تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها
تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر
499 ه-571 ه
تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -
دراسة و تحقيق علي شيري
عدد المجلدات: 80
لسان: العربية
ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش
دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع
تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015
تصنيف ديوي: 956/9144
موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال
ص: 1
ص: 2
الجزء الحادي و الستون
7739 - موسى بن علي (1) بن رباح بن قصير بن القشيب
ابن يثيع (2) بن أزدة بن حجر بن جزيلة (3) بن لخم بن عمرو
أبو عبد الرّحمن اللّخمي المصري (4)
روى عن أبيه، و يزيد بن أبي حبيب، و الزهري، و حبّان بن أبي جبلة (5).
روى عنه: أسامة بن زيد، و هو أقدم وفاة منه و أكبر، و الليث بن سعد، و ابن لهيعة، و عبد الحميد بن جعفر، و روح بن القاسم، و عاصم بن حكيم، و [عبد اللّه بن] (6) المبارك، و ابن وهب، و المقرئ (7)،و أبو نعيم، و القاسم بن هانئ، و روح بن صلاح بن سيابة (8) بن عمرو أبو الحارث الموصلي نزيل مصر، و طلق بن السمح (9) و عبد الرّحمن بن مهدي، و سعد ابن يزيد الفرّاء.
و وفد على هشام بن عبد الملك من المغرب و اجتاز بدمشق، و ولي مصر للمنصور،
ص: 3
فكانت إمرته عليها ست سنين (1) و شهرين.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.
ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: نا أبو يعلى أحمد بن علي، نا أبو بكر - هو ابن أبي شيبة - نا وكيع، عن موسى بن علي، عن أبيه، عن أبي قيس مولى عمرو، عن عمرو قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:
«فصل بين - و في رواية ابن المقرئ: فضل ما بين - صيامكم و صيام أهل الكتاب أكلة السحر» (2)[12512].
أخرجه مسلم عن أبي بكر.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السيدي، و إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد (3) بن أبي العباس، قالوا: أنا عمر بن أحمد بن عمر، أنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد بن أحمد السلمي، نا محمّد بن إبراهيم البوسنجي، نا روح بن صلاح المصري (4)،نا موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«الحسد في اثنتين: رجل آتاه اللّه القرآن فقام به، و أحلّ حلاله و حرّم حرامه، و رجل آتاه اللّه مالا، فوصل به أقرباءه و رحمه، و عمل بطاعة اللّه؛ تمنّى أن يكون مثله، و من يكن فيه أربع فلا يضرّه ما زوي عنه من الدنيا: حسن خليقة، و عفاف، و صدق حديث (5)،و حفظ أمانة»[12513].
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط قال (6) في الطبقة الثالثة من أهل مصر: موسى بن علي بن رباح، مات سنة ثلاث و ستين و مائة.
ص: 4
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر، أنا يوسف بن رباح [أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية قال: سمعت يحيى يقول: موسى بن علي بن رباح] (1) ولي الخراج بمصر لأبي جعفر.
أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (2)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال (3):موسى بن علي بن رباح اللّخمي، مات سنة ثلاث و ستين و مائة.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (4) في الطبقة من أهل مصر:
موسى بن علي بن رباح اللّخمي، و كان ثقة إن شاء اللّه.
قال محمّد بن عمر: مات موسى بن علي سنة ثلاث و ستين و مائة في خلافة المهدي.
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد ابن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (5):
موسى بن علي بن رباح اللّخمي المصري، و يقال: ابن علي، سمع أباه، و يزيد بن أبي حبيب، و الزّهري (6)،روى عنه الليث، و ابن المبارك، و قال مكي بن إبراهيم: قدمت مصر سنة أربع و ستين فقيل لي: مات موسى بن علي بالإسكندرية.
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (7):
ص: 5
موسى بن علي بن رباح، و كان واليا على مصر، قال أبو نعيم: رأيت عليه سوادا، قلت له: لم دخلت في العمل ؟ قال: أكرهني عليه أبو جعفر، و ما فرقت أحدا كفرقي إياه و هو ابن رباح بن معاوية بن حديج الاسكندراني اللّخمي، يقال إنه كان يكره أن يقال له علي، و يقول:
لا أجعل في حلّ من قال لي علي، روى عن أبيه، و الزهري، و حبّان (1) بن أبي جبلة، روى عنه الليث بن سعد، و ابن لهيعة، و أسامة بن زيد، و ابن المبارك، و ابن وهب، و المقرئ، و أبو نعيم، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو عبد الرّحمن موسى بن علي بن رباح اللّخمي عن أبيه، روى عنه ابن مهدي، و وكيع، و المقرئ، و أبو نعيم.
قرأت على أبي الفضل السلامي، عن جعفر المكّي، أنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا أبو الحسن الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:
أبو عبد الرّحمن موسى بن علي بن رباح.
أخبرنا أبو الفضل أيضا، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر - في كتابه - أنا أبو القاسم بن الصّوّاف، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر قال: أبو عبد الرّحمن موسى بن علي بن رباح مصري.
كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده قال:
قال لنا أبو سعيد بن يونس: موسى بن علي بن رباح بن قصير بن القشيب بن يثيع بن أزدة بن حجر بن جزيلة (2) بن لخم اللّخمي، أمير مصر لأبي جعفر المنصور، يكنى أبا عبد الرّحمن، ولد بأفريقية سنة تسعين، أمّه أم عبد.... (3) ملك. الهرى (4).
قال ابن لهيعة: قدم علينا موسى بن علي سنة عشر و مائة وافدا إلى هشام بن عبد الملك، كان ما شاب، يخضب بالسواد، يروي عنه روح بن القاسم، و أسامة بن زيد، و عاصم بن حكيم، و عبد الحميد بن جعفر، و الليث بن سعد، و عبد اللّه بن المبارك، و عبد
ص: 6
اللّه بن وهب في آخرين يكثر ذكرهم، و القاسم بن هانئ آخر من حدّث عنه بمصر.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال:
أبو عبد الرّحمن موسى بن علي بن رباح اللّخمي المصري عن أبيه، روى عنه أبو الحارث الليث بن سعد، و ابن المبارك، حدّثني علي هو ابن محمّد، نا الحسين - يعني - القباني، حدّثني يعقوب - و هو ابن أبي معاوية - قال: قال ابن بكير: موسى بن علي بن رباح اللّخمي، يكنى أبا عبد الرّحمن.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (1):أمّا علي بضم العين و فتح اللام: موسى بن علي بن رباح عن أبيه، و غيره.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي زكريا البخاري.
و حدّثنا خالي أبو المعالي القاضي، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا.
نا عبد الغني بن سعيد، نا محمّد بن عبد اللّه بن ديزول، نا محمّد بن إسحاق السرّاج قال: سمعت قتيبة بن سعيد قال: سمعت الليث بن سعد يقول: سمعت موسى بن علي يقول: من قال موسى بن علي لم أجعله في حلّ .
أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العبّاس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، و حدّثني أبو بكر اللفتواني، أنا أبو الفضل أحمد بن محمّد، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، نا أبو سعيد بن يونس، نا كهمس بن معمر، نا وفا بن سهيل قال: سمعت أبا زرعة حيوة بن طلق بن السمح يقول: سمعت أبي يقول: سمعت موسى بن علي بن رباح يقول: ليس أجعل أحدا ينسبني إلى علي في حلّ ، أنا ابن علي بن رباح.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الفرج غيث بن علي، قالا: نا أبو بكر الخطيب، قال: قرأنا على أبي القاسم هبة اللّه بن الحسن بن منصور الطبري، عن محمّد بن عبد اللّه بن نعيم النيسابوري، قال: سمعت أبا الفضل محمّد بن إبراهيم المزكي يقول:
سمعت أحمد بن سلمة يقول: قلت لمحمّد بن أسلم: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: سمعت الليث بن سعد يقول: سمعت موسى بن علي بن رباح يقول: من قال لي علي فقد اغتابني،
ص: 7
فقال محمّد بن أسلم: سمعت المقرئ يقول: سمعت موسى بن علي بن رباح يقول: من قال علي فلا أجعله في حلّ ، ثم قال ابن أسلم: ضمّ هذا إلى ما حكيته عن قتيبة يكون لك شاهدان، خير لك من أن يكون لك شاهد واحد، و تبسّم محمّد بن أسلم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: قال ابن بكير: ولد موسى بن علي بن رباح بن قصير اللّخمي بالمغرب سنة تسع و ثمانين.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (1):سمعت رجلا يقول لأبي نعيم: ما كان بالشام أحد، قال:
بلى (2)،كان به الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و موسى بن علي بن رباح.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري.
ح و أخبرنا أبو منصور موهوب (3) بن أحمد بن محمّد، و أبو الحسين أحمد بن محمّد ابن الطّيّب بن الصباغ، قالا: أنا أبو القاسم بن البسري.
ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد، قال: سمعت أبا بكر الأثرم أحمد بن محمّد بن هانئ قال: سألت أبا عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل عن موسى بن علي ؟ فقال:
ما علمت إلاّ خيرا، قلت: و أبوه علي بن رباح ؟ قال: ما علمت إلاّ خيرا.
أنبأنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، و أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، قالا:
أنا المبارك بن عبد الجبّار، أنا إبراهيم بن عمر، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خلف، أنا عمر بن محمّد الجوهري، نا أحمد بن محمّد بن هانئ قال: قلت لأبي عبد اللّه: موسى بن علي كيف هو؟ فقال: ما علمت إلاّ خيرا، قلت له: قد روى ذلك الحديث في صوم عرفة ؟ فقال:
نعم، قد رواه.
أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
ص: 8
قالا: أنا ابن أبي حاتم (1)،أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل فيما كتب إليّ قال: سمعت أبي يقول: موسى بن علي شيخ، ثقة.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، نا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال: موسى بن علي بن رباح مصري، ثقة.
قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن المبارك بن عبد الجبّار، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب الكوكبي، نا إبراهيم بن الجنيد قال:
سئل يحيى بن معين عن موسى بن علي بن رباح ؟ فقال: ثقة (2).
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر، قالا: نا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: موسى بن علي بن رباح اللّخمي، مصري، ثقة (3).
أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن منده، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم (4) قال: و سألت أبي عن موسى بن علي فقال:[كان] (5) رجلا صالحا، و كان يتقن (6) حديثه لا يزيد و لا ينقص، صالح الحديث، و كان من ثقات المصريين، و كان واليا على مصر.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي، نا محمّد بن عثمان، نا هاشم بن محمّد، قال: قال الهيثم: مات موسى ابن علي بن رباح زمن المهدي.
ص: 9
أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا ابن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا أحمد بن حنبل.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، حدّثني مكّي بن إبراهيم قال: قدمت مصر سنة أربع و ستين، فقيل - زاد حنبل: لي و قالا:- مات موسى بن علي بالإسكندرية، و يكنى أبا عبد الرّحمن.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكّي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، نا أسامة نا (1) البرلسي: قال: قال ابن بكير: مات موسى بن علي بن رباح، [بالاسكندرية سنة ثلاث و ستين. و قال الواقدي: فيها مات موسى بن علي بن رباح] (2) و ذكر أن أباه أخبره عن الحارث عن ابن سعد (3) عن الواقدي.
كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل بن سليم، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أبو سعيد بن يونس، نا محمّد بن أبي عدي، نا الربيع بن سليمان الجيزي، قال: قال ابن بكير: و مات موسى بن علي سنة ثلاث و ستين و مائة. قال أبو سعيد: توفي بالإسكندرية (4).
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (5):و موسى بن علي بن رباح - يعني - مات سنة ثلاث و ستين و مائة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة ثلاث و ستين و مائة فيها مات موسى بن علي بن رباح اللّخمي.
ص: 10
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي البقّال، أنا أبو العلاء المقرئ، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: و مات موسى بن علي سنة ثلاث و ستين، و كذا ذكر أبو حسان الزيادي.
سكن دمشق مدة.
و حدّث عن أبي ذرّ الهروي، و أبي علي، و أبي الحسين ابني أبي نصر، و أبي محمّد الحسن بن محمّد بن أحمد بن جميع، و أبي بكر محمّد بن جعفر بن علي الميماسي، و أبي النجيب عبد الغفّار بن عبد الواحد الأرموي، و رشأ بن نظيف.
روى عنه: عبد العزيز الكتاني، و غيث بن علي.
و كان يعلم الشريف النسيب، و أجازه الشريف السيّد، و ذكر النسيب أنه قدم دمشق سنة ثنتين و ثلاثين و أربعمائة، قال: و خرج منها في شوال سنة ثلاث و أربعين، و كان من أهل العلم و الفضل و الثقة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، نا موسى بن علي الأديب، نا عبد بن أحمد، نا إبراهيم بن أحمد أبو (1) إسحاق المستملي - ببلخ - نا محمّد بن عبد بن بدر، نا يحيى - يعني - ابن أبي حكيم، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن علي أبي الأسد (2)، حدّثني بكير بن وهب الجزري قال:
قال لي أنس: إنّي أحدّثك حديثا ما حدّثته كلّ أحد، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قام على باب بيت و نحن فيه فقال:«الأئمة من قريش من بعدي، إنّ لهم عليكم حقا، و لكم عليهم مثل ذلك، ما إن استرحموا رحموا، و إن عاهدوا أوفوا، و إن حكموا عدلوا، فمن لم يفعل ذلك منهم، فعليه لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين»[12514].
[قال ابن عساكر:] (3) كذا رواه شعبة، و خالفه الأعمش فقال: عن سهل أبي (4) الأسد عن بكير.
ص: 11
أخبرناه أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد، نا هيثم بن خلف الدوري، نا عيسى بن عثمان ابن (1) عبد الرّحمن ابن أخي يحيى بن عيسى الرملي، نا يحيى، عن الأعمش، عن سهل الحنفي، عن بكير الجزري، عن أنس بن مالك قال:
أتانا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و نحن في بيت رجل من الأنصار، فوضع يده على عضادتي الباب ثم قال:«الأئمة من قريش، لكم عليهم حق، و لهم عليكم حق، ما عملوا فيكم ثلاثا: إن حكموا عدلوا، و إن استرحموا رحموا، و إن عاهدوا وفوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين»[12515].
[أخبرنا (2) أبو العز أحمد بن عبيد اللّه السلمي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن نصير، نا إسحاق بن عبد اللّه بن سلمة الكوفي، نا أحمد ابن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، نا يحيى بن عيسى الرملي، نا الأعمش، عن سهل الحنفي عن بكير الجزري، عن أنس بن مالك قال:
أتانا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و نحن في بيت رجل من الأنصار، فوضع يده على عضادتي الباب ثم قال:«الأئمة من قريش لكم عليهم حق، و لهم عليكم حق ما علموا فيكم ثلاثا: إن حكموا عدلوا، و إن استرحموا رحموا، و إن عاهدوا وفوا، فمن لم يفعل ذلك منهم، فعليه لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين»].
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه أحمد، نا أبي (3)،نا وكيع، نا الأعمش، عن سهل أبي أسد (4)،عن بكير الجزري، عن أنس قال: كنّا في بيت رجل من الأنصار، فجاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حتى (5) وقف فأخذ بعضادتي (6) الباب، فقال:«الأئمة من قريش، و لهم عليكم حق، و لكم مثل، ذلك ما إذا
ص: 12
استرحموا رحموا، و إذا حكموا عدلوا، و إذا عاهدوا وفوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين»[12516].
و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا الأعمش، عن سهل أبي أسد، عن بكير الجزري عن أنس بن مالك قال: كنت في بيت رجل من الأنصار، فجاء النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حتى أخذ بعضادتي الباب، فقال:«الأئمة من قريش، و لي عليكم حق و لهم مثل ذلك»[12517].
أخبرناه أبو الخير سعيد بن الفضل بن أحمد المميز، و أبو العباس أحمد بن محمّد بن أحمد و غيرهما، قالوا: أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم الطيّان، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن علي القطّان الدربي، نا محمّد بن إسماعيل الحساني الواسطي الضرير، نا وكيع، نا الأعمش، عن سهل أبي الأسد، عن بكير الجزري، عن أنس ابن مالك قال:
أتانا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و نحن في بيت رجل من الأنصار فأخذ بعضادتي الباب، فقال:«إن قريشا هم ولاة الأئمة، و لي عليهم حق عظيم، و لهم مثل ذلك ما إذا حكموا عدلوا، و إذا عاهدوا وفّوا، و إذا استرحموا رحموا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين»[12518].
و رواه أبو بكر بن أبي شيبة عن وكيع فقلبه.
أخبرتنا به أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو بكر، نا وكيع، عن الأعمش، عن بكير الجزري، نا سهل أبو الأسد، عن أنس قال:
أتانا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و نحن في بيت رجل من الأنصار، فأخذ بعضادتي الباب، ثم قال:
«الأئمة من قريش، و لي عليكم حق، و لهم مثل ذلك، ما إذا حكموا عدلوا، و إذا استرحموا رحموا، و إذا عاهدوا وفّوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة اللّه، و الملائكة، و الناس أجمعين»[12519].
و كذا رواه جرير بن عبد الحميد عن الأعمش.
ص: 13
أخبرتنا (1) أم المجتبى أيضا قالت: قرئ على إبراهيم، أنا ابن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا جرير، عن الأعمش، عن بكير الجزري، عن سهل أبي الأسد، عن أنس بن مالك قال:
كنا في بيت، فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على باب البيت فقال:«الأئمة من قريش، و لي عليكم حقّ ، و لهم عليكم حق مثله ما فعلوا ثلاثا: إذا استرحموا رحموا، و إذا حكموا عدلوا، و إذا عاهدوا وفّوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة اللّه، و الملائكة، و الناس أجمعين»[12520].
و رواه مسعر عن سهل بن بكير، أو عن بكير.
أخبرناه أبو العزّ السلمي، أنا الجوهري، أنا ابن لؤلؤ، نا إسحاق بن عبد اللّه الكوفي، نا سعيد بن يحيى الأموي، نا أبي، نا مسعر، عن سهل بن بكير، أو عن بكير، عن أنس بن مالك قال:
أتانا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و نحن في بيت فلما رأيناه تحركنا، فقام على الباب فقال:«الأئمة من قريش، إنّ لهم عليكم حقا عظيما، و لكم عليهم مثل ذلك ما فعلوا ثلاثا: ما استرحموا فرحموا، و إذا حكموا فعدلوا، و إذا عاهدوا فوفّوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة اللّه، و الملائكة، و الناس أجمعين»[12521].
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي، سمعت الشيخ أبا عمران النحوي غير مرة يقول:
حفظت القرآن و لي تسع سنين، و جوّدته و لي إحدى عشرة سنة، و دخلت مصر سنة ثلاث عشرة - يعني - و أربعمائة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، قال: و فيها - يعني - سنة سبعين و أربعمائة توفي أبو عمران موسى بن علي الصّقلّي النحوي بصور، و كان قدم دمشق، و سمع بها من أبي علي (2)أحمد، و أبي الحسين محمّد ابني (3) عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، و أبي الحسن رشأ ابن نظيف و غيرهم، و حدّث عن أبي ذرّ عبد بن أحمد الهروي الحافظ ، و غيره.
ص: 14
7741 - موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث (1)،
و يقال: عمران بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل ابن تارخ بن ناحور بن شاروغ بن أرغوا بن فالغ بن عابر بن شالخ (2) بن أرفخشد ابن سام بن نوح بن لمك بن متوشلح بن إدريس بن يارذ بن مهلاييل بن قينان ابن أنوش بن شيث بن آدم، كليم الرّحمن صلّى اللّه عليه و سلّم (3)روي أن قبره بين عالية و عويلة، و هما محلتان كانتا بقرب مسجد القدم، و يقال: إنه رئي (4) في النوم قبره فيه، و الأصح أنّ قبره بتيه بني إسرائيل، و أنا أذكره على الاختلاف فيه.
قرأت بخط أبي محمّد بن صابر - فيما نقله من خط أبي الحسين الرازي قال: قالوا:
الأطوار التي كلّم اللّه موسى عليها أربعة أطوار: طور سيناء، و هو في البرية بالقرب من بحر قلزم، و الطور الذي ببيت المقدس، و الطور الذي في طبرية عند أكسال، و الطور الذي بدمشق، و هو جبل كوكبا موضع الكنيسة الخربة، و قد بني في هذه المواضع كنائس باقية إلى الساعة إلاّ كنيسة كوكبا، فإنها خراب.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحارث بن أبي أسامة، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن سعد (5)،أنا هشام بن محمّد بن السائب الكلبي، عن أبيه قال: أول نبي بعث إدريس، ثم نوح، ثم إبراهيم، ثم إسماعيل، و إسحاق، ثم يعقوب بن إسحاق، ثم يوسف بن يعقوب، ثم لوط ، ثم هود، ثم صالح بن آسف بن كماشج بن أروم بن ثمود بن جاثر بن أرم بن سام بن نوح، ثم شعيب بن يوبب (6) بن عيفا بن مد بن إبراهيم خليل الرّحمن، ثم موسى، و هارون ابنا عمران بن قاهث ابن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو الخير محمّد بن أحمد بن محمّد، و سليمان
ص: 15
ابن إبراهيم الحافظ ، قالا: أنا عثمان بن أحمد بن إسحاق البرجي، أنا محمّد بن عمر بن حفص، أنا إسحاق بن الفيض، نا أحمد بن جميل، عن ابن المبارك، نا معمر، عن قتادة قال: كان حازي (1) حزا (2) لفرعون فقال: إنه يولد في هذا العام غلام يذهب بملككم، و كان فرعون يذبح أبناءهم و يستحيي نساءهم حذرا لقول الحازي، و ذلك قول اللّه: وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوٰارِثِينَ إلى قوله:
يَحْذَرُونَ (3) قوله: وَ نَجْعَلَهُمُ الْوٰارِثِينَ أن يرثوا الأرض بعد فرعون. قال: وَ أَوْحَيْنٰا إِلىٰ أُمِّ مُوسىٰ قال: قرر في نفسها أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذٰا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ إلى قوله:
وَ هُمْ لاٰ يَشْعُرُونَ (4) قال: لا يشعرون أن هلاكهم على يديه، و قوله: لَوْ لاٰ أَنْ رَبَطْنٰا عَلىٰ قَلْبِهٰا (5)قال: ربط اللّه على قلبها بالإيمان.
أخبرنا (6)أبو علي بن السبط ، أنا أبو سعد السبط ، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن إبراهيم، نا أبو عبيد اللّه المخزومي، نا سفيان، عن أبي سعد الأعور، عن عكرمة، عن ابن عبّاس في قوله: وَ أَصْبَحَ فُؤٰادُ أُمِّ مُوسىٰ فٰارِغاً (7)قال: من كل شيء إلاّ من ذكر موسى، و إِنْ كٰادَتْ لَتُبْدِي بِهِ (8)فتقول: وا بنياه.
أخبرنا أبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسن، و أبو الوحش سبيع بن المسلم - إذنا - قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي لفظا (9)،أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي القطّان، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أخبرني أبو إلياس عن وهب بن منبّه.
أن فرعون لما أذرع (10)القتل في بني إسرائيل، و رأى عظماء قوم فرعون ما يصنع فرعون، اجتمع نفر من عظمائهم و أشرافهم و ذوي السن منهم، فقال بعضهم لبعض: أ لا ترون إلى الملك يذبح الصغير من بني إسرائيل و إن الكبار يموتون بآجالهم، و قد أسرع القوابل في نساء بني إسرائيل، و أمرهن أن لا يسقط على أيديهن وليد من بني إسرائيل إلاّ ذبحوه، و قد ترون
ص: 16
ما يصنع بالحبالى، و كيف يعذبهنّ حتى يطرحن ما في بطونهن، فيوشك أن يفني بني إسرائيل و يستأصلهم، فنصير نحن بغير خدم، و تصير الأعمال التي كانوا يكفوناها في أعناقنا، و إنّما بنو إسرائيل خدمنا و خولنا، فانطلقوا بنا إلى الملك حتى نشير عليه برأينا، فانطلقوا حتى دخلوا على فرعون، فقالوا: أيها الملك، قد أفنيت بني إسرائيل، و قطعت النسل، و إنّما هم خدمك و هم لك خول طائعون، فاستبقهم لذلك و مر أن يرفع عنهم الذبح عاما أو عامين حتى يشبّ الصغار، فأمر فرعون أن يذبحوا عاما و يستحيوا عاما، فحملت أم موسى بهارون بن عمران في السنة التي لا يذبح فيها الغلمان، فولدت هارون بن عمران علانية، آمنة من الذبح، حتى إذا كان العام القابل الذي يذبح فيه الغلمان حملت بموسى، فوقع في قلب أم موسى الهمّ و الحزن من أجل موسى، تخشى عليه كيد فرعون، و كان هارون أكبر من موسى عليهما السلام.
قال: و أنا إسحاق، أخبرني ابن سمعان، عن عطاء، عن ابن عبّاس قال:
إن أم موسى ما تقارب ولادها و كانت قابلة من القوابل التي وكّلهنّ فرعون بحبالى بني إسرائيل مصافية لأم موسى، فلما ضربها الطّلق أرسلت إليها فقالت: قد ترين ما نزل بي، و لينفعني حبك إياي اليوم، قالت: فعالجت قبالها فلمّا أن وقع موسى بالأرض هالها نور بين عيني موسى، فارتعش كلّ مفصل منها، و دخل حبّ موسى في قلبها (1)،ثم قالت لها: يا هذه ما جئت إليك حين دعوتني إلاّ و من رأيي (2)أن أقتل مولودك و أخبر فرعون، و لكن قد وجدت لابنك هذا حبا ما وجدت حبّ شيء مثل حبه، فاحفظي ابنك، فإني أراه هو عدونا، فلمّا خرجت من عندها و حراس فرعون و عيونه على القوابل ينظرون أين يدخلن و أين يخرجن، فإن وجدوا قابلة تداهن (3)أو تكتم، و اطلعوا (4)على ذلك منها قتلوها و المولود، فلمّا خرجت القابلة من عند أم موسى أبصرها بعض العيون، فجاء إلى بابها ليدخلوا على أم موسى، و كانت أخت موسى قد سجرت تنّورها لتختبز، فسمعت الجلبة بالباب، فقال: يا أمتاه! هذا الحرس بالباب، فلفت موسى في خرقة، ثم سوّلت لها نفسها فوضعته في التنور و هو مسجور، و طاش عقلها، فلم تعقل ما تصنع خوفا على موسى، و كان ذلك إلهاما من اللّه لما أراد بعبده موسى، قال: فدخلوا، فإذا التنور مسجور، و إذا أم موسى لم يتغير لها لون،
ص: 17
و لم يظهر لها لبن (1)،فقالوا لها: ما أدخل عليك القابلة ؟ قالت: هي مصافية لي، فدخلت علي زائرة، فخرجوا من عندها، فرجع إليها عقلها، فقالت لأخت موسى: فأين الصبي ؟ قالت: لا أدري، فسمعت صوت بكاء الصبي من التنور، فانطلقت إليه و قد جعل اللّه النار عليه بردا و سلاما، فاحتملت الصبي، قال ابن عباس: فأرضعته، و ذلك قول اللّه: وَ أَوْحَيْنٰا إِلىٰ أُمِّ مُوسىٰ (2)بعد ذلك، و إنما كان هذا الوحي إلهاما من اللّه (3)أَنْ أَرْضِعِيهِ ،قال:
فأرضعته و لا تخاف شيئا، فذلك قوله تعالى: فَإِذٰا خِفْتِ عَلَيْهِ فاجعليه في التابوت ثم اقذفيه في اليم وَ لاٰ تَخٰافِي وَ لاٰ تَحْزَنِي إِنّٰا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَ جٰاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (4).
أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد الفقيه، أنا أبو الحسن علي بن أحمد ابن محمّد، أنا أبو الحسن بن أبي نصر السوادي، نا محمّد بن عبد اللّه بن نعيم، أنا الحسن ابن محمّد الأسفرايني، نا محمّد بن أحمد بن البراء، أنا عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، عن وهب بن منبّه قال:
لما حملت أم موسى بموسى، كتمت أمرها جميع الناس، فلم يطّلع على حبلها أحد من خلق اللّه، و ذلك شيء ستره اللّه لما أراد أن يمنّ به على بني إسرائيل، فلمّا كانت السنة التي يولد فيها موسى بعث فرعون القوابل، و تقدم إليهن يفتشن النساء تفتيشا لم يفتشنه (5)قبل ذلك، و حملت أم موسى بموسى، فلم ينب بطنها و لم يتغير لونها، و لم يظهر لبنها، و كانت القوابل لا يعرضن لها، فلمّا كانت الليلة التي ولد فيها موسى، ولدته أمه و لا رقيب عليها و لا قابلة، و لم يطّلع أحد إلاّ أخته مريم، و أوحى اللّه إليها أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذٰا خِفْتِ عَلَيْهِ الآية، قال: فكتمته أمه ثلاثة أشهر ترضعه في حجرها لا يبكي و لا يتحرك، فلما خافت عليه عملت له تابوتا مطبقا، و مهدت له فيه، ثم ألقته في البحر ليلا كما أمرها اللّه (6)،فلما أصبح فرعون
ص: 18
جلس في مجلسه على شاطئ النيل، فبصر بالتابوت، فقال لمن حوله من خدمه، ائتوني بهذا التابوت، فأتوه به، فلمّا وضع بين يديه فتحوه فوجد فيه موسى، فلمّا نظر إليه فرعون قال:
عبراني من الأعداء، فغاظه ذلك، و قال: كيف أخطأ هذا الغلام الذبح ؟ و كان فرعون قد استنكح امرأة من بني إسرائيل يقال لها آسية بنت مزاحم (1)،و كانت من خيرا النساء، و من بنات الأنبياء، و كانت أمّا للمسلمين، ترحمهم، و تتصدق عليهم، و تعطيهم، و يدخلون عليها، فقالت لفرعون و هي قاعدة إلى جنبه: هذا الوليد أكبر من ابن سنة، و إنّما أمرت أن تذبح الغلمان لهذه السنة، فدعه يكن قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَ لَكَ ، لاٰ تَقْتُلُوهُ عَسىٰ أَنْ يَنْفَعَنٰا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَ هُمْ لاٰ يَشْعُرُونَ (2)بأن هلاكهم على يديه، فاستحياه فرعون و ومقه، و ألقى اللّه عليه محبته و رأفته، و قال لامرأته: عسى أن ينفعك، فأما أنا فلا أريد نفعه.
قال وهب: قال ابن عباس:
لو أنّ عدو اللّه قال في موسى كما قالت آسية، عسى أن ينفعنا، لنفعه اللّه به، و لكنه أبى، للشقاء الذي كتبه اللّه عليه. و حرّم اللّه المراضع على موسى ثمانية أيام و لياليهن، كلما أتى بمرضعة لم يقبل ثديها، فرقّ فرعون إليه و رحمه، و طلب له المراضع، و ذكر وهب حزن أم موسى و بكاءها عليه حتى كادت أن تبدي به (3)،ثم تداركها اللّه برحمته، و ربط على قلبها (4)،و قالت لأخته (5):تنكري و اذهبي مع الناس فانظري ما ذا يفعلون به، فدخلت أخته مع القوابل على آسية بنت مزاحم، فلمّا رأت وجدهم بموسى و حبّهم له، و رقّتهم عليه قالت:
هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَ هُمْ لَهُ نٰاصِحُونَ (6) إلى أن ردّ إلى أمّه، فمكث موسى عند أمّه إلى أن فطمته، ثم ردّته فنشأ موسى في حجر فرعون و امرأته يربيانه بأيديهما و اتخذاه ولدا، فبينا هو يلعب يوما بين يدي فرعون و بيده قضيب له يلعب به إذ رفع القضيب فضرب به رأس فرعون، فغضب فرعون و تطيّر من ضربه حتى همّ بقتله، فقالت آسية: أيها
ص: 19
الملك، لا تغضب و لا يشقق عليك، فإنه صبيّ صغير لا يعقل جربه إن شئت اجعل في هذا الطست (1)جمرا و ذهبا فانظر على أيهما يقبض، فأمر فرعون بذلك، فلمّا مدّ موسى يده ليقبض على الذهب قبض الملك الموكل به على يده، فردّها إلى الجمرة، فقبض عليها موسى فألقاها في فيه ثم قذفها حين وجد حرارتها، فقالت آسية لفرعون: أ لم أقل لك إنه لا يعقل شيئا، فكفّ عنه فرعون و صدّقها، و كان أمر بقتله.
و يقال: إنّ العقدة التي كانت في لسان موسى أثر تلك الجمرة التي التقمها (2).
أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد، و أبو الوحش سبيع بن المسلم، قالا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر قال: و أخبرني مقاتل و جويبر عن الضحّاك عن ابن عبّاس أنه قال:
إن أم موسى لما رأت إلحاح فرعون في طلب الولدان خافت على ابنها، فقذف اللّه في نفسها أن تتخذ له تابوتا ثم تقذف بالتابوت في اليم، فذلك قوله: أَنِ اقْذِفِيهِ (3)فِي التّٰابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ (4)،قال ابن عباس في هذه الآية: فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ يعني: البحر، و هو النيل، فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ و هو النيل، بِالسّٰاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَ عَدُوٌّ لَهُ يقول اللّه فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا (5)[لرجالهم] (6)وَ حَزَناً على نسائهم إذ أهلك أزواجهن، و أبناءهنّ (7) و صرن خولا لبني إسرائيل كما كن نساء بني إسرائيل للقبط ، فانطلقت أم موسى إلى رجل نجّار من أهل مصر من قوم فرعون، فاشترت منه تابوتا صغيرا، فقال لها النجّار: ما تصنعين بهذا التابوت ؟ قالت: ابن لي أخبأه في التابوت - و كرهت أن تكذب - قال: و لم ؟ قالت: أخشى عليه كيد فرعون، فلمّا اشترت منه التابوت و حملته و انطلقت به، انطلق النجّار إلى أولئك الذبّاحين ليخبرهم بأمر أم موسى في التابوت، فلمّا همّ بالكلام أمسك اللّه لسانه فلم يطق الكلام، و جعل يشير بيده، فلم يدر الأمناء ما يقول، فلمّا أعياهم أمره قال كبيرهم لبعض أعوانه: اضربوا هذا المصاب، قال: فضربوه من كلّ مكان حتى أخرجوه، فلمّا انتهى
ص: 20
النجّار إلى موضعه ردّ اللّه عليه لسانه فتكلم، فانطلق أيضا يريد الأمناء، فأتاهم ليخبرهم، فأخذ اللّه لسانه و بصره، فلم يطق الكلام و لم يبصر شيئا، فضربوه و أخرجوه من عندهم لا يبصر شيئا، فوقع في وادي (1) يهوي فيه حيران، فجعل للّه إن ردّ عليه لسانه و بصره أن لا يدلّ عليه، و أن يكون معه يحفظه حيث ما (2) كان، فعرف اللّه منه الصدق، فردّ اللّه عليه بصره و لسانه، فخرّ للّه ساجدا قال: يا ربّ ، دلني على هذا العبد الصالح، فدلّه اللّه عليه، فخرج من الوادي، فآمن به و صدّق به (3) و علم أن ذلك من اللّه.
و انطلقت (4) أم موسى بالتابوت إلى منزلها، فمهدت فيه لموسى، ثم لفّته في الخرق، ثم أدخلته التابوت، فأطبقت عليه، فنظرت السحرة و الكهنة إلى نجم موسى، فإذا نجمه و رزقه قد غاص في الأرض، و خفي عليهم نجمه، و ذلك حين أدخلته أمّه في التابوت، فخفي ذلك على الكهنة، فلما أبصروا ذلك فرحوا فرحا شديدا و رفعوا أصواتهم بالغناء و الزفن (5)، فأسرعوا البشارة إلى فرعون، و هم يظنون أنهم قد ظفروا بحاجتهم، و أنّ موسى قد قتل فيمن قتل من ولدان بني إسرائيل، فقالوا: أيها الملك، إن نجم المولود الذي تحذر منه غاص في الأرض، و ذهب رزقه، قال: ففرح فرعون فرحا شديدا، و ذهب عنه الغمّ ، و ظنّ أنه قد استراح منه، قال: فأمر للكهنة و السحرة بالجوائز و الكسوة، ثم أمر بالجهاز و الخروج من الإسكندرية، و كان لفرعون يومئذ ابنة لم يكن له ولد غيرها، و كانت من أكرم الناس عليه، و كان لها كلّ يوم ثلاث حاجات ترفعها إلى فرعون، و كان بها برص شديد، مسلّخة برصا، و كان فرعون قد جمع لها أطباء مصر و السحرة، فنظروا في أمرها فقالوا: أيها الملك، إنّها لا تبرأ إلاّ من قبل البحر، يؤخذ منه شيء شبه الإنسان، فيؤخذ من ريقه فيلطخ به برصها فتبرأ من ذلك، و ذلك في يوم كذا و كذا، حين تشرق الشمس، فلمّا كان يوم الاثنين غدا فرعون إلى مجلس كان له على شفير النيل، و معه آسية امرأته ابنة مزاحم ينظرون إلى النيل، و أقبلت ابنة فرعون في جواريها حتى جلست على شاطئ النيل، فبينا هي كذلك مع جواريها تنضح الماء على وجوههنّ و تلاعبهنّ قال: و عمدت أم موسى إلى التابوت، فقذفته في النيل، قال:
ص: 21
فانطلق الماء بالتابوت حتى توارى عنها، قال: فجاء الشيطان فندّمها و أنساها ما كان اللّه جلّ و عزّ ألهمها إذ جعلته في التنور، فجعل اللّه عليه النار بردا و سلاما، و ندمت حين جعلته في التابوت، فقالت في نفسها: لو ذبح ابني بين يدي فكنت أكفنه و أدفنه في التراب لكان أحبّ إليّ و أسلى لهمي من أن ألقيه في هذا البحر، فتأكله دوابّ البحر و حيتانه، فذلك قول اللّه عزّ و جل: وَ أَصْبَحَ فُؤٰادُ أُمِّ مُوسىٰ فٰارِغاً (1) قال: جزعا خائفا، نادما، قالت: أذهب فأبدي به فذكرها اللّه ما أنساها الشيطان، فقالت في نفسها: إن اللّه الذي خلّصه من النار سيحفظه في اليم، فذلك قوله: لِتَكُونَ (2) مِنَ الْمُؤْمِنِينَ .
قال: فاحتمل النيل التابوت حتى تعلق التابوت بشجرة مما يلي فرعون، قال: فبينا فرعون في مجلسه إذ أقبل النيل بالتابوت تضربه الأمواج، فقال فرعون: إن هذا لشيء في البحر قد تعلق بالشجرة ترفعه الأمواج أحيانا و تضعه، ائتوني به، قال: فابتدروه بالسفن من كلّ جانب حتى وضعوه بين يديه، فعالجوا فتح الباب، فلم يقدروا عليه، و عالجوا كسره فلم يقدروا عليه، قال: فدنت آسية فرأت في جوف التابوت نورا لم يره غيرها (3)،للذي أراد اللّه أن يكرمها، فعالجته ففتحت التابوت، فإذا هي فيه بصبي صغير في مهده، فإذا نور بين عينيه، و قد جعل اللّه رزقه في البحر في إبهامه، و إذا إبهامه [في فيه] (4) يمصه لبنا، و ألقى اللّه لموسى المحبة في قلب آسية، فلم يبق منها عضو و لا شعر و لا بشر إلاّ وقع فيه الاستبشار، فذلك قوله: وَ أَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي (5) و قال فيما منّ عليه وَ لَقَدْ مَنَنّٰا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرىٰ -يعني - حين نجيتك من النار و الأخرى في اليم و أحبه فرعون و عطف عليه، و أقبلت ابنة فرعون، فلمّا أخرجوا الصبي من التابوت عمدت ابنة فرعون إلى ما كان يسيل من ريقه و لعابه فلطّخت به بصرها و قبّلته و ضمّته إلى صدرها، و جعل فرعون - عدو اللّه - أيضا يفعل كفعلها لما يرى من سرورهم به، فأخذته آسية، فضمّته إلى نفسها فقالت الغواة من قوم فرعون: أيها الملك، إنّا نظن أن ذلك المولود الذي تحذر منه من بني إسرائيل، هو هذا، رمي به في البحر فرقا
ص: 22
منك، فاقتله مع من قتلت منهم، قال: فهمّ به، فمنعه اللّه منه، فلمّا همّ بقتله قالت امرأته آسية: قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَ لَكَ لا تقتله عَسىٰ أَنْ يَنْفَعَنٰا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً (1)،و كانت لا تلد، يقول اللّه: وَ هُمْ لاٰ يَشْعُرُونَ (2)فاستوهبت موسى من فرعون، فوهبه لها، و قال فرعون أما أنا فلا حاجة لي فيه.
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لو قال يومئذ هو قرّة عين لي كما هو لك مثل ما قالت امرأته لهداه اللّه كما هداها، و لكن أحبّ اللّه أن يحرمه للذي سبق في علم اللّه»[12522] فقيل لآسية: سمّيه، قالت: سميته موسى، قيل: و لم سمّيته موسى ؟ قالت: لأنا وجدناه في السماء و الشجر ف «مو» هو الماء و «سي» هو الشجر، فسمّو: موسى، ماء و شجر (3)(4).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد، نا ابن قتيبة، و محمّد بن عمر بن عبد العزيز، و الحسن بن الحسن العسقلانيون، قالوا: أنا أبو حنيفة محمّد بن عمر بن حفص العسقلاني، نا أبي، نا خليد بن دعلج، عن قتادة في قوله: وَ أَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي (5)قال: كانت ملاحة في عيني موسى لم يرهما أحد قط إلاّ أحبه.
أخبرنا بها عالية أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين و أحمد بن محمود قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا سلامة بن محمود بن عيسى بعسقلان، نا محمد بن عمر بن علي، نا أبي، نا خليد بن دعلج عن قتادة في قوله:[تعالى:] وَ أَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي قال: حلاوة في عينيك يا موسى.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا عبد الرّحمن بن سانجور التركي، نا عباس الدوري، نا الحسين بن علي الجعفي، عن موسى بن قيس الحضرمي، عن سلمة بن كهيل في قوله عز و جل: وَ أَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي قال: حببتك إلى عبادي.
ص: 23
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضل بن يحيى، أنا أبو محمد بن أبي شريح، أنا محمد بن عقيل بن الأزهر، نا الدوري، نا حسين الجعفي، فذكره.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا أبو محمد (1) الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا عبد الرّحمن بن محمد الحنفي، نا محمد بن عبد الملك الخراساني، عن ابن المبارك، قال: لما أوحى اللّه إلى موسى: تدري لم ألقيت عليك محبتي ؟ قال: لا يا رب. قال: لأنك اتبعت مسرتي.
أخبرنا (2) أبو محمد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا علي بن أحمد بن محمد الرزاز، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد، نا أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن غالب، حدثني عمر بن عبد الوهاب الرياحي، نا معتمر عن أبيه، عن أبي عمران الجوني: وَ لِتُصْنَعَ عَلىٰ عَيْنِي (3)قال: تربى بعين اللّه عز و جل (4).
أنبأنا أبو تراب الأنصاري و أبو الوحش ابن قيراط قالا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، أنا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا عبد اللّه بن إسماعيل السدي عن أبيه عن مجاهد عن ابن عباس قال: إن أم موسى لما ربط اللّه على قلبها قالت لأخت موسى قصيه، يعني قالت لأخت موسى انطلقي على شاطئ النيل و ليكن التابوت بعينك، تقصّي خبره ثم ائتني بخبره، فقصت الأثر، فكانت تراعي التابوت، فتنظر إليه من طرف خفي فذلك قوله: وَ قٰالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَ هُمْ لاٰ يَشْعُرُونَ (5)يعني فرعون و القبط لا يشعرون أنها تراعي التابوت، فلما أن أخذ التابوت و كان من قصته و قصة آسية أن قالت قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَ لَكَ لاٰ تَقْتُلُوهُ قال إسحاق: قال ابن السدّي قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَ لَكَ يا فرعون لا، و ذلك أن فرعون قال: لا حاجة لي فيه، فلما أن استوهبت آسية ابنة مزاحم موسى، فوهب لها، أرسلت إلى ما حولها من المراضع لتختار لموسى ظئرا. قال ابن عباس في قوله: وَ حَرَّمْنٰا عَلَيْهِ الْمَرٰاضِعَ مِنْ قَبْلُ (6)قال: قيل لابن عباس، أ لا كان المرضعات ؟ قال: ليس يعني النساء، و لكن يعني الحلم، يعني حلم الثدي، كان لا يقبل ثدي امرأة، فذلك قوله و حرمنا عليه الحلم، من حيث يرضع الصبي، فمن ثم
ص: 24
قال: المراضع، فجعل لا يقبل حلمة امرأة، فكبر ذلك على امرأة فرعون، فقالوا لها: ارسلي إلى نساء بني إسرائيل التي قتل أولادهن لعلك تجدين من يقبل هذا الصبي ثديها منهن، فأرسلت، فجعلت تعرضهن على موسى مرضعا بعد مرضع، فلم يقبل منهن شيئا حتى أشفقت آسية أن يمتنع من الرضاع فيهلك لقول اللّه فيما يقص من خبره و خبر أمته حين بصرت به عن جنب: فَقٰالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَ هُمْ لَهُ نٰاصِحُونَ (1)يعني لموسى لما رأت مما يصنع بموسى، و حبهم إياه، و كان اللّه ألقى له المحبة من الناس، فلم يره أحد إلاّ أحبه، قال: فأخذوها فقالوا لها: ما تكونين من هذا الغلام، هل تعرفينه ؟ و ما نصح أهل ذلك البيت له، و شفقتهم عليه، و ذلك أن الفرح استخفها، و أذهب ذهنها حين رأت من كرامة موسى عليهم فبادهتهم بهذا القول حتى شكوا في أمرها، فقالت لهم أخت موسى:
نصحهم له، و شفقتهم عليه، لمنزلة هذا الغلام منكم، و رغبتهم في إطاره (2)الملك، و رجاء منفعة هذا الغلام بعد اليوم، فتركوها، فانطلقت مسرعة إلى أمها، فأخبرتها الخبر، و ما عاينت، و ما سمعت منهم، فانطلقت، أم موسى حتى انتهت إليهم متنكرة، فقالت لهم: هل تريدون ظئرا؟ قالوا: نعم، فناولوها موسى، فوضعته في حجرها، فلما أن شمّ ريح أمه عرفها، فوثب إلى ثدي أمه، فمصه حتى روي.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا القاضي أبو محمد عبد اللّه بن محمد الأسدي الأكفاني، أنا محمد بن مخلد العطار، نا زكريا بن يحيى بن الحارث بن ميمون البصري، نا بشر بن عمر، نا شعبة، نا أبو إسحاق عن ابن عباس في قوله:
وَ أَصْبَحَ فُؤٰادُ أُمِّ مُوسىٰ فٰارِغاً قال: من كل شيء إلاّ من ذكر موسى. قال شعبة: فذكرته لمنصور بن زاذان، فقال: كان الحسن (3) يقول مثل ذلك.
أنبأنا أبو تراب الأنصاري، و أبو الوحش بن المسلم قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه (4)،أنا أبو بكر الحداد، أنا الحسن القطان، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر قال: و أخبرني مقاتل عن قتادة عن الحسن أن موسى كان قبل أن يرد إلى أمه
ص: 25
قد تأذى ببكائه إلى فرعون و آسية لا تشعر للذي تجد بموسى لما منّ اللّه و صنع لنبيه، فلما رده إلى أمه، و قبّل موسى ثدي أمه استبشرت آسية و ذلك قول اللّه فَرَدَدْنٰاهُ إِلىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهٰا وَ لاٰ تَحْزَنَ (1).
قالت آسية لأم موسى: امكثي عندي ترضعين ابني هذا، فإني لم أحبّ حبه شيئا قط ، فقالت لها أم موسى: إني لا أستطيع أن أترك بيتي و ولدي و زوجي و أقيم عندك، و لكن إن طابت نفسك أن تدفعيه إليّ فأذهب به إلى بيتي فيكون عندي لا آلوه خيرا.
و ذكرت أم موسى ما كان اللّه صنع لها في موسى فتعاسرت عليهم، و علمت أن اللّه مبلغ موسى عاقبة و منجز وعده، قال: فدفعت إليها ابنها فرجعت به إلى بيتها، فبلغ من لطف اللّه لها و لموسى أن اللّه رد عليها ابنها و عطف عليها فرعون و أهل بيته بالمنفعة مع ما أمن على موسى كيد فرعون مما يتخوف على غيره، من القتل، حتى كأنهم كانوا من أهل بيت فرعون من الأمان و السعة، فلم يزل موسى في كرامة اللّه، و هو في منزل والديه، فلما ترعرع و شبّ و تكلم، و كانت امرأة فرعون إذا أرادته بعثت إليه، فيحمل في الفرسان و الخدم حتى يدخل عليها.
أخبرنا أبوا (2)الحسن الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو عبد اللّه محمد بن يوسف، نا محمد بن حماد، أنا عبد الرزاق، أنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ليلة أسري بي مررت بموسى بن عمران» فنعته النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال رجل: حسبته قال: مضطرب:«رجل (3)الراس كأنه من رجال شنوءة»[12523].
أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، أنا أبو سعيد محمد بن علي الخشاب ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن ح و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح و أبو القاسم زاهر بن طاهر قالا: أنا أحمد بن منصور بن خلف، قالوا: أنا الحسن بن أحمد،- نا أبو العباس السراج نا قتيبة - نا الليث عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال.
و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال و أبو القاسم غانم بن خالد قالا: أنا عبد الرزاق بن عمر،
ص: 26
أنا أبو بكر بن المقرئ، نا علي بن أحمد الصيقل علان، نا محمد بن رمح، أنا الليث عن أبي الزبير عن جابر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال: عرض عليّ الأنبياء فإذا موسى ضرب من الرجال كأنه من رجال شنوءة.
أخبرنا أبو منصور الحسين بن طلحة بن الحسين (1)،و أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالا:
أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا كامل - هو ابن طلحة - نا ليث، نا أبو الزبير، عن جابر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«عرض علي الأنبياء جميعا، فإذا موسى عليه السلام ضرب من الرجال كأنه من رجال شنوءة، و رأيت عيسى، فإذا أقرب من رأيته شبها به [عروة بن مسعود، و رأيت إبراهيم عليه السلام فإذا أقرب من رأيته به شبها] (2)صاحبكم - يعني نفسه - و رأيت جبريل عليه السلام، فأقرب من رأيته به شبها دحية»[12524].
آخر الجزء الثالث و التسعين بعد الستمائة من الفرع.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدارقطني، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن بكير، أنا سهل بن عبد اللّه الدوري، أنا أبو الحسن الأثرم قال: قال أبو عبيدة: قال: و قالوا: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«لما أسري بي إلى بيت المقدس لقيني إبراهيم، و موسى، و عيسى، فإذا موسى ضرب اللحم، آدم، كأنه من رجال شنوءة، و إذا عيسى أحمر كأنما خرج من ديماس» الضرب من الرجال: الخفيف اللحم بين الرجلين»، و الضّرب و الصّدع واحد، قال طرفة (3):
أنا الرجل الضّرب الذي تعرفونه *** خشاش كرأس الحيّة المتوقّد
و الديماس: قالوا: محبس.
أخبرنا أبو الوحش سبيع بن المسلم، و أبو تراب حيدرة بن أحمد - إذنا - قالا: أنا أبو بكر الخطيب، نا أبو الحسن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن سندي، أنا الحسن بن علي القطّان، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أخبرني عبد اللّه بن إسماعيل السدّي،
ص: 27
عن أبيه، عن مجاهد، عن ابن عبّاس أن بني إسرائيل لما شبّ موسى نظروا إلى النعت (1)الذي كانوا يجدون في كتبهم أن اللّه عزّ و جلّ مخلّص بني إسرائيل على يديه.
قال: و أنا إسحاق، أنا أبو إلياس، عن وهب بن منبّه أنهم قالوا لموسى: إن آباءنا أخبرونا أن اللّه عزّ و جلّ يفرّج عنا على يدي رجل أنت شبهه، فتكون لنا الأرض كما كانت أول مرة في زمن يعقوب، و إنّما سخط اللّه علينا و ملك فرعون علينا أنّا لم نطع ربنا، و لم نصدّق رسلنا، فجعل موسى يقول لهم: أبشروا يا بني إسرائيل، ثم أبشروا، فإنّي أرجو أن يكون قد تقارب ذلك، فاتّقوا اللّه و أطيعوه، و لا تسخطوه كما أسخطتموه أول مرة، فلا يرضى عنكم أبدا، قالوا: يا موسى، أما تقدر أن تشفع لنا إلى فرعون بمنزلتك عنده أن يرفّه عنا شهرا من العمل، فقد قرحت أيدينا و مناكبنا من نقل الحجارة، و بناء المدائن، فنستريح شهرا، فقد كسرت ظهورنا، و ذهبت قوتنا، فقال لهم موسى: فهل تعلمون يا بني إسرائيل أن الذي أنتم فيه من البلاء عقوبة من اللّه للذي سلف من ذنوبكم ؟ قالوا: يا موسى، ما منا صغير و لا كبير إلاّ و هو يعرف ذلك، مقرّ على نفسه بخطيئته، قال لهم موسى: فما للّه عليكم من الشكر إن أهلك عدوكم و فرّج عنكم و ردّكم إلى ملككم ؟ قالوا: يا موسى، و هل يكون ذلك أبدا؟ قال:
عسى اللّه أن يفعل بكم ذلك، فينظر كيف شكركم و حمدكم عند الرخاء، و صبركم عند البلاء.
قال وهب: و كذلك الأنبياء يجري اللّه الحكمة (2)على ألسنتهم من قبل الوحي، فقالوا:
يا موسى، إذا و اللّه نكثر صلاتنا و صيامنا، و نواسي المساكين في أموالنا، و نطعم الجائع، و نكسو (3)العاري، و نطيع ربنا و رسلنا، قال موسى: يا بني إسرائيل، زعموا أن عبدا من عبيد اللّه غضب غضبا في اللّه على قومه أنهم عبدوا الأوثان من دون اللّه، فعمد إلى تلك الأوثان فكسرها غضبا للّه عزّ و جلّ فأخذه قومه، فألقوه في النار، فأمر اللّه النار أن تكون عليه بردا و سلاما، فأنجاه اللّه من تلك النار لما علم من صدق يقينه (4)،قالوا: يا موسى، إنّ هذا الذي تذكر هو إبراهيم الخليل بن تارح هو أبو إسحاق، و هو جد يعقوب، و هو إسرائيل أبونا، فلما فرغوا من حديثهم خلا به فتى من قومه فقال لموسى: لو لا أنّي أخاف لأخبرتك خبرا صادقا
ص: 28
إنك أنت الذي نرجوه، و لكنك من فرعون بمنزلة، و هو يحبّك حبّا شديدا، فقال له موسى:
و إله إبراهيم و إسحاق و يعقوب إلها واحدا، لا أحلف بعزّة فرعون المخلوق الضعيف، إلاّ ما أخبرتني الخبر كله، قال: فقال له الفتى: يا موسى، أشهد بإله إبراهيم و إسحاق و يعقوب و الأسباط أنك أنت الذي نرجو و ننتظر أن يهلك اللّه عدونا على يده، و يفرّج اللّه عنّا به، قال له موسى: و إله بني إسرائيل إنّي لأحبكم حب الوالدة لولدها، و حبّ الأخ لأخيه، و لا يغرّنكم حب فرعون إياي، فإن أكن أنا ذاك أو غيري، قال: فلم يزل موسى يتآلفهم و يتألّف بهم و يجلس إليهم، و يتحدّث معهم، حتى صار موسى أحبّ إليهم من آبائهم و أمهاتهم، حتى أنهم صاروا إذا فقدوا موسى ساعة واحدة صاروا كالغنم لا راعي لها، ثم إنّ موسى و أخاه (1)ذلك الرجل في اللّه، و جرت بينهما المودة، ثم إنه خلا به موسى و ذلك لما أراد اللّه بذلك الفتى من السعادة، فأفشى إليه موسى سرّه و ما هو عليه من دينه، و أخذ عليه عهد اللّه و ميثاقه أن لا يخبر به أحدا حتى يظهر اللّه ذلك الأمر، فحلف الفتى بإله بني إسرائيل ليجتهدن في الأمر، و لا تأخذه في اللّه لومة لائم، و لو أحرقت بالنار.
فأنبت اللّه موسى نباتا حسنا حتى بَلَغَ أَشُدَّهُ (2)،فآتاه اللّه حُكْماً (3)وَ عِلْماً -يعني - فهما في دينه و دين آبائه و شرائعهم و صار لموسى شيعة من بني إسرائيل يستمعون منه يقتدون (4)برأيه، و يجتمعون إليه، فلما عرف ما هو عليه من الحقّ ، و استبان له ما هو عليه من أمر فرعون و ما هو عليه من الباطل، و عرف عداوته له و لبني إسرائيل علم أنّ فراق فرعون خير له في دينه و دنياه و آخرته، فتكلم موسى بالحق و عاب المنكر، و لم يرض بالباطل و الظلم و الإشراك باللّه حتى ذكر (5)ذلك منه في مدينة مصر و ما صنع بأهلها، و حتى علموا أن دينه و رأيه مخالف لدينهم، فلما اشتدّ عليهم أمر موسى رفعوا أمره إلى فرعون، فأمرهم فرعون أن لا يعرضوا له إلاّ بخير، و نهاهم عنه حتى صار من أمر (6)أهل مصر أنهم خافوا موسى خوفا شديدا، و كان لا يلقى موسى أحدا منهم إلاّ هربوا منه حتى لا يستطيع أحد من آل فرعون يخلص إلى أحد من بني إسرائيل، و لا يصل إلى ظلمه و لا يسخّره قال: و حتى امتنعت بنو
ص: 29
إسرائيل في كنف موسى كل الامتناع، فلما اشتد عليهم أمر موسى نصبوا له العداوة في كلّ نواحي المدينة ليقتلوه، فصار من أمر موسى لا يدخل المدينة إلاّ خائفا مستخفيا، قال: فبينا موسى ذات يوم و هو داخل اَلْمَدِينَةَ عَلىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهٰا (1)يعني: عند الظهيرة فَوَجَدَ فِيهٰا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاٰنِ ، هٰذٰا مِنْ شِيعَتِهِ -يعني - من شيعة موسى، و الآخر مِنْ عَدُوِّهِ - يعني - من آل فرعون، كافرا، فَاسْتَغٰاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ هو الإسرائيلي عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ -يعني - به القبطي، و كان موسى أوتي بسيطة (2) في الخلق و شدّة في القوة، فدنا موسى منهما، فإذا هو بالفتى المؤمن الذي كان عاهده موسى و أفشى إليه سره، و قد تعلّق به عظيم من عظماء الفراعنة، يريد أن يدخله على فرعون، فقال له موسى: ويحك، خلّ سبيله، قال له الفرعوني: هل تعلم يا موسى أنّ هذا الفتى سبّ سيّدنا فرعون ؟ فقال له موسى: كذبت يا خبيث، بل السيّد اللّه، و لعنة اللّه على فرعون و عمله، فلمّا سمع الفرعوني كلام موسى، ترك الفتى و تعلق بموسى و زعم أن يدخله على فرعون، فنازعه موسى فلم يخلّ عنه، فَوَكَزَهُ مُوسىٰ (3) و كزة على قلبه فَقَضىٰ عَلَيْهِ -يعني - فمات و لم يكن يريد قتله، و ليس يراهما إلاّ اللّه و الفتى الإسرائيلي الذي كان من شيعة موسى، فقال موسى حين قتل الرجل: هٰذٰا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطٰانِ -يعني - من تدبير (4) الشيطان، إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ ، قٰالَ : رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي (5).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا إبراهيم بن مرزوق، نا مسلم بن إبراهيم، عن جعفر بن سليمان، نا شيخ من أهل صنعاء يقال له عمران أبو الهذيل قال: سمعت وهب بن منبّه يقول:
بلغنا أن اللّه قال لموسى: و عزّتي يا موسى لو أنّ النّفس التي قتلت أقرت بي طرفة عين، أني لها خالق أو رازق لأذقتك فيها طعم العذاب، و إنّما عفوت (6) عنك أنها لم تقرّ بي طرفة عين أنّي لها خالق أو رازق.
ص: 30
أخبرنا أبو السعادات المتوكلي، و أبو محمّد بن حمزة، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن موسى بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الأصبهاني، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني روح بن الفرج، نا أبو عبد الرّحمن المقرئ، نا سعيد بن أيوب، نا عبد اللّه بن الوليد، عن عمرو، عن كعب الأحبار أنّ موسى نبي اللّه قال: يا ربّ لا تذر (1) النفس التي قتلت يوم القيامة، قال الربّ : أ لم أغفر لك يا موسى ؟ قال: بلى، و لكن أخشى مما أرى من عدلك أن يكون لقلبي روعة (2) يوم القيامة، قال (3):فجنّبه (4) ألاّ يراه.
أخبرنا أبو تراب الأنصاري، و أبو الوحش بن قيراط (5)-إجازة - قالا: أنا الخطيب، أنا ابن (6) رزقويه (7)،أنا ابن سندي، أنا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، نا إسحاق بن بشر (8)،أنا مقاتل، عن الضحّاك، عن ابن عبّاس قال:
إن موسى كان قد جعل اللّه له نورا (9) في قلبه قبل نبوته، فلمّا قتل الرجل خمد ذلك النور، فلم يحسّ به، فقال عند ذلك: رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي، فَغَفَرَ لَهُ (10)، فعرف اللّه منه الندامة، فردّ عليه النور في قلبه و غفر له، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
قال: و أنا إسحاق، أخبرني سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن قال: كان موسى بعد ذلك خائفا وجلا حتى جاءته النبوة، فكان لا ننفع (11)مخافة القتل، فأوحى اللّه إليه أن يا موسى: لو أن هذه النسمة التي قتلتها أقرّت لي ساعة من نهار أنّي خالقها و رازقها لأذقتك طعم العذاب، و لكنها لم تقرّ لي ساعة من نهار أنّي خالقها و رازقها، فقد غفرت لك، فاطمأن بعد ذلك.
قال: و أنا إسحاق، أخبرني جويبر عن الضحّاك، عن ابن عبّاس في قوله: وَ جٰاءَ رَجُلٌ
ص: 31
مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعىٰ (1) قال: جاء حزبيل بن نوحابيل (2)و كان خازن فرعون و كان مؤمنا يكتم إيمانه مائة سنة، و كان هو حاضر فرعون حتى ائتمروا في قتل موسى، قال: فخرج، فأخذ طريقا آخر، فأخبر موسى بما ائتمروا من قتله، و أمره بالخروج و قال له: إِنِّي لَكَ مِنَ (3)النّٰاصِحِينَ ،فخرج موسى على وجهه، فمرّ براعي (4)،فألقى عليه كسوته، و أخذ منه جبة من صوف بغير حذاء، و لا رداء، فَخَرَجَ فمضى خٰائِفاً يَتَرَقَّبُ (5)،يقول: يخاف فرعون، و هو يتجسس الأخبار و لا يدري أين يتوجه، و لا يعرف الطريق إلاّ حسن ظنه بربه، فذلك قوله: عَسىٰ رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوٰاءَ السَّبِيلِ (6)يعني الطريق إلى المدينة للذي قضى عليه، و ما هو كائن من أمره، فخرج نحو مدين بغير زاد، قٰالَ : رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظّٰالِمِينَ (7)ليس معه زاد و لا ظهر، قال: فتعسّف الطريق يأخذ يمينا و شمالا، لا يأكل النبت من الأرض و ورق الشجر حتى تشقق شدقاه (8)،و كان يرى خضرة النبت بين جلده و أمعائه، فأصابه الجهد و الجوع، حتى وقع إلى مدين، فذلك قول اللّه عزّ و جلّ : وَ لَمّٰا وَرَدَ مٰاءَ مَدْيَنَ (9)قال ابن عبّاس:... (10)على ماء مدين (11)وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النّٰاسِ يَسْقُونَ أنعامهم، و كانوا أصحاب نعم و شاء، وَ وَجَدَ مِنْ دون القوم اِمْرَأَتَيْنِ تَذُودٰانِ غنمهما (12) عن الماء و هما ابنتا يثروب - و هو بالعربية شعيب - و يقال بالعبرانية: يثروب أيضا، قال: فقال لهما موسى: مٰا خَطْبُكُمٰا؟ يقول: ما شأنكما معتزلتين بغنمكما دون القوم لا تسقيان مع الناس ؟ قٰالَتٰا: لاٰ نَسْقِي حَتّٰى يُصْدِرَ الرِّعٰاءُ و نحن بعد كما ترى امرأتين ضعيفتين لا نستطيع أن نزاحم الرجال، وَ أَبُونٰا شَيْخٌ كَبِيرٌ (13)لا يستطيع أن يدفع عن نفسه، و ليس
ص: 32
له أحد يقوم بشأنه و لا يعينه في رعاية غنمه و سقيها، فنحن نرعاها و نتكلف سقيها، و كان شعيب صاحب غنم، و كذلك الأنبياء كانوا يقتنون الغنم.
و قال ابن عبّاس: ما من بيت تكون فيه شاة إلاّ نادى ملك من السماء: يا أهل قدّستم قدّستم.
و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من أعيته المكاسب فعليه بتجارة الأنبياء - يعني الغنم - إنها إذا أقبلت [أقبلت] (1)و إذا أدبرت أقبلت»[12525].
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد، أنا المؤمّل بن الحسن، نا الحسن بن محمّد بن الصباح، نا حكام بن سلم (2)الرازي، عن عنبسة، عن ابن حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، وَ لَمّٰا وَرَدَ مٰاءَ مَدْيَنَ قال: ورد الماء، و إنه ليتراءى خضرة البقل في بطنه من الهزال.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا إسماعيل بن زكريا، عن ليث، عن مجاهد رَبِّ إِنِّي لِمٰا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (3)قال: ما سأل اللّه إلاّ طعاما يأكله.
أخبرنا (4)أبو علي بن السّبط ، أنا أبي أبو سعد، أنا أبو الحسن بن فراس، أنا أبو جعفر الديبلي (5)،نا أبو عبيد اللّه المخزومي [نا سليمان] (6)عن أبي سعد الأعور عن عكرمة عن ابن عباس في قوله: إِنِّي لِمٰا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ قال: ما سأل إلاّ الطعام.
أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد ابن النحاس، أنا أبو سعيد الأعرابي، نا محمّد بن يحيى بن المنذر القزاز البصري، نا أبو عاصم، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد قال: ما سأل إلاّ أكلة من طعام.
قال: و نا أبو عاصم، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم رَبِّ إِنِّي لِمٰا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ قال: ما كان معه رغيف و لا درهم.
ص: 33
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا يوسف بن الضّحّاك، نا محمّد بن الصباح، نا إسماعيل بن زكريا، عن حبيب بن أبي عمرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: إِنِّي لِمٰا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ قال: كان يومئذ فقيرا (1) إلى شقّ تمرة.
أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر، أنا أحمد بن محمّد، أنا أبو القاسم بن الوزير، أنا أبو القاسم البغوي، نا داود، نا إسماعيل بن زكريا أبو زياد، عن حبيب بن أبي عمرة، عن ابن جبير رَبِّ إِنِّي لِمٰا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ قال: إنه لفقير يومئذ إلى شقّ تمرة - زاد فيه غيره: ابن عباس-.
كتب إليّ أبو بكر الشيروي، و أخبرني أبو القاسم أحمد بن منصور بن إسماعيل عنه، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم، نا إبراهيم بن سليمان البرلسي، نا سعيد بن منصور، نا إسماعيل بن زكريا، عن حبيب بن أبي عمرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس في قوله عزّ و جل: إِنِّي لِمٰا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ و لو إلى شقّ تمرة.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زياد القطّان، نا إسحاق بن الحسن الحربي، نا عفّان، نا أبو عوانة، عن حبيب بن أبي عمرة قال: شهدت على زيد بن الحواري عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: قال موسى: إِنِّي لِمٰا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ إلى شقّ تمرة، و لزق بطنه بظهره من شدة الجوع.
قال: و أنا أبو الحسين بن بشران، أنا جعفر بن محمّد بن نصير، نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، نا عبد اللّه بن الحكم، نا سيّار بن حاتم، نا الحارث بن نبهان، نا مالك بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عبّاس في قوله: إِنِّي لِمٰا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ قال: سأل نبي اللّه موسى فلقا من الخبز يشدّ بها صلبه من الجوع.
أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضيل بن يحيى الفضيلي، أنا عبد الرّحمن ابن أحمد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا أبو عبيد اللّه الورّاق، نا سيّار، نا الحارث بن نبهان الجرمي، نا مالك بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عبّاس في قول اللّه:
ص: 34
فَسَقىٰ لَهُمٰا ثُمَّ تَوَلّٰى إِلَى الظِّلِّ فَقٰالَ : رَبِّ إِنِّي لِمٰا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (1) قال: سأل موسى نبي اللّه - صلى اللّه على محمّد و على موسى - فلقا من الخبز يشد به صلبه من الجوع.
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن (2)،أنا أبو مسعود محمّد بن عبد اللّه بن أحمد السوذرجاني - بأصبهان - نا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن ميلة الفقيه، نا محمّد ابن أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن أيوب، أنا علي بن المثنّى، نا يحيى بن حمّاد، نا أبو عوانة، عن حبيب بن أبي عمرة، عن سعيد بن جبير قال: قال موسى: يا رَبِّ إِنِّي لِمٰا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ قال ابن عبّاس: لقد قال ذلك، و هو من أكرم خلق اللّه عليه، و قد كان فقيرا إلى شقّ تمرة، و لقد أصابه من الجوع حتى لصق ظهره ببطنه، حتى تبين خضرة البقل من أعلى الجلد حتى أتته الجارية.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا أبو محمّد السكري، أنا أبو بكر الشافعي، نا جعفر بن محمّد، نا الغلابي، نا أبو سهل المدائني قال: حضرت ابن عيينة و قد سأله رجل فقال: يا أبا محمّد، أ رأيت الرجل يعمل العمل للّه يؤذّن، أو يؤمّ ، أو يعين أخاه، أو يعمل شيئا من الأعمال فيعطى الشيء؟ قال: يقبله، أ لا ترى إلى موسى لم يعمل للعمالة، إنما عمل للّه، فعرض له رزق من اللّه فقبله، و قرأ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مٰا سَقَيْتَ لَنٰا (3).
قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو الفضل بن إبراهيم، نا أحمد بن سلمة، نا الحسين ابن منصور قال: سمعت علي بن عثّام و قد ذكر قوله عز و جلّ : فَجٰاءَتْهُ إِحْدٰاهُمٰا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيٰاءٍ (4)قال: فذهب معها، و إنّما كان أول الأمر للّه، فلم يبال.
أخبرنا (5)أبو علي (6)بن السبط ، أنا أبي أبو سعد، أنا أبو الحسن بن فراس، أنا أبو جعفر الدّيبلي، نا أبو عبيد اللّه، نا سفيان، عن أبي سيّار، عن ابن أبي الهذيل في قوله:
ص: 35
فَجٰاءَتْهُ إِحْدٰاهُمٰا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيٰاءٍ قال: ليست سلعع (1) النساء (2) بثوبها على وجهها، و مدّ سفيان ثوبه على ساعده، ثم ستر وجهه (3).
أنبأنا أبو الوحش سبيع بن المسلم، و أبو تراب حيدرة بن أحمد، قالا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن سندي، أنا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر قال: فأخبرنا أبو إلياس، عن وهب بن منبّه، و أبو عبد الرّحمن الجزري عن وهب بن منبّه قال:
لما أبصر موسى ما بالجارية من العري، و ما يبدو من ساقيها قال لها موسى: امشي خلفي - رحمك اللّه - و انعتي لي الطريق بكلامك، فإنّا قوم لا ننظر إلى أدبار النساء، ففعلت ما أمرها موسى، فكلما عدل موسى يمينا أو شمالا تقول له: على يمينك، دع شمالك، حتى دخل على شعيب (4)،فلمّا دخل عليه دعا شعيب بطعام، فوضعه بين يديه، ثم قام من عنده شعيب، و أقسم عليه إلاّ ما أكلت حتى أرجع إليك، و إنّما صنع ذلك شعيب حين خرج من عند موسى كراهية أن يستحي من شعيب، فلا يشبع من الطعام قال: فلمّا فرغ موسى من الطعام دعا له بلبن، فسقاه له، ثم سأله بعد ذلك عن أمره كله، و ما أخرجه من بلاده، قال:
فقصّ عليه موسى القصص، و أخبره بالذي أخرجه من بلاده، و أخبره بنسبه، و ممن هو، فعلم شعيب أن موسى من أهل بيت النبوة، فقال: لاٰ تَخَفْ ، نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظّٰالِمِينَ ليس لفرعون و لا لقوم علينا سبيل، و لسنا في مملكته، فاطمأن موسى، و فرغ شعيب من المسألة فقالت إحدى ابنتي (5) شعيب: يٰا أَبَتِ ، اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (6).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا عفيف بن سالم الموصلي، نا قرّة، عن الحسن قوله لاٰ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظّٰالِمِينَ قال: يقول الناس: إنه شعيب، و ليس بشعيب (7) و لكن سيد الماء يومئذ.
ص: 36
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن إسحاق، أخبرني أبو همام، نا عويد بن أبي عمران الجوني (1)،عن أبيه [عن] (2) عبد اللّه بن الصامت، عن أبي ذرّ قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«إن سئلت أي الأجلين قضى موسى ؟ فقل: خيرهما و أوفرهما، و إن سئلت (3) أيّ المرأتين تزوج ؟ فقل (4):الصغرى منهما، و هي التي جاءت و قالت: يٰا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ».
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا عبد الرّحمن (5) بن الحسن القاضي، نا إبراهيم بن الحسين (6)،نا آدم، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق الهمداني، عن [عمرو] (7) بن ميمون الأودي، عن عمر بن الخطّاب في هذه القصة، [قال:] فقال لها أبوها: ما علمك بقوته و أمانته ؟ فقالت: أما قوته فإنه رفع الحجر وحده، و لا يطيق رفعه إلاّ عشرة، و أمّا أمانته فقوله: امشي خلفي و صفي لي الطريق لا تصف الريح لي جسدك (8).
قال: و نا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصفّار، أنا أحمد بن مهران الأصبهاني، نا عبيد اللّه بن موسى، أنا إسرائيل فذكره، و زاد قال: فزاده ذلك فيه رغبة، قٰالَ : إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هٰاتَيْنِ عَلىٰ أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمٰانِيَ حِجَجٍ ، فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ ، وَ مٰا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ، سَتَجِدُنِي إِنْ شٰاءَ اللّٰهُ مِنَ الصّٰالِحِينَ (9)، أي في حسن الصحبة و الوفاء بما قلت.
قال موسى: ذٰلِكَ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلاٰ عُدْوٰانَ عَلَيَّ (10)،قال: نعم، قال: اَللّٰهُ عَلىٰ مٰا نَقُولُ وَكِيلٌ ،فزوّجه فأقام معه يكفيه، و يعمل له في رعاية غنمه (11).
ص: 37
أخبرنا أبو منصور محمّد بن حمد بن منصور العطّار، و الحسين بن طلحة بن الحسين الصالحاني، و أم البهاء فاطمة بنت محمّد بن أحمد بن البغدادي، قالوا: أنا أبو القاسم إبراهيم ابن منصور بن إبراهيم، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، أنا أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي، نا محمّد بن عبّاد، نا سفيان، عن إبراهيم بن يحيى العبدي، عن الحكم (1) بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عبّاس أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم سأل جبريل صلّى اللّه عليه و سلّم:«أي الأجلين قضى موسى عليه السلام ؟» قال: أتمّها و أكملها (2)[12526].
رواه... (3) عن سفيان عن الحكم نفسه.
أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.
و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا زهير، نا ابن عيينة و قال ابن المقرئ: نا سفيان عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«سألت جبريل صلّى اللّه عليه و سلّم: أيّ الأجلين قضى موسى عليه السلام ؟ قال: أكملهما و أتمّهما»[12527].
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا أبي، أنا أحمد بن إبراهيم المكّي، أنا محمّد بن إبراهيم الدّيبلي، نا أبو عبيد اللّه، نا سفيان، عن الحكم، عن عكرمة، عن ابن عبّاس عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«سألت جبريل: أيّ الأجلين قضى موسى ؟ قال: أتمهما و أكملهما»[12528].
قال: و نا أبو عبيد اللّه، نا سفيان عن أيوب السختياني عن سعيد بن جبير، عن ابن عامر أنه سئل: أي الأجلين قضى موسى ؟ قال: أكبرهما.
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرّحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا القاضي محمّد بن أحمد بن إبراهيم، نا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن سعيد، نا الحسن بن جمهور، نا علي بن عاصم، عن أبي هارون العبدي (4)،عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم عن جبريل، عن ميكائيل، عن الرفيع، عن إسرائيل، عن ذي العزّة تبارك و تعالى أن موسى صلّى اللّه عليه و سلّم قضى أتم الأجلين و أظنه عشر سنين.
ص: 38
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص عمر بن محمّد بن علي، نا قاسم بن زكريا المطرّز، نا محمّد بن سليمان بن حبيب لوين، نا ابن عيينة، عن إبراهيم بن يحيى، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عبّاس عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«سألت جبريل: أيّ الأجلين قضى موسى ؟ قال: أبرّهما و أتمهما»[12529].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن علي بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد ابن إبراهيم.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أنا أبي، قالا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه، نا المحاملي، نا عبيد اللّه بن جرير بن جبلة، نا عبيد بن إسحاق العطّار، نا حبّان بن علي العنزي (1)،عن يزيد بن أبي زياد، عن عكرمة قال: لقيت الحسن بن علي فصافحته قال: التقابل مصافحة المؤمن، قال: قلت: أخبرني وَ أَمّٰا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (2)، قال: الرجل المؤمن يعمل عملا صالحا فيخبر به أهل بيته، قال: قلت: أي الأجلين قضى موسى ؟ الأوّل أو الآخر؟ قال: الآخر.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، و أبو الحسن علي بن أحمد الغسّاني، قالا: نا - و أبو منصور محمّد بن عبد الملك الخيروي، أنا - أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا أبو الفرج محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن شهريار الأصبهاني، أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، نا محمّد بن جعفر الرازي - ببغداد - نا الوليد بن شجاع بن الوليد، نا عويد بن أبي عمران الجوني، عن أبيه، عن عبد اللّه بن الصامت عن أبي ذرّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا سئلت أيّ الأجلين قضى موسى ؟ فقل (3):خيرهما و أبرّهما، و إن سئلت أي المرأتين تزوج ؟ فقل (4):الصغرى منهما، و هي التي كانت قالت: يٰا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ فقال: ما رأيت من قوته ؟ قالت: أخذ حجرا ثقيلا فألقاه على البئر، قال: و ما الذي رأيت من أمانته ؟ قالت: قال لي: امشي خلفي و لا تمشي أمامي»[12530].
قال سليمان: لم يروه عن أبي عمران إلاّ ابنه.
ص: 39
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا أبو معشر، عن محمّد بن كعب قال: سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: أي الأجلين قضى موسى ؟ قال:«أتمّهما و أوفاهما» (1)[12531].
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري (2)،أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى [نا] (3) موسى هو ابن محمّد بن حبان، نا معاذ بن هشام، حدّثني أبي عن قتادة، عن أنس قال: لما رعى نبي اللّه موسى صلّى اللّه عليه و سلّم على صاحبه إلى الأجل الذي كان بينهما قال له صاحبه: كلّ شاة ولدت على غير لونها فلك ولدها، قال: فعمد فوضع حبالا على الماء، فلمّا رأت الحبال فزعت فجالت جولة، فولدن كلهن برقاء (4) إلاّ شاة واحدة، فذهب بأولادهن ذلك العام.
قال: و أنا عبيد اللّه بن معاذ، نا معاذ بن هشام، حدّثني أبي، عن قتادة، نا أنس بن مالك، فذكر مثله و قال في آخره: قال: فذهب بولادة (5) ذلك العام.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن خليد، نا موسى بن أيوب النصيبي، نا بقية بن الوليد (6)،عن سلمة بن عليّ ، عن سعيد بن أبي أيوب، عن الحارث بن يزيد الحضرمي، عن عليّ بن رباح اللخمي قال: سمعت عتبة بن المنذر (7) يقول: كنا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوما فقرأ سورة طسم حتى إذا بلغ قصة موسى قال:«إن موسى أجر نفسه ثمان سنين - أو قال: عشر سنين - بعفة فرجه و طعام بطنه».
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار، و يحيى بن عبد اللّه بن بكير، قالا:
ص: 40
أنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد الحضرمي، عن عليّ بن رباح، عن عتبة بن الندر (1) السلمي - و كان من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - قال: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: أيّ الأجلين قضى موسى ؟ قال:
«أبرّهما و أوفاهما».
قال: و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّ موسى لما أراد فراق شعيب أمر امرأته أن تسأل أباها [من غنمه] (2) ما يتعيشون به فأعطاه ما تنتج من قالب (3) لون، فلما وردت الحوض وقف موسى بإزاء الحوض فلم تصدر منها شاة إلاّ ضرب على جنبها عصاه، فنتجت قالب ألوان كلها و نتجت اثنين و ثلاثين ليس فيهن فشوش و لا ضبوب و لا كممة (4)،و لا ثعول، فإن فتحتم الشام وجدتم بقايا منها، و هي السامرية»[12532].
أخبرنا أبو الحسن علي بن العبّاس بن أحمد بن عبد الواحد، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن القزويني، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة قال: سألت عن حديث ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد، عن علي بن رباح، عن عتبة بن الندر - و كان من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم [أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم] (5)سئل: أي الأجلين قضى موسى ؟ فقال:«أبرّهما و أوفاهما، و إنّ نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم موسى لما أراد فراق شعيب قال لامرأته: سلي أباك من نتاج غنمه ما يعيشون به، فأعطاها ما وضعت غنمه من قالب لون ذلك العام، فوقف موسى بإزاء الحوض، فلمّا وردت الغدير لم تصدر شاة إلاّ طعن جنبها بعصاه، فوضعت قوالب (6) ألوان فوضعت اثنتين و ثلاثين ليس فيهن فشوس و لا ضبوب و لا كمشة تفوت الكفّ ، و لا ثعول»[12533].
الفشوس هي الواسعة ثقب الضرع، فلا يستمسك فيه اللبن فيقطر من غير حلب (7)و ينفش، و الضّبوب من الضّبّ و هو الحلب بالإبهام، و الضرع، و أحسب ذلك يفعل بالشاة إذا كانت ضيقة مخرج اللبن، و الكمشة: القصيرة الضرع، التي يفوت ضرعها كفّ الحالب، فلا
ص: 41
يتمكن من حلبها. و الثعول: التي لها حلمة زائدة، يقال لها الثّعل، قال الشاعر (1):
ذموا لنا الدنيا و هم يضرعونها *** أفاويق حتى ما يدرّ لها ثعل (2)
أنبأنا أبو تراب و أبو الوحش المقرءان، قالا: نا أبو بكر الحافظ ، أنا ابن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، أنا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، نا أبو حذيفة قال: فأخبرني أبو إلياس عن وهب بن منبّه.
أن شعيبا عرض عليه التزويج على أن يأجره نفسه، و ذلك مهر ابنته، ثماني حجج يكون راعيا في غنمه، فإن أتم (3) عشرا فمن عنده، و إن لم يفعل فلا عدوان عليه، قال: فزوّجه ابنته الكبرى اسفوريا (4)،و قال ابن عباس: صفوريا (5) بنت شعيب، و هي التي كان أرسلها أبوها لتدعو له موسى، قال وهب: فأقام موسى معه يكفيه رعاية غنمه، و ما يحتاج إليه منه حتى وفّى بشرطه.
قال: فَلَمّٰا قَضىٰ مُوسَى الْأَجَلَ (6)الذي كان بينه و بين شعيب قال لشعيب: قضيت الأجل الذي كان بيني و بينك، و أنا أريد أن أنصرف بأهلي، فأنظر إلى أمي و أخي و أهل بيتي، قال له شعيب: يا موسى، ضع يدك على ما شئت من مالي، فإنّما هو من مال اللّه، ثم من بركتك، و ذلك أن اللّه ثمّر لشعيب ماله و كثّره له، و رأى شعيب البركة في منزله بدخول موسى، فقال موسى: حسبي متاع قليل أعيش به أيّام حياتي، و دابّة أحمل عليها ابنتك، و حمار أحمل عليه زادنا و متاعنا، قال له شعيب: و ما تريد غير هذا؟ قال موسى: و هذا كثير.
قال: و أنا أبو إلياس عن وهب في عصا موسى: أنّ شعيبا حين زوّج موسى، و أمره أن يخرج قال له: ادخل المخدع الذي فيه العصي، فخذ منها عصا و ائتني بها، قال: فدخل موسى، فمدّ يده إلى العصي، فوقعت في يده منها عصا فأخرجها إلى شعيب، فلمّا أبصرها شعيب ضحك، قال: ردّها، فردّها مكانها، و خرج إلى شعيب فقال له: اذهب فائتني بعصا
ص: 42
أخرى، قال: فدخل، فمدّ يده، فوقعت تلك العصا في يده، فأخرجها إلى شعيب، فإذا هي هيه، فزعم وهب أنه ردّه سبع مرّات، كلّ ذلك تقع العصا في يده، فقال شعيب: يا موسى، أنت صاحبها، فاستوص بعصاك خيرا و احتفظ بها، فإنك سترى منها أمرا عجيبا من أمر اللّه و سلطانه، فزعم وهب أنها هي التي أخرجها آدم من الجنّة.
آخر الجزء الثامن و الثمانين بعد الأربعمائة من الأصل (1).
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد البغدادي، أنا أبو القاسم طلحة بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصّار، أنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن البغدادي، نا أبو بكر محمّد بن علي ابن الحسين بن يزيد (2)الهمداني، نا أحمد بن محمّد التبعي، نا القاسم بن الحكم العرني، نا محمّد بن عبد اللّه، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:
كانت عصا موسى من عوسج، و كان يستظل بها من الشمس، و يستضيء بها في ظلمة الليل، و يضرب بها الحجر فيخرج الماء، و يضرب بها الأرض فينبت له البقل، و كانت من عوسج، و ما جعلت بعدها عصا من عوسج.
أخبرنا (3)أبو القاسم إسماعيل بن محمّد، و أبو بكر محمّد بن شجاع، قالا: أنا رزق اللّه بن عبد الوهّاب، أنا علي بن محمّد بن بشران، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا سعدان ابن نصر البزاز (4)،نا أبو بدر - يعني - شجاع بن الوليد، عن عبد الملك - يعني-... (5)
حدّثني الحكم قال: كانت عصا موسى صلّى اللّه عليه و سلّم من عوسج، و لم يسخّر العوسج لأحد بعده.
أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا (6)أبي أبو سعد، أنا أبو الحسن بن فراس، أنا أبو جعفر الديبلي، نا أبو عبيد اللّه المخزومي، نا سفيان، عن أبي سعد الأعور، عن عكرمة، عن ابن عبّاس في قوله تعالى: لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهٰا بِخَبَرٍ (7)أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النّٰارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (8)قال
ص: 43
ابن عبّاس: أضلوا الطريق و كانوا شاتين، فلمّا رأى النار قال: لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهٰا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النّٰارِ هُدىً (1)أهتدي به إلى الطريق، فإن لم أجد أحدا يهديني (2)أتيتكم بنار تستدفئون بها.
أخبرنا أبو الوحش سبيع بن المسلم، و أبو تراب حيدرة بن أحمد - إذنا - قالا: أنا أبو بكر الخطيب - لفظا - نا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أحمد بن سندي، أنا الحسن بن علي القطّان، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا أبو إلياس عن وهب بن منبّه قال:
خرج موسى و معه أهله يؤم الشام، و أكبر همّه طلب أخيه هارون و أخته مويم، و هما يومئذ بأرض مصر في مملكة فرعون، و ليس لموسى همّ أكبر منهما و الاجتماع جميعا للخروج من أرض مصر إن استطاع إلى ذلك سبيلا، فسار في البرية غير عارف بطرقها و لا بمعالمها، غير أنه يؤم الغرب و يدع الشرق، و يرى أنه الوجه إلى أرض مصر، فلم يزل كذلك حتى ألجأه المسير إلى جانب الطور الأيمن في البقعة المباركة، في عشية شاتية شديدة البرد، ذات رياح و مطر و جليد، فنزل إلى جانب الطور حين أمسى، و جنّه الليل، و اشتدّ عليه البرد و الظلمة، فعمد إلى زنده فقدحها فلم تنوّر شيئا و عسر عليه مما أصابه من النداوة، و ذلك من تقدير اللّه، ثم أعاد الثانية فلم تنوّر شيئا و لم تزد إلاّ نداوة، قال: و كان عهده أنّ زنده (3)لا يقدح بها إلاّ مرة حتى تنوّر فيها النار، فلمّا أيس منه تركه.
قال: و أنا إسحاق، حدّثني محمّد بن إسحاق، حدّثني من لا أتّهم أن كعبا قال: إن موسى لما فصل من أرض مدين لم يخرج معه إلاّ أهله و غنمه و زنده و عصاه، و كانت عصاه كما وصف لي أنها كانت ذات شعبتين في رأسها محجن (4)،و في أصلها زجّ (5).
قال: و أنا إسحاق، أنا خارجة بن مصعب، عن إدريس ابن بنت وهب قال: سمعت وهب بن منبّه و هو يقول:
لما عمد موسى عليه السلام نحو النار التي رأى انطلق يؤمها، فلمّا انتهى إليها إذا هو بنار عظيمة تتوقد من فرع شجرة خضراء، شديدة الخضرة يقال لها: العلّيق لا تزداد النار فيما
ص: 44
يرى إلاّ عظما و تضرّما، و لا تزداد الشجرة على شدة الحريق إلاّ خضرة و حسنا، فلمّا رأى ذلك من أمرها أعجبته، و لا يدري على ما يضع أمرها، إلاّ أنه ظنّ أنها شجرة تحترق، أوقد إليها موقد قبالها، و أنه ظنّ أنها تمنع النار أن تحرقها شدّة خضرتها و كثرة مائها، فوضع أمرها على هذا، فوقف و هو يرجو أن يسقط منها شيئا يقتبسه، فلمّا طال ذلك عليه ارتمّ إليها ضغثا من رقاق الحطب و الشيح، ثم أهوى به ليقتبس منها من لهبها، فلمّا فعل ذلك مالت إليه كأنها تريده، فتأخر عنها و هابها، ثم عاد فطاف بها، فلم تزل تطمعه و يطمع بها، و يطوف حولها، ثم لم يك شيء بأوشك من طرفة عين من خمودها حتى كأن لم تكن، فعند ذلك أعجبه شأنها و نظر في أمرها و تدبّر فقال: نار توقد في جوف شجرة لا تحرقها؛ و تمنعه فلا يقتبس منها، ثم خمودها على قدر عظمها في أوشك من طرفة عين، إنّ لهذه لشأنا، فوضع أمرها على أنها مأمورة، أو مصنوعة لا يدري لما (1)أمرت و لا من أمرها، و لا لمن صنعت و لا من صنعها؟ فوقف متحيرا لا يدري أ يرجع أم يقيم ؟ ثم رمى بطرفه نحو فرعها، فإذا هي أشدّ ما كانت خضرة، و إذا خضرتها ساطعة في السماء، ينظر إليها تشتق الظلام و تجلوه، ثم لم تزل الخضرة تنوّر و تسفر و تبيضّ ، حتى عادت نورا ساطعا ما بين السماء و الأرض، فيها شعاع مثل شعاع الشمس، تكل دونه الأبصار، فلمّا نظر إليها تكاد تخطف بصره فخمّر عينيه بثوبه و لصق بالأرض، فعند ذلك اشتد رعبه (2)و همّه و أحزنه شأنها، و جعل يسمع الحس و الوجس، إلاّ أنه يسمع شيئا لم يسمع السامعون مثله عظما (3)لا يدري ما هو، فلما اشتدّ به الهول و بلغه الكرب، و كان أن يخالطه في عقله نودي من الشجرة أن يا موسى، فأسرع الإجابة و ما ذلك منه حينئذ إلاّ للاستئناس بالصوت حين سمعه، لما قد بلغه من الوحشة و الخوف، فقال: لبيك لبيك مرارا، إنّي أسمع الصوت و أوجس الوجس، و لا أرى مكانك، فأين أنت ؟ فقال: أنا فوقك و معك، و أمامك و خلفك، و محيط بك، و أقرب إليك منك من نفسك، فلمّا سمع هذا موسى علم أنّ هذه الصفة لا تنبغي إلاّ للّه عزّ و جلّ ، قال: كذلك أنت يا إلهي، أ كلامك أسمع أم رسولك ؟ فقال: بل الكلام كلامي، و النور نوري، و أنا رب العالمين، يا موسى، أنا الذي أكلمك، فادن مني، فجمع يديه في العصا، ثم تحامل حتى استقل قائما، و ما كاد، فارتعدت
ص: 45
فرائصه، و انكسر قلبه و لسانه، و طاش عقله، و لم يبق منه عظم يحمل آخر، و صار بمنزلة الميت إلاّ أنّ روح الحياة تجري فيه، فبعث اللّه إليه ملكا كأحسن شيء خلقه اللّه، فشدّ له عضده و ظهره، و رجّاه و بشّره، فرجف و هو مرعوب، فلما انتهى إلى الشجرة قال له: فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوٰادِ الْمُقَدَّسِ (1)،فخلعهما، و كانت نعلاه من جلد حمار ميت، فطير - يعني - غير مدبوغ، قال: فخلعهما، ثم قال: وَ مٰا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يٰا مُوسىٰ قٰالَ : هِيَ عَصٰايَ ،قال:
ما تصنع بها؟ و لا أحد أعلم بذلك منه جل و عزّ، قال: أَتَوَكَّؤُا عَلَيْهٰا وَ أَهُشُّ بِهٰا عَلىٰ غَنَمِي وَ لِيَ فِيهٰا مَآرِبُ أُخْرىٰ (2)،قال: قد علمتها، و كانت مآرب موسى أنها كانت عصا لها شعبتان و محجن تحت الشعبتين، و زج في طرفها، فكان يتوكأ عليها و يهش بها على غنمه، و إذا طالت شجرة حناها بالمحجن، و إذا أراد أن يقوّس شجرة تطوّل لها لواها بالشعبتين، و كان إذا مشى (3)ألقاها على عاتقه، فيعلّق بها قوسه و كنانته و مرجمته (4)و حلابه (5)و إداوته، و زادا إن كان معه، و إذا ارتعى في البرية التي ليس فيها ظل ركزها في الأرض ثم أعرض زنده بين شعبتيها ثم ألقى عليها كساءه، فاستظلّ ما كان مرتاعا، و كان إذا ورد ماء يقصر عنه رشاؤه وصل الرشاء بالمحجن، و كان يقاتل بها السباع عن غنمه، فكانت هذه من مآربه التي أراد أن يقص، و لكن منعه من ذلك الخوف، فأجمع القصة بقوله وَ لِيَ فِيهٰا مَآرِبُ أُخْرىٰ ، قٰالَ :
أَلْقِهٰا يٰا مُوسىٰ ،فظنّ موسى أنه يقول: ارفضها و لا تقبض بها، فَأَلْقٰاهٰا موسى على وجه الرفض، ثم حانت منه نظرة، فإذا هو بأعظم ثعبان نظر إليه الناظرون، في مثل بدن البختي العظيم، إلاّ أنه أطول منه، مسرعة تدبّ على قوائم قصار غلاظ شداد، قد جعلت الشعبتان له فم (6) مثل القليب الواسع، فيها أضراس و أنياب، و قد جعل المحجن له عرفا نابتا له شعر مثل شعر البازل، قد جعل له عينان يتوقدان نارا، و جعل يدبّ كأنه يبتغي شيئا ليأخذه، إلاّ أنه ليمر بالشجرة العظيمة فيطعن بناب من أنيابه في أصلها، فيجدّ لها ثم يبتلعها و يمرّ بالصخرة العظيمة مثل الحلقة فيبتلعها حتى إنّه ليسمع تقعقع الصخرة في جوفها، فلمّا عاين ذلك موسى وَلّٰى مُدْبِراً وَ لَمْ يُعَقِّبْ (7)،فذهب على وجهه حتى أمعن، و ظنّ أنه قد أعجز الحيّة، ثم ذكر أنه
ص: 46
هو فاستحيا ثم نودي: يا موسى ارجع حيث كنت، فرجع و هو شديد الخوف، فقال: خُذْهٰا وَ لاٰ تَخَفْ ، سَنُعِيدُهٰا سِيرَتَهَا الْأُولىٰ (1)،فأدركه الخوف، و عليه جبّة من صوف، فلفّ كمّ جبّته على يده، قال: فقال له الملك: يا موسى، أ رأيت لو أذن لها في الذي تحاذر، أ كانت المدرعة تغني عنك شيئا؟ قال موسى، لا و لكني ضعيف، خلقت من ضعف، قال له: أخرج يدك، فكشف عن يده فقال: أدخلها في فيه، فوضعها في في الحية، حتى جسّ الأضراس و الأنياب، و وجد ذلك بيده في موضعها الذي كان يضعها بين الشعبتين، فقبض عليها، فإذا هي عصا كما كانت، قال: فقال [له] (2):ادن [مني] (3)يا موسى، فدنا منه، فقال: اخرج يدك من جيبك، فأخرجها، فإذا فيها شعاع مثل شعاع الشمس، بَيْضٰاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ (4)- يعني - من غير مرض (5)،فقال له: العصا آية، و يدك آيَةً أُخْرىٰ لِنُرِيَكَ بعدهما مِنْ آيٰاتِنَا الْكُبْرىٰ (6)ادن مني، فإنّي موقفك اليوم مكانا لا ينبغي لبشر من بعدك أن يقوم مقامك، أدنيتك و قرّبتك حتى سمعت كلامي، و كنت بأقرب المنازل و الأمكنة مني، فاسمع قولي و احفظ وصيتي، و ارع عهدي، و انطق برسالتي، فإنك تسمعني (7)و تعيني، و أنا معك أيدي و نصري (8)،و سألبسك (9)جبة من سلطاني، تستكمل بها القوة في أمري، و أنت جند من جندي بعثتك إلى خلق ضعيف من خلقي، بطر نعمتي و أمن مكري، و غرّته الدنيا عني حتى جحد حقي، و أنكر ربوبيتي، و عبد دوني، و تمثل بي، و زعم أنه لا يعرفني، و إنّي أقسم بعزّتي لو لا الحجة و العذر اللذان وضعت بيني و بين خلقي لبطشت به بطشة جبار، تغضب لغضبه السموات و الأرض و الجبال، إن آذن للسماء حصبته، و إن آذن للجبال دمرته، و إن آذن للبحار غرقته، و لكنه هان علي، و سقط من عيني، و وسعه حلمي، و استغنيت بما عندي و حقّ لي، إني أنا الغني لا غني غيري، فبلّغه رسالتي، و ادعه إلى عبادتي و توحيدي، و إخلاص اسمي، و حذّره نقمتي و بأسي، و أخبره أنه لا يقوم شيء لغضبي، و ذكّره أيامي، و قل له فيما بين ذلك قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى، و لا يغرّنك ما ألبسته من لباس الدنيا، فإن ناصيته بيدي، ليس يطرف و لا ينظر و لا يتنفس إلاّ بإذني، و قل له أجب ربك، فإنه واسع المغفرة،
ص: 47
قد أمهلك [منذ] (1)أربعمائة سنة في كلّها أنت تبارزه بالمحاربة، و تتسمّى به و تتمثل به، و تصدّ عباده عن سبيله، و هو يمطر عليك السماء، و ينبت لك الأرض، و يلبسك العافية، لم تسقم، و لم تهرم، و لم تفتقر، و لم تغلب، و لو شاء أن يعجّل لك و يبتليك و يسلبك ذلك فعل، يعني بالقهر و الهرم، و لكنه ذو أناة و حلم عظيم، قال موسى: رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي (2).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن عبد اللّه بن سيف، نا عمر بن شبة، نا أبو داود، نا أيوب بن جابر، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد اللّه قال: أتيت الشجرة التي نودي منها موسى، فذكرت لي، فإذا هي شجرة سمر خضراء، فسلّمت على موسى، و صلّيت على محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد المصري، أنا أبو بكر المالكي، نا محمّد بن أحمد، نا عبد المنعم، عن أبيه عن وهب بن منبّه.
أن موسى لما أتى النار لم ير عندها أحدا، فاستوحش، فنودي من الشجرة: فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ،فوقع عليه الرعدة، و أسرع بالإجابة: لبيك، لبيك، و تابع التلبية استئناسا منه بالصوت و سكونا إليه، فنودي: يٰا مُوسىٰ ، إِنِّي أَنَا اللّٰهُ رَبُّ الْعٰالَمِينَ (3)،فخرّ موسى صعقا، فلما أفاق قال: إلهي، إنّي سمعت صوتك و لا أرى مكانك، فأين أنت ؟ فقال: يا موسى، أنا فوقك، و أمامك، و خلفك، و محيط بك، و أقرب إليك من نفسك، يريد: إنّي أعلم بنفسك منك، إذا نظرت إليّ بين يديك خفي عنك ما وراءك، و إذا سموت بطرفك إلى ما فوقك ذهب عنك علم ما؟؟؟... (4)و أنا لا تخفى عليّ خافية من جميع أحوالك.
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن عمر بن يوسف الفقيه، نا أبو الحسين محمّد بن علي بن المهتدي، نا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا داود بن عمرو الضبّي، نا خلف بن خليفة، عن حميد الأعرج، عن عبد اللّه بن الحارث، عن ابن مسعود أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«يوم كلّم اللّه موسى كانت عليه جبّة و كساء صوف، و كمّة صوف، و سراويل صوف، و نعلين من جلد حمار غير ذكي» (5)[12534].
ص: 48
أنبأنا أبو القاسم بن بيان، و أخبرنا خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى، و أبو سليمان داود بن محمّد عنه، قالا: أنا أبو الحسن بن مخلد.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو الحسن سبط البيهقي، قالا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو علي الروذباري في آخرين، قالوا: أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا الحسن ابن عرفة، نا خلف بن خليفة، عن حميد الأعرج، عن عبد اللّه بن الحارث (1)،عن عبد اللّه ابن مسعود قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يوم كلّم اللّه موسى، كانت عليه جبة صوف، و سراويل صوف، و كساء صوف، و كمة صوف، و نعلاه من جلد حمار غير ذكي»[12535].
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، نا أبو عمرو بن حمدان.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالا:
أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا أحمد بن حاتم، نا خلف - يعني - ابن خليفة، عن حميد - زاد ابن حمدان: يعني الأعرج - عن عبد اللّه، عن ابن مسعود، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«كلّم اللّه موسى و عليه جبة صوف - و قال ابن حمدان:
من صوف، قال ابن المقرئ: و كمّة صوف، و قال ابن حمدان: و كساء من صوف و زاد:
و سراويل من صوف و قالا:- و نعلاه من جلد حمار غير ذكي»[12536].
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل بن الفضيل، أنا محلم بن إسماعيل بن مضر الضبي، أنا القاضي أبو سعيد الخليل بن أحمد بن محمّد بن الخليل، نا أبو العباس السرّاج، نا قتيبة بن سعيد، نا خلف بن خليفة، عن حميد الأعرج، عن عبد اللّه بن الحارث عن ابن مسعود عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«يوم كلّم اللّه موسى كانت عليه جبّة صوف، و كساء صوف، و سراويل صوف، و كمة صوف، و نعلاه من جلد حمار غير ذكي»[12537].
أخبرنا أبو علي، أنا أبو سعد السبط ، أنا ابن فراس، أنا الديبلي، نا أبو عبيد اللّه، نا سفيان، عن عاصم الأحول، عن أبي قلابة قال: تدرون لم قال اللّه تعالى: فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوٰادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (2)قال: كانت نعلاه من جلد حمار ميت، فأحبّ أن يباشر القدس بقدميه (3).
ص: 49
أخبرنا أبو القاسم الحسين، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن علي المقرئ، نا محمّد بن عبيد بن طلحة، عن أبيه، عن ثور بن يزيد، عن عبيدة.
ح قال: و أنا محمّد بن إسحاق، نا أبي، عن جده، عن ثور بن يزيد قال: قال وهب بن منبّه:
لما كلّم اللّه موسى صلّى اللّه عليه و سلّم يوم الطور كان على موسى جبة من صوف مخلّلة بالعيدان، مخروم وسطه بشريط ليف، و هو قائم على جبل، أسند ظهره إلى صخرة - زاد عبيدة: من الجبل و قالا:- فقال اللّه: يا موسى إنّي قد أقيمك مقاما لم يقمه أحد قبلك، و لا يقومه أحد بعدك، و قرّبتك مني نجيا، قال موسى: إلهي، و لم أقمتني هذا المقام ؟ قال:
لتواضعك يا موسى، قال: فلما سمع لذاذة الكلام من ربّه نادى موسى: إلهي أ قريب فأناجيك أم بعيد فأناديك ؟ قال: يا موسى أنا جليس من ذكرني.
أخبرنا (1)أبو سعد البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و أبو بكر السمسار - قراءة - و أبو الوفاء محمّد بن بزيع بن عبد اللّه الحاجب حضورا، قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه الورّاق، نا الحسين بن إسماعيل - إملاء - نا يوسف بن موسى، نا جرير، عن عطاء، عن ميسرة في قوله: وَ قَرَّبْنٰاهُ نَجِيًّا (2)قال: أدنى حتى سمع صريف الأقلام،- و قال ابن بديع:
القلم - و زاد في الألواح (3).
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن بكران، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن عثمان الفسوي، نا يعقوب بن سفيان، نا عيسى بن محمّد المكّي، نا إسماعيل بن عبد الكريم، نا عبد الصّمد بن معقل قال: سمعت وهبا يقول:
نودي موسى من الشجرة فقيل: يا موسى، فأجاب سريعا و ما يدري من دهاه، و ما كان سرعة إجابته إلاّ استئناسا بالأنس قال: لبيك، إني أسمع صوتك، و أحسّ حسك، و لا أرى مكانك، فأين أنت، قال: أنا فوقك، و معك، و أمامك، و خلفك، و أقرب إليك من نفسك، فلمّا سمع ذلك موسى علم أنه لا ينبغي ذلك إلاّ لربّه فأيقن به، فقال: كذلك أنت إلهي،
ص: 50
أ فكلامك أسمع أو رسولك، قال: لا، بل أنا الذي أكلمك، فادن مني، ثم قال له: إنّي قد أقمتك اليوم في مقام لا ينبغي لبشر بعدك أن يقوم مقامك، أدنيتك و قرّبتك حتى سمعت كلامي، و كنت بأقرب الأمكنة مني، فانطلق برسالتي، فإنك بعيني (1)و سمعي، و أنا معك أيدي و نصري، و إني قد ألبستك بجبّة من سلطاني تستكمل بها القوة في أمري، و أنت جند من جندي، بعثتك إلى خلق ضعيف من خلقي، بطر نعمتي و أمن مكري، و غرّته الدنيا عني حتى جحد حقي، و أنكر ربوبيتي (2)،و عبد دوني، و زعم أنه لا يعرفني، و إنّي أقسم بعزّتي لو لا العذر و الحجة اللذان وضعت بيني و بين خلقي لبطشت به بطشة جبار يغضب لغضبه السموات و الأرض، و الجبال و البحار، فإن أمرت السماء حصبته، و إن أمرت الأرض ابتلعته، و إن أمرت الجبال دمّرته، و إن أمرت البحار غرّقته، و لكن هان علي، و سقط من عيني، و وسعه حلمي، و استغنيت بما عندي، و حولي (3)،أنا الغني لا غنيّ غيري، فبلّغه رسالتي و ادعه إلى عبادتي، و توحيدي، و إخلاص اسمي، و ذكّره أيامي، و حذّره نقمتي و بأسي، و أخبره أنه لا يقوم شيء لغضبي، و قل له فيما بين ذلك قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف، أنا محمّد بن حماد، أنا عبد الرزّاق، عن معمر، عن قتادة في قوله تعالى: بَيْضٰاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ (4)قال: من غير برص.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا عفيف بن سالم، أنا قرة، عن الحسن: تَخْرُجْ بَيْضٰاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ،قال: أخرجها كأنها - و اللّه - المصباح، فعلم موسى أنه قد لقي ربّه.
أخبرنا (5)أبو الحسن علي بن المسلم، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن عبد الواحد، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن الطّبيز، أنا محمّد بن عيسى العلاّف، نا محمّد بن يونس، أنا أبو علي الحنفي، نا قرّة، عن الحسن في قوله تعالى: بَيْضٰاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ قال: أخرجها - و اللّه - كأنها الثلج، فعلم موسى أن قد لقي ربه.
ص: 51
أخبرنا أبوا (1) الحسن الفقيهان، قالا: أنا الحسين بن محمّد بن طلاّب، أنا أبو بكر بن أبي الحديد، أنا الحسن بن علي بن يحيى الشعراني، نا أبو صالح البصري، حدّثني محمّد بن قدامة، نا جرير، عن يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عبّاس في قوله عزّ و جل:
وَ أَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضٰاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ (2) قال: كانت عليه جبة من صوف كمّها إلى مرفقه، و لم يكن لها أزرار، فأدخل يده في جيبه، فإذا هي بيضاء تبرق مثل النور، فخرّوا على وجوههم.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا الكديمي، نا إسماعيل بن مطر، نا الوليد بن سالم، عن الحسن قال:
لما كلّم اللّه موسى ضرب على قلبه بصفائح النور، و لو لا ذلك لما أطاق كلام اللّه عزّ و جلّ .
[قال ابن عساكر:] (3) و خالفه غيره في نسب إسماعيل.
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن عمر، نا أبو الحسين محمّد بن علي، نا عمر بن أحمد، نا إسماعيل بن علي العاصمي، نا محمّد بن يونس، نا إسماعيل بن نصر العبدي، نا الوليد بن سالم، عن الحسن قال: لو لا أن اللّه ضرب قلب موسى بصفائح النور ما أطاق كلام اللّه.
قال: و نا عمر، نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن بكّار بن الريان، نا أبو معشر، عن أبي الحويرث قال: إنّما كلّم اللّه موسى بما يطيق من كلامه، و لو تكلم بكلامه لم يطقه شيء.
أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن رزيق، نا إسماعيل بن يعقوب بن الحراب البغدادي - إملاء - نا محمّد بن غالب بن حرب التمتام، نا أبو المعتمر عمّار بن زربي، نا بشر (4) بن منصور السليمي (5)،عن داود بن أبي هند، عن وهب بن منبّه قال:
قرأت في بعض الكتب التي أنزل اللّه من السماء: إنّ اللّه قال لموسى: أ تدري لأي شيء
ص: 52
كلمتك، قال: لأي شيء؟ قال: لأنّي اطّلعت في قلوب العباد، فلم أر قلبا أشدّ حبا لي من قلبك.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمّد، نا أبو بكر المالكي، نا أحمد بن محمّد (1) البغدادي، نا عبد المنعم، عن أبيه عن وهب قال: اطلع اللّه على قلوب الأدميين، فلم يجد قلبا أشدّ تواضعا له من قلب موسى، فخصّه بالكلام لتواضعه.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا مكحول البيروتي، نا أبو عمير عيسى بن محمّد بن النحّاس، نا ضمرة، عن ابن شوذب قال: أوحى اللّه إلى موسى: تدري لأي شيء اصطفيتك برسالاتي و بكلامي ؟ قال: لا يا ربّ ، قال: لأنه لم يتواضع لي (2) أحد تواضعك.
أخبرنا أبوا (3) الحسن الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا أبو حفص عمر بن محمّد النسائي، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا سليمان الداراني يقول: اطّلع اللّه في قلوب الآدميين، فلم يجد فيهم قلبا أشدّ تواضعا من قلب موسى، فخصّه منه بالكلام لتواضعه.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، أنا أبو عثمان الخيّاط ، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا سليمان يقول: إنّ اللّه اطّلع في قلوب الآدميين، فلم يجد قلبا أشد تواضعا من قلب موسى، فخصّه بالكلام لتواضعه.
قال: و قال غير أبي سليمان: أوحى اللّه إلى الجبال: إنّي مكلّم عليك عبدا من عبيدي، فتطاولت الجبال ليكلّمه عليها، و تواضع الطور، قال: إن قدّر شيء كان، قال: فكلّمه عليه لتواضعه.
أخبرتنا الجوزدانية (4)،أنا أبو بكر محمّد بن الفضل بن محمّد، و فاطمة و خجسته،
ص: 53
قالوا: أنا محمّد بن عبد اللّه [بن زياد، نا سليمان بن أحمد الطبراني، نا أحمد بن الحسين بن ما بهرام الإيذجي أبو عبد اللّه] (1)،نا محمّد بن مرزوق البصري، نا هانئ بن يحيى السلمي، نا الحسن بن أبي جعفر الحفري، عن قتادة، عن يحيى بن وثاب عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لمّا كلّم اللّه عزّ و جلّ موسى عليه السلام كان يبصر حثيث النمل على الصفا في الليلة المظلمة من مسيرة عشرة فراسخ»[12538].
قال الطبراني: لم يروه عن قتادة إلاّ الحسن بن أبي جعفر، تفرّد به هانئ بن يحيى.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: نا حجّاج، عن أبي معشر، عن أبي الحويرث عبد الرّحمن بن معاوية قال: مكث موسى بعد ما كلّمه اللّه أربعين ليلة لا يراه أحد إلاّ مات.
أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن عبد اللّه بن الحسين (2) الخفّاف، أنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول القاضي، نا أبو العباس أحمد بن أصرم المعقلي، نا محمّد بن بكّار، نا أبو معشر، عن أبي الحويرث قال: مكث موسى بعد الكلام أربعين يوما لا ينظر أحد إلى وجهه إلاّ هرب من نور رب العالمين تعالى.
أخبرنا (3) أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم، أنا عثمان بن أحمد بن السمّاك، نا إسحاق بن إبراهيم بن سنين (4)،نا محمّد بن بكّار بن الريّان أبو عبد اللّه، نا أبو معشر، عن عبد الرّحمن بن معاوية أبي (5) الحويرث قال: مكث موسى أربعين ليلة لا يراه أحد إلاّ مات من نور رب العالمين.
أخبرنا (6) أبو الفضل الأرموي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو حفص بن شاهين،
ص: 54
نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن بكّار، نا أبو معشر، عن عبد الرّحمن بن معاوية أبي الحويرث قال: مكث موسى أربعين ليلة لا يراه أحد إلاّ مات من نور رب العالمين.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا و أبو منصور ابن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أخبرني محمّد بن يحيى بن محمّد أبو بكر الشوكي (2)،نا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ ، نا أحمد بن عيسى بن السكين (3)،نا محمّد بن مهاجر (4)الطالقاني (5)،نا محمّد بن إسحاق الرملي، نا هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة قالت: كن لما لم ترج أرجى منك لما ترجو، فإن موسى بن عمران خرج يقتبس نارا، فرجع بالنبوة.
قال الخطيب: غريب من حديث هشام عن أبيه عن عائشة لا أعلم رواه إلاّ محمّد بن مهاجر المعروف بأخي حنيف، و كان غير ثقة، عن محمّد بن إسحاق الرملي، و هو مجهول، عن هشام و لم أكتبه إلاّ من هذا الوجه.
أخبرنا (6) أبو النضر عبد الرّحمن بن عبد الجبّار الفاسي، و أبو المظفّر عبد الجامع بن لامع بن أحمد الفارسي، و أبو محمّد... (7) بن عبد اللّه الرومي - بهراة - قالوا: أنا نجيب بن ميمون بن علي، أنا أبو منصور بن عبد اللّه الخالدي الهروي، أنا أبو الحسن محمّد ابن عمر بن بحير بن حازم السمرقندي، حدّثني أبي، نا أبو أيوب سليمان بن سلمة بن عبد الجبار الخبائري، نا سعيد بن موسى، نا رباح بن زيد، عن معمر، عن الزهري، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن موسى بن عمران ما كلّم في الأرض، إنّما كان يبعث إليه جبريل يجلس من الجنّة، وضع تحته كرسيا مكللا بالجوهر فيكلّمه حيث شاء»[12539].
