة، و عبد اللّه بن عون، روى عنه يزيد بن هارون، و مسدد، و ابن نفيل، و الحميدي، و أحمد بن حنبل (7)،و ابن نمير، و عثمان، و عبد اللّه ابنا [أبي شيبة، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن] (8) منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو سفيان وكيع بن الجرّاح، سمع هشام بن عروة، و الأعمش، روى عنه يحيى، و أحمد، و علي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو سفيان

ص: 62


1- تحرفت بالأصل و م: الدوامي، و المثبت عن «ز»، و التاريخ الكبير.
2- تحرفت بالأصل و م إلى: بن، و المثبت عن «ز»، و التاريخ الكبير.
3- سقطت من الأصل و م و «ز»، و استدركت عن التاريخ الكبير.
4- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز»، و التاريخ الكبير.
5- تحرفت بالأصل إلى: الأعشى، و المثبت عن «ز»، و م، و التاريخ الكبير.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 37/9.
7- تحرفت بالأصل و م و «ز»: نفيل، و المثبت عن الجرح و التعديل.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».

وكيع بن الجرّاح بن مليح بن عدي بن فرس (1).

قرأت على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي، قال: أبو سفيان وكيع بن الجرّاح بن مليح.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أخبرنا علي بن الحسن بن علي، و رشأ بن نظيف، قالا: أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد قال: وكيع بن الجرّاح بن مليح بن عدي بن فرس (2) أبو سفيان الرؤاسي.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (3)،أنا أبو بكر الصفّار، أنا ابن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو سفيان وكيع بن الجرّاح بن مليح بن عدي بن فرس بن حمحمة الرؤاسي، كوفي، من قيس عيلان، أصلهم من نيسابور من قرية من قرى أستوا، مات بفيد منصرفا من الحج، سمع إسماعيل بن أبي خالد، و الأعمش، روى عنه ابن المبارك، و يحيى بن آدم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

وكيع بن الجرّاح بن مليح بن عدي بن فرس أبو سفيان الرؤاسي، من قيس عيلان الكوفي، سمع إسماعيل بن أبي خالد، و الأعمش، و الثوري، و شعبة، و علي بن المبارك، روى عنه الحميدي، و محمّد بن سلام، و يحيى بن جعفر بن أعين، و يحيى بن موسى، و إسحاق الحنظلي، و محمّد بن مقاتل، و قال ابن نمير في العلم قال أحمد بن حنبل: ولد سنة تسع و عشرين و مائة، و قال عبد اللّه بن [أبي] (4) الأسود: مات سنة سبع و تسعين [و مائة] (5)، و هو على هذا التقدير ابن ثمان و تسعين (6) سنة، و قال أبو عيسى: مات سنة سبع و تسعين و مائة، و قال ابن نمير: مات سنة سبع و تسعين و مائة (7)،و قال الغلابي عن ابن حنبل: حجّ وكيع سنة ست و تسعين، و مات في الطريق.

ص: 63


1- في «ز»: فارس.
2- في «ز»: فارس.
3- الأصل و م و «ز»: الهمداني.
4- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
5- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن هامش «ز».
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»: ستين.
7- من قوله: و قال (أبو عيسى)... إلى هنا سقط من «ز».

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك، و أبو الحسن علي بن الحسن، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):

وكيع بن الجرّاح بن مليح بن عدي بن فرس بن حمحمة (2)،هكذا نسبه أبو أحمد الحافظ النيسابوري، و لم يزد على هذا؛ و غيره رفع نسبه إلاّ أنه لم يذكر حمحمة، و قد سقناه عند ذكر الجرّاح بن مليح، و كنية وكيع: أبو (3) سفيان الرؤاسي الكوفي، من قيس عيلان، قيل: إنّ أصله من قرية من قرى نيسابور، و قيل بل أصله من السّغد، سمع إسماعيل بن أبي خالد، و هشام بن عروة، و سليمان الأعمش، و عبد اللّه بن عون، و ابن جريج، و الأوزاعي، و سفيان الثوري، و إسرائيل، و شعبة، روى عنه: عبد اللّه بن المبارك، و يحيى بن آدم، و قتيبة ابن سعيد، و أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين، و علي بن المديني، و أبو خيثمة زهير بن حرب، و أبو بكر و عثمان ابنا أبي شيبة، و أحمد بن جعفر الوكيعي، و عباس بن غالب الورّاق، و يعقوب الدورقي، و غيرهم، و قدم بغداد و حدّث بها.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه قال (4):

أما الرؤاسي فجماعة ينسبون إلى رؤاس بن كلاب بن ربيعة، و اسم رؤاس الحارث، منهم الجرّاح بن مليح بن عدي بن الفرس بن سفيان بن الحارث بن عمرو بن عبيد بن رؤاس، و ابنه وكيع بن الجرّاح.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو الحسن بن سعيد، نا (5)-أبو بكر (6)،أخبرني الحسين بن علي الطناجيري.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر بن سوار، قالا: أخبرنا أبو الفرج الطناجيري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر، أخبرنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الجواليقي.

ص: 64


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 496/13-497 رسم 7332.
2- كذا بالأصل و م و «ز»: حمحمة، و في تاريخ بغداد: جمجمة.
3- الأصل و م: أبي، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
4- الاكمال لابن ماكولا 150/4.
5- الأصل و م: أنا، و المثبت لتقويم السند عن «ز». و السند معروف.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 497/13.

قالا: أخبرنا محمّد بن زيد بن علي بن مروان الكوفي، أنا محمّد بن محمّد بن عقبة (1)الشيباني، نا هارون بن حاتم قال: سأل داود بن يحيى بن يمان (2) وكيعا - و أنا أسمع - فقال:

يا أبا سفيان، متى ولدت ؟ قال: سنة ثمان و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (3):و فيها - يعني - سنة ثمان و عشرين و مائة ولد وكيع.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسن بن الحمامي (4)،نا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: سمعت أبا عبد اللّه يقول: ولد وكيع سنة تسع و عشرين، و أبو نعيم سنة ثلاثين.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (5)، أخبرني بشرى بن عبد اللّه الرومي، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا محمّد بن جعفر الراشدي.

ح قال: و أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خلف الدقاق، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهري، قالا: حدّثنا أبو بكر الأثرم، قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: ولد وكيع سنة تسع و عشرين - يعني: و مائة - أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أخبرنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل، نا أبي، حدّثنا أحمد بن حنبل، قال: و ولد وكيع بن الجرّاح سنة تسع و عشرين، و أبو نعيم سنة ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه قال: و ولد وكيع سنة تسع و عشرين و مائة.

ص: 65


1- الأصل: عتبة، و المثبت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
2- الأصل و م: بيان، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
3- خليفة بن خيّاط لم يذكره في تاريخه في حوادث سنة 128 ه و لم يرد في طبقاته تاريخ ولاته.
4- من قوله: البقال... إلى هنا مطموس بالأصل و غير واضح، و المثبت عن «ز»، و م.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 497/13.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (1):و قال أبو نعيم: ولدت (2) سنة ثلاثين و مائة، قال: و ولد وكيع سنة تسع و عشرين و مائة، هو أسنّ مني بشهر.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أخبرنا أبو محمّد الجوهري، نا أبو بكر بن مالك، نا محمّد بن يونس، قال: و سمعت أبا نعيم يقول: ولدت سنة ثلاثين و مائة، و ولد وكيع قبلي بسنة.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، أخبرنا أبو علي بن الصوّاف، قال: قال عبد اللّه بن أحمد بن حنبل: وكيع كان بينه و بين أبي نعيم سنة، هو أسنّ من أبي نعيم بسنة، ولد وكيع سنة تسع و عشرين، و أبو نعيم سنة ثلاثين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة تسع و عشرين و مائة فيها ولد وكيع بن الجرّاح.

أخبرنا أبو الحسين (4) الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل - إذنا - قالا: أخبرنا أبو القاسم ابن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم (5)،نا محمّد بن يحيى، أنا محمود بن غيلان، نا وكيع قال:

اختلفت إلى الأعمش سنتين (6).

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، و أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه قالا: أخبرنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، نا أبو إسحاق بن سويد الزيّات، نا أبو يحيى الناقد، نا محمّد بن خلف التميمي (7) قال: سمعت وكيعا يقول:

ص: 66


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 303/1.
2- الأصل و م: ولد، و المثبت عن «ز»، و تاريخ أبي زرعة.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 511/13.
4- الأصل و م و «ز»: الحسن.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 38/9.
6- الأصل و م: سنين، و المثبت:«سنتين» عن «ز»، و الجرح و التعديل.
7- من طريقه روي الخبر في سير أعلام النبلاء 145/9-146.

أتيت الأعمش فقلت: حدّثني، فقال لي: ما اسمك ؟ فقلت: وكيع، قال: اسم نبيل، ما أحسب إلاّ سيكون لك نبأ (1)،أين تنزل من الكوفة ؟ فقلت: في بني رؤاس، فقال: أين من منزل الجرّاح بن مليح ؟ قال: قلت: ذاك أبي - و كان على بيت المال - فقال لي: اذهب فجئني بعطائي و تعال (2) حتى أحدّثك بخمسة (3) أحاديث، قال: فجئت إلى أبي فأخبرته، فقال: خذ نصف العطاء و اذهب به، فإذا حدثتك بالخمسة فخذ النصف الآخر، و اذهب به حتى تكون عشرة، قال: فأتيته بنصف عطائه، فأخذه فوضعه - زاد ابن البنّا: في كفه و قالا:- هكذا، ثم سكت فقلت: حدّثني قال: اكتب، فأملى عليّ حديثين، قال: قلت: وعدتني خمسة، قال:

فأين الدراهم كلها، أحسب أن أباك أمرك بهذا، و لم يعلم أنّ الأعمش مدرب، قد شهد الوقائع، اذهب فجئني - و قال ابن كادش: فجئ - بتمامها و تعال (4) أحدّثك بخمسة أحاديث، قال زاد ابن كادش: فجئته و قالا:- فحدّثني بخمسة، فكان إذا كان كلّ شهر جئته بعطائه، فحدّثني بخمسة أحاديث.

رواها الخطيب (5) عن الجوهري و الأزهري عن ابن لؤلؤ.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا البرقاني، أخبرنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن إدريس، قال: سمعت ابن عمّار يقول: سمعت قاسما الجرمي (7) قال: كان سفيان يدعو وكيعا و هو غلام، فيقول: يا رؤاسي، تعال (8) أي شيء سمعت ؟ فيقول: حدّثني فلان كذا، قال: و سفيان يتبسم و يتعجب من حفظه، قال ابن عمّار: ما كان بالكوفة في زمان وكيع بن الجرّاح أفقه و لا أعلم بالحديث من وكيع، كان وكيع جهبذا، قال ابن عمّار: و سمعت وكيعا يقول: ما نظرت في كتاب منذ خمس عشرة سنة إلاّ في صحيفة يوما، فنظرت في طرف منه

ص: 67


1- إلى هنا اقتصر المزي في روايته للخبر في تهذيب الكمال 399/19.
2- بالأصل و م و «ز»: تعالى، و المثبت عن سير الأعلام و تاريخ بغداد.
3- بالأصل و م:«بالخمسة أحاديث» و في «ز»: «بخمس أحاديث» و المثبت عن سير الأعلام.
4- بالأصل: تعالى، و في م و «ز»: «و قالا» و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 498/13.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 505/13.
7- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: الحربي.
8- الأصل و م: تعالى، و المثبت عن «ز»، و سقطت الكلمة من تاريخ بغداد.

ثم أعدته مكانه، قال ابن عمّار: قلت لوكيع: عدوا عليك بالبصرة أربعة أحاديث غلطت فيها، قال: و حدّثتهم (1) بعبّادان بنحو من ألف و خمس مائة حديث، و أربعة أحاديث ليس بكثير في ألف و خمس مائة حديث.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء، و أبو محمّد طاهر بن سهل، قالا:

حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر بن أبي جعفر القطيعي، أنا محمّد بن عدي بن زحر البصري - في كتابه - حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري، قال: سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث يقول: قال ابن جريج لوكيع: باكرت العلم، و كان لوكيع ثمان عشرة سنة.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن علي بن الحسن، نا - أبو بكر الخطيب (2)،أخبرنا البرقاني، قال: قرأت على أبي القاسم بن النحّاس حدّثكم ابن أبي داود، حدّثني أبي عن شيخ ذكره، قال: سمعت عيسى بن يونس قال: خرجت من الكوفة، و ما بها أحد روى عن إسماعيل بن أبي خالد منّي إلاّ غليّم من بني رؤاس، يقال له: وكيع.

أخبرنا أبو منصور أيضا، أخبرنا - و أبو الحسن، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (3).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أخبرنا ابن الفضل، حدّثنا عبد اللّه، نا يعقوب، قال: بلغني عن يحيى بن معين قال: سمعت وكيعا يقول: ما كتبت عن الثوري حديثا قط كنت أحفظه فإذا رجعت إلى المنزل كتبته.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر المعدّل، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذّن، أنا أبو الحسن بن السقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: أخبرنا أبو العبّاس الأصم، نا عبّاس بن محمّد الدوري، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سمعت وكيعا يقول: ما كتبت عن الثوري حديثا قط كنت أحفظ فإذا رجعت إلى المنزل كتبتها.

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، نا (4)-أبو بكر الخطيب (5)،أنا ابن رزق، أنا

ص: 68


1- بالأصل و «ز»، و م: و حدثهم، و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- تاريخ بغداد 506/13.
3- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 506/13.
4- الأصل و م: أخبرنا، و في «ز»: «أنا» و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 506/13.

عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سمعت وكيعا يقول: ما كتبت عن سفيان الثوري حديثا قط ، كنت أحفظ ، فإذا رجعت إلى المنزل كتبته.

قال (1):و أخبرنا العتيقي، نا محمّد بن العبّاس، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاّب، قال: قال إبراهيم الحربي: حدّث وكيع و هو ابن ثلاث و ثلاثين سنة، و حدّث ابن مهدي و هو ابن أقل من خمس و ثلاثين سنة.

حدّثنا أبو الفضل بن ناصر - لفظا - و أبو عبد اللّه بن البنّا - قراءة - عن أبي المعالي محمّد ابن عبد السّلام، أنا علي بن محمّد بن خزفة، أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا الأخنسي - يعني - محمّد بن عمران، قال: سمعت يحيى بن يمان يقول: نظر سفيان إلى وكيع ابن الجرّاح فقال: لا يموت هذا الرؤاسي حتى يكون له شأن.

قال: و سمعت يحيى بن يمان (2) يقول: مات سفيان، و جلس وكيع بن الجرّاح مكانه.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا عثمان بن محمّد بن يوسف العلاّف، أخبرنا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي - زاد ابن خيرون: و أخبرنا الخطيب، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أبان الهيتي (4)،نا أحمد بن سلمان (5)النجّاد (6)،قالا: حدّثنا معاذ بن المثنّى، نا الأخنسي، قال: سمعت يحيى بن يمان يقول:

نظر سفيان إلى عيني وكيع فقال: ترون هذا الرؤاسي ؟ لا يموت حتى يكون له شأن.

قال الخطيب (7):و أخبرنا إبراهيم بن مخلد المعدّل، نا أحمد (8) بن محمّد بن إبراهيم الحكيمي، نا أحمد بن يوسف التغلبي، نا الأخنسي قال: سمعت يحيى بن يمان يقول: مات سفيان الثوري و جلس وكيع بن الجرّاح في موضعه.

ص: 69


1- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 498/13.
2- من قوله: الجراح... إلى هنا سقط من «ز».
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 499/13.
4- سقطت من «ز».
5- الأصل: سليمان، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
6- الأصل: النجار، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
7- تاريخ بغداد 499/13.
8- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: محمّد بن أحمد بن إبراهيم.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم (1)،نا أبي، نا أحمد (2) بن أبي الحواري، قال: قلت لأبي بكر بن عيّاش: حدّثنا، قال: قد كبرنا و نسينا الحديث، اذهب إلى وكيع في بني رؤاس.

أخبرنا أبو منصور المقرئ، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (3)، أخبرني محمّد بن علي المقرئ، أنا محمّد بن عبد اللّه النيسابوري الحافظ ، قال: سمعت محمّد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت أبا سعيد محمّد بن شاذان يقول: سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول: ألحّوا يوما على أبي بكر بن عيّاش فقال: ما تريدون (4)؟عليكم بهذا الغلام الذي في بني رؤاس - عنى به وكيعا-.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل (5) بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل بن غسّان، حدّثنا أبي، نا الشاذكوني (6)،عن أبي نعيم، قال: قال لنا يوما و نحن عنده: ما دام هذا الثبت - يعني: وكيعا - حيا ما يفلح أحد معه، و كانت الرحلة يومئذ إلى وكيع، و هو ابن ست و خمسين سنة (7).

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي، و غيره عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد المحبوبي (8)،قال: سمعت أحمد بن سيّار يقول (9):سمعت صالح بن سفيان يقول:

لما قدم وكيع مكة انجفل (10) الناس إليه، و حجّ تلك السنة غير واحد من العلماء، و كان

ص: 70


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 37/9.
2- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 506/13.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: ترون.
5- بالأصل و م: بكر، تصحيف، و المثبت عن «ز».
6- رواه المزي في تهذيب الكمال 400/19-401 من طريق الشاذكوني و الذهبي في سير الأعلام 146/9.
7- في سير أعلام النبلاء: التنين.
8- بالأصل و م: المجنون، تحريف، و المثبت عن «ز»، و هو محمّد بن أحمد بن محبوب بن فضيل، أبو العباس المروزي، راجع ترجمته في سير الأعلام 537/15.
9- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 401/19.
10- بالأصل و م: فجفل، و المثبت عن «ز»، و تهذيب الكمال.

ممن قدم: عبد الرزّاق، قال: فخرج و نظر إلى مجلسه، فلم ير أحدا، قال: فاغتمّ لأجل ذلك، و جعل يدخل و يخرج حتى رأى رجلا، فقال: ما للناس ؟ قال: قدم وكيع بن الجرّاح، قال: فحمد اللّه، و قال: ظننت أنهم تركوا حديثي.

قال: و أما أبو أسامة فخرج فلم ير أحدا فقال: أين الناس ؟ فقالوا: قدم أبو سفيان، فقال: هذا التنين لا يقع في مكان إلاّ احترق ما حوله.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر (1)،أخبرنا محمّد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق، و عثمان بن محمّد بن يوسف العلاّف - قال محمّد:

أخبرنا، و قال عثمان: نا - علي بن أحمد بن محمّد القزويني، نا الحسن بن الليث الرازي، قال: سمعت أبا هشام الرفاعي محمّد بن يزيد قال:

دخلت المسجد الحرام، فإذا رجل جالس يحدّث، و الناس مجتمعون عليه كثير، قال:

فاطّلعت فإذا عبيد اللّه بن موسى، فقلت: يا أبا محمّد، كثر الزبون، كثر الزبون، قال:

فدخلت الطواف، فطفت أسبوعا واحدا، قال: فخرجت فإذا عبيد اللّه وحده قاعدا (2)،و إذا رجل خلف أسطوانة الحمراء قاعد يحدّث، و قد اجتمع عليه زحام مثل ما على عبيد اللّه و زيادة، فاطّلعت فنظرت فإذا وكيع بن الجرّاح، فقلت لعبيد اللّه: ما فعل الناس ؟ أين زبونك ؟ قال: قدم التنين فأخذهم، قدم وكيع بن الجرّاح، تركوني وحدي.

قال أبو بكر (3):و أخبرنا إبراهيم بن مخلد، نا أحمد (4) بن محمّد الحكيمي، نا أحمد ابن محمّد البرتي (5)،نا القعنبي قال:

كنا عند حمّاد بن زيد سنة سبعين، و كان عنده وكيع بن الجرّاح، فلما قام قالوا: هذا راوية سفيان، فقال: هذا - إن شئتم - و كان عنده وكيع بن الجرّاح - أرجح من سفيان.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (6)،نا إبراهيم - هو ابن عبد اللّه -

ص: 71


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 509/13-510 و تهذيب الكمال 401/19.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: قاعد.
3- تاريخ بغداد 499/13.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: محمّد بن أحمد الحكيمي.
5- في «ز»: «البرقي».
6- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 369/8.

نا محمّد - هو ابن إسحاق السرّاج - نا أبو قلابة، نا القعنبي، قال: كنّا عند حمّاد بن زيد، و لا أعلم إلاّ سنة سبعين، و عنده وكيع، فلما قام قالوا: هذا راوية سفيان، فقال: هذا إن شئت (1)أرجح من سفيان.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا محمّد بن الربيع الجيزي، نا أبو عثمان المقدمي.

ح قال: و أخبرنا أبو أحمد، نا أبو (2) سعيد، نا محمّد بن الحسن بن موسى، قالا:

حدّثنا القعنبي، قال: كنا عند حمّاد بن زيد، و كان معنا وكيع، فلما قام قيل: هذا وكيع صاحب سفيان، فقال حمّاد: هذا إن شئت أهيأ من سفيان، قال المقدمي: ليس الثوري بأفضل (3) منه عندي.

قال: و أخبرنا أبو أحمد، قال: حدّثت عن نوح بن حبيب، عن عبد الرزّاق قال: رأيت الثوري، و ابن عيينة و معمرا، و مالكا، و رأيت و رأيت، فما رأت عيناي قطّ مثل وكيع (4).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل (5)،نا أبي قال (6):كنّا بعبادان، فقال لي حمّاد ابن مسعدة: أحبّ أن تجيء معي إلى وكيع، فذهبت معه، فأتينا وكيعا، فوافقناه يصلّي على جناح على سافري نهر عبادان، فلما جئناه انفتل فقلت له: يا أبا سفيان، هذا شيخنا أبو سعيد حمّاد بن مسعدة، فسلّم عليه، و تحدّثنا ثم انصرفنا من عنده، فقال لي حمّاد بن مسعدة حين خرجنا من عنده: يا أبا معاوية، قد رأيت الثوري، فما كان مثل هذا.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - الخطيب (7)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصوّاف، نا عبد اللّه بن أحمد بن

ص: 72


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الحلية: حدّث.
2- كذا بالأصل، و في م: ابن، و في «ز»: «أبو أحمد بن سعيد».
3- الأصل و م: أفضل، و المثبت عن «ز».
4- سير أعلام النبلاء 146/9-147 و تهذيب الكمال 401/19.
5- تحرفت بالأصل و م إلى: الفضل، و المثبت عن «ز».
6- الخبر من هذا الطريق، رواه المزي في تهذيب الكمال 401/19 و سير الأعلام 147/9.
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 504/13.

حنبل، قال: سمعت أبي - و ذكر وكيعا - فقال: ما رأيت أحدا أوعى للعلم منه، و لا أحفظ .

قال (1):و أخبرنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، أنا أبو علي بن الصوّاف، أنا عبد اللّه بن أحمد - إجازة - قال: سمعت أبي يقول: كان وكيع مطبوع الحفظ ، كان حافظا، حافظا.

قال: و قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي، نا بشر بن موسى، قال: سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل يقول: ما رأيت رجلا قط مثل وكيع في العلم، و الحفظ ، و الإسناد، و الأبواب، مع خشوع و ورع.

قال: و أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، نا عبيد اللّه بن محمّد بن (2) حمدان العكبري، نا محمّد بن أيوب بن المعافى، قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: سمعت أحمد بن حنبل ذكر يوما وكيعا فقال: ما رأت عيناي مثله قط ، يحفظ الحديث جيدا، و يذاكر بالفقه فيحسن مع ورع و اجتهاد، و لا يتكلم في أحد (3).

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، نا أبو زكريا يحيى بن محمّد العنبري، نا جعفر بن محمّد بن سوار، نا عبد الصّمد بن سليمان بن أبي بطر البلخي، قال: سألت أحمد بن حنبل، عن يحيى بن سعيد، و عبد الرّحمن بن مهدي، و وكيع بن الجرّاح، و الفضل بن دكين، فقال: ما رأيت رجلا أحفظ من وكيع، و كفاك بعبد الرّحمن بن مهدي معرفة و إتقانا، و ما رأيت رجلا أروى بقوم من غير محاباة، و لا أشد تثبتا في أمور الرجال من يحيى بن سعيد، و أبو نعيم أقل الأربعة خطأ، و هو عندي صدوق ثقة، بموضع الحجة في الحديث.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو أحمد عبد الرّحمن بن إسحاق العامري، أنا أبو عمرو أحمد بن أبي الفراتي (4)،سمعت أبا موسى عمران بن موسى يقول: سمعت أبا تراب الأعشى يقول: سمعت علي بن خشرم (5) يقول: رأيت وكيعا و ما رأيت بيده كتابا قط ،

ص: 73


1- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 504/13.
2- في تاريخ بغداد: عبيد اللّه بن محمّد بن محمّد بن حمدان العكبري.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 506/13-507.
4- بدون إعجام بالأصل و م، أعجمت عن «ز».
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 401/19.

إنما هو حفظ ، فسألته عن أدوية الحفظ فقال: إن علّمتك الدواء استعملته ؟ قلت: إي و اللّه، قال: ترك المعاصي، ما جربت مثله للحفظ .

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه بن الخلال، أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم (1)،نا صالح بن أحمد بن حنبل قال: قلت لأبي: أيما أثبت عندك وكيع أو يزيد (2)؟قال: ما منهما بحمد اللّه إلاّ ثبت، قلت: فأيّهما أصلح عندك في الإيمان (3)؟فقال: ما منهما بحمد اللّه إلاّ كلّ إلاّ وكيعا لم يتلطخ بالسلطان، و ما رأيت أحدا أوعى للعلم من وكيع، و لا أشبه بأهل النسك منه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا عبّاس قال:

سمعت أحمد بن حنبل و ذاكرته الحديث عن الأعمش فقلت له: قد حدّث به أبو معاوية فطوّله و حسّنه، فقال أحمد: حدّثنا وكيع، فقلت له: قد حدّث به أبو أسامة فطوّله و حسّنه، فقال أحمد: حدّثنا وكيع، فأخذت عليه فقال لي أحمد: حدّثنا وكيع، و لو رأيت وكيعا لرأيت رجلا لم تر بعينيك قط مثله.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أنا محمّد بن العباس الخزّاز، نا عبيد اللّه بن ثابت الحريري، قال: سمعت عباسا الدوري يقول: ذاكرت أحمد بن حنبل بحديث عن الأعمش فقال: حدّثناه وكيع، فقلت: يا أبا عبد اللّه حدّثناه عن أبي معاوية، فقال: حدّثناه وكيع بن الجرّاح، و لو رأيت وكيعا لعلمت أنك ما رأيت مثله.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح، أخبرنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسماعيل بن سمعون، نا أحمد بن عثمان السمسار، نا

ص: 74


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 38/9.
2- يعني يزيد بن هارون.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الجرح و التعديل: الأبدان.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 500/13.

بشر بن موسى (1) قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما رأيت رجلا مثل وكيع في العلم و الحفظ و الحلم (2) و الأبواب، مع خشوع و ورع.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:

سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن يعقوب يقول: سمعت أحمد بن سهل بن بحر يقول: دخلت على أبي عبد اللّه أحمد بن حنبل بعد المحنة فسمعته يقول: كان وكيع بن الجرّاح إمام المسلمين في وقته.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي (3) سهل الكروخي، أنا محمود بن (4) القاسم الأزدي، و أحمد بن عبد الصّمد الغورجي، قالا: أخبرنا عبد الجبّار بن محمّد الجراحي، أنا محمّد بن أحمد بن محبوب، أنا محمّد بن عيسى الترمذي، قال (5):سمعت أحمد بن الحسن قال: سئل أحمد عن وكيع، و عبد الرّحمن بن مهدي ؟ فقال أحمد: وكيع أكبر في القلب، و عبد الرّحمن إمام.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد قال: سمعت ابن أبي عصمة يقول: سمعت هارون بن عبد اللّه يقول: ما رأيت أخشع للّه من وكيع، و كان عبد المجيد أخشع منه (6).

أخبرنا أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصّمد بن علي بن الحسين، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد بن يوسف بن العلاّف، أخبرني أبي أبو الحسن علي بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن الصوّاف، أنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسّان الأنماطي، نا أحمد بن أبي الحواري قال: قال مروان: ما رأيت فيمن لقيت أخشع من وكيع، ما وصف لي أحد قط إلاّ رأيته دون الصفة إلاّ وكيع، فإني رأيته فوق ما وصف لي.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - الخطيب، قال (7):

ص: 75


1- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 147/9.
2- سقطت اللفظة من سير الأعلام.
3- سقطت من «ز»، قارن مع مشيخة ابن عساكر 127/أو فيها: عبد الملك بن عبد اللّه بن أبي سهل.
4- بالأصل و م:«أخبرنا محمود أخبرنا القاسم الأزدي» و المثبت عن «ز»، و مشيخة ابن عساكر 127/أ.
5- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 147/9-148 و تهذيب الكمال 397/19.
6- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء الثالث عشر بعد السبعمائة من تجزئة القاسم.
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 500/13 و سير الأعلام 148/9.

أجاز لنا إبراهيم بن مخلد، أخبرنا مكرم بن أحمد القاضي، ثم أخبرنا الصيمري - قراءة - أنا عمر بن إبراهيم المقرئ، نا مكرم، نا علي بن الحسين بن حبان (1)،عن أبيه قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قال: ما رأيت أفضل من وكيع بن الجرّاح،[قيل له: و لا ابن المبارك ؟ قال: قد كان لابن المبارك فضل، و لكن ما رأيت أفضل من وكيع] (2) كان يستقبل القبلة، و يحفظ حديثه، و يقوم الليل، و يسرد الصوم، و يفتي بقول أبي حنيفة، و كان قد سمع منه شيئا كثيرا. قال يحيى بن معين: و كان يحيى بن سعيد القطّان يفتي بقوله أيضا.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ (3)،نا محمّد بن علي بن جيش (4)،نا الهيثم بن خلف، نا محمّد بن نعيم، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: و اللّه ما رأيت أحدا يحدّث للّه غير وكيع، و ما رأيت رجلا قط أحفظ من وكيع، و وكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران (5)،أنا أبو عمرو بن السمّاك، حدّثنا حنبل بن إسحاق، قال: قال أبو عبد اللّه: ما رأيت بالبصرة يحيى بن سعيد، و بعده عبد الرّحمن بن مهدي، و عبد الرّحمن أفقه الرجلين، قيل له: فوكيع و أبو نعيم ؟ قال: أبو نعيم أعلم بالشيوخ و أساميهم و بالرجال، و وكيع أفقه، و عبد اللّه بن إدريس (6).

أخبرنا أبو منصور، أخبرنا - و أبو الحسن، نا - أبو بكر الخطيب (7)،أنا البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه الهروي، أنا الحسين بن إدريس، قال: قال ابن عمّار: أخبرت عن شريك أن رجلا قدم إليه رجلا فادّعى عليه مائة ألف دينار، قال: فأقرّ به قال: فقال شريك: أما إنه لو أنكر لم أقبل عليه شهادة أحد بالكوفة إلاّ شهادة وكيع و عبد اللّه بن نمير.

ص: 76


1- بالأصل و م:«حبار» و في «ز»: جبان، و المثبت عن تاريخ بغداد و سير الأعلام.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، و استدرك للإيضاح عن تاريخ بغداد و سير الأعلام.
3- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 371/8 و تهذيب الكمال 398/19.
4- تحرفت بالأصل و م إلى:«الحسين» و المثبت عن ز، و الحلية.
5- تحرفت في «ز» إلى: رشوان.
6- زيد في «ز»: «في فقه النبي و فضله و السنة» كذا، و زيد في م:«في و... و فصله و اسسه ؟؟؟» كذا.
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 499/13.

قال (1):و أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد المزكي، أخبركم السّرّاج قال: سمعت أبا رجاء يقول:[سمعت جريرا يقول] (2) جاءني ابن المبارك فقلت له: يا أبا عبد الرّحمن من رجل الكوفة اليوم ؟ فسكت عني، ثم قال لي: رجل المصريين - يعني: وكيعا-.

أنبأنا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم (3)،ثنا محمّد بن علي بن حبيش، نا الهيثم بن خلف، نا محمّد بن نعيم قال: سمعت مليح بن وكيع يقول: سمعت جريرا (4) الرازي يقول:

قدم ابن المبارك فقلت له: يا أبا عبد الرّحمن من خلفت بالعراق ؟ قال: وكيع، قلت: ثم من ؟ قال: وكيع.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو يعلى بن الحبوبي، قالا: أخبرنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، قال: قال لنا أبو عبد الرّحمن النسائي في تسمية فقهاء الكوفة و أصحاب سفيان الثوري: عبد اللّه بن المبارك، و وكيع بن الجرّاح، و ذكر غيرهما.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (5)، أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضبّي، قال: سمعت إسماعيل بن محمّد بن الفضل الشعراني يقول: سمعت جدي يقول: سمعت يحيى بن أكثم القاضي يقول:

صحبت وكيعا في الحضر و السفر، فكان يصوم الدهر، و يختم القرآن كل ليلة.

قال (6):و أخبرنا عثمان بن محمّد العلاّف، أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا محمّد بن غالب، نا يحيى بن أيوب، حدّثني بعض أصحاب وكيع الذين كانوا يلزمونه، قالوا: كان لا ينام - يعني: وكيعا - حتى يقرأ جزءه (7) في كل ليلة ثلث القرآن، ثم يقوم في آخر الليل فيقرأ المفصل، ثم يجلس فيأخذ في الاستغفار حتى يطلع الفجر، فيصلي الركعتين.

ص: 77


1- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 506/13.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم السند عن «ز»، و تاريخ بغداد.
3- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 371/8.
4- الأصل و م: جرير، و المثبت عن «ز»، و حلية الأولياء.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 500/13-501.
6- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 501/13.
7- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: حزبه.

قال: و أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم الغازي، أنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي (1)،نا عبد الرّحمن بن يوسف، نا أبو سعيد الأشج، نا إبراهيم بن وكيع قال: و كان أبي يصلي الليل، فلا يبقى في دارنا أحد إلاّ صلّى، حتى إن جارية لنا سوداء لتصلي. و بلغني عن أبي نعيم قال: لا نفلح و ذاك الكبش في بني رؤاس.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر (2)،أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، و أبو محمّد بن بالويه قالوا: أخبرنا أبو العباس محمّد بن يعقوب قال:

سمعت العباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: سمعت وكيعا يقول [كثير] (3)و أي يوم لنا من الموت، قال يحيى (4):و رأيت وكيعا أخذ في كتاب الزهد يقرأه، فلما بلغ حديثا منه ترك الكتاب ثم قام، فلم يحدّث، فلمّا كان الغد و أخذ فيه بلغ ذلك الحديث قام أيضا و لم يحدّث حتى صنع ذلك ثلاثة أيام، قلت ليحيى: و أيّ حديث هو؟ قال: حديث مجاهد: أخذ عبد اللّه بن عمر ببعض جسدي، و قال: أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ببعض جسدي فقال:«يا عبد اللّه بن عمر كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل»، ثم ذكر الحديث (5)[12939].

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا عثمان بن محمّد العلاّف، أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا محمّد بن غالب، نا يحيى بن أيوب، حدّثني رجل من أهل بيت وكيع قال: أورثت وكيعا أمه مائة ألف، قال: و ما قاسم وكيع ميراثا قط .

قال يحيى بن أيوب: و أخبرني معاوية الهمداني قال: قلت: أيش صنعتم ؟ قال: كما كنا نصنع في الميراث، قال: فكان يؤتى بطعامه و لباسه و لا يسأل عن شيء و لا يطلب شيئا، و كان لا يستعين بأحد و لا على وضوء كان إذا أراد ذلك قام هو.

ص: 78


1- بالأصل و م و «ز»: الكرخي، و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز» بعدها: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر.
3- زيدت اللفظة عن «ز»، و م.
4- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 149/9 من طريق عباس بن محمّد.
5- راجع تاريخ ابن معين 631 و 632 و سنن الترمذي في الزهد رقم 2333 و سنن ابن ماجة رقم 4114 في الزهد.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 499/13.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أخبرني أبو الفرج الطناجيري، نا أحمد بن منصور النوشري (2)،نا محمّد بن مخلد، نا محمّد بن يوسف الجوهري، قال:

سمعت بشر بن الحارث - إن شاء للّه - و سأله عباس [العنبري، عن الاعتكاف، فقال: أما هاهنا فلا - يعني بغداد - قال له عباس:] (3) قد اعتكف وكيع أربعين يوما و حدّثهم بحديثه قال: قد كنت عنده - أحسبه قال في شهر رمضان - قال له عبّاس و هو معتكف ؟ قال: نعم.

أخبرنا أبو منصور أيضا، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر (4)،أخبرنا البرقاني، أخبرنا ابن خميرويه (5)،نا الحسين بن إدريس، قال: قال ابن عمّار: كان وكيع يصوم الدهر، و كان يفطر يوم الشك و العيد قال: فأخبرت أنه كان يشتكي إذا أفطر في هذه الأيام، قال: و ولد، أ ما قال لوكيع. و أ ما قال لابن وكيع ولد قال: فأطعم وكيع الناس الخبيص، قال فأخرج ثمان جفان خبيص في المسجد، و أراه قال: في البيت، قال: فجعل يدخل [يده] (6) فيه و يسويه كما يسوي اللقمة و يقول: كل يا موصلي، و لا يذوق منه شيئا لأنه كان صائما، و كان يصوم الدهر.

قال الخطيب (7):و حدّثت عن أبي الحسن الدارقطني قال: حدّثني القاضي أبو الحسن محمّد بن صالح بن علي بن [أم] (8) شيبان الهاشمي، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عبد الرّحمن ابن (9) سفيان بن وكيع بن الجرّاح، حدّثني أبي قال: كان أبي وكيع يصوم الدهر، فكان يبكر فيجلس لأصحاب الحديث إلى ارتفاع النهار، ثم ينصرف فيقيل إلى وقت صلاة الظهر، ثم يخرج فيصلي الظهر، و يقصد طريق المشرعة (10) التي كان يصعد منها أصحاب الروايا،

ص: 79


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 498/13.
2- الأصل و م:«الغوشرني» و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و تاريخ بغداد.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 502/13-503.
5- بالأصل: أبو خيرويه، و المثبت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
6- سقطت من الأصل، و م و «ز»، و استدركت عن تاريخ بغداد.
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 501/13-502.
8- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
9- سقطت من تاريخ بغداد.
10- المشرعة: مورد الشاربة التي يشرعها الناس، فيشربون منها و يستقون، و المشرعة أيضا: الموضع حيث ينحدر منه إلى الماء.

فيريحون نواضحهم، فيعلمهم من القرآن ما يؤدّون به الفرض، إلى حدود العصر، ثم يرجع إلى مسجده فيصلي العصر، ثم يجلس فيدرس القرآن، و يذكر اللّه إلى آخر النهار، ثم يدخل إلى منزله، فيقدم إفطاره، و كان يفطر على نحو عشرة أرطال من الطعام، ثم يقدم إليه قرابة نحو من عشرة أرطال نبيذ فيشرب منها ما طاب له على طعامه ثم يجعلها بين يديه ثم يقوم فيصلي وردة من الليل، فكلما صلى ركعتين [أو أكثر] (1) من شفع أو وتر شرب منها حتى ينفذها ثم ينام.

قال الخطيب (2):و قرأت على التنوخي عن أحمد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول الأنباري، حدّثني أبي، حدّثني جدّي إسحاق بن البهلول قال: قدم علينا وكيع بن الجرّاح، فنزل في مسجد على الفرات، فكنت أصير إليه لاستماع الحديث منه، فطلب مني نبيذا، فجئته بمخيشة ليلا فأقبلت أقرأ عليه الحديث و هو يشرب، فلمّا نفد ما كنت جئت به طفأ السراج فقلت له: ما هذا؟ فقال: لو زدتنا زدناك.

قال الخطيب (3):و أخبرنا هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، حدّثنا جعفر بن محمّد - يعني: الطيالسي - قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

سمعت رجلا سأل وكيعا فقال: يا أبا سفيان، شربت البارحة نبيذا، فرأيت فيما يرى النائم، كأن رجلا يقول: إنك شربت خمرا، فقال وكيع: ذاك الشيطان.

قال الخطيب: و أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أنا أحمد بن علي الأبّار، نا محمّد ابن يحيى قال: قال نعيم بن حمّاد: تعشّينا عند وكيع - أو قال: تغدينا - فقال: أي شيء تريدون أجيئكم به ؟ بنبيذ الشيوخ أو بنبيذ الفتيان ؟ قال: قلت: تتكلم (4) بهذا؟ قال: هو عندي أحل من [ماء] (5) الفرات، قال: قلت له: ماء الفرات لم يختلف فيه، و قد اختلف في هذا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره - إذنا - عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عون محمّد بن أحمد بن هامان (6) الخراز (7)-بمكة - حدّثنا عبد الرّحمن بن

ص: 80


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
2- تاريخ بغداد 502/13.
3- تاريخ بغداد 502/13.
4- الأصل و م: تكلم، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
5- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
6- كذا بالأصل و م و، في «ز»: ماهان.
7- الأصل:«الحران» و في م:«الحرار» و المثبت عن «ز».

إسحاق الكاتب، نا سعيد بن منصور، قال: قدم وكيع مكة حاجّا فرآه الفضيل بن عياض، و كان وكيع سمينا، فقال الفضيل: ما هذا السمن و أنت راهب العراق ؟ فقال له وكيع: هذا من فرحتي بالإسلام، فأفحمه.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا السائب سلم (2) بن جنادة يقول: جالست وكيع بن الجرّاح سبع سنين، فما رأيته بزق و لا رأيته مس و اللّه حصاة بيده، و لا رأيته جلس مجلسه فتحرك، و ما رأيته إلاّ مستقبل القبلة، و ما رأيته يحلف باللّه.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أخبرنا محمّد بن الحسن ابن أحمد الأهوازي، حدّثنا محمّد بن إسحاق القاضي، نا سعيد بن جعفر، حدّثنا أبو عثمان الورّاق، قال: اجتمع أصحاب الحديث عند وكيع قال: و عليه ثوب أبيض، فانقلبت المحبرة على ثوبه، فسكت مليا ثم قال: ما أحسن السواد في البياض.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدل، أنا عثمان بن أحمد الدقّاق، أنا محمّد بن أحمد بن البراء، نا أحمد بن محمّد، أخبرني بعض أصحابنا عن وكيع بن الجرّاح قال: أغلظ رجل لوكيع بن الجرّاح، فدخل وكيع بيتا، فعفر وجهه في التراب ثم خرج إلى الرجل فقال: أزد وكيعا بذنبه، فلولاه ما سلطت عليه.

قال (4):و أخبرنا محمّد بن أبي علي الأصبهاني، نا محمّد بن إسحاق القاضي - بالأهواز - نا عيسى بن سليمان ورّاق داود [نا داود] (5) قال: سمعت إبراهيم بن الشمّاس يقول: لو تمنيت كنت أتمنى عقل ابن المبارك و ورعه، و زهد ابن فضيل ورقته، و عبادة وكيع و حفظه، و خشوع عيسى بن يونس، و صبر حسين الجعفي، صبر و لم يتزوج و لم يدخل في شيء من أمر الدنيا.

ص: 81


1- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 369/8.
2- الأصل، و م، و «ز»: سالم، تصحيف، و المثبت عن حلية الأولياء.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 503/13.
4- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 503/13 و تهذيب الكمال 403/19 من طريق داود بن رشيد.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم السند عن «ز»، و تاريخ بغداد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة، أنا ابن عدي قال: سمعنا ابن سنان - يعني - عمر المنبجي يقول: سمعت إبراهيم بن سعيد الجوهري يقول:

ما رأيت أحدا ممن يشبه السلف إلاّ ثلاثة: علي بن الحسن بن شقيق، و أبو داود الحفري، و سعيد بن عامر، قلت له: فوكيع ؟ قال: كان وكيع عابدا، و لكن لا يغتر بالكوفيين.

أخبرنا أبو منصور المقرئ، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر (1)،أنا القاضي أبو العلاء الواسطي، نا علي بن الحسن (2) الجراحي، نا أحمد بن محمّد بن الجرّاح، نا محمّد بن علي الورّاق قال: سألت أحمد بن حنبل فقلت: أيّما أحب إليك وكيع بن الجرّاح، أو عبد الرّحمن بن مهدي ؟ قال: أما وكيع فصديقه حفص بن (3) غياث النخعي، فلما ولي القضاء حفص ما كلمه وكيع حتى مات، و أما عبد الرحمن بن مهدي فصديقه معاذ بن معاذ العنبري، فلما ولي معاذ القضاء، ما زال عبد الرحمن صديقه حتى مات، و قد عرض على وكيع القضاء فامتنع منه.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إيّاه و قال اروه عنّي - أنا محمّد بن الحسن، أخبرنا المعافى بن زكريا القاضي (4)،نا ابن مخلد، نا حمّاد بن المؤمل أبو جعفر الضرير الكلبي، حدّثني شيخ على باب بعض المحدّثين قال: سألت وكيعا عن مقدمه هو و ابن إدريس و حفص على هارون الرشيد فقال لي: ما سألني عن هذا أحد قبلك، قدمنا على هارون أنا و عبد اللّه بن إدريس و حفص بن غياث، فأقعدنا بين السريرين، فكان أوّل من دعا به أنا، فقال لي هارون: يا وكيع، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين، قال: إن أهل بلدك طلبوا منّي قاضيا و سمّوك لي فيمن سمّوا، و قد رأيت أن أشركك في أمانتي و صالح ما أدخل فيه من أمر هذه الأمة، فخذ عهدك و امض، فقلت: يا أمير المؤمنين أنا شيخ كبير و إحدى عيني ذاهبة، و الأخرى ضعيفة، فقال هارون (5):اللّهمّ غفرا، خذ عهدك أيها الرجل و امض، فقلت: يا أمير المؤمنين، و اللّه لئن كنت صادقا إنه لينبغي أن تقبل مني و لئن كنت

ص: 82


1- الخبر في تاريخ بغداد 507/13.
2- كذا بالأصل و م و تاريخ بغداد، و في «ز»: الحسين.
3- من هنا.. إلى قوله: صديقه، غير مقروء بالأصل لسوء التصوير و المثبت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
4- رواه القاضي المعافى بن زكريا القاضي في الجليس الصالح الكافي 423/1-424.
5- كتبت اللفظة فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

كاذبا فما ينبغي أن تولّي القضاء كذابا، فقال: اخرج، فخرجت، و دخل ابن إدريس، و كأنّ هارون قد وسم له من ابن إدريس و سم - يعني - خشونة (1) جانبه، فدخل، فسمعنا صوت ركبتيه على الأرض حين برك، و ما سمعنا يسلّم إلاّ سلاما خفيا، فقال له هارون: أ تدري لم دعوتك ؟ قال: لا، قال: إن أهل بلدك طلبوا منّي قاضيا، و إنهم سمّوك فيمن سمّوا، و قد رأيت أن أشركك في أمانتي و أدخلك في صالح ما أدخل فيه من أمر هذه الأمة، فخذ عهدك و امض، فقال له ابن إدريس: ليس أصلح للقضاء، فنكث هارون بإصبعه و قال له: وددت أنّي لم أكن رأيتك (2)،قال له ابن إدريس: و أنا وددت أني لم أكن رأيتك، فخرج، ثم دخل حفص بن غياث، فقال له كما قال لنا، فقبل عهده و خرج، فأتانا خادم معه ثلاثة أكياس في كلّ كيس خمسة آلاف دينار، فقال لي: أمير المؤمنين يقرئكم السلام و يقول لكم: قد لزمتكم في شخوصكم مئونة فاستعينوا بهذه في سفركم، قال وكيع: فقلت له: أقرئ أمير المؤمنين السلام و قل له: قد وقعت مني بحيث يحبّ أمير المؤمنين و أنا عنها مستغن، و في رعية أمير المؤمنين من هو أحوج إليها منّي، فإن رأى أمير المؤمنين أن يصرفها إلى من أحب، و أما ابن إدريس فصاح به: مرّ من هاهنا و قبلها حفص، و خرجت الرقعة إلى ابن إدريس من بيننا، عافانا اللّه و إيّاك سألناك أن تدخل في أعمالنا فلم تفعل، و وصلناك من أموالنا فلم تقبل، فإذا جاءك ابني المأمون فحدّثه إن شاء اللّه، فقال للرسول: إذا جاءنا مع الجماعة حدّثناه إن شاء اللّه، ثم مضينا فلما صرنا إلى الياسرية (3) حضرت الصلاة، فنزلنا نتوضأ للصلاة، قال وكيع:

فنظرت إلى شرطي محموم قائم (4) في الشمس، عليه سواده فطرحت كسائي عليه، و قلت:

يدفأ إلى أن أتوضأ، فجاء ابن إدريس فاستلبه ثم قال لي: رحمته لا رحمك اللّه في الدنيا أحد يرحم مثل ذا؟ ثم التفت إلى حفص فقال له: يا حفص، قد علمت حين دخلت إلى سوق أسد (5)،فخضبت لحيتك و دخلت الحمام أنك ستلي القضاء، لا و اللّه لا كلّمتك حتى تموت، قال: فما كلّمه حتى مات.

ص: 83


1- بالأصل و م: حشرته، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و الجليس الصالح.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الجليس الصالح: مثلتك.
3- الياسرية: منسوبة إلى ياسر، اسم رجل، و هي قرية كبيرة على ضفة نهر عيسى بينها و بين بغداد ميلان، راجع معجم البلدان.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الجليس الصالح: نائم.
5- سوق أسد، بالكوفة، و هو ينسب إلى أسد بن عبد اللّه القسري أخي خالد. راجع معجم البلدان.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن (1) بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (2)،أخبرنا الأزهري، حدّثنا عبيد اللّه بن عثمان الدقّاق، نا علي بن محمّد المصري، حدّثني عبد الرّحمن بن حاتم المرادي، حدّثني أسد بن عفير، أخبرني رجل من أهل هذا الشأن ثقة من أهل المروءة و الأدب، قال: جاء رجل إلى وكيع بن الجرّاح فقال له:

إني أمتّ إليك بحرمة، قال: و ما حرمتك ؟ قال: كنت تكتب من محبرتي في مجلس الأعمش، قال: فوثب وكيع فدخل منزله فأخرج له صرة فيها دنانير، فقال: اعذرني فإني ما أملك غيرها.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، و أبو نصر المعمر بن محمّد الأنماطي، قالا: أخبرنا القاضي أبو المظفّر هنّاد بن إبراهيم النسفي (3)،أنا أبو عبد اللّه محمّد ابن أحمد بن محمّد بن سليمان بن كامل، نا أبو حفص أحمد بن أحيد بن حمدان قال: سألت أبا عمرو قيس بن أنيف قال: قال يحيى بن جعفر: كان وكيع لا يغضب بواحدة، فإذا غضب سكن غضبه بالتؤدة و الوقار، و كان وكيع إذا أتى مسجد الجامع يوم الجمعة في يوم مطير كان يخرج و نعلاه في يده يخوض الطين ثم يدخل فيصلي فقيل له: أ كان يغسل قدميه ؟ قال: لا، و كان لا يصحبه أحد إلى المسجد يكره ذلك، فإن سأله أحد في الطريق كان لا يزيد على أن يقول في الطريق على التودة.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أخبرنا أبو المظفّر محمود بن جعفر بن محمّد الكوسج، و عبد الرّحمن بن أبي عبد اللّه، قالا: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان، نا محمّد بن علي بن الحسين بن يزيد بن عبد الرّحمن الهمداني (4)،نا جعفر بن محمّد بن سوار النيسابوري، نا طاهر بن محمّد المصيصي، قال: سمعت وكيعا يقول: لو علمت أن الصلاة أفضل من الحديث ما حدّثتكم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو محمّد الحسن ابن أحمد المخلدي، أخبرنا أبو حامد محمّد بن أحمد بن محمّد بن نصر بن زياد، نا العبّاس

ص: 84


1- تحرفت بالأصل و م إلى: الحسين، و المثبت عن «ز»، و هذا السند معروف.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 500/13.
3- الأصل و م.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الهمذاني.

ابن محمّد الدوري، قال (1):سمعت يحيى بن معين يقول: رأيت من يحدّث للّه ستة أو سبعة ابن المبارك، و حسين الجعفي، و وكيع بن الجرّاح، و سعيد بن عامر الضبعي، و أبا داود الحفري، و القعنبي، قال يحيى بن معين: كان هؤلاء يحدّثون للّه.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا - و أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - الخطيب (2)،أخبرنا الأزهري، نا محمّد بن عبد اللّه بن جامع الدهّان، نا أحمد بن علي بن العلاء قال: سمعت عباسا يقول (3):سمعت يحيى بن معين يقول: رأيت من يحدّث للّه ستة: وكيعا، و ابن المبارك، و سعيد بن عامر، و حسينا الجعفي، و أبا (4) داود الحفري، و عبد اللّه بن مسلمة القعنبي.

قال (5):و أخبرنا البرقاني، حدّثني أبو الحسن بن لؤلؤ الورّاق، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبد الخالق يقول: سمعت عباسا الدوري قال: قال يحيى بن معين: رأيت ستة - أو سبعة - يحدّثون ديانة، قلت: من هم ؟ قال: سعيد بن عامر، و أبو داود الحفري، و وكيع بن الجرّاح، و حسين الجعفي، و عبد اللّه بن المبارك، و القعنبي.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز التميمي، أخبرنا علي بن الحسن بن علي، و رشأ بن نظيف، قالا: أخبرنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد، حدّثنا سليمان بن معبد - من أهل مرو و لقيته بها - قال (6):سمعت يحيى بن معين يقول: ما رأيت رجلا يحدّث للّه إلاّ وكيع و القعنبي.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، ثم أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - الخطيب (7)،قالا: أخبرنا أبو نعيم الحافظ (8)،حدّثنا محمّد بن علي بن حبيش، حدّثنا الهيثم بن خلف، نا محمّد بن نعيم - هو البلخي - قال: سمعت يحيى بن معين

ص: 85


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 398/19.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 504/13.
3- قوله:«قال: سمعت عباسا يقول» مكرر بالأصل.
4- في تاريخ بغداد:«وكيع... و حسين.. و أبو داود» وردت الأسماء الثلاثة بالرفع. و في م و «ز» كالأصل منصوبة.
5- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 503/13-504.
6- رواه المزي في تهذيب الكمال 398/19.
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 504/13.
8- الخبر رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 371/8.

يقول: و اللّه ما رأيت رجلا قط أحفظ من وكيع، و ما رأيت أحدا يحدّث للّه غير وكيع بن الجرّاح، و وكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا ابن منده، أخبرنا حمد (1)-إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم (2)،نا علي بن الحسين (3) بن الجنيد، قال: سمعت ابن نمير يقول: وكيع أعلم بالحديث من ابن إدريس، و لكن ليس مثل ابن إدريس، و كانوا إذا رأوا وكيعا سكتوا - يعني - في الحفظ و الإجلال، و سمع وكيع من سعيد بن أبي عروبة بآخرة.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - بقراءتي عليه - عن أبي الفضل المكّي، أنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أخبرنا أبو الحسن القاضي، أخبرني أبو موسى بن النسائي، أخبرني أبي، أخبرنا عمرو بن يحيى بن الحارث، نا أحمد بن شبويه، قال: قال سفيان بن عبد الملك:

و كان أحفظ أصحاب ابن المبارك: كان وكيع أحفظ من ابن المبارك (4).

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، قالا: حدّثنا - أبو بكر الخطيب (5)،أخبرنا أبو عثمان سعيد بن العبّاس القرشي الهروي، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد ابن العبّاس العصمي - إملاء - قال: سمعت أبا الفضل يعقوب بن إسحاق الفقيه الحافظ يقول:

أخبرنا صالح بن محمّد البغدادي، قال: سمعت يحيى بن معين قال: ما رأيت أحدا أحفظ من وكيع، فقال له رجل: و لا هشيم ؟ فقال: و أين يقع حديث هشيم من حديث وكيع ؟ فقال له الرجل: فإنّي سمعت علي بن المديني يقول: ما رأيت أحدا أحفظ من يزيد بن هارون، قال:

كان يزيد بن هارون يحفظ (6) من كتاب، كانت له جارية تحفظه من كتاب.

و أخبرنا أبو منصور، أخبرنا - و أبو الحسن، حدّثنا - الخطيب (7)،أخبرنا العتيقي،

ص: 86


1- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: أحمد.
2- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 38/9.
3- كذا بالأصل و م و «ز»: الحسن، و في الجرح و التعديل:«الحسين» و هو الصواب، و هو ما أثبت، راجع ترجمته في سير الأعلام 16/14.
4- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 152/9 و المزي في تهذيب الكمال 403/19.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 509/13.
6- بالأصل و م و «ز»: يتحفظ ، و المثبت عن تاريخ بغداد.
7- تاريخ بغداد 509/13.

أخبرنا محمّد بن عدي البصري - في كتابه - حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي، قال: سئل أبو داود: أيّما أحفظ وكيع أو عبد الرّحمن بن مهدي ؟ فقال: وكيع كان أحفظ من عبد الرّحمن، و كان عبد الرّحمن أقلّ و هما، و كان أتقن (1)،و سمعت أبا داود يقول: التقى عبد الرّحمن و وكيع في المسجد الحرام بعد عشاء الآخرة، فتواقفا (2) حتى سمعا أذان الصبح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة، أخبرنا ابن عدي، قال: سمعت ابن منير يقول: سمعت ابن أبي خيثمة يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: من فضّل عبد الرّحمن بن مهدي على وكيع فعليه لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين (3).

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا الخطيب (4)، أخبرنا أبو طالب يحيى بن علي الدسكري - لفظا بحلوان - أخبرنا أبو بكر بن المقرئ - بأصبهان - حدّثنا محمّد بن علي المركب - بطرسوس - حدّثنا محمّد بن عبد اللّه المخزومي (5)،قال: قال عبد الرّحمن: وكيع و يحيى يخالفاني، و هما أحفظ منّي.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا ابن منده، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم (6)،حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل فيما كتب إليّ قال:

سمعت أبي يقول: كان وكيع مطبوع الحفظ ، كان حافظا، حافظا، و كان وكيع أحفظ من عبد الرّحمن بن مهدي كثيرا كثيرا.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور، أخبرنا أبو الفتح منصور بن الحسين، و أبو طاهر بن محمود، قالا: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن علي بن سعيد المركب السراج، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه المخرمي، قال: قال عبد الرّحمن: وكيع و يحيى يخالفاني، و هما أحفظ منّي في حديث ذكره.

ص: 87


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: أتقى.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، «فتوافقا» و في تاريخ بغداد:«فتواقفا» و هو ما أثبتناه.
3- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 152/9.
4- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 508/13.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: المخرمي.
6- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 38/9.

أخبرنا أبو منصور، أخبرنا - و أبو الحسن، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (1)،أخبرنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، أخبرنا أبو علي بن الصوّاف، أخبرنا عبد اللّه بن أحمد - إجازة - قال: سمعت أبي يقول: كان وكيع مطبوع الحفظ ، كان حافظا حافظا.

قال (2):و حدّثني علي بن أحمد الهاشمي قال: هذا كتاب جدي عيسى بن موسى بن أبي محمّد بن المتوكّل على اللّه عزّ و جلّ ، فقرأت فيه: حدّثني محمّد بن داود النيسابوري، قال:

سمعت أبا بكر الجارودي يقول: سمعت إسحاق، و ذكر من حفظ وكيع شيئا لم أحفظه، ثم ختم بهذا فقال: إن حفظ وكيع كان طبيعيا و حفظنا تكلف.

كتب إليّ أبو منصور القشيري، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ (3)، أخبرني محمّد بن إسماعيل السكري، حدّثنا محمّد بن علي السنجالي، قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن علي الحافظ الملقب بقرطمة (4) في مجلس محمّد بن يحيى يقول: سمعت أبا سعيد الأشج يقول: ما رأينا في قريتنا هذه - يعني الكوفة - أحفظ من وكيع بن الجرّاح.

أخبرنا أبو منصور المقرئ، أخبرنا - و أبو الحسن العطّار، أخبرنا (5)-أبو بكر الخطيب (6)،أخبرنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، أخبرنا أبو علي بن الصوّاف، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: قال أبي: ما رأيت وكيعا قط شكّ في حديث إلاّ يوما واحدا، فقال: أين ابن أبي شيبة، كأنه أراد أن يسأله أو يستثبته (7)؟قال أبي: و ما رأيت مع وكيع قط كتابا و لا رقعة.

قال (8):و أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمّد بن عدي البصري - في كتابه - حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري، قال: سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث يقول: ما رئي لوكيع

ص: 88


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 505/13.
2- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 505/13.
3- أقحم بعدها بالأصل و م:«أخبرني محمّد بن إسماعيل الحافظ » صوبنا السند عن «ز».
4- غير مقروءة بالأصل، و في م:«لفرطه» و في «ز»: «بقرطبة» و الصواب ما أثبت راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 82/14.
5- كذا بالأصل و م و «ز»: أخبرنا، و لعل الصواب:«حدّثنا» قياسا إلى أسانيد مماثلة.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 509/13.
7- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: يستفتيه.
8- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 505/13.

كتاب قط ، و أملى عليهم وكيع حديث سفيان عن الشيوخ ثم قال: لا عدت لهذا المجلس أبدا.

قال (1):و أخبرنا محمّد بن الحسن - يعني - الأهوازي، حدّثنا أبو علي الحسين بن محمّد الشافعي - بالأهواز - أخبرنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري، قال: و سمعته - يعني - أبا داود يقول: ما رئي لوكيع كتاب قط ، و لا لهشيم (2) و لا لحمّاد، و لا لمعمر - زاد ابن خيرون: قال الشيخ أبو بكر حمّاد هو ابن زيد.

قال (3):و أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش، قال:

وكيع لم ير في يده كتاب قط ، و ابن عيينة، و الثوري، و شعبة لم ير في أيديهم كتاب قطّ .

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، نا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أحمد بن محمّد بن غالب، أنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرني عبد اللّه بن محمّد الفرهياني، قال: سمعت هاشم ابن زهير أخا الفيّاض قال: كان وكيع ربما قال في الحديث حدّثنا، و ربما لم يقل، قال: فقلنا لجار لنا يقال له أبو الوفاء كان لا يحسن شيئا: سله لم يقول في بعضه حدّثنا و لا يقول في بعضه ؟ قال: فتقدم إليه فسأله قال: فقال له وكيع: أ ما وجد القوم خطيبا غيرك ؟ نحن لا نستحل التدليس في الثياب، فكيف في الحديث.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو عبد الرّحمن السلمي، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم.

و أخبرنا أبو القاسم الواسطي، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد ابن إبراهيم.

قالوا: سمعنا أبا الحسن الطرائفي قال: سمعت أبا سعيد عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فأبو (4) معاوية، أحب إليك - يعني - في الأعمش أم وكيع ؟ فقال: أبو معاوية أعلم به، و وكيع ثقة (5).

ص: 89


1- تاريخ بغداد 505/13.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و تحرفت في تاريخ بغداد: لهيثم.
3- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 505/13-506.
4- بالأصل و م:«يا أبو» و المثبت عن «ز».
5- رواه المزي في تهذيب الكمال 399/19.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (1)،أخبرنا الأزهري قال: ذكر القاضي أبو الحسن (2)-سمّاه ابن خيرون: علي بن الحسن - و قالا (3) الجراحي: أن أحمد بن محمّد بن سعيد حدّثهم: حدّثنا عبد اللّه بن إبراهيم ابن قتيبة، قال: سمعت يحيى بن معين - و ذكر وكيع - فقال: ثقات الناس و أصحاب الحديث أربعة: وكيع، و يعلى بن عبيد، و القعنبي، و أحمد بن حنبل.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا ابن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (4):سألت علي بن المديني: من أوثق أصحاب الثوري ؟ قال: يحيى القطّان، و عبد الرّحمن بن مهدي، و وكيع بن الجرّاح، هم من الثقات.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (5)،أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أخبرنا الحسن بن جعفر، و محمّد بن الحسن بن محمّد، قالا: أخبرنا الوليد بن بكر، حدّثنا علي بن أحمد، أنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد اللّه العجلي (6)،حدّثني أبي قال: وكيع بن الجرّاح - زاد الأنماطي: أبو سفيان - و قالوا: كوفي، ثقة، عابد، صالح، أديب، من حفّاظ الحديث، و كان يفتي.

أخبرنا أبو محمّد المزكي - شفاها - حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أخبرنا أبو الحسن الربيعي و رشأ، قالا: أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش، قال: وكيع ثقة.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن منده، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ص: 90


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 504/13.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: الحسين.
3- بالأصل و م: و قال، و المثبت عن «ز».
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 38/9.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 510/13.
6- تحرفت بالأصل إلى: البلخي، و المثبت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم (1)،حدّثنا أبي، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري قال: ذكرت ليحيى بن معين وكيعا، فقال: وكيع عندنا ثبت.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (2)،أخبرنا محمّد بن عبد الواحد، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا محمّد بن سعيد ابن مرابا، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال: سئل يحيى بن معين عن وكيع و ابن أبي زائدة ؟ فقال:

وكيع أثبت من ابن أبي زائدة.

قال (3):و حدّثني إبراهيم بن عمر البرمكي، و عبد العزيز بن علي الأزجي، قالا: أخبرنا علي بن عبد العزيز البردعي، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال: حدّثنا أبي قال (4):أشهد على أحمد بن حنبل أنه قال: الثبت عندنا بالعراق وكيع بن الجرّاح، و يحيى بن سعيد، و عبد الرّحمن بن مهدي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، حدّثني أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الثبت بالعراق: يحيى، و عبد الرّحمن، و وكيع، قال: فذكرت ذلك ليحيى بن معين، فقال: الثبت بالعراق وكيع (5).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي، و علي بن الحسن بن سعيد، قالا: حدّثنا - و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أخبرنا - أبو بكر الخطيب، أخبرنا البرقاني، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه الهروي، أخبرنا الحسين بن إدريس، قال: قال ابن عمّار: ابن مهدي، و وكيع كلاهما عندي ثبت، ابن مهدي حافظ و هو أبصر، و وكيع أفضل فضلا، قال ابن عمّار: كان ابن مهدي أعلم بالاختلاف من وكيع، و كان وكيع يذهب مذهب أهل الكوفة.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر

ص: 91


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 38/9.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 506/13.
3- يعني أبا بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 507/13.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و زيد في تاريخ بغداد بعدها: حدّثنا أحمد بن أبي الحواري.
5- رواه الخطيب في تاريخ بغداد نقلا عن أبي زرعة 507/13.

الخطيب (1)،أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، حدّثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفرايني، حدّثنا أبو بكر المروذي (2) قال: قلت - يعني - لأحمد بن حنبل: من أصحاب الثوري ؟ قال: قال: يحيى، و وكيع، و عبد الرّحمن، و أبو نعيم، قلت: قدّمت وكيعا على عبد الرّحمن، قال: وكيع شيخ.

أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو أحمد، أخبرنا الساجي (3)،حدّثني أحمد بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ما رأيت أحفظ من وكيع (4).

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو القاسم هبة اللّه الواسطي، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: حدّثنا - أبو بكر الخطيب (5)،أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني، قال:

سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول:

قلت ليحيى بن معين: فعبد الرّحمن أحبّ إليك - زاد هبة اللّه - يعني في سفيان - أو وكيع ؟ فقال: وكيع، قلت: فوكيع أحبّ إليك أو (6) أبو نعيم ؟ فقال وكيع - زاد الواسطي: قلت: فابن المبارك أعجب إليك أو وكيع ؟ فلم يفضّل.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا علي بن الحسن، و رشأ بن نظيف، قالا: أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد [أنا محمّد بن محمّد] (7) بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد، نا عبّاس بن محمّد الدوري، قال: سمعت يحيى بن معين و قيل له إن بعض الناس يقدّم ابن مهدي على وكيع، فقال: لعن اللّه من قدّم ابن مهدي على وكيع.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أخبرنا أبو الحسن بن السقا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: حدّثنا أبو العبّاس الأصم، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول - و ذكر له عبد الرّحمن بن مهدي و وكيع - فقال له رجل: قوم

ص: 92


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 507/13.
2- تحرفت بالأصل و م إلى: المردوي، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
3- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م.
4- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 153/9.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 507/13-508.
6- بالأصل و م و «ز»: «و أبو» و المثبت عن تاريخ بغداد.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم السند عن «ز».

يقدمون عبد الرّحمن على وكيع، فقال يحيى: من قدّم عبد الرّحمن على وكيع فدعا عليه فعليه لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين.

و قيل ليحيى: إن قوما يقولون إن الفضل بن دكين أقل خطأ من وكيع، فدعا على من قال هذا.

أخبرنا أبو منصور المقرئ، أخبرنا - و أبو الحسن العطّار، نا - أبو بكر الخطيب (1)، أخبرنا محمّد بن عبد الواحد، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا ابن مرابا، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: وكيع أثبت من عبد الرّحمن بن مهدي في سفيان، و قال يحيى: قال وكيع ما كتبت (2) عن سفيان حديثا قط ، إنّما أعدها - يعني أحفظها - أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم، قال (3):سمعت أبي يقول و قيل له: قال يحيى بن معين: وكيع أحبّ إليّ في سفيان من عبد الرّحمن بن مهدي، قيل لأبي أيما أحب إليك ؟ قال: عبد الرّحمن ثبت، و وكيع ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال (4):بلغني عن ابن معين أنه قيل له:

قوم (5) يقدمون عبد الرّحمن بن مهدي على وكيع، فقال ابن معين: من قدّم عبد الرّحمن على وكيع فعليه لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين.

قال أبو يوسف يعقوب بن سفيان: و كان غير هذا أشبه بكلام أهل العلم، و من يحاسب نفسه و علم أن كلامه من عمله لم يقل مثل هذا، وكيع خيّر فاضل، حافظ .

ص: 93


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 508/13.
2- بالأصل: كتب، تحريف، و المثبت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 39/9.
4- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 728/1 و نقله عنه الذهبي في سير الأعلام 153/9 و المزي في تهذيب الكمال 397/19.
5- كذا بالأصل و م و «ز»: «قوم» و في أصل المعرفة و التاريخ:«يوم» و قد أثبت محققه:«يوما» و هو أشبه.

و سئل أحمد بن حنبل: إذا اختلف وكيع و عبد الرّحمن بن مهدي بقول من تأخذ؟ فقال: عبد الرّحمن يوافق (1) أكثر، و خاصة في سفيان كان معنيا بحديث سفيان، و عبد الرّحمن يسلم عليه السلف، و يجتنب شرب المسكر، و كان لا يرى أن يزرع في أرض الفرات (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، أخبرنا أبو العلاء الواسطي، أخبرنا أبو بكر البابسيري، أخبرنا أبو أمية الأحوص بن المفضل، حدّثنا أبي قال يحيى: و وكيع أثبت من عبد الرّحمن بن مهدي في الثوري.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (3)،أخبرنا الأزهري، نا محمّد بن المظفّر، نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، حدّثنا إبراهيم بن أورمة (4) الأصبهاني، حدّثني عباس العنبري، عن علي بن المديني قال: جاء رجل إلى عبد الرّحمن بن مهدي فجعل يعرض بوكيع،[و كان بين عبد الرحمن و بين وكيع ما يكون بين الناس، فقال عبد الرحمن للذي جعل يعرض بوكيع] (5) قم عنا، بلغ من الأمر أن يعرض بشيخنا؟ وكيع شيخنا و كبيرنا، و من حملنا عنه العلم.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أخبرنا أبو صالح المؤذّن، أخبرنا أبو الحسن بن السقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: حدّثنا أبو العباس الأصم، نا عباس بن محمّد قال (6):سألت يحيى قلت: حديث الأعمش (7)[إذا اختلف وكيع و أبو معاوية، فالقول قول من ؟ قال: يكون موقوفا حتى يجئ من يتابع أحدهما، قلت: فحفص و وكيع في حديث الأعمش] (8) قال:

و من يحدّث عن حفص، فقلت: ابنه، فكأنّ يحيى لم يقنع بهذا، و رأيت يحيى يميل إلى وكيع ميلا شديدا، و قال: إنّما كانت الرحلة إلى وكيع في زمانه.

ص: 94


1- الأصل و م:«بوائق» و في «ز»: «للرواية» و المثبت عن المعرفة و التاريخ و في سير الأعلام و تهذيب الكمال: «نوافق».
2- الأصل و م: الفلاة، و المثبت عن «ز»، و المعرفة و التاريخ.
3- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 508/13.
4- الأصل و م و «ز»: ارمة، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و تاريخ بغداد.
6- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 399/19.
7- الأصل و م: الأعشى، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و تهذيب الكمال.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و تهذيب الكمال.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو (1) عبد اللّه، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (2):سألت أبي عن وكيع عن الأعمش أحبّ إليك أو ابن داود؟ فقال: وكيع أحفظ من ابن داود الخريبي، و أحفظ من ابن المبارك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال: قلت ليحيى بن معين: فوكيع فوق أبي نعيم ؟ قال:

نعم، قلت لأبي بكر بن أبي شيبة: من أنبل عندكم وكيع أو أبو نعيم ؟ قال: هو رابعهم - يعني - أن أصحاب الثوري المقدمين أربعة: يحيى بن سعيد، و ابن مهدي، و وكيع، و أبو نعيم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، قال (3):قال علي: أصحاب سفيان الثوري: يحيى (4)،و عبد الرّحمن، و وكيع، و أبو نعيم (5)،ثم الأشجعي (6)،و عبد اللّه بن المبارك، و بلغني (7) عن ابن معين قال: ليس أحد في حديث الثوري يشبه هؤلاء ابن المبارك و يحيى بن سعيد القطّان، و وكيع، و عبد الرّحمن بن مهدي، و أبو نعيم، فقيل له: الأشجعي، قال الأشجعي ثقة مأمون، و لكن هاتوا من يروي عنه.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان (8)،عن محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك، أخبرنا رشأ بن نظيف، أخبرنا أبو الفتح الطرسوسي، أخبرنا أبو بكر الكرخي، أخبرنا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد، قال: و بلغني عن أحمد بن حنبل، قال: قيل له: أيما أفضل وكيع أم القطّان ؟ قال: وكيع.

ص: 95


1- الأصل و م: و ابن، تحريف، و التصويب عن «ز».
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 38/9-39.
3- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 716/1.
4- يعني يحيى بن سعيد القطان.
5- يعني الفضل بن دكين.
6- هو عبيد اللّه بن عبد الرحمن الكوفي ترجمته في سير الأعلام 514/8.
7- المعرفة و التاريخ 717/1.
8- الأصل و م:«عبد اللّه» تحريف، و المثبت عن «ز».

أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو أحمد، حدّثنا إبراهيم بن عمر بن إسحاق السمرقندي، حدّثنا سهل بن صالح، قال: سألت أحمد بن حنبل فقلت: لوكيع و عبد الرّحمن ؟ فقال: وكيع أسرد، و سألت يحيى بن معين فقال: وكيع أحبّ إليّ .

قال: و أخبرنا أبو أحمد، حدّثنا الحسين بن يوسف الفربري، حدّثنا أبو عيسى الترمذي، سمعت أحمد بن الحسن يقول: سئل أحمد بن حنبل عن وكيع و ابن مهدي فقال: وكيع أكبر في القلب.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا - و أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - أبو بكر الخطيب، أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا عثمان بن أحمد بن السمّاك، حدّثنا حنبل بن إسحاق، قال: قيل له - يعني - أحمد بن حنبل: فوكيع، و أبو نعيم ؟ قال: أبو نعيم أبصر بالشيوخ و أنسابهم، و بالرجال و وكيع أفقه.

كتب إليّ أبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن، و أخبرني أبو الحسن سعد الخير ابن محمّد بن سهل عنه، أخبرنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن محمّد، أخبرنا أحمد بن محمّد ابن إسحاق، قال: قال أبو عبد الرّحمن النسائي: أثبت أصحاب سفيان عندنا و اللّه أعلم يحيى ابن سعيد القطّان، ثم عبد اللّه بن المبارك، ثم وكيع بن الجرّاح، ثم عبد الرّحمن بن مهدي، ثم أبو نعيم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - أبو بكر الخطيب (1)،أخبرنا العتيقي، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز، أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاّب، قال: قال لي إبراهيم الحربي: كان عندي يوم الجمعة ابن ابنة (2)[ابن] (3)نمير، سوادة - رجل كوفي - و تمتام فجعلوا يختصمون في أبي نعيم و وكيع، و يقول هذا: أبو

ص: 96


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 355/12 في ترجمة أبي نعيم الفضل بن دكين.
2- الأصل و م و «ز»: أبيه، تحريف، و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز»، و تاريخ بغداد.

نعيم أفضل،[و يقول هذا: وكيع أفضل] (1) فاختصموا ساعة، و أنا محوّل الوجه في ناحية، فلمّا فرغوا من قتالهم قلت لهم: أبو نعيم كان أثبت الرجلين، و أقلّهما خطأ، و وكيع كان أفضل الرجلين، فكان يصوم الدهر، و كان كثير الصلاة، قال: فقالوا لي جميعا: صدقت، قال: فقال (2) سوادة لتمتام: يا أبا جعفر اجعلنا في حلّ لا نكون غضبت، قال: لا، و انصرفوا.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه الصيرفي - ببغداد - حدّثنا عبد اللّه بن إسحاق المدائني، حدّثنا علي بن عثمان بن نفيل، قال: قلت له - يعني - لأحمد بن حنبل: إن بلالا كان يقع في وكيع و عيسى بن يونس، و ابن المبارك، فقال: من كذب أهل الصدق فهو الكذّاب.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (3)،أخبرنا البرقاني، قال: قرئ على إسحاق النعالي و أنا أسمع، حدّثكم عبد اللّه ابن إسحاق المدائني، حدّثنا علي بن عثمان النفيلي، قال: قلت له - يعني - أحمد بن حنبل:

إن أبا قتادة كان يتكلم في وكيع و عيسى بن يونس، و ابن المبارك ؟! فقال: من كذّب أهل الصدق فهو الكذّاب.

قال الخطيب (4):و أخبرنا ابن رزق.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران.

قالا: أخبرنا عثمان بن أحمد الدقّاق، أخبرنا حنبل بن إسحاق، قال: سمعت يحيى بن معين قال: رأيت عند مروان بن معاوية لوحا فيه أسماء الشيوخ، فلان رافضي، و فلان كذا، و فلان كذا، و وكيع رافضي (5) قال يحيى: فقلت له: وكيع خير منك، قال: مني ؟ قلت:

نعم، قال: فما قال لي شيئا، و لو قال لي شيئا لوثب أصحاب الحديث عليه، قال: فبلغ ذلك

ص: 97


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و تاريخ بغداد.
2- الأصل و م: فقالوا: تحريف، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 500/13.
4- تاريخ بغداد 500/13.
5- بالأصل:«مما قصى» تحريف، و المثبت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.

وكيعا، فقال: يحيى صاحبنا، قال: فكان بعد ذلك يعرف لي و يوجب.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن علي السرخسي الفقيه - في كتابه - أخبرنا السيّد أبو المعالي محمّد بن محمّد بن زيد الحسيني، أخبرنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان بن الفرج الحافظ ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا (1) شاذان، حدّثنا الحسين بن محمّد بن عفير، حدّثنا أحمد بن سنان القطّان قال: كان عبد الرّحمن بن مهدي لا يتحدّث في مجلسه و لا يقوم أحد من مجلسه و لا يبرى فيه قلم، و لا يتبسم أحد، فإن تحدّث أو برى صاح و نهى عنه، و كذا كان يكون ابن نمير، و كان من أشد الناس في هذا، و كان وكيع أيضا يكونون (2) في مجلسه كأنهم في صلاة، فإن أنكر من أمرهم شيئا انتقل (3) و دخل، و كان ابن نمير يغضب و يصيح، و كان إذا رأى من يبري قلما، تغيّر وجهه غضبا (4).

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (5)،أخبرنا البرقاني، قال: قرأت على أبي العبّاس بن حمدان حدّثكم تميم بن محمّد الطوسي، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: عليكم بمصنفات وكيع بن الجرّاح.

قال (6):و أخبرنا ابن رزق، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصوّاف، حدّثنا عبد اللّه ابن أحمد، قال: سمعت أبي يقول: ابن مهدي أكثر تصحيفا من وكيع، و وكيع أكثر خطأ من ابن مهدي، و وكيع قليل التصحيف.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا البرقاني، قال: قرأت على علي بن أحمد البراني (7)،سمعت محمّد بن أحمد بن مسعود يقول (8):سمعت عبد اللّه ابن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: أخطأ وكيع بن الجرّاح في خمس مائة حديث.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلاّل، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة،

ص: 98


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «بن هاذان».
2- الأصل:«يكون» و المثبت عن «ز»، و م.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في سير الأعلام: انتعل.
4- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 154/9.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 506/13.
6- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 507/13.
7- فوقها ضبة في «ز».
8- سير أعلام النبلاء 154/9.

حدّثني جدي يعقوب قال (1):سمعت علي بن المديني و ذكر وكيعا و اللحن فقال: كان وكيع يلحن، و لو حدّثت عنه بألفاظه لكانت عجبا، كان يقول: حدّثنا مسعر عن عيشة (2).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أخبرنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن بن أحمد الصابوني.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أخبرنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد بن نعيم، قالا: حدّثنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن هانئ، نا أبو العبّاس السرّاج، و قال ابن هانئ: محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا هشام - زاد الصابوني: الرفاعي - يقول:

سمعت وكيعا يقول: من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن القرآن محدث، و من زعم أن القرآن محدث فقد كفر.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن بكران الفوّي (3)-بالبصرة - أخبرنا أبو علي الحسن بن محمّد بن عثمان الفسوي، نا يعقوب بن سفيان، قال: سمعت تميم بن المستنصر (4) الواسطي يقول:

أخبرني وهب بن بقية، قال: سمعت وكيعا يقول: القرآن كلام اللّه و ليس بمخلوق.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر بن الطبر، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، حدّثنا أبو عمر محمّد بن العبّاس بن حيوية الخزاز، حدّثنا أبو الطيّب محمّد بن القاسم الكوكبي، حدّثنا الحسين بن علي بن الأسود، قال: سمعت وكيع بن الجرّاح يقول: القرآن كلام اللّه غير مخلوق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو نصر الزينبي.

ح و أخبرنا أبو المكارم أحمد بن عبد الباقي بن الحسن، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو نصر الزينبي.

ص: 99


1- سير أعلام النبلاء 154/9-155.
2- في «ز»: عائشة.
3- الأصل و م:«العوني» و في «ز»: «الفوى» و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب، و قال السمعاني أنها نسبة إلى فوّة، من نواحي البصرة، و انظر معجم البلدان «فوة».
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: المنتصر.

ح و أخبرنا أبو المظفّر محمّد بن محمّد بن عبد الواحد بن زريق، أخبرنا أبو نصر الزينبي.

ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أخبرنا عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين، قالوا: أخبرنا أبو طاهر المخلّص.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي، أخبرنا عمر بن إبراهيم بن محمّد الكتّاني، قالا: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا وهب بن بقية الواسطي، قال: سمعت وكيعا يقول: من قال: القرآن مخلوق فهو كافر.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا علي بن أحمد الفوّي (1)،حدّثنا الحسن بن محمّد بن عثمان، حدّثنا يعقوب بن سفيان، قال: سمعت حسين ابن علي بن الأسود قال: سمعت وكيع بن الجرّاح يقول: من زعم أن القرآن مخلوق، فقد كفر باللّه العظيم.

و قال: القرآن كلام اللّه ليس بمخلوق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسين الأنماطي، أخبرنا أبو الفرج محمّد بن فارس بن محمّد بن محمود الغوري، أخبرنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن أحمد الدقّاق، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثني عون بن إبراهيم، حدّثني أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت وكيع بن الجرّاح يقول: العاقل من عقل عن اللّه أمره، ليس من عقل تدبير دنياه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد الجرباذقاني - بهراة - أخبرنا أبو إسماعيل عبد اللّه بن محمّد بن [علي الأنصاري، أنا إسحاق بن أبي إسحاق القراب، أنا محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد بن] (2) الحسين المزكّي، أخبرنا محمّد بن معاذ، حدّثنا علي بن خشرم.

قال: و أخبرنا إسحاق، حدّثنا علي بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي بن رزين، أخبرنا جدي، حدّثنا علي بن خشرم.

ص: 100


1- بدون إعجام بالأصل و م.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن «ز»، و م.

أخبرنا وكيع، عن ابن أبي خالد عن البهي (1).

أن أبا بكر جاء إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعد وفاته فأكبّ عليه فقبّله و قال: بأبي و أمي ما أطيب حياتك، و ما أطيب ميتتك (2)،قال البهي (3):و كان النبي صلى اللّه عليه و سلم ترك يوما و ليلة حتى ربا بطنه و انثنت خنصره (4)-زاد ابن زريق في حديثه قال علي بن خشرم: لمّا حدّث وكيع بهذا الحديث بمكة اجتمعت قريش، و أرادوا صلبه و نصبوا خشبة ليصلبوه، فجاء سفيان بن عيينة فقال لهم (5):اللّه اللّه هذا فقيه أهل العراق و ابن فقيهه، و هذا حديث معروف، ثم قال ابن عيينة: و لم أكن سمعت هذا الحديث [إلاّ أني أردت تخليصه. قال علي: و سمعت هذا الحديث] (6) من وكيع بعد ما أرادوا صلبه فتعجب من جسارته، قال: و أخبرت عن وكيع أنه احتج فقال: إنّ عدة أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم قالوا: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لم يمت، فأحب اللّه أن يريهم آية الموت منهم عمر بن الخطّاب (7).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن يوسف، أخبرنا ابن عدي، قال: و فيما كتب إليّ محمّد بن عيسى بن محمّد بن عبد الرّحمن ابن عيسى المروزي - في كتابه إليّ بخطه - حدّثنا أبي، حدّثنا أبو الفضل العبّاس بن مصعب، حدّثنا قتيبة، حدّثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد اللّه البهي.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لما مات لم يدفن حتى ربا بطنه و انثنت خنصراه (8)،قال قتيبة: حدّث بهذا الحديث وكيع و هو بمكة، و كانت سنة حجّ فيها الرشيد، فقدّموه إليه، فدعا الرشيد سفيان بن عيينة، و عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، فأمّا عبد المجيد فقال: يجب أن يقتل هذا، فإنه لم يرو هذا إلاّ و في قلبه غش للنبي صلى اللّه عليه و سلم، فسأل الرشيد سفيان بن عيينة فقال:

لا يجب عليه القتل، رجل سمع حديثا فرواه لا يجب عليه القتل، إنّ المدينة أرض شديدة الحر، توفي النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم الاثنين فترك إلى ليلة الأربعاء لأن القوم كانوا في صلاح أمر أمة

ص: 101


1- هو عبد اللّه البهي، مولى مصعب بن الزبير، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 657/10.
2- بالأصل:«موتتك» و المثبت عن «ز»، و م.
3- بالأصل:«التيمي» تحريف، و المثبت عن «ز»، و م.
4- بالأصل: خصره، و في «ز»: «خاصرتاه» و فوقها ضبة، و المثبت عن م.
5- بالأصل، و «ز»، و م: اللهم، و المثبت عن سير الأعلام.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز».
7- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 160/9 من طريق علي بن خشرم.
8- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «خاصرتاه» و فوقها ضبة.

محمّد، و اختلفت قريش و الأنصار فمن ذلك تغيّر. قال قتيبة: فكان وكيع إذا ذكر له فعل عبد المجيد قال: ذاك رجل جاهل سمع حديثا لم يعرف وجهه، فتكلم بما تكلم.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، حدّثنا أبو بكر الخطيب - لفظا - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البزّاز (1)-بالبصرة - حدّثنا أبو علي الحسن بن محمّد بن عثمان الفسوي، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال (2):

و روى أهل الكوفة عن إسماعيل بن أبي خالد عن (3) البهي أن النبي صلى اللّه عليه و سلم لم يدفن بقي ثلاثة أيام فانثنى (4) خنصره، و ذكر كلاما سوى هذا لم أستحل ذكره، و قد كان العثماني (5)أخذ وكيعا بمكة حين حدّث بهذا الحديث فحبسه، و أمر بخشبة أن يخرج إلى الحل ليقتله، فسعى في أمره رجال حتى يخلصوه، و أخبرني إبراهيم الجوهري قال: سمعت وكيعا بعد ما أحبسه العثماني يحدّث بهذا الحديث.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أخبرنا محمّد بن هبة اللّه، أخبرنا محمّد بن الحسين، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، قال (6):و في هذه السنة (7)-أو سنة خمس - حدّث وكيع ابن الجرّاح بمكة عن إسماعيل بن أبي خالد عن البهي.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لما مات لم يدفن حتى ربا بطنه و انثنى خنصره، و ذكر غير هذا، فرفع إلى العثماني، فأرسل إليه، فحبسه و عزم على قتله و صلبه، و أمر بخشبة أن تنصب خارجا من الحرم، و بلغ وكيعا و هو في الحبس.

قال الحارث بن صديق: فدخلت على وكيع لما بلغني - و قد سبق إليه الخبر - قال:

و كان بينه و بين سفيان (8) يومئذ متباعدا (9) فقال: ما أرانا إلاّ قد اضطررنا إلى هذا الرجل

ص: 102


1- الأصل: البزار، و المثبت عن «ز»، و م.
2- راجع المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 175/1.
3- سقطت من المعرفة و التاريخ، و اعتبر محققه:«البهي» صلة لابن أبي خالد، و علق عليه، و قد وهم وهما كبيرا في تعليقته، راجع ما لاحظه في المعرفة و التاريخ 175/1.
4- في المعرفة و التاريخ:«حتى وجأ بطنه و انثنى خنصره»، و في «ز»: فأربا خنصره.
5- هو محمّد بن عبد اللّه بن سعيد بن المغيرة بن عمرو بن عثمان بن عفان.
6- المعرفة و التاريخ 175/1 و نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 163/9-164 عن يعقوب بن سفيان.
7- يعني سنة 184 ه .
8- يعني سفيان بن عيينة.
9- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المعرفة و التاريخ: تباعد.

و احتجنا إليه - يعني سفيان - قال: قلت له: يا أبا سفيان دع هذا عنك، فإنه إن لم يدركك فقد [قال] (1) أرسل إليه و فزع إليه فدخل سفيان على العثماني فكلّمه فيه، و العثماني يأبى عليه.

فقال له سفيان: إني لك ناصح، إنّ هذا رجل من أهل العلم، و له عشيرة، فإن أنت أقدمت عليه أقل ما يكون أن تقوم عليك عشيرته و ولده بباب أمير المؤمنين، فتشخص لمناظرتهم، قال: فعمل فيه كلام سفيان، و أمر بإطلاقه من الحبس.

قال الحارث بن صديق: فرجعت إليه فأخبرته، ثم جاء الأخوان فأخرجوه من السجن، و ركب حمارا و حملنا متاعه، و خرج. قال الحارث: فدخلت على العثماني من الغد فقلت:

الحمد للّه الذي لم تبتل (2) بهذا الرجل، و سلّمك اللّه، فقال: يا حارث ما ندمت على شيء ندامتي على الذي خطر ببالي هذه الليلة حديث جابر بن عبد اللّه حولت أبي و الشهداء بعد أربعين سنة فوجدناهم رطابا ينثنون (3) لم يتغير منهم شيء، فسمعت سعيد بن منصور يقول:

كنا بالمدينة، فكتب أهل مكة إلى أهل المدينة بالذي كان من وكيع و ابن عيينة و العثماني، و قالوا: إذا قدم المدينة فلا تتكلوا على الوالي و ارجموه بالحجارة حتى تقتلوه، فعزموا على ذلك، و بلغنا الذي هم عليه فبعثنا بريدا (4) إلى وكيع أن لا يأتي المدينة و يمضي من طريق الربذة، و قد كان جاوز مفرق الطريقين إلى المدينة، فلما أتاه البريد رجع راجعا إلى الربذة و مضى إلى الكوفة.

أخبرنا أبو علي المقرئ، و أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (5)،قالا: أخبرنا أبو نعيم (6) الحافظ ، حدّثنا محمّد بن علي ابن حبيش، حدّثنا الهيثم بن خلف، حدّثنا محمّد بن نعيم البلخي، قال: سمعت مليح بن وكيع يقول: لما نزل بأبي الموت أخرج إليّ يديه فقال: يا بني، ترى يدي، ما ضربت بهما (7)شيئا قط .

ص: 103


1- سقطت من الأصل و م، و الكلام فيهما متصل، و مكانها فراغ في «ز»، و كتب على هامشها: كذا بالأصل، استدركناها عن المعرفة و التاريخ.
2- الأصل، و م، و «ز»: «تبتلا» و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في سير الأعلام:«يثنون» و في المعرفة و التاريخ: ينشون.
4- تحرفت بالأصل و م إلى: يزيد و في «ز»: يزيدا، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 510/13.
6- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 371/8.
7- في حلية الأولياء: يده... بها.

قال مليح: و حدّثني داود بن يحيى بن يمان قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في النوم، فقلت: يا رسول اللّه من الأبدال ؟ قال: الذين لا يضربون بأيديهم شيئا، و إن وكيع بن الجرّاح منهم.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا الحاكم أبو عبد اللّه، قال: سمعت أبا سعيد إسماعيل (1) بن أحمد الجرجاني يقول: سمعت عبد اللّه بن (2) محمّد ابن صبيح الجوهري يقول: سمعت محمّد بن عبد الوهّاب العبدي يقول: سمعت علي بن عثام يقول (3):مرض وكيع بن الجرّاح، فدخلنا عليه نعوده، فقال: إن سفيان الثوري أتاني فبشّرني بجواره، فإنّي مبادر إليه.

أخبرنا أبو (4) منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (5)،أخبرنا العتيقي، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاّب، قال: قال لي إبراهيم الحربي: حجّ وكيع فقال: لا يفتي بمنى حتى يرجع إلى مكة، فجاءه رجل إلى منى و هو عند قرن (6) الثعالب محتبي، فقال: يا أبا سفيان، بت البارحة بمكة - و كان جاء إلى الطواف الزيارة - فنام بمكة قال: فقال لرجل (7) إلى جنبه خراساني: قل له والك، قل له. قال: فقال لي: إن أبا سفيان لا يفتي بمنى، قال: فقلت له: يا أبا سفيان أنا رجل منك و إليك أفتني قال: فقال للرجل الذي بجنبه: قل له والك، قل له، قال: فقال لي الرجل: إن أبا سفيان لا يفتي بمنى، قال: فقلت له: هو ذا، أقول لك، فإن كان علي دم فقل لي برأسك نعم، و إن لم يكن علي شيء فقل لي برأسك لا، قال: فقال للذي بجنبه: قل له والك، قل له [قال: فقال لي: إن أبا سفيان لا يفتي بمنى، قال: فانصرفت فجئته بمكة حوله حلق، قال: فقلت له] (8) يا أبا سفيان ما تقول في رجل جاء إلى طواف الزيارة فبات بمكة ؟

ص: 104


1- بالأصل:«بن إسماعيل» و المثبت عن «ز»، راجع ترجمته في سير الأعلام 87/17 و كناه: أبا سعد.
2- من قوله: قال... إلى هنا سقط من م.
3- رواه المزي في تهذيب الكمال 403/19 و سير الأعلام 166/9.
4- بالأصل و م:«أخبرنا أبو علي المقرئ، و أخبرنا أبو» صوبنا السند عن «ز».
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 510/13.
6- كذا بالأصل و م: قرين، و في «ز»: «قرن» و هو ما أثبت، و في إحدى نسخ تاريخ بغداد: قرين.
7- بالأصل:«فقال إلى رجل» و المثبت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و تاريخ بغداد.

قال: فعرفني و قال: ادخل ادخل، فدخلت إليه، فقال: هات مسألتك، فقلت له: جئت إلى طواف الزيارة فبت بمكة، قال: فأكثر الليل أين كنت ؟ بمكة أو بمنى ؟ قال:[قلت] (1) بمنى، قال: قم، ليس عليك شيء.

قال إبراهيم: لم يقل هذا أحد إلاّ مغيرة عن إبراهيم و مجاهد قالا (2):من بات من وراء العقبة فعليه دم، و كأن (3) أبا إسحاق الحربي ذهب إلى قول وكيع: إذا كان أكثر الليل بمنى، فليس عليه شيء، قال إبراهيم: فحج في تلك الحجة ثم أخذه البطن، فما زال به البطن إلى فيد (4)،فكان ينزل في كلّ ميل مرارا، فمات بفيد، و دفن في الجبل آخر القبور، سنة ثمان و تسعين و مائة في آخرها، و ثمّ قبر عبد الرّحمن بن إسحاق القاضي.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن عبد القادر، و أبو نصر المعمّر بن محمّد بن الحسين بن حامد، قالا: أخبرنا هنّاد بن إبراهيم بن محمّد، أخبرنا محمّد بن أحمد بن [محمّد ابن] (5) إسحاق، قال: سمعت أبا نصر أحمد بن سهل يقول: سمعت قيس بن أنيف يقول:

سمعت يحيى بن جعفر يقول: سمعت عبد الرزّاق يقول: يا أهل خراسان إنه نعي إليّ إمام خراسان - يعني - وكيع بن الجرّاح، قال: فاهتممنا لذلك، ثم قال بعدا لكم يا معشر الكلاب إذا سمعتم من أحد شيئا اشتهيتم موته (6).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر ابن حيوية، أخبرنا محمّد بن القاسم، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حدّثنا محمّد بن يزيد، قال:

سمعت يحيى بن آدم حين جاء نعي وكيع يقول: ما أرى وكيعا أخذ من الناس إلاّ لأمر قد قرب منهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، قال: قال محمّد بن فضيل: مات أبو سفيان وكيع بن الجرّاح الرؤاسي سنة ست و تسعين و مائة، مصدره من الحجّ ، مات في الطريق، و ولد سنة سبع و عشرين و مائة.

ص: 105


1- زيادة عن تاريخ بغداد.
2- الأصل: قال: و المثبت عن «ز»، و م.
3- بالأصل:«و إن كان» و المثبت عن «ز»، و م.
4- فيد: منزل بطريق مكة، و هي بليدة في نصف طريق مكة من الكوفة، راجع معجم البلدان.
5- الزيادة عن «ز»، و م.
6- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 166/9.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أخبرنا مكي بن محمّد، أخبرنا أبو سليمان، قال: و قال الواقدي و ابن نمير: مات وكيع في منصرفه عن الحج في المحرم بفيد، و ذكر أن أباه أخبره عن الحارث عن محمّد بن سعد، عن الواقدي و الهروي أخبره عن محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، عن ابن نمير بذلك.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال: وكيع بن الجرّاح آخر السنة بقديد - يعني - سنة ست و تسعين مات.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة، أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف، أخبرنا أبو أحمد بن عدي، قال: سمعت ابن أبي عصمة يقول: سمعت محمّد بن حسّان الأزرق يقول: مات وكيع سنة ست و تسعين، و أتى عليه ستة و ستون (1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا أبو الميمون، أخبرنا أبو زرعة قال: مات وكيع في سنة ست و تسعين و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، أخبرنا أبو العلاء محمّد ابن علي، أخبرنا محمّد بن أحمد البابسيري، أخبرنا الأحوص بن المفضل، حدّثنا أبي قال:

و حجّ وكيع بن الجرّاح سنة ست و تسعين، و مات في الطريق (2).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أخبرنا مكي بن محمّد بن الغمر، أخبرنا أبو سليمان بن زبر، حدّثنا الهروي، حدّثنا الفرجي، حدّثنا ابن هانئ الأثرم، قال (3):سمعت أحمد بن محمّد بن حنبل قال: حجّ وكيع سنة ست و تسعين، و مات في الطريق بفيد (4).

قال أبو سليمان: مات وكيع و هو ابن ثمان و ستين سنة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أحمد بن علي بن عبيد اللّه بن سوار، أخبرنا أبو الفضل عبيد اللّه بن أحمد بن علي الكوفي.

ص: 106


1- الأصل و م: و ستين، و المثبت عن «ز».
2- تهذيب الكمال 404/19.
3- تهذيب الكمال 404/19 نقلا عن أبي بكر الأثرم.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: بقديد.

ثم قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفضل الكوفي، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، أخبرنا عبد اللّه بن أبي داود، قال: سمعت محمّد بن مصفّى يقول:

حدّثني عتبة بن سعيد بن الرخص قال: مات وكيع بن الجرّاح بن مليح في المحرم سنة سبع و تسعين و مائة.

قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن بن عبد الملك بن عمر بن خلف، ثم أخبرني أبو عبد اللّه البلخي، أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أخبرنا عبد الملك بن عمر، أخبرنا أبو حفص بن شاهين، حدّثنا ابن مخلد.

ح قال: و أخبرنا العتيقي، أخبرنا عثمان بن محمّد بن أحمد، حدّثنا إسماعيل الصفّار، قالا: حدّثنا عبّاس الدوري، حدّثنا أبو بكر بن أبي الأسود، قال: و وكيع بن الجرّاح في سنة سبع و تسعين - يعني - مات.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه، ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد الحلواني، أخبرنا أبو علي الحدّاد، قالوا: أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا محمّد بن علي بن حبيش، حدّثنا محمّد بن عبدوس بن كامل، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، قال: مات وكيع سنة سبع و تسعين.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمّد الخلدي، أخبرنا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان (2) الحضرمي، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن نمير قال.

ح و أخبرنا الطناجيري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا محمّد بن سليمان الباهلي، قال: سمعت محمّد بن الحجّاج الضبّي يقول.

ح قال: و أخبرنا ابن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حدّثنا أبو غالب علي بن أحمد بن النضر قال: مات وكيع سنة سبع و تسعين - زاد ابن (3) الفضل و الطناجيري:

و مائة-.

ص: 107


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 511/13.
2- قوله:«بن سليمان» سقط من تاريخ بغداد.
3- تحرفت بالأصل و م إلى:«أبو» و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الفضل [عمر] (1) بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسن بن الحمامي، أخبرنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أخبرنا إبراهيم بن أبي أمية، قال:

سمعت نوح بن حبيب يقول: و توفي وكيع سنة سبع و تسعين.

أخبرنا أبو منصور المقرئ، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (2)،أخبرنا ابن (3) الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبّار قال: سألت أبا هشام فقال: مات وكيع سنة سبع و تسعين و مائة، يوم عاشوراء، و دفن بفيد.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر، أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد، أخبرنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، أخبرنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة سبع و تسعين و مائة فيها مات وكيع بن الجرّاح الرؤاسي بطريق مكة.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (4)،أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حدّثنا أبو موسى محمّد بن المثنّى، قال: مات وكيع في سنة ثمان و تسعين و مائة في طريق مكة بفيد.

قال (5):و أخبرنا بشرى بن عبد اللّه الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمّد بن جعفر الراشدي، قال: و أخبرنا البرمكي، أخبرنا محمّد بن عبد اللّه بن خلف، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهري، قالا: حدّثنا أبو بكر الأثرم، قال: سمعت أبا عبد اللّه قال:

مات وكيع و هو ابن ست و ستين.

أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو أحمد، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق السمرقندي، حدّثنا سهل بن صالح، حدّثنا سلمة بن عفّان، قال: رأيت وكيعا في المنام، فقلت: ما صنع بك ربّك ؟ قال: الجنّة، قلت: بأي شيء يا أبا سفيان ؟ قال: بالعلم.

ص: 108


1- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 511/13.
3- تحرفت بالأصل و م إلى:«أبو» و المثبت عن «ز».
4- تاريخ بغداد 511/13 و 512.
5- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 512/13.

7990 - وكيع بن زفر بن الحارث بن عبد عمرو بن معان بن يزيد بن عمرو

ابن الصعق بن نفيل بن عمرو بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الكلابي

شهد مع أبيه وقعة المرج براهط ، كان رئيسا، له ذكر.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن السيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد ابن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة (1)،حدّثني الوليد بن هشام، حدّثني أبي قال: تبع ناس من شيعة بني أمية من باهلة و حمير زفر بن الحارث و معه ابناه الهذيل و وكيع، فقتلوا وكيعا و عبر زفر و الهذيل جسر منبج و قطعاه (2).

و ذكر محمّد بن داود بن الجرّاح في رسالة كتب بها إلى يحيى بن علي المنجم في أسماء جماعة من الشعراء، قال عمرو بن العبدى المعني من بني حويرثة يقول في قتل وكيع ابن زفر بن الحارث الكلابي و زياد بن عمرو العقيلي:

نحن قتلنا العامريين عنوة *** زيادا وصلنا بعده بوكيع (3)

ذكر من اسمه وليد

7991 - الوليد بن أحمد بن محمّد بن الوليد أبو العبّاس الزّوزني الواعظ

7991 - الوليد بن أحمد بن محمّد بن الوليد أبو العبّاس الزّوزني (4) الواعظ (5)

رحل، و سمع، و حدّث عن خيثمة بن سليمان، و محمّد بن الحسن بن فيل، و محمّد بن إبراهيم بن شيبة المصري، و أبي حامد الشرقي، و أبي محمّد بن أبي حاتم، و أبي عبد اللّه المحاملي، و أبي بكر محمّد بن الحسين الحلبي، و أبي سعيد بن الأعرابي، و محمّد بن الحسين بن صالح السبيعي نزيل حلب و غيرهم.

ص: 109


1- لم أعثر على الخبر في تاريخ خليفة بن خيّاط المطبوع الذي بين يدي بتحقيق العمري.
2- ورد في تاريخ خليفة ص 260 في ذكر وقعة مرج راهط أنه: أصيب يومئذ ثلاثة بنين لزفر بن الحارث، و لم يذكر أسماءهم.
3- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء الرابع بعد الخمسمائة من الأصل. بلغت سماعا بقراءتي على القاضي الإمام الورع بقية السلف أبي البركات الحسن بن محمّد بن الحسن بن هبة اللّه بحق إجازته من المصنف، و كتب محمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي و عارض بالأصل يوم الأربعاء الثالث عشر من جمادى الأولى سنة عشرين و ستمائة بجامع دمشق حرسها اللّه تعالى و الحمد للّه وحده.
4- تحرفت بالأصل إلى: الدوري، و في م:«الزوزى» و المثبت عن «ز».
5- ترجمته في أخبار أصبهان لأبي نعيم 335/2 و الأنساب (الزوزني)175/3 و معجم البلدان (زوزن)158/3. و الزوزني بضم أوله و قد يفتح، و سكون ثانيه كورة واسعة بين نيسابور و هراة.