أنبأنا أبو الحسن الفرضي، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر، قالا: أنا جعفر بن أحمد بن الحسين، أنا أبو القاسم المحسن بن حمزة بن عبيد اللّه الورّاق - بتنيس - نا أبو علي الحسين ابن علي بن جعفر الدّيبلي - بتنيس - في المحرم سنة خمس و تسعين و ثلاثمائة، نا أبو القاسم
ص: 55
علي بن محمّد بن عبدوس الكوفي، أنشدني الحسن بن أحمد التنوخي بحلب، أنشدني وهب ابن ناجية المرّي:
كن لما لا ترجو من الأمر أرجى *** منك يوما لما له أنت راجي
إنّ موسى مضى ليقبس نارا *** من ضياء رآه و الليل داجي (1)
فأتى أهله و قد كلّم اللّه *** و ناجاه و هو خير مناجي (2)
و كذا الأمر ربما ضاق بالمر *** ء فيتلوه سرعة الانفراج
أنبأنا أبو الحسن محمّد بن مرزوق الزعفراني، و أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي، قالا: أنا محمّد بن علي بن محمّد الخيّاط ، أنا أحمد بن محمّد بن يوسف العلاّف، نا الحسين بن صفوان.
ح و أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي (3)،أنا عبد الوهّاب بن محمّد بن إسحاق، أنا الحسن بن محمّد المدائني، أنا أحمد بن محمّد العبدي، قالا: نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني عبد اللّه بن محمّد التيمي، نا أصحابنا عن رجالهم قال:
قام موسى في بني إسرائيل بخطبة أحسن فيها فأعجب بها، فقالت له بنو إسرائيل في الناس أعلم منك ؟ قال: لا، قال: فأوحى اللّه إليه: إنّ في الناس من هو أعلم منك، قال: يا ربّ ، و من أعلم منّي و قد آتيتني التوراة فيها علم كل شيء؟ فأوحى اللّه إليه: أعلم منك عبد من عبادي حمّلته الرسالة، ثم بعثته إلى ملك جبّار عنيد، فقطع يديه و رجليه و جدع أنفه، فأعدت إليه ما قطع منه، ثم أعدته إليه رسولا يأتيه فولّى، و هو يقول: رضيت لنفسي ما رضيت لي، و لم يقل كما قلت أنت عند أول (4):إنّي أخاف أن يقتلون (5).
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا عبد اللّه بن محمّد بن عمران، نا موسى بن عبد الرّحمن بن مهدي، نا أبو أسامة، نا هشام (6) بن عروة، عن أبيه عن عائشة أنها خرجت في بعض ما كانت تعتمر، فنزلت ببعض الأعراب،
ص: 56
فسمعت رجلا يقول: أيّ (1) أخ كان أنفع لأخيه ؟ قالوا: لا ندري، قال: أنا و اللّه أدري، قالت عائشة: فلمته في نفسي حين حلف لا يستثني أنه يعلم أيّ (2) أخ كان أنفع لأخيه حتى قال:
موسى حين سأل لأخيه النبوة، فقلت: صدقت.
أنبأنا أبو الوحش سبيع بن المسلم، و أبو تراب حيدرة بن أحمد، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، عن جويبر، عن الضحّاك، عن ابن عبّاس في قوله: إِنَّنٰا نَخٰافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنٰا أَوْ أَنْ يَطْغىٰ (3)قال: هذه مقالة موسى، و كان هارون بمصر، فقال موسى:
ربّ إنّ أخي هارون رجل ضعيف، و أنا أقوى منه، فقد تخوّفت و هو أضعف مني فيتخوف أيضا أو أن يطغى فيقتلنا، قٰالَ : لاٰ تَخٰافٰا إِنَّنِي مَعَكُمٰا (4)شاهد لكما عند فرعون، أسمع قولكما و قوله، و أرى و انظر إليكما، فَأْتِيٰاهُ فَقُولاٰ: إِنّٰا رَسُولاٰ رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنٰا بَنِي إِسْرٰائِيلَ وَ لاٰ تُعَذِّبْهُمْ (5)في البنيان و نقل الحجارة و قتل الأنبياء (6)و استخدام النساء و أشبه ذلك قَدْ جِئْنٰاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ -يعني: بعبرة، و إن لم تصدقنا قلنا وَ السَّلاٰمُ عَلىٰ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدىٰ - يعني: و السلام من ربنا على من اتّبع دينه و منهاجه إِنّٰا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنٰا أَنَّ الْعَذٰابَ عَلىٰ مَنْ كَذَّبَ (7)[بأنا لسنا رسله] (8)وَ تَوَلّٰى عما جئناه و قولا له فيما بين ذلك: يا فرعون، هَلْ لَكَ إِلىٰ أَنْ تَزَكّٰى (9)-يعني - أن تصلح وَ أَهْدِيَكَ إِلىٰ رَبِّكَ فَتَخْشىٰ (10)يعني و أره يا موسى آياتي الكبرى، و أخبره أنّي أنا الغفور الرّحيم، و إنّي إلى العفو و المغفرة أسرع مني إلى العقوبة و الغضب، و لا يروعنك يا موسى ما ترى من عظمة فرعون، و شدة سلطانه، فإن ذلك بعيني، و لو شئت أن أسلّط عليه أوهن خلقي و أضعفه لقتله، و لكن قد أمهلته منذ أربعمائة سنة لتكون لي الحجة عليه.
قال: و أنا إسحاق عن جويبر عن الضّحّاك عن ابن عباس في قول اللّه لموسى:
ص: 57
اِذْهَبْ أَنْتَ وَ أَخُوكَ بِآيٰاتِي (1) يعني باليد و العصا، قال: ففصل برسالة ربه، و شيّعته الملائكة يصافحونه، و يدعون له بالنصر و الظفر على عدوه.
قال جويبر عن الضّحّاك عن ابن عبّاس أنه انطلق بأهله و ولده نحوهم.
قال: و أنا إسحاق عن أبي إلياس عن وهب بن منبّه قال:
أوحى اللّه إلى هارون يبشره بنبوة موسى أنه قادم عليه، و أنه قد جعله وزيرا و رسولا مع موسى إلى فرعون و ملئه، فإذا كان يوم الجمعة لغرّة ذي الحجة، قبل طلوع الشمس، ينظر إلى شاطئ النيل، فإنها الساعة التي تلتقي أنت و أخوك موسى، قال: فأقبل موسى في ذلك الوقت، و في تلك الساعة، و خرج هارون من عسكر بني إسرائيل، حتى التقى هو و موسى على شاطئ النيل، قال: فلقيه قال: فقال له موسى: انطلق بنا إلى فرعون، فانطلقا على وجوههما حتى انتهيا إلى فرعون، و هو في مدينة لها سبعة (2)و سبعون مدينة في كلّ مدينة سبعون ألف مقاتل، بين كل مدينتين المزارع و الأنهار، يأتي عليهم الحقب، لا يموت منهم ميت و هو في مجلس له، يرقى فيه سبعة آلاف درجة، إذا رقي على دابته رفع لها كفلها حتى يحاذي منسجها (3)،و إذا هبط رفع له منسجها (4)حتى يحاذي بكفلها، لا يسعل، و لا يبول، و لا يمتخط ، و لا يتغوّط إلاّ في كل عشرة أيام مرة، قد أنبتت حول مدائنه الغياض، و ألقيت فيها الأسد، و جعل ساستها يشلّونها على من يشاء، و يكفّونها عن من يشاء، و طرق فيما بينهما إلى أبواب مدائنه من أخطأها وقع في تلك الأسد فمزقته و قد جعل فرعون بني إسرائيل عساكر من وراء مدينة يعملون له، فذو القوة منهم قد قرحت عواتقهم من نقل الحجارة و الطين، و من دون ذلك قد قرحت أيديهم من العمل، و من دونهم يؤدّي الخراج، فمن غابت له الشمس قبل أن يؤدّي الذي عليه غلّت يده إلى عنقه شهرا و عمل بشماله، و النساء ينسجن ثياب الكتّان، فكانوا على ذلك حتى بعث اللّه موسى، فسبحان اللّه ما أعظم سلطانه (5).
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا المنجاب بن الحارث،
ص: 58
أنا طلق بن غنام عن ابن ظهير - يعني - الحكم، عن السدي، عن أبي مالك، عن ابن عبّاس وَ لَبِثْتَ فِينٰا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (1)،قال: (2)عشر سنين (3).
أنبأنا أبو الوحش سبيع بن المسلم، و أبو تراب حيدرة بن أحمد، قالا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا ابن رزقويه، أنا أبو بكر بن سندي، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا إسماعيل بن عيسى، نا أبو حذيفة، عن عبد اللّه بن إسماعيل السّدّي، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال:
لما قال لموسى: اِذْهَبْ إِلىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغىٰ (4)قال: يا ربّ اذهب إلى فرعون و قد أعطيته من زينة الدنيا و سلطانها، فأذهب إليه في رساستي (5)هذه، قال: نعم يا موسى، إنّي معك أَسْمَعُ وَ أَرىٰ (6)،فقال له موسى: فنعم يا رب، قال: فلما قال له هامان (7):أ ما وجد ربك رسولا غيرك في جودياك (8)هذه، ذكر موسى قول ربه عزّ و جلّ له: إنّي معك أَسْمَعُ وَ أَرىٰ ،قال له موسى: نعم إنّي رسول اللّه إليكم على رغم أنفك، قال: فقال له هامان: أيها الساحر، لا يغرنّك طاعة الأبواب لك، و ما تبصبصت لك الأسد، إنّما كان ذلك من كيد سحرك، سوف تعلم أنه ليس لك إله غير فرعون.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن حريث، عن عبد المنعم، عن أبيه عن وهب بن منبّه قال:
أوحى اللّه إلى موسى: يا موسى، لو شئت أن أزينكما بزينة يعلم فرعون حين ينظر إليه أنّ مقدرته تعجز عما أوتيتما فعلت، و لكن أرغب بكما عن ذلك و أزويه عنكما، و هكذا أفعل بأوليائي، إنّي لأذودهم (9)عن نعيمها و رجائها كما يذود الراعي الشفيق غنمه عن مراتع (10)الهلكة، و إنّي لأحميهم عيشها و سلوتها كما يجنّب الراعي الشفيق إبله مبارك العرّة (11)،و ما
ص: 59
ذاك لهوانهم علي، و لكنهم استكملوا (1)نصيبهم من كرامتي سالما موفرا لم يكمله الطمع و لا يطعنه (2)الهوى، و اعلم أنه لن يتزين لي العباد بزينة أبلغ فيما عندي من الزهد في الدنيا، إنّما هي زينة الأبرار عندي، و آنق ما تزين به العباد في عيني منها لباس يعرفون به السكينة و الخشوع، سيماهم النحول و السجود، أولئك هم (3)أولياء حقا، فإذا لقيتهم فاخفض لهم جناحك، و ذلّل لهم قلبك و لسانك، و اعلم أنّ من أهان لي وليا و أخافه فقد بارزني (4)بالمحاربة، و بادأني، و عرضني بنفسه، و دعاني إليها، و أنا أسرع إلى نصرة أوليائي، أ فيظن الذي يحاربني فيهم أنه يقوم لي ؟ أم يظن الذي يعاديني فيهم أنه يعجزني، أم يظنّ الذي يبادرني إليهم أنه يسبقني أو يفوتني ؟ كيف و أنا الناصر لهم في الدنيا و الآخرة ؟ و لا أكل نصرتهم إلى غيري، يا موسى، أنا إلهك الديّان، لا تستذل الفقير، و لا تغبط الغني بشيء، و كن عند ذكري خاشعا، و عند تلاوة وحيي طمعا (5)،اسمعني لذاذة التوراة بصوت حزين.
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن أحمد، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن أحمد بن القاسم، و أبو عمرو بن محمّد بن إسحاق، قالا: أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد المديني، أنا أحمد بن محمّد بن عمر العبدي، نا عبيد اللّه بن محمّد بن عبيد، نا خلف بن هشام البزار، نا أبو شهاب الحناط ، عن سفيان، عن رجل عن ابن منبّه قال:
لما بعث اللّه موسى و هارون إلى فرعون قال: لا يرعكما لباسه الذي لبس من الدنيا، فإن ناصيته بيدي ليس ينطق و لا يطرف و لا يتنفس إلاّ بإذني، و لا يعجبكما ما متع به منها، فإنّما هي زهرة الحياة الدنيا و زينة المترفين (6)،و لو شئت أن أزينكما بزينة من الدنيا يعرف فرعون حين يراها أن مقدرته تعجز عن ما أوتيتما لفعلت، و لكني أرغب بكما عن ذلك، فأزوي ذلك عنكما، و كذلك أفعل بأوليائي، و قد جرت لهم في أمور الدنيا أي لأذودهم عن نعيمها كما يذود الراعي الشفيق غنمه عن مراتع الهلكة، و إنّي لأجنبهم سلوتها كما يجنب الراعي الشفيق إبله عن مبارك العرّ [و ما ذاك لهوانهم عليّ و لكن استكملوا نصيبهم من كرامتي
ص: 60
سالما موفرا لم يكمله الطمع] (1)و لم تنقصه الدنيا بغرورها إنما يتزين لي أوليائي بالخشوع و الذل و الخوف و التقوى، يثبت في قلوبهم فيظهر على أجسادهم فهو ثيابهم التي يلبسون (2)و دثارهم الذي يطهرون، و صبرهم الذي يستشعرون، و نجاتهم التي بها يفوزون، و رجاؤهم الذي إياه يأملون، و مجدهم الذي به يفخرون، و سيماهم الذي بها يعرفون، فإذا لقيتهم فاخفض لهم جناحك و ذلل لهم قلبك و لسانك، و اعلم أنه من أخاف لي وليا فقد بارزني بالمحاربة، ثم أنا الثائر لهم يوم القيامة.
أخبرنا (3)أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان المالكي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا هارون بن سفيان، حدّثني عبيد اللّه بن محمّد، عن نعيم بن مورع، عن جويبر، عن الضّحّاك قال:
دعا موسى حين وجّه إلى فرعون، و دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوم حنين، و دعا كل مكروب كنت و تكون كنت حيا لا يموت تنام العيون و تنكدر النجوم و أنت حي قيوم لا تأخذك سنة و لا نوم (4).
أنبأنا أبو الوحش سبيع بن المسلم، و أبو تراب حيدرة بن أحمد، قالا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، أنا الحسن بن علوية، نا إسماعيل ابن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، عن عبد اللّه بن زياد بن (5)سمعان قال: بلغني عن وهب بن منبّه قال:
إن موسى لما دخل على فرعون كان أمامه سلطان اللّه عزّ و جلّ ، و عن يمينه ملائكة اللّه، و عن يساره ملائكة اللّه، فلمّا رأى ذلك سرير فرعون اهتز حتى رجف (6)عليه فرعون، و تغيّر لونه، و جعل يقطر منه البول، و لم يستطع النظر إلى موسى، و ذلك من قدرة اللّه أن اهتز سريره، و اللّه يفعل ما يشاء.
قال: و أنا إسحاق، أنا إدريس، عن وهب بن منبّه قال:
ص: 61
إن موسى حين قٰالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ مٰا بَيْنَهُمٰا (1)عباد له إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ قال فرعون: يا موسى، ما عقلت هذا و ما عقل أحد أن له إلها غيري، ف لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلٰهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (2) يقول لأخلدنّك (3) في السجن أبدا، قال: فقال له موسى: أَ وَ لَوْ جِئْتُكَ بِشَيْ ءٍ مُبِينٍ (4)-يعني بأني قد جئتك بشيء مبين،- يعني: برهانا بيّنا يحول بينك و بين ما تريد، و تعلم صدقي و كذبك، و أيّنا على الحق، قال فرعون: فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصّٰادِقِينَ (5) قال: فهز موسى عصاه ثم ألقاها فَإِذٰا هِيَ ثُعْبٰانٌ مُبِينٌ ، وَ نَزَعَ يَدَهُ فَإِذٰا هِيَ بَيْضٰاءُ لِلنّٰاظِرِينَ (6) لها شعاع كشعاع الشمس، قال له فرعون: هذه يدك، فلمّا قالها فرعون أدخلها موسى في جيبه ثم أخرجها الثانية لها نور تكلّ منه الأبصار، لها نور ساطع في السماء، قد أضاءت ما حولها، يدخل نورها في البيوت و تنوّر منها المدينة، و يرى من الكوّة و من وراء الحجب، فلم يستطع فرعون النظر إليها، ثم ردّها موسى في جيبه ثم أخرجها، فإذا هي على لونها الأول.
أخبرنا (7) أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا: أنا عبد الدائم بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، نا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا عبد الأعلى بن محمّد السكري، نا سلام بن مسكين قال: سألت الحسن عن هذه الآية: فَأَرٰاهُ الْآيَةَ الْكُبْرىٰ (8) قال: يده و عصاه (9).
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف الهروي، أنا محمّد بن حمّاد، نا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن قتادة في قوله:
تَلْقَفْ مٰا صَنَعُوا (10) قال: ألقى موسى عصاه، فتحولت حيّة تأكل حبالهم، و ما صنعوا.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، أنا
ص: 62
المنجاب، نا أبو سعيد العنقزي (1)،عن أسباط عن السّدّي قال: قال ابن عبّاس: كانت السحرة بضعا و ثلاثين ألفا.
قال: و نا المنجاب، أنا جنادة بن سلم (2) عن الكلبي قال: كانوا اثنين و سبعين ساحرا، اثنان من آل فرعون، و سبعون من بني إسرائيل.
قال: و نا المنجاب، أنا أبو سعيد العنقزي عمرو أنا موسى بن عبيدة، عن محمّد بن المنكدر قال: كانت السحرة ثمانين ألفا.
أخبرنا أبو الوحش سبيع بن المسلم، و أبو تراب الأنصاري، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا ابن رزقويه، أنا ابن بكر بن سندي، أنا الحسن بن علوية، أنا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق، أنا إدريس، عن وهب بن منبّه أنه قال:
إن موسى لمّا ألقى عصاه فصارت العصا ثعبانا، أعظم ثعبان نظر إليه الناظرون، أسود، مدلهمّ ، يدبّ على قوائم غلاظ ، فصارت في مثل بدن البختي العظيم، إلاّ أنه أطول منه بدنا و عنقا و مشفرا، و إن له ذنبا يقوم عليه، يشرف على حيطان المدينة برأسه و عنقه، ثم يقع على الأرض، فلا يلوي على شيء إلاّ حطّمه، و يحش بقوائمه الصخر و الرخام و الحيطان و البيوت حين يرمي بعضها على بعض، فما مرّ بشيء إلاّ حطمه بكلكله يتنفس في البيوت و الجزائر فيشتعل كلّ شيء فيه نارا، و له عينان يتوقدان نارا، و منخران يخرج منهما الدخان، و قد صار له المحجن عرفا علوّ (3) ظهره، و شعره أسود غلاظ مثل الرماح الطوال، لا يصيب منه شيء إلاّ قطعه، و قد جعلت الشعبتان له فم (4) مثل القليب الواسع، يخرج منه رياح السّموم، لا يصيب أحد منهم نفخة إلاّ صار أسود مثل الليل الدامس في فيه أضراس و أنياب، في أعلى شدقه اثنان و سبعون ضرسا، و في أسفله مثل ذلك، له صرير يصمّ من سمعه، ما يسمع الرجل كلام جليسه إذا صرّت أضراسه بعضها على بعض، و إنه ليهدر مثل البعير، يتزبد (5) شدقاه زبدا أبيض (6) يتطاير لعابه فلا يقع منه قطرة على أحد إلاّ اشتعل برصا، فأدخل الثعبان أحد
ص: 63
شدقيه تحت سرير فرعون و الآخر فوقه، و فرعون على سريره، فسلح في ثيابه، فلمّا عاين الناس ذلك من أمر الثعبان و كان قد اجتمع أهل المدينة بأسرها، فلما انهزموا ولّوا ذاهبين، تزاحموا في الأبواب و تضاغطوا، و ضاقت عليهم، فوطئ بعضهم بعضا، فمات يومئذ خمسة و عشرون ألفا، و قام فرعون فوقع عن سريره، و كان اللّه قد أملأه حتى صار آية، كان يمكث أربعين يوما لا يخرج من بطنه شيء، و لا يحدث إلاّ في كل أربعين يوما مرة، فلما كان يومئذ أحدث في ثيابه، حتى علم بذلك جلساؤه، و كان يأكل و يشرب جاهدا لا يبصق، و لا يتمخط (1) و لا يتنخّع (2)،و لا يسعل، و لا تذرف عيناه، و لا يمرض، و لا يصدّع، و لا يسقم، و لا يهرم، و لا يفتقر، شاب السن، و اللّه عز و جلّ يملي له أربع مائة سنة، فلمّا كان يوم الثعبان، و عاين ما عاين، أحدث، و امتخط ، و بصق، و أخذه الصداع و المرض، و اختلف بطنه أربعين مرة، فلم يزل بعد ذلك يختلف حتى مات، فلمّا عاين من أمر موسى و الثعبان خاف أن يدخل قومه من ذلك الرعب مثل الذي دخله فيؤمنوا به.
قال: و أنا إسحاق، أنا يزيد - يعني - ابن إبراهيم عن الحسن أنه قال:
لما عاين فرعون من أمر موسى و الثعبان قال له فرعون: يا موسى، ارجع يومك هذا، و كف ثعبانك هذا يقول سرا دون أصحابه - و قال لأصحابه: إِنَّ هٰذٰا لَسٰاحِرٌ عَلِيمٌ (3)،قال:
فدعا موسى، فقال له: يا موسى أ لا رفقت بالأمر، قتلت خمسة و عشرين ألفا، بهذا أمرك ربك الذي بعثك ؟ قال: يا فرعون، أنت فعلت هذا، يا فرعون أسألك واحدة، و أعطيك أربعا، قال: و ما الذي تسألني ؟ قال: أسألك أن تعبد اللّه و لا تشرك به شيئا، و أعطيك الشباب لا تهرم، و الملك لا ينازعك فيه أحد، و الصحة لا تسقم، و الجنّة خالدا. قال فرعون:
و رفع (4)و خضع، حتى استأمر آسية بنت مزاحم فدخل عليها فقال: يا آسية، أ لا ترين إلى موسى إلى ما يدعوني و ما أعطاني ؟ قالت: و ما هو؟ قال: يدعوني إلى أن أعبد اللّه و لا أشرك به شيئا، و أن لي الشباب فلا أهرم، و الملك لا ينازعني فيه أحد، و الصحة لا أسقم، و الجنّة خالدا، قالت: يا فرعون، و هل رأيت أحدا يصيب هذا فيدعه ؟ قال: فخرج فدعا هامان فاستشاره، فقال له هامان: أتعبد بعد أن كنت تعبد، قال: فبدا
ص: 64
له، قال: فقال الحسن: إن هامان كان لا يعرف له نسب، و كان إبليس يتراءى لفرعون في صورة الإنس يغويه، قال: فقال له: أنا أذرك (1)شابا، قال: فخضبه بالسواد، و هو أول من خضب بالسواد، فدخل على آسية فقال: يا آسية أ لا ترين صرت شابا؟ فقالت: من فعل هذا بك ؟ قال: هامان، قالت: ذاك إن لم ينصل (2).
قال: و أنا إسحاق، قال: و أخبرني جويبر عن الضّحّاك عن ابن عبّاس قال:
إن فرعون لما قال للملإ من قومه:
إِنَّ هٰذٰا لَسٰاحِرٌ عَلِيمٌ قالوا له: ابعث إلى السحرة، فقال فرعون لموسى: يا موسى، اجعل بَيْنَنٰا وَ بَيْنَكَ مَوْعِداً لاٰ نُخْلِفُهُ (3)،فتجتمع أنت و هارون، و تجتمع السحرة، فقال موسى: مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ (4)،قال: و وافق ذلك اليوم السبت في أول يوم من السنة، و هو يوم النيروز، وَ أَنْ يُحْشَرَ النّٰاسُ ضُحًى -يعني: و أن يحشرهم و يجمعهم ضحىّ (5)، قال: فاجتمعت السحرة لِمِيقٰاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (6)،و قيل: هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ لَعَلَّنٰا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كٰانُوا هُمُ الْغٰالِبِينَ (7)،قال: فاجتمع خمسة عشر ألف ساحر، قال: ليس منهم ساحر إلاّ و هو يحسن من السحر ما لا يحسن صاحبه، و كان كبراؤهم ألف ساحر، و هم الذين عملوا بالعصي و الحبال، فلمّا دخلوا على فرعون قالوا: أيها الملك، ما هذا الذي يعمل به هذا الساحر فنعمل مثله ؟ قال: يعمل بالعصا، قالوا: نحن نعمل، فقال: اعرضوا علي سحركم، فقام الذين يعملون بالعصي و الحبال فألقوها بين يدي فرعون، و سحروا أعين الناس، فإذا حبالهم و عصيهم صارت حيات و أفاعي، ففرح بذلك فرعون و استبشر، و طمع أن يظفر بموسى، و ظنّ أنّ عصيّهم و حبالهم صارت حيات، فقال لهم: اجهدوا على أن تغلبوه، فإنه ساحر لم ير مثله، فقالوا: أيها الملك، إِنَّ لَنٰا لَأَجْراً إِنْ كُنّٰا نَحْنُ الْغٰالِبِينَ (8)-يعني -
ص: 65
إن غلبنا إنّ لنا لمنزلة و فضيلة، قال فرعون: نَعَمْ ، وَ إِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (1)في المجالس و الدرجة عندي، فقالوا: أيها الملك، واعد الرجل، فقال: قد واعدته يوم الزينة، و هو عيدكم الأكبر، و وافق ذلك يوم السبت، فخرج الناس لذلك اليوم، فقال فرعون:
اجمعوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا (2)كلّ ألف ساحر صف، فكانوا في قول الحسن: خمسة و عشرين صفا، و قال الضحّاك: خمسة عشر صفا، مع كلّ ساحر عمل ليس مع صاحبه، و خرج موسى و هارون، و بيد موسى عصاه في جودياءة (3)و عباءة حتى انتهوا إلى الصفوف، و خرج فرعون في عظماء قومه، فجلس في مجلس له على سريره، عليه خيمة ديباج ميل في ميل، و معه هامان وزيره، و قارون بين يديه، قد استكفّ (4)له الناس، و اجتمعوا في صعيد واحد، و خرج الناس يقول (5)بعضهم لبعض: ننظر من الغالب فنكون معه، فوقف موسى و هارون قبل السحرة، ف قٰالَ لَهُمْ مُوسىٰ : وَيْلَكُمْ لاٰ تَفْتَرُوا عَلَى اللّٰهِ كَذِباً (6)-يعني - لا تقولوا على اللّه إلاّ الحق، فَيُسْحِتَكُمْ -يعني - فيبعثكم بِعَذٰابٍ ، وَ قَدْ خٰابَ -يعني - و قد خسر مَنِ افْتَرىٰ قال: فَتَنٰازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ ، وَ أَسَرُّوا النَّجْوىٰ (7)،فصارت السحرة يناجي كلّ واحد صاحبه سرّا، يقول: ما هذا بقول ساحر، و لكن هذا كلام من رب الأعلى، فعرفوا الحق، ثم نظروا إلى فرعون و سلطانه و بهائه، و نظروا إلى موسى في كسائه و عصاه، فنكسوا على رءوسهم، و قٰالُوا: إِنْ هٰذٰانِ لَسٰاحِرٰانِ ،الآية كلها (8)،ثم قال كبيرهم: يٰا مُوسىٰ ، إِمّٰا أَنْ تُلْقِيَ وَ إِمّٰا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقىٰ (9)،فهمّ موسى أن يلقي، فأمسك اللّه يده و ألقى على لسانه أن ابدءوا (10)فألقوا، فألقى كل رجل منهم ما كان في يده من حبل أو عصا، قال: إنهم أخرجوا ثلاثمائة و ستين وسقا ما بين عصا و حبل، قال: فلما ألقوا قالوا: بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ (11)-يعني - بإلهية فرعون، إِنّٰا لَنَحْنُ الْغٰالِبُونَ -يعني: القاهرون، قال: فَلَمّٰا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النّٰاسِ وَ اسْتَرْهَبُوهُمْ ، وَ جٰاؤُ بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (12)،ملئوا الدنيا في أعينهم
ص: 66
حيّات و أفاعي، فكان أول ما خطفوا بسحرهم بصر موسى و هارون، ثم فرعون و الناس، و ألقى كل رجل منهم ما كان في يده، فأقبلت الحيات و الأفاعي فامتلأ الوادي يركب بعضها بعضا، و هرب الناس منها، و تكسفوا هاربين، فَأَوْجَسَ (1)موسى فِي نَفْسِهِ خِيفَةً ، فقال: لقد كانت هذه عصا في أيديهم و إنها صارت حيّات، فظن موسى و خاف أن تكون صارت حيات كما صارت عصاه ثعبانا، فأوحى اللّه إليه: أنّي بمكان أسمع و أرى، و جاء جبريل حتى وقف على يمينه، بين موسى و هارون قال: لاٰ تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلىٰ ، وَ أَلْقِ مٰا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مٰا صَنَعُوا، إِنَّمٰا صَنَعُوا كَيْدُ سٰاحِرٍ وَ لاٰ يُفْلِحُ السّٰاحِرُ حَيْثُ أَتىٰ (2)،فذهب عن موسى ما كان يجد.
أخبرنا (3)أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن خشنام، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن غيلان الحرار (4)، نا أبو هشام الرفاعي، نا ابن يمان، نا سهل بن حنيفة، عن حجّاج، عن الحكم بن مينا، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«الطّوفان: الموت»[12540].
أخبرنا أبو رشيد هبة اللّه بن خليفة بن عبد المؤمن بن هبة اللّه بن أحمد الواعظ المزكي، و أبو المرجّى الحسين بن محمّد بن الفضل العسّال، قالا: أنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن شكرويه، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرّشيد قوله، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد ابن إسحاق المعروف بحامض راس، نا حمدون بن عمارة بن نوح، نا عبد اللّه بن عمرو، نا حمّاد بن سلمة، عن أبي المهزم، عن أبي هريرة قال: قال موسى عليه السلام لفرعون: لك ملكك و شبابك، فإذا متّ دخلت الجنّة، قال: حتى أشاور هامان، قال: فشاوره فقال له:
أنت تدعى ربّا (5)صرت تدعى عبدا، قال: فخذله اللّه (6).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا المنجاب، أنا أبو سعيد العنقزي، أنا إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: مكث موسى في آل فرعون بعد ما
ص: 67
غلب السحرة عشرين سنة يريهم الآيات: الجراد، و القمّل، و الضفادع، فأبوا (1).
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد، أنا علي بن محمّد بن علي، أنا عبد الرّحمن بن محمد بن ياسر أنا أبو القاسم (2)علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا أبو محمّد القاسم بن موسى بن الحسن الأشيب، نا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، نا عتاب ابن بشير، عن خصيف، عن عكرمة، عن ابن عباس قوله: تِسْعَ آيٰاتٍ بَيِّنٰاتٍ (3)قال:
اليد، و العصا، و الطوفان، و الجراد، و القمّل، و الضفادع، و الدم، و السنين، و نقص من الثمرات.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا أبو معشر، عن محمّد بن كعب وَ لَقَدْ آتَيْنٰا مُوسىٰ تِسْعَ آيٰاتٍ بَيِّنٰاتٍ قال: يده، و عصاه، و السنين، و الطوفان، و الجراد، و القمّل، و الضفادع، و الدم، و البحر (4).
أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن علي، أنا أبو الحسن بن الحمّامي.
ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، قالا: أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنّى بن معاذ العنبري، نا مسدد، نا أبو عوانة، عن المغيرة، عن عامر في قوله: وَ لَقَدْ آتَيْنٰا مُوسىٰ تِسْعَ آيٰاتٍ بَيِّنٰاتٍ قال:
يده، و عصاه، و السنين، و الطوفان، و الجراد، و القمّل، و الضفادع، و الدم، و نقص من الثمرات.
أنبأنا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم الحافظ (5)،أنا عبد اللّه بن محمّد، نا علي بن إسحاق، نا الحسين المروزي، نا الهيثم بن جميل، نا يعقوب بن عبد اللّه، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير قال:
ص: 68
بينما موسى جالس عند فرعون إذ نقّ ضفدع، فقال موسى: ما ذا قصّتكم (1)،فقالوا:
و ما عسى أن يكون هذا و أذاه ؟ قال: فأرسل عليهم الضفادع، قال: فإن كان الرجل منهم ليلبس ثوبه فيجده ممتلئا ضفادع، و أرسل عليهم الدم، فإن كان الرجل ليستقي من بئره و نهره، فإذا صار في جرته صار دما عبيطا، فقالوا: يا موسى، ادع لنا ربّك أن يكشف عنا و نحن نؤمن بك، فدعا اللّه فكشفه عنهم، فلم يؤمنوا، قال: فكان فرعون أوفاهم، قال لبني إسرائيل:
اذهبوا معه.
قال: و نا أبو محمّد بن حيّان، نا الوليد بن أبان، نا يونس بن حبيب، نا عامر، نا يعقوب نحوه، و زاد: فكان الرجل منهم لا يستطيع الكلام حتى ثبت (2)الضفدع في فيه.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف بن بشر قال: قرئ على محمّد بن حمّاد، أنا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن قتادة في قوله: الطوفان: المدّ حتى قاموا فيه قياما، ثم كشف عنهم فلم ينتهوا و أخصب بلادهم خصبا لم يخصب مثله، فأرسل اللّه عليهم الجراد فأكلته إلاّ قليلا، فلم يؤمنوا، فأرسل اللّه عليهم الجراد فأكلته إلاّ قليلا فلم يؤمنوا، فأرسل اللّه عليهم القمّل الدّبا (3)-أولاد الجراد (4)-فأكلت ما بقي من زرعهم فلم يؤمنوا، فأرسل اللّه عليهم الضفادع فدخلت عليهم بيوتهم، و وقعت في آنيتهم و فرشهم فلم يؤمنوا، ثم أرسل اللّه عليهم الدّم، فكان إذا أراد أحدهم أن يشرب ماء تحول ذلك دما، قال اللّه تعالى: آيٰاتٍ مُفَصَّلاٰتٍ فَاسْتَكْبَرُوا (5)فلما وقع عليهم اَلرِّجْزُ يقول: العذاب.
قال: و أنا معمر، عن قتادة، عن ابن عبّاس في قوله: تِسْعَ آيٰاتٍ قال: هي متتابعات، و هي في سورة الأعراف: وَ لَقَدْ أَخَذْنٰا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَ نَقْصٍ مِنَ الثَّمَرٰاتِ (6)قال: السنون لأهل البوادي، و نقص من الثمرات لأهل القرى، فهاتان اثنان، و
ص: 69
اَلطُّوفٰانَ وَ الْجَرٰادَ، وَ الْقُمَّلَ ، وَ الضَّفٰادِعَ ، وَ الدَّمَ (1) ،فهذه خمس، و يد موسى إذ أخرجها بَيْضٰاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ (2)،و السوء: البرص، و عصاه إذ ألقاها فَإِذٰا هِيَ ثُعْبٰانٌ مُبِينٌ (3)،و فَإِذٰا هِيَ تَلْقَفُ مٰا يَأْفِكُونَ (4).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا ابن أبي الدنيا، نا هشام بن القاسم الحرار (5)،نا عثمان بن عبد الرّحمن، نا تميم الأزدي قال: أظنه ابن حوشب قال: سمعت ابن شهاب الزهري يقول:
دخلت على عمر بن عبد العزيز فقال لي: يا ابن شهاب، أخبرني عن قول اللّه تعالى:
وَ لَقَدْ آتَيْنٰا مُوسىٰ تِسْعَ آيٰاتٍ بَيِّنٰاتٍ (6) ما هنّ ؟ قال: قلت: الطّوفان، و الجراد، و القمّل، و الضفادع، و الدم، و يده، و البحر، و الطّمسة (7)و عصاه، فقال عمر بن عبد العزيز: هكذا يكون العلم يا ابن شهاب، قال: ثم قال: يا غلام ائتني بالخريطة، قال:[فأتي] (8)بخريطة مختومة، ففكها، ثم نثر ما فيها، فإذا فيها دراهم و دنانير و تمر و جوز و عدس و فول، فقال:
كل يا ابن شهاب، فأهويت إليه، فإذا هو حجارة، فقلت: ما هذا يا أمير المؤمنين ؟ قال: هذا مما أصاب عبد العزيز بن مروان في مصر، إذ كان واليا و هو مما طمس (9)اللّه عليه من أموالهم.
أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم قالا: نا أحمد بن علي الحافظ ، أخبرني محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، نا إسحاق بن بشر قال: و أخبرني المضارب بن عبد اللّه السامي، أخبرني من رأى بمصر النخلة مصروعة، و إنّها لحجر، و لقد رأيت ناسا كثيرا قياما و قعودا في
ص: 70
أعمالهم، لو رأيتهم ما شككت فيهم قبل أن تدنو منهم، إنهم أناس و إنّهم لحجارة، و لقد رأيت الرجل من رقيقهم و إنه لحارث على ثورين، و إنه و ثوريه لحجارة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا الحسين أبو الحسين بن المهتدي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو الضبّي، نا أبو معشر المديني، نا محمّد بن كعب:
قٰالَ : قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمٰا (1) قال: كان موسى يدعو و هارون يؤمّن.
أنبأنا أبو تراب و أبو الوحش، قالا: أنا الخطيب، أنا ابن رزقويه، أنا أحمد، نا الحسن، نا إسماعيل، نا إسحاق عن (2)عبد اللّه بن السندي، عن أبيه عن مجاهد قال:
الطوفان طاف عليهم الموت (3).
قال: و نا إسحاق عن مقاتل، عن الضحّاك عن ابن عبّاس قال: الطوفان: الغرق.
قال: و أنا إسحاق، أنا أبو إلياس عن وهب بن منبّه قال:
أرسل اللّه عليهم الطوفان و هو الماء، قال: فمطرت عليهم السماء ثمانية أيام و لياليهن، لا يرون فيها شمسا و لا قمرا، و فاض الماء حتى ارتفع، و امتلأت الأنهار و الآبار و البيوت، فخافوا الغرق، فصرخ أهل مصر إلى فرعون بصيحة واحدة: إنّا نخاف الغرق، و إنّا قد هلكنا جوعا، فأرسل فرعون إلى موسى يدعوه إليه، فأتاه موسى فقال له فرعون: أيّها الساحر اُدْعُ لَنٰا رَبَّكَ بِمٰا عَهِدَ عِنْدَكَ (4)-يعني - عهد إليك بزعمك أنك رسوله إننا لمهتدون إنّا لمبايعوك لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ ، وَ لَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرٰائِيلَ (5)،قال موسى: لست أدعو لكم أبدا ما سميتموني ساحرا، فعند ذلك قٰالُوا: يٰا مُوسَى، ادْعُ لَنٰا رَبَّكَ بِمٰا عَهِدَ عِنْدَكَ ،فدعا موسى ربه، فكشف اللّه عنهم الطوفان، فأقلعت السماء، و ابتلعت الأرض، فنبتت زروعهم و كلؤهم (6)،و خصبوا خصبا لم يروا مثله قط في أرض مصر، قال: فلمّا أبصروا إلى ذلك الخصب نكثوا العهد، و كذّبوا موسى و قالوا: لقد كان ما كنا نحذر من هذا الماء رحمة و خصبا، جادت زروعنا و خصبت (7)بلادنا، فنقضوا العهد و قالوا: يا موسى لن
ص: 71
نؤمن لك، و لن نرسل معك بني إسرائيل، فإنّا كنا جزعنا من شيء كان خيرا لنا، فأوحى اللّه إلى موسى أن صلّ ركعتين، ثم أشر بعصاك إلى نحو المشرق و المغرب، ففعل موسى، فأرسل اللّه عليهم الجراد من الأفقين أمثال الغمام المظلم الأسود، حتى امتلأت (1)أرضهم، و حال الجراد بينهم و بين السماء، حتى صارت الشمس كأنها في سحاب، قال: فأقبلت الجراد، فلحست ما أنبت اللّه من الزرع و الكلأ حتى لم يذر منه شيئا، ثم توجهت نحو النخل و الشجر، فجعلت تستقبل النخلة العظيمة فتأكلها حتى تحفرها عن عروقها، فيستقبل بعضها الشجرة العظيمة المثمرة، فيقع بعضها في أعلاها، و بعضها في أسفلها. فتأكلها حتى ما يرى فيها عود و لا ورقة، و يسمع (2)لها قضيم (3)مثل قضيم، ثم تبتلعه كما يبتلع الجمل اللقمة، فما ينكشف الجراد عن شيء وقع عليه إلاّ صار ذلك المكان كأنما حرث بالبقر.
قال: و نا إسحاق، أنا مقاتل بن سليمان، عن الضّحّاك و عطاء عن ابن عبّاس.
أن الجراد كان يأكل الأبواب و الخشب و مسامير الأبواب، و يقع في دورهم و مساكنهم، فلا يستطيع أحد منهم الخروج من بيته إلاّ أكله الجراد، و ثيابهم و شعورهم قال: وثبت الجراد عليهم ثمانية أيام و لياليهن، لا يرون الأرض حتى ركب الجراد بعضه بعضا ذراعا من الأرض، قال: فصرخ أهل مصر إلى فرعون، فقالوا: يا سيّدنا، إنّ هذا لا تقوم له حيلتنا، و كلّ مصيبة أهون علينا من الجوع، و إنّه متى أصابنا الجوع ظهر علينا عدوّنا، فصار بعضنا خدما لبعض، و إنّا لم نر ساحرا قط مثله، إنّ سحره لم يزل يعظم حتى بلغ ما ترى، فادعه و عجّل قبل الهلاك، قال: فأرسل فرعون إلى موسى، فأتاه، فقال له: يٰا أَيُّهَا السّٰاحِرُ، ادْعُ لَنٰا رَبَّكَ بِمٰا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنٰا لَمُهْتَدُونَ (4)،نحلف لك يا موسى لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا هذا لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَ لَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرٰائِيلَ (5)،قال: فدعا موسى ربّه، فأرسل اللّه ريحا شديدة فاحتملت الجراد فألقته في البحر، و انكشفت لهم الأرض، فلمّا نظر أهل مصر إلى الأرض، فإذا هم قد بقي من زروعهم و كلئهم ما يكفيهم عامهم ذلك، و ذلك في أرض لم تصل إليه الجراد، فأتوا موسى و نكثوا العهد، و قالوا: بقي لنا منه ما نكتفي به سنتنا هذه، فلن نؤمن معك، و لن نرسل
ص: 72
معك بني إسرائيل، فلمّا علم اللّه ذلك من كفرهم أمر اللّه موسى أن امش إلى كثيب في ناحية كذا و كذا من أرض مصر، فاضربه بعصاك ثم انكته (1)من نواحيه، فانطلق موسى إلى ذلك الكثيب، فضربه بعصاه، فخرج عليهم مثل القمّل - و قال بعضهم: البراغيث - و القمّل هو الدبا من الجراد، حتى خرج شيء لا يحصى عدده إلاّ اللّه حتى امتلأت البيوت و الأطعمة و منعهم من النوم و القرار، فكان الرجل منهم لا يقرّ ليله و لا نهاره، و يصيح كهيئة المجنون قد اعترتهم الحكّة، و أقبلت على بقية الزرع فأكلته حتى أخرجته من عروقه، قال: فصرخ أهل مصر إلى فرعون: إنّا قد هلكنا جوعا إن لم ترسل إلى هذا الساحر يدعو لنا ربه أن يكشف عنّا هذا العذاب، فأرسل فرعون إلى موسى، فأتاه، فقال له: يٰا أَيُّهَا السّٰاحِرُ، ادْعُ لَنٰا رَبَّكَ يكشف عنا هذا العذاب، فإن فعل آمنا بك، و أرسلنا مَعَكَ بَنِي إِسْرٰائِيلَ ،قال موسى: قد كنت حلفت و أعطيتني عهدا إن كشف اللّه عنكم لتؤمنن بي، و لترسلنّ معي بني إسرائيل، قال: قد كان ذلك فيما مضى، و لكن المرة ادع لنا، قال موسى: لا أدعو لكم ما سميتموني ساحرا، فقال: يا موسى، ادع لنا ربك، قال: فدعا موسى ربّه، فأمات القمل، فلم يبق منه بأرض مصر شيء، فلمّا أن علم القوم أنه لم يبق لهم ما يعيشون به أتوا فرعون فجعلوا يتوامرون (2)ما ذا يصنعون بموسى، قال: فاتفق أمرهم على أنه ساحر، و إنّما غلبهم بسحره، قال: فدعا فرعون موسى (3)،فقال: يا موسى، إن لم نؤمن لك هل يستطيع ربّك أن يفعل بنا شرّا مما فعل، فلن نؤمن لك، و لن نرسل معك بني إسرائيل، فلمّا علم اللّه نكثهم (4)أوحى اللّه إلى موسى أن يأتي البحر ثم يشير بعصاه، ففعل موسى، فأرسل اللّه عليهم الضفادع، فتداعت الضفادع بعضها بعضا حتى أسمع أدناها أقصاها، و ما فوق الماء منها و ما تحته، فخرج كلّ ضفدع خلقه اللّه في البحر، فلم يشعر الناس إلاّ و الأرض مملوءة ضفادع، ثم توجّهت نحو المدينة، فدبّت في أرضهم و بيوتهم و مجالسهم و أجاجيرهم (5)و فرشهم و أفنيتهم، و امتلأت الأطعمة و الآنية، و كانوا لا يمشون و لا يقعدون إلاّ على الضفادع، و كان الرجل منهم لا يكشف عن ثوب و لا قدر و لا عن آنية إلاّ وجد فيه ضفادع ميتة، حتى إنّ الرجل كان ينام على فراشه مع أهله فإذا انتبه من نومه وجد عليه من الضفادع ما لا يحصى، و قد ركب بعضها
ص: 73
بعضا، و جعل أهل المدينة لا يستطيعون أن يأكلوا طعاما من نتن الضفادع.
قال: و أنا ابن إسحاق، أنا سعيد بن سالم القداح، عن ابن جريج، عن مجاهد قال:
و أنا ابن سنان عن من يخبره عن مجاهد قال: كانت الضفادع لتسكن الجحرة (1)فلمّا أرسلها اللّه عذابا على فرعون و قومه فكانت تجيء حتى تقذف نفسها في التنور المسجور، و في القدور، و هي تغلي تغضبا للّه، فشكر اللّه لها، فأسكنها الماء، و جعل نعيقها التسبيح (2).
قال: و أنا إسحاق، أنا أبو إلياس عن وهب بن منبّه قال: لما أذاهم - يعني - آل فرعون القذر و النتن و أجهدهم البلاء الذي أصابهم من الضفادع صرخوا إلى فرعون، فأرسل فرعون إلى موسى، فأتاه فقال: يٰا أَيُّهَا السّٰاحِرُ، ادْعُ لَنٰا رَبَّكَ (3)يرفع عنا هذا الرجز فنؤمن بك، و نرسل معك بني إسرائيل، قال موسى: لو لا الحجّة و العذر الذي وضعه اللّه بيني و بينك ما فعلت، قال: فدعا ربه، فماتت الضفادع، فجعلوا يكنسونها من بيوتهم و دورهم و أفنيتهم ثم ينقلونها إلى باب المدينة حتى جعلت ركاما ثم أرسل اللّه عليهم مطرا وابلا فسال بالضفادع فألقاها في البحر، فلمّا كشف اللّه عنهم الضفادع قالوا: ما فعل هذا إلاّ سحره، و لو صبرنا كانت تموت الضفادع، فنكثوا و قالوا: يا موسى، لن نؤمن لك، و لن نرسل معك بني إسرائيل، قال: فلمّا نكثوا أوحى اللّه إلى موسى أن اضرب بعصاك النيل - و هو النهر الذي يشرب به أهل مصر - ففعل موسى، فتحوّل النيل دما عبيطا، يرده بنو إسرائيل فيشربون ماء عذبا صافيا، و يرده قوم فرعون فتختضب بها أيديهم دما، فجرت أنهارهم دما و صارت ركاياهم دما، فلم يقدر أحد منهم على ماء يشربه، و كانوا لا يستقون من بئر و لا نهر، و لا يغترفون من إناء إلاّ صار دما (4).
قال: و أنا إسحاق، قال: و أخبرني محمّد بن إسحاق، حدّثني من لا أتّهم أن المرأة من آل فرعون كان تخرج إلى المرأة من بني إسرائيل حين أجهدها العطش فتقول لها: اسقيني من مائك فإنّي قد هلكت عطشا، قال: فترحمها فتغرف لها من جرّتها أو قربتها قال: فتعود الماء
ص: 74
بإذن اللّه في إنائها (1)دما، و في إناء الإسرائيلية ماء صافيا، حتى إن كانت المرأة من آل فرعون لتقول للمرأة من بني إسرائيل: اجعلي الماء في فيك ثم مجّيه في فيّ ، قال: فكانت المرأة تأخذ الماء في فيها، فإذا مجّته في في آل فرعون (2)صار دما، فمكثوا بذلك سبعة أيام و لياليهن لا يقدرون على ماء حتى بلغهم الجهد.
قال: و أنا إسحاق، حدّثني سعيد بن أبي عروبة، أخبرني قتادة عن كعب أنه قال:
إن آبارهم صارت قبل الدم دودا أحمر، فاتّخذ فرعون لها أكوازا على فيها كشبه (3)الغرابيل يقال له البرقال (4)قال: فعند ذلك صارت أنهارهم دما، قال: فصرخوا إلى فرعون:
إنّا قد هلكنا عطشا، و إنّه لا صبر لنا، و قد هلكت مواشينا، و أنعامنا عطشا من الظمأ فأرسل فرعون إلى موسى، فقال: يا موسى بحقّ ربك الذي أرسلك إلينا لمّا دعوته أن يكشف عنا إننا لمهتدون. و هي مرّتك هذا (5)نعطيك عهدا أن لا ننكث، و نؤمن بك، و نرسل معك بني إسرائيل، قال موسى: يا فرعون، أ ليس تزعم أنّي ساحر، و أنّي أصنع هذا بسحري، فكيف تأمرني أن أدعو ربي، قال: يا موسى لا تؤاخذنا بما قد مضى و لكن ادع لنا ربك مرّتك هذه، فدعا موسى ربه، فكشف اللّه عنهم الرجز (6)،و شربوا من بعد الدم ماء عذبا صافيا، قال: و ما كان دعوة موسى في كل مرة إلاّ للحجة و العذر الذي قدّره اللّه، و رجا أن يرجعوا و يوفوا بعهده، و يؤمنوا، و يرسلوا معه بني إسرائيل، فلم يفوا و عادوا إلى أمرهم قال اللّه: فَلَمّٰا كَشَفْنٰا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلىٰ أَجَلٍ هُمْ بٰالِغُوهُ إِذٰا هُمْ يَنْكُثُونَ (7).
قال: و أنا إسحاق، أنا شعبة، عن قتادة، عن الحسن قال:
طاف عليهم الموت ثمانية أيام، و هو الطوفان، و قال غير الحسن ممن سمينا في الكتاب و هو وهب: أنه أرسل عليهم السماء ثمانية أيام و هو حتى خافوا الغرق، و هو الطوفان، و قال غير الحسن: فكان بين الطوفان و بين الجراد أربعون يوما، و كان الجراد ثمانية أيام، و كان بين الجراد و بين القمّل أربعون يوما، و كان القمّل ثمانية أيام، و كان بين القمّل و الضفادع أربعون
ص: 75
يوما، و كانت الضفادع ثمانية أيام، و كان بين الضفادع و الدم أربعون يوما، و كان الدم ثمانية أيام.
قال: و أنا إسحاق، أنا ابن سمعان، عن من يخبره عن عطاء بن أبي رباح قال: كان بين الآيات كلها أربعون يوما.
قال: و أنا إسحاق، أنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن قال: ما بين الآية إلى الآية أربعون يوما، فقال اللّه عزّ و جلّ لموسى: أَسْرِ بِعِبٰادِي ليلا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (1).
قال: و أنا إسحاق، أنا عبد اللّه بن إسماعيل السندي، عن أبيه، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، و مقاتل عن الضّحّاك عن ابن عبّاس، و ابن جريج عن مجاهد، عن ابن عبّاس قالوا كلهم عنه:
إنّ اللّه أمهل لفرعون بين القولين حين قال: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلىٰ (2)و قال: مٰا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلٰهٍ غَيْرِي (3)،فأمهله أربعين سنة فيما بين القولين، فكذلك حكم ربنا تعالى، ثم أخذه بنكال الآخرة و الأولى، فأمّا الأولى فقال: مٰا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلٰهٍ غَيْرِي ،و الآخرة حين حشر الناس في أمر فرعون فقال: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلىٰ .
قال: و أنا إسحاق، أخبرني موسى بن عبيدة، عن محمّد بن كعب القرظي قال:
لقد ذكر لي أن فرعون خرج في طلب موسى على ستمائة ألف من الخيل دهم كلها ورق (4)حصان، سوى ما كان في جنده من سائر الخيل، قال: فخرجوا في طلب موسى كما قال اللّه، فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (5)عند طلوع الشمس (6).
قال: و أنا إسحاق، أنا جويبر، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاس، و عثمان بن عطاء، عن أبيه عن ابن عبّاس قال:
ص: 76
خرج موسى حتى انتهى إلى البحر، فلمّا انتهى إلى البحر - و هو بحر القلزم - لم يكن له عنه منصرف (1)،قال: و اطّلع عليهم فرعون في جنوده من خلفهم و البحر أمامهم، فظن بنو إسرائيل الظنون، و جعلوا يلومون موسى بقول اللّه، فَلَمّٰا تَرٰاءَا الْجَمْعٰانِ (2)يعني:
الفريقان (3)،قال: جند فرعون و أصحاب موسى قٰالَ أَصْحٰابُ مُوسىٰ : إِنّٰا لَمُدْرَكُونَ ، قٰالَ :
كَلاّٰ، إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ (4) يقول وعدني و سينجز وعدي، و لا خلف لموعد اللّه، قال:
فقالت بنو إسرائيل لموسى: لم تدعنا بأرض مصر، أرض طيبة، نعيش فيها و نخدم فرعون و قومه، و لم نر هذا البلاء، هذا البحر أمامنا، و فرعون و جنوده من خلفنا، إن ظفر بنا قتلنا، و إن اقتحمنا في البحر غرقنا، لقد لقينا في سبيلك بلاء و شدّة.
قال: و أنا إسحاق، أنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن قال:
إنّ موسى لما رأى ذلك من قومه و ما يتضرعون و يستغفرون من ذنوبهم و يقولون: يا موسى سل لنا ربك يضرب لنا طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً (5)فقد وعدنا لذلك بمصر، فاتّبعناك، و صدّقناك، و هذا فرعون و جنوده قد دنا منك، قال: فانطلق موسى نحو البحر، فقال: إنّ اللّه أمرني أن أسلك فيك طريقا، و ضرب بعصاه البحر قبل أن يوحى إليه، فأنطق اللّه البحر، فقال له: يا موسى، أنا أعظم منك سلطانا، و أشدّ منك قوة، و أنا أوّل منك خلقا، و عليّ كان عرش ربنا، و أنا لا يدرك قعري، و لا أترك أحدا يمرّ بي إلا بإذن ربّي، و أنا عبد مأمور، لم يوح اللّه إليّ فيك (6)شيئا، و دنا فرعون و جنوده، فجاء موسى إلى قومه راجعا، فأيس (7)القوم، فأتاه حزبيل بن يوحابيل المؤمن (8)فقال له: يا موسى، يا نبي اللّه، أ ليس وعدك اللّه البحر؟ قال:
نعم، قال: فلن يخلفك، فناج ربك، قال: فبينما هو كذلك إذ جاءه خازن البحر، فسلّم عليه، فقال له: يا موسى، أ تعرفني ؟ قال: لا، قال: أنا خازن البحار (9)،قال: فما أوحى اللّه إليك في أمر فرعون شيئا؟ قال: يا موسى، و اللّه إني لخامس خمسة من خزّان اللّه، و اللّه ما أدري ما اللّه صانع بعد فرعون، و لقد خفي عليّ أمره، و إنّ اللّه وعدك و هو منجز ذلك، فتضرّع إلى ربك، قال: فلمّا سمع ذلك موسى تضرّع إلى اللّه، فقال: يا رب، قد ترى ما
ص: 77
يقول بنو إسرائيل، و ما قد كربهم، و ما قد نزل بهم من سوء الظن، فأسألك يا إله إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و يوسف، فرّج عنا هذا الكرب، و نجّنا من فرعون، و أبدل لنا مكان الخوف أمنا كي نسبّحك كثيرا، و نعبدك حق عبادتك.
و اختلط خيل فرعون بخيل موسى، و خرج فرعون معلما على فرس، له حصان، و كانت لحيته تغطي قربوس سرجه، و لمّته من خلفه تغطي مؤخر سرجه، و عليه درع من ذهب، قد علاه بالأرجوان، قال: فلما رأى ذلك اللّه عزّ و جل مما دخل في قلب موسى و قلوب بني إسرائيل أوحى اللّه إلى موسى: إنّي قد أذنت للبحر أن يطيعك، فاضرب بِعَصٰاكَ الْبَحْرَ (1)قال: فضرب موسى البحر، فَانْفَلَقَ اثنا عشر طريقا، و دعا موسى أصحابه و قال لهم: هلموا فثم ثمّ قال: اللّهم اجعل هذا البحر غضبا و رجزا (2) و نقمة على فرعون و قومه، و نجّنا جميعا، فإنّا جندك، و نحن أهل الذنوب و الخطايا، قال: فصار البحر كما قال اللّه اثني عشر طريقا يابسا، و هو كما قال: وَ اتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً (3) يعني سهلا دمثا، لا تخاف دركا من فرعون و جنوده، و لا تخشى البحر يغرقك و من معك.
قال: فلما كان البحر كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (4) كلّ فرقة منه يعني كالجبل العظيم، و تفرّق الماء يمينا و شمالا، و بدت الأرض يابسا، فقالت بنو إسرائيل: إنّا نخاف أن يغرق بعضنا و لا يراه إخوانه، غير أنّا نحبّ أن يكون البحر أبوابا، ليرى بعضنا بعضا، قال: فصار لهم أبوابا ينظر بعضهم إلى بعض، و كان طول الطريق فرسخين، و عرضه فرسخا، فاتبعه فرعون بجنوده.
قال: و أنا إسحاق، أنا محمّد بن إسحاق قال: سمعت من حدّثني عن محمّد بن كعب القرظي عن عبد اللّه بن شداد قال (5):
لما جاز بنو إسرائيل البحر و لم يبق منهم أحد بقي البحر على حاله (6)،و أقبل فرعون عدو اللّه على حصان من دهم الخيل، و وقف على شفير البحر، و البحر رهوا ساكنا على
ص: 78
حاله، فأراد موسى أن يضرب بعصاه البحر، فتركه كما كان، فأوحى اللّه إليه أن اُتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ فتركه على حاله خامدا، فلما أبصر فرعون البحر خامدا اثني عشر طريقا يقول لجنوده: أ لا ترون إلى البحر كيف أطاعني، و إنما فعل هذا لتعظيمي، و ما ينشق إلاّ فرقا مني لأنه علم أنّي سأتبع بني إسرائيل، فأقتلهم، و لم يعلم عدو اللّه أنّ اللّه مكر به من حيث لا يشعر، و قال: فانطلق ليقتحم في البحر، و جالت الخيل، فعاينت العذاب، فنفر الحصان الذي هو عليه، و جالت الخيل فأقحموها، فعاينت العذاب و لم تقتحم، و هابت أن تدخل البحر، فعرض له جبريل على فرس له أنثى وديق (1) فقربها من حصان فرعون، فشمّها الفحل، فتقدم جبريل أمام الحصان فاتّبعها الحصان و عليه فرعون، فلما أبصر جند فرعون أن فرعون قد دخل نادت أصحاب الخيل: يا صاحب الرمكة (2) على رسلك لتتبعك الخيل، قال: فوقف جبريل حتى توافت الخيل و دخلوا البحر، و ما يظن فرعون إلاّ أن جبريل فارس من أصحابه، فجعلوا يقولون له: أسرع الآن، فقد دخلت الخيل، أسرع يسرع الخيل في إثرك، فجعل جبريل يخب إخبابا و هم في أثره لا يدركونه، حتى توسط بهم في أعمق مكان في البحر، و بعث اللّه ميكائيل على فرس آخر من خلفهم يسوقهم (3) و يقول لهم: الحقوا بصاحبكم، حتى إذا فصل جبريل من البحر ليس أمامه أحد من آل فرعون، وقف ميكائيل من الجانب الآخر ليس خلفه أحد.
أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبي أبو سعد، أنا أبو الحسن بن فراس، أنا أبو جعفر الديبلي، نا أبو عبيد اللّه، نا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن أبي سعد، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: خرج فرعون في ألف ألف حصان سوى الإناث، و خرج موسى في بني إسرائيل ستمائة ألف، فقال فرعون: إن هؤلاء لشرذمة قليلون.
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي الزهري، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد البوشنجيان (4)،و أبو المحاسن أسعد بن علي بن زياد قالوا: أنا عبد الرّحمن الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد الحموي، أنا إبراهيم بن خزيم الشاشي، نا عبد بن حميد الكشي، نا إبراهيم بن الحكم بن أبان، حدّثني أبي، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«كان
ص: 79
أصحاب موسى الذين جاوزوا البحر اثني عشر (1) فكان (2) طريق اثنا عشر ألفا كلّهم من ولد يعقوب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم»[12541].
أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف المقرئ، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل الضرّاب، أنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي، نا إسماعيل بن إسحاق، نا محمّد بن عبيد، نا محمّد بن ثور، عن معمر، عن قتادة قال: كان مع موسى (3)صلى اللّه عليه و سلّم ستمائة ألف، و اتبعهم فرعون على ألف ألف و مائتي ألف حصان.
قال: و نا إسماعيل، عن عبد اللّه بن إسماعيل، نا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم قال:
سمعت أبي يقول: بلغني أن مقاتلة (4) بني إسرائيل يومئذ ستمائة ألف، و أن مقدمة فرعون كانوا ستمائة ألف على خيل دهم سود غرّ محجلين، ليس فيها شية مخالفة لذلك، إلاّ أدهم أغرّ محجّل.
قال: و نا إسماعيل، نا محمّد بن عبيد، نا محمّد بن ثور، عن معمر، عن أبي إسحاق الهمداني، عن عمرو بن ميمون الأودي في قوله عزّ و جل: فَكٰانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (5)مثل النخلة، لا يتحرك، فسار موسى و من معه، و اتبعهم فرعون في طريقهم حتى أنهم (6)تتامّوا فيه أطبقت عليهم، فلذلك قال: وَ أَغْرَقْنٰا آلَ فِرْعَوْنَ وَ أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (7).
قال: و نا إسماعيل بن إسحاق، نا العباس بن الوليد، نا يزيد بن زريع، نا سعيد، عن قتادة في قوله عزّ و جلّ : وَ إِذْ فَرَقْنٰا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنٰاكُمْ وَ أَغْرَقْنٰا آلَ فِرْعَوْنَ وَ أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ قال: إنما كان عهدهم بآل فرعون فصار البحر طريقا يبسا لهم يمشون فيه، و أنجاهم اللّه و أغرق آل فرعون و هم ينظرون.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم الحربي، نا يحيى بن عبد الحميد، نا وكيع، عن سفيان الثوري، عن أبي السليل قال: لما انتهى موسى إلى البحر قال: هن أبا خالد، فأخذه أفكل يعني رعدة (8).
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو
ص: 80
عمرو موسى بن إسماعيل بن إسحاق القاضي، نا محمّد بن أحمد بن البراء، أنا عبد المنعم ابن إدريس، نا عبد الصّمد بن معقل، عن وهب بن منبّه، عن ابن عباس قال: قال موسى يا رب أمهلت فرعون أربعمائة سنة و هو يقول أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلىٰ (1)و يكذب بآياتك و يجحد رسلك، فأوحى اللّه إليه أنه كان حسن الخلق، سهل الحجاب، فأحببت أن أكافئه.
أنبأنا أبو بكر أحمد بن المظفّر بن الحسن بن سوسن، و أخبرني أبو طاهر محمّد بن محمّد السنجي عنه، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن، نا محمّد بن جعفر ابن محمّد الآدمي القارئ - من لفظه - أنا أبو بكر أحمد بن عبيد اللّه - صاحب النرسي - أنا يزيد بن هارون (2)سنة إحدى و مائتين، أنا أصبغ بن زيد الورّاق الجهني، حدّثني القاسم بن أبي أيوب، حدّثني سعيد بن جبير قال: سألت عبد اللّه بن عباس عن قول اللّه لموسى:
وَ فَتَنّٰاكَ فُتُوناً (3) فسألته عن الفتون ما هو؟ فقال: استأنف النهار بابن جبير، فإنّ لها حديثا طويلا، فلمّا أصبحت غدوت على ابن عبّاس لأنجز (4)ما وعدني من حديث الفتون، فقال:
تذاكر فرعون و جلساؤه ما كان اللّه وعد إبراهيم من أن يجعل في ذرّيته أنبياء و ملوكا، فقال بعضهم: إنّ بني إسرائيل لينتظرون ذلك ما يشكّون فيه، و قد كانوا يظنون أنه يوسف بن يعقوب، فلمّا ملك قالوا: ليس هكذا، كان اللّه وعد إبراهيم، قال فرعون: فكيف ترون ؟ فأمروا (5)جميعا أمرهم على أن يبعث رجالا منهم السفّار يطوفون في بني إسرائيل، فلا يجدون مولودا ذكرا إلاّ ذبحوه، ففعلوا ذلك، فلمّا رأوا أن الكبار من بني إسرائيل يموتون بآجالهم و الصغار يذبحون قالوا: توشكون (6)أن تفنوا بني إسرائيل، فتصيروا أن تباشروا من الأعمال و الخدمة التي (7)كانوا يكفونكم، فأقبلوا على كلّ مولود ذكر فيقتل عامهم و دعوا عاما فلا تقتلوا [منهم] (8)أحدا فيشب الصغار مكان من يموت من الكبار، فإنهم لن يكثروا بمن يستحيوا منهم فتخافوا مكاثرتهم إياكم، و لن يفنوا بمن تقتلون (9)فيحتاجون إليهم، فأجمعوا
ص: 81
أمرهم على ذلك، فحملت أم موسى بهارون في العام الذي لا يذبح فيه الغلمان فولدته علانية أمه (1)،فلما كان من قابل حملت بموسى، فوقع في قلبها الهمّ و الحزن، و ذلك من الفتون يا ابن جبير ما دخل عليه في بطن أمه مما يراد به فأوحى اللّه إليها: لا تخافي و لا تحزني إنّا رادوه إليك و جاعلوه من المرسلين، و أمرها إذا ولدت أن تجعله في تابوت ثم تلقيه في البحر، فلما ولدته فعلت ذلك به، فلما توارى عنها ابنها ناجاها (2)الشيطان، فقالت في نفسها: ما فعلت بابني، لو ذبح عندي فواريته و كفنته كان أحبّ إليّ من أن ألقيه بيدي إلى حيتان البحر و دوابّه، فانتهى الماء به حتى أوفى به عند فرضة (3)مستقى جواري امرأة فرعون، فلما رأينه أخذنه فهممن أن يفتحن التابوت فقال بعضهن (4):إنّ في هذا مالا، و إنا إن فتحناه لم تصدقنا امرأة الملك بما وجدنا فيه، فحملنه كهيئته لم يحركن (5)منه شيئا حتى دفعنه إليها، فلمّا فتحته رأت غلاما، فألقى اللّه عليه منه (6)محبة لم يلق مثلها على أحد من البشر، و أَصْبَحَ فُؤٰادُ أُمِّ مُوسىٰ فٰارِغاً (7)من ذكر كل شيء إلاّ [من] (8)ذكر موسى، فلما سمع الذبّاحون بأمره أقبلوا بشفارهم إلى امرأة فرعون ليذبحوه، و ذلك من الفتون يا ابن جبير، فقالت لهم: أقروه فإن هذا الواحد لا يزيد في بني إسرائيل حتى آتي فرعون، فاستوهبته منه، فإن وهبه لي كنتم قد أحسنتم و أجملتم، و إن أمر بذبحه لم ألمكم، فأتت فرعون فقالت: قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَ لَكَ (9)، قال فرعون: يكون لك، فأمّا أنا فلا حاجة لي في ذلك، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«و الذي نحلف به لو أقرّ فرعون بأن يكون له قرّة عين كما أقرت امرأته لهداه اللّه به كما هداها، و لكن اللّه حرمه ذلك»[12542]، فأرسلت إلى من حولها، لكل امرأة لها لبن تختار له ظئرا فجعل كلما أخذ ثدي امرأة منهن ليرضعه لم يقبل ثديها، حتى أشفقت امرأة فرعون أن يمتنع عن اللبن فيموت، و أحزنها ذلك، و أمرت به، فأخرج إلى السوق و تجمع الناس ترجو أن تجد له ظئرا تأخذه منها، فلم يقبل، فأصبحت أم موسى والها، فقالت لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ قصيّ أثره و اطلبيه
ص: 82
حتى تسمعين (1) له ذكرا، أ حي ولدي أو قد أكلته الدواب ؟ و نسيت الذي كان وعدها فيه، فَبَصُرَتْ بِهِ أخته عَنْ جُنُبٍ وَ هُمْ لاٰ يَشْعُرُونَ (2)،و الجنب أن يسمو بصر الإنسان إلى الشيء البعيد و هو إلى جنبه لا يشعر به، فقالت من الفرح حين أعياهم الظّؤارات: أنا أَدُلُّكُمْ عَلىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَ هُمْ لَهُ نٰاصِحُونَ (3)،فأخذوها و قالوا لها: ما يدريك ما نصحهم له، هل تعرفونه ؟ حتى شكوا في ذلك، و ذلك من الفتون يا ابن جبير، قالت: نصحهم له و شفقتهم عليه لرغبتهم في صهر الملك، و رجاء منعته (4)،فأرسلوها، فانطلقت إلى أمّها فأخبرتها الخبر، فجاءت أمّه، فلمّا وضعته في حجرها نزا (5)إلى ثديها فمصّه حتى امتلأ جنباه ريا، و انطلق البشير إلى امرأة فرعون يبشرونها إنا قد وجدنا لابنك ظئرا، فأرسلت إليها، فأتيت بها، فلمّا رأت ما يصنع بها قالت: فامكثي عندي ترضعين ابني هذا، فإنّي لم أحبّ حبه شيئا قط ، قالت أم موسى: لا أستطيع أن أدع بيتي و ولدي فيضيع، فإن طابت نفسك أن تعطينيه فأذهب به إلى بيتي فيكون معي لا آلوه خيرا فعلت، و إلاّ فإني غير تاركة بيتي و ولدي، و ذكرت أم موسى ما كان اللّه وعدها فيه، فتعاسرت على امرأة فرعون، و أيقنت أن اللّه منجز وعده، فرجعت إلى بيتها بابنها من يومها، فأنبته اللّه نباتا حسنا و حفظه لما قد قضى فيه.
فلم يزل بنو إسرائيل و هم في ناحية القرية مجتمعين يمتنعون (6)به من السّخرة و الظلم ما كان فيهم، فلمّا ترعرع قالت امرأة فرعون لأم موسى: أريني ابني، فوعدتها يوما تريها، فقالت امرأة فرعون لخزّانها و ظئورتها و قهارمتها (7)لا يبقى أحد منكم اليوم إلاّ استقبل ابني بهدية و كرامة لأرى ذلك فيه، و أنا باعثة أمينا يحصي ما يصنع كلّ إنسان منكم، فلم تزل الهدايا و الكرامة و النّحل (8)تستقبله من حين خرج من بيت أمّه إلى أن دخل بيت امرأة فرعون، فلما دخل عليها نحلته و أكرمته و فرحت به و أعجبها، و نحلت أمه لحسن أثرها عليه، ثم قالت:
لآتين به فرعون فلينحلنه و ليكرمنه، فلما دخل به عليه جعله في حجره، فتناول موسى لحية فرعون فمدّها إلى الأرض، فقال الغواة من أعداء اللّه لفرعون أ لا ترى ما وعد اللّه إبراهيم نبيه ؟
ص: 83
أنه يذلك و يعلوك و يصرعك، فأرسل إلى الذباحين ليذبحوه و ذلك من الفتون يا ابن جبير، بعد كلّ بلاء ابتلي به أو أريد به فتونا، فجاءت امرأة فرعون تسعى إلى فرعون فقالت: ما بدا لك في هذا الغلام الذي وهبته لي ؟ قال:[أ لا] (1)ترينه (2)يزعم أنه سيصرعني و سيعلوني ؟ فقالت: اجعل بيني و بينك أمرا تعرف فيه الحق، ائت بجمرتين و لؤلؤتين فقرّبهن إليه، فإن بطش باللؤلؤتين و اجتنب الجمرتين عرفت أنه يعقل، و إنّ تناول الجمرتين و لم يرد اللؤلؤتين علمت أن أحدا لا يؤثر الجمرتين على اللؤلؤتين و هو يعقل، فقرّب إليه ذلك، فتناول الجمرتين فانتزعوها منه، و خافت أن يحرقا يديه، فقالت المرأة:- أ لا ترى ؟ فصرفه اللّه عنه بعد ما كان قد همّ به، و كان اللّه بالغا فيه أمره، فلمّا بلغ أشدّه و كان من الرجال لم يكن أحد من آل فرعون يخلص إلى أحد من بني إسرائيل معه بظلم و لا سخرة، حتى امتنعوا كلّ الامتناع، فبينا موسى يمشي في ناحية المدينة إذا هو برجلين يقتتلان أحدهما فرعوني و الآخر إسرائيلي، فاستغاثه الإسرائيلي على الفرعوني فغضب موسى غضبا شديدا لأنه تناوله و هو يعلم منزلة موسى من بني إسرائيل و حفظه لهم لا يعلم الناس إلاّ إنّما ذلك من الرضاع إلاّ أم موسى، إلاّ أن يكون اللّه أطلع موسى من ذلك على ما لم يطّلع عليه غيره، فوكز موسى الفرعوني فقتله، و ليس يراهما أحد إلاّ اللّه و الإسرائيلي، فقال موسى حين قتل الرجل: هٰذٰا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطٰانِ ، إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (3)، قٰالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي، فَغَفَرَ لَهُ ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (4)فأصبح في المدينة خائفا يترقب الأخبار، فأتي فرعون فقيل له:
إن بني إسرائيل قتلوا رجلا من آل فرعون، فخذ لنا بحقنا و لا ترخص لهم، قال: ابغوني قاتله و يمن يشهد عليه، فإنّ الملك و إن كان صفوة (5)مع قومه، لا يستقيم له أن يقتل بغير بينة، و لا ثبت، فاطلبوا علم ذلك آخذ لكم بحقكم، فبينا هم يطوفون و لا يجدون شيئا، إذا موسى قد رأى من الغد ذلك الإسرائيلي يقاتل رجلا من آل فرعون آخر، فاستغاثه الإسرائيلي على الفرعوني، فصادف موسى قد ندم على ما كان منه، فكره الذي رأى، فغضب الإسرائيلي فهمّ بعد أن يبطش بالفرعوني، فقال للإسرائيلي لما فعل بالأمس و اليوم إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (6)، فنظر الإسرائيلي إلى موسى بعد ما قال، فإذا هو غضبان كغضبه بالأمس الذي قتل به الفرعوني،
ص: 84
فخاف أن يكون بعد ما قال: إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ أن يكون إيّاه أراد، و لم يكن أراده، و إنّما أراد الفرعوني، فخاف الإسرائيلي، فحاجر الفرعوني فقال: يٰا مُوسىٰ ، أَ تُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمٰا قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ (1)،و إنما قال ذلك مخافة أن يكون إياه أراد موسى ليقتله، فتتاركا و انطلق الفرعوني إلى قومه، فأخبرهم بما سمع من الإسرائيلي من الخبر حين يقول: أَ تُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمٰا قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ فأرسل فرعون الذباحين ليقتلوا موسى، فأخذ رسل فرعون في الطريق الأعظم يمشون على هينتهم يطلبون موسى، و هم يخافون أن يفوتهم، و جاء رجل من شيعة موسى من أقصى المدينة، فاختصر طريقا قريبا حتى سبقهم إلى موسى، فأخبره الخبر، و ذلك من الفتون يا ابن جبير.
فخرج موسى متوجها نحو مدين، لم يلق بلاء مثل ذلك، و ليس له بالطريق علم، إلاّ حسن ظنّه بربّه، قال: عَسىٰ رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوٰاءَ السَّبِيلِ ، وَ لَمّٰا وَرَدَ مٰاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النّٰاسِ يَسْقُونَ وَ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودٰانِ (2)جالستان - يعني بذلك حابستين غنمهما فقال لهما: مٰا خَطْبُكُمٰا معتزلتين لا تسقيان مع الناس ؟ قالتا: ليس لنا قوة نزاحم القوم، و إنّما ننتظر فضول حياضهم، فسقى لهما، فجعل يغترف في الدلو ماء كثيرا حتى كان أول الرعاء فراغا، فانصرفتا بغنمهما إلى أبيهما، فانصرف موسى فاستظلّ بشجرة و قال: رَبِّ إِنِّي لِمٰا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (3)،فاستنكر أبوهما سرعة صدورهما بغنمهما حفلا (4) بطانا، فقال: إن لكما اليوم لشأنا، فأخبرتاه بما صنع موسى، فأمر إحداهما أن تدعوه له،[فأتت موسى] (5) فدعته، فلما كلمه قال: لاٰ تَخَفْ ، نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظّٰالِمِينَ (6) لا لفرعون و لا لقومه علينا سلطان (7)،و لسنا في شيء من مملكته، قال: فقالت إحداهما: يٰا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ، إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (8)،فاحتملته الغيرة على أن قال: و ما يدريك ما قوته، و ما أمانته ؟ قالت: أما قوته فما رأيت منه في الدلو حين يسقي لنا لم أر رجلا قط أقوى في ذلك السقي منه، و أما أمانته فإنه نظر حين أقبلت إليه و قد شخصت له، فلمّا علم أنّي امرأة صوّب رأسه فلم يرفعه، و لم ينظر إليّ حتى بلّغت رسالتك ثم قال: امش خلفي، و انعتي لي الطريق، فلم يفعل هذا إلاّ و هو أمين، فسرى عن أبيها و صدّقها و ظن به الذي قالت: فقال
ص: 85
له: هل لك أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هٰاتَيْنِ عَلىٰ أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمٰانِيَ حِجَجٍ ، فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ ، وَ مٰا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ، سَتَجِدُنِي إِنْ شٰاءَ اللّٰهُ مِنَ الصّٰالِحِينَ (1)،ففعل، فكانت على نبي اللّه موسى صلّى اللّه عليه و سلّم ثمان سنين واجبة، و كانت سنتان عدة منه، فقضى اللّه عنه عدته و أتمّها عشرا.
قال سعيد (2):فلقيني رجل من أهل النصرانية من علمائهم فقال: هل تدري أي الأجلين قضى موسى ؟ قلت: لا، و أنا يومئذ لا أدري، فلقيت ابن عبّاس، فذكرت ذلك له فقال: أ ما علمت أن ثمانيا كانت على نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم واجبة، لم يكن نبي اللّه لينقص منها شيئا؟ و تعلم أنّ اللّه كان قاضيا عن موسى عدته التي وعد فإنه قضى عشر سنين، فلقيت النصراني، فأخبرته ذلك، فقال: الذي سألته فأخبرك أعلم منك بذلك ؟ قلت: أجل، و أولى، فلما سار موسى بأهله كان من شأنه ما قصّ اللّه عليه في القرآن و أمر العصا و يده، فشكا إلى ربّه ما يتخوّف من آل فرعون في القتيل و عقدة لسانه (3)،فإنه كان في لسانه عقدة تمنعه من كثير من الكلام، فسأل ربه أن يعينه بأخيه هارون يكون له ردءا يتكلم عنه بكثير مما [لا] (4)يفصح به لسانه، فآتاه اللّه سؤله، و حل عقدة من لسانه، و أوحى اللّه إلى هارون يأمره أن يلقاه، فاندفع موسى بعصاه حتى لقي هارون، فانطلقا جميعا إلى فرعون، فأقاما على بابه حينا، لا يؤذن لهما، ثم أذن لهما بعد حجاب شديد فقالا: إِنّٰا رَسُولاٰ رَبِّكَ (5)،قال: فَمَنْ رَبُّكُمٰا يٰا مُوسىٰ ؟ (6) فأخبراه بالذي قص اللّه عليك في القرآن قال: فما تريدان، و ذكره القتيل فاعتذر بما قد سمعت، قال: أريد أن تؤمن باللّه، و أن ترسل معي بني إسرائيل، قال: فأبى عليه ذلك، و قال: ائت بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصّٰادِقِينَ (7) فألقى عصاه، فإذا هي حية عظيمة فاغرة فاها، مسرعة إلى فرعون، فلما رآها فرعون قاصدة إليه خافها، فاقتحم عن سريره و استغاث بموسى أن يكفّها عنه، ففعل، ثم أخرج يده من جيبه أو قال من جبته، فرآها بَيْضٰاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ (8) يعني: من غير برص، ثم ردّها فعادت إلى لونها الأول، فاستشار
ص: 86
الملأ حوله فيما رأى فقالوا: إِنْ هٰذٰانِ لَسٰاحِرٰانِ يُرِيدٰانِ أَنْ يُخْرِجٰاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمٰا وَ يَذْهَبٰا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلىٰ (1)يعني: ملكهم الذي هم فيه و العيش، فأبوا على موسى أن يعطوه شيئا مما طلب، و قالوا له: اجمع لهما السحرة، فإنهم بأرضك كثير، تغلب بسحرهم سحرهما، فأرسل إلى المدائن فحشر له كل ساحر متعالم فلما أتوا فرعون قالوا: ما يعمل هذا الساحر؟ قالوا: يعمل الحيّات، قالوا: فلا و اللّه ما أحد في الأرض من يعمل بالسحر و بالحيات و الحبال و العصي الذي نعمل، فما أجرنا إن نحن غلبناه ؟ قال لهم: أنتم أقاربي و خاصتي، و أنا صانع إليكم كلّ شيء أحببتم، فتواعدوا يَوْمُ الزِّينَةِ ، وَ أَنْ يُحْشَرَ النّٰاسُ ضُحًى (2)،قال سعيد: فحدّثني ابن عبّاس: أن يوم الزينة اليوم الذي أظهر اللّه فيه موسى على فرعون و السحرة،[و هو] يوم عاشوراء، قال: فلمّا اجتمعوا في صعيد قال الناس بعضهم لبعض: انطلقوا فلنحضر هذا الأمر لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين، يعنون موسى و هارون، فاستهزئ بهما فقالوا: يا موسى بعد تريثهم (3)بسحرهم: إِمّٰا أَنْ تُلْقِيَ وَ إِمّٰا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (4)، قٰالَ : بَلْ أَلْقُوا فَإِذٰا حِبٰالُهُمْ وَ عِصِيُّهُمْ (5)وَ قٰالُوا: بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنّٰا لَنَحْنُ الْغٰالِبُونَ (6)،فرأى موسى من سحرهم ما أوجش (7)في نفسه خيفة، فأوحى اللّه إليه أَنْ أَلْقِ عَصٰاكَ فلمّا ألقاها صارت ثعبانا عظيما، فاغرة فاها، فجعلت العصي تدعو موسى بأسرها و بالحبال حتى صارت جرزا (8) إلى الثعبان حتى يدخل منه ما أبقى عصا و لا حبلا إلاّ ابتلعته، فلمّا عرف السحرة ذلك قالوا: لو كان هذا سحرا (9) لم يبلغ من سحرنا كل هذا، و لكنه أمر من اللّه، آمنا باللّه و بما جاء به موسى، و نتوب إلى اللّه مما كنا عليه، فكسر اللّه ظهر فرعون عند ذلك الموطن و أشياعه و أظهر الحق، و بطل ما كانوا يعملون، فغلبوا هنالك، وَ انْقَلَبُوا صٰاغِرِينَ ، وَ أُلْقِيَ السَّحَرَةُ سٰاجِدِينَ (10)و امرأة فرعون بارزة متبذلة تدعو اللّه بالنصر لموسى على فرعون و أشياعه، فمن رآها من آل فرعون ظنّ أنها لما ابتذلت شفقة على فرعون
ص: 87
و أشياعه، و إنّما كان خوفها و همّها لموسى، فلمّا طال مكث موسى صلّى اللّه عليه و سلّم لمواعيد فرعون الكاذبة كلما جاءه بآية كذّبه و وعده عندها أن يرسل معه بني إسرائيل، فإذا مضت أخلف موعده، و قال: هل يستطيع ربك أن يفعل غير هذا؟ فأرسل اللّه عليه و على قومه الطّوفان، و الجراد، و القمّل، و الضفادع، و الدم، آيات مفصلات، كلّ ذلك يشكو إلى موسى و يطلب إليه أن يكفها عنه، و يوافقه (1) على أن يرسل معه بني إسرائيل، فإذا كفّ ذلك عنه أخلف موعده، و نكث عهده حتى أمر موسى بالخروج بقومه، فخرج بهم ليلا، فلمّا أصبح فرعون و رأى أنهم قد مضوا أرسل فِي الْمَدٰائِنِ حٰاشِرِينَ فاتبعهم بجنود عظيمة كثيرة، فأوحى اللّه إلى البحر أن إذا ضربك عبدي موسى بعصاه فتفرّق له اثنتي عشرة فرقة حتى يجوز موسى و من معه، ثم التق (2) على من بقي بعد من فرعون و أشياعه، فنسي موسى أن يضرب البحر بالعصا، فانتهى البحر و له قصيف (3) مخافة أن يضربه موسى بعصاه و هو غافل، فيصير عاصيا للّه، فَلَمّٰا تَرٰاءَا الْجَمْعٰانِ (4)و تقاربا قال قوم مُوسىٰ : إِنّٰا لَمُدْرَكُونَ افعل ما أمرك به ربك، فإنك لم تكذب، و لم يكذب، فقال: وعدني ربي أني إذا أتيت البحر انفرق لي اثنتي عشر فرقة حتى أجاوزه، ثم ذكر بعد ذلك العصا فضرب البحر، فانفرق له حتى دنا أوائل جند فرعون من أواخر جند موسى، فتفرق البحر كما أمره اللّه فيه، و كما وعد موسى، فلمّا أن جاز موسى و أصحابه البحر كلهم و دخل فرعون و أصحابه، التقى البحر كما أمر، فلمّا أن جاوز موسى البحر قال أصحابه: إنّا نخاف أن لا يكون فرعون غرق و لا نؤمن بهلاكه، فدعا ربه فأخرجه لهم ببدنه حتى استيقنوا بهلاكه، ثم مروا بعد ذلك على قوم يعكفون على أصنام لهم، قٰالُوا: يٰا مُوسَى اجْعَلْ لَنٰا إِلٰهاً كَمٰا لَهُمْ آلِهَةٌ ، قٰالَ : إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ إِنَّ هٰؤُلاٰءِ مُتَبَّرٌ مٰا هُمْ فِيهِ وَ بٰاطِلٌ مٰا كٰانُوا يَعْمَلُونَ (5)،قد رأيتم من العبر و سمعتم بما يكفيكم، و مضى فأنزلهم موسى منزلا، ثم قال لهم أطيعوا هارون، فإنّي قد استخلفته عليكم، و إنّي ذاهب إلى ربي، و أجلهم ثلاثين يوما أن يرجع إليهم فيها، فلمّا أتى ربه فأراد أن يكلّمه في ثلاثين يوما، و قد صامهن ليلهن و نهارهن، كره أن يكلّم ربه و ريح فمه ريح فم الصائم، فتناول موسى من
ص: 88
نبات (1)الأرض شيئا فمضغه، فقال له ربه حين أتاه: لم أفطرت ؟ و هو أعلم بالذي كان، قال: يا ربّ ، إنّي كرهت أن أكلمك إلاّ و فمي طيب الريح، قال: و ما علمت يا موسى أن ريح فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك ؟ حتى (2)يصوم عشرا ثم ائتني (3)،ففعل موسى ما أمر به، فلما رأى قوم موسى أنه لم يرجع إليهم للأجل ساءهم ذلك، و كان هارون قد خطبهم فقال: إنكم خرجتم من مصر و لقوم فرعون عندكم عوار و ودائع (4)و لكم فيهم مثل ذلك، و إني أرى أن تخمّسوا (5)ما لكم عندهم و لا أحل لكم وديعة استودعتموها و لا عارية، و لسنا برادّي إليهم شيئا من ذلك، و لا ممسكيه لأنفسنا فحفر حفيرا، و أمر كلّ من عنده شيء من ذلك من متاع أو حلية أن يدفنوه في تلك الحفيرة، ثم أوقد عليه النار فأحرقه، فقال: لا يكون لا لنا و لا لهم.
و كان السامريّ من قوم يعبدون البقر،[جير] (6)ان لهم، و لم يكن من بني إسرائيل، فاحتمل مع موسى و بني إسرائيل حين احتملوه، فقضى له أن رأى أثر الرسول، فأخذ منه قبضة فمرّ بهارون فقال له هارون: يا سامري، أ لا تلقي ما في يدك ؟ و هو قابض عليه، لا يراه أحد طوال ذلك، فقال: هذه قبضة من أثر الرسول الذي جاوز بكم البحر، فلا ألقيها لشيء إلاّ أن تدعو اللّه إذا ألقيتها ما أريد أن يكون، فألقاها و دعا له هارون فقال: أريد أن يكون عجلا، فاجتمع ما كان في الحفيرة من متاع أو حلية أو نحاس أو حديد فصار عجلا أجوف، ليس فيه روح، له خوار.
قال ابن عباس: لا و اللّه ما كان له صوت قط ، إنّما كان الريح يدخل من دبره و يخرج من فيه، و كان ذلك الصوت من ذلك، فتفرق بنو إسرائيل فرقا، فقالت فرقة: يا سامريّ ما هذا فأنت أعلم به ؟ قال: هذا ربكم، و لكن موسى ضلّ الطريق، فقالت فرقة: لا نكذب بهذا حَتّٰى يَرْجِعَ إِلَيْنٰا مُوسىٰ (7)،فإن كان ربنا لم نكن ضيعناه و لا عجزنا عنه حين رأيناه، و إن
ص: 89
لم يكن ربنا فإنا نتبع قول موسى، و قالت فرقة: هذا عمل الشيطان و ليس بربنا، و لا نؤمن به و لا نصدّق به و أشرب فرقة في قلوبهم التصديق بما قال السامري في العجل، و أعلنوا (1)أنا لا نكذب به. فقال: لَهُمْ هٰارُونُ يٰا قَوْمِ إِنَّمٰا فُتِنْتُمْ بِهِ وَ إِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمٰنُ (2)ليس هكذا.
قالوا: فما بال موسى [وعدنا] (3)ثلاثين ليلة ثم أخلفنا، فهذه أربعون قد مضت، و قال سفهاؤهم: أخطأ ربه فهو يطلبه و يتبعه. فلما كلم اللّه موسى و قال له ما قال، و أخبره بما لقي قومه فَرَجَعَ مُوسىٰ إِلىٰ قَوْمِهِ غَضْبٰانَ أَسِفاً (4)فقال لهم: ما سمعتم في القرآن ؟ وَ أَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ وَ أَلْقَى الْأَلْوٰاحَ من الغضب، ثم إنه عذر أخاه، فعذره و استغفر له، و انصرف إلى السامري، فقال له: ما حملك على ما صنعت ؟ قال: قبضت قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ (5)،و فطنت لها و عميت عليكم فقذفتها وَ كَذٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي، قٰالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيٰاةِ أَنْ تَقُولَ لاٰ مِسٰاسَ وَ إِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ وَ انْظُرْ إِلىٰ إِلٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عٰاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً (6)و لو كان إلها لم يخلص إلى ذلك منه، فاستيقن بنو إسرائيل بالفتنة، و اغتبط الذين كان رأيهم فيه مثل رأي هارون. و قالوا بجماعتهم لموسى: سل لنا ربك أن يفتح باب توبة نصنعها و نكفر عنا ما عملنا، فاختار مُوسىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً (7)لذلك، لا يألو الخير خيار بني إسرائيل و من لم يشرك في العجل، فانطلق بهم ليسأل لهم التوبة، فرجفت بهم الأرض فاستحيا نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من قومه، و وفده حين فعل بهم ما فعل، ف قٰالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَ إِيّٰايَ أَ تُهْلِكُنٰا بِمٰا فَعَلَ السُّفَهٰاءُ مِنّٰا (8)و فيهم من كان اللّه اطلع على ما أشرب في قلبه من حب العجل و إيمانا به، فلذلك رجفت بهم الأرض فقال رحمة ربي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ فَسَأَكْتُبُهٰا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكٰاةَ وَ الَّذِينَ هُمْ بِآيٰاتِنٰا يُؤْمِنُونَ ، اَلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرٰاةِ وَ الْإِنْجِيلِ (9)، فقال: يا رب، سألتك التوبة لقومي، فقلت: إن رحمتك كتبتها لقوم غير قومي، فليتك أخّرتني حتى تخرجني في أمة ذلك الرجل المرحومة. فقال اللّه له: إن توبتهم أن يقتل كل
ص: 90
رجل منهم كل من لقي من ولد أو والد، فيقتله بالسيف لا يبالي من قتل في ذلك الموطن، و ثاب أولئك الذين كان خفي على موسى و هارون ما اطلع اللّه عليه من ذنوبهم، فاعترفوا بها، و فعلوا ما أمروا به، فغفر اللّه للقاتل و المقتول.
و سار موسى بهم متوجها نحو الأرض المقدسة و أَخَذَ الْأَلْوٰاحَ بعد ما سكت عنه الغضب، و أمرهم بالذي أمرهم أن يبلغهم من الوظائف فثقل ذلك عليهم، و أبوا أن يقروا بها فشق اللّه عليهم الجبل، كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ (1)و دنا منهم حتى خافوا أن يقع عليهم، فأخذوا الكتاب بأيمانهم و هم مصغون برءوسهم، ينظرون إلى الجبل و إلى الأرض، و الكتاب بأيديهم و هم ينظرون إلى الجبل مخافة أن يقع عليهم، ثم مضوا حتى أتوا الأرض المقدسة، فوجدوا مدينة فيها قوم جبارون (2)،خلقهم خلقا منكرة، ذكر من ثمارهم أمرا عجبا من عظمها، فقالوا: يٰا مُوسىٰ إِنَّ فِيهٰا قَوْماً جَبّٰارِينَ (3)لا طاقة لنا بهم، و لا نَدْخُلَهٰا أَبَداً مٰا دٰامُوا فِيهٰا (4)فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهٰا فَإِنّٰا دٰاخِلُونَ ، قٰالَ رَجُلاٰنِ مِنَ الَّذِينَ يَخٰافُونَ (5)من الجبارين: آمنا بموسى - قال يزيد-[هكذا قرأ ابن عباس:] (6)من الجبارين آمنا بموسى و خرجا إليه فقالا نحن أعلم بقومنا إن كنتم إنما تخافون [ما رأيتم من] (7)أجسامهم و عددهم، فإنهم لا قلوب لهم و لا منعة عندهم. فادخلوا[ عَلَيْهِمُ الْبٰابَ ، فَإِذٰا دَخَلْتُمُوهُ ] فَإِنَّكُمْ غٰالِبُونَ (8).
و يقول إناس إنهم من قوم موسى - و زعم سعيد بن جبير أنهما [من الجبارين آمنا] (9)بموسى يقول: مِنَ الَّذِينَ يَخٰافُونَ إنما أعني بذلك من الذين يخافهم بنو [إسرائيل، قٰالُوا: يٰا مُوسىٰ إِنّٰا لَنْ ند] (10) خلها أَبَداً مٰا دٰامُوا فِيهٰا، فَاذْهَبْ أَنْتَ وَ رَبُّكَ فَقٰاتِلاٰ (11) إِنّٰا هٰاهُنٰا [قٰاعِدُونَ (12)،فأغضبوا موسى] (13)فدعا عليهم، فسماهم قوما فاسقين، و لم يدع
ص: 91
عليهم قبل ذلك لما رأى منهم من المعصية و إساءتهم حتى كان يومئذ، فاستجاب اللّه له، و سماهم كما سماهم موسى فاسقين فحرّمها عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ (1)يصبحون كل يوم فيسيرون، ليس لهم قرار، ثم ظلل عليهم الغمام في التيه و أنزل عليهم المن و السلوى، و جعل لهم ثيابا لا تبلى و لا تتسخ، و جعل بين ظهرانيهم حجرا مربعا و أمر موسى فضربه بعصاه فانجرت منه اثنتي عشرة (2)عينا، في كل ناحية ثلاثة (3)أعين و أعلم كل سبط عينهم التي يشربون منها فلا يرتحلون من منقلة (4)إلاّ وجدوا ذلك الحجر منهم بالمكان الذي كان منه بالأمس.
رفع ابن عباس هذا الحديث إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و صدق ذلك عندي أن معاوية سمع ابن عباس حدث هذا الحديث فأنكره عليه أن يكون الفرعوني هو الذي أفشى على موسى أمر القتيل الذي قتل. و قال: كيف يفشي عليه، و لم يكن علم به و لا ظهر عليه إلاّ الإسرائيلي الذي حضر ذلك و شهده، فغضب ابن عباس، فأخذ بيد معاوية فانطلق به إلى سعد بن مالك الزهري فقال: يا أبا إسحاق، هل تذكر يوم حدثنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن قتيل موسى الذي قتل من آل فرعون ؟ الإسرائيلي أفشى عليه أو الفرعوني ؟ فقال: إنما أفشى عليه الفرعوني ما سمع من الإسرائيلي الذي شهد عليه و حضره.
قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة.
ح و عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل، قالا: أنا محمّد بن الحسن الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة قال: سئل يحيى بن معين عن أصبغ بن زيد فقال: ثقة.
قال: و نا ابن أبي خيثمة، أنا (5)سليمان بن أبي شيخ قال: قال محمّد بن يزيد الواسطي القاسم بن أبي أيوب مولى بني أسد، كان اسم أبي أيوب حباب.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين محمّد بن علي بن المهتدي، أنا يوسف بن عمر القوّاس، نا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن ثابت - إملاء من لفظه - نا أيوب
ص: 92
يعني ابن الوليد، نا أبو النّضر عن محمّد بن الفضل بن عطية، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمير الليثي عن أبيه قال:
بلغنا أن اللّه أهدى إلى موسى خمس دعوات جاء بهن جبريل في أيام العسر، و قال: يا موسى ادع بهؤلاء الخمس دعوات، فإنه ليس عبادة أحبّ إلى اللّه من عبادة أيام العسر أوّلهن:
لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد يحيي و يميت بيده الخير و هو على كل شيء قدير.
و الثانية: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، إلها أحدا، صمدا، لم يتّخذ صاحبة و لا ولدا.
و الثالثة: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، أحدا صمدا.
و الرابعة: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد، يحيي و يميت، و هو حيّ لا يموت، بيده الخير و هو على كلّ شيء قدير.
و الخامسة: حسبي اللّه و كفى، سمع اللّه لمن دعا، ليس وراء اللّه منتهى.
فقال الحواريون - يعني - لعيسى بن مريم: ما ثواب من قال هؤلاء الكلمات ؟ فقال: أما من قال الأولى (1)مائة مرة: فإنه (2)لا يكون أحد من أهل الأرض عمل مثل ذلك ذلك اليوم، و كان أكثر العباد حسنات يوم القيامة، و من قال الثانية مائة مرة: كأنّما قرأ التوراة و الإنجيل اثنا عشر (3)مرة، و أعطي ثوابهما، و من قال الثالثة مائة مرة كتبت له بها عشرة آلاف ألف حسنة، و محي عنه بها عشرة آلاف ألف سيئة، و يفتح (4)له بها عشرة آلاف ألف درجة، و نزل سبعون ألف ملك من سماء الدنيا رافعين أيديهم يصلون على من قالها، و من قال الرابعة مائة مرة:
تلقاها ملك (5)حتى يضعها بين يدي الرّحمن تبارك (6)و تعالى و ينظر اللّه إلى من قالها و من (7)نظر اللّه إليه لا يشقى، قال عيسى: أخبرني ما ثواب الخامسة ؟ قال جبريل: هي دعوتي، و لم يؤذن لي أن أفسّرها.
ص: 93
أخبرنا أبو تراب حيدرة بن أحمد، و أبو الوحش سبيع بن المسلم - إذنا - قالا: أنا أبو بكر الخطيب - لفظا - أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أبو بكر بن سندي، أنا الحسن بن علي، أنا إسماعيل بن عيسى، نا أبو حذيفة، أنا مقاتل بن سليمان، و جويبر، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاس أنه قال في هذه الآية: إِنَّ قٰارُونَ كٰانَ مِنْ قَوْمِ مُوسىٰ فَبَغىٰ عَلَيْهِمْ (1)يعني كان ابن عمّ موسى (2)،و كان قارون بن يصهر (3)بن لاوي.
قال: و أنا إسحاق، أنا ابن سمعان، حدّثني من له علم بالعلم الأوّل ممن أسلم من أهل الكتاب.
أن قارون خرج مع موسى منافقا، فلم يزل على نفاقه على موسى و قومه فأهلكه اللّه، و كان من بغيه أن امرأة بغية كانت تسمّى بشيرا، دعاها قارون فقال لها: يا بشيرا أعطيك مائة دينار، فانطلقي إلى محلة بني إسرائيل، فقولي إنّ موسى أرسل إلي بهذه المائة دينار يدعوني إلى نفسه، فإذا فعلت فهذه المائة لك، و أعطيك مثلها، فانطلقت حتى أتت محلة بني إسرائيل، فقالت: يا معشر بني إسرائيل، فهمّت أن تقول ما قال لها قارون، فحوّل اللّه كلامها، فقالت: إنّ قارون أرسل إليّ بهذه الدنانير و أمرني أن أعلم الناس أن موسى أرسل إليّ بها، و أنه راودني عن نفسي، و يعطيني مثلها أيضا، فغضب موسى غضبا شديدا قال: ثم قام حتى دخل بيته، فجاءت بنو إسرائيل إلى قارون - و كان أغنى أهل زمانه - فأقبلوا عليه، فقالوا له: ويحك يا قارون، ما حملك على ما صنعت ؟ هذا موسى نبي اللّه و هو ابن عمّك، و قد أهلك اللّه عدونا و بسط اللّه لك من الدنيا ما لم يعطه أحدا من بني إسرائيل، فلا تفرح، يعني لا يحملنّك على ما تصنع البطر، و لا تبطر، إن اللّه لا يحب البطرين، وَ ابْتَغِ فِيمٰا آتٰاكَ اللّٰهُ الدّٰارَ الْآخِرَةَ ، وَ لاٰ تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيٰا (4)،يقول: لا تدع حظ آخرتك بدنياك، و خذ لآخرتك من دنياك، و قدّم لها. قال عند ذلك قارون: إِنَّمٰا أُوتِيتُهُ يعني هذا المال عَلىٰ عِلْمٍ عِنْدِي (5) و موسى يمنّ عليّ أن اللّه رزقني.
قال: و كان يعلم علم الكيمياء و هو صنعة الذهب، فلمّا أن سمعوا ذلك منه خرجوا من
ص: 94
عنده، و أراد اللّه هلاكه و أن يلحقه بصاحبه فرعون، قال: فَخَرَجَ عَلىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ (1)قال: خرج راكبا على برذون أشهب (2)،عليه الأرجوان على سرج مقدمه ذهب و مؤخره ذهب، مكلّل بالدّرّ و الياقوت، و أخرج معه أربعمائة جارية، عليهن الأرجوان في عنق كلّ واحدة منهن طوق من ذهب، عليهن الخفاف البيض، على بغال شهب، عليها سروج الذهب و الفضة، و مياثر الأرجوان، و أخرج أربعمائة غلام على أربعمائة دابة دهم، و كانت عليها سروج الذهب و الفضة، عليهم ثياب الأرجوان و الخفاف، ثم أظهر ابن له، فحملته الرجال أمامه، و أظهر كنوزه من الدنانير و الدراهم، و كانت عامّة كنوزه الدنانير، فوضعها على عواتق الرجال، ثم خرج يسير في محلة بني إسرائيل.
قال قوم من بني إسرائيل و هم الذين وصفهم اللّه في كتابه: قٰالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيٰاةَ الدُّنْيٰا يٰا لَيْتَ لَنٰا مِثْلَ مٰا أُوتِيَ قٰارُونُ (3)من الأموال، إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ يعني: إنه لذو حظ واف من الدنيا، قٰالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ (4)من بني إسرائيل للذين تمنّوا مثل ما أعطي قارون: وَيْلَكُمْ ثَوٰابُ اللّٰهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَ عَمِلَ صٰالِحاً وَ لاٰ يُلَقّٰاهٰا إِلاَّ الصّٰابِرُونَ يعني: طاعة اللّه، و الصبر عليه خير بما أعطي قارون، و ما يلقّاها يعني: و ما يعطاها إلاّ الصابرون، فقيل لموسى: هذا قارون قد أقبل يتباهى بأمواله، فأقبل موسى و هو شديد الغضب عليه، حنقا حين انصرف إليه بنو إسرائيل الذين وعظوه، و أخبروه بما له حظ إن فعل من الإحسان فيما أعطاه اللّه، قال ابن سمعان: إنّهم قالوا لقارون: انظر لما أعطاك اللّه فاقسمه في فقراء قومك، و أهل بيتك. قال قارون: يعينون بذلك موسى و هارون، و هما أقرب بني إسرائيل إلى مال جمعته على علم عندي من صنعة الذهب ؟ و اللّه لا أفعل، فلمّا سمع ذلك موسى كبر عليه، و ظنّ موسى أنّما ظنّ قارون أنّي طمعت في ماله، فخرج موسى حين قال له هذا قارون قد أقبل. فقال موسى: اللّهم إنّي أسألك بإله إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب أن تأمر الأرض أن تطيعني، فأوحى اللّه إلى الأرض أن أطيعي عبدي موسى، فقالت الأرض:- و أنطقها اللّه-: يا موسى مرني فأطيعك، قال: خذي قارون و من معه، قال: فأخذت قارون و من معه من الغلمان و الجواري (5)،و تركت أموالهم و دوابّهم. فقيل لقارون: هذا موسى قد دعا عليك - و هو يسيخ في الأرض - فنادى قارون: يا موسى، أنا ابن عمّك فارحمني، قال
ص: 95
موسى: خذيه، فأخذتهم الأرض إلى ركبهم، فنادى: يا موسى، إنّ ربك رحيم، فارحمني، قال موسى: خذيهم، فأخذتهم إلى أوساطهم. قال قارون: يا موسى أتوب و أرجع، قال:
خذيهم، فأخذتهم، فلم يزل قارون يدعو موسى حتى دعاه سبعين مرة، كل ذلك يقول للأرض: خذيهم، حتى ابتلعتهم، و بقيت الأموال.
فتحدّث بنو إسرائيل فقالوا: إنّما دعا عليه و ترك الأموال لما يريده لنفسه، فقال موسى:
يا ربّ ، و أمواله، فخسف اللّه بها الأرض، فهم يتجلجلون فيها إلى الأرض السابعة إلى يوم القيامة، كلّ يسيخ على قدر قامته، قال: فلمّا رأى ذلك بنو إسرائيل قال الذين تَمَنَّوْا مَكٰانَهُ بِالْأَمْسِ (1)فانّهم تمنوا غدوة، و خسف بقارون عشية، فلما أصبح قال وَيْكَأَنَّ (2)اللّٰهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشٰاءُ مِنْ عِبٰادِهِ وَيْكَأَنَّهُ (3)يعني: أ لم تر أنه لاٰ يُفْلِحُ الْكٰافِرُونَ فلما عاينوا بعد ما صنع اللّه بقارون خافوا على أنفسهم، قالوا لَوْ لاٰ أَنْ مَنَّ اللّٰهُ عَلَيْنٰا لَخَسَفَ بِنٰا فأوحى اللّه إلى موسى: عبدي قارون هو ابن عمك دعاك سبعين مرة، فلم ترحمه، و عزتي و جلالي و ارتفاع مكاني، لو دعاني من ذلك سبع مرات، لنجيّته و لاستجبت له، فقال موسى: أنت الرّحيم يا رب، و منك الرحمة، و إنّما اشتدّ غضبي عليه أنه اختار دعاء المخلوقين على الخالق.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن الحسين الموازيني، قالا: أنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف، أنا محمّد بن حمّاد، أنا عبد الرزّاق، أنا جعفر بن سليمان، نا علي بن زيد بن جدعان (4) قال:
سمعت عبد اللّه بن الحارث بن نوفل الهاشمي و هو مستند إلى المقصورة فذكر لسليمان ابن داود ما آتاه اللّه من الملك ثم قرأ هذه الآية: أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهٰا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ حتى بلغ: فَلَمّٰا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قٰالَ هٰذٰا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَ أَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ (5) و لم يقل: هذا من كرامتي، ثم قال: فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (6) ثم ذكر قارون و ما أوتي من الكنوز فقال: إِنَّمٰا أُوتِيتُهُ عَلىٰ عِلْمٍ عِنْدِي (7)،قال: بلغنا أنه أوتي الكنوز و المال
ص: 96
حتى جعل باب داره من ذهب، و جعل داره كلّها من صفائح الذهب، و كان الملأ من بني إسرائيل يغدون إليه و يروحون، يطعمهم الطعام و يتحدثون عنده؛ و كان مؤذيا لموسى صلّى اللّه عليه و سلّم، فلم تدعه القسوة (1) و البلاء حتى أرسل إلى امرأة من بني إسرائيل مذكورة بالجمال،[تذكر بريبة] (2) فقال لها: هل لك على أن أموّلك و أن أعطيك و أن أخلطك بنسائي على أن تأتيني و الملأ من بني إسرائيل عندي فتقولين: يا قارون أ لا تنهى موسى عني ؟ قالت:
بلى، فلمّا أن جاء أصحابه و اجتمعوا عنده دعاهم فقامت على رءوسهم فقلب اللّه قلبها و رزقها التوبة، فقالت: ما أجد اليوم توبة أفضل من أن أكذّب عدو اللّه و أبرّئ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقالت: إنّ قارون بعث إليّ فقال: هل لك إلى أن أموّلك و أخلطك بنسائي على أن تأتيني و الملأ من بني إسرائيل عندي فتقولين: يا قارون أ لا تنهى موسى عني ؟ و إني لم أجد اليوم توبة أفضل من أن أكذّب عدو اللّه و أبرئ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال: فنكس قارون رأسه و عرف أنه قد هلك، و فشا الحديث في الناس حتى بلغ موسى صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان موسى شديد الغضب، فلمّا بلغه ذلك توضأ ثم صلّى فسجد و بكى، و قال: يا رب عدوك قارون كان لي مؤذيا، فذكر أشياء ثم لم يتناهى (3) حتى أراد بي فضيحة، يا ربّ فسلّطني عليه، فأوحى اللّه إليه إذا: مر الأرض بما شئت تطيعك، قال: فجاء موسى يمشي إلى قارون، فلمّا رآه قارون عرف الغضب في وجهه فقال: يا موسى ارحمني، فقال موسى عليه الصلاة و السلام: يا أرض خذيهم، فاضطربت داره، فخسف به و بأصحابه حتى تغيّبت أقدامهم و ساخت داره على قدر ذلك، قال: فجعل يقول: يا موسى ارحمني، و يقول موسى.
يا أرض خذيهم، فاضطربت داره و خسف به و بأصحابه و بداره فلمّا خسف به قيل له: يا موسى ما أفظّك، أ ما دعاك (4) لرحمته.
قال: و قال أبو عمران الجوني: فقيل لموسى: لا أعبّد الأرض بعدك أبدا.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا رضوان بن أحمد الصيدلاني - إجازة - نا أحمد بن عبد الجبّار العطاردي، نا أبو
ص: 97
معاوية عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، و عبد اللّه بن الحارث، عن ابن عباس قال:
لما أتى موسى قومه و أمرهم بالزكاة جمعهم قارون فقال: هذا جاءكم بالصوم و الصلاة و أشياء تحتملونها أ فتحتملون أن تعطوه (1) أموالكم ؟ قالوا: ما نحتمل أن نعطيه أموالنا، فما ترى ؟ قالوا: نرى أن نرسل إليه بغيّ بني إسرائيل فتأمرونها أن ترميه بأنه أرادها على نفسه، فدعا اللّه عليهم، فأمر اللّه الأرض أن تطيعه، فقال للأرض: خذيهم، فأخذتهم إلى أعقابهم، فجعلوا يقولون: يا موسى، يا موسى، فقال: خذيهم، فأخذتهم إلى أعقابهم فغيّبتهم فيها، فأوحى اللّه إليه: أن يا موسى سألك عبادي، و تضرعوا إليك فلم تجبهم، أمّا و عزّتي و جلالي أما لو إياي دعوا لأجبتهم.
حدّثنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا محمّد بن عبد اللّه ابن حمدون، نا أحمد بن الحسن بن محمّد الحافظ ، حدّثني محمّد بن يحيى الذهلي، نا سعيد بن أبي مريم، أنا الليث، أخبرني عقيل.
و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، و أبو سعد الرستمي (2)، قالا: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا أبو صالح، و ابن بكير، عن الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عبد اللّه بن عوف القارئ عامل عمر بن عبد العزيز على ديوان فلسطين أنه بلغه أن اللّه أمر الأرض أن تطيع موسى في قارون، فلمّا لقيه موسى قال للأرض: أطيعي، فأخذته إلى الركبتين، ثم قال: أطيعي فأخذته إلى الحقوين (4)،و هو يستغيث موسى (5)،ثم قال: أطيعي، فوارته في جوفها، فأوحي إليه: يا موسى - و قال وجيه: فأوحى اللّه إلى موسى:
- ما أشدّ قلبك - أو ما أغلظ قلبك - يا موسى، أمّا و عزّتي و جلالي لو بي استغاث لأغثته، قال: ربّ غضبا لك فعلت.
ص: 98
أنبأنا أبو الوحش سبيع بن المسلم، و أبو تراب حيدرة بن أحمد، قالا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه (1)،أنا أحمد بن سندي (2)،نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى أنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر (3)،أخبرني عدة منهم عبد اللّه بن زياد بن سمعان مرسل، و مضارب بن عبد اللّه الشامي، عن ثور، عن مكحول و غيرهم أنهم قالوا:
إن موسى أقام بمصر حتى أوحى اللّه إليه أن يخرج إلى الأرض المقدسة.
قال: و روى إسحاق عن أبي إلياس عن وهب بن منبّه.
أن موسى لم يدخل أرض مصر، إنّما بعث إليها جندين: كل جند اثني عشر ألفا، و اللّه أعلم أيّ (4) ذلك كان، و أما ما فسّره (5) المفسرون: أنه قد رفع إلى أرض مصر لقول اللّه تعالى: كَذٰلِكَ وَ أَوْرَثْنٰاهٰا بَنِي إِسْرٰائِيلَ (6) الجنان، و العيون، و الزروع، و الكنوز، و المقام الكريم التي كانت لآل فرعون.
حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم - لفظا - و أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، نا الوليد بن مسلم، نا ابن لهيعة أو غيره عن عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم المغافري، عن يحيى بن سعيد، عن أبي يوسف، و كان يهوديا فأسلم:
أن موسى لما غزا (7) ببني إسرائيل البحر أقام بأرض الشام سنة، و لا يكلّم و لا ينزل عليه وحي، فشق ذلك عليه، و زعم أنه إذا كان إذا كلّمه اللّه يمكث أربعين ليلة مبرقعا، من رآه غشي عليه مما يغشى وجهه من النور، فقام على جبل بريحاء (8) بفلسطين فنادى (9) الرّحمن و هو عليه، فقال: إلهي! ذهب روحي، و انقطع ظهري، و لم ينزل عليّ وحي و لا كلمة منذ سنة،- و بكى بكاء شديدا - فإن كان ذلك لذنوب رأيتها من بني إسرائيل فعفوك القديم، و إن
ص: 99
كان لأمر رأيته مني، فهذه يدي، و هذه ناصيتي خذ اليوم رضاك من نفسي، قال له: يا موسى أ تدري لم كلّمتك ؟ قال له: إلهي أنت أعلم، قال: لم يتواضع لي عبد من ولد آدم تواضعك، فلذلك كلّمتك، فبعزة وجهي لأنزلنّ على جبال العرب نورا أملأ به ما بين المشرق و المغرب، و لأخرجنّ من ولد قادر بن إسماعيل نبيا أمّيّا عربيا، و لتسبحن عظيمة قريتي غربا (1) إلى مشارق الأرض بتسبيح ذلك النبي، و تقديسه و ليحملن ذلك النور من عظيمة [قريتي عروبا] (2)و مغاربها (3) و لا يبقى من ولد آدم جنس إلاّ جاءني منه (4) بشر كثير عدد نجوم السماء، و نزلت الأرض على جبال كوثى، و كوثى مكة بالعبرانية، كلهم يؤمن بي ربّا و به رسولا، يكفرون بملك آبائهم و يبرءون منها، قال موسى: سبحانك يا ربّي تقدست تقدست، لقد كرّمت هذا النبي و شرّفته فقال اللّه له: يا موسى، إنّي أنتقم من عدوه في الدنيا و الآخرة، و أظهر دعوته على كلّ دعوة، و أسلّطه و من اتبعه على البر و البحر، و أخرج لهم من كنوز الأرض، و أذل من خالف شريعته في هذا العالم، يا موسى! للعدل رتبته و للقسط رتبته (5)،بعزة وجهي لأستنقذنّ (6) به فئاما (7) من الناس عظيما، حتمت يوم خلقت السموات و الأرض أنّي مسبب ذلك الأمر على يدي (8) محمّد، و قضيت أني جاعل العز في الأرض و النبوة في الأجراء و الرعاء. فقال له موسى: لقد كرّمت هذا النبي و شرّفته أيّ ربّ ، أخبرني بعلامتهم من ولد آدم، قال (9):الأزر على أنصافهم و يغسلون أطرافهم، و هم رعاة الشمس، يخرجون من ديارهم و أموالهم ابتغاء مرضاتي، يقاتلون صفا في سبيلي، رهبان بالليل، ليوث بالنهار، طوبى لتلك القلوب و الأرواح التي أخلصت لي، لو لم يسيروا بأرواحهم إلى غيري قط ، و لم يصفّون لي في مساجدهم كما تصفّ الملائكة حول عرشي، فهم أوليائي و أنصاري، أنتقم بهم من عبدة الأوثان، و هم الذين ينصروني، قال له موسى: أي ربّ ، ما بعثت في الأنبياء مثلي، و لم تكلّم منهم غيري، قال له: أما في بني إسرائيل فلا أقيم مثلك، و لكني باعث في بلعم نبيّا هو مثلك، قال: أي ربّ ، هل أنت معطيه قربانا مثل قرباننا؟ قال: قربانا أفضل من قربانكم،
ص: 100
تأكل قربانكم النار فتنطلق به، و لهم في قربانهم أجران اثنان، يدلون لي في غداة واحدة بين جبال كوبا و تستقبلهم إخوانهم في مشارق الأرض و مغاربها في غداة واحدة بين جبال يذكر اسمي و يهرقون الدماء لي، فآجرهم، و يطعمون اللحم إخوانهم فآجرهم، فتحت الدنيا بإبراهيم، و ختمتها بمحمّد صلّى اللّه عليه و سلّم، مثل كتابه الذي يجيء به - فاعرفوه يا بني إسرائيل - مثل السقاء المملوء لبنا يخاض فيخرج زبده، فهو كذلك، كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقرأ عليكم يتحدث لم تسمعوا مثله قط ، فيه خير الكتب كلها، قضاء إلهي إنه يختم بكتابه الكتب، و شريعته الشرائع، فمن أدركه فلم يؤمن به و يدخل في شريعته فهو من إلهي و مني بريء.
و حدّث أبو يوسف: إنهم يبنون الصوامع في مشارق الأرض و مغاربها، إذا ذكروا اسم إلهي ذكروا اسم ذلك النبي معه، لا يزول ذكره من الدنيا حتى تزول [و حدث أبو يوسف أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لما بني بيت المقدس صلّى ركعتين، ثم قال له:] (1) أي ربّ بنيت لك بيتا أتعبّد لك فيه، فنزل عليه الوحي. قال اللّه: ويحك (2) عبدي داود بنى بيتا، أي بيت يسعني و أي سماء تسعني ؟ و أي أرض تسعني ؟ أنا أعظم من ذلك كله، و سأضرب لك مثلا فاعقله، السموات السبع و ما فيهن من الملائكة و الأرض جميعا، و ما فيها من البحار و الجبال تحت عرشي بمنزلة القنديل المعلق، قال له داود: سبحانك! تقدست تقدست، أنت كما شئت أن يكون و كما قلت لنفسك، و فوق ما يقول لك خلائقك، قال اللّه: أجل، فسبّحني و قدسني، و اصنع كما تصنع الأمة التي اخترتها (3) على هذا العالم، قال: رب، و أي أمة هي ؟[قال: هي] (4) أمة أحمد، قال: ربّ أخبرني بعلامتهم، قال: إذا فرغوا كبروني، و إذا غضبوا هلّلوني، و إذا تنازعوا سبّحوني.
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، نا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أحمد بن يوسف، نا خلف، نا إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبّه أبو هشام (5) الصنعاني (6)،نا عبد الصّمد بن معقل قال: سمعت ابن منبّه يقول: إن بني
ص: 101
إسرائيل لما حرّم اللّه عليهم أن يدخلوا الأرض المقدسة أربعين سنة يتيهون في الأرض شكوا إلى موسى، فقالوا: ما نأكل ؟ فقال: إنّ اللّه سيأتيكم بما تأكلون، قالوا: من أين لنا إلاّ أن تمطر علينا خبزا، قال: إنّ اللّه سينزل عليكم خبزا مخبوزا، فقال: ينزل عليهم المن و السلوى، فسئل وهب: ما المنّ ؟ قال: الخبز الرقاق مثل الذرة أو مثل النقي، قالوا: و ما نأتدم ؟ و هل بدلنا من اللحم ؟ قال: فإن اللّه يأتيكم به، قالوا: من أين إلاّ أن تأتينا به الريح، قال: فإن (1) الريح تأتيكم به، فكانت الريح تأتيهم بالسلوى، فسئل وهب: ما السلوى ؟ قال:
طير سمين مثل الحمام، كان يأتيهم منه، فيأخذون منه من سبت إلى سبت، قالوا: فما نلبس ؟ قال: لا يخلق لأحد ثوب أربعين سنة، قالوا: فما نحتذي ؟ قال: لا ينقطع لأحدكم شسع أربعين سنة، قالوا: فإنه يولد فينا أولاد فما نكسوهم ؟ قال: الثوب الصغير على الكبير يشبّ معه. قالوا: فمن أين لنا الماء؟ قال: يأتيكم به اللّه، قالوا: من أين إلاّ أن يخرج لنا من الحجر، فأمر اللّه تعالى موسى أن يضرب بعصاه الحجر، قالوا: فبما نبصر؟ فإنها تغشانا الظلمة، فضرب له عمود من نور في وسط عسكرهم، أضاء عسكرهم كله، قالوا: فبما نستظل فإن الشمس علينا شديدة ؟ قال: يظلكم اللّه بالغمام.
أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد، و أبو الوحش سبيع بن المسلم قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا ابن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، أنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر، أنا أبو إلياس عن وهب بن منبّه.
إن اللّه أوحى إلى موسى أن سر ببني إسرائيل حتى يدخلوا الأرض المقدّسة، فقد كتبتها لكم، فاخرج إليها فجاهد من فيها بمن معك من بني إسرائيل، فإنّي ناصركم قال: فانطلق موسى بمن معه من بني إسرائيل قال: فقالت بنو إسرائيل: يا موسى إنّا لا نعرف الطريق، و لا علم لنا بالأرض، و مدخلها، و مخرجها، و رجالها، و حصونها، قال: و بعث موسى هؤلاء الاثنا عشر (2) النقباء إلى الأرض، ليتجسسوا لهم الأرض، و أقام موسى بمكان و جعل عليهم يوشع بن نون و كالب بن يوفنا و كان فيما بين الشام، و بينهم مفاوز ليس بها ماء و دعا لهم موسى بالرزق، فأنزل اللّه عليهم في سيرهم المن و السلوى، و فجّر لهم الحجارة عيونا ماء بين موضع موسى إلى أرض أريحا و أقام موسى بمكانه، فقالت بنو إسرائيل: كيف لنا بهذا المسير
ص: 102
البعيد الذي لا نقوى عليه على حمل الماء و صنعة الطعام ؟ يعول الرجل منا أربعمائة عيّل فأي (1) ماء يسعهم ؟ و أي طباخ يوسعهم، و أي دار تكنهم حتى تبلغهم ؟ و أي خباء يسعهم ؟ و إنّما معنا (2) الثياب (3) و الذهب و الفضة و ليس بيننا و بين الأرض المقدسة مدائن و لا أسواق، فادع لنا ربك يكفينا مئونة هذا السفر (4)،فقيل لهم: أما ما سألتم من الطعام، فإنّ اللّه يمطر لكم السماء بالمنّ - الخبز المخبوز، طعمه كطعم الخبز المأدوم بالسمن و العسل - و مسخّر لكم الريح فتنسف لكم طير السلوى فهو سيعلم ما أكلتم، و أما ما تحتاجون إليه من الماء فيفجر لكم من الحجر ماء [رواء] (5) و حيث نزلتم فيوسعكم لشربكم و طهوركم، و أما ما أردتم من الكن و الظل، فيسخر لكم الغمام فيظلكم من فوقكم و يكنكم من البرد و الحر و الريح، قالوا:
يا موسى، نقيم حتى ترجع إلينا النقباء، فيخبرونا، فنرى رأينا، قال: فأمر موسى النقباء أن يسيروا، قال: فانطلقوا حتى أتوا الأرض المقدّسة، قال: و ارتحل موسى و معه بنو إسرائيل، فكان إذا نزلوا ضرب بعصاه اَلْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتٰا (6) عَشْرَةَ عَيْناً (7)،فكانت تجري إلى كل سبط عين (8)تدخل عسكرهم و كانت السماء تمطر عليهم خبز المن،[مثل خبز الماء] (9)طعمه طعم الخبز المأدوم بالسمن و العسل، و تنسف عليهم الريح طير السلوى، و تذري ريشه عنهم فيصير مصفّى ليس فيه ريش، فيصبح في العسكر ركامان عظيمان من خبز و طير، فيأكلون و يحملون.
قال: و أنا أبو إلياس عن وهب قال:
إن بني إسرائيل لما أيقنوا أن لا يرجعوا إلى مصر و لا يدخلوا الأرض المقدسة فقالوا لموسى: لا بدّ لنا من كتاب نقرؤه و شرائع و أحكام، قال: فسأل موسى ربه، فقال له ربه: نعم يا موسى، فوعده ربه أن يخرج إلى طور سيناء، و واعده ثلاثين يوما، قال: و استخلف موسى على قومه هارون و قال: إنّي منصرف إليكم بعد أربعين يوما، و آتيكم بأحكام و شرائع قال:
ص: 103
فانطلق موسى و معه جبريل، حتى انتهى إلى طور سيناء، فتطهّر و طهّر ثوبه و كلّمه ربه، فلما سمع كلام ربه طمع في رؤيته فقال موسى: رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ (1)إِلَيْكَ ، قٰالَ (2):يا موسى، إنّك لَنْ تَرٰانِي وَ لٰكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكٰانَهُ فَسَوْفَ تَرٰانِي ،يقول: أي (3)لا تستطيع أن تنظر إليّ و سأجعل بيني و بينك علما إن استطاع ذلك العلم النظر إليّ فسوف تراني.
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا محمّد بن أحمد السمسار، أنا أبو إسحاق بن خرشيد - قراءة - ثنا عمر بن محمّد الدربي، نا محمّد بن إسماعيل الحساني، نا يزيد، أنا أصبغ بن زيد (4)الورّاق، نا القاسم ابن أخي أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
أمر اللّه موسى أن يصوم شهرا فصامهن ليلهن و نهارهن، فلمّا أراد أن يكلم ربه أخذ من بقل البر فأكل فقال له ربه: يا موسى ما حملك على ما صنعت ؟ قال: أي ربّ كرهت أن أكلمك و ريح فمي ريح فم الصائم، قال: يا موسى، أ ما علمت أن ريح فم الصائم أطيب عند اللّه من ريح المسك ؟ ارجع، فصم عشرا (5).
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنا أبو طالب محمّد بن علي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا الحسين بن إسماعيل، نا يحيى السكري، نا أبو النّضر، نا قيس، عن عاصم، عن الشعبي، عن ابن عباس قال: إنّ اللّه اصطفى إبراهيم بالخلّة، و اصطفى موسى بالكلام، و اصطفى محمّدا بالرؤية.
قال: و أنا الدارقطني، نا محمّد بن مخلد، نا محمّد بن سليمان الباغندي، نا محمّد بن الصباح، نا إسماعيل بن زكريا، عن عاصم، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: اصطفى اللّه إبراهيم بالخلّة، و اصطفى موسى بالكلام، و اصطفى محمّدا بالرؤية.
قال: و أنا الدارقطني، نا أحمد بن العبّاس البغوي، نا عمر بن شبة، نا معاذ بن هشام.
ح قال: و نا الدارقطني، نا أحمد بن سليمان، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا عبد اللّه ابن عمر، نا معاذ بن هشام، حدّثني أبي، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:
تعجبون أن تكون الخلّة لإبراهيم، و الكلام لموسى، و الرؤية لمحمّد صلّى اللّه عليه و سلّم.
ص: 104
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو محمّد المخلدي، أنا أبو العباس بن السراج، نا إسحاق بن إبراهيم، نا جرير، و يعلى، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي.
و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو الحسين بن النّقّور، و عبد الباقي بن محمّد ابن غالب، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن منيع، نا سعيد بن يحيى الأموي، حدّثني أبي، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشعبي.
عن عبد اللّه بن الحارث - زاد الأموي: بن نوفل - نا كعب، و قال دحية: عن كعب، قال: إن اللّه تعالى قسم رؤيته و كلامه بين محمّد و موسى فرآه محمّد مرّتين، و كلّمه موسى مرتين.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو الوحش سبيع بن المسلم، و أبو تراب حيدرة بن أحمد، و أبو الحسين بركات بن عبد العزيز بن الحسين - إجازة-.
قال: ثنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن رزقويه (1)،أنا أحمد بن سندي، أنا أبو علي الحسين (2)بن علي، أنا إسماعيل بن عيسى، نا إسحاق بن بشر، عن سعيد بن سالم، عن ابن جريج، عن عطاء، عن من يخبره عن كعب.
أن اللّه أعطى محمّدا صلّى اللّه عليه و سلّم ليلة أسري به أربع آيات، ما أعطاها أحد قبله، قول اللّه عزّ و جل: لِلّٰهِ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي الْأَرْضِ (3)إلى آخر السورة، و هي ثلاث آيات، و آية الكرسي (4)،و أعطى موسى غيرها حتى قرّبه نجيّا، و أمره أن يدعو بهن، فدعا بهن، فاطمأن و قوي على احتمال النبوة، و حفظ ما ناجاه ربّه، قال: قل يا موسى: اللّهم لا تولج الشيطان في قلوبنا، و خلّصنا منه و من كلّ شرّ من أجل أن لك الملكوت و الأيد (5)،و السلطان و الملك، و الحمد، و الأرض، و السماء، و البقاء دهر الداهرين أبد الآبدين، أبدا، آمين آمين، فدعا بهن فاطمأن، ثم ناجاه ربّه عزّ و جلّ .
قال: و أنا إسحاق، عن عبّاد بن كثير البصري، عن بعض أهل العلم قال:
ص: 105
بلغنا أن اللّه حين ناجى موسى قال: يا موسى بن عمران، يا صاحب جبل لبنان، قم بين يدي مقام العبد الذليل المعترف بذنبه، و كان فيما علّمه أن قال له: اقرأ في دبر كلّ صلاة آية الكرسي، فمن قرءاها في دبر كل صلاة أعطيته قلوب الشاكرين، و أعمال الصّدّيقين، و ثواب النبيّين، و بسطت عليه يميني بالرحمة، و لم يحجبه عن الجنة شيء إلاّ ملك الموت، فيقبض روحه فيدخل الجنّة.
أخبرنا أبو الخير عبد السلام بن محمود بن أحمد الحسناباذي، أنا أبو نصر أحمد بن الفضل الباطرقاني - إملاء - نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه الورّاق، نا أبو حفص عمر بن أحمد بن علي القطان الدربي ببغداد، نا أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل الحسّاني (1)،نا وكيع ابن الجرّاح، عن سفيان، عن عمرو بن يحيى بن (2)عمّارة المازني، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أنا أوّل من يفيق من الصعقة، فأجد موسى معلّقا (3)بقائمة من قوائم العرش، و لا أدري أخرى (4)بصعقة الطور فلم يصعق أو أفاق قبلي»[12543].
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، ثنا أبو أحمد الحاكم.
ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، قالا: أنا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا سعيد، نا محمّد - يعني - ابن عمرو - عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ينفخ في الصور فصعق من في السموات و من في الأرض، و قال أبو أحمد: من في الأرض، إلاّ من شاء اللّه، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون، فأكون أول من رفع رأسه، فإذا موسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري، أرفع رأسه قبلي أو كان ممن استثنى اللّه، و من قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب»[12544].
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، نا أبو بكر بن المقرئ، نا زهير، ثنا بكير، أنا محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال
ص: 106
يهودي بسوق المدينة: لا بالذي اصطفى موسى على البشر، فلطمه رجل من الأنصار، فقال:
تقول هذا و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فينا؟ فانطلق اليهودي إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«و نفخ في الصور فصعق من في السموات و من في الأرض إلاّ من شاء اللّه، ثم نفخ فيه أخرى، فإذا هم قيام ينظرون، فأكون أول من يرفع رأسه، فإذا موسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أرفع رأسه قبلي أو كان ممن استثنى اللّه ؟ و من قال: إني خير من يونس فقد كذب»[12545].
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، نا أبو بكر محمّد بن إسماعيل البندار البصلاني، نا خالد بن يوسف السّمتي، حدّثني أبي عن موسى بن عقبة بن أبي حازم، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:
«يصعقون (1)الناس حين يصعقون فأكون في أوّل من قام، فإذا موسى آخذ بالعرش، لا أدري أ فيمن كان صعق (2)»[12546].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا أبو همام، نا عبد الرّحمن بن سليمان، أن زكريا أخبرهم عن عامر عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّي أول من يرفع رأسه بعد الصيحة الأخيرة، فإذا موسى متعلق بالعرش، فلا أدري، أ كذلك كان أم بعد النفخة»[12547].
قال: و نا الوليد بن شجاع، نا أبو أسامة، نا مجالد، أنا عامر، عن جابر أو غيره من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: و نا أبو (3)سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان، نا أبو يعلى، نا أبو همام الوليد بن شجاع، نا عبد الرّحيم بن سليمان أن زكريا أخبرهم عن عامر، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّي أول من يرفع رأسه بعد النفخة الآخرة، فإذا موسى متعلّق بالعرش، فلا أدري أ كذلك كان أم بعد النفخة»[12548].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم بن حبابة،
ص: 107
أنا أبو القاسم البغوي، نا طالوت بن عباد، نا خالد بن إسماعيل الخزاعي، عن أبي أيوب - و قال الشّحّامي: عن أيوب - عن أبي هريرة قال: كان بين رجل من يهود و بين رجل من المسلمين كلام، فقال المسلم: و الذي اصطفى محمّدا على البشر، فقال اليهودي: و الذي اصطفى موسى على البشر، فرفع المسلم فلطم عين اليهودي، فذهب به إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يستعدي عليه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أنا أول من تنشق عنه الأرض، فإذا موسى متعلق بالعرش»[12549].
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي أبو العباس، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا الحسن ابن حبيب، نا عبد اللّه بن عبيد بن يحيى بن أبي حرب، أنا أبو علقمة نصر بن خزيمة بن جنادة، أخبرني أبي عن نصر بن علقمة، عن أخيه محفوظ بن علقمة، عن ابن عائذ - و هو عبد الرّحمن - قال: قال جبير بن نفير: قال عوف بن مالك: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّ الأنبياء يتكاثرون بأممهم و قد كثرتهم إلاّ موسى بن عمران، و أرجو أن أكثره، و لقد أعطي موسى بن عمران خصلات لم يعطهن نبي: إنه مكث يناجي ربه أربعين يوما، و لا ينبغي لمتحابين (1)أن يتناجيا أطول من نجواهما، و إن ربك توحد بدفنه في قبره، فلم يطّلع عليه أحد، و هو يوم يصعق الناس قائم عند العرش، لا يصعق معهم»[12550].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا عمر بن أحمد بن شاهين، نا عبد اللّه بن سليمان، عن الأشعث، نا أحمد بن صالح المصري، و أحمد بن عمرو ابن السراج، و أحمد بن سعيد الهمداني، قالوا: ثنا ابن وهب، أخبرني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه أن عمر بن الخطّاب قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«إنّ موسى قال: يا ربّ أرنا آدم الذي أخرجنا من الجنّة، فأراه اللّه آدم، فقال: أنت أبونا آدم ؟ نفخ اللّه فيك من روحه، علّمك الأسماء كلها، و أمر الملائكة فسجدوا لك ؟ قال: نعم، قال: فما حملك على أن حملتنا و أخرجتنا من الجنّة، قال له آدم: و من أنت ؟ قال: أنا موسى، قال: أنت نبي بني إسرائيل ؟ أنت الذي كلّمك اللّه من وراء حجاب و لم يجعل بينك و بينه رسولا من خلقه ؟ قال: نعم، قال: فبما تلومني في شيء سبق من اللّه فيه القضاء قبل ؟ فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم عند ذلك:«فحج آدم موسى»[12551].
ص: 108
أخبرناه خالي أبو المعالي القاضي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد بن سعيد (1)،نا أبو الطاهر أحمد بن محمّد بن عمر بن سعد المدني (2)،نا يونس بن عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد بن سعيد، نا أبو الطاهر أحمد بن محمّد بن عمر بن سعد المدني، نا يونس بن عبد الأعلى، نا ابن وهب، فذكر بإسناده نحوه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن (3)الجندي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن (4)عبد العزيز البغوي، نا هدبة (5)، نا عمرو بن إسحاق، نا أبو علقمة أنّ أباه حدّثه عن نصر بن علقمة بن خالد، نا حمّاد بن سلمة، عن محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لقي موسى آدم، فقال موسى: يا آدم، أنت الذي خلقك اللّه بيده، و أسكنك جنّته، و أسجد لك ملائكته، و نفخ فيك (6)من روحه، لم فعلت ما فعلت و أخرجت ذريتك من الجنّة ؟ فقال آدم: أنت الذي اصطفاك اللّه بكلامه و رسالته (7)كلّمك و قرّبك نجيا، و آتاك التوراة فبكم تجد الذي علمت كتب عليّ قبل أن أخلق ؟ قال: بأربعين سنة، قال: فلم تلومني يا موسى»، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«فحج آدم موسى ثلاثا»[12552].
كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد، و حدّثني أبو المحاسن عبد الرزّاق بن محمّد بن أبي نصر عنه، أنا أبو بكر الحيري، أنا أبو العباس الأصم، نا أحمد بن عبد الجبّار العطاردي، أنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن سعيد أو عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«احتج آدم و موسى، قال: فقال موسى: يا آدم، أنت الذي خلقك اللّه بيده، و أسكنك جنّته، و نفخ فيك من روحه أغويت الناس و أخرجتهم من الجنّة ؟ قال: قال آدم: يا موسى، أنت الذي اصطفاك اللّه برسالته و بكلامه، تلومني على أمر قدّره اللّه علي أن أعلمه قبل أن يخلق
ص: 109
السموات و الأرض» قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«فحج آدم موسى» (1)[12553].
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، أنا أبو إسماعيل الترمذي، أنا علي بن جعفر الأحمر، نا أحمد بن بشير، عن مجالد، عن الشعبي في قول اللّه تبارك و تعالى: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنٰا بَعْضَهُمْ عَلىٰ بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللّٰهُ (2)قال: موسى صلّى اللّه عليه و سلّم وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجٰاتٍ قال محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم وَ آتَيْنٰا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنٰاتِ قال: فكان الشعبي يقول: هؤلاء أشراف الرسل يوم القيامة.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أبو العبّاس أحمد بن الفضل بن أحمد، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالوا (3):أنا أبو الطّيّب عبد الرزّاق [بن] (4) عمر بن موسى، أنا محمّد بن إبراهيم بن علي بن عاصم، أنا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا عيسى بن حمّاد زغبة، أنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد الرقاشي، عن أنس.
أن الناس ذكروا يوم القيامة عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«و الذي نفسي بيده إنّي لسيّد الناس يوم القيامة و لا فخر، و إن بيدي لواء الحمد، و إن تحته آدم و من دونه و لا فخر قال: ينادي اللّه يومئذ آدم، فيقول: يا آدم، فيقول آدم: لبيك ربّي و سعديك، فيقول: أخرج من ذريّتك بعث النار، فيقول: يا رب، و ما بعث النار؟ فيقول: من كلّ ألف تسعمائة و تسعة و تسعين، فيخرج ما لا يعلم عدده إلاّ اللّه، قال: فيأتون آدم، فيقولون: يا آدم، أنت أكرمك اللّه، و خلقك بيده، و نفخ فيك من روحه، و أسكنك جنّته، و أمر الملائكة فسجدوا لك، فاشفع لذرّيتك، لا تحرق (5) اليوم بالنار، فيقول آدم: ليس ذلك إليّ (6) اليوم، و لكن سأرشدكم، عليكم بنوح، فيأتون نوح، فيقولون: يا نوح اشفع لذريّة آدم، فيقول: ليس ذلك إليّ ، و لكن عليكم بعبد اصطفاه اللّه بكلامه و رسالته و صنع على عينه، و ألقى عليه محبة منه، و أنا معكم، فيأتون موسى فيقولون: يا موسى، أنت عبد اصطفاك اللّه برسالاته و بكلامه (7)،و صنعت على عينه، و ألقى
ص: 110
عليك محبة منه، اشفع لذرّية آدم لا تحرق اليوم بالنار، فيقول: ليس ذلك إليّ اليوم، عليكم بروح اللّه و كلمته، عيسى، فيأتون عيسى، فيقولون: يا عيسى، أنت روح اللّه و كلمته، اشفع لذرّية آدم لا تحرق اليوم بالنار، فيقول: ليس ذلك إليّ اليوم، و لكن سأرشدكم، عليكم بعبد جعله اللّه رحمة للعالمين، أحمد، و أنا معكم، فيأتون أحمد، فيقولون: يا أحمد، جعلك اللّه رحمة للعالمين، اشفع لذريّة آدم لا تحرق اليوم بالنار، فأقول: نعم، أنا صاحبها، قال: فآتي حتى آخذ بحلقة الجنّة، فيقال: من هذا؟ فأقول أحمد، قال: فتفتح لي، فإذا نظرت إلى الجبار لا إله إلاّ هو خررت ساجدا، ثم يفتح لي من التحميد و الثناء على الربّ شيئا لا يفتح لأحد من الخلق ثم يقال: ارفع (1)،سل تعط ، و اشفع تشفّع، فأقول: يا ربّ ذرّية آدم لا تحرق اليوم بالنار، فيقول الرب جلّ جلاله له: اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال قدر قيراط من إيمان فأخرجوه، ثم يعودون إليّ فيقولون: ذرّية آدم لا يحرقون اليوم بالنار، قال: فأتي حتى آخذ بحلقة الجنّة، فيقال: من هذا؟ فأقول أحمد: فيفتح لي، فإذا نظرت إلى الجبّار لا إله إلاّ هو خررت ساجدا، و أسجد مثل سجودي أول مرة و مثله معه، فيفتح لي من الثناء على اللّه من التحميد مثل ما فتح لي أوّل مرة، فيقال: ارفع رأسك، سل تعطه، و اشفع تشفّع، فأقول: يا ربّ ذرّية آدم لا تحرق اليوم بالنار، فيقول الرب: اذهبوا، فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه، قال: ثم آتي حتى أصنع كما صنعت أول مرة، فإذا نظرت إلى الجبّار جلّ جلاله خررت ساجدا، فأسجد كسجودي أوّل مرّة، و مثله معه، و يفتح لي من الثناء و التحميد مثل ذلك، ثم يقال: ارفع رأسك، سل تعط ، و اشفع تشفّع، فأقول: يا ربّ ذرية آدم لا تحرق اليوم بالنار، فيقول الرب: اذهبوا، فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه، فيخرجون ما لا يعلم عدده إلاّ اللّه، و يبقى أكثر (2) ثم يؤذن لآدم الشفاعة، فيشفع لعشرة ألف ألف، ثم يؤذن للملائكة و النبيين، فيشفعون، ثم يؤذن للمؤمنين فيشفعون، و إن المؤمن ليشفع يومئذ لأكثر من ربيعة و مضر»[12554].
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، ثنا محمّد بن أحمد السمسار، نا أبو إسحاق بن خرشيد قوله، نا عمر بن أحمد الدربي، نا محمّد بن إسماعيل الحسّاني، نا علي بن عاصم، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي عمرو الشيباني قال: قال موسى لربّه يوم الطور: أي ربّ ، إن كلمتني فمن قبلك، و إن صلّيت فمن قبلك، و إن صمت فمن قبلك، و إن أرسلتني فمن
ص: 111
قبلك، و إن بلّغت رسالتك فمن قبلك، فكيف أشكرك ؟ قال: يا موسى، الآن علمت أنك قد شكرتني حيث علمت أنه من قبلي.
أخبرنا أبو الفضل الأرموي (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو حفص بن شاهين، نا علوان بن الحسين المالكي ختن (2) عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا حنبل بن محمّد السّليحي - بحمص - نا سليمان بن سلمة الخبائري (3)،نا أحمد بن يونس الأزدي، نا رباح بن زيد الصنعاني، عن معمر، عن الزهري، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لما كلّم اللّه موسى في الأرض كان جبريل يأتيه بحلّتين من حلل الجنّة، و بكرسيّ مرصّع بالدرّ و الجوهر، فيجلس عليه و يرفعه الكرسي فيرفعه حيث شاء» (4)[12555].
قال: و نا ابن شاهين، نا أحمد بن سليمان، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبو معمر القطيعي، نا جرير، عن عطاء بن السائب قال: كان لموسى قبة طولها ستمائة ذراع يناجي فيها ربّه.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، نا أبو بكر البيهقي، أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفّار، نا إسماعيل بن إسحاق، أبو بكر السراج (5)،نا الحسن بن حمّاد، [سجّادة] (6) نا عمرو بن هاشم، عن جويبر.
ح قال: و أنا أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز بن محمّد الصيدلاني، نا محمّد بن حيّان بن حمدويه أبو بكر الحياني، نا محمّد بن منده، نا سهل بن عثمان العسكري، ثنا أبو مالك الجنبي (7)،عن جويبر.
عن الضّحّاك، عن ابن عبّاس عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إن اللّه ناجى موسى، و كان فيما ناجاه أن قال: يا موسى، لم يتصنع المتصنعون بمثل الزهد في الدنيا، و لم يتقرب المتقرّبون بمثل الورع عمّا حرمت عليهم، و لم يتعبّد المتعبّدون بمثل البكاء من خشيتي، فقال موسى: يا ربّ
ص: 112
و إله البرية كلها، و يا مالك يوم الدين، و يا ذا الجلال و الإكرام، ما ذا أعددت لهم، و ما ذا جزيتهم ؟ قال: أمّا الزاهدون في الدنيا فإني أبيحهم جنتي يتبوءون منها حيث شاءوا، و أما الورعون عما حرمت عليهم فإذا كان يوم القيامة لم يبق محتال إلاّ ناقشته الحساب، و فتشت عما في يديه إلاّ الورعون، فإني أستحييهم و أجلّهم و أكرمهم و أدخلهم الجنّة بغير حساب، و أما الباكون (1) من خشيتي فأولئك لهم الرفيق الأعلى لا يشاركهم (2) فيه»[12556].
لفظ حديث ابن عبدان.
و رواه وهب عن الماضي عن جويبر، عن الضّحّاك بإسناده.
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن عمر بن يوسف، نا أبو الحسين محمّد بن علي بن المهتدي، نا عمر بن أحمد بن عثمان، نا زيد بن خلف القرشي - بمصر - نا أحمد بن عبد الرّحمن بن وهب، نا عمي عبد اللّه بن وهب، نا الماضي بن محمّد، عن جويبر، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاس عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.
إن اللّه ناجى موسى بمائة ألف كلمة، و أربعين ألف كلمة في ثلاثة أيام، وصايا كلها، فلما سمع موسى كلام الآدميين مقتهم مما وقع في مسامعه من كلام الرب، فكان فيما ناجاه:
يا موسى، إنه لم يتصنّع لي المتصنّعون بمثل الزهد في الدنيا، و لم يتقرّب لي المتقرّبون بمثل الورع عما حرمت عليهم، و لم يتعبّد العابدون بمثل البكاء من خيفتي (3)،قال موسى: يا إله البرية كلها، و يا مالك يوم الدين، و يا ذا الجلال و الإكرام، ما ذا أعددت لهم، و ما ذا جزيتهم ؟ قال: يا موسى، أما الزاهدون فإني أبيحهم (4) الجنّة (5) يتبوّءون منها حيث شاءوا، و أمّا الورعون عمّا حرمت عليهم فإنه ليس عبد يلقاني يوم القيامة إلاّ ناقشته الحساب و كشفته عما في يديه، قالا: إلاّ ما كان من الورعين، فإني أستحييهم، و أجلّهم، و أكرمهم، و أدخلهم الجنّة بغير حساب، و أمّا الباكون من خيفتي فلهم الرفيق الأعلى، لا يشاركون فيه.
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه، أنبا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد اللّه الطبري، أنا علي بن عمر بن محمّد الحربي، ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، نا الحسن بن حمّاد، نا
ص: 113
عمرو بن هاشم الجنبي (1)،عن جويبر، عن الضّحّاك عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«إنّ اللّه ناجى موسى بمائة ألف و أربعين ألف كلمة، وصايا كلها، و كان فيما ناجاه أن قال له: يا موسى، إنه لم يتصنّع المتصنعون بمثل الزهد في الدنيا، و لم يتقرّب إليّ المتقرّبون بمثل الورع عما حرمت عليهم، و لم يتعبّدني المتعبّدون بمثل البكاء من خيفتي، قال موسى:
يا إله البرية كلها، و يا مالك يوم الدين، و يا ذا الجلال و الإكرام، ما ذا أعددت لهم، و ما جزيتهم ؟ قال: أما الزاهدون في الدنيا فإني أبيحهم جنتي، يتبوّءون فيها حيث شاءوا، و أما الورعون عما حرمت عليهم فإنه إذا كان يوم القيامة لم يبق أحد إلاّ ناقشته الحساب، و فتشته عما في يديه إلاّ الورعون، فإن أستحييهم، و أجلّهم، و أكرمهم، و أدخلهم الجنّة بغير حساب، و أمّا البكاءون من خيفتي، فأولئك لهم الرفيق الأعلى لا يشاركون فيه.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا [علي ابن] (3) أبي علي المعدّل، أنا عبد اللّه بن إبراهيم الزينبي (4)،نا أحمد بن أبي عوف، نا إبراهيم بن بشار (5)،حدّثني أبو أيوب المقرئ قال: كلم اللّه موسى مائة ألف كلمة، و عشرين (6) ألف كلمة، فذكر كلمة كلمة، قال له: يا ابن عمران كل خدن (7)[لك] (8)يؤازرك (9) على طاعتك فاتّخذه عدوا كائنا من كان.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا معاذ ابن المثنّى، نا علي بن المدائني، نا محمّد بن عمرو بن ميسم، قال: سمعت عطاء بن مسلم يقول: سمعت وهب بن منبّه يقول: إنّ اللّه كلّم موسى في ألف مقام، و كان إذا كلّمه رئي (10)النور على وجه موسى ثلاثة أيام، و لم يمسّ موسى امرأة منذ كلّمه ربّه.
ص: 114
أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا: أنا أبو الحسين بن مكي، أنا المؤمّل بن أحمد بن محمّد بن صاعد، نا لوين محمّد بن سليمان، نا عبيد اللّه بن عمر الرقّي، عن عبد الملك بن عمير، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عن كعب قال: كلّم اللّه موسى، قال: أي ربّ ، أكون على الحالة التي أجلك عن أن أذكرك عليها الخلاء،[و] (1) الرجل مع أهله، قال: يا موسى، اذكرني على كل حال.
أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضل بن يحيى، أنا عبد الرّحمن بن أحمد ابن محمّد، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا علي بن خشرم (2)،أنا محمّد - يعني - ابن فضيل، عن مسعر، عن مصعب (3)،عن أبيه عن كعب قال: قال موسى: يا ربّ ، إنّ من الحال السيئ نكون عليها ما نجلّك أن نذكرك، يصيب أحدنا الجنابة و الغائط ، قال: يا موسى، اذكرني على كل حال.
أخبرنا أبو العلاء صاعد بن عبد الوهاب (4) بن عبد الصّمد الشاهد، و أبو القاسم عبد الملك بن عثمان بن أبي منصور الصوفي، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد اللّه بن خلف، نا الشيخ أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، نا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد، نا علي بن عبد العزيز، نا القاسم بن سلاّم، نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن سفيان، عن عطاء ابن أبي مروان (5)،عن أبيه، عن كعب قال: قال موسى:
أ قريب فأناجيك، أم بعيد فأناديك ؟ قال: يا موسى، أنا جليس من ذكرني، قال: فإنها تكون الحال أجلّك أن أذكرك فيها، قال: اذكرني على كل حال.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن حامد بن أحمد، و أبو الخير سعيد بن الفضل بن أحمد المميّز، قالا: أنا أبو المظفر محمود بن جعفر بن محمّد الكوسج، أنا أبو منصور محمّد بن عبد اللّه بن محمّد - قراءة عليه في دارنا - أنا أبو علي (6) أحمد بن محمّد بن إبراهيم، نا أبو الحسين أسيد بن عاصم سنة تسع و مائتين، نا الحسين بن حفص، نا سفيان، عن عطاء بن أبي مروان الأسلمي، حدّثني أبي عن كعب قال: قال موسى:
ص: 115
يا ربّ ، أ قريب أنت فأناجيك، أو بعيد فأناديك، فقيل له: يا موسى، أنا جليس من ذكرني، فقال: إني أكون على حال أجلك عنها، قال: ما هي يا موسى ؟ قال: عند الغائط ، و الجنابة، قال: اذكرني على كل حال.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا أسيد بن عاصم، نا الحسين ابن حفص، عن سفيان، عن عطاء بن أبي مروان أبي مصعب الأسلمي، حدّثني أبي عن كعب قال: قال موسى:
يا رب، أ قريب أنت فأناجيك، أو بعيد فأناديك، فقيل له: يا موسى، أنا جليس من ذكرني، فقال: إنّي أكون على حال أجلك عنها، قال: ما هي يا موسى ؟ قال: عند الغائط و الجنابة، قال: اذكرني على كل حال.
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا (1):أنبأ أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني عبد العزيز بن يحيى بن يزيد (2) الباهلي، عن سليمان بن رفاعة، عن مكحول قال:
أغار الضّحّاك بن معدّ - يعني - ابن عدنان على بني إسرائيل في أربعين رجلا من بني معدّ، عليهم دراريع الصوف، خاطمي خيلهم بحبال الليف، فقتلوا و سبوا و ظفروا، فقالت بنو إسرائيل: يا موسى، إنّ بني معدّ أغاروا علينا، و هم قليل، فكيف لو كانوا كثيرا، و أغاروا علينا و أنت نبينا؟ فادع اللّه عليهم، فتوضّأ موسى و صلّى و كان إذا أراد من اللّه حاجة صلّى ثم قال: يا ربّ إنّ بني معدّ أغاروا على بني إسرائيل، فقتلوا و سبوا و ظفروا، فسألوني أن أدعوك عليهم، قال: فقال اللّه: لا تدعو عليهم، فإنّهم عبادي، و إنّهم ينتهون عند أول أمري، و إنّ فيهم نبيا أحبّه و أحبّ أمّته، قال: يا ربّ ، ما بلغ من محبتك له ؟ قال: أغفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر، قال: يا ربّ ، ما بلغ من محبتك لأمّته ؟ قال: يستغفرني مستغفرهم فأغفر له، و يدعوني داعيهم فأستجيب له، قال: يا ربّ فاجعلهم من أمّتي، قال: نبيّهم منهم، قال: يا ربّ ، فاجعلني منهم، قال: تقدّمت و استأخروا.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، أنا أبو عثمان سعيد بن عبد الرّحمن الصابوني
ص: 116
قال: وجدت في بعض مسموعات الشيخ الشهيد والدي أبي نصر عبد الرّحمن بن أحمد الصابوني - رحمه اللّه و أسكنه جنّاته و لقاه رضوانه - أنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن هارون الزّوزني (1)-بها - أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن زيرك السّجزي (2) التاجر قال: قرأت على أبي شاكر المنتجع بن عمارة، عن محمّد بن مرقس، عن أبي حذيفة إسحاق بن بشر القرشي عن سعيد، عن قتادة، عن كعب قال:
قال موسى حين ناجاه ربّه: أ قريب أنت فأناجيك، أم بعيد فأناديك ؟ قال اللّه: يا موسى، أنا جليس من ذكرني، ثم قال: يا موسى أ تريد أن أقرّب مني مجلسك يوم القيامة:
فلا تنهر السائل، و لا تقهر اليتيم، و جالس الضعفاء، و ارحم المساكين، و أحبّ الفقراء، و لا تفرح بكثرة المال، فإنّ كثرة المال تفسد القلب و تقسيه، يا موسى اسمع، و انصت، و احفظ ، و أمر بني إسرائيل أن يتبعوا راكب الحمار ابن العذراء البتول، يبعث من جبل صهيون يصنع بالآيات و العجائب، و يحيي الموتى، و يبرئ الأكمه و الأبرص، و يخلق من الطين كهيئة الطير [بإذني] (3) يبشّر بالنبي العربي الأمّي من ولد قيدار (4) بن إسماعيل، يبعث من بين جبلي قدس، صاحب الجمل، صاحب الهراوة - و هي العصا - و التاج - و هي العمامة - و النعلين، يبعث في آخر الزمان على فترة من الرسل، اسمه محمّد في القرآن، و في الإنجيل أحمد، و في التوراة أحيد (5)،أفتح به و أختم، لم تلد النساء مثله قبله و لا بعده، الأكحل العينين، الصلت (6) الجبين، المقرون الحاجبين، البادي العنفقة، الرجل الشعر، الشثن (7) البنان، الحسن الثغر، المفلّج الثنايا، الكثّ اللحية، النّكاح للنساء، ذو النسل القليل، نسله من صدّيقة لها في الجنّة قصر من ذهب، ليس فيه صدع و لا وصل، و لا نصب، و لا صخب، له منها ابنة لها فرخان يستشهدان (8)،أمّته خير أمة أخرجت للناس، يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر، يرضون مني باليسير أعطيه إيّاهم، و أرضى منهم باليسير من العمل. أدخل
ص: 117
أحدهم الجنة بشهادة أن لا إله إلاّ اللّه، يقاتل بقضيب الحديد، و تقاتل أمّته بقضيب الشجر، صفّهم في قتالهم كصفّهم في صلاتهم، يأتزرون على أنصافهم، و يطهّرون أطرافهم، جعلت لهم الأرض مسجدا و طهورا، يصلّون حيث أدركتهم صلاتهم، و لو كانوا على كناسة، لمناديهم في الصلاة دوي في جو السماء، تفتح لها أبواب السماء، أنزل عليهم من رحمتي، أشدّاء على الكفار، متوادّون بينهم، إذا رأيتهم عرفتهم، إنهم أهل ركوع و سجود، سيماهم في وجوههم من أثر السجود، يقاتلون لي (1) صفوفا و زحوفا، و يصلّون لي ركوعا و سجودا أو قياما و قعودا، أناجيلهم في صدورهم، و قربانهم في بطونهم، نساؤهم أيامى لطول غيبة أزواجهم و ما هم بأيامى، و أولادهم يتامى لطول غيبة آبائهم، يطلبون الجهاد بكلّ أفق، رهبان الليل، أسود النهار، أعطيهم من قبل أن يسألوني، و أستجيب لهم من قبل أن يدعوني، ذلك فضلي أوتيه من أشاء، و أنا ذو الفضل العظيم، أظهره على الدين كله و لو كره المشركون، فأفتح لهم فتحا يسيرا، و أنصره نصرا عزيزا، أجعله أوّل شافع، و أوّل مشفّع، أختم به الأنبياء و أفتح به الشفاعة، يا موسى، مر بني إسرائيل أن لا يغيّروا نعته و لا يكتموا صفته، و إنّهم لفاعلون، قال: فخرّ موسى ساجدا و قال: إلهي، لقد أكرمت هذا العبد و هذه الأمة، فقال اللّه: يٰا مُوسىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النّٰاسِ بِرِسٰالاٰتِي وَ بِكَلاٰمِي فَخُذْ مٰا آتَيْتُكَ وَ كُنْ مِنَ الشّٰاكِرِينَ (2).
كتب إليّ أبو صادق مرشد (3) بن يحيى بن القاسم، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطّاب (4)،قالا: أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن محمّد بن الطفّال.
و أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنا سهل بن بشر (5)،أنا علي بن منير بن أحمد، و أبو الحسن بن الطفّال.
قالا: أنا القاضي أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، نا محمّد بن يحيى ابن سليمان، نا أبو طالب عبد الجبّار - يعني - ابن عاصم، نا محمّد بن سلمة الحرّاني، عن أبي الواصل، عن شهر بن حوشب، عن عمرو بن معدي كرب.
كذا (6) قال: لما قرّب موسى نجيّا طور سيناء قال: يا موسى إذا جعلت لك قلبا شاكرا،
ص: 118
و لسانا ذاكرا و زوجة تعين على الخير فلم أخزن عنك من الخير شيئا، و من أخزن عنه هذا فلم أفتح له من الخير شيئا.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا أبو عثمان الخيّاط ، نا أحمد بن أبي الحواري، نا المضاء قال: لمّا كلّم اللّه موسى اعتزل النساء، و ترك اللحم، فبلغ ذلك هارون أخاه، فاعتزل النساء و ترك اللحم ثم لم يلبث (1) أن تزوج و أكل اللحم، فقيل لموسى: إنّ أخاك هارون قد أكل اللحم و تزوج، قال: لكني لا أرجع في شيء تركته للّه.
أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد بن بيان.
و أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، قالا:
أنا عبد الملك بن محمّد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا جنادة بن المغلّس، نا الربيع بن النعمان، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«إنّ موسى لما نزلت عليه التوراة و قرأها فوجد فيها ذكر هذه الأمّة، قال: يا ربّ إنّي أجد في الألواح أمّة هم الشافعون (2) المشفوع لهم، فاجعلها أمّتي، قال: تلك أمّة محمّد، قال: يا ربّ ، إنّي أجد في الألواح أمّة أناجيلهم في صدورهم يقرءونه ظاهرا، فاجعلها أمّتي، قال: تلك أمّة أحمد، قال: يا ربّ إنّي أجد في الألواح أمة يأكلون الفيء فاجعلها أمّتي، قال:
تلك أمّة أحمد، قال: يا رب إنّي أجد في الألواح أمّة [يجعلون الصدقة في بطونهم يؤجرون عيها فاجعلها أمتي، قال: تلك أمة أحمد. قال: يا رب إنّي أجد في الألواح أمة إذا همّ أحدهم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة واحدة و إن عملها كتبت له عشر حسنات، فاجعلها أمتي.
قال: تلك أمة أحمد. قال: يا رب إني أجد في الألواح أمة] (3) إذا همّ أحدهم بسيئة لم يعملها لم تكتب، و إن عملها كتبت عليه سيئة واحدة، فاجعلها أمّتي، قال: تلك أمّة أحمد، قال: يا ربّ إنّي أجد في الألواح أمّة يؤتون العلم الأول و الآخر، فيقتلون فيرون (4) الضلالة المسيح
ص: 119
الدّجّال، فاجعلها أمّتي، قال: تلك أمّة أحمد، قال: يا ربّ اجعلني من أمّة محمّد، فأعطى عند ذلك خصلتين، فقال: يا مُوسىٰ ، إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النّٰاسِ بِرِسٰالاٰتِي وَ بِكَلاٰمِي، فَخُذْ مٰا آتَيْتُكَ وَ كُنْ مِنَ الشّٰاكِرِينَ (1)،قال: قد رضيت يا ربّ »[12557].
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه.
ح و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيل (2)بن أبي نصر.
قالا: أنا [أبو] (3)محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن أبي عقيل بن الأزهر البلخي، ثنا عبد الصّمد - هو ابن الفضل - نا مكي بن إبراهيم، عن هشام بن أبي عبد اللّه، عن يحيى، عن نوق قال:
لما انطلق موسى بوفد بني إسرائيل ناجاه ربّه تعالى و تقدّس، فقال: إنّي أبسط لكم الأرض مسجدا، و وضوءا تصلّون حيث أدركتهم (4)صلاتهم إلاّ في حمام أو مرحاض أو عند قبر، و أجعلكم تقرءون القرآن (5)على ظهر ألسنتكم، ذكركم و أنثاكم و صبيانكم، فقالوا: لا نصلي إلاّ في كنيسة، و لا نستطيع أن نحمل السكينة في قلوبنا فاجعل لنا تابوتا نحمل فيه و لا نقرأ التوراة إلاّ نظرا، قال: فَسَأَكْتُبُهٰا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكٰاةَ (6)حتى أتم الآية، قال موسى: يا ربّ اجعلني نبيهم، قال:[إن] (7)نبيّهم منهم، قال: ربّ فأخّرني حتى أكون منهم، قال: إنّك لن تدركهم، قال: رب جئت بوفادة قومي، فجعلت الوفادة لغيرهم، قال:
وَ مِنْ قَوْمِ مُوسىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ (8) ،قال: فكان نوف يقول: احمدوا ربكم، شهد غيبتكم و أخذ بسهمكم و جعل وفادة بني إسرائيل لكم.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عمر، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا: أنا عبد الدائم بن الحسن بن عبيد اللّه، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن
ص: 120
عمّار، نا الوليد بن مسلم، نا سعيد بن بشير، عن قتادة قال: ذكر لنا أن موسى قال:
يا رب إنّي أجد في الألواح أمة خير (1)أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و يؤمنون باللّه، أناجيلهم في صدورهم، يؤمنون بالكتاب الأول و الآخر، و يقتلون فضول الضلالة حتى يقتلون الأعور الكذّاب، يأكلون صدقاتهم في بطونهم، و يؤجرون عليها، إذا همّ أحدهم بالحسنة و لم يعملها كتبت له حسنة، و إذا عملها كتبت له عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف (2)،فهم المستجيبون و المستجاب لهم، هم المشفعون و المشفوع لهم، فاجعلهم أمتي، قال: تلك أمة أحمد، قال: فنبذ الألواح و قال: ربّ اجعلني من أمة أحمد، قال: فأعطاه اللّه خصلتين لم يعطوهما، قال اللّه: يٰا مُوسىٰ ، إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النّٰاسِ بِرِسٰالاٰتِي وَ بِكَلاٰمِي ،و قال: وَ مِنْ قَوْمِ مُوسىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ .
قال: و نا هشام، نا شعيب بن إسحاق، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قال: أعطى اللّه نبيّه موسى خصلتين لم يعطوهما قال [اللّه:] (3)يٰا مُوسىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النّٰاسِ بِرِسٰالاٰتِي وَ بِكَلاٰمِي ،ثم قال: وَ مِنْ قَوْمِ مُوسىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ .
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف بن بشر قال: قرئ على محمّد بن حمّاد و الطهراني (4)،أنا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن قتادة قال:
لما أخذ موسى الألواح قال: أي ربّ ، إنّي أجد في الألواح أمّة هي خير أمة أخرجت للناس، هي خير الأمم، يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر، فاجعلهم أمّتي، قال: تلك أمة أحمد، قال: أي ربّ ، إنّي أجد في الألواح أمة هم الآخرون السابقون يوم القيامة، فاجعلهم أمّتي، قال: تلك أمة أحمد، قال: أي ربّ ، إنّي أجد في الألواح أمّة أناجيلهم قلوبهم، قال: و كانوا يقرءون نظرا، فاجعلهم أمّتي، قال: تلك أمة أحمد، قال: يا ربّ ، إنّي أجد في الألواح أمة يأكلون صدقاتهم، يأكلونها في بطونهم و يؤجرون عليها، قال: فاجعلهم
ص: 121
أمّتي، قال: تلك أمة أحمد، قال قتادة: و كان من قبلنا يقربون صدقاتهم فإن تقبّلت منهم جاءت النار فأكلتها، و إن لم تقبل منهم تركت فجاءت السباع فأكلتها، قال: يا ربّ إنّي أجد في الألواح أمّة هم المستجيبون المستجاب لهم، الشافعون المشفوع لهم، فاجعلهم أمّتي، قال: تلك أمّة أحمد، قال: يا ربّ إنّي أجد في الألواح أمّة (1)يقاتلون أهل الضلالة حتى يقاتلوا المسيح الدجّال، فاجعلهم أمّتي، قال: تلك أمة أحمد (2)،قال: فألقى موسى الألواح و قال: يا ربّ ، اجعلني منهم، قال: إنك لن تدركهم ثم قال اللّه: يٰا مُوسىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النّٰاسِ بِرِسٰالاٰتِي وَ بِكَلاٰمِي، فَخُذْ مٰا آتَيْتُكَ وَ كُنْ مِنَ الشّٰاكِرِينَ ،قال: فرضي نبي اللّه موسى، فأنزل اللّه تعالى: وَ مِنْ قَوْمِ مُوسىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ .
قال: و أنا معمر في قوله: فَسَأَكْتُبُهٰا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكٰاةَ (3)قال: أخبرني يحيى بن أبي كثير عن نوف البكالي قال: لما انطلق موسى بوفد بني إسرائيل فناداه ربّه فقال:
إني أجعل السكينة في قلوبهم، و أجعلهم يقرءون التوراة عن ظهر ألسنتهم، و أجعل لهم الأرض مساجد يصلّون حيث أدركتهم الصلاة، إلاّ عند مرحاض أو حمّام، قال: فقالوا: لا نصلي إلاّ في الكنيسة، و لا نستطيع أن نحمل السكينة في قلوبنا، و اجعلها لنا في تابوت، و لا نستطيع أن نقرأ التوراة عن ظهر ألسنتنا قال: فَسَأَكْتُبُهٰا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكٰاةَ حتى بلغ: اَلْمُفْلِحُونَ (4)فقال موسى: أي ربّ ، جئتك بوفد بني إسرائيل فجعلت وفادتهم (5)لغيرهم، قال موسى اجعلني نبيهم قال: نبيهم منهم، قال: فاجعلني منهم، قال: فقيل: إنك لن تدركهم، قال: فقيل له: وَ مِنْ قَوْمِ مُوسىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ ،قال: فكان نوف يقول: فاحمدوا اللّه الذي حفظ غيبتكم و أخذ بسهمكم، و جعل وفادة بني إسرائيل لكم.
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم المزكي، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، نا جعفر بن عبد اللّه (6)بن يعقوب، نا محمّد بن هارون، نا أحمد بن عبد الرّحمن، نا عمي عبد اللّه بن وهب، عن داود بن عبد الرّحمن قال: سمعت ليث بن أبي سليم و غيره يقول: وفد موسى سبعين رجلا من قومه، فقيل له: اعرض على قومك أن يقرءوا التوراة ظاهرا، و أن
ص: 122
يجعلوا السكينة في قلوبهم، و أن يجعلوا الأرض طهورا و مسجدا، فكان ذلك يقل عليهم و يعاظمهم فقالوا: لا تقرءوا التوراة إلاّ نظرا، و لا نصلّي (1)إلاّ في الكنائس، و نحمل السكينة معنا، فقال: ستعطاها أمّة محمّد، قال اللّه: فَسَأَكْتُبُهٰا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكٰاةَ حتى بلغ الآية، فقال موسى: يا ربّ ، اجعلني نبي هذه الأمّة، قال: إنّ نبيّها منها، قال: أي ربّ فاجعلني منهم، قال: إنّك لن تدركهم، قال: أي ربّ ، فجعلت وفادة قومي لغيرهم، فقال اللّه تعالى: وَ مِنْ قَوْمِ مُوسىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ .
قال: و قال غير الليث: قال عبد اللّه بن مسعود أو حذيفة: أ فلا تحمدون ربّا حضر غيبتكم و أخذ لكم بحظكم، و جعل وفادة غيركم لكم.
قال داود: قال سليمان الأعمش: قال اللّه: وَ مٰا كُنْتَ بِجٰانِبِ الطُّورِ إِذْ نٰادَيْنٰا وَ لٰكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ (2) نودي: يا أمّة محمّد، قد أجبتكم قبل أن تدعوني، و أعطيتكم قبل أن تسألوني.
أخبرنا أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن أحمد بن حبان (3) الصوفي، أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: سمعت أبا الفضل محمّد بن أحمد السجزي يقول:
سمعت القناد (4) يقول: سئل الحسين بن منصور عن حال موسى في وقت الكلام فقال بدا له (5) نادى (6) يا موسى من الحسن فلم يبق لموسى [ثمّ أمر... موسى] (7) عن موسى فلم يكن لموسى خبر من موسى، ثم كلم فكان المكلم هو المكلم لحصول موسى في حال الجمع و فنائه عنه، و متى كان يطيق موسى حمل الخطاب و ردّ الجواب لو يأباه كان، لكنه باللّه قام و به سمع.
و أنشد على أثر هذا الكلام أبياتا و قال: فيه معاني جواب مسألتك و هي:
و بدا له من بعد ما اندمل الهوى *** برق تألق موهنا لمعانه
يبدو كحاشية الردى و دونه *** صعب الذرى متمنع أركانه
ص: 123
فأتى لينظر كيف لاح فلم يطق *** نظرا إليه و رده أشجانه
فالوجد ما اشتملت عليه ضلوعه *** و الماء ما سمحت به أجفانه
أخبرنا أبو سعد عبيد اللّه بن أسعد، أنا أبو الفضل محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد الصرّام (1)،أنا أبو عمر محمّد بن الحسين البسطامي، أنا أبو بكر أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد الجارود الرقّي، أنا أبو زرعة، و أبو حاتم الرازيّان، قالا: أنا هشام بن عمّار، نا سفيان ابن عيينة عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لما ذهب أخي موسى إلى مناجاة ربّه قال: يا موسى، ما هذا الذي في يدك ؟ قال: خاتم من حديد، قال: اجعله ورقا، و اجعل فصه عقيقا، و انقش عليه: لكلّ أجل كتاب»[12558].
أخبرنا أبو علي الحدّاد - في كتابه - و حدّثني أبو مسعود عبد الرّحيم بن علي، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم، نا أبو علقمة نصر بن خزيمة: أن أباه حدّثه عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ بن علقمة عن ابن عائذ عن المقدام ابن معدي كرب: أن موسى لم يزل مغطيا وجهه منذ كلّمه ربّه.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الحسين بن عاصم بن الحسن بن محمّد، أنا علي ابن (2) محمّد بن عبد اللّه، أنا الحسين بن صفوان، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، حدّثني القاسم، عن هاشم (3)،عن إبراهيم بن الأشعث (4)،عن فضيل (5) بن عياض، قال: حدّثني بعض أشياخنا أن إبليس جاء إلى موسى صلّى اللّه عليه و سلّم و هو يناجي ربّه فقال له الملك: ويلك ما ترجو منه و هو عنده على هذه الحال يناجي ربه، قال: أرجو منه ما رجوت من أبيه آدم و هو في الجنّة.
أخبرنا بها عالية أبو منصور أحمد بن محمّد بن ينال التركي، أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية قالت: أنا أبو محمّد عبد اللّه بن عمر بن عبد اللّه بن الهيثم (6)المذكر (7)-إملاء - ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق، ثنا إسماعيل بن يزيد القطّان، نا إبراهيم
ص: 124
ابن الأشعث قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: حدّثني بعض أشياخنا أن إبليس جاء إلى موسى و هو يناجي ربّه فقال له الملك: ويحك، و ما ترجو منه و هو على هذه الحالة يناجي ربّه ؟ قال: أرجو منه ما رجوت من أبيه آدم و هو في الجنّة.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا - و أبو منصور ابن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا أبو الحسن علي بن أحمد المؤدّب (2)-بجامع البصرة - نا أبو العباس أحمد بن الحسن بن بطانة، حدّثني محمّد بن تميم المخرمي، ثنا ابن أبي موسى - يعني: عيسى بن إسحاق - حدّثني أبي، نا أبو خالد الأحمر قال:
لما كلّم اللّه تعالى موسى عرض إبليس على الجبل، فإذا جبريل قد وافاه، فقال: اخز يا لعين، أيش تعمل هاهنا؟ قال: جئت أتوقع من موسى ما توقعت من أبيه، فقال له جبريل:
اخز يا لعين، ثم قعد جبريل يبكي حيال موسى، فأنطق اللّه الجبّة (3)[أو الورنبانقة] (4) فقالت:
يا جبريل ما هذا البكاء، قال: إنّي في القرب من اللّه، و إنّي لأشتهي أن أسمع كلام اللّه كما سمعه موسى، قالت الجبّة: يا جبريل، أنا جبّة موسى، و أنا على جلد موسى، و أنا أقرب إلى موسى أو (5) أنت ؟ و الكلام (6) هو ألطف (7) اللغات و هو مثل الرعد القاصف، يا جبريل (8) أنا لا أسمعه (9) تسمعه أنت ؟ أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني محمّد بن صالح بن هانئ، ثنا أبو علي الحسين بن الفضل البجلي، ثنا الحكم بن موسى، ثنا الفرج عن عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم قال:
ص: 125
بينما موسى جالس في بعض مجالسه إذ جاءه إبليس و هو في برنس (1) يتلون عليه ألوانا، فلما دنا منه خلع البرنس ثم أقبل إلى موسى فقال: من أنت ؟ قال: أنا إبليس، قال:
فلا مرحبا بك، و ما جاء بك ؟ قال: جئت لأسلّم عليك لمكانك من اللّه، و منزلتك منه، قال:
فما هذا البرنس ؟ قال: به أختطف قلوب بني آدم، قال: فأخبرني ما الذنب الذي إذا أذنب ابن آدم استحوذت عليه ؟ قال: إذا أعجبته نفسه، و استكثر (2) عمله، و نسي ذنبه استحوذت عليه، و أوصيك بثلاثة أشياء، قال: و ما هي ؟ قال: لا تخل بامرأة لا تحلّ لك، فإنه ما خلا الرجل بامرأة لا تحلّ له إلاّ كنت أنا صاحبه دون أصحابي حتى أفتنه بها، و لا تعاهد اللّه عهدا إلاّ كنت صاحبه حتى أحول بينه و بين الوفاء [به، و لا تهمّن بصدقة إلاّ أمضيتها، فو اللّه ما همّ أحد بصدقة إلاّ كنت صاحبه دون أصحابي حتى أحول بينه و بين الوفاء] (3) بها، ثم ولّى و هو يقول: يا ويله - ثلاث مرات - علم موسى ما يحذره ابن آدم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد بن النضر، ثنا علي بن عبد اللّه بن مبشّر، نا محمّد بن عبادة، ثنا يزيد بن هارون، نا فرج بن فضالة، عن عبد الرّحمن بن زياد قال:
بينما موسى جالس إذ أتاه إبليس - لعنه اللّه - و عليه برنس متلون ألوانا، فلما انتهى إليه قلع برنسه و وضعه ثم أقبل إلى موسى حتى سلّم عليه، فقال له موسى: من أنت ؟ قال: أنا إبليس، قال: فلا أهلا و لا مرحبا، فما حاجتك إليّ ؟ قال: جئت لأسلّم عليك لمكانك و منزلتك من اللّه تعالى، قال: فما بال البرنس ؟ قال: به اختطف قلوب بني آدم، قال:
فأخبرني بالعمل الذي إذا عمل به ابن آدم استحوذت عليه ؟ قال: إذا استكثر عمله، و نسي ذنبه، و أعجبته نفسه، استحوذت عليه، و ثلاث خصال سأوصيك بهن: لا تخلون بامرأة لا تحل لك، فإنه لم يخل بها آدمي إلاّ كنت أنا الذي إليه من بين أصحابي حتى أفتنه بها، و لا تعاهد اللّه عهدا إلاّ وفيت به، فإن ابن آدم إذا عاهد اللّه عهدا و ليت أنا من بين أصحابي حتى أحول بينه و بين الوفاء به، و إذا هممت بصدقة فامضها، فإن ابن آدم إذا همّ بصدقة و ليت أنا من بين أصحابي حتى أحول بينه و بين أن يمضيها، ثم ولّى و هو يقول: يا ويله، يا ويله، علّمت موسى ما يعلّم ابن آدم، فيحذرون.
ص: 126
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه، أنا الحسين بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا أحمد بن عبد الأعلى الشيباني، نا فرج بن فضالة، عن عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم قال:
بينما موسى في بعض مجالسه إذ أقبل إبليس و عليه برنس يتلون فيه ألوانا، فلما دنا منه خلع البرنس فوضعه ثم أتاه فقال له: السلام عليك، قال له موسى: من أنت ؟ قال: أنا إبليس، قال: أنت ؟ فلا حيّاك اللّه، ما جاء بك ؟ قال: جئت لأسلّم عليك لمنزلتك من اللّه و مكانك منه، قال: فما الذي رأيت عليك ؟ قال: به أختطف قلوب بني آدم، قال: فما الذي إذا صنعه الإنسان استحوذت عليه ؟ قال: إذا أعجبته نفسه، و استكثر عمله، و نسي ذنوبه استحوذت عليه، و أحذّرك ثلاثا: لا تخل بامرأة لا تحلّ لك، فإنه ما خلا رجل بامرأة لا تحلّ له إلاّ كنت صاحبه دون أصحابي حتى أفتنه بها، و لا تعاهد اللّه عهدا إلاّ وفيت به، فإنه ما عاهد اللّه أحد (1) عهدا إلاّ كنت صاحبه دون أصحابي حتى أحول بينه و بين الوفاء به، و لا (2)تخرجن صدقة إلاّ أمضيتها، فإنه ما أخرج رجل صدقة فلم يمضها إلاّ كنت صاحبه دون أصحابي حتى أحول بينه و بين الوفاء به، ثم ولّى و هو يقول: يا ويله - ثلاثا - علم موسى ما يحذر به بني آدم.
قال: و نا ابن أبي الدنيا، ثنا محمّد بن موسى الحرشي، نا جعفر بن سليمان، نا عمرو ابن دينار قهرمان آل الزبير، نا سالم بن عبد اللّه، عن أبيه قال:
لقي إبليس موسى صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال: يا موسى، أنت الذي اصطفاك اللّه برسالته، و كلّمك تكليما، و أنا من خلق اللّه أذنيت (3) و أنا أريد أن أتوب، فاشفع لي إلى ربّي أن يتوب عليّ ، قال موسى: نعم، فدعا موسى ربّه فقيل: يا موسى، قد قضيت حاجتك، فلقي موسى إبليس فقال: قد أمرت أن تسجد لقبر آدم و يتاب عليك، فاستكبر و غضب، فقال: لم أسجد له حيّا، أسجد له ميتا؟ ثم قال إبليس: يا موسى، إنّ لك عليّ حقا بما شفعت لي إلى ربك، فاذكرني عند ثلاث لا أهلكك فيهن: اذكرني حين تغضب، فإن روحي في قلبك و عيني في عينك، و أجري منك مجرى الدم، و اذكرني حين تلقى الزحف، فإني
ص: 127
آتي (1) آدم حين يلقى الزحف، فأذكره ولده و زوجته و أهله حتى يولّي، و إيّاك أن تجالس امرأة ليست بذات محرم، فإني رسولها إليك، و رسولك إليها.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف - قراءة عليه - أنا أبو محمّد بن النحّاس، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن علي بن فراس - بمكة - أنا علي بن عبد العزيز البغوي، أنا أبو عبيد القاسم بن سلاّم، نا ابن مهدي، عن محمّد بن أبي الوضاح، عن خصيف، عن مجاهد أو سعيد بن جبير، هكذا قال عبد الرّحمن بن مهدي، قال: كانت الألواح من زمرد، فلما ألقاها موسى ذهب التفصيل و بقي الهدى و الرحمة، ثم قرأ عبد الرّحمن: وَ كَتَبْنٰا لَهُ فِي الْأَلْوٰاحِ مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ مَوْعِظَةً وَ تَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْ ءٍ (2) و قرأ: وَ لَمّٰا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوٰاحَ وَ فِي نُسْخَتِهٰا هُدىً وَ رَحْمَةٌ (3)،و لم يذكر التفضيل هاهنا.
أخبرنا أبو علي المقرئ - في كتابه - أنا أبو نعيم الحافظ (4)،أنا محمّد بن عبد الرّحمن ابن مخلد، حدّثني أحمد بن هلال التستري، نا محمّد بن أحمد بن أبي العوّام، ثنا أبي، نا يحيى بن سابق المدني، عن خيثمة بن خليفة بن خيثمة بن عبد الرّحمن الجعفي (5)،عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين، عن جابر بن عبد اللّه قال:
سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«فيما أعطى اللّه موسى في الألواح الأول في أول ما كتب عشرة أبواب: يا موسى لا تشرك بي شيئا، فقد حقّ القول مني لتلفحنّ وجوه المشركين النار، و اشكر لي و لوالديك أقك المتالف، و أنسئ لك في عمرك، و أحييك حياة طيبة، و أقلبك إلى خير منها، و لا تقتل النفس التي حرّمت إلاّ بالحق، فتضيق عليك الأرض برحبها، و السماء بأقطارها و تبوء بسخطي في النار، و لا تحلف باسمي كاذبا و لا آثما، فإني لا أطهر و لا أزكي من لم ينزهني و لم يعظم أسمائي، و لا تحسد الناس على ما أعطيتهم من فضلي، و لا تنفس (6)
ص: 128
عليهم نعمتي و رزقي، فإنّ الحاسد عدو لنعمتي، رادّ لقضائي، ساخط لقسمي (1) التي أقسم بين عبادي، و من يكن كذلك فلست منه و ليس مني، و لا تشهد بما لم يع سمعك و يحفظ عقلك و تعقد عليه قلبك، فإنّي واقف أهل الشهادات على شهاداتهم يوم القيامة، ثم سائلهم عنها سؤالا حثيثا، و لا تسرق و لا تزن بحليلة جارك، فأحجب عنك وجهي، و تغلق عنك أبواب السماء، و أحبّ للناس ما تحبّ لنفسك، و لا تذبح لغيري، فإنّي لا أقبل من القربان إلاّ ما ذكر عليه اسمي، و كان خالصا لوجهي، و تفرغ لي يوم السبت، و فرّغ لي آنيتك (2) و جميع أهل بيتك، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن اللّه جعل السبت لهم عيدا، و اختار لنا الجمعة فجعلها لنا عيدا»[12559].
قال أبو نعيم: غريب من حديث أبي جعفر، و حديث ربيعة لم نكتبه إلاّ بهذا الإسناد من هذا الوجه (3).
أنبأنا أبو الفضل بن الحسين بن الحسن الكلابي، و أبو الوحش بن المسلم، و أبو تراب حيدرة بن أحمد، و أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو الوحش (4) بركات بن عبد العزيز، قالوا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا ابن رزقويه، أنا ابن سندي، أنا الحسن بن علوية، أنا إسماعيل بن إسحاق، عن إبراهيم بن طهمان، عن جويبر، عن الضّحّاك قال (5):لما حرّق موسى العجل و ذرّاه في البحر، و أتاهم بكتاب اللّه فيه الحلال و الحرام فإذا فيه: الرجم للزاني المحصن، و القطع على السارق، و القصاص، قالوا: يا موسى لا نقبل ما جئتنا به، كان العجل أحبّ إلينا، لا تقطعنا و لا تقتلنا و لا ترجمنا، فقال موسى: ربّ ، إنّ عبادك بني إسرائيل ردّوا كتابك، و كذبوا بآياتك، فأمر اللّه الملائكة فنسفوا (6) الجبل على بني إسرائيل حتى ظلّ به عسكر بني إسرائيل، و حال بينهم و بين السماء، فقال لهم موسى: إمّا أن تأخذوا هذا الكتاب بما فيه، و إمّا أن يلقى عليكم، فقالوا: سَمِعْنٰا وَ عَصَيْنٰا (7)،يقولون: سمعنا الذي تخوفنا و عصينا الذي أتيتنا به.
ص: 129
قال: و أنا إسحاق، عن إبراهيم بن طهمان، عن جويبر، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاس قال:
ما أعلمني من أين يسجد اليهود على حواجبهم قيل: و من أين ذلك ؟ قال: إنهم لما أبوا أن يقبلوا التوراة أرسل اللّه عليهم الطور من فوق رءوسهم، فكان الرجل منهم إذا سجد يسجد على أحد حاجبيه، و هو يلحظ بإحدى عينيه إلى الجبل متى يرمى به عليه، فمن ثمّ تسجد اليهود على حواجبها، قال: فرفع موسى الألواح فوضعها في بيت الهيكل، و كان يخرجها إليهم كلّ سبت، فيقرأها ولد هارون عليهم و يدرسونها بينهم، و كان من شأن بيت الهيكل أنّ اللّه أمر موسى حين جاوز البحر، و أمره بالمسير إلى الأرض المقدسة، و من قبل أن يتيه (1) اللّه عزّ و جل بني إسرائيل، أمر اللّه موسى أن يبني مسجدا لجماعتهم و بيتا لقدسهم، و بيتا لقربانهم.
أخبرنا أبو الحسين زيد بن الحسن بن زيد (2) بن حمزة العلوي، و أبو علي محمّد بن عبد الواحد بن الفضل القاضي الفقيه، و أبو المناقب سعد بن عبيد بن صخر (3)-بطوس - قالوا: ثنا أبو سعد علي بن عبد اللّه بن أبي الصادق النيسابوري، أنا أبو محمّد مكي بن عبد الرزّاق الكشميهني - إملاء - ببخارى، ثنا جدي أبو الهيثم الكشميهني، نا أبو إسحاق إبراهيم ابن أحمد، ثنا محمّد بن علي بن سهل، نا صالح بن محمّد، نا علي بن هاشم، عن الحسن ابن عمارة، عن أبي إسحاق الهمداني، عن عمرو بن ميمون، عن عبد اللّه بن مسعود قال:
لما تعجل موسى إلى ربه قال: مٰا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يٰا مُوسىٰ ؟ قٰالَ : هُمْ أُولاٰءِ عَلىٰ أَثَرِي وَ عَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضىٰ (4)،قال: فرأى رجلا بمكان من العرش غبطه لمكانه ذلك، قال: يا ربّ ، من هذا؟ فقال: سأخبرك من عمله بثلاث: هذا رجل كان لا يحسد الناس على ما آتاهم اللّه من فضله، و هذا رجل كان لا يمشي بين الناس بالنميمة، و هذا رجل كان لا يعق والديه، قال موسى: ربّ ، و هل يعق أحد والديه ؟ قال: نعم، يعرّضهما للشتم فيشتمان.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا
ص: 130
أحمد بن مروان، ثنا أحمد بن محمّد، نا عبد المنعم، عن أبيه عن وهب أن موسى لما قرّبه اللّه نجيا فأتى عبدا جالسا تحت ظل العرش، فأعجبه مكانه فقال: يا رب، من هذا؟ فقال اللّه:
هذا عبد لا يحسد الناس على ما آتاهم اللّه من فضله.
أخبرنا أبو نصر محمّد بن أحمد، عن عبد اللّه الكبريتي، نا أحمد بن الفضل بن محمّد - إملاء - نا عبد الرّحمن بن طلحة، نا أحمد بن محمّد بن يوسف المؤدب، نا عبد اللّه بن محمّد بن زكريا، ثنا أبو تراب النخشبي (1) عسكر بن الحصين، نا أحمد بن نصر النيسابوري، نا عبد المنعم بن إدريس، و كان جهميا - عن أبيه عن وهب بن منبّه قال: أوحى اللّه إلى موسى: يا موسى لا تحسد الناس على ما آتيتهم من فضلي و نعمتي، فإن الحاسد عدو لنعمتي، رادّ لقضائي، ساخط لقسمي الذي قسمته بين عبادي، و من يكن كذلك فليس مني و لست منه.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطّيّب عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب (2)،نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين ابن الحسن، أنا المؤمّل بن إسماعيل، نا سفيان، عن أبي إسحاق عن (3) عمرو بن ميمون قال: أبصر موسى رجلا متعلقا بالعرش، فغبطه بمكانه، فقيل له: إن شئت أخبرناك بعمله، كان لا يحسد الناس على ما آتاهم اللّه عزّ و جل من فضله، و لا يمشي بين الناس بالنميمة و لا يسبّ والديه، قال: يا ربّ ، و من يسبّ والديه ؟ قال: الذي يستب لهما حتى يسبّا.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، ثنا إبراهيم بن الجنيد، نا علي بن الجعد، و عبد اللّه بن محمّد النفيلي، قالا:
أنا زهير، عن أبي إسحاق [عن] (4) عمرو بن ميمون.
ح قال: و نا أحمد بن عبد الجبّار العطاردي، نا أبو بكر بن عبّاس، عن أبي إسحاق.
ح و أخبرنا [أبو القاسم إسماعيل بن أحمد و أبو عبد اللّه] (5) محمد بن طلحة بن علي الرازي، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا
ص: 131
علي بن الجعد، أنا زهير، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون قال:
لما تعجل موسى إلى ربّه رأى في ظل العرش رجلا يغبطه بمكان، و قال: إن هذا لكريم على ربي، فسأل ربه أن يخبره باسمه و قال: و لكن أحدثك - و في حديث البغوي: فقال أحدثك - من عمله بثلاث: كان لا يحسد الناس على ما آتاهم اللّه من فضله، و لا يعقّ والديه، و لا يمشي بالنميمة.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أحمد بن خلف الصوفي، نا أبو سعيد محمّد بن إبراهيم الواعظ ، ثنا أبو بكر محمّد بن محمّد (1) بن رجاء، نا أبو همام الوليد بن شجاع الكوفي، نا مخلد بن الحسين أنه سمع موسى بن سعيد قال: لما قرّب اللّه موسى نجيّا رأى عبدا تحت العرش فقال: يا ربّ من هذا العبد لعليّ أعمل بمثل عمله ؟ فقيل:
يا موسى، هذا عبد كان برّا بوالديه، و كان لا يحسد الناس، و لا يمشي بالنميمة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن أبي عثمان، أنا الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن علي بن الحسن المروزي، أنا إبراهيم بن الأشعث، نا الفضيل، عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الرّحمن بن مروان أبي قيس، عن هرقل بن شرحبيل قال: قال موسى: ربّ أي عبادك خير عملا؟ قال: من لا يكذب لسانه، و لا يفجر قلبه، و لا يزني فرجه.
أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضل بن أبي منصور.
ح و أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنا يعلى بن هبة اللّه.
قالا: أنا أبو محمّد بن أبي شريح، نا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا عبد اللّه بن محمّد ابن هانئ، نا شريح بن يونس، نا عباد بن سعيد بن زيد، عن ليث بن أبي سليم، عن أبي قيس الأودي، عن هرقل بن شرحبيل عن عبد اللّه بن مسعود قال:
لما قرّب اللّه موسى نجيا رأى رجلا تحت العرش قاعدا، فأعجبه مكانه، قال: من هذا يا رب ؟ فلم يسمّه اللّه له، قال: هذا رجل لا يحسد الناس على ما آتاهم اللّه من فضله، برّا بوالديه، لا يمشي بالنميمة، قال: يا موسى، ما جئت تبغي ؟ قال: الهدى، قال: قد وجدت، قال: يا رب اغفر لي ذنوبي ما خلا و ما عبر، و ما بين ذلك، و ما أنت أعلم به مني، قال:
ص: 132
كفيت (1)،قال (2):يا ربّ أيّ عبادك أحبّ إليك لو أني أعمل عمله، قال: الذي لا يكذب لسانه، و لا يزني فرجه، و لا يفجر قلبه، قال: سبحانك، و أي عبادك لا يغنم (3) و لا يكذب، قال: يا ربّ أيّ عبادك أحب إليك بعد هذا؟ قال: قلب مؤمن في خلق حسن، قال: يا رب أيّ عبادك أبغض إليك بعد هذا؟ قال: قلب كافر في خلق سيّئ، قال: يا رب، فأي عبادك أبغض إليك بعد هذا؟ قال: جيفة ليل، بطّال بالنهار.
أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمّد العلوي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد (4) بن علاّن، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الجعفي، أنا محمّد بن جعفر بن محمّد الأشجعي، نا علي بن منذر الكوفي، نا محمّد بن فضيل، نا ليث، عن عبد الرّحمن بن مروان، عن هرقل، عن ابن مسعود قال:
إن موسى لما قرّبه اللّه نجيا بطور سيناء أبصر اللّه عبدا جالسا في ظل العرش سأله أي رب من هذا، فلم يفشه (5) أو يسمه، قال: هذا عبد لا يحسد الناس على ما آتاهم اللّه من فضله، برّا بالوالدين، لا يمشي بالنميمة (6)،قال: أيش جئت تبغي يا موسى ؟ قال: جئت أبتغي الهدى، قال: فقد وجدته، يا موسى قال: اللّهم اغفر لي ما خلا من ذنبي و ما غبر، و ما أنت أعلم به مني، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من وسوسة نفسي، و من شرّ عملي، قال: كفيت يا موسى، قال: ربّ أيّ الأعمال أحبّ إليك أن أعمل ؟ قال: تذكرني فلا تنساني، قال: ربّ أيّ العباد خير عملا أن أعمل بمثل عمله ؟ قال: من لا يكذب لسانه، و لا يفجر قلبه، و لا يزني فرجه، قال: ربّ و من يطيق (7) أن لا يغش و لا يكذب، قال: ربّ أيّ عبادك على أثر ذلك أحسن عملا؟ قال: مؤمن في خلق حسن، قال: ربّ أيّ عبادك على أثر ذلك أشرّ عملا؟ قال: قلب فاجر في خلق سيئ، قال: أيّ عبادك شرّ عملا؟ قال: جيفة (8) بالليل، بطّال النهار.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، نا أبو عثمان الصابوني، أنا أبو سعيد أسد بن رستم
ص: 133
الهروي - بها - نا أبو منصور بن محمّد أبو نصر المطرفي، نا الحسين بن موسى السمسار، نا جعفر الصائغ، نا الحسن (1) بن إسماعيل، حدّثني جرير قال:
أوحى اللّه إلى موسى: إني أعلمك خمس كلمات و هنّ (2) عماد الدين ما لم تعلم أن قد زال ملكي فلا تترك طاعتي، و ما لم تعلم أن خزائني قد نفذت فلا تهتم لرزقك، و ما لم تعلم أن عدوّك قد مات - يعني إبليس - فلا تأمن ناحيته، و لا تدع محاربته، و ما لم تعلم أنّي قد غفرت لك فلا تعب المذنبين، و ما لم تدخل جنتي فلا تأمن مكري.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو المعالي بن الشعيري (3)،قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن الجنيد، نا يحيى ابن بكير، عن ابن لهيعة عن درّاج (4) أبو السمح، عن ابن حجيرة (5)،عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«سأل موسى ربه: أيّ عبادك أتقى ؟ قال: الذي يذكر اللّه فلا ينسى، قال:
فأيّ عبادك أعزّ، قال: الذي إذا قدر عفا»[12560].
هذان مختصران من حديث.
أخبرناه أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هرقل، نا الربيع بن سليمان، ثنا أسد بن موسى، نا ابن لهيعة، نا دراج، عن ابن (6)حجيرة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«سأل موسى ربّه عن ست خصال قال: ربّ أيّ عبادك [أتقى ؟ قال: الذي يذكر و لا ينسى. قال: فأي عبادك أهدى ؟ قال: الذي يتبع الهدى. قال: فأي عبادك] (7) أحكم ؟ قال:
الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه، قال: فأي عبادك أعلم ؟ قال: عالم لا يشبع من العلم
ص: 134
يجمع علم الناس إلى علمه، قال: فأي عبادك أعز؟ قال: الذي إذا قدر غفر (1)،قال: أي عبادك أعبد؟ قال: الذي يرضى بما أوتي»، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«ليس الغنى على ظهر مال إنما الغنى غنى النفس، و إذا أراد اللّه بعبد خيرا جعل غناه في نفسه، و تقاه في قلبه، و إذا أراد اللّه بعبد شرا جعل فقره بين عينيه»[12561].
أخبرناه خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، أنا أبو محمّد بن النحاس، نا أبو الطاهر أحمد بن محمّد الحامي، نا يونس بن عبد الأعلى، نا أسد بن موسى، نا ابن لهيعة، نا دراج أبو السمح، عن ابن حجيرة عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«سأل موسى ربّه عن ست خصال قال: أي ربّ ، أي عبادك أفضل ؟ قال: الذي يذكر فلا ينسى، قال: فأي عبادك [أهدى] (2) قال: الذي يتبع الهدى، قال: فأيّ عبادك أعلم ؟ قال: عالم لا يشبع من العلم، يجمع علم الناس إلى علمه، قال: فأيّ عبادك أعزّ؟ قال: الذي إذا قدر غفر، قال: فأيّ عبادك أغنى ؟ قال: الذي يرضى بما أوتي» فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في الحديث:«ليس الغنى عن ظهر مال، إنما الغنى غنى النفس، فإذا أراد اللّه بعبد شرّا جعل فقره بين عينيه»[12562].
و رواه عمرو (3) بن الحارث عن درّاج.
أخبرناه أبو القاسم (4) زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ، أنا أبو الحسن محمّد بن علي بن سهل الماسرجسي، أنا أحمد بن مهران - إملاء بمصر - نا فهد بن سليمان، نا أصبغ بن الفرج، نا عبد اللّه بن وهب، عن عمرو (5) بن الحارث أنّ أبا السمح (6) حدّثه عن علي بن الحسين، عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:
«سأل موسى ربّه عن ستّ خصال كان يظن أنها له خالصة و السابعة لم يكن موسى يحبها. قال موسى: أي ربّ ، أيّ عبادك أتقى ؟ قال: الذي يذكر و لا ينسى، قال: فأيّ عبادك أهدى ؟ قال: الذي يتبع الهدى، قال: فأيّ عبادك أعلم ؟ قال: عالم لا يشبع من العلم حتى يجمع علم الناس إلى علمه، قال: فأيّ عبادك أعزّ، قال: الذي إذا قدر غفر، قال: فأيّ عبادك
ص: 135
أغنى ؟ قال: الذي يرضى بما يؤتى، قال: و أيّ عبادك أفقر؟ قال: صاحب سقر»، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«[ليس الغنى عن ظهر المال، إنما الغنى عنى النفس فإذا أراد اللّه] (1) بعبد شرّا جعل فقره بين عينيه»[12563].
أخبرناه أبو الوفاء (2) عبد الواحد بن حمد (3)،أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، أخبرني عمرو، أن درّاجا حدّثه أيضا عن ابن حجيرة عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:
«سأل موسى ربّه عن ستّ خصال كان يظنّ أنها له خالصة، و السابعة لم يكن موسى يحبها، قال: يا ربّ ، أي عبادك أتقى ؟ قال: الذي يذكر و لا ينسى، قال: فأيّ عبادك أهدى ؟ قال: الذي يتبع الهدى، قال: و أيّ عبادك أحكم ؟ قال: الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه، قال: فأيّ عبادك أعلم ؟ قال: عالم لا يشبع من العلم يجمع علم الناس إلى علمه، قال: فأيّ عبادك أعز؟ قال: الذي إذا قدر غفر، قال: فأيّ عبادك أغنى ؟ قال: الذي يرضى بما يؤتى، قال: فأيّ عبادك أفقر؟ قال: صاحب سقر»[12564].
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه السلمي، أنا علي بن محمّد بن حبيب الماوردي، نا أبو علي الحسن بن علي بن محمّد الجيلي المؤدّب، نا أبو العباس محمّد بن أحمد [بن محمد] (4) الأثرم، نا علي بن داود، نا عبد اللّه بن صالح، نا ابن لهيعة، عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد.
ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو ابن حمدان.
ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا زهير، نا الحسن بن [موسى، نا] (5) ابن لهيعة، نا دراج أبو السمح أن أبا الهيثم حدّثه عن أبي سعيد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن موسى سأل ربه تعالى حين أعطاه التوراة أن يعلمه دعوة يدعو بها، فأمره أن يدعو بلا إله إلاّ اللّه، فقال موسى: يا ربّ ،
ص: 136
كلّ عبادك يدعو، و أنا أريد أن تخصّني بدعوة أدعوك بها، فقال تعالى: يا موسى، لو أن السموات و ساكنها و الأرض و ساكنها و البحار و ما فيها وضعوا في كفة و وضعت لا إله إلاّ اللّه في كفة لوزنت لا إله إلاّ اللّه.
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن كيسان، نا يوسف بن يعقوب بن إسماعيل القاضي، نا أحمد ابن عيسى، نا عبد اللّه بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث.
ح و أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد (1)،أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، أخبرني عمرو أن دراجا أبا السمح حدّثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد - زاد القاضي: الخدري - عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:
«قال موسى (2):يا ربّ علّمني شيئا أذكرك و أدعوك به، قال: قل يا موسى: لا إله إلاّ اللّه، قال: يا ربّ ، كلّ عبادك يقول هذا، قال: قل لا إله إلاّ اللّه، فقال: لا إله إلاّ أنت، إنّما أريد شيئا تخصني به، قال: يا موسى، لو أنّ السموات السبع و عامرهن غيري، و الأرضين السبع في كفّة، و لا إله إلاّ اللّه، في كفة مالت بهن لا إله إلاّ اللّه».
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل - إملاء - أنا أبو عمرو عبد الوهّاب بن محمّد بن إسحاق، أنبأ والدي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، ثنا أبو (3) المظفّر عبد اللّه بن شبيب بن عبد اللّه - إمام جامع أصبهان - إملاء، ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق الحافظ ، نا أبو الطاهر أحمد بن عمرو المصري، نا يونس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث أن درّاجا حدّثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري - زاد ابن الفضل (4) عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و قالا:- قال:«قال موسى:
يا ربّ علّمتني شيئا أذكرك به و أدعوك به، قال: قل يا موسى: لا إله إلاّ اللّه، قال: يا ربّ ، كلّ عبادك تقول لا إله إلاّ اللّه، إنّما أريد - و قال إسماعيل: لا إله إلاّ اللّه إنما أردت شيئا
ص: 137
تخصني به، قال: يا موسى، لو أنّ السموات السبع و عامرهن غيري، و الأرضين السبع في كفة و لا إله إلاّ اللّه في كفة لمالت بهن، و قال ابن الفضل: مالت بهن (1) و زاد: لا إله إلاّ اللّه.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا أبو عمرو بن يعقوب بن يوسف القزويني، نا محمّد بن سعيد بن سابق، نا أبو جعفر الرازي، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي بكر بن عبد الرّحمن.
أن موسى سأل ربه فقال: يا ربّ ، ارزقني عملا يكون شكرا لما أنعمت، فقيل له: يا موسى، قل: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد، و هو على كلّ شيء قدير، فأراد موسى أن يؤمر بعمل هو أنهك لبدنه فقال: يا ربّ ، ارزقني عملا يكون شكرا لما أنعمت عليّ ، فقال له: يا موسى قل مثله، فأراد موسى أن يؤمر بعمل هو أنهك لبدنه من ذلك، حتى قالها ثلاث مرات، فقيل: يا موسى، لو أن السموات السبع، و الأرضين السبع و ما فيهن كن حلقة واحدة لقصمتها لا إله إلاّ اللّه، و لو أنّ السموات السبع و الأرضين السبع و ما فيهن كن في كفة الميزان و وضع لا إله إلاّ اللّه في كفة لرجح لا إله إلاّ اللّه، فلما رأى ذلك موسى انتهى.
كذا قال: ابن أبي (2) عبد الرّحمن، و هو ابن عبد الرّحمن بن الحارث، عن هشام، و أسقط منه ذكر القاسم بن عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم الزيدي (3)،أنا أبو الفرج محمّد بن أحمد المعدل، نا القاضي أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن الحسين، أنبأ أبو جعفر محمّد بن جعفر بن محمّد، ثنا علي بن منذر، نا محمّد بن فضيل، نا الأعمش عن (4) حبيب بن أبي ثابت عن القاسم بن عبد الرّحمن بن أبي بكر بن هشام قال موسى:
يا ربّ ارزقني عملا ينصب به جسدي، يكون شكرا لما أنعمت به عليّ ، قال: فقال:
قل: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد، و هو على كلّ شيء قدير، قال:
ص: 138
فأراد موسى أن يؤمر بعمل هو أنهك لبدنه من ذلك، قال: فقال: ربّ ارزقني عملا ينصب لك فيه جسدي، يكون شكرا لما أنعمت به علي، فقيل له: يا موسى، لو أن السموات السبع و الأرضين السبع (1) وضعت في كفّة ميزان، و وضعت لا إله إلاّ اللّه في كفّة لرجحت لا إله إلاّ اللّه، و لو أن السموات السبع و الأرضين السبع جعلت واحدة لقصمتهنّ لا إله إلا اللّه حتى يجاورون (2)،فانتهى موسى.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، ثنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق الجوهري المصري، ثنا بكّار بن قتيبة، نا وهب بن جرير، نا هشام، عن الحسن.
أن موسى سأل ربه عملا ينصب له فيه، فقال: ربّ اصطفيتني برسالتك و بكلامك، فمرني بعمل أنصب لك فيه، فأوحى اللّه إليه أن قل: لا إله إلاّ اللّه، فأعاد المسألة، فأوحى اللّه إليه أن قل: لا إله إلاّ اللّه، فإنّ السموات السبع و ما فيهن و الأرضين السبع و ما فيهن لو وضعت في كفّة الميزان و وضعت لا إله إلاّ اللّه في الكفة الأخرى لرجحت بهن. (3)
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، و أبو المعالي الحسين بن حمزة، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا أحمد بن بديل الأيامي، نا عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي، نا ابن أبي خالد، عن أبي عمرو الشيباني قال:
بلغنا أن موسى سأل ربه فقال: أي ربّ ، أيّ عبادك أعدل ؟ قال: من أنصف من نفسه.
أخبرنا أبو الحسن بن المسلم الفقيه، أنا ابن أبي الحديد، أنا جدي، أنا الخرائطي، ثنا أحمد بن بديل، نا المحاربي، نا ابن أبي خالد، عن أبي عمرو الشيباني قال: بلغنا أن موسى سأل ربه فقال: أيّ عبادك أغنى ؟ قال: أقنعهم بما أعطيته، قال: فأيّهم أعدل ؟ قال: من أنصف من نفسه.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر ابن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن
ص: 139
عثمان بن الأسود، عن عطاء قال: قال موسى: يا ربّ ، أيّ عبادك أحبّ (1) إليك ؟ قال:
أعلمهم بي.
قال (2):و أنا عثمان بن الأسود، عن عطاء أن موسى قال: أي ربّ أي عبادك أحكم ؟ قال: الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه، قال: فأيّ عبادك أغنى ؟ قال: أرضاهم بما قسمت له، قال: فأيّ عبادك أخشى ؟ قال: أعلمهم بي.
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد ابن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا عيسى بن عمر بن العباس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن بهرام، أنا عبيد اللّه بن موسى بن عثمان بن الأسود، عن عطاء قال:
قال موسى: ربّ ، أيّ عبادك أحكم ؟ قال: الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه، قال:
فأيّ عبادك أغنى ؟ قال: أرضاهم بما قسمت له ؟ فقال: يا ربّ ، أيّ عبادك أخشى لك ؟ قال:
أعلمهم بي.
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد البغدادي، أنبأ أبو العباس أحمد بن محمّد بن أحمد ابن القاسم، و أبو (3) عمرو بن منده، قالا: أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني إبراهيم الأدمي، نا حسين بن حفص، نا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، قال: قال موسى:
يا ربّ ، من أهلك الذين هم أهلك، الذين تؤوي في ظل عرشك يوم القيامة ؟ قال: هم البريئة أيديهم (4)،الطاهرة قلوبهم، الذين يتحابون بجلالي، الذين إذا ذكرت ذكروني، فإذا ذكروني ذكرتهم يسبغون الوضوء عند المكاره، و ينيبون إلى ذكري كما تنيب النسور إلى أوكارها، يكلفون بحبي كما يكلف الصبي (5) بحبّ الناس، يغضبون لمحارمي إذا استحلّت (6)كما يغضب النّمر إذا حرب (7).
ص: 140
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو محمّد ابن المقرئ، قالا: نا أبو العباس - هو الأصم - نا الخضر بن أبان، حدّثنا شيبان، نا جعفر بن مالك بن دينار قال: بلغنا أن موسى قال: يا ربّ ، من أهلك الذين هم أهلك، الذين تظلّهم في ظلّ عرشك، قال: هم المتحابون بجلالي، الطاهرة قلوبهم، النقية أبدانهم، الذين إذا ذكروا ذكرت بهم، و الذين يأوون إلى ذكري كما تأوي النسور إلى أوكارها، و الذين يكلفون بذكري كما يكلف الصبي، و الذين يغضبون لمحارمي إذا استحلّت (1) كما يغضب النّمر إذا حرب.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر ابن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمّد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك (2)،أنا معمر عن رجل من قريش قال: قال موسى: يا رب، أخبرني عن أهلك (3)،قال: هم المتحابون فيّ ، الذين يعمرون مساجدي، و يستغفروني بالأسحار، هم الذين إذا ذكرت ذكروا بي، و إذا ذكروا ذكرت بهم، و هم الذين ينيبون (4) إلى طاعتي كما تنيب (5) النسور إلى وكورها، الذين إذا استحلّت محارمي غضبوا كما يغضب النّمر إذا حرب.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي، ثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو بكر محمّد بن علي ابن محمّد بن النضر الديباجي، نا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن مبشّر (6) الواسطي، نا محمّد ابن حرث النّشائي (7)،نا أبو مروان يحيى بن أبي زكريا الغسّاني، عن هشام، عن عروة أن موسى قال: يا ربّ ، أخبرني بأكرم خلقك عليك ؟ قال: الذي يسارع إلى هواي كما يسارع النسر إلى هواه، و الذي يكلف بعبادة الصالحين كما يكلف الصبي بالناس، و الذي يغضب إذا انتهكت محارمي غضب النمر لنفسه، فإنّ النمر إذا غضب لم يبال أقلّ الناس أم كثروا.
ص: 141
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، ثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبيد اللّه بن أحمد المقرئ الصيدلاني، نا أحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني، نا أحمد بن أبي السقر أو غيره، ثنا أبو أسامة، عن الأحوص بن حكيم، عن عمّه العيسي (1)،عن زهير بن عبد الرّحمن، عن بديل (2) بن ميسرة و كان قد قرأ الكتب قال:
إنّ اللّه أوحى إلى موسى فيما يوحي إليه: إن أحب عبادي [إليّ ] (3) الذين يمشون في الأرض بالنصيحات، و الذين يمشون على أقدامهم إلى الجمعات، و المستغفرين بالأسحار، أولئك الذين إذا أردت بأهل الأرض عقابا ثم رأيتهم كففت عنهم عقابي، و إنّ أبغض عبادي إليّ الذي يقتدي بسيئة المؤمن و لا يقتدي بحسنته.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو يعلى بن الفرّاء، أنا محمّد بن عبد اللّه ابن أخي ميمي.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو القاسم البغوي، نا أبو روح محمّد بن زياد بن فروة البلدي، نا أبو شهاب (4)،عن العلاء بن المسيّب، عن أبي إسحاق، عن (5) هيثم قال: بلغني أنّ موسى سأل ربه قال: أيّ العباد - و في حديث ابن الفراء فقال: أيّ ربّ ، أيّ العباد - أحبّ إليك ؟ قال:
أكثرهم لي ذكرا، فقال: ربّ ، أيّ عبادك أحكم ؟ قال: أملكهم لنفسه عند الغضب.
أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا عمر بن إبراهيم بن كثير الكتاني، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو خيثمة، نا جرير، عن قابوس، عن أبيه عن ابن عبّاس قال: قال موسى حين كلّم ربّه: أي ربّ ، أيّ عبادك أحبّ إليك ؟ قال: أكثرهم (6) لي ذكرا (7)،قال: ربّ ، أيّ عبادك أحكم ؟ قال: الذي
ص: 142
يقضي على نفسه كما يقضي على الناس، قال: ربّ ، أيّ عبادك أغنى ؟ قال: الراضي بما أعطيته.
أخبرنا أبو القاسم بن إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا طراد بن محمّد الزينبي، أنا أبو الحسين بن بشران، نا الحسين بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا خلف بن هشام، نا أبو شهاب، عن العلاء بن المسيّب، عن أبي إسحاق، عن مسلم قال: بلغني أن موسى قال: يا ربّ ، أيّ عبادك أعلم ؟ قال: عالم يلتمس العلم، قال: ربّ ، أيّ عبادك أحكم ؟ قال: أملكهم لنفسه عند الغضب، قال: ربّ ، أيّ عبادك أصبر؟ قال: أكظمهم للغيظ .
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه ابن إبراهيم الهاشمي، ثنا أبو جعفر محمّد بن عمر، و ثنا محمّد بن يونس بن موسى، نا سهل ابن حمّاد، أبو عتاب (1)،نا بقية بن الوليد، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أم الدّرداء، عن أبي الدرداء قال: قال موسى بن عمران:
يا ربّ ، من يسكن غدا في حظيرة القدس، و يستظلّ بظل عرشك، يوم لا ظلّ إلاّ ظلّك ؟ قال: يا موسى، أولئك الذين لا تنظر أعينهم في الدنيا، و لا يبتغون في أموالهم الربا، و لا يأخذون على أحكامهم الرّشا، طوبى لهم و حسن مآب.
قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا علي بن حمشاذ، أنا محمّد بن أحمد بن سالم، نا إبراهيم بن الجنيد، حدّثني أحمد بن حامد الطويل، نا حاتم بن إسماعيل، نا عبد الملك بن حسين، عن محمّد بن كعب القرظي قال:
قال موسى: ربّ ، أيّ خلقك أكرم عليك ؟ قال: الذي لا يزال لسانه رطبا من ذكري، قال: يا ربّ ، فأيّ خلقك أحكم ؟ قال: الذي يلتمس إلى علمه علم غيره، قال: يا ربّ ، فأيّ خلقك أعدل ؟ قال: الذي يقضي على نفسه كما يقضي على الناس، قال: يا ربّ ، و أيّ خلقك أعظم ذنبا؟ قال: الذي يتهمني، قال: يا ربّ ، و هل يتّهمك أحد؟ قال: الذي يستجيرني و لا يرضى بقضائي.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر
ص: 143
ابن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين، أنا ابن المبارك (1)،أنا شريك، عن أبي سنان (2)،عن عبد اللّه بن أبي الهذيل، قال:
خرج عمّار بن ياسر إلى أصحاب له و هم ينتظرونه، فقالوا: أبطأت علينا أيها الأمير، قال: أما أنا سأحدثكم حديثا، كان أخ لكم ممن كان قبلكم و هو موسى (3) قال: يا ربّ أخبرني بأحبّ خلقك إليك، قال: لم ؟ قال: لأحبه لك، قال: سأحدثك رجل في طرف من الأرض، يعبدني فيسمع به أخ له في طرف من الأرض الأخرى لا يعرفه، فإن أصابته مصيبة فكأنّما أصابته، و إن شاكته شوكة فكأنما شاكته، لا يحبه إلاّ فيّ ، فذاك أحبّ خلقي إليّ ، ثم قال موسى: يا ربّ ، خلقت خلقا فجعلتهم في النار، فأوحى اللّه إليه: أن يا موسى ازرع زرعا، فزرعه، و سقاه، و قام عليه حتى حصده، و داسه فقال له: ما فعل زرعك يا موسى ؟ قال: قد رفعته قال: فما تركت منه ؟ قال: ما لا خير فيه، قال: فإنّي لا أدخل النار إلاّ ما لا خير فيه (4).
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفّار، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا أحمد بن جميل، نا عبد اللّه بن المبارك، نا شريك، عن أبي سنان، عن ابن أبي الهذيل، عن عمّار بن ياسر قال: قال موسى:
يا ربّ ، خلقت خلقا خلقتهم للنار، فأوحى اللّه إليه أن ازرع زرعا، فزرعه، و سقاه، و قام عليه حتى حصده و داسه، فقال: ما فعل زرعك يا موسى، قال: قد رفعته، قال: ما تركت منه ؟ قال: ما لا خير فيه، قال: فإنّي لا أدخل النار إلاّ من لا خير فيه.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن أيوب المخرمي، نا سري السقطي، حدّثني بشر بن الحارث، نا أبو بكر بن عيّاش (5) قال:
ص: 144
قال موسى: يا ربّ ، أرني أهل صفوتك، فقيل له: انطلق إلى خربة كذا و كذا، فانطلق، فإذا هو برجل ميت قد بليت أكفانه و بدت عظامه، قال: نعم يا موسى، فقال موسى:
يا ربّ سألتك أن تريني أهل صفوتك فأريتني رجلا ميتا، قد بليت أكفانه و بدت عظامه ؟! قال:
نعم يا موسى، و مع هذا فإنّي أخرجته من الدنيا و هو جائع.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو الفضل محمّد بن إبراهيم، نا إسماعيل بن يحيى بن حازم السلمي، نا الحسين بن منصور، نا مبشّر بن عبد اللّه، عن (1) نهشل (2)،عن داود بن أبي هند، عن الحسن.
أن بني إسرائيل سألوا موسى، قالوا: سل لنا ربك يبيّن لنا علم رضاه عنا و علم سخطه، فسأله، فقال: يا موسى أنبئهم أنّ رضاي عنهم أن أستعمل خيارهم عليهم، و أنّ سخطي عليهم أن أستعمل شرارهم عليهم.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن إسحاق الحربي، نا هارون بن عبد اللّه، نا سيّار، عن جعفر، عن عنبسة الخوّاص، عن قتادة قال:
قال موسى: يا ربّ أنت في السماء و نحن في الأرض، فما علامة غضبك من رضاك ؟ قال: إذا استعملت عليكم خياركم فهو علامة رضاي، فإذا استعملت عليكم شراركم فهو علامة سخطي عليكم.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو نعيم الأزهري، أنا أبو عوانة، نا يوسف بن سعيد بن مسلم، نا حجّاج، عن جرير بن حازم، عن وهيب قال:
قال موسى بن عمران: أي ربّ أخبرني بآية رضاك عن عبدك، قال: فأوحى اللّه إليه: يا موسى، إذا رأيتني أهيئ له طاعتي، و أصرفه عن معصيتي فذلك آية رضاي عنه.
قال: و في بعض الكتب: إذ فيما أنزل اللّه: ابن آدم، إذا غضبت فاذكرني، أذكرك، إذا غضبت فلا أمحقك مع من أمحق، فإذا ظلمت فارض بنصري لك، فإنّ نصري لك خير من نصرتك لنفسك.
ص: 145
أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أحمد بن عبد الرّحمن، أنا جدي، أنا أبو محمّد بن حيّان (1)-إملاء - نا القاسم بن سليمان الثقفي، نا عبد اللّه بن أبي زياد (2)،نا سيّار، نا موسى بن سعد الراسبي، نا هلال بن جبلة، عن أبي عبد السّلام، عن أبيه عن كعب قال:
قال اللّه: يا موسى، أ تريد أن أملأ مسامعك يوم القيامة بما يسرّك، ارحم الصغير كما ترحم ولدك، و ارحم الكبير كما ترحم الصغير، و ارحم الجاهل كما ترحم الحكيم، و ارحم الغني كما ترحم الفقير، و ارحم المعافى كما ترحم المبتلى، و ارحم القوي كما ترحم الضعيف.
حدّثنا أبو سعد عبد الكريم بن محمّد السمعاني، أنا أبو منصور محمّد بن علي بن محمود الكراعي - بمرو - نا أبو غانم أحمد بن علي بن الحسين الكراعي، أنا أبي أبو الحسن، أنا أبو النّضر محمّد بن أحمد بن أبي النّضر الخاقاني، ثنا ابن قهزاد (3)،نا إبراهيم بن الأشعث قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: قيل: يا موسى، إذا رأيت الفقير مقبلا فقل مرحبا - بشعار الصالحين - و إذا رأيت الغني مبتلا فقل: ذنب عجلت عقوبته.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو عثمان الصابوني، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الفيجردي (4)،أنا أبو الفضل سهل بن أحمد بن عيسى المؤدّب، نا إبراهيم ابن علي الذهلي، نا محمّد بن أبي الأزهر - بمكة - قال: سمعت فضيل بن عياض يقول: قيل لموسى: يا موسى.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، نا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، نا محمّد بن أحمد بن دلويه الدقّاق، نا محمّد بن يزيد، نا إبراهيم بن الأشعث قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: قيل لموسى.
إذا رأيت الفقير مقبلا فقل: مرحبا بشعار الصالحين، و إذا رأيت الغني مقبلا، فقل:
ذنب عجلت عقوبته.
أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، نا أبو بكر
ص: 146
المالكي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن أبي الحسين قال: قال عبد الواحد: أوحى اللّه إلى موسى: يا موسى، إذا رأيت الغني مقبلا فقل: ذنب عجّلت عقوبته، و إذا رأيت الفقر مقبلا، فقل: مرحبا بشعار الصالحين.
أخبرنا أبو منصور بن رزيق، نا أبو الحسين بن المهتدي (1)،نا أبو بكر محمّد بن يوسف بن محمّد بن دوست العلاّف - إملاء - ثنا بدر بن الهيثم القاضي، نا أحمد بن عثمان بن حكيم، ثنا محمّد بن القاسم بن عنبسة القرشي، عن زيد بن أسلم، عن أبيه عن عمر قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«قال موسى: يا ربّ ، وددت أنّي أعلم من تحبّ من عبادك فأحبّه قال: إذا رأيت عبدي يكثر من ذكري فأنا أذنت (2) له في ذلك فأحبّه، و إذا رأيت عبدي لا يذكرني فأنا حجبته (3) عن ذلك و أنا أبغضه»[12565].
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أنا أبو الحسن بن صبيح، نا عبد اللّه بن شيرويه، نا إسحاق، أنا جرير، عن يعقوب القمّي (4)، عن أبي عمرو الشيباني، عن أبيه عن ابن عباس قال: لما وفد موسى إلى طور سيناء قال: يا ربّ أي عبادك أحبّ إليك ؟ قال: الذي يذكرني و لا ينساني.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن حبيب، نا داود بن رشيد قال: بلغني عن أبي عمران الجوني أنه قال:
أوحى اللّه إلى موسى: يا موسى اذكرني، و أنت تنتفض أعضاؤك من ذكري، و كن عند ذكري خاشعا مطيعا، و إذا كنت بين يدي فقم مقام العبد الحقير الذليل، و ذم نفسك و هي أولى بالذمّ ، و ناجني حين تناجيني (5) بقلب وجل، و لسان صادق.
أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي.
ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن عساكر بن سرور، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن
ص: 147
أبي الحديد، أنا مسدّد بن علي الأملوكي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن القاسم الحلبي، نا علي ابن عبد الحميد الغضائري، نا سلمة بن شبيب، نا أحمد بن محمّد بن حنبل، نا هاشم بن القاسم، نا صالح المرّي (1)،عن أبي عمران الجوني، عن أبي الجلد (2).
أن اللّه تبارك و تعالى أوحى إلى موسى بن عمران: إذا ذكرتني فاذكرني و أنت تنتفض أعضاؤك، و كن عند ذكري خاشعا مطيعا، و إذا دعوتني فاجعل لسانك من وراء قلبك، فإذا قمت بين يدي فقم مقام العبد الحقير الذليل و ذمّ نفسك، و هي أولى بالذم، و ناجني حين تناجيني بقلب وجل، و لسان صادق.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.
ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قالا: أنا عبد الرّحمن ابن عبيد اللّه بن عبد اللّه الخرقي، أنا أحمد بن سلمان (3) بن أبي الحسن النجّاد (4)،ثنا ابن أبي الدنيا، نا إسماعيل بن إبراهيم، نا صالح المرّي، عن أبي عمران الجوني، عن أبي الجلد (5) قال:
قرأت في مسألة موسى أنه قال: كيف لي أن أشكرك ؟ و أصغر نعمة وضعتها عندي من يعمل لا يجازي بها عملي كله، قال: فأتاه الوحي أن يا موسى الآن شكرتني.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا الفضل بن محمّد صاحب ابن معاذ قال: قرأنا على أبي قرّة قال: سمعت بعض أصحابنا من أهل مكّة يقول: إنه بلغه أن موسى قال: يا ربّ كيف أشكرك و كلّ ما بي فهو منك، قال اللّه: يا موسى، إنّ شكري أن تعلم أنه منّي.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمر، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن أحمد بن عبد الجبّار، أنا حميد بن زنجويه، نا محمّد بن يوسف، نا سفيان بن محمّد بن عبد الرّحمن، عن المقبري، عن أبيه عن عبد اللّه بن سلام قال: قال موسى: يا ربّ ، ما الشكر الذي ينبغي لك ؟ قال: لا يزال لسانك رطبا من ذكري.
ص: 148
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، و علي بن زيد، قالا: أنا أبو الفتح الفقيه - زاد ابن المسلم: و عبد اللّه بن عبد الرزّاق قالا:- أنا محمّد بن عوف، أنا الحسن بن مبشّر، نا محمّد ابن خريم، نا هشام بن عمّار، نا عمّار - هو ابن نصير بن ميسرة - عن من حدّثه عن عائشة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:
«قال موسى: ربّ أرني متى تحبني و متى تبغضني ؟ و اجعل لي في ذلك علما أعرفه، قال: يا موسى، إنّ آية ما أحبك أنك إذا أردت الخير يسّرتك له و يسّرته لك، و إذا أردت الشرّ حلت بينك و بينه، و آية ما أبغضك أنك إذا أردت الخير صرفتك عنه و صرفته عنك، و إذا أردت الشرّ خلّيت بينك و بينه، قال: ربّ ، فمتى تحبنا عامة و متى تبغضنا عامة ؟ قال: آية ما أحبكم عامة أن أنزل عليكم المطر لحينه، و أولّي عليكم خياركم، و آية ما أبغضكم عامة أن أنزل عليكم المطر لغير حينه، و أولّي عليكم أشراركم، قال: ربّ ، أيّ الأعمال أحبّ إليك أن أعمل لك به ؟ قال: تعبدني و لا تشرك بي شيئا، قال: ربّ ، ثم مه، فأعادها عليه مرة أخرى، قال: ثم مه، قال: ثم عليك بأمك - ثلاثا - ثم بأبيك، قال: ربّ ، فأيّ الدعاء أحبّ إليك أن أدعوك به ؟ قال: تحمدني على كلّ حال، و تشكر نعمتي عليك و حسن ملئي (1) إياك، و تسألني من الخير كله، و تستعيذ بي من الشرّ كلّه، فإنّي على كلّ شيء قدير، و ليكن مما تستعيذني منه الجار المؤذي و صاحب الغفلة الذي إذا نسيت لم يذكّرك، و إذا ذكرت لم يعنك».
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، أنا رشأ بن نظيف المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني بعض أصحابنا عن الحسن ابن واقد الحنفي عن برد الحنفي، عن برد، عن مكحول قال: أوحى اللّه إلى موسى: اغسل قلبك، قال: يا ربّ ، بأي شيء أغسله ؟ قال: اغسله بالرمي و الحزن.
أخبرناه أبو محمّد بن طاوس، أنا محمّد بن علي بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا ابن أبي الدنيا، فذكره إلاّ أنه قال: بالغمّ و الهمّ .
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح، نا أبو الحسين بن سمعون، نا أبو محمّد بن نصير (2)،نا أحمد بن محمّد الطوسي، ثنا الصلت
ص: 149
ابن مسعود، نا عبد الوارث بن سعيد، نا يونس، عن الحسن أن موسى قال: أي ربّ ، أخبرني بجماع أعمل به، قال: انظر ما تحبّ أن يصاحبك به الناس فصاحبهم بمثله.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد الصيرفي، نا أبو العباس بن السراج، نا قتيبة [نا] (1) ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد اللّه بن أبي عوف قال: قال موسى: كيف عس (2) كلهم ؟ قال: خالق الناس بأخلاقهم، و أحسن فيما بيني و بينك.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد قال: سمعت الحسين بن الحسن يقول: سمعت سفيان يقول:
سأل موسى ربه يقول: يا ربّ ، ما أعددت لأوليائك ؟ قال: يا موسى، غرست كرامتهم بيدي، و ختمت عليها، ففيها ما لا عين رأت، و لا أذن سمعت، و لا خطر على قلب بشر، قال سفيان: و نحن نرى أنها جنّة عدن لأنه لم يخلق بيده من الجنان شيئا غيرها.