روى عنه: الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو عبد الرّحمن السّلمي، و أبو نعيم الحافظ .

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أخبرنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أخبرنا الوليد بن أحمد الزوزني الواعظ ، أخبرنا عبد الرّحمن ابن محمّد بن إدريس الرّازي، حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، حدّثنا معن بن عيسى، عن محمّد ابن هلال، عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان إذا أراد أن يدخل بيتا قمنا له.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد - في كتابه - و حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ (1)،حدّثنا أبو العبّاس الوليد بن أحمد الزوزني الواعظ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حدّثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد، أخبرنا عثمان بن عمر، حدّثنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن دينار، عن محمّد بن زيد بن المهاجر، عن أمّه، عن أم سلمة أنها سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أ تصلي المرأة في درع و خمار ليس عليها إزار؟ قال:«نعم، إذا خمر الدرع القدمين»[12940].

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:

وليد بن أحمد بن محمّد بن الوليد العارف أبو العبّاس الواعظ الزوزني، سمع بنيسابور، و بغداد، و مصر، و الحجاز، و الشام، و ذكر بعض شيوخه، ثم قال: و كان من علماء أهل الحقائق، و عبّاد المتصوفة، توفي يوم الجمعة الخامس من شهر ربيع الأول سنة ست و سبعين و ثلاثمائة.

كتب إليّ أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أخبرنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن إبراهيم، قال: قال لنا أبو عبد الرّحمن:

وليد بن أحمد الزوزني أبو العبّاس، من حكماء الوقت، كتب الحديث الكثير، و صنّف كتبا تقرب من كتب أبي بكر الورّاق، مات سنة خمس و سبعين و ثلاثمائة.

أنبأنا أبو علي الحدّاد - في كتابه - و حدّثني عنه أبو مسعود المعدّل، قال لنا أبو نعيم

ص: 110


1- رواه أبو نعيم الحافظ في أخبار أصبهان 335/2.

الحافظ في تاريخ أصبهان (1):الوليد بن أحمد (2) بن محمّد الزوزني، قدم أصبهان، يكنى أبا العبّاس سنة سبع و خمسين و ثلاثمائة، يروي عن العراقيين و الرازيين، رأيته بمكة، و بنيسابور أحد من يرجع إلى كلام حسن في المعاملة و الوعظ .

7992 - الوليد بن أبان بن عبد العزيز بن أبان بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص الأمويّ (3)

له ذكر، ذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق و غوطتها من بني أمية، و ذكر أنه كان يسكن قرية القوينصة (4)،و ذكر امرأته حرم ابنة أبان بن عبد اللّه بن مروان، و ذكر بنيه محمّد بن الوليد محتلم، و يحيى بن الوليد ابن تسع سنين، و إبراهيم بن الوليد ابن ثمان سنين، و ذكر ابنته حفصة ابنة الوليد امرأة.

7993 - الوليد بن بكر بن مخلد بن أبي زياد

7993 - الوليد بن بكر بن مخلد بن أبي زياد (5)

أبو العباس الأندلسي الغمري من أهل سرقسطة (6)

سمع بدمشق علي بن الحسن (7) بن طعان، و أبا بكر محمّد بن سليمان الربعي البندار، و يوسف بن القاسم الميانجي، و أبا سليمان بن زبر، و أبا محمّد عبد اللّه بن أحمد بن عبد الغفّار بن ذكوان البعلبكي.

و حدّث بدمشق و بغداد عن: أبي الحسن علي بن أحمد بن زكريا بن الخصيب، و أبي عمر محمّد بن أحمد بن سليمان النوقاني، و الحسن بن رشيق، و أبي العبّاس الحسين بن علي ابن محمّد بن إسحاق الحلبي المصري، و أبي علي منصور بن عبد اللّه الخالدي الهروي، و الأمير أبي سهل عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى البلخي ببلخ (8)،و أبي بكر محمّد بن أحمد

ص: 111


1- ذكر أخبار أصبهان 335/2.
2- في ذكر أخبار أصبهان: الوليد بن أحمد بن الوليد بن محمّد الزوزني.
3- معجم البلدان (القوينصة)417/4.
4- القوينصة قرية من قرى غوطة دمشق (معجم البلدان).
5- في سير الأعلام:«بن أبي دبار» و في نفح الطيب: بن زياد.
6- ترجمته في تاريخ بغداد 481/13 و فيه: العمري، و جذوة المقتبس 361 و تذكرة الحفاظ 1080/3 و بغية الملتمس 466 و نفح الطيب 380/2 و سير أعلام النبلاء 65/17 و فيها:«بن أبي دبار» بدلا من «بن أبي زياد».
7- في «ز»: الحسين.
8- سقطت من اللفظة من «ز».

ابن جابر التنيسي، و أبي محمّد عبد المجيد (1) بن يحيى بن داود البويطي، و أبي عبد اللّه محمّد بن زيد بن علي الأبزاري الكوفي، و علي بن أحمد بن عبد اللّه الديبري، و أحمد بن جعفر بن محمّد الرملي.

روى عنه: أبو الطيّب أحمد بن علي بن محمّد الجعفري الكوفي، و الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو طاهر حمزة بن محمّد بن طاهر الدقاق، و أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الواحد الأكبر، و أحمد بن منصور بن خلف المغربي، و أبو الحسن العتيقي، و القاضي أبو القاسم التنوخي، و أبو الحسن دمر بن الحسين بن محمّد بن الكباش البغدادي الفقيه، و أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح العشاري، و أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين الرازي، و عبد الغني بن سعيد الحافظ ، و أبو ذرّ عبد بن أحمد، و أبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي، و عبد العزيز بن محمّد بن عبدويه الشيرازي، و الحسين بن جعفر بن محمّد، و أبو نصر محمّد ابن الحسن السلماسيان.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أخبرنا أحمد بن منصور بن خلف، أخبرنا أبو العبّاس الوليد بن بكر بن مخلد بن أبي زياد الغمري الأندلسي، قدم علينا، حدّثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن زكريا بن الخصيب بالمغرب، حدّثنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن رشدين - بالفسطاط - حدّثنا أبو عاصم النسائي خشيش بن أصرم البصري، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا عاصم الأحول، عن عبد اللّه بن زيد أبي (2) قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من عاد مريضا لم يزل في خرفة الجنّة»، قيل: و ما خرفة الجنّة ؟ قال:«جناها»[12941].

أنبأنا أبو بكر (3) عبد الغفّار بن محمّد الشيروي، و أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه ابن أحمد بن حبيب عنه، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكرماني، أنشدني أبو العبّاس الوليد بن بكر الأندلسي النحوي لنفسه في الاعتبار بالموت و القبور (4):

ص: 112


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: عبد الحميد.
2- تحرفت بالأصل و م إلى: بن، و المثبت عن «ز»، و هو عبد اللّه بن زيد بن عمرو أبو قلابة الجرمي، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 155/10.
3- تحرفت بالأصل إلى: محمّد، و المثبت عن «ز»، و م، راجع ترجمته في سير الأعلام 246/19 رقم 153.
4- الأبيات في سير أعلام النبلاء 66/17-67.

لأيّ بلائك لا تذكر (1) *** و ما ذا يضرك لو تعتبر

بكاء هنا و تراح (2) هناك *** و ميت يساق و قبر حفر

و بان الشباب و حل المشيب *** و حان الرحيل فما تنتظر

كأنك أعمى عدمت البصر *** كأن جنابك صلد (3) حجر

و ما ذا تعاين من آية *** لو أنّ بقلبك (4) صح النظر

ذكر عبد اللّه بن محمّد بن يوسف بن الفرضي: أن الوليد كان إماما في الحديث و الفقه، عالما باللغة و العربية، كان أبو علي الفارسي النحوي إذا قصده دفعه و أثنى عليه و لقي في رحلته فيما ذكر أزيد من الألف شيخ كتب عنهم الحديث (5).

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:

وليد بن بكر بن مخلد بن أبي زياد الغمري أبو العبّاس الفقيه المالكي الأديب، من أهل أندلس، سكن نيسابور، ثم انصرف إلى العراق، و عاد إلى نيسابور، و سماعاته في أقطار الأرض من المشرق و المغرب كثيرة، و هو مقدّم في الأدب، شاعر، فائق (6)،توفي بالدينور في رجب من سنة اثنتين و تسعين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة - بقراءتي عليه - عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمّد، أخبرنا أبو زكريا.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى، أخبرنا سهل بن بشر، أخبرنا رشأ ابن نظيف، قالا: حدّثنا عبد الغني بن سعيد، قال في باب الغمري بالغين: أبو العبّاس الوليد

ص: 113


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «تتذكر» و في سير الأعلام: تدّكر.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في سير الأعلام: و براح.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في سير الأعلام: جلد.
4- الأصل و م: يغلبك، و المثبت عن «ز»، و سير أعلام النبلاء.
5- الخبر نقله الذهبي في كتابه تذكرة الحفاظ 1081/3 و سير الأعلام 65/17 نقلا عن ابن الفرضي.
6- تذكرة الحفاظ 1080/3 و سير أعلام النبلاء 66/17.

ابن بكر الغمري الأندلسي، قدم علينا، و حدّثنا بكتاب التاريخ لعبد اللّه بن صالح العجلي (1).

قال أبو زكريا البخاري: قال الحسن بن شريح (2):الوليد هذا عمري (3)،و لكن دخل بلد إفريقية و مصر أيام التشريق، فكان ينقط العين حتى يسلم، و كان مؤدبي، و مؤدب أخي أبي البهلول و بنت أخي، و قال لي: إذا رجعت الأندلس جعلت النقطة التي على العين ضمة و أراني خطه.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):

الوليد بن بكر بن مخلد بن أبي زياد أبو العبّاس الغمري (5)،من أهل الأندلس، سافر الكثير في بلاد الشام، و العراق، و الجبال، و خراسان، و ما وراء النهر، و عاد إلى بغداد، فحدّث بها عن علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، و غيره من أهل المغرب، و كان ثقة، أمينا، كثير السماع و الكتاب في بلده، و في الغربة، و حدّثنا عنه حمزة بن محمّد بن طاهر، و محمّد ابن عبد الواحد الأكبر، و العتيقي، و القاضي أبو القاسم التنوخي و غيرهم.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن علي بن هبة اللّه بن جعفر، قال (6):و أما الغمري بغين معجمة: أبو العبّاس الوليد بن بكر الأندلسي الغمري، الجوّالة، كان يروي كتاب التاريخ لعبد اللّه بن صالح العجلي.

قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل، عن محمّد بن أبي نصر الحميدي في تاريخ الأندلس، قال (7):

الوليد بن بكر بن مخلد بن أبي زياد أبو العبّاس الغمري، من أهل سرقسطة، ثغر من ثغور الأندلس، عالم، فاضل، رحل فطلب بأفريقية، سمع بأطرابلس المغرب: أبا الحسن علي بن أحمد بن زكريا بن الخصيب (8) المعروف بابن زكرون الهاشمي الأطرابلسي، و بمصر

ص: 114


1- سير أعلام النبلاء 66/17.
2- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 66/17.
3- الأصل و م و «ز»: غمري، بالغين المعجمة، و المثبت عمري، بالعين المهملة عن سير الأعلام.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 481/13 رقم 7322.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: العمري، بالعين المهملة.
6- الاكمال لابن ماكولا 365/6 و 366.
7- رواه أبو عبد اللّه الحميدي في كتابه جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس ص 361 رقم 854.
8- تحرفت بالأصل و م إلى: الخطيب، و المثبت عن «ز»، و جذوة المقتبس.

الحسن بن رشيق، و سافر في طلب العلم إلى الشام، و العراق، و خراسان، و ما وراء النهر، و سمع بهراة من أبي علي منصور بن عبد اللّه الخالدي، و في سائر البلاد من خراسان (1)، و ألّف في تجويز الإجازة كتابا سمّاه «كتاب الوجازة»، و عاد إلى بغداد، فحدّث بها، و حدّث في الغربة، سمع منه عبد الغني بن سعيد المصري الحافظ ، و أبو ذرّ عبد (2) أحمد الهروي، و أبو عمر عبد الواحد بن أحمد بن أبي القاسم المليحي الهروي، و ذكره أبو بكر أحمد بن علي ابن ثابت الخطيب، فقال: كان ثقة، أمينا، أكثر السماع و الكتاب في بلده و في الغربة.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (3)،حدّثني القاضي أبو العلاء الواسطي، قال: توفي الوليد بن بكر الأندلسي بالدينور في رجب سنة اثنتين و تسعين و ثلاثمائة.

7994 - الوليد بن تليد المري

7994 - الوليد بن تليد المري (4)(5)

ولي إمارة دمشق في أيام بني أمية ليزيد بن الوليد، أو لهشام بن عبد الملك، و سأل مكحولا.

حكى (6) عنه موسى بن صهيب.

و قد تقدم ذكره في ترجمة موسى بن صهيب.

7995 - الوليد بن تمام

حكى عن العبّاس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان.

حكي عنه.

7996 - الوليد بن تمام بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

7996 - الوليد بن تمام بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي (7)

من ساكني الجامع قرية من قرى المرج (8).

ص: 115


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في جذوة المقتبس: من جماعات.
2- الأصل:«عبد اللّه» و المثبت عن «ز»، و م، و جذوة المقتبس.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 481/13.
4- الأصل: المدني، و في م:«المرني» و المثبت عن «ز».
5- ترجمته في تحفة ذوي الألباب 157/1 و أمراء دمشق ص 95.
6- الأصل: و سأل، و المثبت عن «ز»، و م.
7- ترجمته في معجم البلدان (الجامع)96/2.
8- الأصل: الجرح، و في «ز»: «الحرج» و في م:«الجرح» و المثبت عن معجم البلدان.

له ذكر، ذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز، و ذكر أنه كان له ابن سمّاه تمام بن الوليد ابن تمام ابن خمس سنين.

7997 - الوليد بن جميل بن قيس أبو الحجّاج القرشيّ ،

و قيل: الكندي، و يقال: الكناني (1)

من أهل دمشق، و قيل من أهل فلسطين، كذلك قال محمود بن غيلان عن يزيد بن ... (2) و هو الذي قال الكندي، و قال علي بن المديني عن يزيد القرشيّ ، و أصله من اليمامة.

روى عن القاسم بن عبد الرّحمن، و مكحول.

روى عنه: صدقة بن عبد اللّه السمين، و أبو النّضر هاشم بن القاسم، و يزيد بن هارون، و سلمة بن رجاء التيمي الكوفي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، حدّثنا تمام بن محمّد، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن محمّد البغدادي الصيدلاني، حدّثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، حدّثنا أبو أيوب سليمان بن داود الشاذكوني، نا سلمة بن رجاء، نا الوليد بن جميل بن قيس الدمشقي، عن القاسم، عن أبي أمامة قال:

ذكر لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رجلان، أحدهما عالم و الآخر عابد، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم»، و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن اللّه و ملائكته و أهل أرضيه يصلون على معلّم النّاس الخير»[12942].

قال: و أخبرنا تمام، أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد اللّه بن الحارث، حدّثنا أبو علي إسماعيل بن محمّد بن قيراط ، حدّثنا بكر بن خلف، حدّثنا سلمة بن رجاء، عن الوليد بن جميل الدمشقي، عن مكحول، عن أبي أمامة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فضل العالم على الجاهل كفضلي على أدناكم، و إنّ أهل السماء و أهل الأرض حتى الحوت في البحر يستغفرون (3) لطالب العلم»[12943].

ص: 116


1- ترجمته في تهذيب الكمال 408/19 و تهذيب التهذيب 86/6 و ميزان الاعتدال 337/4 و الكامل لابن عدي 7/ 80 و التاريخ الكبير 142/8.
2- بياض بالأصل و م و «ز»، و سيأتي عن البخاري في التاريخ الكبير أنه يزيد بن هارون.
3- بالأصل: يستغفر، و المثبت عن «ز»، و م.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، حدّثنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى البيع، حدّثنا أبو عبد اللّه المحاملي، حدّثنا أخو كرخويه، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا الوليد بن جميل الكناني، حدّثنا القاسم، عن أبي أمامة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«أفضل الصدقات ظلّ فسطاط في سبيل اللّه أو منحة خادم في سبيل اللّه، أو طروقة فحل (1) في سبيل اللّه»[12944].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو سعد الماليني.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة، أخبرنا حمزة ابن يوسف، قالا: أخبرنا أبو أحمد بن عدي (2)،حدّثنا ابن مكرم، حدّثنا محمود بن غيلان، حدّثنا أبو النّضر، حدّثنا الوليد بن جميل (3) أبو الحجّاج اليمامي (4)،حدّثنا القاسم أبو عبد الرّحمن، عن أبي أمامة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من رحم و لو ذبيحة عصفور رحم - و قال الماليني-: رحمه اللّه يوم القيامة»[12945].

ذكره أبو أحمد بن عدي في الضعفاء، و قال: هو رواية عن القاسم، و لم أر له عن غير القاسم شيئا (5).

و من عالي حديثه ما:

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو طالب بن غيلان، أخبرنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا محمّد بن مسلمة الواسطي، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا الوليد بن جميل، عن القاسم، عن أبي أمامة:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم نهى عن صلاتين، و عن صيامين، و عن نكاحين، و عن لباسين، و عن بيعتين، و فسّر ذلك[12946].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أخبرنا أبو الفضل، أخبرنا أبو

ص: 117


1- طروقة الفحل أنثاه، و يقال: ناقة طروقة الفحل و هي التي بلغت أن يضربها الفحل (تاج العروس: طرق) ط . دار الفكر.
2- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 80/7.
3- الأصل: الجميل، و المثبت عن «ز»، و م و ابن عدي.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الكامل لابن عدي: اليماني.
5- الكامل لابن عدي 81/7.

الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل:

و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمّد بن سهل، أخبرنا البخاري قال (1):الوليد بن جميل القرشيّ ، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: نهى النبي صلى اللّه عليه و سلم عن نكاحين، و بيعتين (2)،و صيامين.

قاله علي عن يزيد بن هارون و قال محمود عن يزيد هو الكندي من أهل فلسطين،[أو الكناني] (3) و قال أبو النّضر عن الوليد بن جميل أبي الحجّاج اليمامي [أو الشامي] (4).

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد [اللّه] (5) الأديب، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن منده، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (6):

الوليد بن جميل القرشيّ الفلسطيني أبو الحجّاج، و هو شامي (7) الأصل، روى عن القاسم أبي عبد الرّحمن، و يحيى بن أبي كثير، روى عنه صدقة بن عبد اللّه السمين، و سلمة ابن رجاء، و أبو النّضر هاشم بن القاسم، و يزيد بن هارون، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أخبرنا أحمد بن منصور بن خلف، أخبرنا أبو سعيد ابن حمدون، أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو الحجّاج الوليد بن جميل، عن القاسم أبي عبد الرّحمن، روى عنه يزيد بن هارون، و سلمة بن رجاء.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أخبرنا أبو نصر الوائلي، أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو الحجّاج الوليد بن جميل، عن القاسم، عن أبي أمامة، قيل: هو يمامي، و قيل: فلسطيني.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي -

ص: 118


1- التاريخ الكبير للبخاري 142/8.
2- بالأصل و م: و بيعين، و المثبت عن «ز»، و التاريخ الكبير.
3- الزيادة عن التاريخ الكبير.
4- الزيادة عن التاريخ الكبير.
5- الزيادة عن «ز»، و م.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 3/9.
7- كذا بالأصل و م و «ز»: «شامي» و في الجرح و التعديل:«يمامي» و هو أشبه.

إجازة - أخبرنا أبو القاسم بن عتّاب، أخبرنا أبو الحسن (1) بن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أخبرنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أخبرنا أبو الحسن الربعي، أخبرنا عبد الوهّاب الكلابي، أخبرنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة: الوليد بن جميل فلسطيني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو طاهر بن أبي الصقر، حدّثنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أخبرنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي، قال: أبو الحجّاج الوليد ابن جميل الفلسطيني.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أخبرنا أبو بكر الصفّار، أخبرنا أحمد بن علي بن منجويه، أخبرنا أبو أحمد الحاكم قال (2):

أبو الحجّاج الوليد بن جميل القرشيّ ، و يقال: الكناني الفلسطيني، و يقال: اليمامي أو الشامي عن أبي القاسم أبي عبد الرّحمن، روى عنه يزيد بن هارون، و هاشم بن القاسم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا عثمان بن أحمد بن السمّاك، أخبرنا محمّد بن أحمد بن البراء قال (3):قال علي بن المديني: الوليد بن جميل لا أعلم أحدا روى عنه [غير] (4) يزيد بن هارون. قلت له كيف أحاديثه ؟ قال: تشبه أحاديث القاسم بن عبد الرّحمن و رضيه.

أخبرنا أبو الحسين (5) هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا:

أخبرنا أبو القاسم بن منده، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم (6)،حدّثنا محمّد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي بن

ص: 119


1- تحرفت بالأصل إلى: الحسين، و المثبت عن «ز»، و م.
2- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 88/4 رقم 1764.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 408/19.
4- سقطت من الأصل و م و «ز»، و استدركت للإيضاح عن تهذيب الكمال.
5- تحرفت بالأصل و م إلى: الحسن، و المثبت عن «ز».
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 3/9.

المديني: الوليد بن جميل يشبه أحاديث القاسم بن عبد الرّحمن، و رضيه، قال: و سألت أبي عن الوليد بن جميل فقال: شيخ، روى عن القاسم أحاديث منكرة.

و سئل أبو زرعة عن الوليد بن جميل فقال: شيخ ليّن الحديث.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - أخبرنا أحمد بن القاسم بن يوسف - إجازة - حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم، أخبرنا أبو عثمان سعيد بن عمرو قال: قلت لأبي زرعة: الوليد بن جميل ؟ قال: شيخ، ليّن، حدّث عنه سلمة بن رجاء، و صدقة بن عبد اللّه، و يزيد، و أبو النضر.

7998 - الوليد بن الحارث السّكسكيّ

روى عن: منبّه بن عثمان، و يحيى بن حمزة.

روى عنه: ابن بنته عبد الرّحمن بن إسحاق بن عبد الصّمد بن فضالة، و أحمد بن بشر ابن حبيب الصوري، و محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاّس.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أخبرنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أخبرنا أبو الحسن بن السّمسار، أخبرنا أبو عبد اللّه بن مروان، حدّثنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن إسحاق بن عبد الحميد بن فضالة، حدّثنا جدي الوليد بن الحارث السّكسكيّ ، حدّثنا منبّه - يعني - ابن عثمان عن أرطأة بن المنذر، عن أبي عون، عن أبي إدريس، عن أبي الدّرداء قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، و إن قيام الليل قربة إلى اللّه و تكفير السيئات و منهاة للإثم و مطردة للأذى عن الجسد»[12947].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أخبرنا أبو بكر محمّد بن رزق اللّه بن عبد اللّه بن أبي عمرو الأسود المقرئ، أخبرنا أبو علي محمّد بن محمّد بن عبد المجيد (1) بن آدم الفزاري، حدّثنا أحمد بن بشر بن حبيب، حدّثنا الوليد بن الحارث السّكسكيّ ، حدّثنا منبّه بن عثمان، عن ثوبان، عن الحسن بن الحر (2)،عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن عبد اللّه بن عمر قال:

ص: 120


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: عبد الحميد.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الحسن بن الحارث.

أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ببعض جسدي فقال:«كن كأنك غريب في الدنيا أو عابر سبيل، و اعدد نفسك من أهل القبور»[12948].

قال مجاهد: قال لي عبد اللّه بن عمر: يا مجاهد إذا أصبحت فلا تحدّث نفسك بالمساء، و إذا أمسيت فلا تحدّث نفسك بالصباح، خذ من صحتك قبل سقمك، و من حياتك قبل موتك، فإنك يا عبد اللّه ما تدري ما اسمك غدا.

7999 - الوليد بن حمّاد بن جابر أبو العبّاس الرّمليّ الزيّات

7999 - الوليد بن حمّاد بن جابر أبو العبّاس الرّمليّ الزيّات (1)

سمع بدمشق و غيرها سليمان بن عبد الرّحمن، و هشام بن عمّار، و عبد اللّه بن الفضل ابن عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان الأنصاري، و محمّد بن أبي السري، و يزيد بن خالد بن عبد اللّه بن موهب، و يزيد بن خالد بن مرشل، و إبراهيم بن محمّد بن يوسف الفريابي، و عبد الرّحمن بن عبيد اللّه (2) بن الجلندي (3).

روى عنه سليمان الطبراني، و عبد اللّه بن عدي الجرجاني، و الفضل بن مهاجر أبو العبّاس المقدسي، و أبو علي بن شعيب الأنصاري، و أبو بكر عبد اللّه بن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، و أبو الحارث عبد اللّه بن أحمد بن وديع الطبراني - قاضي طبرية - و أبو عبد اللّه عبيد اللّه بن عبد الصّمد بن المهتدي باللّه، و إبراهيم بن أحمد القرميسيني (4)،و أبو محمّد بن زبر، و أبو بشر الدولابي، و هو أكبر من روى عنه، و أبو بكر محمّد بن الحسين بن صالح السبيعي، و إبراهيم بن أحمد بن محمّد الأنصاري الميمذي (5)،و أبو بكر أحمد بن سعيد بن قرضم الإخميمي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، حدّثنا أبو محمّد الجوهري - إملاء - أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ ، حدّثنا عبيد اللّه بن عبد الصّمد الهاشمي، حدّثنا الوليد بن حمّاد بن جابر الرّمليّ ، حدّثنا عبد الرّحمن الحلبي، حدّثنا عمرو بن الأزهر، عن جرير بن حازم، قال: قال الحسن: قال أنس بن مالك:

ص: 121


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 78/14 رقم 37.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: عبد اللّه.
3- فوقها ضبة في «ز».
4- الأصل و م و «ز»: القرميسني، تصحيف، و هذه النسبة إلى قرميسين و هي بلدة بجبال العراق على ثلاثين فرسخا من همذان عند دينور (الأنساب: القرميسيني)479/4.
5- تقرأ بالأصل و م: الميندي، و في «ز»: «الميمدي» و التصويب عن الأنساب و ذكره السمعاني فيمن نسب إلى ميمذ، و لم يحددها السمعاني. و ميمذ، قال ياقوت إنها مدينة بأذربيجان أو أران.

كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال لي:«يا أنس، خذ الإداوة (1) فاستعذب لنا من ماء العقيق» قال: فأخذت الإداوة ثم استعذبت له الماء فلحقته عند مسجد بني سالم و معه علي، فسمعته يقول لعلي:«يا علي، ما من أهل بيت كانوا في حضرة (2) إلاّ ستتبعهم بعد ذلك عبرة (3)،يا علي، كلّ نعيم يزول إلاّ نعيم أهل الجنّة، و كلّ همّ قد انقطع إلاّ همّ أهل النار، يا علي، عليك بالصدق و إن ضرّك في العاجل كان فرجا لك في الآجل».

قال: إذ نظر إلى أبي بكر و عمر يأتيان من قبل قباء، قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«سابقان، سابقان بالخير، حبهما إيمان، و بغضهما نفاق، أحبهما يا علي» قال: نعم يا رسول اللّه إنّي أحبهما، و قد و اللّه ازددت لهما حبا، قال:«أجل، فأحبهما، فإن حبهما إيمان، و بغضهما نفاق»[12949].

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، حدّثنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا أحمد بن المعلى، و الوليد بن حمّاد الرّمليّ ، قالا: حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه عن عطاء بن أبي رباح قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«اللّهمّ توفني إليك فقيرا و لا تتوفني غنيا، و احشرني في زمرة المساكين يوم القيامة، فإن أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا و عذاب الآخرة»[12950].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه ابن الفضل بن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري، حدّثني أبي الفضل، عن أبيه عاصم، عن أبيه عمر، عن أبيه قتادة بن النّعمان قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أنزل اللّه جبريل في أحسن ما كان يأتيني في صورة فقال: إنّ اللّه يقرئك السلام يا محمّد و يقول لك: إنّي أوحيت إلى الدنيا أن تمرّري، و تكدّري، و تضيّقي (4)،و تشدّدي على أوليائي كي يحبوا لقائي، فإنّي خلقتها سجنا لأوليائي و جنّة لأعدائي»[12951].

ص: 122


1- الإداوة: إناء صغير يتخذ للماء من جلد، و الإداوة: المطهرة.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر:«حصرة» و هو أشبه، و الحصرة بمعنى الضيق كما في الصحاح (عن هامش المختصر).
3- كذا بالأصل و م و «ز»: عبرة، و في المختصر: عزة.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر: تضيعي.

قال البيهقي: لم نكتبه بهذا الإسناد، و فيهم مجاهيل، و اللّه أعلم.

8000 - الوليد بن حنيفة أبو حزانة التميميّ من بني ربيعة

8000 - الوليد بن حنيفة أبو حزانة (1) التميميّ (2) من بني ربيعة

ابن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم

شاعر معروف من بادية البصرة، ثم سكن البصرة و اكتتب في بعث سجستان فصار إليها، و كان بها مدة ثم رجع إلى البصرة، و خرج مع عبد الرّحمن بن محمّد بن الأشعث حين خرج على عبد الملك، و يقال: إنه قتل معه في بعض وقائعه، و كان قد وفد على يزيد بن معاوية في حياة أبيه.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد القرشي (3)،حدّثني عمي، حدّثنا الكراني - يعني - عبد اللّه بن محمّد، حدّثني العمري، عن لقيط قال: قيل لأبي حزانة: لو أتيت يزيد بن معاوية لفرض لك، و شرّفك، و ألحقك بعلية قومك، فلست دونهم، و كان أبو حزانة يومئذ غلاما حدثا، و كان معاوية حيّا و يزيد يومئذ أمير (4)،فلما كثر قومه عليه في ذلك و في قولهم: إنك تشرف بمصيرك إليه قال:

يشرّفني سيفي و قلب مجانب *** لكل لئيم باخل و معلّج (5)

و كرّي على الأبطال طرفا كأنه *** ظليم و ضربي فوق رأس المدجّج

و قولي إذا ما النفس جاشت و أجهشت *** مخافة يوم شرّه متأجّج

عليك غمار (6) الموت يا نفس إنني *** جريء على درء (7) الشجاع المهجهج (8)

ص: 123


1- كذا بالأصل و م و «ز»: حزانة، بالنون، و في الأغاني: حزابة، بالباء.
2- ترجمته و أخباره في الأغاني 260/22 و ذكره الزبيدي في تاج العروس في مادة حزب: أبو حزابة، بالباء، و بالضم، الوليد بن نهيك أحد بني ربيعة بن حنظلة، و نقل عن البلاذري، هو الوليد بن حنيفة بن سفيان بن مجاشع ابن ربيعة بن وهب بن عبدة بن ربيعة بن حنظلة. و ذكر الزبيدي في تاج العروس في مادة حزن: أبو حزانة اليمني، شاعر كان مع ابن الأشعث، و اسمه الوليد بن حنيفة. و له ذكر في المؤتلف و المختلف للآمدي ص 64 و سماه: أبا حزابة، بالباء.
3- الخبر و الشعر في الأغاني 263/22-264.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الأغاني: أميرا.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الأغاني:«و معلهج» و المعلهج هو الأحمق اللئيم.
6- الأصل و م: عبار، و المثبت عن «ز»، و الأغاني.
7- الأصل و م و «ز»: دار، و المثبت عن الأغاني.
8- المهجهج: الداهية.

فلما أكثر (1) قومه عليه، و عنّفوه في تأخره أتى يزيد بن معاوية، فأقام ببابه شهرا فلم يصل إليه، فرجع و قال: و اللّه لا يراني ما حملت عيني الماء إلاّ أسيرا أو قتيلا و أنشأ يقول:

فو اللّه لا آتي يزيد و لو حوت *** أنامله ما بين شرق إلى غرب

لأن يزيدا غيّر اللّه ما به *** جموح إلى السوأى مصرّ على الذنب

فقل لبني حرب تقوا اللّه وحده *** و لا تسعدوه في البطالة و اللعب

و لا تأمنوا التغيير إن دام فعله *** و لم ينهه عن ذاك شيخ بني حرب

أ يشربها صرفا إذا الليل جنّه *** معتقة كالمسك تختال في القلب

و يلحى عليها شاربيها و قلبه *** يهيم بها إن غاب يوما عن الشرب

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، قال:

و أما حزانة بالنون، فهو أبو حزانة الشاعر التميميّ ، قال ابن الكلبي: اسمه الوليد بن حنيفة من بني ربيعة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة، كان مع عبد الرّحمن بن محمّد بن الأشعث، و ذكر له حديثا فيه قبح.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):و أما حزانة بضم الحاء و بعد الألف نون فهو أبو حزانة الشاعر التميميّ ، قال ابن الكلبي: اسمه الوليد بن حنيفة من بني ربيعة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة، كان مع ابن الأشعث.

أخبرنا أبو الحسين (3) بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أخبرنا أبو جعفر المعدّل، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزبير بن بكّار، قال: و عبد الحميد بن عبد اللّه يعني ابن عامر هو الذي قتل ناشرة المجاشعي (4) فقال أبو حزانة (5):

لعمري لقد هدت قريش عروشها (6) *** بأبيض فيّاض (7) العشيّات أزهرا

قال: و من ولد عبد اللّه بن عامر ترفل و هو عبيد اللّه بن عبد الكريم بن عبد اللّه بن (8)

ص: 124


1- الأصل و م: كثر، و المثبت عن «ز»، و الأغاني.
2- الاكمال لابن ماكولا 459/2.
3- في م: الحسن.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الأغاني: اليربوعي.
5- البيت في الأغاني 259/22 من عدة أبيات.
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»، و الأغاني: عروشنا.
7- الأغاني: نفاح.
8- قوله:«بن عبد اللّه» لم تكرر في «ز».

عبد اللّه بن عامر، و له يقول أبو حزانة - قال زبير: أنشدنيه علي بن المغيرة:-

أ يذهب هذا الدهر لم يسق ترفلا *** و أشياعه الكأس التي صحوا جهما

و رواه بعض الناس لثابت قطنة، يعني جهم بن زحر الجعفي.

قال: و حدّثنا الزبير، قال (1):قال: عبد اللّه بن خالد - يعني - ابن أسيد بن أبي العاص استعمله زياد على فارس و وهب له بنت المكعبر (2) فولدت له الحارث، و استخلفه زياد حين مات على عمله، فأقرّه معاوية، و هو صلى على زياد، و لعبد اللّه بن خالد يقول أبو حزانة:

إنّي و إن كنت كبيرا نازحا

تطوّح الدار بي المطاوحا

ألقى من الغرام برحا بارحا

لمادح إنّي كفاني مادحا

من لم يجد في زنده قوادحا

إنّ لعبد اللّه وجها واضحا

و نسبا في الأكرمين صالحا

قرأت في كتاب أبي الفرج الأصبهاني (3)،أخبرني عمي، حدّثنا أحمد بن الهيثم بن فراس، حدّثني عمي أبو (4) فراس، عن الهيثم بن عدي قال:

كان عبد اللّه بن خلف أبو طلحة الطلحات مع عائشة يوم الجمل، و قتل معها يومئذ، و على بني (5) خلف نزلت عائشة بالبصرة في القصر المعروف بقصر بني خلف (6)،و كان هوى طلحة الطلحات أمويا، و كانت بنو أمية مكرمين له، فأنشد أبو حزانة ذات يوم طلحة:

يا طلح يأبى مجدك الإخلافا *** و النحل لا يعترف اعترافا

ص: 125


1- الخبر و الشعر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 188.
2- الأصل و م و «ز»: المعكبر، و المثبت عن نسب قريش.
3- الخبر و الشعر في الأغاني 263/22.
4- بالأصل: أبي، خطأ، و المثبت عن «ز»، و م، و الأغاني.
5- بالأصل و م:«و علي بن خلف» و في «ز»: «و على ابن خلف» و المثبت عن الأغاني.
6- راجع معجم البلدان 356/4.

إن لنا أحمرة عجافا *** يأكلن كلّ ليلة إكافا

فأمر له طلحة بإبل و دراهم، و قال: هذه مكان أحمرتك.

كتب إليّ أبو القاسم يحيى بن ثابت بن بندار بن إبراهيم من بغداد، أخبرنا أبي أبو المعالي البقّال، أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن عمر بن أحمد بن (1) البرمكي الحنبلي، أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد الرّحمن بن منصور المروزي الكاتب المعروف بابن الحواري، حدّثنا أبو بكر محمّد بن القاسم بن محمّد بن بشار بن الأنباري النحوي، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عكرمة الضبّي عن العتبي قال:

كانت لأبي حزانة جارية يقال لها بشاشة (2) و كان بها معجبا فاضطر إلى بيعها، فاشتراها منه عمر بن عبيد اللّه بن معمر بمال كثير، فلمّا دفع المال إليه و قبضها ذهبت لتدخل فتعلق بها أبو حزانة و أنشأ يقول:

تذكّر من بشاشة اليوم حاجة *** أبت كمدا من حاجة المتذكّر

و لو لا قعود الدهر بي عنك لم يكن *** يفرّقنا شيء سوى الموت فاعذري

أبوء بحزن من فراقك موجع *** أناجي به قلبا طويل التفكّر

عليك سلام اللّه لا زيارة بيننا *** و لا وصل إلاّ أن يشاء ابن معمر

فقال ابن معمر: فقد شئنا هي لك و ثمنها، خذ بيدها.

أخبرنا أبو بكر بن شجاع، أخبرنا أبو عمرو (3) العبدي (4)،أخبرنا أبو محمّد بن يوة، أخبرنا أبو الحسن اللنباني (5)،حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني سليمان بن أبي شيخ، حدّثنا أبو سفيان الحميري، قال:

لما مات طلحة بن عبد اللّه بن خلف - طلحة الطلحات - و هو على سجستان ولّى عبد الملك بن مروان مكانه رجلا من قريش دميما قصيرا، و كان طلحة جميلا جسيما أبيض، فقال

ص: 126


1- سقطت «بن» من «ز».
2- الأصل و «ز»: بساسة، و المثبت عن م و المختصر.
3- بالأصل و م: عمر، و المثبت عن «ز»، و هو عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق، ابن مندة، راجع ترجمته في سير الأعلام 440/18.
4- تحرفت في م إلى: المعبدي.
5- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: اللبناني، و الصواب ما أثبت بتقديم النون.

أبو حزانة التميميّ (1):

قد علم الجند (2) غداة استعبروا *** و القبر بين الطيبين (3) يحفر

أن لن يروا مثلك حتى يحشروا (4) *** هيهات هيهات الجناب الأخضر

و النائل الغمر الذي لا ينزر *** يا طلح يا ليتك عنا تخبر

أنا أتانا خزز (5) مؤزّر *** شبرين للشابر حين يشبر

أنكره سريرنا و المنبر *** و قصرنا و المسجد المطهّر (6)

و خلف منك يا طلحة أعور

قرأت بخط أبي الحسن (7) رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش سبيع بن المسلم عنه، أخبرنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب، أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد، أخبرنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال:

مرّ أبو حزانة و هو الوليد بن حنيفة أحد بني تميم بقوم من بني يشكر فشتموه و أذوه و هموا بضربه فبلغ ذلك عوف بن شيخ اليشكري، و كان شريفا، فأتاه و اعتذر إليه، و شتم القوم الذين صنعوا ذلك به و حمله و كساه و قال له: هب لي ما كان منهم و اعركه بجنبك، فقال: نعم أفعل و أنشأ أبو حزانة يقول:

لو لا ابن شيخ قامت الحرب بيننا *** بني يشكر ما دام للزيت عاصر (8)

و لكن عوفا عوف بكر بن وائل *** جميل الثناء لا يجتويه المجاور

كساني ابن شيخ [بعد] (9) ما ثار ثائرى *** و هممت (10) فاستدعت إليّ البوادر

و أقبل تيار من الشعر زاجر *** فنهنهه عني و إنّي لقادر

و قلت لعوف حرمة و قرابة *** و رأي جميل لم تخنه الزّوافر

و ما كنت ممن يرتضى الضيم واحدا *** و إن أجمعت يوما عليّ المعاشر

ص: 127


1- الأبيات في الأغاني 261/22-262.
2- الأغاني: القوم، و في «ز»، و م فكالأصل.
3- في الأغاني: الطلحات، و في م، و «ز»، فكالأصل.
4- الأغاني: ينشروا، و في «ز»، و م فكالأصل.
5- الأصل و م و «ز»: حزر، و في الأغاني: جرز، و هو الفأر الهجين، و المثبت عن المختصر، و الخزز: ولد الأرنب.
6- الشطر في الأغاني: و المسجد المحتضر المطهر.
7- الأصل و م: الحسين، تحريف، و المثبت عن «ز».
8- الأصل و م: يعصر، و المثبت عن «ز».
9- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
10- كذا بالأصل و م، و في «ز»: و همهمت.

لقد كنت يا عوف ابن شيخ لمن *** نعى حكاكا و ليثا شرّه متبادر

سأترك بكرا كلها (1) لابن خيرها *** فعالا لشيخ إذ نجز الدوائر

حمى عرضه شيخ يجود يمينه *** كذلك حامت أولوه الأكابر

بني يشكر إنّي وهبت طوائلي *** لكم إنّكم قوم كرام معاور

و إنّ لعوف عند قومي أياديا *** سأشكرها إنّ المهذب شاكر

و إن دمي يا قوم لا شكر عنده *** و عرضي على شكري ليشكر وافر

فلما بلغ هذا الشعر عوفا بعث إليه بجارية و فرس و غلام و أربعة آلاف درهم، و قال: إن مثل أبي حزانة فليتخذ المعروف، و لقد استقلناه فأقالنا، و حبوناه فشكرنا، و ألفيناه وفيا كريما.

و ذكر أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، حدّثنا الحسن بن الحسين الأزدي، حدّثنا العباس بن محمّد، عن عمرو بن الحارث بن الوليد بن عمير بن أبي سعد مولى بني جمح، حدّثني محمّد بن سلام، قال:

قال أبو حزانة و هو من بني ربيعة بن حنظلة ليزيد بن المهلّب: كيف أصبحت، أصلح اللّه الأمير؟ قال: قال: كما تحب يا أبا حزانة، قال: لو كنت كذاك كنت قائما مثلي، و كنت أنا قاعدا في مقعدك، و كان قميص ابني المرقوع على ابنك، و التومتان (2) اللتان في أذن ابنك على ابني، قال يزيد: فالحمد للّه الذي جعلك كذا، و جعلني كذا، فقال: إلاّ أنني في ضيق أنتظر سعة، و أنت في سعة تنتظر ضيقا.

قرأت في كتاب بعض أهل العلم حدّثني أبو عبد اللّه اليزيدي، حدّثني أحمد بن الجراب الحرار قال: قال أبو الحسن المدائني:

كان أبو حزانة بسجستان فقدم عليه ابن عمّ له أعرابي، فدعا بغدائه، فقام الأعرابي للخلاء، فصعد سطحا فرأى كوة في وسط السطح، فظنّ أنها مخرج، فجلس فقضى حاجته على مائدة القوم، فأمر بها أبو حزانة فرفعت، و نزل الأعرابي فقال: أين غداؤكم ؟ قال (3) له أبو حزانة: أفسده علينا عشاؤك.

ص: 128


1- الأصل و م: كهلا، و المثبت عن «ز».
2- التومتان مثنى تومة، و التومة: اللؤلؤة.
3- الأصل و م: و قال، و المثبت عن «ز».

8001 - الوليد بن خالد بن معاوية بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي

والد عبد الملك بن الوليد بن خالد، له ذكر.

8002 - الوليد بن خالد بن الوليد الكلبي

ابن أخي سعيد الأبرش، من فرسان كلب، كان مع الوليد بن يزيد، له ذكر.

8003 - الوليد بن خليد

حكى عن هشام بن (1) عبد الملك.

حكى عنه أبو خلدة خالد بن دينار (2).

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ أبي الحسن بن الحسين بن عبد العزيز الكتّاني، أخبرنا عبد الوهّاب الميداني، أخبرنا أبو سليمان بن زبر، أخبرنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أخبرنا محمّد بن جرير الطبري (3)،حدّثني أحمد بن ثابت، حدّثنا علي بن محمّد، عن عمير بن يزيد، عن أبي خلدة (4)،حدّثني الوليد بن خليد قال: رآني هشام بن عبد الملك و أنا على برذون طخاري (5) فقال: يا وليد بن خليد، ما هذا البرذون ؟ قلت: حملني عليه الجنيد فحسدني و قال: لقد كثرت الطّخارية، لقد مات عبد الملك، فما وجد في دوابّه برذونا طخاريا غير واحد، فتنافسه بنو عبد الملك أيهم يأخذه [و ما منهم أحد إلاّ يرى أنه إن لم يأخذه] (6) لم يرث عبد الملك شيئا.

كذا فيه و قبله أحاديث عن أحمد بن زهير عن علي بن محمّد.

8004 - الوليد بن رباح الذماري هو رباح بن الوليد

8004 - الوليد بن رباح الذماري هو رباح (7) بن الوليد

روى عنه: يحيى بن حسّان فقلب اسمه، تقدم ذكره في حرف الراء (8).

ص: 129


1- تحرفت بالأصل و م إلى: عن، و المثبت عن «ز».
2- هو خالد بن دينار التميمي السعدي، أبو خلدة البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 345/5 طبعة دار الفكر.
3- رواه الطبري في تاريخه 205/7 في حوادث سنة 125.
4- تحرفت في تاريخ الطبري إلى:«أبي خالد» و في «ز»: أبي خالدة.
5- برذون طخاري: عتيق فاره.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، و مكانه فيها:«و إنه» و الزيادة استدركت عن تاريخ الطبري.
7- تحرفت في «ز» إلى: رياح.
8- راجع ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 33/18 رقم 2134.

8005 - الوليد بن روح بن الوليد بن عبد الملك بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص الأموي (1)

بلغني أنه كان عالما بالنسب، و كان أثيرا عند عمر بن عبد العزيز، و كان ممن قام في بيعة يزيد بن الوليد الناقص، حتى تمت له ذكر في ترجمة عبد الرّحمن بن مصاد.

8006 - الوليد بن روح أبو العبّاس

روى عن: عون بن حكيم.

روى عنه: أحمد بن أبي الحواري، تقدمت له حكاية في ترجمة عون.

8007 - الوليد بن سريع المخزوميّ الكوفيّ

8007 - الوليد بن سريع المخزوميّ الكوفيّ (2)

مولى عمرو بن حريث.

روى عن مولاه عمرو بن حريث، و عبد اللّه بن أبي أوفى.

روى عنه: إسماعيل بن أبي خالد، و خلف بن خليفة، و مسعر بن كدام، و أبو حنيفة النعمان بن ثابت، و عبد الرّحمن بن عبد اللّه المسعودي، و يزيد بن مردانبة، و عبد اللّه بن الوليد المزني، و أبو جناب يحيى بن أبي حية، و المنذر بن زياد.

و وفد على سليمان بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو طالب بن غيلان، حدّثنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا إسحاق بن الحسن الحربي، و محمّد بن سليمان الواسطي، قالا: حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا مسعر، عن الوليد بن سريع (3)،عن عمرو بن حريث قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقرأ:

«و الليل إذا يغشى» (4)(5).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أخبرنا أبو سعد

ص: 130


1- جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 90.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 413/19 و تهذيب التهذيب 86/6 و التاريخ الكبير 144/8 و الجرح و التعديل 6/9.
3- سريع بفتح المهملة، كما في تقريب التهذيب.
4- سورة الليل، الآية الأولى.
5- بعدها بالأصل:«عسعس» و في «ز»: إذا عسعس يعني الآية 17 من سورة التكوير و سقطت منها:«يغشى» و سيرد في الحديث التالي أنه قرأ سورة التكوير.

الجنزرودي، أخبرنا أبو عمرو (1) بن حمدان، أخبرنا أبو يعلى الموصلي، حدّثنا محرز بن عون، حدّثنا خلف بن خليفة، عن الوليد بن سريع مولى آل عمرو بن حريث، قال:

صليت خلف النبي صلى اللّه عليه و سلم الفجر، فسمعته يقرأ:« فَلاٰ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ اَلْجَوٰارِ الْكُنَّسِ » (2).

قال: و كان لا يحني رجل منا ظهره حتى يستتم ساجدا.

رواه مسلم عن محرز.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أخبرنا عاصم بن الحسن، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو علي بن صفوان، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثني أحمد بن عبد الأعلى الشيباني، حدّثنا أبو عبد الرّحمن الكوفي، حدّثنا أبو جناب الكلبي، عن الوليد بن سريع مولى عمرو بن حريث قال:

بعثني الجرّاح بن عبد اللّه و كان خليفة يزيد بن المهلب على العراق، فبعثني إلى سليمان ابن عبد الملك، و كان سليمان بن عبد الملك يسأل عن الأخبار و الأمطار، و كنت لا أرتق (3)بين كلمتين و كانت الرسل إذ ذاك إنّما يريدها الإبل، و كان الطريق على السماوة - سماوة كلب (4)-فمررت على أعرابي مشتمل بكسائه فقلت له: يا هذا هل لك في درهمين ؟ قال:

و كيف لي بهما؟ قال: فناولته إياهما، فقلت: أ عن غير معرفة جزاك اللّه خيرا، قال: قلت:

كيف أقول إذا سئلت عن المطر؟ قال: أي مطر؟ قلت: مطرنا هذا، قال: يقول: أصابنا أحسن مطر، عقد منه الثرى، و استأصل العود، و فاضت منه الغدر على أني لم أر في ذلك واديا دارئا قال: قلت: أملها علي، فكتبتها فجعلتها بيني و بين واسطة الرجل، فكنت إذا نزلت قمت فقلت: كيف أمرك و كيف الأسفار، و كيف الناس، و كيف المطر، ثم أجيب نفسي.

فلما أتيت باب سليمان أذن لي و كان يؤذن لرسول صاحب العراق قبل الناس، فلما دخلت فاستبطأت أن يسألني عن المطر حتى سألني، فقلت الكلام، فقال: أعد، فأعدت، فقال:

و اللّه إنّه ليخيل إلى أمير المؤمنين أنك لست بأبي عذر هذا الكلام، قال: قلت أجل و اللّه يا

ص: 131


1- تحرفت بالأصل إلى: عمر، و المثبت عن «ز».
2- سورة التكوير، الآيتان 15 و 16.
3- أرتق من الرتق، و هو ضد الفتق، و ارتتق: التأم.
4- السماوة: سميت بالسماوة لأنها أرض مستوية لا حجر بها، و السماوة مائة بالبادية، و بادية السماوة: التي هي بين الكوفة و الشام قفرى، و قال السكري: السماوة مائة لكلب (معجم البلدان).

أمير المؤمنين، ما أنا بأبي عذرة و لكني كنت لا أرتق بين كلمتين و بلغني أن أمير المؤمنين يسأل عن الأخبار و الأمطار، و حدثته حديث الكلبي، فقال: قاتله اللّه، لقد وقعت على ابن بجدتها (1) و فضلني في الجائزة و الكسوة على الرسل.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أخبرنا أبو العلاء الواسطي، أخبرنا أبو بكر البابسيري، أخبرنا الأحوص بن المفضل، حدّثنا أبي، حدّثنا يحيى ابن معين، قال: الوليد بن سريع، و يزيد بن مردانبة موليان لعمرو بن حريث.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أخبرنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمّد بن سهل، أخبرنا البخاري قال (2):

الوليد بن سريع يعد في الكوفيين (3)،روى عنه إسماعيل بن أبي خالد، و المسعودي (4)، و مسعر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أخبرنا أبو منصور النهاوندي، أخبرنا أبو [العباس النهاوندي، أنا أبو] (5) القاسم بن الأشقر، حدّثنا محمّد بن إسماعيل، قال: كان الوليد بن سريع مولى عمرو بن حريث، و لم يكن بالكوفة مولى في ألفين من العطاء غيره - يعني - سريعا.

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن منده، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم، قال (6):

ص: 132


1- يقال أنا ابن بجدتها: يقال للعالم بالشيء المتقن له المميز له، و كذلك يقال للدليل الهادي الخرّيت (تاج العروس: بجد).
2- التاريخ الكبير للبخاري 144/8.
3- قوله:«يعد في الكوفيين» مكانها في التاريخ الكبير: الكوفي.
4- قوله:«و المسعودي، و مسعر» ليس في التاريخ الكبير.
5- ما بين معكوفتين استدرك لتقويم السند عن «ز».
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 6/9.

الوليد بن سريع الكوفي، روى عنه مسعر، و إسماعيل بن أبي خالد، و المسعودي، و يزيد بن مردانبة، و عبد اللّه بن الوليد المزني، و النعمان بن ثابت، و خلف بن خليفة، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو القاسم بن البسري، قالوا: أخبرنا أبو الحسن (1) أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم، حدّثنا أبو بكر [محمّد] (2) بن القاسم الأنباري، حدّثنا ابن المرزبان، حدّثنا أبو محمّد، حدّثنا محمّد بن سعد، حدّثنا الهيثم بن عدي، قال: ابن الأنباري: و حدّثني أبي، حدّثني أبو عكرمة الضبّي و الألفاظ في الروايتين مختلطة، قال:

اختصم الوليد بن سريع و أخته كلثم بنت سريع مولى عمرو بن حريث إلى عبد الملك ابن عمير، و كان عبد الملك على قضاء الكوفة، فتوجه القضاء على الوليد فحكم عليه عبد الملك فقال هذيل (3):

أتاه وليد بالشهود يقودهم *** على ما ادّعى من صامت المال و الخول

يسوق إليه كلثما و كلامها *** شفاء من الداء المخامر و الخبل

فأدلى وليد عند ذاك بحجة *** و كان وليد ذا كراء و ذا جدل

و كان لها دل و عين كحيلة *** فأدلت بحسن الدل منها و بالكحل

فأفتنت القبطي (4) حتى قضى لها *** بغير قضاء اللّه في الحشر و الطول (5)

إذا ذات دل كلمته لحاجة *** فهمّ بأن يقضي تنحنح أو سعل

و مرّ بعينيه و لاك لسانه *** ورا (6) كل شيء ما خلا شخصها جلل

فلو أن من في القصر يعلم علمه *** لما استعمل القبطي فينا على عمل

ص: 133


1- تحرفت بالأصل إلى: الحسين، و المثبت عن «ز»، راجع ترجمته في سير الأعلام 186/17.
2- زيادة عن «ز».
3- هو هذيل العجلي.
4- يعني عبد الملك بن عمير، و قيل له القبطي لأنه كان له فرس سباق يقال له القبطي، فنسب عبد الملك إليه. راجع الأنساب (القبطي)444/4. و انظر ما سيرد بهذا الشأن قريبا.
5- الطول: يعني بها سورا في القرآن الكريم، و هي سبع سور، أولها البقرة، و تتوالى بعدها الأخريات، و اختلف في السورة السابعة فقيل هي: براءة، و قيل السابعة هي سورة يونس، و أصحاب هذا القول اعتبروا: الأنفال و براءة سورة واحدة.
6- أصلها: و رأى، فخففها للضرورة.

له حين يقضي للنساء تخاوص *** و كان و ما منه التخاوص و الحول

قال: فقال عبد الملك بن عمير: ما له قاتله اللّه، و اللّه إن التنحنح ليأخذني و أنا في الخلاء فأرده.

و قال ابن المرزبان في روايته: إنّما قال لعبد الملك القبطيّ (1)[لأن بعض أمهاته كانت قبطية فنسب إليها، و قال أبي في روايته: إنما قال لعبد الملك القبطي] (2) لأنه كان له فرس يدعى القبطي، فغلب عليه، و وقف رجل لعبد الملك القبطي و هو لا يعرفه فقال له: إن كنت تريد عبد الملك بن عمير اللخمي، فهو أنا، و إن كنت تريد القبطي فها هو ذا واقفا على آريه، يعني الفرس.

8008 - الوليد بن سريع المحاربيّ

روى عن: سليمان بن حبيب.

روى عنه: الأوزاعي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا تمام بن محمّد، أخبرنا أبو علي محمّد بن هارون، حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة الحضرمي، حدّثني أبي عن أبيه يحيى بن حمزة، عن عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي أنه أصابه من الوليد بن سريع المحاربيّ يرده إلى سليمان بن حبيب المحاربيّ عن محمّد بن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«العجماء جرحها جبار (3)،و المعدن جبار، و البئر جبار، و في الركاز (4) الخمس»[12952].

و إن ناقة لآل البراء بن عازب أفسدت على قوم في حوائطهم فتقاضوا إلى رسول اللّه

ص: 134


1- بالأصل: للقبيطي، و المثبت عن «ز».
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز».
3- جاء في تاج العروس (جبر): و قولهم: ذهب دمه جبارا، الجبار بالضم الهدر في الديات، و الساقط من الأرض، و الباطل، و في الحديث: و ذكره و قال الأزهري و معناه: أن تنفلت البهيمة العجماء فتصيب في انفلاتها إنسانا أو شيئا، فجرحها هدر، و كذلك البئر العادية يسقط فيها إنسان فيهلك فدمه هدر، و المعدن إذا انهار على حافره فقتله فدمه هدر.
4- الركاز، جمع، واحدته ركيزة، قال الشافعي: الركاز دفين أهل الجاهلية أي الكنز الجاهلي. و قيل: الركاز: المعادن كلها. راجع ما جاء في تاج العروس (ركز).

صلى اللّه عليه و سلم، فقضى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على أهل الحوائط حفظ حوائطهم بالنهار، و على أهل المواشي حفظ مواشيهم بالليل، و ذكر حديثا فيه طول.

كذا قال، و حديث العجماء يرويه الزهري عن سعيد، عن أبي هريرة، و حديث ناقة البراء يرويه عن حرام بن محيصة أن ناقة لآل البراء، فأما هذا الإسناد فليس يجيء به هذا الحديث من وجه صحيح.

8009 - الوليد بن سعيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

له ذكر.

8010 - الوليد بن سعيد المقرئ أبو شيبة

من أهل الراهب (1)،رأى (2) عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و عبد الرّحمن بن عامر اليحصبي أخا عبد اللّه بن عامر.

حكى عنه ابنه شيبة بن الوليد، و أبو زرعة النصري.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (3)،حدّثني أبو شيبة الوليد بن سعيد قال: كنت أرى ابن جابر في المسجد يجلس على وسادة أرمنية. و في نسخة عتيقة الوليد بن سعيد الدمشقي.

8011 - الوليد بن سليمان بن أبي السّائب أبو العبّاس القرشيّ مولاهم

8011 - الوليد بن سليمان بن أبي السّائب أبو العبّاس القرشيّ مولاهم (4)

روى عن: مكحول، و بسر (5) بن عبيد اللّه، و القاسم بن (6) عبد الرّحمن، و ربيعة بن يزيد، و أبي عبيد اللّه مسلم بن مشكم، و أبي قنان طلحة بن أبي قنان، و أبي الأشعث الصنعاني، و واثلة بن الخطاب، و أخيه عبد العزيز، و سعيد بن عبد العزيز، و ربيعة بن يزيد

ص: 135


1- الراهب: محلة كانت قبلي المصلى لسعيد بن عبد الملك (غوطة دمشق لمحمّد كردعلي ص 170).
2- غير مقروءة بالأصل و رسمها:«أي» و المثبت عن «ز»، و م.
3- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 381/1.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 415/19 و تهذيب التهذيب 87/6 و ميزان الاعتدال 339/4 و التاريخ الكبير 145/8 و الجرح و التعديل 6/9.
5- الأصل و م و «ز»: بشر، تحريف، و التصويب عن تهذيب الكمال.
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «أبي» و كلاهما صحيح، فهو ابن عبد الرحمن، و يكنى أبا عبد الرحمن.

القصير، و علي بن يزيد، و يزيد بن يزيد بن جابر، و عبد اللّه بن إياس بن أبي زكريا، و رجاء ابن حيوة، و عمر بن عبد العزيز، و حيان أبي (1) النضر، و فراس الشعباني.

روى عنه: ابنه عبد العزيز، و محمّد بن شعيب، و الوليد بن مسلم، و صدقة بن خالد، و عمرو بن بشر بن السرح، و عبد اللّه بن يزيد بن راشد القرشيّ ، و هو كنّاه، و أبو المغيرة، و عمرو بن واقد، و محمّد بن حمير، و عون بن حكيم، و يحيى بن حمزة، و أيوب بن أبي عائشة، و يحيى بن أبي المطاع.

حدّثنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن خيرون - لفظا - و أبو طاهر يحيى بن محمّد ابن أحمد، و أبو محمّد علي بن عبد القاهر بن الخضر، و أبو خازم (2) محمّد بن محمّد بن الحسين، و أبو بكر محمّد بن المزرفي، و أبو الفرج هبة اللّه بن محمّد بن علي بن الحسن، و محمّد بن علي المكبر، و محمّد بن سعد بن الفرج، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن أبي الفتح الطرائفي، و اسمه أيضا الحسين، و بشارة بنت محمّد بن الدباس، و ابنتها مهيار بنت ياسر الرومي، و أم أبيها فاطمة بنت علي بن الحسين - قراءة - قالوا: أخبرنا جعفر بن المسلمة، أخبرنا أبو الفضل الزهري، حدّثنا جعفر بن محمّد الفريابي (3)،حدّثنا محمّد بن مصفّى الحمصي، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا الوليد بن سليمان، عن علي بن زيد (4)،عن القاسم، عن أبي أمامة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ستكون فتن يصبح الرجل فيها مؤمنا و يمسي كافرا إلاّ من [أحياه] (5) اللّه [بالعلم»] (6)[12953].

أخبرناه أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أخبرنا أبو الفضل الرازي، أخبرنا جعفر بن عبد اللّه، حدّثنا محمّد بن هارون، حدّثنا علي بن سهل، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن الوليد بن سليمان بن أبي السّائب، حدّثنا علي بن يزيد، عن القاسم بن عبد الرّحمن أنه حدّثه عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فذكره إلاّ أنه قال: إلاّ من أحياه اللّه بالعلم.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، ثم حدّثنا أبو مسعود المعدل عنه، أخبرنا أبو نعيم

ص: 136


1- الأصل و م: بن، و المثبت عن «ز»، و تهذيب الكمال.
2- الأصل و م و «ز»: حازم، بالحاء المهملة، تصحيف.
3- الأصل و م: البريابي، و المثبت عن «ز».
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: يزيد.
5- مكانها بياض بالأصل، و كتب على الهامش: بياض بأصله، و المثبت عن «ز»، و بياض أيضا في م.
6- سقطت من الأصل، و كتب مكانها: اللّه اللّه، و استدركت اللفظة عن «ز»، و م.

الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا أحمد بن عبد الوهّاب، حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا الوليد بن سليمان بن أبي السّائب، حدّثني ربيعة بن يزيد، عن عبد اللّه بن عامر اليحصبي، عن النعمان بن بشير، عن عائشة قالت: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم و انتجى (1) عثمان فقال:«إن اللّه مقمّصك بعدي قميصا، فإن أرادك (2) المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني»[12954].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا تمام بن محمّد، أخبرني أبو زرعة و أبو بكر ابنا أبي دجانة، حدّثنا إبراهيم بن دحيم، حدّثنا أبي و هشام و محمود قالوا: أخبرنا الوليد بن مسلم، حدّثنا الوليد بن سليمان قال: سمعت أبا الأشعث الصنعاني قال: سمعت عبد اللّه بن عمرو (3) يرويه - قال هشام: وحده يرويه - قال: من قرض بيت شعر بعد العشاء لم يقبل له صلاة حتى يصبح.

قال: و حدّثنا عبد العزيز - إملاء - أخبرنا طلحة بن علي بن الصقر الكتاني، أخبرنا دعلج ابن أحمد، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم البوشنجي، حدّثنا عبد اللّه بن يزيد أبو بكر الدمشقي، حدّثنا أبو العبّاس الوليد بن سليمان بن أبي السّائب، عن مكحول، فذكر حديثا.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا الحسن بن محمّد بن بكّار قال: قال هشام بن عمّار، و الوليد بن سليمان بن أبي السّائب مولى لقريش، دمشقي.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أخبرنا أبو الفضل بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و أبو الغنائم، و اللفظ له، قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد:

و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمّد بن سهل، أخبرنا البخاري قال (4):الوليد بن سليمان بن أبي السّائب الدمشقي القرشيّ ، روى عنه ابنه عبد العزيز.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه بن عبد الملك - شفاها - قالا: أخبرنا أبو القاسم بن منده، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

ص: 137


1- قوله: و انتجى، يعني خصه بالمناجاة.
2- أقحم بعدها بالأصل و م لفظة الجلالة.
3- بالأصل و م: عمرة، و المثبت عن «ز».
4- التاريخ الكبير للبخاري 145/8.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (1):

الوليد بن سليمان بن أبي السّائب الدمشقي الشامي، روى عن مكحول، و القاسم بن عبد الرّحمن، روى عنه محمّد بن شعيب بن شابور، و الوليد بن مسلم، و ابنه عبد العزيز بن الوليد، سمعت أبي يقول ذلك. و سألته عنه فقال: هو من ثقات مشيخة دمشق.

قال أبو محمّد: روى عن ربيعة بن يزيد، روى عنه صدقة بن خالد، و عمرو (2) بن [بشر ابن] (3) السرح.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي - إجازة - أخبرنا أبو القاسم بن عتاب، أخبرنا ابن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أخبرنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أخبرنا أبو الحسن الربعي، أخبرنا عبد الوهّاب الكلابي، أخبرنا أحمد بن عمير قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة: الوليد بن سليمان بن أبي السّائب القرشيّ ، مولى هبار، نسبه يحيى ابن حمزة و قال ابن عتّاب: من هبار.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه [البلخي قالا: أنا أبو الحسين (4) بن الطيوري و ثابت بن بندار قالا: أنا أبو عبد اللّه] (5) الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا: أخبرنا الوليد بن بكر، أخبرنا علي بن أحمد، أخبرنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: الوليد بن سليمان بن أبي السّائب دمشقي، ثقة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر أحمد بن علي، أخبرنا أبو سعيد الحسن ابن محمّد بن عبد اللّه بن حسنويه الكاتب بأصبهان قال: قال لنا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي الحافظ : الوليد بن سليمان بن أبي السّائب من أهل الغوطة، يكنى بأبي عبد الرّحمن، كان ينزل في غوطة دمشق، و هو عندهم من الثقات.

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أخبرنا أبو الحسين (6) بن الآبنوسي، أخبرنا عيسى بن

ص: 138


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 6/9.
2- الأصل: عمر، تحريف، و المثبت عن «ز»، و م، و الجرح و التعديل.
3- الزيادة للإيضاح عن الجرح و التعديل.
4- في «ز»: الحسن.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز»، لتقويم السند.
6- الأصل و م و «ز»: الحسن.

علي، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، قال: بلغني أن الوليد بن سليمان ليّن الحديث (1)، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر، قالوا: أخبرنا أبو القاسم الحنائي، حدّثنا عبد الوهّاب.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن حسنون، أخبرنا عبد الوهّاب الكلابي، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، حدّثنا قاسم الجوعي، حدّثنا ابن أبي السائب - يعني - عبد العزيز، عن أبيه قال:

رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم في المنام فقلت: يا رسول اللّه، أبايعك على أن أدخل الجنّة، فقال:

نعم، فمد يده فبايعته، فما رأيت بنانا قط أشد بياضا و لا ألين من كف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (2).

و في حديث ابن البنّا: حدّثنا أبو السّائب: و هو وهم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (3)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، حدّثنا محمّد ابن شعيب، أخبرني الوليد بن أبي السّائب قال: رأيت مكحولا و نافعا و عطاء تقرأ عليهم الأحاديث.

أخبرنا أبو علي بن الحسن بن أحمد المقرئ، و حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أخبرنا أبو نعيم، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا أبو زرعة الدمشقي (4)،حدّثنا محمّد بن عائذ السلمي قال: رأيت الوليد بن سليمان بن أبي السّائب أتاه الأوزاعي [مسلّما عليه في منزل عون بن حكيم فلما رآه الوليد نهض إليه، فرأيت الأوزاعي] (5) يعزم عليه أن لا يفعل إجلالا [له] (6).

[قال ابن عساكر:] (7) كذا قال، و سقط منه عائذ (8)،و الوليد بن مسلم.

ص: 139


1- تهذيب الكمال 416/19 و ميزان الاعتدال 339/4.
2- رواه المزي في تهذيب الكمال 417/19.
3- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 369/1.
4- رواه المزي في تهذيب الكمال 416/19 من طريق أبي زرعة.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م، و تهذيب الكمال.
6- سقطت من الأصل و م و «ز»، و استدركت عن تهذيب الكمال للإيضاح.
7- الزيادة منا للإيضاح.
8- يعني والد محمّد بن عائذ، و قد جاء السند تاما في تهذيب الكمال و فيه: عائذ بن محمّد بن عائذ السلمي، عن أبيه، عن الوليد يعني ابن مسلم.

أخبرناه أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (1)،حدّثني عائذ بن محمّد بن عائذ السّلمي، عن أبيه، عن الوليد قال: رأيت الوليد بن سليمان بن أبي السّائب أتاه (2) الأوزاعي مسلما عليه في منزل عون بن حكيم، فلما رآه الوليد نهض إليه، فرأيت الأوزاعي يعزم عليه أن لا يفعل إجلالا له.

قال أبو زرعة (3):بنو أبي السائب أهل بيت من أهل دمشق، أهل علم و فضل و خير:

عبد العزيز و الوليد ابنا سليمان بن أبي السّائب، و أبوهما، و عبد العزيز بن الوليد بن سليمان الذي [يقال له: عبيد] (4).

[قال: و نا أبو زرعة (5) في موضع آخر: حدّثني عائذ بن محمّد السلمي يخبر الذي] (6)قال: رأيت الوليد بن سليمان بن أبي السائب أتى الأوزاعي مسلّما عليه في منزل عون بن حكيم، قال: فرأيت الأوزاعي مجلاّ له معظما.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب، حدّثنا أبو الحسن بن إسحاق، حدّثنا قاسم بن عثمان الجوعي (7)،ثنا ابن أبي السائب - يعني - عبد العزيز بن الوليد قال: نهاني أبي أن لا أجلس الخادم معي على المائدة، و كان إذا قامت في حاجة أمسك يده و لا يأكل حتى تجيء الخادم.

8012 - الوليد بن سليمان بن عبد الصّمد بن ثابت أبو أحمد الطائيّ الحمصيّ

سمع سعيد بن عبد العزيز الحلبي بدمشق، و أبا (8) بكر بن أبي داود ببغداد.

روى عنه: أبو بكر أحمد بن الحسن بن الطيّان الدمشقي، و سمع منه بحمص.

ص: 140


1- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 446/1.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و الذي في تاريخ أبي زرعة: أتى الأوزاعي.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 447/1.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و تاريخ أبي زرعة.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 717/2.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز».
7- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 417/19.
8- بالأصل و م: و أبي، خطأ، و المثبت عن «ز».

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، و أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم، قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن زهير التميمي المالكي - قراءة عليه - حدّثنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن عثمان بن سعيد بن قاسم الغساني، حدّثنا أبو محمّد وليد بن سليمان بن عبد الصّمد بن ثابت الطائيّ الحمصيّ - بقراءته علينا (1) من أصل كتابه بمدينة حمص - حدّثنا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث - ببغداد - حدّثنا عبد اللّه بن سعيد، و سلمة بن شبيب، و موسى بن عبد الرّحمن، قالوا: أخبرنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقبل الهدية و يثيب عليها[12955].

8013 - الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس أبو همّام بن أبي بدر

ابن أبي همّام السّكوني البغدادي (2)

كوفي الأصل، سمع بدمشق: الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب، و الهيثم بن عمران، و الوزير بن صبيح أبا روح الثقفي، و يحيى بن حمزة، و يوسف بن السفر، و مسلمة بن علي، و عمر بن عبد الواحد، و أبا عثمان سعيد بن عبد الجبّار الزبيدي، و حدّث عنهم، و عن أبيه، و عن شريك، و عبد اللّه بن وهب، و إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير، و يحيى بن زكريا النخعي، و ابن المبارك، و ضمرة بن ثعلبة، و إسماعيل بن عيّاش، و يحيى بن سعيد العطّار الحمصيين (3) و يحيى بن أبي بكير، و هشيم، و عيسى بن يونس، و شعيب بن الليث بن سعد.

روى عنه: أبوه، و عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد، و أبو الحسين مسلم بن الحجّاج في صحيحه، و أبو يعلى الموصلي، و أبو حاتم الرّازي، و أبو العبّاس السراج، و أحمد بن محمّد بن دلان (4) الخيشي (5)،و الحسين بن محمّد بن محمّد بن عفير الأنصاري، و أبو إسحاق إبراهيم (6) بن موسى بن الروّاس (7) الخصيب، و أبو لبيد محمّد بن إدريس

ص: 141


1- بالأصل:«بقراءتي عليه» و المثبت عن «ز»، و م.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 417/19 و تهذيب التهذيب 417/6 و ميزان الاعتدال 339/4 و الجرح و التعديل 7/9 و تاريخ بغداد 443/13 و سير أعلام النبلاء 23/12.
3- زيد بعدها في الأصل و م:«ابن أبي زائدة» و ليست الزيادة في «ز»، و في أسماء شيوخه في تهذيب الكمال: يحيى ابن زكريا بن أبي زائدة.
4- بالأصل و م: دلال، و المثبت عن «ز»، و تهذيب الكمال.
5- تقرأ بالأصل و م: الحشي، و في «ز»: الحبشي، و المثبت عن تهذيب الكمال.
6- بالأصل: و إبراهيم، و المثبت عن «ز»، و م.
7- الأصل و م: الرواسي، و المثبت عن «ز».

السامي (1)،و أبو جعفر محمّد بن عبيد اللّه المنادي، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، و أبو بكر بن [أبي] (2) خيثمة، و أبو القاسم البغوي.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن أبي مسعود الفقيه، و أبو المظفّر بن أبي القاسم الصوفي، قالا:

أخبرنا أبو سعد بن أبي بكر، أخبرنا أبو عمرو الحيري.

ح و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: أنا إبراهيم بن منصور، و أخبرنا محمّد بن إبراهيم، قالا: أخبرنا أبو يعلى، حدّثنا أبو همّام - زاد الحيري: الوليد بن شجاع - حدّثنا أبي، حدّثنا زياد بن خيثمة، عن (3) سماك - زاد الحيري: بن حرب - عن جابر بن سمرة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إني فرط لكم - قال ابن إبراهيم: فرطكم - على الحوض، و إن بعد ما بين طرفيه كما بين صنعاء و أيلة، كأن الأباريق فيه النجوم»[12956].

رواه مسلم عن أبي همّام الوليد بن شجاع.

أخبرنا أبو البركات يحيى بن الحسن بن الحسين المدائني، و أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد المقرئ الخياط ، و أبو بكر محمّد، و أبو عمرو عثمان ابنا أحمد بن عبيد اللّه ابن الحسين، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالوا (4):أخبرنا أبو الحسين (5) أحمد بن محمّد بن أحمد بن النّقّور، حدّثنا عيسى بن علي بن عيسى، قال: قرئ على عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز قيل له: حدّثكم أبو همّام، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، حدّثني يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم متى وجبت لك النبوة ؟ قال:«بين خلق آدم و نفخ الروح فيه»[12957].

رواه الترمذي عن أبي همّام.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (6)،أخبرنا البرقاني، قال: قرأت على أبي بكر الإسماعيلي أخبركم ابن ناجية،

ص: 142


1- الأصل و م: الشامي، خطأ، و المثبت عن «ز».
2- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن «ز».
3- بالأصل: عن سليمان سماك، و المثبت عن «ز»، و م.
4- أقحم بعدها بالأصل و م: أخبرنا أبو الحسين بن السمرقندي.
5- في «ز»: الحسن.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 473/13-474.

و حدّثكم عبد اللّه بن إسحاق المدائني، قالا: حدّثنا أبو همّام، حدّثني عبد اللّه بن وهب، أخبرنا يونس، عن الزهري، عن سالم بن عبد اللّه بن عمر، عن أبيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فرض فيما سقت السماء و الأنهار و العيون العشر، و فيما سقي بالنواضح نصف العشر.

قال أبو بكر البرقاني: قال لي أبو بكر الإسماعيلي بهذا (1) الحديث تكلم أحمد بن حنبل في أبي همّام (2) لما رواه عن ابن وهب. قلت له لأي معنى ؟ قال: لأنه قال هذا الحديث لم يروه (3) عن ابن وهب إلاّ الكبار.

و قد أخبرناه عاليا من حديث ابن وهب: أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد، أخبرنا أبو طاهر بن محمود، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، أخبرنا محمّد بن الحسن ابن قتيبة، قال: حدّثنا حرملة بن يحيى، أخبرنا عبد اللّه بن وهب، حدّثنا يونس بن يزيد الأيلي، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فرض فيما سقت السماء و الأنهار و العيون أو كان عثريا العشر، و فيما سقي بالنضح نصف العشر.

أخرجه البخاري عن سعيد بن أبي مريم، و أخرجه أبو داود، و النسائي عن هارون بن سعيد الأيلي (4) جميعا عن ابن وهب، و رواه نافع مولى ابن عمر عن ابن عمر عن عمر قوله و كأنه عند النسائي أصح من المسند.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن فهم، حدّثنا محمّد بن سعد، قال:

الوليد بن شجاع بن الوليد، و يكنى أبا همّام السكوني، روى عن بقية بن الوليد و غيره من الشاميين و العراقيين.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أخبرنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن

ص: 143


1- بالأصل و م و «ز»: لهذا، و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- أقحم بعدها بالأصل و م:«حدّثني عبد اللّه بن وهب» صوبنا الجملة عن «ز»، و تاريخ بغداد.
3- بالأصل: يرويه، خطأ، و المثبت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
4- أقحم بعدها بالأصل و م:«عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فرض فيما سقت السماء و الأنهار و العيون أو كان عثريا».

الحسن - قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمّد بن سهل، أخبرنا البخاري قال (1):

الوليد بن شجاع بن الوليد، هو ابن أبي بدر سكوني، بغدادي، مات يوم الأربعاء لثلاث عشرة بقين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث و أربعين و مائتين.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أخبرنا أبو القاسم بن منده، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (2):

الوليد بن شجاع بن الوليد السّكوني أبو همّام، روى عن إسماعيل بن عيّاش، و الوليد ابن مسلم، و محمّد بن شعيب، و ضمرة بن ربيعة، و عبد اللّه بن وهب، و يحيى بن سعيد، و أبيه شجاع بن الوليد، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمّد: روى عنه أبي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن منصور بن خلف، أخبرنا أبو سعيد ابن حمدون، أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو همّام الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس، سمع بقية، و إسماعيل بن عيّاش، و ابن المبارك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أخبرنا أبو نصر الوائلي، أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو همام الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أخبرنا أبو القاسم ابن الصّوّاف، أخبرنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد قال: أبو همام الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس السكوني.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أخبرنا أبو بكر الصفّار، أخبرنا أحمد بن علي بن منجويه، أخبرنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو همام الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس السكوني، سكن بغداد، سمع شريك بن عبد اللّه النخعي، و ابن المبارك، روى عنه أبوه أبو بدر، و مسلم بن الحجّاج القشيري.

ص: 144


1- ليس له ترجمة في التاريخ الكبير للبخاري الذي بيدي.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 7/9.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن منده، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أخبرنا عمّي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس السكوني، يكنى أبا همام من أهل الكوفة، سكن بغداد، قدم إلى مصر، و كتب بها، و كتب عنه، روى عن ابن وهب، و روى عنه عبد الملك ابن شعيب بن اللّيث، و رجع إلى بغداد، و كانت وفاته بها في شهر ربيع الأول سنة ثلاث و أربعين و مائتين.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):

الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس أبو همام بن أبي بدر السكوني، كوفي الأصل، سمع علي بن مسهر، و شريك بن عبد اللّه، و إسماعيل بن جعفر، و عبد اللّه بن المبارك، و يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، و عبد اللّه بن وهب، و عبد اللّه بن نمير، و الوليد بن مسلم، و يحيى بن حمزة، روى عنه أبو حاتم الرّازي، و عبّاس الدوري، و أحمد بن محمّد بن عبد الخالق الورّاق، و إبراهيم الحربي، و أبو القاسم البغوي، و أبو الليث الفرائضي، و أخوه أحمد ابن القاسم، و يحيى بن صاعد، و موسى بن هارون - زاد ابن خيرون: و عبد اللّه بن ناجية، و عبد اللّه بن إسحاق المدائني، و الحسين بن محمّد بن عفير، و قالا:- و غيرهم.

قال (2):و أخبرنا البرقاني قال: قرئ على محمّد بن جعفر الشاهد - و أنا أسمع - قال:

قال أبو الليث الفرائضي: قال لي إبراهيم بن الوكيع (3) عن أبيه: إن أبا همام ليس من أهل الكوفة و إنّما هو شامي، نزل الكوفة، قال الخطيب: و لا أعرف وجه هذا الكلام لأن أبا بدر والد أبي همام كوفي، و أما أبو همام فقد كان رحل إلى الشام و عاد، فنزل بغداد و استوطنها إلى حين وفاته.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، و أبو منصور محمّد بن عبد الملك، قالا: أخبرنا - و أبو (4) الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (5)،أخبرنا محمّد بن

ص: 145


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 473/13.
2- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 474/13.
3- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد و «ز»: إبراهيم الوكيعي.
4- بالأصل و م:«أبو» و المثبت:«و أبو» عن «ز».
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 474/13.

الحسين القطّان، أخبرنا دعلج بن أحمد، حدّثنا أحمد بن علي الأبّار قال: سمعت يحيى بن أيوب و ذكره - يعني - ابن أبي بدر قال: كتبنا عن أبي البدر عن أبيه أبي همام منذ ثلاثين سنة، فربما أردت أن أسأله عنها فأقول أبو البدر ثقة.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (1)،أخبرنا عبد اللّه (2) بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي قال: وجدت في كتاب جدي أحمد بن شاهين، حدّثني أبو علي المخرمي (3) قال: سألت أبا كريب عن أبي همام فقال: ما له ؟ ما له ؟ (4) قلت: يحدّث عن ابن أبي زائدة، و عن ابن المبارك، و عن يحيى بن حمزة، قال: فكم (5) عندي عن ابن أبي زائدة ؟ قلت: عندك كذا و كذا، قال: و عن ابن المبارك (6)؟ قلت: كذا و كذا، فقال لي: أبو همام أقدم سماعا مني، كان يمرّ بنا و نحن نلعب بالخشب و عليه صالحية و هو يكتب الحديث، و كان مذهبه مذهب المشايخ، فما جئت إلى محدّث قط بالكوفة قلت له كتب عنك ؟ إلاّ قال: ما زال يختلف السكوني إلي، و ما أخرجوا إلي كتابا إلاّ فيه فرغ أبو همام، فرغ أبو همام، و يوقفني على علامته، و أما يحيى بن حمزة فخرجت إفريقية، و كان أبو همام قد خرج إلى الشام، فجئت إلى دمشق، فسألت عنه، فقالوا: قد كان هاهنا مقيما، و سمع من يحيى بن حمزة و قد خرج، و رأيت يحيى بن حمزة و عليه سواد القضاء، فلم أسمع منه، قلت: فابن (7) وهب ؟[قال:] (8) أما حديث ابن وهب فإنّه خرج [من] (9) عندنا إلى مصر، و غاب عنا حتى نسيناه، ثم قدم علينا من مصر، و جعل يذكر من فضائله (10).

قال (11):و أخبرنا عبيد اللّه بن عمر الواعظ ، أخبرنا أبي.

ص: 146


1- تاريخ بغداد 475/13.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: عبيد اللّه.
3- بالأصل: المخزومي، و في «ز»: «المخزمي» كلاهما تحريف، و المثبت عن م، و تاريخ بغداد.
4- ما له ؟ لم تكرر في تاريخ بغداد.
5- الأصل: بكم، و في م: لكم، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
6- قوله: قال: و عن ابن المبارك ؟» مكرر بالأصل.
7- بالأصل: قلت: قال ابن وهب، صوبنا الجملة عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
8- الزيادة للإيضاح عن «ز»، و م و تاريخ بغداد.
9- زيادة عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
10- بالأصل و م:«ابن فضالة» و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
11- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 474/13.

ح قال: و أخبرنا الأزهري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا عثمان بن جعفر - زاد عبيد اللّه: الكوفي، الشيخ الصالح ثم اتفقا قالا:- حدّثنا أحمد بن محمّد بن صدقة قال:

سمعت أحمد بن حنبل يسأل عن أبي همام فقال: اكتبوا عنه.

قال: و حدّثني الخلاّل، حدّثنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب المقرئ، حدّثنا نصر بن القاسم، حدّثنا الغلابي قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عند أبي همام مائة ألف حديث عن الثقات، قال الغلابي: و ما سمعته يقول فيه سوءا قط ، و كان يقول: ليس له بخت.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - حدّثنا.

ح و أخبرنا أبو منصور المقرئ، أخبرنا و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا الخطيب قال (1):قرأت على البرقاني عن محمّد بن العباس، حدّثني أحمد بن محمّد بن مسعدة الفزاري، حدّثنا [عبد اللّه بن] (2) جعفر بن درستويه، حدّثنا أحمد بن القاسم بن محرز قال:

سألت يحيى بن معين عن أبي همام بن أبي بدر قال: لا بأس به، ليس هو ممن يكذب.

أخبرنا أبو منصور، أخبرنا - و أبو الحسن، حدّثنا - الخطيب (3)،أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال: سمعت يحيى بن معين - و سأله رجل - فسمعته يقول: ليس به بأس، فقلت للرجل: عمن سألته ؟ فقال: عن أبي همام.

قال (4):و أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا الحسن بن رشيق، حدّثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي عن أبيه.

ح ثم أخبرنا الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه القاضي قال: ناولني عبد الكريم - و كتب لي بخطّه - قال: سمعت أبي يقول: الوليد بن شجاع بن الوليد بغدادي، لا بأس به.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ص: 147


1- الخبر في تاريخ بغداد 474/13-475.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، و استدرك عن تاريخ بغداد.
3- تاريخ بغداد 475/13.
4- يعني أبا بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 475/13-476.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (1):سألت أبي عنه فقال: شيخ (2) صدوق، يكتب حديثه، و لا يحتج به، و هو أحبّ إليّ من أبي هشام الرفاعي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الطّيوري و ثابت، قالا: أخبرنا أبو عبد اللّه و أبو نصر، قالا: حدّثنا الوليد، أخبرنا علي بن أحمد، أخبرنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: شجاع بن الوليد أبو بدر، كوفي، لا بأس به، و ابنه يكنى أبا همام، كان (3) ببغداد، رأيته أخذ الحديث أخذا رديئا - يعني - أبا همام.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (4)،أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي الأبّار قال:

سمعت سريج (5) بن يونس يقول: ما فعل ابن أبي بدر - كانوا يضعفونه - في الجراح أبي وكيع.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني علي بن محمّد المروزي، قال: سألت صالح بن محمّد جزرة.

ح و أخبرنا أبو منصور، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - الخطيب (6)،أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا محمّد بن نعيم الضبّي، أخبرني علي بن محمّد الحبيبي قال: سألته - يعني: صالح بن محمّد جزرة عن الوليد بن شجاع فقال: تكلّموا فيه، سئل يحيى بن معين عنه فقال: ليس له بخت، مثل أبيه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد العلاّف، قالا: أخبرنا أبو الحسن بن الحمامي، أخبرنا الحسن بن محمّد بن الحسن السكوني، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي قال: مات أبو همام الوليد بن شجاع سنة اثنتين و أربعين و مائتين، كذا قال.

و أخبرنا أبو منصور المقرئ، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر أحمد

ص: 148


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 7/9.
2- في الجرح و التعديل المطبوع سقطت كلمة «شيخ» منه.
3- من قوله: شجاع... إلى هنا سقط من «ز».
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 474/13.
5- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: شريح.
6- تاريخ بغداد 475/13.

ابن علي (1)،أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه ابن سليمان الحضرمي قال: مات أبو همام (2) الوليد بن شجاع السكوني [سنة اثنتين و أربعين و مائتين] (3).

أخبرنا أبو منصور، أخبرنا - و أبو الحسن، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (4)،أخبرنا محمّد ابن أحمد بن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حدّثنا أبو غالب علي بن أحمد ابن النضر قال: و مات أبو همام سنة ثلاث و أربعين، و سلم من المحنة، قال غيره: مات في شهر ربيع الأول.

قال (5):و أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمّد بن المظفّر، قال: قال عبد اللّه بن محمّد البغوي: مات الوليد بن شجاع ببغداد سنة ثلاث و أربعين.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر، حدّثنا أبو بكر الخطيب، قال: قرأت على أبي بكر البرقاني، عن إبراهيم بن محمّد النيسابوري، أخبرنا محمّد بن إسحاق الثقفي قال:

سمعت محمّد بن أحمد بن بنت معاوية بن عمرو قال: سألت أبا إسحاق بن إبراهيم مستملي أبي همام قال: رأيت أبا همام في النوم و على رأسه قناديل معلقة، قلت: يا أبا همام ما هذه القناديل ؟ قال: هذا أعطيت بحديث الشفاعة، و هذا بحديث الحوض، قال: فجعل يقول من هذه الأشياء.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (6)،حدّثنا أبو نعيم الحافظ - إملاء - حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه - هو المعدّل الأصبهاني - حدّثنا السراج - يعني - أبا العبّاس محمّد بن إسحاق الثقفي، قال: سمعت محمّد ابن أحمد - ابن بنت معاوية بن عمرو - يقول: سمعت أبا يحيى مستملي أبي همام يقول:

رأيت أبا همام في المنام على رأسه قناديل معلّقة، فقلت: يا أبا همّام بما ذا نلت هذه القناديل ؟ قال: هذا بحديث الحوض، و هذا بحديث الشفاعة، و هذا بحديث كذا، و هذا بحديث كذا.

ص: 149


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 476/13.
2- تحرفت بالأصل إلى: هشام، و التصويب عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و تاريخ بغداد.
4- تاريخ بغداد 476/13.
5- يعني أبا بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 476/13.
6- تاريخ بغداد 476/13.

8014 - الوليد بن صالح

8014 - الوليد بن صالح (1)

حدّث عن الوليد بن الوليد العنسي القلانسي.

روى عنه: أبو أيوب سليمان بن محمّد الخزاعي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصّقر، أخبرنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر (2)،أخبرنا علي بن الحسين (3) الأذني، حدّثنا أبو أيوب الخزاعي سليمان بن محمّد، حدّثنا الوليد بن صالح الدّمشقي، حدّثنا الوليد بن الوليد العنسي، حدّثنا عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، حدّثنا عطاء بن أبي رباح، عن عبد اللّه بن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما من مولود إلاّ مكتوب في تشبيك رأسه خمس آيات من سورة التغابن»[12958].

[قال ابن عساكر:] (4) كذا وقع في هذه الرواية، و هي عندي وهم، و لا أعرف الوليد بن صالح هذا، و إنّما هو العبّاس بن الوليد بن صبح، فسقط منه العباس بن و طوّلت الباء من صبح فصار صلحا (5)،و قد وقع من حديث العباس عاليا.

أخبرنا أبو علي الحدّاد - في كتابه - ثم حدّثني أبو مسعود المعدل عنه، أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا محمّد بن هارون بن محمّد بن بكّار الدمشقي، حدّثنا العباس بن الوليد الخلاّل، حدّثنا الوليد بن الوليد، حدّثنا ابن ثوبان، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد اللّه بن عمرو قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما من مولود يولد إلاّ مكتوب في تشبيك رأسه خمس آيات من سورة التغابن»[12959].

و رواية أبي أيوب الخزاعي عن ابن (6) صبح مشهورة.

8015 - الوليد بن صبح

ذكر أبو أحمد العسكري أنه والد عبّاس بن الوليد الخلاّل.

روى عن: حمّاد بن سلمة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أخبرنا سهل بن بشر، أخبرنا

ص: 150


1- تحرفت في «ز» إلى: صباح.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: عمير.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الحسن.
4- زيادة منا للإيضاح.
5- في «ز»: صباح.
6- الأصل: أبي، خطأ، و المثبت عن «ز»، و م.

أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أخبرنا أبو الحسين الكلابي، حدّثنا أبو الجهم أحمد ابن الحسين بن طلاب المشغرائي (1)،أخبرنا العبّاس بن الوليد بن صبح، حدّثني أبي قال:

صلّيت مع عمر بن عبد العزيز صلاة الصبح بدير سمعان (2) قال: فلمّا سلّم خرجت أتعثّر بثوبي من إغلاسها.

[قال ابن عساكر] (3) لا أظن الوليد أدرك عمر بن عبد العزيز، و اللّه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أخبرنا أبو صادق محمّد بن أحمد، أخبرنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أخبرنا أبو أحمد العسكري قال:

فأما صبح الصاد مضمومة و الباء ساكنة بلا ياء، فمنهم الوليد بن صبح، روى عن حمّاد ابن سلمة، و ابنه العبّاس بن الوليد بن صبح، حدّثنا عنه عثمان عبدان.

8016 - الوليد بن [أبي] عائشة الرقّي

8016 - الوليد بن [أبي] (4) عائشة الرقّي

قدم على عمر بن عبد العزيز متظلما، و حكى عنه، و عن عبد الحميد بن عبد الرّحمن ابن زيد بن الخطّاب.

حكى عنه عبيد اللّه بن عمرو الأسدي الرقّي.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم، أخبرنا أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري، أخبرنا أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسّان، حدّثنا أبي، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر نا (5) عبيد اللّه بن عمرو، حدّثني رجل من أهل الرقّة يقال له: الوليد بن أبي عائشة قال:

دفع إلى عمر بن عبد العزيز مالا كنت غصبته في زمن الوليد، فأتيت عمر فثبتت عنده البيّنة، قال: و كتب إلى عبد الحميد بن عبد الرّحمن يدفعه إليّ فقال: أقم، و أراجع أمير المؤمنين، قال: فأقمت أياما، ثم خرجت فأتيت خناصرة (6)،فإذا جنازة قد أخرجت، قال:

ص: 151


1- الأصل و م و «ز»: المشعراني، خطأ.
2- دير سمعان بنواحي دمشق في موضع نزه (راجع معجم البلدان).
3- زيادة منا.
4- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن «ز».
5- الأصل و م: بن، و المثبت عن «ز».
6- خناصرة بليدة من أعمال حلب تحاذي قنسرين نحو البادية (معجم البلدان).

فقلت: أصلّي على هذه الجنازة ثم أستريح ليلتي، ثم أغدو عليه، قال: فجاء عمر فصلّى عليها قال: ثم قعد، و قعد عن يمينه رجل، و عن شماله رجل، قال: و قعدت ناحية ممسك رأس دابتي، قال: فمطرت السماء، قال: فجلل صاحبيه بطيلسانه ثم نظر إليّ فقال لي: كأنك عليك أثر السفر؟ قال: قلت: نعم، قال: و ممن أنت ؟ قلت: من الكوفة، كتب لي أمير المؤمنين إلى عبد الحميد (1) في مظلمته قال: فعرفته فقمت إليه، فقال لي: أنّى به ؟ و قال لي:

أقم حتى أراجع أمير المؤمنين، قال: و فعل ؟ قلت: نعم، قال: ادعوا لي كاتبا، قال: فجاء، فقال: اكتب: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، من عبد اللّه عمر أمير المؤمنين إلى عبد الحميد بن عبد الرّحمن، أمّا بعد، فإن كنت غررتني بكسائك المرقوع و عمامتك الحرقانية (2) ففعل اللّه بك و فعل، إنّي أكتب إليك في الشيء و مراجعتي فيه حتى لو كتبت إليك في شاة لكتبت إليّ :

أ عفراء هي أو سوداء؟ كأنك قد أمنت المنايا بيني و بينك، فإذا أتاك كتابي هذا فادفع إلى الرجل ماله، فإن بدا لك أن تراجعني فراجعني، فلو لا أني قلت: إني أستريح، و أريح دابّتي لرجعت لحاجتي، و لم أدخل.

8017 - الوليد بن العبّاس

أظنه دمشقيا.

روى عن: معاذ بن جبل.

روى عنه: مكحول.

أخبرنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى، أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن الذكواني، أخبرنا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن إبراهيم العسّال، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مصقلة، حدّثنا محمّد بن مسلم بن وارة، حدّثنا عمرو بن صبيح أبو عثمان في مسجد أبي عاصم عن عاصم بن سليمان عن برد، عن مكحول، عن الوليد بن العبّاس، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من بنى للّه مسجدا بنى اللّه له بيتا في الجنّة»[12960].

ص: 152


1- تحرفت بالأصل إلى:«عبد الرحمن» و المثبت عن «ز»، و م.
2- تقرأ بالأصل و م: الحروانية، و المثبت عن «ز»، و العمامة الحرقانية: تكون على لون ما أحرقته النار (راجع تاج العروس).

8018 - الوليد بن عبد اللّه بن روح بن الوليد بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم الأموي

كان يسكن القطيعة عند السفليين (1)،و امرأته أم عثمان ابنة القاسم بن سليمان بن عبد الملك، ذكرهما أبو الحسن أحمد بن حميد الأزدي في تسمية من كان بدمشق من بني أميّة.

8019 - الوليد بن عبد الرّحمن بن نجيح القرشي

8019 - الوليد (2) بن عبد الرّحمن بن نجيح القرشي

حدّث عن يونس بن ميسرة بن حلبس.

روى عنه: العبّاس بن الوليد.

8020 - الوليد بن عبد الرّحمن بن هانئ - و هو أبو مالك -

أبو العبّاس الهمداني (3)

أخو يزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك.

قاضي عمر بن عبد العزيز على نواحي دمشق.

روى عن أبي إدريس الخولاني، و القاسم بن عبد الرّحمن، و أبي عبد اللّه مسلم بن مشكم.

روى عنه: الحجّاج بن أرطاة، و محمّد بن الوليد الزبيدي، و ثور بن يزيد الرحبي، و مسعر بن كدام.

و كان يكون بالكوفة، و بها مات.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل الحافظ ، أخبرنا أبو عمرو بن مندة، أخبرنا أبي، أخبرنا الحسن بن منصور أبو القاسم الإمام (4)،حدّثنا علي بن الحسين بن معروف الحمصي، حدّثنا عبد الحميد بن إبراهيم، أبو التقي (5)،حدّثنا عبد اللّه بن سالم، عن محمّد بن الوليد الزبيدي، حدّثنا الوليد بن أبي مالك أن أبا إدريس الخولاني حدّثهم أن النّواس بن سمعان حدّثهم.

ص: 153


1- السفليون: محلة كانت عند المسجد الجديد جنوب ميدان الحصا (غوطة دمشق لمحمّد كردعلي ص 173).
2- سقطت هذه الترجمة بتمامها من «ز».
3- ترجمته في تهذيب الكمال 428/19 و تهذيب التهذيب 90/6.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الأموي.
5- راجع ترجمته في تهذيب الكمال 35/11.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما من قلب رجل إلاّ و هو بين إصبعين من أصابع الرّحمن يقيمه إن شاء، و يرفعه إن شاء، و الميزان بيد الرّحمن، يرفع أقواما و يضع آخرين إلى يوم القيامة»[12961].

أخبرنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا أبي، حدّثنا عمرو بن الحارث، حدّثنا عبد اللّه بن سالم، عن الزبيدي، حدّثنا الوليد بن أبي مالك الهمداني أن أبا إدريس عائذ اللّه حدّثهم أن نواس بن سمعان الكلابي حدّثهم يرده إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما من قلب إلاّ و هو بين إصبعين من أصابع الرّحمن، يقيمه إذا شاء، و يرفعه إذا شاء، و الميزان بيد اللّه، يرفع أقواما و يضع أقواما إلى يوم القيامة».

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، أخبرنا أبو يعلى، حدّثنا ابن أبي سمينة البصري، حدّثنا سليمان بن حيان، أخبرنا حجّاج.

ح و أخبرنا أبو غالب الماوردي، أخبرنا عبد اللّه بن الحسن الخلاّل، أخبرنا عبيد اللّه ابن أحمد بن علي، حدّثنا يزداد بن عبد الرّحمن، حدّثنا أبو سعيد الأشج، حدّثنا أبو خالد، عن حجّاج، عن الوليد بن أبي مالك، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث ابن أبي سمينة: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يجير على المسلمين بعضهم».

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتاني، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (1)،حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا مسعر، عن الوليد بن أبي مالك، عن أبي عبيد اللّه، عن أبي الدّرداء قال:[إني] (2) لأوتر وراء عمود و الإمام في الصلاة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو العز الكيلي، أخبرنا أبو طاهر، قالا: أخبرنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أخبرنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، حدّثنا عمر بن أحمد، حدّثنا خليفة بن خيّاط

ص: 154


1- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 700/2.
2- سقطت من الأصل و م و «ز»، و زيدت عن تاريخ أبي زرعة.

قال (1):الوليد بن أبي مالك الهمداني، يكنى أبا العبّاس، توفي بالكوفة سنة خمس و عشرين و مائة، و يقال: سنة سبع و عشرين و مائة، همداني، دمشقي، ذكره خليفة في الطبقة الثالثة من أهل الشامات.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أخبرنا أبو محمّد بن [رياح أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال في تسمية أهل الشام: الوليد بن أبي مالك الهمداني.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمر بن منده، أنا محمّد بن] (2) يوة، أخبرنا أبو الحسن اللنباني (3)،نا ابن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد بن سعد قال (4) في الطبقة الثالثة من أهل الشام: الوليد بن أبي مالك الهمداني، و يكنى أبا العبّاس، مات سنة خمس أو سبع و عشرين و مائة، و هو ابن اثنتين و سبعين سنة، و كان مكتبه بالكوفة، و بها مات.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، أخبرنا الحسين بن فهم، حدّثنا محمّد بن سعد قال (5) في الطبقة الرابعة: الوليد، فذكر نحو ما تقدّم إلاّ أنّه قال: سنة خمس أو ست و عشرين و مائة في خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك، و زاد فيه: و له أحاديث.

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا ابن مندة، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (6):

الوليد بن أبي مالك الهمداني، أبو العبّاس، أخو يزيد بن أبي مالك، قاضي عمر بن عبد العزيز على نواحي دمشق، و كان مكتبه بالكوفة، و بها مات، روى عن أبي إدريس الخولاني، و القاسم أبي عبد الرّحمن، روى عنه الحجّاج بن أرطأة، و محمّد بن الوليد الزبيدي، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 155


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 571 رقم 2966 و أعاده في صفحة 574.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، فتداخل الخبران و اضطراب السياق، و الزيادة للإيضاح عن «ز».
3- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 461/7.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 19/9.

[قال ابن عساكر] (1) و لم يذكره البخاري في تاريخه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة، قال (2):الوليد بن أبي مالك يحدّث عنه من أصحابنا الزبيدي، و يحدّث عنه مسعر بن كدام.

قال: و أخبرنا تمام، أخبرنا جعفر بن محمّد بن جعفر، حدّثنا أبو زرعة قال في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام: يزيد بن أبي مالك الهمداني القاضي، و أخوه الوليد، روى عنه الزبيدي، و مسعر، و الحجّاج.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي - إجازة - أخبرنا أبو القاسم بن عتّاب، أخبرنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أخبرنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أخبرنا أبو الحسن الربعي، أخبرنا عبد الوهّاب الكلابي، أخبرنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الرابعة: الوليد بن أبي مالك الهمداني، أخو يزيد، دمشقي.

أخبرنا أبو جعفر بن أبي علي، أخبرنا أبو بكر الصفّار، أخبرنا أحمد بن علي بن منجويه، أخبرنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو العبّاس الوليد بن أبي مالك الهمداني الشامي، أخو يزيد، و كان مكتبه بالكوفة، و بها مات، كنّاه لنا محمّد، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أخبرنا أبو الحسن بن السّقّا، حدّثنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا عبّاس قال: سمعت يحيى يقول: روى حجّاج عن الوليد بن أبي مالك، و هو شامي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا ثابت بن بندار، أخبرنا أبو العلاء محمّد بن علي، أخبرنا أبو بكر البابسيري، أخبرنا الأحوص بن المفضّل، حدّثني أبي قال: قال الوليد و زيد ابنا أبي مالك، أخوان، ليس بحديثهما بأس، همدانيان، من أهل دمشق.

قال: و أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، أخبرنا أبو العلاء، أخبرنا أبو بكر، أخبرنا الأحوص بن المفضّل، حدّثنا أبي قال: و حجّاج عن (3) الوليد بن أبي مالك شامي.

ص: 156


1- زيادة منا للإيضاح.
2- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 700/2.
3- غير واضحة، و المثبت عن «ز»، و م.

أنبأنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي جعفر بن المسلمة، أخبرنا عبد الرّحمن ابن عمر (1) بن أحمد الخلاّل - إجازة - أخبرنا حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي، حدّثنا أبو علي حنبل بن إسحاق بن حنبل قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: الوليد بن أبي مالك شامي، ثقة، روى عنه مسعر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الطّيوري و ثابت، قالا: أخبرنا عبد اللّه بن الحسن بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا: أخبرنا الوليد بن بكر، أخبرنا (2) علي بن أحمد بن زكريا، أخبرنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: الوليد بن أبي مالك ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر [ابن] (3) الطبري، أخبرنا أبو الحسين ابن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال (4):و الوليد بن أبي مالك قد روى عن أبي عبيد اللّه (5) عن أبي هريرة: لستر المصلي مثل مؤخرة الرحل في مثل جلد السوط ، حدّثنا بذلك أبو نعيم عن مسعر، عن الوليد، و الوليد شامي ثقة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثني عبد العزيز الكتّاني، أنا علي بن الحسن الربعي، و رشأ بن نظيف، قالا: أخبرنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم، أخبرنا محمّد بن محمّد بن محمّد (6) بن داود بن عيسى، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد قال: الوليد بن أبي مالك شامي، لا بأس به.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أخبرنا أبو منصور محمّد بن الحسن (7) بن عبد اللّه، أخبرنا أبو بكر البرقاني، قال: قلت للدارقطني: الوليد بن أبي مالك عن النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال:

تابعي، متأخّر، من أهل الشام، لا بأس به.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا أبو بكر محمّد بن

ص: 157


1- الأصل و م: عمرو، خطأ، و المثبت عن «ز».
2- من قوله: الطيوري... إلى هنا سقط من «ز».
3- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن «ز».
4- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 454/2.
5- يريد مسلم بن مشكم.
6- كذا بالأصل كررت «محمّد» ثلاث مرات، و لم تذكر في م و «ز» إلا مرتين.
7- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الحسين.

عبيد اللّه بن أبي عمرو، أخبرنا أبو عبد اللّه بن مروان، أخبرنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن محمّد القرشي، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا علي بن عبد اللّه التميمي، قال: الوليد بن أبي مالك مات سنة خمس و عشرين و مائة، و هو ابن اثنتين و سبعين سنة، و كان مسكنه بالكوفة، و بها مات.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن محمّد بن أسد، أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أخبرنا عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر.

ح و أنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري، عن عبد العزيز الأزجي، قالا: أخبرنا عبد الرّحمن ابن عمر بن أحمد الخلاّل، أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: قال جدي:

الوليد بن أبي مالك شامي، و في حديثه ضعف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، قال: أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد (1) قال: سنة خمس و عشرين و مائة فيها مات الوليد بن أبي مالك الهمداني، و هو من أهل الشام، و كان مكتبه بالكوفة (2)،و هو أخو يزيد بن أبي مالك.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أخبرنا مكي بن محمّد، أخبرنا أبو سليمان بن زبر، قال: و الوليد بن أبي مالك الهمداني بالكوفة - يعني - مات سنة خمس و عشرين و مائة.

8021 - الوليد بن عبد الرّحمن الجرشيّ

8021 - الوليد بن عبد الرّحمن الجرشيّ (3)(4)

من أهل حمص، و سكن دمشق، و كان على خراج الغوطة في أيام هشام.

رأى أبا أمامة.

و روى عن جبير بن نفير، و الحارث بن الحارث الغامدي، و سلمة بن نفيل السكوني، و عياض بن غطيف.

ص: 158


1- الأصل و م: عبيد اللّه، تصحيف، و المثبت عن «ز».
2- تهذيب الكمال 429/19.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 429/19 و تهذيب التهذيب 90/6 و التاريخ الكبير 147/8 و الجرح و التعديل 9/9.
4- الجرشي بضم الجيم و فتح الراء، كما في تقريب التهذيب و الاكمال لابن ماكولا.

روى عنه: إبراهيم بن سليمان، و إبراهيم بن أبي عبلة، و عبد الغفّار بن سليمان (1) بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، و عبد اللّه بن عامر الأسلمي، و يونس بن ميسرة بن حلبس، و خالد بن دهقان، و محمّد بن مهاجر، و بشّار بن أبي سيف، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و داود بن أبي هند.

و سئل عنه محمّد بن عوف الطائي فقال: حمصي، ثقة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا إبراهيم بن أحمد ابن جعفر، حدّثنا الفريابي، حدّثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملي، حدّثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، حدّثنا داود بن أبي هند، حدّثني الوليد بن عبد الرّحمن الجرشيّ ، عن جبير بن نفيل الحضرمي، عن أبي ذرّ قال:

صمنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رمضان، فلم يقم بنا [حتى بقي سبع من الشهر، فقام بنا نحوا من ثلث الليل، فلما كانت السادسة لم يقم بنا] (2) ثم قام بنا ليلة خمس و عشرين حتى ذهب نحو من شطر الليل، فقلت: يا رسول اللّه، لو نفلتنا، فقام بقية ليلتنا هذه، فقال:«إنه من صلّى مع الإمام حتى ينصرف حسبت له بقية قيام ليلته» قال: فلما بقي أربع لم يقم بنا، فلما بقي ثلاث من الشهر أرسل إلى نسائه و أهله، فقام بنا حتى حسبنا أن يفوتنا الفلاح، قلت: و ما الفلاح ؟ قال:«السحور»، قال: ثم لم يقم بنا بقية الشهر[12962].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أخبرنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و هذا لفظه - قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن، قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمّد بن سهل، أخبرنا البخاري قال (3):

الوليد بن عبد الرّحمن الجرشيّ مولى لآل أبي سفيان، الأنصاري.

قال شعيب (4):و أراه الوليد بن أبي مالك، و ذكر له حديثا من حديث محمّد بن شعيب، عن إبراهيم بن سليمان، عن الوليد بن عبد الرّحمن، عن جبير، عن نواس بن سمعان.

ص: 159


1- كذا بالأصل «بن سليمان» و ليس في نسبه في م، و «ز»، و تهذيب الكمال.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لإقامة المعنى عن «ز».
3- التاريخ الكبير للبخاري 147/8.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تهذيب الكمال نقلا عن البخاري: قاله شعيب، و الذي في التاريخ الكبير: قال شعبة.

[قال ابن عساكر:] (1) و قوله: أراه ابن أبي مالك وهم، و قوله: مولى آل أبي سفيان غير صحيح، فإنه عربي من جرش (2).

أخبرنا أبو الحسين - إذنا - و أبو عبد اللّه شفاها - قالا: أخبرنا أبو القاسم العبدي، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (3):

الوليد بن عبد الرّحمن الجرشيّ الحمصي، مولى لأبي سفيان الأنصاري، روى عن جبير بن نفير، روى عنه إبراهيم بن أبي عبلة (4)،و إبراهيم بن سليمان الأفطس، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد التميمي، أخبرنا أبو القاسم البجلي، أخبرنا أبو عبد اللّه الكندي، حدّثنا أبو زرعة قال في الطبقة الثالثة: الوليد بن عبد الرّحمن الجرشيّ .

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابن البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي - إجازة - أخبرنا أبو القاسم بن عتّاب، أخبرنا ابن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أخبرنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أخبرنا أبو الحسن الربعي، أخبرنا عبد الوهّاب الكلابي، أخبرنا أحمد (5) بن عمير - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول: الوليد بن عبد الرّحمن الجرشيّ ، حمصي، ذكره في الطبقة الرابعة.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد بن علي، أخبرنا علي بن المحسن التنوخي، أخبرنا محمّد بن المظفّر، أخبرنا أبو بكر بن أحمد بن حفص، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي قال:

ص: 160


1- زيادة منا للإيضاح.
2- عقب ابن حجر في تهذيب التهذيب 91/6 على تعقيب ابن عساكر بقوله: و يجوز أن يكون مولى بالحلف و إن كان عربي الأصل.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 9/9.
4- تحرفت بالأصل و م إلى: علية، و المثبت عن «ز».
5- تحرفت بالأصل و م إلى: محمّد، و التصويب عن «ز».

و الوليد بن عبد الرّحمن الجرشيّ يحدّث عن أبي أمامة، و جبير بن نفير، و حدّث عنه من أهل العراق و أهل الشام غير واحد، و لي خراج الغوطة في خلافة هشام بن عبد الملك.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه بن جعفر قال (1):

أما الجرشيّ بضم الجيم و فتح الراء، و كسر الشين المعجمة: الوليد بن عبد الرّحمن الجرشيّ ، يروي عن جبير بن نفير.

قرأت على أبي محمّد أيضا، عن عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا أبو نصر بن الجندي، و عبد الرّحمن بن أبي العقب، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العقب، حدّثنا أبو عبد الملك، قال: قال أبو عبد اللّه بن عائذ: كان الوليد بن عبد الرّحمن واليا على الغوطة على خراجها في زمان هشام.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا أبو الحسن علي ابن محمّد بن أحمد بن كيسان النحوي، حدّثنا يوسف بن يعقوب القاضي، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن أسماء، حدّثنا مهدي بن ميمون، حدّثنا واصل مولى أبي عيينة عن ابن أبي سيف، عن الوليد بن عبد الرّحمن - رجل من فقهاء أهل الشام - عن عياض بن غطيف بحديث ذكره.

أخبرنا أبو محمّد المزكّي، حدّثنا أبو محمّد الصوفي، أخبرنا أبو محمّد العدل، أخبرنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (2)،حدّثني هشام بن عمّار، حدّثنا أيوب بن حسّان الجرشي، عن الأوزاعي، عن خالد بن دهقان قال: أول من أحدث الدراسة (3) بدمشق هشام بن إسماعيل المخزومي [و] (4) بفلسطين الوليد بن عبد الرّحمن الجرشيّ .

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أخبرنا محمّد بن [علي بن] (5) يعقوب، أخبرنا أبو بكر البابسيري، أخبرنا الأحوص بن المفضل (6)،حدّثنا أبي

ص: 161


1- الاكمال لابن ماكولا 234/2 و 235.
2- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 713/2.
3- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م، و تاريخ أبي زرعة.
4- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م، و تاريخ أبي زرعة.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».
6- بالأصل و م: الفضل، تحريف، و المثبت عن «ز».

قال: و الوليد بن عبد الرّحمن دمشقي، حدّث عن جبير بن نفير، و هو من جرش، و قد روى عنه عبد اللّه بن عامر الأسلمي من أهل المدينة، و قد ضعف يحيى بن معين عبد اللّه بن عامر.

قال: و حدّثنا أبي قال: قال أبو زكريا: روى داود بن أبي هند، و إبراهيم بن أبي عبلة عن الوليد بن عبد الرّحمن الجرشيّ و هو ثقة.

قال: و نا أبي قال: و الوليد بن عبد الرحمن الجرشي روى عنه داود بن أبي هند من العراقيين وحده، و روى عنه إبراهيم بن أبي عبلة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أخبرنا أبو الحسن بن السّقّا، حدّثنا محمّد بن يعقوب [نا عباس بن محمّد قال سمعت يحيى يقول:

الوليد بن عبد الرحمن عنه إبراهيم بن أبي عبلة.

أخبرنا أبو] (1) محمّد، حدّثنا أبو محمّد، أخبرنا أبو محمّد، أخبرنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (2)،حدّثني محمود بن خالد، حدّثنا الهيثم بن عمران قال: رأيت الوليد بن عبد الرّحمن الجرشيّ [و قد رأى أبا أمامة و جبير بن نفير.

قال أبو زرعة (3):و الوليد بن عبد الرحمن الجرشي،] (4) قديم، جيّد الحديث، من أهل حمص، عامل هشام بن عبد الملك على خراج الغوطة، أدرك أبا أمامة، و روى عنه، حدّث عنه من الأجلّة يونس بن ميسرة، و إبراهيم بن أبي عبلة، و خالد بن دهقان.

أنبأنا أبو عبد اللّه، و أبو الحسين، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (5):سئل أبي عن الوليد بن أبي عبد الرّحمن الجرشيّ فقال: ثقة.

ص: 162


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م.
2- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 354/1.
3- تاريخ أبي زرعة 713/2.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز»، و تاريخ أبي زرعة.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 9/9.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه [محمّد] (1) بن علي بن أحمد بن المبارك، أخبرنا رشأ بن نظيف، أخبرنا محمّد بن (2) محمّد بن داود، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف قال:

الوليد بن عبد الرّحمن الجرشيّ شامي، ثقة، كان فيمن قدم على الحجّاج.

و ذكر أبو بكر أحمد بن محمّد بن شرام قال: أملى علينا أبو بكر أحمد بن محمّد بن بطة البغدادي، أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد، أخبرنا أبو حاتم، عن العتبي قال:

ولّى هشام بن عبد الملك على الغوطة رجلا (3) من جرش يقال له: الوليد بن عبد الرّحمن، فكلّمه رجل في حاجة، فقال: قد حلفت على مثل هذه الحاجة، فقال له الرجل:

إن لم تكن حلفت بيمين قطّ إلاّ أبررتها فما أحبّ أن أكون أوّل من أحنثك و إن كنت ربما حلفت باليمين فرأيت غيرها خيرا منها فكفّرتها فلست أحبّ أن أكون أهون إخوانك عليك، فقال: سحرتني، و قضى حاجته.

8022 - الوليد بن عبد العزيز بن أبان بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص بن أمية الأموي

له ذكر.

8023 - الوليد بن عبد الملك بن خالد بن يزيد أبو العبّاس الحسني المنيحي

8023 - الوليد بن عبد الملك بن خالد بن يزيد أبو العبّاس الحسني المنيحي (4)

من أهل قرية المنيحة من قرى الغوطة.

حدّث عن أبي خليد (5) عتبة بن حمّاد عن (6) سعيد بن بشير، عن قتادة، عن ابن عبّاس بكتاب وجوه القرآن و نظائره في جزء متوسط ، رواه عنه أبو الحسن أحمد بن أنس بن مالك، و أبو بكر يحيى بن عبد اللّه بن الحارث الزجاج، و أبو عمرو عامر بن محمّد بن يزيد بن عكرمة بن يونس الخشني.

ص: 163


1- زيادة عن «ز».
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن داود.
3- الأصل: رجل، و المثبت عن «ز»، و م.
4- ترجمته في معجم البلدان (منيحة)217/5 و الاكمال 248/7.
5- تحرفت بالأصل و م إلى: خالد، و المثبت عن «ز»، و معجم البلدان.
6- تحرفت بالأصل و م إلى: عن، و المثبت عن «ز».

أخبرنا بهذا الكتاب أبو الحسن علي بن أحمد المالكي، أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أخبرنا أبو نصر بن الجبّان، أخبرنا أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة، حدّثنا أبو الحسن أحمد بن أنس بن مالك في سنة خمس و تسعين و مائتين، حدّثنا أبو العبّاس الوليد بن عبد الملك بن خالد بن يزيد المنيحي، حدّثني أبو خليد عتبة بن حمّاد، حدّثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن ابن عبّاس فذكره، و قتادة لم يسمع من ابن عبّاس شيئا.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد، أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: الوليد بن عبد الملك بن خالد أبو العبّاس المنيحي، نسب إلى ضيعة من ضياع دمشق تسمى المنيحة، حدّث عن أبي خليد عتبة بن حمّاد الدمشقي، روى عنه أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (1):

و أما المنيحي بفتح الميم و كسر النون و سكون الياء المعجمة باثنتين من تحتها، و بحاء مهملة، فهو أبو العبّاس الوليد بن عبد الملك بن خالد المنيحي، منسوب إلى ضيعة من ضياع دمشق تسمى المنيحة، حدّث عن أبي خليد عتبة بن حمّاد الدمشقي، روى عنه أحمد بن أنس ابن مالك الدمشقي.

8024 - الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة

ابن عبد شمس بن عبد مناف أبو العبّاس الأموي (2)

بويع له بالخلافة بعد أبيه بعهد منه.

حكى عنه الزهري.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أخبرنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أخبرنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أخبرنا أبو حامد بن الشرقي، حدّثنا محمّد بن يحيى الذهلي، حدّثنا عبد الرزّاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، قال: كتب الوليد بن عبد الملك إلى عمر أن

ص: 164


1- الاكمال لابن ماكولا 248/7.
2- ترجمته في أكثر كتب التواريخ العامة كتاريخ اليعقوبي و تاريخ خليفة و الطبري و مروج الذهب و الكامل لابن الأثير و البداية و النهاية و تاريخ الإسلام، و في سير أعلام النبلاء 347/4 و فوات الوفيات 254/4 و تاريخ الخلفاء للسيوطي 223 و العقد الثمين 389/7 و مآثر الإنافة 132/1 و شذرات الذهب 111/1 و النجوم الزاهرة 220/1 و 234.

يقطع يد رجل ضرب آخر بالسيف. قال الزهري: فقطع عمر لذلك، و كانت من ذنوبه التي كان يستغفر اللّه منها.

أخبرنا أبو الحسين (1) بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، أخبرنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدّثنا الزّبير بن بكّار قال (2):

فولد عبد الملك بن مروان: الوليد، و به كان يكنّى، و هو ولي عهده، و الخليفة من بعده، و سليمان بن عبد الملك، و عائشة تزوجها خالد بن يزيد بن معاوية، و أمّهم أم الوليد (3)بنت العبّاس بن جزء بن الحارث بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث ابن قطيعة بن عبس (4) بن بغيض.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أخبرنا أبو طاهر بن محمود، أخبرنا أبو بكر ابن المقرئ، حدّثنا محمّد بن جعفر الزراد، حدّثنا عبيد اللّه بن سعد الزهري، عن عمّه يعقوب، قال: أم (5) الوليد بن عبد الملك أم الوليد بنت العبّاس بن الحارث، و هو أحد بني عبس، و ذكر غيرهما: أن اسمها ولادة.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، أخبرنا أبو يعلى قالا: أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن علي، قال: قرأت على علي بن عمرو حدّثكم الهيثم بن عدي قال في كنى الخلفاء:

الوليد بن عبد الملك أبو العبّاس.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز، أخبرنا تمام، و أخبرنا جعفر بن محمّد بن جعفر [نا] (6) أبو زرعة قال: و من بني أمية ممن يحدّث: الوليد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه - قراءة - عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا عبد اللّه بن عتاب، أخبرنا ابن جوصا - إجازة-.

ص: 165


1- تحرفت في «ز» إلى: الحسن.
2- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 161 و ما بعدها.
3- ذكرها ابن حزم في جمهرة أنساب العرب ص 239 و سماها:«ولاّدة» فلعل اسمها:«ولادة» و كنيتها:«أم الوليد».
4- تقرأ بالأصل:«حلبس» تحريف، و المثبت عن «ز»، و م، و نسب قريش.
5- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
6- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن «ز».

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أخبرنا الحسن [بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن] (1)،أخبرنا ابن جوصا - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثالثة: الوليد بن عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أخبرنا نصر بن إبراهيم، أخبرنا سليم بن أيوب، أخبرنا طاهر بن محمّد بن سليمان، حدّثنا علي بن إبراهيم بن أحمد، حدّثنا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: الوليد بن عبد الملك، أبو العبّاس.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا أبو القاسم عبيد اللّه ابن عثمان بن يحيى، أخبرنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطبي، قال: الوليد بن عبد الملك بن مروان، و أمّه ولاّدة بنت العبّاس بن جزء (2) بن الحارث بن زهير العبسية، و كنيته أبو العبّاس.

أخبرنا أبو جعفر بن أبي علي - إذنا - أخبرنا أبو بكر الصفّار، أخبرنا أحمد بن علي بن منجويه، أخبرنا أبو أحمد قال:

أبو العبّاس الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، رأى سهل بن سعد الساعدي، و سعيد بن المسيّب، ذكر قصة ثعلبة بن أبي مالك القرظي، و داود بن حسن المزني، و بويع لاثنتي عشرة خلت من شوال سنة ست و ثمانين، و مات يوم السبت لاثنتي عشرة خلت من (3) جمادى الآخرة سنة ست و تسعين، و هو ابن ست و أربعين سنة، فكانت ولايته تسع سنين و ثمانية أشهر.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى بن خليفة، قال (4):و حدّثني يحيى بن محمّد عن (5)عبد العزيز بن عمران، عن محمّد بن عبد اللّه بن المؤمل (6) المخزومي، قال: ولد الوليد بالمدينة سنة خمس و أربعين.

ص: 166


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن «ز» و م.
2- بالأصل: حرب، و في «ز»، و م:«حزن».
3- أقحم بعدها بالأصل:«من شوال سنة ست و ثمانين، و مات يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة خلت من».
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 309 (ت. العمري).
5- تحرفت بالأصل و م إلى: بن، و المثبت عن «ز»، و تاريخ خليفة.
6- تحرفت بالأصل و م إلى: عبد الملك، و المثبت عن «ز»، و تاريخ خليفة.

و ذكر أبو العبّاس أحمد بن يونس بن المسيّب الضبّي أن الوليد بن عبد الملك ولد سنة خمسين.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة-.

قال: و أخبرنا أبو تمام علي بن محمّد - إجازة - أخبرنا أحمد بن عبيد - قراءة - قال:

أخبرنا محمّد بن الحسين بن محمّد، حدّثنا ابن أبي خيثمة، أخبرني سليمان بن أبي شيخ قال:

كانت أم الوليد (1) بن عبد الملك عبسية، و أم مصعب بن الزبير كلبية، فقال رجل من عبس:

فليت (2) لنا مصعبا بالوليد *** و عبد العزيز بيحيى بديلا

أ نحن قعدنا بأبنائنا *** أم القوم أنجب منا (3) الفحولا

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلم، عن رشأ بن نظيف، أخبرنا أبو أحمد عبد السّلام بن الحسين البصري، أخبرنا أبو محمّد علي بن عبد اللّه ابن المغيرة، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد الأسدي، حدّثنا الرياشي - و هو العبّاس بن الفرج - أخبرنا ابن عائشة، أخبرنا أبي قال:

كان الوليد أكبر أولاد عبد الملك، و كان أبوه و أمّه يترفانه، فشبّ بلا أدب، و كان دميما و كان إذا مشى توذّف - يريد تبختر - و كان سائل الأنف (4)،فقيل فيه:

فقدت الوليد و أنفا له *** كنثل (5) الفصيل أبى أن يبولا

فلما أفضت الخلافة إليه دخل عليه أعرابي، فمتّ بصهر بينه و بين بعض قرابته فقال:

من ختنك ؟ قال: فوجم الأعرابي، فقال: بعض هذه الأطباء، فقال سليمان: إنما يريد أمير المؤمنين: من ختنك ؟ فقال الأعرابي: نعم، فلان.

و ذكر سعيد بن كثير بن عفير أن الوليد كان طويلا، أسمر، به أثر جدري خفي، بمقدم لحيته شمط ، ليس في رأسه و لا لحيته غيره (6)،أفطس (7).

ص: 167


1- مكانها بياض في «ز».
2- الأصل و م: ليت، و المثبت عن «ز».
3- الأصل و م: منها، و المثبت عن «ز».
4- سير الأعلام 347/4 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 497 و فوات الوفيات 254/4.
5- نثل الفرس: راث، و كذا البغل و الحمار (تاج العروس).
6- تحرفت بالأصل إلى: غبرة، و المثبت عن «ز»، و م.
7- تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 497.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو الحسن الحمامي، أخبرنا علي بن أحمد بن أبي قيس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا عمر بن الحسن، قالا: حدّثنا ابن أبي الدنيا قال: و كان طويلا - و قال عمر بن الحسن: طوالا - أسمر جميلا، فيه فطس، في وجهه أثر جدري خفي، بمقدم لحيته شيب، ليس في لحيته و لا رأسه غيره.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا أبو القاسم بن جنيقا، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، أخبرني محمّد بن موسى البربري، عن محمّد بن أبي السري (1)،قال: كان الوليد أسمر، أفطس، به أثر جدري، و بمقدم لحيته شيب ليس في رأسه و لحيته غيره.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أخبرنا أبو القاسم تمام بن محمّد، حدّثنا محمّد بن سليمان، حدّثنا محمّد بن الفيض، حدّثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى ابن يحيى، حدّثني أبي عن جدي قال:

و قال عبد الملك لروح بن زنباع: يا أبا قزعة، قد غلبني الوليد باللحن، و سأظهر العشية كآبة، فاسألني (2) عنها ودعني و الوليد، فلما أذّن بالعشاء أظهر كآبة و عنده الوليد و سليمان و روح، فقال له روح: ما هذه الكآبة يا أمير المؤمنين، لا يسوؤك (3)[اللّه] (4) و لا يريك مكروها، قال: ذكرت ما في عنقي من هذه الأمة، و إلى من أصيّر أمرها بعدي، فقال له روح: يغفر اللّه لك يا أمير المؤمنين، فأين أنت عن الوليد سيّد شباب العرب، قال: يا أبا قزعة، لا ينبغي أن يلي العرب إلاّ من يتكلم بكلامها، فقام الوليد فدخل منزله و جمع إليه أصحاب النحو، فأقام ستة أشهر معهم، و خرج يوم خرج و هو أجهل بالنحو منه يوم دخل، فقال عبد الملك: قد أجهد و أعذر.

[قال ابن عساكر:] (5) كذا قال، و المحفوظ أن كنية روح أبو زرعة، و قد وقعت لي هذه الحكاية أتم مما هاهنا.

ص: 168


1- تحرفت في «ز» إلى: اليسري.
2- الأصل و م و «ز»: فسألني.
3- الأصل و م:«بسرك» و في «ز»: «يسرك».
4- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
5- زيادة منا.

أنبأنا بها أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاء، أخبرنا أبو الحسن الحمامي (1) سنة سبع عشرة و أربعمائة، أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطبي - إجازة - أخبرنا أبو القاسم يحيى بن عبد الباقي الأذني - إملاء في مدينة أبي جعفر [نا محمّد] (2) بن إبراهيم أبو حارثة الغسّاني، حدّثني أبي عن أبيه يحيى بن يحيى الغسّاني، عن روح بن زنباع قال (3):

دخلت على عبد الملك بن مروان يوما و هو مهموم، فقلت: ما هذه الكآبة التي بأمير المؤمنين لا يسوؤه [اللّه] (4) و لا يخزيه ؟ (5) قال: فكّرت فيمن أولّيه أمر العرب، فلم أجده، قال: قلت: فأين أنت عن الوليد بن عبد الملك، قال: إنه لا يحسن النحو، قال: فقال لي:

رح لي العشية، فإنّي سأظهر كآبة، فسلني مع ذاك و خلّني و الوليد، قال: فرحت إليه و الوليد عنده، و قد أظهر كآبة، فقلت: ما هذه الكآبة التي بأمير المؤمنين ؟ لا يسوؤه اللّه و لا يخزيه ؟ (6)قال لي: يا أبا زنباع، فكرت فيمن أولّيه أمر العرب، فلم أجده، قال: فقلت: فأين أنت عن ريحانة قريش و سيّدها: الوليد بن عبد الملك، قال لي: يا أبا زنباع، إنه لا يلي العرب إلاّ من تكلم بكلامهم، قال: فسمعها الوليد، فقام من ساعته، و جمع أصحاب النحو، و دخل إلى بيت و أدخلهم معه، و طيّن عليه و عليهم الباب، فأقام فيه ستة أشهر، قال: ثم خرج منه يوم خرج و هو أجهل في النحو منه يوم دخل فيه، قال: فقال عبد الملك: أما إنه قد أعذر.

هو أحمد بن إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، قال: قال ابن بكير: قال الليث: و في سنة ثمان و سبعين غزوة الوليد بن أمير المؤمنين أرض الروم، و حجّ عامئذ بالناس الوليد بن أمير المؤمنين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا أبو القاسم بن أبي العقب، أخبرنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، أخبرنا

ص: 169


1- تحرفت بالأصل و م إلى: الحسامي، و التصويب عن «ز».
2- بالأصل و م:«في مدينة أبي حدّثنا جعفر بن إبراهيم» صوبنا الجملة، و الزيادة عن «ز».
3- رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 497.
4- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن «ز».
5- الأصل و م و «ز»: يحزنه. و المثبت عن المختصر.
6- الأصل و م و «ز»: يحزنه.

محمّد بن عائذ، حدّثنا الوليد بن مسلم قال: و في سنة سبع و سبعين غزا الوليد بن عبد الملك، و حضر فتح صملة.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أخبرنا أحمد بن محمود، أخبرنا محمّد بن إبراهيم، أخبرنا محمّد بن جعفر المنبجي، حدّثنا عبيد اللّه بن سعد الزهري قال: قال أبي:

و عرضناها على يعقوب أيضا، و غزا الوليد بن عبد الملك - يعني - سنة سبع و سبعين أرض الروم حتى بلغ أنقرة، و حجّ الوليد بن عبد الملك على الناس سنة [ثمان و سبعين، و غزا الوليد ابن عبد الملك يعني سنة] (1) سبع و سبعين أرض الروم حتى بلغ غزالة، و حجّ الوليد بن عبد الملك سنة إحدى و سبعين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق، أخبرنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (2):قال ابن الكلبي: فيها - يعني - سنة سبع و سبعين غزا الوليد بن عبد الملك أرض الروم، و بلغ موضعا بين ملطية و المصيصة.

قال خليفة: و فيها - يعني - سنة سبع و سبعين غزا الوليد بن عبد الملك من ناحية ملطية فغنم و سبى، قال: و في سنة ثمان و سبعين أقام الحجّ الوليد بن عبد الملك (3)،و في سنة إحدى و تسعين أقام الحجّ الوليد بن عبد الملك (4).

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي - في كتابه - أخبرنا أبو بكر الصفّار، أخبرنا أحمد ابن علي بن منجويه، أخبرنا أبو أحمد محمّد بن محمّد، أخبرنا محمّد بن أحمد الأصبهانيان، حدّثنا الحسن يعني ابن علي بن ماهان، حدّثنا أحمد - يعني - ابن مهدي، حدّثنا محمّد بن سعد (5)،أخبرنا محمّد بن عمر الواقدي قال: سنة ثمان و سبعين فيها حجّ بالناس الوليد بن عبد الملك، و هو ولي عهد.

قال: و حدّثنا محمّد بن رفاعة بن ثعلبة بن أبي مالك عن أبيه عن جده قال: نزل بنا بالمدينة، فنزل في دار مروان بن الحكم، فسأل: من بقي من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فوجد

ص: 170


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 276.
3- تاريخ خليفة ص 277.
4- تاريخ خليفة ص 303.
5- الأصل و م: سعيد، و المثبت عن «ز».

سهل بن سعد، فأرسل إليه، فأتي به، فرحّب به، و أمر له بمائة دينار، و سأل عن جابر بن عبد اللّه، فأخبر أنه قد مات قبل قدومه بشهر أو نحوه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر الخطيب، أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الجواليقي.

ح و أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي، قالا: أخبرنا أبو الفرج الحسن بن علي الطناجيري، قالا: أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن زيد الأنصاري، حدّثنا محمّد بن محمّد بن عقبة، حدّثنا هارون بن حاتم، ثم حدّثنا أبو بكر بن عيّاش قال: ثم حجّ الوليد بن عبد الملك سنة ثمان و سبعين، ثم حجّ بالناس - يعني - الوليد بن عبد الملك سنة إحدى و تسعين (1).

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه السلمي - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إيّاه و قال:

اروه عني - أخبرنا أبو علي محمّد بن الحسين بن محمّد، أخبرنا أبو الفرج المعافى بن زكريا القاضي (2)[نا] (3) محمّد بن الحسن بن دريد، أخبرنا أبو حاتم عن العتبي قال: لما حضرت عبد الملك بن مروان الوفاة جمع ولده و فيهم مسلمة، و كان سيّدهم (4) فقال: أوصيكم بتقوى اللّه، فإنها عصمة باقية، و جنّة واقية، و هي أحصن كهف، و أزين حلية، ليتعطف الكبير منكم على الصغير، و ليعرف الصغير منكم حق الكبير، مع سلامة الصدر، و الأخذ بجميل الأمور، و إيّاكم و الفرقة و الخلاف فيهما هلك الأولون، و ذلّ ذو العز المعظمون، انظروا مسلمة فاصدروا عن رأيه، فإنه نابكم الذي عنه تفترون و مجنّكم الذي به تستجنون، و أكرموا الحجّاج فإنه وطّأ لكم المنابر، و أثبت لكم الملك، و كونوا بني أم بررة، و إلاّ دبت بينكم العقارب، كونوا في الحرب أحرارا و للمعروف منارا، و احلولوا في مرارة، و لينوا في شدة، وضعوا الذخائر عند ذوي الأحساب و الألباب، فإنه أصون لأحسابهم، و أشكر لما يسدي إليهم.

ص: 171


1- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء الخامس بعد الخمسمائة من الأصل. بلغت سماعا بقراءتي و عرضا بالأصل على شيخنا العالم الورع بقية السلف أبي البركات الحسن بن محمّد بن الحسن بن هبة اللّه بحق إجازته من عمه المصنف و كتب محمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي و ذلك في مجلس آخرهما يوم الأحد الرابع و العشرون من جمادى الأولى سنة عشرين و ستمائة بجامع دمشق حرسها اللّه تعالى.
2- رواه المعافى بن زكريا الجريري القاضي في الجليس الصالح الكافي 82/3 و ما بعدها.
3- سقطت من الأصل و م، و زيدت للإيضاح عن «ز».
4- وصية عبد الملك لأولاده في التعازي و المراثي للمبرد ص 123-125.

ثم أقبل على ابنه الوليد فقال: لا ألفينك إذا متّ تجلس تعصر عينيك و تحنّ حنين الأمة، و لكن شمّر و ائتزر و البس جلد نمر، و دلّني في حفرتي، و خلّني و شأني، و عليك و شأنك، ثم ادع الناس إلى البيعة فمن قال هكذا فقل بالسيف هكذا.

ثم أرسل إلى عبد اللّه بن يزيد بن معاوية و خالد بن أسيد فقال: هل تدريان لما بعثت إليكما؟ قالا: نعم، لترينا أثر عافية اللّه إياك قال: لا، و لكن حضر من الأمر ما تريان، فهل في أنفسكما من بيعة الوليد شيء؟ فقالا: لا و اللّه ما نرى أحدا أحقّ بها منه بعدك يا أمير المؤمنين، قال: أولى لكما، أما و اللّه لو غير ذلك قلتما لضربت الذي فيه أعينكما، ثم رفع فراشه (1) فإذا السيف مشهور، و لم يزل بين مقالتين حتى فاظ ، مقالته الأولى (2):

فهل من خالد إما هلكناه و هل بالموت يا للناس عار و مقالته الثانية: الحمد للّه الذي لا يبالي من (3) أخذ من خلقه و ترك، صغيرا (4) أو كبيرا حتى مات، فسجّاه الوليد، و كان هشام أصغر ولده فقال (5):

و ما كان قيس هلكه هلك واحد *** و لكنه بنيان قوم تهدما

فلطمه الوليد ثم قال له: اسكت يا بن الأشجعية فإنك أحول أكشف، تنطق بلسان شيطان، أ لا قلت (6):

إذا مقرم منا ذرى حدّ نابه *** تخمّط منا ناب آخر مقرم

قال مسلمة: إياكم و الضجاج، فإنكم إن صلحتم صلح الناس، و إن فسدتم كان الفساد أسرع، ثم قال:

لقد أفسد الموت الحياة و قد أتى *** على شخصه يوم عليّ عصيب

فإن تكن أيام أحسن مرّة *** إليّ فقد عادت لهن ذنوب

أتى بعد حلو العيش حتى أمرّه *** نكوب على آثارهن نكوب

ص: 172


1- الأصل و م: برأسه، و المثبت عن «ز»، و الجليس الصالح.
2- البيت لعدي بن زيد، انظر ديوان عدي ص 132.
3- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
4- الأصل: صغير، و المثبت عن «ز»، و م، و الجليس الصالح.
5- سيأتي البيت قريبا.
6- البيت لأوس بن حجر، ديوانه ص 122 (ط . بيروت - صادر).

فقال سليمان: مات و اللّه أمير المؤمنين، و صار في منزلة هو فيها و الذليل الضعيف سواء، ثم صعد المنبر الوليد، فحمد اللّه، و أثنى عليه، و صلّى على النبي صلى اللّه عليه و سلم ثم قال: إنا للّه و إنا إليه راجعون، يا لها مصيبة، ما أعظمها و أفظعها و أخصها و أعمّها، و أوجعها، موت أمير المؤمنين، و يا لها نعمة ما أعظمها و أجسمها و أوجب الشكر للّه عليّ فيها، خلافته التي سربلنيها، فكان أول من عزّى نفسه و هنأها بالخلافة، ثم قال: انفضوا فبايعوا على بركة اللّه، فلما بايعه الناس جلس مجلس عبد الملك و جمع أهل بيته ثم قال (1):

انفوا الضغائن و التحاسد بينكم *** عند المغيب و في الحضور الشّهد

فصلاح ذات البين طول بقائكم *** إن مدّ في عمري و إن لم يمدد

فلمثل ريب الدهر ألف بينكم *** بتواصل و تراحم و تودد

و انفوا الضغائن و التخاذل (2) بينكم *** يتكرم و توازر و تغمد

حتى تلين جلودكم و قلوبكم *** لمسوّد منكم و غير مسوّد

إن القداح إذا اجتمعن فرامها (3) *** بالكسر ذو حنق و بطش أيد

عزّت فلم تكسر و إن هي بدّدت *** فالوهن و التكسير للمتبدّد

قال القاضي: قوله: تحنّ (4) حنين الأمة: الحنين: البكاء، و قيل: صوت البكاء كما قال الشاعر:

فلا تبكوا علي و لا تحنّوا *** بقول الإثم إنّ الإثم حوب

و تمثّل هشام بالبيت الذي ذكره فإنه لعبدة بن الطبيب (5) قاله في قيس بن عاصم يرثيه في شعر له و هو (6):

عليك سلام اللّه قيس بن عاصم *** و رحمته ما شاء أن يترحما

ص: 173


1- وردت الأبيات التالية في التعازي و المراثي على أنّها جزء من وصيّة عبد الملك، و وردت في مروج الذهب أيضا على أنّها من وصية عبد الملك لكن الوليد كان كثير الإنشاد لها.
2- بالأصل: و التحاسد، و المثبت عن «ز»، و م، و الجليس الصالح.
3- الأصل و م: قوامها، و المثبت عن «ز»، و الجليس الصالح.
4- كذا بالأصل و هنا و فيما سبق: تحن حنين.. بالحاء المهملة، و في «ز»، و م هنا: تخن خنين الأمة، و جاءت في الشعر أيضا فيهما بالخاء المعجمة. و كلاهما بمعنى البكاء، راجع تاج العروس. في مادتي: حن، و خن.
5- الأصل و م و «ز»: الطيب.
6- راجع عيون الأخبار 287/1 و الأغاني 83/14.

تحية من أسديته (1) منك نعمة *** إذا زار عن شحط بلادك مسلما

فما كان قيس هلكه هلك واحد *** و لكنه بنيان قوم تهدما (2)

و يروى: هلك واحد، نصبا و رفعا، فمن نصب فعلى أنه خبر كان، و جعل قوله «هلكه» بدلا من «قيس»، البدل المعروف بالاشتمال لاشتماله على المعنى كقولك: أعجبني عبد اللّه علمه؛ المعنى: أعجبني علم عبد اللّه، قال اللّه تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرٰامِ قِتٰالٍ فِيهِ (3) المعنى: يسألونك عن قتال في الشهر الحرام، و من هذا النوع قول الأعشى يهجو الحارث بن وعلة (4):

لعمرك ما أشبهت و علة في الندى *** شمائله و لا أباه المجالدا

المعنى شمائل و علة، و البدل في الكلام له أقسام و فروع و أحكام، و الكوفيون يعبّرون عن هذا الكتاب (5) بالتكرير و الترجمة و الاتباع، و لبسطه و شرحه موضع هو أولى به، و قد ذكرناه في غير موضع من كتبنا و ضمّنا طرفا منه كتابنا المسمى:«الشافي في طهارة الرجلين».

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو الحسن الحمامي، أخبرنا علي بن أحمد بن أبي قيس.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أخبرنا أبو منصور محمّد بن محمّد ابن عبد العزيز، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا عمر بن الحسن بن علي، قالا: حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا العبّاس بن هشام، عن أبيه قال: بويع للوليد بن عبد الملك لما مات أبوه في شوال سنة ست و ثمانين، و قال غير العبّاس، و كان حين بويع له ابن ست و ثلاثين سنة، و يكنّى أبا العبّاس.

قال الزبير: و أم الوليد بن عبد الملك أم العبّاس بنت جزء (6)-و في حديث ابن أبي قيس: حرمى - بن الحارث بن زهير بن جذيمة (7).و قال ابن أبي قيس: بن خزيمة بن رواحة ابن ربيعة بن مالك بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيص، و ليس في حديث ابن أبي قيس بن مالك.

ص: 174


1- الأغاني: أوليته.
2- نسب البيت الثالث في الأغاني 90/14 لمرداس بن عبدة بن منبه يرثي قيس بن عاصم.
3- سورة البقرة، الآية:217.
4- ديوان الأعشى ص 49.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الجليس الصالح: الباب.
6- الأصل و م و «ز»: حرى.
7- الأصل و م و «ز»: خزيمة.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أخبرنا أبو طاهر بن محمود، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر، حدّثنا عبيد اللّه بن سعد، قال: قال أبي سعد بن إبراهيم: استخلف الوليد لعشر خلون من شوال سنة ست و ثمانين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (1):

بويع الوليد بن عبد الملك في النصف من شوال سنة ست و ثمانين، أم الوليد ولادة بنت العبّاس بن جزء (2) بن الحارث بن زهير بن جذيمة بن عبس بن بغيص، ولد الوليد بالمدينة في دار عبد الملك في بني جديلة سنة اثنتين و خمسين، و يقال: أقل من ذلك.

أخبرنا أبو غالب، أخبرنا [أحمد] (3) بن الحسن، أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا أبو القاسم بن جنيقا، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، قال:

و استخلف الوليد بن عبد الملك بن مروان بعهد أبيه إليه، و من بعده إلى أخيه سليمان.

قال أبو معشر: استخلف الوليد بن عبد الملك يوم الخميس للنصف من شوال سنة ست و ثمانين.

و قال ابن إسحاق: استخلف الوليد بن عبد الملك يوم الخميس في عشر ليال خلون من شوال سنة ست و ثمانين، و قال ابن إسحاق: توفي يوم السبت لأربع عشرة ليلة من جمادى الآخرة سنة ست و تسعين، و ذلك على رأس تسع سنين و سبعة أشهر و ستة و عشرون يوما من متوفى عبد الملك، و ذكر الخطبي أن علي بن محمّد حدّثه، حدّثنا سعيد بن يحيى، حدّثني عمي عبد اللّه، عن زياد بن عبد اللّه، عن محمّد بن إسحاق بهذا، و إن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل حدّثه قال: حدّثنا إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر بذلك.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أخبرنا أبو طاهر المخلّص، أخبرنا عبيد اللّه السكري، حدّثنا زكريا المنقري، حدّثنا الأصمعي، حدّثنا عدي بن أبي عمارة، عن أبيه عن حرب بن زياد قال: كان نقش خاتم الوليد بن عبد الملك: أؤمن باللّه مخلصا.

ص: 175


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 299-300.
2- الأصل و م و «ز»- حرى، و المثبت عن تاريخ خليفة.
3- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن «ز».

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، أخبرنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم، أخبرنا عثمان بن أحمد بن السمّاك، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن سنين، حدّثنا أبو عبد (1) الرّحمن بن (2) عبد اللّه بن أبي مذعور، حدّثني بعض أهل العلم قال: كان آخر ما تكلّم به الوليد بن عبد الملك عند موته: سبحان اللّه، و الحمد للّه، و لا إله إلاّ اللّه، و كان نقش خاتمه: يا وليد إنك ميّت.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن عنه، أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا محمّد بن عبيد اللّه بن آدم، حدّثنا أبو عمير، حدّثنا ضمرة، قال: إبراهيم بن أبي عبلة قال لي الوليد بن عبد الملك: في كم تختم القرآن ؟ قال: قلت: في كذا و كذا، فقال: أمير المؤمنين على شغله يختم في كل سبع أو في كل ثلاث.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا ابن بشران، أخبرنا ابن صفوان، أخبرنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا أبو علي الجروي، عن ضمرة بن ربيعة (3)،عن علي بن أبي جملة (4) قال: سمعت عبد اللّه بن عبد الملك بن مروان قال:

قال لي الوليد: كيف أنت و القرآن ؟ قلت: يا أمير المؤمنين أختمه في كل جمعة، قلت:

فأنت يا أمير المؤمنين ؟ قال: و كيف مع ما أنا فيه من الشغل (5)،قلت: على ذلك قال: في كلّ ثلاث، قال: فذكرت ذلك لإبراهيم بن أبي عبلة فقال: كان يختم في شهر رمضان سبع عشرة مرة.

أنبأنا أبو علي المقرئ، أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو محمّد بن حيان، حدّثنا أبو بكر بن راشد - يعني - محمّد بن أحمد، حدّثنا عبد اللّه بن هانئ، حدّثنا ضمرة قال (6):

سمعت إبراهيم بن أبي عبلة يقول: رحم اللّه الوليد، و أين مثل الوليد، افتتح الهند و الأندلس، رحم اللّه الوليد، و أين مثل الوليد هدم كنيسة دمشق و بنى مسجد دمشق، رحم اللّه الوليد، و أين مثل الوليد، كان يعطيني قصاع الفضة أقسّمها على قرّاء مسجد بيت المقدس.

ص: 176


1- الأصل و م: عبيد.
2- كذا بالأصل و م، و سقطت من «ز».
3- رواه الذهبي من طريقه في تاريخ الإسلام(81-100) ص 498.
4- في تاريخ الإسلام: عبلة.
5- في تاريخ الإسلام: قال: و كيف مع الأشغال.
6- رواه الذهبي من طريقه في تاريخ الإسلام ص 498 (ترجمة الوليد) و سير أعلام النبلاء 348/4.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أخبرنا رشأ بن نظيف، أخبرنا الحسن بن إسماعيل، أخبرنا أحمد بن مروان، حدّثنا إسماعيل بن يونس، حدّثنا الرياشي، حدّثني حنظلة، عن أبي المنذر هشام الكلبي، عن خالد بن سعيد القرشي، عن أبيه قال:

لما هدم الوليد بن عبد الملك كنيسة دمشق كتب إليه ملك الروم: إنك هدمت الكنيسة التي رأى أبوك تركها، فإن كان حقا فقد أخطأ أبوك، و إن كان باطلا فقد خالفته، فكتب إليه وَ دٰاوُدَ وَ سُلَيْمٰانَ إِذْ يَحْكُمٰانِ فِي الْحَرْثِ (1) إلى آخرها (2).

حدّثني [أبو الحسن] (3) علي بن المسلم الفقيه - لفظا - حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا تمام بن محمّد، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن صالح بن سنان، حدّثنا أحمد بن المعلّى، حدّثنا محمود بن خالد، حدّثنا عمر بن عبد الواحد (4)،عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن أبيه قال:

خرج الوليد بن عبد الملك من الباب الأصغر، فوجد رجلا عند الحائط الشرقي عند المئذنة (5) الشرقية يأكل وحده، فجاء، فوقف على رأسه، فإذا هو يأكل خبزا و ترابا، فقال: ما شأنك انفردت من الناس ؟ قال: أحببت الوحدة، قال: فما حملك على أكل الخبز بالتراب وحده، أما في بيت مال المسلمين ما يجرى عليك، قال: بلى يا أمير المؤمنين، و لكن رأيت القنوع، قال: فمضى الوليد إلى مجلسه، فقال: إن لك لخبرا تخبرني به و إلاّ ضربت ما فيه عيناك، قال: نعم يا أمير المؤمنين، أنا رجل كنت رجلا جمّالا، و كان معي ثلاثة أجمال موقرة طعاما حتى أتيت مرج الصفّر (6)،و أنا أريد الكسوة (7)،فزرتني بولة، فرجعت إلى خربة أبول فيها، فرأيت البول ينصب في شق، فاتبعته حتى كشفته، فإذا غطاء على حفير، فنزلت، فإذا مال صبيب، فأنخت رواحلي و أفرغت أعكامي (8)،ثم أوقرتها ذهبا و غطيت الموضع، فلما سرت غير يسير وجدت معي مخلاة فيها طعام، فقلت: أنا أترك الكسوة ففرغتها ثم

ص: 177


1- سورة الأنبياء، الآية:78.
2- بالأصل:«إلخ» و المثبت «إلى آخرها» عن «ز»، و م.
3- الزيادة عن «ز»، و م.
4- من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام(81-100) ص 498-499.
5- بالأصل و م و «ز»: الماذنة.
6- تقدم التعريف به.
7- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: الكسرة، و المثبت عن معجم البلدان؛ و هي قرية، أول منزل تنزله القوافل إذا خرجت من دمشق إلى مصر.
8- الأعكام جمع عكم، و هو العدل.

رجعت إلى الموضع لأن أملأها من ذلك الذهب، فخفي عني الموضع، و أتعبني الطلب، فرجعت إلى الجمال فلم أجدها و لم أجد الطعام، فآليت على نفسي أن لا آكل شيئا إلاّ الخبز بالتراب، قال: فقال الوليد: كم لك من العيال ؟ قال: فذكر له عياله (1)،قال: يجرى عليك من بيت مال المسلمين في شيء؟ قال: هذا هو المحروم، قال ابن جابر: فذكر (2) لنا إنّ الإبل جاءت إلى بيت مال المسلمين فأناخت به، فأخذها أمين الوليد فطرحها في بيت مال المسلمين.

قال عبد العزيز: رجال إسنادهما كلّهم ثقات (3).

أخبرنا أبو بكر بن المبارك، أخبرنا ثابت بن بندار، أخبرنا محمّد بن علي الواسطي، أخبرنا أبو بكر البابسيري، أخبرنا الأحوص بن المفضل، حدّثنا أبي، حدّثنا نمير بن عبد اللّه السمعاني، عن أبيه قال: قال الوليد بن عبد الملك: لو لا أن اللّه ذكر آل لوط في القرآن ما ظننت أن أحدا يفعل هذا (4).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلم - قراءة عليهما - قالا: أخبرنا رشأ بن نظيف - قراءة عليه - أخبرنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب قال: قرئ على أبي بكر محمّد بن القاسم بن بشار الأنباري، حدّثنا أبي (5)،حدّثنا أبو عكرمة الضبّي في حديث ذكره أن الوليد بن عبد الملك قرأ على المنبر: يٰا لَيْتَهٰا كٰانَتِ الْقٰاضِيَةَ (6)،و تحت المنبر عمر بن عبد العزيز، و سليمان بن عبد الملك، فقال سليمان:

وددتها و اللّه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أخبرنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، حدّثنا أحمد بن محمّد بن [زنجويه، أنا الحسن بن عبد اللّه العسكري نا محمّد بن] (7) يحيى، حدّثنا الغلاّبي، عن ابن عائشة قال: خطب الوليد بن عبد الملك بن مروان يوما، و عمر بن عبد

ص: 178


1- الأصل و م: عليه، و المثبت عن «ز»، و تاريخ الإسلام.
2- بالأصل: قال، و المثبت عن «ز»، و م.
3- بعدها في «ز»: آخر الجزء عشر من الفرع بعد السبعمائة.
4- تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 499.
5- تاريخ الإسلام ص 499.
6- سورة الحاقة، الآية:27.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن م، و «ز».

العزيز تحت المنبر، فقال الوليد في خطبته: يٰا لَيْتَهٰا كٰانَتِ الْقٰاضِيَةَ ،و ضم التاء (1)،فقال عمر بن عبد العزيز: يا ليتها كانت عليك و أراحتنا منك.

أخبرنا أبو العزّ السلمي - مناولة و إذنا و قرأ عليّ إسناده - أخبرنا محمّد بن الحسين، حدّثنا المعافى بن زكريا، حدّثنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدّثنا أبو أحمد البربري قال: قال أبو أيوب بن أبي شيخ، و قال أبو الزناد: كان الوليد بن عبد الملك بن مروان لحانا، كأني أسمعه على منبر النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو يقول: يا أهل المدينة (2).

قال: و قال عبد الملك بن مروان لرجل من قريش: إنك لرجل لو لا أنك تلحن فقال:

و هذا ابنك الوليد يلحن، قال: لكن ابني سليمان لا يلحن، قال الرجل: و أخي فلان لا يلحن، قال أبو أيوب: كان ربيعة الرأي لحانا، و مالك بن أنس لحانا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو علي بن صفوان، أخبرنا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن إسحاق بن زياد الباهلي، حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الخزاعي، عن أبي عامر الهذلي قال: دخل سليمان بن عبد الملك على الوليد بن عبد الملك و هو يجود بنفسه فلما نظر إليه قال:

أجلسوني، فأجلس فقال متمثلا (3):

و تجلّدي للشامتين أريهم *** أنّي لريب الدّهر لا أتضعضع (4)

فقال سليمان:

و إذا المنية أنشبت أظفارها (5) *** ألفيت كلّ تميمة لا تنفع

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أخبرنا أبو عمرو بن مندة، أخبرنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أخبرنا أبو الحسن اللنباني (6)،حدّثنا ابن أبي الدنيا قال: حدّثني هارون بن سفيان، حدّثنا محمّد بن عمر قال موسى بن أبي بكر العدوي: حدّثنا قال:

ص: 179


1- في سير أعلام النبلاء 348/4 و لم يعزها.
2- تاريخ الإسلام(81-100) ص 499.
3- البيتان لأبي ذؤيب الهذلي، شرح أشعار الهذليين 8/1 و 10 من قصيدة مطلعها: أ من المنون و ريبها تتوجع و الدهر ليس بمعتب من يجزع
4- أتضعضع: أتكسر.
5- ليس للمنية أظفار، قال الأصمعي: هذا مثل. و أنشبت أظفارها: أي لا تفارق، كالسبع إذا أخذ لا يفارق حتى يعض.
6- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء.

قال عمر بن عبد العزيز حين لالا الوليد بن عبد الملك في قبره: لتنزله غير موسد و لا ممهد، قد خلفت الأسباب و فارقت الأحباب، و سكنت التراب، و واجهت الحساب، فقيرا إلى ما تقدم عليه غنيّا عما يخلف.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أخبرنا [أحمد] (1) بن محمود، أخبرنا أبو بكر [ابن] (2) المقرئ، حدّثنا محمّد بن جعفر الزرّاد، حدّثنا عبيد اللّه بن سعد، حدّثنا خالد بن خداش، حدّثنا حمّاد بن زيد (3)،حدّثني خالد بن نافع، حدّثني أبو عتبة بن المهلّب، عن يزيد بن المهلّب قال:

لما - يعني - ولاّني سليمان بن عبد الملك خراسان ودّعني عمر بن عبد العزيز فقال: يا يزيد اتّق اللّه، إنّي حيث وضعت [الوليد] (4) في لحده إذا هو يرتكض في أكفانه.

[قال ابن عساكر:] (5) الصواب: أبو عيينة (6).

أخبرناه أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أخبرنا أبو سعيد الصيرفي، أخبرنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصفّار، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا خالد بن خداش، حدّثنا حمّاد بن زيد، حدّثنا خالد بن نافع، عن أبي عيينة (7) بن المهلّب قال: سمعت يزيد بن المهلّب فذكر نحوه.

قال: و حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني علي بن حفص، حدّثنا سلام الطويل، عن عمرو بن ميمون قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: كنت فيمن تولى الوليد بن عبد الملك في قبره، فنظرت إلى ركبتيه قد جمعتا إلى عنقه، فقال ابنه: عاش و اللّه أبي، عاش و اللّه أبي و رب الكعبة، فقلت: عوجل أبوك و ربّ الكعبة، قال: فاتعظ بها عمر بعده.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أخبرنا أبو عثمان الصابوني، أخبرنا أبو محمّد الحسن بن

ص: 180


1- زيادة عن «ز»، و م.
2- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن «ز».
3- رواه الذهبي في تاريخ الإسلام(81-100) ص 499 من طريق حماد بن زيد.
4- سقطت من الأصل و م، و استدركت للإيضاح عن «ز».
5- زيادة من للإيضاح.
6- الأصل و م:«عتبة» و قد مرّ في متن الخبر:«أبو عتبة» و في «ز»: عتيبة، و الذي في تاريخ الإسلام:«... بن نافع، حدّثني ابن عيينة، عن المهلب بن أبي صفرة، عن يزيد» و المثبت عن جمهرة ابن حزم.
7- الأصل و م: عتبة، و في «ز»: عتيبة.

أحمد المجالدي (1)،أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن عدي، حدّثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدّثنا خالد بن خداش، حدّثنا حمّاد بن زيد، حدّثني خالد بن نافع، عن أبي عيينة (2) بن المهلّب، عن يزيد بن المهلّب قال:

لما ولاني سليمان بن عبد الملك العراق و خراسان ودّعني عمر بن عبد العزيز و قال لي: يا يزيد اتّق اللّه، فإنّي كنت وضعت الوليد في لحده، إذا هو يركض في أكفانه.

و في رواية عبد الرزّاق عن جعفر بن سليمان (3) عن الوليد بن مروان حدّثني طوق - رجل من أهل العتيك - حدّثنا يزيد بن المهلّب قال: قال عمر بن عبد العزيز: يا أبا خالد، إنّي كنت فيمن دلّى الوليد بن عبد الملك في حفرته، فلمّا تناولناه من السرير و وقع في (4) أيدينا اضطرب في أكفانه، فقال ابنه: أبي أبي، قال: قلت: ويحك، إنّ أباك ليس بحي، و لكنهم يلقون ما ترى.

أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد، أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي.

ح و أخبرنا أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري، أخبرنا المبارك بن عبد الجبّار، أخبرنا علي بن عمر بن الحسن، و إبراهيم بن عمر، قالا: أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، قال: قال أبو محمّد بن قتيبة: في حديث عمر بن عبد العزيز أنه قال ليزيد بن المهلّب حين ولاّه سليمان العراق: اتّق اللّه يا يزيد، فإنا لما دفنا الوليد ارتكض في أكفانه.

حدّثنيه محمّد بن خالد بن خداش عن أبيه عن حمّاد بن زيد، عن خالد بن نافع، عن أبي عيينة (5) بن المهلب.

قوله: ركض في لحده أي ضرب برجله الأرض، قال اللّه عزّ و جل: اُرْكُضْ بِرِجْلِكَ (6) و منه يقال: ركضت الدابّة إنّما هو تحريكك إيّاها برجلك، و قول العامة: ركضت

ص: 181


1- كذا بالأصل و م «المجالدي» و في «ز»: «المخلدي» و هو ما أثبت، و هو الحسن بن أحمد بن محمّد بن الحسن بن علي، أبو محمّد النيسابوري راجع ترجمته في سير الأعلام 539/16.
2- الأصل: عتبة، و في «ز» و م:«عتيبة» راجع جمهرة ابن حزم ص 368.
3- من قوله: سليمان... إلى هنا سقط من «ز»، فتداخلت الروايتان و اضطرب السياق.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: على.
5- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: عتيبة.
6- سورة ص، الآية:42.

الدابة خطأ، إنّما يقال: ركضتها فعدت، و يقال: الدابة تركض و لا يقال تركض (1).

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أخبرنا سهل بن بشر، أخبرنا الخليل بن هبة اللّه، أخبرنا عبد الوهّاب الكلابي، حدّثنا أحمد بن الحسين بن طلاب، حدّثنا العبّاس بن الوليد بن صبح، حدّثنا أبو مسهر، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز أن الوليد بن عبد الملك هلك بدير المرّان (2)،فحمل على رقاب الرجال إلى مقبرة باب الصغير (3).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أخبرنا أبو محمّد الكتّاني، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (4)،حدّثنا أبو مسهر، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز قال: و قال أصحابنا: إن الوليد بن عبد الملك هلك بدير المرّان، فحمل على أعناق الرجال فدفن بباب الصغير.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا علي بن أحمد بن عمر، حدّثنا علي بن أحمد بن أبي قيس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أخبرنا علي بن محمّد بن بشران، أخبرنا عمر بن الحسن، قالا: حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد ابن يزيد، حدّثنا أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز أن الوليد بن عبد الملك هلك بدير المرّان، فحمل على رقاب الرجال إلى مقبرة باب الصغير.

قال ابن أبي الدنيا: و صلّى عليه عمر بن عبد العزيز، و ذلك أن سليمان كان غائبا ببيت المقدس.

و ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن القوّاس الورّاق: أن الوليد دفن بمقبرة باب الفراديس بدير المرّان.

أخبرنا أبو محمّد، حدّثنا أبو محمّد،[أنا أبو محمّد] (5) أخبرنا أبو الميمون، حدّثنا أبو

ص: 182


1- راجع تاج العروس مادة: ركض.
2- دير مران: بضم الميم و تشديد الراء، بالقرب من دمشق على تل مشرف على مزارع (معجم البلدان).
3- تاريخ الإسلام(81-100) ص 500.
4- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 239/1.
5- سقطت من الأصل، و الزيادة لإقامة السند عن «ز»، و م.

زرعة (1)،حدّثنا هشام قال: سمعت الهيثم بن عمران عن جده عبد اللّه بن أبي عبد اللّه - و أملى علينا عبد الأعلى بن مسهر قالا (2) جميعا: ثم استخلف الوليد بن عبد الملك فأقام تسع سنين، فسمعت أبا مسهر يقول: فأصيب في سنة ست و تسعين. قلت لعبد الرّحمن بن إبراهيم: كم كان سن (3) الوليد بن عبد الملك ؟ قال: ثنتين و خمسين سنة.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و علي بن زيد، قالا: أخبرنا أبو الفتح الزاهد - زاد الفرضي: و عبد اللّه بن عبد الرزّاق قالا:- أخبرنا أبو الحسن بن عوف، أخبرنا أبو علي بن منبر، أخبرنا أبو بكر بن خريم، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا الهيثم بن عمران قال: ولي الوليد بن عبد الملك تسع سنين و نصف بدمشق - يعني - مات.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي، حدّثنا [أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا] (4) أبو الحسين بن الفرّاء، أخبرنا أبي أبو يعلى.

قالا: أخبرنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أخبرنا محمّد بن مخلد (5) قال: قرأت على علي بن عمرو قلت: حدّثكم الهيثم بن عدي قال: و هلك الوليد بن عبد الملك و هو ابن تسع و أربعين سنة، و و لي تسع سنين.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو الحسن الحمامي، حدّثنا علي بن أحمد بن أبي قيس.

و أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أخبرنا محمّد بن محمّد، أخبرنا ابن بشران، أخبرنا عمر بن الحسن، قالا: حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا محمود، عن وهب، عن أبيه - و قال ابن أبي أشعث: حدّثنا وهب بن جرير، حدّثنا أبي - و حدّثنا الحسن بن علي، عن عمرو ابن محمّد، عن أبي معشر قالا: ولي الوليد تسع سنين.

ص: 183


1- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 193/1.
2- الأصل: قال، و المثبت عن «ز»، و م.
3- الأصل و م:«من» و في «ز»: «بين» و التصويب عن تاريخ أبي زرعة.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن «ز»، و م.
5- الأصل: مخلدي، و المثبت عن «ز»، و م.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، أخبرنا أبو القاسم بن بشران، أخبرنا أبو علي بن الصوّاف، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: قال أبي:

و ولي الوليد بن عبد الملك تسع سنين، و هلك و هو ابن تسع و أربعين سنة، و قال عمي أبو بكر: و ولي الوليد تسع سنين، و لم يذكر عمّي أبو بكر تاريخ موته.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الفضل بن البقّال، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا عاصم بن علي، حدّثنا أبو معشر قال: و حدّثنا حنبل، حدّثنا أبو عبد اللّه.

ح و أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن المؤمّل، أخبرنا الفضل بن محمّد، حدّثنا أحمد بن حنبل، حدّثنا إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر قال:

ثم بويع الوليد بن عبد الملك - يعني - سنة ست و ثمانين، و توفي يوم السبت للنصف من جمادى الآخرة سنة ست و تسعين، فكانت خلافته تسع سنين و سبعة أشهر.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أخبرنا أبو محمّد الجوهري، أخبرنا أبو الحسن ابن لؤلؤ، أخبرنا محمّد بن الحسين، قال: قال أبو جعفر الفلاس: و بايع - يعني - عبد الملك لابنيه: الوليد و سليمان، فملك الوليد تسع سنين و خمسة أشهر، و مات يوم السبت في النصف من ربيع الأول سنة ست و تسعين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أخبرنا أبو منصور النهاوندي، أخبرنا أبو العباس النهاوندي، أخبرنا أبو القاسم بن الأشقر، حدّثنا محمّد بن إسماعيل، حدّثنا الحسين ابن واقع، حدّثنا ضمرة قال: مات الوليد سنة ست و تسعين، و قال الزهري: ولي الوليد عشر سنين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر الطبري، أخبرنا محمّد بن الحسين، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، حدّثنا إبراهيم بن المنذر، حدّثني ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: و الوليد عشر سنين إلاّ أشهرا؛ حج حجّة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا أبو القاسم بن جنيقا، أخبرنا إسماعيل بن علي، أخبرني محمّد بن موسى البربري، عن محمّد بن أبي السري

ص: 184

قال: هلك الوليد بن عبد الملك و هو ابن تسع و أربعين سنة، و يقال: ابن ثلاث و أربعين سنة، هلك بدمشق، و صلّى عليه ابنه عبد العزيز.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة (1)،حدّثني ابن هشام، عن أبيه عن جده و عبد اللّه بن المغيرة، عن أبيه و أبو اليقظان و غيرهم.

أن الوليد توفي يوم السبت في النصف من شهر ربيع الأول (2)،و قال بعضهم: آخر سنة ست و تسعين، و هو ابن أربع و أربعين، و صلّى عليه سليمان بن عبد الملك، و قال حاتم بن مسلم: مات و هو ابن تسع و أربعين. و قال خليفة: مات و هو ابن إحدى و خمسين، و كانت ولايته تسع سنين و خمسة أشهر و أياما، ثم بويع سليمان بن عبد الملك، و أمّه ولادة بنت العبّاس (3)،و هي أم الوليد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو محمّد المعدّل، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي، أخبرنا علي بن أحمد بن عمر، حدّثنا علي بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أخبرنا ابن بشران، أخبرنا عمر بن الحسن، قالا: حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا سعيد بن يحيى، حدّثنا عبد اللّه بن سعيد، أراه عن زياد، و لم يشك عمر بن الحسن عن ابن إسحاق، قال:

توفي الوليد يوم السبت لأربع عشرة خلت من جمادى الآخرة سنة ست و تسعين.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أخبرنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أخبرنا محمّد ابن الحسين، أخبرنا عبد اللّه، حدّثنا يعقوب، قال: قال ابن بكير: قال الليث بن سعد: ثم بويع أمير المؤمنين الوليد من يومه بيعة الخلافة - يعني - يوم الخميس الرابع عشر من شوال سنة ست و ثمانين، قال الليث: و فيها - يعني - سنة ست و تسعين توفي أمير المؤمنين الوليد من جمادى الآخرة يوم السبت لأربع عشرة ليلة خلت منه، و استخلف سليمان.

ص: 185


1- رواه خليفة بن خيّاط في تاريخه ص 309 (ت. العمري).
2- ينقل ابن تغري بردى في النجوم الزاهرة 218/1 نقلا عن خليفة بن خياط أن الوليد مات في نصف جمادى الآخرة.
3- تقدم أنه العباس بن جزء بن الحارث بن زهير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا نصر بن أحمد بن نصر، أخبرنا محمّد بن أحمد الجواليقي.

ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو (1) طاهر أحمد بن علي، قالا: أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري، قالا: أخبرنا محمّد بن زيد، أخبرنا محمّد بن محمّد بن عقبة، حدّثنا هارون بن حاتم، حدّثنا أبو بكر بن عيّاش قال: ثم بايع الناس الوليد بن عبد الملك - يعني - في شوال سنة سبع و ثمانين، ثم مات الوليد يوم السبت في نصف من جمادى الآخرة سنة ست و تسعين، فكانت خلافة الوليد بن عبد الملك تسع سنين و ثمانية أشهر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا أبو القاسم بن أبي العقب، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا محمّد بن عائذ، قال: قال الوليد: و في سنة ست و تسعين توفي الوليد لثلاث عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة، و كانت ولايته تسع سنين و تسعة أشهر، قال ابن عائذ: و حدّثني عبد الأعلى بن مسهر أن سنيّ الوليد ثمان و أربعون.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أخبرنا أبو طاهر بن محمود، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، أخبرنا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر، حدّثنا عبيد اللّه بن سعد، قال: قال أبي سعد ابن إبراهيم: و توفي الوليد يوم السبت لأربع عشرة خلت من جمادى الآخرة سنة ست و تسعين.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الفضل محمّد بن أحمد المحاملي الفقيه.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، قالوا: أخبرنا أبو علي ابن شاذان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أخبرنا طراد بن محمّد، و رزق اللّه بن عبد الوهّاب، قالا: أخبرنا أبو بكر بن وصيف، قالا: أخبرنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا عمر بن حفص السدوسي، حدّثنا محمّد بن يزيد قال:

ص: 186


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «و أنا».

ثم ولي الوليد بن عبد الملك للنصف من شوال يوم توفي عبد الملك، و كنيته أبو العبّاس، و توفي سنة ست و تسعين في شهر ربيع الأول - أو الآخر - للنصف منه، و كانت ولايته تسع سنين و خمسة أشهر - أو ستة - و توفي و له تسع و أربعون سنة، و أمّه ولاّدة، و هي أم سليمان (1) بنت العبّاس بن جزء (2) العبسية.

أخبرنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السلماسي، أخبرنا نعمة اللّه بن محمّد المرندي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، حدّثنا محمّد بن أحمد بن سليمان، أخبرنا سليمان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، حدّثنا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر (3) الضرير يقول: ثم بويع الوليد بن عبد الملك فكانت ولايته تسع سنين و ستة أشهر و ليلتين، ثم توفي للنصف من جمادى الآخرة سنة ست و تسعين (4).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أخبرنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال:

و توفي الوليد بن عبد الملك يوم السبت للنصف من جمادى سنة ست و تسعين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أخبرنا مكي بن محمّد، أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال:

و فيها - يعني - سنة ست و تسعين مات الوليد بن عبد الملك بدمشق للنصف من جمادى الآخرة، و هو ابن ست و أربعين سنة، و كانت خلافته تسع سنين و ثمانية أشهر، و استخلف أخوه سليمان.

ص: 187


1- كذا بالأصل و م و «ز» هنا، و تقدم أنّها: أم الوليد - إلاّ إذا كان يعني أنّها أم سليمان بن عبد الملك أيضا، فهذا يصح.
2- الأصل و م و «ز» هنا: حرى.
3- تحرفت بالأصل و م إلى: عمرو، و المثبت عن «ز».
4- نقل الذهبي في تاريخ الإسلام، تاريخ وفاته فقط عن أبي عمر الضرير.

8025 - الوليد بن عبيد بن يحيى بن عبيد بن شملال بن جابر، و يقال:

8025 - الوليد بن عبيد (1) بن يحيى بن عبيد بن شملال بن جابر، و يقال:

خالد بن سلمة بن مسهر، و يقال: مسهر بن الحارث بن حنتم (2) بن أبي حارثة

ابن جدي بن تدول بن بحتر بن عتود بن عنين (3) بن سلامان بن ثعل بن عمرو

ابن الغوث بن جلهمة، و هو طيّئ بن أدد بن زيد أبو عبادة - و يكنى أيضا:

أبا الحسن - البحتري الطائي الشاعر (4)

من أهل منبج، شاعر، سائر القول، مفتن في أنواع الشعر، مغلق، تغني شهرته عن الإطناب في وصفه.

مدح جماعة من الخلفاء و الأمراء و الأكابر، و قدم دمشق في صحبة المتوكل، و قدمها بآخرة على أبي الجيش بن طولون.

حكى عنه من أهل دمشق: أبو الميمون بن راشد، و من غيرهم: القاضي أبو عبد المحاملي، و أبو العبّاس محمّد بن يزيد المبرد، و محمّد بن يحيى الصولي، و محمّد بن خلف ابن المرزبان، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، و أبو محمّد (5) عبد اللّه بن جعفر بن درستويه.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا (6)-أبو بكر الخطيب (7)،أخبرنا محمّد بن محمّد بن [المظفر الدقاق، أخبرنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني، أخبرني محمّد بن] (8) يحيى قال: أملى عليّ أبو الغوث يحيى بن البحتري نسب أبيه بالرقة (9) سنة إحدى و تسعين و مائتين، فقال: هو الوليد بن عبيد بن يحيى

ص: 188


1- الأغاني: عبيد اللّه، و بهامشها عن نسختين أخريين: عبيد.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في معجم الأدباء: جشم، و في الأغاني: خيثم.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الأغاني: عثمة.
4- ترجمته و أخباره في الأغاني 37/21 و معجم الأدباء 248/19 و تاريخ بغداد 476/13 و وفيات الأعيان 21/6 و سير أعلام النبلاء 486/13 و معجم البلدان (منبج) و شذرات الذهب 186/2. و ديوانه ط بيروت (دار الكتب العلمية).
5- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
6- بالأصل و م: أخبرنا، و المثبت عن «ز»، و السند معروف.
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 476/13-477.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و تاريخ بغداد.
9- بالأصل:«أبو بالرصافة» و في «ز»: «أبيه بالركافة» و المثبت عن تاريخ بغداد.

ابن عبيد بن شملال بن جابر بن سلمة بن مسهر بن الحارث بن خيثم (1) بن أبي حارثة بن جدي بن تدول بن بحتر بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن جلهمة، و هو طيّئ بن أدد بن زيد بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح، و قال المرزباني: وجدت بخط أبي الحسن أحمد بن يحيى بن المنجم، حدّثني أبو الغوث قال: ولد أبي سنة مائتين، قال المرزباني: و قال أبو عثمان الناجم: ولد البحتري سنة ست و مائتين، حدّثنيه عنه المظفر بن يحيى.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أخبرنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، حدّثنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أخبرنا أبو أحمد العسكري قال: و أما عنين بعد العين نون و يليها ياء تحتها نقطتان، و آخر الاسم نون فعنين بن سلامان بطن عظيم من طيّئ، و إليهم نسب البحتري الشاعر، وجدهم بحتر بن عتود بن عنين بن سلامان.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):

الوليد بن عبيد أبو عبادة الطائي البحتري، من أهل منبج، بها ولد، و نشأ و تأدّب، و خرج منها إلى العراق، فمدح جعفرا (3) المتوكل على اللّه و خلقا من الأكابر و الرؤساء، و أقام ببغداد دهرا طويلا، ثم عاد إلى بلده، فمات بها، و قد روى عنه أشياء من شعره محمّد بن يزيد المبرد، و محمّد بن خلف بن المرزبان، و القاضي أبو عبد اللّه المحاملي، و محمّد بن أحمد الحكيمي، و محمّد بن يحيى الصولي، و عبد اللّه بن جعفر بن درستويه النحوي و غيرهم.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4):و أما البحتري مثل الذي قبله إلاّ أن تاءه مضمومة، و هو بالحاء المهملة، أبو عبادة الوليد بن عبيد البحتري، شاعر مشهور، و جماعة ينسبون إلى بحتر بن عتود (5)،منبجي، رأيت خطته و دوره بها - يعني

ص: 189


1- بالأصل و م و «ز»: حنتم، و المثبت عن تاريخ بغداد، و عنه يأخذ المصنف.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 476/13.
3- بالأصل و م:«جعفر» و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
4- الاكمال لابن ماكولا 463/1.
5- إلى هنا تنتهي عبارة الاكمال، في مادة: البحتري.

-بمنبج (1)،و قبره يقارب الجسر.

كتب إليّ أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه، ثم أخبرني أبو عبد اللّه البلخي عنه، أخبرنا القاضي التنوخي، أخبرنا أبو الفرج محمّد بن جعفر بن الحسن بن سليمان.

ح و أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (2)،أخبرنا علي بن أبي علي البصري، أخبرنا أبو الفرج محمّد بن جعفر السالحي (3)،حدّثنا صالح بن الأصبغ التنوخي المنبجي قال: رأيت البحتري هاهنا عندنا قبل أن يخرج إلى العراق يجتاز بنا في الجامع من هذا الباب إلى هذا الباب - و أومأ إلى جنبتي المسجد - يمدح (4) أصحاب البصل و الباذنجان، و ينشد الشعر في ذهابه و مجيئه، ثم كان منه ما كان.

أخبرنا أبو منصور، أخبرنا - و أبو الحسن، حدّثنا - الخطيب (5)،أخبرني علي بن أيوب القمّي، أخبرنا محمّد بن عمران الكاتب، أخبرني محمّد بن يحيى الصولي، حدّثني يحيى بن البحتري قال: كان أبي يكنى أبا الحسن، و أبا عبادة، فأشير عليه في أيام المتوكل أن يقتصر على أبي عبادة، فإنها أشهر، قال محمّد بن عمران: و روي أنّ كنيته الأولى أبا الحسن، و أن المتوكل كنّاه أبا عبادة، و هو شامي، من أهل منبج من أعمال جند قنّسرين، و بها مولده و منشؤه و وفاته.

قرأت بخط أبي الحسين الرّازي، قال: و قال أحمد بن الحبر الورّاق: ثم إنّ أبا الجيش بعد نزوله القصر، وفد إليه الملوك، و انتجعته العرب، و قصدته الشعراء من جميع الأمصار، و قصده البحتري الشاعر، فأنشده قصيدته التي يقول فيها:

و قد رأيت جنود النصر منزلة *** على جنود أبي الجيش ابن طولونا

يوم الثنية إذ يثني بكرّته *** في النقع خمسين ألفا أو يزيدونا

ص: 190


1- منبج: بفتح الميم، و سكون النون، و كسر الباء، مدينة شمال حلب، بينها و بين الفرات ثلاثة فراسخ و بينها و بين حلب عشرة فراسخ (راجع معجم البلدان).
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 477/13.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: الصالحي.
4- الأصل و م: مدح، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 477/13.

و يوم الثنية الذي ذكره البحتري هو اليوم الذي أوقع بابن أبي السّاج (1)،فانصرف عنه منهزما.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر (2)، أخبرنا محمّد بن محمّد بن المظفّر، حدّثنا أبو عبيد اللّه المرزباني، أخبرنا الصولي، قال:

سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن الحسين بن سعد القطربلي يقول للبحتري و قد اجتمعنا في دار عبد اللّه - يعني: ابن المعتز - بالخلد و عنده أبو العبّاس محمّد بن يزيد المبرّد، و ذلك في سنة ست و سبعين و مائتين، و قد أنشد البحتري شعرا في معنى قد قال في مثله أبو تمام [فقال له:] (3) أنت أشعر في هذا من أبي تمام فقال: كلا و اللّه ذاك الرئيس الأستاذ، و اللّه ما أكلت الخبز [إلاّ] (4) به، فقال لهما المبرد: يا أبا الحسن تأبى إلاّ شرفا من جميع جوانبك.

قال (5):و أخبرنا [ابن] (6) المظفر، أخبرنا المرزباني، أخبرني محمّد بن يحيى، حدّثني الحسين بن علي الكاتب، قال: قال لي البحتري: أنشدت أبا تمام يوما شيئا من شعري، فأنشد بيت أوس بن حجر (7):

إذا مقرم منا ذرى حد نابه *** تخمّط منا ناب آخر مقرم

و قال: نعيت إليّ نفسي، فقلت: أعيذك باللّه، فقال: إنّ عمري ليس يطول، و قد نشأ مثلك لطيئ، أ ما علمت أن خالد بن صفوان المنقري رأى شبيب بن شبة (8)-و هو من رهطه - يتكلم، فقال: يا بني، نعى نفسي إلى إحسانك في كلامك، لأنا أهل بيت ما نشأ فينا خطيب إلاّ مات قبله، قال: فمات أبو تمام بعد سنة من قوله هذا.

و قال محمّد بن يحيى: حدّثني أبو الغوث قال: قال لي أبي: أنشدت أبا تمّام شعرا لي في بعض بني حميد، وصلت به إلى مال له خطر، فقال لي: أحسنت، أنت أمير الشعر بعدي، فكان قوله هذا أحبّ إليّ من جميع ما حويته.

ص: 191


1- أبو الساج أحد قواد المعتمد.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 477/13-478.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، و الزيادة عن تاريخ بغداد.
4- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
5- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 478/13.
6- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
7- ديوانه ط بيروت ص 122.
8- الأصل و م و «ز»: شيبة، و المثبت عن تاريخ بغداد.

قال (1):و أخبرنا ابن المظفّر، أخبرنا المرزباني، أخبرني محمّد بن العبّاس قال: أنشد رجل أبا العبّاس ثعلبا قول البحتري (2):

و إذا دجت أقلامه ثم انتحت *** برقت مصابيح الدجى في كتبه

باللفظ يقرب فهمه في بعده *** منّا و يبعد نيله في قربه

حكم سحائبها (3) خلال بنانه *** هطالة و قليبها في قلبه

كالروض مختلفا (4) بحمرة نوره *** و بياض زهرته و خضرة عشبه

فكأنها و السمع معقود بها *** شخص الحبيب بدا لعين محبّه

فقال أبو العبّاس: لو سمع الأوائل هذا الشعر ما فضلوا عليه شعرا.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السبط ، أخبرنا أبي أبو سعيد (5)،أنشدنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن الحسن بن العجّال الطرسوسي - بمدينة السّلام - في جامعها، أنشدنا أبو علي الحسن بن محمّد العبسي البغوي صاحب البحتري قال: سمعت البحتري ينشد قصيدة في المتوكل عروضا لقصيدته التي في المتوكل في البركة، و هي القصيدة التي يقول فيها:

ميلوا إلى دار من ليلى نحيّيها (6)

و هذه أيضا عروضها في المتوكل (7):

أ نافعي عند ليلى فرط حبّيها *** و لوعة لي أبديها و أخفيها

أم لا تقارب ليلى من يقاربها *** و لا تداني بوصل من يدانيها

بيضاء أوقد خدّيها الصبي و سقى *** أجفانها من مزاج (8) الراح ساقيها

إلى آخر القصيدة، و كذلك القصيدة الأخرى:

ص: 192


1- تاريخ بغداد 478/13.
2- الأبيات في ديوان البحتري من قصيدة يمدح الحسن بن وهب 286/2 و مطلعها: من سائل لمعذل عن خطبه أو صافح لمقصر عن ذنبه
3- في تاريخ بغداد: سحابتها، و في الديوان: فسائحها.
4- في تاريخ بغداد و الديوان: مؤتلقا.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: سعد.
6- مطلع قصيدة للبحتري قالها يمدح المتوكل و يصف البركة، ديوانه 28/1 و تمام البيت: ميلوا إلى الدار من ليلى نحييها نعم و نسألها عن بعض أهليها
7- من قصيدة يمدح المتوكل، ديوانه ص 37.
8- ديوانه: مدام.

ميلوا إلى الدار من ليلى نحيّيها

قال: و أنشدنا أيضا، أنشدنا أبو علي العبسي قال: سمعت البحتري ينشد قصيدة (1):

بمثل (2) لقائها شفي الغليل *** غداة تزايلت (3) تلك الحمول

بعيدة مطلب و جواد نيل *** فها هي لا تنال و لا تنيل

و يحسن دلّها و الموت فيه *** و قد يستحسن السيف الصقيل

إذا خطرت تأرّج جانباها *** كما خطرت على الروض القبول (4)

القصيدة بتمامها.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، حدّثنا - و أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد، أخبرنا - أبو بكر الخطيب، أنشدني الحسين بن محمّد بن القاسم العلوي، أنشدنا أحمد بن علي البتي، أنشدنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد اللّه القطّان، أنشدنا البحتري لنفسه (5):

صنت نفسي عما يدنّس نفسي *** و ترفّعت عن جدا كلّ جبس

إلى أن قال:

و كأنّ الإيوان من عجب الصنعة *** جوب في جنبه أرعن جلس (6)

يتظنّى من الكآبة إذ يبدو *** لعيني مصبّح أو ممسّي

مزعجا بالفراق عن أنس إلف *** عزّ أو مرهقا بتطليق عرس (7)

عكست حظه الليالي و بات *** المشتري فيه و هو كوكب نحس

فهو يبدي تجلّدا و عليه *** كلكل من كلاكل الدهر مرسي

لم يعبه أن بزّ من بسط الديباج *** و استلّ من ستور الدمقس

مشمخرّ تعلو له شرفات *** رفعت في رءوس رضوى و قدس

ص: 193


1- ديوانه 283/1 من قصيدة يمدح أبا عيسى بن صاعد.
2- الأصل و م: مثل، و المثبت عن «ز»، و الديوان.
3- الأصل: تزالت، و المثبت عن «ز»، و م، و الديوان.
4- غير واضحة بالأصل و صورتها:«النفل ؟؟؟» و في م:«القيل»، و المثبت عن «ز»، و الديوان.
5- من قصيدة يصف إيوان كسرى، ديوانه 160/1.
6- الجوب: الترس.
7- الأصل و م و «ز»: «مرهفا يتطلبن عرسي» و المثبت عن الديوان.

لابسات من البياض فما *** تبصر منها إلاّ سبائخ (1) ترس

ليس يدري أصنع أنس لجنّ *** سكنوه أم صنع جنّ لإنس

غير أني أراه يشهد أن لم *** يك بانيه في الملوك بنكس

و ذكر القصيدة بطولها.

قال أبو بكر الخطيب: أخبرني علي بن أيوب القمي، أخبرنا محمّد بن عمران الكاتب، أخبرني الصولي، قال: سمعت عبد اللّه بن المعتز يقول: لو لم يكن للبحتري من الشعر إلاّ قصيدته السينية و وصف إيوان كسرى فليس للعرب سينية مثلها، و قصيدته في صفة البركة لكان أشعر الناس في زمانه.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أخبرنا - و أبو الحسن علي بن الحسن، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (2)،أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن المظفّر الدقّاق، حدّثنا محمّد بن عمران الكاتب، أنشدني المظفّر بن يحيى للبحتري يمدح عبيد اللّه بن عبد اللّه - يعني - ابن طاهر، لما قدم من خراسان من قصيدة فقال (3):

لقد سرّني أنّ المكارم أصبحت *** تحطّ إلى أرض العراق حمولها

مجيء عبيد اللّه من شرق أرضه (4) *** سرى الديمة الوطفاء هبّت قبولها

مسير يلقّى الأرض منه ربيعها (5) *** و يبهج عنه حزنها و سهولها

و أبيض من آل الحسين يرده *** إلى المجد أعراق مهدى دليلها

أضاءت لنا بغداد بعد ظلامها *** فعاد ضحى إمساؤها و أصيلها

مقامات حلم ما توازن قدرها *** و ساعات جود ما يطاع عدولها

كأنهم عند استلام ركابه *** عصائب عند البيت حان قفولها

يحلّون مأمولا مخوفا لنائل *** يواليه أو صولات بأس يصولها

أبا أحمد و الحمد رهن مآثر *** تؤثلها أو عارفات تنيلها

ص: 194


1- في الديوان: فلائل برس.
2- أقحم بعدها بالأصل: أخبرنا و أبو الحسين علي بن الحسن، حدّثنا أبو بكر الخطيب.
3- الأبيات من قصيدة يمدح عبيد اللّه بن عبد اللّه بن طاهر، ديوانه 334/1.
4- بالأصل:«من أرض شرقه» و المثبت عن «ز»، و م، و الديوان.
5- الأصل: قبولها، و المثبت عن «ز»، و م، و الديوان.

وصلت بك الحاجات جمعا و إنما *** يطول جليل القوم يقضى جليلها

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن علي بن عبد اللّه الطبري، أخبرنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن علي بن مهران الفرضي، أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن الصباح الهروي الكشي، حدّثنا الشعراني، حدّثنا خزيمة بن أحمد الكتاني قال:

كنت في شبابي بنهر عيسى، فبت ليلة من الليالي، فصلّيت الغداة و قد سقط الظل على الزهرة، فاستحسنتها و رأيت شقائق النعمان فيها، ففكّرت في نفسي و قلت: ليت شعري من النعمان الذي نسبت هذه الريحان إليه، ثم غلبني النسيم، فنمت، فرأيت في منامي كأن قائلا يقول لي:[إن] (1) النعمان ولي من أولياء اللّه، سأل اللّه أن يريه لباسه في الجنّة فأنبتت هذه الريحانة، فنسبت إليه، فكان إذا رآها يقول: رحم اللّه النعمان، فذكرته للبحتري فأنشدني (2):

إن الشقيق إذا أبصرت حمرته *** فوق السواد على أغصانه الذّلل

كأنها دمعة قد غسّلت كحلا *** فاضت لها عبرة في وجنتي خجل

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (3)،حدّثنا محمّد بن علي السمّاك، أخبرنا العبّاس بن أحمد بن أبي نواس الكاتب، أخبرنا أبو علي الطوماري، حدّثني أبو العبّاس بن طومار قال:

كنت أنادم المتوكل، فكنت عنده يوما و معنا البحتري، و كان بين يديه غلام حسن الوجه يقال له: راح، فقال المتوكل للفتح: يا فتح، إن البحتري يعشق راحا، فنظر إليه الفتح و أدمن النظر، فلم يره ينظر إليه، فقال له الفتح: يا أمير المؤمنين، أرى البحتري في شغل عنه فقال:

ذاك دليل (4) عليه، ثم قال المتوكل: يا راح خذ رطلا بلورا (5) فاملأه شرابا و ارفعه إليه، ففعل، فلما دفعه إليه بهت البحتري ينظر إليه، فقال المتوكل للفتح: كيف ترى ؟ ثم قال: يا بحتري، قل في راح بيت شعر و لا تصرح باسمه، فقال:

ص: 195


1- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
2- لم أعثر على البيتين في ديوانه الذي بيدي.
3- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 479/13-480.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: دليلي.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و الذي في تاريخ بغداد: رطل بللور.

حار بالود فتى أم *** سى رهينا بك مدنف

اسم من أهواه في شع *** ري مقلوب مصحّف

أنشدنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - حفظا - أنشدنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن النّقّور البزّار سنة سبع و أربعين - إملاء - أنشدنا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن هارون الضّبّي - إملاء - أنشدنا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي، أنشدني أبو عبادة البحتري لنفسه (1)،و كان لأبي صديقا:

اللّه جارك في انطلاقك *** تلقاء شامك أو عراقك

لا تعتبني (2) في مسيرك *** حين سرت و لم ألاقك

إنّي رأيت (3)[موافقا] (4) *** للبين تسفح غرب مآقك

و علمت أن بكاءنا *** سبب اشتياقي و اشتياقك

و ذكرت ما يجد المودّع *** عند ضمك و اعتناقك

فتركت ذاك تجلّدا (5) *** و خرجت (6) أهرب من فراقك

كذا أنشدنا من حفظه.

و أخبرناه أبو العزّ - قراءة - أخبرنا أبو محمّد الجوهري، أخبرنا المرزباني، أنشدنا ابن أبي سعيد البزّار، عن إسحاق النخعي للبحتري:

اللّه جارك في انطلاقك *** تلقاء شامك أو عراقك

لا تعذلنّ على مسيرك *** يوم سرت و لم ألاقك

إنّي خشيت موافقا *** للبين يسفح غرب مآقك

و أعلمت ما يلقى المودّع *** عند ضمّك و اعتناقك

فتركت ذاك تعمّدا *** و خرجت أهرب من فراقك (7)

ص: 196


1- الأبيات في ديوانه 14/2 قالها لأبي جعفر بن سهل المروزي زوج ابنة أبي صالح بن يزداد.
2- كذا بالأصل و «ز» و م و في الديوان: تعذلني.
3- كذا بالأصل و «ز» و م و في الديوان: خشيت.
4- سقطت من الأصل و م و استدركت لإقامة الوزن عن «ز»، و الديوان.
5- كذا بالأصل و «ز» و م و في الديوان: تعمدا.
6- تقرأ بالأصل و «ز»، و م، و قعدت، و المثبت عن الديوان.
7- استدرك البيت على هامش «ز».

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي، أخبرنا أبو منصور عبد المحسن بن محمّد بن علي - من لفظه - أخبرنا القاضي أبو القاسم يحيى ابن القاضي عبد اللّه [ابن] محمّد بن سلامة بن جعفر، أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن خرّزاد البحيري، أنشدنا أبو القاسم جعفر بن شاذان القمي، قال: أنشدنا الصولي، أنشدنا المبرد، أنشدني البحتري له (1):

أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا *** من الحسن حتى كاد أن يتكلما

و قد نبه النوروز في غلس الدجى *** أوائل ورد كنّ بالأمس نوّما

كتب إليّ أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت سعيد بن محمّد بن الفضل الواعظ يقول:

سمعت أحمد بن محمّد الأديب البشتي المعروف بالمولى يقول: خرجت إلى بخارى بقصيدة مدحت بها الشيخ أبا الفضل البلعمي فوصلت إلى حضرته، و قد أحس بموجدة السلطان - أيّده اللّه - عليه، و قد أثر ذلك فيه بحضرة الديوان غير مرة لأصادف منه خلوة أو في المنزل فلم أصادفها، فبينا أنا عنده ذات يوم إذ قرأ قصة لبعض المتصلين به فرفع رأسه إلى الكتبة فقال:

من يحفظ منكم قول البحتري في مساعدة الزمان و معاندته، فسكت الكتبة عن آخرهم، فقمت و قلت: أنا أحفظها، فقال: هاتها، فأنشدته (2):

خليلي إن كان الزمان مساعدي *** و آذيتماني لم يضق عنكما صدري

و لكن إذا كان الزمان معاندي *** فإيّاكما أن تؤذياني مع الدهر

فقال لي: أحسنت، ارفع حاجتك، فقلت: أدام اللّه عزّ الشيخ، معي قريض من نيسابور، فقال: هاتها، فأنشدته القصيدة، فوصلني و قضى جميع حوائجي.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا أبو بكر الخطيب (3)،أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا أبو الحسن محمّد بن جعفر التميمي الكوفي، أخبرنا أبو بكر الصولي، عن ابن البحتري قال: دخل أبي على بعض العمال - قد ذكره - في حبس المتوكل

ص: 197


1- البيتان في ديوانه 124/1 من قصيدة يمدح الهيثم الغنوي، و مطلعها: أ كان الصبي إلا خيالا مسلّما أقام كرجع الطرف ثم تصرما
2- لم أجد البيتين في ديوانه الذي بين يدي.
3- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 478/13-479.

بسرّمن رأى، يطالب بما لا يقدر عليه من الأمور، فأنشأ يقول (1):

جعلت (2) فداك الدهر ليس بمنفك *** من الحادث المشكوّ و النازل المشكي

و ما هذه الأيام إلاّ منازل *** فمن منزل رحب، و من منزل ضنك

و قد هذّبتك الحادثات و إنّما *** صفا الذهب الإبريز قبلك بالسبك

أ ما في نبي اللّه يوسف أسوة *** لمثلك (3) مسجونا على الزور و الإفك ؟

أقام جميل الصبر في الحبس (4) برهة *** فأسلمه (5) الصبر الجميل إلى الملك

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أخبرنا أبو علي محمّد بن وشاح بن عبد اللّه الكاتب، حدّثنا أبو القاسم عبد الصّمد بن أحمد الخولاني المعروف بابن خنيس، أنشدني سعيد بن يزيد القرشي، أنشدنا أبو عبادة الوليد بن عبيد البحتري لنفسه:

جعلت فداك الدهر ليس بمنفك *** من الحادثات المشكوّ و النازل المشكي

و ما هذه الأيام إلاّ مراحل *** فمن منزل رحب و من منزل ضنك

و قد هذبتك النائبات و إنّما *** صفا الذهب الإبريز قبلك بالسبك

و ما أنت بالمهزوز جاشا على الأذى *** و لا المتفرّي الخلتين (6) على الدعك

على أنه قد ضيم في ضمّك (7) الهدى *** و أمسى يد الإسلام في قبضة الشرك

أ ما في نبي اللّه يوسف أسوة *** لمثلك محبوسا عن الظلم و الإفك

أقام (8) جميل الصبر في الحبس برهة *** فآل به الصبر الجميل إلى الملك (9)

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش المقرئ - في كتابيهما - عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، و قرأته بخط رشأ، أخبرنا الحسن بن إسماعيل بن محمّد - بمصر - أنشدني عبد العزيز بن محمّد، حدّثنا الحسين بن القاسم، أنشدني البحتري (10):

لجّ هذا الحبيب في هجرانه *** و غدا (11) و الصدود أكبر شانه

ص: 198


1- الأبيات في ديوانه 320/2 قالها في أبي سعيد حين حبس.
2- كذا بالأصل و م و «ز» و تاريخ بغداد، و في الديوان: جعلنا.
3- عجزه في الديوان: لمثلك محبوسا على الجور و الإفك.
4- في الديوان و تاريخ بغداد: السجن.
5- في الديوان: فآل به.
6- في الديوان: الجلدتين.
7- في الديوان: حبسك.
8- سقط البيت التالي من «ز».
9- الأصل: ألا لك، و المثبت عن م.
10- الأبيات في ديوانه 36/1-37.
11- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الديوان: و مضى.

و الذي (1) صيّر الملاحة في خدّيه *** وقفا و السحر في أجفانه

لا أطعت الوشاة فيه و لو *** أسرف في ظلمه و في عدوانه

يا خليليّ باكرا (2) الراح صبحا *** و اسقياني من صرف ما تمزجانه

و دعا اللوم في التصابي فإنّي *** لا أرى في السّلوّ ما تريانه

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (3)،أخبرني علي بن أيوب، أخبرنا محمّد بن عمران، أخبرني الصولي قال: قرأ (4)عليّ البحتري لنفسه، و أنا أسمع (5):

خليليّ أبلاني هوى متلوّن *** له شيمة تأبى و أخرى تطاوع

فلا تحسبا أنّي نزعت و لم أكن *** لأنزع عن إلف إليه أنازع

و إنّ شفاء النفس لو تستطيعه *** حبيب مواف (6) أو شباب مراجع

قال (7):و أخبرنا محمّد بن علي بن مخلّد الورّاق، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، أنشدنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، أنشدنا أبو عبادة البحتري:

إذا المرء لم يرض ما أمكنه *** و لم يأت من أمره أزينه

و أعجب بالعجب فاقتاده *** و تاه به التيه فاستحسنه

فدعه، فقد ساء تدبيره *** سيضحك (8) يوما، و يبكي سنه

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنشدني أبو عبد اللّه محمّد بن عبدوس، أنشدنا أبو بكر محمّد بن جعفر المطيري (9)،أنشدنا الوليد بن عبيد البحتري (10):

قد قلت إذ (11) بسطت كفّاك من أملي *** ما شاء من نائبات الدهر فليكن

ص: 199


1- سقط البيت التالي من «ز».
2- بالأصل و م و «ز»: باكر، و المثبت عن الديوان.
3- الأصل و م و «ز» و تاريخ بغداد: قرئ.
4- الأصل و م و «ز» و تاريخ بغداد: قرئ.
5- الأبيات في ديوانه 71/1 من قصيدة يمدح بها المتوكل.
6- كذا بالأصل، و في م و «ز» و تاريخ بغداد، و الديوان: مؤات.
7- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 479/13 و لم أجد الأبيات في ديوانه.
8- الأصل و م: يضحك، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
9- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الطبري.
10- الأبيات في ديوانه 255/1 من قصيدة يمدح بها إبراهيم بن الحسن بن سهل.
11- الأصل و م: إذا، و المثبت عن «ز»، و الديوان.

رضيت منك بأخلاق قد امتزجت *** بالمكرمات امتزاج الروح بالبدن

و زدتني (1) رغبة في عقد ودّك إذ *** شفعت لي ذا الندى بالفهم و الفطن

من يصبه سكن ممن يحب و من *** يهوى فما لك غير المجد (2) من سكن

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أخبرنا أبو محمّد الجوهري، أخبرنا أبو عبيد اللّه المرزباني، أنشدني أحمد بن زياد قال: أنشدني يحيى بن البحتري لأبيه (3):

لك عهد لديّ غير مضاع *** بات (4) شوقي طوعا له و نزاعي

و هوى كلما جرى عنه دمع *** آيس العاذلين من إقلاعي

و متى عدتني وجدت التصابي *** من شكاتي و الحبّ من أوجاعي

أعناق اللقاء أثلم في الأحشاء *** و القلب أم عناق الوداع ؟

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن [أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر بن خلف، أنشدنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنشدنا عبد اللّه بن] (5) الحسين الكاتب، أنشدنا ابن (6) درستويه للبحتري (7):

و ظنّي حيث حلّت العيس رحلي *** و وسادي النراح و هو مهادي

لي نديمان كوكب و ظلام *** لا يخونان صحبتي و ودادي

لي مع الدهر كاليوم عتاب *** في غنا أهله و قلة زادي

أخبرنا أبو منصور المقرئ، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (8)،أخبرنا علي بن أبي علي البصري، أخبرنا محمّد بن عمران الكاتب، أخبرنا أبو بكر الجرجاني، أخبره عن محمّد بن يزيد النحوي قال: كتب إليّ البحتري أن يجيئنا بعقب مطر، فكتب إلينا (9):

ص: 200


1- الأصل: و زرتني، و المثبت عن «ز»، و م، و الديوان.
2- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و في الديوان: الجود.
3- من قصيدة يمدح بها المعتز باللّه، ديوانه 127/1.
4- الأصل و م و «ز»: بان، و المثبت عن الديوان.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم السند عن «ز».
6- الأصل و م: أبو، و المثبت عن «ز».
7- الأصل و م و «ز»: البحتري.
8- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 480/13.
9- من أبيات قالها لأبي صالح بن عمار، ديوانه 12/2.

إن التزاور فيما بيننا خطر *** و الأرض من وطأة البرذون تنخسف

إذا اجتمعنا على يوم الشتاء فلي *** همّ بما أنا لاق حين أنصرف

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا عبد اللّه الخازن - و هو محمّد بن أحمد بن موسى القمي ابن أخي علي بن موسى يقول: سمعت عمي ينشد في الشيب:

الشيب كره و كره أن يفارقني *** أحبب بشيء على البغضاء مودود

يفنى الشباب و قد يبقى له عوض *** و الشيب يذهب مفقود بمفقود

قال أبو عبد اللّه: و من أحسن ما أنشدوني في الشيب قول الوليد بن عبيد الطّائي:

إن المشيب رداء الحلم و الأدب *** كما الشباب رداء اللّهو و اللعب

تعجبت إن رأت شيبي فقلت لها *** لا تعجبي من يطل عمر به يشب

شيب الرجال لهم زين و مكرمة *** و شيبكن لكن العيب فاكتئبي

فينا لكن و إن شئت بدا أرب *** و ليس فيكن بعد الشيب من أرب

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي - إجازة إن لم يكن سماعا - أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن هارون الضّبّي، أخبرنا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل الضّبّي أن البحتري أنشده لنفسه (1):

يا صديقي و الأمر منك عجيب *** أين ذاك التأهيل و الترحيب

نضبت بيننا البشاشة و الودّ *** و غارا كما يغور القليب

أنت خلّ الأديب (2) حقا و هل *** يعرف حقّ الأديب إلاّ الأديب

فتجمل لنا قليلا كما كنت *** فإنّ الرحيل عنك قريب

أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرني الأزهري، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن جعفر الأديب، حدّثنا الصولي، حدّثني أحمد بن سعيد الطائي قال: مرض البحتري فوصف له الطبيب مزورة (3) فقال له بعض إخوانه: عندي أحذق خلق اللّه بها فمضى

ص: 201


1- الأبيات في ديوانه 13/2 قالها لرجل من أهل رأس العين كان صديقا له فجفاه و تغير عليه.
2- الأصل: الأيب. و المثبت عن «ز»، و م، و الديوان.
3- كذا رسمها بالأصل و م و «ز»، و الذي في المختصر:«مرقدة» و كتب محققه بالهامش: المرقد: دواء يرقد شاربه.

ليوجه بها فلم يفعل، فكتب إليه البحتري (1):

وجدت وعدك زورا في مزورة (2) *** ذكرت مبتدئا أحكام طاهيها

فلا شفا اللّه من يرجو الشفاء بها *** و لا علت كفّ ملق كفّه فيها

فاحبس رسولك عنّي أن يجيء بها *** فقد حبست رسولي عن تقاضيها

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أنشدنا أبو القاسم الحسن ابن محمّد بن حبيب المفسّر، أخبرنا أبو محمّد أحمد بن عبد اللّه الطاوسي - بهراة - للبحتري:

و إذا أتى للمرء من أعوامه *** خمسون و هو عن الصّبا لم يجنح

عكفت عليه المخزيات و قلن قد *** أضحكتنا و سررتنا (3) لا تبرح

و إذا رأى إبليس صورة وجهه *** حيّا و قال فديت من لم يفلح

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أخبرنا أبو علي محمّد بن وشاح، أخبرنا عبد الصّمد ابن أحمد، أنشدنا أبو بكر أحمد بن حازم الربعي، أنشدنا أبو العبّاس محمّد بن يزيد المبرّد، أنشدنا شاعر دهره، و نسيج وحده و هو البحتري:

اقلني يا محمّد يا بن يحيى مقالا *** لم أكن فيه مدوقا

جعلتك فيه ذا بأس وجود *** و تلك علامة بك لن تليقا

فلست بصابر أبدا عدوا *** و لست بنافع أبدا صدوقا

أنبأنا أبو السعود بن المجلي، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، أخبرنا أبو الحسن أحمد ابن محمّد بن المكتفي، حدّثنا جحظة، حدّثني أبو (4) هفان قال:

كنا في دعوة سعد بن... (5) أنا و البحتري فلمّا انصرفنا أردفني البحتري خلفه ليبلغني إلى منزلي، فلمّا قاربت منزلي قلت: لا بد مما أعنت به، فقلت: يا أبا عبادة من الذي يقول:

تلبس للحرب أثوابها *** و قال أنا الفارس البحتري

فلما رأى الخيل قد أقبلت *** أصيب على سرجه قد خري (6)

ص: 202


1- لم أعثر على الأبيات في ديوانه.
2- في المختصر: مرقدة.
3- الأصل و م: و سرتنا، و المثبت عن «ز».
4- بالأصل: أبي، و المثبت عن «ز»، و م.
5- كذا بالأصل و م و «ز».
6- بعدها بياض عدة أسطر في «ز»، و كتب على هامشها: بياض بالأصل، و الكلام متصل بالأصل و م.

أنبأنا أبو الفرج الصوري و غيره، عن أبي بكر الخطيب، أخبرنا محمّد بن محمّد بن المظفّر بن السرّاج، أخبرنا أبو عبيد اللّه محمّد بن موسى بن عمران المرزباني، حدّثني علي ابن هارون، حدّثني عمي يحيى بن علي، أخبرنا أبي أن البحتري أنشد المتوكل و أبا العنبس الصيمري حاضر قصيدته التي أولها (1):

عن أبي ثغر تبتسم (2).

و فيها يقول:

يا جعفر بن المعتصم *** يا منعم ابن المنتقم (3)

و كان إذا أنشد تبختر في إنشاده، و حرّك يديه (4) و أشار برأسه إعجابا بما يأتي به، و قال:

أحسنت و اللّه ما لكم لا تحسنون و تتعجبون مما تسمعون، و كان ذلك ربما غاظ المتوكل منه، ففعل مثل ذلك و هو ينشد هذه القصيدة، فلما فرغ منها رد البيت الأول و كذلك كان يفعل في قصائده، فلما ردّد (5) قوله:

عن أي ثغر تبتسم *** و بأي طرف تحتكم

غمز المتوكل أبا العنبس أن يولع (6) به فقال للبحتري:

في أي سلح ترتكم

و بأي كف تلتقم

أدخلت رأسك في الحرم

فولّى البحتري لما سمع ذلك مغضبا، فجعل أبو (7) العنبس يصيح من خلفه:

و علمت أنك تنهزم.