أخبرني (3) أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو الفتح الصحاف، نا أبو عبد اللّه الرازي، نا علي بن أحمد بن صالح، نا محمّد بن عبد بن عامر، نا محمّد بن حفص، نا الحكم بن سنان، عن الفرج بن عبد الرّحمن بن كعب العجلي، عن كعب الأحبار قال:
أوحى اللّه إلى موسى في بعض ما أوحى إليه: يا موسى، لو لا من يحمدني ما أنزلت من السماء قطرة، و لا أنبت من الأرض [ورقة] (4)،يا موسى لو لا من يعبدني ما أمهلت من يعصيني طرفة عين، يا موسى لو لا من يشهد أن لا إله إلاّ اللّه لسلّطت جهنم على الدنيا، يا موسى، إذا لقيت المساكين فسائلهم كما تسائل الأغنياء، فإن لم تفعل ذلك، فاجعل كلّ شيء علمت - أو قال: عملت - فأنت (5) التراب، أ تحب (6) أن لا ينالك من عطش يوم القيامة ؟ قال:
إلهي! نعم، قال: فأكثر الصلاة على محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم.
ص: 150
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا محمود بن عمر بن جعفر (1)العكبري، أنا علي بن الفرج بن علي بن أبي روح، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن العباس، نا محمّد بن عمر بن الكميت، نا داود بن يحيى بن اليمان قال: سمعت أبي يذكر عن المنهال بن خليفة قال: قال موسى: يا ربّ ، إن نزلت بي حاجة فإلى من ؟ قال: إلي النجباء من خلقي.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن محمّد الواسطي، نا محمود بن سهل، نا محمّد بن عمرو، عن سفيان الثوري قال: أوحى اللّه إلى موسى بن عمران: يا ابن عمران! لأن (2) تجعل يدك في فم تنين (3) إلى المرفق خير لك من أن تسأل غنيا - كان فقيرا (4)-حاجة.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم بن البسري (5)،و أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو طاهر القصاري.
و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصاري، أنا أبي.
قالوا: أنا إسماعيل بن الحسن الصرصري، ثنا أبو عبد اللّه المحاملي، نا عبد اللّه بن شبيب، حدّثني ابن أبي أويس قال: و حدّثني محمّد بن إسماعيل، عن عبد اللّه بن محمّد الزهري، عن أبي معشر، عن محمّد بن شهاب، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة عن كعب الأحبار قال: في كتاب اللّه الذي أنزل على موسى: احفظ ودّ أبيك (6) لا تخفه فيطفئ (7) اللّه نورك.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، ثنا أبو بكر الخطيب، أخبرني الحسن بن محمّد بن
ص: 151
الحسن الخلاّل، نا (1) محمّد بن العبّاس الخزاز، نا أبو بكر بن أبي داود، نا محمّد بن الهيثم الواسطي، نا عبد الوهّاب بن عطاء، عن ليث بن أبي سليم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن عبد اللّه بن عمرو قال: أوحى اللّه إلى موسى: أنا قاتل القاتلين (2)،و مفقّر الزّناة، قال أبو بكر بن أبي داود: لم يسمع عبد الوهّاب من ليث غير هذا الحديث.
رواها غيره فقال: عن حجّاج بن أرطأة.
أخبرنا بها عالية أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين بن علي، و أحمد بن محمود بن أحمد، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم بن علي، نا جبير بن محمّد بن أحمد ابن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الواسطي - بمكة - نا محمّد بن الهيثم السمسار، أنا عبد الوهّاب ابن عطاء، عن حجّاج بن أرطأة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده قال: أوحى اللّه إلى موسى: أن يا موسى أنا قاتل القتّالين، و مفقّر الزناة.
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (3)،نا ابن أبي الدنيا، نا أبو محمّد السمسار، نا محمّد بن كثير، نا عبيد بن واقد القيسي (4)،عن عثمان بن عبد اللّه، عن رجل من أهل العلم قال:
كان رجل يخدم موسى و يتعلّم منه قال: فاستأذنه أن يرجع إلى قريته ثم يعود إليه، فأذن له، فانطلق فجعل يقول: حدّثني موسى نجيّ اللّه بكذا، حدّثني موسى كليم اللّه بكذا، حتى كثر ماله، و جعل موسى يسأل عنه فلا يخبر عنه بشيء، فبينما موسى قاعد إذ مرّ به رجل يقود خززا في عنقه حبل - و الخزز: الأرنب الذكر - فقال: يا عبد اللّه، من أين أقبلت ؟ قال: أقبلت من قرية كذا و كذا، من قرية الرجل، قال: فتعرف فلانا؟ قال: نعم، هو هذا الذي في يدي، قال موسى: يا ربّ ردّه إلى حاله حتى أسأله فيما صنعت به هذا، قال: فأوحى اللّه إليه: لو سألني الذي سألتني آدم فمن دونه من البشر حتى يبلغ محمّدا لم أردّه إلى حاله و إنّما صنعت به هذا لأنه كان يطلب الدنيا بالدين.
ص: 152
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا إبراهيم بن سعيد بن عبد اللّه - بمصر - أنا أبو علي الحسين بن محمّد بن علي الأنماطي المعروف بابن حبقة، نا أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن المفسّر، نا أبو بكر عبد الرّحمن بن القاسم بن الروّاس، نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، نا محمّد بن مهاجر القاري قال:
مرّ موسى برجل رافع يديه يدعو، قال: فقال موسى: يا ربّ ، عبدك يدعوك فاستجب له، افعل به، قال: فأوحى اللّه إليه: يا موسى، لو رفع يديه حتى تنقطعا من آباطهما ما استجبت له حتى يردّ غربالي التبن اللذين غصبهما.
أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الجبّار بن توبة، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، و أبو ياسر سليمان بن عبد اللّه ابن سليمان بن الفرج، قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور - زاد يحيى: و أبو يعلى بن الفرّاء قالا:
- أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا نعيم بن الهيصم الهروي، نا أبو الأحوص، حدّثني محمّد بن نصر الحارثي قال: أوحى اللّه إلى موسى بن عمران: يا موسى، كن يقظانا (1) مرتادا لنفسك أخدانا، و كلّ خدن لا يواتيك على مسرتي فلا تصحبنّه، فإنه عدوي، و أكثر من ذكري حتى تستكمل الشكر، و تستوجب المزيد.
أخبرنا (2) أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي، أنا حمزة بن يوسف السهمي الجرجاني، نا محمّد بن أحمد العبدي، نا أبو عوانة، نا يونس، نا خلف بن تميم أبو الأحوص، عن محمّد ابن النضر الحارثي قال: أوحى اللّه إلى موسى: كن يقظانا، مرتادا لنفسك أخدانا، و كلّ خدن لا يواتيك على مسرة (3) فاقصه، و لا تصحبنّه، فإنه يقسّي قلبك، و هو لك عدوّ، و أكثر من ذكري تستوجب شكري، و المزيد من فضلي (4).
أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن موسى الصيرفي، أنا محمّد بن عبد اللّه الصفّار، نا ابن أبي الدنيا، نا يحيى بن عثمان، نا بقية بن الوليد، عن مسروق (5) بن سفيان قال: أوحى
ص: 153
اللّه إلى موسى بن عمران: إنّ أول من مات إبليس، و ذلك أنه أول من عصاني، و إنّما أعدّ من عصاني من الموتى.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن محمّد، نا عبد المنعم، عن أبيه عن وهب قال: أوحى اللّه إلى موسى: إنّي رزقت الأحمق ليعلم العاقل، أنّ الرزق ليس باحتيال.
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه الدقّاق، نا عبد اللّه بن أبي سعد الأنصاري الورّاق، نا محمّد بن عمران بن أبي ليلى، نا مسلمة بن جعفر، عن أرطأة بن حازم قال:
خرجت أنا و عامر الشعبي من المسجد، فرأى ردائي أبيض قال: و إزارك أيضا؟ قلت: نعم، قال: غيّر بعضهما، و خالف أهل الشرك ثم قال: إنّ اللّه أوحى إلى موسى: ما تزين المتزينون لي بمثل الزهد في الدنيا، و لا تعبّد المتعبّدون لي بمثل البكاء من خشيتي، و لا تقرّب المتقرّبون إليّ بمثل الورع عمّا حرّمت عليهم، قال: يا أكرم الأكرمين، فما الذي أثبتهم على ذلك ؟ قال: أمّا الزاهدون في الدنيا فإنّي أبيحهم الجنّة بحذافيرها، و أما البكّاءون من خشيتي فهم في الرفيق الأعلى لا يشركهم فيه أحد، و أما الورعون عما حرّمت عليهم فإني أفتش الناس إلاّ إياهم استحياء منهم.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه، أنا الحسين بن صفوان، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، حدّثني محمّد بن يونس القرشي، نا أبو بكر الحنفي، نا عمر بن سليم المدني قال: سمعت محمّد بن كعب القرظي.
في قول اللّه: وَ اخْتٰارَ مُوسىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً (1)قال: اختار صالحيهم سبعين (2)رجلا ثم خرج بهم فقالوا: أين تذهب بنا؟ قال: أذهب بكم إلى ربّي، وعدني أن ينزل عليّ التوراة، قالوا: فلا نؤمن بها حتى ننظر إليه، قال: فأخذتهم الصاعقة و هم ينظرون، فبقي موسى قائما بين أظهرهم ليس معه منهم أحد، قٰالَ : رَبِّ ، لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَ إِيّٰايَ
ص: 154
أَ تُهْلِكُنٰا بِمٰا فَعَلَ السُّفَهٰاءُ (1) مِنّٰا ماذا أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم و ليس معي رجل ممن خرج معي، ثم قرأ: ثُمَّ بَعَثْنٰاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (2)فقالوا: هُدْنٰا إِلَيْكَ (3)قال: فبهذا تعلقت اليهود فتهودّت بهذه الكلمة.
أخبرنا (4)أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد ابن مروان، نا محمّد بن الفرج، نا حجّاج، عن ابن جريج، أخبرني أبو القاسم بن أبي نور أنه سمع مجاهدا و سعيد بن جبير يقولان في قول اللّه تبارك و تعالى: فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ (5)قال:
قام بعضهم إلى بعض الخناجر فقتل بعضهم بعضا لا يحمي الرجل على قريب و لا بعيد حتى لوى موسى صلّى اللّه عليه و سلّم بثوبه فألقوا ما بأيديهم، فكشفوا عن سبعين ألف قتيل، و إنّ اللّه تبارك و تعالى أوحى إلى موسى: أن حسبي، فقد اكتفيت.
قال: و أنا إسماعيل بن إسحاق، نا محمّد بن عبيد، نا محمّد بن ثور، عن معمر، عن قتادة و الزهري في قوله: فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ قال: قاموا صفين فقتل بعضهم بعضا حتى قيل:
كفوا، قال قتادة: فكانت شهادة للمقتول و توبة للحي (6).
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرىء، نا أبو علي محمّد بن محمّد بن الأشعث المصري جليس أبي عبد اللّه الغنوي أخي الناصر، نا محمّد بن داود بن أبي ناجية الإسكندراني، نا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«كان أول شأن موسى نسيانا، و الثانية عذرا، و الثالثة فراق ما بينهما، ولو صبر موسى لقصّ اللّه علينا من شأنهما أكثر مما قصّ »[12566].
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، حدّثني أحمد - هو ابن عبد الرّحمن - حدّثني عمّي عن بكر بن مضر، عن ابن الهاد، عن محمّد بن كعب القرظي.
ص: 155
أن موسى ثقل عليه أمر بني إسرائيل، و اشتد عليه بعض المؤونة منهم فقال له رجل: يا نبي اللّه، ألا أدلّك على شيء يخفّف عنك أمر بني إسرائيل ؟ فقال: بلى، قال: إن بني إسرائيل اثنا عشر (1)سبطا، فاختر من كلّ سبط رجلا فاجعله عليهم، ثم ميّز من كلّ سبط ألفا، فاختر من كلّ ألف رجلا فاجعله عليهم، فما كان بين المائة من خصومة نظر فيه صاحبهم، فإذا أشكل عليه، رفعه إلى صاحب الألف، فإن أشكل عليه رفعه إلى صاحب السبط ، فإن أشكل على صاحب السبط رفعه إليك، فإنه قليل ما يأتيك من ذلك، ففعل موسى، فخفّ عليه شأن الناس، فقال موسى: ربّ كلّمني و ناجني و اصطفني لنفسك مثل ثم (2)كان من خلقك من هو أعلم مني، قال القرظي: فبعث اللّه طيرا إلى بحر، فشرب منه، ثم قال: يا موسى ما تقول هذا الطير نقص من هذا النهر؟ قال: لا ينقص، و ماذا ينقص يا رب ؟ طير وضعت خراطيمها في نهر منه، قال اللّه: فكما لم ينقص هذا الطير من هذا النهر شيئا فكذلك لا ينقص ما علّمتك من علمي شيئا، قال موسى: فدلّني يا ربّ على عبد لك أعلم مني حتى أتّبعه، فألتمس من علمه، فقال اللّه له: خذ هذا الحوت، اذهب حيث فارقك هذا الحوت فستجد من هو أعلم منك، قال: خرج موسى و يوشع فتاه و معهما الحوت قال: ينزلان يغدوان و يروحان حتى إذا كان ذات يوم قال موسى لفتاه: آتِنٰا غَدٰاءَنٰا لَقَدْ لَقِينٰا مِنْ سَفَرِنٰا هٰذٰا نَصَباً (3)،قال: فزع الفتى حين لم يجد الحوت و كان يتعاهده قال: أَ رَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنٰا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَ مٰا أَنْسٰانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطٰانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَ اتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً قٰالَ (4)له موسى ذٰلِكَ مٰا كُنّٰا نَبْغِ (5)فَارْتَدّٰا عَلىٰ آثٰارِهِمٰا قَصَصاً (6)قال القرظي، فلقي رجلا قال له موسى:
السلام عليك، قال القرظي: فحدّثني عبد اللّه بن شداد بن الهاد أن الرجل قال له: أيّ السلام بهذه الأرض، من أنت ؟ قال: أنا موسى، قال القرظي: فابتدأه الرجل بعلم من علم الغيب، قال: نبي بني إسرائيل ؟ قال له موسى: نعم، قال له الرجل: إن كنت لأتوجّع لك مما كنت تلقى من فرعون، قٰالَ لَهُ مُوسىٰ : هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلىٰ أَنْ تُعَلِّمَنِ (7)مِمّٰا عُلِّمْتَ رُشْداً، قٰالَ : إِنَّكَ
ص: 156
لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً، وَ كَيْفَ تَصْبِرُ عَلىٰ مٰا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً (1) ،ثم تلا الآية حتى فرغ.
قال القرظي: قال عمر بن الخطّاب: و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يحدّثهم بهذا الحديث حتى فرغ من القصة، يرحم اللّه موسى وددت لو أنه صبر حتى يقصّ علينا أيضا من حديثهما.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، أنا أبو العباس محمّد بن أحمد بن محمّد السليطي، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن بن الشرقي، أنا عبد اللّه بن محمّد الفرّاء، و أحمد بن حفص، قالا: نا حفص بن عبد اللّه، حدّثني إبراهيم بن طهمان، عن الحجّاج بن الحجّاج، عن قتادة عن الحسن، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«قالت بنو إسرائيل لموسى عليه السلام: هل يصلّي ربّك ؟ فتكابد - أو تكابر - موسى فقال اللّه عزّ و جلّ له: ما قالوا لك يا موسى ؟ قال: قالوا الذي سمعت، قال: فأخبرهم أنّي أصلّي، و أنّ صلاتي تطفىء غضبي»[12567].
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، نا سعيد بن سليمان، نا عبّاد بن العوّام، عن التيمي، عن أنس بن مالك قال:
قالت بنو إسرائيل لموسى: هل يصلّي ربك ؟ فقال موسى: اتّقوا اللّه يا بني إسرائيل، فقال اللّه: يا موسى، ماذا قال لك قومك ؟ قال: يا ربّ ما قد علمت، قال: قالوا: هل يصلّي ربك ؟ قال: فأخبرهم أنّ صلاتي على عبادي أن تسبق رحمتي غضبي، لو لا ذلك لأهلكتهم.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا:
أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرىء، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا إسحاق - هو ابن أبي إسرائيل-.
ح و أخبرنا (2) أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم عبد الصّمد بن علي الهاشمي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو القاسم عبد الوهّاب بن عيسى بن أبي حية، نا إسحاق بن أبي
ص: 157
إسرائيل (1)،نا هشام بن يوسف، عن أمية بن (2) شبل، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن أبي هريرة قال:
سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - و قال ابن أبي حية و ابن حمدان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - يحكي (3) موسى على المنبر قال: وقع في نفسه - و في حديث ابن أبي حيّة و ابن المقرىء: في نفس موسى - هل ينام اللّه ؟ فأرسل اللّه إليه ملكا فأرقّه ثلاثا، ثم أعطاه قارورتين، في كلّ يد قارورة، و أمره أن يحتفظ - زاد أبو يعلى: بها - قال: فجعل ينام، و تكاد يداه تلتقيان فحبس - و قال أبو يعلى:- ثم يستيقظ فيحبس إحداهما عن الأخرى، حتى نام نومة، فاصطفقت يداه فانكسرت القارورتان قال: ضرب له مثلا أنّ اللّه لو كان ينام لم تستمسك السماء و الأرض (4).
تابعه (5) يحيى بن معين عن هشام.
و رواه معمر عن الحكم فجعله من قول عكرمة.
أخبرناه أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، أنا عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق المروزي، نا الحسن بن أبي الربيع، أنا عبد الرزّاق قال: قال معمر: أخبرني الحكم بن أبان عن عكرمة مولى ابن عبّاس في قوله تعالى: لاٰ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لاٰ نَوْمٌ (6) أن موسى سأل الملائكة: هل ينام اللّه تعالى، فأوحى اللّه إلى الملائكة و أمرهم أن يوافوه ثلاثا فلا يتركوه (7) ينام (8) ففعلوا (9) ثم أعطوه قارورتين فأمسكهما، ثم تركوه و أمروه أن يحفظهما (10)،قال: فجعل ينعس و هما في يديه، في كلّ يد واحدة، فمال فجعل ينعس
ص: 158
و ينتبه، حتى نعس نعسة، فضرب إحداهما بالأخرى فكسرهما، قال معمر: إنّما هو مثل ضربه اللّه تعالى يقول فكذلك السموات و الأرض في يديه عزّ و جلّ (1).
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي الماوردي، أنا أبو الحسن محمّد بن علي ابن أحمد السيرافي - بالبصرة - نا القاضي أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق بن خربان، نا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا أبو داود سليمان بن الأشعث، أنا أحمد بن سعيد الهمداني، أنا ابن وهب، أخبرني معاوية عن راشد بن سعد قال:
إنّ موسى لما قدم على قومه، و وعد قومه أربعين ليلة قال اللّه: يا موسى، إنّ قومك قد افتتنوا من بعدك، قال: يا ربّ كيف يفتتنون و قد نجّيتهم من فرعون، و نجّيتهم من البحر، و أنعمت عليهم، و فعلت بهم، قال: يا موسى، اتّخذوا بعدك عجلا له خوار، قال: يا ربّ ، فمن جعل فيه الروح ؟ قال: أنا، قال: فأنت أضللتهم، قال: يا موسى، يا رأس النبيين! يا أبا الأحكام! إنّي رأيت ذلك في قلوبهم، فيسّرته لهم.
أخبرنا (2) أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني علي بن عبد اللّه الحكمي - ببغداد - نا العبّاس بن محمّد الدوري، نا سريج (3) بن النعمان، نا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ليس الخبر كالمعاينة، إنّ اللّه خبر موسى ما صنع قومه في العجل، فلم يلق الألواح، فلما عاين ما صنعوا ألقى الألواح» (4)[12568].
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم المزكي، أنا عبد الرّحمن بن أحمد، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، أنا أحمد بن عبد الرّحمن، أخبرني عمي عبد اللّه بن وهب، عن الليث بن سعد، عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب قال:
لما أمرت بنو إسرائيل بقتل أنفسها برزوا و معهم موسى عليه السلام، فاضطربوا بالسيوف و تطاعنوا بالخناجر، و موسى رافع يديه يدعو حتى إذا فتر أتاه (5) بعضهم فقالوا: يا نبي اللّه أدع (6) اللّه لنا و أخذوا بعضده و شدّوا يديه، فلم يزل أمرهم على ذلك، حتى إذا قبل
ص: 159
اللّه توبتهم، قبض أيدي بعضهم عن بعض حتى ألقوا السلاح، فأحزن موسى و بني إسرائيل الذي كان من القتل، فأوحى اللّه إلى موسى: ما يحزنك أمّا من قتل منهم فحيّ عندي يرزق، و أمّا من بقي فقد قبلت توبته، فسرّ بذلك موسى و بنو إسرائيل.
أخبرنا أبو طاهر محمّد بن الحسن بن إبراهيم، أنا أحمد و محمّد ابنا عبد الرّحمن بن أبي نصر، قالا: أنا أبو بكر الميانجي، نا محمّد بن علي بن عمروية بن حبيب أبو عبد اللّه الكوفي، نا أبو بكر محمّد بن إسحاق البكائي، نا زكريا بن عدي، نا إبراهيم بن خالد، حدّثني محمّد بن ماجان الصنعاني قال:
سمعت وهبا يذكر من كرامة موسى على اللّه: أن بني إسرائيل لما كثروا عليه أوحى اللّه إلى ألف - أو قال محمّد: سبعين:- يعني يكونون أعوانا له، قال: فلما مال إليهم الناس و رجعوا عن موسى كأنه وجد في نفسه غيره، فأماتهم اللّه في يوم واحد.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن طلحة بن علي الصوفي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، نا زهير، عن أبي إسحاق، عن نوف.
أن طول سرير عوج (1) الذي قتله موسى ثمان مائة ذراع، و عرضه أربعمائة ذراع، و كان موسى عشرة أذرع، و عصاه عشرة أذرع، و وثبته حين وثب ثمانية - و في نسخة أخرى: عشرة أذرع - فضربه، فأصاب كعبه فخرّ على نيل مصر، فجسره الناس (2) عاما يمرّون على صلبه و أضلاعه.
أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، و أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم ابن علي.
ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنا سهل بن بشر، قالوا: أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه القاضي،
ص: 160
نا موسى بن هارون، نا قتيبة، نا عبد اللّه بن زيد بن أسلم، عن زيد بن أسلم بلغه أن موسى كان إذا غضب اشتدّ غضبه حتى اشتعلت قلنسوته نارا.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا الخرائطي، نا أبو منصور نصر بن داود بن طوق الصاغاني، نا قتيبة بن سعيد، نا عبد اللّه بن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: كان موسى بن عمران إذا غضب اشتعلت النار في قلنسوته.
أخبرنا (1) أبو علي الحسن بن المظفّر بن السبط ، أنا أبي أبو سعد، أنا أبو الحسن أحمد ابن إبراهيم بن فراس، أنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم الديبلي، نا أبو عبيد اللّه المخزومي، نا سفيان، عن أبي سعد، عن عكرمة، عن ابن عبّاس.
في قوله تعالى: إِنّٰا لَنْ نَدْخُلَهٰا أَبَداً مٰا دٰامُوا فِيهٰا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَ رَبُّكَ فَقٰاتِلاٰ إِنّٰا هٰاهُنٰا قٰاعِدُونَ قٰالَ : رَبِّ إِنِّي لاٰ أَمْلِكُ إِلاّٰ نَفْسِي وَ أَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنٰا وَ بَيْنَ الْقَوْمِ الْفٰاسِقِينَ (2)قال: لا تأس على من سميت أنه فاسق، قال ابن عبّاس: كانت طيرة من موسى حين قال:
اَلْفٰاسِقِينَ ،و قال لهم: يا حمير، فقال اللّه عزّ و جل: مه عن عبادي.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو محمّد بن أبي عثمان، أنا أبو القاسم الحسن ابن الحسن بن علي القاضي، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا سعيد بن سليمان، عن أبي حفص الأبار، عن الأعمش، عن حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس: أن موسى كان في نفر من بني إسرائيل فقال: اشربوا يا حمير، فأوحى اللّه إليه: تقول لخلق خلقتهم: اشربوا يا حمير؟.
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد الأسدي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا عمي محمّد بن القاسم بن معروف بن حبيب، نا أحمد ابن علي بن سعيد القاضي، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا جرير، عن ليث، عن مجاهد قال:
استسقى موسى لقومه فسقي فقال: اشربوا يا حمير، فقال اللّه: لا تسمّ عبادي حميرا.
كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم.
ثم أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم المقرئ، أنا سهل بن بشر، أنا أبو الحسن بن الطفّال، نا محمّد بن أحمد الذهلي، نا محمّد بن عبدوس، نا داود بن رشيد، نا أبو حفص
ص: 161
الأبار، نا الأعمش، عن حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:
غضب موسى على قومه في بعض ما كانوا يسألونه، فلما نزل الحجر قال: اشربوا يا حمير، فأوحى اللّه إليه: أتعمد إلى عبيد من عبادي فتقول لهم يا حمير؟ قال: فما برح موسى حتى أصابته عقوبة.
أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن بن أحمد، و أبو الوحش سبيع بن المسلم، و أبو تراب حيدرة بن أحمد، و أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو الحسن بركات بن عبد العزيز قالوا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، نا إسحاق بن بشر، عن أبي روق (1)الهمداني، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: و أخبرني الحسين بن واقد الخراساني و نوح بن أبي مريم عن جويبر، عن الضّحّاك عن ابن عبّاس قال: و أخبرني الحسين أيضا عن إسماعيل السّدّي قالوا جميعا في قصة البقرة فزاد بعضهم على بعض، قال بعضهم: إنّه كان شاب في بني إسرائيل على عهد موسى بارا بأمّه عابدا يصلي ثلث الليل، و ينام ثلث الليل، و يجلس ثلث الليل عند رأس أمه يلقنها التسبيح و التهليل، فإذا أصبح خرج إلى البرية فيحتطب ثم يدخله محلة بني إسرائيل فيبيعه فيتصدق بثلثه و يشتري بثلثه طعاما يكفيه و أمّه يومهما، ثم يأتي بالثلث الثالث إلى أمّه فتصدّق به، فغبر بذلك ما شاء اللّه، ثم قالت له أمّه ذات يوم: أي بنيّ إنّ لي بقرة ورثتها عن أبي و إني (2)أرسلها في البرية ترعى، يحفظها عليّ إله بني إسرائيل، فاذهب في طلبها، قال فذهب الفتى في طلبها، و وصفتها له، و أوعزت إليه أن لا يركبها و لا يحدث (3)فيها أمرا.
قال: و أنا إسحاق، عن أبي روق الهمداني، عن عكرمة، عن ابن عباس أن تلك البقرة كانت لغلام يتيم و هي التي وصفها اللّه في كتابه.
قال: و أنا إسحاق، عن مضارب بن عبد اللّه، و عثمان بن الساج يرفعانه إلى وهب بن منبّه أنه قال:
إن أم الفتى بعثت الفتى في طلب البقرة، فلما أن أصابها ناداها فقال: أيتها البقرة، بإذن اللّه، فقالت: يا فتى، لو سألت اللّه ربّك أن يسيّر معك الجبال لفعل لبرّك بأمّك و لطواعيتك (4)
ص: 162
لها، فمضى بالبقرة، فتعرّض له إبليس - لعنه اللّه - ليركبها و يعصي أمّه فأبى، فلما عصمه اللّه من معصية أمه عرض له إبليس ليخدعه عنها فيشتريها منه، فسأله أن يبيعها منه و يعطيه ما سأل، فأبى، فجاء بها إلى أمّه، فقالت: يا بني اذهب بها فبعها، قال: بكم ؟ قالت: بستة دنانير على رضاي، قال: فقيض اللّه له ملكا أعطاه بها اثني عشر دينارا على أن لا يستأمر أمه، فأبى، فردّها إلى أمّه، فأخبرها الخبر، فقالت: اذهب فبعها باثني عشر دينارا على أن تستأمرني فيها، قال: فانطلق بها إلى السوق، فجاءه الملك، فأعطاه أربعة و عشرين على أن لا يستأمر أمّه، فقال: لو أعطيتني ملء مسكها ذهب ما بعناكها إلاّ برضا أمي، فقال له الملك:
إنّك لا تبيعها حتى تعطى ملء مسكها ذهبا لبرّك بأمّك و طواعيتك لها،- و نظر الملك خير للفتى - فقال: حتى قتل رجل في بني إسرائيل، و ذلك أنه كان رجلا فيهم كثير المال لم يكن له ولد، عمد (1)إخوان من بني إسرائيل و هما ابنا أخيه فقتلاه كي يرثانه (2)،فألقياه إلى جانب قرية أهلها برآء منه، فأصبح القتيل بين أظهرهم، فأخذوا به فعمّي عليهم شأنه و من قتله، قال أهل القرية للذين وجدوا القتيل عندهم لموسى: ادع اللّه يا رسول اللّه لنا أن يطلعك على قاتل هذا، قال: أفعل، ففعل، قالوا له: ما ذا أجابك ربك ؟ قال: إِنَّ اللّٰهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً (3)فتضربوه ببعضها فيعيش فيخبركم من قتله إن شاء اللّه، فظنوا أن موسى استهزأ بهم، قٰالُوا :يا موسى، أَ تَتَّخِذُنٰا هُزُواً، قٰالَ : أَعُوذُ بِاللّٰهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجٰاهِلِينَ ، قٰالُوا: ادْعُ لَنٰا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنٰا مٰا هِيَ (4)،فدعا ربّه فقال: إِنَّهُ يَقُولُ : إِنَّهٰا بَقَرَةٌ لاٰ فٰارِضٌ وَ لاٰ بِكْرٌ عَوٰانٌ - يعني لا هرمة و لا بكر عوان بَيْنَ ذٰلِكَ يعني نصف بين البكر و الهرمة، فَافْعَلُوا مٰا تُؤْمَرُونَ ،ثم قٰالُوا: ادْعُ لَنٰا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنٰا مٰا لَوْنُهٰا؟ قٰالَ : إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهٰا بَقَرَةٌ صَفْرٰاءُ، فٰاقِعٌ لَوْنُهٰا تَسُرُّ [النّٰاظِرِينَ (5)يعني أنها صفراء الظلف و القرنين لاٰ شِيَةَ فِيهٰا (6)يقول لا وضح فيها] (7)قٰالُوا ادْعُ لَنٰا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنٰا مٰا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشٰابَهَ عَلَيْنٰا (8).
قال: و أنا إسحاق عن عبد اللّه بن أسد، عن أبي رجاء الهروي، عن رجل، عن جويبر،
ص: 163
عن الضّحّاك، عن ابن عبّاس قال: فلو أنهم عمدوا إلى بقرة لا صغيرة و لا كبيرة فذبحوها لأجزأت عنهم، و لكن شددوا على أنفسهم، فشدّد اللّه عليهم.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا أبو خيثمة، نا يحيى بن سعيد، عن ربيعة ابن كلثوم، حدّثني أبي عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:
كانت مدينتان في بني إسرائيل إحداهما حصينة و لها أبواب، و الأخرى خربة، فكان أهل المدينة الحصينة إذا أمسوا أغلقوا أبوابها، و إذا أصبحوا قاموا على سور المدينة فنظروا هل حدث فيما حولها حدث، فأصبحوا يوما، فإذا شيخ قتيل مطروح بأصل مدينتهم، فأقبل أهل المدينة الخربة فقالوا: قتلتم صاحبنا و ابن أخ له شاب يبكي عنده و يقول: قتلتم عمّي، قالوا: و اللّه ما فتحنا مدينتنا منذ أغلقناها، و ما ندينا من دم صاحبكم هذا بشيء، فأتوا موسى، فأوحى اللّه إلى موسى إِنَّ اللّٰهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ، قٰالُوا: أَ تَتَّخِذُنٰا هُزُواً، قٰالَ : أَعُوذُ بِاللّٰهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجٰاهِلِينَ ، قٰالُوا: ادْعُ لَنٰا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنٰا مٰا هِيَ حتى بلغ فَذَبَحُوهٰا وَ مٰا كٰادُوا يَفْعَلُونَ .
قال: و كان في بني إسرائيل غلام شاب يبيع في حانوت له، و كان له أب شيخ كبير، فأقبل رجل من بلد آخر يطلب سلعة له عنده، فأعطاه بها ثمنا فانطلق معه ليفتح حانوته فيعطيه الذي طلب و المفتاح مع أبيه فإذا أبوه نائم في ظل الحائط ، فقال: أيقظه، فقال: و اللّه إن أبي لنائم كما ترى فإني أكره أن أروّعه من نومه، فانصرفا، فأعطاه ضعف ما أعطاه، فعطف على أبيه، فإذا هو أشد ما كان نوما، فقال: أيقظه، قال: لا و اللّه لا أوقظه أبدا و لا أروّعه من نومته، قال: فلما انصرف و ذهب طالب السلعة استيقظ الشيخ فقال له: ابنه: يا أبتاه، و اللّه لقد جاءها هنا رجل يطلب سلعة كذا و كذا فكرهت أن أروّعك من نومك، فلامه الشيخ، فعوّضه اللّه من برّه بوالده أن نتجت بقرة (1)من بقره تلك البقرة التي يطلبها بنو إسرائيل، فأتوه فقالوا:
بعناها، فقال: لا أبيعكموها قالوا: إذا نأخذها منك، قال: إن غصبتموني سلعتي فأنتم أعلم، فأتوا موسى فقال: اذهبوا فأرضوه من سلعته، فقالوا: حكمك، قال: حكمي أن تضعوا البقرة في كفة الميزان و تضعوا ذهبا صامتا في الكفة الأخرى، فإذا مال الذهب أخذته قال: ففعلوا، و أقبلوا بالبقرة حتى أتوا بها إلى قبر الشيخ و هو بين المدينتين، و اجتمع أهل المدينتين، و ابن
ص: 164
أخيه عند قبره يبكي، فذبحوها، فضرب ببضعة من لحمها (1)القبر، فقام الشيخ ينفض رأسه (2)يقول: قتلني ابن أخي، طال عليه عمري، فأراد أخذ مالي، و مات.
أنبأنا أبو الفضائل الكلابي، و أبو الوحش الضرير، و أبو تراب المقرئ، و أبو محمّد ابن الأكفاني، و أبو الحسن بن عبد العزيز، قالوا: أنا الخطيب، أخبرني ابن رزقويه، أنا ابن سندي، أنا الحسن بن علي، أنا إسماعيل، أنا إسحاق، عن عثمان بن الساج عن ثور، عن مكحول قال:
لما وصف لهم موسى البقرة وجدوها بقرة الفتى، و قال بعض من سمينا بإسنادهم: إنّما كانت بقرة عند رجل، و هي بقية بقر كن لأبيه لم يبق منهن غيرها، فكان يربّيها فلمّا سألوه أن يبيعها أبى أن يبيعها للذبح، فرفعوا له في الثمن، و اللّه أعلم، و قال بعض هؤلاء بإسناده عن وهب: أنهم أتوا الفتى فاشتروها بملء جلدها إذا سلخت ذهبا، فباعها إيّاهم، فذبحوها ثم قالوا: قد ذبحناها يا موسى، قال:
فخذوا عضوا منها فاضربوه به.
قال: و أنا إسحاق، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن قال: أخذوا عضد البقرة، فضربوا به القتيل، و قال بعض هؤلاء المسمين منهم عبد اللّه بن إسماعيل عن أبيه: أنهم أخذوا عضد البقرة فضربوه، فقام و أوداجه تشخب دما، فسألوه من قتلك ؟ فقال: فلان، و فلان، ابنا أخيه، فمات.
قال: و أنا إسحاق، عن عبد الرّحمن بن قبيصة، عن أبيه - أو غيره الشك من أبي حذيفة - أنهم أعطوه ملء مسكها ذهبا من مال القتيل فاستغلق المال كله، فحرمهم اللّه ميراثه، فجرت به السنّة لا يرث وارث إن قتل، فقال ابنا أخيه: ما قال أنّا قتلناه، فأنزل اللّه على نبيّه محمّد صلى اللّه عليه و سلّم يخبره ما قالوا و ما كان من أمرهم، فقال: وَ إِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فادّارأتم فيها إلى قوله:
لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) ،و نزلت فيما قالا: ما قال إنّا قتلناه ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجٰارَةِ -يعني - من بعد ما رأيتم العبرة، فهي أَشَدُّ قَسْوَةً (4)من الحجارة.
ص: 165
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر (1)بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا عبيد اللّه بن موسى، نا إبراهيم بن إسماعيل، عن صالح بن كيسان، عن يزيد الرقاشي، عن أبيه عن أبي موسى قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لقد مرّ بالصخرة من الرّوحاء (2)سبعون نبيا حفاة عليهم العباء»[12569].
رواه يونس بن بكير عن إبراهيم فلم يذكر صالحا.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم، أنا ابن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا محمّد بن نمير، نا يونس بن بكير، نا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، عن يزيد الرقاشي عن أبيه عن أبي موسى قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«لقد مرّ بالصخرة من الرّوحاء سبعون نبيا، حفاة عليهم العباء يؤمون بيت اللّه العتيق، منهم موسى نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم» (3)[12570].
أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد، أنا ابن (4)حمدان.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الأديب، أنا إبراهيم، أنا ابن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا عقبة بن مكرم، نا يونس، نا إبراهيم بن إسماعيل، عن يزيد الرقاشي عن أبيه عن أبي موسى قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - و في حديث ابن المقرئ قال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:- «لقد مرّ بالصخرة من الرّوحاء سبعون نبيا، منهم موسى نبي اللّه، حفاة، عليهم العباء، يؤمون بيت اللّه العتيق»[12571].
أخبرنا أبو علي الحدّاد - في كتابه - أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ (5)،نا محمّد
ص: 166
ابن إسحاق الأهوازي (1)،نا أحمد بن سهل بن أيوب، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا كثير بن عبد اللّه بن عمرو بن عوف، عن أبيه عن جده قال:
غزونا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حتى إذا كنا بالرّوحاء قال:«لقد صلّى في هذا المسجد سبعون نبيا قبلي (2)،و لقد قدمها موسى عليه السلام عليه عباءتان قطوانيتان (3) على ناقة ورقاء في سبعين ألفا من بني إسرائيل» (4)(5)[12572].
أخبرنا أبو الفضل محمّد، و أبو القاسم محمود ابنا أحمد بن الحسن بتبريز، قالا: أنا أبو نصر الزينبي.
و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو نصر الزينبي.
قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد، نا عبد اللّه بن هاشم بن حيان أبو عبد الرّحمن الطوسي قدم علينا للحج، نا محمّد بن فضيل، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«في مسجد الخيف سبعون نبيا، منهم:
موسى، أو فيهم موسى، فكأنّي انظر إليه و عليه عبايتان قطوانيتان و هو محرم على بعير من إبل شنوءة، مخطوم الخطام من ليف، و له ضفران»[12573].
أخبرنا أبو منصور الحسين بن طلحة بن الحسين، و أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالا:
أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا زهير، نا جرير بن عبد الحميد، عن ليث، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير، عن أبيه عن ابن عباس قال: حجّ موسى على ثور أحمر عليه قطوانية.
أخبرنا أبو يعلى حمزة بن أحمد بن فارس بن كردوس، أنا أحمد بن عبد اللّه بن علي ابن طاوس، أنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعد الفقيه، نا أبو بكر محمّد بن غريب البزار، نا أبو بكر محمّد بن العبّاس النسائي، نا عبد الرّحمن بن يونس الرقّي، نا مخلد بن يزيد، عن
ص: 167
سعيد بن عبد العزيز التنوخي، عن يزيد بن أبي مالك، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أكثروا من الصلاة على موسى، فما رأيت أحدا من الأنبياء أحوط على أمّتي منه»[12574].
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل بن بشر، قالا: أنا أبو الحسين بن مكي، أنا أبو علي أحمد بن عمر بن محمّد بن خرشيد قوله، نا عبد اللّه بن محمّد ابن إسحاق المروزي، نا علي بن الحسن بن بكير، نا روح بن عبادة، عن سعيد، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عبّاس أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال في قوله: فَلاٰ تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقٰائِهِ قال:«لقاء موسى ربه، وَ جَعَلْنٰاهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرٰائِيلَ (1)،قال: موسى هدى لبني إسرائيل»[12575].
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسين، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا علي بن أحمد ابن محمّد البغدادي، أنا محمّد بن عمر بن سليمان، حدّثني أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا يحيى بن عبدك، نا خلف بن عبد الرّحمن المخزومي، نا مالك، عن زيد بن أسلم في قوله:
رَسُولٌ كَرِيمٌ (2) قال: موسى عليه السلام.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، نا أبو المظفّر عبد اللّه بن شبيب بن عبد اللّه، نا أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق بن محمّد الحافظ ، أنا الحسن بن يوسف الطرائفي - بمصر - نا إبراهيم ابن مرزوق (3)،نا روح بن عبادة، نا عوف، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة.
في هذه الآية: لاٰ تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسىٰ فَبَرَّأَهُ اللّٰهُ مِمّٰا قٰالُوا وَ كٰانَ عِنْدَ اللّٰهِ وَجِيهاً (4) قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّ موسى كان رجلا حييا ستيرا، لا يكاد يرى من جلده شيء استحياء، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل قالوا: ما ستر هذا الستر إلاّ من عيب بجلده، إما برص، و إمّا أدرة (5) و إمّا آفة، و إنّ اللّه أراد أن يبرئه مما قالوا، و إنّ موسى خلا يوما وحده فوضع ثوبه على حجر، ثم اغتسل، فلمّا فرغ من غسله أقبل إلى ثوبه ليأخذه و إنّ الحجر غدا
ص: 168
بثوبه فأخذ موسى عصاه و طلب الحجر، و جعل يقول: ثوي حجر، ثوبي حجر إلى أن انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل، فرأوه عريانا كأحسن الرجال خلقا فبرّءوه مما قالوا، و إن الحجر قام فأخذ بثوبه فلبسه فطفق بالحجر ضربا، قال: فو اللّه إنّ في الحجر لندبا (1) من أثر ضربه ثلاثا أو أربعا أو خمسا».
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا عبد الرّزّاق، نا معمر، نا همّام، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
ح و أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، أنا أبو القاسم بن الحنائي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان بن الوليد السلمي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف بن بشر (3) الهروي، نا محمّد بن حمّاد الطّهراني (4)،أنا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن همّام بن منبّه قال: هذا ما حدّثنا أبو هريرة عن محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم أحاديث منها:
قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة فينظر بعضهم إلى سوأة بعض، و كان موسى يغتسل وحده، فقالوا: و اللّه ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلاّ أنه آدر قال:
فذهب مرة يغتسل، فوضع ثوبه على حجر، ففرّ الحجر بثوبه، قال: فخرج (5) في أثره يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر، حتى نظرت بنو إسرائيل إلى سوأة موسى، فقالوا: و اللّه ما بموسى من بأس، فقام الحجر بعد ما (6) نظروا إليه، فأخذ ثوبه، فطفق بالحجر ضربا»، قال أبو هريرة: و اللّه إنه بالحجر ندبا ستا أو سبعا ضرب موسى الحجر[12576].
و في حديث أحمد قال: فخرج موسى بأثره (7)،و الباقي نحوه.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو محمّد المخلدي، أنا أبو
ص: 169
العباس السراج، أنا محمّد بن سهل بن عسكر، نا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن همّام بن منبّه قال: حدّثنا أبو هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«كانت بنو إسرائيل تغتسل عراة ينظر بعضهم إلى سوأة بعض، و كان موسى يغتسل وحده، فقالوا: و اللّه ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلاّ أنه آدر قال: فذهب مرة يغتسل، فوضع ثوبه على الحجر، فغدا الحجر بثوبه، قال: فجمح موسى بأثره يقول: ثوبي يا حجر، ثوبي يا حجر، حتى نظرت بنو إسرائيل إلى (1) سوأة نبي اللّه موسى، فقالوا: و اللّه ما بموسى من بأس، فقام الحجر بعد ما نظروا إليه، و أخذ ثوبه و طفق بالحجر ضربا»، فقال أبو هريرة: و أثّر أثرا بالحجر ندبا ستة أو سبعة ضرب موسى الحجر.
قال: و أنا أبو العبّاس، نا أبو الأشعث، نا يزيد بن زريع، نا خالد الحذاء، عن عبد اللّه ابن شقيق قال: أنبأنا أبو هريرة قال: كان موسى رجلا حييا، و كان لا يرى متجردا، فذكره و قال في آخره: فنزلت: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسىٰ فَبَرَّأَهُ اللّٰهُ مِمّٰا قٰالُوا وَ كٰانَ عِنْدَ اللّٰهِ وَجِيهاً (2).
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السيدي، و أبو المظفّر بن (3)القشيري، قالوا: أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو محمّد بن أحمد بن حمدان الحيري، أنا علي بن العبّاس المقانعي - بالكوفة - نا يحيى بن داود الواسطي، نا إسحاق بن يوسف، عن سفيان، عن جابر، عن عكرمة عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في قوله: لاٰ تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسىٰ قال:«قالوا: هو آدر، قال: فذهب موسى يغتسل، فوضع ثيابه على حجر، ففرّ الحجر بثيابه فقال موسى ثيابي حجر، قال: فمرّ بمجلس بني إسرائيل، فرأوه، فبرّأه اللّه مما قالوا، و كان عند اللّه وجيها»[12577].
أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد الأسدي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن مردك.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن محمّد الخلاّل، أنا أبو الحسن محمّد بن عثمان بن شهاب الدقاق، قالا: نا الحسن بن إسماعيل الضبي.
ص: 170
ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، أو أبو طاهر القصاري.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصاري، أنا أبي أبو طاهر.
قالا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه، نا المحاملي، نا إسحاق بن البهلول، نا إسحاق الأزرق، عن سفيان، عن جابر، عن عكرمة عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:« لاٰ تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسىٰ فَبَرَّأَهُ اللّٰهُ مِمّٰا قٰالُوا وَ كٰانَ عِنْدَ اللّٰهِ وَجِيهاً قالوا: هو آدر فذهب موسى يغتسل، فوضع ثيابه على حجر، فانطلق الحجر نحو بني إسرائيل، و جعل موسى يعدو و يقول: ثيابي حجر، ثيابي حجر - فرأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يحكي عدوه، و نظرهم اللّه - فبرّأه اللّه مما قالوا، و كان عند اللّه وجيها»[12578].
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، و أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم المستملي، قالوا: أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق ابن خزيمة، نا جدي، نا بشر بن معاذ، نا يزيد بن زريع، نا سعيد، عن قتادة، عن الحسن عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«إنّ بني إسرائيل كانوا يغتسلون عراة، و إن موسى كان يستتر إذا اغتسل، فطعنوا فيه لعورة، فبينما رسول اللّه يغتسل يوما إذ وضع ثوبه على صخرة، قال: فانطلقت الصخرة، و اتّبعه (1) نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ضربا بعصاه، ثوبي يا حجر [ثوبي يا حجر] (2) حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل أو توسطهم، فقامت (3) فأخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ثيابه، فنظروا إلى أحسن الناس خلقا، و أعدل صورة، قال الملأ: قاتل اللّه أفّاكي بني إسرائيل، فكانت براءته التي برأه اللّه بها»[12579].
أخبرنا أبو الوفاء أحمد بن ظفر بن أحمد بن محمود، و ابن عمّه أبو الرجاء محمود بن يحيى بن أحمد بن محمود الثقفيان، قالا: أنا أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن أحمد، نا علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا محمّد بن عمرو بن البختري الرزاز.
ح قال: و أنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل، نا محمّد بن يعقوب بن يوسف،
ص: 171
قالا: نا أحمد بن عبد الجبّار العطاردي، نا محمّد بن فضيل، عن محمّد بن سعد الأنصاري، عن حبيب بن سالم، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«إنّ موسى كان إذا اغتسل اعتزل وحده، فقالت بنو إسرائيل - أو من قال منهم:- ما يفعل ذلك إلاّ أنه آدر، فبينما هو ذات يوم يغتسل و قد وضع ثيابه على حجر، فجمح الحجر بثيابه، فاتّبعه موسى و هو يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر، قال: فضرب الحجر ست ضربات أو سبع ضربات، فإنهن لباديات في الحجر، فلما نظرت (1) بنو إسرائيل إليه متجرّدا علموا أنه ليس كما قالوا، فذلك قوله: فَبَرَّأَهُ اللّٰهُ مِمّٰا قٰالُوا الآية إلى آخرها.
و قد روي في تفسير هذه الآية قول آخر.
أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، و أحمد و محمّد ابنا علي بن الحسن.
ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا محمّد بن علي بن الحسن، قالوا: أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا علي بن المسلم (2)،نا عبّاد بن العوّام، أنا سفيان بن حسين، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، عن علي في قوله: لاٰ تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسىٰ فَبَرَّأَهُ اللّٰهُ مِمّٰا قٰالُوا وَ كٰانَ عِنْدَ اللّٰهِ وَجِيهاً قال: صعد موسى و هارون الجبل، فمات هارون، و قالت بنو إسرائيل: أنت قتلته، كان أشدّ حبا لنا منك، و ألين منك، فآذوه بذلك، فأمر اللّه الملائكة فحملته حتى مروا به على إسرائيل و تكلمت الملائكة بموته حتى عرفت بنو إسرائيل أنه قد مات فبرّأه اللّه من ذلك، فانطلقوا به، و دفنوه، فلم يطّلع على قبره أحد من خلق اللّه إلاّ الرّخم (3)،فجعله اللّه أصم أبكم.
[و أخبرنا (4) أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النقور، نا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد البغوي، حدثني أحمد بن منيع، نا عباد بن العوام، نا سفيان بن حسين، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن علي بن أبي طالب في قول اللّه: لاٰ تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسىٰ فَبَرَّأَهُ اللّٰهُ مِمّٰا قٰالُوا، وَ كٰانَ عِنْدَ اللّٰهِ وَجِيهاً قال: صعد
ص: 172
موسى و هارون الجبل فمات هارون، فقالت بنو إسرائيل: أنت قتلته، و كان أشدّ حبّا لنا منك، و ألين لنا منك، فآذوه بذلك، فأمر اللّه الملائكة فحملوه حتى مروا به على بني إسرائيل، و تكلمت الملائكة بموته حتى عرفت بنو إسرائيل أنه قد مات، فانطلقوا به فدفنوه، فلم يطلع على قبره أحمد من خلق اللّه إلاّ الرّخم، فجعله اللّه أصم أبكم].
أنبأنا أبو الوحش سبيع بن المسلم، و أبو تراب حيدرة بن أحمد، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا ابن رزقويه، أنا ابن سندي، أنا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر، عن جويبر، عن أبي سهل، عن الحسن أنه قال:
إن موسى لما حضره الوفاة كان جالسا يقضي بين بني إسرائيل إذ نظر إلى رجل بينهم أنكره، فاشرأبّ مكانه، فلما رآه قام فدخل على أمه حبورا فقالت له: يا بني إنّ هذه الساعة ما كنت تقومها فما الذي أعجلك ؟ و كان نبي اللّه موسى إذا رأى شيئا من بني إسرائيل يكرهه دخل على أمّه فأخبرها فقالت: هل رأيت شيئا من بني إسرائيل تكرهه ؟ قال: لا، و لكن رأيت رجلا أنكرته فجعلت انظر إليه فأراه على حاله، فقمت، فقالت: و ما الذي ظننت ؟ قال: ملك الموت جاءني يقبضني، فقالت: يا بني، أ فلا حقّقت ذلك ؟ قال: ما فعلت، قال: فخرج موسى فوجده على بابه، فقال: من أنت يا عبد اللّه ؟ قال: أنا ملك الموت بعثت إليك لأقبض روحك، و أمرت بطاعتك في نفسك، فقال: فهل تراجع اللّه فيّ ؟ قال: نعم إن شئت، قال:
ثم مه ؟ قال: ثم الموت.
قال: و أنا إسحاق، عن إسماعيل بن عيّاش الحمصي، قال: سمعت من حدّثني عن مكحول أن ملك الموت راجع ربه في موسى فقال اللّه: قل لموسى، إن شئت أمهلتك عدد النجوم في السماء، و إن شئت فاضرب بيديك على مسك ثور فما وارتا من شعره عددتها فأحييت بعددها سنينا، قال: فجاءه ملك الموت، فأبلغه، فقال له موسى: ثم مه ؟ قال: ثم الموت، قال: ما منه بدّ؟ قال: لا، قال: فامض لما أمرت به، و لكن دعني فأدخل إلى أمّي فأسلّم عليها، و على زوجتي و ولدي فأودعهم، قال: نعم، فدخل على أمّه فأكبّ عليها يقبّلها و يقول: يا أمتاه قد كبرت السنّ و دنا الأجل، و قد أحببت لقاء ربي، فبكت و بكى، و أوصاها، و عزّاها، و أكبّ على زوجته أصفورا فسلّم عليها، ثم قال: نعمة (1) الشريكة كنت، فأوصاها
ص: 173
و ودّعا و ودّع ولده و أوصاهم، فقالت زوجته: ادعوا (1) اللّه أن يجعلني زوجتك في الجنّة، فقال: على أن لا تضعي ثوبا حتى ترقعيه، و لا تدّخري طعاما لشهر، قالت: أفعل، و كانت بعد موسى تلتقط السنبل من وراء (2) الحاصدين (3)،و كانوا يطرحون لها الحبوب، و كانوا يحبّون أن تأخذ شيئا صالحا، فإذا رأت ذلك و عرفت أنهم قد عرفوها تركتهم، و لحقت بمكان آخر حتى ماتت، رحمها اللّه.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (4)،نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا علي بن سعيد العسكري، نا يعقوب الدورقي، نا هشام بن المفضّل الفزاري، نا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي، عن عروة - و هو ابن رويم - قال:
لما احتضر موسى قالت له امرأته: إنّي معك منذ أربعين سنة فمتعني من وجهك بنظرة، قال: و كان على وجه موسى البرقع لما غشي وجهه من نور العرش يوم تجلّى ربه للجبل، فكان إذا كشف عن وجهه غشيت الأبصار، قال: فكشف لها عن وجهه فغشي بصرها، فقالت: سل اللّه أن يزوجنيك في الجنّة، قال: إن أحببت ذلك فلا تزوّجي (5) بعدي، و لا تأكلي إلاّ من رشح جبينك، قال: فكانت تبرقع بعده تتبع اللقاط ، فإذا رآها الحصادون تحاطوا لها، فإذا أحست ذلك تركته.
قال (6):و نا أبو محمّد بن حيان، نا عبدان بن أحمد، نا ابن الطبّاع، نا أحمد بن المفضّل، عن الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن عروة بن رويم قال: قالت الصفراء (7) امرأة موسى لموسى: بأبي أنت و أمي، أنا أيّم منك منذ كلّمك ربك - و كان موسى لم يأت النساء منذ كلّمه ربّه - و كان قد ألبس على وجهه حريرة أو برقع (8)،و كان أحد لا ينظر إليه إلاّ مات، فكشف لها عن وجهه فأخذها من غشيته (9) مثل شعاع الشمس، فوضعت يدها
ص: 174
على وجهها، و خرّت للّه ساجدة، فقالت: ادع اللّه أن يجعلني زوجتك في الجنّة، قال: ذاك إن لم تزوّجي (1) بعدي، فإنّ المرأة لآخر أزواجها، قالت: فأوصني. قال: لا تسألي الناس شيئا.
قال: و نا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد، نا علي بن مسلم، نا سيّار، نا جعفر، نا أبو عمران الجوني أن موسى لمّا نزل به الموت جزع ثم قال: إني لست أجزع للموت، و لكني أجزع أن ييبس لساني عن ذكر اللّه عند الموت، قال: فكان لموسى ثلاث بنات فقال: يا بناتي إنّ بني إسرائيل سيعرضون عليكن الدنيا فلا تقبلن، و القطن هذا السنبل فافركنه و كلنه و تبلغن به إلى الجنّة.
أنبأنا أبو الوحش بن المسلم، و أبو تراب بن أحمد، قالا: نا الخطيب، أنا ابن رزقويه، أنا ابن سندي، أنا الحسن بن علي، أنا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق، عن جويبر، عن أبي سهل، عن الحسن.
أن موسى لمّا ودّع أهله و ولده و أمّه، أرسل إلى يوشع فاستخلفه على الناس، و خرج إلى ملك الموت فقال له ملك الموت: يا موسى، ما بدّ من الموت، قال له موسى: فامض أمر اللّه فيّ ، قال: فخرجا من القرية، فإذا هما بجبريل و ميكائيل و إسرافيل قيام ينتظرونهما، فمشوا جميعا حتى مرّوا بقبر عنده قوم عليهم العمائم البيض، فلمّا كان منهم قريبا نفخت عليهم رائحة المسك، فقال موسى: لمن تحفرون هذا القبر، قالوا: لعبد يحبّه اللّه و يحبّ اللّه، فقال: هل أنتم تاركي أنزل هذا القبر فأنظر إليه ؟ قالوا: نعم، فلمّا نزل، فرجت له من القبر فرجة إلى الجنّة، فجاءه من روحها و ريحانها فاضطجع موسى في القبر، ثم قال: اللّهمّ اجعلني ذلك العبد الذي تحبّه و يحبك، فقبض ملك الموت روحه، ثم تقدّم جبريل فصلّى عليه، ثم أهالوا عليه ما أخرج من القبر.
قال: و أنا إسحاق، عن ابن سمعان عن من يخبره عن ابن عبّاس.
أن موسى كان يستظل في عريش، و يأكل و يشرب في نقير حجر، إذا أراد [أن] (2)يشرب كرع كما تكرع الدابة تواضعا للّه، و كان يلبس الصوف، فخرج ذات يوم من عريشه
ص: 175
ليقضي حاجته، لا يعلم به أحد من خلق اللّه، فمرّ برهط من الملائكة يحفرون قبرا، فأقبل إليهم حتى وقف عليهم، فإذا هم يحفرون قبرا لم ير قط شيء أحسن منه، و رأى فيه خضرة و حسنا، فقال لهم: يا ملائكة اللّه، لمن هذا القبر؟ قالوا: لعبد كريم على اللّه، قال: ما رأيت مضجعا أحسن منه، قالت له الملائكة: يا صفيّ اللّه، تحبّ أن يكون لك هذا القبر؟ قال:
وددت ذلك، قالوا: فانزل فاضطجع و توجه إلى ربّك، ثم تنفّس أسهل نفس تنفّسته قط ، قال: فنزل فاضطجع فيه، و توجه إلى ربّه، ثم تنفس، فقبض اللّه روحه، فسوّت عليه الملائكة.
أخبرنا أبو علي المقرئ - في كتابه - أنا أبو نعيم (1)،نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا علي بن إسحاق، نا حسين بن حسن المروزي، نا سعيد بن سليمان، نا عبد اللّه بن المؤمّل، نا المثنّى بن الصباح، قال: سمعت وهب بن المنبّه يقول:
قام موسى فلما رأته بنو إسرائيل قامت إليه، فأومأ إليهم أن اجلسوا، فجلسوا، فذهب حتى جاء الطور (2)،فإذا هو بنهر أبيض، فيه مثل رءوس الكباش كافور محفوف بالرياحين، فلمّا أعجبه ذلك وثب فيه فاغتسل و غسل ثوبه، ثم خرج و جفّف (3) ثيابه، ثم رجع إلى الماء فاستنقع فيه حتى جفّت ثيابه فلبسها، ثم أخذ نحو الكثيب الأحمر الذي هو فوق الطور (4)، فإذا هو برجلين يحفران قبرا، فقام عليهما، فقال: أ لا أعينكما؟ قالا: بلى، فنزل يحفره، فقال: لتحدثاني مثل من الرجل ؟ فقالا: على طولك، فاضطجع فيه و التأمت عليه الأرض، فلم ينظر إلى قبر موسى [إلاّ] (5) الرخمة، فإنّ اللّه أصمّها و أبكمها.
كذا في هذه الآثار، و قد جاء في الحديث الصحيح.
ما أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر المغربي (6)،أنا أبو بكر الجوزقي.
و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، و أبو الحسين عبيد اللّه بن محمّد سبط البيهقي، قالا: أنا
ص: 176
أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران العدل - ببغداد - أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا أحمد بن منصور الرمادي، أنا عبد الرّزّاق (1)،أنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:
أرسل ملك الموت إلى موسى، فلما جاءه صكه (2) ففقأ عينه، فرجع إلى ربه فقال:
أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، قال: فردّ اللّه عليه عينه فقال: ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور، فله ما غطّت يده بكلّ شعرة سنة، فقال: أي ربّ ثم ما ذا (3)؟قال: ثم الموت، قال: فالآن. قال: فسأل اللّه أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«فلو كنت [ثمّ ] (4) لأريتكم قبره إلى جانب الطريق بجنب الكثيب الأحمر»[12580].
لفظ حديث (5) الجوزقي إلاّ أنه قال: تحت الكثيب الأحمر، زاد البيهقي: و أنا أبو الحسين، أنا إسماعيل، نا أحمد، نا عبد الرّزّاق، نا معمر، أنا همّام، عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم مثله، قال و أخبرني (6) من سمع الحسن يحدّث عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مثله.
آخر الجزء السابع و التسعين بعد الستمائة (7).
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو القاسم الحسين بن محمّد الحنائي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد، نا أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف بن النضر الهروي، نا محمّد بن حمّاد الطّهراني (8)،أنا عبد الرّزّاق، أنا معمر.
ح و أخبرنا (9) أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (10)،نا عبد الرّزّاق بن همام، نا معمر، عن همّام بن منبّه
ص: 177
قال: هذا ما حدّثنا أبو هريرة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و قال الطهراني: محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم أحاديث منها:
قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«جاء ملك الموت إلى موسى، فقال له: أجب ربك - زاد أحمد قال: و قالا:- فلطم موسى عين ملك الموت ففقأها، قال: فرجع الملك - فقال ملك الموت (1)-إلى اللّه فقال: إنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت و قد فقأ عيني - زاد أحمد:
قال: و قالا:- فردّ اللّه عينه فقال (2):ارجع إلى عبدي فقل: الحياة تريد، إن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور، فما وارت (3) يدك من شعره فإنك (4) تعيش بها سنة، قال: ثم مه ؟ و قال... (5) ثم ما ذا؟ قال: ثم الموت، قال: فالآن من قريب، ثم قال: ربّ أدنني من الأرض المقدسة - زاد أحمد: رمية بحجر، و قالا:- و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لو كنت ثم - و قال أحمد: لو أني عنده - لأريتكم قبره إلى جنب الطريق عند الكثيب الأحمر»[12581].
أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا محمّد بن مكّي المصري، أنا أحمد بن عمر بن محمّد بن خرّشيد قوله، أنا عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق، نا إبراهيم بن راشد، نا مسلم بن إبراهيم، نا محمّد بن... (6)،نا يونس بن عبيد، عن عمّار بن أبي عمّار، عن أبي هريرة قال: أحسبه رفعه.
أن ملك الموت أتى موسى بن عمران ليقبض نفسه، فعرفه موسى فلطمه ففقأ عينه، فرجع إلى ربه مغاضبا فقال: يا ربّ ، أ لا ترى ما صنع بي موسى ؟ و لو لا منزلته منك لقبضته قبضا عنيفا، فقيل له: إنه ليس كذلك، و لكن ادخل إليه فخيّره بين أن يضع يده على متن ثور أسود، فله بكلّ شعرة تحت يده مدة سنة، قال: قال: فرجع إليه، فخيّره بين أن يضع يده على متن ثور أسود فله (7) قال: ما بعد ذلك ؟ قال: الموت، قال: فسا (8)..... (9) ذهبت نفسه فيها.
ص: 178
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو الحسن سبط البيهقي، قالا: أنا أبو بكر البيهقي قال: قال أبو سليمان الخطابي:
هذا حديث يطعن فيه الملحدون و أهل البدع، و يغمزون به في رواته و نقلته و يقولون:
كيف يجوز أن يفعل نبي اللّه موسى هذا الصنيع بملك من ملائكة اللّه، جاءه بأمر من أمره فيستعصي عليه و لا يأتمر له ؟ و كيف تصل يده إلى الملك، و يخلص إليه صكه و لطمه ؟ و كيف ينهنه (1) الملك المأمور بقبض روحه فلا يمض أمر اللّه فيه ؟ هذه أمور خارجة عن المعقول، سالكة طريق الاستحالة من كل وجه.
و الجواب: إن من اعتبر هذه الأمور بما جرى به عرف البشر، و استمرت عليه عادات طباعهم، فإنه يسرع إلى استنكارها و الارتياب بها لخروجها عن سوم طباع البشر، و عن سنن عاداتهم، إلاّ أنه أمر مصدره عن قدرة اللّه الذي لا يعجزه شيء، و لا يتعذر عليه أمر، و إنّما هو محاولة بين ملك كريم و نبي كليم، و كلّ واحد منهما مخصوص بصفة خرج بها عن حكم عوام البشر،[و مجاري عاداتهم في المعنى الذي خص به من أثره اللّه] (2) و اختصاصه إياه فالمطالبة (3) بالتسوية بينهما و بينهم فيما تنازعاه من هذا الشأن حتى يكون ذلك على أحكام طباع الآدميين و قياس أحوالهم غير واجب في حق النظر، و للّه عز و جل لطائف و خصائص يخصّ بها من يشاء من أنبيائه و أوليائه و تفردهم بحكمها دون سائر خلقه.
و قد أعطي موسى - صلوات اللّه عليه - النبوة، و اصطفاه بمناجاته و كلامه، و أمدّه حين أرسله إلى فرعون بالمعجزات الباهرة كالعصا و اليد البيضاء، و سخّر له البحر فصار طريقا يبسا جاز عليه قومه و أولياؤه، و غرق فيه خصمه و أعداؤه، و هذه أمور أكرمه اللّه بها، و أفرده بالاختصاص فيها أيام حياته، و مدة بقائه في دار الدنيا، ثم إنّه لما دنا حين وفاته، و هو بشر يكره الموت طبعا، و يجد ألمه حسا، لطف له بأن لم يفاجئه به بغتة، و لم يأمر الملك الموكّل به أن يأخذه قهرا و قسرا، لكن أرسله إليه منذرا بالموت، و أمره بالتعرّض له على سبيل الامتحان في صورة بشر، فلمّا رآه موسى استنكر شأنه و استوعر مكانه، فاحتجز منه دفعا منه عن نفسه بما كان من صكه إياه، فأتى ذلك على عينه التي ركبت في الصورة البشرية التي جاءه
ص: 179
فيها، دون صورة الملكية التي هو (1) مجبول الخلقة عليها، و مثل هذه الأمور مما تعلّل به طباع البشر، و تطيب به نفوسهم في المكروه الذي هو واقع بهم، فإنه لا شيء أشفى للنفس من الانتقام ممن يكيدها و يريدها بسوء.
و قد كان من طبع موسى فيما دلّ على آي من القرآن حمأ و حدّة و قد قصّ علينا الكتاب ما كان من وكزه القبطي الذي قضى عليه، و ما كان من غضبه من إلقائه الألواح، و أخذه برأس أخيه يجره إليه، و قد روي أنه كان إذا غضب اشتعلت قلنسوته نارا، و قد جرت سنة الدين بحفظ النفس، و دفع الضرر و الضيم عنها، و من شريعة نبينا صلّى اللّه عليه و سلّم ما سنّه فيمن اطّلع على محرم قوم، من عقوبته في عينه فقال: من اطّلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد حلّ لهم أن يفقئوا عينه.
و لما نظر نبي اللّه موسى إلى صورة بشرية هجمت عليه من غير إذن، تريد نفسه و تقصد هلاكه، و هو لا يثبته معرفة، و لا يستيقن أنه ملك الموت و رسول رب العالمين فيما يراوده منه، عمد إلى دفعه عن نفسه بيده و بطشه، فكان في ذلك ذهاب عينه، فقد امتحن غير واحد من الأنبياء - صلوات اللّه عليهم - بدخول الملائكة عليهم في صورة البشر، كدخول الملكين على داود في صورة الخصمين، لما أراد اللّه من تقريعه إيّاه بذنبه، و تنبيهه على ما لم يرتضه من فعله، و كدخولهم على إبراهيم حين أرادوا إهلاك قوم لوط فقال قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (2)و قال: فَلَمّٰا رَأىٰ أَيْدِيَهُمْ لاٰ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَ أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً (3)،و كان نبينا صلوات اللّه عليه أول ما بدئ بالوحي يأتيه الملك فيلتبس عليه أمره، و لما جاءه جبريل في صورة رجل فسأله عن الإيمان لم يتبيّنه، فلمّا انصرف عنه تبين أمره فقال: هذا جبريل جاءكم يعلّمكم أمر دينكم، و كذلك كان أمر موسى فيما جرى من مناوشته ملك الموت، و هو يراه بشرا، فلما عاد الملك إلى ربه مستثبتا أمره فيما جرى عليه ردّ اللّه عليه عينه، و أعاده رسولا إليه بالقول المذكور في الخبر الذي رويناه ليعلم نبي اللّه صلوات اللّه عليه إذا رأى صحة عينه المفقوءة، و عود بصره الذاهب أنه رسول اللّه بعثه لقبض روحه، فاستسلم حينئذ لأمره، و طاب نفسا بقضائه، و كلّ ذلك رفق من اللّه به، و لطف منه في تسهيل ما لم يكن بدّ من لقائه و الانقياد لمورد قضائه.
قال: و ما أشبه معنى قوله: ما تردّدت عن شيء أنا فاعله تردّدي عن نفس المؤمن، يكره
ص: 180
الموت، بترديده رسوله، ملك الموت، إلى نبيّه موسى عليهما السلام فيما كرهه من نزول الموت به لطفا منه بصفيه و عطفا عليه، و التردد على اللّه سبحانه غير جائز و إنما هو مثل تقرّب به معنى ما أراده إلى فهم السامع، و المراد به ترديد الأسباب و الوسائط من رسول أو شيء غيره كما شاء سبحانه، تنزّه عن صفات المخلوقين، و تعالى عن نعوت المربوبين الذين يعتريهم في أمورهم الندم و البداء، و يختلف بهم العزائم، و الآراء لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ ءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1).
أنبأنا أبو الوحش سبيع بن المسلم، و أبو تراب حيدرة بن أحمد، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن سندي، أنا الحسن بن علوية، أنا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن قال: مات موسى فلم يدر أحد من بني إسرائيل أين قبره، و أين توجه فماج الناس في أمره فقال: ما نرى رسول اللّه رجع، و رأوه حين خرج، فلبثوا بذلك ثلاثة أيام لا ينامون الليل، يموج بعضهم في بعض، فلمّا كان بعد ثالثة غشيتهم سحابة على قدر محلة بني إسرائيل، و سمعوا فيها مناديا ينادي، يقول بأعلى صوته: مات موسى، و أي نفس لا تموت، يكرر ذلك القول حتى فهمه الناس، فعلموا أنه قد مات، فلم يعرف أحد من الخلائق أين قبره.
قال: و أنا إسحاق، عن محمّد بن إسحاق يرفعه إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«ما اطّلع أحد على قبر موسى إلاّ الرّحمة، فنزع اللّه عقلها لكي لا تدل عليه»[12582].
قال: و أنا إسحاق، أنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن قال: لو علمت بنو إسرائيل قبر موسى و هارون لاتخذوهما إلهين من دون اللّه.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصابوني، قال:
وجدت في بعض مسموعات الشيخ الشهيد والدي أبي نصر، أنا أبو الحسن محمّد بن محمّد ابن هارون الزوزني بها، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن زيرك السجزي التاجر قال: قرأت على أبي شاكر المنتجع بن عمارة، عن محمّد بن مرقش، عن أبي حذيفة إسحاق بن القرشي عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن قال: لو علمت بنو إسرائيل قبر موسى و هارون لاتخذوهما إلهين من دون اللّه.
ص: 181
قال: قال الحسن: مات موسى و هو ابن مائة و عشرين سنة، و مات هارون و هو ابن مائة سنة و ثمان عشرة سنة، لأنه كان أكبر من موسى بسنة، و مات قبل موسى (1) بثلاث سنين.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، أنا المالكي، نا أبو العباس، نا عيسى - هو..... (2)-عن ضمرة عن رجاء (3) بن أبي سلمة عن عقبة بن أبي زينب (4) قال في التوراة مكتوب: مات موسى كليم اللّه، فمن ذا الذي لا يموت.
أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود، نا علي بن أحمد بن (5) زهير - لفظا - نا علي بن محمّد بن شجاع، نا تمام بن محمّد، نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي، نا محمّد (6)،عن هشام بن خالد، عن الوليد - يعني ابن مسلم - عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن كعب قال: قبر موسى بدمشق.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه بن مروان، نا أحمد - هو ابن المعلّى - نا أبو مروان - و هو هشام بن خالد الأزرق - نا الحسن بن يحيى - و هو الخشني - عن سعيد بن عبد العزيز، عن يزيد بن أبي مالك، عن أنس ابن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«مررت بموسى ليلة أسري بي و هو قائم يصلي في قبره بين عالية و حريلة»[12583].
قال لنا ابن الأكفاني: هما اللتان عند مسجد القدم. و حكى سليمان بن محمّد الخزاعي عن أبي مروان الأزرق: أن عالية المعروفة و عويلة (7) عند كنيسة توما، و كذا حكى أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز.
ص: 182
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو أحمد الحاكم - إملاء - أنا أبو يوسف محمّد بن سعيد الصفّار بالمصيصة، نا هارون بن زياد الحنائي، نا الحسن بن يحيى الخشني، نا سعيد بن عبد العزيز، عن يزيد بن أبي مالك، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«مررت ليلة أسري بي بموسى و هو قائم يصلي في قبره بين عالية و عويلية» (1).[12584] قال الحاكم: غريب من حديث سعيد، عن يزيد، عن أنس، لا أعلم حدّث به غير الخشني عنه.
أخبرنا أبو علي الحدّاد - في كتابه - و حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، نا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن أبي زرعة الدمشقي، نا هشام بن خالد، نا الحسن ابن يحيى الخشني، عن سعيد بن عبد العزيز، عن يزيد بن أبي مالك، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«ما من نبي يموت فيقيم في قبره إلاّ أربعين صباحا»، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«و مررت بموسى ليلة أسري بي و هو قائم يصلي في قبره بين عائلة (2) و جرهم»[12585].
[قال ابن عساكر:] (3) كذا في هذه الرواية، و قد صحّ عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه مر على موسى يصلي في قبره ليلة الإسراء من ذكر عالية و عويلية.
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، و أبو (4) غالب أحمد بن الحسن بن البنّا، قالا: أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا محمّد بن إبراهيم الصلحي، نا علي بن يزيد الصفّار الواسطي، نا عبد اللّه بن وهب، عن ابن لهيعة، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«مررت بأخي موسى و هو قائم يصلي في قبره»[12586].
هذا غريب، و المحفوظ :
ما أخبرنا أبوا (5) الحسن الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو
ص: 183
بكر، أنا أبو علي الحسن بن علي بن يحيى الشعراني، نا الحسن بن يحيى، نا قريش بن أنس، نا سليمان التيمي عن أنس بن مالك عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«مررت ليلة أسري بي بموسى و هو قائم يصلي في قبره»[12587].
قال: و نا الحسن بن يحيى بن السكن، نا أبو نعيم، نا سفيان، عن سليمان التيمي، عن أنس أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مر بموسى و هو قائم يصلي في قبره.
و رواه يزيد بن هارون عن سليمان، عن أنس عن رجل من (1) أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.
أخبرناه أبوا (2) الحسن الفقيهان، قالا: أنا ابن أبي الحديد، أنا جدي، أنا الحسن بن علي بن يحيى الطبراني، نا الحسن بن يحيى بن السكن، نا يزيد بن هارون، أنا سليمان التيمي، عن أنس قال: حدّثني رجل من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«مررت بموسى و هو قائم يصلي في قبره»[12588].
أخبرناه عاليا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين ابن المظفّر.
ح و أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، نا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن.
و أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم القارئ، أنا عمر بن أحمد بن عمر، قالا:
أنا أبو الحسن البختري، قالا: أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا محمّد بن علي ابن محمّد الخشاب، أنا أبو طاهر بن خزيمة، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن الحسين الماسرجسي، قال: نا شيبان بن فروخ، نا حمّاد بن سلمة، نا ثابت، و سليمان التيمي عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«أتيت على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر و هو قائم يصلي في قبره»[12589].
[أخبرنا (3) أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو إسحاق البرمكي - قراءة عليه - أنا أبو محمد بن ماسي، نا أبو مسلم الكجي، نا حجاج بن منهال، نا حماد - يعني ابن سلمة - عن
ص: 184
ثابت و سليمان التيمي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«مررت على موسى و هو عند الكثيب الأحمر و هو يصلي في قبره»] [12590].
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السّيّدي (1)،و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالوا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو سعيد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب الرازي، نا يوسف بن عاصم الرازي، نا هدبة، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت و سليمان التيمي عن أنس أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«مررت على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر و هو قائم يصلي في قبره»[12591].
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمر بن حمدان.
ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر، و أمّ البهاء بنت محمّد قالتا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.
قالا: أنا أبو يعلى، نا شيبان و هدبة، قالا: نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«مررت بموسى ليلة أسري بي و هو قائم يصلي في قبره عند الكثيب الأحمر»[12592].
أنبأنا أبو الوحش سبيع بن المسلم، و أبو تراب حيدرة بن أحمد، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا ابن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، أنا الحسن (2) بن علوية، أنا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا سعيد، عن قتادة قال: قال الحسن: مات موسى و هو ابن عشرين و مائة سنة، و مات هارون و هو ابن ثمانية عشر (3) و مائة سنة، لأنه كان أكبر من موسى بسنة، و مات قبل موسى بثلاث سنين.
و بلغني عن أبي جعفر الطبري فيما ذكر في تاريخه أن عمر موسى كان مائة سنة و عشرين سنة (4)،و قال غيره: مات موسى و هو ابن مائة و سبع عشرة سنة، و مات في سبعة أيام من آذار، و دفن في الوادي بأرض مآب.
ص: 185
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو العبدي، نا الحسن بن محمّد، أنا أحمد ابن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن العباس، نا يحيى بن إسحاق، أنا شريك، عن أبي إسحاق قال: قيل لموسى: كيف وجدت طعم الموت ؟ قال:
وجدته كسفّود (1) أدخل في جزّة صوف فامتلخ (2)،قال: يا موسى، لقد هونا عليك.
حدّث بدمشق عن أبيه.
روى عنه: جمح بن القاسم.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم - إذنا - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه المرّي، حدّثني أبو العبّاس جمح بن القاسم المؤذّن، نا أبو عمران موسى ابن عمران السلمي من كفرطاب (3) قدم علينا حاجّا، نا أبي، نا محمّد بن حميد، نا أبو بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب، عن أبي يعلى شداد بن أوس، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«الكيّس من دان نفسه و عمل لما بعد الموت، و إنّ الفاجر من أتبع نفسه هواها و تمنّى على اللّه»[12593].
[قال ابن عساكر:] الصواب: العاجز.
7742 - موسى بن عمران بن موسى بن هلال أبو عمران السّلماسي (4)
سمع أباه، و سمع بدمشق أبا الحسن بن جوصا، و أبا الطّيّب أحمد بن إبراهيم بن عبادل، و محمّد بن بكّار السلمي، و مكحولا البيروتي، و محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، و أبا كريمة عبد العزيز بن محمّد المؤذّن، و أحمد بن عبد الوارث بمصر، و بحلب: أبا بكر محمّد بن بركة برداعس، و أبا محمّد بن أبي حاتم بالرّي، و بالكوفة: أبا عبد اللّه محمّد القاسم بن زكريا المحاربي، و ببغداد: محمّد بن مخلد العطار، و يزداد بن عبد الرّحمن الكاتب، و حسين المحاملي، و جعفر بن محمّد الخلدي، و عبد اللّه بن عيسى الأنطاكي، و أبا علي محمّد بن سعيد الحرّاني بالرقّة، و أبا الوليد هشام بن أحمد بنصيبين، و أبا بكر محمّد بن إبراهيم القدوري بالرّملة، و إبراهيم بن محمّد بن علي بن بطحاء ببغداد، و الحسن بن علي بن
ص: 186
يحيى السلمي بحماة، و أبا العباس أحمد بن عيسى بن محمّد المقرئ بمصر، و علي بن جعفر بن مسافر بتنيس، و أبا جعفر أحمد بن محمّد بن سلامة بمصر، و أبا القاسم موسى بن محمّد المؤدّب، و أحمد بن علي الجوزجاني، و أبا إسحاق نهشل بن دارم بن أحمد، و أبا عبيد اللّه محمّد بن الربيع بن سليمان الجيزي، و عبد العزيز بن موسى المقرئ، و الحسين بن صفوان البردعي، و محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن صفوة المصيصي، و أبا الطّيّب بشر بن سعيد بن قليوبه (1) بالرقّة، و ببغداد إسماعيل بن محمّد الصفّار، و أبا الحسن أحمد بن محمّد ابن سلم (2) الكاتب.
روى عنه: ابن أخته أبو المظفّر المهنّد بن المظفّر بن الحسن السّلماسي، و الشريف أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الزيدي الحرّاني، و أبو علي حسّان بن مهاجر بن حسان الآمدي، و أبو بكر أحمد بن حريز بن أحمد بن خميس، و أحمد بن علي بن حمدان المعروف بحمكان السّلماسيان.
أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء، أنا أبي الفقيه أبو القاسم، نا أبو علي حسّان بن مهاجر بن حسّان بن الهذيل بن كلثمة بن عبد الرّحيم العتبي الآمدي - بها - نا أبو عمران موسى بن عمران بثغر سلماس، نا أبو الحسن محمّد بن بكّار السكسكي ببيت لهيا، نا موسى بن أبي عوف، نا النفيلي، نا زياد أبو السكن قال: دخلت على أم سلمة و بيدها مغزل تغزل به، فقلت: كلما أتيتك وجدت في يدك مغزلا، فقالت له: إنه يطرد الشيطان، و يذهب حديث النفس، و إنّه بلغني أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إنّ أعظمكن أجرا أطولكن طاقة»[12594].
أنبأنا أبو محمّد بن صابر، و أبو عبد اللّه بن أبي العلاء، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا الشريف أبو القاسم علي بن محمّد الزيدي الحرّاني - بها - نا أبو عمران موسى بن عمران بن هلال السّلماسي - بسلماس - سنة خمس و تسعين و ثلاثمائة، فذكر حديثا.
حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد السّلماسي قال: قرأت بخط أبي: مات أبو عمران موسى بن عمران بن موسى بأشنه (3) في شهر ربيع الآخر سنة ثمانين - يعني - و ثلاثمائة، و حمل تابوته إلى سلماس و دفن بها.
ص: 187
7743 - موسى بن عمرو (1) بن سعيد بن العاص بن أميّة بن عبد شمس
ابن عبد مناف الأموي (2)
كان مع أبيه إذ غلب على دمشق، ثم سيّر إلى الحجاز، فسكن مكة.
روى عن أبيه.
روى عنه: ابنه أيوب بن موسى الفقيه المكّي.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن الصابوني، أنا عبد اللّه بن... (3)،نا محمّد بن أيوب الرّازي، نا مسلم بن إبراهيم، نا عامر بن أبي عامر، نا أيوب بن موسى.
ح و أنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني عبيد اللّه بن عمر القواريري، و خلف بن هشام، قالا: نا عامر الخزّاز عن أيوب بن موسى، عن أبيه عن جدّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما نحل والد ولده [نحلا] (5) أفضل من أدب حسن»[12595].
قال (6):و حدّثني (7) نصر بن علي الجهضمي، و عبد الأعلى بن حمّاد أبو يحيى النرسي، قالا: نا عامر بن أبي عامر الخزّاز، نا أيوب بن موسى، عن أبيه عن جدّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما نحل والد ولده أفضل من أدب حسن» (8)[12596].
ذكر أبو محمّد بن زبر فيما قرأته في كتاب ابنه أبي سليمان عنه قال: قال:- يعني - المدائني و قال إسحاق بن أيوب: دخل بنو عمرو بن سعيد على عبد الملك و هم: إسماعيل، و سعيد، و موسى، فسلّموا و انصرفوا فتمثّل عبد الملك (9):
ص: 188
أجامل أقواما حياء و قد أرى *** صدورهم تغلي عليّ مراضها
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا حارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد قال (1):
فولد عمرو بن سعيد: موسى و عمران و أمّهما عائشة بنت مطيع بن ذي اللحية بن عبد بن عوف ابن كعب بن أبي بكر بن كلاب من بني عامر.
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد ابن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (2):موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي المكّي، عن أبيه، روى عنه أيوب بن موسى، و هو ابنه.
أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص القرشي المكّي، روى عن أبيه، روى عنه ابنه أيوب بن موسى، سمعت أبي يقول ذلك.
أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، و أبو الحسن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم، و محمّد بن سعيد.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن الحسن، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم، نا أبو العبّاس ثعلب، نا عمر بن شبة، نا ابن عائشة قال: قال ثلع (4) النصري جد عبد الواحد بن عبد اللّه بن ؟؟؟ (5) يهجو موسى بن عمرو ابن سعيد بن العاص:
كلّ بني العاص حمدت عطاءهم *** و إنّي لموسى في العطاء للائم
و ليس بمعط نائلا و هو قاعد *** و حسبك من نحل امرئ و هو قائم
ص: 189
فإن يك من قوم كرام فإنه *** ذنابي أبت أن يستوي و القوادم
ابن عبد المطّلب بن هاشم الهاشمي العباسي (1)
ولي إمرة الموسم، و إمرة مكة، و المدينة، و اليمن، و الكوفة، و دمشق، و مصر لهارون الرشيد.
قرأت بخط أبي الحسين الرّازي، أخبرني محمود بن محمّد بن الفضل الرافقي، نا حنش بن موسى الضبي، نا علي بن محمّد المدائني، قال:
لما قدم موسى بن عيسى واليا على دمشق فولّى شرطة إبراهيم بن حميد المرورّوذي، فأقام بدمشق عشرين يوما، و أبو الهيذام المري بحوران يظهر أحيانا و يختفي أحيانا، فبلغ موسى بن عيسى، فخرج إلى حوران في أشراف أهل دمشق، و السندي بن شاهك (2) معه، رجاء أن يأخذ أبا الهيذام، و حذره أبو الهيذام، فلم يظهر، و طلبه موسى بن عيسى طلبا معذرا، فأقام خمسين يوما بحوران يطلب أبا الهيذام، فلم يقدر عليه فانصرف إلى دمشق، ثم لم يلبث موسى بن عيسى إلاّ يسيرا - و قال في موضع آخر: إلاّ عشرة أيام - حتى عزل عن دمشق.
قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز الكتّاني، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير الطبري قال (3):
و في هذه السنة - يعني - ست و سبعين و مائة: هاجت (4) العصبية بالشام بين النزارية و اليمانية، و رأس النزارية يومئذ أبي الهيذام، و ذكر أن هذه الفتنة هاجت بالشام، و عامل السلطان بها موسى بن عيسى فقتل بين اليمانية و النزارية على العصبية [من] (5) بعضهم لبعض بشر كثير، فولى الرشيد موسى بن يحيى بن خالد الشام.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل،
ص: 190
أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال (1):ثم عزل عبيد اللّه بن قثم - يعني - عن مكة سنة سبعين و مائة، و استعمل عليها موسى بن عيسى، و على اليمن.
قال (2):و في سنة إحدى و سبعين و مائة عزل موسى بن عيسى في صفر و ولّي عبيد اللّه (3) بن قثم مكة، و كان بالطائف، و في (4) سنة ثمانين و مائة حج بالناس موسى بن عيسى، و في سنة ثنتين و ثمانين و مائة حجّ بالناس موسى بن عيسى.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (5):سنة ثمانين و مائة أقام الحجّ موسى بن عيسى، و قال (6):سنة اثنتين و ثمانين و مائة أقام الحج موسى بن عيسى قال: و ولّى - يعني - هارون الرشيد المدينة موسى بن عيسى بن موسى بن محمّد بن علي ثم عزله، و ولّى إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم.
قال: و نا خليفة قال (7):في تسمية عمّال المهدي على الكوفة فذكرهم ثم قال: و ولّى روح بن حاتم (8) ثم عزله، و ولى موسى بن عيسى حتى مات المهدي فأقره موسى - يعني - الهادي حتى مات موسى - يعني - فولي الرشيد و عليها موسى بن [عيسى بن] (9) علي، فوجهه أمير المؤمنين هارون إلى مصر، و ولى ابنه العبّاس بن موسى ثم عزله، و ولى يعقوب بن أبي جعفر، فلم يأتها، و استخلف الحجواني بحر (10) بن بشر بن حجوان الحارثي، ثم عزله، و ولى موسى بن عيسى، ثم عزله، و ولى العبّاس بن موسى بن عيسى شهرين ثم عزله، و ولى إسحاق بن الصباح الكندي ثلاثة أشهر ثم عزله، و ولى جعفر بن جعفر بن أبي جعفر فلم يأتها، و ولاها منصور بن عطاء الخراساني مولى بني ليث، ثم عزله، و ولى موسى بن عيسى حتى مات هارون.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا الحسن بن عيسى بن المقتدر، نا أحمد بن منصور
ص: 191
اليشكري، نا ابن الأنباري، حدّثني أبي، عن أبي محمّد بن أبي سعد، عن محمّد بن عبد اللّه، حدّثني ابن أبي طاوس الموصلي قال: قال ابن السماك لموسى بن عيسى: لتواضعك في شرفك أحبّ إلي من شرفك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا أحمد بن زهير، أخبرني سليمان بن أبي شيخ قال: قال موسى بن عيسى لشريك: يا أبا عبد اللّه عزلوك عن القضاء، ما رأينا قاضيا عزل، قال: هم الملوك يعزلون و يخلعون، يعرض أن أباه خلع.
أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا - و أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الواحد، نا الوليد بن بكر الأندلسي، نا علي ابن أحمد بن زكريا [الهاشمي] (2)،نا صالح بن أحمد بن عبد اللّه العجلي، حدّثني أبي أحمد، حدّثني أبي عبد اللّه قال: قدم هارون الكوفة، فعزل شريكا عن القضاء، و كان موسى ابن عيسى واليا على الكوفة، فقال موسى لشريك: ما صنع أمير المؤمنين بأحد ما صنع بك، عزلك عن القضاء، فقال له شريك: هم أمراء المؤمنين، يعزلون القضاة، و يخلعون ولاة العهود، فلا يعاب ذلك عليهم، فقال موسى: ما ظننت أنه مجنون هكذا، لا يبالي ما تكلم به، و كان أبوه (3) عيسى بن موسى ولي العهد بعد أبي جعفر، فخلعه بمال أعطاه إيّاه، و هو ابن عم أبي جعفر.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد، حدّثني أبي عبد اللّه قال (4):بينما القاسم بن معن يقضي في دار بالكوفة بين الناس، إذ أقبل الأمير و إخوته، يعني: موسى بن عيسى، قال: ما له ؟ قالوا: يخاصم إخوته، قال: و له رفعة (5)!ناد (6) من له
ص: 192
حاجة حتى إذا لم يبق منهم أحد قال: أدخل الأمير و إخوته، قال: فدخل موسى يخطر حتى جلس إلى جانبه، قال: لا، مع خصمائك، يا غلام، ساو بين ركبهم، و أجلسهم (1) بين يديه، قال موسى: ما غاظني أحد غيظة (2)،ثم علمت أنه إنما أراد وجه اللّه فأحببته.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن عبد اللّه بن سوار، قالا: أنا أبو الفرج الحسين بن علي.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا نصر بن أحمد بن نصر الخطيب، أنا محمّد ابن أحمد الجواليقي، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن زيد بن علي، أنا أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم قال: مات إبراهيم بن الزبرقان التيمي و موسى بن عيسى ابن موسى، و ابن السمّاك سنة ثلاث و ثمانين و مائة، و ذكر غيره أنه مات في رجب من هذه السنة، و قد بلغ خمسا و خمسين سنة.
قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن (3) عبد العزيز، أنا الميداني، نا أبو سليمان بن زبر، أنا الفرغاني، أنا محمّد بن جرير الطبري قال: و مات موسى بن عيسى في هذه السنة - يعني - سنة سبع و ثمانين و مائة.
7745 - موسى بن عيسى بن موسى أبو عيسى القرشي، و يقال: مولى قيس (4)
حدّث عن عطاء بن ميسرة الخراساني.
حدّث عنه سليمان ابن بنت شرحبيل.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي أبو العباس، أنا أبو محمّد بن أبي نصر.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو القاسم تمام بن محمّد، و أبو بكر القطّان، و أبو نصر بن (5) الجندي (6)،و أبو القاسم بن أبي العقب، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب (7)،نا أبو زرعة، نا سليمان بن
ص: 193
عبد الرّحمن - و ما وجدناه إلاّ عنده - نا موسى بن عيسى، حدّثني عطاء الخراساني، عن نافع، عن ابن عمر قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:
«من سحب ثيابه لم ينظر اللّه إليه» قال: فقال أبو ريحانة: و اللّه لقد أمرضني ما حدّثنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فو اللّه إنّي لأحب الجمال حتى أجعله في شراك - و قال ابن قبيس: لشراك نعلي - و علاقة سوطي، فمن الكبر ذلك ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّ اللّه جميل يحبّ الجمال، و يحبّ أن يرى أثر نعمته على عبده، و لكن الكبر من سفه الحقّ ، و غمص (1) الناس أعمالهم»[12597].
أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، و أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر، أنا أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة.
ح و أخبرنا أبو الحسن السلمي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد.
و أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم، أنا أحمد بن عبد المنعم، قالا: أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا المظفّر بن حاجب بن أركين، قالا: نا محمّد بن يزيد بن عبد الصّمد، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا موسى بن عيسى القرشي، نا عطاء الخراساني، عن نافع، عن ابن عمر قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:
«من سحب ثيابه لم ينظر اللّه إليه يوم القيامة»، فقال أبو ريحانة: لقد أمرضنا ما حدّثنا، إنّي أحب الجمال حتى أجعله في نعلي و علاقة سوطي، أ فمن الكبر ذلك ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّ اللّه جميل يحبّ الجمال، و يحبّ أن يرى أثر نعمته على عبده، لكن الكبر من سفه الحق و غمص الناس أعمالهم»[12598]، و في حديث ابن فضالة: حدّثني عطاء الخراساني، و فيه: أ من الكبر بغير فاء.
أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي - في كتابه - أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي ابن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو عيسى موسى بن عيسى، و يقال: مولى بني قيس الدمشقي، سمع أبا أيوب عطاء بن أبي مسلم الخراساني، روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن أبو أيوب الدمشقي، أنا أبو عروبة،
ص: 194
نا محمّد - يعني - ابن جبلة الرافقي (1).- بها - نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا موسى بن عيسى أبو عيسى الدمشقي القرشي.
والد أبي عمر بن فضالة.
روى عن سليمان بن عبد الرّحمن، و صفوان بن صالح، و عمرو بن عثمان، و أحمد بن أبي الحواري، و عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان، و محمّد بن يحيى الزماني، و القاسم بن عثمان الجوعي، و أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، و هشام بن عمّار، و العباس بن الوليد بن صبح.
وى عنه: ابنه أبو عمر.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة القرشي، حدّثني أبي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا الحسين بن علي الكندي مولى ابن حديج (2)،عن الأوزاعي، عن قيس بن جابر الصدفي، عن أبيه عن جده.
أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«سيكون بعدي خلفاء، و من بعد الخلفاء أمراء، و من بعد الأمراء ملوك، و من بعد الملوك جبابرة، ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، ثم يؤمر القحطاني، فوالذي بعث محمّدا بالحق ما هو بدونه»[12599].
أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني، و أبو طاهر محمّد بن الحسن و أخبرنا أبو طاهر إبراهيم بن الحسن عنهما، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد السّلام بن سعدان، أنا أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة بن إبراهيم القرشي، أخبرني أبي، نا عمرو بن عثمان، نا إسماعيل بن عيّاش، عن الهذلي، عن الحسن، عن سمرة بن جندب أنه قال: أمرنا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أن نطمئن في الصلاة، و لا نستوفز (3)[12600].
ص: 195
قرأت على أبي محمّد عبد اللّه بن أسد بن عمّار، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن إسحاق بن عبد العزيز اللّهبي، أنا أبو عمر بن فضالة، نا أبي سنة تسع و ثمانين و مائتين، بحديث ذكره.
هو موسى ابن الصباح، تقدم ذكره.
ابن الحارث بن امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم بن مرّ بن أد بن إلياس
ابن مضر بن نزار أبو عيينة التميمي
أحد نقباء بني العباس الذين اختارهم محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس من أهل خراسان.
ولي إمرة مصر من قبل أبي جعفر المنصور سبعة أشهر، و صرف في ذي القعدة سنة إحدى و أربعين و مائة، و كان المنصور حسن الرأي فيه، معظّما لقدره.
حدّث عن أبيه.
روى عنه: سعيد بن سلم (1) بن قتيبة بن مسلم الباهلي.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر - إجازة - إن لم يكن سماعا، أنا أبو المظفّر موسى بن عمران الصوفي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، نا علي بن محمّد الحبيبي - بمرو - نا أبو القاسم خالد بن أحمد الذهلي، نا سعيد بن سلم (2) بن قتيبة بن مسلم، نا موسى بن كعب بن عيينة، عن أبيه كعب، عن أبيه عيينة بن عائشة، عن خالد بن الوليد قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«الحرب خدعة»[12601].
أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، و أبو الحسن بن توبة، و أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو ياسر سليمان بن عبد اللّه الفرغاني، قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور - زاد ابن البنّا: و أبو يعلى ابن الفرّاء قالا:- أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا نعيم بن الهيصم (3)،أنا خلف
ص: 196
ابن تميم، نا أبو الحباب - و هو عم عمّار بن سيف الضبّي - قال: كنا غزاة في البحر، و قائدنا موسى بن كعب، و معنا في المركب رجل من أهل الكوفة، فذكر حكاية.
أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمّد الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أبو العباس القاسم بن القاسم بن عبد اللّه بن مهدي السّيّاري قال: قال جدي أحمد بن سيّار: في أسماء النقباء الاثني عشر: من مرو سبعة من العرب، و خمسة من الموالي، فأمّا السبعة من العرب منهم: أبو عيينة موسى بن كعب بن عيينة بن عائشة بن عمرو السري المرائي من ربع خزقار من قرية تسمى شوّال (1).
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (2):و أما عيينة بياءين و نون: موسى بن كعب بن عيينة من نقباء بني العبّاس، و هو الذي تولّى إخراج أبي العباس و إجلاسه، و هو أول من بايعه.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (3):لما هزم مروان من الزاب سار عبد اللّه بن علي فدخلها - يعني - الجزيرة، ثم استخلف موسى بن كعب المراي.
و قال في تسمية عمال أبي جعفر على السند (4):موسى بن كعب المراي فشخص (5)، و استخلف ابنه عيينة بن موسى، فلم يزل واليا حتى قدم عمر بن حفص هزامرد، فمنعه عيينة، فحصره عمر بن حفص أحد عشر شهرا بالمنصورة، فسأله عيينة الصلح على أن يخرج عنها، فصالحه.
قال: و نا خليفة قال (6):ثم ولّى أبو العباس أخاه أبا جعفر الجزيرة (7)؛السند: بعث أبو العباس رجلا من بني تميم يقال له مغلّس، فأخذه منصور بن جمهور أسيرا، و قتل عامة
ص: 197
أصحابه، فوجّه أبو العباس موسى بن كعب المراي فلقيه منصور بقندابيل (1) فقتل منصورا (2)و دخل موسى المنصورة، فلم يزل بها حتى مات أبو العباس.
ذكر أبو عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب الكندي (3)،أخبرني ابن قديد أنه انتسخ من رقاع (4) يحيى بن عثمان بن صالح بخطه، حدّثني أشياخنا: أن أسد بن عبد اللّه البجلي كان واليا على خراسان، فاتهم موسى بن كعب بأمر المسودة، فأمر به فألجم بلجام ثم كسرت أسنانه، فلمّا صار الأمر إلى بني هاشم أمالوا على موسى الدنيا، فكان موسى يقول: كان لنا أسنان، و ليس عندنا خبز، فلمّا جاء الخبز ذهبت الأسنان.
ذكر أبو حسّان الحسن بن عثمان الزيادي أن موسى بن كعب مات سنة إحدى و أربعين و مائة، و هو على شرطة أبي جعفر.
7749 - موسى بن محمّد بن عبد اللّه بن خالد أبو عمران الخيّاط السّامريّ (5)
حدّث عن هشام بن عمّار، و محمّد بن حميد الرازي، و عبد الأعلى بن حمّاد، و إبراهيم ابن عبد اللّه بن حاتم الهروي، و أحمد بن إبراهيم الدورقي.
روى عنه: أبو بكر بن الأنباري، و ابن خلاّد، و أبو محمّد عبد اللّه بن إسحاق الخراساني.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا الحسن بن أبي بكر، أنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم البغوي، نا موسى بن محمّد بن عبد اللّه بن خالد الخيّاط أبو عمران، نا محمّد بن حميد، نا مهران، عن سفيان، عن هلال أبي عمرو الوزان، عن عروة، عن عائشة قالت: لما مرض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم المرض الذي لم يقم منه قال:«لعن اللّه اليهود اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد» (7)[12602].
أنبأنا أبو محمّد بن صابر و غيره، قالوا: أنا علي بن محمّد بن أبي العلاء، أنا أبو نصر
ص: 198
أحمد بن المظفّر بن محمّد بن أحمد بن الطوسي الشاهد البزار، بالموصل، أنا أبو بكر أحمد ابن يوسف بن خلاّد، نا موسى بن محمّد، نا هشام بن عمّار، نا عيسى بن يونس بن أبي إسحاق، حدّثني عبيد اللّه، عن محارب، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنما سمّاهم اللّه الأبرار لأنهم برّوا الآباء و الأبناء»[12603].
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):موسى بن محمّد بن عبد اللّه بن خالد، أبو عمران الخيّاط ، من ساكني سرّ من رأى، حدّث عن عبد الأعلى بن حمّاد النرسي، و إبراهيم بن عبد اللّه الهروي، و محمّد بن حميد الرازي، و أحمد بن إبراهيم الدورقي، روى عنه أبو بكر محمّد بن القاسم الأنباري، و أبو محمّد بن الخراساني المعدّل، و كان ثقة.
أبو طاهر الأنصاري (2) القرشي البلقاوي، المعروف بالمقدسي (3)
روى عن حجر بن الحارث الغسّاني الرّملي، و الوليد بن محمّد الموقّري، و خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح، و الهيثم بن حميد، و أبي المليح الحسن بن عمر الرقّي، و مالك بن أنس الفقيه، و يحيى بن عبد اللّه بن أسامة البلقاوي، و بقية بن الوليد، و إسماعيل بن عيّاش، و المنكدر بن محمّد بن المنكدر، و شريك بن عبد اللّه النخعي، و عبد الرّزّاق بن عمر الثقفي، و رديح (4) بن عطية، و هانئ بن عبد الرّحمن بن أبي عبلة، و زيد بن المسور، و العطّاف بن خالد.
روى عنه: عباس بن الوليد بن صبح الخلاّل، و موسى بن سهل الرّملي، و أحمد بن خليد الحلبي (5)،و أبو الأحوص قاضي عكبرا، و محمّد بن كثير المصيصي، و هو أقدم من روى عنه، و عبد اللطيف بن نباتة، و الحسين بن عبد الغفّار الأزدي، و الربيع بن محمّد اللاذقي، و عبيد اللّه ابن محمّد بن خنيس، و عمران بن موسى بن أيّوب النصيبي، و عبد اللّه بن الحسين بن جابر
ص: 199
المصيصي، و العباس بن السندي الأنطاكي، و بكر بن سهل الدمياطي، و إبراهيم بن أبي داود البرلسي، و أحمد بن يحيى بن خالد بن حيّان الرقّي، و عبد الرّحمن بن معاوية العتبي، و أزهر ابن زفر الورّاق، و عثمان بن سعيد الدارمي، و عبد العزيز بن محمّد الأزدي.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران المعروف بابن الجندي - ببغداد - نا الحسين بن إسماعيل، نا الهيثم بن حمّاد الأموي، نا موسى بن محمّد بن زيد القرشي، من أهل البلقاء، نا الوليد بن محمّد - يعني - الموقّري، عن الزهري، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«رأس العقل بعد الإيمان باللّه التودد (1) إلى الناس»[12604].
كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن منده، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمّي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه، أنا أبو سعيد بن يونس، حدّثني محمّد بن موسى الحضرمي، نا إبراهيم بن سليمان بن (2) داود الأسدي قال: جئت أبا الطاهر موسى بن محمّد البلقاوي و كان ينزل سيس (3)،فقلت له: أمل عليّ شيئا من حديثك، فقال: اكتب: حدّثني مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم دفع إلى معاوية سفرجلة و قال:«القني بها في الجنّة»، قال: فانصرفت، فلم أعد إليه[12605].
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، نا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو طاهر موسى بن محمّد بن عطاء من أهل بلقاء، ليس بثقة.
أخبرنا أبو الفضل أيضا قراءة عن أبي طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو طاهر موسى بن محمّد بن عطاء يروي عن شريك.
أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن منده، أنا حمد (4)-إجازة-.
ص: 200
قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):موسى بن محمّد بن عطاء (2)،أبو الطاهر المقدسي، روى عن حجر بن الحارث، و أبي المليح، و الوليد بن محمّد الموقّري، و الهيثم بن حميد، روى عنه عبّاس بن الوليد بن صبح الخلاّل، و موسى بن سهل الرملي.
كتب إليّ أبو زكريا بن منده، و حدّثني أبو بكر المؤدّب عنه، أنا عمّي، عن أبيه قال:
قال لنا ابن يونس: موسى بن محمّد بن عطاء بن أيّوب من أهل الشام، يعرف بالبلقاوي، يكنّى أبا الطاهر، متروك الحديث، قدم مصر، روى عن مالك بن أنس موضوعات.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن أحمد بن بشّار السابوري - بالبصرة - نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمويه العسكري، نا عمران بن موسى بن أيّوب، نا أبو الطاهر - يعني - موسى بن محمّد المقدسي، و كان كذابا، نا العطّاف بن خالد، بحديث ذكره.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي - نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد - إجازة - أنا جعفر بن محمّد بن جعفر الكندي، نا أبو زرعة قال: و لم يزل حديث الوليد بن محمّد الموقّري - يعني - مقاربا، و حدّثنا عنه أبو مسهر، و قد حدّث عنه الوليد بن مسلم حتى ظهر أبو طاهر المقدسي لا جزي خيرا، قال أبو زرعة: قال له سليمان بن عبد الرّحمن و أنا حاضر: ويحك يا أبا طاهر، أهلكت علينا الوليد بن محمّد.
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):سمعت موسى بن سهل الرملي يقول: و روي عن عبد اللّه بن عثمان بن عطاء الخراساني، فقال: هذا أصلح من أبي طاهر موسى بن محمّد قليلا، و كان أبو طاهر يكذب (4)،قال: و سألت أبي عنه فقال: رأيته عند هشام بن عمّار، و لم أكتب عنه، و كان يكذب، و يأتي بالأباطيل.
ص: 201
قال: و سمعت موسى بن سهل الرملي يقول: أشهد عليه أنه كان يكذب.
قال: و سئل أبو زرعة عن أبي طاهر المقدسي فقال: أتيته فحدّث عن الهيثم بن حميد، و فلان،[و فلان] (1) و كان يكذب.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو نصر بن الجبان - إجازة - أنا أحمد بن القاسم الميانجي - إجازة - حدّثني أحمد بن طاهر أبو النجم، أنا أبو عثمان سعيد بن عمرو (2) البردعي، قال: قال لي أبو زرعة: أتينا رجلا بالشام يحدّث عن الهيثم بن حميد، و فلان، و فلان، و كان يكذب، فقلت: أي شيء اسمه، قال: كان يقال له أبو طاهر المقدسي، و أقبل أبو زرعة يذكر أشياء رآها منه و ينسبه إلى الكذب.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف ابن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (3)،قال (4):موسى بن محمّد بن عطاء الجبلي (5) البلقاوي، يحدّث عن الثقات بالبواطيل و الموضوعات.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال (6):موسى بن محمّد بن عطاء أبو طاهر المقدسي، منكر الحديث، و يسرق الحديث، و الموقّري و أبو الطاهر هذان جميعا ضعيفان.
أنبأنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز الخيّاط ، أنا أبو بكر أحمد ابن محمّد بن غالب - إجازة - قال: هذا ما وافقت عليه الدارقطني من المتروكين.
و أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى، أنا محمّد بن علي الدجاجي، و علي ابن محمّد الواسطي في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني قال: موسى بن محمّد بن عطاء المقدسي أبو طاهر عن مالك، و الموقري، زاد ابن بطريق: ضعيف.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي زكريا البخاري.
ح و حدّثنا خالي أبو المعالي القاضي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا، نا عبد الغني بن سعيد، قال: أبو الطاهر البلقاوي ضعيف.
ص: 202
أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحدّاد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ : موسى بن محمّد البلقاوي، أبو طاهر، روى عن مالك بن أنس، و الوليد، لا شيء.
أخبرنا أبو بكر عوض بن عبد الرّحمن بن عبد العزيز الفامي، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن الحسن العلوي الطبري - بهراة - قالا: أنا أبو الفتح نصر بن أحمد الحنفي، أنا جدي أبو المظفّر منصور بن إسماعيل بن أحمد بن محمّد بن أبي قرة الحنفي، قال: موسى أبو الطاهر المقدسي الدمياطي، أصله من بلقاء ناحية بالشام، يضع الحديث على (1) مالك و الموقّري.
أبو عيسى الهاشميّ
والد عيسى بن موسى.
ولد بالشراة من أعمال البلقاء، له ذكر.
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزّبير بن بكّار قال (2)في تسمية ولد محمّد بن علي بن عبد اللّه قال: و الإمام إبراهيم بن محمّد، و موسى بن محمّد مات في حياة أبيه، و هما لأم ولد.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى.
ح و أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.
قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو، حدثكم الهيثم بن عدي قال: موسى بن محمّد بن علي، يكنى أبا عيسى.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، قال: فولد محمّد بن علي: موسى بن محمّد، و أمّه أم ولد، و العبّاس بن محمّد، و أمّه أم ولد.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن
ص: 203
عثمان بن يحيى، أنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل قال: ذكر علي بن محمّد المدائني و غيره من أهل العلم بالأخبار قالوا: مولد موسى بن محمّد بالشراة في سنة إحدى و ثمانين، و توفي ببلاد الروم غازيا في سنة ثمان و مائة، و له سبع و عشرون سنة و نحو ذلك، و ذكر غيره: أن موسى مات في حياة أبيه شهيدا بالشام و هو ابن ثمان عشرة سنة، و كان قد غزا مع أبيه فمات، من ولده عيسى بن موسى.
ابن ثابت بن عبد اللّه بن الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد
ابن عبد العزّى القرشي الأسدي الزبيري
[القاضي ببلاد الجزيرة، أصله من المدينة.
قدم دمشق و حدث بها عن خاله الزبير] (1) بن بكار.
روى عنه الحسن بن حبيب الحصائري.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي، أنا أبو نصر بن الجبّان، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن درستويه، أنا الحسن بن حبيب بن عبد الملك، حدّثني موسى بن محمّد بن عمران ابن محمّد بن مصعب بن عبد اللّه الزبيري - قدم علينا و أنا قاضي الجزيرة - حدّثني خالي الزبير ابن بكّار، حدّثني محمّد بن عبد الملك الأسدي أنه سأل مالك بن أنس عن امرأة أراد أن يتزوجها، و قصّ خبره و خبرها عليه، فقال مالك: إنّها لا تحلّ لك في هذا الوقت، و أمره بالتربّص، فأنشأ يقول: و كانت تهواه و يهواها:
سأخطبها جهدي و إنّي لخائف *** لما قال لي حبر (2) المدينة مالك
يقول - و قد حلّت - تربّص (3) و إنّما *** تربّص مثلي لو علمت المهالك
أ حرّمت تزويج المحبين بينهم *** و أنت امرؤ - فيما يرى الناس - ناسك
قال: و نا موسى بن محمّد الزبيري، حدّثني خالي الزّبير بن بكّار، حدّثني معن بن عيسى قال: جاء ابن (4) سرحون السلمي إلى مالك بن أنس، و أنا عنده، فقال: يا أبا عبد
ص: 204
اللّه، إنّي قلت أبياتا من الشعر و ذكرتك فيها، فاجعلني في حلّ وسعة، فقال له مالك: أنت في حلّ مما ذكرتني، و تغيّر وجهه و ظنّ أنه هجاه فقال: إنّي أحببت أن تسمعها فقال له مالك:
فأنشدني، فأنشأ يقول:
سلوا مالك المفتي عن اللّهو و الصبا *** و حبه الحسان الغانيات العواتك
ينبّئكم أنّي مصيب و إنّما *** أسلّي هموم النفس عني بذلك
فهل في محبّ يكتم الناس ما به *** أثام و هل في ضمة المتهالك (1)
قال معن: فسرّي عن مالك و ضحك.
قال: و أنا موسى بن محمّد بن عمران الزبيري، نا الزّبير بن بكّار، نا الحارث بن مسكين، عن عبد اللّه بن وهب قال: سمعت مالك بن أنس يقول: المراء في العلم يقسّي القلوب و يورث الضغائن.
قال: و نا موسى بن محمّد الزبيري، نا الزّبير بن بكّار، نا إسماعيل بن أبي أويس قال:
سمعت مالك بن أنس يقول: لا خير في جواب قبل فهم.
روى عن عون بن سلام الكوفي، و أبي جعفر عبد اللّه بن محمّد النفيلي، و عمرو بن خالد الحرّاني، و يحيى بن أيوب، و حمّاد بن مالك الحرستاني، و محمّد بن إسماعيل بن عيّاش، و محمّد بن عبيد بن حساب، و هشام بن عمّار، و سلمة بن جواس، و عبد الرّحيم بن مطرف، و يحيى بن عبد اللّه بن بكير، و عبد اللّه بن عبد الجبار الخبائري، و عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل، و عبيد بن جناد الحلبي، و يوسف بن عدي.
روى عنه: عبد الملك بن محمود بن سميع، و أبو الميمون بن راشد، و أحمد بن سليمان بن حذلم، و محمّد بن هارون بن عبد الرّحمن الداراني، و أبو إسحاق بن أبي ثابت، و معاوية بن يحيى الدمشقي، و أبو عوانة الأسفرايني و غيرهم.
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو الميمون بن راشد، نا موسى بن محمّد بن أبي عوف الصفّار، نا عون بن سلاّم الكوفي، نا زهير، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال: أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم برجل قتل نفسه
ص: 205
بمشاقص (1)،فلم يصلّ عليه[12606].
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الكتاني، و علي بن محمّد بن أبي العلاء، و أبو نصر الحسين بن محمّد بن طلاّب، و غنائم بن أحمد بن عبيد اللّه، و علي بن الخضر بن عبدان.
ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي أبو العباس، و أبو محمّد التميمي، و أبو القاسم بن أبي العلاء، و غنائم بن أحمد، و الحسين بن علي بن محمّد بن أبي الرضا.
ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد الواحد، أنا عمّي أبو الفضل عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، و أبو العشائر محمّد بن خليل بن فارس، و أبو يعلى حمزة بن علي البزاز، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قالوا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو إسحاق بن أبي ثابت، نا أبو عمران موسى بن محمّد بن هشام بن إسماعيل بن أبي عوف الصفّار الدمشقي، نا يحيى بن بكير، حدّثني ميمون بن يحيى بن مسلم بن الأشج، حدّثني مخرمة، عن أبيه عن عمرو بن شعيب قال: سمعت شعيبا يقول: حدّثني عبد اللّه بن عمرو أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال لكعب:«لعلك آذاك هوامك، احلق رأسك و افتد بصيام ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين، أو انسك شاة»[12607].
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز الكتاني، نا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا القاضي أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، نا أبو عمران موسى بن أبي عوف المزني، نا النّفيلي عبد اللّه بن محمّد بن علي بن نفيل، نا نصر بن إسماعيل - من أهل الكوفة - عن عبد الرّحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد قال: قال علي: إنّ في الجنّة لسوقا ما فيها شراء و لا بيع إلاّ الصور للرجال (2) و النساء، من اشتهى صورة دخل فيها.
ذكر أبو الفضل المقدسي فيما أخبره أبو عمرو بن منده عن أبيه، أنا محمّد بن إبراهيم ابن مروان، قال: قال عمرو بن دحيم: مات بدمشق لليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة ثمان و سبعين و مائتين.
ص: 206
قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان الربعي، قال: قال الطحاوي: و فيها - يعني - سنة ثمان و سبعين و مائتين مات موسى بن محمّد بن أبي عوف بدمشق.
آخر الجزء الحادي و التسعين بعد الأربعمائة من الأصل (1).