فضحك المتوكل و أمر لأبي العنبس بالصلة التي أعدّت للبحتري.

ص: 203


1- قصيدة يمدح بها المتوكل 15/1.
2- و تمامه في ديوانه: عن أي ثغر تبتسم و بأي طرف تحتكم
3- روايته في الديوان: للمرتضى ابن المجتبي و المنعم ابن المنتقم
4- قوله:«و حرك يديه» سقط من «ز».
5- بالأصل و م و «ز»: رد.
6- يولع به: أي يستخف.
7- الأصل: أبا، و في «ز»: ابن، و المثبت عن م.

و قال أحمد بن... (1) فجاءني البحتري فقال: يا أبا خالد، أنت عشير و ابن عمّ و صديق، و قد رأيت ما جرى عليّ ، أ رأيت لي أن أخرج إلى منبج بغير إذن ؟ فقد ضاع العلم و هلك. فقلت: لا تفعل من هذا شيئا، و الملوك تمزح بما هو أعظم من هذا، و مضيت معه إلى الفتح، فشكا إليه ذلك، فقال له نحوا من قولي، و عوّضه فسكن إلى ذلك.

قرأت (2) على أبي (3) منصور بن خيرون، عن أبي محمّد الجوهري،[ح و أخبرنا] أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد - نا الخطيب (4)،أنا الجوهري] (5)،أخبرنا محمّد بن العبّاس، أنشدنا عبد الرّحمن بن وليدويه قال: أنشدني أبي يهجو البحتري:

قل لمن جاءنا بنسبة زور *** يدّعي أنه لبحترطيّ

يتبازى كأنه عربي *** فإذا ما امتحنت ليس بشي

قد تعدّى و جاء أمرا فريا *** [كيف] (6) ينساغ ذا له يا أخي ؟

إن يجوز الذي ادعيت فإنّي *** قائل في غد أبي من لؤي

أخبرنا أبو منصور، أخبرنا - و أبو الحسن، حدّثنا - الخطيب (7)،أخبرنا التنوخي، أخبرنا أبو عبيد اللّه المرزباني أن الصولي أخبره قال: روي عن أبي الغوث أن أباه مات في أول سنة ثلاث و ثمانين و مائتين.

بعث إليّ أبو المغيث منقذ بن أبي سلامة مرشد بن علي بن المهذب في التواريخ مما ذكر أنه نقله من خط جد أبيه أبي الحسين علي بن المهذب قال: سنة ثلاث و ثمانين و مائتين فيها توفي أبو عبادة الوليد بن عبيد البحتري، و عمره ثلاث و ثمانون سنة، أسكت منها ثلاث سنين.

أخبرنا أبو منصور، أخبرنا - و أبو الحسن، حدّثنا - الخطيب (8)،أخبرنا الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل قال: سنة خمس و ثمانين فيها مات أبو عبادة البحتري الشاعر بالشام، و بلغ ثمانين سنة، قيل: مولده سنة ست و مائتين.

ص: 204


1- كذا فراغ بالأصل، و الكلام متصل في «ز»، و م.
2- بالأصل و م: أخبرنا، و المثبت عن «ز».
3- الأصل و م: أبو، و المثبت عن «ز».
4- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 480/13.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح و تقويم السند عن «ز».
6- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
7- تاريخ بغداد 480/13.
8- تاريخ بغداد 480/13-481.

أخبرنا أبو منصور المقرئ، أخبرنا الخطيب (1)،أنا التنوخي، أخبرنا المرزباني أن محمّد ابن يحيى أخبره قال: مات البحتري بمنبج، و قيل بحلب في أول سنة خمس و ثمانين و مائتين.

8026 - الوليد بن عبيد

أحد الصالحين، كان بينه و بين ذي النّون المصريّ مكاتبة.

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز، أخبرنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم، حدّثنا الحسين بن علي بن محمّد.

و كتب إليّ أبو سعد بن الطّيّوري يخبرني عن الأزجي، و كتب إليّ أبو الحسن علي بن الحسن السلمي يخبرني عن عبد العزيز بن بندار الشيرازي، قالوا: أخبرنا عبد اللّه (2) بن جهضم، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى الأنصاري، حدّثنا محمّد بن الحسن الجوهري قال:

كنت عند أبي الفيض ذي النّون بن إبراهيم بالحيرة، و قد كتب إلى الوليد بن عبيد الدمشقي كتابا، فقرأته: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، قرأت كتابك، و فهمت ما سألتني فيه عن تعريف حالي، و ما عسى أن أخبرك به من حالي ؟ و أنا بين خصال موجعات، بكائي منهن أربعة: حب عيني النظر، و لساني الفضول، و قلبي الرئاسة، و إجابتي لإبليس عدوّ اللّه فيما يكره اللّه مني، و أمرضني مثلها عين لا تبكي الذنوب المثبتة (3)،و قلب لا يخشع عند الموعظة، و عقل رهن فهمه إلى محبة الدنيا، و معرفة كلما قلّبتها وجدني اللّه عز و جل أجهل، و ضناي من مثلها، عدمت خير زاد و هو التقوى، و عدمت خير خصال الإيمان، و هو الحياء، و بعت أيامي بمحبة الدنيا، و تضييعي قلبا لا أقتني مثله أبدا.

8027 - الوليد بن عتبة بن حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان،

صخر بن حرب بن أميّة الأموي

كان يسكن الصفوانية (4) من إقليم حرلان (5).

ص: 205


1- تاريخ بغداد 480/13.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: علي بن عبد اللّه بن جهضم.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر: المبيتة.
4- الصفوانية خارج باب توماء، من إقليم حرلان، و حرف اسمها فيقال لها اليوم: الصوفانية (غوطة دمشق لمحمّد كردعلي ص 104).
5- حرلان بفتح الحاء، ناحية بالغوطة فيها عدة قرى، و هي مما يلي الصفوانية، شرقي باب توما (غوطة دمشق ص 168).

ذكره أبو الحسن بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق و غوطتها من بني أميّة.

8028 - الوليد بن عتبة بن صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس الأموي

ابن أخي معاوية بن أبي سفيان (1)

ولى المدينة لعمّه معاوية، و لابن عمّه يزيد، و كان جوادا حكيما، و كان بدمشق حين بايع الضحّاك بن قيس لابن الزبير، فأنكر ذلك، فحبسه الضحّاك.

حكى عن أبيه و عمّه.

حكى عنه مولى أبيه سعد المعروف بسعد القصر.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و حدّثنا أبو الحسن علي بن مهدي بن المفرج عنه أخبرنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أخبرنا الحسن بن إسماعيل الضرّاب - بمصر - حدّثنا عبد العزيز بن الحسن، حدّثنا محمّد بن الحسن بن دريد قال: حدّثنا أبو حاتم عن العتبي عن أبيه قال: قال سعد القصر عن الوليد بن عتبة قال:

أسرّ إليّ معاوية حديثا، فأتيت أبي فقلت: يا أبت، إنّ أمير المؤمنين أسرّ إليّ أمرا، و لا أراه يطوى (2) عليه ما بسطه عليه، أ فلا أخبرك به، قال: لا، إنه من كتم سره كان الخيار إليه، و من أفشاه كان الخيار عليه، فلا تكوننّ مملوكا بعد أن كنت مالكا، فقلت: يا أبت، و إن هذا ليدخل بين الرجل و أبيه ؟ قال لي: لا، و لكن أكره أن يذلّل لسانك بأحاديث السرّ، قال:

فدخلت على معاوية، فأخبرته بما جرى بيني و بين أبي، فقال لي: ويحك يا وليد، أعتقك أخي من رقّ الخطأ.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزبير بن بكّار قال (3):ولد عتبة بن أبي سفيان: الوليد بن عتبة، و أمّه بنت عبد بن زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل.

أخبرنا أبو غالب شجاع بن فارس - إذنا - أخبرنا محمّد بن علي الحربي، أخبرنا محمّد ابن عبد اللّه الدقّاق، و أحمد بن محمّد العلاّف.

ص: 206


1- نسب قريش للمصعب ص 132 و 133 و العقد الثمين 391/7 و جمهرة ابن حزم ص 111 و الجرح و التعديل 12/9 و شذرات الذهب 72/1 و سير أعلام النبلاء 534/3.
2- الأصل: يطرأ، و المثبت عن «ز»، و م.
3- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 132.

ح قال: و أخبرنا علي بن أحمد الملطي، أخبرنا العلاّف، قالا: حدّثنا الحسين بن صفوان، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثني الحسين بن عبد الرّحمن، حدّثني عبيد اللّه بن محمّد الخطيبي قال: قال عمرو بن العاص:

للّه درّ بني أمية، ما أجمع قلوبهم و أوسع حلومهم، لشهدت معاوية يوما دخل عليه الوليد بن عتبة و هو غلام حدث، فقلت: يا أمير المؤمنين لأفرّنّ (1) ابن أخيك عن عقله، قال:

إذن و اللّه تجده بعيد الغور، ساكن الفور، ربيط الجأش، فدنا فسلّم ثم سكت مليا، فقلت:

لقد أطلت سجن لسانك، قال: إنه غير مأمون الضرر إذا أطلق، قال: قلت: ما سنّك ؟ قال:

هيهات يا أبا عبد اللّه جللنا عن هذه المحنة، قال: فضحك إلي أبو عبد الرّحمن معاوية ثم قال: كلا يا عمرو، إنّ العود لمن لحائه، و إن الولد من آبائه، و هو و اللّه نبتة أصل لا تخلف، و سليل فحل لا تعرف.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا أبو بكر بن حمزة، حدّثنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا محمّد بن هبة اللّه، قالا: أخبرنا محمّد ابن الحسين، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب [نا] (2) ابن بكير، قال: قال الليث سنة ست و خمسين حجّ عامئذ بالناس الوليد بن عتبة، ثم عزل مروان بن الحكم، و استعمل الوليد ابن عتبة، و هي سنة سبع و خمسين، و حجّ عامئذ بالناس الوليد بن عتبة، و قال: سنة ثمان و خمسين فيها نزع مروان عن أهل المدينة و أمّر الوليد بن عتبة، و حجّ عامئذ بالناس الوليد بن عتبة، و في هذه السنة - يعني - سنة ستين استعمل يزيد عمرو بن سعيد [على المدينة و نزع الوليد بن عتبة عن أهل المدينة، و حج بالناس عمرو بن سعيد] (3) ثم عزل عمروا و استعمل الوليد بن عتبة، و حجّ الوليد بن عتبة سنة إحدى و ستين، و سنة اثنتين ثم عزل و استعمل عثمان ابن محمّد على المدينة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا نصر بن أحمد بن نصر، أخبرنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه.

ص: 207


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «لأفرق» و أفرّنّ من أفرّ يعني جعله يفرّ.
2- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز»، لتقويم السند.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م.

ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر بن سوار، قالا: أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري، قالا: أخبرنا محمّد بن زيد الأنصاري، أخبرنا أبو جعفر الشيباني، حدّثنا أبو بشر هارون بن حاتم، حدّثنا أبو بكر بن عيّاش قال: ثم حجّ بالناس [سنة ست و خمسين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، ثم حج بالناس] (1) أيضا الوليد سنة سبع و خمسين، ثم حجّ بالناس أيضا الوليد بن عتبة سنة ثمان و خمسين، و حجّ بالناس الوليد بن عتبة بن أبي سفيان سنة إحدى و ستين، و حجّ بالناس الوليد بن عتبة سنة اثنتين و ستين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أخبرنا أبو الحسن محمّد بن علي السيرافي، أخبرنا أبو عبد اللّه النهاوندي، أخبرنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (2):

و أقام الحجّ سنة ست و خمسين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان.

قال (3):و فيها - يعني - سنة سبع و خمسين عزل معاوية مروان عن المدينة في ذي القعدة، و ولى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، فلم يزل عليها حتى مات معاوية، فاستقضى الوليد العامري - يعني - ابن ربيعة (4)،و أقام (5) الحجّ يعني سنة ثمان و خمسين الوليد بن عتبة ابن أبي سفيان، و أقام الحجّ يعني سنة تسع و خمسين الوليد بن عتبة فأقرّه يزيد ثم عزله، و ولّى عمرو بن سعيد بن العاص أشهرا ثم عزله و ولّى الوليد بن عتبة نحوا (6) من سنتين، ثم عزله سنة ثنتين و ستين و ولى عثمان بن محمّد بن أبي سفيان، و أقام الحجّ - يعني - سنة إحدى و ستين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان (7).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن كرتيلا، أنا محمّد بن علي المقرئ، أخبرنا محمّد (8) بن عبد اللّه بن الخضر، أخبرنا أحمد بن علي بن محمّد الكاتب، أخبرنا أبي، أخبرنا أبو عمرو محمّد بن مروان القرشي السعيدي، حدّثنا محمّد بن الحسن بن علي القيسي، حدّثني أبو الخطاب، حدّثني الهيثم بن الربيع، حدّثني عمرو بن عثمان قال:

ص: 208


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 224.
3- تاريخ خليفة ص 224-225.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ خليفة: ابن زمعة.
5- تاريخ خليفة ص 229 و 236.
6- بالأصل و م:«نحو» و المثبت عن «ز».
7- تاريخ خليفة ص 229 و 236.
8- في م و «ز»: أحمد.

ذكر ابن عبّاس معاوية فقال: للّه تلاد بن هند ما أكرم حسبه، و أكرم مقدرته، و اللّه ما شتمنا على منبر قط ، و لا بالأرض ظنا منه بأحسابنا و حسبه ثم بعث إلينا ابن أخيه الوليد بن عتبة غلاما ابن عشرين سنة، فما ترك في السجن غارما إلاّ أدّى عنه، و لا عانيا إلاّ فكّه، ثم كتب إلينا أمير المؤمنين معاوية أن أرسل إلى الحسين (1) بن علي مع شرطي حتى يتلقينه (2)فبينا أنا عنده، و قد أرسل إليه فأقرأه كتاب معاوية فقال: أنت ترسل بي إليه يا بن أكّالة الأكباد، فقال: يا أبا عبد اللّه، إنه لا بدّ لنا من ذلك من السمع و الطاعة، فوثب الحسين فأخذ عمامته فاجتذبها (3) إليه و جعل الوليد يطلقها عنه كورا كورا و يقول: ما أردنا أن يبلغ كلّ هذا منك يا أبا عبد اللّه، فقمت إلى الحسين، فلم أزل به حتى أخرجته، فالتفت إلى الوليد فقال: جزاك اللّه خيرا، ما هجنا بأبي عبد اللّه إلاّ أسدا، ثم قال ابن عبّاس:

مغاض عن العوراء لا ينطقونها *** و أهل وراثات الحلوم الأوائل

وجدنا (4) بني حرب و كانوا أعزّة *** ذرى في الذرى و كاهلا في الكواهل

فبلغ ذلك معاوية، فقال: يا أهل الشام، ما كنتم صانعين لو شهدتموه ؟ قالوا: لو شهدناه لقتلناه، فقال معاوية: إن [ثم] (5) لدما مصونا عند بني عبد مناف، الوليد أعلم بأدب أهله.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة: فحدّثني وهب بن جرير، حدّثني جويرية بن أسماء قال: سمعت أشياخنا من أهل المدينة ما لا أحصي يتحدّثون أن معاوية لما هلك ولي المدينة يومئذ الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، و كان رجلا رفيقا سريا كريما.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي، قالوا: أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أحمد، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزبير، حدّثنا محمّد بن حسن، عن إبراهيم بن محمّد، عن يزيد بن عبد اللّه بن الهاد الليثي: أن محمّد بن الحارث التيمي أخبره.

ص: 209


1- الأصل و م: الحسن، و المثبت عن «ز»، و المختصر.
2- بدون إعجام بالأصل و م، و فوقها ضبة بالأصل، أعجمت عن «ز»، و في المختصر: نبلسه.
3- الأصل و م:«ما حرها» و المثبت عن «ز»، و في المختصر: فاجترها.
4- الأصل و م:«وجدنا في بني» و المثبت عن «ز»، و المختصر.
5- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن «ز».

أنه كان بين الحسين بن علي و بين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان كلام، و الوليد يومئذ أمير المدينة في زمن معاوية بن أبي سفيان في مال كان بينهما بذي المروة (1)،فقال الحسين ابن علي: استطال عليّ الوليد بن عتبة في حقي بسلطانه، فقلت: أقسم باللّه لتنصفني من حقي أو لآخذن سيفي ثم لأقومنّ في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم لأدعون بحلف الفضول.

قال: فقال عبد اللّه بن الزبير عند الوليد حين قال الحسين ما قال: و أنا أحلف باللّه لأن دعا به لآخذن سيفي ثم لأقومنّ معه حتى ينصف من حقه أو نموت جميعا، فبلغت المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري فقال مثل ذلك، فبلغت عبد الرّحمن بن عثمان بن عبيد اللّه (2) التيمي فقال مثل ذلك، فلمّا بلغ ذلك الوليد بن عتبة أنصف الحسين من حقّه حتى رضي.

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس، أخبرنا محمّد بن علي الحربي، و محمّد بن عبد اللّه الدقاق و أحمد بن محمّد العلاّف قال: و أخبرنا علي بن أحمد الملطي، أخبرنا العلاّف، قالا:

حدّثنا الحسين بن صفوان، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثني سليمان بن أبي شيخ، حدّثنا محمّد ابن الحكم، عن عوانة قال:

تنازع الحسين بن علي و الوليد بن عتبة بن أبي سفيان في أرض، و الوليد يومئذ أمير على المدينة، فبينا حسين ينازعه إذ تناول عمامة الوليد عن رأسه، فجذبها فقال مروان بن الحكم و كان حاضرا: إنا للّه، ما رأيت كاليوم جرأة (3) رجل على أميره، قال الوليد: ليس ذاك بك، و لكنك حسدتني على حلمي عنه، فقال حسين عليه السلام: الأرض لك، اشهدوا أنها له.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالوا: أخبرنا أبو جعفر المعدّل، أخبرنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزبير بن بكّار، قال:

و كان الوليد بن عتبة رجل بني عتبة، ولاه معاوية المدينة، و كان حليما، كريما، و توفي معاوية فقدم عليه رسول يزيد يأمره أن يأخذ البيعة على الحسين بن علي، و على عبد اللّه بن الزبير، فأرسل إليهما ليلا حين قدم عليه الرسول و لم يظهر عند الناس موت معاوية، فقالا:

تصبح، و تجتمع الناس فنكون [منهم، فقال له مروان: إن خرجا من عندك لم ترهما. فنازعه

ص: 210


1- كذا بالأصل و م و «ز»: بذي المروة، و في المختصر: بذي المر. و ذو المروة: قرية بوادي القرى، و قيل: بين خشب و وادي القرى.(راجع معجم البلدان).
2- في «ز»: عبد اللّه.
3- الأصل و م و «ز»: حرة، كذا، و المثبت عن المختصر.

ابن الزبير الكلام، و تغالظا حتى قام كل واحد] (1) منهما إلى صاحبه فتناصيا (2)،و قام (3) الوليد ليحجز بينهما حتى خلص كل واحد منهما من صاحبه، فأخذ عبد اللّه بن الزبير بيد الحسين و قال: انطلق بنا، فقاما، و جعل ابن الزبير يتمثل قول الشاعر:

لا تحسبني يا مسافر شحمة *** تعجّلها من جانب القدر جائع

فأقبل مروان على الوليد يلومه، و يقول: لا تراهما أبدا، فقال له الوليد: إنّي قد أعلم ما تريد، ما كنت لأسفك دماءها، و لا لأقطع أرحامهما (4).

أنبأنا أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف و نقلته من خطه، أخبرنا إبراهيم بن علي، حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي، حدّثنا أبو خليفة، حدّثنا محمّد بن سلاّم، حدّثنا عبيدة بن المنذر قال: قال أبي.

لما أتى برأس الحسين بن علي إلى عمرو بن سعيد بن العاص وضع بين يديه، فقال للوليد بن عتبة بن أبي سفيان: قم فتكلم، فقام، فقال: إنّ هذا - عفا اللّه عنا و عنه - خيرنا (5)بين أن يقتلنا ظالما أو نقتله معذورين في قتله، فصرنا إلى التي كرهنا مضطرين إليها غير مختارين لها، و باللّه لوددنا أنّا اشترينا له العافية منه، و لو أمكن ذلك بأغلى الثمن، و إن عجل قوم بملامنا ليصيرنّ إلى عذر منا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أخبرنا أبو محمّد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن فهم، حدّثنا محمّد بن سعد، أخبرنا علي ابن محمّد، عن خالد بن يزيد بن بشر، عن أبيه و عبد اللّه بن نجاد الطالحي عن العيزار بن أنس الطائحي، و مسلمة بن محارب، عن حرب بن خالد و غيرهم قالوا: لما مات معاوية بن يزيد بن معاوية أرادوا الوليد بن عتبة بن أبي سفيان على البيعة له، فأبى و هلك تلك الليالي (6).

و ذكر غيره أن الوليد بن عتبة قدّم للصلاة على معاوية بن يزيد، فأصابه الطاعون في

ص: 211


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز».
2- يعني أخذ كل واحد منهما بناصية الآخر، و الناصية: منبت الشعر في مقدم الرأس.
3- بالأصل و م: و قال، و المثبت عن «ز».
4- الأصل و م:«لا سقط دماها، و لا لأقطع أرحامها» صوبنا الجملة عن «ز».
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر: حرّنا.
6- سير أعلام النبلاء 534/3.

صلاته عليه، فلم يرفع إلاّ و هو ميت (1).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أخبرنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، قالا:

أخبرنا محمّد بن الحسين، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال: و أراد أهل الشام الوليد بن عتبة بن أبي سفيان على الخلافة، فطعن فمات - يعني - معاوية بن يزيد بن معاوية.

8029 - الوليد بن عتبة بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

8029 - الوليد بن عتبة (2) بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

أبو عتبة الأعور

و أمّه أم خالد بنت عبد اللّه بن قيس الصابي الكلابي.

ذكره أبو المظفّر الأبيوردي النسّابة، و قد تقدّم ذكره إياه في ترجمة أخيه سليمان بن عتبة الأعور.

8030 - الوليد بن عتبة

8030 - الوليد بن عتبة (3)

روى عن معاوية بن صالح.

روى عنه: محمّد بن عبد العزيز الرملي.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل، أخبرنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمّد بن سهل، أخبرنا البخاري قال (4):الوليد بن عتبة الدّمشقي عن معاوية بن صالح، معروف الحديث، روى عنه محمّد بن عبد العزيز.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أخبرنا عبد الرّحمن بن محمّد، أخبرنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

ص: 212


1- سير أعلام النبلاء 534/3.
2- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: عبيد.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 433/19 و تهذيب التهذيب 92/6 و ميزان الاعتدال 341/4 و التاريخ الكبير 150/8 و الجرح و التعديل 12/9 و معرفة القراء الكبار 201/1 و غاية النهاية 360/2.
4- رواه البخاري في التاريخ الكبير 150/8-151.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (1):

الوليد بن عتبة الدّمشقي (2)،روى عنه معاوية بن صالح (3)،روى عنه محمّد بن عبد العزيز الرّملي، سمعت أبي يقول ذلك، و سمعت أبي يقول: هو مجهول.

8031 - الوليد بن عتبة أبو العبّاس الأشجعي

8031 - الوليد بن عتبة أبو العبّاس الأشجعي (4)

قرأ القرآن بحرف ابن عامر على أيوب بن تميم.

و روى عن الوليد بن مسلم، و المؤمّل بن إسماعيل، و بقيّة بن الوليد، و مروان بن معاوية، و عبد اللّه بن نافع الصائغ، و أبي حيوة (5) شريح بن يزيد بن الحضرمي، و سويد بن عبد العزيز، و مروان بن محمّد، و ضمرة بن ربيعة، و سعيد بن منصور، و محمّد [بن يوسف] (6) الفريابي، و عبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السّائب، و عمر بن عبد الواحد، و أبي مسهر، و القاسم بن جميل، و الحارث بن مسكين، و أبي صالح كاتب الليث، و عيسى بن خالد اليمامي، و أبي مسهر (7) الغسّاني.

قرأ عليه أحمد بن نصر بن شاكر، و روى عنه أحمد بن أبي الحواري، و هو من أقرانه، و أبو زرعة الدمشقي، و الرّازي، و أبو عبد الرّحمن محمّد بن العبّاس بن الوليد بن الدرفس، و محمّد بن الفيض، و عثمان بن خرّزاد، و أحمد بن نصر بن شاكر، و علي بن الحسين (8) بن الجنيد، و حجّاج بن حمزة الخشّابي الرّازي، و أحمد بن سيّار (9) المروزي، و أحمد بن المعلّى، و أحمد بن أنس بن مالك، و جماهر بن محمّد الزملكاني، و محمّد بن الحسن بن قتيبة، و الحسين بن عبد اللّه بن يزيد القطّان الرقّي، و محمّد بن أحمد بن عبيد بن فياض،

ص: 213


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 12/9-13.
2- في الجرح و التعديل:«كوفي».
3- في الجرح و التعديل: روى عن النضر الخزاز.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 431/19 و تهذيب التهذيب 91/6 و الجرح و التعديل 12/9 و ميزان الاعتدال 341/4.
5- الأصل: حيوية، و المثبت عن «ز»، و م، و تهذيب الكمال.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن ابن سعد.
7- كذا بالأصل و م و «ز»، و قد مرّ قريبا و لعله مكرر، و جاء في تهذيب الكمال: و أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني.
8- كذا بالأصل و م، و تحرفت في «ز» إلى: الحسن.
9- تحرفت بالأصل و م إلى: يسار، و المثبت عن «ز»، و تهذيب الكمال.

و عمر بن سعيد بن سنان المنبجي، و الفيض بن محمّد الأنطاكي، و جعفر الفريابي، و محمّد ابن عون الوحيدي، و يعقوب بن سفيان، و محمّد بن يعقوب بن حبيب.

و كانت داره بدمشق في زقاق الأسديين عند باب الجابية بقرب مسجد بني (1) عطية، و [فيه] (2) كان يروي الحديث.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أخبرنا أبو طاهر بن محمود، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، حدّثنا صفوان بن صالح، و الوليد بن عتبة، قالا: حدّثنا الوليد بن مسلم، عن يزيد بن يوسف الصنعاني، عن يزيد بن يزيد [بن جابر عن مكحول عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي صلى اللّه عليه و سلم في قوله [تعالى:] وَ كٰانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمٰا (3) قال:«ذهب و فضة»[12963].

قال: و أنا ابن المقرئ، نا الحسين بن عبد اللّه بن يزيد الأزرق] (4) الرقي (5) القطّان، حدّثنا الوليد بن عتبة، حدّثنا الوليد بن مسلم بإسناده مثله.

أخرجه الترمذي عن الحسن بن علي الخلاّل، عن صفوان.

أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا ابن المقرئ [نا] (6) جماهر بن أحمد، حدّثنا الوليد بن عتبة، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إن الميّت يعذّب ببكاء الحيّ عليه»[12964].

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي عبد اللّه، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (7):

الوليد بن عتبة الدّمشقي، أبو العبّاس، روى عن بقية، و الوليد بن مسلم، و أبي (8)

ص: 214


1- في «ز» و م و تهذيب الكمال: ابن عطية.
2- زيادة عن «ز»، و م.
3- سورة الكهف، الآية:82.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و الذي بالأصل بعد كلمة «يزيد»«الآن» ثم فراغ، و الكلام متصل في م.
5- لم يظهر بالأصل من اللفظة سوى «قي».
6- زيادة عن «ز»، و م.
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 12/9.
8- بالأصل و م:«و أبو» و المثبت عن «ز».

حيوة (1)،و سويد بن عبد العزيز، و مروان بن محمّد، روى عنه حجّاج بن حمزة الخشابي، و أبو زرعة، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عنه علي بن الحسين بن الجنيد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أخبرنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أخبرنا أبو عبد اللّه الكندي، حدّثنا أبو زرعة قال في تسمية أصحاب الوليد و ابن شعيب و غيرهم: الوليد بن عتبة.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أخبرنا أبو بكر الصفّار، أخبرنا أحمد بن علي بن منجويه، أخبرنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو العبّاس الوليد بن عتبة الدّمشقي، سمع أبا محمّد سويد بن عبد العزيز السلمي، و ضمرة بن ربيعة القرشي، روى عنه أحمد بن سيّار (2) المروزي، كنّاه و سمّاه لنا عمر بن أحمد بن علي الجوهري، حدّثنا أحمد بن سيّار.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم - إذنا - حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أخبرنا أبو محمّد ابن أبي نصر، أخبرنا الحسن بن حبيب قال: سمعت أبا زرعة بن عمرو (3) يقول: كان القرّاء بدمشق الذين يحكمون القراءة الشامية العثمانية و يضبطونها: هشام بن عمّار، و الوليد بن عتبة، و عبد اللّه بن ذكوان (4).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، عن عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا علي بن الحسن الربعي - إجازة - أخبرنا أحمد بن عتبة،[نا محمّد بن يوسف الهروي، نا محمّد بن عوف الطائي، حدّثني الوليد بن عتبة] (5) و أثنى عليه خيرا، و زعم أنه أوثق من صفوان بن صالح.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر الطبري.

ص: 215


1- الأصل: و حيوية، و المثبت عن م، و «ز».
2- تحرفت بالأصل إلى: يسار، و المثبت عن «ز»، و م.
3- الأصل و م: عمر، و المثبت عن «ز».
4- رواه المزي في تهذيب الكمال 432/19 و الذهبي في معرفة القراء الكبار 201/1 كلاهما من طريق أبي زرعة الدمشقي.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن «ز»، و م.

قالا: أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا أبو عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، حدّثني الوليد ابن عتبة الدّمشقي، و كان ممن تهمه نفسه، فذكر حكاية.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أخبرنا أبو محمّد التميمي، أخبرنا أبو محمّد العدل، أخبرنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة قال (1):قلت له - يعني - لعبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم:

فأيّ الثلاثة أحبّ إليك من أصحاب الوليد بن مسلم ؟ وليد بن عتبة، أو صفوان بن صالح، أو العبّاس المكتب، قال: وليد أكيسهم و أقدمهم طلبا، و قد كان يحضر صغيرا.

قال: و حدّثنا أبو زرعة، قال (2):و حدّثني غير واحد منهم: محرز بن محمّد، و محمود ابن خالد أنهما سمعا الوليد بن مسلم يقول للوليد بن عتبة: اقرأ يا أبا العبّاس، فكان يقرأ القرآن في مجلسه.

قال أبو زرعة (3):و مات الوليد بن عتبة في جمادى الأولى سنة أربعين و مائتين، و ولد سنة ست [و سبعين و مائة، و مات و هو ابن أربع و ستين سنة] (4).

و هكذا قال عمرو بن دحيم في مولده.

و يقال: مات بصور في شهر ربيع الآخر سنة أربعين (5).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أخبرنا محمّد بن هبة اللّه، أخبرنا محمّد بن الحسين، أخبرنا عبد اللّه، حدّثنا يعقوب قال: توفي الوليد بن عتبة سنة أربعين و مائتين، و مولده سنة ست و سبعين و مائة (6).

8032 - الوليد بن عروة بن محمّد بن عطيّة السّعدي

من أهل دمشق، ولي إمرة مكة لابن عمّه عبد الملك بن محمّد بن عطيّة، و ولي الموسم، و ولي المدينة و اليمن في خلافة مروان بن محمّد.

ص: 216


1- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 286/1-287.
2- تاريخ أبي زرعة 287/1 و تهذيب الكمال 433/19.
3- تاريخ أبي زرعة 287/1 و تهذيب الكمال 433/19.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و تاريخ أبي زرعة. و في «ز»: «سنة ست و أربعين» بدلا من «سنة ست و سبعين و مائة».
5- تهذيب الكمال 433/19.
6- رواه المزي في تهذيب الكمال 433/19 نقلا عن يعقوب بن سفيان.

حكى شيئا من غزو البحر.

روى عنه: عبد اللّه بن عامر شيخ الواقدي.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا أحمد بن عبيد بن (1) الفضل - إجازة - أخبرنا محمّد بن الحسين بن محمّد الزعفراني، حدّثنا ابن أبي خيثمة، أخبرنا علي بن محمّد قال: استعمل الوليد بن عروة السّعدي - سعد بني بكر - يعني - على المدينة، فاستقضى محمّد بن عمران التيمي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا نصر بن أحمد بن نصر، أخبرنا أبو الحسين الجواليقي.

ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر بن سوار، قالا: أخبرنا الحسين بن علي (2) الطناجيري، قالا: أخبرنا محمّد بن يزيد (3) بن علي، حدّثنا محمّد بن محمّد بن عقبة، حدّثنا هارون بن حاتم، حدّثنا أبو بكر بن عيّاش، قال: ثم حجّ بالناس الوليد بن عروة بن عطيّة السّعدي سنة إحدى و ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (4):وجّه مروان - يعني: ابن محمّد - عبد الملك (5) بن محمّد ابن عطيّة بن سعد بن بكر، فقتل أبا حمزة - يعني - الشاري بالمدينة، و ضم إليه مكة، و خرج عبد الملك إلى اليمن، و استخلف الوليد بن عروة بن محمّد بن عطيّة، ثم ولاها مروان يوسف بن عروة.

قال (6):و أقام الحجّ - يعني - سنة إحدى و ثلاثين و مائة: الوليد بن عروة بن محمّد بن عطيّة من بني سعد بن بكر.

قال خليفة (7):ولاها مروان - يعني - اليمن يوسف بن عروة مع ولاية مكّة و المدينة، فبعث إلى اليمن أخاه الوليد بن عروة، فلم يزل واليا حتى جاءت بيعة أبي العبّاس.

ص: 217


1- قوله:«عبيد بن» كتبت فوق الكلام بين السطرين في م.
2- الأصل و م:«بن أبي علي» و المثبت عن «ز»، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 618/17.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: زيد.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 406-407.
5- بالأصل و م:«عبد الملك بن عبد الملك» و المثبت عن «ز»، و تاريخ خليفة.
6- تاريخ خليفة ص 398.
7- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 407.

8033 - الوليد بن عقبة بن أبي معيط - و اسمه: أبان - بن أبي عمرو بن أمية

ابن عبد شمس بن عبد مناف أبو وهب القرشي الأموي (1)

له صحبة، و هو أخو عثمان بن عفّان لأمه، أمّهما أروى بنت كريز بن (2) حبيب بن عبد شمس.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث.

روى عنه: أبو موسى عبد اللّه الهمداني، و الشعبي.

و خرج في زمن أبي بكر إلى الشام مجاهدا، و استعمله عثمان بن عفّان على الكوفة، ثم سكن الجزيرة بعد قتل عثمان، و لم يشهد شيئا من الحروب التي جرت بين علي و معاوية، و كان سخيّا شاعرا.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكّي، حدّثنا - و أبو الحسن محمّد بن محمّد بن الفرّاء، أخبرنا - أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد اللّه الأصبهاني - بها - حدّثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني (3).

ح و أنبأنا أبو علي الحدّاد، أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد [نا أحمد] (4) بن يحيى بن خالد بن حيّان - زاد عبد الرّحمن: الرقّي-، حدّثنا زهير بن عباد - زاد أبو نعيم: الرواسي - حدّثنا أبو بكر الداهري - زاد عبد الرّحمن (5):عبد اللّه بن حكيم - عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن الوليد بن عقبة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن أناسا من أهل الجنّة يتطلعون (6) إلى أناس من أهل النار فيقولون: بم دخلتم النار؟ فو اللّه ما دخلنا الجنّة إلاّ بما تعلّمنا منكم، فيقولون: إنّا كنا نقول و لا نفعل»- زاد عبد الرّحمن: قال سليمان: لم يروه عن ابن أبي خالد إلاّ أبو بكر الداهري، تفرّد به زهير[12965].

ص: 218


1- ترجمته في تهذيب الكمال 435/19 و تهذيب التهذيب 92/6 و نسب قريش ص 138 و الجرح و التعديل 8/9 و طبقات ابن سعد 24/6 و 476/7 و الإصابة 637/3 و الاستيعاب 631/3 (هامش الإصابة) و أسد الغابة 675/5 و الأغاني 122/5.
2- في تهذيب الكمال: بنت كريز بن ربيعة بن حبيب.
3- رواه الطبراني في المعجم الكبير 150/22 رقم 405.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم السند عن «ز».
5- أقحم بعدها بالأصل و م:«بن».
6- كذا بالأصل و م و «ز»: «يتطلعون» و الذي في المعجم الكبير: ينطلقون.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، حدّثنا أبو بكر الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أخبرنا أبي أبو يعلى.

قالا: أخبرنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أخبرنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال:

قرأت على علي بن عمرو حدّثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عيّاش: الوليد بن عقبة بن أبي معيط يكنى أبا وهب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا: أخبرنا محمّد بن الحسن، أخبرنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، حدّثنا عمر بن أحمد، حدّثنا خليفة قال (1):

الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، اسم أبي معيط أبان بن أبي عمرو، و اسم أبي عمرو ذكوان بن أمية، أمّه أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس، هو أخو عثمان بن عفّان لأمّه، أتى البصرة و الكوفة، و مات بالرقّة مقيم بأرض الجزيرة، يكنى أبا وهب.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن الحطّاب، أخبرنا محمّد بن أحمد السعدي، أخبرنا أبو عبد اللّه ابن بطة، قال: قرئ على أبي القاسم البغوي، أخبرنا مصعب بن عبد اللّه قال (2):

الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، يكنى أبا وهب، و كان من رجال قريش و شعرائهم، خرج الوليد يرتاد منزلا حتى أتى الرقّة فأعجبته، فنزل على البليخ (3) و قال: منك المحشر، فمات بها، و أخوه عمارة بن عقبة بن أبي معيط ، قتله رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم بدر صبرا.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أخبرنا أبو جعفر المعدّل، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزّبير بن بكّار قال (4):

فولد أبو عمرو بن أمية: أبانا (5) و هو أبو معيط ، و أمّه آمنة بنت أبان بن كلب (6) بن ربيعة

ص: 219


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 41 رقم 57.
2- راجع نسب قريش للمصعب الزبيري ص 138.
3- البليخ: اسم نهر بالرقة، راجع معجم البلدان.
4- نسب قريش ص 135.
5- الأصل:«أياما» و في «ز»: «ايابا» و في م:«اياسا» و المثبت عن نسب قريش.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و في نسب قريش: كليب.

ابن عامر بن صعصعة، و ولد أبو معيط : عقبة، قتله النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم بدر صبرا، فولد عقبة بن أبي معيط ،[الوليد] (1) و كان من رجال قريش و شعرائهم، و كان له سخاء، استعمله عثمان بن عفّان على الكوفة، فرفعوا عليه أنه شرب الخمر، فعزله عثمان و جلده الحدّ، و قال فيه الحطيئة يعذر (2):

شهد الحطيئة حين يلقى ربه *** أنّ الوليد أحقّ بالعذر

خلعوا عنانك إذ جريت و لو *** خلّوا عنانك لم تزل تجري

فزادوا فيها من غير قول الحطيئة (3):

نادى (4) و قد تمّت صلاتهم *** أ أزيدكم ؟- ثملا (5)-و ما يدري

ليزيدهم خبرا (6) و لو فعلوا *** لأتت صلاتهم على العشر

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أخبرنا أبو عمرو بن مندة، أخبرنا أبو محمّد بن يوة، أخبرنا أبو الحسن اللّنباني (7)،حدّثنا أبو بكر بن أبي الدّنيا، حدّثنا محمّد بن سعد قال (8):في تسمية من نزل الجزيرة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو ابن أميّة بن عبد شمس، و كان خرج من الكوفة معتزلا لعلي و معاوية، و نزل الرقّة، و مات بها، و ولده بها إلى اليوم، و كان يكنّى أبا وهب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا أبو علي بن فهم، حدّثنا محمّد بن سعد (9) قال: في الطبقة الرابعة:

الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، و أمه أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، و اسم أبي معيط أبان،

ص: 220


1- سقطت من الأصل، و استدركت للإيضاح عن «ز»، و م، و نسب قريش.
2- البيتان في ديوانه ص 179 (ط . بيروت - صادر)، و الأغاني 122/5 و نسب قريش ص 138 و الاستيعاب 634/3.
3- البيتان في نسب قريش ص 138 و الأول في الاستيعاب 634/3.
4- الأصل و م و «ز»: «ناد» و المثبت عن المصدرين السابقين.
5- الاستيعاب: سكرا.
6- نسب قريش: خمسا.
7- الأصل و م و «ز»: اللبناني، بتقديم الباء.
8- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
9- طبقات ابن سعد 24/6-25 و 476/7 و تهذيب الكمال 436/19 نقلا عن ابن سعد.

و أمّه أمية ابنة أبان بن كليب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، و أم عقبة سالمة بنت أمية بن حارثة ابن الأوقص من بني سليم بن منصور، و قتل عقبة بن أبي معيط يوم بدر صبرا، و كان الوليد بن عقبة يكنى أبا وهب، و أسلم يوم فتح مكة، و بعثه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على صدقات بني [المصطلق، فذكر بعض القصة، و قال: و ولاه عمر بن الخطاب صدقات بني] (1) تغلب، و ولاّه عثمان بن عفّان الكوفة بعد سعد بن أبي وقّاص، ثم عزله عنها، فلم يزل بالمدينة حتى بويع علي، فخرج إلى الرقّة، فنزلها و اعتزل عليا و معاوية، فلم يكن مع واحد منهما حتى مات بالرقّة، فقبره بعين الرومية على خمسة عشر ميلا من الرقّة، و كانت ضيعة له، فمات بها، و ولده بالرقّة إلى اليوم.

أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أخبرنا أبو محمّد الجوهري، أخبرنا أبو الحسين بن المظفّر، أخبرنا أبو علي المدائني، أخبرنا أبو بكر بن البرقي، قال:

الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن [أبي] (2) عمرو بن أميّة بن عبد شمس [كان أخا عثمان لأمه، أمهما أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس] (3) و أمهما أم حكيم البيضاء عمّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان الوليد يكنّى أبا وهب، قتل النبي صلى اللّه عليه و سلم أباه عقبة بن أبي معيط صبرا بالصفراء (4) في رجوعه من بدر، و يقال: بالأثيل (5) فيما حدّثنا ابن هشام، و كان في زمان النبي صلى اللّه عليه و سلم رجلا، له حديث (6).

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أخبرنا أحمد بن الحسن، و المبارك ابن عبد الجبّار و ابن النرسي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمّد بن سهل، أخبرنا البخاري قال (7):الوليد بن عقبة بن أبي معيط أبو وهب القرشي، رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم، كان والي الكوفة، ثم

ص: 221


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز».
2- زيادة عن «ز»، و م، للإيضاح.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م.
4- الصفراء: وادي الصفراء، من ناحية المدينة، و هو واد كثير النخل و الزرع و الخير في طريق الحج، بينه و بين بدر مرحلة (معجم البلدان).
5- الأثيل: بالتصغير، موضع قرب المدينة (معجم البلدان).
6- تهذيب الكمال 436/19.
7- التاريخ الكبير للبخاري 140/8.

ذكر له حديث الخلوق (1).

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا ابن مندة، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (2):

الوليد بن عقبة بن أبي معيط أبو وهب، أحد بني أميّة بن عبد شمس، ابتنى بالكوفة دارا، و مات بالرقّة، فولده بها إلى اليوم، و كانت له صحبة، روى عنه أبو موسى الهمداني المسمّى عبد اللّه (3)،سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن منصور بن خلف، أخبرنا أبو سعيد ابن حمدون، أخبرنا مكي قال: سمعت مسلما يقول: أبو وهب الوليد بن عقبة بن أبي معيط القرشي، له صحبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أخبرنا أبو نصر الوائلي، أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو وهب الوليد بن عقبة بن أبي معيط .

قرأت على أبي الحسين الفقيه الشافعي، عن أبي العبّاس أحمد بن إبراهيم الرّازي، أخبرنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أخبرنا القاضي أبو الحسين علي (4) بن الحسين بن بندار، أخبرنا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود (5) الحرّاني قال: الوليد بن عقبة بن أبي معيط ابن أبي عمرو بن أمية، كنيته أبو وهب، و أمه أروى بنت كريز، و هو أخو عثمان بن عفّان لأمّه، نزل الكوفة في أيّام معاوية، مات في أيامه بضيعة له من عمل الرقّة، و قبره بها، و عقبه بالرقّة.

أخبرنا أبو بكر المزرفي، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، حدّثنا أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه، حدّثنا أبو علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن قال: الوليد بن عقبة بن أبي معيط

ص: 222


1- الخلوق: طيب معروف مركب يتخذ من الزعفران و غيره من أنواع الطيب (النهاية).
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 8/9.
3- الأصل و م: عبيد اللّه، و في «ز»: أبو عبد اللّه.
4- من قوله: الفقيه... إلى هنا سقط من «ز».
5- الأصل و م و «ز»: ممدود، و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في سير الأعلام 510/14.

ابن [أبي] (1) عمرو بن أمية، كنيته أبي وهب، و أمه أروى بنت كريز، و هو أخو عثمان بن عفّان لأمّه، نزل الرقّة، و مات في ضيعة له، بالبليخ، و قبره بها.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أخبرنا أبو بكر الصفّار، أخبرنا أحمد بن علي بن منجويه، أخبرنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو وهب الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصي القرشي، و اسم أبي معيط : أبان، و اسم أبي عمرو ذكوان، و أمّه أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس، أخو عثمان بن عفّان لأمّه، رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم، ولي الكوفة، و ابتنى بها دارا إلى المسجد، و أتى البصرة ثم نزل الرقّة في عهد معاوية، و كان خرج إليها معتزلا لعلي و معاوية و مات بها في ضيعة له، و بها قبره و عقبه إلى اليوم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أخبرنا شجاع بن علي، أخبرنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:

الوليد بن عقبة بن أبي معيط و هو ابن أبان بن عمرو بن أميّة بن عبد شمس، أخو عثمان لأمّه أروى، أسلم يوم الفتح، يكنّى أبا وهب، ولي الكوفة، و كان من رجال قريش و شعرائهم، خرج يرتاد منزلا فنزل الرقّة، فأعجبته، فنزل على البليخ (2)،و كان نزل الكوفة، و مات بالرقّة، و أخوه عمارة نزل الكوفة، و أبوه عقبة قتله رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم بدر صبرا، قاله ابن أبي خيثمة عن مصعب الزبيري.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال:

الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أميّة بن عبد شمس، يكنى أبا وهب، فكان أخا عثمان لأمّه، أمّهما أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس، و أمّها أم حكيم البيضاء بنت عبد المطّلب عمّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، بعثه النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى بني المصطلق ساعيا، كان يلي على الكوفة لعثمان بن عفّان، ثم عثر منه على شربه المسكر فأخرجوه، فحدّه عثمان بن عفّان، ثم أتى الرقّة، فسكنها، و توفي بها، و دفن بالبليخ غير أبي سنان، و أخوه عمارة بن عقبة، سكن الكوفة، و أبوه عقبة قتله رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صبرا بالرّوحاء (3) في منصرفه من بدر.

ص: 223


1- سقطت من الأصل و م و «ز».
2- الأصل و م: المليح، و في «ز»: المليخ.
3- الروحاء: من عمل الفرع على نحو من أربعين يوما و هي على طريق مكة للمغادر من المدينة (راجع معجم البلدان) 76/3.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد، أخبرنا أبو بكر الخطيب قال (1):الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن عمرو بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو وهب، و هو أخو عثمان بن عفّان لأمّه، أدرك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و رآه و هو طفل صغير، و كان أبوه من شياطين قريش، أسره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم بدر، و ضرب عنقه، و هو الفاسق الذي ذكره اللّه في كتابه، يعني بقوله: أَ فَمَنْ كٰانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كٰانَ فٰاسِقاً لاٰ يَسْتَوُونَ (2).

كذا قال الخطيب، و الصواب: ابن أبي عمرو.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (3):

أما معيط بضم الميم و فتح العين، فهو عقبة بن أبي معيط بن [أبي] (4)عمرو بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف، كان من شياطين قريش، و هو الفاسق الذي ذكره اللّه تعالى في كتابه، أسره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم بدر، و ضرب عنقه صبرا، و ابنه الوليد بن عقبة، أخو عثمان ابن عفّان لأمّه، رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو طفل صغير.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (5)،حدّثنا فيّاض بن محمّد الرقّي، عن جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجّاج الكلابي، عن عبد اللّه الهمداني، عن الوليد بن عقبة قال: لما فتح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مكّة جعل أهل مكة يأتونه بصبيانهم فيمسح على رءوسهم و يدعو لهم، فجيء بي إليه و إني مطيّب بالخلوق، فلم يمسح على رأسي، و لم يمسّني (6)،قال: و لم يمنعه من ذلك إلاّ أن أمي خلقتني بالخلوق، فلم يمسني من أجل الخلوق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن حميد، و أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، قالا: أخبرنا علي بن محمّد بن عبد اللّه، أخبرنا عثمان ابن أحمد بن عبد اللّه، أخبرنا محمّد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي بن المديني: فياض ابن محمّد روى عن جعفر بن برقان، عن ثابت [بن] (7)الحجّاج، عن عبد اللّه الهمداني، عن

ص: 224


1- رواه المزي في تهذيب الكمال نقلا عن الحافظ أبي بكر الخطيب 436/19.
2- سورة السجدة، الآية:18.
3- الاكمال لابن ماكولا 208/7.
4- سقطت من الأصل و م و «ز»، و استدركت عن الاكمال.
5- رواه أحمد بن حنبل في المسند 516/5 رقم 16379 طبعة دار الفكر.
6- قوله:«و لم يمسني، قال» ليس في المسند.
7- سقطت من الأصل، و أضيفت عن «ز»، و م.

الوليد بن عقبة: لما فتح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مكة كان أهل مكة يأتونه بصبيانهم، فقال فياض بن محمّد لا أعرفه، و ثابت معروف، و تابعه الوليد بن صالح النحّاس عن فيّاض.

و هكذا رواه حسين بن عبّاس الجزري عن جعفر.

أخبرناه أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (1)،حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، أخبرنا أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن القاسم، حدّثنا محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن الحافظ ، حدّثنا هلال بن العلاء، حدّثنا حسين بن عبّاس، حدّثنا جعفر بن برقان، حدّثنا ثابت بن الحجّاج، عن عبد اللّه الهمداني قال: قال الوليد بن عقبة.

لما فتحت مكة جعل أناس من أهلها يأتون النبي صلى اللّه عليه و سلم بأولادهم فيمسح رءوسهم و يدعو لهم بالبركة، قال: فلم يمنع النبي صلى اللّه عليه و سلم أن يمسح رأسي و يدعو لي بالبركة إلاّ أنّ أمّي خلقتني بخلوق.

و رواه يونس بن بكير الشيباني عن جعفر، عن ثابت، عن أبي موسى الهمداني، عن الوليد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، أخبرنا رضوان بن أحمد الصّيدلاني.

ح و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أخبرنا شجاع بن علي، أخبرنا ابن مندة، أخبرنا أحمد بن محمّد بن زياد.

ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، قالا: أخبرنا أبو العبّاس - هو الأصم - قالوا: أحمد بن عبد الجبّار، حدّثنا يونس بن بكير، عن جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجّاج، عن أبي موسى الهمداني عن الوليد بن عقبة قال:

لما افتتح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [مكة] (2)جعل أهل مكة يأتونه بصبيانهم، فيمسح رءوسهم و يدعو لهم، فجيء بي (3)إليه، و قد خلّقت بالخلوق، فلما رآني لم يمسني و لم يمنعه من ذلك إلاّ الخلوق الذي خلّقتني أمي.

ص: 225


1- في م و «ز»: المزرقي، تصحيف.
2- سقطت من الأصل، و زيدت للإيضاح عن «ز»، و م.
3- بالأصل و م: به، و المثبت عن «ز».

تابعه عبيد بن يعيش، عن يونس بن بكير، و رواه زيد بن يزيد بن أبي الزرقاء، عن جعفر، عن ثابت بن الحجّاج، عن عبد اللّه، عن أبي موسى، عن الوليد، و ما أراه صنع شيئا.

أخبرناه أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، أخبرنا أبو أحمد الدهان، حدّثنا أبو علي الرقّي، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن صدقة، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد الأذرمي، حدّثنا زيد بن أبي الزرقاء، عن جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجّاج، عن عبد اللّه الفزاري، عن أبي موسى، عن الوليد بن عقبة قال: لما فتح النبي صلى اللّه عليه و سلم مكة، فذكر نحوه - يعني - حديث حسين بن عبّاس.

رواه غيره عن زيد بن أبي الزرقاء، و قال عبد اللّه الهمداني (1).

أخبرناه أبو الغنائم - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل، أخبرنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن (2)قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمّد بن سهل، أخبرنا البخاري قال (3):

قال محمّد بن عبد اللّه (4)العمري: حدّثنا زيد بن أبي الزرقاء الموصلي، حدّثنا جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجّاج الكلابي، عن عبد اللّه الهمداني عن أبي موسى عن الوليد بن عقبة قال:

لما فتح النبي صلى اللّه عليه و سلم مكة جعل أهل مكة يجيئونه بصبيانهم، الحديث.

[قال ابن عساكر:] (5)و عندي أن عبد اللّه الهمداني هو أبو موسى يدل على ذلك ما:

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - أخبرنا أبو الفضل السعدي، قال: قرئ على أبي عبد اللّه عبيد اللّه بن محمّد العكبري قال: قرئ على أبي القاسم البغوي، حدّثنا أبو موسى إسحاق بن إبراهيم الهروي، حدّثنا عمر بن أيوب الموصلي، حدّثنا جعفر بن برقان، حدّثنا ثابت بن الحجّاج، عن عبد اللّه بن أبي موسى الهمداني، عن الوليد ابن عقبة قال: لما فتح النبي صلى اللّه عليه و سلم مكة جعل أهل مكة يأتونه بصبيانهم، الحديث.

ص: 226


1- يعني بدلا من قوله: عبد اللّه الفزاري.
2- تحرفت بالأصل و م إلى: الحسين، و المثبت عن «ز»، و السند معروف.
3- رواه البخاري في التاريخ الكبير 140/8.
4- بالأصل و م و «ز»: «عبد العزيز» و المثبت عن التاريخ الكبير، و عنه يأخذ المصنف.
5- زيادة منا.

[قال ابن عساكر:] (1)كذا وقع في النسخة ابن أبي موسى، و الصواب عن عبد اللّه أبي موسى (2)الهمداني عن الوليد بن عقبة.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد الواسطي، عن أبي عمر محمّد بن العبّاس بن حيوية، أخبرنا محمّد بن القاسم الكوكبي، أخبرنا أحمد بن أبي خيثمة، حدّثنا موسى بن مروان الرقّي، حدّثنا عمر بن أيوب الموصلي، عن جعفر بن برقان، عن عبد اللّه الهمداني أو الهمداني (3)-كذا قال - عن الوليد بن عقبة، قال: لما افتتح النبي صلى اللّه عليه و سلم مكة، فذكر الحديث.

قال ابن أبي خيثمة: أبو موسى الهمداني اسمه عبد اللّه، و هذا حديث مضطرب الإسناد، و لا يستقيم عند أصحاب التواريخ: أن الوليد كان يوم فتح مكة صغيرا، فقد روي أن النبي صلى اللّه عليه و سلم بعثه ساعيا إلى بني المصطلق، و شكته زوجته إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، و روي أنه قدم على النبي صلى اللّه عليه و سلم في فداء من أسر يوم بدر.

فأمّا حديث سعايته:

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (4)،حدّثنا محمّد بن سابق، حدّثنا عيسى بن دينار، حدّثني أبي أنه سمع الحارث بن ضرار الخزاعي قال:

قدمت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فدعاني إلى الإسلام، فدخلت فيه و أقررت به، و دعاني إلى الزكاة فأقررت بها، و قلت: يا رسول اللّه، أرجع إلى قومي فأدعوهم إلى الإسلام و أداء الزكاة، فمن استجاب لي جمعت زكاته فترسل إليّ - رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - رسولا لأبّان (5)كذا و كذا ليأتيك ما جمعت من الزكاة، فلمّا جمع الحارث الزكاة ممن (6)استجاب له و بلغ الإبان الذي أراد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يبعث إليه احتبس عليه الرسول، فلم يأته، فظن الحارث أنه قد حدث

ص: 227


1- زيادة منا.
2- بالأصل و م:«بن أبي موسى» و في «ز»: «عبد اللّه بن موسى» و لعل الصواب ما أثبت، و هو يؤكد ما ذهب إليه المصنف في تعقيبه في بداية الحديث.
3- كذا وردت اللفظة بالأصل و م و «ز». و نبه المصنف إلى اضطرابها.
4- رواه أحمد بن حنبل في المسند 396/6-397 رقم 18486 طبعة دار الفكر.
5- الأصل:«بان» و المثبت عن «ز»، و م، و المسند.
6- الأصل: فمن، و المثبت عن «ز»، و م، و المسند.

فيه سخطة من اللّه عزّ و جل و رسوله صلى اللّه عليه و سلم، فدعا بسروات (1)قومه فقال لهم: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وقّت لي وقتا يرسل إليّ رسوله ليقبض ما كان عندي من الزكاة، و ليس من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الخلف، و لا أرى حبس رسوله إلاّ من سخطة كانت، فانطلقوا فنأتي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الوليد بن عقبة إلى الحارث ليقبض ما كان عنده مما جمع من الزكاة، فلمّا أن سار الوليد حتى بلغ بعض الطريق فرق (2)فرجع، فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه، إنّ الحارث منعني الزكاة و أراد قتلي، فضرب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم البعث إلى الحارث، و أقبل (3)الحارث [بأصحابه، إذ استقبل البعث، و فصل من المدينة لقيهم الحارث، فقالوا: هذا الحارث] (4)،فلما غشيهم قال لهم: إلى من بعثتم ؟ قالوا: إليك ؟ قال: و لم ؟ قالوا: قال إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان بعث إليك الوليد بن عقبة فزعم أنك منعته الزكاة و أردت قتله، فقال: لا و الذي بعث محمّدا بالحق ما رأيته و لا أتاني، فلمّا دخل الحارث على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«منعت الزكاة و أردت قتل رسولي ؟» قال: لا، و الذي بعثك بالحق ما رأيته و لا أتاني، و ما أقبلت إلاّ حين احتبس عليّ [رسول] (5)رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خشيت أن تكون كانت سخطة من اللّه، قال: فنزلت الحجرات: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جٰاءَكُمْ فٰاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهٰالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلىٰ مٰا فَعَلْتُمْ نٰادِمِينَ (6)-إلى هذا المكان- فَضْلاً مِنَ اللّٰهِ وَ نِعْمَةً وَ اللّٰهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (7)[12966].

و أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أخبرنا شجاع بن علي، أخبرنا أبو عبد اللّه ابن مندة (8)أخبرنا إسماعيل بن يعقوب البغدادي - بمصر - حدّثنا جعفر بن محمّد بن شاكر، حدّثنا محمّد بن سابق، حدّثنا عيسى بن دينار، حدّثني أبي أنّه سمع الحارث بن أبي ضرار يقول: قدمت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فدعاني إلى الإسلام، فدخلت في الإسلام و أقررت، و دعاني إلى الزكاة فأقررت بها، فقلت: يا رسول اللّه أرجع إلى قومي فأدعوهم إلى الإسلام

ص: 228


1- أي أشرافهم، و سروات جمع سراة، و سراة كل شيء: أعلاه.
2- يعني خاف.
3- تحرفت بالأصل و م إلى:«أو قبل» و المثبت عن «ز»، و في المسند: فأقبل.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و المسند.
5- سقطت من الأصل و م و «ز»، و استدركت في المسند بين معكوفتين.
6- سورة الحجرات، الآية:6.
7- سورة الحجرات، الآية:8.
8- أقحم بعدها بالأصل و م: يا رسول اللّه أرجع إلى قومي فأدعوهم إلى الإسلام و أداء الزكاة.

و أداء الزكاة، فمن استجاب منهم جمعت زكاته فترسل (1)لي يا رسول اللّه لأبّان كذا و كذا لآتيك بما جمعت من الزكاة، فلما جمع الحارث ممن استجاب له و بلغ الإبّان الذي أراد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يبعث إليه احتبس عليه الرّسول فلم يأته، فظنّ الحارث أنه قد حدث فيه سخطة من اللّه و من رسوله، فدعا سروات قومه فقال لهم: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد كان وقّت لي وقتا ليرسل إليّ برسوله ليقبض ما كان عندي من الزّكاة، و ليس من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الخلف، و لا أرى رسوله احتبس إلاّ من سخطة كانت، فانطلقوا فنأتي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وليد بن عقبة إلى الحارث ليقبض ما كان عنده مما جمع من الزكاة، فلمّا أن سار الوليد حتى بلغ بعض الطريق فرق، فرجع فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه، إنّ الحارث منعني الزكاة و أراد قتلي، فضرب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم البعث إلى الحارث، و أقبل الحارث بأصحابه إذا استقبل البعث و فصل من المدينة إذ (2)لقيهم الحارث فقالوا: هذا الحارث، فلما غشيهم قال: إلى من بعثتم ؟ قالوا: إليك، قال: و لم ؟ قالوا: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان بعث إليك الوليد ابن عقبة فرجع إليه، فزعم أنك منعته الزّكاة و أردت قتله، فقال: لا و الّذي بعث محمّدا بالحق ما رأيته و لا أتاني، فلمّا أن دخل الحارث على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال له:«منعت الزكاة و أردت قتل رسولي ؟» قال: لا، و الذي بعثك بالحقّ ما رأيته و لا أتاني، و ما أقبلت إلاّ حين احتبس عليّ رسولك، خشيت أن تكون كانت سخطة من اللّه و من رسوله، فنزلت الحجرات: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جٰاءَكُمْ فٰاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهٰالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلىٰ مٰا فَعَلْتُمْ نٰادِمِينَ إلى قوله: فَضْلاً مِنَ اللّٰهِ وَ نِعْمَةً وَ اللّٰهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [12967].

قال ابن مندة: هذا حديث غريب، لم نكتبه إلاّ من هذا الوجه (3).

و قد روي من وجه آخر.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر المستملي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ ، أخبرنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدّثنا محمّد بن سعد

ص: 229


1- بالأصل و م:«فيرسلوا» و المثبت عن «ز».
2- الأصل و م: إذا، و المثبت عن «ز».
3- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء السادس بعد الخمسمائة من الأصل. بلغت سماعا بقراءتي و عرضا بالأصل على سيدنا الإمام الأصيل بقية السلف أبي البركات الحسن بن محمّد بن الحسن بن هبة اللّه بإجازته من عمه المصنف و كتب محمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي يوم الأحد غرة جمادى الآخرة سنة عشرين و ستمائة بجامع دمشق حرسها اللّه و الحمد للّه وحده و صلاته على محمّد نبيّه و سلامه.

العوفي، حدّثني أبي سعد بن محمّد بن الحسن بن عطيّة (1)،حدّثني أبي، عن جدّي عطيّة بن سعد، عن ابن عبّاس قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعث الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى بني المصطلق ليأخذ منهم الصدقات، و إنه لما أتاهم الخبر فرحوا، و خرجوا ليتلقوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و إنه لمّا حدّث الوليد أنهم خرجوا يتلقونه رجع إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه إن بني المصطلق قد منعوا الصدقة، فغضب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من ذلك غضبا شديدا، فبينما هو يحدّث نفسه أن يغزوهم إذ أتاه الوفد فقالوا: يا رسول اللّه إنا حدّثنا أن رسولك رجع من نصف الطريق، و إنا خشينا أن يكون إنما ردّه كتاب جاءه منك لغضب غضبته علينا، و إنّا نعوذ باللّه من غضب اللّه و غضب رسوله، و إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم استعتبهم و همّ بهم، فأنزل اللّه يحذّرهم في الكتاب فقال: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جٰاءَكُمْ فٰاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهٰالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلىٰ مٰا فَعَلْتُمْ نٰادِمِينَ [12968].

و روي من وجه آخر.

أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أخبرنا شجاع بن علي، أخبرنا أبو عبد اللّه ابن مندة، أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيّوب الطوسي، حدّثنا أبو يحيى عبد اللّه بن أحمد ابن أبي ميسرة، حدّثنا يعقوب بن محمّد الزهري، حدّثنا عيسى بن الحصين بن كلثوم بن علقمة بن ناجية الخزاعي، عن جدّه كلثوم بن علقمة، عن أبيه.

أنه كان في وفد بني المصطلق حين قدموا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: و بعث إلينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الوليد بن عقبة بن أبي معيط يصدّق أموالنا، حتى إذا كان قريبا منّا بعد وقعة المريسيع (2)رجع، فركبوا في أثره، قال: و سقنا طائفة من صدقاتنا فقدم فقال: يا نبي اللّه، أتيت قوما في جاهليتهم، جددوا القتال و منعوا الصدقة فلم يسر ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، حتى أنزل اللّه عزّ و جلّ : إِنْ جٰاءَكُمْ فٰاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا [12969].

قال ابن مندة: رواه يعقوب بن حميد، عن عيسى بن الحصين نحوه.

أخبرناه أبو الفضل محمّد بن إسماعيل بن الفضل الفضيلي، أخبرنا أبو القاسم أحمد ابن محمّد بن محمّد الخليلي، أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد الخزاعي، أخبرنا

ص: 230


1- كذا بالأصل و م، و زيد بعدها في «ز»: حدّثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية.
2- المريسيع: ماء لبني المصطلق، من ناحية قديد إلى الساحل (سيرة ابن هشام 302/3).

أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، حدّثنا محمّد بن علي أبو جعفر الورّاق، حدّثنا يعقوب بن كاسب أبو يوسف المكّي، حدّثنا عيسى بن الحضرمي، عن جدّه، عن أبيه علقمة قال:

بعث إلينا النبي صلى اللّه عليه و سلم الوليد بن عقبة بن أبي معيط يصدّق أموالنا، فسار حتى إذا كان قريبا منا، و ذلك بعد وقعة المريسيع، رجع، قال: فركبنا في أثره و سقنا طائفة من صدقاتنا يطلبونه بها، و بنفقات يحملونها فقدم قبلهم، فأتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه، أتيت قوما في جاهليتهم جدّوا القتال، و منعوا الصّدقة، فلم يغير ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى نزل عليه: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جٰاءَكُمْ فٰاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهٰالَةٍ .

قال: و أتى المصطلقيون رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على أثر الوليد بطائفة من فرائضهم يسوقونها ما اتبعهم منها و نفقات يحملونها، فذكروا ذلك له، و أنهم خرجوا يطلبون الوليد بصدقاتهم، فلم يجدوه، قال: فدفعوا إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم ما كان معهم، فقالوا: يا نبي اللّه، بلغنا مخرج رسولك فسررنا بذلك، و قلنا: نتلقاه، فبلغتنا رجعته، فخفنا أن يكون ذلك عن سخطه علينا، و عرضوا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يشتروا (1)منه بقية ما يبقى قال: فقبل منهم الفرائض و قال:«ارجعوا بنفقاتكم، فإنّا لا نبيع شيئا من الصدقات حتى نقبضه» فرجعوا إلى أهليهم و بعث من قبض منهم بقية صدقاتهم.

[قال ابن عساكر:] (2)كذا قال: ابن الحضرمي، و هو الصواب، و قول ابن مندة: ابن الحصين وهم.

و روي من وجهين آخرين مرسلا.

أخبرنا بأحدهما أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، أخبرنا رضوان بن أحمد، حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار، حدّثنا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق (3)،حدّثني يزيد بن رومان قال:

لما حلت الصدقة على بني المصطلق بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إليهم فلانا رجلا (4)ليصدقهم، فلما سمعوا به ركبوا إليه، و كان رجلا جبانا، فظنّ أنهم يريدون قتله، فخرج هاربا حتى قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال: يا رسول اللّه منعوني ما قبلهم، و أرادوا قتلي، فقال

ص: 231


1- الأصل و م: يسيروا، و في «ز»: يسروا، و المثبت عن المختصر.
2- زيادة منا.
3- راجع سيرة ابن هشام 308/3-309.
4- سماه في سيرة ابن هشام: الوليد بن عقبة بن أبي معيط .

المسلمون: يا رسول اللّه اغزهم، اخرج بنا إليهم حتى نستأصلهم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تعجلوا حتى تنظروا ما بلغكم حق هو أم باطل»؟ فلم ينشب وفدهم أن قدموا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقالوا: يا رسول اللّه، سمعنا بأميرك الذي بعثته إلينا لتصدقنا، فركبنا إليه لنكرمه و لنؤدي إليه الصدقة فاستمر هاربا، فبلغنا أنه يخبرك أنّا أردنا قتله، و أنّا منعناه ما قبلنا [من] (1)الصدقة، ففيه أنزل اللّه: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جٰاءَكُمْ فٰاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهٰالَةٍ إلى قوله: و أُولٰئِكَ هُمُ الرّٰاشِدُونَ (2)[12970].

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، قالا:

أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أخبرنا جدي أبو بكر، أخبرنا محمّد بن يوسف بن بشر، أخبرنا محمّد بن حمّاد، أخبرنا عبد الرزّاق، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جٰاءَكُمْ فٰاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا قال: بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الوليد بن عقبة إلى بني المصطلق، فأتاهم الوليد فخرجوا يتلقونه، ففرّ منهم، فرجع إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [فقال:

ارتدوا، فبعث إليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خالد بن الوليد، فلما دنا منهم خالد بعثوا عيونا ليلا فإذا هم ينادون و يصلون، فأتاهم خالد، فلم ير منهم إلا طاعة و خيرا فرجع إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم] (3)فأخبره.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرنا عبد الرّحمن بن الحسن القاضي، حدّثنا إبراهيم بن الحسين، حدّثنا آدم، حدّثنا ورقة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: أرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى بني المصطلق [ليصدقهم فتلقوه بالهدية، فرجع إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال له: إن بني المصطلق] (4) قد أجمعوا لك ليقاتلوك، فأنزل اللّه تبارك و تعالى: إِنْ جٰاءَكُمْ فٰاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا الآية.

[قال ابن عساكر:] (5) لعلّه قال: الصدقة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق،

ص: 232


1- سقطت من الأصل و م، و زيدت من «ز».
2- سورة الحجرات، الآيتان 6 و 7.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز» للإيضاح.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز».
5- زيادة منا للإيضاح.

حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (1):في تسمية عمّال النبي صلى اللّه عليه و سلم على الصّدقات: الوليد بن عقبة بن أبي معيط على بني المصطلق.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أخبرنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أخبرنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثنا نصر بن علي، و عبيد اللّه بن عمر قالا: حدّثنا عبد اللّه بن داود، عن نعيم بن حكيم، عن أبي مريم، عن علي: أن امرأة الوليد بن عقبة أتت النبي صلى اللّه عليه و سلم فقالت: يا رسول اللّه، إن الوليد يضربها، و قال نصر بن علي في حديثه: تشكوه قال:«قولي له: قد أجازني» قال علي: فلم تلبث إلاّ يسيرا حتى رجعت، فقالت: ما زادني إلاّ ضربا، فأخذ هدبة من ثوبه فدفعها و قال:«قولوا له: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد أجارني»، فلم تلبث إلاّ يسيرا حتى رجعت، فقالت: ما زادني إلاّ ضربا، فرفع يديه و قال:«اللّهم عليك الوليد، أثم بي» مرّتين[12971].

و هذا لفظ حديث القواريري، و معناهما واحد.

قال (3):و حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبو بكر بن أبي شيبة، و أبو خيثمة، قالا: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، أخبرنا نعيم بن حكيم، عن أبي مريم، عن علي أن امرأة الوليد بن عقبة جاءت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تشتكي الوليد أنه يضربها، فذكر الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، و أبو محمّد و أبو الغنائم ابنا (4) أبي عثمان.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، قالوا: أخبرنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى، حدّثنا أبو عبد اللّه المحاملي، حدّثنا زيد بن أخرم، حدّثنا عبد اللّه بن داود، عن نعيم بن حكيم، عن أبي مريم، عن علي أن امرأة الوليد أتت النبي صلى اللّه عليه و سلم فقالت: إنه يضربني فقال لها:«اذهبي فاصبري» ثم أتته فقالت: إنه يضربني (5)،قال: فأخذ هدبة من ثوبه ثم قال:«اذهبي بها إليه، اللّهمّ عليك بالوليد»[12972].

ص: 233


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 98.
2- رواه أحمد بن حنبل في المسند 319/1 رقم 1303.
3- مسند أحمد 320/1 رقم 1304.
4- الأصل و م:«أنبأنا» خطأ، و المثبت عن «ز».
5- كذا بالأصل و م، و زيد بعدها في «ز»: فقال لها اذهبي فاصبري ثم أتته فقالت: إنه يضربني.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أخبرنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أخبرنا أبو عمرو (1) بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أخبرنا إبراهيم بن منصور، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنّى، حدّثنا عبيد اللّه (2) بن عمر، حدّثنا عبد اللّه بن داود، عن نعيم بن حكيم، عن أبي مريم، عن علي قال:

إن امرأة الوليد بن عقبة أتت النبي صلى اللّه عليه و سلم فقالت: إن الوليد يضربها، قال:«قولي له: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد أجارني» قال علي: فلم يلبث إلاّ يسيرا حتى رجعت فقالت: ما زادني إلاّ ضربا، فأخذ هدبة من ثوبه فدفعها إليها و قال:«قولي له: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد أجارني»- زاد ابن المقرئ: قال علي: و قالا:- فلم يلبث إلاّ يسيرا حتى رجعت إليه فقالت: ما زادني إلاّ ضربا، فرفع يديه - و قال ابن حمدان: يده - فقال:«اللّهمّ عليك بالوليد»[12973].

قالا: و أخبرنا أبو يعلى، أخبرنا أبو خيثمة، حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، حدّثنا نعيم بن حكيم، عن أبي مريم، عن علي أن امرأة الوليد بن عقبة جاءت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تشتكي الوليد أنه يضربها، فقال لها:«ارجعي فقولي - زاد ابن حمدان: له، و قالا:- إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد أجارني» قال: فانطلقت فمكثت ساعة ثم جاءت فقالت: يا رسول اللّه، ما أقلع عنّي، قال:

فقطع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم هدبة من ثوبه [فأعطاها فقال:«قولي إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد أجارني، هذه هدبة من ثوبه»] (3)،فمكثت ساعة ثم إنها رجعت فقالت: يا رسول اللّه ما زادني إلاّ ضربا، فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يديه فقال:«اللّهمّ عليك بالوليد»- مرّتين أو ثلاثا-[12974].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا عبد الوهّاب بن أبي حية، أخبرنا محمّد بن عمر الواقدي قال (4):أسماء النفر الذين قدموا في الأسرى من بني عبد شمس: الوليد بن عقبة بن أبي معيط - يعني أسارى بدر-.

أخبرنا أبو العبّاس عمر بن عبد اللّه بن أحمد الفقيه (5)،حدّثنا أبو الحسن علي بن

ص: 234


1- الأصل و م: عمر، و المثبت عن «ز».
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: عبد اللّه.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز».
4- مغازي الواقدي 139/1.
5- بالأصل و م: ابن الفقيه، و المثبت عن «ز».

أحمد بن محمّد الواحدي (1)،أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأصبهاني، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد الحافظ ، أخبرنا إسحاق بن بيان (2) الأنماطي، حدّثنا حبيش بن مبشّر الفقيه، حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، حدّثنا ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط لعلي بن أبي طالب: أنا أحدّ منك سنانا، و أبسط منك لسانا، و أملأ للكتيبة منك، فقال له علي: اسكت، فإنّما أنت فاسق، فنزلت: أَ فَمَنْ كٰانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كٰانَ فٰاسِقاً لاٰ يَسْتَوُونَ (3) قال: يعني بالمؤمن عليا، و بالفاسق الوليد بن عقبة.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب، أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا نوح بن خلف البجلي، حدّثنا أبو مسلم الكجّي، حدّثنا حجّاج، حدّثنا حمّاد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة، أخبرنا أبو القاسم السهمي، أخبرنا أبو أحمد بن عدي، أخبرنا أبو يعلى - هو الموصلي - حدّثنا إبراهيم بن الحجّاج، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس.

أن الوليد بن عقبة قال لعلي بن أبي طالب: أ لست أبسط منك لسانا، و أحدّ منك سنانا، و أملا منك حشوا - و في حديث أبي يعلى: جسدا - في الكتيبة، فقال له علي: اسكت فإنك فاسق، ثم اتفقا فقالا:- فأنزل اللّه: أَ فَمَنْ كٰانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كٰانَ فٰاسِقاً لاٰ يَسْتَوُونَ -زاد أبو يعلى: يعني عليا، و الوليد الفاسق، و قيل: إنه نزلت في أبيه.

أخبرناه أبو منصور بن زريق، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو الحسن بن رزقويه، أخبرنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، حدّثنا أبو إسماعيل الترمذي، حدّثنا عبد اللّه بن صالح، حدّثنا ابن (4) لهيعة، عن عمرو بن دينار، عن عبد اللّه بن عبّاس في قوله: أَ فَمَنْ كٰانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كٰانَ فٰاسِقاً لاٰ يَسْتَوُونَ ،قال: أما المؤمن فعلي بن أبي طالب، و الفاسق: عقبة بن أبي معيط ، و ذلك لسباب كان بينهما، فأنزل اللّه ذلك (5).

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، حدّثنا أبو بكر الخطيب.

ص: 235


1- الخبر في أسباب النزول للواحدي ص 195 ط . دار الفكر.
2- إعجامها مضطرب بالأصل و م و تقرأ: ثنان، و في «ز»: بنان، و المثبت عن أسباب النزول، و عنه يأخذ المصنف.
3- سورة السجدة، الآية 195.
4- الأصل و م:«أبو» و المثبت عن «ز».
5- رواه السيوطي في الدر المنثور 178/5 و سير الأعلام 415/3.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر [بن] الطبري، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، حدّثنا الحجّاج بن أبي منيع، حدّثنا جدّي، عن الزهري قال: توفى اللّه عمر و استخلف عثمان، فنزع المغيرة بن شعبة عن الكوفة و أمّر عليها [سعد بن أبي وقاص ثم نزع سعد بن أبي وقاص عنها، و أمّر عليها] (1)الوليد بن عقبة، ثم نزع الوليد بن عقبة و أمّر عليها سعيد بن العاص.

قال عمّار بن الحسن عن سلمة، عن ابن إسحاق: فأقام الوليد على الكوفة خمس سنين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أخبرنا أبو الحسن محمّد بن علي، أخبرنا أحمد ابن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، نا موسى، حدّثنا خليفة قال (2):و فيها - يعني - سنة خمس و عشرين عزل عثمان بن عفّان سعد بن مالك عن الكوفة و ولاّها الوليد بن عقبة بن أبي معيط .

و قال خليفة (3):سنة ثمان و عشرين فيها غزيت أذربيجان و أمير المسلمين الوليد بن عقبة، و فيها - يعني - سنة سبع و عشرين عزل عثمان الوليد بن عقبة عن الكوفة و ولّى سعيد بن العاص (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو محمّد الصّريفيني.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي،[أنا أبو محمّد الصريفيني.

ح أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبد الجبار، بن توبة أنا أبو الحسين بن النقور قالا] (5) أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن عبدان الصيرفي، حدّثنا أبو نصر محمّد بن حمدويه بن سهل المروزي، أخبرنا أبو الموجّه محمّد بن عمرو، أخبرنا عبدان عبد اللّه بن عثمان، أخبرنا أبو حمزة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن طارق بن شهاب قال:

ص: 236


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك للإيضاح عن «ز».
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 157 و 158.
3- تاريخ خليفة ص 160.
4- لم أعثر على الخبر في تاريخ خليفة في حوادث سنة 27.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم السند عن «ز».

لما قدم الوليد بن عقبة أميرا أتاه سعد فقال: يا أبا وهب، أ كست (1) بعدي أو استحمقت بعدك (2).

و في رواية ابن السّمرقندي: حدّثنا أبو الموجّه، و ما بعده حدّثنا حدّثنا.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، حدّثنا الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر [بن] (3) الطبري، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، حدّثنا شهاب بن عبّاد العبدي، حدّثنا إبراهيم بن حميد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن طارق بن شهاب قال: لما قدم الوليد بن عقبة على سعد قال له سعد: يا أبا وهب، و اللّه ما أدري، أ كست بعدي أم استحمقت أنا بعدك،.

قال عمّار عن سلمة عن ابن إسحاق: قال: فقال الوليد: ماكسنا بعدك و لا حمقت، و لكن القوم استأثروا عليك بسلطانهم، قال: صدقت، و خرج سعد، و أقام الوليد على الكوفة خمس سنين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، حدّثنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، حدّثنا السري بن يحيى، حدّثنا شعيب بن إبراهيم، حدّثنا سيف بن عمر، عن عمر و المجالد (4)،عن الشعبي أن الوليد كان يغزو في كل عام ثغر الكوفة الأيسر، و يغزو حذيفة ثغرها الأيمن، ينتهي هذا إلى الباب، و هذا إلى الريّ غزا خمس غزوات.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، أخبرنا أبو محمّد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا محمّد بن خلف بن المرزبان، حدّثنا أبو علي المروزي، حدّثنا محمّد (5) بن سلاّم الجمحي، عن يونس بن حبيب قال (6):كان لبيد بن ربيعة قد جعل على نفسه أن يطعم ما

ص: 237


1- كست: من الكياسة، و الكياسة ضد الحمق.
2- تهذيب الكمال 438/19 و أسد الغابة 676/5.
3- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن «ز».
4- الأصل: عمر المجالد، و في «ز»: «عمرو و المجالد» و المثبت عن م.
5- بالأصل و م: مسلم، و المثبت عن «ز».
6- الخبر و الشعر في الأغاني 370/15-371 ضمن أخبار لبيد. و الشعر و الشعراء ص 149-150.

هبّت الصبا، فألحت عليه زمن الوليد بن عقبة، فأرسل إليه الوليد ثلاثين ناقة (1)،و قال:

استعن بهذه على مروءتك، و كان وليد قد آلى أن لا يقول شعرا في الإسلام، فقال لابنته:

أجيبيه، فقالت:

إذا هبّت رياح أبي عقيل *** ذكرنا (2) عند هبتها الوليدا

أبا وهب جزاك اللّه خيرا *** نحرناها و أطعمنا الثّريدا

طويل الباع أبيض عبشمي (3) *** أعان على مروءته لبيدا

فعد إنّ الكريم له معاد *** و ظنّي بابن أروى أن تعودا (4)

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا حمزة بن علي بن محمّد بن عثمان، و محمّد ابن محمّد بن أحمد بن الحسين، قالا: أخبرنا أحمد بن عمر بن عثمان القصاري، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق، حدّثني محمّد بن الحسين (5)ابن محمّد بن الوليد بن سيّار النخعي، حدّثني الحسين بن حفص المخزومي.

أن لبيدا جعل على نفسه أن يطعم ما هبّت الصبا، قال: فألحّت عليه زمن الوليد بن عقبة، فصعد الوليد المنبر فقال: أعينوا أخاكم، فبعث إليه بثلاثين جزورا، و كان لبيد قد ترك الشعر في الإسلام، فقال لابنته: أجيبي الأمير: فأجابت:

إذا هبت رياح [أبي] (6) عقيل *** ذكرنا عند هبّتها الوليدا

أبا وهب جزاك اللّه خيرا *** نحرناها و أطعمنا الثّريدا

طويل الباع أبيض عبشمي *** أعان على مروءته لبيدا

بأمثال النصاب (7) كأنّ ركبا *** عليها من بني حام قعودا

فعد إنّ الكرام له معاد *** و ظني بابن أروى أن يعودا

ص: 238


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المصدرين: مائة بكرة.
2- كذا بالأصل و م و «ز»: «ذكرنا» و في المصدرين: دعونا.
3- في الأغاني: أشم الأنف أروع عبشميا. في الشعر و الشعراء: أشم الأنف أصيد عبشميا.
4- زيد بعدها في «ز»: فقال لبيد: أحسنت لو لا أنك سألت، قالت: إن الملوك لا يستحى من مسألتهم. قال: و أنت في هذا أشعر.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «الحسن» و سيرد في الخبر التالي: الحسن.
6- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن «ز».
7- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الهضاب.

فقال لبيد: أحسنت، لو لا أنك سألت. قالت: إن الملوك لا يستحيى من مسألتهم، قال: و أنت في هذا أشعر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن [أحمد بن] (1) الحسن، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، حدّثنا القاضي الحسين ابن إسماعيل، حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد، حدّثني محمّد بن الحسن بن محمّد بن سيّار النخعي، حدّثني الحسن بن حفص المخزومي أن لبيدا جعل على نفسه أن يطعم ما هبّت الصبا، قال: فألحّت عليه زمن الوليد بن عقبة فصعد الوليد المنبر فقال: أعينوا أخاكم، و بعث إليه بثلاثين جزورا، و كان لبيد قد ترك الشعر في الإسلام، فقال لابنته: أجيبي الأمير، فأجابت:

إذا هبت رياح أبي عقيل *** ذكرنا عند هبّتها الوليدا

أبا وهب جزاك اللّه خيرا *** نحرناها و أطعمنا الثّريدا

طويل الباع أبيض عبشميا *** أعان (2) على مروءته لبيدا

بأمثال الهضاب كأنّ ركبا *** عليها من بني حام قعودا

فعد إنّ الكريم له معاد *** و ظنّي بابن أروى أن يعودا

فقال (3):أحسنت، لو لا أنك سألت. قالت: إن الملوك لا يستحيى من مسألتهم، قال:

و أنت في هذا الشعر.

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز العبّاسي، أخبرنا الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن - بمكّة - أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن علي بن أحمد، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن الفضل المكي، حدّثنا أبو صالح محمّد بن أبي الأزهر، المعروف بابن زنبور المكّي مولى بني هاشم، حدّثنا عيسى بن يونس، حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم عن (4) علقمة (5) قال:

كنا في جيش بالروم و معنا حذيفة، و علينا الوليد، فشرب الوليد الخمر، فأردنا أن نحدّه، فقال حذيفة: أ تحدون أميركم و قد دنوتم من عدوكم فيطمعوا فيكم ؟ فبلغه، فقال:

لأشربنّ و إن كانت محرّمة *** و لأشربنّ على رغم أنف من رغم

ص: 239


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و زيد عن «ز».
2- الأصل و م: عان، و المثبت عن «ز».
3- من هنا إلى آخر الخبر سقط من «ز».
4- بالأصل و م: بن، تحريف، و المثبت عن «ز».
5- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 414/3.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أخبرنا أبو الحسن بن علي، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثنا إبراهيم بن خالد، حدّثنا رباح، عن معمر، عن عبد اللّه بن عثمان، عن القاسم، عن أبيه.

أن الوليد بن عقبة أخّر الصّلاة مرة، فقام عبد اللّه بن مسعود فثوب بالصلاة، فصلّى بالناس، فأرسل إليه الوليد: ما حملك على ما صنعت ؟ أ جاءك من أمير المؤمنين أمير فيما فعلت، أم ابتدعت، قال: لم يأتني من أمير المؤمنين أمر، و لم أبتدع، و لكن أبى اللّه و رسوله علينا أن ننتظرك بصلاتنا و أنت في حاجتك.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين القطّان، حدّثنا إبراهيم بن الحارث البغدادي، حدّثنا يحيى ابن أبي بكير (1)،حدّثنا داود بن عبد الرّحمن المكّي، حدّثنا عبد اللّه بن عثمان بن خثيم (2)، عن القاسم بن عبد الرّحمن أن أباه أخبره.

أن الوليد بن عقبة أخّر الصلاة بالكوفة، و أنا جالس مع أبي في المسجد، فقام عبد اللّه فثوب بالصّلاة، فصلّى بالناس، فأرسل إليه الوليد: ما حملك على ما صنعت ؟ أ جاءك من أمير المؤمنين أمر فسمع و طاعة ؟ أم ابتدعت الذي صنعت ؟ قال: لم يأتنا من أمير المؤمنين أمر، و معاذ اللّه أن أكون ابتدعت، أبى اللّه علينا و رسوله أن ننتظرك بصلاتنا و نتبع حاجتك.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو سعد الجنزرودي، أخبرنا أبو أحمد محمّد بن محمّد الحافظ ، أخبرنا أبو عروبة الحرّاني، حدّثنا مخلد بن مالك السلمسيني، حدّثنا إسماعيل ابن عيّاش، عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيم (3)،عن القاسم بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود، عن أبيه، عن جدّه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«سيلي أموركم من بعدي رجال يطفئون (4)السنّة و يعملون بالبدعة و يؤخرون الصّلاة عن مواقيتها»، فقلت: يا رسول اللّه، فما تأمرني إن أدركتهم ؟ فقال:«سألني ابن أم عبد»، ثم رفع يديه حتى أنّي لأرى بياض إبطيه (5)،فقال:«لا طاعة لمن عصى اللّه»- ثلاث مرّات، حسبت.

ص: 240


1- الأصل: بكر، تحريف، و المثبت عن «ز»، و م.
2- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى:«خيثم» و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 324/10.
3- راجع الحاشية السابقة.
4- الأصل و م: إبطه، و المثبت عن «ز».
5- كذا بالأصل و م و «ز»: «يطفئون» و في المختصر: يطعنون.

فلما كان الوليد بن عقبة بن أبي معيط بالكوفة أخّر الصلاة يوما فقام ابن مسعود، فأقام الصّلاة، فصلّى بالنّاس، فأرسل إليه الوليد: ما حملك على ما صنعت اليوم، أ جاءك عهد من أمير المؤمنين فسمع و طاعة ؟ أم ابتدعت ؟ فقال: ما جاءني من صاحبك أمر، و لم أبتدع، و لكن أبى اللّه و رسوله أن ننتظرك بصلاتنا و أنت في حاجتك[12975].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو علي الروذباري، أنا أبو محمّد بن شوذب الواسطي - بها - حدّثنا شعيب بن أيوب.

ح و أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو طالب بن غيلان، أخبرنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن مسلمة الواسطي، قالا: حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سعيد بن أبي عروبة - و في رواية [ابن] (1) الحصين: حدّثنا ابن أبي عروبة - عن عبد اللّه الداناج، عن حضين (2) بن المنذر قال (3):صلّى الوليد بن عقبة - زاد الفراوي: بالناس الفجر و قالا:- أربعا و هو سكران، ثم انفتل فقال:- و في رواية الفراوي: فالتفت - إليهم فقال:

أزيدكم ؟ فرفع ذلك إلى عثمان، فذكر الحديث.

أنبأنا أبو علي الحدّاد و جماعة قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة (4)،أخبرنا سليمان بن أحمد (5)،حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن عرس المصري (6)،حدّثنا وهب اللّه بن رزق أبو هريرة المصري، حدّثنا بشر بن بكر، حدّثني الأوزاعي، حدّثني عبدة بن أبي لبالة الأزدي، حدّثني زرّ بن حبيش (7) قال: لما أنكر الناس سيرة الوليد بن عقبة بن أبي معيط فزع الناس إلى عبد اللّه بن مسعود، فقال لهم عبد اللّه بن مسعود: اصبروا، فإن جور إمام خمسين عاما خير من هرج (8) شهر، و ذلك أني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا بدّ للناس من إمارة برّة أو فاجرة، فأمّا البرّة فتعدل في القسم، و تقسم بينكم فيأكم بالسوية، و أمّا الفاجرة فيبتلى فيها المؤمن

ص: 241


1- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن «ز».
2- بالأصل و م و «ز»: حصين، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و هو حضين بن المنذر بن الحارث الرقاشي، أبو محمّد، أحد أمراء جيش علي بن أبي طالب في وقعة صفين.
3- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 414/3.
4- تحرفت بالأصل و م إلى: زائدة، و في «ز»: ربذة، و الصواب ما أثبت، تقدم التعريف به.
5- رواه الطبراني في المعجم الكبير 132/10 رقم 10210.
6- تحرفت بالأصل إلى: المقرئ، و المثبت عن «ز»، و م، و المعجم الكبير.
7- بالأصل و م:«زر بن أبي حسين» في م:«بن» بدل «أبي» تحريف، و التصويب عن «ز»، و المعجم الكبير.
8- الأصل و م: هوج، و المثبت عن «ز»، و المعجم الكبير.

و الإمارة الفاجرة [خير من الهرج]» (1) قيل: يا رسول اللّه، و ما الهرج ؟ قال:«القتل و الكذب».

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، أخبرنا أبو بكر بن سيف، حدّثنا السّري بن يحيى (2)،أخبرنا شعيب بن إبراهيم، حدّثنا سيف بن عمر، عن محمّد، و طلحة قالا:

كان عمر بن الخطّاب قد استعمل الوليد بن عقبة على عرب الجزيرة، فنزل في تغلب، و كان أبو زبيد في الجاهلية و الإسلام (3) في بني تغلب حتى أسلم، و كانت بنو تغلب أخواله، فاضطهده أخواله دينا له، فأخذ له الوليد بحقه، فشكرها له أبو زبيد، و انقطع إليه و غشيه بالمدينة، فلما ولي الوليد الكوفة أتاه مسلّما و معظّما على مثل ما كان يأتيه بالجزيرة و المدينة، فنزل دار الضيفان و تلك آخر قدمة قدمها أبو زبيد على الوليد، و قد كان ينتجعه و يرجع، و كان نصرانيا قبل ذلك، فلم يزل الوليد به و عنه حتى أسلم في آخر إمارة الوليد، و حسن إسلامه، فاستدخله الوليد، و كان عريبا شاعرا، حتى أقام على الإسلام، فأتى آت أبا زينب و أبا مورّع و جندبا، و هم يحفرون (4) له مذ قتل أبناءهم، و يضعون له العيون (5)،فقال لهم: هل لكم في الوليد يشارب أبا زبيد؟ فثاروا في ذلك، فقال أبو (6) زينب و أبو مورع و جندب لأناس من الكوفة: هذا أميركم و أبو زبيد خيرته، و هما عاكفان على الخمر، فقاموا معهم. و منزل الوليد في الرحبة، مع عمارة بن عقبة ليس عليه باب، فاقتحموا عليه من المسجد و بابه إلى المسجد، فلم يفجأ الوليد إلاّ وهم. فنحّى شيئا فأدخله تحت السرير، فأدخل بعضهم يده فأخرجه لا يؤامره، فإذا طبق عليه تفاريق عنب، و إنما نحاها استحياء أن يروا طبقه و ليس عليه إلاّ تفاريق عنب، فقاموا فخرجوا على الناس، فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون، و سمع الناس بذلك، فأقبل الناس عليهم يسبونهم و يلعنونهم، و يقولون: أقوام غضب بعضهم لعمله، و بعضهم أرغمهم الكتاب، فدعاهم ذلك إلى التحسس و الخبث، فستر عنهم الوليد ذلك و طواه عن عثمان و لم يدخل بين الناس في ذلك شيء و كره أن يفسد بينهم، و سكت عن ذلك

ص: 242


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و المعجم الكبير.
2- الخبر رواه الطبري في تاريخه 609/2 (ط . بيروت) في حوادث سنة 30 ه تحت عنوان: ذكر السبب في عزل عثمان الوليد عن الكوفة.
3- بالأصل و م:«في الإسلام» و المثبت عن «ز»، و تاريخ الطبري.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ الطبري: يحقدون.
5- في المختصر: و يصنعون له العيوب.
6- في الأصل: أبا.

و صبر قال: (1) و حدّثنا سيف عن الغصن [بن القاسم] (2) عن عون (3) بن عبد اللّه قال: جاء جندب و رهط معه إلى ابن مسعود فقالوا: الوليد يعكف على الخمر، و أذاعوا ذلك حتى طرح على ألسن الناس، فقال ابن مسعود: من استتر منا بشيء لم نتبع عورته، و لم نهتك ستره، فأرسل إلى ابن مسعود، فأتاه فعاتبه في ذلك، و قال: يرضى من مثلك بأن يجيب أقواما موتورين ؟ على أي شيء أستتر به ؟ إنما يقال هذا للملجلج (4)،فتلاحيا و افترقا على تغاضب، و لم يكن بينهما أكثر من ذلك.

قال: و حدّثنا سيف عن محمّد و طلحة قالا (5):و أتى الوليد بساحر، فأرسل إلى ابن مسعود يسأله عن حدّه، فقال (6):و ما يدريك أنه ساحر؟ قال: زعم هؤلاء النفر - لنفر جاءوا به - أنه ساحر. قال: و ما يدريكم أنه ساحر؟ قالوا: يزعم ذلك. فقالوا: أ ساحر أنت ؟ قال:

نعم. قالوا: و تدري ما السحر؟ قال: نعم، و ثار إلى حمار فجعل يركبه من قبل ذنبه، و ينزل من قبل رأسه، فينزل من قبل ذنبه و يريهم أنه يخرج من فيه و استه. فقال ابن مسعود: فاقتله، فانطلق الوليد، فنادوا في المسجد: أن رجلا يلعب في السحر عند الوليد. فأقبلوا، و أقبل جندب - و اغتنمها - يقول: أين هو؟ أين هو حتى أريه ؟ فضربه. و أجمع عبد اللّه و الوليد على حبسه حتى كتب إلى عثمان، فأجابهم عثمان أن استحلفوه باللّه ما علم برأيكم فيه، و أنه لصادق بقوله فيما يظن من تعطيل حده، و عزروه، و خلّوا سبيله، و تقدم إلى الناس في أن لا يعملوا بالظنون، و يقيموا الحدود دون السلطان، فإنا نقيد المخطئ و نؤدب المصيب، ففعل ذلك به، و ترك لأنه أصاب حدّا، و غضب لجندب أصحابه، فخرجوا إلى المدينة، فيهم أبو خشة الغفاري و جثامة بن الصعب بن جثامة و معهم جندب، فاستعفوا من الوليد، فقال لهم عثمان: تعملون بالظنون و تخطئون في الإسلام. و تخرجون بغير إذن، ارجعوا. فردهم، فلما رجعوا إلى الكوفة لم يبق موتور في نفسه إلاّ أتاهم، فاجتمعوا على رأي فأصدروه، فتغفلوا الوليد - و كان ليس [عليه] حجاب، فدخل عليه [أبو] زينب الأزدي و أبو مورع الأسدي فسلا

ص: 243


1- تاريخ الطبري 610/2 (حوادث سنة 30).
2- زيادة عن «ز»، و في م:«بعد القاسم».
3- الأصل و م و «ز»: عمرو، و المثبت عن الطبري.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الطبري:«للمريب» و عنه يأخذ المصنف، و الملجلج: اللجلجة ثقل اللسان و نقص الكلام و ألاّ يخرج بعضه في إثر بعض، و اللجلجة: التردد في الكلام.
5- تاريخ الطبري 610/2-611 (حوادث سنة 30).
6- الأصل و م و «ز»: و قال، و المثبت عن الطبري.

خاتمه ثم خرجا إلى عثمان فشهدا عليه، و معهما نفر [ممن يعرف] من أعوانهم، فبعث إليه عثمان، فلما قدم أمر به سعيد بن العاص فقال: يا أمير المؤمنين: أنشدك اللّه، فو اللّه إنهما لخصمان موتوران. فقال: لا يضرك ذلك، إنما نعمل بما ينتهي إلينا، فمن ظلم فاللّه ولي انتقامه، و من ظلم فاللّه ولي جزائه.

قال (1):و حدّثنا سيف عن أبي غسان سكن بن عبد الرحمن بن حبيش قال: أجمع نفر من أهل الكوفة، فعملوا في عزل الوليد فانتدب له أبو زينب بن عوف و أبو مورع [بن فلان الأسدي] للشهادة عليه، فغشوا الوليد و أكبوا عليه، فبينما هم معه يوما في البيت و له امرأتان في المخدع، بينهما و بين القوم ستر، إحداهما بنت ذي الخمار و الأخرى بنت أبي عقيل، فنام الوليد، و تفرق القوم عنه، و ثبت أبو زينب و أبو مورع، فتناول أحدهما خاتمه، و خرجا فاستيقظ الوليد و امرأتاه عند رأسه، فلم ير خاتمه فسألهما عنه، فلم يجد عندهما منه علما.

قال: فأي القوم [تخلف] عنهم ؟ قالتا: رجلان لا نعرفهما، ما غشينا إلاّ منذ قريب. قال:

حلياهما. قالتا: على أحدها خميصة، و على الآخر مطرف، و صاحب المطرف أبعدهما منك، فقال: الطوال ؟ قالتا: نعم، و صاحب الخميصة أقربهما إليك. قال: القصير؟ قالتا: نعم، و قد رأيناه يده على يدك، قال: ذاك أبو زينب، و الآخر أبو مورّع، و قد أراد داهيته فليت شعري ما يريد أن يطلبهما فلم يقدر عليهما، و كان وجههما إلى المدينة، فقدما على عثمان و معهما نفر ممن يعرف عثمان، ممن قد عزل الوليد عن الأعمال، فقالوا له: فقال: من يشهد منكم ؟ قالوا: أبو زينب، و أبو مورّع، و كاع الآخرون، فقال: كيف رأيتماه ؟ قالا: كنا من غاشيته، فدخلنا عليه و هو يقيء الخمر، فقال: من يقي الخمر إلاّ شاربها، فبعث إليه، فلمّا دخل على عثمان رآهما فقال متمثّلا:

مهما خشيت على أمر هممت (2) به *** فلم أخفك على أمثالها جار

فحلف له الوليد و أخبره خبرهم، فقال: نقيم الحدود و يبوء شاهد الزور بالنّار، فاصبر يا أخيّ ، فأمر سعيد بن العاص، فجلده، فأورث ذلك عداوة بين ولدهما حتى اليوم، و كانت على الوليد يوم أمر به أن يجلد خميصة، فنزعها [عنه] (3) علي بن أبي طالب.

ص: 244


1- تاريخ الطبري 611/2 (حوادث سنة 30).
2- كذا بالأصل و م، و في «ز» و الطبري: خلوت.
3- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز»، و الطبري.

قال (1):و حدّثنا سيف، عن عبيد الطنافسي، عن أبي عبيدة الإيادي قال: خرج أبو زينب و أبو مورع حتى دخلا على الوليد بيته، و عنده امرأتاه: بنت ذي الخمار، و بنت أبي عقيل، و هو نائم، قالت إحداهما: فأكبّ أحدهما عليه، فأخذ خاتمه، فسألهما حين استيقظ ، فقالتا: ما أخذناه، قال: فمن بقي آخر القوم ؟ قالتا: رجل قصير عليه خميصة، و رجل طوال عليه مطرف، و رأينا صاحب الخميصة أكبّ عليك، قال: ذاك أبو زينب، فخرج فطلبهما، و إذا هو وجههما عن ملأ من أصحاب لهما، و لا يدري الوليد ما أرادا من ذلك، فقدما على عثمان، فأخبراه الخبر على رءوس الناس، فأرسل [إلى] (2) الوليد، فقدم، فإذا هو بهما، و دعا بهما عثمان، فقال: بما تشهدان ؟ أ تشهدان أنكما رأيتماه يشرب [الخمر] (3) فقالا: لا، و خافا (4)،قال: فكيف ؟ قالا: اعتصرناها من لحيته، و هو يقيء الخمر، فأمر سعيد بن العاص، فجلده، فأورث ذلك عداوة بين أهليهما.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري، أخبرنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد، أخبرنا أبو عمرو محمّد بن أحمد بن حمدان.

ح قال: و أخبرنا أبو منصور [الحسين بن طلحة بن الحسين الصالح، أنا إبراهيم بن منصور] (5) بن إبراهيم، أخبرنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن علي بن المقرئ، قالا: أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنّى الموصلي، حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن سعيد بن أبي عروبة، عن عبد اللّه الداناج، عن حضين (6) أبي ساسان (7).

أنه ركب ناس من أهل الكوفة إلى عثمان بن عفّان فأخبروه بما كان من أمر الوليد أي بشرب الخمر، فكلمه في ذلك - زاد ابن المقرئ: علي و قالا:- فقال له عثمان: دونك ابن عمّك، فأقم عليه الحدّ، قال: قم يا حسن فاجلده، قال: فيما أنت من هذا و لي - زاد ابن المقرئ: هذا - و قالا: غيرك قال: بل ضعفت و وهنت، قم يا عبد اللّه بن جعفر فاجلده، فجعل يجلده و يعد علي حتى بلغ أربعين، فقال: كفّ أو أمسك، و قال ابن حمدان: أو أرسله - جلد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أربعين، و أبو بكر أربعين، و كمّلها عمر ثمانين، و كلّ سنّة.

ص: 245


1- الخبر في تاريخ الطبري 611/2 (حوادث سنة 30).
2- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن «ز»، و الطبري.
3- زيادة عن الطبري.
4- الأصل و م: و خاف، و المثبت عن «ز»، و الطبري.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم السند عن «ز».
6- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: حصين.
7- أبو ساسان، لقب حضين بن المنذر.

رواه مسلم عن أبي خيثمة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أخبرنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن، أخبرنا أحمد بن عبد اللّه بن سيف، حدّثنا السّري بن يحيى (1)، حدّثنا شعيب بن إبراهيم، حدّثنا سيف بن عمر، عن عطية، عن أبي العريف و يزيد الفقعسي (2)،قالا:

كان الناس في الوليد فرقتين: العامة معه، و الخاصة عليه، فما زال عليهم من ذلك خشوع حتى كانت صفّين، فولى معاوية، فجعلوا يقولون: عتب (3) عثمان بالباطل، فقال لهم علي: إنكم و ما تعيرون به عثمان كالطاعن نفسه ليقتل ردفه (4)،و ما ذنب عثمان في رجل قد ضربه بقولكم، و عزله ؟ و ما ذنب عثمان فيما صنع عن أمرنا؟ قال (5):و حدّثنا سيف عن أبي كبران عن مولاة لهم و أثنى عليها خيرا، قالت: و قد كان الوليد أدخل على الناس خيرا، حتى كان يقسم للولائد و العبيد، و لقد تفجّع عليه الأحرار و المماليك، و كان يسمع الولائد و عليهن الجرار (6) يقلن (7):

يا ويلتا قد عزل الوليد *** و جاءنا مجوّعا سعيد

ينقص في الصاع و لا يزيد *** قد جوّع الإماء و العبيد

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزبير بن بكّار قال: و فيه يقول أبو زبيد الطائي (8) و كان منقطعا إلى الوليد، و كان الوليد يكنى أبا وهب (9)، فقال أبو زبيد:

ص: 246


1- رواه الطبري في تاريخه 611/2-612 (حوادث سنة 30) ط . بيروت.
2- غير واضحة بالأصل و م، و بدون إعجام في «ز» و رسما:«العععس» أعجمت الكلمة عن الطبري.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الطبري: عيّب، و في المختصر: عنته.
4- غير واضحة بالأصل، و بدون إعجام في م، و المثبت عن «ز»، و الطبري.
5- رواه الطبري في تاريخه 612/2.
6- كذا بالأصل و م و «ز» و المختصر، و في الطبري: الحداد.
7- في الأغاني 145/5 و الطبري 612/2.
8- الأبيات في كتاب شعراء إسلاميون للدكتور نوري حمودي القيسي: شعر أبي زبيد الطائي ص 656 و ما بعدها، و انظر تخريجها فيه، و انظر نسب قريش للمصعب ص 139.
9- الأصل و م و «ز»: «بوهب» و المثبت عن نسب قريش.

من يرى العير لابن أروى *** على ظهر المرورى (1) حداتهن عجال

مصعدات و البيت بيت أبي وهب *** خلاء تحنّ فيه الشمال

يعرف الجاهل المضلّل أنّ الدهر *** فيه النكراء و الزلزال

بعد ما تعلمين يا أمّ وهب *** كأن فيهم عيش (2) لنا و جمال

و وجوه بودّنا مشرقات *** و نوال إذا يراد النوال

فلعمرو الإله لو كان للسيف *** نصال (3) أو للسان مقال

ما تناسيتك (4) الصفاء و لا الودّ *** و لا حال دونك الاشغال

و لحّمت (5) لحمك المتعضّى *** ضلة من ضلالهم ما اغتالوا

أصبح البيت قد تبدّل بالحي *** وجوها كأنها أقتال

غير ما طالبين ذحلا و لكن *** مال دهر على أناس فمالوا

قولهم: شربك (6) الحرام و قد *** كان شراب سوى الحرام حلال

و أبى الظاهر العداوة إلا *** طغيانا (7) و قول ما لا يقال

من يخنك (8) الصفاء أو يتبدل *** أو يزل مثل ما تزول الظلال

فاعلمن أنني أخوك أخو الودّ *** حياتي حين تزول الجبال

قال: و حدّثني الزبير قال: أنشدنيها محمّد بن فضالة هكذا، و كان أبي و عمي مصعب بن عبد اللّه ينشدان البيت الأول على غير ما ينشده عليه محمّد بن فضالة، كانا يقولان:

من يرى العير لابن أروى *** على ظهر المنقى حداتهن عجال

و قال الوليد بن عقبة حين ضرب:

يا أبا عبد اللّه ما بيني و بينكم *** بني أميّة من قربى و من نسبي

ص: 247


1- بالأصل و م:«المرود إحداهن» و المثبت عن «ز»، و شعراء إسلاميون، و في نسب قريش: ظهر المنقى.
2- في:«شعراء إسلاميون»: عزّ.
3- شعراء إسلاميون و نسب قريش: مصال و للسان.
4- في «ز»: «يقاسيك» و فوقها ضبة.
5- في «ز»: و لحيت، و في نسب قريش و شعراء إسلاميون: و لحرمت.
6- الأصل و م: يشرب، و في «ز»: شرب، و المثبت عن نسب قريش و شعراء إسلاميون.
7- الأصل و م و «ز»: و أبى ظاهر... طغيانا، و المثبت عن «شعراء إسلاميون».
8- الأصل و م: تحتك، و إعجامها مضطرب في «ز»، و المثبت عن «شعراء إسلاميون».

من يكسب المال يحفر حول رسه *** و إن يكن عائلا مولاهم نحب

و هو الذي يقول (1):

بني هاشم (2) إنّا و ما كان بيننا *** كصدع الصفا لا يرأب الدهر شاعبه

بني هاشم كيف التعذّر (3) عندنا *** و برّ ابن أروى عندكم و حرائبه (4)

بني هاشم أدّوا (5) سلاح ابن أختكم *** و لا تهبوه لا تحل مواهبه (6)

فإن لا تؤدوه إلينا فإنه (7) *** سواء علينا قاتلاه و سالبه

و أخوه عمارة بن عقبة نزل الكوفة، و له يقول الوليد بن عقبة (8):

إن يك (9) ظني يا بن أمي صادقي *** عمارة لا تدرك بذحل و لا وتر

ألا إنّ خير الناس بعد ثلاثة *** قتيل التّجيبي الذي جاء من مصر

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أخبرنا جعفر ابن المسلمة، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزبير قال: و قال الوليد بن عقبة و هو يعاتب أخاه عمارة بن عقبة (10):

إن يك ظنّي يا ابن أمي صادقا *** عمارة لا تدرك بذحل و لا وتر

تلاعب أقتال ابن عفان لاهيا *** كأنك لم تسمع بموت أبي عمرو

قال: و حدّثنا الزبير قال: و حدّثني عبد اللّه بن إسحاق الجعفري أن الوليد بن عقبة بن

ص: 248


1- الأبيات في الاستيعاب 636/3 (هامش الإصابة) و الأغاني 120/5 و 117 و 149.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الأغاني و الاستيعاب: فإنا و إياكم و ما كان بيننا.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الاستيعاب: التعاقد، و في الأغاني ص 120: التعاقد، و ص 149: كيف الهوادة.
4- عجزه في الأغاني و الاستيعاب: و عند علي سيفه و حرائبه. و الحرائب جمع حريبة، و هي مال الرجل الذي يعيش به.
5- كذا بالأصل و م و «ز»: «أدوا» و في المصدرين: ردوا.
6- عجزه في الأغاني و الاستيعاب: و لا تنهبوه لا تحل مناهبه.
7- صدره في الأغاني:«بني هاشم لا تعجلوا بإقادة» و في الاستيعاب: لا تعجلونا فإنّه.
8- البيت الثاني مع آخر في الإصابة 638/3 و نسبهما إلى الوليد قالهما في مقتل عثمان بن عفان، و نسبهما في الأغاني 324/16 إلى نائلة بنت الفرافصة قالتهما في مقتل زوجها عثمان، و عقب أبو الفرج بعدهما بقوله: هكذا في هذه الرواية، و قد قيل إن هذين البيتين للوليد بن عقبة. و في نسب قريش الأول ص 105 و 140 و نسبهما للوليد بن عقبة.
9- الأصل و م: يكن، و المثبت عن «ز».
10- البيتان في نسب قريش و نسبهما للوليد قالهما معاتبا أخاه عمارة ص 105 و 140.

أبي معيط لقي بجادا مولى عثمان بن عفّان بالمراض (1) صادرا عن المدينة و الوليد قادم، فسأله عن أمر عثمان فأخبره أنه قد قتل فقال (2):

ليت أنّي هلكت قبل حديث *** سلّ جسمي و ريع منه فؤادي

يوم لاقيت بالمراض (3) بجادا *** ليت أنّي هلكت قبل بجاد

قال: و حدّثني الزبير، حدّثني عمّي مصعب بن عبد اللّه قال: قدم معاوية الكوفة فلما صعد المنبر قال: أين أبو وهب ؟ فقام إليه الوليد، فقال: أنشدني قولك:

ألا أبلغ معاوية بن صخر *** فإنك من أخي ثقة مليم

قطعنا الدهر كالسّدم (4) المعنّى *** تهدّر في دمشق و ما تريم

يمنّيك الخلافة كلّ ركب *** لأنضاء (5) العراق بهم رسوم (6)

فإنّك و الكتاب إلى عليّ *** كدابغة و قد حلم الأديم

لك الخيرات فاحملنا عليهم *** فإنّ الطالب التّرة الغشوم (7)

و قومك بالمدينة قد أنيخوا *** فهم صرعى كأنهم هشيم

فأنشده إياها، فلما فرغ قال معاوية (8):

و مستعجب مما يرى من أناتنا *** و لو زبنته (9) الحرب لم يترمرم

و خرج الوليد بن عقبة من الكوفة يرتاد منزلا حتى أتى الرقّة فأعجبته، فنزل على البليخ، و قال: منك المحشر، فمات بها.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أخبرنا شجاع بن علي، أخبرنا أبو عبد اللّه بن مندة، أخبرنا علي بن الحسن الحرّاني، حدّثنا محمود بن محمّد الرافقي (10)،حدّثنا أبو الوليد الرقّي أصبغ بن نافع الأموي - من أهل البليخ - حدّثني الوليد بن يزيد بن مسلمة قال: لما شهد

ص: 249


1- المراض: موضع على طريق الحجاز من ناحية الكوفة.
2- الخبر و الشعر في الأغاني 149/5.
3- الأغاني: بالبلاط .
4- السدم: الفحل الهائج. و الفحل الذي يرسل في الإبل فيهدر بينها فإذا ضبعت أخرج عنها استهجانا لنسله.
5- أنضاء جمع نضو، و هو المهزول بعيرا أو ناقة.
6- الأصل و م و «ز»: رسيم، و المثبت عن المختصر.
7- الأصل و م: الغشيم، و المثبت عن «ز».
8- البيت لأوس بن حجر، و هو في ديوانه ص 28 و اللسان في مادة: رمم.
9- زبنته الحرب: صدمته.
10- الأصل و م: الرافعي، و المثبت عن «ز».

أهل الكوفة على الوليد ضربه عثمان و أخرجه عن الكوفة، فقال له: دعني أتخير، فلما رأى الرقّة نزلها.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو القاسم الأزهري، و الحسن بن علي الجوهري.

ثم أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أخبرنا الحسن بن علي، قالا: أخبرنا أبو عمر ابن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد، أخبرنا مصعب بن عبد اللّه، عن أبيه قال: لما أشرف الوليد بن عقبة على الرقة فرأى طيبها، فقال: فيك و اللّه القبر، و منك المحشر، فمات بها، و قبره على البليخ.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر [بن] (1) الطبري، أخبرنا أبو الحسين ابن بشران، أخبرنا أبو علي بن صفوان، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا أبو صالح المروزي عن عبد العزيز بن أبي رزمة، عن عبد اللّه بن المبارك قال: قال الوليد بن عقبة لما حضره الموت: اللّهمّ إن كان أهل الكوفة صدقوا فلا تبارك لي فيما أقدم عليه، و اجعل مردّي شرّ مرد، و إن كان كذبوا عليّ فاجعله كفّارة لما لا يعلمون من ذنوبي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، أخبرنا أبو العلاء الواسطي، أخبرنا أبو بكر البابسيري، أخبرنا الأحوص بن المفضّل، حدّثنا أبي، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر قال: مات الوليد بن عقبة في البليخ في عين (2) الرومية، و كانت له.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أخبرنا أبو عمرو بن منده، أخبرنا أبو محمّد بن يوة، أخبرنا أبو الحسن (3) اللنباني (4)،حدّثنا ابن أبي الدنيا قال: و حدّثني أبي، حدّثنا هشام بن محمّد، عن أبي محمّد القرشي قال: مرّ مسلمة بن عبد الملك بقبر الوليد بن عقبة بن أبي معيط بالرقّة فقال: قبر من هذا؟ قيل: قبر الوليد بن عقبة، قال: رحم اللّه أبا وهب، و جعل يثني عليه، فقبر من هذا الآخر؟ قيل: قبر أبي زبيد الطائي الشاعر، قال: و هذا فرحمه اللّه، فقيل: إنه كان نصرانيا، قال: إنّه كان كريما.

ص: 250


1- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن «ز».
2- في «ز»: «عبر» و فوقها ضبة.
3- تحرفت بالأصل و م إلى: الحسين، و المثبت عن «ز».
4- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء.

8034 - الوليد بن علي الطباخي الكلبي

حكى عن يزيد بن الوليد الناقص، و كان من أصحابه و ممن يرى القدر.

حكى عنه عمرو بن مروان الكلبي.

8035 - الوليد بن عمر بن الدرفس الغسّاني

حكى عن أبيه.

حكى عنه ابنه العبّاس بن الوليد.

قرأت بخط أبي محمّد بن صابر فيما ذكر أنه نقل من خط أبي الحسين الورّاق، أخبرني أبو العبّاس الوليد بن محمّد بن العبّاس بن الوليد بن عمر بن الدرفس الغسّاني الدّمشقي، أخبرنا أبي (1) محمّد قال: سمعت أبي العبّاس يذكر عن أبيه عن جده في تفسير:

وَ التِّينِ (2) ،قال: و التين مسجد دمشق، كان بستانا لهود النبي صلى اللّه عليه و سلم، فيه تين، وَ الزَّيْتُونِ هو مسجد بيت المقدس.

8036 - الوليد بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي

له ذكر و عقب.

8037 - الوليد بن عمرو بن الزبير بن عمرو الدّمشقي

8037 - الوليد بن عمرو بن الزبير بن عمرو الدّمشقي (3)

حدّث عن مالك بن أنس.

ذكره الحاكم أبو عبد اللّه في كتاب «مزكى رواة الأخبار في أسماء من روى عن مالك».

8038 - الوليد بن القاسم

من أهل دمشق.

روى عنه أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس المنجنيقي.

حدّثني أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري، أخبرنا جعفر بن أحمد بن الحسين السرّاج، أخبرنا أبو الحسين محمّد بن علي الأديب بالكوفة، أخبرنا أبو الطّيّب أحمد بن علي ابن محمّد الجعفري، حدّثنا الوليد بن بكر بن مخلد بن أبي زياد الأندلسي.

ص: 251


1- الأصل: أبو، تحريف، و المثبت عن «ز»، و م.
2- الآية الأولى من سورة التين.
3- لعله الذي ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال 343/4.

ح قال: و أخبرنا الحسن بن رشيق أبو محمّد العسكري العدل - بمصر - حدّثنا أبو يعقوب إسحاق بن يونس البغدادي المنجنيقي، حدّثنا الوليد بن القاسم الدّمشقي قال: كتب إلينا محمّد بن أحمد بن صنعا بهذه الأبيات:

شجيّ شجاة البين فهو مدلّه *** غريب بعيد الدار ضاقت مذاهبه

بلابله قد سلّمته (1) و أقبلت *** إليه و لكن السرور مجانبه

تفرّد عن إخوانه فتلهّبت *** لفقدهم أحشاؤه و ترائبه

إذا خطرت ذكراهم بفؤاده *** جرى دمع عينيه ففاضت سواكبه

فيا ويحه ما ذا يلاقي من الأسى *** و من صرف دهر قد توالت عجائبه

و يا ويح من أمسى عن الأهل نائيا *** و طوبى لمن لم يفتقده أقاربه

فلو ملك الدنيا غريب لما صفت *** له بعد تفريق الأحباء مشاربه

لكلّ امرئ إلف و خدن و صاحب *** و كلّ غريب الدار فالحزن صاحبه

تقربت معترّا فأعقبت ندمة *** و لم أدر أنّ البين مرّ عواقبه

فآه من البين المشتت و النوى *** واه على دهر مضى أنا نادبه

8039 - الوليد بن القعقاع بن خليد العبسيّ

ولي إمارة قنسرين.

له ذكر و شعر.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أخبرنا علي بن محمّد بن محمّد بن الأخضر الأنباري، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو علي بن صفوان، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني محمّد بن سعيد الدارمي أنه سمع أباه يذكر.

أن سليمان بن عبد الملك كان ربما نظر إلى المرآة فيقول: أنا الملك الشاب، قال:

فنزل مرج دابق، فمرض مرضه الذي مات فيه، و فشت (2) الحمى في أهله و أصحابه، فدعا جارية بوضوء، فبينما هي توضئه إذ سقط الكوز من يدها قال: ما قصّتك ؟ قالت: محمومة، قال: ففلان ؟ قالت: محموم، قال: ففلانة ؟ قالت: محمومة، قال: الحمد للّه الذي جعل

ص: 252


1- كذا بالأصل:«سلمته» و في «ز»، و م: سالمته.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: و مشت.

خليفته في أرضه، ليس عنده من يوضئه، ثم التفت إلى خاله الوليد بن القعقاع العبسيّ فقال:

قرّب وضوءك يا وليد فإنما *** هذي الحياة تعلة (1) و متاع

فأجابه الوليد:

فاعمل لنفسك في حياتك صالحا *** فالدهر فيه فرقة و جماع

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن، عن عبد العزيز الكتّاني، أنا (2) عبد الوهّاب الميداني، أخبرنا أبو سليمان بن زبر، أخبرنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أخبرنا محمّد بن جرير (3)،حدّثني أحمد بن زهير، عن علي بن محمّد قال: كان هشام استعمل الوليد بن القعقاع على قنّسرين، و عبد الملك بن القعقاع على حمص، فضرب الوليد بن القعقاع ابن هبيرة مائة سوط ، فلما قام الوليد هرب بنو القعقاع منه، فعاذوا بقبر يزيد بن عبد الملك، فبعث إليهم، فدفعهم إلى يزيد بن عمر بن هبيرة - و كان على قنّسرين - فعذّبهم، فمات في العذاب الوليد بن القعقاع، و عبد الملك بن القعقاع، و رجلان معهما من آل القعقاع، فاضطغن على الوليد آل الوليد - يعني: ابن عبد الملك - و آل هشام، و آل القعقاع و اليمانية بما صنع بخالد بن عبد اللّه.

8040 - الوليد بن كامل بن معاذ بن محمّد بن أبي أميّة أبو عبيدة البجلي

8040 - الوليد بن كامل بن معاذ بن محمّد بن أبي أميّة أبو عبيدة (4) البجلي

مولاهم الشامي الحمصي، و قيل: إنه دمشقي (5)

حدّث عن رجاء بن حيوة، و نصر بن علقمة الحضرمي، و المهلّب بن حجر البهراني، و عبد اللّه بن بسر الحرّاني (6).

روى عنه: بقية، و علي بن عيّاش، و يحيى بن صالح الوحاظي، و سعيد بن عبد الجبّار الزبيدي، و يحيى بن حمزة الحضرمي، قاضي دمشق.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو (7) مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه،

ص: 253


1- تعلة: أي ما يتعلل به أي يتشاغل به.
2- الأصل و م:«أن» و المثبت عن «ز».
3- الخبر في تاريخ الطبري 237/7 في حوادث سنة 126 ه .
4- أبو عبيدة بضم أوله، و البجلي بفتح الباء و الجيم.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 446/19 و تهذيب التهذيب 95/6 و ميزان الاعتدال 344/4 و التاريخ الكبير 152/8 و الكامل في ضعفاء الرجال 80/7.
6- في «ز»: الحبراني.
7- تحرفت في الأصل إلى:«ابن» و سقطت اللفظة من م.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا موسى بن عيسى - هو ابن المنذر الحمصي - حدّثنا علي بن عياش.

ح قال: و حدّثنا أبو زرعة، و أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة، قالا: حدّثنا يحيى بن صالح الوحاظي، قالا: حدّثنا الوليد بن كامل، عن المهلّب بن حجر الهمداني (1)،عن ضباعة بنت المقداد بن الأسود، عن أبيها قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا صلّى إلى سترة جعلها على حاجبه الأيمن أو الأيسر، و لا يصمد إليها[12976].

[قال ابن عساكر:] (2) كذا قال، و إنما هو البهراني.

أخبرناه [أبو القاسم] (3) بن الحصين، أخبرنا أبو علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، حدّثنا علي بن عيّاش، حدّثنا أبو عبيدة الوليد بن كامل - من أهل حمص - البجلي، حدّثني المهلّب بن حجر البهراني، عن ضباعة بنت المقداد بن الأسود، عن أبيها أنه قال: ما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صلّى إلى عمود و لا عود و لا شجرة إلاّ جعله على حاجبه الأيمن أو الأيسر، و لا يصمد له صمدا[12977].

رواه بقية بن الوليد، عن الوليد نفسه، فقال: عن حجر أو أبي حجر بن المهلّب، و جعله من مسند المقدام بن معدي كرب.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه أحمد (5)،حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن عبد ربّه، حدّثنا بقية، حدّثني الوليد بن كامل، عن حجر أو أبي حجر بن المهلب البهراني قال: حدّثتني ضبيعة بنت المقدام (6) بن معدي كرب عن أبيها، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان إذا صلّى إلى عمود أو خشبة أو شبه ذلك لا يجعله نصب عينيه، و لكن يجعله على حاجبه الأيسر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، أخبرنا أبو العلاء

ص: 254


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و سينبه المصنف في آخر الحديث إلى الصواب.
2- زيادة منا.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و زيد عن «ز» للإيضاح.
4- رواه أحمد بن حنبل في المسند 218/9 رقم 23881 طبعة دار الفكر.
5- رواه أحمد بن حنبل في المسند 218/9 رقم 23882 طبعة دار الفكر.
6- الأصل و م و «ز»: المقداد، و المثبت عن مسند أحمد.

الواسطي، أخبرنا أبو بكر البابسيري، أخبرنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، أخبرنا أبي قال: قلت ليحيى بن معين إنّ علي بن عيّاش، حدّثنا عن الوليد بن كامل، عن المهلّب بن حجر، عن ضباعة بنت المقداد بن الأسود، عن أبيها قال: ما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصلي إلى عمود و لا عود و لا إلى شجرة إلاّ جعله على جناحه الأيمن أو حاجبه الأيسر، و لا يصمد له صمدا.

قال يحيى: قد خالفه بقية، و سمعه من هذا الشيخ، فقال: ابنة المقدام بن معدي كرب عن أبيها.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - بقراءتي عليه - عن أبي الفضل بن الحكّاك، أخبرنا أبو نصر الوائلي، أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أخبرنا يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد [نا] (1) أبو مسهر، حدّثنا يحيى بن حمزة، حدّثنا أبو عبيدة الحمصي الوليد بن كامل البجلي، حدّثني عبد اللّه بن بسر (2) الحمصي قال: بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عليا على بعث (3) إلى بئر خمّ (4)،فعمّمه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عمامة سوداء، مختصر[12978].

قرأت في كتاب قديم، حدّثنا إبراهيم بن الوليد بن أيوب، حدّثنا إبراهيم بن يزيد - مولى عمر بن (5) عبد العزيز - حدّثنا بقية بن الوليد، عن الوليد بن كامل الدّمشقي، عن رجاء بن حيوة (6) بحكاية ذكرها.

أخبرنا أبو البركات، أخبرنا أبو الفضل، أخبرنا أبو العلاء، أخبرنا أبو بكر، أخبرنا الأحوص بن المفضل الغلابي، حدّثنا أبي قال: و سألته - يعني: يحيى بن معين - عن الوليد بن كامل ؟ فقال: هو مولى لبجيلة.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أخبرنا أبو الفضل و أبو الحسين (7)،و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن

ص: 255


1- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن «ز» للإيضاح.
2- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: بشر.
3- أقحم بعدها بالأصل و م: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
4- بئر خم: خم واد بين مكة و المدينة عند الجحفة به غدير (معجم البلدان).
5- بالأصل و م:«إبراهيم بن يزيد مولى يزيد مولى عبد العزيز» و المثبت عن «ز».
6- الأصل و م: حيوية، و المثبت عن «ز».
7- بالأصل و م و «ز»: الحسن، تصحيف.

قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمّد بن سهل، أخبرنا البخاري قال (1):الوليد بن كامل أبو عبيدة البجلي، يعد في الشاميين، روى عنه علي بن عيّاش، و يحيى بن صالح.

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن (2)،و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (3):

الوليد بن كامل أبو عبيدة البجلي، شامي، حمصي، روى عن نصر بن علقمة، و المهلّب بن حجر، روى عنه بقية، و سعيد بن عبد الجبّار، و علي بن عيّاش، و يحيى بن صالح الوحاظي، سمعت أبي يقول ذلك، سألت أبي عن الوليد بن كامل فقال: شيخ.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن منصور بن خلف، أخبرنا أبو سعيد ابن حمدون، أخبرنا مكي بن عبدان قال [سمعت] (4) مسلما يقول: أبو عبيدة الوليد بن كامل عن المهلب بن حجر، روى عنه علي بن عيّاش (5)،و يحيى بن صالح.

قرأت على أبي الفضل السلامي، عن جعفر بن الحكّاك، أخبرنا عبد اللّه بن سعيد، أخبرنا أبو الحسن الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم ابن النسائي (6)،أخبرني أبي قال: أبو عبيدة الوليد بن كامل.

قرأت على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أخبرنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، أخبرنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي قال: أبو عبيدة الوليد بن كامل.

[أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا الحسن بن أحمد السلمي، أنا علي بن الحسن الربعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، أنا أحمد بن عمير قال: سمعت محمود بن إبراهيم بن سميع يقول في الطبقة الخامسة من أهل الشام الوليد بن كامل.

ص: 256


1- التاريخ الكبير للبخاري 152/8.
2- الأصل و م و «ز»: الحسين.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 14/9.
4- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن «ز» للإيضاح.
5- تحرفت في «ز» إلى: عباس.
6- تحرفت بالأصل و م إلى: الغساني، و التصويب عن «ز».

قرأت على أبي غالب و أبي عبد اللّه ابني البنا عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن عتاب، أنا أبو الحسين بن جوصا إجازة.

هذا السند في الخامس بخط المصنف و تحته سند السوسي إلى ابن سميع. و هذا مشكوك فيه و عقب على... أن للقاسم خط عليه، فكتبه احتياطا، و أنا أقطع بأنه من الأصل] (1).

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أخبرنا أبو بكر الصفّار، أخبرنا أحمد بن علي بن منجويه، أخبرنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو عبيدة الوليد بن كامل البجلي، عن المهلّب بن حجر البهراني، روى عنه أبو يحمد بقية بن الوليد الكلابي، و أبو زكريا يحيى بن صالح الوحاظي، يعد في الشاميين.

أخبرنا أبو الفضل الحافظ - قراءة - عن جعفر بن يحيى، أخبرنا أبو نصر، أخبرنا الخطيب، أخبرني عبد الكريم، أخبرني أبي (2)،أخبرنا إبراهيم بن يعقوب، حدّثنا علي بن عيّاش، حدّثنا أبو عبيدة الوليد بن كامل، و كان من علية الناس بقية و أصحابه يحملون [عنه] (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن يوسف، أخبرنا أبو أحمد بن عدي (4)،حدّثنا الجنيدي، حدّثنا البخاري قال: كنية الوليد بن كامل أبو عبيدة البجلي الشامي، يحدّث عنه أهل حمص بقية و غيره، و أسانيده أسانيد شامية.

8041 - الوليد بن محمّد أبو بشر القرشي الموقّري

8041 - الوليد بن محمّد أبو بشر القرشي الموقّري (5)

مولى يزيد بن عبد الملك.

من أهل الموقّر (6)،حصن بالبلقاء.

ص: 257


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز»، و مكان النقاط كلمة غير واضحة.
2- رواه المزي في تهذيب الكمال 446/19 من طريق النسائي من كتاب الكنى.
3- سقطت من الأصل و م، و استدركت للإيضاح عن «ز»، و تهذيب الكمال.
4- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 80/7 طبعة دار الفكر.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 449/19 و تهذيب التهذيب 96/6 و ميزان الاعتدال 346/4 و معجم البلدان (موقر) و التاريخ الكبير 155/8 و الكامل لابن عدي 71/7 و الضعفاء الكبير 318/4.
6- الموقر: بالضم ثم الفتح و تشديد القاف و فتحها، راجع معجم البلدان 226/5.

روى عنه: الزهري، و عطاء الخراساني، و ثور بن يزيد.

روى عنه: الوليد بن مسلم، و أبو صالح عبد الغفّار بن داود الحرّاني، و الحكم بن موسى، و علي بن حجر، و سويد بن سعيد، و أبو الطاهر موسى بن محمّد بن عطاء المقدسي، و محمّد بن حازم الرملي، و المسيّب بن واضح، و عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل المخزومي، و أبو مسهر، و محمّد بن يوسف بن بشر القرشي، و أبو جعفر عبد اللّه بن خالد بن حازم الرّملي، و محمّد بن عائذ، و عتبة بن الرخص، و محمّد بن إبراهيم بن أبي سكينة، و سليمان بن عبد الرّحمن، و عبد اللّه بن يوسف التنيسي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا (1)،أخبرنا أبو محمّد الحسن بن علي، أخبرنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ - قراءة عليه و أنا حاضر أسمع - حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصوفي، حدّثنا سويد بن سعيد، حدّثنا الوليد بن محمّد الموقّري، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة أخبره.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلاّ اللّه، فإذا قالوا: لا إله إلاّ اللّه عصموا مني دماءهم و أموالهم إلاّ بحقّها و حسابهم على اللّه»، و أنزل اللّه سبحانه و تعالى في كتابه و ذكر قوما استكبروا فقال: إِنَّهُمْ كٰانُوا إِذٰا قِيلَ لَهُمْ لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اللّٰهُ يَسْتَكْبِرُونَ (2)، و قال: إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجٰاهِلِيَّةِ ، فَأَنْزَلَ اللّٰهُ سَكِينَتَهُ عَلىٰ رَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوىٰ ، وَ كٰانُوا أَحَقَّ بِهٰا وَ أَهْلَهٰا (3)،و هي: لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه، استكبر عنها المشركون يوم الحديبية يوم كاتبهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [على] (4)قضية المدة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم زاهر بن طاهر [قالا: أنا أبو عثمان سعيد ابن محمّد بن أحمد البحيري (5)،أنا الشيخ أبو القاسم الحسن بن علي بن إبراهيم] (6)الطرسوسي، أخبرنا الإمام أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة، حدّثنا علي بن حجر، حدّثنا الوليد بن محمّد الموقّري، عن الزهري، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يمرّ بالغلمان فيسلّم عليهم و يدعو لهم بالبركة[12979].

ص: 258


1- أقحم بعدها بالأصل و م: أخبرنا أبو محمّد الحسن بن البنا، صوبنا السند عن «ز».
2- سورة الصافات، الآية:35.
3- سورة الفتح، الآية:26.
4- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
5- في «ز»: البجيري، تصحيف.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك لتقويم السند عن «ز».

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أخبرنا تمام بن محمّد - إجازة-، أخبرنا جعفر بن محمّد بن جعفر (1)،حدّثنا أبو زرعة قال (2):سمعت سليمان بن عبد الرّحمن يقول: استحثثت (3) الوليد بن محمّد الموقّري في كتب الزهري فقال: أنت تريد أن تأخذ في مجلس ما قد أقمت أنا فيه مع الزهري عشر سنين.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، حدّثني الفضل، أخبرنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمّد بن سهل، أخبرنا البخاري (4).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة [أنا حمزة] (5) بن يوسف، أخبرنا أبو أحمد بن عدي (6)،حدّثنا الجنيدي، حدّثنا البخاري.

ح و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أخبرنا أبو بكر الخطيب.

ح و حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أخبرنا أبو منصور محمّد بن الحسين، قالا: أخبرنا أحمد بن محمّد بن غالب، أخبرنا حمزة بن محمّد بن علي، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن شعيب، قالا: حدّثنا البخاري قال: الوليد بن محمّد الموقّري الشّامي القرشي، عن الزهري.

قال علي بن حجر: كنيته (7) أبو بشر، مولى يزيد بن عبد الملك،[و كان لا يقرأ من كتابه، و إذا رفع إليه كتاب قرأه (8).كثير الغلط في حديثه مناكير، و الفظ للجنيدي.

أنبأنا أبو الحسين بن الحسن و أبو عبد اللّه بن عبد الملك قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد (9) إجازة قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (9):الوليد بن محمّد الموقّري البلقاوي القرشي أبو بشر شامي مولى يزيد بن عبد الملك] (10) روى عن الزهري،

ص: 259


1- بالأصل:«أخبرنا أبو جعفر» و المثبت «أخبرنا جعفر بن محمّد بن جعفر» عن «ز».
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 452/19.
3- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م، و تهذيب الكمال.
4- التاريخ الكبير للبخاري 155/8.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم السند عن «ز» و السند معروف.
6- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 72/7.
7- في التاريخ الكبير: كنية الوليد أبو بشر.
8- إلى هنا عبارة التاريخ الكبير.
9- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 15/9.
10- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م.

روى عنه الوليد بن مسلم، و أبو صالح عبد الغفّار الحرّاني، و الحكم بن موسى، و سويد بن سعيد، و علي بن حجر، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: و روى عن عطاء الخراساني.

أخبرنا أبو بكر الشقائي (1)،أخبرنا أبو بكر المغربي، أخبرنا محمّد بن عبد اللّه التاجر، أخبرنا أبو حاتم التميمي، قال: سمعت مسلما يقول: أبو بشر الوليد بن محمّد الموقّري، عن الزهري، روى عنه حاجب بن الوليد، و علي بن حجر.

قرأت على أبي الفضل بن نصر، عن جعفر بن يحيى، أخبرنا أبو نصر الوائلي، أخبرنا الخطيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: قال: أبو بشر الوليد بن محمّد الموقّري ليس بثقة، شامي، منكر الحديث (2).

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أخبرنا أبو بكر الصفّار، أخبرنا أحمد بن علي بن منجويه، قال: أخبرنا أبو أحمد الحاكم، قال (3):

أبو بشر الوليد بن محمّد [القرشي] (4) الموقّري الشامي، مولى يزيد بن عبد الملك، عن ابن شهاب الزهري، و أبي خالد ثور بن يزيد، في حديثه بعض المناكير، كتبنا له بالشام كتابا عن المسيّب بن واضح أحاديثه (5) مستقيمة، و لكن حاجب بن الوليد و علي بن حجر حدّثا (6)عنه بأحاديث معضلة، روى عنه عبد اللّه بن محمّد بن يزيد الهذلي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز، أخبرنا تمام - إجازة - أخبرنا جعفر ابن محمّد، حدّثنا أبو زرعة قال (7):و لم يزل حديث الوليد بن محمّد الموقّري - يعني:

مقارب - و حدّثنا عنه أبو مسهر، و قد حدّث عنه الوليد بن مسلم حين ظهر أبو طاهر المقدسي [جزي خيرا] (8).

ص: 260


1- تحرفت بالأصل و م إلى: الشامي، و المثبت عن «ز».
2- تهذيب الكمال 452/19 نقلا عن النسائي.
3- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 291/2 رقم 815 و عن الحاكم رواه المزي في تهذيب الكمال 452/19.
4- زيادة عن الأسامي و الكنى.
5- الأصل و م و «ز»: أحاديث، و المثبت عن الأسامي و الكنى.
6- بالأصل و م: حدّثنا، خطأ، و المثبت عن «ز»، و الأسامي و الكنى.
7- رواه المزي في تهذيب الكمال 451/19 نقلا عن أبي زرعة الدمشقي.
8- بياض بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م، و الذي في تهذيب الكمال: لا جزي خيرا.

قال أبو زرعة: قال له سليمان بن عبد الرّحمن و أنا حاضر: ويحك، ويحك يا أبا طاهر، أهلكت علينا الوليد بن محمّد.

قال أبو زرعة: ثم ظهرت عنه أحاديث بحمص، أنكرت أيضا، و هي في البشاعة دون حديث أبي طاهر عنه، ثم ظهرت أحاديث بمرو، و خراسان يستوحش منها.

أخبرنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه - إذنا - قالا: أخبرنا أبو القاسم العبدي، أخبرنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم (1)،أخبرنا (2) عبد اللّه بن أحمد بن حنبل - فيما كتب إليّ - قال: قلت لأبي: الموقّري يروي عن الزهري بالعجائب ؟ قال: إنه ليس ذلك بشيء.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أخبرنا محمّد بن المظفر، أخبرنا أبو الحسن العتيقي، أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد، أخبرنا أبو جعفر العقيلي (3)،حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: سألت أبي عن الموقّري فقال: ما أظنه ثقة، و لم يحمده.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أخبرنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الفضل بن البقّال، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال (4):سألت أبا عبد اللّه أحمد عن الموقّري قال: ما رأيت أحدا يحدّث عنه، قلت له: كيف حديثه ؟ قال: لا أدري - زاد ابن البقّال: قلت و هو في يديه، قال: لا أدري، و قالا:- إلاّ أن رجلا قدم عليه فغيّر كتبه و هو لا يعلم، فمن ذاك (5)-قال البيهقي: فمن ذلك.

أنبأنا أبو القاسم التميمي، و أبو الفضل السلامي، قالا: حدّثنا المبارك بن عبد الجبّار، أخبرنا إبراهيم بن عمر، حدّثنا أحمد بن محمّد بن هانئ، قال (6):سمعت أبا عبد اللّه سئل عن الوليد بن محمّد الموقّري، فقال: ما أخبره إلاّ أنهم زعموا أن العسكر لما دخل الشام أتاه قوم فأفسدوا حديثه [فهو يروي أحاديث، كأنه يريد مناكير. قلت لأبي عبد اللّه: الموقّري

ص: 261


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 15/9.
2- بالأصل: ثم أخبرنا.
3- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 318/4.
4- رواه المزي في تهذيب الكمال 450/19.
5- الأصل و م: ذلك، و المثبت عن «ز».
6- رواه المزي في تهذيب الكمال 450/19.

يكتب حديثه ؟] (1)،فقال: ما أدري أخبرك، إلاّ أن له أحاديث مناكير، و ما أخبره.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد ابن إبراهيم بن حميد قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول (2):قلت ليحيى بن معين: فالموقّري الوليد بن محمّد؟ قال:

قال: ليس بشيء.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أخبرنا ابن مندة، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (3):حدّثنا علي بن الحسن الهسنجاني قال: سمعت يحيى بن معين يقول: الموقّري كذّاب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن يوسف، أخبرنا أبو أحمد بن عدي (4)،حدّثنا أحمد بن علي بن بحر، أخبرنا عبد اللّه الدورقي، حدّثنا يحيى بن معين قال: الوليد بن محمّد الموقّري ليس بشيء.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار، أخبرنا أبو محمّد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا محمّد بن القاسم، حدّثنا إبراهيم بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: الوليد بن محمّد الموقّري شامي، ليس بشيء.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا ثابت بن بندار، أخبرنا محمّد بن علي، أخبرنا محمّد بن أحمد، أخبرنا الأحوص بن المفضّل، حدّثنا أبي، عن يحيى قال: و الوليد بن محمّد الموقّري ضعيف (5).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أخبرنا أبو

ص: 262


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز»، و تهذيب الكمال.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 451/19.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 15/9.
4- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 71/7.
5- تهذيب الكمال 451/19.

الحسن بن السّقا، حدّثنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال: سألت يحيى عن هؤلاء الشيوخ، فزعم أن حديثهم ليس بشيء عنبسة بن عبد الرّحمن الذي يروي عنه الوليد بن مسلم و غيره، و هو الذي يحدّث عن محمّد بن زادان و الفرات بن السائب، و حمزة الضبّي (1)، و أبو العطوف الجزري، و محمّد بن سعيد بن أبي سعيد، و محمّد المحرم، و رشدين (2) بن سعد، و الموقّري و وزير الذي يحدّث بحديث معاوية أن النبي صلى اللّه عليه و سلم أعطاه سهما.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل - إذنا - قالا: أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي بن محمّد.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم (3)،حدّثني أبي قال: سألت علي بن المديني عن الوليد بن محمّد الموقّري فقال: يروي عنه أهل الشام، و أرى أن كتبه من نسخ الزهري من الديوان.

أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو أحمد (4)،حدّثنا محمّد بن خلف المرزباني، حدّثني أبو العبّاس القرشي، قال: سمعت علي بن المديني يقول: الموقّري ضعيف، لا يكتب حديثه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب بن جعفر، أخبرنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد، حدّثنا القاسم بن عيسى، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب السعدي، قال (5):الوليد بن محمّد الموقّري غير ثقة، يروي عن الزهري عدة أحاديث ليس لها أصول، بلغني عن محمّد بن عوف الحمصي قال: الوليد الموقّري ضعيف، كذّاب، و كان يكون بالموقّر في طريق مكة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال: و الفرات بن السّائب، و أبو العطوف الجزري اسمه الجرّاح بن المنهال، و الموقّري، و ذكر جماعة سواهم لا ينبغي لأهل العلم أن

ص: 263


1- في «ز»: النصيبي.
2- الأصل: رشد، و المثبت عن «ز»، و م.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 15/9.
4- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 72/7.
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 451/19.

يشغلوا أنفسهم بحديث هؤلاء (1).

ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرّازي عن الوليد بن محمّد الموقّري الشّامي، فقال: ضعيف الحديث.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز - لفظا - أخبرنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم، أخبرنا سعيد بن عمرو البردعي - فيما نسخه من كتاب أبي زرعة بخطه - في أسامي الضعفاء و من تكلّم فيهم من المحدّثين: الوليد بن محمّد الموقّري، أبو بشر.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو يعلى بن الحبوبي (2)،قالا: أخبرنا سهل بن بشر، أخبرنا علي بن منير، أخبرنا الحسن بن رشيق، حدّثنا [أبو] عبد الرّحمن النسائي قال: وليد ابن محمّد الموقّري متروك الحديث.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمّد بن جعفر، قال: قرئ على أبي بكر محمّد بن إسحاق - و هو ابن خزيمة - و أنا أسمع، قال: و لا احتج بالموقّري الذي [روى] (3) عنه ابن حجر، و اسمه الوليد بن محمّد.

أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو أحمد قال (4):

الوليد بن محمّد الموقّري القرشي، البلقاوي، شامي، مولى يزيد بن عبد الملك، يكنى أبا بشر، كل أحاديثه غير محفوظة.

و بلغني عن أبي حاتم محمّد بن حبّان البستي أنه قال: كان لا يبالي ما رفع إليه قرأه، روى عن الزهري أشياء موضوعة لم يروها الزهري قط ، و يرفع المراسيل، و يسند الموقوف، لا يجوز الاحتجاج به بحال (5).

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى، أخبرنا أبو الغنائم بن الدجاجي، و أبو تمام الواسطي - في كتابيهما - عن أبي الحسن الدارقطني.

ص: 264


1- تهذيب الكمال 451/19.
2- في «ز»: الحموي.
3- سقطت من الأصل و م، و زيدت للإيضاح عن «ز».
4- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 71/7 و 72.
5- تهذيب الكمال 452/19.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أخبرنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز بن عبد اللّه، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب - إجازة - قال: هذا ما وافقت عليه الدارقطني من المتروكين: وليد بن محمّد الموقّري، شامي - زاد ابن بطريق: ضعيف عن الزهري-.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ : الوليد بن محمّد الموقّري، أبو بشر، مولى يزيد بن عبد الملك، كثير المناكير.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أحمد بن علي بن عبيد اللّه، أخبرنا أبو الفضل عبيد بن أحمد بن الكوفي.

ثم قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفضل الكوفي، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، أخبرنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، حدّثنا محمّد بن مصفّى قال:

و الوليد بن محمّد الموقّري توفي سنة ثنتين (1) و ثمانين و مائة، قبيل شهر رمضان.

خالفه عتبة بن سعيد بن الرخص (2) فذكر أن الموقّري توفي سنة إحدى و ثمانين (3).

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم، أخبرنا أبو عامر محمود بن القاسم، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصّمد قالوا: أخبرنا عبد الجبّار بن محمّد الجراحي، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محبوب المروزي، أخبرنا أبو عيسى محمّد بن عيسى ابن سورة الترمذي قال: الوليد بن محمّد الموقّري يضعف الحديث.

8042 - الوليد بن محمّد بن العبّاس بن الوليد بن محمّد بن عمر بن الدرفس

أبو العبّاس الغسّاني

حدّث هو و أبوه و أخوه أبو بكر عبد الرّحمن بن محمّد.

روى عن: أبيه أبي عبد الرّحمن، و محمّد بن العبّاس، و أبي أمية الطرسوسي، و وريزة (4) بن محمّد الغسّاني، و محمّد بن سليمان بن هشام البصري.

روى عنه: أبو الحسين الرّازي، و أبو سليمان بن زبر، و أبو هاشم المؤدّب، و عبد الوهّاب الكلابي.

ص: 265


1- في «ز»: ثلاثين، تحريف.
2- الأصل و م و «ز» هنا: الرخص.
3- تهذيب الكمال 452/19 نقلا عن ابن الرخص.
4- تحرفت بالأصل و م إلى: وزيرة، و المثبت عن «ز»، و الضبط عن التبصير.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أخبرنا أبو نصر بن الجبّان، أخبرنا أبو سليمان بن زبر، حدّثنا أبو العباس الوليد بن محمّد بن العبّاس بن الدرفس، و عبد اللّه بن الحسين بن جمعة، قالا: حدّثنا أبو أميّة محمّد بن إبراهيم، حدّثنا أبو عاصم، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن محبوب (1)،عن ابن أبي مليكة، عن ابن عبّاس، عن عائشة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يقبل الهدية، و لا يقبل الصدقة[12980].

الصواب ابن بجير بالجيم.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أخبرنا جدي أبو محمّد، حدّثنا أبو علي الأهوازي، حدّثنا مكّي بن محمّد، حدّثنا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد، حدّثني وليد ابن عبد الرّحمن أن وريزة (2) أخبرهم: أخبرنا معمر بن شبيب قال: سمعت الأصمعي يقول:

قال أبو عمرو بن العلاء: إنّ لكل شيء ذؤابة، و ذؤابة الشرف الأدب، و إنّ لكلّ شيء عروة، و عروة العزّ الأدب.

قال أبو عمرو: و كان يقال: شخص بلا أدب كجسد بلا روح.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد - مما نقله من خط أبي الحسين الورّاق في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية: أبو العبّاس الوليد بن محمّد بن العبّاس بن الوليد بن محمّد بن عمر بن الدرفس الغسّاني، و كانوا أهل بيت علم، أبوهم أبو عبد الرّحمن محمّد بن العبّاس، كان محدّثا جليلا، و أجدادهم كلهم قد روي عنهم العلم، مات في ربيع الأول من سنة ست و عشرين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أخبرنا مكي بن محمّد، أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: و في شهر ربيع الأول - يعني - من سنة ست و عشرين توفي أبو العبّاس الوليد بن الدرفس.

8043 - الوليد بن محمّد أبو العبّاس الجدعاني

8043 - الوليد بن محمّد أبو العبّاس الجدعاني (3)

حكى عن مسلمة بن عبد الملك بعض أفعاله في مغازيه.

ص: 266


1- كذا بالأصل و م، و سينبه المصنف في آخر الحديث إلى الصواب، و قد وقعت صوابا هنا في «ز».
2- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: وزيرة، و في المختصر:«قديرة».
3- الجدعاني بضم الجيم و سكون الدال و العين المهملة، هذه النسبة إلى بني جدعان التيمي، من تيم قريش، الأنساب 30/2.

حكى عنه أبو عبيدة معمر بن المثنّى التيمي، و ذكر عنه أن أباه كان منقطعا إلى الوليد بن عبد الملك، فلمّا مات أوصى به الوليد بن عبد الملك، و سمّاه به فألزمه الوليد ابنه العبّاس بن الوليد، فنشأ معه، و كان يغزو معه.

8044 - الوليد بن مروان بن عبد اللّه بن مروان بن أخي جنادة بن مروان

[روى عن جنادة بن مروان] (1).

روى عنه أبو الميمون البجلي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أخبرنا عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا تمام بن محمّد، أخبرنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن راشد البجلي، حدّثنا الوليد ابن مروان بن عبد اللّه بن أخي جنادة (2) بن مروان،[نا جنادة بن مروان] (3) حدّثني محمّد بن القاسم أبو القاسم الحمصي، عن عبد اللّه بن بسر، و كان عبد اللّه بن بسر شريكا لأبيه في قرية يقال لها تموننه ؟؟؟ (4) يرعيان فيها خيلا لهم قال أبو القاسم: سمعت عبد اللّه بن بسر يقول:

أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منزلنا مع أبي فقام أبي، إلى قطيفة لنا قليلة الخمل فجمعها بيده، ثم ألقاها للنبي صلى اللّه عليه و سلم فقعد عليها، ثم قال أبي لأمي: هل عندك شيء تطعمينا (5)؟فقالت: نعم، شيء من حيس (6)،قال: فقربته إليهما، فأكلا، ثم دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم التفت إليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنا غلام فمسح بيده على رأسي ثم قال:«يعيش هذا الغلام قرنا»، قال أبو القاسم:

فعاش مائة سنة[12981].

8045 - الوليد بن مزيد العذري البيروتي

8045 - الوليد بن مزيد (7) العذري البيروتي (8)

أحد الثقات.

ص: 267


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز».
2- تحرفت في «ز» إلى: قتادة.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم السند عن «ز».
4- كذا رسمها بالأصل و م، بدون إعجام، و في «ز»: «تموينه» و لم أجدها.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: تطعميناه.
6- الحيس: تمر يخلط بسمن و أقط فيعجن شديدا ثم يندر منه نواة و ربما جعل فيه سويق (القاموس المحيط ).
7- مزيد: بفتح الميم و سكون الزاي و فتح التحتانية.
8- ترجمته في تهذيب الكمال 452/19 و تهذيب التهذيب 97/6، و التاريخ الكبير 155/8، و الجرح و التعديل 9/ 18، و العبر 343/1 و سير أعلام النبلاء 419/9 و شذرات الذهب 8/2.

روى عن الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و إسماعيل بن عيّاش، و يزيد بن يوسف الصنعاني، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر (1)،و أبي بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة (2)القرشي، و كلثوم بن زياد المحاربي، و محمّد بن يزيد النصري، و عمر بن محمّد (3)،و عبد الرّحمن بن سليمان بن أبي الجون، و ابن لهيعة، و عبد الوهّاب بن هشام بن الغاز، و عبد اللّه ابن شوذب، و أميّة بن يزيد بن أبي عثمان القرشي، و سهل بن هاشم، و مقاتل بن سليمان، و عثمان بن عطاء الخراساني، و حمّاد بن عبد الملك - قاضي إفريقية-.

روى عنه: ابنه العبّاس، و أبو مسهر، و هشام بن إسماعيل العطّار، و أبو الجماهر (4)محمّد بن عثمان، و عبد اللّه بن إسماعيل بن يزيد بن حجر البيروتي، و عبد الغفّار بن عفّان،- أو ابن (5) عثمان - البيروتي صهر الأوزاعي، و عيسى بن محمّد بن النحّاس الرملي، و عبد اللّه ابن خالد بن حازم الرملي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، أخبرنا أبو القاسم بن الفرات، أخبرنا عبد الوهّاب الكلابي، حدّثنا أبو الحسن (6) بن جوصا، حدّثنا العبّاس بن الوليد بن مزيد العذري، أخبرني أبي، حدّثنا الأوزاعي، حدّثني الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«سيكون بعدي خلفاء يعملون بما يعلمون، و يفعلون بما يؤمرون، و سيكون بعدهم خلفاء يعملون بما لا يعلمون، و يفعلون ما لا يؤمرون، فمن أنكر عليهم برئ، و من أمسك يده سلم، و لكن من رضي و بايع»[12982].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أخبرنا أبو محمّد الجوهري، أخبرنا أبو حفص ابن شاهين، حدّثنا خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي - بأطرابلس - حدّثنا العبّاس بن الوليد ابن مزيد، أخبرني أبي، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، عن زيد بن أسلم، عن عبد اللّه بن عمر [قال:] قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«احثوا في وجوه المدّاحين التراب»[12983].

ص: 268


1- الأصل:«جا» و المثبت عن «ز»، و م.
2- تحرفت بالأصل و م إلى: بسره، و المثبت عن «ز»، و تهذيب الكمال.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تهذيب الكمال: عمر بن محمّد بن زيد العمري.
4- في «ز»: «الجساهو» و فوقها ضبة.
5- بالأصل و م:«و ابن» و المثبت عن «ز»، و تهذيب الكمال.
6- الأصل: الحسين، تحريف، و المثبت عن «ز»، و م.

قال ابن شاهين: لا أعلم رواه غير الوليد، و إنّما هو عبد الرّحمن بن زيد.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا أبو العبّاس بن يعقوب، أخبرنا العبّاس بن الوليد، أخبرني أبي قال: سمعت جابر يحدّث عن رجل يقال له سعد أنه أتى ابن منبّه فسأله عن الحسن بن أبي الحسن (1)،و قال له:

كيف عقله ؟ فأخبره، ثم قال ابن منبّه: إنا لنتحدث أو نجد في الكتاب أنه ما أتى اللّه عبدا علما، يعمل به في سبيل اللّه فيسلبه عقله حتى يقبضه إليه.

قال العبّاس: قال أبي: ما أحصركم، سألني الأوزاعي عن حديث البصري يقول: يا وليد حدّثني بحديث البصري عن ابن منبه.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أخبرنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمّد بن سهل، أخبرنا البخاري قال (2):

الوليد بن مزيد الشّامي، سمع الأوزاعي، عن عمر مرسل.

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أخبرنا ابن مندة، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (3):

الوليد بن مزيد البيروتي، روى عن الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و عبد اللّه بن شوذب، و أمية بن يزيد بن أبي عثمان، و ابن لهيعة، روى عنه أبو مسهر الدّمشقي، و هشام بن إسماعيل العطّار، و أبو الجماهر محمّد بن عثمان، و ابنه العبّاس، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أخبرنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أخبرنا أبو عبد اللّه الكندي، حدّثنا أبو زرعة قال في ذكر أصحاب الأوزاعي: الوليد ابن مزيد.

ص: 269


1- تحرفت بالأصل إلى: الحسين، و المثبت عن «ز»، و م.
2- التاريخ الكبير للبخاري 155/8.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 18/9.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي - إجازة - أخبرنا أبو القاسم بن عتّاب، أخبرنا ابن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أخبرنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أخبرنا أبو الحسن الربعي، أخبرنا عبد الوهّاب الكلابي، أخبرنا أحمد بن عمير بن جوصا قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة السادسة: الوليد بن مزيد (1).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا - قراءة - عن أبي الفتح بن المحاملي، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: الوليد بن مزيد العذري البيروتي، روى عن الأوزاعي، و عبد الرّحمن بن يزيد ابن جابر، و أبي بكر بن أبي سبرة و غيرهم، روى عنه دحيم، و ابنه العبّاس بن الوليد بن مزيد و غيرهما، و كان من ثقات أصحاب الأوزاعي.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي زكريا البخاري.

و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، حدّثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أخبرنا أبو زكريا، حدّثنا عبد الغني بن سعيد قال: و مزيد بالزاي و الياء المعجمة باثنتين من تحتها: الوليد بن مزيد، صاحب الأوزاعي، والد العبّاس بن الوليد.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (2):و أما مزيد بزاي و ياء معجمة باثنتين من تحتها، الوليد [بن مزيد] (3) العذري البيروتي، حدّث عن الأوزاعي، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و أبي بكر بن أبي سبرة، و كان من الثقات، روى عنه دحيم، و ابنه العبّاس و غيرهما.

قرأت على أبي محمّد أيضا، عن عبد العزيز [بن] (4) أحمد، أخبرنا مكي بن محمّد، أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة ست و عشرين و مائة فيها ولد الوليد بن مزيد صاحب الأوزاعي (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن

ص: 270


1- تهذيب الكمال 453/19.
2- الاكمال لابن ماكولا 179/7.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م، و الاكمال.
4- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن «ز».
5- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 419/9.

الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، حدّثنا العبّاس بن الوليد بن مزيد، قال:

كان مولد الوليد بن مزيد سنة سبع و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد (1) الفقيه، أخبرنا أبو الحسين عيسى بن حامد بن بشر القاضي، حدّثنا العبّاس ابن يوسف الشكلي، حدّثنا العبّاس بن [الوليد بن] (2) مزيد (3)،حدّثنا أبي قال: قلت لأبي عمرو الأوزاعي: كتبت عنك حديثا كثيرا، فما تقول فيه، قال: ما قرأته عليك وحدك، فقل فيه: حدّثني، و ما قرأته على جماعة أنت فيهم فقل فيه: أخبرنا (4) و ما أخبرته لك وحدك فقل فيه: أخبرني و ما أخبرته لجماعة أنت فيهم فقل فيه: خبرنا.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، و ابن السّمرقندي، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أخبرنا جدي أبو بكر (5)،أخبرنا محمّد بن بركة، قال: أخرج إلى سعد أصول عبّاس، فإذا أكثرها: سمعت الأوزاعي، و كان الأوزاعي رحمه اللّه، احترق علمه فمن أخذ عن الأول فهو حجّة، و غير ذلك ليس بحجة، و كان الأوزاعي رحمه اللّه حافظا، إماما ديّنا، رحمه اللّه و جميع المسلمين.

أنبأنا أبو الحسين بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أخبرنا ابن مندة، أخبرنا حمد (6)-إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي،[قالا:] أخبرنا ابن أبي حاتم (7):حدّثنا عبّاس ابن الوليد قال: سمعت أبا مسهر يقول: لقد حرصت على جمع علم الأوزاعي حتى كتبت عن إسماعيل بن سماعة ثلاثة عشر كتابا حتى لقيت أباك، فوجدت عنده علما لم يكن عند القوم.

قال (8):و حدّثنا أبي، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أبا مسهر يقول: قال الأوزاعي: عليكم بكتب الوليد بن مزيد فإنها صحيحة.

ص: 271


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن «ز» و م، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 524/17.
2- الزيادة عن «ز» للإيضاح، سقطت اللفظتان من الأصل و م.
3- الأصل: يزيد، تحريف، و التصويب عن «ز»، و م.
4- في «ز» و م حدّثنا.
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 453/19 و الذهبي في سير أعلام النبلاء 419/9.
6- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: أحمد، و المثبت عن م.
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 18/9.
8- المصدر السابق 18/9.

قال: و حدّثنا العبّاس بن [الوليد بن] (1) مزيد، قال: قال لي يوسف بن السفر: سمعت الأوزاعي يقول: ما عرض علي كتاب أصح من كتب الوليد بن مزيد.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أخبرنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب يقول: سمعت العبّاس بن الوليد بن مزيد البيروتي يقول: سمعت أبا مسهر يقول: كان الأوزاعي يقول: ما عرضت فيما حمل عني أصح من كتب الوليد بن مزيد.

أخبرنا أبو الحسين (2)،و أبو عبد اللّه - إذنا - قالا: أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (3):و حدّثنا العبّاس بن الوليد بن مزيد قال: فإني سمعت الأوزاعي يقول: كتب الوليد بن مزيد صحيحة.

قال (4):و حدّثني أبي قال: سمعت دحيما يقول: الوليد بن مزيد صحيح الحديث.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة قال (5):سمعت أبا مسهر يقول: قال لي صهر الأوزاعي: عليك بالوليد بن مزيد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أخبرنا أبو محمّد بن رباح، أخبرنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي، قال: حدّثنا معاوية بن صالح قال:

الوليد بن مزيد قال أبو مسهر: كان ثقة، لم يكن يحفظ ، و كانت كتبه صحيحة (6).

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري، عن محمّد بن علي بن محمّد، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أنا أبو الحسن الدارقطني، أخبرني الحسن بن رشيق، حدّثنا أحمد بن شعيب

ص: 272


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، و استدرك للإيضاح عن الجرح و التعديل.
2- تحرفت بالأصل و م إلى: الحسن، و التصويب عن «ز».
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 18/9.
4- المصدر السابق.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 385/1.
6- تهذيب الكمال 454/19 و سير أعلام النبلاء 420/9.

النسائي قال: و أثبت أصحاب الأوزاعي عبد اللّه بن المبارك، و الوليد بن مزيد أحب إلينا في الأوزاعي من الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أخبرنا سهل بن بشر، أخبرنا علي بن منير، أخبرنا الحسن بن رشيق، حدّثنا أبو عبد الرّحمن النسائي (1) قال:

و الوليد بن مزيد أحبّ إلينا في الأوزاعي من الوليد بن مسلم، لا يخطئ و لا يدلّس (2).

و ذكر أبو بكر محمّد بن يوسف بن عيسى بن الطبّاع العسكري: أن الوليد بن مزيد أثبت أصحاب الأوزاعي (3).

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري و غيره في كتبهم، عن محمّد بن علي بن محمّد، أخبرنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: و سألته يعني الدارقطني عن الوليد بن مزيد، فقال: ثقة، ثبت (4).

أخبرنا أبو الوفاء أحمد بن إبراهيم بن عبد الواحد [أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم قالت: حدّثنا أبو الحسين عبد الواحد] (5) بن محمّد بن شاه الشيرازي - إملاء - حدّثني عبد الواحد بن بكر، أخبرنا أحمد بن عبد اللّه الدّمشقي، حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن أبي الحواري، حدّثنا أبي قال: سمعت الوليد بن مزيد يقول: من أكل شهوة من حلال قسا قلبه (6).

كذا في هذه الرواية، و الصواب: عبد اللّه بن أحمد بن أبي الحواري.

أخبرناه أبو بكر محمّد بن الحسن البروجردي، أخبرنا أبو سعد علي بن عبد اللّه بن أبي صادق الحيري، أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن باكويه الشيرازي، حدّثنا عبد الواحد بن بكر، حدّثنا أحمد بن عبد اللّه النصري، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن أبي الحواري قال (7):سمعت أبي يقول: سمعت الوليد بن مزيد يقول: من أكل شهوة من حلال قسا قلبه.

ص: 273


1- تحرفت بالأصل إلى: الشامي، و المثبت عن «ز»، و م.
2- تهذيب الكمال 454/19 و سير أعلام النبلاء 420/9.
3- رواه المزي في تهذيب الكمال 454/19 نقلا عن ابن عساكر.
4- تهذيب الكمال 454/19.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن «ز»، و م.
6- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 420/9.
7- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 454/19.

أخبرنا أبو علي سهل بن محمّد بن أحمد بن الحسين الحاجي المقرئ، و أبو غالب محمّد بن عمرو بن أحمد الشيرازي، و أبو الفتوح إسماعيل بن بختمير (1) بن الفتكين الذهبي، و أبو عبد الرّحمن معاوية بن طاهر بن أبي القاسم الصبّاغ، قالوا: أخبرنا أبو المعمر شيبان بن عبد اللّه بن أحمد الأسدي المحتسب، حدّثنا أبو عبد اللّه بن مندة، أخبرنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا العبّاس بن الوليد، حدّثنا أبي قال: ما ابتلي عبد من شيء أضر عليه من إطلاق اللسان.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أخبرنا مكي بن محمّد، أخبرنا أبو سليمان الربعي، حدّثنا أبو الحارث أحمد بن سعيد، حدّثنا العبّاس بن الوليد بن مزيد قال: مات أبي سنة ثلاث و مائتين، و هو ابن سبع و سبعين سنة (2).

أخبرنا أبو البركات عبد اللّه بن محمّد بن الفضل، و أم المؤيد نادتين بنت محمّد بن الفضل بن أبي حرب، قالا: أخبرنا أبو القاسم الفضل بن أبي حرب الجرجاني، أخبرنا أبو بكر الحميري، حدّثنا أبو العبّاس الأصمّ قال: سمعت العبّاس بن الوليد بن مزيد يقول: مات أبي سنة ثلاث و مائتين (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال (4):سمعت عبد الرّحمن بن إبراهيم قال: الوليد بن مزيد ثقة، مات سنة سبع و مائتين (5).

و قال أبو حاتم بن حبّان فيما حكاه عنه المقدسي: مات الوليد بن مزيد سنة سبع و مائتين (6).

8046 - الوليد بن مسلم بن العبّاس القرشي الفقيه

8046 - الوليد بن مسلم بن العبّاس القرشي الفقيه (7)

مولى بني أميّة.

ص: 274


1- تقرأ بالأصل: غتمير، و المثبت عن «ز»، و م، و مشيخة ابن عساكر 20/أ.
2- تهذيب الكمال 454/19 و سير أعلام النبلاء 420/9.
3- سير أعلام النبلاء 421/9.
4- سير أعلام النبلاء 421/9.
5- تحرفت في سير الأعلام إلى: و ثمانين.
6- تهذيب الكمال 455/19.
7- ترجمته في تهذيب الكمال 455/19 و تهذيب التهذيب 98/6 و ميزان الاعتدال 347/4 و التاريخ الكبير 153/8 و طبقات ابن سعد 470/7 و الجرح و التعديل 16/9 و تذكرة الحفاظ 302/1 و سير أعلام النبلاء 211/9 و شذرات الذهب 344/1.

قرأ القرآن على يحيى بن الحارث الذماري، و سعيد بن عبد العزيز.

روى عن: محمّد بن عجلان، و ابن جريج، و الأوزاعي، و مالك، و الليث بن سعد، و عبد الرّحمن بن يزيد (1) بن جابر، و صفوان بن عمرو، و ثور بن يزيد، و سفيان الثوري، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و سعيد بن بشير، و أبي إسحاق الفزاري، و سليمان بن موسى الزهري الكوفي، و محمّد بن راشد المكحولي، و عبد العزيز، و يحيى ابني إسماعيل بن عبيد اللّه، و خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح، و حفص بن غيلان، و الهيثم بن حميد، و خالد بن يزيد بن أبي مالك، و عبد الرزّاق بن عمر أبي بكر الثقفي، و يزيد بن يوسف الصنعاني، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي، و ابن لهيعة، و عبد القدّوس بن حبيب، و محمّد بن حمزة بن يوسف بن عبد اللّه بن سلاّم، و أبي بكر بن أبي مريم، و شيبان بن عبد الرّحمن، و عفير بن معدان، و روح بن جناح، و إسماعيل بن عبيد اللّه العكّي الدمشقي، و معان بن رفاعة السلامي، و يزيد بن ربيعة الصنعاني، و يحيى بن الحارث، و معاوية بن سلام، و صدقة بن يزيد، و معروف الخيّاط ، و زهير بن محمّد، و الوليد بن محمّد الموقّري، و عبد اللّه بن صالح القرشي، و كلثوم بن زياد المحاربي، و القاسم بن هزان، و عثمان بن أبي العاتكة، و تميم بن عطية العنسي الدّاراني، و عبد الرّحمن بن ميسرة، و عبد الرّحمن بن حسّان الكناني (2)،و عيسى بن يونس، و عثمان بن عبد الرّحمن بن حصن بن عبيدة بن علاّق، و شيبة بن الأحنف الأوزاعي، و أبي النضر إسحاق بن سيّار، و أبي سلمة ثابت بن سرح الدوسي، و أبي المعلّى صخر بن جندلة (3)،و عبد الغفّار بن إسماعيل بن عبيد اللّه.

قرأ عليه الرّبيع بن ثعلب، و هشام بن عمّار.

روى عنه: الليث بن سعد، و محمّد بن شعيب بن شابور، و بقية بن الوليد، و نعيم بن حمّاد، و ضمرة بن ربيعة، و أبو قدامة عبيد اللّه بن سعيد، و أبو عمّار الحسين بن حريث، و عبد اللّه بن وهب، و أحمد بن حنبل، و أبو خيثمة زهير بن حرب، و سليمان بن عبد الرّحمن، و هشام، و دحيم، و الحميدي (4)،و أبو موسى الزمن، و محمّد بن المبارك الصوري، و إسحاق بن أبي إسرائيل، و محمّد بن عائذ، و أبو سليم عبد الرّحمن بن الضحّاك

ص: 275


1- تحرفت في «ز» إلى: مزيد.
2- في «ز»: الكتاني.
3- في تهذيب الكمال: جندل.
4- يعني عبد اللّه بن الزبير الحميدي.

البعلبكي،[و هشام بن إسماعيل العطار] (1) و هشام بن خالد، و عمرو بن الغاز، و محمّد بن هاشم البعلبكي، و عبد اللّه بن أحمد بن بشير بن ذكوان، و أبو عامر موسى بن عامر، و الوليد ابن عتبة، و محمّد بن وهب بن عطية، و سعيد بن عبد الملك، و عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل، و يزيد بن عبد اللّه بن زريق (2)،و عمرو بن حفص بن شليلة، و إبراهيم بن أيوب [الحوراني، و يزيد بن قيس، و حجاج بن الريان، و داود بن رشيد، و محمّد بن عبد اللّه بن بكار البسري، و أحمد بن عبد الرحمن بن بكار البسري و يعقوب بن كعب الحلبي، و أبو مسعود هاشم بن خالد بن أبي جميل، و إبراهيم بن العلاء الزبيدي، و عتبة بن سعيد بن عبد الرحمن، و سليمان بن أحمد الجرشي نزيل واسط ، و موسى بن أيوب] (3) النصيبي، و سويد ابن سعيد، و عبد الملك بن الأصبغ البعلبكي، و أحمد بن معاوية بن وديع.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، أخبرنا أبو صالح طرفة بن أحمد بن محمّد ابن طرفة الحرستاني، أخبرنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، حدّثنا محمّد بن خريم، حدّثنا دحيم، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا الأوزاعي، حدّثني الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي سعيد الخدري قال: قيل: يا رسول اللّه أي الأعمال أفضل ؟ قال:«الجهاد في سبيل اللّه» قال: ثم مه ؟ قال:«ثم رجل في شعب من الشعاب يتقي ربّه و يذر الناس من شرّه»[12984].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أخبرنا أبو طاهر بن محمود، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو طلحة زيد بن عبد اللّه بن زيد الشعراني ابن بنت محمّد بن مصفّى الحمصي - بحمص - حدّثنا كثير بن عبيد المذحجي، حدّثنا بقية بن الوليد، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن خالد بن يزيد، عن أسامة بن زيد، عن صالح بن كيسان، عن عقبة بن عامر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قرأ: وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَ مِنْ رِبٰاطِ الْخَيْلِ (4) ثم قال:«ألا إن القوة الرمي»[12985].

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أخبرنا أبو عثمان البحيري، أخبرنا أبو

ص: 276


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز»، و تهذيب الكمال.
2- في «ز»: رزيق.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز»، للإيضاح، راجع تهذيب الكمال 458/19-459.
4- سورة الأنفال، الآية:60.

عمرو بن حمدان، أخبرنا أبو العبّاس الحسن بن سفيان بن عامر النسائي، حدّثنا أبو صالح الحكم بن موسى، و هشام بن عمّار، قالا: حدّثنا الوليد.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو محمّد الجوهري، أخبرنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري.

ح و أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى الفقيه، و أبو نصر أحمد بن عمر بن محمّد ابن عبد اللّه الأصبهاني الحافظ ، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر قالوا: أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الحربي (1)،قالوا: أخبرنا محمّد ابن محمّد بن سليمان الباغندي، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اسمح يسمح لك»[12986].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، حدّثنا عيسى بن علي - إملاء - حدّثنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا الحكم بن موسى أبو صالح، حدّثنا الوليد بن مسلم، أخبرنا ابن جريج أنه سمع عطاء يحدّث عن ابن عبّاس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«اسمح يسمح لك»[12987].

و أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، أخبرنا أبو القاسم علي بن محمّد السميساطي، أخبرنا عبد الوهّاب الكلابي، أخبرنا أحمد بن عمير، حدّثنا عمرو بن عثمان.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن الفضل بن محمّد بن علي بن محمّد، و أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين، قالا: أخبرنا محمّد بن علي بن محمّد بن الحسين بن مهرابزد، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو عروبة الحسين بن محمّد مودود الحرّاني، و أبو العبّاس ابن قتيبة، قالا: حدّثنا عمرو بن عثمان الحمصي، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عبّاس قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«اسمح يسمح لك»[12988].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - أخبرنا الإمام أبو بكر أحمد بن علي أن عبد العزيز بن علي الأزجي أخبرهم، حدّثنا أبو الفضل محمّد بن عبد اللّه قال: سمعت حفص بن عمر بن الخليل الحافظ - بأردبيل - و ذكرت له هذا الحديث - يعني: حديث الباغندي عن هشام الذي قدمناه - قال: سمعت أبا حاتم الرّازي يقول: لم يرو هذا الحديث عن رسول

ص: 277


1- كذا بالأصل «الجزري» و في «ز»، و م:«الحربي» و هو ما أثبت، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 609/17.

اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلاّ ابن عبّاس، و لا عن ابن عبّاس إلاّ عطاء، و لا عن عطاء إلاّ ابن جريج، و لا عن ابن جريج أحد علمته إلاّ الوليد بن مسلم، و هو من ثقات الناس و أفاضلهم.

[قال ابن عساكر:] (1) كذا قال، و قد روي عن حفص بن غياث، و إسماعيل بن عيّاش عن ابن جريج (2).

فأمّا حديث حفص:

فأخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو غالب أحمد بن علي بن الحسين الحكي، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثنا يوسف بن موسى القطّان، حدّثنا حفص بن غياث، حدّثنا ابن جريج، عن عطاء قال: قال ابن عبّاس: صنع هذه المطهرة و قد علم أنه يتوضأ الأحمر و الأسود، و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اسمح يسمح لك»[12989].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أخبرنا عبد الرّحمن ابن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، قال: و أخبرنا أبو المكارم محمّد بن سلطان، و عبد العزيز ابن أحمد - لفظا و قراءة - قالا: أخبرنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن هارون، قال: و أخبرنا غنائم (3) بن أحمد المقرئ، حدّثنا عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي - لفظا - قالوا:

أخبرنا أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة.

ح قال: و حدّثنا عبد العزيز، أخبرنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن هارون، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن الشيخ، قالا: أنا أبو القاسم المظفّر بن حاجب بن أركين.

ح قال: و حدّثنا عبد العزيز، أخبرنا تمام بن محمّد، أخبرنا علي بن يعقوب،[و أبو بكر يحيى بن عبد اللّه بن الحارث، و أبو حاتم عدي بن يعقوب] (4) و أبو علي بن آدم في آخرين، قالوا: أخبرنا محمّد بن يزيد بن عبد الصّمد، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا - و في حديث أبي نصر المرّي عن - ابن عياش (5) قال: حدّثنا - و في حديث المري و المظفر عن - ابن جريج قال: سمعت عطاء بن أبي رباح - و في حديث المري و المظفّر:[عن عطاء - قال

ص: 278


1- زيادة منا.
2- راجع سير أعلام النبلاء 217/9.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: غانم.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م، لتقويم السند.
5- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: عباس.

سمعت - و في حديث المري و المظفر: عن - ابن عباس يقول سمعت - و في حديث المري و المظفر] (1) قال: قال - رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اسمح يسمح لك»[12990].

قال تمام بن محمّد الرازي في حديثه: هكذا رواه محمّد بن يزيد، فقال: ابن عيّاش، و الصواب: الوليد بن مسلم عن ابن جريج،[و اللّه أعلم.

و في قول تمام هذا نظر، فقد رواه سليمان في تضاعيف أحاديث ابن عياش (2) عن ابن جريج] (3) و لا يمتنع أن يكون ابن عيّاش سمعه من ابن جريج.

أخبرناه أبو الحسين الفرضي، حدّثنا عبد اللّه بن أبي الحديد، و أخبرناه أبو نصر غالب ابن أحمد بن المسلم، أخبرنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم بن بندار، قالا: أخبرنا أبو الحسن بن السّمسار، و أخبرنا المظفّر بن حاجب بن مالك، حدّثنا محمّد بن يزيد بن عبد الصّمد، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن [نا] (4) ابن (5) عيّاش، حدّثنا ابن جريج قال: سمعت عطاء بن أبي رباح يقول: سمعت ابن عبّاس يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«اسمح يسمح لك»[12991].

و قد رواه خارجة بن مصعب السرخسي و مندل بن علي العنزي الكوفي، عن ابن جريج فأرسلاه.

فأمّا حديث خارجة:

فأخبرناه أبو محمّد بن الأكفاني، أخبرنا أبو طالب أحمد بن محمّد بن جاك الزنجاني - بقراءتي عليه - أخبرنا أبو الفرج عبد الوهّاب بن الحسين بن عمر بن برهان، حدّثنا أبو يعقوب إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي - قراءة عليه بانتقاء علي بن عمر الدارقطني، حدّثنا جدي الحسن بن سفيان، حدّثنا أبو خالد يزيد بن صالح، حدّثنا خارجة، عن ابن جريج، عن عطاء أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«اسمحوا يسمح لكم»[12992].

و أمّا حديث مندل:

ص: 279


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».
2- في م و «ز»: عباس.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.
4- سقطت من الأصل و م، و زيدت للإيضاح عن «ز».
5- في «ز»: أبو.

فأخبرناه أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أخبرنا سهل بن بشر (1)ابن أحمد بن سعيد، أخبرنا أبو علي أحمد بن عبد الرّحمن بن القاسم بن أبي نصر، قال:

قرئ على يوسف بن القاسم بن يوسف الميانجي قيل له (2) أخبركم أبو محمّد عبد اللّه بن زيدان البجلي الكوفي، حدّثني أبي، عن سعيد بن عمرو بن جنادة البجلي، عن مندل بن علي، عن ابن جريج قال:

رأيت رجلا على المهراس (3) يغسل فرجه و الماء يرجع فيه، فذكرت ذلك لعطاء فقال:

توضّأ منه، فقلت: و قد رأيت ما رأيت ؟ فقال: نعم، إن ابن [عباس] (4) هو الذي أمر به، و قد علم أنه يتوضأ منه الأحمر و الأسود، و أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«اسمح يسمح لكم»[12993].

أخبرنا أبو القاسم النّسيب، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه الأصبهاني، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أخبرنا أحمد بن الحسن ابن أحمد - زاد الأنماطي: و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا:- أخبرنا محمّد بن الحسن، أخبرنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، قالا: حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (5):الوليد بن مسلم يكنى أبا العبّاس، مولى لقريش، مات سنة أربع و تسعين و مائة، زاد ابن إسحاق: دمشقي، ذكره في الطبقة السادسة من أهل الشامات.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الفضل بن البقّال، أخبرنا أبو الحسن بن الحمامي، أخبرنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أخبرنا إبراهيم بن أبي أميّة قال: سمعت نوح ابن حبيب يقول: الوليد بن مسلم أبو العبّاس.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أخبرنا أبو عمرو بن مندة، أخبرنا أبو محمّد بن يوه، أخبرنا أبو الحسن اللنباني (6)،حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد بن سعد قال (7) في

ص: 280


1- تحرفت بالأصل و م إلى: بشير، و التصويب عن «ز»، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 162/19.
2- الأصل و م: إنه، و المثبت عن «ز».
3- المهراس: حجر منقور يدق فيه، و يتوضأ منه.
4- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن «ز»، للإيضاح.
5- طبقات خليفة بن خيّاط ص 580 رقم 3046 طبعة دار الفكر.
6- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
7- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.

الطبقة الخامسة من أهل الشام: الوليد بن مسلم، و يكنى أبا العبّاس، مولى لقريش، حج سنة أربع و تسعين و مائة، ثم انصرف فمات بالطريق قبل أن يصل إلى دمشق (1).

[قرأت (2) على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيويه، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سيد قال (3):في الطبقة السادسة:

الوليد بن مسلم، و يكنى أبا العبّاس، و كان الوليد ثقة، كثير الحديث، و العلم، حج سنة أربع و تسعين و مائة في خلافة محمّد بن هارون، ثم انصرف فمات بالطريق قبل أن يصل إلى دمشق].

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي - إجازة - ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أخبرنا أحمد ابن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمّد بن سهل، أخبرنا البخاري قال (4):الوليد بن مسلم أبو العبّاس الدّمشقي، مولى بني أمية، سمع الأوزاعي، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و الثوري، مات سنة خمس و تسعين و مائة.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أخبرنا أبو القاسم العبدي، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (5):

قال الوليد بن مسلم الدّمشقي، أبو العبّاس، مولى بني أميّة، روى عن الأوزاعي، و ابن جابر، و صفوان بن عمرو، و ثور بن يزيد، روى عنه أحمد بن حنبل، و أبو خيثمة، و سليمان ابن عبد الرّحمن بن (6) شرحبيل، و دحيم، و الحميدي، و هشام بن عمّار، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن منصور بن خلف، أخبرنا أبو سعيد

ص: 281


1- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء السابع عشر بعد السبعمائة.
2- الخبر التالي سقط من الأصل و م، و استدرك إتماما للفائدة عن «ز».
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 470/7.
4- التاريخ الكبير للبخاري 152/8.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 16/9.
6- الأصل و م:«أبو» و المثبت عن «ز»، و الجرح و التعديل.

ابن حمدون، أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو العبّاس الوليد بن مسلم الدّمشقي، سمع الأوزاعي، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أخبرنا أبو نصر الوائلي، أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو العبّاس الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أخبرنا أبو محمّد الكتّاني، أخبرنا أبو القاسم البجلي، أخبرنا أبو عبد اللّه الكندي، حدّثنا أبو زرعة قال في ذكر أصحاب الأوزاعي: الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي - قراءة - عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا أبو القاسم بن عتّاب، أخبرنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أخبرنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أخبرنا أبو الحسن الربعي، أخبرنا عبد الوهّاب الكلابي، أخبرنا أبو الحسن - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة السادسة: الوليد بن مسلم أبو العبّاس.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه،[أنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه] (1) أخبرنا أبو طاهر الموصلي، أخبرنا أبو القاسم الجوزي، حدّثنا أبو زكريا قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: الوليد بن مسلم أبو العبّاس.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - قراءة - عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أخبرنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أخبرنا أبو بكر المهندس، أخبرنا أبو بشر الدولابي قال: أبو العبّاس الوليد ابن مسلم، يروي عن الأوزاعي، و الثوري، و مالك.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أخبرنا أبو بكر الصفّار، أخبرنا أحمد بن علي بن منجويه، أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أبو العبّاس الوليد بن مسلم القرشي الأموي، مولاهم الدمشقي، سمع عبد الرّحمن الأوزاعي، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر، روى عنه الليث بن سعد، و محمّد بن الصلت التّوّزي (2).

ص: 282


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و زيد لتقويم السند عن «ز».
2- تحرفت بالأصل و م إلى: الثوري، و التصويب عن «ز»، راجع تهذيب الكمال 458/19.

كتب إليّ أبو زكريا بن عبد الوهّاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أخبرنا عمّي أبو القاسم، عن أبيه قال: قال أبو سعيد بن يونس:

الوليد بن مسلم يكنى أبا العبّاس، من أهل دمشق، قدم مصر و كتب بها، و كتب عنه، يروي عن الليث بن سعد،[و المفضل بن فضالة و بكر بن مضر، و عبد اللّه بن لهيعة و غيرهم.

روى عنه: الليث بن سعد] (1) و عبد اللّه بن وهب، حدّثنا عبد اللّه بن وهيب العري (2)،حدّثنا ابن أبي السّري قال: سألت الوليد بن مسلم عن ولائه فقال: ولاؤنا للعبّاس بن محمّد بن علي ابن عبد اللّه بن عبّاس بن عبد المطّلب.

قال أبو سعيد: توفي الوليد بن مسلم بذي المروة في انصرافه من الحج في المحرم سنة خمس و تسعين و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا محمّد بن طاهر، أخبرنا مسعود بن ناصر، أخبرنا عبد الملك بن الحسن، أخبرنا أبو نصر البخاري قال:

الوليد بن مسلم أبو العبّاس الأموي القرشي مولاهم الدّمشقي، سمع الأوزاعي، و يزيد ابن أبي مريم، و عبد الرّحمن بن نمر، روى عنه الحميدي، و علي بن المديني، و أبو موسى محمّد بن المثنّى الزمن، و إبراهيم بن المنذر، و إبراهيم بن موسى، و محمّد بن مهران، و سليمان بن عبد الرّحمن، و دحيم في الصلاة، مات سنة أربع (3) و تسعين و مائة، ثم انصرف، فمات في الطريق قبل أن يصل (4) إلى دمشق، و ذكر أبو داود أنه مات في المحرم سنة أربع و تسعين و مائة [و ذكر أيضا أن صفوان بن صالح قال: مات سنة أربع و تسعين و مائة] (5).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أخبرنا محمّد بن هبة اللّه، أخبرنا محمّد بن الحسين، أخبرنا عبد اللّه، حدّثنا يعقوب قال: سمعت عبد الرّحمن بن إبراهيم قال: الوليد ابن مسلم ابن ابنته ولد سنة تسع عشرة و مائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر.

ص: 283


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز».
2- كذا رسمها بالأصل و م، و في «ز»: العربي.
3- في «ز»: خمس.
4- في «ز»: يوصل.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا عبد اللّه بن أبي محمّد، أخبرنا محمّد ابن عثمان.

قالا: أخبرنا أبو الميمون بن راشد، حدّثنا أبو زرعة، حدّثني الوليد بن عتبة، و عبد الرّحمن بن إبراهيم، جميعا عن ابن بنت الوليد بن مسلم [قال: ولد الوليد بن مسلم] (1) سنة تسع عشرة و مائة.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو محمّد بن الأكفاني، قالا: حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، حدّثنا أبو الحسن علي بن الحسن الحافظ - لفظا - حدّثنا عبد الوهّاب بن الحسن، حدّثنا أبو القاسم بن غويث قال: سمعت ابن قيراط قال: سمعت أبا التقي الحمصي، حدّثنا سعيد بن مسلمة القرشي قال: أنا أعتقت الوليد بن مسلم، كان عبدي (2).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد (3)،أخبرنا أبو عبد اللّه الشامي قال: كان الوليد بن مسلم من الأخماس، فصار لآل مسلمة بن عبد الملك، فلما قدم بنو هاشم في دولتهم فصاروا إلى الشام قبضوا رقيقهم من الأخماس و غيرهم فصار الوليد ابن مسلم و أهل بيته لصالح بن علي فوهبهم للفضل بن صالح ابنه، فأعتقهم الفضل، فركب الوليد بن مسلم [إلى آل مسلمة فاشترى نفسه منهم. فأخبرني سعيد بن مسلمة بن عبد الملك قال: جاءني الوليد بن مسلم فأقرّ لي بالرق فأعتقته، و كان للوليد بن مسلم] (4) أخ يقال له جبلة كان له قدر و جاه بالشام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطّبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا أبو محمّد بن درستويه، أخبرنا يعقوب بن سفيان، قال (5):

سألت هشام بن عمّار عن الوليد بن مسلم فقال: رحم اللّه أبا العبّاس [كان] (6)،و كان

ص: 284


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز».
2- سير أعلام النبلاء 213/9.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 470/7-471 و رواه الذهبي عن ابن سعد في سير الأعلام 213/9-214.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و ابن سعد و سير الأعلام.
5- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 422/2 و الذهبي في سير الأعلام 213/9 نقلا عن الفسوي.
6- سقطت من الأصل و م، و أضيفت للإيضاح عن «ز»، و المعرفة و التاريخ.

و جعل يذكر فضله و علمه و ورعه و تواضعه، قال: و كان مسلم أبوه من رقيق الإمارة، و تفرقوا على أنهم أحرار، و كان للوليد أخ جلف (1) متكبر (2) يركب الخيل، و يركب معه غلمان له كثير، و كان صاحب صيد و تنزه، و كان يخرج إلى الصيد في فوارس و مطابخ، و حمل الوليد دية فأداه في بيت المال، أخرج عن نفسه إذا اشتبه عليه أمر أبيه، قال: فوقع بينه و بين أخيه في ذلك شغب و جفاء و قطيعة و قال: فضحتنا، و ما كان حاجتك إلى ما فعلت.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا حمّاد كاتب الوليد بن مسلم قال:

سمعت الوليد يقول: جالست ابن جابر سبع عشرة سنة (3).

أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن منصور بن هبة اللّه بن الموصلي، أخبرنا المبارك بن عبد الجبّار بن أحمد، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن المسلمة، أخبرنا أبو الحسن محمّد بن عمر بن محمّد بن حميد البزاز - إجازة - أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثنا جدي قال (4):حدّثنا أبو العبّاس بن باذام قال: كنت مع الوليد بن مسلم في الطواف فقلت له: من هذا الشيخ الذي تحدّث عنه بهذا الحديث أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان إذا أراد أن يبول أتى عزازا (5) من الأرض ؟ فقال لي: كنت إذا أردت أن آتي الشيخ أسمع منه سألت عنه قبل أن آتيه الأوزاعي و سعيد بن عبد العزيز - يعني: التنوخي - فإذا أمرني به أتيته.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس [نا-] (6) و أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، حدّثنا الفضل بن زياد قال: أحمد بن محمّد بن حنبل ليس أحد أروى لحديث الشاميين من إسماعيل ابن عياش، و الوليد بن مسلم.

ص: 285


1- كذا بالأصل و م و «ز» و سير الأعلام، و في المعرفة و التاريخ: صلف.
2- بأصل المعرفة و التاريخ مكانها «منكم» و قد حذفها المحقق و اعتبرها زائدة.
3- من طريق أبي زرعة الدمشقي رواه المزي في تهذيب الكمال 459/19.
4- رواه المزي في تهذيب الكمال 459/19 من طريق يعقوب بن شيبة السدوسي.
5- العزاز: ما صلب من الأرض و اشتد و خشن، و إنما يكون في أطرافها.
6- سقطت من الأصل و م، و زيدت لتقويم السند عن «ز».

قال: و حدّثنا يعقوب قال (1):كنت أسمع أصحابنا يقولون: علم الشام عند إسماعيل بن عياش، و الوليد بن مسلم.

انتهى حديث الخطيب، زاد ابن الطبري: فأما الوليد فمضى على سنته محمودا عند أهل العلم، متقنا، صحيحا، صحيح العلم (2).

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أخبرنا أبو بكر، أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد اللّه، حدّثنا يعقوب، قال (3):و سمعت إبراهيم بن المنذر قال: قدمت البصرة، فجاءني علي بن المديني، فقال: أول شيء أطلب، أخرج إليّ حديث الوليد بن مسلم، فقلت: يا بن أم! سبحان، اللّه، و أين سماعي من سماعك ؟ فجعلت أ أبى و يلح، فقلت: أخبرني إلحاحك هذا ما هو؟ قال:

أخبرك الوليد رجل الشام، و عنده علم كثير، و لم أستمكن منه، و قد حدّثكم بالمدينة في المواسم، و نفع عندكم الفوائد لأن الحجّاج يجتمعون بالمدينة من آفاق شتى، فيكون مع هذا بعض فوائده و مع هذا بعض، قال: فأخرجت إليه، فتعجبت من كتابته، كاد أن يكتب على الوجه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أخبرنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد.... (4)،حدّثنا عبد اللّه بن علي بن المديني (5)،حدّثنا أبي، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي، عن الوليد بن مسلم، ثم سمعت من الوليد قال علي: و ما رأيت من الشاميين مثله، و قد أغرب الوليد أحاديث صحيحة لم يشركه فيها أحد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أخبرنا عبد العزيز، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، قال لي مروان بن محمّد: إذا كتب حديث الأوزاعي عن الوليد بن مسلم فما تبالي من يأتيك (6).

ص: 286


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 423/2.
2- المعرفة و التاريخ 424/2.
3- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 422/2 و من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي في تهذيب الكمال 459/19-460 و في سير أعلام النبلاء 214/9.
4- كلمة بدون إعجام بالأصل و م و رسمها فيهما:«العى» و في «ز»: «السبعيني»(كذا).
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 460/19 و سير الأعلام 216/9.
6- تهذيب الكمال 460/19.

قال: و حدّثنا أبو زرعة قال: و قال الحكم بن نافع: ما رأيت مثل الوليد بن مسلم.

قال: و حدّثنا أبو زرعة قال: و قال لي أحمد بن حنبل: كان عندكم ثلاثة أصحاب حديث: مروان بن محمّد، و الوليد، و أبو مسهر (1).

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك - إذنا - قال:

أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم (2)،حدّثني أبي، حدّثنا عن ابن الخلاّل، قال: قال مروان ابن محمّد: كان الوليد بن مسلم عالما بحديث الأوزاعي.

قال: و حدّثنا أبي، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا مسهر قال: رحم اللّه أبا العبّاس - يعني: الوليد بن مسلم - كان معنيا بالعلم.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أخبرنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، حدّثني محمّد بن الحسين، أخبرنا أحمد بن الحسين القاضي، أخبرنا أحمد بن محمّد بن سليمان، قال: رأيت أبا زرعة - يعني: الرازي - يفقه الوليد، فقيل له: الوليد أفقه أم وكيع ؟ فقال: الوليد بأمر المغازي، و وكيع بحديث العراقيين (3).

أخبرنا أبو محمّد، حدّثنا أبو محمّد، أخبرنا أبو محمّد، أخبرنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة قال: و سألت أبا مسهر عن الوليد بن مسلم فقال: كان من حفاظ أصحابنا (4)،و حكى عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: ما رأيت من الشاميين رجلا أعقل من الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري و ثابت بن بندار، قالا: أخبرنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر، قالا: حدّثنا الوليد بن بكر، أخبرنا علي بن أحمد بن زكريا، أخبرنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: الوليد بن مسلم الدّمشقي ثقة.

ص: 287


1- تهذيب الكمال 460/19.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 17/9.
3- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 214/9 و تهذيب الكمال 461/19.
4- من طريق أبي مسهر رواه الذهبي في سير الأعلام 214/9 و تهذيب الكمال 460/19.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أخبرنا أبو الحسين محمّد بن علي بن محمّد بن عبيد اللّه، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد [نا] (1) محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي يعقوب بن شيبة قال: الوليد بن مسلم دمشقي، ثقة، يكنى أبا العبّاس، و هو مولى لقريش لصالح بن علي، حجّ سنة أربع و تسعين و مائة، ثم انصرف فتوفي في الطريق قبل أن يصل إلى دمشق.

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا ابن مندة، أخبرنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (2):سألت أبي عن الوليد بن مسلم فقال: صالح الحديث.

و ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الأصبهاني قال: قلت لأبي حاتم: ما تقول في الوليد بن مسلم الدّمشقي، فقال: صالح الحديث (3)،يكتب حديثه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن يوسف، أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: الثقات من أهل الشام مثل الوليد بن مسلم، و ذكر غيره (4).

و قال أحمد بن كامل القاضي: و له أصناف كثيرة و فقه حسن.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن (5) عبد العزيز الكتّاني، أخبرنا أبو نصر بن الجبّان، قال: سمعت أبا سليمان بن زبر يقول (6):سمعت ابن جوصا يقول: لم نزل نسمع أنه (7) من كتاب مصنفات الوليد بن مسلم صلح (8) أن يلي القضاء، قال: و مصنفات الوليد سبعون كتابا.

ص: 288


1- سقطت من الأصل، و استدركت للإيضاح عن «ز»، و م.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 17/9.
3- سير أعلام النبلاء نقلا عن أبي حاتم 214/9 و تهذيب الكمال 460/19.
4- سير أعلام النبلاء 214/9.
5- تحرفت بالأصل و م إلى: بن، و التصويب عن «ز».
6- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 461/19 و الذهبي في سير الأعلام 215/9.
7- الأصل:«أن» و المثبت عن «ز»، و م.
8- في «ز»: صالح، و في م و تهذيب الكمال و سير الأعلام: صلح.

ذكر أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن سعيد بن شعيب العبدري، حدّثنا أبو الحسن أحمد ابن أنس بن مالك (1)،حدّثنا الوليد بن عتبة، و العبّاس بن الوليد قالا: لما أخذ الوليد بن مسلم في التصنيف أتاه شيخ من شيوخ المسجد فقال: يا فتى، جدّ فيما أنت فيه، فإني رأيت كأن قناديل مسجد الجامع قد طفئت، فجئت أنت فأسرجتها (2).

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرنا أبو العبّاس المحبوبي، حدّثنا أحمد بن سيّار قال (3):سمعت صالح بن سفيان يقول:

قدم الوليد بن مسلم و وكيع بمكة، قال: فرجعنا من عنده إلى وكيع فقال: ما يحدثكم أبو العبّاس ؟ قال: فذكرنا له إلى أن قلنا: حدّثنا عن الأوزاعي، عن حمّاد أنه كره التيمم بالرخام، قال: فاستحسن ذلك، و قال: أين نزل ؟ فسار إليه مع نفر من إخوانه، فجعل يقول لهم: أي شيء تفيدون عن أبي العبّاس، هاتوا اذكروا شيئا، قال: فلم يصادف إنسانا يعلم.

قال: فقام ليذهب فقام (4) الوليد ليودعه، فقال له وكيع: كان حماد حسن المسائل، حدّثنا الثوري عن حمّاد [بكذا، و حدّثنا الثوري عن حماد بكذا، فقال له الوليد: حدّثنا الأوزاعي عن حماد] (5) أنه كره التيمم بالرخام، فلمّا سمع لم يدعه يمشي معه، و دعا له، و رده.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أخبرنا محمّد بن هبة اللّه، أخبرنا محمّد بن الحسين، أخبرنا عبد اللّه، حدّثنا يعقوب قال (6):سمعت أبا الفضل صدقة بن الفضل المروزي - و كان كخير الرجال، قال أبو يوسف: و سمعت العبّاس بن عبد العظيم العنبري قال: كنا نقول: أحمد بن حنبل بالعراق، و صدقة بن الفضل بخراسان، و يزيد بن المبارك باليمن، فسمعت صدقة قال: حجّ الوليد بن مسلم و أنا بمكة، فما رأيت رجلا أحفظ للحديث

ص: 289


1- تهذيب الكمال 461/19.
2- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء السابع بعد الخمسمائة من الأصل. بلغت سماعا بقراءتي و عرضا بأصله على شيخنا العالم الورع بقية السلف أبي البركات الحسن بن محمّد بن الحسن بن هبة اللّه بإجازته من عمّه المصنف و كتب محمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي يوم الأربعاء السابع و العشرون من جمادى الأولى سنة عشرين و ستمائة بالمسجد الجامع من دمشق حرسها اللّه و الحمد للّه.
3- رواه المزي من طريقه في تهذيب الكمال 461/19.
4- بالأصل و م: فقال، و المثبت عن «ز»، و تهذيب الكمال.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، و استدرك عن تهذيب الكمال.
6- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 420/2-421.

الطويل و أحاديث الملاحم منه، و كان أصحابنا في هذا الوقت يكتبون و يطلبون الآراء، فجعلوا يسألون الوليد عن الرأي، و لم يكن يحفظ ثم حج و أنا بمكة، و إذا هو قد حفظ الأبواب، و إذا الرجل حافظ متقن، قد حفظ ، قال: و كان نعيم بن حمّاد أنكر طلب الآراء و تركهم الإسناد و الأحاديث العالية، قال: فجعل أصحاب الحديث يسألونه عن الإسناد و الأحاديث العالية، قال: ما أعجب أمركم، كلما سألتمونا عن نوع من العلم و نظرنا فيه نقلتمونا إلى نوع غيره، إن بقينا و حججنا أتيتكم من هذا ما تبغوه يكون من مثل هذا أو نحوه، قال: فصدر و مات رحمه اللّه قبل أن يصير إلى دمشق.

قال (1):و حدّثنا يعقوب، حدّثني أبو بشر بكر بن خلف قال: قال الحميدي: قال لنا الوليد بن مسلم: إن تركتموني حدّثتكم عن ثقات شيوخنا، و إن أبيتم فاسألوا نحدثكم بما تسألون.

قال (2):و حدّثنا يعقوب قال: سمعت عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم (3)،حدّثنا الوليد قال:

كان الأوزاعي إذا حدّثنا يقول: حدّثنا يحيى، حدّثنا فلان، قال: حدّثنا فلان حتى ينتهي، قال الوليد: فربما حدّثنا كما حدّثني، و ربما قلت عن، عن، عن، و تحققنا من الأخبار.

قال: و حدّثنا يعقوب قال (4):سمعت الحميدي يقول: جئت يوم الصدر و الوليد في المسجد بمنى و عليه زحام كثير، و جئت في آخر الناس، و وقفت بالبعد (5)،و علي بن المديني بجنبه، فجعلوا يسألونه و يحدّثهم و لا أفهم، قال: فجمعت جماعة من المكيين (6) و قلت لهم:

جلبوا و أفسدوا على من بالقرب منه، قال: فجعلوا يصيحون و يجلبون و يقولون: لا نسمع، و جعل علي يقول: اسكتوا نسمعكم، قال: فاعترضت و صحت، و لم أكن حلقت بعد من الشعر، قال: فنظر إليّ علي و لم يبهتني (7) قال: لو كان فيكم خير لم يكن شعرك على ما أرى، قال: فتفرقوا و لم يحدّثهم بشيء.

ص: 290


1- المعرفة و التاريخ 421/2 و تهذيب الكمال 462/19.
2- المعرفة و التاريخ 421/2 و تهذيب الكمال 462/19.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 462/19.
4- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 422.421/2.
5- كذا بالأصل و م و «ز»: «و وقفت بالبعد» و في المعرفة و التاريخ: و دفعت بالبعير.
6- تحرفت في المعرفة و التاريخ إلى: الكثير.
7- كذا بالأصل، و في م و «ز»: ينتهي، و في المعرفة و التاريخ: يثبتني.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم، قال: أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، قال: سمعت من يحكي عن عبد اللّه - يعني:

ابن أحمد - عن أحمد، و سئل عن الوليد بن مسلم فقال: كان الوليد رفاعا (1).

و ذكر أبو بكر أحمد بن محمّد بن حجّاج المروذي قال: قلت لأحمد بن حنبل في الوليد قال: هو كثير الخطأ (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الفضل بن البقّال، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل بن إسحاق، قال (3):سمعت يحيى بن معين يقول: قال أبو مسهر: كان الوليد يأخذ من ابن أبي السفر حديث الأوزاعي، و كان ابن أبي السفر كذّاب، و هو يقول فيها: قال الأوزاعي.

قرأت بخط أبي القاسم عبد اللّه بن أحمد السلمي، و ذكر أنه نقله من خط محمّد بن عبد اللّه بن جعفر بن الجنيد، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد (4) بن يوسف بن بشر، حدّثنا جنيد بن حكيم الدقّاق، حدّثنا مؤمل بن إهاب، عن أبي مسهر قال: كان الوليد بن مسلم يحدّث بأحاديث الأوزاعي عن الكذّابين، ثم يدلّسها عنهم (5).

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبو غالب أحمد بن الحسن، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر، عن محمّد بن العبّاس بن الفرات، أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن العبّاس بن أحمد الضبّي، أخبرنا أبو الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه الهروي، أخبرنا صالح ابن محمّد الحافظ (6) قال: سمعت الهيثم بن خارجة يقول: قلت للوليد بن مسلم: قد أفسدت حديث الأوزاعي، قال: كيف ؟ قلت: يروي عن الأوزاعي، عن نافع و عن الأوزاعي عن الزهري، و عن الأوزاعي عن يحيى بن سعيد، و غيرك يدخل بين الأوزاعي و بين نافع عبد اللّه بن عامر الأسلمي، و بينه و بين الزهري إبراهيم بن مرة، و قرّة، و غيرهما، فما يحملك على هذا؟ قال: أنبّل (7) الأوزاعي أن يروي عن مثل هؤلاء، قلت: فإذا روى الأوزاعي عن

ص: 291


1- رواه المزي في تهذيب الكمال 462/19.
2- تهذيب الكمال 462/19.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 462/19 و سير الأعلام 215/9.
4- من قوله: أحمد... إلى هنا سقط من «ز».
5- تهذيب الكمال 462/19.
6- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 462/19 و الذهبي في سير أعلام النبلاء 215/9-216.
7- رسمها بالأصل و م: انسل، و المثبت عن «ز»، و المصدرين.

هؤلاء، و هؤلاء ضعفاء، أحاديث مناكير فأسقطتهم أنت، و صيّرتها من رواية الأوزاعي عن الثقات، ضعف الأوزاعي، فلم يلتفت إلى قولي.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى، أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي، و أبو تمام علي بن محمّد - في كتابيهما - عن أبي الحسن الدارقطني قال (1):الوليد بن مسلم مرسل، يروي عن الأوزاعي أحاديث عند الأوزاعي [عن شيوخ ضعفاء] (2) عن شيوخ قد أدركهم الأوزاعي، مثل نافع، و عطاء، و الزهري، و يسقط أسماء الضعفاء و يجعلها عن الأوزاعي عن نافع، و عن الأوزاعي عن عطاء - يعني: مثل عبد اللّه بن عامر الأسلمي و إسماعيل بن مسلم.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أخبرنا عبد العزيز الكتاني، أخبرنا أبو علي الحسن بن علي الفارسي المقرئ، حدّثنا القاضي أبو الحسين عطية اللّه بن عطاء اللّه بن محمّد - بصيدا - أخبرنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد بن أبي كريمة، حدّثنا محمّد بن يحيى (3)-و يعرف بالسّمّاقي - حدّثنا أبو الحسن أحمد بن عبد اللّه بن أبي الحواري، حدّثنا الوليد بن مسلم و قال لنا: لا تأخذوا العلم من الصفحتين (4)،و لا تقرءوا القرآن على المصحّفين إلاّ ممن سمعه من الرجال، و قرأه على الرجال.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني محمّد بن الحسن، أخبرنا أحمد بن الحسن القاضي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سليمان قال: سمعت أبا زرعة يقول: سمعت صفوان بن صالح يقول: سمعت الوليد بن مسلم يقول: أكلت مرة فجلا، قال: فرأيت فيما يرى النائم كأني صرت إلى باب المسجد قال أبو زرعة: يعني مسجدهم، و قلت: افتح الباب، فقال: من أنت ؟ قلت: أنا أبو العبّاس الوليد بن مسلم، فقال: أ لست أنت آكل الفجل ؟ قال: و أبى أن يفتح [لي] (5) الباب، قال:

قلت: افتح لي لا أعود لأكله، قال: ففتح لي، فقال الوليد: فما عدت لأكله.

ص: 292


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 463/19 و سير الأعلام 216/9-217.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، و زيد عن تهذيب الكمال.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 463/19.
4- كذا بالأصل، و في «ز»: «الصحيفتين» و في م:«الصحفتين» و في تهذيب الكمال: الصحفيين.
5- زيادة عن «ز».

قال أبو زرعة: و كنت معجبا به إذ رأيته على الخوان لا أصبر، فما أكلته منذ سمعت هذا.

قرأت على أبي الفضل السلامي، عن جعفر المكّي، أخبرنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أخبرنا عبد اللّه بن أحمد بن عبد السّلام، حدّثنا محمّد بن إسماعيل (1)،حدّثني إبراهيم بن المنذر قال: قال لي حرملة بن عبد العزيز - هو ابن الربيع بن سبرة (2) الجهني أبو سعيد - نزل عليّ الوليد بن مسلم قافلا من الحجّ ، فمات عندي بذي المروة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، قال: قال محمّد بن فضيل: كتبنا من الوليد سنة أربع و تسعين بمكة، ثم خرج، فأخبرني من خرج معه أنه مات مصدره بذي المروة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أخبرنا مكي بن محمّد، أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: قال أبو موسى و عمرو: فيها - يعني: سنة أربع و تسعين و مائة مات عبد الوهّاب الثقفي و الوليد بن مسلم، و ذكر أن أباه أخبره عن أبيه عن أبي موسى، و أن مصعب بن إسماعيل أخبره عن محمّد بن أحمد بن ماهان عن عمرو بذلك.