سكن دمشق، و حدّث عن من لم يقع إليّ اسمه.
كتب عنه أبو الحسين الرازي.
قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد فيما نقله من خط محمّد بن عبد اللّه الرّازي في تسمية من كتب عنه بدمشق: أبو عمران موسى بن محمّد بن يعقوب بن الريّان العكبري، و كان قد سكن دمشق، و يعرف بأبي عمران المقرئ.
7755 - موسى بن محمّد أبو (2) هارون البكّاء (3)
نزيل قزوين.
سمع بدمشق صدقة بن خالد، و يحيى بن حمزة، و بمصر: الليث بن سعد، و ابن لهيعة، و بكر بن مضر، و بالحجاز: عطّاف بن خالد، و بالعراق: حمّاد بن زيد، و جعفر بن سليمان الضبعي، و الهذيل بن بلال.
روى عنه: أبو حاتم الرّازي، و أبو زرعة الرّازي ثم تركه، و يعقوب بن يوسف القزويني.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، نا - و أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنا - أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت (4)،أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه الأصبهاني، نا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي، نا يعقوب بن يوسف القزويني، نا موسى بن محمّد أبو هارون البكّاء، نا كثير بن عبد اللّه أبو هاشم قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول
ص: 207
اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا بني أكثر من الدعاء، فإنّ الدعاء يرد القضاء المبرم»[12608].
أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):موسى بن محمّد أبو هارون البكّاء نزيل قزوين، روى عن الليث بن سعد، و ابن لهيعة، و عطّاف بن خالد، و حمّاد بن زيد، و جعفر بن سليمان، و حفص بن ميسرة، و الهذيل بن بلال، سمع منه أبي هارون.
أخبرنا أبو الحسن الغسّاني، و أبو منصور المقرئ، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):
موسى بن محمّد أبو هارون البكّاء، من أهل قزوين، نزل بغداد، و حدّث عن الليث بن سعد، و ابن لهيعة، و بكر بن مضر، و أبو هامش الأبلّي، و حمّاد بن زيد، و جعفر بن سليمان، و حفص بن ميسرة، و هذيل بن بلال، و عطّاف بن خالد و غيرهم.
ذكر عبد الرّحمن بن أبي حاتم أن أباه سمع منه.
أخبرنا أبو الحسن الغسّاني الفقيه، و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب قال (3):حدّثت عن محمّد بن العباس بن الفرات، أخبرني الحسن بن يوسف الصيرفي، نا أبو بكر الخلاّل، نا الحسن بن عبد الوهّاب، نا الفضل بن زياد، قال: سألت أبا عبد اللّه عن أبي هارون بن البكّاء فقال: ليس بثقة و لا أمين، و لا كرامة له، قيل له: من هذا يا أبا عبد اللّه ؟ قال: رجل كان هاهنا صديقا للهيثم بن خارجة يدعي عن عبد اللّه بن لهيعة، و ليث بن سعد، و بكر بن مضر.
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم (4)،نا الحسين بن الحسن قال: سألت يحيى بن معين عن أبي هارون البكّاء [الذي يكون بقزوين، فقال: أعرفه، ليس هو ممن ينبغي أن يكتب عنه، قال:
ص: 208
و سألت أبي عن أبي هارون البكاء، فقال: محله عندي الصدق قدم الشام فكتب عن صدقة بن خالد و يحيى بن حمزة، و لا أعلم أني عثرت عليه بشيء. قال: و سألت أبا زرعة عن أبي هارون البكاء] (1) فكلح وجهه، فقيل له. أي شيء أنكروا عليه ؟ فقال: لا أعلم شيئا أنكروا عليه، و أنا لا أحدّث عنه، و لا يعرف بالعراق، و كان في كتابنا حديث قد كان حدّث عنه قديما، فلم يقرأه علينا، فضربنا عليه.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - نا أحمد بن القاسم بن يوسف، نا أحمد بن طاهر بن النجم، نا سعيد بن عمرو البردعي قال:
قلت له - يعني - أبا زرعة الرازي: أبو هارون البكّاء، فكلح وجهه و قال بيده هكذا، قلت:
فبأي [شيء] (2) أنكروا عليه ؟ قال: أما شيء كذا فلا أعلمه إلاّ أن أصحابنا حكوا عن يحيى بن معين أنه قال فيه شيئا ليس من طريق الحديث مثل الشراب و أشباهه.
حدّث بدمشق عن محمّد بن عبد اللّه بن عمّار الموصلي.
روى عنه: أبو الحسن علي بن أحمد بن قرقوب التمار.
7757 - موسى بن مروان أبو عمران البغدادي (3)
نزيل الرقّة التمّار.
سمع بدمشق الوليد بن مسلم، و شعيب بن إسحاق الدمشقيين، و سويد بن عبد العزيز، و بحمص: بقية بن الوليد، و محمّد بن حرب الأبرش، و يحيى بن سعيد العطّار، و بالموصل:
المعافى بن عمران، و عمر بن أيوب، و عيسى بن يونس السبيعي، و عبيدة بن حميد، و عطاء ابن مسلم الحلبي، و زكريا بن منظور القرظي المدني، و يوسف بن الغرق (4) بن نمارة قاضي الأهواز، و يعلى بن عبيد الطنافسي، و أبا معاوية الضرير.
روى عنه: أبو داود في سننه، و أبو حاتم الرّازي، و علي بن الحسن الهسنجاني،
ص: 209
و الحسين بن عبد اللّه بن يزيد القطّان الرّقّي، و أبو الحسن أحمد بن سيّار المروزي، و القاسم ابن الليث الرسعني، و أحمد بن النّضر (1) العسكري، و أبو بكر بن أبي خيثمة، و جنيد بن حكيم الدقاق، و أبو الحسن أحمد بن أبي رجاء نصر بن شاكر الدمشقي.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا الحسين بن عبد اللّه بن يزيد بن الأزرق القطّان الرّقّي، نا موسى بن مروان الرّقّي، نا عطاء بن مسلم الخفاف، عن [مسعر، عن] (2) سلمة بن كهيل، عن أبي الأحوص، عن علي قال: شهدت أنا و أبو بكر و عمر بدرا، فكان جبريل عن يميني، و ميكائيل عن يمين أبي بكر - أو قال جبريل عن يمين أبي بكر، و ميكائيل عن يميني - عليهم السلام.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن ناصر - قراءة - عن أبي الفضل بن الحكّاك، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عمران موسى بن مروان.
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):
موسى بن مروان الرقّي أبو عمران، روى (4) عن عمر بن أيوب الموصلي، و بقية بن الوليد، سمع منه أبي بالرّقّة (5)،روى عنه علي بن الحسن الهسنجاني (6).
أخبرنا أبو جعفر الهمذاني - في كتابه - أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو عمران موسى بن مروان الجزري الرّقّي، سمع المعافى بن عمران أبا مسعود
ص: 210
الموصلي، و عمر بن أيوب الموصلي، روى عنه أبو الحسن أحمد بن سيّار المروزي.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):موسى بن مروان أبو عمران نزل الرّقّة، و حدّث بها عن المعافى بن عمران الموصلي، و أبي معاوية الضرير، و عبيدة بن حميد الحذاء، روى عنه الحسين بن عبد اللّه بن يزيد القطّان الرقّي، و جنيد بن حكيم الدقّاق و غيرهما.
قال الخطيب: و أنا الأزهري، و الحسن بن محمّد بن عمر النرسي.
ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (2)،نا أبو الحسين محمّد بن علي ابن المهتدي.
قالوا (3):أنا أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه بن أحمد، نا أبو علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن القشيري (4)،قال: موسى بن مروان البغدادي، يكنى أبا عمران، مات بالرّقّة، و بها ولده، كان ينزل خندق (5) حسين الخادم بربض الرافقة سنة ست و أربعين و مائتين.
7758 - موسى بن نصير أبو عبد الرّحمن (6)
مولى امرأة من لخم، و يقال: إنه مولى لبني أمية، و أصله من عين التمر (7)،و يقال: هو من إراشة من بليّ ، سبي أبوه من جبل الجليل (8) من الشام في زمن أبي بكر، و كان اسمه نصرا، فصغّر، و أعتقه بعض بني أميّة، فرجع إلى الشام، و ولد له موسى بقرية يقال لها
ص: 211
كفرمثرى (1)،و هو صاحب فتوح الأندلس، و كان أعرج.
روى عن: تميم الداري.
روى عنه: يزيد بن مسروق اليحصبي، و ابنه عبد العزيز بن موسى بن نصير، و قتل ابنه هذا في حياته.
و ولاّه معاوية البحر، و شهد مرج راهط و؟؟؟ (2) ثم هرب و لحق بعبد العزيز بن مروان [فاستوهبه من مروان، و قيل إن موسى كان يقرأ الكتب، فوجد أمر بني أمية، فانقطع إلى مروان] (3) و هو بالمدينة، فخرج إلى الشام ثم ترقّت أحواله حتى ولي الأندلس، و قدم دمشق على الوليد بن عبد الملك، و قدم معه بمائدة سليمان بن داود التي أصابها بالأندلس.
أخبرنا أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن - إذنا - و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أبو سعيد بن يونس قال: موسى بن نصير يكنى أبا عبد الرّحمن، صاحب فتح الأندلس، يقال: مولى لخم، يروي عن تميم الدّاري، روى عنه يزيد بن مسروق اليحصبي.
أنبأنا أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد البزاز - قراءة عليه - نا أبو عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب الكندي في كتاب مولى أهل مصر، قال: و منهم أبو عبد الرّحمن موسى بن نصير مولى عمم (4) من لخم، كان مولده سنة تسع عشرة، و ولاّه معاوية البحر، فغزا قبرس و بنى هنالك حصونا و مينايات (5) منها حصن يا؟؟؟ س (6) و ال ... (7) عوصه (8).
أخبرني بذلك عبد الوهّاب، عن علي بن قديد، عن يحيى بن عثمان، عن البصري.
قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل، عن أبي عبد اللّه محمّد بن أبي
ص: 212
نصر الحميدي [صاحب تاريخ الأندلس قال (1):موسى بن نصير، أبو عبد الرّحمن] (2)صاحب فتح الأندلس، و كان أميرا بأفريقية و المغرب، وليها في سنة تسع و سبعين، و كانت الولاة في كلّ ذلك من قبله، يقال: إنه مولى لخم، و هو من التابعين، روى عن تميم الدّاري، روى عنه يزيد بن مسروق اليحصبي، مات بمرّ الظهران (3)،أو بوادي القرى على اختلاف فيه، و ذلك في سنة سبع أو تسع و تسعين، و كان خرج مع سليمان بن عبد الملك إلى الحج، و قد ألّف في [أخباره في] (4) فتوح الأندلس و كيف جرى الأمر في ذلك رجل من ولده يقال له معارك بن مروان بن عبد الملك بن مروان بن موسى بن نصير أبو معاوية.
ذكره أبو سعيد - يعني: ابن يونس-.
أنبأنا أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش، عن رشأ، أنا أبو محمّد بن النحّاس، نا أبو عمر الكندي، حدّثني ابن قديد، عن عبيد اللّه، عن أبيه، أخبرني بعض مشايخنا أن معاوية بعث لابتناء ياس (5) من قبرس رجلين من الموالي، أحدهما موسى بن نصير، و الآخر:
المهاجر بن دعلج مولى خولان، و ولّى أبا الأعور السّلمي البعث، فلمّا قدما عليه رأى موسى أجسم من المهاجر فقال: ما ينبغي للسلطان أن يستعين إلاّ بالجسيم لهيبته.
قال: و نا أبو عمر، أخبرني عبد الوهّاب، عن ابن قديد، عن أبي عثمان، عن النصيري أن موسى بن نصير كان ممن بايع لابن الزبير، و حضر يوم المرج مع الضّحّاك، فلمّا انهزم أهل المرج و قتل الضّحّاك لحق موسى بن نصير بفلسطين، فكان مع ناتل بن قيس يدعو إلى ابن الزبير، فأهدر مروان دمه، فاستجار موسى بعبد العزيز بن مروان، فوهبه له مروان، و خرج به معه، و هو سائر إلى مصر، و هم في طاعة ابن الزبير و عليهم ابن جحدم (6) الفهري، فلما بلغ أهل مصر (7) مسير مروان خندقوا على الفسطاط خندقا، و استعدوا لحربه، و وجهوا مراكب مصر إلى سواحل الشام ليخالف إلى ذراريهم و عيالهم، و كان على تلك المراكب الأكدر بن حمام اللخمي، فلمّا بلغ مروان العريش بلغه أن مراكب أهل مصر قد سارت إلى
ص: 213
عيالات أهل الشام، فراعه ذلك، فاستشار موسى بن نصير فقال له موسى: إن كانوا قد خرجوا في هذه الأيام فقد كفيتهم، فقال له مروان: أ زبيرية هذه يا موسى ؟ قال: ستعلم يا أمير المؤمنين (1) أ زبيرية هي أم مروانية، إنّي عالم بهذا البحر، فعقد له مروان على خيله و وجهه، فسار موسى فيمن معه حتى إذا كان ببعض الشام رأى تكدّرا من النجوم ليلة من ذلك، فقال:
لا يبقى الليلة في البحر مركب إلاّ تكسر و ذهب، فأجاز إلى عكا و يافا، فألقى مراكب أهل مصر قد ألقاها الريح تلك الليلة فتكسرت، فأخذهم موسى أسرى، و هي ستمائة رجل كلهم من لخم، و جعل مروان يتلبث في مسيره ذلك انتظارا لما يأتيه من قبل موسى، فلما ظفر موسى بالقوم أقبل بهم، و أغذّ السير حتى أدرك مروان بخربة القتيل فيما بين الفرما (2)و الجفار (3)،فدخل على مروان، فأخبره الخبر، و أتاه بالأسارى فأجازه مروان بألف دينار، و سار مروان حتى إذا كان بجرجير (4) انتهى إليه ما استعدّ به أهل مصر، فبعث إلى وجوه من معه من أهل الشام و أهل بيته فقال: أشيروا عليّ في هؤلاء الأسرى، فقال كلّ امرئ منهم برأيه، و موسى ساكت، فالتفت إليهم مروان فقال: ما لك يا ابن نصير لا تتكلم ؟ قال: يا أمير المؤمنين قال: أخاف من [الكلمة] (5) التي كانت بالأمس، قال: تكلم، فلست عندنا ظنينا اليوم، قال: أرى يا أمير المؤمنين أن تفكّ عانيهم، و أن تحسن صفادهم (6)،و أن تبلغهم مأمنهم، و أن تعف عنهم، فيأتي الرجل منهم غدا قومه فيقول فيها لا يستطيعون رده من الثناء (7) عليك، فقبل مروان مشورة موسى و فك عنهم، فقال رجل من أهل مصر من مراد:
جزاك اللّه يا ابن نصير خيرا *** فقد أنجيت من قتل و أسر
عشية قال مروان أشيروا *** علي برأيكم في أهل مصر
فقلت بما تراه الحظّ نصحا *** و لم تك (8) مثل نعمان و عمرو
ص: 214
فمن يك كافرا نعماك يوما *** فإنّي شاكر لك طول دهري
ثم إن مروان صالح أهل مصر و دخلها صلحا سنة خمس و ستين، و خرج مروان عن مصر راجعا إلى الشام و استخلف على مصر ابنه عبد العزيز بن مروان و خلف معه بشر بن مروان، ثم توفي مروان بالشام، و استخلف عبد الملك، فكتب عبد الملك إلى أخيه بشر بن مروان و هو بمصر يوليه العراق، و ذلك بعد قتل مصعب بن الزّبير، و كتب عبد الملك إلى أخيه عبد العزيز أن أشخص مع بشر موسى بن نصير وزيرا (1)،فخرج بشر من مصر و معه موسى بن نصير، و عدي بن ذكر مولى بني رميلة من تجيب و سريح بن أسلم الحضرمي، و لقيط بن ناشرة المهري، حتى نزلوا البصرة، فكان موسى بن نصير على أمره كله إلى أن توفي بشر بن مروان (2)،و رجع (3) موسى بن نصير إلى مصر، فكان من آثر الناس عند عبد العزيز بن مروان.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (4):و فيها - يعني - سنة ثمان و سبعين قفل حسان بن النعمان الغساني من القيروان، و استخلف سفيان بن مالك الثقفي (5)،[و قدم على عبد الملك فردّه إلى إفريقيا و زاده طرابلس فقدم على] (6) عبد العزيز بن مروان مصر، فلم يتقدم (7)، و ولّى موسى بن نصير سنة تسع و سبعين، فلم يزل عليها حتى مات عبد الملك، فقدم حسّان على عبد الملك، فأمره بلزوم بيته.
و فيها (8)-يعني - سنة تسع و سبعين غزا موسى بن نصير أرض المغرب، فحدّثني بكر بن
ص: 215
عطية عن عوانة قال: أول قبيل من البربر غزاهم موسى بن نصير الذين قتلوا عقبة بن نافع، ثم سار إليهم بنفسه، فقتل و سبى و هرب ملكهم كسيلة.
و قال محمّد بن سعيد (1):قتل موسى و سبى حتى انتهى إلى طبنة (2) و صنهاجة (3)،بلغ سبيهم عشرين ألفا، و ذلك سنة إحدى و ثمانين.
و فيها (4)-يعني - سنة اثنتين و ثمانين أغزى موسى بن نصير المغيرة بن أبي بردة العبدري (5)[إلى صنهاجة.
و فيها يعني سنة ست و ثمانين وجه موسى بن نصير المغيرة بن بردة العبدري] (6) في مراكب، فافتتح أوليّه و هي أول مدائن صقلية من أرض المغرب.
و فيها - يعني - سنة سبع و ثمانين أغزى موسى بن نصير ابنه عبد اللّه بن موسى بن نصير سردانية من بلاد المغرب، فافتتح [قولة] (7)[و فيها أغزى موسى بن نصير أيضا عبد اللّه بن حذيفة سردانية فغنم و أصاب سبيا و غنائم] (8) و فيها أغزى ابن أخيه أيوب و هو ابن حبيب ممطورة فبلغ سبيهم ثلاثين ألفا (9)، و فيها (10)-يعني - سنة تسع و ثمانين أغزى موسى بن نصير ابنه عبد اللّه بن موسى فأتى ميورقة و منورقة جزيرتين بين صقلية و الأندلس، فافتتحهما اللّه و هذه الغزوة تسمى غزوة الأشراف، كان معه أشراف الناس، و فيها أغزى موسى بن نصير ابنه مروان بن موسى السوس الأقصى، فبلغ السبي أربعين ألفا.
و في (11) سنة ثلاث و تسعين غزا موسى بن نصير بلاد المغرب، حدّثني بكر بن عطية
ص: 216
عن عوانة قال: غزا موسى بن نصير في المحرم سنة ثلاث و تسعين فأتى طنجة، ثم سار لا يأتي على مدينة فيبرحها حتى يفتحها أو ينزلون على حكمه، ثم سار إلى قرطبة، ثم سار مغربا، فافتتح مدينة باجة مما يلي البحر، و افتتح مدينة البيضاء، و وجّه الجيوش فجعلوا يفتحون و يغنمون.
و فيها (1)-يعني - سنة أربع و تسعين قدم موسى بن نصير من الأندلس، و أوفد (2) وفدا إلى الوليد بن عبد الملك يخبره بما فتح اللّه على يديه، و ما معه من الأموال و التيجان، و بعث إليه بالخمس.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: و في سنة تسع و سبعين أمّر موسى بن نصير على إفريقية.
أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن موسى بن السمسار، أنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن زبر الربعي، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا عبد الملك بن شعيب، حدّثني ابن وهب، أخبرني الليث.
أن موسى بن نصير حين غزا المغرب بعث ابنه مروان على جيش فأصاب من السبي مائة ألف، و بعث ابن أخيه في جيش، فأصاب أيوب ابن أخيه مائة ألف، فقلت لليث: من هم ؟ قال: البربر، فلمّا جاء كتابه بذلك قال الناس: ابن نصير و اللّه أحمق، من أين له عشرون ألفا يبعث بهم إلى أمير المؤمنين في الخمس، فبلغ ذلك موسى بن نصير فقال: ليبعثوا من يقبض لهم عشرين ألفا، قال: فلمّا فتحوا الأندلس جاء إنسان فقال: ابعث معي أدلكم على كنز قال:
فبعث معه فقال لهم الذي جاءهم: انزعوا هاهنا، فنزعوا فسال عليهم من الزبرجد و الياقوت شيء لم يروا مثله قط ، فلمّا رأوه بهتوا و قالوا: لا يصدقنا موسى بن نصير أبدا، أرسلوا إليه، فأرسلوا إليه حتى جاء و نظر إليه، قال الليث: و إن (3) كانت الطنفسة لتوجد منسوجة بقضبان الذهب، تنظم السلسلة من الذهب باللؤلؤ و الياقوت و الزبرجد، قال: فكان البربريان ربّما
ص: 217
وجداها فلا يستطيعا حملها، حتى يأتيا بالفأس فيضربان وسطها، فيأخذ أحدهما نصفها و الآخر نصفها، فنشر (1) معها شرا (2)،و قال ليس معها... (3) و الناس مشتغلون بغير ذلك، قال الليث: و لقد سمع يومئذ منادي (4) ينادي لا يعرفونه و لا يرونه: أيها الناس، إنه قد فتح عليكم باب من أبواب جهنم.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلم، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر، نا أبو عمر الكندي قال: فحدّثني عاصم بن رازح الخولاني، نا أبو قرة الرعيني عن أبيه أبي خليفة، حدّثني الحسن بن معاوية بن مروان النصيري، حدّثني ابن أبي ليلى التّجيبي أنه سمع شيخا من مشايخهم كان عالما بأمور المغرب يقول:
لما دخل موسى بن نصير إفريقية أقام بها أشهرا يغزو أطرافها، فلمّا كان من عامه ذلك في رمضان و دنا العيد، لم يشعر الناس به إلاّ و قد صعد المنبر، فأمر بالأبواب فأخذت على الناس فارتاعوا لذلك، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: أما بعد أيها الناس، فإنكم قد أصبحتم في نحور عدوكم، و بأقصى ثغر من ثغوركم، أبعده شقة، و أشده انتياطا (5) بدار قد شحطت عن دياركم، و مصر قد نأى عن أمصاركم، بين عدو كلب عليكم قد قربت داره منكم، فأنتم منه بمرأى و مسمع، و كفى باللّه نصيرا، و قد رأيت ضعفا من قوتكم، و رثاثة من عدّتكم، و قد عزمت على قسم فيئكم بينكم، فإن يمضه أمير المؤمنين فحقكم أؤدي إليكم، و إن يكن له رأي غير ذلك أكن له به كفيلا، و قد أمرت لكم من مالي بمعونة و هي مني لكم في كلّ عام إن شاء اللّه، ففي ذلك يقول زائدة بن الصلت الغسّاني، و كان من فرسان المغرب المعدودين:
قد سن موسى سنّة و أثرا
مآثرا محمودة لن تنكرا
بالقيروان فاق فيها البشرا
ما سنّه من قبله فيؤثرا
ص: 218
في سالف الدهر و لا من غبرا
من كان ذا ملك و من تأمّرا
إلاّ أبا بكر و إلاّ عمرا
سنّ الذي شأى (1) و قصّ الأثرا
أعطى الغنيّ حقه و الأفقرا
و سن أخرى بعدها لتذكرا
سنّ لنا في عيده إذ أفطرا
في كلّ عام سنة لن تكفرا
معونة أطابها و أكثرا
لمّا علا في العيد منا المنبرا
كأنه البدر إذا ما أبدرا
و احتضر الناس فجاءوا زمرا
أنهب (2) فينا بدرا فبدرا
فوارد أنهله و أصدرا
و صادر يحمد منه الخبرا
حتى إذا ما غمّ منا الحصرا
كبيرنا عمّ و عمّ الأصغرا
من كان من ذي يمن و مضرا
نادى مناديه فأعطى الحسرا
يا أيها السائل كيما تخبرا
عندي اليقين فاستمع و أبصرا
ص: 219
إن كنت لم تشعر بأمر فاشعرا
أصبح موسى بالتقى مؤزرا
مرتدي المجد و عزّا قسورا
أحيا التقى فينا و أحيا السورا
و أيّد اللّه به و نصرا
دين النبي أحمد المطهرا
بالغرب لما أن طغى و استكبرا
بالخيل يعدو قلصا و ضمرا
يثرن بالنقع العجاج الأكدرا
يحملن أمثال الليوث كشرا
من سر قحطان و من يبررا
سبعين ألفا بالحديد كفرا
فالحمد للّه الذي تكبرا
أعطاك ملكا و حباك الظفرا
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):و فيها - يعني - سنة أربع و ثمانين غزا موسى بن نصير سلوما (2) من أرض إفريقية، فنزل على أوربة (3)،فقاتلوه، ثم فتح اللّه عليه، فقتل و سبى، فحدّثني أبو خالد بن سعيد قال: بلغ السبي خمسين و مائة ألف رأس (4).
قال: و نا خليفة قال (5):سنة خمس [و تسعين فيها: قفل موسى بن نصير من] (6) إفريقية
ص: 220
و استخلف ابنه عبد اللّه بن موسى، و حمل الأموال على العجل و الظهر، و معه ثلاثون ألف رأس، فقدم على الوليد.
أنبأنا أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد بن النحّاس، أنا أبو عمر الكندي، حدّثني عبد الوهّاب، عن ابن قديد، عن ابن عثمان، عن النصيري قال: و سار موسى إلى طنجة، و قدم طارق بن زياد، و يقال: طارق بن عمرو مولى للصدف (1) على مقدمته، فأجاز إلى أرض الأندلس فافتتحها و أصاب فيها المائدة التي يتحدث أهل الكتاب أنها مائدة سليمان بن داود، و سار موسى في بلاد الأندلس، ففتحها حتى أوغل فيها.
قال: فحدّثني أبو سلمة، عن أحمد بن يحيى بن وزير، نا القاسم بن كثير، حدّثني [أبو شريح عبد الرّحمن] (2) بن شريح المعافري (3)،عن سعيد بن موسى بن وردان، عن عمّه عيسى بن وردان قال:
غزونا مع موسى بن نصير الأندلس، فلم يزل يفتح مدينة حتى بلغ سرقسطة فعظم على الجند مبلغه، و خافوا أن يجاوز ذلك إلى غيره، فمشوا إلى حنش بن عبد اللّه السّبائي، و كان ينازلنا و ننازله، فشكوا إليه ذلك، و أنهم يخافون أن يجتمع العدو عليهم فيهلكوهم، فقام إليه حنش بن عبد اللّه بن صلاة الصبح و الناس عنده فقال: أيها الأمير، أ تأذن لي في الكلام ؟ قال: تكلم، يرحمك اللّه أبا رشدين (4)،قال: قد كنت سمعتك بأفريقية تذكر عقبة بن نافع و تقول: لقد غرّر بنفسه إذ و غل في بلاد البربر حتى قتل، و تقول: أ ما كان له ناصح ؟ و أنا ناصحك اليوم أيها الأمير، أ تلتمس غنيمة أفضل مما غنمت ؟ أو تريد أن تطأ من أرض المشركين أكثر مما قد وطئت ؟ لقد بلغك اللّه أن جعلك أبعد المسلمين أثرا في الجهاد، و فتح عليك ما لم يفتحه على أحد من المسلمين، و قد أحبّ جندك السلامة، و اشتاقوا إلى الأهل و الولد، فانصرف راشدا أيها الأمير، فقال موسى: قد قبلت النصيحة، و شكرت عليها، فأمر بالتجهز للرجوع، فرجعنا من هناك إلى الأندلس.
ص: 221
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: و في سنة أربع و ثمانين غزوة موسى بن نصير أرمونية، و في سنة ثلاث و تسعين غزا موسى بن نصير الأندلس فشتا فيها، و في سنة أربع و تسعين فتح لموسى بن نصير الأندلس، فأخذ منها مائدة سليمان، و التاج الذي نزل من السماء.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن موسى بن السمسار، قالا:
أنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه الربعي، أنا أبي، أنا حمدان بن علي، نا إسحاق بن إسماعيل، نا جرير، عن سفيان بن عبد اللّه بن محمّد بن زياد بن حدير.
أن عمر بن عبد العزيز سأل موسى بن نصير - و كانت بنو أمية تبعثه (1) على الجيوش - عن أعجب شيء رآه في البحر؟ قال: انتهينا مرة إلى جزيرة فيها (2) ست عشرة جرة خضراء مختومة بخاتم سليمان بن داود، قال: فأمرت بأربعة (3) منها، فأخرجت و أمرت بواحدة منها فنقبت، قال: فإذا شيطان ينفض رأسه و هو يقول: و الذي أكرمك بالنبوة لا أعود بعدها أفسد في الأرض، قال: ثم نظر فقال: و اللّه ما أرى بها سليمان و ملكه، فانساخ في الأرض، فذهب، قال: فأمرت بالثلاث البواقي فردّت إلى مكانها.
أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي و غيره، عن أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، أنا الحارث بن محمّد، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر قال: و فيها - يعني - سنة ثلاث و تسعين أجدب أهل إفريقية جدبا شديدا، فخرج موسى بن نصير بالناس، و أمرهم بالصيام، و أمر بالولدان فجعلوا على حدة و النساء على حدة، و أخرج الإبل و البقر و الغنم و خرج بأهل الذمّة على حدة، فدعا يومئذ حتى انتصف النهار، و خطب الناس، فلمّا أراد أن ينزل قيل له: أ لا تدعو لأمير المؤمنين ؟ قال: ليس هذا يوم ذاك، فسقوا سقيا كفتهم حينا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،نا سعيد بن منصور، حدّثني يعقوب بن عبد الرّحمن،
ص: 222
عن أبيه قال: قدم قيّمه - يعني: عمر بن عبد العزيز - بغلته و سمع أهله بذلك، فأرسلوا ابنا له صغيرا، ثم أقبل يؤم الدنانير، فقال: أمسكوا يديه، ثم رفع يديه، ثم قال: اللّهم بغّضها إليه كما حببتها إلى موسى بن نصير، ثم قال: خلّوه، فكأنما رأى بها عقارب.
قال: و نا يعقوب، قال: قال ابن بكير: قال الليث بن سعد: و فيها - يعني - سنة تسع و تسعين قفل (1) موسى بن نصير وافدا إلى أمير المؤمنين، دخل الفسطاط يوم الخميس لست ليال بقين من شهر ربيع الأول.
[قال ابن عساكر:] (2) كذا فيه، و الصواب: سنة سبع.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلم - إذنا - أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف - إجازة - أنا أبو محمّد بن النحّاس، نا محمّد بن يوسف بن يعقوب الكندي، حدّثني عبد الوهّاب، عن ابن قديد، عن ابن عثمان، عن النصيري.
أن موسى بن نصير قال يومئذ: أما و اللّه لو انقادوا لقدتهم حتى أوقفهم على رومية، ثم ليفتحنها اللّه على يدي إن شاء اللّه، و أقام موسى بالأندلس سنة ثلاث و تسعين و بعض سنة أربع، و أجاز إلى أرض إفريقية في سنة أربع و تسعين و دخل إلى مصر سنة خمس و تسعين، فيقال: إن موسى لما قدم مصر كانت أول عيره بالجيزة (3)،و آخرها بترنوط ، ثم سار متوجها إلى الشام حتى قدم على الوليد بن عبد الملك، و تحيّن يوم الجمعة، فلما جلس الوليد على المنبر أتى موسى بن نصير و قد ألبس ثلاثين رجلا تيجانا على كلّ رجل منهم تاج و ثياب ملك ذلك التاج، ثم دخلوا المسجد في هيئة الملوك، و أمر بملوك الجزائر الروم فبهتوا، و أبناء ملوك البربر و ملوك الأشبان، و أقبل موسى بن نصير بالثلاثين الذين ألبسهم التيجان حتى دخل بهم مسجد دمشق، و الوليد يخطب، فلمّا رآهم بهت إليهم، فأقبل حتى سلّم على الوليد، و وقف الثلاثون على يمين المنبر، و شماله بالتيجان، فأخذ الوليد في حمد اللّه و الثناء عليه، و الشكر بما أيّده و فتح عليه و نصره، فأطال حتى فات وقت الجمعة فصلّى، و انصرف، و أجاز موسى بجائزة عظيمة، و أقام موسى بدمشق حتى مات الوليد، و استخلف سليمان و كان عاتبا على موسى بن نصير (4) فحبسه عنده و طالبه بأموال عظيمة، فلم يزل في يده حتى حجّ سليمان
ص: 223
في سنة سبع و تسعين، و حجّ موسى معه، فمات موسى بن نصير بالمدينة في هذه السنة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال: و فيها - يعني - سنة سبع و تسعين توفي موسى بن نصير و هو حاج.
أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد، و حدّثني أبو بكر المؤدّب عنهما، قالا: أنا الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أبو سعيد بن يونس قال:
قرأت في كتاب علي بن الحسن بن قديد بخطه: توفي موسى بن نصير بوادي القرى في سنة سبع و تسعين (1).
حدّث عن عثمان بن عطاء الخراساني.
روى عنه أحمد بن أبي الحواري.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و حدّثنا أبو منصور عبد الباقي بن محمّد عنه، أنا رشأ بن نظيف - إجازة - أنا أبو الحسين الميداني، حدّثني أحمد بن عبد الوهّاب اللّهبي مولى بني هاشم، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن العباس بن الدرفس، نا أحمد بن أبي الحواري، نا أبو عمران موسى بن نضير البعلبكي عن عثمان بن عطاء عن أبيه قال: ما استسقى كبير قط فشرب صغير قبله إلاّ غارت عين من ماء العيون.
آخر الجزء الثامن و التسعين بعد الستمائة من تجزئة القاسم (2).
أصله من المدينة.
حدّث عن سعد بن أبي وقّاص، و أبي هريرة، و أبي سعيد الخدري، و أنس بن مالك، و أبي الدّرداء مرسلا.
روى عنه: ابنه سعيد بن موسى، و خالد بن يزيد، و الليث بن سعد، و الحسن بن ثوبان الهمداني، و عبد الرّحمن بن أبي هلال، و ضمام بن إسماعيل، و أبو شريح حيوة بن شريح الإسكندراني، المصريون، و عيّاش بن عباس، و عمارة بن غزية، و إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى، و محمّد بن أبي حميد المدنيون.
و وفد على عمر بن عبد العزيز في خلافته.
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه السلمي، أنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد اللّه الطبري، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا أبو شريك يحيى بن يزيد بن ضماد، نا ضمام بن إسماعيل، عن موسى بن وردان، و أبي قبيل و واهب عن أبي هريرة.
أن امرأة أتت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقالت: يا رسول اللّه، إن زوجي خرج مجاهدا في سبيل اللّه، و أحب أن أعمل عمله، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا تبلغينه»، قالت: بلى، فقال:
«تستطيعين أن تصومي و لا تفطري، و تصلّي و لا تفتري»؟ قالت: لا، قال:«لو استطعت ما بلغت عمله»[12609].
أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد، أنا عبد الرّزّاق بن عمر بن موسى، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا علاّن المصري علي بن أحمد بن سليمان، نا أبو الشريك يحيى بن يزيد بن ضماد، نا ضمام بن إسماعيل، و يكنى أبا إسماعيل، عن موسى بن وردان [عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«أكثر من شهادة] (1) أن لا إله إلاّ اللّه، قبل أن يحال بينكم و بينها، و لقنوها موتاكم»[12610].
قال: و نا علاّن، نا يحيى، نا ضمام، عن موسى، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«تهادوا تحابوا» قال: و زاد فيه بشر الأنصاري:«و تصافحوا يذهب الغلّ عنكم»[12611].
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا محمود بن جعفر بن محمّد، و محمّد بن أحمد بن
ص: 225
إبراهيم، قالا: أنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن البغدادي، نا عبد اللّه بن أخي أبي زرعة، نا محمّد بن حمّاد الطّهراني (1) أبو عبد اللّه الرازي، نا عبد الرّزّاق، عن ابن جريج، عن إبراهيم بن محمّد بن أبي عطاء، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من مات مريضا مات شهيدا و وقي فتّان القبر، و غدي عليه و ريح برزقه من الجنّة»[12612].
كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل بن سليم، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا الباطرقاني، أنا ابن منده، أنا أبو سعيد بن يونس، نا الحسن بن علي بن يوسف القناد، نا أبو شريك المرادي، نا ضمام، عن موسى بن وردان قال: كنت أدخل على عمر بن عبد العزيز فأحدّثه بأحاديث عن أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فكنت عنده بمنزلة أدخل إذا شئت و أخرج إذا شئت، و كنت أحدّثه عن من أدركت من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.
قرأت بخط عبد الوهّاب الميداني سماعه من أبي سليمان بن زبر، أنا أبي، أنا حمدان ابن علي، نا سويد - و هو ابن سعيد - نا ضمام بن إسماعيل، عن موسى بن وردان قال:
دخلت على عمر بن عبد العزيز، فحدّثته بأحاديث عن أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فكنت عنده بمنزلة، فكنت أول داخل، و آخر خارج، و كنت أحدّثه عن من أدركت من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فسألته كتابا إلى حيان بن شريح (2) في عشرين ألف دينار أستوفيها من ثمن فلفل يدفعها إليّ ، فقال عمر: و لمن العشرون ألف دينار؟ فقلت: لي، فقال: و من أين ؟ فقلت: كنت تاجرا فضرب بمخصرة (3) في يده و قال: التاجر فاجر، و الفاجر في النار، ثم قال: اكتبوا له إلى حيّان، فلم أدخل عليه بعدها و أمر حاجبه أن لا يدخلني عليه.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الثانية من أهل المدينة: موسى بن وردان.
ص: 226
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):موسى بن وردان المصري، سمع [أبا هريرة و] (2) أبا سعيد، روى عنه عمارة بن غزية، و الحسن بن ثوبان (3) و قال (4) عمرو بن خالد: نا ضمام بن إسماعيل قال: سمعت موسى بن وردان عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:
«تهادوا تحابوا».
أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا حمد - إجازة-.
ح قال و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):موسى بن وردان البصري (6)،روى عن أبي هريرة، و أبي سعيد الخدري، و روى عن أبي الدّرداء مرسلا، روى عنه عمارة بن غزية، و الليث بن سعد، و ابن لهيعة، و الحسن بن ثوبان، و أبو شريح الإسكندراني، و ضمام بن إسماعيل، و أبو حيوة (7)،سمعت أبي يقول ذلك.
كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل بن سليم، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:
موسى بن وردان مولى عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح العامري، يكنى أبا عمر، سمع من سعد بن أبي وقّاص، و أبي هريرة، و أبي سعيد الخدري و غيرهم من الصحابة، روى عنه الحسن بن ثوبان، و عبد الرّحمن بن أبي هلال، و خالد بن يزيد، و الليث بن سعد، و ضمام بن إسماعيل، و ابنه سعيد و غيرهم، و كان يقصّ بمصر، و كان عقبة (8) بن مسلم التّجيبي واليا على القصص فلمّا - يعني - استخلف موسى بن وردان على القصص وفد على عمر بن عبد العزيز و كان عمر صديقا له.
ص: 227
قال أبو سعيد: توفي موسى بن وردان سنة سبع عشرة و مائة فيما قال يحيى بن بكير و قيل: إن مولده بعد الأربعين بثلاث أو أربع.
قال: و أنا ابن يونس، نا العباس بن محمّد المصري، نا عمرو بن سواد، أنا ابن وهب، عن الليث بن سعد: أنه سمع موسى بن وردان و كان قد أدرك أبا هريرة، و أبا سعيد الخدري و غيرهما من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو القاسم، أنا أبو علي.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):أنا محمّد بن عوف الحمصي قال: قيل لأحمد بن حنبل: موسى بن وردان ؟ فقال: لا أعلم إلاّ خيرا.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس قال: سمعت يحيى بن معين يقول: موسى بن وردان مكي.
قال: و سمعت يحيى يقول: موسى بن وردان قاصّ ، و هو مدني، كان بمصر - زاد ابن السّقّاء: و هو صالح (2)-.
[أخبرنا (3) أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل بن غسان، نا أبي، قال: قال أبو زكريا: موسى بن وردان كان يقصّ بمصر].
أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنا أبو صالح، أنا أبو الحسن بن السّقاء، نا الأصم، نا الدوري قال: سمعت يحيى بن معين يقول: موسى بن وردان كان يقصّ بمصر، و هو صالح (4).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا
ص: 228
أبو أحمد بن عدي (1)،نا محمّد بن علي، نا عثمان بن سعيد قال.
ح و أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد يقول (2):قلت ليحيى بن معين: فموسى بن وردان كيف حديثه ؟ قال: ليس بالقوي.
قرأنا على أبي غالب بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة قال: سئل يحيى عن موسى بن وردان فقال: قاصّ ، كان يكون بمصر، ضعيف الحديث (3).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.
و أنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا: أنا الوليد، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، نا أبي قال: موسى بن وردان مصري، تابعي، ثقة (4).
أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن منده، أنا أحمد - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):سئل أبي عن موسى بن وردان فقال: ليس به بأس.
ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الأصبهاني الكناني: أنه سأل أبا حاتم الرازي عن موسى بن وردان المدني كان بمصر؟ فقال: ليس بالمتين، يكتب حديثه (6).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، قال (7):و موسى بن وردان، نا أبو الأسود (8)-مصري - عن ابن لهيعة، عن موسى بن وردان و كان فاضلا لا بأس به.
ص: 229
قال: و نا يعقوب، قال (1):و هؤلاء ثقات التابعين من أهل مصر، منهم: موسى بن وردان.
أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين، أنا أبو بكر البرقاني، قال: قلت له - يعني الدارقطني - موسى بن وردان عن أبي هريرة ؟ قال: لا بأس به، كان بمصر، و عبد الرّحمن بن وردان أبو بكر الغفاري (2)،مدني، صالح، يحدّث عن أنس، و سلمة بن وردان (3) مدني ليس بينهم قرابة.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال أبو موسى و الهيثم: مات عبد الرّحمن الأعرج، و محمّد بن كعب أبو حمزة، و نافع مولى ابن عمر، و قتادة بن دعامة، و قيس بن سعد، و ابن أبي مليكة، و أبو بكر بن حزم، و موسى بن وردان، و جعفر بن دينار الضبعي سنة سبع عشرة و مائة، و ذكر ابن زبر أن أباه أخبره عن أبيه،[عن أبي موسى] (4) و أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح، عن الهيثم بذلك.
أخبرنا أبو القاسم، أنا ابن الطبري، أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب بن سفيان، قال: سمعت ابن بكير يقول: مات موسى بن وردان سنة سبع عشرة و مائة.
هرب إلى المغرب حين استتب الأمر لبني العباس، له ذكر، تقدم ذكره في ترجمة أخويه العباس و عثمان ابني (5) الوليد.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (6):و فيها - يعني - سنة أربع و ثلاثين و مائة قدم موسى و العباس ابنا الوليد بن يزيد المغرب.
ص: 230
7762 - موسى بن هارون بن موسى بن خلف بن عيسى بن أبي سعيد... (1)
ابن أبي درهم أبو هارون التّجيبي الأندلسيّ الوشقي
ذكره أبو محمّد بن صابر فيما قرأته بخطه، و ذكر أن مولده بوشقة (2)،و أنه دخل دمشق يوم الجمعة الثالث و العشرين من شهر رمضان سنة سبع و ثمانين و أربعمائة.
و سافر إلى القدس سنة تسعين، و عاد إلى دمشق، فأقام بها إلى أن توفي بها، و سمع بها من شيخنا أبي القاسم النسيب.
و حدّث عن أبيه القاضي أبي موسى هارون بن موسى إجازة عن أبيه عن أبي الوليد حيون (3) بن خطاب - إجازة - عن أبي العاص الحكم بن منذر بن سعيد، عن أبيه أبي الحكم منذر بن سعيد بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن قاسم بن عبد اللّه بن نجيح البلوطي ثم الكري القرطبي، قاضي الجماعة بالأندلس، بكتاب التبيين عن مثال اليقين، تأليفه، و سمعه ابنا صابر جميعا.
وجدت بخط أبي القاسم بن صابر على ظهر جزء لحكم بن منذر القاضي:
أبديت أنه قلبي *** فقال من يأتينك
و من يكون فإني *** رحمت رجع حنينك
قلت و الدمع جار *** أنا قتيل جفونك
و أظن هذه الأبيات مما أنشدهم ابن أبي درهم.
قرأت بخط أبي عبد اللّه بن قبيس: مات الفقيه المالكي المعروف بابن أبي درهم في آخر جمادى الأولى سنة اثنتين و تسعين و أربعمائة.
سكن دمشق.
روى عن عبد اللّه بن هانئ بن عبد الرّحمن بن أبي عبلة، و أبي علي الحسن الموصلي، و أحمد بن مروان المصيصي، و علي بن المبارك الصنعاني، و أبي هاشم إسماعيل
ص: 231
ابن أبي خالد المقدسي، و أبي العبّاس محمّد بن عبد الرّحيم البغدادي المعروف ببنان، و أبي الوليد كامل بن عبد الأعلى البويطي، و أبي الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن هارون الفريابي، و أبي نصر محمّد بن خلف العسقلاني، و حميدان.
روى عنه: أبو موسى هارون بن محمّد بن هارون الموصلي الطحان نزيل دمشق، و أبو علي بن آدم، و عمر بن علي بن سليمان الدينوري، و أبو علي بن شعيب، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب المفيد، و أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان، و أبو صالح سهل بن إسماعيل بن سهل الطرسوسي، و أحمد بن عبد اللّه بن الفرج بن البرامي، و أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن عبد اللّه بن عديس، و أبو أحمد بن عدي الجرجاني.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو موسى هارون بن محمّد بن [هارون بن] (1) أحمد الموصلي الطحّان، نا أبو عمران موسى بن هشام الدينوري الورّاق، و مسكنه دمشق، نا عبد اللّه بن هانئ، نا أبي، نا إبراهيم بن أبي عبلة، عن بلال بن أبي الدّرداء، عن أبي الدّرداء، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«حبك الشيء يعمي و يصم» (2)[12613] أخبرنا أبو الحسن أيضا (3) و أبو محمّد بن حمزة، قالا: نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو موسى، نا أبو عمران قال: سمعت أبا علي الحسن الموصلي مذاكرة، نا سهل بن صالح الأنطاكي، نا عامر بن سيّار، عن همّام، عن قتادة، عن ابن جريج، عن الزهري، عن أنس أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان إذا دخل الخلاء نزع خاتمه[12614].
[قال ابن عساكر:] (4) غريب جدا.
7764 - موسى بن يحيى بن خالد بن برمك البرمكي (5)
أخو جعفر و الفضل ابني يحيى.
ص: 232
ولاه هارون الرشيد دمشق و الشام بأسره أيام عصبية أبي الهيذام فقدم دمشق و أصلح بين المضرية و اليمانية.
و حكى عن أبيه يحيى، و أخيه الفضل، و المأمون.
حكى عنه: ابنه هارون بن موسى، و عبد الملك بن قريب الأصمعي، و الوليد بن أبي سعيد الحاجب، و علي بن محمّد المدائني.
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، أنا أبو القاسم علي بن محمّد السميساطي، نا عبد الوهّاب الكلابي، نا عثمان بن محمّد الذهلي، نا الحارث بن أبي أسامة، نا المدائني، عن موسى بن يحيى قال: كان يحيى بن خالد البرمكي يقول: ثلاثة أشياء تدل على عقول أربابها: الكتاب يدل على مقدار عقل كاتبه، و الرسول على مقدار عقل مرسله، و الهدية على مقدار عقل مهديها.
قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز الكتاني، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبير، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير قال (1):و في هذه السنة - يعني - سنة ست و سبعين و مائة هاجت العصبية بالشام، و ذلك أن هذه الفتنة هاجت بالشام و عامل السلطان بها موسى بن عيسى، فقتل بين اليمانية و النزارية (2)على العصبية [من] (3) بعضهم لبعض بشر كثير، فولّى الرشيد موسى بن يحيى بن خالد الشام، و ضمّ إليه من القوّاد و الأجناد و مشايخ الكتّاب جماعة، فلمّا ورد الشام أحلّت لدخوله إلى صالح بن علي الهاشمي، فأقام موسى بها حتى أصلح بين أهلها، و سكنت الفتنة، و استقام أمرها، فانتهى الخبر إلى الرشيد بمدينة السلام، فردّ الرشيد الحكم فيها إلى يحيى (4)،فعفا عنهم و عن ما كان بينهم، و أقدمهم بغداد، و في ذلك يقول إسحاق بن حسّان الخريمي (5):
من مبلغ يحيى و دون لقائه *** دراب كل حدائس همهام (6)
و يروى: زأرات كل خنابس:
ص: 233
يا راعي الإسلام غير مفرّط *** في لين محتبط و طيب مسام (1)
تعذى مشاربه و تسقى شربة *** و يبيت بالربوات و الأعلام
حتى تنخنخ ضاربا بجرانه *** و رست مراسيه بدار سلام
فلكلّ ثغر حارس (2) من قلبه *** و شعاع طرف ما يفتر سام (3)
و قال في موسى غير أبي يعقوب (4):
قد هاجت الشام هيجا *** يشيب رأس وليده
فصبّ موسى عليها *** بخيله و جنوده
فدانت الشام لمّا *** أتى نسيج وحيده
هو الجواد الذي *** بذّ كلّ جود بجوده
أعداه جود أبيه *** يحيي وجود جدوده
فجاد موسى بن يحيى *** بطارف و تليده
و نال موسى ذرى المجد *** و هو حشو مهوده
خصصته بمديحي *** منثور و قصيده
من البرامك عود *** له فأكرم بعوده
حووا على الشعر طرّا *** خفيفه و مديده
قرأت بخط أبي الحسين الرّازي، قال: ذكر أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر البغدادي قال: و في سنة ست و سبعين و مائة هاجت العصبية بالشام بين النزارية و اليمانية، و كان رئيس النزارية أبو الهيذام، فقتل منهم بشر كثير، قال: و ولّى الرشيد موسى بن يحيى بن خالد بن برمك الشام أيام أبي الهيذام حيث هاجت العصبية بها، و ضم إليه جماعة من القوّاد و الجند و مشايخ الكتاب، فلمّا ورد الشام أحلّت لدخوله إلى صالح بن علي الهاشمي فأقام بها حتى أصلح بين أهلها، و نفى العصبية عنها، و سكنت الفتنة، و استقام أمرها، و انتهى الخبر إلى الرشيد بمدينة السلام، فرد الرشيد إلى يحيى بن الحكم فيها، فعفا عما كان منهم، و أقدمهم
ص: 234
بغداد، و في ذلك يقول إسحاق بن حسّان بن قوهي الخريمي:
من مبلغ يحيى و دون لقائه *** زأرات كل خنافس همهام
يا راعي الإسلام غير مفرّط *** في لين محتبط و طيب مسام
تعدى مشاربه و تسقى شربة *** و يبيت بالرّبوات و الأعلام
حتى تنخنخ ضاربا بجرانه *** و رست مراسيه بدار سلام
فلكلّ ثغر حارس من قلبه *** و شعاع طرف ما يفتر سامي
و قال أيضا - يعني - غير إسحاق بن حسّان (1):
أتى الشام موسى أخو المكرمات *** فأحيا من الشام ما كان ماتا
فتى برمك في الندى و اللقاء *** نهارا صباحا و ليلا بياتا
فجدّ سعيد به صاعد *** تلافى من الأمر ما كان فاتا
فأيقظ من سنه نائما *** أبى في العوادة إلاّ بياتا
دعته إلى غيّه شقوة *** فصام عن الحقّ يوما سباتا
دعاهم لإصلاح ما بينهم *** فأمسوا جميعا و كانوا شتاتا
و لو لم يثوبوا إلى رشدهم *** و دعوته ما استطاعوا انفلاتا
إذا روح الحزم عن حازم *** أراح فمسّى بموسى و باتا
كذلك أنتم بنو برمك *** تقولون في شأوكم افتئاتا
يرى البحر من ذاقه مالحا *** و بحر البرامك عذبا فراتا
وردت على الشام مفتونة *** فما آب جيشك منها سماتا
وردت و قد أحصدت هامها *** فأثبتها في طلاها ثباتا
فمن متهم خاض في فضلكم *** على الناس أعطى عليه افتئاتا
وردت عليهم فألفيتهم بما *** اجترحوا حيوانا مواتا
فلو شئت أن تجعل الشام لما *** وردت لهم بابن يحيى كفاتا
إذا لفعلت فأضحوا بها *** و أعظمهم عن قليل رفاتا
و لكن أنت ذاك نعماكم *** معبب (2) جميعا و حصت ثباتا
ص: 235
إذا علقت منكم راحة *** بعرف فما أن تجس افتلاتا
تصم السامع منهم إذ ذكرتم *** فما يسمعون الحواتا
فلم ترض بالصفح عن فعلهم *** بذاك و فاض عليهم و فاتا
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1) في تسمية عمّال المأمون على المدينة: و عزل هارون ابن المسيّب عن المدينة، و ولّى موسى بن يحيى بن خالد بن مالك.
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش المقرئ عنه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن إبراهيم الحكيمي الكاتب - ببغداد - نا أبو العيناء، قال: قال الأصمعي:
و أخبرني موسى بن يحيى بن خالد أن المأمون قال يوما لمحمّد بن داود: يا محمّد، إنّي أرى إقبال هذه السنة يدل على كثرة الغلات و انحطاط الأسعار، فاكتب إلى العمال في المبادرة ببيع الغلاّت. فجلس محمّد يومه كله يعمل كتابا في ذلك، طوّله و بالغ فيه، فلمّا كان من غد عرضه عليه، فقرأه حتى انتهى إلى آخره، فأخذ المأمون قلما، و استمدّ من دواة بين يديه، و خطّ على أول سطر و الثاني و الثالث حتى انتهى إلى آخره (2)،و كتب في حاشيته: أمّا بعد، فإن للأمور أوائل يستدل بها على أواخرها، و أشياء يعرف بها ما تؤول إليه الحال منهما، و ربما أخطأت المخيلة و كذبت الدليلة، و لا يعلم الغيب إلاّ اللّه، و إنّ أمير المؤمنين لما دل عليه إقبال هذه السنة [أن سعر الطعام سينزع، فتقدم في بيع ما استباع] (3) لك من الغلات بالسعر الذي تراه صالحا، و لا تنفق نفقة صغيرة و لا كبيرة إلاّ ما أتاك به كتاب أمير المؤمنين، و السلام.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو محمّد المزكّي، قالا: نا عبد العزيز الكتاني، حدّثني الميداني، نا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن زبر، أخبرني أبي، أنا عبد اللّه ابن عمرو بن أبي سعد، حدّثني الوليد بن أبي سعيد الحاجب عن موسى بن يحيى أن يحيى ابن خالد أصبح مغموما مفكرا، و كان السبب في ذلك أن هارون الرشيد دفع إليه جوهرا عظيم
ص: 236
الخطر، و أمره بحفظه، فجعله يحيى في مجلسه تحت نكأته إلى أن يحرزه حيث يرى، فغلب على قلبه الشغل، فنهض و نسيه مكانه، فذهب و ذكره يحيى فطلبه في الموضع فلم يجده، فأبلغ ذلك منه، فذكر له أمر أبي يعقوب الزاجر، فأمر بإحضاره، فلما استؤذن له قال يحيى لمن حضره: عليكم بالصمت، و لا ينطق أحد بكلمة فيسمعها فيفسد عليه زجره، فأذن له، فدخل، فقال له: مسألة حضرت و أنا سائلك عنها، فانظر ما هي ؟ قال: نعم، أصلحك اللّه، و أطرق طويلا، ثم قال: تسألني عن ضالة ؟ قال: نعم، فانظر ما هي، قال: فجعل يتلفّت يمينا و شمالا، ثم لمس [البساط ] (1) بيده و لا يعلم ما يريد، ثم قال: هو شيء أحمر و أخضر و أبيض، هو سموط (2)،هو في وعاء جراب أو كيس، هو جوهر، قال: أصبت، فمن أخذه ؟ قال: أحد الفرّاشين، و لم يقف كما وقف في المرتين الأوليين (3)،قال: فأين هو؟ قال: في بلاعة، و لم يقف أيضا، فقال يحيى: انظروا كل بلاعة في الدار فاطلبوا فيها، فنظروا فإذا في واحدة منهن أثر (4) قلع و اصلاح، فكشف رأسها و استخرج منها جراب فيه ذلك الجوهر، فأتى به يحيى، فكثر تعجبه و ذهب الغمّ عنه، و صار مكانه سرورا و استبشارا، و قال: يدفع إليه في وقتنا هذا خمسة آلاف درهم، و يبتاع له منزل، في جوارنا بخمسة آلاف درهم. قال:
قال أبو يعقوب: أما الخمسة آلاف فإني آخذها و أما المنزل فلن يبتاع أبدا، قال: فازداد عجبا يحيى، ثم سأله عن زجره في هذه المسألة، فقال: دخلت عليك، أصلحك اللّه، و أنت تعلم أنه لا بصر لي (5)،و إنما يزجر الزاجر على حواسه، و أقوى حواسه بصره، و أكثر زجري على سمعي، فلم أسمع شيئا، و سألتني فأصغيت إلى كلمة - أو لفظة - أزجر عليها، فلم أجد، فاشتققت (6) الزجر من الحال التي كنت فيها، فقلت: ضالة لأنه قد ضل عني كل شيء يمكن التعلّق به، فقلت: أصلحك اللّه، ضالة ؟ فقلت: نعم، فعلمت أنّي قد أصبت، ثم قلت: ما هو؟ فجاءت مسألة أخرى، فجهدت أن أسمع شيئا أزجر عليه، فلم أسمعه، فلمست بيدي البساط ، فوجدت قمع (7) تمرة مما لعله كان في أسفل خف بعض من دخل، فقلت: هذا من
ص: 237
النخلة، و هو يكون أخضر و أحمر و أبيض، و هو كالسّموط إذا كان في طلعه، و هذه صفة الجوهر، فقلت: جوهر في وعاء، فقلت: أصبت، ثم قلت: أصلحك اللّه: من أخذه ؟ فسمعت نهيق حمار، فزجرت عليه و الحمار علج و لا يصل إلى مجلس المولى من العلوج غير الفرّاشين، فقلت: فرّاش، أصلحك اللّه، فأين هو؟ فسمعت غلاما في الصحن يخاطب آخر و يقول: صبّه في البلاعة، فزحرت على قوله، فقلت هو في البلاعة، فأصبت، فقال له يحيى: فكيف قلت فيما أمرنا لك به ؟ قال: إنك لما أمرت بدفع الخمسة آلاف العاجلة سمعت غلاما في الصحن يقول: نعم، فقلت: هي تصل إلي، ثم قلت: أصلحك اللّه يبتاع له منزل في جوارنا بخمسة آلاف، فسمعت آخر يقول في الصحن: لا، فقلت: إنها لا تصل إليّ .
قال: فانصرف أبو يعقوب بالخمسة آلاف معه، و شرع الوكلاء في طلب المنزل في جوار دار يحيى، فبعد خمسة أيام حدث في أمر البرامكة ما حدث (1) يوم السادس، و بطل أمر المنزل.
أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا أبو الحسين (3) محمّد بن عبد الواحد بن علي البزاز (4)،أنا أبو سعيد الحسن بن عبد اللّه السيرافي، نا محمّد بن أبي الأزهر النحوي (5)،نا الزبير بن بكّار قال: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: حدّثني يحيى بن أكثم أنه سمع المأمون يقول: لم يكن كيحيى بن خالد و ولده في الكتابة (6)،و البلاغة، و الجود، و الشجاعة، و لقد صدق القائل حيث يقول:
أولاد يحيى أربع *** كالأربع الطبائع
فهم إذا اختبرتهم *** طبائع الصنائع
ص: 238
فقلت: يا أمير المؤمنين، أما الكتابة (1) و البلاغة و السماحة فنعرفها ففيمن الشجاعة ؟ فقال: في موسى بن يحيى، و قد رأيت أن أوليه الثغر - ثغر السند-.
ذكر أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر، حدّثني علي بن أبي النجم، قال: قال لي يحيى ابن خالد: صف لي ولدي، فإنك خليطهم، قال: نعم، أما الفضل فيرضيك بفعله، و أما جعفر فيرضيك بقوله، و أما محمّد فيفعل بحسب ما يجد، و أما موسى فيفعل ما لا يجد.
رحل فسمع أبا مسهر، و أبا اليمان الحكم بن نافع، و آدم بن أبي إياس، و يحيى بن يحيى، و مكّي بن إبراهيم، و عبدان بن عثمان، و أبا النضر هاشم بن القاسم، و شبابة بن سوار، و أبا نعيم، و أبا غسّان النهدي (2)،و أبا عبد الرّحمن المقرئ، و أبا بكر الحميدي، و أبا صالح عبد اللّه بن صالح، و عمرو بن الربيع بن طارق، و سعيد بن الحكم بن أبي مريم، و أزهر بن سعد السمّان، و عثمان بن الهيثم، و عمر بن حفص بن غياث.
روى عنه: مكي بن عبدان، و المؤمّل بن الحسن بن عيسى، و أبو عمر الحيري محمّد ابن أحمد.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، و أبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم بن أحمد الإسماعيلي، قالا: أنا أبو زكريا يحيى ابن إسماعيل بن يحيى بن زكريا بن حرب، أنا أبو حاتم مكي بن عبدان بن محمّد، نا موسى ابن يزيد أبو عمران الأرغياني، نا عمرو بن طارق، نا يحيى - يعني - ابن أيوب، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عبّاس أن رجلا قال: يا رسول اللّه علي بدنة و أنا موسر و لا أجدها، قال:«اذبح شاة»[12615].
قال: و نا موسى بن يزيد الإسفنجي (3) الأرغياني، نا أزهر، نا أبو حرة، عن الحسن، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من أحب فطرتي فليستنّ بسنّتي، و إنّ من سنّتي النكاح»[12616].
ص: 239
رواه ابن عدي في الكامل (1) عن مكي بن عبدان.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: موسى بن يزيد بن عبد الرّحمن أبو عمران الإسفنجي النيسابوري، و إسفنج من رستاق أرغيان، و كان مقامه أكثره بالبلد، و كان من الزهّاد، ثم ذكر بعض من سمع منه و روى عنه قال: و أخبرني أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان أنه سمع أبا سعيد محمّد بن هارون المسيكي يقول: مات موسى بن يزيد الإسفنجي سنة ثلاث و ستين و مائتين.
7766 - موسى بن يسار الأردنيّ (2)(3)
يقال: إنه من أهل دمشق.
روى عن أبي هريرة مرسلا، و عن الزهري، و نافع، و مكحول، و عطاء، و أبي مصبّح المقرائي، و عدي بن عدي، و ربيعة بن يزيد القصير.
روى عنه: الأوزاعي، و يحيى بن حمزة، و عمرو بن واقد، و سعيد بن أبي أيوب، و أيوب بن حسّان، و عثمان بن حصن بن عبيدة بن علاّق، و أبو خالد يزيد بن يحيى بن الصباغ (4) القرشي، و صدقة بن عبد اللّه السمين، و عقبة بن علقمة البيروتي، و عبد اللّه بن (5)المبارك.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن الوضاح السمسار، نا أبو شعيب عبد اللّه بن الحسن بن أحمد الحراني نا يحيى بن عبد اللّه البابلتي، نا الأوزاعي (6) حدّثني موسى بن يسار قال: لقي أبو هريرة امرأة يعصف ريحها فقال: يا أمة الجبار (7)،المسجد تريدين ؟ قالت: نعم، قال: و له تطيبت ؟ قالت: نعم، قال:
فارجعي، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«ما من امرأة تخرج إلى المسجد يعصف ريحها فتقبل منها صلاة حتى ترجع فتغتسل»[12617].
ص: 240
رواه غيره عن الأوزاعي فقال عن أبي هريرة و شبهه بالمتصل.
أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي.
ح و أخبرنا أبو بكر عبيد اللّه بن جامع بن الحسن بن علي الفارسي المعدّل، و أبو سعد سعيد بن الحسين بن إسماعيل الجوهري، قالا: أنا أبو القاسم الفضل بن عبد اللّه بن المحب، قالا: أنا أبو الحسين الخفاف، أنا أبو العباس السراج، نا زياد بن أيوب، نا مبشر بن إسماعيل الحلبي.
ح قال: و أنا أبو الأحوص، نا ابن كثير جميعا عن الأوزاعي، عن موسى بن يسار، عن أبي هريرة أن امرأة مرّت تعصف ريحها فقال: يا أمة الجبار، المسجد تريدين ؟ قالت: نعم، قال: و له تطيبت ؟ قالت: نعم، قال: فارجعي و اغتسلي، فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:
«أيما امرأة تخرج إلى المسجد يعصف ريحها لا يتقبل اللّه منها حتى ترجع فتغتسل»[12618].
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو القاسم القشيري، و أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، قالا: أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن داود العلوي، نا حاجب بن أحمد، نا محمّد بن يحيى، نا عمرو بن أبي سلمة، عن صدقة بن عبد اللّه، عن موسى بن يسار، عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال في العسل:«في كلّ عشرة أزقّ زقّ » (1)[12619].
رواه أبو داود عن محمّد بن يحيى.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي سعد (2) الجنزرودي، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا محمّد بن مروان، عن هشام بن عمّار، نا عمرو بن واقد، نا موسى بن يسار، عن مكحول، عن جنادة بن أبي أمية قال:
نزلنا دابق و علينا أبو عبيدة بن الجرّاح، فبلغ جيش حبيب بن مسلمة أن ينّة صاحب قبرس (3) خرج يريد بطريق أذربيجان، معه زبرجد و ياقوت و لؤلؤ و ديباج، فخرج في خيل حتى قتله في الدرب، و جاء بما معه إلى أبي عبيدة، فأراد أن يخمّسه، قال حبيب بن مسلمة:
يا أبا عبيدة، لا تحرمني رزقا رزقنيه اللّه، فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم جعل السلب للقاتل، فقال معاذ
ص: 241
ابن جبل: مهلا يا حبيب، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّما للمرء ما طابت به نفس إمامه»[12620].
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال (1):سمعت أبا مسهر يسأل عن موسى بن يسار، فقال: من أهل الأردن.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، قال: قلت ليحيى بن معين: إن الأوزاعي حدّث عن موسى بن يسار أن امرأة مرّت بأبي هريرة، يعصف ريحها، فقال: يا أمة الجبار، المسجد تريدين ؟ فقال: هذا شيخ شامي، و ليس هو موسى بن يسار عمّ محمّد بن إسحاق بن يسار المدني، و قد روى موسى هذا عن مكحول.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (2):
موسى بن يسار عن (3) مكحول، و عدي بن عدي روى عنه يحيى بن حمزة، و روى سعيد بن أبي أيوب عن موسى بن يسار سمع الزهري (4).
و قال محمّد بن يوسف: نا الأوزاعي، حدّثني محمّد بن يسار، عن نافع، عن ابن عمر أنه كان من الماء على غلوتين (5)-أو ثلاث (6)-و لا يميل إليها و هو مسافر.
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.
ص: 242
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):موسى بن يسار الدمشقي، روى عن أبي هريرة مرسلا، و لم يدركه، و روى عن الزهري، و نافع، و عطاء، و مكحول، و أبي مصبّح، روى عنه الأوزاعي، و سعيد بن أبي أيوب، و يحيى بن حمزة، سمعت أبي يقول ذلك، و سألته عنه فقال: شيخ مستقيم الحديث.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا - قراءة - عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: موسى بن يسار أردنّي.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا قال (2):في باب يسار: أوله بالياء المعجمة باثنتين من تحتها: موسى بن يسار الأردنّي، حدّث عن نافع مولى ابن عمر، و عطاء، و الزهري، و مكحول، روى عنه صدقة بن عبد اللّه، و الأوزاعي، و يحيى بن حمزة، و عمرو بن واقد.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو عبد اللّه إسحاق بن محمّد بن يوسف السوسي، قالا: أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، أنا العبّاس بن الوليد بن مزيد، نا عقبة بن علقمة، نا موسى بن يسار قال:
و كان موسى بن يسار يقول: صحبت مكحولا أربع عشرة سنة.
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا محمّد بن علي العميري (3)،أنا أبو سعيد الصيرفي، نا أبو العبّاس الأصم قال: سمعت العباس بن الوليد يقول: سمعت عقبة بن علقمة يقول: سمعت موسى بن يسار و قد كان صحب مكحولا أربع عشرة سنة، و أقام معه، فذكر حكاية.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.
ص: 243
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.
قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا أبو عمير (2)، نا ضمرة (3)،عن بلال بن كعب العكّي (4)،قال: زرنا يحيى بن حسّان البكري (5)،من عسقلان، إلى سناجية (6) أنا و ابن قرين، و ابن أدهم، و موسى بن يسار، قال: فأتانا بطعام، فأمسك موسى يده فقال له يحيى: كلّ ، فقد أمّنا رجل من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في هذا المسجد عشرين سنة، يكنى بأبي قرصافة (7) فكان يصوم يوما و يفطر يوما، فولد لي غلام، فأولمت (8)عليه، فدعوته في اليوم الذي كان يصوم فيه فأفطر، قال: فمدّ موسى يده فأكل، و قام ابن أدهم إلى المسجد فكنسه بردائه.
ذكر أبو بكر الخطيب، و أبو نصر بن ماكولا أن صاحب هذه الحكاية موسى بن يسار، و فرّقا بينه و بين صاحب الترجمة.
أبو محمّد القرشي مولاهم المديني المعروف بموسى شهوات (9)
و إنّما عرف بذلك لأنه كان يجلب إلى المدينة القند (10) و السكر، فقالت امرأة: ما يزال موسى يجيئنا بالشهوات، و قيل: بل كان سئولا ملحفا، و كان كلّما رأى شيئا يعجبه من مال أو متاع تباكى، فإذا قيل له: ما لك ؟ قال: أشتهي هذا، فسمّي شهوات، و هو شاعر محسن، سائر القول، كان في دولة بني أمية، و قدم دمشق، و مدح بها يزيد بن خالد بن يزيد بن
ص: 244
معاوية، و قد اختلف في ولائه فقيل: إنه مولى بني سهم، و يقال: مولى بني تيم مرة، و يقال:
مولى بني عدي بن كعب.
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني مصعب بن عثمان، و حدثتني طيبة مولاة فاطمة بنت عمر بن مصعب بن الزّبير، عن يحيى بن جعفر بن مصعب بن الزّبير أنه مولى بني تيم، و أنه موسى بن يسار، قال الزّبير: و وجدت اسمه في كتاب.
أخبرنا عبد اللّه بن عمر بن القاسم العمري أنه كتاب: يحيى بن جعفر بن مصعب بن الزبير بخطه يقول فيه: هو موسى بن يسار مولى بني تيم، و هو الثبت عندي في نسبه.
قال: و حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه، قال (1):له يقول موسى شهوات مولى بني سهم بن هصيص (2)-يعني - ليزيد بن خالد بن يزيد، قال الزبير: و الثبت عندي مولى بني تيم:
ثم نادي (3) إذا أتيت دمشقا *** يا يزيد بن خالد بن يزيد
يا يزيد بن خالد إن تجبني *** يلقني طائري بسعد السعود (4)
قال: و أخبرني محمّد بن يحيى قال: موسى بن شهوات مولى بني عدي بن كعب، قال: و حدّثتني طيبة مولاة فاطمة بنت عمر بن مصعب بن الزّبير أنها سمعت خالد بن مصعب ابن الزبير، و يحيى بن جعفر بن مصعب بن الزبير يذكران أنّ موسى شهوات مولى بني تيم - و ذلك الثبت عندي - قال الزبير: و زعم بعض الناس أن هذا الشعر لموسى شهوات بن يسار و قال: به سمّي موسى شهوات، يعني قوله:
لست منا و ليس خالك منا *** يا مضيّع الصلاة للشهوات (5)
ص: 245
قال الزبير: و الثبت عندنا أنه لعبد الرّحمن بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه بن البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عبد اللّه الطوسي، نا الزبير بن بكّار قال: و كان أسن بني عبد اللّه بن الزبير بعده - يعني: خبيبا - حمزة بن عبد اللّه، و هو الذي يقول له موسى بن يسار شهوات (1):
حمزة المبتاع بالمال الندا (2) *** و يرى في بيعه أن قد غبن
و هو إن أعطى عطاء فاضلا *** ذا إخاء لم يكدّره بمن
و إذا ما سنة مجحفة *** برت الناس كبري بالسّفن
حسرت عنه نقيّا عرضه *** ذا بلاء عند مخناها (3) حسن
نور صدق بيّن في وجهه *** لم يدنّس ثوبه لون الدرن
كان (4) للناس ربيعا مغدقا *** ساقط الأكفاف إذا (5)[راح ارجحن] (6)
قال الزبير: أنشدنيها مصعب بن عثمان (7)،و أنشدتنيها طيبة مولاة فاطمة بنت عمر بن مصعب بن الزبير، قالت: و أنشدتنيها أم سليمان كاتبة سكينة بنت مصعب بن الزبير، و هي مولاة سكينة بنت مصعب قالت: سمعتها من عامر بن حمزة بن عبد اللّه بن الزبير، قال أبو عبد اللّه الزبير: و سمعت بعضها من عمّي مصعب بن عبد اللّه و من غيره.
قال: و نا الزبير، أخبرتني ظبية (8) مولاة فاطمة بنت عمر بن مصعب قالت: أنشدني خالد بن مصعب بن مصعب بن الزبير، و مصعب بن مصعب هو خضير، و يحيى بن جعفر بن مصعب بن الزبير لموسى بن يسار شهوات يمدح حمزة بن عبد اللّه بن الزبير:
ص: 246
رأيتك يا حمزة نحوي الألي لد *** يك و تحفوا هناك الظلوما
و تجلو لذي الودّ حتى *** تكون أحلاله من جنا النخل خيما
و يأبى فليس يراك العدو *** عند الشدائد إلاّ شتيما
حللت النجاة من أدوانهم *** و كنت أصح لوى أديما
سالت لويا و ألفافها و من *** كان بالناس منهم عليما
من أكرمها منصبا في اللباب *** و أحمدها في لوي زعيما
فكنت و ما شك لي عالم من *** الناس و العلم يشفي الغشوما
كريم لوي إذا حصلت لك *** المجد قدما عليها مقيما
و أطعمهم عند جهد الزمان *** إذا لم ير الشر (1) إلاّ هجوما
خلال البيوت يسف (2) الدرين (3) *** و يجهدن في رعيهن الهشيما
إذا الناس يجتلبون العروق *** إما كريما و إما لييما
و إن قلت حمزة أعني به *** وجدت العروض به مستقيما
قال الزبير: و هي طويلة.
قال الزبير: و حدثتني أنها سمعتهما ينشدان لموسى بن يسار شهوات في حمزة بن عبد اللّه بن الزبير:
فدّى لحمزة يوم القصر من رجل *** أهلي و مالي من مال و من ولد
ما أحسن البشر منه حين يخطبه *** و أشبه (4) اليوم من معروفه بغد
و الخابرون به يثنون أن له *** على غد فضلة في العرف بعد غد
كلتا يديه يمين في نوالهما *** و الناس من شيبه ما عاش في رغد
يستمطرون فيأتي من نوالهما *** فيض يعادل سح الوابل البرد
يدان شبرهما باع مفضلة *** في العرف و الباع منه فوق كل يد
ص: 247
كل جواد له نفسان تأمره *** إحداهما بالندى طبعت (1) على السعد
و جنة لن يراها الدهر أمره *** إلاّ بأنجشة ليطت على النكد
و ما لحمزة من نفس تخالفه في *** الجود لا في ذوي القربى و لا البعد
له الذؤابة من تيم إذا نسبت *** و السر من هاشم و الفرع من أسد
و من فزارة في البيت الذي جبلت *** عليه في الحسب العادي و في العدد
نمت من عامر في خير محتدها *** و من بني جمح في جنة البلد
له عرانين مخزوم و سادتها *** و الراس من دهره الأثرين ذي الخلد
ثم له كاهلا سهم و عزتها *** و من عدي سنام غير ذي عمد
و الخير من بيت عبد الدار ينزعه *** و من غلامصة النجار في الحيد
قال الزبير: و هي أكبر من هذا.
قال: و حدثتني طيبة أن يحيى بن جعفر أنشدها لموسى شهوات يمدح حمزة بن عبد اللّه:
لا يعتق الناس ما رتقت *** و قد تفتق فيهم يا حمزة ما رتقوا
و لا يدانون ما رتقت و قد تدني *** بحسن الفعال ما رتقوا
كان كذا الألى وثتهم *** و سعي آبائهم لدن خلقوا
يمينك يا حمز للمتوح *** مجد على الناس معشر صدق
هيهات دانت لهم على عهد *** ذي القرنين تلك الملوك و السوق
و أنت تحوي على مناهجهم *** لا حرف بادن و لا نزق
و المرء يسعى يسعى أوله *** ما كان و العرق ناشب علق
و نا الزبير قال: و حدثتني طيبة أنها سمعت يحيى بن جعفر ينشد لموسى شهوات يمدح حمزة بن عبد اللّه.
يا حمزة إنك ربما وصلت *** حبالك ذا الوسائل
و حبوت غير ذوي الوسيلة *** بيني شرف المنازل
سحا لك العذق التي *** أدبت على فرط المسائل
بين الأعزة عامر و فروع *** كعب ذوي القوافل
ص: 248
حبيب كحوب رحى الطحين *** عليك في الحسب الحلاحل
ففرعتها و وسطتها *** و نصلتها عند التناضل
سائل سراة بني لؤي *** ثم سائل في القبائل
تنبيك أن أخا الفعال *** و خير معتمد الأرامل
و محل أوليه الرجال *** إذا تحول كل نائل
و مقيد قائده الكرام *** من المكارم و الحلائل
فالقصر قافية الحياة *** لمن أتاه و فوق وائل
يهب المخيس من عناق *** الأخبية و الماطل
و الغرّ من [غر] (1) الولائد *** كالجآذر في الحمائل
و عنان كل طيرة أو سابح *** يهد المراكل
و هو المعص أخا الثفال *** يريقه عند التنافل
و لزاز كل الديدلي *** دون حجته بباطل
و أخو أخانا نافع *** باخائه سمح الشمائل
و فتى الصباح إذا النساء *** كشفن عن وضح الخلاخل
و مضيف الضيفان من *** كوم لورب في المراجل
يا عز في شرائه جون *** السراة من التوابل
و خطيب مجمعة يقول *** بكل فاضلة لفاضل
و كريم أقوام كرام *** عامرين لكل واعل
حسد على نفع المحاور *** في الرخاء و في الزلازل
و مجامل و مواصل لذوي *** الوصال و للمحامل
و ملائم للمستدين و خير *** ذي عهد لواصل
7768 - موسى بن يوسف بن موسى بن راشد أبو عوانة الرازي (2)
أصله من الكوفة، و أصل أبيه من الأهواز.
سمع: حماد بن حماد التميمي، و أحمد بن عبد اللّه بن يونس، و عبد اللّه بن براد
ص: 249
الأشعري، و عبد الرّحمن بن محمّد، و أبا معمر إسماعيل بن إبراهيم القطيعي، و بدمشق: عبد اللّه بن ذكوان المقرئ، و بغيرها سليمان بن عبيد اللّه بن عمرو بن جابر أبا أيوب المازني البصري (1)،و أبا سليمان الربيع بن سليمان البهري (2)،و أبا الربيع سليمان بن داود الزهراني، و الحسين بن علي بن الأسود العجلي.
روى عنه: أبو محمّد بن أبي حاتم، و محمّد بن محمّد بن الأزهر، و أبو علي حامد بن محمّد الرفاء، و أبو الحسن محمّد بن أحمد بن علي [الأسدي المعروف بابن حرارة (3)،و أبو حامد بن زكريا النيسابوري نزيل قزوين، و أبو الحسين محمد بن أحمد بن علي] (4)الاسواري.
أخبرنا (5) أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا القاضي أبو منصور محمّد بن أحمد ابن علي، نا أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ ، نا محمّد بن أحمد بن علي، نا أبو عوانة موسى بن يوسف بن موسى القطّان، نا محمّد بن عتبة الكندي، نا محمّد بن عبيد النخعي، نا مهاجر الصائغ، عن عطاء بن يسار، عن عائشة [قالت:] (6) لم يكن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في شهر أكثر صياما منه في شعبان، لأنه ينسخ فيه أرواح الأحياء في الأموات، حتى إن الرجل يتزوج و قد رفع اسمه فيمن يموت.
أخبرنا (7) أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الحافظ ، أنا أحمد بن عبد الرّحمن، أنا علي ابن ماشاذة، نا محمّد بن أحمد بن علي، نا أبو عوانة موسى بن يوسف بن موسى القطّان الكوفي، نا سعيد بن أبي الربيع البصري، أخبرني حمّاد بن بشر بن عبد اللّه بن جابر العبدي، نا أنس بن مالك عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إن الرجل لا يكون مؤمنا حتى يكون قلبه مع لسانه سواء، و يكون لسانه مع قلبه سواء، و لا يخالف قوله عمله، و يأمن جاره بوائقه» (8)[12621].
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا سليمان بن إبراهيم، نا علي بن
ص: 250
محمّد بن ميلة، نا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن علي، نا أبو عوانة موسى بن يوسف، نا أبو الربيع الزهراني، نا أبو شهاب الحناط (1)،عن سعيد الجريري، عن عمران القمي قال: جاء رجل إلى حذيفة فقال: يا أبا عبد اللّه، إنّي أخشى أن أكون منافقا، قال: تصلي إذا خلوت و تستغفر إذا أذنبت ؟ قال: نعم، قال: اذهب، فما جعلك اللّه منافقا.
قرأت بخط أبي الفتح سليم بن أيوب الفقيه، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب عنه، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن الحسين البصير (2)،أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، نا موسى بن يوسف أبو عوانة الكوفي، نا عبد اللّه بن ذكوان الدمشقي، نا مروان بن محمّد - يعني - الطاطري، نا عبد اللّه بن وهب، عن إبراهيم - يعني - ابن نشيط ، عن عمّار بن سعد قال:
يكون في آخر هذه الأمة قوم يعظّمون اللّه و يجلونه حتى يكفروا به، و هم الجهمية (3).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الأصبهاني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبي، أنا محمّد بن محمّد بن الأزهر، نا أبو عوانة موسى بن يوسف القطّان قال: سمعت أبا معمر الهذلي يقول: سمعت عبادة بن العوّام قال: قدم علينا شريك بن عبد اللّه واسط ، فقلت: إن عندنا قوما ينكرون هذه الأحاديث:«إن اللّه عزّ و جل ينزل إلى سماء الدنيا» و ما أشبهها، قال:
و ما ينكرون إنّما جاء بهذه من جاء بالصلاة و السنن عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم (4) قال: موسى بن يوسف بن موسى [بن راشد] (5) القطّان أبو عوانة الكوفي، الرازي، روى عن أحمد بن [عبد اللّه بن] (6) يونس، و علي بن الجعد، و علي ابن حكيم الأودي، سمعت منه، و كان صدوقا.
ص: 251
أخبرنا أبو جعفر بن أبي علي - في كتابه - أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عوانة موسى بن يوسف بن موسى القطّان الرازي، سمع حمّاد بن حمّاد التميمي، و عبد اللّه بن براد الأشعري، و عبد الرّحمن بن محمّد بن سعيد العسكري، كنّاه لي محمّد بن صالح.
كتب إليّ أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، و أبو القاسم علي بن محمّد بن عبيد اللّه، ثم أخبرني أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد الحلواني، أنا أبو علي الحدّاد، قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيّان يقول: مات موسى ابن يوسف بن موسى القطّان سنة ثلاث (1) و ثمانين و مائتين.
7769 - موسى (2) الحضرمي
أحد الصالحين بدمشق، يأتي ذكره في ترجمة أبي بكر بن معمر الهلالي.
يعرف بابن أصيبعات القزّاز
سمع أبا عبد اللّه محمّد بن علي بن يحيى بن سلوان، و أبا الفرج محمّد بن عبد الواحد ابن محمّد الدارمي، و رشأ بن نظيف، و أبا علي الأهوازي، و أبا القاسم الحنائي، و أبا الحسن (3) علي بن الحسين بن صدقة بن السراي (4)،و ابن أبي الحديد، و علي بن الخضر.
سمع منه: أبو محمّد بن صابر، و ذكر أنه كذاب في نسبه، ادّعى أنه من ولد عثمان بن عفّان، قال: و قد كنت أرى في سماعه المؤمّل بن أحمد المصّيصي، و مرة الأنصاري، قال:
و سألته عن مولده فقال: ولدت ليلة الخميس الحادي و العشرين من رجب سنة سبع و عشرين و أربعمائة بدمشق.
أنبأنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد بن الفقيه، و أبو محمّد بن صابر، قالا: أنا أبو
ص: 252
البركات المؤمّل بن أحمد بن المؤمّل المصّيصي سنة سبع و ثمانين و أربعمائة بدمشق، أنا أبو الحسن علي بن الخضر السلمي، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد الرّازي، نا أبو إسحاق إبراهيم ابن محمّد بن صالح، نا محمّد بن سليمان أبو أسامة، عن داود بن يزيد، عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في قوله: عَسىٰ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقٰاماً مَحْمُوداً (1) قال:«هو المقام الذي أتشفع فيه لأمّتي»[12622].
قرأت بخط أبي محمّد بن صابر: توفي شيخنا أبو البركات المؤمّل بن أحمد بن المؤمّل المصّيصي ليلة الاثنين، و دفن يوم الاثنين الرابع عشر من ذي القعدة سنة سبع و سبعين و أربعمائة.
و هكذا ذكر أبو محمّد بن الأكفاني إلاّ أنه لم يذكر ليلة الاثنين.
7771 - مؤمّل بن إهاب (2)،و يقال: يهاب (3) بن قفل بن سدل (4)
أبو عبد الرّحمن الرّبعي (5)(6)
قدم دمشق سنة خمس و أربعين و مائتين، و حدّث عن مؤمّل بن إسماعيل، و عبد الرّزّاق ابن همّام، و عبد اللّه بن يزيد المقرئ، و النضر بن محمّد اليمامي، و سعيد بن عامر، و عثمان ابن عمر، و عبد اللّه بن الوليد العدني، و أبي عامر العقدي، و سيّار بن حاتم، و زيد بن يحيى ابن عبيد، و مالك بن سعير (7)،و يزيد بن أبي حكيم العدني، و أبي المورّع محاضر بن المورّع، و يحيى بن آدم، و محمّد بن يوسف الفريابي، و يزيد بن هارون، و أبا داود سليمان ابن داود الطيالسي، و ضمرة بن ربيعة، و فديك بن سلمان، و منبّه (8) بن عثمان، و زيد بن الحبّاب، و محمّد بن عبيد الطنافسي، و عصام بن خالد، و محمّد بن عبد اللّه بن كناسة، و إسماعيل بن أبي أويس، و روّاد بن الجرّاح، و نعيم بن حمّاد، و أيوب بن سويد الرملي.
ص: 253
روى عنه: أبو حاتم الرّازي، و أبو بكر بن أبي خيثمة، و أبو الحسن بن جوصا، و عبد اللّه بن العباس الطيالسي، و محمّد بن الحسن بن قتيبة، و الحسين بن إسماعيل النقار الرملي، و سعيد بن هشام بن مرثد الطبراني، و أبو بكر محمّد بن الأصبغ بن محمّد القرقساني المحشاني، و محمّد بن خريم (1)،و أبو يحيى محمّد بن سعيد الخريمي (2) المري، و سعيد بن عبد العزيز الحلبي، و أبو عبد الرّحمن محمّد بن العبّاس بن الدرفس، و أبو جعفر أحمد بن فيّاض القرشي، و محمّد بن عثمان بن حمّاد الأنصاري، و أبو بكر محمّد بن عمران بن موسى الصائغ المعروف بالبياضي الرملي، و أحمد بن نصر بن شاكر، و عبدان الجواليقي، و محمّد ابن يحيى السماقي، و محمّد بن تمام بن صالح البهراني، و أبو الفضل أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن هلال السلمي، و أبو بكر محمّد بن حميد بن سليمان الحوراني (3)،و محمّد بن إدريس بن الحجّاج بن أبي حمادة الأنطاكي، و أبو عقيل أنس بن السّلم (4) الخولاني، و أبو بكر بن أبي داود، و عبد الجبّار بن أحمد السمرقندي، و خطاب بن سعد الخير، و أبو بكر بن أبي الدنيا، و عبد اللّه بن محمّد بن يونس أبو الحسين السمناني، و أبو الجهم بن طلاّب، و سليمان بن محمّد الخزاعي، و محمّد بن صالح بن عبد الرّحمن بن أبي عصمة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و علي بن المسلم الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن هلال السلمي (5)،نا أبو عبد الرّحمن المؤمّل بن إهاب، نا محمّد بن عبيد، نا أبو الأحوص بن حكيم، عن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصامت قال: أمّنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في شملة قد خالف بين طرفيها و عقدها في قفاه[12623].
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا عبد اللّه بن محمّد بن يونس السمناني، نا مؤمّل بن إهاب، نا أبو داود، نا شعبة، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد اللّه، و هو أبو موسى الأشعري، قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:
«إنّ هذا الدينار و الدرهم أهلكا من كان قبلكم، و هما مهلكاكم»[12624].
ص: 254
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن ابن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا أحمد بن عامر بن عبد الواحد البرقعيدي، نا مؤمّل بن إهاب، نا عبد اللّه بن المغيرة، عن سفيان، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«الليل و النهار مطيتان، فاركبوهما بلاغا إلى الآخرة»[12625].
قال مؤمّل: فذاكرت أبا عاصم النبيل هذا الحديث، فقال: ما تنكر من هذا الحديث ؟ فقلت: ذاكرت به بالحجاز (2) و الشام و مصر و العراق فلم يكن أحد يعرفه.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، و علي بن الحسن بن سعيد، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، أنا الحسين بن صفوان البردعي، نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، حدّثني المؤمّل بن إهاب، نا سيّار بن حاتم، عن جعفر بن سليمان، عن مالك بن دينار قال: بلغني أن ريحا تكون في آخر الزمان و ظلم (4)،فيفزعوا (5) الناس إلى علمائهم فيجدونهم قد مسخوا.
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (6):مؤمّل بن إهاب المكّي الربعي، أبو عبد الرّحمن، روى عن يزيد بن هارون، و ضمرة بن ربيعة، و القاسم بن محمّد الجرشي، و الفريابي، و فديك بن سلمان، و مكبر (7) بن عثمان، و محمّد بن عبيد، و عبد الرّزّاق، سمعت أبي يقول ذلك.
قال أبو محمّد: روى عنه أبي، و سئل عنه فقال: صدوق.
ص: 255
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - قراءة عليه - عن طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو عبد الرّحمن مؤمّل بن إهاب.
كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عيسى أبو القاسم، عن أبيه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس.
ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و ابن سعيد، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - الخطيب أبو بكر (1)،نا الصوري، أنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزدي، أنا عبد الواحد بن محمّد بن مسرور، نا أبو سعيد بن يونس قال:
مؤمّل بن إهاب بن عبد العزيز بن قفل الربعي ثم العجلي، يكنى أبا عبد الرّحمن، كوفي، قدم مصر، و كتب عنه و خرج، فكانت وفاته بالرملة يوم الخميس لسبع ليال خلون من رجب سنة أربع و خمسين و مائتين.
أخبرنا أبوأ (2) الحسن و أبو منصور، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):المؤمّل بن إهاب بن عبد العزيز بن قفل بن سدل (4) أبو عبد الرّحمن الربعي، كوفي، قدم بغداد و حدّث بها عن مالك بن سعير (5) بن الخمس، و ضمرة بن ربيعة، و سيّار بن حاتم، و النضر بن محمد (6) الجرشي (7)،و أبي داود الطيالسي، و محمّد بن عبيد الطنافسي، و يزيد بن هارون، و عبد الرّزّاق بن همّام، و محمّد بن يوسف الفريابي، روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، و أحمد ابن أبي خيثمة، و صالح جزرة، و أبو عبد الرّحمن النسائي، و أحمد بن الحسين (8) بن إسحاق الصوفي، و هيثم بن خلف الدوري، و محمّد بن محمّد الباغندي، و أحمد بن إسحاق بن البهلول، و قال ابن أبي حاتم: روى عنه أبي، و سئل عنه فقال: صدوق.
ص: 256
قال (1):و أنا أحمد بن أبي جعفر، أنا محمّد بن عدي البصري - في كتابه - نا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري، قال: سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث يقول: كتبت عن مؤمّل ابن إهاب بالرملة، و بحلب، و بحمص، قال: و قرأت على الجوهري، عن محمّد بن العبّاس، نا محمّد بن القاسم الكوكبي (2)،نا إبراهيم بن عبد اللّه بن الجنيد قال: سئل يحيى ابن معين - و أنا أسمع - عن مؤمّل بن إهاب فكأنه ضعّفه.
قال: و أخبرني محمّد بن علي الصوري، أنا عبيد اللّه بن القاسم الهمداني - بأطرابلس - أنا عبد الرّحمن بن إسماعيل العروضي، نا أبو عبد الرّحمن النسائي قال: مؤمّل بن إهاب لا بأس به.
قال (3):و أنا البرقاني، أنا علي بن عمر الدارقطني، نا الحسن بن رشيق، نا عبد الكريم ابن أبي عبد الرّحمن النسائي، عن أبيه، ثم أخبرني الصوري، أنا الخصيب بن عبد اللّه، قال:
ناولني عبد الكريم - و كتب لي بخطه - قال: سمعت أبي يقول: مؤمّل بن إهاب رملي، أصله كرماني، ثقة.
قال (4):و أنا البرقاني، نا يعقوب بن موسى الأردبيلي، نا أحمد بن طاهر الميانجي، نا سعيد بن عمرو البردعي، قال: قال لي أبو زرعة: كان المؤمّل بن إهاب ببغداد، فقلت لأبي بكر الأعين: امض بنا إليه، قال: إنه يتعسر، قلت: فدعه إذا، قال أبو زرعة: ما سهل علي احتمال العسرة، و هذه الأشياء.
قال (5):و حدّثني الصوري لفظا، أنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن الحاج الإشبيلي بمصر، نا أحمد بن محمّد بن الحسين بن السندي، نا محمّد بن عمر بن الحسن (6)،حدّثني علي بن محمّد بن أبي سليمان قال: قدم مؤمّل بن إهاب الرملة، فاجتمع عليه أصحاب الحديث، و كان زعرا (7) ممتنعا، فألحوا عليه، فامتنع أن يحدّثهم، فمضوا بأجمعهم و ألّفوا
ص: 257
منهم بعثين (1)،فتقدموا إلى السلطان، فقالوا: إنّ لنا عبدا سياله (2) علينا حقّ صحبة و تربية، و قد كان أدبنا فأحسن لنا التأديب و آلت بنا الحال إلى الإضافة بحمل المحبرة و طلب الحديث، و إنّا أردنا بيعه فامتنع علينا، فقال لهم السلطان: و كيف أعلم صحة ما ذكرتم ؟ قالوا: إن معنا بالباب جماعة من حملة الآثار، و طلاّب العلم، و ثقات الناس، فيكتفي بالنظر إليهم دون المسألة عنهم، و هم يعلمون ذلك، فتأذن بوصولهم إليك لتسمع منهم، فأدخلهم و سمع منهم مقالتهم، و وجه خلف المؤمل بالشرط و الأعوان يدعونه إلى السلطان، فتعذر، فجذبوه و جرروه و قالوا: أخبرنا أنك قد استطعمت الإباق، فصار معهم إلى السلطان، فلمّا دخل عليه قال له: ما يفكيك ما أنت فيه من الإباق حتى تتعزز على سلطانك ؟ امضوا به إلى الحبس، فحبس مؤمّل و كان من هيئته أنه أصفر طويل خفيف اللحية، يشبه عبيد أهل الحجاز، فلم يزل في حبسه أياما حتى علم بذلك جماعة من إخوانه، فصاروا إلى السلطان و قالوا: إنّ هذا مؤمّل ابن إهاب في حبسك مظلوم، فقال لهم: و من ظلمه ؟ فقالوا له: أنت، قال: ما أعرف من هذا شيئا، و من مؤمّل هذا؟ قالوا: الشيخ الذي اجتمع عليه جماعة. فقال: ذاك العبد الآبق، فقالوا: ما هو بآبق، بل هو إمام من أئمة المسلمين في الحديث، فأمر بإخراجه، و سأله عن حاله فأخبره، كما أخبره الذين جاءوا يذكرون له حاله، فصرفه و سأله أن يحله، فلم ير مؤمّل بعد ذلك ممتنعا امتناعه الأول حتى لحق باللّه عزّ و جلّ .
قال (3):و حدّثني عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا مكّي بن محمّد بن الغمر المؤدّب، أنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن زبر قال: سنة أربع و خمسين. قال الحسن بن علي بن داود بن سليمان فيها مات مؤمّل بن إهاب.
قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال عمرو بن دحيم: مات بالرملة يوم الخميس لسبع ليال خلون من رجب سنة أربع و خمسين و مائتين.
قال: و أنا أبو سليمان قال: مؤمّل بن إهاب - يعني - مات سنة أربع و خمسين و مائتين.
ص: 258
حدّث عن أبي عبد اللّه محمّد بن الفضل بن نظيف المصري (1) الفراء (2)،و أبي بكر عبد اللّه بن محمّد البغدادي الحساني، و عبد الوهّاب الكلابي، و أبي بكر محمّد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد.
روى عنه: نجاء بن أحمد.
ابن الحكم بن أبي العاص الأموي
له ذكر (3).
كان مع الوليد بن يزيد حين قتل، له ذكر.
شهد مير الأنهار بدمشق في خلافة هشام، له ذكر.
أبو سعيد الحرّاني (4)
سمع بدمشق: الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب بن شابور، و مروان بن معاوية الفزاري، و بغيرها: محمّد بن سلمة الحرّاني، و عيسى بن يونس السبيعي، و بقية بن الوليد، و بشر بن السري.
روى عنه: يحيى بن يحيى النيسابوري، و هو أكبر منه، و أبو حاتم الرّازي، و أبو داود السجستاني في سننه، و محمّد بن يحيى بن عبد اللّه بن فارس الذهلي، و محمّد بن يحيى بن كثير (5) الحرّاني، و أبو شعيب عبد اللّه بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحرّاني، و عمرو ابن يحيى بن الحارث.
ص: 259
أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن داود الفقيه، و أبو غالب محمّد بن الحسن ابن علي النصري، قالا: أنا أبو علي علي بن أحمد بن علي التستري، أنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن عمر اللؤلؤي، نا أبو داود سليمان بن الأشعث، نا مؤمّل بن الفضل، ثنا الوليد عن (1) سعيد بن (2) عبد العزيز، حدّثني إسماعيل بن عبيد اللّه، حدثتني أم الدّرداء عن أبي الدّرداء قال: خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في بعض غزواته في حرّ شديد حتى إن أحدنا ليضع يده على رأسه - أو كفّه - من شدة الحر، و ما فينا صائم إلاّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و عبد اللّه بن رواحة.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنبأ أبو جعفر العقيلي، قال (3):حدّثنا عبد اللّه بن الحسن الحرّاني، نا مؤمّل بن الفضل، نا بشر بن السري، عن زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن عطاء ابن يسار، عن أبي هريرة قال: كان من تلبية النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«لبّيك إله الحق»[12626].
قال أبو جعفر: هذا الحديث (4) يعرف بعبد العزيز الماجشون عن عبد اللّه بن الفضل، عن الأعرج، عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.
أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):
مؤمّل بن الفضل الحرّاني أبو سعيد، روى عن عيسى بن يونس، و محمّد بن سلمة الحرّاني، و مروان الفزاري، و الوليد بن مسلم، روى عنه أبي، و يحيى (6) بن يحيى النيسابوري، سمعت أبي يقول ذلك، و سألته عنه فقال: كان ثقة رضا.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن
ص: 260
حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو سعيد مؤمّل بن الفضل الحرّاني، سمع عيسى بن يونس، و مروان الفزاري.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبيد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو سعيد مؤمّل بن الفضل بن عمير الحرّاني.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن المظفّر الشامي، أنا أحمد بن محمّد المجبر، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي قال: مؤمّل بن الفضل في حديثه متهم، و لا يتابع عليه (1).
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو سعيد مؤمّل بن مجاهد الحرّاني، سمع أبا عمرو السبيعي، و مروان بن معاوية، روى عنه الذهلي، و محمّد بن يحيى بن كثير الحرّاني، نسبه، و كنّاه لنا أبو عروبة.
قرأت على أبي الحسين علي بن المسلم الفرضي، عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم الرازي، أنا أبو القاسم هبة اللّه (2) بن إبراهيم بن عمر بن الصوّاف، أنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأذني، أنا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود الحرّاني قال (3)في الطبقة الخامسة من طبقات أهل الجزيرة: مؤمّل بن الفضل بن مجاهد الحرّاني، كنيته أبو سعيد، حدّثني محمّد بن يحيى أنه مات سنة تسع و عشرين و مائتين (4).
ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي (5)
له ذكر، و كان له عقب بالأندلس، من ولده عبد الملك بن المؤمن بن الوليد، و من
ص: 261
ولده معاوية بن المؤمن، و قتل مؤمن هذا بأفريقية، قتله عبد الرّحمن بن حبيب الفهري (1)صاحب إفريقية، و أخاه العاص بن الوليد.
7778 - مؤنس المطهر (2)
أحد قوّاد الدولة العباسية.
غزا الصائفة في المحرم سنة أربع و ثلاثمائة في أيام المقتدر باللّه، و ولاّه حرب المغاربة لما توجهوا إلى مصر، فخرج إليها حتى صرفهم عنها، ثم رجع إلى بغداد، فزاد المقتدر في إكرامه، كان دخوله بغداد في شوال سنة تسع و ثلاثمائة، فتلقاه الجيش و وصل إلى المقتدر، فخلع عليه و على اثني عشر من قوّاده، و طوّقوا، و سوّروا، و ولاّه غزو الروم يوم الاثنين لسبع خلون من صفر سنة إحدى عشرة و ثلاثمائة، ثم رجع متوجها إلى دمشق في ذي القعدة سنة إحدى عشرة و ثلاثمائة (3)،ثم كتب إليه عند إيقاع القرامطة (4) بالحاجّ يؤمر (5) بالقدوم إلى بغداد، فتوجه إليها، فدخلها في شهر ربيع الأول (6) سنة اثنتي عشرة و ثلاثمائة.
ابن يقظة بن مرّة بن كعب القرشي المخزوميّ (7)
أدرك حياة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.
ص: 262
و سكن الشام، و كان مع علي بن أبي طالب بصفّين.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون.
ح و أخبرنا أبو العزّ الكيلي، أنا أبو طاهر.
قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط قال (1):
عبد الرّحمن و المهاجر ابنا خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، و أمّهما بنت أسد بن مدرك الخثعمي، و في نسخة: بنت أنس (2) بدل أسد، و هو الصواب.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو عبد اللّه الطوسي، نا الزّبير بن أبي بكر قال في تسمية ولد خالد بن الوليد (3):و المهاجر بن خالد، و عبد اللّه بن خالد قتل باليرموك (4)،و أمّهم بنت أنس بن مدرك، و المهاجر بن خالد الذي يقول:
أ ما يريني أسبط العنبات
فقد لهوت بالنساء الحرات
في ثبيط البطحاء مضرحيات (5)
و هو الذي يقول (6):
ربّ (7) ليل ناعم أحببته *** في عفاف عند قباء الحشا
و نهار قد لهونا بالتي *** لا يرى شبه لها فيمن مشى
و معاش قد شهدنا حسن *** فطشا الدهر علينا (8) فطشا
ذاك إذ نحن و سلمى جيرة *** تصل الحبل و تعصى من تشا (9)
ص: 263
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (1):و كان لخالد بن الوليد من الولد: المهاجر، و عبد الرّحمن، لا بقية له، و عبد اللّه الأكبر، قتل بالعراق، و أمّهم أسماء بنت أنس بن مدرك الخثعمي، و سليمان بن خالد، و به كان يكنّى، و أمه كبشة بنت هوذة بن أبي عمرو بن عدي بن أمية بن عبد اللّه بن رباح بن ربيعة بن حرام بن ضنّة بن عبد بن كثير بن عذرة من قضاعة، و عبد اللّه الأصغر، و أمه أم تميم.
أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون بن النرسي في كتابه إلينا.
و حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (2):مهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزوميّ .
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن المهاجر، عن الشعبي قال: ورّث عمر أهل الشام أيام الطاعون بعضهم من بعض، و ذلك إذا ماتوا لا ندري أيّهم مات قبل صاحبه، ثم أخرج مواريثهم إلى الأحياء من ورثهم، و إنما يكون هذا بين المتوارثين، و خرج الحارث بن هشام في سبعين من أهل بيته فلم يرجع منهم إلاّ أربعة، فقال المهاجر بن خالد بن الوليد (3):
من يسكن الشام يعرّس به *** و للشام إن لم يفننا كارب
أفنى بني ريطة (4) فرسانهم *** عشرون لم يقصص لها شارب
و من بني أعمامهم مثلهم *** لمثل هذا عجب العاجب
طعنا و طاعونا مناياهم *** ذلك ما خطّ لنا الكاتب
ص: 264
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو علي بن المسلمة، أنا أبو الحسن الحمامي، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا أبو محمّد الحسن بن علي القطّان، نا إسماعيل بن عيسى العطّار، نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال:
فبلغنا أن الطاعون الذي كان بعمواس لم ينج منه أحد من آل المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم غير المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة، و عبد اللّه بن أبي عمرو بن حفص ابن المغيرة، و عبد اللّه (1) بن الحارث بن هشام بن المغيرة، فقال المهاجر يومئذ في مصابهم:
من يسكن الشام و يعرّس بها *** و الشام إن لم تفنينا كارب
أفنى بني ريطة (2) فرسانهم *** عشرون لم تقصص لها شارب
و من بني أعمامهم مثلهم *** لمثل هذا العجب العاجب
طعن و طاعون مناياهم *** ذلك ما خطّ لنا الكاتب
و ريطة بنت سعيد (3) بن سهم، و كان لها عشر بنين من المغيرة (4).
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش بن المسلم، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمّد، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي، أخبرني محمّد بن سعدان عن الحسن بن عثمان قال: و ممن قتل من أصحاب علي بصفّين: المهاجر بن خالد بن الوليد المخزوميّ .
قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الحسين المبارك بن (5) عبد الجبّار، أنا عبد الكافي بن عبد الكريم بن عمر، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد، نا محمّد ابن أحمد بن يعقوب في نسخته من قتل من أصحاب علي بصفّين: المهاجر بن خالد بن الوليد المخزوميّ (6).
ص: 265
دينار مولى أسماء بنت يزيد الأنصاريّة الأشهلية (1)
من أهل دمشق، و هو والد عمرو و محمّد ابني (2) مهاجر.
روى عن مولاته أسماء، و معاوية بن أبي سفيان، و كعب الأحبار.
روى عنه: ابناه عمرو، و محمّد، و الوليد بن سليمان بن أبي السائب، و معاوية بن صالح.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرّحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد (3)،نا فضيل بن محمّد الملطي.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو بكر القطّان، و أبو نصر بن الجندي، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن أبي العقب.
ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الغسّاني، أنا أبي أبو العبّاس، أنا أبو محمّد بن أبي نصر بن أبي يعقوب في آخرين قالوا: ثنا أبو زرعة.
قالا: ثنا أبو نعيم، نا عبد الملك بن أبي غنية (4)،عن محمّد بن المهاجر الأنصاري، عن أبيه، عن أسماء ابنة يزيد قالت: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«لا تقتلوا أولادكن (5) سرّا فإن الغيل (6) يدرك الفارس فيد عثره (7) عن فرسه»[12627].
و رواه عمرو بن مهاجر عن أبيه أيضا.
أخبرناه عاليا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عبد العزيز
ص: 266
الجوهري، أنا عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الحرفي، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، نا الهيثم بن خارجة، نا إسماعيل بن عمرو بن مهاجر، عن أبيه، عن أسماء ابنة يزيد أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لا تقتلوا أولادكم سرّا فإن الغيل يدرك الفارس ظهر فرسه»[12628].
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، نا أبو نعيم، نا ابن أبي غنية، عن محمّد بن مهاجر الأنصاري، عن أبيه، عن أسماء بنت يزيد الأنصاريّة قالت:
مرّ بي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أنا في جواري (1) أتراب، فقال:«إيّاكن و كفر المنعمين»، و كنت أجرأهن عليه مسألة، فقلت: يا رسول اللّه، و ما كفر المنعمين ؟ قال:«لعلّ (2) إحداكن تطول أيمتها عند أبويها، ثم يرزقها اللّه زوجا، ثم يرزقها اللّه ولدا، ثم تغضب الغضبة فتكفر بها فتقول: و اللّه ما رأيت منك خيرا قط »[12629].
أنبأنا أبو علي الحدّاد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا فضيل بن محمّد الملطي، نا أبو نعيم، فذكر بإسناده نحو (3).
أنبأنا أبو علي أيضا، أنا أبو نعيم (4)،نا عبد اللّه بن جعفر، نا إسماعيل بن عبد اللّه، نا عبد اللّه بن يوسف (5)،نا محمّد بن مهاجر، عن أبيه قال: حدثتني أسماء بنت يزيد أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من ترك دينارين ترك كيّتين» (6)[12630].
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن السلامي، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و ابن النرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (7):
ص: 267
مهاجر مولى أسماء بنت يزيد الأشهلية، و يقال: مولى الأنصار، سمع كعب (1)،روى عنه ابناه: عمرو، و محمّد، يعد في الشاميين (2)،و قال عبد اللّه بن يوسف: نا محمّد بن مهاجر، عن أبيه، عن أسماء بنت يزيد أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من ترك دينارين كثير» (3).
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):مهاجر مولى أسماء بنت يزيد،[و يقال: مولى الأنصار، شامي، روى عن أسماء بنت يزيد] (5) روى عنه ابناه: عمرو بن مهاجر، و محمّد بن مهاجر، و معاوية بن صالح، و الوليد بن سليمان بن أبي السائب، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: مهاجر بن دينار الأنصاري.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا - قراءة - عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.
ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد بن (6) عمير - قراءة - قال: و سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: المهاجر بن دينار بن أبي مسلم الأنصاري، أبو عمرو بن مهاجر مولى أسماء، دمشقي (7).
حدّثني أبو المعمر المبارك بن أحمد، أنا المبارك بن (8) عبد الجبّار بن أحمد، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الواحد بن محمّد الحريري، أنا أبو حفص عمر بن محمّد الزيات، أنا
ص: 268
أبو عبد اللّه أحمد بن الحسين بن عبد الجبّار الصوفي، نا أبو أحمد الهيثم بن خارجة، نا إسماعيل بن عيّاش (1)،عن عمرو بن مهاجر، عن أبيه أنه سمع معاوية بن أبي سفيان يقول:
الجمعة على من آب إلى أهله.
قال: و نا إسماعيل، عن عمرو بن مهاجر، عن أبيه أنه سمع معاوية بن أبي سفيان كان يصلي يوم الجمعة بنهار طويل، و كان أهل القريّات (2) من مرج الصّفّر يشهدونها معه ثم ينصرفون إلى أهليهم فيأتونهم قبل غروب الشمس، و مرج الصّفّر ثمانية عشر ميلا، قال الهيثمي: يعني إلى دمشق (3).
قال: و نا إسماعيل، عن عمرو، عن أبيه أن معاوية كان يخطب الناس بدمشق يقول في خطبته: يا أهل قردا (4)،يا أهل زاكية و أقاصي الغوطة و أداني البثنية (5) لا تدعنّ الجمعة بدمشق.
استعمله يزيد بن عبد الملك على اليمامة، و أقرّه هشام بن عبد الملك ثم عزله.
سمع يحيى بن أبي كثير.
حكى عنه ابنه محمّد بن أبي المهاجر.
ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن سعد القطربلي فيما قرأته بخطه قال: كان المهاجر بن عبد اللّه في مسجد دمشق فيعدل عن القناديل و قد مدحه جرير فقال (6):
إنّ المهاجر حين يبسط كفه *** سبط البنّان طويل عظم الساعد (7)
و لقد حكمت فكان حكمك مقنعا *** و خلقت زين (8) منابر و مساجد
ص: 269
كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا سعيد ابن القاسم المطوعي، حدّثني أبو علي الحسين بن..... (1) بعسكر مكرم، نا الحسن بن كثير الطائي، نا سهل بن عبد المؤمن بن يحيى بن أبي كثير، أنا عبّاد بن عمر (2) التمامي، نا ثابت بن أبي ثابت..... (3)،حدّثني محمّد بن المهاجر قاضي اليمامة قال:
كتب أمير المؤمنين الوليد بن يزيد إلى (4) المهاجر (5) بن عبد اللّه: إني حلفت بطلاق سلمى يوم تزويجي، فإذا قرأت كتابي هذا فسل يحيى بن أبي كثير الطائي و اكتب لي بما يجيبك، فلما قرأ الكتاب أبي، كتب إلى يحيى بن كثير فقال يحيى: نا عكرمة و طاوس عن ابن عبّاس، و حدّثني أبو سلمة بن عبد الرّحمن و محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة، و حدّثني أبان بن عثمان عن مروان بن الحكم عن زيد بن ثابت، و حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، عن أبي سعيد الخدري، و حدّثني عاصم بن ضمرة بن علي بن أبي طالب، و حدّثني الحكم بن عيينة، عن مجاهد عن ابن عمر، و حدّثني عمر بن شعيب عن أبيه عن جدّه، و حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن بن ثوبان عن جابر بن عبد اللّه، و حدّثني الحسن بن أبي الحسن، عن عمران بن حصين، و حدّثني بلال بن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه عن جدّه أبي موسى الأشعري كلهم يقولون: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا طلاق إلاّ بعد نكاح، و لا عتق إلاّ بعد ملك»، قال: فكتب إلى المهاجر بن عبد اللّه إلى الوليد بن يزيد بما حدّثه به.
و كان حافظا لكتاب اللّه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (6)،نا هشام بن عمّار، نا الهيثم بن عمران قال: كان رأس المسجد بدمشق في زمان عبد الملك و بعده عبد اللّه بن عامر اليحصبي، و كان يزعم أنه من حمير، و كان يغمز (7) في نسبه (8)،فحضر شهر رمضان قالوا: من يؤمنا؟ فذكروا المهاجر، و ذكروا رجلا،
ص: 270
فقالوا: المهاجر ذاك مولّى، و لسنا نريد أن يؤمنا مولّى، فبلغت سليمان، فلما استخلف بعث إلى المهاجر فقال: إذا كان أول ليلة من شهر رمضان قف (1) خلف الإمام، فإذا تقدم عبد اللّه ابن عامر قبل أن يكبّر، فخذ بثيابه (2) من خلفه، ثم أجذبه، و قل تأخر، فلن يتقدمنا دعيّ ، و صلّ أنت بالناس [ففعل.] (3).
7783 - المهاجر بن يزيد أبو عبد اللّه العامري مولاهم (4)
الذي روى عنه ابن أبي ذئب، و عمر بن طلحة.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف - إجازة - نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5)،أنا محمّد بن عمر، نا ابن أبي ذئب، عن مهاجر بن يزيد قال:
بعثنا عمر بن عبد العزيز فقسمنا الصدقة فيهم، فلقد رأيتنا و إنا لنصدق من العام المقبل، و من كان يتصدّق عليه، و لقد كنت أراه يكتب إلى أهله و في الحاجة يكون له في خاصة نفسه فيأمر بالشمعة فتنحّى و يأمر بشمعة أخرى، و لقد كنت أراه يغسل ثيابه فما يخرج إلينا و ما له غيرها، و ما أحدث بنا، و لقد رأيت عتبة له خربت فكلّم في إصلاحها، ثم قال: يا مزاحم، هل لك أن تتركها فنخرج من الدنيا و لم نحدث شيئا، قال: و حرّم الطلاء في كلّ أرض.
قال (6):و أنا محمّد بن عمر، نا عمر بن طلحة، حدّثني المهاجر بن يزيد أنه رأى عمر ابن عبد العزيز يقدم [عليه] (7) بالسبي من الأخماس و ربّما رأيته يضعهم في الصنف (8) الواحد قال: و سألت عمر بن عبد العزيز عن هذا الماء الذي يوضع في الطريق يتصدّق (9) به أشرب منه ؟ قال: نعم، لا بأس بذلك، قد رأيتني و أنا وال بالمدينة و للمسجد ماء يتصدّق به، فما
ص: 271
رأيت أحدا من أهل الفقه يزع عن ذلك [الماء] (1) أن يشرب منه.
أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا اللنباني (2)، نا ابن أبي الدنيا، نا ابن سعد قال (3):في الطبقة الخامسة من أهل المدينة: المهاجر بن يزيد، مولى لآل أبي ذؤيب العامري، و يكنى أبا عبد اللّه، قال ابن أبي ذئب: كتب معه إلى عطاء.
[قال ابن عساكر] (4) الصواب: أبو ذئب.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا ابن حيوية، أنا سليمان ابن إسحاق، نا الحارث بن محمّد، نا ابن سعد قال (5):في الطبقة الخامسة من أهل المدينة:
المهاجر بن يزيد، مولى لآل أبي ذئب العامري، و يكنى أبا عبد اللّه، قال ابن أبي ذئب: كتبت معه إلى عطاء بن أبي رباح، و كان قليل الحديث.
أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن منده، أنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (6):مهاجر بن يزيد مولى لآل أبي ذئب العامري (7)،يكنى أبا عبد اللّه، قال ابن أبي ذئب: كتبت معه إلى عطاء.
7784 - مهاجر (8)
غير منسوب.
حكى عن عمر بن عبد العزيز.
حكى عنه معاوية بن صالح الحمصي.
أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا
ص: 272
أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):مهاجر. قال عمر بن عبد العزيز احفروا لي و أعمقوا (2) فإن خير الأرض أعلاها، و شرّها أسفلها.
قاله عبد اللّه بن صالح (3) عن معاوية بن صالح.
أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):مهاجر، روى عن عمر بن عبد العزيز، روى عنه معاوية ابن صالح، سمعت أبي يقول ذلك.
شاعر مدح الغمر بن يزيد، و ابن أخيه سعيد بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك.
حكى عنه محمّد بن عبد الرّحمن الحكمي.
تقدم شعره فيهما في ترجمتيهما.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الحكمي قال: طرق أبو معدان مهاجر مولى آل أبي الحكم عبد اللّه بن عمر البياض فلم يقره و قراه خبيب (5) بن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير فقال أبو معدان:
أتينا ابن عمرو على بابه *** فخيم كالبارح البارق
كفاك الزبيري حق الطريق *** فكم لا هنّيت عن الطارق
قال: و ثنا الزبير، حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن الحكمي قال: قدم الوليد بن يزيد
ص: 273
المدينة يريد الحج و هو إذ ذاك ولي عهد، فدخلت عليه الناس، و دخلت عليه الشعراء، فدخل فيهم أبو معدان مهاجر مولى آل أبي الحكم، و كان راوية الأحوص، و قد استعان بعبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر بن (1) أبي طالب، و عمر بن مصعب بن (2) الزبير، و ابن أبي عتيق، و المنذر بن أبي عمرو كاتب الوليد بن يزيد على الوليد فأنشد..... (3)،ثم قام أبو معدان فأنشده (4):
أ لم تر للنجم إذ سبّعا (5) *** يزاول في برجه المرجعا
تحير عن قصد مجراته *** إلى الغور و التمس المطلعا
سررت به إذ بدا كاتبا *** و أما ابن سمران فاسترجعا
لعل الوليد دنا ملكه *** و أمسى (6) إليه قد استجمعا
أغرّ الجبين إذا ما بدا *** رأيت الملوك له خشّعا
نؤمّل من ملكه خيره (7) *** كتأميل ذي الجدب أن يمرعا (8)
قال: و أنكره الوليد فقال: من أنت ؟ قال: أنا أبو معدان، قال: فمن أين سمران ؟ قال:
أصلحك اللّه، جرى به الروي، قال: فأعاد عليه المسألة، فقال: و من أبو معدان ؟ فقال: من لا ينكر مهاجر مولاك، فبدأهم عبد اللّه بن معاوية، فقال: هذا أبو معدان أصلح اللّه و هو أنبه عندنا من أن يجهل، و إنا لنتهادى شعره بيننا، كما نتهادى باكورة الفاكهة، فدقدقه عمر بن مصعب بن الزبير، و خذلنا ابن أبي عتيق و المنذر بن أبي عمرو، فأمر له الوليد بمائة دينار و كسوة، فأنشأ ابن معدان يقول:
لم أجد منذرا تخوف دمن *** يوم لاقيته و لا ابن اعتيق
اجرعاني مشوبة مدفاها *** ليس صرف الشراب كالمهروق
ص: 274
و أراها من وجهه الريح تأتي *** نفحة مثل نفح ريح الحريق
كيف لا تجعل المواعيد حتما *** لهف نفسي ولّيت للصديق
دابة موسى قد أعان عليها *** بليغ على الكلام رفيق
فإذا أبرق الزبيري برقا *** فابتغ الخير تحت تلك البروق
و إذا ما أصبته من قريش *** هاشميا أصبت وجه الطريق
7786 - مهدي بن إبراهيم (1)
من أهل البلقاء، سكن الرملة.
حدّث عن مالك بن أنس، و زياد بن عبد اللّه بن طفيل البكائي.
روى عنه: أبو الأصبغ محمّد بن سماعة القرشي الرملي، مولى سليمان بن عبد الملك، و أبو عبد اللّه محمّد بن عائذ الدمشقي.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو العلاء الواسطي، نا عبد اللّه بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي - إملاء - ثنا أبو نورة الحاسب، نا أبو الأصبغ محمّد بن سماعة الرملي، نا مهدي بن إبراهيم، نا خالد بن أنس، عن أبي الزّبير، عن جابر قال:
انتهى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إلى تبوك و عينها تبصّ بماء (2) يسير مثل الشراك، قال: فشكونا العطش، فأمرهم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم جعلوا فيها سهاما دفعها إليهم فجاشت (3) بالماء، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لمعاذ:«يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة، أن ترى ما هنا قد ملئ حبا» (4)[12631].
قال الخطيب: مهدي بن إبراهيم البلقاوي، ساكن الرملة.
أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها، و ابنه أبو الحسن علي، قالا: أنا أبو
ص: 275
الفضل الفرات، أنا [أبو] (1) محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، حدّثني مهدي بن إبراهيم من أهل البلقاء، حدّثني زياد بن الطّفيل البكائي الكوفي، عن عائشة أنها قالت: لما حضرت أبا بكر الوفاة خرجت إليه، و أنا أريد أن أعرّض له بطلحة، قالت: فلمّا دخلت عليه فإذا هو يحشرج (2)،فقلت: هذا و اللّه كما قال الشاعر (3):
إذا حشرجت يوما و ضاق بها الصدر (4)
قال: فقال: أ فلا تقولين يا بنية كما قال اللّه تعالى: وَ جٰاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذٰلِكَ مٰا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (5) قال (6):فقال لها: يا بنية، إنّي كنت أقطعتك مالا بالغابة (7) قطاعا أو قطاعين، و إنك لو كنت جددتيه (8) و احتويتيه كان لك، و إنّما هو اليوم مال وارث، و إنّما هما أخواك و أختاك، فاقتسموا على كتاب اللّه، قال: فقلت: و اللّه لو كان كذا لفعلت، هذه أختي أسماء فمن الأخرى ؟ قال: ذو بطن أبنت خارجة ؟ لا أراها إلاّ جارية، قالت: ثم دعا بصحيفة فكتب فيها إلى عمر بن الخطّاب، قالت: فعند ذلك يئست من طلحة، قالت: ثم قال: يا بنية، إذا أنا متّ فانظروا فما وجدتموه زاد في مالي بعد إمارتي فادفعوه إلى الخليفة من بعدي، و أعلموه أنّي كنت أستسحها (9) جهدي إلاّ ما أصبت من لحمها (10) و ودكها، قالت: فلما مات [نظرت] (11) على باقي ماله، فما وجدناه زاد فيه بعد إمارته غير خادم سوداء كانت مرضعة
ص: 276
سوداء، و غير ناضح يسقي عليه بعض ما له، فدعوت الجاري (1) فبعثته بذلك إلى عمر، فأعلمته أن أبا بكر أمرنا أن ننظر في ماله بعد وفاته، فما وجدناه زادت بعد إمارته دفعناه إلى الخليفة بعده، و ذكر أنه كان يستسحها جهده إلاّ ما أصاب من لحمها و ودكها، و إنا نظرنا في ذلك فلم نجد زاد فيه بعد إمارته غير هذا الناضح و الخادم السوداء، كانت ترضع بنيه ما كانت فبكى ثم بكى، ثم قال: رحم اللّه أبا بكر، لقد أتعب من بعده إتعابا شديدا.
كذا كان في الأصل عن عائشة، و قد سقط منه سطر، و اللّه أعلم.
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):مهدي بن إبراهيم، روى (3) عن مالك، روى عنه محمّد ابن سماعة الرملي.
7787 - مهدي بن جعفر بن جبهان (4) بن بهرام أبو محمّد، و يقال:
أبو عبد الرّحمن الرّمليّ الزاهد (5)
سمع بدمشق و غيرها الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب بن شابور، و ضمرة بن ربيعة، و أيوب بن سويد، و رديح (6) بن عطية المقدسي، و عبد اللّه بن المبارك، و حاتم بن إسماعيل، و عبد العزيز بن أبي حاتم، و عبد الرّحمن بن أشرس، و روّاد بن الجرّاح، و علي بن ثابت الجزري، و بشر بن بكر التنيسي، و سعيد، و سفيان بن عيينة.
روى عنه: أبو زرعة و الفضل بن شاذان الرازيّان، و أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري (7)،و يحيى بن أيوب بن بادي العلاّف، و إسماعيل الترمذي، و أبو سعيد عثمان بن
ص: 277
سعيد الدارمي السجزي، و أبو الزنباع روح بن الفرج القطّان، و الحسين بن حميد بن [موسى] (1) العلي المصري، و إبراهيم بن أبي داود البرلسي، و بكر بن سهل الدمياطي.
كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد، و حدّثني أبو القاسم أحمد بن منصور بن محمّد السمعاني، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، نا أبو (2) العبّاس الأصم، نا إبراهيم ابن سليمان البرلسي، نا مهدي بن جعفر، نا عبد الرّحمن بن أشرس، عن عبد اللّه بن عمر العمري، عن حبيب بن عبد الرّحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ليرجعن (3) المسلمون إلى المدينة حتى تكون آخر مسالحهم (4) بسلاح»[12632].
أنبأنا أبو علي الحدّاد المعمري، حدّثنا أبو مسعود عبد الرّحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا بكر بن سهل، نا مهدي بن جعفر الرّمليّ ، نا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب عن (5) يزيد الرشك عن معاذة العدوية قالت: قال (6):مرن لأزواجكن فليغسلوا عنهم أثر البول و الغائط ، فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان يفعله.
أخبرنا أبو محمّد المزكّي - شفاها - نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن أبي عمرو المقرئ، نا أبو عبد اللّه محمّد بن مروان بن إبراهيم - إملاء - أنا أبو عبد الملك القرشي، نا أبو محمّد مهدي بن جعفر - بصور - سنة ثلاثين و مائتين، ثنا ضمرة بحديث ذكره.
أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (7):
ص: 278
مهدي بن جعفر الرّمليّ ، روى عن حاتم بن إسماعيل، و عبد العزيز بن أبي حازم، و الوليد بن مسلم، و ضمرة، و محمّد بن شعيب، و أيوب بن سويد، و رديح (1) بن عطية المقدسي، و ابن المبارك، روى عنه أبو زرعة، و الفضل بن شاذان، أدركه أبي و لم أسمع منه.
كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن منده، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمر أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه.
قال: قال: أنا أبو سعيد (2) بن يونس (3):مهدي بن جبهان بن بهرام الزاهد الرّمليّ ، روى عن حاتم بن إسماعيل، يكنى أبا عبد الرّحمن، قدم مصر سنة خمس و عشرين و مائتين.
قال ابن يونس: نا أحمد بن محمّد بن يحيى بن جرير، نا سلمة بن علي المدلجي، نا مهدي بن جعفر أبو عبد الرّحمن الزاهد.
قال أبو سعيد: توفي مهدي بن جعفر سنة سبع و عشرين و مائتين.
[قال ابن عساكر:] (4) و هذا وهم، فقد تقدم ذكر حديثه بصور سنة ثلاثين و مائتين.
قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن (5) أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو الخطيب محمّد بن القاسم، نا إبراهيم ابن الجنيد قال: سألت يحيى بن معين عن مهدي بن جعفر الرّمليّ ؟ فقال: ثقة لا بأس به (6).
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو أحمد علي بن محمّد الحبيبي (7) بمرو قال (8):سألت أبا علي صالح بن محمّد جزرة الحافظ عن مهدي بن جعفر الرّمليّ ، فقال: لا بأس به.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة.
أخبرنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال: مهدي بن جعفر يروي عن الثقات أشياء لا يتابعه عليها أحد (9).
ص: 279
كتب إليّ أبو سعد بن الطّيّوري، عن عبد العزيز الأزجي، و كتب أبي أبو الحسن المولديين (1) بن عبد العزيز بن بندار، قالا: أنا أبو الحسن بن جهضم، نا الحسن بن إسحاق، نا محمّد بن المسيّب، أنا عبد اللّه بن خبيق قال: قال مهدي بن جعفر: كان يقال الزهد زهدان: زهد في الدنيا، و زهد في الرئاسة، فمن زهد في الدنيا و لم يزهد في الرئاسة لم ينفعه زهده، و من زهد في الرئاسة كان في الدنيا أزهد.
7788 - المهلّب بن أبي صفرة ظالم (2) بن سراق بن صبح بن كندي بن عمرو
ابن عدي بن وائل بن الحارث بن العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو بن مزيقياء
ابن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن
ابن الأزد أبو سعيد الأزدي العتكي (3)
من وجوه أهل البصرة و فرسانهم و أجوادهم.
غزا في خلافة عمر بن الخطّاب.
و وفد على يزيد بن معاوية، و ولي لبني أمية ولايات، و تولّى حرب الأزارقة، و كانت له معهم وقعة؛ وقائعه مشهورة،... (4) مذكورة.
حدّث عن ابن عمر، و سمرة بن جندب.
روى عنه: أبو إسحاق الهمداني، و سمّاك بن حرب، و عمر بن سيف.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (5)،نا أسود بن عامر، نا شريك، عن أبي إسحاق، عن المهلّب
ص: 280
ابن (1) أبي صفرة، عن يعلى (2) من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«ما أراهم الليلة إلاّ سيبيتونكم (3) فإن فعلوا فشعاركم حم لا ينصرون»[12633].
رواه غيره عن شريك، فسمّى الرجل: البراء بن عازب.
[أخبرنا (4) أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمد بن عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو محمد أحمد بن عبد اللّه المزني، نا محمد بن عبد اللّه بن سليمان، نا علي ابن حكيم، نا شريك، عن أبي إسحاق، قال: سمعت المهلب بن أبي صفرة يذكر عن البراء ابن عازب أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم [قال:] (5) إنكم تلقون عدوكم غدا، فليكن شعاركم: حم لا ينصرون»].
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك (6)،أنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد اللّه بن عمر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن بطة الأصبهاني، نا عبد اللّه بن محمّد بن زكريا الأصبهاني، نا إسماعيل ابن عمرو البجلي، نا أبو مريم، حدّثني سماك بن جندب (7)،عن المهلّب بن أبي صفرة، عن سمرة بن حرب قال: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن الصلاة قال:«لا تحجب الصلاة إلاّ عند طلوع الشمس و عند غروبها»[12634].
قال الحاكم: تفرّد به البجلي.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري (8)،أنبأ [أبي] (9) أبو القاسم.
ح و أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور بن بكر بن محمّد بن جنيد، أنا جدي أبو بكر بن محمّد، قالا: أنا أبو الحسين الخفاف، أنا أبو العباس بن السراج، نا أبو يحيى، نا سعيد بن الربيع - زاد بكر: أبو زيد، نا شعبة، عن سماك قال: سمعت المهلّب بن أبي صفرة يخطب
ص: 281
قال: سمعت (1) سمرة - أو عن سمرة - قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا صلاة حين تطلع الشمس، و لا حين (2) تسقط ، فإنها تطلع بين قرني شيطان»[12635].
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا أبو علي التميمي، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (3)،نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن سماك قال: سمعت المهلّب يخطب (4) قال: قال سمرة بن جندب عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لا تصلّوا حين تطلع الشمس، و لا حين تسقط ، فإنها تطلع بين قرني الشيطان، و تغرب بين قرني الشيطان»[12636].
رواه القواريري عن غندر عن شعبة [فوقفه] (5)(6).
أخبرتنا (7) أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو يعلى الموصلي، ثنا القواريري، نا غندر، نا شعبة، عن سماك بن حرب قال: سمعت المهلّب بن أبي صفرة يخطب قال: قال سمرة: لا تصلوا حتى تطلع الشمس، فإنها تطلع بين قرني شيطان.
قرأت في كتاب أبي محمّد بن زبر رواية ابنه أبي سليمان عنه، ثنا ابن ناصح - يعني - أحمد بن عبيد، عن المدائني، عن رجاله قال:
و أوفد سلم - يعني: ابن زياد - المهلّب إلى يزيد بن معاوية بهدايا كثيرة، فشخص معه أبو لبيد (8) الجهضمي، و المغيرة بن المهلّب، و عامر بن أبي الواسجي (9) و رجال من الأزد فيهم أبو الصّهباء الهدادي - و قال أبو لبيد الجهضمي: كنا مع المهلّب حين وفد إلى يزيد بن معاوية، فقدمت عليه و هو بحوّارين (10) قد خرج متنزها و الناس في الفساطيط ، فغدا الناس
ص: 282
و غدونا، فوقفنا (1) ننتظر الإذن، فأبطأ فقال من قال من الناس: هو الآن يشرب، و نحن وقوف، فإنّا لكذلك إذ هاجت ريح فاقتلعت الفسطاط ، فإذا يزيد جالس و هو بين يديه مصحف و هو يقرأ فيه، فقلنا: أراد اللّه أن يبرز عذره. و اعتلّ (2) المهلّب [بالشام] (3) فكان يزيد ابن معاوية يعوده، فكان يبعث إليه كلّ يوم بدواء مختوم.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات و أحمد بن الحسن بن خيرون، قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال (4):المهلّب بن أبي صفرة اسم أبي صفرة ظالم بن سراق بن صبح بن كندير (5) بن عمرو بن عدي بن وائل بن الحارث بن العتيك بن الأسد (6) بن عمران بن عمرو، و يكنى أبا سعيد.
[قال ابن عساكر:] (7) كذا قال: كندير، و إنما هو كندي (8).
أنبأنا أبو نصر محمّد بن الحسن، و أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، قالا:
قرئ على أبي محمّد الجوهري و نحن نسمع عن أبي عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (9) في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة:
المهلّب بن أبي صفرة العتكي، و اسم أبي صفرة: ظالم (10) بن سراق (11) بن صبح بن كندي بن عمرو بن عدي بن وائل بن الحارث بن العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو بن مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، و كان أبو صفرة من أزد دباء، و دباء فيما بين عمان و البحرين (12)،و قد كانوا أسلموا، و قدم وفدهم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مقرين بالإسلام، فبعث عليهم مصدّقا منهم يقال له حذيفة بن
ص: 283
اليمان (1) الأزدي، من أهل دباء، و كتب له فرائض الصدقات، فكان يأخذ صدقات أموالهم و يردّها على فقرائهم، فلمّا توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ارتدّوا و منعوا الصدقة، فكتب حذيفة إلى أبي بكر بذلك، فوجّه عكرمة بن أبي جهل إليهم، فالتقوا و اقتتلوا، ثم رزق اللّه عكرمة عليهم الظفر، فهزمهم و أكثر فيهم القتل،[و مضى فلّهم إلى حصن دباء فتحصنوا فيه] (2) و حصرهم المسلمون في حصنهم، ثم نزلوا على حكم حذيفة بن اليمان الأزدي، فقتل مائة من أشرافهم، و سبى ذراريهم، و بعث بهم إلى أبي بكر إلى المدينة، و فيهم أبو صفرة غلام لم يبلغ يومئذ، فأراد أبو بكر قتلهم، فقال عمر: يا خليفة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قوم إنّما شحوا على أموالهم، فيأبى أبو بكر أن يدعهم، فلم يزالوا موقوفين في دار رملة بنت الحارث حتى توفي أبو بكر، و ولي عمر بن الخطّاب، فدعاهم فقال: قد أفضى إليّ هذا الأمر، فانطلقوا إلى أي [البلاد] (3) إن شئتم فأنتم قوم أحرار لا فدية عليكم، فخرجوا حتى نزلوا البصرة، و رجع بعضهم إلى بلاده، فكان أبو صفرة و هو أبو المهلّب ممن نزل البصرة، و شرف بها هو و ولده؛ و يكنى (4) المهلّب أبا سعيد، أدرك عمر و لم يرو عنه شيئا، و قد روى عن سمرة بن جندب و غيره، و ولي خراسان، و مات بمرو الروذ سنة ثلاث و ثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان، و استخلف على خراسان ابنه يزيد بن المهلّب، فأقرّه الحجّاج بن يوسف.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهدي.
و أخبرنا أبو الحسن بن الفرّاء، أنا أبو يعلى.
قالا: أنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عبّاس: المهلّب بن أبي صفرة يكنى أبا سعيد.
حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم المذكر، أنا نعمة اللّه بن محمّد، نا أبو مسعود أحمد ابن محمّد، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول:
المهلّب بن أبي صفرة أبو سعيد.
ص: 284
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):مهلّب بن أبي صفرة أبو سعيد،[الأزدي] (2) سمع سمرة، و ابن عمر (3)،روى عنه أبو إسحاق، و سماك بن حرب، و عمر بن سيف.
أنبأنا أبو الحسن هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):مهلّب بن أبي صفرة أبو سعيد البصري، روى عن سمرة ابن جندب، و عبد اللّه بن عمرو، و عمن سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، روى عنه أبو إسحاق الهمداني، و سماك بن حرب، و عمر بن سيف، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا علي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو سعيد المهلّب بن أبي صفرة، سمع ابن عمر، و سمرة بن جندب، روى عنه أبو إسحاق، و سماك بن حرب.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو سعيد مهلّب بن أبي صفرة، بصري، أزدي، روى عنه أبو إسحاق.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال: أبو سعيد المهلّب بن أبي صفرة.
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:
ص: 285
أبو سعيد المهلّب بن أبي صفرة الأزدي، و اسم أبي صفرة ظالم بن سراق بن صبح بن كندي بن عمرو بن عدي بن وائل بن الحارث بن العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو بن عامر، سمع ابن عمر، و سمرة بن جندب، روى عنه أبو إسحاق الهمداني، و سماك بن حرب.
أخبرنا (1) أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد الصفّار بن الفضل - إجازة - نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، قال: و قال غير ابن إسحاق: لم يشرب عمران بن عمرو ماخان (2)،فليس يقال له غسّاني، و هم رهط المهلّب بن أبي صفرة، و اسم أبي صفرة ظالم بن سراق بن صبح و في نسخة: صبيح بن كندي ابن عمرو بن عدي بن وائل بن الحارث بن العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون (3)،أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: سمعت عمي أبا بكر يقول:
أبو صفرة سارق بن ظالم، و المهلّب بن خيرون (4).
ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، نا العبّاس بن العبّاس، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: أبو صفرة أبو المهلّب، و اسم أبي صفرة ظالم.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الفضل بن البقّال.
ح و أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه قال: أبو صفرة أبو المهلّب بن أبي صفرة، و اسم أبي صفرة، ظالم بن سارق.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، ثنا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس، قال: سمعت يحيى يقول: اسم أبي صفرة أبي المهلّب ظالم بن سارق.
ص: 286
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم (1) بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: أبو صفرة أبو المهلّب بن أبي صفرة هو ظالم بن سارق.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (2):أما صفرة بضم الصاد و بالراء، فهو أبو صفرة ظالم بن سراق بن صبح بن كندي بن عمرو بن عدي بن وائل بن الحارث بن العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة ابن مازن بن الأزد، كذا نسبه لي الإسماعيلي عن (3) حمزة، و ابنه المهلّب أبي صفرة صاحب الحروب مع الأزارقة.
و قال في موضع آخر: ابن عمران بن الوضاح بن عمرو بن مزيقياء (4) بن حارثة بن الغطريف بن امرئ القيس الغطريف بن ثعلبة البهلول بن مازن بن نزار الراكب بن الأزد.
أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - قراءة - عن أبي تمام الواسطي، عن أبي عمر بن حيوية، أنا الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، نا خالد بن خداش، حدّثني بعض مشيخة الكوفة من أهل الحديث عن صالح بن حسّان عن أبيه - و قال أبوه: قد أدرك أبو بكر - أن أبا صفرة قدم على أبي بكر في سبعين من عمان حيث قدموا مع عمرو بن العاص، فسأله عن اسمه و اسم أبيه فقال: ظالم بن سراق، فسأله عن كنيته، فاكتنى بكنية سبعا، فكناه بأبي صفرة، و اللّه أعلم أي ذلك كان.
قال: و نا خالد بن خداش، قال: سمعت أبي خداش بن عجلان و غيره و عدة من أشياخنا يحدّثون عن أشياخهم.
أن عمر بن الخطّاب وفد إليه أبو صفرة، فقال: من أنت ؟ قال: رجل من العتيك، قال:
من هناك إذا أمك هند بنت سامة بن لؤي، و قبر أبيك بمكة، ما اسمك ؟ قال: ظالم بن سراق، فسأله عن اسم ابنه (5) ما اسمه ؟ قال صفرة، فكنّاه بأبي صفرة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل،
ص: 287
أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا سليمان بن حرب، نا غسّان بن مضر، عن أبي سلمة سعيد بن يزيد (2)،قال: كان عثمان بن أبي العاص على (3) عمان، و كان الحكم بن أبي العاص على البحرين، فكتب عمر إلى عثمان أن سر بأهل البحرين (4)،إلى شهرك (5)،قال:
فقال عثمان بن أبي العاص لأهل عمان: ابغوا لي رجلا أستخلفه. قال: فجاءوه بأبي صفرة، فقال: ما اسمك ؟ قال: ظالم بن سراق، قال: إنّي أرسلت إليك، و إنّي أريد أن أستخلفك، فأمّا إذا كان اسمك هذا [فلا] (6) قال: فلا تمنعني الغزو، قال: أما هذا فنعم، فخرج معهم.
أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي الوليد الحسن بن محمّد بن علي البلخي، أنا أبو الفرج محمّد بن إدريس بن محمّد بن البربر الموصلي قال: قرأت على أبي منصور المظفّر بن محمّد الطوسي، أنا أبو زكريا يزيد بن محمّد بن البربر الموصلي بن إياس الأزدي، أخبرني محمّد بن عبد اللّه الأزدي عن أشياخه عن من نا (7) يرويه قال: نظر عرفجة بن هزيمة يعني الأزدي البارقي إلى المهلّب بن أبي صفرة يلعب مع الصبيان فقال:
خذوني به إن لم يسد سراوتكم *** و يبلغ حتى لا يكون له مثل (8)
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي، أنا أبو أحمد، أنا أبو العبّاس الثقفي، حدّثني محمّد بن مسعود، أنا عبد الرّزّاق قال: سمعت جعفر بن سليمان يقول: وفد أبو صفرة على عمر بن الخطّاب و معه عشرة من ولده: المهلّب أصغرهم، فجعل عمر ينظر إليهم و يتوسمهم، فقال لأبي صفرة: هذا سيد ولدك - يعني - المهلّب، و هو يومئذ أصغرهم (9).
أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - قراءة - عن أبي تمام علي بن محمّد عن (10) أبي عمر بن حيوية، أنبأ محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، نا خالد بن خداش، نا حمّاد بن
ص: 288
زيد، عن ابن عون قال: كان المهلّب يمر بنا و نحن غلمان في الكتّاب، رجل جميل.
أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم، ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم البغوي.
ح قال: و أنا طراد بن محمّد، أنا أحمد بن علي بن الحسين بن البادا، أنا أبو طاهر علي [ابن أحمد] (1) بن حامد بن محمّد بن عبد اللّه الهروي، قالا: أنا علي بن عبد العزيز، نا أبو عبيد، نا سعيد بن سليمان، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن المهلّب بن أبي صفرة قال:
حاصرنا مناذر (2) فأصابوا سبيا، فكتبوا إلى عمر [فكتب عمر] (3) إن مناذر قرية من قرى السواد، فردوا إليهم ما أصبتم.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنبأ محمّد بن أحمد بن شكرويه، أنبأ محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم، ثنا أمية بن خالد، نا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت المهلّب بن أبي صفرة يقول: حاصرنا مناذر فما بهشوا لنا فأصبنا منهم، فكتبنا إلى عمر، فكتب أن ردّوهم، فرددناهم حتى رددنا الحبالى في بطونها الأولاد.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (4):و فيها - يعني - سنة أربع و أربعين غزا المهلّب أرض الهند، فسار إلى قندابيل، ثم أخذ إلى بتّة و الأهور (5) و هما في سفح جبل (6) كابل، فلقيه عدو فهزمهم اللّه، و ملأ المسلمون أيديهم و انصرفوا سالمين.
قال: و نا خليفة قال: (7) قتل المختار فولاها - يعني - الجزيرة مصعب المهلّب بن أبي صفرة، ثم كتب إليه، فانحدر.
ص: 289
قال: و فيها - يعني - سنة ثمان و سبعين ولّى الحجاج المهلّب خراسان، و ولاه عبد الملك أجا (1).
قال: و نا خليفة قال (2):ولّى - يعني - عبد الملك المهلّب بن أبي صفرة يعني خراسان [ثم مات] (3) في سنة اثنتين (4) و ثمانين، و استخلف ابنه يزيد، فأقرّه عبد الملك سنتين أو أكثر ثم ضمّ خراسان إلى الحجّاج، فولاها الحجّاج قتيبة بن مسلم، فقدمها في سنة ست و ثمانين.
قال: و نا خليفة (5)،نا سليمان بن حرب، نا غسّان بن مضر، حدّثني سعيد بن يزيد قال: استشار الأمير (6) في المهلب فأبى مالك بن مسمع، و زياد بن عمرو (7) فقال الأحنف:
لا أدري لها غير المهلّب، فقالوا للأمير: إن وجوه الناس، قد كرهوه، فقال الأحنف فاعرضها عليهم، فإن صلوا، فابعث من شاء منهم، فعرضها عليهم فأبوا أن يقبلوا فقال: إنّي قد استعملت عليكم المهلّب (8)،فاخرجوا جميعا معه، قال: فعسكر بين الجسرين و خرج الناس فلما كان بين الجسرين قال لمالك و زياد بن عمرو و رجال من أهل البصرة: اذهبوا فقد أذنا لكم، ثم سار فلقي الأزارقة (9).
قال سعيد: فحدّثني أبو النير قال: كنا مع سالم بن أوس الطائي، و كان على شرط المهلّب يومئذ فقال حين نظر بعضنا إلى بعض هزم الناس، قال: فبعثني سالم إلى ما بين القناطر فأخذناها فمر بنا عامر بن مسمع بن مالك فاحتبسناه، فقال: إن الأمير قد أذن لي، فقلنا: لا و اللّه لا نخليك حتى ترسل إلى سالم، فأرسلنا إلى سالم، فأرسل إلى الأمير يستأذنه
ص: 290
قال: خلّ عنه يذهب حيث شاء، فلا حاجة لنا فيه (1)،فخلّينا عنه قال: فاقتتلنا حتى صلينا الظهر، و نادى منادي الأزارقة في ناحية المهلّب: إن المهلّب قد قتل، فلما سمع ذلك المهلّب ركب برذونا دريدا (2) فركض بين الصفين على الرايات، و إنّ إحدى يديه في القباء و الأخرى ليست في القباء من العجلة، و هو ينادي: أنا المهلّب، أنا المهلّب، فسكن الناس، و أقبل يسير على الرايات و يحضّضهم: أيها الناس إنّما عبيدكم و سقاطكم، كأنّ الرجل يجزع إذا لقيه عبده أن يأخذه أخذا، شدّوا بسم اللّه إلى عدوكم، كلّ ذلك يريد أصحابه على أن يسيروا و لا يسيرون، فقال: إنّ القوم سينهضون إليكم، فإذا أتوكم فثوروا في وجوههم و ارموهم بالحجارة، و قد كان أمرهم أن يأخذ كل رجل ثلاثة أحجار في مخلاة. قال: فأقبل القوم فجعل الرجل منا يرمي الرجل فيصيب وجهه فيصرعه، و يصيب وجه فرسه فيشب بفارسه فيصرعه، فقتلناهم إلى العصر، فلما اشتد القتال أخرجوا ألفي مدجج لم يشهدوا القتال فقاتلناهم حتى اصفرت الشمس. قال: فحملوا علينا حملة ألجئونا إلى عسكرنا، و رجعوا إلى عسكرهم. فبينا نحن نصلي و نتحارس و نقول: ليلة كليلة ابن عنبس، فأوقدوا نيرانا كثيرة في عسكرهم، ثم انطلق، فانطلق رجل من اليحمد (3) على فرس حتى دخل عسكرهم فإذا ليس فيه أنس. فرجع إلى المهلب فقال: أصلح اللّه الأمير، و و اللّه ذهب القوم، فأرسل معي رسولا، قال: فأرسل، فنظر، فوجد الأمر حقّا، فأصبحنا، و قد انطلقوا (4).قال سعيد:
فحدثني من عدّ القتلى ألقى عليهم العصب و الحجارة أربعة آلاف و ثمانمائة.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور و أبو منصور بن العطار قالا: أنا أبو طاهر المخلص، أنا عبد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، حدّثنا الأصمعي، نا روح بن قبيصة المهلبي عن أبيه، كتب الحجّاج بن يوسف إلى المهلّب بن أبي صفرة يستبطئه في حرب الأزارقة (5)،فكتب إليه المهلّب: ما أنتظر بالقوم إلاّ إحدى ثلاث:[إما] (6) موت شامل، أو جوع قاتل، أو فرقة، فأما غير ذلك فلا سبيل إليه (7).
ص: 291
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن يونس، نا الأصمعي قال: كتب الحجّاج إلى المهلّب يستعجله في الأزارقة، فكتب إليه: إنّ من البلاء أن يكون الرأي لمن يملكه دون من يبصره.
قال: أنا أحمد بن أبي الدنيا، أنا محمّد بن سلام قال: كتب الحجّاج إلى المهلّب يستعجله في حرب الأزارقة فكتب إليه: إنّ من البلاء أن تكون لمن يملكه دون من يبصره.
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش سبيع ابن المسلم عنه، أنا أبو القاسم عبد الرّزّاق بن أحمد بن عبد الحميد - بمصر - نا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن وردة، نا أبو إسحاق إبراهيم بن حميد البصري القاضي، نا مغيرة بن محمّد المهلبي، حدّثني أبي قال:
لما واقف المهلب (1) الأزارقة (2) كان يتحرر من الثياب (3) تحررا شديدا، فكان يسهر هو و ابنه المغيرة، يدوران في أقاصي العسكر، و يحرسان الناس، فبينما هما (4) ذات ليلة إذا هما برجل متلثّم قد [ستر] (5) وجهه و سائر بدنه بالحديد، فأشرف عليه من أكمة فقال: أ فيكم من يفهم ما نسأل عنه ؟ قال: فخاف المهلّب أن تكون مكيدة، فوتر قوسه و صاح بجماعة من غلمانه ثم قال: قل، قال: من الذي يقول من شعرائكم (6):
و طوى الطراد مع القياد بطونها *** طيّ التجار بحضرموت يرودا
قال: فقال المهلّب: جرير قال: هو - و اللّه - أشعر شعرائكم، ثم ولّى. فقال المهلّب:
هذا و اللّه قطري.
أخبرنا أبو الحسن الفقيه الشافعي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا عمي أبو علي محمّد بن القاسم بن معروف قال: قال عمرو بن محمّد، نا محمّد بن الحسن، نا العكلي عن عبد اللّه بن أبي خالد عن الهيثم قال (7):لمّا قدم المهلّب على الحجّاج بعد حرب الأزارقة أجلسه معه على سريره، و قال: هذا كما قال الشاعر:
ص: 292
فقلّدوا أمركم للّه درّكموا *** رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا
لا مترفا إن رجاء العيش في عدة *** و لا إذا عضّ مكروه به خشعا
فقال رجل ممن كان مع المهلّب: أصلح اللّه الأمير، و اللّه لكأني أسمع قطري بن الفجاءة (1) و هو يقول: للّه در المهلّب، و اللّه ما حاربنا مثله، هو و اللّه كما قال لقيط الإيادي (2):
صونوا جيادكم و آجلوا سلاحكم *** ثم افزعوا قد ينال الأمر من فزعا
و قلّدوا أمركم للّه درّكم *** رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا
لا مترفا إن رخاء العيش ساعده *** و لا إذا عضّ مكروه به خشعا
ما زال يحلب هذا (3) الدهر أشطره *** يكون متّبعا طورا و متّبعا
حتى استمرت على شزر (4) مريرته (5) *** مستحكم السنّ لا قحما (6) و لا ضرعا (7)
فأعجب الحجّاج موافقة قطري إياه.
قرأت بخط أبي الحسن المقرئ، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش المقرئ عنه، أخبرني أبو الحسن عبد الرّحمن بن أحمد بن معاذ، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد الكاتب، أنا أبو الطّيّب محمّد بن إسحاق بن يحيى بن ؟؟؟ الوشاء قال: لما فرغ المهلّب من قتال عبد ربه الحروري قدم على الحجّاج، فأكرمه و رفع مجلسه و أقعده على السرير ثم قال:
هذا و اللّه كما قال الشاعر - يعني - لقيطا:
و قلّدوا أمركم للّه درّكم *** رحب اليدين بأمر الحرب مضطلعا
ما زال يحلب هذا الدهر أشطره *** يكون متّبعا طورا و متّبعا
حتى استمرت على شرب مريرته *** مستحكم السن لا جمّا و لا ضرعا
فقيل له: إن عبد ربه الحروري قد تمثّل بذلك في المهلّب أيضا، فعجب لاتفاقهما.
ص: 293
أخبرنا أبو العزّ السلمي - إذنا و مناولة - و قرأ عليّ إسناده، أنبأ محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (1)،نا أبو النّضر (2) العقيلي، نا أبو إسحاق الطلحي، نا أحمد بن معاوية قال: قال ابن الكوفي: لما قدم المهلّب على الحجّاج بعد فراغه من أمر الأزارقة و قتالهم، أكرمه الحجّاج و شرفه و بلغ به الغاية، قال: فخرج الحجّاج يوما آخذا بيد المهلّب، حتى انتهى إلى المحراب، قام ثم قال: يا أبا سعيد، أنا أطول أم أنت ؟ فقال: الأمير أطول مني، و أنا أشخص منه، فلما انصرف من صلاته أخذ بيده فأدخله معه، ثم قال له: سجستان خير ولاية أم خراسان ؟ قال: سجستان، قال: و كيف ؟ قال: لأنها ثغر كابل (3) و زابلستان (4)و إن خراسان ثغر الترك، قال: أيّهما أحبّ إليك أن يليه رجل مثلك ؟ قال: إنّ أمثالي في الناس لكثير و ما نحن حيث ترى الناس. قال: سر إلى سجستان، قال: غيري خير لك فيها مني، و أنا بخراسان خير لك من غيري، قال: و لم ؟ قال: لأن بدء نعمة اللّه علي بعد الإسلام كان في غزوتي خراسان مع الغفاري، و ابن أبي بكرة بسجستان خير لك مني لأن أهلها أحبوه لحسن أياديه فيهم، و أنا بخراسان خير لك منه، قال: و ما كنت تلي من أمر الغفاري ؟ قال:
كنت فيمن صحبه، فلما تركنا بيهق (5) و دنونا من عدونا قال الغفاري: هل من فوارس ينظرون لنا أمامنا و إن أصابوا أحدا أتوا به ؟ فانتدب منا مع صاحب شرطه عشرة فوارس، فلقينا عدة من عدونا، فقال أصحابي: قد عاينّا طلائع القوم فانصرفوا، فقلت: و ما عليكم أن نشامّهم ؟ فأبوا (6) و انصرفوا فتقدمت فقتل اللّه العشرة على يدي، ثم انصرفت برءوسهم و دوابّهم و أسلابهم، و قد كان أصحابي نعوني (7) إلى الغفاري، فلما رآني ضحك و قال:
با القوم عند عيان الرهان *** و نال (8) المهلّب حظّ الفرس
ففاز المهلّب بالمكرمات *** و آب عمير بحد التّعس
ص: 294
ثم ولاني شرطته، و خرج إليّ من أمره فولاّه الحجّاج خراسان، فكان واليها حتى هلك بها.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسين الأنماطي، أنا أبو الفرج محمّد بن فارس بن محمّد بن محمود، أنا محمّد بن حفص، أنا أحمد العسكري، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا الحسين بن عبد الرّحمن قال: قيل للمهلّب بن أبي صفرة: بم نلت ما نلت ؟ قال: بطاعة الحقّ ، و عصيان الهوى.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، ثنا إسماعيل بن إسحاق السراج، ثنا المازني، عن مؤرج قال: قال رجل للمهلّب: بم بلغت ما بلغت ؟ قال: بالعلم، قال: قد رأينا من هو أعلم منك لم يبلغ ما بلغت ؟ قال: ذاك علم صفة، و هذا علم وضع مواضعه، و أصبت به فرصة، و أخرى لم أخزل (1)؟بها: إيثاري فعلا أحمد عليه دون القول به.
أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا - قراءة - على أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة، نا خالد بن خداش، نا حمّاد، عن جرير بن حازم، عن الحسن بن عمارة، عن أبي إسحاق قال: ما رأيت أميرا كان أفضل من المهلّب (2).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال: كتب إلي محمّد بن أيوب: أخبرني محمّد بن عبد اللّه بن إسماعيل، نا خالد بن خداش، نا حمّاد بن زيد، نا جرير بن حازم، عن الحسن بن عمارة (3)،عن أبي إسحاق قال: قلت له: لم رويت عن المهلّب بن أبي صفرة ؟ قال: لأني لم أر أميرا أيمن نقيبة منه، و لا أشجع لقاء (4)،و لا أبعد مما يكره، و لا أقرب مما يحب من المهلّب.
أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، أنا أبو بكر المالكي، نا إبراهيم الحربي، نا خالد بن خداش، نا حمّاد بن زيد، عن جرير بن حازم، عن
ص: 295
الحسن بن عمارة، عن أبي إسحاق أنه قال: ما رأيت أميرا قطّ أفضل من المهلّب بن أبي صفرة، و لا أسخى، و لا أشجع لقاء و لا أبعد مما يكره، و لا أقرب مما يحب.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن (1) المفضّل، نا أبي قال: قيل لأبي إسحاق الهمداني: تحدّث عن المهلّب بن أبي صفرة ؟ فقال: نعم و اللّه، إنه لدسيع (2) العطية ميمون النقيبة.
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه مناولة و إذنا، و قرأ عليّ إسناده، أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا، نا محمّد بن القاسم الأنباري، حدّثني أبي، نا محمّد بن أحمد، نا عمرو بن علي بن بحر بن كثير السّقّاء، ثنا محمّد بن عباد المهلّبي عن (3) أبي بكر الهذلي أنه قال لأبي العباس السّفاح: يا أمير المؤمنين، هل كان في أزد الكوفة مثل المهلّب ابن أبي صفرة الذي يقول له الشاعر:
إذا كان المهلّب في فؤادي *** هذا ليلي و قرّ له في فؤادي
و لم أخش الدّنيّة من أناس *** و لو صالوا بقوّة قوم عاد
و هل كان في عبد القيس الكوفة مثل الحكم بن المنذر بن الجارود [الذي يقول له الشاعر (4):
يا حكم بن المنذر بن الجارود] (5)
أنت الجواد ابن الجواد المحمود *** سرادق المجد عليك ممدود
قال: فقال له [أبو] (6) العبّاس: ما رأيت مثل هذه العلية.
أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - قراءة - عن علي بن الحسن الواسطي، عن محمّد بن العبّاس، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي [نا] (7) ابن أبي خيثمة، أنا محمّد بن سلام
ص: 296
قال (1):كان بالبصرة أربعة، كلّ رجل منهم لا يعلم في الأمصار مثله: الأحنف بن قيس في حلمه و عفافه و منزلته من علي كرّم اللّه وجهه، و الحسن في زهده و فصاحته و سخائه و موقعه في قلوب الناس، و المهلّب بن أبي صفرة [فذكر أمره] (2)،و سوار بن عبد اللّه القاضي في عفافه (3) و تحريه للحق.
أنبأنا أبو الفضل بن ناصر، و أبو منصور الجواليقي، و أبو الحسن سعد الخير، قالوا:
أنا أبو ياسر أحمد بن بندار بن إبراهيم، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الواحد بن علي بن إبراهيم بن رزمة، أنا أبو القاسم عمر بن محمّد بن سيف، نا أبو عبد اللّه محمّد بن العبّاس البريدي، نا أحمد بن يحيى، نا أصحابنا، قالوا: أنا القحذمي قال: قدم زياد الأعجم خراسان على المهلّب، فنزل على حبيب بن المهلّب فجلسنا على شراب لهما و في الدار شجرة عليها حمامة، فجعلت تدعو فقال زياد الأعجم (4):
تغنّى أنت في ذممي و عهدي *** بأن (5) لن يذعروك و لن تطاري
إذا غنّيتني فطربت يوما (6) *** ذكرت أحبّتي فذكرت داري
فإمّا يقتلوك طلبت ثأرا *** بقتلهم (7) لأنك في جواري
فأخذ حبيب سهما فرماها فقتلها، فقال زياد: قتلت جارتي بيني و بينك المهلّب، فأتى المهلّب، فقال: يا حبيب، ادفع إلى أبي أمامة دية جاره ألف دينار كاملة، قال: فقال حبيب:
إنّما كنت ألعب، فقال المهلّب: ليس مع هذا لعب، جاره جاري، بل هو أفضل، فدفع إليه حبيب ألف دينار، فقال زياد (8):
للّه عينا من رأى كقضية *** قضى لي بها شيخ (9) العراق المهلّب
قضى ألف دينار لجار أجرته *** من الطير حضّان على البيض يتعب
رماه حبيب بن المهلّب رمية (10) *** فأنفذه (11) بالسهم و الشمس تغرب
ص: 297
فألزمه عقل القتيل ابن حرّة (1) *** فقال حبيب: إنّما كنت ألعب
فقال: زياد (2) لا يروّع جاره *** و جاره جاري بل من الجار أقرب
فبلغ الخبر الحجّاج فقال: ما أخطأت العرب حيث جعلت المهلّب رجلها.
أخبرنا أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي - في كتابه - أنا محمّد بن علي الحرّاني، و علي بن أحمد الملطي، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن دوست - زاد الحربي: و محمّد بن عبد اللّه بن الحسين قالا:- أنا الحسين بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني هارون بن أبي يحيى السلمي، حدّثني مسافر بن جميل، و عبيد اللّه بن عائشة.
أن المهلّب بن أبي صفرة مرّ بقوم فأعظموه، و سوّدوه، فقال رجل: أ لهذا الأعور تسودون ؟ و اللّه إن لو خرج إلى السوق ما جاء إلاّ بألفي درهم، فقال لبعض من معه: أ تعرف الرجل ؟ قال: نعم، فلمّا انتهى إلى منزله أرسل إليه بألفي درهم، و قال: أما إنك لو زدتنا في القيمة زدناك في العطية.
قال: و أنا ابن أبي الدنيا، ثنا محمّد بن أبي رجاء مولى بني هاشم قال: أغلظ رجل للمهلّب بن أبي صفرة فسكت، فقيل له: أربى عليك و سكتّ ؟ قال: لم أعرف مساوئه، و كرهت أن أبهته بما ليس فيه.
قال أبو بكر: و بلغني أن رجلا شتم المهلّب، فكفّ عنه، و قال: إنّي خفت أن يكرمني (3)[في ردي] (4) عليه أكثر مما نكرمه (5) في شتمه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، ثنا الحسين بن الحسن ابن علي، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني حسين بن عبد الرّحمن قال: سمع المهلّب بن أبي صفرة رجلا يغتاب رجلا فقال: اكفف، فو اللّه لا ينقى فوك من سهكها (6).
قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني الحارث بن محمّد بن علي بن محمّد البصري، عن أبي صالح الكتاني قال: قال المهلّب لبنيه: اتّقوا زلة اللسان، فإن الرجل يزل قدمه فينتعش و يزل لسانه فيهلك.
ص: 298
أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (1)،أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني الحسن بن جمهور عن شيخ من قريش قال: قال المهلّب بن أبي صفرة: إذا سمع أحدكم العوراء (2) فليتطأطأ لها تخطّاه (3).
أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن خسرو، أنبأنا ثابت بن بندار، أنا الحسن بن محمّد الخلاّل، أنا أبو أحمد محمّد بن أحمد الحريري، نا أحمد بن الحارث الخرّاز، نا المدائني، عن مسلم بن محارب قال: قال المهلّب بن أبي صفرة: يعجبني في الرجل خصلتان: أن أرى عقل الرجل زائدا على لسانه، و لا أرى لسانه زائدا على عقله.
أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قال: أنا - و أبو الحسن بن سعيد (4)،قال: حدّثنا - أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمّد الدربندي، نا محمّد بن أبي بكر الورّاق البخاري، نا أبو أحمد علي بن محمّد بن عبد اللّه المروزي - إملاء - نا شهاب بن الحسن العكبري، قال: سمعت الأصمعي يقول: سمعت أبان بن حزم يقول: قال المهلّب بن أبي صفرة: يعجبني من الرجل الكريم خصلتان: يعجبني أن أرى عقل الرجل الكريم زائدا على لسانه (5)،و لا يعجبني أن أرى لسانه زائدا على عقله.
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش سبيع ابن المسلم عنه، أنا أبو القاسم إبراهيم بن علي بن إبراهيم، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، نا ثعلب، نا ابن الأعرابي قال: قال الأصمعي: سمعت أبا عمرو بن العلاء قال:
سمعت قتادة قال: سمعت ابن أبي صفرة و كان عاقلا يقول: نعم الخصلة السخاء يستر (6)عورة الشريف (7) و تلحق خسيسة الوضيع، و تحبب [المزهوّ] (8).
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل و غيره - إذنا - عن أبي الوليد الحسن بن محمّد (9)
ص: 299
ابن علي، أنا محمّد بن إدريس بن محمّد، أنا أبو بكر، نا زياد قال: قرأت على أبي منصور المظفّر بن محمّد، أنا أبو زكريا يزيد بن محمّد بن إياس، نا محمّد بن علي المديني، نا أحمد ابن معاوية بن بكر الباهلي، عن الأصمعي، عن أبي عمرو بن العلاء قال: سمعت قتادة يقول: سمعت المهلّب بن أبي صفرة و كان عاقلا يقول: نعم الخصلة السخاء يسد عورة الشريف، و تلحق خسيسة الوضيع، و يحبب المزهو، و يسدّ الخلة، و البخيل لا ينفعه عيشه، و لا يجد البخيل إلاّ حسودا مختالا.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:
سمعت علي بن حمّاد يقول: نا محمّد بن يونس، نا السميدع بن واهب، نا شعبة، حدّثني جرير بن حازم، عن عمّه قال:
سمعت مهلّب بن أبي صفرة يقول لابنه عبد الملك: يا بني، إنّما كانت وصية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عامتها عذاب أنفذها أبو بكر الصّدّيق، فلا تبدها بالعرة فإن مخرجها سهل و مصدرها وعر، و اعلم أن «لا» و إن فتحت فربما روّحت (1) و لم توجب الطمع.
أخبرنا أبو العزّ السلمي - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إيّاه و قال اروه عنّي - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (2)،نا عبد اللّه بن أحمد المعروف بابن النحوي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن العباس اليزيدي قال: و حدّثني محمّد بن الحسن (3) الأحول، نا المدائني قال: أوصى المهلّب ابنه يزيد فقال: إيّاك يا بني و السرعة عند مسألة بنعم، فإن أولها سهل و آخرها ثقيل في فعلها، و اعلم أن «لا» و إن قبحت (4) فربما روّحت، و إن كنت من أمر تسأله عن ثقة فأطمع و لا توجب، ثم افعل، و إن علمت أن لا سبيل إليه فاعتذر، فإنه من لا يعذر بالعذر بنفسه ظالم.
قال أبو عبد اللّه: و أنشدنا ثعلب قال: أنشدني ابن الأعرابي:
لا تتبعن نعم «لا» طائعا أبدا *** فإنّ «لا» أفسدت من بعدها نعم
إن قلت يوما نعم بدءا فتمّ بها *** فإنّ إمضاءها صنف من الكرم
ص: 300
قال القاضي (1):قد أنشدني هذين البيتين جماعة من شيوخنا عن ثعلب عن ابن الأعرابي، و أنشدنا أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش لرجل من طيّئ (2):
و اللّه و اللّه لو لا أنني فرق (3) *** من الأمير لعاتبت ابن نبراس
في موعد قاله لي ثم أخلفني *** [غدا] (4) غدا (5) ضرب أخماس لأسداس
حتى إذا نحن ألجأنا مواعده *** إلى الطبيعة في فقر و إبساس (6)
أجلت مخيلته (7) عن «لا» فقلت له *** لو ما بدأت به ما كان من باس
و ليس يرجع في «لا» بعد ما سلفت *** منه نعم طائعا حرّ من الناس
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن نصر، نا ابن ساسة قال: قال المهلّب: ما السيف الصارم في كف الرجل الشجاع بأعزّ له من الصدق.
أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أحمد بن الفضل بن محمّد المقرئ، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا القاسم بن عبد اللّه السياري قال: قال جدي أحمد بن سيّار، نا بلج بن زياد أبو صالح، نا عيسى بن عبيد، عن الفرزدق بن الخوّاص الحمامي: كان المهلّب يبعث إلى جابر ابن يزيد (8) من فارس بالمال و يقبله، قال: و إنّا نعيب ذلك، قال جابر: إنّ قوما يعيبون هذا، و ما ضرّ المهلّب إن رددته ؟ أ لا جعله في المساكين يعيشون به ؟!.
أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا الربيع - يعني - محمّد بن الفضل البلخي يقول: سمعت محمّد بن عبد الوهّاب بن حبيب المهلبي (9) يقول: سمعت أبا يعلى حمزة بن محمّد بن يزيد المهلبي يقول: سمعت أبي
ص: 301
يقول: سمعت جدي يقول: لم يقل المهلّب بن [أبي] (1) صفرة قط إلاّ بيتين و هما (2):
إنا إذا نشأت يوما لنا نعم *** قالت لنا أنفس أزدية عودوا
لا يوجد الجود إلاّ عند ذي كرم *** و المال عند لئام الناس موجود
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، نا الأصمعي، نا روح ابن قبيصة، عن أبيه قال: قال المهلّب بن أبي صفرة: ما شيء أبقى للملك من العفو، و خير مناقب الملوك العفو (3).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، أنا أحمد بن مروان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا محمّد بن المغيرة المازني قال: قال الأصمعي: قال المهلّب: لأن تطيعني سفهاء قومي أحبّ لي من أن تطيعني حلماؤهم (4).
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا أبو الحسن جابر بن منجى بن الحسن العاملي - بصور - نا القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن عياض، عن أبي عقيل، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن جميع، نا أبو بكر الصولي - إملاء - نا ثعلب أحمد بن يحيى قال:
قال محمّد بن سلام: قال المهلّب لبنيه: يا بني لا تتكلوا على فعل غيركم، و افعلوا ما ينسب إليكم، ثم ينشد:
إنّما المجد ما بنى والد الصّدق *** و أحيا فعاله المولود (5)
أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ (6)،نا الحسن بن علي بن الخطّاب الورّاق، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا إبراهيم بن العبّاس الكاتب، نا الأصمعي، عن أبيه قال: مرّ المهلّب بن أبي صفرة على مالك بن دينار (7) و هو يتبختر في مشيته فقال له
ص: 302
مالك: أ ما علمت أنّ هذه المشية تكره إلاّ بين الصفين، فقال له المهلّب: أ ما تعرفني ؟ فقال له مالك: أعرفك أحسن المعرفة، قال: و ما تعرف منّي ؟ قال: أمّا أولك فنطفة مذرة، و أما آخرك فجيفة قذرة، و أنت تحمل بينهما العذرة، قال: فقال المهلّب: الآن عرفتني حقّ المعرفة.
أنبأنا أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو شعيب المكتب، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي، حدّثني سليمان بن أشعث، حدّثني القاسم بن محمّد المهلبي، ثنا أبي عن محمّد ابن أبي شيبة، و جرير بن حازم، قالا: توفي المهلّب بن أبي صفرة بمروروذ (1) في ذي الحجة سنة اثنتين (2) و سبعين، و له اثنتان (3) و سبعون سنة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ (4) الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال (5):مات المهلّب سنة إحدى و ثمانين، و يقال: سنة اثنتين (6) و ثمانين.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال: و فيها - يعني - سنة اثنين و ثمانين مات المهلّب بن أبي صفرة بمرو (7).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - ثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة اثنتين و ثمانين فيها مات المهلّب بن أبي صفرة، أبو سعيد بمرو الروذ، و كذا ذكر أبو غسّان الزيادي (8)،و قال: و يقال:
مات سنة ثلاث و ثمانين (9).
ص: 303
أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا - قراءة - عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، ثنا ابن أبي خيثمة، نا خالد بن خداش، حدّثني ابن أبي عبيد قال: توفي المهلّب بمرو الروذ بقرية يقال لها ذاغول (1) غازيا في ذي الحجة سنة ثلاث و ثمانين، و له ست و سبعون، كان مولده فتح مكة.
أخبرنا أبو العزّ السلمي - مناولة و إذنا و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (2)،نا أبو النّضر العقيلي، نا أبو إسحاق الطلحي، نا أحمد بن معاوية قال:
قال ابن الكوفي: قال نهار بن توسعة يرثيه - يعني المهلّب:-
للّه درّ [كم] (3) غداة دفنتم *** سمّ العداة (4) و نائلا لا يحظر
إن تدفنوه فإنّ مثل بلائه *** في المسلمين و ذكره لا يفتر
كان المدافع دون بيضة مصره *** و الجابر العظم الذي لا يجبر
و الكافي الثغر المخوف بحزمه *** و بيمن طائره الذي لا ينكر
أنّى لها مثل المهلّب بعدها *** هيهات هيهات الجناب الأقصر (5)
كلّ امرئ ولي الرعية بعده *** بدل لعمرو أبيك منه أعور
ما ساسنا مثل المهلّب سائس *** أشفى (6) من الذئب الذي لا يعقر
لا لا و أمر في الحروب بفنه (7)*** منه و أعدل في النهاب و أوفر
و أشدّ في حقّ العراق سكيمة *** يخشى بوادرها الإمام الأكبر
جمع المروءة و السياسة و التّقى *** و محاسن الأخلاق فيها أكثر
تجري له الطير الأيامن عمره *** و لو أنه خمسين عاما يخطر
لما رأى الأمر العظيم و أنه *** سيحل بالمصرين أمر منكر
و أرنّت العود المطافل حوله *** حذر السباء و زلّ عنها المئزر
ص: 304
ألقى القناع و سار نحو عصابة *** حذر (1) فذاقوا الموت و هو مشمر
كان المهلّب للعراق سكينة *** و وليّ حادثها الذي يستنكر
والد عبد المؤمن بن مهلهل.
حكى عن (2) مروان بن محمّد.
حكى عنه ابنه عبد المؤمن، تقدمت روايته.
ابن سيّار بن حكيم بن جبلة بن حكيم، و يقال: حصين بن الأسود بن كعب
ابن عامر بن الحارث بن الديل بن عمرو بن غنم بن وديعة بن بكير بن أفصى
ابن عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار
أبو نضلة العبدي (3)
أصل أبيه من البصرة، و سكن بغداد، و قدم مهلهل دمشق مجتازا إلى طبرية لزيارة قبر أبيه بها، و له شعر يذكر فيه دير الطّور (4) الذي بطبرية المشرف على البحيرة منه:
نهضت إلى الطيور في فتية *** سراع النهوض إلي ما أحبّ (5)
روى عنه: أبو الحسن أحمد بن محمّد بن العبّاس الأخباري، و أبو طالب عبيد اللّه بن أحمد الأنباري، و إبراهيم بن محمّد البغدادي المعروف بتوزون (6).
أخبرنا أبو منصور بن خيرون، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر
ص: 305
الخطيب (1):مهلهل بن يموت بن المزرّع بن يموت أبو (2) نضلة العبدي شاعر مليح الشعر (3)في الغزل و غيره، و هو بصري الأصل، سكن بغداد، و سمع منه، و كتب عنه شعره أو بعضه إبراهيم بن محمّد المعروف بتوزون (4).
أخبرنا (5) التنوخي قال: قال [لنا] (6) أبو الحسين أحمد بن محمّد بن العباس الأخباري: حضرت في سنة ست و عشرين و ثلاثمائة تحفة القوالة جارية أبي عبد اللّه بن عمر البازيار، و إلى جانبي عن يسرتي أبو نضلة مهلهل بن يموت بن المزرّع، و عن يميني أبو القاسم بن أبي الحسن البغدادي نديم ابن الحواري قديما و لليزيديين بعد، فعنّت تحفة من وراء الستارة:
بي شغل به عن الشغل عنه *** بهواه و إن تشاغل عني
ظن بي جفوة و أعرض عني *** و بدا منه ما يخوف مني
سرّه أن أكون فيه حزينا *** فسروري إذا تضاعف حزني
فقال له أبو نضلة: هذا الشعر لي، فسمعه أبو القاسم بن البغدادي، و كان يتحرف عن أبي نضلة، فقال له: قل له: إن كان الشعر له أن يزيد فيه بيتا آخر، فقلت له في ذلك على وجه جميل، فقال في الحال:
هو في الحسن فتنة قد أصارت *** فتنتني في هواه من كلّ فنّ
أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أنا أبو علي محمّد بن وشاح بن عبد اللّه الكاتب - قراءة عليه - ثنا أبو القاسم عبد الصّمد بن أحمد الخولاني المعروف بابن حبيش، أنشدني أبو طالب عبيد اللّه بن أحمد الأنباري، أنشدني مهلهل بن يموت بن المزرّع لنفسه:
جلت محاسنه عن كلّ تشبيه *** و جلّ عن واصف في الناس (7) يحكيه
انظر إلى حسنه و استغن عن صفتي *** سبحان خالقه سبحان باريه
ص: 306
النرجس الغضّ و الورد الجني له *** و الأقحوان النضير النضر في فيه
دعا بألحاظه قلبي إلى عظتي *** فجاءه مسرعا طوعا يفدّيه
مثل الفراشة [تأتي] (1) إن ترى لهبا *** إلى السراج فتلقي نفسها فيه
أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، ثنا - أبو بكر الخطيب (2)، أنا التنوخي، أنشدنا أبو الحسين (3) بن الأخباري، أنشدني أبو نضلة لنفسه و نحن في مجلس أبي بكر الصولي:
و خمرة جاء بها شبهها *** ظلمت لا بل شبهه الخمر
فبات يسقيني على وجهه *** حتى توفّى عقلي السكر
في ليلة قصرها طيبها *** بمثلها كم بخل الدهر
قال: و أنشدني أبو نضلة لنفسه:
و لما التقينا للوداع و لم تزل *** ينيل لثاما دائما و عناقا
شممت نسيما منه يستجلب الكرى *** و لو رقد المحموم فيه أفاقا
ابن عبيدة بن حاضر (4).دمشقي
حدّث عن أم الدّرداء.
روى عنه: عاصم بن رجاء بن حيّوة.
قال ابن منده فيما حكاه المقدسي عنه.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن سهل المطرّز، نا محمّد بن يحيى.
ص: 307
ح و أخبرنا أبو سعد عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الفقيه، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن أحمد بن الهيثم المقومي القزويني - بالريّ - نا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب القزويني، نا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطّان، نا أبو عبد اللّه محمّد بن يزيد بن ماجة (1)من قوله: كذا... إلى هنا سقط من د.(2)،ثنا محمّد بن يحيى، نا سليمان بن عبد الرّحمن الثقفي، نا عثمان ابن فائد، ثنا - و في حديث زاهر بن طاهر: عن عاصم بن رجاء بن حيّوة - عن المهتدي (3) بن عبد الرّحمن بن عيينة، و في حديث زاهر: بن عبيد - زاد أبو سعد: بن خاطر، قال: حدثتني عمّتي أم الدّرداء عن أبي الدّرداء قال: سجدت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - و في حديث زاهر: النبي صلى اللّه عليه و سلّم - إحدى عشرة سجدة ليس فيها من المفصّل شيء الأعراف، و الرعد، و النحل، و بني إسرائيل (4)،و مريم، و الحجّ سجدة، و الفرقان، و سليمان سورة النمل، و السجدة، و ص، و سجدة الحواميم.
[قال ابن عساكر:] (5) كذا قال المهتدي، و اللّه أعلم (5).
أخبرنا (6) أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن أيمن الدينوري، أنا أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد المزني - إجازة - نا أبو العبّاس محمّد ابن موسى بن الحسين، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الطائي، نا عثمان بن خرّزاذ (7)،نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا عثمان بن خليد، نا عاصم بن رجاء بن حيّوة، عن المهدي بن عبد الرّحمن بن حاضر، حدّثتني أم الدّرداء عن أبي الدّرداء قال: سجدت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إحدى عشرة سجدة، ليس فيها من المفصّل (8) شيء، الأعراف، و الرعد، و النحل، و بني إسرائيل، و مريم، و الحج سجدة، و الفرقان، و سليمان، و سجدة ص، و سجدة الحواميم.
ص: 308
قال: و نا أبو العباس، نا أبو جعفر أحمد بن إسماعيل، نا يحيى بن عثمان، نا حامد بن يحيى، نا عبد الرّحمن بن عتبة، حدّثني أبو عمرو الأموي من ولد أبي سفيان بن حرب، حدّثني عاصم بن رجاء بن حيّوة، حدّثني المهنّد بن عبد الرّحمن بن عبيد بن حاضر، عن أم الدّرداء، عن أبي الدّرداء أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«الخال وارث من لا وارث له» (1)[12637].
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف ابن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي قال (2):مهنّد بن عبد الرّحمن عن أم الدّرداء، حديثه غير محفوظ بهذا الإسناد، و لا يعرف إلاّ به.
و لم يذكره البخاري، و لا ابن أبي حاتم لا في باب مهدي و لا في باب مهنّد، و اللّه أعلم.
شاعر، قدم دمشق فيما ذكر لي أبو الفضل أحمد بن الحسين بن المؤمّل المعري.
قرأت بخط أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن سنان الحلبي: كان عندنا أبو الحسن بن بطلان الطبيب بحلب في سنة نيف و أربعين و أربعمائة، فوقع رجل من شعراء معرة النعمان يلقب بالشامي من موضع قريب، فانكسرت ساقه و دخل عليه أبو الحسن بن بطلان، فأشار بقصده، فقصد، و مات بعد يومين، فعمل المعروف بأبي نصر بن مهنّى الناظر الشاعر المعري فيه، و كان يهجو الشامي كثيرا:
للّه درّك يا ابن بطلان فقد *** أظهرت في الشامي صناعة حاذق
لم تأت وقعة رجله من خالق *** في متنه بقصادة من خالق
قرأت له بخطه من قصيدة مدح بها الشريف أبا القاسم:
و غادة غادرت لواحظها *** قلبي على مثل مضرم جاحم
يطلع في بدرها المنير كما *** تميس في ثني غصنها الناعم
هي في لحظ طرفها مرض *** ينجاب عنها فيمرض السالم
ص: 309
يغرم فيها المحب مهجته *** و هو يرى أنه بها عالم
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي، سألته - يعني - أبا غانم بن أبي حصين عن الناظر فقال: مولده سنة ثلاث و ثمانين و ثلاثمائة، قال: و فيها ولد والدي.
و قرأت بخط غيث أن الناظر توفي بدمشق سنة أربع و خمسين و أربعمائة.
7793 - مهنّى بن يحيى أبو عبد اللّه الشّامي (1)
ذكر أبو الفضل محمّد بن طاهر الحافظ أنه دمشقي.
سكن بغداد و حدّث بها عن بقية بن الوليد، و ضمرة بن ربيعة، و روّاد بن الجرّاح، و زيد ابن أبي الزرقاء (2)،و سمع منهم بالشام، و مكّي بن إبراهيم، و عبد الرّزّاق بن همّام، و يوسف ابن يعقوب صاحب السلعة، و يزيد بن هارون، و أحمد بن حنبل، و بشر بن الحارث الحافي.
روى عنه: إبراهيم بن هانئ النيسابوري، و محمّد بن علي الورّاق المعروف بحمدان، و عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و أحمد بن محمّد بن أبي شيبة البزار، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و محمّد بن بيان الخلاّل، و أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل الضبّي.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري (3)،و أبو نصر الزينبي.
ح و أخبرنا أبو الفضل محمّد، و أبو القاسم محمود بن أحمد بن أبي شيبة البزار، و يحيى بن محمّد بن صاعد،[و محمد بن بيان الخلال قالا:[أنا] (4) أبو نصر الزينبي، قالوا:
أنا أبو طاهر المخلص نا يحيى بن محمد بن صاعد] (5) نا مهنّى بن يحيى، نا رواد بن الجرّاح، عن سفيان الثوري، عن مجالد، عن الشعبي، عن عامر بن شهر (6) أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«خذوا من قول قريش»[12638].
ص: 310
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سنة ست و ثلاثمائة، نا المهنّى بن يحيى الشّامي، نا بقية (1) بن الوليد، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه:«يحشر الحكارون و قتلة الأنفس إلى درجة واحدة»[12639].
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أبي شيبة، نا مهنّى بن يحيى، نا زيد بن أبي الزرقاء، عن سفيان، عن (2) علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«إن اللّه افترض الجمعة في يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا إلى يوم القيامة، ألا فمن تركها استخفافا بها أو تهاونا فلا جمع اللّه شمله له، و لا بارك له، ألا و لا صلاة له، ألا و لا يؤمّنّ فاجر (3) برّا»[12640].
قال الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث سفيان الثوري عن علي بن زيد بن جدعان، تفرّد به ابن أبي الزرقاء عنه، و تفرّد به مهنى بن يحيى، عن زيد.
رواه الخطيب عن العشاري عن الدارقطني و قال:
فيما أخبرنا أبو منصور بن خيرون، ثنا - و أبو الحسن (4) بن سعيد، قال: أنا (5)-أبو بكر الخطيب قال (6):و هذا إنما يحفظ من رواية بقية بن الوليد، عن حمزة بن حسّان، عن علي ابن زيد، و لا نحفظه عن الثوري بوجه من الوجوه.
أخبرناه أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد ابن المنتصر، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق، قال: أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حمويه السرخسي، أنا إبراهيم بن خزيم الشاشي، نا عبد بن حميد الكجّي، نا إبراهيم بن عيسى الطالقاني، نا بقية بن الوليد، عن حمزة بن
ص: 311
حسّان، عن (1) علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو على منبره:
«يا أيها الناس توبوا إلى ربكم قبل أن تموتوا، و بادروا إليه بالأعمال الصالحة، و صلوا الذي بينه و بينكم بكثرة ذكركم، و بكثرة الصدقة في السرّ و العلانية، تؤجروا و تنصروا و ترزقوا، و اعلموا أن اللّه فرض عليكم الجمعة في عامي هذا، في شهري هذا، في ساعتي هذه، فريضة مكتوبة، فمن تركها في حياتي أو بعد موتي إلى يوم القيامة جحودا بها و استخفافا بحقّها، [و له] (2) إمام عادل أو جائر، فلا جمع اللّه شمله، و لا بارك له في أمره، ألا و لا صلاة له، ألا و لا حجّ له، ألا و لا صدقة له، ألا و لا زكاة له، ألا و لا برّ له، فمن تاب تاب اللّه عليه، ألا لا يؤم الأعرابي مهاجرا (3)،ألا لا تؤم امرأة رجلا، ألا و لا يؤم فاجر برا إلاّ أن يكون سلطانا»[12641].
أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن (4) بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب، قال (5):حدّثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي، أنا أبو بكر الخلاّل قال: و أبو عبد اللّه مهنّى بن يحيى من كبار أصحاب أبي عبد اللّه، و كان أبو عبد اللّه يلزمه و يعرف له حق الصحبة، و قدمه، و رجل مع أبي عبد اللّه إلى عبد الرّزّاق، و صحبه إلى أن مات، و كان يستجرئ على أبي عبد اللّه ما لم يستجرئ عليه أحد مثله، و يحتمله أبو عبد اللّه ما لم يحتمل أحدا مثله، و سأله عن كبار المسائل،[و مسائله] (6) و ما أكثر من أن تحد، و كتب عنه عبد اللّه بن أحمد مسائل كثيرة بضعة عشر جزءا عن أبيه، لم تكن عند عبد اللّه و لا عند غيره، و كان عبد اللّه يرفع قدره، و يذكره كثيرا، و حدّثنا عنه بأشياء كثيرة، عن أبيه و غيره، قال عبد اللّه: و كنت أرى مهنّى يسأل أبي حتى يضجره، و يكرر عليه جدا، حتى ربّما قام و ضجر.
قال أبو عبد الرّحمن: قال مهنّى: لزمت أبا عبد اللّه ثلاثا و أربعين سنة، و اتفقنا عند عبد الرّزّاق، و رأيته بمكة عند سفيان بن عيينة سنة ثمان و تسعين، و كان معنا أيضا عند عبد الرّزّاق إسحاق بن راهويه و جماعة.
ص: 312
قال الخطيب (1):مهنّى بن يحيى أبو عبد اللّه شامي الأصل، و هو من كبار أصحاب أبي عبد اللّه أحمد بن حنبل، رحل في صحبته إلى عبد الرّزّاق بن همام، و سكن بغداد و حدّث بها عن بقية بن الوليد، و ضمرة (2) بن ربيعة، و مكّي بن إبراهيم، و يوسف بن يعقوب صاحب السلعة، و روّاد بن الجرّاح، و زيد بن أبي الزرقاء (3)،و يزيد بن هارون، و عبد الرّزّاق، و أحمد بن حنبل، و بشر بن الحارث، روى عنه حمدان بن علي الورّاق، و إبراهيم بن هانئ النيسابوري، و عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و أحمد بن محمّد بن أبي شيبة، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و محمّد بن بيان الخلاّل، و القاضي أبو عبد اللّه المحاملي.
أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري و غيره عن أبي سعيد محمّد بن علي بن محمّد الصوفي، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: قال لي أبو الحسن الدارقطني: مهنّى بن يحيى الشّامي، ثقة، نبيل.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن (4) بن سعيد، نا - الخطيب (5)،حدّثني أحمد بن محمّد الغزال، أنا محمّد بن جعفر الشروطي، أنا أبو الفتح محمّد بن الحسين الأزدي الحافظ ، قال: مهنّى بن يحيى الشّامي، نزل بغداد، منكر الحديث.
حكى شيئا من بناء الوليد بن عبد الملك قبة الجامع.
والد إبراهيم بن ميّاس.
ص: 313
سمع الكثير من أبوي القاسم: السميساطي (1)،و الحنائي (2)،و عبد العزيز الكتاني (3).
و حدّث عن: أحمد بن خلف بن أحمد الحوفي، و أبي جعفر بن المسلمة، و أبي الحسين بن المهتدي، و أبي بكر الخطيب، و أبي الحسين بن مكي (4)،و أبي عبد اللّه القضاعي - صاحب الشهاب - و أبي (5) الحسين بن النقور، و أبي (6) نصر الزينبي، و يوسف بن محمّد المهرواني، و أبي علي الحسن بن أحمد بن البنّا.
روى عنه: ابنه إبراهيم بن ميّاس، و نجا بن أحمد العطار، و إبراهيم بن يونس، و ابنه أحمد بن إبراهيم بن يونس، و جماعة من أهل بيت المقدس.
أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن عمر، و نقلته من خطه، أنا الأمير أبو رافع ميّاس ابن مهري بن كامل بن الصقيل - بقراءتي عليه بدمشق - أنا خلف بن أحمد بن الفضل الحوفي - بمصر قراءة عليه و أنا أسمع - نا أبو سعد أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الهروي، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن صالح الأبهري المالكي ببغداد، نا عبد اللّه بن محمّد بن وهب الدينوري، نا عبد الرّحمن بن أخي عبد الملك بن قريب الأصمعي، نا عمّي عبد الملك، عن جعفر بن سليمان الضبعي، عن ثابت، عن أنس قال: أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم رجل يريد سفرا فقال:
أوصني، فقال:«اتّق اللّه حيث ما كنت، و اتّبع السيئة الحسنة، و خالق الناس بخلق حسن»، فلما ودّعه قال: زوّدك اللّه التقوى، و جنّبك الردى، و غفر لك ذنبك، و وجّهك للخير حيث ما توجّهت»[12642].
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (7):و أما مهري (8):فهو صديقنا الأمير أبو رافع ميّاس بن مهري بن كامل الصقيل القشيري من أهل الكرم و الخير و الصلاح، سمع بدمشق و القدس و مصر عن أبي القاسم بن المظفّر، و لقيته بدمشق، و حضر بغداد، و سمع و كتب عنه جماعة منهم الحميدي، و أبو القاسم مكي بن عبد السّلام المقدسي،
ص: 314
و روى عنه أيضا، و ذكر ابنه إبراهيم بن ميّاس أنه ولد بالشط (1) و توفي بالرحبة و هو ابن اثنتين (2) و ستين سنة.
قرأت بخط غيث بن علي: الأمير عرس الدولة أبو رافع ميّاس بن مهري بن كامل بن الصقيل القشيري، دخل صور و حدّث بها في سنة اثنتين و ستين و أربعمائة عن أبي نصر محمّد ابن محمّد الزينبي و غيره، و سمع منه بها أبو إسحاق القباني، و أبو حفص الدوني، و أبو عبد اللّه الطالقاني، و أبو منصور الشهرزوري (3)،و أبو طالب الشيرازي، و الشريف أبو الحسن علي بن محمّد الهاشمي و غيرهم، و حدّثني الشريف النسيب أنه توفي بالرحبة و هو بها، فسألته متى ؟ فقال: أظن سنة اثنتين و سبعين و أربعمائة.
7796 - ميسرة غلام خديجة (4)
خرج مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى بصرى (5).
أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن النقور، نا أبو عبد اللّه الحسين بن هارون بن محمّد الضبّي - إملاء - أنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن يحيى بن الربيع بن ثابت البرجمي، حدّثنا، نا محمّد بن عمر، نا موسى بن شيبة، عن عميرة بنت عبد اللّه بن كعب بن مالك عن أم سعد بنت سعد بن الربيع، عن نفيسة بنت منية (6)سمعتها تقول: لما بلغ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خمسا و عشرين سنة ليس له بمكة اسم إلاّ الأمين، فتكاملت فيه خصال الخير، أرسلت خديجة إليه فقالت: إنّه دعاني إلى البعثة إليك ما بلغني من صدق حديثك، و عظم أمانتك، و كرم أخلاقك، فإنّي أعطيك ضعف ما أعطي رجل من قومك، ففعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و خرج مع غلامها ميسرة حتى قدما بصرى من الشام، فنزلا سوق
ص: 315
بصرى في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان يقال له منظور (1)،فاطلع الراهب إلى ميسرة و كان يعرفه، فقال: يا ميسرة، من هذا الذي نزل تحت هذه الشجرة ؟ قال ميسرة:
رجل من قريش، من أهل الحرم، قال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قطّ إلاّ نبيّ ، ثم قال: في عينيه حمرة ؟ قال ميسرة: نعم، قال: و لا تفارقه، قال الراهب: هو هو، و هو آخر الأنبياء، فيا ليتني أدركه حين يؤمر بالخروج.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر السوسي، أنا أحمد بن معروف، نا حارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر بن واقد الأسلمي، نا موسى بن شيبة، عن عميرة بنت عبيد اللّه بن كعب بن مالك، عن أم سعد بنت سعد بن الربيع عن نفيسة بنت منية (3) أخت يعلى بن منية (4) قالت:
لما بلغ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خمسا و عشرين سنة قال له أبو طالب: أنا رجل لا مال لي، و قد اشتدّ الزمان علينا، و هذه عير قومك قد حضر خروجها إلى الشام و خديجة بنت خويلد تبعث رجالا من قومك في عيراتها (5)،فلو جئتها فعرضت نفسك عليها لأسرعت إليك، و بلغ خديجة ما كان من محاورة عمّه له، فأرسلت إليه في ذلك، و قالت: أنا أعطيك ضعف ما أعطي رجلا من قومك.
قال أبو طالب: هذا رزق قد ساقه اللّه إليك، فخرج مع غلامها ميسرة و جعل عمومته يوصون به أهل العير حتى قدما بصرى من الشام، فنزلا في ظل شجرة فقال نسطور الراهب:
ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلاّ نبيّ ، ثم قال لميسرة: أ في عينيه حمرة ؟ قال: نعم، لا تفارقه،[قال: هو نبي] (6) و هو آخر الأنبياء، ثم باع سلعته، فوقع بينه و بين رجل تلاح، فقال رجل: احلف باللات و العزّى، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما أحلف بهما قط ، و إنّي لامرؤ» (7)
ص: 316
فأعرض عنهما، فقال الرجل: القول قولك، ثم قال لميسرة: هذا و اللّه نبي تجده أحبارنا منعوتا في كتبهم، و كان ميسرة إذا كانت الهاجرة و اشتدّ الحرّ يرى ملكين (1) يظلاّن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من الشمس، فوعى ذلك كلّه ميسرة، و كان اللّه قد ألقى عليه المحبة من ميسرة، فكان كأنه عبد له، و باعوا تجارتهم و ربحوا ضعف ما كانوا يربحون، فلمّا رجعوا فكانوا بمرّ الظهران قال ميسرة: يا محمّد، انطلق إلى خديجة فأخبرها بما صنع اللّه لها على وجهك، فإنها تعرف لك ذلك، فتقدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حتى دخل مكة في ساعة الظهيرة، و خديجة في علّية لها، فرأت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو على بعيره و ملكان يظلاّن عليه، فأرته نساءها فعجبن لذلك، و دخل عليها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فخبّرها بما ربحوا في وجههم، فسرّت بذلك، فلمّا دخلوا و دخل ميسرة عليها أخبرته بما رأت، فقال ميسرة: قد رأيت هذا منذ خرجنا من الشام، و أخبرها بما قال الراهب نسطور، و بما قال الآخر الذي خالفه في البيع، و قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بتجارتها فربحت ضعف ما كانت تربح. و أضعفت له ضعف ما سمّت له.
7797 - ميسرة بن مسروق العبسي (2)
أحد الفرسان المشهورين.
شهد يوم اليرموك و هو شيخ مسنّ ، و كان ذا صلاح.
روى عنه: أسلم مولى عمر بن الخطّاب، و جعفر بن عبد اللّه بن أسلم.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد اللّه الورّاق - يعرف بابن فطيس - نا محمّد بن الحسن النابلسي، نا أحمد بن الوليد الأمي، نا عبد اللّه بن عمرو الواقعي، نا هشام بن سعد، عن جعفر بن عبد اللّه بن أسلم، نا ميسرة بن مسروق العبسي، نا أبو عبيدة بن الجرّاح و نحن باليرموك، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»[12643].
أخبرناه أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السنجي المؤذن - بمرو - أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن أحمد المديني المؤذّن - بنيسابور - نا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم ابن محمّد بن يحيى المزكّي، أنا أبو محمّد بن الخراساني - و هو عبد اللّه بن إسحاق بن
ص: 317
إبراهيم - نا محمّد بن يونس، نا عبد اللّه بن عمرو، ثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن جعفر بن عبد اللّه بن الحكم، عن مسروق (1) بن ميسرة العبسي عن أبي عبيدة بن الجرّاح قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»[12644].
أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه.
و أخبرنا أبو منصور بن زريق (2)،أنا - و أبو الحسن بن سعيد، قال: ثنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمّد بن عثمان البجلي، ثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي (4)،نا عبد الرّحمن بن قريش بن خزيمة الهروي، نا أبو بكر محمّد ابن سهل الجوزجاني، ثنا موسى بن أحمد الجوزجاني، نا عبد اللّه بن عمرو البصري الواقفي، نا هشام بن سعد، عن جعفر بن عبد اللّه بن أسلم، عن أسلم مولى عمر بن الخطّاب، أنا ميسرة بن مسروق العبسي، نا أبو عبيدة بن الجرّاح قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»[12645].
أنبأه عاليا أبو الحسن بن أحمد، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرّحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا القاضي أبو أحمد محمّد بن أحمد بن إبراهيم، نا أحمد بن محمّد بن عاصم، نا موسى بن أحمد - من أهل جوزجان، لقيته بمرو - ثنا عبد اللّه بن عمرو الواقعي، نا هشام بن سعد، نا جعفر بن عبد اللّه بن أسلم، عن أسلم مولى عمر، نا ميسرة بن مسروق العبسي، نا أبو عبيدة بن الجرّاح، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»[12646].
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد [قال في الطبقة الرابعة من بني عبس ابن بغيض بن ريث بن حفصة] (5) بن قيس بن عيلان بن مضر: ميسرة بن مسروق العبسي.
قال (6):و نا ابن سعد، نا محمّد بن عمر - هو الواقدي - حدّثني هشام بن سعد، عن
ص: 318
جعفر بن عبد اللّه بن أسلم، عن أسلم مولى عمر، حدّثني ميسرة بن مسروق العبسي قال (1):
قدمت بصدقة قومي طائعين و نحن على الإسلام لم نبال، و ما بعث علينا أحد، حتى أدخلتها على أبي بكر الصّدّيق، فجزاني و جزى قومي خيرا، و عقد لنا لواء، فقال: سيروا مع خالد بن الوليد إلى أهل الردة، و أوصى بنا خالدا، و كنا إذا زحفت الزحوف نأخذ اللواء فنقاتل به بأبانين (2) و اليمامة، و مع خالد بالشام، لقد نظر إليّ خالد بن الوليد يوم اليرموك فصاح بأبي عبيدة بن الجرّاح: ادفع رايتك إلى ميسرة بن مسروق، ففعل، ففتح اللّه عليّ .
قال: و نا ابن سعد، أنا محمّد بن عمر، أنا عبد اللّه بن وابصة العبسي، عن أبيه عن جدّه قال: جاءنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بمنى، فوقف علينا يدعونا إلى الإسلام، فلم يستجب له منا أحد، فقال ميسرة بن مسروق: ما أحسن كلامك و أنوره، و لكن قومي يخالفوني، و إنما الرجل بقومه، فلمّا حجّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حجة الوداع لقيه ميسرة بن مسروق فعرفه فقال: يا رسول اللّه، ما رأيت حريصا على اتّباعك منذ أنخت بنا حتى كان (3) ما كان، و يأبى اللّه إلاّ ما ترى من تأخّر إسلامي، فأسلم، فحسن إسلامه و قال: الحمد للّه الذي ينقذني من النار، و كان له عند أبي بكر الصّدّيق مكان.
قال: و أنا ابن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم المزني، عن يزيد بن عبيد السعدي أبي وجزة، قال:
مرّ أبو بكر بالناس في معسكرهم بالجرف (4) ينسب القبائل حتى مرّ ببني فزارة، فقام إليه رجل منهم فقال: مرحبا بكم، فقالوا: يا خليفة رسول اللّه نحن أحلاس (5) الخيل، و قد قدنا الخيول معنا، فقال: بارك اللّه فيكم، قال: فاجعلوا (6) اللواء الأكبر معنا، فقال أبو بكر:
لا أغيره عن موضعه، هو في بني عبس، فقال الفزاري: أتقدم عليّ من أنا خير منه ؟ فقال أبو بكر: اسكت يا لكع، هو خير منكم، أقدم إسلاما، و لم يرجع رجل منهم، و قد رجعت
ص: 319
و قومك عن الإسلام، فقال العبسي - و هو ميسرة بن مسروق:- أ لا تسمع ما يقول يا خليفة رسول اللّه ؟ فقال: اسكت، فقد كفيت.
أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي و غيره، عن أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، أنا الحارث بن محمّد، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر الواقدي قال: و فيها - يعني - سنة عشرين دخل ميسرة بن مسروق العبسي بأرض الروم (1)،فغنم و سلّم، و كان أوّل من دخلها، و يقال: أول من دخلها أبو بحرية الكندي سنة عشرين.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد ابن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، أنبأ الوليد بن مسلم، نا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال:
ثم دخل ميسرة بن مسروق العبسي أرض الروم في ستة آلاف، فوغل فيها و غنم و سبى، و جمعت له الروم، فلقيهم بمرج القبائل (2) و هو في مسيرة فحلف على السبقة، و هي (3)جمعهم بنفسه، و من معه فاقتتلوا قتالا شديدا، فهزمهم اللّه، و كانت فيهم مقتلة عظيمة.
قال ابن جابر: فأدركت عظامهم تلوح في مرج القبائل و هي إحدى ملاحم الروم التي أبيروا فيها، قال ابن جابر: فكان ميسرة بن مسروق و أصحابه أول جيش للمسلمين دخل الروم.
7798 - ميسرة مولى فضالة (4)[دمشقي] (5)(6)
روى عن فضالة، و أبي الدّرداء.
روى عنه إسماعيل بن عبيد اللّه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن أبي الفضل، أنا محمّد بن يوسف ابن الفضل السالنحي الخطيب، أنا نعيم بن عبد الملك بن محمّد بن عدي، نا إبراهيم بن عبد
ص: 320
اللّه البصري أبو مسلم، حدّثنا سليمان بن أحمد نا (1) الوليد بن مسلم، نا الأوزاعي، نا إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر المخزومي، عن مولى فضالة (2) بن عبيد عن فضالة بن عبيد قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«[للّه] (3) أشدّ أذانا (4) إليّ حسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته»[12647].
أخبرناه عاليا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو منصور بن عبد الباقي ابن محمّد بن غالب، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو نصر أحمد بن عمر بن محمّد بن عبد اللّه [القارئ قالا: أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو الحسين محمد بن عبد اللّه] (5) بن الحسين قال: ثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، نا داود بن رشيد، ثنا الوليد، عن الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، عن ميسرة مولى فضالة، عن فضالة بن عبيد قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«[للّه] (6) أشد أذنا (7) إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته»[12648].
و روي من غير [ذكر] ميسرة (8).
و أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا العبّاس بن الوليد، أخبرني أبي، نا الأوزاعي، ثنا إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، عن فضالة بن عبيد الأنصاري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«للّه أشد أذنا للرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته»[12649].
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا
ص: 321
أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):قال عبد اللّه بن يوسف: حدّثني سعيد بن عبد العزيز، حدّثني إسماعيل بن عبيد اللّه (2)،حدّثني ميسرة مولى فضالة بن عبيد، عن أبي الدّرداء أنه كان إذا ذكر حديث أبي هريرة عنده يقول: أ و لم يقل اللّه تعالى في كتابه:
وَ لَقَدْ كَتَبْنٰا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهٰا عِبٰادِيَ الصّٰالِحُونَ (3) [قال أبو الدرداء:
فنحن الصالحون] (4).
أنبأنا أبو الحسين بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا حمد (5)-إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (6):ميسرة مولى فضالة بن عبيد، شامي، روى عن فضالة ابن عبيد، روى عنه إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا عبد العزيز الصوفي، أنا تمام البجلي، أنا جعفر الكندي، نا أبو زرعة قال في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هي العليا: ميسرة مولى فضالة، روى عن أبي الدّرداء (7).
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا ابن جوصا - إجازة-.
و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، نا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا ابن جوصا - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام: ميسرة مولى فضالة بن عبيد، دمشقي (8).
ص: 322
ذكر من اسمه ميسّر (1)
سكن دمشق.
و صنّف كتابا في معاني الشعر الذي ابتكره قائله، و أبدع فيه لقّبه بأبكار المعاني المعتمدية، صنّف للقاضي معتمد الدولة أبي الحسين يحيى بن زيد الحسيني، و فرغ من تصنيفه في سنة خمسين و أربعمائة، ذكره شيخنا غيث.
قرأت بخط أبي الفرج الصوري، حدّثني أبو عمرو المعري البزار: أن ميسّر عن (2) مسعر والد أبي المشكور توفي بعد الأتراك في زمن ابن قطلمش بعد أخذه لأنطاكية، و حدّثني ابنه الأصغر أخو أبي المكرم أن وفاته كانت في سنة ثمان و سبعين و أربعمائة عن سبع و ستين سنة.
حدّث عن نصير بن منصور الطرسوسي.
روى عنه: علي بن محمّد بن عامر النهاوندي.
أنبأنا أبو القاسم النسيب و غيره، عن أبي علي الأهوازي، أنا الأمير أبو نصر أحمد بن محمّد بن عجلي العجلي، ثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم المعروف بعلاّن الكرحمي (3)بهمذان، نا علي بن محمّد بن عامر - إمام مسجد الجامع بنهاوند [نا] (4) ميمون بن أحمد بن عمّار بن نصير السّلمي ابن أخي هشام بن عمّار الدمشقي، نا نصر بن منصور الطرسوسي، نا يحيى بن أيوب، نا إسماعيل بن جعفر، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من كثر صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار»[12650].
ص: 323
كان على البريد (1)[لجعفر] (2) المتوكل، و قدم معه دمشق، فيما وجدت بخط عبد اللّه ابن محمّد الخطابي الشاعر الدمشقي في تسمية من قدمها مع المتوكل.
و حكى عن عيسى بن سهل، و إبراهيم بن الحسن، و أحمد بن يعقوب، و محمّد بن حمّاد بن سعيد الكاتب، و جعفر بن عبد اللّه المحمّدي، و علي بن عثمان النحوي.
روى عنه: أبو بكر الصولي، و أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر صاحب كتاب بغداد.
و ولي ميمون هذا زمام ديوان الضياع.
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش سبيع ابن المسلم عنه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، حدّثنا ميمون بن إبراهيم، نا محمّد بن حمّاد بن سعيد الكاتب قال: قال لي:
كنت أجالس أبا يوسف القاضي فكان في الحلقة رجل يطيل الصمت، فجاء إلى أبي يوسف رجل فقال: ما تقول في رجل دخل إلى بيت مظلم و فيه إنسان، فخرج و سيفه مخضب دما و الرجل الذي داخل مقتول، فابتدره الرجل الصامت فقال: أ رأيت - أيّدك اللّه - إن كان مع الذي داخل سيف، فخرجا و رأس كل منهما في يد صاحبه، فنظر أبو يوسف إلى أصحابه و قال: ما كان أحسن صمته لو زين بعقل (3).
7802 - ميمون (4) بن إسماعيل
يحدّث عن سالم بن جنادة، و أحمد بن محمّد الزبيدي.
روى عنه: أبو سعيد الحسن بن محمّد بن المبارك التستري.
سمعت أبا بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي يقول: سمعت أبا سعد محمّد
ص: 324
ابن محمّد بن محمّد يقول: سمعت أبا عصمة نوح بن نصر الفرغاني (1) يقول.
ح و أنبأنا أبو سعد (2) المطرّز أخبرنا أبو عصمة، سمعت أبا الحسين الجرجاني البارع يقول: سمعت أحمد بن منصور الشيرازي يقول: سمعت أبا سعيد الحسن بن أحمد بن المبارك التستري يقول: سمعت ميمون بن إسماعيل الدمشقي يقول: سمعت سالم بن جنادة يقول: سمعت أبي يروي عن أبي حنيفة عن عمر بن شعيب، عن أبيه عن جده أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«ليس من المروءة الربح على الاخوان»[12651].
[قال ابن عساكر] (3) كذا قال، و المحفوظ : سالم بن جنادة (4).
أنبأنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد، حدّثنا الحسن بن أحمد بن المبارك، حدّثنا ميمون بن إسماعيل الدمشقي، حدّثنا أحمد بن محمّد الزبيدي، حدّثنا أبي، حدّثنا المأمون، حدّثني هارون الرشيد، حدّثني مالك بن أنس، عن سعيد (5)،عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«السفر قطعة من العذاب» الحديث[12652].
7803 - ميمون بن الحسن بن إسماعيل (6) البصري الدبّاس
قدم دمشق قافلا من الحجّ (7).
و حدّث عن أبي علي الحسن بن عبد الرّحمن بن إسحاق بن عوّاد.
روى عنه: علي بن محمّد الحنائي (8).
قرأت بخط أبي الحسن الحنائي، أخبرنا ميمون بن الحسن بن إسماعيل (9) الدبّاس
ص: 325
البصري منصرفه من الحجّ ، أخبرني أبو علي الحسن بن عبد الرّحمن بن إسحاق بن (1) عواد الأسدي المقرئ في جامع البصرة قال: قرأت على محمّد بن صهادوة قال: قرأت على محمّد بن صهادوة قال: قرأت على أبي جزء محمّد بن محمّد قال أبو جزء: الناسخ و المنسوخ على ثلاثة أوجه، فمنه ما رفع، و ما أثبت خطه (2) و بدل حكمه، و منه نسخ حكمه و نسخت تلاوته، و بقي ذكره على ألسنة الناس.
7804 - ميمون بن علي بن يعقوب بن علي (3) بن أبي البختري وهب
ابن وهب بن كبير بن عبد اللّه (4) بن زمعة بن الأسود بن المظفّر بن أسد
ابن عبد العزّى بن قصي القرشي الأسدي
من أهل صيدا (5).
حكى عن جدّه يعقوب بن علي.
حكى عنه أبو يعلى عبد اللّه بن محمّد بن حمزة بن أبي كريمة الصيداوي.
قرأت على أبي القاسم بن السمرقندي، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد، أخبرنا الحسن بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن جميع، أخبرنا أبو يعلى عبد اللّه بن محمّد، حدّثني ميمون بن علي بن يعقوب القرشي قال: سمعت جدّي [يعقوب بن علي بن أبي البختري يقول: سمعت جدي] (6) أبا البختري يقول:
قال لي هارون الرشيد: يا أبا البختري أين اتخذت (7) لولدك من بعدك (8)؟قلت: يا أمير المؤمنين، بالشام، قال: و أي موضع بالشام ؟ قلت: بساحل دمشق، بحصن يقال له صيدا، قال: و كيف اتخذت الشام و هو - ذكروا - مأواة (9) الفتن و فيه العصبية ؟ قال: فقلت له: يا أمير
ص: 326
المؤمنين إنه بلد أرضه طعام، و سماؤه إدام (1)،قال لي: فتحلمنا أن نصير إليه ؟ قال: فقلت:
فما يحفظك (2) يا أمير المؤمنين ؟
ابن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل
ابن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار
ابن معدّ بن عدنان أبو بصير، و يقال: أبو (3) بشر الثعلبي (4)(5)
الشاعر المعروف بالأعشى.
أحد فحول الشعراء.
وفد على آل جفنة الغسانيين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو محمّد عبد الوهّاب بن علي بن عبد الوهّاب - إجازة-. أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم (6) بن راشد الختّلي (7)،أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن سلاّم بن عبيد الجمحي (8) في كتاب طبقات شعراء الجاهلية في الطبقة الأولى: الأعشى، و اسمه ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف ابن سعد (9) بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة، و يكنى أبا صير.
أخبرني يونس بن حبيب: أن أهل الكوفة كانوا يقدّمون الأعشى، و إن أهل الحجاز و البادية يقدّمون زهيرا و النابغة.
ص: 327
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين الآبنوسي، عن أبي الحسن الدارقطني قال: أبو بصير دعمي بن قيس بن ثعلبة الشاعر، كنّاه ابن دريد، و اسمه ميمون بن جندل.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن علي بن هبة اللّه الحافظ قال (1):أما بصير أوله باء مفتوحة معجمة بواحدة و صاد مهملة مكسورة، فهو أبو بصير أعشى بن قيس بن ثعلبة، و اسمه ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة، الشاعر المشهور، أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و مدحه و لم يسلم.
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد الكاتب (2)،أخبرنا [محمد] (3) بن العبّاس اليزيدي، حدّثني محمّد بن الحسن بن مسعود (4) الزرقي، حدّثنا عبد اللّه بن شبيب، قال: و [حدثني الزبير] (5) و أخبرني الحسن بن علي، أخبرنا أحمد بن زهير، حدّثنا الزبير، حدّثني بعض القرشيين قال:
دخل حسّان بن ثابت في الجاهلية بيت خمار بالشام و معه أعشى بكر بن وائل، و اشتريا خمرا و شربا، فنام حسان ثم انتبه، فسمع الأعشى يقول للخمّار: كره الشيخ الغرم، فتركه حسّان حتى نام، ثم اشترى خمر الخمار كلها، ثم سكبها في البيت حتى سالت تحت الأعشى، فعلم أنه سمع كلامه، فاعتذر إليه.
ذكر (6) عمر بن شبة أن الأعشى وفد إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و قد مدحه بقصيدته (7) التي أوّلها:
أ لم تغتمض عيناك ليلة أرمدا *** و عادك ما عاد السليم (8) المسهّدا
و ما كان من عشق النساء و إنّما *** تناسيت قبل (9) اليوم [خلّة] (10) مهددا
ص: 328
و يقول لناقته: (1)
فآليت لا أرثي لها من كلالة *** و لا من حفا حتى تلاقي (2) محمّدا
نبيّ يرى ما لا ترون و ذكره *** أغار لعمري في البلاد و أنجدا (3)
متى ما تناخي عند باب ابن هاشم *** تراحي و تلقي من فواضله يدا
فبلغ خبره قريشا فرصدوه (4) على طريقه، و قالوا: هذا صنّاجة العرب، ما مدح أحدا قطّ إلاّ رفع من قدره، فلمّا ورد عليهم قالوا له: أين (5) أردت أبا بصير؟ قال: أردت صاحبكم هذا لأسلم قال: إنه ينهاك عن خلال و يحرّمها، و كلها بك (6) رافق و لك موافق قال: و ما هن ؟ فقال أبو سفيان: الزنا، فقال: لقد تركني الزنا و ما تركته، و ما ذا؟ قال: القمار، قال: لعلّي إن لقيته أصبت منه عوضا من القمار، و ما ذا؟ قالوا: الزنا، قال: ما دنت و لا ادّنت قط ، قال:
و ما ذا؟ قال: الخمر، قال: أوّه! ارجع إلى صبابة قد بقيت لي من المهراس (7) فأشربها، فقال أبو سفيان: أبا بصير هل لك في خير ممّا هممت به ؟ قال: و ما هو؟ قال: نحن و هو الآن في هدنة، فتأخذ مائة من الإبل و ترجع إلى بلدك سنتك هذه و تنظر ما يصير إليه أمرنا، فإن ظهرنا عليه كنت قد أخذت خلفا، و إن ظهر علينا أتيته، قال: ما أكره ذاك، فقال أبو سفيان: يا معشر قريش هذا الأعشى، و اللّه لئن أتى محمّدا و اتّبعه ليضرمنّ عليكم نيران العرب بشعره، فاجمعوا له مائة من الإبل، ففعلوا، و أخذها و انطلق إلى بلده، فلما كان بقاع منفوحة (8) رمى به بعيره فقتله، فدفن هناك فإذا أراد الفتيان أن يشربوا خرجوا إلى قبره و شربوا عنده، و صبوا عليه فضلات الأقداح.
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل (9)،أخبرنا أبو الحسن علي بن
ص: 329
الحسن بن الحسين الخلعي، أخبرنا أبو محمّد بن النحّاس، أخبرنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن عزان بن معاوية بن الفضل بن محارب (1) بن بشر بن غوث بن الريان ابن قيس بن جندل بن شراحيل بن سعد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة، حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن شبابة بن سوار، عن (2) أبي بكر الهذلي، عن ابن سيرين (3)،عن أبي هريرة قال: رخص رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في الشعر إلاّ في قصيدتين: قصيدة أمية بن أبي الصلت في أهل بدر، و قصيدة الأعشى في علقمة و عامر.
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم ابن البسري و أبو نصر الزينبي و أخبرناه أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو القاسم بن البسري قالوا:
أخبرنا أبو طاهر المخلص، ثنا يحيى بن محمّد، حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري.
و أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن، أخبرنا ابن حمدان.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الأديب، أخبرنا إبراهيم بن منصور، أخبرنا ابن المقرئ، قالا: أخبرنا أبو يعلى، حدّثنا إبراهيم بن سعيد - زاد ابن المقرئ: الجوهري - حدّثنا شبابة، عن أبي بكر الهذلي، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: رخص رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في شعر الجاهلية إلاّ قصيدة أمية بن أبي الصلت، و قصيدة الأعشى في عامر و علقمة.
أنبأنا أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أخبرنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم، أخبرنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، أخبرنا أبو العباس ثعلب، حدّثنا أبو (4) شبيب، حدّثنا الزبير، حدّثني علي بن صالح، عن عامر بن صالح.
أن عبد الملك بن مروان جمع بنيه ذات يوم، الوليد، و مسلمة، و سليمان، فاستقرأهم فقرءوا فأحسنوا و استنشدهم فأنشدوا فأجادوا، لكلّ شاعر غير الأعشى فقال لهم: قرأتم فأحسنتم و أنشدتم فأجدتم لكلّ شاعر غير الأعشى، فما لكم تهجرونه ؟ قد أخذ في كلّ فن حسن فأحسن و ما امتدح رجلا قطّ إلاّ تركه مذكورا، و إن كان خاملا، و لا هجا رجلا قط إلاّ
ص: 330
وضعه و إن كان [مذكورا، هذا عامر بن الطفيل و علقمة بن علاثة و هما من بيت واحد، هجا علقمة فأخمله] (1)،و كان شريفا مذكورا، و مدح عامر بن الطّفيل فرفعه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن يوسف، أخبرنا أبو أحمد بن عدي (2)،حدّثنا محمّد بن عبد الواحد الناقد، حدّثنا سعيد بن يحيى الأموي قال: سمعت أبي، حدّثنا سليمان بن أرقم، عن ابن سيرين عن أبي هريرة: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم عفا عن شعر الجاهلية، قال سليمان: فذكرت ذلك للزهري فقال: عفا عنه إلاّ في قصيدتين، كلمة أمية التي ذكر فيها أهل بدر، و كلمة الأعشى التي يذكر فيها الحوض (3).
[قال ابن عساكر:] (4) هذا غريب، و المحفوظ ما تقدّم.
أنبأنا الشريف و غيره، عن رشأ بن نظيف أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن علي بن الحسين، حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، حدّثني أبو بكر يموت بن المزرع، حدّثنا أبي قال: قيل لمحمّد بن مروان من أشعر الناس ؟ فقال: امرؤ القيس إذا ركب، و النابغة إذا رهب، و زهير إذا عجب، و الأعشى إذا طرب.
أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري، عن سعد بن علي بن محمّد الزنجاني، أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن الصيدلاني الثقفي، أخبرنا أبو الحسن السجزي (5) الفقيه، أخبرنا أبو سليمان حمد (6) بن محمّد [بن إبراهيم] (7) الخطابي، أخبرني أبو رجاء الغنوي، أخبرني أبي، أخبرني عبد اللّه بن أبي سعد، حدّثنا أبو غسّان مالك بن غسّان المسمعي، حدّثني هشام بن أدهم المازني، و كان علاّمة، قال: دخل الشعبي على الأخطل فوجده ثملا و حوله لخالخ (8)و رياحين فقال: يا شعبي، فعل الأخطل (9)،و ذكر أمهات الشعراء، فقال الشعبي: بما ذا يا أبا مالك ؟ قال: بقوله (10):
ص: 331
و تظل تنصفنا (1) بها قروية *** إبريقها برقاعه ملثوم
و إذا تعاورت الأكفّ زجاجها *** نفحته فنال (2) رياحها المزكوم
فقال الشعبي: أشعر منك الذي قال (3):
و أدكن عاتق جحل سبحل *** صبحت براحه شربا كراما
من اللآلي حملن على الروايا *** كريح المسك تستلّ الزكاما
فقال له الأخطل: من يقول هذا يا شعبي ؟ قال: الأعشى، قال: قدوس قدوس، فعل الأعشى و ذكر أمهات الشعراء. قال الخطابي فتأمل أين منزلة أحدهما من الآخر؟ لم يزد الأخطل حين احتشد على أن جعل رائحتها لذكائها تنفذ حتى تخلص إلى الرأس فينالها المزكوم، و جعلها الأعشى لحدّتها و فرط ذكائها مستلّة للزكام طاردة له (4).
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلم عنه، أخبرنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن عبد اللّه الصولي، أخبرنا محمّد بن زكريا الغلابي، حدّثنا عبد اللّه بن الضحاك، عن الهيثم، عن ابن عياش قال: دخل الشعبي على الأخطل و بين يديه رياحين و لخالخ و هو يشرب، فقال: يا شعبي غلب الأخطل الشعراء، فقال: بأي شيء؟ قال: بقوله:
و يظلّ تنصفنا بها قروية *** إبريقها بلتاعة (5) ملثوم
فإذا تعاورت الأكفّ زجاجها *** نفحت فنال (6) رياحها المزكوم
فقال له الشعبي: فقد سبق الأخطل إلى هذا، قال: و أين ؟ قال [قال] (7) الأعشى:
و أدكن عاتق جحل سبحل *** صبحت براحه شربا كراما
من اللائي جعلن على الروايا *** كريح المسك تستلّ الزكاما
ص: 332
فقال الأخطل: سبّوح، سبّوح، غلب الأعشى الشعراء.
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي، حدّثنا و أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفرّاء، أخبرنا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، قالا: أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال: زعم هشام بن عباد أنه بلغه أن سفيان كان يتمثل بأبيات الأعشى (1):
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى *** و لاقيت بعد الموت من قد تزوّدا
ندمت على أن لا تكون كمثله *** و أنك لم ترصد بما كان أرصدا
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أخبرنا أبو عمرو بن منده، أخبرنا أبو محمد بن يوه، أخبرنا أبو الحسن اللنباني (2)،حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني العباس بن هشام عن أبيه عن شيخ له، عن الشعبي قال: قال إسماعيل بن الأشعث قال لي معاوية (3):إنا نحفظ ما أعطى قيس جدك الأعشى، قال: قلت: أعطى زيتا و فتيلة (4) و سمينه، قال: فقال معاوية:
لكن و اللّه ما قال لكم ماشي.
أنبأنا أبو الوحش سبيع بن المسلم و غيره، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف و نقلته من خطه، أخبرنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش (5) الحكيمي (6)،أنشدنا ثعلب عن ابن الأعرابي للأعشى (7):
استأثر اللّه بالوفاء و بال *** عدل و ولّى الملامة الرجلا
الشعر قلدته سلامة ذا ال *** مفضال و الشيء حيثما جعلا
و الشعر يستثير الكريم كما استن *** زل رعد السحابة السبلا
قال ثعلب: يعني المطر.
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه
ص: 333
الحافظ ، حدثنا أبو العباس الأصم، أخبرنا الربيع، قال: قال الشافعي، و قال الأعشى (1):
أجارتنا بيني، فإنك طالقه (2) *** و مرموقة ما كنت فينا و واقعه
أجارتنا بيني فإنك طالقه *** كذاك أمور الناس تغدو طارقه
و بيني فإن البين خير من العصا *** و أن لا تزال فوق رأسك بارقه
حبستك حين لامني كل صاحب *** و خفت بأن تأتي لدى ببائقه
قال الشافعي في القديم في غير هذه الرواية، فقال عروة بن الزبير: وافق طلاق الأعشى ما نزل في القرآن في الطلاق.
أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره عن أبي عثمان الصابوني، أخبرنا أبو القاسم بن حبيب المفسر قال: قال الأعشى (3):
علقتها عرضا و علقت رجلا *** غيري، و علّق أخرى غيرها الرجل
و علّقته فتاة ما يحاولها *** من قومها ميت يهذي بها و هل
و علقتني أخرى ما تلائمني *** فاجتمع الحب حبّا كله خبل
فكلنا مقدم يهذي بصاحبه *** نائي ودان و مخبول و مختبل
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، أخبرنا أبو علي بن شاذان، أنشدنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب الأصبهاني، أنشدنا أبو الحسن الأخفش، أنشدنا محمد بن يزيد للأعشى (4) في صفة الخمر (5):
لا تشربن ثمانيا و ثمانيا *** و ثلاث عشرة و اثنتين و أربعا
بالطاس أسقى من سلافة قهوة *** كالمسك يحسبها النجيع المنفقا
من خمرة بانت بباب صفوه *** تدع الفتى ملكا يميل مصرعا
من خمر بابك (6) معربا بمراحها *** أو خمر عانة أو بنات مشيعا
بالجلسات يطيّب أردانه *** بالريّ (7) يضرب لي تكر الأصبعا
ص: 334
و الناي نرم و بربط ذي بحّة *** و الصنج يبكي شجوه أن يوضعا
أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي، أخبرنا أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي، أخبرني ابن الزنبقي، حدثنا الحسين بن حميد، حدثنا (1)التوزي (2)،حدثنا (3) الجرباري، حدثنا شعبة عن سعد بن حرب عن أبيه حرب قال: لقيت (4)الأعشى في الجاهلية فقلت له ما عنيت بقولك:[سلبتها جريالها؟ قال: شربتها حمراء و بلتها بيضاء، و البيت هو (5):
و سبيئة مما يعتق بابل *** كدم الذبيح سلبتها جريالها] (6)
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين، أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة (7) و ابنه أبو علي، قالا:
أخبرنا أبو الفرج أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن بن المسلمة، أخبرنا (8) أبو سعيد الحسن بن عبد اللّه بن المرزبان السيرافي قال: قال أبو العباس محمد بن يزيد حدثني المازني قال: لما قدمت [سرّ من رأى] (9) دخلت على الخليفة فقال لي: يا مازني، من خلفت وراءك ؟ فقال: خلفت يا أمير [المؤمنين] (10) أخيّة لي أصغر مني مقام الولد، فقال لي: فما قالت لك حين خرجت ؟ قال:
طافت حولي و قالت و هي تبكي: أقول لك يا أخي كما قالت بنيت الأعشى لأبيها (11):
تقول ابنتي حين جد الرحيل *** أرانا سواء و متى [قد يتم] (12)
أبانا فلا رمت من عندنا *** فإنا بخير إذا لم ترم
ترانا إذا أضمرتك البلا *** د نجفى و تقطع منا الرحم
قال لي: فما قلت لها؟ قال: قلت لك، أخيّة، كما قال جرير لابنته - قال أبو سعيد:
الصواب أن يكون لزوجته أم حوراء (13):
ص: 335
ثقي باللّه ليس له شريك *** و من عند الخليفة بالنجاح
فقال: لا جرم، إنها ستنجح (1)،و أمر لي بثلاثين ألف درهم.
7806 - ميمون بن مهران أبو أيّوب مولى بني أسد الجزري (2)
فقيه أهل الجزيرة.
وفد على عمر بن عبد العزيز، و ولد سنة أربعين.
و روى عن ابن عبّاس، و ابن عمر، و الضّحّاك بن قيس، و عمر بن عبد العزيز، و عمرو ابن عثمان بن عفّان، و أم الدّرداء، و صفية بنت شيبة، و لها رؤية (3)،و نافع مولى ابن عمر.
روى عنه: الأعمش، و حميد الطويل، و جعفر بن برقان، و أبو فروة (4) الكوفي، و الفرات بن السّائب، و الحكم بن عتيبة، و الحجّاج بن أرطأة، و أبو بشر جعفر بن أبي وحشية، و ابنه عمرو بن ميمون، و حبيب بن الشهيد، و أبو المليح الحسن بن عمر الرقّي، و عبد الكريم بن مالك الجزري، و الأوزاعي، و برد بن سنان أبو العلاء، و محمّد بن زياد الميموني، و زيد بن أبي أنيسة، و أبان بن أبي راشد القشيري، و سلمة بن عبد الحميد، و خصيف الجزري.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر الحافظ ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، حدّثنا شيبان بن فروّخ، نا محمّد بن زياد الميموني، عن ميمون بن مهران، عن ابن عبّاس أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم آخر جنازة صلّى عليها كبّر أربعا.
قال: و حدّثني ميمون بن مهران عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اتّخذوا هذه الحمام المقاصيص فإنها تلهو عن صبيانكم من الشياطين»[12653].
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه أحمد، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، حدّثني حبيب بن
ص: 336
الشهيد، حدّثني ميمون بن مهران أنه (1) سمع ابن عبّاس يقول: احتجم (2) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو محرم.
و أخبرناه عاليا أبو بكر الأنصاري، قال (3):قرئ على أبي إسحاق إبراهيم بن [عمر] (4) قيل له أخبركم عبد اللّه بن إبراهيم بن أيوب بن قاسي القزاز (5)،حدّثنا (6) أبو مسلم الكجي، حدّثنا الأنصاري، حدّثنا حبيب بن الشهيد (7)،عن ميمون بن مهران، عن ابن عبّاس أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم احتجم و هو صائم محرم.
أخرجه الترمذي عن أبي موسى محمّد بن المثنّى عن الأنصاري، و لم يقل: محرم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين (8)ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال (9):و سئل علي بن المديني عن حديث الأنصاري عن حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران عن [ابن عباس، أن] (10) النبي صلّى اللّه عليه و سلّم احتجم و هو صائم، قال: ليس من ذاك شيء، إنّما أراد حديث حبيب عن ميمون (11) عن (12)يزيد بن الأصم، تزوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ميمونة محرما.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، و أبو الفضل محمّد بن ناصر، قالا:
أخبرنا المبارك بن عبد الجبّار، أخبرنا إبراهيم بن (13) عمر، أخبرنا محمّد بن عبد اللّه...
... (14)...، قال: سمعت أبا عبد اللّه ذكر الحديث الذي رواه الأنصاري عن حبيب
ص: 337
ابن الشهيد، عن ميمون عن ابن عباس أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم احتجم و هو صائم فضعّفه و قال: كانت ذهبت [للأنصاري كتب في فتنة أظنه قال: المبيضة، فكان بعد يحدث من كتب غلامه أبي حكيم أراه قال: فكان] (1) هذا من تلك.
أخبرنا أبوا (2) الحسن الفقيهان، قالا: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أخبرنا جدي أبو بكر، أخبرنا أبو الفضل أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن هلال السلمي قال: سئل المؤمّل بن إهاب عن ميمون بن مهران فقال: قد روى عن ابن عبّاس.
أخبرنا الفقيه أبو الحسن السلمي، أخبرنا أبو القاسم الفقيه، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا خيثمة، حدّثنا هلال بن العلاء، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن عمر، عن عبد الكريم، عن ميمون بن مهران قال:
أتيت صفية بنت شيبة و هي امرأة كبيرة، فسألتها هل زوج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ميمونة و هو محرم، فقالت: لا، و لقد تزوجها و إنهما لحلالان.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي.
ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، أخبرنا أبو يعلى، قالا: أخبرنا عبيد اللّه بن أحمد ابن علي، أخبرنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عبّاس: ميمون بن مهران يكنى أبا أيّوب.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي، قالا: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أخبرنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أخبرنا محمّد ابن أحمد بن إسحاق، حدّثنا عمر بن أحمد، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (3):في طبقات أهل الجزيرة: ميمون بن مهران يكنى أبا أيّوب، مولى للأزد، و يقال: مولى لباهلة، و يقال: لبني نصر بن معاوية، مات سنة ست عشرة [و مائة] (4).
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أخبرنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أخبرنا يوسف بن
ص: 338
رباح، أخبرنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي، حدّثنا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين في تسمية أهل الجزيرة: ميمون بن مهران.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أخبرنا أبو عمرو بن منده، أخبرنا أبو محمّد بن يوة، أخبرنا أبو الحسن اللنباني (1) أبو بكر بن أبي الدنيا (2)،حدّثنا محمّد بن سعد قال: ميمون بن مهران، و يكنى أبا أيّوب.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الحسن بن علي، أخبرنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين (3) بن فهم، حدّثنا محمّد بن سعد قال (4):
ميمون بن مهران، يكنى أبا أيّوب، و كان ثقة، كثير الحديث.
أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، ثم أخبرنا أبو الفضل، و أبو الحسين قال: و اللفظ له، قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبد اللّه، أخبرنا محمّد بن سهل، أخبرنا محمّد بن إسماعيل (5).
ميمون (6) بن مهران أبو أيوب مولى بني أسد يعد (7) في أهل الجزيرة سمع ابن عمر و ابن عباس و أبا الدّرداء (8)،روى عنه ابنه،[عمرو] (9) و جعفر بن برقان، و الأعمش (10)، و قال رياح حدّثنا كثير بن هشام، حدّثنا جعفر بن برقان، حدّثنا ميمون قال: شهدت الموسم مع عبد اللّه بن الزبير، فعلّم الناس مناسكهم، و قال ميمون: دخلت على عمرو بن عثمان بن عفّان بمنى و هو على الموسم، فسمعته يقول: و سمعت الضّحّاك بن قيس على منبره.
ص: 339
أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل - إذنا - قالا: أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أخبرنا أبو علي - إجازة-.
ح و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.
قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (1):
ميمون بن مهران الجزري أبو أيّوب مولى لبني أسد، روى عن ابن عمر، و ابن عبّاس، و أم الدرداء، و الضحاك بن قيس، و عمر بن عبد العزيز، و عمرو بن عثمان بن عفّان، روى عنه الحكم بن عتيبة، و الحجاج بن أرطأة، و أبو بشر جعفر بن أبي وحشية، و ابنه عمرو بن ميمون، و حبيب بن الشهيد، و جعفر بن برقان، و أبو المليح الحسن بن عمر الرقّي، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الشافعي، أخبرنا نصر بن إبراهيم المقدسي، أخبرنا سليم بن أيوب الرازي، أخبرنا طاهر بن محمّد بن سليمان، حدّثنا علي بن إبراهيم بن أحمد، حدّثنا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: ميمون بن مهران الجزري أبو أيّوب.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أخبرنا عبد الملك بن محمّد، أخبرنا أبو علي بن الصوّاف، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال:
ميمون بن مهران أبو أيّوب.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي - بقراءتي عليه - عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم، أخبرنا هبة اللّه بن إبراهيم الصوّاف، أخبرنا أبو الحسن الأزدي، أخبرنا أبو عروبة الحرّاني قال:
ميمون بن مهران كنيته أبو أيّوب نزل الرقة، و بها عقبه، حدّثني هلال بن العلاء قال: ولد ميمون بن مهران سنة أربعين، و كنيته أبو أيّوب، مولى بني نصر، و مات بالرقّة، و ذكر غيره أنه مات سنة سبع عشرة و مائة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الفضل بن البقّال، أخبرنا أبو الحسن بن الحمّامي، أخبرنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أخبرنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح
ص: 340
ابن حبيب يقول: أخبرني أبو الحسن عبد اللّه بن عبد الأعلى من ولد ميمون بن مهران قال:
ميمون يكنى أبا أيّوب.
أخبرنا أبو بكر الشقائي، أخبرنا أحمد بن منصور، أخبرنا محمّد بن عبد اللّه، أخبرنا أبو حاتم التميمي، قال: سمعت أبا الحسن بن الحجّاج يقول: أبو أيّوب ميمون بن مهران الجزري، عن ابن عبّاس، و ابن عمر، روى عنه أيّوب (1)،و جعفر بن برقان.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أخبرنا أبو نصر الوائلي، أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو أيّوب ميمون بن مهران جزري، ثقة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أخبرنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي، قال: أبو أيّوب ميمون بن مهران الجزري.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أخبرنا أبو بكر الصفّار، أخبرنا أحمد بن علي بن منجويه، أخبرنا أبو أحمد الحاكم قال (2):
أبو أيّوب ميمون بن مهران الأسدي مولاهم، و يقال النصري (3)،سمع ابن عمر، و ابن عباس، و شهد الموسم مع عبد اللّه بن الزبير، روى عنه حميد الطويل، و أيّوب السختياني، و سعيد بن إياس الجريري، حديثه في أهل الجزيرة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ، حدّثنا محمّد بن علي بن محمّد بن عبيد اللّه، أخبرنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن القاسم بن جامع (4)،حدّثنا محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن القشيري، قال: ميمون بن مهران [كنيته أبو أيوب، نزل الرقة، و عقبه بها، سمعت عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران] (5) يقول: نحن من سبي إصطخر (6).
قال: و سمعت أبي يقول: ولد ميمون بن مهران سنة أربعين، و مات سنة سبع عشرة و مائة.
ص: 341
قال: و حدّثنا هلال، حدّثنا حسين بن عبّاس، حدّثنا جعفر قال: سمعت ميمونا يقول:
ولدت سنة أربعين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم قال:
سمعت ابن معبد يحدّث عن عبيد اللّه بن عمرو قال: ولد ميمون بن مهران سنة أربعين، و مات سنة ثمان عشرة و مائة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو بكر الكتاني، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا أبو الميمون، عن أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو (1)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن علي بن معبد، قال: ولد ميمون بن مهران سنة أربعين.
أخبرنا (2) أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أخبرنا أبو منصور النهاوندي، أخبرنا أبو العباس النهاوندي، أخبرنا أبو القاسم بن الأشقر، حدّثنا محمّد بن إسماعيل، حدّثنا محمّد ابن يوسف، قال: سمعت علي بن معبد قال: زعم عبيد اللّه بن عمرو: أن ميمون بن مهران ولد سنة أربعين و مات سنة ثمان عشرة و مائة، قال ميمون: كانت أمي لبني نصر بن معاوية من قيس عيلان، و ولدت أنا و أمي حرة، و كان أبي (3) للأزد (4)،و قال (5) عمر بن عبد العزيز مواليك (6) موالي أمك.
قال: و حدّثني عبيد بن يعيش، عن خالد بن حيان الرقي (7)،عن نصر بن المثنّى الأشجعي قال: كنت عند ميمون بن مهران فقالت له عجوز: يا أبا أيّوب.
أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتاني، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (8)،حدّثنا أبو مسهر، حدّثني سلمة بن العيّار، عن جعفر
ص: 342
ابن برقان [عن ميمون] (1) بن مهران قال: قال لي عمر بن عبد العزيز:[من مواليك ؟] (2)قلت: كان [أبي] (3) عبدا لبني نصر بن معاوية، و أمّي مولاة الأزد، قال: مواليك، موالي أمك.
أخبرنا (4) أبو بكر بن المزرفي، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، حدّثنا أبو أحمد الدهان، حدّثنا أبو علي الحرّاني، حدّثنا علي بن عثمان النفيلي، حدّثنا أبو مسهر، حدّثنا سلمة بن العيّار، حدّثنا جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: من مواليك ؟ قال: قلت: كان أبي عبدا لبني نصر، و أمي مولاة للأزد، قال: فقال لي: مواليك موالي أمّك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب (5)،حدّثنا أحمد بن الخليل، حدّثنا كثير بن هشام، حدّثنا جعفر بن برقان، حدّثنا ميمون بن مهران أن عمر بن عبد العزيز سأله: من مواليك يا ميمون ؟ فقال: كانت أمي مولاة للأزد، و كان أبي مكاتبا لبني نصر بن معاوية، فولدت و أبي مكاتب، فقال عمر: مواليك موالي أمك.
قال كثير بن هشام: و كانت بنت سعيد بن جبير امرأة ميمون.
أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أخبرنا أبو عمرو بن منده، أخبرنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أخبرنا أحمد بن محمّد، حدّثنا ابن أبي الدنيا (6)،حدّثنا محمّد بن سعد، قال: قال الهيثم بن عدي (7):حدّثنا عمرو بن ميمون بن مهران قال (8):قلت لأبي: ممّن أنت ؟ فقال:
كان أبي مكاتبا لبني نصر بن معاوية فعتق، و كنت أنا مملوكا لامرأة (9) من الأزد من ثمالة
ص: 343
يقال (1) لها:[أم نمر] (2)،فأعتقتني، فلم أزل بالكوفة حتى كان (3) هيج الجماجم، فتحولت إلى الجزيرة، و كان أول أمر الجماجم في سنة ثمانين، فكانت وقعة دجيل في آخر سنة إحدى و ثمانين و كانت آخر الجماجم في أول اثنتين و ثمانين.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، حدّثنا أبو الحسين الخطيب، أخبرنا أبو أحمد الدهّان، حدّثنا أبو علي القشيري، حدّثنا هلال بن العلاء، حدّثنا حسين (4) بن عيّاش (5)، حدّثنا جعفر (6) قال: سمعت ميمون بن مهران يقول: أتاني مولى أمي، فقال: ما تريد أن تدعى (7) إلى غير مواليك، و قد علمت ما قيل في ذلك، قال: قلت: و فعلت. قال: فأخرج براءة، فإذا هي براءة من ميمون بن مهران مولى بني نصر، فقلت له: إنّما نسبت نفسي إلى أبي، و نسبت أبي إلى مواليه بني نصر.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتاني (8)،أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة، حدّثني محمّد بن أبي أسامة، حدّثنا مبشر بن إسماعيل، عن جعفر بن برقان، قال: قال ميمون بن مهران قال: سئل ابن عبّاس و ميمون عنده.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، حدّثنا محمّد بن علي بن محمّد، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد، حدّثنا محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن، حدّثنا هلال بن العلاء، حدّثنا حسين - يعني - ابن عياش (9)،حدّثنا جعفر، حدّثنا ميمون قال: أتيت المدينة، فسألت عن أفقه أهلها، فدفعت إلى سعيد بن المسيّب، فجعلت أسأله فقال: إنك تسأل مسألة رجل كأنه قد تبحّر ما هاهنا هذا اليوم.
ص: 344
قرأت على أبي الحسن الفرضي، عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن أحمد الرازي، أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن (1) عمر، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار، حدّثنا أبو عروبة الحسن بن محمّد بن مودود الحرّاني، حدّثنا عبد الجبّار بن العلاء، حدّثنا سفيان، عن عمرو بن ميمون قال: قال أبي: أتيت سعيد بن المسيّب أسأله فقال: ممن أنت ؟ فقلت: من أهل الجزيرة، قال: ما أتاني أحد من بلدك يسألني مسألتك، قلت: إنّي أسألك هناك (2).
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، حدّثنا أبو أحمد الفرضي، حدّثنا أبو علي القشيري، حدّثنا هلال بن العلاء، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا أبو المليح، عن ميمون قال: أدركت من لم يكن يملأ عينيه من السماء فرقا من ربّه عزّ و جلّ .
أخبرنا أبو القاسم النسيب، أخبرني رشأ بن نظيف بن ما شاء اللّه، أخبرنا الحسن بن إسماعيل، أخبرنا أحمد بن مروان، حدّثنا النضر بن عبد اللّه الحلواني، حدّثنا هارون بن أبي هارون العبدي (3)،حدّثنا أبو المليح قال: قال ميمون: لقد أدركت من لم يتكلم إلاّ بحق أو يسكت، و أدركت من لم يملأ عينيه من السماء فرقا من ربّه، و قد أدركت من كنت أستحي أن أتكلم عنده.
أخبرنا أبو بكر المقرئ، أخبرنا أبو الحسين الهاشمي (4)،أخبرنا أبو أحمد، حدّثنا الرقي، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الحجّاج، حدّثنا عبيد بن جناد، نا عطاء (5)،عن جعفر، و فرات (6) قالا: كان عمر بن عبد العزيز إذا نظر إلى ميمون [قال: إذا ذهب هذا و قرنه] (7)صار الناس من بعدهم رجاجا (8)(9).
كذا قال، و إنما [هو:] (10) و ضربه (11).
ص: 345
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أخبرنا أبو طاهر بن محمود، أخبرنا أبو بكر ابن المقرئ، حدّثنا محمّد بن جعفر (1)،حدّثنا عبيد اللّه [بن سعد] (2)،حدّثنا الهيثم بن خارجة، حدّثنا مبشر بن إسماعيل الحلبي (3)،عن جعفر، عن ميمون بن مهران قال:
كنت عند عمر بن عبد العزيز، فلمّا قمت من عنده قال: إذا ذهب هذا و ضرباؤه فلم يبق من الناس إلاّ رجاجة (4)-يعني - ميمون.
قال: و حدّثني أبو مسهر، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى قال: إن جاءنا العلم (5) من ناحية الجزيرة عن ميمون بن مهران قبلناه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن يوسف، أخبرنا أبو أحمد بن عدي، حدّثنا محمّد بن خلف بن المرزبان، حدّثنا أبو زيد النميري، حدّثنا أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز قال: قال سليمان بن موسى: إذا أتانا العلم من الحجاز عن الزهري قبلناه، و إذا أتانا من العراق عن الحسن قبلناه.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا علي بن الحسين بن علي، أخبرنا محمّد بن عمر ابن محمّد، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد قال: قرأت على محمّد بن أحمد بن هارون قلت له: أخبرك إبراهيم بن الجنيد، حدّثني محفوظ بن الفضل بن عمر، حدّثنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز (6)،عن سليمان بن موسى قال: إن جاءنا العلم من الشام عن مكحول قبلناه، و إن جاءنا من العراق عن الحسن قبلناه، و إن جاءنا العلم من الحجاز عن الزهري قبلناه، و إن جاء من الجزيرة عن ميمون بن مهران قبلناه، فكلّ هؤلاء الأربعة علماء الناس في زمن هشام.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين (7) بن الآبنوسي،
ص: 346
عن أحمد بن عبيد بن بيري، حدّثنا محمّد بن الحسين، حدّثنا ابن أبي خيثمة قال: سمعت أبا عبد الرّحمن الغلابي يقول: حدّثني بعض الشاميين قال:
سأل عبد الملك بن مروان عن فقيه أهل المدينة فقيل: سليمان بن يسار، و عن فقيه أهل مكّة فقالوا: عطاء بن أبي رباح، و عن فقيه أهل اليمن قالوا: طاوس، و عن فقيه أهل الجزيرة فقيل: ميمون بن مهران، و عن فقيه أهل الشام فقيل مكحول، و عن فقيه أهل البصرة فقيل:
الحسن بن أبي الحسن، و عن فقيه أهل الكوفة فقيل سعيد بن جبير، قال: ما أراهم إلاّ أبناء السبايا، و مكحول من سبي كابل، مولّى لامرأة من هذيل.
أخبرنا أبو بكر المقرى، حدّثنا أبو الحسين القاضي الخطيب، أخبرنا أبو أحمد محمّد ابن عبد اللّه، حدّثنا محمّد بن سعيد، حدّثنا هلال نا (1) عبد اللّه بن جعفر قال (2):سمعت أبا المليح يقول: ما رأيت أحدا أفضل من ميمون بن مهران قال له رجل يوما: يا أبا أيّوب، أ تشتكي أراك مصفرا؟ قال: نعم، لما يبلغني (3) من أقطار الأرض.
قال: و حدّثنا محمّد بن سعيد قال: سمعت عبد الملك أبا الحسن الميموني يقول:
سمعت عمي عمرا يقول: ما كان أبي يكثر الصيام و لا الصلاة، كان يكره أن يعصي اللّه تعالى (4).
أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب [إذنا، قالا: أنا أبو القاسم] (5) بن منده، أخبرنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.
قالا: أخبرنا ابن أبي [حاتم (5)،أنا عبد اللّه بن] (6) أحمد بن حنبل فيما كتب إليّ قال:
سمعت أبي يقول: ميمون بن مهران ثقة، أوثق من عكرمة.
ص: 347
أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أخبرنا ثابت بن بندار بن إبراهيم، أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا الإسماعيلي (1) قال: عرضت على إسحاق بن إبراهيم الحربي كتاب عبد اللّه ابن أحمد، عن أبيه من غير قراءة فقال: هو سماعي منه، قال: و سمعت أبي يقول: ميمون بن مهران أوثق من عكرمة، ميمون ثقة، و ذكره بخير.
أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أخبرنا ثابت، أخبرنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن (2)،و أحمد بن محمّد العتيقي، قالوا: أخبرنا الوليد، أخبرنا علي بن أحمد، أخبرنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: ميمون بن مهران جزري، تابعي، ثقة، و كان يحمل على علي.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أخبرنا علي بن الحسن (3)، و رشأ بن نظيف، قالا: أخبرنا محمّد بن إبراهيم، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد قال: عمرو بن ميمون بن مهران شيخ صدوق، و أبوه جليل.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتاني، أخبرنا محمّد بن أبي نصر، أخبرنا أبو الميمون، حدّثني أبو زرعة (4)،حدّثني أحمد (5)،حدّثنا مروان (6) بن محمّد، حدّثني صدقة بن خالد، عن سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللّه قال: قال ميمون ابن مهران: كنت أفضّل عليا على عثمان، فقال لي عمر بن عبد العزيز: أيهم أحبّ إليك ؟ رجل أسرع في كذا، و رجل أسرع في المال ؟ قال: فرجعت و قلت: لا أعود.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا عيسى بن علي، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا عيسى بن سالم (7)،حدّثنا أبو المليح، عن ميمون قال: لا تجالسوا أهل القدر، و لا تسبّوا أصحاب محمّد (8) صلّى اللّه عليه و سلّم، و لا تعلموا النجوم.
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (9)،حدّثنا أبو الحسين (10) بن المهتدي، أخبرنا أبو أحمد،
ص: 348
حدّثنا محمّد بن سعيد، نا أحمد بن الأسود الحنفي القاضي، نا سليمان بن داود المنقري، نا يحيى بن اليمان، عن سوادة الجرمي، عن ميمون بن مهران قال: قال لي ابن عبّاس: يا ميمون لا تشتم السلف و ادخل الجنّة بسلام (1).
أخبرنا أبو الحسن (2) علي بن أحمد، و علي بن المسلم الفقيهان، قالا: أخبرنا جدي أبو بكر، أخبرنا أبو بكر الخرائطي، نا علي بن حرب، نا محمّد بن فضيل المروزي، (3) نا معمّر بن سليمان الرقّي، عن فرات بن سليمان، عن ميمون بن مهران قال: رجلان لا يصحبهما صاحب: مأكل سوء، و صاحب بدعة (4).
أخبرتنا أم الفتوح فاطمة بنت محمّد بن عبد اللّه القيسية قالت: أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم قالت: حدّثنا عبد اللّه بن عمر بن الهيثم - إملاء - نا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن الحسن الإمام، نا أبي، نا سعيد، نا بقية بن الوليد، عن الحسن بن عمر الفزاري، عن ميمون بن مهران قال: رجلان لا تعظهما ليس تنفعهما العظة، رجل قد لهج (5) بكسب خبيث، و صاحب هوى قد استغرق فيه (6).
أخبرنا أبو القاسم (7) زاهر بن طاهر، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، حدّثنا أبو عتبة، ثنا بقية، أخبرنا عبد اللّه بن أبي النعمان - شيخ من أهل الجزيرة - عن ميمون بن مهران قال: خاصمه رجل في الإرجاء (8) قال: فبينما هما على ذلك إذ سمعا امرأة تغني، فقال ميمون: أين إيمان هذا من إيمان مريم بنت عمران ؟ قال: فلمّا قالها انصرف الرجل و لم يرد عليه شيئا (9).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، حدّثنا محمّد بن علي بن محمّد، أخبرنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد، حدّثنا محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن، حدّثنا جعفر بن محمّد بن
ص: 349
الحجّاج القطّان، حدّثني موسى بن مروان، حدّثنا عطاء بن مسلم، عن فرات بن سليمان قال:
انتهينا مع ميمون بن مهران إلى دير القائم (1) فنظر إلى الراهب فقال لأصحابه: فيكم من بلغ من العبادة ما بلغ هذا الراهب ؟ قالوا: لا، قال: فما ينفعه ذلك و لم يؤمن بمحمّد صلّى اللّه عليه و سلّم، قالوا: لا ينفعه شيء، قال: كذلك لا ينفع قول إلاّ بعمل (2).
أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أخبرنا (3) محمّد بن القاسم الكوكبي، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الرقّي، حدّثنا أبو المليح عن فرات بن سليمان قال: كنت في مسجد ملطية (4) فتذاكرنا هذه الأهواء، فانصرفت إلى منزلي، فألقيت نفسي فنمت، فسمعت هاتفا يهتف: الطريق مع ميمون بن مهران (5).
قال: و حدّثني ابن أبي خيثمة، حدّثنا يحيى بن يوسف الزمّي، حدّثنا خالد بن حيان (6)عن جعفر بن برقان قال: لم يكن لميمون بن مهران مجلس في المسجد يعرف (7).
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (8)،حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، أخبرنا أبو أحمد الدهّان، حدّثنا أبو [علي] (9) القشيري، حدّثنا هلال، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا عبيد اللّه بن عمرو (10)،عن عبد الملك بن أبي زائدة قال: ضرب على أهل الرقة بعث فجهز فيه ميمون بن مهران بنبال (11) فقال مسلمة بن عبد الملك: لقد أصبح أبو أيّوب في طاعتنا شمّريا.
ص: 350
قال: و حدّثنا أبو علي، حدّثنا محمّد بن علي المزني، حدّثنا أبو يوسف، حدّثنا مروان (1)،عن شيخ من بني شيبان كان يسكن الجزيرة يقال له إبراهيم قال: دخل ميمون بن مهران على سليمان بن عبد الملك أو هشام منزله، فلم يسلّم عليهما بالإمرة فقال له: يا أمير المؤمنين لا ترى أنّي جهلت و لكن الوالي إنّما يسلم [عليه] (2) بالإمرة إذا جلس للناس في موضع الأحكام.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا ثابت بن بندار، أخبرنا أبو العلاء الواسطي، أخبرنا أبو بكر البابسيري، أخبرنا الأحوص بن المفضل، نا أبي، نا يعلى بن عبيد (3)،نا هارون البربري قال: كتب ميمون بن مهران إلى عمر بن عبد العزيز: إنّي شيخ كبير رقيق كلفتني أن أقضي بين الناس و كان على خراج الجزيرة و قضائها، فكتب إليه: إنّي لم أكلفك ما يعنّيك، أجب الطيب من الخراج، و اقض بما استبان لك، فإذا لبس عليك شيء فارفعه (4)إليّ ، فإن الناس لو كانوا إذا كبر عليهم أمر تركوه، لم يقم دين و لا دنيا.
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أخبرنا أبو أحمد الدهّان، أخبرنا أبو علي محمّد بن سعيد، حدّثنا أحمد بن بزيع الخفاف، حدّثنا يعلى بن عبيد الطنافسي، حدّثني هارون أبو محمّد البربري أن عمر بن عبد العزيز استعمل مروان بن مهران على الجزيرة على قضائها، و على خراجها، فكتب إليه ميمون يستعفيه، فقال: كلفتني ما لا أطيق، أقضي بين الناس، و أنا شيخ كبير ضعيف رقيق، فكتب إليه عمر: أجب من الخراج الطيب، و اقض ما استبان لك، فإذا التبس عليك أمر فارفعه إليّ ، فإن الناس لو كانوا إذا كبر عليهم أمر تركوه، ما قام دين و لا دنيا.
[قال: و نا أبو علي،] (5) حدّثنا هلال، حدّثنا ابن فضيل، حدّثنا نصر بن عدي (6)،قال:
كتب ميمون بن مهران إلى عمر بن عبد العزيز [يستعفيه] (7) من الخراج، فكتب إليه عمر: يا
ص: 351
ابن مهران: إني لم أكلفك تعبا في حكمك و لا في جبايتك، فاجب ما جبيت من الحلال، و لا تجمع للمسلمين (1) إلاّ الحلال الطيّب.
أخبرنا أبو الحسن (2) بن قبيس، أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أخبرنا جدي أبو بكر، أخبرنا أبو بكر الخرائطي، حدّثنا حميد بن الربيع الخزاز، حدّثنا محمّد بن الحسن بن أبي يزيد (3)،نا جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران قال:
قال لي عمر بن عبد العزيز: يا ميمون إنّي أوصيك بثلاث فاحفظهن، قلت: يا أمير المؤمنين ما هن ؟ قال: لا تخل بامرأة ليس بينك و بينها محرم، و إن قرأت عليها القرآن و لا تصاف قاطع رحم، فإن اللّه لعنه في آيتين من كتاب اللّه، آية في الرعد قوله: وَ الَّذِينَ ...
يَقْطَعُونَ مٰا أَمَرَ اللّٰهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ إلى آخر الآية (4)،و في سورة محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحٰامَكُمْ (5)،و لم يذكر الثالثة.
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد الدهّان، نا محمّد بن سعيد، نا عمر بن يعقوب، نا أيوب، نا فيض (6)،نا أبو المليح، عن حبيب أن ميمونا قال: وددت أن إحدى عيني ذهبت، و بقيت لي الأخرى أستمتع بها حياتي، و أنّي لم ألي، قال: قلت: و لا لعمر بن عبد العزيز قال: لا خير في العمل لعمر و لا لغيره (7).
قال: و حدّثنا محمّد بن سعيد قال: سمعت عبد الملك الميموني يقول: سمعت أبي يقول: سمعت عمّي عمرا يقول: سمعت أبي - يعني - ميمونا يقول: وددت أن إصبعي قطعت من هاهنا و أنّي لم ألي، قلت: و لا لعمر؟ قال: لا لعمر و لا لغيره (8).
قال: و حدّثنا محمّد بن سعيد، نا أبو جعفر محمّد بن عبدوس الدقاق الحراني، نا يزيد ابن قيس، نا علي بن الحسن الحلبي، حدّثني عمرو بن ميمون بن مهران قال (9):
خرجت بأبي أقوده في بعض سكك البصرة، فمررت بجدول، فلم يستطع الشيخ يتخطاه، فاضطجعت له، فمرّ على ظهري، ثم قمت فأخذت بيده فدفعنا إلى منزل الحسن، فطرقت الباب، فخرجت جارية سداسية فقالت: من هذا؟ فقلت: هذا ميمون بن مهران أراد
ص: 352
لقاء الحسن، فقالت: كاتب عمر بن عبد العزيز؟ قلت لها: نعم، قالت: شقي، ما بقاؤك (1)إلى هذا الزمان السوء؟ قال: فبكى الشيخ، فسمع الحسن بكاءه، فخرج إليه، فاعتنقا ثم دخلا، فقال ميمون: يا أبا سعيد إنّي قد أنست من قلبي غلظة... (2) لي منه فقرأ الحسن:
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أَ فَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنٰاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جٰاءَهُمْ مٰا كٰانُوا يُوعَدُونَ مٰا أَغْنىٰ عَنْهُمْ مٰا كٰانُوا يُمَتَّعُونَ (3) قال: فسقط الشيخ، فرأيته يفحص برجله كما تفحص الشاة المذبوحة، فأقام طويلا ثم أفاق فجاءت الجارية فقالت: قد أتعبتم الشيخ قوموا تفرقوا، فأخذت بيداي، فخرجت به ثم قلت له: يا أبتاه هذا الحسن قد كنت أحسب أنه أكبر من هذا، قال: فوكز في صدري ثم كره ثم قال: يا بني لقد قرأ علينا آية لو تفهمتها لألفى لها فيها كلوما.
أخبرنا أبو الحسن الغساني، أخبرنا أبو الحسن السلمي، أنا جدي أنا الخرائطي، نا أبو منصور الصاغاني نصر بن داود، حدّثنا يحيى بن يوسف الزّمّي (4)،حدّثنا أبو المليح، قال:
قال ميمون بن مهران: إن الظالم و المعين [على الظالم و المحب له سواء] (5).
أخبرنا محمّد بن طاوس، أخبرنا علي بن محمّد [بن محمد، أنا علي بن محمد بن بشران أنا أبو علي] (6) بن صفوان، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا أبو موسى العبدي، عن أبي المليح [عن ميمون بن مهران قال: التقي أشد محاسبة لنفسه من سلطان عاص و من شريك سحيح] (7).
قال: و حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثني سريج (8) بن يونس، حدّثنا سليمان بن حيان، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران قال: لا يكون الرجل تقيا حتى يكون لنفسه أشدّ محاسبة من الشريك لشريكه (9).
ص: 353
أخبرنا (1) أبو القاسم زاهر، و أبو بكر وجيه ابنا (2) طاهر بن محمّد، قالا: أخبرنا عبد الرّحمن بن علي بن محمّد، حدّثنا يحيى بن إسماعيل بن يحيى، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد ابن الحسن، حدّثنا عبد اللّه بن هاشم الطوسي، حدّثنا وكيع، حدّثنا جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران قال: لا يكون الرجل تقيا حتى يحاسب نفسه محاسبة شريكه، و حتى يعلم من أين ملبسه و مطعمه و مشربه (3).
أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو عاصم الفضل بن يحيى، أخبرنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر البلخي، حدّثنا الرمادي، نا كثير بن هشام، نا جعفر بن برقان قال: سمعت ميمون بن مهران يقول: لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة شريكه، و حتى يعلم من أين مطعمه و من أين ملبوسه، و من أين مشربه، أ من حلال ذلك أم من حرام (4).
أخبرنا أبو بكر المزرفي، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الدهّان، نا أبو علي القشيري، حدّثنا هلال، حدّثنا عمرو بن عثمان، نا سفيان بن عقبة نخعي، عن أبان بن أبي راشد القشيري قال: كنت إذا أردت الصائفة أتيت ميمون بن مهران أودّعه فما يزيدني على كلمتين: اتق اللّه، و لا يغيرك غضبك (5) و لا طمعك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا عيسى بن علي، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثنا عيسى بن سالم، حدّثنا أبو المليح قال:
سمعت ميمون بن مهران يقول: يا أصحاب القرآن، لا تتخذوا القرآن بضاعة تلتمسون به الشف يعني الربح في الدنيا، و التمسوا الدنيا بالدنيا، و التمسوا الآخرة بالآخرة (6).
قال: و سمعت ميمون يقول: لا يزال أحدكم حديث عهد بعمل صالح، فإنه أهون عليه حتى ينزل به الموت أن يتذكر عملا صالحا قد قدّمه (7).
قال: و قال لنا ميمون و نحن حوله: يا معشر الشباب قوّتكم اجعلوها في شبابكم، و نشاطكم في طاعة اللّه، يا معشر الشيوخ حتى متى (8).
ص: 354
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن علي، أنا أبو أحمد الدهّان، حدّثنا محمّد بن سعيد، حدّثنا عمرو بن نوفل بن خلاد الثقفي الرقّي، حدّثنا النفيلي، نا أبو المليح قال: سمعت ميمونا يقول: لا خير (1) في الدنيا إلاّ لأحد رجلين: رجل تائب، أو رجل يعمل في الدرجات (2).
قال: و حدّثنا محمّد بن سعيد، حدّثنا هلال بن العلاء، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا أبو المليح، عن ميمون قال: لا خير في الدنيا إلاّ لأحد رجلين: رجل تائب، أو رجل يعمل في الدرجات.
أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ المقرئ، أنا [أبو] (3) محمّد المصري، أنا أبو بكر المالكي، حدّثنا محمّد بن عبد العزيز، حدّثناها هارون بن أبي هارون، حدّثنا أبو المليح الرقّي قال: كان ميمون بن مهران يقول: لا خير في الدنيا إلاّ لأحد رجلين: رجل تائب، أو رجل يعمل في الدرجات.
قال: و حدّثنا ابن (4) مروان، حدّثنا محمّد بن يونس، عن [كثير بن هشام] (5) عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران قال: من أحب أن يعلم ما له عند اللّه فليعلم ما للّه عنده، فإنه قادم على ما قدم لا محالة.
أنبأنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم الحافظ (6)،أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثنا عبد اللّه بن ميمون، نا الحسن، عن حبيب بن أبي مرزوق قال:
رأيت على ميمون جبة صوف تحت ثيابه، فقلت له: ما هذا؟ قال: نعم، فلا تخبر به أحد.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أخبرنا أبو الحسن العتيقي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أخبرنا ثابت بن بندار، أخبرنا الحسين بن جعفر،
ص: 355
قالا: أخبرنا الوليد بن بكر، أخبرنا علي بن أحمد، أخبرنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد، و كان ميمون بن مهران إذا رأى شابا حسن العقل (1) و لم يكن على طريقة حسنة أكرمه و ابتدأه بالسلام إذا لقيه، و جاءه و سأله من أهله و أظهر [له] (2) برّا ثم يقول: هاهنا مريض اذهب بنا نعوده، هاهنا جنازة اذهب بنا نحضرها، قال: فيذهب فيقول للفتى أصحابه: رأيناك مع ميمون، أيّ شيء تصنع أنت مع ميمون ؟ فيقول لهم: قال لي كذا و كذا، فذهبت معه، قال: فإذا لقيه ميمون مع أصحابه أعرض عنه كأنه لم يره، و إذا لقيه وحده سلّم عليه، فلا يزال حتى سقط (3).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا أبو سعيد عيسى بن سالم الشاشي، نا أبو المليح، عن ميمون أنه قال: ما يعجبني الذي يجد طيلسانا ثم يلبس البتّ (4) إلاّ أن يقدم الفضل، فإما أن يلبس - يعني - البتّ و يضع الدراهم بعضا على بعض فلا يعجبني.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أخبرنا أبو نعيم (5)،نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن خليد الحلبي، نا عبد اللّه بن جعفر الرقّي، نا أبو المليح، عن ميمون بن مهران قال: ما أحب أنّي أعطيت درهما في لهو و أن لي مكانه ألفا، لا يخشى من فعل ذلك أن تصيبه هذه الآية وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ (6) عَنْ سَبِيلِ اللّٰهِ (7)،الآية.
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أخبرنا المطهر بن عبد الواحد، أخبرنا عبد اللّه بن أحمد بن محمّد السلمي، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن يزيد الزهري، حدّثني عمي عبد الرّحمن بن عمر، نا عبد الرّحمن بن مهدي، أنا سفيان بن عيينة، عن جامع ابن أبي راشد قال: سمعت ميمون بن مهران يقول: ثلاث تؤدي إلى البرّ و الفاجر: الأمانة و العهد تؤدي إلى البر و الفاجر، و الرحم تصلها برّة كانت أو فاجرة.
ص: 356
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا الخرائطي، نا علي بن حرب، نا سفيان بن عيينة (1)،عن جامع بن أبي راشد سمع ميمون بن مهران يقول: ثلاث تؤدي إلى البرّ [و] (2) الفاجر: الرحم يصلها برّة كانت أو فاجرة، و العهد تفي به للبر و الفاجر، و الأمانة تؤديها إلى البرّ و الفاجر.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الحافظ .
ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أخبرنا أبو الحسن عبد (3) الرّزّاق بن محمّد.
ح و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا القاسم بن الفضل، قال: أخبرنا أبو بكر (4) بن محمّد ابن بشران، أنا أبو علي إسماعيل بن محمّد الصفّار.
ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا عبد الوهّاب بن محمّد بن إسحاق، أنا والدي، نا أحمد بن محمّد بن زياد، و إسماعيل بن محمّد، قالا: حدّثنا سعد بن قيس، نا سفيان - يعني - ابن عيينة، عن جامع بن أبي راشد، عن ميمون بن مهران.
ح و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عثمان بن عمرو (5) بن محمّد، نا يحيى بن محمّد بن صاعد (6)،نا الحسين بن الحسن بن حرب، أنا سفيان، عن جامع بن أبي راشد سمع ميمون بن مهران قال: ثلاث تؤدين إلى البرّ و الفاجر: الرحم توصل برّة كانت أو فاجرة، و الأمانة تؤدى - و قال ابن البنّا: ترد (7) إلى البر و الفاجر، و العهد يوفى به للبر و الفاجر.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه أيضا، قالا: أخبرنا أبو الحسين، أنا عثمان بن عمرو، حدّثنا يحيى بن محمّد، نا الحسين بن الحسن.
و أخبرنا (8) أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، حدّثنا أبو محمّد بن يوسف، حدّثنا ابن العبّاس محمّد بن يعقوب، نا الحسن بن علي بن عفّان، قالا: نا أسباط بن
ص: 357
محمّد، نا محمّد بن سوقة، عن جامع - يعني - ابن أبي راشد عن ميمون بن مهران قال:
ثلاث المسلم و الكافر فيهن سواء، و قال الشحامي: عاهد به تفي له بعهده مسلما كان أو كافرا، فإنّما العهد للّه، و من كانت له رحم فليصلها، و قال الشحامي: و من كانت [بينك و] (1) بينه رحم فصلها مسلما كان أو كافرا، أو من ائتمنك - و قال الشحامي: ائتمنك - على أمانة، فأدّها إليه مسلما كان أو كافرا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد المقرئ (2)،أنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن أحمد [أنا بشر بن مطر، نا سفيان، عن جامع بن أبي راشد سمع ميمون بن مهران يقول: ثلاث يؤدين] (3) إلى البر و الفاجر: الأمانة تؤديها إلى البر و الفاجر: إِنَّ اللّٰهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمٰانٰاتِ إِلىٰ أَهْلِهٰا (4)و العهد تفي به إلى البرّ و الفاجر، و قرأ أَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كٰانَ مَسْؤُلاً (5) و الرحم تصلها برة كانت أو فاجرة، و قرأ وَ آتِ ذَا الْقُرْبىٰ حَقَّهُ (6).
أخبرنا أبو سعيد بن البغدادي (7)،أنا المطهر بن عبد الواحد بن محمّد، أخبرنا عبد اللّه ابن محمّد بن أحمد بن عبد الوهّاب السلمي (8)،نا عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن يزيد الزهري، أنا عمي عبد الرّحمن بن عمر، نا كثير بن هشام، نا جعفر بن برقان، نا ميمون بن مهران قال: ثلاث المؤمن و الكافر فيهن سواء: الأمانة تؤديها إلى البر و الفاجر، و العارية تؤديها إلى البرّ و الفاجر، و برّ الوالدين، قال اللّه تعالى: وَ إِنْ جٰاهَدٰاكَ عَلىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مٰا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاٰ تُطِعْهُمٰا وَ صٰاحِبْهُمٰا فِي الدُّنْيٰا مَعْرُوفاً (9).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين (10) بن
ص: 358
الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان، نا خلف (2) بن حوشب، قال: تكارينا مع ميمون بن مهران دوابّا إلى مكان كذا، فقال ميمون: لو لا أن الدوابّ بكراء لمررنا على آل لان.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن الحسن الربعي، و رشأ ابن نظيف، قالا (3):أخبرنا محمّد بن إبراهيم، أنا محمّد بن محمّد بن داود، ثنا عبد الرّحمن ابن يوسف، نا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الحكم المصري، نا علي بن معبد، نا أبو المليح الرقّي - و هو الحسن بن عمر - قال: جاء رجل إلى ميمون يخطب إليه ابنته فقال: لا أرضاها لك، قال: و لم ؟ قال: لأنها تحب الحلي و الحلل، قال: فعندي من هذا ما تريد، قال: فالآن الذي لا أرضاك لها.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين [محمد بن علي نا محمد بن عبد اللّه ابن أحمد نا محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن نا الميموني قال: قال لي أبو] (4) عبد اللّه بن أحمد بن حنبل: يا أبا الحسن إني لأشبّه ورع جدك بورع ابن سيرين (5).
قال: و حدّثنا محمّد بن سعيد، نا هلال بن العلاء، نا سعيد بن عبد الملك بن واقد، نا عطاء بن مسلم الخفاف، عن جعفر بن برقان أو عن شيخ من أهل الرقّة قال: سمعت ميمون ابن مهران يقول: بنفسي العلماء، وجدت صلاح قلبي في مجالستهم، هم بغيتي في أرض غريبة (6)،و هم ضالّتي إذا لم أجدهم (7).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الحمامي، أنا أبو علي الحسن بن عمر ابن الحسن بن يونس، أنا أبو الحسن (8) علي بن القاسم بن الحسن النجاد، نا أبو روق أحمد ابن محمّد بن بكر المقراني (9).
ص: 359
ح و أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا عبد الخالق بن علي المؤذن.
ح و أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد الحلواني، نا أبو بكر بن خلف، نا أبو القاسم عبد الخالق بن علي المحتسب، أنا أحمد بن محمّد حنب (1)ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن موسى بن أميرك النيسابوري، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، قالوا: أخبرنا يحيى بن أبي طالب.
ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو جعفر محمّد بن عمرو الرزاز، أنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان (2)،أنا - و في حديث زاهر: حدّثنا - زيد بن الحباب، أنا - و قال الحلواني: حدّثنا - مهدي بن ميمون عن يونس بن عبيد، عن ميمون بن مهران قال: التودد إلى الناس نصف العقل، و حسن المسألة نصف الفقه، و رفقك في معيشتك - و قال الهزّاني (3):في المعيشة - يلقي عنك نصف المئونة (4).
قال البيهقي: و قد روي هذا مسندا بإسناد ضعيف.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن (5) علي بن محمّد بن علي المقرئ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، أخبرني الحسن بن سفيان (6)،نا هشام بن عمّار، نا محسن بن تميم، نا حفص بن عمر، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن الزبير، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة، و التودد إلى الناس نصف العقل، و حسن السؤال نصف العلم» (7).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد الدهّان، نا أبو علي القشيري، حدّثنا هلال بن العلاء، نا علي بن جميل، نا أبو المليح قال:
قال رجل لميمون بن مهران: يا أبا أيّوب، ما يزال الناس بخير ما أبقاك اللّه لهم، فقال له
ص: 360
ميمون: أقبل على شأنك أيها الرجل، فلا يزال الناس بخير ما اتّقوا ربّهم (1).
قال: و حدّثنا هلال، حدّثنا علي بن جميل، نا أبو المليح، عن ميمون قال: ما بلغني عن أخ لي مكروه قطّ إلاّ كان اسقاط المكروه عنه أحبّ إليّ من تخفيفه عليه، فإن قال: لم أفعل كان قوله أحبّ إليّ من بيّنة تشهد عليه بقوله، و إن قال: قد فعلت، و لم يعتذر، أبغضته من حيث أحببته (2).
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا سعيد بن أحمد العيّار، أنا أبو بكر الجوزقي (3)،أنا أبو العباس محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي قال: سمعت أبا عصمة نوح بن هشام يقول: حدّثنا علي بن جميل، نا أبو المليح عن ميمون بن مهران قال:
ما بلغني عن أخ لي مكروه قط إلاّ كان إسقاط المكروه عنه أحبّ إليّ من أن أتخففه عليه، فإن قال لم أقل كان قوله لم أقل أكبر (4) عندي من ثلاثة شهداء عليه، و إن قال: قد فعلت و لم يعتذر أبغضته من حيث أحببته.
[قال ابن عساكر:] (5) كذا قال، و إنّما هو من بيّنة تشهد عليه.
أخبرنا أبو القاسم ابن الشريف القاضي، أنا رشأ المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، أنا أبو بكر المالكي، نا إبراهيم الحربي، قال: قال داود بن رشيد حدّثنا عتاب (6)،عن علي بن بذيمة قال: قيل لميمون بن مهران: ما لك لا تفارق أخا لك عن قلى ؟، قال: لأنّي لا أماريه و لا أشاريه.
أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو الحسن (7) الخطيب، أخبرنا أبو أحمد الدهّان، نا أبو علي القشيري، نا هلال بن العلاء، نا سعيد بن عبد الملك، نا عتّاب بن بشير، عن علي ابن بذيمة قال: قال رجل لميمون بن مهران: ما لصديقك لا يفارقك عن قلّى ؟ قال: لأني لا أماريه و لا أشاريه.
ص: 361
أخبرنا عالية أبو المظفّر بن القشيري، و أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، قالا: أخبرنا أحمد بن منصور العمري (1)،أخبرنا أبو طاهر بن خزيمة، أنا جدي، نا علي بن حجر، نا عتّاب بن بشير، عن علي بن بذيمة قال: قيل لميمون بن مهران: يا أبا أيّوب، ما لك لا يفارقك أخ لك عن قلّى ؟ قال: لأني لا أماريه و لا أشاريه.
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكّي، أنا الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن الشافعي، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه الديبلي، نا إسماعيل بن إسرائيل صاحب اللؤلؤ، نا عمرو بن عثمان، نا فياض بن محمّد، عن جعفر بن برقان قال: قلت لميمون بن مهران: إنّ فلان يستبطئ نفسه في زيارتك، قال: إذا ثبتت المودة فلا بأس، و إن طال المكث (2).
كذا رواها لنا أبو جعفر، و إنما يرويها ابن فراس عن عباس بن محمّد بن قتيبة.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن بشار (3) النيسابوري - ببيت المقدس - و هو محمّد بن أيوب بن مشكان.
ح و أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا أحمد بن محمود، و منصور بن الحسين، قالا: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن أيّوب، نا أبو عتبة أحمد بن الفرج - زاد الخلال: الحمصي - نا سلمة بن عبد الملك العوصي، نا المعافى بن عمران قال: سمعت - و قال الصيرفي: عن - ميمون بن مهران قال:- و قال الخلاّل: يقول - من رضي من صلة الإخوان بلا شيء فليؤاخ أهل القبور (4).
أخبرنا أبو القاسم المستملي، أنا أحمد بن الحسين الحافظ .
ح و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، و أبو الحسن سعد الخير بن محمّد، قالا: أخبرنا [طراد بن محمد الزينبي، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أحمد بن محمد الجوزي] (5)ابن أبي الدنيا، نا داود بن رشيد، نا أبو المليح، قال: قال ميمون بن مهران: إذا نزل (6) بك
ص: 362
ضيف فلا تكلّف له ما لا تطيق، و أطعمه من طعام أهلك، و القه بوجه طلق، فإنك إن تكلفت له ما لا تطيق أوشك أن تلقاه بوجه يكرهه (1).
أخبرنا أبو نصر بن رضوان، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد ابن خلف (2) بن المرزبان، نا بشر بن سعد الكوفي، نا جعفر بن المضاء الأسدي، عن ميمون ابن مهران قال: المروءة طلاقة الوجه، و التودد إلى الناس، و قضاء الحوائج (3).
أخبرنا أبو بكر المقرئ (4)،أنا أبو (5) الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد الدهان، أنا أبو علي محمّد بن سعيد، نا عبد الملك (6)،حدّثني (7) أبي قال: كان ميمون صاحب ضيافة، و كان له مولى يأكل معه، يقال له زياد، فيأتي الضيف فيؤتى له بالقصعة من الثريد فيقول: كل يا زياد فلعلك ليس عند أهلك (8) غيرها، يريد بذلك الضيف يسمع فلا يتكل ليأكل.
قال: و حدّثنا محمّد بن سعيد، نا عمر (9) بن يعقوب بن مردك، حدّثني أيّوب، حدّثنا عبد اللّه بن سليم، نا أبو المليح، عن ميمون قال: كتب إلى ابنه: أن أحسن معونة فلان، و اعطه من مالك و لا تسأل الناس، فإن المسألة تذهب بالحياء.
قال: و حدّثنا محمّد بن سعيد، حدّثنا عبد الملك الميموني، حدّثني أبي، نا عمرو قال:
خرجت مع أبي من المسجد بعد صلاة المغرب و معه رجل، فدخل و ترك الرجل، فقلت: يا أبت ما كان يمنعك أن تعرض - يعني - عليه ؟ قال: كرهت أن أعرض عليه أمرا لم يكن في نفسي (10).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، أنا الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا أبو كريب، نا خالد بن حيان، نا عيسى بن كثير الأسدي الرقّي، قال: مشيت مع ميمون بن مهران حتى أتى باب دار و معه ابنه عمرو، فلما أردت أن أنصرف قال له عمرو: يا أبة أ لا تعرض عليه العشاء، قال: ليس ذاك من نيتي.
ص: 363
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن [الآبنوسي، أنا أبو الطيب بن المنتاب، أنا أبو محمد بن صاعد، أنا الحسين بن] (1) الحسن بن حرب، أنا إسماعيل بن إبراهيم، نا يونس بن عبيد قال:
كتب إلي ميمون بن مهران بعد طاعون كان ببلادهم يسأله عن أهله فكتب إليه: بلغني كتابك، تسألني عن أهلي، و إنه مات من أهلي و خاصتي (2) سبعة عشر إنسانا فإنّي أكره البلاء إذا أقبل، فإذا أدبر لم يسرني أنه لم يكن.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا محمّد بن علي بن المهتدي، أنا أبو أحمد الدهّان، أنا أبو علي الحافظ ، حدّثنا هلال بن العلاء، نا خضر، نا [ابن] (3) عليّة (4)،عن يونس (5) قال:
كان طاعون قبل بلاد ميمون بن مهران، فكتبت إليه أسأله عن أهله، فكتب إليّ : بلغني كتابك تسألني عن أهلي، و إنه مات من أهلي و حامتي (6) سبعة عشر إنسانا، و إني أكره البلاء إذا أقبل، فإذا أدبر لم يسرني أنه لم يكن، أما أنت فعليك بكتاب اللّه، فإنّ الناس قد يهيموا (7)عنه.
قال يونس: بمعنى: نسوه، و اختاروا عليه الأحاديث، أحاديث الرجال، و إيّاك و الجدال و المراء في الدين (8)،لا تمارينّ عالما و لا جاهلا، فإنك إن ماريت الجاهل خشّن بصدرك و لم يعطك، و إن ماريت العالم خزن عنك علمه و لم يبال ما صنعت.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو القاسم بن أبي عبد الرّحمن، قالا: أخبرنا أبو سعد (9) محمّد بن عبد الرّحمن، نا أبو أحمد الحسن بن علي التميمي - إملاء-.
ص: 364
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن منيع، حدّثنا أبو سعيد عيسى بن سالم، أنا أبو المليح الرقي، عن ميمون بن مهران قال: من أساء سرا فليتب سرا و من أساء علانية فليتب علانية فإن الناس يعيرون و لا يغفرون و اللّه يغفر (1) و لا يعيّر (2).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أخبرنا تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو نصر بن الجندي، و أبو بكر القطّان، و أبو القاسم بن أبي العقب، و أخبرنا أبو (3) الحسن علي بن المسلم الفقيه، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر (4)،قالوا: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أبو زرعة، حدّثني يحيى بن معين، نا خالد بن حيان الرقّي، عن جعفر بن برقان قال: قال لي ميمون: قل لي: يا جعفر في وجهي ما أكره، فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره (5).
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أخبرنا جدي، أخبرنا الخرائطي قال: و سمعت أبا العباس محمّد بن يزيد المبرد يقول: قيل لميمون ابن مهران: فلان أعتق كلّ مملوك له، فقال: يعصون اللّه مرّتين، يبخلون به و هو في أيديهم حتى إذا صار لغيرهم أسرفوا فيه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا ابن النقور، أنا عيسى، أنا عبد اللّه، نا عيسى بن سالم، حدّثنا أبو المليح قال: سمعت ميمون بن مهران و أتاه رجل فقال: إنّ رقية امرأة هشام ماتت و أعتقت كلّ مملوك لها، فقال: يعصون اللّه مرتين، يبخلون به و قد أمروا أن ينفقوه، فإذا صار لغيرهم أسرفوا فيه (6).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن أبي عبد اللّه، أنا أبو محمّد
ص: 365
الأصبهاني، أنا أبو الحسن اللنباني (1)،أنا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبي، نا إسماعيل بن عليّة، أنا سوار بن عبد اللّه قال:
بلغني أن ميمون بن مهران كان جالسا عنده رجل من قراء أهل الشام، فقال: إنّ الكذب في بعض المواطن خير من الصدق، فقال الشامي: لا، الصدق في كلّ موطن خير، فقال ميمون: أ رأيت لو رأيت رجلا يسعى و آخر يتبعه بالسيف فدخل الدار فانتهى إليك فقال:
أ رأيت الرجل ما كنت قائلا؟ قال: كنت أقول لا، قال: فذاك.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أخبرنا عاصم بن الحسن، أنا محمود بن عمر بن جعفر، أنا علي بن الفرج بن علي بن أبي روح، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني هارون بن سفيان، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر، عن أبي المليح قال: قال ميمون بن مهران: إذا أتى رجل باب سلطان فاحتجب عنه فليأت بيوت الرّحمن فإنها مفتحة، فليصلّ ركعتين، و ليسأل حاجة.
أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، ثنا ابن أبي خيثمة، نا عبد اللّه بن جعفر، نا أبو المليح، عن ميمون قال:
قال لي محمّد بن مروان في الديوان أنت ؟ قلت: لا، قال: فما يمنعك أن تكتب (2) في الديوان، فيكون لك سهم في الإسلام ؟ قلت: إني أرجو أن تكون لي سهام في الإسلام، فقال: من أين ؟ و لست (3) في الديوان ؟ قلت شهادة أن لا إله إلاّ اللّه وحده سهم، و الزكاة سهم، و صيام رمضان سهم، و الحج سهم، قال محمّد: ما كنت أحسب أن لأحد في الإسلام سهم إلاّ من كان في الديوان، قال: قلت: هذا ابن عمك حكيم بن حزام لم يأخذ ديوانا قط ، و ذلك أنه سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مسألة فقال:«استعفّ (4) يا حكيم خير لك» قال: و منك يا رسول اللّه ؟ قال:«و مني» قال: لا جرم لا أسألك و لا غيرك شيئا أبدا،[و لكن] (5) ادع اللّه أن يبارك لي و صفقتي - يعني التجارة - فدعا له (6)[12654].
ص: 366
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد الدهّان، أنا أبو علي[ (1) القشيري، نا هلال بن العلاء، نا حسين بن عياش، نا فرات، قال: سمعت ميمونا يقول: لو نشر (2) فيكم رجل من السلف ما عرف إلاّ قبلتكم.
قال: و أنا القشيري، نا إسماعيل بن يعقوب... (3) نا عبد اللّه بن الربيع الرقي، يعني ابن طلحة، نا أبو شجار نا أبو المليح قال: سمعت عبد الكريم [يقول: لا] (4) علم لنا بكم يا أهل الرقة، من رأينا - أبو رأيته - من جانب ميمون علمنا أنه مستقيم، و من رأيناه يكره ناحيته علمنا أنه يأخذ ناحية أخرى (5)،يعني الجعد (6).
أنبأنا أبو الحسن (7) علي بن الحسن بن الحسين (8) السلمي عن أبي محمد الحسن (9)ابن محمد بن أحمد بن جميع، أنا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن حمدان الطبري بصيدا، أنا أبو محمد عبد اللّه بن جابر بن عبد اللّه البزار بطرسوس، نا جعفر بن محمد بن نوح، نا إبراهيم بن محمد السمري (10) قال: و صلّى ميمون بن مهران في سبعة عشر يوما سبعة عشر ألف ركعة، فلما كان يوم الثامن عشر انقطع في جوفه شيء فمات.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت: أنا أبو طاهر الثقفي، أنا ابن المقرئ، نا محمد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد قال: و بلغني أنه مات ميمون بن مهران سنة سبع و مائة.
[قال ابن عساكر:] (11) هذا وهم و الصواب ما:
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنا أبو القاسم الواعظ ، أنا أبو علي محمد بن أحمد، أنا أبو جعفر محمد بن عثمان [حدثنا] هاشم بن محمد قال الهيثم: مات ميمون بن مهران الأزدي الجزري القاضي مولى الأزد آخر إمرة هشام (12).
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق أنا أحمد بن
ص: 367
عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):و فيها يعني سنة ست عشرة مات ميمون بن مهران بالجزيرة.
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو العبدي أنا الحسن بن محمد بن أحمد، نا أحمد بن محمد بن عمر، أنا خالد بن حيان، عن عيسى بن كثير قال: مات ميمون بن مهران سنة سبع عشرة و مائة. و كان الغالب على أهل الجزيرة في الفتوى.
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا أبو محمد الكتاني (2)،أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال: فحدثني عبد اللّه بن جعفر الرقي عن [أبي] (3) المليح قال:
مات ميمون بن مهران سنة تسع عشرة و مائة.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد، نا المخلص إجازة، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة، أخبرني أبي، و حدثني القاسم بن سلام قال: سنة سبع عشرة و مائة فيها توفي ميمون بن مهران، و يقال: مات سنة ثمان عشرة.
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي، أنا مكي بن محمد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها يعني سنة سبع عشرة و مائة مات ميمون بن مهران.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أبي عبد الرّحمن، أنا أبو صالح المؤذن، أنا أبو الحسن علي بن محمد، نا محمد بن يعقوب، نا عباس، نا يحيى، نا علي بن معبد بن شداد، نا عبيد اللّه بن عمرو يعني الرقي، قال: ولد ميمون سنة أربعين و توفي سنة ثمان عشرة و مائة.
أخبرنا أبو بكر المزرفي (4)،نا ابن المهتدي، أنا أبو أحمد، نا أبو عمرو، قال:
سمعت عبد الملك بن عبد الحميد الميموني يقول: قبر ميمون [في] (5) الحبيس (6) الكبير، يعني بالرقة.
ص: 368
مولى بني أم الحكم بنت أبي سفيان، له ذكر.
ذكر أبو بكر أحمد بن يحيى البلاذري (1) عن من أخبره من أهل الشام قال [و كان ميمون الجرجماني عبدا] (2) روميا لبني أم الحكم أخت معاوية بن أبي سفيان، و هم ثقفيون، و إنما نسب إلى الجراحمة [لاختلاطه بهم] (3) و خروجه بجبل لبنان معهم، فبلغ عبد الملك (4) بن مروان عنه بأس و نجدة، فسأل مواليه أن يعتقوه، ففعلوا، و قوّده على جماعة من الجند، و صيره بأنطاكية، فغزا مع مسلمة بن عبد الملك الطوانة (5)،و هو على ألف من أهل أنطاكية، فاستشهد بعد بلاء حسن و موقف مشهود، فغم عبد الملك مصابه، و أغزى الروم جيشا عظيما طلبا بثأره [قال: و] الجراجمة (6) منسوبون إلى مدينة على جبل اللكام عند معدن الزاج (7) فيما بين بياس و بوقا (8) يقال لها الجرجومة.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن محمد بن علي، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق، نا أحمد الأشناني، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري قال (9):قال ابن الكلبي:
و في سنة خمس و ثمانين بعث عبد اللّه بن عبد الملك و هو بالمصيصة يزيد بن (10) جبير، فلقيته الروم في جمع كثير فأصيب الناس و أصيب ميمون الجرجماني في نحو من ألف من أهل أنطاكية عند طوانة.
[قال ابن عساكر:] (11) كذا قال، و الصواب: الجرجماني (12).
ص: 369
[ذكر من اسمه] (1) نابت
7808 - نابت بن يزيد (2)
حدث عن الأوزاعي.
روى عنه: الوليد بن الوليد القلانسي الدمشقي.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.
و أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمد، نا أبو بكر بن خلف.
قالا: أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان، نا يوسف بن موسى المروروذي، نا أيوب بن محمد الوزان، نا الوليد بن المسلم، عن نابت بن يزيد، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة أنها كانت تقول: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«مكارم الأخلاق عشر تكون في الرجل و لا تكون في ابنه، و تكون في الابن و لا تكون في أبيه، و تكون في العبد، و لا تكون في سيده، يقسمها اللّه لمن أراد به السعادة: صدق الحديث، و صدق البأس، و إعطاء السائل، و المكافأة للصنائع، و حفظ الأمانة، و صلة الرحم، و التذمم للجار، و التذمم للصاحب، و إقراء الضيف، و رأسهن الحياء»[12655].
[قال ابن عساكر:] (3) كذا قال: الوليد بن مسلم، و هو الوليد بن الوليد، و اللفظ لحديث الحلواني.
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو الفضل جعفر بن الحسن بن محمد الماوردي، و أبو سعد عبد الرّحمن بن منصور بن رامش.
و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، قالوا: أنا أبو محمد عبد اللّه ابن يوسف الأصبهاني، أنا أبو سعيد ابن الأعرابي، نا جعفر بن الحجاج - زاد ابن القشيري:
ص: 370
الرقي - نا أيوب يعني ابن محمد الوزان، حدثنا الوليد، نا نابت بن يزيد، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، قال: سمعت عائشة تقول:
كان نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«مكارم الأخلاق عشر (1) تكون في الرجل و لا تكون في ابنه، و تكون في الابن و لا تكون في أبيه، و تكون في العبد و لا تكون في سيده، يقسمها اللّه لمن أراد به السعادة: صدق الحديث، و صدق البأس، و إعطاء السائل، و المكافأة بالصنائع، و حفظ الأمانة و صلة الرحم، و التذمم للجار، و التذمم للصاحب، و إقراء الضيف، و رأسهن الحياء»[12656].
و رواه أبو بكر بن أبي داود عن أيوب. و نسب الوليد، و فيه عن عروة [و غيره] (2).
أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي قراءة عن الدارقطني.
و أخبرنا أبو غالب بن البنا، نا أبو الفتح بن المحاملي إجازة. ح أنا الدارقطني قراءة، نا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن أبي داود من لفظه نا أيوب بن محمد الوزان، حدثني الوليد بن الوليد عن نابت بن يزيد، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة أو غيره قال: سمعت عائشة تقول: كان نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«مكارم الأخلاق عشر تكون في الرجل و لا تكون في ابنه، و تكون في الابن و لا تكون في أبيه، و تكون في العبد و لا تكون في سيده: صدق الحديث، و صدق البأس، و إعطاء السائل، و المكافأة بالصنائع و حفظ الأمانة، و صلة الرحم، و التذمم للجار، و التذمم للصاحب، و قرى الضيف و رأسهن الحياء»[12657].
قال الدارقطني: و له حديث آخر بهذا الإسناد، و لا يتابع على حديثه، و ليس هذا الحديث لمحفوظ عن الزهري، و لا عن الأوزاعي. و روي من وجه آخر عن عائشة موقوفا عليها من قولها:
أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، و أبو المعالي الحسن بن حمزة السلميون، قالوا: أنا أحمد بن عبد الواحد بن محمد السلمي، أنا جدي محمد بن أحمد بن عثمان بن الوليد، أنا محمد بن جعفر بن محمد بن سهل، نا أحمد ابن يحيى بن مالك السوسي، نا أبو زيد شجاع بن الوليد نا عبد الرّحمن بن زياد، نا يزيد بن أبي منصور، عن عائشة أنها كانت تقول: إن خلال المكارم عشر تكون في الرجل و لا تكون
ص: 371
في ابنه، و تكون في العبد، و لا تكون في سيده، يقسمها اللّه لمن أحب: صدق الحديث، و صدق الناس، و إعطاء السائل. و المكافأة بالصنائع، و صلة الرحم، و حفظ الأمانة، و التذمم للجار، و التذمم للصاحب، و قرى الضيف، و رأسهن الحياء.
أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي قراءة عن أبي الحسن الدارقطني [قال: و أما نابت بالنون: نابت بن يزيد، روى عن الأوزاعي، روى عنه الوليد بن الوليد] (1).
ح و قرأت على غالب عن أبي الفتح ابن المحاملي أنا الدار قطني، عن أبي محمد السلمي، عن أبي زكريا البخاري.
ح و حدثنا خالي أبو المعالي القاضي، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا قال: ثابت كثير، و نابت قليل: نابت بن يزيد، يروي عن الأوزاعي، روى عنه الوليد بن الوليد.
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر علي بن هبة اللّه قال (2):و أما نابت فهو نابت بن يزيد، شامي، روى عن الأوزاعي، روى عنه الوليد بن الوليد القلانسي، و لا يتابع على حديثه.
آخر الجزء الحادي بعد السبعمائة من الفرع (3).
ابن ذبيان بن عوف بن أنمار (4) بن مازن بن سعد بن مالك (5) بن أفصى
ابن حرام بن جذام بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب
ابن غريب بن زيد بن كهلان بن سبأ الجذامي (6)
من أهل فلسطين.
سمع أبا هريرة، روى حديثه الذي سمعه من أبي هريرة سليمان بن يسار [و كان أبو قيس
ص: 372
ابن زيد ممن] (1) وفد (2) على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم. و شهد ناتل صفين مع معاوية، و كن يومئذ على لخم و جذام.
أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد المزكي، نا و أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ، نا محمد بن العباس بن الفضل - صاحب الطعام بالموصل - نا محمد بن أحمد بن أبي المثنى، نا جعفر بن عون، و عبد الوهاب يعني ابن عطاء، قالا: أنا عبد الملك بن عبد العزيز بن [جريج] (3)،أخبرني يونس بن يوسف بن سليمان بن يسار قال: تفرق الناس عن أبي هريرة فقال له ناتل أخو أهل الشام: يا أبا هريرة، حدثنا حديثا سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«أول الناس يقضى فيه يوم القيامة، رجل أتى به اللّه فعرفه نعمه فعرفها، فقال: ما عملت فيها؟ فقال: قاتلت في سبيلك حتى استشهدت، فقال:
كذبت، إنما أردت أن يقال: فلان جريء، فقد قيل: فأمر به، فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، و رجل تعلم العلم و القرآن، فأتى به اللّه فعرّفه نعمه فعرفها، فقال: ما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم، و قرأت القرآن، و علمته، قيل: فقال: كذبت، إنما أردت أن يقال: فلان عالم، و فلان قارئ، فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، و رجل أتاه اللّه من أنواع المال، فأتى به اللّه فعرفه نعمه فعرفها، فقال: ما عملت فيها؟ فقال: ما تركت ذكر كلمة معناها: من سبيل، تحب أن ينفق فيه إلاّ أنفقت فيه لك، قال: كذبت إنما أردت أن يقال:
فلان جواد، فقد قيل، فأمر به، فسحب على وجهه حتى ألقي في النار»[12658].
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو العلاء محمد بن علي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل بن غسان، نا أبي، قال: ناتل أهل الشام جذامي، كان من عمال ابن الزبير، و هو ناتل بن قيس.
قال: و أنا ثابت، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا الأحوص نا أبي، حدثني إسماعيل بن أبان، عن مسعر، حدثني أبو مصعب عن ناتل بن قيس الجذامي، قال أبو عبد اللّه: كان من عمال ابن الزبير على فلسطين، و هو الذي حدث ابن جريج عن يونس بن يوسف عن سليمان ابن يسار قال: تفرق الناس عن أبي هريرة، فقال له ناتل أهل الشام: أيها الشيخ حدثنا حديثا سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
ص: 373
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك نا أبو الحسن ابن السقا، نا محمد بن يعقوب، نا عباس بن محمد، قال: سمعت يحيى يقول: رجل شامي، يقال له: ناتل الجذامي، كان شريفا. قلت ليحيى: يروى عن ناتل هذا شيء؟ قال: ما أعمله.
قرأت على أبي القاسم خلف بن إسماعيل بن أحمد، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا أبي، أو قال: أخبرني غيره، نا عمرو بن عاصم، نا الوليد بن هشام قال:
وقع موتان بدمشق، فخرج معاوية و معه زمل بن عمرو و ناتل بن قيس، فقال همام بن قبيصة النميري: فأقبلت على بغلتي، فأدخلت رأسها بين معاوية و بين زمل، فضنّ بمكانه، ففعلت مثل ذلك بناتل، فضنّ بمكانه، فأرسلت عنانها خلفهم، فسمعته يقول: أنا أحدثكم عن سلفنا:
ذهب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بفضل لا يوصف، ثم ولي أبو بكر فلم يرد الدنيا و لم ترده، ثم ولي فأرادته الدنيا و لم يردها، ثم ولي عثمان فأرادته الدنيا و أرادها، و نالت منه و نال منها، و أيم اللّه ما بلغ أحسن عملي الذي أحمد عليه ذنب عثمان الذي قتل عليه، ثم مضى، فلما أشرف على [الغوطة قال: ويل أمها] (1) بستان رجل. فقلت له: أنت أمير المؤمنين ؟ يعني: لا أشبع اللّه بطنك تتمنى الغوطة ؟[قال: يا عجبا] (2) هذه نمير تعارّني في الغوطة.
قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمد بن سعد قال: و من جذام، و هو عمرو بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشحب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن قيس بن زيد بن حياء بن امرئ القيس بن ثعلبة بن حبيب بن ذبيان بن عوف بن أنمار بن زنباع بن مازن بن سعد بن مالك بن أفصى بن سعد بن إياس بن حرام بن جذام، و اسم جذام عمرو، و إنما سمي جذاما لأنه جذمت إصبع من] (3) أصابعه، و كان قيس بن زيد سيدا، و وفد إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأسلم، و عقد له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم على بني سعد بن مالك بن أفصى، و ابنه ناتل بن قيس، و كان سيد جذام بالشام.
ص: 374
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال: و أما ناتل الشامي هو ابن قيس الجذامي.
أخبرنا أبو بكر بن شجاع، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا الحسن بن عبد اللّه العسكري، قال: و أما ناتل بن قيس الجذامي بدل الباء تاء فوقها نقطتان، فهو من سادات جذام بالشام، و خرج على عبد الملك بن مروان، فبعث إليه عبد الملك عمرو بن سعيد فقتله.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي زكريا البخاري.
ح و حدّثنا خالي أبو المعالي القاضي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا البخاري، نا عبد الغني قال: ناتل بالتاء معجمة بنقطتين من فوقها، ناتل شامي، هو ابن قيس، عن أبي هريرة، روى عنه سليمان بن يسار.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا قال (1):و أما ناتل بعد الألف تاء معجمة باثنتين من فوقها فهو: ناتل الشامي، هو ابن قيس الجذامي، سأل أبا هريرة عن شيء، روى عنه سليمان بن يسار.
أنبأنا أبو البركات الأنماطي،[و أبو عبد اللّه الحسين بن المظفر بن الحسين المناطقي] (2) قالا (3):أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أخبرنا عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمة، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثني جدي، حدّثنا أحمد بن شبّويه، حدّثني سليمان بن صالح، حدّثني عبد اللّه - يعني - ابن المبارك، عن حرملة بن عمران قال:
أتى معاوية في ليلة أن قيصر يعدله في الناس، و أن ناتل بن قيس الجذامي غلب على فلسطين، و أخذ بيت مالها، و أنّ المصريين الذين كانوا سجنهم هربوا، و أن علي بن أبي طالب قصد له في الناس فقال لمؤذنه: أذّن هذه الساعة و ذاك نصف الليل، فجاءه عمرو بن العاص فقال: لم أرسلت إليّ ؟ قال: ما أرسلت إليك، قال: ما أذّن المؤذن هذه الساعة إلاّ من أجلي، قال: رميت بالقسي الأربع.
ص: 375
قال عمرو: أما قولك الذي خرجوا من سجنك فإنّهم إن خرجوا من سجنك فهم في سجن اللّه، و هم قوم سراة لا رحلة لهم، فاجعل لمن أتاك برجل منهم أو برأسه ديته، فإنك ستؤتى بهم، و انظر قيصر فوادعه، و أعطه مالا و حللا من حلل مصر حتى يرضى بذاك، و انظر ناتل بن قيس فلعمري ما أغضبه الدين، و ما أراد إلاّ ما أصاب فاكتب (1) إليه، فهبه ذلك، فإن كانت له قدرت عليه، فإن لم يكن لك فاجعل حدك و حديدك (2) لهذا الذي عنده دم ابن عمك (3) قال (4):و كان القوم كلهم خرجوا من سجنه غير ابن أبرهة بن الصباح، فقال معاوية:
ما منعك أن تخرج مع أصحابك ؟ قال: ما منعني عنه بغض لعليّ و لا حبّ لك، و لكن ما أقدر عليه، فخلّى عنه.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (5):قال أبو عبيدة: و كان على جذام فلسطين و لخمها (6)ناتل بن قيس الهمداني (7)-يعني - يوم صفّين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عبد الوهّاب بن علي بن عبد الوهّاب، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري، قال: قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن مسلم (8)،أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، نا محمّد بن سلام بن عبيد اللّه الجمحي، حدّثني أبي قال (9):
قام روح بن زنباع الجذامي يوم الجمعة إلى يزيد بن معاوية حين فصل بين الخطبتين فقال: يا أمير المؤمنين ألحقنا بإخواننا، فإنّا قوم معدّيون، و اللّه ما نحن في قصب و لا من
ص: 376
غاب (1) شجر اليمن فألحقنا بإخواننا، قال يزيد (2):إن أجمع على ذلك قومك فنحن جاعلوك حيث شئت، فبلغت الدعوى عديّ بن الرّقاع فقال:
إنّا رضينا و إن غابت جماعتنا *** [ما] (3) قال سيدنا روح بن زنباع
يرعى ثمانين ألفا كان مثلهم *** مما يخالف أحيانا على الراعي
فبلغ ذلك ناتل بن قيس الجذامي، فجاء يركض حتى دخل المقصورة، فقال: أين جلس القادر (4) الكاذب روح بن زنباع [فأشاروا إلى مجلسه، فانتظر يزيد حتى إذا كان عند فصل خطبته، قام فقال: يا أمير المؤمنين، بلغني أن روح بن زنباع] (5) قام إليك، فزعم أنه من معدّ و ذلك ما لا نعرفه (6) و لا تعرفه و لكنا من قحطان يسعنا ما وسع قحطان، و يعجزنا ما عجز عنه، فبلغ ذلك ابن الرّقاع فقال:
لو أنّي أطعتك يا غرار كسوتني *** في كلّ مجمعة ثياب صغار
أضلال ليل ساقط أكنافه (7) *** في الناس أعذر أم ضلال نهار
قحطان والدنا الذي ندعى له *** و أبو خزيمة خندف (8) بن نزار
أ تبيع والدنا الذي ندعى له *** بأبي معاشر غائب متواري
تلك التجارة لا يخيب كمثلها *** ذهب يباع [بآنك] (9) و إبار
فقالوا: غيّرت (10) يا ابن الرقاع قال: إنّه و اللّه أعزّهما عليّ سخطا (11)-يعني - ناتلا.
أخبرنا (12) أبو غالب الماوردي، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق أنا
ص: 377
أحمد بن عمران نا موسى، نا خليفة قال: و مات يزيد و على الأردن حسان بن مالك بن بحدل، و ضم إليه فلسطين، فولى حسان بن مالك روح بن زنباع فلسطين، و أخرج ناتل بن قيس الجذامي روح بن زنباع عن فلسطين و دعا إلى ابن الزبير].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، نا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: و سار ناتل بن قيس في أربعة آلاف من قبل ابن الزبير، و زعم الليث بن سعد أن ناتلا نزل أرض فلسطين، و قال غيره: نزل أجنادين، فالتقى القوم فقتل ناتل و ابنه و وجوه فرسان عسكره، و قد قال الليث: و في سنة ست و ستين غزوة بطنان الأولى، و مقتل ناتل (1).
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال الليث بن سعد: و في سنة ست و ستين مقتل عبيد اللّه بن زياد و أصحابه بالخازر (2)،و مقتل ناتل بن قيس و أصحابه بفلسطين، و ذكر ابن زبر أن محمّد بن أحمد بن عبد العزيز أخبرني عن يحيى بن أيوب، عن يحيى بن بكير عن الليث به.
[ذكر من اسمه] (3) ناجد
دخل على معاوية.
له ذكر في قصة لوائلة بن الأسقع مع معاوية في الكتاب الذي.
أخبرنا ببعضه أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر اللنباني (4)،أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أخبرني عمر بن شبة ابن عبيدة أن محمّد بن يحيى الكناني حدّثهم عن عبد العزيز بن عمران الزهري عن عبد الحكيم بن عبد اللّه بن أبي فروة قال:
ص: 378
قال معاوية يوما لحاجبه: ائذن لناجد بن سمرة أخي بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة، فقال الآذن لناجد: قم فادخل، فلمّا دخل تناول رجل ثوب ناجد فقال: لا و اللّه لا تدخل و أنا صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و لي السنّ عليه، فرجع الحاجب فأخبره فقال: ما صفة الذي منعه فوصفه قال: ذاك واثلة بن الأسقع، أخو بني بكر، ائذن لهما، فأذن لهما، فلما دخلا قال معاوية: خلّ ثوب ابن أخيك، قال: يا معاوية لم أذنت له قبلي و أنا صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و لي السن عليه ؟ قال معاوية: إنّي وجدت برد أسنانك بين يدي، و وجدت يده ترفع ذلك البرد، قال: فصاح به واثلة: وا عجباه أ تأخذ بإيثار الجاهلية في الإسلام، قال: لا أخذت الذي يقول:
أغرّك إن كانت لبطنك عكنة *** و إنّك مكفي بمكة طاعم
فقال معاوية أرسله:
إذا جاءك البكري يحمل قصبه *** فقل قصب كلب صدته و هو نائم
فقال واثلة:
فما منع العير الضروط ذماره *** و لا منعت مخزاه والدها هند
فقال معاوية:
نزلت قديدا فالتوت بذراعها *** يكر كلّ أطلح أفحج (1)
قال: وا أسفاه، قال معاوية: وا سوأتاه! أجهلتنا، و أجهلناك و أسأنا إليك، و لنا المقدرة عليك، ارفع حاجتك.
من شعبان سنة تسع، فخلع عليه ثم ولي شرطة جانبي بغداد (1) في جمادى الأولى من السنة، و ولي أعمالا كثيرة.
[ذكر من اسمه] (2) ناشب
7812 - ناشب بن عمرو أبو عمرو الشّيباني (3)
من أهل دمشق، و قيل: إنه مدني.
حدّث عن مقاتل بن حيان.
روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، حدّثنا أبو محمّد التميمي، أنا تمام بن محمّد، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبيد اللّه بن فطيس الورّاق، نا أبو الفضل جعفر بن محمّد بن جعفر بن رشيد الكوفي، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو ناشب، حدّثنا مقاتل (4)ابن حيان، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من توضّأ فمسح بثوب نظيف فلا بأس به، و من لم يفعل فهو أفضل، لأن الوضوء نور يوم القيامة مع سائر الأعمال»[12659].
[قال ابن عساكر:] (5) الصواب: يوزن يوم القيامة.
أخبرناه على الصواب أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو علي بن شعيب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا ناشب بن عمرو الشّيباني الدمشقي، نا مقاتل بن حيّان، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من توضّأ فمسح بثوب نظيف فلا بأس به، و من لم يفعل فهو أفضل، لأن الوضوء يوزن يوم القيامة مع سائر الأعمال»[12660].
أخبرنا أبو الحسن أيضا، نا عبد العزيز، أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسن بن
ص: 380
السمسار، أنا أبو سليمان بن زبر، نا أبي، نا الحسن بن جرير الصوري، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا ناشب بن عمرو الشّيباني، مدني، نا مقاتل بن حيّان، عن أبي صالح، عن الحسن ابن علي، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«أكثروا الصلاة عليّ ، فإنّ صلاتكم عليّ مغفرة لذنوبكم، و اطلبوا لي الدرجة و الوسيلة، فإن وسيلتي عند ربي شفاعة لكم»[12661].
[قال ابن عساكر:] (1) كذا في هذه الرواية (2)،و لعله مدني، سكن دمشق، و اللّه أعلم.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن عبد الجبّار الرّذاني (3)،نا حميد بن زنجويه، نا أبو أيوب الدمشقي، نا ناشب بن عمرو أبو (4) عمرو الشّيباني قال: و كان ثقة، صائما، قائما، نا مقاتل بن حيان بحديث ذكره.
[ذكر من اسمه] (5) ناشرة
7813 - ناشرة بن سمّي اليزني (6) المصري (7)
أدرك حياة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.
و شهد خطبة عمر بالجابية.
و سمع معاذ بن جبل، و أبيّ بن كعب، و أبا عمرو بن حفص بن المغيرة.
روى عنه: علي بن رباح اللخمي.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (8)،نا عبد اللّه بن عثمان، نا عبد اللّه، أنا سعيد بن يزيد قال: سمعت
ص: 381
الحارث بن يزيد الحضرمي يحدّث عن عليّ (1) بن رباح عن ناشرة بن سمي (2) اليزني قال:
سمعت عمر بن الخطّاب يقول يوم الجابية و هو يخطب الناس: إنّ اللّه جعلني خازنا لهذا المال، و قاسما له، ثم قال: بل اللّه يقسمه و أنا بادئ بأهل النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، ثم أشرفهم، ففرض [لأزواج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم عشرة آلاف إلاّ جويرية وصفية و ميمونة، و قالت عائشة: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان يعدل بيننا، فعدل بينهن عمر، ثم قال: إنّي بادئ بأصحاب المهاجرين الأولين، فإنا أخرجنا من ديارنا ظلما و عدوانا ثم أشرفهم، ففرض] (3) لأهل بدر خمسة آلاف، و لمن شهد بدرا من الأنصار أربعة آلاف، و فرض لمن شهد الحديبية ثلاثة آلاف، و قال: من أسرع في الهجرة أسرع به العطاء، و من أبطأ في الهجرة أبطأ به العطاء، فلا يلومنّ (4) رجل إلاّ مناخ راحلته، و إنّي أعتذر إليكم من خالد بن الوليد، إنّي أمرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين، فأعطى ذا البأس و ذا الشرف و ذا اللسان، فنزعته، و أمرت أبا عبيدة بن الجرّاح، فقام أبو عمرو بن حفص بن المغيرة فقال: و اللّه ما اعتذرت يا عمر، لقد نزعت عاملا (5)استعمله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أغمدت سيفا سلّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و وضعت لواء نصبه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و قطعت الرحم، و حسدت ابن العم، فقال عمر بن الخطاب: إنّك قريب القرابة، حدث السن، مغضب في ابن عمك.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد [بن محمد] (6) الرومي (7)،أنا أبو العبّاس السّرّاج، نا قتيبة، نا ابن لهيعة، عن الحارث بن زيد، عن عليّ بن رباح، عن ناشرة بن سمي قال:
كنت أتبع معاذ بن جبل أتعلّم منه القرآن، و أخدمه، فلمّا كنت في الحديبية صلّيت في المسجد، فقرأت القرآن، فمرّ بي رجل، فضرب كتفي فقال: ليس كما تقرأ، فلمّا فرغت أتيت معاذا فأخبرته بقول الرجل، فقال لي معاذ: أتعرفه ؟ قلت: نعم، و أريته إيّاه، فانطلق إليه معاذ، فقال له معاذ: أخبرني هذا أنك رددت عليه ما قرأ، فقال: نعم، و هو أبيّ بن كعب، يا
ص: 382
معاذ، بعثك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى اليمن، فأنزل بعدك قرآن و نسخ بعدك قرآن، ائتني بأصحابك يعرضون عليّ القرآن، فقال معاذ: يا ناشرة بن سمي، إنّ أعلم الناس بفاتحة القرآن و خاتمته أبيّ بن كعب، و إنّ أقدر الناس على كلمة حكمة أبو (1) الدّرداء، و إنّ أعلم الناس بفريضة و أقسمه لها عمر بن الخطّاب.
[قال ابن عساكر:] (2) الصواب: الحارث بن يزيد، و لما كنت بالمدينة فإنّي لا أعلم للحديبية مسجدا، و إنما هي بئر بالبادية (3).
و قد أخبرناه على الصواب أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا محمّد بن الحسن، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،نا يحيى بن عبد اللّه بن بكير، حدّثنا عبد اللّه بن لهيعة، نا الحارث بن يزيد، قال: سمعت عليّ بن رباح يقول: حدّثني ناشرة بن سمي اليزني قال: و كنت أتبع معاذ بن جبل أتعلّم منه القرآن، و آخذ (5) منه، فلما كنت بالمدينة و صلّيت في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فذكره و قال فيه: إنّ أعلم الناس بفاتحة آية و خاتمتها أبيّ بن كعب.
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (6):ناشرة بن سمي اليزني، مصري، روى عن عمر بن الخطّاب، روى عنه عليّ بن رباح المصري، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمّد - في كتابه - أنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى الحمصي قال: ناشرة بن سمّي العبسي، سمع أبا عبيدة بن الجرّاح، قال: و ما بال النساء يدخلن هذه الحمامات.
ص: 383
كتب إليّ أبو [محمد] (1) حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده قال:
قال لنا أبو سعيد بن يونس:
ناشرة بن سمّي اليزني قال: كنت أتبع معاذ بن جبل أتعلّم منه القرآن حين (2) بعثه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى اليمن و حضر خطبة عمر بالجابية، روى عنه علي بن رباح اللخمي، و يشبه أن يكون ممن شهد الفتح بمصر، ثم ذكر له أبو سعيد الحديث الذي قدّمناه فرواه عن النسائي (3)كما أخرجناه.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن الدارقطني.
ح و قرأت على أبي غالب (4)،و عن عبد الكريم بن محمّد بن أحمد بن المحاملي، أنا الدارقطني قال: ناشرة بن سمي العبسي (5)،و يقال: اليزني، سمع عمر، و أبا عبيدة بن الجرّاح، روى عنه علي بن رباح.
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة - بقراءتي عليه - عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا إبراهيم بن يونس بن محمّد، أنا أبو زكريا.
ح و أخبرنا أبو الحسين بن سلامة، أنا سهل بن بشر، أنا رشأ بن نظيف، قالا: حدّثنا عبد الغني بن سعيد قال: أما اليزني بالزاي و النون فجماعة منهم: ناشرة بن سمي.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن علي بن هبة اللّه بن جعفر قال في باب اليزني (6)بالزاي و النون، فجماعة، منهم: ناشرة بن سمي.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.
ص: 384
و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا: أخبرنا الوليد، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد قال: ناشرة بن سمي اليزني مصري، تابعي ثقة.
[ذكر من اسمه] (1) ناصح
7814 - ناصح أبو عبد اللّه (2)
مولى بني أمية.
روى عن سعيد المقبري (3)،و يحيى بن راشد الطويل، و الوليد بن هشام المعيطي، و مسلم بن الأخيل، و أبي صالح، و أبي حازم.
روى عنه: الوليد بن مسلم، و الحسن بن يحيى الخشني.
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا القاضي أبو طاهر محمّد بن أحمد بن نصر، نا أبو بكر جعفر بن محمّد الفريابي، أنا أبو مروان هشام بن خالد الأزرق، نا الحسن بن يحيى الخشني، عن أبي عبد اللّه مولى بني أمية، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّ أول شيء خلقه اللّه القلم ثم خلق النون، و هي الدواة، ثم قال له: اكتب، قال: و ما أكتب ؟ قال: اكتب ما يكون و ما هو كائن، من عمل و أثر، أو رزق، أو أجل، فكتب ما يكون، و ما هو كائن إلى يوم القيامة،[فذلك قوله ن، وَ الْقَلَمِ وَ مٰا يَسْطُرُونَ (4) ثم ختم على القلم، فلم ينطق، و لا ينطق إلى يوم القيامة] (5) ثم خلق العقل، فقال: و عزتي لأكملنّك فيمن أحببت، و لأنقصنّك فيمن أبغضت»[12662].
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أخبرنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.
ص: 385
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أخبرنا أبو يعلى، نا داود بن رشيد، نا الوليد بن مسلم، عن أبي عبد اللّه مولى بني أميّة، عن أبي حازم، و سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رجل: يا رسول اللّه علي حجة الإسلام و علي دين، قال:«فاقض دينك»[12663].
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا الحاكم أبو أحمد الحافظ ، أنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم، عن ناصح مولى بني أمية، عن المقبري، عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول اللّه، علي دين و لم أحج (1)،قال:«فاقض دينك»[12664].
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في ذكر نفر ثقات: أبو عبد اللّه مولى بني أمية (2).
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عبد اللّه ناصح مولى لبني أمية، عن أبي سعيد المقبري، و سلمة ابن الأسود (3)،روى عنه الوليد بن مسلم.
محمّد بن علي المصيصي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، نا يحيى بن أبي طالب، أنا علي بن عاصم، أنا الجريري، عن عبد اللّه [بن] (1) شقيق قال: سألت عائشة أم المؤمنين: من كان أحبّ الناس إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قالت: أبو بكر، قال: قلت: ثم من ؟ قالت: ثم عمر، قلت: ثم من، فسكتت.
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، و ناصر بن عبد الرّحمن، قالا: حدّثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي - لفظا - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد السّلام بن عبد الرّحمن ابن سعدان - قراءة عليه بدمشق و أنا أسمع - قيل له: حدثكم أبو بكر محمّد بن سليمان بن يوسف بن يعقوب الربعي، نا أبو العباس حاجب بن أركين الفرغاني، نا صالح بن حكيم، نا هشام بن إبراهيم، نا الحسن بن أبي جعفر، عن مالك بن دينار، عن ميمون الكردي، عن أبي عثمان النهدي، قال: خطبنا عمر بن الخطاب قال: حذّرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كلّ منافق عليم[12665].
توفي ناصر ليلة الأربعاء، و دفن يوم الأربعاء مستهل ذي القعدة سنة خمسين و خمسمائة بباب الصغير.
7816 - ناصر بن محمّد أبو المكارم المروزي ثم البغدادي، ثم الصّوفي (2)
حكى عن الشبلي (3)،و أبي إسحاق إبراهيم بن المولد الرقّي، و أبي حفص عمر بن محمّد بن عبد اللّه السويطي.
و روى عن علان بن محمّد القرميسيني.
روى عنه: أبو بكر محمّد بن إسماعيل المؤذّن، و أبو يعلى الخليل بن عبد اللّه القزويني الحافظ .
و دخل دمشق، و ولي قضاء فلسطين.
أخبرنا أبو المحاسن عبد الرّزّاق بن محمّد بن أحمد بن عيسى، و أبو الفتوح عبد الصّمد بن المظفّر بن محمّد بن أحمد الطّبسيان، قالا: أخبرنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن أبي جعفر القاضي الطبسي - بطبس - أنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل المؤذّن، حدّثنا الحاكم أبو
ص: 387
المكارم ناصر بن محمّد المروزي، نا علاّن بن محمّد القرميسيني، عن محمّد بن مسلمة الواسطي، عن موسى بن وردان، عن أنس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من قال لا إله إلاّ اللّه دخل الجنّة»[12666].
[قال ابن عساكر:] (1) كذا قال: ابن وردان، و إنّما هو موسى بن هلال أبو عمران الطويل، مولى أنس بن مالك.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب، قال (2):كتب إليّ أبو يعلى الخليل بن عبد اللّه الحافظ من قزوين، و حدّثني أبو النجيب عبد الغفّار بن عبد الواحد الأرموي (3) عنه، قال: سمعت ناصر بن محمّد البغدادي يقول: سمعت أبا بكر الشبلي يقول: الموت على ثلاثة أضرب: موت في حب الدنيا، و موت في حب العقبى، و موت في حب المولى، فمن مات في حب الدنيا مات [منافقا،] (4) و من مات في حب العقبى مات شهيد زاهدا، و من مات في حبّ المولى مات عارفا.
ذكر أبو المكارم أنه لما عزم (5) الشبلي على صحة الصداقة بقلبه له أخذ كفه بكفه فقال:
إن اللّه تبارك [اسمه] (6) قد جمع فيك كمال السعادة، و لذلك واخيتك بصحة الصداقة لكمال السعادة فيك، فقلت: و ما هي ؟ فقال: هو ما أخبرني به الجنيد بن محمّد بن الجنيد عن أستاذه ذي النون المصري - رحمهما اللّه - قال: كمال السعادة سبع خصال: صفاء التوحيد، و غريزة العقل، و كمال الخلق، و حسن [الخلق] (7) و خفة الروح، و شرف النسب، و تحقيق التواضع، ثم قال: اشكر اللّه يا أبا المكارم على هذه الخصال التي ركبها فيك الباري بفضله و طوله في (8)الآخرة لك إنه لطيف بالعباد.
قال الناصر: و تقلدت القضاء بفلسطين و بلاد القدس في غرّة المحرم سنة خمس
ص: 388
و ثلاثين و ثلاثمائة من جهة الأمير المظفّر بن طغج، ثم من جهة أبو حود ابن الأخشيد ملك مصر، و هو أبو القاسم بن محمّد بن طغج ملك مصر، و بقيت على العمل سبع سنين، و كانت المشاهرة أربعمائة دينار ما خلا منها مع العطايا، و لم أصرف عن تلك الأعمال إلاّ بعد ما رأيت في المنام كأن أسود هائل المنظر يظهر لي من جو السماء و يقول: ما جزاء من اصطنعك لنفسه، و أفادك من مكنون خزائنه و مخزون علوم أنبيائه أن تؤثر عليه غيره، فاستعفيت عن العمل، و اعتزلت الولاية، و رحلت إلى مكة بلا زاد و لا راحلة، فحججت للّه عزّ و جل و جاورت بها، و قد كنت حججت قبل هذه ست حجج، و كانت هذه السابعة.
و قال الناصر: كنت بقصبة الأردن - و هي الطبرية - بين دمشق و فلسطين، فذكر حكاية طويلة في زيارته عكا.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):ناصر بن محمّد البغدادي، أظنه كان يتصوّف، و حكى عن أبي بكر الشبلي، روى عنه الخليل بن عبد اللّه القزويني.
سمع الفقيه أبا الفتح الزاهد، و أبا الحسن علي بن أحمد بن زهير المالكي.
كتبت عنه.
و كان حافظا للقرآن، كثير التلاوة له، خيّرا، حجّ غير مرّة، و جاور بأهله و ولده.
أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود، نا الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم - لفظا - سنة إحدى و ثمانين و أربعمائة، أنا الفقيه أبو الفتح سليم بن أيوب بن سليم الرازي، نا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي، نا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق ابن البهلول - إملاء - سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة، في شوال، نا جدي إسحاق بن البهلول، نا المسيّب بن شريك، نا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: ليس على من ضحك في الصلاة إعادة وضوء إنّما كان ذلك لهم حين ضحكوا خلف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر
ص: 389
المخلّص، أنا أحمد بن إسحاق بن بهلول، حدّثني أبي - مناولة - عن المسيّب بن شريك، عن الأعمش، فذكر بإسناده مثله، و قال: من يضحك.
توفي ناصر بن محمود ليلة الاثنين و دفن يوم الاثنين النصف من (1) شعبان سنة تسع و أربعين و خمسمائة بباب الصغير، حضرت دفنه و الصلاة عليه.
[كان] (2) ببيروت وجدت ذكره في تذكرة لشيخنا أبي (3) الفرج غيث بن علي في من يريد أن يسمع منه ببيروت و لم أجد له ذكرا إلاّ من جهته.
حكى عن الوضين بن عطاء.
روى عنه: العباس بن الوليد بن مزيد (4).
قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن (5) عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه (6) بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير (7)،نا العباس بن الوليد بن مزيد (8) قال: سمعت ناعم بن مرثد (9) يذكر عن الوضين بن عطاء قال: استزارني أبو جعفر - و كانت بيني و بينه خلالة قبل الخلافة - فصرت إلى (10) مدينة السلام، فخلونا يوما، فقال: يا أبا عبد اللّه، ما (11) حالك ؟ قلت: الخبر الذي يعرفه أمير المؤمنين، قال: و ما عيالك ؟ قلت: ثلاث بنيات و امرأة و خادم لهن، قال: فقال
ص: 390
لي: أربع في بيتك ؟ قلت: نعم، قال: فو اللّه لردّد ذلك حتى ظننت حتى أنه سيموتني (1) قال:
ثم رفع رأسه، فقال لي: أنت أيسر العرب، أربع مغازل (2) تدور في بيتك.
[ذكر من اسمه] (3) ناغضة
7820 - ناغضة بن حريث الكلبي ثم الطالحي (4)
أرسله حسّان بن مالك بن بحدل الكلبي إلى دمشق إلى الضّحّاك بن قيس يدعوه إلى طاعة بني أمية، له ذكر، تقدم في ترجمة الضّحّاك بن قيس.
7821 - نافع بن الأسود بن قطبة بن مالك أبو نجيد التّميمي (5)
شاعر.
أدرك حياة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.
و روى عن عمر بن الخطّاب، و شهد فتح دمشق و فتوح العراق، و قال في ذلك أشعارا كثيرة.
أخبرنا أبو سعيد (6) بن أبي صالح الفقيه، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا:
أخبرنا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: أبو نجيد نافع بن الأسود التّميمي، عن عمر.
أنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن يوسف، أنا السري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر التّميمي قال:
و قال أبو نجيد نافع بن الأسود:
ص: 391
لا تحسبني و ابن أمي صلصلا *** كقابسة الباكين من كنه الحرب
تركنا دمشقا منهلا بطريقنا *** نجر إليها ما نجرّ من الكرب
فإنك لم تشهد دمشقا و جاثلا *** و يوما ببصرى حيث فاض بنو لهب
كأنّا و إياهم سحاب بقفرة *** تلحقها الأرواح بالصيب (1) السكب
منعناك منه و قد زعزعوا الفتى *** و كنا قديما نمنع الجار ذا الذنب
هنالك إذ لا يمنع الناس وسمهم (2) *** و إذ أنت محروب بمدرجة الترب
و قد علمت افناء (3) تميم بأننا *** لنا العز قدما عند دائرة النهب
و قال أيضا:
من [ذا] (4) على الأجداث عزّا كعزّنا *** إذا الحرب قامت بالجموع على قفر
فسائل بنا بسطاس و الروم حوله *** غداة دمشق و الحتوف بها (5) تجري
ينبوك أنّا في الحروب مصالت *** نسيل إذا جاش الأعاجم بالثغر
لقوم تراهم في الحروب أعزّة *** لهم عرض ما (6) بين الفرائض و الوتر
أبى اللّه إلاّ أن غمراتنا *** هموا قوادم حرب لا تلين و لا تجر
و قال أبو نجيد نافع بن الأسود بن قطبة بن مالك (7):
نحن صبحنا يوم دجلة أهلها *** سيوفا و أرماحا و جمعا عرمرما
نراوح بالبيض الرقاق رءوسهم *** إذا الرمي أعرى بيننا فتضرّما
قتلناهم ما بين دجلة فالقرى (8) *** إلى النهروان حيث ضاربوهما (9)
أذقناهم يوم المدائن بأسنا *** صراحا و أسعطنا الملائم (10) علقما
ص: 392
و قال أبو نجيد نافع بن الأسود أحد بني عمرو بن تميم (1):
إن فينا لمن يعرض أو كانت *** به كمنة لكحلاء مضيضا
و سقى (2) من الصداع غموضا *** لم ينهنه إلاّ استزاد غموضا
و خيولا ترى لهن عتادا *** و سلاحا ترى عليه نضيضا (3)
يا خليلي عرضا بعريضا *** و اعلما أنني محمّد فريضا
و بنى اللّه إذ سما لي غرّا *** شامخا لي فروعه مستفيضا
أ أواخي الكريم لا يجفونني *** و أقيم المنعه (4) العريضا
حيث ألقى عماده العز و المجد *** جميعا فما أراد (5) نهوضا
أي يوم (6) لهم كيوم قديس *** قد تركنا به الفتى (7) مرفوضا
معلما باللواء تحسب فيه *** لموه (8) حاصبا أرادت فضوضا
كم سلبنا من تاج ملك *** و أسوار ترى في نطاقه تفضيضا
و قرينا خير الجيوش شتاء *** و ربيعا محملا و عريضا
و نفرنا في مثلهم عن تراض *** لم نعرّج و لم نذق تغميضا
و حملنا عتادهم بعد ستّ *** حيث أرسوا فلم يطيقوا نهوضا
ثم سرنا من فورنا نحو كسرى *** ففضضنا جموعه تفضيضا
لم يكن غيرنا هناك غريب *** حرض القوم بالفتى تحريضا
و أملنا على المدائن خيلا *** برها مثل بحرهن أريضا (9)
و أسلنا خزائن المرء كسرى *** حيث خضنا و خاض منا جريضا (10)
و قال أبو نجيد نافع بن الأسود التّميمي (11):
ص: 393
و قال القضاة من معدّ و غيرها *** تميمك أكفاء الملوك الأعاظم
همو أهل عز ثابت و أرومة *** و هم من معدّ في الورى و الغلاصم
و هم (1) يضمنون المال للجار ما ثوى *** و هم يطعمون الدهر ضربة لازم
سديف الذرى من كلّ كوماء بازل *** مقيم لمن يعفوهم غير حازم
فكيف تناصيها الأعاجم بعد ما *** علوا بجسيم المجد أهل المواسم
و بذل الندى للسائلين إذا اعتفوا *** و كف (2) المثاني (3) في السنين العوازم
و مدهم الأيدي إلى الباع في العلى *** إذا قبضت عنها أكف السلائم (4)
و أرماحهم في النائبات بلادهم *** لفك العناة أو لكشف المغارم
وقودهم الخيل العتاق إلى العدى *** ضوامر تردى في فجاج المخارم
مجنبة تشكو النسور من الوجاء *** يعاندن أعناق المطي الرواسم
لتنقض وترا أو لتحوي مغنما *** كذلك قدماهم حماة المغانم
فكائن أصابوا من غنيمة قاهر *** حدائق من نخل بفرات فاعم
و كان لهذا الحي منهم غنيمة *** كما أحرز المرباع عند المقاسم
لذلك كان اللّه شرّف قوما *** بها في الزمان الأول المتقادم
و حين أتى الإسلام كانوا أئمة *** و قادوا معدّا كلها بالخزائم (5)
إلى هجرة (6) كانت سناء و رفعة *** لباقيهم (7)[فيهم] (8) و خير مراغم
إذا الريف لم ينزل غريب بصحبه *** و إذ هو تكفكفه ملوك الأعاجم
فجاءت تميم في الكتائب قصره *** يسيرون صفا كالليوث الضراغم
على كل جرداء السراة و ملهب *** بعيد مدى التقريب عبل القوائم
ص: 394
عليهم من الماذي زعف مضاعف *** له حبك من شكة المتلازم
فقيل لكم مجد الحياة فجاهدوا *** فأنتم حماة الناس عند العظائم
فصفوا لأهل الشرك ثم تكبكبوا *** و طاروا عليهم بالسيوف الصوارم
فما برحوا يعصونهم بسيوفهم *** على الهام منهم و الأنوف الرواغم
لدن غدوة حتى تولوا تسوقهم *** رجال تميم ذحلها غير نائم
من الراكبين الخيل شعثا إلى الوغى *** بصم القنا و المرهفات القواصم (1)
فتلك مساعي الأكرمين ذوي الندى *** تميمك لا مسعاة أهل الألائم (2)
و قال أبو نجيد:
و سقيس (3) قد تركناه صريعا *** ربوض حوله عرج الضباع
بمرج الروم مسالا مقيما *** قد أوطن عن بنيه (4) في ضياع
علاه عامر لما التقينا *** بقطاع فأسرع في النخاع
[و قتل حوله بشر (5) كثير] *** يضل المرج يوم بني لكاع
أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي قراءة عن الدارقطني [ح و قرأت على أبي غالب عن عبد الكريم بن محمد، أنا الدارقطني] (6) قال:
و منهم - يعني - بني أسيّد بن عمرو بن تميم: أبو نجيد نافع بن الأسود التّميمي، شهد فتوح العراق، و هو القائل يفتخر بقومه (7):
قومي أسيد (8) إن سألت و منصبي (9) *** و لقد علمت معادن الأحساب
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (10):و من ولد أسيّد بن
ص: 395
عمرو بن تميم: أبو نجيد (1) نافع بن الأسود التّميمي، شهد فتح العراق، له في قتال الفرس ذكر و شعر، قاله سيف بن عمر (2)(3).
7822 - نافع بن جبير (4) بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي
ابن كلاب أبو محمّد، و يقال: أبو عبد اللّه القرشي المدني (5)
روى عن أبيه، و علي بن أبي طالب، و العبّاس بن عبد المطّلب، و الزّبير بن العوّام، و عبد اللّه بن عباس، و أبي هريرة، و عثمان بن أبي العاص الثقفي، و بشر بن سحيم،[و أبي شريح الخزاعي الكعبي، و سهل بن سعد، و جرير بن عبد اللّه البجلي، و عروة بن المغيرة.
روى عنه] (6) الزهري، و عمرو بن دينار، و عبد اللّه بن الفضل، و سعيد بن أبي سعيد المقبري، و عبيد اللّه [بن أبي يزيد، و أبو الزبير المكي، و حكيم بن حكيم (7) بن عباد بن حنيف، و حبيب بن أبي ثابت، و أبو بشر جعفر] (8) بن أبي وحشية، و القاسم بن العبّاس، و يونس بن خبّاب (9)،و صالح بن كيسان، و عمرو بن عبد اللّه بن كعب السلمي، و داود بن قيس الفرّاء، و صفوان بن سليم، و سعد بن إبراهيم الزهري.
و قدم دمشق على عبد الملك بن مروان.
أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، و أبو طالب [علي] (10) بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الفقيه، أنا أبو محمّد عبد
ص: 396
الرّحمن بن عمر بن محمّد بن سعيد، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد بن الأعرابي، نا سعد بن أبي نصر (1)،نا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبي شريح الخزاعي قال (2):قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فليكرم ضيفه، من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر [فليحسن إلى جاره، من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر] (3)فليقل خيرا أو ليصمت»[12667].
قال سفيان: و زاد فيه ابن عجلان مسسه (4) عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فليكرم ضيفه، جائزته يوم و ليلة، و الضيافة ثلاثة أيام ليس له أن ينوي عنده حتى يخرجه عما أنفق عليه من بعد فهو صدقة.
أخبرناه أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد - في كتابه - و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن حبيب، و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد عنه، أنا أبو بكر الحيري.
ح و أخبرناه أبو الحسين (5) محمّد بن محمّد السهلكي (6)،أنا أبو الفضل محمّد بن علي بن الحسن البسطامي.
ح و أخبرنا أبو الفضل المحسن بن أبي طاهر بن المحسن البسطامي، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد الواحدي، قالا: أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم.
ح و أخبرنا أبو الفرج علي بن محمّد (7) بن الحسين بن الفراء، و أخبرنا أبو علي أحمد (8) بن عبد الرّحمن بن محمّد [بن] (9) نجا بن شاتيل، و أبو بكر يحيى بن علي بن داود الطيبي، و أبو سعد هلال بن الهيثم بن محمد (10) بن الهيثم، و أبو المعالي أحمد بن علي بن
ص: 397
عبد اللّه [و أبو القاسم عبد الصمد بن بركة بن عبد اللّه] (1) المنادي، قالوا: أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن عمر بن طلحة، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن رزقويه، أنا إسماعيل ابن محمّد الصفّار، قالا: حدّثنا يحيى بن زكريا بن يحيى المروزي، نا سفيان بن عيينة، عن عمر و سمع نافع بن جبير يخبر عن أبي شريح الخزاعي أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فليحسن إلى جاره، من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فليكرم ضيفه، من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت»[12668].
قال سفيان: و زاد ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي شريح الخزاعي عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فليكرم ضيفه، و جائزته يومه و ليلته، و الضيافة ثلاثا، و لا يحلّ له أن يؤي عنده حتى يخرجه فما أنفق (2) عليه بعد ثلاث فهو صدقة».
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين [بن النقور، أنا أبو الحسن (3)] (4)علي بن عمر الحربي، نا الحسن بن الطّيّب بن حمزة البلخي أبو علي، نا قتيبة بن سعيد، و النعمان بن شبل، و سعيد بن عبد الجبّار، و سويد بن سعيد، قالوا: أخبرنا مالك عن عبد اللّه ابن الفضل.
ح و أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل (5) بن عمر، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد البحيري، أنا زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد، نا أبو مصعب الزهري (6)،نا مالك ابن أنس، عن عبد اللّه بن الفضل، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن عبد اللّه بن عباس أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو يعلى بن الفراء.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو المحاسن محمّد بن الحسين بن محمّد بن الطبري، و أبو عبد اللّه بن يحيى بن الحسن بن البنّا - لفظا - قالوا: أخبرنا أبو الحسين بن
ص: 398
النقور، قال: أخبرنا عيسى بن علي (1)،قال: قرئ على أبي (2) القاسم البغوي، نا [أبو] (3)يحيى كامل بن طلحة الجحدري، نا مالك، نا عبد اللّه بن الفضل، عن نافع بن جبير بن مطعم عن ابن عبّاس أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«الأيّم أحقّ بنفسها من وليّها، و البكر تستأذن»، و في حديث كامل: تستأمر في نفسها، و إذنها صماتها، و في حديث كامل: إنصاتها.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو القاسم التنوخي، نا عبد اللّه بن موسى بن إسحاق الهاشمي أبو (4) العبّاس، و أبو الحسن (5) علي بن عمر بن محمّد السكري، و أبو بكر محمّد بن إسماعيل الورّاق، قالوا: حدّثنا الحسن بن الطّيّب البلخي، نا قتيبة بن سعيد، و النعمان بن شبل، و سعيد بن عبد الجبار، و سويد بن سعيد، قالوا: أخبرنا مالك بن أنس، عن عبد اللّه بن الفضل، عن نافع بن جبير عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«الأيّم أحق بنفسها من وليّها، و البكر تستأمر، و إذنها صماتها»[12669].
لفظ الهاشمي.
قرأت بخط أبي عبد اللّه الحسين بن [الحسن بن] (6) علي بن ميمون بن بكر الربعي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن عطية بن حبيب، أنا أبو علي محمّد بن القاسم بن معروف، حدّثني أبو بكر - و هو علي - أخبرني أحمد بن الخليل، نا ابن عبيدة، و هو عمر بن شبة بن عبيدة قال:
مرّ عبد الملك بن مروان بقبر معاوية و معه نافع بن جبير فقال: أنشدتك (7) اللّه ما علمك به، فإن كان ينطقه العلم و يسكته الحلم (8)،قال: صدقت، و تمثّل:
و ما الدهر و الأيام إلاّ كما أرى *** رزيّة مال أو فراق حبيب
و لا خير فيمن لا يوطّن نفسه *** على نائبات الدهر حين تنوب (9)
البيت الأخير ليس عن ابن (10) عبيدة، أنشدناه أحمد بن الخليل.
ص: 399
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أخبرنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد الأنماطي: و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا:- أخبرنا محمّد (1) بن الحسن (2)،أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال (3):نافع بن جبير بن مطعم يكنى أبا محمّد، توفي زمن سليمان بن عبد الملك.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر، حدّثنا معاوية قال: سمعت يحيى يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: محمّد بن جبير، و أخوه نافع بن جبير.
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال (4):فولد جبير بن مطعم: نافع بن جبير، روي عنه الحديث، و سعيدا (5) الأصغر، و عبد الرّحمن الأكبر، و أمّهم أم قتال (6) بنت نافع بن ضريب (7) بن عمرو بن نوفل بن عبد مناف، و توفي نافع بن جبير في خلافة سليمان بن عبد الملك.
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - قراءة - عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا صالح بن أحمد بن حنبل، قال:
سمعت علي بن المديني يقول.
ح و أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا أبو بكر الأسفرايني، حدّثنا صالح - يعني - بن أحمد، قال: قال علي: نافع بن جبير كنيته أبو محمّد.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمر بن منده، أنا محمّد بن يوة، أنا أبو
ص: 400
الحسن اللنباني (1)،أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (2) قال: في الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة: نافع بن جبير بن مطعم، و يكنى أبا محمّد، توفي بالمدينة في خلافة سليمان بن عبد الملك، فكانا ينزلان - يعني: و أخاه محمّد بن جبير - دار أبيهما بالمدينة، أخبرني بذلك الواقدي عن أبي الزناد.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين (3) بن الفهم.
ح قال: و قرئ على سليمان بن إسحاق، نا الحارث.
قالا: ثنا محمّد بن سعد قال (4) في الطبقة الثانية: نافع بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن قصي، و أمّه أم قتال (5) بنت نافع بن ضريب (6) بن عمرو بن نوفل، و كان نافع يكنى أبا محمّد.
قال محمّد بن عمر: قد روى نافع عن أبي هريرة، و كان ثقة، أكثر حديثا من أخيه.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبد الرّحمن بن عبد بن أحمد بن حمّة (7)،أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثنا جدي قال: نافع بن جبير ابن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف يكنى أبا محمّد [يقال إن] (8) وفاته (9) كانت بالمدينة في خلافة سليمان بن عبد الملك.
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و الكوفي، و اللفظ له، قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (10):
ص: 401
نافع بن جبير بن مطعم أبو محمّد القرشي، العدوي، الحجازي، عن أبيه، و عثمان بن أبي العاص، و أبي هريرة، روى عنه الزهري، و جعفر بن إياس.
[قال ابن عساكر:] (1) كذا قال العدوي (2)،و إنما يقال له النوفلي.
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أخبرنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (3):
نافع بن جبير (4) بن مطعم أبو محمّد القرشي العدوي (5)،حجازي، روى عن أبيه، و بشر بن سحيم، و عثمان بن أبي العاص، و أبي هريرة، و ابن عبّاس، روى عنه الزهري، و المقبري، و أبو بشر جعفر بن أبي وحشية، و عبد اللّه بن الفضل، و عبيد اللّه بن أبي يزيد، و ابن موهب، و القاسم بن العبّاس، و حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف، و يونس بن خبّاب، و صالح بن كيسان، و زياد (6) بن أبي زياد، و حبيب بن أبي ثابت، و عمرو بن دينار، و أبو الزبير المكي، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسن، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال: نافع بن جبير أبو محمّد.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو محمّد نافع بن جبير (7) بن مطعم عن أبيه، و عثمان بن أبي العاص روى عنه الزهري، و أبو بشر.
ص: 402
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو محمّد نافع بن جبير بن مطعم.
أخبرنا أبو الفضل أيضا، عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر، حدّثنا أبو بشر قال: أبو محمّد نافع بن جبير بن مطعم.
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، حدّثنا علي بن إبراهيم، ثنا يزيد بن محمّد بن إياس قال:
سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: نافع بن جبير بن مطعم أبو عبد اللّه.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك ابن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:
نافع بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف أبو محمّد القرشي العدوي (1)، المدني، أخو محمّد، حدّث عن العبّاس بن عبد المطّلب، و عبد اللّه بن العباس، و الزّبير بن العوّام، و أبي هريرة، و عائشة، روى عنه عروة بن الزّبير (2)،و عبد اللّه بن بريدة، و عبد اللّه ابن أبي حسين، و محمّد بن سوقة في الوضوء، و البيوع، و المغازي، قال الواقدي:[توفي] (3)في خلافة سليمان بن عبد الملك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد (4) بن هبة اللّه، أنا علي بن محمّد ابن عبد اللّه بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا محمّد بن أحمد بن البراء قال (5):قال علي بن المديني: أصحاب زيد بن ثابت الذين كانوا يأخذون عنه و يفتون بفتواه منهم من لقيه، و منهم من لم يلقه، و هم (6) اثنا (7) عشر رجلا، فذكرهم، و ذكر آخرهم نافع بن جبير بن مطعم.