[قال ابن عساكر:] (3) و قد أسلفنا الرواية عن خليفة أنه مات سنة أربع و تسعين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم (4)،أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا السمسار، حدّثنا ابن نافع: أن الوليد بن مسلم مات في سنة أربع و تسعين و مائة.

قال: و حدّثنا الخطيب، أخبرني أبو محمّد إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن جعفر (5)المعدّل، حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصوّاف، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسّان قال: قال هشام بن عمّار و الوليد في سنة خمس و تسعين و مائة - يعني: مات-.

ص: 293


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 463/19.
2- الأصل: سبر، و في «ز»: بسره، و المثبت عن م، و تهذيب الكمال.
3- زيادة منا.
4- أقحم بعدها بالأصل: أخبرنا إبراهيم.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال: سمعت هشام بن عمّار يقول: مات الوليد سنة خمس و تسعين و مائة.

قال: و حدّثنا يعقوب قال: سمعت عبد الرّحمن بن إبراهيم قال الوليد مات في المحرم بذي المروة سنة خمس و تسعين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أخبرنا عمر بن عبيد اللّه، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم الدمشقي المعروف بدحيم قال: مات الوليد بن مسلم في المحرم سنة خمس و تسعين و مائة، و مولده سنة عشر و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أحمد بن علي بن عبيد اللّه المقرئ، أخبرنا عبيد اللّه بن أحمد الصيرفي.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن عبيد اللّه بن أحمد الصيرفي، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، حدّثنا ابن أبي داود، حدّثنا ابن مصفّى قال: و الوليد بن مسلم توفي في الرجعة من الحجّ في المحرم سنة خمس و تسعين و مائة، و له ثلاث و سبعون (1) سنة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثنا أبو بكر الخطيب، حدّثنا عبد العزيز بن علي الأزجي، قال: قرئ على محمّد بن عبد الرّحمن المخلص و أنا أسمع.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن البسري، أخبرنا محمّد بن عبد الرحمن إجازة، أنا عبيد اللّه بن عبد الرحمن السكري، أخبرني عبد الرحمن بن محمّد بن] (2) المغيرة الصيرفي، حدّثني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة خمس و تسعين و مائة بها مات الوليد بن مسلم الشامي بطريق مكة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة قال: و خرج الوليد بن مسلم حاجّا سنة أربع و تسعين و مائة (3).

ص: 294


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: و تسعين.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم السند عن «ز».
3- أقحم بعده بالأصل و م:«أخبرنا أبو محمّد أيضا، أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد بن الكتاني، حدّثنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة قال: و خرج الوليد بن مسلم حاجا سنة أربع و سبعين. حذفناه بما يوافق رواية نسخة «ز».

أخبرنا أبو محمّد أيضا، أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، حدّثنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة قال: و خرج الوليد بن مسلم حاجا سنة أربع و سبعين و مائة.

أخبرنا أبو محمّد أيضا، أخبرنا أبو محمّد، أخبرنا أبو محمّد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا عبد اللّه بن أبي محمّد، أخبرنا محمّد ابن عثمان، قالا: أخبرنا أبو الميمون قال: قال أبو زرعة: و مات - و قال ابن السّمرقندي:

و توفي - منصرفه من الحج في المحرم سنة خمس و تسعين و مائة.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن جعفر بن ملاّس، حدّثنا الحسن بن محمّد بن بكّار ابن بلال قال: و توفي أبو العبّاس الوليد بن مسلم القرشي في سنة خمس و تسعين و مائة و ذلك في المحرم منصرفه من الحج، و دفن بذي المروة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد، قالا: حدّثنا أبو الحسن بن الحمّامي، أخبرنا الحسن بن محمّد، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان قال: أخبرت أن الوليد بن مسلم مات فيها - يعني: سنة خمس و تسعين - في المحرم، و هو ابن ثلاث و سبعين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أخبرنا أبو محمّد يوسف بن رباح، أخبرنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي، حدّثنا معاوية بن صالح قال: الوليد بن مسلم مات سنة ست و تسعين (1).

8047 - الوليد بن مصاد الكلبي

كان على حرس يزيد بن الوليد الناقص، أو على شرطه. و أسره مروان بن محمّد بعين الجرّ (2)،و مات في حبسه، و قيل: إنه ضربه بالسياط حتى قتله، له ذكر.

ص: 295


1- عقب المزي في تهذيب الكمال على قوله:«و لم يتابعه على هذا القول أحد، و اللّه أعلم».
2- عين الجر: موضع معروف بالبقاع بين بعلبك و دمشق، و هو يسمى اليوم:«عنجر» قرية من قرى البقاع الغربي - في لبنان - قرب الحدود السورية.

8048 - الوليد بن معاوية بن مروان بن عبد الملك، و يقال: الوليد بن معاوية

ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس،

و يقال: الوليد بن معاوية بن مروان بن الحكم، و الأول أثبت (1)

كان أميرا على دمشق في آخر أيام بني أمية حين افتتحها بنو العبّاس، و كان قد ولي الأردن قبل ولاية دمشق.

و أمه أم ولد بربرية، و هو أصيهب قريش الذي جاء في الملاحم ذكر قتله، و يقال: إن أمه زينب بنت الحسن بن الحسن (2) بن علي بن أبي طالب، و كان ختن مروان بن محمّد على ابنته.

أخبرنا أبو الحسن (3) الفرضي، أخبرنا نصر بن إبراهيم [و عبد اللّه بن عبد الرزاق.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن زيد، أنا نصر بن إبراهيم] (4) قالا: أخبرنا أبو الحسن بن عوف، أخبرنا أبو علي بن منير، أخبرنا أبو بكر بن خريم، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا الهيثم بن عمران قال: سمعت عمر بن يزيد (5) البصري يقول: يقتل أصيهب (6) قريش في دمشق و معه سبعون صدّيقا.

أنبأنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن عثمان بن عمر بن شبل الإسكندراني، حدّثنا أبو بكر الخطيب البغدادي - بدمشق - أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو علي بن صفوان، أخبرنا ابن أبي الدنيا، أخبرنا أبو عبد الرّحمن الأزدي عن أبي مسهر، حدّثني هشام بن يحيى، عن أبيه أنه دخل على الوليد بن معاوية بن يزيد بن عبد الملك، و قد أمر برجل ليضرب، فقال: أصلح اللّه الأمر، و أمتع به، أنتم في بيت الشاعر حيث يقول:

شمس العداوة حتى يستقاد لهم *** و أعظم الناس أحلاما إذا قدروا

ص: 296


1- ترجمته و أخباره في تاريخ الطبري 438/7 و تاريخ خليفة بن خيّاط ص 403 و 404 و تحفة ذوي الألباب 188/1 و أمراء دمشق ص 96 و شذرات الذهب 188/1 و الأعلام 144/9.
2- كذا بالأصل و م، و في تحفة ذوي الألباب:«الحسين» و سقطت اللفظة من «ز».
3- بالأصل و م: الحسين، و المثبت عن «ز».
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم السند عن «ز».
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تحفة ذوي الألباب: زيد.
6- أصيهب تصغير أصهب، و الصهب: حمرة أبو شقرة في الشعر و في تحفة ذوي الألباب: أصهب.

قال: خلّوا عنه.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا عبد الوهّاب الميداني، أخبرنا أبو سليمان بن زبر، أخبرنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أخبرنا محمّد بن جرير (1)،حدّثني أحمد بن زهير، حدّثنا عبد الوهّاب بن إبراهيم، حدّثني أبو هاشم مخلد بن محمّد قال: هزم مروان بالزاب (2) و مضى مروان حتى مرّ بدمشق، و عليها الوليد بن معاوية بن مروان، و هو ختن لمروان، متزوج بابنة له يقال لها أم الوليد، فمضى و خلّفه بها حتى قدم عليه عبد اللّه بن علي، فحاصره أياما، ثم فتحت المدينة، و دخلها عنوة معترضا أهلها، و قتل الوليد بن معاوية فيمن قتل و هدم عبد اللّه بن علي حائط مدينتها.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (3):و توجه عبد اللّه بن علي إلى الشام، فأرسل أبو العبّاس صالح بن علي حتى اجتمعا جميعا، ثم ساروا إلى دمشق، فحاصرهم أياما، حتى افتتحوها و قتل الوليد [بن] (4) معاوية، و كان مدخل عبد اللّه بن علي دمشق في شهر رمضان سنة اثنتين و ثلاثين و مائة.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، و أبو محمّد بن الأكفاني، قالا: حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أخبرني تمام بن محمّد، أخبرني أبي، حدّثنا ابن (5) عمير، حدّثنا معاوية بن صالح، حدّثنا محمّد بن عائذ، حدّثني عبد الأعلى بن مسهر.

أن الوليد بن معاوية تحدر من الحائط من ناحية باب الفراديس و هو يقول: اللّهمّ إنّي أحمدك يا إلهي على خذلانك إياي، فأتى دار ابن عروبة التي عند حمام أم أيوب، فقالت له عجوز: عندي مخبأ لرجل لا يوصل إليه، فقال له صالح بن محمّد: نموت جميعا و نحيى جميعا، و دخلت الخراسانية فقال رجل كان معهم فقلت: آتيكم بسلاح ؟ قال: نعم، فخرجت ثم جئت فوجدت الوليد بن معاوية و صالح بن محمّد، و زرعة بن إبراهيم قد قتلوا جميعا.

ص: 297


1- رواه الطبري في تاريخه (حوادث سنة 132 ه )438/7.
2- بالأصل و م: بالواب، و في «ز»: بالران، تحريف، و التصويب عن الطبري.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 403 و 404.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و م، و تاريخ خليفة.
5- الأصل و م: أبو عمير، و المثبت عن «ز».

قال: و دخل عبد اللّه دمشق و دخل الخضراء فجلس مع ابنة مروان بن محمّد على فراشها فاحزألّت (1) حتى ألقت نفسها على الجدار، فقال لها: يا بنت مروان، أين ابن الصنّاجة ؟ يعني زوجها الوليد بن معاوية ؟ فقالت: الرجال أعلم بالرجال.

قال ابن عائذ: فسمعت غيره يذكر أنهم قتلوا فيها أربعة آلاف، و أنهم دخلوا يوم الأربعاء في أيام بقيت من رمضان سنة اثنتين و ثلاثين و مائة، و قد قيل: إن الوليد بن معاوية أسر من الخضراء و قتل، و قيل: إنه قتل قبل افتتاح دمشق في الفتنة التي وقعت بين أهلها في المضرية و اليمانية في مدة الحصار.

8049 - الوليد بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

8049 - الوليد بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي (2)

له ذكر، و كان له عقب بالأندلس يعرفون بالمغيريين، ينتمون إلى المغيرة بن الوليد بن معاوية، و كان الوليد بن معاوية هذا دخل الأندلس، فلما قتل ابنه المغيرة بن الوليد نفي الوليد و بنوه عن الأندلس.

8050 - الوليد بن موسى القرشي

حدّث عن الأوزاعي، و منبه بن عثمان.

روى عنه: يحيى بن عثمان بن صالح، و يوسف بن يزيد القراطيسي، و عثمان بن معبد، و الربيع بن سليمان الجيزي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أخبرنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أخبرنا أبو الفضل (3) نصر بن محمّد بن أحمد بن يعقوب العطّار الطوسي، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن الحسين بن محمّد بن الأزهر الإمام - بمصر - حدّثنا يوسف بن يزيد بن كامل القراطيسي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد المصري، حدّثنا يوسف بن يزيد.

ص: 298


1- احزألت، يقال: احزأل الشيء: اجتمع، و احزأل فؤاده: انضم خوفا (راجع تاج العروس).
2- جمهرة أنساب العرب ص 93.
3- بالأصل و م:«أبو الفضل محمّد بن نصر بن محمّد...» صوبنا الاسم عن «ز»، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 6/17.

حدّثنا الوليد بن موسى، حدّثنا منبه بن عثمان، عن عروة بن رويم، عن الحسن، عن أنس بن مالك عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

«أن مؤمني الجن لهم ثواب و عليهم عقاب»، فسألناه عن ثوابهم و عن مؤمنيهم ؟ فقال:

«على الأعراف، و ليسوا في الجنّة مع أمّة محمّد صلى اللّه عليه و سلم»، فسألناه و ما الأعراف ؟ قال:«حائط الجنة تجري فيه الأنهار و تنبت فيه الأشجار و الثمار»[12994].

و اللفظ لحديث البيهقي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أخبرنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم، و سهل بن عبد اللّه بن علي، و محمّد بن أحمد بن هارون، و أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد، و أحمد ابن عبد اللّه بن أحمد بن سمير، و محمّد بن الحسن بن محمّد بن سليم.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد بن مهران، أخبرنا سهل.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، حدّثنا سليمان بن إبراهيم، قالوا: أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن جعفر الجرجاني - إملاء - أخبرنا أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه ابن حمزة البغدادي بانتخاب أبي علي الحافظ ، حدّثنا يحيى بن عثمان بن صالح السهمي - بمصر - حدّثني الوليد بن موسى الدّمشقي، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي، عن يحيى ابن أبي كثير، عن الحسن بن أبي الحسن البصري، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الشيبة نور من خلع الشيبة فقد خلع نور الإسلام، فإذا بلغ الرجل أربعين سنة وقاه اللّه الأدواء الثلاثة: الجنون و الجذام و البرص»[12995].

كتب إليّ أبو نصر القشيري، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو الفتح البغدادي محمّد بن أبي الفوارس، أخبرني أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن بكّار البصري - بالبصرة - حدّثنا محمّد بن سهل العطّار، حدّثنا عثمان بن معبد، حدّثنا الوليد ابن موسى المقدسي، حدّثنا منبه بن عثمان، عن عروة بن رويم، عن الحسن بن عبد الرّحمن ابن سمرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تسأل الإمارة» و ذكر الحديث.[12996] [قال ابن عساكر:] (1) لعل الوليد بن موسى سكن بيت المقدس، فنسب إليها، أو صحف القرشي بالمقدسي، و اللّه أعلم.

ص: 299


1- زيادة منا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو بكر الشامي (1)،أخبرنا أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، أخبرنا يوسف (2) بن أحمد بن يوسف، حدّثنا محمّد بن عمرو (3) العقيلي (4)، حدّثنا يوسف بن يزيد، حدّثنا الوليد بن موسى الدّمشقي، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير (5)،عن الحسن بن أبي الحسن، عن أنس بن مالك عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«آجال البهائم كلها من القمل، و البراغيث، و الجراد، و الخيل، و البغال و الدواب (6) كلها، و البقر و غير ذلك آجالها في التسبيح فإذا انقضى تسبيحها قبض اللّه أرواحها، و ليس إلى ملك الموت من ذلك شيء».

قال العقيلي: لا أصل له من حديث الأوزاعي و لا غيره، و الوليد بن موسى يروي عن الأوزاعي أحاديث بواطيل لا أصول لها، ليس ممن يقيم الحديث.

و قال أبو حاتم بن حبان فيما حكاه المقدسي عنه (7):الوليد بن موسى الدّمشقي، شيخ يروي عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن الحسن، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الشيب نور، من خلع الشّيب فقد خلع نور الإسلام»[12997].

الحديث بطوله، و هذا ما لا أصله له من كلام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

و قال أبو عبد اللّه بن مندة: الوليد بن موسى الدّمشقي، حدّث عن الأوزاعي بمناكير، روى عنه يحيى بن عثمان بن صالح.

أنبأنا أبو علي الحداد، و أبو سعد المطرّز، قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ : الوليد بن موسى الدّمشقي، روى عن الأوزاعي حديث منكر.

[قال ابن عساكر:] (8) و لم يذكره البخاري و لا ابن أبي حاتم في كتابيهما.

8051 - الوليد بن نجيب الكلبي

فارس بعثه يزيد بن عبد الملك على مقدمات الجيش الذي وجهه إلى العراق لقتال يزيد ابن المهلّب، له ذكر.

ص: 300


1- في «ز»: السامي.
2- بالأصل و م:«أبو يوسف» و المثبت عن «ز».
3- الأصل: عمر، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و م.
4- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 321/4-322.
5- في «ز»: كبير.
6- سقطت اللفظة من كتاب الضعفاء الكبير.
7- المجروحين لابن حبان 82/3.
8- زيادة منا للإيضاح.

8052 - الوليد بن النّضر أبو العبّاس المسعودي الرّملي

8052 - الوليد بن النّضر أبو العبّاس المسعودي الرّملي (1)

قيل: إنه من أهل دمشق.

حدّث عن بشير بن طلحة، و مسرّة بن معبد، و الليث بن سعد، و القاسم بن غصن.

روى عنه: أبو زرعة الدمشقي، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، و عبد اللّه بن محمّد المسندي الجعفي، و عبد اللّه بن [الحسن، و إسحاق بن سويد الرملي، و محمّد بن خلف بن غزوان، و موسى بن سهل الرملي، و الحسين بن مسعود بن] (2) أبي سعد العسقلاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أخبرنا تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو طالب بن عقيل بن عبيد اللّه بن عبدان.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، قالا: أخبرنا أبو الحسن ابن أبي الحديد، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، قالوا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن معروف بن حبيب بن أبان بن إسماعيل، حدّثنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو بن عبد اللّه بن صفوان النصري [نا] (3) الوليد بن النّضر أبو مسعود، حدّثنا مسرّة بن معبد اللخمي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«اقتلوا الحيات، و عليكم بذي الطّفيتين (4) و الأبتر فإنهما يلتمسان البصر و يسقطان الحبل»[12998].

قال أبو زرعة: سمعت أبا مسهر يمليه على يحيى بن معين سنة أربع عشرة و مائتين.

[قال ابن عساكر:] (5) كذا وقع في هذه الرواية، و إنما هو المسعودي بدل أبي مسعود، و كنيته أبو العبّاس كما كنّاه البخاري و غيره.

أخبرنا به على الصواب أبو القاسم بن السّمرقندي، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، حدّثنا أبو القاسم تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو نصر بن الحميدي، و أبو بكر

ص: 301


1- ترجمته في التاريخ الكبير 155/8 و الجرح و التعديل 19/9.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز» للإيضاح.
3- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن «ز»، لتقويم السند.
4- الطفيتان، الطفية بالضم خوصة المقل، و ذو الطفيتين: حية خبيثة على ظهرها خطان أسودان كالطفيتين أي الخوصتين، و منه الحديث: اقتلوا من الحيات ذا الطفيتين و الأبتر، جاء ذلك كله في تاج العروس (طفى).
5- زيادة منا للإيضاح.

محمّد بن عبد الرّحمن بن [عبيد اللّه القطان، و أبو القاسم عبد الرحمن بن] (1) الحسين بن الحسن بن علي.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أخبرنا أبي أبو العبّاس، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر.

ح (2) و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أخبرنا أبي أبو الحسين، و نجا بن أحمد بن عمرو بن حرب.

ح و أخبرناه أبو العشائر محمّد بن خليل بن فارس، أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أخبرنا أبو الحسن بن السمسار، قالوا: أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب، حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا الوليد بن النّضر المسعودي، حدّثني مسرّة بن معبد اللخمي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«اقتلوا الحيّات، و عليكم بذي الطّفيتين و الأبتر فإنهما يلتمسان البصر، و يسقطان الحبل»[12999].

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أخبرنا أحمد ابن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمّد بن سهل، أخبرنا البخاري قال (3):الوليد بن النّضر أبو العبّاس المسعودي الدّيلي (4)،سمع بشير بن طلحة، و مسرّة بن معبد، روى عنه عبد اللّه بن محمّد الجعفي.

[قال ابن عساكر:] (5) كذا وقع في الأصل: الديلي، و هو تصحيف صوابه: الرملي.

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أخبرنا ابن منده، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

ص: 302


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز».
2- من هنا إلى قوله: حرب، سقط من «ز».
3- رواه البخاري في التاريخ الكبير 155/8-156.
4- كذا وقع بالأصل و م و «ز»، و الذي في التاريخ الكبير:«الرملي» و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
5- زيادة منا للإيضاح.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (1):

الوليد بن النّضر الرّملي أبو العبّاس المسعودي، روى عن بشير بن طلحة، و مسرّة بن معبد، روى عنه عبد اللّه بن عبد الرّحمن السّمرقندي، و عبد اللّه بن الحسن الهسنجاني، و أبو زرعة الدمشقي، و عبد اللّه بن محمّد الجعفي، و أهل الرملة، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن منصور بن خلف، أخبرنا أبو سعيد ابن حمدون، أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو العبّاس الوليد بن نضر الرّملي، سمع بشير بن طلحة، روى عنه عبد اللّه (2) بن محمّد الجعفي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أخبرنا أبو نصر الوائلي، أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى بن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو العبّاس الوليد بن النّضر الدّمشقي.

[قال ابن عساكر:] (3) كذا قال النسائي (4)،و لعل أصله من دمشق.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أخبرنا أبو بكر، أنا أحمد بن علي بن منجويه أخبرنا أبو أحمد قال: أبو العبّاس الوليد بن النّضر المسعودي الرّملي، سمع بشير بن طلحة الخشني الشامي، و أبا عقيل زهرة بن معبد القرشي، روى عنه أبو جعفر عبد اللّه بن محمّد الجعفي، كنّاه محمّد بن إسماعيل.

[قال ابن عساكر:] (5) كذا قال أبو أحمد، و هو وهم منه، فإنه لم يدرك أبا عقيل، و لعله سقط من نسخة مسرّة أو تصحف عليه و نسي ابن معبد، فظنه أبا عقيل، و اللّه أعلم.

8053 - الوليد بن نمير بن أوس الأشعري

8053 - الوليد بن نمير بن أوس الأشعري (6)

كان أبوه على قضاء دمشق.

روى عن أبيه.

روى عنه: ابنه نمير بن الوليد، و الوليد بن مسلم.

ص: 303


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 19/9.
2- تحرفت بالأصل و م إلى: عبيد اللّه، و التصويب عن «ز».
3- زيادة منا للإيضاح.
4- يعني قوله: الدمشقي.
5- زيادة منا للإيضاح.
6- ترجمته في تهذيب الكمال 465/19 و تهذيب التهذيب 100/6 و التاريخ الكبير 156/8 و الجرح و التعديل 9/ 19.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا تمام بن محمّد، أخبرنا أبو الميمون بن راشد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، قالا: أخبرنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أحمد بن نصر بن بجير قالا: حدّثنا أبو أسامة - و هو عبد اللّه بن محمّد بن أبي أسامة الحلبي - حدّثنا إسحاق - و هو ابن الأخيل - حدّثنا نمير بن الوليد، عن أبيه، عن جدّه - و في حديث ابن بجير: حدّثني أبي عن جدي - عن أبي موسى قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أكرموا الخبز فإنّ اللّه سخر له بركات السموات و الأرض، و الحديد، و البقر، و ابن آدم»[13000].

هذا حديث غريب. رواه الخطيب عن عبد العزيز.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أخبرنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن (1) قالا:- أخبرنا أحمد ابن عبدان، أخبرنا محمّد بن سهل، أخبرنا البخاري قال (2):الوليد بن نمير بن أوس الأشعري الشامي، روى عنه الوليد بن مسلم (3).

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه [قالا: أنا ابن مندة أنا أبو علي إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي] (4).

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (5):

الوليد بن نمير بن أوس الأشعري شامي، روى عن أبيه، روى عنه الوليد بن مسلم، سمعت أبي يقول ذلك.

8054 - الوليد بن وثين

حكى عنه صالح بن البختري الدمشقي.

ص: 304


1- تحرفت بالأصل و م إلى: الحسين، و التصويب عن «ز».
2- رواه البخاري في التاريخ الكبير 156/8.
3- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: مزيد، و التصويب عن التاريخ الكبير.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م، لتقويم السند.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 19/9.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، حدّثني محمّد بن أحمد بن غزوان، حدّثنا أحمد بن المعلّى، حدّثني صالح بن البختري، أنشدني الوليد بن الوثين لمحمّد بن صالح بن بيهس يذكر قتلة القاسم بن أبي العميطر و المعتمر بن موسى مولاهم:

حدث تلفع رأسه بمشيب *** عجبا و ليس لعاقل بعجيب

أهدي إليه الشيب ركضا في الوغا *** ليثا مجدا باصطلاء حروب

طمعت أمية في الخلافة من عماء *** و لجهلها و لجبنها المجلوب

ففجتها من قاسم بمؤمل *** جوز الخلافة كاذب مكذوب

و قتلت معتمرا و كان عمادها (1) *** إن راعها للدهر صرف خطوب

و لقد رأى يوم البضيع لعاقل *** عظة يريد بها على التحريب

و لا و أسلم جيشه لما رأى *** خيلي مصمعة بكلّ أريب

8055 - الوليد بن الوليد بن زيد أبو العبّاس العبسي القلانسي

8055 - الوليد بن الوليد بن زيد أبو العبّاس العبسي القلانسي (2)

من أهل دمشق.

حدّث عن عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، و سعيد بن بشير، و محمّد بن المهاجر، و الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و عثمان بن عطاء الخراساني.

روى عنه: إسماعيل بن عبد الرّحمن الكتّاني الدّمشقي، و العباس بن الوليد بن صبح، و أيوب بن محمّد الوزان (3)،و سلمة بن شبيب، و محمّد بن خلف بن طارق، و الهيثم بن مروان، و أحمد بن عبد الواحد بن عبّود، و عبد السّلام بن عتيق، و محمّد بن عبد الرّحمن بن الأشعث، و عبّاس بن عبد اللّه الترقفي، و محمّد بن يحيى الذهلي.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أخبرنا أبو طالب بن غيلان، حدّثنا أبو بكر الشافعي - إملاء - حدّثنا الحسين بن عبد اللّه بن يزيد القطّان، حدّثنا أيوب بن محمّد الوزان، حدّثني الوليد بن الوليد، حدّثنا عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن الفضل بن العبّاس قال:

كنت رديف النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم عرفة، فجاء رجل من أهل اليمن يسأله عن بعض الأمر،

ص: 305


1- كذا الأصل و م، و في «ز»: عبادها.
2- ترجمته في ميزان الاعتدال 350/4 و الجرح و التعديل 19/9 و فيهما: العنسي.
3- تحرفت بالأصل إلى: الرزاز، و المثبت عن «ز»، و م.

و خلفه امرأة ضخمة حسناء، قال: فجعلت انظر نظرا، ففطن بي (1) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأهوى بمخصرة (2) فوكزني بها، و قال:«يا ابن أخي، هذا يوم من حفظ عينيه من النظر، و لسانه أن يتكلّم بما لا يحل له غفر له إلى عام قابل من هذا»[13001].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أخبرنا إبراهيم بن منصور، أخبرنا أبو بكر ابن المقرئ، حدّثنا الحسين بن عبد اللّه بن يزيد، حدّثنا أيوب الوزان، حدّثنا الوليد بن الوليد العبسي، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، و إبراهيم بن عباس (3)،عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس، و ذكر حديث الجسّاسة لم يزدنا على هذا.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أخبرنا أبو بكر الباطرقاني، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن الشيخ، حدّثنا الفضل بن الخصيب، حدّثنا سلمة بن شبيب، حدّثنا الوليد بن الوليد الدّمشقي، حدّثنا ابن ثوبان، عن مجاهد، عن ابن عبّاس.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما من عبد صام يوما في سبيل اللّه إلاّ زوّج حورا من الحور العين في خيمة من درّة مجوّفة، عليها سبعون حلّة ليس منها حلة تشبه صاحبتها، على سرير من ياقوتة حمراء موشّحة بالدرّ، عليها سبعون ألف فراش، بطانتها من استبرق، و لها سبعون ألف وصيفة لحاجاتها، و سبعون ألفا لبعلها، مع كل وصيفة منهن سبعون ألف صحفة من ذهب، ليس منها صحفة إلاّ و فيها لون من الطعام ما ليس في الأخرى، يجد لذة آخرها كلذة أولها»[13002].

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (4):

الوليد بن الوليد العبسي (5) القلانسي الدّمشقي، قدم الرقّة، روى عن ابن ثوبان، و سعيد

ص: 306


1- قوله:«ففطن بي» تقرأ بالأصل:«فنظرت» و في م:«فنظرني» و المثبت عن «ز»، و المختصر.
2- المخصرة: ما يتوكأ عليه كالعصا و نحوه، و ما يأخذه الملك يشير به إذا خاطب.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: عامر.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 19/9-20.
5- كذا بالأصل و م و «ز»: «العبسي» و في الجرح و التعديل: العنسي.

بن بشير، روى عنه العبّاس بن الوليد بن صبح الدمشقي (1)،و أيوب الوزّان، و سلمة بن شبيب، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أخبرنا أبو نصر، أخبرنا الخصيب (2)،أخبرني عبد الكريم، أخبرني أبو عبد الرّحمن قال: أبو العبّاس الوليد بن الوليد الدّمشقي.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي - قراءة - عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أخبرنا أبو الحسن الربعي، أخبرنا عبد الوهّاب الكلابي، أخبرنا أحمد بن عمير قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة السادسة: الوليد بن الوليد العبسي، حدّث عن ابن ثوبان، و الأوزاعي.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - قراءة - عن أبي طاهر الأنباري، أخبرنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، أخبرنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي قال: أبو العبّاس الوليد بن الوليد الدّمشقي، عن سعيد بن عبد العزيز.

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا ابن مندة، أخبرنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا الحسين بن سلمة، أخبرنا علي بن محمّد.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (3):سألت أبي عنه، فقال: هو صدوق، ما بحديثه بأس، حديثه صحيح.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي و غيره، عن أبي إسحاق البرمكي، أخبرنا أبو الحسن محمّد بن العبّاس بن الفرات - إجازة - أخبرنا محمّد بن العبّاس بن أحمد الضبّي، أخبرنا يعقوب بن إسحاق بن محمود، أخبرنا صالح بن محمّد قال: الوليد بن الوليد [القلانسي، دمشقي كان يرى القدر و قال بعض أهل العلم، و أظنه حكاه عن أبي حاتم بن حبان البستي: الوليد بن الوليد] (4) العبسي، روى عن عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، لا يتابع على حديثه.

ص: 307


1- زيد بعدها في الجرح و التعديل: ختن أحمد بن أبي الحواري الدمشقي.
2- تحرفت بالأصل و م إلى: الخطيب، و المثبت عن «ز».
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 19/9.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق، أخبرنا محمّد بن علي بن علي، و علي بن محمّد (1)-في كتابيهما - عن أبي الحسن الدارقطني.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أخبرنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب - إجازة - قال: ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني من المتروكين:

الوليد بن الوليد الدّمشقي، عن ابن ثوبان، و سعيد بن بشير - زاد ابن بطريق: منكر الحديث - روى عنه أيوب الوزّان و غيره.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ : الوليد بن الوليد العبسي، روى عن محمّد بن عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان موضوعات.

[قال ابن عساكر:] (2) هذا وهم، إنما يروي عن عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان.

8056 - الوليد بن الوليد بن سمرة أبو عتبة القرشي

من ولد عبد الرّحمن بن سمرة.

سكن البصرة، و حدّث عن سعيد بن عبد العزيز.

روى عنه: أبو موسى الزمن.

قرأت على أبي الفضل السّلامي، عن جعفر بن يحيى المكّي، أخبرنا عبيد اللّه بن سعيد ابن حاتم، أخبرنا أبو الحسن الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أخبرنا محمّد بن المثنّى، حدّثنا الوليد بن الوليد بن سمرة - من ولد عبد الرّحمن ابن سمرة - أبو عتبة، من أهل الشام، قدم علينا، حدّثني سعيد بن عبد العزيز قال [قال] (3)مكحول (4):لا تقصر الصّلاة حتى ثلاثين ميلا.

8057 - الوليد بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان

8057 - الوليد بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان (5)

أمّه أم ولد، له ذكر، تقدم ذكره في ترجمة أخيه عثمان بن الوليد، و للوليد بن الوليد هذا عقب (6).

ص: 308


1- من هنا... إلى قوله: البلخي سقط من «ز».
2- زيادة منا للإيضاح.
3- زيادة منا.
4- في «ز»: «مكحو».
5- جمهرة أنساب العرب ص 92.
6- أقحم بعدها بالأصل:«أنبأنا أبو عبد اللّه بن...» حذفناها بما يوافق عبارة م، و «ز».

8058 - الوليد بن هاشم أبو العبّاس

حدّث عن معروف أبي (1) الخطاب الخيّاط .

روى عنه: إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان.

أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي العلاء،[و أبو محمّد بن صابر، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء] (2) أخبرنا أبو الحسن (3) بن السمسار، أخبرنا أبو سليمان بن زبر، حدّثنا إبراهيم بن مروان، حدّثنا الوليد بن هاشم أبو العبّاس، حدّثنا معروف الخيّاط قال: خرجت مع واثلة بن الأسقع على حمار له، أسود، عليه عمامة سوداء، قد ألقى عذبة إلى قدّام، و عذبة إلى خلف حتى أتينا باب الفراديس، فشرب فقاعا و شربت معه.

8059 - الوليد بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص بن أمية الأموي (4)

له ذكر.

8060 - الوليد بن هشام بن معاوية بن هشام بن عقبة بن أبي معيط ،

أبان بن أبي عمرو بن أميّة أبو يعيش المعيطي القرشي (5)

عامل عمر بن عبد العزيز على قنّسرين.

روى عن أم الدّرداء، و عبد اللّه بن محيريز، و معدان بن طلحة، و مالك بن عبد اللّه الخثعمي، و عمر بن عبد العزيز، و عبادة بن أوفى النميري.

روى عنه: ابنه يعيش، و الأوزاعي، و سفيان بن عيينة، و محمّد بن عمر الطائي المحري (6)،و رجاء بن أبي سلمة، و بشر بن عبد اللّه بن يسار الحمصي، و ناصح أبو عبد اللّه مولى بني أمية، و يزيد بن أبي مريم، و صالح بن أبي الأخضر.

ص: 309


1- بالأصل و م:«بن» خطأ، و المثبت عن «ز»، و هو معروف بن عبد اللّه الخياط ، أبو الخطاب الدمشقي، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 251/18.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم السند عن «ز».
3- تحرفت بالأصل و م إلى: الحسين، و المثبت عن «ز».
4- جمهرة أنساب العرب ص 93.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 466/19 و تهذيب التهذيب 100/6 و طبقات خليفة بن خيّاط ص 574 رقم 3004.
6- رسمها بالأصل و م و «ز»: «المحربي» و بدون إعجام في «ز»، و م، و المثبت عن تهذيب الكمال.

و كان بدمشق حتى وثب عليها عمرو بن سعيد بن العاص.

و ذكر الواقدي أنه كان ناسكا ديانا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا جعفر بن محمّد بن جعفر أبو عبد اللّه الكندي، أخبرنا أبو زيد أحمد بن عبد الرحيم الحوطي، حدّثنا أبو المغيرة، حدّثني الأوزاعي، حدّثني الوليد بن هشام، حدّثني معدان بن أبي طلحة قال: قلت لثوبان مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم: حدّثنا حديثا ينفعنا اللّه به، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و سكت، ثم قلت: حدّثنا حديثا ينفعنا اللّه به، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ما من عبد يسجد للّه سجدة إلاّ رفعه اللّه بها درجة، و حطّ عنه بها خطيئة»[13003].

هذا مختصر.

أخبرناه بتمامه أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،حدّثنا الوليد بن مسلم قال: سمعت الأوزاعي يقول: حدّثني الوليد بن هشام المعيطي، حدّثنا معدان بن طلحة اليعمري قال:

لقيت ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: أخبرني بعمل أعمله يدخلني اللّه به الجنّة، أو قال: قلت: بأحبّ الأعمال إلى اللّه، فسكت، ثم سألته فسكت (2)،ثم سألته الثالثة (3) فقال:

سألت عن ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«عليك بكثرة السجود، فإنك لا تسجد للّه سجدة إلاّ رفعك اللّه بها درجة و حطّ عنك بها خطيئة»[13004].

قال معدان: ثم لقيت أبا الدّرداء، فسألته، فقال لي مثل ما قال ثوبان.

و أخبرتنا به أم المجتبى العلوية فقالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أخبرنا أبو بكر ابن المقرئ، أخبرنا أبو يعلى، حدّثنا زهير بن حرب، حدّثنا الوليد بن مسلم قال: سمعت الأوزاعي، حدّثني الوليد بن هشام المعيطي، حدّثنا معدان بن أبي طلحة اليعمري قال:

لقيت ثوبان فقلت: أخبرني بعمل يدخلني به اللّه الجنّة، أو قال: بأحبّ الأعمال إلى

ص: 310


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 323/8 رقم 2440 طبعة دار الفكر.
2- قوله:«ثم سألته فسكت» مكرر بالأصل، و المثبت يوافق «ز»، و م، و المسند.
3- بالأصل و م و «ز»: الثانية، و المثبت عن المسند.

اللّه، فسكت، ثم سألته الثالثة فقال: سألت عن ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«عليك بكثرة السجود، فإنك لا تسجد للّه سجدة إلاّ رفعك اللّه بها درجة، و حطّ عنك بها خطيئة»[13005].

قال معدان: ثم لقيت أبا الدّرداء، فسألته، فقال لي مثل ما قال ثوبان.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن يحيى، أخبرنا أبو طاهر بن خزيمة، حدّثنا جدي أبو بكر، حدّثنا أبو عمّار الحسين بن حريث، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا الأوزاعي، حدّثني الوليد بن هشام المعيطي، حدّثني معدان بن طلحة اليعمري قال:

لقيت ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت له: دلّني على عمل ينفعني اللّه به - أو يدخلني الجنّة - قال: فأسكت عني ثلاثا ثم التفت إليّ فقال: عليك بالسجود، فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ما من عبد يسجد للّه سجدة إلاّ رفعه اللّه بها درجة و حطّ عنه بها خطيئة»[13006].

قال معدان: ثم لقيت أبا الدّرداء فسألته مثل ما سألت ثوبان عنه، فقال: عليك بالسجود، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ما من عبد يسجد للّه سجدة إلاّ رفعه اللّه بها درجة، و حطّ عنه بها خطيئة».

رواه الترمذي و النسائي عن ابن عمّار.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا:- أخبرنا محمّد بن الحسن، أخبرنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، حدّثنا عمر بن أحمد، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (1):في الطبقة الثالثة من أهل الشامات: الوليد بن أبي هشام، من ولد الوليد بن عقبة، دمشقي.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، أخبرنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزبير بن بكّار قال (2):في تسمية ولد عقبة بن أبي معيط قال: و هشام بن عقبة لأمّ ولد سوداء، و من ولد هشام بن عقبة: الوليد بن هشام بن معاوية بن هشام بن عقبة، كان شريفا، و هو صاحب الصوائف في زمن الوليد، و أمّه: أم ولد.

ص: 311


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 574 رقم 3004 طبعة دار الفكر.
2- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 146.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أخبرنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمّد بن سهل، أخبرنا البخاري قال (1):الوليد بن هشام المعيطي عن معدان، و ابن محيريز، و أم الدّرداء، يعد في الشاميين، روى عنه الأوزاعي، و ابن عيينة، و ابنه يعيش.

[قال ابن عساكر:] (2) أراه القرشي.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (3):

الوليد بن هشام المعيطي، شامي، روى عن أم الدّرداء، و عبد اللّه بن محيريز و معدان ابن طلحة، روى عنه الأوزاعي و ابنه يعيش بن الوليد و سفيان بن عيينة، و محمّد بن عمر الطائي المحري (4)،سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أخبرنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أخبرنا أبو عبد اللّه الكندي، حدّثنا أبو زرعة قال في الطبقة الثانية ممن ولي السرايا:

الوليد بن هشام المعيطي، ثم أعاد ذكره في الطبقة الثالثة.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي - إجازة - أخبرنا أبو القاسم بن عتّاب، أخبرنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أخبرنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أخبرنا أبو الحسن الربعي، أخبرنا عبد الوهّاب الكلابي، أخبرنا أحمد بن عمير - إجازة - قال:

سمعت أبا الحسين [بن سميع يقول: في الطبقة الرابعة: الوليد بن هشام المعيطي عامل عمر على قنّسرين و الصوائف.

ص: 312


1- التاريخ الكبير للبخاري 156/8.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 20/9.
4- بالأصل و م و «ز»: المحرمي، و المثبت عن الجرح و التعديل.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد، أنا أبو القاسم علي بن المحسن، أنا أبو الحسين ابن] (1) المظفّر، أخبرنا بكر (2) بن أحمد بن حفص، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى قال:

الوليد بن هشام المعيطي.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أخبرنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: حدّثنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا عبّاس بن محمّد، قال: سمعت يحيى يقول: حديث رواه سفيان عن الوليد بن هشام قال: هذا الوليد ابن هشام المعيطي ؟ قلت: سمع من الوليد هذا من أمّ الدّرداء؟ قال: نعم، قد سمع منها.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و غيره، عن أبي القاسم علي بن محمّد بن يحيى، أخبرنا أبي - إجازة - أخبرنا عثمان بن محمّد الذهبي، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدّثنا علي بن المديني، قال: قال سفيان: و كان الوليد بن هشام المعيطي من قرّاء أهله - يعني: بني أمية-.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر ابن حيوية، أخبرنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حدّثنا هارون بن معروف، حدّثنا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة قال: سألت الوليد بن هشام عن ما غيّرت النار، فقال: إنّي لست بالذي أسأل. قال: قلت على ذاك، قال: قال: كان مكحول - و كان أعلم فقيها - يتوضأ فحجّ ، فلقي من أثبت له الحديث انه ليس فيه وضوء، فترك الوضوء.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا ابن مندة، أخبرنا حمد (3)-إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (4):ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: الوليد بن هشام ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن

ص: 313


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، فتداخل الخبران و اضطرب السياق، و الزيادة لرفع الخلل عن «ز».
2- بالأصل و م: أبو بكر، و المثبت عن «ز».
3- تحرفت بالأصل و م إلى: أحمد، و المثبت عن «ز».
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 20/9.

الطّيّوري و ثابت، قالا (1):أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسين (2)،قالا: أخبرنا الوليد بن بكر، أخبرنا علي بن أحمد، أخبرنا صالح بن أحمد العجلي، حدّثني أبي قال: الوليد المعيطي، شامي، ثقة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أخبرنا محمّد بن هبة اللّه، أخبرنا محمّد بن الحسين، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال: و الوليد بن هشام المعيطي لا بأس بحديثه (3).

و قال يعقوب في موضع آخر (4):حدّثنا دحيم عبد الرّحمن بن إبراهيم، حدّثنا الوليد (5)،حدّثنا الأوزاعي، حدّثني الوليد بن هشام المعيطي - و هو ثقة عدل - حدّثني معدان ابن طلحة اليعمري، قال: لقيت ثوبان، و هذا إسناد جيّد.

أنبأنا أبو القاسم النّسيب و غيره، قالوا: حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا أبو القاسم بن أبي العقب، أخبرنا أبو عبد الملك، أخبرنا ابن عائذ عن الوليد قال: و أخبرني عبد الأعلى أن عمرو بن قيس أخبره أن عمر بن عبد العزيز ولاّه إحدى الصائفتين، و الوليد بن هشام الصائفة الأخرى.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا أبو القاسم بن أبي العقب، أخبرنا أحمد بن إبراهيم القرشي، حدّثنا محمّد بن عائذ، حدّثنا الوليد قال: فخبرنا سعيد بن عبد العزيز أن عمر بن عبد العزيز أغزى أرض الروم صائفتين على إحداهما الوليد بن هشام المعيطي، و الأخرى عمرو بن قيس السكوني.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أخبرنا محمّد بن علي السّيرافي، أخبرنا أبو عبد اللّه النهاوندي، أخبرنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى بن زكريا، حدّثنا خليفة قال (6):و في

ص: 314


1- في «ز»: قالوا.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: محمّد بن الحسن.
3- تهذيب الكمال 466/19 نقلا عن يعقوب بن سفيان الفسوي.
4- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 464/2 و عن يعقوب في المعرفة و التاريخ 466/19.
5- يعني الوليد بن مسلم الدمشقي.
6- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 319-320.

سنة تسع و تسعين غزا (1) الوليد بن هشام، و عمرو بن قيس الكندي، و أبو (2) عيسى بن عمرو فأصيب من أصحاب عمرو بن قيس ابن الجعد في ناس من أهل أنطاكية، و أصحاب الوليد بن هشام فرسانا من ضواحي الروم، و أسر ناسا كثيرا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أخبرنا تمام بن محمّد، أخبرنا أبو عبد اللّه الكندي، حدّثنا أبو زرعة قال في تسمية من ولي السرايا من أهل الشام:

الوليد بن هشام.

أخبرنا أبو محمّد أيضا، حدّثنا أبو محمّد، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (3)،حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم، حدّثنا الوليد بن مسلم، أخبرني صفوان بن عمرو قال: غزونا الصائفة في ولاية عمر بن عبد العزيز، و الوليد بن هشام المعيطي على الناس، فجعل للهجين [سهما] (4).

قال صفوان: قد رأيت عمر بن عبد العزيز بعث بترياق إلى أهل الصائفة يقسّمه بين الناس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، حدّثني سعيد بن أسد، حدّثنا ضمرة، عن رجاء، عن الوليد بن هشام قال: ولاّني الوليد بن عبد الملك الصائفة فقلت لابن محيريز: قد ترى الذي ابتليت به و لا غنا لي عن رأيك، يعني فإن كان لا بد قليلا.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد بن أحمد، قالت: أخبرنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أخبرنا جعفر بن عبد اللّه، حدّثنا محمّد بن هارون، حدّثنا أبو كريب، حدّثنا ابن المبارك، عن الأوزاعي، عن الوليد بن أبي هشام قال: أرسلت إلى ابن محيريز أسأله عن لبس اليلامق (5) في الحرب قال: فأرسل إلي: أن كن أشد كراهية لما يكره عند الصفوف - أو قال القتال - حين تعرّض نفسك للشهادة.

ص: 315


1- الأصل و م و «ز»: «عن» خطأ، و التصويب عن تاريخ خليفة.
2- كذا بالأصل و م و «ز»: «و أبو عيسى» و في تاريخ خليفة:«أبو عيسى» بدون «واو».
3- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 353/1.
4- سقطت من الأصل و م و «ز»، و استدركت عن تاريخ أبي زرعة.
5- اليلامق جمع يلمق و هو القباء المحشو.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أخبرنا أبو الحسن بن السّقا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: حدّثنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا عبّاس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: روى سفيان بن عيينة عن الوليد بن هشام المعيطي، و كان واليا لعمر بن عبد العزيز، و قد سمع الوليد بن هشام من أم الدّرداء.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (1):في تسمية عمّال عمر بن عبد العزيز قنّسرين: الوليد بن هشام بن الوليد بن عقبة.

بلغني عن محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم قال (2):ولّى عمر بن عبد العزيز الوليد بن هشام المعيطي عن جند قنّسرين، و الفرات بن مسلم على خراجها، فتباغيا، حتى بلغ الأمر بالوليد إلى أن هيأ أربعة نفر من كهول قنّسرين يشهدون على فرات أنه يدع الصلاة، و يفطر في شهر رمضان مقيما صحيحا، و لا يغتسل من الجنابة، و يأتي أهله و هي طامث، فقدموا على عمر بن عبد العزيز، فشهدوا بهذه الشهادة، و هم مختضبون بالحناء، فقال عمر: هذا [رمقتموه] (3) في صلاته فلم يصلّها، إمّا تركها متعمدا أو إمّا ساهيا، و رأيتموه يفطر في شهر رمضان و لا ترون به سقما، ما علمكم أنه لا يغتسل من الجنابة و بغشيانه أهله ؟ و اللّه ما هذا مما يشتم به (4) و لا سيما فرات في مثل عفافه و أمانته، يا غلام انطلق بهؤلاء المشيخة السوء إلى صاحب الشرط ، فمره فليضرب كلّ واحد منهم عشرين سوطا على مفرق رأسه، و ليرفق في ضربه لمكان أسنانهم، و بحسبهم من الفضيحة ما هم صائرون إليه، إن لم يتغمد اللّه ما كان منهم بعفوه، ثم استوثق منهم بالكفلاء حتى يكون فرات هو الآخذ بحقه منهم، أو العافي عنهم، و العفو أقرب للتقوى، و أقرب إلى اللّه، ثم أصلح بين الوليد و فرات.

قال: و قدم (5) الوليد و معه رءوس النبط بقنسرين، فكتب عمر بن عبد العزيز إلى الفرات [أن] (6) يقدم،[فقدم] (7) و إنه لقاعد خلف سرير عمر إذ دخل الوليد و الأنباط ، فقال

ص: 316


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 323.
2- الخبر رواه ابن عبد الحكم في سيرة عمر بن عبد العزيز ص 134-135.
3- سقطت من الأصل و م و «ز»، و استدرك للإيضاح عن سيرة عمر لابن عبد الحكم.
4- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: يستمريه، و المثبت عن ابن عبد الحكم.
5- في سيرة ابن عبد الحكم: قال: و لما قدم قابل، و قدم الوليد.
6- زيادة عن ابن عبد الحكم.
7- زيادة عن ابن عبد الحكم.

لهم عمر: ما ذا أعددتم لأميركم في نزله بسيره إليّ ؟ قالوا: و هو قدم يا أمير المؤمنين ؟ قال: ما علمتم ؟ قالوا: لا و اللّه يا أمير المؤمنين، فأقبل عمر بوجهه على الوليد فقال: يا وليد، إن رجلا ملك قنّسرين و أرضها خرج يسير في سلطانه و أرضه، حتى انتهى إليّ لا يعلم به أحد، و لا ينفر أحدا و لا يروعه، لخليق أن يكون متواضعا عفيفا، قال الوليد: أجل و اللّه يا أمير المؤمنين، إنه لعفيف و إني له لظالم، و أستغفر اللّه و أتوب إليه، فقال عمر: ما أحسن الاعتراف، و أبين فضله من الإصرار، و ردّهما عمر على عملهما، فكتب إليه الوليد - [و كان] (1) مرائيا - خديعة منه لعمر، و تزينا بما ليس هو عليه، إني قدّرت نفقتي لشهر فوجدتها كذا و كذا درهما، و رزقي يزيد على ما أحتاج إليه، فإن رأى أمير المؤمنين أن يحط فضل ذلك، فقال عمر: أراد الوليد أن يتزين عندنا بما لا أظنه عليه، و لو كنت عازلا أحدا عن ظن لعزلته، ثم أمر بحطّ رزقه إلى الذي سأله، ثم أمر بالكتاب إلى يزيد بن عبد الملك، و هو ولي عهد: إنّ الوليد بن هشام كتب إليّ كتابا بأكبر ظنّي أنه يزين بما ليس هو عليه، و لو أمضيت شيئا على ظني ما عمل لي أبدا، و لكن آخذ بالظاهر و عند اللّه علم الغيب، فأنا أقسم عليك إن حدث بي حدث و أفضى إليك الأمر، فسألك أن تردّ إليه رزقه، و ذكر أنّي نقصته فلا يظفر منك جهدا، فإنّما خادع اللّه، و اللّه خادعه، فلما [مات عمر و] (2) استخلف يزيد كتب الوليد: إن عمر نقصني و ظلمني، فغضب يزيد و بعث إليه فعزله و غرّمه كلّ رزق جرى عليه في ولاية عمر كلها، و عزله يزيد، فلم يل له عملا حتى هلك.

بلغني أن الوليد بن هشام كان حيا في خلافة مروان بن محمّد.

8061 - الوليد بن هشام بن يحيى بن يحيى بن قيس الغسّاني

روى عن أبيه هشام.

روى عنه: ابنه معن بن الوليد، و ابن ابنه مطهر بن أحمد بن الوليد، و أبو عمير بن النحّاس.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أخبرنا أبو طاهر بن محمود، أخبرنا أبو بكر [ابن] (3) المقرئ، حدّثنا أبو العبّاس بن قتيبة، حدّثنا أبو عمير بن النحّاس، حدّثنا الوليد

ص: 317


1- سقطت من الأصل و م و «ز»، و زيدت عن سيرة ابن عبد الحكم.
2- الزيادة استدركت عن سيرة ابن عبد الحكم، و هي بدورها مستدركة فيها بين معكوفتين.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم السند عن «ز».

ابن هشام بن أبي يحيى، عن أبيه، عن جدّه، عن عمرة عن عائشة قالت: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«القطع في ربع دينار فصاعدا»[13007].

[قال ابن عساكر:] (1) كذا وقع في الأصل، و الصواب: بن هشام بن يحيى.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي - قراءة - عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا أبو القاسم بن عتّاب، أخبرنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد [أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد] (2) بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة: الوليد بن هشام.

8062 - الوليد بن هشام أبو هشام القرشي مولى أبان بن سعيد بن عثمان بن عفّان،

و يقال: مولى معاوية المعروف [بالقبيطي، كاتب علي بن عبد اللّه بن خالد

ابن يزيد بن معاوية المعروف] (3) بأبي العميطر

ذكره أبو الحسين الرّازي.

قرأت بخط أبي الحسين محمّد بن عبد اللّه، حدّثني أبو الحسين محمّد بن أحمد بن غزوان الدّمشقي، حدّثنا أحمد بن المعلّى بن يزيد الأسدي، حدّثنا صالح بن البختري قال:

كان الوليد بن هشام في الحجّ ، فلما بلغه خروج أبي العميطر بدمشق نزل عن الجمل و خرّ ساجدا للّه، فلمّا قدم دمشق ولاّه أبو العميطر وزارته، و كان المدبّر لأموره حتى قتل بناحية باب كيسان، قتله رجل من بني مرة، و نصب رأسه على قبطية (4)،فلذلك سمي القبطي (5).

قال صالح بن البختري: قال لي المري الذي قتله: قال: قال لي لما أخذته: أنا أدفع إليك ألف دينار، و خلّني و لا تقتلني، فلم التفت إلى كلامه، و قتلته (6).

ص: 318


1- زيادة منّا.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم السند عن «ز».
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.
4- كذا بالأصل، و في م و «ز»: «قبيطة» و القبطية ثياب بيض رقاق من كتان تتخذ بمصر.
5- كذا بالأصل:«القبطي» و في «ز»، و م: القبيطي.
6- الأصل: فقتله، و المثبت عن «ز»، و م.

8063 - الوليد بن يزيد بن أبي طلحة الرّملي

8063 - الوليد بن يزيد بن أبي طلحة الرّملي (1)

روى عن هاشم بن سليمان الخزاعي، و زيد بن يحيى بن عبيد، و بقيّة، و زياد بن يونس، و ضمرة بن ربيعة.

روى عنه: أبو داود السجستاني، و إبراهيم بن دحيم، و أبو المنذر محمّد بن سفيان بن المنذر الرّملي، و أبو بكر بن أبي داود، و سماعة بن محمّد بن سماعة الرّملي، و محمّد بن خزيمة الفرمي، و أبو مسهر أحمد بن أبي مروان، و يقال: الرّملي.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد - شفاها - و أبو الحسين أحمد بن عمر الصقلي - إذنا - قالا: أخبرنا أبو نصر الحسين بن محمّد بن طلاّب - و نقلته أنا من خطه - أخبرنا أبو نصر بن الجندي، أخبرنا أبو القاسم الفضل بن جعفر أخو أبي عاصم المؤذن - قراءة عليه من فوائده - حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم، حدّثنا الوليد بن يزيد بن أبي طلحة، حدّثنا زيد بن يحيى بن عبيد الدّمشقي، حدّثنا عبد الوهّاب الأوزاعي، حدّثني عمرو ابن مهاجر قال: قدم محمّد بن كعب القرظي على عمر بن عبد العزيز قال: فجعل محمّد بن كعب يحدّ النظر إلى عمر، قال: فقال: إنك لتحدّ النظر إليّ ، قال: نعم يا أمير المؤمنين، عهدتك بالمدينة و أنت أظهر لحما و دما، الحديث غير مطول.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أخبرنا أبو محمّد الكتّاني، أخبرنا تمام بن محمّد، أخبرنا أبو سليمان بن زبر، حدّثنا أبو عبد الملك محمّد بن يوسف بن بشر (2)،حدّثني محمّد ابن خزيمة أبو بكر - بفرما - حدّثني الوليد بن أبي طلحة الرّملي الثقة الرضا، حدّثنا هاشم بن سليمان الخزاعي، بحديث ذكره (3).

8064 - الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص بن أميّة أبو العبّاس (4)

بويع له بعد عمّه هشام بن عبد الملك بعهد أبيه يزيد بن عبد الملك.

ص: 319


1- ترجمته في تهذيب الكمال 469/19 و تهذيب التهذيب 101/6.
2- تحرفت بالأصل و م إلى: بشير، و المثبت عن «ز».
3- الخبر في تهذيب الكمال 470/19.
4- نسب قريش ص 166، و جمهرة ابن حزم ص 91 و كتب التواريخ العامة كالطبري، و المسعودي، و اليعقوبي، و ابن الأثير، و ابن كثير، و تاريخ الإسلام للذهبي، و الأغاني 1/7، و سير أعلام النبلاء 370/5.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا البنّا، قالوا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزبير بن بكّار قال (1):فولد يزيد بن عبد الملك [الوليد بن يزيد كان خليفة، و قتله يزيد بن الوليد بن عبد الملك] (2) الذي يقال له يزيد الناقص، و يحيى، و عاتكة، و أمّهم أم الحجّاج بنت محمّد بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتّب (3).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أخبرنا أبو طاهر بن محمود، أخبرنا أبو بكر ابن المقرئ، حدّثنا محمّد بن جعفر الزراد، حدّثنا عبيد اللّه بن سعد، عن عمّه يعقوب بن إبراهيم قال: أمّ الوليد بن يزيد بن عبد الملك أمّ الحجّاج ابنة محمّد بن يوسف الثقفي.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أخبرنا أبي أبو يعلى، قالا: أخبرنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أخبرنا محمّد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال في كنى الخلفاء: الوليد بن يزيد، أبو العبّاس.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد (4) الكتّاني، أخبرنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أخبرنا أبو عبد اللّه الكندي، حدّثنا أبو زرعة قال: و من بني أمية ممن يحدّث: الوليد ابن يزيد، و لم يقع له إلينا رواية.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي - إجازة - أخبرنا أبو القاسم بن عتّاب، أخبرنا ابن جوصا - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الرابعة: الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان،[أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي قراءة، أنا أبو القاسم بن جنيقا، أنا إسماعيل بن علي الخطبي قال:

الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان] (5) كنيته أبو العبّاس، أمّه أم الحجّاج بنت محمّد بن يوسف الثقفي.

ص: 320


1- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 166-167.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م، و نسب قريش.
3- الأصل و م: مغيث، و المثبت عن «ز»، و نسب قريش.
4- تحرفت بالأصل إلى: بكر، و المثبت عن «ز»، و م.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، فتداخل الخبران و اضطرب السياق، و المستدرك عن «ز»، لتقويم السياق.

قال أبو معشر: و استخلف الوليد بن يزيد في ربيع الآخر سنة خمس و عشرين و مائة، و كان استخلافه بعهد من أبيه إليه بعد هشام بن عبد الملك.

قال أبو معشر: و قتل الوليد بن يزيد لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست و عشرين و مائة.

و ذكر الخطبي أن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل حدّثه، حدّثنا أبي، حدّثنا إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أخبرنا أبو بكر الصفّار، أخبرنا أحمد بن علي بن منجويه، أخبرنا أبو أحمد (1) الحاكم قال:

أبو العبّاس الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، استخلف يوم توفي هشام بن عبد الملك برصافة هشام، و هو يوم الأربعاء لستّ ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة خمس و عشرين و مائة، و قدمت عليه الولاية صبيحة عاشره و كان وكلاء الوليد قد ختموا خزائن هشام، و بيوت أمواله فلم يوجد له كفن يكفن فيه حتى كفنه خادم له، و الوليد يومئذ... (2)،و ضم ربيعة بن أبي عبد الرّحمن إلى ابنه عثمان بن الوليد و جعله قائما بأمره، و زاد أهل المدينة في أعطياتهم عشرة دنانير لكلّ إنسان، و ولّى المدينة يوسف بن محمّد بن يوسف خاله، و مكة و الطائف، و قدم يوسف بن محمّد بن يوسف المدينة، فاستقضى سعد بن إبراهيم، و استقضى الوليد في عسكره عبد اللّه بن زياد بن سمعان مولى لأم سلمة بنت أبي أمية، و أقرّ سليمان بن حبيب على قضائه، فكانا جميعا، ثم إنّ يوسف بن محمّد عزل سعد بن إبراهيم عن قضائه، و ولّى يحيى بن سعيد الأنصاري، و قتل بالبخراء (3) يوم الخميس لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست و عشرين و مائة، و هو ابن ست و ثلاثين سنة و شهرين و ثنتين و عشرين ليلة.

و قال سعيد بن كثير بن عفير: قيل إن الوليد بن يزيد ولد في سنة سبع و ثمانين، و كذلك قال أبو العبّاس أحمد بن يونس بن المسيّب في مولده.

ص: 321


1- بالأصل و م:«أخبرنا أحمد بن الحاكم» صوبنا الاسم عن «ز».
2- كلمة غير مقروءة بالأصل و م و «ز» و رسمها:«بابير» و الذي في الأغاني 8/7 بالأبرق.
3- البخراء: ماء منتنة على ميلين من القليعة في طرف الحجاز (معجم البلدان)، و في تاريخ خليفة ص 363: البخراء من تدمر على أميال.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (1):و حدّثني يحيى بن محمّد، عن عبد العزيز بن (2) عمران قال: ولد الوليد بدمشق سنة تسعين، و يقال:

سنة اثنتين و تسعين (3).

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أخبرنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (4)،حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا ابن عيّاش، حدّثني الأوزاعي و غيره عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن عمر بن الخطّاب قال: ولد لأخي أمّ سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم غلام فسموه الوليد، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«سميتموه بأسماء فراعنتكم ؟ ليكوننّ في هذه الأمة رجل يقال له الوليد، هو أضرّ على هذه الأمة من فرعون [لقومه.] (5)».

رواه الوليد بن مسلم، و هقل بن زياد، و محمّد بن كثير [و بشر بن كثير عن الأوزاعي فلم يذكروا عمر في إسناده و أرسلوه، و لم يذكر ابن كثير] (6) سعيد بن المسيّب.

فأمّا حديث الوليد بن مسلم:

فأخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أخبرنا أبو بكر البيهقي (7).

ح و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه.

قالا: أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، حدّثنا محمّد بن خالد بن العبّاس - زاد ابن السّمرقندي: ابن رمل السكسكي ببيت لهيا و قالا:- حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا أبو عمرو الأوزاعي، عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيّب قال: ولد لأخي أمّ سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم غلام فسموه الوليد فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قد جعلتم تسمون

ص: 322


1- رواه خليفة في تاريخه ص 363 (ت. العمري).
2- في تاريخ خليفة: بن أبي عمران.
3- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: و مائتين.
4- رواه أحمد بن حنبل في المسند 49/1 رقم 109.
5- سقطت من الأصل و م، و استدركت للإيضاح عن «ز»، و مسند أحمد.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز».
7- رواه البيهقي في دلائل النبوة 505/6-506 و نقله ابن كثير في البداية و النهاية 241/6 نقلا عن البيهقي.

بأسماء فراعنتكم ؟ إنه سيكون رجل يقال له الوليد، هو أضرّ على أمّتي من فرعون على قومه»[13008].

قال أبو عمرو: فكان الناس يرون أنه الوليد بن عبد الملك، ثم رأينا (1) أنه الوليد بن يزيد لفتنة الناس به حين خرجوا عليه فقتلوه، فافتتحت الفتن - و قال محمّد بن الفضل: الفتنة - على الأمّة و الهرج.

و أمّا حديث هقل و ابن كثير:

فأخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر، أخبرنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أخبرنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أخبرنا أبو حامد بن الشرقي، حدّثنا محمّد بن يحيى الذهلي، حدّثنا الحكم بن موسى، حدّثنا هقل، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب.

ح قال: و أخبرنا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي، عن الزهري قال الحكم: ولد لأخي أم سلمة غلام فسمّوه الوليد، و قال ابن كثير: ولد مولود لآل أم سلمة، فسمّوه الوليد، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تسمون الوليد بأسماء فراعنتكم ؟ سيكون في أمّتي رجل يسمى الوليد، و هو أشدّ على أمّتي من فرعون على قومه»- زاد ابن كثير: قال: فحولوا اسمه فسمّوه عبد اللّه[13009].

و أمّا حديث بشر:

فأخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أخبرنا أبو بكر البيهقي (2)،أخبرنا الحافظ أبو عبد اللّه [و أبو عبد اللّه] (3) إسحاق بن محمّد بن يوسف السّوسي، قالا: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدّثنا سعيد بن عثمان التنوخي، حدّثنا بشر بن بكر، حدّثني الأوزاعي، حدّثني الزهري، حدّثني سعيد بن المسيّب قال: ولد لأخي أم سلمة من أمّها غلام، فسمّوه الوليد، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تسمّون بأسماء فراعنتكم ؟ غيّروا اسمه فسمّوه عبد اللّه، فإنّه سيكون في هذه الأمّة رجل يقال له الوليد، لهو شرّ لأمّتي من فرعون لقومه»[13010].

قال البيهقي: هذا مرسل حسن.

ص: 323


1- بالأصل: رأيت، و المثبت عن «ز»، و م، و دلائل النبوة.
2- رواه البيهقي في دلائل النبوة 505/6.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم السند عن «ز»، و دلائل النبوة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أخبرنا سهل بن بشر (1)،أخبرنا علي ابن منير بن أحمد، أخبرنا محمّد بن أحمد الذهلي، حدّثنا أبو أحمد بن عبدوس، حدّثنا ابن حميد (2)،حدّثنا سلمة بن الفضل، حدّثني محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن عمرو بن عطاء، عن زينب بنت أم سلمة، عن أمّها أم سلمة قالت:

دخل عليّ النبي صلى اللّه عليه و سلم و عندي غلام من آل المغيرة اسمه الوليد فقال:«من هذا يا أم سلمة ؟» قالت: هذا الوليد، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«قد اتخذتم الوليد حنانا، غيّروا اسمه، فإنه سيكون في هذه الأمّة فرعون يقال له الوليد»[13011].

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزّبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن سلاّم، حدّثني حمّاد بن سلمة و ابن جعدبة جميعا، و فيه اختلاف بينهما، قالا:

دخل النبي صلى اللّه عليه و سلم على أم سلمة و عندها رجل، فقال:«من هذا؟» قالت: أخي الوليد، قدم مهاجرا، فقال:«هذا المهاجر» فقالت: يا رسول اللّه، هذا الوليد، فأعاد، و أعادت، فقال:«إنكم تريدون أن تتخذوا الوليد حنانا، إنه يكون في أمّتي فرعون يقال له الوليد - قال و في حديث حمّاد بن سلمة: يسرّ الكفر، و يظهر الإيمان»، و عرفت أم سلمة ما أراد من تحويل اسمه، فقالت: يا رسول اللّه هو المهاجر.

قال: قال الجعدي في حديثه: لو رأيته يوم بدر و جاء مقنعا في الحديد لا يرى منه إلاّ عيناه وقف و دعا إلى البراز، فاستشرفه الناس، فقلنا من هذا؟ قال: أنا ابن زاد الراكب: فعرفنا أنه ابن أبي أمية، فقلنا: أيهم ؟ قال: أنا ابن جذل الطعّان (3)،فعرفناه، فلم يلبث أن انصرف.

و جاء فارس في مثل حاله و وقف في مثل موقفه فاستشرفه الناس فقلنا: من هذا؟ فقال: أنا ابن زاد الراكب، فعلمنا أنه ابن أبي أمية، فقلنا: أيّهم ؟ فقال: أنا ابن عبد المطّلب، فعرفنا أنه زهير بن أبي أمية، قال: فكان ابن عمّتي أثبت مقاما من أخيك، كانت أم المهاجر ابن أبي أمية، و أمّ أمّ سلمة بنت أبي أمية عاتكة بنت جذل الطعان، و كانت أم أخيهما لأبيهما زهير بن

ص: 324


1- تحرفت بالأصل و م إلى: بشير، و المثبت عن «ز».
2- من طريقه روي الحديث في تاريخ الإسلام(121-140) ص 288.
3- جذل الطعان بالكسر، لقب علقمة بن فراس بن غنم من مشاهير العرب (تاج العروس جذل).

أبي أميّة عاتكة بنت عبد المطّلب بن هاشم، و كان أبو أمية يلقّب زاد الراكب لأنه لم يكن يترك أحدا يتزود ممن يخرج معه في سفر، و يكفي من رافقه زاده، و كان يلقب بهذا اللّقب أيضا مسافر بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس، و زمعة بن الأسود بن المطّلب بن أسد بن عبد العزّى بن قصي.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش - مناولة و قرأ عليّ إسناده و قال: اروه عنّي - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (1)،حدّثنا محمّد بن الحسن (2) بن دريد، حدّثنا عبد الرّحمن عن (3) عمّه، أخبرني مروان بن أبي حفصة، قال:

قال لي هارون أمير المؤمنين: هل رأيت الوليد بن يزيد؟ قال: قلت: نعم، قال: فصفه لي، فرمت أن خرج (4)،فقال: إن أمير المؤمنين لا يكره ما تقول، قال: فقلت: كان من أجمل الناس و أشعرهم و أشدهم، قال: أ تروي من شعره شيئا؟ قلت: نعم، دخلت عليه مع عمومتي و لي جمّة (5) فينانة (6)،فجعل يقول بالقضيب فيها و يقول: يا غلام، هل ولدتك شكر؟ أم ولد كانت لمروان بن الحكم زوّجها أبا (7) حفصة، فقلت: نعم، فسمعته أنشد عمومتي (8):

ليت هشاما عاش حتى يرى *** محلبه الأوفر قد أترعا

كلنا له الصاع التي كالها *** و ما ظلمناه بها أصوعا (9)

و ما أتينا ذاك عن بدعة *** أحلها القرآن لي أجمعا

قال: فأمر هارون بكتابتها، فكتبت.

قال القاضي: قوله جمة فينانة: معناه: الوافرة الجثلة، و قول الوليد في شعره: محلبه

ص: 325


1- رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 289/2-290 و الأغاني 18/7.
2- تحرفت بالأصل إلى: الحسين، و المثبت عن «ز»، و م، و الجليس الصالح.
3- الأصل و م:«بن» خطأ، و المثبت عن «ز»، و الجليس الصالح.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الجليس الصالح: قال:«فذهبت أتحرج» و في الأغاني: فذهبت أتزحزح.
5- الجمة: مجتمع شعر الرأس، أو ما تدلى من شعر الرأس على المنكبين.
6- الفينان: الحسن الشعر الطويلة.
7- الأصل و م: أبو، و المثبت عن «ز»، و الجليس الصالح.
8- الأبيات في الجليس الصالح الكافي 289/2 و تاريخ الطبري 216/7 و الأغاني 18/7.
9- كذا بالأصل و الأغاني، و في الطبري:«إصبعا» و في الجليس الصالح: آصعا.

الأوفر: معناه الإناء الذي يحلب فيه بكسر ميمه، أجرى على بابه الأعم في الأواني و الأدوات كالمخرف، و المكتل، و المرجل، و المقطع، و المخيط ، و المبضع فأما المتطبب به الذي تغلط به العامة، فيقولون: المحلب فهو المحلب بفتح الميم مثل المندل، و هو العود.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابن البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا أحمد بن عبيد - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو تمام الواسطي - إجازة - أخبرنا أبو بكر بن بيري، حدّثنا محمّد بن الحسن، حدّثنا ابن أبي خيثمة، أخبرنا مصعب قال: و استخلف يزيد بن عبد الملك أخاه (1)هشام بن عبد الملك، و جعل ابنه (2) الوليد بن يزيد ولي عهد، و أخذ على هشام العهد أن لا يغيّره عن ولاية عهده (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال: قال ابن بكير: قال: قال الليث:

و حجّ عامئذ - يعني: سنة ست عشرة - بالناس الوليد بن يزيد، و هو ولي عهد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا نصر بن أحمد، أخبرنا ابن نصر، أخبرنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد ابن علي بن سوار، قالا: أخبرنا أبو الفرج الطناجيري، قالا: أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن زيد، أخبرنا أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عقبة، حدّثنا هارون بن حاتم، حدّثنا أبو بكر بن عيّاش، قال: ثم حجّ بالناس الوليد بن يزيد بن عبد الملك سنة تسع (4) عشرة و مائة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال (5):و أقام الحجّ - يعني: سنة ست عشرة - الوليد بن يزيد بن عبد الملك، و يقال: عيسى بن مقسم مولى الوليد، بأمر الوليد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أخبرنا أبو محمّد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن

ص: 326


1- بالأصل و م و «ز»: «بن».
2- تقرأ بالأصل و م:«اللّه» و المثبت عن «ز».
3- راجع نسب قريش للمصعب الزبيري ص 163.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: سبع عشرة.
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 347 (ت. العمري).

حيّوية، أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا الحارث بن أبي أسامة، حدّثنا محمّد بن سعد، أخبرنا محمّد بن عمر (1)،حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه قال:

كان الزهري يقدح أبدا عند هشام بن عبد الملك في خلع الوليد بن يزيد و يعيبه، و يذكر أمورا عظيمة لا ينطق بها حتى يذكر الصبيان أنهم يخضبون بالحناء، و يقول لهشام: ما يحل لك إلاّ خلعه، فكان هشام لا يستطيع ذلك للعقد الذي عقد له، و لا يسوؤه ما يصنع الزهري رجاء أن يؤلب ذلك الناس عليه.

قال أبو الزناد: فكنت يوما عند هشام في ناحية الفسطاط و أسمع ذرق (2) كلام الزهري في الوليد، و أنا أتغافل، فجاء الحاجب، فقال: هذا الوليد على الباب، فقال: أدخله، فأدخله فأوسع له هشام على فراشه، و أنا أعرف في وجه الوليد الغضب و الشر، فلمّا استخلف الوليد بعث إليّ و إلى (3) عبد الرّحمن بن القاسم، و ابن المنكدر، و ربيعة، فأرسل إلي ليلة مخليا بي و قدم العشاء، فقال له بعد حديث: يا بن ذكوان، أ رأيت يوم دخلت على الأحول و أنت عنده، و الزهري يقدح فيّ ، أ فتحفظ من كلامه يومئذ شيئا؟ قلت: يا أمير المؤمنين، أذكر يوم دخلت، و أنا أعرف الغضب في وجهك، قال: كان الخادم الذي رأيت على رأس هشام لعل ذلك كله إليّ ، و أنا على الباب قبل أن أدخل إليكم، و أخبرني أنك لم تنطق فيه بشيء، قال:

قلت: نعم، لم أنطق فيه بشيء يا أمير المؤمنين، قال: قد كنت عاهدت اللّه لئن أمكنتني القدرة بمثل هذا اليوم أن (4) أقتل الزهري، فقد فاتني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أخبرنا محمّد بن الحسين، أخبرنا عبد اللّه، حدّثنا يعقوب قال: و سمعت يحيى بن عبد اللّه بن بكير قال:

كان الوليد بن يزيد يظن أن عند ربيعة ما كان عند الزهري فكان يسأله فلا يجد عنده ما أمّل فيه، فسأله يوما عن ناز له (5) فقال: ليس عندي فيه رواية، فقال الوليد: و لكن ذاك الذي فعل اللّه به في قبره و فعل، لو سقط قضيبي هذا من يدي لروى فيه شيئا، فقلت: و لم ؟ قال:

ص: 327


1- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 371/5 من طريق الواقدي و تاريخ الإسلام(121-140) ص 289.
2- الأصل و م و «ز»: «درو» و المثبت:«ذرق» عن المختصر.
3- الأصل:«و إليه» و المثبت عن «ز»، و م.
4- الأصل و م: لم، و المثبت عن «ز».
5- تحرفت بالأصل و م و «ز»، إلى:«نازلة» و ناز من نزا، و النزو: الوثبان. و لا يقال إلاّ للشاء و الدواب و البقر في معنى الفساد.

هذا للزهري أ من سوء رأي في الزهري ؟ فقال: و لا نعلم ذلك، نعم، كان الوليد فيه و فيه، فكان الزهري يقول لعمر (1) بن عبد العزيز: يا أمير المؤمنين اخلع الوليد، فإن من الوفاء بعهد اللّه خلعك إيّاه، فقال له: أخشى أن الأجناد يأبون ذلك، فقال الزهري: فوجهني حتى أسير في الأجناد (2) جندا جندا فأخلعه، فأبى عليه، قال: فأرسل الوليد إلى ماله ببدا (3) و شغب (4)، فعقر أشجاره، و خاصمه الزهري إلى عمر (5) بن عبد العزيز (6)،و كان مال الزهري اشتراه من قوم كان النبي صلى اللّه عليه و سلم أقطع لهم، فأخرج كتابه و خاصم الوليد، فقال عمر للزهري: فإنه لا يحكم عليه إلاّ أنت، فاحكم عليه، فقال: يا أمير المؤمنين، تغرس لي مكان كلّ نخلة قطعها و شجرة نخلة و نخلة و شجرة، و يعمرها حتى يبلغ ذلك مبلغ ما قطع لي، و يغرم لي مثل ما كنت أستعمل منها، فأجاز حكمه عليه و ألزمه ذلك، فكان الوليد يقول للزهري: إن أمكن اللّه معك يوما فستعلم، فكان الزهري يقول: إن اللّه أعدل من أن يسلّط علي سفيها.

قال ابن بكير: و أنكر ربيعة و أبو الزناد ذلك و قالا: ما كان وجه الحكم ما حكم به أبو بكر الزهري، فبلغ ذلك الزهري، قال ابن بكير: قال الليث: فقال الزهري: ذينك الفلجين (7)أفسدا ذلك الحرة - يعني: المدينة - كأنه قال من قبل الرأي، و أغرم الوليد ابني هشام مالا عظيما و عذّبهما حتى ماتا في عذابه، و زاد أهل المدينة في أعطياتهم عشرة دنانير لكلّ إنسان، و أمر بهدم دار هشام.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزّبير بن بكّار قال (8):فحدّثني محمّد بن الضحّاك بن عثمان الحزامي، عن أبيه قال: أراد هشام بن عبد

ص: 328


1- كذا بالأصل و م و «ز»: «عمر بن عبد العزيز» و لعله خطأ، فقد كان الوليد ولي عهد هشام بن عبد الملك، بعهد من أبيه يزيد بن عبد الملك، و لعل الصواب أن يكون: لهشام بن عبد الملك.
2- هنا بياض في «ز»، بمقدار صفحة و نصف، و سنشير إلى نهايته في موضع، و الكلام متصل في م، و كتب على هامش «ز»: خرمة بالأصل.
3- بدا: واد قرب أيلة من ساحل البحر و قيل: بوادي القرى (معجم البلدان).
4- شغب: ضيعة خلف وادي القرى (معجم البلدان).
5- كذا بالأصل و م و «ز»: عمر بن عبد العزيز، انظر ما مرّ قريبا.
6- أقحم بعدها بالأصل و م: و كان مال الزهري إلى عمر بن عبد العزيز.
7- كذا بالأصل و م: ذينك العلجين، و الوجه: ذانك العلجان.
8- الخبر و الشعر في الأغاني 8/7.

الملك أن يخلع الوليد بن يزيد و يجعل العهد لولده، فقال الوليد بن يزيد:

كفرت يدا من منعم لو شكرتها *** جزاك بها الرّحمن ذو الفضل و المنّ

رأيتك تبني جاهدا في قطيعتي *** و لو كنت ذا حزم لهدمت ما تبني

أراك على الباقين تجني (1) ضغينة *** فيا ويحهم إن متّ من شرّ ما تجني

كأنّي بهم يوما و أكثر قيلهم *** ألا ليت أنا، حين يا ليت لا تغني

و قال الوليد في ذلك (2):

يا ربّ أمر ذي شئون جحفل (3) *** قاسيت فيه جلبات (4) الأحول

و قال أيضا حين مات هشام (5):

هلك الأحول المشو *** م فقد أرسل المطر

ثمت استخلف (6) الولي *** د فقد أورق الشجر

قرأت على جدّي أبي الفضل يحيى بن علي القاضي، عن عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا عبد الرّحمن بن محمّد بن ياسر، و محمّد بن عبيد اللّه بن عبيد اللّه بن أبي عمرو الأسود، قالا: حدّثنا أبو القاسم بن أبي العقب - إملاء - قال: وجدت أيضا في كتابي بخطّي: كتب الوليد بن يزيد إلى هشام بن عبد الملك:

رأيتك تغني دائبا في قطيعتي *** فيا ويح من خلفت ما ذا لهم تبني

خيبت على الماضين تجني (7) ضغينة *** فويل لهم إن متّ من غبّ ما تجني

كأني بهم يوما و أكثر قيلهم *** ألا ليت أنا حين إذ ليت لا تغني

كفرت يدا من منعم لو شكرتها *** جزاك بها الرّحمن ذو الفضل و المنّ

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا:

أخبرنا أبو جعفر المعدّل، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، أخبرنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزّبير،

ص: 329


1- غير مقروءة بالأصل و م و رسمها:«تحنا؟؟؟» و المثبت عن الأغاني.
2- البيت في الأغاني 68/7.
3- الجحفل: العظيم.
4- الأصل و م: جليات، و المثبت عن الأغاني، و الجلبات: الشدائد.
5- البيتان في الأغاني 20/7 و نسبهما للوليد.
6- بالأصل و م:«و استخلف» و المثبت «ثمت استخلف» عن الأغاني.
7- غير مقروءة و رسمها:«بحنا».

حدّثني محمّد بن سلاّم، قال: جاء الوليد بن يزيد إلى هشام بن عبد الملك، فلما قام الوليد قام معه مسلمة بن هشام حتى ركب، فلمّا ركب قال مسلمة: ما اسمك ؟ قال: رباح شارزنجي، فقال هشام: قاتله اللّه ما أظرفه، لو لا ما غلب عليه من البطالة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا نصر بن أحمد بن نصر، أخبرنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو البركات، أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي، قالا: أخبرنا أبو عبد اللّه الأنصاري، أخبرنا أبو جعفر الشيباني، حدّثنا هارون بن حاتم، حدّثنا أبو بكر بن عيّاش، قال: ثم بايع الناس الوليد بن يزيد بن عبد الملك (1)-يعني: سنة خمس و عشرين و مائة - فكانت خلافة الوليد سنة واحدة و شهرين و اثنين و عشرين يوما.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، قال: قال ابن بكير: و فيها - يعني: سنة خمس و عشرين و مائة (2)-.

أخبرنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم - في كتابه - ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن محمّد.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أخبرنا طراد بن محمّد، و أبو محمّد التميمي، قالا:

أخبرنا أبو بكر وصيف، قالا: أخبرنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا عمر بن حفص السدوسي، حدّثنا محمّد بن يزيد، قال: ثم استخلف الوليد بن يزيد بن عبد الملك في شهر ربيع الآخر سنة خمس و عشرين و مائة، فكانت (3) ولايته سنة و شهرا و اثنتين بقيا من جمادى الآخرة سنة ست عشرين و مائة (4)،فكانت ولايته سنة و شهرا و اثنتين و عشرين يوما، و كنيته أبو العبّاس، و توفي بالبخراء (5) من أرض دمشق، و توفي و له خمس و أربعون سنة (6)،و أمّه أم الحجّاج بنت محمّد بن يوسف أخي الحجّاج بن يوسف.

ص: 330


1- تحرفت بالأصل و م إلى: عبد اللّه.
2- كذا بالأصل و م.
3- كذا بالأصل و م، وردت العبارة فيهما.
4- كذا بالأصل و م، وردت العبارة فيهما.
5- رسمها بالأصل و م:«بالحراى» و لعل الصواب ما أثبت، راجع ما مرّ سابقا و انظر تاريخ الإسلام و سير الأعلام.
6- كذا بالأصل و م، و عقب الذهبي في تاريخ الإسلام على من قال هذا الكلام: بل الأصح أنه عاش بضعا و ثلاثين سنة راجع تاريخ خليفة ص 363.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أخبرنا أبو بكر الصفّار، أخبرنا أحمد بن علي بن منجويه، أخبرنا أبو أحمد الحاكم، قال: حدّثني محمّد بن أحمد الأصبهاني، حدّثنا الحسن - يعني: بن علي بن ماهان - حدّثنا أحمد - يعني: بن مهدي - حدّثنا محمّد - يعني: بن سعد - حدّثنا محمّد بن عمر الواقدي قال: سنة خمس و عشرين و مائة فيها استخلف الوليد بن يزيد بن عبد الملك يومئذ - يعني: يوم الأربعاء - لستّ ليال خلون من شهر ربيع الآخر، و قدمت عليه الخلافة صبيحة عاشرة، و الوليد يومئذ بأبير (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، أخبرنا أبو أحمد محمّد بن أبي مسلم الفرضي، أخبرنا عثمان بن أحمد بن السمّاك، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم ابن سنين، حدّثنا أحمد بن محمّد، عن محمّد بن المبارك قال: كان نقش خاتم الوليد بن يزيد: بالعزيز يثق الوليد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصقر، أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن عمر بن راشد المقرئ الحدّاد، و أبو الحسن علي بن عيسى بن معروف بن سليمان الهمداني - بقراءتي عليهما - قالا: أخبرنا أبو الطّيّب العبّاس بن أحمد بن محمّد الشافعي - قراءة عليه - حدّثنا أبو العبّاس عبيد اللّه بن أحمد بن عدبس الدمشقي - إملاء - حدّثنا أبو زرعة، حدّثني أبي عن الهيثم بن عمران، قال: سمعت الوليد بن يزيد خطيبا على المنبر، و قد زيد في أعطياتهم خمسة، فسمعته يقول:

ضمنت لكم إن لم تفقني منية *** بأنّ سحاب الفقر عنكم سينقلب

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أخبرنا محمّد بن الحسين، أخبرنا المعافى بن زكريا (2)،حدّثنا المظفّر بن يحيى بن أحمد المعروف بابن الشرابي، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن عبد اللّه المرثدي، أخبرني أبو إسحاق الطلحي، حدّثني أحمد ابن إبراهيم، حدّثني خالد بن كلثوم و غيره، عن حمّاد الرواية قال:

كنت عند الوليد يوما، فدخل عليه رجلان كانا منجمين، فقالا: نظرنا فيما أمرتنا به فوجدناك تملك سبع سنين مؤيدا منصورا، يستقيم لك الناس، و يجبى (3) لك الخراج،

ص: 331


1- كذا رسمها بالأصل و م، و مرّ أنّه كان بالأبرق، على ماء يقال له: الأغدف، راجع الطبري.
2- رواه المعافى بن زكريا القاضي الجريري في الجليس الصالح الكافي 65/2-66.
3- الجليس الصالح: و يزكو.

فاغتنمتها و أردت أن أخدعه كما خدعاه فقلت: يا أمير المؤمنين، كذبا، نحن أعلم بالرواية و الآثار، و ضروب العلوم منهما و قد نظرنا في هذا، و نظر الناس فيه قديما، فوجدناك تملك أربعين سنة في الحال التي وصفا (1) قال: فأطرق الوليد ثم رفع رأسه إليّ فقال: لا ما قال هذان يكسرني، و لا ما قلت يغرّني (2)،و اللّه لأجبينّ هذا المال من حلّه جباية من يعيش الأبد، و لأصرفنّه في حقّه صرف من يموت في غد.

أنبأنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف، أخبرنا المبارك بن عبد الجبّار، أخبرنا محمّد بن علي بن الفتح، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن أخي ميمي، حدّثنا الحسين بن صفوان، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثني هارون بن سفيان، حدّثني المعيطي، حدّثنا بقية، حدّثنا عبد اللّه بن سالم الوحاظي، حدّثني من حضر الوليد بن يزيد الخليفة و ابنه يتغدى معه، فإذا هو يلوك لقمة يديرها فقال: ويحك ألقها، فإنها على معدتك أشدّ منها على لسانك.

أخبرنا أبو العزّ السلمي - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إيّاه و قال: اروه عنّي - أنا محمّد ابن الحسين، أخبرنا المعافى بن زكريا، (3) حدّثنا محمّد بن الحسن (4) بن دريد، أخبرنا أبو حاتم [قال: أخبرنا (5)]العتبي قال:

كان الوليد بن يزيد نظر إلى جارية نصرانية من أهيأ النساء يقال لها سفرى، فجنّ بها، و جعل يراسلها و تأبى عليه، حتى بلغه أنّ عيدا للنصارى قد قرب، و أنها ستخرج فيه، و كان في موضع العيد بستان حسن، و كان النساء يدخلنه، فصانع الوليد صاحب البستان أن يدخله فينظر إليها، فتابعه و حضر الوليد، و قد تقشف و غيّر حليته، و دخلت سفرى البستان فجعلت تمشي حتى انتهت إليه، فقالت لصاحب البستان: من هذا؟ فقيل (6) لها: رجل مصاب، فجعلت تمازحه و تضاحكه حتى اشتفى من النظر إليها، و من حديثها، فقال لها: ويلك،

ص: 332


1- بالأصل و م:«وصفنا» و المثبت عن الجليس الصالح.
2- كذا بالأصل و م، و في المختصر:«يعزني» و في الجليس الصالح: يقرني.
3- الخبر بطوله في الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا 316/2 و ما بعدها، و في مصارع العشاق ص 262 نقلا عن المعافى.
4- تحرفت بالأصل و م إلى: الحسين، و المثبت عن الجليس الصالح.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم السند عن الجليس الصالح.
6- الأصل و م: فقال، و المثبت عن الجليس الصالح.

تدرين من ذلك الرجل ؟ قالت: لا، فقيل لها: الوليد بن يزيد، و إنّما تقشف حتى ينظر إليك، فجنّت به (1) بعد ذلك، و كانت عليه أحرص منه عليها، فقال الوليد في ذلك:

أضحى فؤادك يا وليد عميدا *** صبّا قديما للحسان صيودا

من حبّ واضحة العوارض طفلة (2) *** برزت لنا نحو الكنيسة عيدا

ما زلت أرمقها بعيني وامق *** حتى بصرت بها تقبّل عودا

عود الصليب فويح نفسي من رأى *** منكم صليبا مثله معبودا

فسألت ربي أن أكون مكانه *** و أكون في لهب الجحيم وقودا

قال القاضي: لم يبلغ مدرك الشيباني هذا الحد من الخلاعة، إذ قال في عمرو النصراني:

يا ليتني كنت له صليبا *** فكنت منه أبدا قريبا

أبصر حسنا و أشم طيبا *** لا واشيا أخشى و لا رقيبا

قال: فلما ظهر أمره و علمه الناس قال:

ألا حبّذا سفرى و إن قيل إنني *** كلفت نصرانية تشرب الخمرا

يهون عليّ (3) أن تظل نهارنا *** إلى الليل لا أولى نصلّي و لا عصرا

قال القاضي: و للوليد في هذا النحو من الخلاعة و المجون و سخافة الدين ما يطول ذكره، و قد ناقضناه في أشياء من منظوم شعره المتضمن ركيك ضلاله و كفره، ما لعله نورده فيما نستقبله من مجالس كتابنا هذا.

قال (4):و أخبرنا القاضي أبو الفرج (5)،حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثني أبو الفضل الربعي، حدّثنا إسحاق الموصلي قال: قال محمّد بن منصور الأزدي: حدّثني شيخ من أهل الكوفة حدّثني خمار كان بالحيرة قال:

ما شعرت يوما و قد فتحت حانوتي إذا فوارس ثلاثة متلثمون بعمائم خزّ قد أقبلوا من

ص: 333


1- الأصل:«فحنت إليه» و المثبت عن م و الجليس الصالح.
2- الطفلة: الجارية الرخصة الناعمة.
3- في الجليس الصالح: علينا.
4- القائل محمّد بن الحسين الزعفراني.
5- هو المعافى بن زكريا الجريري، و الخبر في الجليس الصالح الكافي 290/2-291.

طريق السماوة، فقال لي أحدهم: أنت مرّ (1) عبد الخمار؟ قلت:[نعم] (2) و كنت موصوفا بالنظافة و جودة الخمر و غسل الأواني، فقال: اسقني رطلا، فقمت، فغسلت يدي ثم نقرت الدنان، فنظرت إلى أصفاها فبزلته، و أخذت قدحا نظيفا فملأته ثم أخذت منديلا جديدا فسقيته فشرب،[و قال: اسقني آخر، فغسلت يدي و تركت ذلك الدنّ و ذلك القدح و ذلك المنديل، و نقرت دنّا آخر فبزلت (3) منه رطلا في قدح نظيف، و أخذت منديلا جديدا فسقيته فشرب] (4) و قال: اسقني رطلا آخر، فسقيته في غير ذلك القدح، و أعطيته غير ذلك المنديل، فشرب و قال: بارك اللّه عليك، فما أطيب شرابك و أنظفك، فما كان رأيي أشرب أكثر من ثلاثة، فلما رأيت نظافتك دعتني نفسي إلى شرب آخر فهاته، فناولته إيّاه على تلك السبيل، ثم قال: لو لا أسباب تمنع من بيتك لكان حبيبا إليّ أن أجلس فيه بقية يومي هذا، و ولّى راجعا في الطريق الذي بدا منه، و قال: اعذرنا و رمى إليّ أحد الرجلين اللذين كانا معه بشيء، فإذا صرة فيها خمس مائة دينار، و إذا هو الوليد بن يزيد أقبل من دمشق حتى شرب من شراب الحيرة، و انصرف.

قال القاضي: أخبار الوليد بن يزيد كثيرة، و قد ذكرها الأخباريون مجموعة و مفرّقة، و معظمها يأتي متفرقا في مجالس كتابنا هذا (5)،فكنت قد جمعت شيئا منها فيه، من سيره و آثاره، و من شعره الذي ضمّنه ما فخر به من خرقه و سفاهته، و حمقه و خسارته، و هزله و مجونه، و ركاكته و سخافة دينه، و ما صرح به من الإلحاد في القرآن، و الكفر بمن أنزله و أنزل عليه، عارضت به شعره السخيف بشعر حصيف، و باطله بحقّ نبيه شريف، و أتيت في هذا بما توخيت به رضا اللّه عز و جل و استيجاب (6) مغفرته.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا الأمير أبو محمّد الحسن بن عيسى بن المقتدر باللّه سنة ثمان و ثلاثين و أربعمائة قال: قال الوليد بن يزيد:

قم فاسقني قبل أصوات العصافير *** إنّي أرى الصبح قد نادى بتبشير

ص: 334


1- كذا بالأصل و م و الجليس الصالح، و في المختصر:«مرعيدا»(كذا).
2- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن الجليس الصالح.
3- بزله و بزّله: شقه، و بزل الخمر و غيرها: ثقب إناءها، و بزل الشراب: صفّاه (القاموس).
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن الجليس الصالح.
5- يعني: الجليس الصالح الكافي، للمعافى بن زكريا.
6- في م:«و استجياب» و المثبت يوافق عبارة الجليس الصالح.

صفراء من خمر ببيروت معتقة *** ترمي الندامى بتخثير و تفتير

التخثير مثل الفترة، يقال: قد خثرت الخمر مفاصله إذا فترتها.

شق النديمين من كاس لها حبب *** قبل الحمار هنيا غير منزور

عن اليمين أدرها حين تشربها *** كشاهد عند قاض قام بالزور

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة-.

قال: و أخبرنا أبو تمام علي بن محمّد - إجازة - قال: أخبرنا أبو بكر بن بيري - قراءة عليه - أخبرنا محمّد بن الحسين بن محمّد، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة (1)،حدّثنا سليمان بن أبي شيخ، حدّثنا صالح بن سليمان، قال:

أراد الوليد بن يزيد الحجّ و قال: أشرب فوق ظهر الكعبة، فهمّ قوم أن يفتكوا به إذا خرج فجاءوا إلى خالد بن عبد اللّه القسري فسألوه أن يكون معهم فأبى، فقالوا له: فاكتم علينا، فقال: أما هذا فنعم، فجاء إلى الوليد فقال له: لا تخرج، فإنّي أخاف عليك، قال:

و من هؤلاء الذين تخافهم عليّ ؟ قال: لا أخبرك بهم، قال: إن لم تخبرني بهم بعثت بك إلى يوسف، قال:[و إن] (2) فبعث به إلى يوسف، فعذّبه حتى قتله.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أخبرنا رشأ بن نظيف، أخبرنا الحسن بن إسماعيل، حدّثنا أحمد بن مروان، حدّثنا أحمد بن زكريا المخزومي، حدّثنا الزبير، حدّثنا مصعب بن عبد اللّه قال: سمعت أبي يقول: كنت عند المهدي فذكر الوليد بن يزيد فقال رجل في المجلس: كان زنديقا، فقال المهدي: مه، خلافة اللّه عنده أجلّ من أن تجعلها في زنديق (3).

قرأت بخط عبد العزيز بن محمّد الشيرازي، حدّثني محمّد بن سليمان الربعي، حدّثنا ابن جوصا، حدّثنا عبد الرّحمن بن الحسن، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا حصين بن الوليد، عن الأزهري (4) بن الوليد قال: سمعت أم الدّرداء تقول: إذا قتل الخليفة الشاب من بني أمية بين

ص: 335


1- من طريقه رواه الذهبي في كتابيه: تاريخ الإسلام(121-140) ص 290-291 و سير أعلام النبلاء 372/5.
2- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن المصدرين السابقين.
3- سير أعلام النبلاء 372/5 و تاريخ الإسلام(121-140) ص 291.
4- كذا بالأصل، و في م: الأزهر.

الشام و العراق مظلوما لم تزل طاعة مستخف بها، و دم مسفوك على وجه الأرض بغير الحقّ .

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، و أبو بكر وجيه بن طاهر، و أبو الفتوح عبد الوهّاب ابن الشاه بن أحمد، قالوا: أخبرنا أبو حامد الأزهري، أخبرنا الحسن بن محمّد المخلدي، أخبرنا أبو بكر الأسفرايني عبد اللّه بن محمّد بن مسلم، حدّثنا محمّد بن غالب الأنطاكي، حدّثنا محمّد بن سليمان بن أبي داود، حدّثنا صدقة، عن هشام بن الغاز، عن مكحول، عن أبي ثعلبة الخشني، عن أبي عبيدة بن الجرّاح عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا يزال هذا الأمر قائما بالقسط حتى يثلمه رجل من بني أمية»[13012].

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة (1)،حدّثني الوليد بن هشام، عن أبيه قال: لما أحاطوا بالوليد أخذ المصحف و قال: أقتل كما قتل ابن عمي - يعني: عثمان-.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة (2)،حدّثني إسماعيل بن إبراهيم، حدّثني عبد اللّه بن واقد الجرمي - و كان شهد قتل الوليد - قال: لما اجتمعوا (3) على قتل الوليد قلّدوا أمرهم يزيد بن الوليد بن (4) عبد الملك، و بايعه من أهل بيته عبد العزيز بن الحجّاج بن عبد الملك، فخرج يزيد بن الوليد، فأتى أخاه العبّاس ليلا، فشاوره في قتل الوليد فنهاه عن ذلك، فأقبل يزيد ليلا حتى دخل - يعني: دمشق - في أربعين رجلا، فكسروا باب المقصورة، و دخلوا على واليها، فأوثقوه، و حمل يزيد الأموال على العجل إلى باب المضمار (5)،و عقد لعبد العزيز بن الحجّاج بن عبد الملك [و نادى مناديه: من انتدب إلى الوليد فله ألفان، فانتدب معه ألفا رجل، و ضم مع عبد العزيز بن الحجّاج] (6) يعقوب بن عبد الرّحمن بن سليم، و منصور بن جمهور.

ص: 336


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 365 و عن خليفة في تاريخ الإسلام(121-140) ص 291 و سير الأعلام 372/5 - 373.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 363-364 و من طريقه في تاريخ الإسلام ص 291 و سير أعلام النبلاء 373/5.
3- كذا بالأصل و م، و في تاريخ خليفة: أجمعوا.
4- تحرفت بالأصل و م إلى:«عن» و التصويب عن تاريخ خليفة.
5- الأصل و م: المضار، و المثبت عن تاريخ خليفة.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن تاريخ خليفة.

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا عبد الوهّاب الميداني، أخبرنا أبو سليمان بن زبر، أخبرنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، حدّثنا محمّد بن جرير الطبري (1)،حدّثني أحمد بن زهير، حدّثنا علي بن محمّد، عن عمرو بن مروان الكلبي، حدّثني يعقوب بن إبراهيم بن الوليد.

أن مولى للوليد لما خرج يزيد بن الوليد خرج على فرس له، فأتى الوليد من يومه، فنفق فرسه حين بلغه، فأخبر الوليد، فضربه مائة سوط و حبسه، ثم دعا أبا محمّد بن عبد اللّه ابن يزيد بن معاوية، فأجازه، و وجّهه إلى دمشق، فخرج أبو محمّد، فلما أتى إلى ذنبة (2) أقام فوجه يزيد بن الوليد إليه عبد الرّحمن بن مصاد، فسالمه أبو محمّد، و بايع ليزيد بن الوليد، و أتى الوليد الخبر، و هو بالأغدف (3)،و الأغدف من عمّان فقال له بيهس بن زميل الكلابي - و يقال قال له يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية: يا أمير المؤمنين، سر حتى تنزل حمص، فإنها حصينة، و وجّه الجنود إلى يزيد، فيقتل أو يؤسر، فقال عبد اللّه بن عنبسة بن سعيد بن العاص: ما ينبغي للخليفة أن يدع عسكره و نساءه قبل أن يقاتل و يعذر، و اللّه مؤيد أمير المؤمنين و ناصره، فقال يزيد بن خالد: و ما ذا يخاف على حرمه، و إنّما أتاه عبد العزيز بن الحجّاج بن عبد الملك و هو ابن عمهم (4)،فأخذ بقول ابن عنبسة، فقال له الأبرش سعيد بن الوليد الكلبي: يا أمير المؤمنين، تدمر حصينة و بها قومي يمنعونك، فقال: ما أرى أن نأتي تدمر و أهلها بنو عامر، و هم الذين خرجوا عليّ ، و لكن دلّني على منزل حصين، فقال: أرى أن تنزل القريتين (5)،قال: أكرهها، قال: فهذا الهزيم قال: أكره اسمه، قال: فهذا البخراء، النعمان بن بشير، قال: ويحك! ما أقبح أسماء مياهكم، فأقبل في طريق السماوة، و نزل الريف، و هو في مائتين فقال (6):

إذا لم يكن خير من الشرّ لم تجد *** نصيحا و لا ذا حاجة حين تفزع

إذا ما هم جاءوا بإحدى هناتهم *** حسرت لهم رأسي فلا أتقنّع

ص: 337


1- رواه الطبري في تاريخه 243/7 و ما بعدها (حوادث سنة 126 ه ).
2- ذنبة: موضع من أعمال دمشق، و في البلقاء ذنبة أيضا (معجم البلدان).
3- بالأصل و م:«بالاغدق، و الاغدق» و المثبت عن الطبري و الأغاني 8/7 و فيها: نزل بالأبرق بين أرض بلقين و فزارة على ماء يقال له الأغدف.
4- كذا بالأصل و م، و في الطبري: عمهن.
5- كذا بالأصل و م، و في الطبري: القرية.
6- البيتان في الأغاني 21/7 و الطبري 244/7.

فمرّ بشبكة الضحاك بن قيس الفهري، و فيها من ولده، و ولد ولده أربعون رجلا، فساروا معه، و قالوا: إنّا عزّل، فلو أمرت لنا بسلاح؛ فما أعطاهم رمحا و لا سيفا، فقال له بيهس بن زميل: إذا أبيت أن تمضي إلى حمص و تدمر فهذا الحصن البخراء فإنه حصين، و هو من بناء العجم فانزله، قال: فإنّي أخاف الطاعون، قال: الذي يراد بك أشدّ من الطاعون، فنزل حصن البخراء.

قال: فندب يزيد بن الوليد [الناس إلى الوليد] (1) مع عبد العزيز و نادى مناديه من سار معه فله [ألفان، فانتدب] (2) ألفا رجل، فأعطاهم ألفين ألفين و قال: موعدكم بذنبة، فوافى بذنبة ألف و مائتان فقال لهم: موعدكم مصنعة [بني] (3) عبد العزيز بن الوليد بالبرية، فوافاه (4)بها ثمان مائة، فسار، فتلقّاهم ثقل الوليد فأخذوه، و نزلوا قريبا من الوليد، و أتاه رسول العبّاس بن الوليد: إنّي آتيك. فقال الوليد: أخرجوا سريرا، فأخرجوا سريرا، فجلس عليه و قال: عليّ توثّب الرجال، و أنا أثب على الأسد و الخضر (5) الأفاعي! و هم ينتظرون (6)العبّاس. فتلقاهم (7) عبد العزيز؛ على الميمنة حوي بن عمرو السكسكي (8)،و على المقدمة منصور بن جمهور، و على الرّجّالة عمارة بن أبي كلثم الأزدي، و دعا عبد العزيز ببغل له أدهم، فركبه، و بعث إليهم زياد بن حصين الكلبي يدعوهم إلى كتاب اللّه و سنّة نبيّه، فقتله قطري مولى الوليد، فانكشف أصحاب يزيد، فدخل عبد العزيز فكرّ في أصحابه، و قد قتل من أصحابه عدة، و حملت رءوسهم إلى الوليد، و هو على باب حصن البخراء، قد أخرج لواء مروان بن الحكم الذي عقده بالجابية، و قتل من أصحاب الوليد يزيد بن عثمان الخشني (9)،قتله جناح بن نعيم الكلبي، و كان من أولاد الخشبية الذين كانوا مع المختار.

و بلغ عبد العزيز مسير العبّاس بن الوليد فأرسل منصور بن جمهور، فخرج في خيل و قال: إنكم تلقون العبّاس في الشعب، و معه بنوه (10)،فخذوهم، فخرج منصور في الخيل

ص: 338


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن الطبري.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن الطبري.
3- زيادة عن الطبري.
4- بالأصل: فوافاها، و المثبت عن م و الطبري.
5- كذا بالأصل و م، و في الطبري: أتخصر الأفاعي.
6- الأصل و م:«ينظرون»، و المثبت عن الطبري.
7- كذا بالأصل و م، و في الطبري: فقاتلهم.
8- في الطبري: عمرو بن حويّ السكسكي.
9- كذا بالأصل و م:«يزيد بن عثمان الخشني» و الذي في الطبري: و قتل من أصحاب الوليد بن يزيد عثمان الخشبي.
10- بالأصل و م: بنوهم، و المثبت عن الطبري.