ص: 403
قرأت على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني (1) البنّا، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن خزفة، أنا محمّد بن الحسين بن محمّد، نا ابن أبي خيثمة، نا أحمد بن أيوب، نا إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق عن عتبة بن مسلم مولى بني تميم، عن نافع بن جبير بن مطعم، و كان نافع بن جبير كثير الرواية عن ابن عبّاس.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا: أنا الوليد، أنا أبو الحسن بن الخطيب، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: نافع بن جبير بن مطعم، مدني، تابعي، ثقة.
أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا عبد الرّحمن، أنا حمد (2)-إجازة-.
ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):سئل أبو زرعة عن نافع بن جبير بن مطعم فقال:
مدني (4) ثقة.
قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد الطرسوسي، نا أبو بكر الكرخي، نا أبو محمّد بن خراش قال:
نافع بن جبير بن مطعم، مدني، ثقة، روى عنه الزهري، و عمرو بن دينار، و هو مشهور.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسن (5) الربعي، و رشأ، قالا: أنا أبو الفتح الطرسوسي، أنا أبو بكر الكرخي، أنا أبو محمّد بن خراش قال: نافع بن جبير بن مطعم عن علي، أحد الأئمة، روى عنه الناس.
أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز، أنا أبو عبيد اللّه (6)-إجازة - نا أبو العباس بن المغيرة، نا ابن
ص: 404
أبي سعيد، حدّثني عبد اللّه بن الحارث المروزي (1)،حدّثني محمّد بن عبد العزيز، عن أبيه عن عبد اللّه قال: كان يعد (2) فصحاء قريش هؤلاء الثلاثة: عمر بن عبد العزيز، و سليمان بن عبد الملك، و نافع بن جبير.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل أنا عبد الغافر بن محمّد، أنا أبو سليمان الخطابي، أنا أحمد بن عبد العزيز بن سابور، نا علي بن عبد العزيز، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني مصعب بن عثمان قال:
قال نافع بن جبير بن مطعم لأبي الحارث بن عبد اللّه بن السائب، و كان أبو الحارث من فصحاء العرب: أ لا تذهب بنا إلى الحرّة نتمخّر (3) الريح ؟ فقال له أبو الحارث: إنما تتمخّر الحمير قال: نستنشئ قال: إنّما تستنشئ الكلاب، قال: فما أقول ؟ قال: نتنسم الريح، فقال له نافع: مه مه (4) يا ابن عبد مناف، فقال أبو الحارث ألصقتك و اللّه، عبد مناف بالدكادك (5)،ذهبت عليكم بنو هاشم بالنبوة، و أمية بالخلافة، فقال ابن عتيق لنافع: يا نافع، قد كنت فينا مرجوا قبل هذا، فقال نافع: ما أصنع بمن صح نسبه و مذق (6) لسانه.
أخبرناه أعلى من هذا، و أتم أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا محمّد بن سليمان الطوسي، حدّثنا الزّبير بن بكّار، حدّثني مصعب بن عثمان قال: قال نافع بن جبير بن مطعم لأبي الحارث بن عبد اللّه بن السائب، و كان أبو الحارث من فصحاء العرب:
أ لا تذهب بنا إلى الحرّة نتمخّر (7) الريح، فقال له أبو الحارث: إنما تتمخّر الحمير،
ص: 405
قال: فنستنشئ قال: إنما تستنشئ الكلاب، قال: فما أقول ؟ قال: نتنسم الريح، فقال له نافع بن جبير: صه صه، أنا ابن عبد مناف فألطّه (1)،فقال له أبو الحارث: ألصقتك و اللّه، عبد مناف بالدكادك ذهبت عليك هاشم بالنبوة، و أمية بالخلافة، و تركوك بين فرثها (2)و الجبة (3) أنفا في السماء و شرفا في الماء، فقال ابن عتيق لنافع: يا نافع، قد كنت مرجوا قبل هذا، فقال نافع: ما أصنع لمن صح نسبه و مذق لسانه.
[قال ابن عساكر:] (4) هو أبو الحارث بن عبد اللّه بن السائب بن أبي الحسين بن المطلب بن أسد بن عبد العزّى.
أخبرنا أبو محمّد السيدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد، نا أبو مصعب، نا مالك (5)،عن يزيد بن رومان أنه قال: كنت أصلي إلى جنب نافع بن جبير بن مطعم فيغمزني فأفتح عليه و نحن نصلّي.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه - قراءة - على أبي الحسن بن مخلد، أنا علي بن محمّد، أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا أبي، نا حميد بن عبد الرّحمن، عن محمّد بن مسلم، عن عمرو أن نافع بن جبير كان يحج ماشيا، و ناقته - أو راحلته - تقاد معه.
أخبرنا (6) أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور السلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو سعيد المفضل بن محمّد الجندي، نا سلمة - يعني - ابن شبيب، نا عبد الرّزّاق، أنا محمّد بن مسلم، عن عمرو بن دينار أن نافع بن جبير كان يحج ماشيا و راحلته تقاد معه.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر السوسي، أنا أبو الحسن الساجي، نا أبو علي الفقيه.
ح قال: و قرئ على أيوب الحلاق (7)،نا الحارث بن أبي أسامة، قالا: حدّثنا محمّد
ص: 406
ابن سعد (1)،أنا الفضل بن دكين، نا محمّد بن مسلم، عن عمرو بن دينار قال: و أخبرنا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، و عبد الوهاب (2) بن عطاء، عن ابن جريج، أنا عمران بن موسى، أنّ نافع بن جبير كان يمشي إلى الحج و راحلته تقاد خلفه مرحولة (3).
قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد عن (4) أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنا عبد الباقي بن عبد الكريم، أنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، ثنا جدي، نا يعلى بن عبيد (5)،نا عثمان بن حكيم، عن نافع بن جبير قال: ما ضحّيت (6) بمكة قطّ ، و لا أجّرت أرضا لي قط ، من استقرضنيها أقرضته، قال: و كان يقضي مناسكه على رجليه.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (7)،نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان، عن مسعر قال: شوى نافع بن جبير دجاجة، فجاء سائل فأعطاها إيّاه، فقال له إنسان في ذلك، فقال: إنّي أبغي (8) ما هو خير منها.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أخبرنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا ابن أبي الدنيا، نا يحيى بن يوسف الزّمّي (9)،أنا أبو معاوية، عن عثمان ابن واقد قال: قيل لنافع بن جبير بن مطعم: أ لا تشهد (10) الجنازة ؟ فقال كما أنت حتى أنوي، ففكر هنيهة ثم قال: امض.
قرأت على أبي الفتح الفقيه، عن المبارك بن عبد الجبّار، أنا عبد الباقي بن عبد
ص: 407
الكريم، أنا عبد الرّحمن بن عمر، نا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا إبراهيم بن عبد اللّه الهروي، أنا أبو القاسم بن أبي الزناد، قال: أخبرنيه عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن موهب قال: سمعت نافع بن جبير قال: من لم يشهد الجنازة إلاّ ليراه أهلها فلا يشهدها.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا ابن الفهم قال: و قرئ على أبي أيوب سليمان بن إسحاق، أنا الحارث ابن محمّد، قال: ثنا محمّد بن سعد (1)،أنا (2) معن بن عيسى، نا ابن أبي ذئب، عن القاسم ابن العباس بن محمّد، عن نافع بن جبير أنه قيل له: إنّ الناس يقولون كأنه يعني التيه، فقال:
و اللّه لقد ركبت الحمار، و لبست الشملة، و حلبت الشاة، فقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما فيمن فعل ذلك من الكبر شيء»[12670].
قال: و أخبرنا ابن سعد (3)،أنا موسى بن إسماعيل، أنا جويرية بن أسماء، و عبد اللّه بن جعفر بن نجيح، قال أحدهما: جلس نافع بن جبير إلى حلقة العلاء بن عبد الرّحمن الحرقي (4)،و هو يقرئ الناس، فلمّا فرغ قال: أ تدرون لم جلست إليكم ؟ قالوا: جلست لتسمع، قال: لا، و لكني جلست إليكم لأتواضع إلى اللّه بالجلوس إليكم، و قال الآخر:
حضرت الصلاة فقدم رجلا فلمّا أن صلّى قال: أ تدري لم قدّمتك ؟ قال: قدّمتني لأصلّي بكم، قال: لا، و لكني قدّمتك لأتواضع إلى اللّه بالصلاة خلفك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (5)،نا أبو بكر، نا سفيان، عن مسعر قال: قال الحجّاج لنافع بن جبير و ذكر ابن عمر فقال الحجّاج: أ هو الذي قال لي كذا و كذا ألاّ أكون ضربت عنقه قال له نافع أراد اللّه بك خيرا من الذي أردت بنفسك (6)،قال الحجّاج: صدقت.
قال الحجّاج: و عمر الذي يقول إنه سيكون (7) للناس نفرة من سلطانهم، فأعوذ باللّه أن
ص: 408
تدركني و إيّاكم ذلك أ هو أمتعه (1) و ما كان عليه، أو أدرك ذلك، و قال بالسيف هكذا و هكذا، و أشار سفيان عن يمينه و عن شماله، فقال نافع: أما إنه كان من خير أمرائكم، قال: صدقت.
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه - بقراءتي عليه - عن المبارك بن عبد الجبّار، أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسين الخلاّل، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد، حدّثني جدي يعقوب، حدّثني سليمان بن منصور، نا أبو سفيان الحميري، عن هشيم قال:
قدم نافع بن جبير بن مطعم الكوفة، و بها الحجّاج بن يوسف، فدخل عليه، فقال له الحجّاج قتلت عبد اللّه بن الزّبير، و عبد اللّه بن مطيع، و عبد اللّه بن صفوان، وددت أني كنت قتلت عبد اللّه بن عمر فقال له نافع: يا هذا، ما أراد اللّه بك خير مما أردت بنفسك، فلما خرج من عنده لقيه عنبسة بن سعيد فقال له: لا خير لك في المقام عند هذا، فقد كلمته بما كلمته به فقال: إنّي لم أرده إنما أردت الثغر، فدخل على الحجّاج مودّعا له، فقال له: لو أقمت عندنا، فقال: إنّي لم أدرك إنما أردت الثغر إلى دستبا (2) نغزو الديلم.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال: و في خلافة سليمان مات نافع بن جبير بن مطعم، و ذكر أن سليمان ولي سنة ست و تسعين، و مات سنة تسع و تسعين.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن الجوهري، أنا ابن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، ثنا ابن الفهم.
ح قال: و قرئ على سليمان بن إسحاق، نا الحارث، قالا: حدّثنا ابن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد قال: توفي نافع بن جبير بالمدينة سنة تسع و تسعين في آخر خلافة سليمان بن عبد الملك.
حكى عن عروة بن الزّبير.
روى عنه: ابنه عبد اللّه بن نافع.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا نوح بن الهيثم العسقلاني، نا الوليد، عن عبد اللّه بن نافع بن دريد عن أبيه قال:
قدم عروة بن الزّبير على الوليد بن عبد الملك، فخرجت برجله قرحة الأكلة (2)، فاجتمع رأي الأطباء على نشرها، و إن لم يفعل قتلته، قال: فأرسل إلى الوليد يسأله أن يبعث إليه بالأطباء، قال: فأرسلني بهم إليه، فقالوا: نسقيك مرقّدا، قال: و لم ؟ فقالوا: لأن لا تحسّ بما نصنع بك، قال: بل شأنكم بها، قال: فنشروا ساقه بالمنشار، قال: فما زال عضو عن عضو حتى فرغوا منها، ثم حسموها قال: فلما نظر إليها في أيديهم تناولها و قال: الحمد للّه، أما و الذي حملني عليه (3)،إنه ليعلم أنّي ما مشيت بك إلى حرام قط .
قال عبد اللّه بن نافع بن دريد و غيره من شيوخنا: إن عروة أمر بها فغسّلت، و حنّطت، و كفّنت، و لفّت بقطيفة (4)،ثم أرسل بها إلى المقابر.
رواه محمّد بن الحكم بن رزين، عن الوليد فقال: حدّثنا عبد اللّه بن نافع بن ذؤيب عن أبيه، و قد تقدم في ترجمة عبد اللّه بن نافع (5).
من أهل دمشق، و سكن مكة.
روى عن أبي (6) قتادة الحارث بن عوف الأنصاري.
روى عنه: إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد
ص: 410
اللّه محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان القرشي، نا أبو بكر أحمد بن المعلّى، نا أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن، و عبد الرّحمن، قالا: حدّثنا الوليد بن مسلم، نا سعيد - يعني - ابن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد اللّه عن يعلى.
كذا في الكتاب، و الصواب: عن رجل من ولد جبير (1) بن مطعم عن أبي قتادة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«أ لا أحدثكم حديث رجلين من بني إسرائيل كان أحدهما يسرف على نفسه و كان الآخر يراه بنو إسرائيل أنه أفضلهم في الدين و العلم و الخلق، ذكر عنده صاحبه فقال: لن يغفر اللّه له،[فقال اللّه للملائكة: أ لا أحدثكم حديث رجلين من بني إسرائيل كان أحدهما يسرف على نفسه و الآخر يراه بنو إسرائيل أنه أفضلهم في الدين و العلم و الخلق، ذكر عند صاحبه فقال: لن يغفر اللّه له] (2) أ لم تعلم أنّي أرحم الراحمين، أ لم تعلم أنّ رحمتي سبقت غضبي، فإنّي قد أوجبت لهذا الرحمة، و أوجبت على هذا العذاب»، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لا تألّوا (3) على اللّه»[12671].
رواه علي بن الحسن الربعي، عن عبد الوهّاب الكلابي، عن ابن جوصا، عن محمّد ابن عبد اللّه بن عبد الحكم، و الحارث بن أسد، عن بشر بن بكر، عن سعيد، عن ابن عبيد اللّه المخزومي، عن رجل من قريش من ولد جبير بن مطعم عن أبي قتادة نحوه، و قال حديث رجلين.
و قال ابن جوصا: قال أبو زرعة - يعني الدمشقي - سألت عبد الرّحمن بن إبراهيم عن اسم هذا الرجل الذي من ولد جبير (4) فقال: هو نافع بن علقمة، و داره التي يسكنها بنو الأجدع، سمّاه عمر بن عبد الواحد، عن ابن جابر عن إسماعيل بن عبيد اللّه (5).
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا - قراءة - عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.
ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن
ص: 411
الحسن، أنا أحمد بن عمير قال: سمعت [ابن] (1) سميع يقول في الطبقة الثالثة: نافع بن علقمة من قريش، من بني نوفل بن عبد مناف، دمشقي، صار إلى مكة.
ابن سعد بن عوف بن قيس (2)
و هو ثقفي.
أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و لأبيه صحبة، و لا أدري هل له صحبة أم لا (3).
استشهد بدومة الجندل (4) من أطراف دمشق.
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (5)،نا ابن أبي الدنيا، أخبرني أبو عبد اللّه القرشي محمّد بن صالح عن علي ابن محمّد القرشي، عن يعقوب بن داود الثقفي قال: استشهد نافع بن غيلان بن سلمة الثقفي [مع] (6) خالد بن الوليد بدومة الجندل، فجزع عليه أبوه و بكاه، فقال (7):
ما بال عيني لا تغمّض ساعة *** إلاّ اعترتني عبرة تغشاني
أرعى نجوم الليل عند طلوعها *** و هنا و هنّ من الفؤاد رواني
[يا نافعا من للفوارس إذ ثوى *** في مرج دومة أو ليوم لياني] (8)
يا نافعا من للفوارس أحجمت *** عن شدة مذكورة و طعان (9)
ص: 412
لو (1) أستطيع جعلت مني نافعا *** بين اللهاة و بين عدو (2) لساني
و يروى: و بين عقد لساني.
قال: و كثر بكاؤه، فقال: دعوني أبكي ما أسعدتني عيناي، فإنها ستنفد دموعها كما يبلى نافع، فقيل له بعد ذلك: أين (3) دموعك يا غيلان ؟ قال: كلّ شيء يبلى.
7826 - نافع بن كيسان (4)
روى عن أبيه كيسان، و قيل: إنّ لنافع صحبة.
روى عنه: ابنه أيّوب بن نافع، و سليمان بن عبد الرّحمن الكبير (5)،و ربيعة بن ربيعة، على ما ذكر هشام بن خالد، عن الوليد بن مسلم، عن ربيعة، و خولف في ذلك.
أخبرنا أبو الفتح محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الخطيب بمرو، أخبرنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن أبي الحسن العارف، و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السنجي (6)،أنا أبو علي نصر اللّه بن أحمد بن عثمان الخشنامي - بنيسابور - قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن [الحيري] (7)،نا أبو العباس الأصم، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن سليمان بن عبد الرّحمن: أن نافع بن كيسان أخبره أن أباه كيسان أخبره أنه كان يتّجر في الخمر في زمان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم،[و أنه] (8) أقبل من الشام و معه خمر في زقاق يريد به التجارة، فأتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال [يا] (9) رسول اللّه إنّي قد جئت بشراب جيد، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا كيسان إنّها قد حرمت بعدك»، قال كيسان:
فأذهب فأبيعها يا رسول اللّه ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّها قد حرّمت، و حرّم ثمنها»، فانطلق كيسان إلى الزقاق، فأخذ بأرجلها ثم أهرقها جميعا[12672].
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد
ص: 413
اللّه أحمد، حدّثني أبي (1)،نا قتيبة، نا ابن لهيعة، عن سليمان بن عبد الرّحمن، عن نافع بن كيسان أنّ أباه أخبره أنه كان يتّجر بالخمر في زمن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و أنه أقبل من الشام و معه خمر في الزقاق يريد بها التجارة، فأتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه، إنّي جئتك بشراب جيد، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا كيسان إنّها قد حرّمت بعدك»، قال: فأبيعها يا رسول اللّه ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّها قد حرّمت، و حرّم ثمنها» فانطلق كيسان إلى الزقاق، فأخذ بأرجلها ثم أهرقها[12673].
رواه غيره، فجعله من مسند نافع بن كيسان.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أحمد بن علي بن محمّد بن (2) عيّاش، نا أبو فروة الرهاوي، نا أبي عن أبيه عن يحيى بن كثير، أخبرني إسماعيل بن أبي خالد، عن محمّد بن عبد اللّه الطائفي، أن نافع بن كيسان أخبره أنه حمل خمرا إلى المدينة، و ذلك بعد ما حرّمت، فجاء إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«ما حملت يا نافع ؟» قال: خمرا إلى المدينة يا رسول اللّه، قال:«سمعت أنها حرّمت بعد» قال:
أ فلا أبيعها (3) لليهود يا رسول اللّه ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّ بيعها فسق»[12674].
أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا (4):أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو بكر الطلحي، نا أحمد بن حمّاد بن سفيان، نا عمرو بن أبي سلمة، نا صدقة، نا سليمان بن داود، عن نافع بن كيسان، عن أبيه (5) أنه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«ستشرب من بعدي الخمر يسمونها بغير اسمها، يكون عونهم على شربها أمراؤهم»[12675].
قال أبو نعيم: قال أبو محمّد بن سعد كاتب الواقدي: نافع بن كيسان سكن دمشق، و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا تمام بن محمّد، أنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن الفرج، نا [أبو] (6) هشام عبد الرّحمن بن عبد الصّمد، نا ابن
ص: 414
عائذ، نا الوليد، حدّثنا من سمع عبد الرّحمن بن ربيعة يحدّث عن (1) عبد الرّحمن بن أيّوب ابن نافع بن كيسان عن أبيه عن جده نافع بن كيسان صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم [قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:] (2)«ينزل (3) عيسى بن مريم عند باب دمشق»- قال نافع: و لا أدري أيّ بابها يومئذ - قال:«عند المنارة البيضاء لست ساعات من النهار في ثوبين ممشقين، (4) كأنما يتحدّر من رأسه اللؤلؤ»[12676].
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (5):نافع بن كيسان عن أبيه، سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، روى عنه ربيعة بن ربيعة (6).
أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا ابن منده، أنا حمد (7)-إجازة-.
ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي، قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (8):نافع بن كيسان شامي، روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«ينزل عيسى بن مريم عند باب دمشق الشرقي» فيما يروي عنه ابنه أيّوب بن نافع بن كيسان، و هو حديث رواه الوليد بن مسلم، و يختلف على الوليد على وجهين، و أمّا محمّد بن عائذ فروى عن الوليد [قال:] نا من سمع عبد الرّحيم بن ربيعة يحدّث عن عبد الرّحمن بن أيّوب بن نافع بن كيسان عن أبيه أيوب، عن جدّه نافع بن كيسان صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
و كذا رواه صفوان بن صالح، و روى هشام بن عمّار عن الوليد قال: حدّثني ربيعة بن ربيعة، عن نافع بن كيسان [عن أبيه كيسان] (9) قال: سمعت (10) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و أخرجه أبو زرعة في مسند الشاميين.
ص: 415
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد - إجازة - أنا جعفر بن محمّد بن هشام الكندي، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو الدمشقي قال: و نافع بن كيسان دمشقي، لأبيه صحبة.
7827 - نافع بن مالك بن أبي عامر أبو سهيل (1) الأصبحي المدني (2)
عمّ مالك بن أنس.
روى عن أبيه، و أنس بن مالك، و سعيد بن المسيّب، و القاسم بن محمّد [بن أبي بكر، و علي بن الحسين بن علي.
روى عنه: الزهري، و عبد العزيز بن محمد] (3) الدراوردي، و أبو أيوب سليمان بن بلال، و عاصم بن عبد العزيز الأشجعي، و يحيى بن النعمان، و عمر بن طلحة بن علقمة بن وقّاص الليثي، و ابن أخيه مالك بن أنس.
و قدم على عمر بن عبد العزيز في خلافته.
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو طالب محمّد بن محمّد بن إبراهيم، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم، نا عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن حنبل، نا أبو زكريا العابد يحيى بن أيوب، و سريج (4) بن يونس، قالا: حدّثنا إسماعيل بن جعفر، أخبرني أبو سهيل (5) نافع بن مالك بن أبي عامر، عن أبيه عن أبي هريرة: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنّة، و غلقت أبواب النيران، و صفّدت الشياطين»[12677].
أخرجه البخاري عن قتيبة، و أخرجه مسلم عن قتيبة، و يحيى بن أيوب، و علي بن حجر عن إسماعيل بن جعفر، فكأنني سمعته من مسلم من طريق صالح.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا إبراهيم بن
ص: 416
أحمد بن جعفر، حدّثنا جعفر بن محمّد الفريابي، نا قتيبة بن سعيد، نا عبد العزيز بن محمّد، عن أبي سهيل (1) بن (2) مالك، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا استهل رمضان غلقت أبواب النار، و فتحت أبواب الجنّة، و صفدت الشياطين»[12678].
هذا حديث قد صح رفعه، و قد رواه الزّهري عن نافع بن مالك مرفوعا أيضا.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الجوزقي، أنا أبو العباس الدغولي، و أبو حامد بن الشرقي، قالا: حدّثنا محمّد بن يحيى، نا يعقوب بن إبراهيم بن (3) سعد، نا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، أخبرني نافع ابن أبي أنس أن أباه حدّثه أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا دخل رمضان فتحت أبواب الرحمة (4)،و غلقت أبواب جهنم، و سلسلت الشياطين»[12679].
أخرجه مسلم عن محمّد بن حاتم، و الحسن بن علي الحلواني عن يعقوب (5).
و رواه مالك بن أنس عن عمّه فوقفه.
أخبرناه أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أخبرنا سعيد بن محمّد المزكي، أنا زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد، نا أبو مصعب، نا مالك، عن أبي سهيل بن مالك، عن أبيه عن أبي هريرة (6) أنه قال: إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنّة، و غلقت أبواب النار، و صفدت الشياطين.
و أخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن، و أبو الفضل محمّد بن أحمد بن علي، قالا (7):
أخبرنا أبو الغنائم عبد الصّمد بن علي بن محمّد، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمّد بن حبابة.
ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنا أحمد بن محمّد بن النقور، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس، قالا: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، قال:
قرئ على سويد، عن مالك بن أنس، عن أبي سهيل، فذكره.
ص: 417
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسن بن النرسي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو الحسين الدقّاق عبد الملك بن أحمد بن نصر، نا بحر بن نصر، نا ابن وهب، أخبرني مالك، عن عمه أبي سهيل (1) قال: سألني عمر بن عبد العزيز عن القدرية ما ترى فيها؟ قلت: يا أمير المؤمنين استتبهم، فإن تابوا، و إلاّ فاعرضهم على السيف، فقال عمر: ذلك رأيي (2) فيهم.
أخبرنا أبو الفضل بن (3) ناصر - قراءة - عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، أخبرني محمّد بن إبراهيم، عن أبيه عن محمّد بن عمر قال: أبو سهيل (4) نافع بن مالك لقي سعيد بن المسيّب، و بعض أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و كان يؤخذ عنه القراءة بالمدينة، و عن أبي جعفر.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمامي، أنا إبراهيم بن الحسن بن أحمد، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوحا يقول:
اسم أبي سهيل (5) عم مالك نافع بن مالك بن أبي عامر.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد قال (6) في الطبقة الرابعة من تابعي أهل المدينة: أبو سهيل بن مالك بن أبي عامر الأصبحي من حمير، و اسمه نافع، و هو عم مالك بن أنس.
أخبرنا (7) أبو الحسن علي بن محمّد المشكاني، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن النهاوندي، أنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن زنبيل، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن [محمد] (8)الأشقر (9)،نا محمّد بن إسماعيل البخاري، حدّثني ابن بكير (10)،نا الليث، عن عقيل، عن
ص: 418
ابن شهاب، حدّثني ابن أبي أنيس مولى التيميين قال: هو أبو سهيل (1) نافع بن مالك بن أبي عامر، و كنية مالك بن أبي عامر، أبو أنس، و أبو سهيل (2)،عم مالك بن أنس.
أخبرنا أبو الغنائم بن ميمون القرشي - في كتابه - و حدّثنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (3):نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي حليف بني تيم من قريش، المديني، أبو سهيل، عم مالك بن أنس، سمع أباه، و عمر بن عبد العزيز، روى عنه الزهري، و مالك، و عبد العزيز بن محمّد.
قال عمرو بن خالد، نا يعقوب بن عبد الرّحمن، حدّثني أبو سهيل أنه سمع ابن عمر.
أنبأنا أبو الحسين بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أخبرنا أبو القاسم ابن مندة، أخبرنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (4):نافع بن مالك أبو سهيل بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، حليف لبني تيم من قريش، عمّ مالك بن أنس، مدني (5)،روى عن ابن عمر، و عن أبيه، و عن حزم بن عبد الخثعمي، روى عنه الزهري، و مالك بن أنس، و عبد العزيز بن محمّد، و عاصم بن عبد العزيز، و يحيى بن النعمان، و عمر بن طلحة، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا مكّي بن عبدان، قال: سمعت مسلما يقول: أبو سهيل (6) نافع بن مالك، عم مالك بن أنس، سمع أباه، و ابن المسيّب، روى عنه مالك بن أنس.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا
ص: 419
الخصيب (1) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو سهيل (2) نافع بن مالك.
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا نصر بن إبراهيم الزاهد، أخبرناه سليم ابن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: أبو سهيل عم مالك بن أنس، هو نافع بن مالك بن أبي عامر.
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، حليف بني تيم من قريش، أخو الربيع بن مالك بن أبي عامر، عمّ مالك بن أنس، عن أنس بن مالك النجاري، و روى عنه عن سهل بن سعد الساعدي، و سمع أباه أبا أنس بن مالك بن أبي عامر، و القاسم ابن محمّد بن أبي بكر، و علي بن الحسين بن علي الهاشمي، روى عنه ابن شهاب الزهري، إلاّ أنه غلط في اسمه و نسبه أو أنساه (3).
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن (4)،أنا أبو نصر البخاري قال:
نافع بن مالك بن أبي عامر أبو سهيل، عم مالك بن أنس الأصبحي من حمير، حليف عثمان بن عبد اللّه التيمي القرشي، سمع أباه، روى عنه الزهري، و ابن أخيه مالك بن أنس بن مالك، و إسماعيل بن جعفر في الإيمان و بدو الخلق.
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالوا: أخبرنا أبو القاسم بن مندة - إجازة-.
ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم (5)،أنا عبد اللّه بن أحمد - فيما كتب إليّ - قال: سألت أبي عن
ص: 420
نافع بن مالك بن أبي عامر قال: يكنى أبا سهيل (1)،و هو من الثقات، و سئل أبي عن أبي سهيل بن مالك ؟ فقال: ثقة.
أخبرنا أبو محمّد الأكفاني - شفاها - حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن الحسن، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم، أنا محمّد بن محمّد بن داود بن عيسى، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد قال: أبو سهيل نافع بن مالك عم مالك بن أنس، كان صدوقا، روى عنه الزهري، و الناس.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن المقرى، نا أبو نصر محمّد بن علي بن الفضل الخزاعي، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن الحسن بن الخليل القطّان، نا أبو الأزهر، نا أبو أسامة، عن جرير بن حازم، عن الزّبير بن سعيد الهاشمي، عن نافع بن مالك أبي سهيل، عم مالك بن أنس، قال: قلت للزهري: أ ما بلغك أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من طلب شيئا من العلم الذي يراد به وجه اللّه ليطلب به شيئا من عرض الدنيا دخل النار»، فقال الزهري: لا، ما بلغني هذا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقلت له:
و كلّ حديث لم يبلغك.
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - قراءة - عن أبي طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر، أخبرني محمّد بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن عمر قال: أبو سهيل نافع بن مالك، هلك في إمارة أبي العبّاس (2).
7828 - نافع أبو عبد اللّه (3)
مولى عبد اللّه بن عمر و راويته (4).
روى عن ابن عمر، و رافع بن خديج، و أبي سعيد الخدري، و أبي هريرة، و عائشة.
روى عنه: الزهري و القاسم بن محمّد بن أبي بكر، و مالك بن أنس، و الليث بن سعد، و يحيى بن سعيد، و أيوب السختياني، و عبيد اللّه، و عبد اللّه ابنا عمر، و بنوه: عبد اللّه،
ص: 421
و عمر، و أبو بكر بنو نافع، و حميد الطويل، و ميمون بن مهران فقيه أهل الجزيرة، و يزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك، و هشام بن الغاز، و أسامة بن زيد الليثي المدني، و زيد بن واقد، و محمّد بن سعيد الأزدي المصلوب.
و قدم على عمر بن عبد العزيز.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا أبو عمران موسى بن سهل بن كثير الوشاء، نا إسماعيل بن عليّة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إنّ أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، و يقال لهم: أحيوا ما خلقتم»[12680].
و به قال: نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن يسافر بالقرآن مخافة أن يناله العدو[12681].
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا بشر ابن موسى، نا خلاّد هو ابن يحيى، نا هشام بن سعد، حدّثني نافع عن (1) عبد اللّه بن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من أعتق من عبده شركا (2)،فعليه أن يعتق ما بقي»[12682].
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسن، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن إبراهيم أبو بكر القدوري العدل الورّاق - بالرملة - و سلامة بن محمود بن قزعة بعسقلان، قالا: حدّثنا أحمد بن شيبان الرملي، أنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن نافع عن ابن عمر قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سرية إلى نجد، فبلغت سهامهم اثني عشر (3) بعيرا، فنفلنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بعيرا بعيرا (4).
أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر، أنا أبو الحسين بن مكي (5)،أنا أبو الحسين أحمد بن عبد اللّه بن [حميد بن] (6) رزيق، نا عمر بن أحمد بن علي الدربي، نا محمّد بن عثمان بن كرامة، نا عبد اللّه بن نمير، عن عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال:
ص: 422
عرضني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوم أحد في القتال و أنا ابن أربع عشرة، فلم يجزني، و عرضني يوم الخندق و أنا ابن خمس عشرة فأجازني.
قال نافع: فقدمت على عمر بن عبد العزيز و هو يومئذ خليفة، فحدثته هذا الحديث فقال: إنّ هذا الحد بين الصغير و الكبير، و كتب به إلى عمّاله أن يقضوا لمن كان ابن خمس عشرة، و ما كان دون ذلك فاجعلوه في العيال.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر الحسن، و أبو الفضل بن خيرون.
ح و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر، قالا: أخبرنا محمّد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد، نا خليفة قال (1):
نافع مولى عبد اللّه بن عمر (2) بن الخطّاب، يكنى أبا عبد اللّه، توفي سنة ثمان عشرة و مائة.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح المؤذّن، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو (3)محمّد بن بالوية، قالا: حدّثنا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول.
ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا يحيى بن معين قال:
نافع مولى ابن عمر، أبو عبد اللّه، و قال الدوري (4):كنيته أبو عبد اللّه.
أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد (5)،أنا أبو محمّد يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: نافع مولى عبد اللّه بن عمر.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (6)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال (7):في الطبقة الثالثة من
ص: 423
أهل المدينة: نافع مولى عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب، و يكنى أبا عبد اللّه، و كان من أهل المغرب، قال الهيثم: توفي سنة عشرين و مائة.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا ابن سعد قال (1):في الطبقة الثالثة من أهل المدينة:
نافع مولى عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب، و يكنى أبا عبد اللّه، و كان من أهل أبرشهر (2)و أصابه عبد اللّه في غزاته، و قال محمّد بن عمر و غيره: و قد روى نافع عن ابن (3) عمر، و أبي هريرة، و ربيع بنت معوّذ، و صفية ابنة أبي عبيد (4)،و أسلم مولى عمر بن الخطّاب، و كان ثقة، كثير الحديث، و مات نافع بالمدينة سنة سبع عشرة و مائة في خلافة هشام بن عبد الملك.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، محمّد بن إسماعيل قال (5):
نافع أبو عبد اللّه (6) مولى عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب القرشي، العدوي، المدني، سمع ابن عمر، و أبا سعيد الخدري، روى عنه الزهري، و مالك بن أنس، و أيوب، و عبيد اللّه ابن عمر، و قال نافع عن ابن عمر: لا أبالي أن لا أسمع من غيره.
أنبأنا أبو الحسين (7)،و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا ابن منده، أنا حمد (8):
ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (9):
ص: 424
نافع مولى عبد اللّه بن عمر، أبو عبد اللّه يقال: إنه كان من أبرشهر، و يقال: إنه كان من أهل المغرب، أصابه ابن عمر في بعض غزواته، روى عن ابن عمر، و أبي سعيد الخدري، و أبي هريرة، و عائشة، روى عنه الزهري، و مالك بن أنس، و أيوب السختياني، و عبيد اللّه بن عمر، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر الشقاني، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حاتم التميمي (1) قال: سمعت مسلما يقول: أبو عبد اللّه نافع مولى ابن عمر، سمع أبا سعيد، و ابن عمر، روى عنه الزهري، و أيوب، و عبيد اللّه.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب (2) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه نافع مولى ابن عمر.
أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه [أنا أبو الفتح الفقيه] (3)،أنا طاهر بن محمّد ابن سليمان، حدّثنا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد، قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: نافع مولى ابن عمر، يكنى أبا عبد اللّه، من سبي طالقان.
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - قراءة عليه - عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أخبرنا هبة اللّه ابن إبراهيم، أنا أبو بكر، حدّثنا أبو بشر قال: أبو عبد اللّه نافع مولى عبد اللّه بن عمر.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الكاتب الحاكم، قال (4):أبو عبد اللّه نافع القرشي العدوي المدني مولى ابن عمر يقال: كان من أهل المغرب، سمع مولاه أبا عبد الرّحمن عبد اللّه بن عمر، و أبا سعيد الخدري، روى عنه ابن شهاب، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و أيوب السختياني.
أنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال:
نافع أبو عبد اللّه مولى عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب القرشي، العدوي، المدني، و كان
ص: 425
من أهل المغرب، و يقال: كان من سبي كابل، و قال خالد بن زياد الترمذي: قلت لنافع مولى ابن عمر: من أي بلاد أنت ؟ قال: من جبال براربنده (1) من جبال الطالقان، سمع ابن عمر، و أبا سعيد الخدري، و أبا هريرة، و القاسم بن محمّد، و زيدا، و سالما، و عبيد اللّه بني عبد اللّه ابن عمر،[روى عنه صالح بن كيسان، و موسى بن عقبة، و أيوب، و مالك، و عبيد اللّه بن عمر،] (2) و ابن أبي ذئب، و الليث بن سعد، و الأوزاعي، و ابن جريج، و ابنه عمر بن نافع في الوضوء، و الصلاة، و غير موضع.
قال البخاري: قال محمّد بن محبوب عن حمّاد بن زيد: مات سنة سبع عشرة و مائة، و قال عمرو بن علي مثله، و قال أبو عيسى مثله، و قال محمّد بن سعد: قال الهيثمي: توفي سنة عشرين و مائة، و قال ابن أبي شيبة: مات سنة سبع عشرة و مائة.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن (3)،أنا [أبو عمر] (4) بن مهدي، أنا محمّد بن مخلد، نا الرمادي - يعني - أحمد بن منصور، نا أبو النّضر - يعني - هاشم بن القاسم، نا عاصم بن محمّد، حدّثني زيد بن محمّد، عن نافع قال: قلت: يا أبا عبد اللّه، قال الرمادي: كنية نافع أبو عبد اللّه.
قرأت على أبي الفضل السلامي، عن أبي الفضل المكي، أنا عبيد اللّه بن سعيد، أنا أبو الحسن الخصيب (5) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا إبراهيم بن يعقوب، نا الحسن بن واقع، نا ضمرة، عن علي بن أبي حملة قال: قلت لنافع:
يا أبا عبد اللّه.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا موسى، نا خليفة قال (6):سنة أربع و أربعين فيها افتتح ابن عامر كابل، و من سبي كابل: نافع مولى ابن عمر.
ص: 426
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري - قراءة - نا أبو عمر بن حيّوية، نا العباس بن العباس الجوهري، قال: سألت أبا محمّد بن أبي نصر عن أصل نافع مولى ابن عمر فقال: من الجبل، سبي، و كانت فيه لكنة.
أخبرنا [أبو غالب] (1) و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي (2)-قراءة - عن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة، نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: نافع مولى ابن عمر، ديلمي.
أنبأنا أبو بكر وجيه بن طاهر، و أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن حيان، قالا: أخبرنا موسى بن عمران، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، نا أبو جعفر محمّد بن محمّد بن سعيد الرّازي، نا زكريا بن دلويه الزاهد الفقيه، نا علي بن سلمة الليثي قال: سمعت الحسن بن الوليد يقول:
كان نافع مولى ابن عمر من سبي نيسابور.
قال: و أخبرنا الحاكم، أخبرني أبو تراب أحمد بن محمّد المسافري بالنّوقان (3)،حدّثنا محمّد بن المنذر، نا عبد المجيد بن إبراهيم القاضي، نا علي، نا عبدان بن عثمان، نا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن أبيه قال: كان نافع مولى ابن عمر من سبي خراسان، سبي و هو صغير فاشتراه ابن عمر، و هو نافع بن هرمز.
قال: و أخبرنا الحاكم، حدّثني محمّد بن محمّد الضبّي، نا أحمد بن محمّد بن عطاء، حدّثني محمّد بن المنذر، أنا نافعا مولى ابن عمر هو ابن هرمز، من أهل خراسان، و يقال:
ابن كادش (4).
أخبرنا (5) أبو سعد بن [أبي] (6) صالح، و أبو الحسن بن أبي طالب، قالا: أخبرنا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ قال: نافع مولى عبد اللّه بن عمر من سبي نيسابور.
ص: 427
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن (1) بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، نا إسماعيل بن إسحاق، نا نصر، قال: أخبرنا الأصمعي، نا عبد اللّه بن عمر، عن نافع قال: دخلت على مولاي على عبد الرّحمن بن جعفر فأعطاني قال: نصر أظنها اثني عشر ألفا، فأبى و أعتقني، أعتقه اللّه من النار.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن (2) رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمّد، أخبرنا أحمد بن مروان، أنا أحمد بن علي المقرئ، نا الأصمعي، نا العمري، عن نافع قال: دخلت مع ابن عمر على عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، فأعطاه اثني عشر ألف درهم، فأبى أن يبيعني، و أعتقني - أعتقه اللّه-[من النار] (3).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،حدّثني محمّد بن أبي زكير (5)،أنا ابن وهب، حدّثني مالك قال:
بلغني أن عبد اللّه بن عمر دخل على عبد اللّه بن جعفر و مع ابن عمر مولاه نافع، فقال له: بعني هذا، قال: فكان ابن عمر إذا جاءه بعد ذلك يقول لنافع: لا تأت معي، قال مالك:
يخاف أن يفتنه بما يعطيه فيبيعه منه، فكأنّ نافع تعمّد ذلك، لا يدخل مع ابن عمر على عبد اللّه بن جعفر مخافة أن يبيعه منه.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا محمّد بن أحمد بن علي، أنا علي بن عمر بن أحمد بن مهدي، نا القاضي الحسين بن إسماعيل، نا أحمد بن منصور، نا أبو النّضر هاشم بن القاسم، نا عاصم بن محمّد، عن أبيه قال:
أعطى ابن جعفر عبد اللّه بن عمر بنافع عشرة آلاف أو ألف دينار، فدخل عبد اللّه على صفية فقال لها: إنه أعطاني ابن جعفر بنافع عشرة آلاف أو ألف دينار، فقالت (6):يا أبا عبد
ص: 428
الرّحمن فما تنتظر أن تبيعه، فقال: فهلا ما هو خير من ذلك ؟ هو لوجه اللّه، قال أبي فكان يخيل إليّ أنّ ابن عمر كان ينوي قول اللّه عزّ و جل: لَنْ تَنٰالُوا الْبِرَّ حَتّٰى تُنْفِقُوا مِمّٰا تُحِبُّونَ (1).
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، أنا أبو الحسين بن عقيل بن محمّد بن عبد المنعم ابن ريش. أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا هلال بن العلاء، نا أبي، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن نافع - أو من حدثه عن نافع - قال: لقد سافرت مع ابن عمر بضعا و ثلاثين بين حجة و عمرة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،حدّثني عبد العزيز بن عمران، ثنا ابن وهب، أخبرني أسامة بن زيد، عن أبي بكر بن حفص بن سعد بن أبي وقّاص، حدّثه: أنه سأل سالم بن عبد اللّه: من أين كان ابن عمر يشعر (3) البدن ؟ قال: من الشق الأيمن، قال: ثم سألت نافعا فقال: من الشق الأيسر، فقلت لنافع: إن سالما أخبرني أنه كان يشعر من الشق الأيمن، فقال: و هل (4) سالم، إنّما رأى ابن عمر يوما، و أتى ببدنتين (5) صعبتين (6)،فلم يستطع أن يقوم بينهما، فأشعر هذه من الشق الأيمن، و هذه من الشق الأيسر، قال:
فرجعت إلى سالم، فأخبرته، فقال: صدق نافع، هو كما قال، قال: و قال: سلوه، فإنه أعلمنا بحديث ابن عمر.
أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - قراءة - عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أبو بكر ابن بيري، أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، أنا ابن أبي خيثمة، نا خالد بن خداش، نا حمّاد ابن زيد، عن راشد قال: رأيت سالم بن عبد اللّه، و نافعا مولى عبد اللّه بن عمر، و سالم يقول لنا سلوا هذا - يعني نافعا-.
ص: 429
أنبأنا أبو الحسين بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أخبرنا عبد الرّحمن ابن محمّد، أخبرنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أخبرنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد.
قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم (1)،نا أبي، نا خالد بن خداش، نا حمّاد بن زيد، عن راشد قال: كان سالم و نافع واقفين، فسئل سالم عن شيء، فقال: سلوا نافعا.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك، أنا علي بن محمّد بن علي، و عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد، قالا: حدّثنا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس الدوري، قال:
سئل يحيى، عن عكرمة مولى ابن عباس، و عن نافع فقال: كان عكرمة أعلمهم بابن عبّاس، أو نحو (2) هذا من الكلام، و كان نافع أعلمهما بابن عمر، قلت ليحيى: فسالم أعلم بابن عمر (3)،أو نافع ؟ قال: يقولون: إن نافعا لم يحدّث حتى مات سالم.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا أبو بكر جدي، أنا عبد اللّه بن أحمد بن زبر، نا عبد الرّحمن - يعني - ابن محمّد بن منصور، نا الأصمعي، أنا نافع بن أبي نعيم قال: كان الزهري يحدّث عن نافع فيقول: حدّثني رجل من آل عمر.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (4)،نا أصبغ بن الفرج، أخبرني عبد اللّه بن رجاء، عن يونس بن يزيد قال: قال نافع: من يعذرني من زهريّكم (5) هذا - يعني: ابن شهاب - يأتيني فأحدّثه عن ابن عمر، ثم يذهب إلى سالم بن عبد اللّه فيقول: هل سمعت هذا من ابن عمر، فيقول: نعم، فيحدّث عن سالم،[و يدعني] (6) و السياق من عندي.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو يعلى بن الفرّاء، أنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن محمّد بن علي بن الشاه المرورّوذي - قدم علينا صادرا من الحج - أنا أبو أحمد محمّد بن
ص: 430
محمّد، حدّثني محمّد بن صالح، نا الحسين بن محمّد بن زياد، نا محمّد بن عبد العزيز، نا عبد الرّزّاق.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه أحمد، حدّثنا عبد الرّزّاق.
قال: سمعت عبيد اللّه بن عمر قال: لما نشأت فأردت أن أطلب العلم جعلت آتي أشياخ عمر رجلا رجلا، فأقول: ما سمعت من سالم، فكلّما أتيت رجلا منهم قال: عليك بابن شهاب، فإنّ ابن شهاب كان يلزمه، و كان ابن شهاب - و قال أبو غالب قال: و ابن شهاب - بالشام حينئذ، فلزمت نافعا فجعل اللّه في ذلك خيرا كثيرا.
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي إجازة.
ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم (1)،حدّثنا علي بن الحسن (2) الهسنجاني قال: سمعت نعيم ابن حمّاد يقول: سمعت سفيان (3) بن عيينة يقول: سمعت عبيد اللّه بن عمر يقول: لقد منّ اللّه علينا بنافع - يعني - مولى ابن عمر.
أنا أبو الحسن علي بن أحمد الغسّاني، أنا أبو الحسن [بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا محمد بن يوسف، نا محمد بن حماد، أنا عبد الرزاق عن معمر قال: كان أيوب يحدثنا عن نافع و نافع حي (4).
أخبرنا أبو الحسن] (5) علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، أنا محمّد بن إسماعيل، نا عبد اللّه بن محمّد هو المسندي، نا بشر بن عثمان.
ص: 431
ح و أخبرنا أبو الحسن (1) بن قبيس، أنا أبي (2) أبو العباس، أنا أبو نصر بن الجبّان، أنا أبو علي بن درستويه، أنا الحسن بن حبيب، نا جعفر بن محمّد الفريابي قال: سمعت ابن نافع - زاد المسندي: عن ابن عمر، و قالا:- حديثا (3) لا أبالي أن لا أسمعه من غيره.
كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني محمّد بن أحمد السمسار، حدّثنا أبو عثمان عمرو (4) بن عبد اللّه، نا محمّد بن عبد الوهّاب، قال: سمعت الواقدي يقول: قال مالك: إذا قال نافع شيئا فاختم عليه (5).
أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا - قراءة - عن أبي تمام (6) علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد، أنا [محمد بن] (7) الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا أحمد بن حنبل قال سفيان بن عيينة:
أي حديث أوثق من حديث نافع.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزق البزاز، حدّثني أبو بكر محمّد بن إسحاق المقرئ شاموخ، حدّثني أبو العباس أحمد بن محمّد بن يزيد البراثي (8)،قال: سمعت خلف البزاز يقول: سألت أحمد بن حنبل:
أي الأسانيد أثبت ؟ فقال: أيوب عن نافع عن ابن عمر، و إن كان من حديث حمّاد بن زيد فيا لك، قال أبو العباس: و سمعت أبا عبد اللّه يقوله.
أخبرنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أخبرنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد.
قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم (9)،أنا حرب بن إسماعيل الكرماني فيما كتب إليّ قال: قيل
ص: 432
لأحمد - يعني - ابن حنبل: إذا اختلف سالم و نافع في ابن عمر، من أحب إليك ؟ قال: ما أتقدم عليهما.
أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب - لفظا - أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم [قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس] (1)،قال: سمعت عثمان بن سعيد يقول: قلت ليحيى: نافع أحب إليك عن ابن عمر أو سالم ؟ فلم يفضّل، قلت فنافع أو عبد اللّه بن دينار (2)؟، فقال: ثقات، و لم يفضّل (3)،قال أبو سعيد: نافع خير.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد ابن عبد اللّه بن خميرويه (4)،نا الحسين بن إدريس، أخبرنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار و سألته عن عبد اللّه بن دينار هو مولى عبد اللّه بن عمر؟ قال: نعم (5)،و نافع أحبّ إليّ منه.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين (6) بن جعفر، قالوا:
أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: نافع مولى ابن عمر، مدني، تابعي، ثقة.
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا:
أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن سليمان قال: سمعت محمّد بن إسماعيل يقول: أصح الأسانيد كلها مالك عن نافع عن ابن عمر (7).
قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد، أنا رشأ
ص: 433
ابن نظيف، أنا أبو الفتح الطرسوسي، أنا أبو بكر الكرخي، أنا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد قال: نافع مولى ابن عمر ثقة، نبيل.
أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا سهل (1) بن بشر، أنا علي بن منير، نا محمّد بن عبد اللّه قال أبو عبد اللّه (2) قال: قال أبو عبد الرّحمن النسائي (3):و أثبت أصحاب نافع:
مالك بن أنس، ثم أيوب، ثم عبيد اللّه بن عمر، ثم عمر بن نافع، ثم يحيى بن سعيد، ثم ابن عون (4)،ثم صالح (5) بن كيسان، ثم موسى بن عقبة، ثم ابن جريج، ثم كثير بن فرقد، ثم الليث بن سعد (6)،ثم أصحابه على طبقاتهم، و باللّه التوفيق.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين (7) بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق قال: سمعت علي بن المديني يقول: قتادة عن نافع [و الأعمش عن نافع، و يونس عن نافع] (8) شيء لا يقبله القلب.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (9)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن يحيى بن حسّان، عن حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن نافع أن عمر بن عبد العزيز بعثه إلى أهل مصر يعلّمهم السنن.
قال: و حدّثنا أبو زرعة (10)،نا محمّد بن أبي أسامة، عن ضمرة، عن سفيان عن (11)عبيد اللّه، عن نافع قال: و لأنّي عمر بن عبد العزيز صدقات اليمن.
أخبرنا أبو القاسم الكتبي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين،
ص: 434
أنا عبد اللّه، نا يعقوب (1)،نا أبو بشر هو بكر بن خلف، نا خالد بن الحارث، عن ابن عون قال: و سألت نافعا عن هذه الآية و قد كنت خبأتها لغير واحد: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَسْئَلُوا عَنْ أَشْيٰاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ (2)قال نافع: ما زال كثرة السؤال يكره منذ قط ، و كان مما يقول إذا سئل: لا أدري.
أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،نا أحمد بن صالح، عن الجهني، عن مالك قال: كان نافع يجالس زياد بن أبي زياد، فلمّا مات زياد كان نافع يمرّ بنا فيقول: أ لا نوسع لك رحمك اللّه ؟ فيأبى، و يقول:[اتّقوا] (4)هذه المجالس.
قال: و حدّثنا أبو زرعة (5)،نا عبيد (6)بن حبان، عن مالك بن أنس قال: كان نافع و موسى بن ميسرة و سعيد بن أبي هند يصلّون الصبح، ثم يجلسون إلى السبحة، ما يكلّم واحد منهم صاحبه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن أبي القاسم، أنا محمّد بن الحسين، أنا أبو محمّد بن درستويه، نا يعقوب (7)،حدّثني محمّد بن أبي زكير، أخبرني ابن وهب قال:
سمعت مالكا يقول: كان سعيد بن أبي هند و نافع مولى ابن عمر، و موسى بن ميسرة يجلسون بعد صلاة الصبح حتى يرتفع النهار، ثم يتفرقون، ما يكلّم بعضهم بعضا، فقلنا له: اشتغالا بذكر اللّه ؟ قال: كلّ ذلك.
قال ابن [أبي] (8)أويس عن أبيه: كنا نختلف إليه - يعني: نافعا - و كان سيّئ الخلق فقلت: ما أصنع بهذا العبد؟ فتركته (9)و لزمه - يعني: مالكا - فانتفع به (10).
ص: 435
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، أنا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (1)،أنا مطرف بن عبد اللّه اليساري، نا مالك بن أنس قال:
كنت آتي نافعا مولى ابن عمر نصف النهار ما يظلني شيء من الشمس، و كان منزله بالبقيع بالصوان، و كان فيه حد فأتحين خروجه، فيخرج، فأدعه ساعة و أريه أنّي لم أرده ثم أتعرض له، فأسلم عليه، ثم أدعه حتى إذا دخل البلاط أقول: كيف قال ابن عمر في كذا و كذا، فيقول:[قال: كذا و كذا] (2)فأخنس عنه.
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا أبو الحسين القطّان، أنا عبد اللّه، حدّثنا يعقوب (3)،حدّثني محمّد بن أبي زكير، أنا ابن وهب، قال: قال مالك:
كنت آتي نافعا مولى ابن عمر و أنا يومئذ غلام حديث السن، و معي غلام لي فينزل إليّ و يقعد معي و يحدثني، قال: و كان يجلس بعد صلاة الصبح في المسجد لا يكاد يأتيه أحد، قال:
و كان يلبس كساء، و كأن قال: فربما يضعه على فمه لا يكلم أحدا، قال: و كان يجلس حتى إذا طلعت الشمس خرج قبل أن يركع.
قال: و إنّما يحدث نافع بعد ما مات سالم بن عبد اللّه، و كان في حياة سالم لا يفتي أحدا شيئا.
قال: و سمعت مالكا يقول: كنت أرى نافعا بعد صلاة الصبح يلتف بكساء له أسود، يضعه على فيه و ما يكلّم أحدا، و كان صغير النفس.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، أنا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (4)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني نافع بن أبي نعيم، و إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، و أبو مروان عبد الملك بن [عبد العزيز بن أبي فروة، قالوا: كان كتاب نافع الذي سمع من عبد اللّه بن] (5)عمر في صحيفة،
ص: 436
فكنا نقرؤها عليه فيقول: يا أبا عبد اللّه: إنا قد قرأنا عليك، فيقول: حدّثنا نافع، فلا نصدقه، كان ألحن من ذلك.
أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو أحمد، ثنا محمّد ابن زهير الأبلّي، نا نصر بن علي، نا الأصمعي، عن نافع بن أبي نعيم قال: قلت لنافع مولى ابن عمر: إنهم قد كتبوا حديثك، قال: فليأتوني به حتى أقيمه لهم.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النقور (1)،و أبو منصور العطّار (2)،قالا:
أخبرنا أبو طاهر المخلص، نا عبيد اللّه السكري، حدّثنا زكريا المنقري، نا الأصمعي، نا نافع ابن أبي نعيم، عن نافع مولى ابن عمر أنه قيل له: قد كتبوا علمك، فقال: كتبوا؟ فقيل له:
نعم، فقال نافع: فليأتوا به حتى أقوّمه لهم (3).
أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني قال: قرئ على عبد اللّه بن إبراهيم بن أيوب و أنا أسمع، حدّثكم أحمد بن عبد الرّحمن بن مرزوق، نا عمرو بن محمّد، نا سفيان، عن إسماعيل بن أمية قال: كنا نريد نافعا على أن لا يلحن، فيأبى إلاّ الذي سمع.
أخبرنا بها عالية أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن عمرو الواسطي، نا عمرو الناقد قال: سمعت سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أمية قال: كنا نريد نافعا على اللحن، فيأبى علينا.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين (4)بن الآبنوسي، أنا أبو حفص (5)عمر بن إبراهيم بن كثير الكتاني، نا عبد اللّه بن محمّد، نا إسحاق - يعني - ابن أبي إسرائيل، نا سفيان ابن عيينة، عن إسماعيل بن أمية قال: كنا نرد نافعا عن اللحن فيأبى فيقول: لا، إلاّ الذي سمعته.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي،[أنا أبو القاسم] (6)بن مسعدة، أنا حمزة بن
ص: 437
يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا أحمد بن علي بن المثنّى، نا عبد الجبّار بن عاصم، حدّثنا عتاب عن (1)خصيف، قال: سألت سعيد بن جبير عن الذي روى نافع عن ابن عمر في قوله:
فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنّٰى شِئْتُمْ (2) فقال سعيد: كذب نافع، أو قال: أخطأ نافع، ثم قال لي خصيف: إن ابن عمر لم يكن يرى العزل، فأي عزل أشدّ مما قال أمرت أن تعتزل في المحيض.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور عبد الباقي بن محمّد ابن غالب، قالا: أخبرنا أبو طاهر المخلّص، نا ابن منيع، نا داود بن رشيد، نا سلمة بن بشر، أنا موسى بن عبد اللّه بن حسن بن [حسين بن] (3)علي، نا أبي، أن رجلا من ولد عثمان بن عفّان أخبره أن نافعا روى عن ابن عمر،[أنه قال: لا بأس أن تؤتى المرأة في دبرها، قال: فأتيت سالم بن عبد اللّه، فأخبرته بما روى نافع عن ابن عمر] (4)فقال: كذب العبد، أو أخطأ العبد، إنما كان ابن عمر يقول: يأتيها مقبلة و مدبرة في الفرج.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا الحسن بن حبيب بن عبد الملك، نا أبو أمية الطرسوسي، نا المعلّى بن [منصور] (5)،نا موسى بن عبد اللّه بن حسن، عن أبيه قال أتى (6)محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان فذكر أن نافعا ذكر أنه حلال أن يؤتين النساء في أدبارهن، و أن عبد اللّه ذكر ذلك، فأعظمت ذلك، فلقيت عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن زيد بن الخطّاب فأخبرتهما بما ذكر نافع فقالا: ليس ذلك كذلك، كان عبد اللّه بن عمر يحدّثنا أنّ النساء (7)كن يؤتين في أقبالهن و هن موليات، فقالت اليهود من جاء امرأته و هي مولية جاء ابنه أحول، فأنزل اللّه جل ثناؤه: نِسٰاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنّٰى شِئْتُمْ قال: ثم لقيت سالم بن عبد اللّه،
ص: 438
فأخبرته بما قال نافع، فقال: أخطأ العبد، أو كذب، و حدّث عن أبيه بمثل ما حدث الرجلان.
أخبرنا (1) أبو القاسم نصر بن أحمد بن السوسي، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، نا أبو بكر محمّد بن عيسى بن عبد الكريم الطرسوسي، أنا أبو عمر أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن الحلى (2) الطرسوسي، نا أحمد بن حمّاد بن سفيان القاضي، نا أبو الفتح هو... (3)... أخبرنا ابن سعيد هو علي قال:
تذاكروا عند عبيد اللّه بن عمرو حديث نافع في إتيان الدبر فحدّثنا عبيد اللّه، عن ميمون ابن مهران قال: إنّما قال هذا نافع بعد ما كبر و ذهب عقله (4)(5).
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، عن أبي الحسن بن مخلد، أنا أبو الحسن بن خزفة، أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا الزبير بن بكّار، حدّثني مصعب بن عثمان، عن المنذر بن عبد اللّه الحزامي، قال (6):ما سمعت من هشام بن عروة رفثا (7) قط إلاّ يوما واحدا (8) أتاه (9) رجل من أهل البصرة كان يلزمه، فقال له: يا أبا المنذر، نافع مولى ابن عمر كان يفضّل عروة عن أخيه عبد اللّه قال: قال هشام: كذب عدو اللّه، نافع و ما يدري نافع عاضّ بظر أمّه (10)،عبد اللّه - و اللّه - خير و أفضل من عروة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني علي بن شعيب، حدّثني عبد المجيد
ص: 439
ابن عبد العزيز، عن أبيه، عن نافع قال لما حضرته الوفاة جعل يبكي، فقيل له: ما يبكيك ؟ قال: ذكرت سعدا و ضغطة القبر.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه.
ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر بن سوار.
قالا: أخبرنا أبو الفرج الطناجيري، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن زيد الأنصاري، أنا أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم قال: و نافع سنة ثلاث عشرة و مائة - يعني - مات.
كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد، ثم أخبرني أبو القاسم أحمد بن منصور عنه، أخبرنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم، نا إبراهيم بن سليمان، حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن، نا ابن سواء، نا هشام قال: مات قتادة سنة سبع عشرة، و مات نافع سنة سبع عشرة، و مات عطاء سنة سبع عشرة و مائة.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (1):[قال محمد بن محبوب قال] (2) سمعت حمّاد بن زيد قال: مات قتادة، و قيس (3) بن سعد، و عبد اللّه بن أبي مليكة، و نافع سنة سبع عشرة و مائة.
أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: حدّثني أبي قال: سمعت سليمان بن حرب يقول: سمعت حمّاد بن زيد قال:
مات قتادة، و قيس بن سعد، و عبد اللّه بن أبي مليكة، و نافع سنة سبع عشرة و مائة، يقول كنت هيأت الصحف لمقدم قتادة من واسط من عند خالد بن عبد اللّه القسري لأكتب عنه،
ص: 440
فمات بواسط ، و ذلك في سنة سبع عشرة و مائة، و فيها مات نافع مولى ابن عمر، و عبد اللّه بن أبي مليكة.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي محمّد ابن علي، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، نا أبي، نا أبو نعيم قال: و نافع سنة سبع عشرة و مائة - يعني - مات (1).
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا (2):
أخبرنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحاكم، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصفّار، حدّثنا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل السلمي قال: سمعت أبا نعيم الفضل (3) بن دكين يقول.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا علي بن محمّد، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل، نا أبو نعيم قال: قتادة، و نافع في سنة سبع عشرة - يعني - ماتا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين (4) بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال: و سمعت ابن بكير يقول: مات نافع سنة سبع عشرة و مائة.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني: مات نافع مولى ابن عمر سنة سبع عشرة و مائة.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو [الحسن بن لؤلؤ، أنا محمد بن] (5) الحسين، نا أبو حفص الفلاّس قال: و مات نافع مولى ابن عمر سنة سبع عشرة و مائة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: قال أبي: مات نافع سنة سبع عشرة.
ص: 441
أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسن [محمد] (1) بن محمّد، أنا علي بن محمّد ابن خزفة، أنا محمّد بن الحسن، نا ابن أبي خيثمة، قال: سمعت يحيى يقول: نافع مولى ابن عمر مات سنة سبع عشرة، و قالوا: مات سنة عشرين و مائة (2).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمامي، أنا إبراهيم بن أحمد، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: و نافع، و سعيد بن أبي سعيد، و ابن أبي مليكة ماتوا سنة سبع عشرة و مائة.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، نا أسامة بن علي، نا محمّد بن إبراهيم بن حمّاد قال: مات نافع مولى ابن عمر سنة سبع عشرة و مائة، قال ابن زبر: و قال أبو موسى و الهيثم: مات نافع مولى ابن عمر سنة سبع عشرة، و ذكر أن أباه أخبره عن أبيه عن أبي موسى أن أباه أخبره (3) عن أحمد بن عبيد عن الهيثم بذلك (4)(5).
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا محمّد بن علي بن يعقوب الجراحي، أنا علي بن الحسن بن علي الجراحي.
ح قال: و أخبرنا أبو الحسن بن الحسن بن العباس، أخبرني جدي لأمي إسحاق بن محمّد، قالا: أخبرنا عبد اللّه بن إسحاق المدائني، نا قعنب بن المحرر قال: و مات نافع مولى ابن عمر في المدينة سنة سبع عشرة و مائة.
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أخبرنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا إسحاق بن موسى الخطمي، قال: سمعت سفيان يقول: مات نافع سنة سبع عشرة.
ص: 442
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (1)،نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، قالا: أخبرنا ابن السماك، نا حنبل، حدّثني أبو عبد اللّه قال: و مات نافع مولى ابن عمر سنة تسع عشرة (2).
[قال ابن عساكر:] (3) كذا قالا: تسع.
و أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أنا أبو الحسين الهاشمي.
ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، أنا أبي أبو يعلى.
قالا: أنا أبو القاسم الصيدلاني، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال: نافع مولى ابن عمر مات سنة عشرين و مائة.
حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنا نعمة اللّه بن محمّد المرندي، نا أحمد بن محمّد ابن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن ابن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول:
توفي نافع مولى ابن عمر سنة عشرين و مائة، و كذا ذكر علي بن عبد اللّه التميمي في وفاته (4).
مولى ابن عمر، و بنت مروان بن الحكم.
حكى عن واثلة، و كعب الأحبار، و ما أظنه (5) لقيهما.
حكى عنه ابنه المنذر.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم عمرو بن طراد الخلاّد، نا أبو القاسم الفضل بن جعفر المؤذّن، نا سليمان بن محمّد الخزاعي، نا أبو العباس صفوان بن يسرة، نا أبو مسهر، نا المنذر بن نافع عن أبيه قال:
ص: 443
خرج واثلة بن الأسقع يريد بيت المقدس، فلقيه كعب الأحبار في جيرون (1)،فقال له:
يا أبا الأسقع، أين تريد؟ قال: أردت أن أصلّي في بيت المقدس إن شاء اللّه تعالى، فقال له:
يا أبا الأسقع، أنا أدلك على موضع في مسجدنا هذا إذا صليت فيه كان كصلاة في بيت المقدس، قال: نعم، قال: و أخذ بيده و صعد من الدرج، فأدخله المسجد، فأدخله الحنيّة (2)الغربية إلى حد الباب الأصغر الذي يخرج منه الوالي، فأوقفه عندها، ثم قال له: صلّ هاهنا، فإن صلاتك هاهنا صلاتك في بيت المقدس، ثم انتزع يده من يده، ثم مضى.
رواه أبو بكر محمّد بن محمّد بن معاذ، عن أبي مسهر، عن المنذر، عن رجل قد سمّاه أن واثلة، فذكره و لم يذكر نافعا أبا المنذر، و قد تقدم في فضل الجامع.
وفد مع مولاه ابن جعفر على يزيد بن معاوية حين بويع، و حكى عنه.
روى عنه: صالح بن كيسان المدني.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل، أنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، نا عمر بن بكير، أنا الهيثم بن عدي، نا صالح بن كيسان، أخبرني مولى لعبد اللّه بن جعفر يقال له نافع قال: لما قدم عبد اللّه بن جعفر على يزيد بن معاوية حين ولي قام إليه حين رآه فعانقه و قبّله، و مضى معه فأجلسه على سريره، قال نافع:
فلما نظر إليّ يزيد تبسم ثم قال: هات يا نافع، فقلت:
خليلي فيما عشتما هل رأيتما قتيلا *** بكى من حب قاتله قبلي
[قال أحسنت و اللّه، حاجتك، قال نافع: فما سأل يومئذ شيئا إلاّ أعطاه] (3).
وفد على عمر بن عبد العزيز متظلما.
ص: 444
ذكر أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن زبر، أنا [أبي] (1) أبو محمّد، أنا ابن أبي داود - يعني - إبراهيم بن سليمان البرلّسي، نا أبو صالح قال: قال الليث:
ضرب أسامة بن زيد عامل سليمان بن عبد الملك على خراج مصر رجلا من موالي عبد العزيز يقال له نباتة ضربا كثيرا بغير علّة و لا حقّ إلاّ أن ريان بن عبد العزيز بن مروان كان ضرب إنسانا من مواليهم يقال له خليفة لأنه رفع إلى أسامة ؟؟؟ (2) عليهم في دواوينهم فلم يستطع أسامة لريان شيئا، فسأل: أيّ مواليه أكرم عليه، فذكروا رجلين، أحدهما نباتة، فضربه قريبا من مائة سوط ، يغيظ به ريان بن عبد العزيز، فلما ولي عمر أتاه نباتة فقال له: أنت أعلم الناس بأمري، فأقدني من أسامة، فقال: إنّ الوالي لا يقاد منه، و لو أقدت من أسامة (3) ما بقيت منه أنملة، و ترك عمر (4) بن مسلم و هو أبغض الناس إليه، فلم يقد منه أحدا.
ابن البرقي، و بكار بن قتيبة، و فهد بن سليمان بمصر، و أبا عصمة سعد بن معاذ [المروزي، و أبا عبد اللّه بن أبي حفص] (1)(2).
حدّث عنه (3) محمّد بن محمّد بن الحسن القاضي، و أبو بكر محمّد بن داود بن عاصم البخاري (4).
توفي في المحرم سنة عشر و ثلاثمائة.
7834 - نبيه (5) بن صؤاب (6) أبو عبد الرّحمن المهري (7)(8)
له صحبة، سكن مصر.
و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و عن عمر بن الخطّاب، و شهد معه الجابية.
روى عنه: نافع مولى ابن عمر، و أبو محمّد شجرة بن عبد اللّه التّجيبي، و عبد العزيز ابن عبد الملك بن مليل البلوي، و داود بن عبد اللّه أبو محمّد الحضرمي، و يزيد بن أبي حبيب، و عبد الملك بن أبي رائطة المذحجي، و سيار بن عبد الرّحمن الصدفي.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمّد، أنا شجاع بن علي بن شجاع، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد، نا إسحاق بن إبراهيم البغدادي، نا إبراهيم بن الوليد بن سلمة، نا الهيثم (9) بن عدي، عن عبد الرّحمن بن زياد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن نبيه بن صؤاب، و كانت له صحبة، قال: قدم رجل من حمير على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأقام عنده ثم مات فقال:«اطلبوا له وارثا مسلما»، فلم يوجد، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«ادفعوا ميراثه إلى
ص: 446
رجل من قضاعة» فدفع إلى عبد اللّه بن أنيس (1)[12683].
أنبأنا به أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد، و حدّثني به أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أخبرنا أحمد بن الفضل بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أبو سعيد بن يونس، نا إسحاق بن إبراهيم بن يونس، نا إبراهيم بن الوليد بن سلمة القرشي، فذكره بإسناده إلاّ أنه قال: فطلب فلم يوجد، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«ادفعوا ميراثه إلى رجل من قضاعة»، فكان أقعدهم يومئذ في النسب عبد اللّه بن أنيس، فدفع الميراث إليه (2)،و كان من البرك بن وبرة أخي كلب بن وبرة.
قال أبو سعيد بن يونس: هذا حديث منكر، لم يروه غير الهيثم بن عدي، و الهيثم غير موثوق، و قد روى عبد الرّحمن بن زياد عن يزيد بن أبي حبيب غير هذا الحديث.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (3)،نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (4)،أنا الهيثم بن عدي، أنا عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم، عن يزيد بن أبي حبيب قال: حدّثني من سمع نبيه بن صؤاب و كان من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: قدم على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم رجل من حمير فأسلم، فمات فقال: اطلبوا له وارثا مسلما، فطلبوه فلم يجدوا فقال: ادفعوه إلى أقعد قضاعة في النسب، فإذا عبد اللّه بن أنيس أقعد قضاعة في النسب، و هو من بني البرك بن وبرة أخي كلب بن وبرة، و كان حليفا لبني سلمة (5) من الأنصار.
قال الهيثم بن عدي: و قد شهد بدرا، و قال الواقدي: لم يشهد بدرا، و شهد أحدا، يعنيان عبد اللّه بن أنيس (6).
أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد (7)
ص: 447
ابن علي بن صابر، و أبو القاسم الحسن بن عبد الصّمد، قالوا: أخبرنا علي بن محمّد بن أبي العلاء، أنا أبو الحسن (1) عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر الجوبري، أنا يحيى بن عبد اللّه بن الحارث بن الزّجّاج، أنا أبو أيوب سليمان بن حذلم (2)،نا يزيد بن عبد اللّه بن رزيق (3)،نا الوليد بن المسلم، نا ابن عمرو - و هو الأوزاعي - حدّثني عمرو بن سعد، حدّثني نافع، حدّثني رجل من مهرة من أهل مصر قال: صليت خلف عمر بن الخطّاب بالجابية، فقرأ في صلاة الصبح سورة الحج، فسجد فيها سجدتين، فلمّا انصرف أقبل على الناس فقال: إنّ اللّه فضّل هذه السورة على القرآن بسجدتين.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران المعدّل - ببغداد-.
ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد، أنا أبو بكر، أنا علي بن محمّد ابن بشران، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا الحسن بن علي بن عفّان، نا ابن نمير (4)،عن عبيد اللّه بن عمر، عن نافع أخبرني رجل من أهل مصر أنه صلى مع عمر بن الخطّاب الفجر بالجابية، فقرأ السورة التي يذكر فيها الحج، فسجد فيها سجدتين،[قال نافع: فلما انصرف، فقال: إن هذه السورة فضّلت بأن فيها سجدتين] (5) و كان ابن عمر يسجد فيها سجدتين.
أخبرنا أبو محمّد الفقيه أيضا، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا إبراهيم بن منقذ المصري، نا إدريس بن يحيى، عن بكر بن مصر، عن شجرة بن عبد اللّه أبي محمّد: أنه سمع أبا عبد الرّحمن المهري (6) أنه سجد مع عمر بن الخطّاب في سورة الحج سجدتين (7).
ص: 448
قال البيهقي: هذا إسناد موصول مصري، و يشبه أن يكون الذي رواه عنه نافع أبو عبد الرّحمن المهري هذا هو هو بغير شك.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك،[و أبو العز ثابت بن منصور قالا: أنا أحمد بن الحسن ابن أحمد، زاد ابن المبارك] (1) و أبو الفضل بن خيرون، قالا: أخبرنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط قال (2):في تسمية من نزل مصر من الصحابة: نبيه بن صؤاب المهري (3).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (4)،نا ابن أبي الدنيا.
ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا أبو علي بن فهم.
قالا: حدّثنا محمّد بن سعد قال (5):في تسمية من نزل مصر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: نبيه بن صؤاب المهري.
أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد ابن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (6):نبيه بن صؤاب أنه صلّى مع عمر بالجابية، فسجد في الحج سجدتين.
قاله يحيى بن بكير عن الليث، عن سيار بن عبد الرّحمن، و قال عبد اللّه بن صالح عن الليث: حدّثني يزيد بن أبي حبيب عن نبيه بن صؤاب المهري أنه صلّى مع عمر، و عن الليث عن سيار (7) عن عمر (8) مثله، و روى عثمان بن صالح و يحيى بن بكير، عن بكر بن مضر
ص: 449
[عن] (1) شجرة بن عبد اللّه أبي محمّد، سمع أبا عبد الرّحمن المهري أنه سجد مع عمر في الحج سجدتين.
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أخبرنا ابن منده، أنا حمد (2)- إجازة-.
قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.
قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (3):
نبيه بن صؤاب (4) المهري، و هو أبو (5) عبد الرّحمن أنه صلّى مع عمر بالجابية، و سجد في الحج سجدتين، روى عنه يزيد (6) بن أبي حبيب، و سيّار بن عبد الرّحمن الصدفي، و شجرة بن عبد اللّه أبو محمّد، سمعت أبي يقول ذلك.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب (7) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد الرّحمن نبيه بن صؤاب.
أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أخبرنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:
نبيه بن صؤاب المهري، من بني شيبان، يكنى أبا عبد الرّحمن، وفد على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و شهد فتح مصر، و اختطّ بها، و كان أحد الأربعة الذين أقاموا قبلة جامع فسطاط مصر، يروي عنه يزيد بن أبي حبيب، و عبد الملك بن أبي رائطة، و سيّار بن عبد الرّحمن، و عبد العزيز بن عبد الملك بن مليل، و نافع مولى ابن عمر، و داود بن عبد اللّه الحضرمي، و شجرة ابن عبد اللّه التّجيبي و غيرهم.
ص: 450
أخبرنا أبو عبد اللّه، و أبو غالب ابنا البنّا (1)،[قالا: أنا أبو الحسين (2) بن الآبنوسي عن أبي الحسن الدارقطني و قرأت على أبي غالب بن البنا] (3) عن عبد الكريم بن محمّد، أنا الدارقطني قال:
نبيه بن صؤاب روى عن عمر بن الخطّاب، روى عنه يزيد بن أبي حبيب، و عبد العزيز ابن عبد الملك بن مليل و غيرهما، و قيل: إنّ نبيه بن صؤاب هذا وفد على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و شهد فتح مصر.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع، أنا أبو عبد اللّه بن منده قال:
نبيه بن صؤاب الجهني، عداده في أهل مصر، وفد على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و شهد فتح مصر، و كان أحد الأربعة الذين أقاموا قبلة مسجد مصر، روى عنه يزيد بن أبي حبيب، و عبد الملك ابن أبي رائطة، و سيّار بن عبد الرّحمن، و عبد العزيز بن مليل، سمعت أبا سعيد بن يونس يقول ذلك.
أنبأنا أبو سعد (4) المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: قال لنا أبو نعيم:
نبيه بن صؤاب الجهني، وفد على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و شهد فتح مصر، و كان أحد الأربعة الذين أقاموا قبلة مسجد مصر، روى عنه يزيد بن أبي حبيب، و عبد الملك بن أبي رائطة، و عبد العزيز بن مليل، قاله أبو سعيد بن عبد الأعلى فيما حكاه المتأخر عنه.
و عتّاب هو أخو زياد جد يحيى بن معين بن عون بن زياد أبو الفضل
هكذا نسبه القاضي أبو القاسم التنوخي عن أبي الحسين محمّد بن علي بن الفضل بن محمّد بن نجاح بن سلمة. و قرأت ذلك بخط أبي البركات بن طاوس عنه، و ذكره أبو بكر الخطيب عن التنوخي، و لم يذكر فيه: نهارا أبا عتاب.
ص: 451
قدم نجاح دمشق في صحبة المتوكل، و كان يتولّى ديوان التوقيع له، و قد تقدم ذكر قدومه في ترجمة محمّد بن عمرو بن حويّ .
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب عنه، أخبرنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت، نا محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش الحليمي، حدّثني عون بن محمّد الكندي، نا أبي قال:
كان رجل من دهاة الكتاب و فضلائهم قد ولي بعض النواحي عاملا عليها، فطولب بالحساب، فدافع به حتى انقرضت دولة المأمون و المعتصم و المتوكل و الواثق، و قد ولي في هذه المدة من الوزراء أحد عشر وزيرا، كل ذلك يطالب في كلّ وقت، فيدافع و يصانع و ينسحب، و يعمل كلّ حيلة في ذلك إلى أن ولي نجاح بن سلمة الوزارة، فلمّا كان يوما من الأيام وقع ذكره إليه، فسأله عنه، فقيل له: أيها الوزير، هذا رجل له منذ أيام يطلب فلا يقدر عليه، فنظر نجاح بن سلمة إلى رجل بين يديه يرفع رأسه إليه، و قال له: احلف بحقّ رأسي أنك تطلب هذا الرجل حيث كان، و أنّك إذا رأيته لم تتركه يأكل خبزا و لا يصلي و لا يعمل شيئا دون إحضاره الديوان - و كان الرجل يعرف بمحمّد بن مسلمة الواسطي - فقال له، و حلف برأسه، إنّي أفعل جميع ما أمرني به الوزير إن شاء اللّه، و قد مضى في طلبه، و كان الرجل جزلا متحركا ذا حيلة و لطف، فلم يزل هذا الرجل يتوصل إلى أن وقع في يديه، و كان واسع الحيلة، فبذل له مالا كثيرا، فامتنع عليه، فلما لم ير له عنده فرجا صار معه إلى دار الوزير، فصادفه (1)(2) قد ركب إلى دار السلطان (3) فجلس في بعض المواضع ينتظر رجوعه، و كان محمّد بن مسلمة رجلا صفراويا يصبر على الجوع، فجاع جوعا شديدا كاد أن يتلف منه، فقال للرجل: يا هذا أنا و اللّه جائع و منزلي قريب، امض معي لنأكل خبزا و نرجع إلى حين يعود الوزير، فقال: لا، فقال له: فاشتر (4) لي شيئا آكله، فما معي فضة، فقال له: ما معي فضة أيضا، قال: اقترض لي درهما بدينار فقال: لا أفعل، كلّ ذلك يفزع الرجل من كثرة حيله و اتساعها و تخوف بعد حصوله (5) أن يفلت منه. و زاد الجوع على محمّد بن المسلمة،
ص: 452
فإذا هو بغلام كما عذّر (1)،حسن الوجه فأومأ إليه، فجاءه فعرفه خبره، فقال له الغلام:
عندي ما تأكل، قم، فأخذ بيده، و أدخله إلى بعض الصحون التي يجلس فيها الوزير، فأجلسه في صفّة (2) مقابلة للمجلس و قال للغلمان: هاتوا، فأحضرت مائدة عليها من البوارد (3) التي لم ير أحسن منها و من سائر ما يكون للملوك (4)،و نقل الطعام و الحار (5) و البارد، و المشوي، و الرجل يأكل أكل جائع، فإذا الوزير نجاح بن سلمة قد دخل، فالتفت إلى الصّفّة فرآه، فتبسم، و مضى إلى المجلس، فجلس، و قال لبعض الغلمان: امض إلى الرجل فاقرئه مني السلام و قل له: بحياتي عليك إن احتشمت، و كل حتى تستوفي ما تحتاج إليه، فرد الرسول إليه و قال له: و حقّ رأسك يا سيدي لا قصرت فيما أمرت به، و تشاغل عنه بما يحتاج إليه، و الرجل يجيد الأكل، و نقل إليه من الحلوى شيء كثير، فلمّا فرغ من ذلك و غسل يديه جاءه الغلام بالبخور، فتبخر. و استدعاه الوزير، فقال له: الحساب، فأخرجه إليه، و نظر فيه ساعة، ثم قال له: بارك اللّه فيك إنّ أستاذي في الكتبة عمرو بن مسعدة، و اللّه الذي لا إله إلاّ هو إن كان يحسن يعمل مثل هذا في صحنه و فتح الدواة، و وقع على كلّ فصل منه: صح صح صح، حتى أتى على آخره. فقبّل محمّد بن مسلمة يده، فقال: عد إلى أهلك آمنا، و أسرع إليهم. و قام لينصرف، فلما بعد من بين يديه قال للغلام: ردّه، فردّه فقال له: يا محمّد بن مسلمة اجلس، فلمّا جلس قال: إنّي لم أردّك إلاّ لشيء أوصيك به في ثلاث حوائج لي، فقال: يأمر الوزير بما يشاء، فقال: حاجتي إليك أولا: أعلم أنّي لأعلم (6) أن جيرانك لمّا غبت عنهم هذا الزمان، و أنت منسحب منهم من بني فزاد عليك في السمك، و منهم من ترك خشبة في حائطك، و منهم من حفر بئرا بقرب دارك، فبحياتي عليك إن استطلت عليهم بقربك مني، و منزلتك عندي،[و اجعل هذه ثلث ما أردت أخذه منك. و أصدقاؤك و أخوانك و معاشروك تقول: غبت فسبوني] (7) و ذكروني، فإذا لقيتهم، فالقهم بوجه من بلغك عنهم كل جميل، و ابسط خلقك لهم بسط غير متكلف، و عاشرهم بأحسن معاشرة، و لا تشمخ عليهم
ص: 453
بما [عاملوك] (1) به، و اجعل ثلث ما أردت أخذه منك و احرص كلّ الحرص أن لا يرفع أحد من أصحاب الأخبار إليّ عنك ذمّا و لا مدحا، و احم (2) نفسك فتسلم، و اجعل هذا ثلث ما أردت أن آخذه منك. و كا لما رأى الوزير محمد بن سلمة يأكل، سأل عن السبب فيه، فعرفوه خبره و ما عمله الغلام، و كان الغلام مملوكا له، قريب المنزلة منه، فعتقه، و وهب له عشرة غلمان، و جعل أرزاقهم تحت يده، و حمله على عشرة براذين. و خلع عليه عشر (3) خلع، ثم كتب رقعة إلى محمد بن مسلمة (4)،بعد يومين: يا محمد بن مسلمة، لا تنكرنا، خبرنا برّك و احتفادك (5)،و احسب ما تستحقه منا، لكن لنا في ذلك رأي يتبين لك بعد وقت آخر.
فلما كان بعد مدة خاطب فيه الواثق، و عرفه صحة حسابه و فضله، و ثقته و شهامته، فقلده واسط و أعمالها، و أكسبه ثلاث مائة ألف دينار في مدة يسيرة، و كان يقول: ما بلغنا في محمد بن مسلمة ما يستحقه منا لما فعله (6).
ذكر أبو عبد اللّه محمد بن عبدوس الجهشياري في كتاب الوزراء (7):حدثني غير واحد من الكتاب و غيرهم، منهم محمد بن الحسن الأنباري عن عمه، و حدثني أبو أحمد (8) بن أبي طاهر عن أبيه من غير نجاح، و الكتاب في أيام المتوكل مما تعاونوا عليه [فيه] (9) و هو أن نجاحا كان قد خصّ بالمتوكل و أنس به، و عاشره، فقال المتوكل و قد ذكره للفتح، و هو مقيم بالجعفري (10): ويحك أ لا ترى إلى نجاح، قد قعد بسرّمن رأى، و تركنا هاهنا؟ ابعث فأشخصه بجماعة يجيئون به على الحال التي يجدونه عليها، قال: فوجه إليه بجماعة، فألقوه شرب، فحملوه في ثياب بذلته، و جاءوا به إلى المتوكل، فلما رآه قال: ويلك! تدعنا هاهنا، و تمر إلى سرّ من رأى ؟ قال: نعم، يا سيدي، أدعك إذا لزمت الصحارى و الخرابات، و أمضي إلى معادن الأموال و الخيرات، جئتك و خلفت مالا عظيما لائحا يصيح: خذوني،
ص: 454
و ليس يجد من يأخذه، فقال له: عند من ويلك ؟ قال: ابن مخلد، و ميمون بن إبراهيم، و محمد بن موسى المنجم، و كان يتقلد الزرع و الهندسة في الآفاق، و أحمد بن موسى، و كان قد تقلد أعمالا كثيرة، و كان يتقلد في ذلك الوقت خبر سرّ من رأى. قال: فقال المتوكل: فما عندك في عبيد اللّه بن يحيى ؟ فسكت، فأعاد عليه القول، و قال: بحياتي قل له ما عندك فيه.
فقال: قد أحلفتني بحياتك، و لا بد من صدقك: قد كان على طريقة مستقيمة حتى صاغ صوالجة و كرات من ثلاثين ألف درهم، فقلت له: أمير المؤمنين أطال اللّه بقاءه، يضرب بكرة جلود و صولجان خشب، و أنت تريد أن يكون ذلك من فضة ؟.
فالتفت إلى الفتح، فقال: يا فتح، ابعث فأحضرهم كلهم.
فكتب الفتح بالخبر إلى عبيد اللّه على ما جرى، و وجه (1) إلى الجماعة في الحضور، فحضرت، و تشاورت بينها (2) و رأت أنها قد بليت من نجاح ببلية لا تقاوم، فاتفقت على البعثة إليه بأحمد بن إسرائيل برسالتهم معاتبا على ما قال و مقبحا ما أتى، فمضى إليه أحمد و أدى الرسالة عن الجماعة، فقال: يا جعفر (3)،و تلومني على ما فعلت، و قد تركت الكتابة، و سمحت بمفارقة الصناعة، و صرت نديما و ملهيا، و هم لا يدعون الطعن على قطائعي ... (4)،و أذاني في ضياعي (5)،و معارضتي في سائر أموري، و اللّه الذي لا إله غيره لا فارقتهم أو أتلفهم أو أتلف.
قال: فانصرف أحمد بن إسرائيل إلى عبيد اللّه (6) و الجماعة، فعرفهم الخبر، فقال عبيد اللّه: قد صدق في كل ما قال، فتضمّن له عني كل ما يجب، و احتل في أن تأخذ رقعته إليّ بالذي جرى منه على جهة الغلط ، و من حمل النبيذ له على ذلك، و أنه سيصلح ما أفسد، و يسعى (7) في إزالة ما وقع بقلب أمير المؤمنين، فرجع إليه أحمد و تلطف له، و تضمن له و لم يبرح حتى أخذ رقعته بذلك، ثم دخلوا جميعا إلى المتوكل، فلما وقفوا بين يديه قال لهم ما
ص: 455
قال نجاح، و همّ بأن يدعو به ليناظرهم، فقال له عبيد اللّه: يا سيدي، قد كتب إليّ يعتذر، و يزعم أن النبيذ حمله على ما كان منه، و هذه رقعته بذلك و هؤلاء خدم أمير المؤمنين، فإذا حدث عليهم حادثة لم يؤخذ منهم عوض، و هم أصحاب المملكة و المتصرفون فيها، فإذا أوقع بهم فمن يقوم بالأعمال ؟ و نجاح، فإنما بذل أن يضمن هذه الجماعة لينفرد وحده، و يتمكن من كتاب المملكة و هم يضمنونه وحده بما بذل عنهم جميعا لا يزول عن المملكة إلا كاتب واحد، فاغتاظ المتوكل و قال: إنا كذبني (1) و غرني، و تقدم بتسليمه إليهم، و أن يخلع عليهم، فانصرفوا و هو (2) بين أيديهم، فجمعهم بينهم صدرا من المال مال الضمان و حملوه، لأن مال نجاح لم يكن يفي (3) بما ضمنوه عنه، و بسطوا عليه الضرب و العسف و التضييق.
و سأل المتوكل عنه الفتح مرات، و بلغ الخبر، خبر ضربهم إياه، فقال لعبيد اللّه إن أمير المؤمنين قد سألني عن نجاح ثلاث دفعات، و قد وقفت على ضربكم إياه، و لست آمن أن يتلف فينكر عليّ تركي تعريفه خبره، و لا بد من إخباره به، فدفعه عن ذلك، فلم يندفع، فقال له: أنت أعلم، فخبر المتوكل - و قد سأل عنه - أنه مضيق عليه، مضروب مقيد، فقال المتوكل: لا، و لا كرامة، تقدم بإحضار الحسين بن إسماعيل ابن أخي إسحاق بن إبراهيم - و كان يتقلد الشرطة - بحضرته، فقال له: اقبض على نجاح فاجعله عندك، و وسع عليه، و لا يوصل إليه سوء إلاّ بإذني، ففعل ذلك و حماه، فلما رأت الجماعة ذلك أيقنت بالهلاك، و لم يشك أن نجاحا سيعمل الحيلة عليهم، فجعلوا يفكرون في الاحتيال عليه إلى أن وجدوا عملا عمله في وقت من الأوقات الحسين بن إسماعيل في وقت تقلده فارس، ألزمه فيه عشرين ألف ألف درهم.
و قد حكي [لي] (4) من جهة أخرى: أنهم زوروا (5) العمل، و ادّعوا على نجاح، فلما وقع في أيديهم أحضروا الحسين، فأقرءوه العمل ثم قالوا له: أيما أحب إليك نجاح أم نفسك ؟ إما كفيتناه و إما أنفذنا هذا إلى أمير المؤمنين حتى يتقدم بمطالبتك به، فقال لهم (6):قد كفيتم.
و انصرف إليه، فوضع عليه فقتله في يوم الاثنين لثمان بقين من ذي القعدة سنة خمس و أربعين و مائتين، فلما عرفوا خبره صاروا إلى المتوكل ليخبروه بأنه قد مات و هم وجلون مما
ص: 456
سيرد منه، فتلقاهم الفتح، فأخبروه، فقال لهم: إنه كان البارحة في ذكره، و سيتهمكم.
و جاءهم رجاء الزيداني بإزار منام المعتز، و فيه أثر احتلامه في تلك الليلة، فلما رآه عبيد اللّه قال: توقف قليلا، قال: أخاف أن تبشره أنت بهذه النعمة، فقال: لا و اللّه، لا فعلت، و دخل عبيد اللّه و الجماعة، و توقف رجاء فلما استقروا دخل رجاء الزيداني بالإزار و عرفه الخبر، فخرّ ساجدا للّه، و ابتدأ عبيد اللّه فهنأه، و دعا له، و وصل كلامه بأن قال: و قد طهر اللّه الأرض البارحة من عدو أمير المؤمنين، قال: و من هو؟ قال: نجاح، قال: فعلتموها يا عبيد اللّه ؟ قال: يا سيدي، هذا يوم فعلتموها أو يوم سرور و شكر، و صدقة ؟ و نهض و قد تشاغل المتوكل باحتلام المعتز، و دخل إلى قبيحة (1) فوجه الكتاب إلى قبيحة: اللّه اللّه، أشغلته عنا يومين ثلاثة ؟ و انصرفوا فجمعوا صدرا من المال الذي بقي عليهم، فحملوه، و كتبوا إليه بخبره، فتناساه و لم يعد عليهم بسببه مكروه.
و ذكر بدر مولى عبيد اللّه بن يحيى،[و كان خاصا به: أن سبب قتل نجاح كان لأبي عبيد اللّه] (2) و الكتاب عرّفوا المتوكل أنه قد ألطّ (3) بالمال لنفسه بانقباض اليد عنه، و سألوه الإذن لهم في ضربه عشرة مقارع لا يزيدون عليه فيها، ليعلم أن اليد منبسطة عليه فأذن في ذلك، و حظر تجاوزه، و إنه لما بطّح أخرجت إحدى أنثييه من بين فخذيه، و تعمدت بالضرب عليها، فمات في سبعة مقارع. و كان فيمن أخذ من أسبابه عبيد اللّه بن مخلد، فضرب بالمقارع و حبس، و أخذ جميع ما ملكه، و كان ابنه الحسين مستترا فظفر به فضرب و حبس، و أخذ جميع ما ملكه، و أخذ من وكيله، ابن عياش عشرون ألف دينار.
و ذكر ابن أبي طاهر أن المتوكل لما سلم نجاحا إلى الكتاب أمر بالقبض على كاتبه إسحاق بن سعيد بن منصور القطربلي و ضربه خمسين مقرعة، و أغرمه خمسين ألف دينار، و حلف أن لا ينقص منها شيئا و ذكر أنه أخذ منه في أيام الواثق كرها، و هو يحلف عمر بن فرج [حتى] أطلق له جارية خمسين دينارا فضرب و أخذ منه المال، و قال أحمد بن أبي طاهر في نجاح قصيدة طويلة يهجوه فيها، و منها:
ص: 457
أمسى نجاح و هو رهن بالذي *** كسبت يداه و عذره متعذر
عادت عليه عوائد السوء التي *** كانت تجول برأيه و تدبر
حسن و موسى أظهرا من عيبه *** ما كان من عين الخليفة يستر
كثر الشمات به فلست ترى أمرا *** يرثي (1) لمصرعه و لا يستعبر
ما إن رأيت مصيبة من فعلها *** حسن الشمات بها فما تستكبر
و قال أبو علي البصري فيه:
لئن كان نجم نجاح هوى *** و زلت به للحضيض القدم
فأصبح يحكم فيه الرجال *** و بالأمس عهدي به يحتكم
لما كان ذلك حتى اشتكته *** و ضجت إلى اللّه منه النعم
و حتى لأوجس منه الثريّ *** خئوفا كما أوجس المتهم
و ما للشقي إذا ما اشتكى *** و أبدى تأسفه و الندم
أ كنت ترى اللّه في حكمه *** و طول تأنيه لا ينتقم ؟
و هل يرخم (2) الناس إلاّ امرأ *** إذا ما هم استرحموه رحم
وفاتك فيها حياة الأنام *** و عصمة أموالهم و الحرم
[و منها فتوح على المسلمين *** .................] (3)
فلا أرقأ اللّه عينا بكتك *** و لا سحّت الدمع إلاّ بدم
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى قراءة حدّثنا [أبو] (4) إسماعيل عبد اللّه بن محمّد بن علي الأنصاري - إملاء - نا أبو زكريا يحيى بن عمّار - إملاء - أن أبا عقيل محمّد بن إبراهيم بن شهرادان الأديب أخبرهم قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن المنذر بن محمّد يقول:
لما قتل نجاح بن سلمة و أخذ ما كان في قصره، وجدوا رقعة فنشروها، و إذا مكتوب فيها:
كم ملك شامخ له (5) نشب *** دار عليه العقاب في سفره
فبات يغني و الموت يطلبه *** فاجأه قبل الصباح في سحره
ص: 458
فأصبح المال و الأثاث و ما *** يملك من صفوه و من كدره
لوارث شامت بمصرعه *** يجول في قصره و في حجره
فالحمد للّه لا مردّ لما *** يقضيه بين العباد من قدره
ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن القواس الورّاق قال: سخط على نجاح بن سلمة الكاتب و على ابنه أبي الفرج فقبضت أموالهما و حبسا عند موسى بن عبد الملك يوم الاثنين لثمان بقين من ذي القعدة (1)
أبو الحسن العطّار المعدّل
كان وقافا لأبي القاسم الحنائي، ثم عدل بعد ذلك.
سمع أبا الحسن بن السمسار، و أبا علي، و أبا الحسين ابني أبي نصر، و أبا بكر محمّد ابن أحمد بن محمّد بن عزون القماح، و أبا علي الحسن بن علي القيرواني الخفّاف، و أبا سهل (2) عبد اللّه بن ربيعة بن عمر البستي، و أبا عبد اللّه الحسين بن الحسن المزيدي (3)،و أبا محمّد الحسن بن علي بن المصحح، و أبا الحسام محمّد بن عبد الواحد الطبري، و أبا نصر ثابت بن الحسين بن محمّد البغدادي، و محمّد بن الحسين بن الطفّال، و أبا صادق و زاد بن جهير، و أبا القاسم نصر بن أحمد بن محمّد بن عجل، و أبا محمّد عبد اللّه بن سمعون القيرواني، و عبد العزيز بن محمّد النخشبي، و جماعة غيرهم.
و كتب الكثير، و سمع الكثير، و حدّث باليسير، و خرّج لنفسه معجم (4) أسماء شيوخه.
روى عنه: عبد العزيز الكتاني، و عمر بن عبد الكريم الدهستاني، و نصر بن إبراهيم المقدسي بالإجازة، و حدّثنا عنه أبوا (5) الحسن الفقيهان، و أبو محمّد بن الأكفاني.
ص: 459
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، أنا أبو الحسن نجا بن أحمد بن عمرو بن حرب العطّار - قراءة عليه في دكانه بدمشق سنة ست و ستين - نا أبو الحسن (1) علي بن موسى بن الحسين بن السمسار، نا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو [و] (2) يزيد بن أحمد السلمي، قالا: حدّثنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني، نا محمّد بن مسلم الطائفي، عن إبراهيم بن ميسرة الغسّاني، عن طاوس، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لم أر للمتحابين مثل التزويج»[12684].
لفظ الحديث لأبي زرعة.
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي الخطيب: نجا بن أحمد بن عمرو بن حرب بن عبد اللّه أبو الحسن العطّار الدمشقي، حدّث عن أبي الحسن بن السمسار، و أبي علي، و أبي الحسين ابني أبي محمّد بن أبي نصر و غيرهم، و دخل صور، فسمع بها من أبي الفرج بن برهان في سنة خمس و أربعين، و كان طالبا للحجّ ، و اجتاز بمصر، فسمع بها أيضا، و بالشام، و سمع بمكة، و كان عنده شيء كثير، و كان سماعه صحيحا، إلاّ أنه لم يكن له فهم بالحديث، لقيته بدمشق، و كتبت عنه، و كان نجا بن أحمد قد خرّج لنفسه معجما لأسماء شيوخه فيه من الخطأ و التصحيف ما اللّه به أعلم، و من أعجب شيء رأيته فيه أنه ذكر في باب اللام ألف من حروف المعجم حين أعوزه ذكر شيخ ابتداء اسمه لام ألف:
لا و الذي خلق السموات العلى *** أفضل من المبعوث بالآيات
خير البرية كلها و أتقاهما *** ذاك النبي محمّد المبعوث
و هذا غاية ما يكون من الجهل، و أشنع ما يكون من سخيف الشعر و العقل.
قال لنا أبو محمّد الأكفاني سنة تسع و ستين و أربعمائة [فيها] (3) توفي أبو الحسن نجا بن أحمد بن عمرو بن حرب العطّار رحمه اللّه يوم الاثنين، و دفن يوم الثلاثاء العاشر من صفر، حدّث عن أبي الحسن علي بن موسى بن الحسين بن السمسار، و أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أبي علي أحمد، و أبي الحسين محمّد ابني عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، و أبي الحسن علي بن الحسن بن بكر بن أبي رزق الربعي، و غيرهم من أصحاب عبد الوهّاب بن الحسن،
ص: 460
و ذكر أنه بدأ بسماع الحديث بعد الثلاثين و أربعمائة، و كان قد رحل إلى مصر، و سمع بها من أبي الحسن محمّد بن الحسين النيسابوري الطفال (1) و غيره من نظرائه، و كتب الكثير، و حدّث باليسير، و كان يذكر أن مولده في العاشر من المحرم من سنة أربعمائة.
ولاّه أمير الجيوش أنوشتكين الدزبري (2) إمارة دمشق، له ذكر.
أبو الفوارس الصفّار المعروف بفارس بن أبي لقمة
[سمع نصرا المقدسي، و محمد بن إبراهيم بن محمد بن أيمن الدينوري المؤدب كتبت] (3) عنه شيئا يسيرا، و كان شيخا مستورا مواظبا على صلاة الجماعة في الجامع، و لم يكن ممن يفهم.
أخبرنا أبو الفوارس نجا بن سعيد (4)،نا الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر - لفظا سنة سبع و ثمانين و أربعمائة - أنا أبو الفرج عبد الوهّاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزال البغدادي بصور، حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن عبدان بن الحسن بن مهران الصيرفي، نا أبو العباس إسحاق بن محمّد بن جابر السقطي، نا الحسين [بن سعيد] (5) البستنباني، نا يحيى ابن زياد - فهير (6)-الرقي، حدّثنا طلحة بن زيد، عن الخليل بن مرة، عن يحيى بن [أبي] (7)كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من أراد أن يشرّف اللّه تعالى له البنيان، و أن يرفع له الدرجات يوم القيامة فليعف عن من ظلمه، و ليعط من حرمه، و ليصل من قطعه، و ليحلم على من جهل عليه»[12685].
ص: 461
توفي يوم الثلاثاء السادس من صفر سنة تسع و ثلاثين و خمسمائة، و صلّى عليه العصر في الجامع، و دفن بمقبرة باب الفراديس.
شاعر مجيد، جاهلي، قال في وقعة كانت بين غسّان و بين الروم، و سليح (1) و من انحاز إليهم من نصارى العرب بين بصرى و المجفّف و هي أرض بين البرية و الريف:
أ لم يبلغك و الأنباء تنمى *** بظهر الغيب ما لاقى سنيط
تحلّق إذ سما جذع إليه *** و جذع في أرومته وسيط
بضربة ماجد كشفت غطاء *** تدر عروقه قان عبيط
سنيط هذا هو سنيط بن عوف الضّجعمي ثم السليحي القضاعي، كان عاملا للروم، و كان قد جاء إلى غسّان يستوفي منهم الإتاوة، فقتله جذع بن سنان الغسّاني، ذكر ذلك أبو عثمان بكر بن محمّد المازني النحوي.
له ذكر في كتاب أبي الحسن بن أبي العجائز (2).
أبو الثريا الحلبي المعروف بابن أبي درهم الشاعر
كان متعصبا في السنة، مظهرا لها بحلب، و قدم دمشق و أقام بها مدة، ثم عاد إلى حلب، ثم قدمها مرة أخرى.
كتبت عنه شيئا من شعره، أنشدني نجم لنفسه:
ما ازدادوا شوك إلاّ ازددت فيك *** هوى تأبى مقاصد قلبي منك ما قصدوا
و اللّه ما زهدوني فيك إذ أعذلوا *** و إنّما رغبوني في الذي زهدوا
ص: 462
سمعوا إليّ بمكروه كما شهدت *** في صدق ودك أحشائي بما شهدوا
حتى إذا استيأسوا من طاعتي لهم *** جاءوا إليك سعاة فيّ و اجتهدوا
فما وثقت بصدقي أن تكذبهم *** و لا اعتقدت بعهدي كالذي اعتقدوا
يا قلب مت (1) كمدا ممن تضنّ (2) به *** أو عش فريدا فكلّ الناس قد فسدوا
و أنشدني لنفسه مما قاله بديها:
جردت سكينك ظلما و قد *** أغناك ما جرّدت من مقلتيك
فاقطع بها ما شئت مني سوى *** شغاف قلبي، فهو ستر عليك
حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن المحسن (3) بن أحمد بن الملحي، و كتبه لي بخطه قال:
الناحم بن الشائم المعروف بابن أبي درهم رجل في البديهة لا يحابى، و في البحر لا يضاهى، أشد الناس في مذهب السّنّة، و أقواهم فيه منه... (4)،للباطنية، و له معهم مقامات يعجز عن مثلها الأسود، و يلين عندها الجلمود، سلم فيها و نصر اللّه عليهم، أنشدني أبياتا حائية استجدت منها بيتا هو:
أنا صاحي الفؤاد ما دمت سكرا *** ن و سكرانه إذا ما كنت صاحي
و أبوه الشائم شيخ من أهل بالس (5)،... (6)،فوقع بالعود بيده اليسرى، و لا يغير أوتاره.
ص: 463
7739 - موسى بن عليّ بن رباح بن قصير بن القشيب بن يثيع بن أزدة بن حجر بن جزيلة بن لخم ابن عمرو أبو عبد الرّحمن اللّخمي المصري 3
7740 - موسى بن علي بن محمّد بن علي أبو عمران النحوي الصّقلّي 11
7741 - موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث، و يقال: عمران بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل بن تارخ بن ناحور بن شاروغ بن أرغوا بن فالغ بن عابر بن شالخ ابن أرفخشد بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلح بن إدريس بن يارذ بن مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم، كليم الرّحمن صلّى اللّه عليه و سلّم 15
7741 م - موسى بن عمران أبو عمران السلمي الكفرطابي 186
7742 - موسى بن عمران بن موسى بن هلال أبو عمران السّلماسي 186
7743 - موسى بن سعيد بن العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي 188
7744 - موسى بن عيسى بن موسى بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم الهاشمي العباسي 190
7745 - موسى بن عيسى بن موسى أبو عيسى القرشي، و يقال: مولى قيس 193
7746 - موسى بن فضالة بن إبراهيم بن فضالة القرشي 195
7747 - موسى بن أبي كثير 196
7748 - موسى بن كعب بن عيينة بن عائشة بن عمرو بن سري بن عادية بن الحارث بن امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم بن مرّ بن أد بن إلياس بن مضر بن نزار أبو عيينة التميمي 196
7749 - موسى بن محمّد بن عبد اللّه بن خالد أبو عمران الخيّاط السّامريّ 198
7750 - موسى بن محمّد بن عطاء بن أيّوب، و يقال: ابن محمّد بن زيد أبو طاهر الأنصاري القرشي البلقاوي، المعروف بالمقدسي 199
7751 - موسى بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطلّب بن هاشم أبو عيسى الهاشميّ 203
ص: 464
7752 - موسى بن محمّد بن عمران بن محمّد بن مصعب بن عبد اللّه بن ثابت بن عبد اللّه بن الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى القرشي الأسدي الزبيري 204
7753 - موسى بن محمّد بن أبي عوف أبو عمران المزني الصفّار 205
7754 - موسى بن محمّد بن يعقوب بن الريّان أبو عمران العكبري المقرئ 207
7755 - موسى بن محمّد أبو هارون البكّاء 207
7756 - موسى بن محمّد بن عمران الأثط 209
7757 - موسى بن مروان أبو عمران البغدادي 209
7758 - موسى بن نصير أبو عبد الرّحمن 211
7759 - موسى بن نضير أبو عمران البعلبكي 224
7760 - موسى بن وردان أبو عمر القرشي 224
7761 - موسى بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان 230
7762 - موسى بن هارون بن موسى بن خلف بن عيسى بن أبي سعيد... بن أبي درهم أبو هارون التّجيبي الأندلسيّ الوشقي 231
7763 - موسى بن هشام بن أحمد بن العلاء أبو عمران الورّاق الدينوري 231
7764 - موسى بن يحيى بن خالد بن برمك البرمكي 232
7765 - موسى بن يزيد بن عبد الرّحمن أبو عمران الإسفنجي، ثم النيسابوري 239
7766 - موسى بن يسار الأردنيّ 240
7767 - موسى بن يسار أبو محمّد القرشي مولاهم المديني المعروف بموسى شهوات 244
7768 - موسى بن يوسف بن موسى بن راشد أبو عوانة الرازي 249
7769 - موسى الحضرمي 252 ذكر من اسمه مؤمّل
7770 - المؤمّل بن أحمد بن المؤمّل بن أحمد أبو البركات المصّيصي، يعرف بابن أصيبعات القزّاز 252
7771 - مؤمّل بن إهاب، و يقال: يهاب بن قفل بن سدل أبو عبد الرّحمن الرّبعي 253
7772 - المؤمّل بن الحسن بن علي بن الحسن أبو القاسم الكفرطابي الشاهد 259
7773 - المؤمّل بن العباس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي 259
7774 - المؤمّل بن العباس 259
7775 - المؤمّل بن عبد اللّه القرشي 259
7776 - المؤمّل بن الفضل بن مجاهد، و يقال: ابن الفضل بن عمير أبو سعيد الحرّاني 259
ص: 465
ذكر من اسمه مؤمن
7777 - مؤمن بن الوليد المقتول بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي 261 ذكر من اسمه مؤنس
7778 - مؤنس المطهر 262 ذكر من اسمه مهاجر
7779 - المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرّة بن كعب القرشي المخزوميّ 262
7780 - المهاجر بن أبي مسلم، و اسم أبي مسلم: دينار مولى أسماء بنت يزيد الأنصاريّة الأشهلية 266
7781 - المهاجر بن عبد اللّه الكلابي 269
7782 - المهاجر بن أبي المهاجر 270
7783 - المهاجر بن يزيد أبو عبد اللّه العامري مولاهم 271
7784 - مهاجر 272
7785 - مهاجر أبو معدان، و يقال: معدان مولى أبي الحكم الثقفي 273 ذكر من اسمه مهدي
7786 - مهدي بن إبراهيم 275
7787 - مهدي بن جعفر بن جبهان بن بهرام أبو محمّد، و يقال: أبو عبد الرّحمن الرّملي الزاهد 277
ذكر من اسمه مهلّب
7788 - المهلّب بن أبي صفرة ظالم بن سراق بن صبح بن كندي بن عمرو بن عدي بن وائل بن الحارث بن العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو بن مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد أبو سعيد الأزدي العتكي 280
ذكر من اسمه مهلهل
7789 - مهلهل القرشي 305
7790 - مهلهل بن يموت، و اسمه محمّد بن المزرّع بن يموت بن موسى بن سيّار بن حكيم بن جبلة بن حكيم، و يقال: حصين بن الأسود بن كعب بن عامر بن الحارث بن الديل بن عمرو ابن غنم بن وديعة بن بكير بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن
ص: 466
ربيعة بن نزار أبو نضلة العبدي 305
ذكر من اسمه مهنّد
7791 - مهنّد بن عبد الرّحمن بن عبيد، و يقال: مهدي بن عبد الرّحمن بن عبيدة بن حاضر دمشقي 307
ذكر من اسمه مهنّى
7792 - مهنّى بن علي بن المهنّا أبو نصر المعرّي المعروف بالناظر 309
7793 - مهنّى بن يحيى أبو عبد اللّه الشّامي 310 ذكر من اسمه ملاّس
7794 - ملاّس بن قسيم النميري، و يقال: الغسّاني 313 ذكر من اسمه ميّاس
7795 - ميّاس بن مهري بن كامل أبو رافع بن الصقيل القشيري الأمير 313
ذكر من اسمه ميسرة
7796 - ميسرة غلام خديجة 315
7797 - ميسرة بن مسروق العبسي 317
7798 - ميسرة مولى فضالة [دمشقي] 320 ذكر من اسمه ميسّر
7799 - ميسّر بن هبة اللّه بن محمّد بن مسعر أبو الحسن التنوخي المعري القاضي 323
ذكر من اسمه ميمون
7800 - ميمون بن أحمد بن عمّار بن نصير السّلمي 323
7801 - ميمون بن إبراهيم أبو إسحاق البغدادي الكاتب 324
7802 - ميمون بن إسماعيل 324
7803 - ميمون بن الحسن بن إسماعيل البصري الدبّاس 325
7804 - ميمون بن علي بن يعقوب بن علي بن أبي البختري وهب بن وهب بن كبير بن عبد اللّه ابن زمعة بن الأسود بن المظفّر بن أسد بن عبد العزّى بن قصي القرشي الأسدي 326
7805 - ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة
ص: 467
ابن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي ابن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان أبو بصير، و يقال: أبو بشر الثعلبي الشاعر المعروف بالأعشى 327
7806 - ميمون بن مهران أبو أيّوب مولى بني أسد الجزري 336
7807 - ميمون الرومي المعروف بالجرجماني 369
حرف النون [ذكر من اسمه] نابت
7808 - نابت بن يزيد 370 [ذكر من اسمه] ناتل
7809 - ناتل بن قيس بن يزيد بن حياء بن امرئ القيس بن ثعلبة بن حبيب بن ذبيان بن عوف ابن أنمار بن مازن بن سعد بن مالك بن أفصى بن حرام بن جذام بن عدي بن الحارث ابن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن غريب بن زيد بن كهلان بن سبأ الجذامي 372
[ذكر من اسمه] ناجد
7810 - ناجد بن سمرة الكناني 378
7811 - نازوك 379 [ذكر من اسمه] ناشب
7812 - ناشب بن عمرو أبو عمرو الشّيباني 380
[ذكر من اسمه] ناشرة
7813 - ناشرة بن سمي اليزني المصري 381
[ذكر من اسمه] ناصح
7814 - ناصح أبو عبد اللّه 385
ذكر من اسمه ناصر
7815 - ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد أبو الفتح القرشي المعروف بابن الواسن النجار 386
7816 - ناصر بن محمّد أبو المكارم المروزي ثم البغدادي، ثم الصّوفي 387
ص: 468
7817 - ناصر بن محمود بن علي أبو الفضائل القرشي الصائغ 389
7818 - ناصر الجرجاني 390
7819 - ناعم بن مرثد 390 [ذكر من اسمه] ناغضة
7820 - ناغضة بن حريث الكلبي ثم الطالحي 391
ذكر من اسمه نافع
7821 - نافع بن الأسود بن قطبة بن مالك أبو نجيد التّميمي 391
7822 - نافع بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي بن كلاب أبو محمّد، و يقال: أبو عبد اللّه القرشي المدني 396
7823 - نافع بن دريد، و يقال: ابن ذؤيب 409
7824 - نافع بن علقمة النوفلي 410
7825 - نافع بن غيلان بن سلمة بن معتّب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس 412
7826 - نافع بن كيسان 413
7827 - نافع بن مالك بن أبي عامر أبو سهيل الأصبحي المدني 416
7828 - نافع أبو عبد اللّه 421
7829 - نافع والد المنذر بن نافع 443
7830 - نافع مولى عبد اللّه بن جعفر 444
7831 - نباتة القرشي المصري مولى عبد العزيز بن مروان 444
7832 - نباتة الجذامي البصري 445
7733 - نبهان بن إسحاق بن مقداس أبو أحمد البسكاسي 445
7834 - نبيه بن صؤاب أبو عبد الرّحمن المهري 446
نجاح
7835 - نجاح بن سلمة بن نجاح بن عتاب بن نهار بن خيار بن نهار بن بسطام، و عتّاب هو أخو زياد جد يحيى بن معين بن عون بن زياد أبو الفضل 451
ذكر من اسمه نجا
7836 - نجا بن أحمد بن عمرو بن حرب بن عبد اللّه أبو الحسن العطّار المعدّل 459
7837 - نجا بن إبراهيم 461
ص: 469
7838 - نجا بن سعيد بن حمزة أبو الفوارس الصفّار المعروف بفارس بن أبي لقمة 461
7839 - نجبة بن الأسود الغسّاني 462 [ذكر من اسمه] نجم
7840 - نجم مولى سليمان بن هشام بن عبد الملك الأموي 462
7841 - نجم بن عبد المنعم بن الحسن بن الخضر أبو الثريا الحلبي المعروف بابن أبي درهم الشاعر 462.
ص: 470