فلما صاروا في الشعب، إذا هم بالعبّاس في ثلاثين من بنيه، فقالوا له: اعدل إلى عبد العزيز، فشتمهم (1) فقال له منصور: و اللّه لئن (2) تقدّمت لأنفذن حصينك (3)-و قال نوح بن عمرو بن حوي السكسكي: الذي لقي العبّاس بن الوليد يعقوب بن عبد الرّحمن بن سليم الكلبي - فعدل به إلى عبد العزيز، فأبى عليه، فقال له: يا بن قسطنطين، لئن أبيت علي لأضربن الذي فيه عيناك، فنظر العبّاس إلى هرم بن عبد اللّه بن دحية فقال: من هذا؟ قال: يعقوب بن عبد الرّحمن بن سليم فقال: أما و اللّه إن كان لبغيضا إلى أبيه أن يقف ابنه هذا الموقف، و عدل به إلى عسكر عبد العزيز، و لم يكن مع العبّاس أصحابه، و كان قد تقدّمهم مع بنيه، فقال: إنّا للّه، فأتوا به عبد العزيز، فقالوا له: بايع لأخيك يزيد بن الوليد، فبايع و وقف و نصبوا راية و قالوا: هذه راية العبّاس بن الوليد، و قد بايع لأمير المؤمنين يزيد بن الوليد، فقال العبّاس:

إنا للّه، خدعة من خدع الشيطان، هلك بنو مروان، فتفرّق الناس عن الوليد، فأتوا العبّاس و عبد العزيز و ظاهر الوليد بين درعين، و أتوه بفرسين: السندي (4) و الزائد، فقاتلهم، فناداهم رجل: اقتلوا عدو اللّه قتلة لوط ، ارموه بالحجارة.

فلما سمع ذلك دخل القصر و أغلق الباب، و أحاط عبد العزيز و أصحابه بالقصر، فدنا الوليد من الباب فقال: أ ما فيكم رجل شريف له حسب و حياء أكلمه ؟ فقال له يزيد بن عنبسة:

كلمني، قال: من أنت ؟ قال: يزيد بن عنبسة، قال: يا أخا السكاسك، أ لم أزد في أعطياتكم ؟ أ لم أدفع عليكم المؤن ؟ أ لم أعط فقراءكم ؟ أ لم أخدم زمناكم ؟ فقال: ما ننقم عليك في أنفسنا، و لكنا ننقم عليك في انتهاك ما حرّم اللّه، و شرب الخمر، و نكاح أولاد أبيك، و استخفافك بأمر اللّه، قال: حسبك يا أخا السكاسك، فلعمري لقد أكثرت و أغرقت؛ أنّ فيما أحلّ اللّه لي لسعة عما ذكرت و رجع إلى الدار، فجلس و أخذ مصحفا، و قال: يوم (5) كيوم عثمان (6)،و نشر المصحف يقرأ، فعلوا الحائط ، فكان أول من علا الحائط يزيد بن عنبسة السكسكي، فنزل إليه و سيف الوليد إلى جنبه، فقال له يزيد: نحّ سيفك، فقال له الوليد: لو أردت السيف كان لي و لك حال غير هذه، فأخذ بيد الوليد، و هو يريد أن يحبسه و يؤامر فيه، فنزل من الحائط

ص: 339


1- الأصل و م: فشتموه، و المثبت عن الطبري.
2- الأصل و م: لقد، و المثبت عن الطبري.
3- الأصل و م: حصنك، و المثبت عن الطبري، و زيد بعدها: يعني درعك.
4- جاء في تاج العروس أن السندي اسم فرس هشام بن عبد الملك بن مروان.
5- الأصل:«يوما» و المثبت عن م، و الطبري.
6- يريد عثمان بن عفان، فإنه لما قتل كان يقرأ في المصحف.

عشرة: منصور بن جمهور، و حبال بن عمرو الكلبي، و عبد الرّحمن بن عجلان مولى يزيد بن عبد الملك، و حميد بن نصر اللخمي، و السري بن زياد بن أبي كبشة، و عبد السّلام اللخمي، فضربه عبد السّلام على رأسه، و ضربه السري على وجهه، و جرّوه بين خمسة ليخرجوه، فصاحت امرأة كانت معه في الدار، فكفوا عنه لم يخرجوه، و احتزّ أبو علاقة القضاعي رأسه، و أخذ عقبا (1) فخاط الضربة التي في وجهه، و قدم بالرأس على يزيد روح بن مقبل، و قال:

أبشر يا أمير المؤمنين بقتل الفاسق الوليد، و أسر العبّاس و يزيد يتغدى، فسجد و من كان معه، و قدم يزيد بن عنبسة السكسكي، فأخذ بيد يزيد، و قال: قم يا أمير المؤمنين، و أبشر بنصر اللّه، فاختلج يزيد يده من كفه و قال: اللّهمّ إن كان لك رضا فسددني، و قال ليزيد بن عنبسة:

هل تكلم الوليد؟ قال: نعم، كلّمني من وراء الباب، و قال: أ ما فيكم ذو حسب فأكلمه، فكلّمته و وبخته فقال: حسبك فقد لعمري أكثرت و أغرقت، أما و اللّه لا يرتق فتقكم، و لا يلمّ شعثكم، و لا تجتمع كلمتكم.

قال: و حدّثنا الطبري (2)،حدّثنا أحمد بن زهير، عن علي، عن عمرو بن مروان الكلبي قال: قال نوح بن عمرو بن حويّ السكسكي:

خرجنا إلى قتال الوليد في ليال ليس فيها قمر، فإن كنت لأرى (3) الحصى فأعرف أسوده من أبيضه، قال: و كان على ميسرة الوليد يزيد (4) بن خالد ابن أخي الأبرش الكلبي في بني عامر، و كانت بنو عامر ميمنة عبد العزيز، فلم تقاتل ميسرة الوليد (5) ميمنة عبد العزيز، و مالوا جميعا إلى عبد العزيز بن الحجّاج، قال: و قال نوح بن عمرو: رأيت خدم الوليد بن يزيد و حشمه يوم قتل يأخذون بأيدي الرجال، فيدخلونهم عليه.

و حدّثني أحمد عن علي، عن عمرو بن مروان الكلبي قال: حدّثنا المثنّى بن معاوية قال:

أقبل الوليد فنزل اللؤلؤة، و أمر ابنه الحكم و المؤمّل بن العبّاس أن يعرضا لمن أتاهم (6)

ص: 340


1- العقب: العصب الذي تعمل منه الأوتار.
2- تاريخ الطبري 247/7 (حوادث سنة 126).
3- بالأصل و م:«لا أرى» و المثبت عن الطبري.
4- كذا بالأصل و م، و الذي في الطبري: كان على ميسرة الوليد بن يزيد الوليد بن خالد.
5- بالأصل و م:«ميسرة الوليد بن يزيد بن خالد» صوبنا الجملة عن تاريخ الطبري.
6- كذا بالأصل و م، و في الطبري: أن يفرضا لمن أتاهما.

في ستين دينارا في العطاء، فأقبلت أنا و ابن عمي سليمان بن محمّد بن عبد اللّه إلى عسكر الوليد، فقرّبني المؤمّل و أدناني و قال: أدخلك على أمير المؤمنين، و أكلّمه حتى يفرض لك في مائة دينار.

قال المثنّى: فخرج الوليد من اللؤلؤة فنزل المليكة (1) الليلة، فأتاه رسول عمرو بن قيس من حمص يخبره أن عمروا (2) قد وجه إليه خمس مائة فارس، عليهم عبد الرّحمن بن أبي الجنوب البهراني (3)،فدعا الوليد الضحّاك بن أيمن من بني عوف من كلب، و أمره أن يأتي ابن أبي الجنوب - و هو بالغوير - فيستخلفه، ثم بات الوليد بالمليكة (4)،فلما أصبح أمر الناس بالرحيل، و خرج على برذون كميت، عليه قباء خزّ و عمامة من خزّ، محتزما بريطة رقيقة قد طواها، و على كتفيه ريطة صفراء فوق السيف، فلقيه بنو سليم بن كيسان في ستة عشر فارسا، ثم سار قليلا فتلقاه بنو النعمان بن بشير في فوارس، ثم أتاه الوليد ابن أخي الأبرش في بني عامر من كلب، فحمله الوليد و كساه، و سار الوليد على الطريق ثم عدل في تلعة يقال لها:

المشبهة، فلقيه ابن أبي الجنوب في أهل حمص، ثم أتى البخراء فضجّ أهل العسكر و قالوا:

ليس معنا علف لدوابنا، فأمر رجلا فنادى: إنّ أمير المؤمنين قد اشترى زروع القرية، فقالوا:

ما نصنع بالقصيل ؟ (5) تضعف عليه دوابنا، و إنّما أرادوا الدراهم.

قال المثنّى: أتيت الوليد فدخلت من مؤخر الفسطاط فدعا بالغداء، فلما وضع بين يده أتاه رسول أم كلثوم (6) ابنة عبد اللّه بن يزيد بن عبد الملك، يقال له: عمرو بن عمرو بن مرة (7)،فأخبره أن عبد العزيز بن الحجّاج قد نزل اللؤلؤة، فلم يلتفت إليه، فأتاه خالد بن عثمان المخراش، و كان على شرطه، برجل (8) من بني حارثة بن جناب، فقال له: إني كنت بدمشق مع عبد العزيز و قد أتيتك بالخبر و هذه ألف و خمسمائة قد أخذتها، و حل هميانا من وسطه، و أراه قد نزل اللؤلؤة، و هو غاد منها إليك، فلم يجبه، و التفت إلى رجل إلى جنبه، فكلّمه بكلام (9) لم أسمعه، فسألت بعض من كان بيني و بينه عمّا قال، فقال: سأله عن النهر الذي حفر بالأردن: كم بقي منه ؟ و أقبل عبد العزيز من اللؤلؤة، فأتى الملكية (10) فحازها،

ص: 341


1- الأصل و م:«فقل الليلة» و المثبت عن الطبري.
2- الأصل و م: عمر.
3- في م: الهتراني.
4- الأصل و م: بالليلة، و المثبت عن الطبري.
5- القصيل: ما اقتصل من الزرع أخضر.
6- بالأصل و م: مكتوم، و المثبت عن تاريخ الطبري.
7- كذا بالأصل و م، و في الطبري: عمرو بن مرة.
8- الأصل و م: رجل، و المثبت عن الطبري.
9- الأصل و م: كلام، و المثبت عن الطبري.
10- الأصل و م: الليلة، و المثبت عن الطبري.

و وجّه منصور بن جمهور فأخذ شرقي القرى، و هو تلّ مشرف في أرض ملساء على طريق نهيا إلى البخراء، و كان العبّاس بن الوليد يتهيأ في نحو من خمسين و مائة من مواليه و ولده، فبعث العبّاس رجلا من بني ناجية يقال له حسين (1) إلى الوليد يخيّره بين أن يأتيه فيكون معه [أو يسير إلى يزيد بن الوليد، فاتهم الوليد العباس، فأرسل إليه يأمره أن يأتيه فيكون معه] (2) فلقي منصور بن جمهور الرسول، فسأله عن الأمر، فأخبره، فقال له منصور بن جمهور: قل له:

و اللّه لئن رحلت من موضعك قبل طلوع الفجر لأقتلنك و من معك، فإذا أصبح فليأخذ حيث أحبّ ، فأقام العبّاس يتهيأ فلما كان في السحر (3) سمعنا تكبير أصحاب عبد العزيز قد أقبلوا إلى البخراء فخرج خالد بن عثمان المخراش فعبأ الناس، فلم يكن بينهم قتال حتى طلعت الشمس، و كان مع أصحاب يزيد بن الوليد كتاب معلق في رمح: إنّا ندعوكم إلى كتاب اللّه و سنّة نبيّه صلى اللّه عليه و سلم، و أن يصير الأمر شورى، فاقتتلوا، فقتل عثمان الخشبي، و قتل من أصحاب الوليد زهاء ستين رجلا، و أقبل منصور على طريق نهيا، فأتى عسكر الوليد من خلفهم، فأقبل إلى الوليد و هو في فسطاطه، ليس بينه و بين منصور أحد، فلمّا رأيته خرجت أنا و عاصم بن ميسرة المعافري خليفة للمخراش فانكشف عبد العزيز، و نكص أصحاب منصور إلى عبد العزيز بن هبيرة (4) المعافري، و كان الأبرش على فرس له، فجعل يصيح بابن أخيه: يا بن اللخناء، قدّم رأيتك، فقال له: لا أجد متقدما، إنها بنو عامر، و أقبل العبّاس بن الوليد، فمنعه أصحاب عبد العزيز، و شدّ مولى لسليمان بن عبد اللّه بن دحية يقال له التركي على الحارث ابن العبّاس بن الوليد، فطعنه طعنة أذراه عن فرسه، فعدله العبّاس بن الوليد إلى عبد العزيز، فأسقط (5) في أيدي أصحاب الوليد، و انكسروا (6)،فبعث الوليد بن يزيد الوليد بن خالد إلى عبد العزيز بأنه يعطيه خمسين ألف دينار، و يجعل له ولاية حمص ما بقي، و يؤمنه على كلّ حدث، على أنه ينصرف و يكفّ ، فأبى، و لم يجبه، فقال له الوليد: ارجع إليه فعاوده، فأتاه الوليد، فلم يجبه إلى شيء، فانصرف الوليد حتى إذا كان غير بعيد عطف دابّته، فدنا من عبد العزيز فقال له: أ تجعل لي خمسين (7) ألف دينار و للأبرش مثلها، و أن أكون كأخص رجل من

ص: 342


1- كذا بالأصل و م، و في تاريخ خليفة: حبيش.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م.
3- الأصل و م: السجن، و المثبت عن الطبري.
4- تقرأ بالأصل و م: ميسرة، و المثبت عن الطبري.
5- الأصل و م: فسقط ، و المثبت عن الطبري.
6- الأصل و م: فانكسر، و المثبت عن الطبري.
7- كذا بالأصل و م، و في تاريخ الطبري: خمسة آلاف دينار.

قومي منزلة، و آتيك، فأدخل معك فيما دخلت ؟ فقال له عبد العزيز: على أن تحمل الساعة على أصحاب الوليد، ففعل، و كان على ميمنة الوليد معاوية بن أبي سفيان بن يزيد بن خالد، فقال لعبد العزيز: أ تجعل لي عشرين ألف دينار و ولاية الأردن و الشركة في الأمر على أن أصير معك ؟ قال: على أن تحمل من ساعتك على أصحاب الوليد، ففعل، فانهزم أصحاب الوليد، و قام الوليد، فدخل البخراء، و أقبل عبد العزيز، فوقف على الباب و عليه سلسلة، فجعل الرجل بعد الرجل يدخل من تحت السلسلة، و أتى عبد العزيز عبد السّلام بن بكير بن شمّاخ اللخمي، فقال: إنه يقول: أخرج على حكمك، قال: فليخرج، فلما ولّى قيل له: و ما تصنع بخروجه ؟ دعه يكفيكه الناس، فدعا عبد السّلام فقال: لا حاجة لي فيما أعرض عليّ ، فنظرت إلى شاب طويل على فرس، فدنا من حائط القصر، فعلاه، ثم صار إلى داخل القصر، قال:

فدخلت القصر فإذا الوليد قائم في قميص قصب و سراويل وشي، و معه سيف في غمد، و الناس يشتمونه، فأقبل إليه بشر بن سنان - و الصواب: سيار (1)-مولى كنانة بن عمير و هو الذي دخل من الحائط ، فمضى الوليد يريد الباب - أظنه أراد أن يأتي عبد العزيز - و عبد السّلام عن يمينه، و رسول عمرو بن قيس عن يساره فضربه - يعني: بشرا - على رأسه و تعاوره الناس بأسيافهم، فقتل، فطرح عبد السّلام نفسه عليه، و أقبل يحتز رأسه، و كان يزيد بن الوليد قد جعل في رأس الوليد مائة ألف، و أقبل أبو الأسود (2) مولى خالد بن عبد اللّه القسري، فسلخ من جلدة الوليد قدر الكف، فأتى بها يزيد بن خالد بن عبد اللّه، و كان محبوسا في عسكر الوليد، و انتهب الناس عسكر الوليد، و خزائنه، و أتى بريد العليمي أبو البطريق بن يزيد و كانت ابنته عند الحكم بن الوليد، فقال: امنع لي متاع ابنتي، فما وصل إلى أحد شيئا، و زعم أنه له.

قال (3) أحمد: قال علي: قال عمرو (4) بن مروان: لما قتل الوليد قطعت كفه اليسرى، فبعث بها إلى يزيد، فسبقت الرأس قدم بها ليلة الجمعة، و أتى برأسه من الغد، فنصبه للناس بعد الصلاة، و كان أهل دمشق قد أرجفوا بعبد العزيز، فلمّا أتاهم رأس الوليد سكنوا و كفّوا، قال: و أمر يزيد بنصب الرأس، فقال يزيد بن فروة (5) مولى بني مروان: إنّما ينصب رأس

ص: 343


1- كذا بالأصل و م، و الذي في الطبري: بشر بن شيبان.
2- كذا بالأصل و م، و في الطبري: أبو الأسد.
3- من هنا في تاريخ الطبري 250/7-251.
4- بالأصل و م:«عمر» تصحيف، و المثبت عن تاريخ الطبري.
5- كذا بالأصل و م «قرة»، و في الطبري: يزيد بن فروة، و هو ما أثبت.

الخارجي، و هو ابن عمّك و خليفة، و لا آمن إن نصبته أن يرق له قلوب الناس، و يغضب له أهل بيته، قال: و اللّه لأنصبنّه، فنصبه على رمح. ثم قال: انطلق فطف به في دمشق، و أدخله دار أبيه، ففعل، و صاح الناس و أهل الدار، ثم ردّه إلى يزيد، فقال له: انطلق إلى منزلك، فمكث عنده قريبا من شهر، ثم قال: ادفعه إلى أخيه سليمان، و كان سليمان أخو الوليد ممن سعى على أخيه، فغسل ابن فروة الرأس و وضعه في سفط ، و أتى سليمان، فنظر إليه سليمان فقال: بعدا (1)[له،] (2) أشهد إنه كان شروبا للخمر، ماجنا، فاسقا، و لقد أرادني على نفسي الفاسق، فخرج ابن فروة فتلقته مولاة للوليد، فقال لها: ويحك ما أشدّ ما شتمه، زعم أنه أراده على نفسه، قالت: كذب و اللّه الخبيث، ما فعل، و لئن كان أراده على نفسه لقد فعل، و ما كان ليقدر على الامتناع منه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، أخبرنا نصر بن إبراهيم، و عبد اللّه بن عبد الرزّاق.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن زيد، أخبرنا نصر بن إبراهيم.

قالا: أخبرنا أبو الحسن بن عوف، أخبرنا أبو علي بن منير، أخبرنا أبو بكر بن خريم، حدّثنا هشام بن عمران، حدّثنا الهيثم بن عمران العبسي قال: ولي الوليد بن يزيد خمسة عشر شهرا (3)،ثم قتل بالبخراء.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن أبي يعلى الفراء، أخبرنا أبو يعلى.

قالا: أخبرنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصيدلاني، حدّثنا محمّد بن مخلد، قال:

قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال: و هلك الوليد بن يزيد بن عبد الملك و هو ابن خمس و أربعين سنة (4)،و ولي سنة و نصف.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، حدّثنا علي بن أحمد بن أبي قيس.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أخبرنا أبو

ص: 344


1- الأصل: بعد، و المثبت عن م، و الطبري.
2- زيادة للإيضاح عن م، و الطبري.
3- تاريخ الإسلام(121-140) ص 294.
4- تاريخ الإسلام ص 294.

الحسين بن بشران، أخبرنا عمر بن الحسن، قالا: أخبرنا ابن أبي الدنيا، حدّثني العجلي عن - و في رواية عمر: حدّثني أبو عبد اللّه العجلي - حدّثنا - عمر بن محمّد، عن أبي معشر قال:

بلغ الوليد خمسا و أربعين سنة، و كانت خلافته ثمانية عشر شهرا، و الذي قتل الوليد بن يزيد عبد العزيز بن الحجّاج بن عبد الملك، و كان الوليد يكنّى أبا العبّاس، و أمّه أمّ الحجّاج بنت محمّد بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيلة، و اسم أبي عقيل عمرو بن مسعود بن عامر بن معتب.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، أخبرنا أبو القاسم بن بشران، أخبرنا أبو علي بن الصوّاف، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: قال أبي:

و ولي من بعده الوليد بن يزيد بن عبد الملك سنة و نصفا، و هلك و هو ابن خمس و أربعين سنة.

و قال عمي أبو بكر: و ولي الوليد نحوا من سنتين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة (1)،حدّثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جدّه، و عبد اللّه بن المغيرة، عن أبيه، و أبو اليقظان و غيرهم قالوا: قتل الوليد بالبخراء - من تدمر على أميال - يوم الخميس لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست و عشرين و مائة، و هو ابن خمس و ثلاثين سنة إلى ست و ثلاثين (2).

و قال حاتم بن مسلم: ابن خمس و أربعين و أشهر، و كانت ولايته سنة و شهرين و اثنين و عشرين يوما.

قال خليفة (3):و أمّه أمّ الحجّاج بنت محمّد بن يوسف أخي الحجّاج بن يوسف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا عمر بن الحسن الأشناني، أخبرنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا سليمان بن الأشعث، حدّثنا سليمان البهراني قال: البخراء شرقي حمص في البرية (4).

ص: 345


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 363 (ت. العمري).
2- نقل الذهبي في تاريخ الإسلام(121-140) ص 294 عن خليفة بن خياط أنه عاش ستا و ثلاثين سنة.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 357.
4- راجع معجم البلدان 356/1.

و قال: و حدّثنا سليمان بن الأشعث، حدّثنا العبّاس بن الوليد بن مزيد، حدّثني أبي، أخبرني الأوزاعي قال: كان قتل الوليد بن يزيد في ثمان ليال بقين من جمادى الآخرة سنة ست و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أخبرنا محمّد بن هبة اللّه، أخبرنا محمّد بن الحسين، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب عن (1) العبّاس بن الوليد بن مزيد البيروتي، أخبرني أبي قال: سمعت الأوزاعي قال: كان قتل الوليد بن يزيد في ثمان ليال بقين من جمادى الآخرة سنة ست و عشرين و مائة.

قال يعقوب: و قد اختلف الناس في قتل الوليد بن يزيد،[قتله] ابن عمه يزيد بن الوليد الذي يقال له الناقص، سار إليه من دمشق في التدرية (2)،فقتلوه بالبخراء، و قتل أهل مصر أميرهم.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أخبرنا عمر بن عبيد اللّه، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو عمرو بن السمّاك، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا عاصم بن علي، حدّثنا أبو معشر قال: و قد حدّثنا، حدّثني أبو عبد اللّه.

ح و أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أخبرنا[ (3) أبو بكر البيهقي، أخبرنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ]، حدّثنا أبو بكر محمّد بن المؤمل، حدّثنا الفضل بن محمّد، حدّثنا أحمد بن حنبل، حدّثنا إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر قال: ثم بويع الوليد بن يزيد في شهر ربيع الأول سنة خمس و عشرين و مائة، و قيل لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست و عشرين و مائة، فكانت خلافته سنة - زاد ابن القشيري (4):و أشهرا-.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا الحمامي، أخبرنا علي ابن أحمد الفراء.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أخبرنا محمّد بن محمّد، أخبرنا ابن بشران، أخبرنا عمر بن الحسن، قالا: حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا عبّاس - و في رواية عمر: أخبرنا العبّاس - بن هشام، عن أبيه قال: ثم بويع الوليد بن يزيد سنة خمس و عشرين و مائة، و أتته

ص: 346


1- تحرفت بالأصل و م إلى: بن.
2- كذا بالأصل و م.
3- ما بين الرقمين مكرر بالأصل و م.
4- من قوله: بقيتا... إلى هنا سقط من م.

الخلافة يوم السبت، و قتل الوليد بن يزيد بالبخراء لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة، فكانت خلافته سنة و ثلاثة أشهر.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أخبرنا أبو محمّد الجوهري، أخبرنا أبو الحسن ابن لؤلؤ (1)،أخبرنا محمّد بن الحسين بن شهريار، حدّثنا أبو حفص الفلاّس قال: ثم ملك الوليد بن يزيد بن عبد الملك سنة و شهرين و اثنتين (2) و عشرين ليلة، ثم قتله ابن عمّه يزيد بن الوليد بن عبد الملك يوم الخميس لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أخبرنا أبو الحسن الصيرفي، أخبرنا أبو القاسم بن جنيقا، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، قال: قال: ابن أبي السّري فيما أخبرني محمّد بن موسى البربري عنه: استخلف الوليد بن يزيد يوم السبت في شهر ربيع الآخر سنة خمس و عشرين و مائة، و قتل يوم الخميس لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست و عشرين، و هو ابن خمس و أربعين سنة، و يقال: ابن إحدى و أربعين، فكانت خلافته سنة و شهرين و اثنتين و عشرين يوما، و كان أبيض مشربا حمرة، ربعة، جميلا، قد وخطه الشيب.

قال الخطبي: و بلغني عن الواقدي قال: قتل الوليد و هو ابن ست و ثلاثين سنة.

أخبرنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أخبرنا نعمة اللّه بن محمّد المرندي (3)،حدّثنا أحمد ابن محمّد بن عبد اللّه، حدّثنا محمّد بن أحمد بن سليمان، أخبرنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه، حدّثنا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير قال: ثم ولي الوليد بن يزيد بن عبد الملك فكانت ولايته سنة و شهرين و اثنين و عشرين يوما، و قتل يوم الخميس لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أخبرنا أحمد بن علي، أخبرنا ثابت.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أخبرنا محمّد بن هبة اللّه، قالا: أخبرنا محمّد ابن الحسين، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال: و بويع الوليد بن يزيد (4)،و توفي الوليد لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست و عشرين و مائة.

ص: 347


1- بالأصل: لؤلؤة، و المثبت عن م، و السند معروف.
2- بالأصل و م: و اثنين.
3- الأصل و م: المزيدي.
4- كذا بالأصل و م.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أخبرنا مكي بن محمّد، أخبرنا أبو سليمان الربعي قال: و فيها - يعني: سنة ست و عشرين - قتل الوليد بن يزيد بالبخراء يوم الخميس لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة، و هو ابن ست و ثلاثين سنة، و بويع يزيد بن الوليد ابن عبد الملك.

و ذكر محمّد بن أحمد بن القوّاس (1):أن الوليد حمل إلى دمشق، فدفن بها ليلا.

و قال (2):أبو حسان الحسن بن عثمان الزيادي يقال: إنه حمل إلى دمشق سرا، و دفن بها خارج باب الفراديس.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد، أخبرنا إبراهيم بن عمر الفقيه.

ح و حدّثنا أبو المعمر المبارك بن أحمد، أخبرنا المبارك بن عبد الجبّار، أخبرنا علي ابن عمر بن الحسن، و إبراهيم بن عمر، قالا: أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة، حدّثني أبو حاتم، عن الأصمعي، حدّثني أبو عمر اليربوعي، عن سيّار بن سلامة أنه قال لما قتل الوليد: إنكم لترسّون خبرا (3)إن كان حقا لا يبقى أهل بيت من وبر إلاّ دخل عليهم منه مكروه، قال ابن قتيبة: يقال: بلغني رسّ من خبر، و ذرء من خير (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الفضل، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه (5)،حدّثنا سفيان قال:

لما قتل الوليد كان بالكوفة رجل يكون بالشام و أصله كوفي، سديد عقله، قال لخلف ابن حوشب لما وقعت الفتنة: اصنع طعاما و اجمع بقية من بقي، فجمعهم، فقال سليمان الأعمش: أنا لكم النذير، كفّ رجل يده و ملك لسانه، و عالج قلبه.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد بن

ص: 348


1- تحرفت في م إلى: الفراس.
2- تحرفت بالأصل و م إلى: و يقال.
3- الأصل و م:«حميرا» تحريف، انظر ما يلي.
4- يقال: أتانا رس من خبر، و رسيس من خبر، و هو الخبر الذي لم يصح و بلغني رس من خبر أي طرف منه، أو شيء منه، أو أوله. و ذرء ضبطه ابن الأثير بفتح فسكون، و قيل: بالضم، يقال: بلغني ذرء من خبر أي شيء منه و طرف منه. و الذرء: الشيء اليسير من القول. راجع تاج العروس: ذرأ - و رسس.
5- من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام(121-140) ص 294.

جعفر، أخبرنا محمّد بن جرير الطبري، قال: قال خلف بن خليفة لما قتل الوليد بن يزيد (1):

لقد سلبت كلب و أسباب مذحج (2) *** صدى كان يزقو ليله غير راقد

تركنا أمير المؤمنين بخالد *** مكبّا على خيشومه غير ساجد

فإن تقطعوا منا مناط قلادة *** قطعنا به منكم مناط قلائد

و إن تشغلونا عن ندانا فإنّنا *** شغلنا الوليد عن غناء الولائد

و إن سافر القسري سفرة هالك *** فإنّ أبا العبّاس ليس بشاهد

فقال حسّان بن جعدة الجعفري: يكذّب خلف بن خليفة في قوله هذا (3):

إنّ امرأ يدّعي قتل الوليد سوى *** أعمامه لمليء النفس بالكذب

ما كان إلاّ امرأ حانت منيته *** سارت إليه بنو مروان بالعرب

8065 - الوليد بن يزيد الناقص بن الوليد بن عبد الملك بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص (4)

له ذكر، قتله مروان بن محمّد بن [مروان بن] (5) الحكم.

8066 - الوليد بن يزيد الخزاعي

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

حكى عنه: أبو خالد يزيد بن يحيى القرشي الدّمشقي.

قرأت على أبي محمّد عبد اللّه بن أسد بن عمّار بن الخضر، عن عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا تمام بن محمّد، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم (6)،حدّثنا يزيد ابن محمّد بن عبد الصّمد، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا يزيد بن يحيى، حدّثنا الوليد بن يزيد الخزاعي عن عمر بن عبد العزيز قال: حدّثوا أهل العراق و لا تحدّثوا عنهم، و علّموهم و لا تعلّموا منهم.

ص: 349


1- الأبيات في تاريخ الطبري 260/7-261.
2- صدره في الطبري: لقد سكّنت كلب و أسباق مذحج.
3- البيتان في تاريخ الطبري 261/7.
4- جمهرة أنساب العرب ص 90.
5- زيادة للإيضاح، سقطت من الأصل و م، راجع جمهرة ابن حزم ص 107.
6- من هنا... إلى قوله: يحيى، استدركت على هامش م.

8067 - الوليد

من أهل المدينة.

غزا مع يزيد بن معاوية القسطنطينية، و حكى شيئا رآه في تلك الغزوة.

روى عنه ابنه جعفر بن الوليد، والد محرز بن جعفر، شيخ الواقدي.

ذكر من اسمه وهب

8068 - وهب بن الأسود، و يقال: ابن مسعود الثقفي

8068 - وهب بن الأسود، و يقال: ابن مسعود الثقفي (1)

و الأول أصحّ .

سمع عمر بن الخطّاب.

روى عنه: عبد اللّه بن عبيد اللّه بن أبي مليكة.

وفد على مروان بن الحكم.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، أخبرنا أبو محمّد الجوهري، قال:

أخبرنا أبو عمر بن حيّوية قال: قرئ على أبي (2) بكر محمّد بن خلف بن المرزبان، حدّثنا عبد اللّه بن نصر، حدّثنا محمّد بن محمّد أبو الحسن العطّار، حدّثنا أحمد بن شبويه، حدّثني سليمان بن صالح، حدّثني عبد اللّه، عن موسى بن عليّ ، عن أبيه عن عبد الملك بن مروان [عن مروان] (3) بن الحكم دخل عليه رجل يقال له وهب، فقال: يا وهب، ما المروءة ؟ فقال: العفاف في الدين، و الصنيعة في المال، قال: ادع لي عبد الملك، فدعوه، فسأله ليسمع.

قال: و أخبرنا أبو عمر قال: قرئ على محمّد، حدّثنا أحمد بن الحارث المدائني، قال: قال مروان بن الحكم لوهب بن الأسود: ما المروءة فيكم ؟ قال: برّ الوالدين، و إصلاح المال، قال: فدعا عبد الملك ابنه و قال: اسمع ما يقول وهب، فلما ولي عبد الملك فرأى عنزا جربا، فقال: لمن هذه العنز؟ قيل: لأمير المؤمنين، فوقف عليها ثم دعا بقطران، فقيل له تكفى، قال: فما أغنى عني قول وهب إذا شيئا.

ص: 350


1- ترجمته في التاريخ الكبير 163/8 و الجرح و التعديل 24/9.
2- في م: أبو.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و الزيادة منا لاقتضاء السياق.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أخبرنا أحمد بن محمّد بن يوسف، أخبرنا الحسين بن صفوان، أخبرنا ابن أبي الدنيا، أخبرني عمر ابن بكير عن شيخ من طيّئ أن مروان بن الحكم قال لوهب بن الأسود الثقفي: يا وهب، ما المروءة فيكم ؟ قال: العفاف، و إصلاح المال، فقال مروان: عليّ بعبد الملك، و عبد العزيز، فلما أتيا قال: اسمعا ما يقول عمّكما، قال: فما السؤدد فيكم ؟ قال: الحلم و النائل قال: أي بني اسمعوا.

و بلغني من وجه آخر أنه دخل على مروان و هو خليفة، فذكر الحكاية، و ذكر فيها العفاف و برّ الوالدين، و إصلاح المال، قال: فلمّا توفي مروان و استخلف عبد الملك ركب يوما حتى انتهى إلى عين الأسد حول المدينة - مدينة دمشق - فمرّ بغنم له، فإذا شاة جرباء، فنزل فحسر عن ذراعيه و دعا بزيت و قطران، و أخذ الشاة فقال له الراعي: تكفى يا أمير المؤمنين، فقال له: ويحك، فأين قول وهب بن مسعود لأمير المؤمنين.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أخبرنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمّد بن سهل، أخبرنا البخاري قال (1):وهب بن الأسود، لقي عمر، روى عنه ابن أبي مليكة.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه،[قالا: أخبرنا ابن منده، أخبرنا أبو علي إجازة.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي] (2).

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (3):

وهب بن الأسود، روى عن عمر، روى عنه ابن أبي مليكة، سمعت أبي يقول ذلك.

8069 - وهب بن أكيدر بن عبد الملك بن عبد الحقّ ، و يقال: وهب

ابن عبد الملك بن أكيدر الكندي، و يقال: الكلبي

من أهل دومة الجندل.

ص: 351


1- التاريخ الكبير 163/8.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م، و السند معروف.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 24/9.

روى عنه: ابنه يحيى بن وهب.

تقدم حديثه في ترجمة ابن ابنه (1) عمرو بن يحيى (2).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أخبرنا شجاع بن علي، أخبرنا عبد اللّه بن مندة، أخبرنا محمّد بن عمر بن حفص، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم شاذان، أخبرنا سعد بن الصلت، عن إبراهيم بن محمّد الأسلمي، عن يحيى بن وهب الكلبي، عن أبيه، عن جده قال: كتب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لأكيدر كتابا فيه أمان لهم من الظلم، و لم يكن معه خاتم، فختمه لهم بظفره (3).

قال ابن مندة: أبو وهب الكلبي قال: شهدت بعض المواسم و النبي صلى اللّه عليه و سلم يدعو (4).

رواه محمّد بن عمر الواقدي عن إسحاق بن حباب، عن يحيى بن وهب الكلبي، عن أبيه، عن جده.

8070 - وهب بن جابر الهمداني الخيواني الكوفي

8070 - وهب بن جابر الهمداني الخيواني (5) الكوفي (6)

قدم دمشق و أعمالها إلى بيت المقدس.

و سمع بها: عبد اللّه بن عمرو بن العاص.

روى عنه: أبو إسحاق السبيعي الهمداني.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السّبط ، و أبو القاسم بن الحصين، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أخبرنا أبو محمّد الجوهري، أخبرنا أبو بكر بن مالك، حدّثنا أبو شعيب الحرّاني (7)-يعني: عبد اللّه بن عمرو - قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا ينبغي للمسلم أن يضيع من يقوت». [13013]

ص: 352


1- الأصل و م: أبيه.
2- ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 457/46 رقم 5420.
3- رواه ابن حجر في الإصابة 218/4 في ترجمة أبي وهب الكلبي، و ابن الأثير في أسد الغابة 330/5.
4- أسد الغابة 330/5.
5- بدون إعجام بالأصل و م، أعجمت عن ميزان الاعتدال، و هذه النسبة - ضبطت عن الأنساب - إلى خيوان بن زيد بن مالك بن جشم بن خيوان بن نوف بن أوسلة و هو همدان.
6- ترجمته في ميزان الاعتدال 350/4 و التاريخ الكبير 163/8 و الجرح و التعديل 23/9.
7- كذا بالأصل و م، و ثمة سقط في السند.

و سقط من كتاب ابن السبط ذكر عبد اللّه بن عمرو، و لا بدّ منه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو منصور بن العطّار، أخبرنا محمّد بن الحسن بن الفضل بن المأمون.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أخبرنا أبو القاسم بن البسري، و أبو علي بن المسلمة، و أبو الفضل بن البقّال، و أبو الوفاء الفوارس (1)،و عاصم بن الحسن، و هبة اللّه بن عبد الرزّاق، و طراد بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أخبرنا طراد بن محمّد.

قالوا: أخبرنا هلال بن محمّد، قالا: حدّثنا الحسن بن يحيى بن عيّاش، حدّثنا إبراهيم ابن محسر، حدّثنا أبو بكر بن عيّاش، عن أبي إسحاق، عن وهب بن جابر، عن عبد اللّه بن عمرو أنه قال لخازن له: أكلت لأهلنا قوتا، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت»[13014].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أخبرنا أبو محمّد الجوهري، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن كيسان النحوي، أخبرنا أبو محمّد يوسف بن يعقوب (2) بن إسماعيل بن حمّاد بن يزيد القاضي، حدّثنا حفص بن عمر الحوضي، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن وهب بن جابر قال:

كنت في بيت المقدس، فجاء مولى لعبد اللّه بن عمرو فقال: إنّي أريد أن أقيم هاهنا شهر رمضان، فقال له عبد اللّه: تركت لأهلك ما يقوتهم ؟ قال: لا، قال: فارجع، فاترك عندهم ما يقوتهم، إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت»[13015].

قال: و حدّثنا يوسف، حدّثنا محمّد بن كثير، أخبرنا شعبة، فذكر بإسناده نحوه، و قال فيه:«أن يضيع من يعول».

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى - قراءة عليه - حدّثنا أبو بكر بن مالك - إملاء - حدّثنا الفضل بن الحباب الجمحي - بالبصرة -

ص: 353


1- كذا بالأصل و م.
2- في م:«يعقوب بن يعقوب بن إسماعيل» خطأ، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 85/14.

حدّثنا أبو الوليد، و ابن كثير، قالا: حدّثنا شعبة، قال: أنبأنا أبو إسحاق، قال: سمعت وهب ابن جابر رجلا من همدان يقول:

كنت في بيت المقدس، فجاء مولى لعبد اللّه بن عمرو فقال له عبد اللّه: ما جاء بك، تركت لأهلك نفقه ؟ قال: لا، قال (1):ارجع إليهم فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت»[13016].

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أخبرنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد ابن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمّد بن سهل، أخبرنا البخاري قال (2):

وهب بن جابر الخيواني (3)،سمع عبد اللّه بن عمرو عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:«كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت»، قاله سفيان عن أبي إسحاق، يعدّ في الكوفيين.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (4):

وهب بن جابر الخيواني (5)،كوفي، روى عن عبد اللّه بن عمرو، روى عنه أبو إسحاق الهمداني، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أخبرنا أبو الحسن العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أخبرنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا:

أخبرنا الوليد بن بكر، أخبرنا علي بن أحمد، أخبرنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (6):

ص: 354


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- التاريخ الكبير للبخاري 163/8.
3- تحرفت بالأصل و م إلى: الخيراني، و المثبت عن التاريخ الكبير.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 23/9.
5- تحرفت بالأصل و م إلى: الخيراني، و المثبت عن الجرح و التعديل.
6- رواه العجلي في تاريخ الثقات ص 466 رقم 1782.

وهب بن جابر الخيواني (1)،كوفي، تابعي، ثقة.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى عن وهب بن جابر فقال: ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا محمّد بن أحمد بن البراء قال: قال علي ابن المديني: وهب بن جابر الخيواني، مجهول (2)،سمع من عبد اللّه بن عمرو قصة في:

«يأجوج و مأجوج»، و «كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت»، لم يرو غير ذين، و لم يرو عنه غير أبي إسحاق.

8071 - وهب بن زمعة بن أسيد بن أحيحة بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح

ابن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب أبو دهبل الجمحي الشاعر (3)

من أهل مكة.

قدم دمشق.

قرأت على أبي منصور بن خيرون، عن أبي بكر محمّد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا محمّد بن خلف بن المرزبان، حدّثني أبو العبّاس أحمد بن يحيى، أخبرنا الزبير بن أبي بكر، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه، حدّثني إبراهيم بن عبد اللّه قال (4):

خرج أبو دهبل يريد الغزو - و كان رجلا جميلا، صالحا - فلما كان بجيرون (5) جاءته امرأة فأعطته كتابا، فقالت له: اقرأ هذا، فقرأه لها، ثم ذهبت فدخلت قصرا ثم خرجت إليه فقالت: لو بلغت (6) إلى هذا القصر فقرأت الكتاب على امرأة فيه كان لك أجر إن شاء اللّه،

ص: 355


1- بالأصل: الحيراني، و في م: الخيراني، تصحيف، و المثبت عن تاريخ الثقات.
2- ميزان الاعتدال 350/4.
3- ترجمته و أخباره في الأغاني 114/7 و المؤتلف و المختلف للآمدي ص 117 و الشعر و الشعراء ص 389 و نسب قريش للمصعب الفهارس).
4- الخبر و الشعر في الأغاني 122/7 و 126.
5- جيرون: أحد أبواب دمشق، و قيل جيرون هي دمشق نفسها، راجع معجم البلدان: جيرون 199/2.
6- بالأصل و م و المختصر: تبلغت.

فبلغ معها القصر، فلمّا دخل فإذا فيه جوار (1) كثير، فأغلقت عليه باب القصر، فإذا امرأة جميلة قد أتته، فدعته إلى نفسها، فأبى، فأمرت به فحبس في بيت من القصر، و أطعم و سقي قليلا قليلا حتى ضعف، و كاد أن يموت، ثم دعته إلى نفسها، فقال: أما حرام فلا يكون ذلك أبدا، و لكن أتزوجك، قالت: نعم، فتزوجها، و أمرت به فأحسن إليه حتى رجعت إليه نفسه، فأقام معها زمانا طويلا لم تدعه يخرج من القصر حتى يئس منه أهله و ولده و زوج أولاده بناته و اقتسموا ميراثه، و أقامت زوجته تبكي عليه و لم تقاسمهم ماله و لا أخذت من ميراثه شيئا، و جاءها الخطّاب، فأمرت (2) و أقامت على الحزن و البكاء عليه، قال: فقال أبو دهبل لامرأته يوما: إنّك قد أثمت فيّ و في ولدي، فائذني لي أن أخرج إليهم و أرجع إليك، فأخذت عليه أيمانا أن لا يقيم إلاّ سنة حتى يعود إليها، و أعطته مالا كثيرا، فخرج من عندها بذلك المال حتى قدم على أهله، فرأى زوجته و ما صارت إليه من الحزن، و نظر إلى ولده ممن اقتسم ماله و جاوره فقال: ما بيني و بينكم عمل، أنتم ورثتموني و أنا حي، فهو حظكم، و اللّه لا يشرك زوجتي فيما قدمت به أحد، و قال لزوجته: شأنك بهذا المال، فهو كله لك، و لست أجهل ما كان من وفائك، فأقام معها، و قال في الشامية:

صاح حيّا الإله حيّا و دورا *** عند أصل القناة من جيرون

فبتلك اغتربت بالشام حتى *** ظنّ أهلي مرجّمات الظنون

و هي زهراء مثل لؤلؤة الغوّاص *** ميزت من جوهر مكنون

قال: و في هذه القصيدة يقول أبو دهبل:

ثم فارقتها على خير ما *** كان قرين مفارق لقرين

و بكت خشية التفرّق و البين *** بكاء الحزين نحو الحزين

فاسألي عن تذكّري و اكتئابي (3) *** حلّ أم إذا هم عذلوني (4)

و قد روي هذا الشعر لعبد الرّحمن بن حسّان، و ليس بصحيح، قال: فلمّا جاء الأجل أراد الخروج إليها، فجاءه موتها، فأقام.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أخبرنا أبو

ص: 356


1- بالأصل و م: جواري.
2- كذا بالأصل و م، و لعله: فأبت.
3- كذا بالأصل و م و المختصر، و في الأغاني: و اطمئني.
4- بالأصل: عذبوني، و المثبت عن م و المختصر، و عجزه في الأغاني: لأناسي إذا هم عذلوني.

طاهر المخلّص، أخبرنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزبير بن بكّار قال (1):و ولد أحيحة بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح: أسيد بن أحيحة. فولد أسيد: زمعة و أبو دهبل، وهب (2)ابن زمعة بن أسيد بن أحيحة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: أبو دهبل (3):وهب بن زمعة بن أسيد بن أحيحة بن خلف بن وهب بن حذافة ابن جمح، أحد الشعراء الإسلاميين، يعرف بكنيته.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه قال (4):أسيد (5) بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح (6) من ولده أبو دهبل الجمحي الشاعر المشهور (7).

ثم قال: أما دهبل (8) بالباء المعجمة بواحدة، فهو أبو دهبل الجمحي، و هو وهب بن زمعة بن أسيد بن أحيحة بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح، أحد الشعراء المجيدين.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أخبرنا محمّد ابن أحمد بن المسلمة، أخبرنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن، حدّثنا عبد اللّه الطوسي، حدّثنا الزبير بن أبي بكر قال (9):

و من ولده - يعني: خالد بن حزام - أخا حكيم بن حزام:- المغيرة بن عبد اللّه بن خالد، و كان شريفا، و أمّه أمّ ولد، استعمله عبد اللّه بن الزبير على ناحية من اليمن، و وفد عليه أبو دهبل الجمحي فقال له:

يا ناق سيري و اشرقي *** بدم إذا جئت المغيرة

سيثيبني أخرى سوا *** ك و تلك لي منه يسيره

ص: 357


1- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 392 و 393.
2- بالأصل و م: و وهب، و سقطت اللفظة من نسب قريش.
3- تحرفت بالأصل إلى: وهبان.
4- الاكمال لابن ماكولا 56/1.
5- ضبطت بالفتح عن الاكمال. و انظر ما لاحظه محققه بالهامش.
6- كذا ورد اسمه و نسبه في الاكمال، انظر ما مرّ قريبا عن نسب قريش للمصعب.
7- قوله:«أبو دهبل الجمحي الشاعر المشهور» مكانه في الاكمال: جماعة، يأتي ذكرهم، و قد ورد فيه اسم أبي دهبل. ص 64-65.
8- الاكمال لابن ماكولا 340/3.
9- الخبر و الأبيات في نسب قريش للمصعب ص 234.

إن ابن عبد اللّه نع *** م فتى الندى و ابن العشيرة

حلو الحلاوة دهثم (1) *** جلد القوى مرّ المريرة

كفاه كفّا ماجد *** حرّ سحائبه مطيره

تتحليان ندى إذا *** ضنّت به النفس العسيره (2)

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو جعفر، أخبرنا أبو طاهر المخلص، حدّثنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزبير بن بكّار قال (3):

فولد عبد الرّحمن بن الوليد - يعني: ابن عبد شمس - بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر (4)ابن مخزوم: الهبرزي عبد اللّه الأزرق الذي كان أبو دهبل الجمحي يمدحه، و فيه يقول:

لا يبعد اللّه عبد اللّه أذكره *** عند النّدى أبدا ما هبّت الريح

أغرّ من ساكني البطحاء ألحقه *** بالمجد و السؤدد و البيض المناجيح

منتطق حين يدعى (5) غير مكتتم *** كالسّيد (6) لم يخفه القيصوم و الشّيح

و قال فيه أيضا (7):

عقم النساء فلم يلدن شبيهه *** إنّ النساء بمثله عقم

متهدم (8) بنعم مخالف [قول] لا *** سيّان منه الوفر و العدم

إن الجدود معادن فنجاره *** ذهب و كل جدوده صخم

غضّ (9) الكلام من الحياء تخاله *** ضمنا (10) و ليس بجسمه سقم

و له يقول (11):

ص: 358


1- الدهثم: الدمث الخلق.
2- ليس البيت في نسب قريش للمصعب الزبيري.
3- الخبر و الشعر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 331.
4- بالأصل: عمرو، تصحيف، و المثبت عن م، و نسب قريش ص 320.
5- الأصل و م:«ارعا» و المثبت عن نسب قريش.
6- السيد بكسر السين، الذئب.
7- الأبيات في الأغاني 134/7 و نسب قريش ص 331.
8- كذا بالأصل و م، و في نسب قريش: متقدم، و في الأغاني: فتهلهل.
9- في الأغاني: نزر.
10- الضمن: المريض، و في نسب قريش للمصعب: ضنيا.
11- الأبيات في الأغاني 129/7.

اعلم بأنّي لمن عاديت مضطغن *** ضبّا (1) و إنّي عليك اليوم محسود

و أنّ شكرك عندي لا انقضاء له *** ما دام بالجذع (2) من لبنان جلمود

إن تغد من منقلي (3) نجران مرتحلا *** بين (4) من اليمن المعروف و الجود

قال الزبير: حدّثني حمزة بن عتبة الهاشمي قال: قال أبو دهبل: قلت:

و إن شكرك عندي لا انقضاء له

ثم أرتج على النصف الآخر، فأقمت حولين... (5)،ثم سمعت غريبا في المسجد الحرام يذكر لبنان، فقلت له: أي شيء لبنان ؟ قال: جبل بالشام، ففتح علي فقلت:

و إنّ شكرك عندي لا انقضاء له *** ما دام بالجذع من لبنان جلمود

قال الزبير: و هلك عبد اللّه بن الأزرق بتهامة، فرثاه أبو دهبل فقال (6):

لقد عال هذا القبر من بطن عليب (7) *** فتى كان من أهل الندى و التكرّم

فتى كان فيما ناب يوما هو الفتى *** و نعم الفتى للطارق المتيمم (8)

قال الزبير: و أخبرني علي بن صالح، عن عامر بن صالح بن عبد اللّه بن عروة بن عروة ابن الزبير: قال أبو دهبل الجمحي (9):

قومي بنو جمح يوما إذا انحدرت (10) *** شهباء تبصر في حافاتها الزّغفا (11)

أهل الخلافة و الموفون عقدوا *** و الشاهد و الروع لا عزلا و لا كشفا

يأبى لي اللّه و الحيان من جمح *** داع حبيبا وداع للندى خلفا

قال الزبير: مظعون و معمر ابنا حبيب بن وهب، و خلف بن وهب، يعني ابن حذافة بن جمح.

ص: 359


1- الضب: الحقد.
2- الأغاني: بالهضب.
3- المنقل: الطريق في الجبل.
4- كذا بالأصل و م، و في الأغاني: يرحل.
5- كلمة غير مقروءة بالأصل و م.
6- البيتان في نسب قريش للمصعب ص 331 و الأغاني 145/7 و معجم البلدان (عليب).
7- بالأصل و م: غليت، تحريف، و التصويب عن معجم البلدان. قال ياقوت: و عليب بضم العين المهملة و سكون اللام و فتح الياء: موضع بتهامة.
8- الأصل و م: المتيم، و المثبت عن المصادر.
9- الأول و الثاني في الأغاني 115/7.
10- الأصل و م: انجردت، و المثبت عن الأغاني.
11- الشهباء: الكتيبة العظيمة، كثيرة السلاح. و الزغف: الدروع.

قال: و حدّثنا الزبير، حدّثني عمي مصعب (1) بن عبد اللّه، أخبرني إبراهيم بن أبي عبد اللّه قال: خرج أبو دهبل يريد مصر، ثم رجع من الطريق، و قال في زوجته أم دهبل (2):

أسلمي أم دهبل بعد هجر *** و نقص (3) من الزمان و عصر

و اذكري كرّي المطيّ إليكم *** بعد ما قد توجهت نحو مصر

لا تخالي أنّي نسيتك لما *** كان بيش (4) و من به خلف ظهري

إن تكوني أنت المقدم قبلي *** و أطع يثو عنك قبرك قبري

قال عمي: فأخبرني إبراهيم بن أبي عبد اللّه قال: فرأيت قبريهما بتهامة، بعليب (5) في موضع واحد، و أبو دهبل الذي يقول (6):

يا عمرو حمّ فراقكم عمرا *** و عزمت منا النأي و الهجرا

يا عمرو شيخك و هو ذو كرم *** يحمي الذمار و يكرم الصهرا

و اللّه ما أحببت حبكم *** لا ثيّبا خلت و لا بكرا

إن كان هذا السحر منك فلا *** ترعي عليّ و جددي سحرا

إن لا رضى إن رضيت به *** و أرى لحسن حديثكم شكرا

و ترى لها دلاّ إذا نطقت *** تركت بنات فؤاده صعرا

كتساقط الرطب الجنيّ من *** الأفنان لا بثرا و لا نزرا

و مقالة فيكم عركت بها *** جنبي أريد بها لك العذرا

و مريد سركم عدلت به *** فيما يحاول معدلا و عرا

قالت يقيم لنا لنجزيه *** يوما فخيّم عندها شهرا

ما إن أقيم لحاجة عرضت *** إلاّ لأبلي فيكم عذرا

ص: 360


1- بالأصل:«مصعب عمي» و فوقهما علامتا تقديم و تأخير.
2- الأبيات في الأغاني 145/7.
3- كذا بالأصل و م، و في الأغاني: و نقضّ .
4- بيش: بكسر أوله، قال ياقوت، بعد أن ذكر شعر أبي دهبل، هذا الشعر يدل على أن بيشا موضع بين مكة و مصر، أو تكون صاحبته المذكورة كانت باليمن، و فيه أن بيش: من بلاد اليمن قرب دهلك.
5- الأصل و م: بقلب، و التصويب عن الأغاني، و قد مرّ التعريف به.
6- الأبيات في الأغاني 119/7.

8072 - وهب بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيّب بن جذيمة

ابن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر، و يقال:

وهب بن عبد اللّه بن أبي سرح (1)

له صحبة، شهد بدرا، و مؤتة، و استشهد بها.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، أخبرنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزبير بن بكّار قال (2):و ولد أبو سرح بن الحارث بن حبيّب بن جذيمة بن مالك: سعدا، و أمّه من الأشعريين، فولد سعد: عبد اللّه بن سعد، و أوس (3) بن سعد الأكبر، و أوس (4) الأصغر،[و] (5) وهبا، و إياسا، و أبا هند، و أمّهم مهانة بنت جابر، من الأشعريين، و من بني أبي سرح: وهب بن عبد اللّه بن أبي سرح، قتل يوم مؤتة.

[قال ابن عساكر:] (6) كذا قال الزبير، و لم يذكر لأبي سرح ولد، اسمه عبد اللّه، و الأشبه أن المقتول يوم مؤتة: وهب بن سعد بن أبي سرح، كما قال ابن إسحاق، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن، حدّثنا محمّد بن سعد قال (7):في الطبقة الأولى من بني عامر بن لؤي: وهب بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيّب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، و هو أخو عبد اللّه بن سعد، و أمهما مهانة بنت جابر من الأشعريين، قالوا: و آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين وهب بن سعد، و سويد بن عمرو، و قتلا جميعا يوم مؤتة شهيدين، و شهد وهب بن سعد بدرا في رواية موسى بن عقبة، و أبي معشر، و محمّد بن عمر، و لم يذكره محمّد بن إسحاق في كتابه، فيمن شهد بدرا. و شهد وهب بن سعد أحدا، و الخندق، و الحديبية، و خيبر، و قتل يوم مؤتة

ص: 361


1- ترجمته في أسد الغابة 683/4 و الإصابة 641/3 و الاستيعاب 626/3 (هامش الإصابة) و طبقات ابن سعد 3/ 407.
2- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 433.
3- كذا بالأصل و م، و في نسب قريش: أويس.
4- كذا بالأصل و م، و في نسب قريش: أويسا الأصغر.
5- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن نسب قريش.
6- زيادة منا.
7- راجع الطبقات الكبرى لابن سعد 407/3-408.

شهيدا، في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة، و كان يوم قتل ابن أربعين سنة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أخبرنا شجاع بن علي، أخبرنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: وهب بن سعد بن أبي سرح من بني مالك، استشهد يوم مؤتة، و لا يعلم له رواية.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ : وهب بن سعد بن أبي سرح من بني مالك، استشهد يوم مؤتة، لم يسند شيئا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أخبرنا أبو محمّد الحسن بن علي، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، أخبرنا الحسين بن فهم، حدّثنا محمّد بن سعد [قال (1):أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني محمّد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة، قال: لما هاجر وهب بن سعد] (2) من مكة إلى المدينة نزل على كلثوم بن الهدم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم - لفظا - و أبو القاسم الخضر بن الحسين - قراءة - قالا: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا علي بن يعقوب ابن إبراهيم، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن بشر، حدّثنا محمّد بن عائذ، أخبرني الوليد عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من شهد بدرا من بني عامر: وهب بن سعد بن أبي سرح.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أبو القاسم عبد الوهّاب بن أبي حيّة، أخبرنا محمّد بن شجاع، أخبرنا محمّد بن عمر قال في تسمية من شهد بدرا من بني مالك بن حسل: وهب بن سعد بن أبي سرح (3).

حدّثني به محمّد بن عبد اللّه، عن الزهري، و حدّثنيه ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين، عن عكرمة، و حدّثنيه عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال في تسمية من شهد بدرا من بني عامر: وهب بن عامر بن أبي سرح.

قال: و حدّثنا يعقوب قال: و قال حسّان بن عبد اللّه، عن ابن لهيعة، عن الأسود، عن

ص: 362


1- الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 407/3.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن ابن سعد للإيضاح.
3- مغازي الواقدي 156/1.

عروة قال: و قتل يوم مؤتة من المسلمين من قريش من بني عامر بن لؤي، ثم من بني مالك بن حسل: وهب بن سعد بن أبي سرح.

حدّثنا أبو الحسن الفرضي - لفظا - و أبو القاسم بن عبدان - قراءة - قالا: أخبرنا علي بن محمّد، أخبرنا عبد الرّحمن بن عثمان، أخبرنا أبو القاسم بن أبي العقب، أخبرنا أبو عبد الملك البسري، حدّثنا محمّد بن عائذ، أخبرني الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال: و قتل من المسلمين يوم مؤتة من قريش من بني عامر بن لؤي، ثم من بني مالك بن حسل: وهب بن سعد بن أبي سرح.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثني أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أخبرنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أخبرنا القاسم بن عبد اللّه، حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمّه موسى بن عقبة قال: و قتل يومئذ - يعني:

يوم مؤتة - من المسلمين من بني عامر بن لؤي: وهب بن سعد بن أبي سرح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، أخبرنا أبو الحسين رضوان بن أحمد، حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار، حدّثنا يونس ابن بكير، عن محمّد بن إسحاق قال في تسمية من استشهد يوم مؤتة من بني مالك بن حسل:

وهب بن سعد بن أبي سرح (1).

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أخبرنا شجاع بن علي، أخبرنا أبو عبد اللّه بن مندة، أخبرنا أحمد بن محمّد بن زياد، و محمّد بن يعقوب، قالا: حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار، حدّثنا يونس بن بكير، عن محمّد بن (2) إسحاق قال في تسمية من استشهد يوم مؤتة و من بني مالك:

وهب بن سعد بن أبي سرح القرشي.

قال ابن مندة: لا يعرف له رواية.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا أبو عمر الخزّاز، أخبرنا عبد الوهّاب بن أبي حيّة، أخبرنا محمّد بن شجاع، أخبرنا محمّد بن عمر قال (3):في ذكر من

ص: 363


1- سيرة ابن هشام 30/4.
2- بالأصل: محمّد بن شجاع إسحاق.
3- مغازي الواقدي 769/2.

استشهد بمؤتة من بني عامر بن لؤي، ثم من بني مالك بن حسل: وهب بن سعد بن أبي سرح.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة عن عبد العزيز الصوفي، أخبرني مكي بن محمّد، أخبرنا أبو (1) سليمان بن زبر قال: و استشهد يوم مؤتة وهب بن سعد.

8073 - وهب بن سلمان بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد أبو القاسم السّلمي

8073 - وهب بن سلمان (2) بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد أبو القاسم السّلمي

المعروف بابن الزلف (3) الفقيه الشافعي

سمع أبا الحسن علي بن الحسن الموازيني، و أخاه أبا الفضل، و أبوي الحسن الفقيهين، و أبا الفتح نصر اللّه بن محمّد، و أبا محمّد بن الأكفاني، و إسماعيل بن نصر بن أبي نصر الطوسي، و عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل، و جماعة سواهم.

و قرأ القرآن بروايات على أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر النسائي، و أقرأ جماعة، و تفقّه على الفقيه أبي الحسن بن المسلّم، و أعاد الدرس عنه بالمدرسة الأمينية، و تميّز، و كان مواظبا على قراءة القرآن، مديما على الاعتكاف في شهر رمضان، و قبلت القضاة شهادته.

سمعت منه جزءين من حديثه، و أدركه أجله و هو في حدّ الكهولة - رحمه اللّه-.

أخبرنا أبو القاسم وهب بن سلمان (4) الفقيه - ببرزة (5)،في مقام إبراهيم - أخبرنا أبو الحسن بن الحسين الموازنيان - قراء عليهما-.

ح و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم - قراءة - قالوا: أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن يحيى بن سلوان المازني، حدّثنا أبو القاسم الفضل بن جعفر المؤذّن، حدّثنا محمّد بن عبيد اللّه الحمصي - بحمص - حدّثنا محمّد بن مصفّى، حدّثنا محمّد بن أبي فديك، حدّثنا عيسى ابن أبي عيسى الحناطي، عن أبي الزناد، عن أنس قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، و إنّ الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، و الصلاة نور المؤمن، و الصوم جنّة من النار»[13017].

ص: 364


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- الأصل: سليمان، و المثبت عن م، و المختصر.
3- بالأصل: الزيف، و في م: الرتف، و المثبت عن المختصر.
4- الأصل: سليمان، و المثبت عن م.
5- برزة: قرية من غوطة دمشق (معجم البلدان).

ولد أبو القاسم سنة ثمان و تسعين و أربعمائة، و توفي يوم الاثنين الحادي و العشرين من شهر رمضان سنة تسع و أربعين و خمسمائة بعد صلاة الظهر، و دفن بعد الظهر من يوم الثلاثاء بمقبرة باب الصغير.

8074 - وهب بن صدقة أبو الحسن النّاظر

ذكر لي بعض أصحابنا أنه وجد بخط بعضهم: أنشدني أبو الحسن وهب بن صدقة النّاظر بدمشق لنفسه يوم الاثنين الثاني عشر من جمادى الأولى سنة أربع و ثلاثين و أربعمائة:

كدرت عني رضاك عني *** بكثرة السخط و التجني

و أخذتموني بغير جرم *** ما كان مني سوى التظنّي

و كل ما ساءني فمنكم *** و كل ما سرّكم فمني

قال: و أنشدني الشيخ أبو الحسن وهب بن صدقة النّاظر بدمشق في ذي القعدة سنة أربع و ثلاثين و أربعمائة لنفسه:

أطعتك يا دنياي سبعين حجة *** و خمسا فلم أظفر لديك بطائل

أمتّ أحبّائي و فرّقت أسرتي *** و طالبتني فيهم طلاب الطوائل

قال: و أنشدني لنفسه:

لا ترع من حوادث الأيام *** إنّ فيها مصالحا للأنام

تذكر الموت بالذنوب *** فإن تاب محت عنه سائر الآثام

8075 - وهب بن فرج أبو مفرج بن مفلح أبو القاسم الناسخ الحنبلي

سمع أبا القاسم عبد المنعم بن الغمر الكلابي المعروف بالمدير (1)،و أبا تراب حيدرة ابن أحمد بن الحسن الأنصاري.

و كان حافظا للقرآن مداوما على حضور السبع.

سمع منه بعض أصحابنا، و لم أسمع منه شيئا، و ساءت حالته في آخر عمره، فكان يبيت في الجامع، و مات في صفر سنة اثنتين و ستين و خمسمائة.

ص: 365


1- تقرأ في م: المديد.

8076 - وهب بن منبّه بن كامل بن سيج

8076 - وهب بن منبّه بن كامل بن سيج (1)

أبو عبد اللّه الأبناوي (2) الذّماري (3) الصنعاني اليماني (4)

لقي عبد اللّه بن عبّاس، و عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و جابر بن عبد اللّه، و أبا هريرة، و عبد اللّه بن الزبير، و أنس بن مالك، و النعمان بن بشير، و أبا سعيد الخدري.

و روى عن ابن عبّاس، و جابر، و النعمان بن بشير، و أخيه همّام.

روى عنه: عمرو بن دينار، و المغيرة بن حكيم، و سماك بن الفضل، و المنذر بن النعمان، و عبد الصّمد بن معقل، و عبد الكريم بن حوران.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزّاق، عن المنذر بن النعمان الأفطس قال: سمعت وهبا يحدّث عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يخرج من عدن أبين اثنا عشر ألفا ينصرون اللّه و رسوله، و هم خير من بيني و بينهم»، قال لي معمر: اذهب فاسأله عن هذا الحديث[13018].

قال: و حدّثني أبي (6)،حدّثنا سفيان بن عمرو، عن ابن منبه، عن أخيه، عن معاوية قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا تلحفوا في المسألة فو اللّه لا يسألني أحد شيئا فتخرج له مسألته شيئا فيبارك له فيه».

رواه مسلم عن محمّد بن عبد اللّه بن نمير، و ابن أبي عمر عن سفيان.

ص: 366


1- سيج: بالفتح أو الكسر أو التحريك، كما في تاج العروس سيج.
2- الأبناوي، كل من ولد باليمن من أبناء الفرس و ليس بعربي يسمونهم الأبناء، قال أبو علي الغساني: الأبناوي منسوب إلى الأبناء (الأنساب 76/1 الأبناوي).
3- الذماري نسبة إلى ذمار، و هي قرية باليمن على ستة عشر فرسخا من صنعاء (الأنساب 11/3).
4- ترجمته في تهذيب الكمال 487/19 و تهذيب التهذيب 107/6 و ميزان الاعتدال 352/4 و طبقات ابن سعد 5/ 543 و الجرح و التعديل 24/9 و حلية الأولياء 23/4 و سير أعلام النبلاء 544/4 و معجم الأدباء 259/19 و تذكرة الحفاظ 95/1 و وفيات الأعيان 35/6 و تاريخ الإسلام(101-110 ص 497) و العبر 143/1 و شذرات الذهب 150/1.
5- رواه أحمد بن حنبل في المسند 713/1 رقم 3079 طبعة دار الفكر.
6- مسند أحمد بن حنبل 25/6 رقم 16893 طبعة دار الفكر.

ذكر إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرّحمن الهروي أن وهبا ولد سنة أربع و ثلاثين في خلافة عثمان.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن - بتبريز - أخبرنا أبو مسعود محمّد بن عبد اللّه بن أحمد السوذرجاني - بأصبهان - حدّثنا أبو الحسين علي بن محمّد بن أحمد بن ميلة الفقيه، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد، حدّثنا أبو غالب البغدادي، حدّثنا يوسف بن يحيى، حدّثنا عبد القدّوس بن الحجّاج، حدّثني شيخ من شيوخ خولان كان نديما، قال:

دخل يزيد بن عبد الملك مسجد دمشق، فرأى نقشا في حجر، فقال: ما هذا؟ قالوا: يا أمير المؤمنين ما نعرفه، أين أنت عن وهب بن منبّه ؟ فإنّه قرأ الكتب، فبعث إليه، فأتاه، فقال:

تنظر في هذا الكتاب هل تعرفه ؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، هو ابن آدم، لو رأيت يسير ما بقي من أجلك لزهدت في طويل ما ترجوه (1) من أملك، و إنّما تلقى ندمك، لو قد زلت بك قدمك، و أسلمك أهلك، و ذهب عنك الحبيب و ودعك القريب، فلا أنت إلى أهلك عائد، و لا في عملك زائد، فاعمل ليوم القيامة قبل الحسرة و الندامة.

و قد روي أن الذي سأله سليمان بن عبد الملك.

أخبرناه أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة - قراءة - عن عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا تمام ابن محمّد، أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن الفرج بن البرامي (2)،حدّثنا أبو زكريا يحيى ابن عبد الرحيم (3) بن عمارة الهمداني - من أهل قرية دقانية (4)-حدّثنا شعيب بن شعيب - هو ابن إسحاق القرشي (5)-حدّثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج الخولاني، حدّثنا شيخ من مشيخة أهل حمص من أهل الفقه، قال: دخل سليمان بن عبد الملك مسجد دمشق، فإذا نقش في حجر فقال لمن معه: ما هذا النقش ؟ قالوا: ما ندري يا أمير المؤمنين، قال: ابعثوا إلى ناس من النصارى و اليهود، قال: فجاءوه بأناس، فقالوا: ما نعرف، فقيل: يا أمير المؤمنين، ابعث إلى وهب بن منبّه، فإنه يقرأ الكتاب، قال: فبعث إليه، فعرفه، فإذا هو:

يا بن آدم، لو رأيت يسير ما بقي من أجلك لزهدت في طول ما ترجو من أملك، و إنما تبقى بندمك لو قد زلّت بك قدمك، فأسلمك أهلك و حشمك، و انصرف عنك الحبيب

ص: 367


1- بدون إعجام بالأصل و م، و رسمها:«وحوه».
2- في م: الرامي.
3- في معجم البلدان: عبد الرحمن.
4- دقانية: من قرى دمشق (معجم البلدان 458/2).
5- ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 108/23 رقم 2745.

و ودّعك القريب، فلا أنت إلى أهلك بعائد، و لا في عملك زائد، فاعمل ليوم القيامة قبل الحسرة و الندامة.

[قال ابن عساكر:] (1) كذا في الكتاب، و الصواب عبد الرّحمن (2) بن يحيى بن عمارة.

و كذلك وجدته في نسخة بخط الكتاني، و روي أن سليمان سأله عن ذلك بالمسجد الحرام.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أخبرنا جعفر بن أحمد السرّاج، أخبرنا أبو علي بن شاذان، أخبرنا أبو جعفر عبد اللّه بن إسماعيل، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا أبو عبد اللّه، عن زكريا التيمي قال: بينما سليمان بن عبد الملك في المسجد الحرام إذا أتى بحجر منقور، فطلب من يقرأه فأتي بوهب بن منبّه فقرأه، فإذا فيه:

يا بن آدم، إنك لو رأيت قريب ما بقي من أجلك لزهدت في طول أملك، و لرغبت في الزيادة من عملك، و لقصرت عن (3) حرصك و حيلك، و إنما يلقاك غدا ندمك لو قد زلّت بك قدمك، و أسلمك أهلك و حشمك، فبان منك الولد القريب، و رفضك الوالد و النسيب، فلا أنت إلى دنياك عائد، و لا في حسناتك زائد، فاعمل ليوم القيامة قبل الحسرة و الندامة، فلا أظنه قال: فبكى سليمان بكاء شديدا.

و روي أن الذي سأله مسلمة بن عبد الملك.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أخبرنا أبو عثمان الصابوني، أخبرنا أبو العبّاس عبد الصّمد بن عبد اللّه اليعمري، أخبرنا أبو يزيد حاتم بن محبوب الشامي، حدّثنا سلمة بن شبيب قال: قال منصور بن عمّار: حدّثني أبي، حدّثنا زكريا بن إبراهيم، قال: بينما مسلمة ابن عبد الملك بالمسجد الحرام إذ أتى بحجر أسود مكتوب فيه بالحميرية، فقال: من هاهنا من يقرأه لنا؟ فأتي بوهب بن منبّه، فقيل له: يا أبا عبد اللّه، اقرأ ما على الحجر، فإذا عليه مكتوب:

يا بن آدم لو رأيت يسير ما بقي من أجلك، لزهدت في طول ما ترجو من أملك،

ص: 368


1- زيادة منا.
2- كذا بالأصل و م، و الذي في معجم البلدان: يحيى بن عبد الرحمن بن عمارة بن معلى بن زكريا الهمداني الدقاني حدث عن... و شعيب بن شعيب بن إسحاق بن أسلم بن يحيى.
3- في م: على.

و قصرت عن (1) حرصك و حيلك، و ابتغيت الزيادة في عملك، و إنّما تلقى الندم، لو زلّت القدم و أسلمك الأهل و الحشم، و انصرف عنك الحبيب، و أسلمك القريب، فلا أنت إلى أهلك عائد، و لا في عملك زائد، فاعمل ليوم القيامة يوم الحسرة و الندامة.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن، أخبرنا سهل بن بشر، و أحمد بن محمّد بن سعيد، قالا: أخبرنا محمّد بن أحمد بن عيسى، أخبرنا منير بن أحمد بن الحسن، أخبرنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، أخبرنا أحمد بن الهيثم قال: قال أبو نعيم: وهب بن منبّه أبو عبد (2).

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العزّ بن منصور، قالا: أخبرنا أحمد بن الحسن ابن أحمد - زاد ابن المبارك: و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا:- أخبرنا محمّد بن الحسن، أخبرنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، حدّثنا عمر بن أحمد بن إسحاق، حدّثنا خليفة قال (3):

في الطبقة الثانية من أهل اليمن: وهب بن منبّه، يكنى أبا عبد اللّه، من الأبناء مات سنة عشر و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الفضل بن البقّال، حدّثنا أبو الحسن بن الحمّامي، أخبرنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أخبرنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح ابن حبيب يقول: وهب بن منبّه بن كامل بن سيج (4)،سمعته من أبي عبد اللّه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أخبرنا أبو الحسن بن السقا، حدّثنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا عبّاس قال: سمعت يحيى يقول: وهب بن منبّه، كنيته أبو عبد اللّه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أخبرنا أبو عمرو بن منده، أخبرنا أبو محمّد بن يوة، أخبرنا أبو الحسن اللنباني (5)،أخبرنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد بن سعد قال (6):في الطبقة الثالثة من أهل اليمن: وهب بن منبّه من الأبناء، و يكنى أبا عبد اللّه، مات سنة ست عشرة و مائة بصنعاء.

ص: 369


1- في م: من.
2- كذا بالأصل و م هنا: أبو عبد.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 516 رقم 2652 طبعة دار الفكر.
4- بالأصل و م هنا: شيخ.
5- تحرفت بالأصل و م إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
6- الخبر برواية ابن أبي الدنيا، ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أخبرنا أبو العلاء الواسطي، أخبرنا أبو بكر البابسيري، أخبرنا الأحوص بن المفضّل (1) بن غسّان، حدّثنا أبي قال: وهب بن منبّه يكنى أبا عبد اللّه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أخبرنا أبو منصور النهاوندي، أخبرنا أبو العباس النهاوندي، أخبرنا أبو القاسم بن الأشقر، حدّثنا محمّد بن إسماعيل قال: وهب بن منبّه بن كامل بن سيج (2)،أبو عبد اللّه الصنعاني، من أبناء فارس، و يقال: الذّماري، و يقال: ذمار على مرحلتين من صنعاء (3).

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أخبرنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمّد بن سهل، أخبرنا البخاري قال (4):وهب بن منبّه بن كامل بن سيج (5)،أبو عبد اللّه الصنعاني، و يقال الذّماري،[و ذمار] (6) من صنعاء [على] (7) مرحلتين.

قال علي عن ابن عبد الصّمد بن معقل: مات سنة أربع عشرة و مائة، و هو من أبناء فارس، و هو ابن كامل بن سيج.

و قال أحمد بن حنبل، عن إبراهيم بن خالد، قال لي عمر - يعني: ابن عبيد الصنعاني - قال لي عبد الصّمد بن معقل: توفي في المحرم استقبال سنة أربع عشرة و مائة.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (8):

وهب بن منبّه الصنعاني الذّماري، و ذمار من صنعاء على مرحلتين، و هو ابن منبّه بن

ص: 370


1- تحرفت بالأصل و م إلى: الفضل.
2- تحرفت بالأصل و م إلى: شيخ.
3- راجع معجم البلدان، و الأنساب.
4- التاريخ الكبير للبخاري 164/8.
5- الأصل و م: شيخ، و التصويب عن البخاري.
6- زيادة عن التاريخ الكبير.
7- زيادة عن التاريخ الكبير.
8- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 24/9.

كامل، أبو عبد اللّه، روى عن ابن عبّاس، و جابر بن عبد اللّه، و أخيه (1) همّام بن منبّه، روى عنه عمرو بن دينار، و المغيرة بن حكيم، و عوف الأعرابي، و سماك بن الفضل، و المنذر بن النعمان، و بكّار، توفي و هو ابن ثمانين سنة، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عنه عبد الصّمد بن معقل.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن منصور بن خلف، أخبرنا أبو سعيد ابن حمدون، أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو عبد اللّه وهب بن منبّه بن كامل بن سيج الصنعاني، سمع جابر بن عبد اللّه، و ابن عبّاس.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أخبرنا أبو نصر الوائلي، أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه وهب بن منبّه بن كامل، صنعاني، ثقة.

أخبرنا أبو الفضل أيضا - قراءة - عن أبي طاهر الخطيب، أخبرنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أخبرنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي قال: أبو عبد اللّه وهب بن منبّه.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أخبرنا نصر بن إبراهيم، أخبرنا سليم بن أيوب، أخبرنا طاهر بن محمّد، أخبرنا علي بن إبراهيم، حدّثنا يزيد بن محمّد، قال: سمعت محمّد ابن أحمد المقدمي يقول: وهب بن منبّه بن كامل، أبو عبد اللّه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح المحاملي، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال:

وهب بن منبّه بن كامل بن سيج (2)،كذا ذكره الدارقطني بالكسر، ثم حكاه عقيبه عن عثمان بن أحمد الدقّاق، عن حنبل بن إسحاق، عن أحمد، عن عوف، عن سيج بالفتح، وهب يروي عن جابر بن عبد اللّه، و ابن عبّاس، روى عنه عمرو بن دينار، و عقيل بن معقل، و إدريس ابن ابنة وهب، و غيرهم، و هم أربعة اخوة: همّام، و وهب، و معقل، و غيلان بنو منبّه.

ص: 371


1- تحرفت بالأصل إلى: و أخوه، و المثبت عن م، و الجرح و التعديل.
2- الأصل و م: شيخ.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أخبرنا أبو بكر الصفّار، أخبرنا أحمد بن علي بن منجويه، أخبرنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو عبد اللّه وهب بن منبّه بن كامل بن سيج الصنعاني، و يقال: الذّماري، من أبناء فارس، و الذّمار قرية من قرى صنعاء على مرحلتين منها، سمع جابر بن عبد اللّه، و النعمان ابن بشير، روى عنه عمرو بن دينار، و عقيل بن معقل بن منبّه، هو أخو معقل، و همّام، و غيلان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الفضل المقدسي، أخبرنا محمّد بن طاهر، أخبرنا مسعود بن ناصر، أخبرنا عبد الملك بن الحسن، أخبرنا أبو نصر البخاري قال:

وهب بن منبّه بن كامل بن سيج أبو عبد اللّه الصنعاني و يقال: الذّماري، و هي من صنعاء على مرحلتين، و هو الأبناوي من أبناء فارس، سمع عدة من الصحابة، و حدّث عن أخيه همام، يروي عنه عمرو بن دينار في العلم.

قال ابن أخيه عن عبد الصّمد بن معقل بن منبّه: توفي في المحرم سنة أربع عشرة و مائة.

قال البخاري، حدّثنا علي بن عبد اللّه قال: سمعت عبد الصّمد بن معقل، و قال أبو عيسى مثله، و قال كاتب الواقدي: مات بصنعاء سنة عشر و مائة.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن علي بن هبة اللّه بن جعفر قال (1):أما سيج (2)أوله سين مهملة مكسورة - و قيل مفتوحة - ثم ياء معجمة باثنتين من تحتها، ثم جيم، فهو وهب بن منبّه بن كامل بن سيج [و ذكر أحمد بن حنبل عن غوث بن جابر بن غيلان بن منبه أنه وهب بن منبه بن كامل بن سيج] (3)،و هو الأسوار، كذا ذكره بالفتح.

قال (4):و أما كبار بكسر الكاف و فتح الباء المعجمة بواحدة و آخره راء، فهو: وهب بن منبّه بن كامل بن سيج بن ذي كبار من أبناء فارس.

ص: 372


1- الاكمال لابن ماكولا 99/5.
2- الأصل و م: شيخ، تحريف، و التصويب عن الاكمال.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن الاكمال.
4- الاكمال لابن ماكولا 139/7.

أنبأنا أبو بكر وجيه بن طاهر، و أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن حيان، قالا: أنا موسى ابن عمران، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن العبّاس، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن عطاء، حدّثني أحمد بن محمّد بن الأزهر، قال: سمعت مسلمة بن همام بن مسلمة بن همام بن منبّه يذكر عن آبائه أن همّاما، و وهبا و عبد اللّه، و معقل (1)،و مسلمة بنو منبّه، أصلهم من خراسان، من بلدة هراة، و منبّه من أهل هراة، خرج فوقع إلى فارس أيام كسرى، و كسرى أخرجه من هراة، ثم إنه أسلم على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم و حسن إسلامه، فمسكن ولده و توالدهم باليمن، فكان وهب بن منبّه يختلف إلى هراة و يتفقد أمر هراة (2).

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزقويه، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي أبو محمّد، و أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن الصوّاف، و أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قالوا: أخبرنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، حدّثنا غوث (3) بن جابر بن غيلان بن منبّه:[قال:] (4) كانوا (5) اخوة أربعة: أكبرهم وهب، و معقل، و همّام، و غيلان، و كان أصغرهم، و هو جدّ غوث.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا أبو بكر بن المؤمل، أخبرنا الفضل بن محمّد، حدّثنا أحمد بن حنبل، قال غوث.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا عمر بن عبيد اللّه، أخبرنا علي بن محمّد بن بشران، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، حدّثني غوث بن جابر بن غيلان بن منبّه قال: كانوا اخوة أربعة أكبرهم وهب، و معقل، أبو عقيل، و همّام، و غيلان - زاد حنبل: و كان، و قالا:- أصغرهم و هو جدّ غوث، و هو وهب بن منبّه بن كامل بن سيج - زاد حنبل: و هو الأسوار، و قالا:- قال غوث: و مات وهب سنة أربع عشرة، قال غوث: و مات همّام آخرهم قبل موت أبي جعفر بقليل، مات وهب، ثم معقل، ثم غيلان، ثم همّام.

ص: 373


1- كذا بالأصل و م، و الوجه: معقلا.
2- رواه الذهبي في سير الأعلام 545/4-546 من طريق أحمد بن محمّد بن الأزهر و المزي في تهذيب الكمال 19/ 489.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 488/19.
4- زيادة منا للإيضاح.
5- بالأصل و م: قالوا، و المثبت عن تهذيب الكمال.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أخبرنا أبو العلاء الواسطي، أخبرنا أبو بكر البابسيري، أخبرنا الأحوص بن المفضّل، حدّثنا أبي، حدّثنا أحمد ابن حنبل قال: قال عبد الرزّاق، و كان وهب بن منبّه، و المغيرة بن حكيم، و خلاّد بن عبد الرّحمن بن الأبناء.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزقويه، حدّثنا أبو الحسن علي بن هارون بن محمّد البراز الحربي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن منصور الحاسب، حدّثنا محمّد بن بكّار، حدّثنا حسان بن إبراهيم.

ح قال: و أخبرنا أبو الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد اللّه ابن زياد القطّان، حدّثنا محمّد بن غالب بن حرب، حدّثني محمّد بن عقبة السدوسي، حدّثنا حسّان بن إبراهيم الكرماني، حدّثنا يحيى بن زبّان (1)،عن عبد اللّه بن راشد مولى سعيد - و في حديث الحسن عن عبد اللّه بن راشد عن مولى لسعيد بن عبد الملك قال: سمعت خالد ابن معدان الحمصي يقول: سمعت عبادة بن الصامت يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، أخبرنا أبو يعلى، حدّثنا محمّد بن بكّار، حدّثنا حسّان بن إبراهيم، عن يحيى بن زبّان (2)،عن عبد اللّه بن راشد، عن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصّامت قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يكون في أمّتي رجلان أحدهما يقال له وهب، يهب اللّه له الحكمة، و الآخر - و في حديث الخطيب: و آخر - يقال له غيلان، هو أضرّ - و قال الخطيب: هو شرّ - على أمّتي من إبليس» (3)[13019].

قال الخطيب: و اللفظ لحديث محمّد بن عقبة.

أخبرنا عاليا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو محمّد الجوهري، أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عمر بن عمران الضّرّاب، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان، حدّثنا علي بن المديني، حدّثنا حسّان بن إبراهيم، حدّثنا يحيى بن زبّان (4)،أخبرنا عبد اللّه بن راشد، عن

ص: 374


1- الأصل و م: ريان، تصحيف، و التصويب عن الاكمال 119/4.
2- الأصل و م و تهذيب الكمال: الريان.
3- تهذيب الكمال 489/19 و سير أعلام النبلاء 546/4.
4- الأصل و م: زيان.

مولى لسعيد بن عبد الملك، قال: سمعت خالد بن معدان يحدّث عن عبادة بن الصامت قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«سيكون في أمّتي رجلان أحدهما يقال له وهب، يؤتيه اللّه الحكمة، و الآخر يقال له غيلان، هو أشدّ على أمّتي من إبليس» (1)[13020].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول (2):و سألت يحيى بن معين عن يحيى بن زبّان فقال: لا أعرفه، قلت: يروي عن عبد اللّه بن راشد من هو؟ قال (3):لا أعرفه.

و قد روي من وجه آخر.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو القاسم بن حبيب المفسر (4)،أخبرنا محمّد بن صالح بن هانئ، حدّثنا عبدان (5)،حدّثنا هشام بن عمّار قال: و أخبرنا أبو سعد (6) الماليني، أخبرنا أبو أحمد بن عدي الحافظ ، أخبرنا أبو يعلى الموصلي، حدّثنا الهيثم بن خارجة، قالا: حدّثنا الوليد بن مسلم، عن مروان بن سالم القرقساني، حدّثنا الأحوص بن حكيم، عن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يكون في أمّتي رجل يقال له وهب، يهب اللّه له الحكمة، و رجل يقال له غيلان، هو أضرّ على أمّتي من إبليس»[13021].

قال البيهقي: تفرّد به مروان بن سالم، و كان ضعيفا في الحديث (7).

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، أخبرنا أحمد بن محمّد بن محمّد الخليلي، أخبرنا علي بن أحمد بن محمّد بن الحسن الخزاعي، حدّثنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حدّثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن مروان بن سالم، حدّثنا الأحوص بن حكيم، عن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصامت

ص: 375


1- من هذه الطريق و الإسناد في تهذيب الكمال 489/19 و تاريخ الإسلام(101-120) ص 498-499.
2- تهذيب الكمال 489/19 و سير الأعلام 546/4 و تاريخ الإسلام ص 499.
3- الأصل و م: قلت، و المثبت عن تهذيب الكمال.
4- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م.
5- في م: عبدان المروزي.
6- الأصل و م: سعيد، تحريف، و هو أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه راجع ترجمته في سير الأعلام 301/17.
7- الحديث رواه البيهقي في دلائل النبوة 496/6.

قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يكون في أمّتي رجل يقال له وهب، يهب اللّه له الحكمة»[13022].

و رواه محمّد بن أسد الخشني، و الحكم بن موسى عن الوليد.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أخبرنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أخبرنا أبو الحسن (1) العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد، أخبرنا أبو جعفر العقيلي (2)،حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول: مروان بن سالم ليس بثقة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أخبرنا أبو الحسن بن السقا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: حدّثنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: قد روى إسماعيل بن عبد الكريم عن إبراهيم بن عقيل، عن أبيه عن وهب بن منبّه عن جابر قال يحيى: و قد رأيت أنا إبراهيم بن عقيل، كان إبراهيم بن عقيل هذا يأتي هشام بن يوسف و لم به بأس، و لكنه ينبغي أن يكون صحيفة وقعت إليهم لم يلق وهب بن منبّه جابرا، قلت: فلقي وهب بن منبّه النعمان بن بشير؟ فقال: يروي عنه في حديث أنه لقيه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن، و أبو الحسن العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أخبرنا ثابت بن بندار، أخبرنا الحسين بن جعفر، قالوا: أخبرنا الوليد بن بكر، أخبرنا علي بن أحمد، أخبرنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: وهب بن منبّه يماني، تابعي، ثقة، و كان على قضاء صنعاء (3).

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا ابن مندة، أخبرنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (4):سئل أبو زرعة عن وهب بن منبّه، فقال: يماني، ثقة.

ص: 376


1- في م: الحسين.
2- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 205/4 رقم 1787.
3- تهذيب الكمال 488/19 و سير أعلام النبلاء 545/4.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 24/9.

قرأت بخط عبد الوهّاب بن عيسى بن عبد الرّحمن بن هامان، أخبرنا الحسن بن رشيق العسكري، حدّثنا أبو القاسم الحسن ابن أم عبد اللّه العسقلاني، حدّثني أبو محمّد عبيد بن محمّد الشكوري (1)،حدّثنا محمّد بن الجسّاس، حدّثنا عبد الرزّاق، أخبرني أبي، عن وهب ابن منبّه قال: يقولون إنّ عبد اللّه بن سلام كان أعلم أهل زمانه، و إن كعبا أعلم أهل زمانه، أ فرأيت من جمع علمهما (2) أ هو أعلم أم هما؟ قال: و حدّثني عبيد (3)،حدّثني محمّد بن كثير بن عبيد بن كثير بن خسر حسرة، حدّثني أبي كثير بن عبيد أنه سار مع وهب حتى باتوا في دار بصعدة (4) عند رجل من أهل صعدة، فأنزلوا مصابيحهم، و خرجت ابنة الرجل، فرأت عنده مصباحا، فاطّلع إليه صاحب المنزل نظر إليه صافّا (5) قدميه في ضياء كأنه بياض الشمس، فقال الرجل [رأيتك الليلة في هيئة ما رأيت فيها أحدا، قال: و ما الذي رأيت ؟ قال: رأيتك في ضياء أشد من الشمس] (6) قال: أكتم ما رأيت.

أنبأنا أبو نصر بن البنّا، و أبو طالب بن يوسف، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيوية، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن فهم، حدّثنا محمّد بن سعد (7)،أخبرنا أحمد بن محمّد بن الوليد الأزرقي، حدّثنا مسلم بن خالد، حدّثني المثنّى بن الصباح، قال: رأيت (8) وهب (9) بن منبّه أربعين سنة لم يسبّ شيئا فيه الروح، و لبث عشرين سنة لم يجعل بين العشاء و الصبح وضوءا.

قال: و قال وهب: لقد قرأت ثلاثين كتابا نزل على ثلاثين نبيا.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، حدّثني أبي أبو البركات، أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الزهري، أخبرنا أبو بكر محمّد بن غريب البزاز، قال: قرئ على أبي بكر محمّد بن

ص: 377


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 489/19 و سير الأعلام 546/4 و تاريخ الإسلام ص 498.
2- الأصل و م: عليهما، و المثبت عن تهذيب الكمال.
3- يعني عبيد بن محمّد الكشوري، و الخبر في تهذيب الكمال 490/19 و سير أعلام النبلاء 546/4-547.
4- صعدة مخلاف باليمن بينه و بين صنعاء ستون فرسخا (معجم البلدان).
5- الأصل: صاف، و في م: ضاق، و المثبت عن تهذيب الكمال و سير الأعلام.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن تهذيب الكمال و سير الأعلام.
7- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 543/5 و عنه في تهذيب الكمال 490/19 و سير الأعلام 547/4.
8- كذا بالأصل و م، و في ابن سعد: لبث.
9- الأصل و م: ابن وهب.

محمّد بن سليمان الباغندي، حدّثنا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أبي زياد القطواني، حدّثنا سيّار بن حاتم، حدّثنا جعفر بن سليمان عن (1) عبد الصّمد بن معقل بن منبّه قال: صحبت عمي وهب بن منبّه أشهرا يصلّي الغداة بوضوء العشاء (2).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، حدّثنا أبو محمّد الصّوفي - إملاء - أخبرنا محمّد بن محمّد بن [محمّد بن] (3) إبراهيم بن مخلد، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي، حدّثنا جعفر بن أحمد بن عاصم، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، حدّثنا سالم الخوّاص، حدّثنا مسلم بن خالد قال: لبث وهب بن منبّه أربعين سنة لا يرقد على فراش، و لبث عشرين سنة لم يجعل بين العتمة و الصبح وضوءا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو محمّد السكري، أخبرنا إسماعيل الصفّار، حدّثنا أحمد بن منصور، حدّثنا عبد الرزّاق (4)،عن أبيه قال: رأيت وهبا إذا قام في الوتر قال: الحمد للّه، الحمد للّه، الدائم، السرمد، حمدا لا يحصيه العدد، و لا يقطعه الأبد، كما ينبغي لك أن تحمد، و كما أنت له أهل، كما هو لك علينا حقّ .

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن الصلت الحقاني، حدّثنا عبد المنعم بن إدريس (5)،حدّثنا أبي قال: كان وهب بن منبّه يحفظ كلامه كل يوم، فإن سلم أفطر و إلاّ طوى.

حدّثني أبو محمّد بن طاوس، حدّثني أبي، أخبرنا عمر بن إبراهيم، حدّثنا محمّد بن غريب قال: قرئ على أبي بكر محمّد بن محمّد، حدّثنا عبد اللّه بن أبي زياد، حدّثنا سيّار ابن حاتم، حدّثنا جعفر بن سليمان قال: سمعت عبد الصّمد بن معقل قال: قال الجعد بن درهم: ما كلّمت عالما قط إلاّ غضب و حلّ حبوته غير وهب بن منبّه (6).

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد الفقيه، أخبرنا علي بن أحمد بن محمّد،

ص: 378


1- الأصل:«بن» و سقطت اللفظة من م، و التصويب عن تهذيب الكمال.
2- تهذيب الكمال 490/19 و سير الأعلام 547/4.
3- زيادة عن م، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 370/17.
4- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 490/19 و سير أعلام النبلاء 547/4.
5- من طريقه في سير الأعلام 547/4 و تهذيب الكمال 490/19 و تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 498.
6- تهذيب الكمال 490/19 و سير الأعلام 547/4 و تاريخ الإسلام ص 498.

أخبرني محمّد بن عبد العزيز المروزي - فيما كتب إلي - أن أبا الفضل الحدادي أخبرهم عن محمّد بن يزيد، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزّاق، حدّثنا معمر (1)،عن سماك ابن الفضل قال:

كنا عند عروة بن الزبير (2) و إلى جنبه وهب بن منبّه، فجاء قوم فشكوا عاملهم، و ذكروا منه شيئا [قبيحا] (3) فتناول وهب عصا كانت في يد عروة فضرب بها رأس العامل حتى سال دمه، فضحك عروة و استلقى على قفاه، و قال: يعيب علينا أبو عبد اللّه الغضب، و هو يغضب، فقال وهب: و ما لي لا أغضب، و قد غضب الذي خلق الأحلام، إنّ اللّه يقول:

فَلَمّٰا آسَفُونٰا انْتَقَمْنٰا مِنْهُمْ (4) يقول: أغضبونا.

[قال ابن عساكر:] (5) كذا قال، و هو عروة بن محمّد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الفضل بن البقّال، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل بن إسحاق، قال: و مما كتبت من كتاب أبي عبد اللّه و لم أسمعه إسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني، حدّثنا عبد الصّمد بن معقل قال: قيل لوهب: إنّك كنت ترى الرؤيا فتحدّثنا فتكون حقا، قال: أيهات أما منذ وليت القضاء فقد ذهب ذلك.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أخبرنا الحسين بن جعفر، قالوا: أخبرنا الوليد، أخبرنا علي بن أحمد، أخبرنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن عبد الكريم (6)،حدّثنا عبد الصّمد بن معقل قال: قيل لوهب بن منبّه: يا أبا عبد اللّه، كنت ترى الرؤيا فتحدّثنا بها، فلا نلبث أن نراها كما رأيت، قال: هيهات، ذهب ذلك عني منذ وليت القضاء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن اللالكائي (7)،أخبرنا أبو الحسين

ص: 379


1- من طريقه رواه الذهبي في كتابيه تاريخ الإسلام(498) و سير الأعلام 547/4-548 و المزي في تهذيب الكمال 491/19.
2- في تهذيب الكمال و سير الأعلام:«عروة بن محمّد» و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أنه: عروة بن محمّد.
3- زيادة عن المصادر الثلاثة السابقة.
4- سورة الزخرف، الآية:55.
5- زيادة منا.
6- من طريقه روي في تهذيب الكمال 491/19 و سير الأعلام 548/4 و تاريخ الإسلام (ص 498).
7- بالأصل و م:«الألكاني».

ابن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، حدّثني سلمة بن شبيب، حدّثنا عبد اللّه بن إبراهيم، عن عمر بن كيسان، حدّثني أبي أن وهب بن منبّه قضى لعروة بن محمّد في ولاية عمر بن عبد العزيز.

قال: و حدّثنا يعقوب (1)،حدّثني أبو بكر بن عبد الملك، حدّثنا عبد الرزّاق قال: قلت لمعمر: إنّ أبي أخبرني أن وهبا ولي القضاء في زمن عمر بن عبد العزيز، قال: فلم يحمد فهمه، فتبسم ثم قال لي قولا كأنه لا يرفع صوته، فإن الحسن ولي القضاء في زمن عمر فلم يحمد فهمه.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أحمد (2) بن جعفر، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا محمّد بن إبراهيم البصري، حدّثنا وفاء بن سهيل المصري، حدّثني يحيى بن حسّان، عن نعيم بن ميسرة النحوي، عن عنبسة بن غصن قال:

كان وهب بن منبّه على بيت مال اليمن، قال: فكتب إلى عمر بن عبد العزيز (3):إنّي فقدت من بيت مال المسلمين دينارا (4)،قال: فكتب إليه: إنّي لا أتّهم دينك، و لا أمانتك، و لكني أتّهم تضييعك و تفريطك، و أنا حجيج المسلمين في أموالهم، و لا (5) أحسم عليك أن تحلف، و السلام.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أخبرنا أبو الفضل الرّازي، أخبرنا جعفر بن عبد اللّه، حدّثنا محمّد بن هارون، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه البصري، حدّثنا علي بن عبد اللّه المديني (6)،حدّثنا هشام بن يوسف الصنعاني أبو عبد الرّحمن - قاضي صنعاء - أخبرني داود بن قيس قال:

كان لي صديق من أهل بيت خولان من حضور (7) يقال له أبو شمر ذو خولان قال:

ص: 380


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 49/2.
2- الأصل: أبو أحمد، و المثبت عن م.
3- الكتاب في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم ص 65.
4- في سيرة ابن عبد الحكم: دنانير.
5- في سيرة ابن عبد الحكم: و إنما لأشحّهم فاحلف لهم، و السّلام.
6- الخبر مطولا رواه المزي في تهذيب الكمال 494/19 و ما بعدها، من طريق علي بن المديني.
7- حضور: بالفتح ثم الضم و سكون الواو، بلدة باليمن من أعمال زبيد.

فخرجت من صنعاء أريد قريته، فلما دنوت منها وجدت كتابا مختوما في ظهره: إلى أبي شمر ذي خولان، فجئته فوجدته مهموما حزينا، فسألته عن ذلك فقال: قدم رسول من صنعاء، فذكر أن أصدقاء لي كتبوا إليّ كتابا فضيّعه الرسول، فبعثت (1) معه من رقيقي (2) من يلتمسه بين قريتي (3) و صنعاء، فلم يجدوه، و أشفقت من ذلك، قلت: فهذا الكتاب قد وجدته، فقال: الحمد للّه الذي أقدرك عليه، ففضه فقرأه، فقلت: أقرأنيه، قال: إنّي لأستحدث سنك، قلت: و ما فيه ؟ قال: ضرب الرقاب، قلت: لعله كتبه إليك ناس من أهل حروراء في زكاة مالك ؟ قال: من أين تعرفهم ؟ قلت: إنّي و أصحاب لي نجالس وهب بن منبّه فيقول لنا:

احذروا أيها الأحداث الأغمار هؤلاء الحروراء، لا يدخلوكم في رأيهم المخالف، فإنهم عرّة لهذه الأمة، فدفع إليّ الكتاب فقرأته، فإذا فيه:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم، إلى أبي شمر ذي خولان، سلام عليك، فإنّا نحمد اللّه إليك الذي لا إله إلاّ هو، و نوصيك بتقوى اللّه وحده لا شريك له، فإنّ دين اللّه رشد و هدى في الدنيا و نجاة و فوز في الآخرة، و إنّ دين اللّه طاعة اللّه، و مخالفة من خالف سنة نبيه و شريعته، فإذا جاءك كتابنا هذا فانظر أن تؤدي - إن شاء اللّه - ما افترض اللّه عليك من حقّه يستحق بذلك ولاية اللّه و ولاية أوليائه، و السلام عليك و رحمة اللّه.

فقلت له: فإنّي أنهاك عنهم، قال: و كيف أتبع قولك و أترك قول من هو أقدم منك، قال: قلت: أ فتحبّ أن ندخلك على وهب بن منبّه حتى تسمع قوله، و يخبرك خبرهم ؟ قال:

نعم، فنزلت و نزل معي إلى صنعاء، ثم غدونا حتى أدخلته على وهب بن منبّه، و مسعود بن عوف و إلي على اليمن، و تحويل عروة بن محمّد - قال علي - يعني: ابن المديني - هو عروة ابن محمّد بن عطية السعدي (4) ولائه لهم، من سعد بن بكر بن هوازن، فوجدنا عند وهب نفرا من جلسائه، فقال لي (5) بعضهم: من هذا الشيخ ؟ فقلت: هذا أبو شمر ذي خولان، من أهل حضور، و له حاجة إلى أبي عبد اللّه، قالوا: فلا يذكرها؟ قلت: إنها حاجة يريد أن يستشيره في بعض أمره، فقام القوم و قال وهب: ما حاجتك يا ذا خولان ؟ فهرج و جبن من

ص: 381


1- الأصل و م: فبعث، و المثبت عن تهذيب الكمال.
2- الأصل و م: رفيقي، و المثبت عن تهذيب الكمال.
3- الأصل و م: قربى، و المثبت عن تهذيب الكمال.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 188/7 و طبقات ابن سعد 341/5.
5- بالأصل و م: في، و المثبت عن تهذيب الكمال.

الكلام، فقال لي وهب: عبّر عن شيخك، فقلت: نعم يا أبا عبد اللّه، إنّ ذا خولان من أهل القرآن و أهل الصلاح فيما علمنا، و اللّه أعلم بسريرته، فأخبرني أنه عرض له نفر من أهل صنعاء من أهل حروراء، فقالوا له: زكاتك التي تؤديها إلى الأمراء لا تجزي عنك فيما بينك و بين اللّه، لأنهم لا يضعونها في مواضعها، فأدّها إلينا، فإنّا نضعها في مواضعها، نقسمها في فقراء المسلمين، و نقيم الحدود، و رأيت أنّ كلامك يا أبا عبد اللّه أشفى له من كلامي، و لقد ذكره أنه يؤدي إليهم الثمرة للواحد مائة فرق (1) على رواية، و يبعث بها مع رفيقه فقال له وهب: يا ذا خولان، أ تريد أن تكون بعد الكبر حروريا، تشهد على من هو خير منك بالضلالة، فما ذا أنت قائل للّه غدا حين يقفك اللّه، و من شهدت عليه، اللّه يشهد له بالإيمان، و أنت تشهد عليه بالكفر، اللّه يشهد له بالهدى و أنت تشهد عليه بالضلالة، فأين تقع إذا خالف رأيك أمر اللّه و شهادتك شهادة اللّه، أخبرني يا ذا خولان، ما يقولون لك ؟ فتكلم عند ذلك ذو خولان و قال لوهب: إنهم يأمروني أن لا أتصدق إلاّ على من يرى رأيهم، و لا أستغفر إلاّ له، فقال له وهب: صدقت، هذه محنتهم الكاذبة، فأما قولهم في الصدقة فإنه قد بلغني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذكر أن امرأة من أهل اليمن دخلت النار في هرة [ربطتها] (2) فلا هي أطعمتها و لا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض (3)،و إنسان ممن يعبد اللّه و يوحده و لا يشرك به شيئا أحبّ إلى اللّه من أن يطعمه من جوع أو هرة ؟ و اللّه يقول في كتابه: وَ يُطْعِمُونَ الطَّعٰامَ عَلىٰ حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً، إِنَّمٰا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّٰهِ لاٰ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزٰاءً وَ لاٰ شُكُوراً، إِنّٰا نَخٰافُ مِنْ رَبِّنٰا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (4) يقول: يوما غضوبا على أهل معصيته ليغضب اللّه عليهم عسيرا، فَوَقٰاهُمُ اللّٰهُ شَرَّ ذٰلِكَ الْيَوْمِ (5) حتى بلغ: وَ كٰانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً (6) ثم قال وهب: ما كاد تبارك و تعالى أن يفرغ من تعديد ما أعدّ اللّه لهم بذلك الطعام (7) في الجنّة.

و أما قولهم لا تستغفر إلاّ لمن رأى رأيهم، أفهم خير من الملائكة ؟ و اللّه يقول في سورة حم عسق (8)وَ الْمَلاٰئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ (9)،و أنا

ص: 382


1- الفرق: مكيال بالمدينة يسع ثلاثة آصع.
2- سقطت من الأصل و م، و استدركت للإيضاح عن تهذيب الكمال.
3- خشاش الأرض: حشراتها، و العصافير، و ما لا دماغ له من الحيوان.
4- سورة الإنسان، الآيات 8 إلى 10.
5- سورة الإنسان، الآية:11.
6- سورة الإنسان، الآية:22.
7- الأصل و م: الطعم، و المثبت عن المختصر، و في تهذيب الكمال: النعيم.
8- سورة الشورى، الآيتان 1 و 2.
9- سورة الشورى، الآية:5.

أقسم باللّه ما كانت الملائكة ليقدروا على ذلك و لا ليفعلوا حتى أمروا به، لأن اللّه قال: لاٰ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (1)و إنه أثبت هذه الآية في سورة حم عسق و فسّرت في حم (2)الكبرى، قال: اَلَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا (3)الآيات، أ لا ترى يا ذا خولان أنّي قد أدركت صدر الإسلام ؟ فو اللّه ما كانت للخوارج جماعة قط إلاّ فرّقها اللّه على شرّ حالاتهم، و ما أظهر أحد منهم رأيه قط إلاّ ضرب اللّه عنقه، و ما اجتمعت الأمة على رجل قط من الخوارج، و لو أمكن اللّه الخوارج من رأيهم لفسدت الأرض، و قطعت السبل، و قطع الحج من بيت اللّه الحرام، و إذا لعاد أمر الإسلام جاهلية، حتى يعود الناس يستغيثون (4)برءوس الجبال كما كانوا في الجاهلية، و إذا لقام أكثر من عشرة أو عشرين رجلا ليس منهم رجل إلاّ و هو يدعو إلى نفسه بالخلافة، و مع كل رجل منهم أكثر من عشرة آلاف يقاتل بعضهم بعضا و يشهد بعضهم على بعض بالكفر حتى يصبح الرجل المؤمن خائفا على نفسه، و دينه، و دمه، و أهله، و ماله، لا يدري أين يسلك، أو مع من يكون، غير أنّ اللّه بحكمه، و علمه، و رحمته نظر لهذه الأمة، فأحسن النظر لهم، فجمعهم و ألّف بين قلوبهم على رجل واحد، ليس من الخوارج، فحقن اللّه به دماءهم، و ستر به عوراتهم و عورات ذراريهم، و جمع به فرقتهم، و أمن به سبلهم (5)، و قاتل به عن بيضة المسلمين عدوّهم، و أقام به حدودهم، و أنصف به مظلومهم، و جاهد بظالمهم رحمة من اللّه رحمهم بها، فقال اللّه تعالى في كتابه: وَ لَوْ لاٰ دَفْعُ اللّٰهِ النّٰاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ إلى اَلْعٰالَمِينَ (6)و قال: اِعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّٰهِ جَمِيعاً حتى بلغ تَهْتَدُونَ (7)و قال اللّه تعالى: إِنّٰا لَنَنْصُرُ رُسُلَنٰا وَ الَّذِينَ آمَنُوا إلى اَلْأَشْهٰادُ (8)فأين هم من هذه الآية ؟ فلو كانوا مؤمنين نصروا، و قال: وَ لَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنٰا لِعِبٰادِنَا الْمُرْسَلِينَ إلى لَهُمُ الْغٰالِبُونَ (9)فلو كانوا جند اللّه غلبوا و لو مرة واحدة في الإسلام، و قال اللّه تعالى: وَ لَقَدْ أَرْسَلْنٰا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلىٰ قَوْمِهِمْ حتى بلغ نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (10)فلو كانوا مؤمنين نصروا،

ص: 383


1- سورة الأنبياء، الآية:27.
2- سورة غافر، الآية:1.
3- سورة غافر، الآية:7.
4- كذا بالأصل و م، و في تهذيب الكمال: يستعينون.
5- تحرفت بالأصل و م إلى: سلبهم، و المثبت عن تهذيب الكمال.
6- سورة البقرة، الآية:251.
7- سورة آل عمران، الآية:103.
8- سورة غافر، الآية:51.
9- سورة الصافات الآيات 171 إلى 173.
10- سورة الروم، الآية:47.

و قال: وَعَدَ اللّٰهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ حتى لاٰ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً (1)فأين هم من هذا، أهل كان لأحد منهم قط [أخبر] (2)إلى الإسلام من يوم عمر بن الخطّاب بغير خليفة و لا جماعة و لا نظر فقد قال اللّه تعالى: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدىٰ وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ (3)و أنا أشهد أن اللّه قد أنفذ للإسلام ما وعدهم من الظهور و التمكين و النصر على عدوهم، و من خالف رأي جماعتهم.

و قال وهب: لا يسعك يا ذا خولان من أهل التوحيد و أهل القبلة و أهل الإقرار بشرائع الإسلام و سننه و فرائضه ما وسع نبي اللّه نوحا من عبدة الأوثان (4)و الكفّار إذ قال له قومه:

أَ نُؤْمِنُ لَكَ وَ اتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ حتى بلغ تَشْعُرُونَ (5)،أو لا يسعك منهم ما وسع نبي اللّه و خليله إبراهيم من عبدة الأصنام، إذ قال وَ اجْنُبْنِي وَ بَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنٰامَ ،حتى بلغ غَفُورٌ رَحِيمٌ (6)،أولا يسعك يا ذا خولان منهم ما وسع عيسى من الكفار الذين اتخذوه إلها من دون اللّه، إنّ اللّه قد رضي قول نوح، و قول إبراهيم، و ترك قول عيسى إلى يوم القيامة ليقتدي به المؤمنون و من بعدهم يعني: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبٰادُكَ وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (7) و لا يخالفون قول أنبياء اللّه و رأيهم فيمن يقتدي إذا لم يقتد بكتاب اللّه و قول أنبيائه و رأيهم. و اعلم أن دخولك عليّ رحمة لك إن سمعت قولي و قبلت نصيحتي لك و حجة عليك غدا عند اللّه إن تركت كتاب اللّه و عدت إلى رأي الحروراء.

قال ذو خولان: فما تأمرني ؟ فقال وهب: انظر زكاتك المفروضة، فأدّها إلى من ولاّه اللّه أمر هذه الأمة، و جمعهم عليه، فإن الملك من اللّه وحده و بيده، يؤتيه اللّه من يشاء، و ينزعه ممّن يشاء، فمن ملّكه اللّه لم يقدر أحد أن ينزعه منه، فإذا أدّيت الزكاة المفروضة إلى والي الأمر برئت منها، فإن كان فضل فصل به أرحامك و مواليك و جيرانك من أهل الحاجة، و ضيف إن ضافك، فقام ذو خولان فقال: أشهد أنّي نزلت عن رأي الحرورية، و صدّقت ما قلت، فلم يلبث ذو خولان إلاّ يسيرا حتى مات.

ص: 384


1- سورة النور، الآية:55.
2- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن تهذيب الكمال.
3- سورة التوبة، الآية:33.
4- كذا بالأصل، و في م، و المختصر، و تهذيب الكمال: الأصنام.
5- سورة الشعراء، الآيات 111 إلى 113.
6- سورة إبراهيم، الآيتان 35 و 36.
7- سورة المائدة، الآية:118.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا محمّد بن هبة اللّه، أخبرنا محمّد بن الحسين، أخبرنا عبد اللّه، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبو بكر الحميدي، حدّثنا سفيان (1)،حدّثنا عمرو بن دينار قال: دخلت على وهب بن منبه داره بصنعاء، فأطعمني جوزا من جوزة في داره فقلت له: لوددت أنك لم تكن كتبت في القدر كتابا، فقال: و أنا و اللّه لوددت ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا عبد الوهّاب بن جعفر، أخبرنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد، أخبرنا القاسم بن عيسى القصّار، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: وهب بن منبّه كان كتب كتابا في القدر، ثم حدّثت أنه ندم عليه (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أخبرنا أبو العلاء الواسطي، أخبرنا أبو بكر البابسيري، أخبرنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، حدّثنا أبي، حدّثنا أحمد بن حنبل (3)،حدّثنا عبد الرزّاق قال: سمعت أبي يقول: حجّ عامة الفقهاء سنة مائة و حجّ وهب، فلما صلوا العشاء أراد نفر فيهم عطاء و الحسن بن أبي الحسن، و هم يريدون أن يذاكروه القدر، قال: فأفتى في باب من الحمد فما زال فيه حتى طلع الفجر، فافترقوا و لم يسألوه عن شيء، قال أحمد: و كان يتهم بشيء من القدر، و رجع.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا عمر بن عبيد اللّه، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، حدّثنا عبد الرزّاق قال: سمعت أبي قال: حجّ عامة الفقهاء عام المائة و حجّ وهب، فلما صلّوا أتاهم نفر فيهم عطاء و الحسن و هم يريدون أن يذاكروه القدر، قال: فأفتى في باب من الحمد فلم يزل فيه حتى طلع الفجر، فافترقوا و لم يسألوه عن شيء.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد البيهقي، قالا: أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أخبرنا أبو حامد بن بلال.

ح و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن عبد الواحد بن إسماعيل الفقيه - بهراة - أخبرنا أبو بكر

ص: 385


1- من طريقه رواه الذهبي في كتابيه تاريخ الإسلام(499) و سير أعلام النبلاء 548/4 و المزي في تهذيب الكمال 491/19.
2- تهذيب الكمال 491/19.
3- من طريقه في تهذيب الكمال 491/19 و سير الأعلام 548/4.

أحمد بن علي بن عبد اللّه بن عمر بن خلف الأديب، أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن محمش الزيادي، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن يحيى بن بلال البزار، أخبرنا محمّد بن يزيد السلمي، حدّثنا المؤمّل بن إسماعيل البصري، حدّثنا حمّاد بن سلمة (1)،حدّثنا أبو سنان قال: سمعت وهب بن منبّه يقول: كنت أقول بالقدر حتى قرأت بضعة (2) و سبعين كتابا من كتب الأنبياء، في كلّها من جعل شيئا من المشيئة إلى نفسه فقد كفر، فتركت قولي.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أخبرنا الفضيل بن يحيى، أخبرنا أبو محمّد بن أبي شريح، أخبرنا محمّد (3) بن عقيل بن الأزهر، حدّثنا الجرجاني - يعني: الحسن بن أبي الربيع - أخبرنا عبد الرزّاق، أخبرنا جعفر عن (4) أبي سنان قال:

سمعت عطاء الخراساني قال: سألت وهب بن منبّه فقلت: يا أبا عبد اللّه، ما هذه الكتب التي كتبت عنك في أي شيء قلت في القدر؟ قال وهب بن منبّه: ما كتبت منها شيئا، ثم قال وهب: لقد قرأت نيفا و تسعين كتابا من كتب اللّه، منها اثنان و سبعون في الكتابين، و نيّف و عشرين لا يعلمها إلاّ قليل من الناس، وجدت فيها كلها: أن من و كل نفسه إلى شيء من المشيئة فقد كفر (5).

ثم حدث فقال: إن الفقهاء فيما خلا حملوا العلم فأحسنوا حمله، فاحتاجت إليهم الملوك و أهل الدنيا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه الحسين بن ظفر بن الحسين بن يزداد، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن النقور، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أبو القاسم بن منيع، حدّثنا قطن، حدّثنا جعفر - يعني: ابن سليمان - حدّثنا أبو سنان قال:

اجتمع وهب بن منبّه، و عطاء الخراساني - بمكة - فقال له عطاء: يا أبا عبد اللّه، ما كتب بلغني أنها كتبت عنك في القدر؟ قال وهب: ما كتبت كتبا، و لا تكلّمت في القدر، ثم قال وهب: قرأت نيفا و تسعين من كتب اللّه عزّ و جل، منها نيّف و سبعين ظاهرة [في الكتابين، و منها عشرون] (6) لا يعلمها إلاّ قليل من الناس، فوجدت فيها كلها: إنّ من وكل إلى نفسه

ص: 386


1- من طريقه في تهذيب الكمال 491/19 و سير الأعلام 549/4 و تاريخ الإسلام(499).
2- بالأصل و م: بضعا.
3- بالأصل: أبو محمّد، و المثبت عن م.
4- الأصل:«بن» تحريف، و التصويب عن م.
5- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 24/4.
6- زيادة لازمة عن حلية الأولياء للإيضاح.

شيئا من المشيئة فقد كفر، ثم حدّث وهب قال: إنّ العلماء كانوا فيما خلا حملوا العلم فأحسنوا حمله، و رغبوا في علمهم فلمّا كانوا بأخرة فشت علماء فحلموا العلم فلم يحسنوا حمله، فطرحوا علمهم على الملوك و أهل الدنيا، فاحتاجت إليهم الملوك و أهل الدنيا، فاهتضموهم و احتقروهم و قيل: يأتون من يغلق بابه، و يظهر فقره و يكتم غناه، و يتركون من بابه مفتوحا (1) بالغداة و العشي و نصف النهار.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد، أنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو سعيد ابن أبي عمرو، حدّثنا أبو العبّاس الأصم، حدّثنا الحسن بن علي العامري، حدّثنا أبو أسامة (2)،عن عيسى بن سنان قال: سمعت وهب بن منبّه يقول لعطاء الخراساني: كان العلماء قبلنا، قد استغنوا بعلمهم عن دنيا غيرهم، فكانوا لا يلتفتون إلى دنياهم، و كان أهل الدنيا يبذلون دنياهم في علمهم، قال: فأصبح أهل العلم منا اليوم يبذلون لأهل الدنيا علمهم رغبة في دنياهم، و أصبح أهل الدنيا قد زهدوا في علمهم لما رأوا من سوء موضعه عندهم.

أخبرنا أبو الخير عبد السّلام بن محمود بن أحمد بن محمّد الحسناباذي (3)،حدّثنا أبو بكر الباطرقاني - إملاء - حدّثنا عبد العزيز بن محمّد بن الحسن بن علي التميمي، حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر الفارسي، حدّثنا أبو العبّاس الخليل بن محمّد سنة إحدى و ستين و مائتين، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا حجّاج بن الأسود قال: قال وهب بن منبّه:

كان أهل العلم فيما مضى يضنّون بعلمهم عن أهل الدنيا، فيرغب أهل الدنيا في علمهم، فيبذلون لهم دنياهم، و إنّ أهل العلم اليوم بذلوا علمهم لأهل الدنيا، فزهد (4) أهل الدنيا في علمهم، فضنّوا عنهم بدنياهم.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا:

أخبرنا أبو سعد الجنزرودي، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان، قالا: أخبرنا أبو يعلى، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرعرة بن البرند (5) السامي، حدّثنا إسماعيل بن عبد الكريم (6)،حدّثني

ص: 387


1- كذا بالأصل و م.
2- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 549/4 و المزي في تهذيب الكمال 490/19 و حلية الأولياء 29/4.
3- بالأصل:«بن الحسناباذي» و المثبت عن م.
4- بالأصل و م: فزهدوا.
5- بالأصل: يزيد، و في م: اليزيد، تصحيف، و الصواب ما أثبت راجع ترجمته في سير الأعلام 480/11.
6- سير أعلام النبلاء 549/4 و تهذيب الكمال 490/19 من طريقه.

عبد الصّمد بن معقل أنه سمع وهبا يخطب الناس على المنبر فقال: احفظوا مني ثلاثا: إياكم و هوى متّبعا (1)،و قرين سوء، و إعجاب المرء بنفسه.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أخبرنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن علي بن بشر، حدّثنا إسماعيل بن يزيد، حدّثنا إبراهيم بن الأشعث، حدّثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدّثني عبد الصّمد قال: سمعت وهب بن منبّه يقول: دع المراء و الجدال من أمرك، فإنه لن يعجز أحد رجلين: رجل هو أعلم منك، فكيف تعادي و تجادل من [هو أعلم منك ؟ و رجل أنت أعلم منه. فكيف تعادي من] (2) أنت أعلم منه، و لا يطيعك فاطو (3) ذلك عنه (4).

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أخبرنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح، أخبرنا عمر ابن أحمد بن شاهين، حدّثنا عمر بن الحسن اللبناني (5)،حدّثنا إبراهيم بن الهيثم، حدّثنا أحمد، حدّثنا أبو عاصم، حدّثني أبو سلام، عن وهب بن منبّه قال: العلم خليل المؤمن، و الحلم وزيره، و العقل دليله،[و العمل قيّمه] (6) و الصبر أمير جنوده، و الرفق أبوه، و اللّين أخوه (7).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو محمّد الجوهري، أخبرنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، حدّثنا عبد الرّحمن - يعني: بن الحسن بن منصور بن شهريار - حدّثنا إبراهيم بن هانئ، حدّثنا عثمان بن صالح، أخبرنا ابن وهب، أخبرنا نافع بن يزيد (8)،عن عامر بن مرة اليحصبي، قال: كان ابن منبّه (9) يقول: المؤمن ينظر ليعلم، و يسكت ليسلم، و يتكلم ليفهم، و يخلو ليغنم.

ص: 388


1- الأصل و م: متبع.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م للإيضاح.
3- كذا و الكلام متصل بالأصل، و في م بعدها بياض، و كتب على هامشها: بياض بأصله.
4- سير أعلام النبلاء 549/4 و تهذيب الكمال 491/19.
5- كذا بالأصل، و في م: الدناي.
6- سقطت من الأصل، و مكانها علامة، و في م فراغ، و كتب على هامشها: بياض بأصله، و المستدرك عن تهذيب الكمال.
7- تهذيب الكمال 490/19 و سير الأعلام 549/4 و تاريخ الإسلام(499).
8- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 490/19 و الذهبي في سير أعلام النبلاء 549/4 عن وهب، و حلية الأولياء 68/4.
9- الأصل و م: أمية.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أخبرنا أحمد بن محمود، أخبرنا أبو بكر ابن المقرئ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم القدوري - بالرملة - حدّثنا أحمد بن شيبان الرملي، حدّثنا عبد المجيد، عن سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع (1)،عن وهب بن منبّه قال: الإيمان عريان، و لباسه التقوى، و زينته الحياء، و ماله الفقه.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي (2) بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أخبرنا أبو الطّيّب محمّد بن القاسم بن جعفر، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حدّثنا عبد اللّه بن الرومي حدّثنا إسماعيل - يعني: ابن عبد الكريم (3)-حدّثني عبد الصّمد - يعني:

ابن معقل - أنه سمع وهبا يقول للرجل من جلسائه: أ لا أعلّمك فقها لا يتعايا الفقهاء فيه ؟ قال:

بلى، قال: إن سئلت عن شيء عندك فيه علم فأخبر بعلمك، و إلاّ فقل: لا أدري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو محمّد بن أبي عثمان، أخبرنا القاضي أبو القاسم الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر، أخبرنا أبو علي بن صفوان، أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن عمارة الأسدي، حدّثنا مالك بن إسماعيل، حدّثنا مسلمة بن جعفر (4)،عن عمرو بن عامر البجلي، عن وهب بن منبّه قال: ثلاث من كنّ فيه أصاب البر:

سخاوة النفس (5)،و الصبر على الأذى، و طيب الكلام.

أخبرنا أبو بكر بن شجاع، أخبرنا أبو عمرو بن مندة، أخبرنا أبو محمّد بن يوه، أخبرنا أبو الحسن اللنباني (6)،أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني حاتم بن يحيى قال: سمعت محمّد بن يحيى المروزي قال: قال رجل لوهب بن منبّه: إن فلانا شتمك، قال: أ ما وجد الشيطان بريدا غيرك.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، حدّثنا نصر بن إبراهيم، أخبرنا أبو الفرج عبيد اللّه بن محمّد بن يوسف الراعي النحوي، حدّثنا عيسى بن عبيد اللّه بن عبد العزيز الموصلي، حدّثنا أبو بكر بن صلة الحموي السنجاري الشيخ الصالح، حدّثنا أبو علي نصر بن

ص: 389


1- من طريقه روي في تهذيب الكمال 490/19 و سير الأعلام 450/4.
2- تحرفت بالأصل و م إلى: عن.
3- من طريقه روي في تهذيب الكمال 490/19 و حلية الأولياء 35/4.
4- تهذيب الكمال 491/19 و سير الأعلام 550/4.
5- في سير الأعلام: السخاء، بدلا من: سخاوة النفس.
6- تحرفت بالأصل و م إلى: اللبناني.

عبد الملك السنجاري، حدّثنا نوح بن حبيب (1)،حدّثنا حسن أبو عبد اللّه مولى أم الفضل عن ابن (2) عيّاش قال (3):كنت جالسا مع وهب - يعني: ابن منبّه - فأتاه رجل، فقال: إني مررت بفلان و هو يشتمك، قال: فغضب وهب و قال: أ ما وجد الشيطان رسولا غيرك ؟ قال:

فما برحنا من عنده حتى جاء ذلك الرجل الشاتم، فسلّم على وهب فردّ عليه السلام و صافحه، و أخذ بيده و ضحك في وجهه و أجلسه إلى جنبه.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد المقرئ (4)،أخبرنا الحسن بن محمّد بن إسحاق (5)،حدّثني خالي - يعني: أبا عوانة (6)- حدّثنا عمران بن بكّار، حدّثنا اليمان، أخبرنا عبّاس بن يزيد، قال: قال وهب بن منبّه:

استكثر من الإخوان ما استطعت، فإنك إن استغنيت عنهم لم يضرّوك، و إن احتجت إليهم نفعوك.

قال: و أخبرنا أبو محمّد بن يوسف الأصبهاني، حدّثنا أبو علي بن الحسن بن العبّاس البغدادي - بمكة - حدّثنا إسحاق الحربي، حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، أخبرنا عبد الرزّاق، عن أبيه عن أبي بكر بن وهب قال: سمعت وهب بن منبّه يقول: ترك المكافأة تطفيف، و قال اللّه عزّ و جل: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (7).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أحمد بن أبي عثمان، أخبرنا الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر، أخبرنا أبو علي بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا الحسن بن الصباح، حدّثنا محمّد بن كثير، عن إبراهيم بن عمر قال: قال وهب بن منبّه: إذا مدحت الرجل بما ليس فيك (8).

ح و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أخبرنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا زيد بن إبراهيم بن عبد الملك الحراني، حدّثنا محمّد بن سهل بن

ص: 390


1- تهذيب الكمال 491/19.
2- الأصل و م:«أبي» راجع الحاشية التالية.
3- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 71/4 و فيها: عنبر مولى الفضل بن أبي عياش.
4- أقحم بعدها بالأصل و م: أخبرنا أبو الحسن بن محمّد المقرى، راجع ترجمته في سير الأعلام 305/17.
5- ترجمته في سير الأعلام 50/16.
6- يعني يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد النيسابوري الأسفراييني صاحب المسند، ترجمته في سير الأعلام 417/14.
7- سورة المطففين، الآية:1.
8- كذا بالأصل و م.

عسكر، حدّثنا محمّد بن كثير (1)،عن إبراهيم بن عمر، عن وهب بن منبّه قال: إذا سمعت الرجل يمدحك بما ليس فيك فلا تأمنه أن يذمّك بما ليس فيك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، أخبرنا أبو العلاء الواسطي، أخبرنا أبو بكر البابسيري، أخبرنا الأحوص بن المفضل بن غسّان، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن كثير، عن عمر بن خالد الصنعاني، عن وهب بن منبّه قال: إذا رأيت الرجل يمدحك بما ليس فيك، فلا تأمنه أن يذمك بما ليس فيك.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أخبرنا أبو عمر (2) الأصبهاني، أخبرنا أبو محمّد الأصبهاني، أخبرنا أبو الحسن اللنباني (3)،حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثني حاتم بن عيسى قال: سمعت محمّد بن عبد الرحيم عن ماهان المروزي قال وهب بن منبّه: احتمال (4) بعض الذلّ خير من انتصار يزيد صاحبه قماءة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو محمّد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، أخبرنا الحسين، أخبرنا عبد اللّه بن المبارك (5)،أخبرنا وهيب قال: جاء رجل إلى وهب بن منبّه فقال: إن الناس قد وقعوا فيما وقعوا فيه، فقد حدثت نفسي أن لا أخالطهم، فقال: لا تفعل، إنه لا بدّ للناس منك، و لا بدّ لك منهم، و لهم إليك حوائج، و لك إليهم حوائج، و لكن كن فيهم أصم سميعا، أعمى (6) بصيرا (7)،سكوتا نطوقا.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: أخبرنا أبو محمّد الصيريفيني (8)،أخبرنا عمر بن إبراهيم بن أحمد، حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا إسماعيل بن عبد الكريم (9)،حدّثني عبد الصّمد بن معقل قال: سمعت وهبا يقول: لا يكون البطّال من الحكماء و لا ترث الزناة ملوك السماء (10).

ص: 391


1- روي من طريقه في تهذيب الكمال 491/19 و سير الأعلام 550/4.
2- في م: عمرو.
3- تحرفت بالأصل و م إلى: اللبناني.
4- كذا بالأصل و م، و في المختصر: اخفاؤك.
5- رواه ابن المبارك في كتاب الزهد و الرقائق ص 339 رقم 955. و عن ابن المبارك في تهذيب الكمال 491/19.
6- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
7- في الزهد: أعمى بصرا.
8- الأصل و م: الصيرفيني، تحريف.
9- من طريقه روي في حلية الأولياء 30/4.
10- كذا بالأصل و م، و في الحلية: ملكوت السماء.

أخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد بن الخليل، أخبرنا خالي أبو الفضل محمّد ابن أحمد بن أبي الحسن العارف، أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل، أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الأصبهاني الصفّار، أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا داود بن عمرو الضبّي، حدّثنا أبو شهاب، عن ليث، عن رجل، عن وهب بن منبّه قال: لا يكونن الرجل فقيها كامل الفقه حتى يعدّ البلاء نعمة، و يعدّ الرخاء مصيبة، و ذلك أن صاحب البلاء ينتظر البلاء.

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد، أخبرنا - و أبو محمّد بن حمزة، أخبرنا (1)-أبو بكر الخطيب، أخبرنا علي بن محمّد [بن عبد اللّه بن بشران، أخبرنا الحسين (2) بن صفوان البردعي حدّثنا عبد اللّه بن محمّد] (3) القرشي، حدّثني أبو العبّاس البصري الأزدي عن شيخ من الأزد قال: جاء رجل إلى وهب بن منبّه فقال: علمني شيئا ينفعني اللّه به، قال: أكثر من ذكر الموت، و أقصر أملك و خصلة ثالثة إن أنت أصبتها بلغت الغاية القصوى، و ظفرت بالعبادة، قال (4):ما هي ؟ قال: هي التوكّل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبد الجبّار بن توبة، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، و أبو البركات الأنماطي، قالا: أخبرنا أبو محمّد الصيريفيني (5)،أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن عبدان الصيرفي، حدّثنا أبو نصر محمّد ابن حمدويه المروزي، حدّثنا عبد اللّه بن عبد الوهّاب، حدّثنا عبد اللّه بن علي الموصلي، عن علي بن ثابت، عن إلياس، عن وهب بن منبّه - و لم ينسبه ابن السّمرقندي - قال: في جنّة اللّه مكتوب: من صبر على البلاء، و رضي بالقضاء، و شكر النعماء و جهد - و في حديث الصيريفيني (6):و زهد - في الدنيا فقد أرضى اللّه حقّ الرضا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و أبو

ص: 392


1- كذا بالأصل و م: أخبرنا... أخبرنا.
2- تحرفت في م إلى: الحسن، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 442/15.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن م.
4- الأصل، و م:«على».
5- تحرفت بالأصل و م إلى: الصيرفيني.
6- تحرفت بالأصل و م إلى: الصيرفيني.

المعالي الحسين بن حمزة، قالوا: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أخبرنا جدي أبو بكر، أخبرنا أبو بكر الخرائطي، حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد، حدّثنا علي بن المديني، حدّثنا عباد ابن راشد مؤذن مسجد صنعاء، حدّثني سليمان بن موسى، عن وهب بن منبّه قال: اعمل خيرا ودعه على اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي عبد الرّحمن المستملي، أخبرنا أحمد بن الحسين بن الحافظ ، أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف، أخبرنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار الحارثي، حدّثنا حسين بن علي الجعفي، عن جعفر بن برقان قال: بلغني عن وهب بن منبّه أنه قال (1):

إنّ من أعون الأخلاق على الدين الزهادة في الدنيا، و أوشكها ردى اتباع الهوى، و من اتباع الهوى الرغبة في الدنيا، و من الرغبة في الدنيا حب المال و الشرف، و من حب المال و الشرف استحلال الحرام، و من استحلال الحرام يغضب اللّه، و غضب اللّه الداء الذي لا دواء له إلاّ رضوان اللّه، و رضوان اللّه الدواء، الذي لا يضر معه داء، فمن يرد أن يرضي ربه يسخط نفسه، و من لا يسخط نفسه لا يرضي ربه، إن كان كلّما ثقل على الإنسان شيء من أمر دينه تركه أو شك أن لا يبقى معه شيء.

قال: و حدّثنا عبد اللّه بن يوسف، أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن إبراهيم الهروي، حدّثنا أبو العبّاس عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا إدريس بن موسى، حدّثنا عبد المنعم بن إدريس، عن وهب (2) عن أبيه قال: قيل لوهب بن منبّه: لم زهدت في الدنيا، قال: بحرفين وجدتهما في التوراة: يا من لا يستتم سرور يوم، و لا يأمن على روحه يوما، الحذر الحذر.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أخبرنا أبو عثمان الصابوني، أخبرنا أبو عبد اللّه الحسن ابن علي بن العبّاس بن الفضل النضروي، حدّثنا أبو النصر محمّد بن الحسين بن سليمان العدل، حدّثنا محمّد بن معاذ الفرياناني (3)،حدّثنا عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، عن جده وهب قال: قيل لوهب: بم زهدت في الدنيا؟ قال: بحرفين قرأتهما: يا من لا يستتم سرور يوم يأمن، لا يأمن على روحه طرفة عين، الحذر الحذر.

ص: 393


1- حلية الأولياء 41/4.
2- أقحم بعدها بالأصل:«بن منبه» و المثبت يوافق رواية م.
3- هذه النسبة بكسر الفاء و سكون الراء، نسبة إلى فريانان، من قرى مرو (الأنساب 377/4).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو طالب بن غيلان، أخبرنا أبو إسحاق المزكي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحسين الماسرجسي، أخبرنا الحسن بن عيسى، حدّثنا ابن المبارك، حدّثنا رباح بن زيد (1)،حدّثني عبد الكريم (2) بن حوران قال: سمعت وهب بن منبّه يقول: مثل الدنيا و الآخرة كمثل رجل له امرأتان (3)،إن أرضى إحداهما أسخط الأخرى.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر الصّوفي، قالا: أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الفقيه، أخبرنا محمّد بن أحمد بن حمدان الحيري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أخبرنا أبو يعلى، حدّثنا إبراهيم بن محمّد، حدّثنا إسماعيل ابن عبد الكريم، حدّثني عبد الصّمد بن معقل أنه سمع وهبا يقول: إنّ لكل شيء طرفين، و وسطا، فإذا أمسكت بأحد الطرفين مال الآخر، و إذا أمسكت بالوسط اعتدل الطرفان.

و قال: عليكم بالأوسط من الأشياء، و قال ابن حمدان: بالأوساط (4).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل، قالا: حدّثنا محمّد بن مكي المصري، أخبرنا علي بن محمّد بن إسحاق الحلبي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الصيرفي الشافعي - ببغداد - حدّثنا الرمادي، قال: حدّثنا إسماعيل بن عبد الكريم عن (5) عبد الصّمد بن معقل، عن وهب بن منبّه قال: الدراهم و الدنانير خواتيم اللّه في الأرض، فمن ذهب بخاتم اللّه قضيت حاجته.

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب - بمرو - أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن الحسن بن رزمة - ببغداد - أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر الجوربي، حدّثنا السري بن يحيى قال:

وجدت كتابا فيه قول قاله وهب بن منبّه: من يرحم يرحم، و من يصمت يسلم، و من يجهل يغلب، و من يعجل يخطئ، و من يحرص على الشرّ لا يسلم، و من لا يدع المراء يشتم، و من لا يكره الشتم يأثم، و من يكره الشرّ يعصم، و من يتبع وصية اللّه يحفظ ، و من

ص: 394


1- من طريقه روي في حلية الأولياء 51/4.
2- كذا بالأصل و م، و في الحلية: عبد العزيز.
3- سقطت اللفظة من م، و في المختصر: ضرّتان.
4- حلية الأولياء 45/4.
5- بالأصل و م: بن.

يحذر اللّه يأمن، و من يتولّ اللّه يمنع، و من لا يسأل اللّه يفتقر، و من لا يكن مع (1) اللّه يخذل، و من يستعن باللّه يظفر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسن بن سكينة الأنماطي، أخبرنا أبو الفرج محمّد بن فارس بن محمّد... (2)،أخبرنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن أحمد العسكري الدقاق، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا ابن إدريس - يعني:

عبد المنعم - عن أبيه، عن وهب بن منبّه قال: ما عبد (3) اللّه بشيء أفضل من العقل (4).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر، أخبرنا سهل بن بشر، أخبرنا أبو القاسم عبيد اللّه بن المظفّر بن أعين، حدّثنا القاضي أبو العبّاس أحمد بن الحسين، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه بن برزة الرّوذراوري - بروذراور (5)،في ربيع الأول سنة اثنتين و خمسين و ثلاثمائة - حدّثنا الحارث بن محمّد بن أسامة التميمي، حدّثنا أبو سليمان داود بن المحبر (6) بن قحذم البصري، حدّثنا عباد بن كثير، عن أبي (7) إدريس، عن وهب بن منبّه قال (8):

من أخلاق العاقل عشرة: أخلاق العلم، و الحلم، و الرشد، و العفاف، و الصيانة، و الرزانة،[و الحياء] (9) و لزوم الخير و المداومة عليه، و رفض الشر و بغضه له و لأهله، و طواعية الناصح و قبوله منه، فهي عشرة خصال من أخلاق العاقل، و يتشعب من كلّ خصلة بينها عشرة أخلاق صالحة.

فالحلم يتشعب منه حسن العاقبة، و المحمّدة في الناس، و شرف المنزلة، و التسليم من

ص: 395


1- بالأصل و م: من.
2- كلمة غير مقروءة بالأصل و م.
3- كذا بالأصل و م، و في المختصر: عند.
4- حلية الأولياء 40/4.
5- بضم أوله، و سكون ثانيه و ذال معجمة وراء، كورة قرب نهاوند من أعمال الجبال، و هي مسيرة ثلاثة فراسخ.. بينها و بين همذان سبعة فراسخ (معجم البلدان).
6- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن م، ترجمته في تهذيب الكمال 42/6.
7- كذا بالأصل و م:«أبي إدريس» و لعل الصواب:«إدريس» فهو إدريس بن سنان ابن ابنة وهب، و هو يروي عن وهب بن منبه، و هو شيخ عباد بن كثير، راجع ترجمة عباد في تهذيب الكمال 416/9 و في تهذيب الكمال أيضا: عن أبي إدريس.
8- الخبر بطوله في تهذيب الكمال 498/19.
9- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن تهذيب الكمال.

السفه، و ركوب الجميل من (1) الفعل، و صحبة الأبرار، و يرتدع عن الضعة، و يرتفع من الخساسة، و ينتهي إليه البر، تقرّبه معالي الدرجات.

و العلم تشعب منه الشرف، و إن كان دنيا، و العز و إن كان مهينا، و الغنى و إن كان فقيرا، [و القوة] (2) و إن كان ضعيفا، و النبل و إن كان حقيرا، و القرب و إن كان قصيا، و الجود و إن كان بخيلا، و الحياء و إن كان صلفا (3)،و المهابة و إن كان وضيعا، و السلامة و إن كان سفيها.

و يتشعب من الرشد: الرشاد، و الهدى، و البرّ، و التقى، و العبادة، و القصد، و الاقتصاد، و الثواب، و الكرم، و الصدق.

و يتشعب من العفاف: الكفاية، و الاستكانة، و المصادقة، و الموافقة، و النص (4)، و اليقين، و السداد، و الرضا، و الراحة.

و يتشعب من الصيانة: الكفّ ، و الورع، و حسن الثناء، و التزكية، و المروءة، و التكرم (5)،و الغبطة، و السرور، و التفكر.

و يتشعب من الحياء: البرّ (6)،و الرقة، و الرجاء، و المخافة، و السماحة، و الصحة، و المداومة على الخير، و حسن البشاشة (7)،و المطاوعة، و ذلّ النفس.

و يتشعب من الرزانة: الراحة، و السكون، و علوّ، و تمكين، و تأنّ ، و حظوة، و تكرّم.

و يتشعب من المداومة على الخير: الصلاح، و القرار، و الإخبات، و الإنابة، و السؤدد، و الظفر، و الرضا في الناس، و حسن العاقبة (8).

و يتشعب من كراهية الشرّ: حسن الأمانة، و ترك الخيانة، و اجتناب الشر، و حب الخير، و تحصين الفرج، و صدق اللسان، و حب التواضع لمن هو فوقه، و الإنصاف لمن هو دونه، و حسن الجوار، و مجانبة خلطاء السوء (9).

ص: 396


1- بالأصل:«و ركوب الجيل من العقل» و المثبت عن م و تهذيب الكمال.
2- سقطت من الأصل و م، و زيدت للإيضاح عن تهذيب الكمال.
3- الصلف: مجاوزة القدر في الظرف و البراعة و الادعاء فوق ذلك تكبرا.
4- كذا بالأصل و م، و في تهذيب الكمال: و البصر.
5- الأصل و م: التكرام، و المثبت عن تهذيب الكمال.
6- كذا بالأصل و م، و في تهذيب الكمال: اللين.
7- في تهذيب الكمال: حسن السياسة.
8- كذا و لم يذكر إلا ثمان خصال.
9- أقحم بعدها بالأصل: و يتشعب من كراهية الشر: حسن الأمانة، و ترك الخيانة.

و من طاعة الناصح: زيادة في الفضل، و كمال اللبّ ، و محمدة في العواقب، و السلامة من اللؤم، و البعد من الطيش، و استصلاح المال، و مراقبة ما هو نازل، و الاستعداد للعدو، و الاستقامة على المنهاج، و لزوم الرشاد.

فذلك مائة خصلة من أخلاق العاقل.

و من أخلاق الجاهل عشرة أخلاق سيئة: الطيش، و السفه، و الضجر، و العجلة، و الغضب، و الملامة، و الكذب، و بغض الخير، و حبّ الشر، و طاعة الغاشّ .

و يتشعب من الطيش: سوء الصنيع، و المداومة على سوء صنيعه، و سوء المنزلة (1)، و الصلف، و الردى، و الهوان، و السفال، و الغلّ ، و القماء (2)،و الرذل، و القماء (3)،و الذل، [و يتشعب من السفه: كثرة الكلام في غير الحق فما عليه و لا له، و الخوض في الباطل، و صحبة الفجار، و الإنفاق في السرف، و الاختيال، و البذخ، و المكر، و الخديعة، و الاغتياب، و السباب] (4).

و يتشعب من الضجر: ترك الحق، و الميل إلى الباطل، و الردىّ ، و متابعة الهوى، و قطيعة الرحم، و عقوق الوالدين، و سوء اليقين، و التفريط في العمل، و النسيان، و الهم، و الخيلاء (5).

و يتشعب من العجلة: الخسران و الندامة، و قلة الفهم، و سوء المنظر، و فراق الصاحب، و طلاق المرأة، و تضييع المال، و شماتة العدو، و اكتساب الشر، و اكتساب الملامة و الندامة و المذمة.

و يتشعب من الغضب: قتل النفس ظلما، و ركوب الصديق بالقبيح، و ضرب الخادم، و اقتحام في المعاصي، و مباشرة العيوب، و مصاولة الحميم، و مصارمته، و الأيمان الكاذبة، و فراق الأحبّة، و مصارمتهم، و سوء ذات البين، و التعب في طلب المعاذير.

و يتشعب من الملامة: سوء المعاشرة، و منابذة الصديق، و تقريب العدو، و حب الفاحشة، و بغض التقوى، و طاعة الغاشّ ، و التجبر عند البأس، و خذلان الأصحاب، و الميل إلى أهل العما، و المسارعة إلى الشر.

ص: 397


1- قوله:«و المداومة على سوء صنيعه، و سوء المنزلة» ليس في تهذيب الكمال.
2- في تهذيب الكمال: و العمى.
3- في تهذيب الكمال: و الغباء.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن تهذيب الكمال.
5- كذا بالأصل و م، و في تهذيب الكمال: الخنا.

و يتشعب من الكذب: الغدر، و الفجور، و المقت عند ذوي الألباب و غيرهم، و الفخر بالباطل، و مدحة الفاسقين، و الإفراط في البذل، و اختلاط العقل، و حب الشقاء و أهله، و بغض السعادة و أهلها، و التهمة عند الخلق و إن صدق.

و يتشعب من بغض الخير: إطاعة الشيطان، و معصية المرشد، و الكسل عند الرشد، و المسارعة في الغي و الجفاء، و الحقد، و المذمة، و الاستطالة، و الردى.

و يتشعب من حب الشر: أكل الحرام، و منع الصدقات، و تضييع الصدقات (1)، و الاستخفاف بالذنب، و الانهماك في المعصية (2)،و اقتحام المهالك، و اختيار البلايا، [و الشقاء، و الثناء على أهل المنكر و الرضى بصنيعهم، و مذمة الصالحين، و الطعن عليهم.

و يتشعب من] (3) طاعة الغاش: الصدود عن الخير و المعروف، و المسارعة إلى الشر، و المنكر، و استحلال الفروج، و ركوب الفواحش، و أذى الجيران، و بغض الإخوان، و الإساءة إلى المرأة، و التواني عن النجاح، و بغض القرآن، و معصية الرب.

فتلك مائة خصلة سيئة من أخلاق الجاهل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسين الأنماطي، أخبرنا أبو الفرج محمّد بن فارس، أخبرنا محمّد بن جعفر بن أحمد، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد بن إدريس، حدّثنا حسّان بن عبد اللّه المصري، حدّثنا السّري بن يحيى، عن وهب بن منبّه قال: كما يتفاضل الشجر بالأثمار كذا يتفاضل الناس بالعقل.

قال: و حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد بن الحسين، حدّثني الوليد بن صالح، حدّثني أبو كثير التمار، قال: قال لي وهب بن منبّه: المؤمن متفكر، مذكر من ذكر تفكّر، فعلته السكينة، قنع فلم يهتم، رفض الشهوات فصار حرا، ألقى الحسد و ظهرت له المحبة، زهد في كلّ فان، فاستكمل العمل، رغب في كل باق، فنهته المعرفة.

أخبرنا أبو العزّ (4) بن كادش - فيما ناولني إيّاه و قرأ علي إسناده و أذن لي في روايته -

ص: 398


1- كذا بالأصل و م، و في تهذيب الكمال: تضييع الصلوات.
2- في تهذيب الكمال: و الانهماك في الطغيان و المعصية.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن تهذيب الكمال.
4- في م: أبو القاسم العز.

أخبرنا محمّد بن الحسين، أخبرنا المعافى بن زكريا، حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباري، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن عبيد قال: قال الهيثم بن عدي (1):قال وهب بن منبّه: الأحمق إذا تكلّم فضحه حمقه، و إذا سكت فضحه عيّه، و إذا عمل أفسد، و إذا ترك أضاع، لا علمه يغنيه (2)،و لا علم غيره ينفعه، تود أمّه أنها ثكلته، و تودّ امرأته أنها عدمته، و يتمنى جاره منه الوحدة، و يأخذ جليسه منه الوحشة، و أنشد لمسكين الدارمي في ذلك:

اتّق الأحمق أن تصحبه *** إنّما الأحمق كالثوب الخلق

كلّما رقعت منه جانبا *** حرّكته الريح و هنا فانخرق

أو كصدع في زجاج فاحش *** هل ترى صدع زجاج يتفق ؟

و إذا جالسته (3) في مجلس *** أفسد المجلس منه بالخرق

و إذا نهنهته كي يرعوي *** زاد جهلا و تمادى في الحمق

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أخبرنا أبو سعد محمّد بن علي الصوفي، أخبرنا محمّد بن عبد اللّه الجوزقي، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي، حدّثنا محمّد بن المهلب، حدّثنا بشر بن أبي الأزهر، حدّثنا المبارك بن سعيد أخو سفيان (4)، عن سفيان، عن جعفر بن برقان قال: قال وهب بن منبّه:

طوبى لمن شغله عيبه عن عيب أخيه، طوبى لمن تواضع للّه من غير مسكنة، طوبى لمن تصدّق من مال جمعه من غير معصية، طوبى لأهل الضر و أهل المسكنة، طوبى لمن جالس أهل العلم و الحلم، طوبى لمن اقتدى بأهل العلم و الحلم و الخشية، طوبى لمن وسعته السنّة فلم يعدها.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا علي بن الحسين بن علي، أخبرنا محمّد بن عمر ابن محمّد، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد قال: قرأت على محمّد بن أحمد بن هارون:

قلت له: أخبرك إبراهيم بن الجنيد، حدّثني إبراهيم بن محمّد بن عرعرة (5)،حدّثنا معتمر بن

ص: 399


1- الخبر و الشعر في تهذيب الكمال 493/19-494 و الخبر بدون الشعر في سير الأعلام 552/4.
2- كذا بالأصل و م، و في تهذيب الكمال: يعينه.
3- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م، و تهذيب الكمال.
4- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 552/4 و المزي في تهذيب الكمال 493/19 و حلية الأولياء 67/4.
5- بالأصل و م:«حدّثني إبراهيم بن محمّد، حدّثنا ابن عرة» راجع ترجمته في تهذيب الكمال 413/1.

سليمان، عن ليث بن أبي سليم قال: قال لي مجاهد: إيّاك و وهب بن منبّه، و عمرو بن شعيب [فإنهما] (1) يهتّان (2).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثنا جدي، حدّثني (3) سليمان ابن أحمد، حدّثني عبد الرّحمن بن المغلس النخعي، حدّثنا معتمر بن سليمان، عن ليث بن أبي سليم، قال: قال لي مجاهد: احذر الهتّاتين فلا تكتب عنهما: عمرو بن شعيب، و وهب ابن منبّه.

قال يعقوب: قال بعض العلماء بالعربية في الهتّات، يقال منه هتّ الحديث يهته هتّا إذا أدخل فيه ما ليس منه، فأزاله عن معنى الصواب، و كأنّ معنى الهتّات عندهم المكثر في غير إصابة.

قال: و حدّثنا يعقوب، حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، و علي بن المديني، قالا: حدّثنا عبد الرزّاق، عن معمر قال: سمعت أيوب يقول لليث: إيّاك و جوالقيك - يعني: عمرو بن شعيب، و وهب بن منبّه - قال يعقوب: و إنّما كره أيوب منهما فيما يروي حديثهما عن الكتب.

أخبرنا علي بن إبراهيم، أخبرنا رشأ بن نظيف، أخبرنا الحسن بن إسماعيل، أخبرنا أحمد بن مروان، حدّثنا محمّد بن عبد العزيز، حدّثنا أبي، حدّثنا عبد اللّه بن إبراهيم بن عمر ابن كيسان الصنعاني، عن جدّه قال: حبس وهب بن منبّه فواصل ثلاثا فقيل له: ما هذا الصوم ؟ فقال: نحن في طرق من عذاب اللّه، قال اللّه عزّ و جلّ : وَ لَقَدْ أَخَذْنٰاهُمْ بِالْعَذٰابِ فَمَا اسْتَكٰانُوا لِرَبِّهِمْ وَ مٰا يَتَضَرَّعُونَ (4) أحدث لنا الحبس، فأخذتنا زيادة عبادة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أخبرنا أبو نصر الوائلي، أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أخبرنا أحمد ابن سعيد، حدّثنا وهب بن جرير، حدّثنا حبان بن زهير أبو زهير العدوي، حدّثني صالح بن طريف،[الضبي قال: لما قدم يوسف بن عمر العراق فأتانا خبره بخراسان بكى أبو الصيداء،

ص: 400


1- سقطت من الأصل و زيدت للإيضاح عن م.
2- هت الحديث إذا سرده و تابعه، يقال: رجل هتات هو الخفيف الكثير الكلام.
3- سقطت من م.
4- سورة «المؤمنون»، الآية:76.

يعني صالح بن طريف] (1) فاشتد بكاؤه، و قال: ضرب وهب بن منبّه حتى قتله.

أخبرنا أبو طالب يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد (2)،أخبرنا محمّد بن عمر (3)،و عبد المنعم بن إدريس قالا: مات وهب بن منبّه بصنعاء سنة عشر و مائة في أول خلافة هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة قال: و فيها - يعني: سنة عشر - مات وهب بن منبّه (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا علي بن أحمد بن محمّد، أخبرنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - حدّثنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن، حدّثنا (5) عبيد اللّه ابن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني القاسم بن سلام قال: سنة عشر و مائة توفي فيها وهب بن منبّه من الأبناء.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أخبرنا مكي بن محمّد (6)، أخبرنا أبو سليمان (7) بن زبر قال: و فيها - يعني: سنة عشر - مات وهب بن منبّه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أخبرنا أبو عمرو بن مندة، أخبرنا الحسن بن محمّد ابن أحمد بن يوسف، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمر اللنباني (8)،حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حدّثنا إبراهيم بن خالد، أخبرني عمر بن عبيد (9)،أخبرني فلاح بن عطا أنّ وهبا توفي في ذي الحجة سنة ثلاث عشرة و مائة (10).

ص: 401


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن م.
2- الخبر في طبقات ابن سعد 543/5.
3- في م: عمرو، تصحيف.
4- تاريخ خليفة بن خياط ص 340 (ت. العمري).
5- هنا انتهى البياض في «ز»، و نعود من هنا إلى الاستعانة بها.
6- أقحم بعدها بالأصل و م: التميمي، و المثبت يوافق «ز».
7- بالأصل:«سليمان بن أبي زبر» و في م:«سليمان بن أبي زهير» صوبنا الاسم:«أبو سليمان بن زبر» عن «ز»، و اسمه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة، أبو سليمان، راجع ترجمته في سير الأعلام 440/16.
8- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
9- الأصل:«عبيد اللّه» و المثبت عن «ز»، و م.
10- تهذيب الكمال 501/19.

و قال عمر: قال لي عبد الصّمد بن معقل: توفي وهب في المحرم استقبال سنة أربع عشرة و مائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة، حدّثني أحمد بن حنبل، حدّثنا عبد الرزّاق، عن أبيه قال: توفي وهب بن منبّه سنة أربع عشرة و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب (1)،حدّثنا أبو بكر بن عبد الملك، حدّثنا إسماعيل بن عبد الكريم، ثم حدّثني عبد الصّمد بن معقل، عن وهب بن منبّه قال: قالت أمي: رأيتك أبرّ حلم، كولد من طيب - يعني: ولدت ابنا من ذهب (2).

قال: و مات سنة أربع عشرة و مائة، و مات على ثمانين، ولد منبّه: وهبا، و همّاما، و معقلا، و غيلان، و عمرا.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أخبرنا عمر بن عبيد اللّه، أخبرنا علي بن محمّد، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، حدّثنا إبراهيم بن خالد، قال: قال عمر بن عبيد اللّه: قال لي عبد الصّمد بن معقل: توفي - يعني: وهب بن منبّه - في المحرم في استقبال سنة أربع عشرة و مائة.

قال: و حدّثني أبو عبد اللّه، حدّثنا يونس بن عبد الصّمد بن معقل ابن أخي وهب اليماني قال: سمعت غير واحد من مشيختنا أن وهبا مات في سنة أربع عشرة و مائة.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أخبرنا أبو القاسم أيضا، أخبرنا محمّد بن هبة اللّه، أخبرنا محمّد بن الحسين، أخبرنا عبد اللّه، حدّثنا يعقوب قال: قال لي أحمد.

ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أخبرنا أب العلاء، أخبرنا أبو بكر البابسيري، أخبرنا الأحوص بن المفضّل، حدّثنا أبي، حدّثنا أحمد، حدّثنا يونس بن عبد الصّمد بن معقل بن منبّه قال: سمعت غير واحد من مشيختنا أن وهبا مات في سنة أربع عشرة و مائة.

ص: 402


1- راجع يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 29/2.
2- الطيب تعني الذهب بالحميرية.

أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أخبرنا أبو منصور النهاوندي، أخبرنا أبو العبّاس، أخبرنا أبو القاسم بن الأشقر، حدّثنا البخاري، حدّثنا علي بن عبد اللّه قال: سمعت ابن عبد الصّمد ابن معقل قال: مات وهب بن منبّه سنة أربع عشرة و مائة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أخبرنا مكي بن محمّد، أخبرنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال عبد الرزّاق بن همام، عن أبيه: توفي وهب بن منبّه سنة أربع عشرة و مائة.

[أخبرنا (1) أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: وهب بن منبه مات سنة أربع عشرة و مائة].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن البسري، أخبرنا أبو طاهر - إجازة-. أخبرنا أبو محمّد السكري، أخبرني أبو الحسن الصيرفي، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة ست عشرة و مائة فيها مات وهب بن منبّه بصنعاء (2)،و أخوه معقل بن منبّه، من ولده إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل.

8077 - وهب بن وهب بن كثير بن عبد اللّه بن زمعة بن الأسود بن المطّلب

8077 - وهب بن وهب (3) بن كثير (4) بن عبد اللّه بن زمعة بن الأسود بن المطّلب

ابن أسد بن عبد العزّى (5) بن قصيّ أبو البختري الأسدي القاضي (6)

من أهل المدينة، ولي القضاء بها، و ببغداد.

روى عن هشام بن عروة، و جعفر بن محمّد، و محمّد بن عجلان، و ثور بن يزيد، و ابن أبي ذئب، و محمّد بن عبد اللّه ابن أخي الزهري، و ابن جريج، و أسامة بن زيد الليثي، و محمّد بن أبي حميد، و حسين بن عبد اللّه بن ضميرة.

ص: 403


1- الخبر التالي سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».
2- تهذيب الكمال 502/19.
3- الأصل: منبه، و المثبت عن م، و «ز».
4- الأصل و م و «ز»: «كثير» و في كثير من مصادر ترجمته «كثير» و في المختصر:«كبير».
5- بالأصل و «ز»: عبد العزيز، تصحيف.
6- ترجمته في ميزان الاعتدال 353/4 و تاريخ بغداد 481/13 و طبقات ابن سعد 332/7 و التاريخ الكبير 170/8 و سير أعلام النبلاء 374/9 و الجرح و التعديل 25/9 و الضعفاء الكبير للعقيلي 324/4 و لسان الميزان 231/6 و شذرات الذهب 360/1.

روى عنه: بقية بن الوليد، و إبراهيم بن المنذر الحزامي، و رجاء بن سهل الصاغاني، و الربيع بن ثعلب، و عثمان بن محمّد العثماني، و المسيّب بن واضح، و معافى بن سليمان، و نوح بن الهيثم العسقلاني الخراساني.

و اتخذ له بصيدا ساحل دمشق ضيعة، و قد ذكرت ذلك في ترجمة ميمون بن علي.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، و أبو البركات بن المبارك، و أبو القاسم ابن السّمرقندي، و عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد البخاري، و عتيقهم أبو الدرّ ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أخبرنا أبو محمّد الصريفيني.

ح و أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن علي ابن عبد اللّه بن محمّد الورّاق.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، أخبرنا القاضي أبو علي محمّد بن إسماعيل بن محمّد العراقي - بطوس - قالوا: أخبرنا أبو طاهر [المخلص املاء، نا أبو محمّد جعفر بن عبد اللّه بن مجاشع الختّلي، نا رجاء بن سهل الصاغاني،- و في حديث] (1) ابن عبيد اللّه الصغاني - حدّثنا وهب بن وهب أبو البختري القاضي، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة قالت: أول - و في حديث الصريفيني: إن أول - سورة تعلمتها من القرآن: طه و كنت إذا قلت: طه مٰا أَنْزَلْنٰا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقىٰ (2) قال صلى اللّه عليه و سلم:«لا شقيت يا عائش»[13023].

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر ابن حيّوية، أخبرنا محمّد بن القاسم.

ح و أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن (3) بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (4)،أخبرنا الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرازي (5)،حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، قالا: حدّثنا أحمد بن زهير، أخبرنا مصعب بن عبد اللّه قال: أبو البختري، اسمه

ص: 404


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم السند عن «ز».
2- سورة طه، الآيتان 1 و 2.
3- تحرفت بالأصل إلى: الحسين، و المثبت عن «ز»، و م.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 483/13.
5- قوله:«حدّثنا علي بن الحسن الرازي» سقط من تاريخ بغداد، و هو موجود في تمام السند في م، و «ز».

وهب بن وهب. و هو قاضي الرشيد، و أم - و قال محمّد بن القاسم: و اسم أم - أبي البختري:

عبدة بنت علي بن يزيد بن ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطّلب بن عبد مناف، و أمّها ابنة عقيل بن أبي طالب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أخبرنا أبو طاهر - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون - قالا:- أخبرنا محمّد بن الحسن، نا محمّد بن أحمد بن إسحاق، حدّثنا عمر بن أحمد، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (1):أبو البختري القاضي، اسمه وهب بن وهب بن كثير بن عبد بن ربيعة بن الأسود بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ ، مات سنة مائتين.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزبير بن بكّار قال (2):و من ولد عبد اللّه بن زمعة - يعني: ابن الأسود: كثير (3) بن عبد اللّه، و هو جد أبي البختري [وهب بن وهب بن كثير.

أخبرني عمي مصعب بن عبد اللّه، أخبرني، أبو البختري] (4) عن مصعب بن ثابت، قال: جئته فقال لي: من أنت ؟ قال: قلت: أنا وهب بن عبد الكبير بن عبد اللّه بن زمعة، قال: فما لك لا تقول كثير، لعلك كرهت ذلك، تدري من سماه كثيرا؟ أم سلمة بنت أبي أمية زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم.

قال الزبير: و كان أبو البختري قاضيا لأمير المؤمنين هارون ثم عزله عن قضائه، و ولاّه المدينة، و قضاءها، و أم أبي البختري عبدة بنت علي بن يزيد بن ركانة بن عبد يزيد بن هاشم ابن المطّلب بن عبد مناف، و أمّها بنت عقيل بن أبي طالب (5).

ص: 405


1- طبقات خليفه بن خيّاط ص 614 رقم 3219 باختلاف.
2- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 222.
3- في نسب قريش:«كبير» في كل مواضع الخبر.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز».
5- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء التاسع بعد الخمسمائة من الأصل. بلغت سماعا بقراءتي عرضا بالأصل على سيدنا أبي البركات الحسين بن محمّد بن الحسن بن هبة اللّه بحق إجازته من عمّه المصنف و كتب محمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي و سمع من أول ترجمة وهب بن سعد بن أبي سرح إلى آخر الجزء الفقيه أبو عبد اللّه محمّد بن حسان بن رافع العامري و أبو بكر بن يوسف بن علي بن وزيران الدمشقي و صح ذلك في شهر رمضان سنة عشرين و ستمائة بالمسجد الجامع بدمشق حرسها اللّه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أخبرنا أبو عمرو بن مندة، أخبرنا أبو محمّد الحسن ابن محمّد، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمر، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن فهم، قالا: حدّثنا محمّد بن سعد قال (1):في طبقات أهل بغداد:[أبو البختري القاضي و اسمه وهب بن وهب بن كبير بن عبد اللّه بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي - قال ابن أبي الدنيا:

و كان قاضيا ببغداد] (2) و توفي بها سنة مائتين و انتهت روايته، و قال ابن الفهم: كان من أهل المدينة، ثم خرج منها فنزل الشام، ثم قدم بغداد، فولاّه هارون أمير المؤمنين القضاء بعسكر المهدي، ثم عزله فولاّه مدينة الرسول صلى اللّه عليه و سلم بعد بكّار بن عبد اللّه الزبيري، و جعل إليه صلاتها و حربها و قضاءها، و كان سخيا (3) مريا من رجال قريش، و لم يكن في الحديث بذاك، روى منكرات، فترك حديثه، ثم عزل عن المدينة، فقدم بغداد، فلم يزل بها حتى مات سنة مائتين.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - شفاها - قالا: أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (4):

وهب بن وهب أبو البختري القرشي، القاضي ببغداد، و هو ابن وهب بن كبير (5) بن عبد اللّه بن ربيعة بن الأسود بن المطّلب بن أسد بن عبد العزّى، توفي بها سنة مائتين، روى عن هشام بن عروة، و جعفر بن محمّد، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن منصور بن خلف، أخبرنا أبو سعيد ابن حمدون، أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو البختري وهب بن وهب القاضي، القرشي، عن هشام بن عروة، و جعفر بن محمّد، متروك الحديث.

ص: 406


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 332/7.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك للإيضاح عن «ز»، و طبقات ابن سعد، و فيها «كثير» بدلا من «كبير».
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في طبقات ابن سعد: شيخا.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 25/9.
5- كذا بالأصل و م و «ز» هنا: كبير، و في الجرح و التعديل: كثير.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أخبرنا أبو نصر الوائلي، أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو البختري وهب بن وهب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أخبرنا هبة اللّه بن إبراهيم، أخبرنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي قال: أبو البختري وهب بن وهب القرشي القاضي.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي - إجازة - أخبرنا أبو القاسم بن عتّاب، أخبرنا أحمد بن عمير - إجازة - قال: أبو البختري وهب بن وهب ابن كبير بن عبد اللّه بن زمعة بن الأسود بن المطّلب بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ ، توفي ببغداد سنة مائتين.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أخبرنا أبو بكر الصفّار، أخبرنا أحمد بن علي بن منجويه، أخبرنا أبو أحمد قال (1):

أبو البختري وهب بن وهب بن كثير بن عبد اللّه بن زمعة بن الأسود بن المطّلب بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ القرشي القاضي عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الهاشمي، و أبي المنذر هشام بن عروة، و أبي عثمان عبيد اللّه بن عمر بن حفص ذاهب الحديث، نزل ببغداد، و مات بها، روى عنه أبو علي الحسين (2) بن علي المناطقي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، قال: و أما كبير: فهو كبير بن عبد اللّه بن زمعة بن الأسود، أمه زينب بنت أم سلمة، يقال: إنّ جدته أم سلمة هي التي سمته كبيرا، من ولده: أبو البختري القاضي، للرشيد، اسمه وهب بن وهب بن كبير، يروي عن هشام بن عروة، و ابن جريج، و ابن أبي ذئب و غيرهم، و كان ضعيفا في الحديث.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أبو البختري وهب بن وهب القاضي، المديني، حدّث عن هشام بن عروة، و جعفر بن محمّد بن علي، روى عنه إبراهيم بن المنذر الحزامي و غيره، و كان ذاهب الحديث.

ص: 407


1- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 328/2 رقم 865.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الأسامي و الكنى: الحسن.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):

وهب بن وهب بن كثير بن عبد اللّه بن زمعة بن الأسود بن المطّلب بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ بن كلاب، أبو البختري، القرشي المديني، حدّث عن عبيد اللّه بن عمر العمري، و هشام بن عروة، و جعفر بن محمّد بن علي، و ابن جريج، روى عنه رجاء بن سهل الصنعاني (2)،و القاسم بن سعيد بن المسيّب بن شريك و غيرهما، و كان قد انتقل عن المدينة إلى بغداد، فسكنها، و ولاه هارون الرشيد القضاء بعسكر المهدي، ثم عزله، فولاّه مدينة الرسول صلى اللّه عليه و سلم بعد بكّار بن عبد اللّه، و جعل إليه صلاتها، و قضاءها، و حرمها، و كان جوادا سخيا، ثم عزل عن المدينة، فقدم بغداد، و أقام بها حتى مات.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن علي بن هبة اللّه بن جعفر قال (3):أما البختري أوله باء مفتوحة بواحدة، و خاء معجمة، و تاء معجمة باثنتين من فوقها.

[قال:] (4) و كبير: بفتح الكاف، و كسر الباء المعجمة بواحدة من تحتها: أبو البختري، وهب بن وهب بن كبير بن عبد اللّه بن زمعة القاضي المديني، ذاهب الحديث، روى عن هشام بن عروة، و جعفر بن محمّد، و ابن أبي ذئب، و ابن جريج، و غيرهم، روى عنه إبراهيم ابن المنذر الحزامي و جماعة ضعفوا حديثه.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى، حدّثنا خليفة بن خيّاط بن خليفة العصفري قال في تسمية عمّال هارون الرشيد على المدينة فذكرهم ثم قال: و ولّى أبا (5) البختري وهب بن وهب ابن كبير بن عبد اللّه حتى مات هارون (6).

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر

ص: 408


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 481/13.
2- كذا بالأصل و «ز»، و تاريخ بغداد، و في م:«الصغاني» و قد مرّ: الصاغاني.
3- الاكمال لابن ماكولا 459/1 و 460.
4- زيادة منا، و القائل ابن ماكولا، راجع الاكمال 125/7 و 126.
5- الأصل: أبو، و المثبت عن «ز»، و م.
6- لم أجد الخبر في تاريخ خليفة المطبوع الذي بيدي تحقيق العمري.

الخطيب (1)،أخبرنا الجوهري.

ح و قرأت على أبي منصور بن خيرون، عن الجوهري، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عيسى المكّي، حدّثنا محمّد بن القاسم بن خلاد قال:

قال أبو (2) البختري: لأن أكون في قوم أعلم مني، أحبّ إليّ من أكون في قوم أنا أعلم منهم، لأني إن كنت أعلمهم لم أستفد، و إن كنت مع من هم أعلم مني استفدت.

أخبرنا أبو منصور، أخبرنا و أبو الحسن، حدّثنا - الخطيب (3)،أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أخبرنا أبو محمّد سهل (4) بن أحمد بن عبد اللّه بن سهل الديباجي، حدّثنا محمّد بن أبي الأزهر، حدّثنا الزبير - يعني: بن بكّار - حدّثنا عثمان بن عبد الرّحمن، أخبرنا محمّد بن نافع قال: دخل شاعر على أبي البختري وهب بن وهب (5) فأنشده:

إذا افتر وهب خلته برق عارض (6) *** تبعق (7) في الأرضين أسعده النكب

و ما ضر وهبا ذمّ من خالف الملا *** كما لا يضرّ البدر ينبحه الكلب

لكلّ أناس من أبيهم ذخيرة *** و ذخر بني فهر عقيد الندى وهب

قال: فاستهل أبو البختري ضاحكا و سرّ سرورا شديدا، ثم دعا عونا له، فأسرّ إليه بشيء، فأتاه بصرّة فيها خمس مائة دينار، فدفعها إليه.

و قال عثمان بن نهيك: كان أبو البختري إذا أعطى عطاء قليلا أو كثيرا أتبعه عذرا إلى صاحبه، و كان يتهلل عند طلب الحاجة إليه، حتى لو رآه من لا يعرفه لقال هذا الذي قضيت حاجته.

قال (8):و أخبرنا التنوخي، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر قال: كان أبو البختري

ص: 409


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 482/13.
2- تحرفت بالأصل إلى:«ابن» و المثبت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 481/13-482.
4- بالأصل و م:«أبو محمّد بن سهل» صوبنا الاسم عن «ز»، و تاريخ بغداد.
5- تحرفت بالأصل إلى: منبه، و المثبت عن م، و «ز»، و تاريخ بغداد.
6- العارض: السحاب الذي يعترض في الأفق.
7- إعجامها مضطرب بالأصل و م و تقرأ: ينعق، و في «ز»: يتقن، و في المختصر: تنفق، و المثبت عن تاريخ بغداد.
8- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 482/13.

وهب بن وهب جوادا سمحا، كريما، أنشدني محمّد بن العبّاس اليزيدي و محمّد بن السري للعطوي (1):

هلا فعلت هداك المليك *** فينا كفعل أبي البختري ؟

يتبع إخوانه في البلاد *** فأغني المقلّ عن المكثر

قال اليزيدي عن عمر بن شبة عن أبي يحيى الزهري قال: فبعث إليه مالا.

أخبرنا أبو العزّ السلمي - مناولة و إذنا و قرأ عليّ إسناده - أخبرنا محمّد بن الحسين، أخبرنا المعافى بن زكريا القاضي (2)،حدّثنا عبد اللّه بن منصور الحارثي، حدّثنا محمّد بن يزيد النحوي قال: روي لنا أن رجلا باذّ (3) الهيئة دخل على قوم و هم على شراب لهم، فحطوا مرتبته في الشراب فقال (4):

نبيذان في مجلس واحد *** لا يثار مثر على مقتر

لو كنت تفعل ذا في الطعام *** لزمت قياسك في المسكر

و لو كنت تفعل فعل (5) الكرام *** سلكت سبيل أبي البختري

تتبّع إخوانه في البلاد *** فأغنى المقلّ عن المكثر

قال: فبعث إليه أبو البختري بألف دينار.

قال القاضي: و في غير هذه الرواية قبل البيت الأول من هذه الأبيات و هو:

تأمّل قبيح الذي جئته *** تجده خلوف فم الأبخر

و هذا من قبيح الهجاء، و فيه مبالغة في الذم عجيبة، و أنشدنا في المعنى:

رأيت نبيذين في مجلس *** فقلت لساق لنا ما السبب

فقال الذي نحن في بيته *** يفضّل قوما لسوء الأدب

فأمّا أبو البختري هذا فهو وهب بن وهب القرشي الفهري القاضي، و له أخبار كثيرة، و مدحه الشعراء مدحا كثيرا لسماحته، وسعة عطائه، و استفاضة مكارمه، و سماحة أخلاقه، و قد ذمّه آخرون و طعن فيه الأئمة من الأكابر، و الرؤساء و أعلام المحدثين و العلماء، و نسبوه

ص: 410


1- بالأصل و م و «ز»: العطوفي، و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 56/4-57.
3- باذ الهيئة: أي رثها، و الذي بالأصل و م و «ز»: «باذ الهيبة» و المثبت عن الجليس الصالح.
4- الأبيات في الأغاني 253/8.
5- في الجليس الصالح: سبل.

إلى الكذب فيما يرويه، و وضع كثير من الحديث الذي كان يمليه، و هجاه بهذا بعض الشعراء.

أخبرنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه قالا: أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ح قال و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم (1)،حدّثني أبي، حدّثنا عمر بن حفص بن غياث قال: قلت لأبي: زعم أبو البختري أنه رآك عند جعفر بن محمّد، فقال: ما رآني و لا رأيته.

و كتب الفضل (2) بن الربيع إلى أبي فقال: لا تحدث عن جعفر بن محمّد، فقلت لأبي:

هذا أبو البختري ببغداد يتحدث عن جعفر بن محمّد بالأعاجيب فلا ينهى، فقال: يا بنيّ أما من يكذب على جعفر فلا تبالون به، حدّث عنه، و أمّا من يصدق على جعفر فلا يعجبهم.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (3)،أخبرنا القاضي أبو الطيب الطبري، و أحمد بن عمر بن روح النهرواني قال الطبري: حدّثنا، و قال الآخر: أخبرنا المعافى بن زكريا، أخبرنا محمّد.

ح و أخبرنا أبو العزّ بن كادش - مناولة و إذنا و قرأ عليّ إسناده - أخبرنا محمّد بن الحسين الجازري، أخبرنا المعافى بن زكريا (4)،حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي.

حدّثنا وكيع - و هو محمّد بن خلف - حدّثنا محمّد بن الحسن بن مسعود الزرقي، حدّثنا عمر بن عثمان، حدّثنا أبو سعيد العقيلي، و كان من ظرفاء الناس و شعرائهم، قال: لما قدم الرشيد المدينة أعظم أن يرقى منبر النبي صلى اللّه عليه و سلم في قباء أسود و منطقة، فقال أبو البختري: حدّثني جعفر بن محمّد عن أبيه قال: نزل جبريل على النبي صلى اللّه عليه و سلم و عليه قباء و منطقة مخنجرا فيها بخنجر، فقال المعافى التميمي (5)،و قال الجازري: المعاذى التيمي:

ويل و عول لأبي البختري *** إذا توافى الناس للمحشر

ص: 411


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 25/9.
2- بالأصل و م:«و كتب أبو الفضل» و المثبت عن «ز»، و الجرح و التعديل.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 482/13.
4- الخبر و الشعر في الجليس الصالح الكافي 178/4-179 و راجع وفيات الأعيان 39/6-40.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: المعافى التيمي.

من قوله الزور و إعلانه *** بالكذب في الناس على جعفر

و اللّه ما جالسه ساعة *** للفقه في بدو و لا محضر

و لا (1) رآه الناس في دهره *** يمرّ بين القبر و المنبر

يا قاتل اللّه ابن وهب لقد *** أعلن بالزور و بالمنكر

يزعم أن المصطفى أحمدا (2) *** أتاه جبريل التقيّ البري

عليه خفّ و قبا أسود *** مخنجرا في الحقو بالخنجر

أخبرنا أبو منصور، أخبرنا - و أبو الحسن، حدّثنا - الخطيب، أخبرنا التنوخي، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر، حدّثني عمر بن الحسن الأشناني، حدّثنا جعفر الطيالسي، عن يحيى بن معين أنه وقف على حلقة أبي البختري، فإذا هو يحدّث بهذا الحديث عن جعفر، عن أبيه عن جابر فقال له: كذبت يا عدو اللّه على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: فأخذني الشرط ، و قلت لهم: هذا يزعم أن رسول رب العالمين نزل على النبي صلى اللّه عليه و سلم و عليه قباء، قال: فقالوا لي: هذا و اللّه قاض كذّاب، و أفرجوا عنّي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن يوسف، أخبرنا أبو أحمد قال (3):سمعت أبا الطّيّب بن سلمة الفقيه يقول، ذكره عن بعض شيوخه قال:

لما قدم أبو البختري الكوفة يريد بغداد حدّثهم بالكوفة بنسخة هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة، و نسخة عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، فحملت النسختان إلى يحيى ابن معين، فنظر فيهما فقيل له: ما تقول ؟ قال: كذّاب يبيّن (4) منه كذب، فقيل لهم: رأيته أو رأيت له كتابا قط؟ قال: لا، قيل له: فرأيت في النسختين حديثا منكرا؟ قال: لا، قيل له:

فمن أين قلت له إنه كذّاب ؟ قال: لأن كل من كتب عن هشام بن عروة قال: هشام يقول أخبرنا أبي عن عائشة إلاّ يحيى القطّان فكان يقول له: أخبرك أبوك، فيقول له: أخبرني أبي، و كلّ من كتب عن عبيد اللّه، قال عبيد اللّه: يقول نافع إلاّ يحيى القطّان فكان يقول لعبيد

ص: 412


1- البيت التالي سقط من الجليس الصالح.
2- بالأصل و م و «ز»: أحمد، و المثبت عن الجليس الصالح و تاريخ بغداد.
3- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 64/7.
4- الأصل و م:«بين» و في «ز»: «يتبين» و المثبت عن ابن عدي.

اللّه: أخبرك نافع، فيقول له: أخبرني نافع في كل حديث، فرأيت أبا البختري حدّث بالنسختين كما حدّث بها يحبى القطّان، فعلمت أنه كذّاب.

أخبرنا أبو منصور المقرئ، أخبرنا - و أبو الحسن العطّار، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (1)،أخبرنا الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرازي، حدّثنا الزعفراني، حدّثنا أحمد بن زهير، حدّثنا سليمان بن أبي شيخ، حدّثنا إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة قال: قال لي علي بن حرملة:- و كان مع هارون بالريّ - فقال هارون لأبي البختري: أ ليس أخبرتني أن عمر بن الخطّاب كان يقول إذا رأى الهلال قبل الزوال فهو لليلة الماضية، و إذا رئي بعد الزوال فهو للمستقبلة ؟ فقال: لا، فقال له المأمون: بلى و اللّه، لقد حدثتنا به في البستان، قال:

صدقت.

قال (2):و أخبرنا البرقاني، حدّثني محمّد بن أحمد بن محمّد الأدمي، حدّثنا محمّد بن علي الايادي، حدّثنا زكريا الساجي قال: بلغني أنّ أبا البختري دخل على الرشيد - و هو قاضي (3)-و هارون إذ ذاك يطيّر الحمام، فقال: هل تحفظ في هذا شيئا؟ فقال: حدّثني هشام ابن عروة عن أبيه، عن عائشة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يطيّر الحمام، فقال هارون: اخرج عني، ثم قال: لو لا أنه رجل من قريش لعزلته.

قال: و أخبرنا الأزهري، و علي بن محمّد بن الحسن المالكي، قالا: أخبرنا عبد اللّه بن عثمان الصفّار، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى الصيرفي، حدّثنا عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن المديني قال: سمعت أبي يقول: أبو البختري روى عن ابن جريج، و عثمان، قال:

قلت لعطاء: هل سمعت في النباش شيئا؟ قال: ما سمعت فيه شيئا، و حدّث عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان له مشط عليه جلاجل فضة. و عن هشام بن عروة،[عن أبيه] (4) عن عائشة قال: قلت يا رسول اللّه إنّي أستقرض من جارتي الخميرة، قال أبي: هو كذّاب (5).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا محمّد بن المظفّر، أخبرنا أبو الحسن العتيقي،

ص: 413


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 483/13.
2- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 484/13.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و الوجه: قاض.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، و استدرك للإيضاح عن تاريخ بغداد.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 484/13.

أخبرنا يوسف بن أحمد، أخبرنا أبو جعفر العقيلي (1)،حدّثنا أحمد بن علي الأبار، حدّثنا علي بن ميمون الرقّي، حدّثنا أبو خليد (2) عتبة بن حمّاد.

ح و أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (3)،أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، و محمّد بن الحسين بن الفضل، قالا: أخبرنا دعلج بن أحمد، حدّثنا - و في حديث ابن الفضل: أخبرنا - أحمد بن علي الأبار، حدّثنا علي ابن ميمون العطّار، حدّثنا أبو خليد (4) قال: قال مالك بن أنس: ما بال أقوام إذا خرجوا من المدينة يقولون: حدّثنا جعفر بن محمّد، و حدّثنا هشام بن عروة، فإذا قدموا انجحروا في البيوت ؟ يريد بذلك أبا البختري.

أخبرنا أبو البركات، أخبرنا محمّد بن المظفّر، أخبرنا العتيقي، أخبرنا يوسف، أخبرنا العقيلي (5)،حدّثنا الحسن بن عليب الأزدي، حدّثنا أبو سعيد الجعفي، حدّثني يحيى بن سليمان (6) قال: سمعت أبا بكر بن عيّاش، و ذكر أبا البختري، فقال: لم يكن صاحب حديث.

أخبرنا أبو منصور، أخبرنا - و أبو الحسن، حدّثنا - الخطيب (7)،أخبرنا عبيد اللّه بن عمر الواعظ ، أخبرنا أبي قال: وجدت في كتاب جدي عن ابن رشدين (8) حدّثني يحيى بن سليمان قال: سمعت أبا بكر بن عيّاش، و ذكر أبا البختري القاضي، فقال: لم يكن صاحب حديث، كان كذابا.

قال يحيى: و قال: رأيته شيخا كبيرا، رجلا من قريش أبيض الرأس و اللحية.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

ص: 414


1- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 325/4.
2- تحرفت بالأصل و م إلى: خالد، و المثبت عن «ز»، و الضعفاء الكبير.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 485/13.
4- انظر الحاشية قبل السابقة.
5- الضعفاء الكبير للعقيلي 324/4.
6- قوله:«حدّثني يحيى بن سليمان» ليس في الضعفاء الكبير.
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 485/13.
8- الأصل:«رشد» و المثبت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم (1)،حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم، قال شعيب بن إسحاق: كذابا هذه الأمة: وهب بن وهب، و رجل آخر فسماه.

قال لي أبو سعد محمّد بن أحمد بن الخليلي - بطوس - و كان ذا فهم و فقه و بصر بشيء من علم الحديث، قال [أبو حاتم] (2) ابن حبان البستي: سمعت أحمد بن عمير بن جوصا بدمشق قال: سمعت أبا زرعة الدمشقي يقول: سمعت دحيما يقول: كذابا هذه الأمة صاحب طبرية و صاحب صيدا، للوليد بن سلمة، و أبو البختري.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أخبرنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الفضل بن البقّال، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل بن إسحاق، قال: سمعت أبا عبد اللّه أحمد يقول: ما أشك في كذب أبي البختري، إنه يضع الحديث.

قال البيهقي: يريد وهب بن وهب قاضي بغداد.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا ابن مندة [انا] (3) حمد - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم (4)،حدّثني محمّد بن عوف الحمصي قال: سألت أحمد بن حنبل عن أبي البختري ؟ فقال: مطروح الحديث.

قالا: و أخبرنا ابن أبي حاتم (5)،حدّثنا محمّد بن حمويه بن الحسن، قال: سمعت أبا طالب أحمد بن حميد قال: قلت لأحمد بن حنبل: أحد يضع الحديث ؟ قال: نعم، أبو البختري الذي كان قاضيا (6)،كان كذّابا، يضع الحديث، روى أشياء لم يروها أحد.

أخبرنا أبو المظفّر، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد الماليني.

ح و أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم، قالا: أخبرنا أبو

ص: 415


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 25/9.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.
3- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن «ز»، لتقويم السند.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 25/9.
5- المصدر السابق.
6- بالأصل و م و «ز»: قاضي.

أحمد (1)،حدّثنا ابن أبي عصمة، حدّثنا أبو طالب، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: كان أبو البختري يضع الحديث وضعا فيما يروى (2)،و أشياء لم يروها أحد (3)،قلت: الذي كان قاضيا؟ قال: نعم، و كنت عند أبي عبد اللّه و جاءه رجل فسلّم عليه و قال: أنا من أهل المدينة، و قال: يا أبا عبد اللّه، كيف كان حديث أبي البختري، فقال: كان كذّابا يضع الحديث، فقال: أنا ابن عمّه، لحا (4).قال أبو عبد اللّه:[اللّه] (5) المستعان و لكن (6) ليس في الحديث محاباة.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (7)،أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، حدّثنا عبيد اللّه بن محمّد بن محمّد بن حمدان العكبري، حدّثنا محمّد بن أيوب بن المعافى البزاز، قال: سمعنا إبراهيم الحربي يقول: قيل لأحمد بن حنبل: تعلم أحدا روى:«لا سبق إلاّ في خفّ أو حافر أو جناح ؟» فقال: ما روى هذا إلاّ ذاك الكذّاب أبو البختري.

قال (8):و أخبرنا الأزهري، حدّثنا أبو عمر بن حيّوية - على شك دخلني فيه، حدّثني أبو مزاحم الخاقاني، قال: سمعت إبراهيم الحربي غير مرة يقول: ما سمعت أحمد بن حنبل يقول في رجل كذّاب إلاّ في أبي البختري - يعني: وهب بن وهب القرشي القاضي-.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى (9)،أخبرنا أبو نصر الوائلي، أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن النسائي، أخبرني أبي، أخبرنا عبد اللّه ابن أحمد قال: سمعت إسحاق بن منصور يقول: قال أحمد: أبو البختري من أكذب الناس، قال إسحاق كما قال.

أخبرنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا ابن مندة، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ص: 416


1- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 63/7.
2- بالأصل و م و «ز»: نرى، و المثبت عن الكامل في ضعفاء الرجال.
3- من أول الخبر إلى هنا مكرر بالأصل.
4- أي الأقرب و الأدنى، و الأكثر التصاقا به.
5- سقطت من الأصل، و استدركت للإيضاح عن م، و «ز»، و الكامل لابن عدي.
6- كلمة «لكن» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 486/13.
8- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 486/13.
9- من قوله: يعني، في آخر الخبر السابق، إلى هنا سقط من «ز».

قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم (1)،حدّثنا أحمد بن سلمة، حدّثنا إسحاق بن منصور، قال:

قال أحمد بن حنبل: أبو البختري أكذب الناس، قال إسحاق بن راهويه كما قال، كان كذّابا.

أخبرنا أبو منصور، أخبرنا - و أبو الحسن، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (2)،أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباس - أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلاّل، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الفارسي، حدّثنا بكر بن سهل، حدّثنا عبد الخالق بن منصور قال: و سألت يحيى بن معين عن أبي البختري القاضي، فقال: كان يكذب على الرسول صلى اللّه عليه و سلم.

قال (3):و أخبرني البرقاني، أخبرني أبو عمر بن حيّوية، حدّثنا.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، أخبرنا البرقاني، حدّثني أبو عمر بن حيّوية.

حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسعدة الفزاري، حدّثنا جعفر بن درستويه، حدّثنا أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو البختري - يعني: القرشي - الكذّاب، عدو اللّه خبيث.

أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو أحمد (4)،حدّثنا ابن حمّاد، حدّثني معاوية بن صالح.

ح و أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (5).

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أحمد بن الحسن بن أحمد، قالا: أخبرنا يوسف بن رباح البصري، حدّثنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي، حدّثنا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال: أبو البختري ضعيف.

[أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي الواسطي، أنا أبو

ص: 417


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 30/9.
2- تاريخ بغداد 485/13.
3- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 485/13.
4- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 63/7.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 485/13.

بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل، نا أبي، قال: قال يحيى بن معين: أبو البختري] (1)ليس مثل الواقدي، و الواقدي كان أجود.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى (2) بن شاذان الصيرفي بنيسابور قال: سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ يقول: سمعت العبّاس بن محمّد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو البختري - يعني: القاضي - يضع الحديث.

أخبرنا أبو منصور، أخبرنا - و أبو الحسن، حدّثنا - الخطيب (3)،أخبرنا أبو سعيد محمّد ابن موسى الصيرفي.

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أخبرنا أبو صالح المؤذّن، أخبرنا أبو الحسن بن السقا، و ابن محمّد بن بالوية.

قالا: سمعنا أبا العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ يقول: سمعت العبّاس بن محمّد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين و ذكر أبا البختري فقال: كذّاب، خبيث، كان يحدّث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، و عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان عن معاذ، و عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن علي قالوا: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الخمير تقترض ؟ [قال:] (4) لا بأس به.

قال أبو صالح: قلت ليحيى: رحمه اللّه، قال: لا رحم اللّه أبا البختري، أبو البختري يضع الحديث - و زاد الخطيب: و قال في موضع آخر: أبو البختري صبيّ يضع الحديث.

أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو أحمد (5)،حدّثنا ابن حمّاد و ابن أبي بكر، قالا: حدّثنا عبّاس، عن يحيى قال.

ح و أخبرناه عاليا أبو بكر وجيه بن طاهر، أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أخبرنا أبو الحسن بن السقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: حدّثنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا

ص: 418


1- من أول الخبر إلى هنا سقط من الأصل، فتداخل الخبران و اضطرب السياق، و المستدرك عن «ز»، و م.
2- أقحم بعدها بالأصل:«بن الشعبي» و المثبت عن م، و «ز».
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 484/13.
4- زيادة لازمة للإيضاح عن تاريخ بغداد.
5- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 63/7.

عبّاس قال: سمعت يحيى يقول: أبو البختري كان يأخذ ثلثا - و قال وجيه: شيئا - فيذكر (1)عامة الليل، و يضع الحديث.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - قراءة - عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أخبرنا محمّد بن القاسم.

و أخبرنا أبو منصور المقرئ، أخبرنا - و أبو الحسن، حدّثنا - الخطيب (2)،أخبرنا الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرازي، حدّثنا الزعفراني، قالا: حدّثنا أحمد بن زهير قال: سمعت أبي يقول:[لو] (3) اجترأت أن أقول لأحد إنه يكذّب على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، لقلت: أبو البختري.

أخبرنا أبو منصور أيضا، أخبرنا - و أبو الحسن، حدّثنا - الخطيب (4)،أخبرنا عبيد اللّه ابن عمر بن الحسن،[نا أبي، نا محمّد بن الحسن] (5) حدّثنا الحسين بن إدريس قال: سمعت عثمان بن أبي شيبة يقول: وهب بن وهب هو القرشي، ذاك دجال، أرى أنه يبعث يوم القيامة دجالا.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم (6)،حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن شعيب، حدّثنا عمرو بن علي بأن أبا البختري كان يحدّث بما ليس له أصل.

أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو أحمد قال (7):

سمعت ابن حمّاد يقول: قال السعدي.

ح و أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (8).

ص: 419


1- في الكامل لابن عدي: فيدبجه.
2- تاريخ بغداد لأبي بكر الخطيب 485/13.
3- سقطت من الأصل، و زيدت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
4- تاريخ بغداد 485/13-486.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز»، و تاريخ بغداد لتقويم السند.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 26/9.
7- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 64/7.
8- تاريخ بغداد 486/13.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها.

قالا: حدّثنا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني، حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حدّثنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: أبو البختري وهب بن وهب كان يكذب، و يخسر فسقط و مال، و قال أبو القاسم: إذ مال.

أخبرنا أبو محمّد أيضا، حدّثنا عبد العزيز، أخبرنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - أخبرنا أحمد بن القاسم بن يوسف - إجازة - حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم، أخبرنا سعيد بن عمرو البردعي فيما نسخه من كتاب أبي زرعة الرّازي بخطه في أسامي الضعفاء و من تكلّم فيهم من المحدثين: وهب بن وهب أبو البختري كذّاب.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا ابن مندة، أخبرنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (1):سمعت أبا زرعة و ذكرت له شيئا من حديث أبي البختري فقال: لا تجعل في حوصلتك شيئا من حديثه.

قال: و سألت أبي عن أبي البختري فقال: كان كذّابا.

ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكتّاني الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرّازي عن وهب بن وهب أبو البختري فقال: كان كذّابا، كان قاضي القضاة ببغداد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال: باب من يرغب عن الرواية عنهم، و سمعت أصحابنا يضعفونهم، منهم: أبو البختري القاضي، قال يعقوب: و أبو البختري يضع الحديث.

أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو أحمد (2)،حدّثنا الجنيدي.

ح و أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أخبرنا أبو بكر الخطيب.

ص: 420


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 26/9.
2- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 64/7.

و حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أخبرنا أبو منصور بن هريسة، قالا: أخبرنا أحمد بن محمّد بن غالب، أخبرنا أبو يعلى حمزة بن محمّد، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن إبراهيم بن شعيب (1)،قالا: حدّثنا البخاري قال: وهب بن وهب أبو البختري القاضي، سكتوا عنه.

أخبرنا أبو منصور المقرئ، أخبرنا - و أبو الحسن، حدّثنا - أبو بكر أحمد بن علي (2)، أخبرنا أبو حازم العبدوي قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه الجوزقي يقول: قرئ على مكي ابن عبدان و أنا أسمع قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو البختري وهب بن وهب القاضي القرشي متروك الحديث.

قال (3):و أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمّد بن عدي البصري في كتابه، حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري، قال: سمعت أبا داود يقول: كذابا المدينة: محمّد بن الحسن بن زبالة، و وهب بن وهب أبو البختري، بلغني أنه كان يضع الحديث بالليل في السراج.

قال: و أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي (4)،حدّثنا أبي.

ح و أخبرنا أبو الحسن الفقيه الشافعي، و أبو يعلى بن الحبوبي، قالا: أخبرنا سهل بن بشر، أخبرنا علي بن منير، أخبرنا الحسن بن رشيق، حدّثنا أبو عبد الرّحمن النسائي قال:

وهب بن وهب أبو البختري، متروك الحديث.

أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال (5):أبو البختري متروك، اسمه وهب بن وهب، ممن يضع الحديث، و أبو البختري جسور (6) من جملة الكذّابين الذين يضعون الحديث، و كان يجمع في كلّ حديث يريد أن يرويه أسانيد من جسارته على الكذب (7)،و وضعه على الثقات.

أخبرنا أبو القاسم ابن بطريق، أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي، و أبو تمام علي بن

ص: 421


1- منن قوله: هريسة.. إلى هنا سقط من «ز»، فاختل فيها السند.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 486/13.
3- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 486/13.
4- بالأصل: الشامي، تحريف، و المثبت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
5- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 64/7 و 65.
6- تحرفت بالأصل إلى: حسود، و المثبت عن «ز»، و م، و الكامل لابن عدي.
7- الأصل: الكذاب.

محمّد في كتابيهما، عن أبي الحسن (1) الدارقطني.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أخبرنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز بن عبد اللّه، أخبرنا أحمد بن محمّد بن غالب - إجازة - قال: هذا ما وافقت عليه، أبا (2) الحسن الدارقطني من المتروكين: وهب بن وهب أبو البختري، بغدادي، كذّاب - زاد ابن بطريق: متروك-.

أخبرنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أخبرنا أبو نعيم الحافظ : وهب بن وهب أبو البختري القاضي. قال البخاري: سكتوا عنه، و يقال له القرشي لأنّ أمه عبدة بنت علي بن يزيد ركانة بن عبد يزيد، روى عن جعفر بن محمّد، و هشام بن عروة، و عبيد اللّه بن عمر، و [محمّد بن] (3) عجلان و غيرهم من المدنيين، لا يكتب حديثه.

أخبرنا أبو منصور المقرئ، أخبرنا - و أبو الحسن العطّار، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (4)،أخبرنا البرقاني، حدّثني محمّد بن أحمد بن محمّد الأدمي، حدّثنا محمّد بن علي الايادي، حدّثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: أبو البختري وهب بن وهب، كان كذّابا، لما بلغ عبد الرّحمن بن مهدي موته قال: الحمد للّه الذي أراح المسلمين منه.

قال الخطيب: هذا القول وهم، لأن عبد الرّحمن بن مهدي مات في سنة ثمان و تسعين و مائة، و مات أبو البختري بعده في سنة مائتين، و قيل في سنة تسع و تسعين و مائة، و قيل:

مات في سنة مائتين.

قال الخطيب: و أخبرنا ابن حسنويه، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، أخبرنا عمر (5) بن أحمد الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال: مات أبو البختري القاضي سنة مائتين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا علي بن أحمد بن محمّد، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد (6) قال: سنة مائتين فيها مات وهب بن وهب القاضي.

ص: 422


1- تحرفت بالأصل إلى: الحسين، و المثبت عن «ز»، و م.
2- بالأصل و م:«أخبرنا» خطأ و المثبت عن «ز».
3- سقطت اللفظتان من الأصل و م، و استدركتا للإيضاح عن «ز».
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 486/13-487.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: عمرو.
6- الأصل: عبيدة، و المثبت عن «ز»، و م.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - و أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - الخطيب (1)، أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، حدّثنا محمّد بن سعد.

ح قال: و أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: كتب إليّ محمّد بن إبراهيم بن عمر الجوربي (2)-من شيراز - يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم: حدّثنا أحمد بن يونس الضبّي، حدّثنا أبو حسّان الزيادي قالا: سنة مائتين فيها مات أبو البختري وهب بن وهب، قال ابن (3) سعد: الزمعي: و قال أبو (4) حسّان: القاضي القرشي، و قالا: جميعا ببغداد.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أخبرنا محمّد بن علي بن أحمد بن إبراهيم السيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق، أخبرنا أحمد بن عمران الأشناني، قال: قال غيره خليفة (5) و فيها - يعني: سنة مائتين - مات وهب بن وهب بن كبير بن عبد اللّه بن زمعة بن الأسود (6) بن المطّلب بن أسد، أبو البختري القاضي، توفي ببغداد.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أخبرنا مكي بن محمّد، أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة مائتين، قالوا: فيها مات صفوان بن عيسى بالبصرة في رجب، و أبو البختري وهب بن وهب ببغداد.

8078 - وهيب بن حامد بن إبراهيم بن الوليد أبو الرضا العذري

حدّث عن تمام بن محمّد.

روى عنه: علي الحنائي.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمّد الحنائي، أخبرنا أبو الرضا وهيب بن حامد بن إبراهيم بن الوليد العذري، حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد البجلي، حدّثنا أبو نصر يحيى

ص: 423


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 487/13.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: الجوري.
3- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: أبو.
4- تحرفت بالأصل و م إلى: ابن.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: قال غيره، يعني غير خليفة، و هو الأظهر، فلم يذكره خليفة بن خياط في تاريخه فيمن مات سنة 200 ه.
6- في «ز»: الأزور.

ابن أحمد بن بسطام، حدّثنا أبو حفص عمر بن مضر، حدّثنا عبد اللّه بن يوسف، حدّثني سلمة بن العيار، حدّثني مالك بن أنس، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ اللّه يحب الرفق في الأمر كله»[13024].

[قال ابن عساكر:] (1) عبد اللّه بن محمّد هذا هو تمام بن محمّد، دلّسه الحنّائي.

و قد أخبرنا بالحديث أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثني عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا تمام بن محمّد، أخبرنا أبو نصر يحيى بن أحمد بن بسطام العبسي المقرئ - قراءة عليه في داره بحجر الذهب سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة، حدّثنا أبو حفص عمر بن مضر، فذكر مثله.

ص: 424


1- زيادة منا لإيضاح.

الفهرس

[ذكر من اسمه] ورقة

7971 - ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي ابن غالب بن فهر بن مالك القرشيّ الأسديّ 3 ذكر من اسمه وريزة

7972 - وريزة بن سماك بن وريزة أبو يحيى العنسيّ 28

7973 - وريزة بن محمّد بن وريزة أبو هاشم الشيبانيّ الحمصيّ 29 ذكر من اسمه وزير

7974 - وزير بن صبيح أبو روح الثقفي 31

7975 - وزير بن عبد الحميد النصري 34

7976 - وزير بن القاسم بن وزير أبو القاسم السّلمي الجبيليّ 34

7977 - وزير بن محمّد بن الحكم أبو العبّاس 35

7978 - وزير بن مسافر الجرشي 36 ذكر من اسمه وشاح

7979 - وشاح أبو اللّيث السلمي 37 ذكر من اسمه وصيف

7980 - وصيف موشكير 38

7981 - وصيف بن عبد اللّه أبو علي الرّوميّ الحافظ الأشروسني 38

7982 - وصيف المكتمري 40

ص: 425

ذكر من اسمه وضّاح

7983 - وضّاح اليمن 41

7984 - وضّاح بن خيثمة 41

7985 - وضّاح بن رزاح الأشجعي 42 ذكر من اسمه وضين

7986 - الوضين بن عطاء بن كنانة بن عبد اللّه بن مصدّع أبو كنانة الخزاعيّ ، و يقال: أبو عبد اللّه 42 ذكر من اسمه وقّاص

7987 - وقّاص بن ربيعة أبو رشدين العبسيّ 54

7988 - وقاء بن سمي البجلي 58 ذكر من اسمه وكيع

7989 - وكيع بن الجرّاح بن مليح بن عدي بن فرس بن حمحمة، و قيل: ابن فراس بن سفيان ابن الحارث بن عمرو بن عبيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة أبو سفيان الرؤاسي الكوفي 58

7990 - وكيع بن زفر بن الحارث بن عبد عمرو بن معان بن يزيد بن عمرو بن الصعق بن نفيل ابن عمرو بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الكلابي 109 ذكر من اسمه وليد

7991 - الوليد بن أحمد بن محمّد بن الوليد أبو العبّاس الزّوزني الواعظ 109

7992 - الوليد بن أبان بن عبد العزيز بن أبان بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأمويّ 111

7993 - الوليد بن بكر بن مخلد بن أبي زياد أبو العباس الأندلسي الغمري من أهل سرقسطة 111

7994 - الوليد بن تليد المري 115

7995 - الوليد بن تمام 115

7996 - الوليد بن تمام بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 115

7997 - الوليد بن جميل بن قيس أبو الحجّاج القرشيّ ، و قيل: الكندي، و يقال: الكناني 116

7998 - الوليد بن الحارث السّكسكيّ 120

7999 - الوليد بن حمّاد بن جابر أبو العبّاس الرّمليّ الزيّات 121

8000 - الوليد بن حنيفة أبو حزانة التميميّ من بني ربيعة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم 123

ص: 426

8001 - الوليد بن خالد بن معاوية بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي 129

8002 - الوليد بن خالد بن الوليد الكلبي 129

8003 - الوليد بن خليد 129

8004 - الوليد بن رباح الذماري هو رباح بن الوليد 129

8005 - الوليد بن روح بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي 130

8006 - الوليد بن روح أبو العبّاس 130

8007 - الوليد بن سريع المخزوميّ الكوفيّ 130

8008 - الوليد بن سريع المحاربيّ 134

8009 - الوليد بن سعيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 135

8010 - الوليد بن سعيد المقرئ أبو شيبة 135

8011 - الوليد بن سليمان بن أبي السّائب أبو العبّاس القرشيّ مولاهم 135

8012 - الوليد بن سليمان بن عبد الصّمد بن ثابت أبو أحمد الطائيّ الحمصيّ 140

8013 - الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس أبو همّام بن أبي بدر بن أبي همّام السّكوني البغدادي 141

8014 - الوليد بن صالح 150

8015 - الوليد بن صبح 150

8016 - الوليد بن [أبي] عائشة الرقّي 151

8017 - الوليد بن العبّاس 152

8018 - الوليد بن عبد اللّه بن روح بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 153

8019 - الوليد بن عبد الرّحمن بن نجيح القرشي 153

8020 - الوليد بن عبد الرّحمن بن هانئ - و هو أبو مالك - أبو العبّاس الهمداني 153

8021 - الوليد بن عبد الرّحمن الجرشيّ 158

8022 - الوليد بن عبد العزيز بن أبان بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة الأموي 163

8023 - الوليد بن عبد الملك بن خالد بن يزيد أبو العبّاس الحسني المنيحي 163

8024 - الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس ابن عبد مناف أبو العبّاس الأموي 164

8025 - الوليد بن عبيد بن يحيى بن عبيد بن شملال بن جابر، و يقال: خالد بن سلمة ابن مسهر، و يقال: مسهر بن الحارث بن حنتم بن أبي حارثة بن جدي بن تدول بن بحتر ابن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن جلهمة، و هو طيّئ بن أدد ابن زيد أبو عبادة - و يكنى أيضا: أبا الحسن - البحتري الطائي الشاعر 188

ص: 427

8026 - الوليد بن عبيد 205

8027 - الوليد بن عتبة بن حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، صخر بن حرب ابن أمية الأموي 205

8028 - الوليد بن عتبة بن صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس الأموي بن أخي معاوية ابن أبي سفيان 206

8029 - الوليد بن عتبة بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي أبو عتبة الأعور 212

8030 - الوليد بن عتبة 212

8031 - الوليد بن عتبة أبو العبّاس الأشجعي 213

8032 - الوليد بن عروة بن محمّد بن عطيّة السّعدي 216

8033 - الوليد بن عقبة بن أبي معيط - و اسمه: أبان - بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف أبو وهب القرشي الأموي 218

8034 - الوليد بن علي الطابخي الكلبي 251

8035 - الوليد بن عمر بن الدرفس الغسّاني 251

8036 - الوليد بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي 251

8037 - الوليد بن عمرو بن الزبير بن عمرو الدّمشقي 251

8038 - الوليد بن القاسم 251

8039 - الوليد بن القعقاع بن خليد العبسيّ 252

8040 - الوليد بن كامل بن معاذ بن محمّد بن أبي أميّة أبو عبيدة البجلي مولاهم الشامي الحمصي، و قيل: إنه دمشقي 253

8041 - الوليد بن محمّد أبو بشر القرشي الموقّري 257

8042 - الوليد بن محمّد بن العبّاس بن الوليد بن محمّد بن عمر بن الدرفس أبو العبّاس الغسّاني 265

8043 - الوليد بن محمّد أبو العبّاس الجدعاني 266

8044 - الوليد بن مروان بن عبد اللّه بن مروان بن أخي جنادة بن مروان 267

8045 - الوليد بن مزيد العذري البيروتي 267

8046 - الوليد بن مسلم بن العبّاس القرشي الفقيه 274

8047 - الوليد بن مصاد الكلبي 295

8048 - الوليد بن معاوية بن مروان بن عبد الملك، و يقال: الوليد بن معاوية بن عبد الملك ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، و يقال: الوليد بن معاوية ابن مروان بن الحكم، و الأول أثبت 296

ص: 428

8049 - الوليد بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 298

8050 - الوليد بن موسى القرشي 298

8051 - الوليد بن نجيب الكلبي 300

8052 - الوليد بن النّضر أبو العبّاس المسعودي الرّملي 301

8053 - الوليد بن نمير بن أوس الأشعري 303

8054 - الوليد بن وثين 304

8055 - الوليد بن الوليد بن زيد أبو العبّاس العبسي القلانسي 305

8056 - الوليد بن الوليد بن سمرة أبو عتبة القرشي 308

8057 - الوليد بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان 308

8058 - الوليد بن هاشم أبو العبّاس 309

8059 - الوليد بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي 309

8060 - الوليد بن هشام بن معاوية بن هشام بن عقبة بن أبي معيط ، أبان بن أبي عمرو بن أميّة أبو يعيش المعيطي القرشي 309

8061 - الوليد بن هشام بن يحيى بن يحيى بن قيس الغسّاني 317

8062 - الوليد بن هشام أبو هشام القرشي مولى أبان بن سعيد بن عثمان بن عفّان، و يقال:

مولى معاوية المعروف [بالقبيطي، كاتب علي بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن معاوية المعروف] بأبي العميطر 318

8063 - الوليد بن يزيد بن أبي طلحة الرّملي 319

8064 - الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة أبو العبّاس 319

8065 - الوليد بن يزيد الناقص بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص 349

8066 - الوليد بن يزيد الخزاعي 349

8067 - الوليد 350 ذكر من اسمه وهب

8068 - وهب بن الأسود، و يقال: ابن مسعود الثقفي 350

8069 - وهب بن أكيدر بن عبد الملك بن عبد الحقّ ، و يقال: وهب بن عبد الملك بن أكيدر الكندي، و يقال: الكلبي 351

8070 - وهب بن جابر الهمداني الخيواني الكوفي 352

8071 - وهب بن زمعة بن أسيد بن أحيحة بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو ابن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب أبو دهبل الجمحي الشاعر 355

ص: 429

8072 - وهب بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيّب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر ابن لؤي بن غالب بن فهر، و يقال: وهب بن عبد اللّه بن أبي سرح 361

8073 - وهب بن سلمان بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد أبو القاسم السّلمي المعروف بابن الزلف الفقيه الشافعي 364

8074 - وهب بن صدقة أبو الحسن النّاظر 365

8075 - وهب بن فرج أبو مفرج بن مفلح أبو القاسم الناسخ الحنبلي 365

8076 - وهب بن منبّه بن كامل بن سيج أبو عبد اللّه الأبناوي الذّماري الصنعاني اليماني 366

8077 - وهب بن وهب بن كثير بن عبد اللّه بن زمعة بن الأسود بن المطّلب ابن أسد بن عبد العزّ ابن قصيّ أبو البختري الأسدي القاضي 403

8078 - وهيب بن حامد بن إبراهيم بن الوليد أبو الرضا العذري 423

ص: 430

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.